روابط مصاحف م الكاب الاسلامي

روابط مصاحف م الكاب الاسلامي
 

ب ميك

المدون

 

الأحد، 5 يونيو 2022

مج 8. و9. السلسلة الضعيفة محمد ناصر الدين الألباني

مج 8. و9. السلسلة الضعيفة محمد ناصر الدين الألباني

مج 8.  السلسلة الضعيفة محمد ناصر الدين الألباني

1939 - " لا تلعنوا تبعا فإنه قد كان أسلم " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 413 :
ضعيف . رواه ابن وهب في " الجامع " ( ص 1 ) : حدثني ابن لهيعة أن عمرو بن
جابر الحضرمي حدثه أنه سمع سهل بن سعد الساعدي صاحب رسول الله صلى الله
عليه وسلم يقول : فذكره . قلت : و هذا سند ضعيف من أجل الحضرمي فإنه شيعي ضعيف
. و قد أخرجه أحمد في " مسنده " ( 5 / 340 ) من طريق أخرى عن ابن لهيعة به ، و
لفظه : " لا تسبوا ... " . قلت : و هو بهذا اللفظ ثابت ، لأن له شواهد ، ذكرته
من أجلها في " الصحيحة " برقم ( 2427 ) .

(4/438)


1940 - " من تبرأ من ولده أتا يوم القيامة معقودا بين طرفيه " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 413 :
ضعيف . رواه ابن وهب في " الجامع " ( 2 ) بسند صحيح عن ابن شهاب مرفوعا
. قلت : و هذا سند ضعيف لإرساله أو إعضاله . و هو مما خلت منه " الجوامع " :
" الجامع الكبير " ، و " الجامع الصغير " ، و " الزيادة عليه " ، و الجامع
الأزهر " ! و كذلك الأحاديث الثلاثة التالية .

(4/439)


1941 - " من العباد عباد لا يكلمهم الله يوم القيامة و لا يزكيهم و لا يطهرهم و لا
ينظر إليهم : المتبرىء من والديه رغبة عنهما ، و المتبرىء من ولده ، و رجل أنعم
عليه قوم فكفر نعمتهم و تبرأ منهم " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 414 :

ضعيف . رواه ابن وهب في " الجامع " ( 2 - 3 ) عن زبان بن فائد عن سهل بن
معاذ عن أبيه مرفوعا . قلت : و هذا إسناد ضعيف ، زبان بن فائد قال الحافظ :
" ضعيف الحديث مع صلاحه و عبادته " . و الحديث من الأحاديث التي خلت منها "
الجوامع " كما تقدم التنبيه عليه آنفا .

(4/440)


1942 - " كل العرب من ولد إسماعيل بن إبراهيم عليه السلام " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 414 :
ضعيف . أخرجه ابن وهب في " الجامع " ( ص 5 ) و ابن سعد في " الطبقات " ( 1
/ 51 ) عن ابن لهيعة عن ابن أنعم عن أخي بكر بن سوادة أنه سمع علي بن رباح
اللخمي يقول : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره . قلت : و هذا إسناد
ضعيف مرسل ، فابن رباح تابعي ثقة . و أخو بكر بن سوادة لم أعرفه . و ابن أنعم
ضعيف ، و اسمه عبد الرحمن بن زياد الأفريقي .

(4/441)


1943 - " إن مثل الأشعريين في الناس كصرار المسك " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 414 :

ضعيف . أخرجه ابن وهب في " الجامع " ( ص 4 ) : و أخبرني سعيد بن أبي أيوب
عن شرحبيل بن شريك قال : سمعت علي بن رباح يقول : قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم : فذكره . قلت : و هذا إسناد ضعيف ، رجاله ثقات رجال مسلم ، فإنما
علته الإرسال .

(4/442)


1944 - " احفظوني في العباس ، فإنه بقية آبائي ، و إن عم الرجل صنو أبيه " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 415 :
ضعيف . أخرجه الخطيب في " تاريخ بغداد " ( 10 / 68 ) عن يزيد بن أبي زياد
عن عبد الله بن الحارث قال : حدثني عبد المطلب بن ربيعة بن الحارث بن عبد
المطلب قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره . قلت : و هذا إسناد
ضعيف ، يزيد بن أبي زياد هو الهاشمي مولى عبد الله بن الحارث قال الحافظ : "
ضعيف ، كبر فتغير ، و صار يتلقن " . و أخرجه الطبراني في " المعجم الصغير " ( ص
119 ) من حديث الحسن بن علي رضي الله عنهما مرفوعا به دون قوله : " و إن عم
الرجل ... " . و إسناده ضعيف فيه من لا يعرف ، و من ضعف ، كما شرحته في " الروض
النضير " رقم ( 289 ) . و كذلك أخرجه ابن عدي و غيره من حديث علي رضي الله عنه
، و إسناده ضعيف جدا ، و قد روي باللفظ الآتي : ( تنبيه ) : قوله : " إن عم
الرجل صنو أبيه " . صحيح جاء في حديث لمسلم عن أبي هريرة ، مخرج في " الإرواء "
( 858 ) .

(4/443)


1945 - " استوصوا بالعباس خيرا ، فإنه عمي و صنو أبي " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 415 :
ضعيف جدا . رواه ابن وهب في " الجامع " ( ص 15 ) و ابن عدي ( 197 / 2 ) و
عنه ابن عساكر ( 8 / 463 / 1 ) و ابن السماك في " جزء من حديثه " ( 67 / 1 ) و
عنه ابن عساكر أيضا ، عن حسين بن عبد الله بن ضمرة عن أبيه عن جده عن علي بن
أبي طالب مرفوعا . قلت : و هذا إسناد واه جدا ، الحسين هذا كذبه مالك و أبو
حاتم و غيرهما . و قال ابن معين : " ليس بثقة و لا مأمون " . و له شاهد من حديث
ابن عباس أخرجه الطبراني ( 3 / 110 / 1 ) عن زيد بن الحريش : أخبرنا عبد الله
بن خراش عن العوام بن حوشب عن مجاهد عن ابن عباس مرفوعا . و لكنه ضعيف جدا ،
عبد الله بن خراش قال الحافظ : " ضعيف ، و أطلق عليه ابن عمار الكذب " . و زيد
بن الحريش قال ابن حبان في " الثقات " ( 8 / 251 ) : " ربما أخطأ " . و قال ابن
القطان : " مجهول الحال " .

(4/444)


1946 - " رحم الله والدا أعان ولده على بره ، قالوا : كيف يا رسول الله ؟ قال : يقبل
إحسانه ، و يتجاوز عن إساءته " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 416 :
ضعيف . أخرجه ابن وهب في " الجامع " ( ص 21 ) قال : بلغني عن عطاء بن أبي
رباح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : فذكره . قلت : و هذا إسناد ضعيف
لإرساله و انقطاعه . و قد روي موصولا ، أخرجه أبو عبد الرحمن السلمي في " آداب
الصحبة " ( 147 / 1 ) عن أحمد بن علي بن مهدي بن صدقة : حدثنا أبي حدثنا علي بن
موسى الرضا عن أبيه عن جعفر ابن محمد عن أبيه عن علي رضي الله عنه مرفوعا به ،
دون قوله : " قالوا ... " . و هذا إسناد واه جدا ، ابن صدقة هذا أورده الذهبي ،
فقال : " عن أبيه عن علي بن موسى الرضا . و تلك نسخة مكذوبة ، اتهمه الدارقطني
بوضع الحديث ، و ما علمت للرضا شيئا يصح عنه " . و أبوه علي بن مهدي بن صدقة ،
لم أعرفه ، و لم يورده الذهبي و لا العسقلاني في كتابيهما . و الحديث دون
الزيادة قال العراقي في " تخريج الإحياء " ( 2 / 193 ) : رواه أبو الشيخ ابن
حيان في " كتاب الثواب " من حديث علي بن أبي طالب و ابن عمر بسند ضعيف ، و رواه
النوقاني من رواية الشعبي مرسلا " .

(4/445)


1947 - " إن روحي المؤمنين ليلتقيان على مسيرة يوم ، و ما رأى أحدهما صاحبه ( قط ) " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 417 :
ضعيف . أخرجه ابن وهب في " الجامع " ( ص 27 ) و أحمد في " المسند " ( 2 /
175 و 220 ) و البخاري في " الأدب المفرد " ( 261 ) من طريق دراج عن عيسى بن
هلال الصدفي عن عبد الله بن عمرو بن العاص عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
أنه قال : فذكره . قلت : و هذا سند ضعيف ، عيسى بن هلال الصدفي في النفس من
حديثه شيء ، و قد وثقه ابن حبان ، و أشار الذهبي في " الكاشف " إلى تضعيف
توثيقه بقوله : " وثق " . و قال الحافظ : " صدوق " . و دراج ضعيف ، أورده
الذهبي في " الضعفاء " ، و قال : " ضعفه أبو حاتم ، و قال أحمد : أحاديثه
مناكير " . و بهذا أعله المناوي ، و لكنه أعله بابن لهيعة أيضا ، و ليس بشيء
لأنه متابع عند ابن وهب و البخاري .

(4/446)


1948 - " لو بغى جبل على جبل ، لجعل الله عز وجل الباغي منهما دكا " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 417 :
ضعيف . رواه ابن لال عن أبي هريرة مرفوعا ، كما في " الجامع الكبير " (
2 / 142 / 1 ) و كذا في " الجامع الصغير " أيضا ، لكنه ذكره بلفظ : " لو بغى
جبل على جبل ، لدك الباغي منهما " . فلا أدري أي اللفظين منهما هو لفظ ابن لال
عن أبي هريرة ! و أما إسناده ، فلم أقف عليه ، و بيض له المناوي ، فلم يتكلم
عليه بشيء ، و لكنه تعقب السيوطي بقوله : " و ظاهره أن المصنف لم يره مخرجا
لأشهر منه ، و لا أمثل ، و هو ذهول عجيب ، فقد خرجه البخاري في " الأدب المفرد
" باللفظ المذكور عن ابن عباس ، و كذا البيهقي في " الشعب " و ابن حبان و ابن
المبارك و ابن مردويه و غيرهم ، فاقتصاره على ابن لال من ضيق العطن " . قلت : و
في هذا التعقب تحامل ظاهر على السيوطي ، بل فيه إيهام فاحش ، من وجوه : الأول :
أنه يوهم أن هؤلاء جميعا أخرجوه مرفوعا ، و ليس كذلك ، فالبخاري مثلا إنما
أخرجه موقوفا كما يأتي . الثاني أنه يوهم أنهم أخرجوه كلهم عن ابن عباس ، و هو
خلاف الواقع ، فابن حبان أخرجه في " الضعفاء " ( 1 / 155 ) عن أنس ، في ترجمة
أحمد بن محمد بن الفضل ، و قال : " إنه كان يضع الحديث " . و ابن مردويه رواه
عن ابن عمر كما في " المقاصد الحسنة " ( ص 342 / 888 ) و كذا ابن عدي في "
الكامل " ( 12 / 1 ) و منه تبين أن فيه إسماعيل بن يحيى التيمي ، و هو كذاب
وضاع . و ابن المبارك رواه في " الزهد " عن فطر بن خليفة عن أبي يحيى عن مجاهد
مرسلا . و كذلك ذكره ابن أبي حاتم في " العلل " ( 2 / 341 ) ، و قال : " اختلف
فيه على أبي يحيى القتات ، و رواه الثوري و إسرائيل عن أبي يحيى القتات عن
مجاهد عن ابن عباس . فقال أبي : حديث مجاهد عن ابن عباس قوله أصح " . قلت : و
هكذا موقوفا عليه أخرجه البخاري في " الأدب المفرد " ( 588 ) : حدثنا أبو نعيم
قال : حدثنا فطر عن أبي يحيى سمعت مجاهدا عن ابن عباس به . و هكذا رواه البيهقي
في " الشعب " . و أما ابن مردويه فرواه من طريق فطر به مرفوعا . قلت : و أبو
يحيى القتات لين الحديث ، فهو ضعيف مرفوعا و موقوفا ، لكنه قد توبع على وقفه ،
فقال ابن وهب في " الجامع " ( ص 44 ) : أخبرني يحيى بن أيوب عن عبيد الله بن
زحر عن سليمان عن مجاهد عن ابن عباس أنه قال : فذكره . و سليمان هو الأعمش ، و
ابن زحر ضعيف ، لكنه قد توبع ، فقال علي بن حرب الطائي في " حديثه " ( 79 / 1 )
: حدثنا أبو معاوية قال : حدثنا الأعمش به . و تابعه الثوري عن الأعمش به .
رواه ابن مردويه . و هذا إسناد صحيح . فالصواب في الحديث الوقف . و بالله
التوفيق .

(4/447)


1949 - " من لم يقبل رخصة الله كان عليه من الإثم مثل جبال عرفه " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 419 :
منكر . رواه أحمد في " المسند " ( 2 / 71 ) و عبد بن حميد في " المنتخب من
مسنده " . ( 91 / 2 ) و ابن عبد الحكم في " فتوح مصر " ( 265 و 292 ) من طرق عن
ابن لهيعة : حدثنا أبو طعمة قال : كنت عند ابن عمر إذ جاءه رجل فقال : يا
أبا عبد الرحمن إني أقوى على الصيام في السفر ؟ فقال : فذكره مرفوعا . و خالفهم
قتيبة بن سعيد فقال : عن ابن لهيعة عن رزيق الثقفي عن عبد الرحمن بن شماسة عن
عقبة بن عامر مرفوعا . أخرجه أحمد ( 4 / 158 ) و ابن منده في " المعرفة " ( 2 /
92 / 2 ) و كذا الطبراني في " الأوسط " ( 1 / 104 / 2 ) و قال : " لا يروى عن
عقبة إلا بهذا الإسناد تفرد به ابن لهيعة " . قلت : و هو ضعيف لسوء حفظه ، و قد
اضطرب في إسناده كما ترى ، و كأن الهيثمي لم يتنبه لهذا ، فإنه بعد أن ساقه من
الوجه الأول ( 3 / 162 ) و حسن إسناده ، ساقه من هذا الوجه ، و قال : " رواه
أحمد ، و الطبراني في " الأوسط " ، و فيه رزيق الثقفي ، و لم أجد من وثقه و لا
جرحه ، و بقية رجاله ثقات " ! كذا قال ، و هو من تساهله المعروف ، فابن لهيعة
فيه كلام كثير لسوء حفظه ، و اضطرابه في هذا الحديث يؤيد ذلك ، و لذلك قال
البخاري في حديثه هذا كما في " الميزان " ، و أقره : " منكر " . قلت : و منه
يعلم أن قول الحافظ المنذري عن شيخه الحافظ أبي الحسن : أنه قال : " إسناد أحمد
حسن " . فليس بحسن ، لضعف ابن لهيعة ، و اضطرابه في إسناده ، و استنكار الإمام
البخاري إياه ، و إن كان العراقي حسنه أيضا كما نقله عنه المناوي ، و تبعه في
" التيسير " .

(4/448)


1950 - " ثلاث من كن فيه فهي راجعة على صاحبها : البغي و المكر و النكث ، ثم قرأ *( و
لا يحيق المكر السيء إلا بأهله )* و قال : *( يا أيها الناس إنما بغيكم على
أنفسكم )* و قرأ *( فمن نكث فإنما ينكث على نفسه )* " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 420 :
ضعيف . رواه أبو نعيم في " أخبار أصبهان " ( 2 / 71 ) و عنه الخطيب ( 8 /
450 ) عن النضر بن هشام : حدثنا مروان بن صبيح حدثنا عبد العزيز بن صهيب عن
أنس بن مالك مرفوعا . قلت : و هذا إسناد ضعيف ، مروان بن صبيح قال الذهبي في
" الميزان " : " لا أعرفه ، و له خبر منكر " . ثم ساق له هذا من طريق أبي نعيم
، و قال عقبه : " النضر ، قال ابن أبي حاتم : أصبهاني صدوق " . و وقع في "
اللسان " : " النضر ، قال ابن أبي حاتم : مروان الأصبهاني صدوق " . و هذا خطأ
مطبعي ، و الصواب ما في " الميزان " كما يشهد له ما في " الجرح و التعديل " ( 4
/ 1 / 481 ) و لم يورد مروان هذا أصلا . و الحديث رواه أبو الشيخ أيضا و ابن
مردويه معا في " التفسير " من هذا الوجه كما في " الجامع الصغير " ، و قال في "
التيسير " : " إسناده ضعيف " .

(4/449)


1951 - " ثلاث من فعلهن فقد أجرم : من اعتقد لواء في غير حق ، أو عق والديه ، أو مشى
مع ظالم لينصره فقد أجرم ، يقول الله سبحانه : *( إنا من المجرمين منتقمون )* "
.

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 421 :
ضعيف . رواه الثعلبي ( 3 / 89 / 1 ) و الواحدي في " الوسيط " ( 3 / 203 / 2
) عن إسماعيل بن عياش عن عبد العزيز بن عبيد الله عن عبادة بن نسي عن جنادة بن
أبي أمية عن معاذ بن جبل مرفوعا . قلت : و هذا إسناد ضعيف ، رجاله ثقات غير
عبد العزيز بن عبيد الله ، و هو ابن حمزة ابن صهيب ، قال الذهبي : " واه ، ضعفه
أبو حاتم و ابن معين و ابن المديني ، و ما روى عنه سوى إسماعيل بن عياش " . و
من طريقه رواه ابن منيع " في المعجم " ، و ابن جرير ، و ابن أبي حاتم كما في
" الجامع الكبير " . و الطبراني في " الكبير " ( 20 / 61 / 112 ) و به أعله
الهيثمي في " المجمع " ( 7 / 90 ) و أقره المناوي في " الفيض " ، و من ثم جزم
بضعف إسناده في " التيسير " .

(4/450)


1952 - " ثلاث من كن فيه وقي شح نفسه : من أدى الزكاة و قرى الضيف و أعطى في النائبة
" .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 421 :
ضعيف . رواه الطبراني ( 1 / 205 / 2 ) عن إبراهيم بن إسماعيل بن مجمع عن
مجمع بن يحيى عن عمه خالد بن زيد بن جارية مرفوعا . قال الهيثمي ( 3 / 68 )
: " و إبراهيم بن إسماعيل بن مجمع ضعيف " . قلت : و له طريق أخرى أخرجه في "
الصغير " ( ص 25 ) عن زكريا بن يحيى الوقار : حدثنا بشر بن بكر عن الأوزاعي عن
يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن جابر مرفوعا . و قال : " لم يروه عن الأوزاعي
، إلا بشر ، تفرد به زكريا " . قلت : و هو ضعيف أيضا كما قال الهيثمي ، بل هو
هالك فقد كذبه غير واحد . لكن تابعه عمر بن علي المقدمي عن مجمع بن يحيى بن
جارية به بلفظ : " برىء من الشح من أدى ... " الحديث . و المقدمي هذا ثقة ، و
لكنه كان يدلس شديدا كما قال الحافظ ، لكنه توبع كما يأتي . و الحديث أورده
السيوطي باللفظ الثاني من رواية هناد و أبي يعلى و الطبراني عن خالد ابن زيد بن
جارية . و عزاه الحافظ في " الإصابة " للأخيرين فقط من طريق مجمع بن يحيى به ،
و قال : " إسناده حسن ، لكن ذكره ( يعني خالد بن زيد ) البخاري و ابن حبان في
التابعين " . قلت : فهذه علة أخرى في الحديث ، ألا و هي الإرسال . و أما تحسين
الحافظ لإسناده ، فلعله عند أبي يعلى من غير الطريقين المتقدمين عن مجمع ، و
ذلك ما أستبعده . و الله أعلم . ثم صدق ظني حين رأيت ابن حبان قد أخرج الحديث
في " الثقات " ( 4 / 202 ) من طريق أبي يعلى - و هو شيخه - بسنده عن ابن
المبارك عن مجمع بن يحيى به لم يجاوز خالدا . و هكذا رواه هناد في " الزهد " (
2 / 514 / 1060 ) من طريق أخرى عن مجمع به . و قال ابن حبان : " مرسل " .

(4/451)


1953 - " إن الله عند لسان كل قائل ، فاتقى الله امرؤ و علم ما يقول " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 422 :
ضعيف . رواه القضاعي ( 93 / 1 ) عن عبد الله بن المبارك قال : أخبرنا عمر
بن ذر عن أبيه مرفوعا . و هو في " الزهد " لابن المبارك " ( 171 / 1 - 2 من
الكواكب 575 ، برقم 367 - ط ) و رواه أبو نعيم في " الحلية " ( 8 / 352 ، 9 /
44 ) و الخطيب في " تاريخه " ( 9 / 329 ) من طرق عن عمر بن ذر به . و هذا إسناد
رجاله ثقات لكنه معضل ، فإن ذرا لم يسمع من أحد من الصحابة . و قد روي موصولا ،
أخرجه أبو نعيم ( 8 / 160 ) من طريق وهيب بن الورد المكي عن محمد بن زهير عن
ابن عمر مرفوعا به . و قال : " غريب لم نكتبه متصلا مرفوعا إلا من حديث وهيب
" . قلت : و محمد بن زهير هذا مجهول كما قال الذهبي . و رواه ابن وهب في
" الجامع " ( 54 ) : حدثني مسلمة ( يعني ابن علي ) عن العدوي عن رجل عن أبيه عن
أبيه عن أنس بن مالك مرفوعا به . و هذا إسناد هالك ، مسلمة و هو الخشني متهم ،
و من فوقه مجاهيل .

(4/452)


1954 - " ما كرهت أن تواجه به أخاك فهو غيبة " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 423 :
ضعيف . رواه ابن عساكر ( 14 / 339 / 2 ) عن أحمد بن صالح بن أرسلان الفيومي
- بمكة - : حدثنا أبو الفيض ذو النون بن إبراهيم المصري : حدثني يونس - يعني
ابن زيد - حدثني الزهري عن أنس مرفوعا . قلت : و هذا إسناد ضعيف ، أحمد بن
صالح هذا أظنه المكي ، السواق ضعفه الدارقطني و غيره . لكن وقع في الرواة عن ذي
النون المصري من " اللسان " : أحمد بن صبيح الفيومي . وقع ذلك في موضعين منه ،
فلا أدري هل الصواب هذا ، أم ما في " التاريخ " . و ابن صبيح لم أجد له ترجمة .
و ذو النون قال الدارقطني : " روى عن مالك أحاديث فيها نظر " . و قد خولف في
إسناد هذا الحديث ، فقال ابن وهب في " الجامع " ( ص 54 ) : " و حدثني من سمع
عقيل بن خالد يحدث عن ابن شهاب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : فذكره "
. قلت : فأرسله . و لعله الصواب . و قد رواه ابن وهب من طريق أخرى ، بلفظ آخر ،
يأتي بعد حديث ، و هو أصح . و الحديث أورده السيوطي من رواية ابن عساكر ، و بيض
له المناوي ، فلم يتكلم على إسناده بشيء في كل من كتابيه ، فالظاهر أنه لم يقف
على إسناده .

(4/453)


1955 - " ما كان و لا يكون إلى يوم القيامة مؤمن ، إلا و له جار يؤذيه " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 424 :
موضوع . رواه ابن شاهين في " الترغيب " ( 298 / 1 ) : حدثنا علي بن محمد بن
مهرويه القزويني حدثنا داود بن سليمان القزويني حدثنا علي بن موسى الرضا حدثنا
موسى بن جعفر عن أبيه جعفر بن محمد عن أبيه محمد بن علي عن أبيه علي بن الحسين
عن أبيه الحسين ابن علي عن أبيه علي بن أبي طالب رفعه . قلت : و هذا إسناد
موضوع ، آفته داود بن سليمان القزويني ، و هو الجرجاني الغازي ، قال الذهبي :
" كذبه يحيى بن معين ، و لم يعرفه أبو حاتم ، و بكل حال ، فهو شيخ كذاب ، له
نسخة موضوعة عن الرضا ، رواه علي بن محمد بن جهرويه القزويني الصدوق عنه ... "
ثم ذكر له بهذا الإسناد حديثين غير هذا . و لقد أبعد المناوي النجعة ، فأعله
بالرضا ، فقال : " و فيه علي بن موسى الرضا . قال ابن طاهر : يأتي عن آبائه
بعجائب . و قال الذهبي : الشأن في صحة الإسناد إليه " ! قلت : فلم يصنع المناوي
شيئا ، و إنما العلة من الراوي عن الرضا كما عرفت . و الحديث في " الجامع " من
رواية الديلمي فقط ! و هو أخرجه ( 3 / 29 / 1 ) من طريق ابن شاهين .

(4/454)


1956 - " خير ما أعطي الإنسان الخلق الحسن ، و إن شر ما أعطي الإنسان الخلق السيء في
الصورة الحسنة ، و ما كرهت أن يعلمه الناس إذا عملته ، فلا تعمله " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 425 :
ضعيف . أخرجه ابن وهب في " الجامع " ( ص 65 ) : أخبرني أشهل بن حاتم عن
شعبة بن الحجاج عن أبي إسحاق عن رجل قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
فذكره . قلت : و هذا إسناد ضعيف لجهالة الرجل الذي لم يسم ، و ما استظهره
المناوي أنه صحابي ، ليس بظاهر ، كيف و لو كان كذلك لصرح أبو إسحاق - و هو
السبيعي - بذلك ، بل إن عدم تصريحه بذلك يدل على أنه لم يعرف كونه صحابيا ، و
إلا لم يعمه علينا إن شاء الله تعالى . و أشهل بن حاتم صدوق يخطىء كما في "
التقريب " . و الحديث أورده السيوطي من رواية ابن أبي شيبة دون الشطر الثاني
منه . لكن طرفا الحديث قد ثبتا من طرق أخرى ، من حديث أسامة بن شريك ، و الأول
إسناده صحيح و صححه ابن حبان و الحاكم كما في تخريجي " للمشكاة " ( 5079 ) ، و
الآخر حسن لغيره كما بينته في الكتاب الآخر ( 1055 ) .

(4/455)


1957 - " ما أذن الله لعبد في شيء أفضل من ركعتين يصليهما ، و إن البر ليذر على رأس
العبد ما دام في صلاته ، و ما تقرب العباد إلى الله بمثل ما خرج منه - يعني
القرآن " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 425 :
ضعيف . أخرجه الترمذي ( 2 / 150 ) و أحمد ( 5 / 268 ) و ابن نصر في "
الصلاة " ( ق 30 / 2 ) و أبو بكر الكلاباذي في " مفتاح المعاني " ( 156 / 2 )
من طريق بكر بن خنيس عن ليث بن أبي سليم عن زيد بن أرطاة عن أبي أمامة
مرفوعا . و قال الترمذي : " حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه ، و بكر بن
خنيس قد تكلم فيه ابن المبارك ، و تركه في آخر عمره . و قد روي هذا الحديث عن
زيد بن أرطاة عن جبير بن نفير عن النبي صلى الله عليه وسلم " . قلت : ثم ساق
إسناده بذلك إلى جبير بن نفير مرسلا مرفوعا بالجملة الأخيرة فقط بلفظ : " إنكم
لن ترجعوا إلى الله بشيء أفضل ... " . و قد أورده الهيثمي في " المجمع " ( 2 /
250 ) بتمامه عن جبير بن نفير ( و في الأصل نوفل و هو تصحيف ) مرسلا مرفوعا . و
قال : " رواه الطبراني في " الكبير " و فيه ليث بن أبي سليم و فيه كلام " . و
الحديث روى الجملة الأخيرة منه ابن نصر في " قيام الليل " ( ص 71 ) من طريق شيخ
أحمد فيه هاشم بن القاسم : حدثنا بكر بن خنيس به . و الحديث المرسل أخرجه
الترمذي من طريق عبد الرحمن بن مهدي عن معاوية عن العلاء ابن الحارث عن زيد بن
أرطاة به . و هذا مع إرساله فيه العلاء بن الحارث ، و كان قد اختلط . و قد وصله
عبد الله بن صالح ، فقال : حدثني معاوية بن صالح بإسناده عن جبير بن نفير عن
عقبة بن عامر الجهني مرفوعا به . أخرجه الحاكم ( 2 / 441 ) و قال : " صحيح
الإسناد " . و وافقه الذهبي . و فيه أن عبد الله بن صالح فيه ضعف ، فلا يحتج به
إذا تفرد فكيف إذا خالف ؟ فكيف إذا كان المخالف الحافظ الثقة ابن مهدي ، فقد
أرسله كما رأيت ، فأنى له الصحة ؟ و لاسيما أن مداره موصولا و مرسلا على العلاء
، و قد عرفت حاله ، و قد قال الإمام البخاري في " خلق أفعال العباد " ( ص 91 )
بعد أن ذكر الحديث معلقا : " لا يصح ، لإرساله و انقطاعه " . ثم رأيت الحاكم قد
أخرجه في مكان آخر ( 1 / 555 ) و عنه البيهقي في " الأسماء " ( ص 236 ) من طريق
سلمة بن شبيب : حدثني أحمد بن حنبل : حدثنا عبد الرحمن بن مهدي بإسناده المتقدم
عن جبير بن نفير ، فزاد : عن أبي ذر الغفاري مرفوعا به . و قال " صحيح الإسناد
" . و وافقه الذهبي ! قلت : و هذا إن صح السند إلى سلمة بن شبيب علته العلاء بن
الحارث فقط . و الله أعلم . هذا و قد كنت غفلت عن هذه العلة فأوردت الحديث في "
الصحيحة " ( 961 ) و خرجته هناك بنحو مما هنا دون أن أتنبه لها ، فمن وقف على
ذلك فليضرب عليه .*( ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا )* .

(4/456)


1958 - " أربع لا يصبن إلا بعجب : الصمت و هو أول العبادة و التواضع و قلة الشيء و ذكر
الله عز وجل " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 427 :
موضوع . رواه تمام في " الفوائد " ( رقم 2559 ) عن العوام بن جويرية عن
الحسن عن أنس قال فذكره موقوفا عليه . و رفعه يحيى بن يحيى : حدثنا أبو
معاوية عن العوام بن جويرية عن الحسن عن أنس مرفوعا . أخرجه أبو عبد الرحمن
السلمي في " آداب الصحبة " ( ص 22 - 23 ) و الحاكم ( 4 / 311 ) و أخرجه
الطبراني في " المعجم الكبير " ( 1 / 37 / 1 ) و ابن عدي في " الكامل " ( 81 /
1 ) و ابن حبان في " الضعفاء " ( 2 / 196 ) من طريقتين آخرين عن أبي معاوية به
و قال ابن عدي : " و هذا الحديث الأصل فيه موقوف من قول أنس " . و أما الحاكم
فقال : " صحيح الإسناد " ! و رده الذهبي بقوله : " قلت : قال ابن حبان في
العوام : يروي الموضوعات " . و الحديث أورده السيوطي في " الجامع " ، فتعقبه
المناوي ، فقال : " سكت المصنف عليه ، فأوهم أنه لا علة فيه ، و هو اغترار بقول
الحاكم : صحيح . و غفل عن تشنيع الذهبي في " التلخيص " ، و المنذري و الحافظ
العراقي عليه ، بأن فيه العوام ابن جويرية ، قال ابن حبان و غيره : يروي
الموضوعات " . ثم ذكر له هذا الحديث . اهـ . و أورده الذهبي في " الميزان " في
ترجمة العوام ، و تعجب من إخراج الحاكم له . و من ثم أورده ابن الجوزي في
" الموضوعات " ، و تعقبه المصنف فلم يأت بطائل كعادته " . قلت : و اغتر به ابن
عراق أيضا ، فأورده في " الفصل الثاني " من " تنزيه الشريعة " ( 2 / 303 ) و
لعله سبق قلم منه ، فإن هذا الفصل خاص فيما تعقب فيه ابن الجوزي كما نص في "
مقدمته " ، فهو بالفصل الأول الذي خصه فيما لم يخالف فيه ابن الجوزي أولى كما
هو ظاهر . ثم إن المناوي أفسد التحقيق السابق بقوله في " التيسير " : " أسانيده
ضعيفه " ! فإنه لا سند له إلا الذي فيه العوام ! و الحديث رواه ابن وهب في "
الجامع " ( ص 71 ) من طريق أخرى عن الحسن أنه كان يقول : فذكره من قوله موقوفا
عليه . و قد سقط إسناده من النسخة ، فلم نعرف حاله و رواه ابن المبارك في "
الزهد " ( 629 ) : أخبرنا وهيب ، قال : قال عيسى بن مريم ، فذكره فعاد الحديث
إلى أنه من الإسرائيليات . و هو بها أشبه .

(4/457)


1959 - " خير ما تداويتم به اللدود و السعوط و الحجامة و المشي " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 428 :
ضعيف . رواه الترمذي ( 2 / 4 و 5 ) و الحاكم ( 4 / 209 ) و أبو عبيد في "
الغريب " ( 39 / 2 ) عن عباد بن منصور عن عكرمة عن ابن عباس مرفوعا به . و
قال الترمذي : " حديث حسن غريب " ! و قال الحاكم : " صحيح الإسناد " ! و وافقه
الذهبي ، و ليس كما قالوا ، لأن عباد بن منصور كان تغير في آخره ، ثم هو مدلس
كما في " التقريب " ، و قد عنعنه . نعم ، الحديث في الحجامة صحيح ، و قد خرجته
في الكتاب الآخر ( 1053 و 1054 ) .

(4/458)


1960 - " كلم المجذوم و بينك و بينه قيد رمح أو رمحين " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 429 :
ضعيف . رواه ابن عدي ( 82 / 2 ) عن معاوية بن هشام : حدثنا الحسن بن عمارة
عن أبيه عن عبد الله بن أبي أوفى مرفوعا . قلت : و هذا سند ضعيف جدا
، الحسن هذا قال الحافظ : " متروك " . بل قال الإمام أحمد : " كان منكر الحديث
، و أحاديثه موضوعة " . و الحديث عزاه السيوطي في " الجامع " لابن السني و أبي
نعيم في " الطب " عن ابن أبي أوفى . و قال شارحه المناوي : " قال ابن حجر في "
الفتح " : و سنده واه " . و له شاهد من حديث علي رضي الله عنه : " لا تديموا
النظر إلى المجذومين ، و إذا كلمتموهم فليكن بينكم و بينهم قيد رمح " . و قد
خرجته في الكتاب الآخر ( 1064 ) من أجل الجملة الأولى ، فإن لها إسنادا حسنا و
شواهد . و بينت هناك ضعف إسناد هذا الحديث ، و قد أخرجه أيضا ابن جرير الطبري
في " تهذيب الآثار " ( 1 / 17 / 47 ) من طريق أبي فضالة ، و هو الفرج بن فضالة
الذي من طريقه خرج هناك . و قد بدا لي الآن أن فيه علة أخرى لم أتنبه لها هناك
، فوجب بيانها هنا ، و هي اختلاف الرواة على ابن فضالة : فمنهم من قال : عن
فاطمة بنت حسين عن حسين عن أبيه فجعله من مسند علي ، و هي رواية عبد الله بن
أحمد . و منهم من قال : عنها عن أبيها حسين بن علي ، فجعله من مسند الحسين ، و
هي رواية أبي يعلى . و منهم من قال : عنها عن أبيها حسين بن علي عن أمه فاطمة
قالت - فيما أرى - قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فجعله من مسند فاطمة
الكبرى رضي الله عنها ، و هي رواية الطبري . و كلهم قالوا : " عن محمد بن عبد
الله بن عمرو بن عثمان عن أم فاطمة بنت حسين ... إلا عبد الله بن أحمد فقال :
عن عبد الله بن عمرو ... إلخ . سقط منه " محمد ابن " و الصواب إثباته كما في
رواية الآخرين ، و لعله سقط من حفظ ابن فضالة أو شيخه عبد الله بن عامر ،
فإنهما ضعيفان كما ذكرت هناك . و الصواب في الحديث أنه من رواية محمد بن عبد
الله بن عمرو بن عثمان عن أمه فاطمة بنت الحسين عن ابن عباس مرفوعا بالشطر
الأول منه . كذلك رواه عبد الله بن سعيد ابن أبي هند و ابن أبي الزناد عن محمد
بن عبد الله به كما تراه مخرجا في " الصحيحة " في المكان المشار إليه آنفا .
( تنبيه ) : لم يتنبه المعلقان على " التهذيب " أن حديث فاطمة الكبرى هو عين
حديث علي و ابنه الحسين ، إلا أن الرواة اختلفوا في إسناده ، فقال المعلق :
" لم أقف عليه " !

(4/459)


1961 - " تسحروا من آخر الليل ، و كان يقول : هو الغداء المبارك " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 430 :

ضعيف . رواه ابن عدي ( 170 / 2 ) عن سلمة بن رجاء : حدثنا الأحوص بن حكيم
عن راشد بن سعد عن عتبة بن عبد السلمي و أبي الدرداء مرفوعا . و قال : "
سلمة بن رجاء أحاديثه أفراد و غرائب و يحدث بأحاديث لا يتابع عليها " . و قال
الحافظ ابن حجر فيه : " صدوق ، يغرب " . لكن الأحوص بن حكيم ضعيف الحفظ . و
الحديث قال الهيثمي ( 3 / 151 ) : " رواه الطبراني في " الكبير " ، و فيه جبارة
بن مغلس و هو ضعيف " . و قد تابعه على الشطر الثاني من الحديث عبد الله بن سالم
( الأصل سلام ) عن راشد عن أبي الدرداء وحده . أخرجه ابن حبان ( 881 ) من طريق
عمرو بن الحارث بن الضحاك عنه . لكن عمرو بن الحارث هذا قال الذهبي : " لا تعرف
عدالته " . و راشد بن سعد ثقة ، لكن قال الحافظ : " في روايته عن أبي الدرداء
نظر " . يشير إلى أنه لم يثبت سماعه منه ، فإن بين وفاتيهما أكثر من سبعين سنة
. و له شاهد من حديث المقدام بن معدي كرب عن أحمد ( 4 / 132 ) بسند حسن ، و آخر
من حديث العرباض عند أبي داود و النسائي و ابن خزيمة ( 1938 ) و ابن حبان ( 882
) . و كنت حسنت إسناده في " المشكاة " ( 1997 ) و الآن تبين لي أنه وهم ، فإن
فيه مجهولا كما بينته في تعليقي على " صحيح ابن خزيمة " و لكن هذا الشطر بمجموع
طرقه صحيح .

(4/460)


1962 - " كان لداود نبي الله عليه السلام من الليل ساعة يوقظ فيها أهله ، فيقول : يا
آل داود ! قوموا فصلوا ، فإن هذه ساعة يستجيب الله فيها الدعاء ، إلا لساحر ،
أو عشار " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 431 :
ضعيف . أخرجه أحمد ( 4 / 22 و 218 ) و الطبراني في " المعجم الكبير " ( 3 /
7 / 1 - 2 ) من طريق علي بن زيد عن الحسن قال : " مر عثمان بن أبي العاص
على كلاب بن أمية ، و هو جالس على مجلس العاشر بالبصرة ( و في رواية : بالأبلة
) ، فقال : ما يجلسك ههنا ؟ قال : استعملني هذا على هذا المكان - يعني زيادا -
فقال له عثمان : ألا أحدثك حديثا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قال
: بلى ، فقال عثمان : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول " فذكره . قلت :
و هذا إسناد ضعيف ، و له علتان : الأولى : الانقطاع بين الحسن و عثمان بن أبي
العاص ، فإن الحسن و هو البصري مدلس ، و لم يصرح بسماعه من عثمان . و الأخرى :
ضعف علي بن زيد ، و هو ابن جدعان . و به أعله الهيثمي ( 3 / 88 و 10 / 153 ) .
و أما المناوي ، فمع أنه نقل هذه العلة عن الهيثمي في " الفيض " ، فإنه أسقطها
في " التيسير " بقوله : " و رجاله ثقات " ! فهو وهم منه أو تساهل . و قد اضطرب
في متنه المرفوع ، فمرة رواه هكذا ، و مرة أخرى رواه بلفظ : " ينادي مناد كل
ليلة : هل من داع فيستجاب له ، هل من سائل فيعطى ، هل من مستغفر ، فيغفر له ،
حتى ينفجر الفجر " . أخرجه أحمد أيضا و الطبراني . فأنت ترى أنه لم يذكر فيه
الاستثناء في آخره : " إلا لساحر أو عشار " . و هذا هو الصواب لموافقته لأحاديث
النزول إلى السماء الدنيا و هي متواترة . لكن قد رواه الطبراني في " الكبير " و
" الأوسط " بسند صحيح عن عثمان بن أبي العاص عن النبي صلى الله عليه وسلم بلفظ
: " إلا زانية تسعى بفرجها أو عشارا " . و هو مخرج في " الصحيحة " ( 1073 ) . (
فائدة ) : قال الحافظ أبو القاسم الأصبهاني في كتابة " الحجة " ( ق 42 / 2 ) و
قد ذكر حديث النزول الصحيح : " رواه ثلاثة و عشرون من الصحابة ، سبعة عشر رجلا
، و ست امرأة " . و قد خرجته في " الإرواء " عن ستة منهم ، فمن شاء رجع إليه (
2 / 195 - 199 ) .

(4/461)


1963 - " إن الله يدنو من خلقه ، فيستغفر لمن استغفر إلا البغي بفرجها ، و العشار " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 433 :
ضعيف . أخرجه ابن عدي في " الكامل " ( 171 / 1 - 2 ) عن سلمة بن سليمان :
حدثنا خليد بن دعلج عن كلاب بن أمية أنه لقي عثمان بن أبي العاص ، فقال : ما
جاء بك ؟ قال : استعملت على عشور الإبل ، قال : فإني سمعت رسول الله صلى الله
عليه وسلم : فذكره . قلت : و هذا إسناد ضعيف مسلسل بالعلل : الأولى : كلاب بن
أمية ، لم أجد له ترجمة . الثانية : خليد بن دعلج ضعيف كما في " التقريب " .
الثالثة : سلمة بن سليمان و هو الموصلي الأزدي ، و في ترجمته ساقه ابن عدي ، و
قال في آخرها : " ليس بذاك المعروف " . قلت : لكنه قد توبع ، فقال الطبراني في
" المعجم الكبير " ( 9 / 44 / 8371 ) : حدثنا أبو زرعة عبد الرحمن بن عمرو
الدمشقي : أخبرنا أبو الجماهر أخبرنا خليد بن دعلج به . قلت : و أبو الجماهر
اسمه محمد بن عثمان التنوخي الكفرسوسي ، و هو ثقة ، فبرئت عهدة سلمة من الحديث
، و تعصبت برقبة شيخه ، أو شيخ شيخه . نعم قد ورد الحديث بلفظ آخر دون جملة
الدنو ، و إسناده صحيح ، و لذلك خرجته في الكتاب الآخر ( 1073 ) و نبهت فيه على
بعض الأخطاء التي وقعت من بعض العلماء حوله ، ثم مني . و الله تعالى هو الموفق
و الهادي .

(4/462)


1964 - " إن الله عز وجل يدخل بالحجة الواحدة ثلاثة نفر الجنة : الميت ، و الحاج عنه
، و المنفذ ذلك " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 433 :
ضعيف . أخرجه البيهقي في " سننه " ( 5 / 180 ) من طريق علي بن الحسن بن أبي
عيسى : حدثنا إسحاق - يعني ابن عيسى بن الطباع - : حدثنا أبو معشر عن محمد بن
المنكدر عن جابر بن عبد الله قال : قال رسول الله ... و قال : " أبو معشر
هذا نجيح السندي مدني ضعيف " . قلت : و قد أورده ابن الجوزي في " الموضوعات "
لأنه ذكره من طريق ابن عدي بسنده إلى إسحاق بن إبراهيم السختياني : حدثنا إسحاق
بن بشر : حدثنا أبو معشر به ، و قال : " لا يصح ، إسحاق يضع " . و تعقبه
السيوطي في " اللآلىء المصنوعة " ( 2 / 73 ) ، فقال : " قلت : أخرجه البيهقي في
" سننه " و اقتصر على تضعيفه ، و في " شعب الإيمان " قال : ( قلت : فإن إسناده
مثل إسناده في السنن إلى علي بن الحسن ، إلا أنه قال : ) حدثنا إسحاق أظنه ابن
عيسى : حدثنا أبو معشر به " . قلت : و الأقرب أنه إسحاق بن بشر لسببين : الأول
: أنه جاء كذلك منسوبا مقطوعا به غير مظنون في رواية ابن عدي بخلاف رواية
البيهقي ، و لاسيما و القائل : " أظنه " فيما هو المتبادر هو الراوي عنه علي بن
الحسن بن أبي عيسى و لم أعرفه . و الآخر : أن ابن بشر هو المشهور بالرواية عن
أبي معشر بخلاف ابن الطباع ، لكن الحمل في الحديث ليس عليه بل على أبي معشر ،
لأن له طريقا أخرى إليه . فقال السيوطي متمما لكلامه السابق : " و أخرجه أيضا (
يعني البيهقي في " الشعب " ) من طريق ابن عدي : حدثنا المفضل بن محمد الجندي :
حدثنا سلمة بن شبيب : حدثنا عبد الرزاق عن أبي معشر به ، و له شاهد من حديث أنس
، لكن في إسناده جهالة كما يأتي بيانه برقم ( 1979 ) . ثم رأيت الحديث في
" طبقات الأصبهانيين " لأبي الشيخ ، أخرجه ( ق 72 / 1 ) من طريق صالح بن سهل
قال : حدثنا إسحاق بن بشر الكاهلي به . فهذا مما يرجح أن إسحاق الراوي عن أبي
معشر هو ابن بشر ، و هو متهم ، لكنه قد توبع كما تقدم ، فالحديث ضعيف ، و ليس
بموضوع .

(4/463)


1965 - " يكون اختلاف عند موت خليفة فيخرج رجل من المدينة هاربا إلى مكة ، فيأتيه ناس
من أهل مكة فيخرجونه و هو كاره ، فيبايعونه بين الركن و المقام ، فيبعث إليهم
جيش من الشام فيخسف بهم في البيداء ، فإذا رأى الناس ذلك أتته أبدال الشام ، و
عصائب العراق فيبايعونه ، ثم ينشأ رجل من قريش أخواله كلب ، فيبعث إليه المكي
بعثا فيظهرون عليهم ، و ذلك بعث كلب ، و الخيبة لمن لم يشهد غنيمة كلب ، فيقسم
المال ، و يعمل في الناس سنة نبيهم صلى الله عليه وسلم ، و يلقي الإسلام بجرانه
إلى الأرض ، يمكث تسع سنين أو سبع " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 435 :
ضعيف . رواه أحمد ( 6 / 316 ) و أبو داود ( 4286 ) و من طريقهما ابن عساكر
( 1 / 280 ) من طريق هشام عن قتادة عن أبي الخليل عن صاحب له عن أم سلمة
مرفوعا . قلت : و رجاله كلهم ثقات غير صاحب أبي خليل ، و لم يسم ، فهو مجهول .
ثم أخرجه أبو داود و الطبراني في " الأوسط " ( 9613 ) من طريق أبي العوام قال :
أخبرنا قتادة عن أبي الخليل عن عبد الله بن الحارث عن أم سلمة عن النبي صلى
الله عليه وسلم بهذا . و قال الطبراني : " لم يرو هذا الحديث عن قتادة إلا
عمران " . قلت : فسمى الرجل المجهول " عبد الله بن الحارث " ، و هو ابن نوفل
المدني ، و هو ثقة محتج به في الصحيحين ، لكن في الطريق إليه أبو العوام ، و هو
عمران بن داور القطان ، و فيه ضعف من قبل حفظه ، قال البخاري : " صدوق يهم " .
و قال الدارقطني : " كان كثير المخالفة و الوهم " . و اعتمد الحافظ في "
التقريب " قول البخاري فيه ، فزيادته على الثقة مما لا تطمئن النفس لها ، و قد
أخرجه من طريقه الحاكم ( 4 / 431 ) و لفظه : " يبايع لرجل من أمتي بين الركن و
المقام كعدة أهل بدر ، فيأتيه عصب العراق ، و أبدال الشام ، فيأتيه جيش من
الشام ، حتى إذا كانوا بالبيداء خسف بهم ، ثم يسير إليه رجل من قريش أخواله كلب
فيهزمهم الله ، قال : و كان يقال : إن الخائب يومئذ من خاب من غنيمة كلب " . و
سكت عليه الحاكم ، و قال الذهبي : " أبو العوام عمران ضعفه غير واحد ، و كان
خارجيا " . ثم رأيت الحديث في " موارد الظمآن " ( 1881 ) من طريق أبي يعلى ( 4
/ 1651 ) عن محمد بن يزيد بن رفاعة : حدثنا وهب بن جرير حدثنا هشام بن أبي عبد
الله عن قتادة عن صالح أبي الخليل عن مجاهد عن أم سلمة به . و هذا إسناد رجاله
ثقات رجال الشيخين غير ابن رفاعة و هو أبو هشام الرفاعي ، فإنه ضعيف ، و قد زاد
في السند مجاهدا ، فلا يعتد بزيادته . ثم وجدت له متابعا أخرجه الطبراني في
" الأوسط " ( 1164 ) من طريق عبيد الله بن عمرو عن معمر عن قتادة عن مجاهد به .
و قال : " قال عبيد الله بن عمرو : فحدثت به ليثا ، فقال : حدثني به مجاهد " .
و قال الطبراني : " لم يرو هذا الحديث عن معمر إلا عبيد الله " . قلت : و هو
ثقة كسائر رجاله . و لكنهم قد اختلفوا في إسناده على قتادة على وجوه أربعة :
الأول : قتادة عن أبي الخليل عن صاحب له عن أم سلمة . و هو رواية هشام
الدستوائي عنه . الثاني : مثله إلا أنه سمى الصاحب بـ ( عبد الله بن الحارث ) .
الثالث : مثله إلا أنه سماه ( مجاهدا ) . الرابع : مثله إلا أنه أسقط بين قتادة
و مجاهد أبا الخليل . و هذا اختلاف شديد ، فلابد من النظر و الترجيح ، و من
الظاهر أن الوجوه الثلاثة الأولى متفقة على أن بين قتادة و أم سلمة واسطتين ،
بخلاف الرابع فبينهما واسطة فقط ، فهو بهذا الاعتبار مرجوح لمخالفته لرواية
الجماعة . ثم أمعنا النظر في الوجوه الثلاثة ، فمن الواضح جدا أن الثالث منهم
ساقط الاعتبار لضعف ابن رفاعة . و الوجه الثاني قريب منه لسوء حفظ عمران كما
سبق ، فبقي الوجه الأول هو الراجح من بين جميع الوجوه ، و لما كان مداره على
صاحب أبي الخليل غير مسمى في طريق معتبر سالم من علة كان هو العلة . و الله
أعلم . و قد جاء الحديث من طرق أخرى عن أم سلمة و غيرها مختصرا ليس فيه قصة
البيعة و الأبدال و لا بعث كلب إلخ ، و هو مخرج في " الصحيحة " ( 1924 ) .

(4/464)


1966 - " الآيات بعد المائتين " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 437 :
موضوع . رواه ابن ماجه ( 4057 ) و العقيلي في " الضعفاء " ( 322 ) و
القطيعي في " جزء الألف دينار " ( 35 / 1 ) و الحاكم ( 4 / 428 ) عن محمد ( هو
ابن يونس بن موسى ) قال : حدثنا عون بن عمارة العنبري قال : حدثنا عبد الله بن
المثني عن ثمامة عن أنس بن مالك عن أبي قتادة مرفوعا . و قال العقيلي : "
قال البخاري : عون بن عمارة " تعرف و تنكر " و لا يعرف إلا به ، و قد روي عن
ابن سيرين من قوله " . قلت : و تمام كلام البخاري بعد أن ساق الحديث : " فقد
مضى مائتان و لم يكن من الآيات شيء " . و لهذا جزم ابن القيم في " المنار " ( ص
41 ) بوضعه ، و أما الحاكم فقال : " صحيح على شرط الشيخين " ! قلت : و هذا من
أوهامه الفاحشة ، فإن عونا هذا مع ضعفه لم يخرج له الشيخان شيئا ، و قد تعقبه
الذهبي بقوله : " قلت : أحسبه موضوعا ، و عون ضعفوه " . قال المناوي عقبة : " و
سبقه إلى الحكم بوضعه ابن الجوزي ، و تعقبه المصنف فما راح و لا جاء ! " . و
قال في " التيسير " : " صححه الحاكم . فأنكروا عليه و قالوا : واه جدا . بل قيل
بوضعه " .

(4/465)


1967 - " إنه كان يبغض عثمان فأبغضه الله " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 438 :
موضوع . رواه الترمذي ( 2 / 297 ) و السهمي في " تاريخ جرجان " ( 60 ) عن
محمد بن زياد عن ابن عجلان عن أبي الزبير عن جابر قال : دعي النبي صلى الله
عليه وسلم إلى جنازة يصلي عليه فلم يصل عليه ، قالوا : يا رسول الله ! ما
رأيناك تركت الصلاة على أحد إلا على هذا ؟ قال : فذكره . و قال الترمذي : "
حديث غريب ، لا نعرفه إلا من هذا الوجه ، و محمد بن زياد صاحب ميمون بن مهران
ضعيف في الحديث جدا " . قلت : و هو اليشكري الطحان قال الحافظ : " كذبوه " . و
أبو الزبير مدلس و قد عنعنه .

(4/466)


1968 - " يخرج الدجال على حمار أقمر ، ما بين أذنيه سبعون عاما ، معه سبعون ألف يهودي
عليهم الطيالسة بالحضر ، حتى ينزلو كوم ابن الحمراء " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 438 :
ضعيف جدا . رواه الحسن بن رشيق العسكري في " المنتقى من الأمالي " ( 42 / 2
) : حدثنا علي بن سعيد بن بشير حدثنا عبد العزيز بن يحيى حدثنا سليمان بن بلال
عن محمد أبو عقبة عن أبيه عن أبي هريرة مرفوعا . قلت : و هذا إسناد ضعيف
جدا ، عبد العزيز بن يحيى المدني ، قال الحافظ : " متروك ، كذبه إبراهيم بن
المنذر " . و الحديث أورده في " المشكاة " ( 5493 ) دون قوله : " معه سبعون ألف
" . و قال : " رواه البيهقي في كتاب ( البعث و النشور ) " . قلت : و هذه
الزيادة في " صحيح مسلم " ( 8 / 207 ) عن أنس مرفوعا بلفظ : " يتبع الدجال من
يهود أصبهان سبعون ألفا عليهم الطيالسة " . و في حديث ابن عباس أن النبي صلى
الله عليه وسلم رأى الدجال في صورته رؤيا عين ليس رؤيا منام ، فسئل النبي صلى
الله عليه وسلم عن الدجال فقال : رأيته فيلمانيا أقمر هجانا ... أخرجه أحمد ( 1
/ 374 ) بسند حسن . و قد جاءت الجملة الأولى في حديث آخر إسناده خير من هذا ،
دون قوله : " أقمر " ، و لكنه ضعيف أيضا ، مع الاختلاف في بعد ما بين أذني
الحمار ، و هو الحديث الآتي بعده : " يخرج الدجال في خفة من الدين و إدبار من
العلم ، و له أربعون يوما يسيحها ، اليوم منها كالسنة و اليوم كالشهر و اليوم
كالجمعة ، ثم سائر أيامه مثل أيامكم ، و له حمار يركبه عرض ما بين أذنيه أربعون
ذراعا ، يأتي الناس ، فيقول : أنا ربكم و إن ربكم ليس بأعور ، مكتوب بين عينيه
ك ف ر ، يقرأه كل مؤمن ، كاتب و غير كاتب ، يمر بكل ماء و منهل ، إلا المدينة و
مكة ، حرمهما الله عليه ، و قامت الملائكة بأبوابها " .

(4/467)


1969 - " يخرج الدجال في خفة من الدين و إدبار من العلم ، و له أربعون يوما يسيحها
، اليوم منها كالسنة و اليوم كالشهر و اليوم كالجمعة ، ثم سائر أيامه مثل
أيامكم ، و له حمار يركبه عرض ما بين أذنيه أربعون ذراعا ، يأتي الناس ، فيقول
: أنا ربكم و إن ربكم ليس بأعور ، مكتوب بين عينيه ك ف ر ، يقرأه كل مؤمن ،
كاتب و غير كاتب ، يمر بكل ماء و منهل ، إلا المدينة و مكة ، حرمهما الله عليه
، و قامت الملائكة بأبوابها " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 439 :
ضعيف . أخرجه أحمد ( 3 / 367 ) و ابن خزيمة في " التوحيد " ( ص 31 - 32 ) و
الحاكم ( 4 / 530 ) من طريق إبراهيم بن طهمان عن أبي الزبير عن جابر رضي
الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : فذكره ، و قال الحاكم : " صحيح
الإسناد " . و وافقه الذهبي . قلت : أبو الزبير مدلس ، و قد عنعنه ، فهي علة
الحديث . و قد سكت عنها في " المجمع " ( 7 / 344 ) و ادعى أنه رواه أحمد
بإسنادين ! و إنما روى منه قوله : " مكتوب بين عينيه كافر ، يقرؤه كل مؤمن " .
أخرجه ( 3 / 327 ) من طريق حسين بن واقد : حدثني أبو الزبير حدثنا جابر قال :
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره . و إسناده جيد . و هذا القدر منه
صحيح ، بل متواتر ، جاء عن جمع من الصحابة ، منهم : أنس ، و بعض أصحاب النبي
صلى الله عليه وسلم . رواهما مسلم ( 8 / 193 ) و ابن عمر عند ابن حبان ( 1896 -
موارد ) و انظر " الفتح " ( 13 / 100 ) و " المجمع " ( 7 / 327 - 350 ) . و
قوله : " يأتي الناس .. " إلخ ، ثابت في أحاديث صحيحة مشهورة .

(4/468)


1970 - " مثل هذه الدنيا مثل ثوب شق من أوله إلى آخره ، فبقي معلقا بخيط في آخره
، فيوشك ذلك الخيط أن ينقطع " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 440 :
ضعيف . رواه ابن أبي الدنيا في " قصر الأمل " ( 2 / 13 / 1 ) عن يحيى بن
سعيد : حدثنا أبو سعيد خلف بن حبيب عن أنس بن مالك رفعه . قلت : و هذا
إسناد ضعيف ، يحيى بن سعيد ، و هو العطار ضعيف كما قال الحافظ . و أبو سعيد خلف
بن حبيب لم أعرفه . و تابعه أبان عن أنس به . أخرجه أبو نعيم في " الحلية " ( 8
/ 131 ) و قال : " أبان بن أبي عياش لا يصح حديثه ، لأنه كان نهما بالعبادة ، و
الحديث ليس من شأنه " .

(4/469)


1971 - " شرب اللبن محض الإيمان ، من شربه في منامه فهو على الإسلام و الفطرة ، و من
تناول اللبن بيده فهو يعمل بشرائع الإسلام " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 440 :
موضوع . رواه الديلمي في " مسند الفردوس " من حديث أبي هريرة و إسناده
ظلمات فيه إبراهيم الطيان و هو متهم عن الحسين بن قاسم و هو مثله عن إسماعيل بن
أبي زياد و هو كذاب يضع الحديث . كذا في " تنزيه الشريعة " ( 357 / 2 ) تبعا
لأصله " ذيل اللآلئ المصنوعة في الأحاديث الموضوعة " للسيوطي ( رقم 854 -
بترقيمي ) . ثم ذهل فأورده في " الجامع الصغير " ! من طريق الديلمي ! و العجب
من المناوي ، فإنه مع إشارته في " الفيض " إلى أن في إسناده أولئك المتهمين
الثلاثة ، اقتصر في " التيسير " على تضعيفه !! و مثل هذا يتكرر منه كثيرا ، و
تقدمته نماذج أقربها ( ص 428 ) .

(4/470)


1972 - " شعار أمتي إذا حملوا على الصراط : لا إله إلا الله " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 441 :

ضعيف . رواه العقيلي في " الضعفاء " ( 416 ) و الطبراني في " الأوسط " (
159 - بترقيمي ) عن عبدوس بن محمد المصري عن منصور بن عمار عن ابن لهيعة عن أبي
قبيل عن عبد الله بن عمرو بن العاص مرفوعا . و قال : " منصور بن عمار القاص
لا يقيم الحديث ، و كان فيه تجهم من مذهب جهم " . قلت : و ابن لهيعة ضعيف أيضا
. و الحديث أورده السيوطي في " الجامع " من رواية الشيرازي عن ابن عمرو نحوه .
و بيض المناوي لإسناده فلم يتكلم عليه بشيء ! و من رواية الطبراني في " المعجم
الكبير " ، و قال المناوي : و كذا " الأوسط " ، و فيه من وثق على ضعفه ، و
عبدوس بن محمد لا يعرف " . قلت : هذا قول الهيثمي في " المجمع " ( 10 / 359 )
بشيء من التصرف .

(4/471)


1973 - " شعار المسلمين يوم القيامة على الصراط : رب سلم ، رب سلم " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 441 :
ضعيف . رواه الترمذي ( 2 / 70 ) و الحاكم ( 2 / 375 ) و عبد بن حميد في
" المنتخب من المسند " ( 50 / 1 ) و الحربي في " الغريب " ( 5 / 30 / 1 ) عن
عبد الرحمن ابن إسحاق عن النعمان بن سعد عن المغيرة مرفوعا . قال الترمذي :
" حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث عبد الرحمن بن إسحاق " . و من هذا الوجه رواه
ابن عدي ( 234 / 1 ) و العقيلي في " الضعفاء " ( 229 ) و روى تضعيف عبد الرحمن
هذا ، و هو أبو شيبة الواسطي عن ابن معين و أحمد ، ثم قال : " و الحديث فيه
رواية من وجه لين " . قلت : كأنه يعني الذي قبله ، و أما الحاكم فقال : " صحيح
على شرط مسلم " . و وافقه الذهبي . و هو وهم منهما سببه أنه وقع في إسناده "
عبد الرحمن بن إسحاق القرشي " . و القرشي هذا ثقة من رجال مسلم ، لكن وصفه بذلك
في الإسناد وهم من الناسخ أو بعض الرواة ، لأن الذي يروي عن النعمان بن سعد
إنما هو الأول أبو شيبة الواسطي ، و هو أنصاري . ثم إن النعمان بن سعد مجهول لم
يرو له مسلم أصلا ، و لا أحد من الستة سوى الترمذي ، و قال الذهبي : " ما روى
عنه سوى عبد الرحمن بن إسحاق أحد الضعفاء " . قلت : فتأمل مبلغ تناقض الذهبي !
لتحرص على العلم الصحيح ، و تنجو من تقليد الرجال . و خلاصة القول أن الحديث
ضعيف كالذي قبله ، على الاختلاف الذي بينهما . نعم ، ثبت في " صحيح مسلم " عن
حذيفة بن اليمان مرفوعا في حديث الشفاعة : " و نبيكم قائم على الصراط يقول : رب
سلم سلم ... " . فهو من دعائه صلى الله عليه وسلم يومئذ .

(4/472)


1974 - " ردوا مذمة السائل و لو بمثل رأس الذباب " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 442 :
موضوع . رواه العقيلي في " الضعفاء " ( ص 37 ) عن عثمان بن عبد الرحمن قال
: حدثنا إسحاق بن نجيح عن عطاء عن عائشة مرفوعا . ذكره في ترجمة إسحاق بن
نجيح هذا ، و روى عن ابن معين أنه قال : " كان ببغداد قوم يضعون الحديث ،
كذابين منهم إسحاق بن نجيح الباهلي " . و عن أحمد أنه قال : " هو من أكذب الناس
" . و عن البخاري : " منكر الحديث " . و في " التهذيب " : " و قال ابن الجوزي :
أجمعوا على أنه كان يضع الحديث " . و قد زعم الذهبي أن إسحاق هذا راوي الحديث
ليس هو الملطي الوضاع ، فقال بعد أن ذكره من طريق العقيلي : " قلت : ما هذا
بالملطي ، ذا آخر ، و الآفة من عثمان الوقاصي " . قلت : قد ذكر الحافظ في "
التهذيب " من شيوخه عطاء الخراساني و هذا الحديث من روايته عن عطاء كما ترى ، و
الظاهر أنه الخراساني ، و عليه فإسحاق بن نجيح هو الملطي الوضاع ، و عليه جرى
العقيلي كما سبق ، و هو الأقرب إلى الصواب . و الله أعلم . و على كل حال فإنه
إن سلم من الملطي فلن يسلم من عثمان بن عبد الرحمن و هو الوقاصي كما قال الذهبي
، و هو كذاب أيضا . فالعجب من السيوطي كيف أورد الحديث في " الجامع الصغير " من
رواية العقيلي هذه ! دون أن يذكر - كما هي عادته - كلام مخرجه في راويه ! و
أعجب منه أن الحافظ العراقي سكت عنه أيضا في " المغني " ( 1 / 226 ) على خلاف
غالب عادته فيه ! و قال المناوي : " قال ابن الجوزي : حديث لا يصح ، و المتهم
به إسحاق بن نجيح ، قال أحمد : ... " . فذكر ما تقدم عنه . و من المصائب أنه
وقع متن الحديث في " شرح المناوي " مرموزا له بالصحة ! و هذا من الأمثلة
الكثيرة ، على أن رموز الجامع لا يوثق بها ، و قد ذكرت بعض الأمثلة الأخرى في
مقدمة كتابي " ضعيف الجامع الصغير و زيادته " .

(4/473)


1975 - " وعدني ربي في أهل بيتي من أقر منهم بالتوحيد أن لا يعذبهم " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 443 :
منكر . رواه المخلص في " الفوائد المنتقاة " ( 4 / 1 ) و ابن عدي ( 246 / 1
) و الحاكم ( 3 / 150 ) عن الخليل بن عمر العبدي قال : حدثني عمر الأبح عن سعيد
بن عروبة عن قتادة عن أنس مرفوعا . و قال ابن عدي : " و قوله : " في أهل
بيتي " في هذا المتن منكر بهذا الإسناد " . و أما الحاكم فقال : " صحيح الإسناد
" ! و رده الذهبي بقوله : " قلت : بل منكر لم يصح " . قلت : و علته الأبح هذا و
هو عمر بن حماد بن سعيد ، قال الذهبي في " الضعفاء " : " جرحه ابن حبان ، و قال
أبو حاتم : ليس بالقوي " . و في " الميزان " : " قال البخاري : منكر الحديث " .

(4/474)


1976 - " وعدني ربي تعالى أن يدخل الجنة من أمتي سبعون ألفا ، فاستزدته ، فزادني مع كل
ألف سبعين ألفا ، و ما أرى بقي من أمتي شيء " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 444 :
ضعيف . رواه أبو بكر الشافعي في " الفوائد " ( 97 / 1 ) : حدثني أحمد بن
يوسف البصري أخبرنا يونس بن عبد الأعلى أخبرنا ابن وهب قال : و أخبرني هشام بن
سعد عن زيد بن أسلم مرفوعا . قلت : و هذا سند ضعيف لإرساله ، و رجاله
موثوقون غير أحمد بن يوسف البصري فلم أعرفه . و الحديث بهذه الزيادة التي في
آخره : " و ما أرى بقي .. " . منكر عندي جدا ، و من أجلها أوردت الحديث هنا ، و
إلا فهو دونها صحيح ، مخرج في " ظلال الجنة " ( 588 و 589 ) و غيره .

(4/475)


1977 - " إن رجلين ممن دخل النار اشتد صياحهما ، فقال الرب : أخرجوهما ، فأخرجا ، فقال
لهما : أي شيء اشتد صياحهما ؟ قالا : فعلنا ذلك لترحمنا ، قال : رحمتي لكما أن
تنطلقا ، فتلقيا أنفسكما حيث كنتما من النار ، قال : فينطلقان فيلقي أحدهما
نفسه ، فجعلها الله عليه بردا و سلاما ، و يقوم الآخر فلا يلقي نفسه ، فيقول
الرب : ما منعك أن تلقي نفسك كما ألقى صاحبك ؟ فيقول : رب إني لأرجو أن لا
تعيدني فيها بعدما أخرجتني ، فيقول الرب : لك رجاؤك ، فيدخلان الجنة جميعا " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 445 :
ضعيف . رواه الترمذي ( 2 / 99 ) و ابن أبي الدنيا في " حسن الظن " ( 2 /
192 / 1 ) عن رشدين قال : حدثني بن أنعم عن أبي عثمان أنه حدثه عن أبي هريرة
مرفوعا . و قال الترمذي : " إسناد هذا الحديث ضعيف ، لأنه عن رشدين بن سعد ،
و هو ضعيف عند أهل الحديث ، عن ابن أنعم و هو الإفريقي ، و هو ضعيف عندهم " .

(4/476)


1978 - " يشفع يوم القيامة ثلاثة : الأنبياء ثم العلماء ثم الشهداء " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 445 :
موضوع . رواه ابن ماجه ( رقم 4313 ) و العقيلي في " الضعفاء " ( ص 331 ) و
ابن عبد البر في " جامع بيان العلم " ( 1 / 30 ) و نصر المقدسي في " جزء من
حديثه " ( 255 / 1 ) و ابن عساكر ( 9 / 391 / 1 ) عن عنبسة بن عبد الرحمن بن
عنبسة القرشي عن علاق بن أبي مسلم عن أبان بن عثمان عن عثمان بن عفان
مرفوعا . أورده العقيلي في ترجمة عنبسة هذا ، و قال : " لا يتابع عليه " . و
روى عن البخاري أنه قال فيه : " تركوه " . قلت : و قال أبو حاتم : " كان يضع
الحديث " . قلت : و منه تعلم تساهل العراقي في قوله في " تخريج الإحياء " ( 1 /
6 ) : " إسناده ضعيف " ! و أسوأ منه السيوطي ، ثم المناوي ، فإن هذا قال في
" فيضه " : " رمز المصنف لحسنه ، و هو عليه رد ، فقد أعله ابن عدي و العقيلي
بعنبسة ، و نقل عن البخاري أنهم تركوه " . ثم نكل المناوي عن هذا ، فقال في "
التيسير " : " إسناده حسن " ! و قلده الغماري كعادته ( 4579 ) !

(4/477)


1979 - " حجة للميت ثلاثة : حجة للمحجوج عنه و حجة للحاج و حجة للوصي " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 446 :
ضعيف . قال الدارقطني : حدثنا إبراهيم بن محمد بن يحيى حدثنا محمد بن
سليمان ابن فارس حدثنا الحسن بن العلاء البصري حدثنا مسلمة بن إبراهيم حدثنا
هشام بن سعيد عن سعيد عن قتادة عن أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم ... كذا في " اللآلىء المصنوعة " ( 2 / 73 ) ذكره شاهدا للحديث المتقدم (
1964 ) بلفظ : " إن الله يدخل بالحجة الواحدة ... " . و سكت عليه . و هو سند
ضعيف ، فيه من لم أجد له ترجمة ، و هم كل من دون هشام بن سعيد ، حاشا شيخ
الدارقطني إبراهيم بن محمد بن يحيى ، فإنه ثقة ، و هو أبو إسحاق المزكي
النيسابوري ، انظر ترجمته في " تاريخ بغداد " ( 6 / 168 - 169 ) . و ابن فارس -
و هو الدلال - ترجمته في " الأنساب " ، و ذكر عن الأخرم أنه قال فيه : " ما
أنكرنا عليه إلا لسانه فإنه كان فاحشا " . و أما الاثنان اللذان فوقه فإني لم
أجد لهما ذكرا في كتب التراجم التي عندي . و للحديث طريق آخر غفل عنه السيوطي ،
و من الغريب أنه في " سنن البيهقي " التي نقل السيوطي نفسه عنها الحديث المشار
إليه آنفا ، فسبحان من لا يسهو و لا ينسى . فأخرجه في " سننه " ( 5 / 180 ) من
طريق قتيبة بن سعيد حدثنا زاجر بن الصلت الطاحي حدثنا زياد ابن سفيان عن أبي
سلمة عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في رجل أوصى بحجة :
" كتبت له أربع حجج : حجة للذي كتبها و حجة للذي أنفذها و حجة للذي أخذها و حجة
للذي أمر بها " . و قال : زياد بن سفيان هذا مجهول ، و الإسناد ضعيف " . قلت :
و الراوي عنه زاجر بن الصلت لم أجد له ترجمة .

(4/478)


1980 - " ثلاثة لا يسألون عن نعيم المطعم و المشرب : المفطر و المتسحر و صاحب الضيف .
و ثلاثة لا يلامون على سوء الخلق : المريض و الصائم حتى يفطر و الإمام العادل "
.

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 447 :
موضوع . أخرجه الديلمي في " مسنده " ( 2 / 35 / 2 ) من طريق مجاشع بن عمرو
عن الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي هريرة مرفوعا . قلت :
و هذا موضوع ، آفته مجاشع هذا ، قال ابن حبان في " الضعفاء " ( 3 / 18 ) : "
كان ممن يضع الحديث على الثقات ، و يروي الموضوعات عن أقوام ثقات ، لا يحل ذكره
في الكتب إلا على سبيل القدح فيه " . و الحديث ذكره السيوطي في " الجامع الكبير
" بهذا المصدر ، و سكت عنه ، و لا غرابة في ذلك ، فإنه يسكت عن مثله في "
الجامع الصغير " ، و قد تعهد في مقدمته أن يصونه عما تفرد به كذاب أو وضاع ! و
كذلك سكتت عنه اللجنة القائمة على التعليق عليه ( 2 / 11 / 1357 ) ! و الشطر
الأول منه قد رواه وضاع آخر ، لكنه قال في الثالث : " و المرابط في سبيل الله "
. و تقدم تخريجه و التعليق عليه في المجلد الثاني برقم ( 631 ) .

(4/479)


1981 - " من كان سامعا مطيعا فلا يصلين العصر إلا ببني قريظة " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 447 :
منكر بهذا السياق . ذكره ابن هشام في " السيرة " ( 3 / 252 ) عن ابن إسحاق
، قال : فذكره هكذا معلقا بغير إسناد ، و المحفوظ منه الشطر الثاني فقط من حديث
ابن عمر قال : قال لنا النبي صلى الله عليه وسلم لما رجع من الأحزاب : " لا
يصلين أحد العصر إلا في بني قريظة " . أخرجه الشيخان و السياق للبخاري ( 4119 )
. و في آخره : " فأدرك بعضهم العصر في الطريق ، فقال بعضهم : لا نصلي حتى
نأتيهم . و قال بعضهم : بل نصلي لم يرد منا ذلك . فذكر ذلك للنبي صلى الله عليه
وسلم ، فلم يعنف واحدا منهم " . ( تنبيه ) : يحتج بعض الناس اليوم بهذا الحديث
على الدعاة من السلفيين و غيرهم الذي يدعون إلى الرجوع فيما اختلف فيه المسلمون
إلى الكتاب و السنة ، يحتج أولئك على هؤلاء بأن النبي صلى الله عليه وسلم أقر
خلاف الصحابة في هذه القصة ، و هي حجة داحضة واهية ، لأنه ليس في الحديث إلا
أنه لم يعنف واحدا منهم ، و هذا يتفق تماما مع حديث الاجتهاد المعروف ، و فيه
أن من اجتهد فأخطأ فله أجر واحد ، فكيف يعقل أن يعنف من قد أجر ؟! و أما حمل
الحديث على الإقرار للخلاف فهو باطل لمخالفته للنصوص القاطعة الآمرة بالرجوع
إلى الكتاب و السنة عند التنازع و الاختلاف ، كقوله تعالى : *( فإن تنازعتم في
شيء فردوه إلى الله و الرسول إن كنتم تؤمنون بالله و اليوم الآخر ذلك خيرا و
أحسن تأويلا )* . و قوله *( و ما كان لمؤمن و لا مؤمنة إذا قضى الله و رسوله
أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم )* الآية . و إن عجبي لا يكاد ينتهي من أناس
يزعمون أنهم يدعون إلى الإسلام ، فإذا دعوا إلى التحاكم إليه قالوا : قال عليه
الصلاة و السلام : " اختلاف أمتي رحمة " ! و هو حديث ضعيف لا أصل له كما تقدم
تحقيقه في أول هذه السلسلة ، و هم يقرؤون قول الله تعالى في المسلمين حقا : *(
إنما كان قول المؤمنين إذا دعوا إلى الله و رسوله ليحكم بينهم أن يقولوا سمعنا
و أطعنا و أولئك هم المفلحون )* . و قد بسط القول في هذه المسألة بعض الشيء ، و
في قول أحد الدعاة : نتعاون على ما اتفقنا عليه ، و يعذر بعضنا بعضا فيما
اختلفنا فيه ، في تعليق لي كتبته على رسالة " كلمة سواء " لأحد المعاصرين لم
يسم نفسه ! لعله يتاح لي إعادة النظر فيه و ينشر .

(4/480)


1982 - " إن في الجنة سوقا لا شراء فيه و لا بيع إلا الصور من الرجال و النساء ، فإذا
اشتهى الرجل صورة دخلها ، و فيها مجتمع الحور العين يرفعن أصواتا لم تسمع
الخلائق بمثلهن ، يقلن : نحن الناعمات فلا نبأس أبدا ، و نحن الخالدات فلا نموت
، و نحن الراضيات فلا نسخط أبدا ، فطوبى لمن كان لنا و كنا له " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 449 :
ضعيف . رواه الترمذي ( 2 / 90 - 93 ) و المروزي في " زوائد الزهد " ( 1487
و رقم 1487 - ط ) و تمام في " الفوائد " ( 66 / 1 ) و الثقفي في " الثقفيات " (
4 / 29 / 1 ) و الضياء المقدسي في " صفة الجنة " ( 3 / 81 / 2 ) عن عبد الرحمن
بن إسحاق القرشي عن النعمان بن سعد عن علي مرفوعا . و قال الترمذي مضعفا :
" حديث غريب " . قلت : يعني أنه ضعيف ، و علته عبد الرحمن بن إسحاق هذا و هو
ضعيف ، نقل النووي و الزيلعي اتفاق العلماء على تضعيفه . و للطرف الأول منه دون
ذكر مجتمع الحور العين ... إلخ شاهد من حديث جابر بن عبد الله ، و لكنه ضعيف
جدا كما بينه الهيثمي في أثناء " عقوق الوالدين " ( 8 / 149 ) و أشار المنذري
إلى تضعيف الحديثين ( 3 / 222 و 4 / 266 ، 268 ) . و سيأتي لفظه و الكلام عليه
برقم ( 5369 ) .

(4/481)


1983 - " سيعزي الناس بعضهم بعضا من بعدي ، التعزية بي " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 449 :
ضعيف . رواه ابن سعد ( 2 / 275 ) و أبو يعلى ( 4 / 1824 ) و الطبراني ( 6 /
166 / 5757 ) عن موسى بن يعقوب الزمعي قال : أخبرنا أبو حازم بن دينار عن سهل
بن سعد مرفوعا . قال : فكان الناس يقولون : ما هذا ؟ فلما قبض رسول الله صلى
الله عليه وسلم لقي الناس بعضهم بعضا يعزي بعضهم بعضا برسول الله صلى الله عليه
وسلم . قلت : و هذا إسناد رجاله ثقات رجال الشيخين غير موسى بن يعقوب الزمعي ،
و قد أورده الذهبي في " الضعفاء " ، و قال : " قال النسائي و غيره : ليس بالقوي
" . و الحديث قال الهيثمي ( 9 / 38 ) : " رواه أبو يعلى و الطبراني و رجالهما
رجال الصحيح غير موسى بن يعقوب الزمعي ، و وثقه جماعة ! " . كذا قال ! و قال
الحافظ في " التقريب " : " صدوق سيء الحفظ " .

(4/482)


1984 - " إنما تدفن الأجساد حيث تقبض الأرواح " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 450 :
ضعيف جدا . أخرجه ابن سعد ( 2 / 293 ) عن إبراهيم بن يزيد عن يحيى بن
بهماه مولى عثمان بن عفان قال : بلغني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
فذكره . قلت : و هذا إسناد ضعيف جدا ، يحيى بن بهماه مجهول ، و إبراهيم بن يزيد
، و هو الخوزي ، متروك . و لعله يغني عن هذا الحديث الواهي قوله صلى الله عليه
وسلم في شهداء أحد : " ادفنوا القتلى في مصارعهم " . و هو حديث صحيح مخرج في "
أحكام الجنائز " ( ص 14 ) .

(4/483)


1985 - " إن أدنى أهل الجنة منزلة لمن ينظر إلى جنانه و زوجاته و نعيمه و خدمه و سرره
، مسيرة ألف سنة ، و أكرمهم على الله من ينظر إلى وجهه غدوة و عشية ، ثم قرأ
رسول الله صلى الله عليه وسلم : *( وجوه يومئذ ناضرة )* " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 450 :
ضعيف . أخرجه الترمذي ( 3 / 334 - تحفة ) و الحاكم ( 2 / 509 - 510 ) و
أحمد ( 2 / 13 و 64 ) و أبو يعلى ( 3 / 1371 و 4 / 1376 ) و أبو عبد الله
القطان في " حديثه عن الحسن بن عرفة " ( ق 144 / 1 - 2 ) و ابن الأعرابي في "
الرؤية " ( 254 / 1 ) و أبو بكر بن سلمان الفقيه في " الفوائد المنتقاة " ( 16
/ 2 و 18 / 1 ) و الخطيب في " الموضح " ( 2 / 9 ) من طرق عن ثوير بن أبي فاختة
عن ابن عمر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره ، و قال الحاكم
: " حديث مفسر في الرد على المبتدعة ، و ثوير ، و إن لم يخرجاه ، فلم ينقم عليه
غير التشيع " . و تعقبه الذهبي بقوله : " قلت : بل هو واهي الحديث " . و قال
الترمذي : " و رواه عبد الملك بن أبجر عن ثوير عن ابن عمر موقوفا ، و رواه عبيد
الله الأشجعي عن سفيان عن ثوير عن مجاهد عن ابن عمر قوله ، و لم يرفعه " . قلت
: هو عند أحمد من طريق ابن أبجر عن ثوير به مرفوعا . و ثوير ضعيف كما في "
التقريب " ، فلا يصح الحديث لا مرفوعا و لا موقوفا . و قد أخرجه ابن أبي الدنيا
موقوفا ، و البيهقي - يعني في " البعث " - مرفوعا و زاد في لفظ له كما في "
الترغيب " ( 4 / 249 ) : " و إن أفضلهم منزلة لمن ينظر إلى الله عز وجل في وجهه
في كل يوم مرتين " .

(4/484)


1986 - " إن الكافر ليجر لسانه يوم القيامة فرسخين يتوطأه الناس " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 451 :
ضعيف . رواه الترمذي ( 3 / 341 - تحفة ) و أحمد ( 2 / 92 ) و ابن أبي
الدنيا في " كتاب الأهوال " ( 86 / 2 ) و الخطيب ( 12 / 363 ) عن أبي العجلان
المحاربي قال : سمعت عبد الله بن عمر يقول : فذكره مرفوعا ، و كلهم قالوا :
عن أبي العجلان غير الترمذي فقال : " عن أبي المخارق " ، و قال : " إنما نعرفه
من هذا الوجه ، و أبو المخارق ليس بمعروف " . و قال الذهبي : " و الصواب بدله
عن أبي عجلان ، لا يعرف " .

(4/485)


1987 - " أشقى الناس ثلاثة : عاقر ناقة ثمود ، و ابن آدم الذي قتل أخاه ، ما سفك على
الأرض من دم إلا لحقه منه لأنه أول من سن القتل " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 452 :
ضعيف . رواه أبو نعيم في " الحلية " ( 4 / 307 - 308 ) و الواحدي في "
الوسيط " ( 1 / 209 / 1 ) و ابن عساكر ( 14 / 157 / 1 ) عن محمد بن إسحاق عن
حكيم بن جبير عن سعيد بن جبير عن عبد الله بن عمرو مرفوعا . قلت : و هذا
إسناد ضعيف . من أجل عنعنة ابن إسحاق . و حكيم بن جبير ضعيف كما في " التقريب "
. و في " الفيض " : " قال الهيثمي و غيره : فيه ابن إسحاق مدلس ، و حكيم بن
جبير و هو متروك " . و نقل عنه أنه قال : " سقط من الأصل : الثالث ، و الظاهر
أنه قاتل علي كرم الله وجهه كما ورد في خبر رواه الطبراني أيضا " . قلت : الخبر
المشار إليه صحيح ، خرجته في الكتاب الآخر ( 1088 ) . ثم إن الجملة الأخيرة من
حديث الترجمة قد جاءت في حديث آخر بلفظ : " لا تقتل نفس ظلما إلا كان على ابن
آدم الأول كفل من دمها ، لأنه أول من سن القتل " . أخرجه الشيخان و غيرهما ، و
هو مخرج في " التعليق الرغيب " ( 1 / 48 ) . ( تنبيه ) : عزاه السيوطي في "
الجامع الصغير " و " الكبير " أيضا ( 1 / 102 ) للحاكم في " المستدرك " ، و حتى
الآن لم أعثر عليه فيه ، و لا ذكر المناوي موضعه منه ، خلافا لعادته . و الله
أعلم .

(4/486)


1988 - " إن لله ملائكة ترعد فرائصهم من خيفته ، ما منهم ملك يقطر دمعه من عينيه إلا
وقعت ملكا قائما يصلي ، و إن منهم ملائكة سجودا ، منذ خلق الله السماوات و
الأرض ، لم يرفعوا رؤسهم و لا يرفعونها إلى يوم القيامة ، و إن منهم ركوعا لم
يرفعوا رؤوسهم منذ خلق الله السماوات و الأرض ، فلا يرفعونها إلى يوم القيامة ،
فإذا رفعوا رؤوسهم ، و نظروا إلى وجه الله قالوا : سبحانك ما عبدناك كما ينبغي
لك " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 453 :
ضعيف . أخرجه ابن نصر في " الصلاة " ( 46 / 2 ) عن عباد بن منصور قال :
سمعت عدي بن أرطاة و هو يخطبنا على منبر المدائن قال : سمعت رجلا من أصحاب رسول
الله صلى الله عليه وسلم ما بيني و بين رسول الله صلى الله عليه وسلم غيره ،
يحدثني عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : فذكره . قلت : و هذا إسناد ضعيف
من أجل عباد بن منصور ، قال الحافظ : " صدوق و كان يدلس ، و تغير بآخره " .

(4/487)


1989 - " ليس الجهاد أن يضرب بسيفه في سبيل الله ، إنما الجهاد من عال والديه ، و عال
ولده ، فهو في جهاد ، و من عال نفسه يكفها عن الناس ، فهو في جهاد " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 453 :
ضعيف . رواه أبو نعيم في " الحلية " ( 6 / 300 - 301 ) و عنه ابن عساكر ( 7
/ 144 ) عن محمد بن علان : أخبرنا أحمد بن محمد القرشي أخبرنا أحمد بن محمد
العمي أخبرنا أبو روح سعيد بن دينار أخبرنا الربيع عن الحسن عن أنس بن مالك
مرفوعا . قلت : و هذا سند ضعيف ، الربيع هو ابن صبيح ، لا الربيع بن وبرة ، و
إن توهم بعض الرواة أنه الربيع بن وبرة ، كما قال أبو نعيم ، و ابن صبيح سيء
الحفظ . و سعيد هذا مجهول كما قال أبو حاتم و الذهبي و غيرهما . و أحمد بن محمد
العمي لم أعرفه . و أحمد بن محمد القرشي و محمد بن علان ترجمهما الخطيب في
تاريخه ( 5 / 12 ، 3 / 141 ) و لم يذكر فيهما جرحا و لا تعديلا . و الحديث
أورده السيوطي في " الجامع الصغير " من رواية ابن عساكر وحده ، فتعقبه المناوي
بقوله : " قضية تصرف المصنف أن هذا لم يره مخرجا لأحد من المشاهير الذين وضع
لهم الرموز ، و هو عجب ، فقد خرجه أبو نعيم و الديلمي باللفظ المزبور عن أنس
المذكور ، فكان ينبغي عزوه إليهما معا " . قلت : فشغله التعقب عما هو أهم منه ،
و هو بيان علله و ضعفه ، و اقتصر في " التيسير " على قوله : " و إسناده ضعيف "
.

(4/488)


1990 - " يؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله تعالى ، فإن كانوا في القراءة سواء . فأفقههم في
دين الله ، فإن كانوا في الفقه سواء فأكبرهم سنا ، فإن كانوا في السن سواء
فأصبحهم و أحسنهم وجها ، فإن كانوا في الصباحة و الحسن - أحسبه قال : سواء -
فأكبرهم حسبا " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 454 :
ضعيف جدا . رواه أبو بكر الكلاباذي في " مفتاح المعاني " ( 324 - 325 ) من
طريق الباغندي حدثنا حفص بن عمر الأيلي حدثنا أبو المقدام و ابن أبي ذئب قالا :
حدثنا الزهري عن عروة بن الزبير عن عائشة و أبي هريرة مرفوعا . قلت : و هذا
إسناد واه جدا ، حفص بن عمر الأيلي كذبه أبو حاتم و غيره . و أبو المقدام متروك
، لكنه مقرون بابن أبي ذئب ، فالعلة من الأيلي . و الحديث منكر بهذه الزيادة :
" فأصبحهم ... " ، فقد أخرجه مسلم ( 2 / 123 ) و غيره من حديث أبي مسعود البدري
مرفوعا نحوه بدون الزيادة ، و هو مخرج في " صحيح أبي داود " ( 594 ) و " إرواء
الغليل " ( 494 ) . نعم قد رويت هذه الزيادة من طرق أخرى عن عائشة و غيرها ،
خرجها السيوطي في " اللآلىء " ( 2 / 12 ) و ابن عراق ( 2 / 103 ) و مع أنها
كلها معلولة ، فليس فيها أيضا : " ... فأكبرهم حسبا " !

(4/489)


1991 - " قرأ هذه الآية : *( ذلك ليعلم أني لم أخنه بالغيب )* ، قال : لما قالها يوسف
عليه السلام ، قال له جبريل عليه السلام : يا يوسف ! اذكر همك ، قال : *( و ما
أبرئ نفسي )* " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 455 :
منكر . أخرجه الحاكم في " تاريخه " و ابن مردويه و الديلمي عن أنس رضي
الله عنه مرفوعا . كذا في " الدر المنثور " ( 4 / 23 ) . و قد وقفت على إسناد
الحاكم . أخرجه من طريقه الديلمي في " مسند الفردوس " ( 2 / 81 / 1 ) بسنده عن
المؤمل بن إسماعيل : حدثنا حماد عن ثابت عن أنس .. قلت : و هذا إسناد ضعيف علته
المؤمل هذا ، قال الحافظ في " التقريب " : " صدوق سيء الحفظ " . و قد أورده
الذهبي في " الميزان " ، و حكى أقوال الأئمة فيه ، و ذكر له حديثا استنكره ، و
أعتقد أن هذا الحديث من مناكيره أيضا لأنه مع ضعفه قد خالف الثقات في رفعه ،
فقد رواه عفان بن مسلم و زيد بن حباب فقالا : عن حماد بن سلمة عن ثابت عن الحسن
: فذكره موقوفا عليه مقطوعا . و الحسن هو البصري . أخرجه ابن جرير الطبري في "
تفسيره " ( 6 / 145 - شاكر ) . و أخرج نحوه عن سعيد بن جبير و أبي الهذيل نحوه
موقوفا . و هذا هو الصواب : الوقف ، و رفعه باطل ، فإنه مخالف لسياق القصة في
القرآن الكريم ، فقد ذكر الله تعالى عن الملك أنه : *( قال ما خطبكن إذ راودتن
يوسف عن نفسه قلن حاش لله ما علمنا عليه من سوء . قالت امرأة العزيز الآن حصحص
الحق أنا راودته عن نفسه و إنه لمن الصادقين . ذلك ليعلم ( تعني الملك ) أني لم
أخنه بالغيب و أن الله لا يهدي كيد الخائنين . و ما أبرئ نفسي إن النفس لأمارة
بالسوء إلا ما رحم ربي إن ربي غفور رحيم )* . فقوله : *( و ما أبرئ نفسي )* هو
من تمام كلام امرأة العزيز ، و هو الذي رجحه شيخ الإسلام ابن تيمية ، و تبعه
ابن كثير في " تفسيره " فراجعه إن شئت .

(4/490)


1992 - " إن مريم سألت الله عز وجل أن يطعمها لحما ليس فيه دم ، فأطعمها الجراد " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 456 :
ضعيف . رواه العقيلي في " الضعفاء " ( 435 ) و تمام في " الفوائد " ( 98 /
1 ) و الضياء في " المنتقى من مسموعاته بمرو " ( 89 / 2 ) و ابن عساكر ( 19 /
267 / 2 ) عن حفص بن عمر أبي عمر المازني : حدثنا النضر بن عاصم أبو عباد
الهجيمي عن قتادة عن محمد ابن سيرين عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه
وسلم : أنه سئل عن الجراد ؟ فقال : فذكره . و قال العقيلي : " النضر بن عاصم لا
يتابع عليه ، و لا يعرف إلا به " . و قال الأزدي : " متروك الحديث " . قال
الذهبي : " و له إسناد آخر " . قلت : ثم ساقه من طريق أبي الفضل بن عساكر عن
أبي عتبة الحمصي حدثنا بقية بن الوليد حدثنا نمير بن يزيد القيني عن أبيه :
سمعت أبا أمامة الباهلي يقول : فذكره مرفوعا ، و زاد : فقلت : اللهم أعشه بغير
رضاع ، و تابع بنيه بغير شياع . فقلت ( القائل هو الذهبي ) : يا أبا الفضل (
يعني ابن عساكر شيخه ) : ما الشياع ؟ قال : الصوت . قال الذهبي : " فهذا
الإسناد على ركاكة متنه أنظف من الأول ، و يريبني فيه هذا الدعاء ، فإنها ما
كانت لتدعو بأمر واقع ، و ما زال الجراد بلا رضاع و لا شياع ! " . قال الحافظ :
" و هذا الإشكال غير مشكل لجواز أن يكون الجراد ما كان موجودا قبل " ! قلت : و
حفص بن عمر المازني في الطريق الأول لم أعرفه ، و في الطريق الثاني أبو عتبة
الحمصي ، و اسمه أحمد بن الفرج قال الذهبي : " ضعفه محمد بن عوف الطائي ، قال
ابن عدي : لا يحتج به هو وسط ، و قال ابن أبي حاتم : محله الصدق ، و نمير بن
يزيد القيني قال الذهبي : " قال الأزدي : ليس بشيء ، قلت : تفرد عنه بقية " .
قلت : فهو مثل النضر بن عاصم ، فلا أدري ما وجه قول الذهبي في السند أنه أنظف
من الإسناد الأول ! و الطريق الثاني أخرجه ابن قتيبة في " غريب الحديث " ( 1 /
103 / 2 ) من طريق عمرو بن عثمان عن بقية به . و عمرو هذا صدوق ، و قد تابعه
عيسى بن المنذر عند الحربي في " الغريب " ( 5 / 106 / 1 - 2 ) فقد برئت من
الحديث عهدة أبي عتبة ، و انحصرت الشبهة في بقية أو في شيخه نمير ، و الله أعلم
.

(4/491)


1993 - " لقد رأيت الملائكة تغسل حمزة " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 458 :
ضعيف . أخرجه ابن سعد في " الطبقات " ( 3 / 16 ) : أخبرنا محمد بن عبد الله
الأنصاري قال : حدثني أشعت قال : سئل الحسن : أيغسل الشهداء ؟ قال : نعم ،
قال : و قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره . قلت : و هذا إسناد صحيح
مرسل ، رجاله كلهم ثقات رجال البخاري غير أشعث ، و هو ابن عبد الملك الحمراني ،
و هو ثقة ، لكنه مرسل ، فإن الحسن هو البصري ، و لكنه من أقوى المراسيل ، لأن
مرسله قد احتج به كما ترى ، فهو عنده صحيح قطعا ، و لكن ذلك مما لا يحملنا على
اعتقاد صحته ، لجهالة الواسطة بينه و بين النبي صلى الله عليه وسلم على ما هو
مقرر في علم المصطلح ، لاسيما و هو معروف بالرواية عن الضعفاء و التدليس عنهم ،
فقد حدث مرة بحديث حدثه به علي بن زيد بن جدعان ، ثم لما حدث به لم يذكر أنه
تلقاه عن ابن جدعان ! و كأنه لذلك قال الدارقطني : " مراسيله فيها ضعف " . نعم
، قد رواه مسندا معلى بن عبد الرحمن الواسطي حدثنا عبد الحميد بن جعفر حدثنا
محمد بن كعب القرظي عن ابن عباس قال : " قتل حمزة بن عبد المطلب عم رسول الله
صلى الله عليه وسلم جنبا ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : غسلته الملائكة
" . أخرجه الحاكم ( 3 / 195 ) و قال : " صحيح الإسناد " . قلت : لكن رده الذهبي
بقوله : " قلت : معلى هالك " . و أورده في " الضعفاء " ، و قال " : " قال
الدارقطني : كذاب " .

(4/492)


1994 - " ما أخاف على أمتي إلا ضعف اليقين " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 459 :
ضعيف . أخرجه ابن نصر في " الصلاة " ( 172 / 1 ) و البخاري في " التاريخ "
( 3 / 1 / 264 ) و ابن أبي الدنيا في " اليقين " ( ق 2 / 1 ) و الكلاباذي في "
مفتاح المعاني " ( 234 / 1 ) و ابن عساكر ( 14 / 375 / 1 ) من طريق سعيد بن أبي
أيوب عن عبد الرحمن بن بزرج سمع أبا هريرة يقول : قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم : فذكره . قلت : و هذا إسناد رجاله ثقات غير عبد الرحمن بن بزرج ،
فأورده ابن أبي حاتم ( 2 / 2 / 216 ) من رواية سعيد هذا و ابن لهيعة عنه ، و لم
يذكر فيه جرحا و لا تعديلا ، و كذلك صنع البخاري . و أما ابن حبان ، فذكره في "
الثقات " ( 5 / 95 ) .

(4/493)


1995 - " اتقوا محاش النساء " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 459 :
ضعيف جدا . الديلمي ( 1 / 1 / 45 ) عن عبد الرحمن بن إبراهيم : حدثنا ابن
أبي فديك عن علي بن أبي علي عن محمد بن المنكدر عن جابر مرفوعا . بيض له
الحافظ ، و إسناده ضعيف ، علي هذا و هو اللهبي المدني : " قال أحمد : له مناكير
. و قال أبو حاتم و النسائي : متروك . و قال ابن معين : ليس بشيء " . كذا في
" الميزان " ، و ساق له من مناكيره أحاديث هذا أحدها .

(4/494)


1996 - " أثبتكم على الصراط أشد حبا لأهل بيتي و أصحابي " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 459 :
موضوع . الديلمي ( 1 / 1 / 84 ) من طريق أبي نعيم عن الحسين بن علان :
حدثنا أحمد بن حماد بن سفيان حدثنا الحسين بن حمران . حدثنا القاسم بن بهرام عن
جعفر بن محمد عن أبيه عن علي مرفوعا. قلت : و هذا إسناد ضعيف جدا ، القاسم
بن بهرام قال الذهبي : " له عجائب عن ابن المنكدر ، وهاه ابن حبان و غيره " . و
الحسين بن حمران و من دونه لم أعرفهم ، لكن قال في " الفيض " : " و هو ضعيف ، و
سببه أن فيه الحسين بن علان ، قال في " اللسان " عن أصله كابن الجوزي : وضع
حديثا عن أحمد بن حماد " . قلت : و لم أجد هذا في " اللسان " ، و لا في أصله "
الميزان " ، و لا في " الموضوعات " لابن الجوزي . فالله أعلم . ثم وجدته في " (
الحسن بن علان ) - " اللسان " ( 2 / 221 ) . و من عجائبه - أعني المناوي - أنه
ينقل اتهام ابن علان بالوضع ، ثم يقتصر على تضعيف الحديث كما رأيت ، و كذا في
كتابه الآخر : " التيسير " ! و للحديث طريق أخرى عن جعفر بن محمد به . و فيه
متهم عند ابن عدي ( 6 / 2303 ) و هو ابن الأشعت المتقدم تحت الحديث ( 1795 ) و
لم يتكلم المناوي عليها بشيء !

(4/495)


1997 - " اثنان لا ينظر الله إليهما يوم القيامة ، قاطع الرحم و جار السوء " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 460 :
موضوع . الديلمي ( 1 / 1 / 85 ) عن أحمد بن داود عن محمد بن مهدي البصري عن
أبيه عن أبان عن أنس مرفوعا . قلت : هذا إسناد موضوع ، أبان - و هو ابن أبي
عياش - كذبه شعبة ، و قال : " لأن يزني الرجل خير من أن يروي عن أبان " . و قال
ابن حبان : " روى عن أنس أكثر من ألف و خمسمائة حديث ، ما لكبير شيء منها أصل
يرجع إليه " و محمد بن مهدي ، لم أعرفه . و أبوه مهدي ، هو ابن هلال البصري ،
كذبه يحيى بن سعيد ، و قال ابن معين : " يضع الحديث " . و أحمد بن داود إن كان
ابن عبد الغفار الحراني المصري ، أو ابن أخت عبد الرزاق ، فكلاهما متهم بالكذب
. فالأول كذبه الدارقطني و غيره ، و ذكر له الذهبي من أكاذيبه أحاديث . و الآخر
قال أحمد : كان من أكذب الناس .

(4/496)


1998 - " أحبكم إلى الله تعالى أقلكم طعما ، و أخفكم بدنا " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 461 :
ضعيف . الديلمي ( 1 / 1 / 86 ) عن حفص بن عمر الفقيه الزاهد : حدثنا أبو
بكر ابن عياش عن عباد عن عكرمة عن ابن عباس مرفوعا . قلت : و هذا إسناد
ضعيف ، عباد هو ابن منصور الناجي ضعيف مدلس . و حفص بن عمر الفقيه الزاهد لم
أعرفه . و قد أبعد المناوي النجعة ، فضعف الحديث بأبي بكر بن عياش ، و هو ممن
احتج به البخاري ! فقال : " و من ثم رمز المؤلف لضعفه " ! و هو خطأ مزدوج ، فإن
الحديث لا يعل بمن احتج به البخاري ، و بخاصة إذا كان شيخه ضعيفا ، و لا يجوز
أن ينسب مثل هذا الإعلال إلى مثل السيوطي ! ثم أفاد أنه رواه الحاكم في
" تاريخه " ، ثم أخطأ مرة أخرى فأطلق العزو للحاكم في " تيسيره " ، فأوهم أنه
في " مستدركه " !

(4/497)


1999 - " احذروا الشهرتين : الصوف و الحمرة " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 461 :
موضوع . الديلمي ( 1 / 1 / 21 ) عن محمد بن الحسين السلمي : أخبرنا الحسين
ابن أحمد الصفار حدثنا أحمد بن عيسى الوشا حدثنا الربيع بن سليمان حدثنا أسد بن
موسى حدثنا سفيان عن معمر عن الزهري عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة
مرفوعا . بيض له الحافظ ، و أحمد بن عيسى الوشا لم أعرفه ، و يحتمل أن يكون هو
التستري المصري الحافظ ، و هو كما قال الذهبي : " موثق " ! مع كونه من رجال
الشيخين ! لكن الراوي عنه الحسين بن أحمد الصفار ، قال الحاكم : " كذاب لا
يشتغل به " . و محمد بن الحسين السلمي هو أبو عبد الرحمن الصوفي . قال الذهبي :
" تكلموا فيه ، و ليس بعمدة . و في القلب مما يتفرد به " . و قال الخطيب : "
قال لي محمد بن يوسف القطان : كان يضع الأحاديث للصوفية " . قلت : فأنا أخشى أن
يكون هذا من وضعه إن سلم من شيخه ! قلت : مع كل هذه الآفات في إسناد هذا الحديث
، فقد أورده السيوطي في " الجامع الصغير " و في " الجامع الكبير " أيضا ، و كان
فيه أقرب إلى الصواب لأنه قال : " و ضعف " ! فرده المناوي بقوله : " و فيه أحمد
بن الحسين الصفار ، كذبوه " . كذا وقع فيه على القلب ، و لم تتنبه له اللجنة
القائمة على " الجامع الكبير " ، فنقلته عنه مقلوبا ، و الصواب " الحسين بن
أحمد الصفار " ، كما سبق .

(4/498)


2000 - " ما امعر حاج قط " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 462 :
ضعيف . رواه الطبراني في " الأوسط " ( 1 / 110 / 2 ) عن شريك عن محمد بن
زيد عن محمد بن المنكدر عن جابر بن عبد الله مرفوعا ، و قال : " لم يروه عن
ابن المنكدر إلا محمد بن زيد " . قلت : و هو محمد بن زيد بن المهاجر بن قنفذ و
هو ثقة ، لكن الراوي عنه شريك و هو ابن عبد الله القاضي ضعيف لسوء حفظه ، و
لذلك أخرج له مسلم متابعة ، فلا تغتر بقول من أطلق فقال : " و رجاله رجال
الصحيح " ، كالمنذري ( 2 / 114 ) و الهيثمي ( 3 / 280 ) و من قلدهما كالمناوي و
الغماري ، فإنه ذكر الحديث في " كنزه " ! و لم يتفرد به محمد بن زيد ، فقد
أخرجه ابن عساكر ( 5 / 327 / 2 ) من طريق محمد بن خالد بن عثمة : أخبرنا عبد
الله بن محمد بن المنكدر عن أبيه به . و عبد الله بن محمد بن المنكدر لم أجد من
ترجمه ، و لم يذكره الحافظ في الرواة عن أبيه ، و إنما ذكر ابنيه يوسف و
المنكدر فقط . و في الطريق إليه جماعة لا يعرفون . و علي بن أحمد بن زهير
التميمي قال الذهبي : " ليس يوثق به "

(4/499)


2001 - " احذروا الشهوة الخفية : الرجل يتعلم العلم يحب أن يجلس إليه " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/13 ) :

ضعيف جدا
رواه الديلمي ( 1/1/21 ) عن الفضل بن عبد الله اليشكري : حدثنا مالك بن سليمان
: حدثنا إبراهيم بن محمد بن أبي يحيى عن محمد بن عجلان عن أبي صالح مولى
التوأمة عن أبي هريرة مرفوعا .
قال الحافظ في " مختصره " :
" قلت : ابن أبي يحيى ضعيف ، و " .
كذا نقلته عن خطه ، لم يذكر المعطوف على ابن أبي يحيى ، و لعله أراد أبا صالح
مولى التوأمة ، فإنه ضعيف أيضا ، لكن ابن أبي يحيى أضعف منه ، فإنه متهم بالكذب
.
أو مالك بن سليمان ، و هو الهروي ; قال العقيلي و السليماني :
" فيه نظر " .
و ضعفه الدارقطني .
و الفضل بن عبد الله اليشكري شر منه . قال ابن حبان :
" يروي عن مالك بن سليمان و غيره العجائب " .
لا يجوز الاحتجاج به بحال " .

(4/500)


2002 - " مثل بلال كمثل نحلة غدت تأكل من الحلو و المر ، ثم هو حلو كله " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/13 ) :

ضعيف
رواه الطبراني في " المعجم الأوسط " ( 1/147/181 - مكتبة المعارف ) ، و من
طريقه ابن عساكر ( 3/233/1 و 10/333 - طبع المجمع ) عن عبد الله بن سليمان عن
دراج أبي السمح ، عن أبي الهيثم عن ابن حجيرة عن أبي هريرة رفعه .
قلت : و هذا سند ضعيف من أجل أبي السمح ، فإنه صاحب مناكير ، و بخاصة في روايته
عن أبي الهيثم .
و عبد الله بن سليمان - و هو الحميري - قال الحافظ :
" صدوق يخطىء " .
و الحديث أورده السيوطي في " الجامع " من رواية الحكيم عن أبي هريرة . و قال
المناوي :
" و رواه عنه الطبراني باللفظ المزبور ، فلو عزاه إليه كان أولى . قال الهيثمي
: و إسناده حسن اهـ . فعدول المصنف للحكيم و اقتصاره عليه من ضيق العطن . و قد
ذكر المصنف عن ابن الصلاح و النووي أن الكتب المبوبة أولى بالعزو إليها
و الركون لما فيها من المسانيد و غيرها ، لأن المصنف على الأبواب إنما يورد أصح
ما فيه ، فيصلح الاحتجاج به " .
أقول : ليس هذا بمضطرد ، فكم من أحاديث ضعيفة في الكتب المبوبة ، يعلم ذلك كل
من مارس فن التخريج و التحقيق ، و هذا منه .
و الحديث في " مجمع الزوائد " ( 9/300 ) برواية " الأوسط " ، و حسنه كما تقدم !

(5/1)


2003 - " من لم يدرك الغزو معي ; فليغز في البحر ، فإن غزوة البحر أفضل من غزوتين في
البر ، و إن شهيد البحر له أجر شهيدي البر ، إن أفضل الشهداء عند الله أصحاب
الوكوف ، قالوا : و ما أصحاب الوكوف ؟ قال : قوم تكفأ بهم مراكبهم في سبيل الله
" .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/15 ) :

ضعيف
رواه ابن أبي شيبة ( 5/314 - 315 ) : نا وكيع عن سعيد بن عبد العزيز ، عن
علقمة بن شهاب مرسلا .
و كذا رواه ابن المبارك " في الجهاد " ( 196 ) ، و من طريقه ابن عساكر (
11/400/1 ) عن سعيد به .
و سعيد هذا سكت عنه البخاري و ابن أبي حاتم ، و وثقه ابن حبان ( 5/212 ) .
و أخرجه عبد الرزاق ( 5/286 ) من طريق آخر عن علقمة مرفوعا نحوه ، و فيه
عبد القدوس بن حبيب الكلاعي ، و هو متهم .
و قد وصله بعض الضعفاء ، فجعله من مسند واثلة بن الأسقع .
أخرجه ابن عساكر من طريق الطبراني ، و هذا في " الأوسط " ( 2/227/2/8517
و 9/161/8348 - ط ) عن عمرو بن الحصين : نا محمد بن عبد الله بن علاثة عن سعيد
بن عبد العزيز عن علقمة بن شهاب عن واثلة بن الأسقع مرفوعا مختصرا ، دون قوله :
" فإن غزوة البحر ... " .
قال الطبراني :
" تفرد به عمرو بن الحصين " .
قلت : و هو كذاب كما قال الخطيب ، و اتهمه غيره . و تساهل الهيثمي فقال في "
المجمع " ( 5/281 ) ، و تبعه المناوي :
" و هو ضعيف " !
أشار لضعف الحديث المنذري في " الترغيب " ( 2/281 ) .

(5/2)


2004 - " الشهداء أربعة : رجل مؤمن جيد الإيمان ، لقي العدو فصدق الله فقتل ، فذلك
الذي ينظر الناس إليه هكذا : و رفع رأسه حتى سقطت قلنسوة رسول الله صلى الله
عليه وسلم ، أو قلنسوة عمر . و الثاني رجل مؤمن لقي العدو ، فكأنما يضرب ظهره
بشوك الطلح ، جاءه سهم غرب ، فقتله ، فذاك في الدرجة الثانية . و الثالث رجل
مؤمن خلط عملا صالحا و آخر سيئا ، لقي العدو ، فصدق الله عز وجل حتى قتل ، قال
: فذاك في الدرجة الثالثة . و الرابع رجل مؤمن أسرف على نفسه إسرافا كثيرا ،
لقي العدو ، فصدق الله حتى قتل ، فذلك في الدرجة الرابعة " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/16 ) :

ضعيف
رواه الترمذي ( 3/8 - 9 - تحفة ) و حسنه ، و أحمد ( رقم 146 و 150 ) ، و أبو
يعلى ( 1/216 - 217/252 ) من طريق ابن لهيعة : سمعت عطاء بن دينار عن أبي يزيد
الخولاني أنه سمع فضالة بن عبيد يقول : سمعت عمر بن الخطاب أنه سمع
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : فذكره .
قلت : و هذا إسناد ضعيف ، أبو يزيد الخولاني مجهول كما قال الحافظ في " التقريب
" تبعا للذهبي ، حيث قال في " الميزان " : " لا يعرف " .
قلت : و ابن لهيعة ضعيف أيضا ، لكن رواه الحربي في " غريب الحديث " ( 5/114/2 )
، و كذا البيهقي في " شعب الإيمان " ( 4/29/4262 ) من طريق ابن المبارك عن
عبد الله بن عقبة عن عطاء بن دينار به .
و ابن عقبة هو عبد الله بن لهيعة نسب في هذه الرواية لجده .
و قال ابن كثير في " مسند الفاروق " ( 2/465 - 466 ) بعد أن ساق إسناد أحمد :
" و هكذا رواه علي بن المديني عن أبي داود الطيالسي عن ابن المبارك عن ابن
لهيعة به ، و قال : هذا حديث مصري ، و هو صالح " ! !
و ابن لهيعة صحيح الحديث إذا روى عنه أحد العبادلة ، و منهم عبد الله بن
المبارك ، و هذا من روايته كما ترى ، فعلة الحديث أبو يزيد الخولاني لجهالته ،
فتحسين الشيخ أحمد شاكر لهذا الحديث تبعا للترمذي غير حسن ، بل هو من تساهله ،
لا سيما و قد اعترف بجهالة الخولاني هذا !
و أما تحسين المعلقين الثلاثة على الطبعة الجديدة لكتاب " الترغيب " ( 2/297 )
فمما لا يلتفت إليه ، لأنهم مجرد نقلة ، بل إنهم لا يحسنون النقل عن العلماء
و لا الفهم عنهم ، و الكلام فيهم طويل الذيل ، فانظر المقدمة .

(5/3)


2005 - " كفر بالله العظيم جل وعز عشرة من هذه الأمة : الغال ، و الساحر ، و الديوث ،
و ناكح المرأة في دبرها ، و شارب الخمر ، و مانع الزكاة ، و من وجد سعة و مات
و لم يحج ، و الساعي في الفتن ، و بائع السلاح أهل الحرب ، و من نكح ذات محرم
منه " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/17 ) :

موضوع
رواه ابن عساكر ( 15/143/1 ) عن محمد بن خالد الدمشقي : حدثنا مطر بن العلاء عن
حنظلة بن أبي سفيان عن أبيه عن البراء بن عازب مرفوعا .
أورده في ترجمة محمد بن خالد هذا ، و ذكر أنه الفزاري قرابة مطر بن العلاء ،
و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا . و في طبقته من " الميزان " و " لسانه " :
" محمد بن خالد الدمشقي عن الوليد بن مسلم ; قال أبو حاتم : كان يكذب " .
فالظاهر أنه هذا .
و شيخه مطر بن العلاء ترجمه ابن عساكر ( 16/295/2 ) ، و لم يذكر فيه جرحا و لا
تعديلا ، غير أنه روى عن أبي حاتم أنه قال فيه : " شيخ " .
و الحديث أورده السيوطي من رواية ابن عساكر هذه ، و تبعه المناوي في " الفيض "
بقوله :
" و ظاهر صنيع المؤلف أنه لم يره لأشهر من ابن عساكر ، مع أن الديلمي أخرجه
باللفظ المزبور عن البراء المذكور من هذا الوجه " .
و لم يتكلم عليه بشيء ; تضعيفا أو تصحيحا ، و كذلك فعل في " التيسير " !

(5/4)


2006 - " سموا أسقاطكم ، فإنهم من أفراطكم " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/18 ) :

موضوع
رواه أبو الحسين الكلابي في " نسخة أبي العباس طاهر التميمي " ، و ابن عساكر (
12/249/2 ) عن هشام بن عمار قال : نا البختري بن عبيد : - قال هشام : " و ذهبنا
إليه إلى ( القلمون ) - في موضع يقال له : ( الأفاعي ) " - قال : نا أبي : قال
: نا أبو هريرة مرفوعا .
قلت : و البختري هذا متهم . قال أبو نعيم و الحاكم و النقاش :
" روى عن أبيه عن أبي هريرة موضوعات " .
و قال ابن حبان :
" ضعيف ذاهب لا يحل الاحتجاج به إذا انفرد ، و ليس بعدل ، فقد روى عن أبيه عن
أبي هريرة نسخة فيها عجائب " كما في " التهذيب " ، و هو في كتاب ابن حبان (
1/203 ) نحوه . و قال الأزدي :
" كذاب ساقط " .
و في " المغني " و " التقريب " :
" متروك " .
قلت : و مع هذا كله ، أورده السيوطي في " الجامع الصغير " من رواية ابن عساكر
وحده ! و بيض لإسناده المناوي ، فلم يتكلم عليه بشيء !
و قد خفي هذا الحديث على ابن الملقن ، فقال في " العقيقة " من كتابه الكبير "
البدر المنير " :
" غريب " كما في " خلاصته " ( 2/391/2711 ) ، و يعني أنه لا يعلم من رواه كما
نص عليه في المقدمة ( 1/4 ) . و تبعه على ذلك الحافظ ابن حجر ، فقال في "
التلخيص " ( 4/147 ) :
" لم أره هكذا " .
ثم ذكر أحاديث ليس فيها الأمر بالتسمية ، لا يصح أكثرها ، منها حديث :
" إذا استهل الصبي صارخا سمي ، و صلي عليه ... " الحديث . و هو مخرج في "
الإرواء " ( 6/147 ) تحت الحديث ( 1707 ) .
فالحمد لله الذي هدانا لهذا ، و ما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله .

(5/5)


2007 - " الغدو و الرواح إلى المساجد من الجهاد في سبيل الله " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/20 ) :

موضوع
رواه الطبراني في " الكبير " ( 8/208/7739 ) ، و عنه ابن عساكر ( 5/64/2 ) : نا
الحسين التستري : نا الحسين بن أبي السري العسقلاني : حدثنا محمد بن شعيب :
حدثنا يحيى بن الحارث الذماري عن القاسم عن أبي أمامة مرفوعا .
أورده ابن عساكر في ترجمة العسقلاني هذا ، و هو الحسين بن المتوكل ، و روى عن
أخيه محمد بن أبي السري أنه قال :
" لا تكتبوا عن أخي ، فإنه كذاب " . يعني الحسين بن أبي السري ، و عن أبي عروبة
أنه قال :
" هو خال أمي ، و هو كذاب " .
قلت : فهو علة الحديث ، و قد ذهل عنها الهيثمي ، فأعله بما ليس بعلة ، فقال (
2/29 ) :
" رواه الطبراني في " الكبير " ، و فيه القاسم بن عبد الرحمن ، و فيه اختلاف "
!
و أقره المناوي ، فلم يعله بغير القاسم ! و سبقهما إلى ذلك المنذري ( 1/129 ) !
ثم أخرجه ابن عساكر ( 18/25/1 ) عن ابن أبي السري : نا الوليد بن مسلم عن يحيى
ابن الحارث به .
و قد رواه إسماعيل بن عياش عن يحيى بن الحارث الذماري عن القاسم بإسناده ..
فذكر حديثا غير هذا مرفوعا . ثم عقبه بقوله :
" و قال أبو أمامة : الغدو و الرواح ... " ، فذكره موقوفا عليه ، و هو الصواب .
و إسناده حسن .

(5/6)


2008 - " إن آدم قبل أن يصيب الذنب كان أجله بين عينيه ، و أمله خلفه ، فلما أصاب
الذنب ، جعل الله أمله بين عينيه ، و أجله خلفه ، فلا يزال يأمل حتى يموت " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/21 ) :

منكر
رواه ابن عساكر ( 2/324/2 ) عن جماعة ، قالوا : أنا أبو بكر محمد بن علي بن
حامد الشاشي الفقيه - نزيل هراة قدم مرو - : نا أبو الفضل منصور بن نصر بن
عبد الرحيم بن مت الكاغدي : أنا أبو سعيد الهيثم بن كليب بن سريج الشاشي : نا
عيسى بن أحمد : نا النضر بن شميل : أنا عوف عن الحسن قال : بلغني أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : فذكره .
قلت : و هذا إسناد رجاله ثقات معروفون ; أبو سعيد الشاشي فمن فوقه ، أما
الكاغدي و أبو بكر الشاشي ، فلم أعرف حالهما ، و الأول قال فيه ابن العماد في "
الشذرات " :
" مسند ما وراء النهر " .
و أما الشاشي ; ففقيه شافعي مشهور ، له ترجمة في " الشذرات " ( 3/375 ) .
و الحديث رفعه منكر عندي فقد رواه الإمام أحمد في " الزهد " ( ص 48 ) ، و ابن
عساكر من طرق عن الحسن ، قال : فذكره موقوفا عليه ، و هو الأشبه ، و لعله من
الإسرائيليات .
و أورده السيوطي في " الجامع الصغير " من رواية ابن عساكر هذه ، و بيض له
المناوي فلم يتكلم عليه بشيء !

(5/7)


2009 - " إن إبليس ليضع عرشه على البحر دونه الحجب ، يتشبه بالله عز وجل ، ثم يبث
جنوده ، فيقول : من لفلان الآدمي ؟ فيقوم اثنان ، فيقول : قد أجلتكما سنة ، فإن
أغويتماه وضعت عنكم التعب ، و إلا صلبتكما " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/22 ) :

ضعيف
رواه أبو نعيم في " الحلية " ( 2/28 - 29 ) ، و ابن عساكر ( 8/65/2 ) عن يحيى
ابن طلحة اليربوعي : حدثنا أبو بكر بن عياش عن حميد - يعني الكندي - عن عبادة
ابن نسي عن أبي ريحانة مرفوعا .
قال : فكان يقال لأبي ريحانة : لقد صلب فيك كثيرا !
قلت : و هذا سند ضعيف . يحيى بن طلحة لين الحديث كما في " التقريب " .
و حميد الكندي ; لا يعرف إلا برواية أبي بكر بن عياش عنه .
كذلك أورده ابن أبي حاتم ( 1/2/232 ) ، و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا . و أما
ابن حبان فذكره على قاعدته في " الثقات " ( 6/192 ) بهذه الرواية أيضا !
و الحديث قال في " المجمع " ( 1/114 ) :
" رواه الطبراني في " الكبير " ، و فيه يحيى بن طلحة اليربوعي ، ضعفه النسائي ،
و ذكره ابن حبان في ( الثقات ) <1> " .
( تنبيه ) : أبو ريحانة اسمه ( شمعون ) بالشين المعجمة ، و قيل بالمهملة ، و لم
أره في النسخة المطبوعة من " المعجم الكبير " ، و لا في " الأسماء و الكنى " .
والله سبحانه و تعالى أعلم .
*--------------------------------------------------------------------------*
[1] ج9/262 ، و قال : " كان يغرب " . و خلط بينه و بين يحيى بن طلحة بن
عبيد الله القرشي - الثقة - محقق " الإحسان " ، فجعلهما في فهرسه ( ص 268 )
واحدا ! و فرق بينهما في التخريج ، و هو الصواب . اهـ .
1

(5/8)


2010 - " ما أنعم الله تعالى على عبد من نعمة ، فقال : الحمد لله ; إلا و قد أدى شكرها
، فإن قالها الثانية ; جدد الله له ثوابها ، فإن قالها الثالثة ; غفر الله له
ذنوبه " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/23 ) :

موضوع
أخرجه الحاكم ( 1/507 - 508 ) ، و عنه البيهقي في " الشعب " ( 4/98/4402 ) ،
و الديلمي ( 4/30 ) من طريق أبي معاوية عبد الرحمن بن قيس : حدثنا محمد بن أبي
حميد عن جابر رضي الله عنه مرفوعا ، و قال الحاكم :
" صحيح الإسناد " .
و رده الذهبي بقوله :
" قلت : ليس بصحيح ; قال أبو زرعة : عبد الرحمن بن قيس كذاب " .
و قال في ترجمته من " الميزان " :
" كذبه ابن مهدي و أبو زرعة ، و قال البخاري : ذهب حديثه ، و قال أحمد : لم يكن
بشيء ، و خرج له الحاكم في " المستدرك " حديثا منكرا ، و صححه " .
ثم ساق هذا الحديث .
و الحديث رمز له في " الجامع الصغير " بالصحة ، و كأنه تبع في ذلك الحاكم ،
و قد أخطأ . أقول هذا مع الشك في كون هذه الرموز من السيوطي نفسه كما تراه
مبينا في مقدمتي له " صحيح الجامع الصغير " و " ضعيف الجامع الصغير " .
و قال المنذري في " الترغيب " ( 2/251 ) متعقبا له :
" في إسناده عبد الرحمن بن قيس أبو معاوية الزعفراني ; واهي الحديث ، و هذا
الحديث مما أنكر عليه " .

(5/9)


2011 - " ما أنعم الله على عبد نعمة ، فحمد الله عليها ; إلا كان ذلك أفضل من تلك
النعمة و إن عظمت " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/24 ) :

ضعيف جدا
رواه الطبراني في " الكبير " ( 7794 ) من طريقين عن سويد بن عبد العزيز عن ثابت
ابن عجلان عن القاسم عن أبي أمامة مرفوعا .
قلت : و سويد بن عبد العزيز متروك . و كذا قال الهيثمي في " مجمع الزوائد " (
10/95 ) .
و قال المنذري :
" رواه الطبراني ، و فيه نكارة " .
قلت : لكنه قد روي بإسناد آخر خير من هذا نحوه ، دون قوله : " و إن عظمت " ،
و لفظه :
" ما أنعم الله على عبد نعمة ، فقال : الحمد لله ، إلا كان الذي أعطاه أفضل مما
أخذ " .
أخرجه ابن ماجه ( 2/422 ) ، و ابن السني ( رقم 350 ) ، و الخرائطي في " فضيلة
الشكر " ( 1/2 ) ، و الضياء ( ق 130/2 ) من طريق أبي عاصم عن شبيب بن بشر ، عن
أنس مرفوعا .
و لفظ الخرائطي : " إلا كان الحمد أكثر من النعمة " .
و هذا إسناد حسن إن شاء الله تعالى .
أبو عاصم : هو الضحاك بن مخلد النبيل ، ثقة من رجال الستة ، و شبيب بن بشر :
صدوق يخطىء كما في " التقريب " .
و في " زوائد ابن ماجه " :
" إسناده حسن . شبيب بن بشر مختلف فيه " .

(5/10)


2012 - " ما أنعم الله على عبد نعمة في مال ، أو أهل ، أو ولد ، فقال : ما شاء الله ،
لا قوة إلا بالله ، فيرى فيها آفة دون الموت ، و قرأ : *( و لولا إذ دخلت جنتك
قلت ما شاء الله لا قوة إلا بالله )* " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/25 ) :

ضعيف
أخرجه ابن أبي الدنيا في " الشكر " ( رقم 1 ) ، و من طريقه البيهقي في " الشعب
" ( 4/124 ) ، و الطبراني في " الصغير " ( ص 122 ) ، و في " الأوسط " (
1/257/1/4421 - بترقيمي ) ، و ابن السني ( رقم 351 ) ، و البيهقي في " الأسماء
و الصفات " ( ص 161 ) ، و الخطيب في " التاريخ " ( 3/199 ) من طريق عمر بن يونس
اليمامي : حدثنا عيسى بن عون عن عبد الملك بن زرارة عن أنس مرفوعا .
و ليس عند ابن السني قوله : " ثم قرأ .. إلخ " .
و كذلك أورده السيوطي في " الجامع " ، و قال :
" رواه أبو يعلى ، و البيهقي في ( الشعب ) " ، ثم رمز له بالضعف .
و قال الطبراني في " الصغير " :
" لا يروى إلا بهذا الإسناد " .
قلت : و هو إسناد ضعيف . قال الأزدي :
" عيسى بن عون عن عبد الملك لا يصح حديثهما عن أنس " .
و قال في " المجمع " ( 10/140 ) :
" و فيه عبد الملك بن زرارة ، و هو ضعيف " .
و بالراويين أعله المناوي في " فيض القدير " ، و لذلك جزم بضعف إسناده في "
التيسير " .
و زاد ابن أبي الدنيا و غيره بينهما ( حفص بن الفرافصة ) ، و هو مجهول ; و إن
وثقه ابن حبان ( 6/195 ) .

(5/11)


2013 - " من قرأ سورة الكهف يوم الجمعة ، فهو معصوم إلى ثمانية أيام من كل فتنة تكون ،
فإن خرج الدجال ، عصم منه " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/26 ) :

ضعيف جدا
أخرجه الضياء في " المختارة " ( 1/155 ) من طريق إبراهيم بن عبد الله بن أيوب
المخرمي : حدثنا سعيد بن محمد الجرمي : حدثنا عبد الله بن مصعب بن منظور بن زيد
ابن خالد عن علي بن الحسين عن أبيه عن علي مرفوعا به . و قال :
" عبد الله بن مصعب لم يذكره البخاري و لا ابن أبي حاتم في كتابيهما " .
قلت : و كذلك لم يذكره ابن حبان في " ثقاته " ، مع احتوائه لمئات الرواة
المجهولين الذين لا ذكر لهم في الكتب الأخرى ! و قد ذكره المزي في شيوخ ( سعيد
ابن محمد الجرمي ) .
لكن إبراهيم المخرمي هذا ; قال الدارقطني :
" ليس بثقة ، حدث عن الثقات بأحاديث باطلة " .
قلت : فمثله لا يليق أن يكون من رجال " الأحاديث المختارة " ! و لذلك فإني أقول
:
لم يحسن الشيخ المعلق على مطبوعة " المختارة " ( 2/50 ) بسكوته عنه ; لما فيه
من إيهامه سلامة السند من العلة القادحة .
و قد صح الحديث من طريق أخرى عن أبي سعيد نحوه دون ذكر " ثمانية أيام " . و هو
مخرج في المجلد السادس من " الصحيحة " ( رقم 2651 ) ، و هو تحت الطبع . و سيخرج
قبل هذا إن شاء الله تعالى .

(5/12)


2014 - " من قرأ آية الكرسي ، لم يتول قبض نفسه إلا الله تعالى " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/27 ) :

موضوع
أخرجه الخطيب ( 6/174 ) من طريق محمد بن كثير بن مروان الفهري : حدثنا عبد الله
ابن لهيعة عن أبي قبيل عن عبد الله بن عمرو : قال : قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم .
و هذا إسناد ضعيف جدا ، بل هو موضوع ، و علته محمد بن كثير هذا ، فإنه متروك
كما قال الحافظ في " التقريب " .
و قال ابن عدي :
" روى أباطيل و البلاء منه " .
و شيخه ابن لهيعة سيىء الحفظ ، لكن البلاء من الراوي عنه .

(5/13)


2015 - " ما أذن الله عز وجل في شيء أفضل من ركعتين أو أكثر ، و البر يتناثر فوق رأس
العبد ما كان في صلاة ، و ما تقرب عبد إلى الله عز وجل بأفضل مما خرج منه يعني
القرآن " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/28 ) :

ضعيف
رواه الطبراني ( 1614 ) عن أبي بكر بن عياش عن ليث عن عيسى عن زيد ابن أرطاة عن
جبير بن نفير <1> مرفوعا .
قلت : و هذا سند ضعيف مرسل بينته في " المشكاة " ( 1332 ) ، ثم توسعت في ذلك
و في تخريجه فيما تقدم برقم ( 1957 ) .
*--------------------------------------------------------------------------*
[1] الأصل : ( نوفل ) ، و لعله خطأ مطبعي . اهـ .
1

(5/14)


2016 - " سبق المفردون ، قالوا : و ما المفردون يا رسول الله ؟ قال : المستهترون في
ذكر الله ، يضع الذكر عنهم أثقالهم ، فيأتون يوم القيامة خفافا " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/28 ) :

منكر جدا بهذا التمام
رواه الترمذي ( 2/279 ) ، و البيهقي في " شعب الإيمان " ( 1/390/506 ) عن عمر
ابن راشد عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي هريرة مرفوعا ، و قال :
" هذا حديث حسن غريب " .
و أقول : بل هو منكر جدا بهذا التمام ، فقد أخرجه الحاكم ( 1/495 ) ، و أحمد (
2/323 ) ، و الخرائطي في " فضيلة الشكر " ( ق 129/1 ) عن علي بن المبارك عن
يحيى بن أبي كثير عن عبد الرحمن بن يعقوب مولى الحرقة قال : سمعت أبا هريرة
رضي الله عنه يقول : فذكره مرفوعا بلفظ : " يهترون " دون قوله : " يضع الذكر ..
" .
فهذه زيادة منكرة تفرد بها عمر بن راشد ، و هو اليمامي ; ضعيف جدا .
قال النسائي :
" ليس بثقة " .
و قال أحمد :
" حديثه ضعيف ليس بمستقيم . حدث عن يحيى بن أبي كثير بأحاديث مناكير " .
و قد خالفه علي بن المبارك في موضعين ، و هو ثقة محتج به في " الصحيحين " :
الأول : في متنه ، فلم يذكر فيه هذه الزيادة .
الثاني : في إسناده ، فقال : " عبد الرحمن بن يعقوب " بدل أبي سلمة .
و للحديث طريق أخرى عن أبي هريرة . رواه مسلم ( 8/63 ) بدون الزيادة ، فأكد ذلك
نكارتها . و هو مخرج مع طريق علي بن المبارك في " الصحيحة " ( 1317 ) .
ثم رأيت الإمام البخاري قد أورد الحديث في " التاريخ " ( 4/2/448 ) من طريق علي
ابن المبارك ، ثم من طريق عمر بن راشد ، و قال :
" و الأول أصح " .
و قد رويت الزيادة بنحوها من حديث أبي الدرداء . قال الهيثمي ( 10/75 ) :
" رواه الطبراني عن شيخه عبد الله بن محمد بن سعيد بن أبي مريم ، و هو ضعيف " .
قلت : بل هو أسوأ حالا ، فقد قال ابن عدي في ترجمته من " الكامل " ( 4/1568 ) :
" يحدث عن الفريابي و غيره بالأباطيل " .
ثم ساق له أحاديث ، ثم قال :
" و ابن أبي مريم هذا إما أن يكون مغفلا لا يدري ما يخرج من رأسه ، أو متعمدا ،
فإني رأيت له غير حديث - مما لم أذكره هنا - غير محفوظ " .
و له في " معجم الطبراني الأوسط " ستة أحاديث ( 2/227/1 - 2/2423 - 2428 ) .

(5/15)


2017 - " لا تسكنوهن الغرف ، و لا تعلموهن الكتابة ، و علموهن المغزل و سورة النور " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/30 ) :

موضوع
أخرجه ابن حبان في " الضعفاء " ( 2/302 ) ، و الخطيب ( 14/224 ) ، و البيهقي في
" شعب الإيمان " ( 2/477 - 478/2454 ) من طريق محمد بن إبراهيم أبي عبد الله
الشامي : حدثنا شعيب بن إسحاق الدمشقي عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة
مرفوعا . و قال البيهقي :
" و هو بهذا الإسناد منكر " .
قلت : و هو عندي موضوع ، محمد بن إبراهيم هذا ; قال الدارقطني :
" كذاب " .
و قال ابن عدي :
" عامة أحاديثه غير محفوظة " .
و قال ابن حبان :
" لا تحل الرواية عنه إلا عند الاعتبار ، كان يضع الحديث " .
قال الذهبي في " الميزان " :
" صدق الدارقطني رحمه الله ، و ابن ماجه ; فما عرفه " .
يعني : و لذلك روى عنه .
ثم ساق له أحاديث ، هذا منها .
قلت : و قد تابعه من هو مثله ، و هو عبد الوهاب بن الضحاك ، و لعل أحدهما سرقه
من الآخر .
أخرجه الحاكم ( 2/396 ) ، و من طريقه البيهقي في " الشعب " ( 2453 ) عنه :
حدثنا شعيب بن إسحاق به . و قال الحاكم :
" صحيح الإسناد " .
و رده الذهبي بقوله :
" بل موضوع ، و آفته عبد الوهاب ، قال أبو حاتم : كذاب " .
ثم رأيت في ترجمته من " الميزان " أن ابن حبان قال فيه :
" كان محمد يسرق الحديث " .
فيترجح أنه هو الذي سرقه من الكذاب الأول .
و قال المناوي في " الفيض " ( 3/488 ) :
" و خرجه البيهقي في " الشعب " عن الحاكم ، ثم خرجه بإسناد آخر بنحوه و قال :
هو بهذا الإسناد منكر . قال المؤلف ( السيوطي ) : فعلم منه أنه بغير هذا
الإسناد غير منكر ، و به رد على ابن الجوزي دعواه وضعه " .
قلت : و هذا تعقب لا طائل تحته ، لأن كلام البيهقي ليس نصا فيما ذهب إليه
السيوطي ، و لو كان ما ذهب إليه صوابا ، كان وجد في الحفاظ من أبدى لنا ذلك
الإسناد ليرد به على النقاد ، كابن الجوزي و الذهبي و غيرهم .
و تمام كلام المناوي :
" نعم ، قال الحافظ ابن حجر في " الأطراف " بعد قول الحاكم : صحيح . بل
عبد الوهاب أحد رواته ; متروك " .
قلت : فلو كان هناك لهذا الحديث إسناد خير من هذا لما سكت الحافظ ، و لبينه كما
هي العادة ، فذلك كله يدل على أن كلام البيهقي رحمه الله لا مفهوم له ، والله
أعلم .
و للقطعة الأخيرة من الحديث شاهد بإسناد ضعيف ، بلفظ :
" علموا رجالكم سورة المائدة ، و علموا نساءكم سورة النور " .
و سيأتي تخريجه في المجلد الثامن برقم ( 3879 ) .
و من العجائب أن يذهل عن حال هذا الحديث جماعة من المتأخرين ، و يذهبوا إلى
تصحيحه تصريحا أو تلويحا ، فقد سئل عنه ابن حجر الهيتمي هل هو صحيح أو ضعيف ؟
فأجاب بقوله :
" هو صحيح ، فقد روى الحاكم و صححه ، و البيهقي عن عائشة رفعه " .
قلت : فذكره ، و كأنه اغتر بتصحيح الحاكم إياه ، و غفل عن تعقب الذهبي و الحافظ
ابن حجر له .
و قال الإمام الشوكاني في " النيل " ( 8/177 ) عند شرح حديث الشفاء بنت
عبد الله قالت :
دخل علي النبي صلى الله عليه وسلم و أنا عند حفصة ، فقال :
" ألا تعلمين هذه رقية النملة كما علمتيها الكتابة ؟ " .
و هو حديث صحيح الإسناد كما سبق بيانه في الصحيحة برقم ( 178 ) .
فقال الشوكاني :
" فيه دليل على جواز تعليم النساء الكتابة ، و أما حديث : " و لا تعلموهن
الكتابة .. " ، فالنهي عن تعليم الكتابة في هذا الحديث محمول على من يخشى من
تعليمها الفساد " .
أقول : هذه الخشية لا تختص بالنساء ، فكم من رجل كانت الكتابة عليه ضررا في
دينه و خلقه ، أفينهى عن الكتابة الرجال أيضا للخشية ذاتها ؟ !
ثم إن التأويل فرع التصحيح ، فكأن الشوكاني توهم أن الحديث صحيح ، و ليس كذلك
كما علمت ، فلا حاجة للتأويل إذن .
و أعجب من ذلك أن ينقل كلام الشيخين المذكورين من طبع تحت اسم كتابه : " حافظ
العصر و محدثه .. مسند الزمان و نسابته ... " <1> ثم يقرهما على ذلك ، و لا
يتعقبهما بشيء مطلقا مما يشير إلى حال الحديث و ضعفه ، بل وضعه ، و إنما يسود
صفحات في تأويل الحديث و التوفيق بينه و بين حديث الشفاء ، بل و يزيد على ذلك
بأن أورد آثارا - الله أعلم بثبوتها - عن عمر و علي في نهي النساء عن الكتابة ،
و يختم ذلك بقوله ، و ذلك في كتابه " التراتيب الإدارية " ( 1/50 - 51 ) :
و لله در السباعي حيث يقول :
ما للنساء و للكتا بة و العمالة و الخطابة
هذا لنا ، و لهن منا أن يبتن على جنابة !
*--------------------------------------------------------------------------*

[1] و هو الشيخ عبد الحي بن محمد الكتاني ، و لست أشك في شدة حفظه ، و طول باعه
في علم الحديث و غيره من العلوم ، و لكن ظهر لي في هذا الكتاب أن عنايته كانت
متوجهة إلى الحفظ دون النقد ، و لذلك وقعت في كتابه هذا أحاديث كثيرة ضعيفة دون
أن ينبه عليها ، و ليس هذا مجال ذكرها ، بل إنه صحح حديثا لا يرقى إلى أن يكون
ضعيفا ، فراجع حديث : " ليس بخيركم من ترك دنياه لآخرته .. " . اهـ .

(5/16)


2018 - " ما من صباح إلا و ملكان يناديان : ويل للرجال من النساء ، و ويل للنساء من
الرجال " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/34 ) :

ضعيف جدا
رواه عبد بن حميد في " المنتخب من المسند " ( 106/2 ) ، و ابن عدي ( 121/1 ) ،
و الحاكم ( 2/159 و 4/559 ) ، و ابن أبي الدنيا في " الإشراف في منازل الأشراف
" ( 119/32 ) عن خارجة بن مصعب عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد
الخدري مرفوعا به . و قال الحاكم :
" صحيح الإسناد " !
و رده الذهبي في الموضعين ، فقال في أحدهما :
" قلت : خارجة ضعيف " .
و قال في الموضع الآخر :
" خارجة واه " .
و قال الحافظ في " التقريب " :
" هو متروك ، و كان يدلس عن الكذابين " .
قلت : و قد عنعنه هنا كما ترى ، فالحديث ضعيف جدا .

(5/17)


2019 - " لأن أطعم أخا لي لقمة ; أحب إلي من أن أتصدق على مسكين عشرة ، و لأن أهب لأخ
لي عشرة ; أحب إلي من أن أتصدق على مسلم بمائة " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/34 ) :

موضوع
رواه أبو بكر الشافعي في " الفوائد " ( 1/22 ) عن محمد بن عبد الرحمن بن غزوان
- مولى خزاعة - قال : أبنا عبد الله بن المبارك عن عبيد الله بن الوليد عن أبي
جعفر محمد بن علي عن أبيه مرفوعا .
قلت : و هذا إسناد موضوع ، آفته ابن غزوان هذا . أورده الذهبي في " الضعفاء " ،
و قال :
" قال ابن عدي : هو فيمن يتهم بالوضع . و قال الدارقطني : كان يتهم بالوضع " .
و إن مما يوهنه و يؤكد تهمته ; أنه قال على الإمام ابن المبارك ما لم يقل ، فقد
قال في كتابه " الزهد " ( 258/748 ) : أخبرنا عبيد الله الوصافي ابن الوليد [
عن أبي جعفر ] مرفوعا . فأعضله و لم يذكر في إسناده ( عليا ) ، و هو ابن الحسين
ابن علي والد ( أبي جعفر ) ، و قال : " درهم " مكان " عشرة " في الشطر الأول .
و الوصافي ضعيف .
و علي بن الحسين تابعي ، لكن ذكره المنذري في " الترغيب " ( 3/50 ) من حديث
أبيه ( الحسين بن علي ) معزوا لأبي الشيخ في " الثواب " موقوفا عليه ، و في
إسناده ليث بن أبي سليم .
قلت : و هو ضعيف أيضا و الزيادة بين المعقوفتين [ ] استدركتها من " الكواكب "
كما تقدم تحت الحديث ( 308 ) ، و من كتاب " الإخوان " لابن أبي الدنيا (
214/175 ) .
و قد روي بإسنادين آخرين بلفظين مختلفين ، تقدم تخريجهما برقم ( 307 و 308 ) .

(5/18)


2020 - " اليمين الفاجرة تعقم الرحم " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/35 ) :

ضعيف
رواه الخطيب ( 7/272 ) ، و ابن عساكر ( 6/113/2 ) عن محمد بن هارون بن منصور
المنصوري : نا سليمان بن أبي الشيخ : حدثني أبي : نا حجر بن عبد الرحمن عن
الفضل بن الربيع عن أبيه الربيع عن أبي جعفر المنصور أمير المؤمنين عن أبيه عن
جده عن ابن عباس مرفوعا .
قلت : و هذا موضوع ; آفته المنصوري هذا . قال ابن عساكر :
" يضع الحديث " .
و قد سبق الكلام عليه في غير مكان ، منها الحديث ( 808 ) .
ثم وجدت له شاهدا من حديث أبي سود . أخرجه أحمد ( 5/79 ) ، و ابن أبي عاصم في "
الآحاد و المثاني " ( 2/421/1214 ) ، و الطبراني ( 22/381/990 ) ، و الدولابي
في " الكنى " ( 1/36 ) بسند صحيح إلى معمر عن شيخ من بني تميم عن شيخ لهم يقال
له : أبو سود قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره .
و قال في " المجمع " ( 4/179 ) :
" رواه أحمد و الطبراني في " الكبير " ، و فيه رجل لم يسم " .
قلت : فهو علة الحديث . و لعله لذلك أعله أبو أحمد الحاكم في " الكنى " (
1/216/2 ) بالإرسال ، فقال :
" مرسل ، قاله ابن المبارك عن معمر عن شيخ من بني تميم عن أبي سود " .
و أقره الذهبي في " المقتنى " .
فكأنه لم يعتد بتصريح ( أبو سود ) بسماعه لعدم ثبوت ذلك عنه . و قد أبدى الحافظ
في " الإصابة " وجها لذلك ، فراجعه .

(5/19)


2021 - " من قلم أظافيره يوم الجمعة قبل الصلاة ، أخرج الله منه كل داء ، و أدخل مكانه
الشفاء و الرحمة " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/36 ) :

ضعيف جدا
رواه أبو نعيم في " أخبار أصبهان " ( 1/247 ) عن أبي داود : حدثنا طلحة بن عمرو
عن عطاء عن ابن عباس مرفوعا .
قلت : و هذا سند ضعيف جدا ، طلحة هذا متروك ; متهم بالوضع .
و قد تقدم نحوه من حديث عائشة ، و في سنده كذاب ( 1816 ) .

(5/20)


2022 - " استعينوا على النساء بالعري " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/37 ) :

ضعيف جدا
رواه ابن عدي في " الكامل " ( 13/1 و 1/313 - ط ) ، و الطبراني في " الأوسط " 0
2/223/2/8452 - بترقيمي و 9/133/8283 - ط ) عن إسماعيل بن عباد المزني : حدثنا
سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن أنس مرفوعا ، و قال ابن عدي :
" و هذا الحديث بهذا الإسناد منكر ، لا يرويه عن سعيد غير إسماعيل هذا ، و ليس
بذلك المعروف " .
قلت : و قال الدارقطني : " متروك " .
و قال ابن حبان :
" لا يجوز الاحتجاج به بحال " .
و أعله الهيثمي ( 5/138 ) بشيخ الطبراني : موسى بن زكريا : ضعيف .
قلت : و هو مردود ، فإنه متابع عند ابن عدي ، و العلة ما ذكرنا .
و رواه العقيلي بلفظ آخر : " إن من النساء عيا ... " ، فانظر رقم ( 2389 ) .
و أورده السيوطي في " الجامع الصغير " من رواية ابن عدي بزيادة :
" فإن إحداهن إذا كثرت ثيابها و أحسنت زينتها أعجبها الخروج " .
و ليست هذه الزيادة عند ابن عدي في ترجمة إسماعيل هذا .
و روى ابن أبي شيبة في " مصنفه " ( 4/420 ) عن عمر أنه قال :
" استعينوا على النساء بالعري ، إن إحداهن إذا كثرت ثيابها و حسنت زينتها
أعجبها الخروج " .
قلت : و فيه أبو إسحاق ، و هو السبيعي مدلس مختلط .
و قد روي الحديث مرفوعا من حديث مسلمة بن مخلد نحوه ، و سنده ضعيف جدا أيضا ،
و سيأتي تحقيق الكلام عليه في المجلد السادس برقم ( 2827 ) .

(5/21)


2023 - " أقل من الدين تعش حرا ، و أقل من الذنوب يهن عليك الموت ، و انظر في أي نصاب
تضع ولدك ، فإن العرق دساس " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/38 ) :

ضعيف جدا
رواه ابن عدي في " الكامل " ( ق 298/1 و 6/179 - ط ) ، و القضاعي ( 638 ) ،
و البيهقي في " الشعب " ( 2/145/2 ) عن عبيد الله بن العباس بن الربيع الحارثي
- من أهل نجران - قال : حدثنا محمد بن عبد الرحمن البيلماني عن أبيه عن ابن
عمر قال : فذكره مرفوعا .
قلت : و هذا إسناد ضعيف جدا من أجل البيلماني هذا محمد بن عبد الرحمن ، فإنه
متهم بالوضع ، كما تقدم في الحديث ( 54 ) .
و قال البيهقي :
" في إسناده ضعف " .
و أشار المنذري ( 3/32 ) إلى ضعفه ، و لوائح الوضع عليه ظاهرة .
و وجدت له طريقا أخرى عند الديلمي ( 1/1/54 ) عن القاسم بن محمد : حدثنا أبو
بلال الأشعري : حدثنا كدام بن مسعر بن كدام عن أبيه عن عبد الله بن دينار عن
ابن عمر به .
و كدام بن مسعر لم أجد من ترجمه . و أبو بلال الأشعري ، و القاسم بن محمد ،
و هو ابن حماد الدلال ضعفهما الدارقطني .
ثم وجدت ( كداما ) في " الجرح " ( 3/2/174 ) برواية يحيى بن سعيد القطان
و عبد الله بن داود الخريبي ، و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا ، و لم يورده ابن
حبان في " الثقات " ، و هو على شرطه !

(5/22)


2024 - " التاجر الجبان محروم ، و التاجر الجسور مرزوق " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/39 ) :

موضوع
رواه القضاعي في " مسند الشهاب " ( ق 14/2 ) عن علي بن الحسين بن إسماعيل : قال
: نا محمد بن الخطاب : قال : نا حجاج : قال : نا حماد بن سلمة عن حميد عن أنس
مرفوعا .
قلت : و حجاج هذا لم أعرفه .
و محمد بن الخطاب : الظاهر أنه الأزدي ، كتب عنه أبو حاتم بمصر سنة ( 210 ) ،
و لم يذكر فيه ابنه في " الجرح و التعديل " ( 3/2/246 ) توثيقا و لا تجريحا .
و علي بن الحسين بن إسماعيل : لا يمكن أن يكون هو المحاملي المترجم في " تاريخ
بغداد " ( 5/400 ) ، لأنه توفي سنة ( 386 ) ، فلم يدرك محمد بن الخطاب . والله
أعلم .
و من هذا التخريج نعلم أن الحديث بهذا الإسناد ضعيف ، فقول العامري فيما نقله
المناوي في " الفيض " : " حسن " غير حسن ، و إن قلده في " التيسير " !
ثم تبين لي أن الحجاج هو ابن المنهال ، ذكره الحافظ المزي في الرواة عن حماد بن
سلمة ، و هو ثقة من رجال الشيخين .
ثم نبه بعض الإخوان - جزاه الله خيرا - بأن محقق " مسند القضاعي " أعله بشيخ
القضاعي : محمد بن منصور التستري فقال :
" و هو كذاب " .
قلت : و هذا إعلال سليم من هذا المحقق الفاضل جزاه الله خيرا أيضا .
و الحديث في طبعته ( 1/169/243 ) ، و الذي توبع أولا ، فقد ذكره الديلمي في "
الفردوس " ( 2/74/2448 ) ، و لم يورده الحافظ في " الغرائب الملتقطة " ، بخلاف
" تسديد القوس " ، فقد ذكره فيه ( ق 103/2 ) ساكتا عنه كعادته . و من الغريب أن
الحافظ السخاوي تبعه في " المقاصد الحسنة " فلم يتكلم عليه بشيء خلافا لعادته !

(5/23)


2025 - " بئس القوم قوم لا ينزلون الضيف " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/40 ) :

ضعيف
رواه ابن عدي ( 211/2 و 4/148 - ط ) ، و البيهقي في " الشعب " ( 7/91/9588 ) عن
ابن لهيعة عن يزيد بن أبي حبيب : أن أبا الخير أخبره : أنه سمع عقبة بن عامر
يقول : فذكره مرفوعا .
قلت : و هذا سند ضعيف من أجل ابن لهيعة ، فإنه سيىء الحفظ .
و الحديث عزاه في " الجامع الصغير " للبيهقي في " الشعب " ، و زاد المناوي :
" و الطبراني . قال الهيثمي : رجاله رجال الصحيح ; غير ابن لهيعة " .
قلت : في هذه الزيادة نظر من وجوه :
الأول : أن إطلاق العزو للطبراني يوهم أنه رواه في " المعجم الكبير " لأنه
القاعدة ، و ليس فيه ، و قد عزاه إليه الحافظ أيضا في " تسديد القوس " ( ق 99/2
) ، و لم يورده في " الغرائب الملتقطة " ، و لا أظن أنه في المعجمين الآخرين !
الثاني : أن تعقيبه عليه بقول الهيثمي : " رجاله ... " صريح في أنه أراد
الطبراني ، و هذا خطأ آخر ، فإن الهيثمي إنما قال ( 8/175 ) :
" رواه أحمد ، و رجاله .. " إلخ .
الثالث : أن لفظه عند أحمد مخالف ، لأنه بلفظ :
" لا خير فيمن لا يضيف " .
و هو في " مسنده " ( 4/155 ) ، و بهذا اللفظ أخرجه الحربي في " إكرام الضيف " (
34/54 ) ، و الخرائطي في " مكارم الأخلاق " ( 1/209/294 ) .

(5/24)


2026 - " بئس العبد عبد هواه يضله ، بئس العبد عبد رغب <1> يذله " .
*--------------------------------------------------------------------------*
[1] الرغب : الشره و الحرص على الدنيا . اهـ .
1
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/41 ) :

ضعيف
رواه ابن أبي عاصم في " السنة " ( 1/10 - 11 ) ، و الطبراني ( ق 81/1 - المنتقى
منه ) ، و البيهقي في " الشعب " ( 6/288/8182 ) عن طلحة بن زيد عن ثور بن يزيد
عن يزيد بن شريح عن نعيم بن همار الغطفاني مرفوعا .
قلت : و هذا إسناد ضعيف جدا ، طلحة بن زيد ; متروك متهم بالوضع . لكن الحديث
قطعة من حديث أخرجه الترمذي و غيره عن أسماء بنت عميس ، لكن إسناده ضعيف ، كما
بينته في " تخريج المشكاة " ( 5115 - التحقيق الثاني ) .
و الحديث عزاه في " الجامع " للطبراني في " الكبير " ، و البيهقي في " شعب
الإيمان " عن نعيم هذا .
و في " المجمع " ( 10/234 ) :
" رواه الطبراني ، و فيه طلحة بن زيد الرقي ، و هو ضعيف " .
كذا قال ، و هو تساهل منه ، فإن حاله أسوأ كما سبق .
قال الحافظ :
" متروك . قال أحمد و علي و أبو داود : كان يضع الحديث " .

(5/25)


2027 - " لا يبلغ عبد حقيقة الإيمان حتى يخزن من لسانه " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/42 ) :

ضعيف
أخرجه الطبراني في " الصغير " ص ( 200 ) ، و عنه الضياء في " المختارة " ( ق
217/1 ) من طريق زهير بن عباد الرؤاسي : حدثنا داود بن هلال عن هشام بن حسان عن
محمد بن سيرين عن أنس بن مالك مرفوعا ، و قال :
" تفرد به زهير بن عباد " .
قلت : وثقه أبو حاتم ، و ذكره ابن حبان في " الثقات " ، و قال الدارقطني : "
مجهول " ، و فيه نظر ; كما في " اللسان " .
و من فوقه من الرواة ثقات ; غير داود بن هلال ، و لم أجد له توثيقا في شيء من
كتب الرجال التي عندي ، حتى و لا في " ثقات ابن حبان " ! و لم يذكر له ابن أبي
حاتم راويا غير ( زهير ) هذا ، فهو في حكم المجهول .
و قد قال الهيثمي ( 10/302 ) :
" رواه الطبراني في " الصغير " و " الأوسط " ، و فيه داود بن هلال ، ذكره ابن
أبي حاتم و لم يذكر فيه ضعفا ، و بقية رجاله رجال الصحيح " .
قلت : و هذا الإطلاق غير صحيح ، لأن زهير بن عباد ليس من رجال الصحيح ، و لا من
رجال أحد السنن الأربعة .
و زعم المناوي في " التيسير شرح الجامع الصغير " أن إسناده حسن ، و ليس بحسن ،
فإن داود بن هلال لم يوثقه أحد كما تقدم ، و غاية ما قال فيه الهيثمي ما سمعت :
" و لم يذكر فيه ضعفا " ، و هذا ليس بتوثيق ، والله أعلم .
و قد تقدم من طريق أخرى عن أنس مرفوعا نحوه تحت الحديث ( 1916 ) ، فراجعه إن
شئت .

(5/26)


2028 - " إذا أدخل الله الموحدين النار أماتهم فيها ، فإذا أراد أن يخرجهم منها أمسهم
ألم العذاب تلك الساعة " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/43 ) :

موضوع
رواه الديلمي في " مسند الفردوس " ( 1/1/92 ) ، و أبو بكر الكلاباذي في " مفتاح
معاني الآثار " ( 106/2 ) : حدثنا أبو الفضل الشهيد : حدثنا أبو سعيد الحسن بن
علي العدوي : حدثنا الحسن بن علي بن راشد : أنا يزيد بن هارون : أنا محمد بن
عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة مرفوعا .
قلت : و هذا إسناد موضوع ، و آفته العدوي هذا . قال السيوطي :
" هو أحد المعروفين بالوضع " .
قلت : و قد سبقت ترجمته و بعض الأحاديث مما وضعه - قبحه الله - ، فانظر الحديث
( رقم 131 و 132 ) .
و الحديث مما سود به السيوطي " الجامع الصغير " ، و عزاه للديلمي في " مسند
الفردوس " ، و تعقبه المناوي ، فأبعد النجعة حيث قال :
" قال الهيتمي - كذا بالتاء المثناة - : فيه الحسن بن علي بن راشد ، صدوق ; رمي
بشيء من التدليس ، و أورده الذهبي في ( الضعفاء ) " .
قلت : و هذا يوهم أن ليس في السند من هو أولى بإعلال الحديث به من ابن راشد هذا
، و ليس كذلك ; لما عرفت من حال العدوي الكذاب !
ثم إن ما عزاه للهيتمي من ترجمة ابن راشد إنما هو كلام الحافظ ابن حجر بالحرف
الواحد في " التقريب " ، فلعله سبق قلم من المؤلف ، أو خطأ من الناسخ أو الطابع
. و انظر خرافة تحديث إلياس أخي الخضر أحد المجهولين بمعنى هذا الحديث ثم غاب
عنه ! في " ذيل تاريخ بغداد " لابن النجار ( 17/211 - ط ) .

(5/27)


2029 - " يا سلمان ! لا تبغضني ، فتفارق دينك ، قلت : كيف أبغضك و بك هداني الله ؟ قال
: تبغض العرب فتبغضني " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/44 ) :

ضعيف الإسناد
أخرجه الترمذي ( 2/227 ) ، و الحاكم ( 4/86 ) ، و الطيالسي ( ص 91 رقم 658 ) ،
و أحمد ( 5/440 ) ، و الخطيب ( 9/248 ) من طريق شجاع بن الوليد عن قابوس بن أبي
ظبيان عن أبيه عن سلمان به . و قال الترمذي :
" حديث حسن غريب ، و سمعت محمد بن إسماعيل ( يعني الإمام البخاري ) يقول : أبو
ظبيان لم يدرك سلمان ، مات سلمان قبل علي " .
قلت : فهو منقطع ، و بين وفاتي سليمان و أبي ظبيان نحو ستين سنة .
و فيه علة أخرى ، و هي أن قابوس بن أبي ظبيان تكلم فيه لسوء حفظه ، ففي "
الميزان " :
" كان ابن معين شديد الحط عليه ، على أنه قد وثقه ، و قال أبو حاتم : " لا يحتج
به " ، و قال النسائي : " ليس بالقوي " ، و قال ابن حبان : " رديء الحفظ ،
ينفرد عن أبيه بما لا أصل له ، فربما رفع المرسل و أسند الموقوف " ، و قال ابن
عدي : " أحاديثه متقاربة ، و أرجو أنه لا بأس به " ، و قال أحمد : ليس بذاك ،
لم يكن من النقد الجيد " .
و في " التقريب " :
" فيه لين " .
و أما الحاكم فقال بعد أن ساق الحديث :
" صحيح الإسناد " . فرده الذهبي بقوله :
" قلت : قابوس متكلم فيه " .
ثم وجدت له طريقا أخرى موصولة ، و لكنها واهية جدا ، يرويه أحمد بن علي بن
محمد العمي : حدثنا خالد بن عبد الرحمن : حدثنا مسعر عن أبي هاشم الرماني عن
زاذان عن سلمان قال :
مر بي النبي صلى الله عليه وسلم و أنا أغرس الفسيل ، فأعانني ، فلم يضع لي
فسيلة إلا نبتت ، و قال : فذكره .
أخرجه أبو نعيم في " الحلية " ( 7/270 ) ، و قال :
" تفرد به العمي عن خالد عن مسعر " .
قلت : العمي هذا لم أجد له ترجمه .
و خالد بن عبد الرحمن ، و هو المخزومي المكي ، و هو متهم ; قال البخاري و أبو
حاتم :
" ذاهب الحديث " . و زاد البخاري :
" رماه عمرو بن علي بالوضع " .
لكنه مع ذلك قد توبع على قصة الفسيل ، فهي صحيحة ، فقد رواها علي بن زيد عن أبي
عثمان النهدي عن سلمان ، و ابن إسحاق : حدثني عاصم بن عمر بن قتادة الأنصاري عن
محمود بن لبيد عن عبد الله بن عباس قال : حدثني سلمان الفارسي حديثه من فيه قال
:
كنت رجلا فارسيا .. الحديث بطوله ، و فيه قصة إسلامه رضي الله عنه ، و هي طويلة
جدا ، و في آخرها قصة مكاتبة سلمان و فك رقبته من الرق ، و إعانة النبي
صلى الله عليه وسلم له على ذلك ، و وضعه الفسيل بيده ، قال سلمان :
" فوالذي نفس سلمان بيده ما ماتت منها ودية واحدة " .
أخرجه أحمد ( 5/441 - 444 ) بطوله ، و سنده جيد ، و أخرجه ( 5/440 ) من الطريق
التي قبله مختصرا جدا .

(5/28)


2030 - " من كذب علي متعمدا ، فليتبوأ مقعده من النار ، ثم قال بعد ذلك : من كذب علي
متعمدا ليضل به الناس ، فليتبوأ مقعده من النار " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/46 ) :

ضعيف
رواه أبو نعيم في " المستخرج على مسلم " ( 1/9/1 ) ، و الحاكم في " المدخل " (
ص 97 - تحقيق الدكتور ربيع ) ، و الطبراني في " طرق حديث : من كذب " ( 100/98 )
، و ابن عدي في " الكامل " ( 1/6 ) ، و من طريقه ابن الجوزي في " الموضوعات " (
1/96 ) ; كلهم عن محمد بن عبيد الله عن طلحة بن مصرف عن عبد الرحمن بن عوسجة عن
البراء بن عازب مرفوعا ، و قال أبو نعيم :
" حديث معلول ، قال : و الواهم فيه محمد بن عبيد الله ، و هو العرزمي ; متروك
الحديث ، مجمع عليه " .
و قال الحاكم :
" و هذا الحديث واه " .
ثم رواه أبو نعيم و الحاكم و ابن عدي ، و عبد الغني المقدسي في " العلم " (
20/33/1 ) من طريق يونس بن بكير عن الأعمش عن طلحة بن مصرف عن عمرو بن شرحبيل
عن عبد الله مرفوعا بالشطر الثاني .
ثم أعله أبو نعيم و الحاكم بأن يونس بن بكير وهم فيه في موضعين من إسناده :
أحدهما إيصاله و رفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، و هو غير مرفوع . ثم قال
:
" المحفوظ ما رواه زهير أبو خيثمة عن الأعمش عن طلحة عن أبي عمار عن عمرو بن
شرحبيل مرفوعا مرسلا " .
و رواه ابن عدي و الطبراني ، و ابن النجار في " ذيل تاريخ بغداد " ( 16/304 - ط
) ، و كذا الحافظ ابن حجر في " الأربعين العوالي " ( رقم 38 ) عن محمد بن حميد
: حدثنا الصباح بن محارب عن عمر بن عبد الله بن يعلى بن مرة عن أبيه عن جده
مرفوعا ، بالشطر الثاني ، ثم قال الحافظ :
" هذا حديث غريب ، تفرد به الصباح بن محارب بهذا الإسناد " .
قلت : و الصباح بن محارب ; قال الحافظ في " التقريب " :
" صدوق ربما خالف " .
و إنما العلة من شيخه عمر بن عبد الله ، فإنه ضعيف . و مثله أبوه عبد الله بن
يعلى . ثم قال الحافظ :
" و رواه الدارمي عن محمد بن حميد بهذا الإسناد دون قوله : " ليضل الناس " ،
و هي زيادة مستغربة ، و رويت هذه الزيادة أيضا من حديث ابن مسعود و حذيفة بن
اليمان و البراء بن عازب ، و في أسانيدها مقال ، و قد تعلق به بعض أهل الجهل
ممن جوز وضع الحديث في فضائل الأعمال من الكرامية و غيرهم ، و قالوا : إن اللام
للتعليل ، فعل هذا : إنما يدخل في الوعيد المذكور من قصد الإضلال ! و هذا
التعلق باطل ، فإن المندوب قسم من الأقسام الشرعية ، فمن رتب على عمل ثوابا ،
فقد نسب إلى الله و إلى رسوله صلى الله عليه وسلم ما لم يقولاه ، و هذا من
الإضلال .
و للزيادة المذكورة على تقدير صحتها معنيان :
أحدهما : أن اللام للتأكيد ، و هو كقوله تعالى : *( و من أظلم ممن افترى
على الله كذبا ليضل الناس بغير علم )* ، فأخبر به <1> على أن الكذب محرم مطلقا
، سواء قصد به الإضلال أم لا .
الثاني : أن اللام للعاقبة و الصيرورة ، أي : إن عاقبة هذا الكذب و مصيره إلى
الإضلال ، و مثله *( فالتقطه آل فرعون ليكون لهم عدوا و حزنا )* ، و هم لم
يلتقطوه لذلك ، بل كان عاقبة أمرهم أن صار كذلك .
و أصل الحديث بدون هذه الزيادة المذكورة اتفق عليه الشيخان من رواية علي ،
و أبي هريرة ، و أنس ، و المغيرة .
و أخرجه البخاري من رواية الزبير ، و سلمة بن الأكوع ، و ابن عمرو بن العاص .
و أخرجه مسلم من حديث أبي سعيد .
و الترمذي و ابن ماجه من حديث ابن مسعود .
و ابن ماجه أيضا من حديث جابر ، و أبي قتادة .
و أحمد من حديث عثمان ، و زيد بن أرقم ، و عبد الله بن عمر ، و واثلة بن الأسقع
.
و هذه الطرق كلها على شرط الصحيح .
و رويناه بأسانيد لنا حسان يحتج بمثلها من حديث طلحة بن عبيد الله ، و سعيد بن
زيد ، و عقبة بن عامر ، و سلمان الفارسي ، و عمران بن حصين ، و خالد بن عرفطة ،
و طارق الأشجعي ، و عبد الله بن عباس ، و السائب بن يزيد ، و أبي قرصافة ،
و عائشة .
و رويناه من طرق ضعيفة عن نحو خمسين صحابيا غير هؤلاء .
و قد جمع طرقه جماعة من الحفاظ ، فمن أقدمهم إبراهيم بن إسحاق الحربي ، ثم أبو
بكر البزار ، ثم يحيى بن محمد بن صاعد ، ثم أبو القاسم الطبراني <2> ثم أبو بكر
ابن مردويه ، ثم أبو القاسم بن منده ، ثم محمد بن أحمد بن عبد الوهاب
النيسابوري ، ثم أبو الفرج بن الجوزي ، ثم يوسف بن خليل ، ثم أبو علي البكري .
و يجتمع من مجموع ما ذكره هؤلاء كلهم زيادة على مائة صحابي ، و حكى النووي في "
شرح مسلم " أنه رواه مائتان من الصحابة " . انتهى كلام الحافظ .
قلت : فاتفاق هذه الطرق المتواترة على عدم ذكر تلك الزيادة : " ليضل به الناس "
أكبر دليل على بطلانها ، مع إمكان تأويلها لو صحت فيه كما بينه الحافظ رحمه
الله تعالى .
و يشبه هذه الزيادة من حيث عدم صحتها من جهة إسنادها و إمكان تأويلها بنحو ما
تقدم زيادة :
" لا يرضاها الله و رسوله " في حديث :
" من ابتدع بدعة ضلالة لا يرضاها الله و رسوله .... " .
أخرجه ابن أبي عاصم في " السنة " ( 42 ) و غيره . و رواه ابن ماجه دون الزيادة
، و هو الموافق للأحاديث التي في معناه ، فانظر " الترغيب و الترهيب " ( 1/47 -
48 ) .
*--------------------------------------------------------------------------*
[1] هذه الكلمة لم أتمكن من قراءتها جيدا ، و المثبت أقرب شيء إليها . اهـ .

[2] في جزء محفوظ في ظاهرية دمشق ( مجموع 81/29 - 47 ) . ثم طبع بتحقيق الأخ
علي الحلبي . اهـ .
2

(5/29)


2031 - " إن العبد ليذنب الذنب ، فيدخل به الجنة ، قيل : كيف ؟ قال : يكون نصب عينيه
ثابتا قارا حتى يدخل به الجنة " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/50 ) :

ضعيف
رواه ابن المبارك في " الزهد " ( 163/2 من الكواكب 575 و رقم 162 طبع الهند )
أبنا المبارك بن فضالة عن الحسن مرفوعا .
و من هذا الوجه أخرجه أحمد في " الزهد " ( ص 396 ) .
قلت : و هذا سند ضعيف لإرساله .
و المبارك بن فضالة قال الحافظ :
" يدلس ، و يسوي " .
و قد عنعنه .

(5/30)


2032 - " ليس مني إلا عالم أو متعلم " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/51 ) :

ضعيف
رواه ابن النجار في " تاريخه " ، و الديلمي في " مسند الفردوس " عن ابن عمر
، كذا في " الجامع الصغير " .
قال المناوي :
" و فيه مخارق بن ميسرة ، قال الذهبي في " الضعفاء " : لا يعرف " .
قلت : و أصله قول العقيلي فيه و قد ساق له حديثا آخر في " الضعفاء " ( 4/229 )
:
" إسناده مجهول غير محفوظ " .

(5/31)


2033 - " ليس من والي أمة قلت أو كثرت لا يعدل فيها ، إلا كبه الله تبارك و تعالى على
وجهه في النار " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/51 ) :

ضعيف
أخرجه ابن أبي شيبة في " المصنف " ( 12/220 و 15/234/19568 ) ، و أحمد ( 5/25 )
، و الطبراني ( 20/221 - 223 ) من طريق إسماعيل البصري عن ابنة معقل بن يسار عن
أبيها معقل مرفوعا .
و ابنة معقل هذه لم أجد من وثقها أو ضعفها ، فهي مجهولة . و قد ذكرها الحافظ في
آخر " تعجيل المنفعة " ( ص 565 ) بهذه الرواية ، و لم يذكر فيها جرحا و لا
تعديلا .
و إسماعيل البصري - و في رواية للطبراني : " الأودي " - لم أعرفه ، و لم يفرده
الحافظ في " التعجيل " بترجمة ، و هو على شرطه ، إلا أن يكون من رجال " التهذيب
" فلم أهتد إليه ، مع أن الطبراني نسبه في رواية فقال : " إسماعيل بن إبراهيم "
، فيحتمل أن يكون هو ابن علية . فالله أعلم ، و هو الهادي .
( فائدة ) : توهم بعض إخواننا الطلبة أن الحديث يشهد له رواية الحسن البصري عن
معقل بن يسار سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :
" ما من عبد يسترعيه الله رعية ، يموت يوم يموت و هو غاش لرعيته إلا حرم الله
عليه الجنة " .
أخرجه البخاري ( رقم 7150 و 7151 ) ، و مسلم ( 1/88 و 6/9 ) ، و الدارمي (
2/324 ) ، و أحمد أيضا ، و صرح الحسن بما يقتضي سماعه للحديث من معقل ، فزالت
شبهة تدليسه .
فأقول : و ليس يخفى على من تأمل في هذا السياق أنه لا يشهد لحديث الترجمة ،
لأنه مخالف له لفظا و معنى ، و إن كان يلتقي معه في الترهيب من الظلم ،
و الترغيب في العدل ، فهذا وحده لا يكفي للشهادة ، فتنبه !

(5/32)


2034 - " الفقهاء أمناء الرسل ; ما لم يدخلوا في الدنيا . قيل يا رسول الله ! و ما
دخولهم في الدنيا ؟ قال : اتباع السلطان ، فإذا فعلوا ذلك ، فاحذروهم على
أديانكم " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/52 ) :

ضعيف
رواه أبو عبد الله الضبي في " المجلس الخمسون " من " الأمالي " ( مجموع
22/136/1 - 2 ) عن موسى بن إسماعيل : حدثنا أبي عن أبيه عن جده جعفر عن أبيه عن
جده علي بن الحسين عن أبيه عن علي مرفوعا .
قلت : و هذا إسناد ضعيف مظلم ; موسى بن إسماعيل و أبوه و جده لم أعرفهم ،
و يظهر أنهم من أهل البيت ، و أخشى أن يكون أسفل منهم متهم .
و الحديث عزاه السيوطي في " الجامع الصغير " للعسكري عن علي . قال المناوي :
" و رمز لصحته " !
و لم يتعقبه بشيء ! و أما في " التيسير " فقال :
" إسناده حسن " !
و رموز السيوطي لا يعتد بها ; لأسباب ذكرتها في مقدمة " ضعيف الجامع الصغير " .
و قد ذكره الحافظ السخاوي في " المقاصد الحسنة " ( 300/746 ) من رواية العسكري
من حديث العوام بن حوشب عن أبي صادق عن علي مرفوعا . و قال :
" و هو ضعيف السند " .
قلت : أبو صادق عن علي مرسل كما في " التقريب " .
و قد روي الحديث عن أنس و غيره مختصرا و مطولا ، و سيأتي برقم ( 2670 و 3949 )
.

(5/33)


2035 - " الذكر نعمة من الله تعالى ، فأدوا شكرها " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/53 ) :

موضوع
رواه أبو نعيم في " نسخة نبيط بن شريط " عن أحمد بن إسحاق بن إبراهيم بن نبيط
ابن شريط بسند آبائه عن جده نبيط بن شريط مرفوعا .
قال الذهبي في " الميزان " :
" أحمد بن إسحاق .... حدث عن أبيه عن جده بنسخة فيها بلايا ، لا يحل الاحتجاج
به فإنه كذاب " .
كذا في " ذيل الأحاديث الموضوعة " للسيوطي ( ص 201 ) ، و مع هذا فقد أورده أيضا
في " الجامع الصغير " من رواية الديلمي عن نبيط بن شريط !
قال المناوي :
" و رواه عنه أيضا أبو نعيم ، و عنه تلقاه الديلمي مصرحا ، فإهمال المصنف الأصل
، و اقتصاره على الفرع غير جيد " .
قلت : و لم أجد هذا الحديث في " نسخة نبيط بن شريط " التي عندي ، و هي من رواية
أبي علي الحداد عن أبي نعيم ، سماع أحمد بن أبي الفضائل الدخميس . والله سبحانه
و تعالى أعلم .

(5/34)


2036 - " نعم العبد الحجام ، يذهب بالدم ، و يخف الصلب ، و يجلو البصر " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/54 ) :

ضعيف
رواه الترمذي ( 2/5 ) ، و ابن ماجه ( 3478 ) ، و الطبراني ( 11893 ) ، و الحاكم
( 4/212 ) ، و ابن الضريس في " الجزء الثالث من حديثه " ( 151/1 ) عن عباد بن
منصور عن عكرمة عن ابن عباس مرفوعا .
و من هذا الوجه رواه محمد بن محمد بن مخلد في " حديث ابن السماك " ( 1/184/1 )
، و ابن عدي ( 238/2 ) ، و قال :
" و عباد بن منصور هو في جملة من يكتب حديثه " .
و قال الترمذي :
" حديث حسن غريب ، لا نعرفه إلا من حديث عباد بن منصور " .
قلت : قال الحافظ :
" صدوق ، و كان يدلس ، و تغير بأخرة " .
فقول الحاكم :
" صحيح الإسناد " . مردود ، و إن وافقه الذهبي ، فإنه من أوهامه ، كيف لا ،
و قد وفق للصواب في مكان آخر ، أخرجه فيه الحاكم أيضا ( 4/410 ) ، فلما صححه ،
رده الذهبي بقوله :
" قلت : لا " .

(5/35)


2037 - " من خرج في طلب العلم ، فهو في سبيل الله حتى يرجع " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/55 ) :

ضعيف
رواه الترمذي ( 2/108 ) ، و ابن عبد البر ( 1/55 ) ، و الطبراني في " الصغير "
( 76 ) ، و أبو نعيم في " الحلية " ( 10/290 ) ، و " أخبار أصبهان " ( 1/102 -
103 ) ، و الآجري في " أخلاق العلماء " ( ص 39 ) ، و العقيلي ( 2/17 ) ،
و الضياء في " المختارة " ( 6/رقم 2119 و 2120 و 2121 ) من طريق خالد بن يزيد
عن أبي جعفر الرازي عن الربيع بن أنس عن أنس مرفوعا .
و قال الترمذي :
" حديث حسن غريب " .
و قال الطبراني :
" لا يروى عن أنس إلا بهذا الإسناد ، تفرد به أبو جعفر و خالد بن يزيد " .
قلت : لكن إسناده ضعيف ; خالد بن يزيد ; قال العقيلي :
" لا يتابع على كثير من حديثه " . ثم ساق له هذا الحديث .
و قال أبو زرعة :
" لا بأس به " .
و في " التقريب " :
" صدوق يهم " .
و شيخه أبو جعفر الرازي صدوق سيىء الحفظ .
و الربيع بن أنس صدوق له أوهام ، كما في " التقريب " ، و قال ابن حبان في "
الثقات " :
" و الناس يتقون من حديثه ما كان من رواية أبي جعفر عنه ، لأن في أحاديثه عنه
اضطرابا كثيرا " . و هذه منها .
فالحديث عندي ضعيف ، و قد رواه بعضهم ، فلم يرفعه كما قال الترمذي ، و لعله
الصواب .
و قد روي بلفظ :
" طالب العلم كالغادي و الرائح في سبيل الله " .
و لكنه واه جدا ، و سيأتي برقم ( 3286 ) .

(5/36)


2038 - " نعم العطية كلمة حق تسمعها ، ثم تحملها إلى أخ لك مسلم ، فتعلمها إياه " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/56 ) :

ضعيف جدا
رواه الطبراني ( 12421 ) عن عمرو بن الحصين العقيلي : نا إبراهيم بن عبد الملك
السلمي عن قتادة عن عزرة عن سعيد بن جبير عن ابن عباس مرفوعا .
قلت : و هذا سند ضعيف جدا ، عمرو هذا : متروك متهم .
و قد رواه ابن المبارك في " الزهد " ( 1386 ) عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم عن
أبيه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره نحوه .
قلت : و هذا مرسل . و عبد الرحمن : متروك .
و أخرجه الديلمي في " مسند الفردوس " ( 3/98 ) من طريق صلة بن سليمان عن ابن
جريج عن الحسن بن مسلم عن مكحول عن ابن عباس به .
قلت : صلة هذا قال ابن أبي حاتم :
" قال ابن معين : كان يكذب . و قال أبي : متروك الحديث " .
و قال أبو داود :
" كذاب " .

(5/37)


2039 - " بروا آباءكم ; تبركم أبناؤكم ، و عفوا ; تعف نساؤكم ، و من انتصل إليه فلم
يقبل ; لم يرد علي الحوض يوم القيامة " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/57 ) :

ضعيف
رواه العقيلي في " الضعفاء " ( 299 ) ، و الحاكم ( 4/154 ) ، و أبو نعيم (
6/335 ) ، و الخطيب ( 6/311 ) عن علي بن قتيبة الرفاعي : حدثنا مالك بن أنس عن
أبي الزبير عن جابر مرفوعا . و قال العقيلي :
" ليس له أصل من حديث مالك ، و لا من وجه يثبت " ، و قال :
" علي بن قتيبة الرفاعي بصري يحدث عن الثقات بالبواطيل ، و ما لا أصل له " .
قلت : قال الدارقطني :
" كان ضعيفا " .
و قال الخليلي :
" يتفرد عن مالك بأحاديث ، و ليس هو بالقوي " .
و قال الذهبي متعقبا الحاكم في سكوته عليه :
" قلت : علي ، قال ابن عدي : روى الأباطيل " .
و قال المناوي :
" قال ابن الجوزي : موضوع ، علي بن قتيبة يروي عن الثقات البواطيل أهـ .
و تعقبه المؤلف بأن له شاهدا " .
و أورده في " الميزان " في ترجمة علي بن قتيبة الرفاعي ، و قال :
" قال ابن عدي : له أحاديث باطلة عن مالك ، ثم أورد له هذا الخبر " .
قلت : و الشاهد المشار إليه إسناده ضعيف ، و به ينجو الحديث من الوضع الذي
ترجمه ابن الجوزي ، ثم هو أتم منه ، و هو الآتي بعد ثلاثة أحاديث .
و أورده المنذري في " الترغيب " ( 3/215 ) عن ابن عمر مرفوعا به دون قوله :
" و من انتصل إليه ، .... " . و قال :
" رواه الطبراني بإسناد حسن " .
و قال الهيثمي ( 8/138 ) :
" رواه الطبراني في " الأوسط " ، و رجاله رجال الصحيح ; غير شيخ الطبراني أحمد
; غير منسوب ، و الظاهر أنه من المكثرين من شيوخه ، فلذلك لم ينسبه ، والله
أعلم " .
قلت : يبدو أن أحمد هذا تلقاه عن علي بن قتيبة السابق ذكره ، فقد رأيت السيوطي
قال في " اللآلىء " ( 2/190 ) :
" قال الطبراني في " الأوسط " : حدثنا أحمد : حدثنا علي : حدثنا مالك عن مالك (
كذا ) عن ابن عمر .... " .
قلت : و لا يظهر أنه غير علي بن قتيبة . والله أعلم . و وقع خطأ مطبعي في
إسناده في " اللآلىء " ، فليصحح .
ثم رأيت الحديث في " المعجم الأوسط " للطبراني ( 1/55/2/980 و 2/8/1009 - ط )
قال : حدثنا أحمد قال : حدثنا علي قال : حدثنا مالك عن نافع عن ابن عمر به .
قلت : و أحمد هذا هو ابن صالح مالكي ( ! ) أبو عبد الله ، و لم أجد له ترجمة ،
و إنما لم يسمه الطبراني لأنه - كما هي عادته في هذا " المعجم " - سماه في أول
حديث ساقه له من أحاديثه ، و عددها فيه نحو ستة و ثلاثين حديثا .
ثم تبينت أن ( ابن صالح مالكي ) محرف ; صوابه ( ابن داود المكي ) ، و هكذا وقع
في " المعجم الصغير " في حديث آخر مخرج في " الروض " ( 751 ) ، و في أحاديث
أخرى ساقها في " الأوسط " عقب حديث الترجمة كالحديث ( 1016 - ط ) وقع على
الصواب ( أحمد بن داود المكي ) ، و من طريقه في " الحلية " ، و سيأتي تخريجه
برقم ( 6586 ) .
ثم هو ثقة كما بينه صاحبنا الشيخ حماد الأنصاري في كتابه " بلغة القاصي
و الداني في تراجم شيوخ الطبراني " ( 39/72 ) ، و قد صدر حديثا ، نفع الله به .
و خفي هذا التحقيق على الدكتور الطحان في تعليقه على " الأوسط " ، فلم يعرف (
أحمد ) هذا .

(5/38)


2040 - " نعم العون على الدين قوت سنة " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/60 ) :

ضعيف
رواه أبو علي النيسابوري في " جزء من فوائده " ( 70/2 ) عن أحمد بن محمود بن
نعيم : نا حمر بن نوح عن عبد الله بن معدان عن أنس مرفوعا .
قلت : و هذا سند ضعيف .
عبد الله بن معدان كنيته أبو معدان ، و هو بها أشهر ، قال ابن معين :
" صالح " .
و روى عنه جماعة ; لكن من دونه لم أعرفهما .
و الحديث رواه الديلمي في " مسند الفردوس " من حديث معاوية بن حيدة مرفوعا به ،
و فيه محمد بن داود بن دينار . قال ابن عدي :
" كان يكذب " . كما في " فيض القدير " . فقوله في " التيسير " :
" إسناده ضعيف " ; تساهل غير مرض .
ثم رأيته في " زهر الفردوس " ( 4/94 ) .

(5/39)


2041 - " نعم العون على الدين المرأة الصالحة " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/60 ) :

لا أصل له
أورده الغزالي ( 4/90 ) مرفوعا إلى النبي صلى الله عليه وسلم . و قال الحافظ
العراقي :
" لم أجد له إسنادا " .
و تبعه الشيخ تاج الدين السبكي في " فصل جمع فيه جميع ما في " الإحياء " من
الأحاديث التي لم يجد لها إسنادا " من كتابه " طبقات الشافعية الكبرى " ( 4/172
) .

(5/40)


2042 - " نعم العون على تقوى الله المال " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/61 ) :

ضعيف السند
قال العراقي ( 4/90 ) :
" رواه أبو منصور الديلمي في " مسند الفردوس " من رواية محمد بن المنكدر عن
جابر ، و رواه أبو القاسم البغوي من رواية ابن المنكدر مرسلا ، و من طريقه
رواه القضاعي في " مسند الشهاب " هكذا مرسلا " .
قلت : و هو في " مسند الشهاب " ( 2/260/1317 ) من طريق البغوي عن عبد الرحمن بن
صالح : حدثنا عيسى بن يونس عن محمد بن سوقة عن محمد بن المنكدر مرسلا .
و رجال إسناده ثقات ، فهو صحيح لولا أنه مرسل .
و رواه الديلمي في " المسند " ( 3/95 ) من طريق صالح بن عمرو بن هشام بن أبي
كريمة عن محمد بن سوقة به ، إلا أنه زاد : " عن جابر " .
و من طريق ثوبان بن سعيد : حدثنا عيسى بن يونس عن محمد بن سوقة به . يعني مسندا
عن جابر . لكن في إسناده عبد الله بن أحمد بن عمر بن شوذب الواسطي - شيخ ابن
لال - ، و لم أعرفه . و صالح بن عمرو - في الذي قبله - لم أعرفه أيضا ، و لولا
ذلك لحسنت الحديث . والله أعلم .
و يغني عنه قوله صلى الله عليه وسلم :
" نعم المال الصالح للرجل الصالح " .
أخرجه البخاري في " الأدب المفرد " ( 299 ) ، و أحمد ( 4/197 و 202 - 203 ) ،
و ابن حبان ( 1089 ) ، و البغوي في " شرح السنة " ( 10/91 ) ، و غيرهم .
و إسناده صحيح على شرط مسلم ، و الكلام الذي في موسى بن علي بن رباح يسير لا
ينزل حديثه عن مرتبة الصحة ، و لذلك لما صححه الحاكم ( 2/2 ) على شرط مسلم ;
وافقه الذهبي .

(5/41)


2043 - " عفوا عن نساء الناس تعف نساؤكم ، و بروا آباءكم تبركم أبناؤكم ، و من أتاه
أخوه متنصلا ; فليقبل ذلك منه محقا كان أو مبطلا ، فإن لم يفعل ; لم يرد علي
الحوض " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/62 ) :

ضعيف الإسناد
أخرجه الحاكم ( 4/154 ) من طريق سويد أبي حاتم عن قتادة عن أبي رافع عن أبي
هريرة مرفوعا . و قال :
" صحيح الإسناد " . و تعقبه الذهبي بقوله :
" قلت : بل سويد ضعيف " .
و المنذري ( 3/293 ) ، فقال :
" بل سويد هذا هو ابن عبد العزيز ; واه " .
و من طريقه أخرجه أبو نعيم في " أخبار أصبهان " ( 2/48 ) دون الشطر الثاني منه
.
و قد روي من حديث عائشة مرفوعا ، و لفظه :
" عفوا ; تعف نساؤكم ، و بروا آباءكم ; تبركم أبناؤكم ، و من اعتذر إلى أخيه
المسلم من شيء بلغه عنه ، فلم يقبل عذره لم يرد علي الحوض " .
و هذا موضوع الإسناد . قال في " المجمع " ( 8/81 و 139 ) :
" رواه الطبراني في " الأوسط " ، و فيه خالد بن يزيد العمري ، و هو كذاب " .
و قد أورده السيوطي في " الجامع " عن الطبراني ، فاعترض عليه المناوي بكلام
الهيثمي هذا ، ثم قال : " فكان ينبغي حذفه " يعني : من " الجامع " ، حيث اشترط
في مقدمته أنه صانه مما رواه و ضاع أو كذاب .
و من هذا الوجه أخرجه أبو الشيخ في " الفوائد " ( 81/2 ) عن خالد بن يزيد
العمري عن يحيى بن عبد الله الزبيري قال : سمعت عامر بن عبد الله بن الزبير قال
: سمعت عائشة به ; دون الشطر الثاني منه .
و الزبيري هذا لم أعرفه . ثم رجعت إلى " مجمع البحرين " ( 5/148/7/282 ) فتبين
أنه ( [ عبد الملك بن ] يحيى بن الزبير ) ، سقط من سنده ( عبد الملك بن ) ،
و قد وثقه ابن حبان ( 7/95 ) .
و الجملة الأولى منه أخرجها أبو نعيم في " أخبار أصبهان " ( 2/285 ) من طريق
هشام بن خالد : حدثنا الوليد بن مسلم : حدثنا صدقة بن يزيد : حدثنا العلاء بن
عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة مرفوعا .
و هذا إسناد ضعيف ، صدقة بن يزيد ; قال البخاري :
" منكر الحديث " .
و ضعفه غيره ، و وثقه بعضهم .
و الوليد بن مسلم : يدلس تدليس التسوية .
و هشام بن خالد ; قال الذهبي :
" من ثقات الدماشقة ، لكنه يروج عليه " .
و أخرجها ابن عدي ( 6/11 ) من طريق إسحاق بن نجيح الملطي عن ابن جريج عن عطاء
عن ابن عباس مرفوعا .
و الملطي هذا : كذاب وضاع .
و قال ابن أبي حاتم في " العلل " ( 1/412 ) :
" سألت أبي عن أحاديث رواها أبو يوسف المديني ، فذكرت منها حديثا حدثنا به يوسف
( كذا ) عن محمد بن المنكدر : قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم ( فذكره ) .
قال أبي : أبو يوسف هذا اسمه يعقوب ، و الوليد ( كذا ) ضعيف الحديث ، و هذا
حديث باطل " .

(5/42)


2044 - " بل نبيا عبدا . ثلاثا " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/64 ) :

ضعيف
رواه البيهقي في " الزهد " ( 50 - 51 ) عن الحسن بن بشر : حدثنا سعدان بن
الوليد عن عطاء بن أبي رباح عن ابن عباس قال :
" خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم ، و جبريل معه على الصفا ، فقال له
محمد صلى الله عليه وسلم : والذي بعثك بالحق ، ما أمسى لآل محمد كف سويق ، و لا
شق دقيق ، فلم يكن كلامه بأسرع من أن سمع هدة من السماء أفظعته ، فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم : أمر الله عز وجل القيامة أن تقوم ؟ فقال : لا ،
و لكن هذا إسرافيل عليه السلام نزل إليك حين سمع الله كلامك ، فأتاه إسرافيل ،
فقال : إن الله سمع ما ذكرت ، فبعثني إليك بمفاتيح الأرض ، و أمرني أن أعرض
عليك : إن أحببت أن أسير معك جبال تهامة زمردا و ياقوتا و ذهبا و فضة ، فعلت ،
و إن شئت نبيا ملكا ، و إن شئت نبيا عبدا ، فأومى إليه جبريل عليه السلام : أن
تواضع لله ، فقال : فذكره " .
قلت : و هذا إسناد ضعيف .
سعدان بن الوليد ; لم أجد من ترجمه .
و الحسن بن بشر إن كان الهمداني الكوفي ، فصدوق يخطىء .
و إن كان السلمي النيسابوري الراوي عن مسلم ، فهو صدوق . و الأقرب أنه الأول .
والله أعلم .

(5/43)


2045 - " يا عائشة ! لو شئت ; لسارت معي جبال الذهب ، أتاني ملك و إن حجزته لتساوي
الكعبة ، فقال : إن ربك يقري عليك السلام ، و يقول لك : إن شئت نبيا ملكا ،
و إن شئت نبيا عبدا ، فأشار إلي جبريل ضع نفسك ، فقلت : نبيا عبدا . قالت :
و كان صلى الله عليه وسلم بعد ذلك لا يأكل متكئا ، و يقول : آكل كما يأكل العبد
، و أجلس كما يجلس العبد " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/65 ) :

ضعيف
رواه أبو يعلى ( 8/4920 ) ، و ابن سعد ( 1/281 ) ، و البغوي في " شرح السنة " (
3683 ) عن أبي معشر عن سعيد المقبري عن عائشة رضي الله عنها مرفوعا .
قلت : و هذا إسناد ضعيف .
أبو معشر ، و اسمه نجيح بن عبد الرحمن السندي ; قال الحافظ في " التقريب " :
" ضعيف " .
نعم ; الحديث صحيح دون جملة الحجزة ، و بلفظ : " بل عبدا رسولا " ، فقد جاء
كذلك من حديث أبي هريرة بسند صحيح ، كما بينته في " الصحيحة " ( 1002 ) .
و المشيئة المذكورة في أوله لها شاهد من طريق أخرى يتقوى بها ، خرجته في "
الصحيحة " أيضا برقم ( 2484 ) .
و الحديث عزاه في " مختصر مشكاة المصابيح " ( رقم 70 ) للإمام أحمد . و هو وهم
!

(5/44)


2046 - " والذي نفسي بيده ، لا تقوم الساعة حتى تقتلوا إمامكم ، و تجتلدوا بأسيافكم ،
و يرث دنياكم شراركم " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/66 ) :

ضعيف
أخرجه الترمذي ( 2/26 ) ، و ابن ماجه ( 4043 ) ، و أحمد ( 5/389 ) من طريق
عبد الله بن عبد الرحمن الأنصاري الأشهلي عن حذيفة بن اليمان أن رسول الله
صلى الله عليه وسلم قال : فذكره . و قال الترمذي :
" هذا حديث حسن غريب " .
قلت : الأشهلي هذا ; قال ابن معين :
" لا أعرفه " . فلا يعتد بتوثيق ابن حبان إياه ( 5/14 ) ، و بخاصة أن الذهبي
قال في " الميزان " :
" عنه عمرو بن أبي عمرو فقط ، له حديث منكر " .

(5/45)


2047 - " الناس معادن ، و العرق دساس ، و أدب السوء كعرق السوء " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/66 ) :

ضعيف
رواه ابن عدي ( 302/2 ) ، و البيهقي في " شعب الإيمان " ( 7/455/10974 ) ،
و الخطيب ( 4/29 - 30 ) عن محمد بن سليمان بن مسمول : حدثني عبيد الله بن سلمة
ابن وهرام عن أبيه عن طاووس عن ابن عباس مرفوعا ، و قال ابن عدي :
" و ابن مسمول هذا عامة ما يرويه لا يتابع عليه في إسناده ، و لا في متنه " .
و قال الذهبي في " الضعفاء " :
" ضعفه غير واحد " .
و عبيد الله بن سلمة بن وهرام ; لا يعرف كما قال ابن المديني ، و لينه أبو حاتم
كما في " الميزان " و " لسانه " .
و الحديث أورده السيوطي في " الجامع " من رواية البيهقي في " الشعب " عن ابن
عباس ، و أعله المناوي بابن مسمول هذا ، و نقل عن ابن الجوزي أنه قال :
" حديث لا يصح " .

(5/46)


2048 - " كان إذا أصبح قال : أصبحنا و أصبح الملك لله عز وجل ، و الحمد لله ،
و الكبرياء و العظمة لله ، و الخلق و الأمر ، و الليل و النهار ، و ما سكن
فيهما لله عز وجل ، اللهم اجعل أول هذا النهار صلاحا ، و أوسطه نجاحا ، و آخره
فلاحا ، يا أرحم الراحمين " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/67 ) :

ضعيف جدا
أخرجه عبد بن حميد في " المنتخب " ( 472/530 ) ، و ابن السني في " عمل اليوم
و الليلة " ( 14/36 ) ، و الطبراني في " الدعاء " ( 2/928/296 ) ، و ابن عدي في
" الكامل " ( 6/26 ) من طرق عن أبي الورقاء : حدثنا ابن أبي أوفي قال :
فذكره .
قلت : و هذا سند ضعيف جدا ، أبو الورقاء : اسمه فائد بن عبد الرحمن الكوفي .
قال الحافظ :
" متروك ، اتهموه " .
( تنبيه ) : وقع هذا الحديث في " مصنف ابن أبي شيبة " ( 10/239/9326 ) بالسند
التالي : حدثنا يحيى بن سعيد عن سفيان عن سلمة بن كهيل عن عبد الله بن
عبد الرحمن بن أبزي عن أبيه قال : فذكره .
و هذا إسناد جيد ، و لكنه لمتن آخر لفظه :
" كان إذا أصبح قال : أصبحنا على فطرة الإسلام ، و كلمة الإخلاص .. " الحديث .
هكذا رواه ابن أبي شيبة أيضا في مكان آخر ( 9/77/6591 ) ، و أحمد و غيره بهذا
الإسناد نفسه ، و هو مخرج في " الصحيحة " ( 2919 ) ، فالظاهر أنه دخل على
الناسخ أو الطابع حديث في حديث ، و لم يتنبه لهذا المعلق على " الدعاء " ، فجرى
على الظاهر ، و ذكر ما يمكن أن يكون شاهدا لحديث الترجمة ! فاقتضى التنبيه .

(5/47)


2049 - " قل : اللهم اعف عني ، فإنك عفو تحب العفو ، و أنت عفو كريم " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/68 ) :

ضعيف جدا
أخرجه أبو يعلى ( 2/300/1023 ) ، و ابن عدي ( 7/227 ) ، و الطبراني في " الأوسط
" ( 2/190/7906 ) من طريق يحيى بن ميمون : حدثنا علي بن زيد عن أبي نضرة عن
أبي سعيد قال :
جاء شاب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : يا رسول الله ! علمني دعاء
أصيب به خيرا . قال :
" ادنه " ، فدنا حتى كادت ركبته تمس ركبة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال
: فذكره . و قال الطبراني :
" لم يروه عن علي بن زيد إلا يحيى بن ميمون " .
قلت : كلاهما ضعيف ، و أحدهما أشد ضعفا من الآخر ، و الأول هو ابن جدعان .
و الآخر هو التمار ، و هو متروك كما في " التقريب " ، بل قال البخاري في "
التاريخ الصغير " ( 207 ) :
" قال لي عمرو بن علي : كذاب " .
و قال ابن حبان في " الضعفاء " ( 3/121 ) :
" روى ما لم يتابع عليه مما لا يشك أنها معمولة ، لا تحل الرواية عنه
و الاحتجاج به بحال " .
ثم تناقض فذكره في " الثقات " ( 7/603 ) . انظر " التهذيب " .
و قد صح منه قوله صلى الله عليه وسلم لعائشة إذا رأت ليلة القدر : " اللهم إنك
عفو تحب العفو فاعف عني " . و صححه الترمذي و غيره ، و هو مخرج في " الصحيحة "
( 3337 ) .

(5/48)


2050 - " إن الله تبارك و تعالى يقول : إني لست على كل كلام الحكيم أقبل ، و لكني أقبل
على همه و هواه ، فإن كان همه و هواه فيما يحب الله و يرضى ; جعلت صمته
حمدا لله و وقارا ، و إن لم يتكلم " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/69 ) :

ضعيف جدا
رواه ابن النجار في " ذيل تاريخ بغداد " ( 10/49/1 ) عن بقية : حدثني صدقة بن
عبد الله بن صهيب : حدثني المهاجر بن حبيب بن صهيب مرفوعا .
قلت : و هذا سند ضعيف جدا ; لأن صدقة هذا لم أجد من ترجمه ، فهو من شيوخ بقية
المجهولين . و كذلك المهاجر بن حبيب لم أجد له ذكرا ، و ما أظنه من الصحابة ،
و قد قال المناوي في " الفيض " :
" لم أره في الصحابة في ( أسد الغابة ) و لا في ( التجريد ) " .
ثم تبين لي أنه مصحف ، و أن الصواب المهاصر بن حبيب ; كذلك رواه ابن وهب في "
الجامع " ( ص 51 - 52 ) قال : و أخبرني خالد بن حميد عمن حدثه عن المهاصر بن
حبيب يرفع الحديث قال : فذكره .
قلت : و المهاصر هذا يروي عن أبي ثعلبة الخشني و أبي سلمة بن عبد الرحمن . قال
ابن أبي حاتم ( 4/1/440 ) :
" سئل أبي عنه ، فقال : لا بأس به " . و ذكره ابن حبان في " ثقات التابعين " (
5/454 ) و " و أتباعهم " ( 7/525 ) .
قلت : فالحديث مرسل أو معضل ، مع الجهالة التي في سنده .
و خالد بن حميد هو المهري الإسكندراني . قال الحافظ :
" لا بأس به " .

(5/49)


2051 - " لا تضربوا الرقيق ، فإنكم لا تدرون ما توافقون " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/70 ) :

ضعيف
رواه أبو يعلى في " مسنده " ( 4/1379 ) ، و عنه ابن عدي في " الكامل " ( 5/577
) ، و من طريقه البيهقي في " الشعب " ( 6/377/8585 ) ، و العقيلي في " الضعفاء
" ( 333 ) عن عكرمة بن خالد المخزومي : حدثنا أبي عن ابن عمر مرفوعا .
و قال العقيلي :
" عكرمة بن خالد ; قال البخاري : منكر الحديث " .
و قال ابن عدي :
" و هذا الحديث لا يرويه غير عكرمة " .
و قال الحافظ في " التقريب " :
" ضعيف " .
و كذا قال الهيثمي في " مجمع الزوائد " ( 4/238 - 239 ) بعد أن عزاه لأبي يعلى
و الطبراني .
" و هو ضعيف " .
و نقله المناوي في " الفيض " ، و أقره .

(5/50)


2052 - " من دخل في هذا الدين ، فهو عربي " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/71 ) :

ضعيف جدا
أخرجه أبو نعيم في " أخبار أصبهان " ( 1/9 و 2/367 ) من طريق سوار بن مصعب عن
غياث بن عبد الحميد عن الشعبي عن النعمان بن بشير مرفوعا في آخر حديث أوله
:
" رأيت في منامي غنما سودا تتبعها غتم عفر ، فأولتها في منامي أنها العرب ،
و من تبعها من الأعاجم ، و من دخل ... " .
قلت : و هذا إسناد ضعيف جدا ، سوار بن مصعب ; قال الذهبي في " الضعفاء " :
" قال أحمد و الدارقطني : متروك " .
و غياث بن عبد الحميد : مجهول كما قال العقيلي .
و أما أول الحديث ، فصحيح جاء من طرق كما بينته في " الصحيحة " ( 1018 ) ،
و ليس في شيء منها هذه الزيادة التي في آخره ، فهي زيادة منكرة .

(5/51)


2053 - " إذا ابتاع أحدكم الجارية ، فليكن أول ما يطعمها الحلوى ، فإنها أطيب لنفسها "
.

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/72 ) :

ضعيف جدا
رواه الطبراني في " الأوسط " ( 1/154 - 155 ) : حدثنا محمد بن يونس العصفري :
حدثنا رزق الله بن موسى : حدثنا عثمان بن عبد الرحمن الطرائفي : حدثنا سعيد بن
عبد الجبار عن أبي سلمة سليمان بن سليم عن عبادة بن نسي عن عبد الرحمن بن غنم
عن معاذ بن جبل مرفوعا ، و قال :
" لا يروى عن معاذ إلا بهذا الإسناد ، تفرد به عثمان " .
قلت : و هو ثقة ، و كذلك سائر الرواة ; غير محمد بن يونس العصفري ، فلم أجد له
ترجمة ، و لا أدري إذا كان الهيثمي وقف على ترجمته موثقا ، أم اكتفى بعدم ورود
ذكره في " الميزان " كما يشير إلى ذلك أحيانا ، فإنه قال في هذا الحديث ( 4/236
) :
" رواه الطبراني في " الأوسط " ، و إسناده أقل درجاته الحسن " .
و عندي احتمال أن يكون محمد بن يونس هذا هو الكديمي الكذاب المعروف . فإنه من
هذه الطبقة . فقد روى له الطبراني في " المعجم الصغير " ( ص 176 ) حديثا آخر
عنه ، و قال فيه : " حدثنا محمد بن يونس البصري العصفري " . و الكديمي بصري
أيضا ، و لكني لم أجد من نسبه إلى " العصفر " ، و لا من ذكره في شيوخ الطبراني
، و أيضا شيوخه غير شيوخ الكديمي ، و منهم ( عمرو بن علي ) ، و هو الفسوي
الحافظ ، و ( مجزأة بن سفيان ) كما في ترجمتهما من " تهذيب المزي " ، و قد روى
له الطبراني في " الأوسط " نحو ثلاثين حديثا ( 7/26 - 41/6040 - 6067 - طبعة
المعارف ) ، فترجح عندي أنه غير الكديمي ، و أنه لا بأس به إن شاء الله تعالى ،
و هو مما فات الشيخ الأنصاري ، فلم يذكره في شيوخ الطبراني !
ثم وجدت له متابعا قويا . فقال الخرائطي في " مكارم الأخلاق " ( 1/545/572 -
مطبعة المدني ) : حدثنا أبو بدر عباد بن الوليد الغبري : نا مسعود بن مسروق
السكري : نا عثمان بن عبد الرحمن القرشي الحراني : نا سعيد بن عبد الجبار
الزبيدي عن أبي سلمة عن عبادة بن نسي ...
و هذا إسناد رجاله كلهم مترجمون في " التهذيب " ; غير ( مسعود بن مسروق ) هذا ،
و قد ذكره ابن حبان في " الثقات " ، و قال ( 9/191 ) :
" لم أر في حديثه إلا ما يشبه حديث الثقات " .
ثم تنبهت لما كنت عنه غافلا ، و هو أن علة الحديث الحقيقية ، إنما هي ( سعيد بن
عبد الجبار الزبيدي ) ، فإنه متفق على ضعفه ، بل رماه أبو أحمد الحاكم بالكذب ،
و شذ ابن حبان ، فذكره في " الثقات " ( 6/365 ) ! و سيأتي له حديث آخر ( 6108 )
.

(5/52)


2054 - " لو كان العلم معلقا بالثريا ، لتناوله قوم من أبناء فارس " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/73 ) :

ضعيف
رواه أحمد ( 2/420 و 422 و 469 ) ، و الحارث في " مسنده " ( 124/1 - زوائده ) ،
و الغطريف كما في " جزء منتقى منه " ( 45/2 - 46/1 ) ، و ابن عدي ( 197/1 ) ،
و أبو نعيم في " أخبار أصبهان " ( 1/4 ) ، و " الحلية " ( 6/64 ) عن شهر بن
حوشب عن أبي هريرة مرفوعا .
و هكذا رواه أبو المظفر الجوهري في " العوالي الحسان " ( 3/1 ) ، و الشاموخي في
" جزئه " ( 1/2 ) ، و الدامغاني الفقيه في " الأحاديث و الأخبار " ( 1/115/2 )
، و السلفي في " الطيوريات " ( 235/1 ) ، و ابن عساكر ( 8/69/2 ) و ( 14/344/1
) ، و في رواية له :
" الدين " .
قلت : و شهر ضعيف .
لكن رواه إسحاق بن بشر في " كتاب المبتدأ " ( 5/122/1 ) عن الحسن عن أبي هريرة
به .
لكن إسحاق هذا كذاب .
و رواه البغوي في " شرح السنة " ( 3999 ) عن إسحاق الدبري : حدثنا عبد الرزاق :
أنا معمر عن جعفر الجزري عن يزيد الأصم عن أبي هريرة مرفوعا به ، و قال :
" رواه مسلم عن محمد بن رافع عن عبد الرزاق " .
قلت : لكن عنده ( 7/191 ) بلفظ :
" لو كان الدين عند الثريا ، لذهب به رجل ... " .
و كذا رواه أحمد ( 2/309 ) عن عبد الرزاق به ، و هو مخرج في الكتاب الآخر (
1017 ) .
و رواه ابن حبان في " صحيحه " ( 2309 ) ، و أبو نعيم في " الأخبار " ( 1/5 ) ،
و العقيلي في " الضعفاء " ( 460 ) عن يحيى بن أبي الحجاج المنقري : حدثنا ابن
عون عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة بلفظ : " العلم " ، و قال :
" يحيى بن أبي الحجاج ; قال يحيى : ليس بشيء " .
و قال الحافظ في " التقريب " :
" لين الحديث " .
و تابعه السكن بن نافع عن ابن عون به .
أخرجه أبو نعيم من طريقين عن صالح بن الأصبغ : حدثنا أحمد بن الفضل : حدثنا
السكن بن نافع به .
قلت : و هذا إسناد مظلم : السكن بن نافع و صالح بن الأصبغ ; لم أعرفهما .
و أحمد بن الفضل ; الظاهر أنه الذي في " الجرح و التعديل " ( 1/1/67 ) :
" أحمد بن الفضل العسقلاني أبو جعفر ، و يعرف بالصائغ ، روى عن بشر بن بكر
و رواد بن الجراح و يحيى بن حسان ، كتبنا عنه " .
و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا . و قال ابن حزم :
" مجهول " .
و له عنده طريق أخرى : عن عبد الله بن عبد الرحمن بن معمر عن جبير عن أبي هريرة
به .
و رجاله ثقات غير جبير ، و الظاهر أنه الذي في " الجرح " ( 1/1/513 ) :
" جبير أبو صالح ، روى عن أبي هريرة ، روى عنه يزيد بن أبي زياد " .
و جملة القول : إن الحديث ضعيف بهذا اللفظ : " العلم " . و إنما الصحيح فيه "
الإيمان " و " الدين " ، كما بين في الكتاب الآخر . والله أعلم .

(5/53)


2055 - " أما ترضى إحداكن أنها إذا كانت حاملا من زوجها و هو عنها راض ; أن لها مثل
أجر الصائم القائم في سبيل الله عز وجل ؟ و إذا أصابها الطلق لم يعلم أهل
السماء و الأرض ما أخفي لها من قرة أعين ، فإذا وضعت ، لم يخرج من لنها جرعة ،
و لم يمص من ثديها مصة ; إلا كان لها بكل جرعة و بكل مصة حسنة ، فإن أسهرها
ليلة ; كان لها مثل أجر سبعين رقبة تعتقهم في سبيل الله عز وجل .
سلامة ! تدرين لمن أعني هذا ؟ هذا للمتعففات الصالحات المطيعات لأزواجهن ،
اللواتي لا يكفرن العشير " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/76 ) :

موضوع
رواه الطبراني في " المعجم الأوسط " ( 70/375/6729 - ط ) ، و الديلمي ( 1/2/218
) ، و ابن عساكر ( 12/300/2 ) عن عمرو بن سعيد الخولاني عن أنس بن مالك عن
سلامة حاضنة إبراهيم ابن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنها قالت :
يا رسول الله إنك تبشر الرجال بكل خير ، و لا تبشر النساء ، قال : أصويحباتك
دسسنك لهذا ؟ قالت : أجل ، هن أمرنني ، قال : فذكره . و قال الطبراني :
" لا يروى إلا بهذا الإسناد " .
قلت : و هو حديث موضوع ، لوائح الوضع عليه ظاهرة ، آفته الخولاني هذا . قال
الذهبي :
" حدث بموضوعات " . ثم ساق له هذا الحديث .
و أورده ابن الجوزي في " الموضوعات " ( 2/274 ) من رواية الطبراني في " الأوسط
" ، و قال :
" قال ابن حبان ، عمرو بن سعيد الذي يروي هذا الحديث الموضوع عن أنس ; لا يحل
ذكره إلا على جهة الاعتبار للخواص " .
و أقره السيوطي في " اللآلىء " ( 2/175 ) .
و من طريق الخولاني هذا رواه ابن منده في " المعرفة " ( 2/329/2 ) ، و كذا
الحسن بن سفيان في " مسنده " كما في " الفيض " .

(5/54)


2056 - " كل سنن قوم لوط قد فقدت إلا ثلاث : جر نعال السيوف ، و خصف <1> الأظفار ،
و كشف عن العورة . و شرب بيده على فخذه " .
*--------------------------------------------------------------------------*
[1] كذا في ابن عساكر و متن " الجامع الصغير " ، و وقع في شرحه " خضب " ، و كذا
في " كنز العمال " ( 16/36/43829 ) ، و مطبوعة " مسند الهيثم " ( 1/109/49 ) .
اهـ .
1
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/77 ) :

موضوع
رواه الهيثم بن كليب في " المسند " ( ق 10/1 ) ، و من طريقه ابن عساكر (
14/320/1 ) عن هارون بن محمد أبي الطيب : حدثنا روح بن غطيف عن صالح بن
عبد الله عن ابن الزبير عن الزبير مرفوعا .
قلت : و هذا سند واه جدا : هارون هذا ; قال ابن معين :
" كذاب " .
و قال الساجي :
" الغالب على حديثه الوهم " .
و روح بن غطيف ; قال النسائي :
" متروك " .
و قال أبو حاتم :
" ليس بثقة " .
و هو صاحب حديث " تعاد الصلاة من قدر الدرهم من الدم " ، و قد قال فيه البخاري
: " باطل " كما في " الميزان " و " لسانه " . و قال ابن أبي حاتم ( 1/2/495 )
عن أبيه :
" ليس بالقوي ، منكر الحديث جدا " .
و الحديث أورده السيوطي في " الجامع " من رواية الشاشي و ابن عساكر عن الزبير ،
و لم يتعقبه المناوي إلا بقوله :
" قضية كلام المصنف أنه لم يخرجه أحد من المشاهير الذين وضع لهم الرموز ،
و الأمر بخلافه ، فإن أبا نعيم و الديلمي خرجاه باللفظ المزبور عن الزبير
المذكور " .

(5/55)


2057 - " إن الله عز وجل سائل كل راع استرعاه رعية قلت أو كثرت ، حتى يسأل الزوج عن
زوجته ، و الوالد عن ولده ، و الرب عن خادمه ; هل قام فيهم بأمر الله " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/78 ) :

ضعيف جدا
رواه ابن عساكر ( 9/221/2 ) عن خارجة بن مصعب عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار
عن عبد الله بن عباس مرفوعا .
قلت : هذا سند ضعيف جدا من أجل خارجة . قال الحافظ :
" متروك ، و كان يدلس عن الكذابين ، و يقال : إن ابن معين كذبه " .
و قد ثبت مختصرا نحوه من حديث أنس ، و هو في الكتاب الآخر .

(5/56)


2058 - " كل مؤدب يحب أن تؤتى مأدبته ، و مأدبة الله القرآن ، فلا تهجروه " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/78 ) :

موضوع
أخرجه البيهقي في " شعب الإيمان " ( 2/352/2012 ) من طريق أبي علي إسماعيل بن
محمد الصفار : حدثنا الحسن بن مكرم : حدثنا غياث : حدثنا مطرف بن سمرة بن
جندب عن أبيه مرفوعا .
قلت : و هذا موضوع ، آفته غياث ، و هو ابن إبراهيم النخعي ، و هو كذاب خبيث كما
قال ابن معين و غيره ، و هو الذي حدث ( المهدي ) بخبر : " لا سبق إلا في نصل أو
خف أو حافر " ، و زاد فيه : " أو جناح " ; إرضاء للمهدي ، فلما قام قال المهدي
: " أشهد أن قفاك قفى كذاب " ; كما في " موضوعات ابن الجوزي " ( 1/42 و 3/78 )
و غيره .
و شيخه مطرف بن سمرة ، لم أجد له ترجمة .
ثم إنه يغلب على ظني أن في الإسناد سقطا بين الحسن بن مكرم و غياث ، فإن بينهما
نحو قرن من الزمان ، فإن الأول مات سنة ( 274 ) ، و الآخر - و إن كنت لم أقف
على سنة وفاته ، فهو - كان في زمان ( المهدي ) ، و قد توفي سنة ( 169 ) كما في
" السير " و غيره . و الحسن بن مكرم و الصفار الراوي عنه وثقهما الخطيب في "
التاريخ " . والله سبحانه و تعالى أعلم .

(5/57)


2059 - " أما بعد ، فإن أصدق الحديث كتاب الله عز وجل ، و أوثق العرى كلمة التقوى ،
و خير الملل ملة إبراهيم ، و خير السنن سنة محمد صلى الله عليه وسلم ، و أشرف
الحديث ذكر الله جل وعلا ، و أحسن القصص هذا القرآن ، و خير الأمور عوازمها ،
و شر الأمور محدثاتها ، و أحسن الهدي هدي الأنبياء صلى الله عليهم ، و أشرف
الموت قتل الشهداء ، و أعمى الضلالة ضلالة بعد الهدى ، و خير العمل ما نفع ،
و خير الهدى ما اتبع ، و شر العمى عمى القلب .
و اليد العليا خير من اليد السفلى ، و ما قل و كفى خير مما كثر و ألهى ، و شر
المعذرة عند حضرة الموت ، و شر الندامة نادمة يوم القيامة ، و شر الناس من لا
يأتي الجمعة إلا نزرا ، و منهم من لا يذكر الله إلا هجرا ، و من أعظم الخطايا
اللسان الكذوب ، و خير الغنا غنى النفس ، و خير الزاد التقوى ، و رأس الحكمة
مخافة الله ، و خير ما ألقي في القلب اليقين ، و الارتياب من الكفر ، و النياحة
من عمل الجاهلية ، و الغلول من جمر ( كذا ) جهنم ، و السكر من النار ، و الشعر
من إبليس ، و الخمر جماع الإثم ، و النساء حبائل الشيطان ، و الشباب شعبة من
الجنون ، و شر الكسب كسب الربا ، و شر المال أكل مال اليتيم ، و السعيد من وعظ
بغيره ، و الشقي من شقي في بطن أمه ، و إنما يصير أحدكم إلى موضع أذرع ،
و الأمر إلى آخرة ، و ملاك الأمر فرائضه ، و شر الرؤيا رؤيا الكذب ، و كل ما هو
آت قريب .
سباب المسلم فسوق ، و قتال المؤمن كفر ، و أكل لحمه من معصية الله جل وعز ،
و حرمة ماله كحرمة دمه ، و من تألى على الله كذبه ، و من يغفر يغفر الله له ،
و من سمع المستمع سمع الله به ، و من يعف يعف الله عنه ، و من يكظم الغيظ يأجره
الله ، و من يصبر على الرزية يعوضه الله ، و من يضم يضاعفه الله ، و من
يعص الله يعذبه الله ، اللهم اغفر لأمتي ، اللهم اغفر لأمتي ، اللهم اغفر لأمتي
- ثلاث مرات - . أستغفر الله لي و لكم " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/80 ) :

ضعيف
رواه أبو القاسم بن أبي قعنب في " حديث القاسم بن الأشيب " ( ق 5/2 - 6/1 ) من
طريقين عن عبد الله بن نافع الصائغ : أخبرني عبد الله بن مصعب بن خالد بن زيد
ابن خالد الجهني عن أبيه عن جده زيد بن خالد ، قال : تلقيت هذه الخطبة من
في رسول الله صلى الله عليه وسلم ، بتبوك قال : سمعته : يقول .. فذكره .
قلت : و هذا إسناد ضعيف ، عبد الله بن مصعب و أبوه فيهما جهالة ; كما قال
الذهبي .
و عبد الله بن نافع الصائغ ، ثقة صحيح الكتاب ، في حفظه لين ، كما قال الحافظ .
و الحديث أورده السيوطي في " الجامع " من رواية البيهقي في " الدلائل " ، و ابن
عساكر عن عقبة بن عامر الجهني ، و أبي نصر السجزي في " الإبانة " عن أبي
الدرداء ، و ابن أبي شيبة في " المصنف " عن ابن مسعود موقوفا . و زاد المناوي
في تخريجه فقال :
" رواه العسكري و الديلمي عن عقبة ، و أبو نعيم في " الحلية " ، و القضاعي في "
الشهاب " عن أبي الدرداء ، قال بعض شرائحه : حسن غريب " .
و قال في " التيسير " في حديث ابن مسعود الموقوف :
" و إسناده حسن " .
قلت : و في إسناد حديث عقبة عند الديلمي ( 1/2/216 - 217 ) عبد العزيز بن عمران
، و هو متروك . و يعقوب بن محمد الزهري و أبو أمية الطرسوسي ، و هما ضعيفان .

(5/58)


2060 - " لا وضوء كامل لمن لم يسم الله عليه " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/81 ) :

لا أصل له بهذا اللفظ
كما ذكره ابن الملقن في " خلاصة البدر المنير " ( 7/2 ) ، قال :
" هذه الرواية غريبة " .
قلت : و الثابت بدون لفظة " كامل " ، و قد ذكر طرقه ابن الملقن ، و الزيلعي في
" نصب الراية " ، و ابن حجر في " التلخيص " ، فمن شاء الوقوف عليها فليرجع
إليها .
و كذلك أخرجه أبو يعلى في " مسنده " ( ق 70/2/79/1 ) عن كثير بن زيد عن ربيح بن
عبد الرحمن بن أبي سعيد عن أبيه عن جده مرفوعا . و قد ذكرتها بنصها في " صحيح
أبي داود " ( 90 ) ، و " إرواء الغليل " ( 81 ) .

(5/59)


2061 - " من وجد عين ماله عند رجل ; فهو أحق به ، و يتبع البيع من باعه " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/82 ) :

منكر بهذا اللفظ
رواه أبو داود ( 2/108 ) ، و النسائي ( 2/233 ) ، و الدارقطني ( 301 ) ،
و الطبراني في " الكبير " ( 6/207/6860 ) عن موسى بن السائب عن قتادة عن الحسن
عن سمرة بن جندب مرفوعا .
قلت : و هذا سند ضعيف ، رجاله ثقات ، و لكنه معنعن ، قتادة و الحسن مدلسان ،
على أن الحسن - و هو البصري - في سماعه من سمرة خلاف مشهور ، فقول الحافظ في "
الفتح " ( 5/49 ) :
" أخرجه أحمد و أبو داود ، و إسناده حسن " غير حسن لوجهين :
الأول : ما عرفته من التدليس ، و لهذا لما نقل صديق خان في " الروضة " ( 2/239
) تحسين الحافظ هذا تعقبه بقوله :
" و لكن سماع الحسن عن سمرة فيه مقال معروف " .
الثاني : أن الحديث عند أحمد ( 5/10 ) دون قوله : " و يتبع البيع من باعه " ،
و قال : " مفلس " بدل : " رجل " .
رواه من طريق عمر بن إبراهيم : حدثنا قتادة به .
و عمر هذا هو العبدي ، و هو صدوق ، في حديثه عن قتادة ضعف ; كما قال الحافظ في
" التقريب " ، فأنى لإسناده الحسن ؟ !
نعم ; الحديث صحيح بلفظ أحمد لأن له شاهدا من حديث أبي هريرة مرفوعا في "
الصحيحين " و غيرهما ، و قد تقدم في لفظ : " من أفلس ... " ، و أما الحديث مع
الزيادة التي في آخره ، فهو منكر .
و قد روي الحديث من طريق آخر عن سمرة بلفظ :
" إذا ضاع للرجل متاع ... " . و قد مضى برقم ( 1627 ) .
و الحديث قال الخطابي في " المعالم " ( 5/184 ) :
" هذا في الغصوب و نحوها إذا وجد ماله المغصوب و المسروق عند رجل ، كان له أن
يخاصمه فيه ، و يأخذ عين ماله منه ، و يرجع المأخوذ منه على من باعه إياه " .

(5/60)


2062 - " من زوج كريمته من فاسق ; فقد قطع رحمها " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/83 ) :

موضوع
رواه ابن عدي ( 89/2 ) ، و ابن حبان في " المجروحين " ( 1/238 ) عن الحسن بن
محمد البلخي : حدثنا حميد الطويل عن أنس بن مالك مرفوعا . و قال ابن عدي :
" هذا الحديث منكر مسندا ، و إنما يروى عن الشعبي قوله ، و الحسن بن محمد ليس
بمعروف ، منكر الحديث عن الثقات " .
و قال ابن حبان :
" يروي الموضوعات ، لا يجوز الرواية عنه " .
ثم غفل فأورده في " الثقات " ( 8/168 ) !
و قال أبو سعيد النقاش :
" حدث عن حميد عن أنس أحاديث موضوعة " .
و الحديث أورده ابن الجوزي في " الموضوعات " ( 2/260 ) ، و أقره السيوطي في "
اللآلي المصنوعة " ( 2/90 - طبع الأدبية ) من رواية ابن حبان ( يعني في "
الضعفاء " ) ، و قال :
" قال ابن حبان : الحسن يروي الموضوعات ، و إنما هذا من كلام الشعبي ، و رفعه
باطل . قلت : و كذا قال الذهبي " .
قلت : و تبعهما ابن عراق ، فأورده في " الفصل الأول " من " تنزيه الشريعة
المرفوعة عن الأخبار الشنيعة الموضوعة " ( 2/200 ) .
و من الغرائب قول صاحب " مختصر المشكاة " ( 1098 ) :
" رواه ابن حبان بإسناد صحيح " !
و لا أدري من الذي سبقه إلى هذا الخطأ الفاحش ، ثم قلده !

(5/61)


2063 - " إني لأبغض المرأة تخرج من بيتها تجر ذيلها تشكو زوجها " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/84 ) :

ضعيف جدا
رواه ابن صاعد في " الأمالي " ( ق 84/1 ) ، و الطبراني في " الأوسط " ( 1/170/2
و 7/6/6004 - ط ) عن يحيى بن يعلى الأسلمي عن سعد الإسكاف عن عبد الله بن أبي
سليمان عن سلمة بن كهيل عن أبي عبد الله الجدلي عن أم سلمة مرفوعا ، و قال
الطبراني :
" لا يروى عن أم سلمة إلا بهذا الإسناد ، تفرد به يحيى " .
قلت : و هو ضعيف ، كما في " التقريب " . لكن شيخه سعد الإسكاف شر منه ، و اسم
أبيه طريف ، قال الحافظ :
" متروك ، و رماه ابن حبان بالوضع " .

(5/62)


2064 - " إن الإسلام بدأ جذعا ، ثم ثنيا ، ثم رباعيا ، ثد سديسا ، ثم بازلا " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/85 ) :

ضعيف
أخرجه أحمد ( 3/463 و 5/52 ) ، و أبو يعلى ( 1/192 ) ، و ابن نصر في " الصلاة "
( 361 ) عن عوف عن علقمة بن عبد الله المزني قال : حدثني فلان أنه شهد عمر بن
الخطاب يقول لرجل من جلسائه : يا فلان ، كيف سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم
ينعت الإسلام ؟ فقال : سمعته يقول : فذكره .
قلت : و هذا إسناد ضعيف ، رجاله ثقات ; غير " فلان " شيخ المزني ، فإنه مجهول
لم يسم . و به أعله الهيثمي ( 7/279 ) .

(5/63)


2065 - " اتقوا الدنيا ، و اتقوا النساء ، فإن إبليس طلاع و رصاد ، صياد ، و ما هو
بشيء من فخوخه بأوثق لصيده في الأتقياء ، من فخوخه في النساء " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/85 ) :

موضوع
رواه الديلمي ( 1/1/45 ) عن سعيد بن سنان عن أبي الزاهرية عن كثير بن مرة عن
معاذ بن جبل مرفوعا .
بيض له الحافظ في " مختصره للديلمي " ، و سعيد بن سنان ; قال في " التقريب " :
" متروك ، رماه الدارقطني و غيره بالوضع " .
و قال الذهبي في " الضعفاء " :
" هالك " .

(5/64)


2066 - " احذروا زلة العالم ، فإن زلته تكبكبه في النار " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/86 ) :

ضعيف
رواه الديلمي ( 1/1/20 ) عن أبي بكر محمد بن عبيد الله بن السمين : حدثنا
الحسين بن علي بن المغيرة عن محمد بن ثابت عن محمد بن عجلان عن أبيه عن أبي
هريرة مرفوعا .
بيض له الحافظ في " مختصره " .
و محمد بن ثابت ضعيف ، و هو العبدي البصري . و من دونه لم أعرفهما .

(5/65)


2067 - " احذروا صفر الوجوه ، فإنه إن لم يكن من علة أو سهر ، فإنه من غل في قلوبهم
للمسلمين " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/86 ) :

موضوع
رواه الديلمي ( 1/1/21 ) عن أبي سعيد أحمد بن محمد بن مهدي عن أحمد بن محمد بن
الحسن البلخي عن رجاء بن نوح البلخي عن زيد بن الخفاف عن عمران بن حدير عن
عكرمة عن ابن عباس مرفوعا .
بيض له الحافظيضا ، و كذا السخاوي في " المقاصد الحسنة " ( 24/34 ) ، و من تلاه
من بعده ، مثل العجلوني في " كشف الخفاء " ; كلهم تتابعوا على السكوت عنه ،
و أغربهم صنعا قول الزرقاني في " مختصر المقاصد " ( 51/32 ) : " وارد " ، و لم
يزد ! ! و ليته قال : " روي " ! و أما المناوي ، فأعله في " فيض القدير "
بـ ( زيد بن حبان ) - كذا وقع عنده ( حبان ) - ، و ذكر أن ابن حبان قال : "
يخالف في حديثه " ، و لم يتنبه لكونه من رواية البلخي الكذاب ، و لذلك تساهل في
" التيسير " ، فقال في الحديث :
" فيه ضعف " !
و هو موضوع ، من دون عمران بن حدير لم أعرفهم ; غير أحمد بن محمد بن الحسن
البلخي ، فقال فيه أبو القاسم الأزهري :
" كذاب " .
و قال الخطيب : " كان يظهر النسك و الصلاح ، و لم يكن في الحديث ثقة " .
و قد روي من حديث أنس بنحوه ، و هو موضوع أيضا كما سيأتي بيانه في المجلد
الرابع عشر إن شاء الله تعالى برقم ( 6576 ) .

(5/66)


2068 - " احملوا النساء على أهوائهن " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/87 ) :

موضوع
رواه ابن عدي ( 297/2 ) عن محمد بن الحارث : حدثنا محمد بن عبد الرحمن بن
البيلماني عن أبيه عن ابن عمر مرفوعا . و قال :
" و محمد بن الحارث عامة ما يرويه غير محفوظ " .
ثم قال في ترجمة شيخه ابن البيلماني ( 298/1 ) :
" و إذا روى عن ابن البيلماني محمد بن الحارث فجميعا ضعيفان ، و الضعف على
حديثهما بين " .
قلت : و ابن البيلماني روى عن أبيه نسخة موضوعة ; كما قال ابن حبان .

(5/67)


2069 - " من مات و لم يعرف إمام زمانه ، مات ميتة جاهلية " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/87 ) :

لا أصل له بهذا اللفظ
كما أفاده شيخ الإسلام ابن تيمية في رده على ابن المطهر الحلي في " منهاج السنة
" ( 1/26 - 27 ) ، و قال الحافظ الذهبي في مختصره : " المنتقى " ( ص 28 ) تبعا
لأصله : " المنهاج " :
" والله ما قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم هكذا " . كما تقدم ( 1/525 ) .
قلت : و الشيعة في كتبهم يتناقلون هذا الحديث تقليدا منهم لـ ( الحلي ) ، لكن
بعضهم يدلس ، بل يكذب على المسلمين ليضلوهم ، فهذا هو المدعو : روح الله
الخميني يقول في كتابه : " كشف الأسرار " ( ص 197 ) :
" و هناك حديث معروف لدى الشيعة و أهل السنة منقول عن النبي يقول : .. " فذكره
.
و هذا الذي عزاه لأهل السنة من اختلاقه ، و له من مثله الشيء الكثير ، كما ترى
في المجلد العاشر من " سلسلة الأحاديث الضعيفة " ابتداء من ( 4881 - 4975 ) ،
فقد رأيت الذهبي و من قبله ابن تيمية يجزمان بأنه لا أصل له .
و يشير بقوله : " هكذا " إلى أن له أصلا بلفظ :
" من مات و ليس في عنقه بيعة ، مات ميتة جاهلية " .
رواه مسلم و غيره ، و هو مخرج في " الصحيحة " ( 984 ) .

(5/68)


2070 - " أكرموا المعزى ، و صلوا في مراحها ، و امسحوا الرغام عنها ; فإنها من دواب
الجنة <1> " .
*--------------------------------------------------------------------------*
[1] الأصل في النسختين " الأرض " . اهـ .
1
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/88 ) :

ضعيف
رواه الديلمي ( 1/1/35 ) عن يزيد بن عبد الملك النوفلي . سمعت عمار بن عمارة بن
فيروز يحدث عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره .
قال الحافظ :
" قلت : يزيد بن عبد الملك ; ضعيف " .
قلت : و من طريقه رواه البزار في " مسنده " ( 1330 ) ، لكن وقع عنده " داود بن
فراهيج " مكان عمار بن عمارة بن فيروز . و قال :
" يزيد ليس بالحافظ ، و أشار إلى تفرده به ، و هو ضعيف " .
كذا في " زوائده " لابن حجر .
و له طريق آخر عن أبي هريرة تقدم نحوه برقم ( 1880 ) .
و رواه العقيلي في " الضعفاء " ( 288 ) عن عمر بن راشد قال : حدثني يزيد بن
عبد الملك النوفلي عن أبيه عن جده المغيرة ، قال :
مررت بأبي ذر و هو في قصره بعيد <1> ، فقال : فذكره مرفوعا به دون قوله : "
أكرموا المعزى " .
قلت : و هذا سند ضعيف جدا ; عمر بن راشد هذا هو المديني . قال العقيلي :
" منكر الحديث " .
و قال أبو حاتم :
" وجدت حديثه كذبا و زورا " .
و قال العقيلي :
" و أما ( الصلاة في مراح الغنم ) ، فقد روي بإسناد جيد ، و أما : ( الغنم من
دواب الجنة ) ، ففيه رواية من غير هذا الوجه فيها لين " .
قلت : لكن له عدة طرق بدون هذه الزيادة " أكرموا المعزى " ، و لذلك أوردته في
الكتاب الآخر ( 1128 ) .
ثم رأيت الحديث في " المنتخب من المسند " لعبد بن حميد ( 108/2 ) من طريق أخرى
عن النوفلي ، فقال : حدثني خالد بن مخلد : حدثني يزيد بن عبد الملك : سمعت
عبد الرحمن بن أبي محمد يحدث عن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم عن أبي سعيد
الخدري مرفوعا به .
فهذا يدل على ضعف النوفلي هذا ، فإنه اضطرب في روايته ، فتارة يجعله من مسند
أبي هريرة ، و تارة من مسند أبي ذر ، و أخرى من مسند أبي سعيد الخدري .
و للزيادة طريق آخر عن أبي هريرة بلفظ :
" أحسنوا إلى الماعزة .. " ، و مضى تخريجه برقم ( 1880 ) ، و عزاه ابن القيم في
" الزاد " للنسائي في " سننه " ، و ما أراه إلا وهما ، و قال المعلقان عليه (
4/374 - المؤسسة ) :
" لم نقف عليه ، و لعله في ( سننه الكبرى ) " .
*--------------------------------------------------------------------------*
[1] غير مقروءة في الأصل ، و أسقطها الطابع أو المحقق القلعجي ( 3/159 ) . اهـ
.
1

(5/69)


2071 - " أخاف على أمتي بعدي ثلاثا : ضلالة الأهواء ، و اتباع الشهوات ، و الغفلة بعد
المعرفة " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/90 ) :

موضوع
رواه ابن قانع في " معجم الصحابة " ( ق 1/8/2 ) : حدثنا محمد بن زكريا الغلابي
: حدثنا يحيى بن بسطام : حدثنا يوسف بن خالد : حدثنا سلم بن بشير أنه سمع حبيبا
المدني يحدث أنه سمع أفلح مولى النبي صلى الله عليه وسلم يقول : ... فذكره
مرفوعا .
قلت : و هذا إسناد موضوع ، يوسف بن خالد و هو السمتي ; كذاب .
و الغلابي مثله . و لعله قد توبع ، فقد عزاه الحافظ في " الإصابة " لابن منده
و الحكيم الترمذي و ابن شاهين ، و أعله بالسمتي فقط ، و قال :
" و هو متروك الحديث " .
و قد وجدت له شاهدا مرسلا بنحوه ، و لفظه :
" أخوف ما أخاف على أمتي ثلاث : الضلالة بعد المعرفة ، و مضلات الفتن ، و شهوة
البطن و الفرج " .
رواه أبو عمرو الداني في " الفتن " ( ق 189/1 - 2 ) عن علي بن معبد : حدثنا
مهاجر بن عبد الله أبو أحمد القرشي عن جعفر بن محمد بن علي عن أبيه مرفوعا .
قلت : و هذا إسناد مرسل ضعيف ، رجاله ثقات ; غير مهاجر بن عبد الله هذا فلم أجد
له ترجمة .

(5/70)


2072 - " اختضبوا ; فإنه يزيد في جمالكم و شبابكم و نكاحكم " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/91 ) :

موضوع
رواه أبو نعيم في " المعرفة " ( ق1/224/2 ) ، و عنه الديلمي ( 1/1/40 ) عن يحيى
ابن ميمون أبي أيوب القرشي : حدثنا درهم بن زياد بن درهم عن أبيه عن جده
مرفوعا .
قلت : و هذا إسناد موضوع ، آفته يحيى بن ميمون ، قال الفلاس :
" كتبت عنه ، و كان كذابا " . و قال أحمد : " خرقنا حديثه " .
و قد خرجه البزار في " مسنده " ( 2978 - زوائده ) قال : حدثنا الحسن بن الصباح
: حدثنا يحيى بن ميمون أبو أيوب التمار : حدثنا عبد الله بن المثنى عن جده يعني
ثمامة عن أنس مرفوعا به ، و قال :
" رواه يحيى ، و لم يتابع عليه " .
قال الهيثمي ( 5/160 ) :
" و هو متروك " .

(5/71)


2073 - " أخبرني جبريل أن الله عز وجل بعثه إلى أمنا حواء حين دميت ، فنادت ربها : جاء
مني دم لا أعرفه ، فناداها : لأدمينك و ذريتك ، و لأجعلنه كفارة و طهورا " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/92 ) :

ضعيف
رواه الديلمي ( 1/1/87 - 88 ) من طريق الدارقطني عن محمد بن جعفر بن [ دس ] عن
أبي علقمة الفروي عن يحيى بن عبد الملك الهديري عن أبيه عن جده محرز بن
عبد الله عن سعيد بن المسيب عن عمر بن الخطاب مرفوعا .
بيض له الحافظ في " مختصر الديلمي " ، و إسناده ضعيف ، يحيى بن عبد الملك
الهديري عن أبيه عن جده محرز بن عبد الله ; لم أعرفهم .
و أبو علقمة الفروي هو الصغير ، و اسمه عبد الله بن هارون بن موسى بن أبي علقمة
الكبير عبد الله بن محمد . قال الذهبي :
" منكر الحديث . قاله أبو أحمد الحاكم ، و قال ابن أبي حاتم : تكلم فيه " .
و الحديث عزاه في " الفتح الكبير " للدارقطني في " الأفراد " عن عمر .

(5/72)


2074 - " اختصم عندي الجن المسلمون و الجن المشركون ، سألوني أن أسكنهم ، فأسكنت
المسلمين الجلس ، و أسكنت المشركين الغور " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/92 ) :

ضعيف جدا
رواه أبو الشيخ في " العظمة " ( 12/28/1 ) ، و الطبراني في " المعجم الكبير "
( 1/358/1143 ) عن كثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف المزني عن أبيه عن جده عن
بلال بن الحارث ، قال :
خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض أسفاره ، فخرج لحاجته ، و كان
إذا خرج لحاجته يبعد ، فأتيته بإداوة من ماء ، فانطلق ، فسمعت عنده خصومة رجال
و لغطا لم أسمع مثلها ، فجاء ، فقال : بلال ؟ قلت : بلال ، قال : أمعك ماء ؟
قلت : نعم ، قال : أصبت ، فأخذه مني ، فتوضأ ، فقلت : يا رسول الله ، سمعت عندك
خصومة رجال و لغطا ما سمعت أحد من ألسنتهم ، قال : فذكره .
قال عبد الله بن كثير : قلت لكثير :
" ما الجلس و ما الغور ؟ قال : الجلس : القرى و الجبال ، و الغور : ما بين
الجبال و البحار ، قال كثير : ما رأينا أحد أصيب بالجلس إلا سلم ، و لا أصيب
أحد بالغور إلا لم يكد يسلم " .
قلت : و هذا إسناد ضعيف جدا ، كثير بن عبد الله هذا متروك . و به أعله الهيثمي
في " المجمع " ( 1/203 ) .

(5/73)


2075 - " أخرجوا منديل الغنر من بيوتكم ، فإنه بيت الخبيث ، و مجلسه " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/93 ) :

ضعيف جدا
رواه الديلمي ( 1/1/26 ) عن سعيد بن خثيم : حدثنا حرام بن عثمان عن أبي الزبير
عن جابر مرفوعا به .
قال الحافظ :
" قلت : حرام متروك " .
قلت : و سعيد بن خثيم ; وثقه ابن معين . و قال الأزدي :
" منكر الحديث " .
و قال ابن عدي :
" مقدار ما يرويه غير محفوظ " ; كما في " الميزان " .

(5/74)


2076 - " ليأتين على الناس زمان عضوض ، يعض المؤمن على ما في يديه ، و ينسى الفضل و قد
قال الله تعالى : *( و لا تنسوا الفضل بينكم )* ، شرار يبايعون كل مضطر ، و قد
نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن بيع المضطر ، و عن بيع الغرر ، فإن كان
عندك خير فعد به على أخيك ، و لا تزده هلاكا على هلاكه ، فإن المسلم أخو المسلم
، لا يحزنه ، و لا يحرمه " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/94 ) :

ضعيف جدا
رواه ابن مردويه - كما في ابن كثير - عن عبيد الله بن الوليد الوصافي عن
عبد الله بن عبيد عن علي بن أبي طالب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
: فذكره .
قلت : و هذا إسناد ضعيف ، و له علتان :
الأولى : عبيد الله الوصافي ، فإنه ضعيف اتفاقا ، بل تركه بعضهم ، فقال ابن عدي
في " الكامل " ( 4/1631 ) بعد أن ساق له أحاديث منكرة ، منها طرف من حديث
الترجمة كما يأتي :
" و له غير ما ذكرت ، و هو ضعيف جدا ، يتبين ضعفه على حديثه " .
و قال ابن حبان في " الضعفاء " ( 2/63 ) :
" منكر الحديث جدا ، يروي عن الثقات ما لا يشبه حديث الأثبات ، حتى إذا استمع
المستمع سبق إلى قلبه أنه كالمتعمد لها ، فاستحق الترك " .
و صرح النسائي و غيره بأنه متروك ، كما تقدم تحت الحديث ( 1211 ) .
قلت : و لعله مما يدل على ضعفه أنه اضطرب في روايته سندا و متنا ، فقال محمد بن
خالد الوهبي - و هو ثقة - : حدثنا الوصافي عن سالم بن عبد الله عن أبيه عن
النبي صلى الله عليه وسلم :
" أنه نهى عن بيع الغرر ، و عن بيع المضطر " .
أخرجه ابن عدي في " الكامل " ( 4/323 ) .
و الأخرى : الانقطاع بين عبد الله بن عبيد و علي ، فإنه ابن عبيد - و هو ابن
عمير - مات سنة ( 113 ) ، و مات علي سنة ( 40 ) ، فبين وفاتيهما ثلاث و سبعون
سنة . و لذلك لم يذكروا له رواية عن علي رضي الله عنه .
و قد روي الحديث من طريق أخرى عن شيخ من بني تميم قال :
" خطبنا علي بن أبي طالب قال : .... " فذكره موقوفا عليه .
أخرجه أبو داود ( 3382 ) و غيره .
و هذا الشيخ - كما ترى - لم يسم ، فهو مجهول ، فيمكن أن يكون هو الواسطة بين
ابن عبيد و علي . والله أعلم .
( تنبيه ) : هذا الحديث مما أورده الشيخان الحلبيان في " مختصر تفسير ابن كثير
" زاعمين أنه صحيح ! و ذلك مما يدل على أنه لا علم عندهما ; لكثرة ما يصححان من
الأحاديث الواهية بغير علم و لا كتاب منير . والله المستعان . و أما أهل
المعرفة بهذا الفن ; فهم لا يشكون في ضعف مثل هذا الحديث ، فهذا هو الشيخ
الفاضل مقبل بن هادي اليماني يقول في تخريجه على " ابن كثير " ( 1/513 ) بعد أن
تكلم على رجال إسناده بإيجاز مفيد فردا فردا :
" و الحديث ضعيف من أجل الانقطاع ، و ضعف عبيد الله بن الوليد الوصافي " .
نعم ; قد صح من الحديث النهي عن بيع الغرر ، و هو مخرج في " الإرواء " ( 1294 )
، و " أحاديث البيوع " .
و قوله : " المسلم أخو المسلم " . ورد في " الصحيحين " و غيرهما عن جمع من
الصحابة ، و هو مخرج في " إرواء الغليل " ( 1321 و 2490 ) .

(5/75)


2077 - " ما من رجلين اصطرما فوق ثلاث إلا طويت عنهما صحيفة الزيادات . قلت :
يا رسول الله ! و ما صحيفة الزيادات ؟ قال : الصلاة النافلة ، و ما كان من
التطوع ما لم يشاكل الفرض " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/96 ) :

منكر
أخرجه الدولابي في " الذرية الطاهرة " ( ق 20/2 ) عن عمر بن أبي الحريش : حدثني
إبراهيم بن رشيد عن الحارث بن حمران عبد الله بن حسن بن حسن عن أبيه عن جده
مرفوعا .
قلت : و هذا إسناد ضعيف مظلم . من دون عبد الله بن حسن بن حسن ثلاثتهم لم
أعرفهم ، و كذا رأيته في الأصل : " الحارث بن حمران عبد الله بن حسن .. " ، سقط
من بينهما الواسطة أو أداة التحديث ( عن ) .
و يحتمل أن يكون ( حمران ) محرفا من ( عمران ) فإن ثبت ذلك فهو ( الحارث بن
عمران الجعفري المدني ) ، و هو ضعيف ، بل قال ابن حبان ( 1/225 ) :
" كان يضع الحديث على الثقات " .

(5/76)


2078 - " حدثني جبريل أن الله أهبط إلى الأرض ملكا ، فأقبل ذلك الملك يمشي حتى انتهى
إلى باب رجل ينادي على باب الدار ، فقال الملك للرجل : ما جاء بك إلى هذه الدار
؟ فقال : أخ لي مسلم زرته في الله ، قال : آلله ما جاء بك إلا ذلك ؟ قال : آلله
ما جاء بي إلا ذلك ، قال الملك : فإني رسول الله إليك ، و هو يقريك السلام ،
و يقول : وجبت لك الجنة ، و أيما مسلم زار مسلما ، فليس إياه يزور ، بل إياي
يزور و ثوابه علي الجنة " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/96 ) :

موضوع
أخرجه الدولابي في " الذرية الطاهرة " ( ق 23/1 ) من طريق حفص بن عمر الفراء عن
أبي داود المكفوف عن جابر عن أبي جعفر محمد بن علي عن أبيه عن علي بن الحسين بن
علي بن أبي طالب عن الحسن بن علي بن أبي طالب مرفوعا .
قلت : و هذا إسناد موضوع ، آفته إما جابر - و هو ابن يزيد الجعفي - و هو ضعيف
متهم . و إما أبو داود المكفوف - و هو أبو داود الأعمى : نفيع بن الحارث - و هو
به ألصق ، فإنه متروك ، كذبه ابن معين .
و حفص بن عمر الفراء ; لم أعرفه .

(5/77)


2079 - " يا مسلم ! اضمن لي ثلاثا أضمن لك الجنة : إن أنت عملت بما افترض الله عليك ;
فأنت أعبد الناس ، و إن قنعت بما رزقك ; فأنت أغنى الناس ، و إن أنت اجتنبت ما
حرم الله عليك ; فأنت أورع الناس " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/97 ) :

موضوع
رواه الدولابي في " الذرية الطاهرة " ( 24/1 - 2 ) من طريق سعد الإسكاف عن
الأصبغ بن نباتة عن الحسن بن علي مرفوعا .
قلت : و هذا موضوع ، آفته سعد الإسكاف ، و هو ابن طريف الحنظلي ; قال الحافظ :
" متروك ، و رماه ابن حبان بالوضع ، و كان رافضيا " .
و الأصبغ ; متروك أيضا .

(5/78)


2080 - " أحسن علاقة سوطك ، فإن الله جميل يجب الجمال " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/97 ) :

ضعيف
أخرجه الطبراني في " المعجم الكبير " ( 18/366/936 ) ، و في " الصحابة " من
طريق ابن جريج عن أبيه عن عثمان بن محمد بن قيس قال :
" رأى أبي في يدي سوطا لا علاقة له ، فقال : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال لرجل : ... " فذكره .
قال الحافظ في ترجمة قيس هذا من " الإصابة " :
" كذا أورده أبو نعيم عن الطبراني ، و تبعه أبو موسى ، و ظاهره أن الحديث من
رواية محمد بن قيس ، إلا إن كان أطلق على الجد أبا ، فيكون الحديث من رواية
عثمان عن قيس ، و رأيت في نسخة قديمة بين عثمان و محمد ضبة ، فكأنه كان عن
عثمان عن محمد بن قيس عن أبيه " .
قلت : و سواء كان هذا أو ذاك ، فالإسناد ضعيف ، عثمان هذا و أبوه لم أجد من
ترجمهما . و والد ابن جريج مجهول ، و قال الحافظ :
" لين " .
و قال الهيثمي في " مجمع الزوائد " ( 5/134 ) :
" رواه الطبراني ، و فيه من لم أعرفهم " .

(5/79)


2081 - " أحسنوا ، فإن غلبتم فكتاب الله و قدره ، لا تدخلوا ( اللو ) ; فإن من أدخل (
اللو ) عليه ، دخل عليه عمل الشيطان " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/98 ) :

ضعيف جدا
أخرجه الخطيب في " تاريخ بغداد " ( 12/255 ) عن عمار بن نصر : حدثنا محمد بن
شعيب بن شابور قال : حدثنا إسحاق بن عبد الله أن ( الأصل : ابن ) صفوان بن سليم
أخبره ، أن عطاء بن يسار أخبره عن أبي هريرة عن عمر بن الخطاب مرفوعا .
قلت : هذا إسناد ضعيف جدا ، إسحاق بن عبد الله ; الظاهر أنه ابن أبي فروة
المدني ، و هو متروك كما قال الحافظ .

(5/80)


2082 - " إنكم قادمون على إخوانكم ، فأحسنوا لباسكم ، و أصلحوا رحالكم ، حتى تكونوا
كأنكم شامة في الناس ، إن الله لا يحب الفحش و التفحش " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/99 ) :

ضعيف
أخرجه أبو داود ( 2/379 - 380 - طبع الحلبي ) ، و الحاكم ( 4/183 ) ، و أحمد (
4/180 ) ، و كذا ابن المبارك في " الزهد " ( رقم 853 ) ، و ابن أبي شيبة (
5/345 ) ، و الطبراني في " الكبير " ( 6/94/ رقم 5616 ) ، و ابن عساكر في "
التاريخ " ( 3/249 ) من طريق هشام بن سعد عن قيس بن بشر التغلبي قال :
" كان أبي جليسا لأبي الدرداء رضي الله عنه بدمشق ، و بها رجل من أصحاب
رسول الله صلى الله عليه وسلم من الأنصار يقال له ابن الحنظلية ، و كان
متوحدا ، قلما يجالس الناس ، إنما هو في صلاة ، فإذا انصرف ، فإنما هو تكبير
و تسبيح و تهليل ، حتى يأتي أهله ، فمر بنا يوما و نحن عند أبي الدرداء ، فسلم
، فقال أبو الدرداء : كلمة تنفعنا و لا تضرك ! فقال : قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم : ... " فذكره . و السياق للحاكم ، و قال :
" صحيح الإسناد " . و وافقه الذهبي ، و هذا من عجائبه ، فقد قال في ترجمة قيس
ابن بشر :
" عن أبيه ، لا يعرفان " !
و انظر تعليقي على " رياض الصالحين " ( ص 331 - 332/ الطبعة الأولى الشرعية ) .
( تنبيه ) : أورد السيوطي الحديث في " الجامع " دون طرفيه ، و عزاه للحاكم وحده
، و لم أره عنده بغير اللفظ المذكور أعلاه . و هو من الأحاديث التي حذفها (
حسان ) من طبعته لـ " الرياض " دون أن ينبه على ذلك ، و له من مثله كثير ! !

(5/81)


2083 - " احضروا موتاكم ، و لقنوهم لا إله إلا الله ، و بشروهم بالجنة ، فإن الحليم من
الرجال و النساء يتحيرون عند ذلك المصرع ، و إن الشيطان لأقرب ما يكون من ابن
آدم عند ذلك المصرع ، والذي نفسي بيده ; لمعاينة ملك الموت أشد من ألف ضربة
بالسيف ، والذي نفسي بيده ; لا تخرج نفس عبد من الدنيا حتى يألم كل عرق منه على
حياله " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/100 ) :

ضعيف
أخرجه أبو نعيم في " الحلية " ( 5/186 ) عن أحمد بن أبي الطيب أبي سليمان :
حدثنا إسماعيل بن عياش عن أبي معاذ عتبة بن حميد عن مكحول عن واثلة بن الأسقع
قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره ، و قال :
" لم نكتبه إلا من حديث إسماعيل " .
قلت : و هو ضعيف في روايته عن غير الشاميين ، و هذه منها ، فإن أبا معاذ هذا
بصري ، و هو صدوق له أوهام .
و أحمد بن أبي الطيب ، قال الحافظ :
" صدوق حافظ ، له أغلاط ضعفه بسببها أبو حاتم ، و ما له في البخاري سوى حديث
واحد متابعة " .

(5/82)


2084 - " أبو بكر صاحبي و مؤنسي في الغار ، سدوا كل خوخة في المسجد إلا خوخة أبي بكر "
.

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/100 ) :

موضوع بلفظ ( مؤنسي )
أخرجه أبو نعيم في " الحلية " ( 4/303 و 5/25 - 26 ) ، و الديلمي في " مسنده "
( 1/1/77 - 78 - مختصره ) ، و ابن عساكر في " التاريخ " ( 9/327 ) عن محمد بن
يونس بن موسى عن إسماعيل بن سنان أبي عبيدة العصفري قال : حدثنا مالك عن طلحة
ابن مصرف عن سعيد بن جبير عن ابن عباس مرفوعا ، و قال أبو نعيم :
" غريب من حديث سعيد و طلحة و مالك ، لم نكتبه إلا من حديث أبي عبيدة " .
قلت : قال ابن أبي حاتم ( 1/1/176 ) عن أبيه :
" ما بحديثه بأس " .
لكن الراوي عنه محمد بن يونس - و هو الكديمي - متهم بالوضع ، فالحديث واه بمرة
، لكن يبدو أن الكديمي لم يتفرد به ، فقد قال الهيثمي في " المجمع " ( 9/42 )
و قد ساق الحديث :
" رواه عبد الله ، و رجاله ثقات " .
قلت : و لا يعقل أن يكون عند عبد الله - يعني ابن الإمام أحمد - من طريق
الكديمي ، ثم يخفى حاله على الهيثمي !
ثم إن الحديث لم أره في " المسند " ، و لا هو في ترجمة ( طلحة بن مصرف .. ) من
" جامع السنن و المسانيد " لابن كثير ( 30/272 - 275 ) ، و إنما رواه عبد الله
في زوائد " فضائل أبيه " ( 1/396/603 ) ، و من طريق الكديمي أيضا . والله أعلم
.
و اعلم أنني إنما أوردت الحديث هنا لقوله : " مؤنسي " ، و إلا فسائره صحيح
مشهور :
أما الصحبة ; فبنص القرآن الكريم .
و أما جملة الخوخة ; ففي حديث ابن عباس قال :
خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في مرضه الذي مات فيه .. الحديث ثم قال :
" إنه ليس من الناس أحد أمن علي في نفسه و ماله من أبي بكر بن أبي قحافة ، و لو
كنت متخذا خليلا لاتخذت أبا بكر خليلا ، و لكن خلة الإسلام أفضل ، سدوا كل خوخة
في هذا المسجد غير خوخة أبي بكر " .
أخرجه البخاري ( 467 ) ، و النسائي في " الكبرى " ( 5/35/8102 ) ، و ابن حبان (
6821 ) ، و غيرهم ممن ذكروا في " الصحيحة " ( 2214 ) ، و عزاه المعلق على "
فضائل الصحابة للإمام أحمد " ( 1/71 ) للترمذي ، و ما أراه إلا وهما ، و إنما
عنده حديث أبي سعيد الذي أذكره قريبا .
و أما أحاديث الصحبة ; فكثيرة ، من أصحها حديث أبي سعيد الخدري مرفوعا بلفظ :
" إن من أمن الناس علي في صحبته و ماله أبو بكر ، و لو كنت متخذا خليلا .. "
الحديث نحو الذي قبله .
أخرجه الشيخان ، و الترمذي ( 3661 ) ; و صححه ، و النسائي ( 8103 ) ، و ابن
حبان ( 6822 ) ، و ابن سعد ( 2/227 ) ، و ابن أبي شيبة ( 12/6/11975 ) ، و أحمد
( 3/18 ) .

(5/83)


2085 - " إني عند الله ( و في رواية : عبد الله ) في أم الكتاب لخاتم النبيين ، و إن
آدم لمنجدل في طينته ، و سأنبئكم بتأويل ذلك ، دعوة أبي إبراهيم ، و بشارة عيسى
قومه ، و رؤيا أمي التي رأت أنه خرج منها نور أضاءت له قصور الشام ، و كذلك ترى
أمهات النبيين صلوات الله عليهم " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/103 ) :

ضعيف
أخرجه أحمد ( 4/128 ) ، و البزار ( كشف - 2365 ) ، و الطبري في " تفسيره " (
رقم 2071 - 2073 ) ، و أبو نعيم في " الحلية " ( 6/89 - 90 ) ، و الحاكم (
2/600 ) ، و ابن عساكر ( 1/157 ) من طريق أبي بكر بن أبي مريم عن سعيد بن سويد
عن العرباض بن سارية مرفوعا . و قال الحاكم :
" صحيح الإسناد " .
و رده الذهبي بقوله :
" قلت : أبو بكر ضعيف " .
قلت : و قد خولف في إسناده كما يأتي .
و سعيد بن سويد ، قال ابن أبي حاتم عن أبيه ( 2/1/240 ) :
" صدوق ، و كان يدلس ، يكثر ذاك . يعني التدليس " .
قلت : و قد عنعنه .
و تابعه معاوية بن صالح ، لكنه خالفه في إسناده ، فقال : عن سعيد بن سويد
الكلبي عن عبد الأعلى ( و قال بعضهم : عبد الله ) بن هلال السلمي عن عرباض بن
سارية به .
أخرجه ابن حبان ( 2093 - الموارد ) ، و أحمد ( 4/127 ) ، و ابن سعد في "
الطبقات " ( 1/149 ) ، و الطبري ، و ابن عساكر .
قلت : و عبد الأعلى هذا أورده ابن أبي حاتم ( 3/25 ) من رواية ابن سويد هذا فقط
عنه ، و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا ، فالإسناد ضعيف . و ذكره ابن حبان في "
الثقات " ( 5/128 ) .
و قد أخرج الحاكم من طريق ابن إسحاق قال : حدثني ثور بن يزيد عن خالد بن معدان
عن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أنهم قالوا : يا رسول الله ! أخبرنا عن
نفسك ، فقال : " دعوة أبي إبراهيم ... " الحديث نحوه ; دون قوله :
" و كذلك ... " . و هي رواية عبد الأعلى المتقدمة . و قال الحاكم :
" صحيح الإسناد " . و وافقه الذهبي ، و إنما هو حسن فقط للخلاف المعروف في ابن
إسحاق .
نعم ; الحديث صحيح بدون الزيادة الأخيرة :
" و كذلك ترى ... " ، فانظر حديث :
" أنا دعوة إبراهيم ... " ( 1546 و 1925 ) من " الصحيحة " .

(5/84)


2086 - " أنا رسول من أدركت حيا ، و من يولد بعدي " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/104 ) :

ضعيف
رواه ابن سعد ( 1/191 ) عن الحسن قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
قلت : و سنده صحيح ، و لكنه مرسل ، و الحسن هو البصري ، و هو سيىء الإرسال .

(5/85)


2087 - " إن الله بعثني لتمام مكارم الأخلاق و تمام محاسن الأفعال " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/104 ) :

ضعيف
رواه البغوي في " شرح السنة " ( 3622 و 3623 ) عن يوسف بن محمد بن المنكدر عن
أبيه عن جابر رفعه .
قلت : و هذا إسناد ضعيف ، من أجل يوسف هذا . قال الحافظ في " التقريب " :
" ضعيف " .
و أورده الذهبي في " الضعفاء " ، و قال :
" قال النسائي : متروك الحديث . و قال أبو زرعة : صالح الحديث " .
و يغني عنه حديث أبي هريرة :
" إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق " . و هو مخرج في " الصحيحة " ( رقم 45 ) .

(5/86)


2088 - " اتقوا صاحب هذا الوجع : الجذام ، كما يتقى السبع ; إذا هبط واديا فاهبوا غيره
" .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/105 ) :

ضعيف
أخرجه ابن سعد ( 4/117 ) ، و ابن عبد البر في " التمهيد " ( 1/52 - 53 ) من
طريقين عن محمد بن إسحاق قال : حدثني عاصم بن عمر بن قتادة عن محمود بن لبيد
قال :
" أمرني يحيى بن الحكم على ( جرش ) ، فقدمتها ، فحدثوني أن عبد الله بن جعفر
حدثهم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لصاحب هذا الوجع الجذام : " اتقوه
كما ... " ، فقلت لهم : والله لئن كان ابن جعفر حدثكم هذا ما كذبكم ، فلما
عزلني عن ( جرش ) ، قدمت المدينة ، فلقيت عبد الله بن جعفر ، فقلت : يا أبا
جعفر ، ما حديث حدثني به عنك أهل ( جرش ) [ ثم حدثته الحديث ] ؟ قال : فقال :
كذبوا والله ، ما حدثتهم هذا ، و لقد رأيت عمر بن الخطاب يؤتى بالإناء فيه
الماء ، فيعطيه معيقيبا ، و كان رجلا قد أسرع فيه ذلك الوجع ، فيشرب منه ، ثم
يتناوله عمر من يده ، فيضع فمه موضع فمه ، حتى يشرب منه ، فعرفت [ أنه ] إنما
يصنع عمر ذلك فرارا من أن يدخله شيء من العدوى " .
قلت : و هذا إسناد رجاله ثقات ، فهو إسناد جيد ، قد صرح فيه ابن إسحاق بالتحديث
، لولا جهالة الذين حدثوا محمودا بالحديث عن عبد الله بن جعفر ، و تكذيب هذا
إياهم ، و مع كونه ليس صريحا بأنهم كلهم تلقوه عنهم مباشرة ، و لم يأخذه بعضهم
عن بعض .
أقول هذا ، لأنهم لو أخذوه عنه مباشرة ; لم تضرهم الجهالة ، لكونهم جماعة ،
و من التابعين ، و لم يضرهم أيضا التكذيب المذكور ، لأنه يحتمل أن عبد الله بن
جعفر بعد أن حدث بالحديث نسيه ، و حفظه أولئك عنه ، و له أمثلة قد ذكرت بعضها
في كتب المصطلح ، و ألف في ذلك الخطيب البغدادي كتابا خاصا ، لا سيما
و عبد الله بن جعفر رضي الله عنه استند في التكذيب على صنيع عمر ، و ليس فيه ما
يوجب تكذيب الحديث - لو ثبت - لأمرين اثنين :
الأول : أنه موقوف ، و الحديث مرفوع ، و الترجيح في هذه الحالة للمرفوع ، و لا
عكس .
و الآخر : أن الموقوف يحمل على قوة التوكل و الاعتماد على الله كما في حديث "
كل ثقة بالله و توكلا على الله " ، قاله للمجذوم ، و أكل معه في قصعة واحدة ،
و إن كان إسناده ضعيفا كما بينته فيما تقدم ( 1144 ) .
و يؤيد ما ذكرنا أنه قد صح قوله صلى الله عليه وسلم : " فر من المجذوم فرارك من
الأسد " كما بينته في " الصحيحة " ( 783 ) ، فإن لم يحمل فعل عمر على ما ذكرنا
; تضارب مع هذا الحديث الصحيح ، فإن لم يوفق بينهما بنحو ما ذكرنا ، فالحجة مع
الحديث كما لا يخفى ، و هو شاهد قوي في المعنى لحديث الترجمة ، لولا أن فيه
زيادة في اللفظ ، ألا و هو قوله :
" إذا هبط واديا ، فاهبطوا غيره " .
فهذا مع ما سبق بيانه من الجهالة و غيره ، هو الذي دعاني إلى إيراد الحديث في
هذا الكتاب ، دون الكتاب الآخر . والله أعلم .

(5/87)


2089 - " احفظ ود أبيك ، لا تقطعه ، فيطفىء الله نورك " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/107 ) :

ضعيف
أخرجه البخاري في " الأدب المفرد " ( 40 ) : حدثنا عبد الله بن صالح قال :
حدثني الليث عن خالد بن يزيد عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر :
" مر أعرابي في سفر ، فكان أبو الأعرابي صديقا لعمر رضي الله عنه ، فقال
للأعرابي <1> : ألست ابن فلان ؟ قال : بلى ، فأمر له ابن عمر بحمار كان يستعقب
، و نزع عمامته عن رأسه ، فأعطاه ، فقال بعض من معه : أما يكفيه درهمان ؟ فقال
: قال النبي صلى الله عليه وسلم : ... " فذكره .
قلت : و هذا إسناد ضعيف ، رجاله ثقات رجال الشيخين ; غير عبد الله بن صالح ،
فهو من رجال البخاري وحده ، و فيه ضعف معروف من قبل حفظه .
و مما يدلك على ذلك ; أنه قد خالفه في إسناده و متنه يعقوب بن إبراهيم بن سعد ،
فقال : حدثنا أبي و الليث بن سعد جميعا عن يزيد بن عبد الله بن أسامة بن الهاد
عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر :
أنه كان إذا خرج إلى مكة كان له حمار يتروح عليه إذا مل ركوب الراحلة ، و عمامة
يشد بها رأسه ، فبينما هو يوما على ذلك الحمار ، إذ مر به أعرابي ، فقال : [ له
ابن عمر ] : ألست ابن فلان بن فلان ؟ قال : بلى ، فأعطاه الحمار ، و قال : اركب
هذا ، و العمامة ; قال : اشدد بها رأسك . فقال له بعض أصحابه : غفر الله لك :
أعطيت هذا الأعرابي حمارا كنت تروح عليه ، و عمامة كنت تشد بها رأسك ، فقال :
إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :
" إن من البر صلة الرجل أهل ود أبيه بعد أن يولي " . و إن أباه كان صديقا لعمر
.
أخرجه مسلم ( 8/6 ) ، و أحمد ( 2/88 و 91 ) ، و البخاري في " الأدب المفرد "
عقب حديث الترجمة .
فهذا هو المحفوظ من لفظ الحديث ، أخطأ فيه عبد الله بن صالح ، فرواه باللفظ
الأول ، و لعله اشتبه عليه بما حدث به سعد بن عبادة الزرقي أن أباه قال :
" كنت جالسا في مسجد المدينة مع عمرو بن عثمان ، فمر بنا عبد الله بن سلام
متكئا على ابن أخيه ، فنفذ عن المجلس ، ثم عطف عليه ، فرجع عليهم ، فقال : ما
شئت عمرو بن عثمان ! مرتين أو ثلاثا ، فوالذي بعث محمدا صلى الله عليه وسلم
بالحق إنه لفي كتاب الله عز وجل ، مرتين - : لا تقطع من كان يصل أباك ، فيطفأ
بذلك نورك " .
أخرجه البخاري في " الأدب " أيضا ( 42 ) ; و رجاله ثقات ، إلا أن ابن عبادة هذا
لم يوثقه غير ابن حبان ، فهذا أصل الحديث ، أي أنه من الإسرائيليات . والله
سبحانه و تعالى أعلم .
و حديث الترجمة رواه الطبراني في " المعجم الأوسط " ( 2/246/2/8797 - بترقيمي )
من الوجه المذكور ، و علقه البيهقي في " الآداب " ( ص 31 - 32 ) ، و عزاه الأخ
المعلق عليه لـ " البيهقي في ( السنن ) " ، و لم أره فيه ، فلعله خطأ مطبعي ،
فإنه وصله في " الشعب " ( 6/200/7898 ) بتمامه . و قال الهيثمي ( 8/147 ) :
" رواه الطبراني في " الأوسط " ، و إسناده حسن " !
*--------------------------------------------------------------------------*
[1] الأصل ( الأعرابي ) ، و التصحيح من الزيادة الآتية في حديث مسلم ، و هي
لأحمد ، و من رواية " الشعب " للبيهقي . اهـ .
1

(5/88)


2090 - " أبو بكر مني ، و أنا منه ، [ و أبو بكر ] أخي في الدنيا و الآخرة " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/109 ) :

موضوع
رواه الديلمي ( 1/1/78 ) عن عبد الرحمن بن عمرو بن جبلة : حدثتنا عباسة
المجاشعية : سمعت أم حبيبة الرقاشية تحدث عن عائشة مرفوعا .
و قال الحافظ في " مختصره " :
" قلت : عبد الرحمن كذبوه " .
قلت : و قال الدارقطني :
" متروك يضع الحديث " .

(5/89)


2091 - " أبعد الناس من الله يوم القيامة القاضي الذي يخالف إلى غير ما يأمر به ... "
الحديث بطوله .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/109 ) :

ضعيف جدا
رواه الديلمي ( 1/1/81 ) عن محمد بن الحسين العسقلاني عن محمد بن أحمد المقرئ
عن عبد الله بن أبان بن شداد عن أبي الدرداء هاشم بن محمد عن عمرو بن بكر عن
ثور عن مكحول عن أبي هريرة مرفوعا .
قلت : و هذا إسناد ضعيف جدا ، آفته عمرو بن بكر ، و هو السكسكي الشامي ، اتفقوا
على تضعيفه ، و قال ابن حبان :
" روى الأوابد و الطامات التي لا يشك من هذا الشأن صناعته أنها معمولة " .
و قال الذهبي في " الميزان " :
" واه " .
ثم ساق له أحاديث مما أنكر عليه ، ثم قال :
" قلت : أحاديثه شبه موضوعة " .
و قال الحافظ في " التقريب " :
" متروك " .
و أبو الدرداء هاشم بن محمد لم أجد له ترجمة كما كنت ذكرت تحت الحديث المتقدم (
197 ) ، و هو رواية السكسكي هذا كما في " التهذيب " ، فالظاهر أنه معروف ،
فينبغي أن تكون له ترجمة في " تاريخ ابن عساكر " ، و لكن النسخة التي في "
الظاهرية " منه فيها خرم ، فإن المجلد السابع عشر ينتهي بترجمة " هارون ابن عمر
... " ، و المجلد الثامن عشر يبتدىء بترجمة " لاحق بن الحسين " !
و من دونه لم أعرفهم .
و الحديث أعله المناوي بالسكسكي هذا ، فقال :
" أورده الذهبي في " الضعفاء " ، و قال ابن عدي : له مناكير ، و اتهمه ابن حبان
بالوضع " .
ثم وجدت ترجمة هاشم بن محمد هذا في " ثقات ابن حبان " ( 9/244 ) برواية اثنين
آخرين عنه ; فإن الفضل هذا متهم بالكذب .

(5/90)


2092 - " [ يا ] أيها الناس ! مروا بالمعروف ، و انهوا عن المنكر قبل أن تدعوا الله ;
فلا يستجيب لكم ، و قبل أن تستغفروه ; فلا يغفر لكم ، إن الأمر بالمعروف
و النهي عن المنكر لا يدفع رزقا ، و لا يقرب أجلا ، و إن الأحبار من اليهود
و الرهبان من النصارى لما تركوا الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر ; لعنهم الله
على لسان أنبيائهم ثم عموا بالبلاء " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/111 ) :

ضعيف
أخرجه الطبراني في " المعجم الأوسط " ( 2/217/1389 ) ، و من طريقه أبو نعيم في
" الحلية " ( 8/287 ) ، و الأصبهاني في " الترغيب " ( 1/157/299 ) من طريق
إبراهيم بن إبراهيم بن دنوقا : حدثنا إسحاق بن إبراهيم الرازي : حدثنا عبد الله
ابن عبد العزيز بن عبد الله بن عمر بن الخطاب عن أبيه عن سالم بن عبد الله بن
عمر عن أبيه مرفوعا . و السياق للأصبهاني ، و الزيادة للطبراني ، و قال :
" تفرد به ابن دنوقا " .
قلت : و هو ثقة . كما قال الدارقطني و ابن حبان ، و من فوقه ثقات ; غير (
الرازي ) هذا ، فلم أجد له ترجمة ، و قد ذكره المزي في الرواة عن ( عبد الله بن
عبد العزيز العمري ) .
و قال المنذري ( 3/171 ) :
" رواه الأصبهاني عن ابن عمر مرفوعا " .
و أشار إلى ضعفه . و قال الهيثمي ( 7/266 ) :
" رواه الطبراني في " الأوسط " ، و فيه من لم أعرفهم " .
قلت : كلهم ثقات غير ( الرازي ) ، فتنبه . و قد جاء مفرقا في أحاديث ، فانظر :
" ألا لا يمنعن أحدكم ... " ، و هو صحيح مخرج في " الصحيحة " ( 168 ) . و " كان
من كان قبلكم من بني إسرائيل ... " ، و مضى تخريجه برقم ( 1105 ) .

(5/91)


2093 - " خير الناس أتقاهم للرب ، و أوصلهم للرحم ، و آمرهم بالمعروف ، و أنهاهم عن
المنكر " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/112 ) :

ضعيف
رواه أحمد ( 6/431 - 432 ) ، و ابن أبي الدنيا في " الأمر بالمعروف و النهي عن
المنكر " ( 54/2 ) ، و البيهقي في " الزهد " ( 107/1 ) عن شريك عن سماك عن
عبد الله بن عميرة عن زوج درة بنت أبي لهب عن درة بنت أبي لهب ، قالت : قلت
: يا رسول الله ! من أخير الناس ؟ قال : أتقاهم للرب ... ، الحديث .
قلت : و هذا إسناد ضعيف ، و فيه ثلاث علل :
الأولى : زوج درة لم أعرفه .
الثانية : عبد الله بن عميرة ، و هو الكوفي مجهول .
الثالثة : شريك ، و هو ابن عبد الله القاضي ، و هو ضعيف لسوء حفظه .
( تنبيه ) : زاد أحمد في أوله : " أقرؤهم " .

(5/92)


2094 - " رحم الله أبا بكر ; زوجني ابنته ، و حملني إلى دار الهجرة ، و أعتق بلالا من
ماله . رحم الله عمر ; يقول الحق و إن كان مرا ، تركه الحق و ماله صديق . رحم
الله عثمان ; تستحييه الملائكة ، رحم الله عليا ، اللهم أدر الحق معه حيث دار "
.

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/112 ) :

ضعيف جدا
رواه الترمذي ( 2/298 ) ، و العقيلي في " الضعفاء " ( ص 420 ) ، و ابن أبي عاصم
في " السنة " ( 1232 و 1246 و 1286 ) مفرقا ، و كذا الحاكم ( 3/72 و 124 و 125
) ، و أبو نعيم في " المعرفة " ( 1/23/2 ) ، و ابن عبد البر في " التمهيد " (
3/37/1 ) ، و القاضي أبو يعلى الفراء في " الخامس من الأمالي " ( 29 - 30 ) ،
و ابن عساكر ( 12/179/1 و 13/16/1 ) عن المختار بن نافع عن أبي حيان التيمي عن
أبيه عن علي بن أبي طالب مرفوعا .
و من هذا الوجه رواه أبو منصور بن عساكر في " الأربعين في مناقب أمهات المؤمنين
" ( 38/ الحديث 24 ) ، و قال :
" هذا حديث حسن صحيح ( كذا الأصل ) " .
كذا قال ، و المختار بن نافع ; قال النسائي و غيره :
" ليس بثقة " .
و قال البخاري :
" منكر الحديث " .
و قال ابن حبان :
" منكر الحديث جدا " .
ثم ساق له هذا الحديث . و قال العقيلي :
" لا يعرف إلا به " .
و لذلك ضعفه الترمذي بقوله :
" حديث غريب ، لا نعرفه إلا من هذا الوجه ، و المختار بن نافع شيخ بصري كثير
الغرائب ، و أبو حيان التيمي : اسمه يحيى بن سعيد بن حيان التيمي ، كوفي ثقة "
.
و أما الحاكم فقال :
" صحيح على شرط مسلم " .
فتعقبه الذهبي في الموضع الآخر ، فقال :
" كذا قال ، و مختار ساقط . قال النسائي و غيره : ليس بثقة " .
و رواه ابن عساكر ( 11/91/1 ) من طريق الحاكم بإسناد آخر له عن علي بن عاصم :
نا أبو حيان التيمي عن حبة بن جون العرني قال : قال علي بن أبي طالب مرفوعا
بتمامه .
و الحديث عزاه السيوطي في " الجامع " للترمذي بزيادة : " و جهز جيش العسرة ،
و زاد في مسجدنا حتى وسعنا " بعد قوله : " الملائكة " ، و ليست هذه الزيادة عند
الترمذي ، و لا عند غيرنا ممن ذكرنا ، و قد عزاه في " الجامع الكبير " لأبي
نعيم أيضا في " معرفة الصحابة " ، و إنما هي عند ابن عساكر من الطريق الأخرى ،
التي فيها ( علي بن عاصم ) ، و هو الواسطي . قال الحافظ :
" صدوق يخطىء و يصر " .

(5/93)


2095 - " ولدت في زمن الملك العادل . يعني أنوشروان " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/114 ) :

باطل لا أصل له
قال البيهقي في " شعب الإيمان " ( 2/97/1 ) :
" يرويه بعض الجهال عن نبينا صلى الله عليه وسلم ، و تكلم في بطلانه الحليمي
رحمه الله . و كان شيخنا أبو عبد الله الحافظ ( صاحب المستدرك ) قد تكلم أيضا
في بطلان هذا الحديث ، ثم رأى بعض الصالحين رسول الله صلى الله عليه وسلم في
المنام ، فحكى له ما قال أبو عبد الله ، فصدقه في تكذيب هذا الحديث و إبطاله ،
و قال : ما قلته قط " .

(5/94)


2096 - " لا تجعلوا آخر طعامكم ماء " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/115 ) :

لا أعرف له أصلا
و إن اشتهر في العصر الحاضر على الألسنة ، و كثر السؤال عنه ، و يخالفه حديث
أبي هريرة قال :
خرجت يوما من بيتي إلى المسجد ، لم يخرجني إلا الجوع ، فوجدت نفرا من أصحاب
رسول الله صلى الله عليه وسلم : فقالوا : يا أبا هريرة ، ما أخرجك هذه الساعة ؟
فقلت : ما أخرجني إلا الجوع ، فقالوا : نحن والله ما أخرجنا إلا الجوع ، فقمنا
; فدخلنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : ما جاء بكم هذه الساعة ؟
فقلنا : يا رسول الله ، جاء بنا الجوع ، قال : فدعا رسول الله صلى الله عليه
وسلم بطبق فيه تمر ، فأعطى كل رجل منا تمرتين ، فقال :
" كلوا هاتين التمرتين ، و اشربوا عليهما من الماء ، فإنهما ستجزيانكم يومكم
هذا " .
قال أبو هريرة : فأكلت تمرة ، و جعلت تمرة في حجرتي <1> فقال رسول الله
صلى الله عليه وسلم : يا أبا هريرة ، لم رفعت هذه التمرة ؟ فقلت : رفعتها لأمي
، فقال : " كلها ، فإنا سنعطيك لها تمرتين " ، فأكلتها فأعطاني لها تمرتين .
أخرجه ابن سعد ( 4/328 - 329 ) عن محمد بن هلال عن أبيه عن أبي هريرة .
قلت : و رجاله ثقات ; غير هلال والد محمد ، و هو ابن أبي هلال المدني ; قال
الذهبي :
" لا يعرف " .
*--------------------------------------------------------------------------*
[1] كذا الأصل بالراء ، و الظاهر الذي يقتضيه السياق أنه بالزاي ، و هي الإزار
من الوسط ، و موضع التكة من السراويل . اهـ .
1

(5/95)


2097 - " من أمر بمعروف ، فليكن أمره بمعروف " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/116 ) :

ضعيف جدا
أخرجه البيهقي في " شعب الإيمان " ( 6/99/7603 ) من طريق أبي العباس بسنده عن
سلم بن ميمون الخواص عن زافر : حدثني المثنى بن الصباح عن عمرو بن شعيب عن
أبيه عن جده قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره .
قلت : و هذا إسناد ضعيف جدا مسلسل بالضعفاء :
الأول : المثنى بن الصباح ; قال الحافظ :
" ضعيف ، اختلط بأخرة ، و كان عابدا " .
الثاني : زافر ، و هو ابن سليمان الإيادي ; قال الحافظ :
" صدوق كثير الأوهام " .
الثالث : سلم هذا ، شديد الضعف . قال ابن عدي :
" ينفرد بمتون بأسانيد مقلوبة ، و هو من كبار الصوفية . قال : و لعله كان يقصد
أن يصيب فيخطئ في الإسناد و المتن ، فإن الحديث لم يكن من عمله " .
و قال أبو حاتم :
" لا يكتب حديثه " .
و الحديث عزاه العراقي في " تخريج الإحياء " ( 2/292 ) للبيهقي في " الشعب " من
رواية عمرو بن شعيب ... و سكت عمن دونه من الضعفاء ، فما أصاب .
و عزاه السيوطي في " الجامع الكبير " ( 2/228/1 ) للديلمي فقط عن ابن عمرو !
و في " الصغير " لـ " الشعب " .
و قد سبق تخريجه من رواية أبي العباس الأصم برقم ( 590 ) ، و هو شيخ شيوخ
البيهقي فيه ، و قد قدر لي إعادة تخريجه هنا سهوا ; لأضم إليه طريقا أخرى عثرت
عليها في كتاب ابن وضاح القرطبي " البدع و النهي عنها " ( ص 92 ) لأتكلم عليها
.
أخرجه من طريق بقية قال : أنا إسحاق بن مالك الحضرمي قال : حدثني أبو نزار
القرشي قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره .
و هذا إسناد مظلم .
أبو نزار لم أعرفه .
و الحضرمي ، قال في " الميزان " :
" هو من شيوخ بقية ، قال الأزدي : ضعيف " .

(5/96)


2098 - " إن الله يحب ابن عشرين إذا كان شبيه ابن الثمانين ، و يبغض ابن الستين إذا
كان شبه عشرين " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/117 ) :

ضعيف
رواه الديلمي ( 1/2/248 ) عن داهر بن نوح عن درست بن زياد عن علي بن الجهم عن
شداد بن أوس البصري عن عمر بن عثمان بن عفان عن أبيه مرفوعا .
قلت : و هذا إسناد واه ، داهر بن نوح و درست بن زياد ضعيفان .
و علي نب الجهم و شداد بن أوس البصري - و هو غير الصحابي - لم أجد من ترجمهما .
و عمر بن عثمان ، الصواب : عمرو بن عثمان ، و هو ثقة .

(5/97)


2099 - " إذا أراد الله بقوم خيرا مد لهم في العمر ، و ألهمهم الشكر " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/118 ) :

ضعيف جدا
رواه الديلمي ( 1/1/96 ) عن عنبسة بن سعيد عن أشعث الحداني عن أبي يزيد عن
أبي هريرة مرفوعا .
قلت : و هذا إسناد ضعيف جدا ، عنبسة هذا و هو القطان الواسطي أو البصري ; قال
الذهبي في " الضعفاء " :
" قال الفلاس : متروك . و قال الدارقطني : ضعيف " .

(5/98)


2100 - " ثلاث فيهن البركة : البيع إلى أجل ، و المقارضة ، و أخلاط الشعير بالبر للبيت
; لا للبيع " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/118 ) :

منكر
رواه ابن ماجه ( 2289 ) ، و العقيلي في " الضعفاء " ( 258 و 276 ) ، و ابن
عساكر في " التاريخ " ( 7/166/2 ) عن نصر بن القاسم : حدثنا عبد الرحيم بن داود
عن صالح بن صهيب عن أبيه مرفوعا ، و قال العقيلي :
" عبد الرحيم بن داود : مجهول بالنقل ، حديثه غير محفوظ ، و لا يعرف إلا به " .
و قال في الموضع الآخر :
" إسناده مجهول فيه نظر " .
و قال الذهبي :
" لا يعرف ، و حديثه يستنكر ، تفرد عنه نصر بن قاسم " .
و قال في موطن آخر ( 2/251 ) :
" إسناد مظلم ، و المتن باطل " .
قلت : و نصر مجهول أيضا كما في " التقريب " .
و الحديث أورده ابن الجوزي في " الموضوعات " ( 2/248 - 249 ) من طريق العقيلي ،
و قال :
" موضوع " .
و تعقبه السيوطي في " اللآلي " ( 2/152 ) ، ثم ابن عراق في " تنزيه الشريعة " (
2/195 ) بإخراج ابن ماجه إياه ، و قول الذهبي : " إنه حديث واه " !
قلت : و هذا تعقب هزيل لا يساوي شيئا ، فابن ماجه لم يدع أن كتابه معصوم من
الموضوع ، و لو ادعى ; فالواقع يخالفه ، فإن فيه غير ما حديث موضوع ، و الذهبي
قد قال فيه أيضا : منكر . و قال : باطل . و لا منافاة بين أقواله الثلاثة ، كما
لا يخفى على أهل المعرفة ، فإنه يعني : ضعيف السند ، باطل المتن منكره .
و قد الحافظ ابن حجر في " بلوغ المرام " :
" رواه ابن ماجه بإسناد ضعيف " .

(5/99)


2101 - " اجتنبوا الكبر ، فإن العبد لا يزال يتكبر حتى يقول الله : اكتبوا عبدي هذا من
الجبارين " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/119 ) :

ضعيف جدا
رواه ابن عدي في " الكامل " ( 5/165 ) ، و الديلمي ( 1/1/40 ) عن عثمان بن أبي
العاتكة عن علي بن يزيد عن القاسم عن أبي أمامة .
قلت : و هذا إسناد ضعيف جدا ، علي بن يزيد ، و هو الألهاني ; أورده الذهبي في "
الضعفاء " ، و قال :
" قال النسائي و الدارقطني : متروك " .
و عثمان بن أبي عاتكة ; قال الذهبي :
" صويلح ، ضعفه النسائي و غيره " .
و ذكر في " الميزان " عن الإمام أحمد أنه قال :
" لا بأس به ، بليته من علي بن يزيد " .
و الحديث أخرجه أبو بكر بن لال في " مكارم الأخلاق " ، و عبد الغني بن سعيد في
" إيضاح الإشكال " ، و ابن عدي من هذا الوجه عن أبي أمامة ; كما في " فيض
القدير " .

(5/100)


2102 - " احفظ ما بين لحييك و بين رجليك " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/120 ) :

ضعيف بهذا اللفظ
أخرجه الضياء المقدسي في " المختارة " ( 51/4/1 ) من طريق أبي يعلى عن إبراهيم
ابن إسحاق : حدثنا عقال بن شبة : حدثني أبي عن جدي عن أبيه أن رسول الله
صلى الله عليه وسلم قال له : فذكره ، قال : فوليت و أنا أقول : حسبي .
قلت : و هذا إسناد ضعيف مظلم ، عقال بن شبة ذكره ابن حبان في " الثقات " (
8/526 - 527 ) بروايته عن أبيه ، و قال :
" روى عنه إبراهيم بن إسحاق بن رواحة المزني " .
قلت : و لم يترجم لإبراهيم هذا ! فهو مجهول عن مجهول .
أما أبو عقال ، فهو شبة بن عقال بن صعصعة بن ناجية المجاشعي . قال ابن أبي حاتم
( 2/1/385 ) :
" روى عن أبيه عن جده . روى عنه إبراهيم بن إسحاق المدني " .
كذا قال ، و إنما روى إبراهيم هذا عن عقال بن شبة ، و ليس عن شبة نفسه ; كما
تراه في هذا الإسناد . و عليه فقوله فيه : " عن جدي " ، يعني عقال بن صعصعة ،
و ذكره ابن حبان أيضا في " الثقات " ( 5/284 ) .
و أبوه ( صعصعة بن ناجية ) ذكروه في الصحابة ، و منهم ابن حبان ، و علق له هذا
الحديث ( 3/194 ) .
و الحديث عزاه السيوطي في " الجامع " لأبي يعلى و ابن قانع و ابن منده و الضياء
عن صعصعة المجاشعي ، و بيض لإسناده المناوي . و عزاه لأبي يعلى الحافظ أيضا في
" المطالب العالية " ( 3/191/3225 ) . و ذلك يعني أنه في " المسند الكبير "
لأبي يعلى ، و لهذا لم يقع في " المسند " المطبوع ، و لم يذكره الهيثمي في "
المقصد العلي " خلافا لعادته . والله أعلم .
و رواه ابن الأعرابي في " معجمه " من هذا الوجه كما في " الإصابة " بلفظ :
" من ضمن لي ما بين لحييه و رجليه أضمن له الجنة " .
و هو بهذا اللفظ صحيح ، له شاهد من حديث سهل بن سعد الساعدي مرفوعا به ، إلا
أنه قال : من يضمن ... " ، و الباقي مثله سواء " .
أخرجه البخاري ( 4/125 ) .

(5/101)


2103 - " احفظوني في أصحابي ، فمن حفظني فيهم ، كنت له يوم القيامة وليا و حافظا " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/121 ) :

ضعيف
أخرجه ابن عدي ( ق 58/1 و 2/158 - ط ) : حدثنا جعفر بن أحمد بن بيان : حدثنا
نعيم بن حماد : حدثنا أبو معاوية الضرير عن محمد بن خالد الضبي عن عطاء بن أبي
رباح عن ابن عباس مرفوعا . و قال :
" و هذا الحديث يرويه أبو معاوية مرسلا ، و لا يذكر في إسناده " عن ابن عباس "
، و غنما أوصله ( ! ) جعفر بن بيان هذا . ( قال : ) و عامة أحاديثه موضوعة " .
قلت : و نعيم بن حماد متهم أيضا ، و لكن جزم ابن عدي بوروده مرسلا ; منع من
الحكم عليه بالوضع ، لا سيما و قد رواه الشيرازي في " الألقاب " عن أبي سعيد
مرفوعا نحوه كما في " الجامع الكبير " ( 1/25/2 ) ، و زاد :
" و من لم يحفظني فيهم تخلى الله منه ، و من تخلى منه يوشك أن يأخذه " .
لكن قوله : " احفظوني في أصحابي " صحيح ، ثبت في حديث آخر من رواية عمر
رضي الله عنه ، و هو مخرج في " الصحيحة " ( 1116 ) .

(5/102)


2104 - " احفظوني في أصحابي و أصهاري ، فمن حفظني فيهم ; حفظه الله في الدنيا و الآخرة
، و من لم يحفظني فيهم ; تخلى الله عنه ، و من تخلى الله عنه ، أوشك أن يأخذه "
.

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/122 ) :

موضوع
رواه الديلمي ( 1/1/22 ) عن محمد بن القاسم عن أبي عبيدة الحداد عن عبد الله بن
عبد الرحمن عن عياض الأنصاري مرفوعا .
بيض له الحافظ في " مختصره " ، و قد ذكر في ترجمة محمد بن القاسم من " الإصابة
" أنه الأسدي أحد الضعفاء ، و أنه أخرجه من طريقه أيضا الطبراني و غيره . و قال
فيه في " التقريب " :
" كذبوه " .
و عبد الله بن عبد الرحمن هو الأنصاري المدني ، و هو مجهول ; و إن ذكره ابن
حبان في " الثقات " .
و الحديث في " المعجم الكبير " للطبراني ( 17/369/1012 ) من طريق الأسدي
المذكور بسند آخر له عن عياض الأنصاري ، و قال الهيثمي في " المجمع " ( 10/16 )
:
" رواه الطبراني ، و فيه ضعفاء جدا ، و قد وثقوا " !
و انظر الاستدراك الذي في آخر الذي قبله .

(5/103)


2105 - " أحق ما صليتم عليه أطفالكم " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/123 ) :

ضعيف
أخرجه الطحاوي في " شرح المعاني " ( 1/292 ) ، و البيهقي في " السنن " ( 4/9 )
عن عبد السلام بن حرب عن ليث عن عاصم عن البراء بن عازب ، قال : قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره .
قلت : و هذا إسناد ضعيف ، عاصم لم أعرفه .
و ليث - و هو ابن أبي سليم - ضعيف لاختلاطه .
و في " الفيض " :
" رمز المؤلف لصحته ، و هو زلل ، فقد تعقبه الذهبي في " المهذب " ، فقال : ليث
لين ، و عاصم لا يعرف . فالصحة من أين ؟ ! بل و الحسن من أين ؟ ! "
قلت : و قد أشار البيهقي نفسه إلى تضعيفه كما يأتي ، و لعل الصواب فيه الوقف ،
فقد أخرجه البيهقي بإسناد رجاله ثقات عن سعيد بن المسيب أن أبا بكر الصديق
رضي الله عنه قال :
" صلوا على أطفالكم ، فإنهم أحق من صليتم عليه " .
و هو منقطع بين سعيد و أبي بكر . ثم قال البيهقي :
" و قد روي هذا من وجه آخر مرفوعا " .
ثم ساقه من الوجه الأول ، و قد أشار بهذا القول إلى تضعيفه ، و هو ظاهر .
و في الباب ما يغني عنه ، و هو قوله صلى الله عليه وسلم :
" .. و الطفل يصلى عليه " .
و هو مخرج في " أحكام الجنائز " ( ص 73 ) .

(5/104)


2106 - " ما من دعاء أحب إلى الله من قول العبد : اللهم ارحم أمة محمد رحمة عامة " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/124 ) :

ضعيف جدا
رواه العقيلي في " الضعفاء " ( 238 ) ، و ابن عدي ( ق 234/2 و 4/313 - ط ) ،
و الخطيب ( 6/157 ) عن عبد الرحمن بن يحيى بن سعيد الأنصاري عن أبيه عن سعيد بن
المسيب عن أبي هريرة مرفوعا . و قال العقيلي :
" عبد الرحمن هذا مجهول بالنقل لا يقيم الحديث . و في هذا رواية من غير هذا
الوجه أيضا يقارب في الضعف " .
و في " الميزان " :
" لا يعرف ، و له رواية عن أبيه " .
و قال ابن عدي :
" يحدث بالمناكير " ، ثم ساق له هذا الحديث ، و قال :
" كأنه موضوع " .

(5/105)


2107 - " احفوا الشوارب ، و أعفوا اللحى ، و لا تشبهوا باليهود " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/125 ) :

ضعيف
أخرجه الطحاوي في " شرح المعاني " ( 1/333 ) عن أبي جعفر المديني ، قال : حدثنا
عبد الله بن عبد الله بن أبي طلحة عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم به .
قلت : و هذا إسناد ضعيف . أبو جعفر هذا هو عبد الله بن جعفر بن نجيح والد علي
ابن المديني ، و هو ضعيف كما جزم به الحافظ .
و الحديث في " صحيح مسلم " ( 1/153 ) من حديث ابن عمر مرفوعا به دون قوله :
" و لا تشبهوا باليهود " ، و زاد في رواية له في أوله :
" خالفوا المشركين " .
و هي عند البخاري أيضا ، و عند مسلم أيضا من حديث أبي هريرة مرفوعا :
" جزوا الشوارب ، و أرخوا اللحى ، خالفوا المجوس " .
قال الحافظ في " الفتح " ( 10/296 ) :
" و هو المراد في حديث ابن عمر ، فإنهم كانوا يقصون لحاهم ، و منهم من كان
يحلقها " .
قلت : و فيه إشارة قوية إلى أن قص اللحية - كما تفعل بعض الجماعات - هو كحلقها
من حيث التشبه ، و أن ذلك لا يجوز . و السنة التي جرى عليها السلف من الصحابة
و غيرهم إعفاؤها إلا ما زاد على القبضة ; فتقص الزيادة . و قد فصلت هذا في غير
ما موضع تفصيلا ، و استدللت له استدلالا قويا يحضرني منه الآن تحت الحديث الآتي
( 2355 ) ، و الحديث ( 6203 ) .

(5/106)


2108 - " ليس منا من لم يرحم صغيرنا ، و يوقر كبيرنا ، و يأمر بالمعروف ، و ينه عن
المنكر " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/126 ) :

ضعيف
أخرجه الترمذي ( 1/350 ) من طريق شريك عن ليث عن عكرمة عن ابن عباس قال :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره ، و قال :
" حديث حسن غريب " .
كذا قال ، و ليث - و هو ابن أبي سليم - ضعيف ، و كذلك شريك - و هو ابن عبد الله
القاضي - لكن هذا قد توبع ، فقال عبد الله بن الإمام أحمد في " مسند " أبيه (
1/257 ) : حدثني أبي : حدثنا عثمان بن محمد - و سمعته أنا من عثمان بن محمد :
حدثنا جرير عن ليث عن عبد الملك بن سعيد بن جبير عن عكرمة به . لكنه أدخل بين
ليث و عكرمة عبد الملك بن سعيد ، و هذا ، لأن جريرا - و هو ابن عبد الحميد
الضبي - أحفظ من شريك .
و من طريق جرير رواه البزار في " مسنده " ( 2/401/1955 - كشف الأستار ) . لكن
وقع عنده : " عبد الملك بن أبي بشير " ، و هو من تخاليط ( ليث ) .
و على كل حال ; فعلة هذا الإسناد إنما هو ليث . لكن قد روي عن جرير عن غير ليث
، فقال ابن حبان في " صحيحه " ( 1913 ) : أخبرنا عمران بن موسى بن مجاشع :
حدثنا عثمان بن أبي شيبة : حدثنا جرير عن عكرمة و عن أبي بشر عن عكرمة عن ابن
عباس به .
هكذا وقع في " الموارد " : " جرير عن عكرمة " ، و جرير لم يدرك عكرمة . لكن وقع
فيها بعد " و عن أبي بشر عن عكرمة " ، و أبو بشر اسمه بيان بن بشر ، و هو ثقة
من رجال الشيخين ، و قد روى عنه جرير ، و كذلك سائر الرواة ثقات رجال البخاري ;
غير عمران بن موسى بن مجاشع ، فإني لم أعرفه ، و قد خالف في إسناده الإمام أحمد
و ابنه عبد الله ، فقد روياه عن عثمان بن محمد - و هو ابن أبي شيبة - عن جرير
عن ليث . و هذا رواه عن جرير عن عكرمة ، و لعله سقط من الناسخ أو الطابع " عن
ليث " بينهما - و زاد - : - و عن جرير عن أبي بشر . فزاد شيخا آخر لجرير .
فالقلب لا يطمئن لصحة الزيادة . والله أعلم .
ثم طبع فيما بعد " الإحسان في تقريب صحيح ابن حبان " فإذا الحديث فيه ( 2/203 )
هكذا : " .. عن عبد الملك بن أبي بشر عن عكرمة عن ابن عباس " ، قد سقط منه أيضا
( ليث ) ، و ليس فيه : " و عن أبي بشر عن عكرمة " . والله أعلم .
و قد رأيته من طريق أخرى عن ابن عباس دون الزيادة ، و لكن السند واه ، فانظر
" الصحيحة " ( 2196 ) ، فإن الحديث مخرج فيه عن غيره دونها أيضا .

(5/107)


2109 - " اخضبوا لحاكم ، فإن الملائكة تستبشر بخضاب المؤمن " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/127 ) :

موضوع
رواه ابن عدي ( 176/2 ) عن داود بن المحبر عن أبي عبيدة السعدي عن علي بن زيد
عن يوسف بن مهران عن ابن عباس مرفوعا ، و قال :
" و أبو عبيدة السعدي هو سعيد بن زربي ، و عامة أحاديثه لا يتابعه عليها أحد "
.
قلت : و قال ابن معين : " ليس بشيء " .
و قال البخاري :
" عنده عجائب " .
و قال النسائي :
" ليس بثقة " . و قال ابن حبان :
" كان ممن يروي الموضوعات عن الأثبات " .
قلت : و شيخه علي بن زيد ضعف ، و هو ابن جدعان ، و الراوي عنه داود بن المحبر
متهم بالوضع .
فقول المناوي :
" إسناده ضعيف " ، فيه تساهل كبير . ثم قال :
" لكن له شواهد " .
قلت : فلتنظر هذه الشواهد هل فيها الاستبشار المذكور في الحديث ، و هل هي تصلح
شاهدا ، و إلا فالحديث موضوع .

(5/108)


2110 - " اخبر تقله ، و ثق بالناس رويدا " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/128 ) :

ضعيف
رواه أبو علي عبد الرحمن بن محمد النيسابوري في " جزء من فوائده " ( ق 1/2 ) ،
و القضاعي ( 636 ) عن عبد الله بن واقد عن أبي بكر بن أبي مريم عن سعد بن
عبد الله الأغطش عن أبي الدرداء رفعه .
و رواه ابن عدي ( 37/2 ) ، و عنه القضاعي ( 635 ) ، و أبو نعيم في " الحلية " (
5/154 ) من طريق بقية عن أبي بكر بن أبي مريم عن عطية بن قيس عن أبي الدرداء به
; دون الجملة الثانية . و قال ابن عدي :
" أبو بكر بن أبي مريم الغالب على حديثه الغرائب ، و قل ما يوافقه عليه الثقات
، و أحاديثه صالحة ، و هو ممن لا يحتج بحديثه ، و لكن يكتب حديثه " .
و قال الحافظ :
" ضعيف ، و كان قد سرق بيته ، فاختلط " .
و قد اضطرب في إسناده ، فمرة قال : عن سعد بن عبد الله الأغطش ; و هو لين
الحديث ، و مرة قال : عن عطية بن قيس ; و هو ثقة ، و هو الكلابي الشامي .
و قد خولف في رفعه ، فقد رواه ابن المبارك في " الزهد " ( 185 ) : حدثنا سفيان
قال : قال أبو الدرداء : فذكره موقوفا معضلا .

(5/109)


2111 - " أول من يشفع يوم القيامة الأنبياء ، ثم العلماء ، ثم الشهداء " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/129 ) :

موضوع
أخرجه البزار ( 3471 ) ، و الخطيب في " التاريخ " ( 11/177 - 178 ) ، و الديلمي
في " المسند " ( 1/1/7 ) من طريق عنبسة بن عبد الرحمن عن علاق بن أبي مسلم عن
أبان بن عثمان عن أبيه عثمان قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
فذكره .
قلت : و هذا إسناد موضوع ، آفته عنبسة بن عبد الرحمن ، و هو الأموي . قال
الحافظ :
" متروك ، رماه أبو حاتم بالوضع " .
و علاق بن أبي مسلم ; مجهول .

(5/110)


2112 - " اختتن إبراهيم و هو ابن عشرين و مائة سنة ، و عاش بعد ذلك ثمانين سنة " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/129 ) :

موضوع
رواه ابن عساكر ( 15/247/2 ) عن الوليد عن الأوزاعي عن يحيى بن سعيد بن المسيب
عن أبي هريرة مرفوعا .
قلت : و هذا إسناد ضعيف ، و إن كان يظهر للمبتدئ في هذا العلم أنه صحيح ،
و ليس كذلك ، لا سيما و قد خولف في رفعه ، فقد رواه حماد بن زيد عن يحيى بن
سعيد به موقوفا على أبي هريرة .
أخرجه البخاري في " الأدب المفرد " ( 1249 ) بإسناد صحيح على شرط " الصحيحين "
.
و تابعه حماد بن سلمة و أبو معاوية ; كلاهما عن يحيى به موقوفا .
أخرجه الحاكم ( 2/551 ) .
و إنما صح مرفوعا بلفظ :
" اختتن إبراهيم عليه السلام و هو ابن ثمانين سنة بالقدوم " .
أخرجه البخاري ( 6/276 و 11/74 - 75 - فتح ) ، و في " الأدب المفرد " ( 1244 )
، و مسلم ( 7/97 ) ، و أحمد ( 2/322 و 418 ) من طرق عن الأعرج عن أبي هريرة
مرفوعا به .
و تابعه عجلان عن أبي هريرة به .
أخرجه أحمد ( 2/435 ) : حدثنا يحيى عن ابن عجلان قال : سمعت أبي ...
و إسناده جيد ، على ما في محمد بن عجلان من ضعف يسير .
و تابعه أبو سلمة عن أبي هريرة به .
أخرجه أبو يعلى في " مسنده " ( 10/383/5981 ) من طريق ابن إسحاق ، و ابن عساكر
( 2/167/1 ) من طريق أبي أسامة ; كلاهما عنه .
و هذا إسناد حسن ، و في أوله زيادة عند ابن عساكر ، كنت قديما خرجتها في "
الصحيحة " ( 725 ) ، و الآن داخلني شك في رفعها .
قلت : فهذه الطرق الصحيحة المرفوعة إلى النبي صلى الله عليه وسلم أن إبراهيم
اختتن و هو ابن ثمانين تدل على بطلان الرواية التي نحن في صدد الكلام عليها ،
فالصواب فيها الوقف ، فلا داعي بعد هذا التحقيق إلى التوفيق بينها و بين الحديث
الصحيح كما فعل بعضهم ، مثل الكمال بن طلحة ، و قد رد عليه ابن العديم فأحسن ،
و صرح بأنها ليست بصحيحة ، كما تراه مشروحا في " الفتح " ( 11/74 ) .
و بعد كتابة ما تقدم بسنين طبعت بعض الكتب الحديثية ، فوجدت فيها ما ينبغي
تحرير القول فيه .
أولا : أخرجه ابن حبان ( 8/29/6171 ) من طريق ابن جريج عن يحيى بن سعيد بحديث
الترجمة .
و رجاله ثقات كلهم ، و لا أجد فيه مغمزا ، إلا ما عرف به ابن جريج من التدليس ،
و قد عنعنه . أضف إلى ذلك مخالفته للثقات الثلاثة الذين أوقفوه على أبي هريرة
كما تقدم ، وهم : حماد بن زيد ، و حماد بن سلمة ، و أبو معاوية .
ثم رواه ( 6172 ) من طريق الليث عن ابن عجلان عن أبيه به .
و هذا شاذ أو منكر مخالف لرواية يحيى المتقدمة عند أحمد ، و يحيى هو ابن سعيد
القطان الحافظ الثقة النقاد ، لكن الليث - و هو ابن سعد - هو مثله أو قريب منه
، فلا أستبعد أن يكون الخطأ من ابن عجلان نفسه . والله أعلم .
ثانيا : روى الطبراني في كتاب " الأوائل " ( 36/11 ) من طريق يعقوب بن حميد بن
كاسب : حدثنا سلمة بن رجاء عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة به مرفوعا بلفظ :
" أول من اختتن إبراهيم ، و قد أتت عليه مائة و عشرون سنة ، و اختتن بالقدوم :
موضع بالشام " .
و بهذا الإسناد رواه ابن أبي عاصم في " الأوائل " أيضا ( 19 ) ، لكن وقع فيه :
" على رأس ثلاثين و مائة سنة " . فلا أدري أهو خطأ من الناسخ أو الطابع ، أو
هكذا وقعت الرواية عنده ؟ و هي على كل حال أنكر من التي قبلها ، و العلة من
سلمة بن رجاء ، فإنه مع مخالفته لرواية ابن إسحاق و أبي أسامة المتقدمة ، فقد
قال فيه الحافظ :
" صدوق يغرب " .
على أن الراوي عنه يعقوب بن حميد ، قال الحافظ :
" صدوق ربما وهم " .
فيحتمل أن يكون الوهم منه . والله أعلم .
ثالثا : روى البيهقي في " الشعب " ( 6/395/8639 ) من طريق عاصم بن علي : نا أبو
أويس : حدثني أبو الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة مرفوعا بلفظ :
" كان إبراهيم أول من اختتن و هو ابن عشرين ... " الحديث .
ثم ساقه من طريق جعفر بن عون مثل رواية الجماعة عن يحيى بن سعيد به موقوفا ،
و قال :
" هذا هو الصحيح ; موقوف " .
قلت : و علة هذا إما من أبي أويس - و اسمه عبد الله بن عبد الله المدني - و إما
من عاصم بن علي ، فالأول قال فيه الحافظ :
" صدوق يهم " .
و الآخر قال فيه :
" صدوق ، ربما وهم " .
و مجمل القول : إن حديث الترجمة منكر ، و إن تعددت طرقه ، و كثر رواته ،
لمخالفتهم لمن هم أكثر عددا ، و أقوى حفظا ، فلا جرم أن أعرض عنه الشيخان
و أصحاب السنن و غيرهم ، و هو مثال صالح من الأمثلة الكثيرة التي تؤكد أن قاعدة
تقوية الحديث بكثرة الطرق ليست على إطلاقها ، و أن تطبيقها لا يتيسر أو لا يجوز
إلا لمن كان على معرفة قوية بأسانيد الأحاديث و رواتها . كما يدل من جهة أخرى
على تساهل ابن حبان في " صحيحه " بإخراجه لهذا الحديث المنكر فيه ، و يبدو لي
أن الهيثمي قد ذهل عن مخالفته لحديث " الصحيحين " ، فإنه لم يورده في كتابه "
موارد الظمآن إلى زوائد ابن حبان " ، إلا أن يكون سها عنه كما سها عن غيره ،
و قد استدركت عليه أحاديث كثيرة - هذا أحدها - في كتابي الجديد المتعلق بتقسيم
" الموارد " إلى قسمين :
" صحيح موارد الظمآن " و " ضعيف موارد الظمآن " يسر الله لي إتمامه بمنه و كرمه
. ثم يسر الله ذلك ، و هما الآن تحت الطبع .
( تنبيه ) : ذكر الحافظ في " الفتح " ( 6/391 ) رواية ابن حبان المتقدمة ،
و قال عقبها :
" و الظاهر أنه سقط من المتن شيء ، فإن هذا القدر ( يعني : مائة و عشرين سنة )
، هو مقدار عمره " .
فأقول : هذا مما لا دليل عليه ، و ادعاء السقط يرده أنه عند غير ابن حبان كذلك
! و من هؤلاء ما جاء في تمام قول الحافظ المذكور :
" و وقع في آخر " كتاب العقيقة " لأبي الشيخ من طريق الأوزاعي عن يحيى بن سعيد
عن سعيد بن المسيب موصولا مثله ، و زاد : " و عاش بعد ذلك ثمانين سنة " . فعلى
هذا يكون عاش مائتي سنة ، والله أعلم " .
و لي على هذا الكلام ملاحظتان :
إحداهما : أنني أظن أن رواية أبي الشيخ عن الأوزاعي هي رواية ابن عساكر
المذكورة في صدر هذا التخريج ، و إن كانت من غير طريق أبي الشيخ .
و الأخرى : أن رواية ابن حبان فيها أيضا تلك الزيادة خلافا لما يشعر به كلامه ،
فتنبه . و قد عرفت أنها شاذة أو منكرة .

(5/111)


2113 - " اختضبوا ، و افرقوا ، و خالفوا اليهود " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/134 ) :

موضوع
أخرجه ابن عدي في " الكامل " ( ق 64/1 و 2/195 - ط ) عن الحارث بن عمران عن
محمد بن سوقة عن نافع عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : فذكره
.
أورده في ترجمة الحارث هذا ; و هو الجعفري ، و قال في آخرها :
" و الضعف بين على رواياته " .
و قال ابن حبان :
" كان يضع الحديث على الثقات " .
و ضعفه الآخرون .
ثم رأيت الحديث قد أخرجه ابن عبد البر في " التمهيد " ( 6/76 ) من هذا الوجه ،
و قال :
" و هذا إسناد حسن ثقات كلهم " !
و أقره عبد الحق الإشبيلي في " الأحكام الصغرى " ( 2/814 ) الذي اشترط فيه
الصحة ! و هذا من غرائبهما ، فإن ( الحارث ) هذا متفق على تضعيفه ، فلعله اشتبه
عليهما بغيره .
و قد صح في غير ما حديث الأمر بصبغ الشعر و خضبه ; مخالفة لأهل الكتاب ، فانظر
" جلباب المرأة المسلمة " ( ص 185 و 187 - 188 ) .
و أما الأمر بفرق الشعر ، فلا أعلمه إلا في هذا الحديث الموضوع . و إنما صح
الفرق من فعله صلى الله عليه وسلم من حديث ابن عباس في " الصحيحين " و غيرهما ،
و هو مخرج في " الجلباب " ( 192 - 193 ) ، و " مختصر الشمائل " ( 36/24 ) ،
و عزاه في " الأحكام الصغرى " ( 2/813 ) لمسلم وحده ! و من طريقه ابن عبد البر
في " التمهيد " 0 6/69 - 71 ) ، لكن أعله بالإرسال . و روى عن أحمد أنه قال :
" و هذا خطأ ، و إنما هو عن ابن عباس " .
و صوبه ابن عبد البر .

(5/112)


2114 - " أخرجوا صدقاتكم ، فإن الله قد أراحكم من الجبهة ، و السجة ، و البجة " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/135 ) :

ضعيف
رواه أبو عبيد في " الغريب " ( 1/9 ) : حدثنا نعيم بن حماد عن ابن الدراوردي
المديني عن أبي حزرة القاص يعقوب بن مجاهد عن سارية الخلجي عن النبي صلى الله
عليه وسلم قال : فذكره ، و قال :
" و فسرها أنها كانت آلهة يعبدونها في الجاهلية " . و قال :
" و هذا خلاف ما يفيد الحديث الأول ، و التفسير في الحديث ، والله أعلم أيهما
المحفوظ من ذلك " .
و يعني بالحديث الأول حديث : " ليس في الجبهة ... " ، و قد ذكر في الذي بعده .
و من طريق أبي عبيد أخرجه البيهقي في ( 4/118 ) من طرق أخرى ، و قال :
" أسانيد هذا الحديث ضعيفة " .
و أقول : أما هذا ففيه علتان :
الأولى : الإرسال و الجهالة ، فإن سارية هذا لم يرو عنه غير يعقوب هذا ، فهو
مجهول ، و إن وثقه ابن حبان ، انظر " تيسير الانتفاع " .
و الأخرى : نعيم بن حماد ن فإنه ضعيف ، بل اتهمه بعضهم . و أما الحديث الآخر
فيأتي الكلام عليه في التالي .

(5/113)


2115 - " ليس في الجبهة ، و لا في النخة ، و لا في الكسعة صدقة " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/136 ) :

ضعيف
رواه أبو عبيد في " الغريب " ( 2/1 - 2 ) : حدثناه ابن أبي مريم عن حماد بن زيد
عن كثير بن زياد الخراساني يرفعه .
قلت : و هذا إسناد ضعيف معضل ، و رجاله ثقات ، و قد أخرجه أبو داود في "
المراسيل " ( 114 ) عن كثير بن زياد أبي سهل عن الحسن عن النبي صلى الله عليه
وسلم ، و وصله البيهقي ( 4/118 ) من طريق سليمان بن أرقم عن الحسن عن
عبد الرحمن بن سمرة مرفوعا . و من طريقه عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي
هريرة بلفظ :
" عفوت لكم عن صدقة الجبهة و الكسعة و النخة " .
رواه بقية بن الوليد عنه بهذا اللفظ ، و قال بقية :
" ( الجبهة ) : الخيل ، و ( الكسعة ) : البغال و الحمير ، و ( النخة ) :
المربيات في البيوت " .
و قال البيهقي :
" سليمان بن أرقم متروك الحديث لا يحتج به ، و قد اختلف عليه في إسناده " .

(5/114)


2116 - " أخرجوا صدقة الفطر صاعا من طعام ، و كان طعامنا يومئذ البر ( و في لفظ :
الأقط ) و التمر و الزبيب " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/137 ) :

ضعيف جدا
أخرجه الطبراني في " المعجم الكبير " ( 613 ) ، و الدارقطني ( ص 223 ) من
طريقين عن محمد بن بكر البرساني : نا عمر بن صهبان عن الزهري عن مالك بن أوس
ابن الحدثان عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : فذكره .
قلت : و هذا إسناد ضعيف جدا ، عمر بن صهبان ضعفه جماعة ، و قال البخاري :
" منكر الحديث " .
و قال الدارقطني و غيره :
" متروك الحديث " .
و محمد بن بكر البرساني ; قال الحافظ :
" صدوق يخطىء " .
و قد ورد من طرق يقوي بعضها بعضا ، أن البر صدقته نصف صاع ، فانظر الكتاب الآخر
" أدوا صاعا من بر أو قمح بين اثنين ... " رقم ( 1177 ) .
( تنبيه ) : قال الهيثمي في " المجمع " ( 3/81 ) :
" رواه الطبراني في " الكبير " ، و فيه عبد الصمد بن سليمان الأزرق ، و هو ضعيف
" .
و هذا خطأ ، و لعله من الناسخ أو الطابع ، فليس فيه عبد الصمد هذا .

(5/115)


2117 - " إذا أراد الله بقوم خيرا ، أهدى إليهم هدية . قالوا : يا رسول الله ، و ما
تلك الهدية ؟ قال : الضيف ; ينزل برزقه ، و يرحل ; و قد غفر الله لأهل المنزل "
.

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/138 ) :

ضعيف
رواه الديلمي ( 1/1/95 ) عن أبي الشيخ معلقا عن أيوب بن علي بن الهيصم : حدثنا
زياد بن سيار عن عزة بنت أبي قرصافة عن أبيها مرفوعا .
قلت : و هذا إسناد ضعيف مظلم ليس فيهم موثق توثيقا معتبرا ، فعزة و هي بنت عياض
بن أبي قرصافة ، لم أجد لها ترجمة .
و زياد بن سيار و أيوب بن علي بن الهيصم ، ترجمهما ابن أبي حاتم ( 1/2/534
و 1/1/252 ) ، و لم يذكر فيهما جرحا و لا تعديلا ، إلا أنه قال في أيوب :
" قال أبي : شيخ " .
و ( زياد بن سيار ) ذكره ابن حبان في " الثقات " ( 4/255 ) .

(5/116)


2118 - " إن الهل عز وجل رحيم ، لا يضع رحمته إلى على رحيم ، و لا يدخل الجنة إلا
رحيما . قالوا : إنا لنرحم أموالنا و أهلينا ، قال : ليس بذلك ، و لكن ما قال
الله عز وجل : *( حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم )* " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/139 ) :

ضعيف
أخرجه أحمد في " الزهد " ( 393 - 394 ) عن أبي راشد عن أبي صالح الحنفي قال
: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره .
قلت : و هذا إسناد ضعيف مرسل ، أبو صالح الحنفي إن كان هو عبد الرحمن بن قيس
الكوفي ; فهو تابعي ثقة ، و إن كان هو سميع الزيات ; فهو مجهول الحال ، و هو من
أتباع التابعين .
و أبو راشد ، لم أعرفه .

(5/117)


2119 - " تجد المؤمن يجتهد فيما يطيق ، متلهفا على ما لا يطيق " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/139 ) :

ضعيف
أخرجه أحمد في " الزهد " ( 393 ) عن شريك عن عبيد الله بن الوليد عن عبد الله
ابن عبيد بن عمير عن أبيه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره
.
قلت : و هذا مع إرساله ضعيف ، فإن عبيد الله بن الوليد - و هو الوصافي - ضعيف ،
و شريك - و هو ابن عبد الله القاضي - سيىء الحفظ .

(5/118)


2120 - " من اعتز بالعبيد أذله الله " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/139 ) :

ضعيف
رواه عبد الله بن أحمد في " زوائد الزهد " ( 390 ) ، و عنه أبو نعيم ( 2/174 )
، و العقيلي في " الضعفاء " ( 210 ) ، و الحكيم الترمذي في " الأكياس
و المغتربين " ( 45 - 46 ) ، و القضاعي ( 350 ) عن عبد الله بن عبد الله الأموي
قال : حدثنا الحسن بن الحر أنه سمع يعقوب بن عتبة قال : سمعت سعيد بن المسيب
يقول : سمعت عمر بن الخطاب يقول : ... فذكره مرفوعا ، و قال العقيلي :
" عبد الله لا يتابع على حديثه ، و لا يعرف إلا به " .
و قال الذهبي في " الضعفاء " :
" مجهول " .

(5/119)


2121 - " ما من مسلمين يموت لهما أربعة أولاد ; إلا أدخلهما الله الجنة [ بفضل رحمته
إياهما ] ، قالوا : يا رسول الله ، و ثلاثة ؟ قال : و ثلاثة ، قالوا :
يا رسول الله ، و اثنان ؟ قال : و اثنان ، و إن من أمتي لمن يعظم للنار حتى
يكون أحد زواياها ، و إن من أمتي لمن يدخل بشفاعته الجنة أكثر من مضر " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/140 ) :

ضعيف
أخرجه أحمد ( 4/212 و 5/312 - 313 ) ، و الحاكم ( 1/71 و 4/593 ) ، و ابن ماجه
( 2/588 ) الشطر الثاني منه عن عبد الله بن قيس عن الحارث بن أقيش مرفوعا .
و قال الحاكم :
" صحيح الإسناد على شرط مسلم " ! و وافقه الذهبي ! و هو من غرائبه ، فإن
عبد الله بن قيس هذا - و هو النخعي - أورده في " الميزان " ، و قال :
" تفرد عنه داود بن أبي هند ، و لعله الذي قبله " .
و الذي قبله : " عبد الله بن قيس عن ابن عباس ، لا يدرى من هو ، تفرد عنه أبو
إسحاق " .
و لذلك قال الحافظ في ترجمة كل منهما من " التقريب " :
" مجهول " .
و ذكر في ترجمة الأول منهما من " التهذيب " :
" قال ابن المديني : مجهول ، لم يرو عنه غير داود ، ليس إسناده بالصافي " .
قلت : و مع ذلك ذكره ابن حبان في " الثقات " ( 5/42 ) !
و للجملة الأخيرة منه شاهد من رواية الحسن أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
:
" ليخرجن من النار بشفاعة رجل ما هو نبي أكثر من ربيعة و مضر " .
أخرجه أحمد في " الزهد " ( 343 ) بإسناد رجاله ثقات ، و لكنه مرسل . ثم رواه
ابنه عبد الله ( 344 ) بإسناد آخر عن الحسن به نحوه بلفظ :
" ... رجل من أمتي .. " .
لكنه قد صح مسندا عن أبي أمامة و غيره بنحوه . و هو مخرج في " الصحيحة " ( 2178
) .

(5/120)


2122 - " ما من عبد يخطب خطبة إلا الله عز وجل سائله عنها : ما أراد بها " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/141 ) :

ضعيف
أخرجه أحمد في " الزهد " ( 323 ) ، و عنه البيهقي في " شعب الإيمان " (
2/287/1787 ) ، و ابن أبي الدنيا في " الصمت " ( 253/510 ) عن الحسن ، قال
: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره .
قلت : و هذا ضعيف ، لأن الحسن هو البصري ، فالحديث مرسل ، و رجاله ثقات . و قال
المنذري في " الترغيب " ( 1/77 ) :
" رواه ابن أبي الدنيا و البيهقي مرسلا بإسناد جيد " .
و إلى البيهقي وحده في " الشعب " عزاه السيوطي في " الجامع " !
و قد روي الحديث موصولا عن ابن مسعود مرفوعا ، و لفظه :
" ما من عبد يخطو خطوة إلا سئل عنها ما أراد بها ؟ " .
أخرجه أبو نعيم في " الحلية " ( 1/376 و 4/107 و 8/212 ) ، و عنه الديلمي ( 4/4
) معلقا عليه ; من طريق محمد بن هارون بن محمد بن بكار الدمشقي : حدثنا محمد بن
سليمان القشيري الرقي قال : سمعت ابن السماك يقول : أخبرني الأعمش عن أبي وائل
شقيق عن عبد الله بن مسعود مرفوعا ، و قال :
" غريب من حديث الأعمش ، تفرد به ابن السماك ، و اسمه محمد ، و هو الواعظ
الكوفي " .
قلت : و هو ابن صبيح بن السماك ، أورده الذهبي في " الضعفاء " ، و قال :
" قال ابن نمير : ليس بشيء " .
قلت : لكنه ذكر في " الميزان " أن ابن نمير قال مرة :
" صدوق " . و زاد في " اللسان " :
" و ذكره ابن حبان في " الثقات " و قال : مستقيم الحديث ، و كان يعظ الناس في
مجلسه . و قال الحاكم عن الدارقطني : لا بأس به " .
فالعلة من اللذين دونه ، فإني لم أعرفهما ، و ابن بكار على شرط ابن عساكر ، و
لم أره في " تاريخه " . والله أعلم .

(5/121)


2123 - " أفضل الصدقة حفظ اللسان " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/142 ) :

موضوع
رواه الديلمي ( 1/1/126 ) عن خصيب بن جحدر عن النعمان عن عبد الرحمن بن غنم عن
معاذ بن جبل مرفوعا .
قلت : و هذا إسناد موضوع ، آفته الخصيب هذا ، قال الذهبي :
" كذبه شعبة ، و القطان ، و ابن معين ، و قال البخاري : كذاب استعدى عليه شعبة
" .
قلت : لكن للحديث شاهد بإسناد آخر من حديث سمرة بأتم من هذا ، لكن فيه تفسير (
الحفظ ) بالشفاعة ; يفك بها الأسير .. إلخ . و إسناده ضعيف ، تقدم بيانه برقم (
1442 ) .

(5/122)


2124 - " إذا أراد الله بعبد خيرا ; جعل له واعظا من نفسه يأمره و ينهاه " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/143 ) :

ضعيف
أخرجه الديلمي في " مسند الفردوس " ( ص 93 - زهر الفردوس ) من طريق علي بن
عبد الحميد : حدثنا أبو بكر أحمد بن علي الفقيه : حدثنا القاسم بن أبي صالح :
حدثنا أزهر بن ( بياض بالأصل ) و أبو حاتم قالا : حدثنا موسى بن إسماعيل :
حدثنا حماد بن سلمة عن حبيب بن الشهيد عن ابن سيرين عن أم سلمة قالت : قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره .
قلت : و هذا إسناد ضعيف عندي ; فإن القاسم بن أبي صالح هذا فيه كلام ، أورده
الحافظ في " اللسان " ، و سمى أباه : بندار بن إسحاق بن أحمد الزرار الحذاء ،
أحد الأدباء الهمداني ، و قال :
" روى عن أبي حاتم الرازي و إبراهيم بن ديزل و غيرهما ، روى عنه إبراهيم بن
محمد بن يعقوب ، و صالح بن أحمد الحافظ ، و أبو بكر بن لال الفقيه . قال صالح :
" كان صدوقا متقنا لحديثه ، و كتبه صحاح بخطه ، فلما وقعت الفتنة ، ذهبت عنه
كتبته ، فكان يقرأ من كتب الناس ، و كف بصره ، و سماع المتقدمين عنه أصح .
و قال عبد الرحمن الأنماطي : " كنت أتهمه بالميل إلى التشيع " . توفي سنة ثمان
و ثلاثين و ثلاثمائة " .
قلت : و توفي أبو بكر الفقيه - و هو المشهور بابن لال - سنة ( 398 ) ، فبين
وفاتيهما ستون سنة ، فيحتمل أن يكون سمع منه أخيرا بعد ذهاب كتبه .
على أنه إن ثبت أنه سمعه منه قديما ، ففي الطريق إليه علي بن عبد الحميد ، و لم
أجد له ترجمة فيما عندي من المصادر ، و هو غير علي بن عبد الحميد المعني الثقة
، و علي بن عبد الحميد جار قبيصة المجهول ، و كلاهما كوفي ، و غير علي بن
عبد الحميد الغضائري ، فإنهم متقدمون على المترجم ، و أكبرهم الغضائري ، فإنه
توفي سنة ( 313 ) بحلب كما في " تذكرة الحفاظ " ( 2/767 - معارف الثالثة ) .
و لابن لال جزء صغير من حديثه عن شيوخه ليس فيه هذا الحديث ، و لا هو من رواية
ابن عبد الحميد هذا ، و قد روى فيه حديثين آخرين عن شيخه القاسم ( ق 116/2
و 121/2 ) ، و هو محفوظ في ظاهرية دمشق المحروسة ( مجموع 11 ) .
من أجل ذلك لم تطمئن النفس لتقوية الحافظ العراقي الحديث بقوله في " تخريج
الإحياء " ( 4/282 ) :
" رواه أبو منصور الديلمي في " مسند الفردوس " من حديث أم سلمة بإسناد حسن " !
لا سيما و ابن سيرين لم يذكروا له رواية عن أم سلمة مطلقا ، و قد ذكروا له
رواية عن جمع من الصحابة ، ممن يمكنه السماع منهم ، مثل كعب بن عجرة المدني ;
مات بعد الخمسين ، و عائشة ماتت سنة ( 57 ) ، و أبي برزة ، و هو بصري كابن
سيرين ; مات سنة ( 65 ) ، أي بعد وفاة أم سلمة بثلاث سنين ، و مع ذلك كله نفوا
سماعه من أحد من هؤلاء الثلاثة ، فسماعه من أم سلمة غير ثابت في نقدي .
أضف إلى ذلك علة أخرى ، ألا و هي الوقف ، فقد قال أحمد في " الزهد " ( ص 306 )
: حدثنا أسود بن عامر : حدثنا حماد عن حبيب عن ابن سيرين ، قال : .. فذكره
موقوفا ، و سنده صحيح . و هذا هو الصواب أنه من قول ابن سيرين ، ليس فيه ذكر
للنبي صلى الله عليه وسلم ، و لا أم سلمة . والله أعلم .
ثم رأيت الدكتور فؤاد عبد المنعم أحمد في تعليقه على " الأمثال و الحكم "
للماوردي قد حسن الحديث ( ص 49 ) مقلدا في ذلك للعراقي في تجويده لإسناده ، مع
أنه نقل تضعيف العجلوني إياه ، و تضعيفي أنا في " ضعيف الجامع الصغير " ( 429 )
، و هذا مما يدل القارئ على أن الدكتور لا يزيد على كونه مجرد قماش ، نقال !
و سيأتي له أمثلة أخرى ، فانظر مثلا الحديث ( 2864 ) .
و أما لجنة " الجامع الكبير " ، فلم تزد على نقل تجويد العراقي لإسناده ، نقلا
عن المناوي ، و نص كلامه في " فيض القدير " :
" قال الحافظ العراقي و غيره : " إسناده جيد " . كذا جزم به في " المغني " ،
و لم يرمز له المؤلف بشيء " .
و قد تبادر إلى ذهن الدكتور فؤاد أن المقصود بـ " المغني " في الفقه الحنبلي
لابن قدامة المقدسي ! و بناء عليه تصرف في كلام المناوي ، فقال الدكتور ( ص 49
) :
" و قال المناوي : إن الحافظ العراقي و غيره قرر أن إسناده جيد ، و كذلك جزم به
ابن قدامة في " المغني " . فيض القدير " !
و إنما المراد به كتابه في تخريج " الإحياء " الذي تقدم النقل عنه ، فإن اسمه
الكامل " المغني عن حمل الأسفار في الأسفار في تخريج ما في الإحياء من الأخبار
" !

(5/123)


2125 - " أبي الدهر كله غدا ؟ " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/146 ) :

موضوع
أخرجه ابن سعد ( 4/245 ) : أخبرنا محمد بن عمر قال : حدثنا أسامة بن زيد عن
أبيه قال :
" قال جعال بن سراقة و هو يتوجه إلى أحد : يا رسول الله ! إنه قيل لي : إنك
تقتل غدا ، و هو يتنفس مكروبا ، فضرب النبي صلى الله عليه وسلم بيده في صدره ،
و قال : ... " فذكره .
قلت : و هذا موضوع مع إرساله ، آفته محمد بن عمر ، و هو الواقدي ; متهم بالكذب
.

(5/124)


2126 - " إذا جاء الموت لطالب العلم ، و هو على هذه الحال ، مات و هو شهيد " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/146 ) :

ضعيف جدا
أخرجه البزار ( 138 ) ، و الخطيب في " التاريخ " ( 9/247 ) عن هلال بن
عبد الرحمن الحنفي عن عطاء بن أبي ميمونة عن أبي سلمة عن أبي هريرة و أبي ذر
قالا : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : .. فذكره ، و قال البزار :
" لا نعلمه يروى عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا بهذا الإسناد " .
و قال الهيثمي :
" هلال متروك " .
و بهذا الإسناد عنهما قالا - موقوفا عليهما - :
" كتاب من العلم يتعلمه الرجل أحب إلي من ألف ركعة " .
زاد الخطيب :
" و باب من العلم نعمل به أو لا نعمل به ; أحب إلينا من مائة ركعة تطوعا " .
قلت : و هذا باطل ، ظاهر البطلان .

(5/125)


2127 - " اجتنبوا دعوات المظلوم " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/147 ) :

ضعيف
أخرجه البخاري في " التاريخ " ( 4/1/139 ) ، و أبو يعلى في " مسنده " ( 1337 )
عن عطية عن أبي سعيد عن نبي الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : .. فذكره .
زاد أبو يعلى :
و قال عطية : قال رجل من أهل خراسان : قال أبو هريرة :
" ما بينهما و بين الله حجاب " .
قلت : و هذا إسناد ضعيف ، عطية ضعيف و مدلس . و في الباب ما يغني عنه مثل حديث
أبي هريرة مرفوعا : " ثلاث دعوات مستجابات .. " ، و فيه : " دعوة المظلوم " .
و هو مخرج في " الصحيحة " ( 598 و 1797 ) .

(5/126)


2128 - " الناس ثلاثة : سالم ، و غانم ، و شاجب <1> " .
*--------------------------------------------------------------------------*
[1] أي هالك . قال ابن الأثير : " أي إما سالم من الإثم ، و إما غانم للأجر ،
و إما هالك آثم " . اهـ .
1
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/147 ) :

ضعيف
أورده السيوطي في " الجامع " من رواية الطبراني في " الكبير " عن عقبة بن
عامر و أبي سعيد ، و قال المناوي :
" و رواه أيضا أبو يعلى ، قال الهيثمي : فيه ابن لهيعة ، و فيه ضعف ، و قال
شيخه العراقي : ضعفه ابن عدي " .
قلت : و فيه أمور :
الأول : أن أبا يعلى أخرجه ( 1394 ) من طريق ابن لهيعة : نا دراج أبو السمح أن
أبا الهيثم حدثه عن أبي سعيد الخدري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم . فلم
يذكر ( عقبة ) في إسناده . و كذلك رواه أحمد ( 3/75 ) .
الثاني : أن ابن لهيعة قد توبع عند أبي يعلى نفسه ، فقال ( 1062 ) : حدثنا أبو
كريب : نا رشدين عن عمرو بن الحارث عن أبي السمح به .
و من هذا الوجه أخرجه ابن عدي في " الكامل " ( 3/153 ) .
و عمرو ثقة ، لكن رشدين ضعيف .
الثالث : أن إعلاله بابن لهيعة وحده يوهم أنه ليس فوقه من يعل به ، و ليس كذلك
; فإن أبا السمح ضعيف ذو مناكير .
الرابع : أن لفظ أبي يعلى من الطريقين إنما هو :
" المجالس ثلاثة ... " .
و كذلك رواه ابن حبان ( 83 - موارد ) ، و ابن عدي أيضا ( 3/113 ) من طريق ابن
وهب : أخبرني عمرو بن الحارث بهذا اللفظ الأخير .
فتحرر أن اللفظ المذكور أعلاه ليس لأبي يعلى ، و لذلك لم يعزه إليه السيوطي ،
و أن إعلاله بابن لهيعة خطأ ، لأنه قد توبع عنده و عند غيره .
و أما رواية الطبراني فعلتها ممن دون ابن وهب ، فقال الطبراني ( 17/303/837 ) :
حدثنا أحمد بن رشدين : حدثنا يحيى بن سليمان الجعفي : حدثنا ابن وهب : أخبرني
عمرو بن الحارث عن دراج عن أبي القاسم عن أبي سعيد بلفظ :
" الناس .. " .
و أحمد هذا ; هو ابن محمد بن الحجاج بن رشدين المصري ، قال ابن عدي :
" كذبوه ، و أنكرت عليه أشياء " .
قلت : و قد خالف في هذا الإسناد ، فقال : " أبي القاسم " مكان " أبي الهيثم " !
و قد صح الحديث موقوفا مفسرا بلفظ :
" الناس ثلاثة أثلاث : فسالم ، و غانم ، و شاحب ، فالسالم : الساكت ، و الغانم
: الذي يأمر بالخير ، و ينهى عن المنكر ، و الشاحب : الناطق بالخنا ، و المعين
على الظلم " .
رواه أحمد في " الزهد " ( 206 ) ، و ابن عساكر ( 5/211/1 ) من طريق البيهقي ،
و هذا في " الشعب " ( 4/272/5072 ) من طريق أبي عبيد في " الغريب " ( 2/437 ) ،
و ابن أبي شيبة في " المصنف " ( 14/22/17428 ) عن شيبان عن آدم بن علي قال :
سمعت أخا بلال مؤذن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : فذكره . هكذا لم يرفعه
.
و اسم أخي بلال خالد بن رباح ; ذكره ابن حبان في " الصحابة " ( 3/104 ) . و قد
رفعه بعض الضعفاء و المجهولين عن أبي هريرة . و سيأتي ( 6577 ) .

(5/127)


2129 - " من يرد الله به خيرا ; يفقه في الدين ، و يلهمه رشده " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/149 ) :

ضعيف بهذه الزيادة
أخرجه عبد الله بن أحمد في " زوائد الزهد " ( 161 ) ، و عنه الطبراني في "
الكبير " ( 10445 ) ، و أبو بكر القطيعي في جزئه المعروف بـ " الألف دينار " من
" الفوائد " ( 1/5/1 ) ، و عنهما أبو نعيم في " الحلية " ( 4/107 ) : حدثنا
أحمد بن محمد بن أيوب : حدثنا أبو بكر بن عياش عن الأعمش عن أبي وائل عن
عبد الله بن مسعود قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره .
و من هذا الوجه أخرجه البزار في " مسنده " ( 137 - زوائده ) ، و قال :
" لا نعلمه يروى عن عبد الله إلا بهذا الإسناد " .
قلت : و هو إسناد حسن ، رجاله كلهم ثقات رجال البخاري ; غير أحمد بن محمد بن
أيوب ، و هو الوراق صاحب المغازي . قال الذهبي :
" صدوق ، لينه ابن معين ، و أثنى عليه أحمد و علي ، و له ما ينكر ، فمن ذلك مما
ساقه ابن عدي ... " ، فذكر هذا الحديث . و ليس فيه عند الطبراني :
" و يلهمه رشده " .
قلت : يعني من طريق ابن أيوب كما تقدم . و كذا أخرجه هو ( 8756 ) ، و زهير بن
حرب في " العلم " ( 110/3 ) من طريق أبي عبيدة عن عبد الله قال : فذكره موقوفا
عليه .
و إسناده منقطع ، أبو عبيدة لم يسمع عن أبيه .
ففي ثبوت هذه الزيادة عنه مرفوعا إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقفة عندي حتى
نجد ما يشهد لها ، و يأخذ بعضدها ، و أما الحديث بدونها ، فصحيح قطعا ; لوروده
في " الصحيحين " و غيرهما من حديث معاوية بن أبي سفيان مرفوعا .
و أما ما رواه الخطيب في " الفقيه و المتفقه " ( 3/2 ) عن أبان بن أبي عياش عن
أنس بن مالك مرفوعا به .
فلا يصلح الاستشهاد به لشدة ضعفه ، فإن أبان بن أبي عياش متروك متهم .
قد رواه زهير بن حرب في " كتاب العلم " ( 122/57 ) بسند صحيح عن عبيد بن عمير
موقوفا عليه من قوله .
فالصواب أن الحديث بهذه الزيادة موقوف ، و لا يصح رفعه . والله أعلم .

(5/128)


2130 - " إن طالب العلم تبسط له الملائكة أجنحتها ، و تستغفر له " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/151 ) :

موضوع بزيادة الاستغفار
رواه البزار في " مسنده " ( 135 - زوائده ) من طريق محمد بن عبد الملك عن
الزهري عن عروة عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : فذكره .
قلت : محمد بن عبد الملك كذاب ; كما قال الهيثمي .
و الحديث أورده السيوطي في " الزيادة على الجامع " بهذا اللفظ من رواية البزار
عنها ، و بلفظ :
" إن الملائكة تبسط أجنحتها لطالب العلم " من رواية البيهقي في " شعب الإيمان "
عنها .
قلت : هو في " الشعب " ( 2/264/1700 ) بسند رجاله ثقات ; غير ( الحسين بن أبي
السري ) ، و هو ضعيف .
و هذا اللفظ الثاني الخالي من زيادة " و تستغفر له " ثابت من حديث صفوان بن
عسال و غيره ، فانظر كتابي " صحيح الترغيب و الترهيب " ( رقم 67 و 80 ) ، و في
الأول منهما أن الاستغفار للعالم ، و في حديث ثالث ( رقم 78 ) : " معلم الخير "
. و هذا صحيح خرجته في " الصحيحة " ( 3024 ) .

(5/129)


2131 - " من رأيتموه ينشد شعرا في المسجد ، فقولوا : فض الله فاك ، ( ثلاث مرات ) ،
و من رأيتموه ينشد ضالة في المسجد ، فقولوا : لا وجدتها ، ( ثلاث مرات ) ، و من
رأيتموه يبيع أو يبتاع في المسجد ، فقولوا : لا أربح الله تجارتك " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/152 ) :

ضعيف جدا
أخرجه الطبراني في " المعجم الكبير " ( 1454 ) ، و ابن السني في " عمل اليوم
و الليلة " ( 150 ) - الجملة الأولى فقط - من طريق عباد بن كثير عن يزيد بن
خصيفة عن محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان عن أبيه عن جده ثوبان قال : سمعت
رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره .
قلت : و هذا إسناد ضعيف جدا ; عباد بن كثير ، و هو الثقفي البصري ; متروك ،
و يحتمل أنه الرملي الفلسطيني ، و هو نحوه في الضعف .
و قد خالفه في إسناده و متنه عبد العزيز بن محمد الدراوردي ، فقال : أخبرنا
يزيد بن خصيفة عن محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان عن أبي هريرة به ; دون الفقرة
الأولى منه .
أخرجه الترمذي و غيره ، و صححوا إسناده كما بينته في " الإرواء " ( 1295 ) .
و قال الحافظ في " الإصابة " :
" و هو المحفوظ " .
يعني أن قول عباد في إسناده : " عن أبيه عن جده ثوبان " خطأ ، و الصواب قول
الدراوردي : " عن أبي هريرة " .
قلت : و كذا قوله في متن الحديث : " ... فقولوا : فض الله فاك " زيادة منكرة ;
لتفرد عباد بها .
( تنبيه ) : وقع في هذا الحديث أوهام لبعض العلماء :
1 - قال الحافظ في " الإصابة " : " روى ابن منده من طريق محمد بن حمير عن عباد
ابن كثير عن محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان ... " .
قلت : فسقط من إسناده يزيد بن خصيفة شيخ عباد بن كثير ، و ترتب عليه خطأ آخر ،
و هو :
2 - قال الحافظ : " و عباد فيه ضعف ، و خالفه يزيد بن خصيفة ، فقال : عن محمد
ابن عبد الرحمن عن أبي هريرة ، و هو المحفوظ ، أخرجه النسائي و الترمذي " .
قلت : و إنما المخالف الدراوردي ، لأن مدار الروايتين على ابن خصيفة كما رأيت ،
و منشأ هذا الخطأ ذلك السقط الذي سبق بيانه .
3 - وقع الحديث معزوا للترمذي و النسائي في " الفتح الكبير " ( 3/193 ) تبعا
لأصله " الزيادة على الجامع الصغير " ( ق 109/1 ) ، و هو خطأ محض ، سببه -
والله أعلم - أن السيوطي قال في أصله : " الجامع الكبير " ( 2/247/2 ) :
" رواه الطبراني في " الكبير " و ابن السني و ابن منده عن محمد بن عبد الرحمن
ابن ثوبان عن أبيه عن جده ، و الترمذي و النسائي عن محمد بن عبد الرحمن عن أبي
هريرة ، قالوا : و هو المحفوظ " .
قلت : و الترمذي و النسائي ، إنما أخرجا الحديث من الوجه المذكور بدون الزيادة
التي في أوله كما سبق ذكره ، و بغير هذا اللفظ .
فيبدو أن السيوطي رحمه الله لما ألف " الزيادة " نقل الحديث من " الجامع الكبير
" ، و لم ينتبه أنه عند الترمذي و النسائي مختصر ، و بغير لفظ الطبراني ، فعزاه
إلى روايتهما عن أبي هريرة ، و إنما هو من رواية الطبراني فقط عن ثوبان أبي
عبد الرحمن ، و عند ابن السني الفقرة الأولى فقط ، فاقتضى التنبيه .

(5/130)


2132 - " إذا كانت ليلة النصف من شعبان ، فقوموا ليلها ، و صوموا نهارها ، فإن الله
ينزل فيها لغروب الشمس إلى سماء الدنيا ، فيقول : ألا من مستغفر لي فأغفر له ؟
ألا مسترزق فأرزقه ؟ ألا مبتلى فأعافيه ؟ ألا كذا ألا كذا ؟ حتى يطلع الفجر " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/154 ) :

موضوع السند
أخرجه ابن ماجه ( 1/421 ) ، و من طريقه ابن الجوزي في " العلل " ( 2/561 ) ،
و البيهقي في " شعب الإيمان " ( 3/378 - 379 ) ، و " فضائل الأوقات " ( 24 ) من
طريق ابن أبي سبرة عن إبراهيم بن محمد عن معاوية بن عبد الله بن جعفر عن أبيه
عن علي بن أبي طالب قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره .
قلت : و هذا إسناد مجمع على ضعفه ، و هو عندي موضوع ; لأن ابن أبي سبرة رموه
بالوضع كما في " التقريب " . و قال البوصيري في " الزوائد " :
" إسناده ضعيف لضعف ابن أبي سبرة ، و اسمه أبو بكر بن عبد الله بن محمد بن أبي
سبرة . قال فيه أحمد بن حنبل و ابن معين : يضع الحديث " .
و قال ابن رجب في " لطائف المعارف " ( ص 143 ) :
" إسناده ضعيف " .
و أشار إلى ذلك المنذري في " الترغيب " ( 2/81 ) .

(5/131)


2133 - " إذا قصر العبد في العمل ابتلاه الله بالهم " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/154 ) :

ضعيف
أخرجه عبد الله بن أحمد في " زوائد الزهد " ( ص 10 ) ، و عنه الخطيب في "
التاريخ " ( 7/111 ) : حدثنا بيان بن الحكم : حدثنا محمد بن حاتم أبو جعفر عن
بشر بن الحارث : أنبأنا أبو بكر بن عياش عن ليث عن الحكم قال : قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره .
قلت : و هذا إسناد ضعيف مرسل .
و تابعه أحمد بن عمران الأخنسي : سمعت أبا بكر بن عياش و عبد الرحمن المحاربي
عن ليث به .
أخرجه البيهقي في " الشعب " ( 7/182/9927 ) .
و ( الأخنسي ) متروك .
الحكم هو ابن عتيبة ، و هو تابعي ثقة ، و الليث - و هو ابن أبي سليم - ضعيف ،
و ( بيان بن الحكم ) لا يعرف ; كما قال الذهبي في " الميزان " . و أما قوله عقب
الحديث : " معضل " ، فلا وجه له عندي ، و مثله جعل الحافظ العسقلاني إياه في "
تسديد القوس " ( ق /28/2 ) من حديث ( الحكم بن عمير ) ، و ذلك لأمرين :
أحدهما : أنه في " الفردوس " ( الحكم ) . لم ينسب .
و الآخر : أن ( الحكم بن عمير ) صحابي مترجم في " الإصابة " و " اللسان " (
2/337 ) ، و لم يذكروا في الرواة عنه ( ليثا ) ، و لا هو ممن أدرك عهد الصحابة
. والله أعلم .
( تنبيه ) : عزاه السيوطي لأحمد في " الزهد " ! و تبعه على ذلك المناوي ،
و إنما هو لابنه عبد الله كما ذكرنا .
و قد رواه ليث عن مجاهد عن عائشة مرفوعا نحوه . و هو مخرج فيما سيأتي برقم (
2695 ) .

(5/132)


2134 - " ثلاث لا يحاسب بهن العبد : ظل خص يستظل به ، و كسرة يشد بها صلبه ، و ثوب
يواري عورته " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/156 ) :

ضعيف
أخرجه عبد الله بن أحمد في " زوائد الزهد " ( ص 12 ) ، و عنه الديلمي ( 2/60 )
: حدثنا بيان بن الحكم : حدثنا محمد بن حاتم : حدثني بشر بن الحارث : حدثنا
عيسى بن يونس عن هشام عن الحسن مرفوعا .
قلت : و هذا إسناد مرسل ضعيف : ( بيان بن الحكم ) لا يعرف كما تقدم ، و الحسن
هو البصري ، و هو كثير الإرسال .
و رواه المعافى بن عمران في " الزهد " ( 255/1 ) : حدثنا مبارك بن فضالة عن
الحسن به .

(5/133)


2135 - " لا خير في مال لا يرزأ منه ، و جسد لا ينال منه " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/156 ) :

ضعيف جدا
أخرجه ابن سعد ( 8/149 - 150 ) : أخبرنا هشام بن محمد : حدثنا عبيد الله بن
الوليد الوصافي عن عبد الله بن عبيد بن عمير الليثي قال :
" جاء رجل من بني سليم إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال : يا رسول الله إن
لي ابنة من جمالها و عقلها ما إني لأحسد الناس عليها غيرك ، فهم النبي صلى الله
عليه وسلم أن يتزوجها ، ثم قال : و أخرى يا رسول الله ، لا والله ما أصابها
عندي مرض قط ، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : لا حاجة لنا في ابنتك ،
تجيئنا تحمل خطاياها ، لا خير ... " .
قلت : و هذا إسناد ضعيف جدا ، فإنه مع كونه مرسلا ; فإن هشام بن محمد ، و هو
الكلبي المفسر ; متروك كما قال الدارقطني .
و عبيد الله بن الوليد الوصافي ضعيف .
ثم وجدت له طريقا أخرى مسندة ، فقال ابن أبي الدنيا في " الكفارات " ( ق 88/2 )
: حدثني حسين بن علي العجلي : حدثنا عمرو بن محمد العنقزي : نا زافر بن سليمان
عن عبيد الله قال : سمعت الحسن يحدث عن أبي سعيد الخدري قال :
أتى رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال : يا رسول الله كبرت سني ، و سقم
جسدي ، و ذهب مالي ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره ، إلا أنه قال
" يبلى " بدل " ينال منه " .
قلت : و هذا إسناد ضعيف ، زافر بن سليمان ، و هو القهستاني ; صدوق كثير الأوهام
كما في " التقريب " ، و مثله العجلي ، قال الحافظ :
" صدوق يخطىء كثيرا " .

(5/134)


2136 - " يا بني ! كل الكرفس ; فإنها بقلة الأنبياء ، مفعول عنها ، و هي طعام الخضر
و إلياس ، و الكرفس يفتح السدد ، و يذكي القلب ، و يورث الحفظ ، و يطرد الجنون
، و الجذام ، و البرص ، و الجن " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/157 ) :

موضوع
أخرجه الديلمي في " مسند الفردوس " ( 3/280 - الغرائب الملتقطة ) من طريق محمد
ابن هشام : حدثنا الوليد بن محمد بن الوليد الأنطاكي : حدثنا عيسى بن سليمان عن
الثوري عن أبي الزناد عن أبي حازم عن الحسن بن علي رفعه .
قلت : و هذا متن موضوع ، لعله من وضع بعض المتصوفة المتزهدة ، أو الأطباء
الجهلة ، و إسناده مظلم ، و قد أورده السيوطي في " ذيل الأحاديث الموضوعة " ( ص
139 ) ، و بيض له فلم يتكلم عليه بشيء ! فتعقبه ابن عراق في " تنزيه الشريعة "
فقال ( 2/263 ) :
" قلت : لم يبين علته ، و فيه عيسى بن سليمان ، فإن كان هو ( أبو طيبة الدارمي
) فقد ضعفه ابن معين ، و قال : " لا أعلم أنه كان يتعمد الكذب ; و لعله شبه
عليه " ، و إن كان غيره فلا أعرفه . و الوليد بن محمد بن الوليد الأنطاكي لا
أعرفه . والله تعالى أعلم " .
و أقول : و فيما قال نظر من وجوه :
أولا : قوله : " .. و قال : لا أعلم .. " إلخ . جعله من تمام قول ابن معين ،
و هو وهم ، و إنما هو من قول ابن عدي ، فإنه في أول ترجمة ( أبي طيبة الدارمي )
هذا روى عن ابن معين أنه قال ( 5/256 ) :
" أحمد بن أبي طيبة الجرجاني ثقة ، و أبوه ( أبو طيبة ) ضعيف " .
ثم قال في آخر الترجمة ( ص 258 ) :
" و أبو طيبة هذا كان رجلا صالحا ، و لا أظن أنه كان يتعمد الكذب .. " إلخ .
و إلى ابن عدي عزاه الذهبي في " الميزان " .
و ذكره ابن حبان في " الثقات " ( 7/234 ) :
" يخطىء " .
و لم يذكر فيه ابن أبي حاتم جرحا و لا تعديلا .
ثانيا : هناك احتمال آخر في ( عيسى بن سليمان ) ، و هو أنه ( القرشي الحمصي )
المترجم في " ثقات ابن حبان " ( 8/494 ) ، و قال فيه ابن أبي حاتم عن أبيه :
" شيخ حمصي ، يدل حديثه على الصدق " .
قلت : و لعل الأقرب أنه هذا ، بقرينة أن الراوي عنه شامي أنطاكي كما يأتي ،
و من هذه الطبقة أيضا .
ثالثا : لعل علة هذا الحديث ( الوليد بن محمد بن الوليد الأنطاكي ) ، فإني لم
أجد له ترجمة فيما عندي من المصادر ، و أستبعد أن يكون الذي في " التاريخ "
لابن عساكر ( 13/892 ) .
" الوليد بن محمد بن العباس بن الوليد بن محمد بن عمر بن الدرفس أبو العباس
القساني .. " .
ثم ترجمه برواية جمع من الحفاظ عنه ، و ذكر وفاته سنة ( 326 ) . فهذا يعني أنه
متأخر الوفاة حتى عهد بعض طبقة الرواة عن ( محمد بن هشام ) ، و هذا ابن ملاس
الدمشقي ، الراوي عن ( الوليد الأنطاكي ) ، فقد روى عنه - أعني ابن هشام هذا ،
كما ذكر ابن حبان في " الثقات " ( 9/123 ) : ( محمد بن المنذر بن سعيد ) ،
و توفي سنة ( 303 ) ، و روى عنه أيضا ابن أبي حاتم ، و توفي سنة ( 327 ) .
فهو غير الأنطاكي ، فهو علة الحديث . والله أعلم .
( فائدة ) : الكرفس : عشب يشبه البقدونس معروف في بعض البلاد كالحجاز و فلسطين
، و قد ذكر له بعض المنافع ابن القيم في " الطب " من كتابه " زاد المعاد " ،
شيء منها منصوص عليه في هذا الحديث ، و لم يتعرض له بذكر ، و لكنه ذكر فيه
حديثا آخر بلفظ :
" من أكله ثم نام عليه ; نام و نكهته طيبة ، و ينام آمنا من وجع الأضراس
و الأسنان " ، و قال عقبه :
" و هذا باطل على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، و لكن البستاني منه يطيب
النكهة جدا .. " .
و هو في " ذيل الموضوعات " أيضا ( ص 141 ) من رواية الطيوري في حديث طويل .

(5/135)


2137 - " لأن أتصدق بخاتمي أحب إلي من ألف درهم أهديها إلى الكعبة " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/160 ) :

ضعيف
رواه الطبراني في " الأوسط " ( 2/300/1524 - ط ) : حدثنا أحمد قال : حدثنا أحمد
ابن الحسن : حدثنا محمد بن سليمان بن أبي داود : حدثنا أبو عوانة عن أبي العنبس
عن القاسم بن محمد عن عائشة مرفوعا .
قلت : و هذا إسناد ضعيف ، أحمد بن الحسن شيخ أحمد - و هو ( ابن محمد بن صدقة )
حافظ ثقة - لم أعرفه .
و أبو العنبس هو العدوي الكوفي ، وثقه ابن حبان ، و روى عنه جماعة ، و قال
الحافظ في " التقريب " :
" مقبول " .
و أما الهيثمي ، فجعله علة الحديث ، فقال ( 3/113 ) :
" و فيه أبو العنبس ، و فيه كلام " !
و لا أعلم أحدا تكلم فيه ، و هو خلاف ما جرى عليه من اعتداده بتوثيق ابن حبان ،
و بخاصة إذا لم يخالف كما هنا . والله أعلم .

(5/136)


2138 - " ثلاثة لا يريحون رائحة الجنة : رجل ادعى إلى غير أبيه ، و رجل كذب على نبيه ،
و رجل كذب على عينيه " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/160 ) :

ضعيف جدا
أخرجه البزار ( 1/116/214 ) ، و الديلمي ( 2/69 ) عن يحيى بن حسان : حدثنا
عبد الرزاق بن عمر عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة قال : فذكره .
و قال البزار :
" لا نعلم هذا اللفظ يروى عن أبي هريرة إلا بهذا الإسناد ، تفرد به عبد الرزاق
، و هو دمشقي ، و قيل ، و قيل فيه : أيلي " .
قال الشيخ الهيثمي : " المجمع " ( 1/148 ) :
" ضعيف ، و لم يوثقه أحد " .
كذا قال : و قد أورده في " الميزان " ، و لم يزد على قوله فيه :
" قال أبو حاتم : صدوق متعبد ، يعد من الأبدال . و قال يزيد بن محمد : ثقة " .
ثم تبينت أنهما اثنان ، كلاهما دمشقي :
الأول : و هو أبو بكر الثقفي ، و هو صاحب هذا الحديث .
و الآخر : العابد الصغير ، و هو الذي تقدم توثيقه .
و أما الثقفي فقد ترجمه الذهبي في " الميزان " أيضا ترجمه سيئة ، فقال :
" قال النسائي : ليس بثقة " .
و قال البخاري :
" منكر الحديث " .
و قال الحافظ المزي في " التهذيب " ( 2/415 ) :
" و هو من الضعفاء ، ضعفه غير واحد " .
و قد ثبت الحديث بلفظ آخر ، فانظر " الصحيحة " ( 3063 ) .

(5/137)


2139 - " بين كل أذانين صلاة ; إلا المغرب " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/162 ) :

منكر
أخرجه البزار ( 1/334/693 ) : حدثنا عبد الواحد بن غياث : حدثنا حيان بن
عبيد الله : عن عبد الله بن بريدة عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال
: فذكره ، و قال :
" لا نعلم رواه إلا حيان ، و هو بصري مشهور ليس به بأس ، و لكنه اختلط " .
و ذكره ابن عدي في " الضعفاء " .
قلت : و قد صح الأمر بهاتين الركعتين ، و هو مخرج في " الصحيحة " ( 233 ) .

(5/138)


2140 - " بين العالم و العابد سبعون درجة ، بين كل درجتين مسيرة مائة سنة حضرة <1>
الفرس السريع " .
*--------------------------------------------------------------------------*
[1] من الحضر : العدو . اهـ .
1
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/162 ) :

ضعيف جدا
رواه ابن شاهين في " الترغيب " ( 290/1 ) و ابن عدي في " الكامل " ( 4/134 ) من
طرق عن عبد الله بن محرر ، عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة مرفوعا .
و قال ابن عدي :
" منكر ، لا أعلمه يرويه عن الزهري إلا ابن محرر ، و محمد بن عبد الملك ،
و جميعا ضعيفان " .
قلت : و هذا إسناد ضعيف جدا ، عبد الله بن محرر ; قال أحمد :
" ترك الناس حديثه " .
و قال الجوزجاني :
" هالك " .
و قال الدارقطني و جماعة :
" متروك " . كذا في " الميزان " ، و ساق له مناكير هذا أحدها .
و الحديث أخرجه أبو نعيم أيضا في " أخبار أصفهان " ( 2/150 ) ، و الديلمي في "
مسند الفردوس " ( 2/1/14 - مختصره ) ; كلاهما معلقا عن عبد الله بن محرر به ;
دون قوله : " بين كل ... " .
و خالف الخليل بن مرة ، فرواه عن مبشر عن الزهري عن أبي سلمة بن عبد الرحمن بن
عوف عن أبيه مرفوعا به ، إلا أنه قال :
" .. ما بين كل درجتين كما بين السماء و الأرض " .
أخرجه أبو يعلى في " مسنده " ( 2/163/856 ) ، و عنه ابن عدي في " الكامل " (
3/60 - 61 ) .
و ( الخليل بن مرة ) مختلف فيه ، و قد ضعفه جماعة ، بل قال البخاري :
" منكر الحديث " .
و إسناده لهذا الحديث يدل على ضعفه ، فإنه خالف تلك الطرق ، فجعله من مسند (
عبد الرحمن بن عوف ) ، و أسقط علة الحديث ( عبد الله بن محرر ) .
و قد روي من حديث ابن عمر بزيادة منكرة في متنه ، و سيأتي الكلام عليه برقم (
6578 ) .

(5/139)


2141 - " بئس القوم قوم يمشي الرجل فيهم بالتقية و الكتمان " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/163 ) :

ضعيف جدا
رواه الديلمي ( 2/1/12 ) عن يحيى بن سعيد العطار : حدثنا سوار بن مصعب عن عمرو
ابن مرة عن أبي عبيدة عن عبد الله بن مسعود مرفوعا .
قلت : و هذا إسناد ضعيف جدا ; فيه ثلاث علل :
الأولى : الانقطاع بين ابن مسعود و ابنه أبي عبيدة ، فإنه لم يسمع منه .
الثانية : سوار بن مصعب ; ضعيف جدا ، قال في " الميزان " :
" قال البخاري : منكر الحديث ، و قال النسائي و غيره : متروك ، و قال أبو داود
: ليس بثقة " .
ثم ساق من مناكيره هذا الحديث .
الثالثة : يحيى بن سعيد العطار ; ضعفه ابن معين و غيره .

(5/140)


2142 - " غفر الله لزيد بن عمرو و رحمه ، فإنه مات على دين إبراهيم " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/164 ) :

موضوع
أخرجه ابن سعد ( 3/381 ) : أخبرنا محمد بن عمر قال : حدثنا موسى بن شيبة عن
خارجة بن عبد الله بن كعب بن مالك قال : سمعت سعيد بن المسيب يذكر زيد بن عمرو
ابن نفيل ، فقال :
" توفي و قريش تبني الكعبة قبل أن ينزل الوحي على رسول الله صلى الله عليه وسلم
بخمس سنين ، و لقد نزل به و إنه ليقول : أنا على دين إبراهيم ، فأسلم ابنه سعيد
ابن زيد أبو الأعور ، و اتبع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، و أتى عمر بن
الخطاب و سعيد بن زيد رسول الله صلى الله عليه وسلم فسألاه عن زيد بن عمرو ،
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره ، قال : فكان المسلمون بعد ذلك
اليوم لا يذكره ذاكر إلا ترحم و استغفر له . ثم يقول سعيد بن المسيب :
رحمه الله و غفر له " .
قلت : و هذا إسناد موضوع ، محمد بن عمر ، و هو الواقدي ; متهم بالكذب .
و موسى بن شيبة ; و هو ابن عمرو بن عبد الله بن كعب بن مالك ; ليس الحديث كما
في " التقريب " .
و خارجة بن عبد الله بن كعب ; مجهول .

(5/141)


2143 - " كل نادبة كاذبة ، إلا نادبة حمزة " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/165 ) :

ضعيف
أخرجه ابن سعد ( 3/18 ) من طريق محمد بن أبي حميد عن ابن المنكدر قال :
" أقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم من أحد ، فمر على بني عبد الأشهل ، و نساء
الأنصار يبكين على هلكاهن ، يندبنهم ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "
لكن حمزة لا بواكي له " ، قال : فدخل رجال من الأنصار على نسائهم ، فقالوا :
حولن بكاءكن و ندبكن على حمزة . فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فطال
قيامه يستمع ، ثم انصرف ، فقام على المنبر من الغد ، فنهى عن النياحة كأشد ما
نهى عن شيء قط ، و قال : ..... " فذكره .
قلت : و هذا إسناد ضعيف ، فإنه مع إرساله فيه ( ابن أبي حميد ) ، أورده الذهبي
في " الضعفاء " ، و قال :
" ضعفوه " .
و قال الحافظ :
" ضعيف " .
( تنبيه ) : عزاه السيوطي لابن سعد عن سعد بن إبراهيم مرسلا . و لم أره في
" ابن سعد " إلا من الطريق المتقدمة ، و لعله عنده من الطريق الأخرى في القسم
الذي لم يطبع من " الطبقات " ، فإن في المطبوعة منه خرما في أكثر من موضع واحد
.

(5/142)


2144 - " كان إذا اجتلى النساء أقعى و قبل " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/166 ) :

ضعيف
أخرجه ابن سعد ( 8/146 ) ، و الطحاوي في " مشكل الآثار " ( 1/264 - 265 ) عن
موسى بن عبيدة : حدثني عمر بن الحكم : حدثني أبو أسيد قال :
" تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم امرأة من الجون ، فأمرني أن آتيه بها ،
فأتيته بها ، فأنزلتها بالشوط من وراء ذباب في أطم ، ثم أتيت النبي صلى الله
عليه وسلم ، فقلت : يا رسول الله ! قد جئتك بأهلك ، فخرج يمشي و أنا معه ، فلما
أتاها أقعى ، و أهوى ليقبلها ، و كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا اجتلى
... فقالت : أعوذ بالله منك ، فقال : لقد عذت معاذا ، فأمرني أن أردها إلى
أهلها ، ففعلت " .
قلت : و هذا إسناد ضعيف من أجل موسى بن عبيدة ، فإنه واه .
و أشد من هذا الحديث ضعفا ما أخرجه ابن سعد أيضا ( 8/145 - 146 ) ، و الحاكم (
4/37 ) من طريق محمد بن عمر : أخبرنا هشام بن محمد : حدثني ابن الغسيل عن حمزة
ابن أبي أسيد الساعدي عن أبيه - و كان بدريا - قال :
تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم أسماء بنت النعمان الجونية ، فأرسلني ، فجئت
بها ، فقالت حفصة لعائشة ، أو عائشة لحفصة : اخضبيها أنت ، و أنا أمشطها .
ففعلن ، ثم قالت لها إحداهما : إن النبي صلى الله عليه وسلم يعجبه من المرأة
إذا دخلت عليه أن تقول : أعوذ بالله منك ، فلما دخلت عليه ، و أغلق الباب ،
و أرخى الستر مد يده إليها ، فقالت : أعوذ بالله منك ، فقال بكمه على وجهه ،
فاستتر به ، و قال : عذت معاذا . ( ثلاث مرات ) . قال أبو أسيد : ثم خرج علي
فقال : يا أبا أسيد ، ألحقها بأهلها ، و متعها برازقيتين . يعني كرباستين ،
فكانت تقول : ادعوني الشقية .
قلت : سكت عنه الحاكم ، و قال الذهبي :
" قلت : سنده واه " .
قلت : بل هو بهذا السياق موضوع ، لأن هشام بن محمد ; و هو الثعلبي متروك ،
و محمد بن عمر ، و هو الواقدي ; كذاب .
و قد خولفا في متنه ، فقال البخاري ( 9/311 ) :
حدثنا أبو نعيم : حدثنا عبد الرحمن بن غسيل به مختصرا ، و ليس فيه ذكر لحفصة
و عائشة مطلقا ، و لا قول إحداهما : إن النبي صلى الله عليه وسلم يعجبه من
المرأة ... إلخ .
و قد استغل عبد الحسين الشيعي هذه الزيادة الموضوعة فطعن بها على السيدة عائشة
رضي الله عنها ، فراجع إن شئت كتابه " المراجعات " ( ص 248 ) ، و الحديث الآتي
برقم ( 4964 ) لتتيقن من موقف هذا الشيعي من أهله صلى الله عليه وسلم .

(5/143)


2145 - " كان يقول في سجوده إذا سجد : سجد لك سوادي و خيالي ، و آمن بك فؤادي ، أبوء
بنعمتك علي ، هذه يداي و ما جنيت على نفسي " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/167 ) :

ضعيف
أخرجه ابن نصر في " قيام الليل " ( ص 76 ) ، و البزار ( 1/264/543 ) عن
عبيد الله بن موسى : حدثنا حميد الأعرج عن عبد الله بن الحارث عن عبد الله بن
مسعود قال : فذكره ، و قال :
" لا نعلمه عن عبد الله إلا من هذا الوجه " .
قال الشيخ ( الهيثمي ) في " المجمع " ( 2/128 ) :
" رجاله ثقات " .
فتعقبه الحافظ بقوله في " مختصر الزوائد " ( 1/265/386 ) :
" قلت : بل حميد - هو ابن قيس الأعرج - منكر الحديث جدا " .
كذا قالا ، و كلاهما مخطئ - وجل من لا يخطئ - فإن حميدا هذا ; ليس هو ابن قيس
الأعرج ، و لا هو بالذي يصح أن يقال فيه : " منكر الحديث جدا " ، فإنه ثقة محتج
به في " الصحيحين " ! و إنما هو ( حميد الأعرج الكوفي ) - و ذاك مكي - و هو
القاص الملائي ، قال فيه البخاري في " التاريخ " ( 1/2/354 ) :
" منكر الحديث " .
و قال الحافظ في " التقريب " :
" ضعيف " .
و قال في ( ابن قيس ) :
" ليس به بأس " .
و قد ذكروا في ترجمة الضعيف أنه الذي يروي عنه عبيد الله بن موسى ، و خلف بن
خليفة ، و قد أخرج الحديث من طريق خلف هذا الحاكم ( 1/533 - 534 ) مطولا ،
و ابن عدي ( 2/273 ) حديث الترجمة ، و قال ابن عدي :
" و لحميد عن عبد الله بن الحارث عن ابن مسعود غير هذه الأحاديث ، و هي ليست
بمستقيمة ، و لا يتابع عليها " .
و قال الحاكم :
" صحيح الإسناد ، إلا أن الشيخين لم يخرجا عن ( حميد الأعرج الكوفي ) ، إنما
أخرجا حميد بن قيس المكي " :
" و تعقب تصحيحه الذهبي ، فقال في " تلخيصه " :
" قلت : حميد متروك " .
و قد روي الحديث عن عائشة مطولا من طريقين عنها ; متن أحدهما أنكر من الآخر ،
و لذلك فهما لا يصلحان للشهادة ، و الأخصر منهما فيه علل أربعة ، و هو المذكور
آتيا ، و قد سقت لفظه ، و أعدت تخريجه موسعا برقم ( 6579 ) .
و له شاهد ضعيف جدا من طريق محمد بن عثيم أبي ذر الحضرمي قال : حدثني عثيم عن
عثمان بن عطاء الخراساني عن أبيه عن عائشة به مطولا دون قوله :
" أبوء بنعمتك علي " .
أخرجه أبو يعلى في " مسنده " ( 8/121 - 122 ) .
و هذا إسناد واه جدا مسلسل بالعلل :
1 - محمد بن عثيم ; متروك متهم .
2 - و عثيم ; لم أعرفه سواء كان والد محمد أو غيره .
3 - و عثمان بن عطاء الخراساني ; ضعيف .
4 - و أبوه عطاء الخراساني ; فيه كلام من قبل حفظه ، و لم يسمع من عائشة .

(5/144)


2146 - " كان إذا خطب المرأة ، قال : اذكروا لها جفنة سعد بن عبادة " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/169 ) :

موضوع
قال ابن سعد في " الطبقات " ( 8/162 ) : أخبرنا محمد بن عمر : حدثنا عبد الله
ابن جعفر عن ابن أبي عون عن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم قال : فذكره .
أخبرنا محمد بن عمر : حدثنا محمد بن صالح عن عاصم بن عمر بن قتادة عن النبي
صلى الله عليه وسلم مثله .
قلت : و هذان إسنادان مرسلان ، و محمد بن عمر ; هو الواقدي ، و هو متهم بالكذب
.

(5/145)


2147 - " كان إذا خطب ، فرد ; لم يعد ، فخطب امرأة ، فقالت : استأمر أبي ، فلقيت أباها
، فأذن لها ، فلقيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقالت له ، فقال : قد
التحفنا لحافا غيرك " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/170 ) :

موضوع
قال ابن سعد ( 8/161 ) : أخبرنا محمد بن عمر : حدثني الثوري عن جابر عن مجاهد
قال : فذكره .
قلت : هذا موضوع ، آفته محمد بن عمر ، و قد عرفت آنفا أنه الواقدي المتهم .
و جابر هو ابن يزيد الجعفي ، و هو متروك .
( تنبيه ) : هكذا لفظ الحديث في المكان المشار إليه من " ابن سعد " ، و قد عزاه
إليه في " الجامع " بلفظ :
" فخطب امرأة فأبت ، ثم عادت ، فقال : ... " ، و الباقي مثله سواء ، فالظاهر أن
السيوطي رواه بالمعنى .

(5/146)


2148 - " كان إذا جلس ، جلس إليه أصحابه حلقا حلقا " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/170 ) :

موضوع
أخرجه البزار ( 1/92/157 ) عن سعيد بن سلام : حدثنا خالد بن ميسرة عن معاوية بن
قرة عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان .... ، و قال :
" لا نعلم رواه عن خالد إلا سعيد ، و هو ليس الحديث " .
قلت : بل هو كذاب ; كما قال أحمد ، و قال البخاري :
" يذكر بوضع الحديث " .
و لذلك قال المناوي في " شرح الجامع " :
" سكوت المصنف على هذا الحديث غير جيد ، فقد قال الحافظ الهيثمي ( 1/132 )
و غيره : فيه سعيد بن سلام كذبه أحمد . أهـ " .

(5/147)


2149 - " بين الركن و المقام ملتزم ; ما يدعو به صاحب عاهة إلا برىء " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/171 ) :

ضعيف جدا
رواه الطبراني ( رقم 11873 ) عن شاذ بن الفياض : نا عباد بن كثير عن أيوب عن
عكرمة عن ابن عباس مرفوعا .
قلت : و هذا إسناد ضعيف جدا ، عباد بن كثير ; هو الثقفي البصري ; متروك كما قال
الهيثمي ( 3/246 ) .

(5/148)


2150 - " كان إذا توضأ ، فضل ماء حتى يسيله على موضع سجوده " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/171 ) :

ضعيف
رواه الطبراني رقم ( 2739 ) ، و ابن عساكر ( 6/300/2 ) عن عبد الله بن محمد بن
سالم المفلوج : نا حسين بن زيد بن علي عن الحسن بن زيد عن أبيه عن الحسن بن
علي مرفوعا .
قلت : و هذا سند ضعيف ، رجاله موثقون ، لكنه معلول بالانقطاع و غيره كما يأتي .
و بهذا الإسناد أخرجه أبو يعلى في " مسنده " ( 12/153/6782 ) ، إلا أنه قال : "
عن الحسين بن علي " .
و قال عبد الحق الإشبيلي في " أحكامه " ( 396 ) :
" رواه أبو جعفر الطبري في " تهذيب الآثار " قال : حدثنا أحمد بن حازم الغفاري
: أخبرنا عبد الله بن محمد بن سالم : حدثني حسين بن زيد بن علي عن الحسن بن زيد
ابن الحسن عن أبيه عن الحسن بن علي مرفوعا . و قال أبو جعفر :
و هذا عندنا خبر صحيح سنده ، و قد يجب أن يكون على مذهب الآخرين سقيما لعلتين :
إحداهما : أنه خبر لا يعرف له مخرج يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا من
هذا الوجه ، و الخبر إذا انفرد به عندهم منفرد ، وجب التثبت فيه .
و الثانية : أن ذلك مما لا تعرفه العامة ، و هو عمل من أعمال الطهارة ، و لو
كان صحيحا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، لم تجهله العامة .
كذا قال أبو جعفر في هذا ، و لم أجد في " تاريخ البخاري " ، و لا في " تاريخ
ابن أبي حاتم " سماعا و لا رواية لزيد بن الحسن عن أبيه ، إنما ذكروا روايته عن
ابن عباس أنه تطيب بالمسك ، لم يذكروا رواية عن غيره . والله أعلم .
و قال أبو أحمد الجرجاني : الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب روى عن
أبيه و عكرمة أحاديث معضلة ، و روايته عن أبيه أنكر مما هي عن عكرمة .
و أما البخاري و ابن أبي حاتم ; فلم يذكروا فيه أكثر من روايته عن أبيه و عكرمة
" أهـ .
قلت : و لعل قوله : " أبيه " و " عكرمة " مقحم من الناس ، فإن إثباتهما في ما
تقدم من كلامه ، و الصواب : " ابن عباس " مكان " عكرمة " . والله أعلم .
ثم إني لأعجب أشد العجب من أسلوب الإمام الطبري في تصحيح الأحاديث في كتابه
المذكور " تهذيب الآثار " ، فقد رأيت له فيه عشرات الأحاديث يصرح بصحتها عنده ،
و لا يتكلم على ذلك بتوثيق ، بل يتبعه بحكايته عن العلماء الآخرين تضعيفه ،
و بكلامهم في إعلاله ، و لا يرده ، بحيث أن القارىء يميل إليهم دونه ! فما
أشبهه فيه بإسلوب الرازي في رده على المعتزلة في " تفسيره " ; يحكي شبهاتهم على
أهل السنة ، ثم يعجز عن ردها !
و الواقع أن النفس لم تطمئن لهذا الحديث ; لغرابته ، و شبهة الانقطاع بين زيد
ابن الحسن و أبيه ، فإن هذا مات سنة ( 50 ) و زيد في ( 120 ) ، ما يبعد ثبوت
سماعه منه . و أما ابن عباس فمات ( 68 ) .
و أيضا فـ ( حسين بن زيد ) أورده الذهبي في " المغني " ، و قال :
" قال أبو حاتم : تعرف و تنكر " .
و أيضا فـ ( زيد بن الحسن ) نفسه على جلالته ، لم يوثقه غير ابن حبان ( 4/245 )
، و لم يرو عنه كبير ثقة !
و منه يتبين تساهل الهيثمي بقوله في كل من رواية الطبراني و أبي يعلى ( 1/234 )
:
" و إسناده حسن " !
والله سبحانه و تعالى أعلم .

(5/149)


2151 - " إن أرواح المؤمنين في السماء السابعة ، ينظرون إلى منازلهم في الجنة " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/174 ) :

موضوع
رواه أبو نعيم في " أخبار أصبهان " ( 1/166 ) تعليقا ، و الديلمي في " مسند
الفردوس " ( 1/2/270 ) عن أبي مقاتل السمرقندي : حدثنا أبو سهل عن الحسن عن
أبي هريرة مرفوعا .
قلت : و هذا موضوع . آفته أبو مقاتل السمرقندي ; قال الذهبي :
" أحد التلفى ، اسمه حفص بن سلمة " .
و قال في " الأسماء " :
" وهاه قتيبة شديدا ، و كذبه ابن مهدي لكونه روى عن عبيد الله عن نافع عن ابن
عمر مرفوعا : " من زار قبر أمه كان كعمرة " . و قال السليماني : حفص بن سلمة
الفزاري صاحب كتاب " العالم و المتعلم " في عداد من يضع الحديث " .
و أبو سهل ; هو حسام بن مصك ; قال الحافظ :
" ضعيف يكاد يترك " .

(5/150)


2152 - " إن أرحم ما يكون العبد إذا وضع في حفرته " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/174 ) :

موضوع
رواه الديلمي ( 1/2/281 ) عن محمد بن يونس : حدثنا أحمد بن مخلد الأهوازي :
حدثنا نوح بن خالد عن يغنم بن سالم عن أنس مرفوعا . قال الحافظ في " مختصره
" :
" قلت : يغنم بن سالم كذبوه " .
قلت : و نوح بن خالد لم أعرفه . و لعله وقع فيه تحريف ، فقد أعله المناوي بأن
فيه نوح بن سالم ، قال الذهبي : قال ابن معين : ليس بشيء .
و هو مترجم في " الجرح و التعديل " ( 4/1/485 ) ، لكن بيض فيه لشيوخه و لمن روى
عنه .
و محمد بن يونس ن و هو الكديمي ; وضاع .

(5/151)


2153 - " ستفتح مشارق الأرض و مغاربها على أمتي ، ألا و عمالها في النار ; إلا من
اتقى الله ، و أدى الأمانة " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/175 ) :

ضعيف
أخرجه عبد الله بن أحمد في " زوائد الزهد " ( ق 1/1 - عام و 277 - ط ) ، و عنه
أبو نعيم في " الحلية " ( 6/199 ) عن سيار : حدثنا جعفر : حدثنا حوشب عن
الحسن ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره .
قلت : و هذا إسناد ضعيف مرسل ، و الحسن هو البصري ، و سيار هو ابن حاتم العنزي
. قال الحافظ :
" صدوق له أوهام " .

(5/152)


2154 - " جزاء الغني من الفقير النصيحة و الدعاء " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/175 ) :

ضعيف
أخرجه ابن سعد ( 8/307 ) ، و الطبراني ( 25/162/392 ) عن حبابة بنت عجلان
الخزاعية عن أمها عن أم حفص بنت جرير عن أم حكيم بنت وادع قالت : قلت للنبي
صلى الله عليه وسلم : ما جزاء الغني من الفقير ؟ قال : فذكره .
قلت : و هذا إسناد ضعيف مسلسل بالمجاهيل : حبابة بنت عجلان لا تعرف هي و لا
أمها ، و لا أم حفص ; و اسمها صفية ; كما في " الميزان " .
و الحديث عزاه السيوطي في " الجامع " لأبي يعلى و الطبراني في " الكبير " .
و قال المناوي في " الفيض " :
" قال الهيثمي : فيه رواية أربع نسوة بعضهن عن بعض ، و هو مما يعز وجوده أهـ .
أي : فيكون هذا من لطائف إسناده " .
قلت : هذا انشغال بما لا يهم عن المهم ، و هو بيان حاله في الصحة أو الضعف !

(5/153)


2155 - " إن المهدي لا يخرج حتى تقتل النفس الزكية ، فإذا قتلت النفس الزكية ، غضب
عليهم من في السماء و من في الأرض ، فأتى الناس المهدي ، فزفوه كما تزف العروس
إلى زوجها ليلة عرسها ، و هو يملأ الأرض قسطا و عدلا ، و تخرج الأرض نباتها ،
و تمطر السماء مطرها ، و تنعم أمتي في ولايته نعمة لم تنعمها قط " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/176 ) :

منكر
أخرجه ابن أبي شيبة في " المصنف " ( 15/199 ) : عبد الله بن نمير قال : حدثنا
موسى الجهني قال : حدثني عمر بن قيس الماصر قال : حدثني [ مجاهد قال : حدثني ]
فلان رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم : أن المهدي .... إلخ .
قلت : و هذا متن منكر ، مع كونه موقوفا ، و إسناده نظيف ، لا يبدو لي فيه علة
سوى الوقف ، و ما بين المعقوفتين زيادة من نسخة ( م ) كما جاء في التعليق عليه
، و لم أدر ما هذه النسخة التي أشار إليها ، فإنه في أول المجلد السادس لم يذكر
إلا نسختين ليس هذه إحداهما ، و صرح بأنه يرمز إلى الأولى منهما بـ ( الأصل )
و إلى الأخرى بـ ( النسخة ) . و قد رأيته في المجلد السادس ( ص 24 ) قد صحح
كلمة من الأصل ، و قال في التعليق :
" من المحلى ، و في ( الأصل ) و ( النسخة ) : " نسل " كذا " .
و نحوه في ( ص 28 ) .
ثم رأيته يقول ( ص 61 ) :
" و في ( الأصل ) و ( م ) للحسن الدين ... و التصحيح من ( المحلى ) .. " .
و بذلك اندفع ما ألقى في النفس أول مرة أنه لعله يعني بهذا الرمز ( م ) "
المحلى " ، ففي النفس من صحة هذه الزيادة في النسخة المشار إليها شيء ، و لعلها
النسخة التي اعتمد عليها السيوطي في " الدر المنثور " ( 6/58 ) ، فقد عزاه فيه
لابن أبي شيبة عن مجاهد ... و كذلك ذكره في " العرف الوردي في أخبار المهدي " (
ص 223 ج2 ) . والله سبحانه و تعالى أعلم .
و ( النفس الزكية ) لقب محمد بن عبد الله بن حسن الهاشمي ، و قد قيل : إن أهل
بيته سموه بالمهدي <1> ، فلا يبعد أن يكون هذا الأثر من وضع بعض أتباعه
و أنصاره في قيد حياته إنذارا لأعدائه ، أو بعيد وفاته ، و قد قتله أبو جعفر
المنصور ، لما خرج عليه بالمدينة ، فبعث إليه عيسى بن موسى فقتله . رحمه الله ،
و عامل الظالمين بما يستحقون .
*--------------------------------------------------------------------------*
[1] انظر ترجمته في " الأعلام " للزركلي . اهـ .
1

(5/154)


2156 - " لا تفعلي يا قيلة ! إذا أردت أن تبتاعي شيئا ، فاستامي به الذي تريدين ،
أعطيت أو منعت ، و إذا أردت أن تبيعي شيئا ، فاستامي الذي تريدين ، أعطيت أو
منعت " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/177 ) :

ضعيف
أخرجه البخاري في " التاريخ " ( 4/2/418 ) تعليقا ، و ابن ماجه ( 2/21 ) ،
و ابن سعد ( 8/311 ) من طريق يعلى بن شبيب عن عبد الله بن عثمان بن خثيم عن
قيلة أم بني نمار قالت :
أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض عمره عند المروة ، فقلت :
يا رسول الله ، إني امرأة أبيع و أشتري ، فإذا أردت أن أبتاع الشيء ، سمت به
أقل مما أريد ، ثم زدت ، ثم زدت حتى أبلغ الذي أريد ، و إذا أردت أن أبيع الشيء
، سمت به أكثر من الذي أريد ، ثم وضعت حتى أبلغ الذي أريد ، فقال رسول الله
صلى الله عليه وسلم : فذكره .
قلت : و هذا إسناد ضعيف ، و منقطع ; قال البوصيري في " الزوائد " ( 136/2 ) :
" قال المزي في " الأطراف " : ابن خثيم عن قيلة فيه نظر . و قال الذهبي في "
الكاشف " : قيلة أم رومان ، روى عنه ابن خثيم مرسلا " .
قلت : و يعلى بن شبيب لين الحديث ; كما في " التقريب " .

(5/155)


2157 - " اتقوا الله ، و صلوا الأرحام ، فإنه أبقى لكم في الدنيا ، و خير لكم في
الآخرة " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/178 ) :

ضعيف
أخرجه ابن جرير في " تفسيره " ( 7/521/8422 ) : حدثنا بشر بن معاذ : حدثنا يزيد
قال : حدثنا سعيد عن قتادة *( و اتقوا الله الذي تساءلون به و الأرحام
إن الله كان عليكم رقيبا )* : ذكر لنا أن نبي الله صلى الله عليه وسلم كان يقول
: فذكره .
قلت : و هذا إسناد ضعيف لإرساله ، و رجاله ثقات رجال الشيخين ; غير بشر بن معاذ
، و هو صدوق . و سعيد هو ابن أبي عروبة . و يزيد هو ابن زريع .

(5/156)


2158 - " أخشى ما أخشى على أمتي كبر البطن ، و مداومة النوم ، و الكسل ، و ضعف اليقين
" .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/178 ) :

موضوع
رواه الديلمي ( 1/1/88 ) من طريق الدارقطني عن محمد بن القاسم الأزدي عن الحسن
ابن علي بن محمد بن المغيرة عن محمد بن ثابت عن النعمان بن زائدة و النعمان بن
سالم عن أبي سفيان عن جابر مرفوعا .
قلت : و هذا إسناد موضوع ، آفته محمد بن القاسم هذا ; قال الذهبي في " الضعفاء
" :
" قال أحمد و الدارقطني : كذاب " . و قال الحافظ :
" كذبوه " .
و شيخه الحسن بن علي بن محمد بن المغيرة ; لم أعرفه .
و محمد بن ثابت ; الظاهر أنه ابن أسلم البناني ; ضعيف .
و النعمان بن زائدة ; لم أعرفه .
و الحديث عزاه في الجامع للدارقطني في " الأفراد " ، و أعله المناوي بابن
القاسم .

(5/157)


2159 - " اخلعوا نعالكم عند الطعام ، فإنها سنة جميلة " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/179 ) :

موضوع
أخرجه الحاكم ( 3/351 ) عن يحيى بن العلاء : حدثني موسى بن محمد بن إبراهيم بن
الحارث التيمي عن أبيه عن أنس مرفوعا .
سكت عليه الحاكم ، و تعقبه الذهبي بقوله :
" قلت : يحيى و شيخه متروكان " .
قلت : و الأول أورده في " الضعفاء " ، و قال :
" قال أحمد : كذاب يضع الحديث " .

(5/158)


2160 - " أخلص دينك ، بكفك القليل من العمل " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/180 ) :

ضعيف
أخرجه الحاكم ( 4/306 ) ، و عنه البيهقي في " شعب الإيمان " ( 2/323/2 ) ،
و أبو نعيم في " الحلية " ( 1/244 ) ، و الأصبهاني في " الترغيب " ( ص 30 -
مصورة الجامعة الإسلامية ) من طريق عبيد الله بن زحر عن ابن أبي عمران عن عمرو
ابن مرة عن معاذ بن جبل .
قلت : و هذا إسناد ضعيف منقطع ; عمرو بن مرة لم يدرك معاذا ، بين وفاتيهما مئة
سنة ، و بذلك أعله البيهقي .
و عبيد الله بن زحر ; ضعيف .
و شيخه ابن أبي عمران اسمه خالد . لكن وقع في " المستدرك " : " الوليد بن عمران
" ، و لم أعرفه ، و لعله تحرف على الحاكم أو أحد رواته . فقد أخرجه الديلمي في
" مسند الفردوس " ( 1/1/51 ) من طريق النضر بن عبد الجبار : حدثنا إبراهيم عن
خالد بن أبي عمران به .
و إبراهيم هذا لم أعرفه .
و الحديث عزاه المنذري ( 1/23 ) للحاكم ، و قال :
" و قال : صحيح الإسناد " .
و لم أر هذا التصحيح في نسخة " المستدرك " المطبوعة . ثم أشار إلى رده بقوله :
" كذا قال " .

(5/159)


2161 - " أخلصوا عبادة ربكم ، و أقيموا خمسكم ، و أدوا زكاة أموالكم ، طيبة بها أنفسكم
، و صوموا شهركم ، و حجوا بيتكم ، تدخلوا جنة ربكم . و يحرك يده " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/181 ) :

ضعيف
أخرجه أبو نعيم في " الحلية " ( 5/166 ) ، و ابن عساكر ( 18/189/1 - 2 ) عن
صدقة بن عبد الله عن الوضين بن عطاء عن يزيد بن مرثد عن أبي الدرداء :
أن رجلا أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : يا رسول الله ، ما عصمة هذا
الأمر ، و عراه ، و وثائقه ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم و عقد : ..
فذكره .
قلت : و هذا إسناد ضعيف ، صدقة بن عبد الله ، و هو السمين ، قال الحافظ :
" ضعيف " .
و أورده الذهبي في " الضعفاء " ، و قال :
" قال أحمد و البخاري : ضعيف جدا " .
و الوضين بن عطاء سيىء الحفظ .

(5/160)


2162 - " أدبوا <1> أولادكم على ثلاث خصال : على حب نبيكم ، و حب أهل بيته ، و على
قراءة القرآن ، فإن حملة القرآن في ظل الله يوم لا ظل إلا ظله ، مع أنبيائه
و أصفيائه " .
*--------------------------------------------------------------------------*
[1] الأصل " أدمنوا " . كذا في المخطوطة التي هي بخط الحافظ ، و في المصورة .
اهـ .
1
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/181 ) :

ضعيف جدا
رواه الديلمي ( 1/1/24 ) عن جعفر بن محمد بن الحسين : حدثنا حسن بن الحسين :
حدثنا صالح بن [ أبي ] الأسود عن مخارق بن عبد الرحمن عن جعفر بن محمد عن أبيه
عن علي مرفوعا .
بيض له الحافظ في " مختصره " ، و إسناده ضعيف جدا ، فيه علل :
الأولى : مخارق بن عبد الرحمن ; لم أجد له ترجمة . الثانية : صالح بن أبي
الأسود ; قال الذهبي :
" واه " .
الثالثة : حسن بن الحسين ، هو العرني الكوفي ; قال أبو حاتم :
" ليس بصدوق " .
الرابعة : جعفر بن محمد بن الحسين . الظاهر أنه الذي في " الميزان " :
" جعفر بن محمد بن جعفر بن علي بن الحسين بن علي عن يزيد بن هارون و أبي نعيم
و غيرهما ، روى عنه شريح بن عبد الكريم و غيره . قال الجوزقاني <1> في "
الأباطيل " : مجروح " .
*--------------------------------------------------------------------------*
[1] كذا وقع في هذا المكان و غيره من " اللسان " بالزاء ، و رجح بعض المحققين
أنه ( الجورقاني ) بالراء ، و رجحه بعضهم ، فانظر تفصيله في مقدمة " الأباطيل "
للجورقاني بقلم محققه الأخ الفاضل عبد الرحمن الفريوائي ( ص 66 - 70 ) . اهـ
.
1

(5/161)


2163 - " إن أحب الأعمال إلى الله بعد الفرائض إدخال السرور على المسلم " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/182 ) :

ضعيف
أخرجه الطبراني في " المعجم الكبير " ( 10/11079 ) من طريق إسماعيل بن عمرو
البجلي : نا شريك عن ليث عن مجاهد عن ابن عباس قال : قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم : .. فذكره .
قلت : و هذا إسناد ضعيف مسلسل بالضعفاء :
ليث و هو ابن أبي سليم ، و شريك و هو ابن عبد الله القاضي ، و إسماعيل بن عمرو
البجلي .

(5/162)


2164 - " ما أحسن القصد في الغنى ، ما أحسن القصد في الفقر ، و أحسن القصد في العبادة
" .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/183 ) :

ضعيف جدا
أخرجه البزار ( 3604 - كشف الأستار ) من طريق إبراهيم بن محمد بن ميمون : حدثنا
سعيد بن حكيم عن مسلم بن حبيب عن بلال - يعني العبسي - عن حذيفة قال : قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره .
و قال الحافظ ابن حجر في " زوائده " ( ص 324 - المصورة ) :
" إسناد حسن " .
كذا قال ، و قد فتشت كتب القوم ، فلم أر لمسلم بن حبيب فيها ذكرا . و قد قال
الهيثمي - و هو شيخه - في " مجمع الزوائد " ( 10/252 ) :
" و مسلم لم أجد من ذكره إلا ابن حبان في ترجمة سعيد الراوي عنه ، و بقية رجاله
ثقات " .
كذا قال ، و سعيد بن حكيم لم يوثقه غير ابن حبان ( 6/361 ) ، و لم يرو عنه كبير
أحد ، و قال أبو حاتم :
" شيخ " .
و إبراهيم بن محمد بن ميمون شيعي جلد . قال الذهبي :
" روى عن علي عن عابس خبرا عجيبا " . ثم قال :
" إبراهيم بن محمد بن ميمون ; لا أعرفه ، روى حديثا موضوعا فاسمعه " .
ثم ساقه من روايته عن علي بن عابس في فضل علي رضي الله عنه . و هو إبراهيم بن
محمد نفسه كما حققه الحافظ في " اللسان " ، و قال :
" و نقلت من خط شيخنا أبي الفضل ( يعني العراقي ) الحافظ أن هذا الرجل ليس بثقة
" .
قلت : و هذا معناه : أن حديثه ضعيف جدا ، فالعجب من الحافظ كيف حسن إسناده
و هذه حاله ، و شيخه سعيد بن حكيم في حكم المجهولين . والله أعلم .
و أما مسلم بن حبيب ; فقد تبين لي أن سبب عدم معرفة الهيثمي إياه أنه وقع في
اسمه تحريف ، فقد جاء في ترجمة سعيد من " الثقات " : " حبيب بن سليم " ، و في
نسخة كما أفاد محققه : " سليمان " مكان " سليم " ، و فاته أن هذا هو الصواب ،
و قد ذكره ابن حبان أيضا في " أتباع التابعين " ( 6/182 ) ، فقال :
" حبيب بن سليم العبسي من أهل الكوفة ، روى عن بلال بن يحيى . روى عنه
عبيد الله بن موسى و أبو نعيم " .
و علق المحقق ، فقال :
" و مثله في " التاريخ الكبير " ، و وقع في الأصل : - سليمان - مصحفا " .
قلت : و كذلك هو في " الجرح و التعديل " و " التهذيب " و غيره ، و هو من رجال
ابن ماجه و الترمذي ، و حسن له ، و قال الحافظ فيه :
" مقبول " .
و جملة القول ; أن الحديث ضعيف جدا ، و أن تحسينه زلة عالم ، و لا سيما و قد
ذكر ابن كثير في " تفسيره " ( 3/325 - 326 ) عن أبي بكر البزار أنه قال عقب
الحديث :
" لا نعرفه يروى إلا من حديث حذيفة " .
و مع ذلك كله أورده الرفاعي في " مختصره " ( 3/194 ) الذي زعم في مقدمته أنه
التزم أن لا يذكر فيه إلا الصحيح من الحديث ! و من جهله بهذا العلم و رجاله أنه
اختصر قول ابن كثير : " و قال الحافظ أبو بكر البزار : حدثنا ... إلخ بقوله :
" روى أبو بكر عن حذيفة " . فعمى على القراء مخرجه ، لأن المشهور في المصنفين
بكنية أبي بكر إنما هو ابن أبي شيبة : عبد الله بن محمد صاحب " المصنف " ، فكان
عليه أن يقول : " البزار " . رحمه الله و غفر لنا و له .

(5/163)


2165 - " علي عيبة علمي " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/185 ) :

موضوع
رواه ابن عدي ( 204/2 ) ، و عنه ابن عساكر ( 12/161/1 ) عن ضرار بن صرد : نا
يحيى بن عيسى بن يحيى الرملي عن الأعمش عن عباية عن ابن عباس مرفوعا .
قلت : و هذا سند تالف ، ضرار هذا شيعي ، قال البخاري و النسائي :
" متروك " .
و كذبه ابن معين .
و مع ذلك أورد حديثه هذا السيوطي في " الجامع " من رواية ابن عدي هذه !

(5/164)


2166 - " إذا تزوج أحدكم ، و دخل على أهله ، فليضع يده على رأسها ، و ليقل : اللهم
بارك لي في أهلي ، و بارك لأهلي في ، و ارزقني منها ، و ارزقها مني ، و اجمع
بيننا ما جمعت من خير ، فإذا فرقت بيننا ففرق على خير " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/186 ) :

موضوع
رواه الرئيس الثقفي في " الفوائد " ( 10/7/1 ) عن مسلم بن عيسى بن مسلم الصفار
المؤذن : حدثنا عبد الله بن داود الخريبي : حدثنا الأعمش عن شقيق عن الأسود عن
عبد الله بن مسعود مرفوعا .
قلت : و هذا موضوع ، و آفته الصفار هذا ، فإن رجاله كلهم ثقات غيره . قال
الدارقطني :
" متروك " ; كما في " الميزان " .
ثم ساق له هذا الحديث من طريق الثقفي . و قال في " تلخيص المستدرك " عقب حديث
في مناقب فاطمة من روايته :
" هذا من وضع مسلم بن عيسى " .
و سيأتي تخريجه في المجلد الحادي عشر برقم ( 5027 ) .

(5/165)


2167 - " لا وضوء لمن لم يصل علي " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/186 ) :

منكر
رواه ابن أبي عاصم في " الصلاة على النبي " صلى الله عليه وسلم ( 61/80 ) ،
و الطبراني في " المعجم الكبير " ( 6/147/5697 ) ، و ابن حجر في " نتائج
الأفكار " ( 54/1 ) من طريقين عن عبد المهيمن بن العباس بن سهل بن سعد
الساعدي عن أبيه عن جده رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ...
فذكره ، ثم قال ابن حجر :
" هذا حديث غريب ، و لفظ المتن أغرب ، و أخرجه الطبراني ، و عبد المهيمن ضعيف ،
و المحفوظ عنه بهذا الإسناد : " لا صلاة إلا بوضوء ، و لا وضوء لمن لم يذكر
اسم الله عليه " . أخرجه ابن ماجه ، و أخرجه الطبراني عن أبي بن العباس ، و هو
أخو عبد المهيمن " .
قلت : و بنحوه رواه الروياني في " مسنده " ( 200/2 ) من طريق محمد بن عمر : نا
عبد الحكيم بن عبد الله بن أبي فروة عن عباس بن سهل به ، و زاد :
" و لا صلاة لمن لم يصل على نبي الله صلى الله عليه وسلم ، و لا صلاة لمن لا
يحب الأنصار " .
و هذا إسناد واه بمرة . محمد بن عمر ; الواقدي .
و شيخه عبد الحكيم روى عنه ابن المبارك و غيره من الثقات ، و وثقه أبو حاتم
و غيره كما بينت في كتابي " تيسير الانتفاع " ، و خفي حاله على بعض الحفاظ ،
فقال العقيلي ( 3/103 ) :
" لا يعرف إلا بالواقدي " ! و أقره الذهبي في " الميزان " ! و قال :
" صويلح ، قال الدارقطني : مقل ; يعتبر به " !
قلت : و هذه الترجمة لم ترد في " لسان الحافظ " ، و هي على شرطه .
و بالجملة ، فآفة هذه الطريق الواقدي .
و أما ما عزاه الحافظ لابن ماجه و الطبراني ، فهو محفوظ - كما قال - لشواهده ،
و قد حسنته في " الإرواء " ( 1/122/81 ) و غيره ، لكن صنيع الحافظ يشعر بأنه
ليس عندهما حديث الترجمة ، و الواقع خلافه فهو عندهما بعد الفقرة الثانية ،
برقم ( 400 ) عند ابن ماجه ، و ( 5699 ) عند الطبراني . و كذلك رواه الحاكم (
1/269 ) ، و تعقبه الذهبي بقوله :
" قلت : عبد المهيمن واه " .

(5/166)


2168 - " لا يلغ أحدكم كما يلغ الكلب ، و لا يشرب باليد الواحدة كما يشرب القوم الذين
سخط الله عليهم ، و لا يشرب بالليل في إناء حتى يحركه إلا أن يكون إناء مخمرا ،
و من شرب بيده و هو يقدر على إناء يريد التواضع ; كتب الله له بعدد أصابعه
حسنات ، و هو إناء عيسى ابن مريم عليهما السلام ، إذ طرح القدح ، فقال : أف ،
هذا مع الدنيا " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/188 ) :

ضعيف
أخرجه ابن ماجه ( 3431 ) من طريق بقية عن مسلم بن عبد الله عن زياد بن عبد الله
عن عاصم بن محمد بن زيد بن عبد الله بن عمر عن أبيه عن جده قال :
نهانا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نشرب على بطوننا - و هو الكرع - و نهانا
أن نغترف باليد الواحدة ; و قال : .. فذكره .
قلت : و هذا إسناد ضعيف . قال السندي :
" و في الزوائد : في إسناده بقية ، و هو مدلس ، و قد عنعنه . و قال الدميري :
هذا حديث منكر ، و زياد بن عبد الله المذكور لا يكاد يعرف " .

(5/167)


2169 - " لا يموتن أحدكم إلا و هو يحسن الظن بالله عز وجل ، فإن قوما قد أرداهم سوء
ظنهم بالله ، فقال لهم : *( ذلكم ظنكم الذي ظننتم بربكم أرداكم فأصبحتم من
الخاسرين )* " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/189 ) :

ضعيف
رواه أحمد ( 3/390 - 391 ) ، و ابن أبي الدنيا في " حسن الظن بالله " ( 1/183/1
) عن ابن أبي ليلى عن أبي الزبير عن جابر مرفوعا .
قلت : و هذا إسناد ضعيف ، أبو الزبير مدلس ، و قد عنعنه .
و ابن أبي ليلى ، و اسمه محمد بن عبد الرحمن ; ضعيف .
و الجملة الأولى منه صحيحة ، أخرجها مسلم ( 8/165 ) ، و أحمد ، و غيرهما من
طريقين - أحدهما عن أبي الزبير - عن جابر . و صرح بسماعه منه في رواية لأحمد (
3/334 ) ، و سنده صحيح على شرطهما .

(5/168)


2170 - " من اقتصد أغناه الله ، و من بذر أفقره الله ، و من تواضع رفعه الله ، و من
تجبر قصمه الله ) .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/189 ) :

ضعيف
أخرجه البزار في " كشف الأستار " ( 4/232 - 233 ) ، و من طريقه الأصبهاني في "
الترغيب " ( 66/2 ) : حدثنا عمران بن هارون البصري - و كان شيخا مستورا ، و كان
عنده هذا الحديث وحده ، و كان الناس ينتابونه في هذا الحديث ، و كانوا يكتبون
عنه قبل أن نولد - قال : حدثنا عبد الله بن محمد القرشي : حدثنا محمد بن طلحة
ابن يحيى بن طلحة عن أبيه عن جده عن طلحة بن عبيد الله ، قال :
تمشى معنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة و هو صائم ، فأجهده الصوم ،
فحلبنا له ناقة لنا في قعب ، و صببنا عليه عسلا ; نكرم به رسول الله صلى الله
عليه وسلم عند فطره ، فلما غابت الشمس ناولناه القعب ، فلما ذاقه ، قال بيده ،
كأنه يقول : ما هذا ؟ قلنا : لبنا و عسلا ، أردنا أن نكرمك به ، أحسبه قال : "
أكرمك الله بما أكرمتني " ، أو دعوة هذا معناها ، ثم قال : .. فذكره . و قال :
لم نسمعه إلا من عمران " .
قال الحافظ في " مختصره " ( ص 324/ المصورة ) :
" و عمران و شيخه مجهولان " .
و كذا قال الذهبي في " الميزان " .
قلت : و غفلا عن شيخ الشيخ ( محمد بن طلحة بن يحيى ) ، فإنه مجهول أيضا لا يعرف
إلا بهذه الرواية ، و قد أورده الحافظ في " تهذيبه " تمييزا ، و قال :
" و عنه عبد الله بن محمد القرشي ، قال ابن القطان : لا يعرف حاله " .
و كذا قال في " التقريب " ، فهو مجهول العين كما هو ظاهر ، و قد أشار الهيثمي
إلى جهالة هؤلاء الثلاثة إشارة لطيفة ، فقال ( 10/253 ) :
" رواه البزار ، و فيه ممن أعرفه اثنان " ! يعني طلحة بن يحيى و أباه .
( تنبيه ) : سقط هذا الحديث من مطبوعة " مختصر الزوائد " مع نحو خمسة أحاديث
أخرى ، محلها فيها عقب الحديث ( 2294 ) ، و هو في " البحر الزخار " ( 3/160 -
161 ) .

(5/169)


2171 - " أمرت بحب أربعة من أصحابي ، و أخبرني الله تعالى أنه يحبهم . قلت : من هم يا
رسول الله ؟ قال : علي ، و أبو ذر الغفاري ، و سلمان الفارسي ، و المقداد بن
الأسود الكندي " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/190 ) :

ضعيف
أخرجه أحمد ( 5/356 ) ، و في " الفضائل " ( 2/689/1172 ) ، و الروياني في "
مسنده " ( 4/2 ) عن شريك عن أبي ربيعة الإيادي عن ابن بريدة عن أبيه قال :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره .
قلت : و هذا إسناد ضعيف . أبو ربيعة ; اسمه عمر بن ربيعة ، قال أبو حاتم :
" منكر الحديث " .
و شريك ، و هو ابن عبد الله القاضي ; ضعيف سيىء الحفظ .

(5/170)


2172 - " إنما الخاتم لهذه و هذه . يعني الخنصر و البنصر " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/191 ) :

ضعيف جدا
أخرجه الروياني في " مسنده " ( 23/106/1 ) عن الحسن بن ندبة عن محمد بن
عبيد الله عن سعيد بن أبي بردة عن أبيه عن جده أبي موسى قال :
" رآني رسول الله صلى الله عليه وسلم و أنا أقلب خاتمي في السبابة و الوسطى ،
فقال : .... " فذكره .
قلت : و هذا إسناد ضعيف جدا ، محمد بن عبيد الله الظاهر أنه العرزمي ، و هو
متروك ، و الحسن بن ندبة لم أعرفه .
و الحديث قال الهيثمي ( 5/153 ) :
" رواه الطبراني ، و فيه محمد بن عبيد الله ، فإن كان العرزمي ; فهو ضعيف ،
و بقية رجاله ثقات " .
و قد عارضه حديث علي رضي الله عنه :
" نهاني أن أتختم في هذه و هذه . يعني الخنصر و الإبهام " .
و لكنه شاذ لا يصح ، و الصحيح بلفظ :
" هذه أو هذه ، السبابة أو الوسطى " ، هكذا على الشك رواه مسلم و غيره ، كما
سيأتي تحقيق ذلك كله برقم ( 5499 ) . و قد صح أن النبي صلى الله عليه وسلم تختم
في خنصره . رواه البخاري ( 5874 ) و غيره . انظر " الإرواء " ( 3/298 ) .

(5/171)


2173 - " إن أكبر الكبائر الإشراك بالله ، و عقوق الوالدين ، و منع فضل الماء ، و منع
الفحل " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/192 ) :

ضعيف
رواه البزار ( 1/71 ) عن صالح بن حيان عن عبد الله بن بريدة عن أبيه أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : فذكره . و قال :
" لا نعلم رفعه إلا بريدة ، و لا رواه عن صالح إلا عمر " .
قلت : عمر ; هو ابن علي المقدمي ، و هو ثقة من رجال الشيخين ، لكنه كان يدلس
تدليسا شديدا كما في " التقريب " ، و هذا النوع من التدليس يعني أنه لو صرح
المدلس بالتحديث فذلك مما لا يفيد الاتصال ، فراجع ترجمته في " التهذيب " ، إلا
أن هذا ليس هو علة الحديث ، و إنما هو صالح بن حيان ، و به أعله الهيثمي ، فقال
( 1/105 ) .
" رواه البزار ، و فيه صالح بن حيان ، و هو ضعيف ، و لم يوثقه أحد " .
قلت : و لذا جزم الحافظ بضعفه في " التقريب " ، و قال الذهبي في " المغني " :
" قال النسائي و غيره : متروك " .
و إنما خرجت الحديث هنا من أجل النصف الثاني منه ، و إلا فأوله معروف الصحة من
حديث أبي بكرة و غيره ، و هو مخرج في " غاية المرام " ( 257 ) .

(5/172)


2174 - " الكذب كله إثم ; إلا ما نفع به مسلم ، أو دفع به عن دين " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/192 ) :

ضعيف
أخرجه الروياني ( 24/126/2 ) ، و البزار ( 2061 - كشف ) عن رشدين بن سعد عن
عبد الرحمن بن زياد بن أنعم عن عتبة بن حميد عن هبيرة بن عبد الرحمن الهمداني
عن أبي أسماء الرحبي عن ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : فذكره .
قلت : و هذا إسناد ضعيف مظلم .
هبيرة بن عبد الرحمن الهمداني لم أعرفه .
و عتبة بن حميد ; هو أبو معاوية البصري ; صدوق له أوهام ، كما في " التقريب " .
و عبد الرحمن بن زياد بن أنعم ; هو الأفريقي ; ضعيف .
و مثله رشدين بن سعد .
و الحديث بيض المناوي لإسناده فلم يتكلم عليه بشيء ، و إنما قال :
" رمز المؤلف لحسنه " ! .
ثم اغتر به و قلده ، فقال في " التيسير " :
" الروياني بإسناد حسن " ! !

(5/173)


2175 - " رأس الدين النصيحة ، قلنا : لمن يا رسول الله ؟ قال : لله ، و لدينه ،
و لأئمة المسلمين ، و للمسلمين عامة " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/193 ) :

ضعيف
أخرجه البخاري في " التاريخ " ( 1/2/10 ) ، و ابن أبي عاصم في " السنة " ( 1095
- بتحقيقي ) ، و الثقفي في " الثقفيات " ( 5/26/1 - نسخة السفرجلاني ) ،
و الروياني في " مسنده " ( 135/1 ) ، و الطبراني في " الأوسط " ( 1/106 - 107 -
معارف ) عن أيوب بن سويد : حدثني أمية بن يزيد عن أبي مصبح الحمصي عن ثوبان
قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره .
قلت : و هذا إسناد ضعيف : أيوب بن سويد ضعيف ، و قال البخاري عقبه :
" يتكلمون فيه " .
قال الذهبي في " الميزان " بعد أن حكى تضعيفه عن جمع من الأئمة :
" و العجب من ابن حبان ذكره في " الثقات " ، فلم يصنع جيدا ، و قال : رديء
الحفظ " .
و من طريقه أخرجه الطبراني في " الأوسط " كما في " المجمع " ( 1/87 ) ، و قال :
" و هو ضعيف لا يحتج به " .
و ( أمية بن يزيد ) و هو القرشي الشامي ، قال البخاري :
" قال يحيى بن حسان : هو أمية بن أبي عثمان - و ذكر من فضله " .
و أورده ابن أبي حاتم في " الجرح و التعديل " ( 1/302 ) ، و قال :
" روى عن أبي المصبح و مكحول ، روى عنه أيوب بن سويد و بقية بن الوليد و ابن
المبارك " .
و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا . و ذكره ابن حبان في " الثقات " ( 6/70 ) .
و المحفوظ في هذا الحديث بلفظ :
" إنما الدين النصيحة ... لله و لكتابه ، و لرسوله ، و لأئمة المسلمين ،
و عامتهم " .
أخرجه مسلم ، و غيره كالروياني ( 262/2 ) عن تميم الداري .

(5/174)


2176 - " لهم ما لنا ، و عليهم ما علينا . يعني أهل الذمة " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/195 ) :

باطل لا أصل له
في شيء من كتب السنة ، و إنما يذكره بعض الفقهاء المتأخرين ممن لا دراية لهم في
الحديث . قال الزيلعي في " نصب الراية ، لأحاديث الهداية " ( 4/55 ) :
" قال المصنف : و أهل الذمة في المبايعات كالمسلمين ، لقوله عليه السلام في ذلك
الحديث : فأعلمهم أن لهم ما للمسلمين ، و عليهم ما عليهم . قلت : لم أعرف
الحديث الذي أشار إليه المصنف ، و لم يتقدم في هذا المعنى إلا حديث معاذ ، و هو
في " كتاب الزكاة " ، و حديث بريدة و هو في " كتاب السير " ، و ليس فيها ذلك "
.
و أقره الحافظ في " الدراية " ( 2/162 ) .
قلت : و قد جاء ما يشهد ببطلان الحديث ، فقد ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم
قال : " لهم ما لنا و عليهم ما علينا " ليس في أهل الذمة ، و إنما في الذين
أسلموا من أهل الكتاب و المشركين ، كما جاء في حديث سلمان و غيره ، رواه مسلم
و غيره . و هو مخرج في " الإرواء " ( 1247 ) و غيره .
و إن مما يؤكد بطلانه مخالفته لنصوص أخرى قطعية كقوله تعالى :
*( أفنجعل المسلمين كالمجرمين . ما لكم كيف تحكمون )* ، و قوله صلى الله عليه
وسلم :
" لا يقتل مسلم بكافر " ، و قوله :
" للمسلم على المسلم خمس : إذا لقيته فسلم عليه ... " الحديث ، و قوله :
" لا تبدؤا اليهود و النصارى بالسلام .. " .
و كل هذه الأحاديث مما اتفق العلماء على صحتها .
و من هنا يظهر جليا صدق عنوان كتابنا هذا في الأحاديث الضعيفة : " و أثرها
السيئ في الأمة " ، فطالما صرفت كثيرا منهم على مر الدهور و العصور عن دينهم ،
لا فرق في ذلك بين العقائد و الأحكام و الأخلاق و السلوك ، و ليس ذاك في العامة
فقط ، بل و في بعض الخاصة ، و ها هو المثال بين يديك ، فإن هذا الحديث الباطل ،
قد تلقاه بالقبول بعض الدعاة و الكتاب الإسلاميين ، و أشاعوه بين الشباب المسلم
في كتاباتهم و محاضراتهم ، و بنوا عليه من الأحكام ما لم يقل به عالم من قبل !
فهذا هو كاتبهم الكبير الشيخ محمد الغزالي يقول فيما سماه بـ " السنة النبوية
.. " ( ص 18 ) :
" و قاعدة التعامل مع مخالفينا في الدين و مشاركينا في المجتمع : لهم ما لنا
و عليهم ما علينا . فكيف يهدر دم قتيلهم ؟ ! " .
و هو تابع في ذلك للأستاذ حسن البنا رحمه الله ، فهو الذي أشاعه بين شباب
الأخوان و غيرهم ، و هذا هو سيد قطب عفا الله عنه يقول مثله ، و لكن بجرأة
بالغة على تصحيح الباطل :
" و هؤلاء لهم ما لنا و عليهم ما علينا بنص الإسلام الصحيح " ! !
كذا في كتابه " السلام العالمي " ( ص 135 - طبع مكتبة وهبة الثانية ) .
و قد جرى على هذه الوتيرة من المخالفة للنصوص الصحيحة ، اعتمادا على الأحاديث
الضعيفة غير هؤلاء كثير من الكتاب المعاصرين ، لجهلهم بالسنة ، و تقليدهم لبعض
الآراء المذهبية ، و من هؤلاء الأستاذ المودودي رحمه الله ، و قد تقدم الرد
عليه في تسويته بين المسلم و الذمي في الحقوق العامة تحت الحديث المتقدم برقم (
460 ) .
و إن مما يحسن لفت النظر إليه أن الأحناف الذين تفردوا بهذا الحديث الباطل ، لم
يأخذوا به إلا في المبايعات كما تقدم ذكره عن كتابهم " الهداية " ، خلافا
لهؤلاء الكتاب الذي توسعوا في تطبيقه توسعا خالفوا به جميع العلماء . فاعتبروا
يا أولي الألباب !
بعد كتابة هذا أخبرني أحد الإخوان بأن هذا الحديث قد تقدم الكلام عليه برقم (
1103 ) ، و لدى المقابلة وجدت هنا من الفوائد ما لم يذكر هناك ، فبدا لي
الإبقاء عليه و عدم حذفه . وبالله التوفيق .

(5/175)


2177 - " إن أخوف ما أخاف على أمتي الهوى و طول الأمل ، فأما الهوى ; فيصد عن الحق ،
و أما طول الأمل ; فينسي الآخرة ، و هذه الدنيا مرتحلة ، و هذه الآخرة قادمة ،
و لكل واحدة منها بنون ، فكونوا بني الآخرة ، و لا تكونوا من بني الدنيا ،
فإنكم اليوم في دار العمل ، و أنتم غدا في دار جزاء و لا عمل " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/197 ) :

ضعيف جدا
أخرجه ابن أبي الدنيا في " قصر الأمل " ( 1/1/2 ) ، و أبو بكر الشافعي في "
مجلسان " ( 2/1 - 2 ) ، و عبد الرحمن بن أبي شريح الأنصاري في " الأحاديث
المائة " ( 1/21/2 ) ، و من طريقه ابن الجوزي في " العلل المتناهية " ( 2/328 )
كلهم من طرق عن علي بن علي اللهبي قال : حدثنا محمد بن المنكدر عن جابر بن
عبد الله مرفوعا .
و هذا إسناد ضعيف جدا ، اللهبي هذا ; قال في " الميزان " :
" له مناكير . قاله أحمد ، و قال أبو حاتم و النسائي : متروك ، و قال ابن معين
: ليس بشيء " .
و أورده الدارقطني في " الضعفاء و المتروكين " ( ص 134/408 ) .
و ذكر المناوي عن العراقي أنه قال : " سنده ضعيف " . و ذكر أن الحاكم رواه أيضا
.
و الحديث عزاه السيوطي في " الجامع الكبير " لابن عساكر و الديلمي عن جابر
بتمامه ، و عزى الجملة الأولى منه لابن عدي . و عزاه في " أخوف ما ... " منه
لابن النجار عنه ، و لابن عساكر عن علي موقوفا ، و قال :
" و فيه يحيى بن مسلمة بن قعنب ، قال العقيلي : حدث بالمناكير " .
و ذكره مختصرا عن علي مرفوعا بلفظ :
" إن أشد ما أتخوف عليكم .. " ، و قال :
" رواه ابن النجار " .
و فاته أنه رواه من هو أعلى و أشهر منه ، و هو ابن أبي الدنيا في " قصر الأمل "
( 1/1/2 ) من طريق محمد بن الحسن الأزدي : حدثني اليمان بن حذيفة عن علي بن أبي
حنظلة مولى علي بن أبي طالب عن أبيه عن على بن أبي طالب مرفوعا .
و هذا إسناد ضعيف مسلسل بالعلل :
1 - علي بن أبي حنظلة ; و أبوه لم أجد لهما ترجمة ، و قال ابن الجوزي في "
العلل المتناهية " ( 2/329 ) : " ليسا بمعروفين " .
2 - اليمان بن حذيفة ; ذكره الدارقطني في " الضعفاء و المتروكين " ( 182/608 )
، و ذكر أنه بصري . و قال : " و قيل : يمان أبو حذيفة " .
و قال الذهبي في " الميزان " : قلت : هو ابن المغيرة ، و سيأتي ، و قد اختلف في
أبيه " .
ثم قال : " يمان بن المغيرة أبو حذيفة العنزي عن عبد الكريم أبي أمية ، و عنه
حجاج بن نصير ، قال البخاري : منكر الحديث . و قال يحيى : ليس حديثه بشيء " .
قلت : و هذا من رجال " التهذيب " ، و قال في " التقريب " : " ضعيف " .
و لم يتعرض لذكر الذي قبله ، و قد فرق بينهما الدارقطني ، فذكره قبل المترجم ،
والله أعلم .
3 - محمد بن الحسن الأزدي ، و يقال الأسدي ; صدوق فيه لين ; كما في " التقريب "
.
و الحديث هذا قد أخرجه ابن الجوزي أيضا في " العلل " من طريق ابن أبي الدنيا
بسنده المذكور ، لكن بتمامه كحديث الترجمة ، و قال في كل منهما :
" لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم " .
ثم تكلم عليهما بنحو ما ذكرنا .
هذا ، و قد روي حديث علي الموقوف من غير طريق ابن قعنب ، أخرجه ابن المبارك في
" الزهد " ( 86/255 ) ، و ابن أبي شيبة في " المصنف " ( 13/281 ) ، و أحمد في "
الزهد " ( ص 130 ) ، و ابن أبي الدنيا أيضا في " قصر الأمل " ، و أبو نعيم في
الحلية " ( 1/76 ) من طريق مهاجر العامري ، قال : قال علي بن أبي طالب به .
و علق بعضه البخاري في " صحيحه " ( 81 - الرقائق /4 - باب الأمل ) ، و قال
الحافظ في " الفتح " ( 11/236 ) :
" و مهاجر العامري ما عرفت حاله " .
قلت : هو معروف ، و قد نسبه أبو نعيم في روايته فقال : " مهاجر بن عمير " ،
و من المحتمل أن يكون هو الذي في " التاريخ الكبير " ( 4/1/382 ) و " الجرح
و التعديل " ( 4/1/261 ) :
" مهاجر بن عميرة ، روى عن علي ، روى عنه عدي بن ثابت الأنصاري " .
و كذا ذكره ابن حبان في " ثقات التابعين " ( 5/428 ) ، و ساق له أثرا آخر عن
علي في ضرب الشارب و إيجاعه .
و يحتمل احتمالا كبيرا أن يكون هو الذي في " التاريخ " أيضا ( 4/1/381 ) :
" مهاجر بن شماس العامري عن عمه . روى عنه فضيل بن غزوان " .
و هذا ذكره ابن حبان في " ثقات أتباع التابعين " ( 9/179 ) .
و قد جزم بأنه هو ابن أبي حاتم ، و أنا أنقل كلامه لما فيه من الفائدة العزيزة
التي خفيت على الحافظ ابن حجر رحمه الله ، فقال بعد ترجمة ابن عميرة بثلاث
تراجم :
" مهاجر بن شماس ، و هو مهاجر العامري ، كوفي ، روى عن عمه ، روى عنه فضيل بن
غزوان ، ذكره أبي عن إسحاق بن منصور عن يحيى بن معين أنه قال : مهاجر العامري
ثقة " .
قلت : و على هذا ، فإسناد ابن أبي شيبة و غيره ثقات ، فهو صحيح إن كان العامري
سمعه من علي ، لكن قوله فيه : " قال : قال علي " صورته صورة المرسل ، و يؤيده
إيراد ابن حبان للعامري في أتباع التابعين . والله أعلم .
و بالجملة ; فالحديث لا يصح ، لا مرفوعا ، و لا موقوفا .
( تنبيه ) : قال الماوردي في " الأمثال " ( 104 ) :
" روى اليماني عن حذيفة عن علي بن أبي حفصة عن أبيه عن علي بن أبي طالب
رضي الله عنه قال : ... " ، فذكر الحديث مرفوعا .
فخرجه محققه الدكتور فؤاد باختصار نقلا عن غيره ، كما هي عادته من حديث علي
و جابر ، من " كنز العمال " ، ثم قال : قال العراقي في " المغني " :
" و كلاهما ضعيف " .
و لم يتكلم على الخطأ الذي وقع في اسم الراوي عن علي بن أبي حفصة في " الأمثال
" كما رأيت : " اليماني عن حذيفة " ! و الصواب : " اليمان بن حذيفة " كما تقدم
في تخريجنا ، و هذا إنما يدل على أن الدكتور ليس له فيه من التحقيق الذي نسبه
لنفسه إلا الاسم ! و الأدلة على هذا كثيرة ، و قد ذكر بعضها في غير موضع ،
و انظر مثلا الحديث ( 1226 ) .

(5/176)


2178 - " *( إدبار النجوم )* : الركعتان قبل الفجر ، و *( إدبار السجود )* : الركعتان
بعد المغرب " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/201 ) :

ضعيف
أخرجه الترمذي ( 2/222 ) عن محمد بن فضيل عن رشدين بن كريب عن أبيه عن ابن
عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : فذكره ، و قال :
" هذا حديث غريب ، لا نعرفه إلا من هذا الوجه من حديث محمد بن فضيل عن رشدين بن
كريب . و سألت محمد بن إسماعيل ( يعني البخاري ) عن محمد و رشدين بن كريب أيهما
أوثق ؟ قال : ما أقربهما ! و محمد عندي أرجح ، و سألت عبد الله بن عبد الرحمن (
يعني الدارمي ) عن هذا ؟ فقال : ما أقربهما عندي ، و رشدين بن كريب أرجحهما
عندي . و القول عندي ما قال أبو محمد ( يعني الدارمي ) عن هذا ؟ فقال : ما
أقربهما عندي ، و رشدين بن كريب أرجحهما عندي . و القول عندي ما قال أبو محمد (
يعني الدارمي ) ، و رشدين أرجح من محمد و أقدم ، و قد أدرك رشدين ابن عباس
و رآه " .
قلت : و الصواب عندي الذي لا شك فيه عندنا أن الأرجح محمد بن فضيل ، كيف لا
و هو قد احتج به الشيخان و غيرهما ، و أما رشدين فمتفق على تضعيفه .
و بعد كتابة هذا تبينت أن المفاضلة المذكورة ليست بين محمد بن فضيل و رشدين ،
و إنما هي بين محمد بن كريب و أخيه رشدين ، و عليه فصواب العبارة :
" ... عن محمد و رشدين ابني - بالتثنية - كريب " .
ثم إن الحديث قد رواه ابن نصر في " قيام الليل " ( ص 29 ) عن عمر بن الخطاب
و علي بن أبي طالب و الحسن بن علي ، و عن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم
موقوفا عليهم ، فالظاهر أن رشدين وهم في رفعه ، فالصواب الوقف . والله أعلم .

(5/177)


2179 - " ادفنوا دماءكم ، و أشعاركم ، و أظفاركم ، لا تلعب بها السحرة " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/202 ) :

موضوع
رواه الديلمي ( 1/1/19 ) عن الحسن بن الحسين بن دوما : حدثنا أبو سعيد بن رميح
: حدثنا محمد بن عقيل : حدثني إبراهيم بن محمد بن الحسين : حدثنا أبي : حدثنا
عيسى بن موسى عن الحسن بن دينار عن مقاتل بن حيان عن أبي الزبير عن جابر
مرفوعا .
قال الحافظ في " مختصره " :
" قلت : الحسن بن دينار و ابن رميح و ابن دوما " !
قلت : كذا في الأصل ، و كذا هو في نسخة " مختصر الديلمي " التي هي بخط الحافظ ،
و يكثر مثل هذا البياض فيه ، و كأنه كان لا يستحضر بدقة حالة هؤلاء الرواة ،
فيبيض لهم إلى أن يراجع ، ثم عاجلته المنية ، فلم يتمكن من ذلك .
و الإسناد واه بمرة ، فإن الحسن بن دينار ; كذبه أحمد و يحيى و أبو خيثمة
و غيرهم .
و ابن دوما ; اتهمه الخطيب بتزوير سماعه ، فقال في ترجمته ( 7/300 ) :
" كتبنا عنه ، و كان كثير السماع ، إلا أنه أفسد أمره بأن ألحق لنفسه السماع في
أشياء لم تكن سماعه " .
و شيخه ابن رميح ; لم أجد له ترجمة ، و قد ذكره الخطيب في شيوخ ابن دوما .

(5/178)


2180 - " ادفنه ، لا يبحث عنه كلب . يعني دم الحجامة " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/203 ) :

ضعيف
رواه ابن سعد ( 1/448 ) : أخبرنا محمد بن مقاتل ، قال : أخبرنا عبد الله بن
المبارك قال : أخبرنا الأوزاعي عن هارون بن رئاب أن رسول الله صلى الله
عليه وسلم احتجم ، ثم قال لرجل : .. فذكره .
قلت : و هذا إسناد ضعيف لإرساله ; بل إعضاله ، فإن هارون بن رئاب قد اختلف في
سماعه من أنس ، فإذا لم يثبت سماعه منه ترجح الإعضال ، لأن أنسا متأخر الوفاة
كما هو معروف ، فإذا لم يسمع منه ، فلأن لا يصح له السماع من غيره أولى .
و محمد بن مقاتل ; هو المروزي ، و هو ثقة ، و كذلك من فوقه .

(5/179)


2181 - " ادفنوا الأظفار و الدم و الشعر ، فإنه ميتة " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/204 ) :

موضوع
رواه ابن الجوزي في " التحقيق في مسائل التعليق " ( 1/17/1 ) من طريق ابن عدي ،
و هذا في " الكامل " ( 219/1 ) بسنده عن عبد الله بن عبد العزيز بن أبي رواد
قال : حدثني أبي عن نافع عن ابن عمر مرفوعا ، و قال ابن الجوزي :
" قال ابن عدي : لعبد الله بن عبد العزيز أحاديث لم يتابع عليها . قال أبو حاتم
الرازي : أحاديثه منكرة ، و ليس محله الصدق عندي ، و قال علي بن الحسين بن
الجنيد : لا يساوي فلسا ، يحدث بأحاديث كذب " .

(5/180)


2182 - " أدمان في إناء ! لا أكله و لا أحرمه " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/204 ) :

ضعيف
رواه الحاكم ( 4/122 ) ، و الضياء في " المختارة " ( 131/2 ) عن عبد القدوس بن
محمد بن عبد الكبير بن شعيب بن الحبحاب : حدثنا عمي صالح بن عبد الكبير بن شعيب
: حدثني عبد السلام بن شعيب عن أبيه عن أنس قال :
أتي النبي صلى الله عليه وسلم بقعب أو قدح فيه لبن و عسل ، فقال : فذكره .
و قال الضياء : " سئل البخاري عنه فأنكره " .
و قال الحاكم : " صحيح الإسناد " .
و رده الذهبي بقوله : " قلت : بل منكر ، و لم أر فيهم مجروحا " .
قلت : لكن يكفي أن يكون فيهم من يجهل ، و هو صالح بن عبد الكبير ، فقد قال
الذهبي نفسه في " الميزان " : " ما علمت له راويا غير ابن أخيه عبد القدوس بن
محمد " .
قلت : و لهذا قال الحافظ في " التقريب " : " مجهول " .

(5/181)


2183 - " إن الله يحب أن تعدلوا بين أولادكم ، كما يحب أن تعدلوا بين أنفسكم " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/205 ) :

ضعيف جدا
رواه الدارقطني في " السنن " ( ص 306 ) عن جابر عن الشعبي عن النعمان :
" أن أمه أرادت أباه بشيرا على أن يعطي النعمان ابنه حائطا من نخل ، ففعل ،
فقال : من أشهد لك ؟ فقالت : النبي صلى الله عليه وسلم . فأتى النبي صلى الله
عليه وسلم ، فذكر ذلك له ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : لك ولد غيره ؟ قال
: نعم ، قال : فأعطيتهم كما أعطيته ؟ قال : لا ، قال : ليس مثلي يشهد على هذا ،
إن الله تعالى ... " .
قلت : و هذا إسناد ضعيف جدا ، جابر - و هو ابن يزيد الجعفي - متروك .
و روي بلفظ :
" اعدلوا بين أولادكم في النحل كما تحبون أن يساووا بينكم في البر " .
رواه تمام في " الفوائد " ( 46/2 ) عن آدم بن أبي إياس : حدثنا ورقاء عن جابر
عن الشعبي ، و ورقاء عن المغيرة عن الشعبي ، و ورقاء عن حصين عن الشعبي ،
و شعبة عن مجالد عن الشعبي عن النعمان بن بشير أنه كان يقول :
أراد أبي أن ينحلني شيئا ، و يشهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم : أكل ولدك نحلت مثله ؟ قال : لا ، قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم : فإني لا أشهد عليه إذا ، ثم قال : .. فذكره .
فلينظر لمن هذا اللفظ من بين هذه الطرق الثلاث عن الشعبي ، جابر أو المغيرة أو
مجالد ، و جابر قد عرفت حاله ، و مجالد ، و هو ابن سعيد ; ليس بالقوي ، و أما
المغيرة ; و هو ابن مقسم الضبي ; فهو ثقة من رجال الشيخين ، و لكنه مدلس ،
فالطرق هذه معلولة .
و أما الطريق الرابع : ( ورقاء عن حصين ) فهو غريب ، ففي الرواة ثلاثة ( حصين )
كلاهم يروون عن الشعبي ، أحدهم ثقة ، و هو ابن عبد الرحمن السلمي ، و الآخران
مجهولان ، و مع ذلك لم يذكروا ( ورقاء ) في الرواة عن أحدهم !
و على كل حال ، فالحديث عند الشيخين من طرق عن الشعبي بألفاظ متقاربة ، ليس في
شيء منها قوله : " كما يحب أن ... " ، أو " كما تحبون أن ... " . والله أعلم .

(5/182)


2184 - " إن الأذان سهل سمح ، فإن كان أذانك سهلا ، و إلا فلا تؤذن " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/206 ) :

ضعيف جدا
أخرجه ابن شاهين في " الترغيب " ( 325/2 ) ، و ابن حبان في " الضعفاء " ( 1/137
) ، و الدارقطني ( 197 ) عن إسحاق بن أبي يحيى الكعبي عن ابن جريج عن عطاء عن
ابن عباس قال :
" كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم مؤذن يطرب ، فقال رسول الله صلى الله عليه
وسلم : ... " فذكره .
قلت : و هذا إسناد ضعيف جدا ، الكعبي هذا ; قال الذهبي :
" هالك ، يأتي بالمناكير عن الأثبات ... و من مناكيره عن ابن جريج ... " .
فذكر هذا الحديث . و قال ابن حبان عقبه :
" ليس لهذا الحديث أصل عن رسول الله صلى الله عليه وسلم " .

(5/183)


2185 - " [ أدبني ] ربي ، و نشأت في بني سعد " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/207 ) :

ضعيف
رواه الجرجاني ( 147 ) عن الحسن بن يحيى بن نصر بـ ( طوس ) : حدثنا العباس بن
عيسى العقيلي قال : حدثني محمد بن يعقوب بن عبد الوهاب الزبيري : حدثنا محمد
ابن عبد الرحمن الزهري عن أبيه عن جده ، قال :
قال رجل من بني سليل : يا رسول الله أيدالك الرجل امرأته ؟ قال : " نعم إذا كان
ملفجا " ، فقال له أبو بكر : يا رسول الله ما قال لك ، و ما قلت له ؟ قال له
رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" إنه قال : أيماطل الرجل أهله ؟ فقلت له : نعم ; إذا كان مفلسا " ، فقال أبو
بكر : يا رسول الله ، لقد طفت في العرب ، و سمعت فصحاءهم ، فما سمعت أفصح منك ،
فمن أدبك ؟ قال : " ربي ... " الحديث .
أورده في ترجمة الحسن بن يحيى هذا ، و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا ; إلا وصفه
بأنه كان من أهل السنة ، و من فوقه لم أعرف أحدا منهم سوى الزبيري ، و هو صدوق
مترجم في " التهذيب " ، و من طريق شيخه أخرجه ابن عساكر في " التاريخ " كما في
" الجامع الكبير " ( 1/29/1 ) للسيوطي ، و نقل عنه المناوي أنه قال :
" سنده ضعيف " .
و روي بلفظ " أدبني ربي و أحسن تأديبي " . و لا يعرف له إسناد ثابت ، لكن
المعنى صحيح ، كما قال ابن تيمية في " المجموع " ( 18/375 ) .

(5/184)


2186 - " من أكل كراء بيوت مكة ; أكل نارا " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/208 ) :

ضعيف
أخرجه الدارقطني ( 289 ) عن محمد بن أبي السري : نا المعتمر بن سليمان عن ابن
إسرائيل عن عبيد الله بن أبي زياد عن ابن أبي نجيح عن عبد الله بن عمرو -
رفع الحديث - قال : ... فذكره .
قلت : و هذا إسناد ضعيف ، عبيد الله بن أبي زياد ، و هو القداح ، و محمد بن أبي
السري ، و هو ابن المتوكل ; ضعيفان .
و ابن إسرائيل ; لم أعرفه .
ثم بدا لي أنه لعل الصواب ( أبي إسرائيل ) تحرف لفظ ( أبي ) إلى ( ابن ) على
الناسخ أو الطابع ، فإن كان الأمر كذلك ، فهذه علة أخرى في هذا الإسناد ، فإن
أبا إسرائيل - و اسمه إسماعيل بن خليفة - قال الحافظ :
" صدوق سيىء الحفظ " .
ثم ذكر أنه من الطبقة السابعة .
قلت : و هذا مما يساعد على تقبل الاحتمال الذي ذكرته ، فإن عبيد الله بن أبي
زياد من الطبقة الخامسة ، و المعتمر بن سليمان من الطبقة التاسعة ، فأبو
إسرائيل بينهما بإمكانه أن يروي عن عبيد الله ، و أن يروي عنه المعتمر . فهذا
محتمل ، والله تعالى أعلم .
و قد تابعه أبو حنيفة عن عبيد الله بلفظ آخر سيأتي برقم ( 4836 ) .و قد روي من
طرق أخرى عن عبيد الله موقوفا ، فالظاهر أنه كان يضطرب فيه ، فتارة يرفعه ،
و تارة يوقفه ، فلا يصح لا مرفوعا و لا موقوفا ، لا سيما و في " الصحيح " ما
يخالفه ، و هو قوله صلى الله عليه وسلم :
" و هل ترك لنا عقيل من رباع أو دار ؟ " . متفق عليه ، و هو مخرج في " صحيح أبي
داود " رقم ( 1754 ) ، و ترجم له البخاري بقوله : " باب توريث دور مكة و بيعها
و شرائها " . فراجع له " فتح الباري " ( 3/450 - 451 ) .

(5/185)


2187 - " من مات في هذا الوجه من حاج أو معتمر ، لم يعرض و لم يحاسب ، و قيل له ادخل
الجنة " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/209 ) :

منكر
رواه الدارقطني ( 288 ) عن محمد بن الحسن الهمداني : نا عائذ المكتب عن عطاء بن
أبي رباح عن عائشة قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره .
قلت : و هذا إسناد ضعيف جدا ، الهمداني هذا ; قال النسائي :
" متروك " ، و ضعفه غيره .
لكنه قد توبع ، فالعلة من شيخه .
أخرجه أبو يعلى في " مسنده " ( 8/79/4608 ) ، و العقيلي في " الضعفاء " ( 3/310
) ، و ابن عدي في " الكامل " ( 5/354 ) من طرق أخرى عن عائذ بن نسير به ، و قال
العقيلي في ( عائذ ) هذا :
" منكر الحديث ، قال ابن معين : ليس به بأس ، و لكن روى أحاديث مناكير " .
و ساق له ابن عدي أحاديث أخرى ، و قال :
" هذه الأحاديث غير محفوظة " .
تنبيه : ( نسير ) بالنون مصغرا ، هكذا قيد في " التبصير " ، و كذلك هو في "
الميزان " و " المغني " . و وقع في " الجرح " و " اللسان " ( بشير ) بالباء
الموحدة من تحت . والله أعلم .

(5/186)


2188 - " أدخل رجل في قبره ، فأتاه ملكان ، فقالا له : إنا ضاربوك ضربة ، فقال لهما :
على ما تضرباني ؟ فضرباه ضربة امتلأ قبره منها نارا ، فتركاه حتى أفاق ، و ذهب
عنه الرعب ، فقال لهما : على ما ضربتماني ؟ فقالا : إنك صليت صلاة و أنت على
غير طهور ، و مررت برجل مظلوم و لم تنصره " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/210 ) :

ضعيف
أخرجه الطبراني في " المعجم الكبير " ( رقم 13610 ) عن يحيى بن عبد الله
البابلتي : نا أيوب بن نهيك ، قال : سمعت عطاء بن أبي رباح يقول : سمعت
ابن عمر يقول : سمعنا النبي صلى الله عليه وسلم يقول : ... فذكره .
قلت : و هذا إسناد ضعيف ، أيوب بن نهيك ، و يحيى بن عبد الله البابلتي ; كلاهما
ضعيف .
و أعله الهيثمي في " المجمع " ( 10/198 ) بالبابلتي وحده ! مع أنه خير من أيوب
كما يشعر بذلك صنيع الحافظ في " اللسان " ، و قد ذكر لهما حديثا آخر عن ابن عمر
، فقال في ترجمة أيوب :
" و يحيى ضعيف ، لكنه لا يحتمل هذا " .
لكن للحديث شاهد بلفظ أتم منه في " الصحيحة " ( 2774 ) ، و أشرت هناك إلى هذا .

(5/187)


2189 - " والذي بعثني بالحق ، لو قرأها موقن على جبل لزال يعني آية : *( أفحسبتم أنما
خلقناكم عبثا و أنكم إلينا لا ترجعون )* " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/211 ) :

ضعيف
أخرجه العقيلي في " الضعفاء " ( 2/163/673 ) ، و من طريقه ابن الجوزي في "
الموضوعات " ( 1/255 - 256 ) ، قال العقيلي : حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل
قال : حدثنا أبي بحديث حدثنا به خالد بن إبراهيم أبو محمد المؤذن قال : حدثنا
سلام بن رزين - قاضي أنطاكية - قال : حدثنا الأعمش عن شقيق عن ابن مسعود
قال :
بينما أنا و النبي صلى الله عليه وسلم في بعض طرقات المدينة ، إذا برجل قد صرع
، فدنوت منه ، فقرأت في أذنه ، فاستوى جالسا ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم :
" ماذا قرأت في أذنه يا ابن أم عبد ؟ ! "
" فقلت : فداك أبي و أمي ، قرأت : *( أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا و أنكم إلينا
لا ترجعون )* ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : .. فذكره .
أورده العقيلي في ترجمة ( سلام ) هذا ، و قال عقبه :
" [ قال عبد الله : ] قال أبي : هذا الحديث موضوع ، هذا حديث الكذابين " .
قلت : كأنه يتهم به ( سلاما ) هذا . و الراوي عنه ( خالد بن إبراهيم أبو محمد
المؤذن ) لم أجد له ترجمة ، و كأن العقيلي يعرفه ، و لذلك ذكر الحديث في ترجمة
( سلام ) ، و تبعه على ذلك الذهبي في " الميزان " ، و الحافظ في " اللسان " ،
و أقروا الإمام أحمد على حكمه على الحديث بالوضع ، و لخص الذهبي كلامه في ترجمة
( سلام ) من " المغني " ، فقال :
" لا يعرف ، و حديثه كذب " !
و هذا عجيب منهم ، أما الإمام أحمد ، فيمكن أن يكون عذره أنه لم يطلع على طريقه
الأخرى السالمة من الضعف الشديد ، بخلاف الحفاظ المذكورين الذين جاؤوا من بعدهم
; كيف لم يتعقبوه بالطريق الأخرى عن ابن مسعود ، كما فعل السيوطي في " اللآلي
المصنوعة " ( 1/247 ) ، فإنه تعقبه بما عند أبي يعلى في " مسنده " ( 8/458/5045
) - و من طريقه ابن السني في " عمله " ( 203/625 ) - قال : حدثنا داود بن رشيد
: حدثنا الوليد بن مسلم ، عن ابن لهيعة عن عبد الله بن هبيرة عن حنش الصنعاني
عن عبد الله : أنه قرأ في أذن مبتلى ، فأفاق ، فقال له رسول الله صلى الله عليه
وسلم :
" ما قرأت في أذنه ؟ " .
قال : الحديث مثله <1> . و قال السيوطي عقبه :
" و هذا الإسناد رجاله رجال الصحيح ; سوى ابن لهيعة و حنش ، و حديثهما حسن " .
و كذا قال ابن عراق في " تنزيه الشريعة " ( 1/294 ) ، و أورده في " الفصل
الثاني " الذي خصه بما تعقب فيه ابن الجوزي .
و فيما قالاه في ابن لهيعة و حنش نظر ، خالفهما في أحدهما الهيثمي بقوله في "
مجمع الزوائد " ( 5/115 ) :
" رواه أبو يعلى ، و فيه ابن لهيعة ، و فيه ضعف ، و حديثه حسن ، و بقية رجاله
رجال الصحيح " .
قلت : فأشار إلى أن ( حنشا ) من رجال ( الصحيح ) أيضا ، و هو الصواب ، و هو ثقة
أيضا .
و أما قولهم في ( ابن لهيعة ) أن حديثه حسن . فهو تساهل ، اللهم إلا فيما رواه
عنه أحد العبادلة ، فهو كذلك أو أعلى ، و قد رواه عنه أحدهم ، لكنه أرسله كما
يأتي بيانه . و قد فاتهم التنبيه على أن ( الوليد بن مسلم ) و إن كان من رجال (
الصحيح ) فإنه كان يدلس تدليس التسوية . لكنه قد توبع ، فقال ابن أبي حاتم في "
التفسير " ( 7/4/2 - آخر سورة المؤمنون ) : حدثنا بحر بن نصر الخولاني : حدثنا
ابن وهب : أخبرني ابن لهيعة عن ابن هبيرة عن حنش بن عبد الله :
أن رجلا مصابا مر به على ابن مسعود ، فقرأ في أذنه .. الحديث .
و هكذا عزاه ابن كثير لابن أبي حاتم لكن وقع تحريف في أكثر من موضع في إسناده
.
و أخرجه الخطيب في " التاريخ " ( 12/312 - 313 ) من طريق أبي عمرو عفيف بن سالم
، و البغوي في " تفسيره " ( 5/432 ) من طريق بشر بن عمر قالا : أخبرنا ابن
لهيعة به .
قلت : و يلاحظ القراء معي أن هؤلاء الثلاثة : ( ابن وهب ) و ( عفيف ) و ( بشر )
، و ثلاثتهم ثقات ، بل و الأول حديثه عن ابن لهيعة صحيح - قالوا : " عن حنش بن
عبد الله أن رجلا .. " ، فأرسلوه ، بخلاف الوليد بن مسلم ، فإنه قال : " عن حنش
عن عبد الله أنه قرأ .. " ، فجعله من مسند ابن مسعود ، و إن مما لا شك فيه أن
الإرسال هو الصواب ; لاتفاق الثلاثة عليه ، و قد خلط السيوطي في تخريجه للحديث
بين المرسل و المسند ، فإنه ساق أولا رواية الوليد المسندة ، ثم عطف عليها سائر
الروايات التي خرجها ، و فيها رواية ابن وهب و عفيف بن سالم المرسلتين ، و خرج
روايتين أخريين عطفهما أيضا على الرواية المسندة ، و لا أدري حالهما ، لأني لم
أقف على إسنادهما ، و غالب الظن أنهما مرسلتان أيضا لرواية بشر بن عمر التي لم
يذكرها السيوطي . و بناء على هذا الخلط ساق الحديث في " الدر المنثور " ( 5/17
) من مسند ابن مسعود معزوا لبن أبي حاتم و غيره ممن رواه مرسلا ، فاقتضى
التنبيه .
و الخلاصة ; أن علة هذا الشاهد إنما هو الإرسال ، و إسناده صحيح ، فلا يجوز أن
يحكم على الحديث بالوضع . والله أعلم .
*--------------------------------------------------------------------------*
[1] و هكذا أخرجه أبو نعيم في " الحلية " ( 1/7 ) من طريق أخرى عن داود به .
اهـ .
1

(5/188)


2190 - " أد الزكاة المفروضة ، فإنها طهرة تطهرك ، و آت صلة الرحم ، و اعرف حق السائل
، و الجار ، و المسكين ، و ابن السبيل ، و لا تبذر تبذيرا " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/214 ) :

ضعيف
أخرجه الحاكم ( 2/360 ) ، و أحمد ( 3/136 ) من طريق الليث بن سعد عن خالد بن
يزيد عن سعيد بن أبي هلال عن أنس بن مالك رضي الله عنه :
" أن رجلا قال : يا رسول الله ، إني ذو مال كثير ، و ذو أهل و ولد ، فكيف يجب
لي أن أصنع أو أنفق ؟ قال : .. " فذكره . و قال الحاكم :
" صحيح على شرط الشيخين " . و وافقه الذهبي .
و أقول : كلا ، فإن ( سعيد بن أبي هلال عن أنس ) ; منقطع ; كما في " التهذيب "
; و كان مع ذلك قد اختلط ، و لهذا قال ابن حزم في " الفصل في الملل و النحل " (
2/95 ) :
" ليس بالقوي ، قد ذكره بالتخليط يحيى و أحمد بن حنبل " .

(5/189)


2191 - " إذا قرأ الرجل القرآن ، و تفقه في الدين، ثم أتى باب السلطان تملقا إليه ،
و طمعا لما في يده ; خاض بقدر خطاه في نار جهنم " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/215 ) :

ضعيف
رواه الديلمي ( 1/1/70 ) عن أبي الشيخ تعليقا عن إبراهيم بن رستم عن أبي بكر
الفلسطيني عن برد عن مكحول عن معاذ بن جبل مرفوعا .
قلت : و هذا إسناد ضعيف ، و فيه ثلاث علل :
الأولى : الانقطاع بين مكحول و معاذ ; فإنه لم يسمع منه .
الثانية : أبو بكر الفلسطيني ; لم أعرفه .
الثالثة : إبراهيم بن رستم ; أورده الذهبي في " الضعفاء " ، و قال :
" قال ابن عدي : منكر الحديث " .

(5/190)


2192 - " أد ما افترضه الله عليك تكن أعبد الناس ، و ازهد فيما حرم الله عليك تكن أورع
الناس ، و ارض بما قسم الله لك تكن أغنى الناس " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/215 ) :

ضعيف
أخرجه ابن أبي حاتم في " العلل " ( 2/109 - 110 ) ، فقال :
" سألت أبي عن حديث رواه موسى بن سهل الرملي عن محمد بن زياد المقدسي عن يوسف
بن جوان - من أهل فلسطين - قال :
خرجنا نريد العزف <1> ، فمررت بحمص فقيل لي : ههنا رجل يحدث عن النبي صلى الله
عليه وسلم ، فأتيته ، فإذا هو أبو أمامة الباهلي ، فسمعته يحدث عن رسول الله
صلى الله عليه وسلم قال : ( فذكره ) . قال أبي : هذا حديث باطل " .
قلت : و علته يوسف هذا ، أورده ابن أبي حاتم في " الجرح و التعديل " ( 4/2/220
) من روايته عن أبي أمامة ، و عنه محمد بن زياد ، و لم يذكر فيه جرحا و لا
تعديلا .
و محمد بن زياد ; قال في الكتاب المذكور ( 3/2/258 ) :
" سألت أبي عنه ؟ فقال : أدركته ، و لم يقدر لي أن أكتب عنه ، قلت : ما حاله ؟
قال : صالح " .
و موسى بن سهل الرملي ; ثقة .
و الحديث أورده السيوطي في " الجامعين " من رواية ابن عدي عن ابن مسعود .
قلت : و ليس هذا من شرطه ; فإنه موقوف ، فقد أخرجه ابن عدي في " الكامل " (
5/220 ) في ترجمة ( العلاء بن خالد الأسدي الكاهلي ) عن أبي وائل عن عبد الله
قال : فذكره موقوفا ، و لذلك رواه هناد في " الزهد " ( 2/501/1032 ) ، و عنه
الدارقطني في " العلل " ( 5/84 - 85/ س 729 ) ، و البيهقي في " الشعب " ( 1/218
- 219 ) كلهم من طريق قبيصة عن سفيان عن العلاء به . و الدارقطني لما ذكره
مرفوعا من طريقه لم يسنده ، و عقب عليه بقوله :
" و رفعه وهم ، و الصحيح من قول ابن مسعود " .
و هكذا نقله عنه ابن الجوزي في " العلل المتناهية " ( 2/322 ) و أقره . و نقله
عن ابن الجوزي المناوي في " الفيض " ، ثم ذهل عن هذا في " التيسير " ، فقال
عطفا على رواية ابن عدي :
" و رواه البيهقي ، و إسناده ضعيف " ! فأوهم أيضا أنه مرفوع ! أما الضعف ; فهو
في ( العلاء ) هذا ، لكن وثقه جمع ، و احتج به مسلم ، و وثقه الذهبي
و العسقلاني ، والله أعلم .
و قد جاء الحديث مرفوعا بلفظ الجملة الأخيرة ، و بنحو ما قبلها من حديث أبي
هريرة ، و فيه زيادة جيدة ، و هو مخرج في " الصحيحة " ( 930 ) .
*--------------------------------------------------------------------------*
[1] كذا الأصل ، و لم يتبين لي معناه هنا . اهـ .
1

(5/191)


2193 - " إذا قرأ القارىء فأخطأ ، أو لحن ، أو كان أعجميا ; كتبه الملك كما أنزل " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/217 ) :

ضعيف
رواه الديلمي ( 1/1/69 ) عن حمزة بن عمارة بن حمزة : حدثنا هشيم عن أبي بشر عن
سعيد بن جبير عن ابن عباس مرفوعا .
قلت : و هذا إسناد ضعيف ، حمزة هذا لم أعرفه ، و هشيم ، و هو ابن بشير ; مدلس ،
و قد عنعنه ، و أبو بشر ; اسمه جعفر بن أبي وحشية إياس اليشكري ، و هو معروف من
رجال " التهذيب " ، و ليس بمجهول كما زعم المناوي .

(5/192)


2194 - " أدن العظم من فيك ، فإنه أهنأ و أمرأ " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/217 ) :

ضعيف
أخرجه أبو داود ( 2/141 - التازية ) ، و أحمد ( 3/401 و 6/466 ) ، و الحاكم (
4/113 ) ، و الطبراني في " الكبير " ( رقم 7333 ) من طريق عبد الرحمن بن معاوية
عن عثمان بن أبي سليمان عن صفوان بن أمية قال :
" كنت آكل مع النبي صلى الله عليه وسلم ، فآخذ اللحم من العظم ، فقال : " فذكره
.
و قال أبو داود :
" عثمان لم يسمع من صفوان " .
قلت : و مع انقطاعه ، ففيه ضعف عبد الرحمن بن معاوية ، و هو ابن الحويرث ; قال
الحافظ :
" صدوق سيىء الحفظ " .
و أورده الذهبي في " الضعفاء " ، و قال :
" قال مالك : ليس بثقة . و قال ابن معين و غيره : لا يحتج به " .
ثم غفل عن هذا كله من غفل ، فقال الحاكم :
" صحيح الإسناد " ! و وافقه الذهبي ! !
و للحديث طريق آخر ، يرويه عبد الكريم أبو أمية عن عبد الله بن الحارث بن نوفل
قال :
" زوجني أبي في إمارة عثمان ، فدعا نفرا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم
، فجاء صفوان بن أمية ، و هو شيخ كبير ، فقال : إن رسول الله صلى الله عليه
وسلم قال :
" انهسوا اللحم نهسا ، فإنه أهنأ و أمرأ ، أو أشهى و أمرأ " .
قال سفيان : الشك مني .
أخرجه الترمذي ( 1/337 ) ، و الدارمي ( 2/106 ) ، و أحمد ( 3/400 و 6/464 - 465
) ، و ابن سعد ( 5/25 ) ، و ابن عدي ( 252/2 ) من طريق سفيان بن عيينة عنه .
و قال الترمذي :
" لا نعرفه إلا من حديث عبد الكريم ، و قد تكلم بعض أهل العلم فيه - منهم أيوب
السختياني - من قبل حفظه " .
قلت : المعروف عن أيوب أنه اتهمه بالكذب ، فقد روى مسلم في مقدمة " صحيحه " (
1/16 ) بإسناده الصحيح عن معمر قال :
" ما رأيت أيوب اغتاب أحدا قط إلا عبد الكريم - يعني أبا أمية - فإنه ذكره ،
فقال رحمه الله : كان غير ثقة ، لقد سألني عن حديث لعكرمة ، ثم قال : سمعت
عكرمة ! " .
و لذلك قال الذهبي في " الضعفاء " :
" كذبه أيوب السختياني ، و ضرب أحمد على حديثه ، و هو يشبه المتروك ، و قال ابن
معين : ليس بشيء . و قال النسائي و الدارقطني : متروك الحديث " .

(5/193)


2195 - " إذا ابتلي أحدكم بالقضاء بين المسلمين ، فلا يقض و هو غضبان ، و ليسو بينهم
في النظر و المجلس و الإشارة ، و لا يرفع صوته على أحد الخصمين فوق الآخر " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/219 ) :

ضعيف جدا
أخرجه أبو يعلى في " المسند " ( 10/264/5867 ) و ( 12/356/6924 ) عن إسماعيل بن
عياش عن عباد بن كثير عن أبي عبد الله عن عطاء بن يسار عن أم سلمة زوج
النبي صلى الله عليه وسلم قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره .
قلت : و هذا إسناد ضعيف جدا ، عباد بن كثير ، و هو البصري ; قال الحافظ :
" متروك ، قال أحمد : روى أحاديث كذب " .
و شيخه أبو عبد الله ; لم أعرفه ، و يحتمل أنه الذي روى عنه بكر بن سوادة
المصري كما في " التهذيب " ، و أما جزم المعلق على " نصب الراية " ( 4/74 )
بذلك فلا أجد ما يرجحه ، فإن ثبت ; فهو مجهول كما قال الذهبي و العسقلاني ،
و قد سماه الطبراني في رواية له ( 23/284/620 ) : ( سالم أبي عبد الله ) .
و إسماعيل بن عياش ضعيف في روايته عن غير الشاميين ، و هذا منها ، لكنه توبع .
و قال الهيثمي ( 4/197 ) :
" رواه أبو يعلى و الطبراني في " الكبير " باختصار ، و فيه عباد بن كثير الثقفي
، و هو ضعيف " .
و أخرجه الدارقطني في " السنن " ( 4/205 ) ، و البيهقي ( 10/135 ) من طريقين
آخرين عن عباد بن كثير به نحوه ، و قال :
" هذا إسناد فيه ضعف " .
ثم وجدت للحديث طريقا أخرى ، فقال ابن راهويه في " مسنده " ( 208/1 ) : أخبرنا
بقية بن الوليد : حدثني أبو محمد المحرلى عن أبي بكر مولى بني تميم عن عطاء بن
يسار به .
و هذا إسناد مظلم ، شيخ بقية أبو محمد المحرلى - كذا الأصل مهمل - لم أعرفه ،
و كذا شيخه أبو بكر التميمي مولاهم .
و قول الزيلعي عقبه ( 4/74 ) :
" و بهذا السند و المتن رواه الطبراني في ( معجمه ) " ; وهم ، فإنه إنما رواه
( 23/284 - 285/621 و 622 ) من طريق عباد المذكور . و سكت الحافظ عن الحديث في
" الدراية " ( 2/169 ) ، و أعله الهيثمي ( 4/197 ) بضعف عباد .

(5/194)


2196 - " إن الله تصدق بإفطار الصيام على مرضى أمتي و مسافريهم ، أفيحب أحدكم أن يتصدق
على أحد بصدقة ثم يظل يردها عليه ؟ ! " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/220 ) :

ضعيف
رواه الديلمي ( 1/2/226 ) عن الطبراني عن عبد الرزاق عن أبي بكر بن محمد عن
إسماعيل بن رافع عن ابن عمر :
" أنه سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن الصوم في السفر ؟ فقال : لن أفطر ،
و قال : إني أقوى على الصوم ! فقال : .. " فذكره .
قلت : و هذا إسناد ضعيف : إسماعيل بن رافع ، هو أبو رافع المدني ; ضعيف . و أبو
بكر بن محمد ; مجهول ; قاله عبد الحق في " الأحكام " كما في " اللسان " ( 6/349
) .
و قد أخرجه ابن سعد في " الطبقات " ( 7/122 - 123 ) : أخبرنا موسى بن إسماعيل
قال : حدثنا محمد بن أبي بكر أبو غاضرة العنزي قال :
بينما أنا في المسجد الحرام ، إذ مر شيخ معمم بعمامة بيضاء يتوكأ على عصا أراها
من عروق القثاء ، فقال أهل المسجد : هذا أبو رافع المدني ، فلحقته ، فقلت له :
يا أبا رافع ، حدثني بعض أحاديثك التي تروي ، فقال : قالت عائشة : قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم : ... فذكره دون الشطر الثاني منه .
فيبدو لي أن محمد بن أبي بكر هذا هو أبو بكر بن محمد في روايته الأولى ، انقلب
على بعض الرواة ، و لا أدري أيهما الصواب ، فإني لم أجد له ترجمة . نعم أورده
الدولابي في " الكنى " ( 2/77 و 78 - 79 ) ، و ساق بإسناده عن موسى بن إسماعيل
بهذا الإسناد هذه القصة ، لكن متن الحديث :
" من توضأ على طهر كتب الله له عشر حسنات " ، و لم يذكر فيه شيئا من توثيق أو
تجريج ، فهو في عداد المجهولين .
و رواه الفريابي في " الصيام " رقم ( 103 ) بسند جيد عن ابن عمر موقوفا مختصرا
بنحوه . و فيه قصة .

(5/195)


2197 - " ادرءوا الحدود عن المسلمين ما استطعتم ، فإن وجدتم لمسلم مخرجا ، فخلوا سبيله
، فإن الإمام أن يخطئ في العفو خير من أن يخطئ بالعقوبة " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/222 ) :

ضعيف الإسناد
أخرجه الترمذي ( 1/267 - طبع بولاق ) ، و الدارقطني في " سننه " ( ص 324 ) ،
و الحاكم ( 4/384 - 385 ) ، و الخطيب ( 5/331 ) من طريق محمد بن ربيعة عن يزيد
ابن زياد الدمشقي عن الزهري عن عروة عن عائشة مرفوعا . و قال الترمذي :
" لا نعرفه مرفوعا إلا من حديث محمد بن ربيعة عن يزيد بن زياد الدمشقي ، قال :
و يزيد بن زياد الدمشقي يضعف في الحديث " .
قلت : و هو متفق على تضعيفه ، بل قال أبو حاتم :
" كأن حديثه موضوع " .
و مع ذلك ، فقد كان رفيعا في الفقه و الصلاح ; كما قال ابن شاهين في " الثقات "
عن وكيع .
و من ذلك تعلم أن قول الحاكم : " صحيح الإسناد " ; ليس بصحيح ، و قد رده الذهبي
بقوله :
" قلت : قال النسائي : يزيد بن زياد ; شامي متروك " .
و قد ساق له الذهبي في " ميزانه " حديثين قال في أحدهما :
" سئل أبو حاتم عن هذا الحديث ؟ فقال : باطل موضوع " .
ثم إن الحديث اضطرب فيه يزيد ، فرواه تارة مرفوعا كما في هذه الرواية ، و تارة
موقوفا . رواه الترمذي من طريق وكيع عنه نحوه ، و لم يرفعه ، و قال :
" و رواية وكيع أصح ، و قد روي نحو هذا عن غير واحد من أصحاب النبي صلى الله
عليه وسلم أنهم قالوا مثل ذلك " . قال المناوي في " الفيض " :
" قال الذهبي رحمه الله : و أجود ما في الباب خبر البيهقي :
" ادرءوا الحد و القتل عن المسلمين ما استطعتم " . قال : " هذا موصول جيد " .
قلت : هو عند البيهقي في " السنن " ( 8/238 ) بسند حسن عن ابن مسعود موقوفا
عليه .

(5/196)


2198 - " أدنى ما يقطع فيه السارق ثمن المجن . و كان يقوم دينارا " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/223 ) :

ضعيف
رواه الطحاوي في " شرح المعاني " ( 2/93 ) ، و الطبراني ( 1/266/849 ) عن
معاوية بن هشام عن سفيان عن منصور عن مجاهد و عطاء عن أيمن الحبشي مرفوعا .
قلت : و هذا إسناد رجاله ثقات رجال مسلم ، لكن معاوية بن هشام كثير الغلط ; كما
قال الإمام أحمد ، و قال الحافظ :
" صدوق له أوهام " .
و من طريقه أخرجه النسائي ( 2/259 ) ، إلا أنه قال :
عن مجاهد عن عطاء ... و لفظه : عن أيمن قال :
" لم يقطع النبي صلى الله عليه وسلم السارق إلا في ثمن المجن ، و ثمن المجن
يومئذ دينار " .
و تابعه عنده عبد الرحمن و محمد بن يوسف عن سفيان عن منصور عن مجاهد عن أيمن
قال : .. فذكره .
و تابعه علي بن صالح و الحسن بن حي عن منصور به .
و خالفهم شريك فقال : عن منصور به ، إلا أنه قال : أيمن بن أم أيمن يرفعه ; قال
:
" لا يقطع إلا في ثمن المجن ، و ثمنه يومئذ دينار " .
و شريك سيىء الحفظ .
و من هذه الطرق يتبين أن معاوية بن هشام و شريكا أخطآ في هذا الحديث على أيمن
الحبشي ، فهو إنما حكى فيه الواقع في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ، فصيراه
عنه من قول النبي صلى الله عليه وسلم . و يؤيده ما رواه الطبراني ( 850 ) من
طريق محمد بن مصفى : حدثنا معاوية بن حفص عن أبي عوانة عن منصور عن الحكم عن
عطاء عن أيمن الحبشي قال :
" كانت اليد تقطع على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم في ثمن المجن " .
قلت : و هذا علته ( محمد بن مصفى ) و هو الحمصي ; صدوق له أوهام ; كما قال
الحافظ في " التقريب " ، و هو أصح من حديث الترجمة .
على أن الحديث شاذ على كل حال ، لأنه قد ثبت القطع في ربع دينار قولا و فعلا ،
في " الصحيحين " و غيرهما من حديث عائشة و ابن عمر ، و من شاء زيادة تحقيق في
هذا فليراجع " التنكيل " للعلامة اليماني ( 2/93 - 143 ) ، و " إرواء الغليل "
( 8/60 - 62 ) ، و " الروض النضير " ( 783 ) .

(5/197)


2199 - " إذا أتى أحدكم أهله ، فأراد أن يعود فليغسل فرجه " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/224 ) :

ضعيف
أخرجه البيهقي ( 7/192 ) من طريق ليث عن عاصم عن أبي المستهل عن عمر
رضي الله عنه أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال : ... فذكره .
و ضعفه البيهقي بقوله :
" و ليث بن أبي سليم لا يحتج به " .
و ( أبو المستهل ) لم أجد له ترجمة ; إلا أن يكون ( الكميت بن زيد الأسدي
الكوفي ) الشاعر المشهور ، فهذه كنيته ، له ترجمة في " تاريخ ابن عساكر " (
14/595 - 603 ) و " تاريخ الإسلام " ( 8/210 - 213 ) فإذا كان هو فلم يذكروا له
رواية عن عمر ، و قد ولد بعد وفاته !
و في " المجمع " ( 4/295 ) :
" رواه أبو يعلى في " الكبير " ، و فيه ليث بن أبي سليم ، و هو مدلس " !
كذا قال ، و ليس من عادته أن يخرج لأبي يعلى في " المسند الكبير " ، و إنما ذلك
في كتابه " المقصد العلي " ، و الحديث فيه ( 1/343/777 ) ، مشيرا إلى ذلك بحرف
( ك ) كما هي عادته فيه . و قد أشار الحافظ إلى ما ذكرت أيضا في مقدمة "
المطالب العالية " ( 1/4 ) . و أيضا فقوله : " مدلس " خطأ نبهت عليه مرارا .
و عزاه في " الجامع الكبير " ( 1/31/1 ) للترمذي أيضا في " العلل " ، و أطلق
العزو إليه في " الزيادة على الجامع الصغير " ; كما في " الفتح الكبير " ( 1/64
) ، فلم يحسن ، لأنه يوهم أنه أخرجه في " السنن " ، و لذلك فقد أضعت وقتا كثيرا
في البحث عنه فيه ، و لكن سدى !

(5/198)


2200 - " إذا أتى على العبد أربعون سنة يجب عليه أن يخاف الله تعالى و يحذره " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/225 ) :

موضوع
رواه الديلمي ( 1/89 ) من طريق الذراع بسنده عن إبراهيم بن محمد بن جابر عن
الأعمش عن إبراهيم عن علقمة عن معاوية بن أبي سفيان : حدثني علي بن أبي طالب
- و صدق علي - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
قلت : و هذا موضوع ، لوائح الوضع عليه ظاهرة ; آفته ( الذراع ) هذا ، و اسمه
( أحمد بن نصر بن عبد الله ) قال الذهبي في " المغني " :
" شيخ بغدادي وضاع مفتر ، له جزء مشهور ، قال الدارقطني : دجال " .
و له ترجمة في " تاريخ بغداد " ( 5/184 ) ، و قال السيوطي في " اللألي " (
1/138 ) :
" الذارع كذاب " .
و إبراهيم بن محمد بن جابر ; لم أعرفه .

(5/199)


2201 - " إذا أمنك الرجل على دمه ، فلا تقتله " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/226 ) :

ضعيف
أخرجه البخاري في " التاريخ " ( 2/1/295 ) ، و ابن ماجه ( 2689 ) ، و أحمد (
6/394 ) عن عبد الله بن ميسرة أبي ليلى عن أبي عكاشة الهمداني قال : قال رفاعة
البجلي :
" دخلت على المختار بن أبي عبيد قصره ، فسمعته يقول : ما قام جبريل إلا من عندي
قبل ، فهممت أن أضرب عنقه ، فذكرت حديثا حدثناه سليمان بن صرد أن النبي
صلى الله عليه وسلم كان يقول : ... ( فذكره ) قال : و كان قد أمنني على دمه ،
فكرهت دمه " .
قلت : و هذا إسناد ضعيف ، عبد الله بن ميسرة ضعيف ، و يكنى بغير هذه الكنية
أيضا .
و أبو عكاشة مجهول .
و قد خالفه في إسناده و متنه عبد الملك بن عمير عن رفاعة بن شداد قال :
كنت أقوم على رأس المختار ، فلما تبينت لي كذباته ، هممت - ايم الله - أن أسل
سيفي ، فأضرب عنقه ، حتى تذكرت حديثا حدثنيه عمرو بن الحمق ، قال : سمعت
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :
" من أمن رجلا على نفسه ، فقلته ; أعطي لواء الغدر يوم القيامة " .
و أخرجه محمد و غيره بسند صحيح ; كما بينته في الكتاب الآخر ( 440 ) .

(5/200)


2202 - " إذا أحب الله عبدا ابتلاه ; ليسمع تضرعه " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/227 ) :

ضعيف جدا
رواه هناد في " الزهد " ( 1/239/405 ) ، و ابن حبان في " الضعفاء " ( 3/122 ) ،
و الديلمي ( 1/1/90 ) عن يحيى بن عبيد الله عن أبيه عن أبي هريرة مرفوعا .
قلت : و هذا إسناد ضعيف جدا . يحيى بن عبيد الله - و هو ابن موهب التيمي -
متروك ، و أبوه عبيد الله ; لا يعرف .
و رواه أبو بكر الشافعي في " مسند موسى بن جعفر بن محمد الهاشمي " ( 1/1/2 ) عن
موسى بن إبراهيم : نا موسى بن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده مرفوعا به .
قلت : و هذا إسناد واه جدا .
موسى بن إبراهيم ، و هو المروزي ; كذبه يحيى ، و قال الدارقطني و غيره :
" متروك " .
قلت : و روي الحديث عن أبي أمامة مرفوعا بأتم من هذا ، و فيه متروك أيضا ، و هو
مخرج برواية جمع فيما يأتي برقم ( 4994 ) .
لكن الحديث صحيح دون قوله : " ليسمع تضرعه " ، و هو مخرج في " المشكاة " ( 1566
) ، و " الصحيحة " ( 146 ) .

(5/201)


2203 - " إذا اختلف الناس ، فالخير ( و في رواية : فالحق ) في مضر ) .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/228 ) :

ضعيف
رواه ابن أبي شيبة ( 12/198 ) ، و عنه ابن أبي عاصم في " السنة " ( ق 149/2 ) ،
و كذا أبو يعلى في " مسنده " ( 2519 ) : حدثنا حميد بن عبد الرحمن عن عبد الله
ابن المؤمل عن عطاء عن ابن عباس رفعه .
و أخرجه الطبراني في " المعجم الكبير " ( 11/178/11418 ) من طريق ابن الأصبهاني
- و هو ثقة ثبت - عن حميد به ; إلا أنه قال : عن عبد الله بن المؤمل عن عكرمة
عن ابن عباس به . فجعل ( عكرمة ) مكان عطاء . و قال :
" عبد الله بن المؤمل عامة أحاديثه الضعف عليه بين " .
قلت : هذا الاختلاف مما يدل على ضعفه ، مع أن أحمد بن رشد ساق له الذهبي خبرا
في ذكر بني العباس ، و قال :
" باطل اختلقه أحمد بن رشد " .
و قال في عبد الله بن المؤمل : " ضعفوه " .
و له متابع ، أخرجه تمام الرازي في " مسند المقلين " ( رقم 13 ) عن محمد بن
الفضل عن نصر بن سيار عن عكرمة به .
قلت : و هذا إسناد ضعيف جدا ، محمد بن الفضل ، و هو ابن عطية ، كذبوه . و نصر
ابن سيار - و هو أمير خراسان - مجهول الحال في الرواية .
( تنبيه ) وقع هذا الحديث في " المطالب العالية " ( 4/145 ) معزوا لأبي داود !
و هو خطأ ظاهر ، فليس هو في ( أبي داود ) ، و لا " المطالب " من شأنه أن يعزو
لـ ( السنن ) ، فمن الغريب أن يخفى هذا على المعلق على " مسند أبي يعلى "
فينقله و يقره ، مع أن الشيخ الأعظمي قد نبه في تعليقه على " المطالب " أنه من
تحريفات الناسخين .

(5/202)


2204 - " إذا اختلف الزمان ، و اختلفت الأهواء ، فعليك بدين الأعرابي " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/229 ) :

موضوع
رواه الديلمي ( 1/1/159 ) عن محمد بن الحارث : حدثنا ابن البيلماني عن أبيه عن
ابن عمر مرفوعا .
قلت : و هذا موضوع ، المتهم به ابن البيلماني ; و اسمه محمد بن عبد الرحمن
البيلماني . و محمد بن الحارث ضعيف أيضا ، لكن الآفة من شيخه ، كما سبق بيانه
برقم ( 54 ) بلفظ آخر قريب من هذا ، و ذكرت هناك من قال بوضعه من العلماء .

(5/203)


2205 - " إذا اجتمع العالم و العابد على الصراط ، قيل للعابد : ادخل الجنة و تنعم
بعبادتك قبل العالم ، و قيل للعالم : ههنا فاشفع لمن أحببت ، فإنك لا تشفع لأحد
إلا شفعت ، فقام مقام الأنبياء " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/229 ) :

منكر
رواه الديلمي في " مسند الفردوس " ( 1/1/158 - 159 - مختصره ) عن حمزة بن
عبيد الله الثقفي : حدثنا عثمان بن موسى : حدثنا أبو عمر القرشي - قاضي البصرة
- : حدثنا عطاء بن أبي رباح عن ابن عباس مرفوعا به .
إسناده ضعيف ، أبو عمر القرشي لم أعرفه ، و عثمان بن موسى الظاهر أنه الذي في
" الميزان " :
" عثمان بن موسى المزني عن عطاء ; له حديث منكر ، و قد حدث عنه عبد الرحمن بن
مهدي " .
و به أعله المناوي ، و قال :
" رمز المؤلف لضعفه " .
و حمزة بن عبيد الله الثقفي ، لا يعرف ، و الظاهر أنه الذي في " الجرح
و التعديل " ( 1/2/312 ) :
" حمزة بن عبد الله بن أبي تيماء الثقفي ، روى عن ... ، روى عنه عبد الملك بن
أبي زهير بن عبد الرحمن " .
و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا .

(5/204)


2206 - " إذا أذن المؤذن يوم الجمعة حرم العمل " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/230 ) :

موضوع
رواه الديلمي ( 1/1/155 ) عن سعيد بن ميسرة عن أنس مرفوعا .
قلت : و هذا إسناد موضوع ، سعيد بن ميسرة قال في " الميزان " :
" قال البخاري : منكر الحديث . و قال ابن حبان : يروي الموضوعات . و قال الحاكم
: روى عن أنس موضوعات ، و كذبه يحيى القطان " .
قلت : و يغني عن هذا الحديث قوله الله تبارك و تعالى : *( يا أيها الذين آمنوا
إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله و ذروا البيع .. )* الآية .
و قد اختلفوا في الأذان المحرم للعمل : أهو الأول أم الآخر ؟ و الصواب أنه الذي
يكون و الإمام على المنبر ، لأنه لم يكن غيره في زمن النبي صلى الله عليه وسلم
، فكيف يصح حمل الآية على الأذان الذي لم يكن و لم يوجد إلا بعد وفاته صلى الله
عليه وسلم ، و قد بسطت القول في ذلك في رسالتي : " الأجوبة النافعة " ، فراجعها
.

(5/205)


2207 - " إذا أذن في قرية آمنها الله من عذابه ذلك اليوم " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/231 ) :

ضعيف
رواه الطبراني ( رقم 746 ) ، و في الصغير ( رقم 499 ) ، و في " الأوسط " ( 54/2
) ، و أبو موسى المديني في " اللطائف " ( 40/2 ) عن بكر بن محمد القرشي : حدثنا
عبد الرحمن بن سعد بن عمار بن سعد عن صفوان بن سليم عن أنس بن مالك مرفوعا
. و قال الطبراني :
" لم يروه عن صفوان إلا عبد الرحمن ، تفرد به بكر أبو همام " .
قلت : و لم أجد من ترجمه ، و شيخه عبد الرحمن بن سعد ضعيف ، كما في " التقريب "
، و به أعله الهيثمي ( 1/328 ) ، و مع ذلك سكت عن الحديث في " التلخيص "
( 1/208 ) .
و خالفه عبد الرزاق ، فقال في " المصنف " ( 1/481/1873 ) : عن صفوان بن سليم عن
محمد بن يوسف بن عبد الله بن سلام عن عبد الله بن سلام قال :
" ما أذن في قوم بليل إلا أمنوا العذاب حتى يصبحوا ، و لا نهارا إلا أمنوا
العذاب حتى يمسوا " .
قلت : و هذا موقوف ضعيف ; محمد بن يوسف لا يتابع على حديثه ; كما قال البخاري ،
و ليس له رواية عن جده .
و رفعه حبان بن أغلب بن تميم عن أبيه بسنده عن معقل بن يسار مرفوعا .
أخرجه الطبراني ( 20/215/498 ) .
و حبان بن أغلب ضعيف ، و أبوه أشد ضعفا . قال البخاري :
" منكر الحديث " .

(5/206)


2208 - " إذا أحب الله عبدا ; قذف حبه في قلوب الملائكة ، و إذا أبغض الله عبدا ; قذف
في قلوب الملائكة ، ثم يقذفه في قلوب الآدميين " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/232 ) :

ضعيف جدا
أخرجه أبو نعيم في " الحلية " ( 3/77 ) عن معمر بن سهل قال : حدثنا يوسف بن
عطية قال : حدثنا مطر الوراق عن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه
وسلم قال : فذكره ، و قال :
" هذا حديث صحيح ثابت من حديث أبي صالح عن أبي هريرة ، غريب من حديث مطر و أنس
، لم نكتبه إلا من حديث معمر عن يوسف " .
قلت : و يوسف بن عطية متروك ، و مطر الوراق فيه ضعف ، و روايته عن أنس مرسلة ;
لم يسمع منه ; كما قال أبو زرعة . و معمر بن سهل لم أجد من ترجمه ، فالإسناد
ضعيف جدا ، مع نكارة في متنه كما يأتي .
و أما حديث أبي صالح الذي أشار إليه أبو نعيم ، فهو صحيح ، و هو بمعنى هذا ،
لكن ليس فيه ذكر قلوب الملائكة ، و من أجل هذه الزيادة خرجته هنا ، و هو من
رواية سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة مرفوعا نحوه .
أخرجه مالك ( 2/953/15 ) ، و مسلم ( 8/40 - 41 ) ، و الترمذي ( 2/198 ) ،
و أحمد ( 2/267 و 341 و 413 و 509 ) من طرق عنه . و لفظ الترمذي :
" إذا أحب الله عبدا ، نادى جبريل : إني قد أحببت فلانا ، فأحبه ، قال فينادي
في السماء ، ثم تنزل له المحبة في أهل الأرض ، فذلك قول الله : *( إن الذين
آمنوا و عملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا )* ، و إذا أبغض الله عبدا نادى
جبريل : إني قد أبغضت فلانا ، فينادي في السماء ، ثم تنزل له البغضاء في الأرض
" .
و إسناده هكذا : حدثنا قتيبة : حدثنا عبد العزيز بن محمد عن سهيل بن أبي صالح .
و قال :
" حسن صحيح " .
و قد أخرج مسلم إسنادها ، و لم يسق اللفظ ، و ذكر له الحافظ في " الفتح " (
10/386 ) شاهدا من حديث ثوبان عند الطبراني .
و للحديث طريق أخرى عند البخاري ( 6/220 و 10/385 - 386 و 13/387 ) ، و أحمد (
2/514 ) عن نافع عن أبي هريرة به دون قضية البغض . و هو رواية مالك .
و الحديث رواه أبو مسعود الزجاج عن معمر عن سهيل بن أبي صالح به ، دون ذكر
الآية و ما بعدها ، و زاد :
" فعند ذلك يلقى عليه القبول في الأرض ، و يوضع على الماء ، يشربه البر
و الفاجر ، فيحبه البر و الفاجر ، و إذا أبغض عبدا ، فمثل ذلك " .
أخرجه ابن جميع في " معجمه " ( 327 ) .
قلت : ذكر الماء و البر و الفاجر منكر ، لعدم وروده في شيء من الطرق المشار
إليها عن سهيل ، و منها طريق معمر عند عبد الرزاق ( 10/450/19673 ) ، و عنه
أحمد ( 2/267 ) بلفظ :
" إذا أحب الله عبدا دعا جبريل عليه السلام ، فقال : إني قد أحببت فلانا فأحبه
، فيحبه جبريل ، قال : ثم ينادي في السماء ، إن الله قد أحب فلانا فأحبوه ،
فيحبونه . قال : ثم يضع الله له القبول في الأرض ، فإذا أبغض ; فمثل ذلك " .
قلت : و علة تلك الزيادة أبو مسعود الزجاج و اسمه عبد الرحمن بن الحسن ; قال
أبو حاتم :
" لا يحتج به " .

(5/207)


2209 - " إذا اختلف الناس ، كان ابن سمية مع الحق " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/234 ) :

ضعيف
أخرجه الطبراني في " المعجم الكبير " ( 10071 ) من طريق ضرار بن صرد : نا علي
بن هاشم عن عمار الدهني عن سالم بن أبي الجعد عن علقمة عن عبد الله عن
النبي صلى الله عليه وسلم قال : ... فذكره .
قلت : و هذا إسناد ضعيف جدا ، رجاله ثقات ; غير ضرار بن صرد ، أورده الذهبي في
" الضعفاء " ، و قال :
" قال النسائي و غيره : متروك " .
و قد خولف في إسناده ، فرواه معاوية بن هشام عن عمار بن رزيق عن عمار الدهني عن
سالم بن أبي الجعد عن عبد الله به ، و لم يذكر علقمة .
أخرجه الطبراني أيضا عقبه ; كأنه يشير إلى تخطئة ضرار في إسناده ، و إلى إعلال
الحديث بالانقطاع ; فإن سالما لم يلق ابن مسعود ; كما قال علي بن المديني .
و رجال الإسناد الثاني موثقون من رجال مسلم .
و الحديث قال الهيثمي ( 7/243 ) :
" رواه الطبراني ، و فيه ضرار بن صرد ، و هو ضعيف " .
و كأنه لم ينتبه للطريق الأخرى . و المعصوم من عصمه الله .
ثم وجدت لمعاوية بن هشام متابعا ، أخرجه البيهقي في " دلائل النبوة " ( 6/422 )
من طريق أبي الجواب : حدثنا عمار بن رزيق به .
و أبو الجواب - اسمه الأحوص بن جواب الكوفي - ثقة من رجال مسلم .
و أما قول الدكتور القلعجي في تعليقه على " الدلائل " :
" أخرجه الحاكم في " المستدرك " ( 3 : 391 ) من طريق أبي البختري و صححه ،
و وافقه الذهبي " !
قلت : ففي هذا التخريج أمور تدل على جهل بهذا العلم ، و افتئات عليه ; أذكر
بعضها :
1 - من الواضح أن ضمير قوله : " أخرجه " إنما يعود إلى حديث عبد الله - و هو
ابن مسعود - فماذا يقول القارىء إذا كان الحديث الذي رواه الحاكم في الموضع
الذي أشار إليه الدكتور ليس من رواية ابن مسعود ، و إنما هو عن حذيفة !
2 - ما فائدة قوله : " من طريق أبي البختري " ، و ليس له ذكر في حديث ابن مسعود
عند البيهقي ، فإنه لا يقال مثله في فن التخريج إلا إذا كان الرجل في طريق
الحديث المخرج ! و إلا كان الكلام لغوا ، لا معنى له ! و لو أنه قال : " من
حديث حذيفة " ، لكان أقرب إلى الصواب ، و كان مفيدا .
3 - إن تخريجه يشعر أن الحاكم رواه مرفوعا ، و ليس كذلك ; فإنه أخرجه من طريق
مسلم الأعور عن حبة العرني قال :
دخلنا مع أبي مسعود الأنصاري على حذيفة أسأله عن الفتن ، فقال :
دوروا مع كتاب الله حيث ما دار ، و انظروا الفئة التي فيها ابن سمية ، فاتبعوها
، فإنه يدور مع كتاب الله حيثما دار . فقلنا له : و من ابن سمية ؟ قال : عمار ،
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول له :
" لن تموت حتى تقتلك الفئة الباغية ، تشرب شربة ضياح <1> تكن آخر رزقك من
الدنيا " .
قلت : فهذا كما ترى موقوف من كلام حذيفة رضي الله عنه ، و شتان بينه و بين حديث
الترجمة الذي عزاه الدكتور للحاكم ! !
4 - لقد أقر الحاكم و الذهبي على تصحيحهما ، و هو يرى بعينه أن فوق أبي البختري
مسلم الأعور ، و هو ضعيف جدا ، لكن الظاهر أنه لم يعرفه ، لأنه وقع في "
المستدرك " : " مسلم بن عبد الله الأعور " ، و إنما هو مسلم أبو عبد الله
الأعور ، و اسم أبيه كيسان ، و له ترجمة سيئة في " الضعفاء " للعقيلي الذي زعم
الدكتور أنه " حققه و وثقه " ! و مما جاء فيه ( 4/154 ) :
" عن عمرو بن علي قال : كان يحيى و عبد الرحمن لا يحدثان عن مسلم الأعور ، و هو
مسلم أبو عبد الله ، و كان شعبة و سفيان يحدثان عنه ، و هو منكر الحديث جدا " .
ثم ذكر نحوه عن البخاري و غيره ، و لذلك قال الذهبي نفسه في " الضعفاء " : "
تركوه " .
و مثل هذا التخريج و غيره يدل دلالة واضحة على أن الدكتور ليس أهلا للتخريج ;
بله التحقيق ، و راجع على سبيل المثال تنبيهي في آخر الحديث المتقدم برقم (
1341 ) تجد فيه أنه نسب إلى الذهبي تصحيحه إياه بعد تصحيح الحاكم ، و الذهبي قد
رد تصحيح الحاكم في نفس الجزء و الصفحة التي نسب ذلك فيها إليه ! !
*--------------------------------------------------------------------------*
[1] بالفتح : اللبن الخائر يصب فيه الماء ثم يخلط . نهاية . و الحديث قد صح
نحوه من طريق أخرى ، و هو مخرج في " الصحيحة " ( 3217 ) . اهـ .
1

(5/208)


2210 - " إذا أدركتكم الصلاة و أنتم في مراح الغنم ; فصلوا فيها فإنها سكينة و بركة ،
و إذا أدركتكم الصلاة و أنتم في أعطان الإبل ; فاخرجوا منها ، فصلوا ، فإنها جن
، من جن خلقت ، ألا ترى أنها إذا نفرت كيف تشمخ بأنفها ؟ ! " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/237 ) :

ضعيف جدا
أخرجه الشافعي ( 1/63 ) ن و من طريقه البيهقي ( 2/449 ) ، و البغوي ( 504 ) :
أبنا إبراهيم بن محمد عن عبيد الله بن طلحة بن كريز عن الحسن عن عبد الله بن
مغفل عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ... فذكره .
قلت : و هذا إسناد ضعيف جدا : الحسن - و هو البصري - مدلس ، و قد عنعنه .
و إبراهيم بن محمد - و هو ابن أبي يحيى الأسلمي - متروك .
لكنه قد توبع فأخرجه أحمد ( 5/55 ) من طريق ابن إسحاق : حدثني عبيد الله بن
طلحة بن عبيد الله بن كريز به ، و لفظه :
" لا تصلوا في عطن الإبل ; فإنها من الجن خلقت ، ألا ترون عيونها و هبابها إذا
نفرت ؟ و صلوا في مراح الغنم ، فإنها هي أقرب من الرحمة " .
و ابن إسحاق ثقة إذا صرح بالتحديث ، فبرئت عهدة إبراهيم منه ، و لم يبق إلا
تدليس الحسن ، و قد أخرجه أحمد ( 4/86 و 5/54 و 55 و 56 و 57 ) من طوق أخرى عن
الحسن به مختصرا بلفظ :
" صلوا في مرابض الغنم ، و لا تصلوا في أعطان الإبل ، فإنها خلقت من الشياطين "
.
و أخرجه ابن حبان أيضا ( 1702 ) ، و ابن ماجه ( 769 ) .
و هو بهذا اللفظ صحيح ، له شاهد من حديث البراء مخرج في " صحيح أبي داود " رقم
( 177 ) .
( تنبيه ) : أورد السيوطي الحديث في " الزيادة على الجامع الصغير " ( 62/1 )
بلفظ :
" إن لم تجدوا إلا مرابض الغنم و أعطان الإبل ; فصلوا في مرابض الغنم ، و لا
تصلوا في أعطان الإبل ، فإنها خلقت من الشياطين " . و قال :
" رواه ابن ماجه عن أبي هريرة " .
فاعلم أن حديث أبي هريرة عند ابن ماجه ( 768 ) ليس فيه الجملة الأخيرة : "
فإنها خلقت من الشياطين " . و غنما هي عنده في حديث عبد الله بن مغفل كما تقدم
، و هو عنده عقب حديث أبي هريرة ، فكأن السيوطي دخل عليه حديث في حديث .

(5/209)


2211 - " إذا ادعت الرمأة طلاق زوجها ، فجاءت على ذلك بشاهد عدل ، استحلف زوجها ، فإن
حلف بطلت شهادة الشاهد ، و إن نكل ، فنكوله بمنزلة شاهد آخر ، و جاز طلاقه " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/239 ) :

ضعيف
أخرجه ابن ماجه ( 1/628 ) ، و ابن أبي حاتم في " العلل " ( 1/432 ) ، و الخطيب
( 2/45 ) من طريق زهير بن محمد عن ابن جريج عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ... فذكره . و قال ابن أبي حاتم :
" سألت أبي عنه ؟ فقال : حديث منكر " .
قلت : و علته زهير بن محمد ، و هو الخراساني ; ضعيف من قبل حفظه ; كما تقدم
مرارا ، فقول البوصيري في " الزوائد " ( ق 127/2 ) :
" هذا إسناد حسن ، رجاله ثقات " .
فهو مردود ; لا سيما و فيه أيضا عنعنة ابن جريج !

(5/210)


2212 - " إذا ادهن أحدكم ; فليبدأ بحاجبيه ، فإنه يذهب بالصداع " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/239 ) :

ضعيف
أخرجه ابن السني في " عمل اليوم و الليلة " ( 171 ) عن بقية بن الوليد عن أبي
نبيه النميري عن خليد بن دعلج عن قتادة بن دعامة قال : قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم : .. فذكره .
قلت : و هذا إسناد ضعيف ، فإنه مع إرساله مسلسل بالعلل :
الأولى : ضعف خليد بن دعلج ، قال الحافظ : ضعيف .
الثانية : أبو نبيه النميري ; لم أجد له ترجمة ، فالظاهر أنه من مشايخ بقية
المجهولين .
الثالثة : بقية ; مدلس ، و قد عنعنه .
و قد وصله الديلمي في " مسند الفردوس " عن قتادة عن أنس كما في " الجامع " ،
قال شارحه المناوي :
" قال في الأصل ( يعني الجامع الكبير ) : " و سنده ضعيف " ; لأن فيه بقية ،
و الكلام فيه معروف ، و خليد بن دعلج ضعفه أحمد و الدارقطني ثم الذهبي " .
قلت : هو في " مسند الديلمي " ( 1/80/2 ) من طريق ابن السني ، فذكر أنس فيه خطأ
من بعض من دون ابن السني عنه . والله أعلم .

(5/211)


2213 - " إذا أخذ المؤذن في أذانه ، وضع الرب يده فوق رأسه ، فلا يزال كذلك حتى يفرغ
من أذانه ، و إنه ليغفر له مد صوته ، فإذا فرغ قال الرب عز وجل : صدقت عبدي ،
و شهدت بشهادة الحق ، فأبشر " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/240 ) :

موضوع
رواه أبو نعيم في " تاريخ أصبهان " من طريق محمد بن يعلى عن عمر بن صبح عن
مقاتل بن حيان عن زيد العمي عن أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم : ... فذكره .
ذكره السيوطي في " ذيل الأحاديث الموضوعة " ( ص 103 ) ، و قال :
" عمر بن صبح يضع الحديث ، و زيد العمي ضعيف " .
قلت : ثم غفل السيوطي عن هذا ، فأورد الحديث في " الجامع الصغير " من رواية
الحاكم في " التاريخ " و الديلمي في " مسند الفردوس " ! و قال المناوي :
" و رواه أيضا أبو الشيخ في " الثواب " ، و من طريقه و عنه أورده الديلمي مصرحا
، فلو عزاه له كان أولى . ثم إنه رمز لضعفه ، و سببه أن فيه محمد بن يعلى
السلمي ، ضعفه الذهبي و غيره " .
قلت : بل كان الأولى ; بل الواجب حذفه من الكتاب ، لتفرد ذاك الوضاع به ،
و العجب من المناوي كيف خفي عليه حاله ، و لم يتنبه لضعف زيد العمي أيضا .
و فاته هو و السيوطي أن ( محمد بن يعلى ) - و هو الملقب بـ ( زنبور ) - ضعيف
جدا ، قال البخاري :
" ذاهب الحديث " .
( تنبيه ) : " تاريخ أصبهان " المذكور ما أظنه إلا أنه " أخبار أصبهان "
المطبوع في ( ليدن ) ، و لم أجد الحديث فيه ، و إنما فيه حديث آخر عن أبي هريرة
مرفوعا نحوه بلفظ :
" إذا أذن المؤذن لوقته ، و لم يأخذ عليه أجرته ; وضع الله عز وجل يده على أم
رأسه تعجبا من أذانه .. " الحديث .
أخرجه ( 2/336 ) في ترجمة ( واصل بن فضلان الشيرازي ) ، و لم يذكر فيه جرحا
و لا تعديلا . و لا رأيته عند غيره . و شيخه و شيخ شيخه لم أعرفهما أيضا .
نعم ; إنما صح من الحديث جملة المغفرة ، فقد جاءت في أحاديث ، فانظر " المشكاة
" ( 667 ) ، و " صحيح الترغيب " ( 1/170/226 و 227 ) .

(5/212)


2214 - " إذا أراد أحد منكم سفرا ; فليسلم على إخوانه ، فإنهم يزيدونه بدعائهم إلى
دعائه خيرا " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/241 ) :

موضوع
رواه الطبراني في " الأوسط " ( 2863 ) ، و أبو يعلى ( 12/6686 ) ، و السلمي في
" آداب الصحبة " ( 151/2 ) عن عمرو بن الحصين العقيلي : حدثنا يحيى بن العلاء
الرازي البجلي : حدثنا سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة مرفوعا .
و قال الطبراني :
" لم يروه عن سهيل إلا يحيى ، تفرد به عمرو " .
قلت : و هو متهم بالوضع ، و مثله شيخه يحيى بن العلاء ، فأحدهما هو الذي افتعله
.

(5/213)


2215 - " إذا أراد الله إنفاذ قضائه و قدره ; سلب ذوي العقول عقولهم حتى ينفذ فيهم
قضاءه و قدره " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/242 ) :

ضعيف
رواه الخطيب ( 14/99 ) ، و الديلمي ( 1/1/100 ) ; كلاهما عن أبي نعيم ، و هذا
في " أخبار أصبهان " ( 2/332 ) : حدثنا أبو عمر لاحق بن الحسين بن عمران بن أبي
الورد البغدادي قدم علينا : [ حدثنا ] أبو سعيد محمد بن عبد الحكيم الطائفي -
بها - : حدثنا محمد بن طلحة بن محمد بن مسلم الطائفي : حدثنا سعيد بن سماك بن
حرب عن عكرمة عن ابن عباس مرفوعا . قال : و في رواية علي : فإذا مضى [ أمره
] رد إليهم عقولهم ، و وقعت الندامة .
بيض له الحافظ في " مختصره " .
قلت أورده الخطيب في ترجمة لاحق هذا ، و قال فيه :
" روى عن خلق لا يحصون أحاديث مناكير و أباطيل ، قال أبو سعد الإدريسي : كان
كذابا أفاكا يضع الحديث على الثقات .... و وضع نسخا لأناس لا تعرف أساميهم في
جملة رواة الحديث ، مثل طرغال ، و طريال ، و كركدن ، و شعبوب ... و لا نعلم
رأينا في عصرنا مثله في الكذب و الوقاحة ، مع قلة الدراية " .
و اتهمه غير ما واحد بالوضع و الكذب ، فهو آفة هذا الحديث .
و أعله المناوي بعلة أخرى دون هذه ، فقال :
" و فيه سعيد بن سماك بن حرب ; متروك كذاب ، فكان الأولى حذفه من الكتاب . و في
" الميزان " : خبر منكر " .
قلت : لم أر أحدا من الأئمة رماه بالكذب ، و كل ما جرح به إنما هو قول أبي حاتم
فيه : " متروك الحديث " .
رواه ابنه ( 2/1/32 ) ، و لم يزد الذهبي في ترجمته عليه شيئا ، و أما الحافظ
فزاد :
" و ذكره ابن حبان في ( الثقات ) ... " .
فإلحاق التهمة بلا حق أولى ; كما لا يخفى على أولي النهى .
و ما نقله المناوي عن الذهبي من قوله : " خبر منكر " ; إنما قاله في ترجمة راو
آخر ; روى هذا الحديث من طريق أخرى عن ابن عمر مرفوعا به . رواه القضاعي في "
مسند الشهاب " ( 1408 ) من طريق محمد بن محمد بن سعيد المؤدب : حدثنا محمد بن
محمد البصري قال : نا أحمد بن محمد الهزاني قال : نا الرياشي قال : نا الأصمعي
قال : نا أبو عمرو بن العلاء عن مجاهد عن ابن عمر مرفوعا .
و هذا سند ضعيف ; قال الذهبي في ترجمة المؤدب :
" لا أعرفه ، و أتى بخبر منكر " .
ثم ساق له هذا الحديث ، ثم قال :
" فالآفة المؤدب أو شيخه " .

(5/214)


2216 - " نية المؤمن خير من عمله ، و عمل المنافق خير من نيته ، و كل يعمل على نيته ،
فإذا عمل المؤمن عملا ; ثار في قلبه نور " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/244 ) :

ضعيف
رواه الطبراني في " الكبير " : حدثنا الحسين بن إسحاق التستري : حدثنا إبراهيم
ابن المستمر العروقي : حدثنا حاتم بن عباد الجرشي : حدثنا يحيى بن قيس الكندي
عن أبي حازم عن سهل بن سعد قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ..
كذا وجدته في نسخة مخطوطة في المكتبة الظاهرية ( مجموع 6/16/1 - 2 ) ناقصة من
أولها و آخرها ، فلم أدر صاحبها و لا كاتبها ، ينقل فيها عن " المستدرك "
و " معجم الطبراني الكبير " .
ثم طبع مجلده فرأيته فيه ( 6/5942 ) ، و من طريقه أخرجه أبو نعيم في " الحلية "
( 3/255 ) ، و قال :
" غريب ، لم نكتبه إلا من هذا الوجه " .
قلت : و هذا سند ضعيف ، يحيى بن قيس الكندي أورده ابن أبي حاتم ( 4/2/182 ) ،
و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا ، و قال الحافظ في " التقريب " :
" مستور " .
و حاتم بن عباد لم أجد له ترجمة ، و به فقط أعله الهيثمي ( 1/61 و 109 ) ! لكنه
زاد في الموضع الثاني : " و بقية رجاله ثقات " ! و نقل المناوي عن العراقي أنه
ضعفه من طريقه .
و أخرجه الخطيب في " التاريخ " ( 9/237 ) من طريق سليمان النخعي عن أبي حازم به
دون قوله : " فإذا عمل ... " .
و سليمان النخعي ; هو ابن عمرو ، و كان من أكذب الناس كما قال أحمد .
و الجملة الأولى منه أخرجها البيهقي في " شعب الإيمان " ( 5/343 ط ) قال :
أخبرنا علي بن أحمد بن عبدان : أنا أحمد بن عبيد الصفار عن ثابت عن أنس مرفوعا
به .
هكذا وقع إسناده في المطبوعة ، و كذا في بعض المصورات . و ظاهر جدا أن فيه سقطا
، و قال البيهقي عقبه :
" هذا إسناد ضعيف " .

(5/215)


2217 - " إن مت مت شهيدا ، أو قال : من أهل الجنة . قاله لمن أوصاه إذا أخذ مضجعه أن
يقرأ سورة الحشر " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/245 ) :

ضعيف
أخرجه ابن السني في " عمل اليوم و الليلة " ( 712 ) من طريق يزيد الرقاشي عن
أنس بن مالك رضي الله عنه :
" أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أوصى رجلا إذا أخذ مضجعه أن يقرأ سورة الحشر
، و قال : ... " فذكره .
قلت : و هذا إسناد ضعيف ، يزيد - و هو ابن أبان الرقاشي - ضعيف .

(5/216)


2218 - " إذا أراد الله أن يخلق خلقا للخلافة ، مسح على ناصيته بيمينه " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/245 ) :

موضوع
أخرجه العقيلي في " الضعفاء " ( ص 417 ) ، و ابن عدي في " الكامل " ( ق 387/2 )
، و الخطيب في " التاريخ " ( 10/147 ) ، و عنه و عن غيره الديلمي في " مسند
الفردوس " ( 1/1/99 ) عن مصعب بن عبد الله النوفلي عن ابن أبي ذئب عن صالح مولى
التوأمة عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : .. فذكره .
و قال العقيلي :
" مصعب مجهول بالنقل ، حديثه - يعني هذا - غير محفوظ ، و لا يتابع عليه " .
و قال ابن عدي :
" و هذا حديث منكر بهذا الإسناد ، و البلاء فيه من مصعب بن عبد الله النوفلي
هذا ، و لا أعلم له شيئا آخر " .
و أخرجه الخطيب ( 2/150 ) ، و عنه الديلمي من طريق أبي شاكر مسرة بن عبد الله
مولى المتوكل على الله ( بإسناده ) عن إبراهيم بن جعفر الأنصاري - المعروف
بالراهب - عن أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : .. فذكره .
و قال الخطيب :
" مسرة بن عبد الله ذاهب الحديث " .
و قال في ترجمته من " التاريخ " ( 13/271 ) :
" و كان غير ثقة " ، ثم ساق له حديثا آخر ، و قال :
" هذا كذب موضوع ، و إسناده كلهم ثقات أئمة ; سوى مسرة ، و الحمل عليه فيه ،
على أنه ذكر سماعه من أبي زرعة بعد موته بأربع سنين ! " .
و الحديث أورده ابن الجوزي في " الموضوعات " من هذين الوجهين ، فتعقبه المناوي
بأن الحاكم أخرجه من طريق ابن عباس بلفظ : " إن الله .... " . قال الحاكم :
" رواته هاشميون " .
قال ابن حجر في " الأطراف " :
" إلا أن شيخ الحاكم ضعيف ، و هو من الحفاظ " .
قلت : الآفة ممن فوقه من الوضاعين ; كما سبق تحقيقه برقم ( 806 ) .
ثم وجدت له طريقا أخرى ، فقال المحاملي في " الأمالي " ( 4/48/2 ) :
حدثنا عبد الله بن شبيب : قال : حدثني ذؤيب بن عمامة قال : حدثني موسى بن شيبة
الأنصاري قال : حدثني سليمان بن معقل بن عبد الله بن كعب بن مالك عن أبيه عن
جده عن كعب بن مالك قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" ما استخلف الله عز وجل خليفة حتى يمسح الله ناصيته بيمينه " .
قلت : و هذا إسناد ضعيف جدا ; مسلسل بالعلل !
الأولى : سليمان بن معقل هذا ; لم أجد له ترجمة .
الثانية : موسى بن شيبة الأنصاري ; قال أحمد :
" أحاديثه مناكير " ، و قال أبو حاتم :
" صالح الحديث " .
الثالثة : ذؤيب بن عمامة ; قال الذهبي :
" ضعيف ، و لم يهدر " .
الرابعة : عبد الله بن شبيب ; قال الذهبي :
" إخباري علامة ، لكنه واه ، قال أبو أحمد الحاكم : ذاهب الحديث " .
قلت : فلعله هو آفة الحديث .

(5/217)


2219 - " إذا أديت زكاة مالك ، فقد أذهبت عنك شره " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/248 ) :

ضعيف
أخرجه ابن خزيمة في " صحيحه " ( 1/249/2 ) ، و الحاكم ( 1/390 ) ، و الخطيب في
" تاريخ بغداد " ( 5/106 ) عن عبد الله بن وهب : أخبرني ابن جريج عن أبي الزبير
عن جابر بن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : .. فذكره . و قال
الحاكم :
" صحيح على شرط مسلم " . و وافقه الذهبي .
قلت أما أنه على شرط مسلم ; فنعم ، و أما أنه صحيح ; ففيه نظر ، لأن أبا الزبير
و ابن جريج مدلسان ، و قد عنعناه ، و قد قال الذهبي في ترجمة الأول منهما :
" و في " صحيح مسلم " عدة أحاديث لم يوضح فيها أبو الزبير السماع عن جابر ،
و لا هي من طريق الليث عنه ، ففي القلب منها شيء " .
ثم ذكر من ذلك أمثلة ، فما بالك و هذا الحديث ليس في " صحيح مسلم " ، ففي القلب
منه ما فيه ; لا سيما و قد صح عن أبي الزبير موقوفا على جابر ، فقال ابن أبي
شيبة في " المصنف " ( 2/186/2 ) :
" أبو داود الطيالسي عن هشام الدستوائي عن أبي الزبير عن جابر به موقوفا " .
ثم وجدت للحديث شاهدا من رواية أبي هريرة بسند حسن ، و من أجله كنت أوردته في "
صحيح الترغيب " ( 8 - صدقات ) ، فهو به قوي ، و ينقل إلى " الصحيحة " .

(5/218)


2220 - " إذا أراد الله بعبد خيرا ; فقهه في الدين ; و بصره عيوب خلقه ; و زهده في
الدنيا " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/248 ) :

ضعيف جدا
رواه أبو بكر الشافعي في " مسند موسى بن جعفر بن محمد الهاشمي " ( ق 73/1 ) عن
موسى بن إبراهيم : نا موسى بن جعفر عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده مرفوعا
.
قلت : و هذا إسناد ضعيف جدا ، موسى بن إبراهيم ; هو المروزي ; متروك كما تقدم
مرارا .
و الحديث أورده السيوطي من تخريج البيهقي في " الشعب " عن أنس ، و عن محمد بن
كعب القرظي مرسلا .
قلت : لم أره في " الشعب " ( 7/347/10535 ) إلا من حديث محمد بن كعب ، يرويه
عنه ( موسى بن عبيدة ) ، و هو ضعيف .
و أخرجه الديلمي ( 1/93 ) من حديث الأنصاري عن مالك بن دينار عن أنس مرفوعا به
.
و الأنصاري هذا هو ( محمد بن عبد الله أبو سلمة ) ، قال الذهبي في " المغني " :
" قال ابن حبان : " منكر الحديث جدا " . و قال محمد بن طاهر : " هو كذاب " ،
و له طامات " . ثم ساق له حديث :
" من كسح مسجدا .. " . و هذا أخرجه ابن حبان في " الضعفاء " ( 2/266 ) .

(5/219)


2221 - " إذا أراد الله بقوم خيرا ; أكثر فقهاءهم ، و قلل جهالهم ، حتى إذا تكلم
العالم ; وجد أعوانا ، و إذا تكلم الجاهل قهر .
و إذا أراد الله بقوم شرا ; أكثر جهالهم ، و قلل فقهاءهم ، حتى إذا تكلم الجاهل
; وجد أعوانا ، و إذا تكلم الفقيه ; قهر " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/249 ) :

ضعيف
رواه الخطيب في " الفقيه و المتفقه " ( 23 - 24 ) عن عبد الرحمن بن زياد بن
أنعم الأفريقي عن حبان بن أبي جبلة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
: ...
قلت : و هذا إسناد مرسل ضعيف ، حبان هذا تابعي ثقة ، و ابن أنعم ضعيف .
و رواه الديلمي عن ابن عمر ، و ذكر المناوي أن فيه بقية ، و هو غير حجة .

(5/220)


2222 - " إذا أراد الله بعبد خيرا ; جعل صنائعه و معروفه في أهل الحفاظ ، و إذا أراد
بعبد شرا ; نكسه " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/250 ) :

ضعيف
رواه الديلمي ( 1/1/92 ) عن عثمان بن عبد الرحمن عن أبي الزبير عن جابر
مرفوعا . قال : فقال حسان بن ثابت :
إن الصنيعة لا تكون صنيعة حتى يصاب بها طريق المصنع
قال : فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " صدقت " .
قلت : و هذا إسناد واه . عثمان بن عبد الرحمن ; إن كان القرشي الوقاصي ; فهو
متروك متهم ، و إن كان الجمحي ; فهو ضعيف .
و الحديث أورده السيوطي في " الجامع " من رواية الديلمي عن جابر بلفظ :
" ... و إذا أراد الله بعبد شرا جعل صنائعه و معروفه في غير أهل الحفاظ " .
مكان قوله : " و إذا أراد بعبد شرا نكسه " .
فالظاهر أنها رواية أخرى للديلمي ذهلت عنها حين مررت بالمجلدين الأولين منه .
و قال المناوي في " شرحه " :
" و رواه عنه أيضا ابن لال ، و عنه و من طريقه عنه خرجه الديلمي ، فلو عزاه له
كان أولى . ثم إن فيه خلف بن يحيى ; قال الذهبي عن أبي حاتم : كذاب ، فمن زعم
صحته فقد غلط " .

(5/221)


2223 - " إن لله تسعة و تسعين اسما ، كلهن في القرآن ، من أحصاها دخل الجنة " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/251 ) :

منكر جدا بزيادة " كلهن في القرآن "
أخرجه ابن جرير الطبري في " التفسير " ( 15/121 ) من طريق حماد بن عيسى بن (
الأصل : عن ) عبيدة بن طفيل الجهني ، قال : حدثنا ابن جريج عن عبد العزيز عن
مكحول عن عراك بن مالك عن أبي هريرة مرفوعا .
قلت : و هذا إسناد ضعيف جدا ، حماد هذا ضعفه جمع ، و قال الحاكم و النقاش :
" يروي عن ابن جريج و جعفر الصادق أحاديث موضوعة " .
و الحديث في " الصحيحين " و غيرهما من طرق عن أبي هريرة دون هذه الزيادة
المنكرة ، و قد أشرت إلى بعض طرقه عند أحمد في التعليق على " المشكاة " ( 2288
) .

(5/222)


2224 - " إذا أراد اله بعبد خيرا ; صير حوائج الناس إليه " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/251 ) :

موضوع
رواه الديلمي ( 1/1/95 ) عن يحيى بن شبيب : حدثنا حميد الطويل عن أنس
مرفوعا .
قلت : و هذا موضوع ، يحيى بن شبيب ; قال ابن حبان :
" لا يحتج به بحال ، يروي عن الثوري ما لم يحدث به قط " . و قال الخطيب :
" روى أحاديث باطلة " .
و ساق له الذهبي ثلاثة أحاديث قال في أحدها :
" و هذا كذب " . و قال في آخر :
" هو مما وضعه على حميد " !

(5/223)


2225 - " طوبى للمخلصين ، أولئك مصابيح الدجى ، تتجلى عنهم كل فتنة ظلماء " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/252 ) :

موضوع
أخرجه أبو نعيم في " الحلية " ( 1/15 - 16 ) ، و البيهقي في " شعب الإيمان " (
2/324/1 ) من طريق أبي معاوية عمرو بن عبد الجبار السنجاري : حدثنا عبيدة بن
حسان عن عبد الحميد بن ثابت بن ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
حدثني أبي عن جدي قال :
" شهدت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم مجلسا ، فقال : ... " فذكره .
و هذا موضوع . آفته عبيدة بن حسان ; قال ابن حبان :
" يروي الموضوعات عن الثقات " . و قال الدارقطني :
" ضعيف " .
و عمرو بن عبد الجبار ; قال ابن عدي :
" روى عن عمه مناكير " .
و عبد الحميد بن ثابت بن ثوبان ; لم أجد له ترجمة ، و الظاهر أنه أخو
( عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان ) الصدوق ، إن لم يكن من اختلاق ( ابن حسان ) ،
أو من أوهامه على الأقل .
و الحديث أشار المنذري في " الترغيب " ( 1/23 ) إلى تضعيفه ، و عزاه للبيهقي
فقط .

(5/224)


2226 - " إذا أراد الله بعبد خيرا ; عاتبه في منامه " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/252 ) :

ضعيف جدا
رواه الديلمي ( 1/1/95 ) عن وهب بن راشد عن ضرار بن عمرو عن يزيد الرقاشي عن
أنس مرفوعا .
قلت : و هذا إسناد ضعيف جدا ، يزيد الرقاشي ضعيف ، و من دونه أشد ضعفا . فضرار
ابن عمرو - و هو الملطي - قال ابن معين :
" لا شيء " .
و قال الدولابي :
" فيه نظر " .
و وهب بن راشد ، و هو الرقي ; قال ابن عدي :
" ليس حديثه بالمستقيم ، أحاديثه كلها فيها نظر " .
و قال الدارقطني : " متروك " .
و قال ابن حبان :
" لا يحل الاحتجاج به بحال " .

(5/225)


2227 - " إذا أراد الله بعبد خيرا ; فتح له قفل قلبه ، و جعل فيه اليقين ، و جعل قلبه
وعاء واعيا لما سلك فيه ، و جعل قلبه سليما ، و لسانه صادقا ، و خليقته مستقيمة
، و جعل أذنه سميعة ، و عينه بصيرة " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/253 ) :

ضعيف
رواه الديلمي ( 1/1/94 ) عن شرحبيل بن الحكم عن عامر بن نايل عن [ كثير ] بن
مرة عن أبي ذر الغفاري مرفوعا .
قلت : و هذا إسناد ضعيف ، شرحبيل و شيخه مجهولان ، قال ابن خزيمة :
" أنا أبرأ من عهدتهما " .

(5/226)


2228 - " إذا أراد الله بقرية هلاكا ; أظهر فيهم الزنى " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/254 ) :

ضعيف
رواه الديلمي ( 1/1/99 ) عن حفص بن غياث عن داود عن الحسن عن أبي هريرة
مرفوعا .
قلت : و هذا إسناد ضعيف .
الحسن ; هو البصري ، و هو مدلس ، و قد عنعنه .
و داود - هو ابن أبي هند - ثقة من رجال مسلم .
و حفص بن غياث ; هو أبو عمر النخعي القاضي ، و هو ثقة من رجال الشيخين ، فيه
ضعف يسير من قبل حفظه .
و تردد المناوي في حفص هذا بين أن يكون القاضي المذكور ، أو الراوي عن ميمون ،
فمجهول . و لا وجه لهذا التردد عندي ، فإن الذي يروي عن داود إنما هو القاضي .

(5/227)


2229 - " إن من أسوأ الناس منزلة من أذهب آخرته بدنيا غيره " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/254 ) :

ضعيف
أخرجه الطيالسي في " مسنده " ( 2398 ) ، و عنه البيهقي في " شعب الإيمان " (
2/332/1 ) : حدثنا عبد الحكم بن ذكوان عن شهر بن حوشب عن أبي هريرة عن
النبي صلى الله عليه وسلم : ... فذكره .
قلت : و هذا إسناد ضعيف .
شهر ضعيف لسوء حفظه .
و عبد الحكم بن ذكوان قال ابن معين :
" لا أعرفه " .
و قال الحافظ :
" مقبول " . يعني عند المتابعة ، و لم أجد به متابعا . و قد رواه ابن ماجه
و غيره من طريق آخر بلفظ : " من شر الناس ... " ، و الباقي مثله . و قد تقدم (
1915 ) .

(5/228)


2230 - " مثل المؤمن كالبيت الخرب في الظاهر ، فإذا دخلته وجدته مؤنقا ، و مثل الفاجر
كمثل القبر المشرف المجصص يعجب من رآه ، و جوفه ممتلىء نتنا " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/255 ) :

ضعيف جدا
أخرجه البيهقي في " الشعب " ( 2/332/1 ) عن إبراهيم بن أبي يحيى : حدثنا شريك
ابن أبي نمر عن أبي عمرة عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
... فذكره .
قلت : و هذا إسناد ضعيف جدا ، إبراهيم هذا هو ابن محمد بن أبي يحيى الأسلمي ،
و هو متروك .

(5/229)


2231 - " كفى بالمرء إثما أن يشار إليه بالأصابع ، و إن كان خيرا فهو مزلة ، إلا من
رحم الله ، و إن كان شرا فهو شر " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/255 ) :

ضعيف جدا
أخرجه أبو نعيم في " الحلية " ( 5/247 ) ، و البيهقي في " الشعب " ( 2/337/1 )
من طريق كثير بن مروان المقدسي : حدثني إبراهيم بن أبي عبلة عن عقبة بن وساج عن
عمران بن حصين مرفوعا . و قال البيهقي :
" كثير بن مروان هذا غير قوي " .
قلت : بل هو واه جدا ، فقد كذبه يحيى و أبو حاتم ، و أسقطه أحمد و غيره .
و مضى للحديث شاهد بنحوه من حديث أبي هريرة ; إسناده ضعيف أيضا ( رقم 1670 ) .

(5/230)


2232 - " أهل الجور و أعوانهم في النار " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/256 ) :

منكر
رواه العقيلي في " الضعفاء " ( 418 ) ، و الحاكم في " المستدرك " ( 4/89 ) عن
مروان بن عبد الله بن صفوان بن حذيفة بن اليمان عن أبيه عن حذيفة مرفوعا ،
و قال الحاكم :
" صحيح الإسناد " ! و رده الذهبي بقوله :
" قلت : منكر " ، و عمدته قول العقيلي في مروان هذا :
" مجهول بالنقل هو و أبوه ، و حديثه غير محفوظ ، و لا يعرف إلا به " .

(5/231)


2233 - " التوبة من الذنب أن لا تعود إليه أبدا " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/256 ) :

ضعيف
أخرجه أبو القاسم الحرفي في ( عشر مجالس من " الأمالي " ) ( 230 ) ، و البيهقي
في " الشعب " ( 2/347/2 ) عن بكر بن خنيس عن إبراهيم الهجري عن أبي الأحوص عن
عبد الله بن مسعود قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : .. فذكره .
قلت : و هذا إسناد ضعيف ، إبراهيم - و هو ابن مسلم الهجري - لين الحديث .
و بكر بن خنيس ; صدوق له أغلاط ; أفرط فيه ابن حبان .
قلت : و تابعه علي بن عاصم قال : أنا الهجري به نحوه .
أخرجه أحمد ( 1/446 ) .
و علي بن عاصم ; ضعيف أيضا ، و لهذا جزم البيهقي ( 10/200 ) بأن سنده ضعيف .
و رواه البيهقي من طريق أبي إسحاق الهمداني عن أبي الأحوص عن ابن مسعود موقوفا
عليه ، و قال :
" و هو الصحيح ، و رفعه ضعيف " .
و أخرجه الديلمي في " مسند الفردوس " ( 2/1/48 ) من طريق ابن منده عن بكر بن
خنيس به .
و أخرجه الضياء في " المنتقى من مسموعاته بمرو " ( 49/2 ) عن سعيد بن سليمان عن
منصور عن إبراهيم الهجري به .

(5/232)


2234 - " .. كفى بالمرء من الشح أن يقول : آخذ حقي و لا أترك منه شيئا " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/257 ) :

ضعيف
أخرجه الحاكم ( 2/20 - 21 ) من طريق هلال بن العلاء بن هلال بن عمر الرقي :
حدثنا أبي العلاء بن هلال : حدثني أبي هلال بن عمر : حدثني أبي عمر بن هلال :
حدثني أبو غالب عن أبي أمامة مرفوعا . و قال الحاكم :
" هذا إسناد صحيح ، فإن آباء هلال بن العلاء أئمة ثقات ، و هلال إمام أهل
الجزيرة في عصره " . و وافقه الذهبي .
هكذا وقع في نسخة " تلخيص المستدرك " المطبوع في حاشية " المستدرك " ، و هو
ينافي ما نقله المناوي عنه ، فإنه بعد أن نقل عن الحاكم تصحيحه للحديث أتبعه
بقوله :
" .. فرده الذهبي أن هلال بن عمر و أباه لا يعرفان ، فالصحة من أين ؟! " .
قلت : و لعل هذا الذي نقله المناوي عن الذهبي هو الصواب ، لأنه المناسب لحال
الإسناد ، فإنه مسلسل بالعلل :
الأولى : هلال بن العلاء بن هلال ; فإنه و إن كان صدوقا كما قال أبو حاتم ،
و ذكره ابن حبان في " الثقات " ( 9/248 ) ، و قال النسائي : " صالح " ، فقد قال
في موضع آخر :
" ليس به بأس ، روى أحاديث منكرة عن أبيه ، فلا أدري الريب منه أو من أبيه " .
الثانية : العلاء بن هلال عن عمر ، سبق آنفا ، تردد النسائي في لصق الريب في
تلك الأحاديث المنكرة بينه و بين ابنه هلال ، لكن الأب يبدو أنه أصلح حالا منه
، فقد وثقه ابن معين و أبو حاتم و ابن حبان ، لكن هذا عاد فذكره في " الضعفاء "
أيضا ( 2/184 ) . فالله أعلم .
الثالثة : هلال بن عمر ، قال ابن أبي حاتم ( 4/2/78 ) عن أبيه :
" ضعيف الحديث " .
و أقره الذهبي في " الميزان " ، و " الضعفاء " ، و لم يرد له ذكر في " اللسان "
.
الرابعة : عمر بن هلال ، ذكره ابن حبان في " ثقاته " ( 7/185 ) من رواية ابنه
هلال المذكور قبله . فهو مجهول .
و الخلاصة : أن الحديث منكر ضعيف ، لتفرد هؤلاء به ، لكن يظهر أن الآفة ممن دون
الهلال بن العلاء . والله أعلم .
و مع هذه العلل لم يتورع الشيخ الغماري عن إيراد الحديث في " كنزه " ( 2451 ) ،
الأمر الذي يؤكد للباحثين أنه لا يجري فيه على طريقة المحدثين في تصحيح
الأحاديث ، و إنما على الاختيار الشخصي أو الذوقي الصوفي ، و إلا فالمبتدئون في
هذا العلم لا يقعون في مثل هذا الخطأ !
( تنبيه ) : وضعت بين يدي الحديث نقطتين .. إشارة إلى أن في أوله تتمة ، و نصها
في " المستدرك " :
" كفى بالمرء من الكذب أن يحدث بكل ما سمع ، و كفى .. " .
و لما كانت هذه الفقرة منه صحيحة ثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم عند مسلم
و غيره كما هو مخرج في " الصحيحة " ( 2025 ) ، لذلك لم أستحسن ذكرها في الحديث
، و قد أخرجها القضاعي في " مسنده " ( 1415 ) وحدها من هذا الوجه الواهي .
ثم رجعت إلى " مختصر استدراك الحافظ الذهبي على .. الحاكم " لابن الملقن ، لعلي
أجد فيه ما نقله المناوي عن الذهبي ، فلم أجد ، فلا أدري أذهل ابن الملقن عنه ،
أم أن نسخته من " التلخيص " هي موافقة لما في المطبوعة من الموافقة ؟ والله
أعلم .

(5/233)


2235 - " إن لكل قوم فارسة ، و إنما يعرفها الأشراف " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/259 ) :

ضعيف
أخرجه الحاكم ( 3/418 - 419 ) من طريق ابن إسحاق : حدثني يزيد بن رومان و عاصم
ابن عمر بن قتادة عن عروة بن الزبير ، و من طريق أبي علاثة حدثنا أبي :
حدثنا ابن لهيعة عن أبي الأسود عن عروة قال :
لقي رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا من أهل البادية ، و هو يتوجه إلى بدر ،
لقيه بـ ( الروحاء ) ، فسأله القوم عن خبر الناس ؟ فلم يجدوا عنده خيرا ،
فقالوا له : سلم على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : أو فيكم رسول الله
؟ قالوا : نعم ، قال الأعرابي : فإن كنت رسول الله فأخبرني ما في بطن ناقتي هذه
! فقال له سلمة بن سلامة بن وقش - و كان غلاما حدثا - : لا تسأل رسول الله ،
أنا أخبرك ، نزوت عليها ! ففي بطنها سخلة <1> منك ! فقال رسول الله صلى الله
عليه وسلم :
" [ مه ، أ ] فحشت على الرجل يا سلمة ! " .
ثم أعرض رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الرجل ( و في رواية : عن سلمة ) فلم
يكلمه كلمة حتى قفلوا ، و استقبلهم المسلمون بـ ( الروحاء ) يهنئونهم ، فقال
سلمة بن سلامة : يا رسول الله ! ما الذي يهنئونك به ، والله إن رأينا [ إلا ]
عجائز صلعا كالبدن المعقلة فنحرناها ، فـ [ تبسم ] رسول الله [ ثم قال ] : ..
فذكره . و قال الحاكم :
" صحيح الإسناد ، و إن كان مرسلا " . و وافقه الذهبي .
قلت : في ذلك نظر من وجهين :
أحدهما : أن ( أبا علاثة ) لم أعرفه ، و اسمه ( محمد بن عمرو بن خالد ) ، ذكره
الخطيب ( 3/217 ) في شيوخ ( أبي جعفر البغدادي ) شيخ الحاكم في هذا الحديث ،
و قال عقبه : " و اللفظ له " ، و اسمه ( محمد بن محمد بن عبد الله ) ، و ذكره
المزي في الرواة عن أبيه ( عمرو بن خالد ) ، و لم أجد له ترجمة ، و أبوه ثقة .
و الآخر : أن ابن إسحاق ليس عنده حديث الترجمة ، و قد ساق القصة في " السيرة "
مفرقا في موضعين ( 2/252 و 286 ) ، و إنما قال : " فتبسم رسول الله صلى الله
عليه وسلم ثم قال : أي ابن أخي ! أولئك الملأ " . ثم هو مرسل ، فلو صح السند
إلى عروة فعلته الإرسال .
*--------------------------------------------------------------------------*
[1] بفتح فسكون ، هي في الأصل : الصغيرة من ولد الضأن ، فاستعارها هنا للصغيرة
من ولد النوق . اهـ .
1

(5/234)


2236 - " كفارة الذنب الندامة " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/261 ) :

ضعيف
أخرجه أحمد ( 1/289 ) ، و الطبراني في " الكبير " ( 12795 ) ، و القضاعي في "
مسند الشهاب " ( 77 ) ، و البيهقي في " الشعب " ( 5/387/7038 ) من طريق يحيى بن
عمرو بن مالك النكري ، قال : سمعت أبي يحدث عن أبي الجوزاء عن ابن عباس
مرفوعا .
و هذا سند ضعيف . و الحديث قال الحافظ العراقي ( 4/12 ) :
" رواه أحمد و الطبراني و البيهقي في " الشعب " من حديث ابن عباس ، و فيه يحيى
ابن عمرو بن مالك النكري ( و في الأصل : اليشكري ، و هو تصحيف ) ; ضعيف " .
قلت : و كتب بعض المحدثين - و أظنه ابن المحب - على هامش " القضاعي " :
" يحيى متهم " .
و قال الحافظ في " التقريب " :
" ضعيف ، و يقال : إن حماد بن زيد كذبه " .
قلت : و قد خالفه حماد بن زيد ، فقال : عن عمرو بن مالك النكري عن أبي الجوزاء
قال : فذكره موقوفا .
أخرجه البيهقي أيضا ( 5/388/7039 ) .
قلت : و هذا هو الصحيح موقوف .
و الحديث أورده ابن كثير في " تفسيره " ( 4/59 ) من رواية أحمد بإسناده المتقدم
، و سكت عليه لسوقه إسناده ، فتوهم الحلبيان في " مختصرهما " أنه تصحيح منه له
فأورداه في كتابيهما ، و قد تعهدا في المقدمة أن لا يوردا إلا الصحيح ، و أنى
لهما ذلك ؟ !

(5/235)


2237 - " صاحب اليمين أمير على صاحب الشمال ، فإذا عمل العبد الحسنة كتبها له عشر
أمثالها ، و إذا عمل سيئة ; قال صاحب اليمين لصاحب الشمال : أمسك ، فيمسك عنه
سبع ساعات من النهار ، فإن استغفر ; لم تكتب عليه ، و إن لم يستغفر ; كتبت سيئة
واحدة " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/262 ) :

موضوع
رواه البيهقي في " الشعب " ( 5/291/7050 ) ، و أبو بكر الكلاباذي في " مفتاح
المعاني " ( 45/1 ) ، و الواحدي في " تفسيره " ( 4/85/1 ) عن بشر بن نمير عن
القاسم عن أبي أمامة مرفوعا .
قلت : و هذا إسناد واه جدا ، بشر بن نمير قال الحافظ :
" متروك متهم " .
قلت : و قد تابعه جعفر بن الزبير - و هو مثله أو شر منه - عن القاسم به .
أخرجه البيهقي أيضا ( 5/390/7049 ) ، و الطبراني في " الكبير " ( 7971 ) .
و قال الهيثمي في " المجمع " ( 10/208 ) :
" و فيه جعفر بن الزبير . و لكنه موافق لما قبله ، و ليس فيه شيء زائد ، غير أن
الحسنة يكتبها بعشر أمثالها ، و قد دل القرآن و السنة على ذلك " .
قلت : يشير إلى حديث الطبراني أيضا من طريق أخرى عن القاسم به مختصرا بلفظ :
" إن صاحب الشمال ليرفع القلم ست ساعات عن العبد المسلم المخطىء أو المسيء ،
فإن ندم و استغفر منها ألقاها ، و إلا كتبت واحدة " .
و إسناده حسن كما حققته في الكتاب الآخر ( 1209 ) ، و بالتأمل في هذا اللفظ
الثابت : يتبين أن في اللفظ الأول الواهي أشياء زائدة عليه :
أولا : أن صاحب اليمين أمير على صاحب الشمال .
ثانيا : أن صاحب الشمال يمسك عن كتابة الذنب بأمر صاحب اليمين .
ثالثا : أن زمن رفع القلم سبع ساعات ، و في هذا ست !
و قد وجدت للحديث طريقا أخرى ، و لكنها واهية جدا ، فلا يفرح بها ، أخرجه أبو
جعفر الطوسي الشيعي في " الأمالي " عن الحسن بن زياد قال : حدثنا محمد بن إسحاق
عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده مرفوعا به .
محمد بن إسحاق - هو صاحب المغازي - ثقة مدلس ، و قد عنعنه ، و لكن الآفة من
الحسن بن زياد ، و هو اللؤلؤي ; قال الذهبي في " الضعفاء " :
" كذبه ابن معين و أبو داود في حديثه " .
( تنبيه ) : قال المناوي تحت هذا الحديث :
" و اعلم أن للطبراني هنا ثلاث روايات : إحداها مرت في حرف الهمزة . و هذه
الثانية ، و هما جيدتان . و له طريق ثالثة فيها جعفر بن الزبير ، و هو كذاب كما
بسطه الحافظ الهيثمي " .
قلت : و في هذا التعليم خطأ من وجهين :
الأول : أنه ليس للحديث طريق جيدة إلا التي أشرنا إلى حسن إسنادها .
و الآخر : أن الطريق الثالثة التي فيها جعفر إنما هي بهذه الرواية .
و بالجملة ، ففي كلامه تقوية الحديث المذكور أعلاه ، و هو جد واه ، فاقتضى
التنبيه .

(5/236)


2238 - " من استفتح أول نهاره بخير ، و ختمه بالخير ، قال الله عز وجل لملائكته : لا
تكتبوا عليه ما بين ذلك من الذنوب " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/264 ) :

ضعيف
رواه الضياء في " المختارة " ( 110/2 ) عن الطبراني : حدثنا إبراهيم بن محمد بن
عرق الحمصي : حدثنا محمد بن مصفى : حدثنا الجراح بن يحيى المؤذن : حدثنا عمر بن
عمرو بن عبد الأحموسي عن عبد الله بن بسر مرفوعا .
قلت : و هذا إسناد ضعيف مظلم ; لم أعرف أحدا منهم بعد الصحابي ; غير ابن مصفى ;
قال الحافظ :
" صدوق له أوهام " .
و غير الأحموسي ; قال ابن أبي حاتم ( 3/1/127 ) عن أبيه :
" لا بأس به ، صالح الحديث من ثقات الحمصيين " .
و أما الحمصي ; فهو الذي في " الميزان " و " اللسان " :
" إبراهيم بن محمد الحمصي شيخ للطبراني غير معتمد ... " .
ثم ساق له حديثا آخر أخطأ في تسمية شيخه فيه .
و قال الهيثمي في " المجمع " ( 10/112 ) :
" رواه الطبراني من طريق الجراح ( الأصل : الحجاج ) بن يحيى المؤذن عن عمر بن
عمرو بن عبد الأحموسي ، و الجراح بن يحيى لم أعرفه ، و بقية رجاله ثقات ، لم
يرو عن عمر بن عمرو إلا الجراح بن مليح البهراني الشامي ، فإن كان هو إياه ;
فهو ثقة " .
قلت : و لعل الحافظ المنذري كان يرى هذا الذي ذكره الهيثمي احتمالا ، فقد قال
في " الترغيب " ( 1/231 ) :
" رواه الطبراني ، و إسناده حسن إن شاء الله تعالى " .
و لم أجد ما يؤيد هذا الاحتمال ، و إن كان ابن أبي حاتم ذكر في ترجمة ( الجراح
ابن مليح البهراني ) ( 1/1/524 ) أنه روى عنه ( عمر بن عمرو الأحموسي ) ، فإنه
لا تلازم بين الأمرين كما هو ظاهر ; لاختلاف النسبة ، فهذا ( ابن يحيى المؤذن )
، و ذاك ( ابن مليح البهراني ) . و قد يشتركان في الرواية عن الشيخ الواحد ;
كما يقع كثيرا مما هو معروف عند الممارسين لهذا العلم الشريف .
على أنه يبقى في الحديث علة أخرى ، و هي ضعف شيخ الطبراني .
و قد وجدت للحديث شاهدا من حديث أبي هريرة مرفوعا به .
أخرجه البيهقي في " الشعب " ( 2/349 ) من طريق سليمان بن سلمة الخبائري ( الأصل
: الحاجري ) : حدثنا الوليد بن مسلم : حدثنا الأوزاعي عن عطاء عنه .
قلت : و ( الخبائري ) متهم بالكذب .

(5/237)


2239 - " ما من حافظين يرفعان إلى الله تبارك و تعالى ; يرى الله في أول الصحيفة خيرا
، و في آخرها خيرا ; إلا قال الله تعالى لملائكته : أشهدكم أني قد غفرت لعبدي
ما بين طرفي الصحيفة " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/266 ) :

ضعيف جدا
أخرجه الترمذي ( 1/183 ) ، و أبو يعلى في " مسنده " ( 146/2 ) ، و عنه ابن
عساكر ( 10/441 - 442 ) ، و أبو طاهر المخلص في الأول من " الفوائد المنتقاة "
( 2/1 ) ، و عنه ابن النجار ( 10/123/2 ) ، و البيهقي في " الشعب " ( 2/349/4 )
عن مبشر بن إسماعيل عن تمام بن نجيح عن الحسن عن أنس بن مالك مرفوعا .
و كذا رواه ابن شاذان في " المنتقى من حديثه " ( 5/239/1 ) ، و ابن عدي ( 45/1
) ، و قال :
" لا أعلم يرويه عن الحسن غير تمام ، و تمام غير ثقة " .
قلت : و هذا إسناد ضعيف جدا . و قال البيهقي :
" فيه نظر " .
و بيانه : أن الحسن البصري مدلس ، و قد عنعنه .
و تمام بن نجيح ; أورده الذهبي في " الضعفاء " ، و قال :
" قال ابن عدي : غير ثقة " . و قال الحافظ :
" ضعيف " .
و أشار المنذري في " الترغيب " ( 1/234 ) إلى إعلاله بتمام بن نجيح .

(5/238)


2240 - " ما من ذي غنى إلا سيود يوم القيامة أنه كان أوتي في الدنيا قوتا " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/266 ) :

موضوع
رواه ابن ماجه ( 4140 ) ، و أحمد ( 3/117 و 167 ) ، و الثقفي في " الفوائد " (
ج3 رقم 12 - منسوختي ) ، و هناد في " الزهد " ( 596) ، و أبو يعلى ( 7/303 ) ،
و ابن عدي ( 7/2524 ) ، و أبو نعيم ( 10/69 - 70 ) ، و ابن حبان في " المجروحين
" ( 3/56 ) ، و عنه ابن الجوزي في " الموضوعات " ( 3/131 ) عن أبي داود عن
أنس مرفوعا .
و قال الثقفي :
" و أبو داود هو الأعمى ، و اسمه نفيع بن الحارث السبيعي الكوفي " .
قلت : و هو متهم بالوضع ، قال ابن معين :
" يضع ، ليس بشيء " .
و قال ابن حبان :
" يروي عن الثقات الموضوعات توهما ، لا يجوز الاحتجاج به " .
و قال الساجي :
" كان منكر الحديث ، يكذب " ، ثم ساق له هذا الحديث ، و قال :
" و هذا الحديث يصحح قول قتادة فيه : إنه كان سائلا ، لأن هذا حديث السؤال " .
و قال الحاكم :
" روى عن بريدة و أنس أحاديث موضوعة " .
قلت : و تعقبه السيوطي في " اللآلي " ( 2/313 ) بما لا يجدي ; بما رواه الخطيب
( 4/7 - 8 ) في ترجمة ( أحمد بن إبراهيم القطيعي ) ، و لم يذكر فيه شيئا سوى
حديثه !
قال : حدثنا عباد بن العوام ( بسنده ) عن عبد الله مرفوعا : " ما من أحد إلا ..
" الحديث نحوه . فهو مجهول ، و قد خالف الحفاظ ، فقال ابن أبي شيبة ( 13/301 )
، و أحمد في " الزهد " ( ص 155 ) : أنبأنا عباد بن العوام به . و هذا هو الصحيح
موقوف على ابن مسعود .

(5/239)


2241 - " خياركم كل مفتن تواب " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/268 ) :

ضعيف
أخرجه البيهقي في " الشعب " ( 2/364/2 ) عن عبد الرحمن بن إسحاق عن النعمان بن
سعد عن علي رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ... فذكره .
قلت : و هذا إسناد ضعيف ، قال الذهبي في " الضعفاء " :
" عبد الرحمن بن إسحاق أبو شيبة الواسطي ضعفوه ، و النعمان بن سعد كوفي مجهول "
.
و رواه عبد الله بن أحمد في زوائد " المسند " من طريق أخرى واهية جدا ، و قد
مضى برقم ( 96 ) .
و قد صح بلفظ : " إن المؤمن خلق مفتنا توابا .. " الحديث . و هو مخرج في "
الصحيحة " برقم ( 2276 ) .

(5/240)


2242 - " إن للقلوب صدأ كصدأ الحديد ، و جلاؤها الاستغفار " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/268 ) :

موضوع
رواه ابن عدي ( 346/1 ) ، و البيهقي في " الشعب " ( 1/364 ) ، و الديلمي (
1/2/292 - 293 ) ، و ابن عساكر ( 17/285/2 ) ; كلهم من طريق الوليد بن سلمة
الطبراني عن نضر بن محرز عن محمد بن المنكدر عن أنس مرفوعا ، و قال ابن عدي
:
" حديث غير محفوظ " .
قلت : و علته النضر هذا ; قال الذهبي :
" مجهول " .
و قال ابن حبان :
" لا يحتج به " .
بل آفته الوليد بن سلمة كما يأتي ، و قد تفرد به كما قال الطبراني .
و الحديث عزاه المنذري ( 2/269 ) للبيهقي ، و أشار لضعفه ، و وقع عند البيهقي
بلفظ " النحاس " مكان " الحديد " ، و هو رواية لابن عدي ( 7/2540 ) ، و قد تحرف
في " كنز العمال " ( 1/486/4102 ) لفظ " النحاس " إلى " الناس " ! و عزاه
السيوطي في " الجامع الكبير " ( 2418/7031 ) باللفظ الأول " الحديد " لابن عدي
، و الخطيب في " المتفق و المفترق " ، و ابن عساكر .
و عزاه في " الصغير " للحكيم و ابن عدي ، و هو في " ضعيف الجامع " برقم ( 1964
) .
و زاد المناوي في تخريجه :
" و الطبراني في " الأوسط " و " الصغير " ، قال الهيثمي : و فيه الوليد بن سلمة
الطبراني ، و هو كذاب " .
قلت : و هو كما قال ، فإعلاله به أولى ، و بذلك يصير الحديث موضوعا ، فمن
الغريب حقا أن المناوي - الذي يعود إليه فضل التنبيه على هذه العلة - اقتصر في
كتابه الآخر " التيسير " على قوله :
" إسناده ضعيف " !
فلا أدري أنسي أم تناسى ؟ !
و للحديث شاهد من حديث ابن عمر مرفوعا بنحوه ، و سيأتي إن شاء الله تعالى برقم
( 6096 ) .
ثم هو في " المعجم الصغير " للطبراني ( رقم 42 - الروض النضير ) ، و في "
الأوسط " ( 2/131/1/7537 - بترقيمي ) بإسنادين عن الوليد بن سلمة الطبراني به .

(5/241)


2243 - " إن الله ينهاكم عن التعري ، فاستحيوا من ملائكة الله الذين معكم ; الكرام
الكاتبين ، الذين لا يفارقونكم إلا عند حالتين ( و في رواية : ثلاث حالات ) :
الغائط و الجنابة و الغسل ، فإذا اغتسل أحدكم بالعراء ، فليستتر بثوبه أو بجذمة
حائط [ أو ببعيره ] " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/270 ) :

ضعيف جدا
رواه السراج في حديثه ( 67/1 ) ، و البزار في " مسنده " ( 1/160/317 ) : حدثنا
محمد بن كرامة : حدثنا عبيد الله بن موسى : حدثنا حفص بن سليمان المكتب عن
علقمة بن مرثد عن مجاهد عن ابن عباس مرفوعا . و قال البزار ( و الرواية
الأخرى و الزيادة له ) :
" لا نعلمه يروى عن ابن عباس إلا من هذا الوجه ، و حفص لين الحديث " .
قلت : بل هو متروك الحديث مع إمامته في القراءة كما قال الحافظ . و قد خالفه
سفيان و مسعر ، فقالا : عن علقمة بن مرثد عن مجاهد قال : قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم . فأرسله بلفظ :
" أكرموا الكرام الكاتبين الذين لا يفارقونكم إلا عند إحدى حالتين : الجنابة
و الغائط . فإذا اغتسل أحدكم ; فليستتر بجذم ( الأصل " بجرم " ) حائط ، أو
ببعيره ، أو ليستره أخوه " .
أخرجه ابن أبي حاتم في " تفسيره " ; كما في " تفسير ابن كثير " ( 4/482 ) ،
و قال عقبه في " تاريخه " ( 1/51 ) :
" هذا مرسل ، و قد وصله البزار في " مسنده " من طريق جعفر ( ! ) بن سليمان
- و فيه كلام - عن علقمة عن مجاهد عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم : ... " فذكره .
قلت : كذا وقع فيه : " جعفر " ، و هو خطأ مطبعي فيما أرى ; لمخالفته لما تقدم
في إسناد السراج و البزار ، و هكذا على الصواب وقع في " تفسير ابن كثير " من
رواية البزار ، و العجيب أن هذا الخطأ نفسه وقع فيما نقله الهيثمي في " المجمع
" ( 1/268 ) عن البزار في كلامه الذي ذكرته آنفا ، و بناء عليه قال :
" قلت : جعفر بن سليمان من رجال " الصحيح " ، و كذلك بقية رجاله ، والله أعلم "
.
و جاء في التعليق عليه في الحاشية :
" ( فائدة ) : جعفر بن سليمان ليس هو الضبعي الذي أخرج له مسلم . و إنما هو حفص
ابن سليمان ، و هو ضعيف بمرة ، فكأنه تصحف على الشيخ كما في هامش الأصل " .
قلت : و هو من تعليقات الحافظ ابن حجر كما يغلب على الظن ، و هو حق ظاهر ،
و أعجب مما سبق تعقيب الشيخ الأعظمي على كلام الهيثمي المتقدم بقوله :
" قلت : ليس في إسناده جعفر ، بل حفص ، و حفص بن سليمان من رجال الصحيح " !
و هذا خطأ فاحش ، و لعله سبق قلم ، فإن حفصا هذا متروك كما تقدم ، و ليس من
رجال " الصحيح " . والله سبحانه و تعالى أعلم .
و قد روي الحديث مختصرا نحوه من حديث ابن عمر ، و فيه ليث بن أبي سليم ، و قد
ترك بسبب اختلاطه ، و هو مخرج في " الإرواء " ( 64 ) ، و قد قواه بعض من
انتقدنا ممن أوتي حفظا ، و لم يؤت علما ، فانظر الحديث الآتي برقم ( 6006 ) .

(5/242)


2244 - " الإيمان [ بالقدر ] نظام التوحيد " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/272 ) :

ضعيف
رواه الديلمي ( 1/2/359 ) عن مزاحم بن العوام عن الأوزاعي عن الزهري عن سعيد بن
المسيب عن أبي هريرة مرفوعا .
قلت : و هذا إسناد ضعيف ، مزاحم بن العوام ; لم أجد من ترجمه ، و قد مضى له
حديث آخر في الإيمان بالقدر ( 806 ) .

(5/243)


2245 - " الإيمان بالله و العمل قرينان ، لا يصلح واحد منهما إلا مع صاحبه " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/272 ) :

ضعيف
رواه العدني في " كتاب الإيمان " ( ق 235/1 ) : قال : حدثنا حكام بن سلم عن ابن
سنان عن عمرو بن مرة الجملي عن محمد بن علي قال : قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم : ..
و رواه ابن جرير الطبري في " تهذيب الآثار " ( 2/197/1527 ) من طريق آخر عن
حكام به .
قلت : و هذا إسناد ضعيف لإرساله ، و رجاله ثقات رجال مسلم ، و في ابن سنان -
و اسمه سعيد أبو سنان الشيباني - بعض الكلام من قبل حفظه .
و محمد بن علي ; هو ابن الحسين بن علي بن أبي طالب ; أبو جعفر الباقر .
ثم رواه ابن جرير عن عبد الوهاب بن مجاهد عن مجاهد ، مرسلا نحوه مختصرا .
و الحديث عزاه السيوطي في " الجامع " لابن شاهين في " السنة " عن محمد بن علي
مرسلا .
و قد أسنده بعض التلفاء عن ابن سنان بلفظ :
" الإيمان و العمل شريكان في قرن ، لا يقبل الله أحدهما إلا بصاحبه " .

(5/244)


2246 - " الإيمان و العمل شريكان في قرن ، لا يقبل الله أحدهما إلا بصاحبه " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/273 ) :

موضوع
رواه الديلمي ( 1/2/361 ) عن أصرم بن حوشب : حدثنا أبو سنان : حدثنا عمرو بن
مرة عن محمد بن علي عن أبيه عن علي بن أبي طالب مرفوعا .
قلت : و هذا إسناد موضوع من قبل أصرم بن حوشب ، فإنه كذاب خبيث ; كما قال يحيى
. و قال ابن حبان :
" كان يضع الحديث " .
و قد رواه غيره عن أبي سنان به ، لم يتجاوز محمد بن علي ; كما تقدم في الذي
قبله .
و الحديث عزاه السيوطي في " الجامع " لابن شاهين في " السنة " عن علي .
و المناوي في " شرحه " للحاكم " ، و لم أره في " مستدركه " . والله أعلم ، و لم
يتكلم المناوي على إسناده بشيء !
ثم رأيته في" الجامع الكبير " معزوا للحاكم في " تاريخه " ، فتبين خطأ أو تساهل
المناوي في إطلاق العزو إليه .

(5/245)


2247 - " الإيمان بالله باللسان ، و التصديق له بالعمل " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/274 ) :

موضوع
رواه الديلمي ( 1/2/359 ) عن عيسى بن إبراهيم : حدثنا الحكم بن عبد الله عن
الزهري [ عن عروة ] ... عن عائشة مرفوعا .
قلت : و هذا إسناد موضوع ، آفته الحكم بن عبد الله ، و هو الأيلي ، و عيسى بن
إبراهيم ، و هو ابن طهمان الهاشمي ، فإنهما هالكان ; كما قال الذهبي .
و الأول ; قال أحمد :
" أحاديثه كلها موضوعة " .
و قال السعدي و أبو حاتم :
" كذاب " .
و الآخر ; قال البخاري و النسائي :
" منكر الحديث " .
و قال أبو حاتم :
" متروك الحديث " .
و الحديث عزاه السيوطي في " اللآلي " ( 1/36 ) ، للشيرازي في " الألقاب " عن
عائشة ، و منه استدركت الزيادة ، و سقط منه ( الحكم بن عبد الله " .

(5/246)


2248 - " بشر من شهد بدرا بالجنة " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/274 ) :

ضعيف
رواه الديلمي ( 2/1/17 ) من طريق الطبراني عن الحارث بن حصيرة عن تميم بن حذيم
عن عقبة بن حميري عن أبي بكر الصديق مرفوعا .
قلت : هذا إسناد ضعيف . من دون أبي بكر الصديق لم أعرفهم ; غير الحارث بن حصيرة
، و هو شيعي مختلف فيه ، فوثقه بعضهم ، و ضعفه آخرون ، و قال ابن عدي :
" و هو مع ضعفه يكتب حديثه " .
و الحديث عزاه السيوطي للدارقطني في " الأفراد " ، و بيض به المناوي ، فلم
يتكلم على إسناده بشيء .
و يغني عن الحديث قوله صلى الله عليه وسلم :
" لن يدخل النار رجل شهد بدرا و الحديبية " .
و هو مخرج في الصحيحة " ( 2160 ) .

(5/247)


2249 - " بعثت داعيا و مبلغا ; و ليس إلي من الهدى شيء ، و خلق إبليس مزينا ; و ليس
إليه من الضلالة شيء ".

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/275 ) :

موضوع
أخرجه الدولابي ( 2/157 ) ، و العقيلي في " الضعفاء " ( ص 116 ) ، و ابن عدي في
" الكامل " ( ورقة 119/1 ) ، و أبو الشيخ في " التاريخ " ( ص 323 ) ; و أبو
إسحاق المزكي في " الثاني من الفوائد كما في جزء منتخب منها " ( 53/2 ) ، و أبو
عثمان البجيرمي في " الفوائد " ( 3/13/2 ) و اللالكائي في " السنة " ( 1082 ) ،
و الجرجاني ( 354 ) ، و ابن عساكر ( 16/71/1 ) ، و أبو محمد الحسن بن محمد بن
إبراهيم في " أحاديث منتقاة " ( ق 145/1 ) ، و الديلمي في " مسنده " ( 2/1/5 )
، و السلفي في " معجم السفر " ( 163/1 ) عن خالد بن عبد الرحمن العبدي أبي
الهيثم عن سماك بن حرب عن طارق بن شهاب عن عمر بن الخطاب مرفوعا . و قال
العقيلي :
" خالد بن عبد الرحمن أبو الهيثم ; ليس بمعروف بالنقل ، و حديثه غير محفوظ ،
و لا يعرف له أصل " .
ثم ساق له هذا فقط ، و قال ابن عدي :
" و في قلبي من هذا الحديث شيء ، و لا أدري أسمع خالد من سماك أو لقيه ، أم لا
" . قال :
" و خالد ليس بذاك " .
قلت : و الحديث أورده ابن الجوزي في " الموضوعات " من طريق العقيلي حاكيا
لكلامه المذكور ، فتعقبه السيوطي في " اللآلي " ( 1/131 ) بكلام ابن عدي
المذكور أيضا الذي ظاهره أن ليس في الحديث إلا الانقطاع ; فقال السيوطي :
" و خالد الخراساني روى له أبو داود و النسائي ، و وثقه ابن معين ، فحينئذ ليس
في الحديث إلا الإرسال " .
قال ابن عراق في " تنزيه الشريعة " ( 138/2 ) :
" قلت : و فرق الحافظ الدارقطني و المزي و الذهبي و ابن حجر بين الخراساني
و الذي في هذا الإسناد ، و قالوا : إن هذا هو العبدي العطار الكوفي ، و قال
الدارقطني و ابن حجر : إنه مجهول . والله أعلم " .
قلت : و قال الدارقطني كما في " الميزان " :
" لا أعلمه روى غير هذا الحديث الباطل " . يعني هذا .

(5/248)


2250 - " التوبة النصوح : الندم على الذنب حين يفرط منك ، فتستغفر الله بندامتك عند
الحافر ، ثم لا تعود إلي أبدا " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/277 ) :

موضوع
رواه الخطابي في " الغريب " ( 1/472 ) ، و كذا ابن أبي حاتم عن الوليد بن بكير
أبي جناب <1> عن عبد الله بن محمد العدوي عن أبي سنان البصري عن أبي قلابة عن
زر بن حبيش عن أبي بن كعب قال : سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن التوبة
النصوح ، فقال :
" هو الندم ... " . و قال الخطابي :
" عند الحافر : معناه عند مواقعة الذنب ، لا تؤخرها فتكون مصرا " .
قلت : و هذا إسناد موضوع ، آفته العدوي هذا ; قال وكيع :
" يضع الحديث " .
و قال البخاري :
" منكر الحديث " .
و الوليد بن بكير . قال الذهبي :
" ما رأيت من وثقه غير ابن حبان ، قال أبو حاتم : شيخ " .
لكن نقل الحافظ عن الدارقطني أنه قال :
" متروك الحديث " .
فتوثيق ابن حبان مردود .
و الحديث عزاه السيوطي لابن أبي حاتم و ابن مردويه عن أبي ، و لم يتكلم المناوي
على إسناده بشيء !
و رواه هناد في " الزهد " ( 2/453 - 454 ) ، و عنه الطبري في " التفسير " (
28/107 ) ، و ابن أبي شيبة ( 13/279 ) ، و الحاكم ( 2/495 ) و صححه ، و وافقه
الذهبي ، و رواه الطحاوي في " شرح معاني الآثار " ( 2/367 - هندية ) عن عمر بن
الخطاب موقوفا عليه نحوه .
*--------------------------------------------------------------------------*
[1] كذا في مسودتي ، و كذلك هو في " تفسير ابن كثير " من رواية ابن أبي حاتم
و " تهذيب التهذيب " . و في " الميزان " : " أبو خباب " بالخاء المعجمة ثم باء
موحدة . و كذا في " تهذيب المزي " ، و هو الصواب كما في " الإكمال "
و " التوضيح " ، و قالا : " متروك الحديث " . اهـ .
1

(5/249)


2251 - " يوم الثلاثاء يوم الدم ، فيه ساعة لا يرقأ فيها الدم " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/278 ) :

ضعيف
رواه أبو داود ( 2/151 - تازية ) ، و العقيلي في " الضعفاء " ( 55 ) عن بكار بن
عبد العزيز بن أبي بكرة قال : حدثتني عمتي كيسة أن أبا بكرة كان ينهى عن
الحجامة يوم الثلاثاء ، و يزعم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه يوم الدم
و يقول : " فيه ساعة ... " .
ذكره العقيلي في ترجمة بكار هذا ، و قال :
" لا يتابع عليه ، و ليس في هذا الباب في اختيار يوم للحجامة شيء يثبت " .
و روى عن ابن معين أنه قال في بكار هذا :
" ليس بشيء " .
و قال في " التقريب " :
" صدوق يهم " .
قلت : و كيسة مجهولة ، تفرد عنها ابن أخيها بكار بن عبد العزيز ، كما في "
الميزان " ، فقول الحافظ : " لا يعرف حالها " ليس بدقيق ، و حقه أن يقال : " لا
تعرف " ، أو : " مجهولة " ، لأنها مجهولة العين ، لا مجهولة الحال فقط !

(5/250)


2252 - " أكثروا الصلاة علي ، فإن صلاتكم علي مغفرة لذنوبكم ، و اطلبوا لي الدرجة
الوسيلة ، فإن وسيلتي عند ربي شفاعة لكم " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/279 ) :

ضعيف جدا
رواه ابن عساكر ( 17/246/1 ) ، عن ناشب بن عمرو الشيباني : نا مقاتل بن حيان عن
أبي صالح عن الحسن بن علي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم .
قلت : و هذا إسناد ضعيف جدا ، ناشب بن عمرو الشيباني ، قال البخاري :
" منكر الحديث " .
و قال الدارقطني :
" ضعيف " .
و الحديث بيض به المناوي .

(5/251)


2253 - " أكثروا الصلاة علي في الليلة الزهراء ، و اليوم الأزهر ، فإن صلاتكم تعرض علي
" .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/279 ) :

ضعيف
رواه الطبراني في " الأوسط " ( 243 من ترتيبه ) عن عبد المنعم بن بشير الأنصاري
: حدثنا أبو مودود عبد العزيز بن أبي سليمان المدني عن محمد بن كعب القرظي عن
أبي هريرة مرفوعا . و قال :
" لا يروى عن محمد عن أبي هريرة إلا بهذا الإسناد ، تفرد به أبو مودود " .
قلت : و هو ثقة ، كما قال أحمد و ابن معين و أبو داود و ابن المديني و غيرهم ،
فقول الحافظ فيه : " مقبول " ; غير مقبول ، و لعله سبق قلم منه أو من النساخ .
لكن الراوي عنه عبد المنعم بن بشير الأنصاري متهم ، بل وضاع ، قال الذهبي :
" جرحه ابن معين و اتهمه ، و قال ابن حبان : منكر الحديث جدا " .
و قال الحاكم :
" يروي عن مالك و عبد الله بن عمر الموضوعات " .
و قال الخليلي في " الإرشاد " :
" هو وضاع على الأئمة " .
و منه يتبين تساهل الهيثمي في اقتصاره على قوله فيه ( 2/169 ) :
" و هو ضعيف " .
و الحديث عزاه في " الجامع " للبيهقي في " الشعب " عن أبي هريرة ، و ابن عدي عن
أنس ، و سعيد بن منصور عن الحسن ، و خالد بن معدان مرسلا .
قلت : و حديث أنس مخرج في " الصحيحة " ( 1407 ) ، من رواية ابن عدي ، و ليس فيه
" الليلة الزهراء و اليوم الأزهر " ، و إنما قال : " ليلة الجمعة ، و يوم
الجمعة " .
و حديث ابن معدان المرسل لفظه :
" أكثروا الصلاة علي في كل يوم جمعة ، فإن صلاة أمتي تعرض علي في كل يوم جمعة "
.
هكذا ذكره السخاوي في " القول البديع " ( ص 159 - بيروت ) من رواية سعيد بن
منصور في " سننه " .
و من ذلك يتبين للقارىء تساهل السيوطي في عزو الحديث بلفظ الترجمة لابن منصور
و ابن عدي !
و الحديث أورده السخاوي ( 159 ) عن عمر بن الخطاب مرفوعا به ، و زاد :
" فأدعو لكم و أستغفر " ، و قال :
" ذكره ابن بشكوال بسند ضعيف " .
ثم أورده عن ابن شهاب الزهري رفعه مرسلا دون الزيادة .
أخرجه النميري .

(5/252)


2254 - " إذا تجشأ أحدكم أو عطس فلا يرفعن بهما الصوت ، فإن الشيطان يحب أن يرفعه بهما
الصوت " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/281 ) :

ضعيف
رواه الديلمي في " مسند الفردوس " ( 1/1/156 - 157 ) ، و ابن عساكر ( 18/189/1
) ، عن أبي عتبة أحمد بن الفرج : نا بقية : نا الوضين عن يزيد بن مرثد ، أدرك
ثلاثة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم : عبادة بن الصامت ، و شداد بن
أوس ، و واثلة بن الأسقع قالوا : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
قلت : و هذا إسناد ضعيف ، أحمد بن الفرج قال الذهبي في " الضعفاء " :
" ضعيف ، ضعفه محمد بن عوف " .
و الوضين هو ابن عطاء ، قال أحمد :
" ما كان به بأس " ،
و لينه غيره . قاله الذهبي في المصدر السابق . و قال الحافظ :
" صدوق سيىء الحفظ " .
و رواه أبو داود في " مراسيله " ( 524 ) عن يزيد بن مرثد .
و أما حديث : " كف عنا جشاءك .. " فصحيح بمجموع طرقه ، و قد خرجته لذلك في "
الصحيحة " ( 343 ) .

(5/253)


2255 - " إذا تمنى أحدكم ، فلينظر ماذا يتمنى ، فإنه لا يدري ما يكتب من أمنيته " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/282 ) :

ضعيف
رواه الطيالسي في " مسنده " ( 2341 ) ، و كذا أحمد ( 2/357 و 387 ) ، و البخاري
في " الأدب المفرد " ( 794 ) ، و الترمذي ( 3605 ) ، و حسنه ، و أبو يعلى (
5907 ) ، و ابن عدي ( 244/2 ) ، و عنه البيهقي في " الشعب " ( 2/385/1 ) عن عمر
ابن أبي سلمة عن أبيه عن أبي هريرة مرفوعا ، و قال ابن عدي :
" و هذا الحديث لا بأس به ، و عمر بن أبي سلمة متماسك الحديث ، لا بأس به " .
قلت : قال الذهبي في " الضعفاء " :
" ضعفه ابن معين ، و قال النسائي : ليس بالقوي " .
و في " التقريب " :
" صدوق يخطىء " .

(5/254)


2256 - " إذا وقعت كبيرة ، أو هاجت ريح مظلمة ، فعليكم بالتكبير ، فإنه يجلي العجاج
الأسود " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/283 ) :

موضوع
رواه أبو يعلى في " المسند " ( 1947 ) ، و ابن السني في " عمل اليوم " ( 379 )
، و ابن حبان في " المجروحين " ( 2/179 ) عن عنبسة بن عبد الرحمن عن محمد بن
زاذان عن جابر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم .
و أخرجه ابن عدي ( 302/1 ) ، و قال :
" محمد بن زاذان منكر الحديث ، لا يكتب حديثه " .
قلت : الجملة الأولى منه قالها الترمذي أيضا ، و الأخرى قالها البخاري ، فهو
شديد الضعف . لكن الراوي عنه عنبسة بن عبد الرحمن الأموي شر منه ، فقد قال أبو
حاتم :
" متروك الحديث ، كان يضع الحديث " .
و قال البخاري :
" تركوه " .
و قال الأزدي :
" كذاب " .
قلت : و به أعله الهيثمي في " المجمع " ( 10/138 ) .

(5/255)


2257 - " إلياس و الخضر أخوان ، أبوهما من الفرس ، و أمهما من الروم " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/283 ) :

موضوع
رواه الديلمي ( 1/2/214 ) عن أحمد بن غالب : حدثنا عبد الرحمن بن محمد : حدثنا
إسحاق بن عيسى عن مالك عن ابن شهاب عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة مرفوعا
.
قلت : و هذا إسناد موضوع ، آفته عبد الرحمن هذا أو الراوي عنه . قال الحافظ في
" اللسان " :
" عبد الرحمن بن محمد اليحمدي ، و يقال التميمي ; شيخ مجهول . روى عنه أحمد بن
محمد بن غالب المعروف بغلام خليل ، و هو تالف " .
ثم ساق له حديثا آخر من طريق أحمد هذا عنه عن مالك ... و أنت ترى أنه روى هذا
الحديث عنه بواسطة إسحاق بن عيسى ، و هو ثقة ، فيحتمل أن يكون عبد الرحمن هذا
هو ابن محمد أبو سبرة المدني . قال الحاكم أبو أحمد :
" له مناكير " .
و الحديث أشبه شيء بالإسرائيليات ، و قد رواه ابن عساكر بإسناده إلى السدي من
قوله كما في " تاريخ ابن كثير " ( 1/330 ) ، و هذا يؤيد ما ذكرنا . والله أعلم
.

(5/256)


2258 - " الهوا و العبوا ; فإني أكره أن يرى في دينكم غلظة " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/284 ) :

موضوع
رواه الديلمي ( 1/1/19 ) عن أبي بكر الذهبي عن محمد بن عبد السلام عن يحيى بن
يحيى عن عبد العزيز بن محمد عن عمرو بن أبي عمرو عن المطلب بن عبد الله
مرفوعا .
قال الحافظ :
" الذهبي اسمه ............ و ......... " !
كذا في الأصل بياض ، و آفة هذا الإسناد عندي محمد بن عبد السلام ، و هو ابن
النعمان . قال الذهبي :
" بصري ، كتب عنه ابن عدي ، و رماه بالكذب ، و أنه يروي ما لم يسمعه " .
و يحيى بن يحيى : الظاهر أنه الغساني الواسطي ، قال ابن حبان :
" لا تجوز الرواية عنه ، لأنه أكثر من مخالفة الثقات فيما يرويه عن الأثبات " .
و به أعله المناوي ، و بالانقطاع . يعني : الإرسال ، لأن المطلب بن عبد الله
تابعي كثير التدليس و الإرسال .
ثم توقفت في كون يحيى هذا هو الغساني ، بل الراجح أنه يحيى بن يحيى بن بكر
الحنظلي أبو زكريا النيسابوري الثقة الإمام ، فد رأيت في ترجمته من " تهذيب
المزي " أنه روى عن عبد العزيز بن محمد الدراوردي .

(5/257)


2259 - " إن الأرض لتعج إلى ربها من الذين يلبسون الصوف رياء " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/285 ) :

باطل
رواه الديلمي ( 1/2/266 ) عن نوح بن عبد الرحمن : حدثنا محمد بن عبيد الهمداني
: حدثنا عباد بن منصور عن عكرمة عن ابن عباس مرفوعا .
قلت : و هذا إسناد ضعيف مظلم ، عباد بن منصور ضعيف . و من دونه لم أعرفهما .
و قد أخرجه ابن حبان في " الضعفاء " ( 3/156 ) ، و الشجري في " الأمالي " (
2/223 ) من طريق أبي حكيم الأزدي عن عباد به . و قال ابن حبان :
" أبو حكيم ; شيخ يروي المناكير عن أقوام ضعاف ، و يأتي عن الثقات بما لا يتابع
عليه . و عباد قد تبرأنا من عهدته " .
و الحديث ذكره السيوطي من رواية الديلمي عن ابن عباس . فتعقبه المناوي بقوله :
" و رواه عنه أيضا الحاكم ، و عنه و من طريقه خرجه الديلمي مصرحا ، فعزو المصنف
الحديث للفرع ، و إضرابه عن الأصل تقصير أو قصور . و في " الميزان " ما محصوله
أنه خبر باطل ، و لعله لأن فيه سهل بن عمارة ، قال في " الضعفاء " :
رماه الحاكم بالكذب . و عباد بن منصور قد ضعفوه " .
قلت : ليس في مسودتي ذكر لسهل بن عمار في إسناد الديلمي ، و أنا نقلته من "
مختصره " للحافظ ابن حجر ، و لست أطوله الآن لأعيد النظر في إسناده ، لأنه في
دار الكتب المصرية ، و أنا أكتب هذا في دمشق ، و الذهبي إنما أبطله لرواية (
أبي حكيم الأزدي ) ، و وافقه العسقلاني .

(5/258)


2260 - " من سره أن يتزوج امرأة من أهل الجنة ، فليتزوج أم أيمن " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/286 ) :

ضعيف
أخرجه ابن سعد ( 8/224 ) عن فضيل بن مرزوق عن سفيان بن عقبة قال :
" كانت أم أيمن تلطف النبي صلى الله عليه وسلم ، و تقوم عليه ، فقال رسول الله
صلى الله عليه وسلم : فذكره ، فتزوجها زيد بن حارثة ، فولدت له أسامة بن زيد "
.
قلت : و هذا إسناد ضعيف رجاله ثقات ; غير سفيان بن عقبة ، و لم أجد له ترجمة ،
و ليس هو أخو قبيصة الذي روى عن الثوري كما زعم المناوي ، فإنه متأخر عن هذا ،
و هذا تابعي كما يدل عليه ظاهر الإسناد ، و لذلك قال في " الجامع الصغير " :
" إنه مرسل " .

(5/259)


2261 - " عجب ربكم من ذبحكم الضأن في يوم عيدكم هذا " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/287 ) :

موضوع
رواه أبو نعيم في " أخبار أصبهان " ( 2/234 ) ، و البيهقي في " الشعب " (
2/394/2 ) ، و الديلمي في " مسند الفردوس " ( 2/295 - زوائده ) عن سليمان بن
داود المنقري : حدثنا ابن أبي فديك عن شبل بن العلاء بن عبد الرحمن بن يعقوب عن
أبيه عن جده عن أبي هريرة مرفوعا .
قلت : و هذا إسناد موضوع ; آفته المنقري ، و هو الشاذكوني ، فإنه مع حفظه اتهمه
غير واحد بالكذب بالحديث . و قال الذهبي في " الضعفاء " :
" قال ابن معين : كان يكذب ، و قال البخاري : فيه نظر ، و قال أبو حاتم : متروك
" .
و يظهر أن المناوي خفيت عليه هوية سليمان هذا ، لأنه لم ينسب في رواية البيهقي
، فأخذ يعله بمن فوقه : بشبل بن العلاء ، بل و بأبيه العلاء بن عبد الرحمن ، مع
أنه ثقة من رجال مسلم ، فقال :
" و العلاء بن عبد الرحمن أورده أيضا ( يعني الذهبي ) في ( الضعفاء ) " .
و هذا منه عجيب ، فإن الذهبي لم يقتصر فيه على مجرد إيراده إياه ، بل أتبعه
بقوله : " صدوق ، قال ابن عدي : ما أرى به بأسا " .
و أعله أيضا بابن أبي فديك ، و اسمه محمد بن إسماعيل بن مسلم ، فقال :
" قال ابن سعد : ليس بحجة " .
قلت : لم يجرحه غيره ، و قد قال ابن معين : ثقة ، و النسائي : ليس به بأس .
و ذكره ابن حبان في " الثقات " ، و احتج به الشيخان ، فمثله لا يؤثر فيه جرح من
جرحه بدون سبب مفسر جارح ، و لذلك قال الذهبي في " الميزان " :
" صدوق مشهور ، محتج به في الكتب الستة ، قال ابن سعد وحده : ليس بحجة ، و وثقه
جماعة " .

(5/260)


2262 - " سيد الفوارس أبو موسى " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/288 ) :

ضعيف
أخرجه ابن سعد ( 4/107 ) : أخبرنا أحمد بن عبد الله بن يونس : حدثنا نعيم بن
يحيى التميمي قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : .. فذكره .
قلت : و هذا إسناد ضعيف معضل ، نعيم هذا من أتباع التابعين ; قال ابن أبي حاتم
( 4/1/462 ) :
" روى عن الأعمش و إسماعيل بن أبي خالد و الحسن بن عمرو الفقيمي . روى عنه زيد
ابن حباب ، و أحمد بن عبد الله بن يونس و يحيى الحماني و ابنه عبيد صاحب شهاب
ابن عباد " .
و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا . و ذكره ابن حبان في " الثقات " ( 9/218 ) .

(5/261)


2263 - " همة العلماء الرعاية ، و همة السفهاء الرواية " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/288 ) :

موضوع
رواه الخطيب في " اقتضاء العلم العمل " ( ق 5/1 ) ، و ابن عساكر ( 19/78/2 ) عن
أحمد بن القاسم بن نصر : نا محمد بن سليمان بن حبيب لوين : حدثني أبو محمد
الأطرابلسي عن أبي معمر عن الحسن قال : فذكره موقوفا عليه ، ثم قال الخطيب :
" رواه محمد بن هارون بن حميد بن المجدر عن لوين ، فقال : عن الحسن قال :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " فذكره .
قلت : ابن المجدر هذا ثقة ، و لكني لم أقف على إسناده إليه هكذا مرفوعا ، لا
عند ابن عساكر و لا عند غيره ، و قد عزاه إليه مرفوعا السيوطي في " الجامع " ،
و لا يصح عندي مرفوعا و لا موقوفا ، لأن مداره على أبي محمد الأطرابلسي ، و في
ترجمته أورده ابن عساكر ، و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا ، فهو في عداد
المجهولين . و الحسن هو البصري ، فهو مرسل إن صح السند إليه مرفوعا ، بل إن
رفعه باطل عندي ، ليس عليه نور النبوة .

(5/262)


2264 - " لا تسبوا السلطان ، فإنه فيء الله في أرضه " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/289 ) :

ضعيف جدا
أخرجه ابن أبي عاصم في " السنة " ( 1013 ) بتحقيقي ، و البيهقي في " الشعب " (
2/401/2 و 7372 - ط ) عن موسى بن يعقوب الزمعي عن عبد الأعلى بن موسى بن
عبد الله بن قيس بن مخرمة : أن إسماعيل بن رافع مولى المزنيين أخبره : أن زيد
ابن أسلم أخبره : أن أباه أسلم أخبره :
أنه خرج إلى عمر بن الخطاب حين قدم إلى أبي عبيدة بن الجراح و هو بباب الجابية
، فقال أبو عبيدة : يا أسلم ، هل استعملك عمر على مواليه و أهله ؟ فقلت : لا .
قال : فأشهد لسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : فذكره .
قلت : و هذا إسناد ضعيف جدا ، إسماعيل بن رافع المزني ضعيف جدا . قال الذهبي في
" المغني في الضعفاء " :
" ضعفوه جدا " .
و الزمعي فيه ضعف . و شيخه و من فوقه قال في " الميزان " :
" عبد الأعلى بن عبد الله شيخ لموسى بن يعقوب الزمعي ، لا يعرف من هو . و قال
العقيلي : لا يتابع على حديثه ، و شيخه إسماعيل مولى مزينة نحوه . يعني لا يعرف
" .
قلت : لم يقع عند العقيلي ( 3/60 ) ( إسماعيل ) منسوبا إلى أبيه ( رافع ) ، فلم
يعرفه !
و الحديث أخرجه الديلمي في " مسند الفردوس " ( 4/148 ) من طريق الواقدي ، و هو
متروك متهم .

(5/263)


2265 - " إياكم و الدين ، فإنه هم بالليل ، و مذلة بالنهار " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/290 ) :

ضعيف جدا
رواه أبو الحسن الحربي في الثاني من " الفوائد " ( 169/1 ) : حدثنا ابن عبدة :
حدثنا أبو كامل : حدثنا الحارث بن نبهان عن يزيد بن عبد الله عن أبي أيوب - قال
: أبو كامل : لا أدري ذكره عن أنس أو لا - قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
فذكره .
و هكذا رواه الحربي أيضا في " جزء فيه نسخة عبد العزيز بن المختار عن سهيل بن
أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة " ( 161/1 ) .
قلت : و هذا إسناد موضوع . ابن عبدة هذا هو محمد بن عبدة بن حرب القاضي البصري
، قال الذهبي :
" قال البرقاني و غيره : هو من المتروكين ، و قال ابن عدي : كذاب ، حدث عمن لم
يرهم " .
قلت : لكن رواه القضاعي ( 958 ) من طريق عبد الله بن وهب ، قال : نا الحارث بن
نبهان به .
فالآفة من الحارث هذا ; فإنه متروك كما في " التقريب " .
و من طريقه أخرجه أبو عثمان البحيري في " الفوائد " ( 36/1 ) ، و الواحدي في "
الوسيط " ( 1/103/1 ) ، و الديلمي في " المسند " ( 1/2/347 ) .

(5/264)


2266 - " أيما نائحة ماتت قبل أن تتوب ; ألبسها الله سربالا من نار ، و أقامها للناس
يوم القيامة " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/291 ) :

منكر
رواه أبو يعلى في " مسنده " ( 4/1430 ) ، و العقيلي في " الضعفاء " ( 344 ) ،
و ابن عدي ( 320/1 ) ، و ابن حبان في " المجروحين " ( 2/186 ) عن عبيس بن ميمون
: حدثنا يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة مرفوعا .
و قال العقيلي :
" عبيس : حدثنا عبد الله بن أحمد قال : سألت أبي عن أحاديث حدثنا بها خلف بن
هشام البزار عن عبيس بن ميمون ؟ فقال أبي : أحاديث عبيس أحاديث مناكير " .
ثم ساق به عبد الله أحاديث هذا منها ، ثم قال :
" قال أبي : هذه كلها مناكير " . و قال البخاري :
" منكر الحديث " ، ثم قال العقيلي :
" و لا يتابع عليه " .
و ذكر ابن عدي نحوه ، ثم قال :
" و عامة ما يرويه غير محفوظ " .
و قال ابن حبان :
" و يروي عن الثقات الموضوعات توهما لا تعمدا " .
قلت : فهو ضعيف جدا ، لا ضعيف فقط كما ترجمه الحافظ في " التقريب " .

(5/265)


2267 - " الإيماء خيانة ، ليس لنبي أن يومئ " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/292 ) :

ضعيف
أخرجه ابن سعد ( 2/141 ) من طريق علي بن زيد عن سعيد بن المسيب :
" أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر بقتل ابن أبي سرح يوم الفتح ، و فرتنا
و ابن الزبعري و ابن خطل ، فأتاه أبو برزة ، و هو متعلق بأستار الكعبة ، فبقر
بطنه ، و كان رجل من الأنصار قد نذر إن رأى ابن أبي سرح أن يقتله ، فجاء عثمان
، و كان أخاه في الرضاعة ، فشفع له عند النبي صلى الله عليه وسلم ، و قد أخذ
الأنصاري بقائم السيف ينتظر النبي صلى الله عليه وسلم متى يومئ إليه أن يقتله ،
فشفع له عثمان حتى تركه ، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم للأنصاري : هلا
وفيت بنذرك ؟ فقال : يا رسول الله ! وضعت يدي على قائم السيف أنتظر متى تومئ
فأقتله ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ... " فذكره .
قلت : و هذا إسناد ضعيف ، فإنه مع إرساله فيه علي بن زيد ، و هو ابن جدعان ;
سيئ الحفظ .
لكن الشطر الثاني منه قد جاء من طريقين آخرين أحدهما حسن كما قد بينته في
الكتاب الآخر : " الصحيحة " برقم ( 1723 ) ، و الآخر مخرج في " صحيح أبي داود "
( 2405 ) ، و فيهما القصة بنحوها .

(5/266)


2268 - " اليمن حسن الخلق " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/292 ) :

ضعيف
رواه القضاعي في " مسند الشهاب " ( 54 ) من طريق الخرائطي ، و هذا في " المكارم
" ( ص 7 - 8 و 10 ) بسنده عن أبي بكر بن أبي مريم قال : نا حبيب بن عبيد عن
عائشة مرفوعا .
قلت : و هذا سند ضعيف . أبو بكر بن أبي مريم ضعيف ، و لهذا كتب بعض المحدثين -
و أظنه ابن المحب - على هامش النسخة بحذاء الحديث : ضعيف . و ضعفه العراقي في "
تخريج أحاديث الإحياء " ( 3/50 ) .

(5/267)


2269 - " إذا كان يوم القيامة ، أتي بالوالي ، فيوقف على جسر جهنم ، فيأمر الله الجسر
، فينتفض انتفاضة يزول كل عظم من مكانه ، ثم يأمر الله العظام [ أن ] ترجع إلى
أماكنها ، ثم يسأله ، فإن كان مطيعا ، أخذ بيده ، و أعطاه كفلين من رحمته ،
و إن كان عاصيا ، خرق به الجسر ، فهوى في جهنم مقدار سبعين خريفا " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/293 ) :

ضعيف
أخرجه البيهقي في " الشعب " ( 2/402/2 و 383 - ط ) عن حشرج بن نباتة عن هشام بن
حبيب عن بشر بن عاصم عن أبيه :
" أنه بعث إليه عمر بن الخطاب يستعمله على بعض الصدقة ، فأبى أن يعمل له ، قال
: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : .. " فذكره ، فقال عمر : سمعت من
رسول الله صلى الله عليه وسلم ما لم نسمع ؟ فقال : نعم ، و كان سلمان الفارسي
و أبو ذر الغفاري ، قال سلمان : أي والله يا عمر بن الخطاب ، و مع السبعين
سبعين خريفا في واد من نار تلهب التهابا ، فقال عمر بيده على جبهته : إنا لله
و إنا إليه راجعون ، من يأخذها بما فيها ؟ فقال سلمان : من سلت الله أنفه ،
و ألزق خده بالأرض .
قلت : و هذا إسناد ضعيف ، حشرج بن نباتة ، قال الحافظ :
" صدوق يهم " .
و شيخه هشام بن حبيب لم أجد له ترجمة .
و بشر بن عاصم هو ابن سفيان بن عبد الله بن ربيعة بن الحارث الثقفي الطائفي ;
ثقة .
و كذالك أبوه عاصم ، و هو تابعي لم يسمع من النبي صلى الله عليه وسلم ، فكيف
يقول في الحديث : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم ؟
و الجواب - والله أعلم - أنه سقط من الراوي أو الناس قوله : " عن أبيه " للمرة
الثانية ، يعني سفيان بن عبد الله ، و هو صحابي معروف ، و كان عامل عمر على
الطائف .
و الحديث أورده السيوطي في " الجامع " من رواية ابن عساكر عن بشر بن عاصم أيضا
بلفظ :
" أيما وال ولي من أمر المسلمين شيئا وقف به على جسر جهنم ، فيهتز به الجسر حتى
يزول كل عضو " .
و بيض لإسناده المناوي و الزبيدي في " الإتحاف " ( 7/76 - 77 ) !

(5/268)


2270 - " أيما وال ولي أمر أمتي بعدي أقيم على حد الصراط ، و نشرت الملائكة صحيفته ،
فإن كان عادلا ; نجاه الله عز وجل بعدله ، و إن كان جائرا ; انتفض به الصراط
انتفاضة تزايل بين مفاصله حتى يكون بين عضوين من أعضائه مسيرة مائة عام ، ثم
ينخرق به الصراط ، فأول ما يتقي به النار أنفه و حر وجهه " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/294 ) :

ضعيف
رواه ابن بشران في " الأمالي " ( 2/12/1 ) : أخبرنا أبو عبد الله محمد بن زيد
ابن علي بن مروان الأنصاري - بالكوفة - : حدثنا علي بن أحمد بن عمرو الجنيني :
حدثنا محمد بن منصور : حدثنا حسن بن يحيى : حدثنا عمر بن علي بن عمر : حدثني
الثقة عن أبي سهل عن مالك بن أوس بن الحدثان النصري عن علي بن أبي طالب
مرفوعا .
قلت : و هذا إسناد ضعيف ، لأن الثقة لم يسم . و الراوي عنه عمر بن علي بن عمر
لم أعرفه .
و حسن بن يحيى الظاهر أنه الخشني ، فإنه من هذه الطبقة . و هو صدوق كثير الغلط
كما في " التقريب " .
و الراوي عنه لم أعرفه أيضا .
و أما ابن مروان الأنصاري ; فثقة ترجم له الخطيب ( 5/289 ) ترجمة جيدة .
و أما أبو سهل ; فهو محمد بن عمرو بن عطاء أبو عبد الله المدني ، و هو حسن
الحديث .
و الحديث مما بيض له المناوي و الزبيدي أيضا .

(5/269)


2271 - " الإيمان معرفة بالقلب ، و قول باللسان ، و عمل بالأركان " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/295 ) :

موضوع
أخرجه ابن ماجه ( رقم 65 ) ، و ابن السماك في " حديثه " ( 2/88/2 ) ، و العقيلي
في " الضعفاء " ( 406 ) ، و الدولابي في " الكنى " ( 2/11 ) ، و ابن جرير
الطبري في " التهذيب " ( 2/196/1524 و 1525 ) ، و الآجري في " الشريعة " ( ص
130 - 131 ) ، و البيهقي في " الشعب " ( 1/12 ) ، و أبو بكر الخبازي الطبري في
" الأمالي " ( 10/2 ) ، و أبو نعيم في " أخبار أصبهان " ( 1/138 ) ، و الخطيب (
10/343 - 344 و 11/47 ) ، و من طريقه ابن الجوزي في " الموضوعات " ( 1/128 ) ،
و ابن عبد الهادي في " جزء أحاديث و حكايات " ( 329/2 ) ; كلهم من طريق أبي
الصلت الهروي : حدثنا علي نب موسى الرضا : حدثنا أبي موسى بن جعفر : حدثنا أبي
جعفر بن محمد عن أبيه محمد بن علي عن أبيه علي بن الحسين عن أبيه الحسين بن علي
عن أبيه علي بن أبي طالب قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره .
و قال العقيلي :
" موسى بن جعفر حديثه غير محفوظ ، و لا يتابع عليه إلا من جهة تقاربه ، و الحمل
فيه على أبي الصلت الهروي " .
قلت : اسمه عبد السلام بن صالح ، قال الذهبي في " الضعفاء " :
" اتهمه بالكذب غير واحد ، قال أبو زرعة : لم يكن بثقة . و قال ابن عدي : متهم
. و قال غيره : رافضي " .
و في " التقريب " :
" صدوق ، له مناكير ، و كان يتشيع ، و أفرط العقيلي فقال : كذاب " .
قلت : لم ينفرد بذلك العقيلي ، بل تابعه محمد بن طاهر ، فقال أيضا : " كذاب " ;
كما نقله الحافظ نفسه في " التهذيب " . و ذكر فيه عن أبي الحسن - و هو
الدارقطني - :
" و هو متهم بوضعه - يعني هذا الحديث - لم يحدث به إلا من سرقه منه ، فهو
الابتداء في هذا الحديث " .
و قال عبد الحق الإشبيلي في " أحكامه " ( ق 3/1 - 2 ) :
" و عبد السلام هذا ضعيف لا يحتج به ، و قد رواه عن علي بن موسى الهيثم بن
عبد الله ، و هو مجهول ، و داود بن سليمان القزويني و علي بن الأزهر السرخسي
و هما ضعيفان . و رواه الحسن بن علي العدوي عن محمد بن صدقة و محمد بن تميم -
و هما مجهولان - عن موسى بن جعفر والد علي . و الحسن هو ابن علي بن زكريا بن
صالح أبو سعيد البصري ، و كان يضع الحديث . و لا يتيسر هذا الحديث من وجه صحيح
" .
قلت : متابعة الهيثم بن عبد الله هي من رواية العدوي أيضا ، و قد أخرجها ابن
عدي في " الكامل " ( ق 93/2 ) من طريقه عنه ، و عن ابني صدقة و تميم ، ثم قال :
" و هذا عن علي بن موسى الرضا قد رواه عنه أبو الصلت الهروي ، و داود بن سليمان
الغازي القزويني ، و علي بن الأزهر السرخسي و غيرهم ، و هؤلاء أشهر من الهيثم
ابن عبد الله الذي روى عنه العدوي ; لأن الهيثم مجهول ، و أما روايته عن محمد
ابن صدقة و محمد بن تميم ، فإنهما مجهولان ، فروى عنهما [ عن ] موسى بن جعفر
والد الرضا ، فلم أسمع به ، و لم يحدث به غير العدوي ، و عامة ما حدث به إلا
القليل موضوعات ، بل نتيقن أنه هو الذي وضعها على أهل البيت و غيرهم " .
و أخرجه تمام في " الفوائد " ( 110/1 ) من طريق الهروي ، و من طريق العدوي عن
محمد بن صدقة به .
و متابعة داود بن سليمان الغازي القزويني ، أخرجها ابن الجوزي في " الموضوعات "
( 1/128 ) ، و ابن عبد الهادي في " جزئه " المذكور . و داود هذا كذاب ; كما في
" الضعفاء " للذهبي .
و تابعه عباد بن صهيب عن جعفر بن محمد به .
أخرجه تمام .
و عباد هذا كذاب هالك ; كما قال الذهبي .
و تابعه عبد العزيز بن محمد بن الحسن بن زبالة : نا عبد الله بن موسى بن جعفر
بن محمد : حدثني أخي علي بن موسى به .
أخرجه أبو موسى المديني في " اللطائف " ( 85/2 ) .
و ابن زبالة جرحه ابن حبان و غيره .
و تابعه أحمد بن العباس الزهري : حدثنا علي بن موسى الرضا به .
أخرجه أبو بكر الطبري .
و أحمد هذا هو الصنعاني ، ضعفه جدا ابن عدي عن شيخه محمد بن محمد الجهني .
و بالجملة ; فهذه المتابعات كلها واهية جدا ، فلا يزداد الحديث بها إلا وهنا ،
لا سيما مع جزم الإمام الدارقطني أنهم سرقوه من المتهم بوضعه ، ألا و هو الهروي
. و زعم بعض المعاصرين من المشتغلين بالحديث أن الحديث صحيح ، و أن عبد السلام
ابن صالح ثقة ، و إنما تكلم فيه لتشيعه ; مردود بأن الكلام فيه إنما هو لكونه
روى أحاديث أنكرت عليه هذا أحدها ، و قد صرح بذلك الخطيب البغدادي فقال :
" قلت : و قد ضعف جماعة من الأئمة أبا الصلت ، و تكلموا فيه بغير هذا الحديث "
.
و لذلك فلم يبعد ابن الجوزي عن الصواب حين حكم على الحديث بالوضع ، و قد أقره
عليه السخاوي في " المقاصد " ( ص 140 ) ، و تبعه ابن القيم في " تهذيب السنن "
( 8/59 ) .
و أخرجه الخطيب ( 1/255 - 256 ) من طريقين آخرين عن علي بن موسى الرضا به .
و فيهما من لم أعرفه . ثم رواه ( 9/386 ) ، و من طريقه ابن الجوزي في "
الموضوعات " عن عبد الله بن أحمد بن عامر بن سليمان الطائي : حدثني أبي : حدثنا
علي بن موسى به .
و عبد الله هذا متهم . و كذا أبوه .
( تنبيه ) : أخرجه أبو نعيم في " تاريخ أصبهان " ( 1/138 ) من طريق أبي علي
أحمد بن علي الأنصاري عن أبي الصلت ، و زاد في آخره :
" و قال أبو علي : قال لي أحمد بن حنبل : إن قرأت هذا الإسناد على مجنون برىء
من جنونه ، و ما عيب هذا الحديث إلا جودة إسناده " !
قلت : و هذا لا يصح عن أحمد . أبو علي هذا مجهول ، لم يزد أبو نعيم في ترجمته
على قوله :
" سكن نيسابور " ! ثم ساق له هذا الحديث ، و حديثا آخر منكر جدا بلفظ :
" كونوا دراة ، و لا تكونوا رواة ، حديث تعرفون فقهه خير من ألف تروونه " .
ساقه عن أبي علي بالسند المذكور . و قد عزاه في " الجامع " لـ " الحلية " عن
ابن مسعود ، و لم أره في " فهرسه " ، و لا تكلم على إسناده المناوي ، و لوائح
الوضع عليه لائحة .

(5/270)


2272 - " الإيمان <1> عفيف عن المحارم ، عفيف عن المطامع " .
*--------------------------------------------------------------------------*
[1] الأصل " الإمام " ، و التصحيح من " الجامع " . اهـ .
1
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/299 ) :

ضعيف
أخرجه أبو نعيم في " الحلية " ( 8/224 ) عن عمارة بن راشد عن محمد بن النضر
الحارثي قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره . و قال :
" هذا مما لا يعرف له طريق عن غير محمد بن النضر " .
و قال في آخر ترجمته :
" و كان محمد بن النضر و ضرباؤه من المتعبدين ، لم يكن من شأنهم الرواية ،
كانوا إذا أوصوا إنسانا أو وعظوه ذكروا الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم
إرسالا " .
و قد أورده ابن أبي حاتم في " الجرح و التعديل " ( 4/1/110 ) ، و قال :
" روى عن الأوزاعي . روى عنه عبد الله بن المبارك و أبو نصر التمار
و عبد الرحمن بن مهدي " .
و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا .
و عمارة بن راشد لم أعرفه ، و في كتاب ابن أبي حاتم ( 3/1/365 ) :
" عمارة بن راشد بن كنانة الليثي ، و يقال ابن راشد بن مسلم ، روى عن أبي هريرة
مرسل ، و سمع أبا إدريس و جبير بن نفير ، و روى عن زياد عن معاوية . روى عنه
عتبة بن أبي حكيم و الإفريقي و عبد الله بن عيسى ، قال أبي : مجهول " .
قلت : و هذا متقدم عن الأول ، فلا يظهر أنه هو . والله أعلم .

(5/271)


2273 - " كان يكره أن يرى الرجل جهيرا ، رفيع الصوت ، و يحب أن يراه خفيض الصوت " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/300 ) :

موضوع
رواه ابن وهب في " الجامع " ( 55 - 56 ) ، و المخلص في " الفوائد المنتقاة " (
8/15/2 ) ، و ابن عدي ( 320/1 ) ، و الطبراني في " الكبير " ( 8/208/ رقم 7736
) عن مسلمة بن علي : حدثني يحيى بن الحارث عن القاسم عن أبي أمامة مرفوعا ،
و قال ابن عدي :
" لا أعلم يرويه عن يحيى غير مسلمة ن و كل أحاديثه ، أو عامتها غير محفوظة " .
قلت : و في " الضعفاء " للذهبي :
" تركوه " .
قلت : و هو متهم كما سبق مرارا .

(5/272)


2274 - " كان يكره أن يرى المرأة ليس بيدها أثر الحناء و الخضاب " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/301 ) :

ضعيف
رواه أبو حفص الكتاني في " جزء من حديثه " ( 136/1 ) ، و البيهقي في " سننه " (
7/311 ) عن أبي عقيل عن بهية ، قالت : سمعت عائشة تقول : فذكرته مرفوعا .
قلت : و هذا إسناد ضعيف ، بهية لا تعرف ، و أبو عقيل - اسمه يحيى بن المتوكل -
ضعيف .

(5/273)


2275 - " إن أفواهكم طرق القرآن ، فطهروها بالسواك " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/301 ) :

ضعيف جدا
رواه ابن ماجه ( 291 ) موقوفا ، و ابن الأعرابي في " معجمه " ( 177/1 ) ،
و أبو نعيم في " الحلية " ( 4/296 ) ، و أبو أحمد الحاكم في " الكنى " ( ق
212/1 ) عن بحر السقاء عن عثمان بن ساج عن سعيد بن جبير عن علي مرفوعا .
و قال الحاكم :
" منكر جدا ، لم يدرك سعيد عليا " .
و قال أبو نعيم :
" غريب من حديث سعيد ، لم نكتبه إلا من حديث بحر " .
قلت : و هو ابن كنيز السقاء . قال الذهبي :
" متفق على تركه " .
و عثمان بن ساج ; فيه ضعف ، و قال البوصيري في " الزوائد " ( 23/1 ) :
" إسناده ضعيف ; لانقطاعه بين سعيد و علي ، و لضعف بحر .رواه البزار بسند جيد
لا بأس به مرفوعا ، و لعل [ رواية ] من أوقفه أشبه ، و رواه البيهقي في "
الكبرى " من طريق عبد الرحمن السلمي عن علي موقوفا " .
قلت : إسناده صحيح ، و لكنه بلفظ : عن علي قال : أمرنا بالسواك ، و قال :
" إن العبد إذا قام يصلي أتاه الملك .. " إلخ .
و هذا و إن كان ظاهره الوقف ، فيمكن القول بأنه في حكم المرفوع ; لأن قوله :
أمرنا . بالبناء للمجهور ، و معناه : أمرنا الرسول صلى الله عليه وسلم كما تقرر
في الأصول ، فقوله : " و قال ... " يمكن عطفه على " الرسول صلى الله عليه وسلم
" المفهوم من الفعل المبني للمجهول . و يؤيده أن في بعض طرق الحديث زيادة في
آخره :
" قال : قلت : هو عن النبي صلى الله عليه وسلم ؟ قال : نعم إن شاء الله تعالى "
.
و قد مضى تخريجه في " الصحيحة " برقم ( 1213 ) .

(5/274)


2276 - " إن المؤذنين و الملبين يخرجون من قبورهم ; يؤذن المؤذن ، و يلبي الملبي " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/302 ) :

ضعيف جدا
رواه الطبراني في " الأوسط " ( 25/1 - بترتيبه ) : حدثنا خلف بن عبد الله الضبي
: حدثنا عمرو بن الرضي بن نصر بن الرضي البصري : حدثنا عبد الله بن عبد الملك
الذماري : حدثنا أبو الوليد الضبي عن أبي بكر الهذلي عن أبي الزبير عن جابر
مرفوعا ، و قال :
" لا يروى عن جابر إلا بهذا الإسناد " .
قلت : و هو واه جدا ، أبو بكر الهذلي قال الحافظ :
" متروك " .
و أبو الزبير مدلس ، و قد عنعنه . و من دونهما لم أعرفه أحدا منهم .
و الحديث قال الهيثمي ( 1/327 ) :
" رواه الطبراني في " الأوسط " ، و فيه مجاهيل لم أجد من ذكرهم " .
قلت : فأين أنت من أبي بكر الهذلي المتروك ؟ و تدليس أبي الزبير ، الذي يمكن أن
يكون أخذه عن بعض الكذابين ، فقد أورده ابن أبي حاتم في " العلل " ( 1/106 ) من
طريق علي ( ! ) بن سويد عن نفيع أبي داود عن جابر به ، إلا أنه لم يسقه بتمامه
، و قال بعد أن أشار إلى أن علة إسناده إلى نفيع غنما هو ( ابن سويد ) :
" قال أبي : و نفس الحديث كأنه موضوع " .
و أشار المنذري في " الترغيب " ( 1/109 ) إلى تضعيفه .
ثم رأيت الحديث في " أخبار أصبهان " لأبي نعيم ( 1/338 ) من طريق المعلى بن
هلال : حدثنا أبو داود الدارمي عن جابر بن عبد الله مرفوعا بلفظ :
" إن المؤذنين المحتسبين يخرجون من قبورهم يوم القيامة و هو يؤذنون " .
و المعلى بن هلال ، و هو ابن سويد; قال الحافظ :
" اتفق النقاد على تكذيبه " .
و من طريقه ذكره ابن أبي حاتم ، إلا أنه وقع له ( علي بن سويد ) ، و هو معلى بن
هلال بن سويد كما جزم به ابن أبي حاتم .
و أبو داود الدارمي هو نفيع ، و هو كذاب ، فمن المحتمل أن يكون أبو الزبير
تلقاه عنه ، ثم دلسه .
و للحديث طريق آخر ، رواه ابن جميع في " معجم الشيوخ " ( 303 - 304 ) من طريق
علي بن عيسى الرازي : حدثنا سعيد أبو عثمان : حدثنا ابن السماك عن سفيان الثوري
عن سليمان التيمي عن أنس مرفوعا به .
قلت : و هذا إسناد واه أيضا ، ابن السماك اسمه محمد بن صبيح . قال الذهبي في "
المغني " :
" صدوق ، و ليس حديثه بشيء " .
و سعيد أبو عثمان ، الظاهر أنه الذي أورده أبو نعيم في " أخبار أصبهان " (
1/326 ) قال :
" سعيد بن عثمان بن عيسى الكريزي أبو عثمان من ولد عبد الله بن عامر ، روى عن
حفص بن غياث ، و يحيى القطان و محمد بن جعفر - غندر - بمناكير " .
و يقال فيه : سعيد بن عيسى الكريزي ، قال الدارقطني :
" ضعيف " .
انظر " الأنساب " للسمعاني ، و " اللسان " للعسقلاني .
و علي بن عيسى الرازي لم أعرفه الآن .

(5/275)


2277 - " إن المؤمن يؤجر في هدايته السبيل ، و إماطته الأذى عن الطريق ، و في تعبيره
بلسانه عن الأعجمي ، و إنه ليؤجر في إتيانه أهله ، حتى إنه ليؤجر في السلعة ،
فتكون في طرف الثوب ، فيلتمسها ، فيخطئها كفه ، فيخفق لها فؤاده ، فترد عليه ،
فيكتب له أجرها " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/305 ) :

ضعيف بهذا اللفظ
أخرجه ابن نصر في " الصلاة " أو " الإيمان " ( 224/2 ) ، و البزار في " مسنده "
( 1/454/957 - كشف الأستار ) ، و أبو يعلى ( 3473 ) ، و الطبراني في " الأوسط "
( 4/318/3554 - ط ) عن منهال بن خليفة عن ثابت البناني عن أنس بن مالك قال
: حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بحديث ما فرحنا بشيء منذ عرفنا الإسلام
فرحنا به . قال : فذكره . و قال الطبراني :
" تفرد به المنهال بن خليفة " .
قلت : و هذا إسناد ضعيف رجاله ثقات ; غير المنهال هذا ، فقال ابن معين
و النسائي :
" ضعيف " .
و قال البخاري :
" فيه نظر " .
و شذ البزار فقال :
" لا نعلم رواه عن ثابت إلا المنهال ، و هو ثقة " !
و الشطر الأول من الحديث قد جاء مفرقا في أحاديث خرجت بعضها في المجلد الثاني
من " الصحيحة " ( 572 - 577 ) ، و في الباب عن أبي ذر عند أحمد ( 5/154 ) ،
و رجاله ثقات .

(5/276)


2278 - " من نظر إلى أخيه نظر مودة ليس في قلبه عليه إحنة ; لم ينصرف حتى يغفر به ما
تقدم من ذنبه ، و ما من مسلم يصافح أخاه ليس في قلب أحد منهما على أخيه إحنة ;
لم تفترق أيديهما حتى يغفر الله لهما " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/306 ) :

ضعيف جدا
رواه ابن عدي ( 189 - 190 ) ، و الطبراني في " الأوسط " ( 9/118 - 119 - ط ) ،
و البيهقي في " الشعب " ( 2/288/1 و 6624 - ط ) عن سوار بن مصعب عن كليب بن
وائل عن ابن عمر مرفوعا ، و قال :
" سوار بن مصعب عامة ما يرويه ليس بمحفوظ ، و هو ضعيف كما ذكروه " .
قلت : و هو متروك كما قال النسائي و غيره .

(5/277)


2279 - " من نظر إلى مسلم نظرة يخيفه بها ; أخافه الله يوم القيامة " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/306 ) :

ضعيف
أخرجه البيهقي في " الشعب " ( 2/417/2 و 7468 - ط ) من طريق سفيان عن
عبد الرحمن بن زياد عن مسلم بن يسار عن رجل من بني سليم قال :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم .
و من طريق إسرائيل : حدثنا عبد الرحمن بن زياد بن أنعم عن عبد الرحمن بن رافع
عن عبد الله بن عمرو قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم .
قلت : و هذا إسناد ضعيف من قبل عبد الرحمن بن زياد بن أنعم ، و هو الإفريقي ،
فإنه ضعيف لسوء حفظه ، و الاختلاف المذكور في إسناده منه ، فإن سفيان و إسرائيل
ثقتان حافظان .
و ثمة اختلاف آخر عليه ، فأخرجه عبد الرزاق في " المصنف " ( 5/139/9187 ) عن
هشيم عن يعلى بن عطاء عن عبد الرحمن بن زياد قال : قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم .. و ذكره .

(5/278)


2280 - " ما من عبد يظلم رجلا مظلمة في الدنيا ، لا يقتص من نفسه ; إلا أقصه الله منه
يوم القيامة " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/307 ) :

ضعيف جدا
أخرجه البيهقي في " الشعب " ( 2/420/1 و 7484 - ط ) عن علي بن عاصم عن أبي
هارون العبدي قال : سمعت أبا سعيد الخدري يقول : قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم : فذكره .
قلت : و هذا إسناد ضعيف جدا ، أبو هارون العبدي متروك ، و علي بن عاصم ضعيف .

(5/279)


2281 - " من قضى نسكه ، و سلم المسلمون من لسانه و يده ; غفر له ما تقدم من ذنبه " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/307 ) :

ضعيف
رواه ابن عدي ( 38/2 ) ، و ابن عساكر ( 15/348/2 ) عن موسى بن عبيدة عن أخيه
عبد الله بن عبيدة عن جابر بن عبد الله مرفوعا .
قلت : و هذا سند ضعيف ، موسى بن عبيدة ضعيف ، و أما أخوه عبد الله بن عبيدة
فمختلف فيه . قال الذهبي :
" وثقه غير واحد ، و أما ابن عدي فقال : الضعف على حديثه بين ، و قال يحيى :
ليس بشيء ، و قال أحمد : لا يشتغل به ، و لا بأخيه ، و قال ابن حبان : لا راوي
له غير أخيه ، فلا أدري البلاء من أيهما ، و قال ابن معين : لم يسمع من جابر "
.
ثم ساق له هذا الحديث . و من طريقه أخرجه عبد بن حميد كما في " فيض القدير " .

(5/280)


2282 - " من أراد أمرا ، فشاور فيه ، وفقه الله لأرشد الأمور " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/308 ) :

ضعيف
أخرجه البيهقي في " شعب الإيمان " ( 2/430/1 و 7538 - ط ) عن العباس بن سهل بن
أبي فديك عن عمرو بن حفص عن أبي عمران الجوني عن ابن عمر عن النبي صلى الله
عليه وسلم أنه قال : فذكره . و قال :
" لا أحفظه إلا بهذا الإسناد " .
قلت : و هو مظلم ، من دون الجوني لم أعرفهما .
و قد روي من حديث ابن عباس مرفوعا عند الطبراني في " الأوسط " ( 9/153/8329 - ط
) ، و ابن حبان في " المجروحين " 0 2/280 ) ; و قال الطبراني :
" تفرد به عمرو بن الحصين " .
قلت : و هو متروك ، و به أعله الهيثمي ( 8/96 ) ، و لعله ( عمرو بن حفص ) الذي
عند البيهقي ; تحرف اسم أبيه على الناسخ .

(5/281)


2283 - " مروا بالمعروف ، و انهوا عن المنكر ، و إن لم تنتهوا عنه " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/308 ) :

ضعيف جدا
رواه ابن عدي ( 317/2 ) : حدثنا محمد : حدثنا الحسن بن عرفة : حدثنا المحاربي
عن العلاء بن المسيب عن عطاء عن أبي هريرة مرفوعا ، و قال :
" و هذا من حديث العلاء بهذا الإسناد غير محفوظ " .
ذكره في ترجمة شيخه محمد هذا ، و هو ابن أحمد بن عيسى أبو الطيب { المروزي }
و قال فيه : " يضع الحديث " .
لكن رواه ابن أبي الدنيا في " الأمر بالمعروف " ( 54/1 ) ، و البيهقي في "
الشعب " ( 2/436/1 و 7570 - ط ) من طريق طلحة بن عمرو عن عطاء به ، و زاد : "
.. و إن لم تعملوا به كله " .
لكن طلحة هذا متروك الحديث ، و أشار البيهقي إلى تضعيفه .
و روي من حديث أنس أيضا ، و هو ضعيف جدا أيضا .
لكن معنى الحديث صحيح ; خلافا لما قد يظن ، و بيان ذلك في " الروض النضير " (
103 ) .

(5/282)


2284 - " خذوا على أيدي سفهائكم " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/309 ) :

ضعيف
أخرجه البيهقي في " الشعب " ( 2/437/2 و 7577 - ط ) من طريق أحمد بن عبيد : نا
إسماعيل بن الفضل البلخي : حدثنا سهل بن عثمان عن حفص عن الأعمش عن الشعبي عن
النعمان بن بشير قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : فذكره .
قلت : و هذا إسناد رجاله ثقات رجال مسلم ; غير أحمد بن عبيد ، و هو ابن ناصح ،
قال الذهبي في " الميزان " ( 2/662 ) :
" ليس بعمدة " . و قال الحافظ :
" ليس الحديث " .
و الحديث رواه الطبراني أيضا في " الكبير " ، و الديلمي كما في " فيض القدير "
.
و الديلمي رواه من طريق الطبراني كما في " تسديد القوس " ( ق 122/1 ) ، و لم
أره في " مجمع الزوائد " .
و إسماعيل بن الفضل البلخي ، وثقه الدارقطني و الخطيب في " تاريخ بغداد " (
6/290 - 291 ) .

(5/283)


2285 - " أفضل الزهد في الدنيا ذكر الموت ، و أفضل العبادة [ ذكر الموت ] <1> ، فمن
أثقله ذكر الموت ، وجد قبره روضة من رياض الجنة " .
*--------------------------------------------------------------------------*
[1] سقطتا من الأصل ، و استدركتهما من " الفردوس " ( 1/357/1441 ) . اهـ .
1
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/310 ) :

ضعيف جدا
رواه الديلمي ( 1/1/128 ) عن روح عن أبان عن أنس مرفوعا .
قلت : و هذا إسناد ضعيف جدا ، أبان - و هو ابن أبي عياش - متروك .
و روح الظاهر أنه ابن المسيب الكلبي . قال ابن عدي :
" أحاديثه غير محفوظة " .
و قال ابن معين :
" صويلح " .
و قال ابن حبان :
" يروي الموضوعات عن الثقات ، لا تحل الرواية عنه " .
و أشار الحافظ في " تسديد القوس " ( ق 43/2 ) إلى إعلاله بـ ( أبان ) .

(5/284)


2286 - " الاستغفار في الصحيفة يتلألأ نورا " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/310 ) :

ضعيف
رواه الديلمي ( 1/2/366 ) عن نصر بن علي الكتاني المروزي : حدثنا النضر بن شميل
عن بهز بن حكيم عن أبيه عن جده مرفوعا .
قلت : و هذا إسناد ضعيف ، رجاله موثقون ; غير نصر بن علي الكتاني المروزي ، فلم
أعرفه .
و الحديث رواه ابن عساكر أيضا كما في " الجامع " ، و لم يعله المناوي بغير بهز
، و ليس بعلة قادحة ، فإنه حسن الحديث .

(5/285)


2287 - " الاستغفار ممحاة للذنوب " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/311 ) :

ضعيف جدا
رواه الديلمي ( 1/2/367 ) عن عبيد بن كثير بن عبد الواحد التمار : حدثنا سفيان
ابن بشر الآمدي : حدثنا عبد الله بن خراش عن العوام بن حوشب عن إبراهيم التيمي
عن أبيه سمعت حذيفة يقول : فذكره مرفوعا .
قلت : و هذا إسناد ضعيف جدا ، عبد الله بن خراش : قال البخاري :
" منكر الحديث " .
و قال أبو حاتم :
" ذاهب الحديث " .
و عبيد بن كثير ; متروك ; كما في " المجروحين " ( 2/176 ) و " اللسان " ..
و شيخه ( الآمدي ) لم أعرفه .

(5/286)


2288 - " إذا عاد أحدكم مريضا ، فلا يأكل عنده شيئا ، فإنه حظه من عيادته " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/311 ) :

ضعيف جدا
رواه الديلمي ( 1/1/68 - الغرائب الملتقطة ) عن القاسم [ بن ] الليث الرسعني :
حدثنا موسى بن مروان : حدثنا يحيى عن عثمان بن عبد الرحمن عن مكحول عن أبي
أمامة مرفوعا .
قلت : هذا إسناد ضعيف جدا - إن لم يكن موضوعا - ، آفته ( عثمان بن عبد الرحمن )
، و هو ( الوقاصي ) ، روى عن مكحول ، قال الحافظ في " التقريب " :
" متروك ، كذبه ابن معين " .
و ( يحيى ) هو ابن بشر الأسدي ، ثقة .
ثم هو منقطع بين مكحول و أبي أمامة ; فإنه لم يره كما قال أبو حاتم ، على أنه
مدلس ، و قد عنعنه .
و الحديث بيض له الحافظ في " الغرائب " ، و سكت عنه في " تسديد القوس " كعادته
.
( تنبيه ) كان في الأصل المصور بعض الأخطاء مثل ( موسى بن وردان ) ، فصححته من
ترجمة القاسم بن الليث ، كما أنه كان سقط منه لفظ ( ابن ) فاستدركت ذلك من "
تهذيب المزي " .

(5/287)


2289 - " إذا ظهرت الفاحشة ; كانت الرجفة ، و إذا جار الحكام ; قل المطر ، و إذا غدر
بأهل الذمة ; ظهر العدو " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/312 ) :

ضعيف
رواه ابن عدي ( 7/248 ) ، و الديلمي ( 1/1/67 ) عن عبد الرحمن بن إبراهيم :
حدثنا يحيى بن يزيد [ عن أبيه ] عن عبد الله بن عبيد الله بن عمر عن أبيه عن
جده ابن عمر مرفوعا . و قال ابن عدي :
" يحيى بن يزيد بن عبد الملك النوفلي هو و والده ضعيف " . و قال أبو حاتم :
" منكر الحديث ، لا أدري أمنه أو من أبيه ؟ " .
قال الذهبي :
" قلت : و أبوه مجمع على ضعفه " .
ثم ساق مما أنكر عليه هذا الحديث .

(5/288)


2290 - " إن المرء ليصل رحمه و ما بقي من عمره إلا ثلاثة أيام ، فينسئه إلى ثلاثين سنة
، و إنه ليقطع الرحمن و قد بقي من عمره ثلاثون سنة ، فيغيره الله إلى ثلاثة
أيام " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/313 ) :

ضعيف جدا
رواه الديلمي ( 1/2/296 ) من طريق أبي الشيخ معلقا عن حسين بن جعفر : حدثنا
عكرمة بن إبراهيم عن زائدة بن أبي الرقاد : حدثني موسى بن الصباح : عن
عبد الله بن عمرو مرفوعا .
قلت : و هذا إسناد ضعيف جدا ، موسى بن الصباح ، لم أعرفه ، و مثله عكرمة بن
إبراهيم ، و يحتمل أنه الأزدي ، و إن يكنه فهو ضعيف .
و زائدة بن أبي الرقاد قال في " الميزان " :
" ضعيف . و قال البخاري : منكر الحديث " . و تبعه العسقلاني .
و حسين بن جعفر ، الظاهر أنه الحسين بن علي بن جعفر الأحمر . قال أبو حاتم :
" لا أعرفه " .

(5/289)


2291 - " ما عظمت نعمة الله عز وجل على عبد إلا عظمت مؤنة الناس عليه ، فمن لم يحتمل
تلك المؤنة ، فقد عرض نعمة الله عز وجل للزوال " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/313 ) :

ضعيف
رواه ابن عدي ( 1/174 ) ، و عنه البيهقي في " الشعب " ( 6/119/7666 ) ، و ابن
حبان في " المجروحين " ( 1/142 و 2/280 ) ، و ابن الجوزي في " العلل " ( 2/27 )
، و أبو القاسم بن أبي قعنب في " حديث القاسم بن الأشيب " ( 5/2 ) ، و الخطيب
في " التاريخ " ( 5/181 - 182 ) ، و القضاعي ( رقم 798 - 799 ) ، و البيهقي في
" الشعب " ( 2/450/2 ) و ( 7666 - ط ) و السلفي في الحادي عشر من " المنتخبة
البغدادية " ( 44/1 ) عن محمد بن وزير الواسطي : نا أحمد بن معدان العبدي عن
ثور بن يزيد عن خالد بن معدان عن معاذ بن جبل مرفوعا .
قلت : و هذا إسناد ضعيف جدا ، أحمد بن معدان العبدي ; قال الدارقطني :
" متروك " .
و قال ابن عدي :
" لا يعرف ، و هذا الحديث يروى من وجوه ، و كلها غير محفوظة " .
و تابعه عمرو بن الحصين الكلابي : حدثنا محمد بن عبد الله بن علاثة عن ثور بن
يزيد به .
أخرجه البيهقي في " الشعب " ( 7664 ) ، و قال :
" و هذا كلام مشهور عن الفضيل بن عياض " .
و ابن علاثة فيه ضعف ، لكن عمرو بن الحصين متروك متهم كما تقدم مرارا .
و قال البيهقي في كل من الطريقين :
" إسناد ضعيف " .
و للحديث شاهد من حديث عائشة نحوه . قال المنذري في " الترغيب " ( 3/251 ) :
" رواه ابن أبي الدنيا و الطبراني و غيرهما " .
قلت : في إسناده عند ابن أبي الدنيا في " قضاء الحوائج " ( 82/48 ) سعيد بن أبي
سعيد الزبيدي ، قال الذهبي في " الميزان " :
" لا يعرف ، و أحاديثه ساقطة " .
و أشار إلى تضعيفه ، و لم يورده الهيثمي ، لكن قد روي بلفظ آخر من حديث ابن عمر
و ابن عباس ، و هما مخرجان في الكتاب الآخر ( 1692 ) .

(5/290)


2292 - " لكل نبي رفيق في الجنة ، و رفيقي فيها عثمان بن عفان " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/315 ) :

ضعيف
رواه ابن ماجه ( 109 ) ، و ابن أبي عاصم في " السنة " ( 2/589/1289 ) ،
و عبد الله بن أحمد في زوائد " فضائل الصحابة " ( 1/466/757 ) ، و العقيلي في "
الضعفاء " ( 3/199 ) ، و ابن العسكري في آخر كتاب " الكرم و الجود " ( 114/2 )
، و أبو عبد الله الفلاكي في " الفوائد " ( 91/1 ) ، و ابن عساكر ( 11/100/1 )
، و الضياء في " المنتقى من مسموعاته بمرو " ( 97/2 ) عن أبي مروان محمد بن
عثمان العثماني قال : حدثني أبي عثمان بن خالد عن عبد الرحمن بن أبي الزناد عن
أبيه عن الأعرج عن أبي هريرة مرفوعا . و قال العقيلي :
" عثمان بن خالد العثماني ; الغالب على حديثه الوهم ، و هذا الحديث لا يعرف إلا
به " ، و قال البخاري :
" ضعيف ; عنده مناكير " .
و قال هو و أبو حاتم :
" منكر الحديث " .
و قال النسائي :
" ليس بثقة " .
و قال الحاكم أبو عبد الله و أبو نعيم الأصبهاني :
" حدث عن مالك و غيره بأحاديث موضوعة " .
و قال ابن حبان :
" يروي المقلوبات عن الثقات ، لا يجوز الاحتجاج به " .
و ساق له هذا الحديث . و قال الحافظ :
" متروك الحديث " .
ثم رواه عبد الله بن أحمد في " زوائد المسند " ( 1/74 ) ، و ابن أبي عاصم في "
السنة " ( 2/589/ رقم 1288 ) ، و الحاكم ( 3/98 ) ، و أبو يعلى في " الكبير " ،
انظر " المقصد العلي " ( 1778 ) ، و العقيلي في " الضعفاء " ( 3/479 ) عن
القاسم بن الحكم الأنصاري : حدثنا أبو عبادة الزرقي الأنصاري عن زيد بن أسلم عن
أبيه قال :
سمعت عثمان يوم حصر قال : يا طلحة أنشدك الله : أما تعلم أن رسول الله صلى الله
عليه وسلم قال : فذكره ؟ قال طلحة : اللهم نعم ، فذكر حديثا طويلا . كذا قال
العقيلي ، ثم عقبه بقوله :
" هذا يروى بإسناد أصلح من هذا " . ذكره في ترجمة القاسم هذا ، و قال :
" قال البخاري : لم يصح حديث أبي عبادة " ، يعني هذا .
و قال الذهبي :
" قال أبو حاتم : مجهول ، قلت : محله الصدق " .
و قال الحافظ في " التقريب " :
" لين " .
و لما قال الحاكم : " صحيح الإسناد " ; رده الذهبي بقوله :
" قلت : قاسم هذا قال البخاري : لا يصح حديثه ، و قال أبو حاتم : مجهول " .
رواه الترمذي ( 2/295 ) و ابن عساكر عن يحيى بن يمان عن شيخ من قريش عن رجل من
الأنصار يقال [ له ] الحارث عن طلحة بن عبيد الله مرفوعا به . و قال الترمذي :
" حديث غريب ، ليس إسناده بالقوي ، و هو منقطع " .
قلت : إسناده كله علل آخذ بعضها برقاب بعض :
الأولى الانقطاع الذي أشار إليه الترمذي ، و هو بين طلحة و الحارث ، و هو ابن
عبد الرحمن بن أبي ذباب ، فإنه لم يسمع من طلحة .
الثانية : الحارث نفسه ; صدوق يهم كما في " التقريب " .
الثالثة : جهالة الشيخ القرشي .
الرابعة : ضعف يحيى بن يمان ، قال الحافظ :
" صدوق عابد ، يخطىء كثيرا ، و قد تغير " .
قلت : و قلبه أحد الكذابين فقال : " أبو بكر " مكان " عثمان " .
أخرجه الغطريفي في " جزئه " ( ص 33 - ط ) بسند له افتعله عن ابن عمر !

(5/291)


2293 - " لو عاش إبراهيم ، لوضعت الجزية عن كل قبطي " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/318 ) :

موضوع
رواه ابن سعد ( 1/144 ) : أخبرنا محمد بن عمر قال : حدثني محمد بن عبد الله بن
مسلم قال : سمعت عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم يحدث عمي - يعني
الزهري - قال : فذكره مرفوعا .
قلت : آفته ( محمد بن عمر ) ، و هو الواقدي ، قال النسائي :
" كان يضع الحديث " .

(5/292)


2294 - " إذا أراد الله بعبد شرا خضر له في اللبن و الطين حتى يبني " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/318 ) :

ضعيف
رواه الطبراني في " الصغير " ( رقم 1127 ) ، و " الكبير " ( رقم 1755 ) ،
و " الأوسط " ( 10/170 - 171 - ط ) ، و عنه الخطيب ( 11/381 ) : حدثنا أبو ذر
هارون بن سليمان المصري : حدثنا يوسف بن عدي : حدثنا المحاربي عن سفيان عن أبي
الزبير عن جابر مرفوعا .
قلت : و هذا سند رجاله كلهم ثقات رجال الصحيح ; غير هارون بن سليمان المصري ،
فلم أجد من وثقه ، و ليس له في " الأوسط " إلا هذا الحديث ، مما يشعر أنه ليس
بمشهور ، و قد توبع ، فرواه الخطيب من طريق علي بن الحسين بن خلف المخرمي : قال
: أخبرني محمد بن هارون الأنصاري : حدثنا أحمد بن يحيى بن خالد بن حيان الرقي :
حدثنا يوسف بن عدي به .
لكن محمد بن هارون الأنصاري ; قال الذهبي :
" كان يتهم " ، فلا قيمة لهذه المتابعة . على أن علة الحديث من فوق ، و هي
عنعنة أبي الزبير ، فإنه كان يدلس . فقول المنذري ( 3/56 ) :
" رواه الطبراني في " الثلاثة " بإسناد جيد " .
فليس بجيد ، و قال الهيثمي في " مجمع الزوائد " ( 4/69 ) :
" رواه الطبراني في الصحيح خلا شيخ الطبراني ، و لم أجد من ضعفه " !
قلت :
أولا : فهل وجدت من وثقه ، فإن كل من لا يعرف يصدق عليه أن يقول القائل : لم
أجد من ضعفه !
ثانيا : من الظاهر أن في عبارته سقطا من الناسخ ، و قد أشار إلى ذلك ناشره
القدسي بقوله : " كذا الأصل " .
و أنا أظن أن صواب العبارة : " رواه الطبراني في [ الثلاثة ، و رجاله رجال ] (
الصحيح ) خلا .. " إلخ .
هذا ، و قد كنت خرجت الحديث في تعليقي على " المعجم الصغير " للطبراني المسمى
بـ " الروض النضير " ( رقم 189 ) ، و ذكرت فيه أن الحافظ العراقي عزا الحديث
لأبي داود بإسناد جيد عن عائشة ، و أني لم أجده في " سنن أبي داود " .
قلت : هذا قبل أكثر من ثلاثين سنة قبل صدور بعض المؤلفات و الفهارس التي تساعد
على الكشف عن الحديث ، و الآن أنا أكتب هذا سنة ( 1403 ) قد راجعت له بعضها ،
و منها " تحفة الأشراف " للحافظ المزي ، فازداد ظني بخطأ ذلك العزو ، و لعله
اشتبه عليه بحديث عائشة الآخر بلفظ :
" إن الله لم يأمرنا فيما رزقنا أن نكسو الحجارة و اللبن " . و قد رواه مسلم
بنحوه و هو مخرج في " آداب الزفاف " ( ص 112 - الطبعة القديمة ) . والله أعلم .

(5/293)


2295 - " إذا أراد الله بعبد هوانا ; أنفق ماله في البنيان ، أو ف يالماء و الطين " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/320 ) :

ضعيف
رواه ابن أبي الدنيا في " قصر الأمل " ( 3/21/2 ) ، و ابن حبان في " الثقات " (
1/205 ) عن سلمة بن شريح عن يحيى بن محمد بن بشير الأنصاري عن أبيه مرفوعا
.
و من هذا الوجه رواه الطبراني في " الأوسط " ( 1/149/1 - 2 ) ، و الضياء في "
المسموعات بمرو " ( 8/1 ) ، و قال الطبراني :
" لا يروى عن أبي بشير إلا بهذا الإسناد " .
و قال ابن حبان :
" هذا مرسل ، و ليس بمسند " .
يعني أرسله محمد بن بشير الأنصاري ، ذكره في " ثقات التابعين " و ابنه يحيى لم
أجد من ترجمه ، و مثله سلمة بن شريح . بل قال الذهبي :
" مجهول " . و لذا قال الهيثمي ( 4/69 ) :
" و فيه من لم أعرفه " .
و له طريق آخر أخرجه ابن عدي ( 148/1 ) عن أبي يحيى الوقار : حدثنا العباس بن
طالب الأزدي عن أبي عوانة عن قتادة عن أنس مرفوعا . و قال :
" هذا الحديث بهذا الإسناد باطل ، و العباس بن طالب صدوق بصري لا بأس به " .
قلت : و الآفة من أبي يحيى الوقار ; فإنه كان من الكذابين الكبار كما قال صالح
جزرة ، و اسمه زكريا بن يحيى .

(5/294)


2296 - " إن الله يدعو الله و هو يحبه ، فيقول الله عز وجل : يا جبريل ! اقض لعبدي هذا
حاجته أخرها ; فإني أحب أن لا أزال أسمع صوته ، و إن العبد ليدعو الله و هو
يبغضه ، فيقول الله عز وجل : يا جبريل ! اقض لعبدي هذا حاجته و عجلها ; فإني
أكره أن أسمع صوته " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/321 ) :

ضعيف جدا
أخرجه الطبراني في " المعجم الأوسط " ( 2/233/1/8607 ) ، و " الدعاء " (
2/821/87 ) من طريق سويد بن عبد العزيز قال : نا إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة
، عن محمد بن المنكدر عن جابر بن عبد الله مرفوعا . و قال :
" لم يروه عن محمد بن المنكدر إلا إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة ، تفرد به
سويد بن عبد العزيز " .
قلت : كذا قال ، و لم يتفرد سويد - على أنه ضعيف - ، بل تابعه يحيى بن حمزة عن
إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة به ، و زاد :
" و عن يزيد الرقاشي عن أنس بن مالك مرفوعا " .
أخرجه ابن عساكر في " تاريخ دمشق " ( 2/768 ) . و إليه فقط عزاه السيوطي في "
الجامع الكبير " ، و قال :
" و فيه إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة - متروك " .
و به أعله الهيثمي في " المجمع " ( 10/151 ) بعد ما عزاه للطبراني .
ثم عزاه السيوطي لابن النجار عن أنس من طريق ابن أبي فروة .
و جملة : " إني أحب أن أسمع صوته " قد رويت في حديث أبي أمامة بسياق آخر ،
سيأتي برقم ( 4994 ) .

(5/295)


2297 - " إذا أردت أن يحبك الله فابغض الدنيا ، و إذا أردت أن يحبك الناس ; فما كان
عندك من فضولها فانبذه إليهم " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/322 ) :

ضعيف
أخرجه الخطيب في " التاريخ " ( 7/270 ) و عنه ابن عساكر ( 2/377 ) عن أبي الفضل
جعفر بن محمد العسكري : حدثنا محمد بن يزيد : أخبرني موسى بن داود الضبي :
حدثني معاوية بن حفص قال : إنما سمع إبراهيم بن أدهم من منصور حديثا ، فأخذ به
فساد أهل زمانه ، قال : سمعت إبراهيم بن أدهم يقول : حدثنا منصور عن ربعي بن
حراش قال :
" جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله ! دلني على عمل
يحبني الله عليه ، و يحبني الناس ، فقال : " فذكره .
قلت : و هذا إسناد مرسل ، و رجاله ثقات معروفون ; غير محمد بن يزيد ، فلم يتبين
لي من هو ؟ و مثله أبو الفضل جعفر بن عامر العسكري ، و ليس هو الذي في " ثقات
ابن حبان " ( 8/162 ) : " جعفر بن عامر ... العسكري البغدادي أبو يحيى " ، فإنه
يختلف عنه كنية و طبقة ، فإنه ذكره في الطبقة الرابعة ، مثل شيخ شيخه ( موسى بن
داود الضبي ) .
و في " الميزان " آخر يدعى ( جعفر بن عامر البغدادي ، روى عن أحمد بن عمار أخي
هشام بن عمار بخبر كذب اتهمه به ابن الجوزي .
و الحديث المشار إليه تقدم في المجلد الثاني برقم ( 796 ) ، فيحتمل أن يكون هو
هذا لقرب طبقته منه . والله أعلم .
و ربعي بن حراش تابعي جليل مشهور مات سنة مائة .
و رواه ابن أبي الدنيا في " ذم الدنيا " ( ق 13/2 ) عن إبراهيم فأعضله .
و رواه المفضل بن يونس عن إبراهيم بن أدهم عن منصور عن مجاهد : أن رجلا جاء إلى
النبي صلى الله عليه وسلم فذكره نحوه بلفظ :
" أما ما يحلك الله عليه فالزهد في الدنيا .. " ، و الباقي نحوه .
أخرجه أبو نعيم في " الحلية " ( 8/41 - 42 ) .
ثم رواه من طريق أخرى مسندا عن مجاهد عن أنس ، و أعله بوهم أحد رواته ، و قال :
" رواه الأثبات عن الحسن بن الربيع فلم يجاوزوا به مجاهدا " .
قلت : فهو بهذا اللفظ مرسل جيد ، و شاهد قوي لحديث سهل بن سعد المخرج في "
الصحيحة " ( 944 ) .

(5/296)


2298 - " لأن أذكر الله مع قوم بعد صلاة الفجر إلى طلوع الشمس أحب إلي من الدنيا و ما
فيها ، و لأن أذكر الله مع قوم بعد صلاة العصر إلى أن تغيب الشمس أحب إلي من
الدنيا و ما فيها " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/324 ) :

ضعيف
أخرجه ابن عدي في " الكامل " ( 7/218 ) ، و البيهقي في " شعب الإيمان " (
1/409/559 ) و السياق له من طريق يحيى بن عيسى الرملي : حدثنا الأعمش قال :
اختلفوا في القصص ، فأتوا أنس بن مالك رضي الله عنه ، فقالوا : كان
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقص ، فقال :
إنما بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم بالسيف ، و لكن قد سمعته يقول : فذكره .
أورده ابن عدي في ترجمة الرملي هذا ، و روى تضعيفه عن غير واحد ، و ختم ترجمته
بقوله :
" و عامة رواياته مما لا يتابع عليه " .
و قال الحافظ في " التقريب " :
" صدوق يخطىء " .
قلت : و الأعمش مدلس ، و قد رواه بصيغة التعليق ، فهو العلة .
و قد رواه قتادة عن أنس نحوه ، لكن بلفظ :
" أحب إلي من أن أعتق أربعة من ولد إسماعيل " .
أخرجه أبو داود ( 3667 ) ، و الطبراني في " الدعاء " ( 2/1638/1878 ) و غيرهما
، و هو مخرج في " الصحيحة " برقم ( 2916 ) .

(5/297)


2299 - " ألا يستحي أحدكم من ملكيه اللذين معه ; كما يستحي من رجلين صالحين من جيرانه
، و هما معه بالليل و النهار ؟ ! " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/325 ) :

ضعيف جدا
أخرجه البيهقي في " الشعب " ( 2/462/2 ) عن المعارك بن عباد النصري عن أبي عباد
عن جده أبي سعيد المقبري عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم : فذكره و قال :
" إسناده ضعيف ، و له شاهد ضعيف " .
قلت : بل إسناده ضعيف جدا ; إن لم يكن موضوعا ، فإن أبا عباد هذا هو عبد الله
ابن سعيد بن أبي سعيد المقبري ; متهم بالكذب .
و المعارك بن عباد . قال الذهبي في " الميزان " :
" قال البخاري : منكر الحديث . و قال الدارقطني و غيره : ضعيف . قلت : و شيخه
عبد الله واه " .
و أما الشاهد الذي أشار إليه البيهقي ، فهو الحديث الآتي :
" ألم أنهكم عن التعري ؟ ! إن معكم من لا يفارقكم في نوم و لا يقظة ، إلا حين
يأتي أحدكم أهله ، أو حين يأتي الخلاء ، ألا فاستحيوا لها فأكرموها " .

(5/298)


2300 - " ألم أنهكم عن التعري ؟ ! إن معكم من لا يفارقكم في نوم و لا يقظة ، إلا حين
يأتي أحدكم أهله ، أو حين يأتي الخلاء ، ألا فاستحيوا لها فأكرموها " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/325 ) :

ضعيف
أخرجه البيهقي في " الشعب " ( 2/462/2 ) عن الحسن بن أبي جعفر : حدثنا ليث عن
محمد بن عمرو عن أبيه عن زيد بن ثابت قال : قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم : ... فذكره .
قلت : و هذا إسناد ضعيف ، ليث و هو ابن أبي سليم كان اختلط .
و الحسن بن أبي جعفر ضعيف ، بل قال البخاري :
" منكر الحديث " .

(5/299)


2301 - " من اتقى الله كل لسانه ، و لم يشف غيظه " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/326 ) :

منكر
رواه ابن أبي الدنيا في " الورع " ( 166/1 ) : نا محمد بن بشير : نا عبد الرحمن
ابن حريز : نا أبو حازم عن سهل بن سعد مرفوعا .
و من طريق ابن أبي الدنيا رواه السلفي في " الأربعين البلدانية " ( 21/2 ) ،
و أبو القاسم بن عساكر في " طرق الأربعين " ( 56/2 ) ، و ابن النجار في " ذيل
تاريخ بغداد " ( 10/57/2 ) .
و من طريق محمد بن بشير أبي جعفر الزاهد رواه العقيلي في " الضعفاء " ( 230 ) ،
و قال :
" ابن حريز هذا مجهول بالنقل ، لا يتابع على حديثه ، و فيه رواية من وجه آخر
نحو هذا أو يقاربه في الضعف " .
و في " الميزان " :
" لا يعرف ، و عنه محمد بن بشير الزاهد مثله " .
و أقره الحافظ .
و قال ابن عساكر :
" هذا حديث غريب ، و هو مشهور من قول أمير المؤمنين عمر " .
و كذا كتب على هامش " الأربعين " محمد بن أحمد بن محمد بن النجيب .

(5/300)


2302 - " ريح الجنة يوجد من مسيرة مائة عام ، لا يجد ريحها مختال ، و لا منان بعمله ،
و لا مدمن خمر " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/327 ) :

ضعيف جدا
رواه أبو نعيم في " أخبار أصبهان " ( 2/283 ) و السياق له ، و الشجري في "
الأمالي " ( 1/32 و 2/308 ) ، و ابن الجوزي في " جامع المسانيد " ( 65/1 ) عن
الربيع بن بدر عن هارون بن رئاب عن مجاهد عن أبي هريرة مرفوعا .
قلت : و هذا إسناد ضعيف جدا ، الربيع بن بدر متروك .
و لفظ الشجري : " خمسمائة عام " . و قد روي بهذا اللفظ من حديث ابن عباس نحوه ،
و سيأتي برقم ( 3651 ) .

(5/301)


2303 - " تكون إبل للشياطين ، و بيوت للشياطين ، فأما إبل الشياطين ، فقد رأيتها ،
يخرج أحدكم بجنيبات معه قد أسمنها ، فلا يعلو بعيرا منها ، و يمر بأخيه قد
انقطع به ، فلا يحمله . و أما بيوت الشياطين ; فلم أرها " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/327 ) :

ضعيف
رواه أبو داود في " الجهاد " رقم ( 2568 ) من طريق ابن أبي فديك : حدثني
عبد الله بن أبي يحيى عن سعيد بن أبي هند قال : قال أبو هريرة : ... فذكره
مرفوعا به ، و زاد :
" و كان سعيد يقول : لا أراها إلا هذه الأقفاص التي تستر الناس بالديباج " .
قلت : و هذا إسناد حسن رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين ; غير عبد الله بن أبي
يحيى ، و هو عبد الله بن محمد بن أبي يحيى الأسلمي الملقب بـ " سحبل " ، و هو
ثقة ، و ابن أبي فديك هو محمد بن إسماعيل ، و فيه كلام يسير .
ثم تبين أن فيه انقطاعا بين سعيد و أبي هريرة ، قال ابن أبي حاتم في " المراسيل
" ( ص 52 ) عن أبيه :
" سعيد لم يلق أبا هريرة " ، و نقله عنه العلائي ( 224/246 ) ، و أقره .
و قد كنت أوردت الحديث في " الصحيحة " برقم ( 93 ) قبل أن يتبين لي الانقطاع
المذكور ، فالحمد لله الذي هدانا لهذا ، و ما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله .

(5/302)


2304 - " إن الله يبغض كل جعظري جواظ ، سخاب في الأسواق ، جيفة بالليل ، حمار بالنهار
، عالم بأمر الدنيا ، جاهل بأمر الآخرة " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/328 ) :

ضعيف
رواه ابن حبان في " صحيحه " ( 72 - الإحسان ) : أخبرنا أحمد بن محمد بن الحسن :
حدثنا أحمد بن يوسف السلمي : أنبأنا عبد الرزاق : أنبأنا عبد الله بن سعيد بن
أبي هند عن أبيه عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ..
فذكره .
قلت : و هذا سند صحيح ، رجاله كلهم ثقات معروفون من رجال مسلم ; غير شيخ ابن
حبان أحمد بن الحسن ، و هو أبو حامد النيسابوري المعروف بابن الشرقي ; قال
الخطيب ( 4/426 - 427 ) :
" و كان ثقة ثبتا متقنا حافظا " .
و تابعه أبو بكر القطان : حدثنا أحمد بن يوسف السلمي به .
أخرجه البيهقي ( 10/194 ) .
ثم تبين أنه منقطع بين سعيد و أبي هريرة كما تقدم في الحديث الذي قبله ، فراجعه
. و قد كان في " الصحيحة " أيضا ( 195 ) .
و قال العراقي في " تخريج الإحياء " ( 2/44 ) :
" رواه أبو بكر بن لال في " مكارم الأخلاق " من حديث أبي هريرة بسند ضعيف " .
و قد وجدت له طريقا أخرى ، إلا أنها واهية جدا ، فلا يستشهد بها .
أخرجه الأصبهاني في " الترغيب و الترهيب " ( ق 200/2 ) من طريق محمد بن
عبد الله بن إبراهيم بسنده عن عبد الله بن سعيد المقبري عن أبيه عن أبي هريرة
به .
قلت : و المقبري هذا متروك ، و ابن إبراهيم هو الأشناني ; قال الخطيب في "
التاريخ " ( 5/439 ) :
" روى عن الثقات أحاديث باطلة ، و كان كذابا يضع الحديث . قال الدارقطني : كذاب
، دجال " .
لكنه تابعه ثقة عند أبي الشيخ في " الأمثال " ، فالآفة من المقبري ، والله أعلم
.
قلت : و ما أشد انطباق هذا الحديث - على ضعفه - على هؤلاء الكفار الذين لا
يهتمون لآخرتهم ، مع علمهم بأمور دنياهم ، كما قال تعالى فيهم : *( يعلمون
ظاهرا من الحياة الدنيا ، و هم عن الآخرة هم غافلون )* ، و لبعض المسلمين نصيب
كبير من هذا الوصف ، الذين يقضون نهارهم في التجول في الأسواق و الصياح فيها ،
و يضيعون عليهم الفرائض و الصلوات ، *( فويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون
. الذين هم يراؤن . و يمنعون الماعون )* .

(5/303)


2305 - " إذا أراد أحدكم أمرا فليقل : اللهم إني أستخيرك بعلمك ، و أستقدرك بقدرتك ،
و أسألك من فضلك ، فإنك تقدر و لا أقدر ، و تعلم و لا أعلم و أنت غلام الغيوب .
اللهم إن كان كذا و كذا - من المر الذي يريد - لي خيرا في ديني و معيشتي
و عاقبة أمري ، [ فاقدره لي ، و يسره لي ، و أعني عليه ] ، و إلا فاصرفه عني ،
و اصرفني عنه ، ثم قدر لي الخير أينما كان ، لا حول و لا قوة إلا بالله " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/330 ) :

ضعيف
أخرجه أبو يعلى في مسنده ( رقم 1342 ) ، و ابن حبان ( 686 ) ، و البيهقي في "
الشعب " ( 1/151 ) من طريق ابن إسحاق : حدثني عيسى بن عبد الله بن مالك عن محمد
بن عمرو بن عطاء بن يسار عن أبي سعيد الخدري قال : سمعت النبي صلى الله
عليه وسلم يقول : فذكره .
قلت : و إسناده حسن ; لولا أن عيسى هذا قال ابن المديني :
" مجهول ، لم يرو عنه غير محمد بن إسحاق " . و لذا قال في " التقريب " :
" مقبول " .
لكن قد روى عنه جمع من الثقات ترتفع بهم الجهالة عنه ، و لذلك ملت في " تيسير
الانتفاع " إلى أنه حسن الحديث ما لم يخالف ; كما في حديث آخر له في ( الصلاة )
، ذكر فيه ( التورك بين السجدتين ) دون ( التشهد ) ! و كما في هذا ، فإنه زاد
في آخره ( الحوقلة ) مخالفا في ذلك كل أحاديث الاستخارة :
فقد أخرجه ابن حبان ( 685 و 687 ) من حديث أبي أيوب الأنصاري و أبي هريرة
مرفوعا نحوه دون هذه الزيادة .
و أخرجه الطبراني في " المعجم الكبير " ( 10012 ) من طريق صالح بن موسى الطلحي
عن الأعمش عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله بن مسعود مرفوعا نحوها بدونها . لكن
الطلحي هذا متروك .
و كذلك أخرجه البخاري و غيره من حديث جابر مرفوعا ، و هو مخرج في " صحيح أبي
داود " ( رقم 1376 ) و غيره .
و قد استنكر بعضهم حديث جابر هذا ، و لا وجه لذلك عندي ، و هذه شواهد لحديثه
تدعمه ، و تشهد لثبوته ، في الوقت الذي تشهد لنكارة هذه الزيادة في حديث أبي
سعيد هذا ، و لذلك خرجته هنا .
و حديث أبي هريرة عند ابن حبان ( 687 - الموارد ) من طريق حمزة بن طلبة : حدثنا
ابن أبي فديك : حدثنا أبو المفضل بن العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن جده عنه
به .
و حمزة بن طلبة ذكره ابن حبان في " ثقاته " ( 8/210 ) ، و قد توبع ، فقد أخرجه
البخاري في " التاريخ الكبير " ( 2/2/257 - 258 ) قال : قال لي إبراهيم بن
المنذر : عن ابن أبي فديك به .
و رجاله ثقات رجال الصحيح ; غير أبي المفضل هذا ; قال ابن حبان عقب الحديث :
" اسمه شبل بن العلاء بن عبد الرحمن ، مستقيم الأمر في الحديث " .
و قال في " الثقات " ( 6/452 ) :
" روى عن ابن أبي فديك بنسخة مستقيمة ، حدثنا بها المفضل بن محمد العطار
بأنطاكية . قال : حدثنا أحمد بن الوليد بن برد الأنطاكي قال : حدثنا ابن أبي
فديك : حدثنا شبل بن العلاء عن أبيه " .
قلت : فهذه متابعة أخرى لحمزة بن طلبة ، فالإسناد حسن ، و هو شاهد قوي لحديث
جابر ، و شاهد على نكارة الزيادة في حديث أبي سعيد الخدري ، والله تعالى أعلم .==

مج 9. السلسلة الضعيفة
المؤلف : محمد ناصر الدين الألباني

2306 - " إذا أراد الله بقوم نماء أو بقاء رزقهم العفاف و القصد ، و إذا أراد الله
بقوم اقتطاعا فتح عليهم ، حتى إذا فرحوا بما أوتوا ... الحديث " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/332 ) :

ضعيف جدا
رواه الديلمي ( 1/1/97 ) من طريق أبي الشيخ عن عراك بن خالد : حدثنا أبي :
حدثنا إبراهيم بن أبي عبلة عن عباد مرفوعا .
قلت : و هذا إسناد ضعيف جدا ، عراك هو ابن خالد بن يزيد بن عبد الرحمن بن أبي
مالك الشامي . قال الذهبي في " الضعفاء " :
" قال أبو حاتم : ليس بالقوي " .
و قال الحافظ :
" لين " .
قلت : و أبوه شر منه ; قال الذهبي :
" قال النسائي : ليس بثقة " .

(5/305)


2307 - " إذا أردت أمرا فعليك بالتؤدة حتى يريك الله منه المخرج ، أو حتى يجعل الله لك
مخرجا " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/332 ) :

ضعيف
أخرجه البخاري في " الأدب المفرد " ( 888 ) ، و الخرائطي في " مكارم الأخلاق "
( 2/688/735 ) من طريق الطيالسي - و ليس هو في " مسنده " المطبوع - و البيهقي
في " الشعب " ( 2/68/1187 ) ; كلاهما من طريق ابن المبارك عن سعد بن سعيد
الأنصاري عن الزهري عن رجل من بلي قال :
" أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم مع أبي ، فناجى أبي دوني ، قال : فقلت
لأبي : ما قال لك ؟ قال : " فذكره .
قلت : و هذا إسناد ضعيف من أجل سعد بن سعيد ; و هو ابن قيس بن عمرو الأنصاري ،
قال الحافظ :
" صدوق سيىء الحفظ " .
و الحديث عزاه المناوي للطيالسي أيضا ، و الخرائطي ، و البغوي ، و ابن أبي
الدنيا ، و البيهقي في " الشعب " ، و قال :
" رمز المؤلف لحسنه ، و فيه سعد بن سعيد ، ضعفه أحمد و الذهبي ، لكن له شواهد
كثيرة " .
قلت : ليته ذكر و لو بعضها ، فإني لا أستحضر شيئا منها ، فإن وجد له شاهد معتبر
نقلته إلى الكتاب الآخر ، و أما الحديث الآتي فلا يصلح شاهدا لشدة ضعفه و هو :
" إذا أردت أمرا فتدبر عاقبته ، فإن كان خيرا فأمضه ، و إن كان شرا فانته " .

(5/306)


2308 - " إذا أردت أمرا فتدبر عاقبته ، فإن كان خيرا فأمضه ، و إن كان شرا فانته " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/333 ) :

موضوع
رواه ابن المبارك في " الزهد " ( 159/2 من " الكواكب " 575 ) ، و هناد ( 519 )
، و وكيع ( 16 ) ، و ابن المبارك ( 14 ) ; كلهم في الزهد ، و المروزي في "
زياداته " ( 15 ) : حدثنا سفيان عن خالد بن أبي كريمة قال : سمعت أبا جعفر -
قال ابن صاعد : أبو جعفر هذا يقال له : عبد الله بن مسور الهاشمي ، و ليس بمحمد
ابن علي - يقول : جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال : بارك الله
للمسلمين فيك ، فخصني منك بخاصة بخاصة خير ، قال : أمستوص أنت ؟ أراه قال ثلاثا
، قال : نعم ، قال : اجلس ، إذا أردت ... الحديث .
و هذا موضوع ، آفته عبد الله بن مسور الهاشمي ; قال الذهبي :
" ليس بثقة ، قال أحمد و غيره : أحاديثه موضوعة " .
و قال العراقي في " تخريج الإحياء " ( 3/185 ) :
" ضعيف جدا " .
قلت : و من طريقه أخرجه أبو نعيم في " أخبار أصبهان " ( 1/305 ) ، لكن جعله عن
ابن مسعود !

(5/307)


2309 - " أوحى الله تعالى إلى موسى عليه السلام : إنك لن تتقرب إلي بشيء أحب إلي من
الرضا بقضائي ، و لم تعمل عملا أحبط لحسناتك من الكبرياء ، يا موسى ! لا تضرع
إلى أهل الدنيا فأسخط عليك ، و لا تخف بدينك لدنياهم فأغلق عليك أبواب رحمتي ،
يا موسى ! قل للمذنبين النادمين : أبشروا ، و قل للعاملين المعجبين : اخسروا "
.

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/334 ) :

ضعيف
أخرجه أبو نعيم في " الحلية " ( 5/45 و 7/127 ) قال : حدثنا سليمان بن أحمد :
حدثنا علي بن سعيد بن بشير الرازي : حدثنا يونس بن عبد الأعلى : حدثنا أبو
الربيع سليمان بن داود الإسكندراني عن سفيان الثوري عن منصور عن مجاهد عن
ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : فذكره . و قال :
" غريب من حديث الثوري عن منصور عن مجاهد ، لم نكتبه إلا من حديث أبي الربيع "
.
قلت : و هو ثقة اتفاقا ، و سائر رجاله ثقات رجال الشيخين ; غير شيخ سليمان بن
أحمد - و هو الطبراني - علي بن سعيد الرازي ، فإنه مع حفظه متكلم فيه ، فجاء في
" سؤالات حمزة السهمي للدارقطني " ( 244/348 ) :
" سألت الدارقطني عنه ؟ فقال : ليس في حديثه بذاك ، سمعت بمصر أنه كان والي
قرية ، و كان يطالبهم بالخراج ، فما كانوا يعطونه فيجمع الخنازير في المسجد !
فقلت : كيف هو في الحديث ؟ قال : قد حدث بأحاديث لم يتابع عليها . ثم قال : في
نفسي منه ، و قد تكلم فيه أصحابنا بمصر ، و أشار بيده ، و قال : هو كذا و كذا ،
و نفض بيده ، يقول : ليس بثقة " .
و نقله الذهبي في " السير " ( 14/146 ) ، و الحافظ في " اللسان " ، و أقراه ،
و صححت منهما بعض الأحرف . و زاد الحافظ :
" و قال ابن يونس في " تاريخه " : تكلموا فيه ، و كان من المحدثين الأجلاء ،
و كان يصحب السلطان ، و يلي بعض العمالات " .
و لذلك أورده الذهبي في " الضعفاء " ، و أوجز فيه الكلام - كعادته - فقال :
" قال الدارقطني : ليس بذاك ، تفرد بأشياء " .
و الحديث لم يورده السيوطي في " جوامعه " ، و لا الهيثمي في " مجمعه " ، و هو
في " فردوس الديلمي " ( 1/143/509 ) ، و ليس هو في " الغرائب الملتقطة من مسند
الفردوس " .

(5/308)


2310 - " من سب عليا فقد سبني ، و من سبني سبه الله " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/336 ) :

منكر
رواه ابن عساكر ( 12/203/1 ) عن إسماعيل بن الخليل عن علي بن مسهر عن أبي إسحاق
السبيعي قال :
حججت و أنا غلام ، فمررت بالمدينة ، فرأيت الناس عنقا واحدا ، فاتبعتهم ، فأتوا
أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم ، فسمعتها و هي تقول : يا شبيب بن
ربيع ! فأجابها رجل جلف جاف : لبيك يا أمه ! فقالت : أيسب رسول الله صلى الله
عليه وسلم في ناديكم ؟ فقال : إنا نقول شيئا نريد عرض هذه الحياة الدنيا ،
فقالت : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره .
قلت : و إسماعيل بن الخليل ثقة من رجال الشيخين ، و قد خولف في إسناده ، فرواه
أبو جعفر الطوسي الشيعي في " الأمالي " ( ص 52 - 53 ) من طريق أحمد ، و هذا في
" المسند " ( 6/323 ) : حدثنا يحيى بن أبي بكر قال : حدثنا إسرائيل عن أبي
إسحاق عن أبي عبد الله الجدلي قال :
دخلت على أم سلمة زوجة النبي صلى الله عليه وسلم فقالت : أيسب ... الحديث . دون
قوله : " و من سبني سبه الله " .
و رواه الحاكم ( 3/121 ) بسند أحمد مثل رواية ابن عساكر ، و قال :
" صحيح الإسناد " . و وافقه الذهبي .
قلت : و فيه نظر من وجهين :
الأول : أن أبا إسحاق السبيعي كان اختلط ، لا يدري أحدث به قبل الاختلاط أن
بعده ، و الراجح الثاني ، لأن إسرائيل - و هو ابن يونس بن أبي إسحاق - و هو
حفيد السبيعي إنما سمع منه متأخرا . و لعل من آثار ذلك اضطرابه في إسناده
و متنه .
أما الإسناد ; فظاهر مما تقدم ، فإنه في رواية إسرائيل جعل بينه و بين أم سلمة
( أبا عبد الله الجدلي ) ، و في رواية إسماعيل بن الخليل صرح بأنه سمع من أم
سلمة ! إلا أن يكون سقط من " التاريخ " ذكر ( الجدلي ) هذا .
و أما المتن ; فقد رواه فطر بن خليفة عنه عن الجدلي عن أم سلمة موقوفا دون
الشطر الثاني منه .
أخرجه الطبراني في " المعجم الكبير " ( 23/322 - 323 ) .
و فطر هذا ثقة من رجال البخاري ، و روايته هي المحفوظة ، لأن لها طريقا أخرى عن
أم سلمة ، و قد خرجتها في " الصحيحة " ( 3332 ) .
الثاني : أن أبا إسحاق مدلس ، و قد عنعنه .
( تنبيه ) : يبدو من رواية أحمد أن في رواية ابن عساكر سقطا ، فإنه لم يرد فيها
ذكر لأبي عبد الله الجدلي ، فالظاهر أنه سقط من الناسخ . والله أعلم .

(5/309)


2311 - " طلحة و الزبير جاراي في الجنة " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/337 ) :

ضعيف
رواه الترمذي ( 2/302 ) ، و الدولابي ( 2/70 ) ، و الحاكم ( 3/365 ) و عبد الله
ابن أحمد في " السنة " ( ص 199 ) ، و ابن عساكر ( 8/280/2 ) عن أبي عبد الرحمن
النضر بن منصور العنزي عن عقبة بن علقمة قال : سمعت علي بن أبي طالب عليه
السلام يقول : فذكره مرفوعا . و قال الترمذي :
" حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه " .
قلت : و علته النضر و عقبة ، فإنهما ضعيفان كما في " التقريب " .
و أما الحاكم فقال :
" صحيح الإسناد " . فرده الذهبي بقوله :
" قلت : لا " .

(5/310)


2312 - " بئس البيت الحمام : بيت لا يستر ، و ماء لا يطهر " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/338 ) :

ضعيف
أخرجه البيهقي في " الشعب " ( 2/468/1 ) عن أبي جناب يحيى بن أبي حية عن عطاء
ابن أبي رباح عن عائشة قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره ،
[ قالت ] و ما يسر عائشة أن لها مثل أحد ذهبا ، و أنها دخلت الحمام ، و قالت :
لو أن امرأة أطاعت ربها ، و حفظت فرجها ثم آذت زوجها بكلمة باتت الملائكة
تلعنها .
قلت : و هذا إسناد ضعيف ، أبو جناب هذا ضعيف مدلس .
ثم رواه من طريق ابن وهب : أخبرني ابن لهيعة : حدثني عبد الله بن جعفر : أنه
بلغه عن عائشة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال :
" إن الحمام لا يستر ، و ماء لا يطهر ... " . و قال :
" هذا منقطع " .

(5/311)


2313 - " لا تدعوا صلاة الليل و لو حلب شاة " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/338 ) :

ضعيف
رواه الطبراني في " الأوسط " ( 61/1 - من ترتيبه ) عن عطية بن بقية بن الوليد :
حدثنا أبي : حدثنا جرير بن يزيد عن محمد بن المنكدر عن جابر مرفوعا . و قال
:
" لم يروه عن ابن المنكدر غير جرير بن يزيد ، تفرد به بقية " .
قلت : بقية إنما يخشى من تدليسه ، و قد صرح بالتحديث ، فالعلة من شيخه جرير بن
يزيد ; قال الذهبي : " تفرد عنه بقية ، لا يعتمد عليه لجهالته " .
و لم يتنبه الهيثمي لهذه العلة ، فراح يعله بما لا يقدح ، فقال في " المجمع " (
2/252 ) ، و تبعه المناوي :
" رواه الطبراني في " الأوسط " ، و فيه بقية بن الوليد ، و فيه كلام كثير " !

(5/312)


2314 - " لا تشغلوا قلوبكم بذكر الدنيا " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/339 ) :

ضعيف
رواه ابن أبي الدنيا في " ذم الدنيا " ( 45/1 ) عن سلمة بن شبيب أنه حدث عن
عبد الله بن المبارك قال : حدثنا محمد بن النضر الحارثي مرفوعا .
قلت : و هذا إسناد ضعيف معضل ، الحارثي هذا من أتباع أتباع التابعين مع كونه
مجهولا ; فقد قال ابن أبي حاتم ( 4/1/110 ) :
" روى عن الأوزاعي ، روى عنه عبد الله بن المبارك ، و أبو نصر التمار ،
و عبد الرحمن بن مهدي " .
و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا ، و هو في " ثقات ابن حبان " ( 9/71 - 72 ) ،
و قال :
" ما له حديث مسند " .

(5/313)


2315 - " العباس مني ، و أنا منه ، لا تسبوا أمواتنا ; فتؤذوا أحياءنا " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/340 ) :

ضعيف
رواه ابن سعد في " الطبقات " ( 4/24 ) ، و النسائي ( 4775 ) ، و ابن عساكر (
7/144/2 و 8/460/2 ) عن عبد الأعلى عن سعيد بن جبير عن ابن عباس :
أن رجلا وقع في قرابة للعباس كان في الجاهلية ، فلطمه العباس ، فجاء قومه
فقالوا : لنلطمنه كما لطمه ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : فذكره .
و أخرجه الترمذي ( 2/305 ) ، و الحاكم ( 3/325 ) من هذا الوجه الشطر الأول منه
، و قال الترمذي :
" حديث حسن صحيح غريب " .
و قال الحاكم :
" صحيح الإسناد " . و وافقه الذهبي ! !
فوهموا ; لأن عبد الأعلى - و هو ابن عامر - ضعفه أحمد و غيره .
ثم رواه الحاكم ( 3/329 ) من هذا الوجه بتمامه ، و صححه أيضا هو و الذهبي ! !
و أما في " السير " فوفق للصواب حين قال ( 2/99 ) :
" إسناده ليس بقوي " .
و قال في موضع آخر ( ص 102 ) :
" عبد الأعلى الثعلبي - لين " .
و وافقه المعلق عليه في الموضعين ، و لكنه في موضع سابق حسنه ، و أقر الذهبي
على موافقة الحاكم ! فقال ( ص 89 ) :
" رواه أحمد في " مسنده " ( 1/300 ) بسند حسن . و رواه ابن سعد . و صححه الحاكم
. و وافقه الذهبي " ! !
قلت : و مثل هذا التناقض في المجلد الواحد ، و على تقارب صفحات المتناقضات مما
يؤكد رأي بعض المتتبعين لها : أن التعليقات التي على هذا الكتاب و غيره باسم
الشيخ شعيب ، ليست كلها بقلمه ، و إنما بقلم بعض المتمرنين تحت يده ، والله
سبحانه و تعالى أعلم .
ثم إن الشطر الثاني منه له شواهد من حديث المغيرة بن شعبة و غيره يتقوى بها ،
و قد خرجت بعضها في " الصحيحة " ( 2397 ) و " التعليق الرغيب " ( 4/175 )
و غيرهما .

(5/314)


2316 - " إذا استأجر أحدكم أجيرا فليعلمه أجره " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/341 ) :

ضعيف جدا
رواه الديلمي ( 1/1/164 ) من طريق الدارقطني عن أحمد بن محمد بن أنس عن عمرو بن
محمد بن الحسن عن أبي مسعود الجرار عن حماد عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله
ابن مسعود مرفوعا .
قلت : و هذا إسناد ضعيف جدا ، أبو مسعود الجرار - برائين - اسمه عبد الأعلى بن
أبي المساور الزهري مولاهم ، قال الحافظ :
" متروك ، و كذبه ابن معين " .
و الحديث أورده السيوطي في " الجامع " من رواية الدارقطني في " الأفراد " .

(5/315)


2317 - " إذا استشار أحدكم أخاه فليشر عليه " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/342 ) :

ضعيف
أخرجه ابن ماجه ( 3747 ) عن ابن أبي ليلى عن أبي الزبير عن جابر قال : قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره .
قلت : و هذا إسناد ضعيف ، و له علتان :
الأولى : عنعنة أبي الزبير ، فإنه كان مدلسا .
و الأخرى : ضعف ابن أبي ليلى ، و هو محمد بن عبد الرحمن القاضي ، قال الحافظ :
" صدوق سيىء الحفظ " .
و الحديث لم يتكلم المناوي على إسناده بشيء سوى أنه قال :
" و قد رمز المؤلف لصحته " !
قلت : و في النسخة التي طبع عليها شرحه الرمز له بالحسن ! و لا يوثق بذلك كله ،
انظر " التيسير " ، فالسند ضعيف كما شرحنا .

(5/316)


2318 - " إذا استشاط السلطان ، تسلط الشيطان " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/342 ) :

ضعيف
رواه أحمد ( 4/226 ) ، و عنه ابن عساكر ( 15/337/2 ) ، و القضاعي ( 113/1 ) عن
إبراهيم بن خالد الصنعاني قال : نا أمية بن شبل و عمرو بن عوف عن عروة بن محمد
عن أبيه عن جده عطية السعدي مرفوعا .
قلت : و هذا إسناد ضعيف ، عروة بن محمد قال ابن حبان في " الثقات " :
" كان يخطىء " .
و عمرو بن عوف لم أعرفه .
و أمية بن شبل . قال الذهبي :
" له حديث منكر " .
و الحديث قال المناوي :
" قال الهيثمي : رجاله ثقات ، و ذكره في موضع آخر ، و قال : فيه من لم أعرفه .
و قد رمز المؤلف لحسنه " .
قلت : و في متن شرح المناوي رمز له بالصحة . فلا تغتر بشيء من ذلك ، فإن
التحقيق أنه ضعيف .

(5/317)


2319 - " إذا أراد أحدكم السلام فليقل : السلام عليكم ، فإن الله هو السلام ، و لا
يبدأ قبل الله بشيء " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/343 ) :

ضعيف جدا
رواه أبو يعلى ( 6574 ) ، و ابن السني في " عمل اليوم و الليلة " ( 229 ) ،
و الدينوري في " المنتقى من المجالسة " ( 243/1 ) عن عبد الله بن سعيد عن جده
عن أبي هريرة مرفوعا .
قلت : و هذا إسناد ضعيف جدا ، عبد الله بن سعيد - و هو ابن أبي سعيد المقبري -
متروك متهم .

(5/318)


2320 - " إذا أراد أحدكم أن يبول فليرتد لبوله موضعا " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/343 ) :

ضعيف
أخرجه أبو داود ( 1/2 ) و الطيالسي ( 519 ) ، و الحاكم ( 3/465 - 466 ) ،
و البيهقي في " السنن " ( 1/93 ) من طريق شعبة عن أبي التياح : حدثني شيخ قال :
لما قدم عبد الله بن عباس البصرة فكان يحدث عن أبي موسى ، فكتب عبد الله إلى
أبي موسى يسأله عن أشياء ، فكتب إليه أبو موسى : أني كنت مع رسول الله
صلى الله عليه وسلم ذات يوم فأراد أن يبول ، فأتى دمثا <1> في أصل جدار ، فبال
، ثم قال صلى الله عليه وسلم : فذكره .
و هذا إسناد ضعيف لجهالة الشيخ الذي لم يسم ، و قال المنذري في " مختصره " (
1/15 ) :
" فيه مجهول " . مع أنه سكت أبو داود عليه ، لكن قال النووي :
" و إنما لم يصرح أبو داود بضعفه لأنه ظاهر ! " .
و منه تعلم أن رمز السيوطي له بأنه حسن ; غير حسن ، و أما المناوي فقال :
" رمز المؤلف لحسنه ، فإن أراد لشواهده فمسلم ، و إن أراد لذاته فقد قال البغوي
و غيره :
" حديث ضعيف " ، و وافقه الولي العراقي ، فقال :
" ضعيف لجهالة راويه " .
قلت : و لم أجد له شواهد ; بل و لا شاهدا يأخذ بعضده ، فلست أدري ما هي الشواهد
التي أشار إليها المناوي ، و يؤيد ما ذكرته أنه لو كان له ما يقويه لما قال
البغوي : " حديث ضعيف " .
نعم وجدت لبعضه الذي هو من فعله ما قد يشهد له على ضعفه ، فانظر ( كان يتبوأ ..
) فيما يأتي ( 2459 ) .
قلت : و في جزم البغوي و غيره بضعف الحديث إشارة إلى أن كون الراوي المجهول في
إسناده يرويه شعبة لا تزول به الجهالة عنه ; خلافا لقول الكوثري :
" شعبة بن الحجاج المعروف بالتشدد في روايته ، و المعترف له بزوال الجهالة وصفا
عن رجال يكونون في سند روايته " !
و قد رددت عليه في تقوله هذا على أهل الحديث ، و في غيره مبسطا في الكلام على
حديث معاذ في الاجتهاد بالرأي فيما يأتي ( 4858 ) .
*--------------------------------------------------------------------------*
[1] الدمث : المكان السهل الوطيء اللين . اهـ .
1

(5/319)


2321 - " إذا استقر أهل الجنة في الجنة اشتاق الإخوان إلى الإخوان ، فيسير سرير ذا إلى
سرير ذا ، فيلتقيان ، فيتحدثان ما كان بينهما في دار الدنيا ، و يقول : يا أخي
تذكر يوم كذا كنا في دار الدنيا في مجلس كذا ، فدعونا الله فغفر لنا " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/345 ) :

ضعيف
أخرجه أبو نعيم في " الحلية " ( 8/49 ) ، و عبد الغني المقدسي " الجواهر " ( ق
252/1 ) عن إبراهيم بن أدهم قال : روى الربيع بن صبيح عن الحسن عن أنس قال
: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره . و قال أبو نعيم :
" غريب من حديث إبراهيم و الربيع " .
قلت : تابعه سعيد بن عبد الله الدمشقي : حدثنا الربيع بن صبيح به .
أخرجه عباس الترقفي في " حديثه " ( 41/1 و 53/1 ) ، و عنه ابن الأعرابي في "
معجمه " ( 182/2 ) ، و ابن قدامة في " المتحابين في الله " ( ق 111/2 ) من طريق
آخر كلاهما عن سعيد به .
قلت : و هذا إسناد ضعيف ، الحسن البصري مدلس ، و قد عنعنه .
و الربيع بن صبيح صدوق سيىء الحفظ كما في " التقريب " .

(5/320)


2322 - " إذا استقرت النطفة في الرحم أربعين يوما ، أو أربعين ليلة بعث إليها ملكا ،
فيقول : يا رب ما رزقه ؟ فيقال له : فيقول : يا رب ما أجله ؟ فيقال له ، فيقول
: يا رب ذكر أو أنثى ؟ فيعلم ، فيقول : يا رب شقي أو سعيد ؟ فيعلم " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/346 ) :

ضعيف
أخرجه أحمد ( 3/397 ) ، و الطحاوي في " مشكل الآثار " ( 3/279 ) من طريق خصيف
عن أبي الزبير عن جابر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم .
قلت : و هذا إسناد ضعيف ، أبو الزبير مدلس ، و قد عنعنه .
و خصيف ، و هو ابن عبد الرحمن الجزري ; قال الحافظ :
" صدوق سيىء الحفظ ، خلط بأخرة " .
قلت : و ظاهر الحديث مع ضعف إسناده مخالف لحديث ابن مسعود مرفوعا :
" إن أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه أربعين يوما ، ثم يكون في ذلك علقة مثل ذلك ،
ثم يكون في ذلك مضغة مثل ذلك ، ثم يرسل الملك فينفخ فيه الروح ، و يؤمر بأربع
كلمات ... " الحديث . متفق عليه ، و هو مخرج في " ظلال الجنة " ( 175 ) .
فهذا صريح في أن الملك إنما يرسل بعد الأربعين الثالثة . و قد يتوهم البعض أن
هذا مخالف أيضا لحديث حذيفة بن أسيد الغفاري قال : سمعت رسول الله صلى الله
عليه وسلم يقول :
" إذا مر بالنطفة ثنتان و أربعون ليلة ، بعث الله إليها ملكا فصورها ، و خلق
سمعها و بصرها ، و جلدها و لحمها و عظامها ، ثم قال : يا رب أذكر أم أنثى ؟
فيقضي ربك ما شاء ، و يكتب الملك ، ثم يقول : يا رب أجله ؟ ... " الحديث .
أخرجه مسلم ( 8/45 ) .
فأقول : لا مخالفة بينهما لأن بعث الملك فيه إنما هو لأجل تصوير النطفة
و تخليقها ، و أما الكتابة فهي فيما بعد بدليل قوله : " ثم قال : يا رب .. " ،
فإن " ثم " تفيد التراخي كما هو معلوم ، فيمكن تفسيره بحديث ابن مسعود ، كما أن
حديث هذا يضم إليه ما أفاده حديث حذيفة من التصوير و التخليق مما لم يرد له ذكر
في حديث ابن مسعود ، و بذلك تجتمع الأحاديث و لا تتعارض .
نعم في رواية عند مسلم ، و الطحاوي في " المشكل " ( 3/278 ) ، و أحمد ( 4/7 )
عن حذيفة بمعنى حديث الترجمة ، و لفظه :
" يدخل الملك على النطفة بعد ما تستقر في الرحم بأربعين أو خمسة و أربعين ليلة
، فيقول : يا رب أشقي أو سعيد ؟ فيكتبان ... " الحديث .
فهذا بظاهره يشهد للحديث ، لكن لابد من فهمه على ضوء اللفظ الذي قبله و تفسيره
به ، و ذلك بأن يقال : إن دخول الملك بعد الأربعين من أجل التصوير و التخليق ،
و أما الكتابة فبعد الأطوار الثلاثة كما سبق ، ففي اللفظ اختصار يفهم من اللفظ
المتقدم و من حديث ابن مسعود . والله تعالى أعلم .

(5/321)


2323 - " إذا شربتم الماء فاشربوه مصا ، و لا تشربوه عبا ، فإن العب يورث الكباد .
يعني داء الكبد " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/347 ) :

ضعيف جدا
رواه الديلمي ( 1/1/61 ) عن موسى بن إبراهيم المروزي : حدثنا موسى بن جعفر بن
محمد عن أبيه عن جده عن علي مرفوعا .
سكت عليه الحافظ في " مختصره " ، و إسناده ضعيف جدا ، المروزي هذا قال الذهبي
في " الميزان " :
" كذبه يحيى ، و قال الدارقطني و غيره : متروك " .

(5/322)


2324 - " إن الله يحب المتبذل الذي لا يبالي ما لبس " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/348 ) :

ضعيف
أخرجه البيهقي في " الشعب " ( 2/228/1 - 2 ) ، و الديلمي ( 1/2/247 ) و الضياء
في " المنتقى من حديث الأمير أبي أحمد و غيره " ( 268/1 ) من طريق ابن وهب :
أخبرني ابن لهيعة عن عقيل عن يعقوب بن عتبة بن المغيرة عن أبي هريرة أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : فذكره .
و أعله البيهقي بالإرسال .
قلت : يعني الانقطاع بين يعقوب بن عتبة و أبي هريرة .
( تنبيه ) : هذا الحديث مما لم يطلع عليه الحافظ العراقي ، فإنه قال في تخريجه
للإحياء ( 4/200 ) :
" لم أجد له أصلا " !

(5/323)


2325 - " إن الله يبغض الوسخ و الشعث " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/348 ) :

موضوع
رواه البيهقي في " الشعب " ( 2/234/1 ) ، و الديلمي ( 1/2/245 ) عن عبد الرحمن
ابن خالد بن نجيح : حدثنا أبي عن ابن أبي الزناد عن هشام بن عروة عن أبيه عن
عائشة مرفوعا .
قلت : هذا موضوع ، آفته خالد بن نجيح ، قال الذهبي في " الضعفاء " :
" قال أبو حاتم : كذاب " .
و ابنه عبد الرحمن ضعيف جدا . قال ابن يونس :
" منكر الحديث " .
و قال الدارقطني :
" متروك الحديث " .

(5/324)


2326 - " نهى عن الشهرتين : رقة الثياب و غلظها ، و لينها و خشونتها ، و طولها و قصرها
، و لكن سداد فيما بين ذلك و اقتصار " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/349 ) :

موضوع
أخرجه البيهقي في " الشعب " ( 2/234/2 ) من طريق مخلد بن يزيد عن أبي نعيم عن
عبد الرحمن بن حرملة عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة و زيد بن ثابت مرفوعا
. و قال :
" أبو نعيم هذا ; لا نعرفه " .
قلت : هو عمر بن الصبح بن عمران التميمي العدوي أبو نعيم الخراساني ، فقد ذكروا
في الرواة عنه مخلد بن يزيد هذا ، و ساق له الدولابي في " الكنى " ( 2/138 -
139 ) حديثا آخر من طريقه عنه مصرحا بكنيته و اسمه . و سيأتي في المجلد التاسع
( 4643 ) . فإذا عرف هذا فهو هالك ، أورده الذهبي في " الضعفاء " ، و قال :
" كذاب ، اعترف بالوضع " .
ثم روى البيهقي من طريق عمرو بن الحارث عن سعيد بن هارون أن النبي صلى الله
عليه وسلم نهى عن الشهرتين : أن يلبس الثياب الحسنة التي ينظر إليه فيها أو
الزينة ، أو الرثة التي ينظر إليه فيها . قال عمرو : بلغني أن رسول الله
صلى الله عليه وسلم قال :
" أمر بين أمرين ، و خير الأمور أوساطها " . و قال :
" هذا مرسل ، و قد روي النهي عن الشهرتين من وجه آخر ، بإسناد مجهول موصولا " .
يعني رواية أبي نعيم المتقدمة ، و قد عرفت أنه إسناد موضوع ، لا مجهول .

(5/325)


2327 - " لو كنت مؤمرا أحدا من غير مشورة منهم ، لأمرت عليهم ابن أم عبد " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/350 ) :

ضعيف جدا
أخرجه الترمذي ( 2/312 ) ، و ابن ماجه ( 137 ) ، و أحمد ( 1/95 ) من طريق سفيان
عن أبي إسحاق عن الحارث عن علي مرفوعا .
و تابعه إسرائيل عن أبي إسحاق به .
أخرجه ابن سعد في " الطبقات " ( 3/1/109 - أوربا ) .
و تابعه أيضا منصور بن المعتمر عن أبي إسحاق به .
أخرجه الترمذي ، و أحمد ( 1/107 و 108 ) ، و الخطيب في " التاريخ " ( 1/148 ) ،
و البغوي في " شرح السنة " ( 4/172/1 ) من طريق زهير بن معاوية الجعفي عنه .
و خالفه القاسم بن معن عن منصور بن المعتمر فقال : عن أبي إسحاق عن عاصم بن
ضمرة عن علي . فجعل عاصما مكان الحارث .
أخرجه المخلص في " بعض الجزء الخامس من الفوائد الغرائب " ( 254/1 ) و الحاكم (
3/318 ) ، و قال :
" صحيح الإسناد " . و رده الذهبي بقوله :
" قلت : عاصم ضعيف " .
كذا قال ، و المتقرر فيه أنه حسن الحديث ، و قال الحافظ : " صدوق " ، و الصواب
في تضعيفه الاعتماد على رواية زهير بن معاوية لأنه أوثق من القاسم بن معن ،
و لموافقتها لرواية سفيان ، و هو الثوري ; فإنه أحفظهم عن أبي إسحاق ، و هو
غنما رواه عنه عن الحارث ، فالحديث حديثه لا دخل لعاصم فيه ، و قد أشار إلى هذا
الترمذي بقوله عقبه :
" حديث غريب ، إنما نعرفه من حديث الحارث عن علي " .
و كذا قال البغوي ، و الحارث - و هو الأعور - ضعيف ، بل كذبه ابن المديني و
غيره ، فهو علة الحديث .

(5/326)


2328 - " إن الجنة تشتاق إلى أربعة : علي و سلمان و عمار و المقداد " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/351 ) :

ضعيف
رواه الطبراني في " الكبير " ( 6/263 - 264/6045 ) ، و أبو نعيم في " الحلية "
( 1/142 ) ، و " أخبار أصبهان " ( 1/49 ) ، و عنه رواه ابن عساكر ( 17/75/1 - 2
) عن سلمة الأبرش : حدثنا عمران الطائي قال : سمعت أنس بن مالك يقول :
فذكره مرفوعا ، و قال أبو نعيم :
" عمران هو ابن وهب ، رواه عنه أيضا إبراهيم بن المختار " .
قلت : عمران هذا ، ضعفه أبو حاتم ، و وثقه ابن حبان ، و قال أبو حاتم :
" ما أظنه سمع من أنس شيئا " .
قلت : و في هذا الحديث صرح بسماعه منه . فالله أعلم .
و سلمة الأبرش هو ابن الفضل ، قال الحافظ :
" صدوق كثير الخطأ " .
لكن تابعه إبراهيم بن المختار كما تقدم عن أبي نعيم ، و هو صدوق ضعيف الحفظ كما
في " التقريب " ، و قد وصله عنه أبو نعيم في " صفة الجنة " ( 14/1 - 2 ) ، و في
" الحلية " ( 1/190 ) عن محمد بن حميد : حدثنا إبراهيم بن المختار : حدثنا
عمران بن وهب عن أنس .
و محمد بن حميد ; هو الرازي ; قال في " التقريب " :
" حافظ ضعيف ، و كان ابن معين حسن الرأي فيه " .
ثم رواه ابن عساكر من حديث ابن عباس مرفوعا به ، إلا أنه جعل مكان سلمان أبا ذر
.
و في إسناده محمد بن مصبح البزار : نا أبي . قال الذهبي :
" لا أعرفهما " .
و شيخ أبيه قيس - و هو ابن الربيع - ضعيف .
و من حديث علي مرفوعا به ، إلا أنه جعل مكان عمار أبا ذر .
و فيه نهشل بن سعيد . قال الحافظ :
" متروك ، و كذبه إسحاق بن راهويه " .
و أخرجه ( 7/204/2 ) من حديث حذيفة مرفوعا به ، إلا أنه جعل مكان المقداد أبا
ذر .
و فيه إسماعيل بن يحيى بن طلحة ، و هو أبو يحيى التيمي ، و هو كذاب مجمع على
تركه .
و بالجملة : فالحديث ضعيف ، لأن طرقه كلها واهية شديدة الضعف ، ليس فيها ما
يمكن أن يجبر به الضعف الذي في الطريق الأولى ، مع الاختلاف في ذكر ( أبي ذر )
.
نعم له طريق أخرى عن أنس مرفوعا بلفظ " ثلاثة " دون ذكر المقداد و أبي ذر ،
و قد صححه الحاكم و غيره . و هو عندي ضعيف الإسناد كما بينته في " تخريج
المشكاة " ( 6225 - التحقيق الثاني ) ، لكنه حسن بمجموع الطريقين . والله أعلم
.
و قد ركب بعض الهلكى على هذا الحديث قصة ، فقال النضر بن حميد الكندي عن سعد
الإسكاف عن أبي جعفر محمد بن علي عن أبيه عن جده قال :
أتى جبريل النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا محمد ! إن الله يحب من أصحابك
ثلاثة فأحبهم : علي بن أبي طالب ، و أبو ذر ، و المقداد بن الأسود .
قال : فأتاه جبريل فقال له :
يا محمد ! إن الجنة لتشتاق إلى ثلاثة من أصحابك . و عنده أنس بن مالك ، فرجا أن
يكون لبعض الأنصار . قال :
فأراد أن يسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عنهم ، فهابه ، فخرج فلقي أبا بكر
فقال : يا أبا بكر إني كنت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم آنفا ، فأتاه
جبريل .. ( فذكره كما تقدم ، قال : ) فهل لك أن تدخل على نبي الله صلى الله
عليه وسلم فتسأله ؟ فقال : إني أخاف أن أسأله فلا أكون منهم ، و يشمت بي قومي .
ثم لقيني عمر بن الخطاب ، فقال له مثل قول أبي بكر .
قال : فلقي عليا ، فقال له علي : نعم ، إن كنت منهم فأحمد الله ، و إن لم أكن
منهم حمدت الله . فخل على نبي الله صلى الله عليه وسلم فقال :
إن أنسا حدثني أنه كان عندك آنفا ، و أن جبريل أتاك فقال : يا محمد ( فذكر
الحديث ) قال : فمن هم يا نبي الله ؟ قال :
" أنت منهم يا علي ! و عمار بن ياسر - و سيشهد معك مشاهد بين فضلها ، عظيم
خيرها - و سلمان ، و هو منا أهل البيت ، و هو ناصح/ ، فاتخذه لنفسك " .
أخرجه أبو يعلى ( 12/142 - 144 ) ، و البزار ( 3/184/2524 ) من طريق النضر بن
حميد الكندي عن سعد الإسكاف عن أبي جعفر محمد بن علي عن أبيه عن جده . و قال
البزار :
" لا نعلمه يروى عن أنس إلا بهذا إسناد و النضر و سعد الإسكاف لم يكونا
بالقويين في الحديث " .
كذا قال ، و هما أسوأ حالا من ذلك ، فسعد الإسكاف قال فيه ابن حبان في "
الضعفاء " ( 1/357 ) :
" كان يضع الحديث على الفور " .

(5/327)


2329 - " إن الجنة حرمت على الأنبياء كلهم حتى أدخلها ، و حرمت على الأمم حتى تدخلها
أمتي " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/354 ) :

منكر
رواه ابن أبي حاتم في " العلل " ( 2/227 ) ، و ابن عدي ( 208/2 ) عن صدقة
الدمشقي عن زهير بن محمد عن عبد الله بن محمد بن عقيل عن الزهري عن سعيد بن
المسيب عن عمر بن الخطاب مرفوعا ، و قال ابن عدي :
" عبد الله بن محمد بن عقيل يكتب حديثه " .
قلت : هو حسن الحديث ، و العلة ممن دونه ، و قال ابن أبي حاتم :
" قال أبو زرعة ، ذا حديث منكر ، لا أدري كيف هو ! " .
قلت : زهير بن محمد هو أبو المنذر الخراساني الشامي . قال الحافظ :
" رواية أهل الشام عنه غير مستقيمة ، فضعف بسببها ، قال البخاري عن أحمد : كأن
زهيرا الذي يروي عنه الشاميون آخر . و قال أبو حاتم : حدث بالشام من حفظه ،
فكثر غلطه " .
قلت : و صدقة الدمشقي ; هو ابن عبد الله السمين أبو معاوية ، و هو ضعيف أيضا .
و لو أنه كان ثقة ، لكان أبو المنذر هو العلة دونه !

(5/328)


2330 - " اقتدوا باللذين من بعدي : أبي بكر و عمر ، فإنهما حبل الله الممدود ، فمن
تمسك بهما ، فقد تمسك بعروة الله الوثقى التي لا انفصام لها " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/355 ) :

ضعيف
رواه ابن عساكر ( 9/323/2 ) من طريق الطبراني : حدثنا عبد الرحمن بن معاوية
العتبي : نا محمد بن نصر الفارسي : نا أبو اليمان الحكم بن نافع : نا إسماعيل
ابن عياش عن المطعم بن المقدام الصنعاني عن عنبسة بن عبد الله الكلاعي عن أبي
إدريس الخولاني عن أبي الدرداء مرفوعا .
قلت : و هذا إسناد ضعيف ، أبو اليمان و من فوقه ثقات معروفون ; غير عنبسة بن
عبد الله الكلاعي ، فلم أعرفه ، و في طبقته ما في " الجرح و التعديل " 0
3/1/400 ) :
" عنبسة بن سعيد بن غنيم الكلاعي ، روى عن مكحول ، روى عنه إسماعيل بن عياش
و ... سمعت أبي يقول : ليس بالقوي ... " .
و من دون أبي اليمان لم أعرفهما .
و في " المجمع " ( 9/53 ) :
" رواه الطبراني ، و فيه من لم أعرفهم " .
قلت : لكن الطرف الأول منه صحيح - رغم أنف الهدام - ، فإن له شواهد كثيرة بعضها
قوي الإسناد ، و هي مخرجة في " الصحيحة " ( 1233 ) .

(5/329)


2331 - " إذا اشتد الحر ، فاستعينوا بالحجامة ; لا يتبيغ دم أحدكم فيقتله " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/356 ) :

ضعيف
أخرجه الحاكم ( 4/212 ) من طريق محمد بن القاسم الأسدي : حدثنا الربيع بن صبيح
عن الحسن عن أنس رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
فذكره . و قال :
" صحيح الإسناد " ! و وافقه الذهبي ، و هذا من عجائبه ، فإن الأسدي هذا أورده
هو نفسه في " الضعفاء " ، و قال :
" قال أحمد و الدارقطني : كذاب " !
و الربيع بن صبيح فيه ضعف .
و الحسن و هو البصري مدلس ، و قد عنعنه .
و من الغرائب أن يخفى حال هذا الإسناد الواهي على عبد الرؤوف المناوي ، فينقل
تصحيح الحاكم إياه و إقرار الذهبي له ، ثم يسكت عليه ! ! !
ثم وجدت للحديث طريقا آخر عن أنس ، فقال ابن جرير الطبري في " تهذيب الآثار "
( 2/106/1277 ) : حدثني موسى بن سهل الرملي قال : حدثنا محمد بن عبد العزيز قال
: حدثنا سليمان بن حيان قال : حدثنا حميد الطويل عن أنس بلفظ :
" إذا هاج بأحدكم الدم ، فليحتجم ; فإن الدم إذا تبيغ بصاحبه يقتله " .
قلت : و هذا إسناد رجاله ثقات رجال الشيخين ; غير محمد بن عبد العزيز - و هو
الرملي - فمن رجال البخاري ، و موسى بن سهل الرملي ثقة ، و لولا ما في محمد
الرملي هذا من الكلام في حفظه لقلت : إسناده قوي ، فقد قال فيه أبو زرعة :
" ليس بقوي " .
و قال أبو حاتم :
" لم يكن عندهم بالمحمود ، و هو إلى الضعف ما هو " .
و ذكره ابن حبان في " الثقات " ، و قال :
" ربما خالف " .
قلت : فمثله ينبغي أن يكون حسن الحديث ، و لكن القلب لم يطمئن بعد لتحسين
الحديث إلا إذا وجد له شاهد . والله أعلم .
و قد وجدت له شاهدا ، و لكنه شديد الضعف أيضا كما سيأتي بيانه برقم ( 2363 ) .
لكن جملة التبيغ منه لها شاهد من حديث ابن عباس لا بأس به ، لذلك أوردتها في
" الصحيحة " ( 2747 ) .

(5/330)


2332 - " إذا أشرع أحدكم بالرمح إلى الرجل ، فكان سنانه عند ثغرة حلقه ، فقال : لا إله
إلا الله ، فليرفع عنه الرمح " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/357 ) :

ضعيف
أخرجه الطبراني في " المعجم الكبير " ( 3/71/1 ) ، و عنه أبو نعيم في " الحلية
" ( 4/209 ) من طريق الصلت بن عبد الرحمن الزبيدي : حدثنا سفيان الثوري عن
عبد الرحمن بن عبد الله عن قتادة عن أبي مخلد عن أبي عبيدة عن عبد الله قال
: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره ، و قال أبو نعيم :
" غريب من حديث الثوري ، لم نكتبه إلا من حديث الصلت " .
قلت : و هو مجهول كما قال العقيلي . و قال الأزدي :
" لا تقوم به حجة " .
و أبو عبيدة - و هو ابن عبد الله بن مسعود - لم يسمع من أبيه .

(5/331)


2333 - " إذا أصبح أحدكم و لم يوتر ، فليوتر " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/358 ) :

ضعيف
أخرجه الحاكم ( 1/303 - 304 ) ، و عنه البيهقي ( 2/478 ) من طريق محمد بن فليح
عن أبيه عن هلال بن علي عن عبد الرحمن بن أبي عمرة عن أبي هريرة قال : قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره . و قال :
" صحيح على شرط الشيخين " . و وافقه الذهبي ، و ليس كما قالا ، و بيانه من وجوه
ثلاثة :
الأول : أن محمد بن فليح لم يخرج له مسلم شيئا .
الثاني : أنه - مع كونه من رجال البخاري - فقد تكلم فيه بعضهم ، فأورده الذهبي
نفسه في " الضعفاء " ، و قال :
" ثقة ، قال أبو حاتم : ليس بذاك " .
و قال الحافظ في " التقريب " :
" صدوق يهم " .
الثالث : أن فليحا و هو ابن سليمان المدني ، أورده الذهبي أيضا في " الضعفاء "
، و قال :
" له غرائب ، قال النسائي و ابن معين : ليس بقوي " . و قال الحافظ :
" صدوق كثير الخطأ " .
قلت : فمثله يكون حديثه ضعيفا ، لا سيما إذا لم يخرجه الشيخان كهذا .
و لو صح الحديث حمل على المعذور ، لقوله صلى الله عليه وسلم :
" أوتروا قبل أن تصبحوا " . رواه مسلم . و في رواية :
" من نام عن وتره أو نسيه ، فليصله إذا ذكره " .
رواه أبو داود بسند صحيح كما حققته في " الإرواء " ( 2/153 ) .

(5/332)


2334 - " إذا أصبحت ، فقل : اللهم أنت ربي لا شريك لك ، أصبحت و أصبح المللك لله ، لا
شريك له . ثلاث مرات ، و إذا أمسيت ، فقل مثل ذلك ، فإنهن يكفرن ما بينهن " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/359 ) :

ضعيف جدا
أخرجه ابن السني في " عمل اليوم و الليلة " ( 63 ) من طريق عبد الرحمن بن إسحاق
عن عبد الملك بن عمير عن أبي قرة عن سلمان الفارسي رضي الله عنه قال : قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره .
قلت : و هذا إسناد ضعيف جدا ، عبد الرحمن هذا هو أبو شيبة الواسطي ، و قد
اتفقوا على تضعيفه كما قال النووي و غيره .
و أبو قرة هذا ترجمه ابن سعد ( 6/148 ) ، و ذكره ابن حبان في " الثقات "
( 5/587 ) .

(5/333)


2335 - " إذا أعتقت الأمة و هي تحت العبد ، فأمرها بيدها ، فإن هي أقرت حتى يطأها ،
فهي امرأته ، لا تستطيع فراقه " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/360 ) :

ضعيف
أخرجه أحمد ( 4/65 و 66 و 5/378 ) من طريق ابن لهيعة : حدثنا عبيد الله بن أبي
جعفر عن الفضل بن الحسن بن عمرو بن أمية الضمري قال سمعت رجالا من أصحاب
رسول الله صلى الله عليه وسلم يتحدثون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
فذكره .
قلت : و هذا إسناد ضعيف من أجل ابن لهيعة ، فهو سيىء الحفظ .

(5/334)


2336 - " إذا أفصح أولادكم ، فعلموهم لا إله إلا الله ، ثم لا تبالوا متى ماتوا ،
و إذا أثغروا فمروهم بالصلاة " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/360 ) :

ضعيف
أخرجه ابن السني في " عمل اليوم و الليلة " ( 417 ) عن أبي أمية - يعني
عبد الكريم - عن عمرو بن شعيب قال : وجدت في كتاب الذي حدثه عن رسول الله
صلى الله عليه وسلم قال : فذكره .
قلت : و هذا إسناد ضعيف ، أبو أمية عبد الكريم ; هو ابن أبي المخارق البصري ،
و هو ضعيف كما في " التقريب " .

(5/335)


2337 - " إذا اشتريت نعلا فاستجدها ، و إذا اشتريت ثوبا فاستجده ، و إذا اشتريت دابة
فاستفرهها ، و إذا كانت عندك كريمة قوم فأكرمها " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/360 ) :

ضعيف
رواه الطبراني في " الأوسط " ( 1/137/1 ) عن حاتم بن سالم : حدثنا أبو أمية بن
يعلى الثقفي : حدثنا نافع عن ابن عمر مرفوعا ، و قال :
" لم يروه عن نافع إلا أبو أمية ، تفرد به حاتم " .
قلت : و هو ضعيف .
قال أبو زرعة :
" لا أروي عنه " .
و أشار البيهقي إلى لين روايته .
و أبو أمية بن يعلى ضعيف أيضا .
و لم ينفرد به حاتم ، بل تابعه الفيض بن وثيق بالنصف الأول منه .
أخرجه الطبراني في " الأوسط " أيضا ( 1823 - ط ) ، لكنه قال : حدثنا أبو أمية
ابن يعلى الثقفي عن سعيد بن أبي سعيد المقبري عن أبي هريرة مرفوعا .
و الفيض مقارب الحال كما قال الذهبي ، فالعلة من أبي أمية ، ضعفه الدارقطني .

(5/336)


2338 - " إذا استفتح أحدكم ، فليرفع يديه ، و ليستقبل ببطانهما القبلة ، فإن الله
أمامه " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/361 ) :

ضعيف جدا
رواه الطبراني في " الأوسط " ( 35/1 - من ترتيبه ) : حدثنا محمود بن محمد :
حدثنا محمد بن حرب : حدثنا عمير بن عمران عن ابن جريج عن نافع عن ابن عمر
مرفوعا ، و قال :
" لم يروه عن ابن جريج إلا عمير ، تفرد بن محمد بن حرب " .
قلت : هو النشائي ، و هو صدوق ، لكن شيخه عمير بن عمران ; قال ابن عدي ( 252/1
) :
" حدث بالبواطيل عن الثقات ، و خاصة عن ابن جريج " .

(5/337)


2339 - " إذا أصابت أحدكم الحمى ، فإن الحمى قطعة من النار ، فليطفئها عنه بالماء ،
فليستنقع نهرا جاريا ليستقبل جرية الماء ، فيقول : بسم الله ، اللهم اشف عبدك ،
و صدق رسولك ; بعد صلاة الصبح قبل طلوع الشمس ، فليغتمس فيه ثلاث غمسات ثلاثة
أيام ، فإن لم يبرأ في ثلاث فخمس ، و إن لم يبرأ في خمس فسبع ، فإن لم يبرأ في
سبع فتسع ، فإنها لا تكاد أن تجاوز تسعا بإذن الله " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/362 ) :

ضعيف
رواه الترمذي ( رقم 2084 ) ، و أحمد ( 5/281 ) ، و الطبراني ( رقم 1450 ) ،
و ابن السني في " عمل اليوم و الليلة " ( 562 ) عن مرزوق أبي عبد الله الشامي
عن سعيد الشامي قال : سمعت ثوبان يقول : فذكره مرفوعا .
قلت : و هذا إسناد ضعيف . سعيد هذا : هو ابن زرعة الحمصي ، قال أبو حاتم ،
و تبعه الذهبي :
" مجهول " .
و نحوه قول الحافظ :
" مستور " .

(5/338)


2340 - " إذا ابتاع أحدكم الجارية ، فليكن أو ما يطعمها الحلوى ، فإنها أطيب لنفسها "
.

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/362 ) :

ضعيف جدا
أخرجه الخرائطي في " مكارم الأخلاق " ( 1/545/572 ) ، و الطبراني في " الأوسط "
( 1/155/1 ) ، و السياق له من طريق عثمان بن عبد الرحمن الطرائفي : حدثنا سعيد
ابن عبد الجبار عن أبي سلمة سليمان بن سليم عن عبادة بن نسي عن عبد الرحمن بن
غنم عن معاذ بن جبل قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره ،
و قال :
" لا يروى عن معاذ إلا بهذا الإسناد ، تفرد به عثمان " .
قلت : و هو كما قال الحافظ :
" صدوق ، أكثر الرواية عن الضعفاء و المجاهيل ، فضعف بسبب ذلك حتى نسبه ابن
نمير إلى الكذب ، و قد وثقه ابن معين " .
قلت : و شيخه سعيد بن عبد الجبار هو أبو عثمان ، و يقال أبو عثيم بن أبي سعيد
الحمصي الزبيدي ، قال الحافظ :
" ضعيف ، كان جرير يكذبه " .
قلت : و من هذا التخريج تبين لك خطأ قول الهيثمي في " المجمع " ( 4/236 ) :
" رواه الطبراني في " الأوسط " ، و إسناده أقل درجاته الحسن " .
و لعله ظن أن سعيد بن عبد الجبار هذا إنما هو الكرابيسي البصري ، فإنه ثقة من
رجال مسلم ، و لكنه وهم خالص ، فإنه متأخر الطبقة عن هذا ، فإنه عند الحافظ من
الطبقة العاشرة ، و هذا من الثامنة ، ثم هو بصري ، و هذا حمصي ! و شيخه أبو
سلمة كذلك ، و هو ثقة ، و لم تعرفه الدكتورة ( سعاد ) في تعليقها على " المكارم
" !
و إن مما يؤكد خطأ الهيثمي أنه وقع عند الخرائطي منسوبا هكذا ( سعيد بن
عبد الجبار الزبيدي ) ، و هكذا ذكره السيوطي في " اللآلي " ( 2/239 ) من رواية
" المكارم " . و الموفق الله .
( تنبيه ) : جاء هذا الحديث في " الجامع الصغير " معزوا لابن ماجه عن معاذ بلفظ
: " إذا اشترى أحدكم ... " الحديث . و هو عزو خطأ ، فليس الحديث عند ابن ماجه
مطلقا ، و من الغريب أنه ورد كذلك في متن " الجامع الصغير " المطبوع ، الذي
تحته شرح المناوي ، و لم يرد له ذكر أصلا في شرحه ، و أما متنه المخطوط المحفوظ
في " المكتبة الظاهرية " ، فلم يرد فيه مطلقا . و جاء عزوه في " الجامع الكبير
" ( 1/40/2 ) على الصواب معزوا لـ " الأوسط " ، لكن بلفظ :
" إذا اشترى .... " ، فالله أعلم .
و قد وجدت للحديث شاهدا من حديث عائشة مرفوعا نحوه ، و لكنه واه جدا كما سيأتي
بيانه برقم ( 2399 ) .
ثم تبينت أن هذا الحديث تقدم تخريجه برقم ( 2053 ) ، و لما وجدنا أن في كل من
التخريجين فائدة ليست في التخريج الآخر ; فقد رأينا الإبقاء عليهما .

(5/339)


2341 - " إذا اشترى أحدكم لحما ، فليكثر مرقته ، فإن لم يصب أحدكم لحما ، أصاب من
مرقته ; فإنه أحد اللحمين " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/364 ) :

ضعيف
رواه الترمذي ( 1/337 ) ، و ابن عدي ( 296/2 ) ، و الحاكم ( 4/130 ) ،
و البيهقي في " الشعب " ( 5/95/5920 ) عن محمد بن فضاء الجهضمي : حدثني أبي عن
علقمة بن عبد الله المزني عن أبيه مرفوعا . و قال الترمذي :
" حديث غريب ، لا نعرفه إلا من هذا الوجه ، من حديث محمد بن فضاء ، - و هو
المعبر - و قد تكلم فيه سليمان بن حرب " .
قلت : و قال البيهقي :
" تفرد به محمد بن فضاء ، و ليس بالقوي " .
و في " التقريب " ; أنه ضعيف .
و أبوه فضاء - و هو ابن خالد البصري - مجهول .

(5/340)


2342 - " إذا اقشعر جلد العبد من خشية الله ، تحاتت عنه ذنوبه كما يتحات عن الشجرة
اليابسة ورقها " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/365 ) :

ضعيف
رواه أبو بكر الشافعي في " الفوائد " ( 3/23/1 ) ، و عنه الخطيب في " التاريخ "
( 4/56 ) ، و البزار ( 3231 ) ، و الواحدي في " التفسير " ( 4/14/1 ) عن يحيى
الحماني : نا عبد العزيز بن محمد عن يزيد بن الهاد عن محمد بن إبراهيم التيمي
عن أم كلثوم ابنة العباس عن العباس مرفوعا .
قلت : و هذا إسناد ضعيف ، و له علتان :
الأولى : جهالة أم كلثوم هذه ، فإنهم لم يترجموها ، و لذلك قال الهيثمي :
" لم أعرفها " .
الأخرى : الحماني ، و هو يحيى بن عبد الحميد . قال الحافظ :
" حافظ ، إلا أنهم اتهموه بسرقة الحديث " .
و الحديث عزاه السيوطي لسمويه ، و الطبراني في " الكبير " .
ثم رأيت الطبراني قد أخرجه ( ق 49/1 - المنتقى منه ) ، و كذا البيهقي في "
الشعب " ( 1/491/803 ) من طريق يحيى بن عبد الحميد و ضرار بن صرد ; قالا :
حدثنا عبد العزيز بن محمد به .
و ضرار هذا قال الحافظ :
" صدوق له أوهام و خطأ " .
و أشار المنذري في " الترغيب " ( 4/128 و 140 ) إلى تضعيف الحديث .
و قال المناوي في " الفيض " :
" قال المنذري و العراقي : سنده ضعيف ، و بينه الهيثمي فقال : فيه أم كلثوم بنت
العباس رضي الله عنه ; لم أعرفها ، و بقية رجاله ثقات " .
و أقول : كل هذه الأقوال من هؤلاء الأئمة النقاد ، لم يعبأ بشيء منها الدكتور
فؤاد في تعليقه على " الأمثال " ( ص 85 ) ، فقال :
" حسن - أخرجه البيهقي ، و أبو الشيخ في " الثواب " . الترغيب و الترهيب 4 :
128 " .
و مع أن هذا التحسين لا وجه له من حيث الصناعة الحديثية ، و إنما هو تحسين
بالهوى ، فإنه يوهم أنه من الحافظ المنذري ، و الواقع أنه ضعفه كما سبق . و لقد
بدا لي من تتبعي لتعليقاته على الكتاب المذكور أنه سن سنة سيئة في التعليق على
الأحاديث ، ألا و هي الاعتماد على التحسين العقلي ، فما أشبهه بالمعتزلة .
و يأتي له أمثلة أخرى ، و لعله مضى بعض آخر منها .

(5/341)


2343 - " إذا أقل ارجل الطعم ملىء جوفه نورا " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/366 ) :

موضوع
رواه الديلمي ( 1/1/102 ) عن إبراهيم بن مهدي الأيلي ببغداد : حدثنا محمد بن
إبراهيم بن العلاء بن المسيب : حدثنا إسماعيل بن عياش عن برد عن مكحول عن أبي
هريرة مرفوعا .
قلت : و هذا إسناد موضوع ، آفته ابن العلاء هذا ، أورده الذهبي في " الضعفاء "
، و قال :
" قال الدارقطني : كذاب " .
و إبراهيم بن مهدي ; قال الذهبي :
" متهم بالوضع " .

(5/342)


2344 - " إذا التقى المسلمان ، فتصافحا ، و حمدا الله ، و استغفرا ; غفر لهما " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/367 ) :

ضعيف
رواه البخاري في " التاريخ " ( 2/1/396 - 397 ) و أبو داود ( 2/644 - الحلبية )
، و أبو يعلى في " مسنده " ( 1673 ) ، و عنه ابن السني في " اليوم و الليلة "
( 189 ) عن هشيم عن أبي بلج عن زيد بن أبي الشعثاء العنزي عن البراء مرفوعا
.
قلت : و هذا إسناد ضعيف ، زيد بن أبي الشعثاء العنزي ; قال الذهبي :
" روى عنه أبو بلج وحده ، لا يعرف ، و قيل : بينه و بين البراء رجل " .
قلت : و ذكره ابن حبان على قاعدته في " الثقات " ( 4/248 ) .
و أبو بلج هذا اسمه يحيى بن سليم بن بلج ، قال الحافظ :
" صدوق ربما أخطأ " .
و هشيم ; هو ابن بشير ، ثقة من رجال الشيخين ، و لكنه يدلس .
و قد جاء الحديث من طرق أخرى بلفظ آخر نحوه دون قوله : " و حمدا الله و استغفرا
" ، يدل مجموعها على أن له أصلا ، و لذلك خرجته في الكتاب الآخر ( 525 ) .

(5/343)


2345 - " أنا الشاهد على الله أن لا يعثر عاقل إلا رفعه ، ثم لا يعثر إلا رفعه ، ثم لا
يعثر إلا رفعه ، حتى يصيره إلى الجنة " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/368 ) :

ضعيف
أخرجه الطبراني في " الصغير " ( ص 175 ) ، و ابن أبي الدنيا في " العقل و فضله
" ( ص 9 ) من طريق محمد بن عمر بن عبد الله بن الرومي : حدثنا محمد بن مسلم
الطائفي عن إبراهيم بن ميسرة عن طاووس عن ابن عباس مرفوعا .
و هذا إسناد ضعيف ، محمد بن عمر بن عبد الله هذا لين الحديث . كما في " التقريب
" ، و قد تفرد به كما قال الطبراني ، و قال الهيثمي في " المجمع " ( 8/29 ) :
" رواه الطبراني في " الصغير " و " الأوسط " ، و فيه محمد بن عمر بن الرومي ،
وثقه ابن حبان ، و ضعفه جماعة ، و بقية رجاله ثقات " .
و قال في موضع آخر ( 6/282 ) :
" رواه الطبراني في " الصغير " و " الأوسط " و إسناده حسن " . كذا قال !
و محمد بن مسلم الطائفي ، و إن أخرج له مسلم استشهادا ، فما ذلك إلا لأن في
حفظه ضعفا . و أحاديث العقل ليس فيها ما يصح ، بل قال ابن تيمية :
" كلها موضوعة " .

(5/344)


2346 - " كان إذا دخل شهر رمضان شد مئزره ، ثم لم يأت فراشه حتى ينسلخ " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/369 ) :

ضعيف
أخرجه البيهقي في " الشعب " ( 3/310/3624 ) من طريق عمرو ، عن المطلب بن (
الأصل : عن ) عبد الله ، عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت :
فذكره .
قلت : و هذا إسناد ضعيف ، و رجاله ثقات ، غير أن عبد المطلب بن عبد الله ، كان
كثير التدليس و الإرسال ، كما في " التقريب " .
و الشطر الأول منه صحيح بلفظ :
" كان إذا دخل العشر شد مئزره ، و أحيا ليله ، و أيقظ أهله " .
رواه الشيخان . و هو مخرج في " صحيح أبي داود " ( برقم 1246 ) .

(5/345)


2347 - " اعتموا ، خالفوا على الأمم قبلكم " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/369 ) :

موضوع
أخرجه البيهقي في " الشعب " ( 2/238/1 - 2 ) عن محمد بن يونس : حدثنا سفيان عن
ثور عن خالد بن معدان قال :
" أتي النبي صلى الله عليه وسلم بثياب من الصدقة ، فقسمها بين أصحابه ، فقال :
" فذكره . و قال :
" و هذا منقطع " .
قلت : يعني أنه مرسل ، لأن خالد بن معدان تابعي ، لكن في الطريق إليه محمد بن
يونس و هو الكديمي ; و هو كذاب .
( تنبيه ) : قوله : " اعتموا " بكسر همزة الوصل و شد الميم ; أي : البسوا
العمائم ، و ضبطه المناوي بفتح همزة القطع و كسر المثناة و ضم الميم ، أي صلوا
العشاء في العتمة . و تبعه على هذا الضبط جماعة منهم " الفتح الكبير " ، و هو
خطأ سببه عدم الانتباه لسبب ورود الحديث ، فإن ذكر الثياب فيه قرينة ظاهرة على
أن المقصود ما ذكرنا ، و يؤيد ذلك أن مخرجه البيهقي أورده في " فصل في العمائم
" !

(5/346)


2348 - " أعربوا القرآن ; فإن من قرأ القرآن ، فأعربه ، فله بكل حرف عشر حسنات ،
و كفارة عشر سيئات ، و رفع عشر درجات " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/370 ) :

موضوع
رواه الطبراني في " الأوسط " ( 8/282 - 283/7570 - ط ) من طريق نهشل عن الضحاك
عن أبي الأحوص عن ابن مسعود . قال الهيثمي ( 7/163 ) :
" و فيه نهشل ، و هو متروك " .
قلت : و هو ابن سعيد الورداني ، قال الطيالسي و ابن راهويه :
" كذاب " .
و قال أبو سعيد النقاش :
" روى عن الضحاك الموضوعات " .
قلت : و قد روي الحديث من طرق أخرى عن ابن مسعود و غيره بألفاظ قريبة من هذا ،
و يزيد بعضهم على بعض ، و لا يصح شيء منها ، و بعضها أشد ضعفا من بعض ، و قد
سبق تخريج طائفة منها عن ابن مسعود ، و ابن عباس ، و أبي هريرة برقم ( 1344 -
1347 ) بلفظ : " أعربوا .. " و يأتي تخريج طائفة أخرى من حديث عمر بن الخطاب ،
و ابنه عبد الله ، و عائشة بلفظ : " من قرأ القرآن فأعربه .. " برقم ( 6582 -
6584 ) مع فائدة في معنى ( الإعراب ) .

(5/347)


2349 - " كيف تهلك أمة أنا أولها ، و عيسى آخرها ، و المهدي في وسطها " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/371 ) :

منكر
رواه ابن عساكر ( 2/95/2 ) عن أحمد بن محمد بن عبيد الله الدمشقي : أخبرني طاهر
ابن علي : نا علي بن هاشم : نا أبو الهيثم محمد بن إبراهيم أن أمير المؤمنين
أبا جعفر حدثه عن أبيه عن ابن عباس مرفوعا .
قلت : و هذا سند مظلم ، أحمد هذا أورده ابن عساكر بهذا الحديث ، و لم يذكر فيه
جرحا و لا تعديلا .
و طاهر بن علي ; هو الطبراني ; لم أعرفه .
و أبو جعفر ; هو الخليفة العباسي المشهور ، لا يعرف حاله في الرواية .
و أبو الهيثم محمد بن إبراهيم لعله محمد بن إبراهيم المعروف بالإمام ابن محمد
ابن علي بن عبد الله بن عباس ; ترجمه الخطيب ( 1/384 - 386 ) ، و ذكر أنه روى
العلم عن جماعة ، منهم عمه أبو جعفر المنصور ، و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا
.
ثم تأكد لدي أنه هو حين رأيت ابن عساكر رواه في مكان آخر ( 14/53/2 ) من طريق
خالد بن يزيد القشيري : حدثنا محمد بن إبراهيم الهاشمي به .
و الحديث منكر عندي ، لأن ظاهره أن بين المهدي و عيسى سنين كثيرة مع أنه صح في
غير ما حديث أنهما يلتقيان في دمشق ، و يأتم عيسى بالمهدي عليهما السلام ، فكيف
يقال : إن المهدي في وسطها و عيسى في آخرها ؟ !
و الحديث رواه ابن عساكر أيضا من طريق عبد الوهاب بن الضحاك : حدثنا إسماعيل بن
عياش عن صفوان بن عمرو عن عبد الرحمن بن نفير عن كثير بن مرة عن عبد الله بن
عمرو بن العاص مرفوعا به ، دون الجملة الوسطى .
و هذا و إن كان أقرب إلى الصواب ; فإنه ضعيف جدا ، فإن عبد الوهاب قال فيه أبو
حاتم :
" كذاب " .

(5/348)


2350 - " إذا بدا خف المرأة بدا ساقها " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/372 ) :

ضعيف
رواه الديلمي ( 1/1/105 ) عن عقبة بن الزبير : حدثنا عبد الله بن محمد القداح :
حدثنا يونس بن محمد بن فضالة عن أبيه عن عائشة قالت : قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم .
بيض له الحافظ في " مختصره " ، و إسناده مظلم .
محمد بن فضالة ، و ابنه يونس ، و عبد الله بن محمد القداح ; ترجمهم ابن أبي
حاتم ( 4/1/55 و 4/2/246 و 2/2/158 ) ، و لم يذكر فيهم جرحا و لا تعديلا ، فهم
في عداد المجهولين ، و قال الذهبي في ( القداح ) :
" مستور ، ما وثق و لا ضعف ، و قل ما روى " .
و عقبة بن الزبير ، لم أر من ذكره .

(5/349)


2351 - " نهى عن ذبيحة نصارى العرب " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/372 ) :

ضعيف
أخرجه أبو نعيم في " الحلية " ( 8/55 ) عن إبراهيم بن أدهم عن أبيه عن سعيد بن
جبير عن ابن عباس قال : فذكره مرفوعا .
قلت : و هذا إسناد ضعيف ، رجاله موثقون ; غير أدهم والد إبراهيم ، و اسم أبيه
منصور ; لم أجد من ترجمه .
و للحديث طريق أخرى ابن عدي ( 4/249/1 و 5/320 - 321 ط ) ، و عنه البيهقي (
9/217 ) عن جبارة : حدثني عبد الحميد بن بهرام : حدثني شهر بن حوشب : حدثني ابن
عباس به . و قال البيهقي :
" هذا إسناد ضعيف ، و قد روي عن ابن عباس خلافه " .
ثم روى من طريق مالك عن ثور بن زيد عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما : أنه
سئل عن ذبائح نصارى العرب ؟ فقال : لا بأس بها ، و تلا هذه الآية *( و من
يتولهم منكم فإنه منهم )* .
قلت : و إسناد هذا الموقوف صحيح ، و هو مما يؤكد ضعف المرفوع ، و شهر بن حوشب ،
و جبارة و هو ابن مغلس ; ضعيفان ، و قال ابن عدي :
" عبد الحميد هو في نفسه لا بأس به ، و إنما عابوا عليه كثرة روايته عن شهر بن
حوشب ، و شهر ضعيف جدا " .

(5/350)


2352 - " نهى عن ذبيحة المجوسي ، و صيد كلبه و طائره " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/373 ) :

ضعيف
أخرجه الدارقطني في " السنن " ( ص 549 ) من طريق شريك عن الحجاج عن القاسم بن
أبي بزة و أبي الزبير عن سليمان اليشكري عن جابر قال : فذكره .
و أخرجه البيهقي ( 9/245 ) من هذا الوجه ، إلا أنه لم يذكر في إسناده أبا
الزبير ، و قال :
" الحجاج بن أرطاة لا يحتج به " .
قلت : لأنه مدلس ، و قد عنعنه ، و شريك ، و هو ابن عبد الله القاضي ; ضعيف أيضا
لسوء حفظه .

(5/351)


2353 - " الشيبة نور ، من خلع الشيبة ، فقد خلع نور الإسلام ، فإذا بلغ الرجل أربعين
سنة ، وقاه الله الأدواء الثلاثة : الجنون و الجذام و البرص ) .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/374 ) :

موضوع
رواه العقيلي في " الضعفاء " ( 444 ) ، و ابن حبان في " المجروحين " ( 3/82 ) ،
و الجرجاني في " الفوائد " ( 131/2 ) ، و ابن عساكر ( 17/456/1 ) عن الوليد بن
موسى الدمشقي : حدثنا عبد الرحمن بن عمرو الأوزاعي عن يحيى ابن أبي كثير عن
الحسن بن أبي الحسن البصري عن أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم : فذكره . و قال ابن حبان ، و أقره ابن عساكر :
" هذا لا أصل له من كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم " .
و قال العقيلي :
" الوليد بن موسى يروي عن الأوزاعي أحاديث بواطيل لا أصول لها ، ليس ممن يقيم
الحديث " .
و أورده ابن الجوزي في " العلل المتناهية " ( 2/200 - 201 ) من طريق العقيلي ،
ثم قال :
" حديث لا يصح ، قال ابن حبان : ... " . فذكر كلامه ، لكن وقع فيه خلل ، و قد
كان من حقه أن يورده في " الموضوعات " كما فعل في حديث آخر من رواية الوليد هذا
، و سيأتي برقم ( 6114 ) .

(5/352)


2354 - " من شاب شيبة في سبيل الله ; تباعدت منه جهنم مسيرة خمسمائة عام " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/374 ) :

ضعيف جدا
رواه ابن عساكر ( 11/423/2 ) عن المسيب بن واضح بن سرحان : نا أبو إسحاق
الفزاري عن زائدة عن أبان عن أنس مرفوعا .
قلت : و هذا إسناد ضعيف جدا : أبان ; هو ابن أبي عياش ، و هو متروك .
و المسيب بن واضح ضعيف .

(5/353)


2355 - " خذ من لحيتك و رأسك " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/375 ) :

ضعيف جدا
أخرجه البيهقي في " الشعب " ( 2/263/1 و 6440 - ط ) من طريق أبي مالك النخعي عن
محمد بن المنكدر عن جابر بن عبد الله قال :
" رأى النبي صلى الله عليه وسلم رجلا مجفل الرأس و اللحية ، فقال : ما شوه
أحدكم أمس ( كذا الأصل ) قال : و أشار رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى لحيته
و رأسه يقول : ... " فذكره ، و قال :
" أبو مالك عبد الملك بن الحسين النخعي غير قوي ، و قد روينا عن حسان بن عطية
عن ابن المنكدر عن جابر بن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم في الشعث
و الوسخ ، لم يذكر الأخذ من اللحية و الرأس . والله أعلم " .
قلت : أبو مالك النخعي ضعيف جدا ، و قال في " التقريب " :
" متروك " .
و حديث حسان بن عطية قد خرجته في " الصحيحة " ( 493 ) .
و اعلم أنه لم يثبت في حديث صحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم الأخذ من اللحية
، لا قولا ، كهذا ، و لا فعلا كالحديث المتقدم برقم ( 288 ) .
نعم ثبت ذلك عن بعض السلف ، و إليك المتيسر منها :
1 - عن مروان بن سالم المقفع قال :
" رأيت ابن عمر يقبض على لحيته فيقطع ما زاد على الكف " .
رواه أبو داود و غيره بسند حسن ; كما بينته في " الإرواء " ( 920 ) ،و " صحيح
أبي داود " ( 2041 ) .
2 - عن نافع : أن عبد الله بن عمر كان إذا أفطر من رمضان و هو يريد الحج ، لم
يأخذ من رأسه و لا من لحيته شيئا حتى يحج .
و في رواية :
أن عبد الله بن عمر كان إذا حلق في حج أو عمرة أخذ من لحيته و شاربه .
أخرجه مالك في " الموطأ " ( 1/353 ) .
و روى الخلال في " الترجل " ( ص 11 - المصورة ) بسند صحيح عن مجاهد قال : رأيت
ابن عمر قبض على لحيته يوم النحر ، ثم قال للحجام : خذ ما تحت القبضة .
قال الباجي في " شرح الموطأ " ( 3/32 ) :
" يريد أنه كان يقص منها مع حلق رأسه ، و قد استحب ذلك مالك رحمه الله ، لأن
الأخذ منها على وجه لا يغير الخلقة من الجمال ، و الاستئصال لهما مثلة " .
3 - عن ابن عباس أنه قال في قوله تعالى : *( و ليقضوا تفثهم )* :
" التفث : حلق الرأس ، و أخذ الشاربين ، و نتف الإبط ، و حلق العانة ، و قص
الأظفار ، و الأخذ من العارضين ، ( و في رواية : اللحية ) ، و رمي الجمار ،
و الموقف بعرفة و المزدلفة " .
رواه ابن أبي شيبة ( 4/85 ) و ابن جرير في " التفسير " ( 17/109 ) بسند صحيح .
4 - عن محمد بن كعب القرظي أنه كان يقول في هذه الآية : *( ثم ليقضوا تفثهم )*
، فذكر نحوه بتقديم و تأخير ، و فيه :
و أخذ من الشاربين و اللحية " .
رواه ابن جرير أيضا ، و إسناده صحيح ، أو حسن على الأقل .
5 - عن مجاهد مثله بلفظ :
" و قص الشارب ... و قص اللحية " .
رواه ابن جرير بسند صحيح أيضا .
6 - عن المحاربي ( و هو عبد الرحمن بن محمد ) قال : سمعت رجلا يسأل ابن جريج عن
قوله : *( ثم ليقضوا تفثهم )* ، قال :
" الأخذ من اللحية و من الشارب ... " .
7 - في " الموطأ " أيضا أنه بلغه :
أن سالم بن عبد الله كان إذا أراد أن يحرم ، دعا بالجملين ، فقص شاربه و أخذ من
لحيته قبل أن يركب ، و قبل أن يهل محرما .
8 - عن أبي هلال قال : حدثنا شيخ - أظنه من أهل المدينة - قال :
رأيت أبا هريرة يحفي عارضيه : يأخذ منهما . قال : و رأيته أصفر اللحية .
رواه ابن سعد في " الطبقات " ( 4/334 ) .
قلت : و الشيخ المدني هذا أراه عثمان بن عبيد الله ، فإن ابن سعد روى بعده
أحاديث بسنده الصحيح عن ابن أبي ذئب عن عثمان بن عبيد الله قال :
رأيت أبا هريرة يصفر لحيته و نحن في الكتاب .
و قد ذكره ابن حبان في " الثقات " ( 3/177 ) ، فالسند عندي حسن . والله أعلم .
قلت : و في هذه الآثار الصحيحة ما يدل على أن قص اللحية ، أو الأخذ منها كان
أمرا معروفا عند السلف ، خلافا لظن بعض إخواننا من أهل الحديث الذين يتشددون في
الأخذ منها ، متمسكين بعموم قوله صلى الله عليه وسلم : " و أعفوا اللحى " ، غير
منتبهين لما فهموه من العموم أنه غير مراد لعدم جريان عمل السلف عليه و فيهم من
روى العموم المذكور ، و هم عبد الله بن عمر ، و حديثه في " الصحيحين " ،
و أبو هريرة ، و حديثه عن مسلم ، و هما مخرجان في " جلباب المرأة المسلمة " ( ص
185 - 187/ طبعة المكتبة الإسلامية ) ، و ابن عباس ، و حديثه في " مجمع الزوائد
" ( 5/169 ) .
و مما لا شك أن راوي الحديث أعرف بالمراد منه من الذين لم يسمعوه من النبي
صلى الله عليه وسلم ، و أحرص على اتباعه منهم . و هذا على فرض أن المراد بـ (
الإعفاء ) التوفير و التكثير كما هو مشهور ، لكن قال الباجي في " شرح الموطأ "
( 7/266 ) نقلا عن القاضي أبي الوليد :
" و يحتمل عندي أن يريد أن تعفى اللحى من الإخفاء . لأن كثرتها أيضا ليس بمأمور
بتركه ، و قد روى ابن القاسم عن مالك : لا بأس أن يؤخذ ما تطاير من اللحية و شذ
. قيل لمالك : فإذا طالت جدا ؟ قال : أرى أن يؤخذ منها و تقص . و روي عن
عبد الله بن عمر و أبي هريرة أنهما كانا يأخذان من اللحية ما فضل عن القبضة " .
قلت : أخرجه عنهما الخلال في " الترجل " ( ص 11 - مصورة ) بإسنادين صحيحين ،
و روى عن الإمام أحمد أنه سئل عن الأخذ من اللحية ؟ قال :
كان ابن عمر يأخذ منها ما زاد على القبضة ، و كأنه ذهب إليه . قال حرب : قلت له
: ما الإعفاء ؟ قال : يروى عن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال : كان هذا عنده
الإعفاء .
قلت : و من المعلوم أن الراوي أدرى بمرويه من غيره ، و لا سيما إذا كان حريصا
على السنة كابن عمر ، و هو يرى نبيه صلى الله عليه وسلم - الآمر بالإعفاء -
ليلا نهارا . فتأمل .
ثم روى الخلال من طريق إسحاق قال :
" سألت أحمد عن الرجل يأخذ من عارضيه ؟ قال : يأخذ من اللحية ما فضل عن القبضة
.
قلت : حديث النبي صلى الله عليه وسلم :
" احفوا الشوارب ، و أعفوا اللحى " ؟
قال : يأخذ من طولها و من تحت حلقه . و رأيت أبا عبد الله يأخذ من طولها و من
تحت حلقه " .
قلت : لقد توسعت قليلا بذكر هذه النصوص عن بعض السلف و الأئمة ; لعزتها ، و لظن
الكثير من الناس أنها مخالفة لعموم : " و أعفوا اللحى " ، و لم يتنبهوا لقاعدة
أن الفرد من أفراد العموم إذا لم يجر العمل به ، دليل على أنه غير مراد منه ،
و ما أكثر البدع التي يسميها الإمام الشاطبي بـ ( البدع الإضافية ) إلا من هذا
القبيل ، و مع ذلك فهي عند أهل العلم مردودة ، لأنها لم تكن من عمل السلف ،
و هم أتقى و أعلم من الخلف ، فيرجى الانتباه لهذا فإن الأمر دقيق و مهم .

(5/354)


2356 - " كان يكثر القناع ، و يكثر دهن رأسه ، و يسرح لحيته بالماء " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/380 ) :

ضعيف
أخرجه البيهقي في " الشعب " ( 2/266/1 ) عن أبي بكر محمد بن هارون بن عيسى
الأزدي : حدثنا مسلم بن إبراهيم : حدثنا بشر بن مبشر عن أبي حازم عن سهل بن سعد
قال : فذكره .
قلت : و هذا إسناد ضعيف ، و بشر بن مبشر ; قال الذهبي في " الضعفاء " :
" مجهول " .
و محمد بن هارون قال الدارقطني :
" ليس بالقوي " .
( تنبيه ) عزا المناوي الحديث للترمذي أيضا في " الشمائل " ، و هو وهم ، فإن
الترمذي إنما أخرجه من حديث أنس بن مالك ، و إسناده ضعيف أيضا كما بينته في
تخريج " المشكاة " ( 4445 ) ، ثم في " مختصر الشمائل " برقم ( 26 ) .

(5/355)


2357 - " كان يأمر بدفن الشعر و الأظفار " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/380 ) :

ضعيف
أخرجه الطبراني في " الكبير " ( 22/32/73 ) ، و البيهقي في " الشعب " ( 2/269/2
) من طريق محمد بن الحسن : حدثنا أبي : حدثنا قيس بن الربيع عن عبد الجبار بن
وائل عن أبيه مرفوعا ، و قال البيهقي :
" هذا إسناد ضعيف ، و روي من أوجه كلها ضعيفة " .
قلت : و في هذا الإسناد ثلاث علل :
الأولى : الانقطاع ; فإن عبد الجبار بن وائل لم يسمع من أبيه .
الثانية : ضعف قيس بن الربيع لسوء حفظه .
الثالثة : محمد بن الحسن ، و هو ابن الزبير الأسدي الكوفي لقبه التل ، قال
الحافظ :
" صدوق فيه لين " .
و من الأوجه التي أشار إليها البيهقي ما أخرجه هو في " الشعب " ( 5/232/ رقم
6487 ) ، و البخاري في " التاريخ الكبير " ( 4/2/45 ) ، و من طريقه الدارقطني
في " المؤتلف و المختلف " ( 4/2094 - 2095 ) ، و ابن عدي ( 6/208 ) ، و الخلال
في " الترجل " ( ص 20 ) ، و البزار ( 3/370/ رقم 2968 - زوائده ) ، و الطبراني
في " الكبير " ( 20/322/ رقم 762 ) ، و " الأوسط " ( 6/436/5934 - ط ) عن محمد
ابن سليمان بن مسمول حدثني : عبيد الله بن سلمة بن وهرام عن أبيه قال : حدثتني
ميل بنت مشرح الأشعرية أن أباها مشرح - و كان من أصحاب النبي صلى الله عليه
وسلم - قص أظفاره فجمعها ، ثم دفنها ، ثم قال :
" هكذا رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فعله " . و قال الطبراني :
" تفرد به ابن مسمول " . و قال ابن عدي :
" عامة ما يرويه لا يتابع عليه في إسناده و لا متنه " .
و أقره الذهبي في " الميزان " .
و قال الحافظ في " الإصابة " ( 3/421 ) :
" محمد بن سليمان ضعيف جدا " .
قلت : و فيه علل أخرى :
الأولى : ميل هذه لم أعرفها .
الثانية : سلمة بن وهرام ; ضعفه أبو داود كما في " الضعفاء " للذهبي .
الثالثة : عبيد الله بن سلمة ; لينه أبو حاتم .
و من ذلك ما ذكره السيوطي في " الجامع " من رواية الحكيم عن عائشة مرفوعا بلفظ
:
" كان يأمر بدفن سبعة أشياء من الإنسان : الشعر و الظفر ، و الدم ، و الحيضة ،
و السن ، و العلقة ، و المشيمة " .
و قال المناوي في " شرحه " :
" و ظاهر صنيع المصنف أن الحكيم خرجه بسنده كعادة المحدثين ، و ليس كذلك ، بل
قال : و عن عائشة ، فساقه بدون سند كما رأيته في كتابه " النوادر " ، فلينظر "
.
و في دفن دم الحجامة خاصة حديث موضوع فيه آفات سيأتي تخريجه برقم ( 6327 ) ،
و تقدم آخر برقم ( 713 ) ، و فيه دفن الشعر أيضا و الأظفار .
و في تعليق الأخ ( مشهور ) على كتاب " الخلافيات " ( 1/250 - 253 ) أحاديث أخرى
، و خرجها و بين عللها ، فمن شاء التوسع رجع إليه ، و قد أشار البيهقي إلى
تضعيفها كلها ، و لذلك قال أحمد :
" يدفن الشعر و الأظفار ، و إن لم يفعل لم نر به بأسا " .
رواه عنه الخلال في " الترجل " ( ص 19 ) .

(5/356)


2358 - " بيت لا صبيان فيه ; لا بركة فيه ، و بيت لا خل فيه ; قفار لأهله " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/383 ) :

ضعيف
رواه الديلمي ( 2/1/13 ) من طريق أبي الشيخ عن عبد الله بن هارون الفروي :
حدثنا قدامة بن محمد بن { خشرم } عن مخرمة بن بكير عن أبيه عن أبيه عن الزهري
عن عبيد الله عن ابن عباس مرفوعا .
قلت : و هذا إسناد ضعيف : قدامة بن محمد بن { خشرم } ، قال الذهبي :
" تكلم فيه ابن حبان ، و مشاه غيره ، قال ابن عدي : له أحاديث غير محفوظة " .
و عبد الله بن هارون الفروي ، قال الذهبي :
" له مناكير ، و لم يترك ، ذكره ابن عدي و طعن فيه " .

(5/357)


2359 - " من سعادة المرء حسن الخلق " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/383 ) :

موضوع
رواه القضاعي في " مسند الشهاب " ( رقم 300 ) عن الخرائطي ، و هذا في " المكارم
" ( رقم 37 ) ، و عنه ابن عساكر ( 15/1038 ) قال : أنا أبو الحارث محمد بن مصعب
الدمشقي : نا هشام بن عمار قال : نا القاسم بن عبد الله قال : نا محمد بن
المنكدر عن جابر بن عبد الله مرفوعا .
قلت : و هذا سند موضوع ، و آفته القاسم بن عبد الله ، و هو العمري ; قال أحمد :
" كان يكذب و يضع الحديث " .
و سائر رجال السند ثقات ; غير أبي الحارث هذا ، ترجمه ابن عساكر بروايته عن جمع
غير هشام ، و عنه الخرائطي فقط ، و قال : " و أظنه مات في الغربة " . و لم يذكر
فيه جرحا .
و قد توبع ، فأخرجه البيهقي في " الشعب " ( 6/249/8039 ) من طريق الحسن بن
سفيان : نا هشام بن عمار به ، و زاد :
" و من شقوته سوء الخلق " .
و قال المناوي :
" قال الحافظ العراقي : و سنده ضعيف ، و ذلك لأن فيه الحسن بن سفيان ، أورده
الذهبي في " ذيل الضعفاء " ، و قال : قال البخاري : لم يصح حديثه عن هشام بن
عمار . قال أبو حاتم : صدوق تغير ، عن القاسم بن عبد الله بن عمر العمري قال في
" الضعفاء " قال أحمد : كان يكذب و يضع ، و رواه عنه الخرائطي في المكارم " .
قلت : ثم إن الحسن بن سفيان هذا ليس هو صاحب " الأربعين " ، فهذا ضعيف ، و ذاك
حافظ ثقة .
و للحديث طريق آخر عن ابن المنكدر ، يرويه إسحاق بن بشر الكاهلي : حدثنا عمار
ابن سيف عن محمد بن أبي حميد عنه بلفظ :
" من سعادة ابن آدم حسن الخلق ، و من شقاوة ابن آدم سوء الخلق " .
أخرجه الخطيب في " الموضح " ( 1/239 - 240 ) ، و قال :
" و هو إسحاق بن مقاتل الأسدي الذي روى عنه أحمد بن موسى بن إسحاق الحمار " .
قلت : هو إسحاق بن بشر بن مقاتل أبو يعقوب الكاهلي الكوفي ، كذبه ابن أبي شيبة
و موسى بن هارون و أبو زرعة ، و قال الدارقطني :
" هو في عداد من يضع الحديث " .
و عمار بن سيف ، مختلف فيه .
و محمد بن أبي حميد هو المدني ، قال الحافظ :
" ضعفوه " .
ثم إن الخرائطي رواه ( 39 ) عن شيخه المتقدم ( محمد بن مصعب الدمشقي ) بإسناد
آخر له عن سعد بن أبي وقاص مرفوعا به دون الزيادة ، و فيه عنعنة بقية بن الوليد
، عن شيخه ( إسماعيل ) - لم ينسب - ، فهو من شيوخه المجهولين ، و قول الدكتورة
المعلقة على " المكارم " أنه ( إسماعيل بن أبي خالد البجلي ) مجرد دعوى ، بل
إني أخشى أن يكون مقحما في الإسناد ، فإنه من رواية بقية عنه عن محمد بن أبي
جميلة ، ففي " الجرح " :
" محمد بن أبي جميلة .. روى عنه بقية .. مجهول " . و انظر " تيسير الانتفاع " .

(5/358)


2360 - " الأكل بأصبع واحد أكل الشيطان ، و بالاثنين أكل الجبابرة ، و بالثلاثة أكل
الأنبياء " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/385 ) :

ضعيف
رواه الديلمي ( 1/2/367 ) من طريق أبي أحمد الغطريفي و هذا في " جزئه " ( رقم
41 ) عن رشدين عن أبي حفص المكي عن ابن جريج عن عطاء عن أبي هريرة مرفوعا .
قلت : و هذا إسناد ضعيف ، أبو حفص المكي الظاهر أنه عمر بن حفص القرشي المكي ،
فقد ذكر له الذهبي في ترجمته بهذا الإسناد حديثا آخر في الجهر بالبسملة ، و قال
:
" لا يدرى من ذا ، و الخبر منكر " .
و رشدين - و هو ابن سعد - ضعيف سيىء الحفظ .

(5/359)


2361 - " استعيذوا بالله من الرغب " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/386 ) :

ضعيف
رواه الديلمي ( 1/1/48 ) عن إسماعيل بن رافع عن محمد بن يحيى بن حبان عن واسع
ابن حبان عن أبي سعيد الخدري مرفوعا .
و أشار الحافظ إلى إعلاله بإسماعيل ، و هو ضعيف .

(5/360)


2362 - " استغفروا لأخيكم جعفر ، فإنه شهيد ، و قد دخل الجنة و هو يطير فيها بجناحين
من ياقوت ، حيث يشاء من الجنة " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/386 ) :

موضوع
أخرجه ابن سعد ( 4/37 ) : أخبرنا محمد بن عمر قال : حدثني محمد بن صالح عن عاصم
ابن عمر بن قتادة. قال : و حدثني عبد الجبار بن عمارة عن عبد الله بن أبي بكر
ابن محمد بن عمرو بن حزم - زاد أحدهما على صاحبه - قال :
" لما أخذ جعفر بن أبي طالب الراية جاءه الشيطان ، فمناه الحياة الدنيا ، و كره
له الموت ، فقال : الآن حين استحكم الإيمان في قلوب المؤمنين تمنيني الدنيا ؟ !
ثم مضى قدما حتى استشهد ، فصلى عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم و دعا له ،
ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره .
قلت : و هذان إسنادان موضوعان ، آفتهما محمد بن عمر - و هو الواقدي - و هو متهم
بالكذب .
و شيخه الآخر مجهول كما في " الجرح و التعديل " ( 3/1/32 ) ، و مع تلك الآفة
فالإسنادان - مع ضعفهما الشديد - مرسلان ! !
لكن قد صح مرفوعا طيران جعفر رضي الله عنه في الجنة مع الملائكة بجناحين . جاء
ذلك من طرق عن جمع من الصحابة بعضها صحيح ; كما تقدم بيان ذلك في " الصحيحة " (
1226 ) .

(5/361)


2363 - " استعينوا في شدة الحر بالحجامة ، فإن الدم ربما تبيغ <1> بالرجل فقتله " .
*--------------------------------------------------------------------------*
[1] تبيغ الدم : ثار و هاج . اهـ .
1
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/387 ) :

موضوع
رواه الديلمي ( 1/25/1 ) عن إسماعيل بن حفص بن عمر بن دينار [ عن أبيه ] <1> :
حدثنا عبد الواحد بن صفوان : نا مجاهد : حدثنا ابن عباس قال : قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره .
و أشار الحافظ إلى إعلاله بإسماعيل هذا ، و ليس بشيء ، فإن إسماعيل لا بأس به
كما قال أبو حاتم على ما في " الميزان " ، و قال الساجي :
" أحسبه لحقه ضعف أبيه " .
قلت : فالعلة من أبيه ، و هو حفص بن عمر بن دينار الأيلي ، قال أبو حاتم :
" كان شيخا كذابا " .
و قال العقيلي :
" يحدث عن الأئمة بالبواطيل " .
و عبد الواحد بن صفوان ; قال في " الميزان " :
" عن يحيى : ليس بشيء ، حدث عنه حفص بن عمر ... و روى الكوسج عن ابن معين :
صالح " .
و قد مضى للحديث طريق آخر ، و لكنه شديد الضعف أيضا ، إلا جملة التبيغ ، فراجع
ما تقدم برقم ( 2331 ) .
*--------------------------------------------------------------------------*
[1] سقطت من الأصل ، و إثباتها مما لابد منه ، لأن عبد الواحد بن صفوان إنما
يروي عنه حفص بن عمر أبو إسماعيل كما يأتي ، و ليس إسماعيل نفسه . اهـ .
1

(5/362)


2364 - " العين حق ، و يحضرها الشيطان و حسد ابن آدم " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/388 ) :

ضعيف
أخرجه أحمد ( 2/439 ) ، و عنه الطبراني في " مسند الشاميين " ( 1/265/459 ) ،
و هذا عن أبي مسلم الكشي أيضا ، كلاهما عن ثور بن يزيد عن مكحول عن أبي هريرة
مرفوعا به .
قلت : و هذا إسناد ضعيف ، قال الهيثمي ( 5/107 ) :
" رجاله رجال الصحيح " .
قلت : لكنه منقطع ، فإن مكحولا عن أبي هريرة مرسل كما في " الميزان " للذهبي .
و سكت عنه الحافظ في " الفتح " ( 10/200 ) ، و لعله لشواهد الجملة الأولى منه ،
فانظر " الصحيحة " ( 1248 - 1251 ) .
و قد أبعد السيوطي النجعة ، فعزا الحديث إلى الكجي فقط في " سننه " !

(5/363)


2365 - " لا يزال المسروق منه في تهمة ممن هو بريء منه حتى يكون أعظم جرما من السارق "
.

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/389 ) :

منكر
أخرجه البيهقي في " الشعب " ( 2/302/2 ) من طريق أبي النضر : حدثنا أبو سهل :
حدثنا هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت : قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم : فذكره .
قلت : و هذا إسناد ضعيف ، أبو سهل هذا لا يعرف إلا في هذا الحديث ، و هو
الخراساني ، ذكره الذهبي في " الميزان " لهذا الحديث ، و قال :
" هذا حديث منكر ، رواه عنه أبو النضر هاشم " .
قلت : و قد صح عن ابن مسعود موقوفا ، عند البخاري في " الأدب المفرد " ( 1289 )
، و لا وجه لمن استنكره ; فإن رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين ، إلا أن يقصد مجرد
التفرد ، و حينئذ فلا ضير ، كما هو الشأن في حديث البخاري عن جابر في صلاة
الاستخارة ، و قد سبقت الإشارة إليه تحت الحديث ( 2305 ) .

(5/364)


2366 - " لا ينامن أحدكم في معصفرة ، فإنها محتضرة " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/389 ) :

موضوع
أخرجه الطبراني في " المعجم الكبير " ( 17/178 - 179 ) : حدثنا أحمد بن رشدين
المصري : حدثنا خالد بن عبد السلام الصدفي : حدثنا الفضل بن المختار عن
عبد الله بن موهب عن عصمة بن مالك الخطمي قال : فذكر أحاديث مرفوعة هذا
أحدها ( 474 ) .
و هذا موضوع . آفته الفضل بن المختار ، فإنه منكر الحديث ، و ذكر له ابن الجوزي
حديثا غير هذا في " الموضوعات " ، و قد تقدم في المجلد الأول برقم ( 284 ) .
و الحديث ذكره الديلمي في " مسند الفردوس " ( 3/198 ) معلقا من رواية أبي نعيم
: أخبرنا الطبراني به .

(5/365)


2367 - " ما شر أحدكم لو كان في بيته محمد ، و محمدان ، و ثلاثة " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/390 ) :

ضعيف
أخرجه ابن سعد ( 5/54 ) : أخبرنا مطرف بن عبد الله اليساري قال : حدثنا محمد بن
عثمان العمري عن أبيه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره .
قلت : و هذا إسناد ضعيف ، العمري هذا و أبوه لم أعرفهما ، و الظاهر أنه مرسل .
و أما قول المناوي في أبيه :
" هو عثمان بن واقد بن محمد بن زيد بن عبد الله بن عمر العمري المدني ، نزيل
البصرة ; قال في " التقريب " : صدوق ربما وهم " .
فلا يظهر لي صوابه ، لأنهم لم يذكروا في ترجمته ابنه محمدا في الرواة عنه .
والله أعلم .

(5/366)


2368 - " ألا يا رب نفس طاعمة ناعمة في الدنيا ، جائعة عارية يوم القيامة . ألا يا رب
نفس جائعة عارية في الدنيا ، طاعمة ناعمة يوم القيامة . ألا يا رب مكرم لنفسه
و هو لها مهين . ألا يا رب مهين لنفسه و هو لها مكرم . ألا يا رب متخوض و متنعم
في ما أفاء الله على رسوله ما له عند الله من خلاق . ألا و إن عمل النار سهلة
بسهوة . ألا يا رب شهوة ساعة أورثت حزنا طويلا " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/391 ) :

ضعيف جدا
رواه أبو العباس الأصم في " حديثه " ( 3 رقم 36 من نسختي ) ، و ابن سعد في "
الطبقات " ( 7/423 ) ، و ابن الجوزي في " ذم الهوى " ( ص 38 ) ، و الديلمي (
1/2/343 ) ; كلهم عن بقية : حدثنا سعيد بن سنان عن أبي الزاهرية عن جبير بن
نفير عن أبي البجير - و كان من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم - قال :
أصاب يوما النبي صلى الله عليه وسلم الجوع ، فوضع على بطنه حجرا ، ثم قال :
فذكره .
قلت : و هذا إسناد ضعيف جدا ، سعيد بن سنان - هو أبو مهدي الحمصي - متروك ،
و رماه الدارقطني و غيره بالوضع ; كما قال الحافظ .

(5/367)


2369 - " كرم المرء دينه ، و مروءته عقله ، و حسبه خلقه " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/391 ) :

ضعيف
أخرجه ابن حبان ( 483 - الإحسان ) ، و أحمد ( 2/365 ) ، و علي بن الجعد في "
الجعديات " ( 1063/3072 ) ، و عنه ابن أبي الدنيا في " العقل و فضله " ( ص 10 )
، و الخرائطي في " مكارم الأخلاق " ( ص 4 ) ، و الدارقطني في " السنن " (
3/303/214 ) ، و الحاكم في " المستدرك " ( 1/123 و 2/162 ) ، و عنه البيهقي في
" الشعب " ( 2/25/1 ) ، و في " السنن " ( 7/136 و 10/195 ) ، و القضاعي ( 190 )
من طريق مسلم بن خالد الزنجي عن العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة
مرفوعا . و قال الحاكم :
" صحيح على شرط مسلم " . و تعقبه الذهبي بقوله :
" الزنجي ضعيف " ، فأصاب .
و في التقريب :
" هو صدوق كثير الأوهام " .
قلت : فتحسين المعلق على " مسند أبي يعلى " ( 11/334 ) لإسناده تحسين مرفوض ،
و قد أشار البيهقي إلى تضعيفه بقوله :
" هذا يعرف بمسلم بن خالد ، و قد روي من وجهين آخرين ضعيفين عن أبي هريرة " .
قلت : أحدهما يرويه معدي بن سليمان عن ابن عجلان عن أبيه عنه به ، و زاد زيادة
منكرة .
أخرجه أبو يعلى بتمامه ( 11/333/6451 ) ، و عنه القضاعي في " مسند الشهاب " (
1/197/297 ) ، و ابن حبان في " الضعفاء " ( 3/41 ) بالزيادة فقط ، و قال :
" معدي بن سليمان كان ممن يروي المقلوبات عن الثقات ، و الملزقات عن الأثبات "
.
و الآخر : أخرجه الحاكم أيضا من طريق أحمد بن المقدام : حدثنا المعتمر عن
عبد الله بن سعيد بن أبي سعيد المقبري عن جده عن أبي هريرة به .
و عبد الله بن سعيد متروك شديد الضعف فلا يستشهد به .

(5/368)


2370 - " إن الناس ليحجون و يعتمرون ، و يغرسون النخل بعد خروج يأجوج و مأجوج " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/392 ) :

ضعيف بهذا التمام
أخرجه عبد بن حميد في " المنتخب من المسند " ( 941 ) : حدثنا روح بن عبادة :
حدثنا سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله
صلى الله عليه وسلم قال : فذكره .
قلت : و هذا إسناد ضعيف ، رجاله ثقات رجال الشيخين ، لكنه منقطع ، فقد قال
الحاكم :
" لم يسمع قتادة من صحابي غير أنس " . و كذا قال أحمد .
قلت : و يؤيده أن بعض الثقات قد ذكر بين قتادة و أبي سعيد ( عبد الله بن أبي
عتبة ) ، دون جملة الغرس ، فهي منكرة .
رواه البخاري و غيره ، و تقدم تخريجه في " الصحيحة " تحت الحديث ( 2430 ) .

(5/369)


2371 - " قال الله عز وجل : إني و الجن و الإنس في نبأ عظيم ، أخلق و يعبد غيري ،
و أرزق و يشكر غيري " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/393 ) :

ضعيف
رواه البيهقي في " الشعب " ( 2/11/1 ) عن مهنأ بن يحيى ، و ابن عساكر ( 5/350/1
) من طريق الطبراني ، و هذا في " مسند الشاميين " ( 2/93/974 ) : نا خير بن
عرفة المصري : نا حيوة بن شريح الحمصي كلاهما قال : نا بقية بن الوليد : حدثني
صفوان بن عمرو : حدثني عبد الرحمن بن جبير بن نفير و شريح بن عبيد الحضرميان عن
أبي الدرداء مرفوعا .
قلت : أورده ابن عساكر في ترجمة خير بن عرفة ، و ذكر أنه توفي سنة ثلاث
و ثمانين و مائتين و قد أسن ، و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا .
و هذا إسناد رجاله ثقات ، و بقية قد صرح بالتحديث ، و لكنه منقطع ، فإن
عبد الرحمن بن جبير و شريح بن عبيد لم يدركا أبا الدرداء ، فعلة الحديث
الانقطاع .
و أما إعلال المناوي إياه بتدليس بقية ، و جهالة مهنأ بن يحيى ، فمردود بأن
بقية قد صرح بالتحديث في الطريقين ، و أن مهنأ بن يحيى ليس مجهولا ، فقد قال
الأزدي : " منكر الحديث " .
و قال الدارقطني : " ثقة نبيل " . و قال ابن حبان في " الثقات " ( 9/204 ) :
" مستقيم الحديث " .
و إنما المجهول مهنأ بن عبد الحميد . و مع ذلك فقد وثقه أبو داود .
و الحديث عزاه السيوطي للحكيم الترمذي و البيهقي فقط ، و زاد عليه المناوي
الحاكم ، و لم أره في مستدركه " ، و هو المراد عند إطلاق العزو إليه .
و ذكر المناوي أيضا أن الحكيم لم يذكر له سندا ، فكان اللائق عدم عزوه إليه .
ثم راجعت له " فهرس المستدرك " الذي وضعته حديثا ، فلم أره فيه . ثم رأيت
السيوطي في " الجامع الكبير " عزاه للحاكم في " التاريخ " ، فزال الإشكال
و الحمد لله . و كما أخطأ المناوي في الإطلاق المذكور ; أخطأ المعلق على "
الفردوس " ( 3/166 ) ، فأطلق العزو إلى ( الترمذي ) ! فأوهم أنه أبو عيسى صاحب
السنن ! ! والله أعلم .

(5/370)


2372 - " الآخذ بالشبهات يستحل الخمر بالنبيذ ، و السحت بالهدية ، و البخس بالزكاة " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/394 ) :

موضوع
و لوائح وضع بعض المتفقهة عليه ظاهرة . رواه الديلمي ( 1/2/366 ) من طريق أبي
الشيخ عن بشار بن قيراط : حدثنا علي بن صالح المكي عن محمد بن عمر بن علي
عن أبيه عن جده مرفوعا .
قلت : و هذا إسناد موضوع ، آفته بشار بن قيراط ; كذبه أبو زرعة ، و قال أبو
حاتم :
" لا يحتج به " .

(5/371)


2373 - " من رضي من الله بالقليل من الرزق ; رضي الله عنه بالقليل من العمل " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/395 ) :

ضعيف
رواه ابن شاهين في " الترغيب " ( 300/1 ) ، و الخطيب في " الموضح " ( 1/252 ) ،
و البيهقي في " الشعب " ( 2/14/1 ) عن إسحاق الفروي : حدثني سعيد بن مسلم بن
بانك : أنه سمع علي بن حسين عن أبيه عن علي بن أبي طالب مرفوعا .
قلت : و هذا إسناد ضعيف من أجل إسحاق هذا ، و هو ابن محمد الفروي . قال الذهبي
:
" صدوق في الجملة ، صاحب حديث : قال أبو حاتم : صدوق ذهب بصره فربما لقن ،
و كتبه صحيحة . و قال مرة : مضطرب ، و قال العقيلي : جاء عن مالك بأحاديث كثيرة
لا يتابع عليها ، و ذكره ابن حبان في " الثقات " . و قال النسائي : ليس بثقة .
و قال الدارقطني : لا يترك . و قال أيضا : ضعيف ، قد روى عنه البخاري ،
و يوبخونه على هذا " .
و للحديث شاهد ، يرويه موسى بن إبراهيم : نا موسى بن جعفر عن جعفر بن محمد عن
أبيه عن جده مرفوعا .
أخرجه أبو بكر الشافعي في " مسند موسى بن جعفر بن محمد الهاشمي " ( ق 71/1 ) .
و هذا إسناد ضعيف جدا ، موسى بن إبراهيم - و هو المروزي - متروك .

(5/372)


2374 - " ما أبالي ما رددت به عني الجوع " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/396 ) :

ضعيف
رواه ابن أبي الدنيا في " الجوع " ( 9/2 ) من طريق ابن المبارك ، و هذا في "
الزهد " ( 571 ) : أخبرنا الأوزاعي قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
: فذكره .
قلت : و هذا إسناد ضعيف لإعضاله .

(5/373)


2375 - " ألا أدلكم على الخلفاء مني و من أصحابي و من الأنبياء قبلي ؟ هم حملة القرآن
و الأحاديث عني و عنهم [ لله ] و في الله " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/396 ) :

موضوع
رواه أبو نعيم في " أخبار أصبهان " ( 2/134 ) ، و عنه الديلمي ( 1/2/340 ) ،
و السهمي في " تاريخ جرجان " ( 330 ) عن عبد الغفور عن أبي هاشم عن زاذان عن
علي بن أبي طالب مرفوعا .
قلت : و هذا موضوع ، و لوائح الوضع عليه ظاهرة ، و الآفة من عبد الغفور هذا ،
و هو أبو الصباح الواسطي ، قال الذهبي :
" قال يحيى بن معين : ليس بشيء . و قال ابن حبان : كان ممن يضع الحديث . و قال
البخاري : تركوه " .

(5/374)


2376 - " أيما إمام سها ، فصلى باقوم و هو جنب ، فقد مضت صلاتهم ، ثم ليغتسل هو ، ثم
ليعد صلاته ، و إن صلى بغير وضوء ، فمثل ذلك " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/396 ) :

ضعيف جدا
رواه الديلمي ( 1/2/354 ) من طريق الدارقطني ، و هذا في " السنن " ( 1/364 ) عن
بقية عن عيسى بن إبراهيم عن جويبر عن الضحاك عن البراء بن عازب مرفوعا .
قلت : و هذا إسناد ضعيف جدا .
بقية مدلس و قد عنعنه .
و عيسى بن إبراهيم - و هو ابن طهمان الهاشمي - متروك . و مثله جويبر .
و الضحاك لم يلق البراء كما قال الحافظ .

(5/375)


2377 - " تقربوا إلى الله ببغض أهل المعاصي ، و القوهم بوجوه مكفهرة ، و التمسوا
رضا الله بسخطهم ، و تقربوا إلى الله بالتباعد منهم ، قالوا : يا نبي الله فمن
نجالس ؟ قال : من يذكركم الله رؤيته ، و يزيد في علمكم منطقه ، و من يرغبكم في
الآخرة عمله " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/397 ) :

ضعيف
رواه ابن شاهين في " الترغيب " ( 316/2 ) ، و عنه الديلمي ( 2/1/33 ) : حدثنا
علي بن الحسن بن أحمد الحراني : حدثنا أبي : حدثنا يحيى بن عبد الله الحراني :
حدثنا عمر - يعني ابن سالم الأفطس - عن أبيه عن الحسن ، و عن عروة عن ابن
مسعود مرفوعا .
قلت : و هذا إسناد ضعيف ، عمر بن سالم الأفطس شبه مجهول ، ترجمه المزي في "
التهذيب " ( 2/505/2 ) برواية ثقتين عنه ، و لم يحك توثيقه إلا عن ابن حبان .
و يحيى بن عبد الله الحراني - و هو البابلتي - ضعيف ، استشهد به البخاري .
و علي بن الحسن - هو علي بن عبد الله بن الحسن بن أحمد الحراني - لم أجد له
ترجمة فيما لدي من المصادر الآن ، و لعله في " تاريخ ابن عساكر " .
و أبو عبد الله بن الحسن ; قال الذهبي :
" معمر صدوق ، روى عن البابلتي و عفان ... " .
و الحديث عزاه السيوطي لابن شاهين في " الأفراد " ، و بيض له المناوي .

(5/376)


2378 - " خذ الأمر بالتدبر ، فإن رأيت في عاقبته خيرا ، فأمضه ، و إن خفت غيا فأمسك "
.

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/398 ) :

ضعيف جدا
رواه البيهقي في " الشعب " ( 2/24/1 ) عن عبد الرزاق ، و هذا في " مصنفه " (
11/165/20212 ) ، و من طريقه ابن عدي ( 1/385 ) ، و البغوي في " شرح السنة " (
3600 ) ، و الديلمي ( 2/111 ) عن أبان عن أنس أن رجلا قال للنبي صلى الله
عليه وسلم : أوصني ، فقال : فذكره .
قلت : و هذا إسناد ضعيف جدا ، أبان - و هو ابن أبي عياش - متهم ، و تساهل
البيهقي فقال عقب الحديث :
" أبان بن أبي عياش ضعيف في الرواية " !
و تقدم نحوه ( 2308 ) من حديث ابن مسعود .

(5/377)


2379 - " العلم خليل المؤمن ، و العقل دليله ، و العمل قيمه ، و الحلم وزيره ، و الصبر
أمير جنوده ، و الرفق والده ، و اللين أخوه " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/398 ) :

موضوع
أخرجه البيهقي في " الشعب " ( 2/25/2 ) عن سوار بن عبد الله العنبري : حدثنا
عبد الرحمن بن عثمان أبي بحر البكراوي : حدثني عبد الرحمن بن يزيد العمي عن
أبيه عن الحسن قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره .
قلت : و هذا إسناد مرسل موضوع ، عبد الرحمن بن يزيد العمي لم أعرفه ، و أخشى أن
يكون تحرف على الناسخ ، و الصواب عبد الرحيم بن زيد العمي ، فإنه معروف
بالإكثار من الرواية عن أبيه ، و هو كذاب كما قال يحيى ، و قال البخاري :
" تركوه " .
و أبوه ضعيف .
و أبو بحر البكراوي ضعيف ، قال أحمد :
" طرح الناس حديثه " .
و سوار العنبري ، قال الثوري :
" ليس بشيء " .
و رواه القضاعي في " مسند الشهاب " ( 152 ) من طريق محمد بن إبراهيم قال : نا
رواد بن إبراهيم قال : نا أبو يحيى عبد الحكم - هو ابن ميسرة - عن مالك عن محمد
ابن عبيد الله عن أبي الدرداء مرفوعا به ، بتقديم و تأخير ، و قال :
" و البر أخوه " مكان : " و اللين أخوه " .
قلت : و هذا إسناد ضعيف ، محمد بن عبيد الله ; إن كان العرزمي ، فهو متروك ،
و لم يدرك أبا الدرداء ، و إن كان غيره ، فلم أعرفه ، و قيل عن مالك عن محمد بن
عبد الله كما يأتي .
و عبد الحكم بن ميسرة ، قال أبو موسى المديني :
" لا أعرفه " .
و من دونه لم أعرفهم . و ضعفه العراقي في " تخريج الإحياء " ( 3/186 ) هو
و حديث أبي هريرة الآتي . و عزاه لأبي الشيخ في كتاب " الثواب " من حديث أنس
بسند ضعيف .
و قد أخرجه السهمي في " تاريخ جرجان " ( 270 ) عن أبي الهيثم خالد بن رقاد :
حدثنا أبي و عبد الحكم بن ميسرة عن مالك بن أنس عن محمد بن عبد الله عن أبي
الدرداء .
و من دون عبد الحكم لم أعرفهم أيضا .
و قد رواه القضاعي ( 153 ) من طريق محمد بن فور بن عبد الله بن مهدي : حدثنا
معاذ بن عيسى : حدثنا عمر بن محمد الطنافسي عن سفيان الثوري عن أبي الزناد عن
الأعرج عن أبي هريرة مرفوعا .
قال الذهبي في ترجمة ( ابن فور ) هذا ، و أقره العسقلاني :
" هذا حديث موضوع على الطنافسي ، فالآفة هذا أو شيخه " .
و بعد ، فإن لوائح الصنع و الوضع على الحديث ظاهرة ، لا سيما و قد قال شيخ
الإسلام ابن تيمية و غيره :
" أحاديث العقل كلها موضوعة " .

(5/378)


2380 - " الحسد في اثنتين : رجل آتاه الله القرآن فقام به ، و أحل حلاله ، و حرم حرامه
، و رجل آتاه الله مالا ، فوصل به أقرباءه و رحمه ، و عمل بطاعة الله ، تمنى أن
يكون مثله .
و من يكن فيه أربع فلا يضره ما زوي عنه من الدنيا : حسن خليقة ، و عفاف ، و صدق
حديث ، و حفظ أمانة " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/400 ) :

ضعيف
رواه ابن عساكر ( 17/149/1 ) عن روح بن صلاح المصري : نا موسى بن علي بن رباح
عن أبيه عن عبد الله بن عمرو بن العاص عن رسول الله صلى الله عليه وسلم .
قلت : و هذا إسناد ضعيف ، لأن روح بن صلاح ضعيف الحديث كما قال الدارقطني ،
و ضعفه غيره كما سبق تحقيقه تحت الحديث ( 23 ) .
و جملة الحسد قد صحت باختصار في " الصحيحين " و غيرهما من حديث ابن مسعود
و غيره ، و هو مخرج في " الروض النضير " ( 8977 ) .

(5/379)


2381 - " كان إذا جاء الشتاء ، دخل البيت ليلة الجمعة ، و إذا جاء الصيف ; خرج ليلة
الجمعة ، و إذا لبس ثوبا جديدا ; حمد الله و صلى ركعتين ، و كسا الخلق " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/401 ) :

ضعيف
رواه الخطيب ( 8/414 ) ، و عنه ابن عساكر ( 6/113/2 ) عن محمد بن الحسن بن سهل
: حدثنا عبد الله بن عامر التميمي : حدثنا الربيع الحاجب : حدثني أبو جعفر
المنصور عن أبيه عن جده عن أبي جده قال : فذكره مرفوعا .
أورداه في ترجمة الربيع هذا ، و هو ابن يونس حاجب المنصور ، و لم يذكرا فيه
جرحا و لا تعديلا ، و من فوقه غالبهم لا يعرف حالهم ، و من دونه لم أجد من
ترجمهم ، و قد أشار إلى هذا المناوي في " الفيض " بقوله :
" و هو من رواية الربيع هذا المذكور عن الخليفة المنصور عن أبيه عن جده ، و به
عرف حال السند " !
ثم رواه الخطيب ( 3/196 - 197 ) عن خزيمة بن خازم عن الفضل بن الربيع عن المهدي
عن المنصور به دون قضية اللبس . و قال :
" غريب جدا من حديث المهدي عن آبائه ، و عجيب من رواية الفضل بن الربيع بن يونس
الحاجب عن المهدي ، و عزيز من حديث خزيمة بن خازم القائد عن الفضل ، لم أكتبه
إلا بهذا الإسناد " .
ثم رواه ( 14/434 ) عن جعفر بن عبد الواحد الهاشمي قال : قالت لي زينب ابنة
سليمان عن أبيها ( سليمان بن علي بن عبد الله بن العباس ) عن جدها عن ابن عباس
مرفوعا .
قلت : و جعفر بن عبد الواحد الهاشمي قال الدارقطني :
" يضع الحديث " .
و قد روي من طريق آخر عن ابن عباس بسند فيه متروك ، و آخر غير معروف ، و ليس
فيه جملة اللباس .
و كذلك روي من حديث عائشة ، و فيه وضاع ، و قد خرجتهما فيما يأتي برقم ( 5924 )
.

(5/380)


2382 - " إذا أصابت أحدكم مصيبة ، فليقل : *( إنا لله و إنا إليه راجعون )* ، اللهم
عندك أحتسب مصيبتي، فآجرني فيها ، و أبدل لي بها خيرا منها " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/402 ) :

ضعيف
أخرجه أبو داود ( 3119 ) ، و ابن السني ( 573 ) ، و الحاكم ( 4/16 - 17 ) ،
و أحمد ( 6/317 ) من طرق عن حماد بن سلمة : أخبرنا ثابت عن ابن عمر بن أبي سلمة
عن أبيه عن أم سلمة قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره .
و قال الحاكم :
" صحيح الإسناد ، فإن ابن عمر الذي لم يسمه حماد بن سلمة في هذا الحديث سماه
غيره سعيد بن عمر بن أبي سلمة " !
قلت : و وافقه الذهبي ، فلم يصنع شيئا ، لأن مجرد تسمية الراوي لا يزيل عنه
الجهالة العينية ، فضلا عن جهالة الحال كما لا يخفى على أهل العلم ، و الذهبي
نفسه قد أورد ابن عمر هذا في " الميزان " ، و قال : " لا يعرف " ، لا سيما و هو
قد اضطربوا عليه في إسناده على وجوه :
الأول : ما تقدم من رواية الجماعة عنه .
الثاني : قال أحمد ( 6/313 ) : حدثنا عفان قال : حدثنا حماد بن سلمة بن إلا أنه
قال عن أم سلمة قالت : قال أبو سلمة : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
فذكره من مسند أبي سلمة !
و تابعه روح قال : حدثنا حماد بن سلمة به . أخرجه أحمد أيضا ( 4/27 ) .
الثالث : قال الترمذي ( 2/265 ) : حدثنا إبراهيم بن يعقوب حدثنا عمرو بن عاصم :
حدثنا حماد بن سلمة به مثل الوجه الثاني ، إلا أنه قال : " عن ثابت عن عمر بن
أبي سلمة " ، لم يذكر ابن عمر في إسناده ! و قال :
" حديث غريب من هذا الوجه " .
الرابع : أخرجه الخطيب في " التاريخ " ( 11/355 ) عن زهير بن العلاء : حدثنا
ثابت البناني عن عمر بن أبي سلمة عن أم سلمة مرفوعا .
لكن زهيرا هذا قال أبو حاتم :
" أحاديثه موضوعة " .
و أما ابن حبان ، فذكره في " الثقات " !
و مما يرجح الوجه الثاني : أنه من حديث أم سلمة عن أبي سلمة ، رواية عبد الملك
ابن قدامة الجمحي عن أبيه عن عمر بن أبي سلمة عن أم سلمة أن أبا سلمة حدثها :
أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :
" ما من مسلم يصاب بمصيبة ، فيفزع إلى ما أمر الله به من قوله *( إنا لله ...
)* " الحديث نحوه .
أخرجه ابن ماجه ( 1598 ) .
لكن عبد الملك هذا ضعيف كما قال الحافظ .
و يرجحه أيضا ما روى عمرو بن أبي عمرو عن المطلب عن أم سلمة قالت :
" أتاني أبو سلمة يوما من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : لقد سمعت من
رسول الله صلى الله عليه وسلم قولا فسررت به ، قال :
" لا تصيب أحدا من المسلمين مصيبة ، فيسترجع عند مصيبته ... " الحديث نحوه .
أخرجه أحمد ( 4/27 - 28 ) .
و رجاله ثقات ، لكن المطلب هذا - و هو ابن عبد الله بن المطلب المخزومي - كثير
التدليس .
و في " صحيح مسلم " 0 3/38 ) و غيره من طريق أخرى عن أم سلمة قالت : سمعت
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : فذكره بنحوه . و هو أصح ، و قد خرجته في "
أحكام الجنائز " ( 23 ) . والله أعلم .

(5/381)


2383 - " الهجرة أن تهجر الفواحش ما ظهر منها و ما بطن ، و تقيم الصلاة ، و تؤتي
الزكاة ، ثم أنت مهاجر ، و إن مت بالحضر " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/404 ) :

ضعيف
أخرجه أحمد ( 2/224 - 225 ) عن العلاء بن عبد الله بن رافع : حدثنا حنان بن
خارجة عن عبد الله بن عمرو قال :
" جاء أعرابي ملوي جريء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال :
يا رسول الله : أخبرنا عن الهجرة إليك أينما كنت ، أو لقوم خاصة ، أم إلى أرض
معلومة ، أم إذا مت انقطعت ؟ قال : فسكت عنه يسيرا ، ثم قال : أين السائل ؟ قال
: ها هو ذا يا رسول الله ، قال : " فذكره .
قلت : و هذا إسناد ضعيف ، حنان هذا قال الذهبي :
" لا يعرف ، تفرد عنه العلاء بن عبد الله بن رافع ، أشار ابن القطان إلى تضعيفه
للجهل بحاله " .
و الحديث رواه غير أحمد أيضا ، فانظر " ضعيف أبي داود " ( 434 ) .

(5/382)


2384 - " إذا مت أنا ، و أبو بكر ، و عمر ، و عثمان ; فإن استطعت أن تموت فمت " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/405 ) :

ضعيف
أخرجه ابن حبان في " الضعفاء " ( 1/345 ) ، و أبو نعيم في " الحلية " ( 8/280 )
، و ابن عساكر ( ص 166 / ترجمة عثمان - ط ) من طريق سلم بن ميمون الخواص عن
سليمان بن حيان الأحمر أبي خالد ، عن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم
عن سهل بن أبي حثمة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : فذكره . و قال :
" غريب من حديث إسماعيل بن أبي خالد ، لم يروه عنه فيما أعلم إلا أبو خالد " .
قلت : و هو صدوق يخطىء كما قال الحافظ ، و احتج به الشيخان ، لكن الراوي عنه
سلم الخواص في ترجمته أورده ابن حبان و قال :
" بطل الاحتجاج به " . و أقره الذهبي في " الضعفاء " .
و من هذا الوجه أخرجه الإسماعيلي و غيره مطولا ، و سيأتي تخريجه تحت الحديث (
6191 ) .

(5/383)


2385 - " إ1ا التقى المسلمان ، فسلم أحدهما على صاحبه ; كان أحبهما إلى الله تعالى
أحسنهما بشرا بصاحبه ، و نزلت بينهمامائة رحمة ، للبادي تسعون ، و للمصافح عشرة
" .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/406 ) :

ضعيف جدا
رواه السهمي في " تاريخ جرجان " ( 360 - 361 ) ، و الإسماعيلي في " المعجم " (
ق 38/1 ) ، و ابن شاهين في " الترغيب " ( ق 310/2 ) ، و الخرائطي في " مكارم
الأخلاق " ( 2/820/909 ) ، و الدولابي في " الكنى " ( 1/152 ) ، و الديلمي (
1/1/159 ) من طريق أبي الشيخ معلقا ، و ابن قدامة في " المتحابين في الله " (
108/2 ) ، و الضياء المقدسي في " المصافحة " ( 32/1 ) عن عمر بن عامر التمار عن
عبيد الله بن الحسن عن الجريري عن أبي عثمان عن عمر بن الخطاب مرفوعا .
قلت : و هذا إسناد واه جدا ، آفته عمر بن عامر التمار ، و هو أبو حفص السعدي ،
اتهمه الذهبي بروايته حديثا باطلا سيأتي برقم ( 6586 ) ، و قال عقبه :
" قلت : العجب من الخطيب كيف روى هذا ، و عنده عدة أحاديث من نمطه ، و لا يبين
سقوطها في تصانيفه ؟ ! " .
و أخرجه البزار في " مسنده " ( 2003/ كشف الأستار عن زوائد البزار ) : حدثنا
محمد بن مرزوق بن بكير : حدثنا عمر بن عمران السعدي : حدثنا عبيد الله بن الحسن
به ، و قال :
" لا نعلمه إلا من هذا الوجه و لم يتابع عمر بن عمران عليه " .
قلت : كذا وقع في " زوائد البزار " للهيثمي : ( عمر بن عمران ) ، و كذا في أصله
" البحر الزخار " ( 1/437/308 ) ، فالظاهر أنه من أوهام شيخه ( محمد بن مرزوق )
، فإنه مع كونه ثقة من شيوخ مسلم ، فقد ذكر الحافظ أن له أوهاما ، و إلا فهو من
أوهام البزار نفسه . و قال في " مجمع الزوائد " ( 8/37 ) :
" رواه البزار ، و فيه من لم أعرفهم " .
قلت : ليس فيه غير ( عمر ) هذا ، و سائر الرجال ثقات من رجال مسلم .
ثم ذكره الهيثمي من حديث أبي هريرة مرفوعا بلفظ :
" إن المسلمين إذا التقيا ، فتصافحا و تساءلا أنزل الله بينهما مائة رحمة ،
تسعة و تسعون لأبشهما و أطلقهما و أبرهما و أحسنهما سائلة بأخيه " . و قال
الهيثمي :
" رواه الطبراني في " الأوسط " ، و فيه الحسن بن كثير بن عدي ، و لم أعرفه ،
و بقية رجاله رجال الصحيح " .
قلت : سيأتي تخريجه ، و بيان ما في إسناده من الجهالة و الاضطراب برقم ( 6585 )
.

(5/384)


2386 - " إن المسلمين إذا التقيا فتصافحا ، و تكاشرا بود و نصيحة ، تناثرت خطاياهما
بينهما " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/407 ) :

ضعيف
أخرجه ابن السني في " عمل اليوم و الليلة " ( 191 ) ، و ابن عدي في " الكامل "
( 274/2 ) عن عمرو بن حمزة القيسي : حدثنا المنذر بن ثعلبة عن يزيد بن عبد الله
ابن الشخير عن البراء بن عازب رضي الله عنهما قال :
" لقيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فصافحته ، فقلت : يا رسول الله هذا من
أخلاق العجم ، أو هذا يكره ؟ فقال : " فذكره ، و لفظ ابن عدي :
" كنت أحسب أن هذا من زي العجم ؟ فقال : نحن أحق بالمصافحة منهم ، ما من مسلمين
التقيا ، فتصافحا ، إلا تساقطت ذنوبهما بينهما " .
و قال ابن عدي :
" عمرو بن حمزة ; مقدار ما يرويه غير محفوظ " .
و قال الدارقطني و غيره :
" ضعيف " .

(5/385)


2387 - " أكثروا من المعارف من المؤمنين ، فإن لكل مؤمن شفاعة عند الله يوم القيامة "
.

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/408 ) :

موضوع
رواه الديلمي ( 1/1/30 ) من طريق الحاكم عن أحمد بن خالد بن حماد : حدثنا أصرم
ابن حوشب : حدثنا إسحاق بن الجعد عن أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم .
سكت عليه الحافظ في " الغرائب الملتقطة " ! و هو عجيب ، فإن أصرم بن حوشب هذا
وضاع معروف ، قال الذهبي في " الميزان " :
" هالك ، قال يحيى : كذاب خبيث ، و قال البخاري و مسلم و النسائي : متروك ،
و قال ابن حبان : كان يضع الحديث على الثقات " .
و لذلك أورد السيوطي الحديث في " ذيل الأحاديث الموضوعة " رقم ( 917 - ترقيمي )
.

(5/386)


2388 - " أصل كل داء البردة <1> " .
*--------------------------------------------------------------------------*
[1] التخمة . اهـ .
1
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/409 ) :

ضعيف جدا
رواه العقيلي في " الضعفاء " ( 61 و 1/169 - ط ) عن إسماعيل بن عياش عن تمام بن
نجيح عن الحسن عن أبي الدرداء مرفوعا .
ذكره في ترجمة تمام هذا ، و روى عن البخاري أنه قال فيه :
" فيه نظر " ، ثم قال :
و قد روى غير حديث منكر لا أصل له " .
و رواه ابن عدي ( 45/1 و 2/83 - ط ) عن محمد بن جابر عن تمام به ، إلا أنه جعله
من مسند أنس ، و قال :
" لا أعلم رواه عن الحسن غير تمام بن نجيح ، و عن تمام محمد بن جابر الحلبي ،
و ليس بالمعروف ، و روي هذا الحديث عن مبشر بن إسماعيل أيضا عن تمام بن نجيح ،
و هو في الجملة منكر ، و لعل البلاء في هذا الحديث من محمد بن جابر الحلبي ،
لأنه مجهول ، و من أجله أتي " .
قلت : كيف يصح هذا ، و قد ذكرت أنه قد تابعه مبشر بن إسماعيل ؟ ! و تابعه أيضا
إسماعيل بن عياش كما في رواية العقيلي ؟ !
و رواه ابن عدي ( 320/2 و 6/317 - ط ) عن مسلمة بن علي عن ابن جريج عن رجل عن
ابن عباس مرفوعا ، و قال :
" مسلمة هذا كل أحاديثه أو عامتها غير محفوظة " .
و أورده ابن قتيبة في " غريب الحديث " ( 2/225 ) من قول ابن مسعود ، و قال :
" يرويه الأعمش عن خيثمة عنه " ، و زاد :
" فقال الأعمش . سألت أعرابيا من كلب عن البردة ، فقال : هي التخمة . و لست
أحفظ هذا من علمائنا . فإن كان الحرف صحيحا لم يقع فيه تغير ، فالمعنى جيد حسن
" .
و رواه ابن عدي ( 3/114 - ط ) ، و ابن عساكر ( 15/461/1 و 15/916 - مصورة ) عن
دراج عن أبي الهيثم عن أبي سعيد الخدري مرفوعا .
قلت : و هذا ضعيف ; لحال دراج ، و بخاصة فيما يرويه عن أبي الهيثم ، و أما ابن
عدي فقال :
" هو بهذا الإسناد باطل " .
و نسب الوهم فيه إلى شيخه ( عبد الرحمن بن القاسم الكوفي ) ، و قد تابعه
( عبد الرحمن بن إسماعيل الكوفي ) عند ابن عساكر ، فلا أدري هو هذا أم غيره ،
و قد ترجم ابن عساكر لكل منهما . والله أعلم .

(5/387)


2389 - " إن من النساء عيا و عورة ، فكفوا عيهن بالسكوت ، و واروا عوراتهن بالبيوت " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/410 ) :

ضعيف جدا
رواه العقيلي في " الضعفاء " ( ص 29 ) ، و كذا ابن حبان ( 1/123 ) من طريق
زكريا بن يحيى الخزاز : حدثنا إسماعيل بن عباد قال : حدثنا سعيد عن قتادة عن
أنس بن مالك مرفوعا . ذكره في ترجمة إسماعيل هذا ، و قال :
" حديثه غير محفوظ " .
و في " الميزان " :
" قال الدارقطني : متروك ، و قال ابن حبان : لا يجوز الاحتجاج به بحال " .
و أورد له ابن حبان هذا الحديث و غيره ، و قال :
" كتبنا عنه نسخة بهذا الإسناد ، و لا تخلو عن المقلوب و الموضوع " .
و أما زكريا بن يحيى الخزاز ، فهو من رجال البخاري ، قال في " التقريب " :
" صدوق له أوهام ، لينه بسببها الدارقطني " .
و الحديث ذكره ابن حبان أيضا ( 1/120 - 121 ) معلقا من رواية إسماعيل بن مسلم
المكي عن الحكم عن مقسم عن ابن عباس مرفوعا نحوه . و قال :
" إسماعيل هذا ضعيف ، ضعفه ابن المبارك ، و تركه يحيى القطان و ابن معين " ..
و أورده ابن الجوزي في " العلل المتناهية " ( 2/143 ) من الوجهين ، و قال :
" لا يصح .. " . ثم ضعف ( الإسماعيلين ) !
و رواه الشجري في " الأمالي " ( 1/44 ) بسند مظلم عن الحسن بن علي رضي الله عنه
مرفوعا .

(5/388)


2390 - " إن في المسجد لبقعة قبل هذه الأسطوانة ، لو يعلم الناس ما صلوا فيها إلا أن
تطير لهم قرعة " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/411 ) :

منكر
رواه الطبراني في " الأوسط " ( 866 ) : حدثنا أحمد - يعني ابن يحيى الحلواني -
: حدثنا عتيق بن يعقوب : حدثنا عبد الله و محمد ابنا المنذر عن هشام بن عروة عن
أبيه عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( فذكرته ) ، و عندها
جماعة من أبناء الصحابة ، فقالوا : يا أم المؤمنين ، و أين هي ؟ فاستعجمت عليهم
، فمكثوا عندها ساعة ، ثم خرجوا و ثبت عبد الله بن الزبير ، فقالوا : إنها
ستخبره بذلك المكان ، فارمقوه في المسجد حتى تنظروا حيث يصلي ، فخرج بعد ساعة
فصلى عند الأسطوانة التي صلى إليها ابنه عامر بن عبد الله بن الزبير ، و قيل
لها : أسطوانة القرعة ، قال عتيق : و هي الأسطوانة التي واسطة بين القبر
و المنبر عن يمينها إلى المنبر أسطوانتين ( كذا ) ، و بينها و بين المنبر
أسطوانتين ( كذا ) ، و بينها و بين الرحبة أسطوانتين ( كذا ) ، و هي واسطة بين
ذلك ، و هي تسمى أسطوانة القرعة . و قال :
" لم يروه عن هشام إلا ابنا المنذر ، تفرد به عتيق " .
قلت : و هو ثقة ، وثقه الدارقطني و ابن حبان ، لكن محمد بن المنذر ضعيف جدا .
قال ابن حبان ( 2/259 ) :
" كان ممن يروي عن الأثبات الأشياء الموضوعات ، لا يحل كتب حديثه إلا على سبيل
الاعتبار " .
و قال الحاكم :
" يروي عن هشام أحاديث موضوعة " .
و أما أخوه عبد الله ، فلم أجد له ترجمة .

(5/389)


2391 - " اشتدي أزمة تنفرجي " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/412 ) :

موضوع
رواه القضاعي ( 748 ) ، و الديلمي ( 1/1/116 ) عن حسين بن عبد الله بن ضميرة عن
أبيه عن جده عن علي مرفوعا .
قلت : و الحسين هذا متهم بالكذب ، قال الذهبي في " الميزان " :
" كذبه مالك ، و قال أبو حاتم : متروك الحديث كذاب ، و قال أحمد : لا يساوي
شيئا ، و قال ابن معين : ليس بثقة و لا مأمون ، و قال البخاري : منكر الحديث
ضعيف ، و قال أبو زرعة : ليس بشيء ، اضرب على حديثه " .
ثم ساق له أحاديث أنكرت عليه هذا أحدها .

(5/390)


2392 - " يقول الله عز وجل : اشتد غضب الله على من ظلم من لا يجد ناصرا غيري " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/413 ) :

ضعيف جدا
أخرجه الطبراني في " الأوسط " ( 1/111/2228 ) ، و " الصغير " ( رقم 718 - الروض
النضير ) ، و من طريقه الديلمي ( 1/1/115 - 116 ) عن مسعر بن الحجاج النهدي :
حدثنا شريك عن أبي إسحاق عن الحارث عن علي مرفوعا به . و قال الطبراني :
" لم يروه عن أبي إسحاق إلا شريك تفرد به مسعر بن الحجاج " .
قلت : و هذا إسناد ضعيف جدا مسلسل بالعلل :
الأولى : الحارث - و هو الأعور - متهم بالكذب .
الثانية : أبو إسحاق - و هو السبيعي - كان اختلط .
الثالثة : شريك - و هو ابن عبد الله القاضي - ضعيف الحفظ .
الرابعة : مسعر بن الحجاج النهدي كذا في المصادر المذكورة ، و لم أجد له ترجمة
. و في " الميزان " و " اللسان " :
" مسعر بن يحيى النهدي ، لا أعرفه ، و أتى بخبر منكر " .
ثم ساق له حديثا آخر من روايته عن شريك عن أبي إسحاق عن أبيه عن ابن عباس ، و
الظاهر أنه هو هذا . والله أعلم .

(5/391)


2393 - " إياكم و الكذب ، فإن الكذب مجانب للإيمان " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/414 ) :

ضعيف
رواه الديلمي ( 1/2/343 ) عن ابن لال : حدثنا إسماعيل الصفار : حدثنا محمد بن
إسحاق و عباس الدوري قالا : حدثنا يعلى بن عبيد : حدثنا إسماعيل بن أبي خالد عن
قيس بن أبي حازم عن أبي بكر الصديق مرفوعا .
قلت : و هذا إسناد صحيح رجاله كلهم ثقات ، لكن أخرجه أحمد ( 1/5 ) ، و ابن عدي
( 1/29 ) من طريق زهير بن معاوية قال : حدثنا إسماعيل بن أبي خالد به موقوفا
على أبي بكر .
و أخطأ السيوطي فعزاه في " الجامع " لأحمد و أبي الشيخ في " التوبيخ " و ابن
لال في " مكارم الأخلاق " عن أبي بكر مرفوعا . و إنما رواه أحمد موقوفا كما
ذكرنا . و نقل المناوي عن العراقي أنه قال :
" و إسناده حسن " .
كذا قال : و كأنه يعني غير إسناد ابن لال هذا . ثم قال المناوي :
" و قال الدارقطني في " العلل " : الأصح وقفه . و رواه ابن عدي من عدة طرق ، ثم
عول على وقفه " .
ثم رأيت البيهقي أخرجه في " الشعب " ( 2/47/2 ) عن أبي إسحاق إبراهيم بن بكر
المروزي : حدثنا يعلى بن عبيد عن إسماعيل بن أبي خالد به موقوفا .
و من طريق محمد بن عبيد بن عتبة الكوفي أبي جعفر : حدثنا أسيد بن زيد : حدثنا
جعفر الأحمر عن إسماعيل به مرفوعا .
و من طريق ابن عدي بسنده عن هارون بن حاتم : حدثنا ابن أبي غنية الكوفي عن
إسماعيل به . و قال :
" قال أبو أحمد : لا أعلم رفعه عن إسماعيل بن أبي خالد غير ابن أبي غنية الكوفي
و جعفر الأحمر " .
و قال البيهقي عقب رواية جعفر الأحمر .
" هذا إسناد ضعيف ، و الصحيح أنه موقوف " .
قلت : جعفر الأحمر ; قال الحافظ في " التقريب " :
" صدوق يتشيع " .
لكن الراوي عند أسيد بن زيد ضعيف ; أفرط ابن معين فكذبه ، فهو علة هذه الطريق .
و ابن أبي غنية في الطريق الأخرى اسمه عبد الملك بن حميد ، و هو ثقة من رجال
الشيخين ، فهي متابعة قوية للرواية الأولى المرفوعة من طريق يعلى بن عبيد ،
لولا أن الراوي عنه هارون بن حاتم ; قال النسائي :
" ليس بثقة " . والله أعلم .
و بالجملة ، فلم يطمئن القلب لصحة الحديث مرفوعا مع اتفاق زهير بن معاوية
و إبراهيم بن بكر المروزي على وقفه ، و تابعهما علي بن عاصم عند البيهقي ، فلا
جرم اتفق الحفاظ على ترجيح الموقوف كما تقدم . و جزم بوقفه أبو عبيد القاسم بن
سلام في " كتاب الإيمان " ( ص 85 ) ، فالصحيح موقوف كما قال البيهقي .

(5/392)


2394 - " إن للشيطان كحلا و لعوقا ، فإذا كحل الإنسان من كحله ، ثقلت عيناه ، و إذا
لعقه من لعوقه ذرب لسانه بالشر " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/416 ) :

ضعيف
رواه البزار ( 3035 ) ، و أبو محمد المخلدي في " الفوائد " ( ق 263/2 ) :
أخبرنا أبو حاتم مكي بن عبدان : حدثنا أحمد بن يوسف السلمي : حدثنا الحسن بن
بشر البجلي : حدثنا الحكم بن عبد الملك عن قتادة عن الحسن عن سمرة مرفوعا .
و قال الروياني في " مسنده " ( 26/154/1 ) : نا ابن إسحاق : نا الحسن بن بشر به
.
و رواه أبو نعيم في " أخبار أصبهان " ( 2/204 - 205 ) عن ابن بشر .
و تابعه سعيد بن بشير عن قتادة به .
أخرجه ابن عدي ( 177/1 ) ، و قال :
" و هذا و إن كان قد رواه عن قتادة غير سعيد بن بشير ، فإنه عزيز " .
و قال الحافظ ابن حجر في " بذل الماعون في فضل الطاعون " ( 34/1 - 2 ) بعد أن
عزاه للبزار :
" في سنده ضعف يسير ، و له شاهد من حديث أنس " .
قلت : حديث أنس إسناده ضعيف جدا كما تقدم بيانه برقم ( 1501 ) .
و أما هذا ، فضعيف ، الحسن - و هو البصري - و قتادة كلاهما مدلس و قد عنعناه .
و في الطريق الأولى عنه الحكم بن عبد الملك - و هو القرشي - ضعيف .
و الحسن بن بشر البجلي صدوق يخطىء .
و في الطريق الأخرى سعيد بن بشير ، و هو ضعيف .

(5/393)


2395 - " إن الكذب يكتب كذبا ; حتى تكتب الكذيبة كذيبة " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/417 ) :

ضعيف
أخرجه أحمد ( 6/438 ) ، و ابن أبي الدنيا في " الصمت " ( 256/520 ) ، و البيهقي
في " الشعب " ( 2/49/1 ) من طريق يونس بن يزيد الأيلي قال : حدثنا أبو شداد عن
مجاهد عن أسماء بنت عميس قالت :
" كنت صاحبة عائشة التي هيأتها و أدخلتها على رسول الله صلى الله عليه وسلم
و معي نسوة قالت : فوالله ما وجدنا عنده قرى إلا قدحا من لبن ، قالت فشرب منه ،
ثم ناوله عائشة ، فاستحيت الجارية ، فقلنا : لا تردي يد رسول الله صلى الله
عليه وسلم ، خذي منه ، فأخذته على حياء ، فشربت منه ، ثم قال : ناولي صواحبك ،
فقلنا : لا نشتهيه ، فقال : لا تجمعن جوعا و كذبا ، قالت : فقلت : يا رسول الله
! إن قالت إحدانا لشيء تشتهيه : لا أشتهيه يعد ذلك كذبا ؟ قال : " فذكره .
قلت : و هذا إسناد ضعيف ، رجاله ثقات غير أبي شداد هذا فإنه مجهول الحال لم
يوثقه أحد ، و أورده ابن أبي حاتم ( 4/2/389 ) من رواية ابن جريج و يونس هذا لا
غير ، و قال عن أبي زرعة : لا أعرف اسمه . و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا ،
و لم يذكره ابن حبان في " الثقات " .
و له طريق آخر ، يرويه أبو الشيخ في " طبقات الأصبهانيين " ( 3 - 4/296 ) عن
أبي ليلى الكوفي عن إبراهيم بن منصور العجلي : حدثنا عطاء بن أبي رباح عن أسماء
بنت عميس به مختصرا دون حديث الترجمة ، و لا ذكرت ( عائشة ) ، و إنما قالت : "
بعض نسائه " ، و هذا هو الأقرب ; لأن أسماء بنت عميس كانت في الحبشة يوم زفاف
عائشة كما قال العراقي في " تخريج الإحياء " ( 3/141 ) ، و صوب أنها أسماء بنت
يزيد كما في " المسند " و غيره من رواية شهر عنها . و هو مخرج في " آداب الزفاف
" ( ص 91 - 92/ طبعة المكتبة الإسلامية ) ، و ليس فيه حديث الترجمة أيضا ،
و لذا تركته على ضعفه بخلاف سائره ، فهو حسن لغيره ، و سكت العراقي عن إسناد
أبي الشيخ ، و فيه من لم أعرفه .

(5/394)


2396 - " أبغض خليقة الله إليه يوم القيامة الكذابون ، و المستكبرون ، و الذين يكنزون
البغضاء لإخوانهم في صدورهم ، فإذا لقوهم تحلفوا لهم ، و الذين إذا دعوا
إلى الله و إلى رسوله ، كانوا بطأ ، و إذا دعوا إلى الشيطان و أمره ، كانوا
سراعا " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/418 ) :

ضعيف
رواه الخرائطي في " مساوئ الأخلاق " ( 140/298 ) ، و ابن عساكر ( 2/243/2 ) عن
سيار بن حاتم العنزي عن جعفر بن برقان : نا إبراهيم بن عمرو الصنعاني عن
الوضين بن عطاء مرفوعا . و قال ابن عساكر :
" كان ( جعفر ) غير منسوب ، ثم ألحق به " ابن برقان " ، و هو وهم ، لأن سيار بن
حاتم يروي عن ( جعفر بن سليمان الضبعي ) الكثير ، و قد رواه الخرائطي في "
اعتلال القلوب " ، و قال : " جعفر بن سليمان " ، و إبراهيم هذا لا أعرفه ،
و إنما المعروف إبراهيم بن عمر بن كيسان الصنعاني من صنعاء اليمن ، و لا أعرف
لليماني رواية عن الوضين بن عطاء " .
قلت : الذي في " المساوئ " ( جعفر بن برقان ) ، و لعل هذا الاضطراب في نسبه (
جعفر ) إنما هو من ( سيار بن حاتم العنزي ) فإن له أوهاما كما قال الحافظ في "
التقريب " . ثم إن ابن عمر و ابن عمرو كلاهما مستور كما في " التقريب " ،
و الوضين بن عطاء من أتباع التابعين ، فالحديث معضل .
و روى الشطر الأول من الحديث القاسم السرقسطي في " غريب الحديث " 0 2/162/2 )
بلفظ :
" أبغض خليقة الله إلى الله يوم القيامة السقارون ، و هم الكذابون " .
و سنده هكذا : نا موسى بن هارون قال : نا أبي قال : نا سيار قال : نا جعفر به .
و الحديث عزاه السيوطي في " الجامع الكبير " للخرائطي في " مساوي الأخلاق " عن
الوضين بن عطاء . و هو مما فات على الحافظ العراقي تخريجه ، فقال في " المغني "
( 3/158 ) :
" لم أقف له على أصل " !
و تبعه التاج السبكي في " فصل قال : جمعت فيه جميع ما وقع في كتاب الإحياء من
الأحاديث التي لم أجد بها إسنادا " ! انظر " الطبقات الكبرى " المجلد الرابع (
ص 145 - 182 ) ، و الحديث في صفحة ( 165 ) .

(5/395)


2397 - " إذا أويت إلى فراشك ، فقل : الحمد لله الذي من علي و أفضل ، الحمد لله رب
العاملين ، رب كل شيء ، و إله كل شيء ، أعوذ بك من النار " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/419 ) :

ضعيف جدا
أخرجه البزار ( 3112 - زوائده ) من طريق يحيى بن كثير أبي النضر : حدثنا أبو
مسعود الجريري عن عبد الله بن بريدة عن أبيه قال : قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم :
" كيف تقول يا أبا حمزة إذا أويت إلى فراشك ؟ قال : أقول : كذا و كذا ، أحسبه
قال : ...... " فذكره .
قلت : و هذا إسناد ضعيف ، يحيى بن كثير ; قال أبو حاتم :
" ضعيف الحديث ، ذاهب الحديث جدا " .
و قال النسائي :
" ليس بثقة " .
و قال الساجي :
" ضعيف الحديث جدا ، متروك الحديث ، عن الثقات بأحاديث بواطيل " .

(5/396)


2398 - " إذا أويت إلى فراشك قل : باسمك الله وضعت جنبي ، و طهر قلبي ، و طيب كسبي ،
و اغفر ذنبي " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/420 ) :

ضعيف
أخرجه ابن السني في " عمل اليوم و الليلة " ( 703 ) عن محمد بن خلف العصفراني :
حدثنا بشير بن حبيب السعدي - و كان لا بأس به - : حدثنا حسين المعلم عن
عبد الله بن بريدة عن عطاء عن ابن عباس رضي الله عنهما :
" أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعمه حمزة : ... " فذكره .
قلت : و هذا إسناد ضعيف ، من دون المعلم لم أجد من ترجمهما .
و الشطر الأول من الحديث قد صح من حديث أبي هريرة و بزيادة ، فانظر " الكلم
الطيب " ( 37 - 38/ بتخريجي ) ، و " صحيح الجامع " ( 400 ) .

(5/397)


2399 - " من ابتاع مملوكا ، فليحمد الله ، و ليكن أول ما يطعمه الحلو ، فإنه أطيب
لنفسه " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/420 ) :

موضوع
رواه ابن عدي ( 65/2 ) عن الحكم بن عبد الله : حدثني الزهري عن سعيد بن المسيب
عن عائشة مرفوعا ، و قال :
" الحكم أحاديثه كلها موضوعة ، و ما هو منها معروف المتن ، فهو باطل ، بهذا
الإسناد ، و ما أمليت له عن القاسم بن محمد و الزهري و غيرهم كلها مما لا
يتابعه الثقات عليه ، و ضعفه بين على حديثه " .
قلت : و هو الأيلي ، و قد كذبه أبو حاتم و غيره .
و قد مضى الحديث بإسناد خير من هذا عن معاذ بن جبل نحوه ، و لكنه واه جدا ،
فراجعه رقم ( 2340 ) .
و الحديث عده ابن الجوزي في " الموضوعات " و قال : الحكم كذاب . و أقره المناوي
، و تعقبه السيوطي في " اللآلي " ( 2/239 ) بحديث معاذ المشار إليه !

(5/398)


2400 - " إذا تخوف أحدكم السلطان ، فليقل : اللهم رب السماوات السبع و رب العرش العظيم
، كن لي جارا من شر فلان ، و من شر الإنس و الجن و أتباعهم أن يفرط علي أحد
منهم ، عز جارك ، وجل ثناؤك ، و لا إله غيرك " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/421 ) :

ضعيف
رواه الطبراني في " المعجم الكبير " ( رقم 9795 ) ، و عبد الغني المقدسي في
كتابه " السنن " ( ق 234/2 ) من طريق أبي الشيخ ، كلاهما عن جنادة عن عبيد الله
ابن عمر عن عتبة بن عبد الله بن عتبة عن أبيه عن جده عن ابن مسعود مرفوعا
به .
قال الحافظ ابن حجر في " بذل الماعون " ( ق 40/1 ) :
" سنده حسن " .
كذا قال ، و جنادة - و هو ابن سلم العامري - أورده الذهبي في " الميزان " ،
و قال :
" ضعفه أبو زرعة ، و وثقه ابن حبان ، و قال أبو حاتم : ما أقربه أن يترك ! ثم
قال : عمد إلى أحاديث موسى بن عقبة ، فحدث بها عن عبيد الله بن عمر " .
و اقتصر في " المغني " على قول أبي زرعة ، و لذلك قال فيه الحافظ نفسه في "
التقريب " :
" صدوق ، له أغلاط " .
و قال المنذري في " الترغيب " ( 3/149 ) :
" رواه الطبراني ، و رجاله رجال الصحيح ; إلا جنادة بن سلم ، و قد وثق ، و رواه
الأصبهاني و غيره موقوفا على عبد الله ; لم يرفعوه " .
و نحوه قول الهيثمي ( 10/137 ) :
" رواه الطبراني ، و فيه جنادة بن سلم ، وثقه ابن حبان ، و ضعفه غيره ، و بقية
رجاله رجال الصحيح " .
و أقول : عتبة جد عتبة بن عبد الله بن مسعود ، ليس من رجال " الصحيح " ، بل لم
أر أحدا ذكره ، و المعروف أن عبد الله بن عتبة إنما يروي عن عبد الله بن مسعود
مباشرة . والله أعلم .
و الموقوف الذي أشار إليه المنذري قد أخرجه ابن أبي شيبة في " المصنف " ( 2/4/2
) ، و إسناده هكذا : حدثنا أبو معاوية و وكيع عن الأعمش عن ثمامة بن عقبة
المحلمي عن الحارث بن سويد قال : قال عبد الله : فذكره نحوه . إلا أن أبا
معاوية زاد فيه :
" قال الأعمش : فذكرته لإبراهيم ، فحدث عن عبد الله بمثله ، و زاد فيه : من شر
الجن و الإنس " .
قلت : و هذا إسناد صحيح رجاله ثقات رجال الشيخين ; غير ثمامة بن عقبة ، و هو
ثقة . لكنه موقوف ، إلا إنه يحتمل أن يكون في حكم المرفوع . والله أعلم .

(5/399)


2401 - " إذا تزوج الرجل المرأة لدينها و جمالها كان فيه سداد من عوز " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/423 ) :

ضعيف
رواه الديلمي ( 1/1/156 ) من طريق الطبراني عن النضر بن شميل : حدثنا الأموي :
حدثنا هشيم عن مجالد عن الشعبي عن ابن عباس مرفوعا .
قلت : و هذا إسناد ضعيف .
مجالد - و هو ابن سعيد - ليس بالقوي .
و الأموي ، لم أعرفه ، و هم جماعة ينسبون هذه النسبة فمن هو منهم ؟
و الحديث عزاه السيوطي للشيرازي في " الألقاب " عن ابن عباس و علي ، و قال
المناوي :
" و فيه هشيم بن بشير ; أورده الذهبي في " الضعفاء " ، و قال : حجة حافظ يدلس ،
و هو في الزهري لين ، و حكم ابن الجوزي بوضعه " .

(5/400)


2402 - " من أذل عنده مؤمن فلم ينصره و هو قادر على أن ينصره ; أذله الله عز وجل على
رؤوس الخلائق يوم القيامة " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/423 ) :

ضعيف
رواه ابن السني في " عمل اليوم و الليلة " ( 422 ) ، و كذا أحمد ( 3/487 ) ،
و ابن الجوزي في " جامع المسانيد " ( ق 5/1 ) عن ابن لهيعة : حدثنا موسى بن
جبير عن أبي أمامة بن سهل عن أبيه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
.
قلت : و ابن لهيعة ضعيف ، و تابعه عبد الله بن عباس الغساني : حدثني موسى بن
جبير عن أبي أمامة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره .
أخرجه البيهقي في " الشعب " ( 2/446/2 ) .
و عبد الله بن عباس الغساني ; لم أعرفه .
و موسى بن جبير ; لم يوثقه غير ابن حبان ، و مع ذلك فقد قال فيه :
" كان يخطىء و يخالف " !
و قال ابن القطان :
" لا يعرف حاله " .

(5/401)


2403 - " إذا أويت إلى فراشك ، فقل : اللهم رب السموات و ما أظلت ، و الأرضين و ما
أقلت ، و الشياطين و ما أضلت ، كن لي جارا من شر خلقك كلهم جميعا ، أن يفرط علي
أحد منهم أو يبغي ، عز جارك ، و جل ثناؤك ، و لا إله غيرك " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/424 ) :

ضعيف جدا
رواه الترمذي في " سننه " ( 3518 ) ، و ابن عدي ( 67/2 ) عن الحكم بن ظهير
الفزاري عن علقمة بن مرثد عن سليمان بن بريدة عن أبيه قال :
شكا خالد بن الوليد بن المغيرة إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال :
يا رسول الله : ما أنام الليل من الأرق ، فقال نبي الله : فذكره . و قال
الترمذي :
" ليس إسناده بالقوي ، و الحكم قد ترك حديثه بعض أهل الحديث " . و قال ابن عدي
:
" لا يحدث به عن علقمة إلا الحكم بن ظهير . و عامة أحاديثه غير محفوظة " .
قلت : و هو متروك ، و اتهمه ابن معين كما في " التقريب " .

(5/402)


2404 - " إن اطيب الكسب كسب التجار ; الذين إذا حدثوا ; لم يكذبوا ، و إذا ائتمنوا ;
لم يخونوا ، و إذا وعدوا ; لم يخلفوا ، و إذا اشتروا ; لم يذموا ، و إذا باعوا
; لم يطروا ، و إذا كان عليهم ; لم يمطلوا ، و إذا كان لهم ; لم يعسروا " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/425 ) :

ضعيف
أخرجه ابن أبي حاتم في " العلل " ( 1/385 ) ، و ابن عدي ( ق 47 - 48 ) ،
و البيهقي في " الشعب " ( 2/54/2 ) عن هشام بن عبد الملك أبي التقى : حدثنا
بقية : حدثني ثور بن يزيد عن خالد بن معدان عن معاذ بن جبل قال : قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره . و قال ابن أبي حاتم :
" قال أبي : هذا حديث باطل ، و لم يضبط أبو تقى عن بقية ، و كان بقية لا يذكر
الخبر في مثل هذا " .
قلت : و أبو تقى هذا مختلف فيه ، و قال الحافظ :
" صدوق ربما وهم " .
و مراد أبي حاتم بقوله : " لا يذكر الخبر " : أن بقية كان لا يصرح بالتحديث عن
ثور ، و إنما يرويه بالعنعنة ، و هو مدلس ، فرواه أبو التقى عنه بالتحديث ،
وهما منه و قلة ضبط .
و تابعه جحدر عن بقية عن ثور بن يزيد عن محمد بن سعد عن خالد بن معدان به .
أخرجه الديلمي ( 1/2/283 ) .
و جحدر لقب ، و اسمه أحمد بن عبد الرحمن ، قال ابن عدي :
" ضعيف يسرق الحديث " .

(5/403)


2405 - " التاجر الصدوق تحت ظل العرش يوم القيامة " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/426 ) :

موضوع
رواه الأصبهاني في " الترغيب و الترهيب " ( ص 204 - مصورة الجامعة الإسلامية )
، و الديلمي ( 2/1/48 ) عن أبي جعفر محمد بن محمد بن حفص : حدثنا يحيى بن شبيب
: حدثنا حميد الطويل عن أنس مرفوعا .
قلت : و هذا إسناد موضوع . آفته يحيى بن شبيب ، قال الحاكم و أبو سعيد النقاش
و أبو نعيم :
" يروي عن الثوري و غيره أحاديث موضوعات " .
و قال الخطيب :
" روى أحاديث باطلة " .
و ساق له الذهبي حديثا آخر من روايته عن سفيان عن حميد عن أنس . و قال :
" و هذا كذب ، و فيما وضع على حميد الطويل بإسناده .. " .
ثم ساق له حديث استغفار الملائكة يوم الجمعة لأصحاب العمائم البيض ! و قد مضى
برقم ( 395 ) مع حديثين آخرين قبله !
و محمد بن محمد بن حفص لم أعرفه الآن .
و الحديث ذكره المنذري في " الترغيب " ( 3/28 ) مشيرا لضعفه ، و قال :
" رواه الأصبهاني و غيره " .

(5/404)


2406 - " السر أفضل من العلانية ، و العلانية أفضل ممن أراد الاقتداء " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/426 ) :

ضعيف جدا
رواه العقيلي في " الضعفاء " ( 290 ) ، و من طريقه ابن الجوزي في " العلل " (
2/338/1377 ) ، و الديلمي ( 2/119/1 ) عن طريق ابن جرير الطبري ، عن بقية عن
عبد الملك بن مهران عن عثمان بن زائدة عن نافع عن ابن عمر مرفوعا . و قال :
" عثمان بن زائدة حديثه غير محفوظ ، و عبد الملك بن مهران متروك " .
قلت : و بقية مدلس ، و قد عنعنه .
و الحديث أورده السيوطي في " الجامع الصغير " من رواية الديلمي في " مسند
الفردوس " فقط عن ابن عمر ، و أعله المناوي ببعض هذه العلل ، و بأن فيه محمد بن
الحسين السلمي الصوفي كان يضع للصوفية الأحاديث " .
قلت : لكنه ليس في طريق العقيلي هذه ، فبرئت عهدته من هذا الحديث .

(5/405)


2407 - " السعادة كل السعادة طول العمر في طاعة الله عز وجل " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/427 ) :

ضعيف
رواه القضاعي في " مسند الشهاب " ( رقم 312 ) عن عبد الرحمن بن قريش : حدثنا
إدريس بن موسى الهروي قال : حدثنا موسى بن ناصح قال : نا ليث بن سعد عن نافع عن
ابن عمر مرفوعا .
قلت : و هذا إسناد ضعيف ، إدريس بن موسى الهروي لم أجد له ترجمة .
و عبد الرحمن بن قريش ترجمه الخطيب ( 10/282 ) ، و قال :
" في حديثه غرائب أفراد ، و لم أسمع فيه إلا خيرا " .
لكن قال الذهبي في " الميزان " :
" اتهمه السليماني بوضع الحديث " .
و أما موسى بن ناصح ، فذكره ابن حبان في " الثقات " ( 9/159 ) ، و روى عنه جمع
من الثقات ، فانظر " التيسير " و " تاريخ بغداد " .
و للحديث طريق أخرى من رواية ابن الهاد عن المطلب عن أبيه مرفوعا به .
أخرجه الخطيب ( 6/16 - 17 ) . و عزاه الحافظ العراقي في " تخريج الإحياء " (
4/315 ) لإبراهيم الحربي في " كتاب ذكر الموت " من هذا الوجه ، و قال :
" و والد المطلب بن عبد الله بن حنطب ( الأصل : حوطب ) مختلف في صحبته " .
قلت : و المطلب نفسه صدوق ، لكنه كثير التدليس كما في " التقريب " .

(5/406)


2408 - " عثمان بن عفان وليي في الدنيا و الآخرة " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/428 ) :

موضوع
رواه عبد الله بن أحمد في " فضائل الصحابة " ( رقم 821 و 868 ) ، و أبو يعلى في
" مسنده " ( 4/44/2051 ) ، و عنه ابن حبان في " المتروكين " ( 1/383 ) ، و من
طريقه ابن الجوزي في " الموضوعات " ( 1/334 ) ، و ابن عساكر ( 8/261/1 - 2
و 11/99/1 ) عن طلحة بن زيد عن عبيدة بن حسان عن محمد بن المنكدر عن جابر
مرفوعا .
و من هذا الوجه أخرجه الحاكم ( 3/97 ) ، إلا أنه قال : " عن عطاء الكيخاراني "
بدل : " عن محمد بن المنكدر " ، و قال :
" صحيح الإسناد " . و رده الذهبي بقوله :
" قلت : بل ضعيف ، فيه طلحة بن زيد - و هو واه - عن عبيدة بن حسان ; شويخ مقل "
.
قلت : و هذا القول في عبيدة فيه تساهل كبير ، و هاك ما ذكره في ترجمته من "
الميزان " :
" قال أبو حاتم : منكر الحديث . و قال ابن حبان : يروي الموضوعات عن الثقات ،
و قال الدارقطني : ضعيف " .
و قال ابن الجوزي :
" موضوع ، طلحة لا يحتج به ، و عبيدة يروي الموضوعات عن الثقات " .
و تعقبه السيوطي في " اللآلي " ( 1/317 ) بقوله :
" قلت : الحديث أخرجه أبو نعيم في " فضائل الصحابة " ، و الحاكم في " المستدرك
" ، و قال : صحيح . و تعقبه الذهبي ... " .
ثم ذكر ما نقلته عنه آنفا .
و هذا التعقب من السيوطي لا طائل تحته ، لما عرفت من حال عبيدة .
و أيضا فإن طلحة بن زيد قد قال فيه ابن المديني :
" يضع الحديث " .
فكان الصواب أن لا يورد السيوطي هذا الحديث في " الجامع الصغير " وفاء بشرطه
الذي ذكره في " المقدمة " .

(5/407)


2409 - " إن من الناس مفاتيح لذكر الله ، إذا رؤوا ذكر الله " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/429 ) :

ضعيف جدا
رواه الطبراني ( رقم 10476 ) : حدثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة : نا عمي
القاسم : نا زيد بن الحباب : نا سفيان عن حبيب بن أبي ثابت عن أبي وائل عن
عبد الله مرفوعا .
قلت : و هذا إسناد ضعيف جدا . آفته من قبل القاسم هذا ، و هو ابن محمد بن أبي
شيبة العبسي أخو الحافظين أبي بكر و عثمان ، و عنه أبو زرعة و أبو حاتم ، ثم
تركا حديثه . و قال الخليلي :
" ضعفوه ، و تركوا حديثه " .
و ابن أخيه محمد بن عثمان ; فيه كلام .
و قال الهيثمي في " المجمع " ( 10/78 ) :
" رواه الطبراني ، و فيه عمرو بن القاسم ، و لم أعرفه ، و بقية رجاله رجال
الصحيح " .
كذا قال ، و أقره المناوي في " فيض القدير " ، و لم يتنبه لأمرين :
الأول : أن عمرو بن القاسم شخص لا وجود له ، و إنما تحرف على الهيثمي قوله في
الإسناد : " عمي : القاسم " إلى عمرو بن القاسم " !
و الآخر : أن محمد بن أبي شيبة ليس من رجال الصحيح !
و اعلم أن الحديث قد صح بلفظ :
" إن من الناس مفاتيح للخير ، مغاليق للشر .. " الحديث . و هو مخرج في " ظلال
الجنة " ( 1/127 - 129 ) . و ثبت الشطر الثاني منه بلفظ :
" أولياء الله الذين إذا رؤوا ذكر الله " .
و قد مضى برقم ( 1646 و 1733 ) .

(5/408)


2410 - " إذا طلب أحدكم من أخيه حاجة ، فلا يبدأه بالمدحة فيقطع ظهره " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/431 ) :

ضعيف جدا
رواه البيهقي في " الشعب " ( 2/57/2 ) ، و الديلمي ( 1/1/65 - 66 ) معلقا عن
ابن لال عن محمد بن عيسى بن حيان المدائني : حدثنا الحسن بن قتيبة : حدثنا يونس
ابن أبي إسحاق عن أبي إسحاق عن عبد الرحمن بن يزيد عن ابن مسعود مرفوعا .
سكت عليه الحافظ ، و محمد بن عيسى و الحسن بن قتيبة متروكان .

(5/409)


2411 - " إذا لقيت الحاج ، فسلم عليه و صافحه ، و مره أن يستغفر لك قبل أن يدخل بيته ،
فإنه مغفور له " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/431 ) :

موضوع
رواه أحمد ( 2/69 و 128 ) ، و ابن حبان في " المجروحين " ( 2/265 ) ، و أبو
الشيخ في " التاريخ " ( ص 177 ) عن محمد بن الحارث عن ابن البيلماني عن أبيه عن
ابن عمر مرفوعا .
قلت : و هذا إسناد موضوع ، آفته ابن البيلماني ، و اسمه محمد بن عبد الرحمن بن
البيلماني ; و هو متهم بوضع نسخة كما تقدم تحت الحديث ( 54 ) .
و محمد بن الحارث ضعيف .

(5/410)


2412 - " أمرني جبريل أن لا أنام إلا على قراءة *( حم السجدة )* ، و *( تبارك الذي
بيده الملك )* " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/431 ) :

ضعيف
رواه الديلمي ( 1/2/215 ) عن عمر بن صالح : حدثنا مقاتل بن حيان عن مكحول عن
علي بن أبي طالب و أنس بن مالك قالا : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم .
قلت : و هذا إسناد ضعيف ، مكحول لم يدرك عليا ، ثم إنه مدلس ، و قد عنعنه .
و عمر بن صالح لم أعرفه ، و يحتمل أنه محرف ( صبح ) ، فقد ذكر المزي ( عمر بن
صبح ) في الرواة عن مقاتل بن حيان ، و كان يضع الحديث .

(5/411)


2413 - " رحم الله أخي يحيى حين دعاه الصبيان إلى اللعب و هو صغير ، فقال : أللعب
خلقنا ؟ ! فكيف بمن أدرك الحنث من مقاله " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/432 ) :

موضوع
ابن عساكر ( 11/44/2 ) عن إسحاق بن بشر : أنا ابن سمعان عن مكحول عن معاذ بن
جبل مرفوعا .
قلت : و هذا موضوع ، آفته ابن سمعان ، و اسمه عبد الله بن زياد بن سليمان بن
سمعان المخزومي ; قال الحافظ :
" متروك ، اتهمه بالكذب أبو داود و غيره " .
أو إسحاق بن بشر ، قال الذهبي :
" تركوه ، و كذبه علي بن المديني ، و قال الدارقطني : كذاب متروك " .

(5/412)


2414 - " رحم الله امرأ ( و في رواية : رجلا ) أصلح من لسانه " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/432 ) :

موضوع
رواه العقيلي في " الضعفاء " ( 338 ) ، و ابن عدي في " الكامل " ( 5/251 ) ،
و ابن بشران في " فوائد منتخبة من أحاديث أبي علي الصفار " ( ق 62/2 ) ، و عنه
الخطيب في " الجامع " ( 2/24/1066 ) ، عن عيسى بن إبراهيم الهاشمي عن الحكم بن
عبد الله الأيلي عن الزهري عن سالم عن أبيه :
أن عمر رضي الله عنه مر بقوم قد رموا رشقا ، فقال : بئس ما رميتم ، قال :
إنا قوم متعلمين ، قال : ذنبكم في لحنكم أشد من ذنبكم في رميكم ! سمعت
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : فذكره . و قال الذهبي في " الميزان " ،
و تبعه الحافظ في " اللسان " :
" هذا ليس بصحيح ، و الحكم أيضا هالك " .
يشير إلى أن عيسى بن إبراهيم هالك أيضا ، و قد نقل عن البخاري و النسائي أنهما
قالا فيه :
" منكر الحديث " . و عن أبي حاتم :
" متروك الحديث " . و قال في الحكم :
" كان يفتعل الحديث " .
و قد خالفه نوح بن عباد عن الحكم بن عبد الله الأيلي به موقوفا على عمر .
رواه الخطابي في " غريب الحديث " ( 1/5/1 ) ، و نوح هذا ترجمه ابن أبي حاتم (
4/1/484 ) ، و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا .
و قال أبو زرعة في " تاريخه " ( 72/1 ) :
" و سمعت أحمد بن حنبل يقول : الحكم بن عبد الله الأيلي أحاديثه موضوعة . قال
أبو زرعة : و الحكم هذا هو الذي يحدث عنه يحيى بن حمزة تلك الأحاديث المنكرات ،
و هو رجل متروك الحديث " .
و للحديث طريق أخرى عند القضاعي في " مسند الشهاب " ( 580 ) ، و أبي بكر
الأنباري في " الوقف و الابتداء " ( ق 6/1 ) عن يحيى بن هاشم الغساني قال : نا
إسماعيل بن أبي خالد عن مصعب بن سعد قال :
" مر عمر بن الخطاب ... " الحديث .
لكن يحيى هذا كذاب ، و قال ابن عدي :
" كان يضع الحديث و يسرقه " .
و له شاهد من رواية عمار بن الحسن : حدثنا إبراهيم بن هدبة عن أنس مرفوعا به .
أخرجه ابن عساكر في " تاريخ دمشق " ( 15/189/1 و 19/79/1 ) .
و ابن هدبة كذاب أيضا .

(5/413)


2415 - " إذا تأهل الرجل في بلد فليصل به صلاة المقيم " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/434 ) :

ضعيف
رواه أحمد ( 1/62 ) ، و الحميدي في " المسند " ( 7/2 - مخطوط ، 36 مطبوع ) :
حدثنا أبو سعيد مولى بني هاشم قال : حدثنا عكرمة بن إبراهيم الباهلي : حدثنا
عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي ذباب عن أبيه عن عثمان بن عفان أنه صلى بأهل
منى أربعا ، فأنكر الناس عليه ذلك ، فقال : إني تأهلت بأهلي لما قدمت ، و إني
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : فذكره .
و من هذا الوجه رواه عبد الغني المقدسي في " سننه " ( 62/1 ) ، و الديلمي في "
مسنده " ( 1/1/156 ) .
قلت : هذا إسناد ضعيف ; لجهالة ابن أبي ذباب ، و اسمه عبد الرحمن بن الحارث بن
سعد بن أبي ذباب الدوسي المدني ، أورده في " التعجيل " كما جاء في هذا الإسناد
" عبد الرحمن بن أبي ذباب " من رواية ابنه عبد الله عنه . و قال :
" و كذا ذكره البخاري في " تاريخه " ، و كذا ذكره ابن حبان في ( الثقات ) " .
و لم يزد على ذلك شيئا ! و لم أره في " التاريخ الكبير " للبخاري ، و لا في "
الجرح و التعديل " ، و لكنه في ترجمة ابنه عبد الله ، أعله بالانقطاع بين أبيه
و عثمان ، فقال ( 2/2/94 ) :
" و روى عن أبيه عن عثمان رضي الله عنه مرسل " .
و عكرمة بن إبراهيم الباهلي ، قال الحسيني :
" ليس بالمشهور " .
و قال أبو زرعة ابن الحافظ العراقي :
" لا أعرف حاله " .
و تعقبه الحافظ في " التعجيل " بقوله :
" بل هو مشهور ، و حاله معروفة " .
ثم أطال في ترجمته بما خلاصته أنه معروف بالضعف عند الأئمة ، و أنه كان على
قضاء الموصل ، و أنه عكرمة بن إبراهيم الأزدي ، و أنهم اتفقوا على أنه أزدي ،
فينظر فيمن نسبه باهليا .
و ناقشه في هذا الأخير العلامة أحمد شاكر ، و لم يرتض أنه الأزدي ، و اختار أنه
غيره بدليل أنه باهلي ، و هو الأقرب عندي ، و سواء كان هذا أو ذاك ، فهو إما
مجهول ، أو معروف بالضعف . والله أعلم .

(5/414)


2416 - " أشراف أمتي حملة القرآن ، و أصحاب الليل " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/435 ) :

موضوع
رواه الطبراني ( رقم 12612 ) ، و الإسماعيلي في " معجمه " ( 1/319 - 320 ) ،
و ابن عدي ( 3/358 و 7/57 - 58 ) ، و السهمي في " تاريخ جرجان " ( 177 و 450 )
، و البيهقي في " الشعب " ( 2/556/2703 ) ، و الخطيب في " التاريخ " ( 4/124
و 8/80 ) ، و ابن عساكر ( 2/372/2 و 14/371/2 9 ) عن سعد بن سعيد الجرجاني عن
نهشل أبي عبد الله الراسبي عن الضحاك بن مزاحم عن ابن عباس مرفوعا .
و من هذا الوجه رواه ابن عدي ( 174/2 ) ، و قال :
" سعد بن سعيد كان رجلا صالحا ، حدث عن الثوري و غيره بما لا يتابع عليه ، و لم
يكن ذلك تعمدا منه ، بل لغفلة كانت تدخل عليه ، و هكذا الصالحون " .
و في " الميزان " :
" قال البخاري : لا يصح حديثه - يعني هذا - و شيخه نهشل هالك " .
و سيأتي لسعد هذا حديث آخر موضوع بلفظ :
" قال الله : أيها الشاب ... " رقم ( 6588 ) .
قلت : و تعصيب الجناية في هذا الحديث بنهشل أولى ; فإنه كان كذابا كما قال أبو
داود الطيالسي و ابن راهويه ، و قال ابن حبان :
" يروي عن الثقات ما ليس من حديثهم ، لا يحل كتب حديثه إلا على التعجب " .
و قال الحاكم :
" روى عن الضحاك المعضلات " .
و قال أبو سعيد النقاش :
" روى عن الضحاك الموضوعات " .
قلت : و هذا الحديث من روايته عن الضحاك كما ترى . و مع ذلك فقد أورده السيوطي
في " الجامع الصغير " من رواية الطبراني و البيهقي في " الشعب " ; على خلاف
شرطه الذي ذكره في " المقدمة " :
" و قد صنته عما تفرد به كذاب أو وضاع " !
و خفي على شارحه المناوي أن فيه نهشلا هذا ، فأعل الحديث تبعا للهيثمي
بالجرجاني فقط !
و قد روي الحديث بهذا السند نحوه مطولا بلفظ آخر و أكمل ، و هو :
" ثلاثة لا يكترثون للحساب ، و لا يفزعهم الصيحة ، و لا يحزنهم الفزع الأكبر .
1 - حامل القرآن المؤديه إلى الله بما فيه ، يقدم على ربه سيدا شريفا حتى يوافق
المرسلين .
2 - و مؤذن أذن سبع سنين ، لا يأخذ على أذانه طمعا .
3 - و عبد مملوك أدى حق الله ، و حق مواليه من نفسه " .

(5/415)


2417 - " ثلاثة لا يكترثون للحساب ، و لا يفزعهم الصيحة ، و لا يحزنهم الفزع الأكبر .
1 - حامل القرآن المؤديه إلى الله بما فيه ، يقدم على ربه سيدا شريفا حتى يوافق
المرسلين .
2 - و مؤذن أذن سبع سنين ، لا يأخذ على أذانه طمعا .
3 - و عبد مملوك أدى حق الله ، و حق مواليه من نفسه " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/437 ) :

موضوع بهذا السياق
أخرجه العقيلي في " الضعفاء " ( 154 - 155 - خط ، 2/118 - ط ) ، و البيهقي في
" الإيمان " ( 2/555/2702 ) ، و السهمي في " تاريخ جرجان " ( 494/1000 - عالم
الكتب ) بإسناد الحديث الذي قبله ، و قال العقيلي عقب هذا في ترجمة ( سعد بن
سعيد الجرجاني ) :
" لا يتابع عليه ، و لا يعرف إلا به " .
قلت : و إعلاله بشيخه ( نهشل ) أولى ، لأنه كان كذابا كما ذكرت في الحديث الذي
قبله .
ثم قال العقيلي :
" فأما " من أذن سبع سنين " ، فقد روي بغير هذا الإسناد ، فيه لين أيضا .
و العبد المملوك ، ففيه رواية صالحة الإسناد " .
قلت : يشير بهذا إلى حديث أبي هريرة مرفوعا :
" نعما لأحدهم أن يطيع الله و يؤدي حق سيده . يعني المملوك " .
رواه الشيخان و غيرهما ، و صححه الترمذي ، و هو مخرج في " التعليق الرغيب " (
3/59 ) .
و أما جملة المؤذن ، فهو يشير إلى حديث الترمذي و غيره بلفظ :
" من أذن سبع سنين محتسبا كتب الله له براءة من النار " .
و ضعفه الترمذي بقوله :
" غريب " .
و قد مضى تخريجه برقم ( 850 ) .
( تنبيه ) : قول العقيلي هذا الذي فيه الإشارة إلى الحديثين ، مما سقط من
النسخة المطبوعة ، و أصلها مخطوطة الظاهرية كما ذكر ذلك محققها القلعجي ، فلا
أدري كيف ذلك ؟

(5/416)


2418 - " إذا تاب العبد من ذنوبه أنسى الله الحفظة ذنوبه و أنسى ذلك جوارحه و مقامه
من الأرض حتى يلقى الله يوم القيامة ، و ليس عليه شاهد من الله بذنب " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/439 ) :

ضعيف
رواه أبو بكر الكلاباذي في " مفتاح المعاني " ( ق 343/2 ) ، و الأصبهاني في
" الترغيب " ( 2/328/751 ) ، و ابن عساكر في " التاريخ " ( 4/647 ) عن أبي بكر
محمد بن خشنام البلخي : حدثنا أبو صالح العباس بن زياد : حدثنا سعدان - هو
الحلبي - عن سعيد عن قتادة عن أنس مرفوعا .
و عن بكر هذا رواه ابن عساكر في المجلس الثاني و الثلاثين في " التوبة " من
" الأمالي " ( ق 4/1 - 2 ) ، و سمى سعدان يعلى بن نصر . والله أعلم .
و رواه في " التاريخ " ( 4/325/2 ) من طريق أخرى عن محمد بن خشنام هذا ، و قال
:
سعدان بن سعيد بن أبي العوجاء الحلبي .
و هذا إسناد ضعيف مظلم ، فإن من دون سعيد - و هو ابن أبي عروبة - لم أعرف أحدا
منهم ، و لذلك أشار المنذري في " الترغيب " ( 4/75 ) لضعفه ، و قال :
" رواه الأصبهاني " . يعني في كتابه " الترغيب و الترهيب " .
و عزاه السيوطي في " الجامع " لابن عساكر . و قيده المناوي بقوله : " في تاريخه
" ; قال : " و الحكيم في نوادره " .
ثم رأيت في " الميزان " : " سعدان بن يحيى الحلبي ; قال الدارقطني : ليس بذاك "
.
فلعله هذا ، اختلف الرواة في تسمية أبيه .

(5/417)


2419 - " إذا تأنيت ( و في رواية : بينت ) أصبت ، أو كدت تصيب ، و إذا استعجلت ، أخطأت
، أو كدت تخطىء " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/439 ) :

ضعيف جدا
أخرجه البيهقي في " السنن " ( 10/104 ) عن سعيد بن سماك بن حرب عن أبيه عن
عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم :
فذكره .
قلت : و هذا إسناد ضعيف جدا . قال أبو حاتم :
" سعيد بن سماك متروك الحديث " .

(5/418)


2420 - " إذا تثاءب أحدكم ، فليضع يده على فيه ، و لا يعوي ; فإن الشيطان يضحك منه " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/440 ) :

موضوع بهذا اللفظ
أخرجه ابن ماجه ( 968 ) عن عبد الله بن سعيد المقبري عن أبيه عن أبي هريرة
: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : فذكره .
قلت : و هذا موضوع ، آفته عبد الله بن سعيد هذا ، فإنه متهم بالكذب ، و قد رواه
جمع عن أبيه سعيد المقبري و غيره عن أبي هريرة دون قوله : " و لا يعوي " . فهو
مما تفرد به عبد الله المقبري ، فهو موضوع ، فروى ابن أبي ذئب عن سعيد المقبري
عن أبيه عن أبي هريرة مرفوعا بلفظ :
" إن الله عز وجل يحب العطاس ، و يكره التثاؤب ، فمن عطس فحمد الله فحق على من
سمعه أن يقول : يرحمك الله ، و إذا تثاءب أحدكم ، فليرده ما استطاع ، و لا يقل
: آه ، آه ، فإن أحدكم إذا فتح فاه ، فإن الشيطان يضحك منه أو به " .
أخرجه أحمد ( 2/428 ) بإسناد صحيح على شرط الشيخين ، و البخاري ( 4/165 ) دون
قوله " و لا يقل : آه ، آه " ، و كذلك أخرجه في " بدء الخلق " ( 2/333 )
باختصار .
و أخرجه مسلم ( 8/226 ) ، و ابن حبان ( 4/44/2354 ) ، و أحمد ( 3/37 و 93 و 96
) و غيرهما من حديث أبي سعيد الخدري مرفوعا نحو حديث الترجمة ، إلا أنه قال : "
فإن الشيطان يدخل مع التثاؤب " ، و اللفظ لأحمد . و زاد هو و مسلم و الترمذي (
370 ) ، و ابن حبان ( 2353 ) ، و صححه الترمذي في " الصلاة " .

(5/419)


2421 - " إذا تخففت أمتي بالخفاف ذات المناقب ; الرجال و النساء ، و خصفوا نعالهم ;
تخلى الله عنهم " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/441 ) :

موضوع
رواه الطبراني ( 3/122/2 ) عن عثمان بن عبد الله الشامي : نا سلمة بن سنان عن
ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس مرفوعا .
قلت : و هذا موضوع ، آفته عثمان هذا ، قال ابن عدي :
" دار البلاد ، يروي الموضوعات عن الثقات " .
و قال الحاكم :
" حدث عن مالك و الليث و ... و غيرهم بأحاديث موضوعة ، و الحمل فيها عليه " .
و شيخه سلمة بن سنان لم أعرفه .

(5/420)


2422 - " الوحدة خير من الجليس السوء ، و الجليس الصالح خير من الوحدة . و إملاء الخير
خير من السكوت ، و السكوت خير من إملاء الشر " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/441 ) :

ضعيف
رواه الدولابي ( 2/107 ) ، و القضاعي ( رقم 1266 ) ، و الخرائطي في " مكارم
الأخلاق " ( 1/467/475 ) ، و عنه ابن عساكر في " التاريخ " ( 19/21/1 ) عن
الهيثم بن جميل قال : نا شريك عن أبي المحجل عن معفس بن عمران بن حطان عن ابن
الشنية قال :
رأيت أبا ذر وحده قاعدا في المسجد محتبيا بكساء صوف ، فقال : فذكره مرفوعا
.
قلت : و هذا إسناد ضعيف ، يكفي أن فيه شريكا ، و هو ابن عبد الله القاضي ، و هو
ضعيف لسوء حفظه ، قال الحافظ ابن حجر في " التقريب " :
" صدوق ، يخطىء كثيرا ، تغير حفظه منذ ولي القضاء " .
فلا أدري ما وجه قوله - أعني ابن حجر في " الفتح " ( 11/331 ) - :
" سنده حسن ، لكن المحفوظ أنه موقوف على أبي ذر " .
فأنى له الحسن ، و فيه من يخطىء كثيرا ؟ ! كيف و شيخه أبو المحجل ، لم أجد له
ترجمة ، و ذكر الدولابي عن ابن معين أن اسمه الرديني !
و معفس بن عمران بن حطان أورده ابن أبي حاتم ( 4/1/433 ) من رواية اثنين آخرين
عنه ، و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا . و ذكره ابن حبان في " الثقات " ( 7/525
) .
و ابن الشنية ، لم أعرفه . و قد ذكر ابن أبي حاتم في شيوخ ( معفس ) عبد الله بن
شيبة ، فرجعت إلى قسم العبادلة من كتاب باب الثاء و السين و الشين ، فلم أر
فيهم من يسمى عبد الله بن الثنية ، أو ابن الشنية سوى واحد يدعى عبد الله بن
شيبة و هو أدني من هذه الطبقة ، روى عنه أبو زرعة ، و المترجم تابعي .
و الحديث أخرجه الحاكم في " المستدرك " ( 3/343 ) ، و عنه البيهقي في " شعب
الإيمان " ( 2/72/1 ) من هذا الوجه ، لكن وقع في إسناده تغيير ، فقال : " عن
أبي المحجل عن صدقة بن أبي عمران بن حطان ( و في البيهقي : صدقة بن أبي عمران
عن عمران بن حطان ) قال : أتيت أبا ذر : ... الحديث .
و سكت عليه الحاكم ، و قال الذهبي :
" لم يصح ، و لا صححه الحاكم " .
و الموقوف الذي أشار إليه الحافظ أخرجه البيهقي قبيل هذا من طريق أبي عامر صالح
ابن رستم عن عبيد بن هلال عن الأحنف قال :
جلست إلى أبي ذر و هو يسبح ، فأقبل علي فقال : فذكره موقوفا نحوه .
و صالح بن رستم هذا قال في " التقريب " :
" صدوق كثير الخطأ " .
و رواه الخرائطي ( 476 ) عن عباد بن عباد المهلبي : حدثنا يونس بن عبيد أن رجلا
أتى أبا ذر .
و يونس بن عبيد ثقة إن كان هو ابن عبيد ، فإنهم لم يذكروه في ترجمة المهلبي ،
و إنما ذكروا فيها يونس بن خباب ، و هو صدوق يخطىء ، و يروي عن التابعين ، فإن
كان هو فالرواية معضلة ، و إن كان الأول فهي مرسلة . والله أعلم .

(5/421)


2423 - " ما ولد في أهل بيت غلام ، إلا أصبح فيهم عز لم يكن " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/443 ) :

منكر
رواه أبو الشيخ في " التاريخ " ( 248 ) ، و ابن الأعرابي في " معجمه " ( ق 35/2
) ، و أبو نعيم في " أخبار أصبهان " ( 2/115 ) عن هاشم بن صبيح عن أبي أنس
المكي عن ابن جريج عن عطاء عن ابن عمر مرفوعا .
قلت : و هذا إسناد ضعيف ، من دون ابن جريج مجهولان ، قال البيهقي بعد أن خرجه :
" لم أكتبه إلا من حديث هاشم ، و هو عند أهل العلم بالحديث منكر ، و أبو أنس لا
أدري من هو ؟ " .

(5/422)


2424 - " الصمت حكم ، و قليل فاعله " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/444 ) :

ضعيف
رواه القضاعي ( رقم 240 ) عن زكريا بن يحيى المنقري : حدثنا الأصمعي قال : نا
علي بن مسعدة عن قتادة عن أنس بن مالك مرفوعا .
قلت : و هذا إسناد ضعيف ، زكريا بن يحيى المنقري ، ذكره ابن حبان في " الثقات "
( 8/255 ) ، و كناه بأبي يعلى البصري ، و كان من جلساء الأصمعي . و وقع في "
الميزان " : المقري " ، و أظنه محرفا ، و قال : " ضعفه ابن يونس " . و وقعت
كنيته في " اللسان " ( أبا يحيى ) ، و أظنه محرفا أيضا ، و على الصواب ذكره
المزي في الرواة عن الأصمعي .
و علي بن مسعدة مختلف فيه ، و في " التقريب " :
" صدوق له أوهام " .
و تابعه عثمان بن سعيد الكاتب عن أنس به مرفوعا .
أخرجه ابن عدي ( 5/169 ) ، و عنه البيهقي في " الشعب " 0 2/76/2 ) ، و قال :
" غلط في هذا عثمان بن سعيد ، و الصحيح رواية ثابت " .
يعني ما أخرجه هو و ابن حبان في " روضة العقلاء " ( ص 43 ) من طريقين عن حماد
ابن سلمة : حدثنا ثابت عن أنس : أن لقمان قال :
" إن الصمت من الحكم ، و قليل فاعله " .
و قال البيهقي :
" هذا هو الصحيح عن أنس ; أن لقمان قال : ... " . و أقره العراقي في " تخريج
الإحياء " ( 3/108 - 109 ) .
و كذلك أخرجه وكيع في " الزهد " ( 79 ) : حدثنا عمر بن سعد قال سمعت أنس بن
مالك يقول : فذكره موقوفا عليه .
و عمر بن سعد هذا لم أعرفه .
( تنبيه ) : لقد وهم صاحب " منهاج الصالحين " في هذا الحديث وهما فاحشا ، فعزاه
لابن حبان مطلقا ، فأوهم أنه رواه في " صحيحه " مرفوعا ، و إنما هو عنده في "
الروضة " من قول لقمان كما علمت ، و كم له من مثل هذا الوهم ؟ !

(5/423)


2425 - " إن الله ليعمر للقوم الديار ، و يكثر لهم الأموال ، و ما نظر إليهم منذ خلقهم
بغضا لهم ، قيل : و كيف ذلك يا رسول الله ؟ قال : بصلتهم أرحامهم " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/445 ) :

ضعيف
رواه أبو محمد المخلدي في " الفوائد " ( ق 303/2 ) عن عمران بن وهب ( كذا )
الرملي : حدثنا سليمان بن حيان عن داود بن أبي هند عن الشعبي عن ابن عباس
مرفوعا .
و رواه الطبراني ( رقم 12556 ) ، و عنه أبو نعيم في " الحلية " ( 4/331 ) ،
و كذا الضياء في " المختارة " ( 284/2 ) عن جماعة من شيوخه قالوا : عن عمران بن
هارون الرملي به .
و من هذا الوجه رواه أيضا تمام في " الفوائد " ( 277/2 ) ، و الواحدي في "
الوسيط " ( 1/147 - 148 ) ، و الحاكم ( 4/161 ) ، و قال :
" عمران الرملي من زهاد المسلمين و عبادهم ، [ فإن ] كان حفظ الحديث ، فإنه
غريب صحيح " . و كذا قال الذهبي في " تلخيصه " .
و قال في ترجمة عمران بن هارون الرملي من " الميزان " :
" صدقة أبو زرعة ، و لينه ابن يونس " .
قلت : و لا منافاة بين الأمرين ، فهو صدوق في نفسه ، لين في حفظه ، و ذلك معنى
قول ابن حبان في " ثقاته " :
" يخطىء و يخالف " .
فمثله لا يحتج به عند التفرد .
و قد قال أبو نعيم :
" إنه تفرد به " .

(5/424)


2426 - " ألا أدلكم على أشراف أهل الجنة ؟ هم علماء أمتي ; الكواكب زينة السماء ،
و العلماءزينة أمتي " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/446 ) :

منكر
أخرجه السهمي في " تاريخ جرجان " ( 172/215 ) من طريق يحيى بن سلام عن المثنى
ابن الصباح عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده مرفوعا .
قلت : و هذا إسناد ضعيف ، المثنى بن الصباح ، قال الحافظ :
" ضعيف اختلط بأخرة ، و كان عابدا " .
و يحيى بن سلام ، و هو البصري ; قال الذهبي في " المغني " :
" حدث بإفريقية عن ابن أبي عروبة و مالك ، ضعفه الدارقطني " .
و قد وثقه بعضهم ، فانظر " اللسان " .

(5/425)


2427 - " الناس رجلان : عالم و متعلم ، و لا خير فيما سواهما " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/447 ) :

موضوع
رواه الطبراني ( 10461 ) ، و عنه أبو نعيم في " الحلية " ( 1/376 ) عن سليمان
ابن داود الشاذكوني : نا الربيع بن بدر عن الأعمش عن أبي وائل عن عبد الله
يرفعه .
قلت : و هذا إسناد موضوع ، آفته الشاذكوني ، و هو كذاب .
و الربيع بن بدر متروك .
و أخرجه في " الأوسط " ( 8/283/7571 - ط ) من طريق نهشل عن الضحاك عن أبي
الأحوص عن ابن مسعود .
قلت : و نهشل بن سعيد كذاب أيضا . انظر " مجمع الزوائد " ( 1/122 ) .

(5/426)


2428 - " من قرض بيت شعر بعد العشاء الآخرة ; لم يقبل له صلاة تلك الليلة " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/447 ) :

منكر أخرجه أحمد ( 4/125 ) ، و البزار ( 2094 - كشف ) ، و العقيلي في "
الضعفاء " ( ص 324 ) ، و عنه ابن الجوزي في " الموضوعات " ( 1/261 ) ،
و البيهقي في " الشعب " ( 2/82/2 ) ، و الطبراني في " الكبير " ( 7/335/7133 )
من طريق قزعة بن سويد الباهلي عن عاصم بن مخلد عن أبي الأشعث الصنعاني عن
شداد بن أوس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره . و قال
العقيلي :
" لا يتابع عاصم بن مخلد عليه ، و لا يعرف إلا به " .
قلت : و هو مجهول و إن وثقه ابن حبان ، انظر " التيسير " .
لكنه قد توبع ، فقال البيهقي :
" و كذلك رواه عبد القدوس بن حبيب عن أبي الأشعث " .
قلت : وصله البغوي في " الجعديات " ( 2/1188/3585 ) ، لكن هذا إسناد واه ، قزعة
هذا ضعيف كما في " التقريب " .
و عبد القدوس بن حبيب متروك ، فلا تفيد متابعته .
قلت : و قد روي مرفوعا من طريق آخر عن الصنعاني عن ابن عمرو . ففي " علل ابن
أبي حاتم " ( 2/263 ) :
" سألت أبي ، و ذكر حديثا رواه موسى بن أيوب عن الوليد بن مسلم عن الوليد بن
سليمان عن أبي الأشعث الصنعاني عن عبد الله بن عمرو يرفعه قال : من قرض ... (
الحديث ) . قال أبي : هذا خطأ . الناس يروون هذا الحديث لا يرفعونه ، يقولون :
عن عبد الله بن عمرو فقط . قلت : الغلط ممن هو ؟ قال : من موسى ، لا أدري من
أين جاء بهذا مرفوعا " ! !
قلت : موسى بن أيوب هذا هو الأنطاكي ، روى عنه أبو زرعة و غيره ، و هو ثقة ،
و كذلك من فوقه ، فيحتمل أن تكون العلة في عنعنة الوليد بن مسلم فإنه كان يدلس
تدليس التسوية .
قلت : و بالجملة فالحديث بهذه الطرق عن ( أبي الأشعث ) مما لا يساعد على الحكم
على الحديث بالوضع كما فعل ابن الجوزي في " موضوعاته " ( 1/261 ) متشبثا بجهالة
( عاصم ) ، و الضعف الذي في ( قزعة ) ، و لذلك تعقبه الحافظ في " القول المسدد
" ( 2 - حديث ) ، فقال :
" ليس في شيء من هذا ما يقضي على الحديث بالوضع ، إلا أن يكون استنكر عدم
القبول من أجل فعل المباح ; لأن قرض الشعر مباح ، فكيف يعاقب فاعله بأن لا تقبل
له صلاة ؟ ! فلو علل بهذا لكان أليق به من تعليله بـ ( عاصم ) و ( قزعة ) " .
ثم أفاض في الكلام عليهما ، و في بعضه نظر ، يضيق المجال لبيانه ، و فيما ذكرنا
خير و كفاية .

(5/427)


2429 - " إن الله قال : أنا خلقت الخير و الشر ، فطوبى لمن قدرت على يده الخير ، و ويل
لمن قدرت على يده الشر " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/449 ) :

ضعيف جدا
رواه الطبراني ( 12/173/12797 ) عن أحمد بن سلم العميري : نا مالك بن يحيى بن
عمرو النكري عن أبيه عن جده عمرو بن مالك عن أبي الجوزاء عن ابن عباس
مرفوعا .
قلت : و هذا إسناد ضعيف جدا مسلسل بالضعفاء :
أولا : عمرو بن مالك ، قال الحافظ :
" صدوق له أوهام " .
ثانيا : يحيى بن عمرو بن مالك . قال الحافظ :
" ضعيف ، و يقال : إن حماد بن زيد كذبه " .
و جزم بهذا الذهبي في " الضعفاء " ، فقال :
" كان حماد بن زيد يكذبه " .
ثالثا : مالك بن يحيى بن عمرو ، ضعيف ، قال البخاري :
" فيه نظر " .
و قال ابن حبان :
" منكر الحديث جدا ، لا يجوز الاحتجاج به إذا انفرد عن الثقات بما لا أصل له "
.
قلت : و ألان القول فيه الهيثمي ، فقال في " المجمع " ( 8/192 ) ، بعد أن ذكر
عزاه للطبراني :
" و هو ضعيف " .
رابعا : أحمد بن سلم العميري ; لم أجد له ترجمة . و يحتمل أنه ( أحمد بن سالم
السقا الحلبي ، فإنه من هذه الطبقة . انظر " ثقات ابن حبان " ( 8/42 ) ،
و " الجرح و التعديل " ( 1/1/54 ) .

(5/428)


2430 - " الغناء ينبت النفاق في القلب " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/450 ) :

ضعيف
رواه أبو داود ( رقم 4927 ) ، و ابن أبي الدنيا في " ذم الملاهي " ( 5/1 ) عن
سلام بن مسكين عن شيخ شهد أبا وائل في وليمة ، فجعلوا يلعبون ، يتلعبون ، يغنون
، فحل أبو وائل حبوته ، و قال : سمعت عبد الله يقول : سمعت رسول الله
صلى الله عليه وسلم يقول : فذكره .
قلت : و هذا سند ضعيف رجاله كلهم ثقات ; غير شيخ ( سلام ) الذي لم يسم ، فهو
مجهول .
و قد رواه ابن أبي الدنيا ( 4/2 ) ، و البيهقي في " الشعب " ( 2/83/1 - 2 )
بإسناد صحيح عن إبراهيم عن عبد الله موقوفا عليه . و هذا أصح . و قال البيهقي :
" و قد روي هذا مسندا بإسناد غير قوي " .
ثم ساقه البيهقي من طريق عبد الله بن عبد العزيز بن أبي رواد : حدثنا إبراهيم
ابن طهمان عن أبي الزبير عن جابر بن عبد الله قال : قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم : فذكره .
قلت : و هذا إسناد ضعيف ، عبد الله هذا قال أبو حاتم و غيره :
" أحاديثه منكرة " . و قال ابن الجنيد :
" لا يساوي فلسا " .
ثم رأيت ابن القيم قال في " إغاثة اللهفان " ( 1/248 ) :
" هو صحيح عن ابن مسعود من قوله ، و قد روي عنه مرفوعا " .
قلت : و قد تكلمت على الحديث في عدة مواضع من كتابي " تحريم آلات الطرب "
- و هو تحت الطبع - مؤكدا ضعفه مرفوعا ، و صححته موقوفا ، مع التخريج ، فأغنى
عن الإطالة هنا بأكثر مما ذكرنا .

(5/429)


2431 - " من انتسب إلى تسعة آباء كفار يريد بهم عزا و كرامة ، فهو عاشرهم في النار " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/451 ) :

ضعيف
رواه أحمد ( 4/134 ) ، و أبو يعلى ( 1439 ) ، و أبو نعيم في " أخبار أصبهان " (
1/325 و 2/363 ) ، و البيهقي في " الشعب " ( 2/88/1 ) ، و ابن عساكر ( 8/65/1 )
عن أبي بكر بن عياش عن حميد الكندي عن عبادة بن نسي عن أبي ريحانة مرفوعا .
قلت : و هذا إسناد ضعيف ، رجاله ثقات ; غير حميد الكندي ; قال ابن أبي حاتم (
1/2/232 ) :
" شامي روى عن عبادة بن نسي . روى عنه أبو بكر بن عياش " .
و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا .
و في طبقته حميد بن مهران الخياط الكندي ، و هو ثقة بصري .

(5/430)


2432 - " إن الفتنة تجيء فتنسف العباد نسفا ، فينجو العالم منها بعلمه " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/452 ) :

ضعيف
رواه أبو نعيم في " الحلية " ( 8/41 ) ، و القضاعي ( رقم 1056 ) ، و ابن عساكر
( 2/186/2 ) ، و ابن النجار ( 10/167/1 ) عن عطية بن بقية بن الوليد قال : نا
أبي : حدثني إبراهيم بن أدهم قال : نا أبو إسحاق الهمداني عن عمارة بن غزية
الأنصاري عن أبي هريرة مرفوعا . و قال أبو نعيم :
" غريب من حديث أبي إسحاق الهمداني و إبراهيم بن أدهم ، لم نكتبه إلا من حديث
عطية عن أبيه بقية " .
قلت : و عطية هذا غير مشهور بالثقة أورده ابن حبان فقط في " الثقات " ، و قال :
" يخطىء و يغرب ، يعتبر حديثه إذا روى عن أبيه غير الأشياء المدلسة " .

(5/431)


2433 - " إن الصداع و المليلة لا تزال بالمؤمن - و إن ذنبه مثل أحد - فما تدعه و عليه
من ذلك مثقال حبة من خردل " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/452 ) :

ضعيف
رواه أحمد ( 5/198 ) ، و ابن أبي الدنيا في " الكفارات " ( 69/2 و 85/2 ) ،
و ابن عساكر ( 3/91/1 ) عن ابن لهيعة : حدثني يزيد بن أبي حبيب عن معاذ بن سهل
ابن أنس الجهني عن أبيه عن جده عن أبي الدرداء مرفوعا . و قال ابن عساكر :
( سهل بن معاذ ) على القلب . و استصوبه الحافظ في " التعجيل " ، و معاذ هذا لا
يعرف .
ثم رواه أحمد ( 5/199 ) ، و الطبراني في " الأوسط " ( 4/99/3143 - ط ) عن ابن
لهيعة : حدثنا زبان عن سهل بن معاذ عن أبيه عن أبي الدرداء .
ثم رواه هو ( 1/370/635 ) ، و ابن عساكر - و الزيادة له - من طريق إبراهيم بن
هشام بن يحيى بن يحيى الغساني : حدثنا سعيد بن عبد العزيز [ عن يزيد بن أبي
حبيب ] عن معاذ بن سهل بن أنس عن أبيه عن جده عن أبي الدرداء .
قلت : و ابن لهيعة و زبان ضعيفان . و إبراهيم بن هشام كذبه أبو زرعة و أبو حاتم
.
و خالفهم الليث بن سعد ، فقال : حدثنا يزيد بن أبي حبيب و غيره قالا : قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره نحوه .
أخرجه ابن أبي الدنيا .
قلت : فرجع الحديث إلى أنه من مرسل يزيد بن أبي حبيب و غيره ، فإن رجاله كلهم
ثقات .
و لا يقويه ما رواه أبو يعلى في " مسنده " ( 11/6150 ) ، و عنه ابن عدي ( ق
204/2 ) : حدثنا سويد بن سعيد : نا ضمام عن موسى بن وردان عن أبي هريرة به نحوه
.
أقول : لا يقويه ; لأن سويد بن سعيد كان عمر ، و عمي ، فربما لقن مما ليس من
حديثه ، و إن كان صادقا في نفسه ، و لذلك ضعفه البخاري و غيره جدا .
فقال البخاري :
" فيه نظر ، عمي فتلقن ما ليس من حديثه " .
قلت : فأخشى أن يكون هذا الحديث مما تلقنه . لا سيما و قد كذبه ابن معين .
و قال أحمد :
" متروك الحديث " .
و من ذلك تعلم تساهل الحافظ المنذري ( 4/153 ) ، ثم الهيثمي ( 2/301 ) في
قولهما :
" رواه أبو يعلى ، و رجاله ثقات " ! !

(5/432)


2434 - " إن لقيتم عاشرا ، فاقتلوه " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/454 ) :

ضعيف
رواه أحمد ( 4/234 ) ، و الحربي في " غريب الحديث " ( 5/32/1 ) ، و البخاري في
" التاريخ " ( 4/1/302 ) ، و الروياني في " مسنده " ( ق 251/1 ) عن ابن لهيعة
عن يزيد بن أبي حبيب عن عبد الرحمن بن حسان عن مخيس بن ظبيان [ عن رجل من بني
جذام ] عن مالك بن عتاهية مرفوعا .
قلت : و هذا إسناد ضعيف .
الجذامي لم يسم فهو مجهول ، و مثله في الجهالة الراوي عنه مخيس بن ظبيان ،
و كذا عبد الرحمن بن حسان ، و قد سقط من " التاريخ " ، أو أن الرواية هكذا وقعت
فيه ، و قد وقع في إسناد الحديث اضطراب بينه الحافظ في ترجمة ( مالك بن
العتاهية ) من الإصابة ، فلعل منه هذا السقوط ، و على كل حال فمدار ذلك كله على
ابن لهيعة ، و هو مشهور بالضعف .

(5/433)


2435 - " خمس هن قواصم الظهر : عقوق الوالدين ، و المرأة يأتمنها زوجها تخونه ،
و الإمام يطيعه الناس و يعصي الله عز وجل ، و رجل وعد عن نفسه خيرا فأخلف ،
و اعتراض المرء في أنساب الناس " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/455 ) :

ضعيف
أخرجه البيهقي في " شعب الإيمان " ( 2/60/1 ) عن محمد بن جعفر الأنباري : حدثنا
محمد بن أحمد بن أبي العوام الرياحي : حدثنا أبي : حدثنا الحارث بن النعمان :
حدثنا أبو زرعة الحجري عن سعيد بن أبي أيوب عن ابن عجلان عن سعيد بن المسيب عن
أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره .
قلت : و هذا إسناد ضعيف ، أبو زرعة الحجري اسمه وهب الله بن راشد المصري ; قال
الذهبي في " الميزان " :
" غمزه سعيد بن أبي مريم و غيره ، قال أبو حاتم : محله الصدق . و فضل ابن وارة
عليه عنبسه بن خالد " .
و في " اللسان " أنه توفي سنة ( 211 ) .
و الحارث بن النعمان هو أبو النضر البزاز ، و يقال الأكفاني ; ترجمه الخطيب (
8/207 - 208 ) ، و ذكر أنه روى عن جماعة منهم سميه الحارث بن النعمان بن أخت
سعيد بن جبير . و عنه جمع ، منهم أبو العوام أحمد بن يزيد الرياحي ، و لم يذكر
فيه جرحا و لا تعديلا ، و قال الذهبي :
" صدوق " .
و أحمد بن يزيد ; وثقه الخطيب ( 5/227 ) ، و ترجم لابنه محمد ترجمة جيدة (
1/372 ) ، و نقل عن عبد الله بن أحمد و الدارقطني أنه : صدوق .
و محمد بن جعفر الأنباري أورده الخطيب ( 2/134 ) ، و لم يذكر فيه جرحا و لا
توثيقا .
( تنبيه ) : ذهل المناوي عن الفرق بين الحارثين ، فتوهم أنه المتقدم منهما طبقة
، فأعل الحديث به ، فقال :
" و فيه الحارث بن النعمان ; أورده الذهبي في " الضعفاء " ، و قال أبو حاتم :
غير قوي " .
قلت : و هذا إنما هو ابن أخت سعيد بن جبير ، و هو تابعي صغير . فأنى لهذا أن
يروي عن أبي زرعة الحجري الذي توفي سنة ( 211 ) كما تقدم ؟ !
و رواه محمد بن يونس : نا عبد الله بن يزيد المقرىء : نا سعيد بن أبي أيوب :
أخبرني عمر بن عبد الله عن أبي ذر رضي الله عنه مرفوعا .
أخرجه الأصبهاني في " الترغيب " ( ق 61/1 - 2 ) .
و محمد بن يونس - هو الكديمي - متهم بالكذب .

(5/434)


2436 - " إن الله تعالى يقول يوم القيامة : أمرتكم ، فضيعتم ما عهدت إليكم فيه ،
و رفعتم أنسابكم ، فاليوم أرفع نسبي ، و أضع أنسابكم ، أين المتقون ؟ إن أكرمكم
عند الله أتقاكم " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/456 ) :

ضعيف جدا
رواه الحاكم ( 2/463 ) ، و عنه البيهقي في " الشعب " ( 2/89/1 ) ، و الواحدي في
" تفسيره " ( 4/82/2 ) عن محمد بن الحسن المخزومي : حدثتني أم سلمة بنت العلاء
ابن عبد الرحمن عن أبيها عن جدها عن أبي هريرة مرفوعا . و قال الحاكم :
" حديث عال غريب الإسناد و المتن " .
و تعقبه الذهبي بقوله :
" قلت : المخزومي ابن زبالة ساقط " .
قلت : و أم سلمة هذه لم أجد من ذكرها .
ثم ساق له الحاكم شاهدا من طريق طلحة بن عمرو عن عطاء بن أبي رباح عن أبي هريرة
به نحوه موقوفا ، و قال البيهقي :
" هذا هو المحفوظ بهذا الإسناد ، موقوف " .
قلت : و مع وقفه فلا يصلح للشهادة ; لأن طلحة بن عمرو متروك شديد الضعف .

(5/435)


2437 - " إن أول ما يرفع من الناس الأمانة ، و آخر ما يبقى الصلاة ، و رب مصل لا خير
فيه " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/457 ) :

ضعيف
أخرجه البيهقي في " الشعب " ( 2/106/2 ) عن حكيم بن نافع : حدثنا يحيى بن سعيد
عن سعيد بن المسيب عن عمر بن الخطاب قال : قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم : فذكره ، و قال :
" تفرد حكيم بن نافع بإسناده هذا ، و قد روي من وجه آخر عن ثابت عن أنس مرفوعا
" .
قلت : حكيم هذا ضعيف الحديث كما قال أبو حاتم .
و أخرجه ابن عساكر ( 17/361/1 ) عن أبي حازم عامر بن يحيى الغوثي : نا واصل بن
عبد الله السلامي عمن حدثه به مرفوعا ، و فيه زيادة .
قلت : و هذا إسناد مظلم ، لم أعرف أحدا منهم .

(5/436)


2438 - " إذا تسارعتم إلى الخير ، فامشوا حفاة ، فإن المحتفي يضاعف أجره على المنتعل "
.

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/458 ) :

موضوع
أخرجه الطبراني في " الأوسط " ( 5/104/4195 ) ، و عنه الخطيب في " تاريخ بغداد
" ( 11/378 ) من طريق سليمان بن عيسى السجزي : حدثنا سفيان الثوري عن ليث عن
طاووس عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره .
قلت : و هذا موضوع ، آفته السجزي ، قال الذهبي :
" هالك ، قال الجوزجاني : كذاب مصرح ، و قال أبو حاتم : كذاب . و قال ابن عدي :
يضع الحديث " .
و أورده ابن الجوزي في " الموضوعات " ( 1/217 ) من طريق الخطيب ، و قال :
" موضوع ، سليمان كذاب يضع " .
و أقره السيوطي في " اللآلي " ( 1/194 ) ، و مع ذلك سود به " الجامع الصغير " .

(5/437)


2439 - " إذا تصدقت بصدقة ، فأمضها " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/458 ) :

ضعيف
أخرجه أحمد ( 2/173 ) عن رشدين : حدثني عمرو بن الحارث أن توبة بن نمر حدثه أن
أبا [ عفير ] عريف بن سريع حدثه :
" أن رجلا سأل ابن عمرو بن العاص ، فقال : يتيم كان في حجري ، تصدقت عليه
بجارية ، ثم مات ، و أنا وارثه ؟ فقال له عبد الله بن عمر : سأخبرك بما
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم :
حمل عمر بن الخطاب على فرس في سبيل الله ، ثم وجد صاحبه قد أوقفه يبيعه ، فأراد
أن يشتريه ، فسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم فنهاه عنه ، و قال : ... الحديث
.
قلت : و هذا إسناد ضعيف ، عريف بن سريع أبو عفير ، لم يوثقه غير ابن حبان ،
و لم يرو عنه غير توبة بن نمير ، فهو علة الحديث ، و ليست هي ( رشدين ) كما
ادعى الهيثمي ( 4/166 ) ، فإنه قد تابعه ابن وهب : أخبرني عمرو به .
أخرجه البخاري في " التاريخ الكبير " ( 1/2/156 ) .

(5/438)


2440 - " من كان يؤمن بالله و اليوم الآخر ، فلا يلبس خفيه حتى ينفضهما " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/459 ) :

ضعيف
أخرجه الطبراني في " المعجم الكبير " ( 8/161/7620 ) : حدثنا يحيى بن
عبد الباقي الأذني قال : حدثنا محمد بن عوف الحمصي قال : حدثنا سعيد بن روح قال
: حدثنا إسماعيل بن عياش عن شرحبيل بن مسلم عن أبي أمامة قال :
" دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم بخفيه يلبسهما، فلبس أحدهما ، ثم جاء غراب
، فاحتمل الآخر ، فرمى به ، فخرجت منه حية ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم
: " فذكره .
قلت : و هذا إسناد ضعيف ، شرحبيل بن مسلم ، قال الحافظ :
" صدوق ، فيه لين " .
و سعيد بن روح ; لم أجد له ترجمة ، و لعل الحافظ العراقي أشار إليه بقوله في "
تخريج الإحياء " ( 2/259 ) :
" رواه الطبراني ، و فيه من لا يعرف " .
لكنه لم يتفرد به ، فقد أورد الحديث الهيثمي في " المجمع " ( 5/140 ) ، و قال :
" رواه الطبراني ، و فيه هاشم بن عمرو ، و لم أعرفه ، إلا أن ابن حبان ذكر في "
الثقات " : هاشم بن عمرو في طبقته ، و الظاهر أنه هو ، إلا أنه لم يذكر روايته
عن إسماعيل بن عياش ، و شيخ إسماعيل في هذا الحديث شامي ، فرواته ثقات ، و هو
صحيح إن شاء الله " .
كذا قال : و قد عرفت ما في شيخ إسماعيل من اللين الذي يمنع من الحكم على الحديث
بالحسن . فضلا عن الصحة .
ثم بدا لي أنه ليس في إسناد الطبراني ( هاشم بن عمرو ) ، و إنما هو عنده في
حديث آخر قبيل هذا ( 7619 ) ، فالظاهر أنه انتقل بصره إليه عند الكتابة !

(5/439)


2441 - " ما أتقاه ما أتقاه ما أتقاه ! راعي غنم على رأس جبل ، يقيم فيها الصلاة " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/460 ) :

ضعيف جدا
أخرجه الطبراني في " الكبير " ( 8/197/7707 ) عن عفير بن معدان عن سليم بن عامر
عن أبي أمامة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره .
قلت : و هذا إسناد ضعيف جدا ، من أجل عفير هذا ، فإنه ضعيف جدا كما تقدم تحت
الحديث ( 293 ) عن الهيثمي ، و نقل المناوي عنه في تخريجه لهذا الحديث أنه قال
:
" و هو مجمع على ضعفه " . قال المناوي :
" و منه يعرف ما في رمز المصنف لحسنه " .

(5/440)


2442 - " إن لكل أمة سياحة ، و إن سياحة أمتي الجهاد في سبيل الله عز وجل ، و إن لكل
أمه رهبانية ، و رهبانية أمتي الرباط في نحور العدو " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/461 ) :

ضعيف جدا
أخرجه الطبراني برقم ( 7708 ) بإسناد الذي قبله .
لكن جملة " إن سياحة أمتي الجهاد في سبيل الله " ( قد جاءت من حديث أبي أمامة
رضي الله عنه ، و هي مخرجة في " المشكاة " ( 724 ) ، و " صحيح أبي داود " (
1247 ) ، و الجملة الأخرى رويت في أحاديث بلفظ " الجهاد " ، و هو مخرج في "
الصحيحة " ( 555 ) .

(5/441)


2443 - " عليكم بالتواضع ، فإن التواضع في القلب ، و لا يؤذين مسلم مسلما ، فلرب
متضاعف في أطمار ، لو أقسم على الله عز وجل لأبره " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/461 ) :

موضوع
أخرجه الطبراني في " المعجم الكبير " ( رقم 7768 ) من طريق محمد بن سعيد عن
عروة بن رويم عن القاسم عن أبي أمامة مرفوعا .
قلت : و هذا موضوع ، آفته محمد بن سعيد هذا ، و هو المصلوب في الزندقة ، و هو
كذاب معروف بوضع الحديث ، و به أعله المناوي نقلا عن الهيثمي .

(5/442)


2444 - " ثلاثة في ظل الله يوم لا ظل إلا ظله ، رجل حيث توجه علم أن الله معه ، و رجل
دعته امرأة إلى نفسها ، فتركها من خشية [ الله ] ، و رجل أحب لجلال الله " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/461 ) :

ضعيف جدا
أخرجه الطبراني في " الكبير " ( رقم 7935 ) ، و الديلمي ( 2/62 ) عن بشر بن
نمير عن القاسم عن أبي أمامة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
فذكره .
قلت : و هذا إسناد واه بمرة ، بشر بن نمير ; قال الحافظ :
" متروك ، متهم " .
و يشهد للفقرة الثانية و الثالثة حديث " الصحيحين " بلفظ :
" سبعة يظلهم الله تحت ظله .. " الحديث ، و فيه : " ... و رجلان تحابا في الله
، اجتمعا عليه و تفرقا عليه ، و رجل دعته امرأة ذات منصب و جمال ، فقال : إني
أخاف الله .. " . و هو مخرج في " الإرواء " ( 887 ) .

(5/443)


2445 - " من صلى العشاء في جماعة ، فقد أخذ بحظه من ليلة القدر " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/462 ) :

موضوع
أخرجه الطبراني في " الكبير " ( رقم 7745 ) من طريق سليمان بن سلمة قال : حدثنا
بقية عن مسلمة بن علي عن يحيى بن الحارث عن القاسم عن أبي أمامة قال : قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره .
قلت : و هذا إسناد موضوع ، آفته مسلمة بن علي ، و هو الخشني ، متهم بالوضع ،
كما سبق تحت الحديث ( 141 ) .
و مثله سليمان بن سلمة ، و هو الخبائري .
و بقية مدلس ، و قد عنعنه .
و الحديث قال الهيثمي ( 1/40 ) :
" رواه الطبراني في " الكبير " ، و فيه مسلمة بن علي ، و هو ضعيف " ! !

(5/444)


2446 - " ست من جاء بواحدة منهن ، جاء و له عهد يوم القيامة ، تقول كل واحدة منهن : قد
كان يعمل بي : الصلاة ، و الزكاة ، و الحج ، و الصيام ، و أداء الأمانة ، و صلة
الرحم " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/463 ) :

ضعيف
أخرجه الطبراني في " الكبير " ( رقم 7993 ) عن عبيد بن يعيش : حدثنا يونس بن
بكير قال : حدثنا يحيى بن أبي حية عن أبي العالية قال : سمعت أبا أمامة
يقول : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره .
قلت : و هذا إسناد ضعيف ، يحيى بن أبي حية ، قال الحافظ :
" ضعفوه لكثرة تدليسه " .
و قال الهيثمي في " المجمع " ( 1/46 ) ، و تبعه المناوي في " الفيض " :
" رواه الطبراني في " الكبير " ، و في إسناده يونس بن أبي حثمة ( و في المناوي
: خيثمة ) ، و لم أر أحدا ذكره " !
قلت : إنما هو يونس بن بكير ، تحرف على الهيثمي أو على ناسخ نسخته من " الكبير
" .
و يؤيد ما ذكرت أن يونس بن بكير قد ذكر في شيوخ عبيد بن يعيش . و قد أخرجه أبو
جعفر الطوسي في " الأمالي " ( ص 6 ) عن يونس بن بكير به .

(5/445)


2447 - " إن أول ما يرفع من هذه الأمة الحياء و الأمانة ، فسلوهما الله عز وجل " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/463 ) :

ضعيف
أخرجه البيهقي في " الشعب " ( 2/106/2 ) عن كثير بن يحيى : حدثني قزعة : حدثنا
داود بن أبي هند قال :
لقيت شيخا بأيلة قال : سمعت أبا هريرة يقول : قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم : فذكره .
قلت : و هذا إسناد ضعيف فيه ثلاث علل :
1 - جهالة الشيخ الأيلي ، فإنه لم يسم .
2 و 3 - ضعف قزعة ، و هو ابن سويد الباهلي ، و كثير بن يحيى ، و هو صاحب البصري
.

(5/446)


2448 - " من وقي شر لقلقه ، و قبقبه ، و ذبذبه ، فقد وقي الشر كله ، أما ( لقلقه )
فاللسان ، ( و قبقبه ) فالفم ، و ( ذبذبه ) فالفرج " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/464 ) :

ضعيف جدا
أخرجه البيهقي في " شعب الإيمان " ( 4/361/5409 ) من طريق أبي شجاع أحمد بن
مخلد الصيدلاني : حدثنا إبراهيم بن سليمان الزيات : حدثنا عبد الحكم عن أنس
قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره . و قال البيهقي :
" و في إسناده ضعف " .
قلت : و علته عبد الحكم هذا ، و هو ابن عبد الله و يقال : ابن زياد القسملي
البصري ، متفق على ضعفه ، بل قال ابن حبان في " الضعفاء " ( 2/143 ) :
" كان ممن يروي عن أنس ما ليس من حديثه ، و لا أعلم له معه مشافهة ، لا يحل
كتابة حديثه إلا على جهة التعجب " .
و إبراهيم بن سليمان الزيات - و هو البلخي - مختلف فيه ، فقال ابن عدي ( 1/265
) :
" ليس بالقوي " .
و ذكره ابن حبان في " الثقات " ( 8/67 - 68 ) ، و قال :
" مستقيم الحديث إذا روى عن الثقات ، و هو الذي يروي عن عبد الحكم عن أنس
بصحيفة ، لم ندخله في أتباع التابعين ; لأن عبد الحكم لا شيء " .
و أما الصيدلاني فلم أعرفه .
و الحديث أورده الغزالي في " الإحياء " ( 3/109 ) باللفظ المذكور أعلاه ، فقال
الحافظ العراقي في " تخريجه " :
" أخرجه أبو منصور الديلمي من حديث أنس بسند ضعيف بلفظ : ( فقد وجبت له الجنة )
" .
قلت : ففاته أنه عند البيهقي ، و بلفظ " الإحياء " !
و من تناقضات السيوطي أنه عزاه في " الجامع الصغير " للبيهقي لكن بلفظ "
الإحياء " الذي عند الديلمي ! و أما في " الجامع الكبير " فأورده بلفظ البيهقي
الذي أعلاه . و لم يتنبه لذلك كله المناوي في " فيض القدير " ، و لا في "
التيسير " . و الله هو الموفق .
ثم إن في ترجمة ابن حبان لعبد الحكم القسملي المتقدمة و الراوي عنه ما يدل أنه
ضعيف جدا عنده ، و هو ما يفيده قول البخاري فيه في " التاريخ الكبير " (
3/2/129 ) :
" منكر الحديث " .
و لا أدري لم لم يذكر الحافظ في " التهذيب " هذا النص من الإمام البخاري في
ترجمة عبد الحكم هذا ، فإنه مهم جدا كما لا يخفى على العلماء .
ثم إن الحديث علقه ابن حزم في جملة ما علق من الأحاديث الواهية في كتابه " طوق
الحمامة " ( ص 123 ) بلفظ حديث الترجمة ، و لكنه قال :
" فقد وقى شر الدنيا بحذافيرها " .
و لم أقف عليه بهذا اللفظ .
و يغني عن هذا الحديث من حيث المعنى قوله صلى الله عليه وسلم :
" من وقاه الله شر ما بين لحييه ، و شر ما بين رجليه دخل الجنة " .
رواه الترمذي و ابن حبان و غيرهما ، و هو مخرج في " الصحيحة " ( 510 ) ، و أما
الزبيدي في " شرح الإحياء " ( 7/450 ) فجعله شاهدا للحديث ، و ليس بجيد ، لأنه
شاهد قاصر ، و لا سيما من الناحية اللفظية . كما هو ظاهر .

(5/447)


2449 - " إذا عاهة نزلت من السماء ، صرفت عن عمار المساجد " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/466 ) :

منكر
رواه أبو نعيم في " أخبار أصبهان " ( 1/159 ) عن زافر بن سليمان عن عبد الله
ابن أبي صالح عن أنس بن مالك مرفوعا .
قلت : و هذا إسناد ضعيف ، زافر بن سليمان مختلف فيه ، و يبدو من مجموع ما قيل
فيه أنه صدوق في نفسه ضعيف في حفظه ، يعتبر به ، و ذكر به في " الميزان "
حديثين مما أنكر عليه ، هذا أحدهما .

(5/448)


2450 - " إن الأنبياء ليتكاثرون بأمتهم و بكثرتهم ، و إني لأرجو أن أكون أكثرهم ،
و لقد أعطي موسى بن عمران خصلات لم يعطهن نبي ، إنه مكث يناجي ربه أربعين يوما
، و لا ينبغي لمتناجين أن يتناجيا أطول من مناجاتهما " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/466 ) :

ضعيف
رواه ابن حبان في ترجمة جبير بن نفير بن عامر الحضرمي من كتابه " الثقات " (
4/111 ) : حدثنا العباس بن الخليل بن جابر الطائي أبو الخليل بحمص من كتابه :
حدثنا نصر بن خزيمة بن علقمة بن محفوظ بن علقمة الحضرمي : حدثنا أبي عن نصر بن
علقمة عن أخيه محفوظ بن علقمة بن عائذ حدثني جبير بن نفير عن عوف بن مالك
مرفوعا .
قلت : و هذا إسناد ضعيف ، العباس هذا قال أبو أحمد الحاكم في " الكنى " (
4/330/2034 ) :
" فيه نظر " .
و نصر بن خزيمة ، أورده ابن أبي حاتم ( 4/1/473 ) برواية سليمان بن عبد الحميد
الحمصي عنه ، و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا .
و أبوه خزيمة لم أجد من ذكره .
و لطرفه الأول شواهد بنحوه ، و لذلك خرجته في " الصحيحة " ( 1589 ) .

(5/449)


2451 - " أتاني جبريل عليه السلام ، فقرأ : *( بسم الله الرحمن الرحيم )* ، فجهر فيها
" .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/467 ) :

موضوع
أخرجه الدارقطني في " السنن " 0 1/307/18 ) ، و نظام الملك في " جزء فيه مجلسان
من أماليه " ( ق 11/2 ) من طريق محمد بن الحسن أبي بكر المقريء : حدثنا محمد بن
الفضل الطبري : حدثنا هارون البزاز : حدثنا الفضل بن دكين : حدثنا خالد بن
إلياس عن المقبري عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
قلت : و هذا إسناد تالف ، و المتهم به ( خالد بن إلياس ) ، فإنه متروك ; كما
قال الحافظ تبعا للحفاظ المتقدمين ، بل قال ابن حبان في " المجروحين " ( 1/279
) :
" يروي الموضوعات عن الثقات ، حتى يسبق إلى القلب أنه الواضع لها " .
قلت : و لا يصح في الجهر بالبسملة حديث ، و كل ما ورد في الباب لا يصح إسناده ،
و في الصحيح خلاف ذلك ، فراجع : " نصب الراية " و غيرها .

(5/450)


2452 - " قم فصل ، فإن في الصلاة شفاء " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/468 ) :

ضعيف
أخرجه ابن ماجه ( 2/345 ) ، و أحمد ( 2/390 و 403 ) من طريق ذواد بن علبة عن
ليث عن مجاهد عن أبي هريرة قال :
هجر النبي صلى الله عليه وسلم فهجرت ، فصليت ، ثم جلست ، فالتفت إلى النبي
صلى الله عليه وسلم فقال : أشكمت ( و في المسند : أشكنب ) درر ؟ قلت : نعم يا
رسول الله ، قال : فذكره .
قلت : و هذا إسناد ضعيف ، فإن ليثا هو ابن أبي سليم و هو ضعيف ، و كذا الراوي
عنه ذواد بن علبة ، و قد خولف ، فقال الذهبي في ترجمته من " الميزان " :
" و الأصح ما رواه المحاربي عن ليث عن مجاهد مرسلا ، و معناه اشتكى بطنك ؟ " .
نعم تابعه من لا تساوي روايته فلسا .
فرواه ابن عدي ( 343/1 ) عن عثمان بن عبد الرحمن : حدثنا مجاشع بن عمرو عن ليث
عن مجاهد عن أبي هريرة : أن النبي صلى الله عليه وسلم رآه مضطجعا ... الحديث
مثله . و قال :
" هذا إنما يعرف بذواد بن علبة عن ليث مسندا ، و رواه عبد السلام بن حرب و غيره
عن ليث موقوفا عن أبي هريرة أن أبا هريرة قال لمجاهد : اشنكب دردر " .
قلت : مجاشع بن عمرو متهم بالكذب ، و مثله عثمان بن عبد الرحمن ، و هو الوقاصي
.
و للحديث شاهد و لكنه ضعيف جدا ، فلا يأخذ الحديث به قوة .
رواه ابن عدي ( 8/1 ) عن إبراهيم بن البراء بن النضر بن أنس بن مالك : حدثنا
شعبة عن الحكم عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أبي الدرداء قال :
رآني رسول الله و أنا نائم مضطجع على بطني ، فضربني برجله ، فقال اشكمت ورد ،
يعني تشتكي بطنك ؟ قلت : نعم ، قال : فذكره ، و قال :
" و إبراهيم بن البراء هذا أحاديثه كلها مناكير موضوعة ، و من اعتبر حديثه على
أنه ضعيف جدا ، و هو متروك الحديث " .
و قد أشار إلى ضعف الحديث الطبري في " تفسيره " ( 2/13/851 ) ، فقال :
" روي عنه صلى الله عليه وسلم أنه رأى أبا هريرة ... " .

(5/451)


2453 - " لست من دد <1> و لا دد مني " .
*--------------------------------------------------------------------------*
[1] الدد : اللهو و اللعب . اهـ .
1
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/469 ) :

ضعيف
رواه البخاري في " الأدب المفرد " ( 785 ) ، و الدولابي ( 1/179 ) ، و البزار (
2402 - كشف ) ، و العقيلي في " الضعفاء " ( 467 ) ، و الطبراني في " الأوسط " (
ص 310 - حرم ) ، و الدارقطني في " الأفراد " ( رقم 37 ج2 ) عن يحيى بن محمد بن
قيس أبي زكير عن عمرو بن أبي عمرو عن أنس مرفوعا ، و قال :
" يحيى بن محمد بن قيس لا يتابع على حديثه ، و تابعه على هذا من هو دونه " .
قلت : و هو منكر الحديث كما سبق بيانه في الحديث ( 229 ) .
و قد تابعه عمر بن الصلت البصري عند ابن عساكر ( 11/51/1 ) ، و لم أعرفه .
و في " العلل " ( 2/266 ) :
" سألت أبي و أبا زرعة عن حديث رواه أبو زكير ( فذكره ) ؟ فقالا :
هكذا رواه أبو زكير ، و رواه الدراوردي عن عمرو عن المطلب بن عبد الله عن
معاوية بن أبي سفيان عن النبي صلى الله عليه وسلم . قلت لأبي زرعة : أيهما عندك
أشبه ؟ قال : الله أعلم ، ثم تفكر ساعة ، فقال : حديث الدراوردي أشبه . و سألت
أبي ؟ فقال : حديث معاوية أشبه " .
قلت : و علته عنعنة المطلب بن عبد الله ، فإنه كان كثير التدليس و الإرسال ،
كما قال الحافظ في " التقريب " .
و رواه الإسماعيلي في " معجمه " ( 1/341/23 ) بسند مجهول عن ابن جريج عن أبي
الزبير عن جابر . و ابن جريج و أبو الزبير مدلسان .

(5/452)


2454 - " كان يكتحل بالإثمد قبل أن ينام كل ليلة " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/470 ) :

ضعيف
رواه أصحاب السنن ، و الطبراني ( 11888 ) عن عباد بن منصور عن عكرمة عن ابن
عباس مرفوعا .
قلت : و إسناده ضعيف ، رجاله ثقات ، غير أن عباد بن منصور كان يدلس ، و قد تغير
بأخرة . و هو مخرج في " إرواء الغليل " ( 1/119/76 ) .

(5/453)


2455 - " كان يلبس برده الأحمر في العيدين و الجمعة " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/470 ) :

ضعيف
رواه ابن سعد ( 1/451 ) ، و ابن خزيمة ( 1766 ) ، و أبو الشيخ في " أخلاف النبي
" ( ص 100 ) ، و البيهقي في " السنن " ( 3/247 و 280 ) ، و الأصبهاني في "
الترغيب " ( 51/2 ) عن حجاج عن أبي جعفر عن جابر بن عبد الله مرفوعا .
قلت : و هذا إسناد ضعيف ، حجاج هو ابن أرطاة : مدلس ، و قد عنعنه .
و في رواية للبيهقي من هذا الوجه :
" كان له برد يلبسها في العيدين و الجمعة " .
و في أخرى لابن سعد عن حجاج عن أبي جعفر محمد بن علي مرفوعا مرسلا بلفظ :
" كان يلبس يوم الجمعة برده الأحمر ، و يعتم يوم العيدين " .
و أخرجه الشافعي في " الأم " ( 1/206 ) ، - و من طريقه البيهقي - و أبو الشيخ
عن إبراهيم عن جعفر عن أبيه عن جده :
أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يلبس برد حبرة في كل عيد .
و جعفر هذا هو ابن أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ، فيكون
جده علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب . فيكون مرسلا أيضا ، لكن إبراهيم شيخ
الشافعي - و هو ابن محمد بن أبي يحيى المدني - متروك .
و قد ثبت الحديث من حديث ابن عباس دون ذكر العيدين ، و قد خرجته في الكتاب
الآخر رقم ( 1279 ) .

(5/454)


2456 - " كان يكثر دهن رأسه و يسرح لحيته بالماء " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/471 ) :

ضعيف جدا
رواه عباس الدوري في " كتاب التاريخ و العلل لابن معين " ( 6/2 ) ، و من طريقه
البيهقي في " الشعب " ( 5/226/6463 ) قال : حدثنا قبيصة قال : حدثنا سفيان
الثوري عن الربيع بن صبيح عن يزيد الرقاشي عن أنس مرفوعا . و قال :
" لم نسمع هذا الحديث من إنسان غير قبيصة " .
قلت : و هو ابن عقبة السوائي الكوفي ، و هو ثقة .
و رواه ابن سعد ( 1/484 ) عنه ، فقال : أخبرنا قبيصة بن عقبة به .
و قد تابعه ابن كثير : حدثنا سفيان به .
أخرجه البيهقي أيضا .
و تابعه وكيع عن الربيع بن صبيح به .
أخرجه الترمذي في " الشمائل " ( 1/100 - بالشرح ) ، و أبو الشيخ في " الأخلاق "
( ص 149 ) ، و البيهقي .
قلت : فعلة الحديث يزيد الرقاشي ، أورده الذهبي في " الضعفاء " ، و قال :
" قال النسائي و غيره : متروك " .

(5/455)


2457 - " كان يلبس قميصا فوق الكعبين ، مستوى الكمين بأطراف أصابعه " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/472 ) :

ضعيف جدا
رواه ابن الأعرابي في " المعجم " ( 21/2 ) : نا الحسن بن عفان [ هو ابن علي بن
عفان ] : نا معاوية بن هشام عن علي بن صالح عن مجاهد عن ابن عباس مرفوعا .
رواه أبو الشيخ في " الأخلاق " ( ص 90 - 91 ) ، و أبو نعيم في " أخبار أصبهان "
( 2/347 ) عن الحسن بن علي : حدثنا معاوية بن هشام به ، إلا أنهما زادا في
السند : عن علي بن صالح عن مسلم عن مجاهد به .
و هكذا أخرجه الحاكم ( 4/195 ) من طريق المعافى بن عمران عن علي بن صالح بن حي
عن مسلم الملائي عن مجاهد به نحوه ، و قال :
" صحيح الإسناد " .
و رده الذهبي بقوله :
" قلت : مسلم تالف " .
قلت : و هو ابن كيسان البراد الأعور .
و قال في " الضعفاء " :
" تركوه " .
و أما الحافظ ، فقال :
" ضعيف " .
و قد روي عنه بلفظ آخر ، و هو :
" كان يلبس قميصا قصير الكمين و الطول " .

(5/456)


2458 - " كان يلبس قميصا قصير الكمين و الطول " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/473 ) :

ضعيف
رواه ابن سعد ( 1/459 ) ، و ابن ماجه ( 3577 ) ، و عبد بن حميد في " المنتخب من
المسند " ( 71/1 ) ، و أبو الشيخ في " الأخلاق " ( 91 ) ، و الطبراني في "
الكبير " ( رقم 11136 ) ، و الخطيب في " الجامع " ( 1/153/199 ) عن الحسن بن
صالح عن مسلم الملائي عن مجاهد عن ابن عباس رفعه .
و خالفه خالد بن عبد الله ، فقال : عن مسلم الأعور عن أنس قال : فذكره مرفوعا
بلفظ :
" كان قميصه قطنا ، قصير الطول ، قصير الكمين " .
أخرجه ابن سعد ( 1/458 ) ، و البيهقي في " الشعب " ( 6168 ) .
و الأعور متروك ; كما تقدم في الحديث الذي قبله .
و أخرج أبو داود ( 4027 ) ، و عنه البيهقي في " الشعب " ( 5/154/6167 ) ،
و الترمذي ( 3/63 - تحفة ) ، و في " الشمائل " ( ص 134 ) ، و عنه البغوي في "
شرح السنة " ( 12/7/3072 ) ، و النسائي في " الكبرى " ( 5/481/9665 ) من طريق
بديل بن ميسرة عن شهر بن حوشب عن أسماء بنت يزيد بن السكن الأنصارية قالت :
" كان كم يد رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الرسغ " .
و قال الترمذي :
" حديث حسن غريب " .
قلت : و شهر ضعيف لسوء حفظه ، قال الحافظ في " التقريب " :
" صدوق ، كثير الإرسال و الأوهام " .
قلت : و هذا الحديث مما يؤكد ذلك ، فقد أخرجه ابن أبي الدنيا في " التواضع
و الخمول " ( رقم 155 ) ، و أبو الشيخ في " أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم " (
ص 102 - النهضة ) ، و عنه البغوي ( رقم 3073 ) بلفظ :
" أسفل من الرسغ " !
فزاد : " أسفل " !
و هذا يدل على عدم حفظه و ضبطه .
و لا يصح تقويته بما رواه محمد بن ثعلبة بن سواء : حدثنا عمي محمد بن سواء :
حدثنا همام عن قتادة عن أنس مرفوعا بلفظ ( شهر بن حوشب ) المختصر .
أخرجه البزار ( 3/362/2946 ) ، و أبو الشيخ أيضا ( ص 91 ) ، و البيهقي أيضا (
6169 ) ، و قال البزار :
" لا نعرفه عن أنس إلا بهذا الإسناد " .
قلت : و رجاله ثقات ; غير محمد بن ثعلبة فلم يوثقه أحد ، بل قال أبو حاتم :
" أدركته ، و لم أكتب عنه " !
لكن روى عنه أبو زرعة ، فلعله لذلك قال الحافظ في " التقريب " :
" صدوق " .
قلت : فإن سلم منه فالعلة من عنعنة قتادة ، فإنه رمي بالتدليس ، و شهر من شيوخه
، فيمكن أن يكون قد دلسه .
و قد خفيت هذه العلة على الشيخ عبد الله الدويش رحمه الله ، فجعل حديث قتادة
هذا شاهدا - في كتابه " تنبيه القاري " ( 17 - 18 ) - لحديث شهر ! و لا غرابة
في ذلك ، فإنه ليس من رجال هذا المجال ، و لا معرفة لديه بالعلل ، و بخاصة ما
كان منها من العلل الخفية كهذه ، و كل ما صنعه في هذا الذي سماه شاهدا ; أنه
وثق رجاله اعتمادا على " التقريب " ، و على قول الهيثمي في " مجمع الزوائد " 0
5/121 ) :
" رجاله ثقات " !
ثم رأيت في " كامل ابن عدي " ( 2/314 ) في ترجمة الحسن بن صالح بن حي بن مسلم
ابن حيان بسنده عنه عن مسلم عن مجاهد عن ابن عمر قال : فذكر حديث الترجمة دون
لفظ " الطول " .
و مسلم هذا - هو ابن كيسان الأعور - و هو متروك ، و قد روى عنه بزيادة : "
بأطراف أصابعه " ، لكن جعله من مسند ابن عباس ! و تقدم تخريجه ، و هو الذي قبله
.
( تنبيه ) : أورد حديث الترجمة الدكتور محمد عبد العزيز عمرو في كتابه " اللباس
و الزينة " ( ص 308 ) ، و قال :
" أخرجه الحاكم و ابن حبان ، و صححاه ، فيض القدير ( 5/246 ) ، و نسبه السيوطي
لابن عساكر ، و رمز لضعفه " .
فأقول : فيه أمور :
أولا : لا يوجد في الصفحة المذكورة من المجلد المذكور التخريج المزبور !
ثانيا : و لم يخرجه ابن حبان في " صحيحه " ، و لذلك ليس له ذكر في " إحسان
الأمير الفارسي " و لا في " زوائد الهيثمي " .
ثالثا : سكت عن تصحيح الحاكم ، و قد تعقبه الذهبي بذاك المتروك ، و هذا السكوت
من الأدلة الكثيرة على أنه لم يعط أحاديث كتابه حقها من البحث و التحقيق ، فهو
كغيره في هذا الميدان ; حواش قماش .
رابعا : قوله : " و رمز لضعفه " يشعر بأنه لا يدري أنه لا يعتد برموز السيوطي
في " الجامع الصغير " لأسباب كنت بينتها في مقدمتي على " ضعيف الجامع الصغير "
، و هو مطبوع ، فليراجعها من شاء .

(5/457)


2459 - " كان يتبوأ لبوله كما يتبوأ لمنزله " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/477 ) :

ضعيف
رواه ابن عدي ( 178/1 و 3/378 - ط ) عن يزيد بن سنان : حدثنا أبو عاصم : حدثنا
سعيد بن زيد عن واصل مولى أبي عيينة عن يحيى بن عبيد عن أبيه مرفوعا ،
و قال :
" سعيد بن زيد أخو حماد بن زيد ، ليس له متن منكر لا يأتي به غيره ، و هو عندي
في جملة من ينسب إلى الصدق " .
و رواه ابن سعد ( 1/383 ) : أخبرنا مسلم بن إبراهيم : أخبرنا سعيد بن زيد به .
و رواه ابن منده في " المعرفة " ( 2/37/2 ) عن سعيد به ، إلا أنه قال :
" يحيى بن عبيد الجهضمي " .
ثم رواه ابن عدي ( 243/2 و 5/31 - ط ) عن عمر بن هارون عن الأوزاعي عن يحيى بن
أبي كثير عن عبد الله بن أبي قتادة عن أبيه مرفوعا ، و قال :
" لا أعلم رواه عن الأوزاعي غير عمر بن هارون " .
قلت : و هو متروك متهم .
و من الوجه الأول رواه الطبراني في " الأوسط " ( 4/69/3088 - ط ) ، لكنه قال :
" .. عن أبيه عن أبي هريرة " . و قال الهيثمي في " المجمع " ( 1/204 ) :
" و يحيى بن عبيد عن أبيه لم أر من ذكرهما ، و بقية رجاله موثقون " .
كذا قال ، و هما من رجال " التهذيب " ، فيحيى بن عبيد - و هو مولى السائب بن
أبي السائب المخزومي - وثقه النسائي و ابن حبان .
و عبيد ذكره ابن حبان في " الثقات " ( 5/139 ) ، لكن قال الذهبي في " الميزان "
:
" ما روى عنه سوى ابنه يحيى " . و لذا قال الحافظ في " التقريب " :
" مقبول " .
لكنه في " الإصابة " أفاد أنه ليس هو راوي هذا الحديث ، و إنما ( عبيد بن رحى )
بمهملتين مصغرا ( الجهضمي ) . و هكذا هو في رواية ابن سعد كما تقدم . و حكى
الحافظ عن بعضهم أن له صحبة ، و عن أبي زرعة أنه مرسل كما يأتي ، ثم ذكر له هذا
الحديث ، و لكنه لم يذكر ما يدل على ثبوت صحبته ، لا سيما و هو عند الطبراني من
روايته عن أبي هريرة . والله أعلم .
قلت : و خالفهم أيضا أبو زرعة ، فقال في هذا الحديث :
" هذا مرسل " .
كما في " علل ابن أبي حاتم " ( رقم 87 ) . و أشار البغوي في " شرح السنة " (
1/375 ) إلى تضعيف الحديث .

(5/458)


2460 - " رجعنا من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/478 ) :

منكر
قال الحافظ العراقي في " تخريج الإحياء " ( 2/6 ) :
" رواه البيهقي في " الزهد " من حديث جابر ، و قال : هذا إسناد فيه ضعف " .
و قال الحافظ ابن حجر في " تخريج الكشاف " ( 4/114 - رقم 33 ) : بعد أن حكى
كلام البيهقي فيه :
" و هو من رواية عيسى بن إبراهيم عن يحيى بن يعلى عن ليث بن أبي سليم ،
و الثلاثة ضعفاء ، و أورده النسائي في " الكنى " من قول إبراهيم بن أبي عبلة
أحد التابعين من أهل الشام " .
قلت : عيسى بن إبراهيم هو البركي ، و قد قال فيه الحافظ في " التقريب " :
" صدوق ربما وهم " ، فإطلاقه الضعف عليه - كما سبق - ليس بجيد .
و هذا هو الذي اعتمده الحافظ ; أنه من قول إبراهيم هذا ، فقد قال السيوطي في "
الدرر " ( ص 170 ) :
" قال الحافظ ابن حجر في " تسديد القوس " : هو مشهور على الألسنة ، و هو من
كلام إبراهيم بن أبي عبلة في " الكنى " للنسائي " .
ثم تعقبه السيوطي بحديث جابر الآتي من رواية الخطيب ، و لو تعقبه برواية
البيهقي السابقة لكان أولى ; لخلوها من متهم ، بخلاف رواية الخطيب ففيها كذاب !
كما يأتي قريبا بلفظ :
" قدمتم خير مقدم .. " .
و نقل الشيخ زكريا الأنصاري في تعليقه على " تفسير البيضاوي " ( ق 110/1 ) عن
شيخ الإسلام ابن تيمية أنه قال :
" لا أصل له " . و أقره .
و قال في مكان آخر ( 202/1 ) :
" رواه البيهقي و ضعف إسناده ، و قال غيره : لا أصل له " .
و أما قول الخفاجي في " حاشيته على البيضاوي " ( 6/316 ) :
" و في سنده ضعف مغتفر في مثله " .
فغير مستقيم ; لأن ظاهره أنه حسن ، و كيف ذلك و في سنده ثلاثة ضعفاء ، و قد
اتفق من تكلم فيه على ضعفه ؟ !
ثم بعد سنين ، وقفت على الحديث في " الزهد " للبيهقي ( 42/1 ) ، فإذا هو بلفظ :
" قدمتم خير مقدم ، قدمتم من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر : مجاهدة العبد
هواه " .
و كذلك رواه أبو بكر الشافعي في " الفوائد المنتقاة " ( 13/83/1 ) من طريق عيسى
ابن إبراهيم البركي قال : نا يحيى بن يعلى قال : نا ليث عن عطاء عن جابر قال :
قدم على النبي صلى الله عليه وسلم قوم عراة ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم :
فذكره .
قلت : و هذا سند ضعيف ، ليث هو ابن أبي سليم ، و هو ضعيف لاختلاطه ، و يحيى بن
يعلى ; الظاهر أنه الأسلمي ، و هو ضعيف أيضا ، و بقية رجاله ثقات .
و الحديث رواه الخطيب أيضا في " تاريخه " ( 13/523 - 524 ) من طريق الحسن بن
هاشم عن يحيى بن أبي العلاء ، قال : حدثنا ليث به .
و الحسن بن هاشم ; لم أجد له ترجمة .
و يحيى بن أبي العلاء لعله يحيى بن العلاء الكذاب ، و لكن يغلب على الظن أنه
يحيى بن يعلى المذكور في سند أبي بكر الشافعي و البيهقي ، تحرف اسم أبيه على
ناسخ " التاريخ " ، فإنه المذكور في الرواة عن ليث . و يؤيده أن السيوطي أورد
الحديث في " الدرر " ( ص 170 ) من رواية الخطيب متعقبا به على الحافظ ابن حجر
جزمه بأن الحديث من قول إبراهيم بن أبي عبلة ، فلو كان في سند الخطيب الوضاع
المذكور ; لما تعقب به السيوطي إن شاء الله تعالى .
ثم رأيته على الصواب في " ذم الهوى " لابن الجوزي ( ص 39 ) من طريق الخطيب ،
بدلالة أحد الإخوان جزاه الله خيرا .
و الحديث قال فيه شيخ الإسلام ابن تيمية في " مجموع الفتاوي " ( 11/197 ) :
" لا أصل له ، و لم يروه أحد من أهل المعرفة بأقوال النبي صلى الله عليه وسلم
و أفعاله ، و جهاد الكفار من أعظم الأعمال ، بل هو أفضل ما تطوع به الإنسان ..
" .
ثم ذكر بعض الآيات و الأحاديث الدالة على أنه من أفضل الأعمال ، فكأنه
رحمه الله يشير بذلك إلى استنكار تسميته بالجهاد الأصغر .

(5/459)


2461 - " إن ورك المؤمن اليسرى لفي الجنة ، و ذلك أنه لا تتم له صلاة حتى يتورك عليها
" .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/481 ) :

موضوع
أخرجه ابن عدي في " الكامل " ( 7/126 ) من طريق هارون بن هارون أبي عبد الله
التيمي : سمعت عبد الرحمن الأعرج يحدث عن أبي هريرة مرفوعا به .
أورده في ترجمة ( هارون ) هذا ، و قال :
" أحاديثه عن الأعرج و غيره مما لا يتابعه الثقات عليه " .
و روى نحوه عن البخاري . و في رواية قال :
" ليس بذاك " .
و قال ابن حبان في " المجروحين " ( 3/94 ) :
" كان ممن يروي الموضوعات عن الأثبات ، لا يجوز الاحتجاج به و لا الرواية عنه
إلا على سبيل الاعتبار ; لأهل الصناعة فقط " .
قلت : و سيأتي له حديث آخر موضوع برقم ( 6589 ) .

(5/460)


2462 - " إن الله اختار لكم من الكلام أربعا ليس القرآن ، و هن من القرآن : سبحان الله
، و الحمد لله ، و لا إله إلا الله ، و الله أكبر " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/482 ) :

ضعيف
أخرجه الطبراني في " الكبير " ( ق 51/2 مجموع 6 ) ، و البزار ( 3071 ) من طريق
إسحاق بن سليمان عن معاوية بن يحيى عن يونس بن ميسرة عن أبي إدريس عن أبي
الدرداء قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره .
قلت : و هذا إسناد ضعيف ، معاوية بن يحيى - و هو الصدفي - ضعيف كما قال الحافظ
. لكن قد صح بلفظ : " أحب الكلام إلى الله أربع .. " فذكرها ، رواه مسلم و غيره
من حديث سمرة بن جندب ، و هو مخرج في " الإرواء " ( 1177 ) .

(5/461)


2463 - " إن للشيطان مصالي و فخوخا ، و إن مصالي الشيطان و فخوخه البطر بأنعم الله ،
و الفخر بأعطاء الله ، و الكبر على عباد الله ، و اتباع الهوى في غير ذات الله
" .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/482 ) :

ضعيف
رواه الديلمي ( 1/291 ) ، و ابن عساكر في " مدح التواضع " ( 93/1 - 2 ) عن
إسماعيل بن عياش : حدثني يزيد بن أيهم عن الهيثم بن مالك الطائي قال : سمعت
النعمان بن بشير يقول على المنبر : إن للشيطان ... الحديث .
هكذا وقع عند ابن عساكر موقوفا لم يرفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، و في
" الديلمي " مرفوعا . و قد أورده السيوطي في " الجامع " عن ابن عساكر ، يعني
مرفوعا فلعله سقط رفعه من الأصل الذي نقلته منه ، و هو مخطوط محفوظ في ظاهرية
دمشق .
ثم وجدته في " فضيلة الشكر " للخرائطي ( ق 135/1 ) من هذا الوجه موقوفا أيضا ،
و من طريق الخرائطي رواه ابن عساكر في " تاريخ دمشق " ( 17/297/1 ) موقوفا .
و من طريق غيره مرفوعا .
و أخرجه البخاري في " الأدب المفرد " ( رقم 553 ) موقوفا أيضا ، و كذا في "
التاريخ الكبير " ( 4/2/321 ) في ترجمة يزيد بن أيهم - و هو شامي - ، و لم يذكر
فيه جرحا و لا تعديلا ، و كذلك صنع ابن أبي حاتم ( 4/2/252 ) ، و لم يوثقه غير
ابن حبان ( 7/618 ) ، لكن روى عنه ثقتان آخران ، و قال الحافظ في " التقريب " :
" مقبول " .
و بالجملة ، فالحديث ضعيف مرفوعا ، و يحتمل التحسين موقوفا . والله أعلم .
ثم رأيت الحافظ الفسوي قد أخرجه مرفوعا أيضا في " المعرفة و التاريخ " ( 2/446
) قال حدثنا أبو اليمان : حدثنا إسماعيل بن عياش به . و عزاه إليه الحافظ ابن
كثير في " البداية " ( 8/245 ) بسنده ، و سكت عليه .

(5/462)


2464 - " الشباب شعبة من الجنون ، و النساء حبائل الشيطان " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/483 ) :

ضعيف
رواه القضاعي في " مسند الشهاب " ( 55 و 116 ) عن عبد الله بن نافع الصائغ قال
: نا عبد الله بن مصعب بن خالد بن زيد الجهني عن أبيه عن جده زيد بن خالد
قال :
تلقفت هذه الخطبة من في رسول الله صلى الله عليه وسلم بتبوك ، سمعته يقول :
و ذكره في خطبة طويلة .
قلت : و هذا سند ضعيف ; عبد الله هذا قال الذهبي :
روى عن أبه عن جده خطبة منكرة ، و فيه جهالة " .
و قال الحافظ في " اللسان " :
" و قد جهل ابن القطان عبد الله بن مصعب و أباه " .
قلت : و لهذا كتب بعض المحدثين - و أظنه ابن المحب - على هامش النسخة بجنب
الحديث :
" ضعيف منكر " .
ثم روى بهذا السند مرفوعا :
" الخمر جماع الإثم " .
و هذا القدر رواه الدارقطني أيضا في " السنن " ( 4/247 ) من الوجه المذكور .
قلت : و هو و حديث الترجمة قطعة من حديث زيد بن خالد الطويل في " خطبة النبي
صلى الله عليه وسلم " في ( تبوك ) ، و قد سبق تخريجها بتمامها برقم ( 2059 ) .
و قد أخرجها البيهقي في " الدلائل " ( 5/241 - 242 ) من طريق أخرى من حديث عقبة
ابن عامر ، و فيه ( عبد العزيز بن عمران ) ، و هو ابن أبي ثابت الزهري ، و هو
متروك .

(5/463)


2465 - " الأكل في السوق دناءة " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/484 ) :

ضعيف
رواه عبد بن حميد في " المنتخب من المسند " ( 155/1 ) ، و العسكري في " مسند
أبي هريرة " ( 69/2 ) ، و ابن عدي ( 290/2 ) ، و الخطيب في " التاريخ " ( 3/163
و 7/283 ) عن محمد بن الفرات التميمي : حدثني سعيد بن لقمان عن عبد الرحمن
الأنصاري عن أبي هريرة مرفوعا به ، و قال ابن عدي :
" محمد بن الفرات ، الضعف بين على ما يرويه " .
و قال الحافظ في " التقريب " :
" كذبوه " .
و له طريق أخرى عند الخطيب ( 10/125 ) عن عبد الله بن محمد بن خرمان الصفار :
حدثنا أبو بشر الهيثم بن سهل : حدثنا مالك بن سعير عن الأعمش عن أبي صالح عنه .
أورده في ترجمة الصفار هذا ، و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا .
و الهيثم ضعفه الدارقطني و غيره .
و له شاهد و لكنه واه جدا ، فقال أبو بكر الشافعي في " الفوائد " ( 35/2 ) : نا
عبد الله بن إسحاق الخصيب : نا لوين : نا بقية : حدثني عمر بن موسى : حدثني
القاسم مولى بن يزيد <1> عن أبي أمامة مرفوعا به .
و رواه الطبراني ( 8/297 - 298 ) ، و ابن عدي ( 240/2 ) عن لوين به ، و قال :
" عمر بن موسى الوجيهي يضع الحديث " .
و من طريقه رواه ابن عساكر أيضا في " التاريخ " ( 13/182/1 ) .
ثم رواه ابن عدي ( 44 - 45 ) عن سويد بن سعيد : حدثنا بقية عن جعفر بن الزبير
عن القاسم عن أبي أمامة .
و من هذا الوجه عن بقية : حدثني من سمع القاسم به ، و عن سويد قال : حدثت بقية
، و كتبه عني عن محمد بن الفرات عن سعيد بن لقمان عن عبد الرحمن الأنصاري عن
أبي هريرة به .
قلت : و جعفر بن الزبير متهم بالكذب .
*--------------------------------------------------------------------------*
[1] كذا في الأصل . اهـ .
1

(5/464)


2466 - " الاقتصاد نصف العيش ، و حسن الخلق نصف الدين " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/486 ) :

ضعيف
أخرجه الخطيب في " تاريخه " ( 12/11 ) : أخبرني علي بن أحمد الرزاز : حدثني
عثمان بن أحمد الدقاق : أخبرنا أبو الحسن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم المخرمي :
حدثنا علي بن عيسى الكوفي - كاتب عكرمة القاضي - : حدثنا خلاد بن عيسى العبدي
عن ثابت عن أنس مرفوعا . قال المناوي :
" إسناده ضعيف " .
قلت : و ذلك لضعف يعقوب بن إسحاق هذا . ترجمه الخطيب ( 14/290 ) و قال :
" قال الدارقطني : هو ضعيف ، و قال ابن المنادي : كتبنا عنه في حياة جدي ، ثم
ظهر لنا من انبساطه في تصريح الكذب ما أوجب التحذير عنه ، و ذلك بعد معاتبة
و توقيف متواتر ، فرمينا كل ما كتبنا عنه نحن و عدة من أهل الحديث " .
و بقية رجال الإسناد موثقون .
و الجملة الأولى من الحديث رويت بإسناد آخر عن أنس في حديث له ، يأتي برقم (
3631 ) ، و ضعفه البيهقي في " شعب الإيمان " ( 6/255 - 256/8061 ) .
و رواها الطبراني في " الأوسط " ( 7/381/6740 ) بسند ضعيف عن ابن عمر ، و قال
أبو حاتم في " العلل " ( 2/284 ) :
" حديث باطل " .

(5/465)


2467 - " الأزد أسد الله في الأرض ، يريد الناس أن يضعوهم ، و يأبى الله إلا أن يرفعهم
، و ليأتين على الناس زمان يقول الرجل : يا ليت كان أبي أزديا ، يا ليت أمي
كانت أزدية " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/487 ) :

ضعيف
رواه الترمذي ( رقم 3937 ) ، و ابن جميع في " معجم الشيوخ " ( ص 181 ) ،
و الضياء في " المختارة " ( 131/2 ) ، و ابن عساكر ( 2/55/1 ) ، و عبد الرحمن
ابن محمد بن ياسر في " حديث أبي القاسم علي بن يعقوب " ( 108/1 ) عن أبي بكر
عبد القدوس بن محمد بن [ عبد ] الكبير ( كذا ) ابن شعيب بن الحجاب : حدثني عمي
صالح بن عبد الكبير : حدثني عمي عبد السلام بن شعيب عن أبيه عن أنس بن مالك
مرفوعا .
و قال الترمذي مشيرا لضعفه :
" حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه ، و روي عن أنس بهذا الإسناد موقوفا ،
و هو عندنا أصح " .
ثم ساقه بسند صحيح عنه موقوفا بلفظ :
" إن لم نكن من الأزد ، فلسنا من الناس " .
و صالح بن عبد الكبير - هو ابن شعيب بن الحبحاب - و هو مجهول كما في " التقريب
" ، و قال في " الميزان " :
" و ما علمت له راويا غير ابن أخيه عبد القدوس بن محمد " .
( تنبيه ) : قد علمت أن الترمذي ضعف هذا الحديث مرفوعا ، و قد وهم الدكتور عمر
تدمري في تعليقه على " المعجم " ، فقال ( ص 181 ) :
" أخرجه الترمذي رقم ( 3933 ) في المناقب باب في فضل اليمن ، و قد صححه : "
الأزد .. " إلخ .
و من الغريب أنه قال عقبه :
" في سنده صالح بن عبد الكبير ، و هو مجهول ، و قال الترمذي : هذا حديث غريب ..
" .
فمن أين جاء بعزو التصحيح إليه ؟ ! لعله فهم ذلك من قول الترمذي المتقدم :
" و هو عندنا أصح " .
فإن كان كذلك ، فهو فهم غريب عجيب ، لأنه يعني الموقوف ، كما هو صريح كلامه ،
ثم إن لفظه مختصر جدا ، و مخالف للفظ المرفوع كما بينته آنفا .
و من ذلك يظهر خطأ السيوطي أيضا في " الجامع الكبير " ( 837 - 10090 ) ، فإنه
قال عقب الحديث :
" و روي عنه موقوفا ، و هو أصح " .
فأوهم أن لفظ الموقوف مثل لفظ المرفوع ، و ليس كذلك كما سبق .

(5/466)


2468 - " الاستئذان ثلاث ، فبالأولى يستنصتون ، و الثانية يستصلحون ، و الثالثة يأذنون
أو يردون " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/488 ) :

ضعيف جدا
رواه أبو عبد الرحمن السلمي في " آداب الصحبة " ( 150/1 ) : أبنا علي بن عمر
الحافظ ( هو الدارقطني ) : حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن صالح الأزدي : حدثنا
العباس بن يزيد : حدثنا عمر ( الأصل : محمد ) بن عمران : حدثنا دهثم بن قران عن
يحيى بن أبي كثير عن عمرو بن عثمان عن أبي هريرة مرفوعا .
قلت : و هذا إسناد ضعيف جدا . دهثم هذا متروك .
و عمر بن عمران ن و هو السدوسي ; مجهول ، و قال الأزدي :
" منكر الحديث " كما في " الميزان " ، ثم ساق له هذا الحديث .
و الحديث عزاه السيوطي في " الجامع " للدارقطني في " الأفراد " .

(5/467)


2469 - " الإسلام ذلول ، لا يركبه إلا ذلول " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/489 ) :

ضعيف جدا
رواه أحمد ( 5/145 ) ، و ابن عساكر ( 16/326/1 ) عن إسماعيل بن عياش عن معان بن
رفاعة عن أبي خلف عن أنس بن مالك عن أبي ذر عن النبي صلى الله عليه وسلم .
قلت : و هذا إسناد ضعيف جدا ، أبو خلف هذا - هو الأعمى - قال الذهبي :
" كذبه يحيى بن معين ، و قال أبو حاتم : منكر الحديث " .
و اعتمده الهيثمي فأعله به ( 1/62 ) .
و معان بن رفاعة ، مدني فيه ضعف .
و إسماعيل بن عياش ضعيف في روايته عن غير الشاميين ، و هذه منها .

(5/468)


2470 - " الإسلام نظيف فتنظفوا ، فإنه لا يدخل الجنة إلا نظيف " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/489 ) :

ضعيف
رواه الطبراني في " الأوسط " ( 5/464/4890 - ط ) عن أحمد بن سهيل الوراق
الواسطي قال : حدثنا نعيم بن مورع العنبري عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة
مرفوعا ; و قال :
" تفرد به أحمد بن سهيل الوراق " .
قلت : هو الواسطي ، ذكره ابن حبان في " الثقات " ( 8/51 ) ، و قال أبو أحمد
الحاكم : " في حديثه بعض المناكير " كما في " الميزان " .
و ( نعيم بن مورع ) ضعيف يسرق الحديث ، و به أعله الهيثمي في " المجمع " (
5/132 ) ، و من طريقه رواه ابن حبان في " الضعفاء " بلفظ : " تنظفوا .. " ،
و يأتي تحت الحديث ( 3264 ) .

(5/469)


2471 - " الأصابع تجري مجرى السواك إذا لم يكن سواك " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/490 ) :

ضعيف جدا
أخرجه الطبراني في " المعجم الأوسط " ( 7/224/6433 ) من طريق أبي غزية محمد بن
موسى ، قال : حدثني كثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف المزني عن أبيه عن جده
مرفوعا ، و قال :
" لم يروه عن كثير بن عبد الله المزني إلا أبو غزية " .
قلت : اتفقوا على تضعيفه ، بل اتهمه الدارقطني بالوضع ; كما في " اللسان " ،
و قال ابن حبان في " الضعفاء " ( 2/289 ) :
" كان ممن يسرق الحديث و يحدث به ، و يروي عن الثقات أشياء موضوعات ، حتى إذا
سمعها المبتدىء في الصناعة سبق إلى قلبه أنه كان المتعمد لها " .
قلت : و مثله أو أسوأ منه شيخه كثير بن عبد الله المزني ، فقد كذبه جمع منهم
أبو داود و ابن حبان ن و تقدمت له أحاديث ، و من طريقه رواه أبو نعيم كما في "
التلخيص " ( 1/70 ) ، و قال :
" ضعفوه ".
قلت : و الحديث مما تساهل الهيثمي في نقده ، فقال في " مجمع الزوائد " ( 2/100
- 101 ) :
" رواه الطبراني في " الأوسط " ، و كثير ضعيف ، و قد حسن الترمذي حديثه " !
قلت : و هذا من تساهل الترمذي أيضا ، بل إنه قد يصحح حديثه أحيانا ، و لذلك قال
الذهبي :
" فلهذا لا يعتمد العلماء على تصحيح الترمذي " . انظر " الميزان " .
فغفل الهيثمي عن قاعدة ( الجرح مقدم على التعديل ) ، و عن اتهام الدارقطني لـ (
محمد بن موسى أبي غزية ) بالوضع .
و قد روي الحديث عن أنس بن مالك مرفوعا مختصرا ، و له عنه طريقان ; يرويهما
عيسى بن شعيب ، فقال مرة : عن عبد الحكم القسملي عن أنس مرفوعا بلفظ :
" تجزي من السواك الأصابع " .
أخرجه ابن عدي ( 5/334 ) ، و من طريقه البيهقي في " السنن " ( 1/40 ) ، و قال
ابن عدي :
" عبد الحكم عامة أحاديثه مما لا يتابع عليه ، و قال البخاري : منكر الحديث " .
و قال عيسى بن شعيب مرة أخرى : حدثنا ابن المثنى عن النضر بن أنس عن أبيه به .
أخرجه البيهقي ، و قال :
" تفرد به عيسى بالإسنادين جميعا " .
قلت : و ( عيسى ) هذا قال فيه البخاري :
" صدوق " .
و بيض له ابن أبي حاتم ، فلم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا . و أما ابن حبان فجرحه
جرحا شديدا ، فقال في " الضعفاء " ( 2/120 ) :
" كان ممن يخطىء حتى فحش خطؤه ، فلما غلب الأوهام على حديثه استحق الترك " .
و اعتمده الذهبي في " المغني " ، فلم يذكر غيره . و أما الحافظ فجمع بين
القولين و لخصهما - كعادته - بقوله :
" صدوق له أوهام " .
و قال في " التلخيص " عقب الحديث - و قد عزاه لابن عدي أيضا و الدارقطني - :
" و في إسناده نظر ، و قال الضياء المقدسي : لا أرى بسنده بأسا ، و قال البيهقي
: المحفوظ عن ابن المثنى : عن بعض أهل بيته عن أنس نحوه . و رواه أيضا من طريق
ابن المثنى عن ثمامة عن أنس " .
قلت : هذه الطريق عند البيهقي من رواية أبي أمية الطرسوسي : حدثنا عبد الله بن
عمر الحمال : حدثنا عبد الله بن المثنى به .
و هذا إسناد ضعيف ، أبو أمية هذا اسمه ( محمد بن إبراهيم بن مسلم الخزاعي ) ،
قال الحافظ :
" صدوق ، صاحب حديث ، يهم " .
و شيخه ( عبد الله بن عمر الحمال ) لم أعرفه ، و يحتمل أنه الذي في " تاريخ
بغداد " ( 10/23 ) :
" عبد الله بن عمرو الجمال ( كذا بالجيم ) ، أحسبه من أهل المدينة ، قدم بغداد
، و حدث بها .. روى عنه محمد بن أبي العوام الرياحي .. " .
ثم ساق له حديثا واحدا ، و لم يزد ، فهو مجهول .
و أما الطريق التي قبلها ، ففيها ذاك المجهول الذي لم يسم من أهل بيت المثنى ،
و لا يفيد تسميته في طريق ( عيسى بن شعيب ) بالنضر بن أنس ، لما عرفت من سوء
حال ( عيسى ) ، و بالتالي لا فائدة من قول الضياء :
" لا أرى بسنده بأسا " ، و لا في قول الحافظ العراقي أو ابنه أبو زرعة في " طرح
التثريب " ( 2/68 ) :
" و النضر بن أنس ثقة " ، فتنبه ، و لذلك جزم البيهقي في صدر الحديث بأنه حديث
ضعيف . والله أعلم .
و هناك حديث آخر بمعناه من حديث عائشة ، و لكنه منكر ، و هو مخرج في " تمام
المنة " ( ص 90 ) .

(5/470)


2472 - " أيما امراة قعدت على بيت أولادها ، فهي معي في الجنة ، و أشار بإصبعه السبابة
و الوسطى " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/493 ) :

ضعيف
رواه ابن بشران في " الأمالي " ( 183/1 ) عن مالك النهشلي : حدثنا ثابت عن
أنس مرفوعا .
قلت : و هذا سند ضعيف من أجل مالك هذا ، قال الذهبي :
" لا يعرف " .
قلت : و تابعه عبيس بن ميمون عن ثابت به أتم منه ; بلفظ :
" أيما امرأة قامت نفسها على ثلاث بنات لها ، إلا كانت معي في الجنة ، و أهوى
بإصبعيه .
و أيما رجل أنفق على ثلاث بنات أو مثلهن من الأخوات ، كان معي في الجنة هكذا ،
و أهوى بإصبعيه " .
أخرجه عبد الله بن أحمد في كتاب أبيه " العلل " ( 2/342 ) ، و سأله عن هذا
الحديث ؟ فقال أحمد :
" هذا حديث منكر " .
قلت : و آفته عبيس هذا ، قال البخاري تبعا لأحمد :
" منكر الحديث " .

(5/471)


2473 - " أيما امرأة صامت بغير إذا زوجها ، فأرادها على شيء ، فامتنعت عنه ، كتب الله
عليها ثلاثا من الكبائر " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/494 ) :

منكر
رواه الطبراني في " الأوسط " ( 1/107/2 ) عن بقية بن الوليد عن الأوزاعي عن
يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي هريرة مرفوعا ، و قال :
" لم يروه عن الأوزاعي إلا بقية " .
قلت :: و هو ثقة ، و لكنه مدلس ، و قد عنعنه ، و به أعله الهيثمي ( 3/200 ) .
و من المحتمل أن يكون تلقاه عن يوسف بن السفر عن الأوزاعي به ، ثم أسقطه و دلسه
، فإن له مثل هذه العادة ، فقد سبقت له بعض الأحاديث رواها عن الأوزاعي
و بينهما يوسف هذا ، و هو متهم بالكذب ، انظر على سبيل المثال الحديث ( 622 ) ،
و قد قال المنذري في هذا الحديث ( 2/90 ) :
" رواه الطبراني في " الأوسط " من رواية بقية ، و هو حديث غريب ، و فيه نكارة "
.

(5/472)


2474 - " إياكم و استماع المعازف و الغناء ، فإنهما ينبتان النفاق في القلب كما ينبت
الماء البقل " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/495 ) :

ضعيف جدا
رواه أبو الحسن الحلبي في " الفوائد المنتقاة " ( 1/7/2 ) عن أبي جعفر محمد بن
سنان : نا إبراهيم بن حبان : نا شعبة بن الحجاج عن عمرو بن مرة عن مسروق بن
الأجدع عن عبد الله بن مسعود مرفوعا .
قلت : و هذا إسناد واه بمرة ، آفته إبراهيم هذا ، و هو ابن البراء بن النضر بن
أنس بن مالك الأنصاري ، قال ابن عدي :
" حدث بالبواطيل " .
و قال العقيلي :
" يحدث عن الثقات بالبواطيل " .

(5/473)


2475 - " إياك و ما يسوء الأذن . ثلاث مرات " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/495 ) :

ضعيف
رواه ابن سعد في " الطبقات " 0 8/312 ) ، و ابن أبي عاصم في " الآحاد " ( 2/459
و 6/259 ) ، و أبو نعيم في " المعرفة " ( ق 393/1 ) من طريق الطبراني ، و ابن
بشران في " الأمالي " 0 37/2 ) عن تمام بن بزيع أبي سهل : حدثنا العاص بن
عمرو الطفاوي عن عمته :
أنها دخلت في أناس من قومها على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقالت : يا
رسول الله ، حدثني حديثا ينفعني الله عز وجل به ، قال ، فذكره .
قلت : و هذا إسناد ضعيف جدا ، العاص بن عمرو الطفاوي لا يعرف إلا برواية تمام
هذا ، و بها ذكره ابن حبان في " الثقات " ( 7/305 ) ، و قال :
" يعتبر حديثه من غير رواية تمام عنه " .
و تمام بن بزيع ، قال الدارقطني :
" متروك " .
و في " مسند أحمد " ( 4/76 ) : حدثنا عبد الله : حدثني أبي قال : حدثني الصلت
ابن مسعود الجحدري قال : حدثنا محمد بن عبد الرحمن الطفاوي قال :
" خرج أبو الغادية و حبيب بن الحارث و أم أبي العالية مهاجرين إلى رسول الله
صلى الله عليه وسلم ، فأسلموا ، فقالت المرأة : أوصني يا رسول الله ! قال :
فذكره دون قوله : " ثلاث مرات " .
قلت : و هذا إسناد معضل ، فإن الطفاوي هذا من شيوخ أحمد الذين جلهم من أتباع
أتابع التابعين ، و فيهم قلة من أتباع التابعين .
ثم إنه رواه عنه بواسطة الجحدري ، و الجحدري هذا من شيوخ ابنه عبد الله بن أحمد
، فهل هذا من رواية الأكابر عن الأصاغر ، أم أن قوله في الإسناد : " حدثني أبي
" زيادة من بعض النساخ ؟ و الثاني هو الذي يترجح عندي ، لأنهم لم يذكروا
الجحدري هذا في شيوخ أحمد ، و إنما في شيوخ ابنه . والله أعلم .
ثم تأكدت مما رجحت حين رأيته مطابقا لما في " جامع المسانيد " لابن كثير (
14/333 ) ، فإنه ليس في إسناده " حدثني أبي قال " ، فالحمد لله على توفيقه ،
و أسأله المزيد من فضله .
و كذلك عزاه الهيثمي ( 8/95 ) لعبد الله دون أبيه ، و لكنه عطف عليه ( الطبراني
) ، و لم أره في " معاجمه الثلاثة " ، و لم يعزه إليه ابن كثير ( 14/335 ) ،
و إنما إلى ( أبي نعيم ) ، و هذا قد أخرجه في " معرفة الصحابة " ( ق281/1 ) من
طريق أخرى عن الصلت عن الطفاوي قال : سمعت العاص بن عمرو الطفاوي قال : خرج أبو
الغادية .. الحديث . و هذا يبين أن في رواية ( عبد الله بن أحمد ) سقطا . والله
أعلم .

(5/474)


2476 - " إياكم و التعمق في الدين ، فإن الله عز وجل قد جعله سهلا ، فخذوا منه ما
تطيقون ، فغن الله عز وجل يحب ما دام من عمل صالح ، و إن كان يسيرا " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/497 ) :

ضعيف جدا
رواه ابن بشران في " الأمالي " ( 2/11/2 ) عن عباد بن أحمد بن عبد الرحمن
العرزمي : حدثني عمي عن أبيه عن جابر عن يزيد بن مرة عن سويد بن غفلة قال :
سمعت عمر بن الخطاب يقول : فذكره مرفوعا .
قلت : و هذا إسناد ضعيف جدا ، عباد بن أحمد العرزمي ; قال الدارقطني :
" متروك " .
و أبوه أحمد بن عبد الرحمن العرزمي ; لم أجد له ترجمة .
و عمه لم أعرفه اسمه .
و ما أبو عمه ، فهو عبد الرحمن بن محمد بن عبيد الله بن أبي سليمان العرزمي ;
ضعفه الدارقطني ، و قال أبو حاتم :
" ليس بالقوي " .
و الحديث بيض له المناوي ، فلم يتكلم عليه بشيء .

(5/475)


2477 - " إياكم و مشارة الناس ، فإنها تدفن الغرة ، و تظهر العرة " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/498 ) :

ضعيف
رواه تمام في " الفوائد " ( ج1/ رقم 39 ) ، و البيهقي في " شعب الإيمان " (
6/342 - 343/8443 و 8444 ) ، و القضاعي ( 956 ) عن الوليد بن سلمة : حدثني
الأوزاعي عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة مرفوعا . و من طريق تمام رواه
ابن الأكفاني في جزء من حديثه ( 70/2 ) .
قلت : و هذا إسناد موضوع ، آفته الوليد بن سلمة ، و هو الطبراني ، و قد تفرد به
كما قال البيهقي . قال أبو حاتم :
" ذاهب الحديث " .
و قال دحيم و غيره :
" كذاب " .
و قال ابن حبان :
" يضع الحديث على الثقات " .
و له شاهد من حديث ابن عباس أخرجه ابن أبي الدنيا في " كتاب الأشراف " ( 1/71/2
) و العقيلي ( 175 - 176 ) ، و الطبراني في " الصغير " ( رقم 412 - الروض ) من
طريق محبوب بن محرز التميمي عن سيف بن أبي المغيرة عن مجالد عن الشعبي عنه .
قلت : و هذا إسناد ضعيف ، مجالد و سيف و محبوب ثلاثتهم ضعفاء .
و الحديث قال الهيثمي في " المجمع " ( 8/75 ) :
" رواه الطبراني في " الصغير " عن شيخه [ محمد ] بن الحسن بن هريم ، و لم أعرفه
، و بقية رجاله ثقات " !
كذا قال ! و أقره المناوي في " فيض القدير " ! و قد عرفت ما فيه من الضعفاء .

(5/476)


2478 - " إياكم و القسامة ، قالوا : و ما القسامة ؟ قال : الرجل يكون على الفئام من
الناس فيأخذ من حظ هذا و من حظ هذا " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/499 ) :

ضعيف
رواه أبو داود ( 2748 ) ، و ابن خزيمة في " حديث علي بن حجر السعدي " ، فقال (
4/ رقم 13 ) : حدثنا علي : حدثنا إسماعيل : حدثنا شريك عن عطاء أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : فذكره .
و رواه أبو سعد الجنزروذي في العاشر من " أحاديث هشام بن عمار " ( 8/1 - 2 ) عن
أنس بن عياض : حدثنا شريك به .
و رواه البغوي في " شرح السنة " رقم ( 2494 ) من طريق أخرى عن علي بن حجر به ،
و قال :
" هذا حديث مرسل ، و يروى عن محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان عن أبي سعيد الخدري
عن النبي صلى الله عليه وسلم " . و قال البغوي :
" ( القسامة ) مضمومة القاف اسم لما يأخذه القسام لنفسه في القسمة ، كالنشارة :
اسم لما ينشر ، و العجالة : اسم لما يعجل للضيف من الطعام ، و الفئام :
الجماعات . و ليس في هذا تحريم أجرة القسام إذا أخذها بإذن أرباب الأموال .
إنما هذا فيمن ولي أمر قوم ، فكان عريفا عليهم ، فإذا قسم عليهم سهمانهم أمسك
منها شيئا لنفسه ، و ذلك حرام " .
قلت : رواية ابن ثوبان الموصولة التي أشار إليها البغوي لفظها :
" إياكم و القسامة ، قيل : و ما القسامة ؟ قال الشيء يكون بين الناس فينتقص
منه " .
وصله أبو داود ( 2783 ) ، و عنه الخطابي في " غريب الحديث " ( 1/574 ) ،
و البيهقي في " السنن " ( 6/356 ) : نا الزمعي عن الزبير بن عثمان بن عبد الله
ابن سراقة : أن محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان أخبره أن أبا سعيد الخدري أخبره
بذلك .
قلت : و الزبير هذا مجهول كما قال الذهبي ، فلا يعتد بوصله .
( فائدة ) : " المحدثون يقولون : ( القسامة ) بفتح القاف ، و القسامة من قسم
اليمين ، و إنما هي القسامة بضم القاف ، و هو ما يأخذه القسام لأجرته فيعزل من
رأس المال جزءا معلوما لنفسه ، كالسقاطة اسما لما يسقط ، و النشارة ... و إنما
المكروه من ذلك ما يقتات به على أرباب المال من غير إذن منهم فيه على ما تواضعه
الباعة ، و ارتسمه السماسرة فيما بينهم من أخذهم من عرض المال شيئا معلوما ، من
كل ألف درهم عشرين درهما أو نحوه ، و إنما يلزم في هذا أجر المثل بالغا ما بلغ
، و لا أعلم أحدا كره أجر القسام إلا ما يروى عن بعض السلف أنه كان يذهب في ذلك
إلى أنها لا تحل من أجل أنه زعم كالحاكم ، و إنما أجره في بيت المال " . قاله
الخطابي .

(5/477)


2479 - " إياكم و الفتن ، فإن اللسان فيها مثل وقع السيف " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/500 ) :

ضعيف جدا
أخرجه ابن ماجه ( 3968 ) عن محمد بن الحارث : حدثنا محمد بن عبد الرحمن بن
البيلماني عن أبيه عن ابن عمر مرفوعا .
قلت : و هذا إسناد ضعيف جدا ، محمد بن عبد الرحمن بن البيلماني . متهم كما تقدم
مرارا .
و أبوه ضعيف ، و كذا الراوي عنه .
و لكنه قد توبع ، فرواه خالد بن أبي عمران عن عبد الرحمن بن البيلماني عن
عبد الرحمن بن هرمز عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
" ستكون فتنة صماء بكماء عمياء ، من أشرف لها استشرفت له ، و إشراف اللسان فيها
كوقوع السيف " .
أخرجه أبو داود ( 4264 ) .
و خالد بن أبي عمران صدوق كما في " التقريب " ، فهذا إسناده خير من الذي قبله ،
و لكنه ضعيف على كل حال .

(5/478)


2480 - " إن هذا الدين متين ، فأوغلوا فيه برفق ، و لا تبغض إلى نفسك عبادة ربك ، فإن
المنبت لا سفرا قطع ، و لا ظهرا أبقى ، فاعمل عمل امرىء يظن أن لن يموت أبدا ،
و احذر حذرا يخشى أن يموت غدا " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/501 ) :

ضعيف
أخرجه البيهقي ( 3/19 ) ، و في " الشعب " ( 3886 ) من طريق أبي صالح : حدثنا
الليث عن ابن عجلان عن مولى لعمر بن عبد العزيز عن عبد الله بن عمرو بن العاص
مرفوعا .
و هذا إسناد ضعيف لجهالة المولى الذي لم يسم ، و ضعف في أبي صالح ، و هو
عبد الله بن صالح .
و له شاهد من حديث جابر بن عبد الله مرفوعا به دون قوله : " فاعمل .. إلخ " .
أخرجه البزار ( 74 ) ، و الحاكم في " معرفة علوم الحديث " ( 95 و 96 ) ،
و القضاعي ( 1147 و 1148 ) ، و أبو الشيخ في " الأمثال " ( رقم 229 ) ،
و القزويني في " التدوين " ( 1/237 - 238 ) ، و الخطابي في " العزلة " ( ص 97 )
، و البيهقي ( 3/18 ) من طريق أبي عقيل يحيى بن المتوكل عن محمد بن سوقة عن
محمد بن المنكدر عنه . و قال الحاكم :
" حديث غريب الإسناد و المتن " .
قلت : و علته أبو عقيل هذا ; ضعيف كما في " التقريب " .
و خالفه عيسى بن يونس ، فقال : حدثنا محمد بن سوقة قال : حدثني ابن محمد بن
المنكدر : قال النبي صلى الله عليه وسلم : فذكره .
أخرجه البخاري في " التاريخ " ( 1/102 - 103 ) ، و قال :
" هذا أصح من الأول " . قلت : لأن عيسى بن يونس ثقة ، فأرسله عن ابن محمد بن
المنكدر ، و اسمه ( المنكدر بن محمد بن المنكدر ) ، و هو لين الحديث .
و قال الهيثمي في " المجمع " ( 1/62 ) :
" رواه البزار ، و فيه يحيى بن المتوكل أبو عقيل و هو كذاب " .
قلت : لم أقف على من أطلق فيه الكذب ، و قد أورد الحافظ في " التهذيب " أقوال
الأئمة فيه ، و كلها متفقة على تضعيفه ، اللهم إلا رواية عن ابن معين ، فقال :
" ليس به بأس " ، و إلا قول ابن حبان :
" ينفرد بأشياء ليس لها أصول ، لا يرتاب الممعن في الصناعة أنها معمولة " .
و لعل هذا القول هو مستند الهيثمي في إطلاقه الكذب عليه .
و للطرف الأول من الحديث شاهد يرويه عمرو بن حمزة : حدثنا خلف أبو الربيع إمام
مسجد سعيد بن أبي عروبة : حدثنا أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم : فذكره دون قوله : " و لا تبغض إلى نفسك .. إلخ .
أخرجه أحمد ( 3/199 ) قال : حدثنا زيد بن الحباب قال : أخبرني عمرو بن حمزة ..
قلت : و هذا إسناد ضعيف ، عمرو بن حمزة هو القيسي ، قال الدارقطني و غيره :
" ضعيف " .
قلت : و لم يتهم ، فحديثه بما قبله حسن دون قوله : " و لا تبغض .. " إلخ .
والله أعلم .

(5/479)


2481 - " إن هذا العلم دين ، فلينظر أحدكم ممن يأخذ دينه " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/503 ) :

ضعيف جدا
رواه تمام ( 3/42/2 ) ، و ابن عدي في مقدمة " الكامل " ( 1/148 ) ، و السهمي في
" تاريخ جرجان " ( 430 ) ، و الهروي في " ذم الكلام " ( 136/1 ) ، و الديلمي في
" مسند الفردوس " ( 1/2/302 ) من طريق خليد بن دعلج عن قتادة عن أنس مرفوعا
.
قلت : و هذا سند ضعيف جدا ، خليد بن دعلج متروك .
و رواه القاضي عياض في " الإلماع " ( 10/2 ) عن أبي نعيم : نا شافع بن محمد :
نا يعقوب بن حجر : نا محمد بن سليمان : نا يزيد بن هارون عن حميد عن أنس به
و قال :
" قال أبو نعيم : و الصحيح وقفه على محمد بن سيرين " .
قلت : و من دون يزيد لم أعرفه ، و قد أخرجه مسلم ( 1/14 ) في مقدمة " صحيحه "
من طريق ثالث موقوفا على ابن سيرين . و كذلك رواه ابن سمعون في " الأمالي " (
173/1 ) ، و ابن عدي في " المقدمة " ( 1/149 ) ، و الهروي أيضا ، و السلفي في "
الطيوريات " ( 10/122/1 ) ، و قال الهروي :
" هذا كلها عجائب مرفوعا إلى النبي صلى الله عليه وسلم و عن الصحابة رضي الله
عنهم ، و هو عن التابعين أثبت " .
ثم ساقه من طرق عن ابن سيرين قوله ، و عن زيد بن أسلم ، و الحسن البصري ،
و الضحاك بن مزاحم ، و إبراهيم النخعي موقوفا عليهم .
و رواه قبيل ذلك عن ابن عباس و أبي هريرة موقوفا عليهما ، و أشار إلى تضعيف
إسنادهما كما تقدم .

(5/480)


2482 - " ألا أخبركم بسورة ملأت عظمتها ما بين السماء و الأرض ؟ و لقارئها من الأجر
مثل ذلك ، و من قرأها غفر له ما بينه و بين الجمعة الأخرى ، و زيادة ثلاثة أيام
؟ قالوا : [ بلى ] قلا : سورة الكهف " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/504 ) :

ضعيف جدا
رواه الديلمي ( 1/2/337 ) عن عبد الرحمن بن هشام المخزومي : حدثنا أبي عن هشام
ابن عروة عن أبيه عن عائشة مرفوعا.
قلت : و هذا إسناد ضعيف جدا . هشام المخزومي - هو ابن عبد الله بن عكرمة
المخزومي - قال ابن حبان :
" ينفرد بما لا أصل له من حديث هشام بن عروة ، لا يعجبني الاحتجاج بخبره إذا
انفرد " .
و ابنه عبد الرحمن ; لم أجد له ترجمة الآن .
و الحديث أورده السيوطي في " الجامع " من رواية ابن مردويه عنها بزيادة :
" و من قرأ الخمس الأواخر منها عند نومه بعثه الله أبي الليل شاء " .

(5/481)


2483 - " أهل شغل الله في الدنيا هم أهل شغل الله في الآخرة ، و أهل شغل أنفسهم في
الدنيا هم أهل شغل أنفسهم في الآخرة " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/505 ) :

موضوع
رواه الديلمي ( 1/2/326 ) عن محمد بن القاسم بن محمد عن الحسن بن علي عن محمد
ابن ثابت عن ابن عون عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة مرفوعا .
قلت : و هذا إسناد مظلم ; من دون ابن عون لم أعرفهم ، و محمد بن ثابت جمع ، فلا
أدري أيهم هو ؟
و الحسن بن علي يحتمل أن يكون ابن زكريا محمد بن القاسم بن مجمع الطايكاني ،
تصحف على الناسخ " مجمع " إلى " محمد " ، فإن يكن هو ، فهو كذاب وضاع .
و الحديث عزاه السيوطي " لأفراد " الدارقطني " أيضا ، و قال المناوي :
" سنده ضعيف " .
و لوائح الوضع عليه ظاهرة . والله أعلم .

(5/482)


2484 - " اهتز العرش لموت سعد بن معاذ حتى تخلعت أعواده " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/506 ) :

ضعيف جدا
رواه العقيلي في " الضعفاء " ( 466 ) عن يحيى بن كثير أبي النضر عن محمد بن
عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة . و عنه عن أبي جمرة عن إبراهيم عن سعد بن أبي
وقاص مرفوعا . قال سعد :
" و ذاك أول ما سمعنا أن للعرش أعوادا " . و قال :
" يحيى بن كثير صاحب البصري منكر الحديث . و الحديث معروف من غير هذا الوجه ،
و ليس يحفظ " حتى تخلعت أعواده " من وجه صحيح " .
قلت : و يحيى هذا قال أبو حاتم :
" ضعيف ، ذاهب الحديث جدا " .
و قال الدارقطني :
" متروك " .
و الحديث بدون الزيادة صحيح كما أشار العقيلي ، و هو مخرج في " الإرواء " ( 703
) .

(5/483)


2485 - " أول من يصافحه الحق عمر ، و أول من يسلم عليه ، و أول من يأخذ بيده فيدخله
الجنة " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/506 ) :

منكر جدا
رواه ابن ماجه ( 104 ) ، و ابن أبي عاصم في " السنة " ( رقم 1245 ) بتحقيقي ،
و عبد الله بن أحمد في " الفضائل " ( 1/408/630 ) ، و ابن الجوزي في " العلل "
( 1/192/308 ) ، و ابن عساكر ( 13/38 ) عن داود بن عطاء المدني عن صالح بن
كيسان عن ابن شهاب عن سعيد بن المسيب عن أبي بن كعب مرفوعا .
قلت : و هذا سند ضعيف جدا . داود بن عطاء ; قال البخاري :
" منكر الحديث " .
و قال أحمد :
" ليس بشيء " ; كما في " الميزان " للذهبي ، و ساق له هذا الحديث ثم قال :
" هذا منكر جدا " .
ثم رواه ابن عساكر من طرق أحدها من طريق ابن عدي ، و هذا في " الكامل " ( 7/65
- 66 ) عن محمد بن أبي حميد الأنصاري عن ابن شهاب به .
و محمد هذا ضعيف .
ثم رواه ابن عساكر ، و كذا الحاكم ( 3/84 ) عن الفضل بن جبير الوراق : نا
إسماعيل بن زكريا عن يحيى بن سعيد بن المسيب به .
و الفضل هذا قال العقيلي :
" لا يتابع على حديثه " .
و الحديث قال السيوطي في " الحاوي للفتاوي " ( 2/226 ) :
" سنده ضعيف " .
و أما الذهبي فقال في " تلخيص المستدرك " .
" قلت : موضوع ، و في إسناده كذاب " .
و لم أدر من هو الكذاب الذي يعنيه ؟ نعم لما أورده ابن الجوزي في " العلل " من
الطريق الأولى ، ثم من طريق أبي البختري وهب بن وهب عن محمد بن أبي حميد عن ابن
شهاب به . قال :
" هذا حديث لا يصح ، أما الطريق الأول ، فقال أحمد و يحيى : داود بن عطاء ليس
بشيء ، و قال ابن حبان : لا يحتج به بحال . و أما الثاني ، ففيه أبو البختري
الكذاب ، و محمد بن أبي حميد قال النسائي : ليس بثقة " .
قلت : و أبو البختري هذا ليس في سند الحاكم ، و إنما هو عند ابن عدي و ابن
عساكر .
ثم تنبهت إلى أن الذهبي يشير إلى الراوي عن الفضل بن جبير ، و هو شيخ الحاكم
( أحمد بن محمد بن عبد الحميد الجعفي ) ، فقد أورده في " الميزان " ، و تبعه في
" اللسان " ، و ساق له حديثا آخر ، و قال :
" باطل ، ذكره ابن طاهر " .
قلت : و هو متعقب بأمرين :
أحدهما : أنه متابع عند ابن عساكر .
و الآخر : أن الجعفي هذا ترجمه الخطيب ( 5/54 ) برواية جمع من الثقات ، و قال :
" و ذكره الدارقطني فقال : صالح الحديث " .
قلت : فالظاهر أن الحديث الذي أبطله ابن طاهر علته من غيره ، كما هو الشأن في
حديثنا هذا . والله أعلم .

(5/484)


2486 - " إن الله جعل العلم قبضات ، ثم بثها في البلاد ، فإذا سمعتم بعالم قد قبض من
الأرض ، فقد رفعت قبضة ، فلا يزال يقبض حتى لا يبقى منه شيء " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/508 ) :

منكر
رواه الديلمي ( 1/2/227 ) من طريق أبي نعيم بسنده عن أبي زهر : حدثنا السري عن
عاصم عن مسروق عن ابن مسعود مرفوعا .
قلت : و هذا إسناد ضعيف مظلم ، من دون مسروق لم أعرفهم . و يحتمل عندي أن يكون
( عاصم ) محرفا من ( عامر ) ، و هو الشعبي ، فإنه معروف بالرواية عنه ، و عليه
يحتمل أن يكون ( السري ) هو ابن إسماعيل الكوفي ابن عم الشعبي ، و هو متروك .
والله أعلم .

(5/485)


2487 - " التمسوا الرزق بالنكاح " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/509 ) :

ضعيف
رواه الواحدي في " الوسيط " ( 3/116/2 ) ، و الديلمي ( 1/1/42 ) عن مسلم بن
خالد عن سعيد بن أبي صالح عن ابن عباس مرفوعا . و قال الحافظ في " مختصر
الديلمي " :
" مسلم فيه لبس ، و شيخه " !
كذا الأصل ، بيض لشيخه ، و لم أعرفه ، و أما مسلم بن خالد ، فهو المعروف
بالزنجي قال في " التقريب " :
" صدوق كثير الأوهام " .
قلت : و في معناه حديث :
" تزوجوا النساء ، فإنهن يأتين بالمال " ، و سيأتي برقم ( 3400 ) .

(5/486)


2488 - " اطلبوا الخير دهركم ، و اهربوا من النار جهدكم ، فإن الجنة لا ينام طالبها ،
و إن النار لا ينام هاربها ، و إن الآخرة محففة بالمكاره .. " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/509 ) :

ضعيف جدا
رواه البيهقي في " الزهد " ( 90/1 - 2 ) عن يعلى بن الأشدق : حدثنا عبد الله بن
جراد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : فذكره .
قلت : و هذا إسناد واه جدا ، يعلى بن الأشدق ، قال البخاري :
" لا يكتب حديثه " .
و قال ابن حبان :
" وضعوا له أحاديث ، فحدث بها و لم يدر " .

(5/487)


2489 - " اطلبوا الرزق في خبايا الأرض " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/510 ) :

منكر
أخرجه أبو يعلى في " مسنده " ( 207/2 ) : حدثنا مصعب بن عبد الله بن مصعب
الزبيري : حدثني هشام بن عبد الله بن عكرمة عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة
مرفوعا .
و من هذا الوجه أخرجه الطبراني في " الأوسط " ( 1/491/499 و 9/43 - 44 - ط ) ،
و أبو نعيم في " أخبار أصبهان " ( 2/313 ) ، و البيهقي في " الشعب " (
2/87/1233 ) ، و قال :
" إن صح " .
قلت : و هذا إسناد واه ، هشام بن عبد الله ; قال ابن حبان ( 3/91 ) :
" يروي عن ( هشام بن عروة ) ما لا أصل له من حديثه ، كأنه هشام آخر ! لا يعجبني
الاحتجاج بخبره إذا انفرد ، و هو الذي روى عن هشام عن أبيه ... " . ثم ساق هذا
الحديث .
قلت : لكني وجدت له متابعا ، فقال أبو نعيم في " الأخبار " ( 2/243 ) :
حدثنا أبو بكر محمد بن جعفر بن يوسف : حدثنا محمد بن أحمد بن راشد : حدثنا أبو
السائب سلم بن جنادة : حدثنا أبو أسامة عن هشام بن عروة به .
و أبو أسامة - و اسمه حماد بن أسامة - و ابن جنادة ثقتان ، لكني لم أر من وثق
ابن راشد هذا ، و قد أورده الخطيب ( 1/302 ) ، و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا
، و روى عنه أبو الحسين بن المنادي .
و الحديث قال الهيثمي ( 4/63 ) :
" رواه أبو يعلى و الطبراني في " الأوسط " ، و فيه هشام بن عبد الله بن عكرمة
ضعفه ابن حبان " .
و نقل ابن الجوزي في " العلل " ( 2/113 ) عن النسائي أنه قال :
" حديث منكر ، و قد روي من قول عروة " .

(5/488)


2490 - " اطلبوا العلم يوم الاثنين ، فإنه ميسر لطالبه " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/511 ) :

ضعيف
رواه أبو الشيخ ( ص 142 ) ، و عنه أبو نعيم في " أخبار أصبهان " ( 1/348 ) ،
و الديلمي في " مسنده " ( 1/1/15 ) ، و الشجري في " أماليه " ( 1/54 ) ، و ابن
الجوزي في " العلل الواهية " ( 1/323 ) من طريق أبي الشيخ و غيره عن موسى بن
أيوب عن عثمان بن عبد الرحمن عن حمزة الزيات عن حميد عن أنس مرفوعا .
و رواه الخطيب في " التلخيص " ( 1/123 ) من طريق محمد بن سلام البخاري عن عثمان
ابن عبد الرحمن الحراني عن حميد الطويل به ، فأسقط من بينهما حمزة الزيات ،
و قال :
" محمد بن سلام البخاري شيخ في عداد المجهولين " .
قلت : و شيخه الحراني قال الحافظ :
" صدوق ، أكثر الرواية عن الضعفاء و المجاهيل ، فضعف بسبب ذلك ، حتى نسبه ابن
نمير إلى الكذب ، و قد وثقه ابن معين " .
و موسى بن أيوب ثقة ، و هو النصيبي الأنطاكي .
و له طريق أخرى عن حميد الطويل .
فأخرجه ابن عساكر ( 14/117/1 ) عن أحمد بن محمد المعروف بابن الدهان : حدثنا
محمد بن الحجاج عن أحمد بن عبد الله عن يحيى بن حميد الطويل عن أبيه عن أنس به
.
قلت : و هذا إسناد ضعيف جدا ، يحيى بن حميد الطويل ; قال ابن عدي :
" أحاديث غير مستقيمة " .
و محمد بن الحجاج ، جماعة لم يتبين لي من هو منهم . و كذلك لم أعرف ابن الدهان
الراوي عنه .
و له طريق ثالثة عن أنس مرفوعا به .
أخرجه القاضي عياض في " الإلماع " ( 9/1 ) عن مجاشع بن عمرو : نا كثير بن مسلم
: سمعت أنس بن مالك به .
قلت : و هذا موضوع ، مجاشع أحد الكذابين ; كما قال ابن معين .
و كثير بن مسلم لم أعرفه ، و لعله كثير بن سليم - مصغرا - فإنه معروف بالرواية
عن أنس ، و هو منكر الحديث كما قال البخاري .
و قد روي له شاهد من حديث جابر مرفوعا بلفظ :
" اطلبوا العلم كل اثنين و خميس ، فإنه ميسر لمن طلب ، و إذا أراد أحدكم حاجة ،
فليبكر إليها ، فإني سألت ربي أن يبارك لأمتي في بكورها " .

(5/489)


2491 - " اطلبوا العلم كل اثنين و خميس ، فإنه ميسر لمن طلب ، و إذا أراد أحدكم حاجة ،
فليبكر إليها ، فإني سألت ربي أن يبارك لأمتي في بكورها "

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/513 ) :

موضوع
رواه ابن عدي في " الكامل " ( 4/1 - 2 و 1/364 - ط ) عن محمد بن أيوب بن سويد :
حدثني أبي : حدثني الأوزاعي عن محمد بن المنكدر عن جابر مرفوعا .
قلت : و هذا إسناد ضعيف جدا ، أيوب بن سويد - و هو الرملي - صدوق يخطىء كما في
" التقريب " .
و ابنه شر منه ، قال ابن حبان :
" لا تحل الرواية عنه " .
و قال أبو زرعة :
" رأيته قد أدخل في كتب أبيه أشياء موضوعة " .
ذكره الذهبي في " الميزان " ، ثم ساق له من موضوعاته حديثا غير هذا .
و الجملة الأخيرة قد صحت عن جمع من الصحابة ، فانظر " صحيح الجامع " برقم (
1311 - الطبعة الأولى الشرعية ) :
" اللهم بارك لأمتي في بكورها " .

(5/490)


2492 - " إذا حدثتم الناس ، فلا تحدثوهم بما يفزعهم و يشق عليهم " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/513 ) :

ضعيف
رواه ابن أبي عاصم في " السنة " ( 58/2 ) ، و عنه أبو القاسم الأصبهاني في "
الحجة " ( 136/1 ) و ابن عدي ( 7/80 ) ، و الديلمي ( 1/1/107 ) من طريق الحسن
بن سفيان ، و أبو الحسن القزويني في " مجلس من الأمالي " ( 198/2 ) ، و الهروي
في " ذم الكلام " ( 4/71/2 ) عن بقية بن الوليد عن الوليد بن كامل البجلي عن
نصر بن علقمة الحضرمي عن عبد الرحمن بن عائذ الأزدي عن المقدام بن معدي كرب
الكندي مرفوعا .
و من هذا الوجه رواه أبو موسى المديني في " اللطائف " ( 16/1 ) من طريق
الطبراني ، و قال :
" لا يروى عن المقدام إلا بهذا الإسناد ، تفرد به بقية " .
قلت : هو ثقة مدلس ، و لكنه قد صرح بالتحديث عند الهروي ، فالعلة من شيخه
الوليد بن كامل ; قال ابن عدي :
" قال البخاري : عنده عجائب " . و قال الذهبي :
" ضعفه أبو الفتح الأزدي ، و من قبله أبو حاتم " .

(5/491)


2493 - " إذا حسدتم فلا تبغوا ، و إذا ظننتم فلا تحققوا ، و إذا تطيرتم فامضوا ،
و على الله فتوكلوا " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/514 ) :

ضعيف جدا
رواه أبو بكر الشافعي في " الفوائد " ( 4/39/2 ) ، و ابن عدي ( 235/1 و 4/315 -
ط ) ، عن عبد الرحمن بن سعد : حدثني عبد الله بن سعيد بن أبي سعيد عن أبيه عن
أبي هريرة مرفوعا .
قلت : و هذا إسناد ضعيف جدا ، عبد الله بن سعيد المقبري متهم بالكذب .
و عبد الرحمن بن سعد ، و هو ابن عمار بن سعد القرظ ; قال الذهبي :
" ليس بذاك ، قال ابن معين : ضعيف " .
ثم وجدت له شاهدا مرسلا ، و لكنه واه يرويه عبد الرحمن بن زيد بن أسلم عن أبيه
قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره .
أخرجه إسحاق بن إبراهيم البستي في " التفسير " - مخطوط .
قلت : عبد الرحمن بن زيد بن أسلم متروك ن و تقدمت له أحاديث منها في توسل آدم
بالنبي عليهما السلام .

(5/492)


2494 - " أظهروا النكاح ، و أخفوا الخطبة " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/515 ) :

ضعيف
رواه الديلمي ( 1/1/27 ) عن عبد الرحمن بن حمدان الجلاب : حدثنا عثمان بن خرزاذ
: حدثنا هارون بن عمر بن زياد الدمشقي - سنة عشرين و مائة - : حدثنا محمد بن
خالد عن عبد العزيز بن محمد الدراوردي عن علقمة بن أبي علقمة عن أمه عن أم
سلمة قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره .
سكت عليه الحافظ في " مختصره " ، و سنده ضعيف ، أم علقمة ، و اسمها مرجانة ;
مجهولة الحال ، و من دون الدراوردي فيه من لم أعرفه .
و الجملة الأولى لها طريق آخر عن عائشة في " علل ابن أبي حاتم " ( 1/425 ) ،
و " سنن البيهقي " ( 7/290 ) ، و ضعفه ، و " تاريخ الخطيب " ( 4/137 ) . لكنها
صحت بلفظ : " أعلنوا .. " . و هو مخرج في " آداب الزفاف " ( ص183 - 184 -
المكتبة الإسلامية ) .

(5/493)


2495 - " تعاهدوا نعالكم عند أبواب المساجد " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/515 ) :

موضوع
أخرجه الخطيب في " تاريخ بغداد " ( 5/278 ) و من طريقه ابن الجوزي في " العلل "
( 1/403 ) من طريق علي بن عمر الحافظ ( هو الدارقطني ) عن يحيى بن هاشم السمسار
: حدثنا مسعر بن كدام عن يزيد الفقير عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه
وسلم قال : فذكره ، و قال : قال علي بن عمر :
" غريب من حديث مسعر عن يزيد الفقير . تفرد به يحيى بن هاشم " .
قلت : و هو كذاب .
و الحديث أورده العلامة ابن القيم في رسالة له في الأحاديث الضعيفة الموضوعة من
رواية الدارقطني في " الأفراد " ، و قال ( ق 112/2 ) :
" قال يحيى : هو ( يعني السمسار ) دجال هذه الأمة ، قيل له : أتراه وضع هذه
الأحاديث ؟ فقال : هو لا يحسن يضع هذه الأحاديث ! و لكن وضعت له . و قال أحمد
ابن حنبل : لا يكتب عنه . و قال النسائي : متروك الحديث . و قال محمد بن
عبد الرحيم : كان يضع الحديث . و قال أبو علي الحافظ : كان يكذب . و قال ابن
عدي : كان ببغداد يضع الحديث . و قال ابن حبان : كان يضع الحديث على الثقات " .
قلت : و روي مرسلا ، فقال عبد الرزاق في " المصنف " ( 1/388/1515 ) : عن يحيى
ابن العلاء عن طلحة عن عطاء رفعه .
و هذا - مع إرساله - ضعيف جدا ; يحيى متروك ، و طلحة إن كان ابن عبيد الله
العقيلي ; فمجهول ، و إن كان ابن عبيد الله بن كريز ; فثقة .
و أخرجه ابن أبي شيبة في " مصنفه " ( 2/417 ) بسند صحيح عن الحسن - و هو البصري
- مرفوعا بلفظ :
" تعاهدوا نعالكم ; فإن رأى أحدكم فيهما أذى فليمطه ، و إلا فليصل فيهما " .
و رواه عبد الرزاق ( 1514 ) عن ابن جريج عن عطاء مرسلا نحوه . و في معناه قوله
صلى الله عليه وسلم :
" إذا جاء أحدكم المسجد فلينظر فإن رأى في نعليه قذرا أو أذى فليمسحه ، و ليصل
بهما " .
رواه أبو داود و غيره بسند صحيح عن أبي سعيد الخدري . و هو مخرج في " الإرواء "
( 284 ) .

(5/494)


2496 - " رحم الله قوما يحسبهم الناس مرضى و ما هم بمرضى " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/517 ) :

ضعيف
رواه المعافى بن عمران في " الزهد " ( 243/2 ) عن مبارك بن فضالة عن الحسن
مرفوعا نحوه . و ذكره بهذا اللفظ السيوطي في " الجامع الصغير " من رواية ابن
المبارك عن الحسن مرسلا . ثم وجدته في " الزهد " ( 161/1 من الكواكب 575
و 30/92 - ط ) لابن المبارك : حدثنا المبارك بن فضالة به .
قلت : و هذا إسناد ضعيف ، فإنه مع إرساله فيه عنعنة ابن فضالة ، فإنه كان مدلسا
.

(5/495)


2497 - " رحم الله قيسا ، رحم الله قيسا ، إنه كان على دين إسماعيل بن إبراهيم
خليل الله عز وجل ، يا قيس حي يمنا ، يا يمن حي قيسا ، إن قيسا فرسان الله في
الأرض ، والذي نفسي بيده ، ليأتين على الناس زمان ليس لهذا الدين ناصر غير قيس
، إن لله فرسانا في الأرض موسومين ، و فرسانا في الأرض معلمين ، ففرسان الله في
الأرض قيس ، إنما قيس بيضة تفلقت عنها أهل البيت ، إن قيسا ضراء الله في الأرض
، يعني أسد الله " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/518 ) :

ضعيف
رواه البخاري في " التاريخ " ( 4/1/98/436 ) ، و الطبراني في " المعجم الكبير "
( 18/265/663 ) ، و " الأوسط " 0 9/9/8011 ) ، و ابن منده في " معرفة الصحابة "
( 2/117/1 ) ، و ابن عساكر ( 8/405/1 ) من طريقين عن قتيبة بن سعيد : أنا
عبد المؤمن بن عبد الله أبو الحسن : نا عبد الله بن خالد العبسي عن عبد الرحمن
ابن مقرن المزني عن غالب بن أبجر قال : ذكرت قيس عند رسول الله صلى الله
عليه وسلم فقال : فذكره .
قلت : و هذا سند ضعيف ، عبد المؤمن بن عبد الله ; قال أبو حاتم :
" مجهول " .
و قال العقيلي :
" حديثه غير محفوظ " ، و أما ابن حبان فذكره في " الثقات " 0 8/417 ) على
قاعدته في توثيق المجهولين .
و اللذان فوقه في " ثقات ابن حبان " ( 7/18 و 5/111 ) ، لكن ( ابن مقرن ) هو
( معقل بن مقرن ) نسب إلى جده . و لذلك قال الهيثمي في " المجمع " ( 10/49 ) :
" رواه الطبراني في " الكبير " و " الأوسط " ، و رجاله ثقات " !
( تنبيه ) : قال ابن أبي حاتم في " الجرح و التعديل " ( 3/1/66 ) :
" عبد المؤمن بن عبد الله أبو الحسن الكوفي ، و هو ابن عبد الله بن خالد العبسي
... " .
فقوله : " و هو ابن عبد الله " وهم منه أو من الناسخ ; فإن عبد الله هذا إنما
هو شيخه كما ترى في هذا السند عند جميع مخرجيه ، و قد ترجم به ابن أبي حاتم
( 2/2/44 ) ، و ذكر أنه روى عن جمع منهم ( عبد الرحمن بن مقرن ) هنا ، و كذا في
" ثقات ابن حبان " ( 7/18 ) ، و ذكرا أنه روى عنه الأعمش و الثوري ، و لم يذكرا
أبيه المزعوم هذا !
( تنبيه آخر ) : أورد الحديث السيوطي في " الجامع الصغير " و " الفتح الكبير "
من رواية الطبراني بلفظ " قسا " مقتصرا على الطرف الأول منه ، و هو وهم جرى
عليه المناوي في " شرحه " ، و ساق حديث : أيكم يعرف القس بن ساعدة ... !
و تبعهما على هذا الوهم من علق على الكتاب ، و هم " نخبة من العلماء الأجلاء "
كما جاء في طرة الكتاب ! و الصواب " قيسا " ، كما في المصادر المتقدمة ، و كذلك
ساقه الحافظ العراقي في " محجة القرب " ( 52/1 - 2 ) من طريق الطبراني ، و قال
:
" هذا حديث حسن غريب ، و رجاله ثقات " .
كذا قال ، و فيه ما عرفت من جهالة ( عبد المؤمن ) ، و لكنه اعتد بتوثيق ابن
حبان إياه ، و تبعه تلميذه الهيثمي فوثقه كما تقدم ! !

(5/496)


2498 - " الأبدال أربعون رجلا ، و أربعون امرأة ، كلما مات رجل أبدل الله رجلا مكانه ،
و إذا ماتت امرأة ، أبدل الله مكانها امرأة " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/519 ) :

ضعيف
رواه الخلال في " كرامات الأولياء " ( ق 1/2 ) ، و الديلمي في " مسنده " (
1/2/364 ) عن إبراهيم بن الوليد بن أيوب : حدثني أبو عمر الغداني : حدثنا أبو
سلمة الخراساني عن عطاء عن أنس بن مالك مرفوعا .
قلت : و هذا إسناد ضعيف مظلم ، من دون عطاء لم أعرف أحدا منهم .
و الحديث أورده ابن الجوزي في " الموضوعات " ( 3/152 ) من طريق الخلال هذه ،
و قال :
" فيه مجاهيل " .
و تعقبه السيوطي في " اللآلىء " 0 3/332 ) بأن له طرقا أخرى عن أنس .
قلت : لكن لا يصح منها شيء ، و ألفاظها مختلفة جدا كما يتبين للقارىء بالاطلاع
عليها في رسالة السيوطي المطبوعة في " الحاوي للفتاوي " ( 2/455 - 472 ) ، بحيث
لا يمكن القول بأن متنا معينا منها بعينه حسن لغيره . غاية ما في الأمر ، أن
هذه الروايات و غيرها مما روي تلتقي كلها على الاعتراف بوجود الأبدال ، و يشهد
لذلك استعمال أئمة الحديث كالشافعي و أحمد و البخاري و غيرهم لهذا اللفظ ،
فنجدهم كثيرا ما يقولون : فلان من الأبدال . و نحو ذلك .
و أما عددهم و مكانهم ، فالروايات مضطربة جدا ، لا يمكن الاعتماد على شيء منها
; و لذلك قال ابن تيمية في " مجموع الفتاوى " ( 11/441 ) في حديث الأبدال :
" الأشبه أنه ليس من كلام النبي صلى الله عليه وسلم " . والله أعلم .
و الحديث عزاه السيوطي في " الجامع " للمصدرين المذكورين أعلاه ، و كذا في "
الحاوي " ( 2/203 ) ، و سكت عليه !
و من طرق الحديث ما رواه ابن عدي ( 5/220 - 221 ) ، و الديلمي أيضا ( 2/1/23 )
من طريق العلاء بن زيدك عن أنس مرفوعا بلفظ :
" البدلاء أربعون ، اثنان و عشرون بالشام ، و ثمانية عشر بالعراق ، كلما مات
واحد منهم ، بدل الله مكانه آخر ، فإذا جاء الأمر ، قبضوا كلهم " .
قلت : و هذا موضوع ، آفته العلاء هذا : قال الذهبي :
" تالف ، قال ابن المديني : كان يضع الحديث " .
( فائدة ) : قال ابن تيمية في تفسير ( الأبدال ) :
" فسروه بمعان : منها : أنهم أبدال الأنبياء . و منها أنه كلما مات منهم رجل
أبدل الله مكانه رجلا . و منها : أنهم أبدلوا السيئات من أخلاقهم و أعمالهم
و عقائدهم بحسنات . و هذه الصفات لا تختص بأربعين ، و لا بأقل ، و لا بأكثر ،
و لا تحصر بأهل بقية من الأرض " .
و يشر في كلامه الأخير إلى حديث :
" الأبدال في أهل الشام .. " .
و قد مضى برقم ( 940 ) من حديث عوف بن مالك ، و سيأتي بأتم منه برقم ( 2993 )
من حديث علي .

(5/497)


2499 - " ريح الولد من ريح الجنة " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/521 ) :

ضعيف
أخرجه الطبراني في " الصغير " ص ( 169 ) ، و " الأوسط " ( 6/401/5856 - ط ) ،
و ابن حبان في " الضعفاء " ( 3/25 - 26 ) من طريقين عن أحمد بن يونس : حدثنا
مندل بن علي العنزي عن عبد المجيد بن سهيل بن عبد الرحمن بن عوف عن عبيد الله
ابن عبد الله بن عتبة عن ابن عباس به مرفوعا . و قال الطبراني :
" تفرد به مندل بن علي " .
قلت : و هو ضعيف ; كما في " التقريب " .
و بقية رجال الإسناد ثقات رجال " الصحيحين " .
و قال الهيثمي ( 8/156 ) :
" رواه الطبراني في " الصغير " و " الأوسط " عن شيخه محمد بن عثمان بن سعيد ،
و هو ضعيف " .
و قال شيخه العراقي ( 2/194 ) :
" رواه الطبراني في " الصغير " و " الأوسط " و ابن حبان في " الضعفاء " ، و فيه
مندل بن علي ، و هو ضعيف " .
قلت : فهو علة الحديث ، و أما إعلال الهيثمي بشيخ الطبراني فمردود لوجهين :
أحدهما : أنه ظنه ( محمد بن عثمان بن سعيد بن عبد السلام بن أبي السوار المصري
) الذي في " الميزان " ، و فيه أن أبا سعيد بن يونس قال فيه : " لم يكن بثقة "
، و ليس به ، بل هو ( محمد بن عثمان بن سعيد أبو عمر الضرير الكوفي ) ، و في
ترجمته أورد الطبراني حديثه هذا ، و نسبه في " الأوسط " : ( الأموي ) ، و كذا
في " سؤالات الحاكم للدارقطني " ( 149/175 ) ، و قال :
" ثقة " .
و الآخر : أنه قد توبع كما أشرت في التخريج بقولي : " من طريقين عن أحمد بن
يونس " . على أن أحمد هذا قد تابعه ( علي بن عبد الحميد أبو الحسن ) : حدثنا
مندل بن علي ...
أخرجه البيهقي في " الشعب " ( 7/479 ) . و علي بن عبد الحميد هذا ثقة .
و للحديث طريقان آخران عن ابن عباس ، و شاهد من حديث عائشة رضي الله عنهما .
أما الطريق الأول ، فأخرجه أبو الشيخ في " التاريخ " ( ص 177 ) عن عيسى بن
إبراهيم قال : حدثنا سليمان بن أبي سليمان عن عطاء بن أبي رباح عنه .
قلت : و هذا إسناد ضعيف جدا . سليمان هذا ، هو القافلاني ; قال الذهبي :
" متروك الحديث ، بصري مقل " .
و عيسى بن إبراهيم ، الظاهر أنه ابن طهمان الهاشمي ، و هو متروك أيضا .
و أما الطريق الآخر ، فأخرجه عبد العزيز الكناني في " حديثه " ( ق 237/1 ) ،
و أبو بكر الكلاباذي في " مفتاح المعاني " ( ق 212/2 ) عن خارجة بن مصعب عن
عبد المجيد بن سهل عن محمد بن عباد بن حفص عنه .
قلت : و هذا كالذي قبله في الضعف . خارجة بن مصعب ، قال الحافظ :
" متروك ، و كان يدلس عن الكذابين ، و يقال : إن ابن معين كذبه " .
و محمد بن عباد بن حفص لم أعرفه .
و أما الشاهد ، فأخرجه ابن عدي ( 294/2 و 6/160 - ط ) عن محمد بن عبد الملك
الأنصاري : حدثنا عمرة بنت عبد الرحمن عن عائشة مرفوعا به و قال :
" و هذا غير محفوظ ، و محمد بن عبد الملك كل أحاديثه مما لا يتابعه الثقات عليه
، و هو ضعيف جدا " .
قلت : و بالجملة فالحديث ضعيف ، لشدة ضعف طرقه و شاهده .

(5/498)


2500 - " إذا توضأت ، فسال من قرنك إلى قدمك ، فلا وضوء عليك . بعني الباصور " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/524 ) :

منكر
رواه أبو عبيد في " الطهور " ( ق 2/1 ) ، و العقيلي في " الضعفاء " ( 241 ) ،
و ابن عدي في " الكامل " ( 5/307 ) ، و الطبراني في " الكبير " ( 11/109/11202
) عن بقية عن عبد الملك بن مهران عن عمرو بن دينار عن ابن عباس ، قال :
أتى رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : إن بي الباصور ; إذا توضأت
سال مني ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره . و قال العقيلي :
" عبد الملك بن مهران صاحب مناكير ، غلب على حديثه الوهم ، لا يقيم شيئا من
الحديث " .
و ساق له ثلاثة أحاديث هذا أحدها ثم قال :
" كلها ليس لها أصل ، و لا يعرف منها شيء من وجه يصح " .
و قال ابن عدي :
" منكر ، لا أعلم رواه عن عمرو بن دينار ، غير عبد الملك بن مهران ، و هو مجهول
" .
قلت : و بقية مدلس و قد عنعنه .
و قال أبو عبيد :
" هذا حديث مرفوع ، و هو عن شيخ مجهول ، فلا أدري أمحفوظ هو أم لا ؟ " .

(5/499)


2501 - ( إذا توضأت وأنا جنب أكلت وشريت ، ولا أصلي ولا أقرأ حتى أغتسل ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/7 :
$ضعيف$
رواه أبو عبيد في " فضائل القرآن " ( ق 45/2) ، والدارقطني ( ص 44 ) ، والبيهقي ( 1/89 ) عن ابن لهيعة عن عبد الله بن سليمان عن ثعلبة بن أبي الكنود عن عبد الله بن مالك الغافقي : أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لعمر بن الخطاب ؛ فذكره . وقال البيهقي :
" ورواه الواقدي عن عبد الله بن سليمان هكذا " .
قلت : وهذا سند ضعيف عبد الله بن سليمان الظاهر أنه أبو حمزة المصري الطويل ؛ لم يوثقه غير ابن حبان ( 2/156 ) ، وقال البزار : " حدث بأحاديث لم يتابع عليها " .
وثعلبة بن أبي الكنود ؛ وثقه ابن حبان أيضا ( 1/8 ) ، وترجمه ابن أبي حاتم ( 1/1/463 ) ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا .
تلك هي علة الحديث ، وأما شمس الحق الأبادي فأعله بقوله :
" قلت : ابن لهيعة ضعيف ، والواقدي متروك " .
فلم يصنع شيئا ؛ لأن ابن لهيعة وإن كان سيىء الحفظ ، فهو صحيح الحديث إذا روى عنه أحد العبادلة ، وهو كذلك هنا فمن الرواة عنه عبد الله بن وهب عند البيهقي ، فزالت التهمة عنه ، والواقدي لم يتفرد به كما سبق .
وروى أبو عبيد عن عمر : أنه كره للجنب أن يقرأ شيئا من القرآن . وسنده صحيح .
ومن طرق عن عامر بن السمط عن أبي الغريف قال :
" سئل علي عن الجنب : أيقرأ القرآن ؟ فقال : لا ، ولا حرفا " .
وهذا سند فيه ضعف من أجل ( أبي الغريف ) . انظر : " ضعيف أبي داود " ( 32 ) - وفي أثر عمر كفاية ، فنرى أنه يكره للجنب أن يقرأ القرآن . يؤيده كراهة النبي صلى الله عليه وسلم أن يرد السلام وهو على غير وضوء ، وهذا ظاهر لا يخفى . أما تحريم القراءة فلا دليل عليه .

(6/1)


2502 - ( إذا جاءكم الأكفاء فأنكحوهن ، ولا تربصوا بهن الحدثان ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/8 :
$موضوع$
رواه الديلمي ( 1/1/106 ) من طريق الحاكم عن معلى بن هلال عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر مرفوعا .
قلت : وهذا موضوع ، آفته المعلى هذا ، قال الذهبي :
" رماه السفيانان بالكذب ، وقال ابن المبارك وابن المديني : كان يضع الحديث ، وقال ابن معين : هو من المعروفين بالكذب والوضع ... " .
قلت : ومع ذلك فقد سود السيوطي كتابه " الجامع الصغير " بهذا الحديث !.

(7/1)


2503 - ( لا تقوم الساعة حتى يرفع الركن والقرآن ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/8 :
$ضعيف$
رواه أبو بكر المقرىء في " الفوائد " ( 1/107/2 ) ، والحازمي في " الفيصل " ( 87/2 ) عن سعيد بن المغيرة قال : حدثنا عبد الغفار بن عبد الله قال : حدثنا عفيف عن سفيان عن عمرو بن دينار عن جابر مرفوعا .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ، عبد الغفار هذا لم أجد له ترجمة ، وقد ذكره المزي في ترجمة كل من عفيف ؛ وهو ابن سالم الموصلي ، وسعيد بن المغيرة ؛ وهو عبد الغفار بن عبد الله بن الزبير التمار الموصلي .
وسعيد بن المغيرة أورده المزي ( 1/254/1 ) تمييزا ، ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا . وقال الحافظ في " التقريب " :
" مجهول " .
وروي الحديث عن ابن عمر ، وسيأتي تخريجه برقم ( 4789 ) .

(8/1)


2504 - ( إذا مررت ببلدة ليس فيها سلطان فلا تدخلها ، إنما السلطان ظل الله ورمحه في الأرض )
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/9 :
$ضعيف$
رواه عباس الترقفي في " حديثه " ( 41/1 ) - وعنه البيهقي في " السنن " ( 8/162 ) و " شعب الإيمان " ( 6/18/7375 ) - : حدثنا سعيد بن عبد الله الدمشقي : حدثنا الربيع بن صبيح عن أنس بن مالك مرفوعا .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ، الربيع بن صبيح ضعيف ؛ كما قال ابن معين والنسائي وغيرهما .
وسعيد بن عبد الله الدمشقي ؛ لم اجد به ترجمة ، ويراجع له " تاريخ ابن عساكر " .
ثم رجعت إليه ؛ فوجدته ( 21/170 - 172 ) قد ذكر له أحاديث ليس هذا منها ، وروى عن أبي حاتم أنه ( مجهول ) ، ويقال فيه : ( سعيد بن دينار ) نسبة إلى جده .
ومن هذا الوجه أخرجه الديلمي في " مسنده " ( 1/1/149 ) ، وعزاه السيوطي للبيهقي في " الشعب " ، وأعله المناوي بالربيع بن صبيح ؛ ونقل عن الذهبي : أنه ضعيف ؛ ثم قال :
" ولذلك أطلق عليه السخاوي الضعف " .

(9/1)


2505 - ( إذا رأيتم الرجل يقتل صبرا ، فلا تحضروا مكانه ؛ لعله أن يقتل مظلوما فتنزل السخطة فيصيبكم معه ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/10 :
$ضعيف$
رواه ابن سعد ( 7/501 ) معلقا ، ووصله أحمد ( 4/167 ) والطبراني في " المعجم الكبير " ( 4/219/4181 ) وابن منده في " معرفة الصحابة " ( قطعة منه ، ق2/1 في المكتبة الظاهرية 4442 - عام ) من طريقين عن ابن لهيعة عن يزيد بن أبي حبيب عن خرشة بن الحارث صاحب النبي صلى الله عليه وسلم : فذكره .
قلت : وهذا سند ضعيف ، من أجل ابن لهيعة ، فإنه ضعيف في غير رواية العبادلة عنه وهذه منها .

(10/1)


2506 - ( إذا رأيتم العبد ألم الله به الفقر والمرض فإن الله يريد أن يصافيه ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/10 :
$موضوع$
رواه الديلمي ( 1/1/57 ) عن أبي إسحاق إبراهيم بن الحسن بن داود العطار : حدثنا محمد بن خلف بن عبد السلام : حدثنا موسى بن إبراهيم : أخبرنا موسى بن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده عن علي مرفوعا .
بيض له الحافظ في " مختصره " ، وهو موضوع ، آفته موسى بن إبراهيم المروزي ؛ قال الذهبي :
" كذبه يحيى ، وقال الدارقطني وغيره : متروك فمن بلاياه ... " . ثم ذكر له حديث : " من أراد أن يؤتيه الله حفظ العلم فليكتب هذا الدعاء .. اللهم إني أسألك ... وأسألك بحق محمد وإبراهيم وموسى . الحديث بطوله " . وهذا كذب ظاهر !

(11/1)


2507 - ( إذا رددت على السائل ثلاثا فلا عليك أن تزبره ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/11 :
$ضعيف$
رواه الطبراني في " الأوسط " ( 1/89/1 من الجمع بين المعجمين ) ، وابن النجار ( 10/152/1) عن حبان بن علي عن طلحة بن عمرو متروكان ، وقول ابن عراق في " تنزيه الشريعة " ( 264// ) إنهما ضعيفان ؛ فيه تساهل مخل .
والحديث أورده ابن الجوزي في " الموضوعات " من رواية الدارقطني عن ابن عباس ؛ وقال : تفرد به الوليد بن الفضل العنزي .
وتعقبه السيوطي بأن لحديث ابن عباس طريقا ليس فيه الوليد ، أخرجه الديلمي . وأقول : وهذا تعقب لا طائل تحته ، لأنه من رواية طلحة بن عمرو ، عن ابن عباس . وطلحة متروك ؛ كما في " التقريب " .
وأما الوليد بن الفضل العنزي فهو ممن يروي الموضوعات كما قال ابن حبان والحاكم وغيرهما .

(12/1)


2508 - ( من ترك الصلاة متعمدا فقد كفر جهارا ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/11 :
$ضعيف$
رواه الطبراني في " الأوسط " ( 14/1 - من ترتيبه ) عن محمد بن أبي داود الأنباري : حدثنا هاشم بن القاسم عن أبي جعفر الرازي عن الربيع بن أنس عن أنس بن مالك مرفوعا ، وقال :
" لم يروه عن أبي جعفر إلا هاشم ؛ تفرد به محمد " .
قلت : لم أجد له ترجمة ، ومن المحتمل أن يكون في " الثقات " لابن حبان .
وهاشم بن القاسم ؛ الظاهر أنه أبو النضر البغدادي ، ثقة حافظ من رجال الشيخين .
ثم وجدناه في " الثقات " لابن حبان ؛ بل وترجمه في " التهذيب " واسم أبيه سليمان . وهو صدوق . وإنما علة الحديث أبو جعفر الرازي ؛ فإنه سيىء الحفظ .
وأما قول الهيثمي ( 1/295 ) :
" ورجاله موثقون إلا محمد بن أبي داود فإني لم أجد من ترجمه ، وقد ذكر ابن حبان في " الثقات " : محمد بن أبي داود البغدادي ؛ فلا أدري هو هذا أم لا ؟ " .
قلت : يظهر لي لأنه هذا ؛ لأن شيخه بغدادي أيضا كما رأيت ، وقد ترجمه الخطيب في " تاريخ بغداد " ( 5/292 ) ووثقه . وهو من شيوخ أبي داود ، ومترجم في " التهذيب " وغيره .
وقوله : " موثقون " ؛ فيه إشارة إلى تليين توثيق بعضهم ، وليس هو إلا الرازي .

(13/1)


2509 - ( من أحب فطرتي فليستن بسنتي ، ومن سنتي النكاح ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/12 :
$ضعيف$
أخرجه عبد الرزاق في " المصنف " ( 6/169/10378 ) وابن بطة في " الإبانة " ( 2/117/1 ) ؛ والبيهقي في " السنن " ( 7/78 ) عن ابن جريج عن إبراهيم بن ميسرة عن عبيد بن سعد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : فذكره .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ، ابن جريج مدلس وقد عنعنه .
وعبيد بن سعد ؛ لم أعرفه ، ويحتمل أنه عبيد بن سعيد الذي روى عن مجاهد ، وعنه معتمر بن سليمان ، قال ابن أبي حاتم ( 2/2/408 ) عن أبيه :
" لا أعرفه " .
ثم قال البيهقي :
" وروي ذلك عن أبي حرة عن الحسن عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم " .
قلت : أخرجه ابن عدي في " الكامل " ( 7/2549 ) .
قلت : الحسن - وهو البصري - مدلس ، ومثله أبو حرة ؛ واسمه واصل بن عبد الرحمن ، قال الحافظ :
" صدوق عابد ، و كان يدلس عن الحسن " .
ثم رأيت الحديث في " مجمع الزوائد " من الطريق الأولى ؛ وقال ( 4/252 ) :
" رواه أبو يعلى ورجاله ثقات إن كان عبيد بن سعد صحابيا ، وإلا فهو مرسل " .
ثم رأيته عند أبي يعلى ( 5/2748 ) : حدثنا أبو خيثمة : أخبرنا سفيان عن إبراهيم بن ميسرة عن عبيد بن سعيد يبلغ به النبي صلى الله عليه وسلم .
وقال الحافظ في ترجمته من " الإصالة " :
" وذكره ابن حبان في " ثقات التابعين " مثل ما ترجم له البخاري سواء ، ويغلب على الظن أنه تابعي ، لأنه لم يصرح بسماعه " .
قلت : والحديث محفوظ بلفظ :
" .... فمن رغب عن سنتي فليس مني " .
أخرجه الشيخان وغيرهما من حديث أنس ، وأخرجه البيهقي أيضا في " السنن " ، وفي " الشعب " ( 2/123/2 ) وقال :
" وروينا من وجه آخر عن النبي صلى الله عليه وسلم : من أحب فطرتي ... " .
( تنبيه ) : عزاه الحافظ السيوطي في " الجامع " للبيهقي عن أبي هريرة ، وكان الأولى به أن يعزوه إليه عن عبيد بن سعد وحده ؛ لأنه قد ساق إسناده إليه بخلاف حديث أبي هريرة فقد علقه عنه كما عرفت .

(14/1)


2510 - ( شاهد الزور لا تزول قدماه حتى تجب له النار ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/14 :
$ضعيف$
رواه أبو يعلى في " مسنده " ( 3/1361 - مصورة المكتب ) ، والحارث بن أبي أسامة في " مسنده " ( ص 109 - من زوائده ) ، والعقيلي في " الضعفاء " ( 395 ) ، والخطيب في " التاريخ " ( 2/403 ) ، وابن عساكر ( 16/136/1 ) عن محمد بن الفرات : حدثنا محارب بن دثار عن ابن عمر مرفوعا . وقال العقيلي :
" محمد بن الفرات ؛ قال يحيى : ليس بشىء ، وقال البخاري : منكر الحديث ، رماه أحمد ] بالكذب [ " . وقال أبو داود :
" روى عن محارب أحاديث موضوعة منها عن ابن عمر في شاهد الزور " .
وذكره البخاري في " التاريخ الصغير " ( ص 195 ) وساق له هذا الحديث وعقبه بقوله السابق : " منكر الحديث " .
ومن طريقه أخرجه الحاكم في " المستدرك " ( 4/98 ) وقال :
" صحيح الإسناد " ! ووافقه الذهبي ! وهذا من عجائبه ؛ فإنه في " الميزان " ساقه فيما أنكر على ابن الفرات فأصاب ، ثم كأنه نسي هذا فوافق الحاكم على تصحيحه ! وكم له من مثل هذا الوهم رحمه الله .
ومن هذا الوجه رواه ابن عدي ( 290/2 ) - وعنه البيهقي في " السنن " ( 10/122 ) - وقال :
" لا أعلم يرويه غير محمد بن الفرات ، والضعف بين على ما يرويه " .
وضعفه البيهقي أيضا .
قلت : قد أخرجه أبو نعيم في " الحلية " ( 7/264 ) عن محمد بن خليد : حدثنا خلف بن خليفة : حدثنا مسعر عن محارب به ؛ وقال :
" تفرد به محمد بن خليد عن خلف " .
قلت : وهما ضعيفان .
وله طريق أخرى ؛ أخرجها الخطيب ( 11/63 ) ، وابن عساكر ( 9/400/1 ) عن الحسن بن زياد اللؤلؤي : أخبرنا أبو حنيفة عن محارب بن دثار عن ابن عمر مرفوعا .
والحسن هذا كذاب ؛ كما قال ابن معين ويعقوب بن سفيان والعقيلي وغيرهم .
وأبو حنيفة ؛ ليس هناك في الحديث .
ثم رواه ابن عساكر ( 15/336/2 ) في ترجمة محمد بن عصمة بن حمزة السعدي الخراساني من حديث ابن عمر أيضا ، لكن سقط من النسخة سنده من السعدي إلى ابن عمر .
والحديث أشار الحافظ ابن عبد البر إلى تضعيفه في " التمهيد " ( 5/73 ) .

(15/1)


2511 - ( شراركم عزابكم ، وأراذل موتاكم عزابكم ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/16 :
$ضعيف$
رواه العقيلي في " الضعفاء " ( 3/356 ) عن برد بن سنان عن مكحول عن عطية بن بسر الهلالي عن عكاف بن وداعة الهلالي : أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : " يا عكاف ! ألك امرأة ؟ قال : لا ، قال : فجارية ؟ قال : لا ، قال : وأنت صحيح موسر ؟ قال : نعم ، قال فأنت إذا من إخوان الشياطين ، إن كنت من رهبان النصارى فالحق بهم ، وإن كنت منا فإن من سنتنا النكاح ، يا ابن وداعة ... " فذكر الحديث بطوله . وسأذكره بتمامه قريبا إن شاء الله تعالى ، وأعله العقيلي بقوله :
" عطية لا يتابع عليه " .
وأخرجه عبد الرزاق في " المصنف " ( 6/171/10387 ) ، وعنه أحمد ( 5/163 ) ، وعنه ابن الجوزي في " الواهية " ( 2/118 ) من طريق محمد بن راشد عن مكحول عن رجل عن أبي ذر قال :
دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم رجل يقال له : عكاف بن بشر التميمي ؛ فقال له النبي صلى الله عليه وسلم :
" يا عكاف ! هل لك من زوجة ؟ قال : لا . قال : ولا جارية ؟ قال : ولا جارية . قال : وأنت موسر بخير ؟ قال : وأنا موسر بخير . قال :
" أنت إذن من إخوان الشياطين ، لو كنت في النصارى كنت من رهبانهم ، إن سنتنا النكاح ، شراركم عزابكم ، وأراذل موتاكم عزابكم ، أبالشياطين تتمرسون ؟! ما للشيطان من سلاح أبلغ في الصالحين من النساء ؛ إلا المتزوجون ، أولئك المطهرون المبرؤون من الخنا .
ويحك يا عكاف ! إنهن صواحب أيوب ويوسف وكرسف " .
فقال له بشر بن عطية : ومن كرسف يا رسول الله ؟ فقال :
" رجل كان يعبد الله بساحل من سواحل البحر ثلاثمائة عام ، يصوم النهار ، ويقوم الليل ، ثم إنه كفر بالله العظيم بسبب امرأة عشقها ، وترك ما كان عليه من عبادة الله عز وجل ، ثم استدرك الله ببعض ما كان منه فتاب عليه . ويحك يا عكاف ! تزوج وإلا فأنت من المذبذبين " .
قال : زوجني يا رسول الله ! قال :
" قد زوجتك كريمة بنت كلثوم الحميري " .
قلت : وهذا متن منكر جدا ، وإسناد ضعيف ، محمد بن راشد - وهو المكحولي - قال الحافظ في " التقريب " :
" صدوق يهم " .
وشيخه الذي لم يسم لعله الذي في الرواية الأولى عطية بن بسر الهلالي ، قال البخاري - في رواية العقيلي عنه - :
" لم يقم حديثه " .
ومن عجائب ابن حبان أنه أورده في كتابه " الثقات " ( 5/261 ) ؛ ومع ذلك قال فيه :
" روى عنه مكحول في ( التزويج ) ، متن منكر ، وإسناد مقلوب " !
قلت : فلا أدري كيف يكون ثقة من روى مثل هذا الحديث المنكر ، ولم يذكر له هو ولا غيره من الأحاديث حتى يمكن أن يقال فيه - مثلا - : إنها مستقيمة ، و من أجلها وثقه ، ولم يضره تفرده بهذا الحديث المنكر ؛ كان يمكن أن يقال هذا ، ولكن أين له مثل هذه الأحاديث ؟!
والحق أن هذا مثال من عشرات الأمثلة إن لم أقل : مئاتها التي تدل على تساهل ابن حبان في التوثيق ، والنية متوجهة لتفصيل القول في ذلك في مقدمة كتابي الجديد الذي أنا في صدد تحضيره بعنوان " تيسير انتفاع الخلان بكتاب ثقات ابن حبان " يسر الله لي إتمامه ثم نشره بمنه وكرمه .
ثم إن الحديث قد روي من طريق أخرى عن عطية بن بسر المازني قال :
" جاء عكاف بن وداعة الهلالي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : يا عكاف ! ألك زوجة ؟ .... " الحديث بتمامه .
أخرجه أبو يعلى في " مسنده " ( 4/1626 ) ، وبحشل في " تاريخ واسط " ( ص 201 ) والطبراني في " المعجم الكبير " ( 18/85 - 86 ) ، والبيهقي في " شعب الإيمان " ( 2/134/1 ) من طريق بقية بن الوليد عن معاوية بن يحيى عن سليمان بن موسى عن مكحول عن غضيف بن الحارث عن عطية بن بسر المازني .... وقال البيهقي عقبه :
" لفظ حديث ابن عبدان ؛ غير أنه قال : ( عطية بن قيس ) ، وإنما هو عطية بن بسر أخو عبد الله بن بسر " .
قلت : يشير إلى أنه - كأخيه - صحابي ، وهو ما صرح به جمع ، منهم ابن حبان نفسه ، فقد قال في " الثقات " ( 3/307 ) :
" عطية بن بسر المازني ، له صحبة " .
لكن ذلك مما لا يعطي الحديث قوة ، لأن السند إليه لا يصح ؛ فيه علل :
الأولى : عنعنة مكحول ، فإنه معدود في المدلسين .
الثانية : معاوية بن يحيى - وهو الصدفي - وهو ضعيف كما في " التقريب " ، وقال الذهبي في " الكاشف " :
" ضعفوه " .
الثالثة : بقية بن الوليد ؛ فإنه مدلس أيضا ، وقد تابعه الوليد بن مسلم عنه .
أخرجه العقيلي ، ومن طريقه ابن الجوزي في " الواهية " ( 2/118 - 120 ) .
لكن الوليد مدلس أيضا تدليس التسوية ، واقتصر ابن الجوزي على إعلال هذا الطريق بمعاوية بن يحيى ؛ وقال :
" قال ابن معين : ليس بشيء " .
ونقل قول العقيلي المتقدم ؛ ثم قال :
" قالوا : لا يصح من هذا شيء " .
ونحوه قال الحافظ في ترجمة عكاف من " الإصابة " :
" والطرق المذكورة كلها لا تخلو من ضعف واضطراب " .

(16/1)


( تنبيه ) : ذكر الحافظ : أن عبد الرزاق رواه عن محمد بن راشد عن مكحول عن غضيف بن الحارث عن أبي ذر قال جاء عكاف بن بشر التميمي . وقال عقبه :
" قلت : وقد أخرجه أحمد عن عبد الرزاق بهذا الإسناد . والله أعلم " .
وأقول : هذا وهم ؛ فإن غضيفا لم يسم في رواية عبد الرزاق . ولا في رواية أحمد عنه ، ولا في رواية ابن الجوزي من طريقه ؛ كما سبق في تخريجي إياه ، ولذلك قال الهيثمي ( 4/250 ) :
" رواه أحمد ، وفيه راو لم يسم ، وبقية رجاله ثقات " .
كذا قال ! وقد عرفت أن فيه محمد بن راشد ؛ وقول الحافظ ابن حجر فيه .
وعزا رواية عطية بن بشر لأبي يعلى والطبراني ؛ وقال :
" وفيه معاوية بن يحيى الصدفي ؛ وهو ضعيف " .
هذا وقد رويت الجملة الأولى من حديث الترجمة من حديث أبي هريرة رضي الله عنه ، ولكن إسناده ساقط بمرة ، فرواه أبو يعلى في " مسنده " ( ق 115/1 ) ، والطبراني في " الأوسط " ( 1/162/1 ) ، وابن عدي ( 119/2 ) ، والواحدي في " الوسيط " ( 3/114/2 ) عن خالد بن إسماعيل المخزومي عن عبيد الله بن عمر عن صالح مولى التوأمة عن أبي هريرة قال : لو لم يبق من أجلي إلا يوم واحد إلا لقيت الله بزوجة ؛ لأني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ... فذكره ؛ وقال :
" لم يروه عن عبيد الله إلا خالد " .
قلت : وهو كذاب . قال ابن عدي :
" كان يضع الحديث على الثقات " .
وساق له الذهبي من أباطيله حديثين هذا أحدهما .
والحديث قال الهيثمي ( 4/251 ) :
" رواه أبو يعلى والطبراني في الأوسط ، وفيه خالد بن إسماعيل المخزومي ؛ وهو متروك " .
قلت : وزاد عليه كذاب آخر بإسناد ركبه عليه ، وهو يوسف بن السفر ، عن الوزاعي عن يحيى بن أبي كثير ، عن أبي سلمة عن أبي هريرة مرفوعا به ، وزاد :
" ركعتان من متأهل خير من سبعين ركعة من غير متأهل " .
أخرجه ابن عدي ( 7/163 ) في جملة أحاديث لابن السفر ، وقال : " وهي موضوعة كلها " . وأقره ابن الجوزي في " الموضوعات " ( 2/258 ) ، ثم السيوطي في " اللآلي " . ومع ذلك أورده في " الجامع الصغير " خلافا لشرطه فيه !

(16/2)


2512 - ( اغتنموا الدعاء عند الرقة ؛ فإنها رحمة ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/21 :
$ضعيف$
رواه ابن شاهين في " الترغيب " ( 284/1 ) : حدثنا أحمد بن محمد بن شيبة : حدثنا الحسن بن سعيد البزار : حدثنا شبابة عن أبي غسان المدني محمد بن مطرف عن زيد بن أسلم قال :
قرأ أبي بن كعب عند النبي صلى الله عليه وسلم فرقوا ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ... فذكره .
قلت : وهذا إسناد ضعيف لإرساله ، والحسن بن سعيد البزار والراوي عنه ؛ لم أعرفهما ، ومن هذا الوجه أخرجه الديلمي في " مسنده " ( 1/1/41 ) ؛ وقال الحافظ في " مختصره " :
" قلت : فيه انقطاع ، وا " .
كذا الأصل بياض .
ورواه القضاعي في " مسند الشهاب " ( ق 58/1 ) عن يعقوب الروزمي قال : أخبرنا شبابة به .
قلت : والروزمي هذا لم أعرفه .
ثم طبع " مسند الشهاب " ، فإذا الحديث فيه ( 1/402/696 ) ، من طريق محمد بن حامد بن السري : حدثنا يعقوب الدورقي .
والدورقي هذا ثقة حافظ ، لكن ابن السري هذا لم أعرفه . والله أعلم .

(17/1)


2513 - ( اغتنموا دعوة المؤمن المبتلى ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/22 :
$موضوع$
رواه الديلمي ( 1/1/41 ) عن أبي الشيخ تعليقا عن الحسين بن الفرج : حدثنا معتمر بن سليمان : سمعت الفرات بن سلمان يحدث عن أبي الدرداء مرفوعا .
قلت : وهذا إسناد ضعيف جدا ، فإن الفرات بن سلمان لم يدرك أبا الدرداء .
والحسين بن الفرج ؛ قال ابن معين :
" كذاب يسرق الحديث " .
وقال أبو زرعة :
" ذهب حديثه " .

(18/1)


2514 - ( أفضل أمتي الذين يعملون بالرخص ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/22 :
$ضعيف جدا$
رواه الديلمي ( 1/1/125 ) من طريق ابن لال معلقا : حدثنا حامد بن عبد الله الحلواني : حدثنا أحمد بن القاسم الطائي : حدثنا عبد الملك بن عبد ربه : حدثنا عطاء عن سعيد بن المسيب عن عمر بن الخطاب مرفوعا .
قلت : وهذا إسناد ضعيف جدا ، عبد الملك بن عبد ربه ؛ قال الذهبي في " الضعفاء " :
" حديثه منكر " .
ونحوه في " الميزان " ؛ وزاد :
" وله عن الوليد بن مسلم خبر موضوع " .
وتعقبه الحافظ في " اللسان " بقوله :
" ذكره ابن حبان في " الثقات " ، والظاهر أنه غير الذي روى عن الوليد بن مسلم ، فإن ابن حبان قال فيه : يروي عن شريك ، وعنه السراج ، وقد مضى كلام الإسماعيلي في عبد الملك بن زيد " .
قلت : قال الحافظ فيه :
" عبد الملك بن زيد الطائي ، لا أعرفه ؛ لكن ذكر ابن عبد البر في " التمهيد " في ترجمة عبد الله بن محمد بن أبي بكر بن عمرو بن حزم ؛ أن عبد الملك بن زيد هذا روى عن عطاء بن يزيد مولى سعيد بن المسيب عن عمر رضي الله عنه حديث : " ما بين قبري ومنبري روضة من رياض الجنة " . قال عطاء : ورأيت عمر يحفي شاربه . قال ابن عبد البر : هذا حديث كذب موضوع ، وضعه عبد الملك هذا . والله أعلم . وقال الإسماعيلي في " مسند عمر بن الخطاب " : أخبرني أحمد ين محمد ين الجعد : حدثنا عبد الملك بن عبد ربه : حدثنا عطاء بن يزيد : حدثني سعيد - هو ابن المسيب - عن عمر رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ما بين قبري وأسطوانة التوبة روضة من رياض الجنة " . وأخرج أبو بكر بن لال في " مكارم الأخلاق " من طريق عبد الملك بن عبد ربه الطائي ... " .
قلت : فذكر هذا الحديث ، لكن وقع في إسناده سقط وتحريف .
ويتلخص منه ؛ أن عبد الملك هذا يقال فيه : ابن عبد ربه ، وابن زيد الطائي ، وأنه متهم بالوضع . والله أعلم .

(19/1)


2515 - ( أفضل عبادة أمتي قراءة القرآن ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/24 :
$ضعيف$
رواه القضاعي ( 104/2 ) عن إسحاق بن عبد الواحد قال : أخبرنا المعافى بن عمران عن عباد عن محمد بن جحادة عن النعمان بن بشير مرفوعا .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ، عباد هو ابن كثير ، فإن كان الثقفي ؛ فهو متروك ، وإن كان الرملي ؛ فضعيف .
وإسحاق بن عبد الواحد واه ، كما قال الذهبي ، ولكن الظاهر أنه لم يتفرد به ، فقد رواه البيهقي في " الشعب " من طريق الحاكم ، وهذا في " التاريخ " ، قال المناوي في " شرح الجامع الصغير " :
" رمز المصنف لضعفه ، وهو فيه تابع للحافظ العراقي حيث قال : سندهما ضعيف . انتهى . وسببه أن فيه العباس بن الفضيل الموصلي ، أورده الذهبي في " الضعفاء " وقال : قال ابن معين : ] ليس بثقة [ . ومسكين بن بكير ؛ قال الذهبي : قال الحاكم : له مناكير كثيرة . وعباد بن كثير ؛ فإن كان الثقفي ، فقال الذهبي : قال البخاري : تركوه . أو الرملي ، فقال : ضعفوه ، ومنهم من تركه " .
والحديث رواه الحكيم الترمذي عن عبادة بن الصامت مرفوعا به . وزاد في آخره :
" نظرا " .
وإسناده ضعيف ، أو أشد ، لتفرد الحكيم به .
ثم رأيت في مسودتي أن الحديث أخرجه الديلمي أيضا في " مسنده " ( 1/1/126 ) من طريق السلمي بسنده عن عباد بن كثير به .
وحجية ؛ هو ابن عدي . قال الحافظ :
" صدوق يخطىء " .
وقد روي الحديث من طريق أخرى بلفظ :

(20/1)


2516 - ( أفضل العبادة قراءة القرآن ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/25 :
$ضعيف$
رواه ابن قانع في " معجم الصحابة " ( 1/10/2 ) : حدثنا محمد بن خالد بن يزيد السلمي بالبصرة : حدثنا مهلب بن العلاء : حدثنا سعيد بن بيان : حدثنا أبو طالب عن أبي العالية عن أسير بن جابر مرفوعا .
قلت : وهذا إسناد ضعيف مظلم ، من دون أبي العالية لم أعرف أحدا منهم ، ومن رجال أبي داود محمد بن خالد السلمي عن أبيه عن جده ، وكانت له صحبة ؛ وهو مجهول ، لكن طبقته أعلى من طبقة راوي هذا الحديث ، فلعل راويه من أحفاده .
والحديث رواه الحسن بن سفيان ، وأبو نصر السجزي في " الإبانة " ، والديلمي عن أنس كما في " الجامع الكبير " - القسم الثاني - ( 2/64/2 - 65/1 - المصورة ) ، وقال المناوي :
" ورواه أيضا أبو نعيم في " فضائل القرآن " عن النعمان بن بشير وأنس معا بلفظ : " أفضل عبادة أمتي قراءة القرآن " . قال الحافظ العراقي : وإسنادهما ضعيف " .
قلت : أخرجه الديلمي ( 1/1/126 ) من طريق عمرو بن كثير عن أبي العلاء عن أنس مرفوعا به .
وأبو العلاء هذا لم أعرفه ، ويحتمل أنه الذي روى عن أبي أمامة ؛ وهو شامي لا يعرف ؛ كما قال الذهبي .
وعمرو بن كثير ؛ لعله القيسي الراوي عن أبي الزناد ؛ مجهول .
ثم وقفت على نسخة أخرى مصورة من " معجم ابن قانع " فيها ( الليلي ) مكان ( السلمي ) ، و ( شعيب بن بيان ) مكان ( سعيد بن بيان ) ، و ( أبو ظلال ) مكان ( أبو طالب ) .
قلت : وبذلك انكشفت العلة ، فأبو ظلال اسمه هلال بن أبي هلال ؛ وهو ضعيف .
وشعيب بن بيان نحوه ، وفي " التقريب " :
" صدوق يخطىء " .

(21/1)


2517 - ( أفضل العيادة سرعة القيام ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/26 :
$ضعيف$
رواه ابن أبي الدنيا في " المرض والكفارات " ( 165/1 ) - ومن طريقه البيهقي في " الشعب " ( 6/542/9221 ) : حدثني أبو محمد العتكي قال : حدثنا عمر بن عبيد عن شيخ من البصرتين عن سعيد بن المسيب مرفوعا .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ، فإنه مع إرساله ؛ فيه الشيخ البصري الذي لم يسم .
وأبو محمد العتكي ؛ لم أعرفه .
وقد روي مسندا ، أخرجه الديلمي في " مسنده " ( 1/1/129 ) عن محمد بن يوسف الرقي : حدثنا ابن وهب عن الأوزاعي عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن جابر مرفوعا به بلفظ :
" أفضل العيادة أجرا سرعة القيام من عند المريض " .
لكن الرقي هذا كذاب ؛ كما قال الخطيب ، وقال الذهبي :
" وضع على الطبراني حديثا باطلا في حشر العلماء بالمحابر " .

(22/1)


2518 - ( أفضل طعام الدنيا والآخرة اللحم ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/27 :
$ضعيف جدا$
رواه العقيلي في " الضعفاء " ( 301 - مخطوط ) عن إبراهيم بن عمرو بن بكر السكسكي قال : حدثنا أبي عن أبي سنان الشيباني عن عمر بن عبد العزيز عن أبي سلمة عن ربيعة بن كعب مرفوعا . وقال :
" حديثه غير محفوظ ، لا يعرف إلا به ، ولا يثبت في هذا المتن عن النبي صلى الله عليه وسلم شيء " .
قلت : يعني عمرو بن بكر السكسكي ؛ وهو واه ؛ كما قال الذهبي قال :
" قلت : أحاديثه شبه موضوعة " . وقال الحافظ في " التقريب " :
" متروك " . وكذلك قال الذهبي في ابنه إبراهيم .
ومن طريقه أخرجه أبو نعيم في " الحلية " ( 5/362 ) .

(23/1)


2519 - ( أفلح من كان سكوته تفكرا ، ونظره اعتبارا ، أفلح من وجد في صحيفته استغفارا كثيرا )
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/28 :
$ضعيف$
رواه الديلمي ( 1/1/123 ) عن علي بن حكيم : حدثنا حبان بن علي عن حصين بن منصور عن أبي الخطيب عن أبي الدرداء مرفوعا .
قلت : وهذا إسناد ضعيف مسلسل بالعلل :
1 - أبو الخصيب ؛ اسمه زياد بن عبد الرحمن القيسي البصري ، قال الذهبي :
" لا يعرف ، وذكره ابن حبان في ( الثقات ) " .
2 - حصين بن منصور ؛ وهو ابن حيان الأسدي الكوفي ، قال الحافظ عن الذهبي :
" لا يدرى من هو " .
3 - حبان بن علي - وهو العنزي - ضعيف كما في " التقريب " .

(24/1)


2520 - ( أفضل الناس موسر مزهد ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/28 :
$ضعيف$
رواه الديلمي ( 1/1/126 ) عن الحسين بن محمد الفلاكي الريحاني : حدثنا الحسين بن هارون : حدثنا علي بن عبد العزيز في كتاب أبي عبيد : حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة مرفوعا .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ، رجاله ثقات غير الحسين بن هارون ؛ فلم أعرفه .
وعلي بن عبد العزيز ؛ ثقة حافظ ، وتردد فيه المناوي ؛ فقال :
" فإن كان البغوي فثقة ؛ لكنه كان يطلب على التحديث ، أو الكاتب ؛ فقال الخطيب : لم يكن في دينه بذاك " .
قلت : بل هو الأول ، فقد أورده الخطيب ( 12/403 ) في الرواة عن أبي عبيد القاسم بن سلام .
والحسين بن محمد الفلاكي الريحاني ؛ الظاهر أنه الذي في " التاريخ " ( 8/11 ) :
" الحسين بن أحمد بن محمد أبو عبد الله الريحاني البصري ، سكن بغداد وحدث بها عن .... " ثم ذكر أنه كان ثقة ، توفي سنة ( 387 ) .
وللحديث علة أخرى ، فقد أورده أبو عبيد في " غريب الحديث " ( 40/1 ) معلقا بدون إسناد ! وكتابه هذا " الغريب " هو الذي أشير إليه في إسناد الحديث بكلمة " كتاب أبي عبيد " . والله أعلم .

(25/1)


2521 - ( افعلوا المعروف إلى من هو أهله ، وإلى من ليس من أهله ، فإن أصبتم أهله ، وإن لم تصيبوا أهله ؛ فأنتم أهله ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/29 :
$ضعيف$
أخرجه الشافعي في " سننه " ( 2/466 - ترتيبه ) ، وأبو القاسم الحسيني في " الأمالي " ( ق 55/1 ) عن سعيد بن مسلمة الكلبي عن جعفر بن محمد عن أبيه مرفوعا به .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ، فإنه مع إرساله ؛ لم نجد لسعيد بن مسلمة الكلبي ترجمة ، وقد وصله عنه يحيى الحماني فقال : حدثنا سعيد بن مسلمة بن عبد الملك عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده علي بن الحسين قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : .... فذكره .
أخرجه الكلاباذي في " مفتاح المعاني " ( 115/1 ) .
والحماني ضعيف . لكن تابعه هارون بن معروف قال : أخبرنا سعيد بن مسلمة به .
أخرجه القضاعي في " مسند الشهاب " ( 64/1 ) .
وهارون هذا ثقة ، فالعلة جهالة سعيد بن مسلمة .
على أنه قد توبع مرسلا وموصولا ؛ فرواه جهم بن عثمان عن جعفر بن محمد عن ابيه : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : فذكره مرسلا .
أخرجه أبو بكر محمد بن إبراهيم المقرىء في جزء له ( 23/2 ) .
وجهم هذا ؛ قال ابن أبي حاتم ( 1/1/522 ) عن أبيه :
" مجهول " .
ووصله موسى بن إبراهيم المروزي قال : أخبرنا موسى بن جعفر عن جعفر بن محمد عن أبيه محمد بن علي عن أبيه علي بن الحسين عن أبيه الحسين بن علي عن أبيه علي مرفوعا .
أخرجه أبو بكر الشافعي في " مسند موسى بن جعفر " ( 73/2 ) .
لكن المروزي هذا ؛ متروك متهم بالكذب .
وتابعه علي بن موسى الرضا عن أبيه به .
أخرجه أبو عبد الرحمن السلمي في " آداب الصحبة " ( 147/1 ) عن أحمد بن علي بن مهدي : حدثنا أبي ] عن [ علي بن موسى الرضا به .
وأحمد هذا ؛ اتهمه الدارقطني بوضع الحديث . وتابعه عبد الله بن أحمد بن عامر الطائي : حدثني علي بن موسى الرضى عن آبائه به .
أخرجه ابن النجار ؛ كما في " ذيل الأحاديث الموضوعة " للسيوطي ( ص 145 رقم 705 بترقيمي ) .
وعبد الله هذا ؛ متهم أيضا .
وتابعه محمد بن جهضم عن عبد الله بن مسلمة عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده مرفوعا به .
أخرجه أبو بكر الشافعي في " الفوائد " ( 1/22 ) .
وهذا إسناد جيد ؛ فإن محمد بن جهضم ترجمه ابن أبي حاتم ( 2/3/223 ) وروى عن أبي زرعة أنه قال :
" صدوق لا بأس به " .
ومن فوقه ثقات معرفون ، ولكنه مرسل أيضا ؛ لأن جد جعفر هو علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ، ولم يدرك النبي صلى الله عليه وسلم ؛ بل ولا جده علي بن أبي طالب .
وجملة القول : أن الحديث ضعيف ، وإن تعددت طرقه لشدة ضعف أكثرها ، وخلو المرسل من شاهد موصول معتبر ، وقد ذكر له السيوطي في " الجامع " شاهدا من رواية ابن عمر مرفوعا . أخرجه الخطيب في " رواة مالك " ، ولكنه واه أيضا لا يعتضد به ، فقد أخرجه الدارقطني أيضا في " الغرائب " من طريق عبد الرحمن بن بشير الأزدي عن أبيه بشير بن يزيد عن مالك عن نافع عنه . قال الذهبي :
" إسناد مظلم ، وخبر باطل ، أطلق الدارقطني على رواته الضعف والجهالة " .
وأقره الحافظ في " اللسان " ، ثم المناوي في " الفيض " . ومن عجائبه أنه لم يتكلم على حديث علي بشيء مع كثرة طرقه كما رأيت ، وعزاه السيوطي في " الجامع " لابن النجار وحده عنه ، مع أنه أورده في " الذيل " ! وفاتته الطرق الأخرى !
وأخرجه الرافعي أيضا في " تاريخ قزوين " ( 1/203 - 204 ) من طريق عبد الرحمن عن أبيه عن مالك به .

(26/1)


2522 - ( اقتلوا الوزغ ولو في جوف الكعبة ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/32 :
$ضعيف جدا$
رواه الطبراني ( 3/124/1 ) ، وفي " الأوسط " ( 1/130/1 ) عن عمر بن قيس عن عطاء عن ابن عباس مرفوعا .
قلت : وهذا سند ضعيف جدا ؛ عمر هذا هو المعروف بسندل ؛ قال أحمد :
" متروك ، ليس يسوى حديثه شيئا ، لم يكن حديثه بصحيح ، حديثه بواطيل " .
وقال البخاري وأبو حاتم :
" منكر الحديث " .

(27/1)


2523 - ( اقرؤوا القرآن بحزن فإنه نزل بالحزن ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/33 :
$ضعيف جدا$
رواه الخلال في " الأمر بالمعروف " ( 20/2 ) : أخبرنا عثمان بن صالح الأنطاكي قال : حدثني إسماعيل بن سيف بن عطاء الرياحي قال : حدثنا عون بن عمرو - أخو رياح القيسي أبو عمرو وكان ثقة عمشتا عيناه من كثر البكاء - قال : حدثني سعيد بن إياس عن عبد الله بن بريدة عن أبيه مرفوعا .
ورواه أبو سعيد بن الأعرابي في " معجمه " ( 124/1 ) : أخبرنا جعفر بن محمد الفريابي : أخبرنا إسماعيل بن سيف بن عطاء الرياحي : أخبرنا عوين بن عمرو القيسي به . قال جعفر : ويقال : إن عوينا كان قد عمشتا عيناه من البكاء ، سألت أبا داود عن رياح القيسي وعوين بن عمرو ؟ قال : كان رياح يتهم بالقدر ، وكان عوين صاحب سنة " .
قلت : ولكنه ضعيف جدا .
قال ابن معين :
" لا شيء " .
وقال البخاري :
" منكر الحديث مجهول " .
ويقال فيه : عون أيضا كما في رواية الخلال .
وإسماعيل بن سيف هذا ؛ قال الذهبي :
" بصري يروي عنه عبدان الأهوازي ، وقال : كانوا يضعفونه . وقال ابن عدي :
كان يسرق الحديث ، روى عن الثقات أحاديث غير محفوظة " .
قلت : ومن طريقه أخرجه الطبراني في " الأوسط " ( 163/1/3048 ) ، وأبو نعيم في " الحلية " ( 6/196 ) ، والآجري في " أخلاق حملة القرآن " ( 78/86 ) ، وأبو الحسين محمد بن الحسن الأصفهاني في " جزء منتقى من الجزء الثاني من الفوائد " ( 1/2 ) ، وعزاه السيوطي في " الجامع الصغير " و " الكبير " لأبي يعلى ، وسبقه إلى ذلك الحافظ في " المطالب العالية " ( 3/288/3498 ) ، والظاهر أنه في " مسنده الكبير " ، فإنه ليس في " مسنده " المطبوع ، وليس فيه عن بريدة إلا حديث واحد ( 3/6 - 8 ) ، ولذلك لم يعزه الهيثمي إليه في " مجمع الزوائد " ( 7/169 - 170 ) ، فقال :
" رواه الطبراني في " الأوسط " ، وفيه إسماعيل بن سيف وهو ضعيف " .
وهذا إعلال قاصر ، فمن فوقه أسوأ حالا منه ، أعني ( عونا ) ، وذكر نحوه المناوي في " الفيض " ، وعقب عليه بقوله :
" وكان ينبغي على المصنف الإكثار من مخرجيه إشارة إلى جبر ضعفه ، فممن خرجه العقيلي في " الضعفاء " ، وابن مردويه في " تفسيره " ، وغيرهم " .
قلت : وهذا تعقيب غريب ؛ لأن الإكثار من مخرجي الحديث مما لا يجبر ضعفه ؛ إذا كان السند عندهم واحدا كما هنا ، فإن العقيلي أخرجه ( 3/422 ) من طريق إسماعيل هذا . وعنه أبو يعلى أيضا كما في " الميزان " .
نعم في القراءة بحزن غير هذه الطريق بلفظ آخر يأتي ( 6511 ) ، إن شاء الله تعالى .

(28/1)


2524 - ( اقرأ القرآن ما نهاك ، فإذا لم ينهك فلست تقرؤه ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/34 :
$ضعيف$
رواه الديلمي في " مسنده " ( 1/1/54 ) من طريق الطبراني عن إسماعيل بن عياش عن عبد العزيز بن عبيد الله عن شهر بن حوشب عن عبد الله بن عمرو مرفوعا .
قال الحافظ في " مختصر المسند " :
" قلت : عبيد الله ضعيف " .
كذا قال في النسختين ( عبيد الله ) ، والذي في السند ( عبد العزيز بن عبيد الله ) ، فلعله أراد أن يقول : ( ابن عبيد الله ) فسقط من قلمه لفظة ( ابن ) . وهو كما قال : " ضعيف " ، وبه جزم في " التقريب " وزاد :
" ولم يرو عنه غير إسماعيل بن عياش " .
قلت : وهو حمصي ، فإعلال المناوي إياه بأن فيه إسماعيل بن عياش أيضا ليس بشيء ، لأن إسماعيل ثقة في روايته عن الشاميين ؛ كما قرره الأئمة كالبخاري وغيره .
وشهر بن حوشب ؛ ضعيف أيضا . وبه أعله المنذري في " الترغيب " ( 1/77/12 ) ، وتبعه الهيثمي ، وقلدهما المعلقون الثلاثة على طبعتهم المنمقة لـ " الترغيب " ، وهي مغتصة بالجهالات التي لا يمكن حصرها إلا في كتاب ! من مثل تصحيح الأحاديث الضعيفة ، وتضعيف الأحاديث الصحيحة ، وقد كشفت عن كثير من جهالاتهم في تعليقي على " صحيح الترغيب " ، وسيصدر قريبا إن شاء الله في ثلاثة مجلدات .
ورواه محمد بن كثير الكوفي عن إسماعيل بن أبي خالد عن الشعبي عن النعمان بن بشير يرفعه فذكره .
أخرجه الخطيب في " تاريخه " ( 3/192 ) من طريق ابن الجنيد قال :
" قلت : ليحيى بن معين : محمد بن كثير كوفي ؟ قال : ما كان به بأس ، قدم فنزل ثم عند نهر ( كرخايا ) . قلت : إنه روى أحاديث منكرات ؟! قال : ما هي ؟ قلت : عن إسماعيل بن أبي خالد ... " ] قلت : فذكر حديثين هذا أحدهما [ ، فقال : من روى هذا عنه ؟ فقلت : رجل من أصحابنا ، فقال : عسى هذا سمعه من السندي ابن شاهك ، وإن كان الشيخ روى هذا فهو كذاب ، وإلا فإني قد رأيت حديث الشيخ مستقيما " .
ومحمد بن كثير هذا ؛ قال الذهبي في " الضعفاء " :
" ضعفوه " .
وللحديث شاهد مرسل ، أخرجه أبو عبيد في " فضائل القرآن " ( ق 24/1 ) : حدثنا أحمد بن عثمان عن ابن المبارك عن يحيى أو عيسى بن عبد الرحمن عن محمد بن أبي لبيبة قال : حدثني نافع أبو سهل قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكره .
قلت : وابن أبي لبيبة هذا هو ابن عبد الرحمن بن أبي لبيبة وهو ضعيف كثير الإرسال .
ثم رواه عن الحسن بن علي موقوفا عليه من قوله .

(29/1)


2525 - ( إذا رأى أحدكم بأخيه بلاء ؛ فليحمد الله عز وجل ولا يسمعه ذلك ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/36 :
$ضعيف$
رواه أبو جعفر الرزاز البحتري في " الأمالي " ( 64/2 ) ، ومن طريقه أبو الحسن البزار بن مخلد ( 64/2 ) ، وابن النجار ( 10/215/2 ) عن يوسف بن محمد بن المنكدر عن أبيه عن جابر بن عبد الله مرفوعا .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ، يوسف بن محمد هذا ؛ أورده الذهبي في " الضعفاء " وقال :
" قال النسائي : متروك الحديث . وقال أبو زرعة : صالح الحديث " .
وقال الحافظ :
" ضعيف " .
وعزاه السيوطي لابن النجار عن جابر . ولم يتكلم عليه المناوي بشيء !
وروي الحديث بلفظ آخر وسيأتي تخريجه برقم ( 6889 ) .
وقد صح التحميد لمن رآى مبتلى بلفظ آخر ، مخرج في " الصحيحة " ( 602 و 2437 ) .

(30/1)


2526 - ( إذا رأيت العالم يخالط السلطان مخالطة كثيرة ؛ فاعلم أنه لص ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/37 :
$ضعيف$
رواه الديلمي ( 1/1/57 ) عن عبد الواحد بن عمر بن أحمد النهرواني : حدثنا أحمد بن محمد بن تمام : أخبرنا فضيل بن عياض عن صـ عن الزهري عن سالم عن أبي هريرة مرفوعا .
بيض له الحافظ . ومن دون فضيل بن عياض لم أجد من ترجمهما ؛ وشيخه ساقط من الأصل ، ففي مكانه بياض ، وأما المناوي فقال :
" إسناده جيد " !

(31/1)


2527 - ( إذا رأيتم أمرا لا تستطيعون تغييره ؛ فاصبروا حتى يكون الله الذي يغيره ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/37 :
$ضعيف جدا$
رواه ابن عدي ( 260/2 ) ، وعنه البيهقي في " الشعب " ( 7/149/9802 ) عن عفير بن معدان : حدثني سليم بن عامر عن أبي أمامة مرفوعا ، وقال ابن عدي :
" عفير بن معدان عامة رواياته غير محفوظة " .
وهو ضعيف جدا ، كما تقدم مرارا .
ومن طريقه أخرجه ابن أبي الدنيا في " العقوبات " ( 46/1 ) ، والطبراني في " المعجم الكبير " ( 8/192/7685 ) .

(32/1)


2528 - ( إذا رأيت كلما طلبت شيئا من أمر الآخرة وابتغيته يسر لك ، وإذا رأيت شيئا من أمر الدنيا وابتغيته عسر عليك ؛ فاعلم أنك على حال حسنة ، وإذا رأيت كلما طلبت شيئا من الآخرة وابتغيته عسر عليك ، وإذا طلبت شيئا من أمر الدنيا وابتغيته يسر لك ؛ فأنت على حال قبيحة ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/38 :
$ضعيف$
رواه ابن المبارك في " الزهد " ( 161/1 - من الكواكب 575 ) : حدثنا ابن لهيعة عن سعيد بن أبي سعيد :
أن رجلا قال : يا رسول الله ! كيف لي أن أعلم كيف أنا ؟ قال : .... فذكره .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ، رجاله ثقات ، ولكنه مرسل . وقد وصله البيهقي في " الشعب " كما في " الجامع " عن عمر بن الخطاب . وتعقبه المناوي بقوله :
" ظاهر صنيع المؤلف أن البيهقي خرجه وأقره ، ولا كذلك ، بل تعقبه بما نصه : هكذا جاء منقطعا . أهـ . فحذف ذلك من كلامه ، غير صواب ، ورمزه لحسنه غير حسن ، إلا أن يريد أنه لغيره " .
ونعيم بن حماد ضعيف .
قلت : لم نجد له ما يقويه ، والذي أسنده عن عمر ( نعيم بن حماد ) عن ابن المبارك عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر : أن عمر بن الخطاب قال : فذكره مرفوعا . والانقطاع الذي أشار إليه البيهقي هو بين ابن يزيد وعمر .

(33/1)


2529 - ( إذا ركبتم هذه الدواب فأعطوها حظها من المنازل ، ولا تكونوا عليها شياطين ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/39 :
$ضعيف جدا$
رواه الديلمي ( 1/1/58 ) عن خارجة بن مصعب عن العلاء ابن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة مرفوعا .
قلت : وهذا إسناد ضعيف جدا ، خارجة هذا قال الحافظ :
" متروك ، وكان يدلس عن الكذابين ، ويقال : إن ابن معين كذبه " .
والحديث عزاه في " الجامع " للدارقطني في " الأفراد " ، فتعقبه شارحه المناوي بقوله :
" ظاهر صنيع المؤلف أن مخرجه الدارقطني خرجه وأقره ، ولا كذلك ، بل تعقبه بأن خارجة بن مصعب أحد رواته ضعيف . وقال الذهبي : واه " .

(34/1)


( إذا ركب أحدكم الدابة فليحملها على ملاذها ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/39 :
$ضعيف$
رواه الخطابي في " غريب الحديث " ( 130/2 ) : حدثنيه بعض أصحابنا : أخبرنا أبو نعيم عبد الملك بن عدي : أخبرنا جعفر بن محمد بن نوح الأذني : أخبرنا محمد بن عيسى : أخبرنا شعيب بن مبشر : أخبرنا معقل بن عبيد الله عن نافع عن ابن عمر عن عمرو بن العاص مرفوعا . وقال الخطابي :
" قوله : ( فليحملها على ملاذها ) أي : ليحملها من الطريق على الجد وردمات الطرق التي تستلذ بها الدواب ، ولا يحملها الوعوثة والحزونة التي يشتد عليها السير فيها فلا تستلذه " .
قلت : وإسناده ضعيف ، علته شعيب بن مبشر هذا ؛ ذكره ابن حبان في " الضعفاء " وقال :
" ينفرد عن الثقات بما ليس من حديث الأثبات ، لا يجوز الاحتجاج به " .
ولذلك أورده الذهبي في " الضعفاء " ، ومن عجائبه أنه لما ذكره في " الميزان " قال :
" حسن الحديث ، ذكره ابن حبان في ( الضعفاء ) " .
والحديث رواه الدارقطني في " الأفراد " كما في " الجامع " بزيادة :
" فإن الله تعالي يحمل على القوي والضعيف " .
وقال شارحه المناوي :
" بإسناد ضعيف " .

(35/1)


2531 - ( إذا رعف أحدكم في صلاته ؛ فلينصرف فليغسل عنه الدم ثم ليعد وضوءه وليستقبل صلاته ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/40 :
$ضعيف جدا$
أخرجه ابن عدي ( 154/2 ) والطبراني في " المعجم الكبير " ( 11/165/11374 ) ، والدارقطني في " السنن " ( ص 55 ) عن سليمان بن أرقم عن الحسن عن ابن عباس مرفوعا به ، إلا أن الدارقطني قال : " عن عطاء " مكان " عن الحسن " ؛ وقال :
" سليمان بن أرقم متروك " .

(36/1)


2532 - ( أربع خصال من خصال آل قارون : لباس الخفاف المقلوبة ، ولباس الأرجوان ، وجر نعال السيوف ، وكان الرجل لا ينظر إلى وجه خادمه تكبرا ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/41 :
$موضوع$
رواه الديلمي ( 1/1/166 ) عن علي بن عروة عن المقبري عن أبي هريرة مرفوعا .
قلت : وهذا موضوع ، آفته علي بن عروة وهو الدمشقي ؛ قال ابن حبان :
" يضع الحديث " ، وكذبه صالح جزرة وغيره .
والحديث أورده الذهبي في ترجمة عثمان بن عبد الرحمن القرشي عن علي بن عروة به . والقرشي كذاب أيضا .

(37/1)


2533 - ( أربع دعوات لا ترد : دعوة الحاج حتى يرجع ، و دعوة الغازي حتى يصدر ، ودعوة المريض حتى يبرأ ، ودعوة الأخ لأخيه بظهر الغيب ، وأسرع هؤلاء الدعوات إجابة دعوة الأخ لأخيه بظهر الغيب ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/41 :
رواه الديلمي ( 1/1/167 ) من طريق عبد الرحيم بن زيد عن أبيه عن جده عن عكرمة عن ابن عباس مرفوعا .
قلت : وهذا موضوع ، آفته عبد الرحيم هذا ؛ وهو العمي . قال البخاري :
" تركوه " . وقال يحيى :
" كذاب " .
وجملة الدعاء لأخيه بظهر الغيب ، ثابتة في غير ما حديث صحيح ، فانظر " الصحيحة " ( 1339 ) .

(38/1)


2534 - ( الدنيا خضرة حلوة ، من اكتسب فيها مالا من حله وأنفقه في حقه ؛ أثابه الله عليه وأورده جنته ، ومن اكتسب فيها مالا من غير حله وأنفقه في غير حقه ؛ أحله الله دار الهوان . ورب متخوض في مال الله ورسوله له النار يوم القيامة ، يقول الله : ( كلما خبت زدناهم سعيرا ) ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/42 :
$ضعيف$
أخرجه البيهقي في " الشعب " ( 2/141/1 - مخطوط ) من طريق بشر بن آدم : حدثنا أبو عقيل يحيى بن المتوكل عن عمر بن نافع عن أبيه عن ابن عمر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ، يحيى بن المتوكل ضعيف ، وبشر بن آدم صدوق فيه لين كما في " التقريب " .
لكن الجملة الأولى وجملة التخوض ثابتة في أحاديث أخرى ؛ خرجت بعضها في الكتاب الآخر برقم ( 1592 ) .

(39/1)


2535 - ( الخبث سبعون جزءا ؛ فجزء في الجن والإنس ، وتسع وستون في البربر ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/42 :
$ضعيف$
أخرجه يعقوب الفسوي في " المعرفة والتاريخ " ( 2/489 ) ، والطبراني في " الأوسط " ( 2/249/8835 - بترقيمي ) ، وابن قانع في " معجم الصحابة " من طريق أبي صالح عبد الله بن صالح : حدثني الليث عن يزيد بن أبي حبيب عن أبي قيس مولى عمرو بن العاص عن عثمان بن عفان مرفوعا .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ، وله علتان :
الأولى :
الانقطاع بين يزيد بن أبي حبيب وأبي قيس ؛ فإن هذا مع كونه تابعيا فهو قديم الوفاة ؛ مات سنة ( 54 ) ، وكانت ولادة يزيد سنة ( 53 ) !
والأخرى : ضعف أبي صالح ؛ وهو كاتب الليث ، ومن ضعفه أنه اضطراب في إسناده ، ففي رواية للطبراني من الطريق المذكورة عن الليث ] عن يزيد بن أبي حبيب [ : حدثنا أبو هانىء حميد بن هانىء عن عبد الله بن يعمر الكلاعي عن أبي بكر بن قيس عن أبيه عن عثمان بن عفان به بلفظ :
" قسم الله الخبث على سبعين جزءا ... " والباقي نحوه .
وقال الطبراني :
" لا يروى عن عثمان إلا بهذا الإسناد ، تفرد به يزيد بن أبي حبيب عن أبي هانىء حميد بن هانىء " .
قلت : كلاهما ثقة ، لكن النظر فيمن فوقهما والذي دونهما أعني به كاتب الليث ، وأما شيخ أبي هانىء ( عبد الله بن يعمر الكلاعي ) ؛ فلم أجد له ترجمة .
وأما أبو بكر بن قيس ؛ ففي كنى " اللسان " :
" أبو بكر بن قيس بن محمد بن قيس أو ابن أبي قيس " .
ولم يزد ! فكأنه كتبه في مسودته ليلحق بها ما قد يقف عليه مما قيل فيه ، ثم لم يعثر على شيء !
وبالجملة ؛ فالإسناد ضعيف ، لضعف كاتب الليث ، وقد اضطرب في إسناده ، وجاء في الرواية الأخرى برجال لا يعرفون ، فلا أدري بعد ذلك وجه قول الهيثمي في " المجمع " ( 4/234 ) - بعد أن ساق الحديث بلفظيه من رواية الطبراني - :
" وفي إسناد الأول عبد الله بن صالح كاتب الليث ؛ وقد ضعفه جماعة ووثقه آخرون ، وبقية رجاله ثقات ، وفيه أيضا ابن شعيب ؛ قال ابن عدي : لم أر له حديثا منكرا سوى حديث ( إذا أتاكم كريم قوم فأكرموه ) " .
قلت : وفيما قاله نظر من وجوه :
الأول : أنه غاير بين إسناد اللفظ الأول ، واللفظ الآخر ، فأوهم أن كاتب الليث ليس في إسناد اللفظ الآخر ، وليس كذلك كما نقلناه لك من " المعجم الأوسط " مباشرة ، وكذلك نقله الهيثمي نفسه في " مجمع البحرين " ( 1/155/1 - مخطوطة الظاهرية ) .
الثاني : أنه سكت عن الانقطاع الذي بيناه في الرواية الأولى .
الثالث : أنه سكت عن حال إسناد الرواية الأخرى وما فيه من الجهالة .
الرابع : أن ابن شعيب قد تابعه على اللفظ الأول الحافظ الفسوي ، فالعلة فيه ابن صالح والانقطاع .
ثم إن في قول الطبراني المتقدم :
" تفرد به يزيد بن أبي حبيب عن أبي هانىء " .
ما يقتضي أن يكون يزيد مذكورا في إسناد اللفظ الآخر ، ولم يقع في نسختنا من " الأوسط " ، لكنه ذكر فيه ؛ فيما نقله الهيثمي في " مجمع البحرين " ، ولذلك وضعتها في السند بين المعكوفتين ، فالله أعلم ، فإنهم لم يذكروا في الرواة عن أبي هانىء يزيد هذا ، وإنما الليث بن سعد ، فهذا يقتضي أن يكون الحديث من روايته عن أبي هانىء مباشرة ؛ إن كان كاتبه حفظ ذلك عنه .
وروي الحديث من طريق وهب الله بن راشد المعافري : حدثنا حيوة بن شريح عن بكر بن عمرو المعافري عن مشرح بن هاعان عن عقبة بن عامر مرفوعا به .
أخرجه الطبراني في " المعجم الكبير " ( 17/299/824 ) : حدثنا إسماعيل بن الحسن الخفاف المصري : حدثنا عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الحكم : حدثنا وهب بن راشد المعافري .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ مشرح بن هاعان مختلف فيه ، فقد وثقه جماعة من المتقدمين ، وقال ابن حبان في " الضعفاء " :
" يروي عن عقبة بن عامر أحاديث مناكير لا يتابع عليها ، والصواب في أمره ترك ما انفرد من الروايات ، والاعتبار بما وافق الثقات " .
ولخص ذلك الحافظ بقوله في " التقريب " :
" مقبول " .
يعني عند المتابعة ، وقد تابعه أبو قيس في الطريق الأولى ، ولولا ما فيها من الانقطاع والضعف لرأيت أن الحديث يصير حسنا . والله أعلم .
ومع ذلك فإن في هذه الطريق وهب الله بن راشد ؛ وهو متكلم فيه ، فقال أبو حاتم :
" محله الصدق " .
وقال ابن حبان في " الثقات " :
" يخطىء " .
وقال ابن يونس :
" لم يكن النسائي يرضى وهب بن راشد " .
وأورده الذهبي في " الضعفاء " وقال :
" غمزه سعيد بن أبي مريم " .
وإسماعيل بن الحسن الخفاف ؛ لم أجد له ترجمة .
وقال الهيثمي في " المجمع " ( 4/235 ) :
" رواه الطبراني ، وفيه عبد الله بن عبد الرحمن بن عبد الحكم ؛ ولم أعرفه ، وبقية رجاله ثقات ، وفي بعضهم ضعف " .
وقوله : " عبد الله بن عبد الرحمن ... " خطأ وقع في نسخته من " الطبراني " ، أو انقلب عليه ، ولذلك جاء في هامش " المجمع " :
" في هامش الأصل صوابه : عبد الرحمن بن عبد الله بن الحكم " .

(40/1)


كذا وقع فيه : ( ابن الحكم ) والصواب ( ابن عبد الحكم ) كما تقدم .
ولما صحح صاحبنا حمدي السلفي هذا الخطأ من كلام الهيثمي وقع هو في خطأ ، حيث أوهم القراء أن الهيثمي لم يعرف عبد الرحمن بن عبد الله بن الحكم ! ولولا أنه انقلب عليه لعرفه ؛ لأنه من رجال " التهذيب " الموثقين فيه . وهو مؤلف كتاب " فتوح مصر وأخبارها " ، وقد أخرج الحديث فيه ( 287 ) بإسناده المذكور .
( تنبيه ) : سقط من مطبوعة " المعرفة " لفظ ( الجن ) من الحديث ، ووقع فيه لفظ ( البربر ) : ( البر ) !

(40/2)


2536 - ( الدنيا سجن المؤمن وسنته ، فإذا فارق الدنيا فارق السجن والسنة ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/47 :
$ضعيف$
رواه ابن المبارك في " الزهد " ( 183/2 - من الكواكب 575 ) ، وابن أبي الدنيا في " ذم الدنيا " ( 22/1 ) ، والحاكم ( 4/315 ) ، وأحمد ( 2/197 ) ، وأبو نعيم في " الحلية " ( 8/177 ) عن عبد الله بن جنادة المعافري أن أبا عبد الرحمن الحبلي : حدثه عن عبد الله بن عمرو مرفوعا .
وهكذا رواه البغوي في " شرح السنة " ( 4/196/2 ) ، وأبو بكر الكلاباذي في " مفتاح المعاني " ( 247/1 ) .
قلت : وهذا سند ضعيف ، عبد الله بن جنادة ؛ أورده ابن أبي حاتم ( 2/2/25 ) فلم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا ، وأما ابن حبان فأورده في " الثقات " ( 2/151 ) على قاعدته ! وسكت عليه الحاكم والذهبي !

(41/1)


2537 - ( الدنيا سجن المؤمن ، والقبر حصنه ، والجنة مصيره ، والدنيا جنة الكافر ، والقبر سجنه ، وإلى النار مصيره ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/47 :
$ضعيف$
رواه البيهقي في " الزهد " ( 51/2 - 52/2 ) عن عبد الله بن كثير بن جعفر : حدثني أبي عن زيد بن أسلم عن ابن عمر مرفوعا .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ، عبد الله بن كثير هذا قال الذهبي :
" لا يدرى من ذا " .
قلت : وكذلك أبوه كثير بن جعفر .

(42/1)


2538 - ( كان يلبس قلنسوة بيضاء ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/48 :
$ضعيف$
رواه العقيلي في " الضعفاء " ( 200 ) ، وأبو الشيخ في " أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم " ، والبيهقي في " الشعب " ( 2/238/1 ) وابن عساكر في " تاريخ دمشق " ( 4/192 - الفكر ) عن عبد الله بن خراش عن العوام بن حوشب عن إبراهيم التيمي عن ابن عمر مرفوعا . وقال العقيلي :
" عبد الله بن خراش ؛ قال البخاري : " منكر الحديث " ، ولا يتابعه على هذا الحديث إلا من هو دونه أو مثله " .
وأما البيهقي فقال :
" تفرد به ابن خراش هذا ، وهو ضعيف " .
ومن طريقه رواه الطبراني كما في " المجمع " ( 5/121 ) .
ورواه ابن عساكر ( 4/193 ) من حديث عائشة مرفوعا به وزاد : " لاطئة " .
وفيه عاصم بن سليمان الكرزي - الأصل اللوزي - قال الذهبي في " المغني " :
" كذبه غير واحد " .
لكني وجدتها في حديث آخر يرويه يحيى بن حميد بإيذج : أخبرنا عثمان بن عبد الله القرشي : أخبرنا بقية عن الأوزاعي عن حريز بن عثمان قال :
" لقيت عبد الله بن بسر فقلت : أخبرني ! قال : رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وله قلنسوة طويلة ، وقلنسوة لها أذنان ، وقلنسوة لاطئة " .
أخرجه أبو الشيخ في " اخلاق النبي صلى الله عليه وسلم " ( 125 - 126 ) .
قلت : وهذا سند ضعيف ؛ بقية مدلس ، ومن دونه لم أعرفهما .
ثم روى عن سلم بن سالم عن العرزمي عن عطاء عن ابن عباس مرفوعا :
" كان له ثلاث قلانس : قلنسوة بيضاء مضرية ، وقلنسوة برد حبرة ، وقلنسوة ذات آذان يلبسها في السفر ، وربما وضعها بين يديه إذا صلى " .
قلت : وهذا إسناد ضعيف جدا ، العزومي اسمه محمد بن عبيد الله بن أبي سليمان ؛ وهو متروك كما في " التقريب " ، وسلم بن سالم ضعيف .
وعزاه السيوطي للروياني وابن عساكر عن ابن عباس بأتم منه .
( تنبيه ) : لقد اقتطع الشيخ عبد الله الغماري في رسالته " إزالة الالتباس " من رواية العرزمي المتقدمة الجملتين الأخيرتين منه ، وجعلهما حديثا مستقلا بلفظ : عن ابن عمر قال :
" كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يلبس قلنسوة ذات آذان يلبسها في السفر ، وربما وضعها بين يديه إذا صلى " .
وقال عقبه :
" رواه الطبراني وأبو الشيخ والبيهقي في الشعب " .
قلت : وهذا خلط غريب ، لكن صدوره من الغماري ليس بعجيب ، فإن ذلك من عادته في كثير من كتيباته ، حتى ما كان منها لا يتجاوز عدد أوراقها الأربعين ومن القياس الصغير جدا كرسالته هذه ، فلينظر القارىء الكريم معي الآن ما في هذا التخريج - على إيجازه - من اللخطبة إن لم نقل الكذب المتعمد ؛ لحاجة في نفسه !
أولا : ليس في حديث ابن عمر زيادة وضع القلنسوة بين يديه صلى الله عليه وسلم كما رأيت في تخريجي إياه ، وإنما هي في حديث ابن عباس .
ثانيا : ليست الزيادة المذكورة عند الطبراني والبيهقي كما زعم .
ثالثا : أن إسنادهما عند أبي الشيخ ضعيف جدا لتفرد العرزمي بها ، ومن أجل ذلك أراد الغماري بتخريجه المذكور ؛ أن حديث ابن عمر يشهد لحديث ابن عباس الذي ساقه عقب حديث ابن عمر وقال عقبهما :
" فظاهر هذين الحديثين أنه كان يعري رأسه أحيانا في الصلاة ، وهما وإن كانا ضعيفين فالأصل يؤيدهما " !! .
قلت : فقد تبين أنه ليس هناك إلا حديث واحد ، وأن إسناده واه جدا ، دلس الغماري على القراء فجعلهما حديثين كتمهيد لتقوية أحدهما بالآخر إذا لم يستفد شيئا من قوله : " ... فالأصل يؤيدهما " ! ولا فائدة له منه ، بل هو من تهاويله وأضاليله ، فإنه يعني أن الأصل في الأشياء الإباحة ، وهي قاعدة أصولية معروفة ، لكن الغماري يعمي على القراء ، لأن هذا الأصل غاية ما يفيد جواز الصلاة حاسر الرأس ، ولم يكن البحث بينه وبين المتعلمين الذين أشار إليهم في المقدمة الجواز أو عدمه ، وإنما فيما هو الأفضل اللائق بالمصلي ، فحاد عن ذلك ، وأخذ يجادل بالباطل ، كقوله :
" إن المسألة تختلف باختلاف العادات والتقاليد ، فمن البلاد من يكون من عادة أهلها تعرية رأسها حين مقابلة العظماء " !
فأقول : نعم ، ولكن عادة من هذه يا ... آلمسلمين أم النصارى الذين نقلوا هذه العادة إلى بعض البلاد الإسلامية فتأثر بها من تأثر من المسلمين ، والذين لا يزالون إذا دخلوا كنيسة حسروا عن رؤوسهم ؟! فبدل أن تحذر المسلمين من تقليدهم في ذلك أقررتهم عليه وألزمت الشافعية منهم بأنه يسن في حقهم تعرية الرأس في الصلاة !؟ فهلا قلت لهم في الحسر كما قلت في التمثيل :
" إنه لا يعرف إلا عن طريق الأوربيين ، وهم الذين أظهروه في الشرق ... ونهينا عن التشبه بهم في كل ما لا نفع فيه " ؟!
ونحو ما تقدم قياسه المصلي غير المحرم على المحرم ، وهذا مما لا يخفي بطلانه عليه هو نفسه فضلا عن غيره ، ولكن صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ قال :
" أخوف ما أخاف على أمتي .... " .

(43/1)


وإن مما يؤكد لك أن مجادلته بالباطل أنه يقرر في كثير من رسائله أن الحديث الضعيف يعمل به في فضائل الأعمال ويثبت به الاستحباب عنده ، وقد ذكر في رسالته : " الإزالة " ( ص 21 ) أحاديث ستة في فضل الصلاة في العمامة ، وضعفها جدا إلا الحديث الأول منها ، وهو عن جابر مرفوعا بلفظ : " ركعتان بعمامة خير من سبعين ركعة بلا عمامة " . ونقل عن السخاوي أنه قال فيه : " لا يثبت " ، وعن المناوي : " حديث غريب " ، وقال عقبه مقلدا لهما :
" قلت : وهذا الحديث مع ضعفه أقوى ما ورد في هذا الباب " .
قلت : فإذا كان الأمر كذلك عندك ، فمعناه أنه ليس شديد الضعف عندك ، وحينئذ يلزمك أن تثبت به استحباب ستر الرأس بناء على مذهبك في استحباب العمل بالحديث الضعيف ! فلماذا تركت مذهبك وقاعدتك في هذه ، وسودت صفحات لترد بها على أولئك النفر المتعلمين ، أليس موقفك من باب اللعب على الحبلين ، أو الوزن بكيلين ، وكما قال رب العالمين : ( وإذا دعوا إلى الله ورسوله ليحكم بينهم إذا فريق منهم معرضون . وإن يكن لهم الحق يأتوا إليه مذعنين ) ؟!
أقول هذا مخاطبا لك بما اعتقدت من ضعف الحديث ، وإلا فهو عندي كالأحاديث الأخرى - موضوع ، كما حققته في " الضعيفة " ( 5699 ) ، ويغنينا عنه قوله صلى الله عليه وسلم : " إذا صلى أحدكم فليلبس ثوبيه فإن الله أحق من تزين له " . وهو مخرج في " صحيح أبي داود " ( 645 ) ، فإن ستر الرأس من الزينة عند المسلمين الذين لم يتأثروا بعادات الكافرين كما تقدم . والله سبحانه وتعالى أعلم .

(43/2)


2539 - ( إذا جلس القاضي في مكانه ، هبط عليه ملكان يسددانه ويوقفانه ويرشدانه ما لم يجر ، فإذا جار عرجا وتركاه ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/52 :
$موضوع$
أخرجه البيهقي في " السنن " ( 10/88 ) ، والخطيب في " التاريخ " ( 8/176 و 14/120 ) من طريق العلاء بن عمرو الحنفي : حدثنا يحيى بن يزيد الأشعري عن ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكره .
قلت : وهذا إسناد موضوع ، آفته الحنفي هذا فإنه كذاب ، وقد حدث بأحاديث موضوعة ، تقدم بعضها ؛ منها " أحبوا العرب لثلاث .... " ( رقم 160 ) .
والأشعري هو يحيى بن بريد بالباء ، ووقع في " السنن " يزيد ؛ بالياء المثناة من تحت ؛ وهو تصحيف كما قال الذهبي ، وهو ضعيف باتفاقهم ، وروى الخطيب عن صالح جزرة أنه قال فيه :
" يروي عن جده أحاديث مناكر ، وحديث " إذا جلس القاضي " ليس له أصل ، ابن جريج لا يحتمل هذا " .
وقال الذهبي :
" هذا منكر " .
قلت : وهو من الأحاديث الكثيرة الباطلة التي تحتج بها الفئة القاديانية الضالة على بعض ما يذهبون إليه مما خلفوا فيه الكتاب والسنة وإجماع المة ؛ ألا وهو قولهم ببقاء النبوة والوحي ، ونزول الملائكة به بعد خاتم النبياء محمد صلى الله عليه وسلم ، ومع أن الحديث ليس صريحا في ذلك ، فهم يجادلون به ، مع علمهم أنه من رواية هذا الكذاب ، لأن علم الحديث وقواعده مما لا يلتفتون إليه ، شأن أهل الأهواء جميعا ، فكل حديث وافق مذهبهم وأهواءهم فهو صحيح عندهم ، ولو كان راويه مسيلمة الكذاب !

(44/1)


2540 - ( يا بريدة ! إذا جلست في صلاتك فلا تتركن التشهد والصلاة علي ، فإنها زكاة الصلاة ، وسلم على جميع أنبياء الله ورسله وسلم على عباد الله الصالحين ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/53 :
$ضعيف جدا$
أخرجه الدارقطني في " سننه " ( ص 136 ) من طريق عمرو بن شمر عن جابر عن عبد الله بن بريدة عن أبيه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره . وقال :
" عمرو بن شمر وجابر ضعيفان " .
قلت : بل عمرو بن شمر متروك كما في " الضعفاء " للذهبي . وجابر هو ابن يزيد الجعفي ، مختلف فيه ، والراجح أنه متروك أيضا .
ثم وجدت لعمرو متابعا ، فقال البزار ( 1/255/527 ) : حدثنا عباد بن أحمد العرزمي : حدثني عمي عن أبيه عن جابر الجعفي به أتم منه ؛ فيه ذكر دعاء الاستفتاح وقراءة ما تيسر والتسبيح في الركوع والسجود والذكر بينهما مع زيادات منكرة . وقال :
" لا نعلمه بهذا اللفظ إلا عن بريدة " .
قلت : وهو شديد الضعف ، فعباد بن أحمد العرزمي متروك كما تقدم بيانه تحت الحديث ( 316 ) . وعمه هو عبد الرحمن بن محمد بن عبيد الله العرزمي ؛ وهو ضعيف كما تقدم هناك .
وأبوه محمد بن عبيد الله العرزمي متروك أيضا . فهو إسناد ظلمات بعضها فوق بعض . فمن الغرائب أن الهيثمي لم يعله إلا بعباد وجابر ؛ مقتصرا على تضعيفهما ، فكأنه لم يعرف عم عباد ، ولا أبا عمه ! وقلده على ذلك الشيخ الأعظمي في تعليقه على " الكشف " ، فكم كان بعيدا عن الصواب الطابع الذي طبع الكتاب تحت عنوان : " تحقيق ... " مكان " تعليق " فإنه ليس فيه من التحقيق شيء يذكر ، وإنما هو محض التقليد !.

(45/1)


2541 - ( إذا جلستم فاخلعوا نعالكم - أحسبه قال :- تسترح أقدامكم ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/54 :
$ضعيف جدا$
أخرجه البزار في " مسنده " ( ص 171 - زوائده ) من طريق موسى بن محمد بن إبراهيم عن أبيه عن أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره وقال :
" لا نعلم رواه إلا أنس ، وموسى ضعيف " .
قلت : بل هو ضعيف جدا ، اورده الذهبي في " الضعفاء " وقال :
" قال الدارقطني : متروك " .
وقال البخاري والنسائي وأبو أحمد الحاكم :
" منكر الحديث " .
وضعفه آخرون .

(46/1)


2542 - ( إذا جهل على أحدكم وهو صائم فليقل : أعوذ بالله منك إني صائم ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/55 :
$ضعيف جدا$
أخرجه ابن السني في " عمل اليوم والليلة " ( 426 ) عن موسى بن محمد المديني عن سعيد بن أبي سعيد المقبري عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره .
قلت : وهذا إسناد ضعيف جدا لما عرفت من شدة ضعف موسى بن محمد المديني في الحديث السابق .

(47/1)


2543 - ( إذا مدحت أخاك في وجهه فكأنما أمررت على حلقه موسى رميضا ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/55 :
$ضعيف$
أورده في " الإحياء " ( 3/139 ) وقال مخرجه العراقي :
" رواه ابن المبارك في " الزهد والرقائق " من رواية يحيى بن جابر مرسلا " .
قلت : فهو ضعيف لإرساله ، بل هو معضل لأن يحيى بن جابر لم ينقل أنه لقي أحدا من الصحابة فهو تابعي التابعين .
ثم إن الحديث ليس من رواية المروزي عن ابن المبارك ؛ كما يوهم ذلك إطلاق العزو إليه ، وإنما هو من زوائد نعيم بن حماد عليه ( 13/52 ) . ونعيم معروف بالضعف . فهذه علة أخرى .
( تنبيه ) : رميضا . هو بالراء ووقع في " الإحياء " والتخريج ( وميضا ) بالواو وهو تحريف ، قال في " النهاية " : " الرميض الحديد الماضي فعيل بمعنى مفعول من رمض السكين يرمضه : إذا دقه بين حجرين ليرق " .

(48/1)


2544 - ( لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم يرفع يديه حتى يفرغ من صلاته ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/56 :
$ضعيف$
أخرجه الطبراني في " المعجم الكبير " ( 3/211/1 ) : حدثنا سليمان بن الحسن العطار قال : حدثنا أبو كامل الجحدري قال : حدثنا الفضيل بن سليمان قال : حدثنا محمد بن أبي يحيى قال :
" رأيت عبد الله بن الزبير - ورأى رجلا رافعا يديه قبل أن يفرغ من صلاته ، فلما فرغ منها قال : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكن .... " .
أورده في ترجمة محمد بن أبي يحيى الأسلمي عن ابن الزبير . وقال الهيثمي ( 10/169 ) بعد أن ساقه من رواية الطبراني :
" ورجاله ثقات " !
قلت : وفيه نظر من وجهين :
الأول : أن فضيل بن سليمان - وهو النميري - وإن كان أخرج له الشيخان ، فقد ضعفه الجمهور ، ولم يطلق التوثيق عليه غير ابن حبان . بل وقال فيه ابن معين :
" ليس بثقة " !
ولذلك قال الحافظ في " التقريب " :
" صدوق له خطأ كثير " .
وقال الذهبي في " المغني " :
" فيه لين " .
وقد حاول بعض المتأخرين أن يشد من عضد هذا الحديث بما رواه علي بن زيد عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رفع يديه بعد ما سلم وهو مستقبل القبلة فقال :
" اللهم خلص الوليد بن الوليد ، وعياش بن أبي ربيعة ، وسلمة بن هشام ، وضعفة المسلمين من أيدي المشركين ؛ الذين لا يستطيعون من حيلة ولا يهتدون سبيلا من أيدي الكفار " .
أخرجه البزار ( 3172 ) ، وابن أبي حاتم كما في " تفسير ابن كثير " فيما نقله الشيخ المباركفوري في " تحفة الأحوذي " ( 1/245 ) وقال :
" علي بن زيد بن جدعان متكلم فيه " .
قلت : بل هو ضعيف ، جزم بذلك الحافظ ابن حجر وغيره ، ومنهم الشيخ حبيب الرحمن الفيضي في مقاله المنشور في العدد الرابع من السنة الرابعة من مجلة " صوت الجامعة السلفية " ( ص 67 - 69 ) ، ولكنه قال : إنه ليس شديد الضعف ، ولذلك فهو يعتبر به .
وأقول : هو كذلك إذا لم يتبين خطؤه في سياقه للحديث ، وهذا الشرط مفقود هنا ، وبيانه من وجهين :
الأول : أنه تناقض في سنده ومتنه ، فرواه مرة عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة باللفظ المذكور .
ورواه مرة أخرى قال : عن عبد الله أو إبراهيم بن عبد الله القرشي عن أبي هريرة : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يدعو في دبر صلاة الظهر : اللهم خلص الوليد ، وسلمة بن هشام .. الحديث ، نحو روايته عن سعيد .
رواه ابن جرير .
قلت : وهذا اضطراب واضح في السند والمتن .
أما السند ؛ ففي الأول قال : عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة ، وفي هذا قال : عن عبد الله أو إبراهيم بن عبد الله القرشي عن أبي هريرة .
وأما المتن ؛ ففي الأول قال : " رفع يديه بعد ما سلم " ، وفي هذا قال : " دبر صلاة الظهر " .
وهذا ليس صريحا في أنه بعد السلام ؛ فإن قوله : " دبر " يحتمل أنه آخر الصلاة قبل السلام ، ويحتمل أنه بعد السلام ، ولو أن عليا هذا كان ثقة لحملنا روايته هذه على الأولى من باب حمل المجمل على المفصل ، ولكنه لما كان ضعيفا سيىء الحفظ ؛ لم يضبط الحديث فاضطرب فيه هكذا وهكذا سندا ومتنا .
ولو فرضنا أنه لم يضطرب في متنه أو ساغ حمل الأخرى على الأولى ؛ فالجواب من الوجه التالي وهو :
الآخر : أن عليا هذا مع ضعفه قد خالفه في متنه جبل الحفظ الإمام الزهري فقال : أخبرني سعيد بن المسيب وأبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف : أنهما سمعا أبا هريرة يقول :
" كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول حين يفرغ من صلاة الفجر من القراءة ويكبر ويرفع رأسه : سمع الله لمن حمده، ربنا ولك الحمد ، ثم يقول وهو قائم : اللهم انج الوليد بن الوليد وسلمة بن هشام ... " الحديث .
أخرجه البخاري في " التفسير " ، ومسلم في " الصلاة " ، وابن حبان ( 1969 ) ، وابن جرير ( 7821 ) وغيرهم .
وقال الزهري أيضا : أخبرني أبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام وأبو سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة به .
أخرجه البخاري في " الأذان " .
وتابعه يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة بن عبد الرحمن وحده به .
أخرجه مسلم وأبو عوانة في " صحيحيهما " ؛ وأبو داود ، وقد خرجته في " صحيح أبي داود " رقم ( 1296 ) .
وتابع أبا بكر بن عبد الرحمن وأبا سلمة بن عبد الرحمن الأعرج عن أبي هريرة به .
أخرجه البخاري في " الاستسقاء " .
فقد تبين برواية هؤلاء الثقات الحفاظ عن أبي هريرة أن دعاء النبي صلى الله عليه وسلم للوليد بن الوليد ومن ذكر معه إنما كان في الصلاة قبل السلام ، أي في القنوت بعد الركوع ، فأخطأ ابن جدعان على ابن المسيب عن أبي هريرة فقال : " بعد ما سلم " .

(49/1)


وكل من كان على شيىء من المعرفة بعلم مصطلح الحديث يعلم أن الضعيف إذا خالف الثقة في لفظ ما ؛ يكون حديثه منكرا مردودا ، فكيف وهو قد خالف الثقات الآخرين الذين رووه عن أبي هريرة مثل رواية سعيد بن المسيب عنه ، وهو : أبو بكر بن عبد الرحمن بن هشام ، وأبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف ، والأعرج واسمه عبد الرحمن بن هرمز ؟ !
فثبت من هذا التحقيق أن حديث ابن جدعان لا يصلح شاهدا لحديث الترجمة .ثم إن للحديث مفهوما ومنطوقا ، فمفهومه ليس صريحا في أن الرفع كان بعد الفراغ من الصلاة ، بل هذا محتمل ، كما أنه بعد ذلك ، فهو ليس مسوقا لتحديد أن الرفع كان بعد السلام ، وإنما لنفي الرفع في الصلاة ، وعليه فالاستدلال به على إثبات الرفع بعد السلام - لو ثبت - ليس قويا .
على أن النفي المذكور منكر أيضا ، فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه رفع يديه يدعو في صلاة الكسوف من حديث عبد الرحمن بن سمرة عند مسلم وغيره ، وهو مخرج عندي في " جزء صلاة الكسوف " .
وثبت أنه رفع يديه أيضا في دعائه على الذين قتلوا القراء فى صلاة الفجر بعد الركوع ، عند أحمد وغيره من حديث أنس ، وهو مخرج في " الروض النضير " .
وجملة القول ، إنه لم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يرفع يديه بعد الصلاة - إذا دعا ، وأما دعاء الإمام وتامين المصلين عليه بعد الصلاة - كما هو المعتاد اليوم في كثير من البلاد الإسلامية - فبدعة لا أصل لها كما شرح ذلك الإمام الشاطبي في " الاعتصام " شرحا مفيدا جدا لا أعرف له نظيرا ، فليراجع من شاء البسط والتفصيل .

(49/2)


2545 - ( إذاحلفت على معصية فدعها ، واقذف ضغائن الجاهلية تحت قدمك ، وإياك وشرب الخمر ، فإن الله تبارك وتعالى لم يقدس شاربها ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/60 :
$موضوع$
أخرجه الحاكم ( 3/481 ) من طريق مسعدة بن اليسع عن الخصيب بن جحدر عن النضر بن شفي عن أبي أسماء عن ثوبان قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره .
قلت : وهذا موضوع ، والعجب من سكوت الحاكم عليه ، وأعجب منه متابعة الذهبي إياه على ذلك ، وهو مسلسل بالعلل :
الأولى : النضر بن شفي ؛ قال الذهبي :
" يدرى من ذا " .
الثانية : الخصيب بن جحدر ؛ قال الذهبي :
" كذبه شعبة والقطان وابن معين " .
ولذا قال الحافظ فيه :
" أحد الكذابين " .
الثالثة : مسعدة بن اليسع ؛ قال الذهبي :
" هالك ، كذبه أبو داود " .
وقال أحمد :
" حرقنا حديثه منذ دهر " .
والحديث مما سود به السيوطي " الجامع الضغير " !

(50/1)


2546 - ( إذا خاف الله العبد ؛ أخاف منه كل شيىء ، وإذا لم يخف العبد الله ؛ أخافه الله من كل شيىء ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/61 :
$موضوع$
رواه العقيلي في " الضعفاء " ( 305 ) عن عمرو بن زياد الثوباني : حدثنا ابن المبارك عن الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير عن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي هريرة مرفوعا . وروى عن ابن معين أنه قال :
" عمرو بن زياد كذاب" .
وكذا قال أبو حاتم كما في " ضعفاء الذهبي " .
وقال الدارقطني :
" يضع الحديث " .
وساق له في " الميزان " عدة أحاديث من وضعه .
وروي من طريق أخرى واهية جدا تقدمت بلفظ : " من خاف الله .... " .
وأورده ابن الجوزي في " العلل المتناهية " ( 2/334 ) وقال :
" لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم .. " .
ثم ذكر قول الدارقطني المذكور وقال :
" قال أبو زرعة : كذاب ، وأحاديثه موضوعة " .
وتقدم الحديث برقم ( 485 ) . وهو مما سود به السيوطي أيضا " جامعه " !

(51/1)


2547 - ( إذا دخل الضيف على قوم دخل برزقه ، وإذا خرج خرج بمغفرة ذنوبهم ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/62 :
$ضعيف$
رواه الديلمي ( 1/1/113 ) عن معروف بن حسان : حدثنا زياد الأعلم عن الحسن عن أنس مرفوعا .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ، الحسن - وهو البصري - مدلس ؛ وقد عنعنه .
ومعروف بن حسان ؛ قال ابن عدي :
" منكر الحديث " . وقال أبو حاتم :
" مجهول " .
ولهذا قال السخاوي في " المقاصد " ( 62 ) :
" وسنده ضعيف " .
ثم ذكر له شواهد ولكنها واهية ، منها ما أخرجه الديلمي ( 2/267 ) من حديث إسحاق بن نجيح عن عطاء الخراساني عن أبي ذر رفعه :
" الضيف يأتي برزقه ، ويرتحل بذنوب القوم ، يمحص عنهم ذنوبهم " . ومن حديث عبد الله بن همام عن أبي الدرداء مرفوعا مثله ، لكن بلفظ " أهل البيت " بدل " القوم " دون ما بعده " .
قلت : وإسحاق بن نجيح هو الملطي ؛ وهو كذاب وضاع .

(52/1)


2548 - ( إذا ختم أحدكم فليقل : اللهم آنس وحشتي في قبري ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/63 :
$موضوع$
رواه الديلمي ( 1/1/111 ) عن الليث بن محمد : أخبرنا أحمد بن عبد الله بن خالد : حدثنا الوليد بن مسلم عن سالم الحناط عن الحسن عن أبي أمامة مرفوعا .
قلت : وهذا موضوع ؛ آفته أحمد بن عبد الله بن خالد وهو الجويباري أحد المشهورين بوضع الحديث ؛ ولذلك أورده السيوطي في " ذيل الأحاديث الموضوعة " ( ص 25 ) ، ومع ذلك أورده في " الجامع الصغير " من رواية الديلمي هذه ، فما أشد تناقضه ؟!! وخفي وضعه على المناوي ، فأخذ يعله بما هو دون العلة المذكورة بكثير ؛ فقال :
"
فيه ليث بن محمد ، قال الذهبي في " الضعفاء " : قال ابن أبي شيبة : متروك . وسالم الخياط ؛ قال يحيى : ليس بشيء " !

(53/1)


2549 - ( إذا جمع الله الخلائق يوم القيامة ؛ أذن لأمة محمد في السجود ، فيسجدون له طويلا ، ثم يقال : ارفعوا رؤوسكم ، قد جعلنا عدتكم فداءكم من النار ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/64 :
$ضعيف جدا$
أخرجه ابن ماجه ( 2/575 ) : حدثنا جبارو بن المغلس : حدثنا عبد الأعلى بن أبي المساور عن أبي بردة عن أبيه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره .
قلت : وهذا إسناد ضعيف جدا ، ابن أبي المساور قال الحافظ :
" متروك ، وكذبه ابن معين " .
وجبارة بن المغلس ضعيف ، وبه أعله البوصيري في " الزوائد " ( ق 265/1 ) . وهو قصور واضح .
والحديث في " صحيح مسلم " ( 8/104 ) ، وأحمد ( 4/402 و 410 ) من طرق عن أبي بردة به مرفوعا بلفظ :
" إذا كان يوم القيامة دفع الله عز وجل إلى كل مسلم يهوديا أو نصرانيا فيقول : هذا فكاكك من النار " .
وله عندهما ألفاظ أخرى .

(54/1)


2550 - ( إذا ختم العبد القرآن صلى عليه عند ختمه ستون ألف ملك ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/64 :
$موضوع$
رواه الديلمي ( 1/1/112 ) عن الحسن بن علي بن زكريا : حدثنا شيبان بن فروخ : حدثنا يزيد بن زياد : حدثنا عبد الله بن سمعان عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده مرفوعا .
قلت : وهذا موضوع أيضا ، أورده السيوطي في " الذيل " ( ص 25 ) وقال :
" ابن سمعان كذاب ، والحسن بن علي بن زكريا هو أبو سعيد العدوي ؛ أحد المشهورين بوضع الحديث " .
وخفي ذلك أيضا على المناوي فأعله بما لا يدل على وضعه فقال :
" وفيه شيبان بن فروخ ؛ قال الذهبي في " ذيل الضعفاء " : ثقة يرى القدر ، اضطر الناس إليه آخرا عن يزيد بن زياد ، أورده الذهبي في ( الضعفاء ) " !
قلت : والحديث مما تناقض فيه السيوطي أيضا ، فأورده في " الجامع الصغير " الذي صانه بزعمه عما تفرد به كذاب أو وضاع ! فهذا كما ترى فيه بشهادته كذاب . وآخر وضاع !!

(55/1)


2551 - ( إذا خرج الحاج من بيته فسار ثلاثا ؛ خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه ، وكان سائر أيامه درجات ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/65 :
$موضوع$
رواه الديلمي ( 1/1/109 ) عن عبد الرحيم بن زيد العمي عن أبيه عن تسعة أو ثمانية أخبروه عن أبي ذر مرفوعا .
قلت : وهذا موضوع ، آفته عبد الرحيم هذا ؛ وهو كذاب كما قال يحيى بن معين ، وقد مر له بعض الأحاديث الموضوعة .
والحديث أورده السيوطي في " الجامع الكبير " ( 1/53/1 ) بزيادة :
" ومن كفن ميتا كساه الله من ثياب الجنة ، ومن غسل ميتا خرج من ذنوبه ، ومن حثا عليه التراب في قبره كانت له بكل هباة أثقل في ميزانه من جبل من الجبال " .
وقال :
" رواه البيهقي في " الشعب " وضعفه عن أبي ذر رضي الله عنه " .
قلت : هو في " شعب الإيمان " ( 3/478/4114 ) من الطريق المتقدمة ، وقال :
" تفرد به عبد الرحيم ، وليس بالقوي " ! ويعارضه من " الموضوعات " ما أورده السيوطي في " الذيل " ( ص 122 ) من رواية الديلمي أيضا بسنده عن عائشة مرفوعا .
" إذا خرج الحاج من بيته كان في حرز الله ، فإن مات قبل أن يقضي نسكه غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ، وإنفاقه الدرهم الواحد يعدل ألف درهم فيما سواه من سبيل الله تعالى " وقال :
" قال الحافظ ابن حجر في " زهر الفردوس " : هذا موضوع " .

(56/1)


2552 - ( إذا أتى أحدكم البراز فليكرمن قبلة الله ، فلا يستقبلها ، ولا يستدبرها ، ثم ليستطب بثلاثة أحجار ، أو ثلاثة أعواد ، أو ثلاث حثيات من تراب ، ثم ليقل : الحمد لله الذي أخرج عني ما يؤذيني ، وأمسك علي ما ينفعني ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/66 :
$ضعيف$
أخرجه الدارقطني في " السنن " ( 21 ) ، والبيهقي في " معرفة السنن والآثار " ( ص 104 ) من طريق زمعة بن صالح عن سلمة بن وهرام قال : سمعت طاوسا قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره .
قلت : وهذا إسناد ضعيف مرسل ؛ زمعة بن صالح ضعيف كما قال الحافظ في " التقريب " .
وشيخه سلمة بن وهرام فيه ضعف ، وأما الحافظ فقال فيه : " صدوق " .
والحديث أخرجه ابن أبي شيبة في " المصنف " ( 1/5/2 ) من هذا الوجه الجملة الأخيرة منه فقط بلفظ :
" إذا خرج أحدكم من الخلاء فليقل : الحمد لله الذي أذهب عني .... " إلخ .

(57/1)


2553 - ( إذا خطب أحدكم المرأة وهو يخضب بالسواد ، فليعلمها أنه يخضب بالسواد ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/67 :
$موضوع$
رواه الديلمي ( 1/1/111 ) عن عيسى بن ميمون أبي هشام عن القاسم بن محمد عن عائشة : إذا ....هكذا في النسختين لم يرفعه.
قلت : وهذا حديث موضوع ، آفته عيسى بن ميمون هذا ، وهو القرشي المدني مولى القاسم بن محمد ، قال عبد الرحمن بن مهدي :
" استعديت عليه ، وقلت : ما هذه الأحاديث التي تروي عن القاسم عن عائشة؟ ! فقال : لا أعود ".
وقال البخاري :
" منكر الحديث "
وقال ابن حيان :
" يروي أحاديث كلها موضوعات " .

(58/1)


2554 - ( إذا خرج الرجل من باب بيته - أو من باب داره - كان معه ملكان موكلان به ، فإذا قال : بسم الله ، قالا : هديت ، وأذا قال : لا حول ولا قوة ألا بالله ، قالا : وقيت ، وإذا قال : توكلت على الله ، قالا : كفيت . قال : فيلقاه قريناه ، فيقولان : ماذا تريد ان رجل قد هدي وكفي ووقي ؟ ! ).
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/68 :
$ضعيف$
أخرجه ابن ماجه (3886 ) من طريق هارون عن الأعراج عن أبي هريرة : أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : فذكره .
قلت : وهذا إسناد ضعيف جدا ، هارون هذا ، قال الذهبى فى " الميزان " .
" قال البخاري : لا يتابع في حديثه . وقال النسائي : ضعيف . وقال ابن حبان : يروي الموضوعات عن الأثبات ، لا يجوز الا حتجاج به ".
ورواه عمرو بن عطية عن أبيه عن أبى سعيد الخدري مرفوعا نحوه .
أخرجه ابن شاهين في " الترغيب " ( ق 303 / 2 ) .
وهذا إسناد ضعيف من أجل عمرو بن عطية وأبيه ، فإنهما ضعيفان .
نعم للحديث إسناد صحيح عن أنس بن مالك مرفوعا نحوه دون ذكر الملكين والقرينين ، عند ابن حبان ( 2375 ) وغيره ، وهو مخرج في " التعليق الرغيب " ( 2/264 ) ، و "المشكاة " (2443 ) ، و " الكلم الطيب " (61 ) .

(59/1)


2555 - ( إذا دخل أحدكم المسجد فلا يجلس حتى يركع ركعتين ، وإذا دخل أحدكم بيته فلا يجلس حتى يركع ركعتين ، فإن الله جاعل له من ركعتيه في بيته خيرا ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/68 :
$منكر$
أخرجه العقيلي في " الضعفاء " ( ص 24 ) ، وأبو أمية الطرسوسي في " جزء من مسنده " ( 196/2 ) ، وابن عدي في " الكامل " ( ق 3/2 ) من طريق إبراهيم بن يزيد قديد عن الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي هريرة مرفوعا به ، وقال العقيلي :
" إبراهيم بن يذيد هذا فى حديثه وهم وغلط " .
قلت : وفي ترجمته أورد البخاري حديثه هذا في " التاريخ الكبير " ( 1/1/336) وقال :
" لا أصل له " .
وقال ابن عدي عقبه :
" وهو بهذا الإسناد منكر ".
والشطر الأول من الحديث قد صح برواية أخرى عن أبي هريرة وغيره ، فانظر تخريجها في " الإرواء " (467) وغيره .

(60/1)


2556- إذا خرصتم فخذوا ودعوا ، ( دعوا ) الثلث ، فإن لم تدعوا الثلث فدعوا الربع ).
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/69 :
$ضعيف$
أخرجه أبو داود ( 1605 ) ، والنسائي ( 1/344 ) ، والترمذي (1 /125 ) ، والدارمي ( 2/271-272 ) ، وابن خزيمة في " صحيحه "( 1/235/2 ) ، وابن حبان ( 798 ) ، وأبو عبيد فى " الأموال " ( 485/1448 ) ، وكذا ابن زنجويه ( 1073/1992 ) ، وابن أبى شيبة ( 3/194 ) ، والحاكم ( 1/402 ) , والطيالسى ( 1234 ) ، وأحمد ( 3/448 و 4/2و3 )

(61/1)


2557 - ( إذا رأى أحدكم رؤيا يكرهها ، فليتفل عن يساره ثلاث مرات ، ثم ليقل : اللهم إني أعوذ بك من عمل الشيطان ، وسيئات الأحلام ، فإنها لا تكون شيئا ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/71 :
$ضعيف جدا$
أخرجه ابن السني في " عمل اليوم والليلة " ( 766 ) من طريق المسيب بن شريك عن إدريس بن يزيد الأودي عن أبيه عن أبي هريرة رضي الله عنه : أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : فذكره .
قلت : وهذا إسناد ضعيف جدا ، فإن المسيب بن شريك متروك ؛ كما قال الإمام مسلم وغيره . وقال البخاري :
" سكتوا عنه " .

(62/1)


2558 - ( إذا خرج أحدكم من بيته فليقل : بسم الله ، لا حول ولا قوة إلا بالله ، ما شاء الله ، توكلت على الله ، حسبي الله ونعم الوكيل ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/72 :
$ضعيف$
أخرجه الطبراني ( ق 84/1 - المنتقى منه ) من طريق يحيى بن يزيد عن أبيه عن يزيد بن حصيفة عن أبيه عن جده ؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول : فذكره .
قلت : وهذا إسناد ضعيف مسلسل بالعلل :
الأولى والثانية : والد يزيد بن خصيفة وجده غير معروفين كما يأتي في كلام العلائي ، وهو يزيد بن عبد الله بن خصيفة الكندي المدني ، ينسب لجده .
الثالثة : يزيد والد يحيى - وهو ابن عبد الملك النوفلي - ضعيف كما في " المجمع " ( 10/128 ) وغيره .
الرابعة : يحيى بن يزيد ؛ أورده الذهبي في " الضعفاء " وقال :
" ضعفه ابن عدي " .
والحديث أعله الهيثمي بالعلة الثالثة فقط ، وهو قصور ، وكذلك صنع الحافظ في " الإصابة " ، ولكنه أتبع ذلك بقوله :
" وقال العلائي شيخ شيوخنا في كتاب " الوشي " : إن كان يزيد بن خصيفة هذا هو يزيد بن عبد الله بن خصيفة الثقة المشهور الراوي عن السائب بن يزيد ؛ فلا أعرف لأبيه ذكرا في أسماء الرواة ولا لجده خصيفة ذكرا في الصحابة ، وإن كان غيره ؛ فلا أعرفه ، ولا أباه ولا جده .
قلت : هو المشهور ، فقد ذكر المزي في " التهذيب " يزيد بن عبد الملك في الرواة عنه ، وذكر أن اسم والد خصيفة عبد الله بن يزيد . وقيل : هو خصيفة بن يزيد ، وعلى هذا فصحابي هذا الحديث هو خصيفة ، وقد ذكر المزي في ترجمة يزيد بن عبد الله ] بن [ خصيفة أن اسم والد خصيفة : يزيد ، وقيل : عبد الله بن يزيد بن سعيد بن ثمامة الكندي " .
( تنبيه ) : وقد الحديث في " المجمع " هكذا :
" وعن زيد بن عبد الله بن خصيفة عن أبيه عن جده : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول إذا خرج من منزله ( في نسخة : بيته ) : بسم الله ، لا حول ..... " إلخ .
كذا قال ، فجعله من فعله صلى الله عليه وسلم لا من أمره ، فلا أدري أسقط من قلم الناسخ أو الطابع لفظة " أحدكم " و " فليقل " ، أم هو رواية أخرى عند الطبراني ؟! والذي يترجح عندي الأول ، وإلا لكان الهيثمي الذي أشار إلى الرواية الأخرى كما هي عادته .
والله أعلم ، وقوله : " زيد " خطأ مطبعي ، وقوله : " ابن عبد الله " لعلها زيادة توضيحية من الهيثمي لأنها لم تقع في إسناد الطبراني كما تقدم .

(63/1)


2559 - ( إذا دعوتم لأحد من اليهود والنصارى فقولوا : أكثر الله مالك وولدك ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/73 :
$ضعيف جدا$
رواه ابن حبان في " الضعفاء " ( 2/15 - 16 ) ، وابن عدي ( 215/2 ) ، وأبو نعيم في " أخبار أصبهان " ( 2/289 ) ، وعنه الديلمي ( 1/1/114 ) ، وابن عساكر ( 15/465/2 ) عن عبد الله بن جعفر عن عبد الله بن دينار قال : لا أراه إلا عن عبد الله بن عمر مرفوعا . وقال ابن عدي :
" عبد الله بن جعفر عامة حديثه لا يتابعه أحد عليه ، وهو مع ضعفه يكتب حديثه " .
قلت : هو والد الحافظ علي بن المديني ، وفي " الميزان " :
" متفق على ضعفه ، قال يحيى : ليس بشيء ، وقال ابن المديني : أبي ضعيف . وقال أبو حاتم : منكر الحديث جدا . وقال النسائي : متروك الحديث . وقال الجوزجاني : واه " .
ولعل أصل هذا الحديث الوقف ، فوهم الراوي فرفعه ، فقد روى البخاري في " الأدب المفرد " ( 1112 ) وغيره عن عقبة بن عامر الجهني : أنه مر برجل هيئته هيئة مسلم ، فسلم ، فرد عليه ، فقال له الغلام : إنه نصراني ! فقام عقبة فتبعه حتى أدركه فقال : إن رحمة الله وبركاته على المؤمنين ، لكن أطال الله حياتك ، وأكثر مالك وولدك . وسنده حسن كما في " الإرواء " ( 5/115 ) . وانظر ما يستفاد منه فيما علقته عليه في " صحيح الأدب المفرد " ( 430/847/1112 ) .

(64/1)


2560 - ( إذا دخل أحدكم على أخيه فأراد أن يفطر فليفطر إلا أن يكون صومه ذلك رمضان ، أو قضاء رمضان ، أو نذرا ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/74 :
$ضعيف$
رواه أبو الحسين الكلابي في " حديثه " ( 247 - 248 ) : حدثنا أبو المغيرة : حدثنا السكوني - سميته - : حدثني محمد بن عبد الرحمن عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر مرفوعا .
كذا في الأصل : " سميته " وكذا هو في نسخة أخرى ( 178/1 ) لكن عليها إشارة ( صـ ) يعني كذا الأصل ، وعل هامشها : " حدثنا بقية " كأنه تصحيح ، وهو بخط مغاير للأصل . ويؤيد هذا التصحيح ، أن الطبراني أخرجه في " المعجم الكبير " ( 3/200/2 ) من طريق أبي تقي الحمصي : أخبرنا بقية بن الوليد : حدثني محمد الكوفي عن عبيد الله بن عمر به .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ محمد بن عبد الرحمن الظاهر أنه ابن أبي ليلى القاضي ، ويؤيده أن في رواية الطبراني " محمد الكوفي " فإن ابن أبي ليلى كوفي ؛ وهو ضعيف ، قال الحافظ :
" صدوق سيىء الحفظ جدا " .
هذه هي علة الحديث ، وقد غفل عنها بعضهم ، وذهب يعله بما لا يقدح فقال الهيثمي في " المجمع " ( 3/201 ) وتبعه المناوي في " الفيض " :
" رواه الطبراني في " الكبير " ، وفيه بقية بن الوليد وهو مدلس " .
قلت : إنما يضر في حديثه إذا ما رواه معنعنا ، أما وهو قد صرح بالتحديث في الطريقين ؛ فلا يجوز إعلاله بالتدليس ؛ كما هو مقرر في علم الحديث ، فلعل الهيثمي شت بصره عن التحديث . والله أعلم .
وللحديث شاهد ، ولكنه واه جدا ، فإنه يرويه محمد بن الفضل عن عبد الكريم عن مجاهد عن أبي هريرة مرفوعا به .
أخرجه محمد بن الحسن الطبري في " الأمالي " ( 6/1 ) .
وابن الفضل هذا متهم بالكذب ، وقد تقدم مرارا .
وعبد الكريم ؛ إن كان ابن مالك الجزري فهو ثقة ، وإن كان ابن أبي المخارق أبا أمية البصري فهو ضعيف ، وكلاهما يروي عن مجاهد .

(65/1)


2561 - ( القراء عرفاء أهل الجنة ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/75 :
$موضوع$
رواه ابن جميع في " معجمه " ( ص 144 ) : حدثنا محمد بن منصور : حدثنا أبو أمية محمد بن إبراهيم : حدثنا يزيد بن هارون : أنبأنا حميد الطويل عن أنس مرفوعا . ومن طريق ابن جميع رواه الضياء في " المختارة " ( 116/1 ) .
قلت : وهذا سند رجاله كلهم موثقون غير محمد بن منصور وهو أبو بكر الواسطي كما صرح به الضياء في روايته ؛ وهو في عداد المجهولين ؛ فقد أورده الذهبي في " الميزان " فلم يترجمه بشيء غير أنه ساق له هذا الحديث وقال :
" هو المتهم به " . وأقره الحافظ في " اللسان " .
ولم يرجع إليهما الدكتور عمر تدمري - كعادته - في تعليقه على " المعجم " فقال فيه :
" لم أجد له ترجمة " !
وقد روي الحديث بلفظ آخر سيأتي إن شاء الله تعالى برقم ( 3497 ) ، وبلفظ ثالث تراه في " ضعيف الجامع " ( 2106 ) .

(66/1)


2562 - ( إذا سأل أحدكم الرزق فليسأل الحلال ، فإن الله يرزق الحلال والحرام ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/76 :
$ضعيف$
رواه ابن عدي ( 207/2 ) عن أبي سفيان عن أبي نضرة عن أبي سعيد الخدري مرفوعا .
قلت : وهذا سند ضعيف ؛ أبو سفيان هذا اسمه طريف بن شهاب ؛ وهو ضعيف كما في " التقريب " .

(67/1)


2563 - ( إن لله تسعة وتسعين اسما ، مائة غير واحد ، ما من عبد يدعو بهذه الأسماء إلا وجب له الجنة ، إنه وتر يحب الوتر : هو الله الذي لا إله إلا هو الرحمن الرحيم ، الملك ، القدوس ، السلام ... إلى قوله : الرشيد الصبور ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/76 :
$ ضعيف$
أخرجه أبو نعيم في " الحلية " ( 10/380 ) من طريق أبي العباس القاسم بن القاسم السياري : حدثنا أحمد بن عباد بن سلم - وكان من الزهاد - : حدثنا محمد بن عبيدة النافقاني : حدثنا عبد الله بن عبيدة العامري : حدثنا سورة بن شداد الزاهد عن سفيان الثوري عن إبراهيم بن أدهم عن موسى بن يزيد عن أويس القرني عن علي بن أبي طالب مرفوعا ، وقال في آخره :
" مثل حديث الأعرج عن أبي هريرة .
حديث الأعرج عن أبي هريرة صحيح متفق عليه . وحديث الثوري عن إبراهيم فيه نظر ، لا صحة له " .
قلت : وموسى بن يزيد لم أعرفه . ومثله سورة الزاهد وعبد الله العامري وأحمد بن عباد بن سلم !
وأما محمد بن عبيدة النافقاني ؛ فقال أبو نصر بن ماكولا :
" صاحب مناكير " .
فهذا الحديث من منكراته .
قلت : وحديث الأعرج الذي أشار إليه أبو نعيم والمتفق عليه ؛ ليس فيه " ما من عبد ... " إلخ ، ولا فيه سرد الأسماء ، وإنما جاءت الأسماء في بعض الطرق الواهية كما بينته في " تخريج المشكاة " ( 2288 ) .

(68/1)


2564 - ( إذا سلم الإمام فردوا عليه ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/77 :
$ ضعيف$
رواه ابن ماجه ( 921 ) ، والطبراني ( 6899 ) ، وابن عدي ( 168/1 ) عن إسماعيل بن عياش عن أبي بكر الهذلي عن قتادة عن الحسن عن سمرة مرفوعا وقال :
" رواه عن قتادة مع أبي بكر تاهذلي سعيد بن بشير " .
قلت : وهذا إسناد ضعيف جدا ، فيه ثلاثة علل :
الأولى : عنعنة الحسن البصري .
الثانية : أبو بكر الهذلي ؛ متروك ، وهو بصري .
الثالثة : إسماعيل بن عياش ؛ ضعيف في روايته عن غير الشاميين ؛ وهذه منها .
لكن قد جاء عن قتادة من غير هذه الطريق الواهية ، فقد رواه سعيد بن بشير عنه كما علقه ابن عدي ، ووصله الطبراني ( 6890 ) ، وكذا أبو داود ( 1001 ) ؛ وهو وإن كان ضعيفا فقد تابعه همام عن قتادة به نحوه ، ولفظه :
" قال : أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نسلم على أئمتنا ، وأن يسلم بعضنا على بعض " .
رواه ابن ماجه ( 922 ) .
قلت : فانحصرت العلة في عنعنة الحسن البصري . والله أعلم .

(69/1)


2565 - ( إذا سلمت الجمعة سلمت الأيام ، وإذا سلم رمضان سلمت السنة ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/78 :
$موضوع$
أخرجه المخلص في " المجلس السابع " ( 51/2 ) ، وعنه علي بن أبي طالب المكي في " حديثه عنه " ( 1/1 ) ، وأبو طاهر الأنباري في " مشيخته " ( 146/2 ) ، وأبو نعيم في " الحلية " ( 7/140 ) ، وابن عدي في " الكامل " ( 5/288 ) ومن طريقه البيهقي في " الشعب " ( 3/340/3708/2 ) ، والخطيب في " الموضح " ( 2/121 ) ، والحاكم أبو أحمد في " الكنى " ( ق 132/1 ) من طريق عبد العزيز بن أبان أبي خالد القرشي عن سفيان الثوري عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة مرفوعا به . وقال أبو أحمد الحاكم :
" هذا حديث منكر شبيه بالموضوع " . وقال ابن عدي :
" هذا الحديث عن الثوري باطل ليس له أصل " . وأقره البيهقي .
ومن هذا الوجه أورده ابن الجوزي في " الموضوعات " من رواية الدارقطني ثم قال :
" تفرد به عبد العزيز وهو كذاب " .
وتعقبه السيوطي في " اللآلي " ( 2/104 ) بأن البيهقي أخرجه في " الشعب " من طريقه ، وأن أبا نعيم أخرجه أيضا من طريق أحمد بن جمهور القرقساني : حدثنا علي بن المديني عن يحيى بن سعيد عن سفيان الثوري به دون الجملة الثانية وزاد :
" وما من سهل ولا جبل ولا شيىء إلا ويستعيذ بالله من يوم الجمعة " . وقال :
" غريب من حديث الثوري ، لم نكتبه إلا من حديث أحمد بن جمهور " .
قال السيوطي عقبه :
" وأحمد بن جمهور متهم بالكذب . وقال البيهقي أيضا : أنبأنا ... : حدثنا أبو مطيع : حدثنا سفيان الثوري به . قال البيهقي :
هذا الحديث لا يصح عن هشام ، وأبو مطيع الحكم بن عبد الله البلخي ضعيف ، وإنما يعرف هذا الحديث من حديث عبد العزيز بن أبان أبي خالد القرشي ، وهو أيضا ضعيف بمرة . والله أعلم " .
قلت : وبالجملة ، فالحديث رواه ثلاثة من الضعفاء عن الثوري ، وهم : عبد العزيز بن أبان ، وأحمد بن جمهور ، وأبو مطيع البلخي ، والأولان كذابان كما سبق ، والأخير ضعف اتفاقا ، ويبدو من مجموع ما قيل فيه أنه شديد الضعف ، وفي كلام البيهقي السابق ما يشير إلى ذلك ، وفيه أيضا تصريحه ببطلان الحديث ، ولكن السيوطي اختصره ، فقد قال عقب قوله : " ضعيف بمرة " :
" وهو عن الثوري باطلا لا أصل له " .
كذا ذكره المناوي عنه في " الفيض " . ثم تعقب السيوطي بقوله :
" ولما أورده ابن الجوزي في الموضوع ، تعقبه المؤلف بوروده من طرق ، ولا تخلو كلها عن كذاب أو متهم " .
ومنه يبدو أن تعقب السيوطي لا طائل تحته .

(70/1)


2566 - ( لا تجعلوا على العاقلة من قول معترف شيئا ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/80 :
$موضوع$
أخرجه الطبراني في " المعجم " ، وعنه أبو نعيم في " الحلية " ( 5/177 ) من طريق الحارث بن نبهان عن محمد بن سعيد عن رجاء بن حيوة عن جنادة بن أبي أمية عن عبادة بن الصامت : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : فذكره ، وقال :
" غريب من حديث رجاء وجنادة مرفوعا ، تفرد به الحارث عن محمد بن سعيد " .
قلت : ابن سعيد هذا هو المصلوب على الزندقة ؛ وهو كذاب . والحارث بن نبهان متروك ، فقد أساء السيوطي بإيراده لهذا الحديث في " الجامع الصغير " ! ولم يقتصر على ذلك ، بل إنه رمز لحسنه ! قال المناوي :
" وهو هفوة ... " . ثم أعله بنحو ما ذكرنا نقلا عن الهيثمي والعسقلاني .

(71/1)


2567 - ( إن العجب ليحبط عمل سبعين سنة ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/81 :
$موضوع$
رواه أبو بكر الشافعي في " مسند موسى بن جعفر بن محمد الهاشمي " ( 71/1 ) ، والديلمي ( 1/2/286 ) عن محمد بن خلف بن عبد السلام : حدثنا موسى بن إبراهيم : حدثنا موسى بن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده عن أبيه عن الحسين بن علي مرفوعا .
قلت : وهذا موضوع ؛ موسى بن إبراهيم هو المروزي ؛ متروك . ومحمد بن خلف بن عبد السلام مروزي أيضا ؛ كذبه يحيى بن معين . قال ابن الجوزي - وساق له حديثا آخر في فضل علي - :
" هذا موضوع ، آفته محمد بن خلف " .
ووافقه السيوطي في " اللآلي " ( 1/320 ) .
ثم غفل عنه ، فأورد له حديث الترجمة في " الجامع الصغير " ! كما غفل عنه المناوي ، فأعل الحديث بشيخه موسى بن إبراهيم فقط !

(72/1)


2568 - ( إذا سمعتم الرعد فاذكروا الله فإنه لا يصيب ذاكرا ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/81 :
$ضعيف جدا$
رواه الطبراني ( 3/119/2 ) ، والوحدي في " الوسيط " ( 1/7/2 ) عن يحيى بن كثير أبي النصر : أخبرنا عبد الكريم : أخبرنا عطاء عن ابن عباس مرفوعا .
قلت : وهذا إسناد ضعيف جدا ؛ عبد الكريم هذا هو ابن أبي المخارق البصري أبو أمية المعلم ؛ وهو ضعيف ، وله ذكر في مقدمة مسلم .
ويحيى بن كثير أبو النضر متروك ؛ كما قال الدارقطني ، وبه وحده أعله المناوي تبعا للهيثمي !

(73/1)


2569 - ( إذا سمعت النداء فأجب ، وعليك السكينة ، فإن أصبت فرجة وإلا فلا تضيق على أخيك ، واقرأ بما تسمع أذنيك ، ولا تؤذ جارك ، وصل صلاة مودع ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/82 :
$ضعيف جدا$
أخرجه ابن الأعرابي في " المعجم " ( ق 183/2 ) ، وابن دوست العلاف في " الأمالي " ( 127/1 ) ، والضياء في " المختارة " ( 7/113/2 ) ، والديلمي ( 1/1/60 ) عن سعيد بن عبد الله بن دينار عن الربيع بن صبيح عن الحسن عن أنس مرفوعا .
بيض له الحافظ في " مختصر المسند " ، وقد قال في " التقريب " :
" الربيع بن صبيح ... صدوق سيىء الحفظ " .
قلت : وسعيد بن عبد الله بن دينار ؛ لم أجد له ترجمة .
ثم رأيت ابن حبان قال في " ثقاته " ( 2/1/1 ) :
" يأتي بما لا أصل له عن الأثبات " .
والحديث عزاه السيوطي : لأبي نصر السجزي في " الإبانة " ، وابن عساكر عن أنس ، وأعله المناوي بالربيع بن صبيح .

(74/1)


2570 - ( إذا سمعتم المؤذن أذن فقولوا : اللهم افتح أقفال قلوبنا لذكرك ، وأتمم علينا نعمتك وفضلك ، واجعلنا عليها من عبادك الصالحين ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/83 :
$ضعيف$
رواه ابن حبان في ترجمة عمر بن خالد الوهبي من " الثقات " ( 1/146 ) ، وابن السني في " عمل اليوم والليلة " ( 98 ) ، وعنه الديلمي في " مسند الفردوس " ( 1/1/59 ) : حدثنا عبد الصمد بن سعيد - بحمص - : حدثنا أحمد بن إبراهيم : حدثنا الحسن بن حاتم الألهاني : حدثنا عمر بن خالد الوهبي : حدثنا أنس بن مالك مرفوعا به .
قلت : وهذا سند ضعيف مجهول ، فإن عمر هذا لم أر من ذكره غير ابن حبان ، ومثله الحسن بن حاتم الألهاني .

(75/1)


2571 - ( إذا شرب أحدكم فليمص مصا ولا يعب عبا ، فإن الكباد من العب ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/83 :
$ضعيف$
رواه أبو نعيم في " الطب " ( 9/2 - نسخة السفرجلاني ) عن عبد الله بن محمد بن أسماء : حدثنا عبد الله بن المبارك عن معمر عن ابن أبي حسين قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره .
قلت : وهذا إسناد ضعيف لإرساله أو إعضاله ؛ فإن ابن أبي حسين - واسمه عبد الله بن عبد الرحمن - تابعي صغير ثقة . وعلقه البيهقي في " الشعب " ( 5/115/6012 ) . وقد وصله بعض الضعفاء من حديث علي ، وقد مضى برقم ( 2323 ) ، وروي عن أنس مختصرا ، وتقدم برقم ( 1428 ) .

(76/1)


2572 - ( إذا سميتم فكبروا . يعني على الذبيحة ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/83 :
$ضعيف جدا$
رواه الطبراني في " الأوسط " ( 1/130/1 - 2 ) عن سليمان بن داود الشاذكوني : حدثنا محمد بن حمران عن عثمان بن سعد الكاتب : سمعت أنس بن مالك مرفوعا ؛ وقال :
" تفرد به الشاذكوني " .
قلت : وهو متهم بالكذب ، كذبه ابن معين وصالح جزرة .
وعثمان بن سعد الكاتب ؛ ضعيف كما قال ابن معين وغيره .

(77/1)


2573 - ( إذا سميتم الولد محمدا فأكرموه ، وأوسعوا له في المجلس ، ولا تقبحوا له وجها ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/84 :
$ضعيف جدا$
رواه ابن النجار في " ذيل تاريخ بغداد " ( 10/81/1 ) عن أحمد بن عامر بن سليمان الطائي : حدثنا علي بن موسى بسنده المسلسل بأهل البيت إلى جدهم علي بن أبي طالب رضي الله عنهم مرفوعا .
قلت : وهذا إسناد هالك ، أحمد بن عامر اتهمه الذهبي ؛ فقال في ترجمة ابنه عبد الله بن أحمد بن عامر :
" عن أبيه عن علي الرضا عن آبائه بتلك النسخة الموضوعة الباطلة ما تنفك عن وضعه أو وضع أبيه " .
وللحديث طريق أخرى ، رواه الخطيب في " تاريخ بغداد " ( 3/90 ) ، والديلمي ( 1/1/60 ) عن أبي الحسن محمد بن علي بن الحسن العلوي : حدثني أبي أبو إسماعيل علي بن الحسين : حدثني أبي الحسين بن الحسن قال : حدثني جدي محمد بن القاسم عن أبيه عن زيد بن الحسن عن أبيه عن علي به .
قلت : وهذا إسناد ضعيف مجهول ، ما بين زيد بن الحسن ومحمد بن علي العلوي ؛ لم أجد من ترجمهم ، وأما العلوي ؛ فترجمه الخطيب وروى عن أبي سعد الإدريسي أنه كان يجازف في الرواية في آخر عمره . مات سنة ( 395 ) .
وله طريق أخرى عن علي مرفوعا بلفظ :
" إذا سميتموه محمدا فعظموه ووقروه وبجلوه ، ولا تذلوه ولا تحقروه ولا تجبهوه تعظيما لمحمد صلى الله عليه وسلم " .
رواه ابن بكير في " فضائل من اسمه أحمد ومحمد " ( 59/2 ) ، وابن النجار ( 10/91/2 ) عن عبد الله بن داهر الرازي : حدثنا عمرو بن جميع عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده مرفوعا .
قلت : وهذا موضوع ؛ عمرو بن جميع كذاب وضاع ، والرازي متهم .

(78/1)


2574 - ( إذا سميتموه محمدا فلا تجبهوه ، ولا تحرموه ، ولا تقبحوه ، بورك في محمد ، وفي بيت فيه محمد ، ومجلس فيه محمد ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/85 :
$ضعيف$
رواه الديلمي ( 1/1/60 ) عن يحيى بن محمد بن يحيى النهاوندي : حدثنا سفيان بن هارون القاضي : حدثنا سفيان بن وكيع : حدثنا عبد العزيز بن محمد الدراوردي عن أبي الزبير عن جابر مرفوعا .
بيض له الحافظ في " مختصر الديلمي " ، وهو إسناد ضعيف فيه علل :
الأولى : عنعنة أبي الزبير ؛ فإنه كان مدلسا .
الثانية : ضعف سفيان بن وكيع ؛ وهو ابن الجراح ، قال الحافظ :
" كان صدوقا ، إلا أنه ابتلي بوراقه ، فأدخل عليه ما ليس من حديثه ، فنصح فلم يقبل ، فسقط حديثه " .
الثالثة : سفيان بن هارون القاضي ؛ ترجمه الخطيب ( 9/186 ) ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا .
وقد روي طرفه الأول من حديث أبي رافع كما يأتي ( 2649 ) .

(79/1)


2575 - ( إذا صلى أحدكم فليصل صلاة مودع ، صلاة من لا يظن أنه يرجع إليها أبدا ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/86 :
$ضعيف جدا$
رواه الديلمي ( 1/1/ 63 - 64 ) عن خالد بن إلياس عن عبد الله بن نافع عن أم سلمة مرفوعا .
سكت عنه الحافظ في " مختصره " ، وقد قال في " التقريب " :
" خالد بن إلياس أو إياس بن صخر ... متروك الحديث " . أي شديد الضعف .
والحديث أورده السيوطي من رواية الديلمي وحده ، فتعقبه المناوي بقوله :
" وفي إسناده ضعف ، لكن له شواهد ، واقتصاره على الديلمي يؤذن بأنه لم يخرجه أحد من الستة ، وهو عجب ، فقد خرجه ابن ماجه من حديث أبي أيوب ، ورواه الحاكم والبيهقي " .
قلت : وفيه ملاحظات :
الأولى : قوله في حديث أبي أيوب ؛ " خرجه ابن ماجه " ، وليس عند ابن ماجه ، إلا الفقرة الأولى منه ، وفيه زيادة ليست في حديث الترجمة .
الثانية : أن الشواهد التي أشار إليها ليس فيها أيضا قوله : " صلاة من لا يظن ... " .
الثالثة : " وفي إسناده ضعف " ليس دقيقا يعبر عن حقيقة ضعفه ، لأن معناه أن ضعفه ليس شديدا ، وقد عرفت من ترجمة " التقريب " لراويه بأنه متروك الحديث ؛ وأنه يعني أنه شديد الضعف .

(80/1)


2576 - ( إن لله ] باردة [ يبعثها على رأس مئة سنة تقبض روح كل مؤمن ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/87 :
$منكر$
أخرجه البخاري في " التاريخ " ( 1/2/101 ) - والزيادة له - ، والبزار ( 1/122/129 - كشف ) ، والحاكم ( 4/457 ) من طريق بشير بن المهاجر عن عبيد الله بن بريدة عن أبيه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره .
قلت : هذا إسناد ضعيف ، رجاله ثقات رجال الشيخين غير بشير بن المهاجر فهو من رجال مسلم وحده ، ولكن فيه ضعف قال الحافظ :
" صدوق ، لين الحديث " .
وترجمه الذهبي في " الميزان " ، ونقل عن أحمد أنه قال :
" منكر الحديث ، يجيء بالعجب " .
ثم ساق له من منكراته هذا الحديث .
ومنه تعلم ما في قول الحاكم : " صحيح الإسناد " ! وإن وافقه الذهبي ! ولا سيما وقد اضطرب في متنه ، فرواه البزار أيضا ( رقم 228 ) بسنده الصحيح عنه بسنده المذكور بلفظ :
" لا ينقضي مئة سنة وعين تطرف " . يعني ممن هو على الأرض يومئذ ، كما يأتي ، ليس فيه ذكر الريح . وأنا أظن أنه دخل على ( بشير ) في هذا الحديث ؛ حديث الريح التي ترسل في آخر الزمان فتقبض روح كل مؤمن ، فلا يبقى على وجه الأرض إلا شرار الخلق ، وعليهم تقوم الساعة . كما في حديث النواس الطويل عند مسلم ( 8/197 - 198 ) وغيره .
قلت : وهذا هو الأشبه ، فإن له شواهد كثيرة ، أقربها إلى هذه اللفظ حديث عقبة بن عمرو الأنصاري وعلي بن أبي طالب رضي الله عنهما ، وقد استدرك علي على عقبة بن عمرو زيادة هامة بلفظ :
" ممن هو حي اليوم " .
وقد خرجته في " الصحيحة " برقم ( 2906 ) ، فليراجعه من شاء .

(81/1)


2577 - ( إذا عطس أحدكم فقال : الحمد لله ، قالت الملائكة : رب العالمين ، فإذا قال : رب العالمين ، قالت الملائكة : رحمك الله ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/88 :
$ضعيف جدا$
رواه الطبراني في " الكبير " ( 3/155/1 - 12284 - ط ) ، وفي " الأوسط " ( 1/192/1/3512 - بترقيمي ) ، ومن طريقه الضياء في " المختارة " ( 249/1 ) ، وابن السني ( 256 ) عن عبيد بن محمد : حدثنا صباح المزني هو ابن يحيى عن عطاء بن السائب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس مرفوعا .
قلت : وهذا إسناد ضعيف جدا ، فيه علل :
الأولى : عطاء بن السائب ، كان اختلط .
الثانية : صباح بن يحيى ، قال الذهبي :
" متروك ، بل متهم " .
قلت : وقد أفاد الطبراني في " الأوسط " أنه تفرد برفعه .
الثالثة : عبيد بن محمد ؛ وهو النحاس كما في رواية ابن السني ؛ قال ابن عدي :
" له أحاديث مناكير " .
الرابعة : أبو كريب ؛ قال المناوي : قال الذهبي :
" مجهول " .
قلت : ومن هذا التحقيق تعلم تساهل الهيثمي في قوله ( 5/57 ) :
" رواه الطبراني في " الكبير " و " الأوسط " ، وفيه عطاء بن السائب وقد اختلط " !
فقد عرفت أن إعلاله بمن دونه أولى لشدة ضعفه ؛ أعني الراوي عنه صباح بن يحيى ، ولا سيما وقد خالفه أبو عوانة الثقة ؛ فرواه عن عطاء به موقوفا على ابن عباس . وأبو عوانة سمع منه بعد الاختلاط .
أخرجه البخاري في " الأدب المفرد " ( 920 ) .
ومن ذلك تعلم أيضا تساهل الحافظ في قوله في " الفتح " ( 10/600 ) :
" وللمصنف أيضا في " الأدب المفرد " والطبراني بسند لا بأس به عن ابن عباس قال : ... " فذكره موقوفا .
فقد عرفت أنه لا يصح لا موقوفا ولا مرفوعا . وإن من شؤم التقليد والغفلة عن الفرق بين الموقوف والمرفوع أن الشيخ الجيلاني في شرحه على " الأدب المفرد " قال ( 2/376 ) :
" أخرجه الطبراني بسند لا بأس به " .
فحمل كلام الحافظ في إسناد " الأدب " الموقوف على إسناد الطبراني المرفوع ؛ وقد علمت أن فيه كل البأس !

(82/1)


2578 - ( إذا عظمت أمتي الدنيا نزعت منها هيبة الإسلام ، وإذا تركت أمتي الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر حرمت بركة الوحي ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/90 :
$ضعيف$
رواه عبد الغني المقدسي في " الأمر بالمعروف " ( 95/2 ) عن إبراهيم بن الأشعث قال : سمعت الفضيل يقول : ذكر عن النبي صلى الله عليه وسلم ، قلت : فذكره .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ فإنه مع إعضاله ؛ فيه إبراهيم بن الأشعث خادم الفضيل بن عياض ، قال ابن أبي حاتم في " الجرح والتعديل " ( 1/1/88 ) :
" سألت أبي عنه ، وذكر له حديثا رواه عن معن عن ابن أخي الزهري عن الزهري ؟ فقال : هذا حديث باطل موضوع ، كنا نظن بإبراهيم بن الأشعث الخير ، فقد جاء بمثل هذا ! " .
والحديث أورده السيوطي من رواية الحكيم الترمذي عن أبي هريرة مرفوعا به وزاد :
والحديث أورده السيوطي من رواية الحكيم الترمذي عن أبي هريرة مرفوعا به وزاد :
" وإذا تسابت أمتي سقطت من عين الله " .
ولم يتكلم المناوي على إسناده بشيء.

(83/1)


2579 - ( إن الله يستحيى من ذي الشيبة إذا كان مسددا لزوما للسنة أن يسأله فلا يعطيه ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/90 :
$ضعيف$
رواه ابن أبي عاصم في " السنة " ( رقم 23 ) من طريق صالح بن راشد عن أبي عتيك عن أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ، أبو عتيك هذا لم أعرفه .
ثم تبين أن ( أبو عبيد ) ؛ كما في مجمع " المعجم الأوسط " ( 5282 ) ، و " مجمع البحرين " ( 4625 ) - للهيثمي - ، وهو من رجال مسلم .
وصالح بن راشد الظاهر أنه أبو عبد الله العبسي ، ترجمه البخاري في " التاريخ الكبير " ( 2/2/279 ) ، وابن أبي حاتم ( 2/1/401 ) ولم يذكرا فيه جرحا ولا تعديلا .

(84/1)


2580 - ( إن مغير الخلق كمغير الخلق ، إنك لا تستطيع أن تغير خلقه حتى تغير خلقه ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/91 :
$ضعيف$
رواه ابن أبي عاصم في " السنة " ( 192 ) ، وابن عدي في " الكامل " ( 1/298 ) ، والديلمي ( 1/2/295 ) عن عمرو بن عثمان : حدثنا بقية عن إسماعيل بن عياش عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة مرفوعا .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ إسماعيل بن عياش ضعيف في روايته عن الحجازيين ، وهذه منها . وأشار ابن عدي إلى أنه تفرد به .
وبقبة - وهو ابن الوليد - مدلس وقد عنعنه .

(85/1)


2581 - ( الطير يوم القيامة ترفع مناقيرها وتضرب بأذنابها وتطرح ما في بطونها وليس عندها طلبة ، فاتقه ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/91 :
$موضوع$
رواه ابن عدي ( 290/2 ) عن محمد بن الفرات : سمعت محاربا يقول : سمعت ابن عمر يقول : فذكره مرفوعا ، وقال :
" لا أعلم يرويه غير محمد بن الفرات " قال : " والضعف بين على ما يرويه " .
قلت : في " الميزان " :
" كذبه أحمد وأبو بكر بن أبي شيبة ، وقال أبو داود : روى عن محارب بن دثار أحاديث موضوعة . وقال البخاري : منكر الحديث " .
ولذلك أورده ابن الجوزي في " الموضوعات " .

(86/1)


2582 - ( إذا كان يوم القيامة نادى مناد : ألا ليقم خصماء الله ، وهم القدرية ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/92 :
$ضعيف$
أخرجه ابن أبي عاصم في " السنة " ( 336 ) ، والطبراني في " المعجم الأوسط " ( 6/317/6510 ) من طريق بقية : حدثنا حبيب بن عمر عن أبيه عن ابن عمر عن أبيه : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ، حبيب بن عمر - وهو الأنصاري - ؛ قال الدارقطني :
" مجهول " .
قلت : وأبوه عمر الأنصاري لم أعرفه .
والحديث في " المجمع " ( 7/206 ) من رواية الطبراني في " الأوسط " وقال الهيثمي :
" وبقية مدلس ، وحبيب بن عمرو - كذا - مجهول " .
قلت : بقية قد صرح بالتحديث فبرئت ذمته منه ، فالعلة من شيخه .

(87/1)


2583 - ( إذا كان يوم القيامة ؛ ينادي مناد من بطنان العرش : ليقم من أعظم الله أجره ، فلا يقوم إلا من عفا عن ذنب أخيه ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/93 :
$ضعيف$
أخرجه الخطيب في " التاريخ " ( 11/198 - 199 ) من طريق أبي العباس الكديمي : حدثنا عمر بن حبيب القاضي قال : ( قلت : فذكر قصة له مع المأمون ، وفيها ) فقلت : يا أمير المؤمنين ! اسمع مقالتي : إن أباك حدثني عن جدك عن ابن عباس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : فذكره .
قلت : وهذا موضوع ، آفته الكديمي هذا هو كذاب . وشيخه عمر بن حبيب القاضي كذبه ابن معين ، وقال النسائي وغيره :
" ضعيف " . وقال البخاري :
" يتكلمون فيه " .
وأخرجه الديلمي ( 1/1/137 ) من طريق أبي الشيخ معلقا عن نهشل عن الضحاك عن ابن عباس به نحوه .
ونهشل - وهو ابن سعيد البصري - كذاب أيضا كما قال ابن راهويه .
والضحاك - وهو ابن مزاحم - لم يسمع من ابن عباس .
وروي من حديث المبارك بن فضالة : حدثنا الحسن عن عمران بن الحصين : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : فذكره ؛ وفيه القصة .
أخرجه الخطيب أيضا ( 6/145 ) .
قلت : وإسناده ضعيف : الحسن هو البصري ؛ وهو مدلس .
والمبارك بن فضالة صدوق يدلس ، وقد صرح بالتحديث ، لكن من دونه جماعة لم أعرفهم .
وفي معناه ما في " الفتح الكبير " و " الجامع الكبير " من حديث أنس مرفوعا :
" إذا أوقف الله العباد نادى مناد : ليقم من أجره على الله فليدخل الجنة . قيل : من ذا الذي أجره على الله ؟ قال : ( العافون عن الناس ) ، فقام كذا وكذا ألفا ، فدخلوا الجنة بغير حساب " .
رواه ابن أبي الدنيا في " ذم الغضب " عنه .
قلت : ولم أقف على إسناده ، وما أظنه يصح ، والله أعلم .

(88/1)


2584 - ( إذا كان يوم القيامة نودي : أين أبناء الستين ؟ وهو العمر الذي قال الله عز وجل : ( أولم نعمركم ما يتذكر فيه من تذكر وجاءكم النذير ) ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/94 :
$ضعيف جدا$
رواه المخلص في " قطعة من حديثه " ( 82/2 - مجموع 74 ) ، والبيهقي في " الزهد " ( 73/1 ) ، والرامهرمزي في " الأمثال " ( 49/2 ) عن إبراهيم بن الفضل عن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي حسين عن عطاء بن أبي رباح عن ابن عباس مرفوعا .
ورواه الثعلبي في " التفسير " ( 3/158/2 ) من طريق ابن أبي فديك عن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي حسين به .
قلت : وهذا إسناد ضعيف جدا ؛ إبراهيم بن الفضل - وهو المخزومي المدني - متروك كما قال الحافظ . والظاهر أنه سقط من نسخة " تفسير الثعلبي " .

(89/1)


2585 - ( إذا كان يوم القيامة نادى مناد : لا يرفعن أحد من هذه الأمة كتابه قبل أبي بكر وعمر ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/95 :
$ضعيف جدا$
رواه ابن عساكر ( 13/20/2 ) عن الفضل بن جبير الوراق : أخبرنا داود بن الزبرقان عن مطر عن عطاء عن عبيد بن عمير قال : بينما عمر يمر في الطريق إذ هو برجل يكلم امرأة فعلاه بالدرة ، فقال : يا أمير المؤمنين ! إنما هي امرأتي ، فقام عمر فانطلق ، فلقي عبد الرحمن بن عوف فذكر ذلك له ، فقال : يا أمير المؤمنين ! إنما أنت مؤدب وليس عليك شيء ، وإن شئت حدثتك بحديث سمعته من رسول الله يقول : فذكره .
قلت : وهذا سند ضعيف جدا ؛ داود بن الزبرقان قال ابن معين :
" ليس بشيء " . وقال أبو زرعة :
" متروك " . وقال النسائي :
" ليس بثقة " . وقال الجوزجاني :
" كذاب " .
والفضل بن جبير الوراق ؛ قال العقيلي :
" لا يتابع على حديثه " .

(90/1)


2586 - ( إذا دخل البصر فلا إذن ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/95 :
$ضعيف$
أخرجه البخاري في " الأدب المفرد " ( 1082 و 1089 ) ، وأبو داود ( 2/635 ) والبيهقي في " السنن " ( 8/339 ) عن كثير بن زيد عن الوليد بن رباح عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : فذكره .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ رجاله ثقات غير كثير بن زيد ؛ وهو الأسلمي المدني ؛ قال الذهبي في " الضعفاء " :
" ضعفه النسائي وغيره " .
وقال الحافظ :
" صدوق يخطىء " . وأما في " الفتح " ( 11/24 ) فحسن سنده !

(91/1)


2587 - ( حق الجار : إن مرض عدته ، وإن مات شيعته ، وإن استقرضك أقرضته ، وإن أعوز سترته ، وإن أصاب خيرا هنأته ، وإن أصابته مصيبة عزيته ، ولا ترفع بناءك فوق بناءه فتسد عليه الريح ، ولا تؤذه بريح قدرك إلا أن تغرف له منها ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/96 :
$ضعيف$
رواه الطبراني في " الكبير " ( 19/419/1014 ) ، و ( ق 122/1 ) من " جزء ما انتقاه ابن مردويه على الطبراني " عن إسماعيل بن عياش عن أبي بكر الهذلي عن بهز بن حكيم عن أبيه عن جده قال :
قلت : يا رسول الله ! ما حق جاري علي ؟ قال :
" إن مرض عدته ... " الحديث .
وقال الحافظ الذهبي في " حقوق الجار " ( 15/1 - 2 ) .
" سند واه " .
قلت : وذلك لأن أبا بكر الهذلي متروك كما قال الحافظ ، وإسماعيل بن عياش ضعيف في غير الشاميين وهذه منها .
وقال الهيثمي ( 8/165 ) :
" رواه الطبراني وفيه أبو بكر الهذلي وهو ضعيف " .
ثم ذكره من طريق سويد بن عبد العزيز عن عثمان بن عطاء عن أبيه عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده مرفوعا نحوه .
قلت : أخرجه الخرائطي في " المكارم " ( ص 40 ) ثم قال الذهبي :
" سويد ضعيف كعثمان بن عطاء ، وروي نحوه عن يزيد بن بزيع عن عطاء الخراساني عن معاذ بن جبل مرفوعا ؛ وهو منقطع " .
ثم ذكره من طريق إسماعيل بن رافع عن المقبري عن أبي هريرة مرفوعا نحوه مختصرا ؛ فيه ذكر الاستعانة وقضية القدر ؛ ثم قال :
" إسماعيل واه " .
قلت : حديث أبي هريرة أخرجه الأصبهاني في " الترغيب والترهيب " ( 2/362 ) من طريق إسماعيل بن رافع به .
وحديث معاذ عند أبي الشيخ في " التوبيخ " ( 59/25 ) من طريق عثمان بن مطر عن يزيد بن بزيغ به .
قلت : وابن بزيغ هذا متفق على تضعيفه ، بل قال الذهبي : " هو من الدجاجلة " .

(92/1)


2588 - ( الزبانية أسرع إلى فسقة القرآن منهم إلى عبدة الأوثان ، فيقولون : يبدأ بنا قبل عبدة الأوثان ؟ ! فيقال لهم : ليس من علم كمن لا يعلم ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/97 :
$منكر$
أخرجه الطبراني في " ما انتقاه ابن مردويه عليه من حديثه لأهل البصرة " ( ق 122/1 ) ، وعنه أبو نعيم في " الحلية " ( 8/286 ) : حدثنا أبو هارون موسى بن محمد بن كثير السيريني : حدثنا عبد الملك بن إبراهيم الجدي : حدثنا عبد الله بن عبد العزيز العمري عن أبي طوالة عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم به . وقال أبو نعيم :
" غريب من حديث أبي طوالة ، تفرد به عنه العمري " .
قلت : وهو عبد الله بن عبد العزيز بن عبد الله بن عمر بن الخطاب العدوي العمري الزاهد المدني ؛ وهو ثقة كما قال النسائي والحافظ وغيرهما .
وسائر رجال الإسناد ثقات رجال البخاري ، غير السيريني هذا ؛ قال الذهبي :
" وعنه الطبراني بخبر منكر في عذاب فسقة القرآن ، علقته في " التاريخ " في ترجمة عبد الله العمري " .
قلت : فهو علة الحديث ، ولم تنكشف للمنذري ، بل إنه أوهم أن العلة ممن فوقه فقال ( 1/76 ) - بعد أن ساق كلمة أبي نعيم السابقة - :
" يعني عبد الله بن عمر بن عبد العزيز الزاهد . ولهذا الحديث مع غرابته شواهد ... " .
وقوله : " ابن عمر " مقحم ، ولعله سبق قلم من المؤلف أو الناسخ ، أو خطأ من الطابع .
والشاهد الذي أشار إليه المنذري ، إنما هو حديث أبي هريرة في " الصحيح " :
" إن أول من يدعى به يوم القيامة رجل جمع القرآن ... " الحديث .
قلت : وهو شاهد قاصر ، لأنه إنما يشهد للطرف الأول من الحديث دون سائره كما هو ظاهر .
وقولة : " في ( التاريخ ) " لعله سبق قلم ، فإنه لم يذكر شيئا من ترجمته في " التاريخ " سوى سنة وفاته ، وإنما أورد الحديث في ترجمته في " السير " ( 8/335 ) ، وقال ما تقدم من استنكاره للحديث .

(93/1)


2589- ( إن أفضل الإيمان أن تعلم أن الله عز وجل معك حيث كنت ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/99 :
$ضعيف$
أخرجه الطبراني في " ما انتقاه ابن مردويه عليه " ( ق 122/2 ) ، وعنه أبو نعيم في " الحلية " ( 6/124 ) من طريق نعيم بن حماد : حدثنا عثمان بن كثير بن دينار عن محمد بن المهاجر عن عروة بن رويم عن عبد الرحمن بن غنم الأشعري عن عبادة بن الصامت قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره . وقال أبو نعيم :
" غريب من حديث عروة ، لم نكتبه إلا من حديث محمد بن مهاجر " .
قلت : وهو الأنصاري الشامي ؛ وهو ثقة ، وكذلك سائر الرواة غير نعيم بن حماد فهو ضعيف من قبل حفظه ، بل اتهمه بعضهم .
وعثمان ؛ هو ابن سعيد بن كثير الحمصي .

(94/1)


2590 - ( حضر ملك الموت عليه السلام رجلا يموت فلم يجد فيه خيرا ، وشق عن قلبه فلم يجد فيه شيئا ، ثم فك عن لحييه فوجد طرف لسانه لاصقا بحنكه يقول : لا إله إلا الله ، فغفر الله له بكلمة الإخلاص ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/99 :
$منكر$
رواه المحاملي في " الثالث من الأمالي " ( 30/1 ) ، والخطيب في " التاريخ " ( 9/125 ) ، والديلمي ( 2/97 ) ، والضياء في " المختارة " ( 10/98/1 ) عن سعد بن عبد الحميد بن جعفر : حدثنا ابن أبي الزناد عن موسى بن عقبة قال : أخبرني رجل من ولد عبادة بن الصامت كان ثقة : أنه سمع أبا هريرة يقول : فذكره مرفوعا .
ورواه أبو حاتم الرازي في " كتاب الزهد " ( 2/2 ) من طريق الأويسي قال : حدثنا ابن أبي الزناد به . دون قوله في السند : " وكان ثقة " . وكذا رواه ابن أبي الدنيا في " المحتضرين " ( 2/2 ) : حدثنا محمد بن الصباح : حدثنا عبد الرحمن بن أبي الزناد به ؛ إلا أنه قال : عن رجل من آل عمارة .
قلت : وهذا إسناد ضعيف لجهالة الرجل ، وقد سمي في طريق أخرى أخرجها أبو نعيم في " ما انتقاه ابن مردويه على الطبراني " ( ق 124/1 ) وهذا أخرجه في " الدعاء " ( 3/1486 ) : حدثنا الحسن بن علي المعمري : حدثنا أبو المغلس عبد ربه بن خالد النميري : حدثنا فضيل بن سليمان النميري عن موسى بن عقبة عن إسحاق بن يحيةى بن طلحة عن أبي هريرة به .
قلت : وإسحاق هذا - وهو التيمي - ضعيف . وفضيل بن سليمان النميري صدوق له خطأ كثير ؛ كما في " التقريب " .
وعبد ربه بن خالد لم يوثقه غير ابن حبان ، لكن روى عنه جمع من الحفاظ .
طريق ثالث : رواه أبو الحسين بن المهتدي في " المشيخة " ( 2/20 ) عن مبادل بن أيوب قال : حدثنا خالد بن عبد الله : حدثني عطاء بن السائب عن سعيد بن جبير عن أبي هريرة مرفوعا .
قلت : وهذا إسناد رجاله ثقات ؛ غير مبادل بن أيوب فلم أعرفه .
والحديث عزاه السيوطي في " الجامع " لابن أبي الدنيا في " المحتضرين " ، والبيهقي فقط في " شعب الإيمان " ، وبيض المناوي لإسناده فلم يتكلم عليه بشيء .
وهو عند البيهقي في " الشعب " ( 2/9/1015 ) من طريق الحسن بن علي بن زياد : حدثنا عبد العزيز بن عبد الله الأويسي : حدثنا ابن أبي الزناد مثل رواية أبي حاتم .
وللحسن هذا حديث آخر بإسناده هذا ، وسيأتي إن شاء الله تعالى في " المجلد الثالث عشر " برقم ( 6150 ) .
ثم إن الحديث منكر عندي يناقض بعضه آخره ، لأن قوله : لا إله إلا الله ، لا ينفعه ما دام لم يوجد في قلبه شيء من الإيمان إلا على مذهب بعض المرجئة الغلاة الذين لا يشترطون مع القول الإيمان القلبي . فتأمل .

(95/1)


2591 - ( حفظ الغلام كالوسمة في الحجر ، وفي رواية : كالنقش في حجر ، وحفظ الرجل بعدما كبر ككتاب على الماء ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/101 :
$ضعيف$
رواه الخطيب في " الفقيه والمتفقه " ( 214/2 ) ، والديلمي ( 2/94 - 95 ) عن أبي العباس إسحاق بن محمد بن مروان : حدثنا أبي : حدثنا إسحاق بن وزير عن عبد الملك بن موسى عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله عن ابن عباس مرفوعا .
قلت : وهذا إسناد ضعيف مظلم ؛ عبد الملك بن موسى لم أعرفه ، ويحتمل أن يكون الطويل الذي روى عن أنس ؛ قال الذهبي :
" لا يدرى من هو ، وقال الأزدي : منكر الحديث " .
وإسحاق بن وزير ؛ قال الذهبي :
" لا يدرى من ذا ؟ قال أبو حاتم : مجهول " .
وإسحاق بن محمد بن مروان - وهو الكوفي القطان - أخو جعفر ؛ قال الدارقطني :
" ليسا ممن يحتج بحديثهما " .
والحديث عزاه السيوطي للخطيب في " الجامع " عن ابن عباس . وبيض المناوي لإسناده فلم يتكلم عليه بشيء .

(96/1)


2592 - ( جهد البلاء كثرة العيال مع قلة الشيء ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/102 :
$ضعيف$
أخرجه أبو نعيم في " ما انتقاه ابن مردويه على الطبراني " ( 124/1 ) من طريق إسماعيل بن عياش عن حسان بن عبيد الله عن إياس بن معاوية بن قرة ] عن أبيه [ قال : سمعت ] عبد الله بن [ عمر رضي الله عنهما يقول : سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا يقول : اللهم إني أعوذ بك من جهد البلاء ، فقال : فذكره .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ حسان بن عبيد الله لم أعرفه .
وإسماعيل ضعيف في روايته عن غير الشاميين ولعل هذه منها ، فإني لم أدر نسبة حسان هذا .
والحديث عزاه السيوطي للحاكم في " التاريخ " عن ابن عمر . وبيض لإسناده المناوي فلم يتكلم عليه بشيء .
ثم رأيت الحديث في " مسند الفردوس " للديلمي ( 2/40/2 - الغرائب الملتقطة ) .
أخرجه من طريق الحاكم : حدثنا أبو نعيم الجرجاني - وهو غير أبي نعيم الأصبهاني ، ومتقدم عليه - بسنده عن ابن عياش به .
ووقع فيه ( حسان بن عبد الله ) مكبرا ، والله أعلم . ومنه استدركت الزيادتين ، ولا أدري أسقطتا من قلمي أم من الأصل ؛ فإنه في دار الكتب الظاهرية مما كنت نسخته من عشرات السنين .
( فائدة ) : ذكر السيوطي في مقدمة " الجامع الكبير " : أن كل ما كان معزوا عنده للعقيلي في " الضعفاء " ، وابن عدي في " الكامل " ، وابن عساكر في " التاريخ " ، أو للحكيم الترمذي في " نوادر الأصول " ، أو الحاكم في " تاريخه " ، أو للديلمي في " مسند الفردوس " ؛ فهو ضعيف ، قال : فيستغنى بالعزو إليها أو إلى بعضها عن بيان ضعفه .
وهذه فائدة من هذا الحافظ ينبغي حفظها ، ولكنها غالبية عندي غير مضطردة .

(97/1)


2593 - ( كيف بكم إذا كنتم من دينكم كرؤية الهلال ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/103 :
$ضعيف$
رواه تمام في " الفوائد " ( 255/2 - رقم 2482 ) عن نصر بن قتيبة : حدثنا داود بن رشيد : حدثنا الوليد بن مسلم عن صدقة بن يزيد عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي هريرة مرفوعا . وعن تمام رواه ابن عساكر ( 17/275/2 ) وإليه وحده عزاه السيوطي ! وبيض له المناوي !
قلت : وهذا إسناد ضعيف ، صدقة بن يزيد - وهو الخراساني - ضعفه أحمد وغيره ، بل قال البخاري :
" منكر الحديث " . وقال ابن حبان :
" لا يجوز الاشتغال بحديثه ، ولا الاحتجاج به " .
ونصر بن قتيبة ؛ لم أعرفه .
ومن طريق الخراساني رواه ابن عساكر أيضا بلفظ :
" كيف أنتم إذا كنتم من دينكم في مثل القمر ليلة البدر ، لا يبصره منكم إلا البصير " .
وبه أعله المناوي .

(98/1)


2594 - ( كيف أنتم إذا جارت عليكم الولاة ؟ ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/104 :
$ضعيف$
أخرجه أبو بكر الشافعي في " الرباعيات " ( 2/26/2 ) ، وابن عدي ( 248/2 ) وابن حبان في " الثقات " ( 6/205 ) في ترجمة " حجاج بن محمد بن سليمان الخولاني " والطبراني في " المعجم الأوسط " ( 5/145 - 146 ) من طريق عمر بن بلال أبي الفضل القرشي قال : رأيت عبد الله بن بسر المازني في المسجد - يعني مسجد حمص - فقال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : فذكره . وقال ابن عدي :
" حديث غير محفوظ ، لأن عمر بن بلال هذا ينفرد به ، وعمر ليس بالمعروف " .
قلت : ومن طريقه أخرجه الطبراني في " الكبير " كما في " فيض القدير " وقال في " التيسير " :
" إسناد ضعيف ، وقول المؤلف : " حسن " غير حسن " .

(99/1)


2595 - ( من علم آية من كتاب الله ، أو بابا من علم ، أنمى الله أجره إلى يوم القيامة ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/105 :
$ضعيف$
رواه ابن عساكر ( 16/394/1 ) عن معاوية بن يحيى أبي مطيع الدمشقي عن محمد بن عبد الرحمن عن ليث عن يحيى بن عباد عن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ، ليث - وهو ابن أبي سليم - ضعيف مختلط .
وأبو مطيع الدمشقي ؛ صدوق له أوهام ؛ كما في " التقريب " .
ومحمد بن عبد الرحمن ؛ لعله ابن عرق اليحصبي الحمصي وهو صدوق .
والحديث مما بيض له المناوي .
قلت : وفي معناه حديث آخر يغني عن هذا خرجته في الصحيحة ( 1335 ) .
وروى أبو نعيم في " الحلية " ( 8/224 ) من طريق يحيى بن عمر الثقفي عن محمد بن النضر عن الوزاعي قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" من علم آية من كتاب الله أو كلمة من دين الله جنى الله له من الثواب جنيا ، وليس شيء أفضل من شيء يليه بنفسه " .
وهذا إسناد ضعيف معضل مظلم ؛ من دون الأوزاعي لم أعرفهما ، وقد أورده أبو نعيم في ترجمة محمد بن النضر هذا وهو الحارثي ، أورده ابن أبي حاتم ( 4/1/110 ) ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا .

(100/1)


2596 - ( تحفة الصائم الدهن والمجمر ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/105 :
$موضوع$
رواه الترمذي ( 1/153 ) ، وأبو جعفر الرزاز في " حديثه " ( 4/82/1 ) ، والطبراني ( 1/274/1 ) ، والبيهقي في " الشعب " ( 3/420 - 421 ) عن أبي معاوية عن سعد بن طريف عن عمير بن مأمون بن زرارة - هكذا قال أبو معاوية - عن الحسن بن علي بن أبي طالب مرفوعا . وكذا رواه ابن عدي ( 173/1 ) وقال ابن عدي :
" سعد بن طريف أحاديثه كلها لا يرويها غيره وهو ضعيف جدا " . وقال الترمذي :
" حديث غريب ليس إسناده بذاك ، لا نعرفه إلا من حديث سعد بن طريف ، وهو يضعف " .
قلت : وقال ابن معين :
" لا يحل لأحد أن يروي عنه " . وقال ابن حبان :
" كان يضع الحديث على الفور " .
قلت : وعمير بن مأمون ؛ قال الدارقطني :
" لا شيء " .
والحديث أورده السيوطي في " الجامع " من رواية الترمذي والبيهقي عن الحسن بن علي ، وقال شارحه المناوي :
" قال الديلمي : وسعد وعمير ضعيفان ، وقال ابن الجوزي : لا يعرف إلا من حديث سعد ، وقد قال يحيى : لا تحل الرواية عنه ، وقال ابن حبان : يضع الحديث ، وقال الذهبي : تركه واتهمه ابن حبان " .
والحديث مضى برقم ( 1789 ) بلفظ أتم منه .

(101/1)


2597 - ( إذا دعا أحدكم بدعوة فلم يستجب له ، كتبت له حسنة ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/106 :
$ضعيف$
أخرجه الخطيب في " التاريخ " ( 12/205 ) عن عباس بن محمد الدوري : حدثنا عمرو بن أيوب - إمام مسجد عصام وكان من العباد - : حدثنا جرير بن عبد الحميد عن منصور عن هلال بن يساف قال : حدثت أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : فذكره .
قلت : وهذا إسناد ضعيف مرسل ، هلال بن يساف ؛ تابعي ثقة .
وعمرو بن أيوب ؛ ساق له الخطيب هذا الحديث ، ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا ، وأشار الذهبي إلى جهالته بقوله :
" ما روى عنه سوى عباس بهذا " .
وتبعه الحافظ .

(102/1)


2598 - ( إن الذكر في سبيل الله تعالى يضعف فوق النفقة بسبع مئة ضعف ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/107 :
$ضعيف$
أخرجه أحمد ( 3/438 ) ، والطبراني ( ق 78/1 ) من طرق عن ابن لهيعة : حدثني زبان بن فائد عن سهل بن معاذ بن أنس عن أبيه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم به .
قلت : وهذا إسناد ضعيف من أجل زبان بن فائد ، قال الحافظ :
" ضعيف مع صلاحه وعبادته " .
قلت : وابن لهيعة ضعيف أيضا من قبل حفظه ، وقد اضطرب في إسناده فرواه مرة هكذا ، ومرة قال : حدثنا خير بن نعيم الحضرمي القاضي عن سهل بن معاذ به ! إلا أنه قال :
" بسبع مئة ألف ضعف " !
أخرجه أحمد ( 3/440 ) ، والطبراني إلا أنه قال :
وقد تابعه على الوجه الأول رشدين عن زبان بن فائد به .
أخرجه الطبراني ، وكذا أحمد ( 3/438 ) إلا أنه سقط من إسناده رشدين وهو ابن سعد ؛ وهو ضعيف أيضا .

(103/1)


2599 - ( إذا رأى أحدكم امرأة حسناء فأعجبته ، فليأت أهله ، فإن البضع واحد ، ومعها مثل الذي معها ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/108 :
$موضوع بهذا اللفظ$
أخرجه الخطيب في ترجمة الحسين بن أحمد بن محمد بن حبيب أبي عبد الله البزار يعرف بابن القادسي ؛ فقال في " تاريخه " ( 8/16 ) : سمعته في " جامع المدينة " يقول : حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان بن مالك - إملاء - : حدثنا محمد بن يونس بن موسى : حدثنا أيوب بن عمر أبو سلمة الغفاري : حدثنا يزيد بن عبد الملك النوفلي عن زيد بن أسلم عن أبيه عن عمر بن الخطاب رضي الله قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره .
ثم أطال في ترجمته بما يؤخذ منها أنه كان يكذب ويحدث بالأحاديث الموضوعة . ومن الغريب أن الذهبي ثم العسقلاني لم يترجما له في كتابيهما .
ثم إن محمد بن يونس بن موسى - وهو الكديمي - وضاع أيضا .
وأيوب بن عمر الغفاري ؛ لم أعرفه .
ويزيد بن عبد الملك النوفلي ؛ وهو ضعيف .
وفي الباب ما يغني عن هذا الحديث فانظر " المشكاة " ( 3105 و 3108 ) .

(104/1)


2600 - ( من فقه الرجل المسلم أن يصلح معيشته ، وليس من حبك الدنيا طلب ما يصلحك ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/108 :
$موضوع$
أخرجه ابن عدي ( ق 175/1 ) ، وعنه البيهقي في " الشعب " ( 2/279/1 - 2 ) من طريق سعيد بن سنان عن أبي الزاهرية عن أبي شجرة عن عبد الله بن عمر مرفوعا . وقال البيهقي :
" تفرد به سعيد بن سنان هذا " .
قلت : وهو متهم ، قال الحافظ :
" متروك ، ورماه الدارقطني وغيره بالوضع " .
وللشطر الأول منه شاهد من حديث أبي الدرداء مرفوعا بلفظ :
" .... رفقه في معيشته " .
أخرجه أحمد ( 5/194 ) ، وابن عدي ( 37/2 ) ، وعنه البيهقي ( 2/279/2 ) من طريق أبي بكر بن أبي مريم عن ضمرة بن حبيب عنه .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ أبو بكر هذا كان اختلط . ثم إنه منقطع بين ضمرة وأبي الدرداء ، وقد جاء عنه موقوفا فانظر الرقم المتقدم ( 556 ) .

(105/1)


2601 - ( إذا راح منا سبعون رجلا إلى الجمعة ، كانوا كسبعين موسى الذين وفدوا إلى ربهم ؛ أو أفضل ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/109 :
$موضوع$
أخرجه الطبراني في " الأوسط " ( 1/51 ) عن أحمد بن بكر البالسي : حدثنا خالد بن يزيد القسري عن وائل بن داود عن الحسن عن أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره . وقال :
" لم يروه عن وائل إلا خالد ؟، تفرد به أحمد " .
قلت : قال الأزدي :
" كان يضع الحديث " . وبه أعله الهيثمي في " المجمع " ( 2/176 ) .
والقسري ؛ ضعيف .
والحسن - وهو البصري - مدلس ؛ وقد عنعنه .

(106/1)


2602 - ( إذا دخل الرجل الجنة سأل عن أبويه وزوجته وولده ، فيقال : إنهم لم يبلغوا درجتك وعملك ، فيقول : يارب ! قد عملت لي ولهم ، فيؤمر بإلحاقهم به ، وقرأ ابن عباس : (والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بإيمان ) إلى آخر الآية ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/110 :
$موضوع$
رواه الطبراني ( 3/153 - 154 ) وفي " المعجم الصغير " ( 133 - هندية ) عن محمد بن عبد الرحمن بن غزوان : أخبرنا شريك عن سالم الأفطس عن سعيد بن جبير عن ابن عباس ، أظنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : فذكره .
قلت : وهذا إسناد موضوع ؛ آفته ابن غزوان هذا ، قال الذهبي :
" حدث بوقاحة عن مالك وشريك وضمام بن إسماعيل ببلايا ، قال الدارقطني وغيره : كان يضع الحديث ، وقال ابن عدي : له عن ثقات الناس بواطيل " .
وقال الحاكم :
" روى عن مالك وإبراهيم بن سعد أحاديث موضوعة " .
وشريك ؛ هو ابن عبد الله القاضي ؛ وهو سيىء الحفظ .

(107/1)


2603 - ( إذا رأيتم الحريق فكبروا فإنه يطفئه ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/110 :
$ضعيف$
رواه العقيلي في " الضعفاء " ( 219 ) : حدثنا أحمد بن زكريا العائدي قال : حدثنا أبو جعفر ميمون بن الأصبغ النصيبي قال : سمعت ابن أبي مريم يقول : أخبرنا القاسم بن عبد الله عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده مرفوعا . قال ابن أبي مريم : " هذا الحديث سمعه ابن لهيعة من زياد بن يونس الحضرمي - رجل كان يسمع معنا الحديث - عن القاسم بن عبد الله بن عمر ، وكان ابن لهيعة يستحسنه ، ثم إنه بعد قال : إنه يرويه عن عمرو بن شعيب " .
قلت : القاسم هذا كذاب ؛ كما قال ابن معين . وقال أحمد :
" يكذب ويضع الحديث " .
وبقية رجال الإسناد ثقات ؛ غير العائدي هذا فإني لم أجد له ترجمة ، فإذا ثبت هذا السند فيكون من وراه عن ابن لهيعة عن عمرو بن شعيب به ، قد دلسه ابن لهيعة ، ولعله لهذا وصفه ابن حبان بأنه " كان يدلس عن أقوام ضعفاء على أقوام رآهم ابن لهيعة ثقات ، فألزق تلك الموضوعات بهم " .
قلت : ولعل ابن لهيعة لم يفعل ذلك عمدا بل خطأ لسوء حفظه . والله أعلم .
وقد أخرجه ابن عدي ( 211/2 ) عن محمد بن معاوية النيسابوري : حدثني ابن لهيعة عن عمرو بن شعيب به ، وقال :
" لا أعلم يرويه غير ابن لهيعة وعبد الرحمن بن الحارث " .
ورواه الطبراني في " الدعاء " ( 2/1266/1002 ) ، والثقفي في " الثقفيات " ( ج 10 رقم 34 ) عن القاسم بن عبد الله بن عمر بن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب : حدثني عبد الرحمن بن الحارث بن عياش المخزومي عن عمرو بن شعيب به .
وكذا رواه ابن عساكر ( 14/340/1 ) ، وابن السني ( رقم 289 - 292 ) .
والقاسم هذا متروك ؛ رماه أحمد بالكذب ، كما قال الحافظ في " التقريب " .
وله شاهد من حديث أبي النضر يحيى بن كثير صاحب البصري عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده مرفوعا .
أخرجه الدولابي ( 2/137 ) .
وأبو النضر هذا ضعيف ؛ كما في " التقريب " .
وروي من حديث ابن عمر ؛ أخرجه السهمي في " تاريخ جرجان " ( 373 ) عن أبي الحريش أحمد بن عيسى الكيلاني : حدثنا أحمد بن عبد الله المخرمي : حدثنا عبد الرحمن بن عبد الله بن عمر عن أبيه وعمه عن نافع عنه .
قلت : وهذا إسناد ضعيف جدا ؛ عبد الرحمن بن عبد الله هذا ؛ قال الذهبي :
" هالك " .
وأبوه ضعيف ، ومن دونهما لم أعرفهما .
ومن حديث أبي هريرة ؛ يرويه عثمان بن طالوت بن عباد : حدثنا أيوب بن نوح المطوعي قال : حدثني أبي : حدثني محمد بن عجلان عن سعيد المقبري عنه مرفوعا .
أخرجه الأصبهاني في " الترغيب " ( ق 79/2 ) ، والطبراني في " الدعاء " ( 1001 ) ، و " الأوسط " كما في " المجمع " ( 10/138 ) للهيثمي وقال :
" وفيه من لم أعرفهم " .
يشير إلى أيوب بن نوح المطوعي وأبيه ، فإني لم أجد لهما ترجمة لا في " الجرح " ولا في " ثقات ابن حبان " !
ثم أخرجه الطبراني ( 1003 ) من طريق عبد الرحمن بن عبد الله بن عمر عن عبد الرحمن بن الحارث عن عمرو بن شعيب به .
وهذه متابعة هزيلة للقاسم بن عبد الله بن عمر من أخيه عبد الرحمن بن عبد الله بن عمر ، وهو مثله في الوهاء ، قال أحمد في " العلل " ( 2/157 ) :
" كان كذابا " .
وفي " التقريب " :
" متروك " .
قلت : فلا أدري لم سكت عنه المعلق على أسانيد الحديث عند الطبراني دون هذا !

(108/1)


2604 - ( أفضل الفضائل أن تصل من قطعك ، وتعطي من منعك ، وتصفح عمن شتمك ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/113 :
$ضعيف$
أخرجه أحمد ( 3/438 ) ، والطبراني ( 78/2 ) ، والقضاعي في " مسند الشهاب " ( ق 105/1 ) من طريق زبان بن فائد عن سهل بن معاذ بن أنس عن أبيه مرفوعا .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ، من أجل زبان بن فائد .

(109/1)


2605 - ( لكل شيء مفتاح ، ومفتاح السماوات قول : لا إله إلا الله ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/113 :
$ضعيف جدا$
أخرجه الطبراني في " الكبير " ( ق 79/2 - المنتقى منه ) عن داود بن بكر التستري : حدثنا حبان بن أغلب بن تميم : حدثنا أبي : حدثنا المعلى بن زياد عن معاوية بن قرة عن معقل بن يسار قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره .
قلت : وهذا إسناد ضعيف جدا ، له ثلاث علل :
الأولى : أغلب بن تميم ؛ قال البخاري :
" منكر الحديث " . وقال ابن معين :
" ليس بشيء " .
وقال ابن حبان :
" منكر الحديث ، خرج عن حد الاحتجاج به لكثرة خطئه " .
وبه وحده أعله الهيثمي كما نقله المناوي .
الثانية : ابنه حبان ؛ وهاه أبو حفص الفلاس . وقال أبو حاتم :
" ضعيف الحديث " .
الثالثة : داود بن بكر التستري ؛ لم يترجموه .

(110/1)


2606 - ( أيما قوم نودي فيهم بالأذان صباحا إلا كانوا في أمان الله حتى يمسوا ، وأيما قوم نودي فيهم بالأذان مساء إلا كانوا في أمان الله حتى يصبحوا ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/114 :
$ضعيف جدا$
أخرجه الطبراني ( 20/214/498 ) بإسناد الذي قبله عن معقل بن يسار مرفوعا .
وقال الهيثمي في " المجمع " ( 1/328 ) :
" وفيه أغلب بن تميم وهو ضعيف " .
قلت : هو أسوأ حالا مما ذكر ، وفيه علتان أخريان كما سبق آنفا .

(111/1)


2607 - ( كل ما توعدون في مئة سنة ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/115 :
$ضعيف$
أخرجه البزار في " مسنده " ( 235 - زوائده ) من طريق عباد بن منصور عن أيوب عن أبي قلابة عن أبي أسماء عن ثوبان قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره . وقال البزار أو مختصره الهيثمي :
" صحيح " ! وقال في " مجمع الزوائد " ( 7/257 ) :
" رواه البزار وإسناده حسن " !
قلت : وكل ذلك بعيد عن الصواب ، فإن عباد بن منصور هذا ضعيف ؛ أورده الذهبي في " الضعفاء " وقال :
" ضعفوه " .
وقال الحافظ في " التقريب " :
" صدوق ، رمي بالقدر ، وكان يدلس ، وتغير بآخره " .
وقال المناوي في " الفيض " :
" ورواه ابن الجوزي ، وأعله " .
كذا ، ولم يزد وقد عرفت العلة .

(112/1)


2608 - ( كل بنيان وبال على صاحبه إلا ما كان هكذا - وأشار بكفه - وكل علم وبال على صاحبه يوم القيامة إلا من عمل به ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/115 :
$ضعيف جدا$
أخرجه الطبراني في " الكبير " ( ق 81/2 - المنتقى منه ) عن هاني بن المتوكل الإسكندراني : حدثنا بقية بن الوليد عن الأوزاعي عن مكحول عن واثلة بن الأسقع قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره .
قلت : وهذا إسناد ضعيف جدا ؛ مكحول وبقية مدلسان ؛ وقد عنعناه .
وهاني بن المتوكل ؛ قال أبو حاتم :
" أدركته ولم أكتب عنه " .
قلت : وهذا كناية عن شدة ضعفه . وقال ابن حبان :
" كان تدخل عليه المناكير ، وكثرت ، فلا يجوز الاحتجاج به بحال " .
وقد أشار المنذري في " الترغيب " ( 1/78 ) إلى إعلال الحديث به .

(113/1)


2609 - ( شر المجالس الأسواق والطرق ، وخير المجالس المساجد ، فإن لم تجلس في المسجد ، فالزم بيتك ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/116 :
$موضوع$
أخرجه الطبراني في " الكبير " ( 81/2 - المنتقى منه ) من طريق بشر بن عون : حدثنا بكار بن تميم ، ومن طريق إسماعيل بن إبراهيم الترجماني : حدثنا أيوب بن مدرك ، كلاهما عن مكحول عن واثلة بن الأسقع قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره .
وهذا موضوع من الطريقين ؛ بشر بن عون ؛ قال الذهبي في " الضعفاء " :
" له نسخة باطلة عن بكار بن تميم عن مكحول " .
وكأنه أخذه من قول ابن حبان :
" له نسخة نحو مئة حديث كلها موضوعة " .
وبكار بن تميم ؛ قال في " الضعفاء " :
" لا يعرف " .
وأيوب بن مدرك ؛ قال ابن حبان :
" روى عن مكحول نسخة موضوعة ، لم يره " .
قلت : ولعله سرقها منه بشر بن عون المتقدم ، أو العكس .

(114/1)


2610 - ( طوبى لمن أكثر في الجهاد في سبيل الله من ذكر الله ، فإن له بكل كلمة سبعين ألف حسنة ، كل حسنة منها عشرة أضعاف ، مع الذي له عند الله من المزيد ، قيل : يا رسول الله ! أفرأيت النفقة ؟ فقال : النفقة على قدر ذلك ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/117 :
$ضعيف$
أخرجه الطبراني ( 87/2 - منتقى منه ) : حدثنا بكر بن سهل : حدثنا عبد الله بن صالح : حدثني يحيى بن أيوب عن رجل : حدثه عن عبد الرحمن بن غنم عن معاذ بن جبل أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : فذكره .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ فيه علل :
الأولى : الرجل الذي لم يسم ؛ فهو مجهول . وبه وحده أعله المنذري ( 2/157 ) ، والهيثمي ( 5/282 ) !!
الثانية : عبد الله بن صالح ؛ قال الحافظ :
" صدوق ، كثير الغلط ، ثبت في كتابه ، وكانت فيه غفلة " .
الثالثة : بكر بن سهل ؛ وهو أبو محمد الدمياطي ، قال الذهبي :
" حمل الناس عنه ، وهو مقارب الحال ، قال النسائي : ضعيف " .

(115/1)


2611 - ( أعظم الخطايا اللسان الكذوب ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/118 :
$ضعيف$
رواه الديلمي ( 1/1/123 ) من طريق ابن لال معلقا عن سليمان بن أبي شيخ : حدثنا أبي : حدثنا الحسن بن عمارة عن عبد الرحمن بن عابس عن عامر بن ربيعة عن ابن مسعود مرفوعا .
قلت : وهذا إسناد ضعيف جدا ؛ الحسن بن عمارة متروك باتفاق ؛ كما قال الذهبي في " الضعفاء " .
وسليمان بن أبي شيخ وأبوه ؛ لم أعرفهما.
ثم إن فيه انقطاعا ، وعامر بن ربيعة صحابي ، ولم يدركه ابن عابس .
ورواه ابن عدي في مقدمة " الكامل " ( ص 76 - بغداد ) ، وعنه الضياء في " المختارة " ( 10/105/1 ) من طريق أيوب بن سويد عن الثوري عن ابن أبي نجيح عن طاوس عن ابن عباس مرفوعا به . وقال ابن عدي :
" ولا أعلم يروي هذا الحديث عن الثوري غير أيوب بن سويد " .
قلت : قال الذهبي في " الضعفاء " :
" ضعفه أحمد وغيره " .
وروي من حديث عقبة بن عامر مرفوعا به .
أخرجه ابن عدي ، والقضاعي ( 109/1 - 2 ) من طريق عبد العزيز بن عمران قال : أخبرنا عبد الله بن مصعب بن منظور قال : أنبأنا أبي قال : سمعت عقبة بن عامر يقول : فذكره .
قلت : وعبد العزيز بن عمران هذا - وهو الزهري المدني - متروك ؛ كما قال النسائي وغيره .

(116/1)


2612 - ( إذا رجف قلب المؤمن في سبيل الله تحاتت خطاياه كما تحاتت عذق النخلة ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/119 :
$موضوع$
أخرجه أبو نعيم في " الحلية " ( 1/367 ) عن عمرو بن الحصين : حدثنا عبد العزيز بن مسلم عن الأعمش عن أبي وائل عن سلمان قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره .
قلت : وهذا موضوع ، آفته عمرو بن الحصين هذا ؛ وهو كذاب ؛ كما قال الخطيب وغيره ، وقال الذهبي في " الضعفاء " :
" تركوه " .
وعبد العزيز بن مسلم هو القسملي ؛ وهو ثقة من رجال الشيخين ، روى عن الأعمش وغيره . وليس هو الأنصاري الذي قال فيه الذهبي : " فيه جهالة " ، كما ظن المناوي ، فإنهم لم يذكروا له رواية عن الأعمش . والله أعلم .

(117/1)


2613 - ( إذا رجع أحدكم من سفره ، فليرجع إلى أهله بهدية ، وإن لم يجد إلا أن يلقي في مخلاته حجرا أو حزمة حطب ، فإن ذلك مما يعجبهم ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/119 :
$ضعيف جدا$
أخرجه الدولابي في " الكنى " ( 1/28 ) من طريق أبي إسماعيل حفص بن عمر الأبلي قال : حدثنا ثور بن يزيد قال : حدثني يزيد بن مرثد عن أبي رهم قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : فذكره .
قلت : وهذا إسناد ضعيف جدا ؛ آفته حفص هذا ، قال الذهبي في " الضعفاء " :
" تركوه ، وهو العدني ، يعرف بـ ( الفرخ ) ، قال النسائي : ليس بثقة " .
والحديث عزاه السيوطي في " الجامع الكبير " ( 1/58/2 ) لابن شاهين في " الأفراد " وابن النجار عن أبي رهم .
وفي معناه حديثان آخران واهيان تقدما ( 1436 و 1437 ) .
ثم رأيت الحديث عند ابن النجار في " ذيل تاريخ بغداد " أخرجه ( 10/24/2 ) من طريق ابن شاهين : حدثنا أحمد بن إبراهيم بن عبد الوهاب الشيباني بدمشق : حدثنا إبراهيم بن مرزوق عن يزيد بن مرثد به .
والشيباني هذا لم أعرفه ، فيراجع ترجمته في " تاريخ دمشق " لابن عساكر فإن نسخة الظاهرية فيها خرم .

(118/1)


2614 - ( علماء حكماء كادوا من صدقهم أن يكونوا أنبياء ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/120 :
$منكر$
رواه أبو سعد النيسايوري في " الأربعين " وهو الحديث التاسع والثلاثون ، وأبو نعيم في " الحلية "( 9/279 ) عن أحمد بن علي الخزاز قال : سمعت أحمد بن أبي الحواري يقول : سمعت أبا سليمان الداراني يقول : حدثني شيخ بساحل دمشق يقال له : علقمة بن يزيد الأزدي : حدثني أبي عن جدي قال :
وفدت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم سابع سبعة من قومي فلما دخلنا عليه وكلمناه أعجبه ما رأى من سمتنا وزينا فقال : ما أنتم ؟
قلنا : مؤمنين ، فتبسم رسوال الله صلى الله عليه وسلم فقال :
" إن لكل قول حقيقة فما حقيقة قولكم وإيمانكم ؟ " قلنا : خمس عشرة خصلة ، خمس منها أمرتنا رسلك أن نؤمن بها ، وخمس أمرتنا رسلك أن نعمل بها ، وخمس تخلقنا بها في الجاهلية ونحن عليها إلا أن تكره منها شيئا . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" وما الخمس التي أمرتكم رسلي أن تؤمنوا بها ؟ " .
( قلت : فذكروا أركان الإيمان ثم أركان الإسلام الخمسة المعروفة ) . قال :
" وما الخمس التي تخلقتم بها في الجاهلية ؟ " .
قلنا : الشكر عند الرخاء ، والصبر عند البلاء ، والصدق في مواطن اللقاء ، والصبر عند شماته الأعداء ، وإكرام الضيف . فقال النبي صلى الله عيه وسلم : فذكر الحديث .
ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" وأنا أزيدكم خمسا ، فيتم لكم عشرون خصلة : إن كنتم كما تقولون فلا تجمعوا ما لا تأكلون ، ولا تبنوا ما لا تكسبون ، ولا تنافسوا في شيء غدا عنه تزولون ، واتقوا الله الذي إليه ترجعون وعليه تعرضون ، وارغبوا فيما عليه تقدمون وفيه تخلدون " .
قال أبو سليمان : قال لي علقمة بن يزيد : فانصرف القوم من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم وحفظوا وصيته وعملوا بها ، ولا والله يا أبا سليمان ما بقي من أولئك النفر وأولادهم أحد غيري . قال : وبقي إلى أيام قلائل ثم مات رضي الله عنه .
ثم قال النيسابوري عن شيخه أبي مسعود البجلي :
" غريب من حديث أحمد بن عبد الله بن ميمون بن أبي الحواري عن أبي سليمان الزاهد تفرد به أحمد علي الخزاز " .
قلت : كلا ، بل تابعه الحسين بن علي بن محمد الخزاز قال : سمعت أحمد ابن أبي الحواري به .
أخرجه الضياء في الثالث من " الحكايات المنثورة " ( 149-150 ) ولكني أخشى أن يكون في النسخة تحريف ، فقد قال أبو نعيم أيضا :
" لم نكتبه إلا من حديث أبي سليمان تفرد به عنه أحمد بن أبي الحواري " .
قلت : وهو ثقة كما في " التقريب " ، وأما شيخه أبو سليمان الداراني واسمه عبد الرحمن بن أحمد - فهو رجل مشهور بالصلاح والزهد ولكنهم لم يذكروا حاله في رواية الحديث ، ويبدو أنه قليل الحديث جدا ، فقد ترجمة ابن أبي حاتم ( 2/2/214 ) ، وأبو نعيم في " الحلية " ( 9/254-280 )،والخطيب ( 10/248-250 ) ، والسمعاني في " الأنساب " ( 216/2 ) ، وابن عساكر ( 9/410/2-420/1 ) ولم يذكروا فيه جرحا ولا تعديلا ، وإنما وصفوه بنحو ما ذكرنا في أول الترجمة . وقال الخطيب :
" ولا أحفظ له حديثا مسندا غير حديث واحد ، لكن له حكايات كثيرة يرويها عنه أحمد بن أبي الحواري الدمشقي " .
ثم ساق له الحديث الآتي ( 4616 ) بلفظ :
" من صلى قبل الظهر أربعا غفر له ذنوبه يومه ذلك " .
واستدرك عليه الحافظ ابن عساكر هذا الحديث الذي نحن في صدد الكلام عليه ، وهو حديث منكر ولعل الآفة من شيخه ، فقد أورده في " الميزان " فقال :
" عن أبيه عن جده ، لا يعرف ، وأتى بخبر منكر ، فلا يحتج به " .
وأقره الحافظ في " اللسان " ولعلهما يشيران إلى هذا الحديث .
ثم رأيته في " تاريخ قزوين " ( 2/74 ) من طريق أحمد بن خلف الدمشقي سمعت أحمد بن أبي الحواري به .

(119/1)


2615 - ( إذا رفعت رأسك من السجود فلا تقع كما يقعي الكلب ، ضع أليتيك بين قدميك ، وألزق ظاهر قدميك بالأرض ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/123 :
$موضوع$
أخرجه ابن ماجه ( 896 ) عن العلاء أبي محمد قال : سمعت أنس بن مالك يقول قال : قال لي النبي صلى الله عليه وسلم فذكره .
قلت : وهذا موضوع ، آفته العلاء هذا وهو ابن زيدل ، قال الذهبي في " الضعفاء " :
" قال ابن المديني : كان يضع الحديث " .
وقوله : " وألزق ظاهر قدميك بالأرض " باطل مخالف لسنة نصب اليمنى كما هوظاهر .

(120/1)


2616- ( ما من قاض من قضاة المسلمين إلا معه ملكان يسد دانه إلى الحق ما لم يرد غيره وجار متعمدا تبرأ منه الملكان ووكلاه إلى نفسه ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/123:
$موضوع$
أخرجه الطبراني في " المعجم الكبير " ( 18/240/602 ) من الطريق يحيى بن يزيد عن زيد بن أبي أنيسة عن نفيع بن الحارث عن عمران بن حصين مرفوعا .
قلت : وهذا موضوع ، آفته نفيع هذا - وهو أبو داود الأعمى - وهو كذاب ، كما قال الهيثمي ( 4/194 ) .
ويحيى بن يزيد - وهو الرهاوي - مختلف فيه ، وقال الحافظ :
" مقبول ".
وقد روي الحديث باسناد آخر خير من هذا عن أنس مختصرا ، وقد مضى برقم ( 1154 ). وقريبا ( 2539 ) .

(121/1)


2617- ( أكثروا ذكر الله على كل حال ، فإنه ليس عمل أحب إلى الله تعالى ، ولا أنجى لعبد من كل سيئة في الدنيا والآخرة من ذكر الله تعالى ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/124:
$موضوع$
أخرجه الضياء في " المختارة " ( 7/112/1 ) من طريق بكر بن خنيس عن أبي عبد الرحمن عن عبادة بن نسي عن عبد الرحمن بن غنم عن معاذ بن جبل قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره . وتمامه : فقال قائل : ولا القتال في سبيل الله يارسول الله ؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم :
" لولا ذكر الله تعالى لم نؤمر بالقتال في سبيل الله ، ولو اجتمع الناس على شيء مما أمروا به من ذكر الله ما كتب الله القتال على عباده ، وإن ذكر الله تعالى لا يمنعكم من القتال في سبيله ، بل هو عون لكم على ذلك ، فقولوا : لا إله إلا الله والله أكبر ، وقولوا : سبحان الله ، وقولوا : الحمد لله ، وقولوا : تبارك الله ، فإنهن خمس لا يعدلهن شيء ، عليهن فطر الله عز وجل ملائكته ، ومن أجلهن رفع سماءه ، ودحا أرضه ، ولهن جبل إنسه وجنه ، وفرض عليهن فرائضه ، ولا يقبل اللهذكره إلا ممن اتقى وطهر قلبه ، وأكرموا الله أن يرى ما نهاكم عنه " .
قلت : وهذا موضوع ، آفته أبو عبد الرحمن هذا وهو الشامي ، قال الأزدي : " كذاب " . واعتمده الذهبي في " الضعفاء " ، وقال في " الميزان " :
" قلت : لعله المصلوب " .
وأقره الحافظ في " اللسان " .
ثم رأيت حديث الترجمة أخرجه البيهقي في " شعب الإيمان " ( 1/318-319 ) من طريق بن زرارة الأنصاري عن أبي عبد الرحمن بن غنم به ، لم يزكر فيه عبادة .
وأخرجه البيهقي في " الشعب " ( 1/319 ) من طريق مروان بن سالم عن الأحوص بن حكيم عن خالد بن معدان عن عبد الرحمن بن غنم عن معاذ بن جبل به مختصرا ، وقال :
" تفرد به مروان بن سالم " .
قلت : وهو الغفاري الجزري ، قال الحافظ :
" متروك ، ورماه الساجي وغيره بالوضع " .

(122/1)


2618- ( إذا كنتم في سفر فأقلوا المكث في المنازل ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/125:
$موضوع$
رواه أبو نعيم في " أخبار أصبهان " ( 2/52 ) ، وعنه الديلمي في " مسنده " ( 1/1/145 ) عن يحيى بن أبي بكير : حدثنا المعلى عن عبد الله آبن أبي نجيح عن عطاء بن أبي رباح عن عبد الله بن عباس مرفوعا.
قلت : وهذا موضوع ، آفته المعلى - وهو ابن هلال الطحان - فإنه يروي عن ابن أبي نجيح كثيرا ، كما قال الحافظ في " اللسان " ، وقال في " التقريب " :
اتفق النقاد على تكذيبه " .
وقال الذهبى في "الضعفاء " :
" هو ممن يضع الحديث " .
ولم يتنبه له المناوي ، فأخذ يعل الحديث بمن دونه ، فقال :
" وفيه الحسن بن علي الأهوازي : اتهمه وكذبه ابن عساكر " .

(123/1)


2619- ( ما المعطي من سعة بأفضل من الآخذ إذا كان محتاجا ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/126:
$ضعيف$
رواه الطبراني ( 3/206/1 ) عن مصعب بن سعيد أبي خيثمة عن موسى بن أعين : أخبرنا أبو شهاب الحناط عن فطر عن مجاهد عن ابن عمر مرفوعا.
قلت : وهذا إستاذ ضعيف من أجل مصعب هذا ، فإنه ضعيف .
وله شاهد من حديث أنس أخرجه الطبراني في " الأوسط " ( 1/93/2- زوائده ) ، وأبو نعيم في " الحلية " ( 8/245 ) من طريقين عن يوسف بن أسباط : حدثنا عائذ بن شريح عنه مرفوعا ، وقالا:
" لم يروه عن عائذ إلا يوسف " .
ورواه الحكيم الترمذي " الرياضة " ( 115 ) ، وأبو نعيم من طريق أبي الأحوص : حدثنا يوسف بن أسباط عن رجل عن أنس به .
قلت : ويوسف بن أسباط أورده الذهبي في " الضعفاء " ، وقال :
" وثقه يحيى ، وقال أبو حاتم : لا يحتج به " .
وعائذ بن شريح ، قال الذهبي في " الضعفاء " :
" مجمع على ضعفه ، ولم يترك " .
والحديث أشار المنذري في " الترغيب " ( 2/17 ) إلى تضعيفه من الوجهين عن ابن عمر وأنس وعزى الثاني لابن حبان أيضا في " الضعفاء " .

(124/1)


2620- ( إذا رد الله إلى العبد المسلم نفسه من الليل فسبحه واستغفره ودعاه ، تقبل منه ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/127 :
$ضعيف$
أخرجه ابن السني في " عمل اليوم والليلة " ( 749 ) عن سعيد بن زربي عن الحسن عن جبير بن ثور ، أن أبا هريرة رضي الله عنه حدثه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : فزكره .
قلت : وهذا إسناد ضعيف جدا ، جبير بن ثور ، لم أعرفه .
والحسن - وهو البصري - مدلس وقد عنعنه .
وسعيد بن زربي ، قال البخاري :
" عنده عجائب " . وكذا قال أبو حاتم وزاد : " من المناكير " .
وقال ابن حبان :
" كان ممن يروي الموضوعات عن الأثبات على قلة روايته " .
( تنبيه ) : هكذا وقع الحديث عند ابن السني ، وقد عزاه في " الفتح الكبير " إليه وإلى الخرائطي في " مكارم الأخلاق " عن أبي هريرة بلفظ :
" إذا رد الله على العبد المسلم روحه من الليل ، فسبحه ، ومجده ، واستغفره ؛ غفر له ما تقدم من ذنبه ، وإن هو قام فتوضأ وصلى ، فذكره ، واستغفره ودعاه ؛ تقبل منه " .
فلعل هذا لفظ الخرائطي وحده ، فإن لفظ ابن السني مختصر ويختلف عنه في بعض الحرف كما ترى .
ثم رأيت الحديث في " مكارم الأخلاق " ( 2/909/1011 ) . فإذا هو عنده بهذا اللفظ . لكن بإسناد آخر ؛ من طريق أبي جعفر : حدثني أبو هريرة رضي الله عنه ، فذكره مرفوعا .
قلت : وأبو جعفر هذا هو المؤذن الأنصاري ، وهو مجهول كما نص عليه غير واحد ، وهو راوي حديث " إن الله لا يقبل صلاة رجل مسبل إزاره " . وهو مخرج في " ضعيف أبي داود " ( 97 ) وغيره . ومن الأوهام الفاحشة ما زعمته الدكتورة ( سعاد ) في تعليقها على " المكارم " أن أبا جعفر هذا هو ( محمد بن علي بن الحسين أبو جعفر ) الثقة ، وعلى ذلك قالت : " إسناده صحيح رجاله ثقات " ! هذا مع تصريح الحافظ وغيره بأنه ليس به ، وأنه لم يسمع من أبي هريرة ، فأنى له الصحة !

(125/1)


2621 - ( إن لكل شيء أنفة ، وإن أنفة الصلاة التكبيرة الأولى ، فحافظوا عليها ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/128 :
$ضعيف$
أخرجه البزار ( ص 60 - زوائده ) ، وأبو نعيم في " الحلية " ( 5/177 ) من طريق يزيد بن سنان أبي فروة : حدثنا أبو عبيد الحاجب قال : سمعت شيخا في المسجد الحرام يقول : قال أبو الدرداء قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( فذكره ) قال أبو عبيد : فحدثت به رجاء بن حيوة ، فقال : حدثتنيه أم الدرداء عن أبي الدرداء [ عن النبي صلى الله عليه وسلم ] ، وقالا :
" لا نعلمه يروى مرفوعا إلا بهذا الإسناد " .
قال البزار :
" وقد روي بعض كلامه بغير لفظ "!
قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ يزيد بن سنان أبو فروة الرهاوي ؛ ضعيف .
وقول البزار المتقدم يبدو أن في النسخة سقطا أو تحريفا فإنها سيئة جدا ، ولعل المراد أنه روي بعضه من كلام أبي الدرداء موقوفا عليه بلفظ آخر . فقد أخرج ابن أبي شيبة في " المصنف " ( 1/88/2 ) من طريق سالم قال : قال أبو الدرداء :
" لكل شيء شعار ، وشعار الصلاة التكبير " .
ورجاله ثقات رجال البخاري ، لكنه منقطع ، فإن سالما هذا - وهو ابن أبي الجعد - لم يدرك أبا الدرداء كما قال أبو حاتم .
والحديث أورده الهيثمي في " المجمع " ( 2/103 ) مرفوعا ثم قال :
" رواه البزار والطبراني في " الكبير " بنحوه موقوفا ، وفيه رجل لم يسم " .
( تنبيه ) : عزاه السيوطي في " الجامع الصغير " لابن أبي شيبة والطبراني في " الكبير " عن أبي الدرداء ، يعني مرفوعا . وقد عرفت من هذا التخريج أنه عندهما موقوف ، وأن المرفوع إنما هو عند البزار وأبو نعيم ، فلو أنه عزاه إليهما لكان أصاب . وقد زاد في " الجامع الكبير " ( 1/210/2 ) على المصدرين السابقين : البيهقي في " الشعب " - وهو فيه برقم ( 2907 ) ، مرفوعا - ؛ فلعل السيوطي استجاز أن يضم إليه المصدرين المذكورين تسامحا منه ، ثم هو عندما أورده في " الصغير " نسي ذلك فاختصر من المخرجين الثلاثة البيهقي ، فكان هذا الخطأ والله تعالى يغفر لنا وله .

(126/1)


2622 - ( إذا زالت الشمس فصلوا ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/129 :
$ضعيف$
أخرجه الطبراني في " المعجم الكبير " ( 1/185/1 ) من طريقين عن أبي إسحاق عن سعيد بن وهب : حدثني خباب قال :
" شكونا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الرمضاء ، فما أشكانا ، وقال : ... " فذكره .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ، أبو إسحاق ؛ وهو عمرو بن عبد الله السبيعي ؛ وهو مدلس على اختلاطه .
وظاهر الحديث يخالف قوله صلى الله عليه وسلم :
" إذا اشتد الحر فأبردوا بالصلاة ، فإن شدة الحر من فيح جهنم " .
فتأمل .

(127/1)


2623 - ( إذا سافرتم فليؤمكم أقرؤكم ، وإن كان أصغركم ، وإذا أمكم فهو أميركم ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/130 :
$ضعيف$
أخرجه البزار في " مسنده " ( 54 - زوائده ) : حدثنا محمد بن حميد القطان الجنديسابوري : حدثنا عبد الله بن رشيد : حدثنا محمد بن الزبرقان : حدثنا ثور بن يزيد عن مهاصر بن حبيب عن أبي سلمة عن أبي هريرة بهذا الإسناد " .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ، رجاله ثقات غير عبد الله بن رشيد وهو الجنديسابوري ؛ قال ابن حبان في " الثقات " :
" مستقيم الحديث " .
وقال البيهقي :
" لا يحتج به " .
ومحمد بن حميد القطان هذا ؛ لم أعرفه ، وكأن الحافظ الهيثمي أشار إليه بقوله في " المجمع " ( 5/255 ) :
" رواه البزار ، وفيه من لم أعرفه "
ومنه يتبين أن قوله في مكان آخر ( 2/64 ) :
" رواه البزار ، وإسناده حسن ) .
أنه غير حسن .
والحديث أخرجه الديلمي أيضا ( 1/1/162 ) .

(128/1)


2624 - ( إذا سجد أحدكم فليباشر بكفيه الأرض ، عسى الله أن يفك عنه الغل يوم القيامة ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/131 :
$ضعيف$
أخرجه الطبراني في " الأوسط " ( 1/38/2 ) عن علي بن محمد بن عبيد النحاس : حدثني جدي عبيد بن محمد عن ابن أبي ذئب عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره . وقال :
" لم يروه عن الزهري إلا ابن أبي ذئب " .
قلت : وهو ثقة من رجال الشيخين ، لكن الراوي عنه عبيد بن محمد ؛ قال ابن عدي في " الكامل " ( ق 316/1 ) :
" له أحاديث مناكير ، يرويها عن ابن أبي ذئب وغيره ، يروي تلك الأحاديث ابنه محمد بن عبيد بن محمد " .
كذا قال ، وهذا الحديث من رواية حفيده علي بن محمد بن عبيد عنه ، فلا أدري أخفي ذلك على ابن عدي أم هو وهم في قوله : " ابنه " ، والصواب " حفيده " ؟ والله أعلم .
والحديث أعله الهيثمي ( 2/126 ) بعبيد هذا .

(129/1)


2625 - ( سيكون قوم يتفقهون في الدين ، يقرؤن القرآن ، يأتيهم الشيطان فيقول : لو أتيتم السلطان فأصبتم من دنياهم واعتزلتموهم بدينكم ، ولا يكون ذلك كما لا يجنى من القتاد إلا الشوك ، وكذا لا يجنى من قربهم إلا الخطايا ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/132 :
$ضعيف$
رواه ابن ماجه ( 1/112 ) ، والمروزي في " أخبار الشيوخ " ( 3/36/2 ) عن الوليد بن مسلم عن يحيى بن عبد الرحمن الكندي عن عبيد الله بن المغيرة بن أبي بردة عن ابن عباس مرفوعا .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ، عبيد الله هذا لم يرو عنه غير يحيى بن عبد الرحمن الكندي ، فهو مجهول ، ولم يوثقه أحد .
والكندي هذا ؛ وثقه الطبراني وابن حبان .
لكن الوليد بن مسلم يدلس تدليس التسوية ، ومن طريقه أخرجه ابن عساكر في " تاريخ دمشق " ( 18/79/1 ) ، وإليه وحده عزاه السيوطي في " الجامع " !

(130/1)


2626 - ( من أمسى كالا من عمل يديه أمسى مغفورا له ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/132 :
$ضعيف$
أخرجه الطبراني في " الأوسط " ( 1/134/1 ) من طريق إبراهيم بن سلم : حدثنا هاشم بن موسى الخصاف ؛ حدثنا سليمان بن علي بن عبد الله بن عباس : حدثني أبي عن جدي قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : فذكره . وقال :
" لا يروى عن ابن عباس إلا بهذا الإسناد ، تفرد به إبراهيم " .
قلت : قال ابن عدي :
" منكر الحديث ، لا يعرف " . وذكره ابن حبان في " الثقات " .
وهاشم بن موسى الخصاف ؛ لم أجد له ترجمة .
وسليمان بن علي ؛ قال ابن القطان :
" لا يعرف حاله " . وقال ابن حجر :
" مقبول " .
وقد أشار المنذري في " الترغيب " ( 3/4 ) لضعفه ، وعزاه للأصبهاني أيضا . وقال الهيثمي ( 4/63 ) :
" رواه الطبراني في " الأوسط " ، وفيه جماعة لم أعرفهم " .
والأصبهاني أخرجه في " الترغيب " ( 1/454 - 455/1075 ) من طريق إبراهيم بن رشيد ، قال : حدثني أخي العلاء بن رشيد : حدثنا داود بن علي بن عبد الله بن عباس به .
قلت : و ( داود بن علي ) ، قال الذهبي في " المغني " :
" ليس حديثه بحجة ، قال ابن معين : أرجو أنه لا يكذب " .
ومن دونه لم أجد لهما ترجمة .
وأورده الغزالي في " الإحياء " بلفظ :
" من أمس وانيا من طلب الحلال بات مغفورا له ، وأصبح الله عنه راضيا " .
لا نعرف له أصلا بهذا اللفظ ، وقد أشار إلى ذلك الحافظ العراقي بقوله في تخريجه :
" أخرجه الطبراني في " الأوسط " من حديث ابن عباس : " من أمسى كالا ... " . وفيه ضعف " .
( تنبيه ) : وقع الحديث في " الترغيب " مصدرا بقوله :
" وروي عن عائشة ... " ؛ فذكر الحديث ، ثم قال في تخريجه :
" رواه الطبراني في " الأوسط " ، والأصبهاني من حديث ابن عباس " .
وهذا خلط عجيب ، والحديث حديث ابن عباس ، وبه كان ينبغي أن يصدر ، ولا أصل له عن عائشة .

(131/1)


2627 - ( إن لله أقواما اختصهم بالنعم لمنافع العباد يقرها فيهم ما بذلوها ، فإذا منعوها نزعها عنهم وحولها إلى غيرهم ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/134 :
$ضعيف$
أخرجه البيهقي في " الشعب " ( 2/450 ) عن أبي الحسن أحمد بن محمد بن نصر اللباد : حدثنا أحمد بن حنبل : حدثني الوليد بن مسلم عن الوزاعي عن عبدة بن أبي لبابة ( زاد في رواية : عن نافع ) عن ابن عمر مرفوعا .
قلت : وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الشيخين ؛ غير أبي الحسن اللباد هذا فلم أعرفه ، إلا أن الوليد بن مسلم مدلس تدليس التسوية وقد عنعنه . وقد رواه محمد بن حسان السمتي : حدثنا عبد الله أبو عثمان الحمصي عن الأوزاعي به ؛ دون الزيادة .
أخرجه ابن أبي الدنيا في " قضاء الحوائج " ( رقم 5 ) ، وأبو نعيم في " الحلية " ( 6/115 و 110/215 ) وقال :
" أبو عثمان هو عبد الله بن زيد الكلبي ، تفرد عن الأوزاعي بهذا الحديث . ورواه أحمد بن يونس الضبي عن أبي عثمان ، وسماه معاوية بن يحيى " .
ثم ساقه ( 6/116 ) بإسناده عنه : حدثنا معاوية بن يحيى أبو عثمان : حدثنا الأوزاعي مثله .
ومعاوية بن يحيى أبو عثمان ؛ غير معروف في الرواة ، ولعل تسميته بمعاوية بن يحيى خطأ من بعض الرواة ، وإنما هو عبد الله بن زيد كما في الطريق التي قبلها ؛ وهو حمصي ؛ قال الأزدي :
" ضعيف " .
والراوي عنه محمد بن حسان السمتي ؛ أورده الذهبي في " الضعفاء " وقال :
" قال الدارقطني : ليس بالقوي " .

(132/1)


2628 - ( إذا صلى أحدكم فلا يشبكن بين أصابعه ، فإن التشبيك من الشيطان ، فإن أحدكم لا يزال في صلاة ما دام في المسجد حتى يخرج منه ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/135 :
$ضعيف$
أخرجه أحمد ( 3/42 - 43 و 54 ) من طريق عبيد الله بن عبد الله بن موهب : حدثني عمي يعني عبيد الله بن عبد الرحمن بن موهب عن مولى لأبي سعيد الخدري : أنه كان مع أبي سعيد وهو مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال : فدخل النبي صلى الله عليه وسلم ، فلم يفطن ، قال : فالتفت إلى أبي سعيد ، فقال : فذكره .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ، عبيد الله بن عبد الرحمن بن موهب قال أحمد : " أحاديثه مناكير ، لا يعرف " .
وعبيد الله بن عبد الله ؛ هو عبيد الله بن عبد الرحمن بن عبد الله بن موهب ، قال الحافظ :
" ليس بالقوي " .

(133/1)


2629 - ( إذا صليتم خلف أئمتكم ، فأحسنوا طهوركم ، فإنما يرتج على القارىء قراءته بسوء طهر المصلي خلفه ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/136 :
$موضوع$
رواه الديلمي ( 1/1/63 ) من طريق أبي الطيب محمد بن الفرخان بن روزنة : حدثنا علي بن أحمد العسكري : حدثنا عبد الله بن ميمون - من أهل بغداد - : أخبرنا عبد الله بن عون بن محرز : حدثنا أبو نعيم : حدثني الثوري عن منصور عن ربعي عن حذيفة قال :
" صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الصبح بسورة الروم فارتج عليه ، فلما قضى صلاته قال : .... " فذكره .
قلت : كذا الأصل المصور : عبد الله بن عون بن محرز ؛ ولم أعرفه ، وقال المناوي :
" وفيه محمد بن الفرخان ، قال الخطيب : غير ثقة ، وفي " الميزان " : خبر كذب ، وعبد الله بن ميمون مجهول " .
قلت : وقوله : " وفي " الميزان " : خبر كذب " ؛ لا يعني هذا الحديث ، وإنما حديثا آخر .
وكان في الأصل بعض الكلمات غير ظاهرة لسواد في أصله ، فاستدركتها من " الفيض " ، وكتب الرجال .

(134/1)


2630 - ( إذا صليتم الصبح فافزعوا إلى الدعاء ، وباكروا في طلب الحوائج ، اللهم بارك لأمتي في بكورها ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/137 :
$ضعيف جدا$
رواه ابن عساكر ( 8/450/1 ) من طريق الخطيب ؛ وهذا في تاريخه ( 12/155 ) عن العباس بن أحمد الشافعي البغدادي : حدثنا القاسم بن جعفر العلوي : حدثنا أبي عن جعفر بن محمد عن أبيه محمد عن أبيه علي عن أبيه الحسين عن أبيه علي بن أبي طالب مرفوعا .
قلت : وهذا سند ضعيف جدا ؛ القاسم هذا ؛ قال الخطيب ( 12/443 ) :
" حدث عن أبيه عن جده عن آبائه نسخة أكثرها مناكير " .
والعباس بن أحمد ؛ روى الخطيب عن أبي أحمد السراج قال :
" لم يكن صدوقا ولا ثقة ولا مأمونا " .

(135/1)


2631 - ( إذا طنت أذن أحدكم فليذكرني وليصل علي وليقل : ذكر الله من ذكرني بخير ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/137 :
$موضوع$
رواه الروياني في " مسنده " ( 25/141/2 ) ، والبزار ( 3125 ) : أخبرنا أبو الخطاب : أخبرنا معمر بن محمد : أخبرني أبي عن جدي عن أبي رافع مرفوعا .
ورواه الطبراني في " الصغير " ( ص 229 - هندية ) و " الأوسط " ( 9222 ) ، والشجري في " الأمالي " ( 1/129 ) من طريق أخرى عن معمر به .
قلت : وهذا سند ضعيف جدا ؛ وفيه علتان :
الأولى : محمد هذا - وهو ابن عبيد الله بن أبي رفاع - وهو ضعيف جدا .
الثانية : ابنه معمر ؛ وهو أيضا ضعيف جدا ، قال البخاري :
" منكر الحديث " .
قلت : ولكنه قد توبع ، فأخرجه ابن أبي عاصم في " الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم " ( 62/81 ) ، وابن حبان في " الضعفاء " ( 2/250 ) ، والطبراني في " الكبير " ( 1/48/2 ) عن حبان بن علي عن محمد بن عبيد الله به .
وحبان هو العنزي ؛ وهو ضعيف . ومن طريقه أخرجه أبو موسى المديني في " اللطائف " ( 6/93/2 ) ، وكذا العقيلي في " الضعفاء " ( 390 ) وقال :
" ليس له أصل ، محمد بن عبيد الله بن أبي رافع قال البخاري : منكر الحديث ، قال يحيى : ليس بشيء " . وقال الدارقطني :
" متروك له معضلات " .
ومن طريقه رواه ابن عدي ( 285/1 ) وابن حبان في المجروحين ( 2/250 ) .
والحديث أورده ابن قيم الجوزية في " المنار " ( ص 25 ) في فصل من فصول أمور كلية يعرف بها كون الحديث موضوعا فقال :
" ومنها أن يكون الحديث بوصف الأطباء والطرقية أشبه وأليق " ، فذكر أحاديث هذا أحدها وقال :
" وكل حديث في طنين الأذن فهو كذب " .
وتعقبه أبو غدة الكوثري الحلبي في تعليقه عليه ( ص 65 - 66 ) فقال :
" قلت : هذه الكلية معترضة بثبوت هذا الحديث المذكور ، وهو حديث أبي رافع مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم . قال : الحافظ الهيثمي في" مجمع الزوائد " ( 10/138 ) : " رواه الطبراني في - المعاجم - الثلاثة ، والبزار باختصار كثير ، وإسناد الطبراني في الكبير حسن " .
وقال المناوي في " فيض القدير " ( 1/399 ) بعد نقله قول الهيثمي هذا : " وبه بطل قول من زعم ضعفه فضلا عن وضعه . بل أقول : المتن صحيح ، فقد رواه ابن خزيمة في " صحيحه " باللفظ المذكور عن أبي رافع . وهو ممن التزم تخريج الصحيح ، وبه شنعوا على ابن الجوزي " .
قلت : ويعني لأن ابن الجوزي أورده في " الموضوعات " وهو الصواب عندي . وكلام المناوي الذي اغتر به ذاك الكوثري مما لا طائل تحته ، بل هو ( بقبقة في زقزقة ) ، لأنه قائم على مجرد التقليد ، الذي ليس فيه أي تحقيق ؛ وبيانه من وجهين :
الأول : أن الهيثمي وهم في تحسين إسناد " الكبير " ، لأن مداره أيضا على محمد بن عبيد الله بن أبي رافع - كما رأيت - ، وقد قال في " الصغير " و " الأوسط " :
" لا يروى عن رافع إلا بهذا الإسناد " !
والآخر : أن ابن خزيمة إن كان رواه بهذا الإسناد كما هو الغالب فلا قيمة له ، وقد يكون هو نفسه قد أعله ، كما هي عادته في " صحيحه " أحيانا ، وإن كان رواه من طريق أخرى - وهذا بعيد جدا - فما هو ؟ وقد بسطت الكلام على هذا في كتابي " الروض النضير " ( 960 ) .

(136/1)


2632 - ( أترعون عن ذكر الفاجر ، اذكروه ليعرفه الناس ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/140 :
$موضوع$
عزاه السيوطي للخطيب في " رواة مالك " ، وذكره الذهبي في " الميزان " في ترجمة ( أحمد ين سليمان الحراني الأرمني ) ، وقال :
" ليس بعمدة " .
ثم ساق إسناده فقال : قال ابن الضريس : حدثنا إبراهيم بن مخلد : حدثنا أحمد بن سليمان الحراني : حدثنا مالك ، عن صفوان بن سليم ، عن عطاء بن يسار ، عن أبي هريرة مرفوعا به .
ثم ساق له حديثا آخر من روايته عن مالك أيضا عن نافع عن ابن عمر مرفوعا بلفظ :
" النوم خدر ، الغشيان حدث " . وقال الذهبي وأقره العسقلاني :
" فهذان موضوعان " .
قلت : وحديث الترجمة أورده السيوطي في " الجامع الكبير " أيضا ، وزاد أنه نقل عن الذهبي قوله فيه : إنه موضوع . وأقره . ومع ذلك سود به " الجامع الصغير " !
والحديث معروف من رواية الجارود بن يزيد عن بهز بن حكيم عن أبيه عن جده .
والجارود هذا متهم أيضا ، وحديثه مخرج في " الروض النضير " برقم ( 877 ) . وممن رواه البيهقي في " الشعب " وقال عقبه ( 7/109 ) :
" فهذا حديث يعد في أفراد الجارود بن يزيد عن بهز . وقد روي عن غيره ؛ وليس بشيء " .
( تنبيه ) لقد خلط المناوي في الكلام على حديث الترجمة خلطا عجيبا فقال في تخريجه :
" وأخرجه البيهقي في " الشعب " من حديث الجارود عن بهز بن حكيم عن أبي عن جده مرفوعا . ثم قال : هذا يعد من أفراد الجارود وليس بشيء( ! ) وهو كما قال البخاري : " منكر الحديث " ، وكان أبو أسامة يرميه بالكذب .
هذا كلام الخطيب ، فنسبته لمخرجه واقتطاعه من كلامه ما عقبه به من بيان حاله ؛ غير مرضي . وقد قال في " الميزان " : إنه موضوع !
والخلط ظاهر ، فإن قول الميزان المذكور ، إنما هو في حديث الترجمة ، والجارود إنما هو في حديث بهز بن حكيم ، فما رمى به السيوطي من الاقتطاع ، ظلم .

(137/1)


2633 - ( إذا علم العالم ولم يعمل كان كالمصباح يضيء للناس ويحرق نقسه ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/141 :
$موضوع$
عزاه السيوطي في " الجامع الصغير " لابن قانع في " معجمه " عن سليك الغطفاني . ولم يتكلم على إسناده شارحه المناوي ، وكأنه لم يقف عليه ، وقد رأيته في " مشيخة القاضي دانيال رواية محمد الكنجي " ( 107/2 ) رواه بسنده عن عبد الباقي بن قانع القاضي : حدثنا الحسين بن علي بن الأزهر بالكوفة : حدثنا عباد بن يعقوب : حدثنا أبو داود النخعي : حدثنا علي بن عبيد الله الغطفاني عن سليك به .
قلت : وهذا إسناد موضوع ، آفته أبو داود النخعي ؛ واسمه سليمان بن عمرو ؛ كذاب كما قال الذهبي .
ثم طبع " معجم الصحابة " لابن قانع فرأيت عنده ( 1/321/39 ) في ترجمة ( سليك الغطفاني ) كما رواه عنه القاضي دانيال .
لكن قد روي من طريق بلفظ : " مثل الذي يعلم الناس الخير وينسى نفسه ، مثل الفتيلة تضيء على الناس وتحرق نفسها " . وقد خرجتها في " الصحيحة " ضمن الحديث رقم ( 3379 ) .

(138/1)


2634 - ( إذا فرغ أحدكم من طهوره فيشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله ، ثم يصلي علي ، فإذا قال ذلك فتحت له أبواب الجنة ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/142 :
$موضوع$
رواه أبو نعيم في " أخبار أصبهان " ( 1/198 ) عن علي بن محمد بن عبد الوهاب المروذي : حدثنا يحيى بن هاشم : حدثنا الأعمش عن شقيق بن سلمة عن عبد الله بن مسعود مرفوعا .
قلت : وهذا موضوع ؛ آفته يحيى بن هاشم وهو السمسار ؛ كذبه ابن معين . وقال ابن عدي :
" كان يضع الحديث " .

(139/1)


2635 - ( علموا ولا تعنفوا ، فإن المعلم خير من المعنف ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/142 :
$منكر$
رواه الطيالسي في " مسنده " ( 3536 ) ، وابن بشران في " الكراس الأخير من الجزء الثلاثين " ( 4/1 ) ، ورواه ابن بشران في " الأمالي الفوائد " ( 2/127/1 ) ، وعبد الرحمن بن نصر الدمشقي في " الفوائد " ( 2/227/1 ) ، وابن عبد البر في " الجامع " ( 1/128 ) ، والخطيب في " الفقيه والمتفقه " ( 247/1 ) ، وعفيف الدين أبو المعالي في " فضل العلم " ( 117/1 ) عن إسماعيل بن عياش الحمصي : حدثنا حميد بن أبي سويد عن عطاء بن أبي رباح عن أبي هريرة مرفوعا . ومن هذا الوجه رواه ابن عدي ( 79/2 ) وقال :
" وحميد بن أبي سويد أحاديثه عن عطاء غير محفوظة " .
وفي " التقريب " : إنه مجهول . وفي " الميزان " :
روى عنه إسماعيل بن عياش أحاديث منكرة لعل النكارة من إسماعيل " .
ونقل المناوي عن البيهقي أنه قال في " الشعب " :
" تفرد به حميد هذا وهو منكر الحديث " .

(140/1)


2636 - ( إذا فاءت الأفياء ، وهبت الأرياح ، فارفعوا إلى الله حوائجكم فإنها ساعة الأوابين ، ( إنه كان للأوابين غفورا ) ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/143 :
$ضعيف$
أخرجه أبو نعيم في " الحلية " ( 7/227 ) من طريق عبد الله بن إبراهيم بن العباس البزاز - بأنطاكية - : حدثنا عثمان بن خرزاذ : حدثنا عبد الجبار بن العلاء : حدثنا سفيان بن عيينة عن مسعر عن إبراهيم السكسكي عن ابن أبي أوفى عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : فذكره . وقال :
" غريب من حديث مسعر ، لم نكتبه إلا عنه " .
قلت : وهو ثقة ، لكن شيخه إبراهيم السكسكي - وهو ابن عبد الرحمن - ضعيف الحفظ ؛ كما قال الحافظ في " التقريب " .
وعبد الله بن إبراهيم هذا لم أجد له ترجمة ، وسائر الرواة ثقات .
والحديث عزاه السيوطي لعبد الرزاق أيضا عن أبي سفيان مرسلا ، وتعقبه المناوي بقوله :
" أبو سفيان في التابعين متعدد ، فكان ينبغي تمييزه " .
قلت : الظاهر أنه ( أبو سفيان بن أبي أحمد ) ؛ فإن عبد الرزاق أخرجه من طريق داود بن الحصين عنه . وداود هذا معروف بالرواية عن أبي سفيان هذا . وهو ثقة . لكن هذا لا يفيد هنا ، لأن الراوي عن داود إنما هو ( إبراهيم بن محمد ) وهو ابن أبي يحيى الأسلمي ، وهو متروك .
وعزاه السيوطي في " الزيادة على الجامع الصغير " وفي " الجامع الكبير " للبيهقي في " الشعب " عن علي رضي الله عنه بنحوه ، وقد بحثت عنه كثيرا في مجلدات " الشعب " السبعة ، واستعنت عليه بالفهرس الذي وضعه له الأخ المرعشلي فلم أعثر عليه . والله أعلم .

(141/1)


2673 - ( إذا قام أحدكم إلى الصلاة فليسو موضع سجوده ولا يدعه حتى إذا هوى ليسجد نفخ ثم سجد ، فليسجد أحدكم على جمرة خير له من أن يسجد على نفخة ) .
$موضوع$
رواه الطبراني في " الأوسط " ( 45/1 - من ترتيبه ) عن عبد المنعم بن بشير الأنصاري : حدثنا أبو مودود عبد العزيز بن أبي سليمان المدني عن محمد بن كعب القرظي عن أبي هريرة مرفوعا . وقال :
" تفرد به أبو مودود "
قلت : وهو ثقة كما قال أحمد وجمع من الأئمة ، وقول الحافظ فيه : " مقبول " فقط غير مقبول منه ، ولعله سبق قلم ، فالرجل ثقة كما ذكرنا .
لكن الراوي عنه عبد المنعم بن بشير الأنصاري متهم بالوضع ، وقال الخليلي في " الإرشاد " :
" هو وضاع على الأئمة " .
وقال الهيثمي في " المجمع " ( 2/83 ) :
" رواه الطبراني في " الأوسط " ، وفيه عبد المنعم بن بشير وهو منكر الحديث " .

(142/1)


2638 - ( إذا ما استيقظ الرجل من منامه فقال : سبحان الله الذي يحيي الموتى وهو على كل شيء قدير ، قال الله : صدق عبدي وشكر ، ويقول عند ذلك : اللهم اغفر لي ذنبي يوم تبعثني من قبري ، اللهم قني عذابك يوم تبعث عبادك ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/145 :
$ضعيف$
أخرجه الخرائطي في " مكارم الأخلاق " ( ص 79 ) من طريق فضيل بن مرزوق عن عطية عن أبي سعيد قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ عطية وهو ابن سعد العوفي ؛ مدلس ضعيف .
وفضيل بن مرزوق ؛ صدوق يهم ؛ كما في " التقريب " .

(143/1)


2639 - ( ويحك لا يستشفع بالله على أحد من خلقه ، شأن الله أعظم من ذلك ، ويحك تدري ما الله عز وجل ؟ إن عرشه على سماواته وأرضيه هكذا - وقال بأصابعه مثل القبة - وإنه ليئط به أطيط الرحل بالراكب ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/145 :
$ضعيف$
رواه أبو دواد (2326 ) ، وابن خزيمة في " التوحيد " ( 103-104 ) والطبراني ( رقم 1547 ) من طرق عن وهب بن جرير : حدثني أبي قال : سمعت محمد بن إسحاق : يحدث عن يعقوب بن عتبة عن جبير بن محمد بن جبير بن مطعم عن أبيه عن جده قال :
جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم أعرابي فقال : يارسول الله ! جهدت الأنفس وضاع العيال ، وهلكت الأموال ونهكت الأنعام فاستسقي الله لنا فإنا نستشفع بك على الله عز وجل ونستشفع بالله عليك ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره . ومن هذا الوجه رواه ابن منده في " التوحيد " ( 117-1-2 ) وقال :
" وهذا الحديث رواه بكر بن سليمان وغيره ، وهو إسناد صحيح متصل " .
قلت : كلا فإن ابن سليمان مدلس وق عنعنه ، وبكر بن سليمان الذي ذكر ابن منده أنه روى هذا الحديث هو من الرواة عن ابن إسحاق فمدار الحديث عليه ، ولم يصرح بسماعه فيه ، فهو علة الحديث ، ولذلك استغربه الحافظ ابن كثير في تفسيره لآية الكرسي .

(144/1)


2640- ( المقام المحمود يوم ينزل الله تعالى على كرسيه يئط كما يئط الرحل الجديد من تضايقه به ، وهو كسعة ما بين السماء والأرض ، ويجاء بكم حفاة ، عراة ، غرلا ، فيكون أول من يكسى إبراهيم ، يقول الله تعالى : اكسوا خليلي ، فيؤتى بريطتين بيضاوين من رياط الجنة ، ثم أكسى على أثره ، ثم أقوم عن يمين الله مقاما يغبطني الأولون والآخرون ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/146 :
$ضعيف$
أخرجه الدرامي ( 2/325 ) : حدثنا محمد بن الفضل : حدثنا الصعق بن حزن عن علي بن الحكم عن عثمان بن عميرعن أبي وائل عن ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : قيل له : ما المقام المحمود ؟ قال : ذاك يوم .. الحديث .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ، عثمان بن عمير وهو أبو اليقظان ، أورده الذهبي في " الضعفاء " وقال " ضعفه الدارقطني وغير واحد " .
وقال الحافظ في " التقريب " .
" ضعيف " .
ومن دونه ثقات على ضعف يسير في الصعق بن حزن .
ومحمد بن الفضل هو أبو الفضل السدوسي الملقب بعارم ، قال الحافظ :
" ثقة ثبت تغير في آخر عمره " .

(145/1)


2641- ( إن الله لطف الملكين الحافظين حتى أجلسهما على الناجذين ، وجعل لسانه قلمهما ، وريقه مدادهما ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/147 :
$موضوع$
أخرجه أبو الشيخ في " طبقات الأصيهانيين " ( ق 51/1 ) ، وأبو نعيم في " أخبار أصبهان " ( 2/1
/1) ، والديلمي ( 1/2/236 ) عن نعيم بن المورع عن علي بن سالم عن مكحول عن معاذ بن جبل مرفوعا .
قلت : وهذا إسناد موضوع ، آفته نعيم هذا ، قال النسائي :
" ليس بثقة " . وقال ابن عدي :
" يسرق الحديث ، وعامة ما يرويه غير محفوظ " .
وقال الحاكم وأبو سعيد النقاش :
" روى عن هشام أحاديث موضوعة " .
وعلي بن سالم ، إن كان ابن شوال فضعيف . وإن كان علي بن أبي طلحة :
سالم مولى بني العباس الذي يروي عن ابن عباس ولم يره فهو صدوق قد يخطىء ، كما قال الحافظ .

(146/1)


2642 - ( الصيام جنة ما لم يخرقه بكذبه أو بغيبة ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/148 :
$ضعيف جدا$
أخرجه أبو الشيخ في " أحاديثه " ( ق 15/2 ) ، والأصبهاني في " الترغيب " ( 214/2 ) من طريق الربيع بن بدر عن يونس عن الحسن عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره .
قلت : وهذا إسناد ضعيف جدا ، الربيع بن بدر متروك ، كما قال الحافظ الهيثمي في " المجمع " ( 3/171 ) ، وخرجه من رواية الطبراني في " الأوسط " ( 3/128/1546- مجمع البحرين ط ) .
وقد روي الشطر الأول منه من حديث أبي عبيدة ، وإسناده ضعيف خلافا لمن حسنه ، كما بينته في
" تخريح الترغيب " ( 2/97 ) ، و " الضعيفة " أيضا ( 6438 ) .
وأما قوله : " الصيام جنة " فقد صح عن أبي هريرة وغيره ، وهو مخرج في " الإوراء " ( 18 ) وغيره .

(147/1)


2643- ( إذا سئل أحدكم : أمؤمن أنت ؟ فلا يشك ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/148 :
$منكر$
أخرجه ابن جرير الطبري في " تهذيب الآثار " ( 2/186 ) ، قال : حدثني ، وأبو نعيم في " الحلية " ( 7/238 ) من طريق أحمد بن حماد بن سيفان قالا : حدثنا أحمد بن بديل : حدثنا أبو معاوية : حدثنا مسعر ، عن زياد بن علاقة ، عن عبد الله بن يزيد الأنصاري مرفوعا . وقال أبو نعيم :
" تفرد برفعه أحمد بن بديل عن أبي معاوية " .
قلت : يشير إلى نكارة رفعه ، وذلك لسببين :
أحدهما - وهو الأقوى - أن أحمد بن بديل مضعف من قبل حفظه ، كما قال ابن عدي في " الكامل " ( 1/186 ) .
" له أحاديث لا يتابع عليها عن قوم ثقات ، وهو ممن يكتب حديثه مع ضعفه " .
وقد خالفه ثقة حافظ من رجال الشيخين ، فقال ابن أبي شيبة في " كتاب الإيمان " ( 9-10/27-بتحقيقي ) : حدثنا وكيع عن مسعر به موقوفا على ( عبد الله بن يزيد ) .
وهذا إسناد صحيح ، رجاله ثقات كلهم رجال الشيخين ، وعبد الله بن يزيد الأنصاري ، الراجح عندي أنه ( الخطمي ) ، صحابي صغير ، ولي الكوفة لابن الزبير .
والحديث ذكره الهيثمي في " المجمع " ( 1/55 ) من حديث عبد الله بن يزيد - كذا - الأنصاري مرفوعا ، وقال :
" رواه الطبراني في " الكبير " وفي إسناده أحمد بن بديل ، وثقه النسائي وأبو حاتم ، وضعفه آخرون " .
قلت : وفيما ذكر نظر من وجهين :
الأولى : التوثيق ، ففيه خطأ وتسامح .
أما الخطأ ، فقوله : " أبو حاتم " ، والصواب : ( ابن أبي حاتم ) ، فإنه لم يحك عن أبيه شيئا في ( أحمد بن بديل ) ، ولا عن غيره ، وإنما قال هو من عنده ( 1/43 ) :
" ومحله الصدق " .
وكذلك غزوه إليه في " التهذيب " .
وأما التسامح ، فهو نسبته التوثيق إليهما ، فقد عرفت آنفا ما قال ابن أبي حاتم فيه ، وذلك لا يساوي عنده أنه ثقة ، بل هو دونه كما نص عليه في مقدمة كتابه ( 1/37 ) ، وذلك يساوي عندي أنه وسط حسن الحديث عنده .
ونحو يقال فيما نسب إلى النسائي ، فإنه لم يوثقه ، وإنما قال : لا بأس به " . كما قال في " التهذيب " .
وذلك يساوي أيضا أنه وسط . ولذلك قال الحافظ الذهبي في " الكاشف " :
" قال ( س ) : لا بأس به ، ولسنه ابن عدي والدارقطني ، وكان عابدا " .
ولخص ذلك الحافظ في " التقريب " :
" صدوق له أوهام " .
قلت : ورفعه لهذا الحديث - خلافا للثقة الحافظ - مما يؤكد وهمه .
وأما الوجه الآخر : فقوله : " عبد الله بن زيد " ، وقد أشرت آنفا إليه ، وذلك لأن ( زيد ) تحريف ( يزيد ) خلافا لزعم الأخ الداراني ، فإنه أثبت المحرف ( زيد ) في طبعته لـ " مجمع الزوائد " وعلق عليه بقوله ( 1/354 ) :
" في ( مص ) وعند أبي نعيم " يزيد " ، وهو تحريف " !
وهذا من عجائب تعليقاته ، وبالغ أخطائه ، وبيان ذلك من الوجوه الآتية :
أولا : لم يذكر عمدته فيما ادعاه من التحريف .
ثانيا : ما عند أبي نعيم موافق لما في " كتاب الإيمان " كما سبق .
ثالثا : ومطابق أيضا لرواية أخرى عنده ( 10/32 ) من طريق الشيباني ، عن ابن علاقة ، عن عبد الله بن يزيد النصاري قال :
" تسموا باسمكم الذي سماكم الله به ؛ بـ ( الحنيفية ) و ( الإسلام ) ، و ( الإيمان ) " .
وإسناده صحيح .
رابعا : وهو رواية الطبراني أيضا ، ولم يققف عليها الداراني .
خامسا : وهو كذلك في " الجامع الكبير " للسيوطي ( 1/62 ) برواية الطبراني .
سادسا : قوله : " في ( مص ) وعند أبي نعيم .. " إلخ .
قلت : كل ما سبق من الوجوه مما يبطل زعم الأخ الداراني التحريف المذكور يعود جلها إلى عدم اطلاعه عليها ، فالخطب سهل ، ولكن العجب من مخالفته لما في ( مص ) ، وهو رمز يشير به إلى النسخة المصرية التي اعتمد عليها في تحقيق " مجمع الزوائد " ، وحق له ذلك ، فإنها أصح النسخ المخطوطة عنده ، لأنها قرئت على المؤلف الهيثمي من قبل ثلاثة من العلماء أحدهم الحافظ ابن حجر العسقلاني تلميذ الهيثمي ، كما نص على ذلك في المقدمة ( 45 ) ، فكيف استجاز مخالفتها ، ودون أن يذكر عمدته في ذلك إلا مجرد الدعوى ؟ !
وإن من أوهامه أنه وثق أحمد بن بديل ، وقد عرفت الضعف الذي فيه الدال على أنه جرح مفسر ، فإعراضه عنه ، مما يدل على جهله أو تجاهله لما عليه العلماء من القواعد العلمية ، وهذا شائع - مع الأسف - في تعليقاته بصورة رهيبة جدا ، يضاف إلى ذلك أنه ليس لديه ثقافة عامة وحفظ للأحاديث النبوية ، ولا معرفة - بالأولى - بالآثار السلفية ، فإن ذلك مما يساعد الباحث على أن يكون أبعد ما يمكن عن التتابع والوقوع في الأخطاء . وها هو المثال بين أيدينا : ( أحمد بن بديل ) ، فقد دلتنا أقوال أئمة الجرح أنه ( وسط ) ، فمن كان كذلك ، فحديثه معرض للوهن والضعف والنكارة بالمخالفة كما سبق .

(148/1)


وهنا شيء آخر ، وهو أنه مخالف للآثار السلفية المجمعة على أن الإيمان يزيد وينقص ، وأن زيادته بالطاعة ، وقد تفرع منه جواز الاستثناء فيما إذا سئل المؤمن - كما في الآثار - : هل أنت مؤمن ؟ أن يقول : أنا مؤمن إن شاء الله . خلافا لما في حديث ابن بديل . وذلك مشروح في كتب السنة والعقيدة ، ومنها كتاب الإمام الطبري المتقدم " تهذيب الآثار " ، وغيرها ، فليرجع إليها من شاء ، فمن كان على علم بها مسبقا ،؟ كان عونا له على تحقيق القول في حديث ابن بديل والقطع بأنه حديث منكر . والله الموفق .
هذا ؛ ولفظ الحديث عند الطبراني كلفظة الترجمة ، وقد أورده السيوطي في " جامعيه " بزيادة : " في إيمانه " ، وعزاه في " الكبير " للطبراني وأبي نعيم ، وفي " الصغير " للطبراني وحده ! وقد عرفت أنه لا أصل لها عند المصدرين المذكورين ، فلعلها سبق قلم من السيوطي رحمه الله تعالى .

(148/2)


2644 - ( إن الماء لا ينجسه شيء ، إلا ما غلب على ريحه ، وطعمه ، ولونه ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/152 :
$ضعيف$
أخرجه ابن ماجه ( 521 ) ، والدارقطني في " سننه " ( ص 11 ) ، والبيهقي ( 1/295 ) من طريق رشدين بن سعد : أنبأنا معاوية بن صالح عن راشد بن سعد عن أبي أمامة الباهلي ( وفي رواية للدارقطني : عن ثوبان ) قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره . وليس في حديث ثوبان ذكر اللون .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ، رجاله كلهم ثقات غير رشدين بن سعد ، قال الحافظ :
" ضعيف ، رجح أبو حاتم عليه ابن لهيعة ، وقال ابن يونس : كان صالحا في دينه فأدركته غفلة الصالحين ، فخلط في الحديث " .
ولذلك قال الدارقطني عقبه :
" لم يرفعه غير رشدين بن سعد عن معاوية بن صالح ؛ وليس بالقوي ، والصواب في قول راشد " .
كذا الأصل ، ولعله صوابه : " والصواب أنه من قول راشد " .
فقد قال البيهقي :
" ورواه أبو أسامة عن الأحوص عن ابن عون وراشد بن سعد من قولهما والحديث غير قوي ، إلا أنا لا نعلم في نجاسة الماء إذا تغير بالنجاسة خلافا " .
قلت : لكن لم يتفرد به رشدين ، فقد رواه الأحوص بن حكيم عن راشد بن سعد قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره .
أخرجه الطحاوي في " شرح المعاني " ( 1/9 ) .
وهذا شاهد لا بأس به في الجملة ، فإن الأحوص بن حكيم ضعيف الحفظ كما قال الحافظ ، وقد أرسله ، فلم يذكر في إسناده أبا أمامة .
وتابعه عطية بن بقية بن الوليد : حدثنا أبي عن ثور بن يزيد عن راشد بن سعد عن أبي أمامة مرفوعا به .
أخرجه البيهقي ( 1/259 - 260 ) .
قلت : وهذا إسناد رجاله ثقات كلهم غير عطية بن بقية ، قال ابن أبي حاتم ( 3/1/381 ) :
" كتبت عنه ، ومحله الصدق ، وكانت فيه غفلة " .
وذكره ابن حبان في " الثقات " وقال :
" يخطىء ويغرب ، يعتبر حديثه إذا روى عن أبيه غير الأشياء المدلسة " .
قلت : فليس لهذا الإسناد علة قادحة غير عنعنة بقية .
وتابعه حفص بن عمر : حدثنا ثور بن يزيد به .
أخرجه ابن عدي في " الكامل " ( ق 101/2 ) والبيهقي ، وقال ابن عدي :
" وهذا الحديث ليس يوصله عن ثور إلا حفص بن عمر ، ورواه رشدين بن سعد عن معاوية بن صالح عن راشد بن سعد عن أبي أمامة موصولا أيضا ، ورواه الأحوص بن حكيم مع ضعفه عن راشد بن سعد عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا ، ولا يذكر أبا أمامة " .
قلت : وحفص بن عمر هو الأيلي واه جدا ؛ كذبه أبو حاتم وغيره ، فلا يستشهد به ، وإني لأخشى أن يكون بقية تلقاه عنه ثم دلسه !
وبالجملة ؛ فالحديث ضعيف لعدم وجود شاهد معتبر له تطمئن النفس إليه ، فإن مدار الحديث على راشد بن سعد كما رأيت ، وقد اختلف عليه ، فمنهم من رفعه عنه ، ومنهم من أوقفه ، ومن رفعه ؛ منهم من أسنده ، ومنهم من أرسله ، وكل من المسند والمرسل ضعيف لا يحتج بحديثه ، على أنه لو كان المرسل ثقة ، ولكان علة قادحة في الحديث ، فكيف ومرسله ضعيف ؟ !
ومن هذا التحقيق يتبين أن قول العلامة السيد محمد بن إدريس القادري في رسالته " إزالة الدهش والوله عن المتحير في صحة حديث ماء زمزم لما شرب له " ( ص 4 ) :
" وهذا الحديث عندي حسن لغيره ، أو لنفسه ، فإن رشدين أحد رواته الذي ضعفوا الحديث لأجله هو وإن ضعفه ابن حبان وقال : إنه متروك ... فقد حسن له الترمذي ، وقال المنذري : مختلف في الاحتجاج به ، وقال الإمام أحمد أيضا فيه : ليس به بأس في الرقائق ، أرجو أنه صالح الحديث " .
قلت : فهذا التحسين بنوعيه فيه نظر عندي :
أما الأول ، فلما سبق بيانه من فقدان الشاهد المعتبر له ، ومن غرائب هذا السيد أنه قال عقب كلامه السابق :
" وللحديث شواهد منها حديث أحمد والطبراني في " الوسط " عن عائشة مرفوعا : " الماء لا ينجسه شيء " قال الأسيوطي : حسن ، ومنها حديث الدارقطني في " الأفراد " عن ثوبان مرفوعا : " الماء طهور إلا ما غلب على ريحه وطعمه " ، ومنها حديث الطبراني عن ابن عباس مرفوعا في شأن الحجر الأسود وكان أبيض كالماء كما يأتي " .
قلت : ووجه الغرابة من وجوه :
أولا : أن حديث عائشة ليس فيه ذكر اللون ؛ وهو محل الشاهد في الحديث عنده ، ومثله حديث ثوبان .
ثانيا : أن حديث عائشة قد جاء من حديث أبي سعيد أيضا وابن عباس ، فاقتصاره على ذكر حديثها قصور ظاهر ، راجع " صحيح أبي داود " .
ثالثا : أن حديث ثوبان لا يصح جعله شاهدا لحديث أبي أمامة ، لأن مدارهما على رشدين كما عرفت ، وهو من ضعفه جعله مرة من حديث هذا ، ومرة من حديث هذا .
رابعا : أن حديث ابن عباس ضعيف ، ومع ذلك قوله : " كالماء " ، تحرف عليه تبعا للمناوي وهذا تبعا للسيوطي في " جامعيه " ، والصواب " كالمهاة " ، هكذا هو في " كبير الطبراني " و " أوسطه " ، وكذلك رواه أبو الحجاج الأدمي من طريق أبي نعيم الأصبهاني ؛ وقد خرجته في " الصحيحة " تحت الحديث ( 2619 ) شاهدا .

(149/1)


2645 - ( من تحبب إلى الناس بما يحبون ، وبارز الله بما يكرهون لقي الله وهو عليه غضبان ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/156 :
$موضوع$
أخرجه الطبراني في " الوسط " ( رقم - 2965 - مصورتي ، و " زوائد المعجمين " 4/484 - مصورة الجامعة ) من طريق سليمان بن داود الشاذكوني : حدثنا محمد بن سليمان بن مشمول المخزومي : حدثنا مطيع بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة مرفوعا وقال :
" لا يروى عن أبي هريرة إلا بهذا الإسناد تفرد به محمد بن سليمان " .
قلت : قال ابن أبي حاتم ( 3/2/267 ) عن أبيه :
" ليس بالقوي ضعيف الحديث ، كان الحميدي يتكلم فيه " .
قلت : والشاذكوني كذاب ، وقال الهيثمي في " مجمع الزوائد " ( 10/224 ) :
" رواه الطبراني في " الأوسط " وفيه سليمان بن داود الشاذكوني وهو متروك " .
ولذا أشار الحافظ المنذري في " الترغيب " ( 1/32 ) إلى تضعيف الحديث .
ثم ذكره الهيثمي من حديث عبد الله بن عصمة بن فاتك مرفوعا وقال :
" رواه الطبراني في " الأوسط " وفيه الفضل بن المختار وهو ضعيف " .
قلت : هو أسوأ حالا من ذلك ، وقد تقدمت ترجمته تحت حديث له آخر تقدم برقم ( 284 ) ، وأورده المنذري أيضا من حديث عبد الله بن عصمة بن فاتك ( 3/154 ) مشيرا إلى ضعفه أيضا وقال :
" رواه الطبراني " .
هكذا أطلقه ولم يقيده بـ " الأوسط " وذلك يعني أنه في " المعجم الكبير " ، ولا يوجد في مخطوطات الظاهرية المجلد الذي فيه عبد الله بن عصمة ، ولا رأيته مطبوعا في جملة ما طبع من مجلداته في العراق حتى الان .
وأما " الوسط " فقد بحثت عنه فيه بواسطة الفهارس التي وضعتها له ، فلم أجده فيه إلا عن أبي هريرة ، بل لم أجد في فهرس أسماء الصحابة الذين رووا أحاديث " الأوسط " عبد الله بن عصمة هذا . ولولا أن النسخة فيها خرم لجزمت بأن الأمر فيه شيء من كتب الرجال لا في الصحابة ولا في غيرهم .
ثم تابعت البحث والتحقيق فرأيت السيوطي قد أورد الحديث في " الجامع الكبير " برواية ( طب - عن عصمة بن مالك ) .
فدلنا هذا التخريج على أمرين :
الأولى : أن الحديث في " المعجم الكبير " وليس في " الأوسط " ، هو يرجح ما في " الترغيب " على ما في " المجمع " .
والآخر : أن صحابي الحديث ليس هو عبد الله بن عصمة بن فاتك ، وإنما هو عصمة بن مالك ، ويؤيده أن هذا مذكور في الصحابة . وقال الحافظ في " الإصابة " :
" له أحاديث أخرجها الدارقطني والطبراني وغيرهما ، مدارها على الفضل بن مختار وهو ضعيف جدا " .
قلت : وقد عرفت من تخريج الهيثمي المتقدم أن الحديث من طريق الفضل هذا . فذلك يؤكد أن صحابي الحديث عصمة بن مالك ، وأن المنذري والهيثمي وهما حين جعلاه : عبد الله بن عصمة بن فاتك ، وهو شخص خيالي لا وجود له في الصحابة . ومن المحتمل أن يكون الحديث عند الطبراني من رواية عبد الله بن عصمة عن أبيه ، فلم يتنبه المنذري لكلمة ( عن أبيه ) فعزاه لابنه عبد الله ، ثم قلده الهيثمي كما هي عادته على الغالب ، والجزم بهذا الاحتمال أو نفيه متوقف على صدور مجلد الطبراني " الكبير " ولعل ذلكل يكون قريبا .
ولتمام البحث رجعت للمرة الثانية إلى فهرسي المشار إليه آنفا في صحابة " المعجم الأوسط " فراجعته لعلي أجد فيه عصمة بن مالك ، فلم أره . والله أعلم .
ثم وجدت حديث عصمة بن مالك في " المعجم الكبير " للطبراني ، فاقتضى ذلك إعادة تخريج الحديث برقم ( 6654 ) .

(150/1)


2646 - ( إذا عطس الرجل والإمام يخطب يوم الجمعة فيشمت ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/458 :
$ضعيف جدا$
أخرجه البيهقي ( 3/223 ) من طريق الشافعي وهذا في " مسنده " ( ص 24 ) : أنبأ إبراهيم عن هشام عن الحسن عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : فذكره .
قلت : وهذا إسناد ضعيف جدا ، فإنه مع كونه مرسلا فيه إبراهيم - وهو ابن محمد بن أبي يحيى الأسلمي - وهو متهم ، وقال الحافظ :
" متروك " .

(151/1)


2647 - ( إذا عمل أحدكم عملا فليتقنه ، فإنه مما يسلي بنفس المصاب ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/159 :
$ضعيف جدا$
أخرجه ابن سعد ( 1/141 - 142 ) من طريق طلحة بن عمرو عن عطاء قال :
لما سوي جدثه ( يعني إبراهيم بن محمد عليه السلام ) كأن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى كالحجر في جانب الجدث ، فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يسوي بأصبعه ويقول : فذكره .
قلت : وهذا إسناد ضعيف جدا ؛ فإن طلحة بن عمرو - وهو الحضرمي المكي - متروك كما قال الحافظ ، ثم هو مرسل .

(152/1)


2648 - ( إذا كان الغلام لم يطعم الطعام صب على بوله ، وإذا كانت الجارية غسله ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/159 :
$ضعيف$
رواه الطبراني في " الأوسط " ( 11/2 - من ترتيبه ) عن إسماعيل بن مسلم عن الحسن عن أمه عن أم سلمة مرفوعا . وقال :
" لم يروه عن الحسن عن أمه إلا إسماعيل " .
قلت : وهو المكي ؛ وهو ضعيف .
وقد صح عن أم سلمة موقوفا عليها من فعلها ، وهو مخرج في " صحيح أبي داود " ( 403 ) ، والأحاديث المرفوعة ليس فيه ذكر الطعام ، وقد خرجت بعضها في المصدر المذكور ( 398 - 400 ) .

(153/1)


2649 - ( إذا سميتم محمدا فلا تضربوه ولا تحرموه ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/160 :
$ضعيف$
أخرجه البزار في " مسنده " ( 243 ) : حدثنا غسان بن أبي عبد الله : حدثنا يوسف بن نافع : حدثنا عبد الرحمن بن أبي الموالي عن عبيد الله بن أبي رافع عن أبيه مرفوعا به . قال الشيخ ( يعني الهيثمي ) :
" غسان فيه ضعف " .
قلت : ولم أعرف غسانا هذا من يكون ؟ فإني لم أر فيمن يسمى به منسوبا إلى أبي عبد الله .ثم إن شيخه يوسف بن نافع لم أعرفه أيضا ، ويحتمل احتمالا قويا أن يكون هو الذي في " الجرح والتعديل " ( 4/2/232 ) :
" يوسف بن نافع ، روى عن عبد الرحمن بن أبي الزناد ، روى عنه جعفر بن عبد الواحد " .
وهذا مجهول كما ترى .
ثم رأيت في " كشف الأستار " ( 2/412 ) : " حدثنا غسان بن عبيد الله ... " . وفي مجمع الزوائد ( 8/48 ) :
" رواه البزار عن شيخه ( غسان بن عبيد ) وثقه ابن حبان وغيره ، وفيه ضعف " .
قلت : فهذا هو الصواب ( غسان بن عبيد ) ، وهكذا هو في " ثقات ابن حبان " ( 9/1 ) وهو موصلي ، وكذا هو في " الجرح والتعديل " ( 3/2/51 ) برواية جمع ، ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا . و " الكامل " لابن عدي ( 6/8 - 9 ) وقال :
" والضعف على حديثه بين " .
وله ترجمة مبسطة في " الميزان " و " اللسان " .

(154/1)


2650 - ( إذا استوحشت الإنسية وتمنعت ؛ فإنه يحلها ما يحل الوحشية ، ارجعوا إلى بقرتكم وكلوها ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/161 :
$ضعيف جدا$
أخرجه أبو يعلى في " مسنده " ( 509 ) ، والبيهقي في " السنن الكبرى " ( 9/246 ) عن حرام عن عبد الرحمن ومحمد ابني جابر عن أبيهما أنه قال :
" مرت علينا بقرة ممتنعة نافرة ، لا تمر على أحد إلا نطحته ، وشدت عليه ، فخرجنا عليه نكدها ، حتى بلغنا الصماء ، ومعنا غلام قبطي لبني حرام ، ومعه مشتمل فشدت عليه لتنطحه ، فضربها أسفل من المنحر ، وفوق مرجع الكتف ، فركبت ردعها ، فلم يدرك لها ذكاة ، قال جابر : فأخبرت رسول الله صلى الله عليه وسلم شأنها فقال : فذكره ، فرجعنا إليها فاجتزرناها .
قلت : وهذا إسناد ضعيف جدا ، حرام هذا هو ابن عثمان الأنصاري المدني ؛ قال الذهبي في " الضعفاء " :
" متروك باتفاق " .

(155/1)


2651- ( إن لكل شىء دعامة ، ودعامة هذا الدين الفقه ، ولفقيه واحد أشد على الشيطان من ألف عابد ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/162 :
$موضوع$
أخرجه الخطيب في " التاريخ " ( 2/402 ) من طريق خلف بن يحيى : حدثنا إبراهيم بن محمد عن صفوان بن سليم ( عن عطاء ) بن يسار عن أبي هريرة مرفوعا .
قلت : وهذا إسناد هالك ، آفته خلف بن يحيى ، وهو الخراساني ، قال ابن أبي حاتم ( 1/2/372 ) عن أبيه :
" متروك الحديث ، كان كذابا ، لا يشتغل به ولا بحديثه " .
وأبراهيم بن محمد لم أعرفه ، ولعله إبراهيم بن محمد بن أبي يحيى الأسلمي وهو متروك أيضا ، وقد ذكر الذهبي في ترجمة خلف هذا أنه روى عن أبراهيم بن أبي يحيى . لكن تعقبه في " اللسان " بقوله :
" كذا فيه : إبراهيم بن أبي يحيى ، والصواب إبراهيم بن حماد " .
وعمدته في هذا التصويب أن ابن أبي حاتم لم يذكر في شيوخ خلف غير إبراهيم بن حماد . ولا يخفى أن ذلك لا ينفي أن يكون له شيخ آخر وهو إبراهيم ابن محمد بن أبي يحيى الذي وقع في إسناد هذا الحديث . والله أعلم .
وإبراهيم بن حماد هذا له ترجمة في " اللسان " وذكر عن الدارقطني أنه كان ضعيفا .
وأخرجه ابن عدي ( 24/1 ) من طريق أبي الربيع السمان عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة مرفوعا به ، وقال :
" لاأعلم رواه عن أبي الزناد غير أبي الربيع السمان " .
قلت : واسمه أشعث بن سعيد ، وهومتهم . قالابن معين :
" ليس بشيء " . وقال هشيم :
" كان يكذب " .
وقد رواه كذاب آخر عن صفوان بن سليم بزيادة في متنه ، وسيأتي برقم (6912) .

(156/1)


2652 - ( إذا سجدتما فضما بعض اللحم إلى الأرض ، فإن المرأة ليست في ذلك كالرجل ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/163 :
$ضعيف$
أخرجه البيهقي ( 2/223 ) من طريق سالم بن غيلان عن يزيد ابن أبي حبيب : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر على امرأتين تصليان فقال : فذكره . وقال : " حديث منقطع " .
قلت : يعني مرسل ، فإن يزيد بن أبي حبيب تابعي ثقة . وتعقبه ابن التركماني بقوله :
" قلت : ظاهر كلامه أنه ليس في هذا الحديث إلا الانقطاع ، وسالم متروك ، حكاه صاحب " الميزان " عن الدارقطني " .
قلت : وظاهر هذا التعقب أن صاحب " الميزان " لم يحك في المترجم غير ما حكاه عن الدارقطني ، وليس كذلك ، فقد قال عقبه :
" قال أحمد : ما أرى ه بأسا ، وقال دس : لا بأس به . وذكره ابن حبان في ( الثقات ) " .
قلت : فتوثيق هؤلاء الأئمة أولى بالاعتماد عليه من جرح الدارقطني ، لأنه جرح غير مفسر ، فكأنه لذلك لم يورده الذهبي في " الضعفاء " ، ولا في " ذيله " ، وقال الحافظ في " التقريب " :
" ليس به بأس " .
فعلة الحديث الإرسال فقط . والله أعلم .

(157/1)


2653 - ( كان يصلي في المكان الذي يبول فيه الحسن والحسين ، فقالت عائشة : يا رسول الله ! ألا تنظر مكانا أنظف من هذا ؟ قال : يا حميراء ! أما علمت أن العبد إذا سجد سجدة لله تعالى طهر له موضع سجوده إلى سبع أرضين ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/164 :
$موضوع$
رواه أبو حفص ابن الزيات في " حديثه " ( 1/2 ) ، وابن عدي ( 40/2 ) عن بزيع بن حسان أبي الخليل الخصاف عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة مرفوعا . ذكره ابن عدي في ترجمة بزيع هذا في جملة أحاديث له عن هشام وقال :
" كلها مناكير لا يتابعه عليها أحد " .
ومن هذا الوجه رواه الطبراني في " الأوسط " ( 21/1 - من زوائده ) وقال :
" لم يروه عن هشام إلا بزيع " .
قلت : وقال عبد الحق في " الأحكام الكبرى " ( 26/1 ) :
" وهذا حديث منكر لم يتابع عليه بزيع ، وبزيع قال فيه ابن أبي حاتم : ذاهب الحديث " .
وأورده ابن الجوزي في " الموضوعات " من رواية ابن عدي ثم قال :
" موضوع ، تفرد به بزيع وهو متروك . قال ابن حبان : يأتي عن الثقات بأشياء موضوعات كأنه المتعمد لها " .
وتعقبه السيوطي في " اللآلي المصنوعة " ( ص 307 - 308 - هند ) بقوله :
" قلت : أخرجه الطبراني أيضا : حدثنا مطلب بن شعيب : حدثنا عبد الله بن صالح : حدثني الليث عن زهرة بن معبد عن أبيه عن عائشة :
أن رسول الله ! كان يصلي [ حيث ] ما دنا من البيت ، فقالت له : يا رسول الله ! ربما صليت في المكان الذي تمر فيه الحائض ؟ فلو اتخذت مسجدا تصلي فيه ، فقال : واعجبا لك يا عائشة ! أما علمت أن المؤمن تطهر سجدته موضعها إلى سبع أرضين . قال الطبراني :
لم يروه عن معبد إلا ابنه ، تفرد به الليث ، ولم يرو معبد عن عائشة غير هذا " .
قلت : سكت عنه السيوطي ، ومعبد هذا - وهو ابن عبد الله بن هشام بن زهرة والد أبي عقيل - مجهول ، كما يشير إليه قول الذهبي :
" تفرد عنه ابنه " .
وعبد الله بن صالح فيه ضعف ، لكنه لم يتفرد به كما زعم الطبراني ، فقد خرج له ابن عراق في " التنزيه " ( 2/100 ) متابعا قويا ، ولكنه لم يصب كل الإصابة في قوله :
" وهذا المتن مع نكارته إسناده حسن ، فمعبد قال في " التقريب " : مقبول ... " .
قلت : قول الحافظ : " مقبول " . معناه في اصطلاحه ، غير مقبول ! لأنه قد بين في المقدمة من " التقريب " أن قوله هذا فيه إنما يعني عند المتابعة ، وإلا فهو لين الحديث . فأنى للإسناد الحسن ، لاسيما مع قول الذهبي المتقدم :
" تفرد عنه ابنه " .
فهو مجهول العين . وتوثيق ابن حبان إياه لا يخرجه عن الجهالة ، لما هو معروف به من التساهل في التوثيق ، كما شرحه الحافظ في مقدمة " لسان الميزان " ، وكما عرفنا ذلك منه بالتجربة ، وبينته في رسالتي في الرد على " التعقيب الحثيث " .
ثم إن تعقب السيوطي لا يفيد لأنه في الصلاة في مكان مرور الحائض ، وحديث الترجمة في مكان بول الحسن والحسين ، وشتان ما بينهما !

(158/1)


2654 - ( ما قبض نبي قط حتى يؤمه رجل من أمته ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/166 :
$ضعيف$
أخرجه أحمد ( 1/13 ) ، والبزار في " مسنده " ( 3/211/2591 - الكشف ) والسياق له - من طريق عاصم بن كليب : حدثني شيخ : حدثني فلان وفلان ، حتى عد سبعة أحدهم عبد الله بن الزبير عن عمر قال :سمعت أبا بكر رضي الله عنه يقول : فذكره مرفوعا . وقال البزار :
" لا نعلمه يروى عن أبي بكر إلا بهذا الإسناد ، ولا نعلم أحدا سمى الرجل الذي روى عنه عاصم ، فلذلك ذكرناه " .
قلت : فهو مجهول ، ولذلك أوردته هنا . وقال الهيثمي في " المجمع " ( 4/207 ) :
" رواه أحمد ، وفيه راو لم يسم ، وبقية رجاله رجال الصحيح " .
قلت : هو عند أحمد في حديث طويل ، وقد فات الهيثمي أن يشير إلى رواية البزار هذه المختصرة . وقد أخرجها ابن سعد في " الطبقات " ( 2/222 ) من حديث محمد إبراهيم التيمي ، وحديث محمد بن قيس ، وكلاهما مرسل ، وفي الأول محمد بن عمر ، وهو الواقدي متهم ، وفي الآخر أبو معشر ، وهو ضعيف .
وقد صح اقتداء النبي صلى الله عليه وسلم بعبد الرحمن بن عوف في غزوة تبوك كما في " صحيح مسلم " وغيره ، وهو مخرج في " الإرواء " ( 2/259 ) فلعل رواي حديث الترجمة أراد هذه القضية ، فجاء بلفظ عام شمل جميع الأنبياء ، فوهم . والله أعلم .

(159/1)


2655- ( حواري من الرجال الزبير ، وحواري من النساء عائشة ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/167 :
$منكر بهذا التمام$
أخرجه ابن عساكر في " تاريخ دمشق " ( 6/365 ) من طريق الزبير بن بكار قال : حدثني يحيى بن أكثم عن وهب بن جرير عن أبيه عن يحيى بن أيوب عن يزيد بن أبي الخير مرثد بن عبد الله : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : فذكره .
قال الحافظ في " الفتح " ( 7/80 ) بعدما عزاه للزبير بن بكار :
" ورجاله موثقون ، لكنه مرسل " .
قلت : وهو مع إرساله منكر المتن عندي ، لأن الجملة الأولى قد صحت عن النبي صلى الله عليه وسلم عن جابر وغيره من الصحابة ، وهو مخرج في " الصحيحة " ( 1877 ) ، وليس في شيء من طرفه الشطر الثاني منه فكان منكرا .
وأيضا فقد صح عن ابن عمر : أنه سمع رجلا يقول : يا ابن حواري رسول الله صلى الله عليه وسلم ! فقال ابن عمر :
إن كنت من آل الزبير ، وإلا فلا .
وهومخرج في كتابي " صحيح كشف الأستار " ( المناقب ) ، يسر الله إتمامه . وفي رواية لابن عساكر في " التاريخ " ( 6/365 ) :
" فقد كذبت " .
لكن في إسناده عبد العزيز بن أبان ، وهو متروك .

(160/1)


2656- ( لحجة أفضل من عشر غزوات ، ولغزوة أفضل من عشر حجات ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/168 :
$ضعيف جدا$
أخرجه البيهقي في " شعب الإيمان " ( 4/12/4222 ) من طريق سعيد بن عبد الجبار : أخبرنا أبو عبد العزيز قال : حدثني مرداس الليثي عن أبي هريرة مرفوعا .
قلت : وهذا إسناد ضعيف جدا ، وفيه علتان :
الأولى : سعيد بن عبد الجبار ، وهو الحمصي ، قال الذهبي في " المغني " :
" قال النسائي : ليس بثقة " .
وكان جرير يكذبه ، كما في " التهذيب " .
والأخرى : عبد الله بن عبد العزيز ، وهو الليثي ، قال الذهبي أيضا :
" ضعفوه " .
وفي " التقريب " :
" ضعيف ، واختلط بأخرة " .
وأما مرداس الليثي ، فذكره ابن حبان في " ثقات التابعين " ( 5/449 ) ، وروى عنه جمع .
وقد روي الحديث عن ابن عمرو بنحوه أتم منه عند البيهقي وغيره ، وقد سبق تخرجه برقم ( 1230 ) . وروي عن ابن عمر بلفظ أنكر منه ، وسيأتي برقم ( 3481 ) .

(161/1)


2657- ( إني محدثكم بحديث فاحفظوه ، وحدثوا به من بعدكم :
إن الله تبارك وتعالى اصطفى من خلقه خلقا ، ثم تلا هذه الآية : ( الله يصطفي من الملائكة رسلا ومن الناس ) خلقا قد خلقهم للجنة ، وإني أصطفي منكم من أحب أن أصطفيه ، ومؤاخ بينكم كما آخى الله بين الملائكة . قم يا أبا بكر ! فقام . . . الحديث .
وهو طويل جدا في ثلاث صفحات . وفيه قصة مؤاخاته صلى الله عليه وسلم بين بعض الصحابة ، كالمؤاخاة بين أبي بكر وعمر ، وبين عثمان وعبد الرحمن بن عوف ، وبين طلحة والزبير ، وسعد وعمار ، وأبي الدرداء وسلمان ، ويتخللذلك ذكر بعض فضائلهم ، منها ما يصح ، وهو قليل ، كقوله في أبي بكر : " لو كنت متخذا خليلا ، لا تخذتك خليلا " ومنها ما لا يصح ، وهو الأكثر ، كقوله لسلمان :
" أنت منا أهل البيت ،قد آتاك الله العلم الأول والعلم الآخر ، والكتاب الأول والكتاب الآخر " !
وفي آخر الحديث المؤاخاة بينه وبين علي ، وأنه قال له :
" والذي بعثني بالحق ، ما أخرتك إلا لنفسي ، فأنت عندي بمنزلةهارون من موسى ، غير أنه لا نبي بعدي ، وأنت أخي ووزيري ووارثي . . ما أورثت الأنبياء ، كتاب الله ، وسنة نبيهم ، وأنت معي في قصري في الجنة مع ابنتي فاطمة . . . " ) الحديث بطوله .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/170 :
$منكر جدا$
بل موضوع ظاهر الوضع . أخرجه البزار في في " مسنده " ( 3/215/217 ) ، وعبد الله بن أحمد في " الفضائل " ( 2/638/1085 ) ، والقطيعي في " زياداته عليه " ( 2/666/667 ) ، والطبراني في " المعجم الكبير " ( 5/251/353 ) من طريقين عن عبد المؤمن بن عباد بن عمرو العبدي : حدثنا يزيد بن معن - وقال الآخر : زيد بن معن - حدثني عبد الله بن شر حبيل عن رجل من قريش عن زيد بن أبي أوفى قال :
دحلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم مسجد المدينة ، فجعل يقول : " أن فلان ؟ أين فلان ؟ " فلم يزل يتفقدهم ، ويبعث إليهم ، حتى اجتمعوا عنده ، فقال : فذكره .
قلت : وهذا إسناد ضعيف مظلم ، مسلسل بالعلل :
الأولى : عبد المؤمن العبدي هذا ، ال ابن أبي حاتم ( 3/1/66 ) عن أبيه :
" ضعيف الحديث " .
وقال البخاري :
" لا يتابع على حديثه " .
وذكره الساجي وابن الجارود في " الضعفاء " كما في " اللسان " . وشذ ابن حبان فذكره في " الثقات " ( 8/117 ).
الثانية : زيد أو يزيد بن معن ، لم أعرفه ، ويحتمل أن يكون محرفا من ( يحيى ابن معن ) ، تحرف على ( العبدي ) ، فقد جاء في " الميزان " وذيوله :
" يحيى بن معن ، عن سعد بن شراحيل ، مجهول ، كشيحه " .
وقال الحافظ في " اللسان " :
" وفي " الثقات " لابن حبان [ ( 9/260 ) في طبقة تبع أتباع التابعين ] : " يحيى بن معن الأنصاري عن أبيه عن سعيد بن المسيب ، وعنه أهل المدينة " . قلت ( الحافظ ) : فيحتمل أن يكون هو :
يحيى بن المنذر الكندي ، عن إسرائيل ، ضعفه الدارقظني وغيره ، وقال العقيلي : في حديثه نظر " .
الثالثة : عبد الله بن شر حبيل ، وهو ابن حسنة ، ذكره ابن حبان في " ثقات التابعين " ( 5/14 ) برواية ثقتين عنه ، ولم يذكر فيه البخاري وابن أبي حاتم جرحا ولا تعديلا .
الرابعة : الرجل القرشي الذي لم يسم ، فهو مجهول .
ثم رأيت الحديث قد أورده ابن أبي حاتم في " العلل " ( 2/361/2598 ) بأسناد يختلف عن هذا فقال :
" سألت أبي عن حديث رواه حسان بن حسان عن إبراهيم بن بشر عن يحيى ابن معين (!) عن إبراهيم القرشي عن سعيد بن شرحبيل عن زيد بن أبي أوفى قال . . . فذكره مختصرا ملخصا . وقال :
" قال أبي : هذا حديث منكر ، وفي إسناده مجهولون " .

(162/1)


2658- ( ليس بحكيم من لم يعاشر بالمعروف من لا يجد من معاشرته بدا ، حتى يجعل الله له من ذلك فرجا ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/171 :
$منكر$
أخرجه البيهقي في " شعب الإيمان " ( 6/266-267/8104 ) من طريق أبي عبد الله الحافظ " بسنده " عن عنبسة بن عبد الواحد ، عن أبي عمران عن أبي فاطمة الإيادي مرفوعا . وقال :
" قال أبو عبد الله : لم نكتبه عنه إلا بهذا الإسناد وأنما نعرف هذا الكلام عن محمد ابن الحنفية من قوله " .
قلت : وعلة هذا المرفوع أبو عمران هذا ، فإنه لا يعرف إلا بهذه الرواية ، ولم يذكروه في شيوخ ( عنبسة بن عبد الواحد ) وهو ثقة ، ولا في الرواة عن ( أبي فاطمة الإيادي ) وهو مذكور في الصحابة .
وأما الموقوف على ابن الحنفية ، فهو صحيح ، أخرجه الحسن بن عرفة في " جزئه " ( 50/15 ) ، ومن طريقه البيهقي ( 8105 ) ، وابن عساكر في " التاريخ " ( 15/731 ) ، والذهبي في " السير " ( 4/117 ) . قال ابن عرفة : حدثنا عبد الله بن المبارك عن الحسن بن عمرو الفقيمي عن منذر الثوري عن محمد بن الحنفية قال : فذكره .
قلت : وهذا إسناد صحيح رجاله ثقات .
قلت : عرفت مما سبق أن البيهقي رواه عن شيخه أبي عبد الله الحافظ - وهو الحاكم صاحب " المستدرك " - ولم يعزه السيوطي في " الجامع " إلا للبيهقي ، فتعقبع المناوي في " فيض القدير " بقوله - عطفا على البيهقي - :
" وكذا الحاكم ، وعنه ومن طريقه خرجه البيهقي مصرحا ، فلو عزاه للأصل كان أحق " .
فأقول : كذا أطلق العزو للحاكم ، وسلفه في ذلك الحافظ السخاوي في " المقاصد " ( 351/912 ) ، وذلك مما يوهم أنه أخرجه في كتابه " المستدرل " ، وليس كذلك ، فالظاهر أنه أخرجه في غيره من كتبه ، ولعله في " تاريخ نيسابور" ،فقد رأيت الحافظ الذهبي قال في " معجم شيوخه الكبير " عقب أثر ابن الحنفية المذكور :
" رواه الحاكم في ( تاريخ بلده ) " .
وعليه كان على المناوي أن لا يطلق العزو إليه ، ذفعا للوهم المشار إليه . والله الموفق .

(163/1)


2659 - ( إنه لم يكن نبي قبلي إلا قد أعطي سبعة رفقاء نجباء وزراء ، وإني أعطيت أربعة عشر : حمزة ، وجعفر ، وعلي ، وحسن ، وحسين ، وأبو بكر ، وعمر ، والمقداد ، وعبد الله بن مسعود ، وأبو ذر، وحذيفة ، وسليمان ، وعمار ، وبلال ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/173 :
$منكر$
أخرجهالترمذي ( 9/390/3787 ) وحسنه ، والطحاوي في " مشكل الآثار " ( 4/17-18- هند ) ، وأحمد ( 1/148 ) ، وفي " فضائل الصحابة " ( 1/228/227و2/715/1225 ) ، وابن أبي عاصم في " السنة " ( 2/617/1421 ) ، والبزالر في " مسنده " ( 3/220-221- الكشف ) ، وأبو نعيم في " الحلية " ( 1/128 ) ، وابن عدي في " الكامل " ( 6/66-67 ) ، وابن عساكر في " التاريخ " ( 4/516- المصورة و 10/321- ط ) من طرق عن كثير بن نافع النواء قال : سمعت عبد الله بن مليل ، قال : سمعت عليا رضي الله عنه يقول : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره . والسياق لأحمد .
ورواه سفيان بن عيينة ، فقال : عن كثير النواء عن أبي إدريس - وفي رواية لم يقل : عن أبي إدريس - عن المسيب بن نجبة عن علي به .
أخرجه الطبراني في " المعجم الكبير " ( 6/264/6047 و 6048 ) ، وابن عساكر في رواية .
قلت : وهذا من اضطراب ( كثير النواء ) فإنه ضعيف باتفاق الجمهور ، بل قال السعدي :
" متروك " كما في " الكامل " وإلى ذلك أشار أبو حاتم بقوله فيه :
" ضعيف الحديث " ، بابة ( سعد بن طريف ) " .
وكذا قال في سعد هذا وزاد :
" متروك الحديث " .
وقال الذهبي في " المغني " :
" شيعي جلد ، ضعفوه " .
وذكر له في " الميزان " تبعا لابن عدي حدثين مما أنكر عليه هذا أحدهما والآخر سيأتي تخريجه تحت الحديث ( 6267 ) .
ومن الطريق المشارأليها ما رواه إسماعيل بن زكريا عن كثير النواء به ، مختصرا دون تسمية وزرائه صلى الله عليه وسلم .
أخرجه أحمد ، وابنه عبد الله في " زوائده " ( 1/88 ) .
ورواه سفيان الثوري عن سالم بن أبي حفصة قال : بلغني عن عبد الله بن مليل [ هذا الحديث ] ، فغدوت إليه ، فوجدته في جنازة ، فحدثني رجل عن عبد الله بن مليل قال : سمعت عليا يقول : فذكره بنحوه موقوفا .
أخرجه أحمد ( 1/142 ) ، وفي " الفضائل " ( 1/228/275 ) ، وابنه عبد الله فيه ( 276 ) ،والسياق له وهو رواية للطحاوي ، والزيادة له .
وسالم بن أبي حفصة صدوق في الحديث ، وإن كان شيعيا غاليا كما في " التقريب " ، ولكن شيخه الذي حدثه عن عبد الله بن مليل لم يسم ، فهو مجهول ، ويغلب على الظن أنه كثير النواء ، فإن كان غيره ، فعبد الله بن مليل مجهول أيضا لم يوثقه غير ابن حبان ( 7/55 ) ، وجهالته إما حالية ، أو عينية ، على ما بينته في " تيسير الانتفاع " .
( تنبيه ) : وقع اسم والد ( عبد الله بن مليل ) في كل طرق حديث " مشكل الآثار " : ( منين ) فوثقه المعلق عليه الشيخ ( الحسن النعماني ) ، نقلا عن " تقريب العسقلاني " ولم ينتبه أنه تحرف على ناسخ " المشكل " ، وعلى الصواب وقع في طبعة المؤسسة ( 7/196-199 ) .

(164/1)


2660- ( إن الله يبغض العفريت النفريت الذي لا يرزأ في ولده ، ولا يصاب في ماله ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/175:
$ضعيف$
أخرجه الحارث بن أبي أسامة في " مسنده " ( ق 33/1 ) حدثنا يحيى بن إسحاق : أنبأ عبد الواحد بن زياد عن عاصم الأحوال عن ابي عثمان النهدي قال :
دخل على النبي صلى الله عليه وسلم أعرابي جسيم أو جسمان عظيم ، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم :متى عهدك بالحمى ؟ قال : لا أعرفها . قال : فالصداع ؟ قال : لا أدري ماهو . قال : فأصبت بمالك ؟ قال : لا . قال : فرزئت بولدك ؟ قال : لا . فقال النبي صلى الله عليه وسلم . . . فذكره .
قلت : وهذا إسناد صحيح مرسل رجاله ثقات رجال الشيخين ، غير يحيى بن إسحاق - وهو السيلحيني - فهو من شيوخ مسلم . وأبو عثمان النهدي اسمه عبد الرحمن بن مل ، وهو من كبارالتابعين ، فالحديث مرسل ، وكذلك ذكره ابن قتيبة في " غريب الحديث " كما رواه عنه القضاعي في " مسند الشهاب " ( ق 90/2 ) ، وقد روي موصولا ، فقال الرامهرمزي في " الأمثال" ( ص 160- حيدر أباد ) : حدثنا عبدان بن عبد الرحمن الشافعي : حدثنا هلال بن يحيى بن مسلم : حدثنا عبد الواحد بن زياد بسنده المتقدم عن النهدي عن أبي سعيد الخدري :
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بايع الناس وفيهم رجل دحسمان فقال النبي صلى الله عليه وسلم . . . فذكره نحوه .
لكن عبدان هذا وشيخه هلال بن يحيى لم أجد لهما ترجمة ، فيبقى الحديث على الإرسال ، فهو ضعيف . والله أعلم .

(165/1)


2661 - ( دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم ، وهو يمسي على أربع ، وعلى ظهره الحسن والحسين ، وهو يقول :
نعم الجمل جملكما ، ونعم العدلان أنتما ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/176 :
$منكر جدا بهذا السياق$
أخرجه العقيلي في " الضعفاء " ( 4/247 ) ، والرامهرمزي في " الأمثال " ( 201/98 ) ، وابن عدي في " الكامل " ( 5/259 ) ، والطبراني في " المعجم الكبير " ( 3/46/2621 ) ، وابن حبان في " الضعفاء " ( 3/19 ) ، وابن الجوزي في " العلل " ( 1/254-255 9 ، وكذا الدولابي في " الكني " ( 2/6 ) ،وابن عساكر في " تاريخ دمشق " ( 4/511-512 ) من طريق مسروح أبي شهاب هن سفيان الثوري عن أبي الزبير عن جابر قال : فذكره . وقال العقيلي :
" مسروح لا يتابع على حديثه ، ولا يعرف إلا به ، وقد روي بأسناد أصلح من هذا ، وبخلاف هذا اللفظ " .
وقال ابن حبان :
" يروي عن الثوري ما لا يتابع عليه ، لا يجوز الا حتجاج بخبره ، لمخالفته الأثبات في كل ما يرويه " .
وقال الدولابي :
" قال أبو عبد الرحمن النسائى : هذا الحديث منكر ، يشبه أن يكون باطلا " .
وقال ابن أبي حاتم ( 4/1/424 ) :
" سألت ابي عنه ، وعرضت عليه بعض حديثه ؟ فقال : " لا أعرفه " وقال : يحتاج أن يتوب إلى الله عز وجل من حديث باطل رواه عن الثوري " .
" إي والله ، هذا هو الحق : أن كل من روى حديثا يعلم أنه غير صحيح فعليه التوبه أو يهتكه " .
وأفاد الحافظ العسقلاني في " اللسان " أن أبا حاتم يعني هذا الحديث . ونقل عن ابن عدي أنه قال في ( مسرح ) هذا :
" مجهول " .
وعليه يدل كلام العقيلي وأبي حاتم ، فقول الذهبي في " السير " ( 3/256 ) عقب الحديث :
" مسروح لين " ، ونحوه قول الهيثمي ( 9/182 ) : " ضعيف " !
فهو غير منسجم مع كلامهما . فتأمل .
وقول العقيلي المتقدم : " وقد روي بإسناد أصلح . . . " يشير إلى حديث عمر أو غيره بلفظ آخر نحوه بلفظ :
" على عاتقي النبي صلى الله علبه وسلم " . ليس فيه التشبيه المنكر . وقد خرجته في " الصحيحة " ( 3320 ) محسنا إياه لطرفه .
( تنبيهات ) :
أحدهما : لفظ الحديث في كل المصادر المتقدمة : " الجمل جملكما " بالجيم في اللفظين ، إلا في " كامل " ابن عدي ، فهما فيه بالحاء المهملة ! وكذلك وقع في تاريخ ابن كثير " البداية " ( 8/36- السعادة ) ، فإن طابعها لم يتشبع بما تشبع به طابع " الكامل " بقوله مزينا الوجه الأول به : " تحقيق الدكتور فلان ، ودققها على المخطوطات فلان خريج جامعة أم القرى " ! هذا في الطبعة الثالثة التي إليها العزو ، واما الطبعة الأولى منه فكانت العبارة فيه هكذا : " تحقيق وضبط ومراجعة لجنة من المختصين بإشراف الناشر " ! بدعة ابتداعها بعض الناشرين ترويجا للبضاعة وزرها أول من ابتدعها .
والآخر : أن الحديث وقع في " التاريخ " معزوا للترمذي عن أبي الزبير عن جابر . وهو خطأ فاحش لعله من الطابع أو الناسخ . وأفحش منه قوله عقبه : " على شرط مسلم ، ولم يخرجوه " ! فقد عرفت أنه تفرد به مسروح ، وأنه مع جهالته ليس من رجال مسلم . نعم عند الترمذي حديث ابن عباس بلفظ :
" ونعم الراكب هو " .
وسأذكره إن شاء الله في الموضع المشار إليه من " الصحيحة " ، وقد عزاه في " التاريخ " لأبي يعلى ، وسبقه إلى ذلك ابن عساكر ، ولم أره في " المسند " المطبوع لأبي يعلى ، ولا عزاه إليه الهيثمي وغيره ، وإنما عند أبي يعلى في " المسند الكبير " حديث عمر المشار إليه آنفا . ولله سبحانه وتعالى أعلم .

(166/1)


2662- فذهبت ثم جئت ورسول الله صلى الله عليه وسلم معه بعض نسائه في لحاف ، فطرح علي طرف ثوبه [ فصرنا ثلاثة ] ) .
قال الألبانى في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/179 :
$موضوع$
أخرجه الحاكم ( 3/364 ) ، والبزار ( 3/212/2595 ) ، وابن أبي عاصم في " السنة " (2/611/1394 ) ، وابن عساكر في " التاريخ " ( 6/374 ) من طرق عن إسحاق بن إدريس : حدثنا أبو معاوية الضرير : حدثنا هشام بن عروة عن أبيه عن عبد الله بن الزبير عن أبيه قال : فذكره . والسياق للبزار ، وقال :
" لا نعلم له إسنادا غير هذا ، ولا تابع إسحاق عليه أحد " .
قلت : وهوالأسواري ، قال البخاري :
" تركه الناس " .
وتبنى هذا الذهبي في " المغني " . وفي " الميزان " :
" وقال يحيى بن معين : كذاب يضع الحديث " .
ومع هذا قال الحاكم عقب الحديث :
" صحيح الإسناد " ! والظاهر أنه خفي عليه حال الأسواري هذا ، لكن الغريب أن الذهبي أقره ولم يتعقبه بشيء ! والأعجب من ذلك أن الزيادة في آخر المتن هي عند الحاكم من طريق محمد بن سنان القزاز ، قال الذهبي في " المغني " :
" رماه بالكذب أبو داود وابن خراش " .
والحديث قال الهيثمي في " المجمع " ( 9/152 ) :
" رواه البزار ، وفيه إسحاق بن إدريس ، وهو متروك " .
وأما ما نقله الدكتور محفوظ الرحمن في تعليقه على " البحر الزخار" ( 3/184 ) عن الهيثمي أنه قال في نفس الموضع الذي أشرت إليه :
" رواه البزار ، وإسناده حسن " !
فهو وهم محض ، سببه أنه انتقل بصره حين النقل عنه إلى قول الهيثمي عقب الحديث الذي يلي هذا عنده مباشرة ، وهو قوله :
" وعن ابن عمر : أن الزبير استأذن عمر في الجهاد ؟ فقال : اجلس فقد جاهدت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم . رواه البزار ، وإسناده حسن " .
على أن هذا التحسين غير مسلم ، لأن البزار أخرجه عقب حديث الترجمة برقم ( 2596 ) من طريق فضيل بن مرزوق عن عطية عن ابن عمر ، وهذا إسناد معروف ضعفه ، وهو إسناد حديث : " اللهم بحق السائلين عليك . . . " المتقدم تخريجه وبيان ضعفه في المجلد الأول برقم ( 24 ) ، والرد في مقدمته على الشيخ إسماعيل الأنصاري ، الذي انتصر لشيخ الدعوة محمد بن عبد الوهاب رحمه الله بالباطل ، والاعتداء على المؤلف ببهته والافتراء عليه ، وتكلف تكلفا ظاهرا في تقويه الحديث ، فراجعها فإنها مهمة .
نعم لحديث ابن عمر هذا طريق آخر يرويه قيس بن أبي حازم : أن الزبير استأذن عمر . . . فذكره .
أخرجه البزار أيضا ( 2597 ) ، وهو في " مسند عمر " من " البحر الزخار " ( 1/466/332 ) وقال :
" وهذا الإ سناد أحسن من إسناد حديث فضيل " .
وقال الحافظ عقبه في " مختصر الزوائد " ( 2/324 ) :
" قلت : وأصح ، بل هو صحيح مطلقا " .
وهو كما قال رحمه الله .
ورواه حبلة بن سحيم عن عبد الله بن عمر به ، وأتم منه .
أخرجه ابن عساكر ( 6/380 ) ، وفيه رجل لم يسم .
ثم رأيت حديث الترجمة في " العلل " لابن أبي حاتم ( 2/371 ) وقال عقبه :
" قال أبو زرعة : لا أعلم رواه غير إسحاق بن إدريس ، وهو واه " .

(167/1)


2663- ( أمرت بهدم الطبل والمزمار ) .
قال الألبانى في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/181 :
$ضعيف$
رواه الديلمي ( 1/2/219 ) عن محمد بن عبد الله بن بزرة : حدثنا همام عن عاصم بن علي عن ابن ثوبان عن أبيه عن مكحول عن جبر بن مالك عن عكرمة عن ابن عباس مرفوعا .
قلت : وهذا إسناد ضعيف مظلم ، جبر بن الك لم أعرفه . ومثله همام ومحمد بن عبد الله بن بزرة
وروى ابن عدي في " الكامل " ( 1/2 ) من طريق إبراهيم بن اليسع التميمي المكي عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة مرفوعا بلفظ :
" أمرني ربي بنفي الطنبور والمزمار " . وقال :
" هذا الحديث لم يتابع إبراهيم عليه أحد ، قال البخاري : منكر الحديث . وقال النسائي : ضعيف ".

(168/1)


2664- ( إذا شهدت أمة من الأمم ، وهم أربعون فصاعدا أجاز الله شهادتهم . أو قال : صدق شهادتهم ) .
قال الألبانى في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/182 :
$منكر$
أخرجه الطبراني في " المعجم الكبير " ( 1/26/1 ) - وعنه الضياء المقدسي في " المختارة " ( 1/454 ) -: حدثنا إبراهيم بن عمر الوكيعي : حدثنا إبراهيم بن الحجاج السامي : حدثنا سوادة بن أبي الأسود : أخبرنا صالح بن هلال عن أبي المليح بن أسامة الهذلي : حدثني أبي رضي الله عنه عن نبي الله صلى الله عليه وسلم : فذكره .
قلت : وهذا إسناد رجاله ثقات معروفون من رجال " التهذيب " غير الوكيعي هذا فلم أعرفه ؛ وغير صالح بن هلال ، وقد أورده ابن أبي حاتم ( 2/1/418-419 ) من رواية سوادة هذا وحده عنه ، وقال :
" سئل أبي عنه فقال : ( شيخ ) " .
قلت : كأنه يشير إلى جهالته ، وقد خالفه في إسناده ومتنه من هو مثله ، ألا وهو مبشر بن أبي المليح عن أبيه عن ابن عمر مرفوعا بلفظ :
" ما من رجل يصلي عليه مئة إلا غفر له " .
أخرجه الطبراني عقب الذي قبله ، ومن طريقه : أبو نعيم في " الحلية " ( 8/391 ) ، وقال الضياء بعد أن ساقه :
" ويحتمل أن يكون أبو المليح سمعه من أبيه ومن ابن عمر ، والله أعلم " .
قلت : هذا الاحتمال وجيه ، لو كان الراوي لكل من الوجهين ثقة ، وليس كذلك ، فقد عرفت أن راوي الأول صالح بن هلال مجهول ، ومثله مبشر بن أبي مليح ، قال ابن أبي حاتم ( 4/1/342 ):
" روى عنه شعبة " . ولم يزد !
ولم يقف على هذا الهيثمي فقال في " المجمع " ( 3/36 ) :
" رواه الطبراني في " الكبير " ، وفيه مبشر بن أبي المليح ولم أجد من ذكره ".
وقد خالفهما أبو بكار الحكم بن فروخ قال :
" صلى بنا أبو المليح على جنازة فظننا أنه قد كبر ، فأقبل علينا بوجهه فقال : أقيموا صفوفكم ، ولتحسن شفاعتكم ، قال أبو المليح : حدثني عبد الله - وهو ابن سليط - عن إحدى أمهات المؤمنين - وهي ميمونة زوج النبي صلى الله عليه وسلم - قالت : أخبرني النبي صلىاللع عليه وسلم قال : ما من ميت يصلي عليه أمة من الناس إلا شفعوا فيه . فسألت أبا المليح عن " الأمة " ؟ فقال " أربعون " .
أخرجه النسائي ( 1/282 ) ، وأحمد ( 6/331و334 ) .
والحكم بن فروخ ثقة ، فروايته أصح ، لكن عبد الله بن سليط ما روى عنه غير أبي المليح كما حققه الحافظ في " التهذيب " ، وذكره ابن حبان في " الثقات " .
وله شاهد من حديث ابن عباس مرفوعا نحوه بلفظ :
" ما من رجل مسلم يموت فيقوم على جنازته أربعون رجلا لا يشركون بالله شيئا ، إلا شفعهم الله فيه " .
رواه مسلم وغيره ، وخرجته في " الجنائز " ( ص 99 ) فهو شاهد قوي للفظ الترجمة ، لولا أنه في الصلاة على الميت ، وهذا في الشهادة له ، فهو بهذا اللفظ منكر .
وللفظ مبشر بن أبي المليح في الصلاة على الميت شاهد أيضا من حديث عائشة وأنس وأبي هريرة ، وهو مخرج هناك أيضا .
( تنبيه ) : قال المناوي :
" قال الهيثمي : وفيه صالح بن هلال ؛ مجهول على قاعدة أبي حاتم ، أي دون غيره ، ففي تجهيله خلف ، فالأوجه تحسين الحديث " .
قلت : لا وجه لتحسينه ، ولا خلاف في تجهيله ، فإنه لا يلزم من كونه مجهولا عند أبي حاتم ؛ أن يكون مقبولا عند غيره . إذ إننا نعلم بالضرورة أن كثيرا ممن جهلهم أبو حاتم هم كذلك عند غيره ، وليس هنا نقل على خلافه ، فوجب التسليم له ، لأنه إمام هذا الشأن .

(169/1)


2665- ( إذا قعد أحدكم إلى أخيه فليسأله تفقها ، ولا يسأله تعنتا ) .
قال الألبانى في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/184 :
$ضعيف جدا$
رواه الديلمي ( 1/1/135 ) عن المسيب بن شريك عن عبد الله بن يزيد عن مكحول عن علي بن أبي طالب مرفوعا .
قلت : وهذا إسناد ضعيف جدا ، المسيب بن شريك قال الذهبي في " الضعفاء " :
" تركوه ".
وعبد الله بن يزيد ؛ الظاهر أنه النخعي الصهباني الكوفي ، وهو ثقة .
ومكحول ؛ ثقة أيضا ، لكنه لم يسمع من علي .

(170/1)


2666- ( إذا كان اثنان صليا معا ، فإذا كانوا ثلاثة تقدمهم أحدهم ) .
قال الألبانى في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/184:
$ضعيف$
أخرجه الدارقطني في " سننه " ( 1/278 - طبع مصر ) ، والديلمي ( 1/1/140-141 ) عن الحسن بن حبيب بن ندبة عن إسماعيل المكي عن الحسن عن سمرة مرفوعا .
قلت : وهذا إسناد ضعيف فيه علتان :
الأولى : عنعنة الحسن ؛ وهو البصري فإنه كان يدلس .
والأخرى : إسماعيل المكي ؛ وهو ابن مسلم ضعيف .
لكن معنى الحديث صحيح مطابق للسنة العملية في قصة جابر وجبار حيث أقامهما صلى الله عليه وسلم خلفه . كما في مسلم وغيره . وهو مخرج في " الإرواء " ( 539 ) وغيره .

(171/1)


667- ( إذا كان مطر وابل ، فصلوا في رحالكم ) .
قال الألبانى في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/185:
$منكر بذكر ( وابل )$
أخرجه الحاكم ( 1/293 ) ، وأحمد ( 5/62 ) عن ناصح بن العلاء : حدثني عمار بن أبي عمار قال :
" مررت بعبد الرحمن بن سمرة يوم الجمعة وهو على نهر يسيل الماء مع غلمانه ومواليه ، فقلت له : يا أبا سعيد الجمعة ؟ فقال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره . وقال الحاكم :
" ناصح بن العلاء بصري ثقة ، إنما المطعون فيه ناصح أبو عبد الله المحلمي الكوفي فإنه روى عنه سماك بن حرب المناكير " .
وتعقبه الذهبي بقوله :
" ضعفه النسائي وغيره ، وقال البخاري : منكر الحديث ، ووثقه ابن المديني وأبو داود ، ما خرج له أحد " .
وقال الحافظ :
" لين الحديث " .
( فائد ) : الوابل : المطر الشديد الضخم القطر . كما في كتب اللغة . ولم أجد في أحاديث الرخصة بالصلاة في الرحال هذا الشرط ، بل في بعضها : " فأصابهم مطر لم تبتل أسفل نعالهم ". صحيح أبي داود ( 969 ) . وانظر " تمام المنة في التعليق على فقه السنة " ( ص 330 ) .

(172/1)


2668- ( إذا كان يوم الخميس بعث الله - عز وجل - ملائكة معهم صحف من فضة وأقلام من ذهب يكتبون يومالخميس وليلة الجمعة أكثر الناس صلاة على محمد صلى الله عليه وسلم ).
قال الألبانى في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/186 :
$موضوع$
رواه تمام في " الفوائد " ( 194/1 ) ، وابن عساكر ( 12/248/2 ) عن سليمان بن داود: حدثنا عمرو بن جرير البجلي : حدثنا محمد بن عمرو بن علقمة عن أبي سلمة عن أبي هريرة مرفوعا . .
قلت : وهذا موضوع ، آفته من عمرو بن جرير البجلي ؛ فقد كذبه أبو حاتم ، وقال الدارقطني :
" متروك الحديث " .
ويحتمل أن تكون الآفة من سليمان بن داود وهو الشاذكوني ، فقد قال البخاري :
" فيه نظر " . وكذبه ابن معين . وقال أبو حاتم :
" متروك الحديث ".

(173/1)


2669 - ( إذا كان يوم القيامة أتي بالموت كالكبش الأملح ، فيوقف بين الجنة والنار ، فيذبح وهم ينظرون ، فلو أن أحدا مات فرحا لمات أهل الجنة ، ولو أن أحدا مات حزنا لمات أهل النار ) .
قال الألبانى في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/187 :
$ضعيف$
أخرجه الترمذي ( رقم 2561 ) : حدثنا سفيان بن وكيع : حدثنا أبي عن فضيل بن مرزوق عن عطية عن أبي سعيد يرفعه قال : فذكره . وقال :
" هذا حديث حسن " زاد في بعض النسخ : " صحيح " .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ، عطية - وهو ابن سعد العوفي - مدلس وضعيف ، وسفيان بن وكيع ضعيف أيضا .
ثم رواه الترمذي ( 3155 ) من طريق أخرى عن أبي سعيد به ؛ وفيه النضر بن إسماعيل وليس بالقوي كما في " التقريب " ، وقد خالفه الثقات كما في " الصحيحين " وغيرهما من حديث أبي صالح عن أبي سعيد مرفوعا به نحوه ، دون قوله : " فلو أن أحدا مات ... " فهو منكر ، ولقد أخطأ صديقنا الفاضل الأستاذ الدعاس في تعليقه على الترمذي حيث أطلق عزو الحديث إلى البخاري ومسلم ، فأوهم أنه عندهما بتمامه ، فاقتضى التنبيه .
نعم قد وردت هذه الزيادة من حديث ابن عمر مرفوعا بلفظ :
" إذا صار أهل الجنة إلى الجنة ... " الحديث ، وفيه :
" فيزداد أهل الجنة فرحا إلى فرحهم ، ويزداد أهل النار حزنا إلى حزنهم " .
أخرجه أحمد ( 2/118 و 120 - 121 ) ، والشيخان عنه .

(174/1)


2670 - ( العلماء أمناء الرسل على عباد الله ما لم يخالطوا السلطان ، ويدخلوا في الدنيا ، فإذا خالطوا ودخلوا في الدنيا فقد خانوا الرسل ، فاعتزلوهم واحذروهم ) .
قال الألبانى في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/188 :
$ضعيف$
أخرجه العقيلي كما في " جامع بيان العلم " ( 1/185 ) ، والرافعي في " تاريخ قزوين " ( 2/445 ) ، والضياء المقدسي في " المنتقى من مسموعاته بمرو " ( ق 99/2 ) من طريق إبراهيم بن رستم : حدثنا حفص الإبري عن إسماعيل بن سميع عن أنس مرفوعا به . وقال العقيلي :
" حفص هذا كوفي حديثه غير محفوظ " .
قلت : لم أجد هذه الترجمة ولا لحديث في " الضعفاء " للعقيلي من نسخة الظاهرية ، ويظهر أن فيها خرما ، فقد ذكرها ابن حجر في " اللسان " لكلام العقيلي المذكور فيه ؛ وتعقبه بقوله :
" قلت : هو عمر بن حفص ، غلط في اسمه بعض الرواة ، وسيأتي " .
وذكر هناك أنه عمر بن حفص بن ذكوان العبدي . قال أحمد :
" تركنا حديثه ، وحرقناه " . وقال علي :
" ليس بثقة " .
وقال النسائي :
" متروك " .
قلت : ويؤيد ما ذكره من الغلط أن ابن أبي حاتم أورد الحديث في " العلل " ( 2/137 ) من طريق أخرى عن إبراهيم بن رستم قال : حدثنا أبو حفص الإبري به . وكذلك رواه الحاكم في " تاريخه " كما في " اللآلي المصنوعة " ( 13 - هند ) ، إلا أنه قال : " العبدي " مكان " الإبري " .
فهذا كله يؤيد أنه أبو حفص ، وليس حفصا كما في الرواية الأولى . وقد عرفت مما نقلناه عن الأئمة فيه أنه شديد الضعف ، فمن الغريب أن ابن أبي حاتم لم يعل الحديث به ، فإنه قال عقبه :
" هذا حديث منكر ، يشبه أن يكون في الإسناد رجل لم يسم ، وأسقط ذلك الرجل " .
فيبدو - والله أعلم - أن أبا حفص هذا ليس هو عند أبي حاتم العبدي المجروح ، وإلا لأعل الحديث به ، فقد ضعفه هو أيضا كما نقله عنه ابنه في " الجرح والتعديل " ( 3/103 ) ، ولعل السبب هو أنه وقع في روايته أنه " الإبري " - نسبة إلى بيع الإبر وعملها - وأبو حفص عمر بن حفص العبدي لم ينسب هذه النسبة ، فمن هو هذا الإبري ؟ لم أجد أحدا ترجمه بكنيته أبي حفص ؛ وبهذه النسبة " الإبري " ، وإنما ترجمه العقيلي باسم " حفص الإبري " وهو خطأ من بعض الرواة كما تقدم عن الحافظ ، وإذا كان كذلك فهو أبو حفص العبدي الإبري ، له نسبتان الأولى نسبة إلى الجد ، والأخرى إلى الصنعة . ولا مانع من مثل هذا الجمع ، فقد يتوفر في بعض الرواة أكثر من نسبة واحدة ، بل ومن نسبتين ، فهذا - مثلا - سمي المترجم عمر بن رياح العبدي أبو حفص البصري الضرير ، لما ترجمه الحافظ في " التهذيب " قال في حاتمتها :
" فتحصلنا على أنه ينسب ألوانا : عبدي ، وسعدي ، وباهلي " !
قلت : وأنا لا أستبعد أن يكون هو المترجم نفسه لأنه في طبقته وقد روى عن ثابت وهو من شيوخه ، ويكون نسبته إلى حفص ، ورياح من قبيل نسبته إلى الأب ؛ دون الجد ، أو العكس . أعني أن أحدهما أبوه والآخر جده ، والباهلي هذا متروك أيضا . والله أعلم .
والحديث أورده ابن الجوزي في " الموضوعات " من طريق الحاكم وقال :
" تابعه محمد بن معاوية النيسابوري عن محمد بن يزيد عن إسماعيل ، والعبدي متروك ، وإبراهيم ( يعني ابن رستم ) لا يعرف ، ومحمد بن معاوية كذاب " .
ورده السيوطي في " اللآلي " بأن إبراهيم بن رستم معروف ، وثقه ابن معين وغيره .
وهو كما قال على خلاف فيه . ثم ذكر أن له شواهد كثيرة ؛ صحيحة وحسنة ، فوق الأربعين حديثا ، وأنه يحكم له على مقتضى صناعة الحديث بالحسن .
وأقره ابن عراق في " تنزيه الشريعة " ( 1/267 - 268 ) .
قلت : وأنا في شك كبير من صواب الحكم المذكور ، لا سيما وهو يخالف مقدمة كلامه ، لأنه إذا كان - حقا - له شواهد صحيحة ، فلماذا يكون حسنا فقط ، ولا يكون صحيحا ؟! وانتقادي هذا إنما ينصب على ظاهر كلامه الدال على أنه أراد الحديث بتمامه ، فإني لا أعرف له ولا شاهدا واحدا ، ولا ذكره السيوطي نفسه في " الجامع الكبير " ( 1/360/1 ) إلا من حديث أنس هذا . وأما إن كان يريد طرفه الأول " العلماء أمناء الرسل " فمن الممكن أن يكون ثابتا ، وذلك يحتاج إلى بحث وتحقيق ، فلنفعل :
لقد سبق في كلام ابن الجوزي أن محمد بن معاوية النيسابوري قد رواه عن محمد بن يزيد عن إسماعيل بن سميع ، وأن ابن معاوية كذاب ، وهو كما قال لكن يبدو أنه لم يتفرد به ، فقد أخرجه ابن عساكر في " تاريخ دمشق " ( 5/48/1 ) من طريق أبي عمرو أحمد بن الحسن بن يحيى الروياني : أخبرنا أبو عمر محمد بن عيسى الواسطي : أخبرنا محمد بن معاوية النيسابوري به مقتصرا على الطرف الأول منه : " العلماء أمناء الله على خلقه " .
وروى الخطيب في " التاريخ " ( 3/271 ) عن ابن حبان قال :

(175/1)


" وجدت في كتاب أبي بخط يده : ذكر لأبي زكريا ( يعني يحيى بن معين ) : أن محمد بن معاوية النيسابوري حدث عن محمد بن يزيد عن إسماعيل بن سميع عن أنس : أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : الرسل أمناء الله ؟ فقال أبو زكريا : هذا باطل وكذب ، ما حدث محمد بن يزيد عن إسماعيل بن سميع بشيء ولا سمع منه ، ولا سمع إسماعيل بن سميع ( الأصل : ابن رافع ) من أنس شيئا ، ومحمد بن معاوية حدث بأحاديث كثيرة كذب ، ليس لها أصول .... " .
قلت : لكن لم يتفرد به ابن معاوية ، فقد قال ابن الأعرابي في " معجمه " ( 56/2 ) ، ومن طريقه القضاعي في " مسند الشهاب " ( 1/2 - الكراس الثاني ) : أخبرنا محمد بن عيسى : أخبرنا محمد بن الصباح الجرجرائي : أخبرنا محمد بن يزيد عن إسماعيل بن سميع به بلفظ : " العلماء أمناء الله على خلقه " .
وهذه متابعة قوية ؛ لأن الجرجرائي هذا ؛ وثقه أبو زرعة وغيره ، وقال الحافظ :
" صدوق " .
وسائر الرجال ثقات أيضا ، ومحمد بن عيسى هو الواسطي المعروف بابن أبي قماش ؛ له ترجمة في " تاريخ بغداد " ( 2/400 ) .
وأما محمد بن يزيد ؛ فلم أعرفه ، وقد جزم ابن معين فيما تقدم بأنه لم يسمع من إسماعيل بن سميع شيئا ، وهذا يشعر بأنه معروف لديه ، فلعله محمد بن يزيد بن سنان الرهاوي الجزري ؛ وقد قال الحافظ :
" ليس بالقوي " .
وكذلك جزم ابن معين بأن ابن سميع لم يسمع من أنس ، فلعله من أجل ذلك كتب بعض المحدثين على هامش " القضاعي " وأظنه ابن المحب المقدسي :
" منكر " .
وقد وجدت له شاهدا من حديث معاذ بن جبل مرفوعا بلفظ :
" العالم أمين الله في الأرض " .
ولكنه واه جدا ، أخرجه أبو الفضل السهلكي في " حديثه " ( 1/2 ) ، وابن عبد البر في " الجامع " ( 1/52 ) من طريق عيسى بن إبراهيم الهاشمي عن الحكم بن عبد الله : أخبرنا عبادة بن نسي عن عبد الرحمن بن غنم عنه .
قلت : وهذا إسناد هالك ، عيسى هذا وشيخه الحكم بن عبد الله - وهو الأيلي - كلاهما هالك ؛ كما قال الذهبي ، والآخر شر من الأول . فقد قال فيه أبو حاتم وغيره :
" كذاب " . وقال أحمد :
" أحاديثه كلها موضوعة " .
ومن هذا التحقيق يتبين أن الحافظ العراقي لم يعطه حقه من النقد حين قال في " تخريج الإحياء " ( 1/6 ) :
" رواه ابن عبد البر من حديث معاذ بسند ضعيف " !
فإن من لا علم عنده بالرواة قد يتكىء على مثل هذا التضعيف اللين لحديث معاذ هذا فيعتبره شاهدا ، وهو لا يصلح لذلك لشدة ضعفه ، ولذلك فالحديث باق على ضعفه لعدم وقوفنا على شاهد معتبر له ، ولا لطرفه الأول . والله أعلم .

(175/2)


2671 - ( إذا كنتم في القصب ، أو الثلج ، أو الرداغ فحضرت الصلاة ؛ فأومئوا إيماء ) .
قال الألبانى في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/193 :
$ضعيف$
أخرجه الطبراني في " المعجم الكبير " ( 13/199/473 ) من طريق إسماعيل بن عمرو البجلي ، قال : حدثنا محمد بن فضاء ، عن أبيه عن علقمة بن عبد الله المزني ، عن أبيه مرفوعا ، ومن هذا الوجه أخرجه في " الأوسط " ( 8/46/7913 ) .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ، ( فضاء ) والد ( محمد ) فيه جهالة كما في " المغني " .
وولده ( محمد ) ضعفه ابن معين .
وإسماعيل بن عمرو البجلي ضعفه ابن عدي وجماعة ، لكن ذكر الطبراني في " الأوسط " أنه تابعه معدي بن سليمان ( الأصل : سنان ، والتصحيح من " تهذيب الكمال " و " ميزان الاعتدال " وغيرهما ) وهو متفق على ضعفه ، وتقدم له حديث منكر برقم ( 2369 ) .
والحديث قال الهيثمي في " مجمع الزوائد " ( 2/11 ) :
" رواه الطبراني في " الكبير " و " الأوسط " ، وفيه ( محمد بن فضاء ) ، وهو ضعيف " !
( القصب ) : كل نبات كانت ساقه أنابيب وكعوبا ، ومنه ( قصب السكر ) . " المعجم الوسيط " .
( الرداغ ) : ( الردغة ) بسكون الدال وفتحها : طين ووحل كثير ، ويجمع على ( ردغ ) . كذا في " النهاية " .

(176/1)


2672 - ( إذا كان يوم القيامة يجاء بالأعمال في صحف مختمة فيقول الله عز وجل : اقبلوا هذا وردوا هذا ، فتقول الملائكة : وعزتك ما كتبنا إلا ما عمل ، فيقول : صدقتم إن عمله كان لغير وجهي ، وإني لا أقبل اليوم إلا ما كان لوجهي ) .
قال الألبانى في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/194 :
$ضعيف جدا$
رواه السلفي في " معجم السفر " ( 50/2 ) عن عمر بن يحيى الأبلي : حدثنا الحارث بن غسان عن أبي عمران الجوني عن أنس بن مالك مرفوعا .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ الحارث بن غسان مجهول .
وعمر بن يحيى الأبلي ؛ اتهمه ابن عدي بسرقة الحديث عن يحيى بن بسطام ؛ وهو ضعيف جدا .

(177/1)


2673 - ( الجماعة بركة ، والثريد بركة ، والسحور بركة ، والطعام المكيل بركة ، تسحروا تزدادوا قوة ، تسحروا تصيبوا السنة ، تسحروا ولو بجرعة ماء ، صلوات الله على المتسحرين ) .
قال الألبانى في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/195 :
$ضعيف$
رواه أحمد بن المهندس في " حديث عافية وغيره " ( 132/2 ) عن عمرو بن بزيع الأزدي عن الحارث عن علي مرفوعا .
قلت : وهذا سند ضعيف ، الحارث - وهو الأعور بن عبد الله - ضعيف ، والحارث بن الحجاج الأزدي مجهول ، وكذا الراوي عنه ابن بزيع الأزدي ؛ واسمه عمر كما في " الميزان " و " اللسان " ، فلعل ما في رواية ابن المهندس " عمرو " خطأ من بعض النساخ . والله أعلم .
وله شاهد من حديث أنس مرفوعا به دون قوله : " والطعام المكيل بركة ... " إلخ . ولكنه واه جدا .
رواه ابن شاذان في " المشيخة الصغيرة " ( رقم 63 ) عن أبي سعيد الحسن بن علي بن زكريا العدوي : أخبرنا إبراهيم بن سليمان السلمي : أخبرنا سلم بن مسلم قال : سمعت أنسا يقول : فذكره مرفوعا .
قلت : وهذا موضوع ؛ آفته العدوي هذا ؛ فإنه كذا وضاع ، ولذلك فقد أساء السيوطي بإيراد هذا الحديث من رواية ابن شاذان هذه في " الجامع الصغير " ؛ وإن كان معناه ثابتا من طرق أخرى كما سبق في الصحيحة ( 1045 ) " البركة في ثلاثة ... " .لكن قد جاء معناه من حديث أبي هريرة وغيره ، وقد خرجته في الموضع المثار إليه آنفا .

(178/1)


2674 - ( التمسوا الجار قبل الدار ، والرفيق قبل الطريق ) .
قال الألبانى في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/195 :
$ضعيف جدا$
رواه الطبراني ( 1/220/2 ) ، والقضاعي ( 60/1 ) عن عثمان بن عبد الرحمن الطرائفي : أخبرنا أبان بن المحبر عن سعيد بن رافع بن خديج عن أبيه عن جده مرفوعا .
قلت : وهذا إسناد ضعيف جدا ؛ مسلسل بالعلل :
الأولى : سعيد هذا - وهو ابن معروف بن راقع بن خديج - قال الأزدي :
" لا تقوم به حجة " .
الثانية : أبان بن المحبر ؛ قال الذهبي :
" متروك " .
الثالثة : عثمان بن عبد الرحمن الطرائفي ؛ قال الحافظ :
" صدوق ، أكثر الرواية عن الضعفاء والمجاهيل ، فضعف بسبب ذلك ، حتى نسبه ابن نمير إلى الكذب ، وقد وثقه ابن معين " .

(179/1)


2675 - ( الجار قبل الدار ، والرفيق قبل الطريق ، والزاد قبل الرحيل ) .
قال الألبانى في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/196 :
$ضعيف$
رواه الخطيب في " الجامع " ( 22/1 - من المنتقى منه ) عن عبد الغفار بن عبيد الله بن السري الحصيني : أخبرنا أحمد بن نصر الباهلي : أخبرنا إبراهيم بن إسحاق الأحمري : أخبرنا عبد الله بن حماد الأنصاري عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر محمد بن علي عن أبيه علي بن الحسين بن علي عن أبيه علي بن أبي طالب مرفوعا .
قلت : وهذا إسناد ضعيف مظلم ، من دون أبي جعفر - وهو الصادق - لم أعرفهم ، غير الأحمري ؛ فأورده الحافظ في " اللسان " وقال :
" ذكره الطوسي في " رجال الشيعة " وقال : كان ضعيفا في حديثه " .
وعبد الغفار هذا ليس هو عبد الغفار بن عبيد الله بن عبد الأعلى بن عبد الله بن عامر بن كريز القرشي ، فإنه متقدم الطبقة على هذا ، وترجمه ابن أبي حاتم ( 3/1/54 ) وقال :
" روى عنه أبي ومحمد بن مسلم بن وارة " ، ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا .
والحديث سكت على إسناده السخاوي في " المقاصد " ( ص 84 ) بعد أن عزاه لـ " جامع الخطيب " ! وقال في الطريق المتقدمة :
" وابن المحبر متروك ، وهو وسعيد لا تقوم بهما حجة . ولكن له شاهد ، رواه العسكري فقط من حديث عبد الملك بن سعيد الخزاعي عن جعفر بن محمد عن أبيه عن آبائه عن علي ... " .
قلت : فذكر متنه بنحوه ، وسكت عليه أيضا ، وكأنه لظهور ضعفه ؛ فإن عبد الملك بن سعيد هذا لا يعرف ؛ فإنهم أغفلوه ولم يترجموه ، ثم إنني لا أدري إذا كان السند إليه ثابتا أم لا ؟
ثم ذكر من رواية الخطيب أيضا من طريق عبد الله بن محمد اليمامي عن أبيه عن جده قال : قال خفاف بن ندبة : أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ... فذكر حديثا فيه مرفوعا : " يا خفاف ! ابتغ الرفيق قبل الطريق ، فإن عرض لك أمر لم يضرك ، وإن احتجت إليه نفعك " . وقال :
" وكلها ضعيفة " .
قلت : واليمامي هذا مجهول ؛ كما قال ابن أبي حاتم ( 2/2/158 ) عن أبيه ، وتبعه الذهبي والعسقلاني . ثم قال السخاوي :
" ولكن بانضمامها تقوى " .
وفيه عندي نظر ، لأن الطريق الأولى واهية جدا فلا تقويها الشواهد ؛ كما هو معلوم من " المصطلح " ، وبقية الطرق مظلمة مجهولة ، على أن الأخير منها قاصر ليس فيه : " الجار قبل الدار " . والله أعلم .

(180/1)


2676 - ( ما انتعل أحد قط ولا تخفف ولا لبس ثوبا ليغدو في طلب علم يتعلمه إلا غفر الله عز وجل له حيث يخطو عتبة باب بيته ) .
قال الألبانى في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/198 :
$موضوع$
أخرجه ابن جبرون المعدل في " الفوائد العوالي " ( 1/15/2 ) ، والخطيب في " تاريخ بغداد " ( 4/437 - 438 ) ، والديلمي ( 1/1/32 ) عن الضحاك بن حجوة الفريابي عن الثوري عن ابن المنكدر عن جابر مرفوعا .
قلت : أشار الحافظ إلى إعلاله بالضحاك هذا ، ولكنه لم يذكر من حاله شيئا . وقد قال الدارقطني :
" كان يضع الحديث " .
وذكره الذهبي في " الميزان " ، ثم قال :
" ومن مصائبه هذا الحديث " !
ولذلك أورده السيوطي في " ذيل الأحاديث الموضوعة " ( رقم 182 - بترقيمي ) ، كما أورده في " الجامع الصغير " فما أشد تناقضه !
وأورده فيه أيضا من رواية ابن عساكر عن ابن عباس ! دون الشطر الثاني ، وتساهل المناوي في " التيسير " فقال في حديث الترجمة :
" ضعيف لضعف الضحاك بن حجوة ، لكن يعضده حديث ابن عباس " .
وهذه غفلة شديدة منه تبعه عليها الشيخ الغماري في " المداوي " ( 2/182 - 183 ) ، وكأنهما لم يقفا على إسناده عند ابن عساكر ، فقد أخرجه في ترجمة ( عبد الملك بن محمد بن يونس أبي عقيل السمرقندي ) ( 37/103 - 104 ) بإسناده عن أحمد بن عيسى اللخمي ، عن إبراهيم بن مالك : أخبرنا شعبة بن الحجاج عن الحكم بن عتيبة عن عكرمة عن ابن عباس مرفوعا .
وهذا كالذي قبله موضوع . أحمد بن عيسى اللخمي هو التنيسي المصري كما في " تهذيب التهذيب " ، أورده ابن حبان في " الضعفاء " ( 1/146 ) وقال :
" يروي عن المجاهيل الأشياء المناكير ، وعن المشاهير الأشياء المقلوبة ، لا يجوز عندي الاحتجاج بما انفرد به من الأخبار " .
ثم ذكر له حديثين آخرين وقال :
" جميعا موضوعان " .
وذكر له ابن عدي ( 1/194 ) أحاديث بواطيل .
وشيخه إبراهيم بن مالك هو الأنصاري ، ذكر له ابن عدي ( 1/252 - 253 ) . وساق له أحاديث وقال :
" وهذه الأحاديث مع أحاديث سواها لإبراهيم بن مالك موضوعة ، كلها مناكير " ، وقد حقق الذهبي والعسقلاني أنه ( إبراهيم بن البراء بن النضر بن أنس بن مالك الأنصاري ) ، عن شعبة والحمادين ، قال ابن عدي :
" ضعيف جدا ، حدث بالبواطيل " . فراجع " اللسان " .
لكن جملة " العلماء ورثة الأنبياء " ثبتت عند ابن حبان وغيره ، وبعض أسانيده مقبولة ؛ كما في " التعليق الرغيب " ( 1/53/2 ) .

(181/1)


2679 - ( أكرموا حملة القرآن ، فمن أكرمهم فقد أكرمني ) .
قال الألبانى في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/201 :
$منكر$
رواه الديلمي ( 1/1/34 ) من طريق الدارقطني عن خلف الضرير : حدثنا وكيع عن الأعمش عن زائدة عن عاصم عن زر عن عبد الله بن عمرو مرفوعا .
أشار الحافظ إلى إعلاله بخلف هذا ، ولكنه لم يذكر من حاله شيئا ، وقد قال الذهبي :
" فيه جهالة ؛ قال ابن الجوزي : روى حديثا منكرا " .
وأورده السيوطي في " ذيل الأحاديث الموضوعة " ( ص 39 - رقم 184 - بترقيمي ) وأعله بما ذكرنا .

(182/1)


2680 - ( أكرموا بيوتكم ببعض صلاتكم ) .
قال الألبانى في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/201 :
$ضعيف$
أخرجه ابن خزيمة ( 1/130/2 ) ، والحاكم ( 1/313 ) ، والديلمي ( 1/1/33 ) عن الطبراني والضياء في " المختارة " ( 6/309 - 310 ) عن عبد الله بن فروخ عن ابن جريج عن عطاء عن أنس بن مالك ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره .
وقال الحافظ : " أخرجه الحاكم من هذا الوجه وصححه " !
قلت : عبارة الحاكم :
" لفظه عجب ، وعبد الله بن فروخ صدوق " !
وتعقبه الذهبي بقوله :
" قال ابن عدي : أحاديثه غير المحفوظة " .
وقال الحافظ في " التقريب " :
" صدوق يغلط " .

(183/1)


2681 - ( إن لله عز وجل في الخلق ثلاث مئة قلوبهم على قلب آدم عليه السلام ، ولله تعالى في الخلق أربعون قلوبهم على قلب موسى عليه السلام ، ولله تعالى في الخلق أربعون قلوبهم على قلب موسى عليه السلام ، ولله تعالى في الخلق سبعة قلوبهم على قلب إبراهيم عليه السلام ، ولله تعالى خمسة قلوبهم على قلب جبريل عليه السلام ، ولله تعالى في الخلق ثلاثة قلوبهم على قلب ميكائيل عليه السلام ، ولله تعالى في الخلق واحد قلبه على قلب إسرافيل عليه السلام ، فإذا مات الواحد أبدل الله مكانه من الخمسة ، وإذا مات من الخمسة أبدل الله تعالى مكانه من السبعة ، وإذا مات من السبعة أبدل الله تعالى مكانه من الأربعين ، وإذا مات من الأربعين أبدل الله تعالى مكانه من الثلاث مئة ، وإذا مات من الثلاث مئة أبدل الله تعالى مكانه من العامة ، فبهم يحيي ويميت ، ويمطر وينبت ويدفع البلاء ) .
قال الألبانى في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/202 :
$موضوع$
أخرجه أبو نعيم في " الحلية " ( 1/8 - 9 ) ، وابن عساكر في " التاريخ " ( 1/70/2 ) ، والذهبي في " الميزان " من طريق عبد الرحيم بن يحيى الأدمي : حدثنا عثمان بن عمارة : حدثنا المعافى بن عمران عن سفيان الثوري عن منصور عن إبراهيم عن الأسود عن عبد الله قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره .
قيل لعبد الله بن مسعود : كيف بهم يحيي ويميت ؟ قال : لأنهم يسألون الله عز وجل إكثار الأمم فيكثرون ، ويدعون على الجبابرة فيقصمون ، ويستسقون فيسقون ، ويسألون فتنبت لهم الأرض ، ويدعون فيدفع بهم أنواع البلاء .
وقال الذهبي في ترجمة عثمان بن عمارة هذا :
" وهو كذب " . ثم قال :
" فقاتل الله من وضع هذا الإفك " .
وقال في ترجمة عبد الرحيم :
" أتهمه به أو بعثمان " . وأقره الحافظ في الترجمتين من " اللسان " .

(184/1)


2682 - ( التضلع من ماء زمزم براءة من النفاق ) .
قال الألبانى في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/203 :
$موضوع$
أخرجه الأزرقي في " أخبار مكة " ( 291 ) من طريق الواقدي عن عبد الحميد بن عمران عن خالد بن كيسان عن ابن عباس أنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره .
قلت : وهذا إسناد موضوع ؛ آفته الواقدي فإنه كذاب .
وعبد الحميد بن عمران هو أبو الجويرية الكوفي نزيل المدينة ؛ ترجمه ابن أبي حاتم ( 3/1/16 ) ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا .
وخالد بن كيسان ؛ قال الحافظ :
" حجازي مقبول " .
والحديث روي عن ابن عباس من طريق أخرى ضعيفة أيضا بلفظ :
" آية ما بيننا وبين المنافقين أنهم لا يتضلعون من زمزم " .
وهو مخرج في " إرواء الغليل " ( 1125 ) .

(185/1)


2683 - ( نعم البئر بئر غرس ؛ هي من عيون الجنة ، وماؤها أطيب المياه ) .
قال الألبانى في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/204 :
$موضوع$
أخرجه ابن سعد في " الطبقات " ( 1/504 ) : أخبرنا محمد بن عمر : أخبرنا عاصم بن عبد الله الحكمي عن عمر بن الحكم قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره .
قلت : وهذا موضوع ؛ آفته الواقدي فإنه كذاب ؛ كما تقدم مرارا .
وعاصم بن عبد الله الحكمي لم أعرفه ؛ ويحتمل أنه جعفر بن عبد الله بن الحكم ، فإنه ابن أخي عمر بن الحكم الذي هو شيخه في هذا الإسناد . وعليه فقوله : " عاصم " محرف من " جعفر " . والله أعلم .
وجعفر هذا ثقة ، وكذلك عمه عمر ، وهو تابعي ؛ فالحديث مرسل .
وللواقدي إسناد آخر ؛ فقال : حدثني أبو بكر بن عبد الله بن أبي سبرة عن حسين بن عبد الله بن عبيد الله بن عباس عن عكرمة عن ابن عباس مرفوعا بلفظ :
" بئر غرس من عيون الجنة " .
قلت : وهذا أشد ضعفا من الأول ، فإن شيخ الواقدي أبا بكر بن أبي سبرة قال الحافظ :
" رموه بالوضع " .

(186/1)


2684 - ( الحجر الأسود نزل به ملك من السماء ) .
قال الألبانى في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/205 :
$موضوع$
أخرجه الأزرقي في " أخبار مكة " ( ص 232 ) من طريق إبراهيم بن محمد بن أبي يحيى عن أبي الزبير عن سعيد بن جبير عن ابن عباس عن أبي بن كعب عن النبي صلى الله عليه وسلم به .
قلت : وهذا موضوع ؛ آفته إبراهيم هذا ، فإنه متهم بالكذب .

(187/1)


2685 - ( الحجر في الأرض يمين الله عز وجل ، فمن مسح يده على الحجر فقد بايع الله عز وجل ألا يعصيه ) .
قال الألبانى في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/205 :
$موضوع$
رواه أبو محمد القاري في حديثه ( 2/202/2 ) عن أبي سالم الرواس العلاء بن مسلمة : حدثنا أبو حفص العبدي عن أبان عن أنس مرفوعا . ثم قال :
" حديث غريب تفرد بروايته عن أبان أبو حفص عمر بن حفص العبدي ، ولا نحفظه إلا من حديث أبي سالم الرواس " .
قلت : قال فيه ابن حبان :
" يروي الموضوعات عن الثقات " . وقال ابن طاهر :
" كان يضع الحديث " .
قلت : ومع ذلك فقد سود السيوطي بحديثه هذا كتابه " الجامع الصغير " ، أورده من رواية الديلمي في " مسند الفردوس " ، وتعقبه المناوي بأن فيه الرواس هذا قال الذهبي : متهم بالوضع .
قلت : وفاته أن فيه عمر بن حفص العبدي ؛ قال علي :
" ليس بثقة " . وقال النسائي :
" متروك " .
وقد روي موقوفا ؛ فقال الأزرقي في " أخبار مكة " ( ص 229 ) : حدثني مهدي بن أبي المهدي : حدثنا الحكم بن أبان قال : حدثني أبي عن عكرمة قال :
" إن الحجر الأسود يمين الله في الأرض ، فمن لم يدرك بيعة رسول الله صلى الله عليه وسلم فمسح الركن فقد بايع الله ورسوله " .
قلت : إسناده مقطوع ضعيف ، الحكم بن أبان صدوق له أوهام . لكني لم أر من ذكر له رواية عن أبيه ، ولا رأيت أحدا ترجم لوالده ، وأغلب الظن أنه سقط من السند اسم الراوي عن الحكم بن أبان ؛ وهو إبراهيم بن الحكم بن أبان ، وعليه فالضمير في قوله : " عن أبيه " إنما يعود إلى أبي إبراهيم وهو الحكم بن أبان نفسه . ويؤيده أن الحكم مشهور بالرواية عن عكرمة . والله أعلم .
وإبراهيم بن الحكم ؛ ضعيف كما في " التقريب " .
ومهدي بن أبي المهدي ؛ قال ابن أبي حاتم ( 4/1/335 ) :
" شيخ ليس بمنكر الحديث " .

(188/1)


2686 - ( أنزل الله من الجنة إلى الأرض خمسة أنهار : سيحون وهو نهر الهند ، وجيحون وهو نهر بلخ ، ودجلة والفرات وهما نهرا العراق ، والنيل وهو نهر مصر ، أنزلها الله من عين واحدة من عيون الجنة ، من أسفل درجة من درجاتها ، على جناحي جبريل ، فاستودعها الجبال ، وأجراها الأرض ، وجعل فيها منافع للناس في أصناف معايشهم ، فذلك قوله تعالى ( وأنزلنا من السماء ماء بقدر فأسكناه في الأرض ) ، فإذا كان عند خروج يأجوج ومأجوج أرسل الله تعالى جبريل فرفع من الأرض القرآن ، والعلم كله ، والحجر من ركن البيت ، ومقام إبراهيم ، وتابوت موسى بما فيه ، وهذه الأنهار الخمسة ، فيرفع كل ذلك إلى السماء فذلك قوله تعالى : ( وإنا على ذهاب به لقادرون ) ، فإذا رفعت هذه الأشياء من الأرض فقد أهلها خير الدين وخير الدنيا ) .
قال الألبانى في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/207 :
$موضوع$
رواه ابن عدي في " الكامل " ( 380/1 ) ، والخطيب في " تاريخه " ( 1/57 - 58 ) عن مسلمة بن علي عن مقاتل بن حيان عن عكرمة عن ابن عباس مرفوعا ، وقال ابن عدي :
" رواه مسلمة عن مقاتل ، وهو غير محفوظ ، بل هو منكر المتن " .
قلت : ومسلمة بن علي - وهو الخشني - متهم بالكذب كما تقدم مرارا ، فالحديث موضوع ، ولوائح الوضع ظاهرة عليه .

(189/1)


2687 - ( استفرهوا ضحاياكم ، فإنها مطاياكم على الصراط ) .
قال الألبانى في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/207 :
$ضعيف جدا$
رواه الديلمي ( 1/1/49 ) ، والرافعي في " تاريخ قزوين " ( 3/219 ) عن يحيى بن عبيد الله عن أبيه عن أبي هريرة مرفوعا .
قال الحافظ في " مختصره " :
" قلت : يحيى ضعيف " .
قلت : بل هو متروك ؛ كما قال الحافظ نفسه في " التقريب " قال :
" وأفحش الحاكم فرماه بالوضع " .

(190/1)


2688 - ( إذا كان يوم القيامة نادى مناد من وراء الحجاب : يا أهل الجمع ! غضوا أبصاركم عن فاطمة بنت محمد صلى الله عليه وسلم حتى تمر ) .
قال الألبانى في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/208 :
$موضوع$
روي من حديث علي ، وأبي هريرة ، وأبي أيوب الأنصاري ، وعائشة .
1- أما حديث علي ؛ فيرويه العباس بن الوليد بن بكار الضبي وعبد الحميد بن بحر الزهراني عن خالد بن عبد الله الواسطي عن بيان عن الشعبي عن أبي جحيفة عنه مرفوعا .
أخرجه الطبراني في " المعجم الكبير " ( 1/12/1 ) ، وابن الأعرابي في " معجمه " ( 54/1 و 98/2 ) ، وتمام في " الفوائد " ( 71/1 - 2 ) ، وأبو الحسين البوشنجي في " المنظوم والمنثور " ( 181/2 ) ، والدينوري في " المجالسة " ( 27/5/2 ) ، والقطيعي في " الجزء المعروف بالألف دينار " ( 27/1 ) ، وابن منده في " معرفة الصحابة " ( 2/293/2 ) ، والحاكم ( 3/153 و 161 ) وقال :
" صحيح على شرط الشيخين " ! ورده الذهبي بقوله :
" قلت : لا والله ، بل موضوع ، والعباس قال الدارقطني : كذاب . وعبد الحميد قال ابن حبان : كان يسرق الحديث " .
وزاد في " الميزان " :
" وكذا قال ابن عدي " .
2- وأما حديث أبي هريرة ؛ فيرويه عمرو بن زياد الثوباني : أخبرنا عبد الملك بن سليمان عن عطاء عنه مرفوعا به .
أخرجه أبو بكر الشافعي في " الفوائد " ( 6/69/1 ) .
قلت : والثوباني هذا - وهو الباهلي - كذاب .
3- وأما حديث أبي أيوب ؛ فيرويه محمد بن يونس : أخبرنا حسين بن الأشقر : أخبرنا قيس بن الربيع عن سعد بن طريف عن الأصبغ بن نباتة عنه مرفوعا به وزاد :
" فتمر مع سبعين ألف جارية من الحور العين كمر البرق " .
قلت : وهذا موضوع أيضا ، مسلسل بالوضاعين ؛ أو المتهمين بالوضع :
الأول : الأصبغ بن نباتة ؛ قال الحافظ :
" متروك ، رمي بالرفض " .
قلت : وكذبه أبو بكر بن عياش .
الثاني : سعد بن طريف ؛ قال الحافظ :
" متروك ، رماه ابن حبان بالوضع " .
الثالث : محمد بن يونس وهو الكديمي ؛ قال الحافظ :
" ضعيف " .
كذا قال ! وهو أسوأ مما ذكر ، فقد قال ابن عدي :
" قد اتهم الكديمي بالوضع " .
ونحوه قال الدارقطني :
" يتهم بوضع الحديث ، وما أحسن فيه القول إلا من لم يخبر حاله " .
وقال ابن حبان :
" لعله قد وضع أكثر من ألف حديث " .
ثم إن حسين الأشقر قيس بن الربيع ضعيفان ، لكن الآفة من غيرهما .
4- وأما حديث عائشة ؛ فيرويه الحسين بن معاذ بن حرب أبو عبد الله الأخفش الحجبي ، واضطرب عليه في إسناده ، فقال أحمد بن سلمان النجاد : حدثنا حسين بن معاذ بن أخي عبد الله بن عبد الوهاب الحجبي : حدثنا شاذ بن فياض عن حماد بن سلمة عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره . وقال عبد الله بن إسحاق بن إبراهيم البغوي الخراساني : حدثنا أبو عبد الله الأخفش المستملي : حدثنا الربيع بن يحيى الأشناني قال : حدثني جار لحماد بن سلمة قال : حدثنا حماد بن سلمة ... فذكره .
أخرجه الخطيب في ترجمة الأخفش هذا من " التاريخ " ( 8/141 - 142 ) ، ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا ، وطعن فيه الذهبي فقال عقب الحديث :
" فالحسين قد اضطرب في إسناده ، فإن اللذين روياه عنه ثقتان ، ومع اضطرابه أتى بمثل هذا الخبر المنكر " .
وأقره الحافظ في " اللسان " .
وذكر ابن عراق في " تنزيه الشريعة " ( 1/418 ) عن الذهبي أنه قال في " تلخيص الواهيات " عن الحسين هذا :
" ليس بثقة " . وقال في حديثه المذكور :
" إنه باطل " .
ثم قال ابن عراق :
" وتابعه على الرواية الثانية أبو عبد الله الأخفش المستملي . أخرجه الخطيب " .
قلت : وهذا من أوهامه رحمه الله ؛ فإن أبا عبد الله هذا هو الحسين بن معاذ نفسه كما رأيت .
ثم ذكر أنه أخرجه أبو الفتح الأزدي في " الضعفاء " ، من حديث أبي هريرة أيضا . وفيه عمير بن عمران ومحمد بن عبيد الله العرزمي . ومن حديث أبي سعيد أخرجه الأزدي أيضا من طريق داود بن إبراهيم العقيلي ، ثم قال :
" حديث أبي هريرة من الطريقين لا يصلح للاستشهاد ، وكذا ما بعده " .
قلت : أما الطريق الأولى فقد عرفت علتها . وأما الأخرى ؛ فلأن عمير بن عمران قال ابن عدي فيه :
" حدث بالبواطيل " . والعرزمي متروك .
وأما داود بن إبراهيم العقيلي ؛ فكذبه الأزدي ، ونص عبارته كما في " اللسان " :
" مجهول كذاب ، لا يحتج به " . ثم ساق الحديث عن أبي سعيد . ثم قال الأزدي :
" هذا منكر لا يحتمله هذا الإسناد " .
وبالجملة ؛ فالحديث موضوع من جميع طرقه ، فما أبعد عن الصواب من أورده في " الموضوعات " كابن الجوزي خلافا للسيوطي فإنه قد تعقبه ! قال المناوي :
" فلم يأت بشيء سوى أن له شاهدا " .
قلت : يعني حديث أبي هريرة وغيره .

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الفيزياء الثالث الثانوي3ث. رائع

الفيزياء الثالث الثانوي3ث. =============== . ...