روابط مصاحف م الكاب الاسلامي

روابط مصاحف م الكاب الاسلامي
 

ب ميك

المدون

 

الأحد، 5 يونيو 2022

مجلد 2. و3. السلسلة الضعيفة محمد ناصر الدين الألباني

 

مجلد 2. السلسلة الضعيفة محمد ناصر الدين الألباني

275 - " ألا إن أربعين دارا جوار ، و لا يدخل الجنة من خاف جاره بوائقه " ، قيل
للزهري : أربعين دارا ؟ قال : أربعين هكذا ، و أربعين هكذا .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 443 ) :
ضعيف .
أخرجه الطبراني في " الكبير " ( 19 / 73 / رقم 143 ) عن يوسف بن السفر عن
الأوزاعي عن يونس بن يزيد عن الزهري عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك عن أبيه
قال : أتى النبي صلى الله عليه وسلم رجل فقال : يا رسول الله إني نزلت محلة
بني فلان ، و إن أشدهم لي أذى أقربهم لي جوارا ، فبعث النبي صلى الله عليه وسلم
أبا بكر و عمر و عليا أن يأتوا باب المسجد فيقوموا عليه فيصيحوا : ألا ... " .
و يوسف بن السفر أبو الفيض فيه مقال ، كذا قال الزيلعي ( 4 / 413 - 414 ) و قد
ألان القول جدا في ابن السفر هذا ، فإن مثل هذا القول : فيه مقال إنما يقال
فيمن هو مختلف في توثيقه و تجريحه ، و ابن السفر هذا متفق على تركه بل كذبه
الدارقطني و قال البيهقي : هو في عداد من يضع الحديث ، و قد مضى بعض أحاديثه
الموضوعة ( برقم 187 ) و لهذا قال الهيثمي بعد أن ساق له هذا الحديث في
" المجمع " ( 8 / 169 ) : و فيه يوسف بن السفر و هو متروك .
قلت : و قد خالفه هقل بن زياد فقال : حدثنا الأوزاعي عن يونس عن ابن شهاب
الزهري قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره مرسلا ، أخرجه أبو داود
في " المراسيل " ( رقم 350 ) حدثنا إبراهيم بن مروان الدمشقي حدثني أبي حدثنا
هقل بن زياد به ، و يأتي لفظه بعد حديث .
و هذا سند رجاله ثقات و لولا إرساله لحكمت عليه بالصحة ، و على من يقول بصحة
المرسل أن يأخذ به كالحنفية و لهذا أقول : إن قول صاحب " الهداية " ، و ما قاله
الشافعي إن الجوار إلى أربعين دار بعيد ، و ما يرويه فيه ضعف لا يتفق مع قول
الحنفية : إن الحديث المرسل حجة ، فتأمل .
و الحديث قال الحافظ العراقي في " تخريج الإحياء " ( 2 / 189 ) بعد أن ساقه من
الوجهين المرسل و الموصول : إنه حديث ضعيف ، و كذا قال الحافظ في " الفتح "
( 10 / 397 ) .
قلت : و أما قوله : " و لا يدخل الجنة ... " ، فصحيح لأنه جاء من حديث
أبي هريرة مرفوعا بلفظ : " لا يدخل الجنة من لا يأمن جاره بوائقه " أخرجه مسلم
( 1 / 49 ) و البخاري في " الأدب المفرد " ( ص 20 ) ، و هو مخرج في " السلسلة
الأخرى " ( رقم 549 ) .
و قد روي الحديث عن أبي هريرة أيضا و هو :

(1/352)


276 - " حق الجوار إلى أربعين دارا ، و هكذا و هكذا و هكذا يمينا و شمالا و قدام
و خلف " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 445 ) :
ضعيف جدا .
رواه أبو يعلى في " مسنده " ( 10 / 385 / 5982 ) حدثنا محمد بن جامع العطار
حدثنا محمد بن عثمان حدثنا عبد السلام بن أبي الجنوب عن أبي سلمة عن
أبي هريرة مرفوعا ، و عن أبي يعلى رواه ابن حبان في " الضعفاء " ( 2 /
150 ) و أعله بعبد السلام هذا و قال : إنه منكر الحديث .
قلت : و أقره الزيلعي في " نصب الراية " ( 3 / 414 ) ثم تناقض ابن حبان فذكره
في " الثقات " ( 7 / 127 ) ، انظر " تيسير الانتفاع " .
و قال أبو حاتم : ( 3 / 1 / 45 ) : متروك الحديث .
قلت : و فيه علة أخرى فقال الهيثمي في " المجمع " ( 8 / 168 ) : رواه أبو يعلى
عن شيخه محمد بن جامع العطار و هو ضعيف .
قلت : بل هو أسوأ حالا ، قال أبو زرعة : ليس بصدوق ،
و محمد بن عثمان و هو الجمحي المكي ضعيف فهذه علة ثالثة .
و لهذا قال الحافظ العراقي في " تخريج الإحياء " ( 2 / 189 ) : إنه حديث ضعيف ،
و قد روي مرسلا و هو :

(1/353)


277 - " الساكن من أربعين دارا جار " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 446 ) :

ضعيف .
أخرجه أبو داود في " المراسيل " ( 450 ) عن الزهري مرسلا مرفوعا و فيه :
قيل للزهري : و كيف أربعون دارا ؟ قال : أربعون عن يمينه و عن يساره ، و خلفه
و بين يديه ، و رجاله ثقات ، فهو صحيح عند من يحتج بالمرسل كما سبق بيانه قبل
حديث .
و قد اختلف العلماء في حد الجوار على أقوال ذكرها في " الفتح " ( 10 / 367 ) ،
و كل ما جاء تحديده عنه صلى الله عليه وسلم بأربعين ضعيف لا يصح ، فالظاهر أن
الصواب تحديده بالعرف ، والله أعلم .

(1/354)


278 - " العلم خزائن ، و مفتاحها السؤال ، فاسألوا يرحمكم الله ، فإنه يؤجر فيه
أربعة : السائل ، و المعلم ، و المستمع ، و المجيب لهم " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 447 ) :
موضوع .
أخرجه أبو نعيم ( 3 / 192 ) و أبو عثمان النجيرمي في " الفوائد " ( 24 / 1 ) من
طريق داود بن سليمان القزاز حدثنا علي بن موسى الرضى حدثني أبي عن أبيه جعفر عن
أبيه محمد بن علي عن أبيه علي بن الحسين بن علي عن أبيه عن علي بن أبي طالب
مرفوعا ، و قال أبو نعيم : هذا حديث غريب لم نكتبه إلا بهذا الإسناد .
قلت : و هو إسناد موضوع من داود بن سليمان هذا الجرجاني الغازي .
قال الذهبي : كذبه يحيى بن معين ، و لم يعرفه أبو حاتم ، و بكل حال فهو شيخ
كذاب له نسخة موضوعة عن علي بن موسى الرضى ، ثم ساق له أحاديث هذا أحدها و أقره
الحافظ في " اللسان " .
و لهذا فقد أساء السيوطي بإيراده لهذا الحديث في " الجامع الصغير " ، و قد
تعقبه شارحه المناوي بما نقلناه عن الذهبي ثم العسقلاني ، ثم كأنه نسي ذلك في
شرحه الآخر " التيسير " ، فقال : إسناده ضعيف .
نعم رواه الشيروي في " العوالي " ( 213 / 1 ) و الخطيب في " الفقيه و المتفقه "
( 2 / 32 ـ ط الرياض ) من طريق عبد الله بن أحمد بن عامر الطائي حدثني أبي
حدثني علي بن موسى الرضى به ، لكن عبد الله هذا حاله كحال الجرجاني ! قال
الذهبي : روى عن أبيه عن علي الرضى عن آبائه بتلك النسخة الموضوعة الباطلة ما
تنفك عن وضعه أو وضع أبيه .

(1/355)


279 - " نبي ضيعه قومه ، يعنى سطيحا " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 448 ) :
لا أصل له .
في شيء من كتب الإسلام المعهودة و لم أره بإسناد أصلا ، كذا قال الحافظ ابن
كثير في " البداية و النهاية " ( 2 / 271 ) و سيأتي بعد حديث ما يعارضه .

(1/356)


280 - " أوحى الله إلى عيسى عليه السلام يا عيسى آمن بمحمد و أمر من أدركه من أمتك أن
يؤمنوا به ، فلولا محمد ما خلقت آدم ، و لولا محمد ما خلقت الجنة و لا النار ،
و لقد خلقت العرش على الماء فاضطرب فكتبت عليه : لا إله إلا الله محمد
رسول الله ، فسكن " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 448 ) :
لا أصل له مرفوعا .
و إنما أخرجه الحاكم في " المستدرك " ( 2 / 614 - 615 ) من طريق عمرو بن أوس
الأنصاري حدثنا سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن سعيد بن المسيب عن ابن عباس
قال : فذكره موقوفا و قال : صحيح الإسناد ، و تعقبه الذهبي بقوله : أظنه موضوعا
على سعيد .
قلت : يعني ابن أبي عروبة ، و المتهم به الراوي عنه عمرو بن أوس الأنصارى ، قال
الذهبي في " الميزان " : يجهل حاله ، و أتى بخبر منكر ، ثم ساق له هذا الحديث
و قال : و أظنه موضوعا ، و وافقه الحافظ ابن حجر في " اللسان " فأقره .

(1/357)


281 - " ذاك نبي ضيعه قومه ، يعنى خالد بن سنان " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 449 ) :
لا يصح .
أخرجه الحاكم ( 2 / 598 - 599 ) و كذا أبو يعلى من طريق المعلى بن مهدي حدثنا
أبو عوانة عن أبي يونس قال سماك بن حرب : سئل عنه يعني خالد بن سنان النبي
صلى الله عليه وسلم فقال : فذكره .
و هذا إسناد ضعيف لإرساله ، و المعلى بن مهدي ضعفه أبو حاتم قال : يأتي أحيانا
بالمناكير ، و قال الهيثمي ( 8 / 214 ) : هذا منها .
قلت : و رواه الطبراني ( 3 / 154 / 1 ) و كذا البزار ( 2361 ـ زوائده ) و ابن
عدي ( 271 / 2 ) و أبو نعيم في " أخبار أصبهان " ( 2 / 187 ) من طريق قيس بن
الربيع عن سالم الأفطس عن سعيد بن جبير عن ابن عباس مرفوعا ، قال البزار :
لا نعرفه مرفوعا إلا من هذا الوجه ، و كان قيس بن الربيع ثقة في نفسه إلا أنه
كان رديء الحفظ ، و كان له ابن يدخل في حديثه ما ليس منه ، قال : و قد رواه
الثوري عن سالم الأفطس عن سعيد بن جبير مرسلا .
ذكره ابن كثير في " البداية " ( 2 / 211 ) ، و قال ابن عدي : لم يوصله فقال فيه
عن ابن عباس غير ابن الربيع ، ثم قال ابن كثير : و هذه المرسلات لا يحتج بها
ها هنا ، و قال في موضع آخر ( 2 / 271 ) : لا يصح .
قلت : و قد وجدته موصولا أخرجه الخطيب في " تلخيص المتشابه " ( 13 / 148 -
149 ) عن محمد بن عمير حدثني عمرو بن إسحاق بن إبراهيم بن العلاء الزبيدي حدثني
جدي إبراهيم بن العلاء أخبرنا أبو محمد القرشي الهاشمي ، أخبرنا هشام بن عروة
عن أبيه عن أبي عمارة بن حزن بن شيطان مرفوعا به ، و قال الخطيب : في إسناده
نظر .
قلت : و لعل وجهه أن فيه جماعة لم أعرفهم ، منهم القرشي هذا ، و انظر
" الإصابة " ( 2 / 507 ) .
و روي من حديث عائشة أخرجه المخلص في " الفوائد المنتقاة " ( 4 / 176 ) عن
الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس عن عائشة مرفوعا به ، لكن الكلبي كذاب .
قلت : و مع ضعف الحديث فإنه معارض كما قال الهيثمي ( 8 / 214 ) للحديث الصحيح :
" أنا أولى الناس بعيسى بن مريم ، الأنبياء إخوة لعلات ، و ليس بيني و بينه نبي
" رواه البخاري في " صحيحه " ( 6 / 380 ) و مسلم ( 7 / 96 ) .

(1/358)


282 - " لولاك لما خلقت الأفلاك " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 450 ) :
موضوع .
كما قاله الصغاني في " الأحاديث الموضوعة " ( ص 7 ) ، و أما قول الشيخ القاري
( 67 - 68 ) : لكن معناه صحيح ، فقد روى الديلمي عن ابن عباس مرفوعا :
" أتاني جبريل فقال : يا محمد لولاك لما خلقت الجنة ، و لولاك ما خلقت النار "
و في رواية ابن عساكر : " لولاك ما خلقت الدنيا " .
فأقول : الجزم بصحة معناه لا يليق إلا بعد ثبوت ما نقله عن الديلمي ، و هذا مما
لم أر أحدا تعرض لبيانه ، و أنا و إن كنت لم أقف على سنده ، فإنى لا أتردد في
ضعفه ، و حسبنا في التدليل على ذلك تفرد الديلمي به ، ثم تأكدت من ضعفه ، بل
وهائه ، حين وقفت على إسناده في " مسنده " ( 1 / 41 / 2 ) من طريق عبيد الله بن
موسى القرشي حدثنا الفضيل بن جعفر بن سليمان عن عبد الصمد بن علي بن عبد الله
ابن عباس عن أبيه عن ابن عباس به .
قلت : و آفته عبد الصمد هذا ، قال العقيلي : حديثه غير محفوظ ، و لا يعرف إلا
به .
ثم ساق له حديث آخر في إكرام الشهود سيأتي برقم ( 2898 ) ، و من دونه لم
أعرفهما ، و أما رواية ابن عساكر فقد أخرجها ابن الجوزي أيضا في " الموضوعات "
( 1 / 288 ـ 289 ) في حديث طويل عن سلمان مرفوعا و قال : إنه موضوع ،
و أقره السيوطي في " اللآليء " ( 1 / 272 ) .
ثم وجدته من حديث أنس و سوف نتكلم عليه إن شاء الله .

(1/359)


283 - " ارموا ، فإن أيمان الرماة لغو ، لا حنث فيها و لا كفارة " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 451 ) :
باطل .
رواه الطبراني في " المعجم الصغير " ( ص 237 ) حدثنا يوسف بن يعقوب بن
عبد العزيز الثقفي حدثني أبي حدثنا سفيان بن عيينة عن بهز بن حكيم عن أبيه عن
جده أن النبي صلى الله عليه وسلم مر بقوم يرمون ، و هم يحلفون : أخطأت والله
أصبت والله ، فلما رأوا رسول الله صلى الله عليه وسلم أمسكوا فقال : فذكره .
قال الطبراني : تفرد به يوسف بن يعقوب عن أبيه .
قلت : و هذا إسناد ضعيف رجاله ثقات غير يوسف بن يعقوب و أبيه ، قال الحافظ في
ترجمة يوسف من " اللسان " : لا أعرف حاله ، أتى بخبر باطل بإسناد لا بأس به ،
قال الطبراني في " كتاب الرمي " : حدثنا يوسف بن يعقوب بمصر ... قلت : فذكر هذا
الحديث ، ثم قال الحافظ : الحمل فيه على يوسف أو على أبيه ، فما حدث به ابن
عيينة قط ، فما أظن في يوسف بن يعقوب العدل ، روى عن جعفر بن إبراهيم ، و عنه
صدقة بن هبيرة الموصلي ، قال الخطيب : مجهول .

(1/360)


284 - " يا معاذ إني مرسلك إلى قوم أهل كتاب ، فإذا سئلت عن المجرة التي في السماء
فقل : هي لعاب حية تحت العرش " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 452 ) :

موضوع .
أخرجه الطبراني ( 1 / 176 / 1 ) و العقيلي ( 3 / 449 ) و ابن عدي ( 263 / 1 )
من طريق الفضل بن المختار عن محمد بن مسلم الطائفي عن ابن أبي نجيح عن مجاهد عن
جابر بن عبد الله مرفوعا .
أورده ابن الجوزي في " الموضوعات " ( 1 / 142 ) و قال : الفضل منكر الحديث ،
و قال الحافظ ابن كثير في " البداية و النهاية " ( 1 / 39 ) : هذا حديث منكر
جدا ، بل الأشبه أنه موضوع ، و راويه الفضل بن المختار هذا أبو سهل البصري قال
فيه أبو حاتم الرازي : هو مجهول ، حدث بالأباطيل ، و قال الحافظ أبو الفتح
الأزدي : منكر الحديث جدا ، و قال ابن عدي : لا يتابع على أحاديثه لا متنا
و إسنادا .
قلت : و قد ساق له الذهبي أحاديث ثم قال : فهذه أباطيل و عجائب .
و أورده ابن الجوزي من طريق أخرى عن معاذ بن جبل مرفوعا نحوه ، رواه
العقيلي في ترجمة عبد الأعلى بن حكيم ( 253 ) و قال : هذا الحديث غير محفوظ ،
و عبد الأعلى مجهول بالنقل .
و فيه أبو بكر بن أبي سبرة متروك و سليمان بن داود الشاذكوني و هو متهم .
و قال الذهبي في ترجمة عبد الأعلى هذا : و هذا إسناد مظلم ، و متن ليس بصحيح .

(1/361)


285 - " ليس ليوم فضل على يوم في الصيام إلا شهر رمضان و يوم عاشوراء " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 453 ) :

منكر .
أخرجه الطبراني في " المعجم الكبير " ( 3 / 215 / 2 ) و الطحاوي في " معاني
الآثار " ( 1 / 337 ) و أبو سهل الجواليقي في " أحاديث ابن الضريس "
( 189 / 2 ) و من طريقه أبو مطيع المصري في " الأمالي " ( 95 / 1 ) و ابن عدي
( 250 / 1 ) أيضا و الخطيب في " الأمالي بمسجد دمشق " ( 4 / 6 / 2 ) من طريق
عبد الجبار بن الورد عن ابن أبي مليكة عن عبيد الله بن أبي يزيد عن
ابن عباس مرفوعا .
قلت : و هذا إسناد ضعيف ، و رجاله ثقات كما قال المنذري في " الترغيب " ( 2 /
78 ) و الهيثمي في " المجمع " ( 3 / 186 ) ، و لكن عبد الجبار بن الورد في حفظه
ضعف كما أشار لذلك البخاري بقوله : يخالف في بعض حديثه ، و قال ابن حبان :
يخطيء و يهم .
و أنا لا أشك أنه أخطأ في رواية هذا الحديث لأمرين : الأول : أنه اضطرب في
إسناده فمرة قال : عن ابن أبي مليكة ، كما في هذه الرواية و مرة أخرى قال : عن
عمرو بن دينار ، رواه الطبراني ، و هذا يدل على أنه لم يحفظ .
الآخر : أنه قد خولف في متن هذا الحديث فرواه جماعة من الثقات عن عبيد الله بن
أبي يزيد عن ابن عباس قال : ما رأيت النبي يتحرى صيام يوم فضله على غيره إلا
هذا اليوم يوم عاشوراء ، و هذا الشهر يعني شهر رمضان .
رواه البخاري ( 4 / 200 - 201 ) و مسلم ( 3 / 150 - 151 ) و أحمد ( رقم 1938 ،
2856 ، 3475 ) و الطحاوي و الطبراني و البيهقي ( 4 / 286 ) من طرق عن عبيد الله
به ، و أحد أسانيده عند أحمد ثلاثي .
فهذا هو أصل الحديث ، و هو كما ترى من قول ابن عباس و لفظه بناء على ما علمه من
صيامه صلى الله عليه وسلم ، فجاء عبد الجبار هذا فرواه مرفوعا من قول النبي
صلى الله عليه وسلم ، و شتان ما بين الروايتين ، فإن هذه الرواية الضعيفة
تتعارض مع الأحاديث الأخرى التي تصرح بأن لبعض أيام أخرى غير يوم عاشوراء فضلا
على سائر الأيام كقوله صلى الله عليه وسلم : " صوم يوم عرفة يكفر السنة الماضية
و الباقية " .
رواه مسلم ( 3 / 168 ) و غيره عن أبي قتادة ، و هو مخرج في " الإرواء " ( 955 )
فكيف يعقل مع هذا أن يقول عليه السلام ما رواه عنه عبد الجبار هذا ؟ ! .
أما الرواية الصحيحة لحديث ابن عباس ، فإنما فيها إثبات التعارض بين نفي ابن
عباس فضل يوم غير عاشوراء و إثبات غير كأبي قتادة ، و هذا الأمر فيه هين لما
تقرر في الأصول : أن المثبت مقدم على النافي و إنما الإشكال الواضح أن ينسب
النفي إلى النبي صلى الله عليه وسلم مع أنه قد صرح فيما صح عنه بإثبات ما عزي
إليه من النفي .
و مما تقدم تبين أن لا إشكال ، و أن نسبة النفي إليه صلى الله عليه وسلم وهم من
بعض الرواة ، و الحمد لله على توفيقه .

(1/362)


286 - " قد أتى آدم عليه السلام هذا البيت ألف آتية من الهند على رجليه لم يركب فيهن
من ذلك ثلاث مئة حجة و سبع مئة عمرة ، و أول حجة حجها آدم عليه السلام و هو
واقف بعرفات أتاه جبريل عليه السلام فقال : السلام عليك يا آدم بر الله نسكك ،
أما إنا قد طفنا هذا البيت قبل أن تخلق بخمسة آلاف سنة " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 455 ) :
ضعيف جدا .
رواه ابن بشران في " الأمالي " ( 160 / 2 - 161 / 1 ) من طريق العباس بن الفضل
الأنصاري عن القاسم بن عبد الرحمن عن أبي جعفر عن أبيه عن أبي حازم عن
ابن عباس مرفوعا .
قلت : و هذا إسناد ضعيف جدا ، العباس بن الفضل الأنصاري متروك و اتهمه أبو زرعة
كما في " التقريب " .
و القاسم بن عبد الرحمن هو الأنصاري ، قال ابن معين : ليس بشيء ، و قال
أبو زرعة : منكر الحديث ، و قال أبو حاتم : ضعيف الحديث مضطرب الحديث ، حدثنا
عنه الأنصاري ( يعني محمد بن عبد الله ) بحديثين باطلين : أحدهما وفاة آدم
صلى الله عليه وسلم و الآخر عن أبي حازم .
كذا في " الجرح و التعديل " ( 3 / 2 / 113 ) .
قلت : و لعل الحديث الباطل الآخر عن أبي حازم هو هذا والله أعلم .

(1/363)


287 - " ما ترك القاتل على المقتول من ذنب " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 456 ) :
لا أصل له .
و لا يعرف في شيء من كتب الحديث بسند صحيح و لا حسن و لا ضعيف أيضا ، و لكن قد
يتفق في بعض الأشخاص يوم القيامة ( أن ) يطالب المقتول القاتل ، فتكون حسنات
القاتل لا تفي بهذه المظلمة فتحول من سيئات المقتول إلى القاتل كما ثبت به
الحديث الصحيح في سائر المظالم ، و القتل من أعظمها ، كذا في
" البداية و النهاية " ( 1 / 93 - 94 ) لابن كثير .
قلت يشير إلى قوله صلى الله عليه وسلم : " إن المفلس من أمتي من يأتي بصلاة
و صيام و زكاة ، و يأتي قد شتم هذا و قذف هذا و أكل مال هذا و سفك دم هذا و ضرب
هذا فيعطى هذا من حسناته و هذا من حسناته فإن فنيت حسناته قبل أن يقضى ما عليه
أخذ من خطاياهم فطرحت عليه ثم طرح في النار " ، رواه مسلم ، و هو مخرج في
" الصحيحة " ( 847 ) .

(1/364)


288 - " كان يأخذ من لحيته من عرضها و طولها " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 456 ) :

موضوع .
أخرجه الترمذي ( 3 / 11 ) و العقيلي في " الضعفاء " ( ص 288 ) و ابن عدي ( 243
/ 2 ) و أبو الشيخ في " أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم " ( 306 ) من طريق عمر
ابن هارون البلخي عن أسامة بن زيد عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده مرفوعا
و قال الترمذي : هذا حديث غريب ، سمعت محمد بن إسماعيل يقول : عمر بن هارون
مقارب الحديث لا أعرف له حديثا ليس له أصل أو قال : يتفرد به إلا هذا الحديث .
قلت : و في ترجمته رواه العقيلي ثم قال : و لا يعرف إلا به ، و قد روي عن النبي
صلى الله عليه وسلم بأسانيد جياد أنه قال : " اعفوا اللحى ، و احفوا الشوارب "
و هذه الرواية أولى .
و عمر هذا قال في " الميزان " : قال ابن معين : كذاب خبيث ، و قال صالح جزرة :
كذاب ، ثم ساق له هذا الحديث ، لكن قال ابن عدي عقبه : و قد روى هذا عن أسامة
غير عمر بن هارون ، فلينظر فإنه خلاف ما قاله البخاري و العقيلي : إنه تفرد به
عمر .

(1/365)


289 - " من قرأ سورة الواقعة في كل ليلة لم تصبه فاقة أبدا " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 457 ) :
ضعيف .
أخرجه الحارث بن أبي أسامة في " مسنده " ( 178 ـ من زوائده ) و ابن السني في
" عمل اليوم و الليلة " ( رقم 674 ) و ابن لال في " حديثه " ( 116 / 1 ) و ابن
بشران في " الأمالي " ( 20 / 38 / 1 ) و البيهقي في " الشعب " و غيرهم من
طريق أبي شجاع عن أبي طيبة عن ابن مسعود مرفوعا .
و هذا سند ضعيف ، قال الذهبي : أبو شجاع نكرة لا يعرف ، عن أبي طيبة ، و من
أبو طيبة ؟ عن ابن مسعود بهذا الحديث مرفوعا .
و قد أشار بهذا الكلام إلى أن أبا طيبة نكرة لا يعرف ، و صرح في ترجمته بأنه
مجهول .
ثم إن في سند الحديث اضطرابا من وجوه ثلاثة بينها الحافظ ابن حجر في " اللسان "
في ترجمة أبي شجاع هذا فليراجعه من شاء ، و في " فيض القدير " للمناوي : و قال
الزيلعي تبعا لجمع : هو معلول من وجوه : أحدها : الانقطاع كما بينه الدارقطني
و غيره .
الثاني : نكارة متنه كما ذكره أحمد .
الثالث : ضعف رواته كما قاله ابن الجوزي .
الرابع : اضطرابه ، و قد أجمع على ضعفه أحمد و أبو حاتم و ابنه و الدارقطني
و البيهقي و غيرهم .
و قال المناوي في " التيسير " : و الحديث منكر .

(1/366)


290 - " من قرأ سورة الواقعة كل ليلة لم تصبه فاقة أبدا ، و من قرأ كل ليلة
*( لا أقسم بيوم القيامة )* لقي الله يوم القيامة و وجهه في صورة القمر ليلة
البدر " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 458 ) :
موضوع .
رواه الديلمي من طريق أحمد بن عمر اليمامي بسنده إلى ابن عباس رفعه .
ذكره السيوطي في " ذيل الأحاديث الموضوعة " ( 177 ) و قال : أحمد اليمامي كذاب
.

(1/367)


291 - " من قرأ سورة الواقعة و تعلمها لم يكتب من الغافلين ، و لم يفتقر هو و أهل
بيته " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 459 ) :
موضوع .
أورده السيوطي في " ذيل الأحاديث الموضوعة " ( 277 ) من رواية أبي الشيخ بسنده
عن عبد القدوس بن حبيب عن الحسن عن أنس رفعه .
و قال السيوطي : عبد القدوس بن حبيب متروك .
قلت : و قال عبد الرزاق : ما رأيت ابن المبارك يفصح بقوله : كذاب إلا
لعبد القدوس و قد صرح ابن حبان بأنه كان يضع الحديث .

(1/368)


292 - " أما ظلمة الليل و ضوء النهار فإن الشمس إذا سقطت تحت الأرض فأظلم الليل لذلك
و إذا أضاء الصبح ابتدرها سبعون ألف ملك و هي تقاعس كراهية أن تعبد من دون الله
حتى تطلع فتضيء فيطول النهار بطول مكثها فيسخن الماء لذلك ، و إذا كان الصيف قل
مكثها فبرد الماء لذلك ، و أما الجراد فإنه نثرة حوت في البحر يقال له :
الإيوان ، و فيه يهلك ، و أما منشأ السحاب فإنه ينشأ من قبل الخافقين ، و من
بين الخافقين تلجمه الصبا و الجنوب و يستدبره الشمال و الدبور ، و أما الرعد
فإنه ملك بيده مخراق يدني القاصية ، و يؤخر الدانية ، فإذا رفع برقت ، و إذا
زجر رعدت ، و إذا ضرب صعقت ، و أما ما للرجل من الولد و ما للمرأة فإن للرجل
العظام و العروق و العصب ، و للمرأة اللحم و الدم و الشعر ، و أما البلد الأمين
فمكة " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 459 ) :
باطل .
أخرجه الطبراني في " الأوسط " ( 2 / 188 / 2 / 7891 ) من طريق محمد بن
عبد الرحمن السلمي أخبرنا أبو عمران الحراني يوسف بن يعقوب أخبرنا ابن جريج عن
عطاء عن جابر بن عبد الله أن خزيمة بن ثابت و ليس بالأنصاري قال :
يا رسول الله أخبرني عن ضوء النهار و ظلمة الليل و عن حر الماء في الشتاء و عن
برده في الصيف ، و عن البلد الأمين ، و عن منشأ السحاب ، و عن مخرج الجراد ،
و عن الرعد و البرق و عما للرجل من الولد و ما للمرأة فقال رسول الله صلى الله
عليه وسلم : فذكره .
و قال الطبراني : لم يروه عن ابن جريج إلا أبو عمران الحراني ، تفرد به محمد بن
عبد الرحمن السلمي .
قلت : هو مجهول كشيخه ، و قال الهيثمي : رواه الطبراني في " الأوسط " ، و فيه
يوسف بن يعقوب أبو عمران ذكر الذهبي هذا الحديث في ترجمته و لم ينقل تضعيفه عن
أحد .
قلت : روايته مثل هذا الحديث كافية في تضعيفه فقد قال الذهبي في ترجمته : إنه
خبر باطل ، و الراوي عنه مجهول و اسمه محمد عبد الرحمن السلمي ، و أقره الحافظ
في " اللسان " .

(1/369)


293 - " وكل بالشمس تسعة أملاك يرمونها بالثلج كل يوم ، لولا ذلك ما أتت على شيء إلا
أحرقته " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 461 ) :
موضوع .
رواه ابن عدي ( 230 / 2 ) و عنه ابن الجوزي في " الواهيات " ( 1 / 34 ) و
الطبراني في " الكبير " ( 8 / 197 / 7705 ) و أبو حفص الكناني في " الأمالي "
( 1 / 9 / 2 ) و الحافظ أبو محمد السراج القاريء في " الفوائد المنتخبة " ( 1 /
125 / 1 ) و أبو عمرو السمرقندي في " الفوائد المنتقاة " ( 71 / 1 ) و الخطيب
في " الموضح " ( 2 / 79 ، 165 ، 166 / 1 ) ، عن عفير بن معدان عن سليمان بن
عامر الخبائري عن أبي أمامة مرفوعا ، و قال القاري و ابن عدي و تبعه ابن
الجوزي : حديث غريب لا أعلم رواه غير عفير بن معدان .
قلت : و هو ضعيف جدا كما قال الهيثمي ( 8 / 131 ) بعد أن عزا هذا الحديث لرواية
الطبراني ، و كذلك عزاه السيوطي في " الجامع " و قال المناوي بعد أن حكى عن
الهيثمي تضعيف عفير المذكور : و تعصيب الجناية برأس عفير وحده يوهم أنه ليس فيه
من يحمل عليه سواه و الأمر بخلافه ، ففيه مسلمة بن علي الخشني قال في
" الميزان " : واه ، تركوه ، و استنكروا حديثه ، ثم ساق له أخبارا هذا منها ،
و قال ابن الجوزي : لا يرويه غير مسلمة ، و قد قال يحيى : ليس بشيء ،
و النسائي : متروك .
قلت : لكن بعض طرقه سالم من مسلمة ، فالتعصيب في محله .
و هذا الحديث مع ضعفه الشديد إسنادا فإني لا أشك أنه موضوع متنا ، إذ ليس عليه
لوائح كلام النبوة و الرسالة ، بل هو أشبه بالإسرائيليات .
و يؤيد وضعه مخالفته لما ثبت في علم الفلك أن السبب في عدم حرق الشمس لما على
وجه الأرض إنما هو بعدها عن الأرض بمسافات كبيرة جدا يقدرونها بمئة و خمسين
مليون كيلو متر تقريبا كما في كتاب " علم الفلك " للأستاذ طالب الصابوني الذي
يدرس في الصف الحادي عشر .
ثم رأيت الحديث رواه أبو العباس الأصم في " حديثه " ( 3 / 145 / 1 ) ( رقم 77
من نسختي ) موقوفا على أبي أمامة فقال : حدثنا أبو عتبة حدثنا بقية حدثنا
أبو عائذ المؤذن حدثني سليم بن عامر عن أبي أمامة قال : فذكره موقوفا عليه ،
و إسناده ضعيف ، و الوقف هو الأشبه ، والله أعلم .

(1/370)


294 - " الأرض على الماء ، و الماء على صخرة ، و الصخرة على ظهر حوت يلتقي حرفاه
بالعرش ، و الحوت على كاهل ملك قدماه في الهواء " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 462 ) :
موضوع .
ذكره الهيثمي ( 8 / 131 ) من حديث ابن عمر مرفوعا ثم قال : رواه البزار عن
شيخه عبد الله بن أحمد يعني ابن شبيب و هو ضعيف .
قلت : لم أره في " الميزان " و لا في " اللسان " و لا في غيرهما من كتب الرجال
فلعله تحرف اسمه على الطابع ، و الظاهر أنه من الإسرائيليات كالذي قبله .
ثم رأيت الحديث رواه ابن عدي ( 175 / 1 ) من طريق محمد بن حرب عن سعيد بن سنان
عن أبي الزاهرية عن أبي شجرة - كثير بن مرة - عن ابن عمر مرفوعا ، و قال :
سعيد بن سنان الحمصي عامة ما يرويه و خاصة عن أبي الزاهرية غير محفوظة .
قلت : و هو ضعيف جدا بل قال فيه الجوزجاني : أخاف أن تكون أحاديثه موضوعة .
و ساق له الذهبي في " الميزان " أحاديث هذا منها .
ثم رأيت له طريقا أخرى ، أخرجها ابن منده في " التوحيد " ( 27 / 2 ) عن
عبد الله بن سليمان الطويل عن دراج عن عيسى بن هلال الصدفي عن عبد الله بن عمر
مرفوعا ، و قال : هذا إسناد متصل مشهور .
قلت : لكن دراجا ذو مناكير ، و قد سبق له بعض مناكيره ، و عبد الله بن سليمان
الطويل سيء الحفظ فلعله أخطأ هو أو شيخه في سنده فرفعه و هو موقوف ، و مما يؤيد
أن الصواب وقفه أن ابن منده رواه ( 5 / 1 - 2 ، 28 / 2 ) عن ابن عباس موقوفا
عليه دون ذكر الملك و سنده صحيح ، فهذا يؤيد أن الحديث من الإسرائيليات .
ثم وقفت على إسناد البزار بواسطة " كشف الأستار " ( 2 / 449 / 2066 ) للهيثمي
قال البزار : حدثنا عبد الله بن أحمد يعني ابن شبيب حدثنا أبو اليمان حدثنا
سعيد بن سنان به مثل رواية ابن عدي المتقدمة ، و قال البزار : علته سعيد بن
سنان .
قلت : فتكشفت لي الحقائق التالية :
الأولى : أن الهيثمي غفل عن العلة القادحة في هذا الإسناد ، مع تصريح البزار
بها و هي سعيد بن سنان لأنه متهم كما تقدم .
الثانية : أنه تحرف على الهيثمي في الكتابين " المجمع " و " الكشف " اسم جد
عبد الله بن أحمد فقال : ابن شبيب ، و إنما هو ابن شبويه كذلك وقع في كثير من
الأحاديث التي رواها البزار من طريقه و هاك أرقام بعضها من المجلد الأول من
" الكشف " ( 29 و 53 و 508 و 537 و 621 و 762 و 782 و 859 و 892 و 948 و 1049 )
و الرقم الأول فيها بهذا السند عينه ، و إعلال البزار إياه بسعيد نفسه .
الثالثة : لا يوجد في الرواة عبد الله بن أحمد بن شبيب ، كما سبقت الإشارة إلى
ذلك ، و إنما فيهم عبد الله بن شبيب أبو سعيد الربعي فتوهم الهيثمي أنه هو
فضعفه و هو حري بذلك و هو من شيوخ البزار أيضا في عدة أحاديث أخرى كالأحاديث
( 173 و 247 و 417 ) و لو فرض أنه هو صاحب هذا الحديث لم يجز إعلاله به لأنه
متابع عند ابن عدي كما تقدم ، و أما ابن شبويه فهو في " ثقات ابن حبان " ( 8 /
366 ) و قال : مستقيم الحديث .

(1/371)


295 - " من قرأ قل هو الله أحد مئتي مرة غفرت له ذنوب مئتي سنة " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 464 ) :

منكر .
رواه ابن الضريس في " فضائل القرآن " ( 3 / 113 / 1 ) و الخطيب ( 6 / 187 )
و ابن بشران ( ج 12 ق 62 وجه 1 ) و البيهقي في " الشعب " ( 1 / 2 / 35 / 1 ـ 2
) من طريق الحسن بن أبي جعفر الجعفري حدثنا ثابت البناني عن أنس بن مالك
مرفوعا .
و هذا سند ضعيف جدا الحسن بن جعفر الجعفري قال الذهبي : ضعفه أحمد و النسائي ،
و قال البخاري و الفلاس : منكر الحديث ، و من بلاياه هذا الحديث .
قلت : إلا أنه لم يتفرد به فقال السيوطي في " اللآليء " ( 1 / 239 ) : أخرجه
ابن الضريس في " فضائل القرآن " و البيهقي في " شعب الإيمان " من طريق الحسن بن
أبي جعفر به ، و أخرجه البزار من طريق الأغلب بن تميم عن ثابت عن أنس ، و قال :
لا نعلم رواه عن ثابت إلا الحسن بن أبي جعفر و الأغلب و هما متقاربان في سوء
الحفظ ، و أخرجه ابن الضريس و البيهقي من طريق صالح المري عن ثابت عن أنس .
قلت : و صالح هذا هو ابن بشير الزاهد ، قال البخاري و الفلاس أيضا : منكر
الحديث .
و الخلاصة أن هذه الطرق الثلاث شديدة الضعف فلا ينجبر بها ضعف الحديث ، على أن
معناه مستنكر عندي جدا لما فيه من المبالغة ، و إن كان فضل الله تعالى لا حد له
والله أعلم .
تنبيه : لم أر الحديث في " كشف الأستار " ، و لا في " مجمع الزوائد " ، والله
أعلم .

(1/372)


296 - " إن الله ليس بتارك أحدا من المسلمين صبيحة أول يوم من شهر رمضان إلا غفر له "
.

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 465 ) :
موضوع .
رواه الخطيب ( 5 / 91 ) و عنه ابن الجوزي في " الموضوعات " ( 2 / 190 ) من طريق
سلام الطويل عن زياد بن ميمون عن أنس مرفوعا .
و هذا إسناد موضوع سلام الطويل اتهمه غير واحد بالكذب و الوضع ، و شيخه زياد بن
ميمون وضاع باعترافه .
و من هذا الوجه أورده ، و قال ابن الجوزي ما ملخصه : لا يصح ، سلام متروك ،
و زياد كذاب .
و تعقبه السيوطي في " اللآليء " ( 2 / 101 ) بقوله :
قلت : له طريق آخر ، ثم ساق الحديث الآتي و هو موضوع أيضا فلم يصنع شيئا ! و هو
على الراجح نفس الطريق الأولى ، كما سترى .

(1/373)


297 - " إن الله ليس بتارك أحدا من المسلمين يوم الجمعة إلا غفر له " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 466 ) :
موضوع .
رواه الطبراني في " الأوسط " ( 48 ـ 49 من زوائده ) و ابن الأعرابي في
" معجمه " ( 147 ) و ابن بشران في " الأمالي " ( 24 / 290 ) عن المفضل بن فضالة
عن أبي عروة البصري عن زياد أبي عمار - و قال ابن الأعرابي : زياد بن ميمون -
عن أنس بن مالك مرفوعا و قال الطبراني : لا يروى إلا بهذا الإسناد ،
و أبو عروة عندي معمر ، و أبو عمار : زياد النميري ، كذا قال ، و فيه نظر في
موضعين :
الأول : زياد النميري هو ابن عبد الله البصري ، لم أجد من كناه أبا عمار ،
بخلاف زياد بن ميمون فقد كنوه بأبي عمار ، و قال ابن معين في النميري : ضعيف ،
و قال في موضوع آخر : ليس به بأس قيل له : هو زياد أبو عمار ؟ قال : لا ، حديث
أبي عمار ليس بشيء .
فقد فرق هذا الإمام بين زياد بن عبد الله النميري و بين زياد أبي عمار ، فضعف
الأول تضعيفا يسيرا ، و ضعف أبا عمار جدا ، فثبت أنه غير النميري ، و إنما هو
ابن ميمون كما صرحت بذلك رواية ابن الأعرابي و هو وضاع باعترافه كما سبق مرارا
قال الذهبي : زياد بن ميمون الثقفي الفاكهي عن أنس ، و يقال له زياد أبو عمار
البصري ، و زياد بن أبي حسان ، يدلسونه لئلا يعرف في الحال ، قال ابن معين :
ليس يسوى قليلا و لا كثيرا ، و قال يزيد بن هارون : كان كذابا ، ثم ساق له
أحاديث مناكير ، هذا أحدها .
و الثاني : قوله : إن أبا عروة البصري ، هو معمر يعني ابن راشد الثقة شيخ
عبد الرزاق ، فإن هذا و إن كان يكنى أبا عروة فإني لم أجد ما يؤيد أنه هو في
هذا السند ، و صنيع الحافظين الذهبي و العسقلاني يشير إلى أنه ليس به فقالا في
" الميزان " و " اللسان " : أبو عروة عن زياد بن فلان مجهول ، و كذلك شيخه .
قلت : شيخه هو زياد بن ميمون الكذاب كما سبق آنفا فلعل أبا عروة كان يدلسه
فيقول : زياد بن فلان ، كما قال في هذا الحديث : زياد أبي عمار لكي لا يعرف ،
فإذا صح هذا فهو كاف عندنا في تجريح أبي عروة هذا ، والله أعلم .
ثم وجدت ما يؤيد أن الحديث حديث زياد بن ميمون ، فقد أخرجه الواحدي في
" تفسيره " ( 4 / 145 / 1 ) عن عثمان بن مطر عن سلام بن سليم عن زياد بن ميمون
عن أنس ، لكن سلام هذا و هو المدائني كذاب أيضا و عثمان بن مطر ضعيف ، لكن رواه
ابن عساكر ( 11 / 50 / 2 ) من طريق عثمان بن سعيد الصيداوي ، أخبرنا سليم بن
صالح عن عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان عن أبي عمار به .
و أخرجه الديلمي ( 4 / 189 ) من طريق محمد بن الفضل بن عطية عن سلام بن سلم عن
زياد الواسطي عن أنس .
قلت : و ابن الفضل هذا متروك و سلام بن سلم هو ابن سليم نفسه و زياد الواسقي هو
ابن ميمون ذاته و قد أورده بحشل في " تاريخ واسط " ( 58 ـ 59 ) .
و بالجملة فإن مدار الحديث على أبي عمار و هو زياد بن ميمون و هو كذاب .

(1/374)


298 - " سبحان الله ماذا تستقبلون ، و ماذا يستقبل بكم ؟ قالها ثلاثا ، فقال عمر :
يا رسول الله وحي نزل أو عدو حضر ؟ قال : لا ، و لكن الله يغفر فى أول ليلة من
رمضان لكل أهل هذه القبلة ، قال : و في ناحية القوم رجل يهز رأسه يقول : بخ بخ
فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : كأنك ضاق صدرك مما سمعت ؟ قال : لا والله
يا رسول الله و لكن ذكرت المنافقين ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : إن
المنافق كافر ، و ليس لكافر في ذا شيء " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 468 ) :
منكر .
رواه الطبراني في " الأوسط " ( 1 / 97 / 1 من زوائده ) و أبو طاهر الأنباري في
" مشيخته " ( 147 / 1 - 2 ) و ابن فنجويه في " مجلس من الأمالي في فضل رمضان "
( 3 / 2 - 4 / 1 ) و الواحدي في " الوسيط " ( 1 / 64 / 1 ) و الدولابي في
" الكنى " ( 1 / 107 ) عن عمرو بن حمزة القيسي أبي أسيد حدثنا أبو الربيع خلف
عن أنس بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم لما حضر شهر رمضان قال : فذكره
و قال الطبراني : لا يروى عن أنس إلا بهذا الإسناد تفرد به عمرو .
و من هذا الوجه رواه البيهقي في " شعب الإيمان " كما في " اللآليء المصنوعة "
( 2 / 101 ) للسيوطي ، أورده شاهدا للحديث الذي قبله و سكت عليه ! و ليس بشيء ،
فإن عمرو بن حمزة هذا ضعفه الدارقطني و غيره ، و قال البخاري و العقيلي :
لا يتابع على حديثه ، ثم ساق له العقيلي حديثين هذا أحدهما ثم قال : لا يتابع
عليهما ، و خلف أبو الربيع مجهول ، و هو غير خلف بن مهران و قد فرق بينهما
البخاري و كذا ابن أبي حاتم ، فقد ترجم لابن مهران أولا ، و وثقه ، ثم ترجم
لأبي الربيع و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا ، ثم رأيت ابن خزيمة قد أشار
لتضعيف هذا الحديث ، فقد ذكره المنذري في " الترغيب " ( 2 / 63 ) ثم قال :
رواه ابن خزيمة في " صحيحه " و البيهقي ، و قال ابن خزيمة : إن صح الخبر فإني
لا أعرف خلفا أبا الربيع بعدالة و لا جرح و لا عمرو بن حمزة القيسي الذي دونه .
قال المنذري : قد ذكرهما ابن أبي حاتم و لم يذكر فيهما جارحا .
قلت : فكان ماذا ؟ ! فإنه لم يذكر فيه توثيقا أيضا ، فمثل هذا أقرب إلى أن يكون
مجهولا عند ابن أبي حاتم من أن يكون ثقة عنده و إلا لما جاز له أن يسكت عنه
و يؤيد هذا قوله في مقدمة الجزء الأول ( ق 1 ص 38 ) : على أنا ذكرنا أسامي
كثيرة مهملة من الجرح و التعديل كتبناها ليشتمل الكتاب على كل من روى عنه العلم
رجاء وجود الجرح و التعديل فيهم ، فنحن ملحقوها بهم من بعد إن شاء الله ، فهذا
نص منه على أنه لا يهمل الجرح و التعديل إلا لعدم علمه بذلك ، فلا يجوز أن يتخذ
سكوته عن الرجل توثيقا منه له كما يفعل ذلك بعض أفاضل عصرنا من المحدثين ،
و جملة القول : أن هذا الحديث عندي منكر لتفرد هذين المجهولين به .

(1/375)


299 - " إذا كان أول ليلة من شهر رمضان نظر الله عز وجل إلى خلقه ، و إذا نظر الله عز
وجل إلى عبده لم يعذبه أبدا ، و لله عز وجل فى كل ليلة ألف ألف عتيق من النار "
.

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 470 ) :
موضوع .
رواه ابن فنجويه في " مجلس من الأمالي في فضل رمضان " و هو آخر حديث فيه ،
و أبو القاسم الأصبهاني في " الترغيب " ( ق 180 / 1 ) عن حماد بن مدرك
{ الفسنجاني } حدثنا عثمان بن عبد الله أنبأنا مالك عن أبي الزناد عن الأعرج عن
أبي هريرة مرفوعا ، و من هذا الوجه رواه الضياء المقدسي في " المختارة "
( 10 / 100 / 1 ) و له عنده تتمة ثم قال : عثمان بن عبد الله الشامي متهم في
روايته .
و كذلك أورده ابن الجوزي بتمامه في " الموضوعات " ( 2 / 190 ) ، ثم قال ما
ملخصه : موضوع ، فيه مجاهيل ، و المتهم به عثمان ، يضع .
و أقره السيوطي في " اللآليء " ( 2 / 100 - 101 ) .
و الحديث أورده المنذري في " الترغيب " ( 2 / 68 / 69 ) من رواية الأصبهاني فقط
مصدرا بقوله : و روى ... مشيرا بذلك إلى أنه ضعيف أو موضوع ، فكتبت هذا
التحقيق لرفع الاحتمال الأول و تعيين أن الحديث موضوع لكي لا يغتر من لا علم
عنده بإشارة المنذري المحتملة فيروي الحديث عملا بما زعموه أنه من قواعد الحديث
و هو أن الحديث الضعيف يعمل به في فضائل الأعمال ! فينسب بسبب ذلك إلى النبي
صلى الله عليه وسلم ما لم يقل ! .

(1/376)


300 - " من قرأ قل هو الله أحد مئتي مرة كتب الله له ألفا و خمس مئة حسنة ، إلا أن
يكون عليه دين " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 471 ) :
موضوع .
أخرجه ابن عدي ( 1 / 848 ـ 849 ) ، و عنه البيهقي في " الشعب " ( 1 / 2 / 35 /
2 ) و الخطيب ( 6 / 204 ) من طريق أبي الربيع الزهراني حدثنا حاتم بن ميمون عن
ثابت عن أنس مرفوعا .
قلت : و هذا إسناد ضعيف جدا حاتم هذا قال ابن حبان في " الضعفاء " ( 1 / 270 )
: منكر الحديث على قلته ، يروي عن ثابت ما لا يشبه حديثه ، لا يجوز الاحتجاج به
بحال ، و هو الذي يروي عن ثابت عن أنس رفعه : " من قرأ *( قل هو الله أحد )* ..
" الحديث .
و قال البخاري : روى منكرا ، كانوا يتقون مثل هؤلاء المشايخ .
و الحديث أورده ابن الجوزي في " الموضوعات " ( 2 / 244 ) من طريق الخطيب ثم
قال : موضوع ، حاتم لا يحتج به بحال .
فتعقبه السيوطي في " اللآليء " ( 1 / 238 ) بأن الترمذي و محمد بن نصر أخرجاه
من طريقه بلفظ آخر ، و هذا تعقب لا طائل تحته كما هو بين ، و اللفظ المشار إليه
هو : " من قرأ كل يوم مئتي مرة *( قل هو الله أحد )* محي عنه ذنوب خمسين سنة
إلا أن يكون عليه دين " .
أخرجه الترمذي ( 4 / 50 ) و ابن نصر في " قيام الليل " ( ص 66 ) من طريق محمد
ابن مرزوق حدثني حاتم بن ميمون عن ثابت عن أنس مرفوعا ، و قال الترمذي : هذا
حديث غريب أي ضعيف و لذا قال ابن كثير في " تفسيره " ( 4 / 568 ) : إسناده ضعيف
.
قلت : حاتم لا يحل الاحتجاج به بحال كما قال ابن حبان ، و أورد ابن الجوزي
حديثه هذا في " الموضوعات " باللفظ الذي قبله و الطريق واحدة .
و رواه الدارمي ( 2 / 461 ) من طريق محمد الوطاء عن أم كثير الأنصارية عن أنس
مرفوعا بلفظ : " ... خمسين مرة غفر له ذنوب خمسين سنة " .
قلت : و أم كثير هذه لم أعرفها و كذا الراوي عنها محمد الوطاء ، و في
" التفسير " ، محمد العطار من رواية أبي يعلى ، و قال ابن كثير : إسناده ضعيف .
و قد روى من طرق أخرى عن ثابت به بلفظ : " غفرت له ذنوب مئتي سنة " .
و هو منكر كما تقدم قريبا رقم ( 295 ) .

(1/377)


301 - " من قرأ *( قل هو الله أحد )* في مرضه الذي يموت فيه ، لم يفتن في قبره ،
و أمن من ضغطة القبر ، و حملته الملائكة يوم القيامة بأكفها حتى تجيزه من
الصراط إلى الجنة " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 473 ) :
موضوع .
أخرجه الطبراني في " الأوسط " ( 2 / 54 / 2 / 5913 ) و أبو نعيم ( 2 / 213 ) من
طريق أبي الحارث نصر بن حماد البلخي قال : حدثنا مالك بن عبد الله الأزدي قال :
حدثنا يزيد بن عبد الله بن الشخير العنبري عن أبيه مرفوعا .
قلت : و هذا إسناد موضوع ، المتهم به نصر هذا ، و قد تفرد به ، كما قال
الطبراني ، قال ابن معين : كذاب ، و شيخه مالك بن عبد الله الأزدي لم أعرفه .

(1/378)


302 - " كنت نبيا و آدم بين الماء و الطين " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 473 ) :
موضوع .
و مثله :

(1/379)


303 - " كنت نبيا و لا آدم و لا ماء و لا طين " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 473 ) :
موضوع .
ذكر هذا و الذي قبله السيوطي في ذيل " الأحاديث الموضوعة " ( ص 203 ) نقلا عن
ابن تيمية ، و أقره ، و قد قال ابن تيمية في رده على البكري ( ص 9 ) : لا أصل
له ، لا من نقل و لا من عقل ، فإن أحدا من المحدثين لم يذكره ، و معناه باطل ،
فإن آدم عليه السلام لم يكن بين الماء و الطين قط ، فإن الطين ماء و تراب ،
و إنما كان بين الروح و الجسد ، ثم هؤلاء الضلال يتوهمون أن النبي صلى الله
عليه وسلم كان حينئذ موجودا ، و أن ذاته خلقت قبل الذوات ، و يستشهدون على ذلك
بأحاديث مفتراة ، مثل حديث فيه أنه كان نورا حول العرش ، فقال : يا جبريل أنا
كنت ذلك النور ، و يدعي أحدهم أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يحفظ القرآن قبل
أن يأتيه به جبريل .
و يشير بقوله : " و إنما كان بين الروح و الجسد " إلى أن هذا هو الصحيح في هذا
الحديث و لفظه : " كنت نبيا و آدم بين الروح و الجسد " و هو صحيح الإسناد كما
بينته في " الصحيحة " ( 1856 ) ، و قال الزرقاني في " شرح المواهب " ( 1 / 33 )
بعد أن ذكر الحديثين : صرح السيوطي في " الدرر " بأنه لا أصل لهما ، و الثاني
من زيادة العوام ، و سبقه إلى ذلك الحافظ ابن تيمية ، فأفتى ببطلان اللفظين
و أنهما كذب ، و أقره في " النور " ( كذا و لعله " الذيل " ) و السخاوي في "
فتاويه " أجاب باعتماد كلام ابن تيمية في وضع اللفظين قائلا : و ناهيك به
اطلاعا و حفظا ، أقر له المخالف و الموافق ، قال : و كيف لا يعتمد كلامه في مثل
هذا و قد قال فيه الحافظ الذهبي : ما رأيت أشد استحضارا للمتون و عزوها منه ،
و كأن السنة بين عينيه و على طرف لسانه ، بعبارة رشيقة و عين مفتوحة .

(1/380)


304 - " ما أكرم شاب شيخا لسنه إلا قيض الله له من يكرمه عند سنه " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 474 ) :
منكر .
رواه الترمذي ( 3 / 152 ) و أبو بكر الشافعي في " الرباعيات " ( 1 / 106 / 1 -
2 ) و عنه البيهقي في " الآداب " ( 57 / 53 ) و العقيلي ( 455 ) و أبو الحسن
النعالي في " جزء من حديثه " ( 124 - 125 ) و ابن بشران في " الأمالي " ( 18 /
6 / 1 ، 22 / 60 / 1 ) و القطيعي في " جزء الألف دينار " ( 35 / 1 ) و أبو نعيم
في " أخبار أصبهان " ( 2 / 185 ) و زاهر الشحامي في " السباعيات " ( 7 / 12 /
2 ) و أبو بكر بن النقور في " الفوائد " ( 1 / 149 / 1 ) و ابن شاذان في
" المشيخة الصغرى " ( 53 / 2 ) و الخطيب في " الفقيه و المتفقه " ( 277 / 1 )
و عبد الله العثماني الديباجي في " الأمالي " ( 1 / 56 / 1 ) و ابن عساكر في
تاريخه ( 14 / 249 / 2 ) و الضياء المقدسي في " المنتقى من مسموعاته بمرو "
( 33 / 1 ) كل هؤلاء أخرجوه عن يزيد بن بيان المعلم عن أبي الرحال عن أنس
مرفوعا ، و قال الترمذي : هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث هذا الشيخ : يزيد
ابن بيان .
و قال العقيلي : لا يتابع عليه و لا يعرف إلا به .
قلت : و هو ضعيف ، قال الذهبي في " الميزان " : قال الدارقطني : ضعيف ، و قال
البخاري : فيه نظر ، ثم ساق له هذا الحديث و قال : قال ابن عدي : هذا منكر .
قلت : و شيخه أبو الرحال نحوه ، قال أبو حاتم : ليس بقوي منكر الحديث ، و قال
البخاري : عنده عجائب ، و قد أشار لضعفه ابن النقور فقال عقب الحديث : إن هذا
الحديث من مفاريد أبي الرحال خالد بن محمد الأنصاري ، و لا يرويه عنه غير يزيد
ابن بيان ، و فيهما نظر ، و لا يعرف لأبي الرحال عن أنس غير هذا الحديث الواحد
و هو مقل له خمسة أحاديث .

(1/381)


305 - " كن ذنبا و لا تكن رأسا " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 476 ) :
لا أصل له فيما أعلم .
و قد أفاد السخاوي في " المقاصد الحسنة " ( ص 154 ) أنه من كلام إبراهيم بن
أدهم أوصى به بعض أصحابه .
ثم رأيته في " الزهد " لأحمد ( 20 / 80 / 1 ) من قول شعيب ، و هو ابن حرب
المدائني الزاهد توفي سنة ( 197 هـ ) .
و هو كلام يمجه ذوقي ، و لا يشهد لصحته قلبي ، بل هو مباين لما نفهمه من
الشريعة و حضها على معالي الأمور و الأخذ بالعزائم ، فتأمل .

(1/382)


306 - " لعن الله الناظر إلى عورة المؤمن و المنظور إليه " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 476 ) :
موضوع .
رواه ابن عدي في " الكامل " ( 15 / 2 ) عن إسحاق بن نجيح عن عباد بن راشد
المنقري عن ( الحسن ) عن عمران بن حصين مرفوعا ، و قال : و إسحاق بن نجيح
بين الأمر في الضعفاء ، و هو ممن يضع الحديث ، قال ابن معين : هو من المعروفين
بالكذب و وضع الحديث ، قال ابن عدي : و هذا الحديث عن عباد بن راشد عن الحسن
موضوع .
و أورده السيوطي في " ذيل الأحاديث الموضوعة " ( ص 149 ) من أباطيل إسحاق هذا
تبعا للذهبي في " الميزان " .
و يغني عن هذا الحديث مثل قوله صلى الله عليه وسلم : " احفظ عورتك إلا عن زوجتك
و ما ملكت يمينك ... " الحديث و سنده حسن ، و قد خرجته " في آداب الزفاف في
السنة المطهرة " ( ص 34 - 35 ) من الطبعة الثانية .

(1/383)


307 - " لأن أطعم أخا لي في الله لقمة أحب إلي من أن أتصدق بدرهمين ، و لدرهمان
أعطيهما إياه أحب إلي من أن أتصدق بعشرين ، و لعشرون درهما أعطيها إياه أحب إلي
من أن أعتق رقبة " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 477 ) :
موضوع .
رواه ابن بشران ( 26 / 107 ) من طريق الحجاج ، حدثنا بشر عن الزبير عن أنس
مرفوعا .
قلت : و هذا موضوع ، آفته من بشر و هو ابن الحسين كذاب ، و هو في نسخة الزبير
ابن عدي ( 54 / 2 ) ، و لكن الحديث روي بلفظ آخر و هو :

(1/384)


308 - " لأن أطعم أخا في الله مسلما لقمة أحب إلي من أن أتصدق بدرهم ، و لأن أعطي أخا
في الله مسلما درهما أحب إلي من أن أتصدق بعشرة ، و لأن أعطيه عشرة أحب إلي من
أن أعتق رقبة " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 477 ) :
ضعيف .
قال السيوطي في " الجامع الصغير " : رواه هناد ، و البيهقي في " الشعب " عن
بديل مرسلا ، قال شارحه المناوي : و فيه الحجاج بن فرافصة ، قال أبو زرعة :
ليس بقوي ، و أورده الذهبي في الضعفاء و المتروكين .
قلت : و من طريقه رواه أبو القاسم الحلبي السراج في " حديث ابن السقاء " ( 7 /
76 / 2 ) عنه عن أبي العلاء عن يزيد مرفوعا ، كذا في الأصل يزيد و لم أعرفه ،
و لعله يزيد بن عبد الله بن الشخير ، و حينئذ فهو بدل من أبي العلاء فإنها كنية
يزيد ، و عليه فحرف عن بين الكنية و الاسم مقحم من بعض الرواة والله أعلم .
ثم رأيته في " الجامع " لابن وهب ( ص 33 ) عن الحجاج بن فرافصة عن أبي العلاء
لم يجاوزه ، و قد ذكر الذهبي في ترجمة الحجاج هذا حديثا عنه عن يزيد الرقاشي عن
أنس ، فلعل يزيد في إسناد هذا الحديث هو الرقاشي ، و يكون الحجاج رواه عنه
بواسطة أبي العلاء هذا ، فإن كان الأمر كما ذكرنا ، فهذه علة أخرى في الحديث
فإن الرقاشي هذا ضعيف ، والله أعلم .
ثم ترجح عندي أن يزيد محرف من بديل ، فقد رأيت الحديث في " مسند الفردوس "
للديلمي ، أورده في آخر حرف لا من طريق حجاج بن فرافصة عن أبي العلاء عن بديل
ابن ورقاء العدوي ، رفعه .
ثم رأيته كذلك في " زهد هناد " ( 1 / 345 / 643 ) من طريق الحجاج بن فرافصة
أخبرني أبو العلاء عن بديل مرفوعا .
ثم وجدت له شاهدا أخرجه ابن المبارك في " الزهد " ( 189 / 1 ، من الكواكب 575 )
أنبأ عبيد الله الوصافي بن الوليد عن أبي جعفر مرفوعا به إلا أنه قال في الجملة
الأخيرة : " و لأن أعطي أخا لي الله في الله عشرة دراهم أحب إلي من أن أتصدق
على مسكين بمئة درهم " ، و هذا سند ضعيف و مرسل ، و رواه السهمي في " تاريخ
جرجان " ( 316 ) عن الفضل بن موسى السيناني عن الوصافي عن كرز بن وبرة مرفوعا
و ذكر أن ابن وبرة هذا كان معروفا بالزهد و العبادة و لم يذكر فيه جرحا و لا
تعديلا .

(1/385)


309 - " من أصبح و الدنيا أكبر همه فليس من الله في شيء ، و من لم يتق الله فليس
من الله في شيء ، و من لم يهتم للمسلمين عامة فليس منهم " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 479 ) :
موضوع .
أخرجه الحاكم ( 4 / 317 ) و الخطيب في تاريخه ( 9 / 373 ) الشطر الأول منه من
طريق إسحاق بن بشر حدثنا سفيان الثوري عن الأعمش عن شقيق بن سلمة عن حذيفة
مرفوعا ، و سكت عليه و تعقبه الذهبي بقوله : قلت : إسحاق عدم ، و أحسب الخبر
موضوعا .
قلت : و أورده ابن الجوزي في " الموضوعات " ( 3 / 132 ) من طريق الخطيب و تعقبه
السيوطي في " اللآليء " ( 2 / 316 - 317 ) بطرق أخرى و شواهد ذكرها .
أما الطرق عن حذيفة فاثنان آخران : الأول : عن أبان عن أبي العالية عن حذيفة
أراه رفعه ، مثل رواية الخطيب .
قلت : و هذا إسناد لا يستشهد به ، لأن أبان و هو ابن أبي عياش كذبه شعبة و غيره
، لكنه قد توبع كما سيأتي بعد حديثين .
الآخر : عن عبد الله بن سلمة بن أسلم عن عقبة بن شداد الجمحي عن حذيفة رفعه .
و هذا سند ضعيف جدا ، عبد الله هذا ضعفه الدارقطني ، و قال أبو نعيم : متروك ،
و عقبة لا يعرف كما في " الميزان " ، و فيه جماعة آخرون لم أعرفهم .
و أما الشواهد فهي من حديث ابن مسعود و أنس و أبي ذر ، و كلها لا تصح و قد
ذكرتها عقب هذا .

(1/386)


310 - " من أصبح و همه الدنيا ، فليس من الله في شيء ، و من لم يهتم بأمر المسلمين
فليس منهم ، و من أعطى الذلة من نفسه طائعا غير مكره فليس منا " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 480 ) :
ضعيف جدا .
أخرجه الطبراني في " الأوسط " ( 1 / 29 / 1 / 466 / 2 ) من طريق يزيد بن ربيعة
عن أبي الأشعث الصنعاني عن أبي عثمان النهدي عن أبي ذر مرفوعا ، و قال :
تفرد به يزيد بن ربيعة ، أورده السيوطي في " اللآليء " ( 2 / 317 ) و سكت عليه
.
و أما الهيثمي فقال في " مجمع الزوائد " ( 10 / 248 ) : رواه الطبراني ، و فيه
يزيد بن ربيعة الرحبي و هو متروك ، و أشار المنذري ( 3 / 9 ) إلى تضعيفه .
قلت : و قد أنكر أبو حاتم أحاديثه عن أبي الأشعث كما في " الجرح و التعديل "
( 4 / 2 / 261 ) و هذا منها كما ترى ، و قال الجوزجاني : أخاف أن تكون أحاديثه
موضوعة .

(1/387)


311 - " من أصبح و همه غير الله عز وجل فليس من الله في شيء ، و من لم يهتم للمسلمين
فليس منهم " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 480 ) :
موضوع .
ابن بشران في " الأمالي " ( 7 / 105 / 1 ) و ( 19 / 3 / 2 ) و الحاكم ( 4 / 320
) من طريق إسحاق بن بشر ، حدثنا مقاتل بن سليمان عن حماد عن إبراهيم عن
عبد الرحمن بن يزيد عن ابن مسعود مرفوعا ، سكت عليه الحاكم ، و قال ابن
بشران : هذا حديث غريب تفرد به إسحاق بن بشر .
و قال الذهبي في " تلخيص المستدرك " : إسحاق و مقاتل ليسا بثقتين و لا صادقين
.
قلت : إسحاق بن بشر أبو حذيفة البخاري كذبه ابن المدني و الدارقطني ، كما في
" الميزان " و ساق له هذا الحديث ثم قال عقبه : مقاتل أيضا تالف .
قلت : و ابن سليمان هذا هو البلخي ، قال وكيع : كان كذابا .
و الحديث روي من حديث أنس ، فقال أبو حامد الحضرمي الثقة في " حديثه " ( 156 /
2 ) أخبرنا سليمان بن عمر ، حدثنا وهب بن راشد عن فرقد السبخي عن أنس مرفوعا ،
و من هذا الوجه رواه المخلص في " الفوائد المنتقاة " ( 9 / 193 / 2 ) و أبو
نعيم ( 3 / 48 ) و قال : لم يروه عن أنس غير فرقد ، و لا عنه إلا وهب بن راشد ،
و وهب و فرقد غير محتج بحديثهما و تفردهما .
قلت : فرقد ضعيف لسوء حفظه ، و وهب بن راشد هو الرقي ، قال ابن أبي حاتم في
" الجرح و التعديل " ( 4 / 2 / 27 ) : سئل أبي عنه ، فقال : منكر الحديث ، حدث
بأحاديث بواطيل ، و قال ابن حبان : لا يجوز الاحتجاج به بحال .
قلت : فالحمل عليه في هذا الحديث ، و الراوي عنه سليمان بن عمر الرقي ترجمه ابن
أبي حاتم ( 2 / 1 / 131 ) و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا .
و وثقه ابن حبان ( 8 / 280 ) .
و له طريق أخرى ذكرها السيوطي في " اللآليء المصنوعة " ( 2 / 316 ) شاهدا لحديث
حذيفة المتقدم من رواية ابن النجار بسنده عن عبد الله بن زبيد الأيامي عن أبان
عن أنس مرفوعا ، و سكت عنه السيوطي و ليس بجيد ، فإن عبد الله بن زبيد غير
معروف العدالة ، ذكره ابن أبي حاتم في " الجرح و التعديل " ( 2 / 2 / 62 ) و لم
يذكر فيه جرحا و لا تعديلا ، و وثقه ابن حبان ( 7 / 23 ) ، و شيخه أبان هو ابن
أبي عياش كذبه شعبة و غيره ، فمثله لا يستشهد به ، و له طريق أخرى عن أنس
مختصرا بلفظ : من أصبح و أكبر همه الدنيا فليس من الله عز و جل .
أخرجه ابن أبي الدنيا في " ذم الدنيا " ( 6 / 1 ) عن الحارث بن مسلم الرازي
و كانوا يرونه من الأبدال ، عن زياد عنه .
و هذا سند واه جدا ، زياد هذا هو ابن ميمون الثقفي و هو كذاب ، و يحتمل أنه
النميري و هو ضعيف ، انظر الحديث ( 296 ) و الحارث قال السليماني : فيه نظر ،
و له شاهد عن علي ، أخرجه أبو بكر الشافعي في " مسند موسى بن جعفر الهاشمي
( 70 / 1 ) و فيه موسى بن إبراهيم المروزي ، كذبه يحيى بن معين .
و روى الحديث عن حذيفة و أبي ذر و ابن مسعود ، و تقدمت ألفاظهم قريبا ، و من
ألفاظ حديث حذيفة :

(1/388)


312 - " من لا يهتم بأمر المسلمين فليس منهم ، و من لا يصبح و يمسي ناصحا لله
و رسوله و لكتابه و لإمامه و لعامة المسلمين فليس منهم " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 483 ) :
ضعيف .
أخرجه الطبراني في " الصغير " ( ص 188 ) و " الأوسط " ( 2 / 171 / 1 / 7626 )
و عنه أبو نعيم في " أخبار أصبهان " ( 2 / 252 ) من طريق عبد الله بن أبي جعفر
الرازي عن أبيه عن الربيع عن أبي العالية عن حذيفة بن اليمان مرفوعا ،
و قال : لا يروى عن حذيفة إلا بهذا الإسناد .
قلت : و هو ضعيف من أجل عبد الله بن أبي جعفر و أبيه فإنهما ضعيفان ، و اقتصر
الهيثمي في " المجمع " ( 1 / 87 ) في إعلال الحديث على تضعيف الابن فقط و هو
قصور ، فإن الأب أشد ضعفا من الابن .

(1/389)


313 - " كان خطيئة داود عليه السلام النظر " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 483 ) :
موضوع .
رواه الديلمي بسنده عن مجالد بن سعيد عن الشعبي عن الحسن عن سمرة قال : قدم
على النبي صلى الله عليه وسلم وفد عبد القيس ، و فيهم غلام ظاهر الوضاءة ،
فأجلسه النبي صلى الله عليه وسلم خلف ظهره و قال : فذكره .
قال ابن الصلاح في " مشكل الوسيط " : لا أصل لهذا الحديث ، و قال الزركشي في
" تخريج أحاديث الشرح " : هذا حديث منكر ، فيه ضعفاء ، و مجاهيل ، و انقطاع ،
قال : و قد استدل على بطلانه بقوله صلى الله عليه وسلم : " إني أراكم من وراء
ظهري " ، كذا في " ذيل الأحاديث الموضوعة " للسيوطي ( ص 122 - 123 ) و " تنزيه
الشريعة " لابن عراق ( 308 / 1 - 2 ) .
قلت : و الاستدلال المذكور فيه نظر ، لأن رؤية النبي صلى الله عليه وسلم من
خلفه إنما هي في حالة الصلاة كما تدل عليه الأحاديث الواردة في الباب ، و ليس
هناك ما يدل على أنها مطلقة في الصلاة و خارجها ، فتأمل .
و للحديث طريق أخرى رواه أبو نعيم في " نسخة أحمد بن نبيط " و هي موضوعة كما
سيأتي ( برقم 562 ) ، و لعل الحديث أصله من الإسرائيليات التي كان يرويها بعض
أهل الكتاب ، تلقاها عنه بعض المسلمين ، فوهم بعض الرواة فرفعه إلى النبي
صلى الله عليه وسلم ، فقد رأيت الحديث في " كتاب الورع " لابن أبي الدنيا ( 162
/ 2 ) موقوفا على ابن جبير ، فقال : أخبرنا محمد بن حسان السمتي عن خلف بن
خليفة عن أبي هاشم عن سعيد بن جبير قال : " كان فتنة داود عليه السلام في
النظر " .
و هذا الإسناد فيه ضعف و هو مع ذلك أولى من المرفوع .
و قصة افتتان داود عليه السلام بنظره إلى امرأة الجندي أوريا مشهورة مبثوثة في
كتب قصص الأنبياء و بعض كتب التفسير ، و لا يشك مسلم عاقل في بطلانها لما فيها
من نسبة ما لا يليق بمقام الأنبياء عليهم الصلاة و السلام مثل محاولته تعريض
زوجها للقتل ، ليتزوجها من بعده ! و قد رويت هذه القصة مختصرة عن النبي
صلى الله عليه وسلم فوجب ذكرها و التحذير منها و بيان بطلانها و هي :

(1/390)


314 - " إن داود النبي عليه السلام حين نظر إلى المرأة فهم بها قطع على بني إسرائيل
بعثا و أوحى إلى صاحب البعث فقال : إذا حضر العدو فقرب فلانا ، و سماه ، قال :
فقربه بين يدي التابوت ، قال : و كان ذلك التابوت في ذلك الزمان يستنصر به ،
فمن قدم بين يدي التابوت لم يرجع حتى يقتل أو ينهزم عنه الجيش الذي يقاتله ،
فقتل زوج المرأة ، و نزل الملكان على داود فقصا عليه القصة " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 485 ) :
باطل .
رواه الحكيم الترمذي في " نوادر الأصول " عن يزيد الرقاشي عن أنس مرفوعا ،
كما في " تفسير القرطبي " ( 15 / 167 ) ، و قال ابن كثير في تفسيره ( 4 / 31 )
: رواه ابن أبي حاتم ، و لا يصح سنده لأنه من رواية يزيد الرقاشي عن أنس ،
و يزيد و إن كان من الصالحين لكنه ضعيف الحديث عند الأئمة .
قلت : و الظاهر أنه من الإسرائيليات التي نقلها أهل الكتاب الذين لا يعتقدون
العصمة في الأنبياء ، أخطأ يزيد الرقاشي فرفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم ،
و قد نقل القرطبي ( 15 / 176 ) عن ابن العربي المالكي أنه قال : و أما قولهم :
إنها لما أعجبته أمر بتقديم زوجها للقتل في سبيل الله ، فهذا باطل قطعا ، فإن
داود صلى الله عليه وسلم لم يكن ليريق دمه في غرض نفسه .
تنبيه : تبين لنا من رواية ابن أبي حاتم في تفسيره لمثل هذا الحديث الباطل أن
ما ذكره في أول كتابه " التفسير " أنه تحرى إخراجه بأصح الأخبار إسنادا
و أثبتها متنا كما ذكره ابن تيمية ليس على عمومه فليعلم هذا .

(1/391)


315 - " من أكل مع مغفور له غفر له " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 486 ) :

كذب لا أصل له .
قال الحافظ ابن كثير في تفسير قوله تعالى : *( ضرب الله مثلا للذين كفروا امرأة
نوح و امرأة لوط كانتا تحت عبدين من عبادنا صالحين فخانتاهما فلم يغنيا عنهما
من الله شيئا و قيل ادخلا النار مع الداخلين )* .
و قد استدل بهذه الآية الكريمة بعض العلماء على ضعف الحديث الذي يأثره كثير من
الناس : " من أكل مع مغفور له غفر له " ، و هذا الحديث لا أصل له ، و إنما يروى
هذا عن بعض الصالحين أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم في المنام فقال :
يا رسول الله أنت قلت : " من أكل ... " الحديث ، قال : " لا " ، و لكني الآن
أقوله ! و في " المقاصد " قال شيخنا يعني ابن حجر : كذب موضوع ، و سبقه إلى ذلك
ابن القيم في " المنار " ( ص 51 ) .
و قال شيخ الإسلام ابن تيمية في أحاديث سئل عنها ( رقم 32 ) من نسختي : هذا ليس
له إسناد عند أهل العلم و لا هو في شيء من كتب المسلمين ، إنما يروونه عن سنان
و ليس معناه صحيحا على الإطلاق ، فقد يأكل مع المسلمين الكفار و المنافقون .

(1/392)


316 - " ابدأ بأمك و أبيك و أختك و أخيك و الأدنى فالأدنى و لا تنسوا الجيران و ذا
الحاجة " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 486 ) :
ضعيف جدا بهذا التمام .
أخرجه الطبراني في " المعجم الكبير " ( 20 / 150 / 311 ) من طريق عباد بن أحمد
العرزمي حدثنا عمي عن أبيه عن محمد بن سوقة عن أبي رفاعة عن معاذ بن جبل
قال : أقبل رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله من أعطي من
فضل ما خولني الله ؟ قال : فذكره .
قال الهيثمي في " مجمع الزوائد ( 3 / 120 ) : رواه الطبراني في " الكبير "
و فيه عباد بن أحمد العرزمي ، و هو ضعيف .
قلت : فتعقبه أخونا حمدي السلفي في تعليقه على " المعجم " فقال : قلت بل هو
متروك .
أقول و لقد أصاب جزاه الله خيرا ، فإن العرزمي هذا لم يترجم إلا بقول الدارقطني
فيه : متروك ، فهو شديد الضعف .
و عمه الظاهر عندي أنه عبد الرحمن بن محمد بن عبيد الله العرزمي فإنهم ذكروا
أنه يروي عن أبيه قال في " الميزان " : ضعفه الدارقطني ، و قال أبو حاتم : ليس
بقوي .
قلت و ذكره ابن حبان في " الثقات " و قال ( 7 / 91 ) : يعتبر حديثه من غير
روايته عن أبيه .
قلت : و أبوه محمد بن عبيد الله العرزمي متروك أيضا و هو مترجم في " التهذيب "
و غيره ، و الحديث قد ثبت من حديث طارق المحاربي مرفوعا نحوه دون قوله : " و لا
تنسوا الجيران و ذا الحاجة " ، و لذلك خرجته هنا و حديث طارق مخرج في " إرواء
الغليل " مع أحاديث أخرى بمعناه ( 834 ) .
تنبيه : كان هنا في الطبعة السابقة حديث آخر بلفظ : " إن أهل الشبع في الدنيا
هم أهل الجوع في الآخرة " .
فنقلته إلى " الصحيحة " ( 343 ) لأني وجدت له ما يقويه بلفظه عند ابن ماجه
و بنحوه عند آخرين فاقتضى التنبيه و قد كنت نبهت على هذا في فهرس بعض الطبعات
التي طبعت على طريقة الأوفست بواسطة المكتب الإسلامي والله تعالى هو المسؤول أن
يسدد خطانا و أن يعصمنا من الزلل و من كل ما لا يرضيه .

(1/393)


317 - " إن موسى بن عمران مر برجل و هو يضطرب ، فقام يدعو له أن يعافيه ، فقيل له :
يا موسى إنه ليس الذي يصيبه خبط من إبليس ، و لكنه جوع نفسه لي فهو الذي ترى ،
إني أنظر إليه كل يوم مرات أتعجب من طاعته لي ، فمره فليدع لك فإن له عندي كل
يوم دعوة " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 488 ) :
ضعيف .
رواه الطبراني ( 3 / 132 / 1 ) : حدثنا جبرون بن عيسى المقريء ، أخبرنا يحيى بن
سليمان الحفري ، أخبرنا فضيل بن عياض عن منصور عن عكرمة عن ابن عباس مرفوعا
.
و من طريقه رواه أبو نعيم في " الحلية " ( 3 / 345 - 346 ) و قال : هذا حديث
غريب ، لم يروه عن فضيل إلا يحيى بن سليمان ، و فيه مقال .
قلت : و الراوي عنه جبرون لم أعرفه ، و لم يزد الدارقطني في " المؤتلف " ( 2 /
849 ) على قوله فيه : كان يحدث بمصر عن يحيى بن سليمان الحفري نسخة ... .
والله أعلم .

(1/394)


318 - " لكل شيء زكاة و زكاة الدار بيت الضيافة " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 489 ) :
موضوع .
عزاه السيوطي في " الجامع الصغير " للرافعي عن ثابت ، و ذكره في " ذيل الأحاديث
الموضوعة " ( ص 114 ) من رواية ابن أبي شريح في جزء ميني كذا و لعله بيبى حدثنا
أحمد بن عثمان النهرواني ، حدثني عبد الله بن عبد القدوس أبو صالح الكرخي ،
حدثنا عاصم بن علي ، حدثنا شعبة عن ثابت عن أنس مرفوعا ، و قال السيوطي :
أورده أبو سعيد النقاش في " الموضوعات " ، و قال : وضعه أحمد أو شيخه ، و أقره
في " الميزان " ( 1 / 118 ) و أورده الجوزجانى في " الأباطيل " ( 2 / 64 )
و قال : حديث منكر ، و عبد الله بن عبد القدوس مجهول .
قلت : لكن له طريق أخرى عن ثابت ، رواه ابن عساكر ( 14 / 13 / 2 ) عن أبي طالب
عيسى بن محمد الباقلاني بسنده الصحيح عن حماد بن سلمة عن ثابت به ، ساقه في
ترجمة الباقلاني هذا و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا فهو آفته والله أعلم .
قلت : ثم وجدت له طريقا ثالثة عن أنس أخرجه السهمي في " تاريخ جرجان " ( 363 )
عن ابن عدي حدثني محمد بن القاسم بن شريح أبو سعيد بجرجان حدثنا العباس بن محمد
الدامغاني حدثنا علي بن الحسين الكوفي حدثنا عقبة بن الزبير حدثنا علي بن عاصم
عن حميد الطويل عن أنس به ، أورده في ترجمة محمد بن القاسم هذا و لم يذكر فيه
جرحا و لا تعديلا و ابن عاصم ضعيف و علي بن الحسين رافضي .

(1/395)


319 - " سبعة لا ينظر الله عز وجل إليهم يوم القيامة و لا يزكيهم و يقول : ادخلوا
النار مع الداخلين : الفاعل و المفعول به ، و الناكح يده ، و ناكح البهيمة ،
و ناكح المرأة في دبرها ، و ناكح المرأة و ابنتها ، و الزاني بحليلة جاره ،
و المؤذي لجاره حتى يلعنه " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 490 ) :
ضعيف .
رواه ابن بشران ( 86 / 1 - 2 ) من طريق عبد الله بن لهيعة عن عبد الرحمن بن
زياد بن أنعم عن أبي عبد الرحمن الحبلي عن عبد الله بن عمرو مرفوعا .
قلت : و هذا إسناد ضعيف من أجل ابن لهيعة و شيخه الإفريقي ، فإنهما ضعيفان من
قبل حفظهما ، و قد أورد المنذري في " الترغيب " ( 3 / 195 ) قطعة من الحديث
و قال : رواه ابن أبي الدنيا و الخرائطي و غيرهما ، و أشار لضعفه .

(1/396)


320 - " كما تكونوا يولى عليكم " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 490 ) :
ضعيف .
أخرجه الديلمي من طريق يحيى بن هاشم عن يونس بن أبي إسحاق عن أبيه عن جده عن
أبي بكرة مرفوعا ، و البيهقي في " الشعب " من طريق يحيى عن يونس بن أبي
إسحاق عن أبي إسحاق مرسلا ، و يحيى في عداد من يضع ، لكن له طريق أخرى عند ابن
جميع في " معجمه " ( ص 149 ) و القضاعي في " مسنده " ( 47 / 1 ) من جهة أحمد بن
عثمان الكرماني عن المبارك بن فضالة عن الحسن عن أبي بكرة مرفوعا .
قال ابن طاهر : و المبارك و إن ذكر بشيء من الضعف فالتهمة على من رواه عنه فإن
فيهم جهالة ، كذا في " المناوي " .
و قال الحافظ ابن حجر في " تخريج الكشاف " ( 4 / 25 ) : و في إسناده إلى مبارك
مجاهيل .
قلت : و من هذا الوجه رواه السلفي في " الطيوريات " ( 1 / 282 ) .
ثم إن الحديث معناه غير صحيح على إطلاقه عندي ، فقد حدثنا التاريخ تولي رجل
صالح عقب أمير غير صالح و الشعب هو هو ! .

(1/397)


321 - " من ولد له مولود فأذن في أذنه اليمنى و أقام في أذنه اليسرى لم تضره أم
الصبيان " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 491 ) :

موضوع .
رواه أبو يعلى في " مسنده " ( 4 / 1602 ) و عنه ابن السني في " عمل اليوم
و الليلة " ( 200 / 617 ) و كذا ابن عساكر ( 16 / 182 / 2 ) من طريق أبي يعلى
و ابن بشران في " الأمالي " ( 88 / 1 ) و أبو طاهر القرشي في " حديث ابن مروان
الأنصاري و غيره " ( 2 / 1 ) من طريق يحيى بن العلاء الرازي عن مروان بن سليمان
عن طلحة بن عبيد الله العقيلي عن الحسين بن علي مرفوعا .
قلت : و هذا سند موضوع ، يحيى بن العلاء و مروان بن سالم يضعان الحديث .
و عزاه ابن القيم في " تحفة المودود " ( ص 9 ) للبيهقي ، ثم قال : و قال :
إسناده ضعيف .
قلت : و فيه تساهل لا يخفى ، و نحوه قول الهيثمي في " المجمع " ( 4 / 59 ) :
رواه أبو يعلى و فيه مروان بن سليمان الغفاري و هو متروك .
فتعقبه المناوي في " شرح الجامع الصغير " بقوله : و أقول : تعصيب الجناية برأسه
وحده يؤذن بأنه ليس فيه من يحمل عليه سواه ، و الأمر بخلافه ففيه يحيى بن
العلاء البجلي الرازي ، قال الذهبي في " الضعفاء و المتروكين " : قال أحمد كذاب
وضاع ، و قال في " الميزان " : قال أحمد : كذاب يضع ، ثم أورد له أخبارا هذا
منها .
قلت : و قد خفي وضع هذا الحديث على جماعة ممن صنفوا في الأذكار و الأوراد ،
كالإمام النووي رحمه الله ، فإنه أورده في كتابه برواية ابن السني دون أن يشير
و لو إلى ضعفه فقط ، و سكت عليه شارحه ابن علان ( 6 / 95 ) فلم يتكلم على سنده
بشيء ! ثم جاء ابن تيمية من بعد النووي فأورده في " الكلم الطيب " ثم تبعه
تلميذه ابن القيم ، فذكره في " الوابل الصيب " ، إلا أنهما قد أشارا إلى تضعيفه
بتصديرهما إياه بقولهما و يذكر ، و هذا و إن كان يرفع عنهما مسؤولية السكوت عن
تضعيفه ، فلا يرفع مسؤولية إيراده أصلا ، فإن فيه إشعارا أنه ضعيف فقط و ليس
بموضوع ، و إلا لما أورداه إطلاقا ، و هذا ما يفهمه كل من وقف عليه في كتابيهما
و لا يخفى ما فيه ، فقد يأتي من بعدهما من يغتر بصنيعهما هذا و هما الإمامان
الجليلان فيقول : لا بأس فالحديث الضعيف يعمل به في فضائل الأعمال ! أو يعتبره
شاهدا لحديث آخر ضعيف يقويه به ، ذاهلا عن أنه يشترط في هذا أو ذاك أن لا يشتد
ضعفه ، و قد رأيت من وقع في شيء مما ذكرت ، فقد روى الترمذي بسند ضعيف عن
أبي رافع قال : رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم أذن في أذن الحسن بن علي حين
ولدته فاطمة بالصلاة ، و قال الترمذي : حديث صحيح ، و العمل عليه .
فقال شارحه المباركفوري بعد أن بين ضعف إسناده مستدلا عليه بكلمات الأئمة في
راويه عاصم بن عبيد الله : فإن قلت : كيف العمل عليه و هو ضعيف ؟ قلت : نعم هو
ضعيف ، لكنه يعتضد بحديث الحسين بن علي رضي الله عنهما الذي رواه أبو يعلى
الموصلي و ابن السني ! فتأمل كيف قوى الضعيف بالموضوع ، و ما ذلك إلا لعدم علمه
بوضعه و اغتراره بإيراده من ذكرنا من العلماء ، و كدت أن أقع أنا أيضا في مثله
، فانتظر .
نعم يمكن تقوية حديث أبي رافع بحديث ابن عباس : أن النبي صلى الله عليه وسلم
أذن في أذن الحسن بن علي يوم ولد و أقام في أذنه اليسرى .
أخرجه البيهقي في " الشعب " مع حديث الحسن بن علي و قال : و في إسنادهما ضعف ،
ذكره ابن القيم في " التحفة " ( ص 16 ) .
قلت : فلعل إسناد هذا خير من إسناد حديث الحسن بحيث أنه يصلح شاهدا لحديث رافع
والله أعلم .
فإذا كان كذلك ، فهو شاهد للتأذين فإنه الذي ورد في حديث أبي رافع ، و أما
الإقامة فهي غريبة ، والله اعلم .
و أقول الآن و قد طبع " الشعب " : إنه لا يصلح شاهدا لأن فيه كذابا و متروكا ،
فعجبت من البيهقي ثم ابن القيم كيف اقتصرا على تضعيفه حتى كدت أن أجزم بصلاحيته
للاستشهاد ! فرأيت من الواجب التنبيه على ذلك و تخريجه فيما يأتي ( 6121 ) .

(1/398)


322 - " سألت ربي عز وجل أن لا يدخل أحدا من أهل بيتي النار فأعطانيها " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 494 ) :
موضوع .
أخرجه ابن بشران في " الأمالي " ( 56 / 1 ) أخبرنا أبو سهل أحمد بن محمد بن
عبد الله بن زياد القطان ، حدثنا محمد بن يونس ، حدثنا أبو على الحنفي ، حدثنا
إسرائيل عن أبي حمزة الثمالي عن أبي رجاء عن عمران بن حصين مرفوعا .
قلت : و هذا إسناد موضوع ، أبو حمزة الثمالي اسمه ثابت بن أبي صفية ليس بثقة
كما قال النسائي و غيره ، و محمد بن يونس هو الكديمي و هو وضاع مشهور .
و قد أساء السيوطي فأورده في " الجامع الصغير " و لم يتكلم عليه شارحه المناوي
بشيء إلا أنه قال : و أخرجه ابن سعد و الملا في " سيرته " و هو عند الديلمي
و ولده بلا سند .
و أما في " التيسير " فقال : إسناده ضعيف .

(1/399)


323 - " ما علم الله من عبد ندامة على ذنب إلا غفر له قبل أن يستغفر " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 494 ) :

موضوع .
أخرجه الحاكم ( 4 / 253 ) من طريق هشام بن زياد عن أبي الزناد عن القاسم بن
محمد عن عائشة مرفوعا ، و قال : صحيح الإسناد ، و رده الذهبي في " تلخيصه "
بقوله : قلت : بل هشام متروك ، و قال ابن حبان ( 3 / 88 ) : يروي الموضوعات عن
الثقات و المقلوبات عن الأثبات ، حتى يسبق إلى قلب المستمع أنه كان المتعمد لها
لا يجوز الاحتجاج به .
و له طريق أخرى بلفظ : " ما أذنب عبد ... " .
قلت : و هو موضوع أيضا ، و سيأتي برقم ( 777 ) ، و الأول من موضوعات
" الجامع " .

(1/400)


324 - " من أذنب ذنبا فعلم أن له ربا إن شاء أن يغفره له غفره له و إن شاء عذبه كان
حقا على الله أن يغفر له " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 495 ) :

موضوع .
أخرجه أبو الشيخ في " أحاديثه " ( 18 / 2 ) و الطبراني في " حديثه عن النسائي "
( 313 / 1 ) و ابن حبان في " الثقات " ( 2 / 150 ) و الحاكم في " المستدرك "
( 4 / 242 ) و أبو نعيم في " الحلية " ( 8 / 286 ) و مشرق بن عبد الله الفقيه
في " حديثه " ( 60 / 2 ) من طريق جابر بن مرزوق المكي عن عبد الله بن
عبد العزيز بن عبد الله بن عمر بن الخطاب عن أبي طوالة عن أنس مرفوعا ،
و قال الحاكم : صحيح الإسناد ، و رده الذهبي بقوله : قلت : لا والله ، و من
جابر حتى يكون حجة ؟ ! بل هو نكرة ، و حديثه منكر ، و قال في ترجمة جابر من
" الميزان " : متهم ، حدث عنه قتيبة بن سعيد و علي بن بحر بما لا يشبه حديث
الثقات ، قاله ابن حبان .
قلت : و مع ذلك ذكره السيوطي في " الجامع " ! و يغني عنه ما أخرجه الحاكم قبيل
هذا عن أبي هريرة مرفوعا : " أن عبدا أصاب ذنبا فقال : يا رب أذنبت ذنبا فاغفره
لي ، فقال ربه عز وجل : علم عبدي أن له ربا يغفر الذنب و يأخذ به ، فغفر له .."
الحديث و قال : صحيح على شرط الشيخين ، و وافقه الذهبي ، و هو كما قالا .
لكن استدراكه على الشيخين وهم ، كما كنت ذكرت في تعليقي على " صحيح الجامع "
( 2099 ) ، فقد أخرجه البخاري ( رقم 7507 ) و مسلم ( 8 / 99 ) و أحمد أيضا ( 2
/ 296 و 405 و 492 ) .

(1/401)


325 - " من أذنب ذنبا فعلم أن الله قد اطلع عليه غفر له و إن لم يستغفر " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 496 ) :
موضوع .
رواه الطبراني في " الأوسط " ( 1 / 272 / 1 / 4633 ) من طريق إبراهيم بن هراسة
عن حمزة الزيات عن العلاء بن المسيب عن أبيه عن ابن مسعود مرفوعا ، قال
الهيثمي ( 10 / 211 ) : و فيه إبراهيم بن هراسة و هو متروك .
قلت : و كذبه أبو داود و غيره ، و انظر الحديث قبله .
و مما يبطل هذه الأحاديث الأربعة ما تقرر في الشريعة أن النجاة لا تكون بمجرد
الندم و العلم أن الله مطلع على المذنب بل لابد من التوبة النصوح .
و سوف يأتي حديث آخر بهذا المعنى ( 6172 ) .

(1/402)


326 - " من تمسك بسنتي عند فساد أمتي فله أجر مئة شهيد " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 497 ) :
ضعيف جدا .
رواه ابن عدي في " الكامل " ( 90 / 2 ) و ابن بشران في " الأمالي " ( 93 / 1 و
141 / 2 ) عن الحسن بن قتيبة أنبأنا عبد الخالق بن المنذر عن ابن أبي نجيح عن
مجاهد عن ابن عباس مرفوعا .
قلت : و هذا سند ضعيف جدا ، و علته الحسن بن قتيبة ، قال الذهبي في
" الميزان " : هالك ، قال الدارقطني : متروك الحديث ، و قال أبو حاتم : ضعيف و
قال الأزدى : واهي الحديث ، و قال العقيلي : كثير الوهم .
قلت : و شيخه ابن المنذر لا يعرف ، و قد عزاه المنذري في " الترغيب " ( 1 /
41 ) للبيهقي من طريق الحسن هذا .
و روي الحديث بلفظ آخر أقرب من هذا ، و هو :

(1/403)


327 - " المتمسك بسنتي عند فساد أمتي له أجر شهيد " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 497 ) :
ضعيف .
أخرجه أبو نعيم في " الحلية " ( 8 / 200 ) من طريق الطبراني و هذا في
" الأوسط " ( 2 / 31 / 5746 ) حدثنا محمد بن أحمد بن أبي خيثمة ، حدثنا محمد بن
صالح العذري حدثنا ( عبد المجيد بن ) عبد العزيز بن أبي رواد عن أبيه عن عطاء
عن أبي هريرة مرفوعا ، و قال : غريب من حديث عبد العزيز عن عطاء ، كذا قال
و زاد الطبراني : تفرد به ابنه عبد المجيد .
قلت : و هو مختلف فيه ، و في " التقريب " : صدوق يخطيء ، و محمد بن صالح العذري
بالذال المعجمة أو المهملة لم أعرفه ، و قال الهيثمي في " المجمع "
( 1 / 172 ) : رواه الطبراني في " الأوسط " و فيه محمد بن صالح العدوي ( كذا )
و لم أر من ترجمه ، و بقية رجاله ثقات .
و منه تعلم أن قول المنذري ( 1 / 41 ) : و إسناده لا بأس به ، ليس كما ينبغي .
و يغني عنه حديث : " إن من ورائكم أيام الصبر للمتمسك فيهن يومئذ بما أنتم عليه
أجر خمسين منكم ... " الحديث ، و هو مخرج في " الصحيحة " ( 494 ) .

(1/404)


328 - " من غدا في طلب العلم صلت عليه الملائكة و بورك له في معاشه و لم ينتقص من
رزقه ، و كان عليه مباركا " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 498 ) :
موضوع .
ابن بشران ( 154 / 2 ) و ابن عبد البر في " جامع بيان العلم و فضله " ( 1 /
45 ) معلقا من طريق أبي زكريا يحيى بن هاشم ، حدثنا مسعر بن كدام عن عطية عن
أبي سعيد الخدري مرفوعا .
قلت : و هذا إسناد موضوع ، يحيى بن هاشم كذبه ابن معين و غيره ، و عطية العوفي
ضعيف مدلس .
ثم وجدت ليحيى متابعا ضعيفا جدا ، أخرجه العقيلي في " الضعفاء " ( ص 26 ) :
حدثنا يحيى بن عثمان بن صالح قال : حدثنا إسماعيل بن إسحاق الأنصاري قال :
حدثنا مسعر بن كدام به ، و قال العقيلي : هذا حديث باطل ، ليس له أصل ، و ليس
هذا الشيخ ( يعني الأنصاري ) ممن يقيم الحديث .
و من هذا الوجه ذكره السيوطي في " ذيل الأحاديث الموضوعة " ( ص 43 ) و قال :
أورده ابن الجوزي في " العلل الموضوعات " .

(1/405)


329 - " رحم الله أخي يوسف لو لم يقل : *( اجعلني على خزائن الأرض )* لاستعمله من
ساعته ، و لكنه أخر لذلك سنة " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 499 ) :
موضوع .
قال الحافظ ابن حجر في " تخريج الكشاف " ( 4 / 90 ) : أخرجه الثعلبي عن
ابن عباس من رواية إسحاق بن بشر عن جويبر عن الضحاك عنه ، و هذا إسناد ساقط
و من طريق الثعالبي رواه الواحدي في " تفسيره " ( 93 / 1 ) .

(1/406)


330 - " سألت الله أن يجعل حساب أمتي إلي لئلا تفتضح عند الأمم ، فأوحى الله إلي :
يا محمد بل أنا أحاسبهم فإن كان منهم زلة سترتها عنك لئلا تفتضح عندك " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 500 ) :
موضوع .
أخرجه الديلمي في " مسنده ( 2 / 101 ) بسنده عن أبي بكر النقاش عن الحسن بن
الصقر عن يوسف بن كثير عن داود بن المنذر عن بشر بن سليمان الأشعبي عن الأعرج
عن أبي صالح عن أبي هريرة مرفوعا به ، و أورده السيوطي في " ذيل الأحاديث
الموضوعة " ( ص 179 ) من رواية الديلمي ثم قال : النقاش متهم .
قلت : و مع هذا فقد ذكره في كتابه " الجامع الصغير " من رواية الديلمي عن
أبي هريرة ! و سكت عليه شارحه المناوي فلم يزد على قوله : و رواه ابن شادني
و غيره ، كذا ، و كأنه لم يقف على إسناده ، و إلا لم يجز له السكوت عليه و لا
أن يقتصر على تضعيف إسناده في كتابه الآخر " التيسير " ، ثم ذكره السيوطي من
رواية ابن النجار عن أنس بن مالك نحوه ، و فيه محمد بن أيوب الرقي ، قال
ابن حبان : كان يضع الحديث .
و أورده ابن عراق أيضا في " تنزيه الشريعة المرفوعة عن الأحاديث الشنيعة
الموضوعة " ( ق 400 / 1 ) .

(1/407)


331 - " أنا ابن الذبيحين " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 500 ) :
لا أصل له بهذا اللفظ .
و في " الكشف " ( 1 / 199 ) : قال الزيلعي و ابن حجر في " تخريج الكشاف " : لم
نجده بهذا اللفظ .
قلت : الحديث في التخريج ( 4 / 141 ) و نص ابن حجر فيه : قلت : بيض له - يعني
الزيلعي - و قد أخرجه .
قلت : كذا قال ، و الظاهر أنه ترك بياضا في الأصل بعد قوله : أخرجه ، لإملائه
فيما بعد فلم يتمكن ، و كأنه كان يظن أن له أصلا فلم يجده ، والله أعلم .
و قد وجدت الحاكم قد علق هذا الحديث مجزوما بنسبته إلى النبي صلى الله عليه
وسلم فقال في " المستدرك " ( 2 / 559 ) بعد أن روى أثرين عن ابن عباس و ابن
مسعود أن الذبيح هو إسحاق : و قد كنت أرى مشايخ الحديث قبلنا و في سائر المدن
التي طلبنا الحديث فيه وهم لا يختلفون أن الذبيح إسماعيل ، و قاعدتهم فيه قول
النبي صلى الله عليه وسلم : " أنا ابن الذبيحين " إذ لا خلاف أنه من ولد
إسماعيل و أن الذبيح الآخر أبوه الأدنى عبد الله بن عبد المطلب ، و الآن فإني
أجد مصنفي هذه الأدلة يختارون قول من قال : إنه إسحاق .
قلت : فلعل الحاكم يشير بالحديث المذكور إلى ما أخرجه قبل صفحات ( 2 / 551 ) من
طريق عبد الله بن محمد العتبي ، حدثنا عبد الله بن سعيد ( عن ) الصنابحي قال :
حضرنا مجلس معاوية بن أبي سفيان فتذاكر القوم إسماعيل و إسحاق ابني إبراهيم ،
فقال بعضهم : الذبيح إسماعيل ، و قال بعضهم : بل إسحاق الذبيح ، فقال معاوية :
سقطتم على الخبير ، كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتاه الأعرابي
فقال : يا رسول الله خلفت البلاد يابسة ، و الماء يابسا ، هلك المال و ضاع
العيال ، فعد علي بما أفاء الله عليك يا ابن الذبيحين ، فتبسم رسول الله
صلى الله عليه وسلم و لم ينكر عليه ، فقلنا : يا أمير المؤمنين و ما الذبيحان ؟
قال : إن عبد المطلب لما أمر بحفر زمزم نذر لله إن سهل الله أمرها أن ينحر بعض
ولده ، فأخرجهم فأسهم بينهم فخرج السهم لعبد الله ، فأراد ذبحه ، فمنعه أخواله
من بني مخزوم و قالوا : أرض ربك و افد ابنك ، قال : ففداه بمئة ناقة ، قال :
فهو الذبيح ، و إسماعيل الثاني ، و سكت عليه الحاكم ، لكن تعقبه الذهبي بقوله :
قلت : إسناده واه ، و قال الحافظ ابن كثير في " تفسيره " ( 4 / 18 ) بعد أن
ذكره من هذا الوجه من رواية ابن جرير : و هذا حديث غريب جدا .
و أما ما في " الكشف " نقلا عن " شرح الزرقاني " على " المواهب " : و الحديث
حسن بل صححه الحاكم و الذهبي لتقويه بتعدد طرقه ، فوهم فاحش ، فإنما قال
الزرقاني : هذا في حديث " الذبيح إسحاق " و فيه مع ذلك نظر كما سيأتي بيانه إن
شاء الله تعالى .
ثم إن صاحب " الكشف " عقب على ما سبق بقوله : و أقول : فحينئذ لا ينافيه ما
نقله الحلبي في سيرته عن السيوطي أن هذا الحديث غريب و في إسناده من لا يعرف .
قلت : و قد عرفت أن الطرق المشار إليها في كلام الزرقاني ليست لهذا الحديث ،
فقد اتفق قول الذهبي و السيوطي على تضعيفه .
و من جهل الدكتور القلعجي أنه جزم بنسبة حديث الترجمة إلى النبي صلى الله عليه
وسلم في تعليقه على " ضعفاء العقيلي " ( 3 / 94 ) ثم ساق عقبه حديث الحاكم
و سكت عنه متجاهلا تعقب الذهبي ! و بناء على جزمه ذكره في " فهرس الأحاديث
الصحيحة " الذي وضعه في آخر الكتاب ( ص 505 ) ! .

(1/408)


332 - " الذبيح إسحاق " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 503 ) :
ضعيف .
عزاه السيوطي في " الجامع الصغير " للدارقطني في " الأفراد " عن ابن مسعود
و البزار و ابن مردويه عن العباس بن عبد المطلب ، و ابن مردويه عن
أبي هريرة .
قلت : حديث ابن مسعود رواه الطبراني أيضا و فيه مدلس و انقطاع ، و لفظه :
" أكرم الناس ... " ، و سيأتي بتمامه قريبا ، و قد رواه الحاكم ( 1 / 559 ) عنه
مرفوعا بلفظ " الجامع " ، و قال : صحيح على شرط الشيخين ، و تعقبه الذهبي بأن
فيه سنيد بن داود و لم يكن بذاك .
قلت : قال الحافظ ابن كثير في " التفسير " ( 4 / 17 ) بعد أن ذكره موقوفا
عليه : و هذا صحيح عن ابن مسعود .
قلت : فلعله جاء من طريق غير سنيد .
و حديث العباس رواه البزار في " مسنده " ( 3 / 103 / 2350 ) و أبو الحسن
الحربي في الثاني من " الفوائد " ( 170 / 2 ) عن المبارك بن فضالة عن الحسن عن
الأحنف بن قيس عن العباس مرفوعا باللفظ المذكور أعلاه .
و هذا سند ضعيف ، الحسن مدلس و قد عنعنه و المبارك فيه ضعف كما تقدم مرارا و به
أعله الهيثمي فقال : رواه البزار و فيه مبارك بن فضالة و قد ضعفه الجمهور .
قلت : و مع ضعفه فقد اضطرب في روايته فمرة رفعه كما في هذه الرواية ، و مرة
أوقفه على العباس كما رواه البغوي في " حديث علي بن الجعد " ( 13 / 143 / 2 ) ،
و ابن أبي حاتم ، و كذلك رواه جماعة عن المبارك به عن العباس موقوفا ، كما قال
البزار .
و قال الحافظ ابن كثير ( 4 / 17 ) : و هذا أشبه و أصح .
قال الزرقاني ( 1 / 97 ) : و تعقبه السيوطي بأن مباركا قد رفعه مرة ، فأخرجه
البزار عنه مرفوعا .
قلت : و هذا تعقب ضعيف لأن مباركا ليس بالحافظ الضابط حتى تقبل زيادته على نفسه
بل اضطرابه في روايته دليل على ضعفه كما لا يخفى .
و قد روي من طريق أخرى عن العباس و سيأتي قريبا برقم ( 335 ) بلفظ : " قال داود
صلى الله عليه وسلم أسألك بحق آبائي ... " .
و حديث أبي هريرة رواه ابن أبي حاتم أيضا و الطبراني في حديث طويل سيأتي مع
بيان علته قريبا .
و روي من حديث أبي سعيد الخدري أيضا ، أخرجه العقيلي ( 261 ) و قال : إنه
غير محفوظ ، و سوف يأتي إن شاء الله بلفظ : " إن داود سأل ربه .. " .
و بالجملة فطرق هذا الحديث كلها ضعيفة ليس فيها ما يصلح أن يحتج به ، و بعضها
أشد ضعفا من بعض ، و الغالب أنها إسرائيليات رواها بعض الصحابة ترخصا أخطأ في
رفعها بعض الضعفاء ، و قد أشار لضعفه القسطلاني في " المواهب " بقوله : إن صح
و تعقبه الزرقاني بهذه الطرق و زعم أن حديث العباس رواه الحاكم من طرق عنه
و صححه على شرطهما ، و قال الذهبي : صحيح ، و في هذا الزعم أوهام كثيرة سيأتي
التنبيه عليها عند الكلام على حديث العباس باللفظ الآخر رقم ( 336 ) .
ثم قال الزرقاني ( 1 / 98 ) : فهذه أحاديث يعضد بعضها بعضا ، فأقل مراتب الحديث
أنه حسن فكيف و قد صححه الحاكم و الذهبي ! .
قلت : الذهبي لم يصححه ، و الحاكم وهم في تصحيحه كما سيأتي بيانه ، و الطرق
فيها ضعف و اضطراب ، و احتمال كون متونها إسرائيليات ، بل هو الغالب كما سبق ،
فهذا كله يمنع من القول بأن بعضها يعضد بعضا ، و لا سيما و قد ذهب المحققون من
العلماء كشيخ الإسلام ابن تيمية و ابن القيم و ابن كثير و غيرهم إلى أن الصواب
في الذبيح أنه إسماعيل عليه السلام ، قال ابن القيم في " الزاد " ( 1 / 21 ) :
و أما القول بأنه إسحاق فباطل بأكثر من عشرين وجها ، و سمعت شيخ الإسلام ابن
تيمية قدس الله روحه يقول : هذا القول إنما هو متلقى عن أهل الكتاب مع أنه باطل
بنص كتابهم ، فإن فيه أن الله أمر إبراهيم أن يذبح ابنه بكره ، و في لفظ :
وحيده .
و لا يشك أهل الكتاب مع المسلمين أن إسماعيل هو بكر أولاده ... و كيف يسوغ أن
يقال : أن الذبيح إسحاق و الله تعالى قد بشر أم إسحاق به و بابنه يعقوب ، فقال
تعالى عن الملائكة أنهم قالوا لإبراهيم لما أتوه بالبشرى : *( لا تخف إنا
أرسلنا إلى قوم لوط و امرأته قائمة فضحكت ، فبشرناها بإسحاق و من وراء إسحاق
يعقوب )* هود : 71 ، فمحال أن يبشرها بأنه يكون له ولد ثم يأمر بذبحه .
ثم ذكر وجوها أخرى في إبطال أنه إسحاق و تصويب أنه إسماعيل فليراجعها من شاء .

(1/409)


333 - " إن الله تبارك و تعالى خيرني بين أن يغفر لنصف أمتي ، و بين أن يجيب شفاعتي ،
فاخترت شفاعتي و رجوت أن تكون أعم لأمتي ، و لولا الذى سبقني إليه العبد الصالح
لتعجلت فيها دعوتي ، إن الله تعالى لما فرج عن إسحاق كرب الذبح ، قيل له : يا
إسحاق سل تعط ، فقال : أما والذي نفسي بيده لأتعجلنها قبل نزغات الشيطان :
اللهم من مات لا يشرك بك شيئا فاغفر له و أدخله الجنة " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 506 ) :
منكر .
قال ابن أبي حاتم : حدثنا أبي ، حدثنا محمد بن الوزير الدمشقي ، حدثنا الوليد
ابن مسلم حدثنا عبد الرحمن بن زيد بن أسلم عن أبيه عن عطاء بن يسار عن
أبي هريرة مرفوعا ، كذا في " تفسير ابن كثير " ( 4 / 16 ) و قال : هذا حديث
غريب منكر ، و عبد الرحمن بن زيد بن أسلم ضعيف الحديث ، و أخشى أن يكون في
الحديث زيادة مدرجة و هي قوله : " إن الله لما فرج عن إسحاق ... " إلخ ، والله
أعلم .
قلت : و ما خشي ابن كثير بعيد ، فإن الزيادة المذكورة لها صلة تامة بقوله
قبلها : و لولا الذي ... فهي كالبيان له والله أعلم .
و عبد الرحمن بن زيد ضعيف جدا ، قال الحاكم : روى عن أبيه أحاديث موضوعة ، لا
يخفى على من تأملها من أهل الصنعة أن الحمل فيها عليه .
قلت : و هو راوي حديث توسل آدم بالنبي صلى الله عليه وسلم و هو حديث موضوع كما
سبق بيانه في الحديث رقم ( 25 ) .
و ذكرت هناك احتمال كونه من الإسرائيليات ، أخطأ في روايته عبد الرحمن بن زيد
فرفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، و أقول هنا : إن هذه الزيادة في الحديث
هي من الإسرائيليات أيضا بدليل أن كعب الأحبار حدث بها أبا هريرة كما أخرجه
الحاكم ( 2 / 557 ) بسنده إلى كعب ثم قال عقبه : هذا إسناد صحيح لا غبار عليه
و وافقه الذهبي ، و أصرح من هذه الرواية رواية عبد الرزاق قال : أخبرنا معمر عن
الزهري أخبرنا القاسم قال : اجتمع أبو هريرة و كعب ، فجعل أبو هريرة رضي الله
عنه يحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم ، و جعل كعب يحدث عن الكتب ، فقال
أبو هريرة : قال النبي صلى الله عليه وسلم : " أن لكل نبي دعوة مستجابة و إني
قد خبأت دعوتي شفاعة لأمتي يوم القيامة " ، فقال له كعب : أنت سمعت هذا من
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : نعم ، قال : أفلا أخبرك عن إبراهيم عليه
السلام ؟ إنه لما رأى ذبح ابنه إسحاق ... قلت : فذكر القصة و ليس فيها هذه
الزيادة ، و لهذا قال الحافظ ابن كثير بعد أن ذكر بعض الآثار عن بعض الصحابة في
أن الذبيح إسحاق : و هذه الأقوال - والله أعلم - كلها مأخوذة عن كعب الأحبار ،
فإنه لما أسلم في الدولة العمرية جعل يحدث عمر رضي الله عنه عن كتب قديمة ،
فربما استمع له عمر رضي الله عنه فترخص الناس في استماع ما عنده و نقلوا ما
عنده منها و سميتها و ليس لهذه الأمة والله أعلم حاجة إلى حرف واحد مما عنده .
و الحديث أخرجه الطبراني في " الأوسط " من هذا الوجه ( 2 / 138 / 2 / 7136 ) و
هو دليل على أن الذبيح إسحاق عليه السلام ، و به قال بعضهم و هو باطل ،
و الصواب أنه إسماعيل كما سبق بيانه في الحديث الذي قبله ، و مثله ما يأتي .

(1/410)


334 - " أكرم الناس يوسف بن يعقوب بن إسحاق ذبيح الله " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 508 ) :
منكر بهذا اللفظ .
رواه الطبراني في " كبيره " ( 10278 ) من طريق أبي عبيدة عن أبيه عبد الله بن
مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه سئل : من أكرم الناس ؟ قال :
" يوسف بن يعقوب ... " ، الحديث ، قال الهيثمي في " مجمع الزوائد "
( 8 / 202 ) : و فيه بقية مدلس ، و أبو عبيدة لم يسمع من أبيه .
قلت : و لكن بقية قد توبع عليه فقد رواه ابن المظفر في " غرائب شعبة " ( 138 /
1 ) عن معاوية بن حفص و بقية معا عن شعبة عن أبي إسحاق عن أبي عبيدة عن ابن
مسعود به ، و رواه شعبة عن أبي إسحاق عن أبي الأحوص عن ابن مسعود موقوفا عليه ،
و هو الصواب ، أخرجه الطبراني في " الكبير " ( 3 / 18 / 1 ) ، قال الحافظ ابن
كثير بعد أن ساقه في " تفسيره " ( 4 / 17 ) : و هذا صحيح عن ابن مسعود .
قلت : و الحديث صحيح مرفوعا دون قوله : " إن إسحاق ذبيح الله " ، فإن هذه
الزيادة منكرة ، فقد أخرج الحديث البخاري ( 6 / 323 - 324 ) و مسلم ( 7 / 103 )
من حديث أبي هريرة : سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم : من أكرم الناس ؟ قال :
" أتقاهم لله ، قالوا : ليس عن هذا نسألك ، قال : " فأكرم الناس يوسف نبي الله
ابن نبي الله ابن نبي الله بن خليل الله ... " ، الحديث ليس فيه " ذبيح الله "
فدل على نكارتها ، و قد جاءت أحاديث في أن إسحاق هو الذبيح و لكنها كلها ضعيفة
كما سبق بيانه قريبا ، و من ذلك الحديثان الآتيان :

(1/411)


335 - " قال داود صلى الله عليه وسلم : أسألك بحق آبائي إبراهيم و إسحاق و يعقوب ،
فقال : أما إبراهيم فألقي في النار فصبر من أجلي ، و تلك بلية لم تنلك ، و أما
إسحاق فبذل نفسه ليذبح فصبر من أجلي ، و تلك بلية لم تنلك ، و أما يعقوب فغاب
عنه يوسف و تلك بلية لم تنلك " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 509 ) :
ضعيف جدا .
قال الهيثمي في " المجمع " ( 8 / 202 ) : رواه البزار عن العباس من رواية
أبي سعيد عن علي بن زيد و أبو سعيد لم أعرفه و علي بن زيد ضعيف ، و قد وثق .
قلت : أبو سعيد هذا هو الحسن بن دينار و هو واه بمرة ، فقد أخرج الحديث ابن
جرير من طريق زيد بن الحباب عن الحسن بن دينار عن علي بن زيد بن جدعان عن الحسن
عن الأحنف بن قيس عن العباس بن المطلب ، ذكره ابن كثير ( 4 / 17 ) و قال : لا
يصح ، في إسناده ضعيفان و هما الحسن بن دينار البصري متروك ، و علي بن زيد بن
جدعان منكر الحديث .
قلت : و الحسن بن دينار كنيته أبو سعيد كما في " الميزان " و لكنه لم يتفرد به
بل توبع عليه مختصرا كما في الحديث الآتي بعده .
و الحديث رواه ابن مردويه أيضا كما في " شرح المواهب " للزرقاني ( 1 / 97 ) .
و ذكره ابن تيمية في " القاعدة الجليلة " أنه من الإسرائيليات و هو الأشبه
بالصواب .
قلت : و إن مما يؤكد ذلك أنه لا يشرع في ديننا التوسل بحق الآباء ، كما تقدم
بيانه تحت الأحاديث المتقدمة ( 22 ـ 25 ) .

(1/412)


336 - " قال نبي الله داود : يا رب أسمع الناس يقولون : رب إسحاق ؟ قال : إن إسحاق
جاد لي بنفسه " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 510 ) :
ضعيف .
أخرجه الحاكم في " المستدرك " ( 2 / 556 ) من طريق زيد بن الحباب عن حماد بن
سلمة عن علي بن زيد عن الحسن عن الأحنف بن قيس عن العباس بن عبد المطلب
مرفوعا ، و قال : هذا حديث صحيح ، رواه الناس عن علي بن زيد بن جدعان تفرد به .
قلت : و سكت عليه الذهبي و لم يزد على قوله : رواه الناس عن ابن جدعان ، و ابن
جدعان ضعيف منكر الحديث كما تقدم عن ابن كثير في الحديث الذي قبله .
و أما قول الزرقانى في " شرح المواهب " ( 1 / 97 ) :
رواه الحاكم من طرق عن العباس ، و قال : صحيح على شرطهما ، و قال الذهبي : صحيح
و رواه ابن مردويه عن أبي هريرة ، قال ابن كثير : و فيه الحسن بن دينار متروك
و شيخه منكر ، ففيه أوهام :
الأول : أنه ليس له عند الحاكم إلا هذه الطريق .
الثاني : أنه إنما صححه مطلقا لم يقل : على شرطهما .
الثالث : أن ابن كثير إنما أعل بما نقله الزرقاني عنه حديث العباس الذي قبله
هذا ، و أما علة حديث أبي هريرة فهي عبد الرحمن بن زيد بن أسلم كما تقدم قبل
ثلاثة أحاديث .

(1/413)


337 - " إن جبريل ذهب بإبراهيم إلى جمرة العقبة ، فعرض له الشيطان فرماه بسبع حصيات
فساخ ، فلما أراد إبراهيم أن يذبح ابنه إسحاق قال لأبيه : يا أبت أوثقني لا
أضطرب ، فينتضح عليك من دمي إذا ذبحتني ، فشده ، فلما أخذ الشفرة فأراد أن
يذبحه نودي من خلفه *( أن يا إبراهيم قد صدقت الرؤيا )* " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 511 ) :
ضعيف بهذا السياق .
أخرجه أحمد ( رقم 2795 ) من طريق حماد بن سلمة عن عطاء بن السائب عن سعيد بن
جبير عن ابن عباس مرفوعا .
و هذا إسناد ضعيف رجاله كلهم ثقات ، و علته أن عطاء بن السائب كان قد اختلط
و سمع منه حماد في هذه الحالة و قبلها أيضا ، فقول الزرقاني في " شرح المواهب "
( 1 / 98 ) و الشيخ أحمد شاكر في تعليقه على " المسند " : إسناده صحيح ، غير
مسلم ، و من المعروف عن الشيخ أحمد أنه يحتج في تصحيح هذا السند بأن حمادا سمع
من عطاء قبل الاختلاط ، ذكر ذلك في غير ما موضع من تعليقه على " المسند "
و غيره و هو ذهول عما ذكره الحافظ في " تهذيب التهذيب " عن بعض الأئمة أنه سمع
منه في الاختلاط أيضا ، فلا يجوز حينئذ تصحيح حديثه إلا بعد تبين أنه سمعه منه
قبل الاختلاط ، و الحديث أخرجه الحاكم ( 1 / 466 ) من طريق أخرى عن ابن عباس
رفعه دون قصة الذبح ، و صححه على شرط مسلم و وافقه الذهبي ، و أخرجه أحمد ( رقم
2707 ) من طريق ثالث عنه أتم منه ، و فيه القصة و فيه تسمية الذبيح إسماعيل ،
و هو الصواب لما تقدم بيانه في حديث : " الذبيح إسحاق " رقم ( 332 ) .

(1/414)


338 - " إن الله عز وجل خلق السموات سبعا ، فاختار العليا منها فسكنها ، و أسكن سائر
سمواته من شاء من خلقه ، و خلق الأرضين سبعا فاختار العليا منها فأسكنها من شاء
من خلقه ، ثم خلق الخلق فاختار من الخلق بني آدم و اختار من بني آدم العرب ،
و اختار من العرب مضر ، و اختار من مضر قريشا ، و اختار من قريش بني هاشم ،
و اختارني من بني هاشم ، فأنا من خيار إلى خيار ، فمن أحب العرب فبحبي أحبهم ،
و من أبغض العرب فببغضي أبغضهم " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 512 ) :
منكر .
رواه الطبراني ( 3 / 210 / 1 ) و العقيلي في " الضعفاء " ( 458 ) و ابن عدي
( 74 / 2 / 301 / 2 ) و أبو نعيم في " دلائل النبوة " ( ص 12 ) و كذا الحاكم
( 4 / 73 - 74 ) و ابن قدامة المقدسي في " العلو " ( 165 - 166 ) و العراقي في
" محجة القرب إلى محبة العرب " ( 2 / 201 ) من طريقين عن محمد بن ذكوان عن عمرو
ابن دينار عن ابن عمر مرفوعا .
قلت : و هذا إسناد ضعيف جدا : محمد بن ذكوان ، قال النسائي : ليس بثقة ، و ضعفه
الدارقطني و غيره ، و قد قال العقيلي : إنه لا يتابع عليه ، لكن أخرجه الحاكم
من طريق أخرى عن عمرو بن دينار عن سالم بن عبد الله عن ابن عمر مرفوعا مختصرا .
قلت : و في سنده أبو سفيان زياد بن سهيل الحارثي و لم أجد له ترجمة .
و الحديث أورده ابن أبي حاتم في " العلل " ( 2 / 367 - 368 ) من الطريق الأول
و قال عن أبيه : إنه حديث منكر ، و أقره الذهبي في ترجمة ابن ذكوان من
" الميزان " .
و مما ينبغي أن يعلم أن القطعة الأخيرة من الحديث المتضمنة فضل العرب و فضل
الرسول صلى الله عليه وسلم ثابتة في أحاديث صحيحة قد ذكرنا بعضها عند الكلام
على الحديث الموضوع : " إذا ذلت العرب ذل الإسلام " و تكلمنا هناك عن مسألة
أفضلية العرب على العجم و حقيقتها بشيء من التفصيل فراجع الحديث ( 163 ) و الذي
بعده .

(1/415)


339 - " إن إدريس صلى الله عليه وسلم كان صديقا لملك الموت ، فسأله أن يريه الجنة
و النار ، فصعد بإدريس فأراه النار ، ففزع منها و كاد يغشى عليه ، فالتف عليه
ملك الموت بجناحه ، فقال ملك الموت : أليس قد رأيتها ؟ قال : بلى ، و لم أر
كاليوم قط ، ثم انطلق به حتى أراه الجنة فدخلها ، فقال ملك الموت : انطلق قد
رأيتها ، قال : إلى أين ؟ قال ملك الموت : حيث كنت ، قال إدريس : لا والله لا
أخرج منها بعد أن دخلتها ، فقيل لملك الموت : أليس أنت أدخلته إياها ؟ و إنه
ليس لأحد دخلها أن يخرج منها " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 513 ) :
موضوع .
رواه الطبراني في " الأوسط " ( 2 / 177 / 1 / 7406 ) من طريق إبراهيم بن
عبد الله بن خالد المصيصي أخبرنا حجاج بن محمد عن أبي غسان محمد بن مطرف عن زيد
بن أسلم عن عبيد الله بن أبي رافع عن أم سلمة مرفوعا ، قال الهيثمي
( 8 / 199 - 200 ) : و فيه إبراهيم بن عبد الله بن خالد المصيصي و هو متروك .
قلت : قال الذهبي في " الميزان " : قلت : هذا رجل كذاب ، قال الحاكم : أحاديثه
موضوعة .

(1/416)


340 - " سووا بين أولادكم في العطية ، فلو كنت مفضلا أحدا لفضلت النساء " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 514 ) :
ضعيف .
أخرجه أبو بكر الآجري في " الفوائد المنتخبة " ( 1 / 103 / 1 ) و الطبراني ( 3
/ 142 / 2 ) و الحارث بن أبي أسامة في " المسند " ( ص 106 ـ من زوائده )
و البيهقي ( 6 / 177 ) من طرق أربعة قالوا : حدثنا إسماعيل بن عياش عن سعيد بن
يوسف عن يحيى بن أبي كثير عن عكرمة عن ابن عباس مرفوعا .
و هذا سند ضعيف ، ابن يوسف هذا متفق على تضعيفه ، و قال الحافظ ابن عدي بعد أن
أخرج له هذا ( 3 / 381 ) : ليس له أنكر من هذا الحديث ، و لذا قال ابن حجر في
" التقريب " في ترجمته : ضعيف .
و منه تعلم أن قوله في " الفتح " ( 5 / 163 ) : و إسناده حسن ، غير حسن .
و الشطر الأول من الحديث صحيح ، روى معناه الشيخان و غيرهما من حديث النعمان بن
بشير بلفظ : " اتقوا الله واعدلوا بين أولادكم " و هو مخرج في الإرواء ( 1598 )
و من أوهام الهيثمي في " مجمعه " ( 4 / 153 ) أنه أعله بعبد الله بن صالح فقط
و ذكر الخلاف فيه ، و هو متابع من سائر الجمع و لعله سبب وهم الحافظ .
ثم وجدت الحديث قد رواه أبو محمد الجوهري في " الفوائد المنتقاة " ( 7 / 2 )
و عنه ابن عساكر ( 7 / 184 / 2 ) من طريق الأوزاعي قال : حدثني يحيى بن أبي
كثير قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكره .
و هذا إسناد معضل ، و هذا هو أصل الحديث ، فإن الأوزاعي ثقة ثبت ، فمخالفة سعيد
ابن يوسف إياه إنما هو من الأدلة على وهنه و ضعفه .

(1/417)


341 - " كان يرى في الظلمة كما يرى في الضوء " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 515 ) :
موضوع .
رواه تمام في " الفوائد " ( 207 / 1 - 2 / رقم 2210 - من نسختي ) و ابن عدي
( 221 / 2 ) و عنه البيهقي في " الدلائل " ( 6 / 75 ) و الخطيب في " التاريخ "
( 4 / 272 ) و مكي المؤذن في " حديثه " ( 236 / 1 ) و الضياء المقدسي في
" المنتقى من حديث أبي علي الأوقي " ( 1 / 2 ) عن عبد الله بن المغيرة عن
المعلى بن هلال عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة مرفوعا ، و قال البيهقي :
و هذا إسناد فيه ضعيف .
قلت : بل هو ضعيف جدا ، و آفته ابن المغيرة هذا ، و يقال فيه : عبد الله بن
محمد بن المغيرة ، قال العقيلي : يحدث بما لا أصل له ، و قال ابن يونس : منكر
الحديث ، و ساق له الذهبي أحاديث هذا أحدها ، ثم قال : و هذه موضوعات ، و مع
ذلك أورده السيوطي في " الجامع الصغير " .
ثم استدركت فقلت : الحمل فيه على شيخ ابن المغيرة - و هو المعلى بن هلال - أولى
ذلك لأنه اتفق النقاد على تكذيبه كما قال الحافظ في " التقريب " .
و تابعه محمد بن المغيرة المزني عن هاشم بن عروة عن أبيه مرسلا به .
أخرجه ابن عساكر ( 17 / 128 / 2 ) من طريق مخلص بن موحد بن عثمان التنوخي ،
أخبرنا أبي ، أخبرنا محمد بن المغيرة به ، و لم يذكر في موحد هذا جرحا و لا
تعديلا .
و محمد بن المغيرة هذا لم أعرفه ، و لعله سقط من النسخة اسم ابنه عبد الله كما
في الطريق ، ثم قال البيهقي : و روي ذلك من وجه آخر ليس بالقوي ، أخبرناه
أبو عبد الله الحافظ قال : حدثني أبو عبد الله محمد بن الخليل النيسابوري ،
حدثنا صالح بن عبد الله النيسابوري ، حدثنا عبد الرحمن بن عمار الشهيد ، حدثنا
المغيرة بن مسلم عن عطاء عن ابن عباس مرفوعا نحوه .
قلت : و هذا إسناد مظلم ، فإن من دون المغيرة هذا لم أجد لهم ترجمة .

(1/418)


342 - " لما حملت حواء طاف بها إبليس ، و كان لا يعيش لها ولد ، فقال : سميه
عبد الحارث ، فسمته : عبد الحارث ، فعاش ، و كان ذلك من وحي الشيطان و أمره " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 516 ) :
ضعيف .
أخرجه الترمذي ( 2 / 181 - بولاق ) و الحاكم ( 2 / 545 ) و ابن بشران في
" الأمالي " ( 158 / 2 ) و أحمد ( 5 / 11 ) و غيرهم من طريق عمر بن إبراهيم عن
قتادة عن الحسن عن سمرة بن جندب مرفوعا ، و قال الترمذي : حديث حسن غريب لا
نعرفه إلا من حديث عمر بن إبراهيم عن قتادة ، و قال الحاكم : صحيح الإسناد
و وافقه الذهبي .
قلت : و ليس كما قالوا ، فإن الحسن في سماعه من سمرة خلاف مشهور ، ثم هو مدلس
و لم يصرح بسماعه من سمرة و قال الذهبي في ترجمته من " الميزان " : كان الحسن
كثير التدليس ، فإذا قال في حديث : عن فلان ، ضعف احتجاجه .
قلت : و أعله ابن عدي في " الكامل " ( 3 / 1701 ) بتفرد عمر بن إبراهيم و قال :
و حديثه عن قتادة مضطرب ، و هو مع ضعفه يكتب حديثه .
و مما يبين ضعف هذا الحديث الذي فسر به قوله تعالى *( فلما آتاهما صالحا جعلا
له شركاء فيما آتاهما ... )* الآية ، أن الحسن نفسه فسر الآية بغير ما في حديثه
هذا ، فلو كان عنده صحيحا مرفوعا لما عدل عنه ، فقال في تفسيرها : كان هذا في
بعض أهل الملل و لم يكن بآدم ، ذكر ذلك ابن كثير ( 2 / 274 - 275 ) من طرق عنه
ثم قال : و هذه أسانيد صحيحة عن الحسن أنه فسر الآية بذلك ، و هو من أحسن
التفاسير و أولى ما حملت عليه الآية ، و انظر تمام كلامه فإنه نفيس ، و نحوه في
" التبيان في أقسام القرآن " ( ص 264 ) لابن القيم .

(1/419)


343 - " ما مات رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى قرأ و كتب " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 518 ) :
موضوع .
رواه أبو العباس الأصم في " حديثه " ( ج 3 رقم 153 من نسختي ) و الطبراني من
طريق أبي عقيل الثقفي عن مجاهد ، حدثني عون بن عبد الله بن عتبة عن أبيه قال :
فذكره ، قال الطبراني : هذا حديث منكر ، و أبو عقيل ضعيف الحديث ، و هذا معارض
لكتاب الله عز وجل ، نقله السيوطي في " ذيل الموضوعات " ( ص 5 ) .
و أما ما جاء في " صحيح البخاري " ( 7 / 403 - 409 ) من حديث البراء رضي الله
عنه في قصة صلح الحديبية : فلما كتب الكتاب ، كتبوا : " هذا ما قاضى عليه محمد
رسول الله " ، قالوا : لا نقر لك بهذا ، لو نعلم أنك رسول الله ما منعناك شيئا
و لكن أنت محمد بن عبد الله ، فقال : " أنا رسول الله ، و أنا محمد بن
عبد الله " ، ثم قال لعلي : " امح رسول الله " ، قال علي : والله لا أمحوك أبدا
فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم الكتاب و ليس يحسن يكتب ، فكتب : هذا ما
قاضى محمد بن عبد الله .. فليس على ظاهره بل هو من باب بنى الأمير المدينة ، أي
أمر .
و الدليل على هذا رواية البخاري أيضا ( 9 / 351 - 381 ) في هذه القصة من حديث
المسور بن مخرمة بلفظ : " والله إني لرسول الله و إن كذبتموني ، اكتب : محمد بن
عبد الله " ، و مثله في " صحيح مسلم " ( 5 / 175 ) من حديث أنس ، و لهذا قال
السهيلي : و الحق أن معنى : قوله " فكتب " أي : أمر عليا أن يكتب ، نقله الحافظ
في " الفتح " ( 7 / 406 ) و أقره و ذكر أنه مذهب الجمهور من العلماء ، و أن
النكتة في قوله : فأخذ الكتاب ... ، لبيان أن قوله : " أرني إياها " أنه ما
احتاج إلى أن يريه موضع الكلمة التي امتنع علي من محوها إلا لكونه لا يحسن
الكتابة .

(1/420)


344 - " ما من عبد يحب أن يرتفع في الدنيا درجة فارتفع إلا وضعه الله في الآخرة درجة
أكبر منها و أطول ، ثم قال : *( و للآخرة أكبر درجات و أكبر تفضيلا )* " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 519 ) :
موضوع .
أخرجه الطبراني ( 6 / 234 ) و أبو نعيم ( 4 / 203 - 204 ) من طريق عبد الغفور
ابن سعد الأنصاري عن أبي هاشم الرماني عن زاذان عن سلمان الفارسي مرفوعا .
و هذا سند موضوع ، قال ابن حبان في " الضعفاء ( 2 / 148 ) : عبد الغفور كان ممن
يضع الحديث ، و قال ابن معين : ليس حديثه بشيء ، و قال البخاري : تركوه ، و به
أعله في " المجمع " ( 7 / 49 ) ، و مع ذلك ذكره في " الجامع " .

(1/421)


345 - " يقوم الرجل للرجل ، إلا بني هاشم فإنهم لا يقومون لأحد " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 519 ) :
موضوع .
رواه الطبراني في " المعجم الكبير " ( 8 / 289 / 7946 ) و أبو جعفر الرزاز في
" ستة مجالس من الأمالي " ( ق 232 / 2 ) عن جعفر بن الزبير عن القاسم عن أبي
أمامة مرفوعا .
قال الهيثمي في " المجمع " ( 8 / 40 ) بعدما عزاه للطبراني : و فيه جعفر بن
الزبير ، و هو متروك .
قلت : بل هو كذاب وضاع ، و قد سبقت له عدة أحاديث هو المتهم بها ، و لذلك كذبه
شعبة و قال : وضع على رسول الله صلى الله عليه وسلم أربع مئة حديث .
و مما يدل على وضع هذا الحديث أنه يقرر عادة تخالف ما كان عليه الصحابة مع
النبي صلى الله عليه وسلم و هو سيد بني هاشم فإنهم كانوا لا يقومون له صلى الله
عليه وسلم لما يعلمون من كراهيته لذلك ، كما سيأتي في الحديث الذي بعده ، و خير
الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم ، على أنه قد جاء ما يخالف هذا الحديث نصا ،
و لكن إسناده ضعيف عندنا فلا يحتج به و هو الآتي بعده .
ثم وجدت للحديث طريقا آخر ، فقال ابن قتيبة في " كتاب العرب أو الرد على
الشعوبية " ( 292 ـ من رسائل البلغاء ) : و حدثني يزيد بن عمرو عن محمد بن يوسف
عن أبيه عن إبراهيم عن مكحول مرفوعا نحوه .
قلت : و هذا سند ضعيف لا تقوم به حجة ، و فيه علتان :
الأولى : الإرسال ، فإن مكحولا تابعي .
و الأخرى : يزيد بن عمرو شيخ ابن قتيبة ، فلم أعرفه .
ثم وجدت له طريقا ثالثا بلفظ : " لا يقومن أحد ... " و سيأتي ، و يعارضه الحديث
الآتي :

(1/422)


346 - " لا تقوموا كما تقوم الأعاجم يعظم بعضها بعضا " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 521 ) :
ضعيف .
و في إسناده اضطراب و ضعف و جهالة ، أخرجه أبو داود ( 2 / 346 ) و أحمد ( 5 /
253 ) من طريق عبد الله بن نمير ، و الرامهرمزي في " الفاصل " ( ص 64 ) و تمام
في " الفوائد " ( 41 / 2 ) عن يحيى بن هاشم كلاهما عن مسعر عن أبي العنبس عن
أبي العدبس عن أبي مرزوق عن أبي غالب عن أبي أمامة قال : خرج علينا
رسول الله صلى الله عليه وسلم متوكئا على عصا ، فقمنا إليه فقال ... فذكره .
ثم أخرجه أحمد عن سفيان عن مسعر عن أبي عن أبي عن أبي منهم أبو غالب عن أبي
أمامة به ، و رواه عبد الغني المقدسي في " الترغيب في الدعاء " ( 93 / 2 ) عن
سفيان بن عيينة عن مسعر بن كدام عن أبي مرزوق عن أبي العنبس عن أبي العدبس عن
أبي أمامة ، ثم أخرجه أحمد ( 5 / 256 ) و الروياني في " مسنده " ( 30 / 225 /
2 ) من طريق يحيى بن سعيد عن مسعر ، حدثنا أبو العدبس عن أبي خلف ، حدثنا
أبو مرزوق قال : قال أبو أمامة .
و قال الروياني : اليهود بدل الأعاجم ، و أخرجه ابن ماجه ( 2 / 431 ) من طريق
وكيع عن مسعر عن أبي مرزوق عن أبي وائل عن أبي أمامة .
و هذا اضطراب شديد يكفي وحده في تضعيف الحديث ، فكيف و أبو مرزوق لين ، كما قال
الحافظ في " التقريب " و قال الذهبي في " الميزان " : قال ابن حبان : لا يجوز
الاحتجاج بما انفرد به ، ثم ساق له هذا الحديث من الطريق الأول ، ثم ساقه من
طريق ابن ماجه ، إلا أنه قال : أبي العدبس بدل أبي وائل ثم قال : و هذا غلط
و تخبيط ، و في بعض النسخ : عن أبي وائل بدل عن أبي العدبس ، و أبو العدبس
مجهول كما في " الميزان " للذهبي و " التقريب " لابن حجر ، و به أعل الحديث
الحافظ العراقي في " تخريج الإحياء " ( 2 / 181 ) .
و قد ذهل المنذري عن علة الحديث الحقيقية و هي الجهالة و الضعف و الاضطراب الذي
فصلته ، فذهب يعله في " مختصر السنن " ( 8 / 93 ) بأبي غالب ، فذكر أقوال
العلماء فيه و هي مختلفة ، و الراجح عندي أنه حسن الحديث ، و لم يرجح المنذري
ها هنا شيئا ، و أما في " الترغيب و الترهيب " ( 3 / 269 - 270 ) فقال بعد أن
عزاه لأبي داود و ابن ماجه : و إسناده حسن ، فيه أبو غالب ، فيه كلام طويل
ذكرته في " مختصر السنن " و غيره و الغالب عليه التوثيق ، و قد صحح له الترمذي
و غيره .
قلت : و الحق أن الحديث ضعيف و علته ممن دون أبي غالب كما سبق .
نعم معنى الحديث صحيح من حيث دلالته على كراهة القيام للرجل إذا دخل ، و قد جاء
في ذلك حديث صحيح صريح ، فقال أنس بن مالك رضي الله عنه : ما كان شخص في الدنيا
أحب إليهم رؤية من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، و كانوا لا يقومون له لما
يعلمون من كراهيته لذلك .
أخرجه البخاري في " الأدب المفرد " ( ص 136 ) و الترمذي ( 4 / 7 ) و صححه
و الضياء المقدسي في " الأحاديث المختارة " و أحمد أيضا في " المسند "
( 3 / 132 ) و سنده صحيح على شرط مسلم ، و رواه آخرون كما تراه في " الصحيحة "
( 358 ) .
فإذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يكره هذا القيام لنفسه و هي المعصومة من
نزعات الشيطان ، فبالأحرى أن يكرهه لغيره ممن يخشى عليه الفتنة ، فما بال كثير
من المشايخ و غيرهم قد استساغوا هذا القيام و ألفوه كأنه أمر مشروع ، كلا بل إن
بعضهم ليستحبه مستدلا بقوله صلى الله عليه وسلم : " قوموا إلى سيدكم " ذاهلين
عن الفرق بين القيام للرجل احتراما و هو المكروه ، و بين القيام إليه لحاجة مثل
الاستقبال و الإعانة عن النزول ، و هو المراد بهذا الحديث الصحيح ، و يدل عليه
رواية أحمد له بلفظ : " قوموا إلى سيدكم فأنزلوه " و سنده حسن و قواه الحافظ في
" الفتح " ، و قد خرجته في " سلسلة الأحاديث الصحيحة " رقم ( 67 ) ، و للشيخ
القاضي عز الدين عبد الرحيم بن محمد القاهري الحنفي ( ت : 851 هـ ) رسالة في
هذا الموضوع أسماها " تذكرة الأنام في النهي عن القيام " لم أقف عليها ، و إنما
ذكرها كاتب حلبي في " كشف الظنون " .

(1/423)


347 - " لا تزال الأمة على شريعة ما لم تظهر فيهم ثلاث : ما لم يقبض منهم العلم ،
و يكثر فيهم ولد الخبث ، و يظهر السقارون ، قالوا : و ما السقارون يا رسول الله
؟ قال : بشر يكونون فى آخر الزمان تكون تحيتهم بينهم إذا تلاقوا اللعن " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 523 ) :
منكر .
أخرجه الحاكم ( 4 / 444 ) و أحمد ( 3 / 439 ) عن زبان بن فائد عن سهل بن
معاذ بن أنس عن أبيه مرفوعا ، و قال الحاكم : صحيح على شرط الشيخين و رده
الذهبي بقوله : قلت : منكر ، و زبان لم يخرجا له .
قلت : و زبان قال الحافظ في " التقريب " : ضعيف الحديث مع صلاحه و عبادته .

(1/424)


348 - " هو الوزغ بن الوزغ الملعون بن الملعون : يعني مروان بن الحكم " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 524 ) :
موضوع .
أخرجه الحاكم ( 4 / 479 ) من طريق ميناء مولى عبد الرحمن بن عوف عن
عبد الرحمن بن عوف قال : كان لا يولد لأحد مولود إلا أتى به النبي صلى الله
عليه وسلم فدعا له ، فأدخل عليه مروان بن الحكم فقال ... فذكره ، قال الحاكم :
صحيح الإسناد و رده الذهبي بقوله : قلت : لا والله ، و ميناء كذبه أبو حاتم .
قلت : و قال ابن معين في كتاب " التاريخ و العلل " ( 13 / 2 ) : ليس بثقة و لا
مأمون ، و ربما قال : من ميناء أبعده الله ؟ ! ، و قال يعقوب بن سفيان : غير
ثقة و لا مأمون ، يجب أن لا يكتب حديثه .

(1/425)


349 - " رحم الله حميرا ، أفواههم سلام ، و أيديهم طعام ، و هم أهل أمن و إيمان " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 524 ) :
موضوع .
أخرجه الترمذي ( 4 / 378 ) و أحمد ( 2 / 278 ) و من طريقه العراقي في
" المحجة " ( 46 / 2 ) عن ميناء مولى عبد الرحمن بن عوف قال : سمعت
أبا هريرة يقول : كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فجاءه رجل أحسبه
من قيس ، فقال : يا رسول الله ألعن حميرا ؟ فأعرض عنه ، ثم جاءه من الشق الآخر
فأعرض عنه ، فقال النبي صلى الله عليه و سلم : ... فذكره ، و قال : هذا حديث
غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه ، و يروي عن ميناء أحاديث مناكير .
قلت : و قد كذبه أبو حاتم كما تقدم في الحديث الذي قبله .
و الحديث ذكره السيوطي في " الجامع " من رواية أحمد و الترمذي ، و لم يتكلم
عليه شارحه المناوي بشيء ! لا في " الفيض " ، و لا في " التيسير " .

(1/426)


350 - " من مات و لم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 525 ) :
لا أصل له بهذا اللفظ .
و قد قال الشيخ ابن تيمية : والله ما قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم هكذا ،
و إنما المعروف ما روى مسلم أن ابن عمر قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه
وسلم يقول : " من خلع يدا من طاعة لقي الله يوم القيامة و لا حجة له ، و من مات
و ليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية " ، و أقره الذهبي في " مختصر منهاج
السنة " ( ص 28 ) و كفى بهما حجة ، و هذا الحديث رأيته في بعض كتب الشيعة ، ثم
في بعض كتب القاديانية يستدلون به على وجوب الإيمان بدجالهم ميرزا غلام أحمد
المتنبي ، و لو صح هذا الحديث لما كان فيه أدنى إشارة إلى ما زعموا ، و غاية ما
فيه وجوب اتخاذ المسلمين إماما يبايعونه ، و هذا حق كما دل عليه حديث مسلم
و غيره .
ثم رأيت الحديث في كتاب " الأصول من الكافي " للكليني من علماء الشيعة رواه
( 1 / 377 ) عن محمد بن عبد الجبار عن صفوان عن الفضيل عن الحارث بن المغيرة عن
أبي عبد الله مرفوعا ، و أبو عبد الله هو الحسين بن علي رضي الله عنهما .
لكن الفضيل هذا و هو الأعور أورده الطوسي الشيعي في " الفهرست " ( ص 126 ) ثم
أبو جعفر السروي في " معالم العلماء " ( ص 81 ) ، و لم يذكرا في ترجمته غير أن
له كتابا ! و أما محمد بن عبد الجبار فلم يورداه مطلقا ، و كذلك ليس له ذكر في
شيء من كتبنا ، فهذا حال هذا الإسناد الوارد في كتابهم " الكافي " الذي هو أحسن
كتبهم كما جاء في المقدمة ( ص 33 ) ، و من أكاذيب الشيعة التي لا يمكن حصرها
قول الخميني في " كشف الأسرار " ( ص 197 ) : و هناك حديث معروف لدى الشيعة
و أهل السنة منقول عن النبي : ... ثم ذكره دون أن يقرنه بالصلاة عليه صلى الله
عليه وسلم ، و هذه عادته في هذا الكتاب ! فقوله : و أهل السنة كذب ظاهر عليه
لأنه غير معروف لديهم كما تقدم بل هو بظاهره باطل إن لم يفسر بحديث مسلم كما هو
محقق في " المنهاج " و " مختصره " و حينئذ فالحديث حجة عليهم فراجعهما .

(1/427)


351 - " يا علي أنت أخي في الدنيا و الآخرة " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 526 ) :

موضوع .
أخرجه الترمذي ( 4 / 328 ) و ابن عدي ( 59 / 1 ، 69 / 1 ) و الحاكم ( 3 / 14 )
من طريق حكيم بن جبير عن جميع بن عمير عن ابن عمر قال : لما ورد رسول الله
صلى الله عليه وسلم المدينة آخى بين أصحابه ، فجاء علي رضي الله عنه تدمع عيناه
فقال : يا رسول الله آخيت بين أصحابك ، و لم تواخ بيني و بين أحد ، فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم : ... الحديث ، و قال الترمذي : هذا حديث حسن
غريب ، و تعقبه الشارح المباركفوري فقال : حكيم بن جبير ضعيف ، و رمي بالتشيع .
قلت : تعصيب الجناية برأس حكيم هذا وحده ليس من الإنصاف في شيء ، و ذلك
لأمرين :
الأول : أن شيخه جميع بن عمير متهم ، قال الذهبي : قال ابن حبان : رافضي يضع
الحديث ، و قال ابن نمير : كان من أكذب الناس ، ثم ساق له هذا الحديث .
الآخر : أن ابن جبير لم يتفرد به عن جميع ، فقد تابعه سالم بن أبي حفصة و هو
ثقة ، لكن في الطريق إليه إسحاق بن بشر الكاهلي و قد كذبه ابن أبي شيبة ،
و موسى بن هارون ، و قال الدارقطني : هو في عداد من يضع الحديث ، أخرجه من
طريقه الحاكم أيضا ، فتعقبه الذهبي بقوله : قلت : جميع اتهم ، و الكاهلي هالك ،
و تابعه أيضا كثير النواء ، رواه ابن عدي ، فآفة الحديث جميع هذا ، و قد قال
ابن عدي : و عامة ما يرويه لا يتابعه غيره عليه ، و لهذا قال شيخ الإسلام ابن
تيمية : و حديث مواخاة النبي صلى الله عليه وسلم لعلي من الأكاذيب ، و أقره
الحافظ الذهبي في " مختصر منهاج السنة " ( ص 317 ) .

(1/428)


352 - " يا علي أنت أخي و صاحبي و رفيقي في الجنة " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 527 ) :
موضوع .
أخرجه الخطيب ( 12 / 268 ) من طريق عثمان بن عبد الرحمن ، حدثنا محمد بن علي بن
الحسين عن أبيه عن علي مرفوعا .
قلت : و هذا سند موضوع ، عثمان بن عبد الرحمن هو القرشي و هو كذاب كما تقدم
مرارا ، و قد قال شيخ الإسلام ابن تيمية : و أحاديث المواخاة كلها كذب ، و أقره
الذهبي في " مختصر المنهاج " ( ص 460 ) .

(1/429)


353 - " إن الله تعالى أوحى إلي فى علي ثلاثة أشياء ليلة أسري بي : أنه سيد المؤمنين
و إمام المتقين ، و قائد الغر المحجلين " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 528 ) :
موضوع .
أخرجه الطبراني في " المعجم الصغير " ( ص 210 ) عن مجاشع بن عمرو حدثنا عيسى بن
سوادة النخعي حدثنا هلال بن أبي حميد الوزان عن عبد الله بن عكيم الجهني
مرفوعا ، و قال : تفرد به مجاشع .
قلت : و هو كذاب ، و كذا شيخه عيسى بن سوادة ، و به وحده أعله الهيثمي في
" المجمع " ( 9 / 121 ) فقصر ، و قال شيخ الإسلام ابن تيمية : هذا حديث موضوع
عند من له أدنى معرفة بالحديث ، و لا تحل نسبته إلى الرسول المعصوم ، و لا نعلم
أحدا هو سيد المسلمين و إمام المتقين و قائد الغر المحجلين غير نبينا صلى الله
عليه وسلم ، و اللفظ مطلق ، ما قال فيه من بعدي ، و أقره الذهبي في " مختصر
المنهاج " ( ص 473 ) .

(1/430)


354 - " خلق الله تعالى آدم من طين الجابية ، و عجنه بماء الجنة " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 528 ) :
منكر .
أخرجه ابن عدي في " الكامل " ( 8 / 1 ) و عنه الحافظ ابن عساكر في " تاريخ
دمشق " ( 2 / 119 ) و كذا الضياء في " المجموع " ( 60 / 2 ) عن هشام بن عمار :
أخبرنا الوليد بن مسلم عن إسماعيل بن رافع عن المقبري عن أبي هريرة مرفوعا
.
و هذا سند ضعيف جدا ، إسماعيل بن رافع قال الدارقطني و غيره : متروك الحديث
و قال ابن عدي : أحاديثه كلها مما فيه نظر ، ثم ساق له هذا الحديث ، و من طريقه
أورده ابن الجوزي في " الموضوعات " ( 1 / 190 ) ، و قال : لا يصح ، إسماعيل
ضعفه يحيى و أحمد ، و الوليد يدلس .
و تعقبه السيوطي في " اللآليء " بقوله : قلت : إسماعيل روى له الترمذي ، و نقل
عن البخاري أنه قال : هو ثقة مقارب الحديث .
قلت : و هذا تعقب لا طائل تحته ، لأن الرجل قد يكون في نفسه ثقة ، و لكنه سيء
الحفظ ، و قد يسوء حفظه جدا حتى يكثر الخطأ في حديثه فيسقط الاحتجاج به ،
و إسماعيل من هذا القبيل فقد قال فيه ابن حبان : كان رجلا صالحا إلا أنه كان
يقلب الأخبار حتى صار الغالب على حديثه المناكير التي يسبق إلى القلب أنه كان
المتعمد لها .
و لهذا تركه جماعة و ضعفه آخرون ، و البخاري كأنه خفي عليه أمره ، و الجرح
المفسر مقدم على التعديل ، كما هو معلوم ، و لهذا قال ابن أبي حاتم في
" العلل " ( 2 / 297 ) عن أبيه : هذا حديث منكر .

(1/431)


355 - " الصديقون ثلاثة : حبيب النجار مؤمن آل يس الذي قال : *( يا قوم اتبعوا
المرسلين )* ، و حزقيل مؤمن آل فرعون الذي قال : *( أتقتلون رجلا أن يقول ربي
الله )* ، و علي بن أبي طالب و هو أفضلهم " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 530 ) :
موضوع .
ذكره السيوطي في " الجامع الصغير " من رواية أبي نعيم في " المعرفة " و ابن
عساكر عن ابن أبي ليلى ، و لم يتكلم عليه شارحه المناوي بشيء ، غير أنه قال :
رواه ابن مردويه و الديلمي ، لكن قال شيخ الإسلام ابن تيمية : هذا حديث كذب ،
و أقره الذهبي في " مختصر المنهاج " ( ص 309 ) و كفى بهما حجة ، و إن من أكاذيب
الشيعة التي يقلد فيها بعضهم بعضا أن ابن المطهر الشيعي عزاه في كتابه لرواية
أحمد ، فأنكره عليه شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في رده عليه فقال : لم
يروه أحمد لا في " المسند " و لا في " الفضائل " و لا رواه أبدا ، و إنما زاده
القطيعي عن الكديمي ، حدثنا الحسن بن محمد الأنصاري ، حدثنا عمرو بن جميع ،
حدثنا ابن أبي ليلى عن أخيه عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أبيه مرفوعا . فعمرو
هذا قال فيه ابن عدي الحافظ : يتهم بالوضع ، و الكديمي معروف بالكذب ، فسقط
الحديث ، ثم قد ثبت في الصحيح تسمية غير علي صديقا ، ففي " الصحيحين " أن النبي
صلى الله عليه وسلم صعد أحدا و معه أبو بكر و عمر و عثمان ، فرجف بهم ، فقال
النبي صلى الله عليه وسلم : " اثبت أحد فما عليك إلا نبي و صديق و شهيدان ... "
ضعفه و نكارته ، فمن قواه من المعاصرين ، فقد جانبه الصواب ، و لربما الإنصاف
أيضا ، و أقره الذهبي في " مختصره " ( ص 452 - 453 ) ، لكن عزو هذا الحديث
الصحيح لمسلم وهم ، كما بينته في " الصحيحة " تحت الحديث ( 875 ) .
ثم وجدت الحديث رواه أبو نعيم أيضا في " جزء حديث الكديمي " ( 31 / 2 ) و سنده
هكذا : حدثنا الحسن بن عبد الرحمن الأنصاري ، حدثنا عمرو بن جميع عن ابن أبي
ليلى عن أخيه عيسى عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أبيه مرفوعا .

(1/432)


356 - " النظر فى المصحف عبادة ، و نظر الولد إلى الوالدين عبادة ، و النظر إلى علي
بن أبي طالب عبادة " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 531 ) :
موضوع .
أخرجه ابن الفراتي من طريق محمد بن زكريا بن دينار حدثنا العباس بن بكار حدثنا
عباد بن كثير عن أبي الزبير عن جابر مرفوعا .
ذكره السيوطي في " اللآليء " ( 1 / 346 ) شاهدا و سكت عليه ! و هو موضوع فإن
محمد بن زكريا هو الغلابي و هو معروف بالوضع .
و الجملة الأخيرة منه أوردها ابن الجوزي في " الموضوعات " من رواية جماعة من
الصحابة و أعلها كلها ، و تعقبه السيوطي في " اللآليء " ( 1 / 342 - 346 )
بمتابعات و شواهد كثيرة ذكرها ، و لذلك أورده في " الجامع الصغير " و قد صحح
الذهبي في " تلخيص المستدرك " ( 3 / 141 ) أحد شواهده ، و فيه نظر بينته
فيما سيأتي إن شاء الله برقم ( 4702 ) .

(1/433)


357 - " علي إمام البررة ، و قاتل الفجرة ، منصور من نصره ، مخذول من خذله " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 532 ) :
موضوع .
أخرجه الحاكم ( 3 / 129 ) و الخطيب ( 4 / 219 ) من طريق أحمد بن عبد الله بن
يزيد الحراني ، حدثنا عبد الرزاق ، حدثنا سفيان الثوري عن عبد الله بن عثمان بن
خثيم عن عبد الرحمن بن عثمان قال : سمعت جابر بن عبد الله يقول : سمعت
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ... فذكره ، و قال : صحيح الإسناد ،
و تعقبه الذهبي بقوله : قلت : بل والله موضوع ، و أحمد كذاب ، فما أجهلك على
سعة معرفتك !
قلت : و في " الميزان " : قال ابن عدي : يضع الحديث ، ثم ساق له هذا الحديث ،
و قال الخطيب : هو أنكر ما روى .

(1/434)


358 - " السبق ثلاثة : فالسابق إلى موسى يوشع بن نون ، و السابق إلى عيسى صاحب ياسين
و السابق إلى محمد صلى الله عليه وسلم علي بن أبى طالب " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 532 ) :
ضعيف جدا .
رواه الطبراني ( 3 / 111 / 2 ) عن الحسين بن أبي السري العسقلاني ، أنبأنا حسين
الأشقر ، أنبأنا سفيان بن عيينة عن ابن أبي نجيح عن مجاهد عن ابن عباس
مرفوعا .
قلت : و هذا سند ضعيف جدا إن لم يكن موضوعا ، فإن حسين الأشقر و هو ابن الحسن
الكوفي شيعي غال ، ضعفه البخاري جدا فقال في " التاريخ الصغير " ( 230 ) : عنده
مناكير ، و روى العقيلي في " الضعفاء " ( 90 ) عن البخاري أنه قال فيه : فيه
نظر ، و في " الكامل " لابن عدي ( 97 / 1 ) : قال السعدي : كان غاليا ، من
الشتامين للخيرة ، و وثقه بعضهم ثم قال ابن عدي : و ليس كل ما يروي عنه من
الحديث الإنكار فيه من قبله ، فربما كان من قبل من يروي عنه ، لأن جماعة من
ضعفاء الكوفيين يحيلون بالروايات على حسين الأشقر ، على أن حسينا في حديثه بعض
ما فيه .
قلت : و كأن ابن عدي يشير بهذا الكلام إلى مثل هذا الحديث فإنه من رواية الحسين
ابن أبي السري عنه ، فإنه مثله بل أشد ضعفا ، قال الذهبي : ضعفه أبو داود ،
و قال أخوه محمد : لا تكتبوا عن أخي فإنه كذاب ، و قال أبو عروبة الحراني : هو
خال أبي و هو كذاب ، ثم ساق له هذا الحديث من طريق الطبراني .
و قال الحافظ ابن كثير في " التفسير " ( 3 / 570 ) :
هذا حديث منكر ، لا يعرف إلا من طريق حسين الأشقر ، و هو شيعي متروك ، و نقل
نحوه المناوي عن العقيلي ، و نقل عنه الحافظ في " تهذيب التهذيب " أنه قال :
لا أصل له عن ابن عيينة ، و ليس هذا في نسختنا من " الضعفاء " للعقيلى .
والله أعلم .
ثم إن المناوي وهم وهما فاحشا في كتابه الآخر : " التيسير " و قال فيه : إسناده
حسن أو صحيح .

(1/435)


359 - " كل أحد أحق بماله من والده و ولده و الناس أجمعين " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 534 ) :
ضعيف .
أخرجه الدارقطني في " سننه " ( 4 / 235 / 112 ) و من طريقه البيهقي في " سننه "
( 10 / 319 ) من طريق هشيم عن عبد الرحمن بن يحيى عن حبان بن أبي جبلة
مرفوعا ، و أعله البيهقي بقوله : هذا مرسل ، حبان بن أبي جبلة القرشي من
التابعين .
قلت : و هو ثقة ، لكن الراوي عنه لم أعرفه .
ثم عرفته من " تاريخ البخاري " و غيره و ذكر أن بعضهم قلب اسمه فقال : يحيى بن
عبد الرحمن و هكذا أورده ابن حبان في " ثقاته " ( 7 / 609 ) و هو عندي صدوق كما
حققته في " التيسير " و ظن العلامة أبو الطيب في تعليقه على الدارقطني أنه
عبد الرحمن بن يحيى الصدفي أخو معاوية بن يحيى لينه أحمد ، و هو وهم فإن هذا
دمشقي كما في " تاريخ ابن عساكر " ( 10 / 242 ) و يروي عن هشيم ، و ذاك مصري
عنه هشيم كما ترى فالعلة الإرسال .
و الحديث عزاه السيوطي في " الجامع " للبيهقي في " سننه " و رمز له بالصحة !
و قد تعقبه المناوي في شرحه فقال : أشار المصنف لصحته ، و هو ذهول أو قصور ،
فقد استدرك عليه الذهبي في " المهذب " فقال : قلت : لم يصح مع انقطاعه .
قلت : و أخرجه البيهقي أيضا ( 6 / 178 ) من طريق سعيد بن أبي أيوب عن بشير بن
أبي سعيد عن عمر بن المنكدر مرفوعا مرسلا دون قوله : " من والده ... " و بشير
و عمر لم أعرفهما ، و لكن في " الجرح و التعديل " لابن أبي حاتم ( 1 / 1 /
374 ) ما نصه : بشير بن سعيد المدني ، روى عن محمد بن المنكدر ، روى عنه سعيد
ابن أبي أيوب ، سمعت أبي يقول ذلك .
و الظاهر أنه هو هذا ، و لكن وقع تحريف في اسمه و اسم شيخه من نسخة " الجرح "
أو " السنن " والله أعلم .
ثم ترجح أن التحريف في " السنن " فقد جاء في " التاريخ " ، و " ثقات ابن حبان "
( 6 / 101 ) مثل ما في " الجرح " إلا أنهما قالا : ... ابن سعد مكان : ..
ابن أبي سعيد ، و الباقي مثله فهو من مرسل محمد بن المنكدر ، والله أعلم .
و من الغرائب أن بعضهم استدل بهذا الحديث على عدم وجوب التسوية بين الأولاد في
العطية ، خلافا للحديث الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لبشر والد
النعمان - و كان أعطى أحد أولاده غلاما - : " أعطيت سائر ولدك مثل هذا ؟ قال :
لا ، قال : " فاتقوا الله و اعدلوا بين أولادكم " أخرجه البخاري و مسلم في
" صحيحيهما " من حديث النعمان بن بشير ، و في رواية لمسلم و غيره : " فليس يصلح
هذا ، و إني لا أشهد إلا على حق " و في رواية : " فإني لا أشهد على جور " .
و انظر الحديث المتقدم ( 340 ) .
و مع أن هذا الحديث ضعيف لا يجوز الاحتجاج به ، فإنه لا يخالف حديث النعمان بن
بشير ، و التوفيق بينهما ممكن ، و ذلك أن يقال : هذا عام ، و حديث النعمان خاص
و هو مقدم عليه ، فيكون معنى الحديث لو صح : كل أحد أحق بماله إذا صح أنه ماله
شرعا ، و ابن بشير لم يتملك الغلام شرعا كما أفاده حديث النعمان ، فلا تعارض ،
و راجع لهذا البحث " الروضة الندية في شرح الدرر البهية " ( 2 / 164 - 166 ) .

(1/436)


360 - " لا تجوز الهبة إلا مقبوضة " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 536 ) :
لا أصل له مرفوعا .
و إنما رواه عبد الرزاق من قول النخعي ، كما ذكره الزيلعي في " نصب الراية "
( 4 / 121 ) ، و لا دليل في السنة على اشتراط القبض في " الهبة " و من أبواب
البخاري في " صحيحه " : باب من رأى الهبة الغائبة جائزة ، فانظر ( 5 / 160 ) من
" فتح البارى " .

(1/437)


361 - " إذا كانت الهبة لذي رحم لم يرجع فيها " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة 1 / 536 ) :
منكر .
أخرجه الدارقطني ( ص 307 ) و الحاكم ( 2 / 52 ) و البيهقي ( 6 / 181 ) من طريق
الحسن عن سمرة بن جندب مرفوعا .
و قال الحاكم : صحيح على شرط البخاري ، و خالفه تلميذه البيهقي فقال : ليس
إسناده بالقوي .
و هذا هو الصواب للخلاف المعروف في سماع الحسن و هو البصري من سمرة ، ثم هو
مدلس و قد عنعنه ، فأنى له الصحة ؟ و قد نقل الزيلعي في " نصب الراية "
( 4 / 117 ) عن صاحب " التنقيح " و هو العلامة ابن عبد الهادي أنه قال :
و رواة هذا الحديث كلهم ثقات ، و لكنه حديث منكر ، و هو من أنكر ما روى عن
الحسن عن سمرة .
قلت : و هو مخالف للحديث الصحيح : " لا يحل للرجل أن يعطي العطية فيرجع فيها
إلا الوالد فيما يعطي ولده ، و مثل الذي يعطي العطية فيرجع فيها كمثل الكلب أكل
حتى إذا شبع قاء ثم رجع في قيئه " أخرجه أحمد ( رقم 2119 ) بسند صحيح ، و أصحاب
" السنن " و صححه الترمذي و ابن حبان و الحاكم من حديث ابن عمر و ابن عباس
مرفوعا .
و هو مخرج في " الإرواء " تحت الحديث رقم ( 1622 ) .
تنبيه : عزا صديق خان في " الروضة الندية " ( 2 / 168 ) هذا الحديث لرواية
الدارقطني أيضا من حديث ابن عباس ، و هو وهم ، فإن حديث ابن عباس عنده حديث آخر
غير هذا ، و هو :

(1/438)


362 - " من وهب هبة فارتجع بها فهو أحق بها ما لم يثب عليها ، و لكنه كالكلب يعود في
قيئه " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 537 ) :
ضعيف .
أخرجه الدارقطني في " سننه " ( 307 ) من طريق إبراهيم بن أبي يحيى عن محمد بن
عبيد الله عن عطاء عن ابن عباس مرفوعا .
قال الزيلعي في " نصب الراية " ( 4 / 125 ) : و أعله عبد الحق في " أحكامه "
بمحمد بن عبيد الله العرزمي ، قال ابن القطان كالمتعقب عليه : و هو لم يصل إلى
العرزمي إلا على لسان كذاب ، و هو إبراهيم بن أبي يحيى الأسلمي ، فلعل الجناية
منه ، انتهى .
قلت : و العرزمي متروك كما في " التقريب " ، لكن قد روي بسند أصلح من هذا أخرجه
الطبراني ( 11317 ) من طريق ابن أبي ليلى عن عطاء به ، و ابن أبي ليلى سيء
الحفظ .

(1/439)


363 - " من وهب هبة فهو أحق بها ما لم يثب منها " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 538 ) :
ضعيف .
أخرجه الدارقطني في " سننه " ( ص 307 ) و الحاكم ( 2 / 52 ) و عنه البيهقي ( 6
/ 180 - 181 ) من طريقين عبيد الله بن موسى ، أنبأ حنظلة بن أبي سفيان قال :
سمعت سالم بن عبد الله عن ابن عمر مرفوعا . و قال الحاكم : صحيح على شرط
الشيخين ، إلا أن يكون الحمل فيه على شيخنا يعني إسحاق بن محمد بن خالد الهاشمي
. و لم يتعقبه الذهبي في " تلخيص المستدرك " بشيء على ما في النسخة المطبوعة ،
لكن قال المناوي في شرح " الجامع الصغير " :
" وقفت على نسخة من " تلخيص المستدرك " للذهبى بخطه ، فرأيته كتب على الهامش
بخطه ما صورته : موضوع " .
و أما في " الميزان " فقال في ترجمة إسحاق هذا : روى عنه الحاكم و اتهمه .
و نقل الحافظ في " اللسان " قول الحاكم المتقدم في شيخه و عقبه بقوله :
قلت : الحمل فيه عليه بلا ريب ، و هذا الكلام معروف من قول عمر غير مرفوع .
و هذا ذهول عجيب من قبل الحافظ ، فإن الدارقطني أخرجه من غير طريق إسحاق هذا
فبرئت عهدته منه ، و قال الدارقطني عقبه : لا يثبت هذا مرفوعا ، و الصواب عن
ابن عمر عن عمر موقوفا ( في الأصل : مرفوعا و هو خطأ مطبعي ) . و قد أشار
البيهقي في " السنن " إلى أن الخطأ فيه من عبيد الله بن موسى ، فإنه بعد أن
ساقه من طريق الحاكم قال : و كذلك رواه علي بن سهل بن المغيرة ( شيخ شيخ
الدارقطني فيه ) عن عبيد الله و هو وهم ، و إنما المحفوظ عن حنظلة عن سالم بن
عبد الله عن أبيه عن عمر بن الخطاب يعني موقوفا ، ثم ساق سنده بذلك إلى عبد
الله بن وهب عن حنظلة ، و كذلك رواه وكيع عن حنظلة به كما في " المحلى " لابن
حزم ( 10 / 128 ) . ثم رأيت الزيلعي ذكر في " نصب الراية " ( 4 / 126 ) أن
البيهقي قال في " المعرفة " غلط فيه عبيد الله بن موسى " و الصحيح رواية عبد
الله بن وهب ... ، و أقره الزيلعي و يؤيد وقفه أن البيهقي أخرجه من طريق سعيد
بن منصور ، حدثنا سفيان عن عمرو بن دينار عن سالم عن أبيه عن عمر موقوفا .
و رواه بعض الضعفاء فرفعه و هو إبراهيم بن إسماعيل بن جارية ، فقال : عن عمرو
بن دينار عن أبي هريرة مرفوعا . أخرجه ابن ماجه ( 2 / 70 ) و الدارقطني
و البيهقي و قال : و هذا المتن بهذا الإسناد أليق ، و إبراهيم بن إسماعيل ضعيف
عند أهل العلم بالحديث ، و عمرو بن دينار منقطع ، و المحفوظ عن عمرو بن دينار
عن سالم عن أبيه عن عمر موقوفا . قال البخاري : هذا أصح . قلت : و الحديث مخالف
لقوله صلى الله عليه وسلم : " العائد في هبته كالكلب يعود في قيئه " متفق عليه
، فإنه بعمومه يفيد المنع من الرجوع فيها ، و لا يجوز تخصيصه بهذا الحديث لضعفه
.

(1/440)


364 - " من صلى فى مسجدي أربعين صلاة لا يفوته صلاة كتبت له براءة من النار ، و نجاة
من العذاب ، و برئ من النفاق " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 540 ) :
منكر .
أخرجه أحمد ( 3 / 155 ) و الطبراني في " المعجم الأوسط " ( 2 / 32 / 2 / 5576 )
من طريق عبد الرحمن بن أبي الرجال عن نبيط بن عمر عن أنس بن مالك مرفوعا .
و قال الطبراني : لم يروه عن أنس إلا نبيط تفرد به ابن أبي الرجال .
قلت : و هذا سند ضعيف ، نبيط هذا لا يعرف في هذا الحديث ، و قد ذكره ابن حبان
في " الثقات " ( 5 / 483 ) على قاعدته في توثيق المجهولين ، و هو عمدة الهيثمي
في قوله في " المجمع " ( 4 / 8 ) :
رواه أحمد و الطبراني في " الأوسط " و رجاله ثقات .
و أما قول المنذري في " الترغيب " ( 2 / 136 ) :
رواه أحمد و رواته رواة الصحيح ، و الطبراني في " الأوسط " .
فوهم واضح لأن نبيطا هذا ليس من رواة الصحيح ، بل و لا روى له أحد من بقية
الستة ! و مما يضعف هذا الحديث أنه ورد من طريقين يقوى أحدهما الآخر عن أنس
مرفوعا و موقوفا بلفظ :
" من صلى لله أربعين يوما في جماعة يدرك التكبير الأولى كتبت له براءتان ،
براءة من النار ، و براءة من النفاق " .
أخرجه الترمذي ( 1 / 7 ـ طبع أحمد شاكر ) ثم وجدت له طريقا ثالثا عنه مرفوعا
أخرجه بحشل في " تاريخ واسط " ( ص 36 ) و له شاهد من حديث عمر بن الخطاب مرفوعا
.
أخرجه ابن ماجه ( 1 / 266 ) بسند ضعيف و منقطع ، ثم استوعبت طرقه و بينت ما لها
و ما عليها في الصحيحة برقم ( 2 / 652 ) و هذا اللفظ يغاير لفظ حديث الترجمة كل
المغايرة ، و هو أقوى منه فتأكد ضعفه و نكارته فمن قواه من المعاصرين فقد جانبه
الصواب و لربما الإنصاف أيضا .

(1/441)


365 - " جهزوا صاحبكم فإن الفرق فلذ كبده " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 541 ) :
ضعيف .
أخرجه الحاكم ( 3 / 494 ) و عنه البيهقي في " شعب الإيمان " ( 1 / 1 / 187 / 2
) من طريق ابن أبي الدنيا حدثني محمد بن إسحاق بن حمزة البخاري حدثنا أبي
حدثنا عبد الله بن المبارك أنا محمد بن مطرف عن أبي حازم أظنه عن سهل بن سعد
. أن فتى من الأنصار دخلته خشية من النار فكان يبكي عند ذكر النار حتى حبسه ذلك
في البيت ، فذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فجاءه في البيت فلما دخل عليه
اعتنقه الفتى و خر ميتا ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم فذكره .
قال الحاكم : صحيح الإسناد ، و تعقبه الذهبي في " تلخيصه " بقوله :
هذا البخاري و أبوه لا يدرى من هما ، و الخبر شبه موضوع .
و أقره الحافظ في ترجمة إسحاق بن حمزة من " اللسان " إلا فيما قال في إسحاق ،
فتعقبه بقوله : بل إسحاق ذكره ابن حبان في " الثقات " ... و ذكره الخليل في "
الإرشاد "
و قال : رضيه محمد بن إسماعيل البخاري و أثنى عليه ، لكنه لم يخرجه في تصانيفه
.

(1/442)


366 - " جهنم تحيط بالدنيا ، و الجنة من ورائها ، فلذلك صار الصراط على جهنم طريقا
إلى الجنة " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 542 ) :
منكر جدا .
أخرجه ابن مخلد العطار في " المنتقى من أحاديثه " ( 2 / 84 / 2 ) و أبو نعيم في
" أخبار أصبهان " ( 2 / 93 ) و من طريقه الديلمي في مسنده ( 2 / 79 ) عن محمد
بن حمزة بن زياد الطوسي ، حدثنا أبي قال : حدثنا قيس بن الربيع عن عبيد المكتب
، عن مجاهد عن ابن عمر مرفوعا .
و من طريق العطار أخرجه الخطيب ( 2 / 291 ) و عنه الذهبي في ترجمة محمد بن حمزة
ابن زياد ثم قال :
" هذا منكر جدا ، محمد واه ، و حمزة تركه أحمد ، و قال ابن معين : ليس به بأس .
قال مهنا : سألت أحمد عن حمزة الطوسي ؟ فقال : لا يكتب عن الخبيث ، و قال في
ترجمة محمد بن حمزة : قال ابن منده : حدث بمناكير : قلت : روى عن أبيه ،
و أبوه فغير عمدة .
و الحديث عزاه السيوطي لـ " مسند الفردوس " أيضا ، و رواه أبو الحسن أحمد بن
محمد بن الصلت في حديثه عن ابن عبد العزيز الهاشمي ( 76 / 1 ) عن محمد الطوسي
به .
( تنبيه ) زاد المناوي في إعلال الحديث فقال : و فيه محمد مخلد قال الذهبي :
قال ابن عدي : حدث بالأباطيل ، قلت : و هذا هو الرعيني الحمصي و هو غير العطار
صاحب هذا الحديث و هو ثقة مترجم في تاريخ بغداد ( 3 / 310 ) فوجب التنبيه .

(1/443)


367 - " خيار أمتي علماؤها ، و خيار علمائها رحماؤها ، ألا و إن الله يغفر للعالم
أربعين ذنبا ، قبل أن يغفر للجاهل ذنبا واحدا ، ألا و إن العالم الرحيم يجيء
يوم القيامة و إن نوره قد أضاء يمشي فيه بين المشرق و المغرب كما يضيء الكوكب
الدري " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 543 ) :
باطل .
أخرجه أبو نعيم في " الحلية " ( 8 / 188 ) و الخطيب في " تاريخه " ( 1 / 237 ـ
238 ) و في " الموضح " ( 2 / 62 ) و ابن عساكر في " ذم من لا يعمل بعلمه " ( 58
/ 2 ) و في " التاريخ " ( 16 / 28 / 2 ) من طريق محمد بن إسحاق السلمي ، حدثنا
عبد الله بن المبارك عن سفيان الثوري عن أبي الزناد عن أبي حازم عن
أبي هريرة مرفوعا ، و قال أبو نعيم : غريب لم نكتبه إلا من هذا الوجه .
و قال الخطيب : محمد بن إسحاق السلمي أحد الغرباء المجهولين حدث عن عبد الله
ابن المبارك حديثا منكرا ، ثم ساق له هذا الحديث ، و قال الذهبي في " الميزان "
: فيه جهالة ، و أتى بخبر باطل ، ثم ذكر هذا ، و أقره الحافظ في " اللسان "
و السيوطي في " اللآليء " ( 1 / 235 ) و قال :
و أخرجه ابن الجوزي في " الواهيات " و قد أنكره الخطيب ، و كأنه لم يتهم فيه
إلا السلمي ، ثم قال : " و له طريق آخر عن ابن عمر أخرجه القضاعي في " مسند
الشهاب " ( ق 104 / 1 ) : أنبأنا محمد بن إسماعيل الفرغاني حدثنا أحمد بن خالد
القرشي حدثنا نوح بن حبيب حدثنا ابن مسلمة عن مالك عن نافع عن ابن عمر
بمثله سواء ، و قال في " الميزان " أحمد بن خالد لا يعرف ، و الخبر باطل .
قلت : و أقره الحافظ في " اللسان " و قد رواه فيه من طريق القضاعي ، فقد اتفق
هؤلاء الحفاظ الثلاثة الذهبي و العسقلاني و السيوطي على بطلان هذا الحديث من
الوجهين ، فأعجب للسيوطى كيف يخالفهم و يناقض نفسه فيورد الحديث في " الجامع
الصغير " من الطريقين المذكورين مع اعترافه ببطلانهما و قد ذكر المناوي نحو
هذا في " الفيض " و أما في " التيسير " فاقتصر على تضعيف إسناده .

(1/444)


368 - " حامل القرآن حامل راية الإسلام ، من أكرمه فقد أكرم الله ، و من أهانه فعليه
لعنة الله " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 544 ) :
موضوع .
أخرجه الديلمي في " مسنده " ( 2 / 88 ) بسنده إلى محمد بن يونس الكديمي
بإسناده إلى أبي أمامة الباهلي مرفوعا و ذكره السيوطي في " ذيل الأحاديث
الموضوعة " ( ص 23 رقم 116 ) و قال عقبه : الكديمي متهم .
قلت : و مع هذا فقد ذكره في " الجامع الصغير " بهذه الرواية فتعقبه المناوي في
" شرحيه " بأن الكديمي وضاع .

(1/445)


369 - " قليل العمل ينفع مع العلم ، و كثير العمل لا ينفع مع الجهل " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 545 ) :
موضوع .
أخرجه ابن عبد البر في " جامع بيان العلم و فضله " ( 1 / 45 ) من طريق محمد بن
روح بن عمران القتيرى في الأصل : القشيري و هو تصحيف عن مؤمل بن عبد الرحمن
الثقفي عن عباد بن عبد الصمد عن أنس بن مالك قال :
" جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله أي الأعمال
أفضل ؟ قال : العلم بالله عز وجل ، قال : يا رسول الله أي الأعمال أفضل ؟ قال :
العلم بالله ، قال : يا رسول الله أسألك عن العمل و تخبرني عن العلم ؟ فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم ... فذكره .
و هذا إسناد موضوع محمد بن روح القتيرى ضعيف ، و مؤمل بن عبد الرحمن الثقفي قال
فيه أبو حاتم : لين الحديث ، ضعيف الحديث ، و قال ابن عدي : عامة حديثه غير
محفوظ ، ثم ساق له أحاديث واهية ، و عباد بن عبد الصمد قال في " الميزان " :
وهاه ابن حبان و قال : حدثنا ابن قتيبة حدثنا غالب بن وزير الغزي حدثنا مؤمل بن
عبد الرحمن الثقفي حدثنا عباد بن عبد الصمد عن أنس بنسخة كلها موضوعة .
و الحديث أورده السيوطي في " ذيل الأحاديث الموضوعة " ( ص 41 ) من رواية
الديلمي بسنده عن محمد بن روح به ، ثم أعله بقول ابن حبان الذي ذكرته آنفا ،
و بقوله : و قال البخاري : عباد بن عبد الصمد منكر الحديث ، و قال في " المغني
" مؤمل بن عبد الرحمن ، ضعفه أبو حاتم .
قلت : و مع ذلك فقد أورده السيوطي في " الجامع الصغير " أيضا ، فكيف يتفق هذا
مع حكمه هو نفسه عليه بالوضع ؟ ! و لا ينافيه قول العراقي في " تخريج الإحياء "
( 1 / 7 ) إن سنده ضعيف ، لما سبق بيانه مرارا من أن الحديث الموضوع من أقسام
الحديث الضعيف .

(1/446)


370 - " قوام المرء عقله ، و لا دين لمن لا عقل له " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 546 ) :
موضوع .
ذكره السيوطي في " ذيل الأحاديث الموضوعة " ( ص 6 ) فقال : قال الحارث : حدثنا
داود حدثنا نصر بن طريف عن ابن جريج عن أبي الزبير عن جابر مرفوعا .
قلت : أخرجه ابن عدي في " الكامل " ( 3 / 796 ) و ابن النجار في " ذيل تاريخ
بغداد " ( ج 10 ق 109 / 2 ) و الرافعي في " أخبار قزوين " ( 4 / 90 ) عن الحارث
به ، و سكت السيوطي على هذا السند لوضوح علته ، و ذلك لأن داود هذا هو ابن
المحبر صاحب كتاب " العقل " قال الذهبي : و ليته لم يصنفه ، و روى عبد الغني بن
سعيد عن الدارقطني قال : كتاب " العقل " وضعه ميسرة بن عبد ربه ، ثم سرقه منه
داود بن المحبر فركبه بأسانيد غير أسانيد ميسرة ، ثم قال السيوطي : أخرجه
البيهقي من طريق حامد بن آدم عن أبي غانم عن أبي الزبير به و قال : تفرد به
حامد و كان متهما بالكذب .
قلت : و مع هذا أورده في " الجامع الصغير " برواية البيهقي دون أن يذكر ما أعله
به ! و قد تعقبه المناوي بقوله : فكان على المصنف حذفه ، و ليته إذ ذكره لم
يحذف من كلام مخرجه علته ! و الحديث عند البيهقي في " شعب الإيمان " ( 2 / 23 /
2 ) و قد ذكره السيوطي في موضع آخر من " الجامع " بلفظ : " دين المرء عقله ، و
من لا عقل له لا دين له " ، و قال : رواه أبو الشيخ في " الثواب " ، و ابن
النجار عن جابر .
و لم يتكلم الشارح عليه بشيء ، غير أنه قال : و رواه عنه الديلمي أيضا .
و الظاهر أن الطريق واحد ، والله أعلم . و قد تقدم الحديث بنحوه ، و هو الحديث
الأول ، ثم تبين أنه من رواية عمير بن عمران الحنفي عن ابن جريج به و سوف يأتي
تخريجه برقم ( 3603 ) .

(1/447)


371 - " ستفتح عليكم الآفاق ، و ستفتح عليكم مدينة يقال لها : قزوين ، من رابط فيها
أربعين يوما أو أربعين ليلة ، كان له فى الجنة عمود من ذهب عليه زبرجدة خضراء ،
عليها قبة من ياقوتة حمراء ، لها سبعون ألف مصراع من ذهب ، على كل مصراع زوجة
من الحور العين " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 548 ) :

موضوع .
أخرجه ابن ماجه ( 2 / 179 ) و الرافعي في " أخبار قزوين " ( 1 / 6 ـ 7 ) و
المزي في " تهذيب الكمال " ( 8 / 448 ـ مطبوع ) من طريق داود بن المحبر ،
أنبأنا الربيع بن صبيح عن يزيد بن أبان عن أنس مرفوعا .
أورده ابن الجوزي في " الموضوعات " ( 2 / 55 ) من هذا الوجه و قال : موضوع :
داود وضاع و هو المتهم به ، و الربيع ضعيف ، و يزيد متروك .
و قال المزي في " التهذيب " و هو حديث منكر لا يعرف إلا من رواية داود و أقره
السيوطي في " اللآليء " ( 1 / 463 ) :
قلت : و في ترجمته ساق الذهبي له هذا الحديث ، ثم قال :
فلقد شان ابن ماجه " سننه " بإدخاله هذا الحديث الموضوع فيها .
قلت : و من هذا تعلم قيمة قول الرافعي عقب هذا الحديث مشهور ، رواه عن داود
جماعة ، و أودعه الإمام ابن ماجه في " سننه " ، و الحفاظ يقرنون كتابه بـ "
الصحيحين " ، و " سنن أبي داود " ... !

(1/448)


372 - " ما خلف عبد على أهله أفضل من ركعتين يركعهما عندهم حين يريد سفرا " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 549 ) :
ضعيف .
رواه ابن أبي شيبة في " المصنف " ( 1 / 105 / 1 ) : حدثنا عيسى بن يونس عن
الأوزاعي عن المطعم بن المقدام مرفوعا .
و أخرجه الخطيب في " الموضح " ( 2 / 220 - 221 ) عن موسى بن أبي موسى : حدثنا
أبو بكر بن أبي شيبة عن عيسى بن يونس به ، و رواه محمد بن عثمان بن أبي شيبة في
جزء " مسائل أبي جعفر محمد بن عثمان بن أبي شيبة شيوخه " ( رقم 28 ) قال :
و سمعت مليح بن وكيع يقول : سمعت الوليد بن مسلم يقول : سمعت الأوزاعي يقول :
حدثني الثقة المطعم بن المقدام به .
و من طريقه رواه ابن عساكر في " تاريخه " ( 16 / 297 / 2 ) .
قلت : و هذا سند ضعيف ، رجاله كلهم ثقات ، لكنه مرسل لأن المطعم هذا تابعي .
و الحديث أورده السيوطي في " الجامع الصغير " من رواية ابن أبي شيبة عن المطعم
ابن المقدام .
فتعقبه المناوي بأن فيه محمد بن عثمان بن أبي شيبة أورده الذهبي في " الضعفاء "
.
قلت : و هذا تعقب عجيب ، فإن محمد بن عثمان لا تعلق له بالرواية التي عزاها
السيوطي لابن أبي شيبة ، فإن هذا هو مؤلف كتاب " المصنف " المشهور به ، و هو
أعلى طبقة من ابن أخيه محمد بن عثمان ، و ابن أبي شيبة عند الإطلاق ، إنما يراد
به أبو بكر هذا صاحب " المصنف " و اسمه عبد الله بن محمد بن أبي شيبة : إبراهيم
بن عثمان الواسطي و يراد به تارة أخوه عثمان بن محمد ، و لا يراد إطلاقا ابنه
محمد بن عثمان ، فإن كان المناوي تبادر إليه أنه المراد بـ ابن أبي شيبة عند
السيوطي فهو عجيب ، و إن كان يريد أنه في إسناد ابن أبي شيبة صاحب " المصنف "
فهو أعجب ، لما علمت أنه متأخر عنه .
نعم قد رواه محمد بن عثمان أيضا كما سبق ، لكن ليس هو المراد عند السيوطي .
و الحديث عزاه النووي في " الأذكار " ( ص 276 ) للطبراني من حديث المقطم بن
المقدام الصحابي ، كذا قال ، و إنما هو المطعم ، و ليس بصحابي كما تقدم ، فلعل
الخطأ من بعض النساخ .
ثم تبين لي أن الخطأ من النووي نفسه ، فقد ذكر الحافظ ابن حجر أنه رآه كذلك بخط
النووي ، قال : و هو سهو نشأ عن تصحيف ، إنما هو المطعم بسكون الطاء و كسر
العين ، و قوله " الصحابي " إنما هو الصنعاني بصاد ثم نون ساكنة ثم عين مهملة و
بعد الألف نون نسبة إلى صنعاء دمشق ، و كان في عصر صغار الصحابة ، و لم يثبت له
سماع من صحابي ، بل أرسل عن بعضهم ، و جل روايته عن التابعين كمجاهد و الحسن ،
و سنده معضل ، أو مرسل إن ثبت له سماع من صحابي . نقلته ملخصا من " شرح الأذكار
" لابن علان ( 5 / 105 ) و أفاد أنه ليس في " كبير الطبراني " و إنما في كتاب "
مناسك الحج " له و قد روى الحديث عن أنس نحوه أتم منه بلفظ " أربع ركعات يقرأ
فيهن بفاتحة الكتاب و *( قل هو الله أحد )* ثم يقول اللهم إني أتقرب إليك ... "
إلخ و هو مسلسل بالعلل كما سيأتي بيانه أن شاء الله برقم ( 5840 ) .
ثم إن النووى رحمه الله استدل بالحديث على أنه يستحب للمسافر عند الخروج أن
يصلي ركعتين ، و فيه نظر بين ، لأن الاستحباب حكم شرعي لا يجوز الاستدلال عليه
بحديث ضعيف ، لأنه لا يفيد إلا الظن المرجوح ، و لا يثبت به شيء من الأحكام
الشرعية كما لا يخفي ، و لم ترد هذه الصلاة عنه صلى الله عليه وسلم فلا تشرع ،
بخلاف الصلاة عند الرجوع فإنها سنة ، و أغرب من هذا جزمه أعني النووي رحمه الله
بأنه يستحب أن يقرأ سورة *( لإيلاف قريش )* فقد قال الإمام السيد الجليل أبو
الحسن القزويني الفقيه الشافعي صاحب الكرامات الظاهرة و الأحوال الباهرة
و المعارف المتظاهرة : إنه أمان من كل سوء .
قلت : و هذا تشريع في الدين دون أي دليل إلا مجرد الدعوى ! فمن أين له أن ذلك
أمان من كل سوء ؟ ! لقد كان مثل هذه الآراء التي لم ترد في الكتاب و لا في
السنة من أسباب تبديل الشريعة و تغييرها من حيث لا يشعرون ، لولا أن الله تعهد
بحفظها و رضي الله عن حذيفة بن اليمان إذ قال :
" كل عبادة لم يتعبدها أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فلا تعبدوها " .
و قال ابن مسعود رضي الله عنه : " اتبعوا و لا تبتدعوا فقد كفيتم ، عليكم
بالأمر العتيق " .
ثم وقفت على حديث يمكن أن يستحب به صلاة ركعتين عند النصر و هو مخرج في
" الصحيحة " ( 1323 ) فراجعه و ثمة حديث آخر سيأتي برقم ( 6235 و 6236 ) .

(1/449)


373 - " لا تبكوا على الدين إذا وليه أهله ، و لكن ابكوا عليه إذا وليه غير أهله " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 552 ) :
ضعيف .
أخرجه أحمد ( 5 / 422 ) و الحاكم ( 4 / 515 ) من طريق عبد الملك بن عمرو العقدي
عن كثير بن زيد عن داود بن أبي صالح قال : أقبل مروان يوما فوجد رجلا واضعا
وجهه على القبر ، فقال : أتدري ما تصنع ؟ ! فأقبل عليه فإذا هو أبو أيوب ، فقال
: نعم جئت رسول الله صلى الله عليه وسلم و لم آت الحجر ، سمعت رسول الله صلى
الله عليه وسلم ... " فذكره ،
و قال الحاكم : صحيح الإسناد ، و وافقه الذهبي ! و هو من أوهامهما فقد قال
الذهبي نفسه في ترجمة داود هذا : حجازي لا يعرف .
و وافقه الحافظ ابن حجر في " تهذيب التهذيب " فأنى له الصحة ؟ ! و ذهل عن هذه
العلة الحافظ الهيثمي فقال في " المجمع " ( 5 / 245 ) :
رواه أحمد و الطبراني في " الكبير " و " الأوسط " ، و فيه كثير بن زيد وثقه
أحمد و غيره ، و ضعفه النسائي و غيره .
قلت : ثم تبين بعد أن تيسر الرجوع إلى معجمي الطبراني أنه ليس في سنده داود هذا
، فأعله الهيثمي بكثير ، فقد أخرجه في " الكبير " ( 4 / 189 / 3999 ) ، و "
الأوسط " ( 1 / 18 / 1 / 282 ) بإسناد واحد ، فقال : حدثنا أحمد بن رشدين
المصري : حدثنا سفيان بن بشير و في " الأوسط " : بشر ، و زاد : الكوفي : حدثنا
حاتم بن إسماعيل عن كثير بن زيد عن المطلب بن عبد الله قال : قال أبو أيوب
لمروان بن الحكم ، فذكر الحديث مرفوعا ، و قال :
لا يروى إلا بهذا الإسناد ، تفرد به حاتم ! كذا قال ، و قد فاتته متابعة العقدي
المتقدمة .
و حاتم بن إسماعيل من رجال الشيخين ، لكن قال الحافظ :
صحيح الكتاب ، صدوق يهم .
قلت : فمن المحتمل أن يكون وهم في ذكره المطلب بن عبد الله مكان داود بن أبي
صالح ، و لكن السند إليه غير صحيح ، فيمكن أن يكون الوهم من غيره ، لأن سفيان
بن بشير أو بشر ، لم أعرفه ، و ليس هو الأنصاري المترجم في " ثقات ابن حبان "
( 6 / 403 ) و غيره ، فإنه تابع تابعي ، فهو متقدم على هذا ، من طبقة شيخ شيخه
( كثير بن زيد ) ! و لعل الآفة من أحمد بن رشدين شيخ الطبراني ، فإنه متهم
بالكذب ، كما تقدم بيانه تحت الحديث ( 47 ) ، فكان على الهيثمي أن يبين الفرق و
الخلاف بين إسناد أحمد و الطبراني من جهة ، و علة كل منهما من جهة أخرى ، و
المعصوم من عصمه الله تعالى .
و لقد كان الواجب على المعلق على " المعجم الأوسط " الدكتور الطحان أن يتولى
بيان ذلك ، و لكن .....
و أما قول المناوي : و داود بن أبي صالح قال ابن حبان : يروي الموضوعات .
فمن أوهامه أيضا ، فإنه رجل آخر متأخر عن هذا يروي عن نافع ، و سيأتي له حديث
إن شاء الله تعالى قريبا برقم ( 375 ) ، و قد شاع عند المتأخرين الاستدلال بهذا
الحديث على جواز التمسح بالقبر لوضع أبي أيوب وجهه على القبر ، و هذا مع أنه
ليس صريحا في الدلالة على أن تمسحه كان للتبرك - كما يفعل الجهال - فالسند إليه
بذلك ضعيف كما علمت فلا حجة فيه ، و قد أنكر المحققون من العلماء كالنووى
و غيره ، التمسح بالقبور و قالوا : إنه من عمل النصارى و قد ذكرت بعض النقول في
ذلك في " تحذير الساجد من اتخاذ القبور مساجد " و هي الرسالة الخامسة من رسائل
كتابنا " تسديد الإصابة إلى من زعم نصرة الخلفاء الراشدين و الصحابة " و هي
مطبوعة و الحمد لله فانظر ( ص 108 ) منه .

(1/450)


374 - " نهى أن يمشي الرجل بين البعيرين يقودهما " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 554 ) :
ضعيف .
أخرجه الحاكم ( 4 / 280 ) من طريق محمد بن ثابت البناني عن أبيه عن أنس
مرفوعا ، و قال : صحيح الإسناد ، و رده الذهبي بقوله .
محمد ضعفه النسائي .
قلت : و قال الحافظ ابن حجر في " التقريب " : ضعيف .

(1/451)


375 - " نهى أن يمشي الرجل بين المرأتين " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 554 ) :
موضوع .
أخرجه أبو داود ( 2 / 352 ) و العقيلي في " الضعفاء " ( 126 ) الحاكم ( 4 / 280
) و الخلال في " الأمر بالمعروف " ( 22 / 2 ) و ابن عدي ( 3 / 955 ) من طريق
داود بن أبي صالح عن نافع عن ابن عمر مرفوعا ، و قال الحاكم : صحيح الإسناد
و تعقبه الذهبي بقوله : قلت : داود بن أبي صالح قال ابن حبان : يروي الموضوعات
. قلت : و كذا قال في " الميزان " ثم ذكر عقبه هذا الحديث ، و قال المنذري في
" مختصر السنن " ( 8 / 118 ) .
و قال ابن حبان : يروي الموضوعات عن الثقات حتى كأنه يتعمدها ، و ذكر له هذا
الحديث .
و قال أبو زرعة : لا أعرفه إلا بهذا الحديث و هو منكر .
قلت : و ذكر له البخاري في " التاريخ الصغير " ( 187 ) هذا الحديث و قال :
لا يتابع في حديثه ، و كذا قال العقيلي و زاد : و لا يعرف إلا به و تبعه
عبد الحق في " الأحكام " ( 205 / 1 ) قال : و له فيه لفظ آخر قال : قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم : " إذا استقبلك المرأتان فلا تمر بينهما خذ يمنة أو
يسرة " ، ذكره أبو أحمد بن عدي .
قلت : أخرجه من طريق يوسف بن الغرق عن داود به و يوسف كذاب كما تقدم بيانه تحت
رقم ( 193 ) .

(1/452)


376 - " الأقربون أولى بالمعروف " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 555 ) :
لا أصل له بهذا اللفظ .
كما أشار إليه السخاوي في " المقاصد " ( ص 34 ) ، و بعضهم يتوهم أنه آية !
و إنما في القرآن قوله تعالى *( قل ما أنفقتم من خير فللوالدين و الأقربين )* .

(1/453)


377 - " آخر من يدخل الجنة رجل من جهينة يقال له : جهينة ، فيسأله أهل الجنة : هل بقي
أحد يعذب ؟ فيقول : لا ، فيقولون : عند جهينة الخبر اليقين " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 556 ) :
موضوع .
رواه محمد بن المظفر في " غرائب مالك " ( 76 / 2 ) و الدارقطني في " الغرائب "
من طريق جامع بن سوادة حدثنا زهير بن عباد : حدثنا أحمد بن الحسين اللهبي حدثنا
عبد الملك بن الحكم حدثنا مالك عن نافع عن ابن عمر رفعه ، قال الدارقطني :
هذا الحديث باطل ، و جامع ضعيف و كذا عبد الملك .
قلت : كذا ذكره السيوطي في " ذيل الموضوعات " من طريق الدارقطني ، و تبعه ابن
عراق ( 399 / 2 ) و مع هذا فقد أورده السيوطي في " الجامع الصغير " أيضا ! من
رواية الخطيب في " رواة مالك " عن ابن عمر ، و لا فائدة من المغايرة في التخريج
لأن طريق الخطيب هي طريق الدارقطني كما بينه الشارح المناوي .
و من الغرائب أن العجلوني أورد هذا الحديث في " كشف الخفاء " ( 1 / 15 ) ثم لم
يبد حاله !

(1/454)


378 - " اتبعوا العلماء فإنهم سرج الدنيا و مصابيح الآخرة " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 556 ) :
موضوع .
أخرجه الديلمي في " مسنده " ( 1 / 39 ) من طريق القاسم بن إبراهيم الملطي حدثنا
لوين المصيصي حدثنا مالك بن أنس عن الزهري عن أنس بن مالك مرفوعا و ذكره
السيوطي في " الجامع الصغير " من رواية الديلمي مع أنه أورده أيضا في " ذيل
الأحاديث الموضوعة " ( ص 39 ) عن الديلمي و ذكر أن القاسم بن إبراهيم الملطي ،
قال الدارقطني : كذاب ، و قال الخطيب : روى عن لوين عن مالك عجائب من الأباطيل
.

(1/455)


379 - " إذا أتى علي يوم لا أزداد فيه علما يقربني إلى الله تعالى فلا بورك لي فى
طلوع شمس ذلك اليوم " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 557 ) :
موضوع .
أخرجه ابن راهويه في " مسنده " ( 4 / 24 / 2 ) و ابن عدي في " الكامل " ( ق 161
/ 2 ) و أبو الحسن بن الصلت في " حديثه عن ابن عبد العزيز الهاشمي " ( 1 / 2 )
، و أبو نعيم في " الحلية " ( 8 / 188 )
و الخطيب في " تاريخه " ( 6 / 100 ) ، و ابن عبد البر ( 1 / 61 ) ، و كذا
الطبراني في " الأوسط " ( 2 / 115 / 1 / 6780 ) من طرق عن الحكم بن عبد الله عن
الزهري عن سعيد بن المسيب عن عائشة مرفوعا ، و قال أبو نعيم :
غريب من حديث الزهري تفرد به الحكم .
قلت : و هو الحكم بن عبد الله بن خطاف ، و قيل : ابن سعد أبو سلمة الحمصي
و هو كذاب كما قال أبو حاتم ، و أورده ابن الجوزي في " الموضوعات " ( 1 / 233 )
من طريق الخطيب ثم قال :
قال الصوري : منكر لا أصل له لا يرويه عن الزهري غير الحكم .
، و الحكم قال أبو حاتم كذاب و قال ابن حبان يروي الموضوعات عن الأثبات ، قال
السيوطي في " اللآليء " ( 1 / 209 ) :
قلت : قال الدارقطني : كان يضع الحديث ، روى عن الزهري عن ابن المسيب نحو خمسين
حديثا لا أصل لها ، ثم قال السيوطي :
و أخرجه أبو علي الحسين بن محمد بن حسين المقري في " جزئه " ، حدثنا أحمد بن
عمير ، أنبأنا أبو أمية محمد بن إبراهيم ، حدثنا النفيلي ، حدثنا بقية بن
الوليد عن أبي سلمة الحمصي عن الزهري به ، و قال ابن عمير : ليس أبو سلمة هذا ،
سليمان بن سلم ، هذا رجل آخر .
قلت : صدق ابن عمير و كان من تمام الفائدة أن يبين هو أو السيوطي من هو .
و لكنهما لم يفعلا ، و قد تبين لي أنه الحكم بن عبد الله نفسه فإنه يكنى أبا
سلمة ، و قد ذكره بقية بكنيته دون اسمه يدلسه ، و هذا مما اشتهر به بقية ،
عافانا الله تعالى من كل آفة و بلية و يؤكد ذلك أن بقية قد صرح باسمه في رواية
الطبراني و غيره .
و مع إقرار السيوطي ابن الجوزي على وضع هذا الحديث و تأييده لوضعه ، فقد أورده
أيضا في " الجامع الصغير " من رواية الطبراني ، و ابن عدي ، و أبي نعيم في "
الحلية " عن عائشة ! و لا يفيده رواية ابن عدي أيضا إياه فإن في سنده أيضا
متهما ، و هو بلفظ :

(1/456)


380 - " إذا أتى علي يوم لم أزدد فيه خيرا فلا بورك لي فيه " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 558 ) :
موضوع .
رواه ابن عدي و ابن حبان في " الضعفاء " ( 1 / 335 ) من طريق سليمان بن بشار عن
سفيان عن الزهري عن سعيد عن عائشة مرفوعا .
و هذا سند موضوع ، قال الذهبي :
سليمان بن بشار متهم بوضع الحديث ، قال ابن حبان : يضع على الأثبات ما لا يحصى
. و وهاه ابن عدي ثم سرد له من الواهيات عدة أحاديث هذا منها . قلت : ثم رجعت
إلى ابن عدي في " كامله " فرأيته ذكر الحديث في ترجمة ابن بشار هذا ( 161 / 2 )
معلقا عنه عن ابن عيينة عن بقية عن الحكم بن عبد الله الأيلي عن الزهري به ،
مثل لفظ الحديث الذي قبله ، فتبين أن بين سفيان و الزهري بقية و الحكم ، و هو
كذاب ، و هو الذي في سند الحديث الذي قبله ، فمدار الحديثين على هذا الكذاب غير
أن في طريق هذا كذابا آخر ! على أنه قد قيل : إن الحكم بن عبد الله الأيلي هو
غير الحكم بن عبد الله الحمصي ، و رجحه الحافظ ، فإن ثبت ذلك فالطريق مختلفة ،
لكن النتيجة واحدة فإن الأيلي هذا كذاب أيضا ! فراجع " اللسان " .

(1/457)


381 - " ليس من أخلاق المؤمن الملق إلا فى طلب العلم " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 559 ) :
موضوع .
أخرجه ابن عدي ( 84 / 2 ) و السلفي في " المنتخب " من أصول السراج اللغوي ( 1 /
97 / 2 ) عن الحسن بن واصل ، عن الخصيب بن جحدر ، عن النعمان بن نعيم ، عن
معاذ ابن جبل ، و قال ابن عدي :
مداره على الخصيب بن جحدر .
قلت : قال البخاري في " التاريخ الصغير " ( 197 ) : كذاب ، استعدى عليه شعبة في
الحديث ، و قال النسائي في " الضعفاء " ( 11 ) : ليس بثقة
قلت : و مثله الراوي عنه الحسن بن واصل ، و يقال : الحسن بن دينار فقد كذبه
أحمد و يحيى و أبو حاتم و غيرهم ، و في ترجمته ساق الذهبي هذا الحديث كما
أوردته عن ابن عدي ، و قد أورده ابن الجوزي في " الموضوعات " ( 1 / 219 ) من
طريقه فأدخل بين النعمان بن نعيم ، و معاذ ، عبد الرحمن بن غنم ، و هو عند
السلفي بإثبات ابن غنم و إسقاط ابن نعيم ، و الله أعلم .
ثم قال ابن الجوزي : مداره على الخصيب و قد كذبه شعبة ، و القطان ، و ابن معين
، و قال ابن حبان : يروي الموضوعات عن الثقات " .
و أقره السيوطي في " اللآلئ المصنوعة " ( 1 / 197 ) ، ثم تناقض فأورده في
" الجامع الصغير " لكن من رواية البيهقي في " الشعب " عن معاذ ، و لا يخفى أن
هذه المغايرة في التخريج لا فائدة منها ما دام أن الحديث يدور على هذا الكذاب
الخصيب ! فقد قال المناوي في " شرح الجامع " :
و قضية صنيع المصنف أن البيهقي خرجه و سلمه ، و الأمر بخلافه ، بل عقبه ببيان
علته فقال : هذا الحديث إنما يروي بإسناد ضعيف ، و الحسن بن دينار ضعيف بمرة ،
و كذا خصيب هذا لفظه بحروفه ، فحذف المصنف له من كلامه غير صواب .
قلت : و لعل السيوطي اغتر بإيراد البيهقي له في " الشعب " بناء على ما نقله هو
غير مرة عنه ، أنه لا يورد في " الشعب " ما كان موضوعا ، فاعلم أن هذا ليس
صحيحا على إطلاقه ، أو هو رأى البيهقي وحده في كتابه ، و إلا فكم فيه من
موضوعات سبق بعضها و يأتي الكثير منها ، و في حفظي أن السيوطي قد وافق على وضع
بعضها ، فهذا كله يدلنا على أن السيوطي يغلب عليه التقليد في كثير من الأحيان ،
و هذا هو السبب في وقوع الأحاديث الموضوعة في كتابه " الجامع الصغير " الذي نص
في مقدمته أنه صانه عما تفرد به كذاب أو وضاع !
هذا و للحديث طريق آخر من حديث أبي أمامة ، رواه ابن عدي ( 240 / 2 ) عن فهر بن
بشر ، حدثنا عمر بن موسى عن القاسم عنه مرفوعا به ، و قال :
عمر بن موسى الوجيهي في عداد من يضع الحديث متنا و إسنادا .
قلت : و فهر بن بشر لا يعرف كما قال ابن القطان ، و أقره الحافظ في " اللسان "
.
و له طريق ثالث بنحو هذا اللفظ أورده ابن الجوزي في " الموضوعات " أيضا ، و هو
:

(1/458)


382 - " لا حسد و لا ملق إلا فى طلب العلم " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 561 ) :
موضوع .
رواه ابن عدي ( 365 / 1 ) و الخطيب ( 13 / 275 ) و في العاشر من " الجامع "
( 20 / 2 من المنتقى منه ) من طريق عمرو بن الحصين الكلابي ، عن ابن علاثة ، عن
الأوزاعي ، عن الزهري ، عن أبي سلمة ، عن أبي هريرة مرفوعا .
و قال ابن عدي : هذا منكر لا أعلم يرويه عن الأوزاعي غير ابن علاثة .
و أورده ابن الجوزي في " الموضوعات " ( 1 / 219 ) من رواية ابن عدي ثم قال :
ابن علاثة محمد بن عبد الله بن علاثة لا يحتج به ، قال ابن حبان : يروي
الموضوعات عن الثقات .
و تعقبه السيوطي في " اللآليء " ( 197 / 198 ) بما خلاصته أن ابن علاثة وثقه
ابن معين و غيره ، و أن آفة الحديث من عمرو بن الحصين فإنه كذاب كما قال الخطيب
قلت : و هذا تعقب شكلي لا يعود على هذا الحديث بالتقوية ما دام أنه لم ينج من
هذا الكذاب ، لكن السيوطي ذكر له شاهدا لم يتكلم على إسناده و فيه من لا يعرف ،
و هو :

(1/459)


383 - " من غض صوته عند العلماء كان يوم القيامة مع الذين امتحن الله قلوبهم للتقوى
من أصحابي ، و لا خير فى التملق و التواضع إلا ما كان فى الله ، أو فى طلب
العلم " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 562 ) :

موضوع .
أخرجه الديلمي في " مسند الفردوس " من طريق ابن السني ، حدثنا الحسين بن
عبد الله القطان ، عن عامر بن سيار ، عن ابن الصباح ، عن عبد العزيز بن سعيد
عن أبيه مرفوعا . نقلته من " اللآليء " ( 1 / 198 ) و سكت عنه .
قلت : و هذا إسناد ظلمات بعضها فوق بعض لم أعرف منه أحد من بعد القطان غير عامر
بن سيار ، قال ابن أبي حاتم ( 3 / 1 / 322 ) عن أبيه : مجهول و أما ابن حبان
فذكره على قاعدته في " الثقات " ( 8 / 502 ) كما ذكر فيه ( 5 / 125 ) عبد
العزيز بن سعيد شيخه في هذا الحديث و هذا من أوضح الأدلة على فساد قاعدته في
التوثيق .
ثم بدا لي أن ابن الصباح هو المثنى اليماني ، فإن يكن هو كما يغلب على الظن فهو
ضعيف اختلط بآخره ، كما في " التقريب " و انظر الحديثين اللذين قبله .
ثم تبين أن قوله في " اللآليء " : ابن الصباح خطأ و لعله مطبعي و الصواب أبو
الصباح كما يؤخذ من مراجع كثيرة أهمها " كامل ابن عدي " فقد ساق في ترجمة أبي
الصباح ( 5 / 1966 ) من طريق الحسين القطان المذكور و هو شيخ ابن عدي عن عامر
بن سيار حدثنا أبو الصباح يعني عبد الغفور بن عبد العزيز أبو الصباح الواسطي عن
عبد العزيز بن سعيد به حديثا آخر و قال عقبه : و بهذا الإسناد اثنان و عشرون
حديثا حدثناه بها الحسين هذا ، ثم ختم ترجمته بقوله : و عبد الغفور هذا الضعف
على حديثه بين ، و هو منكر الحديث .
قلت : فهو آفة حديث الترجمة ، و بخاصة أن البخاري قال في " التاريخ الكبير " (
3 / 2 / 127 ) : تركوه ، منكر الحديث .
و في معناه قوله في " التاريخ الصغير " ( ص 194 ) : سكتوا عنه .

(1/460)


384 - " لا يترك الله أحد يوم الجمعة إلا غفر له " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 563 ) :
موضوع .
أخرجه أبو القاسم الشهرزوري في " الأمالي " ( 180 / 1 ) و الخطيب ( 5 / 180 )
من طريق أحمد بن نصر بن حماد بن عجلان ، حدثنا شعبة عن محمد بن زياد عن
أبي هريرة مرفوعا ، ذكره الخطيب في ترجمة أحمد هذا و لم يذكر فيه جرحا و لا
تعديلا ، و قال الذهبي في ترجمته من " الميزان " :
أتى بخبر منكر جدا ، ثم ساق له هذا كأنه يتهمه به ، و وافقه الحافظ في " اللسان
" و في ذلك عندي نظر ، لأن أباه نصر بن حماد ، قال ابن معين : كذاب فالحمل عليه
فيه أولى . و مع هذا و ذاك فالحديث في " الجامع "
و للحديث طريق أخرى عن أنس نحوه و هو موضوع أيضا كما سبق بيانه برقم ( 297 ) .

(1/461)


385 - " لا يحرم الحرام الحلال " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 564 ) :
ضعيف .
أخرجه ابن ماجه ( 1 / 226 ) و الدارقطني ( 142 ) و البيهقي ( 7 / 168 )
و الخطيب ( 7 / 182 ) من طريق عبد الله بن عمر ، عن نافع ، عن ابن عمر
مرفوعا .
قلت : و هذا سند ضعيف من أجل عبد الله بن عمر ، و هو العمري المكبر و هو ضعيف .
و قد روى هذا الحديث بسند آخر مع زيادة في متنه يأتي بعد حديث .

(1/462)


386 - " يقول الله تعالى للدنيا : يا دنيا مري على أوليائي ، و لا تحلولي لهم
فتفتنيهم " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 564 ) :
موضوع .
أخرجه أبو عبد الرحمن السلمي في " طبقات الصوفية " ( ص 8 - 9 ) و عنه
الديلمي ( 4 / 218 ) قال : أخبرنا أبو جعفر محمد بن أحمد بن سعيد الرازي ، قال
: أخبرنا الحسين بن داود البلخي . قال : أخبرنا فضيل بن عياض قال : أخبرنا
منصور عن إبراهيم عن علقمة عن
عبد الله بن مسعود مرفوعا .
قلت : و هذا إسناد موضوع ، أبو جعفر الرازي هذا قال الذهبي : لا أعرفه لكن أتى
بخبر باطل هو آفته ، قلت : ثم ساق خبرا موقوفا على علي ، و الحسين بن داود
البلخي قال الخطيب في ترجمته من " التاريخ " ( 8 / 44 ) :
لم يكن ثقة فإنه روى نسخه عن يزيد بن هارون عن حميد عن أنس أكثرها موضوع . ثم
ساق له حديثا آخر بهذا السند ثم قال : تفرد بروايته الحسين عن الفضيل و هو
موضوع و رجاله كلهم ثقات سوى الحسين بن داود ، و من طريقه روى هذا الحديث
القضاعي في " مسند الشهاب " ( 117 / 2 ) .

(1/463)


387 - " ما اجتمع الحلال و الحرام إلا غلب الحرام " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 565 ) :
لا أصل له .
قاله الحافظ العراقي في " تخريج المنهاج " و نقله المناوي في " فيض القدير "
و أقره ، و قد استدل بهذا الحديث على تحريم نكاح الرجل ابنته من الزنى ، و هو
قول الحنفية و هو و إن كان الراجح من حيث النظر ، لكن لا يجوز الاستدلال عليه
بمثل هذا الحديث الباطل ، و قد قابلهم المخالفون بحديث آخر و هو :

(1/464)


388 - " لا يحرم الحرام ، إنما يحرم ما كان بنكاح حلال " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 565 ) :
باطل .
أخرجه الطبراني في " الأوسط " ( 1 / 173 / 2 من زوائد المعجمين ) و ابن عدي في
" الكامل " ( 287 / 2 ) و ابن حبان في " الضعفاء " ( 2 / 99 ) و الدارقطني ( ص
402 ) و البيهقي ( 7 / 269 ) من طريق المغيرة بن إسماعيل بن أيوب بن سلمة عن
عثمان بن عبد الرحمن الزهري عن ابن شهاب عن عروة عن عائشة قالت :
" سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الرجل يتبع المرأة حراما ، أينكح ابنتها
، أو يتبع الابنة حراما ، أينكح أمها ؟ قالت : قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم ... " فذكره ، قال البيهقي : تفرد به عثمان بن عبد الرحمن الوقاصي هذا
و هو ضعيف ، قاله يحيى بن معين و غيره من أئمة الحديث .
قلت : بل هو كذاب ، قال ابن حبان :
كان يروي عن الثقات الموضوعات ، و كذبه ابن معين في رواية عنه ، و قال
عبد الحق في " الأحكام " ( ق 138 / 2 ) و الهيثمي في " المجمع " ( 4 / 269 ) :
و هو متروك ، و كذا قال الحافظ في " التقريب " و زاد : و كذبه ابن معين .
قلت : و الراوي عنه المغيرة بن إسماعيل مجهول كما قال الذهبي .
و الحديث ذكره ابن أبي حاتم في " العلل " ( 1 / 418 ) من طريق المغيرة بن
إسماعيل عن عمر بن محمد الزهري عن ابن شهاب به ثم قال :
قال أبي : هذا حديث باطل ، و المغيرة بن إسماعيل و عمر هذا ، هما مجهولان . قلت
: كذا وقع في " العلل " : عمر بن محمد الزهري بدل عثمان بن عبد الرحمن الزهري
فلا أدري أهكذا وقع في روايته ، أم تحرف على الناسخ و الطابع ، و قد استدل
بالحديث الشافعية و غيرهم على أنه يجوز للرجل أن يتزوج ابنته من الزنى
و قد علمت أنه ضعيف فلا حجة فيه ، و المسألة اختلف فيها السلف ، و ليس فيها نص
مع أحد الفريقين ، و إن كان النظر و الاعتبار يقتضي تحريم ذلك عليه ، و هو مذهب
أحمد و غيره و رجحه شيخ الإسلام ابن تيمية فانظر " الاختيارات " له ( 123 - 124
) ، و تعليقنا على الصفحة ( 36 - 39 ) من كتابنا " تحذير الساجد من اتخاذ
القبور مساجد " .

(1/465)


389 - " لو أذن الله لأهل الجنة فى التجارة لاتجروا بالبز و العطر " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 567 ) :
ضعيف .
أخرجه العقيلي في " الضعفاء " ( 229 ) و الطبراني في " الصغير " ( ص 145 ) و في
" الأوسط " ( 1 / 135 / 1 ) و أبو نعيم في " الحلية " ( 10 / 365 ) و أبو
عبد الرحمن السلمي في " طبقات الصوفية " ( ص 410 ) و أبو عثمان البجيرمي في
" الفوائد " ( 2 / 3 / 1 ) و مكي المؤذن في " حديثه " ( 230 / 2 ) و ابن عساكر
( 14 / 337 / 1 ) من طريق عبد الرحمن ابن أيوب السكوني الحمصي : حدثنا عطاف بن
خالد عن نافع عن ابن عمر مرفوعا ، و قال الطبراني : تفرد به ابن أيوب . قلت
: قال الذهبي في " الميزان " و أقره الحافظ في " اللسان " :
لا يجوز أن يحتج بهذا ، و قال العقيلي عقب الحديث :
لا يتابع عليه ، ثم قال :
ليس بمحفوظ عن نافع ، و إنما يروي بإسناد مجهول ، ثم ساقه من طريق أخرى مرفوعا
نحوه و هو :

(1/466)


390 - " لو تبايع أهل الجنة و لن يتبايعوا ما تبايعوا إلا بالبز " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 567 ) :
ضعيف جدا .
أخرجه العقيلي ( 229 ) و كذا أبو يعلى ( 1 / 104 / 111 ) من طريق إسماعيل بن
نوح عن رجل عن
أبي بكر الصديق رفعه ، قال العقيلي :
و إسناده مجهول ، و هو أولى ، يعني من حديث السكوني الذي قبله و ليس له إسناد
يصح .
قلت : و إسماعيل بن نوح متروك كما قال الأزدي و تبعه الهيثمي في " المجمع "
( 10 / 416 ) .

(1/467)


391 - " هذه يد لا تمسها النار " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 568 ) :
ضعيف .
أخرجه الخطيب ( 7 / 432 ) من طريق محمد بن تميم الفريابي بسنده عن الحسن ، عن
أنس بن مالك قال :
أقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم من غزوة تبوك فاستقبله سعد بن معاذ الأنصاري
، فصافحه النبي صلى الله عليه وسلم ثم قال له : " ما هذا الذي أكنب <1> يداك ؟
" فقال : يا رسول الله أضرب بالمر و المسحاة في نفقة عيالي ، قال : فقبل النبي
صلى الله عليه وسلم يده و قال ... " فذكره .
قال الخطيب : هذا الحديث باطل لأن سعد بن معاذ لم يكن حيا في وقت غزوة تبوك ،
و كان موته بعد غزوة بني قريظة من السهم الذي رمي به ، و محمد بن تميم الفريابي
كذاب يضع الحديث .
قلت : جرى الخطيب على أن سعدا هذا هو ابن معاذ سيد الأوس الصحابي المشهور ،
و خالفه الحافظ ابن حجر فجزم في " الإصابة " بأنه آخر ، ثم ذكر أن الحديث رواه
الخطيب في " المتفق " بإسناد واه ، و أبو موسى في " الذيل " بإسناد مجهول عن
الحسن به ، و الحديث أورده ابن الجوزي في " الموضوعات " ( 2 / 251 ) معتمدا على
قول الخطيب السابق ، و تعقبه السيوطي في " اللآليء " ( 2 / 154 ) بكلام الحافظ
ابن حجر ،
و قد ذكرت خلاصته آنفا ، والله أعلم .
قال الشيخ عبد الحي الكتاني في " التراتيب الإدارية " ( 2 / 42 ـ 43 ) بعد ما
نقل كلام الحافظ :
قلت : في هذه القصة عجيبة ، و هي تقبيل النبي صلى الله عليه وسلم يد صحابي لأجل
ضربه الأرض بالفاس .
قلت : لكن يقال : أثبت العرش ثم انقش ، فإن القصة غير ثابتة كما علمت .

---------------------------------------------

[1] فى الأصل " أكفت " و وضعها بعدها علامة تعجب ، و المثبت من النهاية و لسان
العرب مادة " كنب " و قد أورد صاحب النهاية هذا الحديث ، و المعنى صارت غليظة
من العمل . اهـ .
1

(1/468)


392 - " إن فى الجنة بابا يقال : له الضحى ، فإذا كان يوم القيامة نادى مناد : أين
الذين كانو يديمون على صلاة الضحى ؟ هذا بابكم فادخلوه برحمة الله عز وجل " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 569 ) :
ضعيف جدا .
رواه الطبراني في " الأوسط " ( 1 / 59 / 1 ـ من " زوائد المعجمين " )
و أبو حفص الصيرفي في " حديثه " ( 263 / 1 ) و كذا ابن لال في " حديثه " ( 116
/ 1 ) و نصر المقدسي في " المجلس 121 من الأمالي " ( 2 / 2 ) عن سليمان بن داود
اليمامي ، عن يحيى بن أبي كثير ، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف ، عن أبي
هريرة مرفوعا ، و قال الطبراني :
لم يروه عن يحيى إلا سليمان .
قلت : و هذا إسناد ضعيف جدا ، و علته اليمامي هذا فإنه متروك و من طريقه رواه
الحاكم في جزء له في صلاة الضحى كما في " زاد المعاد " ( 1 / 129 - 134 ) .
و له علة أخرى و هي عنعنة ابن أبي كثير فإنه كان يدلس .
و الحديث ضعفه المنذري في " الترغيب " ( 1 / 237 ) .

(1/469)


393 - " إن فى الجنة بابا يقال له : الضحى ، فمن صلى صلاة الضحى حنت إليه صلاة الضحى
كما يحن الفصيل إلى أمه حتى إنها لتستقبله حتى تدخله الجنة " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 570 ) :
موضوع .
أخرجه الخطيب ( 14 / 306 - 307 ) من طريق يحيى بن شبيب اليماني ، حدثنا حميد
الطويل ، عن أنس بن مالك مرفوعا ، ذكره في ترجمة ابن شبيب و قال :
روى أحاديث باطلة ، ثم ذكر له ثلاثة أحاديث هذا أحدها ، و منها :

(1/470)


394 - " إن فى الجنة بابا يقال له : الضحى لا يدخل منه إلا من حافظ على صلاة الضحى "
.

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 570 ) :
موضوع .
رواه الخطيب بإسناد الحديث الذي قبله ، و أخرجهما ابن عساكر مدموجا بينهما في
حديث واحد عن أنس كما في " الفتاوى " للسيوطي ( 1 / 58 ) و سكت عليه !
و في فضل صلاة الضحى أحاديث صحيحة تغني عن مثل هذه الأحاديث الباطلة .

(1/471)


395 - " إن لله ملائكة موكلين بأبواب الجوامع يوم الجمعة يستغفرون لأصحاب العمائم
البيض " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 570 ) :

موضوع .
أخرجه الخطيب بإسناد الحديثين السابقين ، و قد عرفت أنه من وضع يحيى بن شبيب
اليماني ، و من طريق الخطيب ذكره ابن الجوزي في " الموضوعات " ( 2 / 106 )
و قال : يحيى حدث عن حميد و غيره أحاديث باطلة .
و أيده السيوطي في " اللآليء " ( 2 / 27 ) فقال :
قلت : قال في " الميزان " : هذا مما وضعه على حميد ، و أقره ابن عراق
( 236 / 2 ) .
قلت : لكن وجدت له طريقا أخرى رواها أبو علي القشيري الحراني في " تاريخ الرقة
" ( ق 38 / 2 ) عن أبي يوسف محمد بن أحمد الصيدلاني ، حدثنا العباس بن كثير
أبو مخلد الرقي ، حدثنا يزيد بن أبي حبيب عن ميمون بن مهران ، عن سالم بن
عبد الله بن عمر ، عن أبيه مرفوعا ، ذكره في ترجمة العباس هذا و لم يذكر فيه
جرحا و لا تعديلا ، و أبو يوسف الصيدلاني لم أجد من ترجمه ، فهو أو شيخه آفة
هذه الطريق ، فإن من فوقهما ثقات ، و لا يصح في العمائم شيء غير أنه صلى الله
عليه وسلم لبسها ، و تقدم بعض أحاديثها برقم ( 127 ـ 129 ) .

(1/472)


396 - " فضل حملة القرآن على الذى لم يحمله كفضل الخالق على المخلوق " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 571 ) :

كذب .
أخرجه الديلمي ( 2 / 178 / 1 ـ 2 ) من طريق محمد بن تميم الفريابي حدثنا
حفص بن عمر حدثنا الحكم بن أبان عن عكرمة عن ابن عباس رفعه ، و ذكره
السيوطي في " الذيل " ( ص 32 ) و قال :
قال الحافظ ابن حجر في " زهر الفردوس " : هذا كذب .
قلت : آفته محمد بن تميم .
قلت : ثم غفل السيوطي عن هذا فأورده في " الجامع الصغير " !
و محمد بن تميم هذا قال الخطيب كما تقدم قريبا رقم ( 391 ) : كذاب يضع الحديث
. و قال الحاكم : هو كذاب خبيث ، و قال أبو نعيم : كذاب وضاع .

(1/473)


397 - " إذا طلع النجم رفعت العاهة عن أهل كل بلد " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 572 ) :
ضعيف .
أخرجه الإمام محمد بن الحسن في " كتاب الآثار " ( ص 159 ) : أخبرنا أبو حنيفة
قال : حدثنا عطاء بن أبي رباح عن أبي هريرة مرفوعا ، و من طريق أبي حنيفة
أخرجه الثقفي في " الفوائد " ( 3 / 12 / 1 ) و كذا الطبراني في " المعجم الصغير
" ( ص 20 ) و في " الأوسط " ( 1 / 140 / 2 ) و عنه أبو نعيم في " أخبار أصبهان
" ( 1 / 121 ) و قال : و النجم : هو الثريا .
و هذا إسناد رجاله ثقات إلا أن أبا حنيفة رحمه الله على جلالته في الفقه قد
ضعفه من جهة حفظه البخاري ، و مسلم ، و النسائي ، و ابن عدي ، و غيرهم من أئمة
الحديث ، و لذلك لم يزد الحافظ ابن حجر في " التقريب " على قوله في ترجمته :
فقيه مشهور ! ، نعم قد تابعه عسل بن سفيان عن عطاء لكنه ضعيف أيضا و خالفه في
لفظه فقال : إذا طلع النجم ذا صباح ، رفعت العاهة ، أخرجه أحمد ( 2 / 341 و 388
) و الطحاوي في " المشكل " ( 3 / 92 ) و الطبراني في " الأوسط " أيضا ، و
العقيلي في " الضعفاء " ( 347 ) و قال : عسل بن سفيان في حديثه وهم ، قال
البخاري : فيه نظر .
و لا يخفى وجه الاختلاف بين اللفظين ، فالأول أطلق الطلوع و قيد الرفع بـ عن كل
بلد ، و هذا عكسه فإنه قيد الطلوع بـ ذا صباح ، و أطلق الرفع فلم يقيده بالقيد
المذكور ، و هذا الاختلاف مع ضعف المختلفين يمنع من تقوية الحديث كما لا يخفى
على الماهر بهذا العلم الشريف .

(1/474)


398 - " لا تسبوا قريشا ، فإن عالمها يملأ طباق الأرض علما ، اللهم إنك أذقت أولها
عذابا أو وبالا ، فأذق آخرها نوالا " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 573 ) :
ضعيف جدا .
أخرجه الطيالسي في " مسنده " ( 2 / 199 من " منحة المعبود " ) : حدثنا جعفر بن
سليمان عن النضر بن حميد الكندي أو العبدي عن الجارود عن أبي الأحوص عن
عبد الله بن مسعود مرفوعا ، و من طريق الطيالسي أخرجه أبو نعيم في
" الحلية " ( 6 / 295 ، 9 / 65 ) و عنه الخطيب في " تاريخه " ( 2 / 60 - 61 )
و ابن عساكر ( 14 / 409 / 2 ) و الحافظ العراقي في " محجة القرب إلى محبة العرب
" ( 184 ) .
قلت : و هذا سند ضعيف جدا ، النضر بن حميد ، قال ابن أبي حاتم في " الجرح و
التعديل " ( 4 / 477 / 1 ) : سألت أبي عنه عنه ؟ فقال : متروك الحديث و لم
يحدثني بحديثه ، و قال البخاري : منكر الحديث ، و الجارود لم أعرفه ، و في
" كشف الخفاء " ( 2 / 53 ) تبعا لأصله " المقاصد " ( 281 / 675 ) إنه مجهول ، و
أما قوله : و الراوي عنه مختلف فيه ، فوهم لأنه متروك بلا خلاف ، فالحديث بهذا
الإسناد ضعيف جدا .
ثم وجدت الحديث في جزء من " الفوائد المنتقاة " لأبي القاسم السمرقندي ( 111 /
1 ) رواه من طريق أخرى عن جعفر بن سليمان قال : أنبأ النضر بن حميد الكندي أبو
الجارود عن أبي الأحوص ..... به .
فهذا يؤديه ما صوبناه في اسم والد النضر أنه ( حميد ) ، و يرجح ما في " اللسان
" من أن ( أبو الجارود ) كنية النضر هذا ، ليس هو شيخه في الحديث . و الله
أعلم .
ثم رأيته في " مسند الهيثم بن كليب " ( 80 / 2 ) من طريق فهد بن عوف : أخبرنا
جعفر بن سليمان : حدثني النضر بن حميد الكندي : حدثني الجارود عن أبي الأحوص به
.
فهذا يوافق رواية الطيالسي .
لكن فهد هذا لا يحتج به ، قال ابن المديني :
" كذاب " .
و تركه مسلم و الفلاس .
و لكنه عند العقيلي ( 435 ) من طريق خالد بن أبي زيد القرني - و هو صدوق ، و هو
المزرفي : حدثنا جعفر بن سليمان عن النضر قال : حدثني أبو الجارود به .
قلت : فهذا علة أخرى في الحديث ، و هي الاضطراب في سنده ، و اسم راويه ، و
تصويب بعضهم أنه أبو الجارود زياد بن المنذر ، لمجرد أن المزي ذكر النضر بن
حميد في الرواة عنه لا يكفي ، لأنه قائم على بعض هذه الروايات المتقدمة
المختلفة ، فإن ثبت أنه هو ، ازداد الحديث وهنا على وهن ، لأنه متهم بالكذب و
الوضع .
و روي الشطر الأول من الحديث عن عطاء مرسلا بلفظ :
" أكرموا قريشا ، فإن ....... " .
و سيأتي إن شاء الله تعالى .
لكن قوله : اللهم إنك أذقت ...، حسن ، فقد أخرجه الترمذي ( 4 / 371 ) و أحمد
( رقم 2170 ) و العقيلي ( 195 ) و محمد بن عاصم الثقفي في " حديثه " ( 2 / 2 )
و الضياء في " المختارة " ( 229 / 1 ) و كذا المخلص في " الفوائد المنتقاة "
( 8 / 6 / 1 ) من طريق الأعمش عن طارق بن عبد الرحمن ، عن سعيد بن جبير ، عن
ابن عباس مرفوعا به ، و قال الترمذي : حديث حسن صحيح .
قلت : و رجاله عند أحمد ثقات رجال الشيخين ، و في طارق كلام لا يضر .
بل هو صحيح فقد وجدت له شاهدا آخر من حديث ابن عمر أخرجه القضاعي ( 120 / 2 )
من طريق أبي سعيد بن الأعرابي قال : أنبأنا محمد بن غالب قال أخبرنا مسلم بن
إبراهيم قال أخبرنا شعبة عن عمرو بن دينار عن عبيد بن عمير عنه مرفوعا به .
قلت : هذا سند صحيح رجاله كلهم ثقات معروفون غير محمد بن غالب و هو تمتام حافظ
مكثر وثقه الدارقطني .

(1/475)


399 - " اللهم اهد قريشا فإن علم العالم منهم يسع طباق الأرض ، اللهم أذقت أولها
نكالا ، فأذق آخرها نوالا " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 576 ) :
ضعيف جدا .
أخرجه ابن عدي في " الكامل " ( 8 / 2 ) و أبو نعيم ( 9 / 65 ) من طريق إسماعيل
ابن مسلم ، عن عطاء ، عن ابن عباس مرفوعا ، و الخطيب ( 2 / 60 - 61 )
و عنه العراقي في " محجة القرب " من طريق ابن عياش ، عن عبد العزيز بن
عبيد الله عن وهب بن كيسان ، عن أبي هريرة مرفوعا .
و هذان إسنادان ضعيفان جدا : إسماعيل بن مسلم و عبد العزيز بن عبيد الله الحمصي
متروكان ، و الحديث عزاه في " الكشف " ( 2 / 53 ) للترمذي و أحمد عن ابن عباس ،
و هو وهم ، فإنما أخرجا عنه الشطر الثاني منه كما سبق في الحديث الذي قبله .

(1/476)


400 - " لمبارزة علي بن أبى طالب لعمرو بن عبد ود يوم الخندق أفضل من أعمال أمتي إلى
يوم القيامة " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 576 ) :
كذب .
أخرجه الحاكم في " المستدرك " ( 3 / 32 ) من طريق أحمد بن عيسى الخشاب بـ
" تنيس " حدثنا عمرو بن أبي سلمة : حدثنا سفيان الثوري عن بهز بن حكيم ، عن
أبيه عن جده مرفوعا سكت عنه الحاكم و قال الذهبي في " تلخيصه " :
قبح الله رافضيا افتراه .
قلت : و علته الخشاب هذا فإنه كذاب كما قال ابن طاهر و غيره و لعله سرقه من
كذاب مثله ، فقد أخرجه الخطيب ( 13 / 19 ) من طريق إسحاق بن بشر القرشي عن بهز
به و إسحاق هذا هو الكاهلي الكوفي و هو كذاب أيضا و قد سبقت له أحاديث موضوعة ،
فانظر مثلا الحديث ( 309 و 311 و 329 و 351 ) من هذا الجزء .
قلت : و قصة مبارزة علي رضي الله عنه لعمرو بن ود و قتله إياه مشهورة في كتب
السيرة و إن كنت لا أعرف لها طريقا مسندا صحيحا و إنما هي من المراسيل
و المعاضيل فانظر إن شئت " سيرة ابن هشام " ( 3 /240 - 234 ) و " دلائل النبوة
" للبيهقي ( 3 / 435 - 439 ) و " سيرة ابن كثير " ( 3 / 203 - 205 ) .

(1/477)


401 - " إذا صمتم فاستاكوا بالغداة و لا تستاكوا بالعشي ، فإنه ليس من صائم تيبس
شفتاه بالعشي إلا كانت نورا بين عينيه يوم القيامة " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 577 ) :

ضعيف .
أخرجه الطبراني ( 1 / 184 / 2 ) و الدارقطني ( ص 249 ) و عنه البيهقي ( 4 / 274
) من طريق كيسان أبي عمر القصار عن يزيد بن بلال عن علي موقوفا .
ثم أخرجوه من هذا الطريق عن عمرو بن عبد الرحمن عن خباب عن النبي صلى الله عليه
وسلم مثله ، و ضعفه الدارقطني و تبعه البيهقي فقالا :
كيسان أبو عمر ليس بالقوي ، و من بينه و بين علي غير معروف .
و أقرهما ابن الملقن في " خلاصة البدر المنير " ( ق 69 / 2 ) .
و في " المجمع " ( 3 / 164 - 165 ) :
رواه الطبراني في الكبير ، و رفعه عن خباب و لم يرفعه عن علي و فيه كيسان
أبو عمر وثقه ابن حبان و ضعفه غيره .
و نقل المناوي في " الفيض " عن العراقي أنه قال في " شرح الترمذي " :
حديث ضعيف جدا ، و عن " تخريج الهداية " : فيه كيسان القعاب ، كذا ضعيف جدا ،
و قال ابن حجر : فيه كيسان ضعيف عندهم ، و أما قول العزيزي في " شرح الجامع
الصغير " ( 1 / 129 ) ، و هو حديث ضعيف منجبر ، فهو وهم منه إذ لا جابر له ،
و لم يدع ذلك غيره بل و قد روى ما يعارضه و هو :

(1/478)


402 - " كان يستاك آخر النهار و هو صائم " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 578 ) :

باطل .
أخرجه ابن حبان في " كتاب الضعفاء " عن أحمد بن عبد الله بن ميسرة الحراني عن
شجاع بن الوليد عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر مرفوعا .
و أعله ابن حبان بابن ميسرة و قال : لا يحتج به ، و رفعه باطل ، و الصحيح عن
ابن عمر من فعله و أقره الزيلعي في " نصب الراية " ( 2 / 460 ) ، و يغني عن هذا
الحديث في مشروعية السواك للصائم في أي وقت شاء أول النهار أو آخره عموم قوله
صلى الله عليه وسلم : " لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة " .
متفق عليه ، و هو مخرج في " الإرواء " ( رقم 70 ) و ما أحسن ما روى الطبراني (
20 / 70 / 133 ) و في " مسند الشاميين " ( 2250 ) بإسناد يحتمل التحسين عن عبد
الرحمن بن غنم قال :
سألت معاذ بن جبل أأتسوك و أنا صائم ؟ قال : نعم ، قلت : أي النهار أتسوك ؟ قال
: أي النهار شئت غدوة أو عشية ، قلت : إن الناس يكرهونه عشية و يقولون إن رسول
الله صلى الله عليه وسلم قال : " لخلوف الصائم أطيب عند الله من ريح المسك ؟ "
فقال : سبحان الله لقد أمرهم بالسواك و هو يعلم أنه لا بد أن يكون بفي الصائم
خلوف و إن استاك ، و ما كان بالذي يأمرهم أن ينتنوا أفواههم عمدا ، ما في ذلك
من الخير شيء ، بل فيه شر ، إلا من ابتلي ببلاء لا يجد منه بدا .
قلت : و الغبار في سبيل الله أيضا كذلك إنما يؤجر من اضطر إليه و لا يجد عنه
محيصا ؟ قال : نعم ، فأما من ألقى نفسه في البلاء عمدا فما له في ذلك من أجر .
و قال الحافظ في " التلخيص " ( ص 193 ) :
إسناده جيد ، ثم قال الزيلعي :
و يدخل فيه أيضا من تكلف الدوران ، و كثرة المشي إلى المساجد بالنسبة إلى قوله
صلى الله عليه وسلم : " و كثرة الخطا إلى المساجد " و من يصنع في طلوع الشيب في
شعره بالنسبه إلى قوله صلى الله عليه وسلم : " من شاب شيبة في الإسلام " إنما
يؤجر عليهما من بلى بهما .

(1/479)


403 - " نزل آدم الهند و استوحش ، فنزل جبريل فنادى بالأذان الله أكبر الله أكبر ،
أشهد أن لا إله إلا الله ، مرتين ، أشهد أن محمدا رسول الله مرتين ، قال آدم :
من محمد ؟ قال : آخر ولدك من الأنبياء صلى الله عليه وسلم " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 579 ) :

ضعيف .
رواه ابن عساكر ( 2 / 323 / 2 ) عن محمد بن عبد الله بن سليمان أخبرنا علي بن
بهرام الكوفي أخبرنا عبد الملك بن أبي كريمة عن عمرو بن قيس عن عطاء عن أبي
هريرة مرفوعا .
قلت : و هذا إسناد ضعيف علي بن بهرام لم أعرفه و قد ذكره الحافظ في الرواة عن
أبي كريمة هذا و سماه علي بن يزيد بن بهرام ، ثم وجدته في تاريخ بغداد و جعل
يزيد جده فقال ( 11 / 353 ) :
علي بن بهرام بن يزيد أبو حجية المزني العطار ، من أهل إفريقية انتقل إلى
العراق فسكنه إلى حين وفاته ، و حدث ببغداد عن عبد الملك بن أبي كريمة الأنصاري
روى عنه أحمد بن يحيى الأودي و موسى بن إسحاق الأنصاري و عليك الرازي و الحسن
ابن الطيب الشجاعي ، ثم ساق له حديثين و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا .
و محمد بن عبد الله بن سليمان هما اثنان أحدهما كوفي قال ابن منده : مجهول
و الآخر خراساني اتهمه الذهبي بحديث موضوع ، و الظاهر هنا أنه الأول ، و هذا
الحديث مع ضعفه أقوى من الحديث المتقدم بلفظ :
" لما اقترف آدم الخطيئة قال : يا رب أسألك بحق محمد لما غفرت لي ، فقال الله :
يا آدم و كيف عرفت محمدا و لم أخلقه بعد ؟ ... " الحديث رقم ( 25 ) و هو صريح
في أن آدم عليه السلام كان يعرف النبي صلى الله عليه وسلم و هو في الجنة قبل
هبوطه إلى الأرض ، و هذا صريح في أن آدم عليه السلام لم يعرف محمدا صلى الله
عليه وسلم حتى بعد نزوله إلى الأرض ، و لذلك سأل جبريل : و من محمد ؟ فهذا من
أدلة بطلان ذلك الحديث كما سبق بيانه عند تحقيق الكلام على وضعه فتذكر أو راجع
إن شئت ، و أنا لا أجيز لنفسي الاحتجاج بمثل هذا الحديث كما هو ظاهر و لكن
التحقيق العلمي يسمح برد الحديث الواهي بالحديث الضعيف ما دام ضعفه أقل منه كما
لا يخفى على من مارس هذا العلم الشريف .

(1/480)


404 - " نهى عن صوم يوم عرفة بعرفة " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 581 ) :

ضعيف .
أخرجه البخاري في " التاريخ الكبير " ( 7 / 425 ) و أبو داود ( 1 / 382 ) و ابن
ماجه ( 1 / 528 ) و الطحاوي في " مشكل الآثار " ( 4 / 112 ) و العقيلي في
" الضعفاء " ( 106 ) و الحربي في " غريب الحديث " ( 5 / 38 / 2 ) و الحاكم ( 1
/ 434 ) و البيهقي ( 4 / 284 ) من طريق حوشب بن عقيل عن مهدي الهجري عن عكرمة
عن أبي هريرة مرفوعا ، و قال الحاكم : صحيح على شرط البخاري و وافقه الذهبي
. قلت : و هذا من أوهامهما الفاحشة فإن حوشب بن عقيل و شيخه مهدي الهجري لم
يخرج لهما البخاري ، بل إن الهجري مجهول كما قال ابن حزم في " المحلى " ( 7 /
18 ) و أقره الذهبي في " الميزان " و ذكر عن أبي حاتم نحوه ، و في " التهذيب "
عن ابن معين مثله ، فأنى للحديث الصحة و فيه هذا الرجل المجهول ؟ و لذلك ضعف
هذا الحديث ابن حزم فقال : لا يحتج بمثله و كذلك ضعفه ابن القيم في " الزاد " (
1 / 16 و 237 ) .
و توثيق ابن حبان ( 7 / 501 ) إياه مما لا يعتد به كما نبهت عليه مرارا ، و كذا
تصحيح ابن خزيمة لحديثه لا يعتد به لأنه متساهل فيه ، و لذلك لم يعتمد الحافظ
على توثيقهما إياه فقال في ترجمة الهجري هذا مقبول يعني عند المتابعة ، و إلا
فهو لين الحديث ، و بما أنه تفرد بهذا الحديث فهو عنده لين .
فإن قيل قد روى الطبراني عن عائشة مثل هذا الحديث فهل يتقوى به ؟
قلت : لا لأن في إسناده إبراهيم بن محمد الأسلمي و هو ضعيف جدا ، فمثله لا
يتقوى به فقال الطبراني في " الأوسط " ( 1 / 105 / 1 من زوائده ) : حدثنا
إبراهيم هو ابن ( بياض في الأصل ) حدثنا محمد بن عبد الرحيم بن شروس حدثنا
إبراهيم بن محمد الأسلمي عن صفوان بن سليم عن عطاء بن يسار عن عائشة مرفوعا به
و قال : لم يروه عن صفوان إلا إبراهيم .
قلت : و هو متروك كما قال الحافظ في " التقريب " و ابن شروس لم أعرفه ، ثم
رأيته في " الجرح و التعديل " ( 8 / 8 ) و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا فهو
مجهول .
و أما ما في " المجمع " ( 3 / 189 ) : رواه الطبراني في " الأوسط " و فيه محمد
بن أبي يحيى و فيه كلام كثير و قد وثق قلت : فالظاهر أنه سقط من قلم الناسخ اسم
إبراهيم بن فإنه إبراهيم بن محمد بن أبي يحيى الأسلمي ، و قد كذبه مالك و
القطان و ابن معين و ضعفه الجمهور فمثله لا يستشهد به و لا كرامة .
و إبراهيم شيخ الطبراني الذي ترك الهيثمي بعده بياضا هو ابن محمد بن سبرة
الصنعاني ففي ترجمته أورده الطبراني في " أوسطه " ( 1 / 128 / 1 - 130 / 1 - 2
رقم 2513 ) ، أورده ابن ناصر الدين و غيره و لم يذكروا فيه شيئا .
نقول : هذا بيانا لحقيقة هذا الحديث و لكي لا يغتر به جاهل فيحرم به صيام يوم
عرفة على الحاج تمسكا بظاهر النهى ، و إلا فالأحب إلينا أن يفطر الحاج هذا
اليوم لأنه أقوى له على أداء النسك ، و لأنه هو الثابت عنه صلى الله عليه وسلم
من فعله في حجة الوداع ، انظر رسالتنا " حجة النبي صلى الله عليه وسلم " ،
و إليه يشير كلام أحمد رحمه الله فقد قال ابنه عبد الله في مسائله ( ص 166 -
مخطوط ) : سألت أبي عن الرجل يصوم تطوعا في السفر فهل يأثم لقول رسول الله صلى
الله عليه وسلم : " ليس من البر الصوم في السفر " ؟ فقال : إن صام في سفر صوم
فريضة أجزأه و لا يعجبني أن يصوم تطوعا و لا فريضة في سفر :
ثم رأيت الحديث رواه الدولابي ( 1 / 133 ) عن ابن عمر موقوفا عليه و سنده حسن .
و روى ابن سعد ( 7 / 125 ) و أبو مسلم الكجي في " جزء الأنصاري " ( 6 / 1 ) عن
عمر نحوه ، و في سنده ضعيف .

(1/481)


405 - " من صلى الصبح ثم قرأ *( قل هو الله أحد )* مائة مرة قبل أن يتكلم ، فكلما قرأ
*( قل هو الله أحد )* غفر له ذنب سنة " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 583 ) :
موضوع .
أخرجه الطبراني ( 22 / 96 / 232 ) و كذا الحاكم ( 3 / 570 ) و ابن عساكر ( 19 /
196 / 2 ) من طريق محمد بن عبد الرحمن القشيري حدثتني أسماء بنت واثلة بن
الأسقع قالت : كان أبي إذا صلى الصبح جلس مستقبل القبلة لا يتكلم حتى تطلع
الشمس فربما كلمته في الحاجة فلا يكلمني فقلت ما هذا ؟ فقال : فذكره .
قلت : سكت عليه الحاكم ، و بيض له الذهبي ، و قال الهيثمي في " المجمع " ( 10 /
109 ) بعد أن عزاه للطبراني : و فيه محمد بن عبد الرحمن القشيري و هو متروك .
قلت : بل هو كذاب كما قال الأزدي ، و قال ابن أبي حاتم ( 3 / 2 / 325 ) :
" سألت أبي عنه ؟ فقال : متروك الحديث ، كان يكذب و يفتعل الحديث .

(1/482)


406 - " من كبر تكبيرة عند غروب الشمس على ساحل البحر رافعا بها صوته أعطاه الله من
الأجر بعدد كل قطرة فى البحر عشر حسنات ، و محا عنه عشر سيئات ، و رفع له عشر
درجات ما بين درجتين مسيرة مائة عام بالفرس المسرع " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 584 ) :
موضوع .
أخرجه العقيلي في " الضعفاء " ( ص 122 ) و أبو نعيم ( 3 / 125 ) و الحاكم ( 3 /
587 ) من طريق إبراهيم بن زكريا العبدسي حدثنا فديك بن سليمان قال : حدثنا
خليفة بن حميد عن إياس بن معاوية عن أبيه عن جده مرفوعا .
و قال أبو نعيم :
غريب من حديث إياس و لم يروه عنه إلا خليفة تفرد به عنه فديك .
و سكت عنه الحاكم و قال الذهبي في " تلخيصه " :
قلت : هذا منكر جدا ، و خليفة لا يدرى من هو ، و في إسناده إليه من يتهم .
قلت : يشير إلى العبدسي هذا قال فيه ابن عدي :
حدث بالبواطيل ، و قال ابن حبان : يأتي عن مالك بأحاديث موضوعة .
و قال الذهبي في ترجمة خليفة هذا من الميزان :
فيه جهالة ، و خبره ساقط ، ثم ساق هذا الحديث من رواية العقيلي ، و نقل الحافظ
في " اللسان " : كلام الذهبي في " التلخيص " و أقره عليه ، و قد ذهل الهيثمي عن
المتهم المشار إليه في كلام الذهبي فاقتصر في إعلاله في " المجمع " ( 5 / 288 )
بكلام الذهبي المذكور في ترجمة خليفة ، و ذلك قصور لا يخفى .
ثم رأيت ابن عراق قد أورد الحديث في " تنزيه الشريعة المرفوعة عن الأخبار
الشنيعة الموضوعة " ( 288 / 2 ) فأصاب .

(1/483)


407 - " من كانت له ثلاث بنات فصبر على لأوائهن و ضرائهن و سرائهن أدخله الله الجنة
بفضل رحمته إياهن ، فقال رجل : أو اثنتان يا رسول الله ؟ قال : أو اثنتان ،
فقال رجل : أو واحدة يا رسول الله ؟ قال : أو واحدة " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 585 ) :
ضعيف بهذا اللفظ .
أخرجه الحاكم ( 4 / 177 ) و أحمد ( 2 / 335 ) من طريق ابن جريج عن أبي الزبير
عن عمر بن نبهان عن أبي هريرة مرفوعا ، و قال الحاكم :
صحيح الإسناد ، و وافقه الذهبي و أقره المنذري في " الترغيب " ( 3 / 85 ) .
و أقول : كلا : فإن ابن جريج و أبا الزبير مدلسان و قد عنعناه ، و عمر بن نبهان
فيه جهالة كما قال الذهبي نفسه في " الميزان " فأنى له الصحة ؟ !
و يغني عن هذا حديث جابر رضي الله عنه مرفوعا بلفظ :
" من كان له ثلاث بنات يؤويهن و يكفيهن و يرحمهن فقد وجبت له الجنة البتة ،
فقال رجل من بعض القوم : و اثنتين يا رسول الله ؟ قال : و اثنتين " .
أخرجه البخاري في " الأدب المفرد " ( ص 14 ) و أبو نعيم في " الحلية " ( 3 / 14
) من طريقين عن محمد بن المنكدر عنه ، فهذا إسناد صحيح .

(1/484)


408 - " أحب الأسماء إلى الله ما تعبد به " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 586 ) :
موضوع .
أخرجه الطبراني في " المعجم الكبير " ( 3 / 59 / 2 ) و " الأوسط " ( 1 / 40 / 1
/ 685 ) عن معلل بن نفيل الحراني عن محمد بن محصن عن سفيان عن منصور عن إبراهيم
عن علقمة عن ابن مسعود قال : نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يسمي
الرجل عبده أو ولده حارثا أو مرة أو وليدا أو حكما أو أبا الحكم أو أفلح أو
نجيحا أو يسارا و قال : " أحب الأسماء إلى الله عز وجل ما تعبد به و أصدق
الأسماء همام " و السياق " للأوسط " و قال : لم يروه عن سفيان إلا محمد ، قال
الهيثمي في " المجمع " ( 8 / 51 ) بعد أن عزاه للمعجمين و فيه محمد بن محصن
العكاشي و هو متروك .
قلت : بل هو كذاب كما قال ابن معين ، و قال الدارقطني يضع الحديث .
و الحديث ذكره السيوطي في " الجامع الصغير " برواية الشيرازي في " الألقاب "
و الطبراني و أعله الشارح المناوي بكلام الهيثمي السابق ثم قال :
و قال في " الفتح " : في إسناده ضعف ، و لم يرمز له المؤلف هنا بشيء ، و وهم من
زعم أنه رمز له بالضعف و لكنه جزم بضعفه في الدرر " .
قلت : و الاقتصار على تضعيفه قصور مع كونه من رواية هذا الكذاب ، إلا أن يقال
أن الضعيف من أقسامه الموضوع كما تقرر في " المصطلح " فلا منافاة .
و انظر الحديث الآتي بعد حديثين .

(1/485)


409 - " من عشق و كتم و عف فمات فهو شهيد " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 587 ) :
موضوع .
رواه ابن حبان في " المجروحين " ( 1 / 349 ) و الخطيب في " تاريخه " ( 5 / 156
، 262 ، 6 / 50 - 51 ، 71 / 298 ، 13 /0 184 ) و الثعالبي في " حديثه ( 129 / 1
) و أبو بكر الكلاباذي في " مفتاح المعاني "
( 281 / 2 ) و السلفي في " الطيوريات " ( 24 / 2 ) و ابن عساكر في " تاريخ دمشق
" ( 12 / 263 / 2 ) و ابن الجوزي في " مشيخته " : الشيخ الثامن و السبعون من
طرق عن سويد بن سعيد الحدثاني حدثنا علي بن مسهر عن أبي يحيى القتات عن مجاهد
عن ابن عباس مرفوعا .
قلت : و هذا سند ضعيف و له علتان :
الأولى : ضعف أبي يحيى القتات و اسمه زاذان و قيل غير ذلك ، قال الحافظ في
" التقريب " : لين الحديث .
الأخرى : ضعف سويد بن سعيد ، قال الحافظ : صدوق في نفسه إلا أنه عمي فصار يتلقن
ما ليس من حديثه ، و أفحش فيه ابن معين القول .
قلت : و قد تكلم فيه ابن معين من أجل هذا الحديث كما يأتي ، و اتفق الأئمة
المتقدمون على تضعيف هذا الحديث ، فقال ابن الملقن في " الخلاصة " ( 54 / 2 ) :
و أعله الأئمة ، قال ابن عدي و الحاكم و البيهقي و ابن طاهر و غيرهم هو أحد ما
أنكر على سويد بن سعيد قال يحيى بن معين : لو كان لي فرس و رمح لكنت أغزوه .
و لهذا قال الحافظ ابن حجر في " بذل الماعون " ( 45 / 2 ) :
و في سنده مقال ، و ذهب بعض المتأخرين إلى تقوية الحديث بمجيئه من طريق آخر ،
فقال الزركشي في " اللآليء المنثورة في الأحاديث المشهورة " ( رقم 166 ـ نسختي
) : و هذا الحديث أنكره يحيى بن معين و غيره على سويد بن سعيد ، لكن لم يتفرد
به ، فقد رواه الزبير بن بكار فقال : حدثنا عبد الملك بن عبد العزيز بن
الماجشون عن عبد العزيز بن أبي حازم عن ابن أبي نجيح عن مجاهد عن ابن عباس عن
النبي صلى الله عليه وسلم فذكره ، و هو إسناد صحيح .
قال الحافظ السخاوي في " المقاصد الحسنة " : ( 420 ـ طبع الخانجي ) بعد أن ساق
هذه الطريق : و ينظر هل هذه هي الطريق التي أورده الخرائطي منها ، فإن تكن هي
فقد قال العراقي : في سندها نظر ، و من طريق الزبير أخرجه الديلمي في مسنده ،
و لكن وقع عنده عن عبد الله بن عبد الملك بن الماجشون لا كما هنا .
قلت : أما طريق الخرائطي فلم يسقها السخاوي ، و قد أوردها العلامة المحقق ابن
القيم و تكلم عليها فقال في كتاب " الداء و الدواء " ( ص 353 - 354 ) :
أما حديث ابن الماجشون عن عبد العزيز بن أبي حازم عن ابن أبي نجيح عن مجاهد عن
ابن عباس مرفوعا ، فكذب على ابن الماجشون ، فإنه لم يحدث بهذا ، و لا حدث به
عنه الزبير ابن بكار ، و إنما هذا من تركيب بعض الوضاعين ، و يا سبحان الله كيف
يحتمل هذا الإسناد مثل هذا المتن فقبح الله الوضاعين .
و قد ذكره أبو الفرج بن الجوزي من حديث محمد بن جعفر بن سهل : حدثنا يعقوب بن
عيسى من ولد عبد الرحمن بن عوف عن ابن أبي نجيح عن مجاهد مرفوعا ، و هذا غلط
قبيح فإن محمد بن جعفر هذا هو الخرائطي ، و وفاته سنة سبع و عشرين و ثلاث مئة ،
فمحال أن يدرك شيخه يعقوب ، ابن أبي نجيح و لا سيما و قد رواه في كتابه "
الاعتلال " عن يعقوب هذا عن الزبير عن عبد الملك عن عبد العزيز عن ابن أبي نجيح
، و الخرائطي هذا مشهور بالضعف في الرواية ، ذكره أبو الفرج في كتاب " الضعفاء
" .
قلت : أما الخرائطي فلا أعرف أحدا من المتقدمين رماه بشيء من الضعف و لهذا لم
يورده الذهبي في " ميزان الاعتدال " ، و لا استدركه عليه الحافظ ابن حجر في
" لسان الميزان " ، و قد ترجمه الخطيب في تاريخه ( 2 / 139 - 140 ) ثم السمعاني
في " الأنساب " ثم ابن الأثير في " اللباب " فلم يجرحه أحد منهم ، بل ترجمه
الحافظ ابن عساكر في تاريخه ( 15 / 93 / 1 - 2 ) و روى عن أبي نصر ابن ماكولا
أنه قال فيه : كان من الأعيان الثقات .
فأنا في شك كبير من صحة ما ذكره أبو الفرج من ضعف الخرائطي ، بل هو ثقة حجة .
والله أعلم .
ثم طبع كتاب " الضعفاء " لابن الجوزي فلم أجد فيه محمد بن جعفر الخرائطي و إنما
ذكر آخرين ( 3 / 46 ـ 47 ) ليسا من طبقة الخرائطي و هما من رجال ابن أبي حاتم (
3 / 2 / 222 / 1224 و 1226 ) فتبين أن الوهم من ابن القيم و الله أعلم . فلعل
علة هذا الإسناد من يعقوب بن عيسى شيخ الخرائطي ، فإنى لم أجد له ترجمة ، و من
طبقته يعقوب بن عيسى بن ماهان أبو يوسف المؤدب ترجمه الخطيب ( 14 / 271 - 272 )
و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا ، و لكنه لم يذكر أنه من ولد عبد الرحمن بن عوف
، و الله أعلم ، و هو من شيوخ أحمد في المسند قال الحافظ في " التعجيل " قال
أبو زرعة ابن شيخنا لا أعرفه ، و ذكره ابن حبان في " الثقات " ( 9 / 286 ) لكن
وقع فيه يعقوب بن يوسف بن ماهان ثم وجدت الحافظ ابن حجر قد تكلم على الحديث في
" التلخيص الحبير " ( 5 / 273 )
و أعله من الطريق الأولى بنحو ما نقلناه عن " الخلاصة " و أعل الطريق الثانية
من رواية يعقوب عن ابن أبي نجيح بأن يعقوب ضعفه أحمد بن حنبل ، ثم قال :
و رواه الخطيب من طريق الزبير بن بكار ، و هذه الطريق غلط فيها بعض الرواة
فأدخل إسنادا في إسناد ، و خلاصة القول : إن هذا الطريق ضعيف أيضا لضعف يعقوب
هذا و اضطرابه في روايته فمرة يقول : عن ابن أبي نجيح عن مجاهد مرفوعا ، فيرسله
و لا يذكر الواسطة بينه و بين ابن أبي نجيح ، و مرة يقول عن الزبير عن
عبد الملك عن عبد العزيز عن ابن أبي نجيح عن مجاهد عن ابن عباس فيسنده و يوصله
.
قال ابن القيم : و كلام حفاظ الإسلام في إنكار هذا الحديث هو الميزان و إليهم
يرجع في هذا الشأن ، و لم يصححه و لم يحسنه أحد يعول في علم الحديث عليه ، و
يرجع في التصحيح إليه ، و لا من عادته التسامح و التساهل ، فإنه لم يصف نفسه له
، و يكفي أن ابن طاهر الذي يتساهل في أحاديث التصوف و يروي منها الغث
و السمين قد أنكره و شهد ببطلانه .
نعم ابن عباس لا ينكر ذلك عنه ، و قد ذكر أبو محمد بن حزم عنه أنه سئل عن الميت
عشقا فقال : قتيل الهوي لا عقل له و لا قدر ، و رفع إليه بعرفات شاب قد صار
كالفرخ فقال : ما شأنه ؟ قالوا : العشق ، فجعل عامة يومه يستعيذ من العشق .
فهذا نفس ما روى عنه في ذلك .
و مما يوضح ذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم عد الشهداء في الصحيح ، فذكر
المقتول في الجهاد و الحرق و الغرق ، و المبطون ، و النفساء يقتلها ولدها ، و
صاحب ذات الجنب ، و لم يذكر منهم من يقتله العشق ، و حسب قتيل العشق أن يصح له
هذا الأثر عن ابن عباس رضي الله عنهما على أنه لا يدخل الجنة حتى يصبر لله ، و
يعف لله و يكتم لله ، لكن العاشق إذا صبر و عف و كتم مع قدرته على معشوقه و آثر
محبته لله و خوفه و رضاه فهو من أحق من دخل تحت قوله تعالى *( و أما من خاف
مقام ربه و نهى النفس عن الهوى ، فإن الجنة هي المأوى )* و تحت قوله تعالى *( و
لمن خاف مقام ربه جنتان )* .
و الحديث أورده السيوطي في " الجامع الصغير " من رواية الخطيب عن عائشة و عن
ابن عباس ، و هذا يوهم أن له طريقين أحدهما عن عائشة و الآخر عن ابن عباس ،
و الحقيقة أنه طريق واحد ، وهم في سنده بعض الضعفاء فصيره من مسند عائشة ،
و إنما هو من مسند ابن عباس كما تقدم ، فقد أخرجه الخطيب في " تاريخه " ( 12 /
479 ) من طريق أحمد بن محمد بن مسروق الطوسي : حدثنا سويد بن سعيد حدثنا علي بن
مسهر عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة مرفوعا به ، و قال :
رواه غير واحد عن سويد عن علي بن مسهر عن أبي يحيى القتات عن مجاهد عن ابن عباس
و هو المحفوظ ، و كذا قال في " المؤتلف " أيضا كما في " اللسان " و أشار إلى أن
الخطأ في هذا الإسناد من الطوسي هذا ، قال الدارقطني : ليس بالقوي ، يأتي
بالمعضلات .
قلت : فهذا الإسناد منكر لمخالفة الطوسي لرواية الثقات الذين أسندوه عن سويد
بسنده عن ابن عباس ، فلا يجوز الاستكثار بهذا الإسناد و التقوي به لظهور خطئه
و رجوعه في الحقيقة إلى الإسناد الأول ، و قد قال ابن القيم في " الداء و
الدواء " ( ص 353 ) بعد أن ساق رواية الخطيب هذه :
فهذا من أبين الخطأ ، و لا يحمل هشام عن أبيه عن عائشة مثل هذا عند من شم أدنى
رائحة الحديث ، و نحن نشهد بالله أن عائشة ما حدثت بهذا عن رسول الله
صلى الله عليه وسلم قط ، و لا حدث به عروة عنها و لا حدث به هشام قط .
و خلاصة القول أن الحديث ضعيف الإسناد من الطريقين ، و قد أنكره العلامة ابن
القيم من حيث معناه أيضا و حكم بوضعه كما رأيت ، و قد أوضح ذلك في كتابه " زاد
المعاد " أحسن توضيح فقال ( 3 / 306 - 307 ) :
و لا تغتر بالحديث الموضوع على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ثم ساقه من
الطريقين ثم قال ، فإن هذا الحديث لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم و لا
يجوز أن يكون من كلامه ، فإن الشهادة درجة عالية عند الله مقرونة بدرجة
الصديقية و لها أعمال و أحوال هي شروط في حصولها و هي نوعان عامة و خاصة ،
فالخاصة الشهادة في سبيل الله و العامة خمس مذكورة في الصحيح ليس العشق واحدا
منها ،
و كيف يكون العشق الذي هو شرك المحبة و فراغ عن الله و تمليك القلب و الروح
و الحب لغيره تنال به درجة الشهادة ! ؟ هذا من المحال ، فإن إفساد عشق الصور
للقلب فوق كل إفساد بل هو خمر الروح الذي يسكرها و يصدها عن ذكر الله و حبه ،
و التلذذ بمناجاته و الأنس به ، و يوجب عبودية القلب لغيره ، فإن قلب العاشق
متعبد لمعشوقه بل العشق لب العبودية ، فإنها كمال الذل و الحب و الخضوع
و التعظيم فكيف يكون تعبد القلب لغير الله مما تنال به درجة أفاضل الموحدين
و ساداتهم و خواص الأولياء ! ؟ فلو كان إسناد هذا الحديث كالشمس كان غلطا
و وهما ، و لا يحفظ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم لفظ العشق من حديث صحيح
البتة ، ثم إن العشق منه حلال و منه حرام ، فكيف يظن بالنبي صلى الله عليه وسلم
أنه يحكم على كل عاشق يكتم و يعف بأنه شهيد ! ؟ أفترى من يعشق امرأة غيره أو
يعشق المردان و البغايا ينال بعشقه درجة الشهداء ! ؟ و هل هذا إلا خلاف المعلوم
من دينه صلى الله عليه وسلم ؟ كيف و العشق مرض من الأمراض التي جعل الله سبحانه
لها من الأدوية شرعا و قدرا ، و التداوي منه إما واجب إن كان عشقا حراما ،
و إما مستحب ، و أنت إذا تأملت الأمراض و الآفات التي حكم رسول الله صلى الله
عليه وسلم لأصحابها بالشهادة وجدتها من الأمراض التي لا علاج لها ، كالمطعون
و المبطون و المجنون و الحرق و الغرق ، و منها المرأة يقتلها ولدها في بطنها ،
فإن هذه بلايا من الله لا صنع للعبد فيها و لا علاج لها ، و ليست أسبابها محرمة
و لا يترتب عليها من فساد القلب و تعبده لغير الله ما يترتب على العشق ، فإن لم
يكف هذا في إبطال نسبة هذا الحديث إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقلد
أئمة الحديث العالمين به و بعلله فإنه لا يحفظ عن إمام واحد منهم قط أنه شهد له
بصحة ، بل و لا بحسن ، كيف و قد أنكروا على سويد هذا الحديث و رموه لأجله
بالعظائم و استحل بعضهم غزوه لأجله .
و خلاصة الكلام أن الحديث ضعيف الإسناد موضوع المتن كما جزم بذلك العلامة ابن
القيم في المصدرين السابقين ، و كذا في رسالة " المنار " له أيضا ( ص 63 ) و
مثله في " روضة المحبين " و الله أعلم .

(1/486)


410 - " التراب ربيع الصبيان " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 594 ) :
موضوع .
رواه الطبراني في " الكبير " ( 5775 ) و ابن عدي ( 311 / 1 ) عن محمد بن مخلد
الحمصي حدثنا مالك بن أنس عن أبي حازم عن سهل بن سعد قال : مر النبي صلى الله
عليه وسلم بالصبيان و هم يلعبون بالتراب فنهاهم عمر بن الخطاب فقال النبي صلى
الله عليه وسلم : دعهم يا عمر فإن التراب ... و قال ابن عدي :
و هذا حديث منكر بهذا الإسناد ، و محمد بن مخلد هذا يحدث عن مالك و غيره
بالبواطيل .
قلت : و عد الذهبي هذا الحديث من أباطيله ، و ساق له حديثا آخر قال فيه :
و هو كذب ظاهر ، سيأتي تخريجه برقم ( 1252 ) و الحديث عزاه الهيثمي في " المجمع
" ( 8 / 159 ) للطبراني
و قال : و فيه محمد بن مخلد الرعيني و هو متهم بهذا الحديث و غيره .
قال السخاوي ( ص 74 ) :
و رواه القضاعي من حديث مالك بن سعيد عن مالك عن نافع عن ابن عمر به ، و قال
الخطيب : إن المتن لا يصح . قلت : و إسناده عند القضاعي في " مسند الشهاب " (
18 / 1 ) هكذا : أخبرنا أبو القاسم يحيى بن أحمد بن علي بن الحسين قال : أخبرنا
جدي علي بن الحسين بن بندار قال : أخبرنا علي بن عبد الحميد الغضائرى قال :
أخبرنا محمد بن يوسف الفريابي بمكة قال : أخبرنا مالك بن سعيد به .
قلت : الغضائري هذا ترجمه السمعاني في " الأنساب " و قال : و كان من الصالحين
الزهاد الثقات و من فوقه ثقات معروفون من رجال التهذيب ، و أما أبو القاسم
و جده علي بن الحسين بن بندار فلم أجد من ترجمهما ، و في " الميزان "
و " اللسان " : علي بن الحسن بن بندار الإستراباذي عن خيثمة الأطرابلسي اتهمه
محمد بن طاهر .
قلت : فيحتمل أن يكون هو هذا ، فإنه من هذه الطبقة ، و عليه تحرف اسم أبيه
الحسن بـ الحسين في " المسند " ، و الله أعلم .

(1/487)


411 - " أحب الأسماء إلى الله ما عبد و ما حمد " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 595 ) :
لا أصل له .
كما صرح به السيوطي و غيره ( انظر " كشف الخفاء " 1 / 390 ، 51 ) ، و قد أخطأ
المنذري رحمه الله خطأ فاحشا حيث ذكره في " الترغيب " ( 3 / 85 ) من حديث ابن
عمر بهذا اللفظ في رواية لمسلم و أبي داود و الترمذي و ابن ماجه ، كذا قال ،
و إنما أخرج هؤلاء عن ابن عمر اللفظ الثاني الذي في الترغيب و هو :
" أحب الأسماء إلى الله عبد الله و عبد الرحمن " .
أنظر " صحيح مسلم " ( 6 / 169 ) و " سنن أبي داود " ( 2 / 307 ) و الترمذي ( 4
/ 29 ) و ابن ماجه ( 2 / 404 ) ، هكذا رواه أيضا الدارمي ( 2 / 294 ) و أحمد
رقم ( 4774 ، 6122 ) و الحاكم ( 4 / 274 ) و الخطيب ( 10 / 223 ) عن ابن عمر .
و كذلك أخرجه أبو داود و النسائي ( 2 / 119 ) و أحمد ( 3 / 345 ) من حديث أبي
وهب الجشمي رضي الله عنه و فيه عقيل بن شبيب مجهول الحال .
فائدة : نقل ابن حزم الاتفاق على تحريم كل اسم معبد لغير الله كعبد العزى
و عبد الكعبة ، و أقره العلامة ابن القيم في " تحفة المودود " ( ص 37 ) و عليه
فلا تحل التسمية بـ : عبد على و عبد الحسين كما هو مشهور عند الشيعة ، و لا بـ
: عبد النبي أو عبد الرسول كما يفعله بعض الجهلة من أهل السنة .

(1/488)


412 - " من صام يوم عرفة كان له كفارة سنتين ، و من صام يوما من المحرم فله بكل يوم
ثلاثون يوما " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 596 ) :
موضوع .
أخرجه الطبراني في " المعجم الصغير " ( ص 200 ) من طريق الهيثم بن حبيب حدثنا
سلام الطويل عن حمزة الزيات عن ليث بن أبي سليم عن مجاهد عن ابن عباس
مرفوعا و قال : تفرد به الهيثم بن حبيب .
قلت : اتهمه الذهبي بخبر باطل ، و ذكره ابن حبان في " الثقات " ! و سلام الطويل
متهم ، و ابن أبي سليم ضعيف .
و الحديث أعله الهيثمي ( 3 / 190 ) بالهيثم هذا و هو قصور لا يخفى ، و أعجب منه
قول المنذري في " الترغيب " ( 1 / 78 ) :
رواه الطبراني في " الصغير " و هو غريب و إسناده لا بأس به " ! ، و هذا ذهول
عجيب ، و إلا فكيف يسلم من البأس إذا كان فيه ذاك المتهم الطويل ! قال فيه ابن
خراش : كذاب ، و قال ابن حبان : يروي عن الثقات الموضوعات ، كأنه كان المتعمد
لها ، و قال الحاكم : روى أحاديث موضوعة .
و الحديث رواه الطبراني أيضا في " الكبير " ( 109 / 1 ) من هذا الوجه بالشطر
الأول فقط ، و هذا القدر منه صحيح لأن له شواهد كثيرة منها حديث أبي قتادة
مرفوعا : صيام يوم عرفة إنى أحتسب على الله أن يكفر السنة التي بعده و السنة
التي قبله .
أخرجه مسلم ( 3 / 167 - 168 ) و غيره ، و هو قطعة من حديث مخرج في " الإرواء "
( 952 ) ثم إن الطبراني روى الشطر الثاني من الحديث بلفظ آخر و هو :

(1/489)


413 - " من صام يوما من المحرم فله بكل يوم ثلاثون حسنة " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 598 ) :
موضوع .
أخرجه الطبراني في " الكبير " ( 3 / 109 / 1 ) : حدثنا محمد بن زريق بن جامع
حدثنا الهيثم بن حبيب أخبرنا سلام الطويل عن حمزة الزيات عن ليث عن مجاهد عن
ابن عباس مرفوعا .
قلت : و هذا إسناد موضوع ، و له علل ثلاث تقدم بيانها في الحديث الذي قبله .
و مع أن إسنادهما واحد فالمتن مختلف ، ففي هذا قال : " ثلاثون حسنة " و في ذاك
قال : " ثلاثون يوما " و هذه علة أخرى تضم إلى ما قبلها !
و قد ذهل عن علة هذا الحديث أيضا المقتضية لوضعه الهيثمي كما ذهل عنها في
الحديث الذي قبله على ما سبق بيانه و قد تبعه في هذا المناوي في " شرح الجامع
الصغير " فقال : قال الهيثمي : فيه الهيثم بن حبيب ضعفه الذهبي ! .

(1/490)


414 - " ما أوتي قوم المنطق إلا منعوا العمل " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 598 ) :
لا أصل له .
كما أفاده العراقي في " تخريج الأحياء " ( 1 / 37 ) و السبكي في " طبقات
الشافعية " ( 4 / 145 ) .

(1/491)


415 - " من قرأ السورة التي يذكر فيها آل عمران يوم الجمعة صلى الله عليه و ملائكته
حتى تجب الشمس " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 599 ) :
موضوع .
أخرجه الطبراني في " الكبير " ( 3 / 105 / 2 ) و " الأوسط " ( 2 / 80 / 2 /
6293 ) من طريق أحمد بن ماهان بن أبي حنيفة حدثنا أبي عن طلحة بن يزيد عن زيد
ابن سنان عن يزيد بن خالد الدمشقي عن طاووس عن ابن عباس مرفوعا .
و قال : تفرد به محمد بن ماهان قلت : و هذا إسناد موضوع ، أحمد بن ماهان هو
أحمد بن محمد بن ماهان يعرف والده بأبي حنيفة ترجمه ابن أبي حاتم ( 1 / 1 / 73
) و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا و ذكر عن أبيه أنه قال في محمد بن ماهان :
إنه مجهول ، و طلحة بن زيد متهم بالوضع و قد تقدم و يزيد بن سنان و هو أبو فروة
الرهاوي ضعيف .
و مما تقدم تعلم أن قول الحافظ في " تخريج الكشاف " ( 3 / 73 ) : رواه الطبراني
عن ابن عباس ، و إسناده ضعيف فيه قصور ظاهر قلده عليه السيوطي في " الدر
المنثور " ( 2 / 2 ) فقد قال الحافظ نفسه في ترجمة طلحة هذا من
" التقريب " : متروك ، قال أحمد و علي و أبو داود : كان يضع الحديث ، و كذلك
قول الهيثمي في " المجمع " ( 2 / 168 ) : رواه الطبراني في " الأوسط " و
" الكبير " و فيه طلحة بن زيد الرقي و هو ضعيف فيه قصور لا يخفى ، لكن في نقل
المناوي في شرح " الجامع الصغير " عنه أنه قال : و هو ضعيف جدا ، فلعله سقط من
الناسخ أو الطابع لفظة جدا .
ثم ذكر المناوي نقلا عن ابن حجر أنه قال فيه : ضعيف جدا و نسبه أحمد و أبو داود
إلى الوضع ، ثم عقب عليه المناوي بقوله : فكان ينبغي للمصنف يعني السيوطي حذفه
.

(1/492)


416 - " اطلبوا العلم و لو بالصين " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 600 ) :
باطل .
رواه ابن عدي ( 207 / 2 ) و أبو نعيم في " أخبار أصبهان " ( 2 / 106 ) و ابن
عليك النيسابوري في " الفوائد " ( 241 / 2 ) و أبو القاسم القشيري في
" الأربعين " ( 151 / 2 ) و الخطيب في " التاريخ " ( 9 / 364 ) و في " كتاب
الرحلة " ( 1 / 2 ) و البيهقي في " المدخل " ( 241 / 324 ) و ابن عبد البر في "
جامع بيان العلم " ( 1 / 7 - 8 )
و الضياء في " المنتقى من مسموعاته بمرو " ( 28 / 1 ) كلهم من طريق الحسن بن
عطية حدثنا أبو عاتكة طريف بن سلمان عن أنس مرفوعا ، و زادوا جميعا :
" فإن طلب العلم فريضة على كل مسلم " و قال ابن عدي : و قوله : و لو بالصين ،
ما أعلم يرويه غير الحسن بن عطية .
و كذا قال الخطيب في " تاريخه " و من قبله الحاكم كما نقله عنه ابن المحب و من
خطه على هامش " الفوائد " نقلت ، و في ذلك نظر فقد أخرجه العقيلي في " الضعفاء
" ( 196 ) عن حماد بن خالد الخياط قال : حدثنا طريف بن سليمان به ، و قال :
و لا يحفظ " و لو بالصين " إلا عن أبي عاتكة ، و هو متروك الحديث و " فريضة على
كل مسلم " الرواية فيها لين أيضا متقاربة في الضعف .
فآفة الحديث أبو عاتكة هذا و هو متفق على تضعيفه ، بل ضعفه جدا العقيلي كما
رأيت و البخاري بقوله : منكر الحديث ، و النسائي : ليس بثقة ، و قال أبو حاتم :
ذاهب الحديث ، كما رواه ابنه عنه ( 2 / 1 / 494 ) و ذكره السليماني فيمن عرف
بوضع الحديث ، و ذكر ابن قدامة في " المنتخب " ( 10 / 199 / 1 ) عن الدوري أنه
قال : و سألت يحيى بن معين عن أبي عاتكة هذا فلم يعرفه ، و عن المروزي أن
أبا عبد الله يعني الإمام أحمد ذكر له هذا الحديث ؟ فأنكره إنكارا شديدا .
قلت : و قد أورده ابن الجوزي في " الموضوعات " ( 1 / 215 ) و قال : قال ابن
حبان : باطل لا أصل له ، و أقره السخاوي في " المقاصد " ( ص 63 ) ، أما السيوطي
فتعقبه في " اللآليء " ( 1 / 193 ) بما حاصله : أن له طريقين آخرين :
أحدهما من رواية يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم العسقلاني بسنده عن الزهري عن أنس
مرفوعا به ، رواه ابن عبد البر ، و يعقوب هذا قال الذهبي : كذاب ، ثم ذكر أنه
روى بإسناد صحيح ، من حفظ على أمتي أربعين حديثا و هذا باطل .
و الآخر : من طريق أحمد بن عبد الله الجويباري بسنده عن أبي هريرة مرفوعا ،
الشطر الأول منه فقط ، قال السيوطي : و الجويباري وضاع .
قلت : فتبين أن تعقبه لابن الجوزي ليس بشيء !
و قال في " التعقبات على الموضوعات " ( ص 4 ) :
" أخرجه البيهقي في " شعب الإيمان " من طريق أبي عاتكة و قال : متن مشهور
و إسناد ضعيف ، و أبو عاتكة من رجال الترمذي و لم يجرح بكذب و لا تهمة ، و قد
وجدت له متابعا عن أنس ، أخرجه أبو يعلى و ابن عبد البر في " العلم " من طريق
كثير بن شنظير عن ابن سيرين عن أنس ، و أخرجه ابن عبد البر أيضا من طريق عبيد
ابن محمد الفريابي عن سفيان بن عيينة عن الزهري عن أنس .
و نصفه الثاني ، أخرجه ابن ماجه ، و له طريق كثيرة عن أنس يصل مجموعها إلى
مرتبة الحسن ، قاله الحافظ المزي ، و أورده البيهقي في " الشعب " من أربع طرق
عن أنس ، و من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنهما .
و لنا عليه تعقبات :
أولا : لينظر فيما نقله عن البيهقي هل يعني النصف الأول من الحديث أعني
" اطلبوا العلم و لو بالصين " أم النصف الثاني فإن هذا هو المشهور و فيه أورد
السخاوي قول البيهقي المذكور لا في النصف الأول و عليه يدل كلامه في " المدخل "
( 242 ـ 243 ) ثم تأكدت من ذلك بعد طبع " الشعب " ( 2 / 254 ـ 255 ) .
ثانيا : قوله : إن أبا عاتكة لم يجرح بكذب يخالف ما سبق عن السليماني ، بل
و عن النسائي إذ قال " ليس بثقة " لأنه يتضمن تجريحه بذلك كما لا يخفى .
ثالثا : رجعت إلى رواية كثير بن شنظير هذه في " جامع ابن عبد البر " ( ص 9 )
فلم أجد فيها النصف الأول من الحديث ، و إنما هي بالنصف الثاني فقط مثل رواية
ابن ماجه ، و أظن أن رواية أبي يعلى مثلها ليس فيها النصف الأول ، إذ لو كان
كما ذكر السيوطي لأوردها الهيثمي في " المجمع " و لم يفعل .
رابعا : رواية الزهري عن أنس عند ابن عبد البر فيها عبيد بن محمد الفريابي و لم
أعرفه ، و قد أشار إلى جهالته السيوطي بنقله السند مبتدءا به ، و لكنه أوهم
بذلك أن الطريق إليه سالم ، و ليس كذلك بل فيه ذاك الكذاب كما سبق !
ثم وجدت ترجمة الفريابي هذا عند ابن أبي حاتم ( 2 / 2 / 335 ) بسماع أبيه منه .
و ذكره ابن حبان في " الثقات " ( 8 / 406 ) و قال : مستقيم الحديث فالآفة من
يعقوب .
خامسا : قوله : و له طرق كثيرة ... يعني بذلك النصف الثاني من الحديث كما هو
ظاهر من كلامه ، و قد فهم منه المناوي أنه عنى الحديث كله ! فقد قال في شرحه
إياه بعد أن نقل إبطال ابن حبان إياه و حكم ابن الجوزي بوضعه :
و نوزع بقول المزي : له طرق ربما يصل بمجموعها إلى الحسن : و يقول الذهبي في "
تلخيص الواهيات " : روى من عدة طرق واهية و بعضها صالح .
و هذا وهم من المناوي رحمه الله فإنما عنى المزي رحمه الله النصف الثاني كما
هو ظاهر كلام السيوطي المتقدم ، و هو الذي عناه الذهبي فيما نقله المناوي عن
" التلخيص " ، لا شك في ذلك و لا ريب .
و خلاصة القول : إن هذا الحديث بشطره الأول ، الحق فيه ما قاله ابن حبان و ابن
الجوزي ، إذ ليس له طريق يصلح للاعتضاد به .
و أما الشطر الثاني فيحتمل أن يرتقي إلى درجة الحسن كما قال المزي ، فإن له
طرقا كثيرة جدا عن أنس ، و قد جمعت أنا منها حتى الآن ثمانية طرق ، و روى عن
جماعة من الصحابة غير أنس منهم ابن عمر و أبو سعيد و ابن عباس و ابن مسعود
و علي ، و أنا في صدد جمع بقية طرقه لدراستها و النظر فيها حتى أتمكن من الحكم
عليه بما يستحق من صحة أو حسن أو ضعف .
ثم درستها و أوصلتها إلى نحو العشرين في " تخريج مشكلة الفقر " ( 48 ـ 62 )
و جزمت بحسنه .
و اعلم أن هذا الحديث مما سود به أحد مشايخ الشمال في سوريا كتابه الذي أسماه
بغير حق " تعاليم الإسلام " فإنه كتاب محشو بالمسائل الغريبة و الآراء الباطلة
التي لا تصدر من عالم ، و ليس هذا فقط ، بل فيه كثير جدا من الأحاديث الواهية
و الموضوعة ، و حسبك دليلا على ذلك أنه جزم بنسبة هذا الحديث الباطل إلى النبي
صلى الله عليه وسلم و هو ثانى حديث من الأحاديث التي أوردها في " فضل العلم "
من أول كتابه ( ص 3 ) و غالبها ضعيفة ، و فيها غير هذا من الموضوعات كحديث "
خيار أمتي علماؤها ، و خيار علمائها فقهاؤها " و هذا مع كونه حديثا باطلا كما
سبق تحقيقه برقم ( 367 ) فقد أخطأ المؤلف أو من نقله عنه في روايته ، فإن لفظه
: " رحماؤها " بدل " فقهاؤها " !
و من الأحاديث الموضوعة فيه ما أورده في ( ص 236 ) " صلاة بعمامة أفضل من خمس
و عشرين ... و " إن الله و ملائكته يصلون على أصحاب العمائم يوم الجمعة " و قد
تقدم الكلام عليهما برقم ( 127 و 159 ) .
و منها حديث " المتعبد بغير فقه كالحمار في الطاحون " ( ص 4 منه ) و سيأتي بيان
وضعه برقم ( 782 ) إن شاء الله تعالى .
و من غرائب هذا المؤلف أنه لا يعزو الأحاديث التي يذكرها إلى مصادرها من كتب
الحديث المعروفة ، و هذا مما لا يجوز في العلم ، لأن أقل الرواية عزو الحديث
إلى مصدره ، و لقد استنكرت ذلك منه في أول الأمر ، فلما رأيته يعزي أحيانا
و يفترى في ذلك ، هان علي ما كنت استنكرته من قبل ! فانظر إليه مثلا في الصفحة
( 247 ) حيث يقول :
روى الترمذي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : من كتب هذا الدعاء و جعله
بين صدر الميت و كفنه لم ينله عذاب القبر ( ! ) و لم ير منكرا و لا نكيرا ( ! )
و هو هذا ... " ، ثم ذكر الدعاء .
فهذا الحديث لم يروه الترمذي و لا غيره من أصحاب الكتب الستة و لا الستين !
إذ لا يعقل أن يروي مثل هذا الحديث الموضوع الظاهر البطلان إلا من لم يشم رائحة
الحديث و لو مرة واحدة في عمره !
و في الصفحة التي قبل التي أشرنا إليها قوله :
في " صحيح مسلم " قال صلى الله عليه وسلم : " من غسل ميتا و كتم عليه غفر الله
له أربعين سيئة " .
فهذا ليس في " صحيح مسلم " و لا في شيء من الكتب ، و إنما رواه الحاكم فقط
و البيهقي بلفظ : " أربعين مرة " .
فهذا قل من جل مما في هذا الكتاب من الأحاديث الموضوعة و التخريجات التي لا أصل
لها ، و يعلم الله أنني عثرت عليها دون تقصد ، و لو أنني قرأت الكتاب من أوله
إلى آخره قاصدا بيان ما فيه من المنكرات لجاء كتابا أكبر من كتابه ! و إلى الله
المشتكى !
و أما ما فيه من المسائل الفقهية المستنكرة فكثيرة أيضا ، و ليس هذا مجال القول
في ذلك ، و إنما أكتفي بمثالين فقط ، قال ( ص 36 ) في صدد بيان آداب الاغتسال :
و أن يصلى ركعتين بعد خروجه سنة الخروج من الحمام !
و هذه السنة لا أصل لها البتة في شيء من كتب السنة حتى التي تروى الموضوعات !
و لا أعلم أحدا من الأئمة المجتهدين قال بها !
و قال ( ص 252 - 253 ) :
لا بأس بالتهليل و التكبير و الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم يعني جهرا
قدام الجنازة ، لأنه صار شعارا للميت ، و في تركه ازدراء به ، و تعرض للتكلم
فيه و في ورثته ، و لو قيل بوجوبه لم يبعد !
و هذا مع كونه من البدع المحدثة التي لا أصل لها في السنة فلم يقل بها أحد من
الأئمة أيضا ، و إنى لأعجب أشد العجب من هؤلاء المتأخرين الذين يحرمون على طالب
العلم أن يتبع الحديث الصحيح بحجة أن المذهب على خلافه ، ثم يجتهدون هم فيها لا
مجال للاجتهاد فيه لأنه خلاف السنة و خلاف ما قال الأئمة أيضا الذين يزعمون
تقليدهم ، وايم الله إني لأكاد أميل إلى الأخذ بقول من يقول من المتأخرين بسد
باب الاجتهاد حين أرى مثل هذه الاجتهادات التي لا يدل عليها دليل شرعى و لا
تقليد لإمام ! فإن هؤلاء المقلدين إن اجتهدوا كان خطؤهم أكثر من إصابتهم ،
و إفسادهم أكثر من إصلاحهم ، و الله المستعان .
و إليك مثالا ثالثا هو أخطر من المثالين السابقين لتضمنه الاحتيال على استحلال
ما حرمه الله و رسوله ، بل هو من الكبائر بإجماع الأمة ألا و هو الربا ! قال
ذلك المسكين ( ص 321 ) :
" إذا نذر المقترض مالا معينا لمقرضه ما دام دينه أو شيء منه صح نذره ، بأن
يقول : لله علي ما دام المبلغ المذكور أو شيء منه في ذمتي أن أعطيك كل شهر أو
كل سنة كذا .
و معنى ذلك أنه يحلل للمقترض أن يأخذ فائدة مسماه كل شهر أو كل سنة من المستقرض
إلى أن يوفي إليه دينه ، و لكنه ليس باسم ربا ، بل باسم نذر يجب الوفاء به
و هو قربة عنده ! ! فهل رأيت أيها القاريء تلاعبا بأحكام الشريعة و احتيالا على
حرمات الله مثلما فعل هذا الرجل المتعالم ؟ أما أنا فما أعلم يفعل مثله أحد إلا
أن يكون اليهود الذين عرفوا بذلك منذ القديم ، و ما قصة احتيالهم على صيد السمك
يوم السبت ببعيدة عن ذهن القاريء ، و كذلك قوله صلى الله عليه وسلم : " قاتل
الله اليهود ، إن الله لما حرم عليهم الشحم جملوه ، أي ذوبوه ، ثم باعوه
و أكلوا ثمنه " ! رواه الشيخان في " صحيحيهما " و هو مخرج في " الإرواء " (
1290) بل إن ما فعله اليهود دون ما أتى به هذا المتمشيخ ، فإن أولئك و إن
استحلوا ما حرم الله ، فإن هذا شاركهم في ذلك و زاد عليهم أنه يتقرب إلى الله
باستحلال ما حرم الله !! بطريق النذر !
و لا أدري هل بلغ مسامع هذا الرجل أم لا قوله صلى الله عليه وسلم : " لا
ترتكبوا ما ارتكب اليهود ، فترتكبوا محارم الله بأدنى الحيل " رواه ابن بطة في
" جزء الخلع و إبطال الحيل " و إسناده جيد كما قال الحافظ ابن كثير في تفسيره
( 2 / 257 ) و غيره في غيره ، و الذي أعتقده في أمثاله أنه سواء عليه أبلغه هذا
الحديث أو لا ، لأنه ما دام قد سد على نفسه باب الاهتداء بالقرآن و السنة
و التفقه بهما استغناء منه عنهما بحثالات آراء المتأخرين كمثل هذا الرأي الذي
استحل به ما حرم الله ، و الذي أظن أنه ليس من مبتكراته ! فلا فائدة ترجي له من
هذا الحديث و أمثاله مما صح عنه صلى الله عليه وسلم و هذا يقال فيما لو فرض فيه
الإخلاص و عدم اتباع الهوى نسأل الله السلامة .
و مع أن هذا هو مبلغ علم المؤلف المذكور فإنه مع ذلك مغرور بنفسه معجب بعلمه ،
فاسمع إليه يصف رسالة له في هذا الكتاب ( ص 58 ) :
" فإنها جمعت فأوعت كل شيء ( ! ) لا مثيل لها في هذا الزمان ، و لم يسمع الزمان
بها حتى الآن ، فجاءت آية في تنظيمها و تنسيقها و كثرة مسائلها و استنباطها ،
ففيها من المسائل ما لا يوجد في المجلدات ، فظهرت لعالم الوجود عروسا حسناء ،
بعد جهود جبارة و أتعاب سنين كثيرة ، و مراجعات مجلدات كثيرة و كتب عديدة ، فهي
الوحيدة في بابها و الزبدة في لبابها ، تسر الناظرين و تشرح صدر العالمين !
و لا يستحق هذا الكلام الركيك في بنائه العريض في مرامه أن يعلق عليه بشيء ،
و لكني تساءلت في نفسي فقلت : إذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في
الذين يمدحون غيرهم " احثوا في وجوه المداحين التراب " فماذا يقول فيمن يمدح
نفسه و بما ليس فيه ؟ فاللهم عرفنا بنفوسنا و خلقنا بأخلاق نبيك المصطفى
صلى الله عليه وسلم .
هذه كلمة وجيزة أحببت أن أقولها حول هذا الكتاب " تعاليم الإسلام " بمناسبة هذا
الحديث الباطل نصحا مني لآخواني المسلمين حتى يكونوا على بصيرة منه إذا ما وقع
تحت أيديهم ، و الله يقول الحق و يهدى السبيل .

(1/493)


417 - " رب معلم حروف أبي جاد دارس فى النجوم ليس له عند الله خلاق يوم القيامة " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 609 ) :
موضوع .
أخرجه الطبراني ( 3 / 105 / 1 ) من طريق خالد بن يزيد العمري أخبرنا محمد بن
مسلم أخبرنا إبراهيم بن ميسرة عن طاووس عن ابن عباس مرفوعا .
قلت : خالد هذا كذبه أبو حاتم و يحيى ، و قال ابن حبان :
يروي الموضوعات عن الأثبات ، و قال الهيثمي في " المجمع " ( 5 / 117 ) بعد أن
عزاه للطبراني :
و فيه خالد بن يزيد العمري و هو كذاب .
قلت : و مع ذلك فقد أورد حديثه هذا السيوطي في " الجامع " ! و تعقبه المناوي
بما نقلته عن الهيثمي ، ثم قال : و رواه عنه أيضا حميد بن زنجويه .

(1/494)


418 - " اللحم بالبر مرقة الأنبياء " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 610 ) :
ضعيف جدا .
أخرجه السلمي في " طبقات الصوفية " ( ص 497 - 498 ) : أخبرني أحمد بن عطاء
الروذباري ـ إجازة ـ قال : حدثنا علي بن عبد الله العباسي قال : حدثنا الحسن
ابن سعد قال : قال محمد بن أبي عمير قال هشام بن سالم قال عبد الله بن جعفر
بن محمد الصادق حدثني أبي عن أبيه عن جده مرفوعا .
قلت : و هذا إسناد ضعيف جدا ، أحمد بن عطاء قال الخطيب ( 4 / 336 ) :
روى أحاديث وهم فيها و غلط غلطا فاحشا ، فسمعت أبا عبد الله محمد بن علي الصوري
يقول : حدثونا عن الروذباري ، عن إسماعيل بن محمد الصفار ، عن الحسن بن عرفة
أحاديث لم يروها الصفار عن ابن عرفة ، قال الصوري : و لا أظنه ممن كان يتعمد
الكذب ، لكنه اشتبه عليه " .
و الحسن بن سعد و الاثنان فوقه لم أعرفهم .
و الحديث أورده السيوطي في " الجامع الصغير " من رواية ابن النجار عن الحسين ،
و لم يتكلم عليه الشارح بشيء ، فالظاهر أنه لم يقف على سنده .

(1/495)


419 - " إن العالم و المتعلم إذا مرا بقرية فإن الله يرفع العذاب عن مقبرة تلك القرية
أربعين يوما " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 611 ) :
لا أصل له .
كما قال السيوطي في " تخريج أحاديث شرح العقائد " ( ورقة 6 / وجه 2 ) و أقره
العلامة القاري في " فرائد القلائد على أحاديث شرح العقائد " ( 25 / 1 ) .

(1/496)


420 - " إنكم فى زمان ألهمتم فيه العمل ، و سيأتي قوم يلهمون الجدل " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 611 ) :
لا أصل له .
كما أفاده العراقي في " تخريج الإحياء " ( 1 / 37 ) و السبكي في " طبقات
الشافعية " ( 4 / 145 ) .

(1/497)


421 - " من مثل بالشعر فليس له عند الله خلاق " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 611 ) :
ضعيف .
أخرجه الطبراني ( 3 / 105 / 1 ) حدثنا حجاج بن نصير ، أخبرنا محمد بن مسلم ، عن
إبراهيم بن ميسرة ، عن طاووس ، عن ابن عباس مرفوعا .
قلت : و هذا إسناد ضعيف من أجل حجاج هذا ، قال الحافظ في " التقريب " : ضعيف ،
كان يقبل التلقين .
و الحديث قال في " المجمع " ( 8 / 121 ) :
رواه الطبراني و فيه حجاج بن نصير ، و قد ضعفه الجمهور ، و وثقه ابن حبان
و قال : يخطيء ، و بقية رجاله ثقات .

(1/498)


422 - " من عمل بما يعلم ، ورثه الله علم ما لم يعلم " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 611 ) :
موضوع .
أخرجه أبو نعيم ( 10 / 14 - 15 ) من طريق أحمد بن حنبل عن يزيد بن هارون ، عن
حميد الطويل ، عن أنس مرفوعا ، ثم قال :
ذكر أحمد بن حنبل هذا الكلام عن بعض التابعين ، عن عيسى بن مريم عليه السلام ،
فوهم بعض الرواة أنه ذكره عن النبي صلى الله عليه وسلم فوضع هذا الإسناد عليه
لسهولته و قربه ، و هذا الحديث لا يحتمل بهذا الإسناد عن أحمد بن حنبل .
قلت : و في الطريق إليه جماعة لم أعرفهم فلا أدري من وضعه منهم .

(1/499)


423 - " من السنة أن لا يصلي الرجل بالتيمم إلا صلاة واحدة ، ثم يتيمم للصلاة الأخرى
" .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 612 ) :
موضوع .
أخرجه الطبراني ( 3 / 107 / 2 ) من طريق الحسن بن عمارة ، عن الحكم بن عيينة ،
عن مجاهد ، عن ابن عباس قال ... فذكره ، و كذلك أخرجه الدارقطني ( ص 68 )
و من طريقه البيهقي ( 1 / 331 ـ 332 ) و قال الدارقطني :
و الحسن بن عمارة ضعيف .
قلت : بل هو شر من ذلك ، فقد قال فيه شعبة : يكذب ، و قال ابن المديني : كان
يضع الحديث ، و قال أحمد : أحاديثه موضوعة ، و قال شعبة أيضا : روى أحاديث عن
الحكم ، فسألنا الحكم عنها ؟ فقال : ما سمعت منها شيئا .
و قول الصحابي : من السنة كذا في حكم المرفوع عند العلماء ، و لهذا أوردته ،
و قد رواه البيهقي ( 1 / 222 ) عن الحسن بن عمارة بإسناده السابق عن ابن عباس
مرفوعا بلفظ :
" لا يصلى بالتيمم إلا صلاة واحدة " و قال : و الحسن بن عمارة لا يحتج به . قلت
: فلا يصح إذن عن ابن عباس مرفوعا و لا موقوفا ، بل قد روى عنه خلافه ، كما
ذكره ابن حزم في " المحلى " ( 2 / 132 ) يعني أن المتيمم يصلي بتيممه ما شاء من
الصلوات الفروض و النوافل ، ما لم ينتقض تيممه بحدث أو بوجود الماء ، و هذا هو
الحق في هذه المسألة كما قرره ابن حزم ، و انظر " الروضة الندية "
( 1 / 59 ) .

(1/500)


424 - " لا بأس أن يقلب الرجل الجارية إذا أراد أن يشتريها ، و ينظر إليها ما خلا
عورتها ، و عورتها ما بين ركبتيها إلى معقد إزارها " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 613 ) :
موضوع .
أخرجه الطبراني في " المعجم الكبير " ( ج 3 ق 97 / 2 ) من طريق حفص بن عمر
الكندي ، حدثنا صالح بن حسان ، عن محمد بن كعب القرظي عن ابن عباس مرفوعا .
قلت : و هذا موضوع حفص بن عمر ، هو قاضي حلب ، قال ابن حبان : يروي عن الثقات
الموضوعات لا يحل الاحتجاج به ، و صالح بن حسان ، متفق على تضعيفه ، بل قال ابن
حبان ( 1 / 367 ـ 368 ) : كان صاحب قينات و سماع ( ! ) و كان ممن يروي
الموضوعات عن الأثبات
و أما قول الهيثمي في " المجمع " ( 2 / 53 ) :
رواه الطبراني في " الكبير " ، و فيه صالح بن حسان و هو ضعيف ، و ذكره ابن حبان
في الثقات .
قلت : و فيه مؤاخذتان :
الأولى : تعصيب الجناية بصالح هذا وحده مع أن الراوي عنه مثله في الضعف أو أشد
ليس من العدل في شيء .
الأخرى : أن صالحا لم يذكره ابن حبان في " الثقات " ، و إنما ذكر فيه ( 6 / 456
) صالح بن أبي حسان ، و هما من طبقة واحدة ، فاشتبه على الهيثمي أحدهما بالآخر
، و قد علمت أن ابن حسان اتهمه ابن حبان نفسه بالوضع .
و اعلم أنه لم يثبت في السنة التفريق بين عورة الحرة ، و عورة الأمة ، و قد
ذكرت ذلك مع شيء من التفصيل في كتابي " حجاب المرأة المسلمة " فليرجع إليه من
شاء و هو الآن تحت الطبع مع زيادات و فوائد جديدة و مقدمة ضافية في الرد على
متعصبة المقلدين بإذنه تعالى .

(2/1)


425 - " موت الغريب شهادة ، إذا احتضر فرمى ببصره عن يمينه و عن يساره فلم ير إلا
غريبا ، و ذكر أهله و ولده ، و تنفس ، فله بكل نفس يتنفسه يمحو الله عنه ألفي
ألف سيئة ، و يكتب له ألفي ألف حسنة " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 614 ) :

موضوع .
رواه الطبراني ( 3 / 107 / 1 ) من طريق عمرو بن الحصين العقيلي ، أخبرنا محمد
بن عبد الله بن علاثة ، عن الحكم بن أبان ، عن وهب بن منبه ، عن ابن عباس
مرفوعا .
قلت : و هذا موضوع عمرو بن الحصين كذاب ، و قد تقدم له أحاديث موضوعة كثيرة ،
و ابن علاثة ضعيف و اتهمه بعضهم ، لكن قيل : إن الآفة من الراوي عنه ابن الحصين
هذا .
و الحديث قال الهيثمي ( 2 / 317 ) :
رواه الطبراني في " الكبير " و فيه عمرو بن الحصين العقيلي و هو متروك " .
قلت : و الجملة الأولى منه ذكرها ابن الجوزي في " الموضوعات " من طريق أخرى
عن ابن عباس و قال : لا يصح .
و تعقبه السيوطي في " اللآليء " ( 2 / 132 - 133 ) بأن له طرقا أخرى و شواهد ،
قلت : و كلها معلولة و بعضها أشد ضعفا من بعض ، فلا يستفيد الحديث منها إلا
الضعف فقط ، و أما سائر الحديث ، فموضوع لخلوه من شاهد ، و من عجائب السيوطي
أنه ذكر هذه الطريق الموضوعة في جملة الطرق و الشواهد .

(2/2)


426 - " لولا ما طبع الركن من أنجاس الجاهلية و أرجاسها و أيدى الظلمة و الأثمة ،
لاستشفي به من كل عاهة ، و لألفي اليوم كهيئته يوم خلقه الله ، و إنما غيره
الله بالسواد لأن لا ينظر أهل الدنيا إلى زينة الجنة ، و ليصيرن إليها ، و إنها
لياقوتة بيضاء من ياقوت الجنة وضعه الله حين أنزل آدم فى موضع الكعبة قبل أن
تكون الكعبة ، و الأرض يومئذ طاهرة لم يعمل فيها شيء من المعاصي ، و ليس لها
أهل ينجسونها ، فوضع له صف من الملائكة على أطراف الحرم يحرسونه من سكان الأرض
، و سكانها يومئذ الجن ، لا ينبغي لهم أن ينظروا إليه لأنه شيء من الجنة ،
و من نظر إلى الجنة دخلها ، فليس ينبغي أن ينظر إليها إلا من قد وجبت له الجنة
، فالملائكة يذودونهم عنه و هم وقوف على أطراف الحرم يحدقون به من كل جانب ،
و لذلك سمي الحرم ، لأنهم يحولون فيما بينهم و بينه " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 615 ) :

منكر .
الطبراني في " الكبير " ( 3 / 107 / 1 ) عن عوف بن غيلان بن منبه الصنعاني ،
أخبرنا عبد الله بن صفوان ، عن إدريس بن بنت وهب بن منبه ، حدثني وهب بن منبه ،
عن طاووس ، عن ابن عباس مرفوعا .
قلت : و هذا إسناد ضعيف لجهالة من دون وهب بن منبه ، فإني لم أجد من ذكرهم ،
و المتن ظاهر النكارة ، والله أعلم ، و في " المجمع " ( 3 / 243 ) :
رواه الطبراني في " الكبير " و فيه من لم أعرفه و لا له ذكر .
ثم وجدت الحديث قد أخرجه العقيلي في " الضعفاء " ( 2 / 266 ) من طريق غوث بن
غيلان بن منبه الصنعاني به مختصرا دون قوله : " و لألفي يوم القيامة ... " إلخ
.
أورده في ترجمة عبد الله بن صفوان ، و روي عن هشام بن يوسف أنه قال :
كان ضعيفا ، لا يحفظ الحديث .
و تبين منه أن الراوي عنه إنما هو ( غوث ) ، و ليس : ( عوف ) كما كنت نقلته عن
مخطوطة " الكبير " و على الصواب و قع في المطبوع منه ( 11 / 55 / 11028 ) ، و
هو مترجم في " الجرح " ( 3 / 57 / 58 ) ، و " ثقات ابن حبان " ( 7 / 313 و 9 /
2 ) ، قال ابن معين : لم يكن به بأس .
و إدريس بن بنت وهب اسم أبيه سنان اليماني ، ضعفه ابن عدي ، و قال الدارقطني :
متروك .
قلت : فهو آفة هذا الحديث . و الله أعلم .

(2/3)


427 - " من قال : لا إله إلا الله قبل كل شيء ، و لا إله إلا الله بعد كل شيء ، و لا
إله إلا الله يبقي و يفني كل شىء ، عوفي من الهم و الحزن " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 617 ) :

موضوع .
أخرجه الطبراني في " المعجم الكبير " ( ج 3 ق 93 و 1 ) عن العباس ، يعني ابن
بكار الضبي ، حدثنا أبو هلال ، عن قتادة ، عن سعيد بن المسيب ، عن ابن عباس
مرفوعا .
قلت : و هذا إسناد موضوع ، العباس هذا ، قال الدارقطني : كذاب .
و ساق له الذهبي حديثين ، قال : إنهما باطلان ، و سيأتي أحدهما برقم ( 2688 )
و اتهمه الحافظ بوضع الحديث الآتى : و في " المجمع " ( 10 / 137 ) : رواه
الطبراني ، و فيه العباس بن بكار و هو ضعيف ، وثقه ابن حبان .
قلت : لم يذكر الذهبي في " الميزان " و لا الحافظ في " اللسان " توثيق ابن حبان
له ، فالله أعلم ، فإن صح ذلك ، فالجرح المفسر مقدم على التعديل كما هو معروف
في " المصطلح " .
و بخاصة إذا كان المعدل معروفا بالتساهل ، كابن حبان .
ثم رأيته في " ثقاته " ( 8 / 512 ) ، و قال :
و كان يغرب ، حديثه عن الثقات لا بأس به " .
و بمقابلة كلامه بما زاده في " اللسان " على " الميزان " تبين لي أن الحافظ قد
نقل كلام ابن حبان المذكور في " اللسان " ، لكن وقع فيه خطأ : " و قال المؤلف
.... " مكان قوله : و قال ابن حبان .
ثم تناقض ابن حبان ، فأورد العباس هذا في " ضعفائه " أيضا ( 2 / 190 ) .
و شيخه أبو هلال اسمه محمد بن سليم الراسبي ، فيه لين قال أحمد :
يحتمل حديثه إلا أنه يخالف في قتادة .

(2/4)


428 - " ابنتي فاطمة حوراء آدمية لم تحض و لم تطمث ، و إنما سماها فاطمة ، لأن الله
فطمها و محبيها من النار " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 618 ) :

موضوع .
أخرجه الخطيب ( 12 / 331 ) بإسناد له عن ابن عباس ثم قال : في إسناده من
المجهولين غير واحد ، و ليس بثابت ، و من طريقه أورده ابن الجوزي في
" الموضوعات " ( 1 / 421 ) و أقره السيوطي في " اللآليء " ( 1 / 400 ) .
و ذكر الحافظ في ترجمة العباس ابن بكار المذكور في الحديث المنصرم بسنده عن أم
سليم قالت : لم ير لفاطمة دم في حيض و لا نفاس ، ثم قال : هذا من وضع العباس .
.

(2/5)


429 - " كان لا يرى بالهميان للمحرم بأسا " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 619 ) :

موضوع .
أخرجه الطبراني في " الكبير " ( 3 / 99 / 1 ) عن يوسف بن خالد السمتي ، حدثنا
زياد بن سعد عن صالح مولى التوأمة عن ابن عباس مرفوعا .
قلت : و السمتي هذا كذا ، كما قال ابن معين ، و صالح ضعيف . و الصواب في الحديث
أنه موقوف على ابن عباس ، كذلك أخرجه البيهقي في " سننه " ( 5 / 69 ) من طريق
سعيد بن جبير عنه ، و في سنده شريك القاضي ، و فيه ضعف .

(2/6)


430 - " شاوروهن ـ يعنى النساء ـ و خالفوهن " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 619 ) :

لا أصل له مرفوعا .
كما أفاده السخاوي ، ثم المناوي ( 4 / 263 ) ، و لعل أصل هذه الجملة ما رواه
العسكري في " الأمثال " عن عمر قال :
" خالفوا النساء فإن في خلافهن البركة " ، و إن كنت لا أعرف صحته ، فإن السيوطي
لم يسق إسناده في " اللآليء " ( 2 / 174 ) لننظر فيه :
ثم وقفت على إسناده ، رواه علي بن الجعد الجوهري في " حديثه " ( 12 / 177 / 1 )
من طريق أبي عقيل عن حفص بن عثمان بن عبيد الله عن عبد الله بن عمر قال : قال
عمر رحمه الله ... فذكره .
قلت : و هذا سند ضعيف ، فيه علتان :
الأولى جهالة حفص هذا ، فقد أورده ابن أبي حاتم ( 1 / 2 / 184 ) برواية أبي
عقيل هذا وحده و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا .
و في " ثقات ابن حبان " ( 6 / 196 ) :
حفص بن عثمان بن محمد بن عرادة عن عكرمة ، و عنه أبو عقيل "
فيحتمل أن يكون هو هذا مع ملاحظة اختلاف اسم الجد ، و ذلك مما يؤكد جهالته كما
يشير إليه أحمد في قوله الآتي .
و العلة الأخرى أبو عقيل و اسمه يحيى بن المتوكل العمري صاحب بهية ضعيف كما في
" التقريب " ، و قال أحمد : روى عن قوم لا أعرفهم .
ثم إن معنى الحديث ليس صحيحا على إطلاقه ، لثبوت عدم مخالفته صلى الله عليه
وسلم لزوجته أم سلمة حين أشارت عليه بأن ينحر أمام أصحابه في صلح الحديبية حتى
يتابعوه في ذلك ، و انظر الحديث الآتى عدد ( 435 ) .

(2/7)


431 - " استوصوا بالمعزى خيرا فإنها مال رفيق ، و هو فى الجنة ، و أحب المال إلى الله
الضأن ، و عليكم بالبياض ، فإن الله خلق الجنة بيضاء ، فليلبسه أحياؤكم ،
و كفنوا فيه موتاكم ، و إن دم الشاة البيضاء أعظم عند الله من دم السوداوين " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الموضوعة ( 1 / 620 ) :

موضوع .
أخرجه الطبراني ( 3 / 113 / 1 ـ 2 ) و ابن عدي ( 2 / 378 ) من طريق أبي شهاب عن
حمزة النصيبي ، عن عمرو بن دينار ، عن ابن عباس مرفوعا .
قلت : و هذا إسناد موضوع ، و علته حمزة النصيبي ، قال ابن حبان ( 1 / 270 )
يضع الحديث .
و الحديث قال في " المجمع " ( 4 / 66 ) :
رواه الطبراني في " الكبير " و فيه حمزة النصيبي ، و هو متروك .
و من طريقه أخرج منه أبو نعيم في " أخبار أصبهان " ( 2 / 330 ) الطرف الأول .

(2/8)


432 - " نهى عن المواقعة قبل المداعبة " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 621 ) :
موضوع .
رواه الخطيب ( 13 / 220 ـ 221 ) و عنه ابن عساكر ( 16 / 299 / 2 ) و أبو عثمان
النجيرمي في " الفوائد المخرجة من أصول مسموعاته " ( 24 / 1 ) من طريق خلف بن
محمد الخيام بسنده عن أبي الزبير عن جابر مرفوعا ، قال الذهبي في ترجمة
الخيام هذا من " الميزان " .
قال الحاكم : سقط حديثه بروايته حديث : " نهى عن الوقاع قبل الملاعبة " ،
و قال الخليلى : خلط ، و هو ضعيف جدا ، روى فنونا لا تعرف .
قلت : و أبو الزبير مدلس ، و قد عنعنه .
و الحديث أورده الشيخ أحمد الغماري في " المغير " ( ص 100 ) .

(2/9)


433 - " يدعى الناس يوم القيامة بأمهاتهم سترا من الله عز وجل عليهم " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 621 ) :
موضوع .
رواه ابن عدي ( 17 / 2 ) عن إسحاق بن إبراهيم الطبري ، حدثنا مروان الفزاري ،
عن حميد الطويل ، عن أنس مرفوعا و قال :
هذا منكر المتن بهذا الإسناد ، و إسحاق بن إبراهيم منكر الحديث .
و قال ابن حبان :
يروي عن ابن عيينة و الفضل بن عياض ، منكر الحديث جدا ، يأتي عن الثقات
بالموضوعات ، لا يحل كتب حديثه إلا على جهة التعجب ، و قال الحاكم :
روى عن الفضيل و ابن عيينة أحاديث موضوعة ، و أورده ابن الجوزي في " الموضوعات
" ( 3 / 248 ) من طريق ابن عدي و قال : لا يصح ، إسحاق منكر الحديث .
و تعقبه السيوطي في " اللآليء " ( 2 / 449 ) بأن له طريقا أخرى عند الطبراني ،
يعني الحديث الذي بعده ، و هو مع أنه مغاير لهذا في موضع الشاهد منه ، فإن هذا
نصه " بأمهاتهم " و هو نصه " بأسمائهم " و شتان بين اللفظين ، و قد رده ابن
عراق فقال ( 2 / 381 ) :
قلت : هو من طريق أبي حذيفة إسحاق بن بشر ، فلا يصح شاهدا .
قلت : لأن الشرط في الشاهد أن لا يشتد ضعفه و هذا ليس كذلك ، لأن إسحاق بن
بشر هذا في عداد من يضع الحديث ، كما تقدم في الحديث ( 223 ) .
و قد ثبت ما يخالفه ، ففي " سنن أبي داود " بإسناد جيد كما قاله النووي في "
الأذكار " من حديث أبي الدرداء مرفوعا : " إنكم تدعون يوم القيامة بأسمائكم و
أسماء آبائكم " و في الصحيح من حديث عمر مرفوعا : " إذا جمع الله الأولين و
الآخرين يوم القيامة ، يرفع لكل غادر لواء ، فيقال : هذه غدرة فلان بن فلان ،
والله أعلم .
قلت : حديث أبي الدرداء ضعيف ليس بجيد ، لانقطاعه ، و قد أعله بذلك أبو داود
نفسه ، فقد قال عقبه ( رقم 4948 ) : ابن أبي زكريا لم يدرك أبا الدرداء .
و سوف يأتي تخريجه في هذه " السلسلة " ( 5460 ) .
قلت : و بذلك أعله جماعة آخرون ، كالبيهقى ، و المنذري ، و العسقلاني .
فلا يغتر بعد هذا بقول النووي و من تبعه ، و انظر " فيض القدير " .

(2/10)


434 - " إن الله تعالى يدعو الناس يوم القيامة بأسمائهم سترا منه على عباده ، و أما
عند الصراط فإن الله عز وجل يعطي كل مؤمن نورا ، و كل مؤمنة نورا ، و كل منافق
نورا ، فإذا استووا على الصراط سلب الله نور المنافقين و المنافقات ، فقال
المنافقون : *( انظرونا نقتبس من نوركم )* ( الحديد : 13 ) ، و قال المؤمنون :
*( ربنا أتمم لنا نورنا ) ( التحريم : 8 ) فلا يذكر عند ذلك أحد أحدا " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 623 ) :
موضوع .
أخرجه الطبراني ( 3 / 115 / 1 ) من طريق إسماعيل بن عيسى العطار ، أخبرنا إسحاق
بن بشر أبو حذيفة ، أخبرنا ابن جريج عن ابن أبي مليكة ، عن ابن عباس
مرفوعا .
قلت : و إسحاق هذا كذاب ، و قد تقدم طرفه الأول آنفا بسند آخر له كما تقدمت
له أحاديث ، و قال الهيثمي في " المجمع " ( 10 / 359 ) بعد أن ساق الحديث من
رواية الطبراني : و هو متروك .

(2/11)


435 - " طاعة المرأة ندامة " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 623 ) :
موضوع .
رواه ابن عدي ( ق 308 / 1 ) عن عثمان بن عبد الرحمن الطرائفي ، عن عنبسة بن
عبد الرحمن ، عن محمد بن زاذان ، عن أم سعد بنت زيد بن ثابت عن أبيها
مرفوعا ، أورده في ترجمة عنبسة هذا و قال : و له غير ما ذكرت ، و هو منكر
الحديث .
قلت : و قال أبو حاتم كان يضع الحديث ، و أما عثمان بن عبد الرحمن الطرائفي .
فقال ابن عدي ( 290 / 2 ) :
لا بأس به ، إلا أنه يحدث عن قوم مجهولين بعجائب ، و تلك العجائب من جهة
المجهولين .
قلت : و على هذا جرى من بعده من المحققين ، و قد ضعفه بعضهم .
و الحديث أورده ابن الجوزي في " الموضوعات " ( 2 / 272 ) من رواية ابن عدي هذه
و قال : لا يصح ، عنبسة ليس بشيء ، و عثمان لا يحتج به .
و روى الحديث عن عائشة بلفظ : " طاعة النساء ندامة " .
أخرجه العقيلي ( ص 381 ) و ابن عدي ( ق 156 / 1 ) و القضاعي ( ق 12 / 2 )
و الباطرقاني في " حديثه " ( 168 / 1 ) و ابن عساكر ( 15 / 200 / 2 ) عن محمد
ابن سليمان بن أبي كريمة ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه ، عن عائشة مرفوعا ،
و قال العقيلي :
محمد بن سليمان حدث عن هشام ببواطل لا أصل لها ، منها هذا الحديث ، و قال ابن
عدي : ما حدث بهذا الحديث عن هشام إلا ضعيف ، و حدث به عن هشام خالد ابن الوليد
المخزومي ، و هو أضعف من ابن أبي كريمة .
و قد تعقب السيوطي ابن الجوزي كعادته ، فذكر في " اللآليء " ( 2 / 174 ) أن له
طريقين آخرين عن هشام ، و شاهدا من حديث أبي بكرة ، لكن في أحد الطريقين خلف بن
محمد بن إسماعيل ، و هو ساقط الحديث ، كما تقدم عن الحاكم في الحديث ( 422 ) ،
و قد أخرجه من هذه الطريق أبو بكر المقري الأصبهاني في " الفوائد " ( 12 / 192
/ 2 ) و أبو أحمد البخاري في جزء من حديثه ( 2 / 1 ) .
و في الطريق الأخرى أبو البختري و اسمه وهب بن وهب وضاع مشهور .
و أما الشاهد ، فهو مع ضعف سنده مخالف لهذا اللفظ ، و هو الآتى بعده .
و فاته شاهد آخر ، أخرجه ابن عساكر ( 5 / 327 / 2 ) من حديث جابر مرفوعا باللفظ
الأول ، و فيه جماعة لا يعرفون ، و علي بن أحمد بن زهير التميمي .
قال الذهبي : ليس يوثق به ، و أما الشاهد عن أبي بكرة فهو :

(2/12)


436 - " هلكت الرجال حين أطاعت النساء " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 625 ) :
ضعيف .
أخرجه ابن عدي ( 38 / 1 ) و أبو نعيم في " أخبار أصبهان " ( 2 / 34 ) و ابن
ماسي في آخر " جزء الأنصاري " ( 11 / 1 ) و الحاكم ( 4 / 291 ) و أحمد ( 5 / 45
) من طريق أبي بكرة ، بكار بن عبد العزيز بن أبي بكرة عن أبيه ، عن أبي بكرة ،
أن النبي صلى الله عليه وسلم أتاه بشير يبشره بظفر خيل له ، و رأسه في حجر
عائشة ، فقام فحمد الله تعالى ساجدا ، فلما انصرف أنشأ يسأل الرسول ، فحدثه ،
فكان فيما حدثه من أمر العدو ، و كانت تليهم امرأة ، و في رواية أحمد : أنه ولي
أمرهم امرأة ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم ... فذكره .
و قال الحاكم : صحيح الإسناد ، و وافقه الذهبي .
قلت : و هذا ذهول منه عما ذكره في ترجمة بكار هذا من " الميزان " :
قال ابن معين : ليس بشيء ، و قال ابن عدي : هو من جملة الضعفاء الذين يكتب
حديثهم ، و قال في " الضعفاء " : ضعيف مشاه ابن عدي .
قلت : و أنا أظن أن هذا الحديث عن أبي بكرة له أصل بلفظ آخر ، و هو ما أخرجه
البخاري في " صحيحه " ( 13 / 46 - 47 ) عنه : لما بلغ النبي صلى الله عليه وسلم
أن فارسا ملكوا ابنة كسرى قال : " لن يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة " .
و أخرجه الحاكم أيضا ، و أحمد ( 5 / 38 ، 43 ، 47 ، 50 ، 51 ) من طرق عن أبي
بكرة ، هذا هو أصل الحديث ، فرواه حفيده عنه باللفظ الأول فأخطأ ، و الله أعلم
.
و بالجملة ، فالحديث بهذا اللفظ ضعيف لضعف راويه ، و خطئه فيه ، ثم إنه ليس
معناه صحيحا على إطلاقه ، فقد ثبت في قصة صلح الحديبية من " صحيح البخاري "
( 5 / 365 ) أن أم سلمة رضي الله عنها أشارت على النبي صلى الله عليه وسلم حين
امتنع أصحابه من أن ينحروا هديهم أن يخرج صلى الله عليه وسلم و لا يكلم أحدا
منهم كلمة حتى ينحر بدنه و يحلق ، ففعل صلى الله عليه وسلم ، فلما رأى أصحابه
ذلك قاموا فنحروا ، ففيه أن النبي صلى الله عليه وسلم أطاع أم سلمة فيما أشارت
به عليه ، فدل على أن الحديث ليس على إطلاقه ، و مثله الحديث الذي لا أصل له :
" شاوروهن و خالفوهن " و قد تقدم برقم ( 430 ) .

(2/13)


437 - " من ولد له ثلاثة فلم يسم أحدهم محمدا فقد جهل " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 627 ) :

موضوع .
قال الطبراني في " الكبير " ( 108 - 109 ) : حدثنا أحمد بن النضر العسكري ،
أخبرنا أبو خيثمة مصعب بن سعيد ، أخبرنا موسى بن أيمن ، عن ليث ، عن مجاهد ، عن
ابن عباس مرفوعا ، و من طريق مصعب هذا رواه الحارث بن أبي أسامة في " مسنده
" ( 199 ـ 200 من زوائده ) و ابن عدي ( 280 / 2 ) .
قلت : و هذا إسناد ضعيف جدا ، مصعب هذا قال ابن عدي :
يحدث عن الثقات بالمناكير ، ثم ساق له منها ثلاثة ، عقب الذهبي عليها بقوله :
ما هذه إلا مناكير و بلايا ، ثم قال ابن عدي :
و الضعف على رواياته بين ، و قال صالح جزرة :
شيخ ضرير لا يدرى ما يقول ، و تابعه الوليد بن عبد الملك بن مسرح الحراني ،
و لكن لم أجد من ترجمه ، ثم وجدناه في الجرح ( 4 / 4 / 10 ) و ثقات ابن حبان
( 9 / 227 ) و لكن الراوي عنه أبو بدر أحمد بن خالد بن مسرح الحراني .
قال الدارقطني : ليس بشيء ، فلا قيمة لهذه المتابعة ، و هي عند الحافظ ابن بكير
الصيرفي في فضل من اسمه أحمد و محمد ( 58 / 1 ) .
و ليث ابن أبي سليم ضعيف باتفاقهم ، و قد روى ابن أبي حاتم ( 3 / 2 / 178 )
بإسناد صحيح عن عيسى بن يونس و قد قيل له : لم لم تسمع منه ؟ فقال :
قد رأيته ، و كان قد اختلط ، و كان يصعد المنارة ارتفاع النهار فيؤذن .
و به أعل ابن الجوزي هذا الحديث في " الموضوعات " ( 1 / 154 ) و قد أورده من
رواية ابن عدي بإسناده عن مصعب به ثم قال :
تفرد به موسى عن ليث ، و ليث تركه أحمد و غيره ، قال ابن حبان : اختلط في آخر
عمره ، فكان يقلب الأسانيد و يرفع المراسيل .
و تعقبه السيوطي في " اللآليء " ( 1 / 101 ـ 102 ) بقوله :
ليث لم يبلغ أمره أن يحكم على حديثه بالوضع ، فقد روى له مسلم و الأربعة
و وثقه ابن معين و غيره .
قلت : إنما قال فيه ابن معين : لا بأس به ، كما في " الميزان " و " التهذيب "
و هذا في رواية عنه ، و إلا فقد روى الثقات عنه تضعيفه ، و هذا الذي ينبغي
اعتماده ، لأن سبب تضعيفه واضح و هو الاختلاط ، و يمكن الجمع بين القولين بأنه
أراد بالأول أنه صدوق في نفسه ، يعني أنه لا يكذب عمدا ، و هذا لا ينافي ضعفه
الناتج من شيء لا يملكه ، و هو الاختلاط ، و هذا ما أشار إليه البخاري حين قال
فيه : صدوق ، يهم ، و مثله قول يعقوب بن شيبة : هو صدوق ، ضعيف الحديث و نحوه .
قال عثمان ابن أبي شيبة و الساجي : و هؤلاء هم الذين عناهم السيوطي بقوله :
... و غيره ، فتبين أن الأئمة مجمعون على تضعيفه ، و كونه ثقة في نفسه لا يدفع
عنه الضعف الذي وصف به ، و هذا بين لا يخفى على من له أدنى إلمام بالجرح
و التعديل ، فظهر أن ما استروح إليه السيوطي من التوثيق لا فائدة فيه .
نعم قوله : إن ليثا لا يبلغ أمره أن يحكم على حديثه بالوضع ، صحيح ، و لكن قد
يحيط بالحديث الضعيف ما يجعله في حكم الموضوع ، مثل أن لا يجرى العمل عليه من
السلف الصالح ، و هذا الحديث من هذا القبيل ، فإننا نعلم كثيرا من الصحابة كان
له ثلاثة أولاد و أكثر ، و لم يسم أحدا منهم محمدا ، مثل عمر بن الخطاب و غيره
، و أيضا ، فقد ثبت أن أفضل الأسماء عبد الله ، و عبد الرحمن ، و هكذا
عبد الرحيم ، و عبد اللطيف ، و كل اسم تعبد لله عز وجل ، فلو أن مسلما سمى
أولاده كلهم عبيدا لله تعالى ، و لم يسم أحدهم محمدا ، لأصاب ، فكيف يقال فيه :
فقد جهل ؟ و لا سيما أن في السلف من ذهب إلى كراهة التسمي بأسماء الأنبياء ،
و إن كنا لا نرضى ذلك لنا مذهبا .
و إن من توفيق الله عز وجل إياي أن ألهمني أن أعبد له أولادي كلهم و هم : عبد
الرحمن و عبد اللطيف و عبد الرزاق من زوجتي الأولى ـ رحمهما الله تعالى ـ و عبد
المصور و عبد الأعلى من زوجتي الأخرى و الاسم الرابع ما أظن أحدا سبقني إليه
على كثرة ما وقفت عليه من الأسماء في كتب الرجال و الرواة ثم اتبعني على هذه
التسمية بعض المحبين و منهم واحد من فضلاء المشايخ جزاهم الله خيرا أسأل الله
تعالى أن يزيدني توفيقا و أن يبارك لي في آلي *( ربنا هب لنا من أزواجنا
و ذرياتنا قرة أعين و اجعلنا للمتقين إماما )* ثم رزقت سنة 1383 هـ و أنا في
المدينة المنورة غلاما فسميته محمدا ذكرى مدينته صلى الله عليه وسلم و عملا
بقوله صلى الله عليه وسلم " تسموا باسمي ، و لا تكنوا بكنيتي " متفق عليه
و في سنة 1386 هـ رزقت بأخ له فسميته عبد المهيمن ، و الحمد لله على توفيقه .
و جملة القول أنه لا يلزم من كون الحديث ضعيف السند ، أن لا يكون في نفسه
موضوعا ، كما لا يلزم منه أن لا يكون صحيحا ، أما الأول ، فلما ذكرنا ، و أما
الآخر ، فلاحتمال أن يكون له طرق و شواهد ترقيه إلى درجة الحسن أو الصحيح ،
و هذا أمر لا يتساهل السيوطي في مراعاته أقل تساهل ، كما هو بين في تعقبه على
ابن الجوزي في " اللآليء المصنوعة " بينما لا نراه يعطى الأمر الأول ما يستحقه
من العناية و التقدير ، فنجده في كثير من الأحاديث التي حكم ابن الجوزي بوضعها
، يحاول تخليصها من الوضع ، ناظرا إلى السند فقط ، بينما ابن الجوزي نظر إلى
المتن أيضا ، و هو من دقيق نظره الذي يحمد عليه ، و منها الحديث الذي نحن في
صدد الكلام عليه ، و لا يتقوى الحديث بأنه روى من حديث واثلة بن الأسقع ، و من
حديث جعفر بن محمد عن أبيه عن جده ، و من حديث عبد الملك بن هارون بن عنترة عن
أبيه عن جده ، أخرجها ابن بكير في الجزء المذكور " فضل من اسمه أحمد و محمد "
لأن طرقها كلها لا تخلو من متهم ، كما بينه ابن عراق في " تنزيه الشريعة "
( 82 / 1 ) .
أما حديث واثلة ، ففيه عمر بن موسى الوجيهي ، و هو وضاع ، و أما حديث جعفر بن
محمد عن أبيه عن جده ، ففيه عبد الله بن داهر الرازي ، اتهمه ابن الجوزي ، ثم
الذهبي ، بالوضع ، و الحديث الثالث آفته عبد الملك بن هارون ، و هو كذاب وضاع .

(2/14)


438 - " مثل أصحابي مثل النجوم من اقتدى بشيء منها اهتدى " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 631 ) :

موضوع .
رواه القضاعي ( 109 / 2 ) عن جعفر بن عبد الواحد قال : قال لنا وهب بن جرير بن
حازم عن أبيه عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة مرفوعا .
قلت : و كتب بعض المحدثين على الهامش و أظنه ابن المحب أو الذهبي :
هذا حديث ليس بصحيح .
قلت : يعني أنه موضوع و آفته جعفر هذا ، قال الدارقطني :
يضع الحديث ، و قال أبو زرعة : روى أحاديث لا أصل لها ، و ساق الذهبي أحاديث
اتهمه بها ، منها هذا ، و قال : إنه من بلاياه ، و قد تقدم الحديث بنحوه مع
الكلام على طرقه و أكثر ألفاظه برقم ( 58 ـ 62 ) فراجعه إن شئت فإن تحته فوائد
جمة .

(2/15)


439 - " يا أهل مكة لا تقصروا الصلاة فى أدنى من أربعة برد من مكة إلى عسفان " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 632 ) :

موضوع .
أخرجه الطبراني في " المعجم الكبير " ( 3 / 112 / 1 ) و الدارقطني في " سننه "
( ص 148 ) و من طريقه البيهقي ( 3 / 137 ـ 138 ) من طريق إسماعيل بن عياش عن
عبد الوهاب بن مجاهد عن أبيه ، و عطاء بن أبي رباح عن ابن عباس مرفوعا .
قلت : و هذا موضوع ، سببه عبد الوهاب بن مجاهد ، كذبه سفيان الثوري ، و قال
الحاكم : " روى أحاديث موضوعة " .
و قال ابن الجوزي : " أجمعوا على ترك حديثه " .
و إسماعيل بن عياش ضعيف في روايته عن غير الشاميين ، و هذه منها ، فإن ابن
مجاهد حجازي .
و قد قل البيهقي عقب الحديث :
" و هذا حديث ضعيف إسماعيل بن عياش لا يحتج به ، و عبد الوهاب بن مجاهد ضعيف
بمرة ، و الصحيح أن ذلك من قول ابن عباس " .
قلت : أخرجه البيهقي من طريق عمرو بن دينار عن عطاء به موقوفا ، و سنده صحيح .
و ابن مجاهد ، لم يسم في رواية الطبراني ، و لذلك لم يعرفه الهيثمي ( 2 / 157 )
.
و مما يدل على وضع هذا الحديث ، و خطأ نسبته إليه صلى الله عليه وسلم ، ما قاله
شيخ الإسلام ابن تيمية في رسالته في أحكام السفر ( 2 / 6 - 7 من مجموعة الرسائل
و المسائل ) :
هذا الحديث إنما هو من قول ابن عباس ، و رواية ابن خزيمة و غيره له مرفوعا إلى
النبي صلى الله عليه وسلم باطلة بلا شك عند أئمة الحديث ، و كيف يخاطب النبي
صلى الله عليه وسلم أهل مكة بالتحديد ، و إنما قام بعد الهجرة زمنا يسيرا و هو
بالمدينة ، لا يحد لأهلها حدا كما حده لأهل مكة ، و ما بال التحديد يكون لأهل
مكة دون غيرهم من المسلمين ؟!
و أيضا ، فالتحديد بالأميال و الفراسخ يحتاج إلى معرفة مقدار مساحة الأرض ، و
هذا أمر لا يعلمه إلا خاصة الناس ، و من ذكره ، فإنما يخبر به عن غيره تقليدا
، و ليس هو مما يقطع به ، و النبي صلى الله عليه وسلم لم يقدر الأرض بمساحة
أصلا ، فكيف يقدر الشارع لأمته حدا لم يجر به له ذكر في كلامه ، و هو مبعوث إلى
جميع الناس ؟!
فلابد أن يكون مقدار السفر معلوما علما عاما .
و من ذلك أيضا أنه ثبت بالنقل الصحيح المتفق عليه بين علماء الحديث أن النبي
صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع كان يقصر الصلاة بعرفة ، و مزدلفة ، و في
أيام منى ، و كذلك أبو بكر و عمر بعده ، و كان يصلي خلفهم أهل مكة، و لم
يأمروهم بإتمام الصلاة ، فدل هذا على أن ذلك سفر ، و بين مكة و عرفة بريد ،
و هو نصف يوم بسير الإبل و الأقدام .
و الحق أن السفر ليس له حد في اللغة و لا في الشرع فالمرجع فيه إلى العرف ، فما
كان سفرا في عرف الناس ، فهو السفر الذي علق به الشارع الحكم ،
و تحقيق هذا البحث الهام تجده في رسالة ابن تيمية المشار إليها آنفا ، فراجعها
فإن فيها فوائد هامة لا تجدها عند غيره .

(2/16)


440 - " حسن الخلق يذيب الخطايا كما تذيب الشمس الجليد ، و إن الخلق السوء يفسد العمل
كما يفسد الخل العسل " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 634 ) :
ضعيف جدا .
رواه ابن عدي ( 304 / 2 ) عن عيسى بن ميمون : سمعت محمد بن كعب ، عن
ابن عباس مرفوعا به ، ساقه في ترجمة عيسى بن ميمون في جملة أحاديث ثم قال :
و عامة ما يرويه لا يتابعه عليه أحد ، ثم روى عن ابن معين أنه قال فيه : ليس
بشيء ، و قال البخاري : صاحب مناكير ، و النسائي : متروك الحديث .
قلت : و قال ابن حبان : يروي أحاديث كلها موضوعات ، و لهذا لم يحسن السيوطي
بإيراده لهذا الحديث في " الجامع الصغير " من رواية ابن عدي هذه مقتصرا على
الشطر الأول منه ! و قد علق عليه المناوي بما لا يتبين منه حال الحديث بدقة
فقال : و رواه البيهقي في " الشعب " و ضعفه ، و الخرائطى في " المكارم " ، قال
العراقي : و السند ضعيف ، لكن شاهده خبر الطبراني بسند ضعيف أيضا ، و يشير بخبر
الطبراني إلى الحديث الآتي ، و خفي عليه أنه من هذه الطريق أيضا ! و أما حديث
الخرائطي فهو عنده من حديث أنس ، و سيأتي بعد حديث .

(2/17)


441 - " الخلق الحسن يذيب الخطايا كما يذيب الماء الجليد ، و الخلق السوء يفسد العمل
كما يفسد الخل العسل " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 636 ) :
ضعيف جدا .
و له طريقان :
الأول عن ابن عباس ، رواه الطبراني في " الكبير " ( 3 / 98 / 1 ) و أبو محمد
القاري في " حديثه " ( 2 / 203 / 1 ) عن عيسى بن ميمون قال : سمعت محمد بن كعب
القرظي يحدث عن ابن عباس مرفوعا .
قلت : و هذا إسناد ضعيف جدا ، عيسى هذا ، هو المدني ، و يعرف بالواسطي ، و هو
الذي في سند الحديث المتقدم ، روى ابن أبي حاتم ( 3 / 1 / 287 ) عن أبيه أنه
قال : هو متروك الحديث .
و الحديث في " المجمع " ( 8 / 24 ) و قال :
رواه الطبراني في " الكبير " و " الأوسط " و فيه عيسى بن ميمون المدني ، و هو
ضعيف .
الآخر : عن أنس ، أخرجه تمام في " الفوائد " ( 53 / 1 ) عن مخيمر بن سعيد
المنبجي ، حدثنا روح بن عبد الواحد ، حدثنا خليد بن دعلج ، عن الحسن ، عن أنس
مرفوعا .
قلت : و هذا سند ضعيف جدا أيضا ، خليد بن دعلج ، قال النسائي : ليس بثقة ،
و عده الدارقطني في جماعة من المتروكين ، و روح بن عبد الواحد ، قال أبو حاتم :
ليس بالمتين ، روى أحاديث متناقضة ، و قال ابن عدي في ترجمة خليد ( 120 / 2 )
عقب حديث أورده من رواية روح عن خليد : لعل البلاء فيه من الراوي عنه .

(2/18)


442 - " إن حسن الخلق ليذيب الخطيئة كما تذيب الشمس الجليد " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 636 ) :
ضعيف جدا .
رواه الخرائطي في " مكارم الأخلاق " ( ص 7 ) من طريق بقية بن الوليد ، حدثني
أبو سعيد ، حدثني عبد الرحمن بن سليمان ، عن أنس بن مالك مرفوعا .
قلت : و هذا سند ضعيف جدا ، أبو سعيد هذا من شيوخ بقية المجهولين الذين يدلسهم
، قال ابن معين :
إذا لم يسم بقية شيخه و كناه فاعلم أنه لا يساوي شيئا .
و الحديث أورده السيوطي في " الجامع " من رواية الخرائطي هذه ، و بيض له
المناوي فلم يتكلم عليه بشىء ! و أما في التيسير فقال : ....بإسناد فيه مقال .

(2/19)


443 - " ألا إنه لم يبق من الدنيا إلا مثل الذباب تمور فى جوها ، فالله الله فى
إخوانكم من أهل القبور ، فإن أعمالكم تعرض عليهم " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 636 ) :
ضعيف .
أخرجه الحاكم ( 4 / 307 ) من طريق أبي إسماعيل السكوني ، قال : سمعت مالك بن
أدى يقول : سمعت النعمان بن بشير يقول مرفوعا ، و قال :
صحيح الإسناد ، و رده الذهبي بقوله :
قلت : فيه مجهولان .
قلت : و هما السكوني و ابن أدى كما صرح في " الميزان " أنهما مجهولان تبعا
لأصله " الجرح و التعديل " ( 4 / 1 / 303 و 4 / 2 / 336 ) و لكنه قال : وثق
يشير بذلك إلى عدم الاعتداد بتوثيق ابن حبان إياهما ( 5 / 388 و 7 / 656 ) لما
عرف من تساهله في توثيق المجهولين .

(2/20)


444 - " كان إبليس أول من ناح و أول من تغنى " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 637 ) :
لا أصل له .
و قد أورده الغزالي ( 2 / 251 ) من حديث جابر مرفوعا ، فقال الحافظ العراقي
في تخريجه :
لم أجد له أصلا من حديث جابر ، و ذكره صاحب " الفردوس " من حديث علي بن
أبي طالب ، و لم يخرجه ولده في " مسنده " .

(2/21)


445 - " من طلب ما عند الله كانت السماء ظلاله ، و الأرض فراشه ، لم يهتم بشيء من أمر
الدنيا ، فهو لا يزرع و يأكل الخبز ، و هو لا يغرس الشجر و يأكل الثمار ، توكلا
على الله تعالى ، و طلبا لمرضاته ، فضمن الله السموات السبع و الأرضين السبع
رزقه ، فهم يتعبون فيه ، و يأتون به حلالا ، و يستوفي هو رزقه بغير حساب عند
الله تعالى حتى أتاه اليقين " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 637 ) :
موضوع .
أخرجه ابن حبان في " الضعفاء " ( 1 / 112 ) أطول منه و الحاكم ( 4 / 310 ) و
السياق له من طريق إبراهيم بن عمرو السكسكي حدثنا أبي ، حدثنا عبد العزيز بن
أبي رواد ، عن نافع ، عن ابن عمر مرفوعا ، و قال :
صحيح الإسناد ، و رده الذهبي بقوله :
قلت : بل منكر و موضوع ، إذ عمرو بن بكر متهم عند ابن حبان ، و إبراهيم ابنه ،
قال الدارقطني : متروك .
قلت : و في ترجمة إبراهيم من " الميزان " :
قال ابن حبان : يروي عن أبيه الأشياء الموضوعة ، و أبوه أيضا لا شيء ، ثم ساق
له هذا الحديث .
قلت : و تمام كلام بن حبان تفرد به إبراهيم بن عمرو و هو مما عملت يداه لأن هذا
ليس من كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم و لا ابن عمر و لا نافع و إنما هو
شيء من كلام الحسن .

(2/22)


446 - " ألا أخبركم بأفضل الملائكة جبريل عليه السلام ، و أفضل النبيين آدم ، و أفضل
الأيام يوم الجمعة ، و أفضل الشهور شهر رمضان ، و أفضل الليالي ليلة القدر ،
و أفضل النساء مريم بنت عمران " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 638 ) :
موضوع .
رواه الطبراني ( 11361 ) من طريق نافع أبي هرمز ، عن عطاء بن أبي رباح ، عن
ابن عباس مرفوعا .
قلت : و هذا موضوع ، نافع أبو هرمز ، كذبه ابن معين ، و قال النسائي :
ليس بثقة ، و أفضل النبيين إنما هو نبينا محمد صلى الله عليه وسلم بدليل الحديث
الصحيح :
" أنا سيد الناس يوم القيامة ... " .
أخرجه مسلم ( 1 / 127 ) ، فهذا يدل على وضع هذا الحديث و مع ذلك أورده في
" الجامع " و الحديثي أورده الهيثمي في " المجمع " ( 8 / 198 ) و ضعفه بنافع
و قال : متروك ثم ذكره في ( 3 / 140 ) و ( 2 / 165 ) و قال عنه في الموضعين :
ضعيف .

(2/23)


447 - " يكون فى آخر الزمان عباد جهال ، و قراء فسقة " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 639 ) :
موضوع .
أخرجه ابن حبان في " المجروحين " ( 3 / 135 ) و الحاكم ( 4 / 315 ) و أبو نعيم
( 2 / 331 ـ 332 ) و عنه الديلمي ( 4 / 319 ) و أبو بكر الآجري في
" أخلاق العلماء " ( ص 62 ) من طريق يوسف بن عطية ، عن ثابت ، عن أنس
مرفوعا ، و قال أبو نعيم :
غريب لم نكتبه إلا من حديث يوسف بن عطية ، و في حديثه نكارة .
قلت : اتهمه ابن حبان بالوضع ، و قد سكت عنه الحاكم ، و تعقبه الذهبي بقوله :
قلت : يوسف هالك ، و قال البخاري مشيرا إلى شدة ضعفه و اتهامه :
منكر الحديث و مع ذلك ذكره السيوطي في " الجامع " .

(2/24)


448 - " لا تزال هذه الأمة ، أو قال : أمتي بخير ما لم يتخذوا فى مساجدهم مذابح
كمذابح النصارى " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 639 ) :

ضعيف .
أخرجه ابن أبي شيبة في " المصنف " ( 1 / 107 / 1 ) : حدثنا وكيع قال حدثنا أبو
إسرائيل عن موسى الجهني ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ...
فذكره .
قلت : و هذا سند ضعيف ، و له علتان :
الأولى : الإعضال ، فإن موسى الجهني و هو ابن عبد الله إنما يروي عن الصحابة
بواسطة التابعين ، أمثال عبد الرحمن بن أبي ليلى ، و الشعبي ، و مجاهد ، و نافع
، و غيرهم ، فهو من أتباع التابعين ، و فيهم أورده ابن حبان في " ثقاته " ( 7 /
449 ) ، و عليه فقول السيوطي في " إعلام الأريب بحدوث بدعة المحاريب " ( ص 30
) إنه مرسل ، ليس دقيقا ، لأن المرسل في عرف المحدثين إنما هو قول التابعي :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ، و هذا ليس كذلك .
الآخرى : ضعف أبي إسرائيل هذا ، و اسمه إسماعيل بن خليفة العبسي ، قال الحافظ
في " التقريب " : صدوق سيء الحفظ .
و هذا على ما وقع في نسختنا المخطوطة من " المصنف " ، و وقع فيما نقله السيوطي
عنه في " الأعلام " : إسرائيل يعني إسرائيل بن يونس بن أبي إسحاق السبيعي ، و
هو ثقة ، و هو من طبقة أبي إسرائيل ، و كلاهما من شيوخ وكيع ، و لم أستطع البت
بالأصح من النسختين ، و إن كان يغلب علي الظن الأول ، فإن نسختنا جيدة مقابلة
بالأصل نسخت سنة ( 735 ) ، و بناء على ما وقع للسيوطي قال :
هذا مرسل صحيح الإسناد ، و قد عرفت أن الصواب أنه معضل ، و هذا إن سلم من أبي
إسرائيل ، و ما أظنه بسالم ، فقد ترجح عندي أن الحديث من روايته ، بعد أن رجعت
إلى نسخة أخرى من " المصنف " ( 1 / 188 / 1 ) فوجدتها مطابقة للنسخة الأولى ،
و عليه فالسند ضعيف مع إعضاله ثم رأيته كذلك في المطبوعة ( 2 / 59 )
فائدة : المذابح : هي المحاريب كما في " لسان العرب " و غيره ، و كما جاء مفسرا
في حديث ابن عمر مرفوعا بلفظ : اتقوا هذه المذابح يعني المحاريب .
رواه البيهقي ( 2 / 439 ) و غيره بسند حسن ، و قال السيوطي في " رسالته " ( ص
21 ) حديث ثابت و استدل به على النهي عن اتخاذ المحاريب في المساجد ، و فيه نظر
بينته في " الثمر المستطاب في فقه السنة و الكتاب " ، خلاصته أن المراد به صدور
المجالس ، كما جزم به المناوي في " الفيض " ، نعم جزم السيوطي في الرسالة
السابقة ، أن المحراب في المسجد بدعة . و تبعه الشيخ علي القاري في " مرقاة
المفاتيح " ( 1 / 473 ) و غيره ، فهذا أعني كونه بدعة يغني عن هذا الحديث
المعضل ، و إن كان صريحا في النهي عنه ، فإننا لا نجيز لأنفسنا الاحتجاج بما لم
يثبت عنه صلى الله عليه و آله وسلم ، و قد روى البزار ( 1 / 210 / 416 ـ كشف
الأستار ) عن ابن مسعود أنه كره الصلاة في المحراب و قال : إنما كانت للكنائس ،
فلا تشبهوا بأهل الكتاب يعني أنه كره الصلاة في الطاق .
قال الهيثمي ( 2 / 51 ) : و رجاله موثقون .
قلت : و فيما قاله نظر فقد أشار البزار إلى أنه تفرد به أبو حمزة عن إبراهيم و
اسم أبي حمزة ميمون القصاب و هو ضعيف اتفاقا و لم يوثقه أحد فإعلاله به أولى من
إعلاله بشيخ البزار محمد بن مرداس بدعوى أنه مجهول ، فقد روى عنه جمع من الحفاظ
منهم البخاري في " جزء القراءة " و قال ابن حبان في ثقاته ( 9 / 107 ) : مستقيم
الحديث لكن يقويه ما رواه ابن أبي شيبة بسند صحيح عن إبراهيم قال : قال عبد
الله :
اتقوا هذه المحاريب . و كان إبراهيم لا يقوم فيها .
قلت : فهذا صحيح عن ابن مسعود ، فإن إبراهيم و هو ابن يزيد النخعي و إن كان لم
يسمع من ابن مسعود ، فهو عنه مرسل في الظاهر ، إلا أنه قد صحح جماعة من الأئمة
مراسيله ، و خص البيهقي ذلك بما أرسله عن ابن مسعود .
قلت : و هذا التخصيص هو الصواب لما روى الأعمش
قال : قلت : لإبراهيم : أسند لي عن ابن مسعود ، فقال إبراهيم :
إذا حدثتكم عن رجل عن عبد الله ، فهو الذي سمعت ، و إذا قلت : قال عبد الله ،
فهو عن غير واحد عن عبد الله .
علقه الحافظ هكذا في " التهذيب " ، و وصله الطحاوي ( 1 / 133 ) ، و ابن سعد في
" الطبقات " ( 6 / 272 ) ، و أبو زرعة في " تاريخ دمشق " ( 121 / 2 ) بسند صحيح
عنه .
قلت : و هذا الأثر قد قال فيه إبراهيم : " قال عبد الله " ، فقد تلقاه عنه من
طريق جماعة ، و هم من أصحاب ابن مسعود ، فالنفس تطمئن لحديثهم لأنهم جماعة ،
و إن كانوا غير معروفين لغلبة الصدق على التابعين ، و خاصة أصحاب ابن مسعود رضي
الله عنه ، ثم روى ابن أبي شيبة عن سالم بن أبي الجعد قال :
" لا تتخذوا المذابح في المساجد " .
و إسناده صحيح ، ثم روى بسند صحيح عن موسى بن عبيدة قال : رأيت مسجد أبي ذر ،
فلم أر فيه طاقا ، و روى آثارا كثيرة عن السلف في كراهة المحراب في المسجد ،
و في ما نقلناه عنه كفاية .
و أما جزم الشيخ الكوثري في كلمته التي صدر بها رسالة السيوطي السالفة ( ص 17 )
: أن المحراب كان موجودا في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم ، فهو مع مخالفته
لهذه الآثار التي يقطع من وقف عليها ببدعية المحراب ، فلا جرم جزم بذلك جماعة
من النقاد ، كما سبق ، فإنما عمدته في ذلك حديث لا يصح ، و لا بد من الكلام
عليه دفعا لتلبيسات الكوثري ، و هو من حديث وائل بن حجر ، و هو قوله :

(2/25)


449 - " حضرت رسول الله صلى الله عليه وسلم حين نهض إلى المسجد ، فدخل المحراب يعني
موضع المحراب ، ثم رفع يديه بالتكبير ، ثم وضع يمينه على يسراه على صدره " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 643 ) :
ضعيف .
أخرجه البيهقي ( 2 / 30 ) عن محمد بن حجر الحضرمي حدثنا سعيد بن عبد الجبار ابن
وائل عن أبيه عن أمه عن وائل .
و من هذا الوجه رواه البزار و الزيادة له و الطبراني في " الكبير " كما في "
المجمع " ( 1 / 232 ، 2 / 134 - 135 ) و قال :
و فيه سعيد بن عبد الجبار ، قال النسائي : ليس بالقوي ، و ذكره ابن حبان في
" الثقات " ، و محمد بن حجر ضعيف و قال في الموضع الآخر :
و فيه محمد بن حجر ، قال البخاري : فيه بعض النظر ، و قال الذهبي : له مناكير
.قلت : و به أعله ابن التركماني في " الجوهر النقي " و زاد :
و أم عبد الجبار ، هي : أم يحيى ، لم أعرف حالها ، و لا اسمها ، فتبين من كلام
هؤلاء العلماء أن هذا الإسناد فيه ثلاث علل :
1 - محمد بن حجر .
2 - سعيد بن عبد الجبار .
3 - أم عبد الجبار .
فمن تلبيسات الكوثري : أنه سكت عن العلتين الأوليين ، موهما للقاريء أنه ليس
فيه ما يخدش إلا العلة الثالثة ، و مع ذلك فإنه أخذ يحاول دفعها بقوله :
و ليس عدم ذكر أم عبد الجبار بضائره ، لأنها لا تشذ عن جمهرة الراويات اللاتي
قال عنهن الذهبي : و ما علمت في النساء من اتهمت و لا من تركوها .
قلت : و ليس معنى كلام الذهبي هذا ، إلا أن حديث هؤلاء النسوة ضعيف ، و لكنه
ضعف غير شديد ، فمحاولة الكوثري فاشلة ، لا سيما بعد أن كشفنا عن العلتين
الأوليين .
و لذلك المقدم الآخر لرسالة السيوطي ، و المعلق عليها و هو الشيخ عبد الله محمد
الصديق الغماري كان منصفا في نقده لهذا الحديث و إن كان متفقا مع الكوثري في
استحسان المحاريب ، فقد أفصح عن ضعف الحديث فقال ( ص 20 ) و كأنه يرد على
الكوثري ، و قد اطلع قطعا على كلامه :
و الحق أن الحديث ضعيف بسبب جهالة أم عبد الجبار ، و لأن محمد بن حجر بن
عبد الجبار له مناكير كما قال الذهبي ، و على فرض ثبوته يجب تأويله بحمل
المحراب فيه على المصلي بفتح اللام للقطع بأنه لم يكن للمسجد النبوي محراب إذ
ذاك كما جزم به المؤلف يعني السيوطي و الحافظ و السيد السمهودي .
قلت : و ما ذهب إليه من التأويل هو المراد من الحديث قطعا لو ثبت بدليل زيادة
البزار يعني موضع المحراب ، فإنه نص على أن المحراب لم يكن في عهده صلى الله
عليه وسلم و لذلك تأوله الراوي بموضع المحراب ، و من ذلك يتبين للقاريء المنصف
سقوط تشبث الكوثري بالحديث سندا و معنى ، فلا يفيده الشاهد الذي ذكره من رواية
عبد المهيمن بن عباس عند الطبراني من حديث سهل بن سعد رضي الله عنه و فيه ....
" فلما بنى له محراب تقدم إليه ... " .
ذلك لأن هذا اللفظ " بنى له محراب " منكر تفرد به عبد المهيمن هذا ، و قد ضعفه
غير واحد ، كما زعم الكوثري ، و حاله في الحقيقة شر من ذلك ، فقد قال فيه
البخاري : منكر الحديث ، و قال النسائي : ليس بثقة .
فهو شديد الضعف ، لا يستشهد به كما تقرر في مصطلح الحديث ، هذا لو كان لفظ
حديثه موافقا للفظ حديث وائل ، فكيف و هما مختلفان كما بينا ؟ !
و أما استحسان الكوثرى و غيره المحاريب ، بحجة أن فيها مصلحة محققة ، و هي
الدلالة على القبلة ، فهي حجة واهية من وجوه :
أولا : أن أكثر المساجد فيها المنابر ، فهي تقوم بهذه المصلحه قطعا ، فلا حاجة
حينئذ للمحاريب ، و ينبغي أن يكون ذلك متفقا بين المختلفين في هذه المسألة لو
أنصفوا ، و لم يحاولوا ابتكار الأعذار إبقاء لما عليه الجماهير و إرضاء لهم .
ثانيا : أن ما شرع للحاجة و المصلحة ، ينبغي أن يوقف عندما تقتضيه المصلحة ،
و لا يزاد على ذلك ، فإذا كان الغرض من المحراب في المسجد ، هو الدلالة على
القبلة ، فذلك يحصل بمحراب صغير يحفر فيه ، بينما نرى المحاريب في أكثر المساجد
ضخمة واسعة يغرق الإمام فيها ، زد على ذلك أنها صارت موضعا للزينة و النقوش
التي تلهى المصلين و تصرفهم عن الخشوع في الصلاة و جمع الفكر فيها ، و ذلك منهي
عنه قطعا .
ثالثا : أنه إذا ثبت أن المحاريب من عادة النصارى في كنائسهم ، فينبغي حينئذ
صرف النظر عن المحراب بالكلية ، و استبداله بشيء آخر يتفق عليه ، مثل وضع عمود
عند موقف الإمام ، فإن له أصلا في السنة ، فقد أخرج الطبراني في " الكبير "
( 1 / 89 / 2 ) و " الأوسط " ( 2 / 284 / 9296 ) من طريقين عن عبد الله بن موسى
التيمي ، عن أسامة بن زيد ، عن معاذ بن عبد الله بن خبيب ، عن جابر بن أسامة
الجهني قال :
" لقيت النبي صلى الله عليه وسلم في أصحابه في السوق ، فسألت أصحاب رسول الله
أين يريد ؟ قالوا : يخط لقومك مسجدا ، فرجعت فإذا قوم قيام ، فقلت : ما لكم ؟
قالوا : خط لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم مسجدا ، و غرز في القبلة خشبة
أقامها فيها .
قلت : و هذا إسناد حسن أو قريب من الحسن رجاله كلهم ثقات معروفون من رجال "
التهذيب " ، لكن التيمي مختلف فيه و قد تحرف اسم أحدهم على الهيثمي فقال في "
المجمع " ( 2 / 15 ) : رواه الطبراني في الأوسط و الكبير ، و فيه معاوية بن عبد
الله بن حبيب ، و لم أجد من ترجمه .
و إنما هو : معاذ لا معاوية و ابن خبيب بضم المعجمة ، لا حبيب بفتح المهملة ،
و على الصواب أورده الحافظ في " الإصابة " ( 1 / 220 ) من رواية البخاري في "
تاريخه " ، و ابن أبي عاصم ، و الطبراني ، و قد خفيت هذه الحقيقة على المعلق
على رسالة السيوطي ، و هو الشيخ عبد الله الغماري ، فنقل كلام الهيثمي في إعلال
الحديث بمعاوية بن عبد الله و أقره ،و جملة القول : أن المحراب في المسجد بدعة
، و لا مبرر لجعله من المصالح المرسلة ، ما دام أن غيره مما شرعه رسول الله صلى
الله عليه وسلم يقوم مقامه مع البساطة ، و قلة الكلفة ، و البعد عن الزخرفة .

(2/26)


450 - " لو اعتقد أحدكم بحجر لنفعه " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 647 ) :
موضوع .
كما قال ابن تيمية ، و غيره : قال الشيخ على القاري في " موضوعاته " ( ص 66 ) :
و قال ابن القيم : هو من كلام عباد الأصنام الذين يحسنون ظنهم بالأحجار .
و قال ابن حجر العسقلاني : لا أصل له ، و نحوه : من بلغه شيء عن الله فيه فضيلة
..." .
قلت : يعني الحديث الآتى بعد :

(2/27)


451 - " من بلغه عن الله شيء فيه فضيلة فأخذ به إيمانا به و رجاء ثوابه أعطاه الله
ذلك و إن لم يكن كذلك " .

قال الألبانى فى سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 647 ) :
موضوع .
أخرجه الحسن بن عرفة في " جزئه " ( 100 / 1 ) و ابن الأبار في " معجمه " ( ص
281 ) و أبو محمد الخلال في " فضل رجب " ( 15 / 1 - 2 ) ، و الخطيب ( 8 / 296 )
، و محمد بن طولون ( 880 - 953 ) في " الأربعين " ( 15 / 2 ) عن فرات بن سلمان
، و عيسى بن كثير ، كلاهما عن أبي رجاء ، عن يحيى بن أبي كثير ، عن أبي سلمة بن
عبد الرحمن ، عن جابر بن عبد الله الأنصاري مرفوعا .
و من هذه الطريق ذكره ابن الجوزي في " الموضوعات " ( 1 / 258 ) و قال :
" لا يصح ، أبو رجاء كذاب " .
و أقره السيوطي في " اللآليء " ( 2 / 214 ) ، و أنا لم أعرف أبا رجاء هذا ، ثم
وجدت الحافظ السخاوي صرح في " المقاصد " ( ص 191 ) بأنه لا يعرف . و كذا قال فى
" القول البديع " ( ص 197 ) .
و أما قول المؤرخ ابن طولون :
" هذا حديث جيد الإسناد ، و أبو رجاء هو فيما أعلم محرز بن عبد الله الجزري
مولى هشام ، و هو ثقة ، و للحديث طرق و شواهد ذكرتها في كتابي " التوشيح لبيان
صلاة التسبيح " . فهو بعيد جدا عن قواعد هذا العلم .
فإن محرزا هذا إن سلم أنه أبو رجاء ، فهو يدلس ، كما قال الحافظ في " التقريب "
و قد عنعن ، فأنى لإسناده الجودة ؟ على أنني أستبعد أن يكون أبو رجاء هو محرز
هذا ، لأسباب : منها أنهم ذكروا في ترجمته أن من شيوخه ، فرات بن سلمان ، و
الواقع في هذا الإسناد خلافه ، أعنى أن فرات بن سلمان هو راوى الحديث عنه ، إلا
أن يقال : إنه من رواية الأكابر عن الأصاغر ، و فيه بعد .
و الله أعلم .
و يؤيد أنه ليس به ، أنني رأيت على هامش " جزء ابن عرفة " : " العطاردي " إشارة
إلى أن هذا نسبه ، و لكن لم يوضع بجانبها حرف " صح " إشارة إلى أن هذه النسبة
هي من أصل الكتاب سقطت من قلم الناسخ ، فاستدركها على الهامش كما هي عادتهم ،
فإذا لم يشر إلى أنها من الأصل ، فيحتمل أن تكون وضعت عليه تبيينا و توضيحا ،
لا على أنها من الأصل ، و لعلنا نعثر على نسخة أخرى لهذا الجزء فنتبين حقيقة
هذه الكلمة . و الله أعلم .
ثم رأيت الحديث قد أخرجه الحافظ القاسم ابن الحافظ ابن عساكر فى " الأربعين "
للسلفي ( 11 / 1 ) من الطريقين عن أبى رجاء به و قال :
" و هذا الحديث أيضا فيه نظر ، و قد سمعت أبي رحمه الله يضعفه " .
ثم أورده ابن الجوزي من رواية الدارقطني بسنده عن ابن عمر ، و فيه إسماعيل بن
يحيى ، قال ابن الجوزي : " كذاب " ، و من رواية ابن حبان من طريق يزيع أبي
الخليل عن محمد بن واسع ، و ثابت بن أبان ( كذا الأصل ، و لعله ابن أسلم ، فإني
لا أعرف فى الرواة ثابت بن أبان ) عن أنس مرفوعا . و قال ابن الجوزى :
" بزيع متروك " .
قلت : قال الذهبي فى ترجمته :
" متهم ، قال ابن حبان : يأتي عن الثقات بأشياء موضوعة كأنه المتعمد لها " .
و قال في " الضعفاء " :
" متروك " .
و فى " اللسان " للحافظ ابن حجر :
" و قال الدارقطني : كل شيء يرويه باطل . و قال الحاكم : يروى عن الثقات أحاديث
موضوعة " .
قلت : و من طريقه أخرجه أبو يعلى ، و الطبراني في " الأوسط " بنحوه ، كما فى "
المجمع " ( 1 / 149 ) ، و سنذكره بعد هذا .
ثم إن السيوطي تعقب ابن الجوزي ، فساق لحديث أنس طريقا آخر فيه متهم أيضا ، كما
يأتي بيانه في الحديث الذي بعده ، و ذكر كذلك طريقا أخرى لحديث ابن عمر من
رواية الوليد بن مروان عنه ، و سكت عنه ، و الوليد هذا مجهول ، كما قال ابن أبى
حاتم ( 4 / 2 / 18 ) عن أبيه ، و كذا قال الذهبي ، و العسقلاني . ثم إن فيه
انقطاعا ، فإن الوليد هذا روى عن غيلان بن جرير ، و غيلان لم يرو عن غير أنس من
الصحابة ، فهو من صغار التابعين ، فالوليد على هذا من أتباعهم لم يدرك الصحابة
، فثبت انقطاع الحديث .
و من عجائب السيوطي أنه ساق بعد هذا قصة عن حمزة بن عبد المجيد .
خلاصتها : أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم في المنام فسأله عن هذا الحديث ،
فقال : " إنه لمني و أنا قلته " .
و من المقرر عند العلماء أن الرؤيا لا يثبت بها حكم شرعي ، فبالأولى أن لا يثبت
بها حديث نبوي ، و الحديث هو أصل الأحكام بعد القرآن .
و بالجملة ، فجميع طرق هذا الحديث لا تقوم بها حجة ، و بعضها أشد ضعفا من بعض ،
و أمثلها - كما قال الحافظ ابن ناصر الدين في " الترجيح " - طريق أبي رجاء ،
و قد عرفت وهاءها ، و لقد أصاب ابن الجوزي في إيراده إياه في " الأحاديث
الموضوعة " ، و تابعه على ذلك الحافظ ابن حجر ، فقال ، كما سبق في الحديث الذي
قبله : " لا أصل له " .
و كفى به حجة فى هذا الباب ، و وافقه الشوكاني أيضا كما سيأتي في الحديث الذي
بعده .
و من آثار هذا الحديث السيئة أنه يوحي بالعمل بأي حديث طمعا في ثوابه ، سواء
كان الحديث عند أهل العلم صحيحا ، أو ضعيفا ، أو موضوعا ، و كان من نتيجة ذلك
أن تساهل جمهور المسلمين ، علماء ، و خطباء ، و مدرسين ، و غيرهم ، فى رواية
الأحاديث ، و العمل بها ، و في هذا مخالفة صريحة للأحاديث الصحيحة في التحذير
من التحديث عنه صلى الله عليه وسلم إلا بعد التثبت من صحته عنه صلى الله عليه
وسلم كما بيناه في المقدمة .
ثم إن هذا الحديث و ما في معناه كأنه عمدة من يقول بجواز العمل بالحديث الضعيف
في فضائل الأعمال ، و مع أننا نرى خلاف ذلك ، و أنه لا يجوز العمل بالحديث إلا
بعد ثبوته ، كما هو مذهب المحققين من العلماء ، كابن حزم ، و ابن العربي
المالكي ، و غيرهم - فان القائلين بالجواز قيدوه بشروط :
منها أن يعتقد العامل به كون الحديث ضعيفا .
و منها : أن لا يشهر ذلك ، لئلا يعمل المرء بحديث ضعيف ، فيشرع ما ليس بشرع ،
أو يراه بعض الجهال فيظن أنه سنة صحيحة . كما نص على ذلك الحافظ ابن حجر في "
تبيين العجب بما ورد فى فضل رجب " ( ص 3 - 4 ) قال :
" و قد صرح بمعنى ذلك الأستاذ ابن عبد السلام و غيره ، و ليحذر المر من دخوله
تحت قوله صلى الله عليه وسلم : " من حدث عني بحديث يرى أنه كذب فهو أحد
الكذابين " ، فكيف بمن عمل به ، و لا فرق في العمل بالحديث في الأحكام ، أو في
الفضائل ، إذ الكل شرع .
قلت : و لا يخفى أن العمل بهذه الشروط ينافي هذا الحديث الموضوع ، فالقائلون
بها ، كأنهم يقولون بوضعه . و هذا هو المطلوب - فتأمل .
ثم رأيت رسالة ابن ناصر الدين في صلاة التسابيح التي نقلت عنها تجويده لإسناد
هذا الحديث قد طبعت بتعليق المدعو محمود بن سعيد المصري ، و قد شغب فيها علينا
ما شاء له الشغب - كما هي عادته - و تأول كلام العلماء بما يتفق مع جدله
بالباطل ، و مكابرته الظاهرة لكل قاريء ، و لا مجال الآن للرد عليه مفصلا
، فحسبي أن أسوق مثالا واحدا على ما نقول :
لقد تظاهر بالانتصار للتجويد المشار إليه ، فرد إعلالي للحديث بتدليس محرز ، إن
سلم بأنه هو أبو رجاء ، فزعم ( ص 32 و 33 ) بأن محرزا إنما يدلس عن مكحولا فقط
، و بذلك تأول ما نقله عن ابن حبان أنه قال :
كان يدلس عن مكحول ، يعتبر بحديثه ما بين السماع فيه عن مكحول و غيره .
فتعامى عن قوله : و غيره ، الصريح في أنه إذا لم يصرح بالسماع عن مكحول و عن
غيره ، فلا يعتبر بحديثه ، كما تعامى عن قول الحافظ المتقدم : " كان يدلس "
، فإنه مطلق يشمل تدليسه عن مكحول و غيره .
و إنما قلت : تظاهر .... لأنه بعد تلك الجعجعة رجع إلى القول بضعف الحديث فقد
تشكك ( ص 36 ) أولا في كون أبي رجاء هو محرز بن عبد الله المدلس
و ثانيا خالف ابن ناصر الدين بقوله :
و لكن الحديث فيه نكارة شديدة توجب ضعفه ، فإنه يؤدي للعمل بكل ما يسمع ،
و لو كان موضوعا أو واهيا ، ما دام في الفضائل .
قلت : فقد رجع من نقده إياي بخفي حنين بعد أن سرق ما جاء في استدراكه الأخير من
قولي المتقدم قريبا :
" و من آثار هذا الحديث السيئة أنه يوحي بالعمل بأي حديث طمعا في ثوابه ...
" إلخ .
أفلا يدل هذا على بالغ حقده و حسده و مكابرته ؟ بلى ، هناك ما هو أعظم في
الدلالة ، فانظر مقدمتي لكتابي " آداب الزفاف " طبع المكتبة الإسلامية في عمان
، تر العجب العجاب .
و الخلاصة : أن العلماء اتفقوا على رد هذا الحديث ما بين قائل بوضعه أو ضعفه ،
و هم : ابن الجوزي ، و ابن عساكر ، و ولداه ، و ابن حجر ، و السخاوي ،
و السيوطي ، و الشوكاني ، ( و هم القوم لا يشقى جليسهم ) .
و أما الطريق الأخرى التي سبقت الإشارة إليها من حديث أنس ، فهي :

(2/28)


452 - " من بلغه عن الله فضل فأخذ بذلك الفضل الذي بلغه ، أعطاه الله ما بلغه و إن
كان الذي حدثه كاذبا " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 653 ) :
موضوع .
أخرجه البغوي في " حديث كامل بن طلحة " ( 4 / 1 ) ، و ابن عبد البر في " جامع
بيان العلم " ( 1 / 22 ) ، و أبو إسماعيل السمرقندي في " ما قرب سنده " ( 2 / 1
) ، و ابن عساكر في " التجريد " ( 4 / 2 / 1 ) من مخطوطة الظاهرية مجموع ( 10 /
12 ) من طريق عباد بن عبد الصمد عن أنس مرفوعا .
قلت : و عباد متهم ، قال الذهبي :
وهاه ابن حبان و قال : حدث عن أنس بنسخة كلها موضوعة .
ثم ذكر له الذهبي طرفا من حديث ثم قال : فذكر حديثا طويلا يشبه وضع القصاص ، ثم
ذكر له آخر ثم قال : فهذا إفك بين .
قلت : و مع أن ابن عبد البر قد ذكر الحديث بإسناده و ذلك يبرئ عهدته منه ، فقد
اعتذر عن ذكره بقوله :
أهل العلم بجماعتهم يتساهلون في الفضائل فيروونها عن كل ، و إنما يتشددون في
أحاديث الأحكام ، و قد تعقبه المحقق الشوكاني فأجاد ، فقال في " الفوائد
المجموعة " ( ص 100 ) :
و أقول : إن الأحكام الشرعية متساوية الأقدام لا فرق بينها ، فلا يحل إذاعة
الأصل : إضاعة شيء منها إلا بما يقوم به الحجة ، و إلا كان من التقول على الله
بما لم يقل ، و فيه من العقوبة ما هو معروف ، و القلب يشهد بوضع ما ورد في هذا
المعنى و بطلانه ، و قد روي الحديث بلفظ آخر ، و هو :

(2/29)


453 - " من بلغه عن الله فضيلة فلم يصدق بها لم ينلها " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 654 ) :
موضوع .
رواه أبو يعلى في " مسنده " ( 6 / 163 ) و ابن عدي في " الكامل " ( ق 40 / 2 )
عن بزيع أبي الخليل الخصاف عن ثابت عن أنس مرفوعا ، و قال : لا أعلم رواه
غير بزيع أبي الخليل .
قلت : و هو متهم بالوضع كما تقدم قبل حديث ، و ذكره الهيثمي في " المجمع " ( 1
/ 149 ) من حديث أنس و قال :
رواه أبو يعلى ، و الطبراني في " الأوسط " ، و فيه بزيع أبو الخليل و هو ضعيف
.قلت : بل هو متهم ، كما قال الذهبي ، و تقدمت عبارة ابن حبان و غيره في ذلك
قبل حديث .

(2/30)


454 - " إذا صليتم فقولوا : سبحان الله ثلاثا و ثلاثين ، و الحمد لله ثلاثا و ثلاثين
، و الله أكبر ثلاثا و ثلاثين ، و لا إله إلا الله عشرا ، فإنكم تدركون بذلك من
سبقكم ، و تسبقون من بعدكم " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 654 ) :
ضعيف بهذا السياق .
أخرجه النسائي ( 1 / 199 ) و الترمذي ( 2 / 264 - 265 ) من طريق عتاب بن بشير
عن خصيف عن مجاهد ، و عكرمة عن ابن عباس قال :
جاء الفقراء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا : يا رسول الله إن
الأغنياء يصلون كما نصلي ، و يصومون كما نصوم ، و لهم أموال يتصدقون و ينفقون ،
فقال النبي صلى الله عليه وسلم ... " فذكره . و قال الترمذي :
حديث حسن غريب .
قلت : إسناده ضعيف ، خصيف ، و هو ابن عبد الرحمن الجزري ، صدوق ، سيء الحفظ ،
خلط بأخرة ، و عتاب : صدوق ، يخطيء .
و قوله : و " لا إله إلا الله عشرا " منكر مخالف لحديث أبي هريرة في هذه القصة
، و فيه : لا إله إلا الله وحده لا شريك له .... مرة واحدة ، و إسناده صحيح ،
كما كنت بينته في " الأحاديث الصحيحة " رقم ( 100 ) .

(2/31)


455 - " الرجل الصالح يأتي بالخبر الصالح ، و الرجل السوء يأتي بالخبر السوء " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 655 ) :
موضوع .
أخرجه أبو نعيم في " الحلية " ( 3 / 95 ) ، و ابن عساكر ( 13 / 185 / 2 ) من
طريق محمد بن القاسم الطايكاني قال : حدثنا عمر في " الحلية " عمرو
و هو خطأ ، ابن هارون عن داود بن أبي هند عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة
مرفوعا ، و قال :
غريب لم نكتبه إلا من حديث محمد بن القاسم .
قلت : و هو وضاع ، و شيخه عمر بن هارون كذاب و خفي هذا على السيوطي ، فأورد
الحديث في " الجامع الصغير " برواية أبي نعيم و ابن عساكر عن أبي هريرة ،
و لم يتكلم شارحه على إسناده بشيء ، غير أنه قال :
و رواه عنه الديلمي ثم وجدت له طريقا أخرى ، رواه أبو بكر الأزدي في " حديثه "
( 5 / 1 ) عن يحيى بن عبدويه ، حدثني أبو محمد بن سعيد بن المسيب - و أحسب اسمه
عبد الملك - عن أبيه عن جده عن أبي هريرة به .
قلت : و هذا سند ضعيف جدا ، علته ابن عبدويه ، رماه ابن معين بالكذب ، و أما
أحمد فأثنى عليه و أبو محمد بن سعيد بن المسيب لم أعرفه ، و لسعيد ابن يدعى
محمد ، فلعله هذا انقلب اسمه على ابن عبدويه فجعله كنيته ، و حسب أن اسمه
عبد الملك ، ثم زاد في السند " عن جده " فجعله من سند المسيب عن أبي هريرة ،
و المسيب صحابي ، و لا نعرف له رواية عن أبي هريرة و له شاهد لا يساوي فلسا ،
أخرجه أبو الشيخ في " الأمثال " ( 66 ) من طريق داود ابن المحبر : حدثنا عنبسة
ابن عبد الرحمن القرشي عن عبد عبد الله بن ربيعة عن أنس مرفوعا .
قلت : و عنبسة و داود وضاعان .

(2/32)


456 - " إن فاطمة حصنت فرجها فحرم الله ذريتها على النار " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 656 ) :

ضعيف جدا .
أخرجه الطبراني ( 1 / 257 / 1 ) و العقيلي في " الضعفاء " ( ص 286 ) و ابن عدي
في " الكامل " ( ق 249 / 1 ) و ابن شاهين في " فضائل فاطمة " ( ورقة 3 وجه 1 )
و تمام في " الفوائد " ( 61 / 2 ) و ابن منده في " المعرفة " ( 2 / 293 / 1 )
و ابن عساكر ( 5 / 23 / 1 ، 17 / 386 / 1 ) عن معاوية بن هشام ، حدثنا عمر ابن
غياث الحضرمي عن عاصم بن أبي النجود عن زر بن حبيش عن عبد الله بن مسعود
مرفوعا ، ثم رواه ابن شاهين ، و كذا أبو القاسم المهراني في " الفوائد المنتخبة
" ( 2 / 11 / 2 ) من طريق حفص بن عمر الأبلي ، حدثنا عبد الملك بن الوليد بن
معدان ، و سلام بن سليم القاري عن عاصم به ، و ابن شاهين أيضا من طريق محمد بن
عبيد بن عتبة ، حدثنا محمد بن إسحاق البلخي حدثنا تليد عن عاصم به .
قلت : فهذه طرق ثلاث عن عاصم ، و هي ضعيفة جدا ، و بعضها أشد ضعفا من بعض .
ففي الطريق الأولى عمر بن غياث ، قال العقيلي :
قال البخاري : في حديثه نظر ، قال العقيلي : و الحديث هو هذا ، و قال البخاري
في " التاريخ الصغير " ( ص 214 ) .
و لم يذكر سماعا من عاصم ، معضل الحديث ، و اتهمه ابن حبان فقال : يروي عن عاصم
ما ليس من حديثه ، و قال ابن أبي حاتم في " الجرح و التعديل " ( 3 / 1 / 128 )
عن أبيه : هو منكر الحديث ، و الراوي عنه معاوية بن هشام فيه ضعف ، لكن الحمل
فيه على شيخه عمر ، و من هذه الطرق برواية ابن عدي أورده ابن الجوزي في "
الموضوعات " و قال : مداره على عمرو بن غياث و يقال فيه عمر ، و قد ضعفه
الدارقطني ، و قال ابن حبان : عمرو يروي عن عاصم ما ليس من حديثه ، و لعله سمعه
في اختلاط عاصم ، ثم إن ثبت الحديث فهو محمول على أولادها فقط ، و بذلك فسره
محمد بن علي بن موسى الرضى فقال : هو خاص بالحسن و الحسين .
قلت : و من هذا الوجه أخرجه الحاكم ( 3 / 152 ) و أبو نعيم ( 4 / 188 ) و قال :
هذا حديث غريب تفرد به معاوية ، و أما الحاكم فقال : صحيح الإسناد ، و رده
الذهبي بقوله :
قلت : بل ضعيف ، تفرد به معاوية ، و قد ضعف عن ابن غياث ، و هو واه بمرة .
قلت : و رواه العقيلي أيضا من طريق آخر عن معاوية بن هشام به ، إلا أنه أوقفه
على ابن مسعود ، و قال العقيلي : و الموقوف أولى .
قلت : و لا يصح لا موقوفا و لا مرفوعا .
و أما الطريق الثاني ، ففيه حفص بن عمر الأبلي و هو كذاب .
و أما الطريق الثالث ، ففيه تليد ، قال ابن معين : كذاب يشتم عثمان ، و قال أبو
داود : رافضي يشتم أبا بكر و عمر ، و في لفظ " خبيث " ، فتبين أن هذه الطرق
واهية لا تزيد الحديث إلا وهنا ، و قد روى أبو نعيم في " أخبار أصبهان " ( 2 /
206 - 207 ) بسند فيه نظر عن ابن الرضا أنه سئل عن هذا الحديث فقال : خاص للحسن
و الحسين ، و ذكره العقيلي من قول أبي كريب أحد رواته عن ابن هشام ، و زاد :
و لمن أطاع الله منهم ، و هذا تأويل جيد لو صح الحديث ، و قد ذكر له السيوطي
شاهدا من حديث ابن عباس ، و هو عندي شاهد قاصر ، لأنه أخص منه ، على أن إسناده
ضعيف ، و هو :

(2/33)


457 - " إن الله غير معذبك ( يعني فاطمة رضي الله عنها ) و لا ولدها " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 659 ) :
ضعيف .
أخرجه الطبراني ( 3 / 131 / 2 ) حدثنا أحمد بن بهرام الإيذجي ، أخبرنا محمد بن
مرزوق ، حدثنا إسماعيل بن موسى بن عثمان الأنصاري ، سمعت صيفي بن ربعي يحدث عن
عبد الرحمن بن الغسيل عن عكرمة عن ابن عباس مرفوعا .
و قد أورده السيوطي في " اللآليء " ( 1 / 402 ) شاهدا للحديث الذي قبله و سكت
عنه ، و قال الهيثمي في " المجمع " ( 9 / 202 ) : رواه الطبراني و رجاله ثقات
و أقره ابن عراق في " تنزيه الشريعة " ( 1 / 417 ) .
قلت : و فيه نظر من وجوه :
الأول : أن إسماعيل هذا لم يوثقه غير ابن حبان ، و قد ذكرنا مرارا أن توثيقه
إذا تفرد غير موثوق ، و لا سيما إذا خالفه غيره كما هنا ، فقد قال ابن أبي حاتم
( 1 / 1 / 196 ) عن أبيه : إنه مجهول .
الثاني : أن محمد بن مرزوق و إن خرج له مسلم ففيه لين كما قال ابن عدي .
الثالث : أن الإيذجي هذا أورده السمعاني في " الأنساب " فقال : روى عن محمد بن
مرزوق ، روى عنه الطبراني ، و سمع منه بإيذج ، و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا
و الله أعلم ، ثم شككت في كون ابن عثمان الأنصاري هو الذي وثقه ابن حبان ، لأنه
ذكره في ( أتباع التابعين ) ( 6 / 43 ) ، و هذا كما ترى دونه بحيث أدركه محمد
بن مرزوق شيخ مسلم ، ثم هو لم يجاوز في نسبه أباه موسى الأنصاري ،
فالله أعلم .

(2/34)


458 - " دية ذمي دية مسلم " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 660 ) :

منكر .
أخرجه الطبراني في " الأوسط " ( 1 / 45 ـ 46 / 780 ) و الدارقطني في " سننه " (
ص 343 ، 349 ) و البيهقي ( 8 / 102 ) من طريق أبي كرز القرشي عن نافع عن ابن
عمر مرفوعا ، و ضعفه الدارقطني بقوله : لم يرفعه عن نافع غير أبي كرز و هو
متروك ، و اسمه عبد الله بن عبد الملك الفهري ، و ذكر الذهبي في ترجمته من
" الميزان " أن هذا الحديث من أنكر ما له ، ثم رواه الدارقطني من حديث أسامة بن
زيد ، و أعله بأن فيه عثمان بن عبد الرحمن الوقاصي متروك الحديث .
قلت : بل هو متهم ، و قد تقدم له غير ما حديث ، ثم رواه البيهقي من حديث ابن
عباس ، و أعله بأن فيه الحسن بن عمارة قال : و هو متروك لا يحتج به .
و من طريق أخرى عنه ، و فيه أبو سعد البقال ، قال البيهقي :
لا يحتج به ، و قال الزيلعي ( 4 / 336 ) : فيه لين .
و رواه الرافقي في حديثه ( 19 / 2 ) عن أبي هريرة ، و فيه بركة بن محمد
الأنصاري و هو الحلبي و ليس فيه بركة ، قال الدارقطني : كان يضع الحديث .
ثم رواه البيهقي من حديث الزهري مرسلا ، و قال : رده الشافعي بكونه مرسلا ،
و بأن الزهري قبيح المرسل .
قال الشوكاني ( 7 / 55 ) مبينا وجه ذلك : لأنه حافظ كبير لا يرسل إلا لعلة .
و رواه الإمام محمد في " كتاب الآثار " ( ص 104 ) قال : أخبرنا أبو حنيفة عن
الهيثم مرفوعا .
قلت : و هذا معضل ، فإن الهيثم هذا هو ابن حبيب الصيرفي الكوفي و هو من أتباع
التابعين ، روى عن عكرمة و عاصم بن ضمرة ، و أبي حنيفة .
و توضيحا لذلك أقول : و أبو حنيفة ضعفوا حديثه كما سبق بيانه عند الحديث
( 397 ) .
و توضيحا لذلك أقول : ذكرت هناك أن الإمام رحمه الله قد ضعفه من جهة حفظه :
البخاري ، و مسلم ، و النسائي ، و ابن عدي و غيرهم من أئمة الحديث ، فأذكر هنا
نصوص الأئمة المشار إليهم و غيرهم ممن صح ذلك عنهم ، ليكون القاريء على بينة من
الأمر ، و لا يظن أحد منهم أن فيما ذكرنا هناك ما يمكن أن يدعي مدع أنه اجتهاد
منا ، و إنما هو الاتباع لأهل العلم و المعرفة و الاختصاص ، و الله عز وجل
يقول : *( فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون )* ، و يقول : *( فاسأل به
خبيرا )* .
1 - قال الإمام البخاري في " التاريخ الكبير " ( 4 / 2 / 81 ) : سكتوا عنه .
2 - و قال الإمام مسلم في " الكنى و الأسماء " ( ق 31 / 1 ) : مضطرب الحديث ليس
له كبير حديث صحيح .
3 - و قال النسائي في آخر " كتاب الضعفاء و المتروكين " ( ص 57 ) : ليس بالقوي
في الحديث ، و هو كثير الغلط على قلة روايته .
4 - و قال ابن عدي في " الكامل " ( 403 / 2 ) : له أحاديث صالحة ، و عامة ما
يرويه غلط و تصاحيف و زيادات في أسانيدها و متونها ، و تصاحيف في الرجال ،
و عامة ما يرويه كذلك ، و لم يصح له في جميع ما يرويه ، إلا بضعة عشر حديثا ،
و قد روى من الحديث لعله أرجح من ثلاثمائة حديث ، من مشاهير و غرائب ، و كله
على هذه الصورة ، لأنه ليس هو من أهل الحديث ، و لا يحمل عمن يكون هذه صورته في
الحديث .
5 - قال ابن سعد في " الطبقات " ( 6 / 256 ) : كان ضعيفا في الحديث .
6 - و قال العقيلي في " الضعفاء " ( ص 432 ) : حدثنا عبد الله بن أحمد قال :
سمعت أبي يقول : حديث أبي حنيفة ضعيف .
7 - و قال ابن أبي حاتم في " الجرح و التعديل " ( 4 / 1 / 450 ) : حدثنا حجاج
ابن حمزة قال : أنبأنا عبدان بن عثمان قال : سمعت ابن المبارك يقول : كان
أبو حنيفة مسكينا في الحديث .
8 ـ و قال أبو حفص بن شاهين : و أبو حنيفة ، فقد كان في الفقه ما لا يدفع من
علمه فيه ، و لم يكن في الحديث بالمرضي ، لأنه للأسانيد نقادا ، فإذا لم يعرف
الإسناد ما يكتب و ما كذب نسب إلى الضعف .
كذا في فوائد ثبتت في آخر نسخة " تاريخ جرجان " ( ص 510 ـ 511 ) .
9 ـ قال ابن حبان : و كان رجلا جدلا ظاهر الورع لم الحديث صناعته حدث بمئة
و ثلاثين حديثا مسانيد ما له حديث في الدنيا غيرها أخطأ منها في مئة و عشرين
حديثا إما أن يكون أقلب إسناده أو غير متنه من حيث لا يعلم فلما غلب خطؤه على
صوابه استحق ترك الاحتجاج به في الأخبار .
10 - و قال الدارقطني في " سننه " و قد ساق عن أبي حنيفة عن موسى بن أبي عائشة
عن عبد الله بن شداد عن جابر مرفوعا : " من كان له إمام فقراءة الإمام له قراءة
" ، فقال الدارقطني عقبه ( ص 123 ) : لم يسنده عن موسى بن أبي عائشة غير أبي
حنيفة ، و الحسن بن عمارة ، و هما ضعيفان .
11 - و أورده الحاكم في " معرفة علوم الحديث " في جماعة من الرواة من أتباع
التابعين فمن بعدهم ، لم يحتج بحديثهم في الصحيح ، و ختم ذلك بقوله ( ص 256 ) :
فجميع من ذكرناهم ، قوم قد اشتهروا بالرواية ، و لم يعدوا في طبقة الأثبات
المتقنين الحفاظ .
12 - و ذكر الحافظ عبد الحق الأشبيلي في " الأحكام " ( ق 17 / 2 ) حديث خالد بن
علقمة عن عبد خير عن على في وضوئه صلى الله عليه وسلم : فمسح برأسه مرة ، و قال
عقبه : كذا رواه الحفاظ الثقات عن خالد ، و رواه أبو حنيفة عن خالد فقال :
و مسح رأسه ثلاثا ، و لا يحتج بأبي حنيفة لضعفه في الحديث .
13 - و أورده ابن الجوزي في كتابه " الضعفاء و المتروكين " ( 3 / 163 ) و نقل
تضعيف النسائي و غيره ممن تقدم ذكره و عن الثوري أنه قال : ليس بثقة و عن النضر
ابن شميل : متروك الحديث .
14 - قال الذهبي في " ديوان الضعفاء " ( ق 215 / 1 - 2 ) : النعمان الإمام
رحمه الله ، قال ابن عدي : عامة ما يرويه غلط و تصحيف و زيادات ، و له أحاديث
صالحة ، و قال النسائي : ليس بالقوي في الحديث كثير الغلط و الخطأ على قلة
روايته ، و قال ابن معين : لا يكتب حديثه .
و هذا النقل عن ابن معين معناه عنده أن أبا حنيفة من جملة الضعفاء ، و هو يبين
لنا أن توثيق ابن معين للإمام أبي حنيفة الذي ذكره الحافظ في " التهذيب " ليس
قولا واحدا له فيه ، و الحقيقة أن رأى ابن معين كان مضطربا في الإمام ، فهو
تارة يوثقه ، و تارة يضعفه كما في هذا النقل ، و تارة يقول فيما يرويه ابن محرز
عنه في " معرفة الرجال " ( 1 / 6 / 1 ) : كان أبو حنيفة لا بأس به ، و كان لا
يكذب ، و قال مرة أخرى : أبو حنيفة عندنا من أهل الصدق ، و لم يتهم بالكذب .
و مما لا شك فيه عندنا أن أبا حنيفة من أهل الصدق ، و لكن ذلك لا يكفي ليحتج
بحديثه حتى ينضم إليه الضبط و الحفظ ، و ذلك مما لم يثبت في حقه رحمه الله ، بل
ثبت فيه العكس بشهادة من ذكرنا من الأئمة ، و هم القوم لا يضل من أخذ بشهادتهم
و اتبع أقوالهم ، و لا يمس ذلك من قريب و لا من بعيد مقام أبي حنيفة رحمه الله
في دينه و ورعه و فقهه ، خلافا لظن بعض المتعصبين له من المتأخرين فكم من فقيه
و قاض و صالح تكلم فيهم أئمة الحديث من قبل حفظهم ، و سوء ضبطهم ، و مع ذلك لم
يعتبر ذلك طعنا في دينهم و عدالتهم ، كما لا يخفى ذلك على المشتغلين بتراجم
الرواة ، و ذلك مثل محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى القاضي و حماد بن أبي
سليمان الفقيه و شريك بن عبد الله القاضي و عباد بن كثير و غيرهم ، حتى قال
يحيى بن سعيد القطان : لم نر الصالحين في شيء أكذب منهم في الحديث ، رواه مسلم
في مقدمة صحيحه ( 1 / 13 ) و قال في تفسيره : يقول يجري الكذب على لسانهم ،
و لا يتعمدون الكذب ، و روى أيضا عن عبد الله بن المبارك قال : قلت لسفيان
الثوري : إن عباد بن كثير من تعرف حاله ( يعني في الصلاح و التقوى ) و إذا حدث
جاء بأمر عظيم ، فترى أن أقول للناس : لا تأخذوا عنه ؟ قال : سفيان : بلى ، قال
عبد الله : فكنت إذا كنت في مجلس ذكر فيه عباد أثنيت عليه في دينه ، و أقول :
لا تأخذوا عنه .
قلت : فهذا هو الحق و العدل و به قامت السماوات و الأرض ، فالصلاح و الفقه شيء
و حمل الحديث و حفظه و ضبطه شيء آخر ، و لكل رجاله و أهله ، فلا ضير على أبي
حنيفة رحمه الله أن لا يكون حافظا ضابطا ، ما دام أنه صدوق في نفسه ، أضف إلى
ذلك جلالة قدره في الفقه و الفهم ، فليتق الله بعض المتعصبين له ممن يطعن في
مثل الإمام الدارقطني لقوله في أبي حنيفة ضعيف في الحديث .
و يزعم أنه ما قال ذلك إلا تعصبا على أبي حنيفة ، و لم يدر البعض المشار إليه
أن مع الدارقطني أئمة الحديث الكبار مثل الشيخين و أحمد و غيرهم ممن سبق ذكرهم
أفكل هؤلاء متعصبون ضد أبي حنيفة ؟ ! تالله إن شخصا يقبل مثل هذه التهمة توجه
إلى مثل هؤلاء ، لأيسر عليه و أقرب إلى الحق أن يعكس ذلك فيقول : صدوق هؤلاء
فيما قالوه في الإمام أبي حنيفة ، و لا ضير عليه في ذلك ، فغايته أن لا يكون
محدثا ضابطا ، و حسبه ما أعطاه الله من العلم و الفهم الدقيق حتى قال الإمام
الشافعي : الناس عيال في الفقه على أبي حنيفة ، و لذلك ختم الحافظ الذهبي ترجمة
الإمام في " سير النبلاء " ( 5 / 288 / 1 ) بقوله و به نختم :
قلت : الإمامة في الفقه و دقائقه مسلمة إلى هذا الإمام ، و هذا أمر لا شك فيه
و ليس يصح في الأذهان شيء إذا احتاج النهار إلى دليل
ثم إن الحديث أورده ابن الجوزي في " الموضوعات " ( 3 / 127 ) من الطريق الأولى
، و قال : قال الدارقطني : باطل لا أصل له ، و أبو كرز عبد الله بن كرز متروك ،
و أقره السيوطي في " اللآليء " ( 2 / 189 ) و زاد عليه ، فذكر ما سبق نقله عن
الذهبي و أنه أخرجه الطبراني في " الأوسط " يعني من الطريق المذكور .
و هذا شيء غير معهود من السيوطي فإن عادته أن يتعقب ابن الجوزي في مثل هذا
الحديث ، الذي له ما سبق ذكره من الشواهد ! و لعله إنما أمسك عن ذكرها لأنها مع
ضعفها تعارض الحديث الثابت ، و هو قوله صلى الله عليه وسلم :
" إن عقل أهل الكتابين نصف عقل المسلمين " ، و هم اليهود و النصارى .
أخرجه أحمد ( رقم 6692 ، 5716 ) و ابن أبي شيبة في " المصنف " ( 11 / 26 / 2 )
و أصحاب " السنن " و الدارقطني و البيهقي من طريق عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده
و حسنه الترمذي ( 1 / 312 ) و صححه ابن خزيمة كما قال الحافظ في " بلوغ المرام
" ( 3 / 342 بشرح سبل السلام ) و هو حسن الإسناد عندي ، و على هذا فكان على
السيوطي أن لا يورد الحديث في " الجامع الصغير " لمعارضته لهذا الحديث الثابت ،
و لفظه عند أبي داود : كانت قيمة الدية على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم
ثمانمائة دينار : ثمانية آلاف درهم ، و دية أهل الكتاب يومئذ النصف من دية
المسلمين ، و له شاهد من حديث ابن عمر في " المعجم الأوسط " ( 1 / 188 / 1 ) .
و قد خرجته في " الإرواء " ( 2251 ) .
و من أراد تحقيق القول في هذا الحديث من الناحية الفقهية فليراجع
" سبل السلام " للصنعاني " ، و " نيل الأوطار " للشوكاني .

(2/35)


459 - " صام نوح عليه الصلاة و السلام الدهر إلا يوم الفطر و يوم الأضحى " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 668 ) :

ضعيف .
أخرجه ابن ماجه ( 1 / 524 ) من طريق ابن لهيعة عن جعفر بن ربيعة عن أبي فراس
أنه سمع عبد الله بن عمر يقول : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول
... فذكره .
قال البوصيري في " الزوائد " ( ق 108 / 2 ) : هذا إسناد ضعيف لضعف ابن لهيعة
قلت : و بقية رجال الإسناد ثقات ، و أبو فراس اسمه يزيد بن رباح السهمي المصري
قال العجلي في " الثقات " ( رقم 1572 ـ نسختي ) : مصري ( الأصل : بصري ) تابعي
ثقة ، و هو من رجال مسلم ، و قد خفي هذا على المنذري في " الترغيب " ( 2 / 82 )
ثم الهيثمي في " المجمع " ( 3 / 195 ) فقالا : إنه لا يعرف ، و به أعلا الحديث
و قد أورداه بزيادة من رواية الطبراني في " الكبير " ، و إنما علته ابن لهيعة
كما سبق ، ثم إن الحديث لو صح لم يجز العمل به لأنه من شريعة من قبلنا ، و هي
ليست شريعة لنا على ما هو الراجح عندنا ، و لا سيما و قد ثبت النهى عن صيام
الدهر في غير ما حديث عنه صلى الله عليه وسلم حتى قال صلى الله عليه وسلم في
رجل يصوم الدهر : " وددت أنه لم يطعم الدهر " .
رواه النسائي ( 1 / 324 ) ، بسند صحيح .

(2/36)


460 - " أنا أولى من وفى بذمته " قاله صلى الله عليه وسلم حين أمر بقتل مسلم كان قتل
رجلا من أهل الذمة .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 669 ) :

منكر .
أخرجه ابن أبي شيبة ( 11 / 27 / 1 ) و عبد الرزاق ( 18514 ) و أبو داود في
المراسيل ( 207 / 250 ) و الطحاوي ( 2 / 111 ) و الدارقطني ( ص 345 ) و البيهقي
( 8 / 20 ـ 21 ) من طريق ربيعة بن أبي عبد الرحمن عن عبد الرحمن بن البيلماني
أن النبي صلى الله عليه وسلم أتي برجل من المسلمين قد قتل معاهدا من أهل الذمة
فأمر به فضرب عنقه و قال ... فذكره ، و أعله الطحاوي بالإرسال ، و قد وصله
الدارقطني و البيهقي من طريق عمار بن مطر ، أنبأنا إبراهيم بن محمد الأسلمي عن
ربيعة بن أبي عبد الرحمن عن ابن البيلماني عن ابن عمر به ، و قال الدارقطني :
لم يسنده غير إبراهيم بن أبي يحيى و هو متروك الحديث ، و الصواب عن ربيعة عن
ابن البيلماني مرسل عن النبي صلى الله عليه وسلم و ابن البيلماني ضعيف لا تقوم
به حجة إذا وصل الحديث فكيف بما يرسله ؟ .
و أقره الحافظ في " الفتح " ( 12 / 221 ) ، و نقل البيهقي عن الإمام صالح بن
محمد الحافظ أنه قال : هو مرسل منكر .
قلت : و روى من وجهين آخرين مرسلين :
الأول : عن يحيى بن سلام عن محمد بن أبي حميد عن محمد بن المنكدر عن النبي
صلى الله عليه وسلم مثله ، أخرجه الطحاوي .
و هذا مع إرساله ضعيف جدا ، يحيى بن سلام ضعفه الدارقطني ، و محمد بن أبي حميد
ضعيف جدا ، قال البخاري : منكر الحديث ، و قال النسائي : ليس بثقة .
الآخر : عن عبد الله بن يعقوب حدثنا عبد الله بن عبد العزيز بن صالح الحضرمي
عنه صلى الله عليه وسلم نحوه .
أخرجه أبو داود في " المراسيل " ( 208 / 251 ) قال الزيلعي في " نصب الراية " (
4 / 336 )
و قال ابن القطان في كتابه : و عبد الله بن يعقوب و عبد الله بن عبد العزيز
مجهولان و لم أجد لهما ذكرا و أقره الزيلعي .
قلت : فهذه طرق شديدة الضعف لا يتقوى بها الحديث ، و يزيده ضعفا أنه معارض
للحديث الصحيح و هو قوله صلى الله عليه وسلم : لا يقتل مسلم بكافر .
أخرجه البخاري ( 12 / 220 ) و غيره عن علي رضي الله عنه و هو مخرج في الإرواء
( 2209 ) ، و به أخذ جمهور الأئمة ، و أما الحنفية فأخذوا بالأول على ضعفه
و معارضته للحديث الصحيح ! و قد أنصف بعضهم فرجع إلى الحديث الصحيح فروى
البيهقي و الخطيب في " الفقيه " ( 2 / 57 ) عن عبد الواحد بن زياد قال : لقيت
زفر فقلت له صرتم حديثا في الناس و ضحكة ! قال : و ما ذلك ؟ قال : قلت :
تقولون في الأشياء كلها : ادرءوا الحدود بالشبهات ، و جئتم إلى أعظم الحدود
فقلتم : تقام بالشبهات ! قال : و ما ذلك ؟ قلت : قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم : " لا يقتل مؤمن بكافر " ، فقلتم : يقتل به ! قال : فإنى أشهدك الساعة
أني قد رجعت عنه ، و رواه أبو عبيد بنحوه ، و سنده صحيح كما قال الحافظ .
ثم وقفت بعد ذلك على فصل للأستاذ المودودي في " الحقوق العامة لأهل الذمة " في
كتابه " نظرية الإسلام و هديه " ، لفت انتباهي فيه مسألتان :
الأولى : قوله : إن دية الذمى دية المسلم ، و قد سبق بيان ما فيه عند الكلام
على الحديث ( 458 ) : و الأخرى قوله ( ص 341 ) :
دم الذمي كدم المسلم ، فإن قتل مسلم أحدا من أهل الذمة اقتص منه له كما لو قتل
مسلما ، ثم ذكر هذا الحديث من رواية الدارقطني محتجا به ، و قد عرفت من تخريجنا
للحديث أن الدارقطني رحمه الله لما خرجه عقبه ببيان ضعفه ، فالظاهر أن الأستاذ
لم يقف على هذا التضعيف ، و إنما رأى بعض فقهاء الحنفية الذين لا معرفة عندهم
بالتخريج عزى هذا الحديث إلى الدارقطني و لم يذكر معه تضعيفه ، فظن الأستاذ أن
الدارقطني سكت عنه ، و لولا ذلك لما سكت عنه الأستاذ و لأتبعه بنقل التضعيف كما
تقتضيه الأمانة العلمية ، ثم إن الأستاذ أتبع الحديث ببعض الآثار عن الخلفاء
الثلاثة : عمر و عثمان و على رضي الله عنهم ، استدل بها أيضا على قوله المذكور
، فرأيت الكلام عليها بما يقتضيه علم الحديث حتى يكون المسلم على بينة من الأمر
، أما أثر عمر فخلاصته أن رجلا من بني بكر بن وائل قتل رجلا من أهل الذمة ،
فأمر عمر بتسليم القاتل إلى أولياء المقتول ، فسلم إليهم فقتلوه .
قلت : فهذا لا يصح إسناده لأنه من رواية إبراهيم و هو النخعي أن رجلا ..
هكذا رواه عبد الرزاق في " مصنفه " ( 10 / 101 / 18515 ) مختصرا و رواه البيهقي
في " المعرفة " بتمامه كما في " نصب الراية " للزيلعي ( 4 / 337 ) ،
و إبراهيم لم يدرك زمان عمر و في إسناد البيهقي أبو حنيفة و قد عرفت ما قيل فيه
قبل حديث ، على أنه قد جاء موصولا من طريق أخرى فيها زيادة في آخره تفسد
الاستدلال به لو صح ، و هي : فكتب عمر : أن يودى و لا يقتل .
رواه الطحاوى ( 2 / 112 ) عن النزال بن سبرة قال : قتل رجل من المسلمين رجلا من
الكفار ... " .
أما أثر عثمان ففيه قصة طويلة ، خلاصتها أن أبا لؤلؤة لعنه الله لما قتل عمر
رضي الله عنه ، ذهب ابنه عبيد الله إلى ابنة لأبي لؤلؤة صغيرة تدعي الإسلام ،
فقتلها و قتل معها الهرمزان و جفينة و كان نصرانيا ، فعل ذلك لظنه أنهم تمالؤوا
على قتل أبيه ، فلما استخلف عثمان رضي الله عنه استشار المهاجرين على قتله ،
فكلهم أشاروا عليه بذلك ، ثم حال بينه و بين ذلك أن كثر اللغط و الاختلاف من جل
الناس يقولون لجفينة و الهرمزان : أبعدهما الله ، لعلكم تريدون أن تتبعوا عمر
ابنه ! ثم قال عمرو بن العاص لعثمان : يا أمير المؤمنين إن هذا الأمر قد كان
قبل أن يكون لك على الناس سلطان ، فتفرق الناس عن خطبة عمرو ، و انتهى إليه
عثمان ، و ودى الرجلان و الجارية .
أخرجه الطحاوي في " شرح المعاني " ( 2 / 111 ) عن سعيد بن المسيب ، و في سنده
عبد الله بن صالح و فيه ضعف ، لكن رواه ابن سعد في " الطبقات " ( 3 / 1 / 256 ـ
258 ) من طريق أخرى بسند صحيح عن سعيد ، و ظاهره الإرسال لأنه كان صغيرا لما
قتل عمر ، كان عمره يومئذ دون التاسعة ، و يبعد لمن كان في مثل هذه السن أن
يتلقى هذا الخبر عن صاحب القصة مباشرة و هو عبيد الله بن عمر ، ثم لا يسنده عنه
، فإن كان سمعه منه أو من غيره ممن أدرك القصة من الثقات فالسند صحيح ، و إلا
فلا ، لجهالة الواسطة ، اللهم إلا عند من يقول بأن مراسيل سعيد حجة .
و على كل حال فليس في القصة نص على أن المسلم يقتل بالذمي لأن عثمان
و المهاجرين الذين أرادوا قتله لم يصرحوا بأن ذلك لقتله جفينة النصراني ، كيف
و هو قد قتل مسلمين معه : ابنة أبي لؤلؤة ، و الهرمزان فإنه كان مسلما كما رواه
البيهقي ، فهو يستحق القتل لقتله إياهما ، لا من أجل النصراني و الله أعلم .
و أما أثر علي ، فهو نحو أثر عمر ، إلا أن فيه :
فجاء أخوه ( أي القتيل ) فقال : قد عفوت ، فقال : لعلهم فزعوك أو هددوك ؟ قال :
لا ... فهذا إسناده ضعيف ، ضعفه الزيلعي ( 4 / 337 ) و غيره ، و أعلوه بأن فيه
حسين بن ميمون ، قال أبو حاتم : ليس بالقوي في الحديث ، و ذكره البخاري في
" الضعفاء " ، و فيه أيضا قيس بن الربيع و هو ضعيف .
على أنه بالإضافة إلى ضعف إسناده ، فإنه مخالف لحديثه المتقدم " لا يقتل مسلم
بكافر " و لهذا قال الزيلعي :
قال الشافعي : فيه دليل على أن عليا لا يروي عن النبي صلى الله عليه وسلم شيئا
يقول بخلافه " .
فتبين أن هذه الآثار لا يثبت شيء منها ، فلا يجوز الاستدلال بها ، هذا لو لم
تعارض حديثا مرفوعا ؟ فكيف و هي معارضة لحديث علي المذكور ؟ ! فهذا يبين لك
بوضوح أثر الأحاديث الضعيفة بحيث أنه استبيح بها دماء المسلمين !
و عورضت بها الأحاديث الصحيحة الثابتة عن سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم .

(2/37)


461 - " النساء لعب فتخيروا " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 674 ) :

منكر .
رواه الحاكم في تاريخه و عنه الديلمي معلقا ( 3 / 110 ) من طريق ابن لهيعة عن
الأحوص بن حكيم عن عمرو بن العاص مرفوعا .
ذكره السيوطي في " اللآليء " ( 2 / 189 ) شاهدا لحديث علي بمعناه قال ابن
الجوزي فيه : لا يصح .
قلت : و هذا الشاهد سكت عنه السيوطي كغالب عادته ، و هو ضعيف جدا فيه ثلاث
علل : ابن لهيعة مشهور بالضعف ، و الأحوص قال ابن معين و ابن المديني : ليس
بشيء ، ثم إنه منقطع بين الأحوص و عمرو ، و لذلك قال ابن عراق ( 2 / 226 ) سنده
ضعيف ، و مما يدل على نكارة الحديث أنه ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
" إنما النساء شقائق الرجال " ، و هو مخرج في " صحيح أبي داود " ( 234 )
قلت : فيبعد كل البعد أن يصفهن عليه الصلاة و السلام بأنهن " لعب " .
و قد روى الحديث بأتم منه و هو ضعيف أيضا ، و هو :

(2/38)


462 - " إنما النساء لعب فمن اتخذ لعبة فليحسنها أو فليستحسنها " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 675 ) :
ضعيف .
رواه الحارث بن أبي أسامة في " مسنده " ( ص 116 - زوائده ) : حدثنا أحمد بن
يزيد حدثنا عيسى بن يوسف عن زهير بن محمد عن أبي بكر بن حزم مرفوعا .
قلت : و هذا إسناد ضعيف ، و فيه ثلاث علل :
الإرسال ، فإن أبا بكر و هو ابن محمد بن عمرو بن حزم الأنصاري تابعي مات سنة
( 120 ) .
و ضعف زهير بن محمد الخراساني الشامي .
و أحمد بن يزيد لم أعرفه و يحتمل أنه ابن الورتنيس المصري ، فقد ذكر له رواية
عن عيسى بن يونس في " تهذيب الكمال " ، فإن كان هو ففيه ضعف ، و الله أعلم
و هذا الحديث مما فات السيوطي فلم يورده في " الجامع الكبير " و لا في
" اللآليء " و كذلك فات ابن عراق فلم يورده في " تنزيه الشريعة " و المناوي في
" الجامع الأزهر " .

(2/39)


463 - " فيما سقت السماء العشر ، و فيما سقي بنضح أو غرب نصف العشر في قليله
و كثيره " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 676 ) :

موضوع بهذه الزيادة : " في قليله و كثيره " .
رواه أبو مطيع البلخي عن أبي حنيفة عن أبان بن أبي عياش عن رجل عن
رسول الله صلى الله عليه وسلم .
قلت : و هذا موضوع ، أبو مطيع البلخي و اسمه الحكم بن عبد الله صاحب أبي حنيفة
قال أبو حاتم : كان كذابا ، و قال الجوزجاني : كان من رؤساء المرجئة ممن يضع
الحديث ، و ضعفه سائر الأئمة ، و قد اتهمه الذهبي بوضع حديث يأتي عقب هذا ،
و أبان بن أبي عياش متهم أيضا و قد مضى له أحاديث .
و الحديث أورده الزيلعي في " نصب الراية " ( 2 / 385 ) و قال : قال ابن الجوزي
في " التحقيق " : و احتجت الحنفية بما روى أبو مطيع البلخي عن أبي حنيفة ...
قال : و هذا الإسناد لا يساوي شيئا ، أما أبو مطيع فقال ابن معين : ليس بشيء ،
و قال أحمد لا ينبغي أن يروى عنه ، و قال أبو داود : تركوا حديثه ، و أما أبان
فضعيف جدا ، ضعفه شعبة .
قلت : بل كذبه شعبة كما في الميزان و قد تقدم .
و مما يدل على كذب هذا الحديث أن البخاري أخرجه في " صحيحه " من حديث ابن عمر
دون قوله : " في قليله و كثيره " و كذلك رواه مسلم من حديث جابر و الترمذي
من حديث أبي هريرة و هو مخرج في " الإرواء " ( 799 ) فهذه الزيادة باطلة
و يزيدها بطلانا ما في " الصحيحين " و غيرهما عنه صلى الله عليه وسلم " ليس
فيما دون خمسة أوسق صدقة " و هو مخرج في " الإرواء " أيضا ( 800 ) و بهذا
الحديث الصحيح أخذ الإمام محمد خلافا لشيخه أبي حنيفة كما صرح به في
" كتاب الآثار " ( ص 52 ) .
فهذا أيضا من آثار الأحاديث الضعيفة إيجاب ما لم يوجبه الله على عباده و على
الرغم من هذا فإننا لا نزال نسمع بعضهم يجهر بمثل هذا الإيجاب أخذا بما تقتضيه
المصلحة كما زعموا .

(2/40)


464 - " الإيمان مثبت في القلب كالجبال الرواسي ، و زيادته و نقصه كفر " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 677 ) :
موضوع .
أخرجه ابن حبان في " الضعفاء " ( 2 / 103 ) في ترجمة عثمان بن عبد الله بن عمرو
الأموي من روايته عن حماد بن سلمة عن أبي المهزم عن أبي هريرة قال :
لما قدم وفد ثقيف على رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : جئناك نسألك عن
الإيمان أيزيد أو ينقص ؟ قال ... فذكره .
قال ابن حبان و تبعه الذهبي : فهذا وضعه أبو مطيع على حماد ، فسرقه هذا الشيخ
منه ، و كان قدم خراسان فحدثهم عن الليث و مالك ، و كان يضع عليهم الحديث لا
يحل كتب حديثه إلا على سبيل الاعتبار ، و أقره الحافظ في " اللسان " .
و أبو مطيع هذا هو البلخي صاحب أبي حنيفة سبق ذكره في الحديث الذي قبل هذا .
و الحديث أورده ابن الجوزي في " الموضوعات " من رواية الحاكم من طريق أبي مطيع
حدثنا حماد بن سلمة به ، و قال ابن الجوزي : موضوع أبو مطيع الحكم بن عبد الله
كذاب ، و كذا أبو مهزم ، و سرقه منه عثمان بن عبد الله بن عمرو بن عثمان بن
عفان و هو أيضا كذاب وضاع ، قال الحاكم : إسناده فيه ظلمات ، و الحديث باطل ،
و الذي تولى كبره أبو مطيع و سرقه منه عثمان فرواه عن حماد .
و وافقه السيوطي في " اللآليء " ( 1 / 38 ) .
قلت : و هذا الحديث مخالف للآيات الكثيرة المصرحة بزيادة الإيمان كقوله تعالى :
*( ... ليزداد الذين آمنوا إيمانا ... )* ( الفتح : 4 ) فكفى بهذا دليلا على
بطلان مثل هذا الحديث و إن قال بمعناه جماعة .

(2/41)


465 - " إن لغة إسماعيل كانت قد درست فأتاني بها جبريل فحفظتها " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 679 ) :
ضعيف .
أخرجه الحاكم في " معرفة علوم الحديث " ( ص 116 ) من طريق علي بن خشرم قال :
حدثنا علي بن الحسين بن واقد قال : بلغني أن عمر بن الخطاب قال :
يا رسول الله إنك أفصحنا و لم تخرج من بين أظهرنا ؟ فقال له رسول الله صلى الله
عليه وسلم ... فذكره .
قلت : و علته الانقطاع بين علي بن الحسين و عمر ، و قد وصله الحاكم و كذا
الغطريف في جزء له ( ورقة 4 وجه 2 من مجموع 54 في ظاهرية دمشق ) من طريق حامد
( و في جزء الغطريف : حماد ) بن أبي حمزة السكري قال حدثنا علي بن الحسين بن
واقد قال حدثنا أبي عن عبد الله بن بريدة عن أبيه عن عمر بن الخطاب به .
قلت : و حامد هذا أو حماد لم أجد له ترجمة ، و والده أبو حمزة السكري مشهور ثقة
و اسمه محمد بن ميمون و لم يذكروا في الرواة عنه ابنه هذا فالله أعلم .
و قد أعله الحاكم بالرواية الأولى و هي أصح لأن علي بن خشرم ثقة معروف احتج به
مسلم .
و الحديث عزاه السيوطي في " الجامع الصغير " للغطريف و ابن عساكر ، و لم يتكلم
عليه الشارح المناوي بشيء و كأنه لم يقف على إسناده .
ثم رأيته قال في شرحه الآخر " التيسير " قال ابن عساكر : غريب معلول .

(2/42)


466 - " علماء أمتي كأنبياء بني إسرائيل " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 679 ) :

لا أصل له .
باتفاق العلماء ، و هو مما يستدل به القاديانية الضالة على بقاء النبوة بعده
صلى الله عليه وسلم ، و لو صح لكان حجة عليهم كما يظهر بقليل من التأمل .

(2/43)


467 - " من صلى بين المغرب و العشاء عشرين ركعة بنى الله له بيتا في الجنة " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 680 ) :
موضوع .
أخرجه ابن ماجه ( 1 / 414 ) و ابن شاهين في " الترغيب و الترهيب " ( ق 172 / 1
و 277 - 278 ) من طريق يعقوب بن الوليد المديني عن هشام بن عروة عن أبيه عن
عائشة مرفوعا .
قال البوصيري : في " الزوائد " ( ق 85 / 1 ) : في إسناده يعقوب بن الوليد
اتفقوا على ضعفه ، و قال فيه الإمام أحمد : من الكذابين الكبار ، و كان يضع
الحديث .
قلت : و قد كذبه أيضا ابن معين و أبو حاتم ، و مع هذا فقد أورد حديثه هذا
السيوطي في " الجامع الصغير " .
و اعلم أن كل ما جاء من الأحاديث في الحض على ركعات معينة بين المغرب و العشاء
لا يصح و بعضه أشد ضعفا من بعض ، و إنما صحت الصلاة في هذا الوقت من فعله
صلى الله عليه وسلم دون تعيين عدد ، و أما من قوله صلى الله عليه وسلم فكل ما
روي عنه واه لا يجوز العمل به ، و من هذا القبيل :

(2/44)


468 - " من صلى ست ركعات بعد المغرب قبل أن يتكلم غفر له بها ذنوب خمسين سنة " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 680 ) :
ضعيف جدا .
أخرجه ابن نصر في " قيام الليل " ( ص 33 ) من طريق محمد بن غزوان الدمشقي حدثنا
عمر بن محمد عن سالم بن عبد الله عن أبيه مرفوعا .
و ذكره ابن أبي حاتم في " العلل " ( 1 / 78 ) من هذا الوجه ثم قال : قال
أبو زرعة : اضربوا على هذا الحديث فإنه شبه موضوع ، و محمد بن غزوان الدمشقي
منكر الحديث .

(2/45)


469 - " من صلى بعد المغرب ست ركعات لم يتكلم فيما بينهن بسوء عدلن له بعبادة ثنتي
عشرة سنة " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 681 ) :
ضعيف جدا .
أخرجه الترمذي ( 2 / 299 ) و ابن ماجه ( 1 / 355 ، 415 ) و ابن نصر ( ص 33 )
و ابن شاهين في " الترغيب " ( 272 / 2 ) و المخلص في " الفوائد المنتقاة " ( 8
/ 34 / 1 ) و العسكري في " مسند أبي هريرة " ( 71 / 1 ) و ابن سمعون الواعظ في
" الأمالي " ( 1 / 61 / 2 ) من طريق عمر بن أبي خثعم عن يحيى بن أبي كثير عن
أبي سلمة عن أبي هريرة مرفوعا ، و قال الترمذي : حديث غريب لا نعرفه إلا عن
عمر بن أبي خثعم ، و سمعت محمد بن إسماعيل ( يعني البخاري ) يقول : عمر بن
عبد الله بن أبي خثعم منكر الحديث ، و ضعفه جدا ، و قال الذهبي في ترجمته : له
حديثان منكران هذا أحدهما .

(2/46)


470 - " الوضوء من كل دم سائل " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 681 ) :
ضعيف .
أخرجه الدارقطني في " سننه " ( ص 157 ) من طريق بقية عن يزيد بن خالد عن يزيد
بن محمد عن عمر بن عبد العزيز قال : قال تميم الداري : قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم ، و أعله الدارقطني بقوله : عمر بن عبد العزيز لم يسمع من
تميم الداري ، و لا رآه ، و اليزيدان مجهولان ، و أقره الزيلعي في " نصب الراية
" ( 1 / 37 ) .
قلت : و بقية مدلس و قد عنعنه كما ترى ، فهذه علة أخرى .
و قال عبد الحق في " الأحكام الكبرى " ( ق 13 / 2 ) : و هذا منقطع الإسناد
ضعيفه
و الحديث رواه ابن عدي في ترجمة أحمد بن الفرج عن بقية حدثنا شعبة بسنده عن
زيد بن ثابت مرفوعا ، قال الزيلعي : قال ابن عدي : هذا حديث لا نعرفه إلا
من حديث أحمد هذا ، و هو ممن لا يحتج بحديثه لكنه يكتب ، فإن الناس مع ضعفه قد
احتملوا حديثه ، انتهى .
و قال ابن أبي حاتم في " كتاب العلل " : أحمد بن الفرج كتبنا عنه و محله عندنا
الصدق .
قلت : أحمد بن الفرج هذا حمصي و يلقب بـ " الحجاري " و قد ضعفه جدا محمد بن عوف
و هو حمصي أيضا فهو أدرى به من غيره ، فقال فيه : كذاب ، و ليس عنده في حديث
بقية أصل ، هو فيها أكذب خلق الله ، إنما هي أحاديث وقعت له في ظهر قرطاس كتاب
صاحب حديث في أولها مكتوب : حدثنا يزيد بن عبد ربه قال : حدثنا بقية ... ثم
اتهمه بشرب الخمر في كلام له رواه الخطيب ( 4 / 341 ) قال في آخره : فأشهد عليه
بالله أنه كذاب ، و كذلك كذبه غيره من العارفين به فسقط حديثه جملة و لم يجز أن
يستشهد به فكيف يحتج به ؟!
ثم رجعت إلى ابن عدي في " الكامل " فرأيته يقول ( ق 44 / 1 ) بعد أن ساق الحديث
: و لبقية عن شعبة كتاب ، و فيه غرائب ، و تلك الغرائب ينفرد بها بقية عنه و هي
محتملة ، و هذا عن شعبة باطل .
و الحق أنه لا يصح حديث في إيجاب الوضوء من خروج الدم ، و الأصل البراءة ، كما
قرره الشوكاني و غيره ، و لهذا كان مذهب أهل الحجاز أن ليس في الدم وضوء ، و هو
مذهب الفقهاء السبعة من أهل المدينة و سلفهم في ذلك بعض الصحابة ، فروى ابن أبي
شيبة في " المصنف " ( 1 / 92 ) و البيهقي ( 1 / 141 ) بسند صحيح : " أن ابن عمر
عصر بثرة في وجهه فخرج شيء من دم فحكه بين أصبعيه ثم صلى و لم يتوضأ " ثم روى
ابن أبي شيبة نحوه عن أبي هريرة .
و قد صح عن عبد الله بن أبي أوفى رضي الله عنه أنه بزق دما في صلاته ثم مضى
فيها ، ( راجع صحيح البخاري مع فتح البارى ج 1 ص 222 - 224 ) و تعليقي على "
مختصر البخاري " ( 1 / 57 ) .

(2/47)


471 - " أبى الله أن يجعل للبلاء سلطانا على بدن عبده المؤمن " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 683 ) :
موضوع .
أخرجه الديلمي في " مسنده " ( 1 / 79 ـ 80 ) من طريق القاسم بن إبراهيم بن
أحمد الملطي عن أبي أمية المبارك بن عبد الله عن مالك عن ابن شهاب عن أنس
مرفوعا و أورده السيوطي في " الجامع الصغير " من رواية الديلمي عن أنس فقال
شارحه المناوي : و فيه القاسم بن إبراهيم الملطي كذاب لا يطاق
قال في " اللسان " : له عجائب من الأباطيل .
قلت : فكيف أورد السيوطي حديثه في " الجامع " و قد ادعى أنه صانه عما تفرد به
كذاب أو وضاع ؟ و لا سيما و هذا الحديث ظاهر البطلان ، فقد ثبت عنه صلى الله
عليه وسلم أنه قال : " أشد الناس بلاء الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل ، و المؤمن
يبتلى على قدر دينه " .
و من الغريب أن السيوطي نفسه قد حكم عليه بالوضع ، إذ أورده في " ذيل الموضوعات
" ( ص 189 ) من رواية الديلمي نفسه و قال السيوطي : قال الخطيب : الملطي كذاب
يضع الحديث روى عن أبي أمية عن مالك عجائب من الأباطيل ، و قال غيره : أبو أمية
المبارك أحد المجهولين .
قلت : و هو مع ذلك مجسم ضال ، فانظر التعليق على الحديث الآتي برقم ( 476 ) .

(2/48)


472 - " الدين شين الدين " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 684 ) :

موضوع .
رواه القضاعي في " مسند الشهاب " ( 4 / 1 ) عن عبد الله بن شبيب قال أخبرنا
سعيد بن منصور قال أخبرنا إسماعيل بن عياش عن صفوان بن عمرو عن عبد الرحمن بن
مالك بن يخامر عن أبيه عن معاذ بن جبل مرفوعا .
قلت : ابن شبيب هذا اتهمه ابن خراش بأنه يسرق الأحاديث الموضوعة عن الكذابين ،
و أنا لا أشك أن هذا الحديث منها ، فقد صح أن النبي صلى الله عليه وسلم و زوجه
و غيرهما استدانوا غير مرة ، فهل شانهم ذلك ؟
و الحديث أورده السيوطي في " الجامع الصغير " من رواية أبي نعيم في " المعرفة "
عن مالك بن يخامر و القضاعي عن معاذ .
فتعقبه المناوي بأن الأول مرسل ، و فيه عبد الله بن شبيب الربعي ، قال في
" الميزان " : أخباري علامة ، لكنه واه ، و قال الحاكم : ذاهب الحديث ،
و بالغ فضلك فقال : يحل ضرب عنقه ، و قال ابن حبان : يقلب الأخبار ، ثم ساق له
هذا الخبر ، قال المناوي : و في إسناد القضاعي إسماعيل بن عياش أورده الذهبي في
" الضعفاء " و قال : مختلف فيه و ليس بالقوي .
قلت : هذا يوهم أن ابن شبيب ليس في مسند القضاعي و ليس كذلك فتنبه .
ثم رأيت الإمام أحمد رواه في " الزهد " ( 13 / 11 / 1 ) من طريق سريج بن يونس
قال حدثنا ابن عياش به إلا أنه أوقفه على معاذ ، و سنده صحيح ، فثبت أن رفعه
باطل ، تفرد برفعه عبد الله بن شبيب و هو متهم .
نعم قد تابعه أبو قتادة فرواه عن صفوان بن عمرو به لكنه لم يذكر معاذا في سنده
فقد أرسله ، رواه ابن منده في " المعرفة " ( 2 / 157 / 2 ) و الديلمي في
" مسنده " ( 2 / 151 ) من طريق أبي نعيم لكنه رواه عن أبي الشيخ معلقا حدثنا
عبد الله بن محمد حدثنا سلمة حدثنا أبو اليمان حدثنا صفوان بن عمرو به موصولا
مثل رواية ابن شبيب إلا أنه لم يذكر لفظه و سلمة الظاهر أنه ابن شبيب
النيسابوري الثقة و عبد الله بن محمد هو أبو مسعود العسكري ترجمه أبو الشيخ في
" طبقاته " ( 407 / 566 ) و أبو نعيم في " أخباره " ( 2 / 73 ـ 74 ) و لم يذكر
فيه جرحا و لا تعديلا فالظاهر أنه هو علة هذه المتابعة و الله أعلم .
فلا تفيده هذه المتابعة مع المخالفة ، و لا سيما و المتابع أبو قتادة و اسمه
عبد الله بن واقد متروك كما قال الحافظ في " التقريب " ، فالتهمة محصورة فيه
و في ابن شبيب ، و أما إسماعيل بن عياش فهو بريء منها ، و هو ثقة في روايته عن
الشاميين و هذه منها ، و قد رواه عنه ابن يونس موقوفا كما سبق و هو الصواب .
و مثل هذا الحديث في البطلان الحديث الآتي :

(2/49)


473 - " الدين راية الله في الأرض ، فإذا أراد الله أن يذل عبدا وضعه في عنقه " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 686 ) :
موضوع .
أخرجه أبو بكر الشافعي في " الفوائد المنتقاة " ( 13 / 93 / 2 ) و الحاكم ( 2 /
24 ) و الديلمي ( 2 / 150 ) من طريق بشر بن عبيد الدارسي حدثنا حماد بن سلمة عن
أيوب عن نافع عن ابن عمر مرفوعا ، و قال : صحيح على شرط مسلم ، قلت : و هذا
خطأ فاحش ، لأن بشرا هذا ليس من رجال مسلم ، و لا أخرج له أحد الستة ، ثم هو
متهم ، و لذلك تعقبه المنذري في " الترغيب " ( 3 / 32 ) و الذهبي في " التلخيص
" فقالا : بل فيه بشر بن عبيد الدارسي واه قال المناوي : فالصحة من أين ؟ قال
فيه ابن عدي : منكر الحديث عن الأئمة ، بين الضعف جدا ، و قد ساق له الذهبي في
" الميزان " أحاديث ثم قال : إنها غير صحيحة ، و الله المستعان ، ثم ساق له آخر
و قال : إنه موضوع .
و لست أشك في أن هذا الحديث موضوع لما ذكرته في الحديث الذي قبله ، و مثله :

(2/50)


474 - " الدين ينقص من الدين و الحسب " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 687 ) :

موضوع .
أخرجه الديلمي ( 2 / 152 ) من طريق أبي الشيخ بسنده عن الحكم بن عبد الله
الأيلي عن القاسم عن عائشة مرفوعا و عزاه في " الجامع " للديلمي و تعقبه
شارحه المناوي بقوله :
و فيه الحكم بن عبد الله الأيلي ، قال الذهبي في " الضعفاء " : متروك متهم
بالوضع ، و رواه عنها أيضا أبو الشيخ ، و من طريقه و عنه أورده الديلمي مصرحا ،
فلو عزاه للأصل لكان أولى .

(2/51)


475 - " السلطان ظل الله في أرضه من نصحه هدى ، و من غشه ضل " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 687 ) :
موضوع .
أخرجه أبو نعيم في كتاب " فضيلة العادلين " ( ورقه 226 وجه 1 من مجموع 60 ـ
ظاهرية دمشق ) من طريق يحيى بن ميمون ، حدثنا حماد بن سلمة عن سهيل عن أبيه عن
أبي هريرة مرفوعا ، و من طريق داود بن المحبر قال حدثنا عقبة بن عبد الله
عن قتادة عن أنس مرفوعا نحوه .
قلت : و هذان إسنادان موضوعان ، في الأول يحيى بن ميمون و هو ابن عطاء البصري ،
قال الدارقطني و غيره : متروك ، و قال الفلاس و غيره : كان كذابا .
و في الآخر : داود بن المحبر ، و هو متهم أيضا و قد تقدم ، و من طريقه رواه
العقيلي في " الضعفاء " ( 358 ) و قال : عقبة مجهول بالنقل ، و حديثه منكر غير
محفوظ ، و لا يعرف إلا به ، و لا يتابعه إلا نحوه في الضعف .
و ذكره في " الجامع الصغير " من رواية البيهقي في " الشعب " عن أنس و تعقبه
المناوي بقوله : و فيه محمد بن يونس القرشي و هو الكديمي الحافظ ، اتهمه ابن
عدي بوضع الحديث ، و قال ابن حبان : كان يضع على الثقات ، قال الذهبي في
" الضعفاء " عقبه : قلت : انكشف عندي حاله .
قلت : و من طريقه أخرجه أبو سعد عبد الرحمن بن حمدان في جزء من " أماليه "
( 151 / 2 ) قال : أخبرنا يعقوب بن إسحاق الحضرمي أخبرنا عقبة بن عبد الله
الرفاعي أخبرنا قتادة عن أنس و كذلك هو في " الشعب " ( 6 / 19 / 7376 ) موقوف .

(2/52)


476 - " من قرأ ربع القرآن فقد أوتي ربع النبوة ، و من قرأ ثلث القرآن فقد أوتي ثلث
النبوة ، و من قرأ ثلثي القرآن فقد أوتي ثلثي النبوة ، و من قرأ القرآن فقد
أوتي النبوة " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 688 ) :
موضوع .
رواه أبو بكر الآجري في " آداب حملة القرآن " ( ورقة 135 من مجموع 66 ـ ظاهرية
دمشق ) من طريق مسلمة بن علي عن زيد بن واقد عن مكحول عن أبي أمامة الباهلي
مرفوعا .
قلت : مسلمة بن علي متهم و قد سبق مرارا .
و الحديث أورده ابن الجوزي في " الموضوعات " ( 1 / 252 ) دون جملة الربع و قال
: لا يصح ، بشر ( يعني بن نمير ) متروك ، و قال يحيى بن سعيد : كذاب .
و تعقبه السيوطي في " اللآليء " ( 1 / 343 ) بما لا طائل تحته كعادته ! فقال :
أخرجه ابن الأنباري في كتاب " الوقف و الابتداء " و البيهقي في " شعب الإيمان "
و بشر من رجال ابن ماجه .
قلت : فكان ماذا ؟ و ابن ماجه معروف بتخريجه للكذابين ، و قد مضى قريبا حديث
أخرجه ابن ماجه من طريق رجل قال فيه الإمام أحمد : كان من الكذابين الكبار ،
ثم ساق له السيوطي شاهدا من حديث ابن عمر ، و فيه قاسم بن إبراهيم الملطي قال
السيوطي : ليس بثقة .
قلت : فما الفائدة من سياق حديثه إذن ؟ و قد قال فيه الدارقطني : كذاب ،
و قال الذهبي : أتى بطامة لا تطاق ، ثم ساق له حديثا مرفوعا فيه أن النبي
صلى الله عليه وسلم رآى ربه ليلة الإسراء ، و أنه رأى منه كل شيء حتى التاج
قاتله الله ما أجرأه على الله ، ثم قال الذهبي : و أطم منه ... ، فذكر هذا
الحديث ثم قال : و هذا باطل و ضلال كالذي قبله .
قلت : و من هذا و أمثاله يتبين لك الفرق بين الذهبي و السيوطي .
ثم ذكر السيوطي شاهدا آخر من طريق تمام بن نجيح عن الحسن مرفوعا و قد سكت عليه
السيوطي و هذا من مساوئه ، فإنه مع إرساله فيه تمام ، قال ابن حبان : روى أشياء
موضوعة عن الثقات كأنه المتعمد لها .

(2/53)


477 - " كثرة الحج و العمرة تمنع العيلة " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 690 ) :
موضوع .
رواه المحاملي في الجزء السادس من " الأمالي " ( وجه 1 ورقة 278 من المجموع 63
ـ ظاهرية دمشق ) قال : حدثنا عبد الله بن شبيب ، قال : حدثني أبو بكر أبي شيبة
قال : حدثني فليح بن سليمان عن خالد بن إياس عن مساور بن عبد الرحمن عن
أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أم سلمة مرفوعا .
قلت : عبد الله بن شبيب متهم كما تقدم قريبا ، و خالد بن إياس كذلك ، قال ابن
حبان ( 1 / 279 ) : يروي الموضوعات عن الثقات حتى يسبق إلى القلب أنه الواضع
لها ، لا يكتب حديثه إلا على جهة التعجب ، و قال الحاكم : روى عن ابن المنكدر و
هشام بن عروة و المقبري أحاديث موضوعة ، و كذا قال أبو سعيد النقاش ، و ضعفه
سائر الأئمة .
إذا عرفت هذا فقد أخطأ السيوطي حين أورد الحديث في " الجامع الصغير " من هذا
الوجه ، و تعقبه المناوي بنحو ما ذكرنا .

(2/54)


478 - " لا يركب البحر إلا حاج أو معتمر أو غاز في سبيل الله ، فإن تحت البحر نارا
و تحت النار بحرا " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 691 ) :
منكر .
أخرجه أبو داود ( 1 / 389 ) و الخطيب في " التلخيص " ( 78 / 1 ) و عنه البيهقي
( 4 / 334 ) من طريق بشر أبي عبد الله عن بشير بن مسلم عن عبد الله بن عمرو
مرفوعا ، و قال الخطيب : قال أحمد : حديث غريب .
قلت : و هذا سند ضعيف فيه جهالة و اضطراب .
أما الجهالة فقال الحافظ في ترجمة بشر و بشير من التقريب : مجهولان ، و نحوه في
" الميزان " نعم تابعه مطرف بن طريف عن بشير بن مسلم عند البخاري في " التاريخ
" ( 1 / 2 / 104 ) و أبي عثمان النجيرمي في " الفوائد " ( 2 / 5 / 1 ) لكنه لم
يسلم من جهالة بشير و لذلك قال البخاري عقبه : و لم يصح حديثه .
و أما الاضطراب فقد بينه المنذري في " مختصر السنن " ( 3 / 359 ) فقال : في
الحديث اضطراب ، روي عن بشير هكذا ، و روي عنه أنه بلغه عن عبد الله بن عمرو ،
و روى عنه عن رجل عن عبد الله بن عمرو ، و قيل غير ذلك ، و ذكره البخاري في
" تاريخه " ، و ذكر له هذا الحديث ، و ذكر اضطرابه و قال : لم يصح حديثه ،
و قال الخطابي : و قد ضعفوا إسناد هذا الحديث .
قلت : و قال ابن الملقن في " الخلاصة " ( 73 / 1 ) : و هو ضعيف باتفاق الأئمة ،
قال البخاري : ليس بصحيح ، و قال أحمد : غريب ، و قال أبو داود : رواته مجهولون
، و قال الخطابي : ضعفوا إسناده ، و قال صاحب " الإمام " : اختلف في إسناده ،
و قال عبد الحق ( 207 / 2 ) : قال أبو داود : هذا حديث ضعيف جدا ، بشر أبو عبد
الله و بشير مجهولان .
و لا يقويه أنه روى الشطر الأول منه من حديث أبي بكر بلفظ :

(2/55)


479 - " لا يركب البحر إلا غاز أو حاج أو معتمر " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 692 ) :
منكر
أخرجه الحارث بن أبي أسامة ( ص 90 من زوائده ) حدثنا الخليل بن زكريا ، حدثنا
حبيب بن الشهيد ، عن الحسن بن أبي الحسن عنه مرفوعا .
قلت : فهذا لا يقوي الحديث الذي قبله ، لأن إسناده ضعيف جدا من أجل الخليل هذا
قال ابن السكن : حدث عن ابن عون و حبيب بن الشهيد أحاديث مناكير لم يروها غيره
و قال العقيلي : يحدث عن الثقات بالبواطل ، و قال الحافظ في " التقريب " : إنه
متروك .
قلت : و لا يخفى ما في هذا الحديث من المنع من ركوب البحر في سبيل طلب العلم
و التجارة و نحو ذلك من المصالح التي لا يعقل أن يصد الشارع الحكيم الناس عن
تحصيلها بسبب مظنون ألا و هو الغرق في البحر ، كيف والله تعالى يمتن على عباده
بأنه خلق لهم السفن و سهل لهم ركوب البحر بها .. فقال :
*( و آية لهم أنا حملنا ذريتهم في الفلك المشحون و خلقنا لهم من مثله ما
يركبون )* ( يس : 41 ، 42 ) أي السفن على القول الصحيح الذي رجحه القرطبى و ابن
كثير و ابن القيم و غيرهم .
ففي هذا دليل على ضعف هذا الحديث و كونه منكرا ، والله أعلم .
و يؤيد هذا قوله صلى الله عليه وسلم : " المائد في البحر الذي يصيبه القيء له
أجر شهيد الغرق و الغرق له أجر شهيدين " ، رواه أبو داود و البيهقي عن أم حرام
رضي الله عنها بسند حسن و هو مخرج في " الإرواء ( 1149) .
ففيه حض على ركوب البحر حضا مطلقا غير مقيد بغزو و نحوه ، و فيه دليل على أن
الحج لا يسقط بكون البحر بينه و بين مكة ، و هو مذهب الحنابلة و أحد قولي
الشافعي ، و قال في قوله الآخر : يسقط ، و احتج له بعضهم بهذا الحديث المنكر
كما في " التحقيق " لابن الجوزي ( 2 / 73 - 74 ) و ذلك من آثار الأحاديث
الضعيفة !

(2/56)


480 - " من صام يوم الأربعاء و الخميس كتب له براءة من النار " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 693 ) :
ضعيف .
رواه أبو يعلى عن ابن عباس مرفوعا ، و ضعفه المنذري في " الترغيب "
( 2 / 86 ) ، و بين السبب الهيثمي فقال ( 3 / 198 ) :
و فيه أبو بكر بن أبي مريم ، هو ضعيف ثم وقفت على إسناده فوجدت فيه ثلاث علل
أخرى : ضعف راو أخر و عنعنة بقية و اضطراب ابن أبي مريم في إسناده و تفصيل ذلك
سيأتي برقم ( 5021 ) .

(2/57)


481 - " أكل الشمر أمان من القولنج " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 694 ) :
موضوع .
رواه أبو نعيم الأصبهاني في " الطب " ( ق 139 / 1 ) من طريق أبي نصر أحمد بن
محمد ، حدثنا موسى بن إبراهيم عن إبراهيم بن أبي يحيى عن صالح مولى التوأمة عن
أبي هريرة مرفوعا .
قلت : و هذا موضوع و علته إبراهيم بن أبي يحيى و هو الأسلمي مولاهم أبو إسحاق
المدني و هو كذاب ، صرح بتكذيبه جماعات من الأئمة ، منهم يحيى بن سعيد و ابن
معين و ابن المديني و ابن حبان و غيرهم ، و مع هذا فقد روى عنه الشافعي و احتج
به و قد أنكر ذلك عليه إسحاق بن راهويه كما رواه ابن أبي حاتم في " آداب
الشافعي " ( ص 178 ) ، و قد قال ابن أبي حاتم في مكان آخر منه ( 223 ) :
لم يتبين للشافعي أنه كان يكذب ، و قال البزار : كان يضع الحديث ، و كان يوضع
له مسائل فيضع لها إسنادا و كان قدريا و هو من أستاذي الشافعي ، و عز علينا .
قلت : و اللذان دونه لم أعرفهما ، و صالح مولى التوأمة ضعيف .
ثم بدا لي أنه يحتمل أن يكون موسى بن إبراهيم هو أبو عمران المروزي فإن يكن هو
فهو متهم أيضا .

(2/58)


482 - " غسل القدمين بالماء البارد بعد الخروج من الحمام أمان من الصداع " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 695 ) :
موضوع .
أبو نعيم في " الطب " من طريق أبي نصر أحمد بن محمد بإسناد الحديث المذكور قبله
، و قد علمت أنه موضوع ، و هذا الحديث و الذي قبله مما شان به السيوطي كتابه "
الجامع الصغير " ، و لم يتكلم عليها شارحه المناوي بشيء فكأنه لم يقف على
إسنادهما .

(2/59)


483 - " إن الله يحب كل قلب حزين " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 695 ) :
ضعيف .
رواه ابن أبي الدنيا في " كتاب الهم و الحزن " ( ورقة 2 وجه 1 من مخطوطة
الظاهرية 76 مجموع ) و ابن عدي ( 37 / 2 ) و القضاعي ( 89 / 2 ) و ابن عساكر (
13 / 205 / 2 ) من طريق أبي بكر بن أبي مريم عن ضمرة بن حبيب عن أبي الدرداء
مرفوعا ، و من هذا الوجه أخرجه أبو محمد المخلدي في " الفوائد " ( 303 / 2 )
و الحاكم ( 4 / 415 ) و أبو نعيم ( 6 / 90 ) من طريق الطبراني و قال الحاكم :
صحيح الإسناد ، و رده الذهبي بقوله : قلت : مع ضعف أبي بكر ، منقطع .
يعني بالانقطاع ما بين ضمرة و أبي الدرداء فإن بين وفاتيهما نحو مئة سنة .
و أبو بكر بن أبي مريم ضعيف جدا ، و من هذا تعلم أن قول الهيثمي في " المجمع "
( 10 / 309 / 310 ) : رواه البزار و الطبراني و إسنادهما حسن .
غير حسن ، لأن مداره عند الطبراني على أبي بكر هذا كما عرفت ، و كذلك عند
البزار فيما يظهر ، و إلا لفرق الهيثمي بين إسناديهما كما هي عادته ، و قد ضعف
أبا بكر هذا الهيثمي نفسه في حديث آخر تقدم قريبا ( 480 ) .
و رواه المعافى بن عمران في " الزهد " ( 258 / 2 ) عن إسماعيل بن عياش عن
إسماعيل بن رافع و غيره أنه مكتوب في التوراة أو النبي صلى الله عليه وسلم قال
: فذكره ، و هذا مع التردد في رفعه معضل ضعيف جدا ، ثم تبين من كشف الأستار ( 4
240 / 3624 ) أن البزار رواه من طريق عبد الله بن صالح حدثني معاوية بن صالح عن
ضمرة بن حبيب به ، فليس فيه إلا الانقطاع ، لكن ابن صالح فيه ضعف .

(2/60)


484 - " إن من المثلة أن ينذر الرجل أن يحج ماشيا ، فمن نذر أن يحج ماشيا فليهد هديا
و يركب " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 696 ) :
ضعيف .
أخرجه الحاكم ( 4 / 305 ) و أحمد ( 4 / 429 ) من طريق صالح بن رستم أبي عامر
الخزاز حدثني كثير بن شنظير عن الحسن عن عمران بن حصين مرفوعا ، و قال
الحاكم : صحيح الإسناد ، و أقره الذهبي ثم الزيلعي في " نصب الراية "
( 3 / 305 ) ثم الحافظ العسقلاني في " الدراية " ( 242 ) .
و هذا الذي حملني على إيراده كيلا يغتر بذلك من لا علم عنده ، فإن لهذا الإسناد
علتين :
الأولى : ضعف أبي عامر هذا ، قال الحافظ في " التقريب " : صدوق كثير الخطأ .
و الأخرى عنعنة الحسن و هو البصري ، و كان مدلسا ، و قد روى أحمد و غيره من طرق
عن الحسن عن عمران النهي عن المثلة و ليس فيه هذا الذي رواه أبو عامر فدل على
ضعفه ، و كذلك جاءت أحاديث كثيرة في أمر من نذر الحج ماشيا أن يركب و يهدى هديا
، و ليس في شيء منها ، أن نذر الحج ماشيا من المثلة ( راجع نيل الأوطار 8 / 204
ـ 207 ) .

(2/61)


485 - " من خاف الله خوف الله منه كل شيء ، و من لم يخف الله خوفه الله من كل شيء " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 697 ) :
منكر .
رواه القضاعي ( 36 / 2 ) عن عامر بن المبارك العلاف قال : أخبرنا سليمان بن
عمرو عن إبراهيم بن أبي علقمة عن واثلة بن الأسقع مرفوعا .
قلت : و هذا سند ضعيف ، لم أعرف أحدا من رجاله غير سليمان بن عمرو ، و أظنه
سليمان بن أبي سليمان و اسمه فيروز و يقال : عمرو أبو إسحاق الشيباني مولاهم
الكوفي و هو ثقة
ثم تكشفت لي - و الحمد لله - علة الحديث ، فقد رجعت إلى ترجمة إبراهيم بن أبي
عبلة من " تهذيب الكمال " ، فوجدته قد ذكر في الرواة عنه سليمان بن وهب ، فألقي
في النفس : العلة سليمان بن عمرو هذا ، فرجعت إلى " اللسان " فوجدت فيه ما نصه
: سليمان بن وهب النخعي ، أخرج أبو الفضل بن طاهر في الكلام على أحاديث الشهاب
من طريق يحيى بن عثمان بن صالح عن سليمان بن وهب عن إبراهيم بن أبي عبلة عن
خالد بن معدان عن أبي الدرداء رضي الله عنه رفعه : فذكر حديثا .....
قال ابن طاهر : سليمان بن وهب هو النخعي ، و وهب جده ، و هو سليمان بن عمرو
، و قد تقدم .
قلت : فتبين لي أن سليمان بن عمرو هذا هو النخعي ، و هو كذاب وضاع مشهور بذلك ،
و قد تقدمت له أحاديث ، فراجع " فهرست الرواة " في آخر المجلد .
و لعل من التساهل أيضا قول السخاوي في " المقاصد " بعد أن ذكره من حديث واثلة و
الحسين بن علي و ابن مسعود : و في الباب عن علي ، و بعضها يقوي بعضا .
و ذلك لأن حديث واثلة و ابن مسعود لا يجوز الاستشهاد بها ، لشدة ضعفها ، و حديث
الحسين و علي لم يذكر من حال إسنادهما ما يمكن أن يقوى أحدهما بالآخر !
و الحديث ذكره المنذري في " الترغيب " ( 4 / 141 ) من رواية أبي الشيخ في
" الثواب " ، ثم قال : و رفعه منكر .
و كذلك ذكره الحافظ العراقي في " تخريج الإحياء " ( 2 / 128 ) و زاد :
و للعقيلي في " الضعفاء " نحوه من حديث أبي هريرة ، و كلاهما منكر .
قالت : فيه تساهل واضح ، فإن في إسناد هذا كذابا أيضا ، كما سيأتي بيانه برقم
( 4544 ) .

(2/62)


486 - " ما من أهل بيت يموت منهم ميت فيتصدقون عنه بعد موته إلا أهداها له جبريل عليه
السلام على طبق نور ، ثم يقف على شفير القبر فيقول : يا صاحب القبر العميق :
هذه هدية أهداها إليك أهلك فاقبلها ، فيدخل عليه فيفرح بها و يستبشر ، و يحزن
جيرانه الذين لا يهدى إليهم شيء " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 699 ) :
موضوع .
رواه الطبراني في " المعجم الأوسط " ( 1 / 95 / 2 ـ من زوائد المعجمين ) :
حدثنا محمد بن داود بن أسلم الصدفي ، حدثنا الحسن بن داود بن محمد المنكدري ،
حدثنا محمد بن إسماعيل بن أبي فديك سمعت أبا محمد الشامي يحدث أنه سمع أبا
هريرة أنه سمع أنس بن مالك يقول .... فذكره مرفوعا ، و قال :
لا يروي عن أنس إلا بهذا الإسناد ، تفرد به محمد بن إسماعيل .
قلت : و هو صدوق من رجال الشيخين ، و إنما آفة الحديث من شيخه أبي محمد الشامي
قال الذهبي : روى حديثا عن بعض التابعين منكرا ، قال الأزدي : كذاب .
و كذا في " اللسان " ، و كأنهما أرادا بالحديث المنكر هذا ، و قال الهيثمي في "
المجمع " ( 3 / 139 ) : رواه الطبراني في الأوسط و فيه أبو محمد الشامي ، قال
عنه الأزدي : كذاب .

(2/63)


487 - " ما على أحدكم إذا أراد أن يتصدق لله صدقة تطوعا أن يجعلها عن والديه إذا كانا
مسلمين فيكون لوالديه أجرها و له مثل أجورهما بعد أن لا ينقص من أجورهما شيء "
.

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 700 ) :
ضعيف .
رواه ابن سمعون الواعظ في " الأمالي " ( 1 / 54 / 1 ) و محمد بن سليمان الربعي
في " جزء من حديثه " ( 212 / 2 ) و ابن عساكر في " حديث أبو الفتوح عبد الخلاق
( ورقة 236 / 1 من مجموع الظاهر 92 ) من طريق عبد الحميد ابن حبيب ، أنبأنا
الأوزاعي عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده مرفوعا .
و هذا إسناد ضعيف ، عبد الحميد بن حبيب هو كاتب الأوزاعي ، قال البخاري و غيره
: ليس بالقوي ، و رواه ابن مخلد في " المنتقى من أحاديثه " ( 2 / 88 / 1 ـ 2 )
عن عباد بن كثير عن عمرو بن شعيب به ، و عباد هذا متهم فلا قيمة لمتابعته .
و قال الحافظ العراقي في " تخريج الإحياء " ( 2 / 193 ) :
رواه الطبراني في الأوسط بسند ضعيف دون قوله : إذا كانا مسلمين .
و ذكر الهيثمي ( 3 / 139 ) أن في سند الطبراني خارجة بن مصعب الضبي ، قال :
و هو ضعي

(2/64)


488 - " هزوا غرابيلكم بارك الله فيكم " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 700 ) :
لا أصل له .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في " الفتاوى " ( 2 / 196 ) : و ما يروونه عن النبي
صلى الله عليه وسلم : لما قدم إلى المدينة خرجن بنات النجار بالدفوف و هن يقلن
: طلع البدر علينا من ثنيات الوداع
إلى آخر الشعر ، فقال لهن رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا الحديث ، فمما لا
يعرف عنه صلى الله عليه وسلم ، و ضرب الدف في الأفراح صحيح ، فقد كان على عهده
صلى الله عليه وسلم .

(2/65)


489 - " إذا اشتد كلب الجوع فعليك برغيف و جر من ماء القراح ، و قل : على الدنيا
و أهلها مني الدمار " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 701 ) :
موضوع .
عزاه السيوطي في " الجامع " لابن عدي و البيهقي في الشعب عن أبي هريرة و تعقبه
الشارح المناوي بقوله : و فيه الحسين بن عبد الغفار ، قال الدارقطني : متروك ،
و الذهبي : متهم ، و أبو يحيى الوقار ، قال الذهبي : كذاب .
قلت : أبو يحيى هذا اسمه زكريا بن يحيى ، قال ابن عدي في ترجمته من الكامل : (
148 / 1 ) ، يضع الحديث ، و أخبرني بعض أصحابنا عن صالح جزرة أنه قال : حدثنا
أبو يحيى الوقار و كان من الكذابين الكبار ، ثم قال ابن عدي :
و له أحاديث موضوعات كان يتهم الوقار بوضعها ، و الصالحون قد وسموا بهذا الاسم
أن يرووا أحاديث في فضائل الأعمال موضوعة بواطل ، و يتهم جماعة منهم بوضعها . و
قال في ترجمة الحسين بن عبد الغفار ( 98 ) : حدث بأحاديث مناكير .
و تناقض المناوي ففي " الفيض " أعله بما تقدم ، و في " التيسير " قال : إسناده
ضعيف .
قلت : و قد وجدت للحديث طريقا أخرى عن أبي هريرة ليس فيها متهم بالوضع ، و هو
الحديث الآتى عقب هذا ، و ليس فيه : و قل : " على الدنيا و أهلها مني الدمار "
و إنما فيه : " و على الدنيا و أهلها الدمار " ، فهذا إخبار ، و الأول إنشاء
و أمر ، و لا يخفى الفرق بينهما .

(2/66)


490 - " يا أبا هريرة إذا اشتد الجوع فعليك برغيف و كوز من ماء ، و على الدنيا
و أهلها الدمار " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 702 ) :
ضعيف .
أخرجه ابن بشران في " الأمالي " ( ورقة 14 / 1 ـ من مجموع الظاهرية 82 )
و أبو بكر بن السني في " كتاب القناعة " ( ورقة 237 / 1 ) من طريق كثير بن واقد
، ( و قال أبو بكر : عيسى بن واقد البصري ) عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن
أبي هريرة مرفوعا .
و كثير بن واقد ، أو عيسى بن واقد ، لم أجد من ذكره ، و رواه الديلمي ( 4 / 266
) عنه فسماه عيسى بن موسى و لم أعرفه أيضا و قد تابعه الماضي بن محمد عن محمد
بن عمرو به إلا أنه قال : " على الدنيا و أهلها مني الدمار " أي باللفظ الذي
قبله أخرجه ابن السني و ابن عدي في ترجمة الماضي هذا ( 6 / 20425 ) و قال :
مصري منكر الحديث و عامة ما يرويه لا يتابع عليه و لا أعلم روى عنه غير ابن وهب
و قال ابن أبي حاتم ( 4 / 1 / 442 ) عن أبيه : لا أعرفه و الحديث الذي رواه
باطل و هو منكر الحديث كما قال ابن عدي ، و قد روي الحديث بإسناد موضوع و بلفظ
مغاير لهذا بعض الشيء ، و هو الذي قبله .

(2/67)


491 - " نهى عن بيع و شرط " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 703 ) :
ضعيف جدا .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في " الفتاوى " ( 18 / 63 ) حديث باطل ليس في شيء من
كتب المسلمين و إنما يروى في حكاية منقطعة ، و قال فيها أيضا ( 29 / 132 ) ، و
في ( 3 / 326 ) : يروى في حكاية عن أبي حنيفة و ابن أبي سلمة و شريك ، ذكره
جماعة من المصنفين في الفقه ، و لا يوجد في شيء من دواوين الحديث ، و قد أنكره
أحمد و غيره من العلماء ، ذكروا أنه لا يعرف ، و أن الأحاديث الصحيحة تعارضه ،
و أجمع العلماء المعروفون من غير خلاف أعلمه أن اشتراط صفة في المبيع و نحوه
كاشتراط كون العبد كاتبا أو صانعا ، أو اشتراط طول الثوب أو قدر الأرض و نحو
ذلك ، شرط صحيح .
قلت و قد أشكل هذا على بعض الطلبة في المدينة المنورة فذكر ما أخرجه الحاكم في
" علوم الحديث " ( ص 128 ) بأسانيد له عن عبد الله بن أيوب بن زاذان الضرير قال
: حدثنا محمد بن سليمان الذهلي قال : حدثنا عبد الوارث بن سعيد قال :
قدمت مكة ، فوجدت بها أبا حنيفة ، و ابن أبي ليلى ، و ابن شبرمة فسألت أبا
حنيفة فقلت : ما تقول في رجل باع بيعا و شرط شرطا ؟ قال : البيع باطل و الشرط
باطل .
ثم أتيت ابن أبي ليلى ، فسألته ؟ فقال : البيع جائر ، و الشرط جائز
فقلت : يا سبحان الله ثلاثة من فقهاء العراق اختلفتم علي في مسألة واحدة فأتيت
أبا حنيفة فأخبرته ، فقال : ما أدري ما قالا ، حدثني عمرو بن شعيب عن أبيه عن
جده أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن بيع و شرط ، البيع باطل و الشرط باطل .
ثم أتيت ابن أبي ليلى ، فأخبرته ، فقال : ما أدري ما قالا ، حدثني هشام بن عروة
عن أبيه عن عائشة قالت : أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أشتري بريرة
فأعتقها . البيع جائز ، و الشرط باطل . ثم أتيت ابن شبرمة ، فأخبرته ، فقال :
ما أدري ما قالا ، حدثني مسعر بن كدام عن محارب بن دثار عن جابر قال : بعت من
النبي صلى الله عليه وسلم ناقة ، و شرط لي حملانها إلى المدينة .
البيع جائز و الشرط جائز .
أقول : و لا إشكال في هذا ، لأن السند مداره على ابن زاذان ، و هو شديد الضعف ،
لقول الدارقطني فيه : متروك . و شيخه الذهلي ، لم أعرفه .
و من هذا الوجه أخرجه الطبراني في " الأوسط " ( 1 / 264 / 4521 ) .
ثم لو صح السند بذلك إلى أبي حنيفة ، لم يصح حديثه ، لما هو معروف من حال أبي
حنيفة رحمه الله في الحديث ، كما سبق بيانه ( ص 536 ، 625 ) و لذلك استغرب
حديثه هذا الحافظ ابن حجر في " بلوغ المرام " ( 3 / 20 - بشرحه سبل السلام )
و عزاه للطبراني أيضا في " الأوسط " و استغربه النووي أيضا و حق لهم ذلك ،
فالحديث محفوظ من طرق عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده بلفظ :
" نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن شرطين في بيع .... " .
أخرجه أصحاب السنن ، و الطحاوي ، و غيرهم ، و هو مخرج في " الإرواء " ( 1305 )
.
فهذا هو أصل الحديث ، وهم أبو حنيفة رحمه الله في روايته إن كان محفوظا عنه ،
و الله أعلم .

(2/68)


492 - " سلوا الله عز وجل من فضله ، فإن الله يحب أن يسأل ، و أفضل العبادة انتظار
الفرج " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 705 ) :
ضعيف جدا .
رواه الترمذي ( 4 / 279 ) و ابن أبي الدنيا في " القناعة و التعفف " ( ج 1 ورقة
106 / 1 من مجموع الظاهرية 90 ) و عبد الغني المقدسي في " الترغيب في الدعاء "
( 89 / 2 ) من طريق حماد بن واقد قال : سمعت إسرائيل بن يونس عن أبي إسحاق
الهمداني عن أبي الأحوص عن ابن مسعود مرفوعا ، و قال الترمذي :
هكذا روى حماد بن واقد هذا الحديث ، و حماد ليس بالحافظ ، و روى أبو نعيم هذا
الحديث عن إسرائيل عن حكيم بن جبير عن رجل عن النبي صلى الله عليه وسلم ،
و حديث أبي نعيم أشبه أن يكون أصح .
قلت : و حكيم بن جبير أشد ضعفا من ابن واقد فقد اتهمه الجوزجاني بالكذب و إذا
كان الأصح أن الحديث حديثه فهو حديث ضعيف جدا .
و الشطر الأخير من الحديث رواه البزار و البيهقي في " الشعب " و القضاعي من
حديث أنس ، و قال الهيثمي في " المجمع " ( 18 / 147 ) بعد أن عزاه للأول :
و فيه من لم أعرفه .

(2/69)


493 - " نهى أن يركب ثلاثة على دابة " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 706 ) :

ضعيف .
روي من حديث جابر : قال الهيثمي في " المجمع " ( 8 / 109 ) : رواه الطبراني في
" الأوسط " و فيه سليمان بن داود الشاذكوني و هو متروك .
قلت : لأنه كان يكذب كما تقدم ، لكن روى الحديث بإسناد خير من هذا ، فقال أبو
بكر بن أبي شيبة في " كتاب الأدب " ( 1 / 153 / 1 ) : حدثنا عبد الرحيم بن
سليمان عن إسماعيل عن الحسن عن مهاجر بن قنفذ قال : كنا نتحدث معه إذ مر ثلاثة
على حمار فقال للآخر منهم : انزل لعنك الله قال ، فقيل له : أتلعن هذا الإنسان
؟ قال : فقال : قد نهينا أن يركب الثلاثة على الدابة .
و إسماعيل هو بن مسلم البصري المكي و هو ضعيف ، ثم روى ابن أبي شيبة بإسناد
صحيح عن زاذان أنه قال كذا رأى ثلاثة على بغل فقال : لينزل أحدكم فإن رسول الله
صلى الله عليه وسلم لعن الثالث .
و هذا مرسل صحيح الإسناد ، لأن زاذان و هو أبو عبد الله الكندي ثقة من رجال
مسلم ، و قد صح ركوبه صلى الله عليه وسلم على الدابة و أمامه عبد الله بن جعفر
، و خلفه الحسن أو الحسين رواه مسلم ، و هو مخرج في " صحيح أبي داود " ( 2312 )
فإن صح النهي حمل على الدابة التي لا تطيق ، و ذلك من باب الرفق بالحيوان و قد
صح في ذلك الكثير الطيب انظر المجلد الأول من " الصحيحة " .

(2/70)


494 - " رب عابد جاهل ، و رب عالم فاجر ، فاحذروا الجهال من العباد ، و الفجار من
العلماء ، فإن أولئك فتنة الفتناء " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 707 ) :
موضوع .
رواه بن عدي في الكامل ( ورقة 33 ـ 34 من مخطوطة ظاهرية دمشق رقم 364 ـ حديث )
و من طريقه ابن عساكر في المجلس الرابع عشر في " ذم من لا يعمل بعلمه " ( ورقة
56 وجه 1 ـ 2 من مجموع الظاهرية رقم 77 ) و في " التاريخ " ( 3 / 154 / 2 ) من
طريق بشر بن إبراهيم قال : حدثنا ثور بن يزيد عن خالد بن معدان عن
أبي أمامة مرفوعا ، و قال ابن عساكر : تفرد به بشر هذا .
قلت : و هو وضاع ، و قال ابن عدي : إنه منكر الحديث عن الثقات و الأئمة ، ثم
ساق له أحاديث و قال : إنها بواطيل ، و ضعها بشر .
قلت : و هذه أحدها ، ثم قال : و هو عندي ممن يضع الحديث على الثقات ، و قال ابن
حبان : كان يضع الحديث ، ثم رواه ابن عدي ( 400 / 1 ) في ترجمة محفوظ بن بحر
عنه عن عمر بن موسى عن خالد بن معدان به دون قول " فإن أولئك .. " ، و قال :
منكر ، عن خالد بن معدان و الراوي عنه عمر بن موسى و يقال له : ابن وجيه ،
ضعيف .
قلت : و هو ممن يضع الحديث كما تقدم مرارا ، و محفوظ هذا قال أبو عروبة : كان
يكذب ، لكن قال ابن عدي عقبه : و ليس هذا من قبل محفوظ كأنه يشير إلى أن المتهم
به هو ابن وجيه هذا و بشر بن إبراهيم ، و هذا الحديث مما أورده السيوطي في
كتابه " الجامع الصغير " و من عجيب أمره أنه ذكره من رواية ابن عدي الذي ساقه
في ترجمة هذا الوضاع ، ثم سكت السيوطي عن هذا كله ! .

(2/71)


495 - " من حج من مكة ماشيا حتى يرجع إلى مكة كتب الله له بكل خطوة سبعمائة حسنة ، كل
حسنة مثل حسنات الحرم ، قيل : و ما حسنات الحرم ؟ قال : لكل حسنة مائة ألف حسنة
" .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 709 ) :
ضعيف جدا .
أخرجه الطبراني في " الكبير " ( 3 / 169 / 1 ) و في " الأوسط " ( 1 / 112 / 2 )
و الدولابي في " الكنى " ( 2 / 13 ) و الحاكم ( 1 / 461 ) و البيهقي ( 10 / 78
) من طريق عيسى بن سوادة عن إسماعيل بن أبي خالد عن زاذان عن ابن عباس
مرفوعا ، و قال الطبراني : لم يروه عن إسماعيل إلا عيسى .
قلت : و هو ضعيف جدا ، و أما الحاكم فقال : صحيح الإسناد ، و رده الذهبي بقوله
: ليس بصحيح ، أخشى أن يكون كذبا ، و عيسى قال أبو حاتم : منكر الحديث .
قلت : و تمام كلام أبي حاتم كما في " الجرح و التعديل " ( 3 / 1 / 277 ) :
ضعيف ، روى عن إسماعيل بن أبي خالد عن زاذان عن ابن عباس عن النبي صلى الله
عليه وسلم حديثا منكرا .
قلت : كأنه يعني هذا ... ، و الحديث أورده المنذري في " الترغيب " ( 2 / 108 )
و قال : رواه ابن خزيمة في " صحيحه " و الحاكم كلاهما من رواية عيسى بن سوادة و
قال الحاكم : صحيح الإسناد ، و قال ابن خزيمة : إن صح الخبر ، فإن في القلب من
عيسى بن سوادة شيئا ، قال الحافظ المنذري : قال البخاري : هو منكر الحديث .
قلت : ففي قول البخاري هذا إشارة إلى اتهامه و أنه لا تحل الرواية عنه كما سبق
التنبيه عليه مرارا ، و انظر الصفحة الآتية ( 118 ) و قد أفصح بذلك ابن معين
فقال فيه : كذاب ، رأيته ، ثم وجدت له متابعا ، فقال أبو علي الهروي في الأول
من الثاني من " الفوائد " ( 9 / 2 ) : حدثنا سليمان بن الفضل بن جبريل حدثنا
محمد بن سليمان حدثنا سفيان بن عيينة عن إسماعيل بن أبي خالد به ، إلا أنه أوقف
الشطر الأخير منه على ابن عباس ، و هو : " بكل حسنة مائة ألف حسنة " .
و هذا سند واه ، سليمان بن الفضل بن جبريل لم أجد له ترجمة ، و لعله الذي في
" الكامل " لابن عدي ( 161 / 1 ) : سليمان بن الفضل عن ابن المبارك قال ابن عدي
: رأيت له غير حديث منكر ، و قال أيضا : ليس بمستقيم الحديث . والله أعلم .

(2/72)


496 - " إن للحاج الراكب بكل خطوة تخطوها راحلته سبعين حسنة ، و الماشي بكل خطوة
يخطوها سبعمائة حسنة " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 710 ) :
ضعيف .
أخرجه الطبراني في الكبير ( 3 / 165 / 2 ) و الضياء في " المختارة " ( 204 / 2
) من طريق يحيى بن سليم عن محمد بن مسلم الطائفي عن إسماعيل بن أمية عن سعيد بن
جبير عن ابن عباس مرفوعا .
قلت : و هذا إسناد ضعيف ، يحيى بن سليم و محمد بن مسلم ضعفهما أحمد و غيره ،
و قد اضطرب أحدهما في إسناده فمرة رواه هكذا و مرة قال : إبراهيم بن ميسرة بدل
إسماعيل بن أمية ، أخرجه الأزرقي في " أخبار مكة " ( ص 254 ) و كذا الضياء من
طريق الطبراني ، و أبو نعيم في " أخبار أصبهان " ( 2 / 354 ) و مرة قال :
إسماعيل بن إبراهيم ، رواه البزار كما في " المجمع " ( 3 / 209 ) و مرة أخرى
أسقطه فقال : عن محمد بن مسلم الطائفي عن سعيد بن جبير ، ذكره ابن أبي حاتم في
" علل الحديث " ( 1 / 279 ) و قال : قال أبي : محمد بن مسلم عن سعيد بن جبير ،
مرسل ، و هذا حديث يروي عن ابن سيش رجل مجهول ، و ليس هذا بحديث صحيح .
و رواه ابن عدي ( ق 226 / 1 ) من طريق عبد الله بن محمد القدامي حدثنا محمد بن
مسلم الطائفي عن إبراهيم بن ميسرة عن سعيد بن جبير به ، و لفظه : " من حج راكبا
كان له بكل خطوة حسنة ، و من حج ماشيا كان له بكل خطوة سبعين حسنة من حسنات
الحرم ، قال : قلت : و ما حسنات الحرم ؟ قال : الحسنة بمائة ألف " و قال :
عبد الله بن محمد القدامي عامة حديثه غير محفوظ و هو ضعيف .
قلت : و جملة القول : أن الحديث ضعيف ، لضعف راويه ، و اضطرابه في سنده و متنه
و كيف يكون صحيحا و قد صح أنه عليه الصلاة و السلام حج راكبا ، فلو كان الحج
ماشيا أفضل لاختاره الله لنبيه صلى الله عليه وسلم ، و لذلك ذهب جمهور العلماء
إلى أن الحج راكبا أفضل كما ذكره النووي في " شرح مسلم " ، و راجع رسالتي " حجة
النبي صلى الله عليه وسلم كما رواها عنه جابر رضي الله عنه " ( ص 16 ) من
الطبعة الأولى ، و التعليق ( 16 ) من طبعة المكتب الإسلامي .
و في الحديث عند ابن أبي حاتم ، و أبي نعيم زيادة في آخره تقدمت في الحديث الذي
قبله ، و قد روى بإسناد آخر مختصرا أيضا و هو :

(2/73)


497 - " للماشي أجر سبعين حجة ، و للراكب أجر ثلاثين حجة " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 712 ) :
موضوع .
رواه الطبراني في " الأوسط " ( 1 / 111 ـ 112 ) عن محمد بن المحصن العكاشي
حدثنا إبراهيم بن أبي عبلة عن عبد الواحد بن قيس سمعت أبا هريرة يقول :
" قدم على النبي صلى الله عليه وسلم جماعة من مزينة و جماعة من هذيل و جماعة من
جهينة فقالوا : يا رسول الله خرجنا إلى مكة مشاة ، و قوم يخرجون ركبانا ، فقال
النبي صلى الله عليه وسلم ... فذكره ، و قال : لم يروه عن إبراهيم إلا محمد .
قلت : و هو محمد بن إسحاق بن إبراهيم نسب إلى جده الأعلى ، و هو كذاب و قد مضى
غيره مرة ، و قال الهيثمي ( 3 / 209 ) : و هو متروك ، و قد روى الحديث بلفظ آخر
و هو الذي قبله .

(2/74)


498 - " صائم رمضان فى السفر كالمفطر فى الحضر " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 713 ) :
منكر .
رواه ابن ماجه ( 1 / 511 ) و الهيثم بن كليب في " المسند " ( 22 / 2 ) و الضياء
في " المختارة " ( 1 / 305 ) من طريق أسامة بن زيد عن ابن شهاب عن أبي سلمة بن
عبد الرحمن عن أبيه عبد الرحمن بن عوف مرفوعا .
قلت : و هذا إسناد ضعيف و له علتان :
الأولى : الانقطاع لأن أبا سلمة لم يسمع عن أبيه كما في " الفتح " .
الثانية : أسامة بن زيد في حفظه ضعف ، و قد خالفه الثقة و هو ابن أبي ذئب فرواه
عن الزهري ابن شهاب به موقوفا .
رواه النسائي ( 1 / 316 ) و الفريابي في " الصيام " ( 4 / 70 / 1 ) من طرق عنه
و لذلك قال البيهقى في " السنن " ( 4 / 144 ) .
و هو موقوف ، و في إسناده انقطاع ، و روى مرفوعا و إسناده ضعيف .
نعم رواه أبو قتادة عبد الله بن واقد الحراني عن ابن أبي ذئب به مرفوعا ، لكن
أبا قتادة هذا متروك ، و في الطريق إليه آخر ضعيف أخرجه الخطيب ( 11 / 383 ) .
و قد رواه النسائي من طريق ابن أبي ذئب عن الزهري عن حميد بن عبد الرحمن بن عوف
عن أبيه موقوفا أيضا ، و إسناده صحيح ، فهذا يؤيد خطأ من رفعه عن
عبد الرحمن بن عوف ، و قد ذكر الضياء أن الدارقطني أيضا صحح وقفه على
عبد الرحمن .

(2/75)


499 - " الصبر نصف الإيمان و اليقين الإيمان كله " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 714 ) :
منكر .
رواه ابن الأعرابي في " معجمه " ( 56 / 2 ) و تمام الرازي ( 9 / 138 / 1 )
و أبو الحسن الأزدي في " المجلس الأول من المجالس الخمسة " ( 16 - 17 ) و أبو
نعيم في " الحلية " ( 5 / 34 ) و الخطيب في " تاريخه " ( 13 / 226 ) و القضاعي
في " مسنده " ( 6 ب / 2 ) من طريق يعقوب بن حميد بن كاسب عن محمد بن خالد
المخزومي عن سفيان الثوري عن زبيد الأيامي عن أبي وائل عن ابن مسعود مرفوعا
، و قال أبو نعيم و الخطيب : تفرد به المخزومي عن سفيان بهذا الإسناد .
قلت : و المخزومي هذا ، قال الذهبي في " الميزان " :
قال ابن الجوزي : مجروح ، قلت ، له عن الثوري .... مرفوعا : اليقين الإيمان كله
، و هذا المتن ذكره البخاري تعليقا في كتاب الإيمان ، و لم يقل فيه : قال النبي
صلى الله عليه وسلم .
و قال الحافظ في " اللسان " : قال أبو علي النيسابوري : هذا حديث منكر لا أصل
له من حديث زبيد و لا من حديث الثوري ، و قال في " الفتح " ( 1 / 41 ) :
هذا التعليق طرف من أثر وصله الطبراني بسند صحيح ، و بقيته : و الصبر نصف
الإيمان ، و أخرجه أبو نعيم و البيهقي في الزهد من حديثه يعني ابن مسعود و لا
يثبت رفعه .
قلت : و يعقوب بن حميد فيه ضعف من قبل حفظه و به أعل الحديث المناوي و هو قصور
بين ، ثم ذكر عن البيهقي أنه قال : و المحفوظ عن ابن مسعود من قوله غير مرفوع .

(2/76)


500 - " ليس بخيركم من ترك دنياه لآخرته ، و لا آخرته لدنياه حتى يصيب منهما جميعا ،
فإن الدنيا بلاغ إلى الآخرة " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 715 ) :
باطل .
رواه الخطيب في كتاب " تلخيص المتشابه في الرسم " ( ج 13 ورقة 136 / 1 ) من
طريق محمد بن هاشم البعلبكي حدثني أبي هاشم بن سعيد عن يزيد بن زياد البصري
و كان يسكن صور عن حميد الطويل عن أنس بن مالك مرفوعا .
و من هذا الوجه رواه ابن عساكر في " تاريخه " ( 18 / 143 / 1 ) و زاد في آخره .
" و لا تكونوا كلا على الناس " و من طريق ابن عساكر فقط أورده السيوطي في
" الجامع الصغير " ، و ذكر في كتابه " الحاوي للفتاوي " ( 2 / 201 ) أنه
رواهالديلمي أيضا من هذا الوجه .
قلت : و هذا إسناد ضعيف جدا ، و آفته يزيد هذا و هو الدمشقي و يقال فيه :
ابن أبي زياد ، و هو متهم ، قال البخاري : منكر الحديث ، و كذا قال أبو حاتم ،
و قال مرة : ضعيف الحديث ، كأن حديثه موضوع .
قلت : و قد جزم أبو حاتم في حديث آخر يزيد هذا أنه موضوع ، و سيأتي بعد حديثين
، و قد اشتهر عن البخاري أنه قال :
كل من قلت فيه : منكر الحديث فلا تحل الرواية عنه نقله الذهبي في " الميزان " (
1 / 5 ) .
فالحديث بهذا الإسناد واه جدا .
و قد وهم الشيخ عبد الحي الكتانى في " الترابيب الإدارية " حيث ذكر فيه ( 1 /
10 ) أن السيوطي صحح حديث ابن عساكر هذا في " الحاوي " و هذا خطأ فاحش ، فلم
يصححه السيوطي في الموضع الذي سبقت الإشارة إليه من الحاوي ، فإن كان صححه في
مكان آخر منه و هذا بعيد فهو وهم من السيوطي نفسه رحمه الله ، و كم له من مثل
ذلك ، ثم رأيت الحديث قد رواه ابن أبي حاتم في " العلل " ( 2 / 124 - 125 ) من
طريق الوحاظي عن يزيد بن زياد الدمشقي به و قال : و قال أبي : هذا حديث باطل ،
ثم وجدت ليزيد متابعا ، فقال أبو نعيم في " أخبار أصبهان " ( 2 / 197 ) حدثنا
أبي حدثنا محمد بن أحمد بن يزيد حدثنا أبو بكر محمد بن عيسى حدثنا أبو اليمان
الحكم بن نافع حدثنا سعيد بن كثير عن حميد به ، و هذه متابعة قوية فإن سعيد بن
كثير هذا و هو ابن عفير المصري ثقة من رجال الشيخين ، و لكن في الطريق إليه من
يسرق الحديث و هو محمد بن أحمد بن يزيد و هو السلمي ، قال ابن عدي :
يسرق الحديث ،و مثله شيخه محمد بن عيسى و هو الطرسوسي ، قال ابن عدي :
و هو في عداد من يسرق الحديث ، و عامة ما يرويه لا يتابعونه عليه
قلت : فهو أو السلمي آفة هذا السند فلا يفرح بهذه المتابعة .
و الحديث في نسخة نبيط بن شريط الموضوعة ( برقم 22 ) .
و قد روى موقوفا ، أخرجه ابن شاهين في " الفوائد " ( ورقة 1 / 2 ) و ابن عساكر
( 4 / 155 / 1 ) من طريق شمر بن عطية قال : قال حذيفة ... فذكره نحوه موقوفا .
و هذا إسناد منقطع بين شمر و حذيفة ، لأن شمرا إنما يروي عن أبي وائل و نحوه من
التابعين ، لكن رواه المعافى بن عمران في " الزهد " ( ق 255 / 1 ) و القاسم
السرقسطي في " غريب الحديث " ( 2 / 59 / 1 ) و ابن عساكر عن محمد بن قيس عن
عمرو بن مرة قال : قال حذيفة ... فذكره نحوه ، بيد أنه يبدو أنه منقطع أيضا بين
عمرو و حذيفة ، و هذا الموقوف مع ضعفه أولى من المرفوع لشدة ضعف إسناد المرفوع
و لقول الإمام أبي حاتم فيه : حديث باطل ، و قديما قالوا :
إذ قالت حذام فصدقوها فإن القول ما قالت حذام .

(2/77)


501 - " خيركم من لم يترك آخرته لدنياه ، و لا دنياه لآخرته ، و لم يكن كلا على الناس
" .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 1 ) :
موضوع . أخرجه أبو بكر الأزدي في " حديثه " ( 5 / 1 ) و أبو محمد الضراب في
" ذم الرياء " ( 293 / 1 ) و الخطيب في " تاريخ بغداد " ( 4 / 221 ) عن نعيم بن
سالم بن قنبر عن أنس بن مالك مرفوعا . و هذا إسناد موضوع ، نعيم بن سالم
أورده هكذا في " اللسان " و قال : " قال ابن القطان : " لا يعرف " . قلت : تصحف
عليه اسمه و إلا فهو معروف مشهور بالضعف متروك الحديث ، و أول اسمه ياء مثناة
من تحت ، ثم غين ثم نون ، سيأتي " . ثم قال هناك في " يغنم بن سالم " : " و قال
أبو حاتم : ضعيف ، و قال ابن حبان : كان يضع على أنس ، و قال ابن يونس : حدث عن
أنس فكذب " . و من طريقه رواه الديلمي أيضا ، كما في " الحاوي " ( 2 / 202 )
للسيوطي و " فيض القدير " للمناوي . و قد روي الحديث بإسناد آخر موضوع عن أنس و
هو الذي قبله .

(2/78)


502 - " كفى بالموت واعظا ، و كفى باليقين غنى ، و كفى بالعبادة شغلا " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 1 ) :

ضعيف جدا . رواه أبو سعيد بن الأعرابي في " معجمه " ( 97 / 1 ) و ابن بشران
في " مجلس يوم الجمعة 17 ذي الحجة سنة 412 من الأمالي " ( ورقة 208 / 2 من
مجموع الظاهرية رقم 87 ) و أبو الفتح الأزدي في " المواعظ " ( 7 / 1 ) و
القضاعي ( 114 / 1 ) و القاسم بن عساكر في " تعزية المسلم " ( 2 / 216 / 2 ) و
كذا أبو نعيم " في حديث الكديمي " ( 35 / 2 ) من طريق الربيع بن بدر عن يونس بن
عبيد عن الحسن عن عمار مرفوعا . قلت : و هذا إسناد ضعيف جدا الربيع بن بدر
متروك . ثم إنه روي موقوفا ، فقد أخرجه أحمد في " الزهد " ( 176 ) و ابن أبي
الدنيا في " كتاب اليقين " ( رقم 31 ) بسند صحيح عن جعفر بن سليمان عن يونس قال
: حدثني من سمع عمار بن ياسر يقول : فذكره موقوفا غير مرفوع . و كذلك رواه نعيم
بن حماد في " زوائد زهد ابن المبارك " ( رقم 148 ) عن ابن مسعود موقوفا و هو
الصواب إن شاء الله .

(2/79)


503 - " من أعان على قتل مؤمن بشطر كلمة - لقي الله عز وجل مكتوب بين عينيه آيس من رحمة الله " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 2 ) :
ضعيف . أخرجه ابن ماجة ( 2 / 134 ) و العقيلي في " الضعفاء " ( 457 ) و
البيهقي ( 8 / 22 ) من طريق يزيد بن زياد الشامي عن الزهري عن سعيد بن المسيب
عن أبي هريرة مرفوعا . و قال العقيلي : " يزيد هذا قال البخاري : منكر
الحديث " قال : " و لا يتابعه إلا من هو نحوه " و قال البيهقي : " و يزيد منكر
الحديث " . قلت : و أفاد البخاري بكلمته السابقة أنه لا تحل الرواية عنه فهو
عنده متهم كما تقدم قبل حديثين و ذكر الذهبي في ترجمته عن أبي حاتم أنه قال : "
هذا حديث باطل موضوع " . و أقره الذهبي و أورده ابن الجوزي في " الموضوعات " (
2 / 104 ) من حديث أبي هريرة و عمر و أبي سعيد ، و أعلها كلها ثم قال : " قال
أحمد : " ليس هذا الحديث بصحيح " ، و قال ابن حبان : هذا حديث موضوع لا أصل له
من حديث الثقات " . قلت : و تعقبه السيوطي في " اللآلي " ( 2 / 187 - 188 )
بشواهد أوردها تقتضي أن الحديث ضعيف لا موضوع . قلت : و من شواهده ما أخرجه ابن
لؤلؤ في " الفوائد المنتقاة " ( 218 / 2 ) عن الأحوص عن أبي عون المري عن عروة
ابن الزبير مرفوعا . و هذا مع إرساله ضعيف ، فإن الأحوص - هو ابن حكيم - ضعيف
الحفظ . و منها ما عند أبي نعيم في " أخبار أصبهان " ( 1 / 152 ، 264 ) من طريق
داود بن المحبر عن ضمرة بن جويرية عن نافع عن ابن عمر مرفوعا . و ابن المحبر
كذاب لكن رواه ابن عساكر ( 2 / 382 / 2 ) و كذا البيهقي في " الشعب " كما في "
اللآلي " من طريقين عن عبد الله بن حفص ( و في اللآلي : عبيد الله بن حفص بن
مروان ) عن سلمة بن العيار الفزاري عن الأوزاعي عن نافع به . و رجاله ثقات غير
ابن حفص هذا فلم أجد له ترجمة . و منها ما عند أبي نعيم في " الحلية " ( 5 / 74
) عن حكيم بن نافع قال : حدثنا خلف بن حوشب عن الحكم بن عتيبة عن سعيد بن
المسيب قال : سمعت عمر بن الخطاب يقول : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول :
فذكره و قال : " غريب تفرد به حكيم " . قلت : و هو ضعيف .

(2/80)


504 - " نعم الطعام الزبيب يشد العصب و يذهب بالوصب و يطفئ الغضب و يطيب النكهة و
يذهب بالبلغم و يصفي اللون . و ذكر خصالا تمام العشرة لم يحفظها الراوي " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 3 ) :

موضوع . رواه ابن حبان في " كتاب المجروحين " المعروف بـ " الضعفاء " ( 1 /
324 - طبع الهند ) و أبو نعيم في " الطب " ( 9 / 1 نسخة الشيخ السفرجلاني ) و
الخطيب في " التلخيص " ( 36 / 2 ) و ابن عساكر ( 7 / 115 / 1 ) من طريق سعيد بن
زياد بن فائد بن زياد بن أبي هند قال : حدثني أبي زياد بن فائد عن أبيه فائد بن
زياد عن أبيه عن أبي هند الداري قال : " أهدي إلى رسول الله صلى الله عليه
وسلم طبق من زبيب مغطى فكشف عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال : " كلوا
بسم الله ، نعم .... " . قلت : و هذا موضوع ، سعيد هذا قال الأزدي : " متروك "
. و قال ابن حبان عقبه : " لا أدري البلية ممن هي ؟ أمنه أو من أبيه أو جده ؟
لأن أباه و جده لا يعرف لهما رواية إلا من حديث سعيد ، و الشيخ إذا لم يرو عنه
ثقة فهو مجهول لا يجوز الاحتجاج به ، لأن رواية الضعيف لا يخرج من ليس بعدل عن
حد المجهولين إلى جملة أهل العدالة ، لأن ما روى الضعيف و ما لم يرو في الحكم
سيان " . قلت : و في تعليله الأخير ، إشارة قوية إلى أن مذهبه أنه لا يجوز
العمل بالحديث الضعيف ، لأنه في حكم ما لم يرو من الحديث ، و هو تعليل قوي جدا
فتأمل . و ساق له الذهبي حديثا آخر و هو : " قال الله تبارك و تعالى : من لم
يرض بقضائي ، و يصبر على بلائي ، فليلتمس ربا سوائي " .

(2/81)


505 - " قال الله تبارك و تعالى : من لم يرض بقضائي ، و يصبر على بلائي ، فليلتمس ربا سوائي " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 3 ) :
ضعيف جدا . رواه ابن حبان في " المجروحين " ( 1 / 324 ) و الطبراني في "
الكبير " و أبو بكر الكلاباذي في " مفتاح المعاني " ( 376 / 1 ) و الخطيب في "
التلخيص " ( 39 / 2 ) و ابن عساكر ( 7 / 115 / 1 ، 12 / 267 / 1 ، 15 / 304 / 1
) من طريق سعيد بن زياد بالإسناد المذكور في الحديث الذي قبله . و قال الهيثمي
في " المجمع " ( 7 / 207 ) : " و فيه سعيد بن زياد بن هند و هو متروك " . و قال
العراقي ( 3 / 296 ) : " و إسناده ضعيف " . و هذا قصور أو تساهل أو لعل في
نسختنا من " تخريج الإحياء " سقط ، فقد نقل المناوي عنه أنه قال : " ضعيف جدا "
و هذا أقرب . و قد روي الحديث بإسناد آخر لعله خير من هذا و هو : " من لم يرض
بقضاء الله ، و يؤمن بقدر الله ، فليلتمس إلها غير الله " .

(2/82)


506 - " من لم يرض بقضاء الله ، و يؤمن بقدر الله ، فليلتمس إلها غير الله " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 4 ) :
ضعيف جدا . أخرجه الطبراني في " الصغير " ( ص 187 ) و كذا في " الأوسط " و
من طريقه أبو نعيم في " أخبار أصبهان " ( 2 / 228 ) و الخطيب في " تاريخ بغداد
" ( 2 / 227 ) من طريق سهيل بن عبد الله عن خالد الحذاء عن أبي قلابة عن أنس
بن مالك مرفوعا . و قال الطبراني : " لم يروه عن خالد إلا سهل " . قلت : و
يقال فيه : سهيل بن أبي حزم ، و هو ضعيف عند الجمهور ، و قال ابن حبان ( 1 /
349 ) : " ينفرد عن الثقات بما لا يشبه حديث الأثبات " . و للحديث طريق أخرى
تقدم قبله ، و ثالث لعله يأتي إن شاء الله .

(2/83)


507 - " إذا كان يوم القيامة أنبت الله لطائفة من أمتي أجنحة فيطيرون من قبورهم إلى الجنان ، يسرحون فيها و يتنعمون فيها كيف شاءوا ، فتقول لهم الملائكة : هل رأيتم الحساب ؟ فيقولون : ما رأينا حسابا . فتقول لهم : هل جزتم الصراط ؟ فيقولون : ما رأينا صراطا . فتقول لهم : هل رأيتم جهنم ؟ فيقولون : ما رأينا شيئا . فتقول لهم الملائكة : من أمة من أنتم ؟ فيقولون : من أمة محمد صلى الله عليه وسلم . فتقول : ناشدناكم الله حدثونا ما كانت أعمالكم في الدنيا ؟ فيقولون : خصلتان كانتا فينا فبلغنا هذه المنزلة بفضل رحمة الله . فيقولون : و ما هما ؟ فيقولون : كنا إذا خلونا نستحي أن نعصيه ، و نرضى باليسير مما قسم لنا ، فتقول الملائكة : يحق لكم هذا " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 4 ) :
موضوع . أورده الغزالي في " الإحياء " ( 3 / 295 ) فقال مخرجه العراقي : "
رواه ابن حبان في " الضعفاء " و أبو عبد الرحمن السلمي من حديث أنس مع
اختلاف ، و فيه حميد بن علي القيسي ساقط هالك ، و الحديث منكر مخالف للقرآن و
للأحاديث الصحيحة في الورود و غيره " . قلت : اتهمه ابن حبان ( 1 / 259 )
بأحاديث ساقها له ، هذا أحدها .

(2/84)


508 - " إن الله يحب أن تقبل رخصه ، كما يحب العبد مغفرة ربه " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 4 ) :

باطل بهذا اللفظ . أخرجه الطبراني في " المعجم الأوسط " ( 1 / 104 / 1 - 2
زوائد المعجمين ) : حدثنا الفضل بن العباس : حدثنا إسماعيل بن عيسى العطار :
حدثنا عمرو بن عبد الجبار : حدثنا عبد الله بن يزيد بن آدم عن أبي الدرداء و
أبي أمامة و واثلة بن الأسقع و أنس بن مالك مرفوعا به . و قال : " لا يروى عن
هؤلاء الأربعة إلا بهذا الإسناد ، تفرد به إسماعيل " . قلت : و هو ثقة كما قال
الخطيب ، و إنما الآفة من شيخه عمرو بن عبد الجبار ، قال ابن عدي : " روى عن
عمه مناكير " . أو من شيخ شيخه عبد الله بن يزيد بل هو بالحمل عليه فيه أولى ،
فقد قال أحمد : " أحاديثه موضوعة " . و قال الجوزجاني : " أحاديثه منكرة " .
كما في " الميزان " للذهبي ، و قال في موضع آخر : " ليس بثقة : تركه الأزدي و
غيره ، و أتى بعجائب " . و قال ابن أبي حاتم في " الجرح و التعديل " ( 2 / 2 /
197 ) و قد ساق له حديثا غير هذا : " سألت أبي عنه ؟ فقال : لا أعرفه ، و هذا
حديث باطل " . قلت : و حديث الترجمة باطل أيضا بهذا اللفظ ، فقد ورد من طرق
بعضها صحيح بلفظ : " إن الله يحب أن تؤتى رخصه ، كما يكره أن تؤتى معصيته " و
في رواية : " ... كما يحب أن تؤتى عزائمه " . ورد ذلك عن جماعة من الصحابة ،
خرجت أحاديثهم و تتبعت طرقها و ألفاظها في " إرواء الغليل " ( 557 ) يسر الله
طبعه .

(2/85)


509 - " عليكم بالهندباء ، فإنه ما من يوم إلا و هو يقطر عليه قطرة من قطر الجنة " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 5 ) :
موضوع . أبو نعيم في " الطب " : حدثنا أبي : حدثنا محمد بن أبي يحيى :
حدثنا صالح بن سهل : حدثنا موسى بن معاذ : حدثنا عمر بن يحيى بن أبي سلمة قال :
حدثتني أم كلثوم بنت أبي سلمة عن ابن عباس مرفوعا . قلت : و هذا إسناد ضعيف
جدا ، موسى بن معاذ و عمر بن يحيى ضعفهما الدارقطني ، و عمر بن يحيى أظنه الذي
في إسناد الحديث الآتي بعد هذا بحديث و قد قال فيه أبو نعيم إنه " متروك الحديث
" كما يأتي . و من دونهما لم أعرفهما . و لهذا قال السيوطي في " اللآلي " : " و
هذا الإسناد كله تالف " . و ذكره أيضا من حديث أنس و قال : إسناده كالذي قبله .
قلت : و مع هذا فقد ذهل السيوطي أو تساهل فأورد حديث ابن عباس هذا في " الجامع
الصغير " من رواية أبي نعيم ، و قال المناوي في شرحه : " و فيه عمرو بن أبي
سلمة ضعفه ابن معين و غيره " . قلت : و هذا وهم منه رحمه الله فليس في إسناد
الحديث عمرو هذا ، و الظاهر أنه تصحف عليه أو على بعض النساخ اسم عمر بن يحيى
بن أبي سلمة بعمرو بن أبي سلمة هذا . و الله أعلم . و الحديث أورده ابن الجوزي
في " الموضوعات " ( 2 / 298 ) من حديث الحسين رضي الله عنه نحوه . و رواه
السهمي في " تاريخ جرجان " ( ص 64 ) عن الحسين بن علوان عن أبان بن أبي عياش عن
أنس مرفوعا . و أبان متروك متهم بالكذب . و ابن علوان كذاب وضاع . و جزم بوضعه
ابن القيم كما نقله عنه الشيخ علي القاريء في " موضوعاته " ( ص 107 ، 126 ) و
أقره .

(2/86)


510 - " عليكم بالقرع فإنه يزيد بالدماغ ، عليكم بالعدس فإنه قدس على لسان سبعين نبيا " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 7 ) :
موضوع . رواه أبو موسى المديني في جزء من " الأمالي " ( 63 / 1 ) و أبو
نعيم في " الطب " عن عمرو بن الحصين : حدثنا محمد بن عبد الله بن علاثة عن ثور
بن يزيد عن مكحول عن واثلة بن الأسقع مرفوعا . و هذا إسناد موضوع ، عمرو بن
حصين كذاب و شيخه ابن علاثة ضعيف كما تقدم مرارا ، آخرها تحت الحديث ( 425 ) .
و من هذا الوجه رواه الطبراني في " الكبير " كما في " المجمع " ( 5 / 44 ) و
أورده السيوطي من روايته في " الجامع الصغير " فلم يوفق . كما سبق التنبيه عليه
برقم ( 40 ) ، و الغرض هنا الكلام على اللفظ الآخر ، و هو : " عليكم بالقرع ،
فإنه يزيد في العقل ، و يكثر الدماغ " . عزاه السيوطي للبيهقي عن عطاء مرسلا ،
و تعقبه المناوي بقوله : " إن مخلد بن قريش أورده في " اللسان " و قال : قال
ابن حبان في " الثقات " : يخطيء " . قلت : فإن لم يكن في هذه الطريق إلا
الإرسال فهو ضعيف ، و إن كان القلب يميل إلى أن هذا المتن موضوع أيضا . و الله
أعلم . ثم وقفت على إسناد الحديث عند البيهقي في " شعب الإيمان " ( 2 / 198 / 2
- مصورة المكتب الإسلامي ) ، فإذا فيه علة أخرى ، فإنه رواه عن مخلد بن قريش :
أنبأنا عبد الرحمن بن دلهم عن عطاء مرسلا مع الطرف الثاني من حديث الترجمة ،
خلافا لما يوهمه صنيع السيوطي من ذكره الطرف الأول منه فقط . قلت : و ابن دلهم
لم أجد له ترجمة فيما عندي من كتب الرجال .

(2/87)


511 - " قلوب بني آدم تلين في الشتاء و ذلك لأن الله خلق آدم من طين ، و الطين يلين في الشتاء " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 7 ) :
موضوع .
أخرجه أبو نعيم في " الحلية " ( 5 / 216 ) من طريق عمر بن يحيى : حدثنا شعبة
الحجاج عن ثور بن يزيد عن خالد بن معدان عن معاذ بن جبل مرفوعا و قال : "
تفرد برفعه عمر بن يحيى و هو متروك الحديث ، و الصحيح من قول خالد " . و قال
الذهبي في ترجمته : أتى بخبر شبه موضوع " ، ثم ساق له هذا الحديث ثم قال : " و
لا نعلم لشعبة عن ثور رواية " .
و قال في " طبقات الحفاظ " : " هذا حديث غير صحيح مركب على شعبة ، و عمر بن
يحيى لا أعرفه ، تركه أبو نعيم " .
و قال الحافظ ابن حجر : " أظنه عمر بن يحيى بن عمر بن أبي سلمة عن عبد الرحمن
بن عوف ، و قد ضعفه الدارقطني و الله أعلم " .
كذا في " تنزيه الشريعة المرفوعة عن الأخبار الشنيعة الموضوعة " لابن عراق ( 69
/ 1 ) . قلت : و عمر هذا لعله الذي سبق في إسناد الحديث الذي قبل هذا بحديث . و
الله أعلم .

(2/88)


512 - " كلوا الزيت و ادهنوا به ، فإنه شفاء من سبعين داء ، منها الجذام " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 7 ) :

منكر . أبو نعيم في " الطب " من طريق الطبراني : حدثنا يحيى بن عبد الباقي
: حدثنا أحمد بن محمد بن أبي بزة : حدثنا علي بن محمد الرحال مولى بن هاشم قال
: سمعت الأوزاعي يقول : حدثني مكحول عن أبي مالك عن أبي هريرة مرفوعا . قلت
: و هذا حديث منكر يحيى بن عبد الباقي هو الأذني ، روى عنه الطبراني حديثا آخر
في " المعجم الصغير " ( ص 244 ) ، كنيته أبو القاسم كما في " معجم البلدان "
مادة " أذنة " و لم أجد من وثقه . و ابن أبي بزة هو أحمد بن محمد بن عبد الله
بن القاسم بن أبي بزة المكي قال أبو حاتم : " ضعيف الحديث ، و لست أحدث عنه
فإنه روى حديثا منكرا " يعني آخر غير هذا . و قال العقيلي : " منكر الحديث " .
و علي بن محمد الرحال لم أر له ترجمة . و أبو مالك ، الظاهر أنه الذي في "
الميزان " و " اللسان " : " أبو مالك الدمشقي ، عداده في التابعين ، أرسل حديثا
، و عنه عبد الله بن دينار ، مجهول " .

(2/89)


513 - " غسل الإناء و طهارة الفناء ، يورثان الغنى " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 8 ) :

موضوع . رواه الخطيب ( 12 / 92 ) و السلفي في " الطيوريات " ( 105 / 2 ) عن
علي بن محمد الزهري : حدثنا أبو يعلى الموصلي بإسناده عن أنس مرفوعا . و
قال الخطيب : " و لم أكتبه إلا عن الزهري هذا ، و كان كذابا " . قلت : و لهذا
أورده ابن الجوزي في " الموضوعات " ( 2 / 77 ) و أيده السيوطي في " اللآلي " (
2 / 4 ) ، و تبعه ابن عراق في " تنزيه الشريعة " ( 228 / 1 ) فقال : " قلت :
قال في " الميزان " : هذا وضعه علي بن محمد الزهري على أبي يعلى " . قلت : و
أقره الحافظ في " اللسان " ، فأعجب بعد هذا ، كيف أورده السيوطي في " الجامع
الصغير " من هذا الوجه الذي اعترف هو بوضعه !! .

(2/90)


514 - " لن تهلك الرعية و إن كانت ظالمة مسيئة إذا كانت الولاة هادية مهدية ، و لن تهلك الرعية و إن كانت هادية مهدية إذا كانت الولاة ظالمة مسيئة " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 8 ) :

ضعيف . رواه أبو نعيم في " فضيلة العادلين " ( ورقة 227 وجه 1 من مجموع
الظاهرية رقم 63 ) من طريق محمد بن حسان السمتي : حدثنا أبو عثمان عبد الله بن
زيد : حدثنا الأوزاعي عن حسان بن عطية عن ابن عمر مرفوعا . و هذا إسناد
ضعيف ، السمتي هذا وثقه الأكثرون ، و ضعفه بعضهم ، و قال الدارقطني : " ثقة
يحدث عن الضعفاء " . قلت : فعلى هذا فشيخه في هذا الحديث عبد الله بن زيد ضعيف
، و قد صرح بتضعيفه الأزدي كما في " الميزان " و " اللسان " . قلت : و ترجمه
الخطيب في " تاريخ بغداد " ( 9 / 459 ) ، و ساق له حديثين ، هذا أحدهما ، و لم
يذكر فيه جرحا و لا تعديلا . فهو مجهول عندي إن لم يكن ضعيفا .

(2/91)


515 - " اذكروا الله ذكرا يقول المنافقون : إنكم تراءون " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 9 ) :

ضعيف جدا . رواه الطبراني ( 3 / 77 / 1 ) و عنه أبو نعيم في " الحلية " ( 3
/ 80 - 81 ) بسنده عن سعيد بن سفيان الجحدري عن الحسن بن أبي جعفر عن عقبة بن
أبي ثبيت الراسبي عن أبي الجوزاء عن ابن عباس مرفوعا . و قال : " غريب لم
يوصله إلا سعيد عن الحسن " . قلت : و الحسن هذا ضعيف جدا ، و قد ذكر له الذهبي
أحاديث وصفها بأنها " من بلاياه " ! و قد مضى أحدها برقم ( 295 ) . و سعيد بن
سفيان قال ابن حبان : " كان ممن يخطيء " . قلت : فلعله أخطأ في وصل هذا الحديث
عن ابن عباس ، فقد ذكر المنذري ( 2 / 230 ) أن البيهقي رواه عن أبي الجوزاء
مرسلا . و الله أعلم . ثم تبين لي أنه يحتمل أن يكون الخطأ من شيخه الحسن ، بل
هو الأقرب لشدة ضعفه ، و لأنه ورد من طريق أخرى عن عمرو بن مالك عن أبي الجوزاء
مرسلا و هو : " أكثروا ذكر الله حتى يقول المنافقون : إنكم مراءون " .

(2/92)


516 - " أكثروا ذكر الله حتى يقول المنافقون : إنكم مراءون " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 9 ) :

ضعيف . أخرجه ابن المبارك في " الزهد " ( 204 / 1 / 1022 ط ) و عبد الله بن
أحمد في " زوائد الزهد " ( ص 108 ) من طريق سعيد بن زيد عن عمرو بن مالك عن
أبي الجوزاء مرفوعا . و هذا سند ضعيف ، لإرساله و ضعف سعيد بن زيد . و قد روي
عن أبي الجوزاء عن ابن عباس متصلا مرفوعا و لكن إسناده ضعيف جدا ، و هو الذي
قبله ، و نحوه ما روي بلفظ : " أكثروا ذكر الله حتى يقولوا : مجنون " .

(2/93)


517 - " أكثروا ذكر الله حتى يقولوا : مجنون " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 9 ) :
ضعيف . أخرجه الحاكم ( 1 / 499 ) و أحمد ( 3 / 68 ) و عبد بن حميد في "
المنتخب من المسند " ( 102 / 1 ) و الثعلبي في " التفسير " ( 3 / 117 - 118 ) و
كذا الواحدي في " الوسيط " ( 3 / 230 / 2 ) و ابن عساكر ( 6 / 29 / 2 ) عن دراج
أبي السمح عن أبي الهيثم عن أبي سعيد الخدري مرفوعا . و قال الحاكم : "
صحيح الإسناد " . كذا قال ! و أما الذهبي فقد سقط الحديث من " تلخيصه " المطبوع
مع " المستدرك " فلم يتبين لي هل تعقبه أم أقره ، و الأحرى به الأول لأمرين :
أحدهما : أنه الذي نعهده منه في غير ما حديث من أحاديث دراج التي صححها الحاكم
، فإنه يتعقبه بدراج ، و يقول فيه " إنه كثير المناكير " و قد مضى أحدها برقم (
294 ) . و الآخر : أنه أورد دراجا أبا السمح في " الميزان " فقال : " قال أحمد
: أحاديثه مناكير و لينه ، و قال يحيى : ليس به بأس . و في رواية : ثقة . و قال
فضلك الرازي : ما هو ثقة و لا كرامة . و قال النسائي : منكر الحديث . و قال أبو
حاتم : ضعيف . و قد ساق ابن عدي له أحاديث و قال : عامتها لا يتابع عليها " . و
قد ساق له الذهبي من مناكيره أحاديث ، هذا أحدها . و منه تعلم أن تحسين الحديث
كما فعل الحافظ فيما نقله المناوي عنه غير حسن . و الله أعلم .

(2/94)


518 - " من اعتكف عشرا في رمضان كان كحجتين و عمرتين " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 10 ) :

موضوع . رواه البيهقي في " الشعب " من حديث الحسين بن علي مرفوعا و قال
: " إسناده ضعيف و محمد بن زاذان أي أحد رجاله متروك ، و قال البخاري : لا يكتب
حديثه . اهـ كلامه و فيه أيضا عنبسة بن عبد الرحمن ، قال البخاري : تركوه ، و
قال الذهبي في " الضعفاء " : متروك متهم أي بالوضع " . كذا في " فيض القدير " .
قلت : و عنبسة هذا هو الذي قال فيه أبو حاتم : " كان يضع الحديث " كما في "
الميزان " للذهبي ، ثم ساق له أحاديث هذا أحدها ، و من طريقه أخرجه الطبراني في
" المعجم الكبير " ( 1 / 292 / 1 ) و أبو طاهر الأنباري في " المشيخة " ( ق 162
/ 1 - 2 ) بلفظ : " اعتكاف عشر ..... " و قال ابن حبان ( 2 / 168 ) : " صاحب
أشياء موضوعة و ما لا أصل له " .

(2/95)


519 - " إن هاتين صامتا عما أحل الله ، و أفطرتا على ما حرم الله عز وجل عليهما ، جلست إحداهما إلى الأخرى ، فجعلتا تأكلان لحوم الناس " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 10 ) :
ضعيف . رواه أحمد ( 5 / 431 ) عن رجل عن عبيد مولى رسول الله صلى الله
عليه وسلم : " أن امرأتين صامتا ، و أن رجلا قال : يا رسول الله : إن ها هنا
امرأتين قد صامتا و إنهما كادتا أن تموتا من العطش ، فأعرض عنه أو سكت ، ثم عاد
، و أراه قال بالهاجرة - قال : يا نبي الله إنهما والله قد ماتتا أو كادتا أن
تموتا ، قال : دعهما ، قال : فجاءتا ، قال : فجيء بقدح أو عس ، فقال لإحداهما :
قيئي ، فقاءت قيحا أو دما و صديدا و لحما ، حتى قائت نصف القدح ثم قال للأخرى :
قيئي ، فقاءت من قيح و دم و صديد و لحم عبيط و غيره حتى ملأت القدح ، ثم قال :
فذكره . و هذا سند ضعيف بسبب الرجل الذي لم يسم . و قال الحافظ العراقي ( 1 /
211 ) إنه مجهول و رواه الطيالسي ( 1 / 188 ) عن أنس فقال : حدثنا الربيع عن
يزيد عنه . قلت : و هذا سند ضعيف جدا ، الربيع هو ابن صبيح ضعيف . و يزيد هو
ابن أبان الرقاشي و هو متروك .

(2/96)


520 - " من أحيا ليلة الفطر و ليلة الأضحى ، لم يمت قلبه يوم تموت القلوب " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 11 ) :

موضوع . قال في " المجمع " ( 2 / 198 ) : " رواه الطبراني في " الكبير " و
" الأوسط " عن عبادة بن الصامت ، و فيه عمر بن هارون البلخي ، و الغالب
عليه الضعف ، و أثنى عليه ابن مهدي و غيره و لكن ضعفه جماعة كثيرة " . قلت :
ابن مهدي له فيه قول آخر معاكس لهذا و هو : " لم يكن له عندي قيمة " ! و قد قال
فيه ابن معين و صالح جزرة : " كذاب " . و كذا قال ابن الجوزي في " الموضوعات "
( 2 / 142 ) و ساق له حديثا اتهمه بوضعه . و قال ابن حبان ( 2 / 91 ) : " كان
ممن يروي عن الثقات المعضلات ، و يدعي شيوخا لم يرهم " . فالرجل ساقط متهم ، و
قد مضى له بعض الأحاديث الموضوعة ، فانظر الأرقام ( 240 و 288 و 455 ) و ما
يأتي برقم ( 523 ) و روي الحديث من طريق أخرى بلفظ : " من قام ليلتي العيدين
محتسبا لله ، لم يمت قلبه يوم تموت القلوب " .

(2/97)


521 - " من قام ليلتي العيدين محتسبا لله ، لم يمت قلبه يوم تموت القلوب " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 11 ) :

ضعيف جدا . أخرجه ابن ماجة ( 1 / 542 ) عن بقية بن الوليد عن ثور بن يزيد
عن خالد بن معدان عن أبي أمامة مرفوعا . قال في " الزوائد " : " إسناده
ضعيف لتدليس بقية " . و قال العراقي في " تخريج الإحياء " ( 1 / 328 ) : "
إسناده ضعيف " . قلت : بقية سيء التدليس ، فإنه يروي عن الكذابين عن الثقات ثم
يسقطهم من بينه و بين الثقات و يدلس عنهم ! فلا يبعد أن يكون شيخه الذي أسقطه
في هذا الحديث من أولئك الكذابين ، فقد قال ابن القيم في هديه صلى الله عليه
وسلم ليلة النحر من المناسك ( 1 / 212 ) : " ثم نام حتى أصبح ، و لم يحي تلك
الليلة ، و لا صح عنه في إحياء ليلتي العيدين شيء " . ثم رأيت الحديث من رواية
عمر بن هارون الكذاب ، و المذكور في الحديث السابق ، يرويه عن ثور بن يزيد به .
فلا أستبعد أن يكون هو الذي تلقاه بقية عنه ثم دلسه و أسقطه . و سيأتي تخريج
حديثه فيما بعد إن شاء الله تعالى برقم ( 5163 ) .

(2/98)


522 - " من أحيا الليالي الأربع وجبت له الجنة ، ليلة التروية و ليلة عرفة و ليلة
النحر و ليلة الفطر " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 12 ) :

موضوع . رواه نصر المقدسي في جزء من " الأمالي " ( 186 / 2 ) عن سويد بن
سعيد حدثني عبد الرحيم بن زيد العمي عن أبيه عن وهب بن منبه عن معاذ بن جبل
مرفوعا . و هذا إسناد موضوع كما يأتي بيانه ، و أورده السيوطي في " الجامع
الصغير " من رواية ابن عساكر عن معاذ . فتعقبه شارحه المناوي بقوله : " قال ابن
حجر في " تخريج الأذكار " : حديث غريب ، و عبد الرحيم بن زيد العمي أحد رواته
متروك و سبقه ابن الجوزي فقال : حديث لا يصح ، و عبد الرحيم قال يحيى : كذاب ،
و النسائي : متروك " . قلت : و سويد بن سعيد ضعيف أيضا ، فالإسناد ظلمات بعضها
فوق بعض ! و الحديث أورده المنذري في " الترغيب " ( 2 / 100 ) بلفظ " ....
الليالي الخمس ...... " فذكره و زاد في آخره : " و ليلة النصف من شعبان " ثم
قال : " رواه الأصبهاني " . و أشار المنذري لضعفه أو وضعه . قلت : و هو عند
الأصبهاني في " الترغيب " ( ق 50 / 2 ) من الوجه المذكور .

(2/99)


523 - " من أحسن منكم أن يتكلم بالعربية فلا يتكلمن بالفارسية ، فإنه يورث النفاق " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 12 ) :
موضوع . رواه الحاكم ( 4 / 87 ) من طريق عمر بن هارون : حدثنا أسامة بن زيد
الليثي عن نافع عن ابن عمر مرفوعا . سكت عليه الحاكم و رده الذهبي بقوله :
" عمر كذبه ابن معين ، و تركه الجماعة " . و قد سود السيوطي " جامعه " بهذا
الحديث ، فتعقبه الشارح بكلام الذهبي هذا ، ثم قال : " فكان ينبغي للمصنف حذفه
، و ليته إذ ذكره بين حاله " .

(2/100)


524 - " ما أنفقت الورق في شيء أحب إلى الله عز وجل من نحيرة تنحر في يوم عيد " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 12 ) :

ضعيف جدا . رواه ابن حبان في " المجروحين " ( 1 / 88 ) و الطبراني ( 3 /
102 / 1 ) و أبو القاسم الهمداني في " الفوائد " ( 1 / 196 / 1 ) و الدارقطني
في " سننه " ( ص 543 ) و المخلص في قطعة من " فوائده " ( 84 / 1 ) و ابن أبي
شريح في " جزء بيبي " ( 168 / 1 - 2 ) عن إبراهيم بن يزيد الخوزي عن عمرو بن
دينار عن طاووس عن ابن عباس مرفوعا . و عزاه السيوطي في " الجامع "
للطبراني و البيهقي في " سننه " . و قال الهيثمي في " المجمع " ( 4 / 17 ) : "
رواه الطبراني عن ابن عباس ، و فيه إبراهيم بن يزيد الخوزي و هو ضعيف " . قلت :
بل هو ضعيف جدا ، فقد قال ابن حبان : " روى مناكير كثيرة ، و أوهاما غليظة حتى
يسبق إلى القلب أنه المتعمد لها " . و قال البرقي فيه : " كان يتهم بالكذب " .
و أشار إلى هذا الذي ذكره البرقي الإمام البخاري بقوله فيه : " سكتوا عنه " ،
قال الحافظ ابن كثير في " اختصار علوم الحديث " ( ص 118 تحقيق الشيخ أحمد شاكر
رحمه الله ) : " إذ قال البخاري في الرجل : " سكتوا عنه " ، أو " فيه نظر " ،
فإنه يكون في أدنى المنازل و أردئها عنده ، و لكنه لطيف العبارة في التجريح ،
فليعلم ذلك " . قال شارحه أحمد شاكر : " و كذلك قوله : " منكر الحديث " فإنه
يريد الكذابين ، ففي " الميزان " للذهبي ( ج 1 ص 5 ) : نقل ابن القطان أن
البخاري قال : كل من قلت فيه : منكر الحديث فلا تحل الرواية عنه " .

(2/101)


525 - " ما عمل ابن آدم في هذا اليوم أفضل من دم يهراق ، إلا أن تكون رحما توصل " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 13 ) :

ضعيف . قال المنذري ( 2 / 102 ) : " رواه الطبراني في الكبير عن ابن عباس
و في إسناده يحيى بن الحسن الخشني لا يحضرني حاله " . و أما الهيثمي فقال ( 4
/ 18 ) : " هو ضعيف و قد وثقه جماعة " . كذا قال ، و لم أجد له ذكرا في شيء من
كتب الرجال التي عندي . و الله أعلم . هذا ما كنت نشرته في " مجلة التمدن
الإسلامي " الغراء ، و أزيد الآن فأقول : ذكر السمعاني في مادة ( الخشني ) جمعا
من الرواة منهم الحسن بن يحيى الخشني ، و حكى اختلاف العلماء فيه ، و هو من
رجال " التهذيب " و قال الحافظ في " التقريب " : " صدوق كثير الغلط " . فلعله
هو راوي هذا الحديث ، لكن انقلب اسمه على بعض نساخ " الطبراني " فقال : " يحيى
بن الحسن الخشني " فلم يعرفه المنذري ، و عرفه الهيثمي ، و لكنه فاته أن ينبه
على انقلاب اسمه على الناسخ ، و الله أعلم . ثم راجعت " معجم الطبراني الكبير "
فوجدت الحديث فيه ( 3 / 104 / 1 ) عن الحسن بن يحيى الخشني عن إسماعيل بن عياش
عن ليث عن طاووس عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في يوم
الأضحى .... فذكره . قلت : فتبين أنه هو الحسن بن يحيى الذي ذكره السمعاني و
أنه انقلب اسمه على بعضهم . و ازددت علما بضعف الحديث حين رأيت فيه إسماعيل بن
عياش و ليث و هو ابن أبي سليم فهو إسناد مسلسل بالضعفاء ! . و الحمد لله على
توفيقه .

(2/102)


526 - " ما عمل آدمي من عمل يوم النحر أحب إلى الله من إرهاق الدم ، إنه ليأتي يوم
القيامة بقرونها و أشعارها و أظلافها ، و إن الدم ليقع من الله بمكان قبل أن يقع على الأرض ، فطيبوا بها نفسا " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 14 ) :

ضعيف . أخرجه الترمذي ( 2 / 352 ) و ابن ماجة ( 2 / 272 ) و الحاكم ( 4 /
221 - 222 ) و البغوي في " شرح السنة " ( 1 / 129 / 1 ) من طريق أبي المثنى
سليمان بن يزيد عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة مرفوعا . قلت : و حسنه
الترمذي و قال الحاكم : " صحيح الإسناد " ! فتعقبه الذهبي بقوله : " قلت :
سليمان واه ، و بعضهم تركه " . و كذلك تعقبه المنذري في " الترغيب " ( 2 / 101
) فقال : " رووه كلهم من طريق أبي المثنى و هو واه و قد وثق " . و قال البغوي
عقبه : " ضعفه أبو حاتم جدا " .

(2/103)


527 - " الأضاحي سنة أبيكم إبراهيم ، قالوا : فما لنا فيها ؟ قال : بكل شعرة حسنة ، قالوا : فالصوف ؟ قال : بكل شعرة من الصوف حسنة " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 14 ) :

موضوع . أخرجه ابن ماجة ( 2 / 273 ) و الحاكم ( 2 / 389 ) عن عائذ الله بن
عبد الله المجاشعي عن أبي داود السبيعي عن زيد بن أرقم قال : " قال أصحاب
رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما هذه الأضاحي قال " : فذكره . و قال الحاكم :
" صحيح الإسناد " ! فرده الذهبي بقوله : " قلت : عائذ الله قال أبو حاتم : منكر
الحديث " . و هذا تعقب قاصر يوهم أنه سالم ممن فوق عائذ ، قال المنذري بعد أن
حكى تصحيح الحاكم : " بل واهية ، عائذ الله هو المجاشعي و أبو داود هو نفيع بن
الحارث الأعمى و كلاهما ساقط " . و أبو داود هذا قال الذهبي فيه : " يضع " . و
قال ابن حبان : " لا تجوز الرواية عنه ، هو الذي روى عن زيد بن أرقم ... " فذكر
الحديث .

(2/104)


528 - " يا فاطمة ! قومي إلى أضحيتك فاشهديها ، فإنه يغفر لك عند أول قطرة من دمها كل
ذنب عملتيه ، و قولي : *( قل إن صلاتي و نسكي و محياي و مماتي لله رب العالمين
لا شريك له و بذلك أمرت و أنا من المسلمين )* . قال عمران بن حصين : قلت : يا
رسول الله ! هذا لك و لأهل بيتك خاصة و أهل ذاك أنتم - أم للمسلمين عامة ؟ قال
: لا ، بل للمسلمين عامة " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 15 ) :
منكر . أخرجه الحاكم ( 4 / 222 ) من طريق النضر بن إسماعيل البجلي : حدثنا
أبو حمزة الثمالي عن سعيد بن جبير عن عمران بن حصين مرفوعا . و قال : "
صحيح الإسناد " ! فرده الذهبي بقوله : " قلت : بل أبو حمزة ضعيف جدا ، و [ ابن
] إسماعيل ليس بذاك " . و من طريق أبي حمزة و اسمه ثابت بن أبي صفية رواه
الطبراني في " الكبير " و " الأوسط " كما في " المجمع " ( 4 / 17 ) . ثم ساق له
الحاكم شاهدا من طريق عطية عن أبي سعيد الخدري مرفوعا دون قوله : " و قولي
...... " و جعل : " قلت : يا رسول الله هذا لك ... " من قول فاطمة ، و رده
الذهبي أيضا بقوله : " قلت : عطية واه " . و من طريقه رواه البزاز و أبو الشيخ
ابن حيان في " كتاب الضحايا " كما في " الترغيب " ( 2 / 102 ) و قال ابن أبي
حاتم في " العلل " ( 2 / 38 - 39 ) : " سمعت أبي يقول : هو حديث منكر " . و
رواه أبو قاسم الأصبهاني عن علي نحوه كما في " الترغيب " . و قال : " و قد حسن
بعض مشايخنا حديث علي هذا ، و الله أعلم " .

(2/105)


529 - " من ضحى طيبة بها نفسه ، محتسبا لأضحيته ، كانت له حجابا من النار " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 15 ) :

موضوع . قال الهيثمي في " المجمع " ( 4 / 17 ) و قد ذكره من حديث حسن بن
علي : " رواه الطبراني في " الكبير " و فيه سليمان بن عمرو النخعي و هو كذاب
" . قلت : و قال ابن حبان فيه ( 1 / 330 ) : " كان رجلا صالحا في الظاهر إلا
أنه كان يضع الحديث وضعا " . و من سهو السيوطي أنه أورده في " الجامع الصغير "
من هذا الوجه ! و رده عليه شارحه المناوي بكلام الهيثمي هذا ثم قال : " فكان
ينبغي للمصنف حذفه من الكتاب " .

(2/106)


530 - " أيها الناس ضحوا ، و احتسبوا بدمائها ، فإن الدم و إن وقع في الأرض ، فإنه يقع في حرز الله عز وجل " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 16 ) :
موضوع . قال الهيثمي و قد ذكره من حديث علي أيضا : " رواه الطبراني في
الأوسط ، و فيه عمرو بن الحصين العقيلي و هو متروك الحديث " .

(2/107)


531 - " يخرج قوم هلكى لا يفلحون قائدهم امرأة ، قائدهم في الجنة " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 16 ) :

منكر . رواه أبو سعيد بن الأعرابي في " المعجم " ( 77 / 1 ) : أخبرنا
الصاغاني : أخبرنا أبو نعيم أخبرنا عبد الجبار بن العباس عن عطاء بن السائب عن
عمر بن الهجنع عن أبي بكرة قال : " قيل له : ما منعك ألا تكون قاتلت عن
صبرتك يوم الجمل ؟ فقال " فذكره مرفوعا . و رواه أبو منصور بن عساكر في : "
الأربعين في مناقب أمهات المؤمنين " ( 28 / 2 الحديث 12 ) من طريق الصغاني . و
أورده العقيلي في " الضعفاء " ( 289 ) و قال : حدثنا محمد بن عبيدة قال : حدثنا
أبو نعيم به و قال : " عمر بن الهجنع لا يتابع عليه ، و لا يعرف إلا به و عبد
الجبار بن العباس من الشيعة " . قلت : و هذا صدوق ، و أما عمر بن الهجنع ، فقال
الذهبي تبعا للعقيلي : " لا يعرف " . و أما ابن حبان فذكره في " الثقات " ( 1 /
145 ) على قاعدته في توثيق المجهولين ، فلا يغتر به كما نبهنا عليه مرارا . و
عطاء بن السائب كان اختلط ، فالحديث ضعيف منكر ، و قد أورده ابن الجوزي في "
الموضوعات " ( 2 / 10 ) من طريق العقيلي ، و أعله بعبد الجبار هذا ، فلم يصنع
شيئا ! و لذلك رد عليه السيوطي في " اللآلي " ( 1091 ) ثم ابن عراق في " تنزيه
الشريعة " ( 195 / 1 ) بأن العقيلي أورده في ترجمة ابن الهجنع ، فقال فيه ما
سبق : " متروك الحديث " . قلت : لأنه كان كذابا ، فسقط حديثه .

(2/108)


532 - " إن الله نظر في قلوب العباد فلم يجد قلبا أنقى من أصحابي ، و لذلك اختارهم ، فجعلهم أصحابا ، فما استحسنوا فهو عند الله حسن ، و ما استقبحوا فهو عند الله قبيح " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 16 ) :

موضوع . رواه الخطيب ( 4 / 165 ) من طريق سليمان بن عمرو النخعي : حدثنا
أبان بن أبي عياش و حميد الطويل عن أنس مرفوعا . و قال : " تفرد به النخعي
" . قلت : و هو كذاب كما سبق مرارا ، أقربها الحديث ( 529 ) و لهذا قال الحافظ
ابن عبد الهادي : " إسناده ساقط ، و الأصح وقفه على ابن مسعود " . نقله في "
الكشف " ( 2 / 188 ) و يعني بالموقوف الحديث الآتي : " ما رأى المسلمون حسنا
فهو عند الله حسن ، و ما رآه المسلمون سيئا فهو عند الله سيء " .

(2/109)


533 - " ما رأى المسلمون حسنا فهو عند الله حسن ، و ما رآه المسلمون سيئا فهو عند الله سيء " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 17 ) :
لا أصل له مرفوعا . و إنما ورد موقوفا على ابن مسعود قال : " إن الله
نظر في قلوب العباد فوجد قلب محمد صلى الله عليه وسلم خير قلوب العباد ،
فاصطفاه لنفسه ، فابتعثه برسالته ، ثم نظر في قلوب العباد بعد محمد صلى الله
عليه وسلم فوجد قلوب أصحابه خير قلوب العباد ، فجعلهم وزراء نبيه ، يقاتلون على
دينه فما رأى المسلمون ...... " إلخ . أخرجه أحمد ( رقم 3600 ) و الطيالسي في "
مسنده " ( ص 23 ) و أبو سعيد ابن الأعرابي في " معجمه " ( 84 / 2 ) من طريق
عاصم عن زر بن حبيش عنه . و هذا إسناد حسن . و روى الحاكم منه الجملة التي
أوردنا في الأعلى و زاد في آخره : " و قد رأى الصحابة جميعا أن يستخلفوا أبا
بكر رضي الله عنه " و قال : " صحيح الإسناد " و وافقه الذهبي . و قال الحافظ
السخاوي : " هو موقوف حسن " . قلت : و كذا رواه الخطيب في " الفقيه و المتفقه "
( 100 / 2 ) من طريق المسعودي عن عاصم به إلا أنه قال : " أبي وائل " بدل " زر
بن حبيش " . ثم أخرجه من طريق عبد الرحمن بن يزيد قال : قال عبد الله : فذكره .
و إسناده صحيح . و قد روي مرفوعا و لكن في إسناده كذاب كما بينته آنفا . و إن
من عجائب الدنيا أن يحتج بعض الناس بهذا الحديث على أن في الدين بدعة حسنة ، و
أن الدليل على حسنها اعتياد المسلمين لها ! و لقد صار من الأمر المعهود أن
يبادر هؤلاء إلى الاستدلال بهذا الحديث عندما تثار هذه المسألة و خفي عليهم . أ
- أن هذا الحديث موقوف فلا يجوز أن يحتج به في معارضة النصوص القاطعة في أن "
كل بدعة ضلالة " كما صح عنه صلى الله عليه وسلم .
ب - و على افتراض صلاحية الاحتجاج به فإنه لا يعارض تلك النصوص لأمور : الأول :
أن المراد به إجماع الصحابة و اتفاقهم على أمر ، كما يدل عليه السياق ، و يؤيده
استدلال ابن مسعود به على إجماع الصحابة على انتخاب أبي بكر خليفة ، و عليه
فاللام في " المسلمون " ليس للاستغراق كما يتوهمون ، بل للعهد . الثاني : سلمنا
أنه للاستغراق و لكن ليس المراد به قطعا كل فرد من المسلمين ، و لو كان جاهلا
لا يفقه من العلم شيئا ، فلابد إذن من أن يحمل على أهل العلم منهم ، و هذا مما
لا مفر لهم منه فيما أظن . فإذا صح هذا فمن هم أهل العلم ؟ و هل يدخل فيهم
المقلدون الذين سدوا على أنفسهم باب الفقه عن الله و رسوله ، و زعموا أن باب
الاجتهاد قد أغلق ؟ كلا ليس هؤلاء منهم و إليك البيان : قال الحافظ ابن عبد
البر في " جامع العلم " ( 2 / 36 - 37 ) : " حد العلم عند العلماء ما استيقنته
و تبينته ، و كل من استيقن شيئا و تبينه فقد علمه ، و على هذا من لم يستيقن
الشيء ، و قال به تقليدا ، فلم يعلمه ، و التقليد عند جماعة العلماء غير
الاتباع ، لأن الاتباع هو أن تتبع القائل على ما بان لك من صحة قوله ، و
التقليد أن تقول بقوله و أنت لا تعرفه و لا وجه القول و لا معناه " <1> . و
لهذا قال السيوطي رحمه الله : " إن المقلد لا يسمى عالما " نقله السندي في
حاشية ابن ماجة ( 1 / 7 ) و أقره . و على هذا جرى غير واحد من المقلدة أنفسهم
بل زاد بعضهم في الإفصاح عن هذه الحقيقة فسمى المقلد جاهلا فقال صاحب " الهداية
" تعليقا على قول الحاشية : " و لا تصلح ولاية القاضي حتى ... يكون من أهل
الاجتهاد " قال ( 5 / 456 ) من " فتح القدير " : " الصحيح أن أهلية الاجتهاد
شرط الأولوية ، فأما تقليد الجاهل فصحيح عندنا ، خلافا للشافعي " . قلت : فتأمل
كيف سمى القاضي المقلد جاهلا ، فإذا كان هذا شأنهم ، و تلك منزلتهم في العلم
باعترافهم أفلا تتعجب معي من بعض المعاصرين من هؤلاء المقلدة كيف أنهم يخرجون
عن الحدود و القيود التي وضعوها بأيديهم و ارتضوها مذهبا لأنفسهم ، كيف يحاولون
الانفكاك عنها متظاهرين بأنهم من أهل العلم لا يبغون بذلك إلا تأييد ما عليه
العامة من البدع و الضلالات ، فإنهم عند ذلك يصبحون من المجتهدين اجتهادا مطلقا
، فيقولون من الأفكار و الآراء و التأويلات ما لم يقله أحد من الأئمة المجتهدين
، يفعلون ذلك ، لا لمعرفة الحق بل لموافقة العامة ! و أما فيما يتعلق بالسنة و
العمل بها في كل فرع من فروع الشريعة فهنا يجمدون على آراء الأسلاف ، و لا
يجيزون لأنفسهم مخالفتها إلى السنة ، و لو كانت هذه السنة صريحة في خلافها ،
لماذا ؟ لأنهم مقلدون ! فهلا ظللتم مقلدين أيضا في ترك هذه البدع التي لا
يعرفها أسلافكم ، فوسعكم ما وسعهم ، و لم تحسنوا ما لم يحسنوا ، لأن هذا اجتهاد
منكم ، و قد أغلقتم بابه على أنفسكم ؟! بل هذا تشريع في الدين لم يأذن به رب
العالمين ، *( أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله )* و إلى
هذا يشير الإمام الشافعي رحمة الله عليه بقوله المشهور : " من استحسن فقد شرع "
. فليت هؤلاء المقلدة إذ تمسكوا بالتقليد و احتجوا به - و هو ليس بحجة على
مخالفيهم - استمروا في تقليدهم ، فإنهم لو فعلوا ذلك لكان لهم العذر أو بعض
العذر لأنه الذي في وسعهم ، و أما أن يردوا الحق الثابت في السنة بدعوى التقليد
، و أن ينصروا البدعة بالخروج عن التقليد إلى الاجتهاد المطلق ، و القول بما لم
يقله أحد من مقلديهم ( بفتح اللام ) ، فهذا سبيل لا أعتقد يقول به أحد من
المسلمين . و خلاصة القول : أن حديث ابن مسعود هذا الموقوف لا متمسك به
للمبتدعة ، كيف و هو رضي الله عنه أشد الصحابة محاربة للبدع و النهي عن اتباعها
، و أقواله و قصصه في ذلك معروفة في " سنن الدارمي " و " حلية الأولياء " و
غيرهما ، و حسبنا الآن منها قوله رضي الله عنه : " اتبعوا و لا تبتدعوا فقد
كفيتم ، عليكم بالأمر العتيق " . <2> فعليكم أيها المسلمون بالسنة تهتدوا و
تفلحوا .

-----------------------------------------------------------
[1] قلت : تأمل هذا النص من هذا الإمام و نقله عن العلماء التفريق بين الاتباع
و التقليد ، و عض عليه بالنواجذ ، فإنه من العلم المجهول اليوم حتى عند كثير من
حملة شهادة الدكتوراة الشرعية ، فضلا عن غيرهم . بل إن بعضهم يجادل في ذلك أسوأ
المجادلة ، و يكابر فيه أشد المكابرة ، و إن شئت التفصيل فراجع كتاب " بدعة
التعصب المذهبي " لصاحبنا الأستاذ الفاضل محمد عيد عباسي ( ص 33 - 39 ) .
[2] راجع تخريجه مع بعض الآثار الأخرى في رسالتي : " الرد على التعقيب الحثيث "
. اهـ .

(2/110)


534 - " الهر سبع " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 19 ) :

ضعيف . رواه أحمد ( 2 / 442 ) و العقيلي ( 331 ) و البيهقي ( 1 / 251 - 252
) عن عيسى بن المسيب عن أبي زرعة عن أبي هريرة مرفوعا . و هذا سند ضعيف من
أجل عيسى بن المسيب ، ضعفه ابن معين ، و أبو زرعة و النسائي و الدارقطني و
غيرهم كما في " الميزان " للذهبي ، ثم ساق له هذا الحديث و قال العقيلي : " و
لا يتابعه إلا من هو مثله أو دونه " .

(2/111)


535 - " حمل العصا علامة المؤمن ، و سنة الأنبياء " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 19 ) :

موضوع . أخرجه الديلمي في " مسند الفردوس " ( 2 / 97 - زهر الفردوس ) من
طريق يحيى بن هاشم الغساني عن قتادة عن أنس مرفوعا . قلت : و هذا موضوع ، و
إن ذكره السيوطي في " الفتاوي " ( 2 / 201 ) و سكت عليه ! بل أورده في " الجامع
الصغير " ! فقد تعقبه شارحه المناوي بأن الغساني هذا قال الذهبي في " الضعفاء "
: " قالوا : كان يضع الحديث " .

(2/112)


536 - " كان للأنبياء كلهم مخصرة يتخصرون بها تواضعا لله عز وجل " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 20 ) :

موضوع . رواه الديلمي من طريق وثيمة بن موسى عن سلمة بن الفضل عن محمد بن
إسحاق عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن ابن عباس رفعه . ذكره السيوطي في "
الفتاوي " ( 2 / 201 ) و سكت عليه ! و وثيمة هذا قال ابن أبي حاتم في " الجرح "
( 4 / 2 / 5 ) : " روى عن سلمة أحاديث موضوعة " . و اعلم أنه ليس في الباب في
الحض على حمل العصا ، حديث يصح ، و أن حمل العصا من سنن العادة لا العبادة .

(2/113)


537 - " من شم الورد الأحمر ، و لم يصل علي ، فقد جفاني " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 20 ) :

موضوع . قال السيوطي في " الفتاوي " ( 2 / 183 ، 192 ، 208 ) : " هو من
الأحاديث المقطوع ببطلانها مما في كتاب ( نزهة المجالس ) لعبد الرحمن الصفوري "
. قلت : و لذلك أورده السيوطي في " ذيل الأحاديث الموضوعة " ( 85 و 86 ) و ذكر
أنه من وضع بعض المغاربة ، فراجعه إن شئت .

(2/114)


538 - " من وجد ماله في الفيء قبل أن يقسم فهو له ، و من وجده بعدما قسم فليس له شيء " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 20 ) :

ضعيف . أخرجه الدارقطني ( ص 472 ) من طريق إسحاق بن عبد الله عن ابن شهاب
عن سالم عن أبيه ابن عمر مرفوعا ، و قال : " إسحاق هو ابن أبي فروة متروك "
. قلت : ثم رواه من طريق أخرى عن ابن عمر ، و فيه رشدين بن سعد و هو ضعيف ، و
من طريق أخرى عن ابن عباس مرفوعا نحوه . و فيه الحسن بن عمارة ، و هو يضع . و
قد روي من طرق أخرى ضعفها الزيلعي في " نصب الراية " ( 3 / 435 ) و روى
الدارقطني و غيره معنى هذا الحديث عن عمر موقوفا عليه و هو ضعيف أيضا لانقطاعه
كما قال الدارقطني و غيره . و قد قال بهذا التفصيل الذي تضمنه هذا الحديث جماعة
من العلماء ، و ذهب الشافعي و جماعة آخرون إلى أنه لا يملك أهل الحرب بالغلبة
شيئا من المسلمين ، و لصاحبه أخذه قبل القسمة و بعدها و هذا هو الحق الذي لا شك
فيه و إن تبجح بعض الكتاب المعاصرين بخلافه ، و اعتبر ذلك من مفاخر الإسلام
فقال : " إن الإسلام قرر حق تملك الغنائم لمن حازها من المتحاربين ، المسلمون و
غيرهم في ذلك سواء " <1> و هذا باطل لأنه مع أنه لا مستند له إلا هذا الحديث
الضعيف ، فهو مخالف لحديث المرأة الصحابية التي أسرها المشركون ، و كانوا
أصابوا ناقة النبي صلى الله عليه وسلم ( العضباء ) ، فانفلتت المرأة ذات ليلة ،
و هربت على العضباء ، فطلبوها فأعجزتهم ، و قدمت فقالت : إنها نذرت إن أنجاها
الله عليها لتنحرنها ! فقال صلى الله عليه وسلم : " لا نذر لابن آدم فيما لا
يملك ، و لا في معصية الله تبارك و تعالى " : رواه مسلم ( 5 / 78 - 79 ) و أحمد
( 4 / 429 ، 430 / 432 ، 434 ) . فهذا صريح في أن هذه المرأة لم تملك هذه
الناقة ، و لو أن الأمر كما قال ذلك البعض ، لكانت الناقة من حق هذه المرأة و
هذا بين لا يخفى . ثم وجدت ابن عبد الهادي في " تنقيح التحقيق " ( 2 / 374 -
375 ) استدل بهذا الحديث الصحيح لمذهب أحمد القائل : " إذا استولى المشركون على
أموال المسلمين لم يملكوها ، ( قال : ) و وجه الحجة أنه لو ملكها المشركون ما
أخذها رسول الله صلى الله عليه وسلم و أبطل نذرها ، إنما أخذ الناقة لأنه
أدركها غير مقسومة " .

-----------------------------------------------------------
[1] انظر كتاب " من هدي الإسلام " المقرر تدريسه للصف الثاني عشر الإعدادي
الطبعة الثانية ( ص 93 ) . اهـ .

(2/115)


539 - " لا تذكروني عند ثلاث : تسمية الطعام ، و عند الذبح ، و عند العطاس " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 21 ) :

موضوع . رواه البيهقي ( 9 / 286 ) من طريق سليمان بن عيسى : أخبرني عبد
الرحيم بن زيد العمي عن أبيه مرفوعا و قال : " هذا منقطع ، و عبد الرحيم و
أبوه ضعيفان ، و سليمان بن عيسى السجزي في عداد من يضع الحديث " . و ذكر نحوه
ابن عبد الهادي في " تنقيح التحقيق " ( 2 / 392 ) و عزاه للحاكم بدل البيهقي ،
و الله أعلم . و قال ابن حبان في عبد الرحيم ( 2 / 152 ) : " يروي عن أبيه
العجائب مما لا يشك من الحديث صناعته أنها معمولة أو مقلوبة كلها " . قلت : فإن
سلم منهما فلن يسلم من السجزي .

(2/116)


540 - " نهينا عن صيد كلب المجوسي و طائره " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 21 ) :

ضعيف . أخرجه الترمذي ( 2 / 341 ) و البيهقي ( 9 / 245 ) من طريق شريك عن
الحجاج عن القاسم بن أبي بزة عن سليمان اليشكري عن جابر . و ضعفه الترمذي
بقوله : " غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه " ، و البيهقي بقوله : " في هذا
الإسناد من لا يحتج به " . قلت : و هما شريك و هو ابن عبد الله القاضي ، و هو
ضعيف من قبل حفظه . و الحجاج و هو بن أرطاة ، و هو مدلس و قد عنعنه . و ليس في
الباب ما يشهد للحديث ، و يمكن فهمه على وجهين : الأول : أن يكون كلب المجوسي
صاد بإرسال صاحبه فعلى هذا لا يجوز أكل صيده فيكون معنى الحديث صحيحا . الثاني
: أن يكون الذي أرسله مسلما ، و على هذا يحل صيده و لا يصح معنى الحديث و قد
أوضح المسألة الإمام مالك أحسن التوضيح فقال في " الموطأ " ( 2 / 41 ) : "
الأمر المجتمع عليه عندنا أن المسلم إذا أرسل كلب المجوسي الضاري فصاد أو قتل
أنه إذا كان متعلما فأكل ذلك الصيد حلال لا بأس به ، و إن لم يذكه المسلم ، و
إنما مثل ذلك مثل المسلم يذبح بشفرة المجوسي ، أو يرمي بقوسه ، أو بنبله ،
فيقتل بها ، فصيده ذلك و ذبيحته حلال لا بأس بأكله ، و إذا أرسل المجوسي كلب
المسلم الضاري على صيد فأخذه فإنه لا يؤكل ذلك الصيد إلا أن يذكى ، و إنما مثل
ذلك مثل قوس المسلم و نبله ، يأخذها المجوسي ، فيرمي بها الصيد فيقتله ، و
بمنزلة شفرة المسلم يذبح بها المجوسي ، فلا يحل أكل شيء من ذلك " .

(2/117)


541 - " ثلاث من أخلاق الإيمان : من إذا غضب لم يدخله غضبه في باطل ، و من إذا رضي لم يخرجه رضاه من حق ، و من إذا قدر لم يتعاط ما ليس له " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 22 ) :

موضوع . أخرجه الطبراني في " المعجم الصغير " ( ص 31 ) و عنه أبو نعيم في "
أخبار أصبهان " ( 1 / 132 ) و ابن بشران في " الأمالي الفوائد " ( 2 / 133 / 2
) من طريق حجاج بن يوسف بن قتيبة الهمداني : حدثنا بشر بن الحسين عن الزبير بن
عدي عن أنس بن مالك مرفوعا . و قال الطبراني : " لم يروه عن الزبير بن عدي
إلا بشر بن الحسين " . قلت : و هو كذاب كما سبق مرارا . و قال الهيثمي ( 1 / 59
) بعد أن عزاه للمعجم : " و فيه بشر بن الحسين و هو كذاب " . قلت : و راويه عنه
الهمداني مجهول كما قال ابن المديني ، و الحديث مما سود به السيوطي " جامعه " :
و لهذا تعقبه شارحه المناوي بكلام الهيثمي المذكور ثم قال : " فكان ينبغي
للمصنف حذفه من هذا الكتاب " . و لعل السيوطي اغتر باقتصار الحافظ العراقي على
تضعيفه في " تخريج الإحياء " ( 4 / 307 ) و هو منه قصور أو ذهول أو تسامح في
التعبير لأن الحديث الموضوع من أقسام الحديث الضعيف ، ثم إن الحديث هو أول حديث
في " نسخة الزبير بن عدي " المحفوظة في ظاهرية دمشق حرسها الله تعالى .

(2/118)


542 - " حجوا ، فإن الحج يغسل الذنوب كما يغسل الماء الدرن " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 23 ) :

موضوع . رواه أبو الحجاج يوسف بن خليل في " السباعيات " ( 1 / 18 / 1 ) عن
يعلى بن الأشدق عن عبد الله بن جراد مرفوعا و موقوفا . و من هذا الوجه
أخرجه الطبراني في " الأوسط " كما في " المجمع " ( 3 / 209 ) و " الجامع " و
قال الهيثمي : " و فيه يعلى بن الأشدق و هو كذاب " .

(2/119)


543 - " حجوا قبل أن لا تحجوا : يقعد أعرابها على أذناب أوديتها ، فلا يصل إلى الحج
أحد " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 23 ) :

باطل . رواه أبو نعيم في " أخبار أصفهان " ( 2 / 76 - 77 ) و البيهقي ( 4 /
341 ) و الخطيب في " التلخيص " ( 96 / 2 ) من طريق عبد الله بن عيسى بن بحير :
حدثني محمد بن أبي محمد عن أبيه عن أبي هريرة مرفوعا . قلت : عبد الله هذا
هو الجندي ، ذكره العقيلي في " الضعفاء " ، و ساق له هذا الحديث و قال : "
إسناد مجهول فيه نظر " و قال الذهبي : " إسناد مظلم ، و خبر منكر " . و قال في
" المهذب " كما في المناوي : " إسناده واه " . و شيخه محمد بن أبي محمد مجهول
كما قال أبو حاتم ، و أما ابن حبان فأورده في " الثقات " ( 2 / 268 ) ! و ساق
له هذا الحديث ثم قال : " و هذا خبر باطل ، و أبو محمد لا يدرى من هو ؟ " يعني
أنه هو علة الحديث . و الله أعلم .

(2/120)


544 - " حجوا قبل أن لا تحجوا ، فكأني أنظر إلى حبشي أصمع ، أفدع ، بيده معول يهدمها
حجرا حجرا " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 23 ) :

موضوع . أخرجه الحاكم ( 1 / 148 ) و أبو نعيم ( 4 / 131 ) و البيهقي ( 4 /
340 ) عن يحيى بن عبد الحميد الحماني : حدثنا حصين بن عمر الأحمسي : حدثنا
الأعمش عن إبراهيم التيمي عن الحارث بن سويد عن علي مرفوعا . سكت عليه
الحاكم و تعقبه الذهبي بقوله : " قلت : حصين واه ، و يحيى الحماني ليس بعمدة "
. و أقول : حصين كذاب كما قال ابن خراش و غيره . و قال الحاكم : ( 1 / 268 ) :
" يروي الموضوعات عن الأثبات " و قد تفرد بهذا الحديث كما قال أبو نعيم . و أما
الحماني ، فقد تابعه جبارة عند ابن عدي ( 102 / 2 ) في ترجمة حصين هذا و قال :
" عامة أحاديثه معاضيل " .

(2/121)


545 - " من غش العرب لم يدخل في شفاعتي ، و لم تنله مودتي " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 24 ) :

موضوع . أخرجه الترمذي ( 4 / 376 ) و أحمد رقم ( 519 ) و من طريقه العراقي
في " محجة القرب إلى محبة العرب " ( 8 / 2 ) و عبد بن حميد في " المنتخب من
المسند " ( 8 / 1 ) و أبو سعيد بن الأعرابي في " معجمه " ( 136 / 2 ) من طريق
حصين بن عمر عن مخارق بن عبد الله عن طارق بن شهاب عن عثمان بن عفان مرفوعا
. و قال الترمذي : " حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث حصين بن عمر الأحمسي ، و
ليس عند أهل الحديث بذاك القوي " . قلت : بل هو كذاب عند غير واحد منهم ، كما
سبق ذكره قبل هذا ، و حديثه هذا معارض لما صح عنه صلى الله عليه وسلم من قوله :
" شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي " . و هو مخرج في " الروض النضير " رقم ( 43 ،
65 ) ، و " المشكاة " ( 5598 و 5599 ) .

(2/122)


546 - " للإمام سكتتان ، فاغتنموا القراءة فيهما بفاتحة الكتاب " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 24 ) :

لا أصل له مرفوعا . و إنما رواه البخاري في " جزء القراءة " ( ص 33 ) عن
أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف قال : فذكره موقوفا عليه . قلت : و إسناده حسن
. ثم رواه عن أبي سلمة عن أبي هريرة موقوفا عليه ، و سنده حسن أيضا . <1> و
الذي دعاني إلى التنبيه على بطلان رفعه أنني رأيت ما نقله بعضهم في تعليقه على
قول النووي في " الأذكار " ( ص 63 ) : " إنه يستحب للإمام في الصلاة الجهرية أن
يسكت بعد التأمين سكتة طويلة بحيث يقرأ المأموم الفاتحة " . فقال المعلق عليه و
هو الشيخ محمد حسين أحمد : " قال الحافظ : دليل استحباب تطويل هذه السكتة حديث
أبي سلمة بن عبد الرحمن أن للإمام سكتتين .... أخرجه البخاري في كتاب " القراءة
خلف الإمام " و أخرجه فيه أيضا عن أبي سلمة عن أبي هريرة . و عن عروة بن الزبير
قال : يا بني اقرؤوا إذا سكت الإمام ، و اسكتوا إذا جهر ، فإنه لا صلاة لمن لم
يقرأ بفاتحة الكتاب " . فقوله : " حديث أبي سلمة .... " فيه إيهام كبير أنه
حديث مرفوع إلى النبي صلى الله عليه وسلم و أن اللفظ من قوله صلى الله عليه
وسلم كما هو المتبادر عند الإطلاق ، و راجعني من أجل ذلك بعض الشافعية محتجا به
! فبينت له أن الحديث ليس هو من كلامه صلى الله عليه وسلم ، و إنما هو مقطوع
موقوف على أبي سلمة ، حتى و لو كان مرفوعا لكان ضعيفا لأنه مرسل تابعي . ثم قلت
: و لو صح عنه صلى الله عليه وسلم لما كان حجة لكم بل هو عليكم ! قال كيف ؟ قلت
: لأنه يقول : " فاغتنموا القراءة في السكتتين " و هما سكتة الافتتاح و سكتة
بعد القراءة ، و أنتم لا تقولون بقراءة الفاتحة أو بعضها في السكتة الأولى !
نعم نقل ابن بطال عن الشافعي أن سبب سكوت الإمام السكتة الأولى ليقرأ المأموم
فيها الفاتحة . لكن الحافظ تعقبه في " الفتح " ( 2 / 182 ) بقوله : " و هذا
النقل من أصله غير معروف عن الشافعي ، و لا عن أصحابه ، إلا أن الغزالي قال في
" الإحياء " : إن المأموم يقرأ الفاتحة إذا اشتغل الإمام بدعاء الافتتاح و خولف
في ذلك ، بل أطلق المتولي و غيره كراهية تقديم المأموم قراءة الفاتحة على
الإمام " . و كذلك قول عروة المتقدم حجة على الشافعية ، لأنه يأمر المؤتم
بالسكوت إذا جهر الإمام . و هذا هو أعدل الأقوال في مسألة القراءة وراء الإمام
، أن يقرأ إذا أسر الإمام ، و ينصت إذا جهر . و قد فصلت القول في هذه المسألة و
جمعت الأحاديث الواردة فيها في تخريج أحاديث " صفة صلاة النبي صلى الله عليه
وسلم " .

----------------------------------------------------------
[1] قلت : فيه دليل على أن قول أبي هريرة في " مسلم " : " اقرأ بها في نفسك يا
فارسي " إنما يعني قراءتها في سكتات الإمام إن وجدت ، و هذه فائدة هامة ، فخذها
شاكرا لله تعالى . اهـ .

(2/123)


547 - " كان للنبي صلى الله عليه وسلم سكتتان ، سكتة حين يكبر ، و سكتة حين يفرغ من
قراءته " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 25 ) :

ضعيف . أخرجه البخاري في " جزء القراءة " ( ص 23 ) و أبو داود و الترمذي و
ابن ماجة و غيرهم من حديث الحسن البصري عن سمرة بن جندب . و هذا سند ضعيف
أعله الدارقطني في سننه ( ص 138 ) بالانقطاع فقال عقب الحديث : " الحسن مختلف
في سماعه من سمرة ، و قد سمع منه حديثا واحدا ، و هو حديث العقيقة " . قلت : ثم
هو على جلالة قدره مدلس كما سبق التنبيه على ذلك مرارا ، و لم أجد تصريحه
بسماعه لهذا الحديث بعد مزيد البحث و التفتيش عن طرقه إليه ، فلو سلم أنه ثبت
سماعه من سمرة لغير حديث العقيقة ، لما ثبت سماعه لهذا ، كما لا يخفى على
المشتغلين بعلم السنة المطهرة . ثم إن للحديث علة أخرى و هي الاضطراب في متنه .
ففي هذه الرواية أن السكتة الثانية محلها بعد الفراغ من القراءة ، و في رواية
ثانية : بعد الفراغ من قراءة الفاتحة ، و في الأخرى بعد الفراغ من الفاتحة و
سورة عند الركوع . و هذه الرواية الأخيرة هي الصواب في الحديث لو صح ، لأنه
اتفق عليها أصحاب الحسن ، يونس ، و أشعث ، و حميد الطويل ، و قد سقت رواياتهم
في ذلك في " ضعيف سنن أبي داود " ( رقم 135 و 138 ) و نقلت فيه عن أبي بكر
الجصاص أنه قال : " هذا حديث غير ثابت " . فبعد معرفة علة الحديث لا يلتفت
المنصف إلى قول من حسنه . و إذا عرفت هذا فلا حجة للشافعية في هذا الحديث على
استحبابهم السكوت للإمام بقدر ما يقرأ المأموم الفاتحة ، و ذلك لوجوه : الأول :
ضعف سند الحديث . الثاني : اضطراب متنه . الثالث : أن الصواب في السكتة الثانية
فيه أنها قبل الركوع بعد الفراغ من القراءة كلها لا بعد الفراغ من الفاتحة .
الرابع : على افتراض أنها أعني السكتة بعد الفاتحة ، فليس فيه أنها طويلة
بمقدار ما يتمكن المقتدي من قراءة الفاتحة ! و لهذا صرح بعض المحققين بأن هذه
السكتة الطويلة بدعة فقال شيخ الإسلام ابن تيمية فـ " الفتاوى " ( 2 / 146 -
147 ) : " و لم يستحب أحمد أن يسكت الإمام لقراءة المأموم ، و لكن بعض أصحابه
استحب ذلك ، و معلوم أن النبي صلى الله عليه وسلم لو كان يسكت سكتة تتسع لقراءة
الفاتحة لكان هذا مما تتوفر الهمم و الدواعي على نقله ، فلما لم ينقل هذا أحد ،
علم أنه لم يكن ، و أيضا فلو كان الصحابة كلهم يقرؤون الفاتحة خلفه صلى الله
عليه وسلم ، إما في السكتة الأولى و إما في الثانية لكان هذا مما تتوفر الهمم و
الدواعي على نقله فكيف و لم ينقل أحد من الصحابة أنهم كانوا في السكتة الثانية
يقرءون الفاتحة ، مع أن ذلك لو كان شرعا لكان الصحابة أحق الناس بعلمه ، فعلم
أنه بدعة " . قلت : و مما يؤيد عدم سكوته صلى الله عليه وسلم تلك السكتة
الطويلة قول أبي هريرة رضي الله عنه : " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا
كبر للصلاة سكت هنية ، فقلت : يا رسول الله أرأيت سكوتك بين التكبير و القراءة
ماذا تقول ؟ قال أقول : اللهم باعد بيني و بين خطاياي .... " الحديث فلو كان
رسول الله صلى الله عليه وسلم يسكت تلك السكتة بعد الفاتحة بمقدارها لسألوه
عنها كما سألوه عن هذه .

(2/124)


548 - " لئن أظهرني الله عليهم ( يعني كفار قريش الذين قتلوا حمزة ) لأمثلن بثلاثين
رجلا منهم " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 26 ) :
ضعيف . رواه ابن إسحاق في " السيرة " عن بعض أصحابه عن عطاء بن يسار
قال : نزلت سورة ( النمل ) بمكة و هي مكية إلا ثلاث آيات من آخرها نزلت
بالمدينة بعد أحد ، حين قتل حمزة و مثل به ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم
: ( فذكره ) ، فلما سمع المسلمون ذلك قالوا : والله لئن ظهرنا عليهم لنمثلن بهم
مثلة لم يمثلها أحد من العرب بأحد قط ، فأنزل الله *( و إن عاقبتهم فعاقبوا
بمثل ما عوقبتهم به )* إلى أخر السورة . ذكره الحافظ ابن كثير ( 2 / 592 ) و
ضعفه بقوله : " و هذا مرسل و فيه رجل مبهم لم يسم ، و قد روي من وجه آخر متصل "
. قلت : و هذا المتصل من حديث أبي هريرة ضعيف كما يأتي بعده . و روي من حديث
ابن عباس و هو : " لئن ظفرت بقريش لأمثلن بثلاثين رجلا منهم ، فأنزل الله عز
وجل في ذلك : *( و إن عاقبتهم فعاقبوا )* إلى قوله : *( يمكرون )* " .

(2/125)


549 - " لئن ظفرت بقريش لأمثلن بثلاثين رجلا منهم ، فأنزل الله عز وجل في ذلك : *( و
إن عاقبتهم فعاقبوا )* إلى قوله : *( يمكرون )* " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 27 ) :

ضعيف . رواه الطبراني ( 3 / 107 - 108 ) عن أحمد بن أيوب بن راشد البصري :
أخبرنا عبد الأعلى عن محمد بن إسحاق : حدثني محمد بن كعب القرظي و الحكم بن
عتيبة عن مقسم و مجاهد عن ابن عباس قال : " لما وقف رسول الله صلى الله
عليه وسلم على حمزة فنظر إلى ما به قال : لولا أن تحزن النساء ما غيبته و
لتركته حتى يكون في بطون السباع و حواصل الطيور حتى يبعثه الله مما هنالك . قال
: و أحزنه ما [ رأى ] به فقال " فذكره . قلت : و هذا سند ضعيف ، قال : الهيثمي
( 6 / 120 ) : " و فيه أحمد بن أيوب بن راشد و هو ضعيف " . قلت : لم أجد من صرح
بتضعيفه من الأئمة المتقدمين ، و لا من وثقه منهم ، نعم أورده ابن حبان في "
الثقات " و قال : " ربما أغرب " ، و هذا ليس بجرح كما أن إيراده إياه في "
الثقات " ليس بتوثيق معتمد ، كما سبق التنبيه عليه مرارا ، فالحق أن الرجل في
عداد مجهولي العدالة ، و لذلك لم يوثقه الحافظ في " التقريب " و لم يضعفه ، بل
قال فيه " مقبول " إشارة إلى ما ذكرته . و الله أعلم . و رواه البيهقي في "
دلائل النبوة " ( ج 1 - غزوة أحد - مخطوط ) عن ابن إسحاق قال : حدثني بريدة بن
سفيان عن محمد بن كعب مرفوعا . و هذا مع إرساله ضعيف أيضا ، و بريدة بن سفيان
قال الحافظ : " ليس بالقوي " . و قد روي هذا الحديث من طريق أخرى عن محمد بن
كعب ، أخرجه المحاملي في " الأمالي " ( ج 7 رقم 2 ) عن عبد العزيز بن عمران :
حدثني أفلح بن سعيد عن محمد بن كعب عن ابن عباس . و هذا سند ضعيف جدا ، عبد
العزيز قال الحافظ : " متروك ، احترقت كتبه فحدث من حفظه فاشتد غلطه " . و روي
من حديث أبي هريرة نحوه و أتم منه ، و هو : " رحمة الله عليك إن كنت ما علمت
لوصولا للرحم ، فعولا للخيرات ، والله لولا حزن من بعدك عليك ، لسرني أن أتركك
حتى يحشرك الله من بطون السباع - أو كلمة نحوها - أما والله على ذلك لأمثلن
بسبعين كمثلتك . فنزل جبريل عليه السلام على محمد صلى الله عليه وسلم بهذه
السورة و قرأ : *( و إن عاقبتهم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به )* إلى آخر الآية ،
فكفر رسول الله صلى الله عليه وسلم ( يعني عن يمينه ) ، و أمسك عن ذلك " .

(2/126)


550 - " رحمة الله عليك إن كنت ما علمت لوصولا للرحم ، فعولا للخيرات ، والله لولا
حزن من بعدك عليك لسرني أن أتركك حتى يحشرك الله من بطون السباع - أو كلمة
نحوها - أما والله على ذلك لأمثلن بسبعين كمثلتك . فنزل جبريل عليه السلام على
محمد صلى الله عليه وسلم بهذه السورة و قرأ : *( و إن عاقبتهم فعاقبوا بمثل ما
عوقبتم به )* إلى آخر الآية ، فكفر رسول الله صلى الله عليه وسلم ( يعني عن
يمينه ) ، و أمسك عن ذلك " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 28 ) :
ضعيف . أخرجه أبو بكر الشافعي في " الفوائد " ( 2 / 6 / 1 - 2 ) و الحاكم (
3 / 197 ) و البزاز و الطبراني و البيهقي في " دلائل النبوة " ( ج 1 - غزوة أحد
) و الواحدي ( 146 / 1 ) عن صالح المري عن سليمان التيمي عن أبي عثمان النهدي
عن أبي هريرة : " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وقف على حمزة بن عبد
المطلب حين استشهد ، فنظر إلى منظر لم ينظر إلى منظر أوجع للقلب منه ، أو أوجع
لقلبه منه ، و نظر إليه و قد مثل به فقال : " فذكره . و سكت عنه الحاكم و تعقبه
الذهبي بقوله : " قلت : صالح واه " . و قال الحافظ ابن كثير ( 2 / 592 ) : " و
هذا إسناد فيه ضعف لأن صالحا هو ابن بشير المري ضعيف عند الأئمة " . و كذلك
ضعفه الهيثمي في " المجمع " ( 6 / 119 ) . و رواه البيهقي أيضا من طريق يحيى بن
عبد الحميد قال : حدثنا قيس عن ابن أبي ليلى عن الحكم عن مقسم عن ابن عباس
مرفوعا نحوه و زاد : " فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : بل نصبر يا رب ! "
. و سنده ضعيف ، مسلسل بالضعفاء الثلاثة : ابن أبي ليلى فمن دونه ! قلت : و قد
ثبت بعضه مختصرا من طرق أخرى فأخرج الحاكم ( 3 / 196 ) و الخطيب في " التلخيص "
( 44 / 1 ) عن أنس " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر بحمزة يوم أحد و قد
جدع و مثل به فقال : " لولا أن صفية تجد لتركته حتى يحشره الله من بطون الطير و
السباع ، فكفنه في نمرة " . و قال : " صحيح على شرط مسلم " و وافقه الذهبي و هو
كما قالا . و رواه الحاكم ( 3 / 197 - 198 ) و البزاز و الطبراني من حديث ابن
عباس بسند لا بأس به في المتابعات و الشواهد . و سبب نزول الآية السابقة في هذه
الحادثة صحيح فقد قال أبي بن كعب : " لما كان يوم أحد أصيب من الأنصار أربعة و
ستون رجلا ، و من المهاجرين ستة ، فمثلوا بهم و فيهم حمزة ، فقالت الأنصار :
لئن أصبناهم مثل هذا لنربين عليهم ، فلما كان يوم فتح مكة أنزل الله عز وجل :
*( و إن عاقبتهم فعاقبوا بمثل ما عوقبتهم به )* الآية ، فقال رجل : لا قريش بعد
اليوم ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " كفوا عن القوم غير أربعة " .
رواه الترمذي ( 4 / 133 ) ، و الحاكم ( 2 / 359 ) و عبد الله بن أحمد في "
زوائد المسند " ( 5 / 135 ) و حسنه الترمذي ، و قال الحاكم : " صحيح الإسناد "
، و وافقه الذهبي ، و هو كما قالا .

(2/127)


551 - " من قلد عالما لقي الله سالما " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 29 ) :

لا أصل له . و قد سئل عنه السيد رشيد رضا رحمه الله فأجاب في مجلة " المنار
" ( 34 / 759 ) بقوله : " ليس بحديث " .

(2/128)


552 - " جلس صلى الله عليه وسلم على مرفقة حرير " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 29 ) :

لا أصل له . كما أشار لذلك الحافظ الزيلعي في " نصب الراية " ( 4 / 227 ) ،
و قد احتج به صاحب " الهداية " لمذهب الحنفية الذي يجيز للرجال الجلوس على
الحرير ! . قال الزيلعي : " يشكل على المذهب حديث حذيفة قال : نهانا رسول الله
صلى الله عليه وسلم أن نشرب في آنية الذهب و الفضة ، و أن نأكل فيها ، و عن لبس
الحرير و الديباج ، و أن نجلس عليه . أخرجه البخاري " . قلت : و هذا هو الحق
أنه يحرم الجلوس على الحرير كما يحرم لبسه لحديث البخاري هذا ، و الأحاديث
العامة في تحريم لبسه على الرجال كقوله عليه السلام : " لا تلبسوا الحرير فإنه
من لبسه في الدنيا لم يلبسه في الآخرة " متفق عليه ، فإنها تتناول بعمومها
الجلوس عليه ، لأن الجلوس لبس لغة و شرعا ، كما قال أنس رضي الله عنه : " قمت
إلى حصير لنا قد اسود من طول ما لبس " . فانظر كيف تصرف الأحاديث الموضوعة
الناس عن الأحاديث الصحيحة . *( فاعتبروا يا أولي الأبصار )* .

(2/129)


553 - " عادي الأرض لله و للرسول ، ثم لكم من بعد ، فمن أحيا أرضا ميتة فهي له ، و
ليس لمحتجر حق بعد ثلاث سنين " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 29 ) :

منكر بهذا التمام . أخرجه أبو يوسف صاحب أبي حنيفة في " كتاب الخراج " ( ص
77 ) قال : حدثني ليث عن طاووس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ،
فذكره . قلت : و هذا إسناد ضعيف فيه ثلاث علل : الأولى : الإرسال من طاووس ،
فإنه تابعي . الثانية : ضعف ليث و هو ابن أبي سليم لاختلاطه كما بينه ابن حبان
في " كتاب المجروحين " ( 1 / 57 و 2 / 231 ) . الثالثة : أبو يوسف فيه ضعف من
قبل حفظه ، قال الفلاس : " صدوق كثير الخطأ " و ضعفه البخاري و غيره و وثقه ابن
حبان و غيره . قلت : و قد تفرد بقوله في آخر الحديث : " و ليس لمحتجر .... "
فقد أخرجه يحيى بن آدم في " كتاب الخراج " ( ص 85 ، 86 ، 88 ) و البيهقي في
سننه ( 6 / 143 ) من طرق كثيرة عن ليث به مرسلا بدون هذه الزيادة ، فهي منكرة .
و كذلك أخرجه الشافعي ( 2 / 204 ) و البيهقي عن سفيان الثوري عن ابن طاووس
مرسلا . و وصله البيهقي عن ابن طاووس عن أبيه عن ابن عباس مرفوعا . و قال : "
تفرد به معاوية بن هشام مرفوعا موصولا " . قلت : و معاوية فيه ضعف ، و الصواب
في الحديث مرسل . ثم إن هذه الزيادة رواها أبو يوسف أيضا موقوفا على عمر رضي
الله عنه فلعله الصواب . قال أبو يوسف : و حدثني محمد بن إسحاق عن الزهري عن
سالم بن عبد الله . " أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال على المنبر : " من
أحيا أرضا ميتة فهي له ، و ليس لمحتجر حق بعد ثلاث سنين " و ذلك أن رجالا كانوا
يحتجرون من الأرض ما لا يعملون " . و هذا سند منقطع في موضعين ، لكن رواه يحيى
بن آدم ( ص 90 ) و أبو عبيد القاسم بن سلام ( ص 290 ) عن سالم بن عبد الله عن
أبيه قال : كان الناس يحتجرون على عهد عمر رضي الله عنه فقال : من أحيا أرضا
فهي له . قال يحيى : كأنه لم يحلها له بالتحجير حتى يحييها . و هذا سند صحيح
إلى عمر ، و لكن ليس فيه " و ليس لمحتجر ... " . لكن يظهر أن هذه الجملة ثابتة
عن عمر ، فقد رواها أبو يوسف عنه من طريق ثانية ، و يحيى من طريق ثالثة ، و هي
و إن كانت لا تخلو من ضعف فبعضها يقوي بعضا . و جملة القول : أن هذه الزيادة
رفعها منكر ، و الصواب أنها من قول عمر ، و أما الجملة الأولى من الحديث فضعيفة
لإرسالها . و أما قوله : " من أحيا أرضا ميتة فهي له " فهي ثابتة عن النبي صلى
الله عليه وسلم من طرق أخرى عند أبي داود و غيره ، و للبخاري معناه ، و قد
خرجتها في " الإرواء " ( 1548 ) ، و بعضها في " الأحاديث الصحيحة " رقم ( 568 )
من المجلد الثاني منه ، و قد تم طبعه قريبا و الحمد لله . فائدة فقهية : اعلم
أن الإحياء غير التحجير ، و قد بين الفرق بينهما يحيى بن آدم أحسن بيان فقال (
ص 90 ) : " و إحياء الأرض أن يستخرج فيها عينا أو قليبا أو يسوق إليها الماء ،
و هي أرض لم تزرع ، و لم تكن في يد أحد قبله يزرعها أو يستخرجها حتى تصلح للزرع
، فهذه لصاحبها أبدا ، لا تخرج من ملكه ، و إن عطلها بعد ذلك ، لأن رسول الله
صلى الله عليه وسلم قال : " من أحيا أرضا فهي له " ، فهذا إذن من رسول الله صلى
الله عليه وسلم فيها للناس ، فإن مات فهي لورثته و له أن يبيعها إن شاء " قال :
" و التحجير ، فهو غير الإحياء ، قال ابن المبارك : التحجير أن يضرب على الأرض
من الأعلام و المنار فهذا الذي قيل فيه إن عطلها ثلاث سنين فهي لمن أحياها بعده
" . و يظهر أن هذا الفرق الواضح لم ينتبه له رئيس حزب التحرير الإسلامي فإنه
احتج بهذا الحديث المنكر في كتابه " النظام الاقتصادي في الإسلام " ( ص 20 )
على أنه يشترط في إحياء الأرض الموات أن يستثمرها مدة ثلاث سنوات من وضع يده
عليها ، و أن يستمر هذا الإحياء باستغلالها فإن لم يفعل سقط حق ملكيته لها " .
و الحديث مع أنه منكر ليس فيه الشرط المذكور ، و لا هو في الإحياء كما هو ظاهر
بأدنى تأمل ، و كم له أو لحزبه مثل هذا الاستدلال الباطل ، و الاحتجاج
بالأحاديث المنكرة و الأخبار الواهية .

(2/130)


554 - " إن حادينا نام فسمعنا حاديكم فملت إليكم ، فهل تدرون أنى كان الحداء ؟ قالوا
: لا والله ، قال : إن أباهم مضر خرج إلى بعض رعاته ، فوجد إبله قد تفرقت ،
فأخذ عصا فضرب بها كف غلامه ، فعدا الغلام في الوادي و هو يصيح : يا يداه يا
يداه ! فسمعت الإبل فعطفت عليه ، فقال مضر : لو اشتق مثل هذا لانتفعت به الإبل
و اجتمعت ، فاشتق الحداء " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 31 ) :

موضوع . رواه ابن الجوزي في " تلبيس إبليس " ( ص 238 ) من طريق أبي البختري
وهب عن طلحة المكي عن بعض علمائهم : " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مال ذات
ليلة بطريق مكة إلى حاد مع قوم ، فسلم عليهم فقال " . فذكره . قلت : و هذا مع
إرساله موضوع ، و المتهم به أبو البختري هذا ، و هو وهب بن وهب المدني القاضي
قال ابن معين : " كان يكذب عدو الله ! " و قال أحمد : " كان يضع الحديث وضعا "
. و ذكر ابن الجوزي في مقدمة " الموضوعات " ( 1 / 47 - ط ) أنه من كبار
الوضاعين ، فالعجب منه كيف يروي له في هذا الكتاب ( تلبيس إبليس ) الذي أكثر
قرائه لا علم لهم بالحديث و رجاله ! و قد ساق الذهبي في ترجمة أبي البختري هذا
أحاديث كثيرة ثم قال : " و هذه أحاديث مكذوبة " . و الموضوع في هذا الحديث إنما
هو ما عدا الجملة الأولى منه ، فإن لها شاهدا مرسلا قويا ، فقال ابن سعد في "
الطبقات " ( 1 / 2 ) : أخبرنا الفضل بن دكين أبو نعيم : أخبرنا العلاء بن عبد
الكريم عن مجاهد قال : " كان النبي صلى الله عليه وسلم في سفر فبينا هو يسير
بالليل و معه رجل يسايره إذ سمع حاديا يحدو ، و قوم أمامه ، فقال لصاحبه ، لو
أتينا حادي هؤلاء القوم ، فقربنا حتى غشينا القوم ، فقال رسول الله صلى الله
عليه وسلم : ممن القوم ؟ قالوا : من مضر ، فقال : و أنا من مضر ، وني حادينا ،
فسمعنا حاديكم ، فأتيناكم . و رواه ابن الأعرابي في " حديث سعدان بن نصر " ( 1
/ 22 / 1 ) . و هذا سند صحيح رجاله كلهم ثقات من رجال مسلم لولا أنه مرسل ، و
لكنه جاء نحوه من طريق آخر ، فقال ابن سعد : أخبرنا عبد الوهاب بن عطاء العجلي
: أنبأنا حنظلة بن أبي سفيان الجمحي عن طاووس قال : " بينما رسول الله صلى الله
عليه وسلم في سفر إذ سمع صوت حاد ، فسار حتى أتاهم فقال : من القوم ؟ قالوا :
مضريون ، فقال صلى الله عليه وسلم : و أنا مضري ، فقالوا : يا رسول الله إنا
أول من حدا ، بينما رجل في سفر فضرب غلاما له على يده بعصا فانكسرت يده ، فجعل
الغلام يقول و هو يسير الإبل : وايداه وايداه ! و قال : هيبا هيبا ، فسارت
الإبل " . و هذا مرسل صحيح أيضا . و رواه ابن الأعرابي عن عكرمة مرسلا بسند
صحيح أيضا . و هو يبين أن الأصل في قصة الحداء موقوف ، فرفعه ذلك الكذاب أبو
البختري .
و قد ذكر الحافظ ابن كثير في " البداية " ( 2 / 199 ) عن علماء التاريخ أنهم
قالوا : كان مضر أول من حدا ، و ذلك لأنه كان حسن الصوت ، فسقط يوما عن بعيره ،
فوثبت يده ، فجعل يقول : وايداه وايداه ؟ فأعنقت الإبل لذلك . و هذا مخالف لهذا
المرسل . و الله أعلم .

(2/131)


555 - " من فقه الرجل المسلم أن يصلح معيشته ، و ليس من حبك الدنيا طلب ما يصلحك " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 32 ) :

ضعيف جدا . رواه ابن عدي ( 175 / 1 ) عن سعيد بن سنان عن أبي الزاهرية عن
أبي شجرة عن عبد الله بن عمر مرفوعا ، و قال : " سعيد بن سنان أبو مهدي
الحمصي عامة ما يرويه غير محفوظ " . قلت : و في " التقريب " : " متروك رماه
الدارقطني و غيره بالوضع " . قلت : و روي الحديث من طريق آخر بنحوه ، و هو : "
من فقه الرجل رفقه في معيشته " .

(2/132)


556 - " من فقه الرجل رفقه في معيشته " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 33 ) :

ضعيف . رواه أحمد ( 5 / 194 ) و من طريقه الثعلبي في " تفسيره " ( 3 / 146
/ 1 ) و ابن عدي ( 37 / 2 ) و ابن عساكر ( 13 / 375 / 1 ) عن أبي بكر بن أبي
مريم عن ضمرة بن حبيب عن أبي الدرداء مرفوعا . و قال ابن عدي : " أبو بكر
بن أبي مريم الغالب على حديثه الغرائب ، و قل ما يوافقه عليه الثقات ، و هو ممن
لا يحتج به ، و لكن يكتب حديثه " . قلت : ثم هو منقطع لأن ضمرة لم يسمع من أبي
الدرداء كما أفاده الذهبي ، فإن بين وفاتيهما نحو مائة سنة . و اقتصر الهيثمي (
4 / 74 ) على إعلاله باختلاط ابن أبي مريم . و الحديث أورده السيوطي في "
الجامع " من رواية أحمد و البيهقي عن أبي الدرداء قال شارحه المناوي : " ثم قال
البيهقي تفرد به سعيد بن سنان عن أبي الزاهرية اهـ . قال الذهبي في " الضعفاء "
: و سعيد بن سنان عن أبي الزاهرية متهم ، أي بالوضع " . قلت : و هذا يوهم أن
الحديث من هذه الطريق عند أحمد أيضا ، و ليس كذلك كما سبق فتنبه ، و رواه ابن
عدي عن سعيد بن سنان بسند آخر عن ابن عمر نحوه و تقدم لفظه قريبا . و رواه ابن
الأعرابي في " المعجم " ( 237 / 2 ) و أبو نعيم في " الحلية " ( 1 / 11 ) عن
فرج بن فضالة : أخبرنا لقمان بن عامر عن أبي الدرداء موقوفا عليه . و الفرج بن
فضالة ضعيف كما في " التقريب " و بقية رجاله ثقات ، فلعل هذا هو أصل الحديث
موقوف ، أخطأ بعض الضعفاء فرفعه ، و الله أعلم . ثم وجدت ما يؤيد وقفه ، فقال
وكيع بن الجراح في " الزهد " ( 2 / 78 / 1 ) : حدثنا سفيان عن منصور عن سالم بن
أبي الجعد " أن رجلا صعد إلى أبي الدرداء و هو في غرفة له ، و هو يلتقط حبا
منثورا ، فقال أبو الدرداء " فذكره موقوفا عليه . و رجاله كلهم ثقات لولا أنه
مرسل . و كذلك رواه ابن عساكر ( 3 / 375 / 1 ) من طريق المعتمر بن سليمان عن
منصور به . و رواه أيضا من طريق إسماعيل بن عياش عن حريز بن عثمان الرحبي عن
أبي حبيب الحارث بن محمد عن أبي الدرداء موقوفا .

(2/133)


557 - " خذوا من القرآن ما شئتم لما شئتم " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 33 ) :

لا أصل له فيما أعلم . و قال السيد رشيد رضا في " المنار " ( مجلد 28 / 660
) : " لم أره في شيء من كتب الحديث " .

(2/134)


558 - " ليس بكريم من لم يتواجد عند ذكر الحبيب " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 34 ) :

موضوع . ذكره محمد بن طاهر المقدسي في " صفوة التصوف " و من طريقه أبو حفص
عمر السهروردي صاحب " عوارف المعارف " : أن النبي صلى الله عليه وسلم أنشده
أعرابي : قد لسعت حية الهوى كبدي فلا طبيب لها و لا راقي . إلا الحبيب الذي
شغفت به فعنده رقيتي و ترياقي . فتواجد حتى سقطت البردة عن منكبيه فقال معاوية
: ما أحسن لهوكم ، فقال : مهلا يا معاوية ليس ..... " الحديث . قال ابن تيمية
في رسالة " السماع و الرقص " ( ص 169 من مجموعة الرسائل المنيرية ج 3 ) : " هذا
حديث مكذوب موضوع باتفاق أهل العلم بهذا الشأن ، قال : و هذا و أمثاله إنما
يرويه من هو أجهل الناس بحال النبي صلى الله عليه وسلم و أصحابه و من بعدهم
بمعرفة الإيمان و الإسلام " ! قلت : ثم راجعت كتاب " صفوة التصوف " للحافظ ابن
طاهر المقدسي فلم أجد الحديث فيه ، و إنما عزاه الحافظ في " لسان الميزان "
لكتاب آخر له أسماه " السماع " و قد ساق إسناده السهروردي في " العوارف " ( ص
108 - 109 ) فإذا هو من طريق أبي بكر عمار بن إسحاق قال : حدثنا سعيد بن عامر
عن شعبة عن عبد العزيز بن صهيب عن أنس به . و قال : " فهذا الحديث أوردناه
مسندا كما سمعناه و وجدناه ، و قد تكلم في صحته أصحاب الحديث ، و ما وجدنا شيئا
نقل عن رسول الله صلى الله عليه وسلم يشاكل وجد أهل الزمان و سماعهم و اجتماعهم
و هيئتهم ، إلا هذا ، و ما أحسنه من حجة للصوفية و أهل الزمان في سماعهم و
تمزيقهم الخرق و قسمتها أن لو صح ، و يخالج سري أنه غير صحيح ، و لم أجد فيه
ذوق اجتماع النبي صلى الله عليه وسلم مع أصحابه و ما كانوا يعتدونه على ما
بلغنا في هذا الحديث ، و يأبى القلب قبوله . قلت : و المتهم بهذه القصة عمار بن
إسحاق هذا فقد قال الذهبي في ترجمته : " كأنه واضع هذه الخرافة التي فيها : "
قد لسعت حية الهوى كبدي " . فإن الباقين ثقات " .

(2/135)


559 - " كان يقرأ في صلاة المغرب ليلة الجمعة *( قل يا أيها الكافرون )* ، و *( قل هو
الله أحد )* ، و يقرأ في العشاء الآخرة ليلة الجمعة ( الجمعة ) ، و ( المنافقين
) " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 34 ) :

ضعيف جدا . أخرجه ابن حبان ( 552 ) و البيهقي ( 2 / 391 ) الشطر الأول منه
من طريق سعيد بن سماك بن حرب : حدثني أبي سماك بن حرب - قال : و لا أعلم إلا -
عن جابر بن سمرة قال : فذكره . و أخرجه أيضا في كتابه " الثقات " ( 2 / 104
) في ترجمة سعيد هذا ، و قال : " و المحفوظ عن سماك أن النبي صلى الله عليه
وسلم فذكره " . قلت : و هذا من تناقض ابن حبان ، فإنه من جهة يعله بالإرسال و
يبين أنه لا يصح موصولا عن جابر بن سمرة ، و من جهة أخرى يورد الموصول في "
صحيحه " ! و علة الحديث سعيد بن سماك ، فقد قال ابن أبي حاتم ( 2 / 1 / 32 ) عن
أبيه : " متروك الحديث " ، و توثيق ابن حبان إياه من تساهله الذي عرف به عند
المحققين ، و قد يغتر به كثير ممن لا تحقيق عندهم ، فيصححون أحاديث كثيرة
تقليدا له ، من ذلك هذا الحديث ، فقد جاء في " البجيرمي " ( 2 / 64 ) : " و
يستحب أيضا قراءة ( الجمعة ) و ( المنافقين ) في صلاة عشاء ليلة الجمعة ، كما
ورد عند ابن حبان بسند صحيح و قد كان السبكي يفعله ، فأنكر عليه بأنه ليس في
كلام الرافعي . فرد على المنكر بما مر . أي من الورود و كم من مسائل لم يذكرها
الرافعي : فعدم ذكره لها لا يستلزم عدم سنيتها " . قلت : و هذا الجواب من
الوجهة الفقهية صحيح ، يدل على تحرر السبكي من الجمود المذهبي ، و لكن الحديث
ضعيف غير محفوظ بشهادة ابن حبان نفسه ، فلا يثبت به الاستحباب فضلا عن السنية ،
بل إن التزام ذلك من البدع ، و هو ما يفعله كثير من أئمة المساجد في دمشق و
غيرها من البلدان السورية ، و لكنهم جمعوا بين البدعة و إرضاء الناس ، فقد
تركوا قراءة ( المنافقون ) أصلا و التزموا قراءة الشطر الثاني من ( الجمعة ) في
الركعتين تخفيفا عن الناس زعموا ! و كنت منذ القديم استنكر منهم هذا الالتزام ،
و لا أعرف مستندهم في ذلك ، حتى رأيت كلام البجيرمي هذا ، المستند على هذا
الحديث ، الذي كنت استغربه لعدم وروده في الأمهات الستة و غيرها و لكن ذلك لا
يكفي للإنكار ، حتى وقفت على إسناده في " موارد الظمآن " و منه نقلت ، فتبين لي
ضعفه بل و تضعيف ابن حبان نفسه له في كتابه الآخر ، فالحمد لله على توفيقه . ثم
إن مما يدل على ضعف الحديث أن الثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقرأ
بالسورتين الأوليين في سنة المغرب ، و ليس في فرضه ، جاء ذلك عنه صلى الله عليه
وسلم من طرق ، و قد خرجته في " صفة الصلاة " ( ص 115 - السابعة ) .

(2/136)


560 - " كان يصلي في شهر رمضان في غير جماعة بعشرين ركعة و الوتر " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 35 ) :

موضوع . أخرجه ابن أبي شيبة في " المصنف " ( 2 / 90 / 2 ) و عبد بن حميد في
" المنتخب من المسند " ( 73 / 1 - 2 ) و الطبراني في " الكبير " ( 3 / 148 / 2
) و في " الأوسط " كما في " المنتقى منه " للذهبي ( 3 / 2 ) و في " زوائد
المعجمين " ( 1 / 109 / 1 ) و ابن عدي في " الكامل " ( 1 / 2 ) و الخطيب في "
الموضح " ( 1 / 209 ) و أبو الحسن النعالي في " حديثه " ( 127 / 1 ) و أبو عمرو
بن منده في " المنتخب من الفوائد " ( 268 / 2 ) و البيهقي في " السنن الكبرى "
( 2 / 496 ) كلهم من طريق أبي شيبة إبراهيم بن عثمان عن الحكم عن مقسم عن ابن
عباس مرفوعا ، و قال الطبراني : " لا يروى عن ابن عباس إلا بهذا الإسناد " .
و قال البيهقي : " تفرد به أبو شيبة و هو ضعيف " . قلت : و كذا قال الهيثمي في
" المجمع " ( 3 / 172 ) أن أبا شيبة ضعيف ، و قال الحافظ ابن حجر في " الفتح "
( 4 / 205 ) بعد ما عزاه لابن أبي شيبة : " إسناده ضعيف " . و كذلك ضعفه الحافظ
الزيلعي " في نصب الراية " ( 2 / 153 ) من قبل إسناده ، ثم أنكره من جهة متنه
فقال : " ثم هو مخالف للحديث الصحيح عن عائشة قالت : " ما كان النبي صلى الله
عليه وسلم يزيد في رمضان و لا في غيره على إحدى عشرة ركعة " رواه الشيخان " . و
كذلك قال الحافظ ابن حجر و زاد : " هذا مع كون عائشة أعلم بحال النبي صلى الله
عليه وسلم ليلا من غيرها " . قلت : و وافقها جابر بن عبد الله رضي الله عنه
فذكر : " أن النبي صلى الله عليه وسلم لما أحيا بالناس ليلة في رمضان صلى ثمان
ركعات ، و أوتر " . رواه ابن نصر في " قيام الليل " ( ص 90 ، 114 ) و الطبراني
في " المعجم الصغير " ( ص 108 ) و ابن حبان في صحيحه ( رقم 920 - موارد ) . و
قد أفسد حديث جابر هذا بعض الضعفاء فرواه محمد بن حميد الرازي حدثنا عمر بن
هارون بإسناده عن جابر بلفظ : " فصلى أربعا و عشرين ركعة و أوتر بثلاث " . و
أخرجه السهمي في " تاريخ جرجان " ( 75 و 276 ) . قلت : و مع أن إسناده إلى محمد
بن حميد لا يصح ، لأن فيه من لا يعرف حاله ، فإن محمد بن حميد و شيخه عمر بن
هارون متهمان بالكذب فلا يعتد بروايتهما بله مخالفتهما ! و بالجملة فقد اتفقت
كلمات أئمة الحديث على تضعيف حديث أبي شيبة هذا ، بل عده الحافظ الذهبي في
ترجمته من " الميزان " من مناكيره . و قال الفقيه أحمد بن حجر الهيتمي في "
الفتاوى الكبرى " إنه شديد الضعف . و أنا أرى أنه حديث موضوع ، و ذلك لأمور .
الأول : مخالفته لحديث عائشة و جابر . الثاني : أن أبا شيبة أشد ضعفا مما يفهم
من عبارة البيهقي السابقة و غيره ، فقد قال ابن معين فيه : " ليس بثقة " . و
قال الجوزجاني : " ساقط " . و كذبه شعبة في قصة ، و قال البخاري : " سكتوا عنه
" . و قد بينا فيما سبق أن من قال فيه البخاري " سكتوا عنه " فهو في أدنى
المنازل و أردئها عنده ، كما قال الحافظ ابن كثير في " اختصار علوم الحديث " (
ص 118 ) . الثالث : أن فيه أن صلاته صلى الله عليه وسلم في رمضان كانت في غير
جماعة ، و هذا مخالف لحديث جابر أيضا ، و لحديث عائشة الآخر : " أن رسول الله
صلى الله عليه وسلم خرج ليلة من جوف الليل فصلى في المسجد ، و صلى رجال بصلاته
، فأصبح الناس فتحدثوا فاجتمع أكثر منهم فصلوا معه ، فأصبح الناس فتحدثوا فكثر
أهل المسجد من الليلة الثالثة فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فصلى بصلاته "
. الحديث نحو حديث جابر و فيه : " و لكن خشيت أن تفرض عليكم فتعجزوا عنها " .
رواه البخاري و مسلم في " صحيحيهما " . فهذه الأمور تدل على وضع حديث أبي شيبة
. و الله تعالى هو الموفق . ( فائدة ) دل حديث عائشة و حديث جابر على مشروعية
صلاة التراويح مع الجماعة ، و على أنها إحدى عشرة ركعة مع الوتر . و للأستاذ
نسيب الرفاعي رسالة نافعة في تأييد ذلك اسمها " أوضح البيان فيما ثبت في السنة
في قيام رمضان " فننصح بالاطلاع عليها من شاء الوقوف على الحقيقة . ثم إن أحد
المنتصرين لصلاة العشرين ركعة أصلحه الله - قام بالرد على الرسالة المذكورة في
وريقات سماها " الإصابة في الانتصار للخلفاء الراشدين و الصحابة " حشاها
بالافتراءات ، و الأحاديث الضعيفة بل الموضوعة ، و الأقوال الواهية ، الأمر
الذي حملنا على تأليف رد عليه أسميته " تسديد الإصابة إلى من زعم نصرة الخلفاء
الراشدين و الصحابة " و قد قسمته إلى ستة رسائل طبع منها : الأولى : في بيان
الافتراءات المشار إليها . الثانية : في " صلاة التراويح " . و هي رسالة جامعة
لكل ما يتعلق بهذه العبادة ، و قد بينت فيها ضعف ما يروى عن عمر رضي الله عنه
أنه أمر بصلاة التراويح عشرين ركعة ، و أن الصحيح عنه أنه أمر بصلاتها إحدى
عشرة ركعة وفقا للسنة الصحيحة ، و أن أحدا من الصحابة لم يثبت عنه خلافها
فلتراجع فإنها مهمة جدا و إنما علينا التذكير و النصيحة <1> .

-----------------------------------------------------------

[1] ثم لخصتها في جزء لطيف بعنوان ، فضل قيام رمضان ، و هو مطبوع أيضا . اهـ .

(2/137)


561 - " إن الله لم يأذن لمترنم بالقرآن " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 38 ) :

موضوع . رواه الطبراني في " الأوسط " من حديث جابر مرفوعا . قال
الهيثمي في " مجمع الزوائد " ( 7 / 170 ) : " و فيه سليمان بن داود الشاذكوني ،
و هو كذاب " . قلت : و روايته مثل هذا الحديث مما يدل على كذبه ، فإنه حديث
باطل معارض للحديث الصحيح : " ما أذن الله لشيء ما أذن لنبي [ حسن الصوت ] و في
لفظ : حسن الترنم يتغنى بالقرآن [ يجهر به ] " . رواه الشيخان و الطحاوي و
غيرهما كما في كتابي صفة النبي صلى الله عليه وسلم ( ص 130 الطبعة السابعة ) .

(2/138)


562 - " كان يمكن جبهته و أنفه من الأرض ، ثم يقوم كأنه السهم لا يعتمد على يديه " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 38 ) :
موضوع . قال الهيثمي ( 2 / 135 ) . " رواه الطبراني في الكبير عن معاذ بن
جبل و فيه الخصيب بن جحدر ، و هو كذاب " . قلت : و هذا الحديث مما يدل على
كذبه ، روى البخاري في " صحيحه " ( 1 / 241 ) عنه صلى الله عليه وسلم : " أنه
كان إذا رفع رأسه من السجدة الثانية جلس و اعتمد على الأرض ثم قام " . فهذا
خلاف ما روى هذا الكذاب . و هذه الجلسة هي المعروفة بجلسة الاستراحة و هي سنة ،
و قد رواها بضعة عشر صحابيا عند أبي داود و غيره بسند صحيح ، فلا التفات إلى من
أنكر استحبابها و زعم أنه صلى الله عليه وسلم إنما فعلها لحاجة أو شيخوخة ! و
أما تمكين الأنف و الجبهة من الأرض ، فثابت في غير ما حديث صحيح من فعله صلى
الله عليه وسلم و قوله ، و لذلك أوردته في " صفة النبي صلى الله عليه وسلم "
مخرجا ، فراجعه إن شئت ( ص 149 ) .

(2/139)


563 - " ادفنوا موتاكم وسط قوم صالحين ، فإن الميت يتأذى بجار السوء ، كما يتأذى الحي
بجار السوء " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 38 ) :

موضوع . رواه القاضي أبو عبد الله الفلاكي في " الفوائد " ( 91 / 1 ) و أبو
نعيم في " الحلية " ( 6 / 354 ) من طريق سليمان بن عيسى : حدثنا مالك بن أنس عن
عمه أبي سهيل عن أبيه عن أبي هريرة مرفوعا . و قال أبو نعيم : " غريب من
حديث مالك لم نكتبه إلا من هذا الوجه " . قلت : و سليمان هذا كذاب ، كما تقدم
غير مرة ، قال المناوي : " و من ثم أورد الجوزقاني الحديث في " الموضوعات " ، و
كذا ابن الجوزي و تعقبه المؤلف ، و غاية ما أتى به أن له شاهد حاله كحاله ! " .

(2/140)


564 - " الفقر أزين على المؤمن و أحسن من العذار على خد الفرس " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 39 ) :

ضعيف . و له طرق : الأول : عن عبد الرحمن بن زياد بن أنعم عن سعد بن
مسعود الكندي مرفوعا . أخرجه ابن المبارك في " الزهد " ( 181 / 2 من الكواكب
575 و رقم 568 - ط ) و الحربي في " الغريب " ( 5 / 52 / 1 ) و أبو القاسم
الهمداني في " الفوائد " ( 1 / 202 / 2 ) . و هذا إسناد ضعيف جدا ، من أجل ابن
أنعم هذا ، و قد مضى القول فيه مرارا ، و اتهمه ابن حبان فقال ( 2 / 53 ) : "
كان يروي الموضوعات عن الثقات ، و يأتي عن الأثبات بما ليس من أحاديثهم ، و كان
يدلس عن محمد بن سعيد بن أبي قيس المصلوب " . و الحديث أورده السيوطي في "
الذيل " ( رقم 803 بترقيمي ) من رواية ابن عدي و حكى قوله فيه إنه حديث منكر ،
فتعقبه ابن عراق في " تنزيه الشريعة " ( 359 / 1 ) بأن هذا لا يقتضي أن يكون
موضوعا . ثم ذكر له الشاهد الآتي عن شداد ، و آخر تقدم بلفظ : " تحفة المؤمن
الفقر " . و من عجائب السيوطي و تناقضه أنه أورد الحديث في " الجامع الصغير "
أيضا ! من طريق الطبراني ، مع أنه في " الذيل " حكم بوضعه ! ثم إن سعد بن مسعود
الكندي مختلف في صحبته كما في " الإصابة " فراجعه إن شئت . الثاني : عن أحمد بن
عمار : حدثنا مالك بن أنس عن نافع عن ابن عمر مرفوعا . رواه القاضي الفلاكي (
90 / 2 ) . و هذا ضعيف جدا أيضا ، ابن عمار هذا هو الدمشقي أخو هشام بن عمار ،
قال الدارقطني : " متروك " . و ساق له في " الميزان " حديثا ثم قال : " هذا
منكر " . الثالث : عن شداد بن أنس . رواه الطبراني بسند ضعيف كما في " المغني "
للحافظ العراقي ( 4 / 169 ) ثم قال : " و المعروف أنه من كلام عبد الرحمن بن
زياد بن أنعم ، رواه ابن عدي في الكامل هكذا " .

(2/141)


565 - " من اتخذ مغفرا ليجاهد به في سبيل الله غفر الله له ، و من اتخذ بيضة بيض الله
وجهه يوم القيامة ، و من اتخذ درعا كانت له سترا من النار يوم القيامة " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 40 ) :
منكرا جدا . أخرجه الخطيب ( 7 / 128 ) من طريق بشران بن عبد الملك البغدادي
: حدثنا أبو عبد الرحمن دهثم بن جناح : حدثنا عبيد الله بن ضرار عن أبيه عن
الحسن البصري قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكره ، و قال : "منكر
جدا مع إرساله ، و الحمل فيه على من بين بشران و الحسن ، فإنهم ملطيون ، و قد
حدثني محمد بن علي الصوري قال : سمعت عبد الغني بن سعيد المصري الحافظ يقول
: ليس في الملطيين ثقة " . و أقره الحافظ في ترجمة دهثم من اللسان " . و عبيد
الله بن ضرار قال الذهبي : " لا يحتج به و لا كرامة " . و أبوه ضرار و هو ابن
عمرو الملطي ، قال الذهبي في " المغني " : " متروك الحديث " .

(2/142)


566 - " إن لي حرفتين اثنتين ، فمن أحبهما فقد أحبني ، و من أبغضهما فقد أبغضني :
الفقر و الجهاد " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 40 ) :

لا أصل له . قال الحافظ العراقي في " تخريج الإحياء " ( 4 / 168 ) : " لم
أجد له أصلا " . قلت : و هو منكر عندي ، فقد صح عنه صلى الله عليه وسلم أنه
تعوذ من الفقر ، فكيف يعقل أن يحض صلى الله عليه وسلم أمته على حب ما تعوذ منه
؟! .

(2/143)


567 - " خير هذه الأمة فقراؤها ، و أسرعها تضجعا في الجنة ضعفاؤها " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 40 ) :

لا أصل له . و قال الحافظ العراقي أيضا ( 4 / 168 ) " لم أجد له أصلا " .

(2/144)


568 - " من رفع يديه في الصلاة فلا صلاة له " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 40 ) :

موضوع . أورده ابن طاهر في " تذكرة الموضوعات " ( ص 87 ) و قال : " فيه
مأمون بن أحمد الهروي ، دجال يضع الحديث " . و قال الذهبي فيه : " أتى بطامات و
فضائح ، وضع على الثقات أحاديث هذا منها " . و في " اللسان " : " و قال أبو
نعيم : " خبيث وضاع ، يأتي عن الثقات بالموضوعات " . قلت : و يظهر لي من
الأحاديث التي افتراها أنه حنفي المذهب ، متعصب هالك ، فإن الأحاديث التي
أوردها في ترجمته كلها تدور على الانتصار للإمام أبي حنيفة ، و الطعن في الإمام
الشافعي ، فمنها هذا الحديث فهو طعن صريح في المذهب الشافعي الذي يقول بمشروعية
رفع اليدين عند الركوع و الرفع منه و هو الحق الذي لا ريب فيه كما يأتي ، و
انتصار مكشوف لمذهب الحنفية القائل بكراهة ذلك ، فلم يكتف هذا الخبيث بما عليه
مذهبه من القول بالكراهة حتى افترى هذا الحديث ، ليشيع بين الناس أن الرفع مبطل
للصلاة ، و لعله أراد بذلك أن يؤيد رواية مكحول عن أبي حنيفة أنه قال : من رفع
يديه في الصلاة فسدت صلاته " و هذه الرواية اغتر بها أمير كاتب الاتقاني فبنى
عليها رسالة ألفها لبيان بطلان الصلاة بالرفع ! و كذا اغتر بها من سلك مسلكه
فحكم بعدم جواز اقتداء الحنفي بالشافعي لأنهم يرفعون أيديهم ! مع أن هذه
الرواية عن أبي حنيفة باطلة كما حققه العلامة أبو الحسنات اللكنوي في " الفوائد
البهية ، في تراجم الحنفية " ( ص 116 ، 216 ، 217 ) . و هذا الحديث أورده الشيخ
القاريء في " موضوعاته " و قال ( ص 81 ) : " هذا الحديث وضعه محمد بن عكاشة
الكرماني قبحه الله " . ثم نقل ( ص 129 ) عن ابن القيم أنه قال : " إنه موضوع "
. قلت : و هذا يخالف ما تقدم أن الواضع له الهروي ، فإن ثبت هذا فلعل أحدهما
سرقه من الآخر ! فتأمل ما يفعل عدم الاعتناء بالسنة ، و ترك التثبت في الرواية
عنه صلى الله عليه وسلم و عن علماء الأمة . ( فائدة ) الرفع عند الركوع و الرفع
منه ، ورد فيه أحاديث كثيرة جدا عنه صلى الله عليه وسلم ، بل هي متواترة عند
العلماء بل ثبت الرفع عنه صلى الله عليه وسلم مع كل تكبيرة في أحاديث كثيرة و
لم يصح الترك عنه صلى الله عليه وسلم إلا من طريق ابن مسعود رضي الله عنه ، فلا
ينبغي العمل به لأنه ناف ، و قد تقرر عند الحنفية و غيرهم : أن المثبت مقدم على
النافي ، هذا إذا كان المثبت واحدا فكيف إذا كانوا جماعة كما في هذه المسألة ؟
فيلزمهم عملا بهذه القاعدة مع انتفاء المعارض أن يأخذوا بالرفع ، و أن لا
يتعصبوا للمذهب بعد قيام الحجة ، و لكن المؤسف أنه لم يأخذ به منهم إلا أفراد
من المتقدمين و المتأخرين حتى صار الترك شعارا لهم ! . هذا و من موضوعات الهروي
المذكور آنفا : " من قرأ خلف الإمام ملىء فوه نارا " .

(2/145)


569 - " من قرأ خلف الإمام ملئ فوه نارا " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 41 ) :
موضوع . أورده ابن طاهر في " التذكرة " ( ص 93 ) و قال : " فيه مأمون بن
أحمد الهروي دجال يروي الموضوعات " . قلت : و قد سبقت ترجمته في الحديث الذي
قبله . و الحديث رواه ابن حبان في ترجمته من " الضعفاء " ، و عده الذهبي من
طاماته ! و قد اغتر بالحديث بعض الحنفية فاحتج به على تحريم القراءة وراء
الإمام مطلقا ! قال أبو الحسنات اللكنوي في " التعليق الممجد على موطأ محمد " (
ص 99 ) : " ذكره صاحب " النهاية " و غيره مرفوعا بلفظ " ففي فيه جمرة " و لا
أصل له " . و قال قبيل ذلك : " لم يرد في حديث مرفوع صحيح النهي عن قراءة
الفاتحة خلف الإمام و كل ما ذكروه مرفوعا فيه ، إما لا أصل له و إما لا يصح " .
ثم ذكر الحديث بلفظيه مثالا على ذلك . هذا و قد اختلف العلماء قديما و حديثا في
القراءة وراء الإمام على أقوال ثلاثة : 1 - وجوب القراءة في الجهرية و السرية .
2 - وجوب السكوت فيهما . 3 - القراءة في السرية دون الجهرية . و هذا الأخير
أعدل الأقوال و أقربها إلى الصواب و به تجتمع جميع الأدلة بحيث لا يرد شيء منها
و هو مذهب مالك و أحمد ، و هو الذي رجحه بعض الحنفية ، منهم أبو الحسنات
اللكنوي في كتابه المذكور آنفا ، فليرجع إليه من شاء التحقيق . هذا و من
موضوعات هذا الدجال في الطعن على الإمام الشافعي في شخصه : " يكون في أمتي رجل
يقال له محمد بن إدريس أضر على أمتي من إبليس ، و يكون في أمتي رجل يقال له أبو
حنيفة هو سراج أمتي " .

(2/146)


570 - " يكون في أمتي رجل يقال له محمد بن إدريس أضر على أمتي من إبليس ، و يكون في
أمتي رجل يقال له أبو حنيفة هو سراج أمتي " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 42 ) :

موضوع . أورده ابن الجوزي في " الموضوعات " ( 1 / 457 ) من طريق مأمون بن
أحمد السلمي : حدثنا أحمد بن عبد الله الجويباري : أنبأنا عبد الله بن معدان
الأزدي عن أنس مرفوعا و قال : " موضوع ، وضعه مأمون أو الجويباري ، و ذكر
الحاكم في " المدخل " أن مأمونا قيل له : ألا ترى إلى الشافعي و من تبعه ؟ فقال
: حدثنا أحمد إلى آخره ، فبان بهذا أنه الواضع له " ، قلت : و زاد في " اللسان
" : " ثم قال الحاكم : و مثل هذه الأحاديث يشهد من رزقه الله أدنى معرفة بأنها
موضوعة على رسول الله صلى الله عليه وسلم " .
قلت : و للحديث طرق أخرى ، لا يفرح بها إلا الهلكى في التعصب لأبي حنيفة و لو
برواية الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فإن الطرق المشار إليها
مدارها على بعض الكذابين و المجهولين ، فمن الغريب جدا أن يميل العلامة العيني
إلى تقوية الحديث بها ، و أن ينتصر له الشيخ الكوثري ، و لا عجب منه في ذلك ،
فإنه مشهور بإغراقه في التعصب للإمام رحمه الله ، و لو على حساب الطعن في
الأئمة الآخرين ، و إنما العجب من العيني ، فإنه غير مشهور بذلك ، و قد رد
عليهما ، و تكلم على الطرق المشار إليها بما لا تراه مجموعا في كتاب العلامة
المحقق المعلمي اليماني في كتابه القيم " التنكيل بما في تأنيب الكوثري من
الأباطيل " ( ج 1 / 20 ، 446 - 449 - بتحقيقي ) .

(2/147)


571 - " كم من حوراء عيناء ما كان مهرها إلا قبضة من حنطة ، أو مثلها من تمر " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 43 ) :

موضوع . رواه العقيلي في " الضعفاء " ( ص 13 ) و عنه ابن الجوزي في "
الموضوعات " ( 3 / 253 ) و ابن حبان في " الضعفاء " ( 1 / 84 ) عن أبان بن
المحبر عن نافع عن ابن عمر مرفوعا . ذكراه في ترجمة أبان هذا و قال العقيلي
: " شامي منكر الحديث " . و قال ابن حبان : " روى عن الثقات ما ليس من أحاديثهم
، حتى لا يشك المتبحر في هذه الصناعة أنه كان يعملها ، لا يجوز الاحتجاج به و
لا الرواية عنه " . و قال في حديثه هذا : " باطل " . و نقل العسقلاني في "
اللسان " عن العقيلي أنه قال : " لا يتابعه عليه إلا من هو مثله أو دونه " . و
هذه الجملة ليست في نسختنا من " الضعفاء " للعقيلي و الله أعلم . و قال ابن أبي
حاتم في " العلل " ( 1 / 22 ) : قال أبي : هذا حديث باطل ، و أبان هذا مجهول
ضعيف الحديث " . و أورده ابن الجوزي في " الموضوعات " ( 3 / 253 ) فأصاب ، قال
المناوي : " و أقره عليه المؤلف - يعني السيوطي - في " مختصرها " فلم يتعقبه "
. انظر " اللآلي " للسيوطي ( 2 / 452 ) .

(2/148)


572 - " ثلاث من كن فيه أظله الله تحت ظل عرشه يوم لا ظل إلا ظله ، الوضوء على
المكاره ، و المشي إلى المساجد في الظلم ، و إطعام الجائع " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 43 ) :

موضوع . أورده السيوطي في " الجامع الصغير " من رواية أبي الشيخ في "
الثواب " و الأصبهاني في " الترغيب " عن جابر . و بجانبه الإشارة إلى ضعفه
. و لم يتعقبه المناوي هنا بشيء مطلقا ، فكأنه لم يستحضر إسناده ، مع أن الحديث
عند مخرجيه تمام حديث أوله عند الترمذي بلفظ : ( ثلاث من كن فيه نشر الله عليه
كنفه .... ) كما تقدم بيانه عن المنذري تحت الحديث ( رقم 92 ) . و حديث الترجمة
أورده السيوطي مفصولا مستقلا عن تمامه هذا ، و تعقبه المناوي تحت حديث الترمذي
: بأن فيه : " عبد الله بن إبراهيم الغفاري قال المزي : متهم . أي بالوضع " .
فإذا كان الأمر كذلك و كان الحديثان في الأصل حديثا واحدا ، فذلك يقتضي أن يعطى
لهما حكم واحد ، و هو الوضع ، و لو كان طريق حديث الترجمة غير طريق الحديث
المتقدم لنبه عليه المنذري ، كما هو شأن المحدثين في مثل هذا الأمر ، فلم يتنبه
المناوي لهذا التحقيق ، و لذلك لم يتعقبه بشيء . و الله الموفق .

(2/149)


573 - " من صلى خلف عالم تقي ، فكأنما صلى خلف نبي " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 44 ) :

لا أصل له . و قد أشار لذلك الحافظ الزيلعي بقوله في " نصب الراية " ( 2 /
26 ) : " غريب " . و هذه عادته في الأحاديث التي تقع في " الهداية " و لا أصل
لها ، فيما كان من هذا النوع : " غريب " ! . فاحفظ هذا فإنه اصطلاح خاص به .

(2/150)


574 - " إنما يفعل هذا ( يعني تقبيل اليد ) الأعاجم بملوكها ، و إني لست بملك ، إنما
أنا رجل منكم " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 44 ) :

موضوع . و هو قطعة من حديث سبق الكلام على إسناده فراجع الحديث ( 89 ) . و
قد صح عنه صلى الله عليه وسلم تقبيل بعض الناس ليده صلى الله عليه وسلم . و لم
ينكر ذلك عليهم ، فدل على جواز تقبيل يد العالم . و قد فعل ذلك السلف مع
أفاضلهم ، و فيه عدة آثار تراها في كتاب " القبل و المعانقة " لأبي سعيد ابن
الأعرابي تلميذ أبي داود و في " الأدب المفرد " للبخاري ( ص 142 ) . لكن ليس
معنى ذلك أن يتخذ العلماء تقبيل الناس لأيديهم عادة ، فلا يلقاهم أحد إلا قبل
يدهم - كما يفعل هذا بعضهم - فإن ذلك خلاف هديه صلى الله عليه وسلم قطعا ، لأنه
لم يفعل ذلك معه إلا القليل من الصحابة الذين لا يعرفون هديه صلى الله عليه
وسلم و ما هو أحب إليه كالمصافحة . و لذلك لم يرد أن المقربين منه العارفين به
مثل أبي بكر و غيره من العشرة المبشرين بالجنة كانوا يقبلون يده الشريفة ، و
هذا خلاف ما عليه بعض المشايخ ، و لو لم يكن في عادتهم هذه إلا تقبيح السنة
القولية و العملية التي حض عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا و هي
المصافحة لكفى . و من العجيب أن بعضهم يغضب أشد الغضب إذا لم تقبل يده ، و ما
هو إلا شيء جائز فقط ، و لا يغضب مطلقا إذا تركت المصافحة مع أنها مستحبة و
فيها أجر كبير ، و ما ذلك إلا من آثار حب النفس و اتباع الهوى . نسأل الله
الحماية و السلامة .

(2/151)


575 - " ما تلف مال في بر و لا بحر إلا بحبس الزكاة " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 45 ) :

منكر . قال الهيثمي في " المجمع " ( 3 / 63 ) بعد أن ذكره من حديث عمر
: " رواه الطبراني في الأوسط و فيه عمر بن هارون و هو ضعيف " . قلت : بل هو
كذاب كما تقدم غير مرة . لكن الحديث له طريق أخرى ، ذكره ابن أبي حاتم في "
العلل " ( 1 / 220 - 221 ) من طريق عراك بن خالد : حدثني أبي قال : سمعت
إبراهيم بن أبي عبلة يحدث عن عبادة بن الصامت مرفوعا به . و قال : " قال أبي :
حديث منكر ، و إبراهيم لم يدرك عبادة ، و عراك منكر الحديث " .

(2/152)


576 - " إنما أتي داود عليه السلام من النظرة " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 45 ) :

موضوع . رواه أبو بكر بن أبي علي المعدل في " الأمالي " ( ق 12 / 1 ) و أبو
نعيم في " نسخة أحمد بن إسحاق بن إبراهيم بن نبيط بن شريط " ( ق 158 / 2 )
حدثني أبي إسحاق قال : حدثني إبراهيم بن نبيط عن نبيط مرفوعا . و هذه
النسخة <1> قال الذهبي : " فيها بلايا ، و أحمد بن إسحاق لا يحل الاحتجاج به ،
فإنه كذاب " . و أقره الحافظ في " اللسان " . و كتب بعض المحدثين على هذه "
الأمالي " بجانب الحديث : " موضوع " . و قد سبق الحديث بلفظ : " كان خطيئة داود
عليه السلام النظر " رقم ( 312 ) .

-----------------------------------------------------------
[1] و هي محفوظة في مجموع في ظاهرية دمشق ( حديث 79 / 457 - 167 ) . اهـ .

(2/153)


577 - " إذا رأيتم أمتي تهاب الظالم أن تقول له : إنك أنت ظالم ، فقد تودع منهم " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 45 ) :

ضعيف . أخرجه أحمد ( رقم 6520 ) و الحاكم ( 4 / 96 ) من طريق أبي الزبير عن
عبد الله بن عمرو مرفوعا . قال الحاكم : " صحيح الإسناد " و وافقه الذهبي .
و أقول كلا ليس بصحيح ، فإن أبا الزبير لم يسمع من ابن عمرو كما قال ابن معين و
أبو حاتم ، و كأن الحاكم تنبه لهذا فيما بعد فإنه روى ( 4 / 445 ) بهذا الإسناد
حديثا آخر ثم قال : " إن كان أبو الزبير سمع من عبد الله بن عمر [ و ] ، فإنه
صحيح " و وافقه الذهبي . و أما ترجيح صديقنا الشيخ أحمد محمد شاكر رحمه الله في
" التعليق على المسند " أن أبا الزبير سمع منه ، فليس بقوي عندي . ذلك لأنه
بناه على رواية ابن لهيعة عن أبي الزبير قال : " رأيت العبادلة يرجعون على
صدورهم أقدامهم في الصلاة : عبد الله بن عمر ، و عبد الله بن عمرو ، و عبد الله
بن الزبير ، و عبد الله بن عباس " . و ابن لهيعة عندنا ضعيف لسوء حفظه ، و لذلك
ضعفه الجمهور ، فلا حجة في روايته لهذه الرؤية ، سيما و هي مخالفة لما سبق عن
الإمامين ابن معين و أبي حاتم . ثم لو سلمنا بثبوت سماع أبي الزبير من ابن عمرو
في الجملة ، لما لزم منه اتصال إسناد هذا الحديث و ثبوته ، لأن أبا الزبير مدلس
يروي عمن لقيه ما لم يسمع منه و قصته في ذلك مع الليث ابن سعد مشهورة . و لذلك
فإني أقطع بضعف هذا الإسناد . و الله أعلم . و بعد كتابة ما تقدم رأيت أبا
الشيخ روى الحديث في جزء " أحاديث أبي الزبير عن غير جابر " ( 11 / 1 ) من هذا
الوجه ، ثم رواه ( 15 / 2 ) من طريق أبي الزبير عن عمرو بن شعيب عن عبد الله بن
عمر ( كذا بدون واو بعد الراء ) مرفوعا ، فثبت أن أبا الزبير لم يسمعه من عبد
الله بن عمرو و أن بينهما عمرو بن شعيب ، ثم هو على هذا الوجه الآخر منقطع أيضا
لأن عمرو بن شعيب لم يسمع من جد أبيه عبد الله بن عمرو . نعم للحديث شاهد لولا
شدة ضعفه لحكمت على الحديث بالحسن ، عزاه السيوطي في " الجامع " للطبراني في "
الأوسط " عن جابر ، قال المناوي : " و فيه سيف بن هارون ضعفه النسائي و
الدارقطني " . قلت : قال الدارقطني في " سؤالات البرقاني عنه " ( رقم 196
بترقيمي ) : " ضعيف ، كوفي متروك " . قلت : فهو شديد الضعف . و الله أعلم .

(2/154)


578 - " أحبوا العرب و بقاءهم ، فإن بقاءهم نور في الإسلام ، و إن فناءهم ظلمة في
الإسلام " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 46 ) :

ضعيف . رواه أبو نعيم في " نسخة أحمد بن إسحاق بن إبراهيم بن شريط " ( ق
108 / 1 ) : حدثني أبي إسحاق قال : حدثني إبراهيم بن نبيط عن جده نبيط
مرفوعا . قلت : و هذه النسخة فيها بلايا كما تقدم في الحديث الذي قبله . لكن له
طريق آخر رواه أبو الشيخ في " كتاب الثواب و فضائل الأعمال " قال : حدثنا أحمد
بن محمد بن الجعد : حدثنا منصور بن أبي مزاحم : حدثنا محمد بن الخطاب عن عطاء
بن أبي ميمونة عن أبي هريرة مرفوعا به . ذكره الحافظ العراقي في " محجة القرب
إلى محبة العرب " ( 5 / 2 ) ثم قال : " ليس في إسناده محل نظر إلا أن محمد بن
الخطاب بن جبير بن حية الثقفي الجبيري البصري ذكره ابن أبي حاتم في " الجرح و
التعديل " ، و أن أباه أبا حاتم قال : " لا أعرفه " . و قال الأزدي : " منكر
الحديث " . و الأزدي ليس بعمدة ، و قد زالت جهالة عينه برواية جماعة عنه ، فقد
روى عنه مسلم بن إبراهيم الفراهيدي و أبو سلمة المنقري ، و منصور بن أبي مزاحم
، ذكره ابن حبان في " الثقات " . قلت : و هو الذي روى حديث " إذا ذلت العرب ذل
الإسلام " و قد سبق بيان حاله برقم ( 163 ) ، و قد أورده العراقي في عقب هذا
الحديث ، ثم أحال في معرفة ترجمة محمد بن الخطاب عليه . و قد ذكر تحته ما يتلخص
منه أنه مجهول الحال ، كما سبق بيانه هناك . ثم وجدت له متابعا ، فقال أبو
الشيخ في " تاريخ أصبهان " ( ق 160 / 1 ) : حدثنا أبو زفر قال : حدثنا أحمد بن
يونس قال : حدثنا محمد بن عبد الصمد بن جابر الضبي قال : حدثني أبي عن عطاء بن
أبي ميمونة به . قلت : و هذه متابعة واهية فإن عبد الصمد بن جابر الضبي سئل عنه
ابن معين فقال : " ضعيف " ، و قال ابن حبان ( 2 / 142 ) : " يخطيء كثيرا و يهم
فيما يروي على قلة روايته " . و ابنه محمد بن عبد الصمد ، قال الذهبي : " صاحب
مناكير ، و لم يترك " . و أبو زفر هو هذيل بن عبيد الله بن عبد الله بن قدامة
الضبي ، و في ترجمته أورد له أبو الشيخ هذا الحديث ، و قال : " مات سنة اثنين و
عشرين و ثلاثمائة " و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا . ثم بدا لي أن فيه علة
أخرى ، و هي الانقطاع بين عطاء هذا و أبي هريرة ، فإنهم لم يذكروا له رواية عنه
أصلا ، و يبعد أن يكون سمع منه ، بل لعله ولد بعد رفاة أبي هريرة ، فإن بين
وفاتيهما اثنتين و سبعين سنة على الأقل ، فإن أبا هريرة توفي سنة سبع ، و قيل
ثمان : و قيل : تسع و خمسين ، و مات عطاء سنة إحدى و ثلاثين و مائة . و لما
كانت الطريق الأولى للحديث عن نبيط بن شريط واهية جدا ، فإن الحديث يظل على
ضعفه . و الله أعلم .

(2/155)


579 - " هذا أول يوم انتصف فيه العرب من العجم . يعني يوم ذي قار " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 47 ) :

ضعيف . رواه ابن قانع في " معجم الصحابة " ( 12 / 2 ) عن سليمان بن داود
المنقري حدثنا يحيى بن يمان : حدثنا أبو عبد الله التيمي عن عبد الله بن
الأخرم عن أبيه - و كانت له صحبة - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
فذكره . قلت : و هذا سند موضوع ، سليمان هذا هو الشاذكوني كذاب ، كذبه في
الحديث ابن معين و صالح جزرة . و يحيى بن يمان ضعيف . و شيخه أبو عبد الله
التيمي لم أعرفه . و قد رواه الشاذكوني بإسناد آخر أقرب إلى الصواب من هذا فقال
الطبراني في " المعجم الكبير " ( 62 / 2 ) : حدثنا أبو مسلم الكشي : أخبرنا
سليمان بن داود الشاذكوني أخبرنا محمد بن سواء : حدثني الأشهب الضبعي : حدثني
بشير بن يزيد الضبعي - و كان قد أدرك الجاهلية - قال : قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم يوم ذي قار فذكره . قال الهيثمي ( 6 / 211 ) بعد أن عزاه للطبراني :
" و فيه سليمان بن داود الشاذكوني و هو ضعيف " . قلت بل : كذاب كما عرفت ، و
لكني وجدت له متابعا قويا ، فقال خليفة بن خياط في " كتاب الطبقات " ( 12 / 1 )
: حدثني محمد بن سواء به . و خليفة هذا ثقة احتج به البخاري و هو أخباري علامة
. و الأشهب الضبعي مجهول أورده ابن أبي حاتم في " الجرح و التعديل " ( 1 / 1 /
1342 ) و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا . و بشير بن يزيد الضبعي ، قال ابن أبي
حاتم عن أبيه : " أدرك الجاهلية له صحبة " و قال البغوي : " لم أسمع به إلا في
هذا الحديث " . ثم ساقه من طريق الأشهب الضبعي به . و قال الحافظ في " الإصابة
" : " و أخرجه بقي بن مخلد في " مسنده " من هذا الوجه ، و كذلك البخاري في "
تاريخه " و ذكره ابن حبان في التابعين فقال : شيخ قديم أدرك الجاهلية يروي
المراسيل . قلت : و ليس في شيء من طرق حديثه له سماع " . ثم رواه خليفة من
الطريق الأول فقال : و حدثني أبو أمية عمر بن المنخل السدوسي قال : حدثنا يحيى
بن اليمان العجلي عن رجل من بني تيم اللات عن عبد الله بن الأخرم به . قلت :
فالظاهر أنه لم تثبت صحبته ، و عليه فالحديث له علتان : الإرسال و الجهالة . و
الله أعلم . ( فائدة ) : قال الحافظ : " و يوم ذي قار من أيام العرب المشهورة
كان بين جيش كسرى و بين بكر بن وائل لأسباب يطول شرحها ، قد ذكرها الأخباريون ،
و ذكر ابن الكلبي أنها كانت بعد وقعة بدر بأشهر ، قال : و أخبرني الكلبي عن أبي
صالح عن ابن عباس قال : ذكرت وقعة ذي قار عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال :
ذاك أول يوم انتصف فيه العرب من العجم ، و بي نصروا " . قلت : هذه الكلمة " و
بي نصروا " رواها الطبراني من طريق خالد بن سعيد بن العاص عن أبيه عن جده فذكر
قصة إرسال النبي صلى الله عليه وسلم أبا بكر إلى بكر بن وائل و عرضه الإسلام
عليهم و فيه : قالوا : حتى يجيء شيخنا فلان - قال خلاد : " أحسبه قال : المثنى
بن خارجة - فلما جاء شيخهم عرض عليهم أبو بكر رضي الله عنه ، قال : إن بيننا و
بين الفرس حربا فإذا فرغنا مما بيننا و بينها عدنا فنظرنا ، فقال أبو بكر :
أرأيت إن غلبتموهم أتتبعنا على أمرنا ؟ قال : لا نشترط لك هذا علينا ، و لكن
إذا فرغنا فيما بيننا و بينهم عدنا فنظرنا فيما نقول ، فلما التقوا يوم ذي قار
هم و الفرس قال شيخهم : ما اسم الرجل الذي دعاكم إلى الله ؟ قالوا : محمد ،
قالوا : هو شعاركم فنصروا على القوم ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : بي
نصروا . قال الهيثمي ( 6 / 211 ) : " و رجاله ثقات رجال الصحيح غير خلاد بن
عيسى و هو ثقة " . ( تنبيه ) : بلغ جهل بعض الناس بالتاريخ و السيرة النبوية في
هذا العصر أن أحدهم طبع منشورا يرد فيه على صديقنا الفاضل الأستاذ علي الطنطاوي
طلبه من الإذاعة أن تمتنع من إذاعة ما يسمونه بالأناشيد النبوية ، لما فيها من
وصف جمال النبي صلى الله عليه وسلم بعبارات لا تليق بمقامه صلى الله عليه وسلم
، بل فيها ما هو أفظع من ذلك من مثل الاستغاثة به صلى الله عليه وسلم من دون
الله تبارك و تعالى ، فكتب المشار إليه في نشرته ما نصه بالحرف ( ص 4 ) : " و
ها هي (!) الصحابة الكرام رضي الله عنهم كانوا يستصحبون بعض نسائهم لخدمة
أنفسهم في الغزوات و الحروب ، و كانوا يضمدون (!) الجرحى و يهيئون (!) لهم
الطعام ، و كانوا يوم ذي قار عند اشتداد وطيس الحرب بين الإسلام و الفرس كانت
النساء تهزج أهازيج و تبعث الحماس في النفوس بقولها : إن تقبلوا نعانق و نفرش
النمارق . أو تدبروا نفارق فراق غير وامق . فانظر إلى هذا الجهل ما أبعد مداه !
فقد جعل المعركة بين الإسلام و الفرس ، و إنما هي بين المشركين و الفرس ، و نسب
النشيد المذكور لنساء المسلمين في تلك المعركة ! و إنما هو لنساء المشركين في
غزوة أحد ! كن يحمسن المشركين على المسلمين كما هو مروي في كتب السيرة ! فقد
خلط بين حادثتين متباينتين ، و ركب منهما ما لا أصل له البتة بجهله أو تجاهله
ليتخذ من ذلك دليلا على جواز الأناشيد المزعومة ، و لا دليل في ذلك - لو ثبت -
مطلقا إذ أن الخلاف بين الطنطاوي و مخالفيه ليس هو مجرد مدح النبي بل إنما هو
فيما يقترن بمدحه مما لا يليق شرعا كما سبقت الإشارة إليه و غير ذلك مما لا
مجال الآن لبيانه ، و لكن صدق من قال : " حبك الشيء يعمي و يصم " <1> فهؤلاء
أحبوا الأناشيد النبوية و قد يكون بعضهم مخلصا في ذلك غير مغرض فأعماهم ذلك عما
اقترن بها من المخالفات الشرعية . ثم إن هذا الرجل اشترك مع رجلين آخرين في
تأليف رسالة ضدنا أسموها " الإصابة في نصرة الخلفاء الراشدين و الصحابة " حشوها
بالافتراءات و الجهالات التي تنبيء عن هوى و قلة دراية ، فحملني ذلك على أن
ألفت في الرد عليهم كتابا أسميته " تسديد الإصابة إلى من زعم نصرة الخلفاء
الراشدين و الصحابة " موزعا على ست رسائل صدر منها الرسالة الأولى و هي في بيان
بعض افتراءاتهم و أخطائهم ، و الثانية في " صلاة التراويح " و الثالثة في أن "
صلاة العيدين في المصلى هي السنة " ثم أصدرنا الخامسة بعنوان " تحذير الساجد من
اتخاذ القبور مساجد " .

-----------------------------------------------------------
[1] قلت : و قد روي مرفوعا إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، و لكنه لا يصح كما
سيأتي بيانه برقم ( 1868 ) . اهـ .

(2/156)


580 - " ما من امرئ مسلم يرد عن عرض أخيه إلا كان حقا على الله أن يرد عنه نار جهنم
يوم القيامة ، ثم تلا هذه الآية : *( و كان حقا علينا نصر المؤمنين )* " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 50 ) :

ضعيف . أخرجه ابن أبي حاتم من طريق ليث عن شهر بن حوشب عن أم الدرداء عن
أبي الدرداء مرفوعا . و رواه أبو الشيخ في " كتاب الثواب " كما في " الترغيب
" ( 3 / 302 ) ، و ذكره ابن كثير في " تفسيره " ( 3 / 436 ) و سكت عليه ، و ذلك
لظهور ضعفه ، فإن شهر بن حوشب ضعيف ، و كذا الراوي عنه ليث و هو ابن أبي سليم ،
و قد خولف في إسناده و متنه فرواه عبيد الله بن أبي زياد عن شهر عن أسماء بنت
يزيد مرفوعا نحوه مختصرا دون قوله : " ثم تلا ..... " . أخرجه أحمد ( 6 / 461 )
و أبو الشيخ في " الفوائد " ( 80 / 2 ) . <1> و عبد الله بن أبي زياد فيه ضعف
أيضا ، قال الحافظ في " التقريب " : " ليس بالقوي " . و مما ذكرنا تعلم أن قول
المنذري : " رواه أحمد بإسناد حسن و ابن أبي الدنيا و الطبراني " غير حسن . لكن
الحديث له طريق أخرى عن أم الدرداء مختصرا بلفظ : " من رد عن عرض أخيه رد الله
عن وجهه النار يوم القيامة " . أخرجه الترمذي ( 3 / 124 ) و أحمد ( 6 / 450 )
من طريق أبي بكر النهشلي عن مرزوق أبي بكر التيمي عن أم الدرداء عن أبي الدرداء
مرفوعا به . و قال الترمذي : " هذا حديث حسن " . قلت : لعله حسنه بالذي قبله ،
و إلا فمرزوق هذا مجهول . قال الذهبي : " ما روى عنه سوى أبي بكر النهشلي " . و
أبو بكر النهشلي قال الحافظ : " صدوق " و الله أعلم .

-----------------------------------------------------------
[1] مخطوط في ظاهرية دمشق ( حديث 357 ) . اهـ .

(2/157)


581 - " إذا استشاط السلطان تسلط الشيطان " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 51 ) :

ضعيف . أخرجه أحمد ( 4 / 226 ) عن عروة بن محمد قال : حدثني أبي عن جدي
مرفوعا . قلت : و هذا إسناد ضعيف عروة بن محمد و أبوه هما عندي مجهولا الحال ،
و لم يوثقهما غير ابن حبان على قاعدته ! و قد قال الحافظ في الأول : " مقبول "
. يعني عند المتابعة و قال في أبيه : " صدوق " . و لو أنه عكس لكان أقرب إلى
الصواب عندي فإن هذا قال الذهبي فيه : " تفرد عنه ولده الأمير عروة " فكيف يكون
صدوقا سيما و لم يوثقه من يعتبر توثيقه ؟ و أما عروة فقد روى عنه جماعة لكنه لم
يوثقه غير ابن حبان كما ذكرنا فبقي على الجهالة . و لا يغتر بقول الهيثمي ( 7 /
71 ) : " رواه أحمد و الطبراني و رجاله ثقات " . فإنه يعني أنهم ثقات عند ابن
حبان ! .

(2/158)


582 - " إن الغضب من الشيطان ، و إن الشيطان خلق من النار ، و إنما تطفأ النار بالماء
، فإذا غضب أحدكم فليتوضأ " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 51 ) :

ضعيف . أخرجه أحمد بالسند الذي قبله . و كذلك أخرجه البخاري في " التاريخ "
( 4 / 1 / 8 ) و أبو داود ( 2 / 287 ) و ابن عساكر ( 15 / 337 / 2 ) . قلت : و
سنده ضعيف فيه مجهولان ، كما بينته آنفا . و قد سكت عنه الحافظ العراقي في "
تخريج الإحياء " ( 3 / 145 و 151 ) و ابن حجر في " الفتح " ( 10 / 384 ) . و
الحديث روي عن معاوية بلفظ : " الغضب من الشيطان ، و الشيطان من النار ، و
الماء يطفي النار ، فإذا غضب أحدكم فليغتسل " . رواه أبو نعيم في " الحلية " (
2 / 130 ) و ابن عساكر ( 16 / 365 / 1 ) عن الزبير بن بكار : أخبرنا عبد المجيد
بن عبد العزيز بن أبي رواد عن ياسين بن عبد الله بن عروة عن أبي مسلم الخولاني
عن معاوية بن أبي سفيان أنه خطب الناس و قد حبس العطاء شهرين أو ثلاثة ، فقال
له أبو مسلم : يا معاوية إن هذا المال ليس بمالك و لا مال أبيك ، و لا مال أمك
، فأشار معاوية إلى الناس أن امكثوا ، و نزل فاغتسل ثم رجع فقال : أيها الناس
إن أبا مسلم ذكر أن هذا المال ليس بمالي و لا مال أبي و لا مال أمي ، و صدق أبو
مسلم ، إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( فذكر الحديث ) اغدوا
على عطاياكم على بركة الله عز وجل . قلت : و هذا إسناد ضعيف أيضا ، ياسين بن
عبد الله بن عروة لم أجد له ترجمة . و عبد المجيد بن عبد العزيز فيه ضعف ، قال
الحافظ : صدوق يخطيء ، و كان مرجئا ، أفرط ابن حبان فقال : متروك " . قلت : لفظ
ابن حبان ( 2 / 152 ) : " منكر الحديث جدا ، يقلب الأخبار ، و يروي المناكير عن
المشاهير فاستحق الترك " .

(2/159)


583 - " أترعون عن ذكر الفاجر ؟! اذكروه بما فيه يحذره الناس " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 52 ) :

موضوع . أخرجه العقيلي في " الضعفاء " ( 72 ) و كذا ابن حبان ( 1 / 215 ) و
أبو الحسن الحربي في " الأمالي " ( 245 / 1 ) و ابن عدي ( 260 / 2 ) و المحاملي
في " الأمالي " ( ج 5 رقم 15 ) و البيهقي في " سننه " ( 10 / 215 ) و الخطيب في
" تاريخه " ( 1 / 382 ، 3 / 188 و 7 / 262 ) و في " الكفاية " ( ص 42 ) و ابن
عساكر ( 12 / 7 / 2 ) و أبو بكر الكلاباذي في " مفتاح المعاني " ( 21 / 1 ) و
الهروي في " ذم الكلام " ( 4 / 81 / 1 ) و السهمي في " تاريخه " ( 75 ) من طريق
الجارود بن يزيد عن بهز بن حكيم عن أبيه عن جده مرفوعا . و قال العقيلي :
" ليس له من حديث بهز أصل ، و لا من حديث غيره ، و لا يتابع عليه من طريق يثبت
" . و قال البيهقي : " هذا يعرف بالجارود بن يزيد النيسابوري و أنكره عليه أهل
العلم بالحديث ، سمعت أبا عبد الله الحافظ ( يعني الحاكم ) يقول : سمعت أبا عبد
الله محمد بن يعقوب الحافظ غير مرة يقول : كان أبو بكر الجارودي إذا مر بقبر
جده يقول : يا أبة لو لم تحدث بحديث بهز بن حكيم لزرتك " ! قال ابن عدي و
البيهقي : " و قد سرقه عنه جماعة من الضعفاء فرووه عن بهز بن حكيم ، و لم يصح
فيه شيء " . و قال ابن حبان : " و الخبر في أصله باطل ، و هذه الطرق كلها
بواطيل لا أصل لها " . و خفي هذا على الهروي فقال : " حديث حسن من حديث بهز و
قد توبع جارود بن يزيد عليه " ! و تبعه يوسف بن عبد الهادي في " جمع الجيوش و
الدساكر على ابن عساكر " ! ( 2 / 2 ) . و روى الخطيب عن أحمد أنه قيل له . رواه
غيره ؟ فقال : ما علمت . ثم ذكر الخطيب أنه روي عن جماعة ثم قال : " و لا يثبت
عن واحد منهم ذلك ، و المحفوظ أن الجارود تفرد به " . ثم روى عن البخاري أنه
قال فيه : " منكر الحديث ، كان أبو أسامة يرميه بالكذب " . و عن أبي داود : "
غير ثقة " و قال الذهبي في " الميزان " : " و قال أبو حاتم : كذاب " . و في "
اللسان " : " قال العقيلي : متروك الحديث ، لأنه يكذب و يضع الحديث " . و ذكر
المناوي : أن الدارقطني قال في " علله " : " هو من وضع الجارود ، ثم سرقه منه
جمع " . و في " الميزان " أنه " موضوع " ، و نقله عنه في " الكبير " و أقره ،
لكن نقل الزركشي عن الهروي في " كتاب ذم الكلام " أنه حسن باعتبار شواهده " !
قلت : و هذا الاستدراك لا طائل تحته ، لأنه ذهول عن الشرط الذي يجب تحققه في
الشواهد حتى يتقوى الحديث بها و هو السلامة من الضعف الشديد الناتج من تهمة في
الرواة ، و هذا مفقود ههنا لما سبق في كلام الأئمة النقاد أن الحديث من وضع
الجارود سرقه منه آخرون ! و لهذا لما حكى السخاوي في " المقاصد " كلام الهروي
السابق تعقبه بالرد فقال : " و ليس كذلك ، فقد قال الحاكم فيما نقله البيهقي في
" الشعب " : إنه غير صحيح و لا معتمد " . و لهذا أورد الحديث ابن طاهر في "
الموضوعات " ( ص 3 ) و أعله بالجارود . قلت : و ممن سرقه عنه سليمان بن عيسى
السجزي فرواه عن سفيان ، أخرجه ابن عدي ( 161 / 1 ) و قال : " و هذا عن الثوري
عن بهز باطل و السجزي يضع الحديث " . و قد روي الحديث بلفظ آخر و هو : " ليس
لفاسق غيبة " .

(2/160)


584 - " ليس لفاسق غيبة " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 52 ) :
باطل . رواه الطبراني في " المعجم الكبير " و أبو الشيخ في " التاريخ " ( ص
236 ) و ابن عدي ( ق 61 / 2 ) و أبو بكر ابن سلمان الفقيه في " مجلس من الأمالي
" ( 15 / 2 ) و أبو بكر الدقاق في " حديثه " ( 2 / 42 / 2 ) و الهروي في " ذم
الكلام " ( 4 / 81 / 1 ) و القضاعي في " مسند الشهاب " ( 97 / 2 ) و الواحدي في
" التفسير " ( 4 / 82 / 1 ) و كذا الخطيب في " الكفاية " ( ص 42 ) كل هؤلاء من
طريق جعدبة بن يحيى الليثي : حدثنا العلاء بن بشر عن سفيان عن بهز بن حكيم عن
أبيه عن جده مرفوعا . قلت : و هذا سند ضعيف جدا ، جعدبة قال الدارقطني : "
متروك " . و العلاء بن بشر ضعفه الأزدي . و ذكره الحاكم فقال : " هذا الحديث
غير صحيح " ، و قال ابن حبان في " الثقات " في ترجمة العلاء : " روى عنه جعدبة
بن يحيى مناكير " . و قال ابن عدي : " و العلاء بن بشر هذا لا يعرف ، و هذا
اللفظ غير معروف " . و نقل المناوي عنه عن أحمد أنه قال : " حديث منكر " . قلت
: و قد وجدت له طريقا أخرى ، رواه أبو نعيم في " أخبار أصبهان " ( 2 / 239 -
240 ) عن محمد بن يعقوب : حدثنا إبراهيم بن سلام المكي : حدثنا ابن أبي فديك عن
جعفر بن محمد عن أبيه عن جده مرفوعا به . قلت : و هذا سند ضعيف محمد بن يعقوب
هذا هو ابن أبي يعقوب أبو بكر ترجمه أبو نعيم و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا ،
و إبراهيم بن سلام المكي لم أعرفه . و الحديث ذكره ابن القيم في الموضوعات في
كتابة " المنار " و قال ( ص 61 ) : " قال الدارقطني و الخطيب : قد روي من طرق و
هو باطل " .

(2/161)


585 - " من ألقى جلباب الحياء فلا غيبة له " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 54 ) :

ضعيف جدا . أخرجه عيسى بن علي الوزير في " ستة مجالس " ( 193 / 2 ) و أبو
القاسم المهرواني في " الفوائد المنتخبة " ( 41 / 1 ) و البيهقي في " سننه " (
10 / 210 ) و الخطيب ( 8 / 438 ) و أبو محمد بن شيبان العدل في " الفوائد " ( 1
/ 220 / 1 ) و القضاعي ( 36 / 1 ) من طريق رواد بن الجراح أبي عصام العسقلاني :
حدثنا أبو سعد الساعدي عن أنس مرفوعا . و قال البيهقي : " ليس بالقوي " ، و
قال المهرواني : " غريب ، و لم نكتبه إلا من حديث رواد بن الجراح " . قلت : و
له علتان : الأولى : رواد هذا ، قال الحافظ في " التقريب " : " صدوق اختلط
بآخره فترك ، و في حديثه عن الثوري ضعف شديد " . الثانية : أبو سعد هذا قال
الذهبي في " الميزان " : " ليس بعمدة " ثم ساق له هذا الحديث ، ثم قال : " و قد
ذكره علي بن أحمد السليماني في من يضع الحديث " . و قال الدارقطني في " سؤالات
البرقاني عنه " ( رقم 574 - نسختي ) : " مجهول يترك حديثه " . و للحديث طريق
أخرى عند الخطيب ( 4 / 171 ) و أبي بكر الكلاباذي في " مفتاح المعاني " ( 120 /
2 ) عن الربيع بن بدر : حدثنا أبان عن أنس به . و هذا أشد ضعفا من الذي قبله :
الربيع متروك ، و أبان و هو ابن أبي عياش متهم بالوضع .

(2/162)


586 - " ليس مني ذو حسد و لا نميمة و لا كهانة ، و لا أنا منه ، ثم تلا هذه الآية *(
و الذين يؤذون المؤمنين و المؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتانا و إثما
مبينا )* " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 54 ) :

موضوع . ذكره الهيثمي ( 8 / 91 ) من حديث عبد الله بن بسر ثم قال : "
رواه الطبراني و فيه سليمان بن سلمة الخبائري و هو متروك " . قلت : و ذلك لأنه
متهم قال ابن الجنيد : " كان يكذب " . و ساق له الذهبي حديثا و قال : " هذا
موضوع " .

(2/163)


587 - " ثلاثة من كن فيه آواه الله في كنفه ، و ستر عليه برحمته ، و أدخله في محبته ،
من إذا أعطى شكر ، و إذا قدر غفر ، و إذا غضب فتر " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 55 ) :
موضوع . رواه ابن حبان في " الضعفاء " ( 2 / 93 ) و الحاكم ( 1 / 125 ) و
الخطيب في " التلخيص " ( 76 - 2 ) عن عمر بن راشد مولى عبد الرحمن بن أبان بن
عثمان التيمي : حدثنا محمد بن عبد الرحمن بن أبي ذئب القرشي عن هشام بن عروة عن
محمد بن علي عن ابن عباس مرفوعا . قال الحاكم : " صحيح الإسناد " ! و رد
الذهبي بقوله : " بل واه ، فإن عمر قال فيه أبو حاتم : وجدت حديثه كذبا " .
قلت : و كنيته أبو حفص الجاري و قال ابن حبان : " يضع الحديث على الثقات ، لا
يحل ذكره في الكتب إلا على سبيل القدح فيه فكيف الرواية عنه ؟! " . و قد أخرجه
البيهقي في " الشعب " و قال عقبه : " عمر بن راشد هذا شيخ مجهول من أهل مصر
يروي ما لا يتابع عليه " . و لهذا قال المناوي متعقبا على السيوطي الذي أورد
الحديث في " الجامع الصغير " : " لم يصب في إيراده " . قلت : و له طريق أخرى عن
ابن أبي ذئب به . أخرجه ابن عدي ( 331 / 1 - 2 ) : حدثنا أحمد بن داود بن أبي
صالح حدثنا أبو مصعب المديني - يلقب مطرف - : حدثني محمد بن عبد الرحمن بن أبي
ذئب به . و أحمد هذا قال ابن حبان ( 1 / 134 ) و ابن طاهر : " يضع الحديث " .

(2/164)


588 - " من دفع غضبه دفع الله عنه عذابه ، و من حفظ لسانه ستر الله عورته ، و من
اعتذر إلى الله قبل عذره " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 56 ) :

موضوع . رواه أبو نعيم في " أخبار أصبهان " ( 2 / 111 ) معلقا عن عبد
السلام بن هاشم : حدثنا خالد بن برد عن أبيه عن أنس بن مالك مرفوعا . قلت :
و هذا إسناد مكذوب ، المتهم به عبد السلام بن هاشم هذا ، قال فيه عمرو بن علي
الفلاس : " لا أقطع على أحد بالكذب إلا عليه " . و قد تساهل الهيثمي في تضعيفه
فقط فقال في " المجمع " ( 8 / 68 ) بعد أن ساق الحديث دون الجملة الأخيرة منه :
" رواه الطبراني في " الأوسط " و فيه عبد السلام بن هاشم و هو ضعيف " . و من
رواية الطبراني أورده السيوطي في " الجامع " و تعقبه المناوي بكلام الهيثمي
الذي نقلته آنفا ، إلا أنه وقع في نقله " ابن هلال " بدل " ابن هشام " و هو
موافق لما ذكره الهيثمي في مكان آخر ( 8 / 70 ) و كأنه وهم منه ، أو تحريف من
بعض النساخ ، إذ ليس في الرواة من يدعى عبد السلام بن هلال . و الله أعلم . و
الحديث أشار المنذري ( 3 / 279 ) لضعفه أو وضعه .

(2/165)


589 - " لا يحل لثلاثة نفر يكونون بأرض فلاة إلا أمروا عليهم أحدهم " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 56 ) :

ضعيف . رواه أحمد ( رقم 6647 ) من طريق ابن لهيعة قال : حدثنا عبد الله بن
هبيرة عن أبي سالم الجيشاني عن عبد الله بن عمرو مرفوعا في حديث . قلت : و
هذا سند ضعيف من أجل ابن لهيعة فإنه ضعيف لسوء حفظه . و الذي صح في هذه الباب
ما أخرجه أبو داود ( 1 / 407 ) و غيره من حديث أبي هريرة مرفوعا بلفظ : " إذا
كان ثلاثة في سفر فليؤمروا أحدهم " . و سنده حسن ، و له شواهد انظرها إن شئت في
" المجمع " ( 5 / 255 ) ، و كلها بلفظ الأمر ليس في شيء منها " لا يحل " . فهذا
مما تفرد به ابن لهيعة فهو ضعيف منكر . أقول هذا تحقيقا للرواية و بيانا للفرق
بين ما صح من الحديث و ما لم يصح . فإنه يترتب على ذلك نتائج هامة أحيانا و ذلك
لأن لفظ : " لا يحل " نص في حرمة ترك التأمير ، و أما لفظ الأمر فليس نصا في
ذلك بل هو ظاهر ، و لذلك اختلف العلماء في حكم التأمير فمن قائل بالندب ، و من
قائل بالوجوب ، و لو صح لفظ ابن لهيعة لكان قاطعا للنزاع . أقول هذا مع أنني
أرى الأرجح الوجوب ، لأنه الأصل في الأمر كما هو مقرر في علم الأصول ، و ممن
قال بوجوب التأمير الغزالي في " الإحياء " ( 2 / 223 ) فيراجع كلامه فإنه مفيد
.

(2/166)


590 - " من أمر بمعروف فليكن أمره بمعروف " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 56 ) :

ضعيف جدا . رواه أبو العباس الأصم في " جزء من حديثه " ( 193 / 1 ) و رقم (
129 نسختي ) و علي بن الحسن بن إسماعيل العبدي في " حديثه " ( 156 / 1 - 2 ) و
الضياء في " المنتقى من مسموعاته بمرو " ( 42 / 1 ) عن سلم بن ميمون الخواص
حدثنا زفر بن سليمان عن المثنى بن الصباح عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده
مرفوعا . قلت : و هذا سند ضعيف جدا لما يأتي ، و اقتصر السيوطي في عزوه على
البيهقي في " الشعب " . و قال المناوي : " و فيه سلم بن ميمون الخواص أورده
الذهبي في " الضعفاء " و قال : قال ابن حبان : بطل الاحتجاج به . و قال أبو
حاتم : لا يكتب حديثه ، عن ( زافر ) قال ابن عدي : لا يتابع على حديثه ، و وثقه
ابن معين . عن ( المثنى بن الصباح ) ضعفه ابن معين ، و قال النسائي : متروك "
<1> . قلت : و مع هذا كله سكت الحافظ العراقي على الحديث في " تخريج الإحياء "
( 2 / 292 ) !
-----------------------------------------------------------
[1] في عبارة المناوي أخطاء مطبعية كثيرة صححتها من كتب الرجال . اهـ .

(2/167)


591 - " من صلى ركعة لم يقرأ فيها بأم القرآن فلم يصل ، إلا وراء الإمام " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 57 ) :
ضعيف . رواه القاضي أبو الحسن الخلعي في " الفوائد " ( 47 / 1 ) <1> عن
يحيى بن سلام : حدثنا مالك بن أنس عن وهب بن كيسان عن جابر مرفوعا . قلت :
و يحيى بن سلام ضعفه الدارقطني كما في " الميزان " ، و نقل الزيلعي ( 1 / 10 )
عنه أعني الدارقطني أنه قال في " غرائب مالك " : " هذا باطل لا يصح عن مالك " .
قلت : و الصواب أنه موقوف كذلك أخرجه الخلعي أيضا عن القعنبي ، و البيهقي ( 2 /
160 ) عن ابن بكير ، كلاهما عن مالك عن وهب عن جابر من قوله غير مرفوع ، و قال
البيهقي : " رفعه يحيى بن سلام و غيره من الضعفاء عن مالك ، و ذلك مما لا يحل
روايته على طريقة الاحتجاج به " . قلت : و الحديث صحيح بدون قوله : " إلا وراء
الإمام " يشهد له قوله صلى الله عليه وسلم : " لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة
الكتاب " رواه الشيخان عن عبادة بن الصامت ، و قوله صلى الله عليه وسلم لـ "
المسيء صلاته " بعد أن أمره بقراءة الفاتحة في الركعة الأولى : " ثم اصنع ذلك
في صلاتك كلها " رواه البخاري و غيره . لكن في معنى هذه الزيادة : " إلا وراء
الإمام " قوله صلى الله عليه وسلم : " من كان له إمام فقراءة الإمام له قراءة "
. و هو حديث صحيح عندنا له طرق كثيرة جدا و قد ساقها الزيلعي ( 2 / 6 - 11 ) ثم
خرجتها في " الإرواء " رقم ( 493 ) ، و هي و إن كانت لا تخلو من ضعف ، و لكنه
ضعف منجبر ، و قد صح إسناده عن عبد الله بن شداد مرسلا ، و المرسل إذا جاء
متصلا فهو حجة عند الإمام الشافعي و غيره فاللائق بأتباعه أن يأخذوا بهذا
الحديث إذا أرادوا أن لا يخالفوه في أصوله ! و هو من المخصصات لحديث عبادة بن
الصامت ، و لكنه يخصصه بالجهرية فقط ، لا في السرية ، لأن قراءة الإمام فيها لا
تكون قراءة لمن خلفه ، إذ أنهم لا يسمعونها فلا ينتفعون بقراءته ، فلابد لهم من
القراءة السرية ، و بذلك نكون عاملين بالحديثين و لا نرد أحدهما بالآخر . و هو
مذهب مالك و أحمد و غيرهما أن القراءة فيها مشروعة دون الجهرية . و هو أعدل
الأقوال كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية في " الفتاوى " و من أراد التفصيل
فليرجع إليها ، و سبق شيء من هذا في الحديث ( 569 ) .

-----------------------------------------------------------
[1] جزء ( 20 ) من مخطوطة الظاهرية ( مجموع 53 ) . اهـ .

(2/168)


592 - " أسست السموات السبع و الأرضون السبع على *( قل هو الله أحد )* " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 58 ) :

موضوع . رواه أبو الحسن الخلعي في " الفوائد " ( 53 / 2 ) و الدينوري في "
المجالسة " ( 36 / 3 / 1 ) عن موسى بن محمد بن عطاء قال : حدثنا شهاب بن خراش
الحوشبي قال : سمعت قتادة يقول : حدثني أنس بن مالك به مرفوعا . قلت : و
هذا إسناد موضوع ، موسى بن محمد بهذا هو الدمياطي المقدسي قال ابن أبي حاتم في
" الجرح و التعديل " ( 4 / 1 / 161 ) : " قال أبي كان يكذب و يأتي بالأباطيل ،
و قال موسى بن سهل الرملي : أشهد عليه أنه كان يكذب ، و قال أبو زرعة : كان
يكذب " . و قال ابن حبان ( 2 / 241 - 242 ) : " كان يضع الحديث على الثقات ، و
يروي ما لا أصل له عن الأثبات " . و قال العقيلي ( ص 410 ) : " يحدث عن الثقات
بالبواطيل و الموضوعات " . و بالجملة فهو ممن اتفقت كلمات الأئمة على تكذيبه و
اطراح حديثه ، و لذلك قال الذهبي : إنه أحد التلفاء . ثم نقل تكذيب أبي زرعة و
أبي حاتم له و قول ابن حبان فيه . ثم ذكر له أحاديث موضوعة هذا منها ، و مع ذلك
كله و وضوح حال الرجل لم يستحي السيوطي فأورد له هذا الحديث في " الجامع الصغير
" الذي صانه بزعمه عما تفرد به كذاب أو وضاع ! و قد أورده من رواية تمام عن أنس
. و تعقبه المناوي بأنه فيه الدمياطي هذا و نقل التكذيب المذكور عن أبي زرعة و
أبي حاتم . و مما يدل على كذبه أن الحديث رواه ابن الضريس في " فضائل القرآن "
( 3 / 110 / 1 ) من طريق آخر عن كعب الأحبار من قوله ، فرفعه هذا الكذاب بإسناد
من عنده ألصقه به ! و من موضوعات هذا الكذاب : " الجنة تحت أقدام الأمهات ، من
شئن أدخلن ، و من شئن أخرجن " .

(2/169)


593 - " الجنة تحت أقدام الأمهات ، من شئن أدخلن ، و من شئن أخرجن " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 58 ) :

موضوع . رواه ابن عدي ( 325 / 1 ) و العقيلي في " الضعفاء " عن موسى بن
محمد بن عطاء : حدثنا أبو المليح حدثنا ميمون عن ابن عباس مرفوعا . و قال
العقيلي : " هذا منكر " . نقله الحافظ في ترجمة " موسى بن عطاء " و هو كذاب كما
سبق بيانه في الذي قبله . و الشطر الأول من الحديث له طريق آخر ، رواه أبو بكر
الشافعي في " الرباعيات " ( 2 / 25 / 1 ) و أبو الشيخ في " الفوائد " و في "
التاريخ " ( ص 253 ) و الثعلبي في " تفسيره " ( 3 / 53 / 1 ) و القضاعي ( 2 / 2
/ 1 ) و الدولابي ( 2 / 138 ) عن منصور بن المهاجر عن أبي النضر الأبار عن أنس
مرفوعا به . و من هذا الوجه رواه الخطيب في " الجامع " كما في " فيض القدير "
للمناوي و قال : " قال ابن طاهر : و منصور و أبو النضر لا يعرفان ، و الحديث
منكر ، انتهى . فقول العامري في شرحه : " حسن " غير حسن " . و يغني عن هذا حديث
معاوية بن جاهمة أنه جاء النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله أردت أن
أغزو و قد جئت أستشيرك ؟ فقال : هل لك أم ؟ قال : نعم . قال : فالزمها فإن
الجنة تحت رجليها . رواه النسائي ( 2 / 54 ) ، و غيره كالطبراني ( 1 / 225 / 2
) . و سنده حسن إن شاء الله ، و صححه الحاكم ( 4 / 151 ) ، و وافقه الذهبي ، و
أقره المنذري ( 3 / 214 ) .

(2/170)


594 - " هدية الله إلى المؤمن السائل على بابه " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 59 ) :

موضوع . رواه تمام في " الفوائد " ( 9 / 167 / 2 ) و الضياء في " المنتقى
من مسموعاته بمرو " ( 62 / 2 ) عن أبي أيوب سليمان بن سلمة الخبائري : حدثنا
سعيد بن موسى ( و قال الضياء : ابن زيد الأزدي ) : حدثنا مالك عن نافع عن ابن
عمر مرفوعا . و عزاه السيوطي في " الجامع " للخطيب فقط في " رواة مالك " عن
ابن عمر ، و تعقبه المناوي بأن الخطيب قال : " و سعيد مجهول ، و الخبائري مشهور
بالضعف " . قال المناوي : " قال في " الميزان " قلت : هذا موضوع ، و سعيد هالك
. اهـ . و أعاده في محل آخر و قال : هذا كذب . اهـ . و قال ابن الجوزي : حديث
لا يصح ، و سعيد بن موسى اتهمه ابن حبان بالوضع " . قلت : و لم يتفرد به سعيد
بن زيد بل تابعه عند تمام سعيد بن أبي مريم ، لكن الراوي عنه عبد السلام بن
محمد الأموي قال الدارقطني : " ضعيف جدا " و قال : " منكر الحديث " . و قال
الخطيب : " صاحب مناكير " . قلت : و لعله أراد أن يقول : " سعيد بن زيد " فقال
: " سعيد بن أبي مريم " خطأ ، و ابن أبي مريم ثقة بخلاف الأول . قلت : و يحتمل
أن ذلك من وهم أو وضع الخبائري ، فقد رأيت ابن حبان أورد الحديث في " الضعفاء "
( 1 / 324 ) من طريقه قال : حدثنا سعيد بن موسى عن مالك به ، و ساق له حديثا
آخر و قال : " لست أدري وضعه سعيد بن موسى أو سليمان بن سلمة ، لأن الخبر في
نفسه موضوع " . و تابعه أيضا موسى بن محمد الدمياطي و هو كذاب كما سبق قبل
حديثين ، رواه ابن عدي كما في " الميزان " و قال : " هذا كذب " و أقره الحافظ
في " اللسان " . و من طريقه رواه القضاعي في " مسند الشهاب " ( 5 / 2 / 3 ) و
أبو نعيم في " أخبار أصبهان " ( 2 / 135 ) .

(2/171)


595 - " إذا مدح الفاسق غضب الرب و اهتز لذلك العرش " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 60 ) :

منكر . رواه أبو الشيخ في " العوالي " ( 32 / 1 ) و الخطيب في " تاريخه " (
7 / 298 و 8 / 428 ) من طريق أبي خلف خادم أنس عن أنس بن مالك مرفوعا . و
من هذا الوجه رواه ابن أبي الدنيا في " ذم الغيبة " كما ذكره المناوي و قال :
" أبو خلف قال الذهبي : قال يحيى : كذاب ، و قال أبو حاتم : منكر الحديث . و
قال ابن حجر في " الفتح " : سنده ضعيف . ( قال المناوي ) : و رواه ابن عدي عن
بريدة ، قال العراقي : و سنده ضعيف . و في " الميزان " : خبر منكر " .

(2/172)


596 - " الناس كأسنان المشط ، و إنما يتفاضلون بالعافية ، و المرء كثير بأخيه يرفده و
يحمله ، و لا خير في صحبة من لا يرى لك مثل ما ترى له " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 60 ) :

ضعيف جدا . رواه ابن عدي ( 153 / 2 ) عن المسيب بن واضح : حدثنا سليمان بن
عمرو : حدثنا إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة عن أنس بن مالك مرفوعا و قال :
" و هذا الحديث وضعه سليمان على إسحاق " . و من طريقه رواه القضاعي ( 2 / 9 / 1
) و ابن الجوزي في " الموضوعات " ( 3 / 80 ) من طريق ابن عدي ، و تعقبه السيوطي
في " اللآلي " ( 2 / 290 ) بأن له طريقا أخرى . قلت : أخرجه الدولابي ( 1 / 168
) و ابن حبان في " المجروحين " ( 1 / 188 - 189 ) و الخطابي في " غريب الحديث "
( 119 / 2 ) و ابن عساكر ( 2 / 119 / و 3 / 205 / 2 ) و أبو نعيم ببعضه ( 10 /
25 ) من طرق عن بكار بن شعيب أبي خزيمة العبدي قال : حدثنا عبد العزيز ابن أبي
حازم عن أبيه عن سهل بن سعد مرفوعا به . و هذا سند ضعيف جدا بكار بن شعيب قال
ابن حبان : " يروي عن الثقات ما ليس من حديثهم ، لا يجوز الاحتجاج به " . ثم
ساق له هذا الحديث منكرا له عليه كما قال الحافظ في " اللسان " و قال الجوزجاني
: " و هو منكر جدا " . لكن قال السيوطي : " و قد توبع بكار فقال ابن لال :
حدثنا محمد بن أحمد بن يعقوب : حدثنا إبراهيم بن فهد : حدثنا محمد بن موسى
حدثنا غياث بن عبد المجيد عن عمر بن سليم عن أبي حازم به . قلت : و سكت عليه
السيوطي ، و هذه متابعة قوية لولا أن الطريق إليها مظلمة ، فإن غياث بن عبد
الحميد مجهول كما قال العقيلي : و محمد بن موسى لم أعرفه ، و في طبقته بهذا
الاسم جماعة . و إبراهيم بن فهد قال ابن عدي : " سائر أحاديثه مناكير ، و هو
مظلم الأمر " . و قال أبو الشيخ : " قال البردعي : ما رأيت أكذب منه " . قال
أبو الشيخ : " و كان مشايخنا مضعفونه " . قلت : فمثل هذا الطريق لا يستشهد به
لشدة ضعفه . و قد وجدت له طريقا آخر عن سهل بن سعد ، أخرجه أبو الشيخ في "
أحاديث أبي الزبير عن غير جابر " ( 11 / 2 ) عن سهل بن عامر البجلي حدثنا ميمون
بن عمرو البصري عن أبي الزبير عن سهل بن سعد مرفوعا . و لكنه واه جدا ، سهل بن
عامر هذا قال ابن أبي حاتم في " الجرح و التعديل " ( 2 / 1 / 202 ) : " قال أبي
: و هو ضعيف ، روى أحاديث بواطيل و كان يفتعل الأحاديث " . و في معناه قول
البخاري : " منكر الحديث " . و أما ابن حبان فيبدو أنه لم يتبين له حقيقة أمره
فلذلك أورده في " الثقات " ! و وجدت له شاهدين آخرين متصل و مرسل . أما المتصل
فأخرجه ابن عساكر ( 3 / 205 / 2 ) عن بشر بن عون : حدثنا بكار بن تميم عن مكحول
عن أبي أمامة مرفوعا . قلت : و هذا موضوع بكار بن تميم مجهول ، و الآفة بشر بن
عون قال ابن حبان ( 1 / 181 ) : " له نسخة عن بكار بن تميم عن مكحول نحو مائة
حديث كلها موضوعة " . و أما المرسل فأخرجه الخطيب ( 7 / 57 ) من طريق بشر بن
غياث عن البراء بن عبد الله الغنوي عن الحسن قال : قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم . و هذا سند ضعيف جدا ، بشر بن غياث ، قال الذهبي : " مبتدع ضال لا ينبغي
أن يروى عنه و لا كرامة " . " و في الميزان " : " قال الأزدي : زائغ صاحب رأي ،
لا يقبل له قول ، و لا يخرج حديثه و لا كرامة إذا كان عندنا على غير طريقة
الإسلام " . و نقل عنه أنه كان ينكر عذاب القبر و سؤال الملكين و الصراط و
الميزان . و البراء بن عبد الله الغنوي ضعفه أحمد و ابن معين و غيرهما . و
الحسن هو البصري فهو مرسل ، و على إرساله فالإسناد إليه غير صحيح . و بالجملة
فالحديث ضعيف جدا ، و ليس في كل هذه الطرق ما يأخذ بعضده . و الله أعلم . ثم
وجدت له طريقا ثانيا عن أنس ، رواه ابن شاذان الأزجي في " حديثه " ( 2 / 105 /
2 ) عن رواد بن الجراح عن أبي سعد الساعدي عن أنس بن مالك مرفوعا . و هذا سند
تالف ! أبو سعد هذا قال الذهبي : " مجهول حدث عنه رواد بن الجراح و ليس بعمدة ،
و قد ذكره علي بن أحمد السلماني في من يضع الحديث " .

(2/173)


597 - " نعم ، خصال أربع : الدعاء لهما ، و الاستغفار لهما ، و إنفاذ وعدهما ، و صلة
الرحم التي لا رحم لك إلا من قبلهما . قاله لمن سأله : هل بقي من بر أبوي شيء
بعد موتهما أبرهما به ؟ " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 62 ) :

ضعيف . رواه أبو بكر ابن أبي شيبة في " الأدب " ( 1 / 151 / 1 - 2 ) :
حدثنا الفضيل بن دكين : حدثنا ابن الغسيل : حدثني أسيد بن علي مولى أبي أسيد عن
أبيه أنه سمع أبا أسيد قال : بينما أنا جالس عند النبي صلى الله عليه وسلم
أتاه رجل من بني سلمة فقال : يا رسول الله هل بقي .... الحديث . و رواه
الروياني في " مسنده " ( 251 / 1 ) و الخطيب في " الموضح " ( 1 / 41 - 42 ) و
الواحدي ( 153 / 2 ) و أبو عبد الرحمن السلمي في " آداب الصحبة " ( ص 41 ) من
طرق أخرى عن عبد الرحمن بن الغسيل به . و قد تابعه موسى بن يعقوب عن أسيد به
إلا أنه قال : " أسيد " بالضم . أخرجه الخطيب و أشار إلى أنه خطأ و أن الصواب "
أسيد " كما رواه ابن الغسيل . قلت : و هذا إسناد ضعيف ، رجاله ثقات كلهم ، غير
علي مولى أبي أسيد لم يوثقه غير ابن حبان ، و لم يرو عنه غير ابنه أسيد ، و
لهذا قال الذهبي : " لا يعرف " ، و أشار إلى ذلك الحافظ بقوله : " مقبول " . و
عنه رواه أبو داود ( 5142 ) و ابن ماجة ( 3664 ) و أحمد ( 3 / 497 - 498 ) و
ابن حبان ( 2030 ) .

(2/174)


598 - " لما قدم المدينة جعل النساء و الصبيان و الولائد يقلن :

طلع البدر علينا من ثنيات الوداع
وجب الشكر علينا ما دعا لله داع " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 63 ) :

ضعيف . رواه أبو الحسن الخلعي في " الفوائد " ( 59 / 2 ) و كذا البيهقي في
" دلائل النبوة " ( 2 / 233 - ط ) عن الفضل بن الحباب قال : سمعت عبد الله بن
محمد بن عائشة يقول فذكره . و هذا إسناد ضعيف رجاله ثقات ، لكنه معضل سقط من
إسناده ثلاثة رواة أو أكثر ، فإن ابن عائشة هذا من شيوخ أحمد و قد أرسله . و
بذلك أعله الحافظ العراقي في " تخريج الإحياء " ( 2 / 244 ) . ثم قال البيهقي
كما في تاريخ ابن كثير ( 5 / 23 ) : " و هذا يذكره علماؤنا عند مقدمه المدينة
من مكة لا أنه لما قدم المدينة من ثنيات الوداع عند مقدمه من تبوك " . و هذا
الذي حكاه البيهقي عن العلماء جزم به ابن الجوزي في " تلبيس إبليس " ( ص 251
تحقيق صاحبي الأستاذ خير الدين وانلي ) ، لكن رده المحقق ابن القيم فقال في "
الزاد " ( 3 / 13 ) : و هو وهم ظاهر لأن " ثنيات الوداع " إنما هي ناحية الشام
لا يراها القادم من مكة إلى المدينة و لا يمر بها إلا إذا توجه إلى الشام " .
و مع هذا فلا يزال الناس يرون خلاف هذا التحقيق ، على أن القصة برمتها غير
ثابتة كما رأيت ! ( تنبيه ) : أورد الغزالي هذه القصة بزيادة : " بالدف و
الألحان " و لا أصل لها كما أشار لذلك الحافظ العراقي بقوله : " و ليس فيه ذكر
للدف و الألحان " . و قد اغتر بهذه الزيادة بعضهم فأورد القصة بها ، مستدلا على
جواز الأناشيد النبوية المعروفة اليوم ! فيقال له : " أثبت العرش ثم انقش " !
على أنه لو صحت القصة لما كان فيها حجة على ما ذهبوا إليه كما سبقت الإشارة
لهذا عند الحديث ( 579 ) فأغنى عن الإعادة .

(2/175)


599 - " إذا مات الرجل منكم فدفنتموه فليقم أحدكم عند رأسه ، فليقل : يا فلان ابن
فلانة ! فإنه سيسمع ، فليقل : يا فلان ابن فلانة ! فإنه سيستوي قاعدا ، فليقل :
يا فلان ابن فلانة ، فإنه سيقول : أرشدني أرشدني رحمك الله ، فليقل : اذكر ما
خرجت عليه من دار الدنيا : شهادة أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، و أن
محمدا عبده و رسوله ، و أن الساعة آتية لا ريب فيها ، و أن الله يبعث من في
القبور ، فإن منكرا و نكيرا يأخذ كل واحد منهما بيد صاحبه و يقول له : ما تصنع
عند رجل قد لقن حجته ؟ فيكون الله حجيجهما دونه " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 64 ) :

منكر . أخرجه القاضي الخلعي في " الفوائد " ( 55 / 2 ) عن أبي الدرداء هاشم
بن محمد الأنصاري : حدثنا عتبة بن السكن عن أبي زكريا عن جابر بن سعيد الأزدي
قال : " دخلت على أبي أمامة الباهلي و هو في النزع ، فقال لي : يا أبا سعيد
إذا أنا مت فاصنعوا بي كما أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نصنع بموتانا
فإنه قال : فذكره . قلت : و هذا إسناد ضعيف جدا ، لم أعرف أحد منهم غير عتبة بن
السكن ، قال الدارقطني : " متروك الحديث " و قال البيهقي : " واه منسوب إلى
الوضع " . و الحديث أورده الهيثمي ( 3 / 45 ) عن سعيد بن عبد الله الأزدي قال :
شهدت أبا أمامة ..... الحديث . و قال : " رواه الطبراني في " الكبير " و في
إسناده جماعة لم أعرفهم " . قلت : فاختلف في اسم الراوي عن أبي أمامة ففي رواية
الخلعي أنه جابر بن سعيد الأزدي و في رواية الطبراني أنه سعيد بن عبد الله
الأزدي ، و هذا أورده ابن أبي حاتم ( 2 / 1 / 76 ) فقال : " سعيد الأزدي " لم
ينسبه لأبيه ، و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا ، فهو في عداد المجهولين ،
فالعجب من قول الحافظ في " التلخيص " ( 5 / 243 ) بعد أن عزاه للطبراني : " و
إسناده صالح ، و قد قواه الضياء في " أحكامه " و أخرجه عبد العزيز في " الشافي
" . و الراوي عن أبي أمامة سعيد الأزدي بيض له ابن أبي حاتم " ! فأنى لهذا
الإسناد الصلاح و القوة و فيه هذا الرجل المجهول ؟! بل فيه جماعة آخرون مثله في
الجهالة كما يشير لذلك كلام الهيثمي السابق ، و هذا كله إذا لم يكن في إسناد
الطبراني عتبة بن السكن المتهم ، و إلا فقد سقط الإسناد بسببه من أصله ! و قد
قال النووي في " المجموع " ( 5 / 304 ) بعد أن عزاه للطبراني : و إسناده ضعيف .
و قال ابن الصلاح : ليس إسناده بالقائم " . و كذلك ضعفه الحافظ العراقي في "
تخريج الإحياء " ( 4 / 420 ) و قال ابن القيم في " الزاد " ( 1 / 206 ) : " لا
يصح رفعه " . و اعلم أنه ليس للحديث ما يشهد له ، و كل ما ذكره البعض إنما هو
أثر موقوف على بعض التابعين الشاميين لا يصلح شاهدا للمرفوع بل هو يعله ، و
ينزل به من الرفع إلى الوقف ، و في كلمة ابن القيم السابقة ما يشير إلى ما
ذكرته عند التأمل . على أنه شاهد قاصر إذ غاية ما فيه : " أنهم كانوا يستحبون
أن يقال للميت عند قبره : يا فلان قل لا إله إلا الله ، قل أشهد أن لا إله إلا
الله ( ثلاث مرات ) ، قل : ربي الله ، و ديني الإسلام ، و نبي محمد " . فأين
فيه الشهادة على بقية الجمل المذكورة في الحديث مثل " ابن فلانة " و " أرشدني
... " و قول الملكين : " ما نصنع عند رجل " ... " . و جملة القول أن الحديث
منكر عندي إن لم يكن موضوعا . و قد قال الصنعاني في " سبل السلام " ( 2 / 161 )
: " و يتحصل من كلام أئمة التحقيق أنه حديث ضعيف ، و العمل به بدعة و لا يغتر
بكثرة من يفعله " . و لا يرد هنا ما اشتهر من القول بالعمل بالحديث الضعيف في
فضائل الأعمال ، فإن هذا محله فيما ثبت مشروعيته بالكتاب أو السنة الصحيحة ،
أما ما ليس كذلك فلا يجوز العمل فيه بالحديث الضعيف ، لأنه تشريع و لا يجوز ذلك
بالحديث الضعيف ، لأنه لا يفيد إلا الظن المرجوح اتفاقا فكيف يجوز العمل بمثله
؟! فليتنبه لهذا من أراد السلامة في دينه ، فإن الكثيرين عنه غافلون . نسأل
الله تعالى الهداية و التوفيق .

(2/176)


600 - " جبلت القلوب على حب من أحسن إليها ، و بغض من أساء إليها " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 65 ) :

موضوع . رواه ابن الأعرابي في " المعجم " ( 2 / 21 - 22 ) و ابن عدي ( 82 /
1 ) و أبو موسى المدني في جزء " من أدركه الخلال من أصحاب ابن منده " ( 150 -
151 ) و أبو نعيم ( 4 / 121 ) و الخطيب ( 7 / 346 ) و القضاعي ( 49 / 2 ) عن
إسماعيل بن أبان عن الأعمش عن خيثمة عن عبد الله بن مسعود مرفوعا . و قال
أبو نعيم : " غريب لم نكتبه إلا من هذا الوجه " و ذكر نحوه ابن عدي و زاد : " و
هو معروف عن الأعمش موقوفا " . قلت : و إسماعيل هذا قال فيه أحمد : " روى
أحاديث موضوعة عن فطر و غيره ، فتركناه " . و قال ابن حبان ( 1 / 116 ) : " كان
يضع الحديث على الثقات " . و قال أبو داود : " كان كذابا " . و نقل المناوي عن
" لسان الميزان " قال الأزدي : " هو كوفي زائغ و هو الذي روى حديث جبلت القلوب
، قال الأزدي : " هذا الحديث باطل " . قال المناوي : و رأيت بخط ابن عبد الهادي
في تذكرته : قال مهنأ : سألت أحمد و يحيى عنه ؟ فقالا : ليس له أصل ، و هو
موضوع " . قلت : نقله أيضا ابن قدامة موفق الدين في " المنتخب " ( 10 / 195 / 2
) عن مهنأ به . و مع هذا كله أورده السيوطي في " الجامع " ! و قال : " صحح
البيهقي وقفه " ! قلت : الموقوف موضوع أيضا فإنه من هذه الطريق ، كذلك رواه ابن
حبان في " روضة العقلاء " ( ص 255 ) و غيره ، و لذلك قال السخاوي : " هو باطل
مرفوعا و موقوفا " .

(2/177)


601 - " اتخذوا السراويلات فإنه من أستر ثيابكم ، و خصوا بها نساءكم إذا خرجن " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 66 ) :

موضوع . رواه العقيلي ( ص 18 ) و ابن عدي ( 4 / 1 ) و الديلمي ( 1 / 2 /
200 ) و ابن عساكر ( 2 / 380 / 2 ) عن إبراهيم بن زكريا الضرير العجلي - من أهل
البصرة - : حدثنا همام عن قتادة عن قدامة بن وبرة عن الأصبغ بن نباتة عن علي
قال : كنت قاعدا عند النبي صلى الله عليه وسلم بالبقيع في يوم دجن و مطر ،
قال : فمرت امرأة على حمار و معها مكاري فهوت يد الحمار في وهدة من الأرض ،
فسقطت المرأة ، فأعرض النبي عليه السلام بوجهه ، فقالوا : يا رسول الله إنها
متسرولة . فقال : اللهم اغفر للمتسرولات من أمتي . يا أيها الناس اتخذوا ....
الحديث . ذكره العقيلي في ترجمة إبراهيم هذا ، و قال : " صاحب مناكير و أغاليط
، و لا يعرف هذا الحديث إلا به ، فلا يتابع عليه " . و قال ابن عدي : " و هذا
الحديث منكر لا يرويه عن همام غير إبراهيم بن زكريا ، و لا أعرفه إلا من هذا
الوجه ، و إبراهيم حدث عن الثقات بالأباطيل " . و من طريق ابن عدي أورده ابن
الجوزي في " الموضوعات " ( 3 / 45 ) و قال : " موضوع ، و المتهم به إبراهيم " .
ثم ذكر ما تقدم عن العقيلي و ابن عدي . فتعقبه السيوطي في " اللآلي " ( 2 / 260
) بقوله : " قلت : أخرجه البزار و البيهقي في " الأدب " من هذا الطريق ، و
إبراهيم بن زكريا المتهم به الذي قال فيه ابن عدي هذا القول هو الواسطي العبدي
، و ليس هو الذي في إسناد هذا الحديث ، إنما هذا إبراهيم بن زكريا العجلي
البصري كما أفصح به العقيلي ، و قد التبس على طائفة ، منهم الذهبي في " الميزان
" فظنهما واحدا ، و فرق بينما غير واحد ، منهم ابن حبان ، فذكر العجلي في "
الثقات " ، و الواسطي في " الضعفاء " . و كذا فرق أبو أحمد الحاكم في " الكنى "
و العقيلي و النباتي في " الحافل " و الذهبي في " المغني " . قال الحافظ ابن
حجر في " اللسان " : و هو الصواب " . قلت : و هذا التعقب ليس فيه كبير طائل ،
ذلك لأن العجلي الذي هو صاحب الحديث لم يوثقه غير ابن حبان ، و هو مع ما عرف به
من التساهل في التوثيق ، فقد عارضه من حكمه أقرب إلى الصواب منه ، فقد قال
العقيلي فيه : " صاحب مناكير و أغاليط " . ثم ساق له حديثين ، هذا أحدهما . و
فيه قال ابن عدي ما نقلته آنفا عنه ، خلافا لما زعمه السيوطي أنه قال ذلك في
الواسطي العبدي . و إليك نص كلامه لتكون على بينة من الأمر ، قال : " إبراهيم
بن زكريا المعلم العبدستاني العجلي الضرير ، يكنى أبا إسحاق ، حدث عن الثقات
بالأباطيل " . ثم ساق له هذا الحديث ، و أعله بما سبق ، فاتفاق هذين الإمامين
على تضعيف إبراهيم هذا و استنكار حديثه ، مقدم على توثيق ابن حبان له المستلزم
رد الحكم على حديثه بالوضع أو النكارة - كما ذهب إليه السيوطي ، لاسيما و قد
ذكر الحافظ النقاد الذهبي أن هذا الحديث من بلايا العجلي ! ثم رأيت ابن أبي
حاتم ذكر في " العلل " ( 1 / 492 - 493 ) عن أبيه أنه قال : " هذا حديث منكر ،
و إبراهيم مجهول " . على أن في الحديث علة أخرى من الأعلى ، هي بالاعتماد عليها
في إعلال الحديث أولى ، و من الغريب أن الذين تكلموا عليه لم يتنبهوا لها ، مثل
ابن الجوزي ، و ابن عراق في " تنزيه الشريعة " ( 2 / 272 ) ، ألا و هي الأصبغ
بن نباتة ، فهو متفق على تضعيفه ، بل قال أبو بكر ابن عياش : " كذاب " . و قال
النسائي و ابن حبان : " متروك " . و أورده الذهبي في " الضعفاء " و قال : " قال
ابن معين و غيره : ليس بشيء " . و قال الحافظ في " التقريب " : " متروك " . و
بالجملة فالحديث بهذا الإسناد و السياق موضوع . و قد ذكر له السيوطي شواهد من
حديث أبي هريرة و غيره مرفوعا بلفظ : " اللهم ارحم المتسرولات " . و قال : " و
بمجموع هذه الطرق يرتقي الحديث إلى درجة الحسن " . قلت : و في ذلك نظر لأن
الطرق التي أشار إليها لا تخلو من وضاع أو متهم أو مجهول ، مع أن بعضها مرسل .
و بيان ذلك مما لا يتسع له الوقت الآن ، فإلى مناسبة أخرى إن شاء الله تعالى .==

مج 3. : السلسلة الضعيفة محمد ناصر الدين الألباني

602 - " إن الله عز وجل يقول : أنا الله لا إله إلا أنا ، ملك الملوك ، و مالك الملوك
، قلوب الملوك بيدي ، و إن العباد أطاعوني حولت قلوب ملوكهم عليهم بالرأفة و
الرحمة ، و إن العباد عصوني حولت قلوب ملوكهم بالسخط و النقمة فساموهم سوء
العذاب ، فلا تشغلوا أنفسكم بالدعاء على الملوك ، و لكن اشغلوا أنفسكم بالذكر و
التضرع أكفكم مولككم " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 68 ) :

ضعيف جدا . رواه الطبراني و عنه أبو نعيم ( 2 / 389 ) و تمام ( 6 / 77 / 1
من مجموع الظاهرية رقم 95 ) عن أبي عمرو المقدم بن داود قال : حدثنا علي بن
معبد قال : حدثنا وهب بن راشد عن مالك بن دينار عن { خلاس } بن عمرو عن أبي
الدرداء مرفوعا . قلت : و هذا إسناد ضعيف جدا ، المقدم بن داود قال النسائي :
" ليس بثقة " . و وهب بن راشد هو الرقي قال ابن عدي : " ليس حديثه بالمستقيم ،
أحاديثه كلها فيها نظر " . و قال الدارقطني : " متروك " . و قال ابن حبان : "
لا يحل الاحتجاج به بحال " . و قال الهيثمي ( 5 / 249 ) : " رواه الطبراني في "
الأوسط " و فيه وهب ( الأصل : إبراهيم و هو تحريف ) ابن راشد و هو متروك " .
قلت : و تعصيب الجناية به وحده ليس بجيد لما علمت أن في الطريق إليه المقداد بن
داود ، و هو مثله في الضعف .

(2/179)


603 - " إن لله تعالى مجاهدين في الأرض أفضل من الشهداء ، أحياء مرزوقين ، يمشون على
الأرض ، يباهي الله بهم ملائكة السماء ، و تزين لهم الجنة كما تزينت أم سلمة
لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، هم الآمرون بالمعروف و الناهون عن المنكر ، و
المحبون في الله ، و المبغضون في الله ، والذي نفسي بيده إن العبد منهم ليكون
في الغرفة فوق غرف الشهداء ، للغرفة منها ثلاثمائة ألف باب ، منها الياقوت و
الزمرد الأخضر ، على كل باب نور ، و إن الرجل منهم ليتزوج بثلاثمائة ألف حوراء
، قاصرات الطرف عين ، كلما التفت إلى واحدة منهن فنظر إليها تقول له : أتذكر
يوم كذا و كذا أمرت بالمعروف ، و نهيت عن المنكر ؟ كلما نظر إلى واحدة منهن
ذكرت له مقاما أمر فيه بمعروف ، و نهى فيه عن منكر " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 69 ) :
لا أصل له . ذكره الغزالي ( 2 / 273 ) من حديث أبي ذر ! و قال الحافظ
العراقي في " تخريجه " : " لم أقف له على أصل ، و هو منكر " . قلت : و لوائح
الوضع عليه ظاهرة . و الله أعلم .

(2/180)


604 - " السلطان ظل من ظل الرحمن في الأرض ، يأوي إليه كل مظلوم من عباده ، فإن عدل
كان له الأجر ، و على الرعية الشكر ، و إن جار ، أو حاف ، أو ظلم كان عليه
الإصر ، و على الرعية الصبر ، و إذا جارت الولاة قحطت السماء ، و إذا منعت
الزكاة هلكت المواشي ، و إذا ظهر الربا ( و في نسخة : الزنا ) ظهر الفقر و
المسكنة ، و إذا أخفرت الذمة أديل للكفار " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 69 ) :

موضوع . أخرجه تمام في " الفوائد " ( 5 / 80 - 81 و في النسخة الأخرى 5 /
49 - 50 ) و ابن عدي في " الكامل " ( 175 / 1 ) و الضياء في " المنتقى من
مسموعاته بمرو " ( 27 / 2 ) من طريق سعيد بن سنان عن أبي الزاهرية عن كثير بن
مرة عن عبد الله بن عمر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : فذكره .
و روى طرفه الأول القضاعي في " مسند الشهاب " ( ق 22 / 2 ) و الديلمي ( 2 / 220
) . قلت : و هذا إسناد موضوع ، سعيد بن سنان هو أبو مهدي الحمصي اتهمه البخاري
بقوله : " منكر الحديث " . و قال الدارقطني : " يضع الحديث " . و ضعفه سائر
الأئمة ، و قال ابن عدي : " عامة ما يرويه غير محفوظ " . و لذلك أورده الذهبي
في " الضعفاء و المتروكين " و قال : " هالك " . و قال الحافظ في " التقريب " :
" متروك ، و رماه الدارقطني و غيره بالوضع " . و الحديث أورده السيوطي في "
الجامع " من رواية البزار و الحكيم و البيهقي عن ابن عمر . و تعقبه المناوي
بقوله : " و قضية صنيع المصنف أن البيهقي خرجه و سكت عليه : و الأمر بخلافه ،
بل تعقبه بما نصه : و أبو المهدي سعيد بن سنان ضعيف عند أهل العلم بالحديث .
انتهى . و سعيد بن سنان هذا ضعفه ابن معين و غيره ، و قال البخاري : منكر
الحديث . و ساق في " الميزان " من مناكيره هذا الحديث ، و جزم الحافظ العراقي
بضعف سنده " . و قال الهيثمي في " مجمع الزوائد " ( 5 / 196 ) : " رواه البزار
، و فيه سعيد بن سنان أبو مهدي ، و هو متروك " . و أشار الحافظ المنذري في "
الترغيب " ( 3 / 137 ) إلى تضعيف الحديث .

(2/181)


605 - " لو قيل لأهل النار : إنكم ماكثون في النار عدد كل حصاة في الدنيا سنة لفرحوا
بها ، و لو قيل لأهل الجنة : إنكم ماكثون في الجنة عدد كل حصاة في الدنيا سنة
لحزنوا ، و لكنهم خلقوا للأبد و الأمد " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 70 ) :

موضوع . رواه الطبراني ( 3 / 75 / 2 ) و أبو نعيم ( 4 / 168 ) من طريق
الحكم بن ظهير عن السدي عن مرة عن ابن مسعود مرفوعا : و قال أبو نعيم : "
تفرد به الحكم بن ظهير " . قلت : و هو كذاب عند ابن معين و غيره ، و قال ابن
حبان ( 1 / 245 ) : " يروي عن الثقات الأشياء الموضوعات " . ثم ساق له حديثا
آخر ، و قال الهيثمي في " المجمع " ( 10 / 396 ) : " و هو مجمع على ضعفه " . و
قال ابن أبي حاتم في " العلل " ( 2 / 224 ) : " قال أبي : هذا حديث منكر " .
و قد أورده السيوطي في " الجامع " من رواية الطبراني فأساء . و لم يتعقبه
المناوي إلا بقول الهيثمي المذكور ! و الحديث يدل على أبدية الخلود في النار ،
و الآيات القرآنية و الأحاديث الصحيحة تغني عنه من هذه الناحية .

(2/182)


606 - " ليأتين على جهنم يوم تصفق أبوابها ، ما فيها من أمة محمد أحد " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 71 ) :
موضوع . رواه ابن عدي عن العلاء بن زيدل عن أنس مرفوعا . قلت : و
العلاء هذا قال الذهبي : " تالف ، قال ابن المدني : كان يضع الحديث " . و قال
ابن حبان ( 2 / 169 ) : " يروي عن أنس بن مالك بنسخة كلها موضوعة ، لا يحل ذكره
في الكتب إلا على سبيل التعجب " . و إنما أوردت الحديث لأن عالمين فاضلين
أورداه ساكتين عليه ، أحدهما الحافظ ابن حجر في " تخريج أحاديث الكشاف " ( 4 /
87 ، رقم 194 ) و الآخر المناوي ذكره عند شرحه للحديث الذي قبله محتجا به ! و
معنى الحديث صحيح إن كان المراد بـ " أمة محمد " فيه أمة الإجابة لا أمة الدعوة
كما هو ظاهر . و يؤيده ما ذكره ابن القيم في " حادي الأرواح " ( 2 / 176 - 177
) من رواية إسحاق بن راهويه : حدثنا عبيد الله ( بن معاذ ) : حدثنا أبي : حدثنا
شعبة عن يحيى بن أيوب عن أبي زرعة عن أبي هريرة قال : " ما أنا بالذي لا أقول :
إنه سيأتي على جهنم يوم لا يبقى فيها أحد ، و قرأ قوله : *( فأما الذين شقوا
ففي النار لهم فيها زفير و شهيق )* الآية . قال عبيد الله : كان أصحابنا يقولون
: يعني به الموحدين " . و قد روي الحديث عن أبي أمامة و لا يصح أيضا و هو :
" ليأتين على جهنم يوم كأنها زرع هاج ، و آخر تخفق أبوابها " .

(2/183)


607 - " ليأتين على جهنم يوم كأنها زرع هاج ، و آخر تخفق أبوابها " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 72 ) :

باطل . أخرجه الطبراني في " جزء من حديثه " رواية أبي نعيم ( 28 / 1 ) و
الخطيب ( 9 / 122 ) عن عبد الله بن مسعود بن كدام عن جعفر عن القاسم عن أبي
أمامة مرفوعا به . و ذكره ابن الجوزي في " الموضوعات " ( 3 / 268 ) من هذا
الوجه و قال : " هذا حديث موضوع محال ، جعفر هو ابن الزبير متروك " . و أقره
السيوطي ( 2 / 466 ) ثم ابن عراق ( 391 / 1 ) . و أقول : جعفر هذا وضاع ، و قد
مضى له أحاديث . لكن الراوي عنه ابن مسعر هالك أيضا ، و قد أشار لهذا الذهبي في
ترجمة جعفر فقال : " و يروي بإسناد مظلم عنه حديث متنه : يأتي على جهنم .... "
. ثم أعاده في ترجمة ابن مسعر فقال فيه : " قال أبو حاتم : متروك الحديث . و
قال العقيلي : لا يتابع على حديثه .. " ثم قال : " و في معجم الطبراني من حديث
هذا التالف عن جعفر بن الزبير ( في الأصل " الزبير بن سعيد " و هو تحريف ) عن
القاسم عن أبي أمامة في انقطاع عذاب جهنم ، فهذا باطل " . و أقره الحافظ في "
اللسان " و أورده في " تخريج أحاديث الكشاف " ( 4 / 87 رقم 194 ) و لم يعزه
لأحد ! و لعل الحديث أصله موقوف على بعض الصحابة ، رفعه هذا التالف أو شيخه
عمدا أو خطأ ، فقد أخرجه البزار عن أبي بلج عن عمرو بن ميمون عن عبد الله بن
عمرو قال : " يأتي على النار زمان تخفق أبوابها ليس فيه أحد . يعني من الموحدين
" . قال الحافظ : " كذا فيه ، و رجاله ثقات ، و التفسير لا أدري ممن هو ؟ و هو
أولى من تفسير المصنف " . قلت : الظاهر أن التفسير المذكور ، من مخرجه البزار ،
فقد أخرج الفسوي في " تاريخه " بسند البزار عينه عن أبي بلج به ، و ليس فيه
التفسير المذكور ، هكذا ذكره الذهبي في ترجمة أبي بلج ، و كذا الحافظ في "
التهذيب " عن الفسوي و زاد : " قال ثابت البناني : سألت الحسن عن هذا ؟ فأنكره
" . و أبو بلج هذا في نفسه ثقة ، و لكنه ضعيف من قبل حفظه ، و لذلك عد الذهبي
هذا الأثر من بلاياه ! ثم قال : " و هو منكر " . و جملة القول أن هذا الحديث لا
يصح مرفوعا و لا موقوفا . هذا و تفسير الزمخشري الذي سبقت الإشارة إليه في كلام
الحافظ هو قوله في " تفسيره " ( 2 / 236 ) : " و قد بلغني أن من الضلال من اغتر
بهذا الحديث فاعتقد أن الكفار لا يخلدون في النار ، و هذا و العياذ بالله من
الخذلان المبين ، و لئن صح هذا عن ابن عمرو فمعناه أنهم يخرجون من النار إلى
برد الزمهرير ، فذلك خلو جهنم و صفق أبوابها " . و هذا تأويل بعيد . و الأقرب
ما سبق عن الحافظ ، إلا أنني أرى أن الصواب عدم الاشتغال بالتأويل ما دام أن
الحديث لم يصح . و الله أعلم . و اعلم أن من أذناب هؤلاء الضلال في القول
بانتهاء عذاب الكفار الطائفة القاديانية ، بل هم قد زادوا في ذلك على إخوانهم
الضلال ، فذهبوا إلى أن مصير الكفار إلى الجنة ! نص على ذلك ابن دجالهم الأكبر
محمود بشير بن غلام أحمد في كتاب " الدعوة الأحمدية " . فمن شاء التأكد من ذلك
فليراجعها فإني لم أطلها الآن . و إن مما يجب الوقوف عنده ، و تحقيق القول فيه
ما ذكره ابن القيم في " حادي الأرواح إلى بلاد الأفراح " ( 2 / 171 - 172 ) من
رواية عبد بن حميد ( قال ) : بإسنادين صحيحين له عن الحسن قال : قال عمر بن
الخطاب : " لو لبث أهل النار عدد رمل عالج ، لكان لهم يوم يخرجون فيه " . ذكر
ذلك في تفسير قوله تعالى *( لابثين فيها أحقابا )* . و قال ابن القيم : " و
حسبك بهذا الإسناد جلالة ، و الحسن و إن لم يسمع من عمر ، فإنما رواه عن بعض
التابعين ، و لو لم يصح عنده ذلك عن عمر لما جزم به و قال : قال عمر بن الخطاب
" . قلت : هذا كلام خطابي ، أستغرب صدوره من ابن القيم رحمه الله . لأنه خلاف
ما هو مقرر عند أهل الحديث في تعريف الحديث الصحيح : أنه المسند المتصل برواية
العدل الضابط ، فإذا اعترف بانقطاعه بين الحسن و عمر ، فهو مناف للصحة بله
الجلالة ! و خلاف المعروف عندهم من ردهم لمراسيل الحسن البصري خاصة ، و لذلك
قال الحافظ ابن حجر في أثر الحسن هذا نفسه : " فهو منقطع ، و مراسيل الحسن
عندهم واهية ، لأنه كان يأخذ من كل أحد " ! و قوله : " فإنما رواه عن بعض
التابعين ، ...... " قلنا : نعم ، فكان ماذا ؟ أليس كذلك كل مرسل تابعي ؟ إنما
رواه عن تابعي إن لم يكن عن صحابي ؟ فلماذا إذن اعتبر المحدثون الحديث المرسل
أو المنقطع من قسم الحديث الضعيف ؟ ذلك لاحتمال أن يكون الرجل الساقط من
الإسناد مجهولا أو ضعيفا لا يحتج به لو عرف ، و هذا بخلاف ما لو كان المرسل لا
يروي إلا عن صحابي فإن حديثه حجة ، لأن الصحابة كلهم عدول ، فهذا المرسل فقط هو
الذي يحتج به من بين المراسيل كلها ، و هو الذي اختاره الغزالي و صححه الحافظ
العلائي في " جامع التحصيل في أحكام المراسيل " ( 7 / 1 ) ، و أما دعوى البعض
أن الإجماع كان على الاحتجاج بالحديث المرسل حتى جاء الإمام الشافعي ، فدعوى
باطلة مردودة بأمور منها ما رواه مسلم في مقدمة " صحيحه " ( 1 / 12 ) عن عبد
الله بن المبارك أنه رد حديث " إن من البر بعد البر أن تصلي لهما مع صلاتك ، و
تصوم لهما مع صيامك " بعلة الإرسال ، في قصة له تراجع هناك . و ابن المبارك
رحمه الله توفي قبل الشافعي بأكثر من عشرين سنة . و كلام ابن القيم المذكور -
مع مخالفته للأصول - يلزمه أن يقبل مراسيل الحسن البصري كلها إذا صح السند إليه
بها ، و ما إخاله يلتزم ذلك ، كيف و منها ما رواه عن سمرة مرفوعا . " لما حملت
حواء طاف بها إبليس ، و كان لا يعيش لها ولد ، فقال : سميه عبد الحارث . فسمته
عبد الحارث ، فعاش ، و كان ذلك من وحي الشيطان و أمره " . فهذا إسناده خير من
إسناد الحسن عن عمر ، لأنه قد قيل أن الحسن سمع من سمرة ، بل ثبت أنه سمع منه
حديث العقيقة في " صحيح البخاري " ، و هو مع جلالته ، مدلس لا يحتج بما عنعنه
من الحديث ، و لو كان قد لقي الذي دلس عنه كسمرة ، فهل يحتج ابن القيم بحديثه
هذا عن سمرة و يقول فيه : " فإنما رواه عن بعض التابعين ... " ؟ ! كلا إن ابن
القيم رحمه الله تعالى أعلم و أفقه من أن يفعل ذلك ، مع العلم أن بعضهم قد فسر
بهذا الحديث قوله تعالى : *( فلما آتاهما صالحا جعلا له شركاء فيما آتاهما )*
فأرجع ضمير ( جعلا ) إلى آدم و حواء عليهما السلام ! مع أن الحسن نفسه لم يفسر
الآية بحديثه هذا كما بيناه فيما تقدم ( رقم 342 ) ، و كذلك صنع ابن القيم فإنه
فسر الآية المذكورة بنحو ما فسره الحسن ، قال في " التبيان " ( 264 ) : "
فاستطرد من ذكر الأبوين إلى ذكر المشركين من أولادهم " . و كم من حديث من رواية
الحسن مرسلا أو منقطعا لم يأخذ به ابن القيم كغيره من أهل العلم بل إن بعضها
ثبت عن الحسن الإفتاء بخلافه ، و ليس هذا مجال بيانه ، غير أني أقول : إن هذا
الأثر الذي رواه الحسن عن عمر ، هو في المعنى كالأثر المتقدم الذي رواه أبو بلج
عن عبد الله بن عمرو . و مع ذلك لما سئل عنه الحسن رحمه الله تعالى أنكره ، كما
تقدم من رواية الفسوي عن ثابت عنه . و أقول الآن : إن حديث بطلان الصلاة
بالقهقهة قد جاء مرسلا عن جماعة من التابعين أشهرهم أبو العالية ، و منهم الحسن
البصري ، و هو صحيح عنه ، فقد قال البيهقي في " كتاب معرفة السنن و الآثار " (
ص 139 - طبع الهند ) : " و قد رواه جماعة عن الحسن البصري مرسلا " . فهل يأخذ
به ابن القيم ؟! و يؤسفني أن أقول : إن القاديانية في ضلالهم المشار إليه آنفا
( ص 73 ) يجدون متكئا لهم في بعض ما ذهبوا إليه في بعض كتب أئمتنا من أهل السنة
، فقد عقد العلامة ابن القيم في كتابه " الحادي " فصلا خاصا في أبدية النار ،
أطال الكلام فيه جدا ، و حكى في ذلك سبعة أقوال ، أبطلها كلها سوى قولين منها :
الأول : أن النار لا يخرج منها أحد من الكفار ، و لكن الله عز وجل ينفيها ، و
يزول عذابها . و الآخر : أنها لا تفنى ، أن عذابها أبدي دائم . و قد ساق فيه
أدلة الفريقين و حججهم من المنقول و المعقول ، مع مناقشتها ، و بيان ما لها و
ما عليها . و الذي يتأمل في طريقة عرضه للأدلة و مناقشته إياها ، يستشعر من ذلك
أنه يميل إلى القول الأول ، و لكنه لم يجزم بذلك ، فراجع إن شئت الوقوف على
كلامه مفصلا الكتاب المذكور ( 2 / 167 - 228 طبع الكردي ) . و لكنني وجدته يصرح
في بعض كتبه الأخرى بأن نار الكفار لا تفنى و هذا هو الظن به ، فقال رحمه الله
في " الوابل الصيب " ( ص 26 ) ما نصه : " و أما النار فإنها دار الخبث في
الأقوال و الأعمال و المآكل و المشارب و دار الخبيثين ، فالله تعالى يجمع
الخبيث بعضه إلى بعض فيركمه كما يركم الشيء لتراكب بعضه على بعض ، ثم يجعله في
جهنم مع أهله . فليس فيها إلا خبيث ، و لما كان الناس على ثلاث طبقات : طيب لا
يشوبه خبث ، و خبيث لا طيب فيه ، و آخرون فيهم خبث و طيب - كانت دورهم ثلاثة :
دار الطيب المحض ، و دار الخبث المحض ، و هاتان الداران لا تفنيان . و دار لمن
معه خبث و طيب و هي الدار التي تفنى ، و هي دار العصاة فإنه لا يبقى في جهنم من
عصاة الموحدين أحد ، فإنهم إذا عذبوا بقدر جزائهم أخرجوا من النار فأدخلوا
الجنة ، و لا يبقى إلا دار الطيب المحض ، و دار الخبث المحض " . و لشيخ الإسلام
ابن تيمية رحمه الله تعالى قاعدة في الرد على من قال بفناء الجنة و النار ، لم
نقف عليها ، و إنما ذكرها الشيخ يوسف بن عبد الهادي في " فهرسته " ( ق / 26 / 1
) .

(2/184)


608 - " ليؤمكم أحسنكم وجها ، فإنه أحرى أن يكون أحسنكم خلقا ، و قوا بأموالكم عن
أعراضكم ، و ليصانع أحدكم بلسانه عن دينه " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 75 ) :

موضوع . رواه ابن عدي ( 97 / 2 ) و عنه ابن عساكر ( 5 / 64 / 1 ) عن حسين
بن المبارك الطبراني : حدثنا إسماعيل بن عياش عن هشام بن عروة عن أبيه عن
عائشة مرفوعا . و قال ابن عدي : " حسين هذا حدث بأسانيد و متون منكرة عن أهل
الشام " . و نقل الذهبي و تبعه المناوي عنه أعني ابن عدي أنه قال فيه : " متهم
" . و لم أجد هذا في نسختنا من " الكامل " ثم ساق له الذهبي حديثا قال عقبه : "
و هذا كذب " . و تقدم الكلام عليه برقم ( 191 ) . و الحديث أورده ابن الجوزي في
" الموضوعات " ( 1 / 100 ) من طريق الحضرمي : حدثنا حسان بن يوسف التميمي حدثنا
محمد بن مروان عن هشام بن عروة به و قال : " موضوع . الحضرمي مجهول ، و محمد بن
مروان السدي كذاب ، و تابعه حسين بن المبارك عن إسماعيل بن عياش عن هشام ، و
البلاء من حسين ، فإنه يحدث بمنكرات " . و الحديث رواه الديلمي من طريق الحسين
هذا ، كما في " اللآلي " ( 2 / 22 ) . و رواه ابن عساكر ( 15 / 240 / 1 ) من
طريق محمد بن صبح بن يوسف : حدثنا إسماعيل بن محمد بن عبد الله بن أبي البحتري
عن هشام بن عروة به . أورده في ترجمة محمد بن صبح و لم يذكر فيه جرحا و لا
تعديلا ، و من بينه و بين هشام لم أعرفهم ، و سكت السيوطي عنه ! ثم ذكر له
شاهدا من حديث عمرو بن أخطب نحوه ، و سأتكلم عليه عقب هذا إن شاء الله تعالى .
و اعلم أنه ليس في الشرع ما يدل على أن هناك ارتباطا بين حسن الوجه و حسن الخلق
، فقد يتلازمان و قد ينفكان ، و قد روى أحمد في " مسنده " ( 3 / 492 ) أن أبا
لهب لعنه الله كان وضيء الوجه من أجمل الناس ، بل قال ابن كثير : " و إنما سمي
أبا لهب لإشراق وجهه " و مع ذلك فقد كان من أسوء خلق الله خلقا . و أشدهم إيذاء
لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، و ازدراء به كما هو مشهور عنه ، و قد صح عنه
صلى الله عليه وسلم قوله : " إن الله لا ينظر إلى صوركم ، و لا إلى أجسامكم ، و
لا إلى أموالكم ، و لكن ينظر إلى قلوبكم و أعمالكم " رواه مسلم و غيره .

(2/185)


609 - " إذا كانوا ثلاثة فليؤمهم أقرؤهم لكتاب الله ، فإن كانوا في القراءة سواء ،
فأكبرهم سنا ، فإن كانوا في السن سواء فأحسنهم وجها " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 76 ) :

منكر لا أصل له . أخرجه البيهقي ( 3 / 121 ) عن عبد العزيز بن معاوية بن
عبد العزيز أبي خالد القاضي من ولد عتاب بن أسيد : أنبأ أبو عاصم : أنبأ عزرة
بن ثابت عن علباء بن أحمر عن أبي زيد الأنصاري ( و هو عمرو بن أخطب )
مرفوعا . و أشار البيهقي لضعفه بقوله : " إن صح " . و علته عبد العزيز هذا ذكره
ابن حبان في " الثقات " و استنكر له هذا الحديث و قال : " هذا منكر لا أصل له ،
و لعله أدخل عليه ، و ما عدا هذا من حديثه يشبه حديث الأثبات " . ذكره الحافظ
في " تهذيب التهذيب " و أقره . و قال المناوي : " و فيه عبد العزيز بن معاوية ،
غمزه الحاكم بهذا الحديث ، و قال : هو خبر منكر . و رده في " المهذب " بأن
مسلما روى حديثا بهذا السند . انتهى . و به يعرف أن رمز المصنف لضعفه غير صواب
، و أن حكم ابن الجوزي بوضعه تهور " . قلت : و فيه عديد من الموآخذات : الأول :
أن مسلما لم يحتج بعبد العزيز هذا ، و إنما روى له في المقدمة . الثاني : أن
السيوطي نفسه أقر في " اللآلي " ( 2 / 22 ) الحاكم على غمزه المذكور . الثالث :
أن ابن الجوزي لم يورد هذا الحديث مطلقا و إنما أورد الجملة الأخيرة منه من
طريق أخرى في حديث آخر و هو موضوع باعتراف الذهبي صاحب " المهذب " ، و إقرار
المناوي نفسه له كما مضى في الحديث الذي قبله . رابعا : أن أبا أحمد الحاكم لم
يتفرد بإنكار الحديث بل تابعه عليه ابن حبان ، و أقره الحافظ ، و ضعفه البيهقي
كما ذكرته عنه آنفا . خامسا : أن هناك أحاديث صحيحة تبين الأحق بالإمامة مثل
حديث أبي مسعود البدري مرفوعا : " يؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله ، فإن كانوا في
القراءة سواء فأعلمهم بالسنة ، فإن كانوا في السنة سواء فأقدمهم هجرة ، فإن
كانوا في الهجرة سواء فأكبرهم سنا " . رواه مسلم و غيره . و ليس فيه و لا في
غيره ذكر للأحسن وجها . فهذا من الأدلة على صحة حكم الأئمة المذكورين على هذا
الحديث بالإنكار . فأنى للحديث ما أراده له المناوي من القوة ! و الله أعلم . و
قد ذهبت بعض المذاهب إلى تقديم الأحسن وجها بعد الاستواء في الشروط الأخرى عملا
بهذا الحديث المنكر . بل بالغت بعضها فقالت : " فالأحسن زوجة لشدة عفته ،
فأكبرهم رأسا ، فأصغرهم عضوا " ! <1> .

-----------------------------------------------------------
[1] مراقي الفلاح ( ص 55 ) من كتب الحنفية . و كأنهم لم يسعهم الوقوف عند
الأحاديث الصحيحة كحديث أبي مسعود المتقدم آنفا ، بل و لا عند الأحاديث
الموضوعة و المنكرة ، حتى اخترعوا من آرائهم شروطا أخرى ، و ليتها كانت معقولة
و غير مستهجنة ، و من الممكن العمل بها . و إلا فقل لي بربك كيف يمكن معرفة "
الأصغر عضوا " ، مع كونه أكبرهم رأسا إلا بالكشف عن العورات ثم هم مع ذلك يسمون
مثل هذه الآراء فقها ! فاللهم توفيقك و هدايتك . اهـ .

(2/186)


610 - " ما من مؤمن يعزي أخاه بمصيبة إلا كساه الله سبحانه من حلل الكرامة يوم
القيامة " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 77 ) :
ضعيف . أخرجه ابن ماجه ( 1 / 486 ) عن قيس أبي عمارة مولى الأنصار قال :
سمعت عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم يحدث عن أبيه عن جده
مرفوعا . و هذا سند ضعيف من أجل قيس هذا . قال البخاري : " فيه نظر " . و ذكره
العقيلي في " الضعفاء " و أورد له حديثين و قال : " لا يتابع عليهما " ، أحدهما
هذا . و أما ابن حبان فذكره في " الثقات " فلا يلتفت إليه ، بعد جرح إمام
الأئمة له ، و لهذا قال الحافظ في ترجمته من " التقريب " : " فيه لين " . فمن
العجائب أن يسكت الحافظ على الحديث في " التلخيص " ( 5 / 252 ) ، و تبعه على
ذلك السيوطي في " اللآلي " ( 2 / 424 ) . و أعجب منه قول النووي في " الأذكار "
( 188 ) : " إسناده حسن " و أقره المناوي ! و لعل النووي تنبه فيما بعد لعلته
فلم يورده في " الرياض " . و الله أعلم .

(2/187)


611 - " ما خاب من استخار ، و لا ندم من استشار ، و لا عال من اقتصد " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 78 ) :

موضوع . رواه الطبراني في " الصغير " ( ص 204 ) عن عبد القدوس بن عبد
السلام بن عبد القدوس : حدثني أبي عن جدي عبد القدوس بن حبيب عن الحسن عن أنس
مرفوعا . و قال : " لم يروه عن الحسن إلا عبد القدوس تفرد به ولده عنه " .
قلت : عبد القدوس الجد : كذاب ، و ابنه اتهمه بالوضع ابن حبان كما سيأتي في
الحديث ( 767 ) . و الحديث عزاه السيوطي في " الجامع " للطبراني في " الأوسط "
فقط و هو قصور ، و كذلك عزاه له الحافظ في " اللسان " ، و منه تبين أن السند
واحد . فلم يحسن السيوطي بإيراده في " الجامع " مع تفرد هذا الكذاب به ! .

(2/188)


612 - " الأكل مع الخادم من التواضع ، فمن أكل معه اشتاقت إليه الجنة " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 78 ) :

موضوع . الديلمي ( 1 / 2 / 268 ) عن أبي علي بن الأشعث : حدثنا شريح بن عبد
الكريم : حدثنا جعفر بن محمد بن جعفر بن محمد بن علي الحسيني أبو الفضل في كتاب
" العروس " : حدثنا محمد بن كثير القرشي : حدثنا الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير
عن أبي سلمة عن أم سلمة مرفوعا . قلت : أورده السيوطي في " ذيل الأحاديث
الموضوعة " ( ص 195 ) <1> في جملة أحاديث ذكرها من طريق الديلمي بإسناده عن أبي
الفضل هذا ، و قال السيوطي : " ابن الأشعث كذبوه ، و قال الديلمي : أسانيد "
كتاب العروس " واهية لا يعتمد عليها ، و الأحاديث منكرة جدا " . قلت : و محمد
بن كثير القرشي قال أحمد : " حرقنا حديثه " ، و قال البخاري : " منكر الحديث "
. و جعفر بن محمد الحسيني قال الجوزقاني في " كتاب الأباطيل " : " مجروح " . و
به أعله ابن عراق في " تنزيه الشريعة " ( 2 / 267 ) و قال في ترجمته من المقدمة
( 1 / 45 ) : " أشار الديلمي إلى اتهامه " . يعني قول الديلمي المتقدم . و
الحديث قال المناوي : " سنده ضعيف " . و الظاهر أنه اقتصر على تضعيفه بناء منه
على قاعدة أن ما تفرد به الديلمي فهو ضعيف ، و إلا فإنه لو رجع إلى سنده لحكم
عليه بالوضع كما صنع السيوطي على تساهله ، و مع ذلك فقد تناقض السيوطي ، فأورده
في " الجامع الصغير " أيضا !

-----------------------------------------------------------
قلت : و وقع فيه سقط في إسناد الحديث استدركته من " مختصر الديلمي " للحافظ ابن
حجر . اهـ .

(2/189)


613 - " ادفنوا موتاكم وسط قوم صالحين ، فإن الميت يتأذى بجار السوء كما يتأذى الحي
بجار السوء " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 79 ) :

موضوع . أخرجه أبو نعيم في " الحلية " ( 6 / 354 ) و أبو عبد الله الفلاكي
في " الفوائد " ( ق 91 / 1 ) عن سليمان بن عيسى : حدثنا مالك عن عمه أبي سهيل
بن مالك عن أبي هريرة مرفوعا . و قال أبو نعيم : " غريب لم نكتبه إلا من
هذا الوجه " . قلت : و هو موضوع ، آفته سليمان هذا و هو السجزي ، و هو كذاب كما
قال أبو حاتم و غيره ، و قال ابن عدي : " يضع الحديث " . و من طريقه أورده ابن
الجوزي في " الموضوعات " و قال ( 3 / 237 ) : " لا يصح ، سليمان كذاب ، و رواه
داود بن الحصين عن إبراهيم بن الأشعث عن مروان بن معاوية الفزاري عن سهيل بن
أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة مرفوعا به . قال ابن حبان : داود يحدث عن الثقات
بما لا يشبه حديث الأثبات ، يجب مجانبة روايته ، و البلية في هذا منه : قال : و
هذا خبر باطل لا أصل له من كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم ، [ و من روى مثل
هذا الخبر عن إبراهيم بن الأشعث عن مروان عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة مرفوعا
. وجب مجانبة روايته ، لأن إبراهيم بن الأشعث يقال له : إمام <1> من أهل بخارى
ثقة مأمون ، و البلية في هذا الحديث من داود هذا ] " <2> . قلت : لكن تعقبه
الدارقطني في تعليقه عليه فقال : " إبراهيم بن الأشعث ضعيف يحدث عن الثقات بما
لا أصل له . و زعموا أنه كان من العباد . و مروان الفزاري لم يسمع من سهيل بن
أبي صالح و لا روى عنه مما انتهى إلينا " . قلت : و يؤيد تضعيف الدارقطني
لإبراهيم أن ابن حبان نفسه لما أورد إبراهيم في " الثقات " قال : " يغرب و
ينفرد فيخطئ و يخالف " . فهذا منه نقض لوصفه إياه بأنه ثقة مأمون ، لأنها لا
تلقي مع وصفه إياه بأنه يخطئ و يخالف ، بل هذا إلى التضعيف أقرب منه إلى
التوثيق فتأمل ، لاسيما و قد اتهمه ابن أبي حاتم ( 1 / 1 / 88 ) عن أبيه بحديث
موضوع و قال : " كنا نظن بإبراهيم الخير فقد جاء بمثل هذا ! " . و اعلم أن داود
بن الحصين هذا ليس هو الأموي مولاهم فإن ذاك مدني ، و هذا من ( المنصورة ) كما
في " ضعفاء ابن حبان " و ( المنصورة ) عدة مواضع ، و لعلها هنا مدينة خوارزم
القديمة فراجع " معجم البلدان " . ثم إن هذا متأخر عن ذاك ، فالأموي من أتباع
التابعين . و تعقبه السيوطي بما لا يجدي كغالب عادته ! فقال في " اللآلي " ( 2
/ 439 ) : " قلت : له شواهد ... " . ثم ذكرها من حديث علي و ابن عباس ، عند
الماليني في " المؤتلف و المختلف " ، و من حديث أم سلمة عند الديلمي . قلت : و
هي شواهد لا تسمن و لا تغني من جوع ! و لم يسق السيوطي أسانيدها لننظر فيها إلا
الأخير منها ، و فيه عبد القدوس بن حبيب الكلاعي و هو متهم بالكذب لا يخفى حاله
على مثل السيوطي ، قال ابن المبارك و غيره : " كذاب " . و قال ابن حبان : " كان
يضع الحديث " كما يأتي تحت الحديث ( 767 ) . و أما إسناد حديث علي فقد وقفت
عليه ، أخرجه أبو موسى المديني في " جزء من أدركه الخلال من أصحاب ابن منده " (
ق 151 / 2 ) من طريق سليمان بن عيسى بن نجيح : حدثنا سفيان عن عبد الله بن محمد
بن عقيل عن ابن الحنفية عن علي بن أبي طالب مرفوعا نحوه : و قال : " غريب من
حديث الثوري " . قلت : بل هو عندي باطل لم يحدث به الثوري ، بل ألصقه به سليمان
هذا و هو السجزي الكذاب الذي في الطريق الأولى ليضل به الناس كما فعل في
الإسناد الأول ، قاتل الله الكذابين و قبحهم . و رواه الطبراني في " جزء من
حديثه " ( ق 31 / 2 ) من طريق المقدام بن داود المصري عن عبد الله بن محمد بن
المغيرة عن سفيان به . و هذه متابعة لا يفرح بها ! فإن ابن المغيرة هذا قال
النسائي : " روى عن الثوري و مالك بن مغول أحاديث كانا أتقى لله من أن يحدثا
بها " . و قال العقيلي : " يحدث بما لا أصل له " . و ساق الذهبي في ترجمته عدة
أحاديث ، ثم قال : " و هذه موضوعات " ! و المقدام بن داود ليس بثقة كما قال
النسائي . فبطلت هذه المتابعة أيضا . و ذكر له ابن عراق شاهدا آخر من حديث ابن
مسعود و قال ( 2 / 373 ) : " أخرجه ابن عساكر في تاريخه " . و سكت عليه . و هو
عند ابن عساكر ( 16 / 302 / 2 ) من طريق المظفر بن الحسن بن المهند : أخبرنا
أحمد بن عمر بن جوصا : أخبرنا أبو عامر موسى بن عامر : أخبرنا الوليد بن مسلم :
أخبرنا شيبان أبو معاوية عن شقيق بن سلمة عن عبد الله بن مسعود مرفوعا به . و
هذا إسناد واه ، و آفته ابن المهند هذا ، ففي ترجمته أورده ابن عساكر و لم يذكر
فيه جرحا و لا تعديلا ، و لا ذكر له شيئا من أحواله إلا أنه مات سنة ( 381 ) بـ
( أشنه ) <2> . و أحمد بن عمر بن جوصا ، قال الذهبي : " صدوق له غرائب " . و
قال الدارقطني : " لم يكن بالقوي " . و قال مسلمة بن قاسم : " كان عالما
بالحديث مشهورا بالرواية ، عارفا بالتصنيف ، و كانت الرحلة إليه في زمانه ، و
كان له وراق يتولى القراءة عليه و إخراج كتبه ، فساء ما بينهما ، فاتخذ وراقا
غيره ، فأدخل الوراق الأول أحاديث في روايته و ليست من حديثه ، فحدث بها ابن
جوصا ، فتكلم الناس فيه ، ثم وقف عليها فرجع عنها " . قلت : فلعل هذا الحديث
مما دسه عليه ذلك الوراق ليشينه به ، هذا إن كان ابن المهند سمعه منه ، و حفظه
عنه . ثم إن الوليد بن مسلم و إن كان ثقة فقد كان يدلس تدليس التسوية ، و قد
عنعن في إسناده فلا تقوم الحجة به ، إن سلم ممن دونه ! و بالجملة ، فهذه
الطريق خير طرق هذا الحديث ، و مع ذلك فلا يثبت الحديث بها لما علمت من العلل
التي فيها . و اعلم أن الحافظ السخاوي بعد أن أورد الحديث في " المقاصد " ( ص
31 ) من الطريق الأولى [ و أولها ] بقوله : " و سليمان متروك ، بل اتهم بالكذب
و الوضع " . استدرك فقال : " و لكن لم يزل عمل السلف و الخلف على هذا " .
فينبغي أن يعلم أنه لا يلزم من ذلك أن الحديث صحيح ، لأنه تضمن شيئا زائدا على
ما جرى عليه العمل ، ألا و هو تعليل الدفن وسط القوم الصالحين ، و هذا لا
يستلزم ثبوت التعليل المذكور فيه ، لاحتمال أن يكون شيئا آخر ، و على كل حال
فعلة الحكم أمر غيبي لا يجوز إثباتها بالظن و الرجم بالغيب . أو مجرد جريان
العمل على مقتضاها . و الله أعلم .

-----------------------------------------------------------
[1] كذا الأصل ، و في " الجرح و التعديل " : " و يعرف بـ ( لام ) " . و لعله
الصواب .
[2] زيادة من " كتاب المجروحين " لابن حبان ( 1 / 286 ) .
[3] بالضم ثم السكون و ضم النون و هاء محضة : بلدة في طرف أذريبجان كما في "
معجم البلدان " . اهـ .

(2/190)


614 - " إن لله تعالى في كل يوم جمعة ستمائة ألف عتيق من النار ، كلهم قد استوجبوا
النار " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 82 ) :

منكر . أخرجه ابن حبان في " المجروحين " ( 1 / 169 ) و تمام في " الفوائد "
( 236 / 1 ) و ابن عدي في " الكامل " ( 26 / 2 ) و الواحدي في " التفسير " ( 4
/ 145 / 1 ) من طريق يحيى بن سليم الطائفي : حدثنا الأزور بن غالب عن سليمان
التيمي عن ثابت البناني عن أنس بن مالك مرفوعا . و أورده ابن عدي و كذا ابن
حبان في ترجمة الأزور هذا ، و قال : " كان قليل الحديث إلا أنه روى على قلته عن
الثقات ما لم يتابع عليه من المناكير ، فكأنه كان يخطيء و هو لا يعلم حتى صار
ممن لا يحتج به إذا انفرد " . ثم ساق الحديث و قال : " هذا متن باطل لا أصل له
" . و أما ابن عدي فقال : " أحاديثه معدودة يسيرة غير محفوظة ، و أرجو أنه لا
بأس به " . كذا قال ! و في " الميزان " : " منكر الحديث ، أتى بما لا يحتمل ،
فكذب " .

(2/191)


615 - " التائب من الذنب كمن لا ذنب له ، و إذا أحب الله عبدا لم يضره ذنب " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 82 ) :

ضعيف . رواه القشيري في " الرسالة " ( ص 59 طبع بولاق ) و من طريقه ابن
النجار ( 10 / 161 / 2 ) : أخبرنا أبو بكر محمد بن الحسين بن فورك قال : أخبرنا
أحمد بن محمود بن { خرزاذ } قال : حدثنا محمد بن فضيل بن جابر قال : حدثنا سعيد
بن عبد الله قال : حدثنا أحمد بن زكريا قال : حدثني أبي قال : سمعت أنس بن
مالك يقول : فذكره مرفوعا . قلت : و هذا إسناد مظلم ، من دون أنس لم أجد لأحد
منهم ذكرا في شيء من كتب التراجم ، اللهم إلا ابن { خرزاذ } هذا فهو من شيوخ
الدارقطني ، و قد ساق له حديثا بسند له إلى مالك عن الزهري عن أنس . ثم قال
الدارقطني : " هذا باطل بهذا الإسناد ، و من دون مالك ضعفاء " . و قال في موضع
آخر : " مجهول " كما في " اللسان " . فالظاهر أنه هو آفة هذا الحديث . والله
أعلم .
و الحديث أورده في " الجامع الصغير " من رواية القشيري و ابن النجار ، و لم
يتكلم عليه المناوي بشيء ! و النصف الأول من الحديث له شواهد من حديث عبد الله
بن مسعود و أبي سعيد الأنصاري . أما حديث ابن مسعود ، فأخرجه ابن ماجه ( 4250 )
و أبو عروبة الحراني في " حديثه " ( ق 100 / 2 ) و الطبراني في " المعجم الكبير
" ( 3 / 71 / 1 ) و عنه أبو نعيم في " الحلية " ( 4 / 210 ) و القضاعي في "
مسند الشهاب " ( 1 / 2 / 1 ) و السهمي في " تاريخ جرجان " ( 358 ) من طريق عبد
الكريم الجزري عن أبي عبيدة عنه . و رجال إسناده ثقات ، لكنه منقطع بين أبي
عبيدة - و هو ابن عبد الله بن مسعود - و أبيه . و أما حديث أبي سعيد الأنصاري ،
فأخرجه ابن منده في " المعرفة " ( 2 / 245 / 1 ) و أبو نعيم في " الحلية " ( 10
/ 398 ) من طريق يحيى بن أبي خالد عن ابن أبي سعيد الأنصاري عن أبيه مرفوعا به
. و زاد في أوله : " الندم توبة " . و هذه الزيادة لها طريق أخرى صحيحة عن ابن
مسعود ، و هي مخرجة في " الروض النضير " رقم ( 642 ) . و انظر رقم ( 1150 )
فإنه فيه من حديث أبي هريرة . و أما هذا الإسناد فهو ضعيف كما قال السخاوي في "
المقاصد " ( 313 ) ، و علته يحيى بن أبي خالد ، قال ابن أبي حاتم ( 4 / 2 / 140
) : " مجهول " . و كذا قال الذهبي . و نقل الحافظ في " اللسان " عن أبي حاتم
أنه قال : " و هذا حديث ضعيف ، رواه مجهول عن مجهول " . يعني يحيى هذا ، و ابن
أبي سعيد . ( تنبيه ) : هكذا وقع في " الحلية " ( أبي سعيد ) ، و كذا وقع في "
المقاصد " و " الجامع الصغير " و غيرهما . و وقع في " المعرفة " ( أبي سعد ) و
في ترجمته أورد ابن أبي حاتم ( 4 / 2 / 378 ) هذا الحديث ، فيبدو أنه الصواب .
و جملة القول : أن الحديث المذكور أعلاه ضعيف بهذا التمام . و طرفه الأول منه
حسن بمجموع طرقه ، و قد قال السخاوي : " حسنه شيخنا - يعني ابن حجر - لشواهده "
. و الله أعلم . و له شاهد آخر من حديث ابن عباس بزيادة أخرى ، و هو : " التائب
من الذنب كمن لا ذنب له ، و المستغفر من الذنب و هو مقيم عليه كالمستهزئ بربه ،
و من آذى مسلما كان عليه من الإثم مثل منابت النخل " .

(2/192)


616 - " التائب من الذنب كمن لا ذنب له ، و المستغفر من الذنب و هو مقيم عليه
كالمستهزئ بربه ، و من آذى مسلما كان عليه من الأثم مثل منابت النخل " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 83 ) :

ضعيف . رواه البيهقي في " الشعب " ( 2 / 373 / 1 ) و ابن عساكر في المجلس
الثاني و الثلاثين في التوبة من " الأمالي " ( ورقة 4 / 1 ) من طريق الخطيب
بسنده عن سلم بن سالم : حدثنا سعيد الحمصي عن عاصم الجذامي عن عطاء عن ابن
عباس مرفوعا . ثم رواه في " التاريخ " ( 15 / 295 / 2 ) من طريق أخرى عن سلم
: حدثنا سعيد بن عبد العزيز به . قلت : و هذا إسناد ضعيف ، سلم بن سالم و هو
البلخي الزاهد أورده الذهبي في " الضعفاء " و قال : قال أحمد و النسائي : ضعيف
" . و سعيد الحمصي لم أعرفه ، و يحتمل أن يكون سعيد بن سنان أبا مهدي الحمصي و
هو ضعيف جدا .

(2/193)


617 - " استرشدوا العاقل ترشدوا ، و لا تعصوه تندموا " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 84 ) :

موضوع . رواه الخطيب عن سليمان بن عيسى بسنده المتقدم آنفا برقم ( 613 ) عن
أبي هريرة مرفوعا . و سليمان كذاب كما سبق ، و قد ساق الذهبي في ترجمته هذا
الحديث و قال : " و هذا غير صحيح " . يعني أنه موضوع . قلت : و لم يتفرد به ،
فقد أخرجه أبو الحسن النعالي في " جزء من حديثه " ( 127 / 1 ) و القضاعي في "
مسند الشهاب " ( 61 / 1 ) عن علي بن زياد المتوثي : حدثنا عبد العزيز بن أبي
رجاء : حدثنا مالك بن أنس به . لكنه قال : عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي
هريرة : و عبد العزيز هذا قال الذهبي : " قال الدارقطني : متروك ، له مصنف
موضوع كله " . ثم ساق له حديثين في العقل من طريق المتوثي هذا عنه به هذا
أحدهما ، و قال في الآخر : " هذا باطل على مالك " . و الأول أورده الدارقطني في
" غرائب مالك " من هذه الطريق و قال : " هذا حديث منكر " . ذكره الحافظ في "
اللسان " . و قد وجدت له طريقا أخرى عن أبي هريرة . رواه أبو جعفر الطوسي
الشيعي في " الأمالي " ( ص 94 ) من طريق داود بن المحبر : حدثنا عباد بن كثير
عن سهيل بن عبد الله عن أبيه عن أبي هريرة مرفوعا به . و داود هذا و عباد بن
كثير كذابان . و هذا الحديث يكثر من إيراده بعض المشايخ حتى حفظه عنه مريدوه ،
و لذلك أوردته محذرا منه لعلهم ينتهون عن نسبته إليه صلى الله عليه وسلم خشية
أن ينطبق عليهم قوله صلى الله عليه وسلم : " من حدث عني بحديث و هو يرى أنه كذب
فهو أحد الكذابين " .

(2/194)


618 - " مثل الذي يتعلم العلم في صغره كالنقش في الحجر ، و مثل الذي يتعلم العلم في
كبره كالذي يكتب على الماء " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 85 ) :

موضوع . أورده السيوطي في " الجامع " من رواية الطبراني في " الكبير " عن
أبي الدرداء . و قال الشارح المناوي : " قال المصنف في " الدرر " : سنده ضعيف
، و قال الهيثمي : فيه مروان بن سالم الشامي ، ضعفه الشيخان و أبو حاتم . قلت :
البخاري ضعفه جدا فقد قال فيه : " منكر الحديث " . و كذلك قال مسلم و أبو حاتم
، و قد سبق أن ذكرنا أن من قال البخاري فيه : " منكر الحديث " فلا تحل الرواية
عنه ، و لذلك فإن الاقتصار على تضعيف الرجل قصور ، و كذا الاقتصار على تضعيف
حديثه ، فإنه يفتح الباب لمن لا علم عنده أن يستشهد به ، مع أنه من المتفق عليه
أن الحديث إذا اشتد ضعفه لا يجوز أن يستشهد به . و أنا أرى أن هذا الحديث موضوع
، لأن ابن سالم هذا متهم كما يشير إلى ذلك قول البخاري فيه : " منكر الحديث " .
و يؤيده قول أبي عروبة الحراني : " كان يضع الحديث " . و قول الساجي : " كذاب
يضع الحديث " . و قال ابن حبان ( 2 / 317 ) : " يروي المناكير عن المشاهير ، و
يأتي عن الثقات بما ليس من حديث الأثبات " . و الحديث روي من حديث أبي هريرة
بلفظ آخر ، و هو : " من تعلم العلم و هو شاب كان بمنزلة وسم في حجر ، و من
تعلمه بعد كبر فهو بمنزلة كتاب على ظهر الماء " .

(2/195)


619 - " من تعلم العلم و هو شاب كان بمنزلة وسم في حجر ، و من تعلمه بعد كبر فهو
بمنزلة كتاب على ظهر الماء " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 85 ) :
موضوع . رواه ابن الجوزي في " الموضوعات " ( 1 / 218 ) من طريق هناد بن
إبراهيم النسفي بسنده عن بقية بن الوليد عن معمر عن الزهري عن أبي سلمة عن
أبي هريرة و قال : " لا يصح ، هناد بن إبراهيم النسفي لا يوثق به ، و بقية بن
الوليد مدلس " . و أقره على هذا السيوطي في " اللآليء " ( 1 / 196 ) ، لكن
تعقبه بقوله : " قلت : له شاهد من مرسل إسماعيل بن رافع . أخرجه البيهقي في "
المدخل " بهذا اللفظ . و من طريق أبي الدرداء " . ثم ساق إسناد أبي الدرداء و
لفظه ، و هو موضوع كما بينته قبل هذا ، و أما المرسل فلم يذكر إسناده إلى
إسماعيل ، على أن كونه من مرسله كاف في إنزال حديثه من رتبة الاستشهاد به ،
لأنه ضعيف جدا ، تركه جماعة ، و قال ابن حبان ( 1 / 112 ) : " كان رجل صالحا ،
إلا أنه كان يقلب الأخبار حتى صار الغالب على حديثه المناكير التي يسبق إلى
القلب أنه كان المعتمد لها " . على أن حق العبارة أن يقال : " من معضل إسماعيل
بن رافع " لأن إسماعيل هذا ليس تابعيا ، بل هو يروي عن بعض التابعين ، و عليه
فقد سقط من السند اثنان فأكثر ، فالحديث معضل .

(2/196)


620 - " من أصبح يوم الجمعة صائما ، و عاد مريضا ، و أطعم مسكينا ، و شيع جنازة ، لم
يتبعه ذنب أربعين سنة " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 86 ) :

موضوع . أخرجه ابن عدي في " الكامل " ( 122 / 2 ) و من طريقه أورده ابن
الجوزي في " الموضوعات " ( 2 / 107 ) عن عمرو بن حمزة البصري : حدثنا خليل بن
مرة عن إسماعيل بن إبراهيم عن عطاء بن أبي رباح عن جابر مرفوعا . و قال ابن
الجوزي : " موضوع ، عمرو ، و الخليل و إسماعيل كلهم ضعفاء مجروحون " . و تعقبه
السيوطي بقوله ( 2 / 28 ) : " قلت : هذا لا يقتضي الوضع ، و قد وثق أبو زرعة
الخليل فقال : شيخ صالح ... " . قلت : لكن قد أشار البخاري إلى اتهامه بقوله :
" منكر الحديث " . و قال في موضع آخر : " فيه نظر " . و لا يقول هذا إلا فيمن
لا تحل الرواية عنه كما تقدم ذكره مرار ، و إذا ثبت هذا عن إمام الأئمة فهو جرح
واضح . و هو مقدم على التعديل ، لاسيما إذا كان المعدل دون البخاري في العلم
بالرجال . ثم إن المحققين من العلماء قديما و حديثا لا يكتفون حين الطعن في
الحديث الضعيف سنده على جرحه من جهة إسناده فقط ، بل كثيرا ما ينظرون إلى متنه
أيضا فإذا وجدوه غير متلائم مع نصوص الشريعة أو قواعدها لم يترددوا في الحكم
عليه بالوضع ، و إن كان السند وحده لا يقتضي ذلك كهذا الحديث ، فإن فيه أن فعل
هذه الأمور المستحبة في يوم الجمعة سبب في أن لا يسجل عليه ذنب أربعين سنة ! و
هذا شيء غريب لا مثيل له في الأحاديث الصحيحة فيما أذكر الآن . و لهذا أقول :
إن الشواهد التي أوردها السيوطي ههنا لا تشهد للحديث إلا في الجملة . أما بخصوص
هذه الجملة الأخيرة : " و لم يتبعه ذنب أربعين سنة " فلا ، لأنها لم ترد في شيء
منها مطلقا ، و كلها أطبقت على أن الجزاء : " وجبت له الجنة " ، و لا يخفى أن
هذا شيء و الجملة المتقدمة شيء آخر ، إذ لا يلزم من استحقاق الجنة أن لا يتبعه
ذنب أربعين سنة فقد يسجل عليه ذنب بل ذنوب ثم يحاسب عليها فقد يستحق بها النار
فيدخلها ، ثم يخرج منها فيدخل الجنة جزاء هذه الأعمال الفاضلة ، أو بإيمانه .
فظهر الفرق بين الشاهد و المشهود ، و هذا مما يؤكد ما ذهب إليه ابن الجوزي من
أن الحديث موضوع . فتأمل فأنه شيء خطر في البال ، فإن كان صوابا فمن الله ، و
إن كان خطأ فمن نفسي . ( تنبيه ) : لقد اختلط على المناوي إسناد هذا الحديث
بإسناد أحد الشواهد التي سبقت الإشارة إليها ، و هو و إن كان ضعيفا أيضا و لكنه
خير من هذا ضعفا ، و بناء عليه رد على ابن الجوزي حكمه على الحديث بالوضع فقال
: " إذ قصاراه أن فيه عبد العزيز بن عبد الله الأويسي أورده الذهبي في "
الضعفاء " ، و فيه ابن لهيعة أيضا " . فأنت ترى أن هذين ليسا في إسناد هذا
الحديث الموضوع فاقتضى التنبيه . و لفظ حديث الأويسي : " من أصبح يوم الجمعة
صائما ، و عاد مريضا ، و شهد جنازة ، و تصدق بصدقة فقد أوجب الجنة " . أخرجه
البيهقي و قال : " الإسناد الأول يؤكد هذا و كلاهما ضعيف " . قلت : و شيخ
الأويسي ابن لهيعة ضعيف أيضا . لكن حديثه صحيح بدون ذكر الجمعة ، فانظر "
الصحيحة " ( 88 ) .

(2/197)


621 - " من أغاث ملهوفا كتب الله له ثلاثا و سبعين مغفرة ، واحدة فيها صلاح أمره كله
، و ثنتان و سبعون له درجات يوم القيامة " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 87 ) :

موضوع . أخرجه البخاري في " التاريخ " ( 2 / 1 / 320 ) و ابن أبي الدنيا في
" قضاء الحوائج " ( ص 38 و 95 ) و ابن عدي في " الكامل " ( 143 / 2 ) و
الخرائطي في " مكارم الأخلاق " ( ص 15 ) و ابن حبان في " المجروحين " ( 1 / 304
) و أبو علي الصواف في " حديثه " ( 85 / 2 ) و الخطيب ( 6 / 41 ) و ابن عساكر (
6 / 235 / 2 ) من طريق زياد بن أبي حسان عن أنس مرفوعا . و أورده ابن
الجوزي في " الموضوعات " ( 2 / 171 ) من رواية العقيلي ثم قال : " موضوع . آفته
زياد " . و قال العقيلي : " لا يتابع عليه و لا يعرف إلا به " . و قال ابن حبان
: " كان شعبة شديد الحمل عليه ، و كان ممن يروي أحاديث مناكير ، و أوهاما كثيرة
" . و قال الحاكم و النقاش : " روى عن أنس أحاديث موضوعة ، و كان شعبة شديد
الحمل عليه و كذبه " . و قال البيهقي : إنه تفرد به . و قد تعقب السيوطي ابن
الجوزي على عادته ! فذكر ( 2 / 86 ) بأن للحديثين طريقين آخرين و شاهدا ، و ذلك
مما لا طائل تحته ، فإن أحد الطريقين رواه ابن عساكر ( 15 / 193 / 2 ) و فيه
إسماعيل بن عياش و هو ضعيف في روايته عن الحجازيين ، و هذه منها و في الطريق
إليه أبو محمد عبد الله بن عبد الغفار بن ذكوان تكلم فيه الكتاني ، و فيه جماعة
لم أعرفهم ، و في هذه الطريق زيادة تؤكد وضع الحديث و لفظها " و من قال : أشهد
أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، أحد صمد ، لم يلد و لم يولد ، و لم يكن
له كفوا أحد ، كتب الله له بها أربعين ألف ألف حسنة " . و الطريق الآخر رواه
الخطيب ( 11 / 175 ) ، و فيه دينار مولى أنس ، و هو كذاب ، قال ابن حبان ( 1 /
290 ) : " كان يروي عن أنس أشياء موضوعة " . و لذلك لم يحسن السيوطي بإيراده
الحديث في " الجامع الصغير " ، و قد أورده ابن طاهر في " تذكرة الموضوعات " ( ص
80 ) . و أما الشاهد فسيأتي برقم ( 751 ) .

(2/198)


622 - " ما جبل ولي الله إلا على السخاء و حسن الخلق " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 88 ) :

موضوع . رواه أبو القاسم القشيري في " الأربعين " ( ق 157 / 2 ) و القاضي
أبو عبد الله الفلاكي في " الفوائد " ( ق 89 / 1 ) و ابن عساكر ( ج 15 / 407 /
1 ) من طريق يوسف بن السفر أبي الفيض : حدثنا الأوزاعي : حدثني الزهري عن عروة
عن عائشة مرفوعا . قلت : و هذا إسناد مركب موضوع ، و آفته ابن السفر هذا
فإنه كذاب كما سبق مرارا . و قد أورد الحديث من طريقه ابن الجوزي في "
الموضوعات " ( 2 / 179 ) و قال : " قال الدارقطني : يوسف يكذب ، و الحديث لا
يثبت " . و أقره السيوطي في " اللآلي " ( 2 / 91 ) ثم ابن عراق في " تنزيه
الشريعة " ( ق 262 / 2 ) . قلت : و لا يغتر برواية بقية لهذا الحديث عن
الأوزاعي به . أخرجه أبو حامد الشجاعي في " الأمالي " ( ق 3 - 4 ) و كذا رواه
ابن عساكر أيضا إلا أنه أسقط من إسناده عائشة فأرسله ، لا يغتر بذلك فإنها من
تدليسات بقية المشهورة حيث أسقط من بينه و بين الأوزاعي ابن السفر هذا الكذاب .
و يؤيده أن ابن عساكر رواه في رواية أخرى له عن بقية عن يوسف بن السفر عن
الأوزاعي به مرسلا . فهذه الرواية تدل على أن بقية تلقاه عن الكذاب المذكور .
و الحديث أورده المنذري في " الترغيب " ( 3 / 248 ) من رواية أبي الشيخ عنها .
و أشار إلى تضعيفه .

(2/199)


623 - " من أفطر يوما في شهر رمضان في الحضر فليهد بدنة ، فإن لم يجد فليطعم ثلاثين
صاعا من تمر المساكين " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 88 ) :

موضوع . أورده ابن الجوزي في " الموضوعات " من رواية الدارقطني عن خالد بن
عمرو الحمصي : حدثنا أبي : أنبأنا الحارث بن عبيدة الكلاعي : حدثنا مقاتل بن
سليمان عن عطاء بن أبي رباح عن جابر مرفوعا . و قال ( 2 / 196 ) : " مقاتل
كذاب . و الحارث ضعيف " . و أقره السيوطي في " اللآلي " ( 2 / 106 ) ، و مع ذلك
فقد أورده في " الجامع الصغير " ! و تعقبه المناوي بقوله : " و قال مخرجه
الدارقطني : الحارث و مقاتل ضعيفان جدا . اهـ . فقد برىء مخرجه من عهدته ببيان
حاله ، فتصرف المصنف بحذف ذلك من كلامه غير جيد ، و في " الميزان " : هذا حديث
باطل ، يكفي في رده تلف خالد ، و شيخه ضعيف ، و مقاتل غير ثقة ، و خالد كذبه
الفريابي ، و وهاه ابن عدي " . ثم ذكر كلام ابن الجوزي السابق ثم قال : " و
تبعه المؤلف في مختصره ساكتا عليه " .

(2/200)


624 - " من اكتحل بالإثمد يوم عاشوراء لم يرمد أبدا " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 89 ) :

موضوع . أورده ابن الجوزي في " الموضوعات " من طريق الحاكم عن جويبر عن
الضحاك عن ابن عباس مرفوعا . و قال ( 2 / 204 ) : " قال الحاكم : أنا ابرأ
إلى الله من عهدة جويبر " . و أما السيوطي فكأنه أقره في " اللآلي " فإنه قال
عقبه ( 2 / 111 ) : " قلت : أخرجه البيهقي في " شعب الإيمان " عن الحاكم و قال
: إسناده ضعيف بمرة ، و جويبر ضعيف ، و الضحاك لم يلق ابن عباس " . ثم ساق له
شاهدا من حديث أبي هريرة رواه ابن النجار ، و فيه إسماعيل بن معمر قال السيوطي
: " قال في " الميزان " : ليس بثقة " . فالعجب منه كيف سها عن هذا فأورده في "
الجامع الصغير " ! و قد تعقبه المناوي بما نقله . عن السخاوي أنه قال عقب قول
الحاكم السابق : " بل هو موضوع " . و نقل نحوه عن ابن رجب ، و نقل الشيخ
القاريء في " موضوعاته " ( ص 122 ) عن ابن القيم أنه قال : " و أما أحاديث
الاكتحال و الادهان و التطيب يوم عاشوراء فمن وضع الكذابين ، و قابلهم آخرون
فاتخذوه يوم تألم و حزن ، و الطائفتان مبتدعتان خارجتان عن السنة ، و أهل السنة
يفعلون ما أمر به النبي صلى الله عليه وسلم من الصوم ، و يجتنبون ما أمر به
الشيطان من البدع " .

(2/201)


625 - " الإيمان نصفان ، نصف في الصبر ، و نصف في الشكر " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 89 ) :

ضعيف جدا . رواه الخرائطي في " كتاب فضيلة الشكر " ( 129 / 1 من مجموع 98 )
و الديلمي في " مسند الفردوس " ( 1 / 2 / 361 ) عن يزيد الرقاشي عن أنس بن
مالك مرفوعا . قلت : و هذا سند ضعيف جدا ، يزيد هو ابن أبان و هو متروك كما
قال النسائي و غيره . و الحديث ذكره في " الجامع الصغير " من رواية البيهقي في
" الشعب " عن أنس ، و قال المناوي : " و فيه يزيد الرقاشي ، قال الذهبي و غيره
: متروك " .

(2/202)


626 - " من رابط فواق ناقة حرمه الله على النار " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 90 ) :

منكر . رواه العقيلي في " الضعفاء " ( ص 6 ) و الخطيب ( 7 / 203 ) عن محمد
بن حميد : حدثنا أنس بن عبد الحميد - أخو جرير بن عبد الحميد - عن هشام بن عروة
عن أبيه عن عائشة مرفوعا و قال العقيلي : " هذا حديث منكر " . ذكره في
ترجمة أنس هذا ، ثم قال : " و قد رأيت له غير حديث من هذا النحو ، فإن كان ابن
حميد ضبط عنه ، فليس هو ممن يحتج به " . ثم رواه العقيلي ( ص 165 ) من طريق
سليمان بن مرقاع الجندعي عن مجاهد عن عائشة مرفوعا . و قال : " سليمان منكر
الحديث ، و لا يتابع في حديثه " .

(2/203)


627 - " من صبر على سوء خلق امرأته أعطاه الله من الأجر مثل ما أعطى أيوب على بلائه ،
و من صبرت على سوء خلق زوجها أعطاها الله مثل ثواب آسية امرأة فرعون " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 90 ) :

لا أصل له بهذا التمام . أورده هكذا الغزالي في " الإحياء " ( 2 / 39 ) و
قال مخرجه العراقي : " لم أقف له على أصل " . و أقره الزبيدي في " شرح الإحياء
" ( 5 / 352 ) و ذكر نحوه السبكي في " الطبقات " ( 4 / 154 ) . و أقول : قد
وجدت للشطر الأول منه أصلا و لكنه موضوع ، رواه الحارث بن أبي أسامة في " مسنده
" فقال : حدثنا داود بن المحبر : حدثنا ميسرة بن عبد ربه عن أبي عائشة السعدي
عن يزيد بن عمر بن عبد العزيز عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة و ابن
عباس قالا : خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم خطبة قبل وفاته ..... قلت :
فذكر حديثا طويلا جدا في نحو اثنتين عشرة صفحة ، و الصفحة أكبر من هذه ، و هو
مركب من أحاديث متفرقة ، و فيه هذا الشطر ، أورده السيوطي بتمامه في " اللآلي "
( 2 / 361 - 373 ) ثم قال : " قال الحافظ ابن حجر في " المطالب العالية " : هذا
الحديث بطوله موضوع على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، و المتهم به ميسرة بن
عبد ربه لا بورك فيه " .

(2/204)


628 - " تنقه ، و توقه " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 90 ) :

ضعيف . أخرجه العقيلي في " الضعفاء " ( ص 222 ) و الطبراني في " المعجم
الكبير " و عنه أبو نعيم في " الحلية " ( 7 / 267 ) و تمام في " الفوائد " ( 3
/ 40 ) و أبو محمد الخلدي في " جزء من فوائده " ( 44 / 1 ) و أبو العباس بن
المنير في المجلس الخامس من " الأمالي " ( 28 / 1 ) و الرامهرمزي في " المحدث
الفاصل " ( ص 49 ) و في " الأمثال " ( 123 / 2 ) و أبو الحسن الزعفراني في "
فوائد أبي شعيب " ( ق 82 / 2 ) و الخطابي في " غريب الحديث " ( 153 / 1 ) من
طريق عبد الله بن مسعر بن كدام عن مسعر عن وبرة عن عبد الله بن عمر مرفوعا
و قال العقيلي : " لا يتابع عليه ، و لا يعرف إلا به " . يعني عبد الله هذا .
قلت : قال الذهبي : " تالف ، قال أبو حاتم : متروك الحديث " . قلت : و هو راوي
حديث انقطاع عذاب جهنم المتقدم برقم ( 607 ) . و ذكر له السيوطي شاهدا من رواية
الباوردي في " المعرفة " عن سنان مرفوعا بلفظ : " تنق و توق " . و أعله المناوي
بالإرسال فقال : " سنان هو ابن سلمة بن المحبق البصري الهذلي ، ولد يوم حنين ،
و له رؤية ، و قد أرسل أحاديث " . و لم يتعرض للكلام على إسناده إليه ، و ما
أراه يصح . و الله أعلم .

(2/205)


629 - " من بات على طهارة ثم مات من ليلته مات شهيدا " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 91 ) :

موضوع . رواه ابن السني في " عمل اليوم و الليلة " ( رقم 729 ) عن سليمان
بن سلمة الخبائري ( الأصل : الجنائزي و هو تصحيف ) : حدثنا يونس بن عطاء بن
عثمان بن سعيد بن زياد بن الحارث الصدائي : حدثنا سلمة الليثي و شريك بن أبي
نمر قالا : حدثنا أنس بن مالك مرفوعا . قلت : و هذا سند موضوع ، سليمان هذا
قال ابن الجنيد : " كان يكذب " . و يونس بن عطاء قال ابن حبان : " يروي العجائب
، لا يجوز الاحتجاج بخبره " . و قال الحاكم و أبو سعيد النقاش و أبو نعيم : "
روى عن حميد الطويل الموضوعات " . قلت : و مع هذا فقد أورد الحديث السيوطي في "
الجامع الصغير " عن ابن السني ! و لم يتعقبه المناوي بشيء ! فلا أدري ما فائدة
تسويد الصحيفة بإيراده أحاديث هؤلاء الكذابين ؟! .

(2/206)


630 - " قال الله تعالى : الإخلاص سر من سري ، استودعته قلب من أحببت من عبادي " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 92 ) :

ضعيف . ذكره الغزالي في " الإحياء " ( 4 / 322 ) عن الحسن قال : قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم . و قال الحافظ العراقي في " تخريجه " : " رويناه
في جزء من " مسلسلات القزويني " مسلسلا يقول كل واحد من رواته : سألت فلانا عن
الإخلاص ؟ فقال : ..... ، و هو من رواية أحمد بن عطاء الهجيمي عن عبد الواحد بن
زيد عن الحسن عن حذيفة عن النبي صلى الله عليه وسلم عن جبريل عن الله تعالى .
و أحمد بن عطاء و عبد الواحد بن زيد كلاهما متروك ، و رواه أبو القاسم القشيري
في " الرسالة " من حديث علي بن أبي طالب بسند ضعيف " . ( تنبيه ) : جاء هذا
الحديث في كتاب " من هدي الإسلام " المقرر تدريسه للصف الثامن ( ص 74 طبع سنة
1375 - 1955 ) معزوا للحاكم . و لم أجد من عزاه إليه فهو وهم على الغالب . و
الله أعلم .

(2/207)


631 - " ثلاثة ليس عليهم حساب فيما طعموا إذا كان حلالا ، الصائم ، و المتسحر ، و
المرابط في سبيل الله " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 92 ) :

موضوع . الطبراني ( 3 / 143 / 2 ) عن عبد الله بن عصمة عن أبي الصباح عن
أبي هاشم عن عكرمة عن ابن عباس مرفوعا . قلت : و هذا إسناد موضوع ، نقل
المناوي عن الهيثمي أنه قال : " عبد الله بن عصمة و أبو الصباح مجهولان " . و
أقره المناوي ! و أقول : كلا فإن أبا الصباح ليس مجهولا بل هو معروف و لكن
بالوضع ! أورده الحافظ في الكنى من " اللسان " و سماه عبد الغفور ، ثم أحال
عليه في " الأسماء " ، و ذكر هناك : " قال يحيى بن معين : ليس حديثه بشيء ، و
قال ابن حبان : كان ممن يضع الحديث " <1> . و قال البخاري : تركوه ، و قال ابن
عدي : ضعيف منكر الحديث " . ثم ساق له أحاديث ، على بعضها آثار الوضع لائحة !
فهو المتهم بهذا الحديث . و لعل من آثار هذا الحديث السيئة ما عليه حال
المسلمين اليوم ، فإنهم إذا جلسوا في رمضان للإفطار لا يعرف أحدهم أن يقوم عن
الطعام إلا قبيل العشاء لكثرة ما يلتهم من أنواع الأطعمة و الأشربة و الفواكه و
الحلوى ! كيف لا و الحديث يقول : إنه من الثلاثة الذين لا حساب عليهم فيما
طعموا ! فجمعوا بسبب ذلك بين الإسراف المنهي عنه في الكتاب و السنة ، و بين
تأخير صلاة المغرب المنهي عنه في قوله صلى الله عليه وسلم : " لا تزال أمتي
بخير أو على الفطرة ما لم يؤخروا المغرب إلى أن تشتبك النجوم " صححه الحاكم و
وافقه الذهبي و هو كما قالا ، فإن له طرقا و شواهد أشرت إليها في " صحيح سنن
أبي داود " ( رقم 444 ) . نعم جاء الحض على تعجيل الفطر أيضا في أحاديث كثيرة
منها قوله صلى الله عليه وسلم : " لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر " . فيجب
العمل بالحديثين بصورة لا يلزم منها تعطيل أحدهما من أجل الآخر ، و ذلك
بالمبادرة إلى الإفطار على لقيمات يسكن بها جوعه ثم يقوم إلى الصلاة ، ثم إن
شاء عاد إلى الطعام حتى يقضي حاجته منه ، و قد جاء شيء من هذا في السنة العملية
فقال أنس : " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يفطر قبل أن يصلي على رطبات ،
فإن لم تكن رطبات فتمرات ، فإن لم تكن تمرات حسا حسوات من ماء " . رواه أبو
داود و الترمذي و حسنه . و هو في " صحيح أبي داود " برقم ( 2040 ) و ما قبله
متفق عليه ، و هو مخرج في " الإرواء " ( 899 ) .

-----------------------------------------------------------
[1] قلت : و تمام كلامه في " المجروحين " ( 2 / 141 ) : " ..... على الثقات ،
كعب و غيره لا يحل كتابة حديثه و لا ذكره إلا على جهة التعجب " . اهـ .

(2/208)


632 - " أول من يدعى إلى الجنة الحمادون الذين يحمدون الله في السراء و الضراء " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 93 ) :

ضعيف . أخرجه الطبراني في " الصغير " ( ص 57 ) و في " الكبير " أيضا و "
الأوسط " و أبو الشيخ في " أحاديثه " ( 16 / 2 ) و أبو بكر بن أبي علي المعدل
في " سبع مجالس من الأمالي " ( 12 / 1 ) و أبو نعيم ( 5 / 69 ) عن علي بن عاصم
: حدثنا قيس بن الربيع عن حبيب بن أبي ثابت عن سعيد بن جبير عن ابن عباس
مرفوعا . و قال الطبراني و أبو نعيم : " لم يروه عن حبيب إلا قيس بن الربيع و
شعبة بن الحجاج " . زاد الأول : " تفرد به عن شعبة نصر بن حماد الوراق " .
قلت : ثم أخرجه الطبراني في " الصغير " و البغوي في " شرح السنة " ( 1 / 144 /
2 ) و كذا الضياء في " المختارة " ( 7 / 13 / 1 ) من طريق نصر بن حماد : حدثنا
شعبة عن حبيب به . و هذه المتابعة ضعيفة جدا ، فإن راويها نصر بن حماد كذاب كما
تقدم مرارا . و أما الطريق الأول فضعيف ، و فيه ثلاث علل : الأولى و الثانية :
ضعف علي بن عاصم ، و كذا شيخه قيس بن الربيع . و الثالثة : عنعنة حبيب بن أبي
ثابت ، فإنه مدلس . و قول الطبراني : " لم يروه عن حبيب إلا قيس و شعبة .... "
إنما هو بالنسبة لما وقع إليه ، و إلا فقد تابعهما عن شعبة سعد بن عامر أخرجه
الماليني في " شيوخ الصوفية " ( 17 - 18 ) : أخبرنا أبو علي محمد بن الحسين بن
حمزة الصوفي الزادي : أنبأنا أبو الحسن علي بن أحمد الفقيه بـ ( بلخ ) : أنبأنا
محمد بن فضيل الزاهد : أنبأنا سعد بن عامر عن شعبة به . و من دون ابن فضيل لم
أعرفهما . و تابعهما المسعودي أيضا ، أخرجه ابن أبي الدنيا في " الصبر " ( 50 /
1 ) و الحاكم ( 1 / 502 ) بسند صحيح عن عبد الرحمن بن عبد الله المسعودي عن
حبيب بن أبي ثابت به . و قال : " صحيح على شرط مسلم " و وافقه الذهبي ! و فيه
مؤاخذات : الأول : أن المسعودي لم يخرج له مسلم مطلقا ، و إنما أخرج له البخاري
تعليقا ، فليس هو على شرط مسلم . الثاني : أن المسعودي ضعيف لاختلاطه ، قال ابن
حبان ( 2 / 51 ) : " اختلط حديثه القديم بحديثه الأخير فلم يميز فاستحق الترك "
. و قد وصفه الذهبي نفسه في " الميزان " بأنه سيىء الحفظ ، فأنى لحديثه الصحة
؟! الثالث : أن حبيب بن أبي ثابت قد عنعنه و هو مدلس كما تقدم ، فأنى للحديث
الصحة ؟! و الحديث أعله الحافظ العراقي في " تخريج الإحياء " ( 4 / 70 ) بقيس
بن الربيع قال : " ضعفه الجمهور " . و كأنه خفيت عليه رواية الحاكم هذه ! و
رواه ابن المبارك في " الزهد " ( 165 / 1 من الكواكب 575 ) بسند صحيح عن حبيب
عن ابن جبير موقوفا عليه . و لعله الصواب .

(2/209)


633 - " من نظر في الدنيا إلى من هو دونه ، و نظر في الدين إلى من هو فوقه كتبه الله
صابرا و شاكرا ، و من نظر في الدنيا إلى من هو فوقه و في الدين إلى من هو دونه
لم يكتبه الله صابرا و لا شاكرا " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 94 ) :

لا أصل له بهذا اللفظ . و إن أورده الغزالي ( 4 / 108 ) و عزاه الحافظ
العراقي للترمذي من حديث عبد الله بن عمرو ، فإن الترمذي إنما رواه ( 3 /
320 ) من طريق المثنى بن الصباح عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده بلفظ : "
خصلتان من كانتا فيه كتبه الله شاكرا صابرا ، و من لم تكن فيه لم يكتبه الله
شاكرا و لا صابرا : من نظر في دينه إلى من هو فوقه فاقتدى به ، و من نظر في
دنياه إلى من هو دونه فحمد الله على ما فضله به عليه كتبه الله شاكرا صابرا ، و
من نظر في دينه إلى من هو دونه ، و نظر في دنياه إلى من هو فوقه فأسف على ما
فاته منه لم يكتبه الله شاكرا و لا صابرا " . و ضعفه الترمذي بقوله : " هذا
حديث غريب " . و علته المثنى هذا ، قال العراقي : " ضعيف " . و سكت عليه الحافظ
في " الفتح " ( 11 / 27 ) و هذا يدل على أن ما يسكت عنه الحافظ في هذا الكتاب
ليس حسنا دائما خلافا لظن بعضهم . و يغني عن هذا الحديث قوله صلى الله عليه
وسلم : " انظروا إلى من هو أسفل منكم ، و لا تنظروا إلى من هو فوقكم ، فإنه
أجدر أن لا تزدروا نعمة الله عليكم " . رواه مسلم و الترمذي و صححه ، و هو عند
البخاري ( 10 / 270 ) نحوه .

(2/210)


634 - " إنكم لا تسعون الناس بأموالكم ، فليسعهم منكم بسط الوجه ، و حسن الخلق " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 95 ) :

ضعيف . رواه علي بن حرب الطائي في " حديثه " ( 81 / 1 ) و أبو نعيم ( 10 /
25 ) من طريق عبد الله بن سعيد المقبري عن جده عن أبي هريرة . و عزاه
السيوطي للحاكم أيضا و البيهقي . قال المناوي : " قال البيهقي : تفرد به عبد
الله بن سعيد المقبري عن أبيه ( كذا ) . و روي من وجه آخر ضعيف عن عائشة . اهـ
. و في " الميزان " : عبد الله بن سعيد هذا واه بمرة ، و قال الفلاس : منكر
الحديث متروك ، و قال يحيى : استبان لي كذبه ، و قال الدارقطني ، متروك ذاهب .
و ساق له أخبارا هذا منها ، ثم قال : و قال فيه البخاري : تركوه " . قلت : و
أورده الهيثمي في " المجمع " ( 8 / 22 ) برواية أبي يعلى و البزار و قال : " و
فيه عبد الله بن سعيد المقبري و هو ضعيف " . و أما قول المنذري ( 3 / 260 ) :
" رواه أبو يعلى و البزار من طرق أحدهما حسن جيد " . فأخشى أن يكون وهما لأمرين
: الأول : أنه لو كان له طرق أحدهما حسن . لما اقتصر الهيثمي على ذكر الطريق
الضعيف . الثاني : أن البيهقي قد صرح بتفرد المقبري به . و الله أعلم . ثم إنني
لم أجد الحديث في " المستدرك " . ثم وجدته فيه ( 1 / 124 ) و قال : " عن أبيه "
.

(2/211)


635 - " ذروا العارفين المحدثين من أمتي ، لا تنزلوهم الجنة و لا النار ، حتى يكون
الله الذي يقضي فيهم يوم القيامة " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 95 ) :

موضوع . رواه ابن عدي ( 208 / 1 ) و الثقفي في " الفوائد العوالي المنتقاة
" المعروفة بـ " الثقفيات " ( ج 6 رقم 10 من منسوختي ) و الخطيب ( 8 / 292 ) من
طريق أيوب بن سويد : حدثني سفيان عن خالد بن أبي كريمة عن عبد الله بن مسور -
بعض ولد جعفر بن أبي طالب - عن محمد بن الحنفية عن أبيه مرفوعا . و هذا
إسناد موضوع ، المتهم به عبد الله بن مسور قال في " الميزان " : " قال أحمد و
غيره أحاديثه موضوعة " . ثم ساق له أحاديث هذا أحدها . و في " اللسان " : " قال
ابن المديني : كان يضع الحديث على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، و لا يضع إلا
ما فيه أدب أو زهد ، فيقال له في ذلك ؟ فيقول : إن فيه أجرا " ! و قال البخاري
: " يضع الحديث " . و قال النسائي : " كذاب " . و قال ابن حبان ( 2 / 29 ) :
" كان ممن يروي الموضوعات عن الأثبات " . قلت : و مع هذا فقد أورد السيوطي
حديثه هذا في " الجامع الصغير " ! و للحديث طريق آخر سيأتي بلفظ : " دعوا
المذنبين .... " .

(2/212)


636 - " المتحابون في الله على كراسي من ياقوت أحمر حول العرش " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 96 ) :

منكر . رواه الطبراني ( 1 / 198 / 2 ) و ابن عدي ( 212 / 2 ) و الثقفي في "
الثقفيات " ( 6 / 49 / 2 ) عن عبد الله بن عبد العزيز الليثي : حدثني سليمان بن
عطاء بن يزيد الليثي عن أبيه عن أبي أيوب مرفوعا ، و قال ابن عدي : " حديث
غير محفوظ " . قلت : و سنده ضعيف جدا ، الليثي هذا قال البخاري و أبو حاتم : "
منكر الحديث " . و قال ابن حبان في " المجروحين " ( 2 / 16 ) : " اختلط بآخره
فكان يقلب الأسانيد و لا يعلم ، و يرفع المراسيل فاستحق الترك " . و شيخه
سليمان بن عطاء الراوي عن أبيه عطاء ، ذكره ابن أبي حاتم ( 2 / 1 / 133 ) و لم
يذكر فيه جرحا و لا تعديلا . و أما ابن حبان فذكره في " الثقات " ( 2 / 109 ) .
و الحديث ذكره السيوطي في " الجامع " من رواية الطبراني ، و تعقبه المناوي
بالليثي هذا ، و نقل عن العلائي أنه قال : " لا بأس بإسناده " . و هذا مردود
ففيه كل البأس لما عرفت من كلام الأئمة في الليثي ، و قد جاءت أحاديث كثيرة
ثابتة بمعنى هذا ، و ليس في شيء منها " على كراسي من ياقوت " إنما " على كراسي
من نور " ( انظر الترغيب 4 / 47 - 48 ) فدل هذا على أن الحديث بهذا اللفظ منكر
، لتفرد هذا الضعيف به ، و خلوه عن جابر يقويه .

(2/213)


637 - " إن الله يحب الملحين في الدعاء " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 96 ) :

باطل . رواه العقيلي في " الضعفاء " ( 467 ) و أبو عبد الله الفلاكي في "
الفوائد " ( 89 / 2 ) عن بقية : حدثنا يوسف بن السفر عن الأوزاعي عن الزهري عن
عروة عن عائشة مرفوعا . قلت : و هذا سند ضعيف جدا بل موضوع ، يوسف بن السفر
كذاب بل قال البيهقي : " هو في عداد من يضع الحديث " . و قد ذكر المناوي عن
الحافظ أنه قال : " تفرد به يوسف بن السفر عن الأوزاعي ، و هو متروك ، و كأن
بقية دلسه " . و قال ابن عدي في " الكامل " ( 418 / 1 ) : " و هذه الأحاديث
التي رواها يوسف عن الأوزاعي بواطيل كلها " . قلت : و لبقية في هذا الحديث
روايتان إحدهما صرح فيها بسماعه له من يوسف بن السفر و هي هذه ، و الأخرى أسقط
من الإسناد يوسف هذا الكذاب فدلسه كما سبق عن الحافظ و هذه أخرجها العقيلي و
أبو عروبة الحراني في " جزء من حديثه " ( 100 / 2 ) و الديلمي ( 1 / 2 / 238 -
239 ) و السلفي في " معجم السفر " ( 212 / 2 ) و عبد الغني المقدسي في " الدعاء
" ( 145 / 2 ) من طريق كثير بن عبيد : حدثنا بقية عن الأوزاعي به . و بقية متهم
بأنه كان يدلس عن الضعفاء و المتروكين ، و هذه الرواية من الشواهد على ذلك . ثم
ساقه العقيلي من طريق عيسى بن يونس عن الأوزاعي قال : كان يقال : أفضل الدعاء
الإلحاح على الله تبارك و تعالى و التضرع إليه . ثم قال : " حديث عيسى بن يونس
أولى ، و لعل بقية أخذه عن يوسف بن السفر " .

(2/214)


638 - " الجالس وسط الحلقة ملعون " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 97 ) :
ضعيف . رواه القطيعي في جزء " الألف دينار " ( 1 / 16 / 2 ) من طريق شريك
عن شعبة و همام عن قتادة عن أبي مجلز عن حذيفة رفعه . قلت : و هذا إسناد
ضعيف ، و له علتان : الأولى : شريك و هو ابن عبد الله القاضي ، قال الحافظ : "
يخطيء كثيرا تغير حفظه منذ ولي القضاء بالكوفة " . قلت : و قد توبع ، لكنه خولف
في لفظه كما يأتي . الثانية : الانقطاع بين أبي مجلز و حذيفة فإنه لم يسمع منه
كما قال ابن معين ، بل قال أحمد : إنه لم يدركه كما يأتي . و قد تابع شريكا عبد
الله بن المبارك . أخرجه الترمذي ( 4 / 7 ) بلفظ : " قال حذيفة : ملعون على
لسان محمد ، أو لعن الله على لسان محمد صلى الله عليه وسلم ، من قعد وسط الحلقة
" . و هكذا أخرجه الحاكم أيضا ( 4 / 281 ) و أحمد ( 5 / 384 ، 398 ، 401 ) عن
شعبة به و قال الترمذي : " حديث حسن صحيح " . و الحاكم : " صحيح على شرط
الشيخين " و وافقه الذهبي ! قلت : و قد ذهلوا جميعا عن الانقطاع الذي ذكرناه ،
و به أعله أحمد ، فإنه روى بسند الصحيح عن شعبة أنه قال عقب الحديث : " لم يدرك
أبو مجلز حذيفة " . قلت : و تابع شعبة أبان بن يزيد العطار ، أخرجه أبو داود (
2 / 292 ) و ابن عدي في " الكامل " ( 26 / 1 ) بلفظ : " أن رسول الله صلى الله
عليه وسلم لعن من جلس وسط الحلقة " . و الحديث أورده السيوطي في " الدرر
المنتثرة " ( ص 139 ) بلفظ القطيعي ثم قال : " رواه أبو داود و الترمذي عن
حذيفة بن اليمان " . كذا قال و فيه موآخذتان : الأولى : أن هذا ليس لفظهما كما
سبق . الثانية : أنه سكت عن سنده و هو ضعيف .

(2/215)


639 - " ركعتان من المتزوج أفضل من سبعين ركعة من الأعزب " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 98 ) :

موضوع . رواه العقيلي في " الضعفاء " ( 432 ) عن مجاشع بن عمرو : حدثنا عبد
الرحمن بن زيد بن أسلم عن أبيه عن أنس مرفوعا . و قال : " مجاشع حديثه منكر
غير محفوظ ، قال يحيى بن معين : و قد رأيته أحد الكذابين " . و قال ابن حبان (
2 / 321 ) : " يضع الحديث على الثقات ، لا يحل ذكره إلا بالقدح " . و من طريق
العقيلي ذكره ابن الجوزي في " الموضوعات " ( 2 / 257 ) ، و تعقبه السيوطي بأن
له طريقا أخرى ، و هو تعقب لا طائل تحته ، فإنه طريق باطل لا يصح أن يستشهد به
كما يأتي بيانه في الحديث بعده . ثم إن في الحديث علة أخرى فإن عبد الرحمن بن
زيد بن أسلم متهم أيضا ، و قد سبق له عدة أحاديث ، فإن سلم من مجاشع ، فلم يسلم
منه . ثم وجدت للحديث طريقا أخرى رواه أبو الحسين الأبنوسي في " الفوائد " ( 32
/ 1 ) عن أحمد بن مسلم قال : حدثنا أحمد بن محمد يعني ابن عمر بن يونس قال :
حدثنا داود بن عبد الله النمري عن محمد بن عجلان عن نافع عن ابن عمر مرفوعا به
. قلت : و هذا سند ساقط ، أحمد بن مسلم و داود بن عبد الله النمري لم أجد من
ترجمهما . و أما أحمد بن محمد بن عمر بن يونس فهو كذاب ، قال الذهبي : " كذبه
أبو حاتم و ابن صاعد ، و قال الدارقطني : ضعيف ، و قال مرة : متروك " . قلت : و
التعقب على ابن الجوزي بهذا الطريق أولى ( لو صح ) من الطريق الآتي بعد ، لأن
متنه موافق لهذا المتن بخلاف الآتي فإنه مغاير كما سترى .

(2/216)


640 - " ركعتان من المتأهل خير من اثنتين و ثمانين ركعة من العزب " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 98 ) :

باطل . تمام الرازي في " الفوائد " ( 6 / 118 / 1 ) و عنه الضياء في "
المختارة " ( 117 / 1 ) عن مسعود بن عمرو البكري : حدثنا حميد الطويل عن أنس
مرفوعا . قال الذهبي في ترجمة مسعود هذا : " لا أعرفه ، و خبره باطل " . ثم
ساق له هذا الحديث و أقره الحافظ في " اللسان " إلا أنه قال : " و قد تقدم نحو
هذا المتن من حديث أنس من وجه آخر في ترجمة مجاشع بن عمرو ، و هو معروف به " .
و حديث مجاشع تكلمت عليه آنفا ، و ذكرنا أن ابن الجوزي حكم بوضعه ، و من العجيب
أن السيوطي تعقبه في " اللآلي " ( 2 / 160 ) بأن له طريقا أخرى ثم ساق هذه عن
تمام ثم قال : " أخرجه من هذه الطريق الضياء في " المختارة " لكن تعقبه الحافظ
ابن حجر في أطرافه فقال : هذا حديث منكر ما لإخراجه معنى " ! فما معنى تعقب
السيوطي إذن على ابن الجوزي بهذه الطريق المنكرة باعترافه ، بل ما معنى إخراجه
للحديث في " الجامع الصغير " مع قول الحافظ فيه : " إنه خبر باطل " ؟!

(2/217)


641 - " كان الناس يعودون داود ، يظنون أن به مرضا و ما به إلا شدة الخوف من الله
تعالى " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 99 ) :
موضوع . أخرجه تمام في " الفوائد " ( 49 / 2 ) و عنه ابن عساكر ( 14 / 338
/ 2 ) و أبو نعيم ( 7 / 137 ) و كذا ابن عساكر في ترجمة داود عليه السلام و
الضياء في " الأحاديث و الحكايات " ( 150 / 2 ) عن محمد بن عبد الرحمن بن غزوان
الضبي : حدثنا الأشجعي عن سفيان الثوري عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن
عمر مرفوعا . و قال ابن عساكر : " غريب جدا ، و ابن غزوان ضعيف " . و قد
أورده السيوطي في " الجامع " عن ابن عساكر وحده فتعقبه المناوي بأن أبا نعيم
رواه أيضا ثم قال : " و فيه عندهما محمد بن عبد الرحمن بن غزوان ، قال الذهبي :
قال ابن حبان : يضع <1> ، و قال ابن عدي : متهم بالوضع " . و قال في " الميزان
" : " حدث بوقاحة عن مالك و شريك و ضمام بن إسماعيل ببلايا ، قال الدارقطني و
غيره : كان يضع الحديث . و قال ابن عدي : له عن ثقات الناس بواطيل " . زاد في "
اللسان " : " و قال ابن عدي : و هو ممن يضع الحديث . و قال الحاكم : روى عن
مالك و إبراهيم بن سعد أحاديث موضوعة " . قلت : و الحديث رواه عبد الله بن
الإمام أحمد في " زوائد الزهد " ( ص 88 ) عن سعيد بن هلال أن داود النبي كان
الحديث نحوه . فهذا كما تراه موقوف و معضل ، فالظاهر أنه من الإسرائيليات . و
الله أعلم .

-----------------------------------------------------------
[1] قلت : و لفظ ابن حبان في " المجروحين " ( 2 / 298 ) : " يروي عن أبيه و
غيره العجائب التي لا يشك من هذا الشأن صناعته أنها معمولة أو مقلوبة " . و قال
عن شيخه ابن خزيمة : " أنا خائف أنه كذاب " . اهـ .

(2/218)


642 - " السواك يزيد الرجل فصاحة " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 100 ) :

موضوع . ابن عدي في " الكامل " ( 388 / 2 ) و الخطيب في " تلخيص المتشابه "
( 147 / 2 ) من طريق أبي يعلى : أخبرنا محمد بن بحر : أخبرنا المعلى بن ميمون
أخبرنا عمرو بن داود عن سنان بن سنان عن أبي هريرة مرفوعا . و رواه العقيلي
في " الضعفاء " ( 277 ) و أبو بكر الختلي في " جزء من حديثه " ( 44 / 2 ) و أبو
سعيد بن الأعرابي في " المعجم " ( 122 / 1 ) و عنه القضاعي ( 13 / 1 ) و
الديلمي ( 2 / 222 ) من طريق أخرى عن المعلى به . و قال العقيلي : " روى عن
سنان بن أبي سنان ، كلاهما مجهول ، و الحديث معلول " . و أورده ابن عدي في
ترجمة المعلى ، و ساق له حديثين آخرين يأتيان بعده ، ثم قال : " و له غير ما
ذكرت و كلها غير محفوظة ، مناكير " . و في " الكشف " : " قال الصغاني : وضعه
ظاهر ، و قال ابن الجوزي : لا أصل له " .

(2/219)


643 - " إن الملائكة لتفرح بذهاب الشتاء ، لما يدخل على فقراء المؤمنين منه من الشدة
" .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 100 ) :

منكر . رواه ابن عدي بإسناد الذي قبله ، و رواه العقيلي ( 422 ) و كذا
الطبراني ( 3 / 112 / 1 ) من طريق أخرى عن معلى بن ميمون عن مجاهد عن ابن
عباس مرفوعا . و قال العقيلي : " معلى بن ميمون بصري منكر الحديث ، لا يتابع
على حديثه ، و لا يعرف إلا به ، و له من هذا النحو أحاديث مناكير لا يتابع
عليها " . و قوله : " و لا يتابع على حديثه " عجيب فإنه نفسه أخرجه ( ص 150 )
من طريق نعيم بن حماد : حدثنا سعيد بن دهثم المقدسي قال : حدثنا عبد الله بن
نمير الرحبي عن مجاهد به . و لكن سعيد بن دهثم هذا قال العقيلي : " حديثه غير
محفوظ ، و عبد الله بن نمير ليس بمعروف بالنقل " . قلت : و نعيم ضعيف .

(2/220)


644 - " حامل كتاب الله له في بيت مال المسلمين في كل سنة مائتا دينار ، فإن مات و
عليه دين قضى الله ذلك الدين " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 101 ) :

موضوع . رواه الديلمي عن العباس بن الضحاك : حدثنا محمد بن أحمد بن عبد
الله الهروي عن مقاتل بن سليمان عن خولة الطائي عن سليك الغطفاني مرفوعا .
أورده السيوطي في " اللآلي " شاهدا للحديث الآتي عقبه و قال : " العباس بن
الضحاك ، دجال ، و مقاتل بن سليمان قال وكيع و غيره : كذاب " . قلت : فما فائدة
إيراده إذن ؟ و كيف استجاز ذكره إياه في " الجامع الصغير " أيضا ؟! و من عجائبه
أنه لم يورده فيه بتمامه بل بشطره الأول فقط ! و لعله إنما ذكره فيه من أجل أن
له شاهدا ، أورده ابن الجوزي في " الموضوعات " لكن لا يخفى أن الموضوع لا يقوى
بطرقه مهما كثرت ، و هذا شيء نبه عليه السيوطي نفسه في " تدريب الراوي " و غيره
. و الشاهد المذكور هو : " من قرأ القرآن فله مائتا دينار ، فإن لم يعطها في
الدنيا أعطيها في الآخرة " .

(2/221)


645 - " من قرأ القرآن فله مائتا دينار ، فإن لم يعطها في الدنيا أعطيها في الآخرة "
.

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 101 ) :
موضوع . أورده ابن الجوزي في " الموضوعات " ( 1 / 255 ) من رواية ابن عدي
عن عمرو بن جميع عن جويبر عن الضحاك عن النزال بن سبرة عن علي مرفوعا . و
قال : " جويبر تالف ، و عمرو كذاب " . و تعقبه السيوطي ( 1 / 246 ) بما لا يجدي
كغالب عادته ثم قال : " و له طريق آخر عن علي موقوفا " . قلت : ثم ساقه من
رواية البيهقي بإسناده عن عبد الملك بن هارون بن عنترة عن أبيه عن جده عن علي
قال : فذكره نحوه . و قال السيوطي : " عبد الملك كذاب و له طريق أخرى " . ثم
ساق الحديث الذي قبله ، و فيه دجال ، و آخر كذاب كما سبق من كلام السيوطي نفسه
، فلا أدري ما فائدة تسويد الصحيفة بإيراده أحاديث هؤلاء الكذابين ؟!

(2/222)


646 - " شاب سفيه سخي أحب إلي من شيخ بخيل عابد ، إن السخي قريب من الله ، قريب من
الجنة ، بعيد من النار ، و إن البخيل بعيد من الجنة ، قريب من النار " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 101 ) :

موضوع . رواه تمام الرازي ( 3 / 38 - 39 من مجموع الظاهرية رقم 95 ) من
طريق محمد بن زكريا الغلابي : حدثنا العباس بن بكار : حدثنا محمد بن زياد عن
ميمون بن مهران عن ابن عباس مرفوعا . قلت : و الغلابي وضاع ، و قد سبق ذكره
مرارا . و الشطر الأول من الحديث أورده السيوطي في " الجامع الصغير " من رواية
الحاكم في " تاريخه " و الديلمي في " مسند الفردوس " عن ابن عباس ، و سكت عنه
شارحه المناوي ! و أورده في اللآلي " ( 2 / 93 ) بتمامه من طريق تمام ، لكن سقط
من إسناده بعض رجاله ، منهم الغلابي هذا الذي هو آفة الحديث ، فخفيت على الناظر
علة الحديث . و الشطر الثاني من الحديث ، أورده ابن الجوزي في " الموضوعات " من
طريق أخرى عن أبي هريرة و قال : " قال العقيلي : ليس لهذا الحديث أصل " . و قد
سبق الكلام عليه برقم ( 152 ) .

(2/223)


647 - " أي الخلق أعجب إليكم إيمانا ؟ قالوا : الملائكة ، قال : و ما لهم لا يؤمنون و
هم عند ربهم عز وجل ؟ قالوا : فالنبيون ، قال : و ما لهم لا يؤمنون و الوحي
ينزل عليهم ؟ قالوا : فنحن ، قال : و ما لكم لا تؤمنون و أنا بين أظهركم ؟ قال
: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ألا إن أعجب الخلق إلي إيمانا لقوم
يكونون من بعدكم يجدون صحفا فيها كتاب يؤمنون بما فيها " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 102 ) :
ضعيف . رواه الحسن بن عرفة : حدثنا إسماعيل بن عياش الحمصي عن المغيرة بن
قيس التميمي عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده مرفوعا . رواه عنه إسماعيل بن
محمد الصفار في " جزئه " ( 90 / 2 مجموع 22 ) و كذا البيهقي في " الدلائل " ( ج
2 ) و الخطيب في " شرف أصحاب الحديث " ( 26 / 2 ) و طراد أبو الفوارس في " ما
أملاه يوم الجمعة 14 شعبان سنة 478 " . قلت : و هذا إسناد ضعيف ، إسماعيل بن
عياش ضعيف في روايته عن غير الشاميين و هذه منها ، فإن المغيرة بن قيس بصري . و
هو ضعيف أيضا . قال ابن أبي حاتم ( 4 / 1 / 227 ) : " بصري ، روى عن عمرو بن
شعيب ، روى عنه أبو عامر عبد الملك بن عمرو العقدي ، سمعت أبي يقول ذلك ، و
يقول : هو منكر الحديث " . قلت : و أما ابن حبان فذكره في " الثقات " ! كما في
" اللسان " . و رواه البيهقي من طريق مالك بن مغول عن طلحة عن أبي صالح مرفوعا
. و قال : " هذا مرسل " . قلت : و هو على إرساله ضعيف و قد وصله أبو نعيم في "
أخبار أصبهان " ( 1 / 308 - 309 ) و السهمي ( 363 ) من طريق خالد بن يزيد
العمري : حدثنا الثوري عن مالك بن مغول عن طلحة بن مصرف عن أبي صالح عن أبي
هريرة مرفوعا . لكن العمري هذا كذاب وضاع . و قد روي الحديث بلفظ آخر و هو :
" أتدرون أي أهل الإيمان أفضل إيمانا ؟ قالوا : يا رسول الله الملائكة ؟ قال :
هم كذلك ، و يحق ذلك لهم ، و ما يمنعهم و قد أنزلهم الله المنزلة التي أنزلهم
بها ؟ بل غيرهم . قالوا : يا رسول الله فالأنبياء الذين أكرمهم الله تعالى
بالنبوة و الرسالة ؟ قال : هم كذلك و يحق لهم ذلك ، و ما يمنعهم و قد أنزلهم
الله المنزلة التي أنزلهم بها ؟ بل غيرهم . قال : قلنا : فمن هم يا رسول الله ؟
قال : أقوام يأتون من بعدي في أصلاب الرجال فيؤمنون بي و لم يروني ، و يجدون
الورق المعلق فيعملون بما فيه ، فهؤلاء أفضل أهل الإيمان إيمانا " .

(2/224)


648 - " أتدرون أي أهل الإيمان أفضل إيمانا ؟ قالوا : يا رسول الله الملائكة ؟ قال :
هم كذلك ، و يحق ذلك لهم ، و ما يمنعهم و قد أنزلهم الله المنزلة التي أنزلهم
بها ؟ بل غيرهم . قالوا : يا رسول الله فالأنبياء الذين أكرمهم الله تعالى
بالنبوة و الرسالة ؟ قال : هم كذلك و يحق لهم ذلك ، و ما يمنعهم و قد أنزلهم
الله المنزلة التي أنزلهم بها ؟ بل غيرهم . قال : قلنا : فمن هم يا رسول الله
؟ قال : أقوام يأتون من بعدي في أصلاب الرجال فيؤمنون بي و لم يروني ، و يجدون
الورق المعلق فيعملون بما فيه ، فهؤلاء أفضل أهل الإيمان إيمانا " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 103 ) :
ضعيف جدا . رواه البغوي في " حديث مصعب الزبيري " ( 152 / 2 ) و عنه ابن
عساكر ( 16 / 274 / 1 ) و الخطيب في " شرف أصحاب الحديث " ( 36 - 37 ) من طريق
أبي يعلى و هذا في " مسنده " ( 13 / 2 ) و الحاكم ( 4 / 85 - 86 ) و عنه الهروي
في " ذم الكلام " ( 148 / 1 ) عن محمد بن أبي حميد عن زيد بن أسلم عن أبيه عن
عمر مرفوعا . و قال : " صحيح الإسناد " . و رده الذهبي بقوله : " قلت : بل
محمد ضعفوه " . قلت : قد اتهمه البخاري بقوله فيه : " منكر الحديث " و قال
النسائي : " ليس بثقة " . فمثله في مرتبة من لا يستشهد بحديثه و لا يعتبر به
كما بينه السيوطي في " تدريب الراوي " ( ص 127 ) . فعلى هذا لا يصلح الحديث
شاهدا للذي قبله ، فلا أدري لم جزم الحافظ ابن كثير في " اختصار علوم الحديث "
( ص 143 ) بنسبته إلى النبي صلى الله عليه وسلم بقوله : " و قد ورد في الحديث
عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال " فذكره و استدل به على جواز العمل
بالوجادة ، فلعله ظن أن ابن أبي حميد هذا ممن يستشهد به ، أو أنه وقف له على
طريق أو طرق أخرى يتقوى الحديث بها . و حينئذ ينبغي النظر فيها ، فإن صلح شيء
منها للاستشهاد فبها ، و إلا فنحن على ما تبين لنا الآن . و الحديث عزاه في "
الجامع الكبير " ( 3 / 170 / 2 ) لأبي يعلى و العقيلي و المرهبي في " العلم " و
الحاكم ، و تعقبه الحافظ ابن حجر في أطرافه بأن فيه محمد بن أبي حميد متروك
الحديث ، و قال في " المطالب العالية " : محمد ضعيف الحديث سيء الحفظ . و قال
البزار : الصواب أنه عن زيد بن أسلم مرسل . و قد وجدت لابن أبي حميد متابعا ،
أخرجه العقيلي في " الضعفاء " ( 427 ) عن المنهال بن بحر قال : حدثنا هشام بن
أبي عبد الله عن يحيى بن أبي كثير عن زيد بن أسلم به . و قال العقيلي : "
المنهال في حديثه نظر ، و هذا الحديث إنما يعرف لمحمد بن أبي حميد عن زيد بن
أسلم و ليس بمحفوظ من حديث يحيى بن أبي كثير ، و لا يتابع منهالا عليه أحد " .
قلت : و المنهال هذا ذكره ابن عدي في " الكامل " ، و أشار إلى تليينه ، و وثقه
أبو حاتم و ابن حبان ، فإن كان حفظه بهذا الإسناد ، فعلته عنعنة يحيى بن أبي
كثير ، فإنه كان مدلسا ، و لهذا أورده العقيلي في " الضعفاء " ( 466 ) فقال :
" ذكر بالتدليس " . و تبعه على ذلك الذهبي في " الميزان " و ابن حجر في "
التقريب " ، و لا أستبعد أن يكون سمعه من ابن أبي حميد هذا فدلسه . و الله أعلم
. و جملة القول أن هذا الإسناد ضعيف جدا لا يصلح للاستشهاد به ، و قد وجدت
للحديث طريقين آخرين ، أحدهما تقدم قبل هذا ، و هو خير من هذا ، و الآخر أشدهما
ضعفا و هو : " إن أشد أمتي حبا لي قوم يأتون من بعدي ، يؤمنون بي و لم يروني ،
يعملون بما في الورق المعلق " .

(2/225)


649 - " إن أشد أمتي حبا لي قوم يأتون من بعدي ، يؤمنون بي و لم يروني ، يعملون بما
في الورق المعلق " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 104 ) :

موضوع بهذا اللفظ . رواه ابن عساكر " في تاريخه " ( ج 11 / 137 / 2 ) عن
أحمد بن القاسم بن الريان اللكي المصري : أحمد بن إسحاق بن إبراهيم بن نبيط
الأشجعي : حدثني أبي : حدثنا أبي قال : لما نسخ عثمان المصاحف قال له أبو
هريرة : أصبت و وفقت ، أشهد لسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول . فذكره
. قال أحمد بن القاسم بن الريان : أخبرنا الواقدي أخبرنا ابن أبي سبرة عن سهيل
بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة به . كذا قال و قد سقط منه محمد بن سعد كاتب
الواقدي . قلت : و هكذا وقع الحديث من الطريقين عن أبي هريرة في " نسخة نبيط بن
شريط " ( رقم 57 و 58 ) ، و فيها بلايا ، كما في ترجمة أحمد بن إسحاق بن
إبراهيم هذا من " الميزان " و قال : " لا يحل الاحتجاج به فإنه كذاب " . و أقره
الحافظ في " اللسان " . و الراوي عنه أحمد بن القاسم بن الريان اللكي بضم اللام
و تشديد الكاف نسبة إلى ( اللك ) بليدة من أعمال برقة الغرب . و قال الذهبي : "
لينه ابن ماكولا ، و ضعفه الدارقطني " . ثم وقفت على طريق رابع للحديث ليس فيه
الورق المعلق و سوف يأتي بلفظ : " يا أيها الناس من أعجب الخلق ....... " . و
إنما يصح من هذا الحديث و الذي قبله بعضه ، و هو في حديث أبي جمعة رضي الله عنه
قال : تغدينا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم و معنا أبو عبيدة بن الجراح فقال
: يا رسول الله أحد منا خير منا ؟ أسلمنا و جاهدنا معك ، قال : نعم قوم يكونون
من بعدكم يؤمنون بي و لم يروني . رواه الدارمي ( 2 / 308 ) و أحمد ( 4 / 106 )
و الحاكم ( 4 / 85 ) و صححه و وافقه الذهبي . و أقول : إسناد الدارمي و أحد
إسنادي أحمد صحيح إن شاء الله تعالى . و قد عزاه لهؤلاء الثلاثة السيوطي في "
تدريب الراوي " ( ص 150 ) بلفظ آخر ، و هو سهو منه رحمه الله .

(2/226)


650 - " أحبوا قريشا ، فإنه من أحبهم أحبه الله تعالى " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 105 ) :

ضعيف جدا . رواه الحسن بن عرفة في " جزئه " ( 107 / 1 ) : حدثنا عيسى بن
مرحوم بن عبد العزيز العطار : حدثنا عبد المهيمن بن عباس بن سهل الساعدي عن
أبيه عن جده مرفوعا . قلت : و هذا إسناد ضعيف جدا . علته عبد المهيمن هذا ، قال
البخاري و أبو حاتم : " منكر الحديث " . و قال النسائي ( 2 / 141 ) : " ليس
بثقة " و في موضع آخر : " متروك الحديث " . و قال ابن حبان ( 2 / 141 ) : "
ينفرد عن أبيه بأشياء مناكير لا يتابع عليه من كثرة وهمه ، فلما فحش ذلك في
روايته بطل الاحتجاج به " . و من طريقه أخرجه الطبراني في " الكبير " و البيهقي
في " الشعب " كما في " فيض القدير " .

(2/227)


651 - " من ادهن و لم يسم ادهن معه سبعون شيطانا " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 105 ) :

كذب . أخرجه ابن السني ( رقم 170 ) عن بقية بن الوليد : حدثني مسلمة بن
نافع : <1> حدثني أخي دويد بن نافع القرشي قال : قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم : فذكره . قلت : و هذا إسناد ضعيف جدا ، على إعضاله ، فإن دويد بن
نافع من أتباع التابعين روى عن عروة بن الزبير و نحوه . قال الحافظ في "
التقريب " : " مقبول " . يعني عند المتابعة ، و إلا فهو لين الحديث كما نص عليه
في المقدمة . و أخوه مسلمة لم أجد له ترجمة ، و لم يترجمه ابن أبي حاتم في "
الجرح و التعديل " . و بقية مدلس و قد عنعنه ، و من عادته أن يروي عن الضعفاء و
المتهمين ثم يدلسهم و يسقطهم من الإسناد ، فلعل هذا الحديث أخذه عن بعض
الوضاعين ثم أسقطه ، و وهم بعض الرواة في هذا الإسناد فقال عنه : حدثني مسلمة
.... فإن صح أنه سمعه منه فهو من شيوخه المجهولين . و الله أعلم . و قال ابن
أبي حاتم في " العلل " ( 2 / 305 ) : " سألت أبي عن حديث رواه الحارث بن
النعمان عن شعبة عن مسلمة بن نافع عن أخيه دويد بن نافع قال : قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم : " من ادهن فلم يذكر اسم الله ادهن معه سبعون شيطانا " ؟
قال : الحارث بن النعمان هذا كان يفتعل الحديث ، و هذا حديث كذب ، إنما روى هذا
الحديث بقية عن مسلمة بن نافع " . و هاتان فائدتان هامتان من هذا الإمام :
الأولى : أن الحارث بن النعمان كان يفتعل الحديث . و هذا مما لا تراه في شيء من
كتب الرجال ، بل خفي هذا النص على الحافظ الذهبي فقال في ترجمة الحارث هذا من "
الميزان " و هو : " الحارث بن النعمان بن سالم الأكفاني " قال : " صدوق " ! و
أقره الحافظ في " التهذيب " و جزم به في " التقريب " . و الله أعلم . الثانية :
الشهادة على هذا الحديث بأنه كذب ، و هو حري بذلك .

-----------------------------------------------------------
[1] الأصل : " سلمة بن رافع ، و التصحيح من " الجرح و التعديل " و " تهذيب
التهذيب " و غيرهما . اهـ .

(2/228)


652 - " ما من عبدين متحابين في الله يستقبل أحدهما صاحبه فيصافحه و يصليان على النبي
صلى الله عليه وسلم إلا لم يتفرقا حتى يغفر الله لهما ذنوبهما ما تقدم منها و
ما تأخر " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 106 ) :

منكر جدا بهذا اللفظ . رواه ابن السني ( برقم 190 ) و ابن حبان في "
الضعفاء " ( 1 / 289 ) و الباطرقاني في " جزء من حديثه " ( 165 / 1 ) عن درست
بن حمزة : حدثنا مطر الوراق عن قتادة عن أنس مرفوعا . قلت : و هذا سند ضعيف
درست بن حمزة ، و يقال : ابن زياد العنبري قال ابن حبان : " كان منكر الحديث
جدا ، يروي عن مطر و غيره أشياء تتخايل إلى من يسمعها أنها موضوعة " . و ضعفه
الدارقطني . و قتادة فيه تدليس و قد عنعنه . و قد جاءت أحاديث كثيرة عن جمع من
الصحابة بمعنى هذا الحديث لكن ليس في شيء منها ذكر الصلاة عليه صلى الله عليه
وسلم ، و لا مغفرة ما تأخر أيضا من الذنوب ، فدل ذلك على أن هذه الزيادة منكرة
. و الله أعلم . و الأحاديث المشار إليها أوردها المنذري ( 3 / 270 - 271 ) .
ثم رأيت النووي قد أورد الحديث في " الأذكار " ساكتا عليه !

(2/229)


653 - " الصائم في عبادة و إن كان راقدا على فراشه " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 106 ) :

ضعيف . رواه تمام ( 18 / 172 - 173 ) : أخبرنا أبو بكر يحيى بن عبد الله بن
الزجاج قال : حدثنا أبو بكر محمد بن هارون بن محمد بن بكار بن بلال : حدثنا
سليمان بن عبد الرحمن : حدثنا هاشم بن أبي هريرة الحمصي عن هشام بن حسان عن ابن
سيرين عن سلمان بن عامر الضبي مرفوعا . و هذا سند ضعيف يحيى الزجاج و محمد
بن هارون لم أجد من ذكرهما . و بقية رجاله ثقات غير هاشم بن أبي هريرة الحمصي
ترجمه ابن أبي حاتم ( 4 / 2 / 105 ) و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا . قال : "
و اسم أبي هريرة عيسى بن بشير " . و أورده في " الميزان " و قال : " لا يعرف ،
قال العقيلي : منكر الحديث " . و الحديث أورده السيوطي في " الجامع الصغير "
برواية الديلمي في " مسند الفردوس " عن أنس . و تعقبه المناوي بقوله : " و فيه
محمد بن أحمد بن سهل ، قال الذهبي في " الضعفاء " : قال ابن عدي : [ هو ] ممن
يضع الحديث " . قلت : هو عند الديلمي ( 2 / 257 ) لكن طريق تمام ليس فيها هذا
الوضاع كما مر ، فهي تنقذ الحديث من إطلاق الوضع عليه . و الله أعلم . و قد
رواه عبد الله بن أحمد في " زوائد الزهد " ( ص 303 ) من قول أبي العالية موقوفا
عليه بزيادة " ما لم يغتب " . و إسناده صحيح . فلعل هذا أصل الحديث موقوف ،
أخطأ بعض الضعفاء فرفعه . و الله أعلم .

(2/230)


654 - " ثلاث من جاء بهن مع إيمان دخل أي أبواب الجنة شاء ، و زوج من الحور العين حيث
شاء ، من عفا عن قاتله ، و أدى دينا خفيا ، و قرأ دبر كل صلاة مكتوبة عشر
مرات *( قل هو الله أحد )* قال : فقال أبو بكر : أو إحداهن يا رسول الله ؟ قال
: أو إحداهن " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 107 ) :

ضعيف جدا . أخرجه أبو يعلى في " مسنده " ( ق 105 / 2 ) و الطبراني في "
الأوسط " ( ق 186 / 2 ) و أبو محمد الجوهري في " الفوائد المنتقاة " ( 4 / 2 )
و أبو محمد الخلال في " فضائل الإخلاص " ( ق 201 / 2 ) عن عمر بن نبهان عن أبي
شداد عن جابر مرفوعا . و قال الطبراني : " لا يروى هذا الحديث إلا بهذا
الإسناد " . قلت : و هو ضعيف جدا ، عمر بن نبهان ، قال ابن معين . " ليس بشيء "
، و قال ابن حبان في " الضعفاء " ( 2 / 90 ) : " يروي المناكير عن المشاهير
فاستحق الترك " . و أبو شداد لم أعرفه . و الحديث ساقه الحافظ ابن حجر في "
نتائج الأفكار " ( 1 / 154 / 1 ) من طريق أبي يعلى و قال : " هذا حديث غريب ،
أخرجه الطبراني في " كتاب الدعاء " ، و أبو شداد لا يعرف اسمه و لا حاله ، و
الراوي عنه ضعفه جماعة " . و قال الهيثمي في " المجمع " ( 10 / 102 ) : " رواه
أبو يعلى و فيه عمر بن نبهان و هو متروك " . و قال المنذري في " الترغيب " ( 3
/ 208 ) : " رواه الطبراني في " الأوسط " و رواه أيضا من حديث أم سلمة بنحوه "
. و أشار إلى تضعيفه . و حديث أم سلمة أورده الهيثمي أيضا في " المجمع " ،
( 9 / 302 ) و قال : " رواه الطبراني و فيه جماعة لم أعرفهم " . قلت : و رواه
الدينوري عنها بلفظ " من كانت فيه واحدة ... " و سيأتي برقم ( 1276 ) و له شاهد
من حديث ابن عباس مرفوعا مثل حديث جابر دون قول أبي بكر : " أو إحداهن .... "
أخرجه ابن السني ( رقم 132 ) من طريق عمرو بن خالد عن الخليل بن مرة عن إسماعيل
بن إبراهيم الأنصاري عن عطاء عنه . قلت : و هذا أشد ضعفا من سابقه : الأنصاري
مجهول ، و الخليل بن مرة ضعيف جدا ، و عمرو بن خالد كذاب . لكن أخرجه ابن عساكر
في " تاريخ دمشق " ( 17 / 274 / 1 ) من طريق حماد بن عبد الرحمن : أخبرنا
إسماعيل بن إبراهيم الأنصاري به . إلا أن حمادا هذا مما لا يفرح بمتابعته ، قال
أبو زرعة : " يروي أحاديث مناكير " و قال أبو حاتم : " شيخ مجهول ، منكر الحديث
، ضعيف الحديث " .

(2/231)


655 - " إذا انفلتت دابة أحدكم بأرض فلاة فليناد : يا عباد الله احبسوا علي ، يا عباد
الله احبسوا علي ، فإن لله في الأرض حاضرا سيحبسه عليكم " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 108 ) :

ضعيف . رواه الطبراني ( 3 / 81 / 1 ) و أبو يعلى في " مسنده " ( 254 / 1 )
و عنه ابن السني في " عمل اليوم و الليلة " ( 500 ) كلاهما من طريق معروف بن
حسان السمرقندي عن سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن عبد الله بن بريدة <1> عن
عبد الله بن مسعود مرفوعا . قلت : و هذا سند ضعيف ، و فيه علتان : الأولى :
معروف هذا ، فإنه غير معروف ! قال ابن أبي حاتم ( 4 / 1 / 333 ) عن أبيه إنه "
مجهول " . و أما ابن عدي فقال : إنه " منكر الحديث " ، و بهذا أعله الهيثمي (
10 / 132 ) ، فقال بعد أن عزاه لأبي يعلى و الطبراني : " و فيه معروف بن حسان و
هو ضعيف " . الثانية : الانقطاع ، و به أعله الحافظ ابن حجر فقال : " حديث غريب
، أخرجه ابن السني و الطبراني ، و في السند انقطاع بين ابن بريدة و ابن مسعود "
. نقله ابن علان في " شرح الأذكار " ( 5 / 150 ) . و قال الحافظ السخاوي في "
الابتهاج بأذكار المسافر و الحاج " ( ص 39 ) : " و سنده ضعيف ، لكن قال النووي
: إنه جربه هو و بعض أكابر شيوخه " . قلت : العبادات لا تؤخذ من التجارب ، سيما
ما كان منها في أمر غيبي كهذا الحديث ، فلا يجوز الميل إلى تصحيحه بالتجربة !
كيف و قد تمسك به بعضهم في جواز الاستغاثة بالموتى عند الشدائد و هو شرك خالص .
و الله المستعان . و ما أحسن ما روى الهروي في " ذم الكلام " ( 4 / 68 / 1 ) أن
عبد الله بن المبارك ضل في بعض أسفاره في طريق ، و كان قد بلغه أن من اضطر (
كذا الأصل ، و لعل الصواب : ضل ) في مفازة فنادى : عباد الله أعينوني ! أعين ،
قال فجعلت أطلب الجزء أنظر إسناده . قال الهروي : فلم يستجز . أن يدعو بدعاء لا
يرى إسناده " . قلت : فهكذا فليكن الاتباع . و مثله في الحسن ما قال العلامة
الشوكاني في " تحفة الذاكرين " ( ص 140 ) بمثل هذه المناسبة : " و أقول : السنة
لا تثبت بمجرد التجربة ، و لا يخرج الفاعل للشيء معتقدا أنه سنة عن كونه مبتدعا
. و قبول الدعاء لا يدل على أن سبب القبول ثابت عن رسول الله صلى الله عليه
وسلم ، فقد يجيب الله الدعاء من غير توسل بسنة و هو أرحم الراحمين ، و قد تكون
الاستجابة استدراجا " . و للحديث طريق آخر معضل ، أخرجه ابن أبي شيبة في "
المصنف " ( 12 / 153 / 2 ) عن محمد بن إسحاق عن أبان بن صالح أن رسول الله صلى
الله عليه وسلم قال : فذكره نحوه . و هذا مع إعضاله ، فيه ابن إسحاق و هو مدلس
و قد عنعنه ، و الأصح عن أبان عن مجاهد عن ابن عباس موقوفا عليه كما يأتي بيانه
في آخر الحديث التالي .

-----------------------------------------------------------
[1] هكذا هو في " الطبراني " و وقع في ابن السني : " عن ابن بردة عن أبيه " و
الظاهر أنه خطأ من بعض النساخ كما يشعر بذلك كلام الحافظ الآتي . و الله أعلم .
اهـ .

(2/232)


656 - " إذا أضل أحدكم شيئا ، أو أراد أحدكم غوثا ، و هو بأرض ليس بها أنيس فليقل :
يا عباد الله أغيثوني ، يا عباد الله أغيثوني ، فإن لله عبادا لا نراهم " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 109 ) :
ضعيف . رواه الطبراني في " الكبير " ( مجموع 6 / 55 / 1 ) : حدثنا الحسين
بن إسحاق : حدثنا أحمد بن يحيى الصوفي : حدثنا عبد الرحمن بن شريك قال : حدثني
أبي عن عبد الله بن عيسى عن ابن علي عن عتبة بن غزوان عن نبي الله صلى الله
عليه وسلم قال : فذكره . و زاد في آخره : " و قد جرب ذلك " . قلت : و هذا سند
ضعيف . و فيه علل : 1 و 2 - عبد الرحمن بن شريك و هو ابن عبد الله القاضي و
أبوه كلاهما ضعيف ، قال الحافظ في الأول منهما : " صدوق يخطيء " . و قال في
أبيه : " صدوق يخطيء كثيرا ، تغير حفظه منذ ولي القضاء بالكوفة " . و قد أشار
إلى هذا الهيثمي بقوله في " المجمع " ( 10 / 132 ) : " رواه الطبراني و رجاله
وثقوا على ضعف في بعضهم ، إلا أن يزيد ( كذا ) بن علي لم يدرك عتبة " . 3 -
الانقطاع بين عتبة و ابن علي ، هكذا وقع في أصلنا الذي نقلنا منه الحديث ( ابن
علي ) غير مسمى ، و قد سماه الهيثمي كما سبق ( يزيد ) ، و أنا أظنه وهما من
الناسخ أو الطابع ، فإنه ليس في الرواة من يسمى ( يزيد بن علي ) و الصواب ( زيد
بن علي ) و هو زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ، ولد سنة ثمانين ، و
مات عتبة سنة عشرين على أوسع الأقوال فبين وفاته و ولادة زيد بن علي دهر طويل !
و قال الحافظ ابن حجر في " تخريج الأذكار " : " أخرجه الطبراني بسند منقطع عن
عتبة بن غزوان مرفوعا و زاد في آخره " و قد جرب ذلك " . ثم قال الحافظ : " كذا
في الأصل ، أي الأصل المنقول منه هذا الحديث من كتاب الطبراني ، و لم أعرف
تعيين قائله ، و لعله مصنف المعجم ، و الله أعلم " . فقد اقتصر الحافظ على
إعلاله بالانقطاع ، و هو قصور واضح لما عرفت من العلتين الأوليين . و أما دعوى
الطبراني رحمه الله بأن الحديث قد جرب ، فلا يجوز الاعتماد عليها ، لأن
العبادات لا تثبت بالتجربة ، كما سبق بيانه في الحديث الذي قبله . و مع أن هذا
الحديث ضعيف كالذي قبله ، فليس فيه دليل على جواز الاستغاثة بالموتى من
الأولياء و الصالحين ، لأنهما صريحان بأن المقصود بـ " عباد الله " فيهما خلق
من غير البشر ، بدليل قوله في الحديث الأول : " فإن لله في الأرض حاضرا سيحبسه
عليهم " . و قوله في هذا الحديث : " فإن لله عبادا لا نراهم " . و هذا الوصف
إنما ينطبق على الملائكة أو الجن ، لأنهم الذين لا نراهم عادة ، و قد جاء في
حديث آخر تعيين أنهم طائفة من الملائكة . أخرجه البزار عن ابن عباس بلفظ : " إن
لله تعالى ملائكة في الأرض سوى الحفظة يكتبون ما يسقط من ورق الشجر ، فإذا
أصابت أحدكم عرجة بأرض فلاة فليناد : يا عباد الله أعينوني " . قال الحافظ كما
في " شرح ابن علان " ( 5 / 151 ) : " هذا حديث حسن الإسناد غريب جدا ، أخرجه
البزار و قال : لا نعلم يروى عن النبي صلى الله عليه وسلم بهذا اللفظ إلا من
هذا الوجه بهذا الإسناد " . و حسنه السخاوي أيضا في " الابتهاج " و قال الهيثمي
: " رجاله ثقات " . قلت : و رواه البيهقي في " الشعب " موقوفا كما يأتي . فهذا
الحديث - إذا صح - يعين أن المراد بقوله في الحديث الأول " يا عباد الله " إنما
هم الملائكة ، فلا يجوز أن يلحق بهم المسلمون من الجن أو الإنس ممن يسمونهم
برجال الغيب من الأولياء و الصالحين ، سواء كانوا أحياء أو أمواتا ، فإن
الاستغاثة بهم و طلب العون منهم شرك بين لأنهم لا يسمعون الدعاء ، و لو سمعوا
لما استطاعوا الاستجابة و تحقيق الرغبة ، و هذا صريح في آيات كثيرة ، منها قوله
تبارك و تعالى : *( و الذين تدعون من دونه ما يملكون من قطمير ، إن تدعوهم لا
يسمعوا دعائكم ، و لو سمعوا ما استجابوا لكم ، و يوم القيامة يكفرون بشرككم ، و
لا ينبئك مثل خبير )* ( فاطر 13 - 14 ) . هذا ، و يبدو أن حديث ابن عباس الذي
حسنه الحافظ كان الإمام أحمد يقويه ، لأنه قد عمل به ، فقال ابنه عبد الله في "
المسائل " ( 217 ) : " سمعت أبي يقول : حججت خمس حجج منها ثنتين [ راكبا ] و
ثلاثة ماشيا ، أو ثنتين ماشيا و ثلاثة راكبا ، فضللت الطريق في حجة و كنت ماشيا
، فجعلت أقول : ( يا عباد الله دلونا على الطريق ! ) فلم أزل أقول ذلك حتى وقعت
على الطريق . أو كما قال أبي ، و رواه البيهقي في " الشعب " ( 2 / 455 / 2 ) و
ابن عساكر ( 3 / 72 / 1 ) من طريق عبد الله بسند صحيح . و بعد كتابة ما سبق
وقفت على إسناد البزاز في " زوائده " ( ص 303 ) : حدثنا موسى بن إسحاق : حدثنا
منجاب بن الحارث : حدثنا حاتم بن إسماعيل عن أسامة بن زيد [ عن أبان ] ابن صالح
عن مجاهد عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : فذكره . قلت : و هذا
إسناد حسن كما قالوا ، فإن رجاله كلهم ثقات غير أسامة بن زيد و هو الليثي و هو
من رجال مسلم ، على ضعف في حفظه ، قال الحافظ في " التقريب " : " صدوق يهم " .
و موسى بن إسحاق هو أبو بكر الأنصاري ثقة ، ترجمه الخطيب البغدادي في " تاريخه
" ( 13 / 52 - 54 ) ترجمة جيدة . نعم خالفه جعفر بن عون فقال : حدثنا أسامة بن
زيد .... فذكره موقوفا على ابن عباس . أخرجه البيهقي في " شعب الإيمان " ( 2 /
455 / 1 ) . و جعفر بن عون أوثق من حاتم بن إسماعيل ، فإنهما و إن كانا من رجال
الشيخين ، فالأول منهما لم يجرح بشيء ، بخلاف الآخر ، فقد قال فيه النسائي :
ليس بالقوي . و قال غيره : كانت فيه غفلة . و لذلك قال فيه الحافظ : " صحيح
الكتاب ، صدوق يهم " . و قال في جعفر : " صدوق " . و لذلك فالحديث عندي معلول
بالمخالفة ، و الأرجح أنه موقوف ، و ليس هو من الأحاديث التي يمكن القطع بأنها
في حكم المرفوع ، لاحتمال أن يكون ابن عباس تلقاها من مسلمة أهل الكتاب . و
الله أعلم . و لعل الحافظ ابن حجر رحمه الله لو اطلع على هذه الطريق الموقوفة ،
لانكشفت له العلة ، و أعله بالوقف كما فعلت ، و لأغناه ذلك عن استغرابه جدا ، و
الله أعلم .

(2/233)


657 - " من ترك أربع جمعات من غير عذر ، فقد نبذ الإسلام وراء ظهره " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 112 ) :

ضعيف . أخرجه ابن الحمامي الصوفي في " منتخب من مسموعاته " ( ق 34 / 1 ) من
طريق شريك عن عوف الأعرابي عن سعيد بن أبي الحسن عن ابن عباس مرفوعا .
قلت : و هذا إسناد ضعيف ، لأن شريكا هذا و هو ابن عبد الله القاضي ضعفوه لسوء
حفظه . لاسيما و قد خولف في لفظه و رفعه ، فقال أبو يعلى في " مسنده " ( 2 /
719 ) : حدثنا حميد بن مسعدة : أخبرنا سفيان بن حبيب عن عوف به موقفا على ابن
عباس بلفظ : " من ترك الجمعة ثلاث جمع متواليات ، فقد نبذ .... " إلخ . قلت : و
هو إسناد صحيح كما قال المنذري ( 1 / 261 ) ، و رجاله ثقات رجال مسلم غير سفيان
بن حبيب ، و هو ثقة أخرج له البخاري في " الأدب المفرد " و منه تعلم خطأ
الهيثمي في إطلاقه قوله ( 2 / 193 ) : " و رجاله رجال الصحيح " . و الحديث
أورده الغزالي في " الإحياء " ( 1 / 160 ) مرفوعا بلفظ : " ثلاث " ، فقال مخرجه
الحافظ العراقي : " رواه البيهقي في " الشعب " من حديث ابن عباس " . قلت : فهذا
يدل بظاهره أنه مرفوع عند البيهقي فليراجع من استطاع إسناده في " شعب الإيمان "
، فإنه لا يزال غالبه غير مطبوع حتى الآن . و قد أخرجه الشافعي في " مسنده " (
رقم 381 - ترتيب السندي ) : أخبرنا إبراهيم بن محمد : حدثني صفوان بن سليم عن
إبراهيم بن عبد الله بن سعيد عن أبيه عن عكرمة عن ابن عباس مرفوعا بلفظ : " من
ترك الجمعة من غير ضرورة كتب منافقا في كتاب لا يمحى و لا يبدل " . و في بعض
الحديث : ( ثلاثا ) . قلت : و هذا إسناد ضعيف جدا إبراهيم بن محمد و هو ابن أبي
يحيى المدني متروك . و أما إبراهيم بن عبد الله بن سعيد عن أبيه ، فلم أعرفهما
، و لم يترجمهما الحافظ في " التعجيل " . و الله أعلم .

(2/234)


658 - " عج حجر إلى الله تعالى فقال : إلهي و سيدي عبدتك منذ كذا و كذا سنة ( و في
رواية : ألف سنة ) ، ثم جعلتني في أس كنيف ؟ فقال : أوما ترضى أن عدلت بك عن
مجالس القضاة ؟ " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 113 ) :
موضوع . أخرجه تمام الرازي في " الفوائد " ( 5 / 58 / 2 من مجموع الظاهرية
رقم 92 ) و من طريقه ابن عساكر في " تاريخه " ( 15 / 324 / 1 - 2 ) من طريق أبي
معاوية عبيد الله بن محمد القري المؤدب قال مرة : حدثنا محمود بن خالد : حدثنا
عمر عن الأوزاعي ، و مرة قال : عبد الرحمن بن إبراهيم : حدثنا الوليد بن مسلم
عن الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي هريرة مرفوعا . و قال
الرازي : " هذا حديث منكر ، و أبو معاوية القري هذا ضعيف و كان يحدث بهذا
الحديث بالإسنادين جميعا " . و أقره الشيخ أحمد بن عز الدين بن عبد السلام في "
النصيحة بما أبدته القريحة " ( ق 41 / 1 ) . و الحديث ذكره السيوطي في " الجامع
" من رواية تمام و ابن عساكر عن أبي هريرة . و تعقبه شارحه المناوي . بكلام
الرازي هذا ، و نقل الحافظ في " اللسان " عن ابن عساكر أنه قال فيه : " كان
ضعيفا " . ثم رأيت السيوطي قد أورد الحديث في " ذيل الأحاديث الموضوعة " ( رقم
632 ) من رواية تمام و إنكاره للحديث . و وافقه ابن عراق فأورده في " تنزيه
الشريعة " ( 315 / 2 ) و قال : " قال الذهبي في " تلخيص الواهيات " ، و ابن حجر
في " لسان الميزان " : هذا موضوع " .

(2/235)


659 - " أيما شاب تزوج في حداثة سنه ، عج شيطانه : يا ويله عصم مني دينه " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 113 ) :

موضوع . رواه أبو يعلى في " مسنده " ( ق 115 / 1 ) و من طريقه ابن حبان في
" الضعفاء " ( 1 / 275 ) و الطبراني في " الأوسط " ( 1 / 162 / 2 من الجمع بين
زوائده و زوائد " الصغير " ) و ابن زيدان في " مسنده " ( 20 / 1 ) و الخطيب ( 8
/ 33 ) و ابن عساكر ( 8 / 506 / 1 ) عن خالد بن إسماعيل المخزومي : حدثنا عبيد
الله بن عمر عن صالح بن أبي صالح مولى التوأمة عن جابر مرفوعا به . قلت : و
هذا موضوع ، و له آفتان : الأولى : صالح هذا ، فإنه ضعيف ، و لكن الحمل فيه على
غيره . الثانية : خالد هذا و كنيته أبو الوليد ، قال ابن حبان : " روى عن عبيد
الله بن عمر العجائب ، لا يجوز الاحتجاج به بحال ، و لا الرواية عنه " . و قال
الذهبي : " قال ابن عدي : كان يضع الحديث ، و قال الدارقطني : متروك " . و لهذا
وصفه الذهبي في " الكنى " من " ميزانه " بأنه " الكذاب " . و قال الحافظ محمد
بن عبد الهادي تلميذ ابن تيمية في بعض أبحاثه في التفسير و الحديث <1> : " هذا
حديث موضوع ، و خالد بن إسماعيل المخزومي متروك " و قال الهيثمي في " المجمع "
( 4 / 253 ) : " رواه أبو يعلى و الطبراني في " الأوسط " و فيه خالد بن إسماعيل
المخزومي و هو متروك " . قلت : و قد تابعه عصمة بن محمد بن عبيد الله بن عمر به
. أخرجه ابن عساكر ( 18 / 76 / 1 ) ، و لكنها متابعة لا تسمن و لا تغني من جوع
، فإن عصمة هذا حاله كحال المخزومي ، فقال الدارقطني و غيره : " متروك " . و
قال يحيى : " كذاب يضع الحديث " .

-----------------------------------------------------------
[1] مخطوط في المكتبة الظاهرية بدمشق ( حديث 405 / 225 / 1 ) . ا هـ .

(2/236)


660 - " كان إذا صلى مسح بيده اليمنى على رأسه و يقول : بسم الله الذي لا إله غيره
الرحمن الرحيم ، اللهم أذهب عني الهم و الحزن " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 114 ) :
ضعيف جدا . رواه الطبراني في " الأوسط " ( ص 451 - زوائده نسخة الحرم المكي
) و الخطيب ( 12 / 480 ) عن كثير بن سليم أبي سلمة سمعت أنسا به . قلت : و
هذا سند ضعيف جدا من أجل كثير هذا ، قال البخاري و أبو حاتم : " منكر الحديث "
. و قال النسائي و الأزدي : " متروك " . و ضعفه غيرهم . و الحديث أورده السيوطي
في " الجامع " عن الخطيب و لم يتعقبه الشارح بشيء . و قد وجدت له طريقا آخر ،
رواه ابن السني ( رقم 110 ) و أبو نعيم في " الحلية " ( 2 / 301 ) عن سلامة عن
زيد العمي عن معاوية بن قرة عن أنس . و هذا موضوع ، سلامة هو الطويل كذاب .

(2/237)


661 - " كنت أول النبيين في الخلق ، و آخرهم في البعث ، [ فبدأ بي قبلهم ] " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 115 ) :

ضعيف . رواه تمام في " فوائده " ( 8 / 126 / 1 ) و أبو نعيم في " الدلائل "
( ص 6 ) و الثعلبي في " تفسيره " ( 3 / 93 / 1 ) من طريق سعيد بن بشير : حدثنا
قتادة عن الحسن عن أبي هريرة مرفوعا . قلت : و هذا سند ضعيف ، و له علتان :
الأولى : عنعنة الحسن . الثانية : سعيد بن بشير ، قال الحافظ : " ضعيف " . و
خالفه أبو هلال فقال : عن قتادة مرسلا ، فلم يذكر فيه الحسن عن أبي هريرة .
أخرجه ابن سعد ( 1 / 149 ) . و الحديث أورده ابن كثير من رواية ابن أبي حاتم من
الوجه الأول ، و فيه الزيادة التي بين القوسين [ ] ، ثم قال ابن كثير : " سعيد
بن بشير فيه ضعف ، و قد رواه سعيد بن أبي عروبة عن قتادة به مرسلا ، و هو أشبه
، و رواه بعضهم عن قتادة موقوفا " . و عزاه المناوي لابن لال و الديلمي كلهم من
حديث سعيد بن بشير به ، ثم قال : " و سعيد بن بشير ضعفه ابن معين و غيره " .
قلت : و في ترجمته أورد الذهبي هذا الحديث من غرائبه ! و يغني عن هذا الحديث
قوله صلى الله عليه و آله وسلم : " كنت نبيا و آدم بين الروح و الجسد " . رواه
أحمد في " السنة " ( ص 111 ) عن ميسرة الفجر . و سنده صحيح ، و لكن لا دلالة
فيه و لا في الذي قبله على أن النبي صلى الله عليه وسلم أول خلق الله تعالى ،
خلافا لما يظن البعض . و هذا ظاهر بأدنى تأمل .

(2/238)


662 - " صنفان من أمتي لا تنالهما شفاعتي ، القدرية و المرجئة . قلت يا رسول الله :
ما المرجئة ؟ قال : قوم يزعمون أن الإيمان قول بلا عمل . قلت : ما القدرية ؟
قال : الذين يقولون المشيئة إلينا " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 115 ) :

موضوع بهذا التمام . رواه الخطيب في " المتشابه في الرسم " ( 144 / 1 ) عن
الحسن بن سعيد المطوعي : أخبرنا عبدان العسكري حدثنا الحسن بن علي بن بحر
أخبرنا إسماعيل بن داود الجزري : أخبرنا أبو عمران الموصلي عن أنس مرفوعا .
قلت : و هذا إسناد موضوع ، أبو عمران اسمه سعيد بن ميسرة ، قال البخاري : "
منكر الحديث " . و قال ابن حبان ( 1 / 313 ) : " يقال إنه لم ير أنسا . و كان
يروي عنه الموضوعات التي لا تشبه أحاديثه ، كأنه كان يروي عن أنس عن النبي صلى
الله عليه وسلم ما يسمع القصاص يذكرونه في القصص " . و قال الحاكم : " روى عن
أنس موضوعات " . و كذبه يحيى القطان . و بقية الرواة لم أعرف منهم غير عبدان .
و الحديث أورد السيوطي شطره الأول في " الجامع " دون قوله : " قلت : يا رسول
الله ........ " . و عزاه لأبي نعيم في " الحلية " عن أنس ، و الطبراني في "
الأوسط " عن واثلة و عن جابر ، و هو في " الحلية " ( 9 / 254 ) من طريق عبد
الحكم بن ميسرة : حدثنا سعيد بن بشير عن قتادة عن أنس مرفوعا . و هذا سند ضعيف
: عبد الحكم هذا ضعفه الدارقطني فقال : " يحدث بما لا يتابع عليه " . و ذكره
النسائي في " كتاب الضعفاء " كما في " اللسان " . و لم أره في " ضعفاء النسائي
" المطبوع في الهند . و الله أعلم . و في حديث واثلة عند الطبراني محمد بن محصن
و هو متهم : و في حديث جابر عنده بحر بن كنيز السقاء ، و هو متروك انظر "
المجمع " ( 7 / 206 ) .

(2/239)


663 - " لا راحة للمؤمن دون لقاء الله عز وجل " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 116 ) :
لا أصل له مرفوعا . و إنما رواه الإمام أحمد في " الزهد " ( ص 156 ) من
طريق إبراهيم قال : قال عبد الله فذكره . و هذا إسناد رجاله ثقات كلهم و
ظاهره الانقطاع بين إبراهيم ، و هو النخعي و عبد الله و هو ابن مسعود ، لكن قال
الحافظ أبو سعيد العلائي في النخعي : " هو مكثر من الإرسال ، و جماعة من الأئمة
صححوا مراسيله ، و خص البيهقي ذلك بما أرسله عن ابن مسعود " . قلت : و ذلك لما
رواه الأعمش قال : قلت لإبراهيم : أسند لي عن ابن مسعود . فقال إبراهيم : إذا
حدثتكم عن رجل عن عبد الله فهو الذي سمعت ، و إذا قلت : " قال عبد الله " فهو
عن غير واحد عن عبد الله " . ذكره في " التهذيب " . فمثل هذا الإسناد يمكن
تحسينه . و الله أعلم . و قال السيوطي في " الدرر " : " أورده في " الفردوس "
عن أبي هريرة مرفوعا و لم يسنده " . ثم رأيته في " حديث أبي الحسن الأخميمي " (
2 / 63 / 1 ) من طريق سفيان الثوري عن العلاء بن المسيب عن أبيه قال : قال عبد
الله بن مسعود : " ليس للمؤمن راحة دون لقاء الله ، فمن كانت راحته في لقاء
الله عز وجل فكأن قد " . فهذه طريق أخرى موقوفة على ابن مسعود ، فهو عنه صحيح
إن شاء الله تعالى .

(2/240)


664 - " من كنوز البر كتمان المصائب ، و ما صبر من بث " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 117 ) :
موضوع . رواه أبو نعيم في " أخبار أصبهان " ( 2 / 42 ) عن داود بن المحبر :
حدثنا عنبسة بن عبد الرحمن القرشي : حدثنا عبد الله بن الأسود الأصبهاني عن
أنس بن مالك مرفوعا . قلت : و هذا إسناد موضوع ، أورده أبو نعيم في ترجمة عبد
الله بن الأسود هذا و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا ، لكن عنبسة و داود كلاهما
كذاب ، فأحدهما آفته .

(2/241)


665 - " الصدقة تمنع ميتة السوء " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 117 ) :

ضعيف . رواه أبو عبد الله القاضي الفلاكي في " فوائده " ( 87 / 2 ) :
أخبرنا عمر بن القاسم المقري : أخبرنا القاسم بن أحمد الملطي : حدثنا لوين :
حدثنا جرير عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة مرفوعا . قلت : و هذا
إسناد موضوع ، المتهم به الملطي هذا و هو القاسم بن إبراهيم ، و ما في الأصل "
ابن أحمد " خطأ ، فإن الذي يروي عن لوين و عنه عمر بن القاسم هو القاسم بن
إبراهيم و هو كذاب ، و بقية رجال الإسناد ثقات معروفون ، غير عمر بن القاسم
المقري و هو صدوق كما قال الخطيب ( 11 / 269 ) . و الحديث عزاه في " الجامع "
للقضاعي عن أبي هريرة ، و قال شارحه المناوي : " قال ابن حجر : فيه من لا يعرف
، و به يرد قول العامري : صحيح " . قلت : و لعل تصحيح العامري من أجل شاهده
الذي أخرجه الترمذي ( 2 / 23 ) عن أنس مرفوعا بلفظ " تدفع " و قال : " غريب " .
قلت : و فيه عبد الله بن عيسى الخزاز ، قال النسائي : " ليس بثقة " . فلا يصلح
إذن حديثه للشواهد . و سيأتي إن شاء الله .

(2/242)


666 - " حاكوا الباعة فإنه لا ذمة لهم " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 117 ) :

لا أصل له بهذا اللفظ . غير أن الحافظ ابن حجر قال : " ورد بسند ضعيف ، لكن
بلفظ : ( ماكسوا الباعة فإنه لا خلاق لهم ) " . قال : و ورد بسند قوي عن الثوري
أنه قال : كان يقال : و ذكره " . كذا في " المقاصد الحسنة " للسخاوي ( ص 179 )
.

(2/243)


667 - " غبن المسترسل حرام " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 118 ) :

ضعيف جدا . رواه الطبراني في " الكبير " عن أبي أمامة مرفوعا . قال
الهيثمي ( 4 / 76 ) : " و فيه موسى بن عمير الأعمى ، و هو ضعيف جدا " . و لهذا
قال في " المقاصد " : " و سنده ضعيف جدا " . و زاد عليه في " كشف الخفاء " ( 1
/ 342 ) : " و رواه أحمد بلفظ : ما زاد التاجر على المسترسل فهو ربا " . قلت :
لم أره في " المسند " ، و لم يعزه إليه الهيثمي ، و هو على شرطه . فالله أعلم .
و موسى هذا قال الحافظ : " متروك و قد كذبه أبو حاتم " و في الميزان " : " قال
أبو حاتم : ذاهب الحديث كذاب . و قال ابن عدي : عامة ما يرويه لا يتابعه عليه
الثقات " . ثم ساق الذهبي أحاديث ، هذا أحدها . و قد روى الحديث البيهقي في "
سننه " ( 5 / 348 - 349 ) من هذا الوجه بنحوه ثم قال : " موسى بن عمير تكلموا
فيه ، و قد روي معناه عن يعيش بن هشام القرقساني عن مالك ، و اختلف عليه في
إسناده ، و هو أضعف من هذا " . قلت : يعني الحديث الآتي : " غبن المسترسل ربا "
.

(2/244)


668 - " غبن المسترسل ربا " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 118 ) :

باطل . رواه البيهقي ( 5 / 349 ) عن يعيش بن هشام عن مالك عن جعفر بن محمد
عن أبيه عن جابر مرفوعا . و عنه عن مالك عن الزهري عن أنس مرفوعا . و
عنه عن جعفر بن محمد عن أبيه عن علي مرفوعا . و ضعفه البيهقي جدا كما سبق
في الذي قبله . و علته يعيش هذا ، ضعفه ابن عساكر كما في " الميزان " و كذا
الدارقطني فإنه قال - بعد أن أورد له في " غرائب مالك " هذا الحديث - : " هذا
باطل بهذا الإسناد ، و من دون مالك ضعفاء " . و قال في موضع آخر : " مجهولون "
كما في " اللسان " . و منه تعلم أن قول الحافظ العراقي في " تخريج الإحياء " (
2 / 72 - 73 ) : " رواه الطبراني من حديث أبي أمامة بسند ضعيف ، و البيهقي من
حديث جابر بسند جيد ، و قال : ( ربا ) بدل ( حرام ) " . قلت : فهو غير مسلم في
الحديثين ، أما الأول فلما سبق من شدة ضعفه ، و أما الثاني فلقول الحافظ
الدارقطني : إنه باطل من هذا الوجه . فمن أين له الجودة ؟! .

(2/245)


669 - " عليكم بالعمائم فإنها سيما الملائكة ، و أرخوها خلف ظهوركم " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 119 ) :

منكر . أخرجه الطبراني في " الكبير " ( 3 / 201 / 1 ) من طريق محمد بن
الفرج المصري : حدثنا عيسى بن يونس عن مالك بن مغول عن نافع عن ابن عمر
مرفوعا . و أورده الذهبي بإسناده إلى الطبراني ، ذكره في ترجمة محمد بن الفرج
هذا و قال : " أتى بخبر منكر " . ثم ساقه . و أقره الحافظ في " اللسان " . و
عيسى بن يونس ليس هو ابن أبي إسحق السبيعي ، بل هو عيسى بن يونس الرملي ، و
كلاهما ثقة . و قول المناوي عن الدارقطني : " ضعيف " فمن الظاهر أنه عنى رجلا
آخر غير الرملي ، و الظاهر عندي ما ذكرته . و الله أعلم . و الحديث خولف فيه
محمد بن الفرج ، فرواه ابن عدي ( 29 / 1 ) عن يعقوب بن كعب : حدثنا عيسى بن
يونس عن الأحوص بن حكيم عن خالد بن معدان عن عبادة مرفوعا . قلت : و هذا أصح
فإن يعقوب بن كعب و هو الحلبي ثقة ، فروايته مقدمة على رواية ابن الفرج المجهول
، لكن الأحوص بن حكيم ضعيف من قبل حفظه ، فهو علة هذه الطريق . و الحديث عزاه
السيوطي للبيهقي في " الشعب " عن عبادة قال المناوي : " و كذا رواه ابن عدي
كلاهما من حديث الأحوص بن حكيم عن خالد بن معدان عن عبادة قال الزين العراقي في
" شرح الترمذي " : و الأحوص ضعيف " . و الحديث ضعفه السخاوي في " المقاصد " في
أحاديث ذكرها في فضل العمامة ، قال : " و كله ضعيف ، و بعضه أوهى من بعض " .

(2/246)


670 - " لو استقبلت من أمري ما استدبرت لأخذت فضول الأغنياء فقسمتها على فقراء
المهاجرين " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 119 ) :

لا أصل له مرفوعا . و إنما روي عن عمر ، فقال ابن حزم في " المحلى " ( 6 /
158 ) " و روينا من طريق عبد الرحمن بن مهدي عن سفيان الثوري عن حبيب بن أبي
ثابت عن أبي وائل شقيق بن سلمة قال : قال عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه
: فذكره ، و قال ابن حزم : و هذا إسناد في غاية الصحة و الجلالة " . و أقول :
كلا فإن من شروط الإسناد الصحيح أن يخلو من علة قادحة . و هذا ليس كذلك ، فإن
حبيب بن أبي ثابت على جلالة قدره قال الحافظ في ترجمته من " التقريب " : " كان
كثير الإرسال و التدليس " ! و أورده في " طبقات المدلسين " في الطبقة الثالثة و
هي في " من أكثر من التدليس فلم يحتج الأئمة من أحاديثهم إلا بما صرحوا فيه
بالسماع ..... " فقال ( ص 12 ) : " تابعي مشهور يكثر التدليس ، وصفه بذلك ابن
خزيمة و الدارقطني و غيرهما ، و نقل أبو بكر بن عياش عن الأعمش عنه أنه كان
يقول : " لو أن رجلا حدثني عنك ، ما باليت أن رويته عنك " . يعني و أسقطه من
الوسط " . فمثله لا يحتج بروايته ، إلا إذا صرح بالتحديث . و هو في هذه الرواية
قد عنعن فهي مردودة .

(2/247)


671 - " ذاكر الله في الغافلين مثل الذي يقاتل عن الفارين ، و ذاكر الله في الغافلين
مثل الشجرة الخضراء في وسط الشجر الذي قد تحات ورقه من الضريب . ( قال يحيى بن
سليم : يعني بـ " الضريب " البرد الشديد ) ، و ذاكر الله في الغافلين يغفر له
بعدد كل فصيح و أعجم . ( قال : فالفصيح بنو آدم ، و الأعجم البهائم ) ، و ذاكر
الله في الغافلين يعرفه الله عز وجل مقعده من الجنة " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 120 ) :

ضعيف جدا . رواه الحسن بن عرفة في " جزئه " ( 96 / 1 - 2 ) : حدثنا يحيى بن
سليم الطائفي قال : سمعت عمران بن مسلم و عباد بن كثير يحدثان عن عبد الله بن
دينار عن عبد الله بن عمر مرفوعا . و كذلك رواه الخطابي في " غريب الحديث "
( 1 / 8 / 2 ) و الحافظ ابن عساكر في " فضيلة ذكر الله عز وجل " ( 94 / 2 مجموع
24 ) من طريق أخرى عن الطائفي به ، إلا أنه أسقط من إسناده عباد بن كثير ، ثم
قال : " هذا حديث غريب " . و رواه أبو نعيم ( 6 / 181 ) من طريق الحسن بن عرفة
، و إلى أبي نعيم فقط عزاه السيوطي في " الجامع " ، فلو عزاه إلى ابن عرفة كان
أولى ، قال الشارح : " و كذا رواه البيهقي في " الشعب " عن ابن عمر ، قال
الحافظ العراقي : سنده ضعيف ، أي و ذلك لأن فيه عمران بن مسلم القصير ، قال في
" الميزان " : قال البخاري : منكر الحديث . ثم أورد له هذا الخبر " . قلت :
الذهبي إنما أورد الحديث في ترجمة " عمران بن مسلم " الذي قبل ترجمة " عمران بن
مسلم القصير " ، و هذا قد روى عنه البخاري في " صحيحه " ، و الأول قال فيه : "
منكر الحديث " . فهذا دليل على أنه فرق بينهما ، و كذا فرق بينهما جماعة ،
فعليه جرى الذهبي . و قول البخاري فيه " منكر الحديث " يشير إلى أنه ضعيف جدا ،
و لا يفيده متابعة عباد بن كثير ، فإنه متهم كما سبق مرارا . و كذلك لا يعطيه
شيئا من القوة الشاهد الذي ذكره السيوطي قبله ، لشدة ضعفه و هو الآتي : " ذاكر
الله في الغافلين بمنزلة الصابر في الفارين " .

(2/248)


672 - " ذاكر الله في الغافلين بمنزلة الصابر في الفارين " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 121 ) :

ضعيف جدا . رواه الطبراني ( 3 / 49 / 2 ) و عنه أبو نعيم ( 4 / 268 ) عن
الواقدي قال : حدثنا هشام بن سعد عن محصن بن علي عن عون بن عبد الله بن عتبة عن
أبيه عن ابن مسعود مرفوعا . و قال أبو نعيم : " غريب من حديث عون متصلا
مرفوعا لم يروه عنه إلا محصن و لم نكتبه إلا من هذا الوجه " . قلت : و هذا سند
موضوع ، الواقدي متهم بالكذب كما سبق مرارا ، و محصن بن علي مجهول . لكن قال
الهيثمي ( 10 / 80 - 81 ) بعد أن ساقه عن ابن مسعود : " رواه الطبراني " الكبير
" و " الأوسط " و البزار و رجال " الأوسط " وثقوا " . و أستبعد جدا أن يقول هذا
في سند " الأوسط " و فيه أيضا الواقدي ، فالظاهر أنه ليس في سنده الواقدي ، و
لكن يشكل عليه قول أبي نعيم السابق : " و لم نكتبه إلا من هذا الوجه " . فلعله
- أعني أبا نعيم - لم يسمعه من الطبراني من الطريق الثاني . و الله أعلم . ثم
رأيته في " زوائد البزار " ( ص 295 ) من طريق إبراهيم بن محمد بن أبي عطاء عن
محصن بن علي به نحوه . و قال : " لا نعلمه يروى عن ابن مسعود إلا بهذا الإسناد
" . قلت : و إبراهيم هذا هو ابن محمد بن أبي يحيى الأسلمي متروك . و قد رأيت
الحديث في " الزهد " ( ص 328 ) للإمام أحمد رواه بإسناد حسن عن حسان بن أبي
سنان قال : فذكره موقوفا عليه . فلعل هذا هو أصل الحديث موقوف ، فرفعه بعض
الرواة خطأ . و الله أعلم .

(2/249)


673 - " قسم من الله عز وجل : لا يدخل الجنة بخيل " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 121 ) :

موضوع . رواه تمام في " فوائده " ( 2 / 60 / 1 من مجموع الظاهرية رقم 93 )
و عنه ابن عساكر ( 16 / 203 / 1 ) من طريق محمد بن زكريا الغلابي : حدثنا
العباس بن بكار : حدثنا أبو بكر الهذلي عن عكرمة عن ابن عباس مرفوعا . و
قال ابن عساكر : " غريب جدا و الغلابي ضعيف " . قلت : بل موضوع ، و الغلابي يضع
الحديث كما قال الدارقطني . و أبو بكر الهذلي ضعيف جدا ، قال ابن معين و غيره :
" لم يكن بثقة " . و الحديث أورده " الجامع الصغير " من رواية ابن عساكر عن ابن
عباس ، و هو قصور بين ، و لم يتكلم عليه شارحه بشيء .

(2/250)


674 - " المغبون لا محمود و لا مأجور " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 123 ) :

ضعيف . و له طريقان : الأول : عن علي ، أخرجه الخطيب في " تاريخه " ( 4 /
212 ) عن أبي القاسم الأبندوني عن أحمد بن طاهر بن عبد الرحمن أبي الحسن
البغدادي بسنده عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده عن علي ، و قال الخطيب : "
سمعت الأبندوني و قد سئل عن حال شيخه هذا ؟ فقال : لو قيل [ له ] حدثكم أبو بكر
الصديق ، لقال نعم ، و ضعفه " . و له عنه طريق آخر ، أخرجه البغوي في " حديث
كامل بن طلحة " ( 2 / 2 ) و أبو حفص الكتاني في " جزء من حديثه " ( 41 / 2 ) و
أبو القاسم السمرقندي في " ما قرب سنده " ( 4 / 1 ) و عنه ابن عساكر في "
تاريخه " ( 4 / 265 / 1 ) و الشيخ علي بن الحسن العبدي في " جزئه " ( 156 - 157
) و ابن عساكر أيضا ( 4 / 265 / 1 ) و ( 5 / 6 / 1 ) كلهم من طريق أبي هاشم
القناد البصري عن الحسين بن علي بن أبي طالب عن أبيه مرفوعا . و هكذا أخرجه
الخطيب ( 4 / 180 ) و كذا أبو يعلى إلا أنه لم يقل : " عن أبيه " فهو عنده من
مسند الحسن بن علي كما ذكره الهيثمي ( 4 / 75 - 76 ) و من قبله الذهبي في ترجمة
أبي هشام هذا من كنى " الميزان " و قال : " لا يعرف ، و خبره منكر " . ثم ساق
هذا الحديث ، و أقره الحافظ العراقي ( 2 / 73 ) . الثاني : عن الحسن بن علي رضي
الله عنهما . أخرجه البخاري في " التاريخ الكبير " ( 4 / 1 / 152 ) و الطبراني
( 1 / 272 / 2 ) عن طلحة بن كامل عن محمد بن هشام عن عبد الله بن الحسن بن
الحسن عن أبيه عن جده مرفوعا . قلت : و رجاله موثقون غير محمد بن هشام فلم
أعرفه ، و يحتمل أن يكون هو محمد بن هشام بن عروة ، فإن يكن هو ، فهو مجهول ،
ترجمه ابن أبي حاتم ( 4 / 1 / 116 ) و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا . و قال
الهيثمي بعد أن عزاه للطبراني : " و فيه محمد بن هشام ، و الظاهر أنه محمد بن
هشام بن عروة ، و ليس في " الميزان " أحد يقال له محمد بن هشام ضعيف ، و بقية
رجاله ثقات " . قلت : ثم رأيته في " تاريخ ابن عساكر " ( 15 / 185 / 2 ) من هذا
الوجه و قال : " محمد بن هشام القناد " . فهذا يبين أنه غير ابن عروة ، و لكن
القناد هذا لم أعرفه ، و يحتمل احتمالا قويا أنه هو أبو هشام القناد البصري
المتقدم ، فيستفاد منه أن اسمه محمد بن هشام ، و هذا مما لم يذكروه في ترجمته .
و الله أعلم .

(1/1)


675 - " أتاني جبريل فقال : يا محمد ماكس عن درهمك ، فإن المغبون لا مأجور و لا محمود
" .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 122 ) :

لا أصل له بهذا التمام . قال السخاوي : " رواه الديلمي في " مسند الفردوس "
بلا سند عن أنس " . و الشطر الأخير منه ضعيف و هو الذي قبله .

(1/2)


676 - " من ساء خلقه من الرقيق و الدواب و الصبيان فاقرءوا في أذنيه *( أفغير دين
الله يبغون )* الآية " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 123 ) :
موضوع . رواه أبو الفضل الهمداني في آخر " مجلس من حديث أبي الشيخ " ( 66 /
1 ) و ابن عساكر ( 5 / 122 / 2 ) عن أبي خلف عن أنس بن مالك مرفوعا . قلت :
و هذا إسناد موضوع ، قال الذهبي : " أبو خلف الأعمى عن أنس كذبه يحيى بن معين ،
و قال أبو حاتم : منكر الحديث " . و الحديث رواه ابن السني ( رقم 504 ) عن
المنهال بن عيسى : حدثنا يونس بن عبيد قال : فذكره مختصرا نحوه موقوفا عليه . و
لذلك قال الحافظ : " هو خبر مقطوع و المنهال قال أبو حاتم : مجهول ، و قد وجدته
عن ابن عباس . أخرجه الثعلبي ( في التفسير ) " . و لم يذكر الحافظ إسناده
بتمامه لينظر فيه . و قد نقلت كلامه عن " شرح الأذكار " ( 5 / 152 ) .

(1/3)


677 - " ابن آدم ! عندك ما يكفيك و أنت تطلب ما يطغيك . ابن آدم ! لا من قليل تقنع ،
و لا من كثير تشبع . ابن آدم ! إذا أصبحت معافى في جسدك ، آمنا في سربك ، عندك
قوت يومك فعلى الدنيا العفاء " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 123 ) :

موضوع . رواه أبو نعيم ( 6 / 98 ) و الخطيب ( 12 / 72 ) و كذا ابن السني في
" القناعة " ( 3 / 2 ) و ابن عساكر ( 5 / 263 / 2 ) عن أبي بكر الداهري :
أخبرنا ثور بن يزيد عن خالد ابن مهاجر عن ابن عمر مرفوعا . قلت : و هذا
موضوع ، أبو بكر الداهري . قال الذهبي في الكنى : " ليس بثقة و لا مأمون " . و
قال الجوزجاني : " كذاب " . و قال العقيلي : " لا يقيم الحديث ، و يحدث ببواطيل
عن الثقات " . و قال أبو نعيم : " روى عن إسماعيل بن أبي خالد و الأعمش
الموضوعات " . و الحديث عزاه السيوطي لابن عدي و البيهقي في " الشعب " فتعقبه
المناوي بقوله : " و نقله عن ابن عدي و سكوته عليه يوهم أنه خرجه و سلمه ، و
الأمر بخلافه بل قال : أبو بكر الداهري كذاب متروك ، و قال الذهبي : متهم
بالوضع . و هكذا هو في " شعب البيهقي " . و ذكر نحوه الحافظ ابن حجر ، فكان
ينبغي حذفه " . و قال الحافظ الهيثمي ( 10 / 289 ) : " رواه الطبراني في "
الأوسط " عن ابن عمر . و فيه أبو بكر الداهري و هو ضعيف " !

(1/4)


678 - " نهى أن تحلق المرأة رأسها " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 124 ) :

ضعيف . أخرجه النسائي ( 2 / 276 ) و الترمذي ( 1 / 172 ) و تمام في "
الفوائد " ( رقم 2274 - نسختي ) و عبد الغني المقدسي في " السنن " ( ق 174 / 2
) من طرق عن همام عن قتادة عن خلاس بن عمرو عن علي قال : فذكره مرفوعا .
ثم رواه الترمذي من طريق أبي داود الطيالسي عن همام نحوه ، و لم يذكر فيه عن
علي . و قال : " حديث علي فيه اضطراب ، و روي عن حماد بن سلمة عن قتادة عن
عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى ...... " . قلت : و الاضطراب المذكور
إنما هو من همام ، فكان تارة يجعله من مسند علي ، و تارة من مسند عائشة ، و هذا
أصح ، لمتابعة حماد عليه كما ذكره الترمذي . و قال عبد الحق : في " أحكامه "
بعد أن ذكره من الوجه الأول عنه : " و خالفه هشام الدستوائي و حماد بن سلمة ،
فروياه عن قتادة عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا " . قلت : و هذا ظاهره أنه
لم يذكر عائشة في إسناده أصلا ، و عليه فهو وجه آخر من الاضطراب الذي أشار إليه
الترمذي . و على الوجه الثاني فهو منقطع . لأن قتادة لم يسمع من عائشة فهذا
الاضطراب يمنع من تقوية الحديث ، و لذلك لم يحسنه الترمذي ، مع ما عرف به من
التساهل . و لا يقويه ما أخرجه ابن عدي في " الكامل " ( ق 389 / 1 - منتخبه )
عن معلى بن عبد الرحمن : حدثنا عبد الحميد بن جعفر عن هشام بن عروة عن أبيه عن
عائشة به ، لأن المعلى هذا شديد الضعف ، و من طريقه أخرجه البزار في " مسنده "
و قال : " روى عن عبد الحميد أحاديث لم يتابع عليها ، و لا نعلم أحدا تابعه على
هذا الحديث " . ذكره في " نصب الراية " ( 3 / 95 ) . و قال الهيثمي في " المجمع
" ( 3 / 263 ) : " رواه البزار ، و فيه معلى بن عبد الرحمن و قد اعترف بالوضع .
و قال ابن عدي : أرجو أنه لا بأس به " ! قلت : هذا رجاء ضائع بعد اعترافه
بالوضع ، و قد قال فيه الدارقطني : " ضعيف كذاب " . و قال أبو حاتم : " متروك
الحديث " . و ذهب ابن المديني إلى أنه كان يضع الحديث . و قال أبو زرعة : "
ذاهب الحديث " كما في " الميزان " . فهذه النقول عن هؤلاء الأئمة الفحول ، دليل
على أن ابن عدي و غيره ممن أثنى عليه لم يعرفه . و روى البزار أيضا قال : حدثنا
عبد الله بن يوسف الثقفي : حدثنا روح بن عطاء بن أبي ميمونة : حدثنا أبي عن وهب
بن عمير قال : سمعت عثمان يقول : فذكره مرفوعا و قال : " وهب بن عمير لا نعلمه
روى غير هذا الحديث ، و لا نعلم حدث عنه إلا عطاء بن أبي ميمونة ، و روح ليس
بالقوي " . قلت : روح قال فيه أحمد : " منكر الحديث " . و ضعفه ابن معين . و
أما ابن عدي فقال : ما أرى برواياته بأسا . و وهب ابن عمير ، أورده ابن أبي
حاتم ( 4 / 2 / 24 ) من رواية عطاء عنه عن عثمان و لم يذكر فيه جرحا و لا
تعديلا . فهو مجهول . و عبد الله بن يوسف الثقفي لم أعرفه ، فهو إسناد مظلم ، و
لذلك فلم ينشرح القلب لتقوية الحديث بمثله . و الله أعلم .

(1/5)


679 - " إذا كان يوم عرفة ، إن الله ينزل إلى السماء الدنيا . فيباهي بهم الملائكة
فيقول : انظروا إلى عبادي أتوني شعثا غبرا ضاحين من كل فج عميق ، أشهدكم أني قد
غفرت لهم ، فتقول الملائكة : يا رب فلان كان يرهق ، و فلان و فلانة ، قال :
يقول الله عز وجل : قد غفرت لهم . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فما من
يوم أكثر عتيق من النار من يوم عرفة " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 125 ) :
ضعيف . رواه ابن منده في " التوحيد " ( 147 / 1 ) و أبو الفرج الثقفي في "
الفوائد " ( 78 / 2 و 92 / 1 ) و البغوي في " شرح السنة " ( 1 / 221 / 1 مخطوط
و 7 / 159 - طبع المكتب الإسلامي ) عن مرزوق مولى أبي طلحة : حدثني أبو الزبير
عن جابر مرفوعا . و قال ابن منده : " هذا إسناد متصل حسن من رسم النسائي ،
و مرزوق روى عنه الثوري و غيره ، و رواه أبو كامل الجحدري عن عاصم بن هلال عن
أيوب عن أبي الزبير عن جابر ، و محمد بن مروان عن هشام عن أبي الزبير عن جابر "
. و قال الثقفي : " إسناد صحيح متصل ، و رجاله ثقات أثبات ، مرزوق هذا هو أبو
بكر مرزوق مولى طلحة بن عبد الرحمن الباهلي ثقة . روى عنه الثوري و أبو داود
الطيالسي و غيرهم من الأئمة " . قلت : لكن قال ابن حبان في " الثقات " : "
يخطيء " . و قال ابن خزيمة " أنا بريء من عهدته " . و قد خولف في بعض سياقه ،
رواه محمد بن مروان العقيلي : حدثنا هشام الدستوائي عن أبي الزبير عن جابر به
بلفظ : " ما من أيام عند الله أفضل من عشر ذي الحجة ، قال : فقال رجل : يا رسول
الله هن أفضل أم عدتهن جهادا في سبيل الله ؟ قال : هن أفضل من عدتهن جهادا في
سبيل الله ، و ما من يوم أفضل عند الله من يوم عرفة ، ينزل الله تبارك إلى
السماء الدنيا ، فيباهي بأهل الأرض أهل السماء ، فيقول : انظروا إلى عبادي ،
جاؤوا شعثا غبرا ، ضاحين ، جاؤوا من كل فج عميق يرجون رحمتي ، و لم يروا عذابي
، فلم ير يوم أكثر عتيقا من النار من يوم عرفة " . أخرجه أبو يعلى في " مسنده "
( ق 116 / 2 ) و ابن حبان ( 1006 ) و البزار أيضا كما في " الترغيب " ( 2 / 126
) و " مجمع الزوائد ( 3 / 253 ) و قال : " و فيه محمد بن مروان العقيلي وثقه
ابن معين ، و ابن حبان ، و فيه بعض كلام ، و بقية رجاله رجال الصحيح " . و قال
الحافظ في ترجمة العقيلي هذا : " صدوق له أوهام " . قلت : إنما علة الحديث أبو
الزبير ، فإنه مدلس ، و قد عنعنه في جميع الطرق عنه . قال الحافظ : " صدوق ،
إلا أنه يدلس " . و قال الذهبي : " و أما ابن حزم فإنه يرد من حديثه ما يقول
فيه : عن جابر ، و نحوه ، لأنه عندهم ممن يدلس ..... و في " صحيح مسلم " عدة
أحاديث مما لم يوضح فيها أبو الزبير السماع من جابر ..... ففي القلب منها شيء "
. و الحديث رواه ابن خزيمة أيضا و البيهقي باللفظ الأول كما في " الترغيب " .
نعم قد صح من الحديث مباهاة الله ملائكته بأهل عرفة ، و قوله : " انظروا إلى
عبادي جاؤوني شعثا غبرا " من حديث أبي هريرة و ابن عمرو و عائشة ، و هي في "
الترغيب " ( 2 / 128 - 129 ) و قد خرجت حديث عائشة في " الصحيحة " ( 2551 ) .

(1/6)


680 - " إن لإبليس مردة من الشياطين يقول لهم : عليكم بالحجاج و المجاهدين فأضلوهم عن
السبيل " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 126 ) :

ضعيف جدا . رواه الطبراني ( 3 / 119 / 2 ) و ابن شاهين في " رباعياته " (
187 / 2 ) و زاهر الشحامي في " السباعيات " ( 8 / 18 / 1 ) و ابن عساكر في
التجريد " ( 19 / 1 ) عن نافع أبي هرمز مولى يوسف بن عبد الله السلمي عن أنس
مرفوعا . قلت : و هذا إسناد ضعيف جدا . نافع هذا قال أبو حاتم : " متروك
الحديث " و قال البخاري : " منكر الحديث " ، و قد قيل : إنه نافع بن هرمز ، و
قيل إنه غيره ، و في ترجمة ابن هرمز ساق الذهبي هذا الحديث و الله أعلم . و
أيهما كان فهو ضعيف جدا ، و ابن هرمز كذبه ابن معين . و الحديث أورده الهيثمي
في " المجمع " ( 3 / 215 ) ثم السيوطي في " الجامع " عن ابن عباس رواية
الطبراني في " الكبير " و قال الهيثمي : " و فيه نافع بن هرمز أبو هرمز و هو
ضعيف " . قلت : و لم ينفرد به فقد رواه ابن عساكر ( 15 / 1 ) من طريق جبارة بن
مغلس : أخبرنا كثير بن سليم عن أنس به . قلت : و هذا سند واه جدا ، كثير بن
سليم و هو الأيلي ضعفوه ، بل قال البخاري : " منكر الحديث " . و قال النسائي :
" متروك " . و قال ابن حبان في " الضعفاء " ( 2 / 223 ) : " كان ممن يروي عن
أنس ما ليس من حديثه و يضع عليه " . و جبارة بن مغلس ضعيف .

(1/7)


681 - " عليكم بالصلاة بين العشاءين ، فإنها تذهب بملاغاة أول النهار ، و تذهب آخره "
.

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 127 ) :

موضوع . رواه الديلمي في " مسند الفردوس " من رواية إسماعيل بن أبي زياد
الشامي عن الأعمش : حدثنا أبو العلاء العنبري عن سلمان مرفوعا . " و
إسماعيل هذا متروك يضع الحديث ، قاله الدارقطني . و اسم أبي زياد مسلم ، و قد
اختلف فيه على الأعمش " . كذا في " تخريج الإحياء " ( 1 / 309 - 310 ) . و
الحديث مما سود به السيوطي " الجامع الصغير " و قد تعقبه المناوي بكلام الحافظ
العراقي المذكور ثم قال : " فكان ينبغي للمصنف حذفه " !

(1/8)


682 - " أول من أشفع له من أمتي أهل المدينة ، و أهل مكة ، و أهل الطائف " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 127 ) :

ضعيف . رواه الضياء المقدسي في " المختارة " ( 129 / 2 ) عن الطبراني :
حدثنا العباس بن الفضل الأسفاطي : حدثنا إبراهيم بن محمد بن عرعرة : حدثنا حرمي
بن عمارة : حدثني سعيد بن المسيب الطائفي عن عبد الملك بن أبي زهير الثقفي أن
حمزة بن عبد الله بن أبي أسماء أخبره أن القاسم بن الحسن الثقفي أخبره أن عبد
الله بن جعفر أخبره به مرفوعا . ثم قال : " ذكر ابن أبي حاتم : سعيد بن
السائب الطائفي يروي عن عبد الملك بن أبي زهير . و ذكر حمزة بن عبد الله بن أبي
تيماء الثقفي روى عنه عبد الملك بن أبي زهير " . يعني أن سعيد بن السائب هو
سعيد بن المسيب المذكور في السند بدليل أن ابن أبي حاتم ذكر أنه يروي عن شيخه
في هذا السند عبد الملك بن أبي زهير ، و ابن أبي حاتم ذكر ذلك في ترجمة عبد
الملك هذا ( 2 / 2 / 351 ) ، و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا . و أما سعيد
فوثقه ( 2 / 1 / 30 ) . و أما حمزة بن عبد الله بن أبي أسماء فالظاهر أن ابن
أبي تيماء تحرف على بعض الرواة كما يفيده كلام الضياء فيما نقله عن ابن أبي
حاتم ، و قد ترجمه ( 1 / 2 / 213 ) و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا ، و أما ابن
حبان فأورده في " الثقات " على قاعدته في توثيق المجهولين باعترافه ، فقد أورد
قبل هذه الترجمة بترجمتين رجلا آخر فقال ( 2 / 64 ) : " حمزة شيخ يروي المراسيل
لا أدري من هو " ! ثم قال في حمزة هذا : " حمزة بن عبد الله الثقفي يروي عن
القاسم بن حبيب ، روى عنه عبد الملك بن زهير " . كذا وقع فيه : ابن زهير . و
أما القاسم بن حسن الثقفي ، فالظاهر أنه الذي في " ثقات ابن حبان " ( 1 / 186 )
: " القاسم بن الحسن يروي عن عثمان بن عفان ، روى عنه محمد بن إسحاق " . و
الخلاصة أن الإسناد ضعيف مسلسل بالمجهولين : القاسم هذا ، و الراوي عنه حمزة و
عنه عبد الملك بن أبي زهير ، فإيراد الضياء له في " المختارة " لا يجعله عندنا
من الأحاديث المختارة ، بل هذا يؤيد ما ذكرته مرارا من أن شرطه في هذا الكتاب
قائم على كثير من التساهل من الإغضاء عن جهالة الرواة تارة ، و عن ضعفهم تارة
أخرى .

(1/9)


683 - " أمان لأهل الأرض من الغرق القوس ، و أمان لأهل الأرض من الاختلاف الموالاة
لقريش ، قريش أهل الله ، فإذا خالفتها قبيلة من العرب صاروا حزب إبليس " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 128 ) :

ضعيف جدا . رواه ابن حبان في " الضعفاء " ( 1 / 280 ) و تمام ( 3 / 20 / 2
) و عنه ابن عساكر ( 5 / 379 / 1 ) و الحاكم ( 4 / 75 ) و كذا الطبراني ( 3 /
123 / 2 ) و من طريقه العراقي في " محجة القرب إلى محبة العرب " ( 19 / 2 ) عن
إسحاق بن سعيد بن الأركون : حدثنا خليد بن دعلج عن عطاء بن أبي رباح عن ابن
عباس مرفوعا . و قال الحاكم : " صحيح الإسناد " ! و رده الذهبي بقوله : " قلت
: واه ، و في إسناده ضعيفان " . قلت : الأول منهما ابن الأركون هذا . و قال
الذهبي في " الميزان " : " قال الدارقطني : منكر الحديث ، و قال أبو حاتم : ليس
بثقة " . و الثاني خليد بن دعلج قال ابن حبان : " كان كثير الخطأ " . و قال
الساجي : " مجمع على تضعيفه " . و قال النسائي : " ليس بثقة " . و عده
الدارقطني في جماعة المتروكين . فالإسناد ضعيف جدا ، و قد اقتصر العراقي على
إعلاله بخليد فقط و هو قصور . و الحديث أورده ابن الجوزي في " الموضوعات " من
طريق أخرى عن خليد و قال ( 1 / 143 ) : " موضوع ، خليد ضعفوه ، و الراوي عنه
منكر الحديث ، و وهب كذاب يضع ، و هو المتهم به " . و تعقبه السيوطي في "
اللآلئ " ( 1 / 86 ) بهذه الطريق الخالية من وهب الكذاب فأصاب . ثم ذكر للشطر
الأول منه شاهدا من رواية سعيد بن منصور عن سعيد أن هرقل كتب إلى معاوية يسأله
عن القوس ؟ فكتب إلى ابن عباس يسأله ؟ فكتب إليه ابن عباس : " إن القوس أمان
لأهل الأرض من الغرق " . و سكت السيوطي عن إسناده ، و هو صحيح ، و قد رواه
البخاري أيضا في " الأدب المفرد " ( ص 113 ) و لكن لا يصح عندي شاهدا ، لأنه
موقوف ، فيحتمل أن يكون مما تلقاه ابن عباس عن أهل الكتاب . و الله أعلم .

(1/10)


684 - " إنكم في زمان من ترك منكم عشر ما أمر به هلك ، ثم يأتي زمان من عمل منهم بعشر
ما أمر به نجا " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 129 ) :

ضعيف . رواه الترمذي ( 3 / 246 ) و تمام في " الفوائد " ( 1 / 10 / 2 رقم
74 ) و أبو نعيم في " الحلية " ( 7 / 316 ) و الهروي في " ذم الكلام " ( 1 / 15
/ 1 ) و السهمي ( 420 ) و ابن عساكر ( 15 / 134 / 2 ) عن نعيم بن حماد : أخبرنا
سفيان بن عيينة عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة مرفوعا ، و ضعفه
الترمذي بقوله : " غريب لا نعرفه إلا من حديث نعيم بن حماد " . و قال أبو نعيم
: " تفرد به نعيم " . قلت : و هو ضعيف لكثرة وهمه حتى قال أبو داود : " عنده
نحو عشرين حديثا عن النبي صلى الله عليه وسلم ليس لها أصل " . قال الذهبي : " و
قد سرد ابن عدي في " الكامل " جملة أحاديث انفرد بها نعيم ، منها هذا الحديث "
. قال المناوي : " و أورده ابن الجوزي في " الواهيات " و قال : قال النسائي :
حديث منكر رواه نعيم بن حماد ، و ليس بثقة " . قلت : لكنه لم ينفرد به كما
زعموا ، فقد وجدت له طريقين آخرين : الأول : عن أبي ذر ، أخرجه الهروي ( 14 -
15 ) من طريقين عن محمد بن طفر بن منصور حدثنا محمد بن معاذ حدثنا علي بن خشرم
: حدثنا عيسى بن يونس عن الحجاج بن أبي زياد عن أبي الصديق أو عن أبي نضرة - شك
الحجاج - عن أبي ذر مرفوعا به نحوه أتم منه . قلت : و هذا سند رجاله كلهم ثقات
غير محمد بن طفر هذا فلم أجد من ترجمه ، و لعله هو آفة هذا الإسناد النظيف <1>
. الثاني : عن الحسن البصري مرفوعا ، أخرجه أبو عمرو الداني في " السنن الواردة
في الفتن " ( 10 / 2 ) عن إبراهيم بن محمد عن ليث بن أبي سليم عن معاوية عن
الحسن به . و هذا سند ضعيف جدا ، و فيه علل : 1 - إرسال الحسن ، و مراسيله
قالوا : هي كالريح ! 2 - اختلاط ليث بن أبي سليم . 3 - إبراهيم بن محمد إن لم
يكن الأسلمي المتروك فلم أعرفه ، لكنه قد توبع كما يأتي . و الحديث سئل عنه
أحمد فلم يعرفه ، و حدث به رجل فلم يعرفه . ذكره ابن قدامة في " المنتخب " ( 10
/ 196 ) . ثم رأيت ابن أبي حاتم أورده في " العلل " ( 2 / 429 ) من طريق نعيم
بن حماد ، ثم قال : " فسمعت أبي يقول : هذا عندي خطأ رواه جرير و موسى بن أيمن
عن ليث عن معروف عن الحسن عن النبي صلى الله تعالى عليه و آله وسلم مرسل " .
-----------------------------------------------------------
[1] ثم وجدت لابن طفر متابعين ، فأخرجت لذلك حديثه هذا في " الصحيحة " ( 2010 )
فراجعه ، فإن متنه يختلف عن هذا بعض الشيء . اهـ .

(1/11)


685 - " لا صرورة في الإسلام " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 130 ) :
ضعيف . أخرجه أبو داود ( 1729 ) و الحاكم ( 1 / 448 ) و أحمد ( 1 / 312 ) و
الطبراني في " المعجم الكبير " ( 3 / 128 / 1 ) و الضياء في " المختارة " ( 65
/ 68 / 1 ) من طريق عمر بن عطاء عن عكرمة عن ابن عباس قال : قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم : فذكره ، و قال الحاكم : " صحيح الإسناد " ! و وافقه
الذهبي ! قلت : و هذا من أوهامهما ، فإن عمر هذا هو ابن عطاء بن وراز ، و هو
ضعيف اتفاقا ، و الذهبي نفسه أورده في " الميزان " و قال : " ضعفه يحيى بن معين
و النسائي و قال أحمد : ليس بقوي " . و هو غير عمر بن عطاء بن أبي الخوار ،
فهذا ثقة ، و هو يروي عن ابن عباس مباشرة ، فلعل الأول اشتبه عليهما بهذا فصححا
إسناده ! و للحديث شاهد مجهول ، أخرجه الطبراني في " المعجم الكبير " ( 1 / 79
/ 1 ) عن كلاب بن علي الوحيدي - من بني عامر - عن ابن جبير بن مطعم عن أبي
مرفوعا به دون قوله " في الإسلام " . و كلاب هذا مجهول كما قال الذهبي و
العسقلاني .

(1/12)


686 - " اللهم واقية كواقية الوليد " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 131 ) :

ضعيف . أخرجه ابن أبي عاصم في " السنة " ( 371 - بتحقيقي ) و ابن عدي في "
الكامل " ( ق 11 / 1 ) من طريق عبد الوهاب بن الضحاك : حدثنا إسماعيل بن عياش
عن يحيى بن سعيد عن سالم عن ابن عمر قال : " كان النبي صلى الله عليه وسلم
يقول ........ " فذكره و قال : " لا يحدث به عن يحيى غير ابن عياش " . قلت : و
هو شامي ضعيف في غير روايته عن الشاميين ، و هذا منه ، و ابن الضحاك كذاب . لكن
الظاهر أنه روي من غير طريقه ، فقد أورده الهيثمي في " المجمع " ( 10 / 182 )
بهذا اللفظ و قال : " قال أبو يعلى : يعني المولود . كذا فسر لنا ، رواه أبو
يعلى ، و فيه راو لم يسم ، و بقية رجاله ثقات " . ثم وقفت على إسناد أبي يعلى
في " مسنده " ( 3 / 1333 ) : حدثنا أبو يوسف يعقوب بن إسحاق الحيري : أخبرنا
سفيان : أخبرنا شيخ من أهل المدينة عن سالم به . لكن الحيري هذا لم أعرفه ،
فلعله في " ثقات ابن حبان " .

(1/13)


687 - " اتخذوا السودان فإن ثلاثة منهم من سادات أهل الجنة ، لقمان الحكيم ، و
النجاشي ، و بلال المؤذن " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 131 ) :
ضعيف جدا . رواه ابن حبان في " الضعفاء " ( 1 / 170 ) و الطبراني ( 3 / 123
/ 2 ) و عنه ابن عساكر ( 3 / 232 / 2 ) من طريق عثمان بن عبد الرحمن الطرائفي :
أخبرنا أبي بن سفيان المقدسي عن خليفة بن سلام عن عطاء بن أبي رباح عن ابن
عباس مرفوعا . و هذا إسناد ضعيف جدا أبي بن سفيان قال ابن حبان : " كان يقلب
الأخبار ، و أكثر روايته عن الضعفاء " . قال البخاري : " لا يكتب حديثه " . و
قال الدارقطني : " ضعيف له مناكير " . و الحديث ذكره ابن الجوزي في " الموضوعات
" من رواية ابن حبان و قال ابن الجوزي : ( 2 / 232 ) : " لا يصح ، و المتهم به
أبين كان يقلب الأخبار ، و عثمان لا يحتج به " . قلت : عثمان صدوق ، و إنما ضعف
لروايته عن الضعفاء ، و هذا لا يقدح فيه ، و قد وثقه ابن معين ، و علة الحديث
أبين هذا و إعلال ابن الجوزي له بعثمان أيضا قد تبع فيه ابن حبان ، فقد قال عقب
الحديث : " و عثمان بن عبد الرحمن قد تبرأت من عهدته ، هذا متن باطل لا أصل له
" . ثم ذكر السيوطي شاهدا من حديث واثلة بن الأسقع ، أخرجه الحاكم ( 4 / 284 )
لكن ليس فيه الأمر باتخاذ السودان ، و لا أنهم من سادات أهل الجنة ، و ذكر
مهجعا بدل النجاشي . فهو شاهد قاصر . و يعارض هذا الحديث أحاديث رويت في ذم
السودان يأتي بعضها ، فانظر الأرقام ( 726 و 727 ، 3218 ) .

(1/14)


688 - " أوحى الله عز وجل إلى داود النبي صلى الله عليه وسلم : يا داود ! ما من عبد
يعتصم بي دون خلقي ، أعرف ذلك من نيته ، فتكيده السموات بمن فيها إلا جعلت له
من بين ذلك مخرجا ، و ما من عبد يعتصم بمخلوق دوني أعرف منه نيته إلا قطعت
أسباب السماء بين يديه و أرسخت الهوى من تحت قدميه ، و ما من عبد يطيعني إلا و
أنا معطيه قبل أن يسألني ، و غافر له قبل أن يستغفرني " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 132 ) :

موضوع . أخرجه تمام الرازي في " الفوائد " ( 5 / 58 / 2 ) من طريق يوسف بن
السفر عن الأوزاعي عن الزهري عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك عن أبيه مرفوعا
. قلت : و هذا موضوع ، المتهم به ابن السفر ، فإنه ممن يضع الحديث كما تقدم . و
لعله من الإسرائيليات التي تلقاها كعب بن مالك عن بعض مسلمة أهل الكتاب ، ثم
نسبه هذا الكذاب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم . و الحديث عزاه السيوطي في
" الجامع " لابن عساكر وحده . و هذا قصور واضح ، و لم يتكلم عليه شارحه المناوي
بشيء .

(1/15)


689 - " زين الصلاة الحذاء " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 132 ) :

موضوع . أخرجه ابن عدي في " الكامل " ( 292 / 1 ) : أخبرنا أبو يعلى قال :
حدثنا يحيى بن أيوب : أخبرنا محمد بن الحجاج اللخمي : حدثنا عبد الملك بن عمير
عن النزال بن سبرة عن علي مرفوعا . و قال : " هذا ليس له أصل عن عبد الملك
بن عمير ، و هو مما وضعه محمد بن الحجاج على عبد الملك " . قلت : و من طريقه
رواه تمام في " الفوائد " ( 138 / 2 ) . و ابن الحجاج هذا هو صاحب حديث الهريسة
، و قد روى ابن عدي تكذيبه عن جماعة من الأئمة ، و لهذا فقد أساء السيوطي
بإيراده لهذا الحديث في " الجامع الصغير " من رواية أبي يعلى ، قال المناوي في
" شرحه " : " و قال الهيثمي : فيه محمد بن الحجاج اللخمي و هو كذاب . انتهى .
فكان ينبغي للمصنف حذفه من الكتاب " . و حديث الهريسة المشار إليه هو الآتي :
" أطعمني جبريل الهريسة من الجنة لأشد بها ظهري لقيام الليل " .

(1/16)


690 - " أطعمني جبريل الهريسة من الجنة لأشد بها ظهري لقيام الليل " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 133 ) :

موضوع . أخرجه العقيلي في " الضعفاء " ( 374 ) و كذا ابن حبان ( 2 / 290 )
و ابن عدي ( 291 / 2 ) و تمام ( 29 / 114 - 115 ) من طريق محمد بن الحجاج عن
عبد الملك بن عمير عن ربعي بن خراش عن حذيفة ، و قال تمام : " لم يرو هذا
الحديث إلا محمد بن الحجاج " . و قال ابن عدي : " و هذا حديث موضوع ، وضعه محمد
بن الحجاج " . و قال فيه ابن حبان : " كان محمد يروي الموضوعات عن الأثبات ، لا
تحل الرواية عنه " . و قد أورده ابن الجوزي في " الموضوعات " من طريق هذا
الكذاب بألفاظ مختلفة ثم قال : ( 3 / 18 ) : " هذا حديث وضعه محمد بن الحجاج و
كان صاحب هريسة ( ! ) و غالب طرقه تدور عليه ، و سرقه منه كذابون " . و تعقبه
السيوطي كعادته في " اللآلي " بأن له شواهد كثيرة ( 2 / 234 - 237 ) . و لو
أردنا الكلام عليها لطال بنا المقال فحسبي أن أتكلم على شاهد واحد منها هو
خيرها باعتراف السيوطي لتعرف حقيقة أمر هذا الشاهد ثم تقيس عليه ما غاب عنك من
الشواهد الأخرى . قال الأزدي : حدثنا عبد العزيز بن محمد بن زبالة : حدثنا
إبراهيم بن محمد بن يوسف الفريابي : حدثنا عمر [ و ] بن بكر عن أرطاة عن مكحول
عن أبي هريرة قال : شكى رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى جبريل قلة الجماع .
فتبسم جبريل حتى تلألأ مجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم من بريق ثنايا جبريل
، ثم قال : أين أنت عن أكل الهريسة فإن فيها قوة أربعين رجلا ؟ قال الأزدي : "
إبراهيم ساقط ، فنرى أنه سرقه و ركب له إسنادا " . قال السيوطي ( 2 / 236 ) :
" قلت : إبراهيم روى له ابن ماجه ، و قال في " الميزان " : قال أبو حاتم و غيره
: صدوق ، و قال الأزدي وحده : ساقط . قال : و لا يلتفت إلى قول الأزدي فإن في
لسانه في الجرح رهقا . انتهى . و حينئذ فهذا الطريق أمثل طرق الحديث " . قلت :
لم ينفرد الأزدي بجرح إبراهيم هذا بل سبقه إلى ذلك الساجي فقال كما في "
التهذيب " : " يحدث بالمناكير و الكذب " . و لست أشك أن حديثه هذا كذب فإن لم
يكن هو آفته فهو شيخه عمرو بن بكر و هو السكسكي قال ابن حبان ( 2 / 78 ) : "
روى عن الثقات الأوابد و الطامات التي لا يشك من هذا الشأن صناعته أنها معمولة
أو مقلوبة ، لا يحل الاحتجاج به " . و قال الذهبي : " أحاديثه شبه موضوعة " .
على أن ابن زبالة قريب منه في الضعف ، قال ابن حبان ( 2 / 132 ) : " يروي عن
المدنيين الثقات الأشياء المعضلات " .

(1/17)


691 - " ثلاث من كنوز البر : إخفاء الصدقة ، و كتمان الشكوى ، و كتمان المصيبة ، يقول
الله عز وجل : إذا ابتليت عبدي ببلاء فصبر ، لم يشكني إلى عواده أبدلته لحما
خير من لحمه ، و دما خير من دمه ، فإن أرسلته أرسلته و لا ذنب له ، و إن توفيته
فإلى رحمتي " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 134 ) :

موضوع . تمام ( 6 / 119 / 2 ) و عنه ابن عساكر ( 15 / 120 / 2 ) و الطبراني
في " الكبير " و أبو القاسم الحنائي في " الفوائد " ( 147 / 1 ) و أبو نعيم في
" الحلية " ( 7 / 117 ) و في " الأربعين الصوفية " ( 60 / 2 ) من طريق الجارود
بن يزيد : حدثنا سفيان يعني الثوري عن الأشعث عن ابن سيرين عن أنس بن مالك
مرفوعا . و قال الحنائي و أبو نعيم : " تفرد به الجارود . و زاد الأول : و هو
ضعيف الحديث " . و كذا قال ابن الجوزي في " الموضوعات " ( 3 / 199 ) إلا أنه
قال : " و هو متروك و تعقبه السيوطي في " اللآلي " بقوله ( 4 / 395 ) : " قلت :
لم يتهم الجارود بوضع " . قلت : بلى ، فقد قال ابن أبي حاتم في " الجرح و
التعديل " ( 1 / 1 / 225 ) : " كان أبو أسامة يرميه بالكذب ، و قال أبي : هو
كذاب " . و قال العقيلي : " يكذب و يضع الحديث " . و قال الحاكم : " روى عن
الثوري أحاديث موضوعة " . و نحوه قول ابن حبان : " ينفرد بالمناكير عن المشاهير
، و روى عن الثقات ما لا أصل له " . ثم قال في حديث الترجمة : " لا أصل له " .
ثم ذكر السيوطي له شواهد منها : " ثلاث من كنوز البر ، كتمان الأوجاع ، و
البلوى و المصيبات ، و من بث لم يصبر " .

(1/18)


692 - " ثلاث من كنوز البر ، كتمان الأوجاع ، و البلوى و المصيبات ، و من بث لم يصبر
" .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 135 ) :

ضعيف جدا . رواه تمام ( 9 / 140 / 1 ) من طريق ناشب بن عمرو : حدثنا مقاتل
بن حيان عن قيس بن سكن عن ابن مسعود مرفوعا . و هذا إسناد ضعيف جدا ، ناشب
بن عمرو قال البخاري : " منكر الحديث " . و قال الدارقطني : " ضعيف " . و قد
روي الحديث من وجه آخر نحوه و هو : " من كنوز البر كتمان المصائب و الأمراض و
الصدقه " .

(1/19)


693 - " من كنوز البر كتمان المصائب و الأمراض و الصدقة " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 135 ) :
ضعيف . رواه الروياني في " مسنده " ( 250 / 1 ) و ابن عدي ( 151 / 2 ) و
أبو نعيم ( 8 / 197 ) و القضاعي ( 21 / 2 ) عن زافر بن سليمان عن عبد العزيز بن
أبي رواد عن نافع عن ابن عمر مرفوعا . و قال أبو نعيم : " غريب من حديث
نافع و عبد العزيز ، تفرد به عنه زافر " . قلت : و هو ضعيف لسوء حفظه ، و قال
ابن عدي : " عامة ما يرويه لا يتابع عليه " . و قد نقل ابن أبي حاتم في " العلل
" ( 2 / 332 ) عن أبي زرعة أنه قال : " هذا حديث باطل " . قال ابن أبي حاتم : "
و امتنع أبو زرعة أن يحدث به " . و قد رواه أبو زكريا البخاري في " فوائده "
كما في " اللآلي " ( 2 / 396 ) عن هشام بن خالد : حدثنا بقية عن ابن أبي رواد
به نحوه . و هذا إسناد ضعيف ، بقية هو ابن الوليد و كان يدلس عن الضعفاء و
الكذابين و قد عنعنه . و رواه أبو الحسين البوشنجي في " المنظوم " ( 4 / 2 ) و
أبو علي الهروي في " الفوائد " ( 7 / 1 ) عن عبد الله بن عبد العزيز عن أبيه به
. و عبد الله هذا هو عبد الله بن عبد العزيز بن أبي رواد ، قال أبو حاتم و غيره
: " أحاديثه منكرة " . و قال ابن الجنيد : " لا يساوي شيئا " . و قال ابن عدي :
" روى أحاديث عن أبيه لا يتابع عليها " . لكن قد رواه أبو نعيم في كتاب "
الأربعين " ( ق 60 / 2 ) من طريق منصور بن أبي مزاحم عن عبد العزيز به . و
منصور هذا ثقة من رجال مسلم . و لكن يغلب على الظن أن السند إليه لا يصح . و من
المؤسف أنه لا سبيل الآن إلى الرجوع إلى الأربعين " للنظر في إسناده ، لأنه
مخطوط من مخطوطات الظاهرية ، و هي الآن خارج المكتبة في صناديق حديدية مقفلة
صيانة لها من الحرق بسبب الحرب القائمة بين العرب و اليهود . ثم أعيدت الكتب
إلى المكتبة ، فراجعت " الأربعين " فإذا هو يقول : حدثني عيسى بن حامد الرخجي -
ببغداد - : حدثنا الحسن بن حمزة : حدثنا منصور بن أبي مزاحم به . و الرخجي هذا
ثقة ، ترجمه الخطيب ( 11 / 178 - 179 ) . و أما الحسن بن حمزة فلم أجد له ترجمة
، فالظاهر أنه هو علة هذا الإسناد . و الله أعلم .

(1/20)


694 - " أنا خاتم الأنبياء ، و أنت يا علي خاتم الأولياء " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 136 ) :
موضوع . رواه الخطيب ( 10 / 356 - 358 ) عن عبيد الله بن لؤلؤ السلمي :
أخبرنا عمر بن واصل قال : سمعت سهل بن عبد الله يقول : أخبرني محمد بن سوار
خالي : حدثنا مالك بن دينار : أخبرنا الحسن بن أبي الحسن البصري عن أنس
مرفوعا في حديث طويل ساقه في فضل علي ، هذا منه . ثم قال الخطيب : " هذا الحديث
موضوع من عمل القصاص ، وضعه عمر بن واصل ، أو وضع عليه " . و أورده ابن الجوزي
في " الموضوعات " ( 1 / 398 ) و نقل كلام الخطيب هذا و اقره هو و السيوطي ( 1 /
379 - 380 ) . و ذكره الحافظ في " اللسان " في ترجمة ابن لؤلؤ هذا و قال : "
روى عن عمر بن واصل حديثا موضوعا ساقه الخطيب في ترجمته " . ثم ذكره . و إن من
عجائب السيوطي أن يذكر لهذين المتهمين عنده - فضلا عن غيره حديثا آخر في كتابه
" الجامع الصغير " ، و هو الآتي بعده .

(1/21)


695 - " بعثت بمداراة الناس " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 136 ) :

موضوع . رواه أبو سعد الماليني في " الأربعين في شيوخ الصوفية " ( 6 / 2 )
عن عبيد الله بن لؤلؤة الصوفي : أخبرني عمر بن واصل قال : سمعت سهل بن عبد الله
يقول : أخبرني محمد بن سوار : أخبرني مالك بن دينار و معروف بن علي عن الحسن عن
محارب بن دثار عن جابر بن عبد الله قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لما
نزلت سورة ( براءة ) : فذكره . قلت : و هذا موضوع المتهم به ابن لؤلؤة أو شيخه
عمر بن واصل فإنهما تفردا برواية الحديث الذي قبله ، و هو موضوع قطعا ، و
أحدهما هو الذي اختلقه ، و مع هذا فالسيوطي لا يتورع عن أن يروي لهما هذا
الحديث في " الجامع الصغير " من رواية البيهقي في " الشعب " و قد تعقبه المناوي
بهذين المتهمين ثم قال : " و فيه مالك بن دينار الزاهد ، أورده الذهبي في "
الضعفاء " ، و وثقه بعضهم " .

(1/22)


696 - " لا بأس بقضاء شهر رمضان مفرقا " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 136 ) :
ضعيف . رواه الماليني في " الأربعين " ( 11 / 1 ) عن أبي عبيد البسري محمد
بن حسان الزاهد : أخبرنا أبو الجماهر محمد بن عثمان : حدثنا يحيى بن سليم
الطائفي : حدثنا موسى بن عقبة عن نافع عن ابن عمر مرفوعا . قلت : و هذا
إسناد ضعيف ، يحيى بن سليم الطائفي ضعيف لسوء حفظه . و بقية رجاله ثقات غير
محمد بن حسان الزاهد ، فهو غير معروف الحال . قال السمعاني : " من مشاهير
الصوفية " . و قال ياقوت في " معجمه " : " له كلام في الطريقة و كرامات " . و
قد حدث عن جمع ، و عنه آخرون سماهم ياقوت ، و لم يحك فيه جرحا و لا تعديلا ، و
قد خالفه الحافظ ابن أبي شيبة فقال في " المصنف " ( 3 / 32 ) ، و عنه الدارقطني
( ص 244 ) . و البيهقي في " سننه الكبرى " ( 4 / 259 ) : حدثنا يحيى بن سليم
الطائفي عن موسى بن عقبة عن محمد بن المنكدر قال : بلغني أن رسول الله صلى الله
عليه وسلم سئل عن تقطيع قضاء رمضان ؟ فقال : فذكره نحوه . و هذا عن الطائفي أصح
، و هو مرسل أو معضل قال البيهقي : " و قد وصله غير أبي بكر عن يحيى بن سليم ،
و لا يثبت متصلا " . و كأنه يشير إلى هذه الطريق ثم قال : " و قد روي من وجه
آخر ضعيف عن ابن عمر مرفوعا ، و قد روي في مقابلته عن أبي هريرة في النهي عن
القطع مرفوعا ، و كيف يكون ذلك صحيحا و مذهب أبي هريرة جواز التفريق ، و مذهب
ابن عمر المتابعة ؟! " . و أما الوجه الآخر فلعله ما عند الدارقطني أيضا عن
سفيان بن بشر : حدثنا علي بن مسهر عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر
مرفوعا نحوه . و قال : " لم يسنده غير سفيان بن بشر " . قلت : و هو في عداد
المجهولين فإني لم أجد له ذكرا فيما عندي من كتب الرجال ، و كأنه لذلك ضعفه
البيهقي كما سبق ، و أشار إلى ذلك الحافظ في " التلخيص " حيث قال بعد أن ذكره
من طريق الدارقطني : " قال : و رواه عطاء عن عبيد بن عمير مرسلا . قلت : و
إسناده ضعيف أيضا " . و أما قول الشوكاني في " نيل الأوطار " ( 4 / 198 ) : " و
قد صحح الحديث ابن الجوزي و قال : ما علمنا أحدا طعن في سفيان بن بشر " ! فهو
تصحيح قائم على حجة لا تساوي سماعها ! فإن كل راو مجهول عند المحدثين يصح أن
يقال فيه : " ما علمنا أحدا طعن فيه " ! فهل يلزم من ذلك تصحيح حديث المجهول !؟
اللهم لا ، و إنها لزلة من عالم يجب اجتنابها . و أما حديث أبي هريرة المقابل
لهذا فلفظه : " من كان عليه من رمضان شيء فليسرده و لا يقطعه " . و لكنه حسن
الإسناد عندي تبعا لابن القطان و ابن التركماني ، و لذلك أوردته في " الأحاديث
الصحيحة " .

(1/23)


697 - " الإيمان بالنية و اللسان ، و الهجرة بالنفس و المال " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 137 ) :

موضوع . رواه عبد الخالق بن زاهر الشحامي في " الأربعين " ( 260 / 1 ) عن
نوح بن أبي مريم عن يحيى بن سعد عن محمد بن إبراهيم عن علقمة بن وقاص قال :
سمعت عمر بن الخطاب يقول في خطبته سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول
: فذكره . قلت : نوح بن أبي مريم معروف بالوضع ، و قد سبق مرارا ، و المحفوظ عن
يحيى بن سعيد ما رواه عنه جماعة بإسناده الصحيح هذا مرفوعا بلفظ : " إنما
الأعمال بالنيات ، و إنما لكل امريء ما نوى ، فمن كانت هجرته إلى الله و رسوله
فهجرته إلى الله و رسوله ..... " الحديث . رواه الشيخان و غيرهما ، و لذلك فقد
أساء السيوطي بإيراده هذا الحديث الموضوع في " الجامع " !

(1/24)


698 - " إن فاتحة الكتاب و آية الكرسي و الآيتين من ( آل عمران ) : *( شهد الله أنه
لا إله إلا هو الملائكة و ألو العلم قائما بالقسط لا إله إلا هو العزيز الحكيم
. إن الدين عند الله الإسلام )* و *( قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء و
تنزع الملك ممن تشاء و تعز من تشاء و تذل من تشاء )* إلى قوله : *( و ترزق من
تشاء بغير حساب )* هن مشفعات ، ما بينهن و بين الله حجاب ، فقلن : يا رب !
تهبطنا إلى أرضك و إلى من يعصيك ؟ قال الله : بي حلفت لا يقرؤهن أحد من عبادي
دبر كل صلاة إلا جعلت الجنة مأواه على ما كان فيه ، و إلا أسكنته حظيرة الفردوس
، و إلا قضيت له كل يوم سبعين حاجة أدناها المغفرة " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 138 ) :
موضوع . رواه ابن حبان في " المجروحين " ( 1 / 218 ) و ابن السني ( رقم 322
) و عبد الخالق الشحامي في " الأربعين " ( 26 / 2 ) عن محمد بن زنبور عن الحارث
بن عمير : حدثنا جعفر بن محمد عن أبيه عن جده عن علي بن أبي طالب مرفوعا .
و قال ابن حبان : " موضوع لا أصل له ، و الحارث كان ممن يروي عن الأثبات
الموضوعات " . قلت : وثقه المتقدمون مثل ابن معين و غيره ، لكن قال الذهبي في "
الميزان " : " و ما أراه إلا بين الضعف ، فإن ابن حبان قال في " الضعفاء " :
روى عن الأثبات الأشياء الموضوعات ، و قال الحاكم : روى عن حميد و جعفر الصادق
أحاديث موضوعة " . زاد في " المغني " : " قلت : أنا أتعجب كيف خرج له النسائي "
. ثم ساق له الذهبي أحاديث هذا أحدها ، ثم قال : " قال ابن حبان : موضوع لا أصل
له " . و أقره في " الميزان " و الحافظ في " التهذيب " و لكنه قال : " و الذي
يظهر لي أن العلة فيه ممن دون الحارث " ، و مال إليه الشيخ المعلمي رحمه الله
في " التنكيل " ( 2 / 223 ) . قلت : بل علته الحارث هذا ، لأن مدار الحديث على
محمد بن زنبور عنه ، و ابن زنبور لم يتهمه أحد ، بخلاف الحارث فقد علمت قول ابن
حبان و الحاكم فيه ، بل كذبه ابن خزيمة كما يأتي فهو آفة هذا الحديث ، و قد
أورده ابن الجوزي في " الموضوعات " و قال : ( 1 / 245 ) : " تفرد به الحارث قال
ابن حبان : كان يروي عن الأثبات الموضوعات ، روى هذا الحديث و لا أصل له . و
قال ابن خزيمة : الحارث كذاب ، و لا أصل لهذا الحديث " . و تعقبه السيوطي في "
اللآليء " ( 1 / 229 - 230 ) بأمرين : الأول : ما سبق من توثيق بعضهم للحارث ،
و هذا لا يجدي شيئا بعد طعن ابن حبان و غيره فيه و روايته لهذا الحديث الذي
يعترف ابن حبان و الذهبي بوضعه و يوافقهم الحافظ ابن حجر كما يشير إليه قوله
السابق في " التهذيب " . الثاني : بقوله : و قد ورد بهذا اللفظ من حديث أبي
أيوب . ثم ساقه . و في إسناده كذاب كما يأتي ، فما فائدة الاستشهاد به ؟! (
فائدة هامة ) : قال ابن الجوزي عقب الحديث : " قلت : كنت قد سمعت هذا الحديث في
زمن الصبا فاستعملته نحوا من ثلاثين سنة لحسن ظني بالرواة ، فلما علمت أنه
موضوع تركته ، فقال لي قائل : أليس هو استعمال خير ؟ قلت : استعمال الخير ينبغي
أن يكون مشروعا ، فإذا علمنا أنه كذب خرج عن المشروعية " . أقول : و إذا خرج عن
المشروعية فليس من الخير في شيء ، فإنه لو كان خيرا لبلغه صلى الله عليه وسلم
أمته ، و لو بلغه ، لرواه الثقات ، و لم يتفرد بروايته من يروي الطامات عن
الأثبات . و إن فيما حكاه ابن الجوزي عن نفسه لعبرة بالغة ، فإنها حال أكثر
علماء هذا الزمان و من قبله ، من الذين يتعبدون الله بكل حديث يسمعونه من
مشايخهم ، دون أي تحقق منهم بصحته ، و إنما هو مجرد حسن الظن بهم . فرحم الله
امرأ رأى العبرة بغيره فاعتبر . و حديث أبي أيوب المشار إليه هو : " لما نزلت
*( الحمد لله رب العالمين )* ، و آية ( الكرسي ) ، و *( شهد الله )* ، و قل :
*( اللهم مالك الملك )* إلى *( بغير حساب )* ، تعلقن بالعرش و قلن : أنزلتنا
على قوم يعملون بمعاصيك ؟ فقال : و عزتي و جلالي و ارتفاع مكاني لا يتلوكن عبد
دبر كل صلاة مكتوبة إلا غفرت له ما كان فيه و أسكنته جنة الفردوس ، و نظرت إليه
كل يوم سبعين مرة ، و قضيت له سبعين حاجة ، أدناها المغفرة " .

(1/25)


699 - " لما نزلت *( الحمد لله رب العالمين )* ، و آية ( الكرسي ) ، و *( شهد الله )*
، و *( قل اللهم مالك الملك )* إلى *( بغير حساب )* ، تعلقن بالعرش و قلن :
أنزلتنا على قوم يعملون بمعاصيك ؟ فقال : و عزتي و جلالي و ارتفاع مكاني لا
يتلوكن عبد دبر كل صلاة مكتوبة إلا غفرت له ما كان فيه و أسكنته جنة الفردوس ،
و نظرت إليه كل يوم سبعين مرة ، و قضيت له سبعين حاجة ، أدناها المغفرة " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 140 ) :

موضوع . رواه الديلمي في " مسند الفردوس " من طريق محمد بن عبد الرحمن بن
بحير بن ريسان : حدثنا عمرو بن الربيع بن طارق : حدثنا يحيى بن أيوب : حدثنا
إسحاق بن أسيد عن يعقوب بن إبراهيم عن محمد بن ثابت بن شرحبيل عن عبد الله بن
يزيد الخطمي عن أبي أيوب مرفوعا . ذكره السيوطي في " اللآلي " ( 1 / 229 -
230 ) شاهدا للحديث الذي قبله ، ثم سكت عليه فأساء ، لأن ابن ريسان هذا قال
الذهبي : " اتهمه ابن عدي ، و قال ابن يونس : ليس بثقة ، و قال أبو بكر الخطيب
: كذاب " . ثم ساق له حديثين ثم قال : " و هذان باطلان " ! و قال ابن حبان ( 2
/ 260 ) : " كان ممن ينفرد بالمعضلات عن الثقات ، و يأتي بالمناكير عن المشاهير
" .

(1/26)


700 - " أيما ناشئ نشأ في طلب العلم و العبادة حتى يكبر و هو على ذلك أعطاه الله يوم
القيامة ثواب اثنين و سبعين صديقا " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 140 ) :

ضعيف جدا . رواه تمام ( 29 / 112 / 1 رقم 2428 ) و ابن عبد البر في " جامع
العلم " ( 1 / 82 ) من طريق يوسف بن عطية قال : أخبرنا مرزوق - و هو أبو عبد
الله الحمصي - عن مكحول عن أبي أمامة مرفوعا . قلت : و هذا إسناد ضعيف جدا
، من أجل يوسف بن عطية و هو الصفار البصري قال البخاري : " منكر الحديث " . و
قال النسائي و الدولابي : " متروك " . و من طريقه رواه الطبراني في " الكبير "
كما في " المجمع " ( 1 / 125 ) ثم قال : " و هو متروك الحديث " . و نقل المناوي
في " فيض القدير " عن " ميزان الذهبي " أنه قال : " هذا منكر جدا " . قلت : و
هذا صواب و لكن لم أره في ترجمة يوسف بن عطية من " الميزان " فلينظر .

(1/27)


701 - " كان نقش خاتم سليمان : لا إله إلا الله ، محمد رسول الله " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 140 ) :

موضوع . رواه العقيلي في " الضعفاء " ( 185 ) و ابن عدي ( 198 / 1 ) و تمام
الرازي ( 6 / 111 / 1 ) و ابن عساكر ( 7 / 288 / 1 ) من طريق شيخ بن أبي خالد
البصري : حدثنا حماد بن سلمة عن عمرو بن دينار عن جابر مرفوعا . ساقه
العقيلي في ترجمة شيخ هذا و ساق له حديثين آخرين يأيتان قريبا ، ثم قال : "
كلها مناكير ليس لها أصل إلا من حديث هذا الشيخ " . و قال ابن عدي فيها : "
بواطيل " . و قال ابن حبان ( 1 / 360 ) : " لا يجوز الاحتجاج به بحال " . ثم
ساق له ثلاثة أحاديث هذا أحدها . ثم قال : " ثلاثتها موضوعات ، لا رسول الله
صلى الله عليه وسلم قاله ، و لا جابر رواه ، و لا عمرو حدث به ، و لا حماد بن
سلمة " ، و الثاني من الأحاديث الثلاثة يأتي بعد حديث . و قال الذهبي في ترجمته
: " شيخ مجهول دجال ، قال الحاكم : روى عن حماد بن سلمة أحاديث موضوعات في
الصفات و غيرها " . ثم قال الذهبي : " فمن أباطيله عن حماد ..... " فذكر له هذا
الحديث و الذي بعده . و الحديث أورده ابن الجوزي في " الموضوعات " من رواية ابن
عدي ثم قال : ( 1 / 201 ) : " لا يصح ، شيخ يروي الأباطيل ، لا يحتج به " . و
تعقبه السيوطي بأنه ورد من طريق آخر عن عبادة بن الصامت . قلت : و فيه متهم فلا
طائل من هذا التعقب كما يأتي بعده . و روي موقوفا على ابن عباس ! أخرجه السهمي
في " تاريخ جرجان " ( 169 ) ، و فيه داود بن سليمان الجرجاني و هو كذاب . و أما
حديث عبادة فهو : " كان فص خاتم سليمان بن داود سماويا ، فألقي إليه فأخذه
فوضعه في خاتمه ، و كان نقشه : أنا الله لا إله إلا أنا ، محمد عبدي و رسولي "
.

(1/28)


702 - " إن الرجل إذا ولي ولاية تباعد الله عز وجل منه " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 140 ) :
لا أصل له . ذكره الغزالي في " الإحياء " ( 2 / 129 ) من حديث أبي ذر
مرفوعا ، فقال الحافظ العراقي في " تخريجه " : " لم أقف له على أصل " .

(1/29)


703 - " كان فص خاتم سليمان بن داود سماويا ، فألقي إليه فأخذه فوضعه في خاتمه ، و
كان نقشه : أنا الله لا إله إلا أنا ، محمد عبدي و رسولي " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 141 ) :

موضوع . رواه الطبراني و عنه ابن عساكر ( 7 / 288 / 1 ) عن مخلد الرعيني :
حدثنا حميد بن محمد الحمصي عن أرطاة بن المنذر عن خالد بن معدان عن عبادة بن
الصامت مرفوعا . ذكره السيوطي في " اللآليء " ( 1 / 171 ) شاهدا للحديث الذي
قبله فأساء ، لأن الرعيني هذا قال ابن عدي : " حدث بالأباطيل " ثم ذكر له من
أباطيله حديثين سبق أحدهما و هو " التراب ربيع الصبيان " رقم ( 410 ) . و الآخر
يأتي بعد برقم ( 1252 ) إن شاء الله تعالى . و حميد بن محمد الحمصي لم أجده . و
الله أعلم .

(1/30)


704 - " أهل الجنة جرد إلا موسى بن عمران ، فإن له لحية إلى سرته " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 142 ) :

باطل . رواه العقيلي في " الضعفاء " ( 185 ) و ابن عدي ( 198 / 1 ) و
الرازي في " فوائده " ( 6 / 111 / 1 ) عن شيخ بن أبي خالد البصري : حدثنا حماد
بن سلمة عن عمرو بن دينار عن جابر مرفوعا . و قال العقيلي : " منكر ليس له
أصل إلا من حديث هذا الشيخ " . و قال ابن عدي بعد أن ساق له أحاديث أخرى : " و
هذه بواطيل كلها " . قلت : و هو متهم بالوضع ، و قد ذكر له الذهبي أباطيل هذا
أحدها ، و الثاني سبق قبله بحديث . و هذا الحديث أورده ابن الجوزي في "
الموضوعات " من رواية ابن عدي عن شيخ به . و قال ( 3 / 258 ) : " قال ابن حبان
: موضوع ، شيخ بن أبي خالد كان يروي عن الثقات المعضلات لا يحتج به بحال " . و
أقره السيوطي في " اللآلئ " ( 2 / 456 ) .

(1/31)


706 - " كان إذا سمع المؤذن قال : ( حي على الفلاح ) قال : اللهم اجعلنا مفلحين " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 143 ) :

موضوع . رواه ابن السني في " عمل اليوم و الليلة " ( رقم 90 ) عن أبي داود
سليمان بن سيف : حدثنا عبد الله بن واقد عن نصر بن طريف عن عاصم بن بهدلة عن
أبي صالح عن معاوية بن أبي سفيان مرفوعا . قلت : و هذا إسناد موضوع ، آفته
نصر بن طريف ، قال النسائي و غيره : " متروك الحديث " . و قال يحيى بن معين : "
من المعروفين بوضع الحديث " . و قال الفلاس : " و ممن أجمع عليه أهل العلم <1>
أنه لا يروى عنهم قوم منهم نصر هذا " . و عبد الله بن واقد هو الحراني ، و هو
ضعيف جدا ، قال البخاري : " تركوه منكر الحديث " . و قال في موضع آخر : " سكتوا
عنه " . و قال النسائي : " ليس بثقة " . و ضعفه الجريري جدا . و سليمان بن سيف
( و في الأصل : يوسف خطأ ) هو الحراني ثقة ، فالآفة ممن فوقه . و من عجائب
السيوطي أنه أورد الحديث برواية ابن السني هذه في " الدرر المنتثرة " ( ص 86 )
و سكت عليه مع أنه ألفه لأجل " بيان حال الأحاديث التي اشتهرت على ألسنة العامة
و من ضاهاهم من الفقهاء الذين لا علم لهم بالحديث " ! و أسوأ من ذلك أنه أورده
في " الجامع الصغير من حديث البشير النذير " !

-----------------------------------------------------------
[1] وقع في " الميزان " و اللسان " : " ...... من أهل الكذب ..... " و هو خطأ
فاحش ، صححته من " الجرح و التعديل " . اهـ .

(1/32)


707 - " كان إذا اهتم قبض على لحيته " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 143 ) :

ضعيف . رواه ابن حبان في " الضعفاء " ( 1 / 345 ) و تمام الرازي في "
فوائده " ( 6 / 111 ) : أخبرنا أبو عبد الله جعفر بن محمد بن جعفر بن هشام
الكندي ابن بنت عديس : حدثنا أبو زيد الحوطي : حدثنا محمد بن مصعب : حدثنا
الأوزاعي عن الزهري عن أبي سلمة عن عائشة مرفوعا . قلت : و هذا إسناد ضعيف
، جعفر بن محمد هذا لم أجد له ترجمة . و أبو زيد الحوطي اسمه أحمد بن عبد
الرحيم قال ابن القطان : " لا يعرف حاله " . و محمد بن مصعب هو القرقساني ضعيف
لكثرة خطأه ، و قال ابن حبان : " يروي عن الثقات ما لا أصل له من حديث الأثبات
" . قلت : لكنه عند ابن حبان من طريق أبي حريز سهل مولى المغيرة عن الزهري عن
أبي سلمة عن أبي هريرة به . و قال : " أبو حريز يروي عن الزهري العجائب " . و
الحديث أورده السيوطي في " الجامع " بنحوه من رواية ابن السني و أبي نعيم في "
الطب " عن عائشة ، و أبي نعيم عن أبي هريرة " . و لم يتكلم شارحه المناوي على
حديث عائشة بشيء ، و قد عرفت علته ، و إنما حصر كلامه في حديث أبي هريرة فقال :
" قال الزين العراقي : إسناده حسن ا هـ . لكن أورده في " الميزان " و " لسانه "
في ترجمة سهل مولى المغيرة من حديث أبي هريرة فقال : قال ابن حبان : لا يحتج به
، يروي عن الزهري العجائب ، و رواه البزار عن أبي هريرة قال الهيثمي : و فيه
رشدين ضعفه الجمهور " . قلت : و هو في " زوائد البزار " ( ص 25 - 26 ) من طريق
رشدين بن سعد عن عقيل عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة به . و رواه ابن عدي
( ق 188 / 2 ) عن سهل المتقدم عن ابن شهاب الزهري عن أبي سلمة عن عائشة . و قال
: " سهل عامة ما يرويه لا يتابع عليه و هو إلى الضعف أقرب منه إلى الصدق " . و
بالجملة فالحديث ضعيف من جميع طرقه ، لضعف رواته و اضطرابهم في إسناده . و روى
عن عائشة بلفظ : " كان إذا اشتد غمه مسح بيده على رأسه و لحيته و تنفس صعداء ،
و قال حسبي الله و نعم الوكيل ، فيعرف بذلك شدة غمه " . رواه أبو بكر الكلاباذي
في " مفاتيح المعاني " ( 258 / 2 ) : حدثنا أبو بكر محمد عبد الله الفقيه :
حدثنا أبو بكر محمد بن إسماعيل بن علي : حدثنا أبو سفيان الغنوي : حدثنا أحمد
بن الحارث : حدثتني أمي أم الأزهر عن سدرة مولاة ابن عامر قالت : سمعت عائشة
تقول : فذكره مرفوعا . قلت : و هذا إسناد ضعيف جدا ، آفته أحمد بن الحارث قال
أبو حاتم : " متروك الحديث " . و قال البخاري : " فيه نظر " . و من فوقه لم أجد
من ذكرهما . و الحديث حسن إسناده الهيثمي في " أسمى المطالب " ( 46 / 1 ) فلعله
بزعمه لطرقه ! أو تقليدا منه للعراقي !

(1/33)


708 - " كان لا يقعد في بيت مظلم حتى يضاء له بسراج " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 144 ) :

موضوع . ابن سعد ( 1 / 387 ) و تمام ( 9 / 141 / 1 ) من طريق يحيى بن يمان
عن سفيان عن جابر عن أم محمد عن عائشة مرفوعا . قلت : و هذا موضوع ، و آفته
جابر ، و هو ابن يزيد الجعفي ، و هو كذاب كما قال أبو حنيفة و ابن معين و
الجوزجاني و غيرهم . و أم محمد هذه لم أعرفها ، و لعلها زوجة زيد بن جدعان . و
يحيى بن يمان ضعيف من قبل حفظه ، و لكن الحديث أورده الذهبي عن أبي محمد عن
عائشة به . ثم قال : " رواه إبراهيم بن شماس عن يحيى القطان عن سفيان عن جابر
الجعفي عن أبي محمد ، قال ابن حبان : و جابر قد تبرأنا من عهدته ، و أبو محمد
هذا لا يجوز الاحتجاج به " . قلت : فقد تابع يحيى بن يمان يحيى القطان ، فالآفة
من جابر أو شيخه . و الحديث أورده في " الجامع الصغير " من رواية ابن سعد في
الطبقات " عن عائشة ، و تعقبه المناوي بقول ابن حبان المذكور آنفا . و ذكر أن
البزار رواه أيضا . و بالجملة فالحديث موضوع بهذا الإسناد و الله أعلم ! ثم
رأيت الحديث في " المجمع " ( 8 / 60 - 61 ) و قال : " رواه البزار ، و فيه جابر
بن يزيد الجعفي و هو متروك " .

(1/34)


709 - " إنما حر جهنم على أمتي كحر الحمام " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 145 ) :

موضوع . رواه الطبراني في " المعجم الأوسط " قال : " حدثنا محمد بن عبد
الرحمن بن ريسان : حدثنا محمد بن الواقدي : حدثنا شعيب بن طلحة بن <1> عبد الله
بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق : حدثني أبي ، عن أبيه عن جده عن أبي بكر
مرفوعا . نقلته من " الميزان " ، أورده في ترجمة الواقدي . قلت : و هذا سند
هالك ، و فيه آفات و علل : 1 - طلحة بن عبد الله ، مجهول الحال ، قال يعقوب بن
شيبة : " لا علم لي به " ، و وثقه ابن حبان على قاعدته . 2 - شعيب بن طلحة ،
مثل أبيه ، قال ابن معين : " لا أعرفه " . و قال معن ( ابن عيسى ) : " لا يكاد
يعرف " . و تباين فيه رأي أبي حاتم ، و الدارقطني فقال الأول : " لا بأس به " !
و قال الآخر : " متروك " . 3 - الواقدي و هو كذاب كما قال الإمام أحمد ، و قال
ابن المديني و ابن راهويه و أبو حاتم و النسائي : " يضع الحديث " . 4 - ابن
ريسان قال الخطيب و محمد بن مسلمة : " كذاب " .
( تنبيه ) و ما سبق من أقوال الأئمة في الواقدي ، جرح مفسر لا خفاء فيه ، فلا
تلتفت بعد ذلك إلى محالة ابن سيد الناس في مقدمة كتابه " عيون الأثر " ( ص 17 -
21 ) المدافعة عنه اعتمادا منه على توثيق من وثقه ، ممن لم يتبين له حقيقة أمره
، و لا إلى قول ابن الهمام معبرا عن رأي الحنفية فيه : " و الواقدي عندنا حسن
الحديث " ، كما نقله الشيخ أبو غدة الكوثري ( ! ) في تعليقه على " قواعد في
علوم الحديث " للتهانوي ( ص 349 ) ، بمناسبة قول التهانوي هذا في صدد رده على
قول الحافظ في " الفتح " : " و قد تعصب مغلطاي للواقدي ، فنقل كلام من قواه و
وثقه ، و سكت عن ذكر من وهاه و اتهمه ، و هم أكثر عددا و أشد إتقانا ، و أقوى
معرفة من الأولين ... و قد أسند البيهقي عن الشافعي أنه كذبه " . فرده التهانوي
بقوله : " و لم يتعصب مغلطاي للواقدي ، بل استعمل الإنصاف ، فإن الصحيح في
الواقدي التوثيق " ! أقول : فلا تغتر بهؤلاء الذين مالوا إلى توثيقه ، فإنهم
خالفوا القاعدة المتفق عليها عند المحدثين أن الجرح المفسر مقدم على التعديل ،
و لعل الحنفية يقولون هنا كما قالوا فيما جرح به أبو حنيفة رحمه الله : إن مصدر
ذلك التعصب ! و بذلك طعنوا في أئمة المسلمين بغير حق ، في سبيل تخليص رجل منهم
مما قيل فيه بحق . فاعتبروا يا أولي الأبصار . و بعد كتابة ما سبق رأيت للشيخ
زاهد الكوثري كلاما حسنا حول جرح الواقدي اتبع هنا سبيل أئمة الحديث و أقوالهم
، فأرى أنه لا بأس من نقل كلامه ملخصا ، لا احتجاجا به - فليس هو عندنا في موضع
الحجة - و إنما ردا به على متعصبة الحنفية - و هو منهم - الذين لا يبالون
بمخالفة أقوال أئمة الحديث و نقاده ، إذا كان لهم في ذلك هوى ، كما فعل
التهانوي ، و قلده أبو غدة الكوثري ، مع أنه خلاف قول شيخه الكوثري الذي يفخر
بالانتساب إليه ، فقد قال في " مقالاته " ( ص 41 - 44 ) في صدد رده على من احتج
بحديث الواقدي المتقدم برقم ( 14 ) : " انفرد بروايته من كذبه جمهرة أئمة النقد
بخط عريض ، فقال النسائي في " الضعفاء " : الكذابون المعروفون بالكذب على رسول
الله صلى الله عليه وسلم أربعة : الواقدي بالمدينة . و قال البخاري : قال أحمد
: الواقدي كذاب . و قال ابن معين : ضعيف ليس بثقة . و قال أبو داود : لا أشك
أنه كان يفتعل الحديث . و قال أبو حاتم : كان يضع . كما في " تهذيب التهذيب " و
غيره . و جرح هؤلاء مفسر لا يحتمل أن يحمل التكذيب في كلامهم على ما يحتمل
الوهم كما ترى ، و إنما مدار الحكم على الخبر بالوضع أو الضعف الشديد من حيث
الصناعة الحديثية هو انفراد الكذاب أو المتهم بالكذب أو الفاحش الخطأ ، لا
النظر إلى ما في نفس الأمر ، لأنه غيب . فالعمدة في هذا الباب هي علم أحوال
الرواة ، و احتمال أن يصدق الكذاب في هذه الرواية مثلا احتمال لم ينشأ من دليل
فيكون وهما منبوذا " . و من الغرائب أن يغتر بتوثيق الواقدي بعض متعصبة الشافية
، ما سبب ذلك إلا غلبة الأهواء ، و الجهل بهذا العلم على كثير من الكتاب
كالدكتور البوطي الذي اعتمد على روايات الواقدي و صححها في كتابه " فقه السيرة
" ، كما تراه مفصلا في ردي عليه في رسالة مطبوعة ، فليراجعها من شاء . و قد قصر
الكلام على الحديث بعض الأئمة ! فأعله الهيثمي في " المجمع " ( 10 / 360 )
بالواقدي فقط ، فقال : " و هو ضعيف جدا " . و نقله عنه المناوي في " الفيض "
بإسقاط لفظ " جدا " ! و أغرب منه قول الحافظ السخاوي في " المقاصد " ( 206 ) :
" و رجاله موثقون ، إلا أنه نقل عن الدارقطني في شعيب أنه متروك ، و الأكثر على
قبوله " . قلت : و هذا قصور فاحش من مثل هذا الحافظ ، فكيف يصح إعلال الحديث
برجل مختلف فيه و لم يتهم ، و في الطريق إليه كذابان ؟! و ممن قصر فيه أيضا
الشيخ العجلوني في " كشف الخفاء " ( 1 / 213 ) ، فإنه نقل كلام السخاوي باختصار
، و أقره ! و لا عجب في ذلك فهو في الحديث ناقل مقلد ، و ليس بالعالم المجتهد .
أقول : و حري بمثل هذا الحديث الباطل أن لا يرويه إلا مثل هذين الكذابين ، فإنه
حديث خطير يقضي على باب كبير من أبواب التربية و الإصلاح في الشرع ، ألا و هو
باب الوعيد و ما فيه من الآيات و الأحاديث في إيعاد العصاة من هذه الأمة بالنار
الموقدة *( التي تطلع على الأفئدة )* ، و الأحاديث الصحيحة في بيان هذا كثيرة
جدا أذكر بعض ما يحضرني الآن منها على سبيل المثال : 1 - " ثلاث لا يكلمهم الله
يوم القيامة و لا ينظر إليهم و لا يزكيهم و لهم عذاب أليم : المسبل إزاره و
المنان الذي لا يعطي شيئا إلا منة ، و المنفق سلعته بالحلف الكاذب " . رواه
مسلم عن أبي ذر و هو مخرج في " إرواء الغليل " ( 892 ) و " تخريج الحلال " (
170 ) . 2 - " ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة و لا يزكيهم و لا ينظر إليهم و
لهم عذاب أليم : شيخ زان ، و ملك كذاب و عائل مستكبر " . رواه مسلم عن أبي
هريرة . 3 - قوله صلى الله عليه وسلم في حديث الشفاعة : " حتى إذا فرغ الله من
القضاء بين عباده و أراد أن يخرج من النار من أراد أن يخرج ممن كان يشهد أن لا
إله إلا الله أمر الله الملائكة أن يخرجوهم ، فيعرفونهم بعلامة آثار السجود ، و
حرم الله على النار أن تأكل من ابن آدم أثر السجود ، فيخرجونهم قد امتحشوا "
<2> رواه الشيخان عن أبي هريرة . و في حديث أبي سعيد : فيخرجون خلقا كثيرا قد
أخذت النار إلى نصف ساقيه ، و إلى ركبتيه و ... " . رواه مسلم . فهذه الأحاديث
و غيرها صريحة في بطلان هذا الحديث ، إذ كيف يكون العذاب أليما و هو كحر الحمام
؟! بل كيف يكون كذلك و قد أحرقتهم النار ، و أكلت لحمهم ، حتى ظهر عظمهم ؟! و
بالجملة فأثر هذا الحديث سيء جدا لا يخفى على المتأمل فإنه يشجع الناس على
استباحة المحرمات ، بعلة أن ليس هناك عقاب إلا كحر الحمام !

-----------------------------------------------------------
[1] الأصل : حدثنا ، و التصويب من " المقاصد الحسنة " و تراجم الرجال .
[2] أي احترقوا ، و المحش احتراق الجلد و ظهور العظم . كذا في " الفتح " . اهـ
.

(1/35)


710 - " كان يستعط بدهن الجلجان إذا وجع رأسه . يعني دهن السمسم " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 148 ) :

لا يصح . رواه المخلص ( 203 / 2 ) عن عثمان بن عبد الرحمن عن أبي جعفر عن
أبيه عن علي مرفوعا . قلت : و عثمان هذا هو الوقاصي و هو كذاب كما مضى
مرارا . و الحديث ذكره السيوطي في " الجامع " بنحوه من رواية ابن سعد عن أبي
جعفر مرسلا . و لم يتكلم عليه المناوي بشيء فإن كان في طريقه الوقاصي هذا
فالحديث موضوع ، و إلا فينظر فيه . ثم رأيت ابن سعد أخرجه في " الطبقات " : ( 1
/ 448 ) من طريق إسرائيل عن جابر عن أبي جعفر به نحوه و زاد : " و يغسل رأسه
بالسدر " . قلت : و جابر هو ابن يزيد الجعفي ، و هو متهم كما تقدم ( 708 ) .

(1/36)


711 - " إذا سمعتم النداء فقوموا ، فإنها عزمة من الله " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 148 ) :

موضوع . رواه أبو نعيم ( 2 / 174 ) عن أحمد بن يعقوب قال : حدثنا الوليد بن
سلمة عن يونس بن يزيد عن ابن شهاب الزهري عن سعيد ( الأصل أحمد و هو خطأ ) ابن
المسيب عن عثمان بن عفان مرفوعا . قلت : و هذا إسناد موضوع آفته الوليد بن
سلمة و هو الطبراني قال دحيم و غيره : " كذاب " . و قال ابن حبان : " يضع
الحديث على الثقات " . و أحمد بن يعقوب قال المناوي : " هو الترمذي ، قال
الدارقطني : لا أعرفه و يشبه أن يكون ضعيفا " .

(1/37)


712 - " نعم الرجل الفقيه ، إن احيتج إليه انتفع به ، و إن استغني عنه أغنى نفسه " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 148 ) :

موضوع . رواه ابن عساكر ( 13 / 173 / 1 ) عن عباد بن يعقوب الرواجني :
أنبأنا عيسى بن عبد الله بن محمد بن عمر بن علي : حدثني أبي عن أبيه عن جده عن
علي رفعه . قلت : و هذا موضوع آفته عيسى بن عبد الله هذا العلوي ، قال
الدارقطني : " متروك الحديث " ، و قال ابن حبان ( 2 / 119 ) : " يروي عن آبائه
أشياء موضوعة " . و ساق له الذهبي أحاديث ظاهر عليها الوضع ، و قال في أحدها :
" هذا لعله موضوع " . و من تلك الأحاديث : " كان يعجبه النظر إلى الحمام الأحمر
و الأترج " . و سيأتي برقم ( 1393 ) . و قد تساهل في عيسى هذا أبو حاتم الرازي
- على خلاف عادته ، فقال ابنه في " الجرح و التعديل " ( 3 / 1 / 280 ) عنه : "
لم يكن بقوي الحديث " .

(1/38)


713 - " كان إذا أخذ من شعره أو قلم أظفاره ، أو احتجم بعث به إلى البقيع فدفن " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 149 ) :

باطل . قال ابن أبي حاتم ( 2 / 337 ) : " سئل أبو زرعة عن حديث رواه يعقوب
بن محمد الزهري عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت : فذكره . قال أبو
زرعة : " حديث باطل ليس له عندي أصل و كان حدثهم قديما في كتاب " الآداب " فأبى
أن يقرأه ، و قال : اضربوا عليه ، و يعقوب بن محمد هذا واهي الحديث " . و قال
الحافظ في " التقريب " : " صدوق كثير الوهم و الرواية عن الضعفاء " . قلت : و
لعل الآفة من بعض الضعفاء الذين تلقى هذا الحديث عنه فإنه لم يسمع من هشام بن
عروة بل لم يلحقه كما جزم بذلك الذهبي في حديث آخر له موضوع تقدم برقم ( 104 )
فراجعه .

(1/39)


714 - " النساء على ثلاثة أصناف ، صنف كالوعاء تحمل و تضع ، و صنف كالعر - و هو الجرب
- ، و صنف ودود ولود ، تعين زوجها على إيمانه ، فهي خير له من الكنز " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 149 ) :

منكر . رواه تمام في " الفوائد " ( 206 / 2 ) عن عبد الله بن دينار عن عطاء
بن أبي رباح عن جابر مرفوعا ، و قال : " عبد الله بن دينار هو الحمصي " .
قلت : و هو ضعيف كما جزم به الحافظ في " التقريب " تبعا لغير واحد من الأئمة ،
و منهم أبو حاتم ، فقد قال ابنه في " العلل " ( 2 / 310 ) بعد أن ساق الحديث :
" و قال أبي ، هذا حديث منكر ، عبد الله بن دينار منكر الحديث " . بل قال
الدارقطني " ضعيف لا يعتبر به " .

(1/40)


715 - " نعم الفارس عويمر ، غير أنه - يعني - غير ثقيل " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 150 ) :

ضعيف . أورده الحاكم ( 3 / 337 ) معلقا ، فقال : " و قيل : إن رسول الله
صلى الله عليه وسلم نظر إلى أبي الدرداء و الناس منهزمون كل وجه يوم أحد ، فقال
: ....... " فذكره . و كذلك علقه ابن سعد في " الطبقات " ( 7 / 392 ) فقال : "
قال محمد بن عمر : و روى بعضهم أن أبا الدرداء شهد أحدا ، و أن رسول الله صلى
الله عليه وسلم نظر إليه ..... " . و قد روي مرسلا ، فقال الحافظ في ترجمة
عويمر من " الإصابة " ( 5 / 46 ) : " قال صفوان بن عمرو عن شريح بن عبيد : قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد : " نعم الفارس عويمر ، و قال : هو حكيم
أمتي " .

(1/41)


716 - " من لبس نعلا صفراء لم يزل في سرور ما دام لابسها ، و ذلك قول الله عز وجل *(
صفراء فاقع لونها تسر الناظرين )* " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 150 ) :

موضوع . ذكره ابن أبي حاتم في " العلل " ( 2 / 319 ) فقال : رواه سهل بن
عثمان العسكري عن ابن العذراء عن ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس فذكره
موقوفا عليه و قال : " قال أبي هذا حديث كذب موضوع " . قلت : و أقره الحافظ ابن
حجر في " تخريج أحاديث الكشاف " ( ص 7 رقم 52 ) . و قال السيوطي في " الدر " (
1 / 78 ) : " أخرجه ابن أبي حاتم و الطبراني و الخطيب و الديلمي عن ابن عباس
قال : ... " . فذكره موقوفا أيضا . قلت : و الآفة من ابن العذراء هذا ، فقد
أورده الذهبي في " فصل من عرف بأبيه " و قال : " عن ابن جريج ، له حديث في
النعل الأصفر ، لا شيء " . و كذا في " اللسان " . و من تساهلات ابن كثير رحمه
الله في " تفسيره " أنه أورده جازما بقوله ( 1 / 110 ) : " و قال ابن جريج
...... " ! و هذا مما لا يليق به ، ما دام أن السند إلى ابن جريج غير ثابت
لجهالة ابن العذراء هذا ، و اتهام الإمام أبي حاتم إياه بهذا الحديث ، بل كان
من الواجب على ابن كثير أن ينقل كلام الإمام كما فعل الحافظ ابن حجر رحمه الله
تعالى ، لكن الظاهر أنه لم يستحضره عند كتابته ، و الله أعلم . و الحديث أورده
الزمخشري في " تفسيره " بلفظ : " من لبس نعلا صفراء قل همه " . فقال ابن حجر في
تخريجه : " موقوف لم أجده " .

(1/42)


717 - " من أشرك بالله فليس بمحصن " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 151 ) :

ضعيف . أخرجه الدارقطني في " سننه " ( 350 ) و البيهقي ( 8 / 216 ) من طريق
إسحاق بن إبراهيم الحنظلي : أنبأ عبد العزيز بن محمد عن عبيد الله بن عمر عن
نافع عن ابن عمر مرفوعا به ، و قال الدارقطني : " لم يرفعه غير إسحاق ، و
يقال : إنه رجع عنه ، و الصواب موقوف " . قلت : الرفع ليس من إسحاق ، بل هو
تلقاه مرفوعا تارة ، و موقوفا تارة أخرى ، فروى كما سمع ، فقد ساقه الزيلعي في
" نصب الراية " ( 3 / 327 ) ناقلا إياه من " مسنده " أعني مسند إسحاق بن راهويه
و هو ابن إبراهيم الحنظلي و قال عقبه : " قال إسحاق : رفعه مرة ، فقال : عن
رسول الله صلى الله عليه وسلم ، و وقفه مرة " . و قال الزيلعي عقبه و بعد أن
نقل كلام الدارقطني المتقدم : " و هذا لفظ إسحاق بن راهويه في " مسنده " كما
تراه و ليس فيه رجوع ، و إنما أحال التردد على الراوي في رفعه و وقفه " . قلت :
و أنا أرى أن التردد المذكور إنما هو من شيخ إسحاق و هو عبد العزيز بن محمد
الدراوردي ، فإنه و إن كان ثقة و من رجال مسلم ، ففي حفظه شيء أشار إليه الحافظ
بقوله فيه في " التقريب " : " صدوق كان يحدث من كتب غيره فيخطئ ، قال النسائي :
حديثه عن عبيد الله العمري منكر " . قلت : و هذا من روايته عن عبيد الله كما
ترى فهو منكر مرفوعا ، و المحفوظ موقوف على ابن عمر ، كذلك رواه جمع من الثقات
عن نافع . فأخرجه الدارقطني و البيهقي من طريق موسى بن عقبة ، و البيهقي من
طريق جويرية كلاهما عن نافع عن ابن عمر موقوفا . و قال البيهقي : " هكذا رواه
أصحاب نافع عن نافع " . و أما ما رواه الدارقطني و البيهقي من طريق أحمد بن أبي
نافع : أخبرنا عفيف بن سالم : أخبرنا سفيان الثوري عن موسى بن عقبة به عن ابن
عمر مرفوعا فهو وهم ، قال الدارقطني : " وهم عفيف في رفعه و الصواب موقوف من
قول ابن عمر " . قلت : عفيف ثقة عند ابن معين و غيره ، و إنما الوهم عندي من
أحمد بن أبي نافع ، فإنه لم تثبت عدالته ، و به أعله ابن عدي فقال : عن أبي
يعلى الموصلي : " لم يكن موضعا للحديث " . و ذكر له أحاديث أنكرت عليه منها هذا
فقال : " هو منكر من حديث الثوري " . قلت : وجدت له طريقا أخرى . رواه ابن
عساكر ( 13 / 394 / 1 ) عن الهيثم بن حميد : أخبرنا العلاء بن الحارث : أخبرنا
عبد الله بن دينار : أخبرني نافع عن عبد الله بن عمر مرفوعا . قلت : و هذا
إسناد ضعيف ، العلاء بن الحارث كان اختلط . و شيخه عبد الله بن دينار إن كان هو
الحمصي المتقدم في الحديث ( 714 ) فهو ضعيف ، و إن كان المدني فهو ثقة ، و
الأول أقرب لأن العلاء دمشقي ، و الله أعلم .

(1/43)


718 - " من اعتم فله بكل كورة حسنة ، فإذا حط فله بكل حطة حطة خطيئة " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 152 ) :

موضوع . ذكره الهيتمي في " أحكام اللباس " ( 9 / 2 ) في جملة أحاديث أوردها
في فضل العمامة لم يخرجها و لكنه عقبه بقوله : " و لولا شدة ضعف هذا الحديث
لكان حجة في تكبير العمائم " . قلت : و هذا الحديث و أمثاله من أسباب انتشار
البدع في الناس ، لأن أكثرهم حتى من المتفقهة لا تمييز عندهم بين الصحيح و
الضعيف من الحديث ، و قد يكون موضوعا ، و لا علم عنده بذلك فيعمل به و تمر
الأعوام و هو على ذلك فإذا نبه على ضعفه بادرك بقوله : لا بأس ، يعمل بالحديث
الضعيف في فضائل الأعمال ! و هو جاهل بأن الحديث موضوع أو شديد الضعف كهذا ، و
مثله لا يجوز العمل به اتفاقا ، و إني لأذكر شيخا كان يؤم الناس في بعض مساجد
حلب ، على رأسه عمامة ضخمة تكاد لضخامتها تملأ فراغ المحراب الذي كان يصلي فيه
! فإلى الله المشتكى مما أصاب المسلمين من الانحراف عن دينهم بسبب الأحاديث
الضعيفة و القواعد المزعومة ؟

(1/44)


719 - " مكارم الأخلاق عشرة تكون في الرجل و لا تكون في ابنه ، و تكون في الابن و لا
تكون في أبيه ، و تكون في العبد و لا تكون في سيده ، فقسمها الله عز وجل لمن
أراد السعادة : صدق الحديث ، و صدق البأس ، و حفظ اللسان ، و إعطاء السائل ، و
المكافأة بالصنائع ، و أداء الأمانة ، و صلة الرحم ، و التذمم للجار ، و التذمم
للصاحب ، و إقراء الضيف ، و رأسهن الحياء " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 153 ) :
ضعيف جدا . تمام في " فوائده " ( 15 / 102 / 1 ) من طريق الوليد بن الوليد
قال : حدثني ثابت بن يزيد عن الأوزاعي عن الزهري عن عروة عن عائشة مرفوعا .
و هذا إسناد ضعيف جدا ، الوليد هذا هو الدمشقي ، قال الذهبي : " منكر الحديث و
قواه أبو حاتم ، و قال غيره : متروك ، و وهاه العقيلي و ابن حبان ، و له حديث
موضوع " . قلت و كأنه يعني هذا الحديث فقد قال الحافظ في ترجمة الوليد هذا من "
اللسان " بعد أن ذكر أن ابن حبان أورده في " الضعفاء " : " و أورد له عن
الأوزاعي عن الزهري عن عروة عن عائشة خبرا قال فيه : لا أصل له من كلام النبي
صلى الله عليه وسلم " . و الظاهر أنه يعني هذا . ثم تأكدت من هذا الذي استظهرته
، فقد رأيت ابن حبان قد ساق الحديث في ترجمة الوليد من كتابه " الضعفاء و
المجروحين " ، قال في الحديث ما سبق نقله عن الحافظ ، و قال في الوليد : " يروي
عن ابن ثوبان و ثابت بن يزيد العجائب " . ثم إن الظاهر أيضا من كلامهم أن
الوليد كان يرويه تارة عن الأوزاعي مباشرة و تارة يدخل بين نفسه و بين الأوزاعي
ثابت بن يزيد ، فقد قال الذهبي في ترجمة " ثابت " هذا بعد أن ساق الحديث : "
رواه الحاكم و البيهقي في " الشعب " و قال الحاكم : " ثابت بن يزيد الذي أدخله
الوليد بينه و بين الأوزاعي مجهول و ينبغي أن يكون الحمل عليه " . و قال
البيهقي : و روي من وجه آخر عن عائشة موقوفا و هو أشبه " . و صرح المناوي بشدة
ضعف المرفوع ، و نقل عن ابن الجوزي أنه قال : " لا يصح ، و لعله من كلام بعض
السلف ، و ثابت بن يزيد ضعفه يحيى " .

(1/45)


720 - " لا يدخل ملكوت السماوات من ملأ بطنه "

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 153 ) :
لا أصل له . و إن أورده الغزالي في " الإحياء " حديثا مرفوعا إلى النبي صلى
الله عليه وسلم ! فقد قال الحافظ العراقي في " تخريجه " ( 3 / 69 ) : " لم أجده
" . و كذا قال السبكي في " الطبقات " ( 4 / 162 ) . ثم وجدت له طريقا موقوفا ،
فقال ابن وهب في " الجامع " ( ص 77 ) : حدثنا ابن أنعم أن عائشة زوج النبي
صلى الله عليه وسلم تقول : فذكره موقوفا عليها . و هذا إسناد معضل ، و قد وصل ،
فقال الخرائطي في " مكارم الأخلاق " ( ص 41 ، 45 ، 53 ) : حدثنا أحمد بن يحيى
بن مالك السوسي : حدثنا أبو بدر شجاع بن الوليد : حدثنا عبد الرحمن بن زياد بن
أنعم : حدثنا زياد بن أبي منصور عن عائشة به . قلت : و هذا سند ضعيف ، زياد هذا
لم أجد له ترجمة . و ابن أنعم ضعيف . و السوسي مترجم في " تاريخ بغداد " ( 5 /
202 ) .

(1/46)


721 - " لا تميتوا القلوب بكثرة الطعام و الشراب ، فإن القلب كالزرع يموت إذا كثر
عليه الماء " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 154 ) :
لا أصل له . و إن جزم الغزالي بعزوه إلى النبي صلى الله عليه وسلم ! فقد
قال مخرجه العراقي ( 3 / 70 ) " لم أقف له على أصل " .

(1/47)


722 - " الليل و النهار مطيتان ، فاركبوهما بلاغا إلى الآخرة ، و إياك و التسويف
بالتوبة ، و إياك و الغرة بحلم الله " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 154 ) :

ضعيف جدا . رواه أبو الطيب محمد بن حميد الحوراني في " جزئه " ( ورقة 70
وجه 1 - من مجموع ظاهرية دمشق رقم 87 ) من طريق عمرو بن بكر عن سفيان الثوري عن
أبيه عن عكرمة عن ابن عباس مرفوعا . قلت : و هذا سند ضعيف جدا من أجل عمرو
هذا ، قال الذهبي : " واه ، قال ابن عدي : له أحاديث مناكير عن الثقات : ابن
جريج و غيره ، و قال ابن حبان : يروي عن الثقات الطامات " . ثم قال الذهبي في
ترجمته : " أحاديثه شبه موضوعة " . و قال الحافظ في " التقريب " : " متروك " .
و الحديث أورده السيوطي في " الجامع الصغير " بالشطر الأول فقط و قال : " رواه
ابن عدي و ابن عساكر عن ابن عباس " . و تعقبه المناوي بقوله : " قضية كلام
المصنف أن ابن عدي خرجه و أقره ، و الأمر بخلافه ، فإنه أورده في ترجمة عبد
الله بن محمد بن المغيرة و قال : عامة ما يرويه لا يتابع عليه . و في " الميزان
" قال أبو حاتم : غير قوي ، و قال ابن يونس : منكر الحديث ، ثم ساق له هذا
الخبر " . قلت : و من طريقه رواه تمام ( 250 / 2 ) .

(1/48)


723 - " ما زنى عبد قط فأدمن على الزنا إلا ابتلي في أهل بيته " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 154 ) :

موضوع . رواه ابن عدي ( 15 / 2 ) و أبو نعيم في " أخبار أصبهان " ( 1 / 278
) عن إسحاق بن نجيح عن ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس مرفوعا ، و قال ابن
عدي : " و إسحاق بن نجيح بين الأمر في الضعفاء ، و هو ممن يضع الحديث " . و
أورده السيوطي في " ذيل الأحاديث الموضوعة " ( ص 149 رقم 728 ) و قال : " إنه
من أباطيل إسحاق بن نجيح " . و مما يؤيد بطلان هذا الحديث أنه يؤكد وقوع الزنى
في أهل الزاني ، و هذا باطل يتنافى مع الأصل المقرر في القرآن *( و أن ليس
للإنسان إلا ما سعى )* . نعم إن كان الرجل يجهر بالزنا و يفعله في بيته فربما
سرى ذلك إلى أهله و العياذ بالله تعالى و لكن ليس ذلك بحتم كما أفاده هذا
الحديث ، فهو باطل . و مثله : " من زنى زني به و لو بحيطان داره " .

(1/49)


724 - " من زنى زني به و لو بحيطان داره " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 155 ) :

موضوع . رواه ابن النجار بسنده عن القاسم بن إبراهيم الملطي : أنبأنا
المبارك بن عبد الله المختط : حدثنا مالك عن الزهري عن أنس مرفوعا . قال
ابن النجار : " فيه من لا يوثق به " . قلت : و هو القاسم الملطي كذاب . كذا في
" ذيل الأحاديث الموضوعة " للسيوطي ( ص 134 ) و " تنزيه الشريعة " لابن عراق (
316 / 1 ) . قلت : و مع ذلك فقد أورده السيوطي في " الجامع الصغير " من رواية
ابن النجار هذا !! و خفي أمره على المناوي فلم يتعقبه بشيء ! .

(1/50)


725 - " اشتروا الرقيق و شاركوهم في أرزاقهم يعني كسبهم ، و إياكم و الزنج ، فإنهم
قصيرة أعمارهم ، قليلة أرزاقهم " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 155 ) :
موضوع . رواه الطبراني ( 3 / 93 / 1 ) و في " الأوسط " ( 1 / 155 / 1 ) :
حدثنا أحمد بن داود المكي : أخبرنا حفص بن عمر المازني : أخبرنا حجاج بن حرب
الشقري : أخبرنا سليمان بن علي بن عبد الله بن عباس عن أبيه عن جده مرفوعا
. قلت : و هذا إسناد واه مظلم لا تعرف عدالة واحد منهم غير علي بن عبد الله
فإنه ثقة ، و أما ابنه سليمان فهو كما قال ابن القطان : " هو مع شرفه في قومه
لا يعرف حاله في الحديث " . و من دونه فلم أجد لهم ترجمة ، غير حفص بن عمر
المازني فقال الحافظ في " اللسان " : " لا يعرف " . و قد روي من غير طريقة ،
أخرجه أبو نعيم في " أخبار أصبهان " ( 2 / 58 ) من طريقين عن عبد العزيز بن عبد
الواحد : حدثنا عبد الله بن حرب الليثي : حدثنا جعفر بن سليمان بن علي عن أبيه
به . و هذا سند مظلم أيضا فإن من دون سليمان ثلاثتهم لم أجد من ترجمهم ، غير أن
جعفر بن سليمان أورده الحافظ في الرواة عن أبيه سليمان من " التهذيب " . هذا
حال إسناد الحديث ، و أما متنه فإني أرى عليه لوائح الوضع ظاهرة ، فإن قصر
الأعمار و قلة الأرزاق لا علاقة لها بالأمم ، بل بالأفراد ، فمن أخذ منهم
بأسباب طول العمر و كثرة الرزق التي جعلها الله تبارك و تعالى أسبابا طال عمره
و كثرة رزقه ، و العكس بالعكس ، و سواء كانت هذه الأسباب طبيعية أو شرعية ، أما
الطبيعية فهي معروفة ، و أما الشرعية فمثل قوله صلى الله عليه وسلم : " من أحب
أن ينسأ له في أجله ، و يوسع له في رزقه ، فليصل رحمه " . رواه البخاري . و
قوله : " حسن الخلق و حسن الجوار يعمران الديار و يطيلان الأعمار " . رواه أحمد
و غيره و هو مخرج في " الصحيحة " ( 519 ) . و الله تبارك و تعالى سهل لكل أمة
لأخذ بأسباب الحياة من الرزق و طول العمر و غير ذلك و لم يخصها بقوم دون قوم و
لذلك نجد كثيرا من الأمم التي كانت متأخرة في مضمار الرقي أصبحت في مقدمة الأمم
رقيا و ثروة كاليابان ، و غيرها ، فليس من المعقول أن يحكم الشارع الحكيم على
أمة كالزنج بالفقر و يطبعهم بطابع قصر العمر ، مع أنهم بشر مثلنا و هو يقول :
*( إن أكرمكم عند الله أتقاكم )* . و قصر العمر و قلة الرزق ليسا من التقوى في
شيء كما يشير إلى ذلك الحديثان المذكوران ، بل إنهما ليصرحان أن خلافهما و هما
الغني و طول العمر من ثمار التقوى ، فإذن أي أمة أخذت بأسباب طول العمر و سعة
الرزق لاسيما إذا كانت من النوع الشرعي فلا شك أن الله تبارك و تعالى يبارك لها
في عمرها و رزقها ، لا فرق في ذلك بين أمة و أمة ، للآية السابقة : *( يا أيها
الناس إنا خلقناكم من ذكر و أنثى و جعلناكم شعوبا و قبائل لتعارفوا إن أكرمكم
عند الله أتقاكم )* . و خلاصة القول : إن هذا الحديث موضوع متنا لعدم اتفاقه مع
القواعد الشرعية العادلة التي لا تفرق بين أمة و أمة أو قوم و قوم . و لذلك ما
كنت أود للسيوطي أن يورده في " الجامع الصغير " و إن كان ليس في إسناده من هو
معروف بالكذب أو الوضع ، ما دام أن الحديث يحمل في طياته ما يشهد أنه موضوع ، و
في كلام ابن القيم الآتي ( ص 158 - 160 ) ما يشهد لذلك و الله أعلم .

(1/51)


726 - " إن اللوح المحفوظ الذي ذكر الله : *( بل هو قرآن مجيد في لوح محفوظ )* في
جبهة إسرائيل " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 156 ) :
ضعيف . أخرجه الطبري في " التفسير " ( 30 / 90 ) عن قرة بن سليمان قال :
حدثنا حرب بن سريج قال : حدثنا عبد العزيز بن صهيب عن أنس بن مالك قال :
فذكره موقوفا عليه ، و كذلك أورده ابن أبي حاتم في " العلل " ( 2 / 67 ) و قال
: " قال أبي : هذا حديث منكر ، و قرة مجهول ضعيف الحديث " . و قال في " الجرح و
التعديل " ( 3 / 2 / 131 ) : " قرة بن سليمان الجهضمي الأزدي جليس حماد بن زيد
، روى عن هشام بن حسان و معاوية بن صالح ، روى عنه أبو الوليد الطيالسي و عمرو
بن علي ، سألت أبي عنه ؟ فقال : ضعيف الحديث " . و حرب بن سريج قال الحافظ : "
صدوق يخطئ " . و الحديث أورده ابن كثير في " تفسيره " ( 9 / 170 - منار )
ساكتا عليه و أتبعه برواية ابن أبي حاتم - يعني في " التفسير " - بسنده عن أبي
صالح : حدثنا معاوية بن صالح أن أبا الأعيس - هو عبد الرحمن بن سلمان - قال :
" ما من شيء قضى الله ، القرآن فما قبله و ما بعده لا و هو في اللوح المحفوظ ،
و اللوح المحفوظ بين عيني إسرافيل ، لا يؤذن له بالنظر فيه " . قلت : و هذا مع
كونه مقطوعا موقوفا على أبي الأعيس ، ففي السند إليه أبو صالح و هو عبد الله بن
صالح كاتب الليث ، و فيه ضعف من قبل حفظه ، على أن أبا الأعيس نفسه لم يوثقه
غير ابن حبان ، أورده في " ثقات التابعين " و قال : " يروي عن رجل من أصحاب
النبي صلى الله عليه وسلم " . قلت : و الظاهر من ترجمة " التهذيب " له أنه من
أتباع التابعين . و الله أعلم . و قد ساق له الدولابي في " الكنى " ( 1 / 118 )
آثار أخرى ، و لم يذكر له حديثا مرفوعا .

(1/52)


727 - " دعوني من السودان ، إنما الأسود لبطنه و فرجه " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 157 ) :

موضوع . أخرجه الطبراني في " الكبير " ( 3 / 122 / 2 ) و الخطيب ( 14 / 108
) من طريق عبد الله بن رجاء : أخبرني يحيى بن سليمان المديني عن عطاء بن أبي
رباح عن ابن عباس قال : ذكر السودان عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال
: فذكره . قلت : و هذا سند ضعيف ، عبد الله بن رجاء هو الغداني . قال الحافظ :
" يهم قليلا " ، فليس هو علة الحديث و إنما شيخه يحيى هذا ، قال الحافظ : " لين
الحديث " . و به أعل ابن الجوزي الحديث فأورده في " الموضوعات " و قال : ( 2 /
233 ) : " لا يصح ، و يحيى قال البخاري : منكر الحديث " . و هو قد تبع البخاري
في هذا التجريح ، و من المعلوم أن البخاري لا يقول في الراوي " منكر الحديث "
إلا إذا كان متهما عنده . و لهذا فإن تعقب السيوطي في " اللآلي " على ابن
الجوزي بأن يحيى هذا روى له أبو داود و الترمذي و النسائي ، و قال أبو حاتم :
يكتب حديثه و ليس بالقوي ، و ذكره ابن حبان في " الثقات " - لا يساوي شيئا ،
فإن توثيق ابن حبان في مثل هذا المقام مما لا يعتد به العلماء الأعلام ، لاسيما
مع تضعيف الأئمة الآخرين لهذا الراوي . و جملة القول أن هذا الإسناد ضعيف لا
تقوم به حجة ، و أما المتن فلا أشك في وضعه ، و لنعم ما صنع ابن الجوزي في
إيراده إياه في " الموضوعات " ، و تعقب السيوطي إياه إنما هو جمود منه على
السند دون أن ينعم النظر في المتن و ما يحمله من معنى تتنزه الشريعة عنه ، إذ
كيف يعقل أن تذم هذه الشريعة العادلة أمة السودان بحذافيرها و فيهم الأتقياء
الصالحون العفيفون كما في سائر الأمم ، و ليت شعري ما يكون موقف من كان غير
مسلم من السودان إذا بلغه هذا الذم العام لبني جنسه من شريعة الإسلام ؟! فلا
جرم أن ابن القيم قال كما يأتي بعد حديث : " أحاديث ذم الحبشة و السودان كلها
كذب " . و أقره الشيخ ملا علي القاري في " موضوعاته " ( ص 119 ) ، بل إن ابن
القيم رحمه الله قال في صدد التنبيه على أمور كلية يعرف بها كون الحديث موضوعا
، قال ( صفحة 48 - 49 ) : " و منها ركاكة ألفاظ الحديث و سماجتها بحيث يمجها
السمع و يسمج معناها الفطن " . ثم ساق أحاديث عدة هذا آخرها . و للحديث طريق
آخر عن ابن عباس و هو : " لا خير في الحبش ، إذا جاعوا سرقوا ، و إذا شبعوا
زنوا ، و إن فيهم لخلتين حسنتين : إطعام الطعام ، و بأس عند البأس " .

(1/53)


728 - " لا خير في الحبش ، إذا جاعوا سرقوا ، و إذا شبعوا زنوا ، و إن فيهم لخلتين
حسنتين : إطعام الطعام ، و بأس عند البأس " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 158 ) :
موضوع . رواه الطبراني ( 3 / 152 / 1 ) عن محمد بن عمرو بن العباس الباهلي
: أخبرنا سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار عن عوسجة عن ابن عباس قال : قيل
: يا رسول الله ما يمنع حبش بن المغيرة أن يأتوك إلا أنهم يخشون أن تردهم قال :
فذكره . قلت : و هذا سند ضعيف رجاله كلهم ثقات غير عوسجة و هو المكي مولى ابن
عباس ليس بالمشهور كما في " التقريب " ، و من طريقه أخرجه ابن عدي ( 261 / 1 )
و روى عن البخاري أنه قال : " لم يصح حديثه " . ثم ساقه . قلت : و ذكره السيوطي
شاهدا للحديث الذي بعده فلم يصب ، فإنه حديث موضوع المتن كما سبق بيانه في الذي
قبله . و قد روي من حديث عائشة و هو : " الزنجي إذا شبع زنى ، و إذا جاع سرق ،
و إن فيهم لسماحة و نجدة " .

(1/54)


729 - " الزنجي إذا شبع زنى ، و إذا جاع سرق ، و إن فيهم لسماحة و نجدة " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 158 ) :
موضوع . رواه أبو سعيد الأشج في " حديثه " ( 114 / 2 ) : حدثنا عقبة بن
خالد : حدثني عنبسة البصري عن عمرو بن ميمون عن الزهري عن عروة عن عائشة
مرفوعا . قلت : و هذا سند ضعيف جدا ، آفته عنبسة هذا و هو ابن مهران البصري
الحداد ، قال أبو حاتم : " منكر الحديث " . و قال أبو داود : " ليس بشيء " . و
قال ابن حبان ( 2 / 167 ) : " كان يروي عن الزهري ما ليس من حديثه ، و في حديثه
المناكير التي لا يشك من الحديث صناعته أنها مقلوبة " . و من طريقه أورده ابن
الجوزي في " الموضوعات " من رواية ابن عدي عن أبي سعيد الأشج به . ثم قال ابن
الجوزي ( 2 / 233 ) : " لا يصح ، عنبسة قال النسائي : متروك " . و تعقبه
السيوطي بالحديث الذي قبله و سبق الجواب عنه . و قد وافق ابن الجوزي على وضع
الحديث الإمام ابن القيم فقال في " المنار " ( ص 49 ) : " أحاديث ذم الحبشة و
السودان كلها كذب " . " ثم ذكر أحاديث هذا أحدها ، و ثانيها الحديث الآتي : "
تخيروا لنطفكم ، و أنكحوا في الأكفاء ، و إياكم و الزنج فإنه خلق مشوه " .

(1/55)


730 - " تخيروا لنطفكم ، و أنكحوا في الأكفاء ، و إياكم و الزنج فإنه خلق مشوه " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 159 ) :
موضوع . رواه أبو نعيم في " أخبار أصبهان " ( 1 / 314 ) عن روح بن جبر :
حدثنا الهيثم بن عدي عن هشام مولى عثمان عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة
مرفوعا . قلت : و روح هذا لم أعرفه . و أما الهيثم فكذاب ، كذبه ابن معين و
البخاري و أبو داود و غيرهم . و أما هشام مولى عثمان فلم أعرفه أيضا . و الحديث
أورده ابن الجوزي في " الموضوعات " من رواية ابن حبان و هذا في " الضعفاء " ( 2
/ 281 ) بسنده عن محمد بن مروان السدي عن هشام بن عروة به و قال ( 2 / 233 ) :
" السدي كذاب ، و تابعه عامر بن صالح الزبيري عن هشام و ليس بشيء ، و قال
النسائي : ليس بثقة " . و تعقبه السيوطي في " اللآلي " ( ص 272 ) فقال : " قلت
: له طريق آخر " . ثم ساقه من رواية أبي نعيم في " الحلية " ( 3 / 377 ) :
حدثنا أحمد بن إسحاق : حدثنا أحمد بن عمرو بن الضحاك : حدثني عبد العظيم بن
إبراهيم السالمي : حدثنا عبد الملك بن يحيى : حدثنا سفيان بن عيينة عن زياد بن
سعد عن الزهري عن أنس مرفوعا ، و قال : غريب من حديث زياد و الزهري ، لم نكتبه
إلا من هذا الوجه " . قلت : و سكت عليه السيوطي في " اللآلي " و أورده في "
الجامع " من هذا الوجه ، و إسناده مظلم ، فإن من دون ابن عيينة لم أجد لهم
ترجمة ، غير عبد العظيم هذا فأورده الحافظ في " اللسان " و قال : " يغرب ، من
ثقات ابن حبان " . قلت : فهو أو شيخه أو من دونه آفة هذا الحديث ، فإن شطره
الثاني منكر جدا ، و قد سبق قول ابن القيم : " أحاديث ذم الحبشة و السودان كلها
كذب " . ثم ذكر أحاديث هذا أحدها . و أما الجملة الأولى من الحديث ، فقد وجدت
لها طريقا أخرى ، رواه الضياء في " المختارة " ( 223 / 2 ) من طريق تمام الرازي
: حدثنا أبو عبد الرحمن ضحاك بن يزيد السكسكي بـ ( بيت لهيا ) : حدثنا محمد بن
عبد الملك : حدثنا سفيان بن عيينة به مقتصرا على قوله " تخيروا لنطفكم " . قلت
: و هذا سند ضعيف ، الضحاك هذا مجهول الحال أورده ابن عساكر في " تاريخ دمشق "
( 8 / 230 ) و قال : " روى عن وزيرة بن محمد و أبي زرعة الدمشقي ، روى عنه تمام
بن محمد و عبد الرحمن بن عمر بن نصر ، مات سنة 347 " ، و لم يذكر فيه جرحا و لا
تعديلا . و شيخه محمد بن عبد الملك لم أعرفه ، و يحتمل أن يكون ابن أبي الشوارب
الأموي البصري . و الله أعلم . و لهذه الجملة شواهد لا تخلو أسانيدها من مقال ،
و لعلنا نتفرغ لتتبعها و تحقيق القول فيها إن شاء الله ، و هي على كل حال لا
تبلغ أن تكون موضوعة <1> ، بخلاف الجملة الأخيرة " و إياكم و الزنج ... " فإنها
ظاهرة البطلان كسائر الأحاديث التي تقدمت بمعناها ، و قد ذكر هذه الجملة ابن
معين في " التاريخ و العلل " ( 29 / 1 ) من حديث عائشة موقوفا عليها ، و لعله
أشبه فقال : " مسلمة بن محمد ليس حديثه بشيء يروي عن هشام بن عروة عن أبيه عن
عائشة قالت : ...... " فذكره . و نحو هذه الزيادة في الضعف ما يرويه عيسى بن
ميمون عن القاسم بن محمد عن عائشة مرفوعا بلفظ : " تخيروا لنطفكم ، فإن النساء
يلدن أشباه إخوانهن ، و أشباه أخواتهن " . أخرجه ابن عدي في ترجمة عيسى هذا ( ق
294 / 2 ) و قال : " و عامة ما يرويه لا يتابعه عليه أحد " . و روى عن البخاري
أنه قال فيه : " صاحب مناكير و قال في موضع آخر : " منكر الحديث " و عن النسائي
: " متروك الحديث " . و قال ابن حبان ( 2 / 116 ) : " منكر الحديث جدا ، يروي
عن الثقات أشياء كأنها موضوعات " .

-----------------------------------------------------------
[1] بل هي صحيحة بمجموع طرقها ، و قد جمعتها و خرجتها في " الصحيحة " ( 1067 )
. اهـ .

(1/56)


731 - " تزوجوا و لا تطلقوا ، فإن الطلاق يهتز له العرش " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 161 ) :
موضوع . رواه أبو نعيم في أخبار أصبهان " ( 1 / 157 ) و عنه الديلمي ( 2 /
1 / 30 ) و الخطيب في " تاريخه " ( 12 / 191 ) من طريق عمرو بن جميع عن جويبر
عن الضحاك عن النزال بن سبرة عن علي بن أبي طالب مرفوعا . ساقه الخطيب في
ترجمة عمرو هذا بعد أن قال فيه : " كان يروي المناكير عن المشاهير ، و
الموضوعات عن الأثبات " . وروى عن ابن معين أنه قال فيه : " كان كذابا خبيثا "
. و الحديث أورده ابن الجوزي في " الموضوعات " من طريق الخطيب و قال : " لا يصح
فيه آفات ، الضحاك مجروح ، و جويبر ليس بشيء ، و عمرو قال ابن عدي : كان يتهم
بالوضع " . و أقره السيوطي في " اللآليء " ( رقم 1916 بترقيمي ) ثم ابن عراق في
" تنزيه الشريعة المرفوعة عن الأخبار الشنيعة الموضوعة " ( 301 / 1 ) ، و مع
ذلك فقد أورده السيوطي في " الجامع الصغير " ! قلت : و هذا الحديث يلهج به كثير
من الخطباء الذين يكادون يصرحون بتحريم الطلاق الذي أباحه الله تبارك و تعالى ،
و بعضهم يضع القيود العملية لمنع وقوع الطلاق ، و لو كان بمحض اختيار الزوج !
فإلى الله المشتكى .

(1/57)


732 - " أول من أشفع له من أمتي أهل بيتي ، ثم الأقرب فالأقرب ، ثم الأنصار ، ثم من
آمن بي و اتبعني ، ثم اليمن ، ثم سائر العرب ، ثم الأعاجم ، و من أشفع له أولا
أفضل " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 162 ) :
موضوع . رواه الطبراني ( 3 / 205 / 2 ) و ابن عدي ( 100 / 2 ) و المخلص في
" الفوائد المنتقاة " ( 6 / 69 / 1 ) عن حفص بن أبي داود عن ليث عن مجاهد عن
ابن عمر مرفوعا . و من هذا الوجه رواه الخطيب في " الموضح " ( 2 / 27 ) من
طريق الدارقطني بسنده عن حفص و قال الدارقطني : " غريب من حديث ليث عن مجاهد
تفرد به حفص بن أبي داود عنه ، و هو حفص بن سليمان بن المغيرة أبو عمر المقريء
صاحب عاصم بن أبي النجود " ، و قال ابن عدي : " لا يرويه عن الليث غير حفص ، و
عامر حديثه غير محفوظ " . و من طريق الدارقطني أورده ابن الجوزي في " الموضوعات
" و قال ( 3 / 250 ) : " قال الدارقطني : تفرد به حفص عن ليث . قلت : أما ليث
فغاية في الضعف عندهم . إلا أن المتهم به حفص . قال ابن خراش : متروك يضع
الحديث " . و وافقه السيوطي ( 2 / 450 ) ، ثم ابن عراق ( 392 / 1 - 2 ) .

(1/58)


733 - " أول من أشفع له من أمتي العرب الذين رأوني و آمنوا بي و صدقوني ، ثم أشفع
للعرب الذين لم يروني و أحبوني و أحبوا رؤيتي " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 162 ) :

موضوع . رواه ابن عدي ( 258 / 1 ) عن زهير بن العلاء : حدثنا عطاء بن أبي
ميمونة عن أنس بن مالك مرفوعا . أورده في ترجمة عطاء ، و هو ثقة محتج به في
الصحيحين ، فكان الأولى إيراده في ترجمة زهير بن العلاء . قال الذهبي : " روي
عن أبي حاتم الرازي أنه قال : أحاديثه موضوعة منها ..... " فذكر له حديثا يأتي
قريبا بلفظ " كثرة العرب .... " .

(1/59)


734 - " ألا أنبئكم بالفقيه ؟ قالوا : بلى ، قال : من لا يقنط الناس من رحمة الله ، و
لا يؤيسهم من روح الله ، و لا يؤمنهم من مكر الله ، و لا يدع القرآن رغبة عنه
إلى ما سواه ، ألا لا خير في عبادة ليس فيها تفقه ، و لا في علم ليس فيه تفهم ،
و لا قراءة ليس فيها تدبر " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 162 ) :

منكر . رواه ابن وهب في " المسند " ( 8 / 165 / 1 ) : أخبرني عقبة بن نافع
عن إسحاق بن أسيد عن أبي مالك و أبي إسحاق عن علي بن أبي طالب مرفوعا . و
أخرجه ابن عبد البر في " جامع بيان العلم " ( 2 / 44 ) من طريق ابن وهب ، و قال
: " لا يأتي هذا الحديث مرفوعا إلا من هذا الوجه و أكثرهم يوقفونه على علي " .
قلت : و هو الأشبه فإن هذا الإسناد المرفوع فيه علتان : الأولى : إسحق بن أسيد
و هو أبو محمد المروزي نزيل مصر ، قال الحافظ : " فيه ضعف " . و الأخرى : عقبة
بن نافع فإنه مجهول ، أورده ابن أبي حاتم ( 3 / 1 / 317 ) برواية ابن وهب فقط
عنه و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا .

(1/60)


735 - " كثرة العرب و إيمانهم قرة عين لي ، فمن أقر بعيني أقررت بعينه " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 163 ) :
موضوع . رواه ابن عدي ( 258 / 1 ) عن زهير بن العلاء : حدثنا عطاء بن أبي
ميمونة عن أوس بن ضمعج عن ابن عباس مرفوعا . أورده في ترجمة عطاء هذا و كان
حقه أن يورده في ترجمة زهير ، فإنه المتهم بوضع هذا الحديث كما سبق ذكره قريبا
في " أول من أشفع له من أمتي العرب ..... " رقم ( 733 ) . و قد ذكر ابن أبي
حاتم في " العلل " ( 2 / 367 ) أن أباه سئل عن حديثه هذا ؟ فقال : " هذا حديث
موضوع ، و ذكر له أحاديث من روايته . فقال : هذه أحاديث موضوعة ، و هذا شيخ لا
يشتغل به " .

(1/61)


736 - " تزوجوا الأبكار فإنهن أعذب أفواها ، و أفتح أرحاما ، و أثبت مودة " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 163 ) :
موضوع . رواه الواحدي في " الوسيط " ( 3 / 115 / 2 ) عن إسحاق بن بشر
الكاهلي : حدثني عبد الله بن إدريس المدني عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده
مرفوعا . قلت : و هذا إسناد موضوع آفته الكاهلي و هو كذاب كما قال جماعة ، و
قال الدارقطني : " هو في عداد من يضع الحديث " . و قد روي الحديث بإسناد خير من
هذا بلفظ قريب منه إلا أنه قال : " و أنتق أرحاما ، و أرضى باليسير " . و
الباقي مثله سواء و هو مخرج في الصحيحة " برقم ( 623 ) .

(1/62)


737 - " من ولد له مولود فليحسن أدبه و اسمه ، فإذا بلغ فليزوجه ، فإن بلغ و لم يزوجه
فأصاب إثما باء بإثمه " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 163 ) :
ضعيف . رواه ابن بكير الصيرفي في " فضائل من اسمه أحمد و محمد " ( 60 / 2 )
: حدثنا محمد بن عبد الله العسكري : حدثنا أبو يعقوب إسحاق بن الحسن بن ميمون
الحربي ( الأصل : و ميمون الحربي و هو خطأ ) : حدثنا مسلم بن إبراهيم : حدثنا
شداد بن سعيد الراسبي عن سعيد الجريري عن أبي نضرة عن أبي سعيد الخدري و عبد
الله بن عباس مرفوعا . قلت : و هذا سند ضعيف ، رجاله ثقات معرفون من رجال "
التهذيب " غير الحربي و هو ثقة و له ترجمة في " تاريخ بغداد " ( 6 / 382 ) . و
الراوي عنه محمد بن عبد الله العسكري لم أعرفه ، و في شيوخ ابن بكير عند الخطيب
( 8 / 13 ) محمد بن عبد الله بن علم الصفار ، و قد ترجمه الخطيب ( 5 / 454 ) و
قال : " لم أسمع أحدا من أصحابنا يقول فيه إلا خيرا " . فلعله هو . و الراسبي
مختلف فيه ، أورده العقيلي في " الضعفاء " ( 180 ) و قال : " قال البخاري :
ضعفه عبد الصمد ، و لكنه صدوق في حفظه بعض الشيء " . و ذكره الذهبي في "
الضعفاء و المتروكين " و قال : " قال ابن عدي : لم أر له حديثا منكرا ، و قال
العقيلي : له أحاديث لا يتابع عليها " . و في " التقريب " : " صدوق يخطيء " .
قلت : فلعله علة الحديث .

(1/63)


738 - " تزوجوا الزرق فإن فيهن يمنا " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 164 ) :
موضوع . رواه الواحدي في " الوسيط " ( 3 / 115 / 2 ) عن إسحاق بن بشر
الكاهلي : حدثني عبد الله بن إدريس المدني عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده
مرفوعا . قلت : و هذا إسناد موضوع آفته الكاهلي و هو وضاع كما سبق قبل حديث .

(1/64)


739 - " شر الحمير الأسود القصير " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 164 ) :
موضوع . رواه العقيلي في " الضعفاء " ( 426 ) و أبو محمد المخلدي في "
الفوائد " ( 245 / 2 ) عن بقية : حدثنا مبشر بن عبيد عن زيد بن أسلم عن ابن
عمر مرفوعا . و قال العقيلي : " مبشر بن عبيد قال أحمد : " أحاديثه أحاديث
موضوعة كذب " و قال مرة : " ليس بشيء ، يضع الحديث " . و قال البخاري : منكر
الحديث " . ثم ساق له حديثين هذا أحدهما . و الحديث أورده ابن الجوزي في "
الموضوعات " ( 2 / 221 ) من رواية العقيلي هذه و أصاب . و تعقبه السيوطي ( رقم
1728 ) فما أجاد ، لأنه لم يزد على قوله : " إن مبشرا هذا روى له ابن ماجة " .
قلت : فكان ماذا ؟! قال : " و قال البخاري : منكر الحديث " . قلت : و هذا لا
ينافي قول أحمد : " يضع الحديث " لأنه أفاد زيادة علم على ما أفادته عبارة
البخاري على أن هذه العبارة منه تفيد أنه متهم عنده كما سبق بيانه مرارا .

(1/65)


740 - " شر المال في آخر الزمان المماليك " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 165 ) :
موضوع . رواه أبو الحسن الحلبي في " الفوائد المنتقاة " ( 1 / 11 / 1 ) و
أبو نعيم في " الحلية " ( 4 / 94 ) عن أبي فروة يزيد بن سنان بن يزيد الرهاوي :
أخبرنا أبي : أخبرنا محمد بن أيوب عن ميمون بن مهران عن عبد الله بن عمر
مرفوعا . و من هذا الوجه رواه ابن عدي ( 311 / 2 ) و قال : " لا يرويه بهذا
الإسناد ، إلا يزيد بن سنان عن محمد بن أيوب ، و قد أتي هذا الحديث من الرهاوي
لا من ابن أيوب ، و في حديث الرهاوي ما لا يوافقه الثقات عليه " . و قال أبو
نعيم : " تفرد به محمد بن أيوب " . قلت : و قد ضعفه أبو حاتم لكن الراوي عنه
يزيد بن سنان أشد ضعفا فقد قال النسائي فيه : " ضعيف متروك الحديث " . و قال
مرة : " ليس بثقة " . و الحديث أورده السيوطي في " الجامع " من راية أبي نعيم
وحده ، و تعقبه المناوي بقوله : " أورده ابن الجوزي في " الموضوعات " و قال :
يزيد متروك ، و تبعه على ذلك المؤلف في مختصره الكبير فأقره و لم يتعقبه بشيء "
. قلت : و قد أصاب السيوطي هناك في " اللآليء " ( 2 / 140 ) ، و أخطأ في إيراده
في " الجامع " ، فقد جزم المحقق ابن القيم في " المنار " ( ص 49 ) بأنه حديث
موضوع ، و سبقه ابن الجوزي ( 2 / 235 ) .

(1/66)


741 - " الصمت أرفع العبادة " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 165 ) :
ضعيف . رواه أبو نعيم في " أخبار أصبهان " ( 2 / 73 ) معلقا عن عبد الله بن
محمد بن موسى البازيار : حدثنا أشعث بن شداد السجستاني : حدثنا يحيى بن يحيى :
حدثنا المغيرة بن عبد الرحمن عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة مرفوعا
. أورده في ترجمة عبد الله هذا ، و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا . قلت : و
شيخه أشعث بن شداد لم أجد من ذكره . و يحيى بن يحيى الظاهر أنه أبو زكريا
الحنظلي النيسابوري و هو ثقة من رجال الشيخين ، لكن قال المناوي تعليقا على قول
السيوطي في " الجامع " : رواه الديلمي في " مسند الفردوس " عن أبي هريرة : " و
فيه يحيى بن يحيى الغساني ، قال الذهبي : جرحه ابن حبان " . فإن كان قوله "
الغساني " جاء في طريق الديلمي فلا كلام ، و إن كان من اجتهاد المناوي فأنا
أرجح أنه خطأ ، و أن الصواب ما ذكرته ، لأن الحافظ ذكر في الرواة عن المغيرة بن
عبد الرحمن " يحيى بن يحيى " فإطلاقه يبعد أن يريد به هذا الغساني المجروح ، و
لا يريد الحنظلي الثقة ، و الله أعلم . و أما المغيرة هذا فهو الحزامي المدني
قال الحافظ : " ثقة له غرائب " . و الحديث في " مسند الفردوس " ( 4 / 260 )
لكني لا أطول مصورته الآن ، لأتحقق من نسبة " الغساني " هل هي فيه أم لا ؟

(1/67)


742 - " عاقبوا أرقاءكم على قدر عقولهم " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 166 ) :
باطل . رواه عبد الرحمن بن نصر الدمشقي في " الفوائد " ( 2 / 230 / 1 ) و
تمام في " الفوائد " ( 207 / 2 ) و ابن عساكر في " التاريخ " ( 10 / 268 / 1 )
من طريق الدارقطني و غيره عن سليمان بن عبد الرحمن : أخبرنا عبد الملك بن مهران
عن عبيد بن نجيح عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة مرفوعا . و قال
الدارقطني : " تفرد به عبيد بن نجيح عن هشام ، و تفرد به سليمان عن عبد الملك
عنه " . قلت : و عبد الملك بن مهران قال فيه العقيلي في " الضعفاء " ( ص 248 )
: " صاحب مناكير ، غلب على حديثه الوهم ، لا يقيم شيئا من الحديث " . ثم ساق له
أحاديث ثم قال : " كلها ليس لها أصل ، و لا يعرف منها شيء من وجه يصح " . و ساق
له ابن عدي في " الكامل " ( 316 / 1 ) حديثا و قال : " متنه منكر ، و له غير ما
ذكرت و هو مجهول ليس بالمعروف " . و روى ابن عساكر عن ابن السكن أنه قال فيه :
" منكر الحديث " . و عن ابن أبي حاتم : أنه مجهول ، و ذكر له الذهبي حديثين قال
: " إنهما باطلان " و ما أرى أنا إلا أن هذا الحديث من أباطيله . و قد أورده
السيوطي في " الجامع " فأساء ، و لم يتكلم عليه شارحه المناوي بشيء !

(1/68)


743 - " عجبت لطالب الدنيا و الموت يطلبه ، و غافل و ليس بمغفول عنه ، و لضاحك ملء
فيه و لا يدري أأرضى الله أم أسخطه " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 166 ) :
ضعيف جدا . رواه تمام في " الفوائد " ( 94 / 1 ) و ابن عدي ( 79 / 2 ) عن
يحيى بن علي الأسلمي عن حميد الأعرج عن عبد الله بن الحارث عن ابن مسعود
يرفعه ، و قال : " أحاديث ليست بمستقيمة ، و لا يتابع عليها " . و في " الميزان
" : " متروك " ، و قال ابن حبان : " يروي عن ابن الحارث عن ابن مسعود نسخة
كأنها موضوعة " . و قال النسائي : " ليس بالقوي " . و من مناكيره ....... " .
ثم ذكر أحاديث هذا أحدها . و قال الدارقطني : " متروك و أحاديثه تشبه الموضوعة
" . قلت : و حميد هذا هو ابن عطاء الأعرج الكوفي ، و ليس هو بصاحب الزهري ، ذاك
حميد ابن قيس الأعرج كما قال ابن حبان ( 1 / 257 ) . و رواه القضاعي ( 49 / 1 )
عن إسحاق بن إبراهيم بن يونس قال : أخبرنا سفيان بن وكيع قال : أخبرنا أبي حميد
به . و الحديث عزاه السيوطي في " الجامع الصغير " لابن عدي و البيهقي في "
الشعب " . و بيض له المناوي !

(1/69)


744 - " من توضأ و مسح عنقه لم يغل بالأغلال يوم القيامة " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 167 ) :
موضوع . رواه أبو نعيم في " أخبار أصبهان " ( 2 / 115 ) : حدثنا محمد بن
أحمد بن محمد : حدثنا عبد الرحمن بن داود حدثنا : عثمان بن خرزاذ : حدثنا عمرو
بن محمد بن الحسن المكتب : حدثنا محمد بن عمرو بن عبيد الأنصاري عن أنس بن
سيرين عن ابن عمر أنه كان إذا توضأ مسح عنقه و يقول : فذكره مرفوعا . أورده
في ترجمة عبد الرحمن بن داود هذا و هو أبي محمد الفارسي و قال فيه : " كان من
الفقهاء كثير الحديث " ، و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا ، و لم أجده عند غيره
. و شيخه محمد بن أحمد بن محمد هو إما أبو بكر المعدل فهو ثقة أمين كما قال أبو
نعيم في ترجمته ( 2 / 900 ) ، و إما أبو عثمان بن أبي هريرة قال في ترجمته ( 2
/ 296 ) : " أحد العباد و الأخيار ، سمع الكثير صاحب أصول و كتب كثيرة " . و
الأقرب الأول . و الله أعلم . و بعد كتابة ما تقدم رأيت ابن عراق قال في "
تنزيه الشريعة " بعد أن ساق الحديث عن أبي نعيم : " و فيه أبو بكر المفيد شيخ
أبي نعيم ، قال الحافظ العراقي : و هو آفته " . قلت : و هذا متهم كما قال
الذهبي و تبعه الحافظ ابن حجر في " اللسان " . و قد كنت ذكرت عند حديث " مسح
الرقبة أمان من الغل " رقم ( 69 ) أنه محمد بن أحمد بن علي المحرم ، و الآن
رجعت عنه لما وقفت على إسناد الحديث عند أبي نعيم ، و إنما أوقعني في ذلك الخطأ
أنني كنت نقلته بواسطة الحافظ ابن حجر و هو لم يذكر في سند الحديث اسم جد هذا
الشيخ ، فلما وقفت عليه عند أبي نعيم إذا باسم جده ( محمد ) ، فتيقنت أنه ليس
ذلك المحرم ، فهو أحد هؤلاء الثلاثة الذين ذكرتهم هنا ، و قد رأيت أن الحافظ
العراقي جزم بأنه أبو بكر المفيد ، و هو حجة في هذا العلم . فالعمدة عليه في
تعيين الرجل . و الله أعلم . و في السند رجل آخر ضعيف جدا ، و هو محمد بن عمرو
بن عبيد الأنصاري و هو بصري ، و قد حكيت أقوال العلماء في تضعيفه هناك . و قد
تبين لي الآن علة ثالثة و هي عمرو بن محمد بن الحسن ترجمه الخطيب فقال ( 12 /
204 ) : " هو الزمن المعروف بالأعسم ، بصري سكن بغداد " . ثم روى عن الدارقطني
أنه قال فيه : " منكر الحديث " و في رواية أخرى عنه : " كان ضعيفا كثير الوهم "
. و في " اللسان " : " قال الحاكم : ساقط روى أحاديث موضوعة عن قوم لا يوجد في
حديثهم منها شيء " . و ذكر عن ابن حبان و النقاش نحوه . قلت : فتعصيب التهمة به
في هذا الحديث أولى من تعصيبها بشيخ أبي نعيم ، لأنه فوقه في السند ، و أوهى
منه ، و الله أعلم .

(1/70)


745 - " من خرج حاجا فمات كتب له أجر الحاج إلى يوم القيامة ، و من خرج معتمرا فمات
كتب له أجر المعتمر إلى يوم القيامة " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 168 ) :
ضعيف . رواه الطبراني في " الأوسط " ( 1 / 111 / 2 ) عن أبي معاوية : حدثنا
محمد بن إسحاق عن جميل بن أبي ميمونة عن عطاء بن يزيد الليثي عن أبي هريرة
مرفوعا و قال : " لم يروه عن عطاء إلا جميل ، و لا عنه إلا ابن إسحاق تفرد به
أبو معاوية " . و من هذا الوجه رواه الضياء في " المنتقى من مسموعاته بمرو " (
33 / 1 ) و زاد : " و من خرج غازيا في سبيل الله فمات كتب له أجر الغازي إلى
يوم القيامة " . و هكذا أورده المنذري في " الترغيب " ( 2 / 112 ) و قال : "
رواه أبو يعلى من رواية محمد بن إسحاق ، و بقية رواته ثقات " . قلت : يعني أن
ابن إسحاق مدلس و قد عنعنه . فهذه علة ، و فيه علة أخرى ، فقال الهيثمي ( 3 /
208 - 209 ) بعد أن عزاه للطبراني وحده : " و فيه جميل بن أبي ميمونة ، و قد
ذكره ابن أبي حاتم ، و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا ، و ذكره ابن حبان في (
الثقات ) " . قلت : و تساهل ابن حبان في التوثيق معروف ، فالرجل مجهول الحال ،
و الله أعلم .

(1/71)


746 - " لا هم إلا هم الدين ، و لا وجع إلا وجع العين " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 168 ) :
موضوع . رواه ابن حبان في " الضعفاء " ( 1 / 346 ) و الطبراني في " الأوسط
" ( 68 / 1 و 145 / 1 ) و في " الصغير " ( ص 176 ) و عنه القضاعي ( 72 / 2 ) و
ابن عدي ( 188 / 1 ) قالا : حدثنا محمد بن يونس البصري العصفري : حدثنا قرين بن
سهل بن قرين : حدثني أبي : حدثنا محمد بن عبد الرحمن بن أبي ذئب عن محمد بن
المنكدر عن جابر مرفوعا . و قال الطبراني : " لم يروه عن ابن المنكدر إلا
ابن أبي ذئب ، تفرد به سهل " . قلت : و قال ابن حبان : " يروي عن ابن أبي ذئب و
غيره من الثقات ما ليس من حديثهم " . و لذا قال الذهبي : " غمزه ابن حبان و ابن
عدي ، و كذبه الأزدي " . و ذكر له ابن عدي ثلاثة أحاديث هذا أحدها و قال : "
منكر باطل إسناده و متنه " . و من طريقه أورده ابن الجوزي في " الموضوعات " ( 2
/ 244 ) . و تعقبه السيوطي بما لا ينفع فقال : ( 393 - طبع الهند ) : " قلت :
أخرجه أبو نعيم في " الطب " و البيهقي في " شعب الإيمان " و قال : " حديث منكر
" . و له طريق آخر ، قال الشيرازي في " الألقاب " : ....... فساق إسناده من
طريق يحيى بن عبد الله خاقان : حدثنا مالك بن أنس عن نافع عن ابن عمر مرفوعا به
ثم قال السيوطي : " و أخرجه الخطيب في " رواة مالك " و قال : منكر عن مالك ، و
خاقان مجهول ، و قال الذهبي في " الميزان " : " يحيى بن عبد الله خاقان يكنى
أبا سهل عن مالك - ثم ساق الحديث ثم قال : فهذا موضوع " . و لم يتعقبه السيوطي
بشيء إلا أنه قال : " و له شاهد موقوف " . قلت : و فيه ابن لهيعة ، و لو صح فهو
شاهد على الحديث لا له ، لأن الموقوف لا يصح أن يشهد للمرفوع كما لا يخفى ، و
لذلك قال المناوي في " الفيض " : " و حكم ابن الجوزي عليه بالوضع ، و نوزع بما
لا طائل فيه " . و الموقوف المشار إليه وجدته في " الفوائد المنتقاة الحسان
العوالي " لابن الديباجي ( 20 / 85 / 1 ) من طريق ابن لهيعة عن خالد بن يزيد
قال : قال عمرو بن العاص ....... فذكره . و الحديث أخرجه أبو نعيم في " أخبار
أصبهان " ( 2 / 295 ) من طريق الحسين بن معاذ - مستملي عمرو بن علي - : حدثنا
ابن أخي الربيع بن مسلم عن الربيع بن مسلم عن محمد بن زياد عن أبي هريرة مرفوعا
بلفظ : " لا غم إلا غم الدين ، و لا ..... " . قلت : و الحسن بن معاذ هو ابن
داود بن معاذ . قال الذهبي : " ليس بثقة ، حديثه موضوع " .

(1/72)


747 - " قال الله تعالى : من لم يرض بقضائي و قدري فليلتمس ربا غيري " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 169 ) :
ضعيف جدا . عزاه السيوطي في " الجامع الصغير " للبيهقي في " الشعب " عن
أنس . و لم يتكلم عليه شارحه المناوي بشيء ، و كأنه لم يقف على سنده ، و قد
وجدته في الجزء الرابع من " التجريد " لابن عساكر ، رواه ( 4 / 1 - 2 ) من طريق
البيهقي عن الحاكم بسنده عن علي بن يزداد الجرجاني - و كان قد أتي عليه مائة و
خمس و عشرون سنة - قال : سمعت عصام بن الليث الليثي السدوسي - من بني فزارة في
البادية - قال : سمعت أنس بن مالك يقول : فذكره مرفوعا . قلت : و هذا إسناد
ضعيف ، علي بن يزداد الجرجاني قال الذهبي في ترجمة شيخه عصام بن الليث : " لا
يعرفان " . و ساق له في " اللسان " هذا الحديث من طريق الحاكم ثم قال : " أخرجه
أبو سعد ابن السمعاني في " الأنساب " و قال : " هذا إسناد مظلم لا أصل له " .
و قال الذهبي أيضا في ترجمة علي بن يزداد الجرجاني : " شيخ لابن عدي متهم ، روى
عن الثقات أوابد " . و أقره في " اللسان " . فالإسناد ضعيف جدا ، و قد روي
بإسناد آخر مثله في الضعف ، و قد مضى برقم ( 494 ) .

(1/73)


748 - " الجمال صواب القول بالحق ، و الكمال حسن العفاف بالصدق " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 170 ) :
ضعيف جدا . رواه أبو نعيم في " فضائل الخلفاء الأربعة " ( 2 / 2 / 2 ) و
السلفي في " أحاديث و حكايات " ( 78 / 1 ) و ابن النجار ( 10 / 174 / 1 ) و
الديلمي ( 2 / 81 ) و ابن عساكر ( 8 / 471 / 2 ) عن عمر بن إبراهيم عن أيوب بن
سيار عن محمد بن المنكدر عن جابر قال : جاء العباس إلى النبي صلى الله عليه
وسلم و عليه ثياب بياض ، فلما نظر تبسم ، قال العباس : يا رسول الله ما الجمال
؟ قال : فذكره . قلت : و هذا إسناد ضعيف جدا ، آفته أيوب بن سيار فإنه ليس بثقة
كما قال النسائي و غيره ، و قال ابن حبان ( 1 / 159 ) : " يقلب الأسانيد ، و
يرفع المراسيل " . و الراوي عنه عمر بن إبراهيم و هو الكردي الهاشمي مثله في
الضعف ، لكنه قد توبع عليه ، أخرجه أبو نعيم في " أخبار أصبهان " ( 2 / 86 - 87
) عن همام بن مسلم عن أيوب به . لكن هماما هذا مثله في الضعف قال الدارقطني : "
متروك " . قلت : فلا يستشهد به لاسيما و قد قال ابن حبان : " يسرق الحديث " .
فلعله سرقه من الكردي هذا . و الحديث أورده السيوطي في " الجامع " من رواية
الحكيم عن جابر . و تعقبه المناوي في شرحه عليه بقوله : " قضية صنيع المصنف أنه
لم يره مخرجا لأحد من المشاهير الذين وضع لهم الرموز ، و هو عجيب ! فقد رواه
أبو نعيم في " الحلية " و الديلمي في " الفردوس " و البيهقي في " الشعب "
فعدوله للحكيم و اقتصاره عليه الموهم غير لائق ، ثم إن فيه أيوب بن سيار (
الأصل يسار و هو خطأ مطبعي ) الزهري قال الذهبي : ضعيف جدا تفرد به عنه عمر بن
إبراهيم و هو ضعيف جدا " . و في قول الذهبي أن عمر تفرد به عن أيوب نظر ،
للمتابعة التي ذكرتها ، و عزوه للحلية فيه وقفة ، فإني لم أجده في " الحلية " .
و الله أعلم .

(1/74)


749 - " من أغاث ملهوفا كتب الله له ثلاثة و سبعين مغفرة واحدة منها صلاح أمره كله ،
و اثنتان و سبعون درجات له يوم القيامة " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 171 ) :

موضوع . رواه العقيلي في " الضعفاء " ( 140 ) و كذا ابن حبان ( 1 / 304 ) و
أبو نعيم في " الأخبار " ( 2 / 74 ) عن عبد العزيز بن عبد الصمد العمي قال :
حدثنا زياد بن أبي حسان عن أنس مرفوعا . و قال العقيلي : " لا يعرف إلا به
" . يعني زيادا هذا . و قال ابن حبان : " كان شعبة شديد الحمل عليه ، و كان ممن
يروي أحاديث مناكير ، و أوهاما كثيرة " . و قال البخاري : " كان شعبة يتكلم فيه
" . و في " الميزان " : " قال الحاكم : روى عن أنس و غيره أحاديث موضوعة ، و
كان شعبة شديد الحمل عليه و كذبه ، قال الدارقطني : متروك ، و قال أبو حاتم و
غيره : لا يحتج به " . و قال النقاش فيه مثل قول الحاكم المتقدم . و من طريق
زياد رواه أبو يعلى و البزار كما في " المجمع " ( 8 / 191 ) . و الحديث أورده
ابن الجوزي في " الموضوعات " من طريق العقيلي ثم قال ( 2 / 171 ) : " موضوع ، و
المتهم بوضعه زياد " . و تعقبه السيوطي في " اللآلي " ( ص 352 ) بأن له طريقين
آخرين و شاهدا من حديث ثوبان . أما الطريق الأول فساقه من رواية ابن عساكر
بسنده عن القاضي أبي محمد عبد الله بن محمد بن عبد الغفار بن ذكوان : حدثنا أبو
علي محمد بن سليمان بن حيدرة : حدثنا أبو سليم إسماعيل بن معن ( الأصل : حصني و
هو خطأ ) : حدثنا [ أبو ] المغيرة : حدثنا إسماعيل بن عياش : حدثنا عبد الله بن
عبد الرحمن بن أبي حسين المكي : سمعت أنس بن مالك يقول : فذكره . قلت : و سكت
عليه السيوطي فما أحسن ، فإن ابن ذكوان هذا أورده الذهبي في " الميزان " ثم ابن
حجر في " اللسان " و قالا : " تكلم فيه عبد العزيز الكتاني " . و محمد بن
سليمان بن حيدرة مجهول الحال ، و حيدرة اسم أحد جدوده ، و اسم جده الأدنى الحر
بن سليمان . هكذا ذكره ابن عساكر في " تاريخه " ( 15 / 193 / 2 ) و في ترجمته
ساق له هذا الحديث ، و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا ، و تمام الحديث عنده . "
و من قال : أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له أحدا صمدا لم يلد و لم
يولد و لم يكن له كفوا أحد ، كتب الله له بها أربعين ألف حسنة " . و بقية رجال
الإسناد ثقات غير أن إسماعيل بن عياش ضعيف في روايته عن غير الشاميين و هذه
منها ، و إسماعيل بن معن له ترجمة في ابن عساكر ( 2 / 415 / 2 ) . و جملة القول
: أن سند هذه الطريق مظلم فلا يدفع بمثله حكم ابن الجوزي عليه بالوضع ، لاسيما
و فيها تلك الزيادة التي تؤكد هذا الحكم لما فيها من المبالغة في الأجر لمجرد
النطق بتلك الجملة المباركة ، و هذه المبالغة من أمارات وضع الحديث كما هو مقرر
في محله . و أما الطريق الثاني : فساقه السيوطي من رواية أبي طاهر الحنائي
بسنده عن عيسى بن يعقوب بن جابر الزجاج : حدثنا دينار مولى أنس بن مالك : حدثني
أنس بن مالك به . و هكذا رواه الخطيب في " التاريخ " ( 11 / 175 ) في ترجمة
الزجاج هذا و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا . و هذا إسناد تالف دينار هذا قال
ابن حبان ( 1 / 290 ) : " يروي عن أنس أشياء موضوعة " . و قال الحاكم : " روى
عن أنس قريبا من مائة حديث موضوعة " . فإيراد السيوطي لهذا الطريق التالف ، و
سكوته عليه من العجائب ! و قد فاته طريق ثالث ، أخرجه أبو نعيم في " أخبار
أصبهان " ( 1 / 350 ) عن أبان عن أنس مرفوعا . لكن أبان هذا و هو ابن أبي عياش
كذاب فلا يفرح به ! و أما الشاهد فهو الحديث الآتي : " من فرج عن مؤمن لهفان
غفر الله له ثلاثا و سبعين مغفرة ، واحدة يصلح بها أمر دنياه و آخرته ، و ثنتين
و سبعين يوفيها الله تعالى يوم القيامة " .

(1/75)


750 - " من فرج عن مؤمن لهفان غفر الله له ثلاثا و سبعين مغفرة ، واحدة يصلح بها أمر
دنياه و آخرته ، و ثنتين و سبعين يوفيها الله تعالى يوم القيامة " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 172 ) :
موضوع . رواه أبو نعيم في " الحلية " ( 3 / 49 - 50 ) من طريق إسماعيل بن
أبان الأزدي ( الأصل الأودي و هو تصحيف ) قال : حدثنا حماد بن عثمان القرشي -
مولى الحسن بن علي - قال : حدثني يزيد بن أبي زياد البصري عن فرقد عن شميط -
مولى ثوبان - عن ثوبان مرفوعا ، و قال : " غريب من حديث فرقد ، لم نكتبه
إلا من هذا الوجه " . قلت : و هو مظلم ، فإن فرقدا هذا و هو ابن يعقوب السبخي
قال البخاري : " في حديثه مناكير " . و قال النسائي : " ليس بثقة " . و يزيد بن
أبي زياد البصري لم أعرفه ، و في طبقته بهذا الاسم و النسب ثلاثة أحدهم شامي ،
و هو ضعيف جدا ، و الآخران كوفيان ، أحدهما من رجال " التهذيب " و هو ضعيف . و
الآخر من رجال " الميزان " و لا تقوم به حجة . فلعله أحدهم و يكون نسبته بصريا
خطأ من أحد الرواة و لعله من الراوي عنه : حماد بن عثمان القرشي ، و لم أجد له
ترجمة . و يراجع له " الجرح و التعديل " . فإني لا أطوله الآن . ثم رجعت إليه
فلم أجد فيه سوى حماد بن عثمان الذي روى عن الحسن البصري و هو مجهول . فكأنه
غير هذا . و هذا الحديث أورده السيوطي شاهدا للحديث الذي قبله فلم يحسن لشدة
ضعفه و نكارة لفظه . و الله أعلم .

(1/76)


751 - " من قضى لأخيه حاجة كنت واقفا عند ميزانه فإن رجح و إلا شفعت له " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 173 ) :
موضوع . رواه أبو نعيم في " الحلية " ( 6 / 353 ) عن عبد الله بن إبراهيم
بن الهيثم الغفاري : حدثنا مالك بن أنس و العمري عن نافع عن ابن عمر مرفوعا
، و قال : " غريب من حديث مالك ، تفرد به الغفاري " . قلت : قال الذهبي : "
نسبه ابن حبان إلى أنه يضع الحديث . و قال الحاكم : " يروي عن جماعة من الضعفاء
أحاديث موضوعة " .

(1/77)


752 - " وجبت محبة الله على من أغضب فحلم " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 173 ) :
موضوع . رواه ابن عدي ( 331 / 2 ) : حدثنا ابن أبي صالح . حدثنا أبو مصعب :
حدثني مالك عن يحيى بن سعيد عن عروة عن عائشة مرفوعا . و قال : " و هذا عن
مالك منكر " . قلت : أورده في ترجمة أبي مصعب هذا و سماه مطرفا ، و قال : "
يحدث عن ابن أبي ذئب و مالك و غيرهما بالمناكير " . قلت : مطرف هذا من شيوخ
البخاري في " الصحيح " و هو ثقة كما قال ابن سعد و الدارقطني و غيرهما ، و به
جزم الحافظ في " التقريب " و قال : " لم يصب ابن عدي في تضعيفه " . و قد ساق
الذهبي له أحاديث في " الميزان " من طريق ابن عدي عن ابن أبي صالح هذا و هو
أحمد بن داود و منها هذا الحديث ثم قال : " قلت : و هذه أباطيل حاشا مطرفا من
روايتها ، و إنما البلاء من أحمد بن داود ! فكيف خفي هذا على ابن عدي فقد كذبه
الدارقطني ؟! و لو حولت هذه إلى ترجمته كان أولى " . و كذا قال الحافظ في "
التهذيب " ، و قد فعل الذهبي ما أشار إليه ، فنقل الحديث إلى ترجمة أحمد هذا و
قال : " و هذا موضوع " . و وافقه الحافظ ابن حجر في " اللسان " و ذكر أن أحمد
هذا قال فيه ابن حبان و ابن طاهر : " كان يضع الحديث " . قلت : و من طريقه أخرج
الحديث أبو نعيم في " أخبار أصبهان " ( 5 / 135 ) و القضاعي في " مسند الشهاب "
( 46 / 2 ) و القاضي أبو بكر الشهرزوري في " جزء فيه مجلسان " ( 4 / 2 ) و ابن
عساكر ( 5 / 84 / 2 ) . و أورده السيوطي في " ذيل الأحاديث الموضوعة " ( 167 -
168 ) من طريق أبي نعيم ، ثم قال السيوطي : " قال في " الميزان " : هذا موضوع ،
من أكاذيب ابن داود " . قلت : و أقره ابن عراق في " تنزيه الشريعة " ( 359 / 1
- 2 ) . و مع هذا كله فقد سود به السيوطي كتابه " الجامع الصغير " ! فتعقبه
المناوي بكلام الذهبي على الحديث و بقول ابن طاهر في راويه : " كان يضع الحديث
" . و كذا قال ابن حبان ( 1 / 134 ) .

(2/251)


753 - " من قضى لأخيه المسلم حاجة كان له من الأجر كمن خدم الله عمره " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 174 ) :
موضوع . رواه أبو نعيم في " الحلية " ( 10 / 254 - 255 ) و الخطيب في "
التاريخ " ( 5 / 130 - 131 ) و السلفي في " أحاديث منتخبة " ( 135 / 1 ) عن
أحمد بن محمد النوري قال : أخبرنا سري السقطي عن معروف الكرخي عن ابن السماك عن
الأعمش عن أنس مرفوعا . و في لفظ للخطيب : " ....... كمن حج و اعتمر " .
قلت : و هذا سند ضعيف مسلسل بجماعة من الصوفية لا تعرف أحوالهم في الحديث و هم
النوري و السقطي و الكرخي ، و في ترجمة الأول من " التاريخ " أمور مخالفة للشرع
كنذره أن لا يقعد على الأرض أربعين يوما ! و قد وفى فلم يقعد ! و كطلبه من الله
أن يخرج له سمكة وزن ثلاثة أرطال لا تزيد و لا تنقص ! و إلا رمى بنفسه في
الفرات ! فزعموا أن السمكة أخرجت له على ما أراد ، فقال له الجنيد : لو لم تخرج
كنت ترمي بنفسك ؟ قال : نعم . فهذا يدل على أنه كان جاهلا ، أو أنه كان من غلاة
الصوفية الذين لا يقيمون لنصوص الشريعة وزنا . أعاذنا الله من ذلك بمنه و كرمه
. ثم إن في الحديث علة أخرى و هي الانقطاع بين الأعمش و أنس ، قال في " التهذيب
" : " لم يثبت له منه سماع " . و ابن السماك اسمه محمد بن صبيح و لا بأس به كما
قال الدارقطني . و الحديث أورده السيوطي باللفظين كحديثين مستقلين ! عزى الأول
للحلية ، و الآخر للتاريخ ، و قال المناوي فيه : " و فيه من لم أعرفه " . يعني
الصوفية الثلاثة . ثم قال في اللفظ الأول عطفا على رواية " الحلية " له : " و
كذا الخطيب عن إبراهيم بن شاذان عن عيسى بن يعقوب بن جابر الزجاج عن دينار مولى
أنس ، و قضية كلام المصنف أن ذا لا يوجد مخرجا لأعلى من أبي نعيم و إلا لما عدل
إليه و اقتصر عليه ، و الأمر بخلافه ، فقد خرجه البخاري في " تاريخه " و لفظه :
" من قضى لأخيه حاجة فكأنما خدم الله عمره " . و كذا الطبراني و الخرائطي عن
أنس يرفعه بسند قال الحافظ العراقي ضعيف . و أورده ابن الجوزي في ( الموضوع ) "
. قلت : طريق دينار هذه ليست لهذا الحديث بهذا اللفظ ، بل هو من طريق الصوفية
المتقدم ، و لفظ حديث دينار : " من قضى لأخيه حاجة من حوائج الدنيا قضى الله له
اثنتين و سبعين حاجة أسهلها المغفرة " فهذا حديث آخر و قد تقدم الكلام عليه في
الحديث ( 750 ) و ليس هو عند أبي نعيم من هذا الوجه بل هو عند الخطيب كما سبق .
ثم إن ابن الجوزي لم يورد هذا الحديث في " الموضوع " و إنما أورد فيه الحديث
المشار إليه آنفا برقم ( 750 ) ، فتأمل كم في كلام المناوي من أخطاء . و العصمة
لله وحده . و للحديث طريق آخر عن أنس ، أخرجه البخاري في " التاريخ " ( 4 / 2 /
43 ) و ابن أبي الدنيا في " قضاء الحوائج " ( 77 - 78 ) و أبو نعيم في " أخبار
أصبهان " ( 2 / 225 ) و الخرائطي في " المكارم " ( ص 17 ) و الخطيب ( 3 / 114 )
عن بقية عن متوكل بن يحيى القنسريني عن حميد بن العلاء عنه مرفوعا . قلت : و
هذا ساقط ، و بقية و هو ابن الوليد مدلس و قد عنعنه . و المتوكل هذا قال الأزدي
: " حديثه ليس بالقائم " . و حميد بن العلاء قال الأزدي : " لا يصح حديثه " . و
كأنه يعني هذا . و وجدت له شاهدا من حديث عبد الله بن عمر . أخرجه أبو العباس
الأصم في " حديثه " ( رقم 130 من نسختي ) عن أبي مسلم محمد بن مخلد الرعيني :
حدثنا سعيد بن عبد الجبار عن محمد بن جابر عن خصيف بن عبد الرحمن عنه مرفوعا .
و هذا إسناد هالك ، الرعيني قال ابن عدي : " حدث بالأباطيل " . و قال الدارقطني
: " متروك الحديث " . و سعيد بن عبد الجبار قال الذهبي : " لا يعرف " . و فرق
بينه و بين سميه الذي قبله و هو الزبيدي الحمصي و كان جرير يكذبه . و لا مانع
عندي من أن يكونا واحدا و يؤيده أن الحافظ بعد أن ترجم للزبيدي في " التهذيب "
لم يورد هذا الذي نحن في صدده تمييزا كما هي عادته ، و كذلك لم يورده في "
اللسان " اكتفاء منه بإيراده إياه في " التهذيب " بناء على أنهما واحد . و الله
أعلم . و محمد بن جابر و خصيف بن عبد الرحمن ضعيفان .

(2/252)


754 - " نعم الشيء الهدية أمام الحاجة " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 176 ) :

موضوع . رواه الطبراني ( 1 / 294 / 1 ) : حدثنا أحمد بن الحسن الصوفي :
أخبرنا الهيثم بن خارجة أخبرنا يحيى بن سعيد العطار عن يحيى بن العلاء عن طلحة
بن عبيد الله عن الحسين بن علي مرفوعا . و رواه الضياء في " المنتقى من
مسموعاته بمرو " ( 31 / 1 ) من طريق يزيد بن سنان البصري - بمصر - حدثنا يحيى
بن سعيد العطار به . قلت : و هذا إسناد تالف يحيى بن سعيد قال ابن حبان : "
يروي الموضوعات عن الأثبات لا يجوز الاحتجاج به " . و يحيى بن العلاء كذاب يضع
الحديث كما تقدم عن الإمام أحمد تحت الحديث ( 321 ) . و ذكره ابن قدامة في "
المنتخب " ( 10 / 195 / 1 ) من طريق عبد الله : حدثني أبي أخبرنا عباد بن
العوام : حدثني شيخ عن الزهري مرفوعا . قال أبي : يقولون إنه سليمان بن أرقم ،
و سليمان لا يساوي حديثه شيئا . ثم رأيت هذا في " كتاب الضعفاء " ( 156 )
للعقيلي قال : حدثنا عبد الله به . قلت : و قد وصله أبو نعيم في " أخبار أصبهان
" ( 2 / 75 ) عن عثمان بن عبد الرحمن بن عمر بن سعيد بن أبي وقاص عن الزهري عن
عروة عن عائشة مرفوعا . و هذا سند ساقط أيضا ، عثمان هذا قال ابن معين : " كان
يكذب " . و قال ابن المديني : " ضعيف جدا " . و هذا معنى قول البخاري : " تركوه
" . و قال فيه ابن حبان ( 2 / 98 ) مثل ما سبق في يحيى بن سعيد . و من طريقه
رواه الحاكم في " تاريخه " كما في " اللآليء " ( ص 492 ) للسيوطي و قد تعقب به
و بحديث الحسين الذي قبله حكم ابن الجوزي على الحديث بالوضع ، فلم يصنع شيئا
لأن مدارهما على كذابين كما علمت . و له طريق أخرى عن عروة . رواه الخطيب ( 8 /
166 ) عن عمرو بن خالد الأعشى : حدثنا هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة مرفوعا .
لكن عمرو هذا كذاب وضاع ، رماه بذلك غير واحد من الأئمة . و قد أورده ابن
الجوزي من طريقه في " الموضوعات " و قال ( 2 / 91 ) : " لا يصح ، عمرو بن خالد
كذبه العلماء ، منهم أحمد و يحيى ، و قال ابن راهويه : كان يضع الحديث " . و قد
روي من حديث أنس ، رواه الدارقطني في " غرائب مالك " من طريق خداش بن مخلد :
حدثنا يعيش بن هشام : حدثنا مالك عن الزهري عن أنس مرفوعا ذكره ابن الجوزي و
قال : " قال الدارقطني : هو باطل عن مالك ، و قد روي عن الموقري عن الزهري عن
أنس ، و الموقري ضعيف " . قلت : و خداش بن مخلد لم أجد له ترجمة . و أما
الموقري و هو الوليد بن محمد فهو ساقط كذبه ابن معين و قال النسائي : " متروك
الحديث " . و قال ابن حبان : " روى عن الزهري أشياء موضوعة لم يروها الزهري قط
" .

(2/253)


755 - " إن الله عز وجل لما قضى خلقه استلقى ، و وضع إحدى رجليه على الأخرى و قال :
لا ينبغي لأحد من خلقه أن يفعل هذا " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 177 ) :

منكر جدا . رواه أبو نصر الغازي في جزء من " الأمالي " ( 77 / 1 ) من طرق
عن إبراهيم بن المنذر الحزامي : حدثنا محمد بن فليح بن سليمان عن أبيه عن سعيد
بن الحارث عن عبيد بن حنين قال : بينا أنا جالس إذ جاءني قتادة بن النعمان
رضي الله عنه فقال : انطلق بنا يا ابن حنين إلى أبي سعيد الخدري رضي الله عنه
فإني قد أخبرت أنه قد اشتكى ، فانطلقنا حتى دخلنا على أبي سعيد ، فوجدناه
مستلقيا رافعا رجله اليمنى على اليسرى ، فسلمنا و جلسنا ، فرفع قتادة بن
النعمان يده إلى رجل أبي سعيد فقرصها قرصة شديدة ، فقال أبو سعيد : سبحان الله
يا ابن أم أوجعتني ! فقال له : ذلك أردت ، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
: فذكره . فقال أبو سعيد : لا جرم والله لا أفعل أبدا . و قال : " قال الإمام
أبو موسى ( يعني المديني الحافظ ) : رواه ابن الأصفر عن إبراهيم بن محمد بن
فليح عن أبيه عن سالم أبي النضر عن أبي الحباب سعيد بن يسار عن قتادة ، و رواه
محمد بن المبارك الصوري عن إبراهيم بن المنذر عن محمد بن فليح عن أبيه عن سالم
أبي النضر ، عن عبيد بن حنين و بسر بن سعيد كلاهما عن قتادة ، و رواه عن قتادة
أيضا سوى عبيد بن حنين و أبي الحباب و بسر بن سعيد - عبيد الله بن عبد الله بن
عتبة . و رواه عن إبراهيم بن المنذر محمد بن إسحاق الصغاني و محمد بن المصفى و
محمد بن المبارك الصوري و جعفر بن سليمان النوفلي و أحمد بن رشدين و أحمد بن
داود المكي و ابن الأصفر و غيرهم ، و حدث به من الحفاظ عبد الله بن أحمد بن
حنبل و أبو بكر بن أبي عاصم و أبو القاسم الطبراني ، و روي عن شداد بن أوس أيضا
مرفوعا . و روي عن عبد الله بن عباس و كعب بن عجرة رضي الله عنهما موقوفا ، و
عن كعب الأحبار أيضا ، و روي عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه في قوله تعالى
: *( الرحمن على العرش استوى )* هذا المعنى ، و رواة هذا الحديث من طريق قتادة
و شداد عامتهم من رجال الصحيح ، و ذلك كله بعد قول الله تعالى *( أفمن يخلق كمن
لا يخلق )* إنما يوافق الاسم الاسم ، و لا تشبه الصفة الصفة " . قلت : مع
التنزيه المذكور فإن الحديث يستشم منه رائحة اليهودية الذين يزعمون أن الله
تبارك و تعالى بعد أن فرغ من خلق السموات و الأرض استراح ! تعالى الله عما يقول
الظالمون علوا كبيرا ، و هذا المعنى يكاد يكون صريحا في الحديث فإن الاستلقاء
لا يكون إلا من أجل الراحة سبحانه و تعالى عن ذلك . و أنا أعتقد أن أصل هذا
الحديث من الإسرائيليات و قد رأيت في كلام أبي نصر الغازي أنه روي عن كعب
الأخبار ، فهذا يؤيد ما ذكرته ، و ذكر أبو نصر أيضا أنه روي موقوفا عن عبد الله
بن عباس و كعب بن عجرة ، فكأنهما تلقياه - إن صح عنهما - عن كعب كما هو الشأن
في كثير من الإسرائيليات ، ثم وهم بعض الرواة فرفعه إلى النبي صلى الله عليه
وسلم . ثم إن قول أبي نصر " إن رواة طريق قتادة من رجال الصحيح " صحيح ، و كذلك
قال الهيثمي في " المجمع " ( 8 / 100 ) بعد أن عزاه للطبراني ، و لكن لا يلزم
من ذلك أن يكون سند الحديث بالذات صحيحا لجواز أن يكون فيه من تكلم فيه ، و إن
كان صاحب الصحيح احتج به ، فإنه يجوز أن ذلك لأنه لم يثبت جرحه عنده ، أو أنه
كان ينتقي من حديثه مع اعتقاده أن فيه ضعفا يسيرا لا يسقط به حديثه جملة عنده ،
خلافا لغيره . و إسناد هذا الحديث من هذا القبيل ، فإن محمد بن فليح بن سليمان
و أباه ، و إن أخرج لهما البخاري فإن فيهما ضعفا و خاصة الأب ، فقد ضعفه ابن
معين حتى جعله دون الدراوردي و هذا حسن الحديث ! و قال في رواية : " فليح ليس
بثقة و لا ابنه " ، و كذلك ضعفه ابن المديني و النسائي و الساجي و قال : " هو
من أهل الصدق ، و يهم " . و لذلك لم يسع الحافظ إلا الاعتراف بضعفه فقال في "
التقريب " : " صدوق كثير الخطأ " . و أما ابنه محمد فهو أحسن حالا من أبيه ،
ففي " الميزان " : " قال أبو حاتم : ما به بأس ، و ليس بذاك القوي . و وثقه
بعضهم و هو أوثق من أبيه . و قال ابن معين ليس بثقة " . و قال الحافظ : " صدوق
يهم " . و إن مما يدل على ضعفهما و ضعف حديثهما اضطرابهما في إسناده . فتارة
يقولان : عن سعيد بن الحارث عن عبيد بن حنين عن قتادة . و تارة : عن سالم أبي
النضر بدل سعيد بن الحارث ، و يقرن مع ابن حنين بسر بن سعيد و تارة يجعل
مكانهما أبا الحباب سعيد بن يسار ، و هذا كله من فوائد أبي نصر رحمه الله في
هذا الجزء من " الأمالي " . حيث حفظ لنا فيه ما ينير السبيل على البحث في حال
هذا الحديث . و أما إسناد حديث شداد فلم أقف عليه لننظر فيه ، و غالب الظن أن
فيه علة تقدح في صحته . و الله أعلم . و مما يوهن من شأن هذا الحديث أنه صح عن
عباد بن تميم عن عمه أنه رأى رسول الله عليه وسلم مستلقيا في المسجد ، واضعا
إحدى رجليه على الأخرى . رواه البخاري ( 1 / 466 بفتح الباري طبع بولاق ) و
ترجم له بـ " باب الاستلقاء في المسجد " ثم روى عن سعيد بن المسيب قال : كان
عمر و عثمان يفعلان ذلك ، فلو كان الاستلقاء المذكور لا ينبغي لأحد من خلقه
سبحانه كما زعم الحديث لما فعل ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم خلفاؤه من
بعده ، كما لا يخفى . و لا يعارض هذا ثبوت النهي عن الاستلقاء في صحيح مسلم ( 6
/ 154 ) و غيره لأنه غير معلل بهذه العلة المذكورة في هذا الحديث المنكر ، و
للعلماء مذهبان في الجمع بين هذا النهي و بين فعله صلى الله عليه وسلم المخالف
للنهي : الأول : ادعاء نسخ النهي . الثاني : حمل النهي حيث يخشى أن تبدو العورة
، و الجواز حيث يؤمن ذلك <1> و في كل من المذهبين إشارة إلى رد هذا الحديث ،
فإنه لا يتمشى معهما البتة ، أما على المذهب الأول فلأن الحديث صريح في أن
الاستلقاء المذكور فيه من خصوصيات الله عز وجل فكيف يجوز ذلك ؟! و أما على
المذهب الثاني فلأنه صريح في أن العلة عنده هو انكشاف العورة أو عدم انكشافها ،
فلو كان يصح عنده أن العلة كون الاستلقاء من خصوصياته سبحانه لم يجز التعليل
بغيرها و هذا ظاهر لا يخفى أيضا . و جملة القول إن هذا الحديث منكر جدا عندي ،
و لقد قف شعري منه حين وقفت عليه ، و لم أجد الآن من تكلم عليه من الأئمة
النقاد غير أن الحافظ الذهبي أورده في ترجمة " فليح " ، كأنه يشير بذلك إلى أنه
مما أنكر عليه كما هي عادته في " ميزانه " . و الله أعلم . ثم وجدت في بعض
الآثار ما يشهد لكون الحديث من الإسرائيليات ، فروى الطحاوي في " شرح المعاني "
( 2 / 361 ) بسند حسن أنه قيل للحسن ( و هو البصري ) : قد كان يكره أن يضع
الرجل إحدى رجليه على الأخرى ؟ فقال : ما أخذوا ذلك إلا عن اليهود " . ثم رأيت
البيهقي سبقني إلى الكلام على الحديث بنحو ما ظهر لي ، فقال في " الأسماء و
الصفات " ( ص 355 ) بعد أن ساقه من طريق إبراهيم بن المنذر عن محمد بن فليح :
" فهذا حديث منكر ، و لم أكتبه إلا من هذا الوجه ، و فليح بن سليمان مع كونه من
شرط البخاري و مسلم ، فلم يخرجا حديثه هذا في " الصحيح " ، و هو عند بعض الحفاظ
غير محتج به " . ثم روى بسنده عن ابن معين قال : لا يحتج بحديثه . و في رواية :
قال : ضعيف . قال : و بلغني عن النسائي أنه قال : ليس بالقوي . قال : " فإذا
كان فليح بن سليمان المدني مختلفا في جواز الاحتجاج به عند الحفاظ لم يثبت
بروايته مثل هذا الأمر العظيم . و فيه علة أخرى ، و هي أن قتادة بن النعمان مات
في خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه . و صلى عليه عمر ، و عبيد بن حنين مات
سنة خمس و مائة ، و له خمس و سبعون سنة في قول الواقدي و ابن بكير ، فتكون
روايته عن قتادة منقطعة ، و قول الراوي : و انطلقنا حتى دخلنا على أبي سعيد لا
يرجع إلى عبيد بن حنين ، و إنما يرجع إلى من أرسله عنه ، و نحن لا نعرفه ، فلا
تقبل المراسيل في الأحكام ، فكيف في هذا الأمر العظيم ؟! " .

-----------------------------------------------------------
[1] و هذا هو الذي رجحه الحافظ في " الفتح " . اهـ .

(2/254)


756 - " الأمر المفظع ، و الحمل المضلع ، و الشر الذي لا ينقطع إظهار البدع " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 180 ) :
ضعيف جدا . رواه الطبراني ( 1 / 327 / 1 ) و ابن أبي عاصم في " السنة " رقم
( 36 ) و ابن بطة في " الإبانة " ( 1 / 173 / 1 - 2 ) عن بقية : حدثنا عيسى بن
إبراهيم عن موسى بن أبي حبيب عن الحكم بن عمير الثمالي مرفوعا . قلت : و
هذا سند ضعيف جدا ، عيسى هذا هو الهاشمي ، قال البخاري و النسائي : " منكر
الحديث " . و قال أبو حاتم و النسائي أيضا : " متروك الحديث " . و موسى بن أبي
حبيب ضعفه أبو حاتم . و الحديث أورده ابن الجوزي في " الموضوعات " ( 1 / 268 -
269 ) من رواية الحاكم و قال : " لا يصح ، قال الحاكم : عيسى واهي الحديث بمرة
" . و أقره السيوطي ( رقم 652 ) من " اللآليء " ، ثم ابن عراق في " تنزيه
الشريعة " ( 136 / 1 ) ، و مع ذلك فقد أورده السيوطي في " الجامع الصغير " ، من
رواية الطبراني هذه ، و اقتصر المناوي في شرحه على قوله : " و الحديث ضعيف " !
.

(2/255)


757 - " من وطيء امرأة و هي حائض ، فقضى بينهما ولد ، فأصابه جذام ، فلا يلومن إلا
نفسه " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 180 ) :
ضعيف . رواه أبو العباس الأصم في " حديثه " ( ج 2 رقم 147 ) و الطبراني في
" الأوسط " ( 1 / 169 / 1 ) : حدثنا بكر بن سهل : أخبرنا محمد بن أبي السري
العسقلاني : أخبرنا شعيب بن إسحاق عن الحسن بن الصلت عن الزهري عن سعيد بن
المسيب عن أبي هريرة مرفوعا . و قال الطبراني : " لم يروه عن الزهري إلا
الحسن بن الصلت - شيخ من أهل الشام - تفرد به ابن أبي السري " . قلت : و هو
صدوق له أوهام كثيرة كما في " التقريب " . و الحسن بن الصلت لم أجد له ترجمة و
لم يذكره الحافظ ابن عساكر في " تاريخ دمشق " مع أنه على شرطه ! و الحديث أعله
الهيثمي ( 4 / 299 ) ببكر هذا فقال : " ضعفه النسائي و قال الذهبي : قد حمل
الناس عنه و هو مقارب الحديث " .

(2/256)


758 - " من مشى مع ظالم ليعينه و هو يعلم أنه ظالم فقد خرج من الإسلام " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 181 ) :
ضعيف جدا . رواه الطبراني ( 1 / 32 / 2 ) : حدثنا عمرو بن إسحاق بن إبراهيم
بن زبريق الحمصي : حدثني أبي : حدثنا عمرو بن الحارث عن عبد الله بن سالم عن
الزبيدي عن عياش بن مؤنس أن أبا الحسن نمران بن مخمر حدثه أن أوس بن شرحبيل
أحد بني المجمع حدثه به مرفوعا . قلت : و هذا سند ضعيف جدا عمرو بن إسحاق لم
أعرفه و لم يورده ابن عساكر في " تاريخه " مع أنه على شرطه . و أبو إسحاق بن
إبراهيم بن زبريق ضعيف جدا ، قال النسائي : " ليس بثقة " . و قال أبو داود : "
ليس بشيء " و كذبه محدث حمص محمد بن عوف الطائي و هو أعرف بأهل بلده ، و أما
أبو حاتم فقال : لا بأس به ! و عياش بن مؤنس و شيخه أبو الحسن نمران بن مخمر لم
أعرفهما .

(2/257)


759 - " أربع من سعادة المرء : أن تكون زوجته موافقة ، و أولاده أبرارا ، و إخوانه
صالحين ، و أن يكون رزقه في بلده " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 181 ) :

ضعيف جدا . رواه النسائي في " حديثه " ( 132 / 2 ) و ابن عساكر في " تاريخه
" ( 15 / 325 / 2 ) من طريقين عن بقية بن الوليد عن أبي يعقوب المدني عن عبد
الله بن الحسين عن أبيه عن جده . و قال ابن عساكر : " غريب جدا " . قلت : و
هذا سند ضعيف جدا ، أبو يعقوب المدني لم أعرفه ، فهو من شيوخ بقية المجهولين
الذين كان يدلسهم ، قال ابن معين : " إذا لم يسم بقية شيخه و كناه فاعلم أنه لا
يساوي شيئا " . و قال ابن المبارك : " نعم الرجل بقية لولا أنه يكني الأسماء ،
و يسمي الكنى " ! و عبد الله بن الحسين لم أعرفه ، و لا نعلم للحسين بن علي بن
أبي طالب ابنا اسمه عبد الله و ( الحسين ) كذلك وقع في الطريقين ، و لعله خطأ
من بعض الرواة أو النساخ ، و يؤيده أن الحديث أخرجه أبو بكر الشافعي في "
الفوائد " ( ج 73 / 258 / 1 ) و الديلمي ( 1 / 1 / 166 ) من طريق عمرو بن جميع
عن عبد الله بن حسن عن أبيه عن جده مرفوعا . و على هذا فالحديث من مسند الحسن
بن علي بن أبي طالب لا من مسند علي ، فإن عبد الله هذا هو ابن حسن بن حسن بن
علي بن أبي طالب ، و هو ثقة مأمون ، لكن الراوي عنه عمرو بن جميع كذاب : قد
وجدت له طريقا أخرى عن الحسين عن علي رضي الله عنهما ، فقال الدنيوري في "
المجالسة " كما في " المنتقى منها " ( 21 / 2 نسخة حلب ) : حدثنا محمد بن
الحسين حدثني علي بن الحسين بن موسى عن أبيه عن علي بن الحسين عن أبيه عن علي
بن أبي طالب مرفوعا . و هذا إسناد ساقط من دون موسى ( و هو ابن عبد الله بن حسن
المتقدم ) لم أعرفهم ، لكن الدينوري نفسه متهم و اسمه أحمد بن مروان ، قال
الذهبي : " اتهمه الدارقطني ، و مشاه غيره " . و قال الحافظ في " اللسان " : "
و صرح الدارقطني في " غرائب مالك بأنه يضع الحديث " . و الحديث أورده السيوطي
في " الجامع " من رواية ابن عساكر و الديلمي عن علي ، و ابن أبي الدنيا في "
كتاب الإخوان " عن عبد الله بن الحكم عن أبيه عن جده . و لم يتعقبه المناوي
بشيء غير أنه قال : " رمز المصنف لضعفه " . و قد عرفت أنه ضعيف جدا من طريق ابن
عساكر ، و باطل من الطريقين الآخرين ، و قوله " عبد الله بن الحكم " أظنه تصحيف
من " عبد الله بن الحسن " كما سبق في رواية أبي بكر الشافعي ، و كذلك هو في "
الجامع الكبير " ( 1 / 90 / 1 ) لكن وقع فيه " ..... ابن أبي الحسن " ! .

(2/258)


760 - " المؤمن كيس فطن حذر " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 182 ) :
موضوع . رواه القضاعي ( 2 / 2 / 2 ) عن سليمان بن عمرو النخعي عن أبان عن
أنس بن مالك مرفوعا . قلت : و هذا موضوع ، النخعي هذا كان يضع الحديث كما قال
أحمد و غيره . و أبان هو ابن أبي عياش متروك متهم ، و لهذا فقد أساء السيوطي
بإيراده إياه في " الجامع الصغير " من رواية القضاعي هذه . و قد تعقبه المناوي
بقوله : " قال العامري : " حسن غريب " ، و ليس فيما زعمه بمصيب . بل فيه أبو
داود النخعي كذاب ، قال في " الميزان " عن يحيى : كان أكذب الناس . ثم سرد له
عدة أخبار هذا منها . قال ابن عدي : أجمعوا على أنه كان وضاعا " .

(2/259)


761 - " المدينة قبة الإسلام ، و دار الإيمان ، و أرض الهجرة ، و مبوأ الحلال و
الحرام " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 183 ) :
ضعيف . رواه الطبراني في " الأوسط " ( 1 / 124 / 1 ) عن عيسى بن مينا -
قالون - : حدثنا عبد الله بن نافع عن أبي المثنى القاريء عن سعيد المقبري عن
أبي هريرة مرفوعا ، و قال السيوطي في " الحجج المبينة " ( 69 / 2 ) : " سنده
حسن " . و كأنه أخذه من قول الهيثمي في " المجمع " ( 3 / 258 ) : " و فيه عيسى
بن مينا قالون ، و حديثه حسن و بقية رجاله ثقات " ، و في هذا نظر من وجهين :
الأول : أن عيسى بن مينا لم يوثقه غير ابن حبان ، و قد قال فيه الذهبي : " أما
في القراءة فثبت ، و أما في الحديث فيكتب حديثه في الجملة ، سئل عنه أحمد بن
صالح المصري عن حديثه فضحك و قال : تكتبون عن كل أحد ! " . قلت : ففي كلام أحمد
بن صالح هذا إشارة إلى ضعف هذا الرجل إلى درجة أنه لا يكتب حديثه ! الثاني : أن
أبا المثنى القاريء و اسمه سليمان بن يزيد ضعيف كما قال الدارقطني و تبعه
الحافظ في " التقريب " . و قال أبو حاتم : " منكر الحديث ليس بالقوي " . و أما
ابن حبان فأورده في " الثقات " ( 2 / 112 ) فهو عمدة الهيثمي في توثيقه . لكن
توثيق ابن حبان لا قيمة له لاسيما مع مخالفة من هو أعرف منه بالرجال كأبي حاتم
و الدارقطني ، لاسيما و هو أعني ابن حبان قد تناقض ، فإنه قد ذكره في " الضعفاء
" أيضا فقال ( 3 / 151 ) : " يخالف الثقات في الروايات لا يجوز الاحتجاج به و
لا الرواية عنه إلا للاعتبار " .

(2/260)


762 - " من لعق العسل ثلاث غدوات كل شهر لم يصبه عظيم من البلاء " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 183 ) :
ضعيف . رواه البخاري في " التاريخ " ( 3 / 2 / 55 ) و ابن ماجة ( 2 / 343 )
و الدولابي ( 1 / 185 ) و العقيلي في " الضعفاء " ( 248 ) و ابن بشران في "
الأمالي " ( 169 / 2 ) و ابن عدي ( 150 / 1 ) عن سعيد بن زكريا عن الزبير بن
سعيد الهاشمي عن عبد الحميد بن سالم عن أبي هريرة مرفوعا . و قال العقيلي :
" و قال البخاري : عبد الحميد بن سالم لا يعرف له سماع من أبي هريرة " . ثم قال
العقيلي : " ليس له أصل عن ثقة " . و قال الذهبي : " ما حدث عنه غير الزبير " .
قلت : و معنى هذا أن عبد الحميد مجهول ، و قد صرح بهذا الحافظ في " التقريب " ،
و قال في " الزبير " هذا : " إنه لين الحديث " . و الحديث أورده ابن الجوزي في
" الموضوعات " من طريق العقيلي و قال ( 3 / 215 ) : " لا يصح ، قال يحيى : "
الزبير ليس بشيء ....... " ثم ذكر كلام العقيلي . قلت : و لم يتعقبه السيوطي في
" اللآليء " إلا بأن له شاهدا . و سيأتي بيان ما فيه ، و أما ابن عراق فقال في
" تنزيه الشريعة " ( 384 / 1 ) : " و رأيت بخط الحافظ ابن حجر على هامش " تلخيص
الموضوعات " ما نصه : الزبير بن سعيد لم يتهم بكذب فكيف يحكم على حديثه بالوضع
؟! والله أعلم و الحديث من طريقه أخرجه ابن ماجه في " سننه " و البيهقي ، و له
طريق آخر عن أبي هريرة . أخرجه أبو الشيخ في الثواب " . قلت : ساقه السيوطي في
" اللآليء " ( 562 ) شاهدا ، و ذلك تساهل كبير فإن فيه وضاعا . ثم إن لفظه
مغاير في بعض أطرافه و هو : " من شرب العسل ثلاثة أيام في كل شهر على الريق
عوفي من الداء الأكبر ، الفالج و الجذام و البرص " .

(2/261)


763 - " من شرب العسل ثلاثة أيام في كل شهر على الريق عوفي من الداء الأكبر ، الفالج
و الجذام و البرص " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 184 ) :
موضوع . رواه أبو الشيخ في " الثواب " بسنده " عن علي بن عروة عن عبد الملك
عن عطاء عن أبي هريرة مرفوعا . قلت : و هذا موضوع ، و آفته علي بن عروة قال
ابن حبان ( 2 / 105 ) : " كان يضع الحديث على قلة روايته " . و كذبه صالح جزرة
و غيره . و من العجائب أن السيوطي ثم ابن عراق أوردا هذا الحديث شاهدا للحديث
الذي قبله مع أنه مما لا يخفى عليهما أن الحديث الشديد الضعف لا يصلح في
الشواهد ! فكأنهما لم يتنبها لحال ابن عروة هذا ، و كذلك المناوي ، فإنه قال :
" إن السيوطي لم يتعقب ابن الجوزي إلا بأن له هذا الشاهد " . ثم ساقه و سكت
عليه . و لذلك رأيت أنه لابد من بيان حاله حتى لا يغتر بهم غافل .

(2/262)


764 - " إذا أعطى أحدكم الريحان فلا يرده ، فإنه خرج من الجنة " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 185 ) :

ضعيف . رواه الترمذي ( 4 / 18 ) عن حنان عن أبي عثمان النهدي مرفوعا ،
و قال : " هذا حديث غريب حسن ، و لا نعرف لحنان غير هذا الحديث ، و أبو عثمان
النهدي قد أدرك زمان النبي صلى الله عليه وسلم و لم يره ، و لم يسمع منه " .
قلت : و حنان في عداد المجهولين ، فالحديث له علتان : الجهالة و الإرسال ، فهو
ضعيف فتحسين الترمذي له مع استغرابه إياه مستغرب ! ، و المناوي إنما نقل عنه
الاستغراب فقط ، و كذلك هو في نسخة بولاق من " الترمذي " ( 2 / 130 ) فلعله
الصواب ، و الله أعلم . ( تنبيه ) : ثم إنني أقول : قد يشكل على بعض القراء
استغرابي المذكور ، و جوابا عليه أقول : وجه ذلك أن جمع الترمذي بين لفظتي "
غريب " و " حسن " إنما يعني في اصطلاحه أنه حسن لذاته بخلاف ما لو قال : " حديث
حسن " فقط ، دون لفظة " غريب " فإنه يعين أنه حسن لغيره ، و بخلاف ما لو قال :
" حديث غريب " فقط ، فإنما يعني أن إسناده ضعيف و لذلك رجحت الاستغراب فقط ،
لأن الإرسال ينافي الحسن لذاته عند المحدثين ، لاسيما إذا كان في الإسناد جهالة
. فاحفظ هذا فإنه هام .

(2/263)


765 - " تذهب الأرضون كلها يوم القيامة إلا المساجد ، فإنها تنضم بعضها إلى بعض " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 185 ) :
موضوع . رواه الطبراني في " الأوسط " ( 21 / 1 ) : حدثنا علي بن سعيد :
حدثنا نصار بن حرب : حدثنا أصرم بن حوشب الهمداني : حدثنا قرة بن خالد عن
الضحاك بن مزاحم عن ابن عباس مرفوعا . و رواه ابن عدي ( 27 / 2 ) من طريق
آخر عن أصرم به . ثم قال بعد أن ساق له أحاديث أخرى : " و هذه الأحاديث بواطيل
عن قرة بن خالد ، لا يحدث بها عنه غير أصرم هذا " . قلت : قال فيه ابن معين : "
كذاب خبيث " و قال ابن حبان ( 1 / 172 ) : " كان يضع الحديث على الثقات " . و
لهذا أورده ابن عراق في " تنزيه الشريعة " ( 235 / 1 ) من رواية ابن عدي عنه
تبعا للسيوطي في " اللآليء " ( 2 / 17 ) مقرا لابن الجوزي على وضعه . و كذلك
جزم بوضعه ابن القيم في كلامه المنقول في مخطوط ( 5485 / 114 / 2 ) . و مع هذا
أورده السيوطي في " الجامع الصغير " !

(2/264)


766 - " أربع لا يشبعن من أربع : أرض من مطر ، و أنثى من ذكر ، و عين من نظر ، و عالم
من علم " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 185 ) :

موضوع . رواه أبو نعيم في " الحلية " ( 2 / 281 ) و من طريقه ابن الجوزي في
" الموضوعات " ( 1 / 234 ) عن محمد يعني ابن الفضل عن التيمي عن ابن سيرين عن
أبي هريرة مرفوعا ، و قال : " غريب ، تفرد به محمد بن الفضل ، و هو ابن عطية
" . قلت : و هو كذاب كما قال الفلاس ، و قال أحمد : " حديثه حديث أهل الكذب " .
و قال ابن حبان ( 2 / 274 ) : " كان يروي الموضوعات عن الأثبات " . و له طريق
أخرى ، رواه العقيلي في " الضعفاء " ( 220 ) و كذا ابن حبان ( 2 / 26 ) عن محمد
بن الحسن بن زبالة : حدثنا عبد الله بن محمد بن عجلان عن أبيه عن جده عن أبي
هريرة ، و قال العقيلي : " لا أصل له ، عبد الله بن محمد بن عجلان منكر الحديث
، لا يتابع على هذا الحديث " . قلت : و قال ابن حبان : " لا يحل كتب حديثه إلا
على جهة التعجب ، و روى عن أبيه نسخة موضوعة " . قلت : و محمد بن الحسن بن
زبالة كذاب أيضا ، و قول السيوطي في " اللآليء " ( 1 / 210 ) : " محمد بن الفضل
روى له الترمذي و ابن ماجه ، و ابن زبالة روى له أبو داود " ، فهو مما لا يساوي
شيئا بعد تكذيب الأئمة لهما . و روي الحديث عن عائشة ، أخرجه ابن عدي ( 251 / 1
) و ابن حبان ( 2 / 143 ) و عبد الرحمن بن نصر الدمشقي في " الفوائد " ( 3 /
231 / 1 ) و ابن عساكر ( 3 / 275 / 2 ، 13 / 195 / 1 ) و كذا الطبراني في "
الأوسط " عن عبد السلام بن عبد القدوس عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة مرفوعا
. و قال ابن عدي : " لا يرويه عن هشام غير عبد السلام ، و هو بهذا الإسناد منكر
، و عبد السلام عامة ما يرويه غير محفوظ " . و قال ابن حبان : " يروي الأشياء
الموضوعة " . و يبدو أنه قد توبع و لكن من كذاب مثله أو أكذب منه ، فقد أورده
الحافظ محمد بن طاهر المقدسي في " تذكرة الموضوعات " ( ص 11 ) و قال : " فيه
حسين بن علوان و عبد السلام بن عبد القدوس و هما ضعيفان " . و نقل السيوطي عنه
أنه قال في " تذكرة الحفاظ " : " رواه عن هشام بن حسين بن علوان الكوفي ، و كان
يضع الحديث ، و عبد السلام هذا لعله سرقه منه فإنه بحسين أشهر " . قلت : و فيه
ترجمة ابن علوان ساق الذهبي الحديث في جملة أحاديث له ، ثم قال : " و ذكر له
ابن حبان أحاديث من هذا النمط مما يعلم وضعه على هشام " . و لما ساق الذهبي هذا
الحديث عقبه بقوله : " قلت : و كذاب من كذب ! " . قلت : و أما السيوطي فلم يعلم
وضعه لأنه أورده في الجامع الصغير " من رواية أبي نعيم عن أبي هريرة ، و ابن
عدي و الخطيب في " التاريخ " عن عائشة ، و تعقبه المناوي بنحو ما سبق منا ، و
أقره ابن الجوزي على ذكره في " الموضوعات " ! و أما السيوطي فتعقب ابن الجوزي
في " اللآليء " ( 1 / 210 - 211 ) بما لا طائل تحته و قد ذكرنا قريبا نموذجا من
تعقبه . و ذكر أن الخرائطي رواه في " اعتلال القلوب " عن محمد بن كعب القرظي من
قوله نحوه . و هذا مع أنه موقوف و في سنده أبا معشر و هو ضعيف فإنه يدل على أن
الحديث لا أصل له مرفوعا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، و لعل أولئك
الكذابين سرقوه و رفعوه إليه صلى الله عليه وسلم . و الحديث أورده ابن القيم في
" المنار " فقال ( ص 48 ) : " و مما يعرف كون الحديث موضوعا ركاكة ألفاظ الحديث
و سماجتها بحيث يمجها السمع و يسمج معناها الفطن " . ثم ساق أحاديث هذا أولها .

(2/265)


767 - " خلق الورد الأحمر من عرق جبريل ليلة المعراج ، و خلق الورد الأبيض من عرقي ،
و خلق الورد الأصفر من عرق البراق " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 187 ) :

موضوع . رواه ابن عساكر ( 4 / 236 / 1 ) عن الحسن بن عبد الواحد القزويني :
أخبرنا هشام بن عمار : أخبرنا مالك عن الزهري عن أنس مرفوعا . قلت : و هذا
حديث موضوع آفته القزويني هذا قال الذهبي : " روى في خلق الورد الأحمر خبرا
كذبا ، و هو غير معروف " . و قال ابن عساكر عقب الحديث : " قرأت بخط عبد العزيز
الكتاني : قال لي أبو النجيب الأرموي : " هذا حديث موضوع ، وضعه من لا علم له ،
و ركبه على هذا الإسناد الصحيح " . و أقره الحافظ ابن حجر في " لسان الميزان "
.

(2/266)


768 - " إن أحسن الحسن الخلق الحسن " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 187 ) :
موضوع . رواه أبو بكر الطريثيثي في " مسلسلاته " ( 1 / 2 ) و القضاعي ( 83
/ 1 ) عن أبي العباس جعفر بن محمد المستغفري عن محمد بن زكريا الغلابي قال :
أخبرنا الحسن عن الحسن عن الحسن بن أبي الحسن عن الحسن أن النبي صلى الله
عليه وسلم قال : فذكره قال أبو العباس : " أما الحسن الأول فهو الحسن بن زياد .
و الحسن الثاني فهو الحسن بن حسان . و الحسن الثالث هو الحسن بن أبي الحسن
البصري . و الحسن الرابع هو الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه " . و من
طريق الطريثيثي رواه ابن الجوزي في " مسلسلاته " ( الحديث 36 ) لكنه قال : "
الحسن الأول هو الحسن بن حسان العبدي ، و الثاني ابن دينار ..... " . و الباقي
مثله و لعله الصواب فقد ساقه من طريق أخرى عن محمد بن زكريا الغلابي قال :
حدثنا الحسن بن حسان العبدي عن الحسن بن دينار عن الحسن البصري قال : قال الحسن
بن علي بن طالب . فذكره موقوفا عليه ثم قال : " هذا الحديث لا أصل له موقوفا ،
أنبأنا أبو زرعة بن محمد بن طاهر عن أبيه : هذا حديث مصنوع لا أصل له ، و الحسن
بن دينار قد كذبه أحمد و يحيى ، و إنما أراد التسلسل و تكلف من بعده هذه
القاعدة " . قلت : و الغلابي يضع الحديث كما قال الدارقطني ، و ساق له الذهبي
حديثا ثم عقب عليه بقوله : " فهذا كذب من الغلابي " . قلت : و مدار الحديث
مرفوعا ، و موقوفا عليه فهو موضوع على كل حال ، و هو مما سود به السيوطي كتابه
" الجامع الصغير " فقد أورده فيه من رواية المستغفري في " مسلسلاته " و ابن
عساكر عن الحسن بن علي . و لم يتعقبه المناوي إلا بأن فيه الحسن بن دينار أورده
الذهبي في " الضعفاء " و قال : " النسائي و غيره متروك " . و هذا تقصير منه
فالغلابي مثل ابن دينار أو شر منه ، لأن ابن دينار و إن كذب فلم ينسب للوضع .

(2/267)


769 - " من ذهب في حاجة أخيه المسلم فقضيت حاجته كتب له حجة و عمرة ، و إن لم تقض
كتبت له عمرة " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 188 ) :
موضوع . رواه ابن عساكر في " التاريخ - ترجمة الحسن بن علي " من طريق
البيهقي بسنده عن عمرو بن خالد الأسدي : أنبأنا أبو حمزة الثمالي عن علي بن
الحسن قال : " خرج الحسن يطوف بالكعبة ، فقام إليه رجل فقال : يا أبا محمد !
اذهب معي في حاجتي إلى فلان ، فترك الطواف و ذهب معه ، فلما ذهب خرج إليه رجل
حاسدا للرجل الذي ذهب معه ، فقال : يا أبا محمد تركت الطواف و ذهبت مع فلان إلى
حاجته ؟ قال : فقال له حسن : كيف لا أذهب معه و رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال : فذكره : فاكتسبت حجة و عمرة ، و رجعت إلى طوافي . قلت : و هذا سند واه
بمرة ، أبو حمزة الثمالي ضعيف ، و اسمه ثابت ابن أبي صفية . و عمرو بن خالد
الأسدي هو أبو يوسف و يقال : أبو حفص الأعشى قال ابن حبان ( 2 / 79 ) : " يروي
عن الثقات الموضوعات ، لا تحل الرواية عنه إلى على جهة الاعتبار " . و قال ابن
عدي : " منكر الحديث " . و ساق له حديثا حكم بوضعه و أن البلاء منه . و الحديث
أورده السيوطي في " الجامع الصغير " من رواية البيهقي عن الحسن بن علي . و هو
مما بيض له المناوي .

(2/268)


770 - " إذا كان عشية عرفة هبط الله عز وجل إلى السماء الدنيا فيطلع إلى أهل الموقف :
مرحبا بزواري و الوافدين إلى بيتي ، وعزتي لأنزلن إليكم و لأساوي مجلسكم بنفسي
، فينزل إلى عرفة فيعمهم بمغفرته و يعطيهم ما يسألون إلا المظالم ، و يقول : يا
ملائكتي أشهدكم أني قد غفرت لهم ، و لا يزال كذلك إلى أن تغيب الشمس ، و يكون
إمامهم إلى المزدلفة ، و لا يعرج إلى السماء تلك الليلة ، فإذا أشعر الصبح
وقفوا عند المشعر الحرام غفر لهم حتى المظالم ، ثم يرجع إلى السماء و ينصرف
الناس إلى منى " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 189 ) :

موضوع . رواه ابن عساكر ( 4 / 240 / 1 ) عن أبي علي الأهوازي بسنده عن
الحسن بن سعيد : أخبرنا أبو علي الحسين بن إسحاق الدقيقي : أخبرنا أبو زيد حماد
بن دليل ، عن سفيان الثوري عن قيس بن مسلم عن عبد الرحمن بن سابط عن أبي
أمامة الباهلي مرفوعا . و قال : " هذا حديث منكر ، و في إسناده غير واحد من
المجهولين " . قلت : بل هو حديث موضوع ، و لوائح الوضع عليه لائحة ، و لعل آفته
أبو علي الأهوازي ، و اسمه الحسن بن علي ، و هو إن وثقه بعضهم ، فقد قال الخطيب
. " كذاب في الحديث و في القراآت جميعا " . و قال ابن عساكر عقب كلامه السابق :
" و للأهوازي أمثاله في كتاب جمعه في " الصفات " سماه " كتاب البيان في شرح
عقود أهل الإيمان " ، أودعه أحاديث منكرة كحديث " إن الله تعالى لما أراد أن
يخلق نفسه خلق الخيل ، فأجراها حتى عرقت ، ثم خلق نفسه من ذلك العرق " ! مما لا
يجوز أن يروى و لا يحل أن يعتقد ، و كان مذهبه مذهب السالمية يقول بالظاهر ، و
يتمسك بالأحاديث الضعيفة التي تقوي له رأيه . <1> و حديث إجراء الخيل موضوع ،
وضعه بعض الزنادقة ليشنع على أصحاب الحديث في روايتهم المستحيل ، فقبله بعض من
لا عقل له و رواه ، و هو مما يقطع ببطلانه شرعا و عقلا . قلت : و هذا الحديث
الباطل من وضع محمد بن شجاع الثلجي الحنفي كما صرح به علماء الحديث ، و قد قال
ابن عدي في ترجمته ( 376 / 1 ) : " كان يضع أحاديث في التشبيه ينسبه إلى أصحاب
الحديث ليثلبهم به ، روى عن حبان بن هلال - و هو ثقة - عن حماد بن سلمة عن أبي
المهزم عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم : فذكر حديث الخيل هذا ، ثم
قال : مع أحاديث كثيرة وضعها من هذا النحو ، فلا يجب أن يشتغل به لأنه ليس من
أهل الرواية . حمله التعصب على أن وضع أحاديث ليثلب أهل الأثر بذلك " . قلت : و
هذا الحديث الباطل هو أول حديث أورده ابن الجوزي في " الموضوعات " و قال ( 1 /
105 ) : " موضوع اتهم به محمد بن شجاع ، و لا يضع مثل هذا مسلم " . قال السيوطي
( 1 / 3 ) : " و لا عاقل " . و قد أورده ابن الجوزي من طريق الحاكم : أنبأنا
إسماعيل بن محمد الشعراني قال : أخبرت عن محمد بن شجاع الثلجي بإسناده الذي
ذكره ابن عدي . و ابن شجاع هذا اتفق أئمة الحديث على تركه ، بل كذبه بعضهم
كالساجي و غيره و علمت آنفا اتهام ابن عدي له بالوضع . فمن عجائب تعصب الشيخ
زاهد الكوثري على أهل الحديث انتصارا لأهل مذهبه أنه يبرئ ابن شجاع هذا من عهدة
هذا الحديث و يتهم به حماد بن سلمة رحمه الله المتفق على جلالته و صدقه ، و
الذي قال فيه بعضهم : " إذا رأيت الرجل يقع في حماد فاتهمه على الإسلام " .
انظر تعليقه على " السيف الصقيل " ( ص 96 - 97 ) . و هو حين يبرئ ابن شجاع منه
يحتج على ذلك بأن السند منقطع بينه و بين شيخ الحاكم : الشعراني ، ثم سرعان ما
يتناسى هذا حين يتهم به حماد بن سلمة مع أن الطريق هو هو ! ثم هو يفتري على ابن
عدي لأنه اتهم ابن شجاع هذا بوضع هذا الحديث و غيره فينسب إليه ما لم يقله
فاسمع إليه حيث يقول في تعليقه على " تبيين كذب المفتري " لابن عساكر ( ص 370 )
: " و من غريب التعدي ما يقوله ابن عدي أنه ( يعني ابن شجاع ) كان يضع الأحاديث
و يدسها في كتب أهل الحديث ليفضحهم فيرونها بسلامة باطن " . فإن قوله : " و
يدسها في كتب أهل الحديث " ليس من كلام ابن عدي كما يظهر لك بمقابلته بنص كلامه
الذي نقلته آنفا من كتابه " الكامل " . و غرضه من هذا الدس إقناع القاري بما
زعمه من تعدي ابن عدي و الرد عليه بقوله : " لأن ابن شجاع ما كان خادما و لا
ربيبا عند راو من الرواة حتى يتصور أن يدس بين كتب أحدهم شيئا ..... فإذا لم
يبرهن الجارحة على كتب من دس ابن شجاع و ماذا دس و كيف دس لا ينجيه من هذه
الوقيعة إذا وقعت الواقعة كونه يرويها عن عامي ( يعني ابن عدي ) مثله .....
فلعنة الله على الكاذبين " . هذا مما علقه و هذى به حول ما نسبه لابن عدي من دس
ابن شجاع في كتب الحديث ، و إذا عرفت أن هذا مدسوس على ابن عدي فعلى من يعود
دعاؤه " فلعنة الله على الكاذبين " ؟
-----------------------------------------------------------
[1] قلت : لعل ابن عساكر يعني بـ ( رأيه ) غلوه في إثبات الصفات كما يدل عليه
هذا الحديث و نحوه مما اتهم بوضعه . و إلا فالتمسك بظاهر النصوص دون تأويل أو
تعطيل هو مذهب السلف الصالح و الأئمة الأربعة و غيرهم ، لا يرغب عنه إلا كل
هالك . ثم إن ( السالمية ) نسبة إلى أحمد بن محمد بن سالم الزاهد البصري شيخ
السالمية ، قال في " الشذرات " ( 3 / 36 ) : " كان له أحوال و مجاهدات ، و عنه
أخذ الأستاذ أبو طالب صاحب " القوت " ، و قد خالف أصول السنة في مواضع ، و بالغ
في الإثبات في مواضع ، و عمر دهرا و بقي إلى سنته بضع و خمسين و ثلاثمائة " .
@
X

(2/269)


771 - " يبعث الله الأنبياء على الدواب ، و يبعث صالحا على ناقته ، كما يوافي
بالمؤمنين من أصحابه المحشر ، و يبعث بابني فاطمة : الحسن و الحسين على ناقتين
، و علي بن أبي طالب على ناقتي ، و أنا على البراق و يبعث بلالا على ناقة ينادي
بالأذان و شاهده ، حقا حقا ، حتى إذا بلغ " أشهد أن محمدا رسول الله " شهدتها
جميع الخلائق من المؤمنين الأولين و الآخرين ، فقبلت ممن قبلت منه " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 191 ) :

موضوع . رواه الخطيب في " التاريخ " ( 3 / 140 - 141 ) و عنه ابن عساكر ( 3
/ 231 / 1 - 2 ) عن محمد بن عائذ : حدثنا علي بن داود القنطري : حدثنا عبد الله
بن صالح : حدثنا يحيى بن أيوب عن ابن جريج عن محمد بن كعب القرظي عن أبي
هريرة مرفوعا . قلت : و هذا إسناد ضعيف و له علل : الأولى : عنعنة ابن جريج ،
فإنه مدلس . الثانية : ضعف عبد الله بن صالح . الثالثة : جهالة محمد بن عائذ و
هو ابن الحسين بن مهدي الخلال و في ترجمته ساق له الخطيب هذا الحديث و لم يذكر
فيها غير ذلك ! و الحديث أورده ابن الجوزي في " الموضوعات " من طريق الخطيب و
قال ( 3 / 246 ) : " موضوع . عبد الله بن صالح كاتب الليث منكر الحديث جدا كان
له جار يضع الحديث على شيخ عبد الله ، و يكتبه بخط يشبه خط عبد الله و يرميه في
داره بين كتبه فيتوهم عبد الله أنه خطه فيحدث به " . و تعقبه السيوطي في "
اللآلي " ( 2 / 446 ) بأن له طريقا آخر ، أخرجه الحاكم في " المستدرك " ( 3 /
152 ) من طريق أبي مسلم قائد الأعمش : حدثنا الأعمش عن سهيل بن أبي صالح عن
أبيه عن أبي هريرة مرفوعا و قال الحاكم : " صحيح على شرط مسلم " . و رده الذهبي
فقال : " أبو مسلم لم يخرجوا له ، قال البخاري : فيه نظر . و قال غيره : متروك
" . و تعقبه أيضا بأن له شواهد من حديث بريدة ، و علي ، و أنس . قلت : لكن كلها
من رواية الكذابين فلا يستشهد بها ، و لا يخرج الحديث عن كونه موضوعا ، لاسيما
و لوائح الوضع عليه ظاهرة .

(2/270)


772 - " يبعث الله ناقة صالح فيشرب من لبنها هو و من آمن به من قومه ، و لي حوض كما
بين عدن إلى عمان ، أكوابه عدد نجوم السماء ، فيستسقي الأنبياء ، و يبعث الله
صالحا على ناقته ، قال معاذ بن جبل : يا رسول الله و أنت على العضباء ؟ [ قال :
أنا ] على البراق ، يخصني الله به من الأنبياء ، و فاطمة ابنتي على العضباء ، و
يؤتى بلال على ناقة من نوق الجنة فيركبها ، و ينادي بالأذان فيصدقه من سمعه من
المؤمنين حتى يوافي المحشر ، و يوتى بلال بحلتين من حلل الجنة فيكساهما ، فأول
من يكسى من المسلمين بلال ، و صالح المؤمنين بعد " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 192 ) :

موضوع . رواه ابن عساكر ( 3 / 231 / 2 ) عن محمد بن الفضل بن عطية عن أبيه
عن عبد الله بن بريدة عن أبيه مرفوعا . قلت : و محمد بن الفضل كذاب . ثم
رواه ابن عساكر من طريق سلام بن سليم : حدثنا خليفة بن عثمان عمن حدثه عن مكحول
عن كثير بن مرة الحضرمي مرفوعا . و هذا إسناد تالف ، و له علل : الأولى :
الإرسال ، فإن الحضرمي هذا تابعي ، و وهم من عده من الصحابة كما في " التقريب "
. الثانية : جهالة الراوي عن مكحول ، فإنه لم يسم . الثالثة : خليفة بن عثمان
هذا لم أعرفه . الرابعة : سلام بن سليم و هو المدائني الطويل متهم بالكذب و
الوضع ، فهو آفة الحديث .

(2/271)


773 - " إذا كان يوم القيامة حملت على البراق ، و حملت فاطمة على ناقة العضباء ، و
حمل بلال على ناقة من نوق الجنة ، و هو يقول : الله أكبر ، الله أكبر إلى آخر
الأذان ، يسمع الخلائق " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 192 ) :
موضوع . رواه ابن عساكر ( 3 / 231 / 2 ) عن إسحاق بن محمد الفروي : حدثنا
عيسى بن عبد الله بن عمر بن علي بن أبي طالب عن أبيه عن جده محمد بن عمر بن
علي بن أبي طالب قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره . قلت : و
هذا سند ضعيف جدا ، عيسى هذا قال الدارقطني : " متروك " . و قال ابن حبان ( 2 /
119 ) : " يروي عن آبائه أشياء موضوعة " . ذكره الذهبي و ساق له أحاديث هذا
أحدها و قال : " هذا لعله موضوع " . و أقره الحافظ في " اللسان " . و إسحاق
الفروي صدوق ، كف فساء حفظه . ثم إن الإسناد معضل على ما وقع في " التاريخ " و
كذلك نقله السيوطي في " اللآليء " ( 2 / 447 ) مع اختلاف يسير في السند ، لكن
الظاهر أنه موصول ، فقد ذكره في " الميزان " من طريق الفروي ، و فيه بعد قوله
عن جده : " عن أبيه عمر بن علي عن علي مرفوعا " .

(2/272)


774 - " يحشر المؤذنون يوم القيامة على نوق من نوق الجنة يقدمهم بلال ، رافعي أصواتهم
بالأذان ينظر إليهم الجمع ، فيقال : من هؤلاء ؟ فيقال : مؤذنو أمة محمد صلى
الله عليه وسلم ، يخاف الناس و لا يخافون ، و يحزن الناس و لا يحزنون " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 193 ) :

موضوع . رواه الخطيب ( 13 / 38 ) و عنه ابن عساكر ( 3 / 232 / 1 - 2 ) عن
موسى بن إبراهيم المروزي : حدثنا داود بن الزبرقان عن محمد بن جحادة عن أنس
مرفوعا . قلت : هذا موضوع آفته إما داود ، و إما موسى المروزي و كلاهما كذاب ،
و الكذب في الثاني أكثر .

(2/273)


775 - " يجيء بلال يوم القيامة على راحلة رحلها ذهب و زمامها در و ياقوت ، يتبعه
المؤذنون حتى يدخلهم الجنة ، حتى إنه ليدخل من أذن أربعين يوما يطلب بذلك وجه
الله " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 193 ) :

موضوع . أورده ابن الجوزي في " الموضوعات " ( 2 / 90 ) من طريق الدارقطني
عن أبي الوليد المخزومي : حدثنا عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر
مرفوعا . و قال : " قال الدارقطني : تفرد به أبو الوليد خالد بن إسماعيل قال
ابن عدي : كان يضع الحديث على الثقات " . و أقره السيوطي في " اللآليء " ( 2 /
13 ) . قلت : و من طريقه رواه ابن عساكر ( 3 / 232 / 1 ) مختصرا و مطولا .

(2/274)


776 - " صلوا قراباتكم و لا تجاوروهم ، فإن الجوار يورث بينكم الضغائن " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 194 ) :
موضوع . رواه العقيلي في " الضعفاء " ( 149 ) و الديلمي ( 2 / 247 ) عن
داود بن المحبر قال : حدثنا أبو بكر عبد الله بن عبد الجبار القرشي عن سعيد بن
أبي بكر بن أبي موسى عن أبيه عن جده مرفوعا و قال العقيلي : " حديث منكر لا
يحفظ إلا من هذا الشيخ ، و لا أصل له " . يعني سعيد بن أبي بكر هذا ، و قال فيه
: " حديثه غير محفوظ ، و لا يعرف إلا بهذا ، و عبد الله بن عبد الجبار مجهول "
. قلت : و داود بن المحبر هو صاحب " كتاب العقل " و أكثر أحاديثه موضوعات كما
قال الحافظ ، فلعله آفة الحديث ، و قد أشار لهذا الذهبي فقال في ترجمة سعيد هذا
و قد ذكر له هذا الحديث : " حديث منكر ، و الآفة ممن بعده " . و الحديث أورده
ابن الجوزي في " الموضوعات " ( 3 / 88 ) من رواية العقيلي هذه ، و أقره السيوطي
في " اللآليء " ( 2 / 298 ) و أيده بكلام الذهبي السابق ، فاعجب منه بعد هذا
كيف أورد الحديث في " الجامع الصغير " من رواية العقيلي أيضا ! و تعقبه المناوي
بنحو ما ذكرنا و أنهى كلامه بقوله : " و لهذا حكم ابن الجوزي على الحديث بالوضع
" . و أقره المناوي . و كأنه خفي عليه إقرار السيوطي أيضا له .

(2/275)


777 - " ما أذنب عبد ذنبا فساءه إلا غفر الله له ، و إن لم يستغفر منه " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 194 ) :
موضوع . رواه أبو بكر الشافعي في " الفوائد " ( 114 / 1 ) و ابن حبان في "
الضعفاء " ( 1 / 180 ) عن بشر بن إبراهيم أبي سعيد القرشي ( الأصل القزويني و
هو تصحيف ) : أخبرنا الأوزاعي عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن عائشة مرفوعا
. و من هذا الوجه رواه ابن عساكر ( 3 / 154 / 2 ) . و هذا موضوع . و آفته بشر
هذا قال الذهبي : " قال العقيلي : " روى عن الأوزاعي أحاديث موضوعة لا يتابع
عليها " . و قال ابن عدي : " هو عندي ممن يضع الحديث " . و قال ابن حبان : "
كان يضع الحديث على الثقات " . فمن مصائبه ..... " . ثم ذكر له أحاديث هذا منها
. و للحديث طريق أخرى بلفظ " ما علم الله من عبد ندامة ..... " مضى برقم ( 323
) .

(2/276)


778 - " لا تصلح الصنيعة إلا عند ذي حسب أو دين ، كما لا تصلح الرياضة إلا في نجيب "
.

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 195 ) :
ضعيف جدا . رواه العقيلي في " الضعفاء " ( 468 ) و ابن الأعرابي في معجمه (
32 / 1 ) و الخطيب في " التاريخ " ( 14 / 164 ) و أبو بكر الكلاباذي في " مفتاح
المعاني " ( 291 / 1 ) و أبو الخطاب نصر القاري في " حديث أبي بكر بن طلحة " (
163 / 1 ) و ابن عساكر ( 4 / 295 / 2 ) عن يحيى بن هاشم السمسار : حدثنا هشام
بن عروة عن أبيه عن عائشة مرفوعا . و قال العقيلي : " السمسار كان يضع
الحديث على الثقات ، و لا يصح في هذا شيء " . قلت : و لهذا أورد الحديث ابن
الجوزي في " الموضوعات " ( 2 / 167 ) من طريق الخطيب و حكى كلام العقيلي الذي
نقلته آنفا . و تعقبه السيوطي في " اللآليء " ( 2 / 82 ) ثم ابن عراق في "
تنزيه الشريعة " ( 265 / 2 ) بأن السمسار لم يتفرد به بل له متابعون : عبيد بن
القاسم و المسيب بن شريك و أبو المطرف المغيرة بن المطرف ، و بأن له شاهدا عند
الطبراني . قلت : أما عبيد بن القاسم فهو كذاب يضع الحديث كما قال صالح جزرة و
أبو داود ، و مثله قول ابن حبان ( 2 / 165 ) : " روى عن هشام بن عروة نسخة
موضوعة ، لا يحل كتب حديثه إلا على جهة التعجب " . فلا قيمة لمتابعته . و
روايته عند البزار و كذا القضاعي ( 74 / 1 ) . و أما المسيب بن شريك فضعيف جدا
قال البخاري : " سكتوا عنه " و قال مسلم و جماعة : " متروك " . فلا يعتد
بمتابعته أيضا و روايته عند ابن عدي كما ذكر في " اللآلي " و البيهقي في "
الشعب " كما في تنزيه الشريعة و قال البيهقي : " حديث ضعيف ، و رواه جماعة من
الضعفاء عن هشام ، و يقال إنه من قول عروة " . قلت : و هذا هو الأشبه أنه من
قول عروة بن الزبير ، فقد رواه كذلك الخطيب ( 13 / 139 ) من طريق علي بن
المديني قال : " المسيب بن شريك كتبت عنه كتابا كثيرا ، و لم أترك عندي عنه إلا
ثلاثة أحاديث : حدثنا المسيب عن هشام عن أبيه قال : لا تكون الصنيعة ...... إلخ
" . و أما أبو المطرف المغيرة بن المطرف فلم أعرفه ، و الطريق إليه لا يصح ،
فقال السيوطي : " و قال ابن لال : حدثنا عبد الله بن أوس : حدثنا إبراهيم بن
سعيد الشاهيني : حدثنا محمد بن عباد بن موسى العكلي : حدثنا أبو المطرف المغيرة
بن المطرف عن هشام به " . قلت : و هذا سند مظلم لم أعرف أحدا ممن دون هشام غير
العكلي هذا ، و لم يحمد ابن معين أمره ، و قال ابن عقده : " في أمره نظر " . و
رواه ابن عدي ( 97 / 2 ) من طريق حسين بن المبارك الطبراني حدثنا إسماعيل بن
عياش عن هشام بن عروة به . و قال : " منكر المتن ، و البلاء فيه من الحسين هذا
، و أحاديثه مناكير " . و أما الشاهد الذي سبقت الإشارة إليه من رواية الطبراني
فهو : " إن المعروف لا يصلح إلا لذي دين ، أو لذي حسب ، أو لذي حلم " .

(2/277)


779 - " إن المعروف لا يصلح إلا لذي دين ، أو لذي حسب ، أو لذي حلم " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 196 ) :
ضعيف جدا . رواه ابن عساكر ( 3 / 111 / 1 ) عن سليمان بن سلمة الحمصي :
حدثنا منيع بن السري الحوازي : حدثنا عبد الله بن حميد المزني عن مريج بن مسروق
الهوزني عن أبي زكريا عن أبي أمامة مرفوعا . قلت : و هذا إسناد ساقط من دون
أبي زكريا لم أعرفهم غير سليمان بن سلمة الحمصي و هو متهم بالكذب و هو الخبائري
. و أما أبو زكريا فقد ترجمه ابن عساكر و سماه إياس بن زيد الخزاعي والد عبد
الله بن أبي زكريا و قال : أدرك عمر بن الخطاب ، و روى أن عمر وصفه بالرجل
الصالح . و الحديث أشار إليه السيوطي في " اللآليء " ( 2 / 82 ) على أنه شاهد
للحديث الذي قبله . و لا يجوز عندي الاستشهاد به لشدة ضعفه ، كما قرره العلماء
في " المصطلح " منهم السيوطي نفسه في " تدريب الراوي " و أورده في " الجامع
الصغير " من رواية الطبراني و ابن عساكر ، فكشف المناوي عن حال إسناده فقال : "
قال الهيثمي : فيه عند الطبراني سليمان بن سلمة الخبائري و هو متروك انتهى <1>
. فكان ينبغي للمصنف الإشارة لضعفه ، و استيعاب مخرجيه إشارة إلى اكتسابه بعض
القوة ، إذ منهم البيهقي ، رواه باللفظ المزبور عن أبي أمامة و قال : في إسناده
من يجهل " . قلت : كثرة المخرجين للحديث لا تعطيه قوة إذا انتهت أسانيدهم إلى
طريق واحدة ، فقد رأيت أن إسناد الطبراني يدور على الخبائري الذي في طريق ابن
عساكر ، و الظاهر أن إسناد البيهقي ينتهي إليه أيضا بدليل قوله : " في إسناده
من يجهل " ، فإنهم فوق الخبائري عند ابن عساكر كما رأيت ، و إن كان يحتمل أن
يقال : إنه ليس بحتم أن يكون فيه الخبائري هذا ، و لكنه عندي بعيد . و الله
أعلم .

-----------------------------------------------------------
[1] مجمع الزوائد ( 8 / 183 ) . اهـ .

(2/278)


780 - " من دعا بهذه الأسماء استجاب الله له : اللهم أنت حي لا تموت ، و خالق لا تغلب
، و بصير لا ترتاب ، و سميع لا تشك ، و صادق لا تكذب ..... ( الحديث و فيه ! )
والذي بعثني بالحق لو دعي بهذه الدعوات و الأسماء على صفائح الحديد لذابت ، و
لو دعا بها على ماء جار لسكن ، و من بلغ إليه الجوع و العطش ثم دعا ربه أطعمه
الله و سقاه ، و لو أن بينه و بين موضع يريده جبل لانشعب له الجبل حتى يسلكه
إلى الموضع ، و لو دعي على مجنون لأفاق ، و لو دعا على امرأة قد عسر عليها
ولدها لهون عليها ولدها . ( الحديث و فيه ) و من قام و دعا فإن مات شهيدا ، و
إن عمل الكبائر ، و غفر لأهل بيته ، و من دعا بها قضى الله له ألف ألف حاجة " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 197 ) :

موضوع . رواه ابن عساكر ( 3 / 97 / 1 - 2 ) و ابن الجوزي في " الموضوعات "
( 3 / 175 ) عن أحمد بن عبد الله النيسابوري عن شقيق بن إبراهيم البلخي عن
إبراهيم بن أدهم عن موسى بن يزيد عن أويس القرني عن عمر بن الخطاب و علي بن
أبي طالب مرفوعا . و من هذا الوجه رواه ابن الجوزي في " الموضوعات " ( 3 /
175 - 177 ) و قال : " موضوع ، أحمد بن عبد الله النيسابوري هو الجويباري ، و
رواه الحسين بن داود البلخي عن شقيق ، و رواه سليمان بن عيسى عن سفيان الثوري
عن إبراهيم بن أدهم ، و الجويباري و الحسين و سليمان وضاعون ، و الله أعلم أيهم
وضعه أولا و سرقه منه الآخران و بدلا و غيرا ، و قد روي من طريق مظلم فيه
مجاهيل و فيه زيادات و نقصان " . و رواية الحسين البلخي و سليمان بن عيسى
أخرجها أبو نعيم في الحلية " ( 8 / 55 - 56 ) و من طريقه و طريق ابن النجار
أورده السيوطي في " اللآليء " ( 2 / 350 - 352 ) و أقر ابن الجوزي على قوله : "
موضوع . و في متنه كلمات ركيكة ، يتنزه رسول الله صلى الله عليه وسلم عن مثلها
" .

(2/279)


781 - " أربع لا يصبن إلا بعجب : الصمت - و هو أول العبادة - ، و التواضع ، و ذكر
الله ، و قلة الشيء " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 197 ) :
موضوع . رواه ابن حبان في " الضعفاء " ( 2 / 185 ) و الطبراني ( 1 / 65 / 2
) و ابن عدي في " الكامل " ( 81 / 1 ) و أبو طاهر الزيادي في " ثلاثة مجالس " (
193 / 1 ) و الحاكم في " المستدرك " ( 4 / 311 ) و تمام في " الفوائد " ( 153 /
2 ، 267 / 1 ) عن العوام بن جويرية عن الحسن عن أنس بن مالك مرفوعا . و قال
ابن عدي : " الأصل فيه موقوف من قول أنس " . قلت : و علة المرفوع ابن جويرية
هذا ، قال ابن حبان : " كان يروي الموضوعات عن الثقات " . ثم ساق له هذا الحديث
هو و الذهبي ثم قال هذا : " قلت : و العجب أن الحاكم أخرجه في ( المستدرك ) " .
قلت : ورد عليه في " تلخيص المستدرك " أيضا بقول ابن حبان المذكور . و الحديث
أورده ابن الجوزي في " الموضوعات " من رواية ابن عدي و قال ( 3 / 135 ) : " لا
يصح ، العوام يروي الموضوعات عن الثقات ، و كان يأتي بالشيء على التوهم لا
التعمد ، فلا يحتج به " . و لم يتعقبه السيوطي في " اللآليء " ( 2 / 319 - 320
) إلا بأن الحاكم أخرجه في " المستدرك " و البيهقي في " الشعب " من هذا الوجه !
و هذا تعقب لا طائل تحته كما هو بين ، فمن العجيب أن يورد السيوطي الحديث في "
الجامع الصغير " من رواية الطبراني و الحاكم و البيهقي ! فتعقبه المناوي بما
خلاصته : " سكت المصنف عليه فأوهم أنه لا علة فيه ، و هو اغترار بقول الحاكم "
صحيح " . و غفل عن تشنيع الذهبي في " التلخيص " و المنذري و الحافظ العراقي
عليه بأن فيه العوام بن جويرية " . ثم ذكر كلام ابن حبان فيه ، و تعجب الذهبي
من إخراج الحاكم للحديث . ثم قال : " و من ثم أورده ابن الجوزي في " الموضوعات
" . و تعقبه المصنف فلم يأت بطائل كعادته ! " . قلت : و جزم ابن أبي حاتم في "
العلل " ( 2 / 114 ) بأنه موقوف على الحسن أو أنس .

(2/280)


782 - " المتعبد بلا فقه كالحمار في الطاحونة " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 198 ) :
موضوع . رواه ابن عدي ( 345 / 1 ) عن محمد بن رزق الله الكلوذاني : حدثنا
نعيم بن حماد : حدثنا بقية عن ثور بن يزيد عن خالد بن معدان عن واثلة بن
الأسقع مرفوعا . و قال : " و هذا حديث لا أعلم رواه عن بقية غير نعيم " . قلت
: قد تابعه محمد بن إبراهيم : حدثنا بقية به . أخرجه أبو نعيم في " الحلية " (
5 / 219 ) و قال : " لم نكتبه إلا من حديث بقية " . قلت : و بقية مدلس و قد
عنعنه ، و كان يدلس عن الثقات ما أخذه عن مثل مجاشع بن عمرو و عمر بن موسى
الوجيهي و غيرهما من الكذابين و الوضاعين كما قال ابن حبان ، فهو آفة هذا
الحديث عندي ، و أما ابن الجوزي فقد أورده في " الموضوعات " فأصاب ، لكنه أعله
بمحمد بن إبراهيم هذا - و هو الشامي فقال ( 1 / 262 ) : " لا يصح ، و المتهم به
محمد بن إبراهيم ، قال ابن حبان : كان يضع الحديث ، لا يحل الاحتجاج به " . و
تعقبه السيوطي في " اللآليء " ( 1 / 219 ) بمتابعة نعيم بن حماد . أخرجه
الطيالسي <1> في " ترغيبه " . و فاته أن ابن عدي أخرجه أيضا من طريقه كما ذكرنا
، و نعيم ضعيف ، لكن الآفة من تدليس بقية كما بينت ، و إنما لم يعله به ابن
الجوزي لأنه إنما وقع الحديث عنده من رواية أبي نعيم عن الشامي هذا ، و هو وضاع
، فاقتصر عليه ، و إلا لو وقعت له متابعة نعيم بن حماد هذه لأعله إن شاء الله
بالتدليس المذكور ، و الله أعلم . و من عجائب السيوطي أنه أورد الحديث في "
الجامع الصغير " من رواية أبي نعيم التي فيها ذاك الوضاع ، و أعرض عن رواية ابن
عدي و الطيالسي التي ليس فيها هذا الوضاع ! .

-----------------------------------------------------------
[1] ليس هو أبا داود الطيالسي صاحب " المسند " ، فإنه متأخر عنه . اهـ .

(2/281)


783 - " تناصحوا في العلم ، فإن خيانة أحدكم في علمه أشد من خيانته في ماله ، و إن
الله عز وجل مسائلكم يوم القيامة " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 199 ) :

موضوع . رواه الطبراني ( 3 / 132 / 2 ) : حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي و
محمد بن عثمان بن أبي شيبة قالا : أخبرنا عبيد بن يعيش : أخبرنا مصعب بن سلام
عن أبي سعد عن عكرمة عن ابن عباس مرفوعا . قلت : و هذا إسناد رجاله ثقات
غير أبي سعد هذا ، و قد جزم السيوطي في " اللآلي " ( 1 / 207 - 208 ) بأنه سعيد
بن المرزبان البقال ، قال : " و هو صدوق مدلس " . سبقه إلى ذلك الحافظ المنذري
( 1 / 75 ) و الهيثمي في " المجمع " ( 1 / 141 ) ، و ليس به بل هو عبد القدوس
ابن حبيب أبو سعيد الكلاعي ، و من الحجة على ذلك : 1 - أن الحديث من رواية
الطبراني عن الحضرمي ( و هو مطين ) و محمد بن أبي شيبة معا ، و قد روى الخطيب (
3 / 43 ) قصة الخلاف بينهما في هذا السند ، و خلاصة ذلك أن مطينا قال فيه : "
عن أبي سعد " يريد البقال . و قال ابن أبي شيبة : " عن أبي سعيد " يريد عبد
القدوس بن حبيب . و حكى الخطيب عن أبي نعيم عبد الملك بن محمد بن عدي أن الصواب
رواية ابن أبي شيبة ، لأن أبا نعيم هذا سمع الحديث من مطين بهذا السند قال فيه
: " أبي سعيد " . قال أبو نعيم : " و هذا سماعي من مطين قديما ، ثم سمعت منه
هذا الحديث بعد ذلك بعشرين سنة في " فوائد الحاج " قال : حدثنا عبيد بن يعيش :
حدثنا مصعب بن سلام عن أبي سعد . قال أبو جعفر الحضرمي : يعني عبد القدوس بن
حبيب الدمشقي عن عكرمة عن ابن عباس . كأن الحضرمي ينبه بذلك ، و قال : " يعني
عبد القدوس " . و لم يقل " عن أبي سعيد " ، و قال : " عن أبي سعد ، فأقر سعدا
على حاله و لم يقر الاسم " . فهذا يدل على رجوع مطين إلى أن راوي الحديث عن
عكرمة هو عبد القدوس هذا و إن أصر على تكنيته بأبي سعد ، و إنما هي أبو سعيد ،
كما رواه الخطيب عن ابن أبي شيبة عن شيخيه إبراهيم بن محمد بن ميمون و عمار بن
رجاء عن عبيد بن يعيش . و تابعهما أبو العباس أحمد بن إسحاق الخشاب المصري عند
مشرق بن عبد الله الحنفي في " حديثه " ( 61 / 1 ) . و تابعهم القاسم بن محمد بن
حماد الدلال في " أمالي أبي جعفر الطوسي " ( ص 79 ) أربعتهم قالوا : " أبي سعيد
" و هو عبد القدوس و يؤيده . 2 - أن الخطيب رواه ( 6 / 356 - 357 ، 389 ) و ابن
عساكر ( 2 / 399 / 1 ) عن إسحاق بن أبي إسرائيل عن عامر بن سيار كلاهما :
أخبرنا عبد القدوس بن حبيب عن عكرمة به . فهذا كله يبين أن راوي الحديث عن
عكرمة هو عبد القدوس هذا و كنيته أبو سعيد كما سبق في رواية ابن أبي شيبة عند
الخطيب و مشرق عن غيره . و عليه فقول الطبراني من رواية ابن أبي شيبة و الحضرمي
: " أبي سعد " تأوله بعضهم على أنه حمل رواية ابن أبي شيبة على رواية الحضرمي ،
و لو عكس لأصاب ! و إذا عرفت أن الراوي هو عبد القدوس بن حبيب الكلاعي يتبين لك
أن السند واه بمرة ، لأن الكلاعي هذا قال فيه ابن المبارك : " كذاب " . و صرح
ابن حبان في " الضعفاء " ( 2 / 126 ) بأنه : " كان يضع الحديث " . و لذلك أورد
ابن الجوزي الحديث من رواية الخطيب عن إسحاق عن الكلاعي في " الموضوعات " و قال
( 1 / 232 ) : " تفرد به عبد القدوس و كان يضع على الثقات . قاله ابن حبان " .
و تعقبه السيوطي بأمرين : أولا : برواية الطبراني عن أبي سعد . بناء على أن أبا
سعد هو سعيد بن المرزبان البقال ! و قد عرفت أنه وهم ، و أن الصواب أنه الكلاعي
هذا الكذاب . و ثانيا : و بما أخرجه أبو نعيم في " الحلية " ( 9 / 20 )
: حدثنا الحسن بن أحمد بن صالح السبيعي : حدثنا علي بن عبد الحميد الغضائري :
حدثنا محمد بن عبد الأعلى الصنعاني : حدثنا عبد الرحمن بن مهدي : حدثنا الحسن
زياد عن يحيى بن سعيد الحمصي عن إبراهيم بن مختار ( الأصل : محمد ) عن الضحاك
عن ابن عباس مرفوعا . و قال السيوطي : " إبراهيم روى له الترمذي و ابن ماجة ، و
قال أبو حاتم : صالح الحديث ، و قال أبو داود : لا بأس به . و قال ابن معين
: ليس بذاك ، و يحيى بن سعيد صاحب حديث ، و له رحلات ، قال ابن مصفى : ثقة ، و
ضعفه ابن معين ، و غيره " . قلت : و في " التقريب " : " إبراهيم بن المختار
صدوق ضعيف الحفظ ، و يحيى بن سعيد ضعيف " . قلت : و اتهمه ابن حبان فقال : "
يروي الموضوعات عن الأثبات " . ثم إن السيوطي قد أبعد النجعة ، فإن آفة الحديث
، إنما هو الحسن بن زياد و هو اللؤلؤي ، فقد قال أبو داود و الفسوي و العقيلي و
الساجي : " كذاب " . و ضعفه الآخرون . و للحديث علة أخرى و هي الانقطاع ، فقد
قال شعبة و غيره : إن الضحاك ( و هو ابن مزاحم الهلالي ) ما رأى ابن عباس قط .

(2/282)


784 - " قريش خالصة الله ، فمن نصب لها حربا ، أو فمن حاربها سلب ، و من أرادها بسوء
خزي في الدنيا و الآخرة " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 201 ) :
موضوع . رواه ابن عساكر ( 2 / 398 / 2 ) عن أبي عبد الرحمن محمد بن الحسين
بن موسى السلمي : أنبأنا جعفر بن محمد بن الحارث المراغي : أخبرنا أبو يعقوب
إسحاق بن يعقوب الدمشقي : أخبرنا أحمد بن أنس بن مالك الدمشقي : أخبرنا إسحاق
بن سعيد بن الأركون عن أبي مسلم سلمة بن العيار عن عبد الله بن لهيعة عن مشرح
بن هاعان عن عمرو بن العاص مرفوعا . قلت : و هذا إسناد تالف : مشرح مختلف
فيه ، و لا أدري إذا كان سمع من عمرو بن العاص أو لا ؟ و الأقرب الثاني فإن بين
وفاتيهما نحو ثمانين سنة ! و عبد الله بن لهيعة ضعيف . و إسحاق بن سعيد بن
الأركون قال الدارقطني : " منكر الحديث " . و قال أبو حاتم : " ليس بثقة " . و
أحمد بن أنس لم أجد له ترجمة و هو من شرط ابن عساكر في " تاريخه " فيراجع فإن
نسختنا منه ناقصة . و إسحاق بن يعقوب الدمشقي في ترجمته ساق ابن عساكر هذا
الحديث ، و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا . و جعفر بن محمد بن الحارث المراغي
لم أعرفه . و أبو عبد الرحمن السلمي هو الصوفي المشهور قال الذهبي : " تكلموا
فيه و ليس بعمدة . قال الخطيب : " قال لي محمد بن يوسف القطان : كان يضع الحديث
للصوفية " . قال الذهبي : و في القلب مما ينفرد به " . قلت : أفلا يعجب القاريء
الكريم معي من الحافظ السيوطي كيف أورد هذا الحديث المظلم في كتابه " الجامع
الصغير " من رواية ابن عساكر هذه التالفة ؟! و أما المناوي فقد بيض له و لم
يتكلم عليه بشيء ! و في فضل قريش من الأحاديث الصحيحة ما يغنيهم عن مثل هذا
الحديث الباطل كقوله صلى الله عليه وسلم : " الناس تبع لقريش في هذا الشأن " ،
و قوله : " الأئمة من قريش " و هو حديث متواتر ، كما قال الحافظ ابن حجر : فيما
نقله الشيخ علي القاري في " شرح النخبة " .

(2/283)


785 - " لو أن بكاء داود و بكاء جميع أهل الأرض يعدل ببكاء آدم ما عدله " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 202 ) :

موضوع . رواه أبو نعيم في " الحلية " ( 7 / 257 ) و ابن عساكر ( 2 / 318 /
1 ) من طريق الطبراني : أخبرنا أحمد بن يحيى بن خالد الرقي : أخبرنا يحيى بن
سليمان الجعفي : أخبرنا أحمد بن بشر الهمداني : أخبرنا مسعر بن كدام عن علقمة
بن مرثد عن سليمان بن بريدة عن أبيه يرفعه . و عزاه الهيثمي في " المجمع "
( 8 / 198 ) للطبراني في " الأوسط " و قال : " و رجاله ثقات " . و أقره المناوي
في " الفيض " . و فيه نظر فإن أحمد بن بشر <1> هذا أورده الحافظ في " اللسان "
و قال : " مجهول ، قاله مسلمة في ( الصلة ) " . قلت : و قد خالفه محمد بن بشر
العبدي و هو ثقة حافظ فأوقفه على ابن بريدة ، أخرجه ابن عساكر و قال : " قال
ابن عدي و لم يذكر فيه بريدة ، و لا النبي صلى الله عليه وسلم ، و هذه الرواية
أصح " . قلت : و كذلك رواه موقوفا أحمد في " الزهد " ( ص 47 ) من طريق المسعودي
عن علقمة ابن مرثد قال : فذكره موقوفا عليه . و كذلك رواه ابن أبي الدنيا في
" الرقة " ( 137 / 1 ) عن مسعر عمن حدثه عن ابن سابط موقوفا عليه . و هذا هو
الصواب موقوف ، و رفعه منكر ، بل هو عندي باطل موضوع ، لأنه لا يشبه كلام
النبوة لما فيه من المبالغة ، فالظاهر أنه من الإسرائيليات السمجة التي دست في
كتب أهل الكتاب مر القرون ، ثم أخطأ بعض الرواة فرفعه إلى النبي صلى الله عليه
وسلم و هو منه بريء ! و الحديث أورده السيوطي في " الجامع الصغير " من رواية
ابن عساكر هذه . و تعقبه المناوي بأنه رواه الطبراني أيضا و الديلمي فاقتصاره
على ابن عساكر غير جيد . قلت : لاسيما و هو عند ابن عساكر من طريق الطبراني كما
رأيت . ثم نقل المناوي كلام الهيثمي المتقدم في توثيق رجال الإسناد و سكت عليه
! و فيه ما علمت من الجهالة و الوقف و النكارة . و الله ولي التوفيق .

-----------------------------------------------------------
[1] في " اللسان " : " بشير " . اهـ .

(2/284)


786 - " دعاء الوالد لولده مثل دعاء النبي لأمته " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 203 ) :
موضوع . رواه أبو نعيم في " أخبار أصبهان " ( 1 / 185 ) عن إبراهيم بن معمر
: حدثنا أبو أيوب بن أخي زبريق بن الحمصي : حدثنا يحيى بن سعيد الأموي : حدثنا
خلف بن حبيب الرقاشي : سمعت أنس بن مالك يقول : فذكره مرفوعا . أورده في
ترجمة إبراهيم هذا و كنيته أبو إسحاق الجوزجاني ، روى عنه جماعة و لم يذكر فيه
جرحا و لا تعديلا ، و كذلك صنع الحافظ ابن عساكر ( 2 / 275 / 2 ) . و أبو أيوب
هذا لم أعرفه و لم يورده الدولابي في " الكنى " و كذا لم أعرف خلف بن حبيب
الرقاشي ، و أخشى أن يكون وقع في السند تحريف ، و أنه تحريف قديم من بعض رواة "
أخبار أصبهان " ، فإن الإسناد هو في " تاريخ ابن عساكر " ، من طريق أبي نعيم
كما ذكرته عن أبي نعيم . أما الحامل على الخشية المذكورة فهو أنني رأيت ابن
قدامة ذكر في " المنتخب " ( 11 / 214 / 2 ) : " قال إسحاق بن إبراهيم ( هو ابن
هانئ ) : عرضت على أبي عبد الله : يحيى بن سعيد عن سعد أبي حبيب عن يزيد
الرقاشي عن أنس مرفوعا به ؟ فقال : حديث باطل منكر ، و سمعته يقول : سعد أبو
حبيب ليس بشيء " . ثم رأيته في " مسائل ابن هاني " ( ص 156 مخطوطة المكتب
الإسلامي ) <1> فصواب الإسناد إذن " سعد أبي حبيب عن يزيد الرقاشي " و هكذا
وقع في " اللآلي " ( 2 / 295 ) . و يؤيده ما في " الميزان " : " سعد أبو حبيب
عن يزيد الرقاشي ، قال أحمد : ليس حديثه بشيء " . و قد سقطت هذه الترجمة من "
لسان الميزان " للحافظ ابن حجر ، مع أنها ليست في كتاب " تهذيب التهذيب " له .
ثم إن الحديث أورده ابن الجوزي في " الموضوعات " ( 3 / 87 ) مستندا على حكم
الإمام أحمد عليه بالبطلان كما سبق ، و أقره السيوطي في " اللآلي " ثم تناقض
، فأورده في " الجامع الصغير " من رواية الديلمي عن أنس ! و تعقبه المناوي
بقوله : " و رواه عنه أيضا أبو نعيم و عنه أورده الديلمي مصرحا ، فلو عزاه
المصنف للأصل لكان أحسن ، قال الزين العراقي في شرح " الترمذي " : " هذا حديث
منكر " . و حكم ابن الجوزي بوضعه ، و قال : قال أحمد : هذا حديث باطل منكر . و
أقره عليه المؤلف في مختصر الموضوعات " .

-----------------------------------------------------------

[1] و قد قام الأخ زهير الشاويش بطبعه ، ثم حالت الحرب القائمة في لبنان دون
نشره . فرج الله عن عباده . اهـ .

(2/285)


787 - " العباس وصيي و وارثي " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 204 ) :

موضوع . رواه الخطيب ( 13 / 137 ) و ابن عساكر ( 2 / 306 / 2 ) من طريقين
عن جعفر بن عبد الواحد قال : أخبرنا سعيد بن سلم الباهلي عن المسيب بن زهير بن
المسيب عن المنصور أبي جعفر عن أبيه عن جده مرفوعا . قلت : و هذا موضوع
آفته جعفر هذا قال الدارقطني : " يضع الحديث " . و قال أبو زرعة : " روى أحاديث
لا أصل لها " . و سعيد بن سلم الباهلي لم أعرفه . ثم وجدته في " تاريخ بغداد "
( 9 / 74 - 75 ) و ذكر أنه كان عالما بالحديث و العربية و لم يذكر فيه جرحا و
لا تعديلا ، و وقع في " تاريخ ابن عساكر " " سعيد بن سلام " و هو تصحيف . و
المسيب بن زهير مجهول الحال لم أجد له ترجمة إلا في " التاريخ " للخطيب ، و ساق
له هذا الحديث ، و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا . و الحديث أورده ابن الجوزي
في " الموضوعات " من رواية الخطيب هذه و من رواية ابن حبان عن محمد بن الضوء بن
الصلصال بن الدلهمس عن أبيه عن جده مرفوعا به ، و قال ( 2 / 31 ) : " موضوع ،
جعفر كذاب يضع ، و محمد بن الضوء يروي عن أبيه المناكير " . و أقره السيوطي في
" اللآليء " ( 1 / 429 - 430 ) ، و مع ذلك فقد أورده في " الجامع الصغير " من
رواية الخطيب فما أكثر تناقضه ! و محمد بن الضوء هذا له ترجمة في " الضعفاء "
لابن حبان ( 2 / 303 - 304 ) و قال " روى عن أبيه المناكير " . ثم ساق له
الحديث . و ترجمه الخطيب في " تاريخ بغداد " ( 5 / 374 - 376 ) و قال فيه : "
ليس بمحل لأن يؤخذ عنه العلم لأنه كان كذابا ، و كان أحد المتهتكين المشتهرين
بشرب الخمور ، و المجاهرة بالفجور " . و قال الجوزقاني في " الموضوعات " : "
محمد بن الضوء كذاب " .

(2/286)


788 - " آخر ما تكلم به إبراهيم حين ألقي في النار : حسبي الله و نعم الوكيل " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 204 ) :

موضوع . رواه أبو القاسم الحرفي في " الفوائد " ( 2 / 2 ) و الخطيب ( 9 /
118 ) و ابن عساكر ( 2 / 164 / 1 ) عن سلام بن سليمان : حدثنا إسرائيل عن أبي
حصين عن أبي صالح عن أبي هريرة مرفوعا . و قال الخطيب و الحرفي : " هذا
حديث غريب من رواية أبي حصين عن أبي صالح عن أبي هريرة مسندا ، لا أعلم رواه
غير سلام بن سليمان عن إسرائيل ، و المحفوظ ما رواه الناس عن إسرائيل و أبي بكر
بن عياش عن أبي حصين عن أبي الضحى عن ابن عباس قال : " لما ألقي إبراهيم في
النار . الحديث " . قلت : و سلام بن سليم هو سلام بن سلم و يقال : ابن سليم أو
ابن سليمان و الصواب الأول كما في " التهذيب " و هو سلام الطويل المدائني كذاب
متهم بالوضع كما تقدم مرارا ، فكان على السيوطي أن لا يورده في الجامع " على ما
شرطه في مقدمته أنه " صانه عما تفرد به كذاب أو وضاع " . و قد خالفه عثمان بن
عمر فرواه عن إسرائيل به موقوفا على أبي هريرة . رواه الخطيب ( 5 / 228 - 229
) و من قبله البخاري . و لا يفيد هنا قول المناوي : " إن الموقوف صحيح أخرجه
البخاري ، و مثله لا يقال من قبل الرأي فهو في حكم المرفوع " . لأننا نقول :
إنه يحتمل أن يكون هذا مما تلقاه ابن عباس من أهل الكتاب ، و مع الاحتمال يسقط
الاستدلال ، فلا يجوز أن ينسب إليه صلى الله عليه وسلم ، و هذا بين ظاهر إن شاء
الله تعالى .

(2/287)


789 - " عنوان صحيفة المؤمن حب علي بن أبي طالب " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 205 ) :

باطل . رواه الخطيب في " تاريخه " ( 4 / 410 ) و من طريقه ابن عساكر ( 2 /
55 / 2 ) عن أبي الفرج أحمد بن محمد بن جوري العكبري : حدثنا إبراهيم بن عبد
الله بن مهران الرملي : حدثنا ميمون بن مهران بن مخلد بن أيان الكاتب : حدثنا
أبو النعمان عارم بن الفضل : حدثنا قدامة بن النعمان عن الزهري قال : سمعت
أنس بن مالك يقول : والله الذي لا إله إلا هو سمعت رسول الله صلى الله عليه
وسلم يقول : فذكره . أورداه في ترجمة أبي الفرج هذا و قالا : " و في حديثه
غرائب و مناكير " . و قال الذهبي في ترجمته : " عن خيثمة بحديث موضوع " . قال
المناوي عقبه : " كأنه يشير إلى هذا " . قلت : كلا ، فإن هذا الحديث ليس من
روايته عن خيثمة كما ترى ، ثم قال المناوي : " و قال ابن الجوزي : حديث لا أصل
له " . و إنما أشار الذهبي إلى هذا الحديث في ترجمة قدامة بن النعمان فقال : "
عن الزهري ، لا يعرف ، و الخبر باطل ، ثم إن سنده مظلم إليه " . قال الحافظ في
" اللسان " : " و الخبر المذكور رواه الخطيب ..... " ثم ذكر هذا الحديث .

(2/288)


790 - " تلمد الفقير عند الشهوة لا يقدر على إنفاذها أفضل من عبادة الغني سبعين سنة
" .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 206 ) :
موضوع . رواه ابن النجار في " الذيل " من طريق أحمد بن محمد بن جوزي عن
أحمد بن زكريا عن إبراهيم بن أخي عبد الرزاق عن عبد الرزاق بسند صحيح عن ابن
عباس رفعه . فذكره . أورده الحافظ في ترجمة ابن جوزي هذا من " اللسان " و قال
: " حديث موضوع " . قلت : و اتهمه الذهبي بوضع حديث آخر كما سبق في الحديث الذي
قبله . لكن فوقه في إسناد هذا الحديث إبراهيم بن أخي عبد الرزاق و هو كذاب كما
قال الدارقطني ، و قال ابن حبان ( 1 / 104 ) : " روى عن عبد الرزاق المقلوبات
الكثيرة ، لا يجوز الاحتجاج بها " . فتعصيب الجناية بابن جوزي ليس بأولى من
تعصيبها بإبراهيم هذا . و من أكاذيبه الحديث الآتي : " الضيافة على أهل الوبر ،
و ليست على أهل المدر " .

(2/289)


791 - " الضيافة على أهل الوبر ، و ليست على أهل المدر " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 206 ) :
موضوع . رواه ابن عدي ( 7 / 1 ) و القضاعي في " مسند الشهاب " ( 19 / 1 )
عن إبراهيم بن عبد الله بن أخي عبد الرزاق - أظنه عن عبد الرزاق - عن سفيان عن
عبيد الله عن نافع عن ابن عمر مرفوعا . ساقه في ترجمة إبراهيم هذا مع
أحاديث أخرى له . ثم قال ابن عدي : " و هذه الأحاديث مناكير ، مع سائر ما يروي
ابن أخي عبد الرزاق هذا " . و قال الذهبي بعد أن ساقها و نقل عن الدارقطني أنه
كذاب : " فهذه الأشياء من وضع هذا المدبر " . و أقره الحافظ ، فاعجب بعد هذا
كيف أورد السيوطي الحديث في " الجامع " من رواية القضاعي هذه مع شهادة هذين
الإمامين الذهبي و العسقلاني بوضعه ! و لهذا تعقبه المناوي بقول الدارقطني و
غيره في إبراهيم هذا ، ثم قال : " و من ثم قال القاضي حسين : " إنه موضوع " ،
فمن شنع عليه فكأنه لم يقف على ما رأيت " .
قلت : و الضيافة واجبة شرعا على كل مستطيع ، سواء كان بدويا أو مدنيا . لعموم
الأحاديث ، و لا يجوز تخصيصها بمثل هذا الحديث الموضوع ، و مدتها ثلاثة أيام حق
لازم ، فما زاد عليها فهو صدقة .

(2/290)


792 - " سوء الخلق شؤم " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 207 ) :
ضعيف . رواه ابن شاهين في " ثلاثة مجالس " من " الأمالي " ( 97 / 1 )
: سعيد بن نفيس المصري : سهل بن سوادة : أخبرنا عبد الله بن صالح - كاتب الليث
- قال : حدثني الليث عن نافع عن ابن عمر مرفوعا . قلت : و هذا سند ضعيف
، عبد الله بن صالح فيه ضعف . و من دونه لم أجد من ترجمهما . و الحديث عزاه في
" الجامع " لابن شاهين في " الأفراد " عن ابن عمر ، و لم يتكلم المناوي
على إسناده بشيء ! و قد روي الحديث من طرق أخرى لا يصح منها شيء ، و لذلك قال
الحافظ العراقي : " حديث لا يصح " . نقله المناوي و أقره . و من المفيد أن أسوق
هذه الطرق هنا ، و أتكلم على عللها ، و أبين ألفاظها .

(2/291)


793 - " الشؤم سوء الخلق " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 207 ) :

ضعيف . رواه ابن عدي ( 37 / 2 ) عن أبي بكر بن أبي مريم عن ضمرة بن حبيب عن
عائشة مرفوعا . قلت : و هذا سند ضعيف ، أبو بكر هذا كان اختلط ، ثم هو
منقطع بين ضمرة و عائشة فإن بين وفاتيهما ( 73 ) سنة . ثم رأيت الحديث في
" الحلية " ( 6 / 103 ) رواه في ترجمة حبيب بن عبيد من هذا الوجه إلا أنه جعل
حبيبا هذا بدل ضمرة ، و كذلك أخرجه أحمد ( 6 / 85 ) ، و كلاهما يروي عنه أبو
بكر بن أبي مريم ، فمن الصعب الجزم بالصواب من الروايتين ، بل لعل هذا الاختلاف
من اختلاط أبي بكر هذا و ضعفه . و من طريقه رواه الطبراني في " الأوسط " كما في
" المجمع " ( 8 / 25 ) . و له شاهد من حديث جابر ، أخرجه أبو القاسم السهمي في
" تاريخ جرجان " ( 99 ) عن أبي إسحاق إبراهيم بن محمد بن إبراهيم اليزيدي
، حدثنا موسى بن عمر بن علي بن عمران : حدثنا عبيد الله بن عائشة البصري
: حدثنا إسماعيل بن حكيم : أخبرنا الفضل بن عيسى عن محمد بن المنكدر عن جابر بن
عبد الله مرفوعا . بيد أن هذا إسناد ضعيف من أجل الفضل هذا . و من طريقه رواه
الطبراني أيضا في " الأوسط " و قال الهيثمي : " و هو ضعيف " . و رواه ابن وهب
في " الجامع " ( 76 / 77 ) : أخبرني يحيى بن أيوب عن ابن أيوب عن ابن أبي حسين
عن زيد بن الأخنس الكعبي عن سعيد بن المسيب قال : سئل رسول الله صلى الله عليه
وسلم عن الشؤم ؟ قال : سوء الخلق . قلت : و هذا مرسل ، و رجاله كلهم ثقات رجال
الشيخين غير زيد بن الأخنس أورده ابن أبي حاتم ( 1 / 2 / 556 ) و لم يذكر فيه
جرحا و لا تعديلا ، و أما ابن حبان فأورده في " الثقات " ( 2 / 88 ) ! و ذكر هو
و ابن أبي حاتم أنه روى عنه إسماعيل بن أمية ، فقد روى عنه ثقتان هذا أحدهما ،
و الآخر ابن أبي حسين راوي هذا الحديث عنه ، و هو إما عبد الله بن عبد الرحمن
، و إما عمر بن سعيد و كلاهما مكيان ثقات محتج بهما في الصحيحين ، فابن الأخنس
مستور . و الله أعلم . ثم رأيته في " تاريخ ابن عساكر " ( 18 / 92 / 2 ) من
طريق إسماعيل بن الفضل الرقاشي عن محمد بن المنكدر به . و إسماعيل بن الفضل لم
أعرفه . لكن يبدو أنه محرف عن " إسماعيل عن الفضل " بدليل رواية السهمي . و
الله أعلم .

(2/292)


794 - " سوء الخلق شؤم ، و حسن الملكة نماء ، و الصدقة تدفع ميتة السوء " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 208 ) :
ضعيف . رواه أحمد ( 3 / 502 ) و عباس الدوري في " التاريخ و العلل " لابن
معين ( 41 / 1 - 2 ) و ابن عساكر ( 6 / 95 / 2 و 11 / 48 / 1 ) و أبو داود (
5162 ) بالشطر الأول عن عثمان بن زفر عن بعض ولد رافع بن مكيث عن رافع بن
مكيث مرفوعا . و لفظ أحمد : " حسن الخلق نماء ، و سوء الخلق شؤم ، و البر
زيادة في العمر ، و الصدقة تمنع ميتة السوء " . قلت : و هذا سند ضعيف عثمان هذا
مجهول كما في " التقريب " مات سنة ( 218 ) . و رافع بن مكيث صحابي ، و بعض ولده
لم أعرفه . و قد اضطرب فيه عثمان ، فمرة رواه هكذا ، و مرة قال : حدثني محمد بن
خالد بن رافع بن مكيث عن عمه الحارث بن رافع بن مكيث ، - و كان رافع من جهينة
، قد شهد الحديبية مع رسول الله صلى الله عليه وسلم - عن رسول الله صلى الله
عليه وسلم بالشطر الأول . أخرجه أبو داود ( 5163 ) . و رواه ابن منده في
" المعرفة " ( 14 / 2 - 4443 عام ) عن عثمان بن عبد الرحمن قال : أخبرنا عنبسة
بن عبد الرحمن عن محمد بن زاذان عن أم سعد بنت الربيع عن أبيها مرفوعا به . و
زاد : " و طاعة النساء ندامة " . قلت : و هذا سند واه جدا ، عنبسة بن عبد
الرحمن متروك ، و عثمان بن عبد الرحمن هو الحراني ، ضعيف .

(2/293)


795 - " سوء الخلق شؤم ، و شراركم أسوءكم خلقا " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 209 ) :
موضوع . رواه أبو نعيم في " الحلية " ( 10 / 249 ) و عنه الخطيب ( 4 / 276
) و عن هذا ابن عساكر ( 2 / 31 / 2 ) عن أبي سعيد أحمد بن عيسى الخراز البغدادي
الصوفي : أخبرنا عبد الله بن إبراهيم الغفاري : حدثنا جابر بن سليم عن يحيى بن
سعيد عن محمد بن إبراهيم عن عائشة مرفوعا . قلت : و هذا إسناد تالف ،
الغفاري هذا نسبه ابن حبان ( 2 / 39 ) إلى أنه يضع الحديث . و أبو سعيد الخراز
صوفي مشهور و قد ترجم له الخطيب ثم ابن عساكر ترجمة طويلة و لم يذكروا حاله في
الرواية . و الحديث أورده السيوطي في " الجامع " من رواية الخطيب هذه فأساء
، لما عرفت من حال الغفاري ، و لم يتكلم المناوي على إسناده بشيء !

(2/294)


796 - " ليس للدين دواء إلا القضاء و الوفاء و الحمد " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 209 ) :

ضعيف جدا . رواه الخطيب ( 7 / 198 ) و ابن عساكر ( 2 / 21 / 1 ) من طريقه
عن جعفر بن عامر بن أبي الليث البغدادي : حدثنا أحمد بن عمار بن نصير الشامي :
حدثنا مالك عن نافع عن ابن عمر مرفوعا . أورده الخطيب في ترجمة جعفر هذا و
قال : " شيخ مجهول ، روى عن الحسن بن عرفة أحاديث منكرة " . ثم ساق له هذا
الحديث . و أما ابن عساكر فأورده في ترجمة أحمد بن عمار ، و هو أخو هشام بن
عمار ، و قال عقبه : " قال الشيخ أبو بكر الخطيب : أحمد بن عمار بن نصير الشامي
شيخ مجهول ، و هذا حديث منكر " . و إنما قال الخطيب : " شيخ مجهول " في حق جعفر
هذا كما رأيت ، فلعل ما نقله ابن عساكر عنه في موضع آخر من كتب الخطيب . ثم روى
عن الدارقطني أنه قال : " أحمد هذا متروك الحديث " . و الحديث أورده الذهبي في
ترجمة ابن عمار هذا و قال : " و هذا منكر " . ثم قال في ترجمة جعفر بن عامر هذا
: " عن أحمد بن عمار أخي هشام بخبر كذب ، و اتهمه ابن الجوزي " . و أقره الحافظ
.

(2/295)


797 - " الإحصان إحصانان : إحصان عفاف ، و إحصان نكاح " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 210 ) :
موضوع . رواه الطبراني في " الأوسط " ( 1 / 182 / 1 - 2 ) و ابن عساكر ( 2
/ 15 / 1 و 14 / 358 / 1 ) عن مبشر بن عبيد قال : سمعت الزهري يحدث عن سعيد بن
المسيب عن أبي هريرة مرفوعا ، زاد ابن عساكر في رواية : " فمن قرأها ( و
المحصنات ) بكسر الصاد فهن العفائف ، و من قرأها ( المحصنات ) فهن المتزوجات
" . و هذا مدرج في الحديث بلا شك . و قال الطبراني : " لم يروه عن الزهري إلا
مبشر " . قلت : قال الهيثمي ( 4 / 263 ) : " و هو متروك " . و عزاه للبزار أيضا
. قلت : و قد قال فيه الإمام أحمد : " كان يضع الحديث " . قلت : و لهذا كان على
السيوطي أن لا يورده في " الجامع الصغير " وفاء بوعده أنه صانه عما تفرد به
وضاع أو كذاب .

(2/296)


798 - " عليكم بغسل الدبر ، فإنه يذهب بالباسور " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 210 ) :
موضوع . رواه ابن حبان في " المجروحين " ( 2 / 99 ) و ابن عدي ( 87 / 1 ) و
أبو نعيم في " الطب " ( 2 / 25 / 1 ) من طريق أبي يعلى عن عثمان بن مطر
الشيباني : حدثنا الحسن بن أبي جعفر : حدثنا علي بن الحكم عن نافع عن ابن عمر
مرفوعا . و قال ابن عدي : " هذا يرويه ابن أبي جعفر عن علي بن الحكم و عن ابن
أبي جعفر عثمان بن مطر ، و لعل البلاء من عثمان " . قلت : و قال ابن حبان : "
كان ممن يروي الموضوعات عن الأثبات " . و قال البخاري : " منكر الحديث " . و
ضعفه غيره . و شيخه الحسن بن أبي جعفر ضعيف ، و في ترجمته ساقه ابن عدي مع
أحاديث ( أخرى ) ، ثم قال : " و هو عندي ممن لا يتعمد الكذب ، و هو صدوق ، و
لعل هذه الأحاديث التي ( أنكرت ) عليه توهمها توهما ، أو شبه عليه فغلط " . و
الحديث أورده السيوطي في " الجامع " من رواية ابن السني و أبي نعيم عن ابن عمر
. و قال المناوي : " و رواه عنه أيضا أبو يعلى و الديلمي ، و أورده في
" الميزان " في ترجمة عثمان بن مطر الشيباني من حديثه ، و نقل عن جمع تضعيفه ،
و أن حديثه منكر ، و لا يثبت . و ساقه في " اللسان " في ترجمة عمر بن عبد
العزيز الهاشمي ، و قال : شيخ مجهول ، له أحاديث مناكير لا يتابع عليها " . قلت
: و هو من روايته بإسناده عن الحارث عن علي مرفوعا . و الحارث و هو الأعور متهم
كما تقدم مرارا .

(2/297)


799 - " ما الميت في قبره إلا كالغريق المستغيث ينتظر دعوة تلحقه من أب أو أم أو أخ
أو صديق ، فإذا لحقته كانت أحب أليه من الدنيا و ما فيها ، و إن الله عز وجل
ليدخل على أهل القبور من دعاء أهل الدور أمثال الجبال ، و إن هدية الأحياء
إلى الأموات الاستغفار " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 211 ) :

منكر جدا . رواه الضياء في " المنتقى من حديث الأمير أبي أحمد و غيره " (
268 / 1 ) من طريق ابن شاذان : حدثنا محمد بن الفضل العطار قال : أخبرنا محمد
بن جابر بن أبي عياش المصيصي : حدثنا عبد الله بن المبارك قال : أخبرنا يعقوب
بن القعقاع عن مجاهد عن ابن عباس مرفوعا . و رواه الضياء في " السنن " أيضا
( 86 / 2 ) عن الفضل بن محمد الباهلي : حدثنا محمد بن جابر به . قلت : و هذا
إسناد ضعيف ، علته ابن أبي عياش هذا ، قال الذهبي : " لا أعرفه ، و خبره منكر
جدا " . ثم ساق له هذا الحديث . و قال الحافظ في " اللسان " : " أورده البيهقي
في " الشعب " و نقل عن أبي علي الحافظ ، أنه غريب من حديث ابن المبارك ، لم يقع
عند أهل خراسان ، قال : و لم أكتبه إلا عن هذا الشيخ . يعني الفضل بن محمد .
قال البيهقي : و تابعه محمد بن خزيمة عن ابن أبي عياش ، و ابن أبي عياش تفرد به
" .

(2/298)


800 - " إن الله خلق الجنة بيضاء ، و إن أحب الزي إلى الله عز وجل البياض ، فألبسوها
أحياءكم ، و كفنوها موتاكم ، ثم جمع الرعاء ، فقال : من كان فيكم ذا غنم سود
فليخلطها ببيض " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 211 ) :

موضوع . رواه أبو جعفر البختري في " ستة مجالس " ( 115 / 1 - 2 ) و أبو
نعيم في " صفة الجنة " ( ق 20 / 2 ) عن هشام بن أبي هشام قال : أخبرنا عبد
الرحمن بن حبيب مولى بني مخزوم عن عطاء بن أبي رباح عن ابن عباس مرفوعا .
قلت : و هذا إسناد ضعيف جدا عبد الرحمن بن حبيب هو ابن أدرك ، قال النسائي : "
منكر الحديث ، و ذكره ابن حبان في " الثقات " . و في " الميزان " : " صدوق ، و
له ما ينكر " . و هشام بن أبي هشام هو ابن زياد متفق على تضعيفه . و قال ابن
معين و النسائي : " ليس بثقة " . و قال ابن حبان : " يروي الموضوعات عن الثقات
" . و الحديث أورده السيوطي في " الجامع الصغير " من رواية البزار عن ابن عباس
دون قوله : " فألبسوها إلخ " فقال المناوي : " قال الهيثمي عقب عزوه للبزار : "
فيه هشام بن زياد و هو متروك " . و ظاهر حال المصنف أنه لم يره مخرجا لأحد من
الستة و إلا لما عدل عنه ، و إنه لشيء عجاب ، فقد خرجه ابن ماجه عن ابن عباس
المذكور بلفظ : " إن الله خلق الجنة بيضاء ، و أحب الزي إليه البياض فليلبسها
أحياؤكم ، و كفنوا فيها موتاكم " . انتهى بلفظه " . قلت : و أنا في شك كبير من
وجود هذا الحديث في " سنن ابن ماجه " فقد راجعته في مظانه : " الجنائز " ، و "
اللباس " و " صفة الجنة " فلم أجده ، و يؤيده أنه ليس في مسند ابن العباس من
" ذخائر المواريث " للنابلسي ، و لا في أصله " تحفة الأشراف " للحافظ المزي ، و
لا في فهرست ابن ماجه الذي وضعه محمد عبد الباقي في آخر " السنن " التي قام هو
على تحقيقها . و لم يعزه لابن ماجه ابن القيم في " حادي الأرواح " ( 1 / 218 -
219 ) ، و لا دل على شيء منه كتاب " المعجم المفهرس لألفاظ الحديث " للمستشرقين
. و الله أعلم . ثم رأيت الحديث في " زوائد مسند البزار " ( ص 170 ) من طريق
هشام أبي المقدام عن حبيب بن الشهيد عن عطاء به . و قال الهيثمي عقبه : " هشام
ضعيف متروك " . ثم أخرجه أبو نعيم عن أبي شهاب عن حمزة عن عمرو بن دينار عن ابن
عباس نحوه ، و حمزة هذا هو ابن أبي حمزة الجعفي النصيبي قال الحافظ : " متروك
متهم بالوضع " .

(2/299)


801 - " إن الله عز وجل جعل ذرية كل نبي في صلبه ، و إن الله تعالى جعل ذريتي في صلب
علي بن أبي طالب " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 212 ) :
موضوع . رواه الطبراني ( 1 / 258 / 2 ) : عن عبادة بن زياد الأسدي : حدثنا
يحيى بن العلاء الرازي عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جابر مرفوعا . قلت : و
هذا موضوع ، آفته يحيى بن العلاء ، كذاب يضع كما تقدم مرارا . و الحديث أورده
السيوطي في " الجامع " ، من رواية الطبراني عن جابر ، و الخطيب في " التاريخ "
عن ابن عباس ، فقال المناوي في رواية الطبراني : " قال الهيثمي ( 9 / 172 ) :
فيه يحيى بن العلاء و هو متروك . و قال ابن الجوزي قال أحمد : يحيى بن العلاء
كذاب يضع . و قال الدارقطني : " أحاديثه موضوعة " . و ذكر في " الميزان " نحوه
في ترجمة العلاء ، و أورد له أخبارا هذا منها " . ثم قال في رواية الخطيب : "
قال ابن الجوزي : " حديث لا يصح ، فيه ابن المرزبان ، قال ابن الكاتب : كذاب ،
و من فوقه إلى المنصور ما بين مجهول و غير موثوق " . و في " الميزان " في ترجمة
عبد الرحمن بن محمد الحاسب : " لا يدرى من ذا ؟ و خبره كذب ، رواه الخطيب " .
ثم ساق هذا الخبر " .

(2/300)


802 - " كل بني أنثى ، فإن عصبتهم لأبيهم ، ما خلا ولد فاطمة فإني أنا عصبتهم و أنا
أبوهم " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 213 ) :
ضعيف . رواه الطبراني ( 1 / 258 / 2 ) : حدثنا محمد بن زكريا الغلابي :
حدثنا بشر بن مهران : حدثنا شريك بن عبد الله عن شبيب بن غرقدة عن المستظل بن
حصين عن عمر مرفوعا . ثم رواه عن شيبة بن نعامة عن فاطمة بنت حسين عن
فاطمة الكبرى مرفوعا . قلت : و الطريق الأول واه بمرة : شريك هو القاضي و هو
ضعيف . و بشر بن مهران قال ابن أبي حاتم : " ترك أبي حديثه " . و به أعل
المناوي الحديث تبعا للهيثمي . و خفي عليهما أنه من رواية محمد بن زكريا
الغلابي ، و هو كذاب . و أما الطريق الثاني : فهو خير من هذا ، فإن شيبة بن
نعامة ، ضعفه يحيى بن معين و " يروي عن أنس ما لا يشبه حديثه ، و عن غيره من
الثقات ما يخالف حديث الأثبات ، لا يجوز الاحتجاج به " . ثم تناقض فأورده في
" الثقات " أيضا ! و المعتمد أنه ضعيف . و الحديث قال الهيثمي ( 9 / 173 ) : "
رواه الطبراني و أبو يعلى و فيه شيبة بن نعامة لا يجوز الاحتجاج به " . قال
المناوي : " و أورده ابن الجوزي في " الأحاديث الواهية " و قال : " لا يصح " .
فقول المصنف ( يعني السيوطي ) : " هو حسن " غير حسن " .

(2/301)


803 - " كل من ورد القيامة عطشان " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 214 ) :

موضوع . رواه الخطيب ( 3 / 356 ) من طريق محمد بن هارون بن برية الهاشمي
قال : حدثنا السري بن عاصم : حدثنا ابن السماك : حدثنا الهيثم بن جماز قال :
دخلت على يزيد الرقاشي في يوم شديد حر . فقال : ادخل يا هيثم ! ادخل ادخل ، حتى
نبكي على الماء البارد ، و قد عطش نفسه أربعين سنة ، ثم قال : حدثني أنس بن
مالك فذكره مرفوعا . و قال : " ابن برية في حديثه مناكير كثيرة ، قال
الدارقطني : لا شيء " . قلت : و قال الخطيب في مكان آخر ( 7 / 403 ) : " ذاهب
الحديث يتهم بالوضع " . و قال ابن عساكر : " يضع الحديث " . كما يأتي قريبا تحت
الحديث ( 806 ) . قلت : لكنه لم يتفرد به ، فقد أخرجه أبو نعيم في " الحلية " (
6 / 54 ، 8 / 216 ) عن علي بن المبارك المسروري ( و في الموضع الآخر ، المروزي
و هو تصحيف ) حدثنا السري بن عاصم به . لكن المسروري هذا لا يستشهد به ، فقد
ترجمه الخطيب ( 12 / 105 - 106 ) و أشار إلى سوء حفظه ، و لكن الذهبي اتهمه
بخبر كذب . قال الحافظ في " اللسان " : " و الخبر المذكور في " الفضائل " من
كتاب " الموضوعات " لابن الجوزي " . ثم إن السري بن عاصم كذبه ابن خراش ، و
اتهمه النقاش بأنه وضع حديثا . و ذكر له الذهبي أحاديث وصفها بأنها من بلاياه و
مصائبه ، منها الحديث الآتي عقب هذا . و الهيثم بن جماز متروك كما قال النسائي
و الساجي ، بل ذكره البرقي في الكذابين . و يزيد الرقاشي ضعيف . فلا أدري كيف
استجاز السيوطي أن يورد هذا الحديث في " الجامع الصغير " من رواية أبي نعيم
، مع ما في سنده من هؤلاء الكذابين و الضعفاء ! و من هذا الوجه أخرجه ابن عساكر
في " تاريخ دمشق " ( 18 / 115 / 1 ) . ثم رواه من طريق أخرى عن السري بن عاصم
به . فهذه ثلاث طرق إلى السري فهو آفة الحديث ، إن سلم من الهيثم . و الله أعلم
.

(2/302)


804 - " الإيمان بالقدر يذهب الهم و الحزن " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 214 ) :

ضعيف . رواه القضاعي في " مسند الشهاب " ( 18 / 1 ) عن أبي سعيد الحسن بن
أحمد الطوسي قال : أخبرنا جماهر بن محمد قال : أخبرنا علي بن الحسين قال
: أخبرنا المزاحم بن عوام عن الأوزاعي عن عمرو بن أبي لبابة عن أبي هريرة
مرفوعا . قلت : و هذا إسناد مظلم لم أعرف منه أحدا من رواته غير الأوزاعي ، و
لا أعرف في الرجال ( عمرو ) فلعل في النسخة تصحيفا . ثم وقفت على الحديث عند
الديلمي في " مسند الفردوس " ( 1 / 2 / 359 ) من طريق الحاكم ، فرأيته فيه
" عبدة بن أبي لبابة " و هو ثقة ، فالآفة ممن دونه . و الحديث أورده السيوطي في
" الجامع الصغير " من رواية الحاكم في " تاريخه " و القضاعي عن أبي هريرة
، فقال المناوي : " و فيه السري بن عاصم الهمداني مؤدب المعتز ، قال في
" الميزان " : وهاه ابن عدي و قال : يسرق الحديث ، و كذبه ابن خراش ، قال : و
من بلاياه هذا الخبر ، و أورده ابن الجوزي في " الواهيات " و قال : السري قال
ابن حبان : " لا يحل الاحتجاج به " . قلت : و سبقت ترجمته بأتم منه في الحديث
الذي قبله ، لكنه ليس هو في إسناد القضاعي و الحاكم كما رأيت ، و هو يرويه عن
محمد بن مصعب : حدثنا الأوزاعي به كما في " الميزان " .

(2/303)


805 - " إن الله إذا أراد أن يجعل عبدا للخلافة مسح يده على جبهته " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 215 ) :

موضوع . رواه الخطيب في " التاريخ " ( 2 / 150 ) من طريق مسرة بن عبد الله
- مولى المتوكل على الله - قال : نبأنا الحسن بن يزيد قال : نبأنا عبد الله بن
المبارك قال : نبأنا سليمان بن مهران : قال إبراهيم بن جعفر الأنصاري المعروف
بالراهب عن أنس بن مالك مرفوعا ، و قال : " مسرة بن عبد الله ذاهب الحديث
" . قلت : و ساق له الذهبي في ترجمته حديثا قال : إنه موضوع ، و نقل الحافظ في
" اللسان " عن الخطيب أنه قال : " هذا الحديث كذب ، و الحمل فيه على مسرة . قلت
: و من موضوعاته ...... " . قلت : ثم ساق الحافظ له حديثا ثالثا فيظهر مما
ذكرنا أن مسرة كذاب وضاع . فما كان يحسن بالسيوطي أن يورد هذا الحديث من رواية
الخطيب هذه في " الجامع الصغير " ! لاسيما مع قول الخطيب : " إنه حديث كذب " .
و لا يبرر له ذلك إتباعه إياه بحديث ابن عباس الآتي بعده ، لأن فيه وضاعا أيضا
، و إن خفي ذلك على بعضهم . و كذلك ما رواه العقيلي في " الضعفاء " ( 417 ) و
ابن عدي في " الكامل " ( 327 / 2 ) و ابن النجار ( 10 / 183 / 1 ) عن مصعب
النوفلي عن ابن أبي ذئب عن صالح مولى التوأمة عن أبي هريرة مرفوعا به . فقد قال
العقيلي : " مصعب النوفلي مجهول بالنقل ، حديثه غير محفوظ ، و لا يتابع عليه "
. و قال ابن عدي : " و هذا حديث منكر بهذا الإسناد ، و البلاء فيه من مصعب بن
عبد الله النوفلي هذا ، و لا أعلم له شيئا آخر " . و أما حديث ابن عباس فهو :
" إن الله إذا أراد أن يخلق خلقا للخلافة مسح يده على ناصيته ، فلا تقع عليه
عين أحد إلا أحبه " .

(2/304)


806 - " إن الله إذا أراد أن يخلق خلقا للخلافة مسح يده على ناصيته ، فلا تقع عليه
عين أحد إلا أحبه " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 216 ) :
موضوع . رواه الحاكم ( 3 / 331 ) : حدثنا أبو بكر بن أبي دارم الحافظ -
بالكوفة - : حدثنا أبو إسحاق محمد بن هارون بن عيسى الهاشمي : حدثنا موسى بن
عبد الله بن موسى الهاشمي : حدثنا يعقوب بن جعفر بن سليمان قال : سمعت أبي يقول
: " دخلت على أبي جعفر المنصور فرأيت له جمة ، فجعلت أنظر إلى حسنها ، فقال
: كان لأبي محمد بن علي جمة ، و حدثني أن أباه علي بن عبد الله كانت له جمة ، و
حدثني أن أباه عبد الله بن عباس كانت له جمة ، و كان للعباس جمة ، و حدثني أن
النبي صلى الله عليه وسلم كانت له جمة ، و كان لهاشم بن عبد مناف جمة ، فقلت
لأبي إني لأعجب من حسنها ، قال : ذلك نور الخلافة ، قال : حدثني أبي عن أبيه عن
جده قال : فذكره . و قال : " رواة هذا الحديث عن آخرهم كلهم هاشميون معروفون
بشرف الأصل " . و رده الذهبي بقوله : " قلت : ليسوا معتمدين " . قلت : و هذا
كلام مجمل ، و هاك تفصيله : أبو جعفر المنصور هو الخليفة العباسي المعروف ، و
حاله في الحديث غير معروف . و يعقوب بن جعفر بن سليمان و أبوه ، لم أجد من
ترجمهما . و أما محمد بن هارون بن عيسى الهاشمي ، فهو آفة الحديث ، و يعرف بابن
برية ، ترجمه الخطيب ( 3 / 356 ) و قال : " في حديثه مناكير كثيرة " . ثم روى
عن الدارقطني أنه قال : " لا شيء " . و قال الخطيب في مكان آخر ( 7 / 403 ) :
" ذاهب الحديث ، يتهم بالوضع " . قلت : و قال الحافظ ابن عساكر في " تاريخ دمشق
" ( 4 / 328 / 2 ) : " هو من ولد أبي جعفر المنصور ، يضع الحديث " . قلت : فهذا
من وضعه و لا شك ، و لا أدري كيف فات هذا الحافظ ابن حجر فقد أعله بشيخ الحاكم
كما في " فيض القدير " و قال : " إنه ضعيف ، و هو من الحفاظ " ! و لا يستقيم
هذا الإعلال لوجهين : الأول : ما عرفته من حال ابن برية . الثاني : أن شيخ
الحاكم لم يتفرد به ، فقد أخرجه ابن الجوزي في " المسلسلات " ( الحديث - 43 ) و
الكازروني في " مسلسلاته " أيضا ( ق 331 / 2 ) من طريق أحمد بن يعقوب قال
: حدثنا محمد بن هارون به دون قوله : " فلا تقع عليه ..... " . و أحمد بن يعقوب
هذا هو أبو الحسن المعدل ، ترجمه الخطيب ( 5 / 227 ) و ذكر أنه روى عن جماعة
منهم ابن برية هذا ، ثم روى عن أبي نعيم أنه قال فيه : " ثقة " . فبرئت منه
عهدة شيخ الحاكم ، و انحصرت التهمة في ابن برية ، و الله الموفق . و الحديث
أورده ابن الجوزي في " الموضوعات " ( 3 / 97 ) من طريقين آخرين من حديث أبي
هريرة و أنس ، و سيأتي تحقيق الكلام عليهما برقم ( 2217 ) .

(2/305)


807 - " أبغض العباد إلى الله عز وجل من كان ثواباه خيرا من عمله ، أن تكون ثيابه
ثياب الأنبياء ، و عمله عمل الجبارين " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 217 ) :
موضوع . رواه العقيلي في " الضعفاء " ( 172 ) عن أبي صالح كاتب الليث :
حدثنا سليم بن عيسى أبو يحيى عن سفيان الثوري عن جعفر بن برقان عن ميمون بن
مهران عن عائشة مرفوعا . ذكره في ترجمة سليم هذا و قال : " مجهول في النقل
، حديثه ( هذا ) منكر غير محفوظ " . و قال الذهبي : " روى عن الثوري خبرا منكرا
، ساقه العقيلي " . ثم ساقه من طريقه ثم قال : " قلت : هذا باطل " . قلت : و
أورده ابن الجوزي في " الموضوعات " ( 3 / 51 ) من طريق العقيلي هذه و أعله
بكلامه الذي نقلته آنفا و بكاتب الليث ، و قال : قال أحمد : ليس بشيء ، و أقره
السيوطي في " اللآليء " ( برقم 2287 ) على وضعه ، و زاد عليه أنه نقل كلمة
الذهبي أنه باطل . و أقره ابن عراق في " تنزيه الشريعة " ( 335 / 2 ) . و مع
ذلك أورده السيوطي في " الجامع الصغير " من رواية العقيلي و الديلمي ! فتعقبه
شارحه المناوي بما خلاصته أن ابن الجوزي قال : " موضوع " . و أقره عليه السيوطي
في الأصل ( يعني الجامع الصغير ) " و ممن جزم بوضعه ابن عراق و الهندي . قلت
: و سليم بن عيسى هذا الذي جهلوه ، إنما هو - فيما أرى - سليمان بن عيسى بن
نجيح المعروف بالكذب ، فقد أخرجه الديلمي في " مسند الفردوس " ( 1 / 1 / 80 من
مختصره للحافظ ) هكذا : عن سليمان بن عيسى بن نجيح عن الثوري به . و قال الحافظ
عقبه : " قلت : سليمان متروك " . و قال الذهبي في " الميزان " : " هالك ، قال
الجوزجاني : كذاب مصرح . و قال أبو حاتم : كذاب . و قال ابن عدي : يضع الحديث
" . ثم ذكر له عدة أحاديث من بلاياه !

(2/306)


808 - " أوحى الله إلى الدنيا : أن اخدمي من خدمني ، و أتعبي من خدمك " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 218 ) :

موضوع . رواه الخطيب في " التاريخ " ( 8 / 44 ) عن الحسين بن داود البلخي :
حدثنا الفضيل بن عياض عن منصور عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله مرفوعا .
و قال : " تفرد بروايته الحسين عن الفضيل و هو موضوع ، و رجاله كلهم ثقات سوى
الحسين بن داود و لم يكن ثقة " . و أورده ابن الجوزي في " الموضوعات " ( 3 /
136 ) من طريق الخطيب هذه و من طريق أخرى عن الحسين البلخي به و ذكر كلام
الخطيب محتجا به . و تعقبه السيوطي بأن له شاهدا عن قتادة بن النعمان ، و لكن
فيه مجاهيل ، و هو : " أنزل الله إلي جبريل في أحسن ما كان يأتي صورة فقال : إن
الله عز وجل يقرئك السلام يا محمد ! و يقول لك : إني أوحيت إلى الدنيا أن تمرري
و تكدري و تضيقي و تشددي على أوليائي ، كي يحبوا لقائي ، و تسهلي و توسعي و
تطيبي لأعدائي ، حتى يكرهوا لقائي ، فإن خلقتها سجنا لأوليائي ، و جنة لأعدائي
" .

(2/307)


809 - " أنزل الله إلي جبريل في أحسن ما كان يأتي صورة فقال : إن الله عز وجل يقرئك
السلام يا محمد ! و يقول لك : إني أوحيت إلى الدنيا أن تمرري و تكدري و تضيقي
و تشددي على أوليائي ، كي يحبوا لقائي ، و تسهلي و توسعي و تطيبي لأعدائي ،
حتى يكرهوا لقائي ، فإن خلقتها سجنا لأوليائي ، و جنة لأعدائي " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 218 ) :
منكر . رواه الطبراني ، و عنه ابن المرزبان في " الفوائد " ( 1 / 2 ) و ابن
عساكر في " التاريخ " ( 17 / 409 / 1 - 2 ) من طريق البيهقي و هذا في " الشعب "
، قال الطبراني : حدثنا الوليد بن حماد الرملي : أنبأنا أبو محمد عبد الله بن
الفضل ( الأصل المفضل و هو خطأ ) بن عاصم بن عمر بن قتادة الأنصاري : حدثني أبي
، الفضل عن أبيه عاصم عن أبيه عن قتادة بن النعمان مرفوعا . و قال البيهقي
: " لم نكتبه إلا بهذا الإسناد ، و فيهم مجاهيل " . " و أورده السيوطي في "
اللآليء " ( ص 506 ) شاهدا للحديث الذي قبله . و من غرائبه أنه أورده في
" الجامع الصغير " من رواية البيهقي فقط دون رواية الطبراني ! و المجاهيل الذين
أشار إليهم البيهقي هم الفضل بن عاصم ، و ابنه عبد الله ، و شيخ الطبراني
الوليد الرملي ، و قد أورده الحافظ ابن حجر في " اللسان " و ساق له هذا الحديث
، و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا ، إشارة منه إلى أنه مجهول ، و لكنه قال : "
أخرجه الطبراني عن الوليد ، و قد أشار العلائي في " الموشى " إلى أن عبد الله و
أباه لا يعرفان " . قلت : و في متن الحديث عندي نكارة ظاهرة ، و الله أعلم ، ثم
رأيت الحديث في " المجموع " ( 6 / 76 / 1 ) ساق فيه كاتبه إسناد الحديث نقلا عن
الطبراني كما في " اللآليء " مع التصحيح الذي ذكرناه في اسم الفضل .

(2/308)


810 - " إن الله أمرني بمداراة الناس كما أمرني بإقامة الفرائض " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 219 ) :

ضعيف جدا . رواه ابن عدي في " الكامل " ( 34 / 1 ) و ابن مردويه في " ثلاثة
مجالس من الأمالي " ( 192 / 1 ) عن بشر بن عبيد الدارسي : أخبرنا عمار بن عبد
الرحمن عن المسعودي عن عبد الله بن أبي ملكية عن عائشة مرفوعا . و من هذا
الوجه رواه أبو مطيع المصري في " الأمالي " أيضا ( 1 / 33 / 2 ) و الديلمي ( 1
/ 2 / 320 ) . و عزاه السيوطي في " الدر المنثور " ( 2 / 90 ) للحكيم الترمذي و
ابن عدي بسند فيه متروك . و قال ابن عدي : " بشر بن عبيد منكر الحديث ، و هو
بين الضعف و لم أجد للمتقدمين فيه كلاما ، و هو إذا روى إنما يروي عن ضعيف مثله
أو مجهول أو محتمل ، أو يروي عمن يرويه عن أمثالهم " . و كذبه الأزدي . و ساق
له الذهبي أحاديث منها هذا ، ثم عقبها بقوله : " و هذه الأحاديث غير صحيحة ، و
الله المستعان " .

(2/309)


811 - " بعثت بمدارة الناس " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 219 ) :

موضوع . رواه أبو سعد الماليني في " الأربعين الصوفية " ( 8 / 2 ) عن عبيد
الله بن لؤلؤ الصوفي : أخبرني عمر بن واصل قال : سمعت سهل بن عبيد الله يقول :
أخبرني محمد بن سوار : أخبرني مالك بن دينار ، و معروف بن علي عن الحسن عن
محارب بن دثار عن جابر بن عبد الله قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
لما أنزلت سورة براءة : فذكره . قلت : و هذا سند ضعيف جدا ، و آفته ابن لؤلؤ
هذا أو شيخه ، و هما بغداديان ، و قد ترجم لهما الخطيب في " تاريخه " ، و ساق
في ترجمة الأول منهما حديثا ظاهر الوضع ثم قال ( 10 / 358 ) : " هذا الحديث
موضوع من عمل القصاص وضعه عمر بن واصل ، أو وضع عليه . و الله أعلم " . و لما
ترجم لابن واصل لم يقل فيه شيئا سوى أنه ساق له حديثا آخر من طريق ابن لؤلؤ هذا
عنه ، و سكت عليه ، و لوائح الوضع عليه ظاهرة كهذا الحديث . و الله أعلم . و
الحديث أورده السيوطي في " الجامع " من رواية البيهقي في " الشعب " عن جابر .
و تعقبه المناوي بقوله : " و فيه عبيد الله بن لؤلؤ عن عمر بن واصل ، قال في
" لسان الميزان " : يروي عنه الموضوع و عمر بن واصل اتهمه الخطيب بالوضع ، و
فيه أيضا مالك بن دينار الزاهد ، أورده الذهبي في " الضعفاء " ، و وثقه بعضهم
" .

(2/310)


812 - " يا عائشة ! أما تعلمين أن الله زوجني في الجنة مريم بنت عمران ، و كلثم أخت
موسى ، و امرأة فرعون " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 220 ) :

منكر . رواه أبو الشيخ في " التاريخ " ( ص 288 ) بسند صحيح عن أبي الربيع
السمتي : حدثنا عبد النور بن عبد الله بن سنان عن يونس بن شعيب عن أبي أمامة
مرفوعا . ذكره من حسان حديث أبي عبيد الله محمد بن أحمد بن عمرو الأبهري . و
رواه العقيلي في " الضعفاء " ( 469 ) عن إبراهيم بن عرعرة : حدثنا عبد النور به
. و قال : " يونس بن شعيب حديثه غير محفوظ ، قال البخاري : منكر الحديث " . و
قال ابن عدي كما في اللسان " : " هذا الحديث هو الذي أنكره عليه البخاري " .
قلت : لكن الراوي عنه مثله أو شر منه ، فقد قال فيه الذهبي : " كذاب " . ثم
اتهمه بوضع الحديث . لكن الحديث أورده السيوطي في " الجامع " من رواية الطبراني
في " الكبير " عن سعد بن جنادة و قال المناوي : " قال الهيثمي : فيه من لم
أعرفه " .

(2/311)


813 - " إن الله تبارك و تعالى كتب الغيرة على النساء ، و الجهاد على الرجال ، فمن
صبر منهن كان لها مثل أجر الشهيد " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 220 ) :
منكر . رواه الطبراني في " المعجم الكبير " ( 3 / 61 / 2 ) و العقيلي ( ص
268 ) و ابن الأعرابي في " معجمه " ( 82 / 1 ) و عنه القضاعي ( 93 / 1 ) و
الدولابي ( 2 / 100 ) و ابن عدي ( 279 - 280 ) و البزار عن عبيد بن الصباح عن
كامل بن العلاء عن الحكم عن إبراهيم عن علقمة عن ابن مسعود مرفوعا ، قال
المناوي : " قال البزار لا نعلمه إلا من هذا الوجه ، و عبيد لا بأس به ، و كامل
كوفي مشهور ، على أنه لم يشاركه أحد فيه " . و قال الهيثمي ( 4 / 320 ) : "
رواه البزار و الطبراني و فيه عبيد بن الصباح ، ضعفه أبو حاتم ، و وثقه البزار
، و بقية رجاله ثقات " . قلت : و أورد ابن أبي حاتم حديثه هذا في " العلل " ( 1
/ 313 ) و قال : " سألت أبي عنه ؟ قال : هذا حديث منكر ، و قال مرة أخرى : هذا
حديث موضوع بهذا الإسناد " . قلت : و ساقه الذهبي في ترجمة عبيد بن الصباح من
مناكيره ، و كأنه نسي هذا فصحح له حديثا آخر تبعا للحاكم : بلفظ : " إذا أردت
أن تغزو ..... " و هو في " الترغيب " ( 2 / 162 ) .

(2/312)


814 - " ما تشهد الملائكة من لهوكم إلا الرهان و النضال " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 221 ) :

ضعيف جدا . رواه الطبراني ( 3 / 203 / 1 ) عن عمرو بن عبد الغفار عن الأعمش
عن مجاهد عن ابن عمر مرفوعا . قلت : و هذا سند ضعيف جدا ، عمرو هذا قال
الذهبي : " متهم ، قال أبو حاتم : متروك الحديث ، و قال ابن عدي : اتهم بوضع
الحديث . و قال العقيلي و غيره : منكر الحديث " . و الحديث أورده السيوطي في
" الجامع " من رواية الطبراني هذه ، و بيض له المناوي فلم يتكلم عليه بشيء !

(2/313)


815 - " إن الله ليدفع بالمسلم الصالح عن مائة أهل بيت من جيرانه البلاء " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 221 ) :

ضعيف جدا . رواه ابن جرير في " التفسير " ( 5 / 574 / 5753 ) و العقيلي في
" الضعفاء " ( 463 ) و الواحدي في تفسيره " الوسيط " ( 1 / 91 / 2 ) عن يحيى بن
سعيد العطار : حدثنا حفص بن سليمان عن محمد بن سوقة عن وبرة بن عبد الرحمن عن
ابن عمر مرفوعا ، ثم قرأ عبد الله بن عمر *( و لولا دفع الله الناس بعضهم
ببعض لفسدت الأرض )* . و قال العقيلي : " يحيى بن سعيد العطار شامي منكر الحديث
لا يتابع على حديثه ، و ليس بمشهور بالنقل ، قال ابن معين : ليس بشيء " . و
رواه ابن عدي ( 100 / 2 ) من هذا الطريق في ترجمة حفص و قال : " لا يرويه عن
ابن سوقة غير حفص ، و عامة حديثه غير محفوظ " . قلت : و هو أبو عمر الأسدي
القاريء ، و هو ضعيف جدا ، بل قال ابن خراش : " كذاب يضع الحديث " . و الحديث
أورده السيوطي في " الجامع " برواية الطبراني فقد ، و قال شارحه المناوي : "
ضعفه المنذري ، و قال الهيثمي : فيه يحيى بن سعيد العطار و هو ضعيف . و في
" الميزان " : يحيى هذا ضعفه ابن معين و وهاه أبو داود ، و قال ابن خزيمة : لا
يحتج به ، ثم أورد له هذا الخبر " . قلت : إعلال الحديث بحفص بن سليمان كما فعل
ابن عدي أولى من إعلاله بالعطار لشدة ضعفه كما عرفت ، و لأنه فوقه في الطبقة .

(2/314)


816 - " شهيد البر يغفر له كل ذنب إلا الدين و الأمانة ، و شهيد البحر يغفر له كل ذنب
و الدين و الأمانة " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 222 ) :

ضعيف . رواه أبو نعيم في " الحلية " ( 8 / 51 ) و ابن النجار ( 10 / 167 /
2 ) عن نجدة ابن المبارك : حدثنا حسن المرهبي عن طالوت عن إبراهيم بن أدهم عن
هشام بن حسان عن يزيد الرقاشي عن بعض عمات النبي صلى الله عليه وسلم مرفوعا
. قلت : و هذا سند ضعيف ، نجدة هذا قال الحافظ : " مقبول " . و يزيد الرقاشي
زاهد ضعيف . و الحديث أورده السيوطي في " الجامع الصغير " من رواية أبي نعيم
فقط ، و تعقبه المناوي بقوله : " قضية صنيع المصنف أن هذا لم يخرجه أحد من
الستة و إلا لما عدل عنه ، و الأمر بخلافه ، فقد عزاه في " الفردوس " و غيره
إلى ابن ماجة من حديث أنس مرفوعا . قال ابن حجر : " و سنده ضعيف " . و قال جدنا
الأعلى الإمام الزين العراقي : و فيه يزيد الرقاشي ضعيف " . قلت : و ما تعقب به
السيوطي لا وجه له ، بل هو ذهول عن أن السيوطي قد ساق حديث ابن ماجه عن أنس عقب
هذا الحديث مباشرة ! و هو حديث طويل ، هذا الحديث قطعه منه . و سنده أشد ضعفا
من هذا و هو الحديث الآتي : " شهيد البحر مثل شهيد البر ، و المائد في البحر
كالمتشحط في دمه في البر ، و ما بين الموجتين كقاطع الدنيا في طاعة الله ، و إن
الله عز وجل وكل ملك الموت بقبض الأرواح إلا شهيد البحر ، فإنه يتولى قبض
أرواحهم ، و يغفر لشهيد البر الذنوب كلها إلا الدين ، و لشهيد البحر الذنوب و
الدين " .

(2/315)


817 - " شهيد البحر مثل شهيد البر ، و المائد في البحر كالمتشحط في دمه في البر ، و
ما بين الموجتين كقاطع الدنيا في طاعة الله ، و إن الله عز وجل وكل ملك لاموت
بقبض الأرواح إلا شهيد البحر ، إنه تولى قبض أرواحهم ، و يغفر لشهيد البر
الذنوب كلها إلا الدين ، و لشهيد البحر الذنوب و الدين " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 222 ) :

موضوع بهذا التمام . رواه ابن ماجه رقم ( 2778 ) و الطبراني في " المعجم
الكبير " ( ق 25 / 1 مجموع 6 ) عن قيس بن محمد الكندي : حدثنا عفير بن معدان
الشامي عن سليم بن عامر قال : سمعت أبا أمامة يقول فذكره . قلت : و هذا
إسناد ضعيف جدا ، بل الغالب أنه موضوع على سليم بن عامر الثقة ، فإن في متن
الحديث من المبالغة ما لا نعرفه في الأحاديث الصحيحة ، و آفته عندي عفير هذا ،
فإنه متهم . قال أبو حاتم : " يكثر عن سليم عن أبي أمامة بما لا أصل له " . قلت
: و هذا منه ، و تقدم له حديث آخر موضوع برقم ( 291 ) . و الحديث عزاه السيوطي
في " الجامع " لابن ماجه و الطبراني في الكبير " . و ذكر المناوي أن الطبراني
رواه عن الكندي أيضا ثم قال : " قال الزين العراقي : و عفير بن معدان ضعيف جدا
" . و اعلم أن هذا الحديث و الذي قبله مخالف لعموم قوله صلى الله عليه وسلم :
" يغفر للشهيد كل ذنب إلا الدين " . أخرجه مسلم و غيره من حديث ابن عمرو رضي
الله عنهما ، و هو مخرج عندي في " إرواء الغليل " ( 118 ) و " تخريج مشكلة
الفقر " ( 67 ) و " تخريج الحلال و الحرام " ( 348 ) .

(2/316)


818 - " لا تتؤضؤوا في الكنيف الذي تبولون فيه ، فإن وضوء المؤمن يوزن مع حسناته " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 223 ) :

موضوع . رواه ابن النجار ( 10 / 129 / 1 ) عن يحيى بن عنبسة حدثنا حميد عن
أنس مرفوعا . قلت : و يحيى هذا قال ابن حبان : " دجال وضاع " . و قال ابن
عدي : " منكر الحديث مكشوف الأمر " . ذكره الذهبي . ثم ساق له أحاديث منها هذا
ثم قال : " هذا كله من وضع هذا المدبر " .

(2/317)


819 - " آفة الدين ثلاثة : فقيه فاجر ، و إمام جائر ، و مجتهد جاهل " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 223 ) :

موضوع . رواه أبو نعيم في " أخبار أصبهان " ( 2 / 328 ) و عنه الديلمي في
" المسند " ( 1 / 1 / 76 ) عن نهشل بن سعيد الترمذي عن الضحاك عن ابن عباس
مرفوعا . قلت : و هذا إسناد واه بمرة ، و فيه علتان : 1 - الانقطاع بين الضحاك
و ابن عباس . 2 - نهشل بن سعيد كذاب كما قال ابن راهويه و الطيالسي ، و قال ابن
حبان : " يروي عن الثقات ما ليس من أحاديثهم " . و قال أبو سعيد النقاش : " روى
عن الضحاك الموضوعات " . و الحديث أورده السيوطي في " الجامع " من رواية
الديلمي عن ابن عباس . فقال المناوي : " و رواه عنه أبو نعيم . و من طريقه و
عنه تلقاه الديلمي ، و نهشل قال الذهبي في " الضعفاء " : " قال ابن راهويه :
كان كذابا ، و الضحاك لم يلق ابن عباس ، و من ثم قال المؤلف في درر البحار : "
سنده واه " . قلت : فكان على السيوطي أن لا يورده في " الجامع " وفاء بشرطه !

(2/318)


820 - " أجوع الناس طالب العلم ، و أشبعهم الذي لا يبتغيه " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 224 ) :

موضوع . رواه ابن حبان في " كتاب المجروحين " ( 2 / 261 - 262 ) و أبو نعيم
في " أخبار أصبهان " ( 1 / 259 ) و عنه الديلمي ( 1 / 1 / 85 ) عن محمد بن
الحارث عن ابن البيلماني عن أبيه عن ابن عمر قال : " سئل النبي صلى الله
عليه وسلم : أي الناس أجوع ؟ قال : طالب العلم . قال : فأيهم أشبع ؟ قال : الذي
لا يبتغيه " . قلت : آفته ابن البيلماني ، و اسمه محمد بن عبد الرحمن ، قال
الذهبي : " ضعفوه ، قال النسائي و أبو حاتم : منكر الحديث ، و قال ابن حبان :
حدث عن أبيه بنسخة شبيها بمائتين حديث كلها موضوعة " . قلت : ثم ساق له أحاديث
هذا أحدها . و قال ابن عدي : " كل ما يرويه البيلماني فإن البلاء فيه منه ، و
محمد بن الحارث أيضا ضعيف " . و قال الحافظ ابن حجر في " الغرائب الملتقطة من
مسند الفردوس " : " قلت : محمد بن الحارث و شيخه ضعيفان " . قلت : و تقدم لهما
حديث آخر برقم ( 54 ) .

(2/319)


821 - " احبسوا على المؤمنين ضالتهم ، قالوا : و ما ضالة المؤمنين ؟ قال : العلم " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 224 ) :
موضوع . رواه الديلمي في " المسند " ( 1 / 1 / 20 ) و عفيف الدين أبو
المعالي في " فضل العلم " ( 114 / 1 ) عن عمرو بن حكام عن بكر عن زياد بن أبي
حسان عن أنس مرفوعا . قلت : و هذا موضوع ، زياد هذا قال الحاكم و النقاش :
" روى عن أنس و غيره أحاديث موضوعة " . و كان شعبة شديد الحمل عليه و كذبه ، و
قال الدارقطني : " متروك " . و بكر هو ابن خنيس ، قال النسائي و غيره : ضعيف .
و قال ابن حبان في " المجروحين " ( 1 / 186 ) : " يروي عن البصريين و الكوفيين
أشياء موضوعة يسبق إلى القلب أنه المتعمد لها " . و عمرو بن حكام ضعيف ، و إنما
آفة الحديث ممن فوقه . و الحديث أورده السيوطي في " الجامع " من رواية الديلمي
و ابن النجار في " تاريخه " عن أنس فتعقبه المناوي بقوله : " و فيه إبراهيم بن
هاني أورده الذهبي في " الضعفاء " و قال : " مجهول أتى بالبواطيل " . عن عمرو
بن حكام تركه أحمد و النسائي . عن بكر بن خنيس قال الدارقطني : متروك عن زياد
بن أبي حسان تركوه " . فاعجب من السيوطي كيف سود كتابه بحديث هذا حال إسناده ،
ثم ازدد عجبا منه حين تعلم أنه هو نفسه أورد الحديث في ذيل الأحاديث الموضوعة
" ( ص 42 ) من رواية الديلمي !!

(2/320)


822 - " إذا كتبتم الحديث فاكتبوه بإسناده ، فإن يك حقا كنتم شريكا في الأجر ، و إن
يك باطلا كان وزره عليه " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 225 ) :

موضوع . رواه عثمان بن محمد المحمي في " حديثه " ( 208 / 1 ) عن بعاد بن
يعقوب قال : حدثنا سعيد بن عمرو العنبري عن مسعدة بن صدقة عن جعفر بن محمد عن
أبيه عن علي بن الحسين عن أبيه مرفوعا . قلت : و هذا سند ضعيف جدا ، آفته
مسعدة بن صدقة هذا ، قال الدارقطني : " متروك " . ذكره الذهبي ثم ساق له هذا
الحديث ثم قال : " هذا موضوع " . و وافقه الحافظ في " اللسان " . و أما السيوطي
فذهل عن قول هذين الحافظين فأورده في " الجامع الصغير " من رواية الحاكم في
" علوم الحديث " و أبي نعيم و ابن عساكر عن علي . فتعقبه المناوي بقوله : " رمز
لضعفه ، و ليس بضعيف فقط ، بل قال في " الميزان " : موضوع " .

(2/321)


823 - " اعمل لوجه واحد يكفك الوجوه كلها " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 225 ) :

ضعيف جدا . رواه السهمي في " تاريخ جرجان " ( 170 ، 350 ) عن أبي هرمز
: سمعت أنسا يقول فذكره مرفوعا . قلت : و هذا سند ضعيف جدا ، أبو هرمز هذا
اسمه نافع بن هرمز قال أبو حاتم : " متروك ذاهب الحديث " . و قال النسائي : "
ليس بثقة " . و اختلف فيه قول ابن معين ، فكذبه مرة ، و قال مرة : لا يكتب
حديثه . و قال مرة : لا أعرفه . و قال مرة : ليس بشيء . و الحديث أورده السيوطي
في " الجامع الصغير " من رواية ابن عدي و الديلمي عن أنس . و تعقبه المناوي
بقوله : " و فيه أبو عبد الرحمن السلمي سبق أنه وضاع للصوفية ، و محمد بن أحمد
بن هارون قال الذهبي في " الضعفاء " : متهم بالوضع ، و نافع بن هرمز أبو هرمز
قال في " الميزان " : كذبه ابن معين . و تركه أبو حاتم و ضعفه أحمد انتهى . و
به يعرف أن سنده مهلهل بالمرة فكان ينبغي للمصنف حذفه " . قلت : السلمي و ابن
هارون ليس بشيء في سند السهمي ، و كذا ابن عدي ، فإن الجرجاني رواه عنه في أحد
الموضعين المشار إليهما ، فآفة الحديث أبو هرمز هذا فقط ، و حينئذ فلا يصل
الأمر إلى الحكم على الحديث بالوضع ، و الله أعلم .

(2/322)


824 - " بجلوا المشايخ ، فإن تبجيل المشايخ من إجلال الله تعالى " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 226 ) :
موضوع . رواه ابن حبان في " المجروحين " ( 2 / 4 ) و ابن عدي ( 203 / 2 ) و
ابن منده في " تاريخ أصبهان " ( ق 235 / 2 ) عن صخر بن محمد الحاجبي : حدثنا
الليث بن سعد عن الزهري عن أنس مرفوعا . و من هذا الوجه رواه لاحق بن محمد
الإسكافي في " شيوخه " ( 115 / 1 ) . قلت : و هذا إسناد موضوع ، آفته صخر هذا
قال ابن حبان عقبه : " لا تحل الرواية عنه " . و قال فيه ابن طاهر : " كذاب " .
و قال ابن عدي : " كان يضع الحديث ، حدث عن الثقات بالبواطيل " . و قال أيضا :
" و هذا حديث موضوع على الليث " . و أورده ابن الجوزي في " الموضوعات " ( 1 /
182 ) من رواية ابن حبان عنه ، و أقره السيوطي في " اللآلئ " ( 1 / 149 ) . و
رواه الخطيب من هذا الوجه في الجزء الثاني من " الجامع " كما في " المنتقى منه
" ( 18 / 2 ) .

(2/323)


825 - " جبل الخليل جبل مقدس ، و إن الفتنة لما ظهرت في بني إسرائيل أوحى الله تعالى
إلى أنبيائهم أن يفروا بدينهم إلى جبل الخليل " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 227 ) :

منكر . رواه ابن عساكر ( 1 / 172 / 1 ) عن إبراهيم بن ناصح : أنبأنا نعيم
بن حماد : أنبأنا محمد بن حميد عن الوضين بن عطاء أن رسول الله صلى الله
عليه وسلم قال : فذكره . قلت : و هذا إسناد واه جدا ، فإنه مع إرساله فيه نعيم
بن حماد و هو ضعيف جدا . و إبراهيم بن ناصح و هو الأصبهاني قال أبو نعيم :
" متروك الحديث " . و قال ابن مردويه في " تاريخه " : " حدث بمناكير " . قلت :
و هذا من منكراته ، بل أخشى أن يكون موضوعا ، و إن أورده السيوطي في " الجامع
الصغير " ، و لم يعله المناوي بأكثر من الإرسال و هذا تقصير ظاهر !

(2/324)


826 - " دخلت الجنة ، فرأيت فيها جنابذ من لؤلؤ ، ترابها المسك ، فقلت : لمن هذا يا
جبريل ؟ فقال : هذا للمؤذنين و الأئمة من أمتك " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 227 ) :
موضوع . رواه ابن عدي ( 313 / 1 ) عن محمد بن إبراهيم الشامي : حدثنا محمد
بن العلاء الأيلي عن يونس بن يزيد الأيلي عن الزهري عن أنس بن مالك عن أبي بن
كعب مرفوعا ، و قال : " لا أعلم يرويه غير محمد بن إبراهيم الشامي و هو منكر
الحديث ، و عامة أحاديثه غير محفوظة " . قلت : و قال الدارقطني : " كذاب " .
قال الذهبي : " قلت : صدق الدارقطني رحمه الله ، و ابن ماجه فما عرفه ، قال ابن
حبان : لا تحل الرواية عنه ، كان يضع الحديث " <1> . و الحديث أورده السيوطي في
" الجامع الصغير " من رواية أبي يعلى عن أبي ، و سكت عليه المناوي !

-----------------------------------------------------------
[1] في " الضعفاء " ( 2 / 295 ) بتقديم الجملة الأخرى على الأولى . اهـ .

(2/325)


827 - " ذهاب البصر مغفرة للذنوب ، و ذهاب السمع مغفرة للذنوب ، و ما نقص من الجسد
فعلى مقدار ذلك " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 227 ) :
موضوع . رواه ابن عدي ( 128 / 2 ) أبو الحسن النعالي في جزء من " حديثه " (
128 / 2 ) و أبو نعيم في " أخبار أصبهان " ( 2 / 296 ) و عنه الخطيب في
" تاريخه " ( 2 / 152 ) عن داود بن الزبرقان عن مطر عن هارون بن عنترة عن عبد
الله بن السائب عن زاذان عن عبد الله بن مسعود مرفوعا . و قال ابن عدي : و
هذا منكر المتن و الإسناد ، يرويه داود بن الزبرقان ، و عامة ما يرويه عن كل من
روى عنه مما لا يتابعه أحد عليه " . قلت : و هو متروك كما قال الحافظ . و مطر
هو الوراق فيه ضعف . و هارون بن عنترة لا بأس به ، فآفة الحديث من ابن الزبرقان
. و الحديث أورده ابن الجوزي في " الموضوعات " ( 3 / 204 ) من طريق الخطيب و
نقل قول ابن عدي المتقدم : " منكر المتن و الإسناد " و قال : " و هارون لا يحتج
به ، و داود ليس بشيء " . و أقره السيوطي في " اللآلي " ( 2 / 402 ) و كذا ابن
عراق ، فإنه أورده في " الفصل الأول " من " تنزيه الشريعة " ( 379 - 380 ) و
قال : " و قد أورد الحافظ الذهبي في طبقات الحفاظ هذا الحديث من جهة الخطيب و
قال : غريب . و الله أعلم " . و مع اعتراف السيوطي بوضعه فقد أورده في " الجامع
الصغير " من رواية ابن عدي و الخطيب عن ابن مسعود ، و تعقبه المناوي بحكم ابن
الجوزي بوضعه و متابعة السيوطي له في " مختصر الموضوعات " ! و في الباب حديث
آخر نحوه و هو موضوع أيضا ، و هو : " ذهاب إحدى رجلي الرجل غفران نصف ذنوبه ، و
ذهابهما كلاهما غفران ذنوبه كلها ، و ذهاب إحدى عينيه غفران نصف ذنوبه ، و
ذهابهما كليهما استحلال الجنة " .

(2/326)


828 - " ذهاب إحدى رجلي الرجل غفران نصف ذنوبه ، و ذهابهما كلاهما غفران ذنوبه كلها ،
و ذهاب إحدى عينيه غفران نصف ذنوبه ، و ذهابهما كليهما استحلال الجنة " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 228 ) :
موضوع . رواه النرسي أبو نصر في " منتقى من الجزء الثاني من حديثه " ( 72 /
1 ) عن عبد الرحمن بن قريش قال : أخبرنا أبو العباس الفضل بن عبد الله قال
: حدثنا مالك بن سليمان قال : أخبرنا قيس عن منصور عن إبراهيم عن علقمة عن
ابن مسعود مرفوعا . قلت : و هذا إسناد موضوع ، المتهم به ابن قريش هذا ، قال
الذهبي : " اتهمه السليماني بوضع الحديث " .

(2/327)


829 - " رأس الدين الورع " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 228 ) :
موضوع . رواه ابن عدي : ( 57 / 1 ) عن جعفر بن عبد الواحد قال : قال < ....
> حكام بن مسلم : حدثنا أبي عن مالك بن دينار عن أنس مرفوعا . ذكره في
ترجمة جعفر هذا و هو الهاشمي و ساق له أحاديث أخر ثم قال : " و هذه الأحاديث
التي ذكرتها عن جعفر بن عبد الواحد كلها بواطيل ، و كان يتهم بوضع الحديث " ،
ثم قال : " و عامة أحاديثه موضوعة " . قلت : و قال ابن حبان ( 1 / 209 ) : "
كان يسرق الحديث ، و يقلب الأخبار ، حتى لا يشك من الحديث صناعته أنه كان
يعملها ، و كان لا يقول : " حدثنا " في روايته ، كان يقول : قال لنا فلان ابن
فلان " . و قال الدارقطني : " كان يضع الحديث " . و قال أبو زرعة : " روى
أحاديث لا أصل لها " . قلت : و مع ذلك أورده السيوطي في " الجامع الصغير " من
رواية ابن عدي نفسه ! و لم يتكلم عليه المناوي بشيء !

(2/328)


830 - " رد جواب الكتاب حق كرد السلام " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 229 ) :

موضوع . رواه ابن عدي ( 90 / 1 ) و أبو نعيم في " أخبار أصبهان " ( 2 / 289
) عن [ أحمد بن ] عبد الله بن حكيم الفرياناني - قرية بمرو - المروزي - و هو
شيخ ضعيف - : حدثنا الحسن بن محمد أبو محمد البلخي - قاضي مرو - عن حميد عن
أنس مرفوعا . و قال ابن عدي : " منكر مسندا ، و إنما يرويه العباس بن ذريح عن
الشعبي عن ابن عباس قوله . و الحسن هذا ليس بمعروف ، منكر الحديث عن الثقات " .
قلت : و قال ابن حبان ( 1 / 232 - 233 ) : " يروي الموضوعات عن الثقات ، لا
يجوز الرواية عنه بحال " . ثم غفل فأورده أيضا في " الثقات " ! و قال أبو سعيد
النقاش : " حدث عن حميد عن أنس أحاديث موضوعة " . قال الذهبي ثم العسقلاني : "
هذا أحدهما ، و الآخر : " من زوج كريمته ...... " . قلت : و سيأتي بإذنه تعالى
برقم ( 5084 ) مع آخر بعده . ( تنبيه ) : وقعت هذه الكلمة " الفرياناني " في
ابن عدي محرفة هكذا " الفرناياني " كما سقط منه " أحمد بن " و التصويب من
" المجروحين " و " الميزان " و " اللسان " و " معجم البلدان " . ثم إن أحمد بن
عبد الله هذا ليس بثقة أيضا ، بل قال أبو نعيم الحافظ : " مشهور بالوضع " . و
قال ابن حبان ( 1 / 133 ) : " كان ممن يروي عن الثقات ما ليس من أحاديثهم ، و
عن غير الأثبات ما لم يحدثوا " . قلت : فهو آفة الحديث أو شيخه . و رواه البغوي
في " حديث علي بن الجعد " ( 9 / 107 / 1 ) عن شريك عن العباس بن ذريح عن عامر
عن ابن عباس موقوفا عليه و لعله الصواب ، و به جزم ابن عدي كما تقدم آنفا .

(2/329)


831 - " رمضان بالمدينة خير من ألف رمضان فيما سواها من البلدان ، و جمعة بالمدينة
خير من ألف جمعة فيما سواها من البلدان " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 230 ) :
باطل . رواه الطبراني ( 1 / 111 / 2 ) و ابن عساكر ( 8 / 510 / 2 ) عن عبد
الله بن أيوب المخرمي : أخبرنا عبد الله بن كثير بن جعفر عن أبيه عن جده عن
بلال بن الحارث مرفوعا . قلت : و هذا سند واه ، عبد الله هذا أورده الذهبي في
" الميزان " و ساق له هذا الحديث و قال : " لا يدرى من ذا ؟ و هذا باطل ، و
الإسناد مظلم ، تفرد به عنه عبد الله بن أيوب المخرمي ، لم يحسن ضياء الدين
بإخراجه في ( المختارة ) " . و أقره الحافظ في " اللسان " . و عبد الله بن أيوب
المخرمي هو عبد الله بن محمد بن أيوب و هو صدوق ، و له ترجمة في تاريخ بغداد (
10 / 81 - 82 ) . و الحديث أورده السيوطي في " الجامع الصغير " من رواية
الطبراني و الضياء عن بلال . و تعقبه المناوي بأن الهيثمي قال : ( 3 / 145 ،
301 ) : " فيه عبد الله بن كثير و هو ضعيف " . و بكلام الذهبي المذكور . و قد
وجدت له شاهدا من حديث ابن عمر ، أخرجه أبو نعيم في " أخبار أصبهان " ( 2 / 337
- 338 ) عن الهيثم بن بشر بن حماد : حدثنا عمرو بن عثمان : حدثنا عبد الله بن
نافع عن عاصم بن عمر العمري عن عبد الله بن دينار عنه مرفوعا . قلت : و هذا سند
ضعيف ، عاصم بن عمر العمري ضعيف . بل قال ابن حبان ( 2 / 123 ) : " منكر الحديث
جدا ، يروي عن الثقات مالا يشبه حديث الأثبات " . و عبد الله بن نافع هو الصائغ
، قال الحافظ : " ثقة صحيح الكتاب ، في حفظه لين من كبار العاشرة " . و عمرو بن
عثمان إن كان الحمصي فصدوق ، و إن كان الرقي فضعيف . و الهيثم بن بشر بن حماد
لم أجد فيه جرحا و لا تعديلا ، و لعله آفة هذه الطريق . و وجدت له طريق آخر عن
ابن عمر . أخرجه ابن عساكر ( 12 / 349 / 1 ) عن عمر بن أبي بكر الموصلي <1> عن
القاسم بن عبد الله العمري عن كثير المزني عن نافع عنه مرفوعا به . و فيه زيادة
صحيحة في أوله و هي : " صلاة في مسجدي كألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام "
الحديث . أورده في ترجمة الموصلي هذا و روى عن أبي حاتم أنه قال فيه : " ذاهب
الحديث متروك الحديث " . و عن أبي زرعة أنه قرنه بابن زبالة و الواقدي في الضعف
في الحديث و عن الحافظ سعيد بن أبي عمر البردعي أنه قال : " هو آفة من الآفات
" . قلت : و القاسم بن عبد الله العمري مثله أو شر منه ، فقد قال الإمام أحمد :
" كان يكذب و يضع الحديث " . و كثير المزني هو ابن عبد الله بن عمرو بن عوف
متهم أيضا بالكذب . و بهذا التمام أورده السيوطي أيضا في " الجامع " من رواية
البيهقي في " الشعب " عن ابن عمر ، و تعقبه المناوي بقوله : " ظاهر صنيع المصنف
أن مخرجه سكت عليه ، و الأمر بخلافه ، فإنه عقبه بالقدح في سنده فقال : هذا
إسناد ضعيف بمرة انتهى بلفظه ، فحذف المصنف له من سوء الصنيع " . قلت : و عليه
فمن حسن الصنيع أن لا يورده السيوطي في كتابه أصلا ، و لو ساق القدح المذكور
فيه ! هذا ، و رواه البزار مختصرا عن ابن عمر بلفظ : " رمضان بمكة أفضل من ألف
رمضان بغير مكة " . أورده السيوطي أيضا . و أعله الهيثمي في " المجمع " ( 3 /
145 ) بعاصم بن عمر ، و هو ضعيف كما سبق . قلت : و إسناده عند البزار ( ص 102 -
زوائده ) هكذا : حدثنا عمرو بن حماد بن بنت حماد بن مسعدة : حدثنا عبد الله بن
نافع : حدثنا عاصم بن عمر عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر به . و قال : " تفرد
به عاصم بن عمر ، لا نعلمه عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا من هذا الوجه ، و
عاصم متفق على ضعفه " . قلت : و عبد الله بن نافع هو الصائغ المدني قال الحافظ
: " ثقة صحيح الكتاب ، في حفظه لين " . و عمرو بن حماد بن بنت حماد بن مسعدة لم
أجد له الآن ترجمة . و روي الحديث عن ابن عباس بلفظ : " ..... مائة ألف " ، و
إليك لفظه بتمامه معه بيان حاله : " من أدرك رمضان بمكة فصام و قام منه ما تيسر
له ، كتب الله له مائة ألف شهر رمضان فيما سواها ، و كتب الله له بكل يوم عتق
رقبة ، و كل ليلة عتق رقبة ، و كل يوم حملان فرس في سبيل الله ، و في كل يوم
حسنة ، و في كل ليلة حسنة " .

-----------------------------------------------------------
[1] الأصل : ( المؤملي ) و التصويب من " الجرح " ( 3 / 1 / 100 ) . اهـ .

(2/330)


832 - " من أدرك رمضان بمكة فصام و قام منه ما تيسر له ، كتب الله له مائة ألف شهر
رمضان فيما سواها ، و كتب الله له بكل يوم عتق رقبة ، و كل ليلة عتق رقبة ، و
كل يوم حملان فرس في سبيل الله ، و في كل يوم حسنة ، و في كل ليلة حسنة " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 232 ) :

موضوع . رواه ابن ماجة ( رقم 3117 ) عن عبد الرحيم بن زيد العمي عن أبيه عن
سعيد بن جبير عن ابن عباس مرفوعا . قلت : و هذا موضوع ، و لوائح الوضع عليه
ظاهرة ، و آفته عبد الرحيم هذا ، فقد قال ابن معين فيه : " كذاب خبيث " . و قال
النسائي : " ليس بثقة و لا مأمون " . و قال ابن حبان ( 2 / 152 ) : " يروي عن
أبيه العجائب مما لا يشك من الحديث صناعته أنها معمولة أو مقلوبة كلها " . ثم
رأيت الحديث في " العلل " لابن أبي حاتم ، و قال ( 1 / 250 ) : " هذا حديث منكر
، و عبد الرحيم بن زيد متروك الحديث " .

(2/331)


833 - " العبد المطيع لوالديه ، و المطيع لرب العالمين في أعلى عليين " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 232 ) :
موضوع . رواه الديلمي في " مسند الفردوس " من طريق أبي نعيم بسنده عن الخضر
بن أبان : حدثنا إبراهيم بن هدبة عن أنس مرفوعا . قلت : و هذا سند موضوع
، آفته إبراهيم هذا ، فإنه كذاب مشهور . و الخضر بن أبان ضعفه الحاكم و غيره
، و لهذا أورده السيوطي في " ذيل الأحاديث الموضوعة " ( رقم 1146 - بترقيمي ) و
ابن عراق في " تنزيه الشريعة " ( ق 404 / 1 ) . و مع ذلك أورده السيوطي في
" الجامع الصغير " أيضا من رواية الديلمي عن أنس ! و لم يتعقبه المناوي بشيء
سوى أنه قال : " و رواه عنه أبو نعيم أيضا و عنه تلقاه الديلمي مصرحا ، فلو
عزاه للأصل لكان أولى " . فيا عجبا منه ، فإذا لم يخف عليه أن الديلمي تلقاه عن
أبي نعيم فكيف خفي عليه أن فيه ذلك الكذاب ، و كيف عرف أنه تلقاه عنه ؟! ، و إن
لم يخف عليه فكيف سكت عنه ؟!

(2/332)


834 - " العنبر ليس بركاز ، بل هو لمن وجده " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 233 ) :
موضوع . رواه ابن النجار في " الذيل " ( 10 / 21 / 2 ) عن سلام الطويل عن
إبراهيم بن ( الأصل : " عن " و هو تحريف ) إسماعيل بن مجمع عن أبي الزبير عن
جابر مرفوعا . قلت : و هذا إسناد ساقط ، إبراهيم بن إسماعيل ضعيف ، لكن الآفة
من سلام الطويل فإنه ضعيف جدا ، بل قال ابن خراش : " كذاب " . و قال ابن حبان و
الحاكم : " روى أحاديث موضوعة " . قلت : فلهذا يستنكر على السيوطي إيراده لهذا
الحديث في " الجامع الصغير " من رواية ابن النجار هذه : و بيض له المناوي فلم
يتكلم عليه بشيء ! فالظاهر أنه لم يقف على إسناده .

(2/333)


835 - " الغيبة تنقض الوضوء و الصلاة " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 233 ) :
موضوع . رواه أبو نعيم في " أخبار أصبهان " ( 2 / 279 ) و عنه الديلمي ( 2
/ 325 ) عن سهل بن صقير الخلاطي : حدثنا إسماعيل بن يحيى بن عبد الله [ عن ]
ابن أبي مليكة : حدثنا مالك بن أنس عن صفوان بن سليم عن ابن عمر مرفوعا .
قلت : هذا موضوع ، آفته إسماعيل هذا ، و هو أبو يحيى التيمي كذاب وضاع ، قال
الدارقطني : " كان يكذب على مالك و الثوري و غيرهما " . و قال الحاكم : " روى
عن مالك و مسعر و ابن أبي ذئب أحاديث موضوعة " . و سهل بن صقير ، قال الخطيب :
" يضع الحديث " . و قال ابن ماكولا : " فيه ضعف " . و الحديث مما سود به
السيوطي " الجامع الصغير " فأورده فيه من رواية الديلمي عن ابن عمر ، و علق
عليه المناوي بقوله : " و رواه عنه أبو نعيم ، و عنه تلقاه الديلمي ، فإهمال
المصنف للأصل ، و اقتصاره على الفرع غير مرضي " . قلت : لقد انشغل المناوي
بالقشر عن اللب ، فسكت عن الحديث مع ظهور آفته ، بل إنه ذكر ما يشعر بثبوته
عنده فقال : " تمسك بظاهره قوم من المتنسكين و العباد ، فأوجبوا الوضوء من
النطق المحرم ، و هو غلو لا يوافق عليه الجمهور ، و الحديث عندهم خرج مخرج
الزجر عن الغيبة " . قلت : التأويل فرع التصحيح ، فكيف هذا و الحديث موضوع ؟! و
لو صح إسناده لكان أسعد الناس به أولئك المتنسكون . و لكن هذا من ثمرة الجهل
بالأحاديث الضعيفة و الموضوعة ، فإن الجهال بها يشرعون في الدين ما ليس منه !
ثم رأيت في " المشكاة " ( 4873 ) من رواية البيهقي في " الشعب " عن ابن عباس
: إن رجلين صليا صلاة الظهر أو العصر ، و كانا صائمين ، فلما قضى النبي صلى
الله عليه وسلم الصلاة قال : أعيدوا وضوءكما و صلاتكما ، و امضيا في صومكما ، و
اقضياه يوما آخر ، قالا : لم يا رسول الله ؟ قال : اغتبتم فلانا " . و لم أقف
على إسناده حتى الآن ، و ما أراه يصح .

(2/334)


836 - " لرباط يوم في سبيل الله من وراء عورة المسلمين محتسبا من غير شهر رمضان أعظم
أجرا من عبادة مائة سنة صيامها و قيامها ، و رباط يوم في سبيل الله من وراء
عورة المسلمين محتسبا من شهر رمضان أفضل عند الله و أعظم أجرا - أراه قال - من
عبادة ألف سنة صيامها و قيامها ، فإن رده الله إلى أهله سالما لم تكتب عليه
سيئة ألف سنة ، و تكتب له الحسنات ، و يجرى له أجر الرباط إلى يوم القيامة " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 234 ) :

موضوع . رواه ابن ماجة ( 2 / 175 ) عن محمد بن يعلى السلمي : حدثنا عمر بن
صبيح عن عبد الرحمن بن عمرو عن مكحول عن أبي بن كعب مرفوعا . قلت : و هذا
إسناد موضوع ، و المتهم به ابن صبيح هذا ، قال الذهبي : " ليس بثقة و لا مأمون
، قال ابن حبان : كان ممن يضع الحديث ، و قال الأزدي : كذاب " . و الراوي عنه
محمد بن يعلى السلمي ضعيف جدا . ثم هو منقطع بين مكحول و أبي ، و قد قال الحافظ
المنذري في " الترغيب " ( 2 / 151 ) بعد أن عزاه لابن ماجه : " و آثار الوضع
ظاهرة عليه ، و لا عجب فراويه عمر بن صبيح الخراساني ، و لولا أنه في الأصول
لما ذكرته " . و نقل أبو الحسن السندي في " حاشيته على ابن ماجه " عن الحافظ
ابن كثير أنه قال : " أخلق بهذا الحديث أن يكون موضوعا ، لما فيه من المجازفة
، و لأنه من رواية عمر بن صبيح أحد الكذابين المعروفين بوضع الحديث " .

(2/335)


837 - " من أرضى السلطان بما يسخط الله فقد خرج من دين الله " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 235 ) :
موضوع . رواه أبو نعيم في " الأخبار " ( 2 / 348 ) و الحاكم ( 4 / 104 ) و
الضياء في " المنتقى من مسموعاته بمرو " ( 99 / 1 ) عن عنبسة بن عبد الرحمن
القرشي : حدثنا علاق بن أبي مسلم عن جابر مرفوعا . و قال الحاكم : " تفرد
به علاق بن أبي مسلم ، و الرواة إليه ثقات " ! و وافقه الذهبي ! و تبعه المناوي
! و هو ذهول فاحش منهم جميعا ، و بخاصة الذهبي ، فقد أورد في " الميزان " عنبسة
هذا و قال : " قال البخاري : تركوه ، و روى الترمذي عن البخاري : ذاهب الحديث .
و قال أبو حاتم : كان يضع [ الحديث ] " . و قال ابن حبان ( 2 / 168 ) : " هو
صاحب أشياء موضوعة لا يحل الاحتجاج به " . قلت : و علاق بن أبي مسلم ما روى عنه
غير عنبسة هذا ، فهو مجهول العين ، و قد صرح بجهالته الحافظ في " التهذيب " ، و
" التقريب " . و قال الذهبي : " وهاه : الأزدي ، و ما لينه القدماء " ! قلت :
فهل وثقوه ؟!

(2/336)


838 - " من أدرك رمضان ، و عليه من رمضان شيء لم يقضه ، لم يتقبل منه ، و من صام
تطوعا و عليه من رمضان شيء لم يقضه ، فإنه لا يتقبل منه حتى يصومه " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 235 ) :
ضعيف . أخرجه أحمد ( 2 / 352 ) : حدثنا حسن : حدثنا ابن لهيعة : حدثنا أبو
الأسود عن عبد الله بن رافع عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
. و أخرج الشطر الأول منه الطبراني في " الأوسط " ( 99 / 2 ) من طريق عبد الله
بن يوسف : حدثنا ابن لهيعة به . و قال : " لا يروى عن أبي هريرة إلا بهذا
الإسناد ، تفرد به ابن لهيعة " . قلت : و هو سيء الحفظ ، و قد اضطرب في إسناده
و متنه ، أما السند ، فرواه حسن و عبد الله بن يوسف عنه كما ذكرنا . و تابعهما
جماعة كما يأتي . و خالفهم ابن وهب فقال : عنه عن أبي الأسود عن عبد الله بن
أبي رافع مولى أم سلمة عنه . و ابن المبارك فقال عنه ...... عن عبد الله عن أبي
هريرة . و خالف الجماعة عمرو بن خالد عنه فأوقفه ! قال ابن أبي حاتم في " العلل
" ( 1 / 259 ) : " سئل أبو زرعة عن حديث رواه ابن لهيعة ، فاختلف على ابن لهيعة
، رواه عبد الله بن وهب عن ابن لهيعة عن محمد بن عبد الرحمن بن نوفل الأسدي أبي
الأسود فقال : عن عبد الله بن أبي رافع مولى أم سلمة عن أبي هريرة عن النبي صلى
الله عليه وسلم قال ... ( فذكره ) . و رواه عبد الله بن عبد الحكم ، و سعيد بن
الحكم بن أبي مريم و عمرو بن خالد الحراني و أبو صالح كاتب الليث و النضر بن
عبد الجبار عن ابن لهيعة عن أبي الأسود عن عبد الله بن رافع عن أبي هريرة عن
النبي صلى الله عليه وسلم ، إلا عمرو بن خالد فإنه أوقفه و لم يرفعه . و رفع
الباقون الحديث إلى النبي صلى الله عليه وسلم و رواه ابن المبارك فقال : أخبرنا
عبد الله بن عقبة - نسب ابن لهيعة إلى جده ، لأن ابن لهيعة هو عبد الله بن
لهيعة بن عقبة - عن أبي الأسود عن عبد الله عن أبي هريرة عن النبي صلى الله
عليه وسلم ، و لم ينسب عبد الله . فقال أبو زرعة : الصحيح عبد الله بن رافع عن
أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم " . قلت : و يتلخص من ذلك أن ابن لهيعة
كان يضطرب فيه على وجوه ، فتارة يسمي تابعي الحديث عبد الله بن أبي رافع . و
تارة يسميه عبد الله بن رافع . و تارة : عبد الله ، لا ينسبه . و تارة يرفع
الحديث ، و تارة يوقفه . و الاضطراب علامة على أن الراوي لم يضبط حفظ الحديث .
و لذلك كان المضطرب من أقسام الحديث الضعيف في " علم المصطلح " . و لا يقال
: لعل هذا الإضطراب من الرواة عن ابن لهيعة ، لا منه . لأننا نقول : هذا مردود
لأنهم جميعا ثقات ، و فيهم عبد الله بن وهب و عبد الله بن المبارك ، و هما ممن
سمعا من ابن لهيعة قبل احتراق كتبه ، فذلك يدل على أن الاضطراب منه ، و أنه
قديم لم يعرض له بعد احتراق الكتب ، و الله أعلم . و إن مما يؤكد ضعف الحديث ما
رواه البيهقي ( 4 / 253 ) عن عبد الوهاب ابن عطاء : سئل سعيد - هو ابن أبي
عروبة - عن رجل تتابع عليه رمضانان و فرط فيما بينهما ؟ فأخبرنا عن قتادة عن
صالح أبي الخليل عن مجاهد عن أبي هريرة أنه قال : " يصوم الذي حضر ، و يقضي
الآخر ، و يطعم لكل يوم مسكينا " . و إسناده صحيح . و رواه من طرق أخرى عن عطاء
به . ثم قال : " و روى هذا الحديث إبراهيم بن نافع الجلاب عن عمر بن موسى بن
وجيه عن الحكم عن مجاهد عن أبي هريرة مرفوعا . و ليس بشيء ، إبراهيم و عمر
متروكان . و روينا عن ابن عمر و أبي هريرة في الذي لم يصم حتى أدركه رمضان آخر
؟ يطعم و لا قضاء عليه . و عن الحسن و طاووس و النخعي ، يقضي و لا كفارة عليه .
و به نقول ، لقوله تعالى : *( فعدة من أيام أخر )* " . قلت : فلو كان هذا
الحديث عند أبي هريرة مرفوعا إلى النبي صلى الله عليه وسلم لم يقل بالقضاء
، لأنه يتنافى مع قوله فيه " لم يتقبل منه " . و هذا ظاهر بين . و الله أعلم .
و من هذا التحقيق يتبين لك ما هو الصواب في قول الهيثمي في " المجمع " ( 3 /
179 ) : رواه أحمد و الطبراني في " الأوسط " باختصار ، و هو حديث حسن " .
و قوله في مكان آخر ( 3 / 149 ) عقب رواية الطبراني : " رواه الطبراني في
" الأوسط " و أحمد أطول منه ، و فيه ابن لهيعة و حديثه حسن ، و فيه كلام ، و
بقية رجاله رجال الصحيح " !

(2/337)


839 - " من أسبغ الوضوء في البرد الشديد كان له من الأجر كفلان " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 237 ) :
ضعيف جدا . رواه الطبراني في " الأوسط " ( 3 / 1 ) عن إبراهيم بن موسى
البصري : حدثنا أبو حفص العبدي عن علي بن زيد عن سعيد بن المسيب عن علي
مرفوعا . و قال : لم يروه عن علي بن زيد إلا أبو حفص ، و اسمه عمر بن حفص " .
قلت : قال أحمد : " تركنا حديثه و حرقناه " . و قال علي : " ليس بثقة " . و قال
النسائي : " متروك " . و الحديث أورده الهيثمي في المجمع " ( 1 / 237 ) من
رواية الطبراني هذه و قال : " و فيه عمر بن حفص العبدي و هو متروك " . قلت : و
علي بن زيد و هو ابن جدعان ضعيف . و إبراهيم بن موسى البصري لم أعرفه ، و لعله
من أولئك الرواة الذين رووا عن العبدي و قال فيهم أبو زرعة الرازي و قد سئل عن
العبدي : " واهي الحديث ، لا أعلم حدث عنه كبير أحد ، إلا من لا يدري الحديث
" . رواه الخطيب في " تاريخه " ( 11 / 194 ) ، و لم يرد في " الميزان " ، و لا
في " اللسان " ! و قد توبع العبدي ممن هو أسوأ منه حالا بزيادة في متنه و هو
الآتي : " من أسبغ الوضوء في البرد الشديد كان له من الأجر كفلان ، و من أسبغ
الوضوء في الحر الشديد كان له من الأجر كفل " .

(2/338)


840 - " من أسبغ الوضوء في البرد الشديد كان له من الأجر كفلان ، و من أسبغ الوضوء في
الحر الشديد كان له من الأجر كفل " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 237 ) :
موضوع . رواه ابن النجار ( 10 / 209 / 2 ) عن محمد بن الفضل عن علي بن زيد
قال : سمعت سعيد بن المسيب يحدث عن علي رضي الله عنه مرفوعا . قلت : هذا
سند واه بمرة ، علي بن زيد هو ابن جدعان و هو ضعيف كما سبق . و محمد بن الفضل
هو ابن عطية المروزي و هو كذاب . و قد تابعه على الشطر الأول منه عمر بن حفص
العبدي عن علي بن زيد به . قلت : و هو متروك كما تقدم آنفا مع تخريجه .

(2/339)


841 - " من كرم أصله ، و طاب مولده ، حسن محضره " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 238 ) :
باطل . رواه ابن عدي في " الكامل " ( 57 / 1 ) عن جعفر بن نصر بن سويد أبي
ميمون : حدثنا علي بن عاصم : حدثنا داود بن أبي هند عن الشعبي عن أبي هريرة
مرفوعا و قال : " جعفر بن نصر حدث عن الثقات بالبواطيل ، و ليس بالمعروف ، و
هذا الحديث بهذا الإسناد باطل ، و لجعفر غير ما ذكرت من الأحاديث ، موضوعات على
الثقات " . و ذكر نحوه ابن حبان في " المجروحين " ( 1 / 208 ) و ساق له حديثين
آخرين و قال : " و هذان متنان موضوعان " . و قال الذهبي : في هذا الحديث :
" باطل " . و أقره الحافظ . قلت : و مع ذلك كله فقد سود به السيوطي كتابه
" الجامع " فأورده فيه من رواية ابن النجار عن أبي هريرة ، و تعقبه المناوي
بقول ابن عدي أنه باطل ، نقله عن ابن الجوزي عنه ثم قال : " رواه الديلمي عن
ابن عمر " .

(2/340)


842 - " لا تستشيروا الحاكة و لا المعلمين ، فإن الله سلب عقولهم ، و نزع البركة من
أكسابهم " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 238 ) :
موضوع . رواه ابن النجار ( 10 / 197 / 1 ) عن علي بن جعفر بن صالح البغدادي
بسنده عن زيد بن أسلم عن عطاء بن أبي ربحا عن أبي هريرة مرفوعا . و قال في
علي هذا : " روى حديثا منكرا " . ثم ساقه . و للحديث طريق آخر ، أورده ابن
الجوزي في " الموضوعات " ( 1 / 224 ) عن يحيى بن أيوب عن عبيد الله بن زحر عن
علي بن يزيد عن القاسم عن أبي أمامة مرفوعا به و قال : " موضوع . عبيد الله بن
زحر قال ابن حبان : " يروي الموضوعات عن الأثبات . و إذا روى عن علي بن يزيد
أتى بالطامات ، و إذا اجتمع في إسناد خبر عبيد الله و علي بن يزيد و القاسم أبو
عبد الرحمن لم يكن ذلك الخبر إلا مما عملته أيديهم " . و ذكر السيوطي في "
اللآلي " ( 1 / 200 ) نقلا عن الذهبي أن الآفة فيه من أحمد بن يعقوب الحذاء
، فإنه الذي رواه بإسناد له عن يحيى بن أيوب به . أخرجه الديلمي . قلت : و جزم
الذهبي بأنه حديث موضوع ، و له طريق آخر عن علي بن يزيد ، رواه الخطيب في
" تاريخه " ( 12 / 124 ) و السلفي في " الطيوريات " ( 133 / 2 ) عن علي بن يوسف
بن أيوب الدقاق : حدثنا أحمد بن محمد بن غالب - غلام خليل - : حدثنا محمود بن
غيلان : حدثنا الوليد بن مسلم عن معان بن رفاعة عن علي بن يزيد <1> به . أورده
الخطيب في ترجمة الدقاق هذا ، و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا ، و لذلك قال ابن
الجوزي عقبه : " موضوع ، غلام خليل يضع ، و الراوي عنه لا يعرف " .

-----------------------------------------------------------
[1] الأصل " زيد " في المصدرين المذكورين و هو خطأ . اهـ .

(2/341)


843 - " لا تعجزوا في الدعاء فإنه لا يهلك مع الدعاء أحد " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 239 ) :
ضعيف جدا . رواه العقيلي في " الضعفاء " ( 267 ) و ابن عدي ( 241 / 1 ) و
ابن حبان في " صحيحه " ( 2398 - موارد ) و أبو نعيم في " أخبار أصبهان " ( 2 /
232 ) و الحاكم ( 1 / 493 - 494 ) و الضياء في " المختارة " ( 50 / 1 ) عن معلى
بن أسد العمي : حدثني عمر ( و في " المستدرك " : عمرو ) بن محمد عن ثابت
البناني عن أنس مرفوعا . و قال الحاكم : " صحيح الإسناد " ! و تعقبه الذهبي
بقوله : " لا أعرف عمرا (!) ، تعبت عليه " . قلت : كذا وقع في " المستدرك " : "
عمرو " بزيادة الواو ، و هو من أوهامه ، و الصواب : " عمر " بدونها كما عند
الآخرين هو معروف ، و لكن بالضعف ! قال العقيلي : " عمر بن محمد لا يتابع عليه
و لا يعرف إلا به " . قلت : و هو عمر بن محمد بن صهبان ، كذلك وقع منسوبا في
رواية أبي نعيم ، و يؤيده أنه وقع في رواية " المستدرك " " الأسلمي " و ابن
صهبان أسلمي ، و لذلك أورد ابن عدي الحديث في ترجمة عمر بن محمد بن صهبان و قال
عقبه : " و عمر بن صهبان عامة أحاديثه لا يتابعه الثقات عليه ، و الغالب على
حديثه المناكير " . قلت : و عمر بن محمد بن صهبان قال أبو زرعة واه . قال
الذهبي : " هو عمر بن صهبان نسب إلى جده " . و قال هناك . " عمر بن صهبان
الأسلمي ....... قال أحمد : لم يكن بشيء ، و قال ابن معين لا يساوي فلسا ، و
قال البخاري : منكر الحديث ، و قال أبو حاتم و الدارقطني : متروك الحديث " . و
قال ابن حبان ( 2 / 81 ) : " و كان محمد يروي عن الثقات المعضلات ، التي إذا
سمعها من الحديث صناعته لم يشك أنها معمولة " . و أما الضياء المقدسي ، فإنه ظن
أن عمر بن محمد هذا هو غير ابن صهبان و أنه ثقة ، و لذلك أورده في " المختارة "
، و إنما غره في ذلك قول ابن حبان في رواية الضياء عنه ، " عمر بن محمد هو ابن
زيد بن عبد الله بن عمر بن الخطاب " . قلت : ابن زيد هذا ثقة اتفاقا ، و لو صح
أنه هو لكان الحديث صحيحا ، و لكن هيهات ، فقد صرحت رواية أبي نعيم أنه ابن
صهبان ، و نحوه رواة الحاكم ، و الأخذ بما جاء في صلب الرواية أولى من الأخذ
بتفسير مخرج الحديث ، كابن حبان ، لأن هذا كالنص مع القياس في الفقه ، و من
المعلوم أنه لا قياس و لا اجتهاد في مورد النص ! و يؤيد أنه ابن صهبان أنه هو
الذي ذكروا في ترجمته أن من شيوخه ثابت البناني ، و من الرواة عنه معلى بن أسد
، و هذا من روايته عنه كما رأيت ، بينما لم يذكروا ذلك في ترجمة ابن زيد ،
فتعين أن صاحب هذا الحديث إنما هو ابن صهبان ، و هو ضعيف جدا كما علمت من أقوال
العلماء فيه ، و بذلك يسقط الحديث من درجة الاعتبار ، و يظهر خطأ تصحيح الحاكم
و الضياء له ، و الله الموفق .

(2/342)


844 - " من اشترى ثوبا بعشرة دراهم و في ثمنه درهم حرام لم يقبل له صلاة ما كان عليه
" .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 240 ) :
ضعيف جدا . رواه أبو العباس الأصم في " حديثه " ( 1 / 140 ) : حدثنا أبو
عتبة : أخبرنا بقية : أخبرنا يزيد بن عبد الله الجهني عن ابن جعونة عن هاشم
الأوقص قال : سمعت ابن عمر يقول : فذكره مرفوعا . و كذا رواه ابن أبي
الدنيا في " الورع " ( 273 / 2 ) و الأكفاني في " حديثه " ( 68 / 2 ) . و رواه
الضياء في " المنتقى من المسموعات بمرو " ( 21 / 2 ) من طريق عيسى بن أحمد :
أخبرنا بقية : حدثنا زيد بن عبد الله الجهني عن أبي معاوية عن هاشم به . و رواه
أحمد ( 2 / 98 ) من طريق أسود بن عامر عن بقية عن عثمان بن زفر عن هاشم به . و
رواه الخطيب ( 14 / 21 ) و عنه ابن عساكر ( 4 / 1 / 2 ) من طريق أبي العباس
الأصم به . ثم روياه من طريق هارون بن أبي هارون - و هو صدوق - : حدثنا بقية بن
الوليد عن مسلمة الجهني : حدثني هاشم الأوقص به . فأسقط رجلين ، يزيد بن عبد
الله الجهني و ابن جعونة ، و جعل مكانهما مسلمة الجهني . ثم رواه الخطيب و ابن
عساكر عن مؤمل بن الفضل ، : حدثنا بقية عن جعونة عن هاشم . ثم رواه ابن عساكر
من طرق أخر عن بقية على وجوه أخرى من الاضطراب عن هاشم و قال : " و هذا
الاضطراب في الحديث من بقية فإنه كان يخلط فيه " . قلت : و مداره على هاشم
الأوقص ، و قد قال البخاري فيه : " ضال غير ثقة " ، كما رواه ابن عدي عنه ( 353
/ 2 ) .

(2/343)


845 - " ما أكرم النساء إلا كريم ، و لا أهانهن إلا لئيم " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 241 ) :
موضوع . رواه الشريف أبو القاسم علي الحسيني في " الفوائد المنتخبة " ( 18
/ 256 / 2 ) ، و من طريقه الحافظ ابن عساكر في " تاريخه " ( 4 / 282 / 1 ) و
عنه ابن أخيه أبو منصور بن عساكر في " الأربعين في مناقب أمهات المؤمنين " ( ص
101 الحديث 39 ) من طريق أبي عبد الغني الحسن بن علي بن عيسى الأزدي : نا عبد
الرزاق بن همام : أنا إبراهيم بن محمد الأسلمي عن داود بن الحصين عن عكرمة بن
خالد عن علي بن أبي طالب مرفوعا . و قال الشريف : " هذا حديث غريب ..... لا
أعلمه رواه إلا إبراهيم بن محمد بن أبي يحيى الأسلمي " . و كذا قال أبو منصور و
زاد : " و لم يكتب عنه إلا من هذا الوجه " . قلت : و هذا إسناد واه بمرة ، و
فيه علل : 1 - داود بن الحصين ثقة إلا في عكرمة كما قال الحافظ في " التقريب
" و مستنده قول ابن المديني : " ما رواه عن عكرمة فمنكر " . و كذا قال أبو داود
. 2 - إبراهيم الأسلمي كذاب كما قال يحيى القطان و ابن معين و ابن المدني ، و
روى أبو زرعة في " تاريخ دمشق " ( 34 / 1 ) بسند صحيح عن يحيى بن سعيد قال :
" لم يترك إبراهيم بن أبي يحيى للقدر ، و إنما للكذب " . و في رواية أخرى عنه :
" أشهد على إبراهيم أنه يكذب " . و قال ابن حبان ( 1 / 92 ) : " كان يرى القدر
و يذهب إلى كلام جهم ، و يكذب مع ذلك في الحديث " . قلت : و من الغرائب أن يخفى
حال هذا الكذاب على الإمام الشافعي و هو من شيوخه ! و لعل سبب ذلك ما قال ابن
حبان : إنه كان يجالسه في حداثته و يحفظ عنه حفظ الصبي ، و الحفظ في الصغر
كالنقش في الحجر ، فلما دخل مصر في آخر عمره ، و صنف الكتب المبسوطة احتاج إلى
الأخبار ، و لم تكن معه كتب ، فأكثر عنه ، و ربما كنى عنه و لا يسميه في كتبه "
. 3 - أبو عبد الغني الأزدي متهم بالوضع ، و في ترجمته ساق ابن عساكر هذا
الحديث ، و قال فيها : " و كان ضعيفا " . ثم روى عن أبي نعيم أنه قال : " حدث
عن مالك أحاديث موضوعة " . و كذا قال الحاكم ، ثم تعقب ابن عساكر أبا نعيم
بقوله : " و لا أعلم روى عن مالك و لا أدركه " . قلت : و هو إنما يروي عن مالك
بواسطة عبد الرزاق ، و قد ساق له الدارقطني من هذا الوجه حديثا و قال :
" باطل وضعه أبو عبد الغني على عبد الرزاق " . و كذا رواه ابن عساكر في ترجمته
. لكن قد ساق له ابن حبان ( 1 / 235 ) حدثنا آخر صرح فيه بقوله : " حدثنا مالك
..... " فهو من أكاذيبه عليه . و قال ابن حبان : يضع الحديث على الثقات ، لا
تحل الرواية عنه بحال " . ( تنبيه ) : أول الحديث عندهم : " خيركم خيركم لأهله
، و أنا خيركم لأهلي " . و إنما لم أورد هذه الزيادة لمجيئها من طرق بعضها صحيح
و بعضها حسن ، و قد خرجتها في " آداب الزفاف " ( ص 151 ) ، و لأن الحديث اشتهر
في العصر الحاضر بدون هذه الزيادة فإفراده عنها أدعى إلى تيسير الوقوف عليه ، و
قد أورده السيوطي في " الجامع الصغير " بتمامه من رواية ابن عساكر وحده عن علي
، و هذا على خلاف شرطه في أول الكتاب حيث قال : " و قد صنته عما تفرد به كذاب
أو وضاع " فكيف هذا و قد اجتمع فيه كذاب و وضاع معا ؟! و من الغرائب أن المناوي
بيض له فلم يتكلم عليه بشيء !

(2/344)


846 - " إن الله تعالى فضل المرسلين على المقربين ، فلما بلغت السماء السابعة لقيني
مالك من نور ، على سرير من نور ، فسلمت عليه ، فرد علي السلام ، فأوحى الله
إليه : يسلم عليك صفيي و نبيي فلم تقم إليه ، و عزتي و جلالي لتقومن فلا تقعدن
إلى يوم القيامة " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 242 ) :
موضوع . رواه الخطيب في " تاريخه " ( 3 / 306 - 307 ) عن محمد بن مسلمة
الواسطي حدثنا يزيد بن هارون : حدثنا خالد الحذاء عن أبي قلابة عن ابن عباس
مرفوعا . و قال : " هذا الحديث باطل موضوع ، رجال إسناده كلهم ثقات سوى محمد بن
مسلمة ، رأيت هبة الله بن الحسن الطبري يضعف محمد بن مسلمة ، و سمعت الحسن بن
محمد الخلال يقول : محمد بن مسلمة ضعيف جدا " . و الحديث أورده ابن الجوزي في
" الموضوعات " ( 1 / 292 ) من طريق الخطيب ، و احتج بكلامه المذكور في وضعه ، و
أقره الذهبي في " الميزان " و كذا السيوطي في " اللآليء " ( 1 / 274 - 275 ) .
و مع ذلك فقد أورد في كتابه " الجامع الصغير " حديثا آخر للواسطي هذا ، فوجب
بيانه و هو : " إياك و قرين السوء فإنك به تعرف " .

(2/345)


847 - " إياك و قرين السوء فإنك به تعرف " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 242 ) :
موضوع . رواه سليم بن أيوب الفقيه في جزئه " عوالي مالك " و هو آخر حديث
فيه < و أخرجه > بإسناده عن طريق مالك - عن محمد بن مسلمة الواسطي : حدثنا موسى
الطويل عن أنس مرفوعا . و من طريق سليم هذا رواه ابن عساكر في " التاريخ "
( 4 / 333 / 1 ) و كذا في " التجريد " ( 4 / 21 / 2 ) و في المجلس الثالث و
الخمسين من " الأمالي " ( 46 / 1 ) و قال : " هذا حديث سباعي غريب " . قلت : و
إسناده موضوع آفته إما محمد بن مسلمة الواسطي فإنه متهم بالوضع كما سبق في
الحديث الذي قبله . و إما شيخه موسى الطويل و هو ابن عبد الله ، فقال ابن حبان
( 2 / 242 ) : " روى عن أنس أشياء موضوعة ، كان يضعها ، أو وضعت له فحدث بها "
. و قال أبو نعيم : " روى عن أنس المناكير ، لا شيء " . و الحديث مما سود به
السيوطي " الجامع الصغير " ! فأورده فيه من رواية ابن عساكر وحده . و بيض له
المناوي فلم يتكلم عليه بشيء ! و بهذا الإسناد الحديث الآتي : " من أذن سنة على
نية صادقة ، لا يطلب عليها أجرا حشر يوم القيامة فأوقف على باب بالجنة فقيل له
: اشفع لمن شئت " .

(2/346)


848 - " من أذن سنة على نية صادقة ، لا يطلب عليها أجرا حشر يوم القيامة فأوقف على
باب بالجنة فقيل له : اشفع لمن شئت " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 243 ) :
موضوع . رواه ابن شاهين في " رباعياته " ( 176 / 1 ) و تمام ( 147 / 1 ) و
ابن عساكر ( 5 / 2 / 2 ) عن محمد بن مسلمة الواسطي : حدثنا موسى الطويل : حدثنا
مولاي أنس بن مالك مرفوعا . و هذا موضوع كما عرفت مما سبق بيانه في الحديث
السابق ، و من العجائب أن السيوطي أورده أيضا في " الجامع الصغير " من رواية
ابن عساكر وحده عن أنس ، مع أنه أورده أيضا في " ذيل الأحاديث الموضوعة " ( ص
104 ) من رواية ابن النجار عن محمد بن مسلمة هذا به و قال : " قال ابن حبان
: موسى روى عن أنس موضوعات " . و أقره ابن عراق في " تنزيه الشريعة ( 256 / 1
) . و لما أورده في " الجامع الصغير " تعقبه المناوي بقوله : " قال ابن الجوزي
: حديث لا يصح ، فيه موسى الطويل كذاب ، قال ابن حبان : زعم أنه رأى أنسا ، و
روى عنه أشياء موضوعة ، و محمد بن مسلمة غاية في الضعف " .

(2/347)


849 - " من حافظ على الأذان سنة وجبت له الجنة " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 243 ) :

موضوع . رواه الخطيب البغدادي في " الموضح " ( 2 / 186 ) عن أبي قيس
الدمشقي عن عبادة بن نسي عن أبي مريم السكوني عن ثوبان مولى رسول الله صلى
الله عليه وسلم مرفوعا . و قال : " أبو قيس هذا هو محمد بن عبد الرحمن القرشي "
و ذكر له أسماء و كنى كثيرة جدا ، ثم روى عن ابن نمير أنه ذكر له رواية
الكوفيين عن محمد بن سعيد الذي يقال له : ابن أبي قيس ، فقال : لم يعرفوه ،
إنما العيب على من روى عنه من أهل الشام بعد المعرفة ، من يروي عن هذا العدو
لله ؟! <1> كذاب يضع الحديث ، صلب في الزندقة ، و لقد حدث الناس ، قبحه الله !
و قال ابن سعيد : سمعت عبد الله بن أحمد بن سوادة أبا طالب يقول : قلب أهل
الشام اسم محمد بن سعيد الزنديق على مائة اسم و كذا و كذا اسما ، قد جمعتهن في
كتاب ، و هو الذي أفسد كثيرا من حديثهم " . و هذه فائدة هامة من كلام الحافظ
الخطيب أن أبا قيس هذا هو محمد بن سعيد المصلوب ، و بذلك جزم ابن أبي حاتم في
" الجرح و التعديل " ( 4 / 436 ) ، و كأن الذهبي لم يقف على كلامه حيث قال في
الكنى من " الميزان " : " أبو قيس الدمشقي عن عبادة بن نسي ، أظنه المصلوب ،
هالك " . و أما الحافظ فجزم في " الكنى " من " التهذيب " و " التقريب " أنه
المصلوب ، و خفي هذا كله على السيوطي و بعضه على المناوي ، فأما الأول فقد أورد
الحديث في " الجامع الصغير " من رواية البيهقي عن ثوبان و فيها أبو قيس كما
سيأتي ، فلو كان يظن على الأقل أنه محمد بن سعيد الكذاب لما استجاز إن شاء الله
أن يرويه له ، لعلمه بقول النبي صلى الله عليه وسلم " من حدث عني بحديث و هو
يرى أنه كذب فهو أحد الكذابين " . و أما المناوي فقال في شرحه على الجامع " : "
و فيه أبو قيس الدمشقي عن عبادة بن نسي ، أورده الذهبي في " الضعفاء و
المتروكين " فقال : كأنه المصلوب ، متهم " . فوقف المناوي عند ظن الذهبي ، و هو
المصلوب يقينا كما سبق . و اعلم أن العلماء مطبقون على تكذيب هذا المصلوب ،
فقال أحمد : " حديثه حديث موضوع " . و قال : " عمدا كان يضع " . و قال ابن حبان
( 2 / 247 ) : " كان يضع الحديث على الثقات ، لا يحل ذكره إلا على وجه القدح
فيه " . و قال أبو أحمد الحاكم : " كان يضع الحديث ، صلب على الزندقة " . و قال
ابن الجوزي ( 1 / 47 ) : " و الوضاعون خلق كثير فمن كبارهم وهب بن وهب القاضي ،
و محمد بن السائب الكلبي ، و محمد بن سعيد الشامي المصلوب ... " . و حكاه
السيوطي في " اللآليء " ( 2 / 473 ) و أقره . ثم رأيت الحديث رواه ابن عدي في
" ترجمة محمد بن سعيد بن أبي قيس المصلوب من " الكامل " ( ق 291 / 1 ) بسنده
عنه عن عبادة بن نسي به و قال : " عامة ما يرويه لا يتابع عليه " . و أما أبو
مريم السكوني فأورده ابن أبي حاتم في " الجرح و التعديل " ( 4 / 2 / 436 ) و
ساق له هذا الحديث و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا ، و ذكر الحافظ في " الإصابة
" في ترجمة أبي مريم الفلسطيني : " و أبو مريم السكوني ، آخر ، تابعي معروف
، يروي عن ثوبان ، و عنه عبادة بن نسي ، ذكره البخاري و غيره " . و هكذا ذكره
ابن حبان في " الثقات " ( 1 / 273 ) ، فيبدو أنه مجهول الحال . و قد وجدت
للحديث طريقا أخرى عن أبي مريم ، رواه ابن عساكر ( 15 / 286 / 1 ) عن محمد بن
عبد الله بن نمران الذماري : أخبرنا أبو عمرو العنسي عن أبي مريم مولى السكوني
أنه سمع ثوبان به . و قال : " أبو عمرو هو شراحيل بن عمرو العنسي " . قلت : و
هو ضعيف جدا ، و كذا الراوي عنه ابن نمران ، فقد روى ابن عساكر بسنده عن محمد
بن عوف الحمصي الحافظ أنه ضعفهما جدا ، و عن أبي زرعة أنه قال في ابن نمران :
" منكر الحديث لا يكتب حديثه " و عن الدارقطني : " ضعيف " . و قال ابن أبي حاتم
( 4 / 2 / 307 ) : " سألت أبي عنه فقال : هو ضعيف الحديث جدا " .

-----------------------------------------------------------
[1] الأصل ( والله ) ، و التصويب من " التهذيب " . اهـ .

(2/348)


850 - " من أذن سبع سنين محتسبا كتب الله له براءة من النار " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 245 ) :

ضعيف جدا . رواه الترمذي ( 1 / 267 - 206 طبع حمص ) و ابن ماجه ( 1 / رقم
727 ) و الطبراني ( 3 / 109 / 2 ) و ابن السماك في " التاسع من الفوائد " ( 3 /
1 ) و ابن بشران في " الأمالي الفوائد " ( 2 / 125 / 1 ) و الخطيب في " تاريخه
" ، ( 1 / 247 ) من طريقين عن جابر عن عكرمة عن ابن عباس مرفوعا . و قال
الترمذي : " حديث غريب " . يعني ضعيف ، و قال العقيلي في " الضعفاء " : ( ص 155
) : " و في إسناده لين " . و قال البغوي في " شرح السنة " ( 1 / 58 / 1 ) : " و
إسناده ضعيف " . و أشار المنذري في " الترغيب " ( 1 / 111 ) لتضعيفه . قلت : و
علته جابر هذا ، و هو ابن يزيد الجعفي ، و هو ضعيف بل كذبه بعض الأئمة ، و كان
رافضيا يؤمن أن عليا لم يمت ، و أنه في السحاب و سيرجع ! و رواه ابن عدي ( 99 /
2 ) عن محمد بن الفضل عن مقاتل بن حيان و حمزة الجزري عن نافع عن ابن عمر
مرفوعا . قلت : و محمد بن الفضل ، هو ابن عطية كذاب .

(2/349)


851 - " من أذن خمس صلوات إيمانا و احتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه ، و من أم أصحابه
خمس صلوات إيمانا و احتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 245 ) :
ضعيف . رواه رزق الله التميمي الحنبلي في جزء من " أحاديثه " ( 2 / 1 ) و
الأصبهاني في " الترغيب " ( 40 / 1 ) الجملة الأولى فقط ، عن إبراهيم بن رستم
قال : أنبأ حماد بن سلمة عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة مرفوعا
. و من هذا الوجه رواه البيهقي في " سننه " ( 1 / 433 ) إلا أنه جمع الجملتين
في جملة واحدة فقال : " من أذن خمس صلوات و أمهم ..... " الحديث و قال : " لا
أعرفه إلا من حديث إبراهيم بن رستم " . قلت : و هو ضعيف ، و محله الصدق و له
حديث آخر في فضل المؤذن المحتسب يأتي بعد هذا ، و اعلم أنه لم يأت حديث صحيح في
فضل المؤذن يؤذن سنين معينة ، إلا حديث ابن عمر مرفوعا بلفظ : " من أذن اثنتي
عشرة سنة وجبت له الجنة ، و كتب له بكل أذان ستون حسنة ، و بكل إقامة ثلاثون
حسنة " . رواه الحاكم بإسنادين ، و صححه ، و وافقه الذهبي و هو كما قالا ، فإن
أحد إسناديه صحيح ، كما بينته في " الصحيحة " ( 42 ) .

(2/350)


852 - " المؤذن المحتسب كالشهيد المتشحط في دمه ، يتمنى على الله ما يشتهي بين الأذان
و الإقامة " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 246 ) :
ضعيف . رواه الطبراني في " الأوسط " ( 25 / 2 مجمع البحرين في زوائد
المعجمين ) عن إبراهيم بن رستم عن قيس بن الربيع عن سالم الأفطس عن سعيد بن
جبير عن ابن عمر مرفوعا . و من هذا الوجه رواه أبو بكر المطرز في " الأمالي
القديمة " ( 1 / 172 / 1 ) . قلت : و هذا سند ضعيف من أجل قيس بن الربيع و
إبراهيم بن رستم و هو الخراساني ، و كلاهما ضعيف ، و قد تفرد به عن قيس كما قال
الحاكم على ما في " اللسان " . و الحديث أورده المنذري في " الترغيب " ( 1 /
111 ) و الهيثمي في " مجمع الزوائد " ( 2 / 3 ) من حديث عبد الله بن عمرو
مرفوعا بلفظ : " المؤذن المحتسب كالشهيد المتشحط في دمه ، إذا مات لم يدود في
قبره " . و قالا : " رواه الطبراني في " الكبير " . قال الهيثمي : " و فيه
إبراهيم بن رستم و هو مختلف في الاحتجاج به ، و فيه من لم نعرف ترجمته " . قلت
: و هو في " المعجم الكبير " أيضا من طريق أخرى عن سالم الأفطس عن مجاهد عن ابن
عمر بأتم منه و هو : " المؤذن المحتسب كالشهيد يتشحط في دمه حتى يفرغ من أذانه
، و يشهد له كل رطب و يابس ، و إذا مات لم يدود في قبره " .

(2/351)


853 - " المؤذن المحتسب كالشهيد يتشحط في دمه حتى يفرغ من أذانه ، و يشهد له كل رطب و
يابس ، و إذا مات لم يدود في قبره " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 246 ) :

ضعيف جدا . رواه الطبراني في " الكبير " ( 3 / 205 / 2 ) : حدثنا أحمد بن
الجعد الوشا : أخبرنا محمد بن بكار : أخبرنا محمد بن الفضل عن سالم الأفطس عن
مجاهد عن ابن عمر مرفوعا . و رواه أبو نعيم في " أخبار أصبهان " ( 2 / 113
) عن محمد بن عبسى العطار : حدثنا محمد بن الفضل بن عطية بن سالم الأفطس به .
قلت : و هذا سناد ضعيف بمرة ، آفته محمد بن الفضل بن عطية ، و هو كذاب ، و قال
الهيثمي ( 2 / 3 ) : " رواه الطبراني في " الكبير " ، و فيه محمد بن الفضل
القسطاني و لم أجد من ذكره " . قلت : لم يقع في نسختنا من المعجم الكبير " : (
القسطاني ) ، و هي نسخة جيدة ، عليها سماعات كثيرة ، لعلماء مشهورين ، منهم
الضياء المقدسي ، إلا أن يكون وقع ذلك في مكان آخر من " المعجم " ، و محمد بن
الفضل هذا هو ابن عطية كما سبق ، و الدليل على ذلك أمور : 1 - أن الخطيب ذكر (
3 / 147 ) في الرواة عنه محمد بن بكار بن الريان ، و هذا الحديث من روايته عنه
كما ترى . 2 - أن أبا نعيم صرح بأنه ابن عطية في روايته ، و هي و أن كان فيها
محمد بن عيسى العطار و هو ابن حبان المدائني ضعيف ، فهي في الشواهد لا بأس بها
. 3 - قال الذهبي في " الميزان : " محمد بن بكار ، روى عن محمد بن الفضل بن
عطية عن سالم الأفطس عن سعيد بن جبير عن ابن عباس يرفعه : " الحج جهاد ، و
العمرة تطوع " . قال ابن حزم : ابن بكار و ابن الفضل مجهولان . قلت : أما ابن
بكار فصحيح أنه مجهول ، و أما ابن الفضل فتكلم فيه أحمد و .... و هو ضعيف متروك
بالإجماع " . قلت : فهذا يدل على أن ابن الفضل معروف بالرواية عن سالم الأفطس
، و قد خفي على الذهبي أن ابن بكار هذا هو ابن الريان و ليس مجهولا ، بل هو ثقة
من رجال مسلم في " صحيحه " . هذا و أما محمد بن الفضل القسطاني فهو راو آخر غير
ابن عطية ، و هو متأخر عنه . قال ابن أبي حاتم : " كتبت عنه و هو صدوق " . و له
ترجمة في " تاريخ بغداد " ( 3 / 152 - 153 ) . ( تنبيه ) : الجملة الثانية من
الحديث " و يشهد له كل رطب و يابس " صحيحة ثابتة عنه صلى الله عليه وسلم ، جاءت
من حديث ابن عمر و أبي هريرة و غيرهما . انظر " الترغيب " .

(2/352)


854 - " اللهم ارحم خلفائي الذين يأتون بعدي ، يروون أحاديثي و سنتي ، و يعلمونها
الناس " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 247 ) :
باطل . رواه الرامهرمزي في " الفاصل " ( ص 5 ) و أبو نعيم في " أخبار
أصبهان " ( 1 / 81 ) و الخطيب في " شرف أصحاب الحديث " ( 1 / 36 / 1 ) و الهروي
في " ذم الكلام " ( 4 / 82 / 2 ) و كذا القاضي عياض في " الإلماع " ( 3 / 4 ) و
عبد الغني المقدسي في " كتاب العلم " ( 50 / 2 ) و الضياء في " المنتقى من
مسموعاته بمرو " ( 74 / 1 ) و محمد بن طولون في " الأربعين " ( 5 / 1 ) كلهم من
طريق أحمد بن عيسى بن عبد الله الحواني : حدثنا ابن أبي فديك عن هشام بن سعد عن
زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار : سمعت علي بن أبي طالب يقول : خرج علينا رسول
الله صلى الله عليه وسلم فقال : فذكره . و من هذا الوجه رواه الطبراني في
" الأوسط " كما في " المجمع " ( 1 / 126 ) ، و أورده أبو نعيم في ترجمة أحمد بن
عيسى هذا و قال : " توفي بأصبهان في خلافة الرشيد " ، و لم يذكر فيه جرحا ، و
هذا عجب فقد قال الدارقطني فيه " كذاب " . كما في " الميزان " للذهبي . و ساق
له هذا الحديث ، و قال : " و هذا باطل " . و أقره الحافظ ابن حجر في " اللسان "
، و مع ذلك فقد أورده السيوطي في " الجامع الصغير " . و تعقبه المناوي بما
نقلناه عن الدارقطني و الذهبي و أتبع ذلك بقوله : " فكان ينبغي حذفه من الكتاب
" . و ذكر المناوي أن مخرجه الطبراني قال : " تفرد به أحمد بن عيسى هذا " . قلت
: و فيه نظر ، فقد قال الخطيب : و أخبرني علي بن أبي علي البصري قال : حدثنا
أبو العباس عبيد الله بن الحسن بن جعفر بن أبي موسى القاضي الموصلي ، قال :
حدثنا سعيد بن علي بن الخليل قال : حدثنا عبد السلام بن عبيد : قال ابن أبي
فديك به . و من طريق الخطيب رواه الكازروني في " المسلسلات " ( 99 / 2 ) . لكن
عبد السلام هذا قال الدارقطني : " ليس بشيء " و قال الأزدي : " لا يكتب حديثه "
و قال ابن حبان ( 2 / 144 ) : " كان يسرق الحديث و يروي الموضوعات " . قلت :
فالظاهر أن هذا الحديث مما سرقه من أحمد بن عيسى ! و للحديث طرق أخرى : 2 -
أخرجه الضياء في " المنتقى من مسموعاته بمرو " ( 49 / 2 ) و عفيف الدين في "
فضل العلم " ( 124 / 2 ) عن عبد الله بن أحمد بن عامر الطائي : حدثني أبي
: حدثني أبو الحسن علي بن موسى الرضا ..... قلت : فساق إسناده عن آبائه من أهل
البيت إلى علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنهم . و عبد الله هذا متهم بالوضع
، له بهذا السند نسخة موضوعة باطلة ما تنفك عن وضعه أو وضع أبيه ، كما قال
الذهبي . 3 - أخرجه السلفي في " الطيوريات " ( 34 / 1 ) عن إبراهيم بن ميمون
: أخبرنا عيسى بن عبد الله عن أبيه عن جده عن علي مرفوعا . و آفة هذه الطريق
عيسى بن عبد الله و هو ابن محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب ، قال ابن حبان ( 2
/ 119 ) : " يروي عن أبيه عن آبائه أشياء موضوعة " . 4 - أخرجه ابن بطة في
" الإبانة " ( 1 / 129 / 2 ) و ابن عساكر ( 14 / 347 / 2 ) عن عبيد بن هشام
الحلبي قال : حدثنا ابن أبي فديك عن عمر بن كثير عن الحسن رفعه نحوه . و هذا مع
إرساله واه ، عبيد بن هشام هذا قال أبو داود : " ثقة إلا أنه تغير في آخر أمره
، لقن أحاديث ليس لها أصل " . قلت : فالظاهر أن هذا الحديث من جملة ما لقنوه
فتلقنه ! 5 - أخرجه أبو نعيم و غيره بسند موضوع عن علي بلفظ آخر و هو : " ألا
أدلكم على الخلفاء مني و من أصحابي و من الأنبياء قبلي ؟ هم حفظة القرآن و
الأحاديث عني و عنهم ، في الله و لله " .

(2/353)


855 - " ألا أدلكم على الخلفاء مني و من أصحابي و من الأنبياء قبلي ؟ هم حفظة القرآن
و الأحاديث عني و عنهم ، في الله و لله " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 249 ) :
موضوع . رواه أبو نعيم في " أخبار أصبهان " ( 2 / 134 ) و الخطيب في " شرف
أصحاب النبي " ( 1 / 36 / 1 ) عن عبد الغفور عن أبي هاشم عن زاذان عن علي
مرفوعا . قلت : و هذا إسناد موضوع آفته عبد الغفور هذا و هو أبو الصباح
الأنصاري الواسطي قال ابن معين : " ليس حديثه بشيء " . و قال ابن حبان ( 2 /
141 ) : " كان ممن يضع الحديث على الثقات ، كعب و غيره ، لا يحل كتابة حديثه و
لا ذكره إلا على جهة التعجب " .

(2/354)


856 - " طلب الحق غربة " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 249 ) :
موضوع . رواه ابن عساكر في " التاريخ " ( 5 / 161 / 1 - 2 ) في ترجمة حمزة
بن محمد بن عبد الله الجعفري الطوسي الصوفي : أنبأنا أبو القاسم عبد الواحد بن
أحمد الهاشمي الصوفي : أخبرنا أحمد بن منصور بن يوسف الواعظ الصوفي قال : سمعت
أبا محمد بن جعفر بن محمد الصوفي يقول : سمعت الجنيد بن محمد الصوفي يقول
: سمعت السري بن المغلس السقطي الصوفي ، عن معروف الكرخي الصوفي ، عن جعفر بن
محمد ، عن أبيه ، عن جده ، عن علي بن أبي طالب مرفوعا . قلت : و هذا إسناد
مظلم مسلسل بالصوفية ، و غالبهم غير معروفين ، و منهم حمزة هذا فإن ابن عساكر
لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا ، و قد قال الذهبي في " الميزان " : " علان بن
زيد الصوفي ، لعله واضع هذا الحديث الذي في " منازل السائرين " فقال : سمعت
الخلدي : سمعت الجنيد : سمعت السري عن معروف ....... ( قلت : فذكره ) رواه عنه
عبد الواحد بن أحمد الهاشمي ، و لا أعرف الآخر " . و أقره الحافظ في " اللسان "
و المناوي في " الفيض " . قلت : و أنت ترى أنه ليس في إسناد الحديث عند ابن
عساكر " علان بن زيد " ، فلعله سقط من قلم أحد النساخ . و الله أعلم .

(2/355)


857 - " من حبس طعاما أربعين يوما ، ثم أخرجه فطحنه و خبزه و تصدق به لم يقبله الله
منه " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 250 ) :
موضوع . رواه ابن عدي ( ق 130 / 2 ) و الخطيب في " تاريخه " ( 8 / 382 ) و
ابن عساكر ( 7 / 55 - 56 ) من طريق عبد الله بن محمد بن ناجية قال : سمعت
دينارا أبا مكيس يقول : خدمت أنس ثلاث سنين فسمعته يحدث عن النبي صلى الله
عليه وسلم ، قال : فذكره . قلت : و هذا موضوع آفته دينار هذا ، قال الذهبي :
" حدث في حدود الأربعين و مائتين بوقاحة عن أنس بن مالك ! تالف متهم ، قال ابن
حبان : يروي عن أنس أشياء موضوعة " . ثم ساق له الذهبي أحاديث هذا أحدها . ثم
قال : " قال القناص : أحفظ عن دينار مائتين و خمسين حديثا " . قال الذهبي :
" قلت : إن كان من هذا الضرب ، فيقدر أن يروي عنه عشرين ألفا كلها كذب ! " . و
قال الحاكم : " روى عن أنس قريبا من مائة حديث موضوع " . قلت : و لذلك أورد ابن
الجوزي حديثه هذا في " الموضوعات " و قال ( 2 / 244 ) : " لا يصح دينار روى عنه
أشياء موضوعة " . و تعقبه السيوطي في " اللآلي " ( 2 / 146 - 147 ) بأنه ورد من
حديث معاذ و علي . قلت : و هذا لا شيء ، فإن فيهما من هو متهم ، و لابد من
بيانهما . أما حديث معاذ فهو : " من احتكر طعاما على أمتي أربعين يوما و تصدق
به لم يقبل منه " .

(2/356)


858 - " من احتكر طعاما على أمتي أربعين يوما و تصدق به لم يقبل منه " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 250 ) :
موضوع . رواه ابن عساكر ( 5 / 346 / 2 ) عن خلاد بن محمد بن هانيء بن واقد
الأسدي : حدثني أبي : أخبرنا عبد العزيز بن عبد الرحمن الطيالسي ( ! ) أخبرنا
خصيف عن سعيد بن جبير عن معاذ قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقول : فذكره . قلت : كذا الأصل ( الطيالسي ) و قال ابن عساكر الصواب :
( البالسي ) . قلت : و هو متهم ، قال الذهبي : " اتهمه الإمام أحمد " . و قال
ابن حبان ( 2 / 132 ) : " كتبنا عن عمر بن سنان عن إسحاق بن خالد البالسي عنه
نسخة شيبها بمائة حديث مقلوبة ، منها ما لا أصل له ، و منها ما هو ملزق بإنسان
ليس يروي ذلك الحديث بتة ، لا يحل الاحتجاج به بحال " . و قال النسائي و غيره :
" ليس بثقة ، و ضرب أحمد على حديثه " . قلت : فالعجب من السيوطي كيف يتعقب ابن
الجوزي في الحديث السابق بمثل هذا الحديث الذي ضرب عليه الإمام أحمد ، و راويه
متهم . مع أنه يعلم أن مثله لا يفيد في الشواهد ، و إنما يفيد فيها الراوي
الصدوق الذي ضعف من قبله حفظه كما قرره هو في " التقريب شرح التدريب " . و محمد
بن هانيء لم أجد له ترجمة . و ابنه خلاد ترجمه ابن عساكر و لم يذكر فيه جرحا و
لا تعديلا . فهذا هو الشاهد الأول الذي استشهد به السيوطي في " اللآليء "
للحديث الذي قبله و قد عرفت وضعه ، و أما الشاهد الآخر فهو : " من احتكر طعاما
أربعين يوما على المسلمين ثم تصدق به لم يكن له كفارة " .

(2/357)


859 - " من احتكر طعاما أربعين يوما على المسلمين ثم تصدق به لم يكن له كفارة " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 351 ) :

موضوع . رواه الديلمي في " مسند الفردوس " من طريق محمد بن مروان السدي عن
يحيى بن سعيد التيمي عن أبيه عن علي رفعه . قلت : و محمد بن مروان كذاب كما
قال ابن نمير و غيره ، و أشار إلى ذلك البخاري بقوله : " سكتوا عنه " . و قال
ابن معين : " ليس بثقة " . و قال ابن حبان ( 2 / 281 ) : " كان محمد يروي
الموضوعات عن الأثبات " . قلت : و هذا الحديث أورده السيوطي في " اللآليء " مع
الحديث الذي قبله شاهدا للحديث الذي قبلهما ، و قد علمت من الحديث الذي قبله أن
مثله لا ينفع في الشواهد ، لشدة ضعفه . على أن هذا الحديث لو ثبت لا يصلح شاهدا
، لأنه يقول : " لم يكن له كفارة " . و ذاك يقول : " لم يقبله الله منه " و فرق
واضح بين الأمرين ، فإنه لا يلزم من عدم صلاحية العمل ليكون كفارة لجرم أو ذنب
أن لا يقبل منه مطلقا ، بل قد يقبل و يثاب عليه صاحبه و مع ذلك لا يصلح أن يكون
كفارة لذلك الذنب . و هذا بين إن شاء الله تعالى . و لما سبق من حال السدي و
البالسي راوي الحديث الذي قبله تعقب ابن عراق في " تنزيه الشريعة " ( 2 / 193
)السيوطي في استشهاده بالحديثين بقوله : " إنهما لا يصلحان شاهدين " .

(2/358)


860 - " إذا أراد الله بأهل بيت خيرا فقههم في الدين ، و وقر صغيرهم كبيرهم ، و رزقهم
الرفق في معيشتهم ، و القصد في نفقاتهم ، و بصرهم عيوبهم فيتوبوا منها ، و إذا
أراد الله بهم غير ذلك تركهم هملا " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 251 ) :

موضوع . رواه ابن عساكر ( 6 / 111 / 2 ) من طريق الدارقطني بسنده عن موسى
بن محمد بن عطاء : أخبرنا المنكدر بن محمد عن أبيه عن أنس بن مالك مرفوعا .
و قال الدارقطني : " غريب من حديث ابن المنكدر عن أنس ، تفرد به ابنه المنكدر
عنه ، و لم يروه عنه غير موسى بن محمد بن عطاء " . قلت : و هو الدمياطي
البلقاوي ، و كان يضع الحديث كما قال ابن حبان و غيره ، و ساق له الذهبي أحاديث
قال في أحدها : " هذا موضوع " . و في غيره : " و هذا باطل " . و في ثالث : " و
هذا كذب " ! قلت : فالعجب من السيوطي كيف سود " الجامع الصغير " بهذا الحديث !
و قد عزاه للدارقطني في " الأفراد " ! و أخرجه الخطيب في " الفقيه و المتفقه "
( 3 / 2 ) عن الفضل بن محمد العطار : أخبرنا سليم بن منصور بن عمار : أخبرنا
أبي : أخبرنا المنكدر بن محمد به ، دون قوله : " و بعدهم ...... " ، فهذه
متابعة لموسى بن محمد بن عطاء من منصور بن عمار ، و هذا مع كونه مضعفا فالسند
إليه هالك ، فإن الفضل هذا قال الدارقطني : " يضع الحديث " . و قال ابن عدي : "
يسرق الحديث " . فالظاهر أنه مما سرقه من ابن عطاء .

(2/359)


861 - " ضع القلم على أذنك ، فإنه أذكر للمملي " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 252 ) :
موضوع . رواه الترمذي ( 3 / 391 ) و ابن حبان في " المجروحين " ( 2 / 169 )
و ابن عدي ( 232 / 2 ) و ابن عساكر ( 16 / 19 / 1 ) عن عنبسة عن محمد بن زاذان
عن أم سعد عن زيد بن ثابت قال : دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم و
بين يديه كاتب ، فسمعته يقول : فذكره و قال : " إسناده ضعيف و عنبسة و محمد
ضعيفان " . قلت : و الأول شر من الآخر ، و هو عنبسة بن عبد الرحمن الأموي ، قال
أبو حاتم : " كان يضع الحديث " . و قال ابن حبان : " هو صاحب أشياء موضوعة ، لا
يحل الاحتجاج به " . و أشار البخاري إلى اتهامه فقال : " تركوه " . و قال
النسائي : " متروك " . قلت : و لهذا أورد ابن الجوزي الحديث في " الموضوعات " (
1 / 259 ) من رواية الترمذي هذه ثم قال : " لا يصح ، عنبسة متروك ، و قال أبو
حاتم الرازي : كان يضع الحديث " . و تعقبه السيوطي بأنه ورد من حديث أنس . ثم
ساقه من طريقين فيهما متهمان كما سيأتي عقب هذا ، فلا يصلح الاستشهاد بهما كما
هو مقرر في محله من علم المصطلح . و من الغرائب قول المناوي : " و زعم ابن
الجوزي وضعه ، و رده ابن حجر بأنه ورد من طريق أخرى لابن عساكر ، و وروده
بسندين مختلفين يخرجه عن الوضع " . قلت : كيف هذا و في السند الأول من كان يضع
الحديث كما عرفت ، و في الآخر مثله كما يأتي . و لهذا لم يصب السيوطي في تعقبه
على ابن الجوزي ، كما لم يحسن صنعا في إيراده لهذا الحديث في " الجامع الصغير "
!

(2/360)


862 - " إذا كتبت فضع قلمك على أذنك ، فإنه أذكر لك " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 253 ) :
موضوع . رواه الديلمي ( 1 / 1 / 146 ) و ابن عساكر ( 8 / 251 / 2 ) عن عمرو
بن الأزهر عن حميد عن أنس مرفوعا . قلت : و هذا موضوع آفته عمرو هذا كذبه
ابن معين و غيره ، و قال أحمد : " كان يضع الحديث " . و كذا قال ابن حبان ( 2 /
78 ) . ثم وجدت للحديث طرقا أخرى عن أنس . 1 - قال أبو نعيم " في أخبار أصبهان
" ( 2 / 337 ) : حدثنا أحمد بن إسحاق : حدثنا أحمد بن سمير بن نصر : حدثنا أبو
عبد الرحمن الراعي : حدثنا إبراهيم بن محمد بن يوسف : حدثنا إبراهيم بن زكريا
: حدثني عثمان بن عمرو بن عثمان البصري عنه مرفوعا به . و رواه الديلمي كما في
" اللآليء " ( 1 / 216 ) من طريق أخرى عن إبراهيم بن محمد القرشي عن إبراهيم بن
زكريا الواسطي عن عمرو بن أبي زهير عن حميد عن أنس به . كذا وقع فيها " عمرو بن
أبي زهير عن حميد " فلا أدري هل هو تحريف من بعض النساخ أو هكذا هو في رواية
الديلمي ، و أيا ما كان فمدار هذا الطريق على إبراهيم بن زكريا الواسطي و قد
قال فيه ابن حبان ( 1 / 102 ) : " يأتي عن مالك بأحاديث موضوعة " . و قال :
" يروي عن الثقات ما لا يشبه حديث الأثبات ، إن لم يكن المتعمد لها فهو المدلس
عن الكذابين " . و ضعفه غيره أيضا . و شيخه عمرو ، أو عثمان بن عمرو و لم أعرفه
. و مثله إبراهيم بن محمد القرشي . و رواه تمام ( 29 / 102 / 1 رقم 2427 ) عن
عثمان بن عبد الرحمن عن إبراهيم بن محمد عن حميد عن أنس مرفوعا . و عثمان هذا
هو القرشي الوقاصي و هو كذاب كما سبق مرارا . 2 - رواه الباطرقاني في " مجلس من
الأمالي " ( 266 / 2 ) عن إسماعيل بن عمرو البلخي حدثنا عثمان البري عن ابن
غنام عن أنس به . قلت : و عثمان هذا هو ابن مقسم قال ابن معين : " هو من
المعروفين بالكذب و وضع الحديث " . و الحديث مما سود به السيوطي كتابه " الجامع
الصغير " فأورده فيه من رواية ابن عساكر هذه ! و بيض لها المناوي فلم يتكلم
عليه بشيء !

(2/361)


863 - " إن أعمالكم تعرض على أقاربكم و عشائركم من الأموات ، فإن كان خيرا استبشروا
به ، و إن كان غير ذلك قالوا : اللهم لا تمتهم حتى تهديهم كما هديتنا " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 254 ) :
ضعيف . أخرجه أحمد ( 3 / 64 - 165 ) من طريق سفيان عمن سمع أنس بن مالك
يقول : فذكره مرفوعا . قلت : و هذا سند ضعيف لجهالة الواسطة بين سفيان ، و أنس
، و بقية الرجال ثقات . و الحديث عزاه الأستاذ سيد سابق في " فقه السنة " ( 4 /
60 ) لأحمد و الترمذي ، فأخطأ من وجهين : الأول : أنه سكت عليه ، و لم يبين
علته ، فأوهم صحته . الثاني : أنه عزاه للترمذي و هذا خطأ فليس في " سنن
الترمذي " و لا عزاه السيوطي في " الفتح الكبير " إلا لأحمد فقط ، و كذا فعل
الهيثمي في " مجمع الزوائد " ( 2 / 328 - 329 ) ، و لو كان في الترمذي لما
أورده فيه كما هو شرطه . و له شاهد من حديث أبي أيوب الأنصاري و لكنه ضعيف جدا
، و هو الحديث الآتي : " إن نفس المؤمن إذا قبضت تلقاها من أهل الرحمة من عباده
كما يتلقون البشير من الدنيا ، فيقولون : أنظروا صاحبكم يستريح ، فإنه قد كان
في كرب شديد ، ثم يسألونه ماذا فعل فلان ؟ و ما فعلت فلانة هل تزوجت ؟ فإذا
سألوه عن الرجل قد مات قبل فيقول : أيهات <1> قد مات ذلك قبلي ! فيقولون : إنا
لله و إنا إليه راجعون ، ذهب به إلى أمه الهاوية ، فبئست الأم و بئست المربية .
و قال : و إن أعمالكم تعرض على أقاربكم و عشائركم من أهل الآخرة ، فإن كان خيرا
فرحوا و استبشروا ، و قالوا : اللهم هذا فضلك و رحمتك ، و أتمم نعمتك عليه و
أمته عليها ، و يعرض عليهم عمل المسيء فيقولون : اللهم ألهمه عملا صالحا ترضى
به عنه و تقربه إليك " .

-----------------------------------------------------------
[1] كذا الأصل ، و في " المجمع " : " هيهات " و المعنى واحد . قال ابن الأثير
: و هي كلمة تبعيد مبنية على الفتح ، و ناس يكسرونها ، و قد تبدل الهاء همزة
فيقال : ( أيهات ) . اهـ .

(2/362)


864 - " إن نفس المؤمن إذا قبضت تلقاها من أهل الرحمة من عباده كما يتلقون البشير من
الدنيا ، فيقولون : أنظروا صاحبكم يستريح ، فإنه قد كان في كرب شديد ، ثم
يسألونه ماذا فعل فلان ؟ و ما فعلت فلانة هل تزوجت ؟ فإذا سألوه عن الرجل قد
مات قبل فيقول : أيهات <1> قد مات ذلك قبلي ! فيقولون : إنا لله و إنا إليه
راجعون ، ذهب به إلى أمه الهاوية ، فبئست الأم و بئست المربية . و قال : و إن
أعمالكم تعرض على أقاربكم و عشائركم من أهل الآخرة ، فإن كان خيرا فرحوا و
استبشروا ، و قالوا : اللهم هذا فضلك و رحمتك ، و أتمم نعمتك عليه و أمته عليها
، و يعرض عليهم عمل المسيء فيقولون : اللهم ألهمه عملا صالحا ترضى به عنه و
تقربه إليك " .

-----------------------------------------------------------
[1] كذا الأصل ، و في " المجمع " : " هيهات " و المعنى واحد . قال ابن الأثير
: و هي كلمة تبعيد مبنية على الفتح ، و ناس يكسرونها ، و قد تبدل الهاء همزة
فيقال : ( أيهات ) . اهـ .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 254 ) :
ضعيف جدا . رواه الطبراني في " الكبير " ( 1 / 194 / 2 ) و في " الأوسط " (
1 / 72 / 1 - 2 من الجمع بينه و بين الصغير ) و عنه عبد الغني المقدسي في "
السنن " ( 198 / 1 ) عن مسلمة بن علي عن زيد بن واقد عن مكحول عن عبد الرحمن بن
سلامة عن أبي رهم السماعي عن أبي أيوب الأنصاري مرفوعا ، و قال الطبراني
: " لم يروه عن مكحول إلا زيد و هشام تفرد به مسلمة " . قلت : و هو متهم قال
الحاكم : " روى عن الأوزاعي و الزبيدي المناكير و الموضوع " . و الحديث قال
الهيثمي ( 2 / 327 ) : " رواه الطبراني في " الكبير " و " الأوسط " ، و فيه
مسلمة بن علي ، و هو ضعيف " . قلت : و رواه سلام الطويل عن ثور بن يزيد عن خالد
بن معدان عن أبي رهم به . ذكره ابن حبان في " الضعفاء " ( 1 / 336 ) في ترجمة
سلام الطويل ، و قال : " روى عن الثقات الموضوعات " . و النصف الأول من الحديث
له طريق أخرى عن عبد الرحمن بن سلامة ، بلفظ " إن نفس المؤمن إذا مات ..... " و
سندها ضعيف أيضا ، فيها محمد بن إسماعيل بن عياش ، قال أبو داود : " ليس بذاك "
. و قال أبو حاتم : " لم يسمع من أبيه شيئا " .

(2/363)


865 - " يجلسني على العرش " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 255 ) :
باطل . ذكره الذهبي في " العلو " ( 55 طبع الأنصار ) من طريقين عن أحمد بن
يونس عن سلمة الأحمر عن أشعث بن طليق عن عبد الله بن مسعود قال : بينا أنا
عند رسول الله صلى الله عليه وسلم أقرأ عليه حتى بلغت *( عسى أن يبعثك ربك
مقاما محمودا )* قال : فذكره . و قال الذهبي : " هذا حديث منكر لا يفرح به ، و
سلمة هذا متروك الحديث ، و أشعث لم يلحق ابن مسعود " . قلت : قد وجدت له طريقا
أخرى موصولا عن ابن مسعود مرفوعا نحوه ، و لا يصح أيضا كما سيأتي بيانه برقم (
5160 ) إن شاء الله تعالى . ثم ذكره الذهبي نحوه عن عبد الله بن سلام موقوفا
عليه و قال : " هذا موقوف و لا يثبت إسناده ، و إنما هذا شيء قاله مجاهد كما
سيأتي " . ثم رواه ( ص 73 ) من طريق ليث عن مجاهد نحو حديث ابن مسعود موقوفا
على مجاهد . و كذلك رواه الخلال في " أصحاب ابن منده " ( 157 / 2 ) ، ثم قال
الذهبي : " لهذا القول طرق خمسة ، و أخرجه ابن جرير في " تفسيره " ، و عمل فيه
المروزي مصنفا " ! ثم رواه ( ص 78 ) من طريق عمر بن مدرك الرازي : حدثنا مكي بن
إبراهيم عن جويبر عن الضحاك عن ابن عباس موقوفا مثله . قال : " إسناده ساقط ، و
عمر هذا متروك ، و جويبر ( سقط الخبر من الأصل و لعله . مثله ) ، و هذا مشهور
من قول مجاهد ، و يروى مرفوعا ، و هو باطل " . قلت : و مما يدل على ذلك أنه ثبت
في " الصحاح " أن المقام المحمود هو الشفاعة العامة الخاصة بنبينا صلى الله
عليه وسلم . و من العجائب التي يقف العقل تجاهها حائرا أن يفتي بعض العلماء من
المتقدمين بأثر مجاهد هذا كما ذكره الذهبي ( ص 100 - 101 و 117 - 118 ) عن غير
واحد منهم ، بل غلا بعض المحدثين فقال : لو أن حالفا حلف بالطلاق ثلاثا أن الله
يقعد محمدا صلى الله عليه وسلم على العرش و استفتاني ، لقلت له : صدقت و بررت !
قال الذهبي رحمه الله : " فأبصر - حفظك الله من الهوى - كيف آل الغلو بهذا
المحدث إلى وجوب الأخذ بأثر منكر ، و اليوم فيردن الأحاديث الصريحة في العلو
، بل يحاول بعض الطغام أن يرد قوله تعالى : *( الرحمن على العرش استوى )* " .
قلت : و إن مثل هذا الغلو لمما يحمل نفاة الصفات على التشبث بالاستمرار في
نفيها ، و الطعن بأهل السنة المثبتين لها ، و رميهم بالتشبيه و التجسيم ، و دين
الحق بين الغالي فيه و الجافي عنه ، فرحم الله امرءا آمن بما صح عن رسول الله
صلى الله عليه وسلم كهذا الحديث ، فضلا عن مثل هذا الأثر ! و بهذه المناسبة
أقول : إن مما ينكر في هذا الباب ما رواه أبو محمد الدشتي في " إثبات الحد " (
144 / 1 - 2 ) من طريق أبي العز أحمد بن عبيد الله بن كادش : أنشدنا أبو طالب
محمد بن علي الحربي : أنشدنا الإمام أبو الحسن علي بن عمر الدارقطني رحمه الله
قال : حديث الشفاعة في أحمد ، إلى أحمد المصطفى نسنده . فأما حديث إقعاده على
العرش فلا نجحده . أمروا الحديث على وجهه و لا تدخلوا فيه ما يفسده . و لا
تنكروا أنه قاعد و لا تجحدوا أنه يقعده . فهذا إسناد لا يصح ، من أجل أبي العز
هذا ، فقد أورده ابن العماد في وفيات سنة ( 526 ) من " الشذرات " ( 4 / 78 ) و
قال : " قال عبد الوهاب الأنماطي : كان مخلطا " . و أما شيخه أبو طالب و هو
العشاري فقد أورده في وفيات سنة ( 451 ) و قال ( 3 / 289 ) : " كان صالحا خيرا
عالما زاهدا " . فاعلم أن إقعاده صلى الله عليه وسلم على العرش ليس فيه إلا هذا
الحديث الباطل ، و أما قعوده تعالى على العرش فليس فيه حديث يصح ، و لا تلازم
بينه و بين الاستواء عليه كما لا يخفى . و قد وقفت فيه على حديثين ، أنا
ذاكرهما لبيان حالهما : " إن كرسيه وسع السماوات و الأرض ، و إنه يقعد عليه
، ما يفضل منه مقدار أربع أصابع - ثم قال بأصابعه فجمعها - و إن له أطيطا كأطيط
الرحل الجديد إذا ركب من ثقله " .
" يقول الله عز وجل للعلماء يوم القيامة إذا قعد على كرسيه لقضاء عباده : إني
لم أجعل علمي و حكمي فيكم إلا و أنا أريد أن أغفر لكم ، على ما كان فيكم ، و لا
أبالي " .

(2/364)


866 - " إن كرسيه وسع السماوات و الأرض ، و إنه يقعد عليه ، ما يفضل منه مقدار أربع
أصابع - ثم قال بأصابعه فجمعها - و إن له أطيطا كأطيط الرحل الجديد إذا ركب من
ثقله " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 256 ) :
منكر . رواه أبو العلاء الحسن بن أحمد الهمداني في فتياله حول الصفات ( 100
/ 1 ) من طريق الطبراني عن عبيد الله بن أبي زياد القطواني : حدثنا يحيى بن أبي
بكير : حدثنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن عبيد الله بن خليفة عن عمر بن الخطاب
قال : أتت امرأة النبي صلى الله عليه وسلم فقالت : ادع الله أن يدخلني الجنة
، فعظم الرب عز وجل ، ثم قال : فذكره . و رواه الضياء المقدسي في " المختارة "
( 1 / 59 ) من طريق الطبراني به ، و من طرق أخرى عن ابن أبي بكير به . و كذلك
رواه أبو محمد الدشتي في " كتاب إثبات الحد " ( 134 - 135 ) من طريق الطبراني و
غيره عن ابن أبي بكير به و لكنه قال : " هذا حديث صحيح ، رواته على شرط البخاري
و مسلم " . كذا قال : و هو خطأ - بين مزدوج فليس الحديث بصحيح ، و لا رواته على
شرطهما ، فإن عبد الله بن خليفة لم يوثقه غير ابن حبان ، و توثيقه لا يعتد به
كما تقدم بيانه مرارا ، و لذلك قال الذهبي في ابن خليفة هذا : " لا يكاد يعرف
" ، فأنى للحديث الصحة ؟ ! بل هو حديث منكر عندي . و مثله حديث ابن إسحاق في "
المسند " و غيره ، و في آخره : " إن عرشه لعلى سماواته و أرضه هكذا مثل القبة ،
و إنه ليئط به أطيط الرحل بالراكب " . و ابن إسحاق مدلس ، و لم يصرح بالسماع في
شيء من الطرق عنه ، و لذلك قال الذهبي في " العلو " ( ص 23 ) : " هذا حديث غريب
جدا فرد ، و ابن إسحاق حجة في المغازي إذا أسند ، و له مناكير و عجائب ، فالله
أعلم أقال النبي صلى الله عليه وسلم هذا أم لا ؟ و أما الله عز وجل فليس كمثله
شيء جل جلاله ، و تقدست أسماؤه ، و لا إله غيره . ( قال : ) . " الأطيط الواقع
بذات العرش من جنس الأطيط الحاصل في الرحل ، فذاك صفة للرحل و للعرش ، و معاذ
الله أن نعده صفة لله عز وجل . ثم لفظ الأطيط لم يأت به نص ثابت " . هذا حال
الحديث و هو الأول من حديثي القعود على العرش ، و أما الآخر فهو : " يقول الله
عز وجل للعلماء يوم القيامة إذا قعد على كرسيه لقضاء عباده : إني لم أجعل علمي
و حكمي فيكم إلا و أنا أريد أن أغفر لكم ، على ما كان فيكم ، و لا أبالي " .

(2/365)


867 - " يقول الله عز وجل للعلماء يوم القيامة إذا قعد على كرسيه لقضاء عباده : إني
لم أجعل علمي و حكمي فيكم إلا و أنا أريد أن أغفر لكم ، على ما كان فيكم ، و لا
أبالي " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 257 ) :
موضوع بهذا التمام . رواه الطبراني في " المعجم الكبير " ( 1 / 137 / 2 ) :
حدثنا أحمد بن زهير التستري ، قال : حدثنا العلاء بن مسلمة ، قال : حدثنا
إبراهيم الطالقاني ، قال : حدثنا ابن المبارك عن سفيان عن سماك بن حرب عن
ثعلبة بن الحكم مرفوعا . و رواه أبو الحسن الحربي في " جزء من حديثه " ( 35 /
2 ) : حدثنا الهيثم بن خلف : حدثنا العلاء بن مسلمة أبو مسلمة أبو سالم : حدثنا
إسماعيل بن المفضل ، قال : أخبرنا عبد الله بن المبارك به . قلت : و هذا سند
موضوع فإن مداره على العلاء بن مسلمة بن أبي سالم ، قال في " الميزان " : " قال
الأزدي : لا تحل الرواية عنه ، كان لا يبالي ما روى . و قال ابن طاهر : كان يضع
الحديث ، و قال ابن حبان : يروي الموضوعات عن الثقات " . و كذا في " التهذيب "
، فلم يوثقه أحمد و لذا قال الحافظ في " التقريب " : " متروك ، و رماه ابن حبان
بالوضع " . و قد اختلف عليه في شيخه ، فأحمد بن زهير سماه إبراهيم الطالقاني ،
و الهيثم بن خلف سماه إسماعيل بن المفضل ، و أيهما كان فإني لم أعرفهما . و مع
ظهور سقوط إسناد هذا الحديث ، فقد تتابع كثير من العلماء على توثيق رجاله و
تقوية إسناده ، و هو مما يتعجب منه العاقل البصير في دينه ، فهذا المنذري يقول
في " الترغيب " ( 1 / 60 ) : " رواه الطبراني في " الكبير " ، و رواته ثقات " .
و مثله و إن كان دونه خطأ قول الهيثمي في " المجمع " ( 1 / 26 ) : " رواه
الطبراني في " الكبير " و رجاله موثقون " . و ذلك لأن قوله " موثقون " و إن كان
فيه إشارة إلى أن في رجاله من وثق توثيقا غير معتبر مقبول ، فهو صريح بأن ثمة
من وثقه ، و قد عرفت آنفا أنه متفق على تضعيفه ! و أبعد من هذين القولين عن
الصواب قول الحافظ ابن كثير في " تفسيره " ( 3 / 141 ) : " إسناده جيد " . و
نحوه قول السيوطي في " اللآلي " ( 1 / 221 ) : " لا بأس به " ، ثم حكى قول
الهيثمي المتقدم . فهذا القول من ابن كثير و السيوطي نص في تقوية الحديث ، و
ليس كذلك قول المنذري و الهيثمي ، أما قول الهيثمي فقد عرفت وجهه ، و أما
المنذري فقوله : " رواته ثقات " غاية ما فيه الإخبار عن أن سند الحديث فيه شرط
واحد من شروط صحته ، و هو عدالة الرواة و ثقتهم ، و هذا وحده لا يستلزم الصحة ،
لأنه لابد من اجتماع شروط الصحة كلها المذكورة في تعريف الحديث الصحيح سنده عند
أهل الحديث . و الخلاصة أن الحديث موضوع بهذا السياق ، و فيه لفظة منكرة جدا و
هي قعود الله تبارك و تعالى على الكرسي ، و لا أعرف هذه اللفظة في حديث صحيح ،
و خاصة أحاديث النزول و هي كثيرة جدا بل و هي متواترة كما قطع بذلك الحافظ
الذهبي في " العلو " ( ص 53 ، 59 ) ، و ذكر أنه ألف في ذلك جزءا . و قد روي
الحديث بدون هذه اللفظة من طرق أخرى كلها ضعيفة ، و بعضها أشد ضعفا من بعض
، فلابد من ذكرها لئلا يغتر بها أحد لكثرتها فيقول : بعضها يقوي بعضا ! كيف و
قد أورد بعضها ابن الجوزي في " الموضوعات " ؟! . اهـ .

(2/366)


868 - " يبعث الله العباد يوم القيامة ، ثم يميز العلماء ، ثم يقول : يا معشر العلماء
إني لم أضع علمي فيكم إلا لعلمي بكم ، و لم أضع علمي فيكم لأعذبكم ، انطلقوا
فقد غفرت لكم " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 259 ) :

ضعيف جدا . رواه ابن عدي ( 205 / 2 ) و أبو الحسين الكلابي في " نسخة أبي
العباس طاهر التميمي " ( 5 - 6 ) و ابن عبد البر في " الجامع " ( 1 / 48 ) و
أبو المعالي عفيف الدين في " فضل العلم " ( 114 / 2 ) عن صدقة بن عبد الله عن
طلحة بن زيد عن موسى بن عبيدة عن سعيد بن أبي هند عن أبي موسى الأشعري
مرفوعا . و من هذا الوجه رواه أبو بكر الآجري في " الأربعين " ( رقم 16 ) إلا
أنه وقع فيه " يونس بن عبيد " بدل " موسى بن عبيدة " ، و لعله تصحيف . و قال
ابن عدي : " و هذا الحديث بهذا الإسناد باطل ، و إن كان الراوي عنه صدقة بن عبد
الله ضعيف ، فابن شابور ثقة و قد رواه عنه " . يعني أن طلحة بن زيد تفرد به ،
فلزمه الحديث كما قال ابن الجوزي في " الموضوعات " ( 1 / 263 ) . قلت : و طلحة
هذا متهم بالوضع ، فهو آفة الحديث ، و إن كان شيخه موسى بن عبيدة ضعيفا جدا كما
قال ابن كثير في " التفسير " ( 3 / 141 ) و الهيثمي في " المجمع " ( 1 / 127 )
، و اقتصرا على إعلاله به ، و هو قصور بين إذا علمت أن الراوي عنه متهم . و من
هذا القبيل قول الحافظ العراقي في " المغني " ( 1 / 7 ) : " سنده ضعيف " ! و
عزاه هو و الهيثمي و غيرهما للطبراني . و قد روي الحديث عن ثعلبة بن الحكم و
ابن عباس و أبي أمامة أو واثلة بن الأسقع ( هكذا على الشك ) و أبي هريرة و ابن
عمر و جابر بن عبد الله الأنصاري و الحسن البصري موقوفا عليه . أما حديث ثعلبة
فسنده ضعيف جدا بل موضوع ، و فيه زيادة منكرة ليست في جميع طرق الحديث ، و قد
تقدم الكلام عليه قبل هذا . 2 - و أما حديث ابن عباس فأخرجه العقيلي في
" الضعفاء " ( 332 ) عن عدي بن أرطاة ابن الأشعث عن أبيه عن مجالد عن الشعبي
عنه مرفوعا . و قال : " عدي حديثه غير محفوظ ، و الرواية في هذا فيها لين و ضعف
" . قلت : و هو غير عدي بن أرطاة الفزاري الشامي ، فإنه تابعي أكبر من هذا كما
صرح بذلك الحافظ . و أبوه أرطاة بن الأشعث لم أعرفه . و مجالد و هو ابن سعيد
ضعيف أيضا . 3 - و أما حديث أبي أمامة أو واثلة بن الأسقع ، فرواه ابن عدي في "
الكامل " ( 288 / 1 ) و ابن عساكر ( 12 / 219 / 1 ) عن عثمان بن عبد الرحمن
القرشي عن مكحول عن أبي أمامة أو واثلة بن الأسقع مرفوعا . و هذا سند ضعيف جدا
بل موضوع . عثمان هذا هو الوقاصي قال ابن معين : " يكذب " . و قال ابن حبان ( 2
/ 98 ) : " يروي عن الثقات الأشياء الموضوعات " . و ضعفه ابن المديني جدا . و
قال ابن عدي عقب الحديث : " منكر لم يتابعه الثقات " . أورده في ترجمة عثمان بن
عبد الرحمن الجمحي مشيرا إلى أن الحديث حديثه . و تعقبه الذهبي بأنه ليس من
حديثه و إنما هو من حديث القرشي الوقاصي . و الحديث أورده ابن الجوزي في "
الموضوعات " من رواية ابن عدي و ترجم للقرشي بما يدل على أنه ليس من حديثه و
إنما هو من حديث القرشي الوقاصي . و الحديث أورده ابن الجوزي في " الموضوعات "
من رواية ابن عدي و ترجم للقرشي بما يدل على أنه عنده الطريفي ، و ليس الجمحي ،
و لا الوقاصي ! فراجعه مع كلام ابن حبان على الطريفي ( 2 / 96 - 97 ) . و تعقبه
السيوطي في " اللآلي " ( 1 / 221 - 222 ) بالطرق الآتية و طريق ثعلبة ! و ليس
بشيء ، لشدة ضعفها كما سبق و يأتي . 4 - و أما حديث أبي هريرة فأخرجه الطبسي في
" ترغيبه " بسنده عن نصر بن أحمد البورجاني : حدثنا عبد السلام بن صالح : حدثنا
سفيان بن عيينة عن ابن جريج عن عطاء عن أبي هريرة مرفوعا . و هذا له ثلاث علل :
الأولى : عنعنة ابن جريج فإنه مدلس . الثانية : ضعف ابن صالح و هو أبو الصلت
الهروي ، و الأكثرون على تضعيفه ، بل اتهمه ابن عدي و غيره بالكذب و الوضع .
الثالثة : نصر بن أحمد البورجاني لم أجد له ترجمة ، و وقع اسمه في حديث آخر
يأتي بعد هذا بحديث : " نصر بن محمد بن الحارث " و لم أجده أيضا . الرابعة :
الاختلاف في سنده ، فقد رواه البورجاني عن أبي الصلت كما رأيت ، و خالفه يعقوب
بن يوسف المطوعي : حدثنا أبو الصلت الهروي : حدثنا عباد بن العوام عن عبد
الغفار المدني عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة به . أخرجه ابن النجار كما في
" اللآلي " . و المطوعي هذا ثقة كما قال الدارقطني ، و ترجمته في " التاريخ " (
14 / 289 ) ، و حينئذ فروايته أصح من رواية البورجاني ، و فيها عبد الغفار
المدني قال العقيلي في " الضعفاء " ( ص 263 ) : " مجهول بالنقل حديثه غير محفوظ
و لا يعرف إلا به " . ثم ساق له حديثا آخر يأتي بعد حديث . و قال الذهبي في
" الميزان " : " لا يعرف ، و كأنه أبو مريم ، فإن خبره موضوع " . و اسم أبي
مريم عبد الغفار بن القاسم الأنصاري صرح غير واحد من الأئمة بأنه كان يضع
الحديث ، و لكنه معدود في أهل الكوفة كما في " ضعفاء ابن حبان " ( 2 / 136 ) ،
و صاحب هذا الحديث مدني . 5 - و أما حديث ابن عمر فرواه ابن صرصري في " أماليه
" بسنده عن محمد بن يونس بن موسى القرشي : حدثنا حفص بن عمر بن دينار الأبلي :
حدثني سعيد بن راشد السماك : حدثني عطاء بن أبي رباح عن عبد الله بن عمر مرفوعا
. سكت عنه السيوطي مع وضوح بطلانه فإن سعيد السماك متروك ، و حفص كذاب ، و محمد
بن يونس القرشي و هو الكديمي وضاع !
6 - و أما حديث جابر فأخرجه الطبسي أيضا بسنده عن عبد القدوس : حدثنا إسماعيل
بن عياش عن أبي الزبير عن جابر . عبد القدوس هذا هو ابن حبيب الكلاعي و هو كذاب
يضع . و إسماعيل بن عياش ضعيف في روايته عن غير الشاميين ، و هذه منها . و أبو
الزبير مدلس و قد عنعنه . 7 - و أما حديث الحسن فأخرجه السهمي في " تاريخ جرجان
" ( ص 160 ) عن حماد بن زيدك عن جويبر عن أبي معاوية سهل عن الحسن قال : فذكره
. قلت : و هذا مع وقفه ففيه سهل أبو معاوية هذا و لم أعرفه ، و لعله سهل بن
معاذ بن أنس الجهني ، و هو مختلف فيه . و جويبر و هو متروك . و حماد بن زيدك
أورده السهمي و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا . و رواه ابن عساكر ( 5 / 94 / 1
) عن عبد الله بن داود قال : سمعت أبا عمر الصنعاني و هو يقول : فذكره موقوفا
عليه . و هذا مع وقفه فإنه منقطع فإن أبا عمر الصنعاني و اسمه حفص بن ميسرة
الشامي توفي سنة ( 181 ) . و مما سبق يتبين أن طرق الحديث كلها ضعيفة جدا ، لا
يصلح شيء منها لتقوية الحديث ، فلم يبعد ابن الجوزي بإيراده إياه في "
الموضوعات " . و الله أعلم . اهـ .

(2/367)


869 - " إن لله عند كل بدعة كيد بها الإسلام و أهله وليا يذب عنه و يتكلم بعلاماته ،
فاغتنموا تلك المجالس بالذب عن الضعفاء ، و توكلوا على الله و كفى بالله وكيلا
" .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 261 ) :
موضوع . رواه العقيلي في " الضعفاء " ( 263 ) : حدثنا محمد بن أيوب قال :
حدثنا عبد السلام بن صالح : حدثنا عباد بن العوام قال : حدثنا عبد الغفار
المدني عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة مرفوعا . و قال العقيلي : " عبد
الغفار مجهول بالنقل ، حديثه هذا غير محفوظ و لا يعرف إلا به " . و قال الذهبي
: " لا يعرف ، و كأنه أبو مريم فإن خبره موضوع " . يشير إلى هذا الحديث ، و أبو
مريم اسمه عبد الغفار بن القاسم الأنصاري صرح غير واحد من الأئمة بأنه كان يضع
الحديث و قال ابن حبان ( 2 / 136 ) : " كان ممن يروي المثالب في عثمان بن عفان
، و يشرب الخمر حتى يسكر ، و مع ذلك يقلب الأخبار ، لا يجوز الاحتجاج به ، تركه
أحمد و ابن معين " . و الحديث رواه أبو نعيم في " أخبار أصبهان " ( 1 / 322 ) و
الهروي في " ذم الكلام " ( 4 / 80 / 2 ) عن عبد السلام به . اهـ .

(2/368)


870 - " إن من العلم كهيئة المكنون لا يعرفه إلا العلماء بالله ، فإذا نطقوا به لم
ينكره إلا أهل الغرة بالله عز وجل " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 262 ) :
ضعيف جدا . رواه أبو عبد الرحمن السلمي في " الأربعين الصوفية " ( 8 / 2 )
و أبو عثمان النجيرمي في " الفوائد " ( 2 / 7 / 2 ) عن نصر بن محمد بن الحارث :
حدثنا عبد السلام بن صالح : حدثنا سفيان بن عيينة عن ابن جريج عن عطاء عن أبي
هريرة مرفوعا . و من طريق السلمي رواه الديلمي في " مسند الفردوس " كما في "
ذيل ثبت الشيخ إبراهيم الكوراني " ( 12 / 1 ) و رواه الطبسي عن نصر بن محمد به
كما في " اللآلي " ( 1 / 221 ) . قلت : و هذا سند ضعيف جدا ، و له ثلاثة علل
تقدم بيانها في الحديث الذي قبله بحديث ، رقم الشاهد ( 4 ) . و قد أشار لضعفه
المنذري في " الترغيب " ( 1 / 62 ) و صرح بتضعيفه الحافظ العراقي في " تخريج
الإحياء " ( 1 / 35 طبع لجنة نشر الثقافة الإسلامية ) . اهـ .

(2/369)


871 - " يا أيها الناس قد أظلكم شهر عظيم ، شهر فيه ليلة خير من ألف شهر ، جعل الله
صيامه فريضة ، و قيام ليله تطوعا ، من تقرب فيه بخصلة من الخير كان كمن أدى
فريضة فيما سواه ، و من أدى فيه فريضة كان كمن أدى سبعين فريضة فيما سواه ، و
هو شهر الصبر ، و الصبر ثوابه الجنة ، و شهر المواساة ، و شهر يزاد فيه في رزق
المؤمن ، و من فطر فيه صائما كان مغفرة لذنوبه ، و عتق رقبته من النار ، و كان
له مثل أجره من غير أن ينتقص من أجره شيء . قالوا : يا رسول الله ، ليس كلنا
يجد ما يفطر الصائم ، قال : يعطي الله هذا الثواب من فطر صائما على مذقة لبن ،
أو تمرة ، أو شربة من ماء ، و من أشبع <1> صائما سقاه الله من الحوض شربة لا
يظمأ حتى يدخل الجنة ، و هو شهر أوله رحمة ، و وسطه مغفرة ، و آخره عتق من
النار ، فاستكثروا فيه من أربع خصال ، خصلتان ترضون بهما ربكم ، و خصلتان لا
غنى بكم عنهما ، أما الخصلتان اللتان ترضون بهما ربكم فشهادة أن لا إله إلا
الله ، و تستغفرونه ، و أما الخصلتان اللتان لا غنى بكم عنهما ، فتسألون الجنة
، و تعوذون من النار " .

-----------------------------------------------------------
[1] وقع في " الترغيب " ( 2 / 67 ) برواية أبي الشيخ : " و من سقى صائما " و
الصواب ما أثبتنا كما جزم بذلك الناجي ، انظر " التعليق الرغيب " . اهـ .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 263 ) :

منكر . رواه المحاملي في " الأمالي " ( ج 5 رقم 50 ) و ابن خزيمة في "
صحيحه " ( 1887 ) و قال : " إن صح " ، و الواحدي في " الوسيط " ( 1 / 640 / 1 -
2 ) و السياق له عن علي بن زيد بن جدعان عن سعيد بن المسيب عن سلمان الفارسي
قال : خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم آخر يوم من شعبان فقال : فذكره .
قلت : و هذا سند ضعيف من أجل علي بن زيد بن جدعان ، فإنه ضعيف كما قال أحمد و
غيره ، و بين السبب الإمام ابن خزيمة فقال : " لا أحتج به لسوء حفظه " . و لذلك
لما روى هذا الحديث في صحيحه قرنه بقوله : " إن صح الخبر " . و أقره المنذري في
" الترغيب " ( 2 / 67 ) و قال : إن البيهقي رواه من طريقه . قلت : و في إخراج
ابن خزيمة لمثل هذا الحديث في " صحيحه " إشارة قوية إلى أنه قد يورد فيه ما ليس
صحيحا عنده منبها عليه ، و قد جهل هذه الحقيقة بعض من ألف في " نصرة الخلفاء
الراشدين و الصحابة " ، و فيهم من وصفوه على ظهر الغلاف بقولهم : " و خرج
أحاديثها العالم الفاضل المحقق خادم الحديث الشريف ..... " فقالوا ( ص 34 القسم
الثاني ) : " رواه ابن خزيمة في صحيحه ، و صححه " ! و هذا يقال فيما إذا لم
يقفوا على كلمة ابن خزيمة عقب الحديث ، أما إذا كانوا قد وقفوا عليها ، فهو كذب
مكشوف على ابن خزيمة ! و ليس هذا بالغريب منهم فرسالتهم هذه كسابقتها محشوة
بالبهت و الافتراء الذي لا حدود له ، مما يعد الاشتغال بالرد عليهم إضاعة للوقت
مع أناس لا ينفع فيهم التذكير ! و حسبنا على ذلك مثال واحد قالوا ( ص د ) : "
فهو يعترف من جديد بصحة رواية صلاة التراويح بعشرين ركعة الثابتة من فعل عمر
رضي الله عنه و جمع الناس عليها بعد أن كان ينكرها ، فها هو يقول في صفحة ( 259
من رسالته الثانية من تسديد الإصابة " : " و حمل فعل عمر رضي الله عنه على
موافقة سنته صلى الله عليه وسلم أولى من حمله على مخالفتها " . فإذا رجع
القاريء إلى قولنا هذا وجده مقولا في ترجيح رواية الثمان على العشرين هذا
الترجيح الذي ألفت الرسالة كلها من أجله ، و مع ذلك يجهرون بقولهم أنني اعترفت
من جديد بصحة العشرين ! و صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال : " إذا لم
تستح فاصنع ما شئت " . و لقد أصدروا رسالتهم هذه الثانية في هذا الشهر المبارك
الذي قال فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من لم يدع قول الزور و العمل به
فليس لله حاجة في أن يدع طعامه و شرابه " ! رواه البخاري و غيره <1> ثم إن
الحديث قال ابن أبي حاتم في " العلل " ( 1 / 249 ) عن أبيه أنه : " حديث منكر
" . اهـ .
-----------------------------------------------------------
[1] و هو مخرج في " صحيح أبي داود " ( 2045 ) . اهـ .

(2/370)


872 - " لا تقولوا قوس قزح ، فإن قزح شيطان ، و لكن قولوا : قوس الله عز وجل ، فهو
أمان لأهل الأرض من الغرق " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 264 ) :

موضوع . أخرجه أبو نعيم ( 2 / 309 ) و الخطيب ( 8 / 452 ) من طريق زكريا بن
حكيم الحبطي عن أبي رجاء العطاردي عن ابن عباس مرفوعا . و قال أبو نعيم :
" غريب من حديث أبي رجاء ، لم يرفعه فيما أعلم إلا زكريا بن حكيم " . قلت : و
في ترجمته ساقه الخطيب ثم عقبه بقول ابن معين فيه و كذا النسائي : " ليس بثقة "
. و قال ابن حبان ( 1 / 311 ) : " يروي عن الأثبات ما لا يشبه أحاديثهم ، حتى
يسبق إلى القلب أنه المتعمد لها " . و الحديث أورده ابن الجوزي في " الموضوعات
" ( 1 / 144 ) من رواية الخطيب ثم قال : " لم يرفعه غير زكريا ، قال فيه يحيى و
النسائي : ليس بثقة ، قال أحمد : ليس بشيء ، قال ابن المديني : هالك " . و
تعقبه السيوطي في " اللآلي " فقال ( 1 / 87 ) : " قلت : أخرجه أبو نعيم في
" الحلية " ، قال النووي في " الأذكار " : يكره أن يقال : قوس قزح ، و استدل
بهذا الحديث ، و هذا يدل على أنه غير موضوع " . قلت : و هذا تعقب يغني حكايته
عن رده ! لأن الحديث في " الحلية " من هذه الطريق التي فيها ذلك الهالك المتفق
على تضعيفه ، فمثله لا يكون حديثه إلا ضعيفا جدا ، فكيف يستدل به على حكم شرعي
و هو الكراهة ؟! بل لا يجوز الاستدلال به عليه و لو فرض أنه ضعيف فقط ، أي ليس
موضوعا و لا ضعيفا جدا ، لأن الأحكام الشرعية لا تثبت بالحديث الضعيف اتفاقا .
و ما أرى النووي رحمه الله تعالى أتي إلا من قبل تلك القاعدة الخاطئة التي تقول
: " يعمل بالحديث الضعيف في فضائل الأعمال " ! و هي قاعدة غير صحيحة كما أثبت
ذلك في مقدمة كتابنا " تمام المنة في التعليق على فقه السنة " ، و لعله يطبع
قريبا إن شاء الله تعالى ، فإنه - أعني النووي - ظن أن الحديث ضعيف فقط ! و هو
أشد من ذلك كما رأيت . و الله المستعان . و من مساويء هذه القاعدة المزعومة
إثبات أحكام شرعية بأحاديث ضعيفة ، و الأمثلة على ذلك كثيرة جدا و حسبك منها
الآن هذا الحديث ، بل إن بعضهم يثبت ذلك بأحاديث موضوعة اعتمادا منه على تضعيف
مطلق للحديث من بعض الأئمة ، بينما هو في الحقيقة موضوع ، و لا ينافي القول به
الاطلاق المذكور . و هذا باب واسع لا مجال لتفصيل الكلام فيه في هذا المكان .
هذا و يغلب على الظن أن أصل الحديث موقوف ، تعمد رفعه ذلك الهالك ، أو على
الأقل المتقدم عن ابن عباس موقوفا عليه ، و قد رواه الطبراني في " المعجم
الكبير " ( 3 / 85 - 86 ) من طريق أخرى عنه موقوفا عليه مختصرا بلفظ : " إن
القوس أمان لأهل الأرض من الغرق " . و رجاله كلهم ثقات ، و قال الحافظ ابن كثير
في " البداية " ( 1 / 38 ) : " إسناده صحيح " . و فيه عندي نظر لأن في سنده
عارما أبا النعمان و اسمه محمد بن الفضل و كان تغير بل اختلط في آخر عمره . و
يؤيده أيضا أن ابن وهب رواه في " الجامع " ( ص 8 ) و الضياء المقدسي في "
الأحاديث المختارة " ( 1 / 176 - 177 ) من حديث علي موقوفا عليه أيضا . ثم رواه
ابن وهب عن القاسم بن عبد الرحمن من قوله . و إذا ثبت أن الحديث موقوف
، فالظاهر حينئذ أنه من الإسرائيليات التي تلقاها بعض الصحابة عن أهل الكتاب ،
و موقف المؤمن تجاهها معروف ، و هو عدم التصديق و لا التكذيب ، إلا إذا خالفت
شرعا أو عقلا . و الله أعلم . اهـ .

(2/371)


873 - " إن من الجفاء أن يمسح الرجل جبينه قبل أن يفرغ من صلاته ، و أن يصلي لا يبالي
من إمامه ؟ و أن يأكل مع رجل ليس من أهل دينه ، و لا من أهل الكتاب في إناء
واحد " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 265 ) :
ضعيف جدا . رواه تمام ( ج 29 ) و ابن عساكر ( 2 / 236 / 2 ) عن أبي عبد
الله نجيح بن إبراهيم النخعي : أخبرنا معمر بن بكار : حدثني عثمان بن عبد
الرحمن عن عطاء بن أبي رباح عن ابن عباس مرفوعا . قلت : و هذا سند ضعيف جدا
، بل موضوع ، عثمان بن عبد الرحمن هو الوقاصي متهم ، قال البخاري : " سكتوا عنه
" . و قال ابن حبان ( 2 / 99 ) : " كان يروي عن الثقات الموضوعات لا يجوز
الاحتجاج به " . ثم ساق له الطرف الأول من الحديث نحوه . و معمر بن بكار ، قال
العقيلي : " في حديثه وهم ، و لا يتابع على أكثره " . و أما ابن حبان فذكره في
" الثقات " ! و نجيح بن إبراهيم النخعي قال مسلمة بن قاسم : " ضعيف " . و أما
ابن حبان فذكره في " الثقات " أيضا ! و الشطر الأول من الحديث أخرجه ابن ماجه (
رقم 964 ) عن هارون بن عبد الله بن الهدير التيمي عن الأعرج عن أبي هريرة
مرفوعا . قلت : و هذا سند ضعيف من أجل ابن الهدير هذا و اسمه هارون بن هارون بن
عبد الله . قال البخاري : " لا يتابع في حديثه " . و قال النسائي : " ضعيف " .
و قال ابن حبان : " يروي الموضوعات عن الأثبات ، لا يجوز الاحتجاج به " . و قال
البوصيري في " الزوائد " : " اتفقوا على ضعف هارون " . و نقل المناوي عن مغلطاي
أنه قال : " حديث ضعيف ، لضعف هارون " .

(2/372)


874 - " أصلحوا دنياكم ، و اعملوا لآخرتكم ، كأنكم تموتون غدا " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 266 ) :
ضعيف جدا . رواه القضاعي ( 60 / 2 ) عن مقدام بن داود قال : أخبرنا علي بن
معبد قال : أخبرنا عيسى بن واقد الحنفي عن سليمان بن أرقم عن الزهري عن أبي
هريرة مرفوعا . قلت : و هذا سند ضعيف جدا ، سليمان بن أرقم و مقدام بن داود
ضعيفان جدا . و عيسى بن واقد لم أعرفه . و الحديث عزاه السيوطي في " الجامع
الصغير " للديلمي في " مسند الفردوس " عن أنس . و تبعه نجم الدين الغزي في
" حسن التنبه فيما ورد في التشبه " ( 8 / 70 ) و قال المناوي : " و فيه زاهر بن
طاهر الشحامي ، قال في " الميزان " كان يخل بالصلوات فترك الرواية عنه جمع . و
راويه عن أنس مجهول " . ثم رأيته في " مختصر الديلمي " للحافظ ابن حجر ( 1 / 1
/ 27 ) من طريق زاهر بن أحمد : حدثنا البغوي : حدثنا زهير بن حرب عن رجل عن
قتادة عن أنس . فالراوي عن قتادة هو المجهول ، و ليس راويه عن أنس ! قلت : و
هذا الحديث نحو الحديث المتقدم بلفظ " اعمل لدنياك كأنك تعيش أبدا ... " . (
رقم 7 ) . و إنما قلت : " نحو " لأن هذا أقل إغراقا في الحض على العمل للدنيا
من ذاك ، بل هذا لا تأباه الشريعة ، و أما ذاك فلا أعتقد أن في الشرع هذه
المبالغة في الحض على السعي للدنيا ، بل الأحاديث متضافرة على الترغيب في
التفرغ للعبادة ، و عدم الانهماك في الدنيا ، كقوله صلى الله عليه وسلم " ما قل
و كفى خير مما كثر و ألهى " . فراجع لهذا الموضوع " الترغيب و الترهيب " ( 4 /
81 - 83 ) للمنذري .

(2/373)


875 - " لو أن الدنيا كلها بحذافيرها بيد رجل من أمتي ثم قال : الحمد لله ، لكانت
الحمد لله أفضل من ذلك كله " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 267 ) :

موضوع . رواه ابن عساكر ( 15 / 276 / 2 ) عن أبي المفضل محمد بن عبد الله
بن محمد بن همام بن المطلب الشيباني : حدثني محمد بن عبد الحي بن سويد الحربي
الحافظ : أخبرنا زريق : أخبرنا عمران بن موسى الجنديسابوري - نزل بردعة - :
أخبرنا سورة بن زهير العامري - من أهل البصرة - حدثني هشيم عن الزبير بن عدي عن
أنس بن مالك مرفوعا . و هذا موضوع ، آفته أبو المفضل هذا ، قال الخطيب ( 5
/ 466 - 467 ) : " كان يروي غرائب الحديث و سؤالات الشيوخ فكتب الناس عنه ،
بانتخاب الدارقطني ، ثم بان كذبه فمزقوا حديثه ، و أبطلوا روايته ، و كان بعد
يضع الأحاديث للرافضة . قال حمزة محمد بن طاهر الدقاق : كان يضع الحديث ، و كان
له سمت و وقار ! و قال لي الأزهري : كان أبو المفضل دجالا كذابا " ، و رواه ابن
عساكر عنه في ترجمة أبي المفضل هذا . و من بينه و بين هشيم لم أعرفهم غير زريق
، و الظاهر أنه ابن محمد الكوفي . روى عن حماد بن زيد . قال الذهبي : " ضعفه
الأمير ابن ماكولا " . و الحديث أورده السيوطي في " الجامع " من رواية ابن
عساكر هذه ، و هذا مما يؤكد إخلاله بشرطه الذي نص عليه في أول الكتاب ، و هو
أنه صانه عما تفرد به كذاب أو وضاع ، فإن هذا الحديث إنما ساقه ابن عساكر في
ترجمة أبي المفضل هذا و قد سمعت ما قالوا فيه ، فهذا يؤيد تساهل السيوطي عفا
الله عنه ، فإنه لم تخف عليه هذه الترجمة ، و مع ذلك أخرج لصاحبها هذا الحديث !
و أما المناوي فبيض له ! فكأنه لم يقف على إسناده ! و قد روى الحديث بإسناد آخر
نحوه و هو : " لو أن الدنيا كلها بيضة واحدة فأكلها المسلم أو قال : حساها ، ثم
قال : الحمد لله ، كان الحمد لله أفضل من ذلك " .

(2/374)


876 - " لو أن الدنيا كلها بيضة واحدة فأكلها المسلم أو قال : حساها ، ثم قال : الحمد
لله ، كان الحمد لله أفضل من ذلك " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 267 ) :

ضعيف . رواه أبو محمد السراج القاريء في " منتخب الفوائد " ( 4 / 117 / 1 -
2 ) عن محمد بن أحمد القرشي أبي عبد الله قال : حدثنا علي بن غراب الكوفي قال
: حدثنا جعفر بن غياث عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده عن جابر - كذا قال -
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكره . و قال : " هذا الحديث غريب جدا من
حديث جعفر بن محمد عن أبيه ، و من رواية حفص بن غياث ، لا أعلم روي إلا من هذا
الوجه " . قلت : و هذا سند ضعيف و رجاله ثقات غير محمد بن أحمد القرشي ضعفه
الدارقطني ، و هو محمد بن أحمد بن أنس القرشي النيسابوري و قال الحافظ في
" اللسان " : " قرأت بخط الحسيني أن الذهبي اتهمه بالوضع " .

(2/375)


877 - " أولاد الزنا يحشرون يوم القيامة على صورة القردة و الخنازير " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 268 ) :
منكر . رواه العقيلي في " الضعفاء " ( 139 ) عن زيد بن عياض عن عيسى بن
حطان الرقاشي عن عبد الله بن عمرو مرفوعا . و قال : " لا يحفظ من وجه يثبت
" . ثم روى عن سلام بن أبي مطيع قال : حدث رجل أيوب يوما حديثا ، فأنكره أيوب
، فقال أيوب : من حدثك بهذا ؟ قال : محمد بن واسع . قال : بخ ، ثقة . قال : عن
من ؟ قال : عن زيد بن عياض : قال لا تزده " . و للحديث علة أخرى و هي الرقاشي
هذا ، فهو و إن ذكره ابن حبان في " الثقات " ( 1 / 162 ) فقد قال ابن عبد البر
: " ليس ممن يحتج بحديثه " . و الحديث عندي ظاهر النكارة مخالف لأصل إسلامي
عظيم و هو قوله تبارك و تعالى : *( لا تزر وازرة وزر أخرى )* . فما ذنب أولاد
الزنا حتى يحشروا على صورة القردة و الخنازير ؟! و رحم الله من قال :
غيري جنى و أنا المعذب فيكم فكأنني سبابة المتندم ! و الحديث أورده ابن الجوزي
في " الموضوعات " من طريق العقيلي هذه ، و قال ( 3 / 109 ) : " موضوع لا أصل له
" . و وافقه السيوطي في " اللآلي " ( 1971 ) . و أما ابن عراق في " تنزيه
الشريعة " ( 310 / 1 ) فقد تعقبهما بقوله : " لم أر من اتهمهما بكذب و وضع ، و
قال الذهبي في زيد بن عياض : قلت : كأن أيوب رحمه الله يغمز من زيد بن عياض ،
فيقول للرجل حينما ذكره : " لا تزده " . أي لا تزد في ذكر من فوقه من الإسناد
لأنه سقط ما دام أنه من طريق ابن عياض ذكره ابن أبي حاتم مختصرا و لم يضعفه ، و
الله أعلم " . قلت : و كأنه ذهل عن الأصل القرآني العظيم الذي ذكرناه ، و الله
أعلم .

(2/376)


878 - " لتفتحن القسطنطينية ، و لنعم الأمير أميرها ، و لنعم الجيش ذلك الجيش " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 268 ) :
ضعيف . رواه أحمد و ابنه في زوائده ( 4 / 235 ) و ابن أبي خيثمة في "
التاريخ " ( 2 / 10 / 101 - مخطوطة الرباط ) و البخاري في " التاريخ الصغير " (
ص 139 ) و الطبراني في " الكبير " ( ج 1 / 119 / 2 ) و ابن قانع في " المعجم "
( ق 15 / 2 ) و الحاكم ( 4 / 422 ) و الخطيب في " التلخيص " ( ق 91 / 1 ) و ابن
عساكر ( 16 / 223 / 2 ) عن زيد بن الحباب قال : حدثني الوليد بن المغيرة :
حدثني عبد الله بن بشر الغنوي : حدثني أبي قال : سمعت رسول الله صلى الله
عليه و على آله و سلم يقول : ( فذكره ) ، قال عبد الله : فدعاني مسلمة ابن عبد
الملك فسألني عن هذا الحديث ؟ فحدثته ، فغزا القسطنطينية . و قال الحاكم : "
صحيح الإسناد " . و وافقه الذهبي ، و قال الخطيب : " تفرد به زيد بن الحباب " .
قلت : و هو ثقة إلا في حديثه عن الثوري ففيه ضعف ، و ليس هذا منه ، و في "
التقريب " : " صدوق يخطيء في حديث الثوري " و عبد الله بن بشر الغنوي لم أجد من
ترجمه ، و إنما ترجموا لسميه " عبد الله بن بشر الخثعمي " ، و هذا أورده ابن
حبان في " ثقات أتباع التابعين " و قال ( 2 / 150 ) : " من أهل الكوفة ، يروي
عن أبي زرعة بن عمرو بن جرير روى عنه شعبة و الثوري " . و أخرج له الترمذي و
النسائي . فهو متأخر عن الغنوي هذا فليس به ، و من الغريب أن الإمام أحمد أورد
الحديث في مسند " بشر بن سحيم " مشيرا بذلك إلى أنه بشر الغنوي في هذا الحديث ،
و لم أجد من وافقه على ذلك و الله أعلم . و كذلك وقع في روايته " عبد الله بن
بشر الخثعمي " بينما وقع عند الآخرين " الغنوي " . ثم رجعت إلى " تعجيل المنفعة
" للحافظ ابن حجر فرأيته ترجم لعبد الله بن بشر الغنوي هذا ترجمة طويلة و ذكر
الاختلاف في نسبه و في اسمه أيضا ، و حكى أقوال المحدثين في ذلك ثم جنح إلى أنه
غير الخثعمي الثقة الذي أخرج له الترمذي و النسائي ، و أنه وثقه ابن حبان وحده
، و الله أعلم . و جملة القول أن الحديث لم يصح عندي لعدم الاطمئنان إلى توثيق
ابن حبان للغنوي هذا ، و هو غير الخثعمي كما مال إليه العسقلاني ، و الله أعلم
.

(2/377)


879 - " ليس على النساء أذان و لا إقامة و لا جمعة و لا اغتسال جمعة و لا تقدمهن
امرأة و لكن تقوم في وسطهن " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 269 ) :
موضوع . رواه ابن عدي في " الكامل " ( 65 / 1 ) و ابن عساكر ( 16 / 159 / 2
) عن الحكم عن القاسم عن أسماء ( يعني بنت يزيد ) ، مرفوعا . و قال ابن عدي
بعد أن ساق أحاديث أخرى للحكم هذا و هو ابن عبد الله بن سعد الأيلي : " أحاديثه
كلها موضوعة ، و ما هو منها معروف المتن فهو باطل بهذا الإسناد ، و ما أمليت
للحكم عن القاسم بن محمد و الزهري و غيرهم كلها مما لا يتابعه الثقات عليه ، و
ضعفه بين على حديثه " . و قال أحمد : " أحاديثه كلها موضوعة " . و قال السعدي و
أبو حاتم : " كذاب " . و قال النسائي و الدارقطني و جماعة : " متروك الحديث " .
كما في " الميزان " ثم ساق له أحاديث هذا منها . و الحديث رواه البيهقي في
" السنن الكبرى " ( 1 / 408 ) من طريق ابن عدي ، ثم قال عقبه : " هكذا رواه
الحكم بن عبد الله الأيلي ، و هو ضعيف ، و رويناه في الأذان و الإقامة عن أنس
بن مالك موقوفا و مرفوعا ، و رفعه ضعيف ، و هو قول الحسن و ابن المسيب و ابن
سيرين و النخعي " . ( تنبيه ) : أخطأ في هذا الحديث عالمان جليلان : أحدهما أبو
الفرج ابن الجوزي فإنه قال في " التحقيق " ( 79 / 1 ) : " و قد حكى أصحابنا أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " ليس على النساء أذان و لا إقامة " . و
هذا لا نعرفه مرفوعا ، إنما رواه سعيد بن منصور عن الحسن و إبراهيم و الشعبي و
سليمان بن يسار ، و حكى عن عطاء أنه قال : يقمن " . قلت : فلم يعرفه ابن الجوزي
مرفوعا ، و قد روي كذلك كما سبق . و الآخر الشيخ سليمان بن عبد الله حفيد
الإمام محمد بن عبد الوهاب رحمهم الله تعالى فقال الشيخ سليمان في حاشيته على "
المقنع " ( 1 / 96 ) : " رواه البخاري عن أسماء بنت يزيد " ! و هذا خطأ فاحش لا
أدري منشأه ، و هو الذي حملني على تحقيق القول في هذا الحديث و نشره على الناس
، و خاصة إخواننا النجديين ، خشية أن يغتروا بهذا القول ثقة منهم بالشيخ رحمه
الله تعالى ، و العصمة لله وحده . ثم تبين أن البخاري محرف من " النجاد " فقد
عزاه إليه بعض الحنابلة كما حدثني أحد أساتذة الجامعة الإسلامية في المدينة في
( 17 / 9 / 1381 ) . و " النجاد " هذا أحد محدثي فقهاء الحنابلة و حفاظهم ، و
اسمه أحمد بن سلمان بن الحسن أبو بكر الفقيه ، ولد سنة 253 ، و توفي سنة 348 .
ثم إن الحديث أخرج الشطر الأول منه عبد الرزاق في " المصنف " ( 5022 ) و
البيهقي من طريق عبد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر أنه قال : فذكره موقوفا .
و هذا سند ضعيف مع وقفه ، فإن عبد الله بن عمر هذا هو العمري المكبر و هو ضعيف
. و أما قول الشوكاني في " النيل " ( 2 / 27 ) : " إسناد صحيح " فليس بصحيح . و
لعله توهم أن العمري هذا هو المصغر ، فإن ثقة و ليس به ، فإن اسمه عبيد الله ،
على أنه أوهم أن الحديث مرفوع عن ابن عمر ، و ليس كذلك كما عرفت . و قد روي عن
ابن عمر خلافه ، فقال أبو داود في " مسائله " ( 29 ) : " سمعت أحمد سئل عن
المرأة تؤذن و تقيم ؟ قال : سئل ابن عمر عن المرأة تؤذن و تقيم ؟ قال : أنا
أنهى عن ذكر الله عز وجل ؟! أنا أنهى عن ذكر الله عز وجل ؟! استفهام " . و هذا
أولى من الذي قبله و إن كنت لم أقف على إسناده ، و غالب الظن أنه لو لم يكن
ثابتا عند أحمد لما احتج به . ثم صدق ظني ، فقد وجدت الأثر المذكور أخرجه ابن
أبي شيبة في " مصنفه " ( 1 / 223 ) بسند جيد عن ابن عمر ، و يؤيده ، ما عند
البيهقي عن ليث عن عطاء عن عائشة أنها كانت تؤذن و تقيم ، و تؤم النساء و تقوم
وسطهن . و رواه عبد الرزاق و ابن أبي شيبة مختصرا . و ليث هو ابن أبي سليم ، و
هو ضعيف . ثم روى البيهقي عن عمرو بن أبي سلمة قال : سألت ابن ثوبان : هل على
النساء إقامة ؟ فحدثني أن أباه حدثه قال : سألت مكحولا ؟ فقال : إذا أذن فأقمن
فذلك أفضل ، و إن لم يزدن على الإقامة أجزأت عنهن ، قال ابن ثوبان : و إن لم
يقمن فإن الزهري حدث عن عروة عن عائشة قالت : " كنا نصلي بغير إقامة " . قلت :
و ابن ثوبان هو عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان العنسي الدمشقي و ليس هو محمد بن
عبد الرحمن بن ثوبان كما ذكر المعلق على " سنن البيهقي " ، و هو العامري المدني
، فإن هذا العامري متقدم على العنسي هذا من التابعين ، و العنسي من أتباع
التابعين ، و هو حسن الحديث ، و بقية الرجال ثقات ، فالسند حسن ، و قد جمع
البيهقي بين هذا و بين رواية ليث المقدمة بقوله : " و هذا إن صح مع الأول ، فلا
يتنافيان ، لجواز أنها فعلت ذلك مرة ، و تركته أخرى لبيان الجواز ، و الله أعلم
. و يذكر عن جابر بن عبد الله أنه قيل له : أتقيم المرأة ؟ قال : نعم " . و
الحق في هذه المسألة ما قاله أبو الطيب صديق خان في " الروضة الندية " ( 1 / 79
) : " ثم الظاهر أن النساء كالرجال لأنهن شقائقهن ، و الأمر لهم أمر لهن ، و لم
يرد ما ينتهض للحجة في عدم الوجوب عليهن ، فإن الوارد في ذلك في أسانيده
متروكون لا يحل الاحتجاج بهم ، فإن ورد دليل يصلح لإخراجهن فذاك ، و إلا فهن
كالرجال " .

(2/378)


880 - " لم يتكلم في المهد إلا ثلاثة : عيسى ابن مريم ، و شاهد يوسف ، و صاحب جريج ،
و ابن ماشطة بنت فرعون " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 271 ) :
باطل بهذا اللفظ . رواه الحاكم في " المستدرك " ( 2 / 295 ) : حدثنا أبو
الطيب محمد بن محمد الشعيري : حدثنا السري بن خزيمة : حدثنا مسلم بن إبراهيم :
حدثنا جرير بن حازم : حدثنا محمد بن سيرين عن أبي هريرة مرفوعا - و قال :
" هذا حديث صحيح على شرط الشيخين " ! و وافقه الذهبي و هو عجب ، فإن السري بن
خزيمة لم أجد له ترجمة ، و كذلك محمد بن محمد الشعيري لم أجده إلا أن يكون ،
هو الذي أورده السمعاني في " الأنساب " : محمد بن جعفر الشعيري ، قال ( 335 / 2
) : " حدث عن عثمان بن صالح الخياط ، روى عنه علي بن هارون الحربي " . و لم
يذكر فيه جرحا و لا تعديلا . و هذا الحديث بهذا الإسناد باطل عندي ، و ذلك
لأمرين : الأول : أنه حصر المتكلمين في المهد في ثلاثة ، ثم عند التفصيل ذكرهم
أربعة ! و الثاني : أن الحديث رواه البخاري في " صحيحه - أحاديث الأنبياء " من
الطريق التي عند الحاكم فقال : حدثنا مسلم بن إبراهيم بسنده عند الحاكم تماما
إلا أنه خالفه في اللفظ فقال : " لم يتكلم في المهد إلا ثلاثة : عيسى ، و كان
في بني إسرائيل رجل يقال له جريج ( قلت فذكر قصته و فيها : ثم أتى الغلام فقال
: من أبوك يا غلام ؟ فقال : الراعي ، ثم قال : ) و كانت امرأة ترضع ابنا لها من
بني إسرائيل فمر بها رجل راكب ذو شارة ، فقالت : " اللهم اجعل ابني مثله ، فترك
ثديها فأقبل على الراكب ، فقال : اللهم لا تجعلني مثله " . الحديث . و أخرجه
مسلم أيضا ( 8 / 4 - 5 ) من طريق يزيد بن هارون : أخبرنا جرير بن حازم به و
رواه أحمد ( 2 / 307 - 308 ) من طريقين آخرين عن جرير به . و الظاهر أن أصل
حديث الترجمة موقوف ، فقد أخرجه ابن جرير في " تفسيره " ( 12 / 115 ) : حدثنا
ابن وكيع : قال : حدثنا العلاء بن عبد الجبار عن حماد بن سلمة عن عطاء بن
السائب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال : " تكلم أربعة في المهد و هم صغار
..... " . قلت : فذكرهم كما في رواية الحاكم الباطلة ! و رجال هذا الموقوف
موثقون و لكن فيه علتان : الأولى : عطاء بن السائب ، فإنه كان قد اختلط ، و
حماد بن سلمة روى عنه قبل الاختلاط و بعده ، خلافا لمن يظن خلافه من المعاصرين
! الثانية : ابن وكيع هذا و هو سفيان ، قال الحافظ : " كان صدوقا إلا أنه ابتلي
بوراقه ، فأدخل عليه ما ليس من حديثه ، فنصح فلم يقبل ، فسقط حديثه " . قلت
: لكنه لم يتفرد به ، فقال ابن جرير : " حدثنا الحسن بن محمد قال : أخبرنا عفان
قال : حدثنا حماد قال : أخبرني عطاء بن السائب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس عن
النبي صلى الله عليه وسلم قال : " تكلم أربعة و هم صغار ، فذكر فيهم شاهد يوسف
" . قلت : و أخرجه الحاكم ( 2 / 496 - 497 ) من طريق أخرى عن عفان به و قال :
" صحيح الإسناد " ! و وافقه الذهبي مع أنه قال في عطاء في " الضعفاء " ( 187 /
2 ) : " مختلف فيه ، من سمع منه قديما فهو صحيح " . و قد علمت مما سبق أن حماد
بن سلمة سمع منه في اختلاطه أيضا ، و لا يمكن تمييز ما سمعه في هذا الحال عن ما
سمعه قبلها ، فلذا يتوقف عن تصحيح روايته عنه . ثم إن السيوطي قد أورد حديث أبي
هريرة من طريق الحاكم في " الجامع الصغير " بلفظ : " لم يتكلم في المهد إلا
عيسى ابن مريم ... " فحذف منه كما ترى لفظة " ثلاثة " لمعارضتها للتفصيل
المذكور في الحديث عقبها كما سبق بيانه ، و هذا تصرف من السيوطي غير جيد عندي ،
بل الواجب إبقاء الرواية كما هي ، مع التنبيه على ما فيها من التناقض ، فلربما
دل هذا التناقض على ضعف أحد رواة الحديث كما فعلنا نحن حيث بينا أن الحديث في
" البخاري " من الطريق التي أخرجها الحاكم بغير هذا اللفظ . هذا ، و لم أجد في
حديث صحيح ما ينافي هذا الحصر الوارد في حديث الصحيحين إلا ما قصة غلام الأخدود
ففيها أنه قال لأمه : " يا أمه اصبري فإنك على الحق " رواه أحمد ( 6 / 17 - 18
) من حديث صهيب مرفوعا بسند صحيح على شرط مسلم . و فيه عنده زيادة أن أمه كانت
ترضعه ، و القصة عند مسلم أيضا ( 8 / 231 ) دون هذه الزيادة ، و قد عزاها
الحافظ في " الفتح " ( 6 / 371 ) لمسلم ، و هو وهم إن لم تكن ثابتة في بعض نسخ
مسلم . و قد جمع بين هذا الحديث و حديث الصحيحين بأن حمل هذا على أنه لم يكن في
المهد . و الله أعلم . و من تخاليط عطاء بن السائب أنه جعل قول هذا الغلام : "
اصبري ..... " من كلام ابن ماشطة بنت فرعون ! و سيأتي في لفظ : " لما أسري بي
........ " . ثم إن ظاهر القرآن في قصة الشاهد أنه كان رجلا لا صبيا في المهد ،
إذ لو كان طفلا لكان مجرد قوله إنها كاذبة كافيا و برهانا قاطعا ، لأنه من
المعجزات ، و لما احتيج أن يقول : " من أهلها " ، و لا أن يأتي بدليل حي على
براءة يوسف عليه السلام و هو قوله : *( إن كان قميصه قد من قبل فصدقت و هو من
الكاذبين ، و إن كان قميصه قد من الدبر )* الآية ، و قد روى ابن جرير بإسناد
رجاله ثقات عن ابن عباس أن الشاهد كان رجلا ذا لحية ، و هذا هو الأرجح ، و الله
أعلم .
( فائدة ) ما يذكر في بعض كتب التفسير و غيرها أنه تكلم في المهد أيضا ،
إبراهيم و يحيى و محمد صلى الله عليه وسلم أجمعين . فليس له أصل مسند إلى النبي
صلى الله عليه وسلم . فاعلم ذلك .

(2/379)


881 - " الحمد لله الذي وفق رسول رسول الله لما يرضي رسول الله " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 273 ) :

منكر . أخرجه أبو داود الطيالسي في " مسنده " ( 1 / 286 - منحة المعبود ) و
كذا أحمد ( 5 / 230 ، 242 ) و أبو داود في " السنن " ( 2 / 116 ) و الترمذي ( 2
/ 275 ) و ابن سعد في " الطبقات " ( 2 / 347 و 584 - طبع بيروت ) و العقيلي في
" الضعفاء " ( 76 - 77 ) و الخطيب في " الفقيه و المتفقه " ( 93 / 1 و 112 -
113 مخطوطة الظاهرية ، 154 - 155 و 188 - 189 - مطبوعة الرياض ) و البيهقي في
" سننه " ( 10 / 114 ) و ابن عبد البر في " جامع بيان العلم " ( 2 / 55 - 56 )
و ابن حزم في " الإحكام " ( 6 / 26 ، 35 ، 7 / 111 - 112 ) من طرق عن شعبة عن
أبي العون عن الحارث بن عمرو - أخي المغيرة بن شعبة - عن أصحاب معاذ بن جبل عن
معاذ بن جبل : أن النبي صلى الله عليه وسلم حين بعثه إلى اليمن قال له :
كيف تقضي إذا عرض لك قضاء ؟ قال : أقضي بما في كتاب الله . قال : فإن لم يكن في
كتاب الله ؟ قال : بسنة رسول الله ، قال : فإن لم يكن في سنة رسول الله ؟ قال :
أجتهد رأيي لا آلو ، قال : فضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم صدره ، و قال :
فذكره . و قال العقيلي : " قال البخاري : لا يصح ، و لا يعرف إلا مرسلا " . قلت
: و نصه في " التاريخ " ( 2 / 1 / 275 ) : " لا يصح ، و لا يعرف إلا بهذا ،
مرسل " . قلت : يعني أن الصواب أنه عن أصحاب معاذ بن جبل ليس فيه " عن معاذ " .
و قال الذهبي : " قلت : تفرد به أبو عون محمد بن بن عبيد الله الثقفي عن الحارث
بن عمرو الثقفي أخو المغيرة بن شعبة ، و ما روى عن الحارث غير أبي عون فهو
مجهول ، و قال الترمذي : ليس إسناده عندي بمتصل " . قلت : و لذلك جزم الحافظ في
" التقريب " بأن الحارث هذا مجهول . ثم رواه أحمد ( 5 / 236 ) و أبو داود و ابن
عساكر ( 16 / 310 / 2 ) من طريقين آخرين عن شعبة ، إلا أنهما قالا : " عن رجال
من أصحاب معاذ أن رسول الله لما أراد أن يبعث معاذا إلى اليمن " . الحديث . لم
يذكر : " عن معاذ " . قلت : هذا مرسل و به أعله البخاري كما سبق ، و كذا
الترمذي حيث قال عقبه : " هذا حديث لا نعرفه إلا من هذا الوجه ، و ليس إسناده
عندي بمتصل " . و أقره الحافظ العراقي في " تخريج أحاديث منهاج الأصول "
للبيضاوي ( ق 76 / 1 ) . قلت : فقد أعل هذا الحديث بعلل ثلاث : الأولى :
الإرسال هذا . الثانية : جهالة أصحاب معاذ . الثالثة : جهالة الحارث بن عمرو .
قال ابن حزم : " هذا حديث ساقط ، لم يروه أحد من غير هذا الطريق ، و أول سقوطه
أنه عن قوم مجهولين ، لم يسموا ، فلا حجة فيمن لا يعرف من هو ؟ و فيه الحارث بن
عمرو ، و هو مجهول لا يعرف من هو ؟ و لم يأت هذا الحديث قط من غير طريقه " . و
قال في موضع آخر بعد أن نقل قول البخاري فيه : " لا يصح " . " و هذا حديث باطل
لا أصل له " . و قال الحافظ في " التلخيص " ( ص 401 ) عقب قول البخاري المذكور
: " و قال الدارقطني في " العلل " : رواه شعبة عن أبي عون هكذا . و أرسله ابن
مهدي و جماعات عنه . و المرسل أصح . قال أبو داود ( يعني الطيالسي ) : و أكثر
ما كان يحدثنا شعبة عن أصحاب معاذ أن رسول الله . و قال مرة : عن معاذ . و قال
ابن حزم : " لا يصح لأن الحارث مجهول ، و شيوخه لا يعرفون ، قال : و ادعى بعضهم
فيه التواتر ، و هذا كذب ، بل هو ضد التواتر ، لأنه ما رواه أحد غير أبي عون عن
الحارث ، فكيف يكون متواترا ؟! " . و قال عبد الحق : " لا يسند ، و لا يوجد من
وجه صحيح " . و قال ابن الجوزي في " العلل المتناهية " : " لا يصح و إن كان
الفقهاء كلهم يذكرونه في كتبهم و يعتمدون عليه ، و إن كان معناه صحيحا " . و
قال ابن طاهر في تصنيف له مفرد ، في الكلام على هذا الحديث : " اعلم أنني فحصت
عن هذا الحديث في المسانيد الكبار و الصغار ، و سألت عنه من لقيته من أهل العلم
بالنقل ، فلم أجد غير طريقين : أحدهما : طريق شعبة . و الأخرى : عن محمد بن
جابر عن أشعث بن أبي الشعثاء عن رجل من ثقيف عن معاذ و كلاهما لا يصح . قال : و
أقبح ما رأيت فيه قول إمام الحرمين في كتاب " أصول الفقه " : " و العمدة في هذا
الباب على حديث معاذ " قال : " و هذه زلة منه ، و لو كان عالما بالنقل لما
ارتكب هذه الجهالة " ، ( قال الحافظ رحمه الله تعالى ) : " قلت : أساء الأدب
على إمام الحرمين ، و كان يمكنه أن يعبر بألين من هذه العبارة مع كلام إمام
الحرمين أشد مما نقله عنه ! فإنه قال : " و الحديث مدون في " الصحاح " متفق على
صحته (!) لا يتطرق إليه التأويل " . كذا قال رحمه الله ، و قد أخرجه الخطيب في
كتاب " الفقيه و المتفقه " من رواية عبد الرحمن بن غنم عن معاذ بن جبل ، فلو
كان الإسناد إلى عبد الرحمن ثابتا لكان كافيا في صحة الحديث " . قلت : لم يخرجه
الخطيب ، بل علقه ( ص 189 ) بقوله : " و قد قيل إن عبادة بن نسي رواه عن عبد
الرحمن بن غنم عن معاذ . و هذا إسناد متصل و رجاله معروفون بالثقة " . قلت : و
هيهات ، فإن في السند إليه كذابا وضاعا ، فقد أورده ابن القيم في " تهذيب السنن
" تعليقا على هذا الحديث فقال ( 5 / 213 ) : " و قد أخرجه ابن ماجه في " سننه "
من حديث يحيى بن سعيد الأموي عن محمد بن سعيد بن حسان عن عبادة بن نسي عن عبد
الرحمن بن غنم : حدثنا معاذ بن جبل قال : " لما بعثني رسول الله صلى الله عليه
وسلم إلى اليمن قال : لا تقضين و لا تفصلن إلا بما تعلم ، و إن أشكل عليك أمر
فقف حتى تبينه ، أو تكتب إلي فيه " . و هذا أجود إسنادا من الأول ، و لا ذكر
للرأي فيه " . قلت : كيف يكون أجود إسنادا من الأول و فيه محمد بن سعيد بن حسان
و هو الدمشقي المصلوب ؟! قال في " التقريب " : " قال أحمد بن صالح : وضع أربعة
آلاف حديث ، و قال أحمد : قتله المنصور على الزندقة و صلبه " . و قد سبق نحوه (
ص 244 ) عن غيره من الأئمة . قلت : و لعله اشتبه على ابن القيم رحمه الله بمحمد
بن سعيد بن حسان الحمصي ، و ليس به ، فإنه متأخر عن المصلوب ، و لم يذكروا له
رواية عن ابن نسي ، و لا في الرواة عنه يحيى بن سعيد الأموي ، و إنما ذكروا ذلك
في الأول ، على أنه مجهول كما قال الحافظ ، و أيضا فإن هذا ليس من رجال ابن
ماجه ، و إنما ذكروه تمييزا بينه و بين الأول . و الحديث في " المقدمة " من سنن
" ابن ماجه " ( 1 / 28 ) ، و قال البوصيري في " الزوائد " ( ق 5 / 2 ) : " هذا
إسناد ضعيف ، محمد بن سعيد هو المصلوب اتهم بوضع الحديث " . على أن قول ابن
القيم : " و لا ذكر للرأي فيه " . إنما هو بالنظر إلى لفظ رواية ابن ماجه ، و
إلا فقد أخرجه ابن عساكر في " تاريخه " ( 16 / 310 / 1 ) من طريق المصلوب هذا
بلفظ : " قال معاذ : يا رسول الله : أرأيت ما سئلت عنه مما لم أجده في كتاب
الله و لم أسمعه منك ؟ قال : اجتهد رأيك " . ثم رواه ابن عساكر ( 16 / 310 / 2
) من طريق سليمان الشاذكوني : أخبرنا الهيثم بن عبد العفار عن سبرة بن معبد عن
عبادة بن نسي به بلفظ : " اجتهد رأيك ، فإن الله إذا علم منك الحق وفقك للحق "
. و الهيثم هذا قال ابن مهدي : " يضع الحديث " . و الشاذكوني كذاب . قلت : و
أجاب ابن القيم عن العلة الثانية ، و هي جهالة أصحاب معاذ بقوله في " إعلام
الموقعين " ( 1 / 243 ) : " و أصحاب معاذ و إن كانوا غير مسمين فلا يضره ذلك
، لأنه يدل على شهرة الحديث ، و شهرة أصحاب معاذ بالعلم و الدين و الفضل و
الصدق بالمحل الذي لا يخفى .... " أقول : فهذا جواب صحيح لو أن علة الحديث
محصورة بهذه العلة ، أما و هناك علتان أخريان قائمتان ، فالحديث ضعيف على كل
حال ، و من العجيب أن ابن القيم رحمه الله لم يتعرض للجواب عنهما مطلقا . فكأنه
ذهل عنهما لانشغاله بالجواب عن هذه العلة و الله أعلم . ثم تبين لي أن ابن
القيم اتبع في ذلك كله الخطيب البغدادي في " الفقيه و المتفقه " ( 113 / 1 - 2
من المخطوطة ، 189 - من المطبوعة ) ، و هذا أعجب ، أن يخفى على مثل الخطيب في
حفظه و معرفته بالرجال علة هذا الحديث القادحة ! ( تنبيه ) أورد ابن الأثير هذا
الحديث في " جامع الأصول " ( 10 / 551 ) عن الحارث بن عمرو باللفظ الذي ذكرته ،
ثم قال : " و في رواية : " أن معاذا سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال :
يا رسول الله بما أقضي ؟ قال : بكتاب الله ، قال : فإن لم أجد ؟ قال : بسنة
رسول الله ، قال فإن لم أجد ، قال استدق الدنيا ، و تعظم في عينيك ما عند الله
و اجتهد رأيك فيسددك الله للحق . ثم قال عقبه : " و أخرجه أبو داود " . قلت :
و ليست عنده هذه الرواية ، و لا رأيت أحدا عزاها إليه غيره ، و لا وجدت لها
أصلا في شيء من المصادر التي وقفت عليها ، فهي منكرة شديدة النكارة ، لمخالفتها
لجميع الروايات المرسلة منها و الموصولة ، و جميعها معلة بالجهالة . و مر على
هذا العزو لأبي داود المحقق الفاضل لـ " جامع الأصول " ( 10 / 177 - 178 - طبعة
دمشق ) دون أي تعليق أو تحقيق ! تنبيه آخر : ذهب الشيخ زاهد الكوثري المعروف في
مقال له إلى تقوية هذا الحديث ، و ليس ذلك بغريب منه ما دام أنه قد سبق إليه ،
و لكن الغريب حقا أنه سلك في سبيل ذلك طريقا معوجة ، لا يعرفها أهل الجرح و
التعديل ، فرأيت أن أنقل خلاصة كلامه فيه ، ثم أرد عليه و أبين خطأه و زغله .
قال في " مقالاته " ( ص 60 - 61 ) : " و هذا الحديث رواه عن أصحاب معاذ الحارث
بن عمرو الثقفي ، و ليس هو مجهول العين بالنظر إلى أن شعبة بن الحجاج يقول عنه
: إنه ابن أخي المغيرة بن شعبة ، و لا مجهول الوصف من حيث أنه من كبار التابعين
، في طبقة شيوخ أبي عون الثقفي المتوفى سنة 116 ، و لم ينقل أهل الشأن جرحا
مفسرا في حقه ، و لا حاجة في الحكم بصحة خبر التابعي الكبير إلى أن ينقل توثيقه
عن أهل طبقته ، بل يكفي في عدالة و قبول روايته ألا يثبت فيه جرح مفسر من أهل
الشأن ، لما ثبت من بالغ الفحص على المجروحين من رجال تلك الطبقة . أما من
بعدهم فلا تقبل روايتهم ما لم تثبت عدالتهم و هكذا . و الحارث هذا ذكره ابن
حبان في " الثقات " و إن جهله العقيلي و ابن الجارود و أبو العرب ، و قد روى
هذا الحديث عن أبي عون عن الحارث - أبو إسحاق الشيباني و شعبة بن الحجاج
المعروف بالتشدد في الرواية و المعترف له بزوال الجهالة وصفا عن رجال يكونون في
سند روايته " . قلت : و في هذا الكلام من الأخطاء المخالفة لما عليه علماء
الحديث ، و من المغالطات و الدعاوى الباطلة ، ما لا يعرفه إلا من كان متمكنا في
هذا العلم الشريف ، و بيانا لذلك أقول : 1 - قوله : " ليس هو مجهول العين
بالنظر إلى أن شعبة يقول عنه ابن أخي المغيرة " . فأقول : بل هو مجهول و توضيحه
من ثلاثة وجوه : الأول : أن أحدا من علماء الحديث - فيما علمت - لم يقل أن
الراوي المجهول إذا عرف اسم جده بله اسم أخي جده خرج بذلك عن جهالة العين إلى
جهالة الحال أو الوصف . فهي مجرد دعوى من هذا الجامد في الفقه ، و المجتهد في
الحديث دون مراعاة منه لقواعد الأئمة ، و أقوالهم الصريحة في خلاف ما يذهب إليه
! فإنهم أطلقوا القول في ذلك ، قال الخطيب : " المجهول عند أهل الحديث من لم
يعرفه العلماء و لا يعرف حديثه إلا من جهة واحد ..... " . الثاني : أنه خلاف ما
جرى عليه أئمة الجرح و التعديل في تراجم المجهولين عينا ، فقد عرفت مما سبق
ذكره في ترجمة الحارث هذا أنه مجهول عند الحافظين الذهبي و العسقلاني و كفى
بهما حجة ، لاسيما و هما مسبوقون إلى ذلك من ابن حزم و غيره ممن ذكرهم الكوثري
نفسه كما رأيت ! و من الأمثلة الأخرى على ذلك ذهيل بن عوف بن شماخ التميمي أشار
الذهبي إلى جهالته بقوله في " الميزان " : " ما روى عنه سوى سليط بن عبد الله
الطهوي " و صرح بذلك الحافظ فقال في " التقريب " : " مجهول من الثالثة " . و من
ذلك أيضا زريق بن سعيد بن عبد الرحمن المدني ، أشار الذهبي أيضا إلى جهالته و
قال الحافظ : " مجهول " . و الأمثلة على ذلك تكثر ، و فيما ذكرنا كفاية ، فأنت
ترى أن هؤلاء قد عرف اسم جد كل منهم ، و مع ذلك حكموا عليهم بالجهالة . الثالث
: قوله : " شعبة يقول عنه : إنه ابن أخي المغيرة بن شعبة " . فأقول : ليس هذا
من قول شعبة ، و إنما هو من قول أبي العون كما مر في إسناد الحديث ، و شعبة
إنما هو راو عنه ، و هو في هذه الحالة لا ينسب إليه قول ما جاء في روايته ، حتى
و لو صحت عنده لأنه قد يقول بخلاف ذلك ، و لذلك جاء في علم المصطلح ، " و عمل
العالم و فتياه على وفق حديث رواه ليس حكما بصحته ، و لا مخالفته قدح في صحته و
لا في رواته " . كذا في " تقريب النووي " ( ص 209 بشرح التدريب ) . و كأن
الكوثري تعمد هذا التحريف و نسبة هذا القول لشعبة - و ليس له - ليقوي به دعوى
كون الحارث بن عمرو هذا ابن أخي المغيرة ، لأن أبا العون - و اسمه محمد بن عبيد
الله ابن الثقفي الأعور و إن كان ثقة ، فإنه لا يزيد على كونه راويا من رواة
الحديث ، و أما شعبة فإمام نقاد . على أننا لو سلمنا بأنه من قوله ، فذلك مما
لا يفيد الكوثري شيئا من رفع الجهالة كما سبق بيانه . 2 - قوله : " و لا مجهول
الوصف من حيث أنه من كبار التابعين في طبقة شيوخ أبي عون ....... " . فأقول :
الجواب من وجهين : الأول : بطلان هذه الدعوى من أصلها ، لأن شيوخ أبي عون ليسوا
جميعا من كبار التابعين حتى يلحق بهم الحارث هذا ، فإن من شيوخه أبا الزبير
المكي و قد مات سنة ( 126 ) ، و لذلك جعله الحافظ من الطبقة الرابعة ، و هم
الذين جل روايتهم عن كبار التابعين ، و من شيوخه والده عبيد الله بن سعيد ، و
لا تعرف له وفاة ، لكن ذكره ابن حبان في " أتباع التابعين " ، و قال : يروي
المقاطيع . قال الحافظ : فعلى هذا فحديثه عن المغيرة مرسل . يعني منقطع ، و
لذلك جعله في " التقريب " من الطبقة السادسة ، و هم من صغار التابعين الذين لم
يثبت لهم لقاء أحد من الصحابة كابن جريج . إذا عرفت هذا فادعاء أن الحارث بن
عمرو من كبار التابعين افتئات على العلم ، و تخرص لا يصدر من مخلص ، و الصواب
أن يذكر ذلك على طريق الاحتمال ، فيقال : يحتمل أنه من كبار التابعين ، كما
يحتمل أنه من صغارهم . فإن قيل : فأيهما الأرجح لديك ؟ قلت : إذا كان لابد من
اتباع أهل الاختصاص في هذا العلم ، و ترك الاجتهاد فيما لا سبيل لأحد اليوم
إليه ، فهو أنه من صغار التابعين ، فقد أورده الإمام البخاري في " التاريخ
الصغير " في فصل " من مات ما بين المائة إلى العشرة " ( ص 126 - هند ) و أشار
إلي حديثه هذا و قال : " و لا يعرف الحارث إلا بهذا ، و لا يصح " . و لذلك جعله
الحافظ في " التقريب " من الطبقة السادسة التي لم يثبت لأصحابها لقاء أحد من
الصحابة فقال : " مجهول ، من السادسة " . فإن قيل : ينافي هذا ما ذكره الكوثري
( ص 62 ) أن لفظ شعبة في رواية علي بن الجعد قال : سمعت الحارث بن عمرو ابن أخي
المغيرة بن شعبة يحدث عن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم عن معاذ بن جبل .
كما أخرجه ابن أبي خيثمة ، في " تاريخه " و مثله في " جامع بيان العلم " لابن
عبد البر . فهذا صريح في أنه لقي جمعا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فهو
تابعي . فأقول : نعم والله إن هذه الرواية لتنافي ذلك أشد المنافاة ، و لكن
يقال للكوثري و أمثاله : أثبت العرش ثم انقش ، فإنها رواية شاذة ، تفرد بها علي
بن الجعد مخالفا في ذلك لسائر الثقات الذين لم يذكروا رسول الله صلى الله عليه
وسلم مضافا إلى ( الأصحاب ) ، و إنما قالوا : أصحاب معاذ كما تقدم في الإسناد
عند جميع من عزونا الحديث إليهم ، إلا في رواية لابن عبد البر ، و هي من روايته
عن أحمد بن زهير قال : حدثنا علي بن الجعد ...... و أحمد بن زهير هو ابن أبي
خيثمة . و إليك أسماء الثقات المخالفين لابن الجعد في روايته تلك : الأول : أبو
داود الطيالسي نفسه في " مسنده " و عنه البيهقي . الثاني : محمد بن جعفر عند
أحمد و الترمذي . الثالث : عفان بن مسلمة عند أحمد أيضا . الرابع : يحيى بن
سعيد القطان ، عند أبي داود و ابن عبد البر في الرواية الأخرى . الخامس : وكيع
بن الجراح عند الترمذي . السادس : عبد الرحمن بن مهدي عند الترمذي . السابع :
يزيد بن هارون عند ابن سعد . الثامن : أبو الوليد الطيالسي عند ابن سعد .
فهؤلاء ثمانية من الثقات و كلهم أئمة أثبات ، لاسيما و فيهم يحيى القطان الحافظ
المتقن لو أن بعضهم خالفوا ابن الجعد لكان كافيا في الجزم بوهمه في نسبته (
الأصحاب ) إلى الرسول صلى الله عليه وسلم لا إلى معاذ ، فكيف بهم مجتمعين ؟! و
مثل هذا لا يخفى على الكوثري ، و لكنه يتجاهل ذلك عمدا لغاية في نفسه ، و إلا
فإن لم تكن رواية ابن الجعد هذه شاذة فليس في الدنيا ما يمكن الحكم عليه
بالشذوذ ، و لذلك لم يعرج على هذه الرواية كل من ترجم للحارث هذا . فثبت مما
تقدم أن الحارث بن عمرو هو من صغار التابعين ، و ليس من كبارهم ، و قد صرح
بسماعه من جابر بن سمرة في رواية الطيالسي في " مسنده " ( 216 ) عن شعبة عنه .
و الآخر : هب أنه من كبار التابعين ، فذلك لا ينفي عنه جهالة العين فضلا عن
جهالة الوصف عند أحد من أئمة الجرح و التعديل ، بل إن سيرتهم في ترجمتهم للرواة
يؤيد ما ذكرنا ، فهذا مثلا حريث بن ظهير من الطبقة الثانية عند الحافظ ، و هي
طبقة كبار التابعين ، فإنه مع ذلك أطلق عليه الحافظ بأنه مجهول . و سبقه إلى
ذلك الإمام الذهبي فقال : " لا يعرف " . و مثله حصين بن نمير الكندي الحمصي .
قال الحافظ : " يروي عن بلال ، مجهول من الثانية " . و نحوه خالد بن وهبان ابن
خالة أبي ذر . قال الحافظ : " مجهول ، من الثالثة " . 3 - قوله : " و لم ينقل
أهل الشأن جرحا مفسرا في حقه " . قلت : لا ضرورة إلى هذا الجرح ، لأنه ليس
بمثله فقط يثبت الجرح ، بل يكفي أن يكون جرحا غير مفسر إذا كان صادرا من إمام
ذي معرفة بنقد الرواة ، و لم يكن هناك توثيق معتمر معارض له ، كما هو مقرر في
علم المصطلح ، فمثل هذا الجرح مقبول ، لا يجوز رفضه ، و من هذا القبيل وصفه
بالجهالة ، لأن الجهالة علة في الحديث تستلزم ضعفه ، و قد عرفت أنه مجهول عند
جمع من الأئمة النقاد و منهم الإمام البخاري ، فأغنى ذلك عن الجرح المفسر ، و
ثبت ضعف الحديث . 4 - قوله : " و لا حاجة في الحكم بصحة خبر التابعي الكبير إلى
أن ينقل توثيق عن أهل طبقته " . فأقول : فيه أمور : أولا : أن الحارث هذا لم
يثبت أنه تابعي كبير كما تقدم فانهار قوله من أصله . و ثانيا : أنه لا قائل بأن
الراوي سواء كان تابعيا أو ممن دونه بحاجة إلى أن ينقل توثيقه عن أهل طبقته
، بل يكفي في ذلك أن يوثقه إمام من أئمة الجرح و التعديل سواء كان من طبقته أو
ممن دونها ، فلما كان الحارث هذا لم يوثقه أحد ممن يوثق بتوثيقه بل جهلوه فقد
سقط حديثه . 5 - قوله : " بل يكفي في عدالته ........ ( إلى قوله ) من رجال تلك
الطبقة " . قلت : هذه مجرد دعوى ، فهي لذلك ساقطة الاعتبار ، فكيف و هي مخالفة
للشرط الأول من شروط الحديث الصحيح : " ما رواه عدل ضابط ..... " فلو سلمنا أن
عدالته تثبت بذلك ، فكيف يثبت ضبطه و ليس له من الحديث إلا القليل بحيث لا يمكن
سبره و عرضه على أحاديث الثقات ليحكم له بالضبط أو بخلافه ، أو بأنه وسط بين
ذلك . كما هو طريق من طرق الأئمة النقاد في نقد الرواة الذين لم يرو فيهم جرح
أو تعديل ممن قبلهم من الأئمة . و يكفي في إبطال هذا القول مع عدم وروده في
" علم المصطلح " أنه مباين لما جاء فيه : أن أقل ما يرفع الجهالة رواية اثنين
مشهورين كما تقدم عن الخطيب . و لما تعقبه بعضهم بأن البخاري روى عن مرداس
الأسلمي ، و مسلما عن ربيعة بن كعب الأسلمي و لم يرو عنهما غير واحد . رده
النووي في " التقريب " بقوله ( ص 211 ) : " و الصواب نقل الخطيب ، و لا يصح
الرد عليه بمرداس و ربيعة فإنهما صحابيان مشهوران ، و الصحابة كلهم عدول " . و
أيده السيوطي في " التدريب " فقال عقبه : " فلا يحتاج إلى رفع الجهالة عنهم
بتعداد الرواة ، قال العراقي : هذا الذي قاله النووي متجه إذا ثبتت الصحبة ، و
لكن بقي الكلام في أنه هل تثبت الصحبة برواية واحد عنه أو لا تثبت إلا برواية
اثنين عنه ، و هو محل نظر و اختلاف بين أهل العلم ، و الحق أنه إن كان معروفا
بذكره في الغزوات أو في من وفد من الصحابة أو نحو ذلك فإنه تثبت صحبته " . قلت
: فتأمل كلام العراقي هذا يتبين لك بطلان قول الكوثري ، لأنه تساهل في إثبات
عدالة التابعي الكبير فلم يشترط فيه ما اشترطه العراقي في إثبات الصحبة
المستلزمة لثبوت العدالة ! فإنه اشترط مع رواية الواحد عنه أن يكون معروفا
بذكره في الغزوات أو الوفود . و هذا ما لم يشترط الكوثري مثله في التابعي !
فاعتبروا يا أولي الأبصار . و لعله قد وضح لك أنه لا فرق بين التابعي الكبير و
من دونه في أنه لا تقبل روايتهم ما لم تثبت عدالتهم . و تثبت العدالة بتنصيص
عدلين عليها أو بالاستفاضة . كما هو معلوم . 6 - قال : " أما من بعدهم فلا تقبل
روايتهم ما لم تثبت عدالتهم و هكذا " . قلت : بل و التابعي الكبير كذلك كما
حققناه في الفقرة السابقة . 7 - قال : " و الحارث هذا ذكره ابن حبان في "
الثقات " ، و إن جهله العقيلي و ابن الجارود و أبو العرب " . قلت : فيه أمران :
الأول : أنه تغافل عن أئمة آخرين جهلوه ، منهم الإمام البخاري و الذهبي و
العسقلاني و غرضه من ذلك واضح و هو الحط من شأن هذا التجهيل ! و الآخر :
اعتداده بتوثيق ابن حبان هنا خلاف مذهبه الذي يصرح في بعض تعليقاته <1> بأن ابن
حبان يذكر في " الثقات من لم يطلع على جرح فيه ، فلا يخرجه ذلك عن حد الجهالة
عند الآخرين ، و قد رد شذوذ ابن حبان هذا في ( لسان الميزان ) " . و هذا من
تلاعبه في هذا العلم الشريف ، فتراه يعتد بتوثيق ابن حبان حيث كان له هوى في
ذلك كهذا الحديث ، و حديث آخر في التوسل كنت خرجته فيما تقدم برقم ( 23 ) ، و
لا يعتد به حين يكون هواه على نقيضه كحديث الأوعال و غيره ، و قد شرحت حاله هذا
هناك بما فيه كفاية . و لكن لابد لي هنا من أن أنقل كلامه في راوي حديث الأوعال
و هو عبد الله بن عميرة راويه عن العباس بن عبد المطلب ، فهو تابعي كبير
، لتتأكد من وجود التشابه التام بينه و بين الحارث بن عمرو الراوي للحديث عن
معاذ ، و مع ذلك يوثق هذا بذاك الأسلوب الملتوي ، و يجهل ذاك و هو فيه على
الصراط السوي ! قال في " مقالاته " ( ص 309 ) : " و قال مسلم في " الوحدان " (
ص 14 ) : " انفرد سماك بن حرب بالرواية عن عبد الله بن عميرة " . فيكون ابن
عميرة مجهول العين عنده ، ( يعني مسلما ) لأن جهالة العين لا تزول إلا برواية
ثقتين ، ( تأمل ) و قال إبراهيم الحربي - أجل أصحاب أحمد - عن ابن عميرة لا
أعرفه . و قال الذهبي في " الميزان " عن عبد الله بن عميرة : فيه جهالة " . قلت
: ثم وصفه الكوثري بأنه شيخ خيالي ! و بأنه مجهول عينا و صفة ! و نحوه قوله في
" النكت الطريفة " ( ص 101 ) و قد ذكر حديثا في سنده عبد الرحمن بن مسعود : " و
هو مجهول . قال الذهبي : " لا يعرف " و إن ذكره ابن حبان في الثقات على
قاعدته في التوثيق " ! و قال في ( قابوس ) . " و إنما وثقه ابن حبان على طريقته
في توثيق المجاهيل إذا لم يبلغه عنهم عنهم جرح ، و هذا غاية التساهل " !! ( ص
48 منه ) . فقابل كلامه هذا بالقاعدة التي وضعها من عند نفسه في قبول حديث
التابعي الكبير حتى و لو نص الأئمة على جهالته تزداد تأكدا من تلاعبه المشار
إليه . نسأل الله السلامة . و لو كانت القاعدة الموضوعة صحيحة لكان قبول حديث
ابن عميرة هذا أولى من حديث الحارث ، لأنه روى عن العباس فهو تابعي كبير قطعا ،
و لذلك جعله ابن حجر من الطبقة الثانية ، بينما الحارث إنما يروي عن بعض
التابعين كما سبق ، و لكن هكذا يفعل الهوى بصاحبه . نسأل الله العافية . 8 -
قال أخيرا : " و قد روى هذا الحديث عن أبي عون عن الحارث - أبو إسحاق الشيباني
، و شعبة بن الحجاج المعروف بالتشدد في الرواية ، و المعترف له بزوال الجهالة
وصفا عن رجال يكونون في سند روايته " ! قلت : فيه مؤاخذتان : الأولى : أن كون
شعبة معروفا بالتشدد في الرواية لا يستلزم أن يكون كل شيخ من شيوخه ثقة ، بله
من فوقهم ، فقد وجد في شيوخه جمع من الضعفاء ، و بعضهم ممن جزم الكوثري نفسه
بضعفه ! و لا بأس من أن أسمي هنا من تيسر لي منهم ذكره : 1 - إبراهيم بن مسلم
الهجري . 2 - أشعث بن سوار . 3 - ثابت بن هرمز . 4 - ثوير بن أبي فاختة . 5 -
جابر الجعفي . 6 - داود بن فراهيج . 7 - داود بن يزيد الأودي . 8 - عاصم بن
عبيد الله ( قال الكوثري في " النكت " ( ص 74 ) : ضعيف لا يحتج به ) . 9 - عطاء
بن أبي مسلم الخراساني . 10 - علي بن زيد بن جدعان . 11 - ليث بن أبي سليم . 12
- مجالد بن سعيد . - قال الكوثري في " النكت " ( ص 63 ) : " ضعيف بالاتفاق " و
ضعف به حديث : " زكاة الجنين زكاة أمه " ! ثم ضعف به فيه ( ص 95 ) حديث " لعن
الله المحلل و المحلل له " ! فلم يتجه من تضعيفه إياه أنه من شيوخ شعبة ! <2>
.13 - مسلم الأعور . 14 - موسى بن عبيدة . 15 - يزيد بن أبي زياد . 16 - يزيد
بن عبد الرحمن الدالاني . 17 - يعقوب بن عطاء . 18 - يونس بن خباب . من أجل ذلك
قالوا في لم المصطلح : و إذا روى العدل عمن سماه لم يكن تعديلا عند الأكثرين ،
و هو الصحيح كما قال النووي في " التدريب " ( ص 208 ) و راجع له شرحه " التقريب
" و إذا كان هذا في شيوخه فبالأولى أن لا يكون شيوخ شيوخه عدولا إلا إذا سموا
، فكيف إذا لم يسموا ؟! الأخرى : قوله : " و المعترف له بزوال الجهالة ........
" . أقول : إن كان يعني أن ذلك معترف به عند المحدثين ، فقد كذب عليهم ، فقد
عرفت مما سردناه آنفا طائفة من الضعفاء من شيوخ شعبة مباشرة ، فبالأولى أن يكون
في شيوخ شيوخه من هو ضعيف أو مجهول ، و كم من حديث رواه شعبة ، و مع ذلك ضعفه
العلماء بمن فوقه من مجهول أو ضعيف ، من ذلك حديثه عن أبي التياح : حدثني شيخ
عن أبي موسى مرفوعا بلفظ : " إذا أراد أحدكم أن يبول فليرتد لبوله موضعا " .
فضعفوه بجهالة شيخ أبي التياح كما سيأتي برقم ( 2320 ) ، و من ذلك حديث " من
أفطر يوما من رمضان من غير رخصة ..... " الحديث . رواه شعبة بإسناده عن أبي
المطوس عن أبي هريرة مرفوعا : فضعفه البخاري و غيره بجهالة أبي المطوس فراجع
" الترغيب و الترهيب " ( 2 / 74 ) ، و " المشكاة " ( 2013 ) ، و " نقد الكتاني
" ( 35 ) . و إن كان يعني بذلك نفسه ، أي أنه هو المعترف بذلك ، فهو كاذب أيضا
- مع ما فيه من التدليس و الإيهام - ، لأن طريقته في إعلال الأحاديث بالجهالة
تناقض ذلك ، و إليك بعض الأمثلة : 1 - عبد الرحمن بن مسعود ، صرح في " النكت
الطريفة " ( ص 101 ) بأنه " مجهول " مع أنه من رواية شعبة عنه بالواسطة ! و قد
قمت بالرد عليه عند ذكر حديثه الآتي برقم ( 2556 ) و بيان تناقضه ، و إن كان
الرجل فعلا مجهولا . 2 - عمرو بن راشد الذي في حديث وابصة في الأمر بإعادة
الصلاة لمن صلى وراء الصف وحده . قال الكوثري في " النكت " ( ص 28 ) : " ليس
معروفا بالعدالة فلا يحتج بحديثه " . مع أنه يرويه شعبة بإسناده عنه ، و هو
مخرج في " صحيح أبي داود " ( 683 ) ، و " إرواء الغليل " ( 534 ) . و راجع
تعليق أحمد شاكر على الترمذي ( 1 / 448 - 449 ) " . 3 - وكيع بن حدس الراوي عن
أبي رزين العقيلي حديث كان في عماء ما فوقه هواء ، و ما تحته هواء ..... " قال
الكوثري في تعليقه على " الأسماء " ( ص 407 ) : " مجهول الصفة " . مع أنه يعلم
أن شعبة قد روى له حديثا آخر عند الطيالسي ( 1090 ) و أحمد ( 4 / 11 ) . فما
الذي جعل هؤلاء الرواة مجهولين عند الكوثري ، و جعل الحارث بن عمرو معروفا عنده
و كلهم وقعوا في إسناد فيه شعبة ؟! الحق ، و الحق أقول : إن هذا الرجل لا يخشى
الله ، فإنه يتبع هواه انتصارا لمذهبه ، فيبرم أمرا أو قاعدة من عند نفسه
لينقضها في مكان آخر متجاوبا مع مذهبه سلبا و إيجابا . و في ذلك من التضليل و
قلب الحقائق ما لا يخفى ضرره على أهل العلم . نسأل الله العصمة من الهوى . و
بعد ، فقد أطلت النفس في الرد على هذا الرجل لبيان ما في كلامه من الجهل و
التضليل نصحا للقراء و تحذيرا ، فمعذرة إليهم . هذا و لا يهولنك اشتهار هذا
الحديث عن علماء الأصول ، و احتجاجهم به في إثبات القياس ، فإن أكثرهم لا معرفة
عندهم بالحديث و رجاله ، و لا تمييز لديهم بين صحيحه و سقيمه ، شأنهم في ذلك
شأن الفقهاء بالفروع ، إلا قليلا منهم ، و قد مر بك كلام إمام الحرمين في هذا
الحديث - و هو من هو في العلم بالأصول و الفروع ، فماذا يقال عن غيره ممن لا
يساويه في ذلك بل لا يدانيه ، كما رأت نقد الحافظ ابن طاهر إياه ، ثم الحافظ
ابن حجر من بعده ، مع إنكاره على ابن طاهر سوء تعبيره في نقده . ثم وجدت لكل
منهما موافقا ، فقد نقل الشيخ عبد الوهاب السبكي في ترجمة الإمام من " طبقاته "
عن الذهبي أنه قال فيه : " و كان أبو المعالي مع تبحره في الفقه و أصوله ، لا
يدري الحديث ! ذكر في كتاب " البرهان " حديث معاذ في القياس فقال : هو مدون في
" الصحاح " متفق على صحته . كذا قال ، و أنى له الصحة ، و مداره على الحارث بن
عمرو و هو مجهول ، عن رجال من أهل حمص لا يدري من هم ؟ عن معاذ " . ثم تعقبه
السبكي بنحو ما سبق من تعقب الحافظ لابن طاهر ، و لكنه دافع عنه بوازع من
التعصب المذهبي ، لا فائدة كبرى من نقل كلامه و بيان ما فيه من التعصب ، فحسبك
أن تعلم أنه ذكر أن الحديث رواه أبو داود الترمذي ، و الفقهاء لا يتحاشون من
إطلاق لفظ " الصحاح " عليها . فكأن السبكي يقول : فللإمام أسوة بهؤلاء الفقهاء
في هذا الإطلاق ! فيقال له : أولو كان ذلك أمرا منكرا عند العلماء بالحديث ؟! و
في الوقت نفسه فقد تجاهل السبكي قول الإمام في الحديث " متفق على صحته " ، فإنه
خطأ محض لا سبيل إلى تبريره أو الدفاع عنه بوجه من الوجوه ، و لذلك لم يدندن
السبكي حوله و لو بكلمة . و لكنه كان منصفا حين اعترف بضعف الحديث ، و أن
الإمام صحح غيره من الأحاديث الضعيفة فقال : " و ما هذا الحديث وحده ادعى
الإمام صحته و ليس بصحيح ، بل قد ادعى ذلك في أحاديث غيره ، و لم يوجب ذلك
عندنا الغض منه " . و أقول أخيرا : إن وصف الرجل بما فيه ليس من الغض منه في
شيء ، بل ذلك من باب النصح للمسلمين ، و بسبب تجاهل هذه الحقيقة صار عامة
المسلمين لا يفرقون بين الفقيه و المحدث ، فيتوهمون أن كل فقيه محدث ، و
يستغربون أشد الاستغراب حين يقال لهم الحديث الفلاني ضعيف عند المحدثين و إن
احتج به الفقهاء ، و الأمثلة على ذلك كثيرة جدا ، تجدها مبثوثة في تضاعيف هذه "
السلسلة " ، و حسبك الآن هذا الحديث الذي بين يديك . و جملة القول أن الحديث لا
يصح إسناده لإرساله ، و جهالة راويه الحارث بن عمرو ، فمن كان عنده من المعرفة
بهذا العلم الشريف ، و تبين له ذلك فبها ، و إلا فحسبه أن يستحضر أسماء الأئمة
الذين صرحوا بتضعيفه ، فيزول الشك من قلبه ، و ها أنها ذا أسردها و أقربها إلى
القراء الكرام : 1 - البخاري . 2 - الترمذي . 3 - العقيلي . 4 - الدارقطني . 5
- ابن حزم . 6 - ابن طاهر . 7 - ابن الجوزي . 8 - الذهبي . 9 - السبكي 10 - ابن
حجر كل هؤلاء - و غيرهم ممن لا نستحضرهم - قد ضعفوا هذا الحديث ، و لن يضل
بإذن الله من اهتدى بهديهم ، كيف و هم أولى الناس بالقول المأثور : " هم القوم
لا يشقى جليسهم " . هذا و لما أنكر ابن الجوزي صحة الحديث أتبع ذلك قوله : " و
إن كان معناه صحيحا " كما تقدم . فأقول : هو صحيح المعنى فيما يتعلق بالاجتهاد
عند فقدان النص ، و هذا مما لا خلاف فيه ، و لكنه ليس صحيح المعنى عندي فيما
يتعلق بتصنيف السنة مع القرآن و إنزاله إياه معه ، منزلة الاجتهاد منهما . فكما
أنه لا يجوز الاجتهاد مع وجود النص في الكتاب و السنة ، فكذلك لا يأخذ بالسنة
إلا إذا لم يجد في الكتاب . و هذا التفريق بينهما مما لا يقول به مسلم بل
الواجب النظر في الكتاب و السنة معا و عدم التفريق بينهما ، لما علم من أن
السنة تبين مجمل القرآن ، و تقيد مطلقه ، و تخصص عمومه كما هو معلوم . و من رام
الزيادة في بيان هذا فعليه برسالتي " منزلة السنة في الإسلام و بيان أنه لا
يستغنى عنها بالقرآن " . و هي مطبوعة ، و هي الرسالة الرابعة من " رسائل الدعوة
السلفية " . و الله ولي التوفيق .
-----------------------------------------------------------
[1] انظر " مقالات الكوثري " ( ص 309 ) ، و " شروط الأئمة الخمسة " ( ص 45 ) .
[2] و لا يفوتني التنبيه على أن الحديثين المذكورين صحيحان رغم أنف الكوثري ، و
تعصبه المذهبي ، و هما مخرجان في " إرواء الغليل " ( 2606 و 1955 ) . اهـ .

(2/380)


882 - " لا تعجلوا بالبلية قبل نزولها ، فإنكم إن لا تعجلوها قبل نزولها ، لا ينفك
المسلمون ، و فيهم إذا هي نزلت من إذا قال وفق و سدد ، و إنكم إن تعجلوها تختلف
بكم الأهواء ، فتأخذوا هكذا و هكذا ، و أشار بين يديه و على يمينه و عن شماله "
.

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 286 ) :

ضعيف . أخرجه الدارمي في " سننه " ( 1 / 49 ) عن أبي سلمة الحمصي أن وهب
بن عمرو الجمحي حدثه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : فذكره . ثم روى عن
أبي سلمة أيضا أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن الأمر يحدث ليس في كتاب و لا
سنة ؟ فقال : " ينظر فيه العابدون من المؤمنين " . قلت : و هذا معضل لأن أبا
سلمة و اسمه سليمان بن سليم الكلبي الشامي من أتباع التابعين . و الأول مرسل
ضعيف ، لأن وهب بن عمرو الجمحي لم أعرفه ، و يحتمل أنه وهب بن عمير . قال ابن
أبي حاتم ( 4 / 2 / 24 ) : " روى عن عثمان بن عفان رضي الله عنه ، روى عنه عطاء
بن أبي ميمونة " . و لم يذكر فيه غير ذلك فهو مجهول . و قد روى نحوه من حديث
علي و سيأتي برقم ( 4854 ) . قلت : و هذا الحديث و إن كان ضعيف الإسناد ،
فالعمل عليه عند السلف ، فقد صح عن مسروق أنه قال : " سألت أبي بن كعب عن شيء ؟
فقال : أكان هذا ؟ قلت : لا ، قال : فأجمنا حتى يكون ، فإذا كان ، اجتهدنا لك
رأينا " . أخرجه ابن عبد البر في " الجامع " ( 2 / 58 ) . و إسناده صحيح . و
روى الدارمي عن زيد المنقري قال : " جاء رجل يوما إلى ابن عمر فسأله عن شيء لا
أدري ما هو ؟ فقال له ابن عمر : لا تسأل عما لم يكن فإني سمعت عمر بن الخطاب
يلعن من سأل عما لم يكن . أخرجه الدارمي ( 1 / 50 ) بإسناد صحيح عنه ، و هو
والد حماد بن زيد بن درهم الأزدي الحافظ ، و قد وثقه ابن حبان ، و روى عنه
ابناه حماد هذا و سعيد . ثم روى الدارمي بإسناده الصحيح عن طاووس ، قال : قال
عمر : على المنبر : " أحرج بالله على رجل سأل عما لم يكن ، فإنه الله قد بين ما
هو كائن " . و عن الزهري قال : بلغنا أن زيد بن ثابت الأنصاري كان يقول : إذا
سئل عن الأمر : أكان هذا ؟ فإن قالوا : نعم قد كان ، حدث فيه بالذي يعلم و الذي
يرى ، و إن قالوا : لم يكن ، قال : فذرون حتى يكون . و إسناده إلى الزهري صحيح
. و عن عامر ( و هو الشعبي ) قال : سئل عمار بن ياسر عن مسئلة ؟ فقال : هل كان
هذا بعد ؟ قالوا : لا ، قال : دعونا حتى تكون ، فإذا كانت تجشمناها لكم . و
إسناده صحيح ، و عن ابن عون قال : قال القاسم : إنكم تسألون عن أشياء ما كنا
نسأل عنها ، و تنقرون عن أشياء ما كن ننقر عنها ، و تسألون عن أشياء ما أدري ما
هي ؟ و لو علمناها ما حل لنا أن نكتمكموها . و إسناده صحيح . قلت : و لذلك كان
مما أخذه الأئمة على أبي حنيفة رحمه الله فرضه المسائل التي لا تقع أو لما تقع
، و جوابه عليها ، ثم قلده أتباعه على ذلك ، فشحنوا كتبهم العديدة بها ، و لذلك
قال الحافظ ابن عبد البر في " باب ما جاء في ذم القول في دين الله بالرأي و
الظن و القياس على غير أصله ، و عيب الإكثار من المسائل دون اعتبار " . من
كتابه " الجامع " ( 2 / 145 ) : " و سئل رقبة بن مصقلة عن أبي حنيفة ؟ فقال : "
هو أعلم الناس بما لم يكن و أجهلهم بما قد كان " . و قد روي هذا القول عن حفص
بن غياث في أبي حنيفة ، يريد أنه لم يكن له علم بآثار من مضى . و الله أعلم . و
انظر ما يشبه هذا الكلام في أبي حنيفة و أصحابه في ( ص 148 منه ) .

(2/381)


883 - " قال ربكم عز وجل : لو أن عبادي أطاعوني لأسقيتهم المطر بالليل ، و أطلعت
عليهم الشمس بالنهار ، و لما أسمعتهم صوت الرعد " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 287 ) :
ضعيف . رواه الطيالسي ( 2586 ) و عنه أحمد ( 2 / 359 ) و كذا الحاكم ( 4 /
256 ) من طريق صدقة بن موسى السلمي الرقيقي : حدثنا محمد بن واسع عن شتير بن
نهار عن أبي هريرة مرفوعا . و قال الحاكم : " صحيح الإسناد " ! و تعقبه
الذهبي بقوله : " قلت : صدقة ضعفوه " . قلت : و شتير و يقال فيه سمير ، قال
الذهبي في " الميزان " : " نكرة " . قلت : و صدقة بن موسى السلمي الدقيقي ،
أورده الذهبي في " الضعفاء " و قال أيضا : " ضعفوه " . و قال في " الميزان " :
" ضعفه ابن معين و النسائي و غيرهما ، قال أبو حاتم : يكتب حديثه و ليس بالقوي
" . ثم ساق له مما أنكر عليه ثلاثة أحاديث هذا أحدها .

(2/382)


884 - " ما ينفعكم أن أصلي على رجل روحه مرتهن في قبره ، و لا تصعد روحه إلى الله ،
فلو ضمن رجل دينه قمت فصليت عليه ، فإن صلاتي تنفعه " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 288 ) :
ضعيف . رواه البيهقي في " سننه " ( 6 / 75 ) من طريق أبي الوليد الطيالسي :
حدثنا عيسى بن صدقة عن عبد الحميد بن أبي أمية قال : شهدت أنس بن مالك و هو
يقول : الحمد لله الذي حبس السماء أن تقع على الأرض إلا بإذنه . فقال له رجل :
يا أبا حمزة : لو حدثتنا حديثا عسى الله أن ينفعنا به ، قال : من استطاع منكم
أن يموت و ليس عليه دين فليفعل ، فإني شهدت رسول الله صلى الله عليه وسلم و أتي
بجنازة رجل ليصلي عليه ، فقال : عليه دين ؟ قالوا : نعم قال : فما ينفعكم ... "
. ثم روى عن البخاري أنه قال : " قال أبو الوليد ( يعني الطيالسي ) : هو ضعيف ،
يعني عيسى بن صدقة هذا " . قلت : و كذا ضعفه أبو حاتم . و قال الدارقطني : "
متروك " . و قال ابن حبان ( 2 / 117 ) : " منكر الحديث جدا ، لا يجوز الاحتجاج
به لغلبة المناكير عليه " . قلت : و عبد الحميد بن أبي أمية قال الدارقطني : "
لا شيء " . و به أعل الحديث الهيثمي فقال في " مجمع الزوائد " ( 3 / 40 ) : "
رواه الطبراني في " الأوسط " و فيه عبد الحميد بن أمية - كذا الأصل و هو ضعيف "
. قلت : و هذا إعلال قاصر لما عرفت من حال ابن صدقة ، لاسيما و أن بعض الرواة
عنه قد أسقط عبد الحميد هذا من الإسناد ، و جعله من رواية ابن صدقة عن أنس !
أخرجه البيهقي من طريق يونس بن محمد : حدثنا عيسى بن صدقة قال : دخلت أنا و أبي
و إمام الحي على أنس بن مالك ، فقالوا له : حدثنا حديثا سمعته من رسول الله صلى
الله عليه وسلم ينفعنا الله به : قال : مات رجل فجاء رسول الله صلى الله عليه
وسلم ، فقلنا يا رسول الله أتصلي عليه ؟ فقال : هل عليه دين ؟ الحديث . دون
قوله : " و لا تصعد روحه .... " و زاد " حتى يبعثه الله يوم القيامة فيحاسبه
" . و قد تابعه على إسقاطه عبيد الله بن موسى إلا أنه قلب اسم عيسى بن صدقة
فقال : عن صدقة بن عيسى قال : سمعت أنسا يقول : أتي النبي صلى الله عليه وسلم
برجل يصلي عليه ، فقال : عليه دين ؟ قالوا : نعم ، قال : " إن ضمنتم دينه صليت
عليه " . أخرجه البيهقي ، فهذا يرجح رواية إسقاط عبد الحميد من الإسناد لاتفاق
ثقتين عليه ، و تنحصر علة الحديث في عيسى بن صدقة هذا ، و هو الصحيح في اسمه
كما قال أبو حاتم و الذهبي و غيرهما ، و قول عبيد الله فيه : " صدقة بن عيسى "
خطأ انقلب عليه ، و الله أعلم . و الحديث عزاه السيوطي في " الجامع الكبير " (
2 / 198 / 1 ) للباوردي و البيهقي . و سقط ( البيهقي ) من " كنز العمال " ( 3 /
235 ) . و الله أعلم . و اعلم أن في ضمان الدين عن الميت أحاديث صحيحة في
البخاري و السنن و غيرها و كذلك في ترك الصلاة على من عليه دين و على الغال .
و إنما حملني على تخريج هذا و بيان ضعفه أنني رأيت ابن الجوزي جزم بنسبته إلى
النبي صلى الله عليه وسلم في كتابه " صيد الخاطر " ( ص 350 ) ! .

(2/383)


885 - " لا تمنوا الموت ، فإن هول المطلع شديد ، و إن من السعادة أن يطول عمر العبد ،
و يرزقه الله الإنابة " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 289 ) :
ضعيف . رواه أحمد ( 3 / 332 ) عن الحارث بن يزيد ( و في رواية : الحارث بن
أبي يزيد ) قال : سمعت جابر بن عبد الله يقول : فذكره مرفوعا . قلت : و هذا
إسناد فيه ضعف ، الحارث هذا لم يوثقه غير ابن حبان ، و قد اضطرب في اسمه على
الوجهين المذكورين ، و ثمة وجه ثالث فقيل فيه " سلمة بن أبي يزيد " بدل "
الحارث " ، قال البخاري : " و لا يصح " . فالسند ضعيف عندي ، و أما المنذري
فقال ( 4 / 136 ) : " رواه أحمد بإسناد حسن ، و البيهقي " .

(2/384)


886 - " يدعو الله بالمؤمن يوم القيامة حتى يوقفه بين يديه ، فيقول : عبدي ! إني
أمرتك أن تدعوني ، و وعدتك أن أستجيب لك ، فهل كنت تدعوني ؟ فيقول : نعم يا رب
! فيقول : أما إنك لم تدعني بدعوة إلا استجيب لك ، فهل ليس دعوتني يوم كذا و
كذا لغم نزل بك أن أفرج عنك ، ففرجت عنك ؟ فيقول : نعم يا رب ! فيقول : فإني
عجلتها لك في الدنيا ، و دعوتني يوم كذا و كذا لغم نزل بك أن أفرج عنك فلم تر
فرجا ؟ قال : نعم يا رب ! فيقول : إني ادخرت لك بها في الجنة كذا و كذا ، قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم : فلا يدع الله دعوة دعا بها عبده المؤمن إلا بين
له ، إما أن يكون عجل له في الدنيا و إما أن يكون ادخر له في الآخرة ، قال
: فيقول المؤمن في ذلك المقام ، يا ليته لم يكن عجل له في شيء من دعائه " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 290 ) :

ضعيف . أخرجه الحاكم ( 1 / 494 ) عن الفضل بن عيسى عن محمد بن المنكدر عن
جابر رضي الله عنهما مرفوعا ، و قال : " هذا حديث تفرد به الفضل بن عيسى
الرقاشي ، و محله محل من لا يتهم بالوضع " . و أقره الذهبي ، و وافقه من قبله
المنذري ( 2 / 272 ) . قلت : و لم يصنعا شيئا ، فإنه إن لم يكن متهما فقد
اتفقوا على تضعيفه ، و الذهبي نفسه أورده في " الميزان " و قال فيه : " ضعفوه "
. ثم ساق أقول الأئمة في ترجيحه و قال في كتابه " المغني " : " مجمع على ضعفه "
. و قال فيه الحافظ في " التقريب " : " منكر الحديث " . قلت : فمثله لا يحسن
إيراد حديثه في " المستدرك على الصحيحين " كما لا يخفى . و الحديث رواه أبو
نعيم في " الحلية " ( 6 / 208 ) من هذا الوجه بلفظ : " إن الله يدعو بعبده يوم
القيامة ..... " الحديث مختصرا و في آخره : " حتى يقول العبد ليته لم يستجب لي
في الدنيا دعوة " .

(2/385)


887 - " كان فيمن كان قبلكم رجل مسرف على نفسه ، و كان مسلما ، كان إذا أكل طعاما طرح
تفالة طعامه على مزبلة ، فكان يأوي إليها عابد ، فإن وجد كسرة أكلها و إن وجد
بقلة أكلها ، و إن وجد عرقا تعرقه .... ( الحديث و فيه ) : فأمر الله عز وجل
بذلك الملك فأخرج من النار جمرة ينفض فأعيد كما كان ، فقال : يا رب هذا الذي
كنت آكل من مزبلته قال : فقال الله عز وجل : خذ بيده فأدخله الجنة من معروف كان
منه إليك لم يعلم به ، أما لو علم به ما أدخلته النار " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 291 ) :
باطل . رواه تمام في " الفوائد " ( 2329 ) من طريق منصور بن عبد الله
الوراق : حدثني علي بن جابر بن بسر الأودي : حدثنا حسين بن حسن بن عطية : حدثنا
أبي عن مسعر بن كدام عن عطية عن أبي سعيد مرفوعا . قلت : و هذا إسناد واه
جدا ، و فيه علل : الأولى : عطية و هو ابن سعد العوفي ضعيف ، و كان يدلس تدليسا
خبيثا ، فكان يقول : عن أبي سعيد يوهم أنه الخدري و هو يعني الكلبي الكذاب ، و
قد سبق تفصيل ذلك في الحديث ( 24 ص 32 ج 1 ) . الثانية : حسن بن عطية و هو ابن
العوفي المذكور آنفا ، قال البخاري : " ليس بذاك " . و قال ابن حبان ( 1 / 1 /
22 ) : " منكر الحديث ، فلا أدري البلية في أحاديثه منه أو من ابنه أو منهما
معا " . الثالثة : ابنه الحسين بن الحسن بن عطية ، قال أبو حاتم : " ضعيف
الحديث " كما في " الجرح و التعديل " ( 1 / 2 / 48 ) . و قال ابن معين : كان
ضعيفا في القضاء ، ضعيفا في الحديث " . و له ترجمة واسعة في " تاريخ بغداد " (
8 / 29 - 32 ) و ذكر له أخبارا طريفة في لحيته التي كانت تبلغ إلى ركبته !
الرابعة : علي بن جابر و منصور الوراق لم أجد من ترجمهما . و الحديث مع ضعف
إسناده الشديد ، فهو منكر بل باطل ظاهر البطلان ، يشهد القلب بوضعه ، و لعله من
الإسرائيليات التي تلقها الكلبي من أهل الكتاب ثم دلسه عنه عطية العوفي ، فإن
من غير المعقول أن يثاب ذلك الرجل المجرم بعمل عمله لا يقصد به نفع الناس و لو
قصده لم ينفعه حتى يبتغي به وجه الله ، كما هو معلوم ، مع أن العمل نفسه قد
يمكن إدخاله في باب الإسراف و تضييع المال ، فتأمل . و إن مثل هذا الحديث ليفتح
بابا كبيرا على الناس من التواكل و التكاسل عن القيام بما أمر الله به ، و
الانتهاء عما نهى عنه ، و الاعتماد على الأعمال العادية التي لا يقصد بها
التقرب إلى الله ، متعللين بأنه عسى أن ينتفع بها بعض الناس فيغفر الله لنا ==

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الفيزياء الثالث الثانوي3ث. رائع

الفيزياء الثالث الثانوي3ث. =============== . ...