روابط مصاحف م الكاب الاسلامي

روابط مصاحف م الكاب الاسلامي
 

ب ميك

المدون

 

الخميس، 2 يونيو 2022

مجلد 4.الضوء اللامع لأهل القرن التاسع الإمام السخاوي

 

مجلد 4.الضوء اللامع لأهل القرن التاسع

الإمام السخاوي

كتاب مهم لمؤلف فذّ جمع فيه كلّ من علمه من أهل القرن التاسع من سائر العلماء والقضاة والصلحاء والروّاة والأدباء والشعراء والخلفاء والملوك والأمراء والمباشرين والوزراء من النّظر الى أقطارهم أو أديانهم. وقد ذكر أسماء الشخصيات التي تناولها وأنسابها والعلوم التي اشتهرت بها

تم نسخه من موقع الوراق

( 4)

 

 

132 محمد بن عبد الكافي بن محمد بن إسماعيل بن عمر بن مدين المديني السلمي المناوي - نسبة لمنية القائد من الجيزية - القاهري الشافعي. مولده تقريباً سنة سبعين بميدان الغلة من القاهرة ونشأ.
133 محمد بن عبد الكريم بن أحمد بن عطية بن ظهيرة الجمال القرشي المكي ويعرف كسلفه بابن ظهيرة وهو بأبي سمنطح، وأمه حبشية فتاة أبيه. ولد في آخر حياة أبيه أو بعد وفاة أبيه بمكة ونشأ بها وأجاز له في سنة إحدى وسبعين وسبعمائة فما بعدها الأذرعي وابن كثير والكمال بن حبيب وخلق، وتردد إلى اليمن بعد بيع كثير مما ورثه من أبيه؛ وتزوج في زبيد وغيرها وانقطع عن الحج في غالب السنين. مات في المحرم سنة ثلاث وعشرين بمكة بعد أن تعلل، ودفن بالمعلاة وقد جاز الخمسين بسنين، ذكره الفاسي بمكة ثم ابن فهد، ورأيت من أرخه سنة سبع وعشرين وسمي جده محمد بن أحمد.
134 محمد بن عبد الكريم بن داود المحب أبو الجود ابن شيخ القراآت بالقدس وإمام الأقصى كريم الدين البدري بن أبي الوفاء المقدسي الشافعي الماضي أبوه. سمع مني بمكة في المجاورة الثالثة المسلسل وعرض على محافيظه.
محمد بن عبد الكريم بن عبد الله الأردبيلي. يأتي فيمن جده محمد قريباً.
135 محمد بن عبد الكريم بن محمد بن أحمد بن عطية بن ظهيرة الجمال القرشي المكي الشافعي ويعرف كسلفه بابن ظهيرة وهو بالطويل، وأمه أم كلثوم ابنة حسن بن عبد المعطي. سمع من الجمال بن عبد المعطي، وأجاز له في سنة سبعين فما بعدها الشهاب الأذرعي وآخرون، وتنزل في طلبة البنجالية الجديدة بمكة وتعاني بأخرة الشهادة، ودخل مصر مراراً للارتزاق، وحدث في مكة باليسير سمع منه النجم بن فهد وغيره. ومات بها في جمادى الأولى سنة سبع وعشرين. ذكره ابن فهد ومن قبله الفاسي.
 136 محمد بن عبد الكريم بن محمد بن علي بن محمد بن عبد الكريم بن صالح بن شهاب بن محمد البدر بن كريم الدين بن الشمس الهيثمي الأصل القاهري الشافعي الماضي أبوه والآتي جده ويعرف بالهيثمي. ولد سنة أربع عشرة وثمانمائة تقريباً وحفظ القرآن والتنقيح في الفقه للولي العراقي وعرضه واشتغل يسيراً على اللشهاب الحاوي والبدر النسابة وتزوج ابنته؛ وتميز في الوراقة وكتابة الشروط وخطب أحياناً ببعض الجوامع، واستقر في كتابة الغيبة بالبيبرسية بعد الشمس العباسي وراج فيها، وحج وسافر مراراً وكان يحمل معه بالكراء في كل سنة جماعة من المعتبرين وغيرهم فيشتط عليهم في الكراء ويكلفونه بحيث يوسع البابكة لذلك ومع هذا فلم يظفر بطائل، وآل أمره إلى أن توعك وهو راجع أياماً ثم مات بعقبة أيلة في حادي عشر المحرم سنة سبعين ودفن فيها بجوار جده عفا الله عنه.
137 محمد تقي الدين الهيثمي أخو الذي قبله وهو الأصغر. جلس مع الشهود ولكنه غير مرضي مع فاقته وإتلافه لما ورثه من أبيه؛ وأظنه انتسب حنبلياً.
138 محمد بن عبد الكريم بن محمد بن محمد بن محمد بن حسين بن علي بن أحمد بن عطية بن ظهيرة الجمال أبو المكارم - ورأيت ابن فهد قال جلال الدين أبو السرور والأول هو الذي استقر - ابن الشرف أبي القسم الرافعي بن الجلال أبي السعادات بن الكمال أبي البركات بن أبي السعود القرشي المكي الشافعي الماضي أبوه ويعرف كسلفه بابن ظهيرة وهو بكنيته أشهر، وأمه ابنة أبي الفضل بن ظهيرة. ولد في ليلة الأربعاء ثالث رمضان سنة ثلاث وستين وثمانمائة بمكة ونشأ بها في كنف أبوه فحفظ القرآن وأربعي النووي والمنهاج الفرعي والمختصر الأصلي وألفيتي الحديث والنحو ومن التلخيص إلى الإنشاء ومن الشاطبية إلى فرش الحروف، وعرض على جماعة؛ وأجاز له الشمس التنكزي وأم هانئ الهورينية ولازم المنهلي وعبد الحق السنباطي في مجاورتيهما بل لما قدم القاهرة داوم الأخذ عن أولهما وكذا عرض على الزيني زكريا والبكري والجوجري ولازمني حتى قرأ على ألفية العراقي بحثاً والقول البديع وترجمة النووي وغير ذلك من تصانيفي بل قرأ على الخطيب الوزيري لقرب سكنه فيها منه وكذا قرأ على الخيضري وأظنه كتب بعض تصانيفه وأخذ بمكة في النحو عن أبي العزم الحلاوي وموسى الحاجبي الفاسي وفي الفقه عن عمه المحب بل أخذ في الأصول وغيره عن العلمي والمعاني والبيان عن الشريف القاضي المحيوي الحنبلي ورافقه في التوجه للزيارة النبوية وقرأ علي في الحرمين الكثير وكذا سمع مني وعلى جملة ومن ذلك شرحي لألفية العراقي وكتبه بخطه مع غيره من تأليفي وكذا كتب أشياء؛ وتميز وبرع وشارك مع ذكاء وأدب وكتبت له إجازة هائلة أودعت حاصلها في التاريخ الكبير ورأيته كتب للخيضري من نظمه وكذا كتب لي منه ما كتبته في موضع آخر ولما ولي قريبه الجمال أبو السعود بعد والده لازمه في الفقه والأصلين والمعاني وغيرها بل قرأ عليه الحديث على جاري عادة القضاة بل هو من طلبته قبل القضاء.
139 محمد بن عبد الكريم بن محمد الشمس الأردبيلي ثم القاهري الشافعي ورأيت في موضع آخر اسم جده عبد الله. ممن اختص بأمير آخور جانبك الفقيه؛ وحج مراراً وجاور في سنة ست وثمانين وقرأ علي الحج تمامه من البخاري مع قطعة أخرى بعده ولازمني في غير ذلك وكذا قرأ على الديمي ولا بأس به.
 140 محمد بن عبد اللطيف بن أحمد الشمس بن التقي الأقصري - بالضم - ثم القاهري الحنفي والد البدر أبي الفضل محمد الآتي ويعرف بالمحلى لكون جده كان يتردد إليها للتجارة في البطائن ونحوها. ولد بالأقصر من الصعيد ويحول منها وهو صغير إلى القاهرة فحفظ القرآن واشتغل شافعياً وأخذ عن الشمس البوصيري وتزوج سبطة له هي ابنة للشهاب الحسيني وسمع على الشهاب الكلوتاتي وغيره ثم أنه أقرأ المماليك في الطباق وتحول حينئذ حنفياً وحفظ القدوري وغيره واشتغل في الفرائض والحساب والميقات وغيرها على ابن المجدي وكذا أخذ الفرائض والميقات مع العربية وغيرها عن الشهاب الخواص والميقات فقط عن النور النقاش والفرائض فقط عن أبي الجود والعربية عن الشمس بن الجندي ولازمه وكذا ابن الهمام والشمني وابن عبيد الله والأمين الأقصرائي في الفقه وغيره واشتدت عنايته بملازمة الأمين جداً وحمل عنه من الفنون شيئاً كثيراً وقرأ عليه الترغيب للمنذري وانتهى في رمضان سنة خمس وأربعين، وكذا سمع على شيخنا والزين الزركشي وعائشة الحنبلية والشمس البالسي والقطب القلقشندي والجلال بن الملقن وأم هاني الهورينية في آخرين، وتلقن الذكر من الشيخ مدين وغيره؛ وحج مراراً وأخذ في سنة ثلاث وخمسين منها عن أبي البقاء بن الضياء وأكثر من التردد للمذكورين من شيوخ الدراية وغيرهم وبرع في الميقات والفرائض والحساب والعربية وشارك في غيرها واختصر سيرة ابن سيد الناس وحياة الحيوان وكتب على الكنز حاشية في جزء مات عنه مسودة وأوراقاً في الصبر وسكن الشرابشية بالقرب من جامع الأقمر وكان باسمه مشيختها وأقرأ الطلبة يسيراً، وممن أخذ عنه الميقات المظفر الأمشاطي وعبد العزيز الميقاتي وكذا أخذ عنه ناصر الدين الأخميمي وكان صديق والده وهو الذي حنفه، وكان خيراً ساكناً متواضعاً منجمعاً عن الناس مقتصداً على طريق السلف. مات عن بضع وستين في المحرم سنة اثنتين وسبعين ودفن عند ضريح الجعبري بباب النصر وكان له مشهد حافل رحمه الله وإيانا.
141 محمد بن عبد اللطيف بن أبي بكر بن سليمان بن إسماعيل بن يوسف بن عثمان بن عماد الكمال بن المعين بن الشرف الحلبي الأصل القاهري الموضع الماضي أبوه والآتي جده ويعرف بابن العجمي ثم بابن معين الدين. ولد في ونشأ في كنف أبيه فقرأ القرآن وغيره؛ وتدرب في التوقيع وباشره دهره ولكنه مع تقدمه فيه متأخر عن من هو دونه سيما مع كثرة ديونه وتوقف أحواله ولكنه فيه بقية حشمة وأدب؛ ورام الزين بن مزهر تقديمه لنيابته فما أمكن وحصل له رمد عدمت إحدى عينيه.
142 محمد بن عبد اللطيف بن أبي السرور واسمه محمد بن العلامة شيخ الحرم التقي عبد الرحمن بن أبي الخير محمد بن أبي عبد الله محمد بن محمد القطب أبو الخير بن السراج الحسني الفاسي الأصل المكي المالكي الماضي أبوه وجده، أمه أم الخير ابنة عبد القادر بن أبي الفتح الفاسي. ولد في ليلة من ليالي العشر الأخير من ذي الحجة سنة ثلاث وأربعين وثمانمائة بمكة وسمع بها، وأجاز له في سنة مولده أبوه وقريبه السراج عبد اللطيف الفاسي وأخته أم الهدى والإهدل وزينب ابنة اليافعي والسيد صفي الدين الأيجي وأخوه عفيف الدين وأبو الفتح المراغي والمحب المطري وآخرون منهم أبو جعفر بن العجمي والضياء بن النصيبي، ودخل القاهرة مع أبيه في أول سنة ست وخمسين وتوجها منها إلى بيت المقدس ثم لدمشق ثم رجعا إلى القاهرة وسافرا منها لبلاد المغرب فدخلا تونس وبجاية والجزائر وزهران وتلمسان وفاس ومكناس؛ ثم عاد إلى مكة في موسم سنة ثمان وخمسين ثم سافر وحده إلى بلاد المغرب في موسم سنة ثلاث وستين فدخل تونس فقط وعاد إلى مكة سنة تسع وستين وتكرر دخوله للقاهرة ثم دخل المغرب أيضاً وزادت إقامته فيها على سنتين، ولازم بالقاهرة في بعض مراته السنهوري في الفقه وغيره وكذا لازمني حتى قرأ على الألفية وشرحها وقرأ على الشاوي والزكي المناوي وعبد الصمد الهرساني وآخرين، وناب في قضاء المالكية بمكة بمرسوم من السلطان وتوهم استقلاله به بعد موت القاضي فما اتفق وخاصم الرافعي لكونه ابن عمته فما أنجح، وسافر بعد ذلك إلى الغرب أيضاً ثم عاد وانجمع بمنزله وبيده الإمامة بمسجد الخيف وغير ذلك وسافر بعد ذلك أيضاً إلى الهند وهو في سنة تسع وتسعين بها.
 143 محمد أبو عبد الله الحسني الفاسي المكي شقيق الذي قبله. ولد في غروب الشمس ثالث عشر رجب سنة اثنتين وخمسين وثمانمائة ونشأ فقرأ القرآن وأجاز له في سنة أربع وخمسين أبوه وإبراهيم الزمزمي والعليف وأبو البقاء بن الضياء وأبو الفتح المراغي والزين الأميوطي والمحب المطري والبدر بن فرحون وأبو جعفر بن النصيبي والضياء بن النصيبي وآخرون؛ وقدم القاهرة مراراً منها في سنة خمس وتسعين، وكتب من القول البديع نسخاً وكذا كتب الأحاديث المشتهرة وسمع مني في مكة قليلاً، وهو ثقيل السمع طبع وحده.
144 محمد الرضي أبو حامد الحسني الفاسي المكي شقيق اللذين قبله. ممن حفظ القرآن وغيره؛ وقدم القاهرة مع أول أخويه فعرض علي وسمع مني.
145 محمد بن عبد اللطيف بن صدقة بن عوض الشمس بن الزين العقبي الأصل القاهري الحنفي أخو عبد الكريم الماضي لأبيه وابن أخت الزين رضوان ويعرف بابن النقيب. ولد قبل سنة تسعين وسبعمائة بالقاهرة ونشأ بها فحفظ القرآن وكتباً وتلا لأبي عمرو على خاله واشتغل في الفقه على الزين قاسم وسمع بإفادة خاله على ابن أبي المجد والتنوخي والأبناسي وابن الشيخة والمطرز والعراقي والغماري والتقي الدجوي والجمالين ابن الشرائحي ويوسف البساطي والجلال البلقيني والشرف ابن الكويك والجمال الحنبلي والولي العراقي والفوي وآخرين؛ وأجاز له عائشة ابنة ابن عبد الهادي وعبد القادر الأرموي وابن طولوبغا؛ وحج مرتين وسافر إلى الرملة ودخل دمياط واسكندرية وناب في خدمة الأشرفية برسباي عن ابن خاله، وحدث باليسير قرأت عليه قليلاً. ومات في يوم الاثنين منتصف رمضان سنة اثنتين وستين ودفن بتربة الست أم أنوك من الصحراء رحمه الله وعفا عنه.
146 محمد بن عبد اللطيف بن محمد بن أحمد بن علي المحب أبو عبد الله بن الحجازي المكي الماضي أبوه، قدم مع أبيه القاهرة فسمع علي في الأذكار وغيره وكذا سمع على القمصي والديمي وآخرين وحضر عند الفخر المقسي بعض الدروس، وكان عاقلاً. مات بالطاعون في ليلة الثلاثاء ثامن عشري رمضان سنة ثلاث وسبعين وجزع أبوه عليه عوضهما الله الجنة.
147 محمد بن عبد اللطيف بن الكمال أبي الفضل محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن يوسف بن الحسن بن محمد بن محمود الشمس بن السراج الأنصاري الزرندي المدني الشافعي. ولد في ذي الحجة سنة خمسين وثمانمائة وسمع مني بالمدينة بل قرأ على أماكن من الستة. مات في سنة إحدى وتسعين.
148 محمد بن عبد اللطيف بن محمد بن يوسف بن الحسن الزرندي المدني، أظنه جد الذي قبله، سمع على الجمال الكازروني سنة أربع وثلاثين وثمانمائة.
149 محمد بن عبد اللطيف بن موسى بن عميرة بن موسى الجمال القرشي المخزومي اليبناوي المكي. ولد في ذي الحجة سنة إحدى ومات في ذي الحجة سنة بضع وثلاثين بمكة رحمه الله. أرخه ابن فهد.
محمد بن عبد اللطيف الكمال أبو البركات الششيني المحلي ثم القاهري الشافعي وهو بكنيته أشهر. يأتي هناك.
150 محمد بن عبد اللطيف البرلسي السكندري أخو على الماضي. أحد التجار مات في شوال سنة إحدى وثمانين بالرمل ظاهر اسكندرية فحمل إلى الجزيرة خارج باب البحر فدفن عند الشيخ علي الموازيني، وكان كثير الملاءة جداً مع خير وقوة نفس وسماحة بالبذل في بلوغ مقاصده وحسن شكالة، وسافر في التجارة لمكة وغيرها وله أوقاف في جهات قرب من جملتها بيت المنصور بن الظاهر جقمق الذي صار إليه بعد خليل بن الناصر اشتراه منه حين تحول لدمياط ثم وقفه رحمه الله.
151 محمد بن عبد الله بن إبراهيم بن حمام الشمس الشامي ثم المكي المؤدب بها. مات بمكة في ربيع الآخر سنة اثنتين وأربعين. أرخه ابن فهد. وكان قدم مكة وقطنها وأدب بها الأطفال وتزوج بزينب ابنة أحمد الشوبكي واستولدها أولاداً منهم أحمد وأبو الفتح؛ وكان فقيراً مباكاً، ولما قدم مكة السراج عمر بن المزلق اشترى داراً بقعيقعان ووقفها عليه وعلى أولاده.
 152 محمد بن عبد الله بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن علي بن سنان بن رميح محي الدين أبو نافع بن الجمال بن البرهان السعدي القاهري الشافعي ويعرف بالأزهري وبابن الريفي. ولد في أحد الربيعين سنة تسع وثمانين وسبعمائة بالقاهرة ونشأ بها فحفظ القرآن والعمدة والتنبيه وألفية النحو، وعرض في سنة ثمانمائة فيما بعدها على جماعة كالأبناسي وابن الملقن والبلقيني والعراقي وأولاد كل من الثلاثة النور والجلال والولي وناصر الدين الصالحي والدميري وأجازوه والصدر المناوي وغيره ممن لم نر في خطه الإجازة، واشتغل بالعلم يسيراً وتكسب بالشهادة وكتب التوقيع وتنزل في الجهات وباشر المؤيدية والباسطية وكان خطيبها، وحج مراراً منها في سنة ستين وجاور التي تليها وقيد فوائد ومسائل بخطه وكتب عن البدر الدماميني شيئاً من شعره بل اعتني بالسماع فسمع على الفرسيسي معظم سيرة ابن سيد الناس وهو أول سماع وقفت له عليه كان في سنة ست وتسعين وعلى الشرف بن الكويك والجمالين الحنبلي والكازروني والشموس الشامي وابن البيطار والرزاتيتي وابن المصري والبوصيري وابن علي البيجوري والبرماوي والولي لاعراقي والنور الفوى والشهاب البطائحي والسراج قارئ الهداية، وكان يضبط الأسماء ويكتب الطباق بدون براعة فيهما، وأجاز له في استدعاء بخط البدر بن الدماميني في شعبان سنة إحدى وثمانمائة أبو الخير بن العلائي، وحدث سمع منه الفضلاء حملت عنه أشياء، وكان معدلاً فاضلاً ضابطاً لفوائد ونوادر طلق الكلام خطيباً جهوري الصوت. وقال البقاعي إنه كان غير عدل مجازفاً في شهاداته متساهلاً. مات في ليلة الخميس سابع جمادى الأولى سنة سبعين بمنزله من السيوفية قريب الأشرفية سامحه الله.
153 محمد أخو الذي قبله. ولد سنة إحدى وتسعين وسبعمائة وسمع في الخامسة على الفرسيسي مع أخيه مسموعه من السيرة وما علمته.
154 محمد بن عبد الله بن إبراهيم البدر القاهري الأزهري ويعرف بالمصري. كتب عنه العز بن فهد قصيدة من نظمه يمدح بها الفخري بن غلبك أولها:

خليلي قد هام الفؤاد بأسره

 

وعدة مقاطيع وكان قـد

155 محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشمس المسوفي ثم المدني المادح بحرمها والآتي ولده محمدت. ولد في سنة سبع وعشرين وثمانمائة وقدم مع أبيه المدينة وهو ابن سنتين أو ثلاث فقرأ القرآن وصار مادح الحرم مع سكون وخير. ولما كنت هناك سمع مني وكتب لي من نظم ولده قصيدة.
156 محمد بن عبد الله بن أحمد بن حسن بن الزين محمد بن الأمين محمد بن القطب أبو السعادات الأكبر القسطلاني المكي. أجاز له أو لأخيه الآتي في سنة اثنتين وثمانمائة ركن الدين محمد بن إسماعيل بن محمد الخوافي.
157 محمد أبو السعادات الأصغر. أخو الذي قبله.
158 محمد أبو البقاء أخوهما. سمع الزين المراغي وعلي بن مسعود بن عبد المعطي وأبا حامد المطري وابن سلامة والجمال بن ظهيرة وغيرهم، وأجاز له عائشة ابنة ابن عبد الهادي والشرف بن الكويك وآخرون. مات بالطاعون في سنة ثلاث وثلاثين بالقاهرة ودفن بتربة سعيد السعداء، وسيأتي في الكنى.
159 محمد الجمال أبو الخير الحنبلي أخو الثلاثة قبله. سمع من ابن الجزري وابن سلامة وجماعة؛ وأجاز له الشمس الشاوي والزركشي وابن الطحان وابن ناظر الصاحبة وابن بردس وعبد الرحمن بن الأذرعي وابنة ابن الشرائحي وخلق؛ ودخل القاهرة ودمشق وحلب وحمص وحماة، وتردد إلى القاهرة مراراً حتى أدركه أجله في المحرم مطعوناً سنة ثمان وأربعين ودفن بتربة سعيد السعداء أيضاً.
160 محمد أبو المكارم الحنبلي أخو الأربعة قبله وشقيق اللذين قبله، أمهم خديجة ابنة إبراهيم بن أحمد المرشدي. سمع ابن الجزري والشمس الشامي وجماعة وأجاز له في سنة أربع عشرة الزين المراغي، ودخل القاهرة ودمشق وأقام بهامدة وصحب الزين عبد الرحمن أبا شعر ولازمه وتفقه عليه وكذا صحب غيره من الأكابر. ومات بطرابلس من الشام سنة ثلاث وثلاثين، وسيأتي في الكنى.
 161 محمد بن عبد الله بن أحمد بن علي بن محمد بن قاسم الشمس بن الجمال بن الحافظ الشهاب القاهري القزازي أخو إبراهيم الماضي ويعرف كسلفه بالعرياني. ولد تقريباً سنة ثمان وثمانمائة، كان من بيت حديث ورواية ولكن ما علمت له سماعاً ولا إجازة نعم سمع وهو كبير معنا على بعض الشيوخ يسيراً؛ واشتغل بالتكسب في الزجاج بحانوت بالوراقين وكان صوفياً في سعيد السعداء. مات في المحرم سنة تسع وسبعين بعد تعلله بالفالج مدة. عفا الله عنه.
162 محمد بن عبد الله بن أحمد بن محمد بن كمال بن علي الفاضل شمس الدين بن الجمال المكي الأصل المصري الشافعي المقري ويعرف بالحجازي. ولد في سنة ثمان وأربعين وثمانمائة تقريباً بمصر ونشأ فحفظ القرآن والشاطبيتين والتبرزي والمنهاج والملحة ألفية ابن ملك، وعرض على العلم البلقيني والمناوي والعبادي والبكري والعز الحنبلي والقطب الجوجري والفخر السيوطي وآخرين منهم الشهابان الشارمساحي وابن الدقاق المصري الشريف؛ وتلا بالسبع على كل من عمر بن قاسم الأنصاري النشار وعبد الغني الهيثمي وابن أسد وأذنوا له، وبحث في المنهاج والألفية وتصريف العزي على الأخير وكذا أخذ عن غيره في الفقه وأصوله والعربية بل بحث المنهاج بتمامه على البامي وأذن له في الإقراء والافتاء، وقرأ بعض البخاري علي وعلى الشاوي بل قرأ علينا معاً الشاطبية في ذي الحجة سنة تسع وسبعين وسمع على أبي الحسن على حفيد يوسف العجمي أشياء؛ وتميز في الفضائل ولزم حفظ المنهاج فكان يقرأ كل يوم ربعه ويكثر التلاوة والصيام ويحرص على الجماعة مع التحري في الطهارة والشهادة لتكسبه منها رفيقاً للشهاب القسطلاني ومزيد الاستقامة وربما نظم الشعر وكتب بخطه الكثير، وقد كثر تردده إلي وكنت ممن يميل إليه. مات في يوم الخميس ثامن ربيع الثاني سنة إحدى وتسعين رحمه الله وإيانا.
163 محمد بن عبد الله بن أحمد بن محمد بن هاشم بن عبد الواحد بن أبي حامد بن عشائر البدر بن التاج بن الشهاب بن الشرف بن الزين السلمي الحلبي الشافعي قريب الحافظ ناصر الدين محمد بن علي بن محمد بن هاشم ويعرف كسلفه بابن عشائر. ولم يتميز لكنه كتب الخط الحسن، وسمع على الظهير محمد بن عبد الكريم بن العجمي سنن ابن ماجة وعلى جده والكمال بن حبيب وعمر بن إبراهيم بن العجمي والشهاب بن المرحل والشرف أبي بكر الحراني وناصر الدين بن الطباخ والأستاذ أبي جعفر الرعيني وابن صديق وآخرين، وأجاز له في سنة سبع وستين فما بعدها ابن الهبل وابن أميلة والصلاح بن أبي عمر والشهاب بن النجم وأحمد بن محمد زغلش ومحمد بن إبراهيم النقبي ومحمد بن أبي بكر السوقي ومحمود المنيحي وأحمد بن عبد الكريم البعلي وأحمد بن يوسف الخلاطي ومحمد بن المحب عبد الله بن محمد بن عبد الحميد المقدسي والشمس بن نباتة والبهاء بن خليل والموفق الحنبلي وخلق. وحدث سمع منه الفضلاء وكان من بيت رياسة وحشمة وكرم ومروءة تامة منجمعاً عن الناس لقلة علمه. مات قبل سنة خمسين.
 164 محمد بن عبد الله بن أحمد شمس الدين أبو عبد الله بن الجمال بن الشهاب الزفتاوي القاهري الشافعي والد ناصر الدين محمد الآتي ويلقب فت فت. ولد سنة خمس وأربعين وسبعمائة تقريباً بزفتا وتحول منها وهو صغير إلى القاهرة فنشأ بمدرسة محمود الترجماني بالقرب من درس خاص ترك المعروف الآن بالطبلاوي برحبة العيد فأقام بها مدة ثم انقتل إلى الجمالية العتيقة برحبة الأيدمري فسكنها مدة طويلة، وحفظ القرآن والشاطبيتين والعمدة والتنبيه والمنهاج الأصلي وألفية ابن ملك وقرأ الفقه على الأسنوي والبلقيني وابنه الجلال وابن العماد والعز السيوطي وأخذ القراآت عن الفخر البلبيسي إمام الأزهر والشمس محمد النشوي، وسمع على ابن حاتم والصدر بن منصور الحنفي والمطرز وابن الشيخة والغماري والجمال الرشيدي في آخرين اشترك معه ابنه في بعضهم وأقرأ أولاد بعض الرؤساء، ومهر في الفرائض جداً وكان يقرأ في كل يوم الربع من التنبيه ويتلو ختمة وأما في رمضان فختمتين مع التكسب بالشهادة؛ ثم عمل التوقيع وتقدم فيه بل ناب في القضاء عن الجلال البلقيني وجلس بالقبة الصالحية النجمية وبالواجهة ببولاق وأضيف إليه أيضاً القضاء بمنفلوط وعملها بالوجه القبلي وبدمنهور والبحيرة وغير ذلك، وكان يجلس في البيبرسية لكونه من صوفيتها عن يمين شيخنا لكونه يعظمه جداً، وقد ترجمه في إنبائه باختصار وأنه كان كثير التلاوة خيراً سليم الباطن بل كان من المختصين بالجمال الملطي قاضي الحنفية وبالصدر المناوي قاضي الشافعية، وانقطع في آخر عمره بمنزله بعد أن أعرض عن القضاء مدة إلى أن مات بالقاهرة في ثالث جمادى الآخرة سنة اثنتين وثلاثين ودفن ظاهر باب النصر بتربة الأوجاقي قريباً من تربة حسين الجاكي وقد زاد على الثمانين. أفادنيه حفيده باختصار عن هذا رحمه الله.
165 محمد بن عبد الله بن أحمد التونسي الأصل المكي ويعرف بابن المرجاني. سمع من ابن صديق وغيره واشتغل بالفقه والعربية وتنبه في ذلك مع نظم وخط جيد كتب به الكثير ودين وخير وسكون، مات في ليلة السبت ثاني ذي الحجة سنة عشر بمكة عن أربع وعشرين سنة تقريباً ودفن بالمعلاة؛ ذكره الفاسي.
166 محمد بن عبد الله بن أحمد الحضرمي. ممن سمع مني بمكة.
167 محمد بن عبد الله بن أحمد الخانكي البلبيسي الأصل ويعرف بابن التاجر. ممن سمع مني بالقاهرة.
168 محمد بن عبد الله بن أيوب الشمس القاهري ثم الطولوني المرقي أخو أبي بكر والد أحمد المذكورين ويعرف بالمستحل وبالرئيس. قرأ القرآن واعتنى بالميقات وأخذه عن جماعة منهم الشهاب السطحي وعبد الرحمن المهلبي؛ وباشر الرياسة بجامع طولون وبالقلعة ولذا رعف بالرئيس وتنزل في الجهات وتكلم على أوقاف وكان يصحب الأمراء وغيرهم من القضاة كتمرباي وحج معه وقتاً والجلال البلقيني وشيخنا وكان المرقي بين يديه في القلعة وله به مزيد اختصاص للطف عشرته وظرفه وفكاهته بحيث أنه لما تنزل في الحنفية بالشيخونية وقيل له كيف هذا وأنت شافعي فقال تمحي الحاشية التي كتبتها على المنهاج أو كما قال، سيما مع وضاءته وكثرة تلاوته. مات في يوم السبت سابع ذي القعدة سنة اثنتين وستين ويقال إنه زاد على المائة أو قاربها رحمه الله وإيانا. وله ذكر في ترجمة أخيه من أنباء شيخنا قال وهو أخو شمس الدين رئيس الأذان بجامع ابن طولون الذي يقال له المستحل.
169 محمد بن عبد الله بن بكتمر ناصر الدين بن جمال الدين ويعرف بابن الحاجب. تقدم في ولاية صهره بالدوادارية وكان من أمراء العشرات بالديار المصرية. مات في خامس عشري ربيع الآخر سنة اثنتين. أرخه العيني وقال إنه خلف موجوداً كثيراً. وأرخه شيخنا في إنبائه في ربيع الأول والأول هو الصواب.
170 محمد بن عبد الله بن أبي بكر بن عبد الله بن ظهيرة بن أحمد بن عطية بن ظهيرة القرشي المكي، أمه زبيدية وهي نفيسة ابنة إبراهيم بن أبي بكر بن عبد المعطي العصامي. أجاز له في سنة ست وثلاثين وثمانمائة فما بعدها جماعة أجازوا لأبي الفضل محمد بن أحمد بن أبي الفضل بن أحمد بن ظهيرة الماضي. ومات في شوال سنة ست وستين بجدة وحمل فدفن بالمعلاة.
 
171 محمد بن عبد الله بن أبي بكر بن محود الشمس بن الجمال الأثميدي ثم القاهري الحنبلي ويعرف بالأثميدي. نشأ فحفظ القرآن وغيره، وتنزل في الجهات ولازم دروسها ولم يمهر، وتكسب بالشهادة بل ناب في الفسوخ والعقود عن المحب بن نصر الله فمن بعده وسمع بأخرة على ابن الطحان وابن ناظر الصاحبة وابن بردس بحضرة البدر البغدادي وقبل ذلك سمع على صهره الشمس الشامي والجمال عبد الله الكناني ذيل مشيخة القلانسي للعراقي وغير ذلك وكذا سمع على الولي العراقي وغيره. مات في جمادى الأولى سنة ست وخمسين وقد أسن رحمه الله.
172 محمد بن عبد الله بن أبي بكر الشمس الأنصاري القليوبي ثم القاهري الخانكي الشافعي والد محي الدين محمد الآتي ويعرف جده بابن أبي موسى. ولد في يوم الأحد خامس عشري ربيع الأول سنة ثمان وثلاثين وسبعمائة وأخذ الفقه عن الولي الملوي والبهاء بن عقيل والجمال الأسنائي وقريبه العماد الأسنائي والعلاء الأقفهسي والبهاء السبكي والشهاب بن النقيب والأبناسي والضياء العفيفي بحث عليه الحاوي والأصول عن التاج السبكي وبحث عليه بعض مؤلفه جمع الجوامع والفرائض عن الكلائي والفنون عن أكمل الدين الحنفي وأرشد الدين العجمي والقراآت السبع عن السيف بن الجندي والمجد الكفتي وناصر الدين الترياقي، وتقدم في العلوم وتميز في الفرائض وأذنوا له وكذا أذن له ابن الملقن في التدريس والإفتاء والجلوس على السجادة والضياء في التدريس والتاج السبكي وغيرهم، وسمع على الزين العراقي والبلقيني وابن أبي المجد بل سمع على العفيف اليافعي الصحيحين وعدة من تصانيفه وعلى أبي عبد الله بن خطيب بيروذ والتقي علي بن محمد بن علي الأيوبي والجمال بن نباتة والمحب الخلاطي؛ ومما سمع عليه السنن للدارقطني وعلى الذي قبله سيرة ابن هشام والعرضي ومظفر الدين بن العطار؛ وحدث ودرس وأفتى، وممن أخذ عنه الفقه وغيره القاياتي والونائي وآخرون وقرأ على الزين رضوان ومحمود الهندي وكذا قال الشهاب الزفتاوي أنه قرأ عليه في خانقاه المواصلة بين الزقاقين بمصر وكان شيخها. قال شيخنا في إنبائه: واشتهر بالدين والخير وكان متواضعاً ليناً متقللاً جداً إلى أن قرر في مشيخة الخانقاه الناصرية بسرياقوس فباشرها حتى مات في يوم الخميس ثاني عشري جمادى الأولى سنة اثنتي عشرة، وفي ترجمته من التاريخ الكبير زيادات رحمه الله.
173 محمد بن عبد الله بن بلال الفراش بالمسجد الحرام وأخو أحمد وإسحاق.
174 محمد بن عبد الله بن جار الله بن زائد السنبسي المكي. مات بمكة في المحرم سنة إحدى وسبعين، ذكره ابن فهد.
175 محمد بن عبد الله بن حجاج بدر الدين البرماوي الأصل القاهري الماضي أبوه. رجل سيئ الطباع بغيض متساهل في الديانة والأمانة، باشر الجمالية والسابقية وأوقاف درس الشافعي وغيرها وكتب مع موقعي الدرج مع عدم دربته وأكله بدون حساب؛ وتمول جداً وصاهر ابن الأمانة على ابنته فما رأوا منه سوى الرقاعة والحمق وكل وصف مناف ونسب إليه أنه اختلس من تركة الشيخ ابن الجوهري لآلئ وجواهر نفيسة أبدلها بدونها وبادر هو للمرافعة في بعض الأوصياء فحاق المكر السيئ به ورسم عليه حتى أخذ منه ما ينيف على ألفي دينار وما رثي له أحد بل هو تحت العهدة إلى الآن، وقبل ذلك أهانه الأمير يشبك الجمالي بسبب افتياته ببناء عمله بالجمالية، وهدم بناءه وكذا ضرب بسبب وقف السابقيةوهو لا يزداد إلا فحشاً وقبحاً؛ وآل أمره في سنة خمس وتسعين إلى قيام مستحقي السابقية عليه حتى أخرج منها بعد مزيد إهانته وذله وضبطت عنه كلمات منكرة لا تستكثر على جهله، واستمر على تخلفه ومقته لسوء معاملته وتصرفه، وكذا كانت له كائنة قبيحة بسبب وسع يده على تركة علي القليوبي بالوصياية وزعم بعد اعترافه بالوصة عدمها وكان ما يطول شرحه مما أشير إليه مع كائنة ابن الفقيه موسى في الحوادث ولا يظلم ربك أحداً. وهو ممن سمع في البخار بالظاهرية.
 176 محمد بن عبد الله بن حسن بن عطية بن محمد بن المؤيد الحارثي من بني الحارث بن عبد المدان النجراني الأصل الخباني - نسبة إلى خبان بضم المعجمة وتخفيف الموحدة واد قريب تعز - الحنفي. ولد في ربيع الآخر سنة إحدى وعشرين وثمانمائة بقرية مصنعة - بفتح الميم وإسكان الصاد وفتح النون من وادي خبان - وقرأ بها القرآن وأخذ فيها الفرائض والنحو عن عبد الله الخباني وبحث المقامات وشرحها للمسعودي ومقصورة ابن دريد في دمث على محمد المعلم. وحج غير مرة أولها في سنة ثمان وثلاثين. وقدم القاهرة قبيل الخمسين صحبة الحاج فبحث المطول وكذا في المنطق على التقي الحصني وأخذ فقه الحنفية عن البرهان الهندي والأصول عن الشمس الكريمي السمرقندي. ولازم المشايخ والاشتغال في فنون العلم، وكان بالقاهرة في سنة ثلاث وخمسين. ونظم الشعر الحسن ومدح الكمال بن البارزي بقصيدة رائة منها:

هو السر في صدر الزمان فلذ به

 

فما أحسن الصدر الذي يكتم السرا

ثم سافر إلى بيت المقدس والشام ودام بها. مات تقريباً نحو الستين؛ ذكره البقاعي ورماه بأنه زيدي فالله أعلم.
177 محمد بن عبد الله بن حسن بن علي بن محمد بن عبد الرحمن البدر بن الجمال الأذرعي الأصل الدمشقي القاهري الماضي أبوه وجده وعمه الإمام الشهاب أحمد. ولد في ربيع الأول سنة أربع وعشرين وثمانمائة ونشأ فقرأ القرآن، وقدم القاهرة مراراً وسمع بها رفقاً للخيضري على المحب بن نصر الله الحنبلي في النسائي وعلى البدر بن روق العلم للمرهبي وعلى شيخنا في آخرين، وقطنها وقتاً وتكسب بسوق الهرامزة؛ وحج غير مرة. وكانت وفاته بمكة في ذي القعدة سنة ثمان وثمانين بعد أن حدث بالقاهرة بعض المبتدئين.
178 محمد بن عبد الله بن الحسن بن فرحون - وبخط ابن عزم مروان - ابن عبد الحميد بن رحمة بن زيد بن تمام بن جعفر البدر بن القطب القرشي البهنسي المهلبي الشافعي والد الولوي أحمد وعبد الله. ولد سنة اثنتين وثلاثين وسبعمائة وسمع من الزبير الأسواني الشفا لعياض ومن والده وخليل المالكي وعمر بن محمد النويري والعز بن جماعة وأحمد بن الرضى الطبري وآخرين، وحدث سمع منه الفضلاء روى عنه التقي بن فهد، وله ذكر في ولده أحمد من معجمي. مات سنة خمس.
179 محمد بن عبد الله بن حسن بن المواز. مات فجأة في ربيع الأول سنة اثنتين وثلاثين عن نحو الستين، ذكره المقريزي في عقوده وقال: كان ديناً صاحب نسك وتجرد وتقلل من الدنيا مع عصبية ومروءة ومحبة في الحديث وأهله واتباع للسنة وأنه رأى له بعد موته مناماً فيه أنه سلم من عذاب القبر.
180 محمد بن عبد الله بن حسين الجمال أبو عبد الله بن العفيف الحسني اليماني حفيد البدر الأهدل وابن عم حسين بن صديق، سمع مني بمكة في سنة ست وثمانين أشياء. وقدم القاهرة غير مرة منها في سنة ثمان وثمانين وسافر منها إلى الصعيد فحصل رزيقاً ثم عاد، ونعم الرجل خيراً وسكوناً وتقنعاً ثم لقيني بمكة أيضاً في سنة أربع وتسعين.
181 محمد بن عبد الله بن حسين الشمس النويري ثم القاهري الشافعي جد البدر النويري لأمه. ذكر لي سبطه أنه حفظ الشاطبية والتنبيه وغيرهما وأنه تلا بالسبع، وكان متميزاً يقرئ القراآت والفقه. ومات في سنة ستين عن نحو المائة فالله أعلم.
182 محمد بن عبد الله بن حمود الشمس الطنبدي ثم القاهري الشافعي. ولد سنة خمس وسبعين وسبعمائة بطنبد بلد كبير من أعمال البهنسا من القاهرة وحفظ القرآن والعمدة والتنبيه والبيضاوي وألفية ابن ملك اخذ الفقه والعقليات عن قريبه البدر الطنبدي ولازمه حتى مات وكذا أخذ عن الشهاب بن العماد وقنبر العجمي والدميري والجلال البلقيني وآخرين وسمع العراقي والهيثمي، وكان خيراً متقشفاً مفيداً متواضعاً لا يأنف الاستفادة ممن دونه. مات على ما تحرر قريب الستين.

 

 


183 محمد بن عبد الله بن خليل بن أحمد بن علي بن حسن الشمس البلاطنسي ثم الدمشقي الشافعي. ولد في سنة ثمان وتسعين وسبعمائة ببلاطنس ونشأ بها فقرأ القرآن على جماعة منهم عمر بن الفخر المغربي، ونزح عنها في طلب العلم فأخذ الفقه بطرابلس عن الشمس بن زهرة وبحماة عن النور بن خطيب الدهشة وبدمشق عن التقي بن قاضي شهبة وعنه أخذ الأصول أيضاً وعن الأخيرين أخذ العربية وكذا أخذها بجيلة عن الشهاب أحمد المغربي وبطرابلس عن الشهاب أحمد المغربي وبطرابلس عن الشهاب بن يهودا وبدمشق عن العلاء القابوني، ولازم العلاء البخاري في المطول وغيره وأخذ عنه رسالته الفاضحة وغيرها بحيث كان جل انتفاعه علماً وعملاً، وأقبل على كتب الغزالي حتى كاد يحفظ غالب الأحياء، والمنهاج وقرأ على الشهاب بن البدر الصحيحين بطرابلس وعلى ابن ناصر الدين غالب الترمذي وكذا سمع اليسير جداً على شيخنا لا عن قصد كما صرح به لحرمانه وعلى الزين عمر الحلبي ولكنه لم يكثر من ذلك بل ولا من غيره من الفنون إلا أن شيخه العلاء كان يميل إليه ويقدمه على غيره من طلبته فراج أمره خصوصاً وقد اقتدى به في أكثر أفعاله وأقواله حتى في تقبيح ابن عربي ومن نحا نحوه بل وفي الحط على التقي بن تيمية وأتباعه وأكثر الحنابلة محض تقليد، مع ملازمته للعبادة وحثه على التقنع والزهادة وحرصه على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بحيث لا تأخذه في الله لومة لائم ولا يهاب أحداً بل يقول اعلحق ويصدع به الملوك والنواب والأمراء ويقنع الجبابرة ونحوهم، فصار بذلك إلى محل رفيع ونفذت أوامره وقبلت شفاعاته فازدحم لذلك عنده أرباب الحوائج ولم يتخلف عن إغاثة الملهوفين وإكرام كثير من الغرباء والوافدين سيما أهل الحرمين فإنه كان يجبي من زكوات ذوي اليسار ما يفرقه عليهم وكذا صنع مع البقاعي حيث ساعده في عمارة خان الفندق بالزبداني ومع ذلك فلم يسلم من أذاه وراسله بالمكروه كما هو دأبه ولو تأخر يسيراً لزاد الأمر بينهما على الوصف؛ وتصدى مع ذلك للتدريس والإفتاء فأخذ عنه جماعة كثيرون من أهل دمشق والقادمين إليها قصداً للتجوه بالانتساب إليه، وممن أخذ عنه النجم بن قاضي عجلون بل حفظ مختصره لمنهاج العابدين وهو في كراسين، وناب عن البهاء بن حجي في تدريس الشامية البرانية بعد العلاء بن الصيرفي ثم عن ولده النجم وحضر عنده فيه شيخه التقي بن قاضي شهبة وولده البدر والتقي الأذرعي ومن شاء الله ممن لا يتوقف أن فيهم من هو أفضل منه. وقال التقي إنه وإن كان ديناً عالماً فقد استنكر الناس هذا لكبر المنصب بالنسبة إليه ولكن قد آل الزمان إلى فساد عظيم وعدم التفات لمراعاة ما كان الناس عليه انتهى. وكذا ناب في تدريس الناصرية عن الكمال بن البارزي بعد ابن قاضي شهبة؛ وحج غير مرة وجاور وقرأ عليه هناك البرهان بن ظهيرة وابن أبي اليمن وآخرون، وكان قدومه لدمشق في سنة سبع وعشرين بعد أن أفتى في بلاده وخرج منها في قضية أمر فيها بالمعروف. وله من التصانيف سوى ما تقدم شرح مختصره الماضي ذكره وهو في مجلد لطيف دون عشرة كراريس والباعث على ما تجدد من الحوادث في كراسين قرضه له جماعة منهم العلم البلقيني والجلال المحلى والعلاء القلقشندي والشرف المناوي حين قدومه القاهرة وجرد حاشية الشهاب بن هشام على التوضيح في مجلد انتفع به الفضلاء وله فتاوى طنانه فيها ما يستحسن ووقائع يطول شرحها، وهو القائم على أبي الفتح الطيبي حين ولي كتابة بيت المال بدمشق وقدم سببه القاهرة خوفاً من معاكسة مخدومه أبي الخير النحاس وصعد إلى الظاهر فأكرمه وصادف ذلك ابتداء انخفاض النحاس فاقتضى ذلك ظهور ثمرة مجيئه؛ بل عرض عليه الظاهر مشيخة الصلاحية ببيت المقدس فأبى كما أنه أبى قضاء دمشق حين عرض عليه، ولم يزل أمره في ازدياد وحرمته وشهرته مستفيضة بين العباد إلى أن حج في سنة إحدى وستين ورام المجاورة بالمدينة النبوية فمنعه ما كان يعتريه من وجع في باطنه ولم يزل به ذلك الوجع حتى مات بعد رجوعه بيسير في ليلة الثلاثاء سادس عشري صفر سنة ثلاث وستين ودفن من الغد وكانت جنازته حافلة بحيث قيل أنه لم ير في هذا القرن بدمشق نظيرها وحمل نعشه على الأصابع وكان ذلك زمن الشتاء فلما حمل نعشه أمطرت فلما وضع سكن المطر، وعظم تأسف العامة وكثير من الخيار عليه رحمه الله وسامحه وإيانا؛

 

وقد لقيته بمشهد الإمام علي في الجامع الأموي محل إقامته وكذا بمكة ولست أعلم فيه ما يعاب إلا منابذته للحنابلة والمحدثين وشدة تعصبه في أمور كثيرة ربما تخرجه عن الطور المتخلق به؛ ولما اجتمعت به بدمشق وسمعت منه تصريحه برجوعه عن الرواية عن ابن ناصر الدين سألته عن سببه فلم أر منه إلا مجرد عناد وتعصب؛ وكذا رأيت منه نفرة عن شيخنا سببها فيما يظهر تقريضه مصنف أولهما في الانتصار لابن تيمية وقد كتب لناظر الخاص مطالعة فيها حط زائد على الخيضري ومبالغة تامة، بل حكى لي صاحبنا السنباطي أنه سمع منه بمكة قوله: قد مات ابن حجر وما بقي إلا الترحم عليه فالمحدثون يقطعون ويحذفون أو كما قال نسأل الله السلامة والتوفيق وقد ترجمته في معجمي وغيره بأطول من هذا، وبالجملة فكان للشام به جمال.
184 محمد بن عبد الله بن زكريا اليمني البعداني - بموحدة ثم مهملتين وآخره نون بلدة من مخلاف جعفر باليمن - الشافعي نزيل الحرمين. قال الفاسي: كان خيراً صالحاً مؤثراً منور الوجه كثير العبادة له إلمام بالفقه والتصوف، جاور بالحرمين نحو ثلاثين سنة على طريقة حسنة من العبادة وسماع الحديث والاشتغال بالعلم وتمشيخ على الفقراء برباط دكالة بالمدينة وعمره بمال سعى فيه عند بعض بني الدنيا. وبها توفي في العشر الأخير من ذي الحجة سنة عشر ودفن بالبقيع وهو في عشر الستين، وكان من وجوه أهل بعدان أصحاب الشوكة بها؛ وذكره المقريزي في عقوده رحمه الله وإيانا.
 185 محمد بن عبد الله بن سعد بن أبي بكر بن مصلح بن أبي بكر بن سعد القاضي شمس الدين أبو عبد الله المقدسي الحنفي نزيل القاهرة ووالد سعد وإخوته ويعرف بابن الديري نسبة لمكان بمردا من جبل نابلس. ولد بعد الأربعين وسبعمائة وعينه في دفعات بسنة اثنتين وثلاث وأربع وخمس وثمان وكان يقول إن سببه اختلاف قول أبويه عليه فيه. قال شيخنا: وحقق لي أنه يذكر أشياء وقعت في اللطاعون العام سنة تسع وأربعين وجزم بعضهم بأنه سنة أربع. وقال ابن موسى الحافظ أنه في يوم السبت عاشر المحرم سنة ثمان ونحوه للمقريزي، وكان أبوه تاجراً فحبب إليه هو العلم وحفظ القرآن وعدة متون في فنون وأقبل على الفقه وعمل في غيره من الفنون وأخذ عن جماعة، ثم رحل إلى الشاعم وأخذ عن علمائها وكان دخوله لها وهي ممتلئة من المسندين أصحاب الفخر ابن البخاري وغيره فما تهيأ له السماع من أحد منهم، وكذا قدم القاهرة غير مرة واشتهرت فضائله سيما في مذهبه، وتقدم في بلده حتى صار مفتيها والمرجوع إليها فيها وعقد مجالس الوعظ وناظر العلماء، ومهر في الفنون وكتب الخط الحسن وكانت له أحوال مع الأمراء وغيرهم يقوم فيها عليهم ويأمرهم بكف الظلم بحيث اشتهر ذكره. فلما مات ناصر الدين بن العديم في سنة تسع عشرة استدعى به المؤيد وقرره في قضاء الحنفية بالقاهرة فباشره بشهامة وصرامة وقوة نفس وحرمة وافرة وعفة زائدة غير ملتفت لرسالة كبير فضلاً عن صغير بل كان مع الحق حيث كان. ويحكى أن امرأة رفعت له قصة فيها أن السلطان تزوجها قديماً ولها عليه حق فكتب عليها عاجلاً يحضر أو وكيله ثم أرسلها مع بعض رسله فأعلمه بذلك بغير احتشام فسر وأرسل طواشيه وخازنداره مرجان الهندي بعد أن وكله إلى القاضي يصالح المرأة بمبلغ له وقع، وأعلى من هذا أنه بلغه أن الهروي قاضي الشافعية تصرف فيما كانت تحت يده بغير طريق فبعث إلى نوابه بمنعهم من الحكم بمقتضى ثبوت فسق مستنيبهم وهددهم إن خالفوه فكفوا بأجمعهم بل لما اجتمعوا عند السلطان حكم بمنعه من الفتوى وعزله في مجلسه فلم يسعه إلا إمضاءه في أشياء من نمطهما ثم أنه انمزج مع المصريين وياسر الناس سيما كاتب السر ناصر الدين بن البارزي فكان منقاداً له فيما يرومه ولذا لما كملت عمارة المؤيدية أشار على السلطان بتقريره في مشيختها تدريساً وتصوفاً ففعل بعد أن كان عين لها البدر بن الأقصرائي وظن ابن الديري استمراره في القضاء فلما قرره في المشيخة قال له بحضرة الجماعة: الآن استرحنا واسترحت، يشير بذلك إلى كثرة الشكاوي من الأمراء ونحوهم فيه وقرر عوضه في القضاء الزين التفهني وذلك في ذي القعدة سنة اثنتين وعشرين. ولم يسهل به ذلك بل ظهر عليه الأسف وكان بعد إلقائه دروساً فيها بحضرة السلطان يجلس كل ليلة فيما بين صلاتي المغرب والعشاء بمحرابها ويعلم الناس ويذكرهم ويفقههم فلما كان في سنة سبع وعشرين خيل إليه أن السلطان يلزمه بحضور الحديث بالقلعة ويجلسه تحت الهروي فسافر في رجبها إلى بلده لزيارة أهله ثم أراد العود في شوالها فعاقه التوعك ثم أفضى به إلى الإسهال فمات به يوم عرفة منها وكان يأسف على فراقه ويقول سكنته أكثر من خمسين سنة ثم أموت في غيره فقدرت وفاته فيه وقد قارب التسعين كما قرأته بخط العيني مع نقل شيخنا أنه زاد على التسعين، قال وليس كما قال، قال في الإنباء: وكان كثير الازدراء بأهل عصره لا يظن أن أحداً منهم يعرف شيئاً مع دعوى عريضة وشدة إعجاب يكاد يقضي المجالس بالثناء على نفسه مع شدة التعصب لمذهبه والحط على مذهب غيره. وقال في رفع الأصر: ومهر في مذهبه واشتهر بقوة الجنان وطلاقة اللسان والقيام في الحق وكان حسن القامة مهاب الخلقة. وقال في معجمه أنه كان حسن التذكير كثير المحفوظ ولكنه لم يطلب الحديث بل قال لي غير مرة اشتغل في كل فن إلا في الحديث ولازم التاج أبا بكر بن أحمد بن محمد الأموي المقدسي القاضي الشافعي وسمع عليه ثلاثيات البخاري بسماعه على الملك لا وحد أنابه ابن الزبيدي. ولما قدم القاهرة حدث بالصحيح كله عنه سماعاً ثم حدث عنه بصحيح مسلم؛ وذكر لي أنه سمع من الميدومي ولم نجد ما يدل على ذلك. وقد أجاز في استدعاء ابني محمد وحضرت دروسه وسمعت من فوائده الكثير. قلت: وقد أخذ عنه الأئمة منهم ولده سعد وابن موسى الحافظ وقال إنه ذكر له أن الميدومي أجاز

لهم وأنهم كاوا يأخذوه مع الأطفال من المكاتيب بالقدس فيسمع معهم عليه؛ وممن سمع منه الأبي وفي الأحياء من سمع منه. وقال العيني: كان عالماً فاضلاً رأساً في مبذهبه متخلقاً بأخلاق أهل التصوف أدرك علماء كثيرة في مصر والشام وبيت المقدس وعاشر صلحاء كثيرين لأن بيت المقدس كان محط العلماء والصلحاء. وقال المقريزي في عقوده: صحبته سنين وقرأت عليه قطعة من البخاري وكان مفوهاً مكثاراً جم المحفوظ شديد التعصب لمذهبه منحرفاً عن من خالفه يجلس كل ليلة فيما بين صلاتي المغرب والعشاء بالمحراب يعلم الناس ويذكرهم ويفتيهم انتهى. وكان شيخاً أبيض اللحية نيرها جهوري الصوت فصيح العبارة مليح الشكل رحمه الله وإيانا.
186 محمد بن عبد الله بن سعيد الشمس الكلبشاوي الخطيب ممن سمع مني بالقاهرة.
187 محمد بن عبد الله بن سلام الدمشقي أخو علاء الدين وهو الأصغر. مات في رجب سنة ثلاث بعد انفصال التمرية؛ قاله شيخنا في إنبائه.
188 محمد بن عبد الله بن سليمان العز المحلي ثم القاهري الشافعي أحد النواب؛ ممن اشتغل ولازم العلم البلقيني وعمل التوقيع ببابه فمنعه البدر البغدادي الحنبلي وأثبت شيئاً في تركة ابن حجي، وكاد أزبك الظاهري الإيقاع به فاختفى وكان ذلك سبباً لهجر يحيى بن حجي مجلس مستنيبه وإقباله على المناوي.
189 محمد بن عبد الله بن شاه خان الشمس أبو عبد الله بن الجمال الحلبي المنشأ الدمشقي الاستيطان الشافعي نزيل مكة ويعرف بالعذول - بفتح المهملة وضم المعجمة وآخره لام. ولد بعيد الثلاثين وثمانمائة. وانتقل منها وهو طفل مع أبيه إلى حلب ثم لدمشق وأخذ فيها السلوك عن ناصر الدين بن البيطار، ودخل القاهرة فلقي فيها شيخنا والعلم البلقيني وغيرهما وفي مصثر المحب الفيومي المصري قارئ الحديث بجامعها العمري والبهاء بن القطان والجلال البكري وأقام بها نحو أربع سنين وأخذ عن بعضهم في آخرين؛ ودخل دمياط وغيرها ثم رجع إلى دمشق وصحب السيد المحب ابن أخي التقي الحصني وغيره من السادات، وحج غير مرة ثم قطن مكة وكان يحضر دروس القاضي وأخيه بها والجمالي ويعقد مجلس الذكر وقتاً وربما أفاد بعض المريدين لأنسه بأبواب العبادات ونحوها ومراجعته في كثير مما يروم التفقه فيه ولما كنت بمكة لازمني في كثير مما أخذ عني ومني رواية ودراية وزاد اغتباطه بذلك وربما اشتغل في أصول الدين وغيره، وقد كتبت له إجازة حسنة في التاريخ الكبير بعضها ولكثيرين فيه اعتقاد بل كان كل من البرهان وحسين ابني قاوان يميل إليه مع غيرهما من ذوي اليسار، ثم تضعضع حاله ولكنه نعم الرجل متجمل كثير الطواف والعبادة والرغبة في الخير.
190 محمد بن عبد الله بن شوعان الزبيدي الحنفي. انتهت إليه الرياسة في مذهبه ببلده، ودرس وأفاد. مات سنة اثنتين وعشرين، ذكره شيخنا في إنبائه.
191 محمد بن عبد الله بن صالح ذو النون الغزي الصالحي، ذكره شيخنا في فوائد الرحلة الآمدية، وقال إنه لقيه بالمخيم بظاهر غزة، وذكر له أنه ولد تقريباً سنة ست وستين وسبعمائة وأنه سمع الصحيح من القاضي نور الدين على ابن خلف بن كامل الغزي قاضيها المتوفى في سنة ثمان وسبعين ومن السلاوي. قال شيخنا: وأجاز لي ولأولادي وأحفادي. قلت: ومات فجأة في سنة أربعين وكان حسن الذهن جيد القريحة مشهوراً بكثرة الأكل والإفراط فيه وله نوادر في لطف العباد وحسن العشرة مع تحمل المشاق في قضاء حوائج إخوانه ومحافظة عل الدين قولاً وفعلاً ومبالغته في النصيحة لخلق الله، وتكسب وقتاً ببيع الكتان. في بعض الحوانيت فكان عجباً في النصح رحمه الله وإيانا.
 192 محمد بن عبد الله بن صدقة الشمس السفطي البحيري ثم القاهري الأزهري المالكي ويعرف بأبي سعدة - بضم المهملة. مات في ليلة السبت منتصف ذي القعدة سنة ثمان وسبعين وثمانمائة بعد تعلله مدة بالبطن وغيره. وتنزل بالبيمارستان ثم تحول منه لبيت أخ له ببولاق فكانت به منيته فنقل إلى البردبكية برحبة الأيدمري محل سكنه فغسل بها ثم صلي عليه ودفن في حوش الشيخ عبد الله المنوفي، وكان قد حفظ القرآن والشاطبية والمختصر الفرعي وألفية النحو والحديث وغيرها، وعرض على جماعة واشتغل في الفقه والعربية على العلمي وأبي الجود في آخرين وجمع للسبع وقرأ على الديمي ثم تردد إلى قليلاً وأخذ عني طرفاً من الاصطلاح بل سمع كثيراً مما قرأته للولد على بقايا الشيوخ، وكان يضبط الأسماء بدون تمييز ولا أهلية ولا تثبت؛ وحج وجاور بمكة أشهراً وكذا زار بيت المقدس بل دخل الشام وحلب وأخذ عن جماعة بها كابن مقبل خاتمة أصحاب الصلاح ابن أبي عمر ولازم قراءة البخاري على العامة بالأزهر في الأشهر الثلاثة مع المداومةعلى سبع عرف به؛ وحصل كتباً نفيسة كان سمحاً بعاريتها وتردد لبعض المباشرين وربما أقرأ مع توقف فاهمته، وأظنه قارب الأربعين رحمه الله وإيانا.
193 محمد بن عبد الله بن طغاي ناصر الدين الدمشقي الكمالي لملازمته خدمة الكمال بن البارزي في حياة أبيه وانقطاعه له بحيث حظي عنده وحصل بجاهه أموالاً جمة وجهات عدة؛ وحج غير مرة وبعده لزم بيته منعزلاً عن الناس إلا نادراً فلما تملك الظاهر خشقدم لزمه واختص به وتكلم معه في حوائج الناس فازدحموا على بابه وزادت وجاهته وأمواله مع سلوكه التواضع ووقوفه مع قدره إلى أن قبض عليه في سنة سبعين وصادره على مال جم وصرح بالحط عليه وتعداد مساوئ له وأنه لو سمع منه لأخرب المملكة أو نحو ذلك واقتدى به في مصادرته بعده الأشرف قايتباي بعد تقريبه له أيضاً واختفى منه ثم ظهر؛ ولزم بيته حتى مات في يوم الاثنين سابع عشري ذي القعدة سنة اثنتين وثمانين فجأة وصلي عليه من الغد ودفن وأظنه جاز السبعين وخلف صغاراً وكان عاقلاً متديناً فيه بر وإحسان لبعض الفقراء وتواضع سيما في حال انقطاعه وأدب عفا الله عنه ورحمه وإيانا.
محمد بن عبد الله بن طيمان سنة خمس عشرة وأظنه.
 194 محمد بن عبد الله بن ظهيرة بن أحمد بن عطية بن ظهيرة بن مرزوق بن محمد بن سليمان الجمال أبو حامد بن العفيف القرشي المخزومي المكي الشافعي ويعرف كأبيه بابن ظهيرة وأمه مريم ابنة السلامى. ولد ليلة عيد الفطر سنة إحدى وخمسين وسبعمائة بمكة ونشأ بها فسمع بها الموطأ على الشيخ خليل المالكي وهو أقدم من سمع عليه ومن التقي الحرازي ومحمد بن سالم الحضرمي والعز بن جماعة والموفق الحنبلي ومما سمعه عليهما جزء ابن نجيد، واليافعي ومحمد بن أحمد بن عبد المعطي وأحمد بن سالم المؤذن والكمال بن حبيب ومما سمعه منه سنن ابن ماجة ومعجم ابن قانع في آخرين من أهلها والقادمين إليها؛ ورحل فسمع بمصر من أبي الفرج ابن القاري والحراوي والبهاء بن خليل وبدمشق من ابن أميلة والصلاح بن أبي عمر والبدر بن قواليح والبرهان بن فلاح السكندري وابن النجم وببعلبك من أحمد بن عبد الكريم البعلي وخلق بها وبغيرها كحمص وحماة وحلب وبيت المقدس واسكندرية، وأجاز له الجم الغفير كالعلائي وسالم بن ياقوت يجمع الجميع معجمه تخريج الصلاح الأقفهسي وكذا جمع له فهرستاً التقي بن فهد وحصل الأجزاء والنسخ والأصول؛ ولم يقتصر على الرواية بل اجتهد في غضون ذلك في العلوم فتلا بالسبع على التقي البغدادي وغيره وتفقه ببلده على عمه الشهاب بن ظهيرة والقاضي أبي الفضل النويري والجمال الأميوطي والبرهان الأبناسي والزين العراقي وبالقاهرة على أبي البقاء السبكي والبلقيني وابن الملقن وبدمشق على العماد الحسباني وبحلب على الأذرعي في آخرين بها ولازم منهم عمه وأبا الفضل ملازمة تامة بحيث ان جل انتفاعه بهم وصحب أبا البقاء لدمشق وأخذ عنه غير الفقه من فنون العلم وأخذ العربية ببلده عن أبي العباس بن عبد المعطي وبالقاهرة عن البلقيني وبدمشق عن أبي العباس العنابي تلميذ أبي حيان وأذن له جلهم وكذا الجمال محمد بن عبد الله الريمي شيخ الشافعية باليمن في الإفتاء والتدريس والعنابي وابن عبد المعطي في العربية بل أذن له البلقيني أيضاً فيها وفي أصول الفقه والحديث والعراقي في الحديث؛ ورأيت بخطه على نسخة من شرحه للألفية أنه أخذه عنه ما بين قراءة وسماع مالكه الشيخ الإمام العلامة المحدث المفيد الأوحد جمال الدين نفع الله بفوائده قال وأذنت له أحسن الله إليه أن يقرئ ذلك ويفيده وما شاء من الكتب المصنفة في ذلك لوثوقي بحسن تصرفه وجودة فهمه نفع الله به وكثر أمثاله، ولم يؤرخ ذلك، وصار كثير الاستحضار للفقه مع التميز في الحديث متاً وإسناداً ولغة وفقهاً ومعرفة حسنة بالعربية ومشاركة جيدة في غيرها من فنون العلم ومذاكرة بأشياء مستحسنة من التاريخ والشعر بحيث انتهت إليه رياسة الشافعية ببلده ولقب عالم الحجاز، وتصدى لنشر العلم بعد السبعين ودرس وأفتى كثيراً وقد بالفتاوى. من بلاد اليمن وزهران والطائف وإليه وأقام في نشر العلم نحو أربعين سنة وازدحم الطلبة من أهل بلده والقادمين لها ورحلوا إليه وانتفعوا به وكذا حدث بالكثير من مروياته بالمسجد الحرام وغيره أخذ عنه الأئمة، وروى لنا عنه جماعة بل في الأحياء من سمع منه، وكتب بخطه الدقيق الحسن الكثير وشرح قطعاً متفرقة من الحاوي الصغير حرر منها من البيع إلى الوصايا وله أجوبة مفيدة عن مسائل وردت عليه من زهران في كراريس وأخرى عن مسائل ج- من عدن مع تعاليق وفوائد وشعر حسن وضوابط نظماً ونثراً وأسئلته للبلقيني دالة على باع متسع في العلم وخرج لنفسه جزءاً أوله المسلسل وآخر فيما يتعلق بزمزم وولي مباشرة في الحرم وتدريس درس بشير الجمدار وكذا تصديرين فيه وتدريس المجاهدية والبنجالية وفي ذي الحجة سنة ست وثمانمائة قضاء مكة وخطابتها ونظر الحرم والأوقاف والربط والحسبة والأيتام عوضاً عن العز النويري وانفصل عن ذلك غير مرة؛ كما بين ذلك كله التقي الفاسي وقال: كان ذا حظ عظيم من الخير والعبادة والعفاف والصيانة وما يدخل تحت يده من الصدقات يصرفه في غالب الناس وإن قل. وقال أنه سمع وقرأ عليه الكثير وأذن له في التدريس في علم الحديث وأنه كان يتفضل بكثير من الثناء بما اكتسبناه من صفاته الحسنى وقد سمعنا منه ببلاد الفرع ونحن متوجهون في خدمته لزيارة الحضرة النبوية وما أطيب تلك الأوقات ولله در القائل

وتلك الليالي الماضيات خـلاعة

 

فما غيرها بالله في العمر يحسب

وقال شيخنا في معجمه: وكانت له عبادة وأوراد لا يقطعها مع وقار وسكون وسلامة صدر قال وهو أول من بحثت عليه في علم الحديث وذلك في مجاورتنا بمكة سنة خمس وثمانين وأنا ابن اثنتي عشرة سنة، كنت أقرأ عليه في عمدة الأحكام ثم كان أول من سمعت بقراءته الحديث في السنة التي تليها بمصر، ثم سمعت من لفظه وأجاز في استدعاء ابني محمد وعلقت عنه فوائد وناولني معجمه وأذن لي في روايته وكان شديد الاغتباط بي؛ ونحوه في إنبائه، وذكره ابن قاضي شهبة وابن خيطب الناصرية وساق عن البرهان الحلبي عن الشرف أبي بكر خطيب مرعش عنه من نظمه قصيدة نبوية لامية بل ساق عنه البرهان بلا واسطة قوله في ضبط المسائل التي يزوج فيها الحاكم:

عدم الولي وفقده ونكاحـه

 

وكذاك غيبته مسافة قاصر

وكذاك إغماء وحبس مانـع

 

أمة لمحجور تواني القادر

إحرامه وتعزز مع عضله

 

إسلام أم الفرع وهي لكافر

قال البرهان وأعجب قوله: "إسلام أم الفرع وهي لكافر" شيخنا البلقيني إعجاباً عظيماً وبالغ في استحسانه. وقال غيره: كان إماماً علامة حافظاً متقناً مفنناً فصيحاً صالحاً خيراً ورعاً ديناً متواضعاً ساكناً منجمعاً عن الناس طارحاً للتكلف كثير المروءة والبر والنصح والمحبة لأصحابه وافر العقل حسن الأخلاق جميل الصورة مسدداً في فتاويه كثير التحقيق في دروسه مواظباً على الاشتغال والأشغال حافظاً لكتاب الله كثير التلاوة مثابراً على أفعال الخير والعبادة والعفاف والصيانة والأوراد حريصاً على تفرقة ما يدخل تحت يده من الصدقات في غالب الناس ولو قل مع السمت الحسن والوقار وسلامة الصدر. مات وهو على القضاء بعد أن تعلل مدة طويلة بالإسهال في ليلة الجمعة سادس عشر رمضان سنة سبع عشرة بمكة وصلى عليه من الغد ودفن بالمعلاة على جد أبيه لأمه مقرئ الحرم المكي العفيف الدلاصي ولم يخلف بمكة في مجموعه مثله، وهو في عقود المقريزي وأنه كانت له عبادة وأوراد يواظب عليها مع الوقار والسكون وسلامة الباطن. قلت وقد أنشد مضمناً إما لنفسه أو لغيره:

أهديت لي بسراً حقيقته نوى

 

عار وليس لجسمه جلبـاب

وأنا وان تباعدت الجسوم فودنا

 

باق ونحن على النوى أحباب

195 محمد بن عبد الله بن العباس بن محمد بن محمد بن أبي السعود الولد الكمال أبو الفضل بن العفيف أبي السيادة بن الكمال أبي الفضل بن الجمال أبي المكارم ابن الكمال أبي البركات بن ظهيرة القرشي المكي الماضي أبوه وجده. ذكي فطن. ولد في ربيع الأول سنة اثنتين وسبعين بمكة؛ سمع مني في سنة ست وثمانين بمكة الكثير وكتبت له ثبتاً أوردت في التاريخ الكبير شيئاً منه، وكان ممن يحضر عند الجمال أبي السعود ثم ترك؛ وزار المدينة غير مرة وربما اشتغل عند مجلى وقد زوجه والده ولم تلبث الزوجة أن ماتت بعد أن خلفت له ولداً وميراثاً.
196 محمد بن عبد الله بن عبد الرحمن بن محمد بن صلح بن إسماعيل الكمال أبو الفضل بن الجمال بن ناصر الدين الكناني المدني الشافعي. ممن أخذ عن الشهاب البيجوري في الفقه والفرائض وسمع على أبي الفتح المراغي وغيره ودخل مصر والشام وغيرهما بل العجم. وهو حي.
 197 محمد بن عبد الله بن عبد الرحمن بن محمد بن محمد بن شرف بن منصور بن محمود بن توفيق بن محمد بن عبد الله نجم الدين بن الولوي أبي محمد بن الزين بن الشمس الزرعي ثم الدمشقي الشافعي الماضي أبوه وجده وأخوه عبد الرحمن والآتي أخوهما أبو بكر ويعرف كسلفه بابن قاضي عجلون لكون جد أبيه كان نائباً في قضائها وهي من أعمال دمشق. ولد في يوم السبت ثاني عشري ربيع الأول سنة إحدى وثلاثين وثمانمائة بدمشق ونشأ بها فحفظ القرآن وزيادة على اثنين وعشرين كتاباً في علوم شتى؛ وعرض مها على العلاء البخاري وابن زهرة الطرابلسي وابن خطيب الناصرية في آخرين وسمع على العلاء بن بردس وابن ناصر الدين وغيرهما ولكنه لم يكثر؛ وتلا للعشر إفراداً ثم جمعاً على الزين خطاب وكذا جمع على الشهاب السكندري، وتفقه بأبيه والتقي بن قاضي شهبة والبلاطنشي وخطاب وحضر الونائي وغيره ولازم الشرواني حين نزوله البادرائية عندهم في الأصلين والمعاني والبيان والنحو والصرف والمنطق وغيرها من العلوم حتى كان جل انتفاعه به، وكذا أخذ قطعاً من تفسير البيضاوي وغيره على العلاء الكرماني وقرأ تلخيص ابن البناء في الحساب وشرح الخزرجية في العروض على أبي الفضل المغربي، وقدم القاهرة مع أبيه في سنة خمسين فعرض على علمائها بل وعلى سلطانها وتردد لشيخنا في الرواية والدراية ولكنه لم يكثر؛ وأخذ شرح ألفية العراقي أو غالبه وغير ذلك عن العلاء القلقشندي وشرح المنهاج مع الكثير من شرح جمع الجوامع عن مؤلفهما المحلى وبعض شرح الشواهد عن مؤلفه العيني والفرائض والحساب وغيرهما عن البوتيجي والتحرير أو غالبه عن مؤلفه ابن الهمام وحاشية المغنى وغيرها عن مؤلفها الشمني وكذا أخذ ظناً عن العز عبد السلام البغدادي وحضر دروس العلم البلقيني والمناوي بل والسفطي في الكشاف والمحب بن الشحنة في مقابلة المقروء من القاموس؛ وتكرر قدومه القاهرة غير مرة؛ وحج وزار بيت المقدس وأكثر من مخالطة العلماء والفضلاء مع ملازمة المطالعة والعمل والنظر في مطولات العلوم ومختصرها قديمها وحديثها بحيث كان في ازدياد من التفنن والفضائل، بل أقبل على الإقراء والإفتاء والتأليف وصار أحد الأعيان، وولي بالقاهرة إفتاء دار العدل وتدريس الفقه في جامع طولون والحجازية مع الخطابة بها وخزن الكتب بالباسطية كل ذلك برغبة الولوي البلقيني له عنها، وناب ببلده في تدريس الشامية الجوانية والعزيزية والأتابكية عن متوليها وفي الناصرية الجوانية والظاهرية البرانية وولي نظر الركنية تلقاه عن عمه الشهاب بن قاضي عجلون والد العلاء والتدريس بمدرسة ابن أبي عمر بالصالحية برغبة شيخه خطاب له عنه واشترك مع إخوته في تدريس الفلكية والدولعية والبادرائية ومشيخة التصوف بالخاتونية وغيرها بعد والدهم وتصدر بجامع بني أمية مع قراءة الحديث فيه أيضاً إلى غير ذلك من الوظائف والجهات وترفع عن النيابة في القضاء إلا في قضية واحدة مسئولاً ثم ترك، ومن تصانيفه تصحيح المنهاج في مطول عمل عليه توضيحاً ومتوسط ومختصر والتاج في زوائد الروضة على المنهاج والتحرير جعله معوله في المراجعة ماشياً فيه على مسائل المنهاج في نحو أربعمائة كراسة لم يبيض بل عمل على جميع محافيظه إما شرحاً أو حاشية وأفرد في ذبائح أهل الكتاب ومناكحتهم جزءاً وكذا في السنجاب جنح فيه لتأييد عدم الطهارة مع نظم ونثر وتقاييد مهمة. وكان إماماً علامة متقناً حجة ضابطاً جيد الفهم لكن حافظته أجود ديناً عفيفاً وافر العقل كثير التودد والخبرة بمخالطة الكبار فمن دونهم حسن الشكالة والمحاضرة جيد الخط راغباً في الفائدة والمذاكرة عديم الخوض فيما لا يعنيه ومحاسنه جمة ولم يكن بالشام من يماثله بل ولا الديار المصرية بالنسبة لاستحضار محفوظاته لفظاً ومعنى لكونه لم يكن يغفل عن تعاهدها مع المداومة على التلاوة وإن كان يوجد من هو في التحقيق أمتن منه، وقد كتب عني بعض الأجوبة كما كتبت عنه من نظمه ما أوردته في المعجم والوفيات وكثيراُ ما كان يقول لي أغيب عن بلدكم ثم أجئ فلا أجد علماءها وفضلاءها انتقلوا ذرة بل هم في محلهم الذي فارقتهم فيه أو دونه، ولم يكن المناوي بالمنصف له. مات في يوم الاثنين ثالث عشر شوال سنة ست وسبعين بعد أن ضعف بالقاهرة حتى نقه وركب في محفة راجعاً إلى بلده على كره من أصحابه وخاصته فما

انتهى إلى بلبيس إلا وقد قضى فرجعوا به في المحفة إلى تربة الزين بن مزهر بالقرب من تربة الشيخ عبد الله المنوفي قبيل الغروب من يومه فغسل وكفن وصلي عليه في مشهد ليس بالطائل ثم دفن وحصل التأسف على فقده. وبلغنا أنه كان إذا أفاق من غمراته يقول ثلاثاً يا لطيف ومرة سبحان الفعال لما يريد حتى مات رحمه الله وإيانا.
198 محمد بن عبد الله بن التقي عبد الرحمن الشمس الصالحي ويعرف بابن الملح. سمع في سنة ثمان وأربعين وسبعمائة من العماد أحمد بن عبد الهادي بن عبد الحميد المقدسي النصف الأول من السفينة الأصبهانية؛ وحدث سمع منه الأبي مع رفيقه الحافظ ابن موسى في سنة خمس عشر وذكره التقي بن فهد وغيره. مات.
199 محمد بن عبد الله بلكان بن عبد الرحمن المحب أبو المحاسن القاهري القادري الشافعي والد أبي الطاهر محمد الآتي. ولد سنة إحدة عشرة وثمانمائة بالقاهرة ومات أبوه وهو ابن سنة فتزوج بأمه العز القادري شيخ زاوية القادرية بباب الزهومة فرباه أحسن تربية وحفظ القرآن والعمدة وغالب المنهاج وعرض ثم اعتنى بسماع الحديث وسمع معنا على شيخنا وغيره بل قبلنا على الزركشي والشرابيشي والفاقوسي وصحب الشرف يونس القادري وتسلك وتهذب وحصل بعض الأجزاء والفوائد بخطه، وأجاز له باستدعاء ابن فهد المؤرخ بذي الحجة سنة سبع وثلاثين خلق؛ واستقر في مشيخة زاوية زوج أمه المشار إليها، وكان خيراً نيراً كبير الهمة كثير التواضع حسن العشرة والفتوة مات في شعبان سنة ثمان وسبعين وصلي عليه بجامع الأزهر في مشهد حافل جداً ودفن بزاويتهم وأثنوا عليه ونعم الرجل كان رحمه الله وإيانا.
200 محمد بن عبد الله بن عبد السلام بن محمود بن عبد السلام بن محمود بن عبادة صلاح الدين بن جمال الدين العبدوي الدمشقي الشافعي ابن عم الشمس بن محمد بن محمود بن عبد السلام الماضي. ولد فيما بين الثلاثين والأربعين وثمانمائة بدمشق ونشأ بها فأخذ عن البلاطنسي وخطاب والرضى الغزي في آخرين، وكان في خدمة ابن عمه ثم استقر في وكالة السلطان بدمشق بعد لانابلسي ثم نظر جيشها ثم ولي قضاء دمشق بعد الخيضري فدام أياماً ثم صرف قبل انفصاله عن القاهرة بالشهاب بن الفرفور. وقدم القاهرة غير مرة منها في سنة إحدى وتسعين، وصودر مرة بأخذ عشرة آلاف دينار للسلطان وألف للقاصد بذلك فوزنها وهو في الترسيم ثم بعد قليل أحسن بالتوجه لمصادرته أيضاً فهرب في سنة ثلاث وتسعين مع ملاءته وكثرة ما في حوزته على ما قيل ثم ظهر.
محمد بن عبد الله بن عبد القادر السكاكيني. في ابن عبد القادر بن عمر.
201 محمد بن عبد الله بن عبد الكريم البناء الشهير بتشن. مات بمكة في ربيع الآخر سنة ستين، أرخه ابن فهد.
202 محمد بن عبد الله بن عبد الله الشمس أبو عبد الله ثم الدمشقي الحنبلي الفقيه المقري. ترجمه البرهان الحلبي فقال: إنسان حسن حنبلي أصلاً وفرعاً من محبي التقي بن تيمية، قدم حلب في عاشر المحرم سنة تسع وثلاثين فقرأ على سنن ابن ماجة ومشيخة الفخر، ثم عاد إلى جهة دمشق في خامس عشرية كتب الله سلامته.
203 محمد بن عبد الله بن عبيد الله بن حسن السنباطي الأصل الصحراوي إمام تربة يلبغا العمري. ولد بها سنة اربع وأربعين وحفظ القرآن وجوده على البرهان الشامي الأزهري بل على إمامه النور البلبيسي والعمدة وجل التنبيه وحضر دروس العبادي وابن أخيه وموسى البرمكيني وكتب على يس الجلالي وشمس الدين بن سعد الدين فأجاد وأم بالتربة المذكورة في حياة أبيه وبعده واختص بالمحب بن المسدي الإمام، وقدم مكة في أوائل سنة سبع وتسعين بحراً فجاور حتى وأقرأ ابن محتسبها قليلاً ثم انفصل عنه وتردد إلي وسمع بل سمعت أنه سمع على علي حفيد يوسف العجمي وغيره بملاحظة ابن الشيخ يوسف الصفي وكان يصحبه وسافر جدة.
محمد بن عبد الله بن عبد المنعم الجرواني. في محمد بن أحمد الجرواني.
 204 محمد بن عبد الله بن عثمان بن عفان الشمس الحسيني بلداً المقسي ثم الموسكي الشافعي أخو الفقيه عثمان الماضي وأبوهما ووالد محمد الآتي. ولد في ربيع الأول سنة خمس وعشرين وثمانمائة بمنية فضالة وتحول مع أبويه وأخيه إلى القاهرة فسكنوا المقس وقرأ القرآن وجوده على الزين الهيثمي بل تلاه لأبي عمرو على عبد الغني الفارقاني وقرأ من الاهتمام تلخيص الإمام إلى الحج وكذا بعض مختصر التبريزي وجمع ألفية النحو وبحث في التبريزي على المناوي بل حضر عنده عدة تقاسيم، وكذا قرأ في النحو على الحناوي وسمع على شيخنا وغيره وجلس لإقراء الأطفال كأبيه وأخيه بزاوية بقنطرة الموسكي فنبغ من عنده جماعة وأقرأ في بيت أزبك الظاهري وقطن تلك الناحية وتكسب مع ذلك بالخياطة على طريقة جميلة من النصح والوفاء وحج وتنزل في صوفية سعيد السعداء وغيرها بل خطب بأماكن كجاع عمرو نيابة، ولمامات أخوه تكلم في تركته ثم لم يلبث أن مات ولده فورثه وتلقى عنه وظائف منها الإمامة بضريح الشافعي، وهو خير متودد سليم الفطرة منجمع على شأنه. محمد بن عبد الله بن عشائر. هو ابن عبد الله بن أحمد بن محمد بن هاشم بن عب الواحد. مضى.
205 محمد بن عبد الله بن علي بن أحمد الشمس القرافي الشافعي الواعظ ويعرف بالحفار وهي حرفة أبيه. ولد في سنة خمس وثمانين وسبعمائة بالقرافة ونشأ بها فحفظ القرآن والعمدة والتنبيه والملحة، وعرض على الأبناسي وابن الملقن والغماري وعبد اللطيف الأسنائي وأجاز له في آخرين ممن لم يجز كالصدر المناوي والتقي الزبيري، واشتغل يسيراً وتنزل في الجهات وتعاني الوعظ واشتهر شأنه فيه وصار بأخرة شيخ الجماعة مع الدين والتواضع والسكون وحسن السمت وانفراده بالإتيان في المحافل بالأشياء المناسبة سمعت إنشاده كثيراً وكنت ممن أتوسم فيه الخير؛ وأجاز في استدعاء بعض الأبناء بل حدث بالعمدة سمعها عليه الطلبة. مات بعد أن تعلل مدة في يوم الخميس ثامن شعبان سنة ست وسبعين ودفن من الغد ورأيته بعد موته في حالة حسنة رحمه الله وإيانا.
محمد بن عبد الله بن علي البعلي بن المغربي. في صدقة.
206 محمد بن عبد الله بن علي الخواجا الشمس البزوري. مات بمكة في رجب سنة ثلاث وثلاثين؛ أرخه ابن فهد.
207 محمد بن عبد الله بن علي ناصر الدين النطوبسي الأزهري المادح ممن سمع مني بالقاهرة.
208 محمد بن عبد الله بن عمر بن أبي بكر بن عمر بن عبد الرحمن بن عبد الله أبو عبد الله بل أبو النجباء الناشري اليماني الشافعي. ولد في ذي الحجة سنة ثلاث وثلاثين وسبعمائة، وتفقه بأخيه إسماعيل ثم بالقاضي أبي بكر بن علي الناشري وآخرين منهم الشرف أبو القسم بن موسى الدوالي وكان يدرس كل يوم جزءاً من كتابه التنبيه؛ وولي قضاء القحمة ثم قضاء الكدراء ثم زبيد فلم تطل مدته فيها، وكان معتقداً قائماً بالمعروف ودفع المنكر لا تأخذه في الله لومة لائم غير مصرف لأوقاته في غير الطاعات مواظباً على القيام والصيام له كرامات ككونه فرغ سليط سراجه فبصق فيه فأضاء كنحو ما اتفق للرافعي وكنية النبي صلى الله عليه وسلم له في منام بأبي النجباء فكان كذلك مع حسن شكالة وخلق وتمام عقل وهيبة ومروءة، وله تصانيف كالتاريخ والنصائح الإيمانية لذوي الولايات السلطانية ومختصر في الحساب وفي مساحة المثلثة وضبطه بقوله:

إذا رمت تكسير المثلـث يا فـتـى

 

فجمعك للإضلاع أصل لـنـا أتـى

ونصف لمجموع الضلوع فـابـتـده

 

وخذ كل ضلع فاعرضه مـفـاوتـا

على النصف ثم الضرب للبعض بهيع

 

ونفذ ببعض ونصف فاعلمن متثبتـا

كذا ورسالة تعقب بها إنكار عياض على الشافعي في قوله: أنه خالف في وجوب الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم وأخذ عنه الأئمة كالبدر حسين الأهدل ومحمد بن نور الدين. مات في ذي الحجة سنة إحدى وعشرين، طول الناشري ترجمته.
209 محمد بن عبد الله بن عمر بن عبد الله بن عمر بن مسعود القائد العمري المكي. كان من أعيان القواد العمرة وممن جسر السيد رميثة بن محمد بن عجلان على هجم مكة في آخر جمادى الآخرة سنة ست عشرة. وتوفي في آخر سنة أربع وعشرين أو أول سنة خمس وعشرين وقد بلغ الخمسين وقاربها ظناً، ذكره الفاسي في مكة.

210 محمد بن عبد الله بن عمر بن يوسف الشمس المقدسي الصالحي الحنبلي ويعرف بابن المكي. قال شيخنا في إنبائه: ولد سنة إحدى وخمسين وسبعمائة وتفقه قليلاً وتعانى الشهادة ولازم مجلس الشمس بن التقي وولي رياسة المؤذنين بالجامع الأموي وكان جهوري الصوت من خيار العدول حسن الشكل طلق الوجه منور الشيبة. مات في جمادى الأولى سنة ست وعشرين بعد أن أصيب بعدة أولاد له كانوا أعيان عدول البلد مع النجابة والوسامة فماتوا بالطاعون عوضهم الله الجنة.
211 محمد بن عبد الله بن عمر الشيخ شمس الدين الشريفي.
محمد بن عبد الله بن أبي الفتح. ثلاثة مجد الدين ونجم الدين وشمس الدين. يأتون فيمن جدهم محمد بن عبد الوهاب. محمد بن المجد عبد الله بن فتح الدين أبو النجا بن البقري أحد الكتبة. يأتي في الكنى.
 212 محمد بن عبد الله بن محمد بن إبراهيم بن لاجين الشمس بن الجمال بن الشمس ابن البرهان الرشيدي الأصل القاهري الشافعي الماضي أبوه وأخوه أحمد وعمه عبد الرحمن والآتي ولده يحيى ويعرف بالرشيدي. ولد في رجب سنة سبع وستين وسبعمائة بالقاهرة ونشأ بها فحفظ القرآن والعمدة والتنبيه، وعرض على التقي بن حاتم والبدر بن أبي البقاء وابن الملقن والبلقيني في آخرين وأخذ الفقه عن الأبناسي وابن العماد وقرأ عليه أحكام المساجد ولمحة في شرح القول في الباقيات الصالحات كلاهما له بعد كتابتهما، واستفى البلقيني وسمع كلامه وحكى لنا عنه حكاية، والنحو عن البرهان الدجوي وجود القرآن على بعض الأئمة واعتنى به أبوه فأسمعه الكثير على ابن حاتم والعزيز المليجي وابن اليمن بن الكويك والمطرز وابن الخشاب وابن أبي المجد والتنوخي وابن الفصيح وابن الشيخة والحلاوي والسويداوي والجوهري والأبناسي والعراقي والهيثمي والشمس الرفا والشرف القدسي والمجد إسماعيل الحنفي والعلاء بن السبع والفرسيسي وفتح الدين محمد بن البهاء بن عقيل ونصر الله البغدادي ونصر الله العسقلاني والتاج أحمد بن عبد الرحمن البلبيسي في آخرين منهم أبوه وعمه، بل وقرأ بنفسه قبل القرن وكتب الطباق وأجاز له خلق كأبي الخير بن العلائي وأبي هريرة بن الذهبي وناصر الدين محمد بن محمد بن داود بن حمزة، وحج في أول القرن ودخل اسكندرية وغيرها واشتغل وفضل وكتب الخط الحسن ونسخ به لنفسه جملة كمختصر الكفاية والترغيب للمنذري وولي مشيخة التربة العلائية بالقرافة والتلقين بجامع أمير حسين بالحكر وكذا خطابته تبعاً لأسلافه. وكان غاية في جودة أداء الخطبة قادراً على إنشاء الخطب بحيث ينشئ كل جمعة خطبة مناسبة للوقائع وارتفع ذكره بذلك بحيث سمعت الثناء عليه من ابن الهمام والعلاء القلقشندي لكنه كان يرجح قراءته في المحراب على تأديته لها وكأنه اتفق حين سماعه له ما اقتضى له ذلك وإلا فهو كان نادرة فيهما. وقد قصد من الأماكن النائية لسماع خطبته والصلاة خلفه بل كتب عنه بعض الفضلاء خطباً ثم أفردها بتصنيف ولو اعتنى هو بذلك لجاء في عشرة أسفار، وكذا كانت بيده وظيفة الإسماع بجامع الأزهر والشهاب بن تمرية هو القارئ بين يديه فيه غالباً وقراءة الحديث بالجانبكية من واقفها وبالقصر الأول السلطاني من القلعة عقب الشهاب الكلوتاتي، وكان على قراءته أنس مع الإتقان والصحة ومزيد الخشوع وقد حدث بالكثير خصوصاً من بعد اجتماعي به وذلك في أواخر ذي الحجة سنة ثمان وأربعين وإلى أن مات فإني أكثرت عنه جداً، وخرجت له مشيخة في مجلد قرضها شيخنا والعيني والعلاء القلقشندي وغيرهم من الأكابر وسر بذلك وحدث بنصفها الأول وحضني على أن أريها للبدر بن التنسي قاضي المالكية فإنه كان ناظر الجامع وربما كان يناكده حتى أن الشيخ قال له: إذا كان هذا فعلك معي فكيف يكون مع ولدي إذا مت فأسأل الله أن لا يجعل قضائي في قضائك فلم يلبث أن مات القاضي وتخلف الشيخ بعده، وكان شيخاً ثقة ثبتاً صالحاً خيراً محدثاً مكثراً متحرياً في روايته وأدائه كثير التلاوة للقرآن إماماً فاضلاً بارعاً مشاركاً ظريفاً فكها حسن النادرة والعبارة محباً في النكتة بهي الهيئة نير الشيبة ذا سكينة ووقار كريماً جداً متواضعاً طارحاُ للتكلف سليم الباطن ذاكراً لكثير من مسكلات الحديث ضابطاً لمعانيها حسن الإصغاء للحديث صبوراً على التحديث كثير البكاء من خشية الله عند إسماعه بل وقراءته له وفي الخطبة طري النغمة؛ ومحاسنه غزيرة؛ وكان مجيداً للشطرنج يلعب مع الشمس بن الجندي الحنفي جاره العالم الشهير فلما مات تركه، وممن كان يلعب مع الشمس بن الجندي الحنفي جاره العالم الشهير فلما مات تركه، وممن كان يقصده للزيارة ويغرها الزين طاهر المالكي وهو من بيت علم. مات في عشاء ليلة الجمعة حادي عشر ربيع الأول سنة أربع وخمسين عن سبع وثمانين عاماً وصلي عليه من الغد بعد صلاة الجمعة بجامع أمير حسين ثم بجامع المارداني في مشهد عظيم ودفن بالعلائية محل مشيخته وهي بالقرب من باب القرافة رحمه الله وإيانا.
 213 محمد بن عبد الله بن محمد بن أحمد بن قاسم بن عبد الرحمن بن أبي بكر التقي أبو الفضل بن العفيف بن التقي القرشي العدوي الغمري الحراري المالكي. قال الفاسي حضر على عمه فيما أحسب وسمع من ابن صديق وغيره وعني بالعلم فتنبه؛ ودخل اليمن والهند طلباً للرزق فأدركه أجله بكلبرجة ببلاد الهند في سنة عشر عن نيف وثلاثين سنة ووصل نعيه لمكة في سنة أربع عشرة.
214 محمد الجمال بن العفيف أخو الذي قبله. ولد في صثفر سنة خمس وتسعين وسبعمائة بمكة وسمع بها من البرهان بن صديق صحيح البخاري بفوت؛ وأجاز له جماعة كابن أبي البقاء وابن الناصح والكمال الدميري والعراقي والهيثمي، ودخل في التجارة لليمن وجزيرة سواكن. ومات بها في العشر الأول من صفر سنة إحدى وأربعين، ذكره النجم عمر بن فهد في معجمه وذيله.
215 محمد بن عبد الله بن محمد بن أحمد بن مجاهد بن يوسف بن محمد بن أحمد بن علي الشمس أبو عبد الله بن أبي بكر القيسي الحموي الأصل الدمشقي الشافعي ويعرف بابن ناصر الدين. ولد في العشر الأول من المحرم سنة سبع وسبعين وسبعمائة بدمشق ونشأ بها فحفظ القرآن وعدة مختصرات واشتغل قليلاً وحصل وفضل وتفقه واعتنى بهذا الشأن وتخرج فيه بابن الشرائحي ولازمه مدة وكذا انتفع في الطلب بمرافقة الصلاح الأقفهسي وحمل عن شيوخ بلده والقادمين إليها بقراءته وقراءة غيره الكثير وكتب الطباق وارتحل لبعلبك وغيرها، وسافر بأخرة صحبة تلميذه النجم بن فهد المكي إلى حلب وقرأ على حافظها البرهان بعض الأجزاء وكذا سمع من ابن خطيب الناصرية؛ وحج قبل ذلك وسمع بمكة من الجمال بن ظهيرة وغيرها بها وكذا بالمدينة النبوية وما تيسرت له الرحلة إلى الديار المصرية؛ وأتقن هذا الفن حتى صار المشار إليه فيه ببلده وما حولها وخرج وأفاد ودرس وأعاد وأفتى وانتقى وتصدى لنشر الحديث فانتفع به الناس، وحدث بالكثير في بلده وحلب وغيرها من البلاد بل حدث هو وشيخنا معاً في دمشق بقراءته بجزء أبي الجهم وامتنع شيخنا من ذلك إلا إن أخبر الجماعة بسنده فما أمكنته المخالفة ولكنه اقتصر على الأخبار ببعض شيوخه فيه دون استيفائهم أدباً وأخذ عنه الأماثل وربما تدرب به في الطلب وشارك في العلوم وأملى. ومن شيوخه أبو هريرة بن الذهبي ومحمد بن محمد بن عبد الله بن عمر بن عوض ورسلان الذهبي وأبو الفرج بن ناظر الصاحبة وعبد الرحمن بن أحمد بن المقداد القيسي ومحيي الدين الرحبي والشهاب أحمد بن علي الحسيني والبدر بن قوام وابن أبي المجد وابن صديق وعمر البالسي وأبو اليسر بن الصائغ وابن منيع ومن يطول إيراده كالبلقيني والصدر المناوي وغيرهما ممن قدم دمشق لا ابن الملقن بل كان يذكر أنه سمع وهو بالمكتب من المحب الصامت، وأجاز له التنوخي وأبو الخير بن العلائي ومريم ابنة الأذرعي ومعين المصري. ومن تصانيفه طبقات شيوخه وجعلهم ثمان طبقات وجامع الآثار في مولد المختار ثلاثة أسفار ومورد الصادي في مولد الهادي في كراسة واللفظ الرائق في مولد خير الخلائق أخصر من الذي قبله ومنهاج الأصول في معراج الرسول وإطفاء حرقة الحوبة بالباس خرقة التوبة واللفظ المحرم بفضل عاشوراء المحرم ومجلس في فضل يوم عرفة وافتتاح القاري لصحيح البخاري ومجلس في ختمه وآخر في ختم مسلم وآخر في ختم الشفا وبرد الأكباد عن فقد الأولاد وقال فيه:

يا باكياً ميته فـي الـحـي ينـدبـه

 

قد عمه وجده مـن فـقـد الأولاد

إن كنت ذا كبد حرى اصطبر برضى

 

فالصبر خير وفيه بـرد الأكـبـاد

وتنوير الفكرة في حديث بهز بن حكيم في حسن العشرة ومسند تميم الداري وترجمة حجر بن عدي الكندي والإملاء الأنفس في ترجمة عسعس واتحاف السالك برواة الموطأ عن ملك وتوضيح المشتبه في أسماء الرجال وغيرها في ثلاثة أسفار كبار والأعلام بما وقع في مشتبه الذهبي من الأوهام وأرجوزة سماها عقود الدرر في علوم الأثر وشرحها في مطول ومختصر وأخرى في الحفاظ وشرحها أيضاً وبديعة البيان عن موت الأعيان نظم أيضاً في ألف بيت وشرحها وسماه التبيان لبديعة البيان وعرف العنبر في وصف المنبر وبواعث الفكرة في حوادث الهجرة نظم أيضاً ومنهاج السلامة في ميزان يوم القيامة وريع الفرع في شرح حديث أم زرع في كراريس وزوال البوسى عمن أشكل عليه حديث تحاج آدم وموسى والصلبة اللطيفة لحديث البضعة الشريفة عليها السلام والتلخيص لحديث ربو القميص ونفحات الأخيار من مسلسلات الأخبار في مجلد وأحاديث ستة في معان ستة من طريق رواة ستة عن حفاظ ستة من مشايخ الأئمة الستة بين مخرجها ورواتها ستة، والانتصار لسماع الحجار ورفع الدسيسة بوضع حديث الهريسة وكتاب الأربعين المتباينات المتون والإسناد ومعجم شيوخه وخطب في مجلد وغير ذلك كالرد الوافر على من زعم أن من أطلق على ابن تيمية أنه شيخ الإسلام كافر قرضه له الأئمة كشيخنا وهو أحسنهم والعلم البلقيني والتقهني والعيني والبساطي والمحب بن نصر الله وخلق وحدث به غير مرة، وقام عليه العلاء البخاري لكون التصنيف في الحقيقة رد به عليه فإنه لما سكن دمشق كان يسأل عن مقالات ابن تيمية التي انفرد بها فيجيب بما يظهر من الخطأ فيها وينفر عنه قلبه إلى أن استحكم أمره عنه وصرح بتبديعه ثم بتكفيره ثم صثار يصرح في مجلسه بأن من أطلق على ابن تيمية أنه شيخ الإسلام يكفر بهذا الإطلاق واشتهر ذلك فجمع صاحب الترجمة في كتابه المشار إليه كلام من أطلق عليه ذلك من الأئمة الأعلام من أهل عصره من جميع المذاهب سوى الحنابلة بحيث اجتمع له شيء كثير وحينئذ كتب العلاء إلى السلطان كتاباً بالغ فيه في الحط ولكنه لم يصل بحمد الله إلى تمام غرضه وساس القضية الشهاب ابن المحمرة قاضي الشام حينئذ مع كونه ممن أنكر عليه في فتياه تصنيفه المذكور وتبعه التقي بن قاضي شهبة حتى أن البلاطنسي رجع عن الأخذ عنه بل والرواية عنه بعد أن كان ممن تتلمذ له كل ذلك عناداً ومكابرة وكانت حادثة شنيعة في سنة خمس وثلاثين وهلم جراً، ولكن لما كان شيخنا بدمشق حدث بتقريضه للمصنف المشار إليه ولم يلتفت إلى المتعصبين. وقد ولي مشيخة دار الحديث الأشرفية؛ وبالجملة فكان إماماً علامة حافظاً كثير الحياء سليم الصدر حسن الأخلاق دائم الفكر متواضعاً محبباً إلى الناس حسن البشر والود لطيف المحاضرة والمحادثة بحيث لا تمل مجالسته كثير المداراة شديد الاحتمال قل أن يواجه أحداً بمكروه ولو آذاه، جود الخط على طريقة الذهبي حتى صار يحاكي شطه غالباً بحيث بيع بعض الكتب التي بخطه ورغب المشتري فيه لظنه أنه خط الذهبي ثم بان الأمر، وكتب به الكثير راغباً في إفادة الطلبة شيوخ بلده بل ويمشي هو معهم إلى السماع عليهم مع كونه هو المرجع في هذا الشأن وربما قرأ لهم هو. وقد سئل شيخنا عنه وعن البرهان الحلبي فقال ذلك نظره قاصر على كتبه وأما هذا فيحوش وأثنى عليه في غير موضع فقرأت بخطه: كتب إلى الشيخ الإمام العالم الحافظ مفيد الشام فذكر شيئاً، وفي موضع آخر: الشيخ الإمام المحدث حافظ الشام بل كتب له بالثناء على مصنفه شرح عقود الدرر كما أثبته في الجواهر واعتذر عن الحواشي التي أفادها حسبما جردتها بطريقة زائدة في الأدب. وذكره في معجمه فقال: وسمع من شيوخنا وممن مات قبل أن أدخل من الدمشقيين وأكثر ثم لما خلت الديار من المحدثين صار هو محدث تلك البلاد أجاز لنا غير مرة، قال وشارك في العلوم ونظر في الأدب حتى نظم الشعر الوسط، ولكنه أغفل إيراده في أنبائه. وكذا أثنى عليه البرهان الحلبي بقوله: الشيخ الإمام المحدث الفاضل الحافظ خرج الأربعين المتباينة وله أعمال غير ذلك ورد على مشتبه الذهبي وكتابه فيه فوائد وقد اجتمعت به فوجدته رجلاً كيساً متواضعاً من أهل العلم وهو الآن محدث دمشق وحافظها نفع الله به المسلمين؛ وابن خطيب الناصرية فقال: رأيته إنساناً حسناً محدثاً فاضلاً وهو محدث دمشق وحافظها والمقريزي فقال: طلب

الحديث فصار حافظ بلاد الشام بغير منازع وصنف عدة مصنفات ولم يخلف في الشام بعده مثله. والمحب بن نصر الله فقال فيما قرأته بخطه: ولم يكن بالشام في علم الحديث آخر مثله ولا قريب منه؛ وممن أخذ عنه التقي بن قندس وتلميذه العلاء المرداوي. وقال الإمام الحافظ الناقد الجهبذ المتقن المفنن حافظ عصره وراوية زمانه وعلامته له التصانيف الحسنة والنظم المتوسط. وكذا ذكره التقي بن فهد في ذيل طبقات الحفاظ له وآخرون واتفقوا على توثيقه وديانته، وشذ البقاعي جرياً على عادته فقال: وكان محدثاً مشهوراً بالحديث. ووصفه شيخنا بالحفظ وهو عند كثير من الناس مشهور بدين، واطلعت أناله على تزوير وكشط وتغيير في حق مالي كبير في غير ما مكتوب انتهى. والله حسيبه وقد أوردت في معجمي من نظمه أشياء ومنه:

وعشرة خير صحب بالجنان أتـى

 

وعد النبي لهم سرداً بلا خـلـل

عتيق عثمان عامر طلحة عمر ال

 

زبير سعد سعيد وابن عوف على

وهو في عقود المقريزي باختصار وأنه كتب الخط الجيد وصار حافظ بلاد الشام بغير منازع ولم يخلف هناك مثله. مات في ربيع الثاغني على المعتمد سنة اثنتين وأربعين بدمشق مسموماً فإنه خرج مع جماعة لقسم قرية من قرى دمشق فسمهم أهلها وحصلت له الشهادة؛ ودفن بمقابر العقيبة عند والده ولم يخلف في هذا الشأن بالشام بعده مثله بل سد الباب هناك رحمه الله وإيانا.
216 محمد بن عبد الله بن محمد بن أحمد بن مظفر بن نصير بن صلح بن شهاب بن عبد الحق الصدر بن الجمال بن الشمس البلقيني المحلي الشافعي ويعرف بابن شهاب ولد كما قال في رابع عشر ذي القعدة سنة ثمانين وسبعمائة بالمحلة وأنه قرأ بها القرآن على الفقيه حسين المغربي وصلي به والعمدة والرونق لأبي حامد الأسفرايني والتبريزي كلاهما في الفقه والملحة وعرضها. وتردد إلى القاهرة كثيراً وأقام بها زماناً وأخذ الفقه والنحو عن فقيهه حسين وكذا بحث في الفقه بالمحلة على الشمس بن أحمد وبالقاهرة على الأبناسي وفي النحو بالقاهرة على الشهاب بن سيفاه المتجند والشمس بن الجندي وبالمحلة على الشمس النشائي وقرأ على المحب الصائغ والسراج الأسواني شرح بديعية الحلى بالمحلة وولى عقد الأنكحة بها وشهد في الحمايات وتكلموا في صدقه، ولقيه ابن فهد والبقاعي فكتبا عنه ومن ذلك قوله:

لعبت بالشطرنج مع شـادن

 

رمى بقلبي من سناه سهام

وجدت شاماتٍ علـى خـده

 

فمت من وجدي به والسلام

وزعم أنه عمل أرجوزة في النحو تنيف عن ثمانين بيتاً وشيئاً في علم الرمل وتسيير الفلك فالله أعلم. مات بالمحلة في ربيع الثاني سنة تسع وثلاثين عفا الله عنه.
217 محمد بن عبد الله بن محمد بن أحمد الشمس بن الجمال بن الرومي القاهري الحسيني الحنفي الماضي أبوه وأخوه أحمد. صاهر البدر بن فيشا على ابنته واستولدها وناب عن ابن الشحنة وامتنع الأمشاطي من استنابته، وهو مبغض في خطته مستفيض أمره في طريقته وجرت له كائنة في تركة ابن السمخراطي أهانه فيها المالكي وغيره وعدة كوائن غيرها ولا ينفك عن عادته.
218 محمد بن عبد الله بن محمد بن خضر الشمس بن الجمال الكوراني الأصل القاهري الشافعي الماضي أبوه. ممن اشتغل وقرأ علي وعلى غيري كابن قاسم ولم يتميز ونزل في بعض الجهات ثم أقبل على تعاطي ما لا يرتضى بحيث كثر هذيانه وتعب أبوه بسببه وتزايد فحشه جداً بعد موته.
 
219 محمد بن عبد الله بن محمد بن خلف الله بن عبد السلام القلشاني والد قاضي الجماعة وأخويه، ممن أخذ عن ابن عرفة وغيره وولي قضاء الأنكحة بتونس والتدريس بمدرسة العنق. وكان عالماً صالحاً مذكوراً بالكرامات. مات في أوائل أيام السلطان عثمان حفيد أبي فارس. استفدته من بعض المغاربة.
220 محمد بن عبد الله بن محمد بن خليل بن بكتوت بن بيرم بن بكتوت الشمس الكردي الأصل العلمي القاهري الحسيني الحنبلي سبط الشمس الغزولي الحنبلي نزيل البيبرسية الماضي ويعرف بابن بيرم، قدم بعض سلفه مع السلطان صلاح الدين بل كان بيرم ممن عمل ملك الأمراء بالبحيرة وأما أبوه عبد الله فحفظ القرآن وشيئاً من القدوري ولكن عمل ابنه هذا حنبلياً لجده. ومولده في حادي عشر شعبان سنة اثنتين وأربعين وثمانمائة ونشأ فحفظ القرآن والمحرر فيما قال وقرأ فيه على ابن الرزاز ثم على العز الكناني وناب عنه، وكتب الخط الحسن ونسخ به أشياء كتفسير ابن كثير وسمع الحديث علي وعلى جماعة بقراءتي، وصحب ابن الشيخ يوسف الصفي بل تردد للمتبولي وغيره من الصالحين، ولازم الاجتماع بي ولا بأس به عقلاً ودربة وتعففاً بل هو خير نواب الحنابلة الآن وإن كان فيهم من هو أفضل؛ وقد حج موسمياً سنة ست وتسعين ونعم الرجل.
221 محمد بن عبد الله بن محمد بن عبد الله بن عمر بن أبي بكر بن عمر بن عبد الرحمن بن عبد الله أبو عبد الله الناشري اليماني. أخذ عن جده أبي عبد الله واقبل على التلاوة والعبادة والورع والقناعة مع مشاركته في النحو والفقه. مات في سنة اثنتين وثلاثين.
222 محمد بن عبد الله بن محمد بن عبد بن بن محمد بن عبد الله الجمال بن الجلال بن القطب بن الجلال الحسيني التبريزي الشافعي أخو أحمد الماضي. أخذ عنه ابن أخته العلاء محمد بن السيد عفيف الدين وصافحه بمصافحته للزين الخوافي بسند لا يثبت مثله.
223 محمد بن عبد الله بن محمد بن عبد الله بن أبي عبد الله محمد بن الرضي محمد بن أبي بكر بن خليل القرشي العثماني المكي. ولد بها في شوال سنة أربع وثلاثين ولازم أبا الخير بن عبد القوي وتكسب بالشهادة بباب السلام وسافر إلى البلاد المصرية والشامية غير مرة للرزق. ومات مطعوناً بالشام سنة بضع وسبعين.
224 محمد بن عبد الله بن محمد بن عبد الله بن يوسف فتح الدين بن الجمال بن المحب بن الجمال بن هشام الأنصاري القاهري الحنبلي الماضي أبوه والآتي جده. نشأ فحفظ القرآن واشتغل بالفرائض وغيرها عند البدر المارداني وأذن له وكذا قرأ قليلاً على العلاء البغدادي الدمشقي حين كان بالقاهرة وحضر دروس القاضي؛ وتنزل في الجهات وخطب بالزينية وتكسب بالشهادة.
225 محمد المحب أبو عبد الله شقيق الذي قبله وهو الأكبر. ولد في سنة أربعين وثمانمائة ونشأ فحفظ القرآن والمحرر وسمع مع أبيه ختم البخاري بالظاهرية بل سمع معه قبل ذلك سنة خمس وأربعين على ابن ناظر الصاحبة وابن الطحان وابن بردس بحضرة البدر البغدادي شيئاً وتكسب بالشهادة وكان منجمعاً ساكناً جيد الكتابة خطب بالزينية بعد أبيه فإنها مع تدريس الفخرية وغيرها من جهات أبيه قررت بينه وبين أخيه بل كان باسمه إدارة بالبيمارستان برغبة ابن القطان له عنها أهين من الأتابك أزبك بسببها وما سمح باستمرار الوظيفة مع عمه إلا بجهد. مات في ربيع الثاني سنة إحدى وتسعين رحمه الله.
226 محمد بن عبد الله بن محمد بن عبد الله الشمس أبو نصر بن العز بن الشمس اللاري الشافعي. شاب لطيف حسن التصور لقيني بمكة في سنة إحدى وسبعين وقرأ على الثلاثيات وقال لي أن مولده في رمضان سنة تسع وأربعين وثمانمائة وأنه أخذ عن الجمال المشهور بأخي فنوناً وعمر رسالة كتبها برسم الأمير نظام الدين علاء الملك بن المعين جاهنشاه وقرأ بعضها بحضرتي وكذا سمعته ينشد قوله:

تركنا كل شيء غير ليلى

 

وأطلب وصلها يوماً وليلا

وهو من رؤساء ناحيته.
 227 محمد بن عبد الله بن محمد بن عبد الناصر بن عبد العزيز بن رشيد بن محمد ناصر الدين بن الكمال الشمس المعروف بالشيخ ابن ناصر الدين بن العز بن الرشيد التوريزي الأصل ثم المنصوري القاهري السعودي الشافعي. ولد في يوم الاثنين سادس المحرم سنة ست وثمانمائة بالقاهرة بقنطرة أمير حسين وقرأ بها القرآن وصلى به والمنهاج وألفية ابن ملك وعرضهما على الجلال البلقيني وناصر الدين بن البارزي وبحث في المنهاج عند الشرف السبكي وفي النحو عند الشمس بن الجندي وكتب في ديوان الإنشاء بالقاهرة، وولي في سنة ثلاث وثلاثين حمايات الذخيرة والمفرد بالوجه البحري، ولقيه ابن فهد والبقاعي بالمنصورة في سنة ثمان وثلاثين فكتبا عنه أشياء من نظمه منها:

رجوتك عوناً في المضيق فعندما

 

رجوتك جادت لي يداك بكل ما

وإني لأثني الخير في كل موطن

 

عليك وأبدي ذكر جودك حيثمـا

وأنشأ قصة ظريفة نظماً ونثراً على لسان المنصورة في قاضيها الشمس بن كميل. مات قريب الأربعين ظناً.
228 محمد بن عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب بن علين يوسف المجد بن الجمال بن فتح الدين الأنصاري الزرندي المدني الحنفي الماضي أبوه وهو أكبر إخوته، ابن عم قاضي الحنفية بها علي بن سعيد. ولد في أول سنة اثنتين وخمسين وثمانمائة بالمدينة ونشأ بها فحفظ القرآن وألفية النحو وبعض المنار، وعرض على عمه سعيد وبه تفقه وعلى الشهاب الأبشيطي وحضر عنده في العربية وكذا أخذ في الفقه أيضاً ببلده عن الفخر عثمان الطرابلسي وفي النحو أيضاً والمنطق عن أحمد بن يونس وفي القراآت عن عمر النجار وعبد الرحمن الششتري، وارتحل إلى القاهرة في سنة أربع وسبعين فأخذ في الفقه وغيره عن الأمين الأقصرائي بل قرأ عليه سنن ابن ماجة وسمع عليه غير ذلك وكذا قرأ على المحب بن الشحنة وغيره؛ وسافر منها إلى الشام في التي بعدها فقرأ على الزين خطاب والخيضري في البخاري وغيره، ودخل حلب وزار بيت المقدس مرتين؛ ولما كنت مجاوراً بالمدينة سمع مني وعلى أشياء، وقدم بعد ذلك القاهرة أيضاً في ذي الحجة سنة إحدى وتسعين فقرأ على بعض البخاري وسمع على غير ذلك وأخذ حينئذ عن النظام الحنفي في الفقه وأصوله وكذا عن الصلاح الطرابلسي وأبي الخير بن الرومي وتميز في الفقه وشارك في غيره؛ وله نظم، ودرس بالمسجد النبوي بعد الأذن له في ذلك مع عقل وسكون وانجماع، وصاهره يحيى بن شيخه الفخر الطرابلسي على ابنته ووجهه للاشتغال.
229 محمد نجم الدين أخو الذي قبله. حفظ القدوري.
230 محمد شمس الدين أخو الأولين. ممن سمع مني بالمدينة أيضاً.
231 محمد بن عبد الله بن محمد بن علي بن عثمان أبو النصر العجمي الأصل المكي. ولد سنة أربع عشرة أو التي بعدها ظناً بمكة وأمه أم الحسن نسيم ابنة الإمام أبي اليمن محمد بن أحمد بن الرضى إبراهيم الطبري، ممن سمع في جمادى الأولى سنة ثلاث وعشرين على خالتيه أم الحسن فاطمة وأم محمد علماء المسلسل وتساعيات الرضيى الطبري وعلى الأولى فقط خماسيات ابن النقور، وتكررت زيارته لطيبة ودخل بلاد العجم، وكان فقيراً طيب النفس يسكن كثيراً واسط من هدة بني جابر على طريقة سلفه. مات بمكة في ذي الحجة سنة تسع وستين ودفن بتربة أهل أمد من المعلاة.
 232 محمد بن عبد الله بن محمد بن علي بن عيسى الولوي بن التاج البلقيني ثم القاهري الشافعي ويقال أن والده ابن أخت للسراج البلقيني. ولد في خامس عشري جمادى الثانية سنة ثلاث وسبعين وسبعمائة وقيل ثلاثة وستين بالقاهرة ونشأ بها فحفظ القرآن والتدريب وغيره، وعرض التدريب على مصنفه خال والده؛ وجود القرآن عند الزكي عبد العظيم البلقيني؛ وأخذ الفقه عن السراج وولده الجلال وقريبه البهاء أبي الفتح وغيرهم، والنحو عن الشمس البوصيري، والأصول عن السراج؛ وكان يذكر أنه لازمه في سماع البخاري وغيره؛ وليس ببعيد؛ وكذا سمع الزين العراقي وأثبته في أماليه والهيثمي والشرف بن الكويك في آخرين منهم الشهاب البطائحي والجمال الكازروني والشمس البرماوي وقارى الهداية بل رأيت فيمن سمع على الشهاب الجوهري في ابن ماجة سنة ثمان وتسعين ما نصه: القاضي ولي الدين محمد بن الجمال عبد الله البلقيني، وهو محتمل أن يكون هذا ولكن الظاهر أنه غيره، وحج قديماً رجبياً وجاور بقي السنة ودخل دمشق مع الجلال البلقيني وكان نائبه وحكم عنه في بلاد الشام وغيرها؛ وكذا دخل اسكندرية وغيرهما واشتغل كثيراً وكتب بخطه جملة ولازم الجلال في التقسيم وغيره وكذا ناب عن من بعده وجلس بالجوزة خارج باب الفتوح وهو من المجالس المعتبرة للشافعي حتى إن السراج البلقيني جلس فيه لما ولي صهره البهاء بن عقيل وكذا بلغني عن القاياتي أن التقي السبكي جلس فيه فالله أعلم، بل ناب بالمحلة الكبرى. وكان شيخنا مع محبته له يعتب عليه في السعي على قريبه الشهاب بن العجيمي في قضائها وحدث باليسير سمع منه الفضلاء؛ قرأت عليه المسلسل بسماعه له من لفظ ابن الكويك؛ وكان إنساناً حسن شهماً حاد الخلق كثير الاستحضار للتدريب في أول أمره جامداً بأخرة لا سيما حين لقيناه حسن المباشرة للقضاء عفيفاً كتبت في ترجمته من معجمي ما يعد ف حسناته. وقد تزوج القاضي علم الدين ابنته فأولدها فاطمة وأبا البقاء وغيرهما. ومات في شوال سنة خمس وخمسين رحمه الله وإيانا.
233 محمد بن عبد الله بن محمد بن عيسى بن محمد الشمس بن الجمال العوفي القاهري الشافعي أخو أحمد الماضي وأبوهما والآتي ابنه أبو النجا محمد ويعرف كسلفه بابن الزيتوني. خطب بجامع الطواشي وتكسب شاهداً، وكان ساكناً. مات سنة سبعين رحمه الله.
234 محمد بن عبد الله بن أبي عبد الله محمد بن الرضى محمد بن أبي بكر بن خليل القرشي الأموي العثماني المكي الماضي حفيده قريباً. أجاز له في سنة خمس العراقي والهيثمي وابن صديق والزين المراغي وعائشة ابنة ابن عبد الهادي. ومات بمكة في آخر ليلة مستهل المحرم سنة إحدى وثلاثين أو التي قبلها. وقال ابن فهد مرة: سنة بضع وثلاثين.
235 محمد بن عبد الله بن محمد بن محمد بن سليمان بن عطاء بن جميل بن فضل بن خير بن النعمان الفخر بن الكمال الأنصاري السكندري المالكي ابن أخي الجمال عبد الرحمن قاضي مصر والماضي أبوه ويعرف كسلفه بابن خير. ولد في ذي الحجة سنة ثمان وستين وسبعمائة ومات في يوم الجمعة حادي عشري رجب سنة أربعين ذكره البقاعي مجرداً.
236 محمد بن عبد الله بن محمد بن محمد بن عبد الله بن إبراهيم بن حماد بن خلف التميمي الونسي المغربي المالكي ويعرف بابن المحجوب. ولد سنة ثمان عشرة وثمانمائة بتونس، ذكره البقاعي مجرداً وهو ممن لقيته ظناً.
237 محمد بن عبد الله بن محمد بن الضياء محمد بن عبد الله بن محمد بن أبي المكارم أبو الخير الحموي الأصل المكي الشافعي ويعرف بابن الضياء. سمع على الزين المراغي الكثير وقرأ في التنبيه حفظاً وبحث منه جانباً على قاضي مكة المحب بن الجمال ابن ظهيرة وكان كثير الملازمة له ويكتب عنه بعض الإسجالات وتبصر به في الفقه مع حياء وخير ودين. توفي في ضحى يوم الأربعاء مستهل جمادى الأولى سنة ثلاث وعشرين بمكة ودفن بالمعلاة عن نحو ثلاثين سنة.
 238 محمد بن عبد الله بن محمد بن محمد بن عيسى الشمس بن الجمال الكناني المتبولي ثم القاهري الحنبلي ابن أخي علي بن محمد بن محمد الماضي وقريب الشيخ إبراهيم المتبولي، ويعرف بابن الرزاز. ولد تقريباً سنة تسعين وسبعمائة بالقاهرة ونشأ بها فحفظ القرآن وتكسب بالشهادة وتنزل في صوفية سعيد السعداء وغيرها وسمع ابن أبي المجد والتنوخي والعراقي والهيثمي، وحدث سمع منه الفضلاء سمعت عليه يسيراً؛ وكان خيراً مديماً للتلاوة، وتعلل مدة وأضر ولزم بيته حتى مات في ليلة الاثنين سابع عشر جمادى الآخرة سنة ثمان وسبعين وصلى عليه من الغد رحمه الله.
239 محمد بن عبد الله بن محمد بن محمد بن غانم ناصر الدين بن الجمال بن ناصر الدين الغانمي - نسبة لغانم المقدسي الشهير - المقدسي الشافعي ابن شيخ الحرم. ولد سنة سبع وعشرين وثمانمائة ببيت المقدس ونشأ به فحفظ القرآن والتنبيه وعرضه على العز المقدسي وغيره وقرأ في الفقه على العماد بن شرف والزين ماهر وغيرهما، وقدم القاهرة غير مرة وأخذ فيها أيضاً عن السيد النسابة وإمام الكاملية وغيرهما، وكذا ارتحل لدمشق وأخذ بها عن البلاطنسي والبدر بن قاضي شهبة والزين خطاب وآخرين وسمع معنا في بيت المقدس على الجمال بن جماعة والتقي القلقشندي وجماعة وأجاز له باستدعاء الكمال بن أبي شريف غير واحد، وحج غير مرة وباشر مشيخة الحرم بالقدس نيابة عن ابنه واستقلالاً وكذا استقر في مشيخة الصوفية بالصلاحية شريكاً لجلال الدين حفيداً بن جماعة مع غيرها من الجهات، وهو إنسان عاقل متودد.
240 محمد بدر الدين شقيق الذي قبله، ممن سمع معنا هناك. ومات في جمادى الثانية سنة تسع وثمانين وقد قارب الأربعين.
241 محمد بن عبد الله بن محمد بن مفلح أكمل الدين بن الشرف بن الشمس الدمشقي الصالحي الحنبلي والد إبراهمي الماضي ويعرف كسلفه بابن مفلح. مات في شوال سنة ست وخمسين ودفن بالروضة عند أسلافه وكانت جنازته حافلة رحمه الله. وهجاه البقاعي بقوله:

قالوا ابن مفلح أكمل قلنا نعـم

 

في نقصه في كل أمر يصلح

كذباً وبهتاناً وجهلاً قد حـوى

 

فهو الذي لا يرتضيه مصلح

242 محمد بن عبد الله بن محمد بن موسى الأفنيشي ثم العبادي ثم القاهري الأزهري الشافعي ويعرف بالعبادي. ولد بافنيش في نواحي منية عباد من الغربية وتحول إلى القاهرة قبل بلوغه فقطن الأزهر وحفظ القرآن وغيره ولازم دروس بلديه السراج بل قرأ على أبي القسم النويري في النحو، وجود الكتابة وكتب الكثير يقال من ذلك ما يزيد على مائة مصحف؛ وتنزل في جهات كثيرة وأقرأ في طبقة الزمام وباشر ديوان نوروز الظاهري جقمق الدوادار الكبير للأتابك أزبك وأحد العشرات أظنه بعناية بلديه سالم، واستنابه سالم في خزن الكتب بالمحمودية ولم يحسن مباشرتها؛ وتولع بالشعر فكان ينظم منه ما لا يذكر مع توهمه الإجادة وأظنه كان يقرأ الجوق، وكان كثير الإقدام وله حركات آخرها مع ابن حجاج وانتزع منه نصف العمالة بالسابقية لكونه كان مقرراً فيها ثم رغب عنها، ولم يلبث أن مات في ذي القعدة سنة خمس وتسعين بعد تعلل مدة وقد زاحم الثمانين رحمه الله وعفا عنه.
243 محمد بن عبد الله بن محمد بن وهاس الشريف الحسني الحرضي اليماني الشافعي. ممن لقيني بمكة في ذي الحجة سنة أربع وتسعين فسمع مني بحرمها المسلسل وهو من الخيار.
محمد بن عبد الله بن محمد بن يحيى بن يحيى بن قاسم بن خلف الأزيرق.
244 محمد بن عبد الله بن محمد البدر بن الجمال السمنودي القاهري الشافعي الماضي أبوه. خلفه في تدريس القطبية المجاورة للصاحبية ثم انتزعها منه زين العابدين بن المناوي في أبام أبيه وكذا كان باسمه الإعادة بمدرسة أم السلطان وخزن كتبها وكتاب السبيل بها وغمامتها شركة لعبيد الهيتي في الإمامة خاصة. مات بعد الستين ظناً. محمد بن عبد الله بن محمد البدر بن العصياتي. صوابه ابن إبراهيم بن أيوب وقد مضى.
 245 محمد بن عبد الله بن محمد الشمس بن العمري أحد أعيان موقعي الدست ووالد ناصر الدين محمد الآتي ويعرف بابن كاتب السمسرة، كان شيخاً فاضلاً ماهراً في صناعته حشماً وجيهاً عنده دعابة وخفة روح؛ ولي قديماً نيابة كتابة السر ثم عاد إلى التوقيع حتى مات في يوم الأربعاء عشري شعبان سنة تسع وعشرين عن نحو شبعين سنة، وهو ممن قرض سيرة المؤيد لابن ناهض، وهو في عقود المقريزي وأنشد عنه أن الكمال الدميري كتب إليه وهو بدمشق:

الصـالـحـية جـنة

 

والصالحون بها أقاموا

فعلى الديار وأهلـهـا

 

مني التحية والسـلام

وحكي عنه أنه وجد على حائط مكتوباً: من كانت به حمى الربع وهي يوم بعد يوم فليكتب على فخذه الأمين قوله تعالى: "واسألهم عن القرية" إلى "لا تأتيهم" ولتكن الكتابة في يوم السبت الذي تجيء فيه النوبة قبل مجيئها فإنها لا تجيئه. رحمه الله.
246 محمد بن عبد الله بن محمد الشمس المنصوري القاهري الشافعي قريب الشهاب المنصوري الشاعر ونزيل قنطرة أمير حسين. كان في خدمة شيخنا الرشيدي ولذا سمع عليه الكثير بل سمع على شيخنا ابن حجر، وتولع بالأدب ونظم قليلاً وكذا تميز في لعب الشطرنج وفي التوقيع وخدم نائب صفد وغيره، وحدث قرأ عليه العز بن فهد ثلاثيات الصحيح عن الرشيدي وأظن أنني سمعت من نظمه؛ وكان حسن العشرة لطيفاً. مات في بذي الحجة سنة ست وتسعين وأظنه قارب السبعين رحمه الله.
247 محمد بن عبد الله بن محمد الشمس الهوشاتي الأزهري، ممن سمع مني بالقاهرة.
248 محمد بن عبد الله بن محمد العز المالكي. أخذ عن الشهاب المغراوري وغيره وفضل وكتب بخطه الكثير كالعبر للذهبي؛ وأم بكمشبغا الجمالي صاحب الربع بالقرب من الأشرفية برسباي وسكنه هو وأخوه في الله الكمال بن الهمام وقتاً وكان كل منهما حسن العقيدة في الآخر وسافر معه قديماً إلى الشام، وكان نيراً ساكناً غاية في الزهد والعبادة والورع والتحري والانجماع عن الناس والتقنع؛ زرته ودعا لي وسمع بقراءتي على الكمال. ومات بعده بخمسة وأربعين يوماً في أوائل ذي القعدة سنة إحدى وستين ودفن بحوش الأشرف إينال لكونه كان غضب لعدم دفن الكمال به وقد جاز السبعين بكثير فيما أظن؛ ونعم الرجل كان رحمه الله وإيانا.
249 محمد بن عبد الله بن محمد مظفر الدين بن حميد الدين بن سعد الدين الكازروني نزيل مكة. برع في فنون وتصدى للإقراء بمكة فقرأ عليه القطب وحاشيته للسيد الفخر أبو بكر بن ظهيرة وكذا قرأ على قاضي الحنابلة بمكة والشهاب بن خبطة وأقرأ غير ذلك كالطب، وقدم القاهرة في سنة سبعين ونوزع في دعاويه وتكلم معه الكافياجي وغيره وعقد له مجلس وما أنصف ولم يلبث أن رجع ومات، وبالغ ابن الأسيوطي في تقبيحه ووصفه بالمبتدع الرافضي الفلسفي وأنه قد غلبت عليه العلوم الفلسفية حتى أخرجته عن سنن السنة المرضية وأدته إلى الرفض وبغض الصحابة رضوان الله عليهم ثم إلى اللعب بالقرآن والقول فيه بالرأي وتنزيله على الصحابة رضوان الله عليهم ثم إلى اللعب بالقرآن والقول فيه بالرأي وتنزيله على قواعد الفلسفة وشرح كائنته كما كتبتها في مظفر من الكبير. وقال النجم بن فهد: كانت له يد في الطب والمنطق والفلسفة عار من الشرعيات بالكلية لا يحسن من الفقه شيئاً وله نظم كالأعاجم ويمكث الأيام المتطاولة يحاول إنشاء رسالة أو نحوها ولا يأتي بشيء، كل ذلك مع كونه ضنيناً بنفسه متحسراً على عدم تعظيم الأطباء ببلاد العرب لكونهم في بلاده كما زعم يحكمون على قضاة القضاة سيما وكاتب السر غالباً لا يكون إلا منهم. ودخل الهند ودام بها حتى مات مسموماً فيما قيل.
محمد بن عبد الله بن محمد العلمي بن بيرم. مضى فيمن جده محمد بن خليل.
250 محمد بن عبد الله بن محمد الغمري الخانكي مؤدب الأطفال بها وغاسل الأموات، ممن يجيد حفظ القرآن ويعرف بالخواص. أقام بمكة مدة وتزوج ابنة الصفدي الحاشر بها ممن سمع مني بها في سنة ست وثمانين. ومات قبيل التسعين.
 251 محمد بن عبد الله بن موسى بن رسلان بن زين الدين موسى بن إدريس بن موسى بن موهوب البدر أبو عبد الله بن الجمال أبي محمد بن الشرف أبي البركات السلمي - بضم المهملة - الدمشقي الشافعي. ولد في ذي الحجة ليلة عرفة سنة ثلاث وخمسين وسبعمائة وأحضر وهو في الخامسة في عاشر رمضان سنة ثمان وخمسين على العماد بن كثير الحافظ منتقى من رابع حديث سعدان بسماعه على الحجار وسمع على محمد بن موسى بن سليمان الشيرجي جزء الأنصاري مع الفوائد وعلى الشمس محمد بن موسى بن سند الحافظ بعض المائة انتقاء العلائي من مشيخة الفخر ومن الشمس محمد بن محمد بن عبد الكريم الموصلي قصيدة من نظمه أولها:

جواني لسواكم قط ما جنحت

ومن الشمس الخفاف أيضاً قصيدة من نظمه أولها:

زارت فتاها وعقد الشعر محلول

وحدث سمع منه الفضلاء وأسمع ابن ناصر الدين طلبته عليه بعض جزء الأنصاري ووصفه بالعلم والفضل. مات في ذي الحجة سنة سبع وثلاثين. أرخه شيخنا في إنبائه ولكنه لم يزد على محمد بن عبد الله الشيخ بدر الدين السلمي.
252 محمد بن عبد الله بن نجم الصفي أبو عبد الله الدمشقي الصالحي الحنبلي ويعرف بابن الصفي بالتخفيف. ولد سنة سبع وتسعين وسبعمائة ببيت لهيا من دمشق ونشأ بدمشق فقرأ القرآ عند جماعة منهم الزين عبد الرحمن بن بوري وقرأ الخرقي وتفقه بأبي شعر وغيره وسمع جزء الجمعة على عائشة ابنة ابن عبد الهادي وكذا سمع على الطوباسي وغيرهما؛ وحج؛ وكان عالماً ورعاً عفيفاً زاهداً قدوة لقيته بالصالحية فقرأت عليه بمدرسة أبي عمر منها جزء الجمعة. ومات في سادس عشري رمضان سنة تسع وستين ودفن من يومه بالروضة في سفح قاسيون بعد أن صلي عليه بالجامع المظفري وكانت جنازته حافلة رحمه الله وإيانا.
253 محمد بن عبد الله بن نشابة الأشعري الحرضي - بفتح المهملتين ومعجمة - ثم العريشي - بمهملة مفتوحة ثم مكسورة وشين معجمة نسبة لقرية يقال لها عريش من عمل حرض وحرض آخر بلاد اليمن من جهة الحجاز بينها وبين حلي مفازة - الفقيه الشافعي والد عبد الرحمن الماضي، ذكره الأهدل في ذيله لتاريخ الجندي وقيد وفاته في سنة اثنتين أو التي بعدها. قاله شيخنا في إنبائه.
254 محمد بن عبد الله بن يحيى بن عثمان بن عرفة أبو عبد الله الحساني الأربسي - بفتح الهمزة ثم راء ساكنة وموحدة مضمومة بعدها مهملة نسبة لبلد من تونس - التونسي المغربي المالكي قاضي الركب. ولد تقريباً سنة سبع وعشرين وثمانمائة بأربس ونشأ فحفظ القرآن وأشياء كبانت سعاد والبردة وتردد لتونس للاشتغال عند إبراهيم الأخضري ومحمد الرصاع وأحمد النخلي وأحمد السلاوي في آخرين في الفقه وأصوله والعربية وغيرها وتميز في الفضيلة، وحج مراراً وهو قاضي ركب المغاربة سنين، وقصدني في المحرم سنة تسعين فأخذ عني بقراءته اليسير من الصحيحين والموطأ والشمائل وغيرها مع بانت سعاد والبردة من حفظه وسمع مني غير ذلك وشاركه في جله ولده محمد الأكبر، وكتبت لهما ذلك في إجازة حافلة، وكذا استكتبني في بعض الاستدعاآت وتردد إلى غير مرة مغتبطاً؛ وسمع بالقاهرة أيضاً على أبي الحسن على حفيد يوسف العجمي وبمكة على محمد بن أبي الفرج المراغي المدني وحسين الفتحي؛ وهو إنسان نير عاقل فاضل متحر في نقله وكلامه استفدت منه جماعة من المغاربة وكتبت عنه من نظمه ما كتب به على شرح "بانت سعاد" لصاحبه عمر بن عبد الرحمن الماضي وهو قوله:

لك الفضل يا شيخ الحديث مع العلي

 

لدى ناظر بالـحـق لا بـعـنـاد

بشرحك بانت بان ما قـد ذكـرتـه

 

وإيضاحك المعنى بـوجـه سـداد

وجمعك في الإرشاد علماً منـوعـاً

 

لغات وإعـرابـاً ورمـز مـراد

لإحيائك المنظوم في مدح أحـمـد

 

ولا زلت مأجـوراً لـيوم مـعـاد

تقبل مـنـك الـلـه ذاك بـجـوده

 

وجازاك ما جازاه خـير عـبـاد

255 محمد بن عبد الله بن يحيى الشمس الطيبي الشافعي وله عندي قصيدة أضفتها لمصنف الشهاب الششيني الحنبلي الذي قامت عليه الثائرة بسببه، وبلغني أنه ممن أخذ عن شيخنا والقاياتي.
 256 محمد بن عبد الله بن يوسف بن حجاج بن قريش الشمس المخزومي القاهري الشافعي خادم شيخنا في كتابة الإملاء عنه وغيرها من تصانيفه كالمقدمة وبذل الماعون وقابلها مع الجماعة عليه ولم ينفك عن المجيء لمجلسه في رمضان بل ولا في كل ليلة لفرش السجادة ونحوها وإصلاح الشمعة، وكان ذا خبرة ببلاد اليمن ونحوها فكأنه دخلها وحج وطوف. وأظنه مات بعد الستين وقارب السبعين.
257 محمد بن عبد الله بن يوسف بن عبد الحق الفاضل أبو عبد الله التونسي الأصل المغربي المالكي قدم القاهرة فنزل البرلس عند عالمه الشهاب بن الأقيطع، وحفظ القرآن والرسالة والمختصر وألفية النحو والتلخيص ولم يكمله والمصباح للبيضاوي ولازمه في الفقه والأصلين والفرائض والحساب والغبار والعربية والمعاني والبيان وغيرها وتميز، ثم قدم القاهرة فقرأ على السنهوري في الفقه وسمع في أصوله وفي العربية وكذا أخذ العربية وغيرها عن ابن قاسم وتردد للجوجري والأبناسي وغيرهما من فضلاء الوقت للاستفادة وقرأ على الكثير من ألفية العراقي بحثاً وغيرها وكذا سمع مني وعلي أشياء وأكثر من حضور الأمالي، وبلغني أنه كتب على مختصر ابن عرفة في الفرائض قطعة وإنه حج وأسر مع الحبالصة فأقام عندهم أشهراً وزار بيت المقدس، وكان عاقلاً ساكناً ديناً قانعاً عفيفاً ريضاً مشاركاً في الفضائل وربما أقرأ بعض الطلبة، أقام بأسكندرية يسيراً وتزوج من تروجة وصار يتردد بينهما مع تكسب بالخياطة قبل ذلك وبعده في خلوته أو ببيته حتى مات بالثغر في أواخر شعبان أو أوائل رمضان سنة ثمان وثمانين عن أزيد من أربعين سنة ونعم الرجل كان رحمه الله وإيانا.
258 محمد بن عبد الله بن يوسف الججاوي الحنبلي وأخطأ من قال الحنفي، ذكره التقي بن فهد في معجمه وقال إنه ذكر أنه سمع من الصلاح بن أبي عمر والمحب الصامت، وذكره شيخنا في معجمه فقال: أجاز لأولادي سنة سبع وعشرين ولم يزد. مات سنة ثلاث وثلاثين.
259 محمد بن عبد الله بن يوسف الصدر بن التاج بن النور الباسكندي الهرموزي الشافعي قاضيها ابن عم يوسف بن محمد بن يوسف الآتي. ممن أخذ عنهما إبراهيم بن محمد بن إبراهيم وكان بعد الخمسين.
260 محمد بن عبد الله بن الرفاعي. شهد على ابن عياش في سنة ست وثلاثين بإجازة عبد الأول.
261 محمد بن عبد الله أمين الدين الصفدي، ذكره شيخنا في إنبائه وقال كان من مسلمة السامرة وسكن دمشق بعد الكائنة العظمى؛ وكان عالماً بالطب مستحضراً ولكنه لم يكن ماهراً بالمعالجة بل إذا شخص له غيره المرض نقل أقوال أهل الفن فيه وكذا كان بارع الخط فرتب موقعاً، واعترته في آخر عمره غفلة بحيث صار يسأل عن الشيء في حال كونه يفعله فينكره لشدة ذهوله. مات في صفر سنة خمس عشرة.
محمد بن عبد الله البدر السلمي. فيمن جده موسى بن رسلان.
262 محمد بن عبد الله التاج بن الجمال القليوبي الخانكي الشافعي إمام الخانقاه الناصرية بسرياقوس وسبط الشمس القليوبي. مات سنة بضع وثمانين وخلفه في الإمامة أخوه أحمد شريكاً لغيره، وكان لسنا كوالده وإخوته وأحد الشهود بها ممن يدارى.
محمد بن عبد الله الجمال الكازروني. كذا وقع في إنباء شيخنا. وصوابه محمد بن أحمد بن محمد بن إبراهيم بن محمود وقد مضى.
263 محمد بن عبد الله الشمس أبو عبد الله البعداني الأصل المدني ويعرف بالمسكين ويقال له العوفي أيضاً. ولد سنة إحدى وتسعين وسبعمائة بالمدينة ونشأ بها وسمع على ابن صديق في سنة سبع وتسعين الصحيح بفواتات يسيرة. أجاز لي. ومات سنة ثمان وخمسين.
264 محمد بن عبد الله الشمس القاهري ويعرف بابن سمنة قاري الحديث. مات في المحرم سنة سبع وخمسين؛ أرخه ابن المنير. محمد بن عبد الله الشمس بن الغمري. فيمن جده محمد. محمد بن عبد الله الشمس الزفتاوي. فيمن جده أحمد.
265 محمد بن عبد الله الشمس الصعيدي الشافعي نزيل الحرمين ومؤدب الأطفال بمكة بباب خرورة وأحد مؤذنيها نيابة ويعرف بالمدني ممن أقرأ الأبناء طبقة بعد أخرى وجود الخط وكتب به جملة ورأيت منها الشفا نسخة هائلة وربما كتب للناس؛ وكان فاضلاً صالحاً استفيض الثناء عليه. مات في صفر سنة إحدى وتسعين وأظنه قارب السبعين وهو أفضل من فقيه مكة الأخر مكي.
محمد بن عبد الله الشمس القليوبي. فيمن جده أبو بكر.
 266 محمد بن عبد الله الصدر بن الجمال الرومي الحنفي. هكذا ذكره شيخنا في إنبائه. وصوابه ابن محمد بن أحمد بن إسماعيل.
267 محمد بن عبد الله ناصر الدين التروجي ثم القاهري المالكي أحد نواب المالكية. مات سنة ثلاث وكان مشكوراً. قاله شيخنا في إنبائه ولم يسم المقريزي في عقوده أباه وإنه مات في صفر وإن الكمال الدميري رآه بعد موته وسأله: ما فعل الله بك فقال: إن ساتطعت أن لا تترك بعدك مالاً فافعل.
268 محمد بن عبد الله ناصر الدين الدمشقي العقبي، قال شيخنا في إنبائه كان جندياً يباشر في الاستادارية ثم ترك ذلك ولبس بزي الصوفي وصحب أبا بكر الموصلي ثم بنى زاوية بالعقبة الصغرى وعمل شيخها وأنزل بها فقراء فكان يطعمهم فكثر أتباعه وصار يتكسب من المستأجرات وكان حسن الشكل واللحية بهي المنظر. مات في جمادى الأولى سنة خمس عشرة من ثلاث وستين.
269 محمد بن عبد الله ناصر الدين المحلى الشافعي نزيل مكة. ذكره الفاسي وقال أظنه حفظ المنهاج الفرعي فقد كان يذاكر بمسائل منه وعانى الشهادة والوثائق؛ وناب في بعض أعمال المحلة الكبرى عن قاضيها صهره العز بن سليم، وكذا عانى التجارة وتردد لأجلها مرات إلى عدن، وجاور بمكة سنين كثيرة وبالمدينة أشهراً، وتوجه من مكة قاصداً وادي الطائف فسقط من البعير الذي كان عليه راكباً فحمل إلى مكة فمات قبل وصوله إليها وغسل بالأبطح ودفن بالمعلاة وذلك في أحد الربيعين سنة عشرين وأظنه بلغ السبعين، وفيه دين وخير.
270 محمد بن عبد الله ولي الدين السنباطي القاهري المالكي ويلقب حصيرم. كان شيخاً مسناً متساهلاً مزري الهيئة ينوب عن قضاة مذهبه ويزعم أنه أخذ عن بهرام وغيره وليس بثقة. مات في أول ربيع الأول أو آخر الذي قبله سنة إحدى وثمانين ويقال إن أباه كان أسلمياً فتكسب بالتجارة في الشرب ثم افتقر وعمل دلالاً فالله أعلم.
271 محمد بن عبد الله أبو الخير الأرميوني ثم القاهري المالكي المذكور بالشرف وهو بكنيته أشهر، وأرميون بالغربية؛ حفظ القرآن واشتغل في الفقه والنحو والأصلين وبرع في النحو وشارك في غيرها؛ ومن شيوخه السنهوري والشمني والحصني ولازمه والعلاء الحصني ومحمد الطنتدائي الضرير. مات سنة إحدى وسبعين ولم يبلغ الثلاثين، وكان خيراً، وبلغني عنه أنه كان يقول: لا ينشرح صدري للبس شظفة الشرف، لتوقفه في ذلك رحمه الله.
محمد بن عبد الله أبو الفيض الحلبي. صوابه محمد بن علي بن عبد الله.
محمد بن عبد الله البخاري ثم الخوارزمي ويعرف بكمال ريزة. يأتي في كمال من الألقاب وينظر إن كان من شرطا.
272 محمد بن عبد الله البرموني الأصل الدميري المالكي نزيل زاوية الحنفي؛ ممن تخرج بأبي العباس الحنفي في العربية والأصلين والتصوف وبابن كتيلة في الفقه والتصوف، وسمع على شيخنا وعرض عليه الرسالة وأجازه، وحج وتصدر للإقراء فانتفع به جماعة، وممن قرأ عليه في الفقه والعربية إبراهيم الدميري؛ وشكره لي غير واحد وإنه صاحب كرامات مديم لتعليم الأبناء.
273 محمد بن عبد الله التركماني القبيباتي الدمشقي ويعرف بالقواس. شيخ صالح زاهد عابد له زاوية غربي المصلى ظاهر دمشق مقيم بها وله أصحاب ومريدون وحلقة ذكر بالجامع الأموي عظيمة مقصود بالزيارة، وكان ممن صاحب أبا بكر الموصلي دهراً وغيره من الأكابر. قال التقي بن قاضي شهبة: وكان يجيد تعبير الرؤيا عن صلاح لا علم. مات بزاويته عن أزيد من مائة فيما قيل ليلة الجمعة سادس ذي القعدة سنة ست وأربعين ولم يظهر عليه الهرم رحمه الله.
274 محمد بن عبد الله التنسي - نسبة لتنس من أعمال تلمسان - المغربي المالكي. بلغني في سنة ثلاث وتسعين بأنه حي مقيم بتلمسان جاز الستين مشار إليه بالعلم، وله تصانيف. بل قيل إنه صنف في إسلام أبي طالب جزءاً كما هو مذهب بعض الرافضة.
275 محمد بن عبد الله الججيني الحنفي ويلقب القطعة؛ ذكره شيخنا في إنبائه وقال: كان من أكثر الحنفية معرفة باستحضار الفروع و جمود ذهنه وكونه رديء الخط إلى الغاية رث الهيئة خاملاً. مات في رمضان سنة ست عشرة.
276 محمد بن عبد الله الحسني الهادوي الصنعاني والد إبراهيم الماضي. من فضلاء صنعاء وأدبائها الموجودين بها في سنة إحدى وسبعين. أنشدني نور الدين الصنعاني عنه من نظمه:

بقراط مسموماً مضى لسبـيلـه

 

ومبرسماً قد مـات افـلاطـون

ومضى أرسطاطاليس مسلولاً وجا

 

لينوس مات وإنـه مـبـطـون

ما إن دواء الداء إلا عـنـد مـن

 

إن قال للمعدوم كـن فـيكـون

277 محمد بن عبد الله الحمامي؛ ممن سمع مني قريب التسعين.
278 محمد بن عبد الله الخردقوشي أحد المعتقدين. مات في ربيع الآخر سنة اثنتي عشرة. أرخه شيخنا في إنبائه.
279 محمد بن عبد الله الخواص أحد المعتقدين أيضاً بمصر. مات بالوراريق في جمادى الآخرة سنة خمس. ذكره شيخنا أيضاً.
280 محمد بن عبد الله الزهوري العجمي. ممن يعتقد للظاهر برقوق فمن بعده ويسمى مجذوباً. كانت غالب إقامته بقلعة الجبل في دور حرم السلطان ويقال إنه قال له يا برقوق أنا آكل فراريج وأنت تأكل دجاجاً وأنه أشار بموته ثم يموت برقوق من بعده بمقدار ما يكبر الفروج فكان كذلك، وربما نسبت هذه المقالة لمحمد بن سلامة النويري المغرب المعروف بالسكندري أحد أخصاء الظاهر أيضاً مات في أول صفر سنة إحدى. وقيل إن الظاهر لما مات داخله الوهم فلم يلبث أن مات في شوالها.
281 محمد بن عبد الله العجمي السقاء بالمسجد الحرام كأبيه. مات بمكة في المحرم سنة اثنتين وثمانين. أرخه ابن فهد. محمد بن عبد الله العمري. قرض سيرة المؤيد لابن ناهض، واسم جده محمد مضى.
282 محمد بن عبد الله الكاهلي. مات بمدينة إب سنة سبع وثلاثين.
283 محمد بن عبد الله المازوني نزيل تلمسان. مات سنة ست وستين.
284 محمد بن عبد الله المصري ثم المكي الطبيب ويعرف بالخضري - بمعجمتين الأولى مضمومة والثانية مفتوحة. ذكره شيخنا في إنبائه وقال: كان يعاني الطب والكيمياء والنار نجيات والنجوم وأقام بمكة مدة مجاوراً، ولقيته بها سنة ست ثم دخل اليمن فأقبل عليه سلطانهخا الناصر فيقال إن طبيب الناصر دس عليه من سمه فهلك في سنة ثمان وكان هواتهم بأنه دس على الرئيس الشهاب المحلى التاجر سماً فقتله في آخر سنة ست.
285 محمد بن عبد الله المغربي نزيل بيت المقدس ويعرف بفولاد، قدم بيت المقدس في حدود التسعين وسبعمائة فانقطع فيه للعبادة خاصة وداوم الجماعات وأكثر في كل سنة الحج والزيارة حتى قيل إنه حج ما ينيف على ستين مرة غالبها ماشياً واشتهر بالصلاح بين الخاص والعام وذكرت له كرامات جمة وأموال مهمة. وقد ترجمه ابن قاضي شهبة فقال: كان رجلاً صالحاً مشهوراً له حجات كثيرة تزيد على الستين أكثرها على أقدامه وله اجتماع بالأولياء وكشف، وأما التقي الحصني فإنه لم يكن إذا قدم بيت المقدس ينزل عند أحد سواه ولا يأكل لغيره فيه طعاماً؛ ووصفه في بعض تعاليقه بالسيد الجليل وناهيك بهذا من مثله. مات بعد رجوعه من الحج في صفر سنة أربع وأربعين وقد جاز الثمانين.
286 محمد بن عبد الله المقري أحد المفتين بتعز وكان عارفاً بالفرائض والحساب ممن تفقه فيه بالجمال محمد بن أبي القسم الضراسي. مات سنة تسع وثلاثين، ذكره العفيف.
287 محمد بن عبد الله النفياني ثم القاهري أحد أصحاب الغمري وأخو أحمد وعلى ممن هداهم الله للإسلام وأعطاهم الظاهر جقمق رزقة، وقرأ القرآن وسمع الكثير على شيخنا وغيره حتى سمع علي وبقراءتي أشياء؛ وتنزل في سعيد السعداء وغيرها. مات في ليلة الجمعة ثاني عشر شعبان سنة تسع وثمانين وصلي عليه من الغد وأظنه جاز الستين رحمه الله. محمد بن أبي عبد الله المنتصر حفيد أبي فارس والمستقر بعده. هو محمد بن محمد بن عبد العزيز يأتي.
288 محمد بن عبد الأحد بن علي الشمس القاهري النحوي سبط ابن هشام ويعرف بالعجيمي وسمي العيني والده عبد الأحد، ذكره شيخنا في إنبائه وقال: أخذ عن خاله المحب بن هشام ومهر في الفقه والأصول والعربية ولازم العلاء البخاري لما قدم القاهرة وكذا لازم البدر الدماميني، وكان كثير الأدب فائقاً في معرفة العربية ملازماً للعبادة وقوراً ساكناً. مات في عشري شعبان سنة اثنتين وعشرين ودفن بالصوفية وكانت جنازته حافلة رحمه الله وإيانا.
 289 محمد بن عبد المجيد بن القاضي أبي الحسن علي بن أبي بكر الجمال الناشري اليماني. ولد سنة تسع وثلاثين وثمانمائة وحفظ الشاطبية والمنهاج الفرعي وألفية ابن مالك وتفهمهما بجد واجتهاد حتى تميز وتعين وكانت أوقاته موزعة على التركير على محفوظاته والمطالعة عليها والكتابة وأنواع الطاعات مع ذكاء وفهم ونسك وعلم. مات في ربيع الثاني سنة إحدى وسبعين. أفاده لي بعض الفضلاء الآخذين عني.
290 محمد بن عبد المحسن بن أحمد بن حسين الأهدل الجمال بن الشيخ شهاب الدين حفيد الأهدل. ولد سنة إحدى وسبعين بمكة ومات أبوه وهو ابن سبع فكفله زوج أخته وابن عمه الجمال محمد وأقرأه القرآن والإرشاد وغير ذلك ودخل بعد بلوغه اليمن مع ابن عمه الآخر حسين فأقام بها نحو خمس سنين ثم عاد لمكة وتزوج بها ولقيني فحدثته بالمسلسل في أواخر ذي الحجة سنة.
محمد بن عبد المحسن بن عبد اللطيف. يأتي في محمد بن محمد بن عبد المحسن.
291 محمد بن عبد المغيث بن محمد بن أحمد بن الطواب. وسط في ذي الحجة سنة تسع وسبعين وحزن عليه كثيرون من أجل من تركه من أم وولد سيما وليس له ذنب ظاهر وإن كان من فساق المباشرين فإنه ممن باشر في المفرد بالوجه الغربي عفا الله عنه وإيانا.
292 محمد بن عبد الملك بن عبد الكريم بن يحيى ناصر الدين بن المحيوي بن التقي بن محيي الدين بن الزكي أسن إخوته، ذكره شيخنا في إنبائه وقال: ولد بعد الخمسين وسمع من العرضي وابن الجوخي وغيرهما من أصحاب الفخر، وكان يرجع لدين وعقل، خرج مع العلاء بن أبي البقاء لقسم بعض المغلات فقطع عليهم الطريق فقتل هذا وجرح الآخر وسقط فظزنوا موته فسلم وذلك في المحرم سنة ست.
محمد بن عبد الملك بن عبد اللطيف بن الجيعان. يأتي في أبي البقاء بن الجيعان فهو بكنيته أشهر.
293 محمد بن عبد الملك بن محمد بن عبد الملك بن الشيخ أبي محمد المرجاني. مات بمكة سنة ثمان وعشرين. أرخه ابن فهد.
294 محمد بن عبد المنعم بن داود بن سليمان لابدر أبو عبد الله بن الشرف أبي المكارم البغدادي الأصل القاهري الحنبلي الماضي أبوه والآتي ولده البدر محمد. خلف والده في تهدريس الحسنية وأم السلطان والصالح وغيرها وفي إفتاء دار العدل وقضاء العسكر فلم تطل مدته. ومات.

295 محمد بن عبد المنعم بن محمد بن محمد بن عبد المنعم بن أبي الطاهر إسماعيل الشمس بن نبيه الدين الجوجري ثم القاهري الشافعي ويعرف بين أهل بلده بابن نبيه الدين وفي غيرها بالجوجري. ولد في إحدى الجماديين والظن أنه الثانية سنة إحدى وعشرين وثمانمائة أو التي بعدها بجوجر وتحول منها إلى القاهرة صحبة جده لأبيه بعد موت والده وهو ابن سبع فأكمل بها القرآ وحفظ المنهاج الفرعي - مع أن جده كان مالكياً - وكذا الأصلي وألفية ابن ملك وعرض بعضها واشتغل بالفنون فأخذ النحو بقراءته عن الحناوي والشهاب السخاوي وأبي القسم النويري وعظمت ملازته له فيه وفي غيره من الفنون سيما في ابتداء أمره وترعرعه وبقراءة المحيوي الدماطي في شرح التسهيل عن ابن الهمام وبقراءة الزين طاهر غالب المغني عن القاياتي في آخرين كالشمني والمحلى والكافياجي بل قرأ العربية في ابتدائه على البدر بن الشر بدار كما قرأ في ابتدائه على فقيهه النور أخي حذيفة والفقه عن الشرف السبكي والونائي والقاياتي وابن المجدي والعلم البلقيني والمحلى والمناوي واشتدت عنايته بملازمته بحيث أخذ عنه التنبيه والحاوي والبهجة والمنهاج تقسيماً غير مرة كان أحد القراء فيه وغير ذلك وعن الأول الحاوي وعن الثاني ما عدا البهجة مع ما أقرأه من الروضة وعن السادس بقراءته شرحه للمنهاج ومن الاستسقاء في الروضة إلى بيع الأصول والثمار ولازمه في أخذ جل تصانيفه كشرح البردة وغيرها وأصوله عن المحلى قرأ عليه شرحه لجمع الجوامع والشمس البدرشي قرأ عليه الجار بردى والمناوي أخذ عنه البيضاوي وجمع الجوامع تقسيماً كان أحد القراء فيه في آخرين كالشرواني والشمني والنويري والكافياجي وأبي الفضل المغربي وأصول الدين عن هؤلاء الخمسة وكذا المعاني والبيان عنهم مع القاياتي والزين جعفر العجمي نزيل المؤيدية ومما قرأ عليه المختصر والمنطق عن الخمسة والعروض والقوافي عن الشهاب الأبشيطي والفرائض والحساب عن ابن المجدي والبوتيجي والتفسير عن الشمني والكافياجي وشيخنا ووقع له معه فيه ما أوردته في الجواهر، والحديث عن شيخنا أخذ عنه شرحه للنخبة إما قراءة أو سماعاً لما عدا المجلس الأخير منه ظناً واليسير من شرح ألفية العراقي بقراءته بل سمع غالبه وسمع عليه في الحلية وفي الكتب الستة وغيرها وكذا سمع على الزين الزركشي في صحيح مسلم بل قرأ الشفا والصحيح على القاضي سعد الدين بن الديري؛ وكتب الخط المنسوب وعرف بمزيد الذكاء وأذن له غير واحد بالإقراء والإفتاء وتصدى لذلك قديماً في حياة كثير من مشايخه حتى كان المحلى يرسل له الفضلاء للقراءة عليه في تصانيفه وغيرها ونوه هو والمناوي به جداً بل كان المناوي يناوله الفتوى ليكتب عليها واستنابه في القضاء في ولايته الأولى فباشر قليلاً بحيث ذكر أنه لا يعرف من قضائه مما يضبط بالحكم سوى أربعة قضايا ثم تعفف عن ذلك، هذا مع اشتغاله معظم عمره بالتكسب في بعض الحوانيت بسوق الشرب وكذا بالسكر ونحوه بل وقبل ذلك جلس عند العز بن عبد السلام شاهداً حين كان يتناوب مع غيره القضاء في جامع الصالح وحمد العقلاء صنيعه في ترك القضاء، وأخذ عنه الفضلاء طبقة بعد أخرى وصار بأخرى شيخ القاهرة وقسموا عليه الكتب فكان ممن قرأ عليه في التقسيم سنة ثلاث وثمانين الحليبي وابن قريبة وسعد الدين الذهبي والكمال الغزي وفي التي تليها إلا الرابع فبدله المحيوي عبد القادر العنبري وفي التي تليها هو والحليبي وابن قريبة والغزي وفي التي تليها الذهبي بلد الغزي، واتسعت حلقته جداً سيما حين تهحول للمؤيدية ثم جامع الأزهر وقصد بالفتاوى، وكتب عل عمد السالك لابن النقيب شرحاً في جزء سماه تسهيل المسالك في شرح عمدة السالك، وكذا على الإرشاد مختصر الحاوي لابن المقري في أربعة فأزيد وعلى شذور الذهب مطول ومختصر سبكه وقصيدة البوصيري الهمزية التي أولها "كيف ترقى رقيك الأنبياء" في مطول ومختصر أيضاً سمى أحدهما خير القرى في شرح أم القرا والمفرجة وغير ذلك من نظم ونثر، وسارع بقوة ذكائه في الكتابة على الفتاوى فكثرت مخالفته التي أدى إليها عدم تأنيه وربما ينبه على ذلك فيها وفي تصانيفه فلا يكاد يرجع ويبرهن على ما تورط فيه وكذا كثر تسارعه إلى الأذن بالفتوى والتدريس بل والتقريض على التصانيف الصادرة من غير المتأهلين حتى إنه كتب لشخص

كان يسمى تاج الدين الشامي ولي نظر الإسطبل مرة على مصنف زعم أنه اختصر فيه المهذب ما نصه كما نقلته من خطه: وقفت على هذا المؤلف ورأيت في أبوابه وفصوله، وتأملت ما سطره مؤلفه أدام الله نفعه وكثر جمعه وتأملت بعض تفاريعه وأصوله فوجدته قد أحسن في انتخابه كل الإحسان وأجاد فيما لخصه مقورناً بالتوضيح والبيان فلا يقدر على الخوض في مثل ذلك إلا من تضلع من العلوم وأحاط بسرها المكتوم وحرر ما دل عليه المنطوق وما أفاده المفهوم أدام الله النفع بفوائده وعلومه للمسلمين وجعله قرة عين إلى يوم الدين، وكتب فلان معترفاً بفضائله مغترفاً من فواضله، إلى غير هذا مما يجره إليه سرعة الحركة، وقد سمعت العز الحنبلي غير مرة يقول إنه يعرف كل شيء في الدنيا، هذا مع سكونه في مواطن دينية كانت سرعة حركته ومبادرته إلى الاحتجاج فيها والتأييد لجهتها كالواجب ولكنه كان حسن العشرة كثير التودد والتواضع والامتهان لنفسه غير متأنق في سائر أمروه بحيث لا يتحاشى عن المشي فيما كان الأولى الركوب فيه ولا يأنف مراجعة الباعة فيما لعله يجد من يتعاطاه عنه ولا يمتنع من الجلوس في مطبخ السكر بحضرة اليهود وغيرهم إلى غير ذلك مما تأخر به عند من لم يتدبر وأرجو قصده الجميل بذلك كله سيما وعنده نوع فتوة وإحسان لكثير من الغرباء وبذل همة في مساعدتهم، وحجد غير مرة وسمع على التقي بن فهد وغيره؛ وجاور في سنة تسع وستين وأقرأ الطلبة هناك وبالغ في ملازمة قاضيها وعالمها ووالى عليه بره وفضله ثم كان ممن قام مع نور الدين الفاكهي في الكائنة الشهيرة وكذا كان بيننا من الود ما الله به عليم بحيث إنه لم يزل يخبرني عن شيخه المحلى بالثناء البالغ بل طالع هو عقب موت ولد له كتابي ارتياح الأكباد فتزايد اغتباطه به وأبلغ في تحسينه ما شاء وأحضر إلى بعض تصانيف السيد السمهودي لأقرضها له إلى غير ذلك من الجانبين ثم كان ممن مال على مع من صرح بعد حين فجر عليه بعدم وجاهته وديانته ولذا قبيل موته بيسير تجرأ عليه بعض الطلبة انتصاراً لنفسه وعمر جزءاً سماه اللفظ الجوهري في بيان غلط اعلجوجري وما أمكنه التكلم فانتدب له بعض الطلبة بالردوكان من الفريقين ما لا خير في شرحه ويغلب على ظني أن ذلك انتقام لكونه كتب مع البقاعي في مسئلة الغزالي وإن كان له مخلص في الجملة فترك الكلام كان أليق بمقام حجة الإسلام، وكان في صوفية المؤيدية قديماً ثم بعد تقدمه رغب أن يكون في طلبة الخشابية والشريفية مما كان اللائق به الترفع عنه بل تهالك في السعي فيهما، وكذا درس الفقه بالظاهرية القديمة لكونه تلقى نصف تدريسها عن أبي اليسر بن النقاش وبالمدرسة الجانبكية بالقربيين بعد نور الدين التلواني صهر ابن المجدي وبأم السلطان بعد البدر بن القطان وبالقطبية برأس حارة زويلة بعد إبراهيم النابلسي وبالقجماسية من واقفها وبالمؤيدية عقب موت الشمس بن المرخم سوى ما كان باسمه من اطلاب وإعادات وأنظار ونحوها جل ذلك سيما القجماسية بعناية أبي الطيب الأسيوطي ولم يلتفت لسبق تقرير الواقف للزين ياسين البلبيسي مع مزيد حاجته واستغنائه كما أنه لم يمتنع من النيابة في تدريس الحديث بالكاملية عن من علم غصبه له من مستحقه، وبالجملة فمحاسنه جمة والكمال لله، ولم يزل على طريقته حتى مات شبه الفجأة في يوم الأربعاء ثاني عشر رجب سنة تسع وثمانين بالظاهرية القديمة وصلي عليه بعد صلاة العصر بالجامع الأزهر في مشهد حافظ جداً ثم دفن بزاوية الشاب التائب محل سكنه أيضاً وتأسف الناس على فقده ولم يخلف في مجموعه مثله وإن كان لعل فيهم من هو أمتن تحقيقاً وأمكن تدبراً وتدقيقاً رحمه الله وغيانا وعوضه الجنة. ومما كتبته من نظمه يمدح شرحه للإرشاد:

ودونك للإرشاد شـرحـاً مـنـقـحـاً

 

خليقاً بأوصاف المحـاسـن والـمـدح

تكفل بالتحرير والبـحـث فـارتـقـى

 

وفي الكشف والإيضاح فاق على الصبح

بعين الرضا فانظره أن جاء محـسـنـاً

 

فقابله بالحسنـى وإلا فـبـالـصـفـح

وكذا كتبت له مرثية لشيخه المناوي ومقطوعاً في النجم بن فهد وقوله أيضاً مما سمعته منه:

قل للذي يدعى حذقاً ومعرفة

 

هون عليك فللأشياء تقـدير

دع الأمور إلى تدبير مالكها

 

فإن تركك للتدبير تـدبـير

وترجمته تحتمل أكثر مما ذكر.
296 محمد بن عبد المهدي بن علي بن جعفر المكي. كان من مشارفي ديوان حسن بن عجلان في بعض ولايته على مكة. مات في سنة اثنتي عشرة ببعض بلاد اليمن. ذكره الفاسي. محمد بن بعد المؤمن البرنوسي.
297 محمد بن عبد الهادي بن أبي اليمن محمد بن أحمد بن الرضى إبراهيم بن محمد بن إبراهيم أبو اليمن الطبري المكي؛ وأمه زينب ابنة أبي عبد الله محمد بن أبي العباسي بن عبد المعطي. بيض له ابن فهد.
298 محمد أبو حامد أخو الذي قبله. سمع من ابن الجزري في سنة ثلاث وعشرين. ذكره وبيض له أيضاً.
299 محمد بن الجلال أبي المحامد عبد الواحد بن إبراهيم بن أحمد بن أبي بكر بن عبد الوهاب الجمال المرشدي المكي الحنفي. ولد في صفر سنة ثمان واشتغل على أبيه ولم يتزوج ولا سافر، وكان مباركاً ساكناً. مات في ربيع الآخر سنة ست وأربعين بمكة. أرخه ابن فهد.
300 محمد بن عبد الواحد بن أبي بكر بن إبراهيم بن محمد الشرف السنقاري نزيل هو. ولد في المحرم سنة ثلاث وسبعين وسبعمائة وكان أبوه موسراً فمات. بعد الثمانين ونشأ هو يتعانى التجارة والزراعة ويتردد إلى القاهرة، وتقلبت به الأمور وتفقه قليلاً وأخذ عن المشايخ، وكان فاضلاً مشاركاً متديناً بحيث كان. يقول ما عشقت قط ولا طربت قط. مات في الطاعون في جمادى الآخرة سنة ثلاث وثلاثين وكان يحكى عن ناصر الدين محمد بن محمد بن عطاء الله قاضي هو أنه كانت بجانب داره نخلة جربها بضعاً وثلاثين سنة إن قل حملها توقف النيل وإن كثر زاد وإنها سقطت في سنة ست وثمانمائة فقصر النيل في تلك السنة ووقع الغلاء المفرط. ذكره شيخنا في إنبائه والمقريزي في عقوده وطوله.
 301 محمد بن عبد الواحد بن عبد الحميد بن مسعود الكمال بن همام الدين بن حميد الدين بن سعد الدين السيواسي الأصل ثم القاهري الحنفي الماضي أبوه وولي جده كجد أبيه قاضي سيواس ويعرف بابن الهمام. ولد سنة تسعين وسبعمائة - ظناً كما قرأته بخطه وقال المقريزي في عقوده سنة ثمان أو تسع وثمانين - باسكندرية ومات أبوه وكان قاضي اشكندرية وهو ابن عشر أو نحوها فنشأ في كفالة جدته لأمه وكانت مغربية خيرة تحفظ كثيراً من القرآن وقدم صحبتها القاهرة فأكمل بها القرآن عند الشهاب الهيثمي وكان فقيهه يصفه بالذكاء المفرط والعقل التام والسكون وتلاه تجويداً على الزراتيتي وباسكندرية على الزيدن عبد الرحمن الفكيري وحفظ القدوري والمنار والمفصل للزمخشري وألفية النحو ثم عاد صحبتها أيضاً إلى اسكندرية فأخذ بها النحو عن قاضيها الجمال يوسف الحميدي الحنفي وقرأ في الهداية على الزين السكندري وعاد إلى القاهرة أيضاً وقرأ على يحيى العجيسي بلدي جدته وكان الكمال يقول إنه لم يكن عنده كبير فائدة بل أنكر أن يكون قرأ وإنما حضر عنده مع رفيق له وبما قال العجيسي له بعد أن كبر "ألم نربك فينا وليداً" وفي المنطق على العز عبد السلام البغدادي والبساطي وعنه أخذ أصول الدين وقرأ عليه شرح هداية الحكمة لملازادة وكذا أخذ عن همام الدين شيخ الجمالية والكمال الشمني والشمس البوصيري واجتمع بكل من حفيد ابن مرزوق وابن الفنري حين رجوعهما من الحج وبحث مع كل منهما بما أبهر به من حضر وربما كان يحضر عند البدر الأقصرائي في التفسير ويدقق المباحث معه بحيث لا يجد البدر له مخلصاً؛ وأخذ شرح المطالع عن الجلال الهندي وشرح المواقف عن القطب الأبرقوهي وقال إنه لم يكن في شيوخه أذكى منه وأقليدس عن ابن المجدي والدواوين السبع أشعار العرب عن العيني وكان أحد المقررين عنده في محدثي المؤيدية وغالب شرح ألفية العراقي عن ولد مؤلفه الولي ورام أولاً التدقيق في البحث بحيث يشكك في الاصطلاح فلم يوافقه الولي على الخوض في ذلك وتردد للعز بن جماعة في العلوم التي كانت تقرأ عليه وكان لوفور ذكائه إذا استشعر الشيخ بمجيئه قطع القراءة ولذا كان الكمال يرجح البساطي عليه ويقول أنه أعرف بشرح المطالع والعضد والحاشية منه، وأخذ الفقه عن السراج قارئ الهداية قرأها بتمامها عليه في سنتي ثماني عشرة والتي تليها وبه انتفع وكان يحاققه ويضايقه بحيث كان يحرج منه مع وصف الكمال له بالتحقيق في كل فن قال ولكنه أقبل بأخرة على الفقه والحديث والتفسير وترك ما عداها وكتب له السراج أنه أفاد أكثر مما استفاد بقراءة السراج لها حسبما كتبته من خط صاحب الترجمة على مشايخ عظام من جملتهم العلاء السيرامي عن السيد الإمام جلال الدين شارحها عن العلاء عبد العزيز البخاري صاحب الكشف والتحقيق عن حافظ الدين الكبير عن الكردي عنه والزين التفهني ونزله طالباً عنده بالصرغتمشية بغير سؤال، وسافر صبته إلى القدس فكان يقرأ عليه هناك في الكشاف ويسمع في الهداية بل رام استنابته في القضاء فامتنع الكمال بعد أن أجيب لما اشترطه أولاً من الحكم فيما جرت العادة بالتعيين فيه بدون تعيين والإعفاء من حضور عقود المجالس واستمر التفهني في الإلحاح عليه إلى أن قال له: لست أحب أحداً من الشيوخ وغيرهم يتقدم علي لكوني لست قاصر البنان واللسان عن أحد منهم فمن ثم لم يعاود التفهني الكلام معه في ذلك. هذا مع شدة تواضعه مع الفقراء حتى أنه جاء مرة لمجلس العلاء البخاري وهو غاص بهم فجلس في جانب الحلقة فقام إليه العلاء وقال له: تعال إلى جانبي فليس هذا بتواضع فإنك تعلم أن كلا منهم يعتقد تقدمك وإجلالك إنما التواضع أن تجلس تحت ابن عبيد الله في مجلس الأشرف، ولما قدم المحب أبو الوليد بن الشحنة القاهرة قرأ عليه قطعة من الشرح الصغير شرح منار حافظ الدين النسفي للكاكي ولازمه واستصحبه معه في سنة أربع عشرة إلى حلب فأقام عنده بها يسيراً. ومات المحب عن قرب بعد أن أوصى له بنفقة استعان بها في رجوعه وكان يثني على علم المحب والتمس منه بعض أصحابه وهو بالشام حين اجتيازه بها قاصداً القاهرة الإنشاد ببعض الختوم لطراوة نغمته ففعل وحصل له بسبب ذلك دراهم وتسلك في طريق القوم بالأدكاوي والخوافي وسافر معه إلى القدس ودعا له أن يكون من العلماء العاملين والعباد الصاحين.
 وصحب نصر الله وقتاً وأقام معه بالمنصورية وسكن الجمالية مدة ولذا كثرت مخالطته للكمال الشمني وكان يتوجه منها غالباً فيشهد الجماعة بالبرقوقية قصداً للاسترواح بالمشي ونحوه، وسمع على الجمال عبد الله الحنبلي والشمسين الشامي والبوصيري وتغرى برمش التركماني والشهاب الواسطي وشيخنا ووصفه بالعالم العلامة الفاضل حفظه الله ورفع درجته، ولم يكثر من الرواية، وأجاز له الزين المراغي والحمال بن ظهيرة بذلك، وحدث بها سمعها منه الفضلاء وتزايد تعظيمه لي وثناؤه علي كما بينته في مكان آخر، وكذا أجاز له شيخه التفهني والكلوتاتي والزين الزركشي وحسين البوصيري والجمال عبد الله بن البدر البهنسي والتاج محمد بن موسى الحنفي والقبابي التدمري والشمس بن المصري وابن ناظر الصاحبة وابن الطحان وعائشة الكنانية وعائشة ابنة ابن الشرائحي في آخرين باستدعاء الزين رضوان المستملي وغيره. ولم يبرح عن الاشتغال بالمعقول والمنقول حتى فاق في زمن يسير وأشير إليه بالفضل التام والفطرة السمتقيمة بحيث قال البرهان الأبناسي أحد رفقائه حين رام بعضهم المشي في الاستيحاش بينهما: لو طلبت حجج الدين ما كان في بلدنا من يقوم بها غيره. قال وشيخنا البساطي وإن كان أعلم فالكمال أحفظ منه وأطلق لساناً؛ هذا مع وجود الأكابر إذ ذاك، بل أعلى من هذا أن البساطي لما رام المناظرة مع العلاء البخاري بسبب ابن الفارض ونحوه قيل له من يحكم بينكما إذا تناظرتما فقال ابن الهمام لأنه يصلح أن يكون حكم العلماء بل حضر إليه البساطي بنسخة من تائية ابن الفارض ذات هوامش عريضة وتباعد بين سطورها والتمس منه الكتابة عليها بما يخلق له من غير نظر في كلام أحد. وسئل مرة عن من قرأ عليه فعد القاياتي والونائي ومن شاء الله من جماعته ثم قال وابن الهمام وهو يصلح أن يكون شيخاً لهؤلاء. وقال يحيى بن العطار: لم يزل يضرب به المثل في الجمال المفرد مع الصيانة وفي حسن النغمة مع الديانة وفي الفصاحة واستقامة البحث مع الأدب. قلت وفي التقلل في أوليته مع الشهامة وفي الرياضة والكرم مع كون جدته مغربية واستمر يترقى في درج الكمال حتى صار عالماً مفنناً علامة متقناً درس وأفتى وأفاد وعكف الناس عليه واشتهر أمره وعظم ذكره؛ وأول ما ولي من الوظائف الكبار تدريس الفقه بقبة المنصورية وقف الصالح عند رغبة الصدر بن العجمي له عنه ف يكائنته وعمل حينئذ أجلاساً بحضور شيوخه شيخنا والبساطي وقارئ الهداية والبدر الأقصرائي وخلق من غيرهم وامتنع من الجلوس صدر المجلس أدباً بعد إلحاح الحاضرين عليه في ذلك بل جلس مكان القارئ تكلم فيه على قوله تعالى "يؤتي الحكمة من يشاء" وقال الكلام على هذه الآية كما يجئ لا كما يجب أبان فيه عن يد طولى وتمكن زائد في العلوم بحيث أقر الناس بسعة علمه وأذعنوا له وبحث مع صاحب الهداية وشرع شيخنا يصف علم المدرس وتفننه على الغادة في الإشراة بذلك إلى الانتهاء فقال البساطي دعوه يتكلم ويتلذذ بمقاله فإنه يقول ما لا نظير له، وقرره الأشرف برسباي شيخاً في مدرسته بعد صرف العلاء علي بن موسى الرومي عنها واستدعائه به في يوم الثلاثاء رابع عشري ربيع الآخر سنة تسع وعشرين ولا شعور عنده بذلك وسؤاله له عن سنه لكون بعضهم قال له أنه شاب وقوله له بعد تكرير السؤال إنه دون الأربعين فألبسه الخلعة ورجع وقد تزايدت بذلك رفعته فباشرها بشهامة وصرامة إلى أن كان في ثالث عشري شعبان سنة ثلاث وثلاثين فأعرض عنها لكونه عين تلميذه الشمس الأمشاطي لتصوف فيها وعارضه جوهر الخازندار بغيره فغضب وقال بعد أن حضر التصوف وقت العصر على العادة وخلع طيلسانه ورمى به: اشهدوا على أنني عزلت نفسي من هذه المشيخة وخلعتها كما خلعت طيلساني هذا، وتحول في الحال لبيت في باب القرافة وبلغ ذلك السلطان فشق عليه وراسله يستعطف خاطره مع أمير آخور جقمق الذي صار سلطاناً وغيره من الأعيان فلم يجب، وانتقل لطرا بالعدوية فسكنها وانجمع عن الناس، وخشي جوهر غضب السلطان عليه بسببه فبادر للاجتماع به لتلافي الأمر فما أمكنه فجلس بزاوية هناك كانت عادة الشيخ الصلاة فيها حتى جاء فقام إليه حاسر الرأس ذليلاً فقبل قدمه مصرحاً بالاعتذار والاستغفار فأجابه بأنني لم أتركها بسببك بل لله تعالى، وحينئذ قرر الأميني الأقصرائي فيها بعد تصميمه على عدم القبول حتى تحقق

رضى الكمال به ولم يحصل الانفكاك عن من عينه ثم لم يلبث أن أعرض عن تدريس المنصورية أيضاً لتلميذه السيفي واستمر تارة في طرا وتارة في مصر إيثاراً للعزلة وحباً للانفراد مع المداومة على الأمر بالمعروف وإغاثة الملهوفين والإغلاظ على الملوك فمن دونهم ولكن كاد أمره أن يقف حتى استعان بالولوي السفطي وابن البارزي في تقريره في مشيخة الشيخونية بعد موت باكير في جمادى الأولى سنة سبع وأربعين فباشرها بحرمة وافرة وعمر أوقافها وزار معاليمها ولم يحاب أحداً ولو عظم ولا وقف فيما لا يحسن في الشرع لرسالة ولا غيرها كما بسطته مع بيان تصانيفه التي منها شرح الهداية ولم يكمل بل انتهى فيه إلى الوكالة، والتحرير في أصول الفقه والمسايرة في أصول الدين في جزء مفرد، ومن تصانيفه جزء في الجواب عما سئل عنه في حديث "كلمتان خفيفتان" افتتحه بقوله: دخلت على ارمأة بورقة ذكرت أن رجلاً دفعها إليها يسأل الجواب عما فيها فنظرت فإذا فيها سؤال عن إعراب قوله صلى الله عليه وسلم "كلمتان خفيفتان" هل كلمتان مبتدأ وسبحان الله الخبر أو قلبه. وهل قول من عين سبحان الله للابتداء لتعريفه صحيح أم لا وهل قول من رده للزوم سبحان الله النصب صحيح أم لا وهل الحديث مما تعدد فيه الخبر أم لا. فكتب العبد الضعيف على قلة البضاعة وطول الترك وعجلة الكتابة في الوقت ما نصه؛ وذكر الجواب، وكان إماماً علامة عارفاً بأصول الديانات والتفسير والفقه وأصوله والفرائض والحساب والتصوف والنحو والصرف والمعاني والبيان والبديع والمنطق والجدل والأدب والموسيقى وجل علم النقل والعقل متفاوت المرتبة في ذلك مع قلة علمه في الحديث عالم أهل الأرض ومحقق أولى العصر حجة أعجوبة ذا حجج باهرة واختيارات كثيرة وترجيحات قوية بل كان يصرح بأنه لولا العوارض البدنية من طول الضعف والأسقام وتراكمهما في طول المدد لبلغ رتبة الاجتهاد فكم استخرج من مجمع البحرين دراً وكم ضم إليها مما استخرجه من الكنز شذرة إلى أخرى وكم وصل طالباً للهداية بإيضاحها وتبيينها وكم أنار لمنغمر في ظلمات الجهل بمنار الأصول وبراهينها فلا تدرك دقة نظره وليست فكر قويمة لإنسان كفكره؛ وقد تخرج به جماعة صاروا رؤساء في حياته، فمن الحنفية التقي الشمس والزين قاسم وسيف الدين، ومن الشافعية ابن خضر والمناوي والوروري. ومن المالكية عبادة وطاهر والقرافي. ومن الحنابلة الجمال بن هشام وهو أنظر من رأيناه من أهل الفنون ومن أجمعهم للعلوم وأحسنهم كلاماً في الأشياء الدقيقة وأجلدهم على ذلك مع الغاية في الاتقان والرجوع إلى الحق في المباحث ولو على لسان آحاد الطلبة؛ كل ذلك مع ملاحة الترسل وحسن اللقاء والسمت والبشر والبزة ونور الشيبة وكثرة الفكاهة والتودد والإنصاف وتعظيم العلماء والإجلال للتقي بن تيمية وعدم الخوض فيما يخالف ذلك وعلو الهمة وطيب الحديث ورقة الصوت وطراوة النغمة جداً بحيث يطرب إذا أنشد أو قرأ وله في ذلك أعمال وإجادته للمتكلم بالفارسي والتركي إلا أنه بأولهما أمهر وسلامة الصدر وسرعة الانفعال والتغير والمحبة في الصاحلين وكثرة الاعتقاد فيهم والتعهد لهم والانجماع عن التردد لبني الدنيا حتى الظاهر جقمق مع مزيد اختصاصه به ولكنه كان يراسله هو ومن دونه فيما يسأل فيه بل طلع إليه بعد إحسانه إليه عند توجهه للحج فوادعه؛ ومحاسنه كثيرة، وقد حج غير مرة وجاور بالحرمين مدة وشرب ماء زمزم كما قاله في شرحه للهداية للاستقامة والوفاة على حقيقة الإسلام معها انتهى. ونشر فيهما أيضاً علماً جماً وعاد في رمضان سنة ستين وهو متوعك فسر المسلمون بقدومه وعكف عليه من شاء الله من طلبته وغيرهم أياماً من الأسبوع إلى أن مات في يوم الجمعة سابع رمضان سنة إحدى وستين وصلي عليه عصره بسبيل المؤمني في مشهد حافل شهده السلطان فمن دونه قودم للصلاة عليه قاضي مذهبه ابن الديري وكان الشيخ يجله كما أنه كان يجل شيخنا وينقل عنه في تصانيفه كشرح الهداية ويروي عنه في حياته ويفتخر بانتسابه إليه، ودفن بالقرافة في تربة ابن عطاء الله ولم يخلف بعده في مجموعه مثله رحمه الله وإيانا. ومن كلماته إذا صدقت المحبة ارتفعت شروط التكليف وكذا من نظمه أول قصيدة كتبتها عنه:

إذا ما كتبت تهوي خفض عيش

 

وأن ترقى مدراج للكـمـال

فدع ذكرَ الحميا والـمـحـيا

 

وآثار التواصل والـمـطـال

وأن تهدى بزهر وسط روض

 

وأخبار المهـاة أو الـغـزال

وكن حبساً على مدح المفـدى

 

رسول الله عين ذوي المعالي

فإن لديه ما يرجـى ويهـوى

 

جميل الذكر مع جزل النوال

وقال المقريزي في عقوده أنه برع في الفقه والأصول والعربية وشارك في فنون وتجرد وسلك ثم ولي تدريس الأشرفية مدة وتركها تنزهاً عنها، وشرح الهداية والبديع وغير ذلك انتهى.
محمد بن عبد الواحد بن عبد الله بن محمد المناوي. في عبد العزيز.
302 محمد بن عبد الواحد بن العماد محمد بن العلم أحمد بن أبي بكر تقي الدين ابن زكي الدين الأخنائي القاهري المالكي نائب الحكم. كان من خيار القضاة مات في سادس ذي الحجة سنة ثلاثين بمكة وكان جاور بها عن ثلاث وستين وهو من بيت فضل وعلم ورياسة، ذكره شيخنا في أنبائه باختصار.
303 محمد بن عبد الواحد بن الزين محمد بن أحمد بن محمد بن المحب أحمد بن عبد الله أبو حامد الطبري المكي؛ أمه عائشة المدعوة سعادة ابنة محمد بن فتح الطائفي. ولد في سنة سبع وثمانمائة وسمع على جده الزين وفتح الدين المخززومي وابن الجزري والشمس الشامي وابن سلامة وأجاز له المراغي وآخرون. مات بمكة في شعبان سنة سبع وثلاثين.
304 محمد بن عبد الوارث بن محمد بن محمد بن محمد بن صدر الدين أبو عبد الوارث بن عبد الوارث. ممن عمل قاضي المحمل في سنة اثنتين وتسعين.
305 محمد بن عبد الوهاب بن أحمد بن صلح بن أحمد الجلال أبو الفتح بن الإمام القاضي التاج أبي نصر بن الإمام القاضي الشهاب أبي العباس الزهري الدمشقي الصالحي الشافعي الماضي أبوه. ولد في سنة ثمانمائة وسمع على عائشة ابنة ابن عبد الهادي الصحيح وغيره وعلى غيرها، وحدث باليسير؛ وناب في القضاء بدمشق. مات بها في رجب سنة سبع وستين ودفن عند أسلافه بمقبرة الصوفية ظاهر دمشق رحمه الله.
306 محمد بن عبد الوهاب بن أحمد بن محمد الشمس بن التاج الهواري الأصل القاهري ثم الينبوعي الشافعي أخو قاسم الماضي ويعرف بان زبالة، ولي قضاء الينبوع بعد وفاة ابن عمه الشهاب أحمد بن محمد بن أحمد في سنة ست وستين وصاهر فتح الدين بن صلح قاضي المدينة النبوية على أخته واستولدها. وقدرت وفاته بها في سنة ثلاث وسبعين وقد جاز الستين.
محمد بن عبد الوهاب بن خليل بن غازي المقدسي أبو مساعد. يأتي في الكنى.
307 محمد بن عبد الوهاب بن سعد بن ناصر الدين بن التاج بن الديري المقدسي الحنفي الماضي أبوه وجده. يقال أنه غير مرضي؛ كتب عنه البدر في مجموعة قوله:

ظبي من الترك فاق حسناً

 

وفاق سعداً وفاق لبـنـا

سألته قبـلةً فـأخـنـى

 

فقلت ما الجنس قال بسنا

308 محمد بن عبد الوهاب بن سليمان بن إبراهيم الشمس البلبيسي الأصل الخانكي الشافعي الزيات. كان كأبيه ويعرف بابن عبد الوهاب. ولد سنة إحدى وأربعين وثمانمائة تقريباً بالخانقاه، ونشأ بها فحفظ القرآن والملحة وغالب المنهاج واشتغل على الونائي قاضي بلده في الفقه وعلى أبي الخير التاجر في العربية وخلف الحنفي؛ وفهم وشارك وربما نظم بحيث مدحني مع كثرة سكونه وتركه لصناعة أبيه بعد موته من مدة ونعم الرجل وهو أحد صوفية الخانقاه، وحج وجاور سنة أربع وتسعين ولقيني هناك وسمع مني وعلى أشياء كثيرة جداً منها المولد النبوي للعراقي في محل المولد الشريف وكتبت له إجازة أودعتها التاريخ الكبير وكنت لقيته قديماً ببلده وترجمته وسميت جده العلم شاكر وقلت الزيات هو ووالده وأن مولده سنة ست وثلاثين بالخانقاه وأنه تعانى النظم والميقات وكتبت عنه من نظمه قوله من أبيات:

بسطت إليكم أكف الـرجـا

 

ونافى حماكم غريب غريب

فبالله ارحموني ولا تهجـروا

 

وجودوا فحال عجيب عجيب

محمد بن عبد الوهاب بن شاكر. في الذي قبله.
 309 محمد بن عبد الوهاب بن صدقة الشمس القوصوني الطبيب ابن الطبيب الماضي أبوه وابن أخت الجمال بن عبد الحق. ولد سنة أربع وثلاثين وثمانمائة ومات أبوه في التي تليها فنشأ فحفظ القرآن وغيره، وتدرب في الصناعة وتميز فيها ودار على المرضى؛ وتنزل في الجهات ثم ترقى إلى الرياسة وحمد الناس سكونه وأدبه وعقله وحسن علاجه وممن نوه به المظفر الأمشاطي، وأنشأ داراً بالقرب من جامع الخطيري ثم احتاج لبيعها وكذا أنشأ بيتاً برأس حارة زويلة بالقرب من الخرنفش. محمد بن عبد الوهاب بن عبد اللطيف بن علي أبو الفضل السنباطي الكاتب. في الكنى.
310 محمد بن عبد الوهاب بن عبد الله بن أسعد بن عثمان بن سليمان بن فلاح الجمال أبو الخير بن التاج أبي محمد بن العفيف أبي محمد اليافعي اليماني المكي الشافعي الماضي أبوه ويعرف كسلفه باليافعي. ولد في جمادى الآخرة سنة سبع وتسعين وسبعمائة بمكة ونشأ بها فحفظ القرآن وأربعي النووي وعرضها في سنة تسع والمنهاج الفرعي وعرضه في سنة ثلاث عشرة، واشتغل يسيراً وسمع على الزينين المراغي ومحمد بن أحمد بن محمد بن المحب الطبري والجمال بن ظهيرة وابن الجزري وغيرهم، وأجاز له العراقي والهيثمي وابن صديق وعائشة ابنة ابن عبد الهادي وخلق؛ ودخل الديار المصرية والشامية وبيت المقدس صحبة التقي الفاسي في سنة تسع وعشرين وكذا دخل اليمن مراراً للاسترزاق وكان يذكر أنه سمع بدمشق والخليل ولكنه لم يعين المشمع ولا المسموع؛ وقد حدث باليسير. ولقيته بمكة فكتبت عنه وكان خيراً محسناً متودداً لطيف العشرة. مات في شعبان سنة ثمان وخمسين رحمه اللهز ومما كتبته عنه قوله:

رعى الله أياماً تقـضـت بـمـكة

 

مع الأهل والأوطان والشمل جامع

وحيا لييلات تقـضـت بـرفـقة

 

وراء مقام المالـكـي هـواجـع

ترى تجمع الأيام بيني وبـينـهـم

 

وأصبح مسترضي من الله قـانـع

311 محمد بن عبد الوهاب بن عبد الله الزبيري البنهاوي الشافعي. ولد كما قرأته بخطه سنة أربع وأربعين وسبعمائة، وذكره شيخنا في معجمه فقال أنه سمع من البياني وابن القاري وغيرهما؛ ومما سمعه على أولهما جزء حياة الأنبياء في قبورهم للبيهقي، واشتغل في الفقه؛ وناب في الحكم، وكان ساكناً خيراً فيه غفلة، أجاز في استدعاء ابني محمد وما علمته حدث. مات في ربيع الأول سنة عشرين؛ وتبعه المقريزي في عقوده.
312 محمد بن التاج عبد الوهاب بن علي بن حسن النطوبسي الأصل القاهري المكي نزيل الظاهرية القديمة والماضي أبوه. نشأ فحفظ القرآن وغيره واشتغل قليلاً وتلا بالقراآت على الزين جعفر السنهوري؛ وحضر عندي حين نيابتي عنه في تدريس الحديث بمحل سكنه دروساً ثم باشرها مع تصدير القراآت بها بل وتحدث عن الناظر في أوقافها وكذا باشر الخطابة بتربة الظاهر خشقدم. وهو حاذق فطن ولو اشتغل لجاء منه ولكنه ضيع نفسه.
313 محمد بن عبد الوهاب بن علي بن يوسف بن الحسن بن محمود فتح الدين أبو الفتح بن التاج الأنصاري الزرندي المدني الحنفي والد أحمد وسعد وسعيد وعبد الله ومحمد المذكورين في محالهم. حضر في سنة خمس وثمانين وسبعمائة على سليمان السقاء نسخة أبي مسهر وسمع على الأميوطي والبرهان بن فرحون؛ وأجاز له البلقيني وابن الملقن والعراقي والهيثمي والدميري والحلاوي والسويداوي وغيرهم. ذكره التقي بن فهد في معجمه، وولي قضاء المدينة وحسبتها بعد النجم يوسف بن محمد الزرندي بعد أن كان هو القائم بأعباء المنصب عنه. مات في ذي القعدة سنة ثمان وثلاثين بالمدينة النبوية ودفن بالبقيع واستقر بعده ابنه سعد.
 314 محمد بن عبد الوهاب بن محمد بن أحمد بن أبي بكر ظهير الدين أبو الطيب ابن الأمين بن الشمس القاهري الحنفي الماضي أبوه ويعرف كسلفه بابن الطرابلسي. ولد في جمادى الأولى سنة سبع وتسعين وسبعمائة بالقاهرة ونشأ بها تحت كنف والده فحفظ القرآن وصلى به وقرأ فيما قال على الزين العراقي أحاديث جمعت له في خطبة وكذا على السراج البلقيني وحفظ أيضاً المختار والمنار والمغني في الأصول والحاجبية، وعرض على جماعة وسمع على الشرف بن الكويك والجمال الحنبلي وأبي الحسن الفوى ثم من شيخنا وآخرين من أهل هاتين الطبقتين بل حضر قبل ذلك وهو موضع على الشهاب الجوهري بعض ابن ماج وبعد ذلك بيسير الختم من البخاري على ابن أبي المجد والتنوخي والعراقي والهيثمي وأجازوا له؛ ودخل دمياط غير مرة وأدرك بها المحيوي بن النحاس الدمشقي الشهيد وسمع منه واشتغل يسيراً عند السراج قاري الهداية والشمس بن الديري في الفقه والزين التفهني فيه وفي الأصول والشمس البوصيري وسعيد الدين الخادم في النحو؛ ولم يمهر لكنه ولي خطابة القانبيهية وكذا استقر في تدريس جامع طولون والأزكوجية وغيرهما وفي إفتاء دار العدل كلها بعد أبيه وممن كان يحضر عنده في جامع طولون شيخه السراج لكونه كان مرتب الدرس له وربما كتب على الفتوى؛ وناب عن قضاة مذهبه بل وعن شيخنا ولم يكثر من تعاطي الأحكام بل أعرض عنها أصلاً بأخرة مع أنه لم يذكر عنه فيها إلاالخير، بلى كان مسرفاً على نفسه وله أحباب يجتمعون عنده ممن هم على مذهبه وربما ينتابه غيرهم من الغرباء لما كان متصفاً به من الحشمة والكرم والهمة بحيث عد في أعيان الناس لا سيما مع بيتوتته بل رأيت شيخنا يكرمه لمزيد اختصاصه بولده، وحدث سمع منه الفضلاء سمعت عليه بل قرأ عليه الزين قاسم الحنفي مسند أبي حنيفة للحارثي، وبالجملة فكان في آخر عمره أحسن حالاً منه قبله. وقد حج مراراً أولها في سنة تسع عشرة وزار ثم حج بأخرة وجاور يسيراً ولم تتيسر له الزيارة لكونه اعترته هناك أمراض فبادر إلى المجيء في البحر ثم دامت به مدة طويلة بحيث قيل أنه اختلط وعسى أن يكون كفر عنه. ومات في يوم الجمعة سادس عشري شعبان سنة ستين ودفن من الغد بحوش سعيد السعداء عفا الله عه وإيانا.
315 محمد الرضى أبو المعالي بن الطرابلس الحنفي أخو الذي قبله وسبط ابن البوري الدمياطي. حفظ القرآن وغيره وسمع على ابن الكويك وغيره وولي نظر جامع التركماني وكذا خطابة القانبيهية بعد أخيه مع طلب في التفسير بالمؤيدية وغيرها من الجهات؛ وكان عال الهمة أميناً تام العقل خفيف الروح حسن العشرة محباً في الصالحين كريماً ثقيل السمع جداً، يرتفق في معيشته بقصب السكر ونحوه ذا دربة بعمل الفاخر من أنواع الحلوى والأطعمة بل وغيرهما من الأشربة التي كان يزعم أن أحداً لا يجسر يفتي بتحريمها مع الاكتفاء بها عن المحرمة، متقناً في غالب ما يتولاه مقصوداً من الأكابر في مباشرة كثير من أصناف الحلوى وغيره حسن الخط فإنه جوده عند ابن الصائغ وكتب به أشياء منها ربعة كانت في دمياط؛ كل ذلك مع التعفف عن القاذورات وشرف النفس وكثرة التلاوة والحرص الزائد على تربية ولده حتى أنه أول ما ترعرع زوجه بابنة المناوي وتكلف على المهم ومقدماته وتوابعه ما يفوق الوصف ورام بذلك قطع أطماع ابن عمه عن تزويجه بابنته ويأبى الله إلا ما أراد، وقد حج مراراً وجاور وسافر لدمياط واسكندرية وغيرهما وكتب ببعض الاستدعاآت. مات في صفر سنة ثمان وستين باسكندرية ودفن بالجيزة ظاهر باب البحر رحمه الله وإيانا.
316 محمد بن عبد الوهاب بن المحب محمد بن علي بن يوسف الأنصاري الزرندي المدني سبط الجمال الكازروني. سمع على جده لأمه.
 317 محمد بن عبد الوهاب بن محمد بن يعقوب بن يحيى بن عبد الله النجم أبو المعالي بن التاج أبي نصر بن الجمال بن الشرف المغربي الأصل المدني المالكي الماضي أبوه ويعرف كهو بابن يعقوب. ولد في ليلة الثلاثاء العشرين من ربيع الأول أو الثاني سنة إحدى وخمسين وثمانمائة بالمدينة لانبوية؛ وأمه سارة ابنة غياث بن طاهر بن الجلال الخجندي توفيت قبل استكماله سنة، ونشأ فحفظ القرآن ومختصر ابن الحاجب الفرعي والثلثين من الأصلي وغالب الرسالة وألفيتي الحديث والنحو وعرض على جماعة من أهل بلده والقادمين إليها ولازم أبا الفرج المراغي في قراءة الحديث وغيره وقرأ في الفقه على يحيى العلمي حين مجاورته عندهم وابن يونس وجماعة منهم بالقاهرة السنهوري بل قرأ على الأمين الأقصرائي في بعض العلوم وكذا قرأ على الديمي وكاتبه ومما أخذه عنه تصنيفه القول البديع قراءة ومناولة وألفية العراقي وجملة من الكتب الستة والموطأ مع المسلسل بالأولية وبالمحمدين وحديث زهير العشاري وبعض ذلك بلفظه وامتدحه بقصيدة أنشده إياها لفظاً وكتبها مع غيرها من نظمه وغيره بخطه وأذن له في الإفادة وكتب له إجازة حسنة. ومن شيوخه أيضاً في الفقه موسى الحاجبي وفي الفنون السيد السمهودي وأظنه أخذ عن الجوجري. ولم يزل يجتهد حتى ولي قضاء المدينة النبوية ثم بعناية الخواجا ابن قاوان قضاء مكة وقطنها وتزوج ابنة الجمالي بن نجم الدين بن ظهيرة ورسخت قدمه بها وحسنت حاله في دنياه وابتنى داراً حسنة، وولي مشيخة الزمامية بعد يحيى الرسولي، وتقدم في فروع المذهب وفي الفرائض والحساب وتصدر بالمسجد الحرام وأقرأ الفضلاء وأفتى، وكتابته جيدة ومجالسه مفيدة وأدبه غزير ونظمه شهير، مع ظرف ولطف عشرة وعقل وتودد واحتمال ومداراة وعدم مماراة وباطن متسع، وقد رافع فيه بعض من كان في خدمته وأكثر الكلام ولم يظفر بغير الملام. ومن نظمه:

إن كنت ترجو من الرحمن رحمـتـه

 

فارحم ضعاف الورى يا صاح محترماً

واقصد بذلك وجه الـلـه خـالـقـنـا

 

سبحانه من إله قد برى الـنـسـمـا

واطلب جزاذاك من مولاك رحمـتـه

 

فإنما يرحم الرحمـن مـن رحـمـا

318 محمد بن عبد الوهاب بن محمد الصدر بن البهاء السبكي الأصل القاهري الشافعي المتطبب. ولد قريباً من سنة ثلاث وسبعين وسبعمائة وحدده مرة بخمس وسبعين وحفظ القرآن والعمدة والتنبيه وألفية النحو وغيرها، وعرض في سنة ثمان وثمانين وما قاربها على الجلال بن أحمد بن يوسف التباني والشمس الطرابلسي وابن عبد الرحمن الصائغ وأبي بكر بن عبد الله الشهير بالتاجر والجمال محمود بن محمد بن علي العجمي الحنفيين والبدر الطنبدي وعبد اللطيف ابن أخت الجمال الأسنائي والشمس القليوبي والصدر الأبشيطي الشافعيين والشمس الركراكي المالكي والجمال عبد الله بن العلاء الحنبلي في آخرين وأجازه الكثير منهم واشتغل يسيراً، وتكسب بالشهادة أولاً ثم باشر النقابة عند الجمال البساطي المالكي مدة وكذا عند البساطي يسيراً مع نقصه في الصناعة وسوء خطه، ثم تعانى الطب والكحل وخدم بالبيمارستان وباب الستارة وغيرهما مع أنه لم يكن بالبارع فيه أيضاً ومع هذا فكان إذا كان مع الفقهاء يقول قال أبقراط مشيراً لمعرفة الطب وحين يكون مع الأطباء يقول كتابي كتاب النووي مشيراً إلى الفقه. مات في جمادى الأولى سنة ست وستين وقد شاخ وضعف بصره بل أشرف على العمى سامحه الله.
 319 محمد بن عبد الوهاب بن محمد ناصر الدين أبو عبد الله البارنباري القاهري الشافعي. ولد قبيل السبعين بيسير ببارنبار قرية بالمزاحميتين، وقدم القاهرة فاشتغل ومهر في الفقه والعربية والفرائض والحساب والعروض وغيرها ودرس وأفتى بالجمالية العتيقة محل سكنه بالقرب من رحبة الأيدمري، وكذا بالأزهر احتساباً، وكان فيما بلغني يقيم بثغر دمياط نصف السنة فيقرئ العلوم بها أيضاً في الجامع الزكي ويخطب بجامعها العتيق، وانتفع به الفضلاء في البلدين وكذا في المحلة وغيرها، وأخذ عنه غير واحد ممن لقيناه وتقي الدين بن وكيل السلطان منهم. وعمل لغزاً في دمياط أجاب عنه البدر الدماميني، وكان من خيار الناس له مدد وجلد، وناب عن حفيد الولي العراقي في مشيخة الجمالية الجديدة تصوفاً وتدريساً ثم وثب عليه الشمس البرماوي فانتزعها منه في جملة وظائف الحفيد ولبس للنيابة تشريفاً في أثناء سنة سبع وعشرين ولم يرع حق صاحب الترجمة مع ظهور استحقاقه ولم يلبث أن أصيب بفالج فأبطل نصفه واستمر به موعوكاً أكثر من أربع سنين إلى أن مات في ليلة الأحد حادي عشر ربيع الأول سنة اثنتين وثلاثين وقد أناف على الستين. ذكره شيخنا في إنبائه باختصار وتبعه المقريزي في عقوده رحمه الله وإيانا.
320 محمد بن عبد الوهاب بن نصر الله بن حسن بن محمد الشرف أبو الطيب ابن التاج الفوي ثم القاهري الماضي أبوه وعمه حسن، ويعرف بابن نصر الله. ولد في ذي القعدة سنة سبع وتسعين وسبعمائة ونشأ في حجر السعادة وتعلم الكتابة واشتغل بالعلم وكتب الإنشاء وعظم في أيام الظاهر ططر بحيث ولاه نظر الكسوة وديوان الضرب وديوان الإشراف وغيرها، ومات في ربيع الآخر سنة ثلاث وثلاثين بمرض السل، ذكره شيخنا في إنبائه. وقال غيره إنه كان شاباً جميلاً ممدحاً ربعة يسكن بالبندقانيبن له أصحاب وندماء وعنده فضل وأفضال ومكارم كثيرة وهمة ومروءة مع عدم ثروة بحيث أنه لما مات وجدت عليه ديون جمة. وهو في عقود المقريزي باختصار عفا الله عنه.
321 محمد بن عبيدان البدر الدمشقي الشافعي. ولد قبل الخمسين؛ وتفقه وشهد عند الحكام وتميز، وأجازه البلقيني بالإفتاء، وولي قضاء بعلبك عن البرهان بن جماعة ثم قضاء حمص. ومات في ربيع الأول سنة اثنتين. ذكره شيخنا في إنبائه.
322 محمد بن عبيد الله بن عوض بن محمد الأردبيلي الشرواني القاهري الحنفي الماضي أبوه وأخوه عبد الرحمن والآتي أخوهما البدر محمود ويعرف بابن عبيد الله. حفظ المجمع والبديع، وولي تدريس الأيتمشية والأبو بكرية وأم السلطان بعد أول أخويه، ومات سنة تسع عشرة.
323 محمد بن عبيد الله بن محمد بن محمد بن محمد بن عبد الله الصفي أبو بكر بن النور بن العلاء بن العفيف الحسيني الأيجي الشافعي شقيق العفيف عبد الرحمن وحبيب الله الماضيين وهذا أكبر الثلاثة، أمهم بديعة ابنة النور أحمد بن الصفي ولد في ثامن عشر ربيع الثاني سنة إحدى وسبعين وثمانمائة ونشأ في كنف أبويه فاشتغل عنده وعند عبد المحسن الشرواني في النحو والصرف وغيرهما، وأقام مع أبويه بمكة ولازمني في سنة ست وثمانين قراءة وسماعاً وكتبت له إجازة في التاريخ الكبير بعضها، ثم سافر مع أبيه إلى بلادهم وزوجه ابنة ابن عمه ورجع لمكة في موسم سنة أربع وتسعين.
324 محمد بن عبيد الله بن محمد بن عبد الله قطب الدين بن محب الدين بن نور الدين الحسيني الأيجي ابن أخي الصفي والعفيف المذكورين في محليهما ووالد جلال الدين عبد الله أبي عابدة.
325 محمد بن عبيد بن عبد الله المحب وقيل الزين بن القاضي الزين البشكالسي ثم القاهري المالكي وسماه العيني عبيداً فغلط. نشأ ذكياً فاشتهر ذكره بالفضل وكان يتعاشر مع جماعة من الفضلاء منهم عبد الرحمن بن أحمد بن محمد بن وفا فاتفق أنهم توجهوا لشاطيء النيل فركبوا شختوراً فانقلب بهم فغرقوا وذلك في سنة أربع عشرة. ذكره شيخنا في إنبائه. وقال أيضاً أن أباه كان من أعيان أهل مذهبه، وناب في الحكم وأفتى؛ وحدث عن القاضي عز الدين بن جماعة وغيره. قلت وكان صاحب الترجمة حياً في سنة خمس عشرة قرأ فيها الشفا على الشرف بن الكويك فيحرر مع ما تقدم؛ وسمع في سنة اثنتي عشرة على الفوى سنن الدارقطني بقراءة الكمال الشمني وشيخه ولقبه محب الدين.
 326 محمد بن عبيد بن عمر الشمس الحسيني سكناً الخياط على باب جامع كمال من الحسينية. ممن سمع مني بالقاهرة.
327 محمد بن عبيد بن محمد بن سليمان بن أحمد الشمس البشبيشي - بكسر الموحدتين ومعجمتين قرية بالقرب من المحلة - ثم المحلي ثم القاهري الشافعي نزيل مكة ويعرف بالبشبيشي. ولد تقريباً سنة سبع وثلاثين وثمانمائة ببشبيش ونشأ بها فقرأ بها بعض القرآن ثم أكمله بالمحلة وحفظ كتاب أبي شجاع والملحة عند ابن كتيلة والشاطبية وجود بعض القرآن عند الشهاب بن جليدة ونور الدين ابن الكريوني وغيرهما وتحول لمصر فنزل الأزهر وتلا به القرآن لأبي عمرو على إمامه وحضر دروس الشنشي والعبادي وقرأ على زكريا وموسى البرمكيني والبدر حسن الضرير وغيرهم بل أخذ عن العلم البلقيني ولازمه في دروسه ومواعيده وغيرها وعن قاسم وابن تقي الدين وأبي السعادات وغيرهم من البلاقنة وغيرهم كالمناوي وتلميذه الفخر المقسي، وسمع على الشاوي والكمال بن أبي شريف والخيضري في آخرين كعبد الرحمن الخليلي وابن حامد؛ وتلا على عبد الله بن عيسى الكردي الضرير لحمزة ولغالب السبع إفراداً وعلى الزين جعفر والجلال المرجوشي، وارتحل لمكة فجاور في سنة ثمان وخمسين، وتلا القرآن غير مرة على عمر الحموي النجار وبعضه على علي الديروطي والشريف الطباطبي وشهاب الدين القباقبي وكان حج في تلك السنة وآخرين كالشيخ عمر المرشدي؛ وحضر دروس الشوائطي وسمع على النجم عمر بن فهد ثم قطن مكة من سنة إحدى وستين، وسافر منها بعد السبعين إلى اليمن ثم بعد الثمانين إلى الحبشة وقرأ هناك الحديث وكذا سافر للحيلة والطائف ونحوهما كعدن وجملة كل ذلك بسبب الاسترزاق بالقراءة، وهو إنسان خير متودد مفيد محب في الفائدة راغب في كتابتها مع تقنع وتعفف واتقان لقراءة البخاري وكثير من أوجهه، وهو ممن لازمني بالقاهرة ثم بمكة وقرأ على غالب البخاري وغيره من تصانيفي وسمع علي ومني الكثير وعلق عني فوائد، وتكرر دخوله لليمن وهو على طريقته ونمطه في التقنع وكثرة التودد.
328 محمد بن الفقيه عبيد الشمس المحلى - نسبة لمحلة منوف ولذا نسب منوفيا بل لم يشتهر بدونها - المالكي أحد قدماء أصحاب الشيخ مدين ممن اختلى عنده عدة خلوات وتهذب حتى أذن له في التلقين وتصدى لذلك بعده بالبلاد بل وبالقاهرة لكن قليلاً، وكان على قدم في العبادة والذكر والمراقبة إلا أنه من الدعاة لابن عربي المتظاهرين له. ومن شيوخه في العلم. مات في سنة سبع وثمانين أو التي بعدها عفا الله عنه.
329 محمد بن عثمان بن أحمد بن إبراهيم بن علي بن عثمان بن يعقوب بن عبد الحق أبو عبد الله بن أبي سعيد المريني الماضي أبوه وصاحب فاس. استقر فيها بعد قتل أخيه في سنة ثلاث وعشرين كما تقدم.
330 محمد بن عثمان بن أحمد الشمس الحموي ثم القاهري وكيل ابن الزمن والمتردد بمكة معه وبمفرده بل له دار بها ويكثر الطواف وبيده سبيل الملك المجاور لمدرسته.
331 محمد بن عثمان بن إسرائيل الشمس أبو الجود - ويقولونها بلجود بفتح الموحدة كلمة واحدة - الخرباني البقاعي الشافعي مؤدب الأطفال بقرية خربة روحاء من البقاع. ولد قبل سنة سبعين وسبعمائة بالخربة وحفظ القرآن واشتغل بالفقه والقراآت وتصدى لتعليم الأبناء فانتفع به في حفظ القرآن وغيره، وذكر البقاعي أنه ممن قرأ عنده وأنه مات بالخربة في ذي الحجة سنة خمسين.
 332 محمد بن عثمان بن أيوب بن داود الشمس أبو عبد الله بن الفخر اللؤلؤي الدمشقي الشافعي الكتبي. ولد سنة أربع وثمانين وسبعمائة بدمشق ونشأ بها فحفظ القرآن والعمدة في الفقه للشهاب الزهري والد تاج الدين وشذور الذهب والجرجانية وتصريف العزى واشتغل على الشمس البرماوي والحصني وناصر الدين التنكزي في آخرين وسمع على الجلال البلقيني وابن الشرائحي والشهاب بن حجي وجماعة منهم عائشة ابنة ابن عبد الهادي وهي أعلى شيوخه والفخر عثمان بن الصلف، ولازم ابن ناصر الدين فقرأ عليه كثيراً وكتب عنه الأسماء وتخرج به يسيراً ووصفه بالمحدث الفاضل؛ وارتحل معه إلى بعلبك فأخذ بها عن التاج بن بردس وأخيه العلاء، وحج في سنة أربع وعشرين ولقي هناك شيخنا وكذا أخذ عن ابن الجزري والتقي الفاسي وخليل بن هرون الجزائري بل كتب عن شيخنا ما أملاه في جامع بني أمية من دمشق، وتلقن الذكر من الخوافي، وزار بيت المقدس والخليل؛ وكان خيراً فاضلاً واعظاً حسن السمت كثير البر والإيثار والتواضع والمحبة في الطلبة والإحسان إليهم خصوصاً أهل الحديث لكثرة اختلاطه بهم حتى صارت فيه رائحة الفن خبيراً بالكتب متكسباً بالتجارة فيها بحانوت في باب البريد أحد أبواب الجامع الأموي، واعتنى بالجمع فعمل حادي القلوب الطاهرة إلى الدار الآخرة في ثلاث مجلدات كبار وتذكرة الأيقاظ في اختصار تبصرة الوعاظ والدر المنظم في مولد النبي المعظم كل منهما في مجلدين والدر النضيد في فضل الذكر وكلمة التوحيد والنجوم المزهرة في اختصار التبصرة كل منهما في مجلد كبير واللفظ الجميل بمولد النبي الجليل وزهر الربيع في معراج النبي الشفيع وتحفة الأبرار بوفاة المختار والدر المنثور في أحوال القبور ولوامع البروق في فضل البر وذم العقوق ونور الفجر في فضل الصبر وتحف الوظائف في اختصار اللطائف كل منها في مجلد وغيرها، وتكلم على العامة على طريق الوعظ ولذا جمع التآليف المشار إليها؛ لقيته بدمشق فقرأت عليه جزء أبي الجهم. ومات في جمادى الآخرة سنة سبع وستين ودفن من الغد بمقبرة باب الصغير وكانت جنازته حافلة ونعم الرجل كان رحمه الله وإيانا.
محمد بن عثمان بن أيوب أصيل الدين الإشليمي. يأتي فيمن جده عبد الله.
333 محمد بن عثمان بن أبي بكر بن عبد الله بن ظهيرة بن أحمد بن عطية بن ظهيرة أبو الفتح القرشي المكي بن ظهيرة، وأمه شريفة زبيدية اسمها سلامة ابنة محمد. ولد سنة اثنتين وثلاثين وثمانمائة، وأجاز له في سنة ست وثلاثين من أجاز قريبه المحب محمد بن أبي حامد بن ظهيرة. ومات بمكة في رمضان سنة ثمان وسبعين.
334 محمد بن عثمان بن حسين الشمس الجزيري - بفتح الجيم ثم زاي مكسورة - ثم القاهري الحنبلي الماضي أبوه. ولد تقريباً سنة اثنتين وخمسين وثمانمائة ونشأ فحفظ القرآن والخرقي واليسير من المقنع ولازم قاضي مذهبه البدر السعدي ومن قبله حضر عند العز يسيراً وأخذ في الابتداء عن المحب بن جناق وقرأ في الأصول وغيره على الزين الأبناسي وكذا تردد إلي في كثير من الدروس وتزوج سبطة خالتي وجلس مع الشهود بل أذن له في العقود وبرع في الفقه والصناعة، وكان جيد الفهم حسن الإدراك متين العقل محباً للناس لكثرة تواضعه وتودده، وكتب جزءاً في الحيض أجاده وأرسل به إلى العلاء المرداوي بدمشق فقرضه وأذن له وكذا شرع في ترتيب فروع قواعد ابن رجب. مات في يوم السبت عاشر شعبان سنة ثمان وثمانين في الجسر وحول منه إلى بيته بالدرب الأصفر فغسل وكفن وصلي عليه في مشهد حسن ثم دفن بحوش البيبرسية عند أبيه وتأسف الناس على فقده وكان مترقباً في الفضل رحمه الله وعوضه وأمه الجنة. وخلف ولداً تزايد فحشه بحيث ضيع ما استقر فيه من جهات أبيه وصار نفطياً، وابنة يلطف الله بأمها فيها.
 335 محمد بن عثمان بن سليمان بن رسول بن أمير يوسف بن خليل بن نوح المحب بن الشرف الكرادي الأصل - نسبة لكراد بفتح الراء الخفيفة قبيلة من التركمان ووهم العيني فنسبه تركمانياً - القرمي القاهري الحنفي والد أحمد وإبراهيم وأخو حسين الماضيين ويعرف بابن الأشقر لقب لوالده المترجم في المائة قبلها. ولد في سنة ثمانين وسبعمائة - وقيل قبلها - بالقاهرة بزاوية أرغون الأقرم بالصوة، ويقال أن أمه كانت بكرية ونشأ بها في كنف أبويه وانتفع فيما قيل بالجمال إسحاق الأشقر نزيل القدس ولزمه سنين في عدة علوم وذكر أنه كان يخدمه ويحمل ولده وانتمى ليشبك الناصري الكبير لوصيته به من أبيه فحفظ القرآن وغيره واشتغل يسيراً وسمع على الزين العراقي كما سمعته من شيخنا كثيراً كالصحيحين وكان هو يحكى فيما بلغني أن سماعه لهما كان بمجلس يشبك المذكور وأن الشيخ لم يكن يجلس إلا على طهارة فكان إذا حدث قطع القارئ القراءة حتى يتوضأ ولا يسمح بالمشي على بساط الأمير بدون حائل لكن قرأت بخطه على بعض الاستدعاآت سمعت البخاري على الزين العراقي بقراءة الشهاب الأشموني في سنة ثلاث وثمانمائة فالله أعلم، وأجاز له بأخرة ابن الجزري في استدعاء النجم بن فهد ولا أشك أن له أشياء عمن فوق هذه الطبقة لكن ما وقفت على ذلك، وكان شيخنا رام مني التخريج له فما تيسر في حياته؛ وأول ما تأهل استقر به يشبك المذكور عنده فيما قيل إماماً ورفع من جانبه بحيث لم يكن يرد له كلاماً ولذا قصد في القضاء فاشتهر ذكره ثم جهزه لمكة واليمن عقب موت الخواجا البرهان المحلي عن الناصر فرج في سنة ست وثمانمائة فضبط موجوده وأحر بولده معه فأقبلت عليه السعادة وتزوج أخته فتزايدت وجاهته، وناب في القضاء عن ابن العديم فمن بعده؛ واستقر في مشيخة الخانقاه الناصرية بسرياقوس في ربيع الأول سنة خمس عشرة برغبة شمس الدين محمد بن أوحد حين مرافعة صوفيتها فيه لمعرفته كما قال شيخنا بمحبة الناصر للمنزول له لحسن سياسته فأمضى له يلبغا الناصري نائب غيبة الناصر النزول فرسخت قدمه في سرياقوس وباشرها برياسة وحشمة وتودد وعقل، وبرز بعد استقراره بيسير من السنة للقاء المستعين بالله لكونه زوجاً لأخت زوجته المشار إليها فتلقي بالإكرام والتعظيم فتزايدت وجاهته وعلت مكانته، وأضيف إليه في الأيام الناصرية نظر جامع عمرو واستمر معه إلى أن سافر للحج فأخرج عنه حين أنهى إلى السلطان أنه أخذ مال الجامع فحج به فلما جاء بادر للاجتماع بالمستقر عوضه والتمس منه إرسال قاصد معه إلى خلوته بالشيخونية ليتسلم مال الجامع ففعل وظهرت براءته مما نسب إليه عند السلطان فمن دونه، ثم استقر في الأيام المؤيدية في نظر دار الضرب بدون خلعة فدام نحو سنة وابتهج السلطان بما ضرب في أيامه؛ وحج في أيامه أيضاً وزار بيت المقدس ودخل الشام، واتفق أن المؤيد وهو نظام قال له: ما فعل صهرك يعني الخليفة ثم كرر ذلك مرة بعد أخرى فقال له: أخت زوجته طالق ثلاثاً فعد ذلك من وفور عقله ليزيل تخيله. وصاهر شيخنا على ابنتيه واحدة بعد أخرى وحج بالأولى منهما وبرز مع والدها بعد انفصال الركب بعشرة أيام فأدركا الركب بالقرب من الحوراء. ولم يزل يترقى حتى استقر في كتابة السر بالديار المصرية في رجب سنة تسع وثلاثين بعد صرف ابن البارزي ورغب حينئذ لأكبر أولاده أحمد عن مشيخة الخانقاه السرياقوسية ثم استعفى عن كتابة السر في التي تليها وأعطاه السلطان نظر الخانقاه مع نظر جامعه هناك ولبس لهما كاملية، ثم في ربيع الثاني سنة اثنتين وأربعين استقر في نظر البيمارستان بعد وفاة النور بن مفلح وكان ينوب عن المحب فيه أخوه البدر حسين، ثم في أول أيام الظاهر جقمق استقر في نظر الجيش عوضاً عن الزيني عبد الباسط ثم انفصل عنه وهو غائب في الحج في سلخ ذي القعدة سنة ست وأربعين ثم أعيد إليه في شوال التي بعدها ثم صرف عن البيمارستان في ربيع الآخر سنة خمسين ثم عن الخانقاه نظراً ومشيخة ثم عن نظر الجيش، وأعيد لكتابة السر مرة بعد أخرى وكذا إلى الخانقاه نظراً ومشيخة وآل أمره إلى أن لزم بيته على نظر الخانقاه فقط حتى مات في يوم الثلاثاء ثاني عشر رجب سنة ثلاث وستين ودفن بتربة تجاه الناصرية فرج برقوق بعد أن أثكل ابناً له كان أعز عنده من سائر أولاده عوضهما الله الجنة ورحمه وإيانا. وكان

رئيساً ديناً معظماً في الدول مع السكون والعقل والحشمة والوقار والاحتمال والمداراة، موصوفاً بالإمساك مع الثروة وبقلة البضاعة في العلم مع اشتغاله حتى بعد رياسته على الأئمة ممن كان يستدعي بهم عنده كالبساطي قبل دخوله في القضاء والشرواني بل أسكنه عنده بقراءته وقراءة غيره في الفقه وأصوله والعربية والعقائد وغير ذلك. أثنى عليه شيخنا في ترجمة أبيه من درره بقوله: كان حسن المعرفة بالأمور خبيراً بعشرة أهل الدولة وغيرهم قوى الرأي مسعود الحركات بل استخلفه في قضاء الديار المصرية سنة آمد فنظر في الأمور بسياسة وحسن تدبير وكذا أسند إليه المشارفة فيما أوصى بتفرقته من الثلث بعد موته؛ ووصفه بأخي في الله تعالى القاضي محب الدين ناظر الجيوش المنصورة رزقه الله العفو والعافية في الدنيا والآخرة، والثناء عليه مستفيض. وفي ترجمته من تصنيفي ذيل القضاة والمعجم والفوائد زوائد؛ وقد اجتمعت به غير مرة وسمعت عليه ختم البخاري وكذا سمع عليه غير واحد وأكرم في موطنين شريفين القارئ بما لم يتفق لغيره ممن حضرهما مع كونه أكرم وأسمح وحمد له هذا وذكر في سعة عقله وتأمله، وقرأ عليه البقاعي الصحيح أو غالبه بمنزله قصداً لنائله وبره وصار يروم منه المشي في خصوماته ويلح على عادته بحيث أنه تكلم معه في بعضها وهما في جنازة فما احتمل المحب هذا وقال له يال أخي وكم أماً تفتر وترجع إن هذا لعجيب.
 336 محمد بن عثمان بن صدقة بن علي بن محمد بن مخلص الدين عبد الله بن محمد الشمس المخلصي - نسبة لبلد بالعراق خرج منها جده عبد الله الشار مساحي - العطائي المولد - نسبة لقرية صغيرة بها ضريح لصالح مجاهد اسمه عطية - الدمياطي المنشأ الشافعي الماضي أبوه وجده نزيل القاهرة ويعرف بالدمياطي. ولد في ذي الحجة سنة اثنتين وخمسين وثمانمائة بقرية عطية وتحول منها وهو صغير لدمياط فحفظ بها القرآن والمنهاج وحضر كثيراً من دروس الشهاب الجديدي في المعينية وغيرها وقليلاً عند الفقيه علم الدين، ثم تحول إلى القاهرة فنزل زاوية ابن بكتمر المجاورة لزاوية الشيخ مدين من المقس. وحفظ الوردية ونصف ألفية ابن ملك ولازم ابن قاسم في أشياء منها المتوسط بقراءته والفخر عثمان المقسي في قراءة جمع الجوامع بل أخذ عنه الفقه في تقاسيمه وكذا أخذ في التقسيم عن العبادي والبدر بن القطان بل قرأ عليه في دروس الشيخونية وعن الجوجري حين تقسيمه سنة خمس بالأزهر وقرأ على البكري حاشيته على المنهاج وعلى الكمال بن أبي شريف شرح العقائد وحاشيته عليه وسمع عليه في حاشيته على شرح جمع الجوامع وفي تفسير البيضاوي بل أخذ عن الكافياجي من تفسير سورة النور إلى قوله تعالى في الفرقان "وأحسن تفسيراً" بقراءة ابن يوسف وقرأ على أبي حامد التلواني مقدمته في العربية المسماة كاشفة الكرب عن لفظ العرب غير مرة وبعض مؤلفه في التعبير، وأخذ في الأصول وغيره عن إمام الكاملية وقرأ المنهاج على البدر حسن الأعرج مع سماع أشياء في الفرائض والحساب وغيرهما وقرأ علي في شرح النخبة وفي البخاري وغير ذلك ولازمني في الإملاء وغيره وسمع بحضرتي على الجلال القمصي والشهابين الحجازي والشاوي في آخرين وكتب عدة من تصانيفي وأجاز له على حفيد الجمال يوسف العجمي؛ وتزايد اختصاصه بعبد الهادي السكندري وتدرب به وتميز قليلاً؛ وأجاز له ابن القطان والمقسي وأبو حامد في الإقراء وبعضهم في الإفتاء، وتكسب بالشهادة مع عقل وسكون وتعفف.
337 محمد بن عثمان بن ظافر بن علي بن عبد الرحمن أبو عبد الله المغربي البجائي المالكي نزيل اسكندرية. ولد سنة سبع وعشرين وثمانمائة ببجاية وقرأ بها القرآن وتلاه لنافع على محمد بن زين الدين وعنه أخذ العربية والعروض وغيرهما وحضر في الفقه عند المشدالي والد أبي الفضل وغيره، وحج ودخل دمشق والقاهرة وطوف واستطاب اسكندرية فقطنها مدة وأقرأ المنصور حين إقامته بها في شرح الخزرجية ولقيته بها فكتبت عنه من نظمه، وكان إنساناً حسناً لديه فضل وأدب وتواضع مع تخيل وانجماع وأظهار لحب الخمول وعدم الشهرة، وبلغني أنه تزوج إمرأة فاتهم بقتلها وأودع السجن لذلك ثم أطلق بعد سعي شديد فمات من يومه وتوهم كثيرون أنه قتل نفسه وذلك بعد الستين؛ وفي معجمه من نظمه أشياء عفا الله عنه وإيانا.
338 محمد بن عثمان بن الملك الأفضل عباس بن علي بن داود أسد الدين الأيوبي. استقر في زبيد حين خالف المماليك بها على المظفر وأقاموه ولقبوه المفضل أسد الدين ولكن لم يلبث حتى جهز إليه المظفر من قبض عليه وأدخل بعض الحصون فكان آخر العهد به؛ كل ذلك في سنة ست وأربعين.
339 محمد بن عثمان بن عبد الله بن سكر بن محمد بن علي بن إسماعيل الشمس النبحاني - بفتح النون وسكون الموحدة بعدها مهلمة - البعلي ثم الدمشقي اعلحنبلي. ولد سنة خمس وثلاثين وسبعمائة وسمع الكثير، وحدث وأفاد، ومما سمعه المائة الفراوية ومعجم ابن جميع سمعهما على ابن الخباز وثانيهما على العرضي، وأجاز له الميدومي وغيره، وكان فاضلاً صالحاً ديناً خيراً متواضعاً لقيه شيخنا وما تيسر له الأخذ عنه وذكره في معجمه، وقال في إنبائه أنه جمع مجاميع حسنة منها كتاب في الجهاد وكا خطه حسناً ومباشرته محمودة. قال ابن حجي: جمع وألف وعبارته في تصانيفه جيدة. مات في رمضان سنة ثلاث بغزة وكان سافر إليها، وهو في عقود المقريزي رحمه الله.
 340 محمد بن عثمان بن عبد الله - ويقال أيوب بدل عبد الله وهو أصح - أصيل الدين أبو عبد الله بن الفخر أبي عمرو بن النجم العمري - فيما قيل - الإشليمي ثم القاهري الشافعي والد الشهاب أحمد بن أصيل الماضي. ولد بعد سنة أربعين بإشليم. ولما ترعرع تعانى القرآن ثم اشتغل قليلاً في الفقه والعربية وتلا للسبع، ومن شيوخه في الفقه ابن الملقن والبلقيني، ورأيت إذن أولهما له بالتدريس والإفتاء ووصفه بالعالم العلامة ذي الفنون أقضى القضاة مفتي المسلمين جمال المدرسين، وأثنى على صحيح ذهنه وأطال الإجازة وأرخها في سنة ثمانين وشهد عليه التقي الزبيري والشمس الغماري؛ وتكسب بالشهادة ولازم الصدر بن رزين خليفة الحكم فرقاه لنيابة الحكم؛ ثم حسن له الصدر المناوي السعي في القضاء الأكبر حين كان متوليه التقي الزبيري بحيث كان ذلك وسيلة لعود الصدر بعد صرف الزبيري ولرغبتهم في دراهم صاحب الترجمة التي استدانها لذلك عوضوه بقضاء دمشق فوليه في شعبان سنة إحدى وثمانمائة في أواخر دولة الظاهر فباشره قليلاً نحو مائة يوم فلم تحمد سيرته ولم يلبث أن مات الظاهر وسعى الأخنائي حتى عاد وصرف هذا ورجع إلى القاهرة ونالته محنة بسبب الديون التي تحملها وسجن بالصالحية مدة ثم أطلق، وكان له استحضار ليسير من السيرة النبوية ومن شرح مسلم فكان يلقى درسه غالباً من ذلك لكونه لا يستحضر من الفقه إلا قليلاً، ولذا لما دخل على البلقيني بعد ولايته قال له:

ما أنت بالحكم الترضي حكومتـه

 

ولا الأصيل ولا ذي الرأي والجدل

مات في أواخر ذي الحجة سنة أربع عن ستين سنة فأكثر؛ ذكره شيخنا في إنبائه باختصار عن هذا وكذا المقريزي في عقوده.
341 محمد بن عثمان بن عبد الله ناصر الدين أبو الحسن وأبو عبد الله بن فخر الدين المصري الشاذلي الشافعي صهر الزين العراقي ويعرف بابن النيدي. هكذا سمي والده فيما كتبه بخطه عثمان، والذي في عرضه فخر الدين فخر، وكذا اقتصر عليه شيخنا في إنبائه فقال: محمد بن الفخر فكأنه غيره حتى لا يعرف أن أصله من القبط. ولد في العشر الأخير من ذي الحجة سنة إحدى وسبعين وسبعمائة وكان أبوه تاجراً فنشأ هو محباً في العلم وحفظ القرآن والمنهاج الفرعي والأصلي وألفية ابن ملك، وعرض على الأبناسي وابن الملقن والبلقيني والشمسين ابن القطان وابن المكين البكري وأجازوا له؛ وسمع على عزيز الدين المليجي صحيح البخاري وعلى الزين بن الشيخة مسند الشافعي وعليه قرأ البداية للغزالي والأربعين لإمام الدين وعلى التنوخي مسندي عبد والدارمي بفوت في ثانيهما وعلى العراق والهيثمي أشياء منها التاسع عشر وغيره من أمالي ابن الحصين وسمع على الفخر القاياتي الجزء العشرين من الخلعيات بقراءة شيخنا وكذا سمع على الولي العراقي والفوي والطبقة بل ذكر أنه سمع على ابن رزين أيضاً صحيح البخاري وعلى البلبيسي صحيح مسلم بل كتب عن الزين العراقي من أماليه، وحج وجاور وكان موصوفاً بالعلم والتفنن والمهارة في العربية وحدث سمع منه الفضلاء، واستجازه الزين رضوان لابنه عبد الرحمن؛ وصاهر الزين العراقي على ابنته ثم ماتت فتزوج بركة ابنة أخيها الولي ومات وهي في عصمته وذلك في يوم الأحد سابع رمضان سنة سبع وثلاثين بالقاهرة وصلي عليه وعلى سميه ناصر الدين محمد بن تيمية معاً وكانا صديقين، تقدم الناس شيخنا، ودفن بالصحراء رحمهما الله. وخلف ولدين، وكان معروفاً بكثرة المال فلم يظهر له شيء؛ ذكره شيخنا في إنبائه باختصار.
 342 محمد بن عثمان بن علي بن عثمان بن علي بن عثمان بن سعد بن أبي المعالي الشمس بن الفخر الدمشقي ثم المزي القاهري الشافعي ابن عم إبراهيم بن أحمد الماضي ويعرف بالرقي. ولد في سنة اثنتين وستين وسبعمائة بالمزة ونشأ بها فقرا في صوفية البيبرسية، وكان يذكر أنه سمع الصحيح على الحافظ ابن المحب ومحيي الدين الرحبي والشمس محمد بن السراج بدمشق وليس ببعيد سيما وقد كان خيراً نيراً حسن الشيبة مع السكون والانعزال ولذا أخبرته حين شهد ختم الصحيح بقراءتي بناءً على غلبة الظن وأجاز وكتب بخطه، وتعانى التجارة في الأشياء الظريفة كالملاليح والملاعق ونحوها لشدة دربته في ذلك وحوزه لكثير من آلات الصنائع التي لا توجد عند غيره وكذا كان يتكلم على أوقاف جامع المارداني نيابة وحمدت سيرته. مات قريب الخمسين ظناً.
343 محمد بن عثمان بن علي الشمس الدمشقي الشافعي ويعرف بابن الحريري. أخذ القراآت عن ابن النجار والقباقبي وغيرهما وقال أنه أخذ عن العلاء البخاري وشيخنا وابن المحمرة وابن ناصر الدين والشمس الصفدي الحنفي وأبي العباس القدسي، ولقيه النوبي في سنة ست وستين بدمشق فقرأ عليه وكذا ابن القصبي اليسير بالمدينة.
344 محمد بن الفخر عثمان بن علي الشمس المارديني ثم الحلبي الشافعي الأبار وهي رحفته والد عبد القادر الماضي. ذكر لي أن أباه حفظ الحاوي بعد التنبيه وغيرهما وتفقه وأخذ في العربية وغيرها عن البدر بن سلامة وأخيه شهاب الدين وسمع على البرهان الحلبي؛ وكتب على المنهاج شرحاً في أربعة عشر مجلداً بقي منه نحو مجلد وعلى الورقات في الأصول بل عمل على البخاري حاشية في ثلاث مجلدات، وكان صالحاً خيراً سليم الصدر. مات في رجوعه من الحج ببدر وحمل إلى الفارعة فدفن بها في سنة إحدى وسبعين وقد جاز الخمسين رحمه الله.
345 محمد بن عثمان بن علي السيلاوي - نسبة للسيلة - بلد بنابلس الحنبلي ثم القاهري؛ ممن سمع مني بالقاهرة.
346 محمد بن عثمان بن علي الصالحي العلاف ويعرف بابن الضرير. سمع في سنة أربع وتسعين وسبعمائة على عبد الرحمن بن محمد بن الرشيد والعماد أبي بكر بن أحمد بن عبد عبد الهادي وفي التي تليها على أحمد بن محمد بن راشد بن خطليشا وعبد الله بن خليل الحرستاني وأحمد بن إبراهيم بن يوسف وحدث سمع منه الفضلاء ابن فهد وغيره، وكان يتكسب بحانوت قريب الشركسية من الصالحية مات قبل الخمسين ظناً.
347 محمد بن عثمان بن عيسى بن سليمان الشمس البرمي العلجوني الأصل الصالحي المولد الدمشقي الحنبلي الكتبي؛ سمع مني.
348 محمد بن عثمان بن محمد بن إسحاق بن إبراهيم البدر بن الفخر بن التاج السلمي المناوي ثم القاهري الشافعي أخو البهاء أحمد الماضي، استقر شريكاً له بعد موت أبيهما في تداريسه ورأيت بخطه أنه يروي عن ابن عم والده الصدر المناوي. والظاهر أنه من أهل هذا القرن ثم رأيت من عرض عليه سنة ثلاث وثمانمائة.
349 محمد بن عثمان بن محمد بن عثمان صلاح الدين بن الفخر الديمي الأصل القاهري الشافعي سبط أحمد بن عبد الواحد البهوتي الماضي وأبوه. ولد تقريباً سنة خمس وسبعين وثمانمائة؛ وحفظ القرآن والعمدة والمناجين والألفيتين والشاطبيتين، وعرض علي في جملة الجماعة؛ وتولع بطريقة والده ولازمه فيها، وخالقه في سكونه وعدم تعرضه للفضلاء مع فطنة وذكاء؛ ولازمني في أشياء منها شرحي للألفية بحيث قرأ علي نحو النصف منه وكذا كان يقرأ علي أشياء مما يتوجه لجمعه كتعليق على التذكرة لابن الملقن؛ وأجل شيوخه في الفقه الشمس البامي وكذا قرأ على الكمال بن أبي شريف وأخيه قليلاً وابن قاسم وحسن الأعرج والسنتاوي وفي الفرائض والحساب على البدر المارداني، وتميز قليلاً مع نوع وسواس وخفة، وحج مع أمه في سنة خمس وتسعين.
350 محمد بن عثمان بن محمد بن أبي فارس المسعود بالله بن صاحب تونس المتوكل على الله الماضي أبوه. ولد في سلطنة أبيه أو بعدها بيسير وكان ولي عهده من بعده وأجل أولاده، أثنى عليه بعض من لقيه وأنه من أعيان الملوك ورؤسائهم اشتمل على بر وخير ومحبة للأدباء وأهل الفضل مع ميل للهو بل قيل أنه رجع عنه.
 351 محمد بن عثمان بن محمد السلمي السويدي ثم الدمشقي. سمع من ابن الشيرجي جزء الأنصاري ومن علي بن موسى الصفدي والتقي بن رافع وجماعة ووقع في الحكم في ولاية البلقيني لقضاء دمشق وفاق أقرانه في ذلك. قال ابن حجي: كان صحيح العدالة محرراً عارفاً بالشروط انفرد بذلك في وقته مع حسن خطه وجودة ضبطه. وقد حدث قليلاً. مات في ربيع الأول سنة خمس عشرة، ذكره شيخنا في إنبائه.
352 محمد بن عثمان بن موسى بن محمد ناصر الدين أبو عبد الله الإسحاقي الأصل - نسبة لمحلة إسحاق بالغربية - القاهري المالكي جد الرضي محمد بن محمد صهر الحنبلي ويعرف بالإسحاقي. ممن اشتغل عند الشيخ خليل وغيره، وكتب بخطه الكثير بل جمع كتاباً في الأصول، وحج وناب في القضاء بل يقال إن الشمس المدني استخلفه في بعض غيباته. مات تقريباً سنة عشر وقد زاد على التسعين. أفاده حفيده.
353 محمد بن عثمان بن يوسف الشمس العاصفي ثم القاهري الأزهري الشافعي شيخ رواق الريافة من الأزهر ويعرف بالعاصفي. تلقن الذكر من إبراهيم الأدكاوي وألبسه الطاقية وأذن له كما قرأته بخطه بل سمع الشفا على الكمال بن خير وكذا سمع على ناصر الدين الفاقوسي وعائشة الكنانية وغيرهما، واشتغل وكان أحد صوفية سعيد السعداء مباركاً خيراً، لقيته كثيراً وتلقنت منه. مات وقد جاز السبعين ظناً في شعبان سنة أربع وسبعين بعد تعلله مدة وإعراضه عن المشيخة رحمه الله وإيانا. محمد بن عثمان أصيل الدين الإشليمي. فيمن جده عبد الله محمد بن عثمان الشمس الدمشقي الشافعي ويعرف بالأخنائي كذا في معجم التقي بن فهد وصوابه محمد بن محمد بن عثمان وسيأتي 354 محمد بن عثمان الشمس القاهري الواعظ ويعرف بابن خلد. مات في يوم السبت ثالث المحرم سنة اثنتين وتسعين.
محمد بن عثمان الشافعي. هو ابن عثمان بن محمد بن إسحاق مضى.
355 محمد بن عجلان بن رميثة بن أبي نمى الحسني المكي، ذكره شيخنا في إنبائه مؤرخاً له في سنة اثنتين وثمانمائة وقال ناب في إمرة مكة ثم كحل بعد موت أخيه أحمد واستمر خاملاً، وقد دخل اليمن مسترفداً صاحبها وجهز معه المحمل في سنة ثمانمائة فرافقته وسلمنا من العطش الذي أصاب أكثر الحاج تلك السنة بمرافقة صاحب الترجمة لكونه سار بنا من جهة وخالفه أمير الركب فسار من الجهة المعتادة فلم يجدوا ماءً فهلك الكثير منهم. وطول الفاسي ترجمته؛ وذكره المقريزي في عقوده وأنه مات في ثاني عشر ربيع الأول.
356 محمد بن عجلان شيخ العرب. هو المعين للظاهر تمربغا في خروجه من دمياط ولم يتم لهما أمر بل أمسكا وأودع هذا البرج مدة ثم أفرج عنه. ومات ظناً في أول سنة ثمان وثمانين أو أواخر التي قبلها بعد معاقبة تغري بردى الاستادار له.
357 محمد بن عرام الشمس الميموني الأصل البرلسي المالكي. أخذ الفقه واصوله عن محمد الرباحي والفقه والفرائض والعربية عن يحيى المغربي الفرضي والعربية والصرف والأدب عن الزين خلف والد أبي النجا في آخرين منهم بالقاهرة الزين عبادة، وحج وتميز في الفضيلة وأقرأ الطلبة فانتفع به جماعة كالبدر حسن الشورى وأفادني ترجمته وأنه كان ينسج على النول على طريقة جميلة من الديانة والورع. مات سنة ثلاث وخمسين بالبرلس رحمه الله.
358 محمد بن عرفة الحلبي الأصل المدني الشافعي، ممن سمع مني بالمدينة. ومات سنة إحدى وتسعين.
 359 محمد بن عطاء الله بن محمد واختلف فيمن بعده فقيل أحمد بن محمود بن الإمام فخر الدين محمد بن عمر وقيل محمود بن أحمد بن فضل الله بن محمد الشمس أبو عبد الله بن أبي الجود وأبي البركات الرازي الأصل الهروي. هكذا كان يزعم أنه من بني الفخر الرازي، قال شيخنا: ولم نقف على صحة ذلك ولا بلغنا من كلام أحد من المؤرخين إنه كان للإمام ولد ذكر فالله أعلم. ولد بهراة سنة سبع وستين وسبعمائة واشتغل في بلاده حنفياً ثم تحول شافعياً وأخذ عن التفتازاني وغيره واتصل بتمرلنك على هيئة المباشرين، ثم حصل له منه جفاء فتحول لبلاد الروم مملكة ابن عثمان فقام عليه ابن الفنري حتى إنفصل عنها بعد يسير، وقدم القدس سنة أربع عشرة فحج وعاد غليه في التي بعدها فاتفق قدوم نوروز صاحب مملكة الشام القدس فيها وقد اشتهر أمره بها وأشاع أتباعه أنه يحفظ الصحيحين وأنه إمام الناس في المذهب الشافعي والحنفي وفي غيره من العلوم على جاري عادة العجم في التفخيم والتهويل بحيث كان حاملاً لنوروز على الاجتماع به فراج عليه سيما لما حدثه عن ملوك الشرق فولاه تدريس الصلاحية به بعد الشهاب ابن الهائم فباشرها ولم يلبث أن دخل المؤيد القدس بعد قتله نوروز فراج أمره عليه أيضاً وعظم في عينيه فأقره على الصلاحية. ولما رجع لمصر هاداه الهروي وكاتبه وسأله في القدوم عليه فأذن له فقدم القاهرة في صفر سنة ثماني عشرة بعد أن خرج الطنبغا العثماني لتلقيه وصعد به إلى القلعة وبالغ السلطان في إكرامه وأجلسه عن يمينه ثم أنزله بدار أعدت له وأنعم عليه بفرح بسرج ذهب وقماش ورتب له في كل يوم ثلاثين رطل لحم ومائتي درهم وتبعه كثير من الأمراء والمباشرين والأعيان في إكرامه بالهدايا الوافرة فتزايد اشتهار الدعاوى العريضة منه وأنه يحفظ عن ظهر قلب صحيح مسلم بأسانيده وصحيح البخاري متناً بلا إسناد بل تارة يقول أنه يحفظ إثني عشر ألف حديث بأسانيدها فعقد له المؤيد مجلساً بين يديه بالعلماء وألزم بإملاء اثني عشر حديثاً متباينة فلم يفطن لذلك ولا عرف المراد به ولا أملى ولا حديثاً واحداً بل لم يورد حديثاً إلا وظهر خطأه فيه بحيث ظهر لمن يعتمد مجازفته وأن كل ما ادعاه لا صحة له وما أمكنه إلا التبري مما نسب إليه وكان مما وقع أنه سئل عن سنده بصحيح البخاري فقال حدثني به شيخنا الشمس علي بن يوسف عن شيخ يقال له أبو الفتح عمر مائة وعشرين سنة عن البوشنجي شيخ عاش مائة وثلاثين سنة عن أبي الوقت ثم ناقض ذلك لما ولي القضاء بالقاهرة في سنة إحدى وعشرين حيث رواه عن أبيه عن أبي البركات عطاء الله ليحاكي في ذلك رواية القاضي جلال الدين عن أبيه وإن والده أبا البركات سمعه من شيخ يقال له عبد الكريم الهروي بسماعه من أبي الفتح البوشنجي عن ابي الوقت، وناقضهما في سنة موته فإنه كتب للتقي الفاسي إنه قرأه على العلامة الزي عبد السلام بن محمد بن عبد العزيز الأبرقوهي قال حدثنا الإمام المعمر شارح السنة أبو المعالي أحمد بن عبد الوهاب بن يحيى البخاري ثنا الإمام التقي أبو بكر بن علي بن خلد البكري وكتب له أيضاً أنه حدثه به الإمام الزين أبو القسم إسماعيل بن أحمد التكريتي أنا الإمام العلاء أبو البركات علي بن يوسف بن إسحاق الكازروني أنا الشيخ جلال الدين محمود بن عبد السلام الحصني وكتب له أيضاً أنه حدثه به أبو الفتح القسم بن أحمد المرغيناني ثنا الشيخ جمال الدين عبد الرحيم بن الحسن الأنصاري أنا الشيخ بدر الدين حسن بن عبد القوي المدني الثلاثة عن أبي الوقت. وكتب بخطه أيضاً في سنة خمس عشرة للجمال بن موسى المراكشي أنه سمعه على الشمس علي بن يوسف بن محمد بن أحمد بن عبد الكريم الكازروني بسماعه له على ناصر الدين محمد بن غسماعيل بن أبي القسم الفارقي عن ابن أبي الذكر عن الزبيدي، وحدث في بيت المقدس بصحيح مسلم عن نور الدين أبي زكريا يحيى بن حسن بن أحمد النيسابوري قراءة وسماعاً عن شمس الدين أبي القسم محمد بن عبد الله بن عبد الرحمن الأسحاقابادي النيسابوري سماعاً ثنا أبو الفتح منصور الفراوي بسنده، وقال إنه في غاية العلو كان بيننا وبين مسلم سبعة وكلهم نيسابوريون. وبعد عقد المجلس بقليل ولي نظر القدس والخليل مع تدريس الصلاحية وتوجه لمباشرة ذلك ثم قدم في سلخ ربيع الأول سنة إحدى وعشرين واجتمع بالسلطان فأكرمه وأجرى

عليه راتبه وأتته الهدايا من الأمراء ونحوهم؛ ولم يلبث أن غضب السلطان على الجلال البلقيني فاستقر بالهروي في يوم الثلاثاء تاسع عشري جمادى الأولى منها عوضه ونزل معه جقمق الدوادار وقطلو بغا التنمي رأس نوبة في آخرين من الأمراء وغيرهم من القضاة والأعيان حتى حكم بالصالحية على العادة وتوجه لداره فسار سيرة غير مرضية وظهرت منه في القضاء أمور كثيرة واقتضت النفرة منه من الطمع والمجازفة ثم اجتمع جمع من أهل بيت المقدس فرفعوا عليه أشياء عاملهم بها لما كان ناظراً عليهم فثبت عليه مال كثير وألزم به. قال ابن قاضي شهبة وتعصب عليه جماعة البلقيني فصرف قبل استكمال سنة في ربيع الأول سنة اثنتين وعشرين مع إهانته وجمع من الخاصة بحيث لزم بيته لا يجتمع بأحد إلى أن رسم له بالعود إلى القدس على تدريس الصلاحية فسافر في عاشر ربيع الأول سنة ثلاث وعشرين ولم ينفك عن دعواه ولكن لكسر شوكته داهن الناس وداهنوه، ثم قدم القاهرة بعد موت المؤيد ولم تطل إقامته ورجع إلى القدس ثم سعى حتى قدم القاهرة أيضاً في صفر سنة سبع وعشرين فولي في تاسع ربيع الآخر منها كتابة السر عوضاً عن الجمال يوسف الكركي ولم يلبث أن انفصل في حادي عشر جمادى الآخرة عنها وأعيد بعد أشهر في ثامن ذي القعدة لقضاء الشافعية فلم ينفك عن سيرته الأولى فصرف في ثالث رجب سنة ثمان وعشرين وفر هارباً ممن له ظلامة فما طلع خبره إلا في بيت المقدس فاستمر به على تدريس الصلاحية؛ وحج فيها ثم عاد إلى بيت المقدس وأشاع أنه تزهد ولبس ثياب الفقراء وتبرأ من زي الفقهاء ثم في أثناء السنة التي تليها ظهر بطلان ذلك فإنه ورد منه كتاب إلى السلطان يستدعي منه الإذن في الحضور إلى القاهرة ليبدي له نصيحة فلم يؤذن له في الحضور وأجيب بأن يكتب بالنصيحة فإن كان لها حقيقة أذن له في الحضور فلم يعد جوابه إلى أن ورد الخبر بموته في يوم الاثنين تاسع عشر ذي الحجة سنة تسع وعشرين وقد جاز الستين بقليل. وقد ذكره شيخنا في معجمه وقال عقب إيراد الأسانيد التي كتبها للفاسي: والذي أحلف به أنه لا وجود لأحد من هؤلاء التسعة في الخارج والسلام؛ وأقول في سند مسلم أيضاً أنه من أبطل الباطل ثم قال وقد سمعت من فوائده كثيراً لكنه كان كثير المجازفة جداً اتفق كل من عرفه أنهم لم يروا أسرع ارتجالاً منه للحكايات المختلقة وذكر لي عنه الزين القلقشندي والبدر الأقصرائي وسهل بن أبي اليسر وغيرهم من ذلك العجائب وشاهدت منه الكثير من ذلك. وذكره في إنبائه محيلاً على الحوادث ووصفه في فتح الباري بالعالم. وقال ابن قاضي شهبة: كان إماماً عالماً غواصاً على المعاني يحفظ متوناً كثيرة ويسرد جملة من تواريخ العجم مع الوضاءة والمهابة وحسن الشكالة والضخامة ولين الجانب على ما فيه من طبع الأعاجم ولقد سمعت الشهاب بن حجي يثني عليه ويتعجب من سرده لتواريخ العجم. وقال الجمال الطيماني أنه يحل الكتب المشكلة ويتخلص فيها وصنف شرح مسلم وغيره وبني بالقدس مدرسة ولم تتم. وقال العيني: كان عالماً فاضلاً متفنناً له تصانيف كشرح مشارق الأنوار وشرح صحيح مسلم يعي المسمى فضل المنعم وشرح الجامع الكبير من أوائله ولم يكمله وكان قد أدرك الكبار مثل التفتازاني والسيد وصارت له حرمة وافرة ببلاد سمرقندر وهراة وغيرهما حتى كان اللنك يعظمه ويحترمه ويميزه على غيره بحيث يدخل عنده في حريمه ويستشيره وربما كان يرسله في مهماته ولذا قيل إنه وزيره وليس كذلك، وقدم في زمن الناصر فرج وتوطن القدس، إلى أن قال: ولم يخلف سوى زوجته وهي وسطوة في وظائفه غير أنه لم يكن مشكوراً من غير علة ظاهرة فيه. وقال المقريزي أنه ولي القضاء وكتابة السر فلم ينجب وكان يقرئ في المذهبين ويعرف العربية وعلمي المعاني والبيان ويذاكر الأدب والتاريخ ويستحضر كثيراً من الأحاديث والناس فيه بين غال ومقصر وأرجو أن يكون الصواب ما ذكرته. وقال وغيره: كان شيخاً ضخماً طوالاً أبيض اللحية مليح الشكل إلا أن في لسانه مسكة إماماً بارعاً في فنون من العلوم له تصانيف تدل على غزير علمه واتساع نظره وتبحره في العلوم منصفا للحنفية إلى الغاية صادعاً بالحق تاركاً للتعصب، وكان يركب بعد ولايته البلغة بهيئة الأعاجم بفرجية وعذبة مرخية على يساره فأقام مدة ثم لبس زي قضاة مصر، وساق الأبيات التي وجدها المؤيد وأولها:

يا أيها الملك الـمـؤيد دعـوة

 

من مخلص في حبه لك يفصح

وأن غالب الفقهاء تعصبوا عليه وبالغوا في التشنيع ورموه بعظائم، الظن براءته عن أكثرها وادعى عليه بمال بعض الأوقاف وتوجهوا به ماشياً ومنعوه من الركوب إلى غير ذلك مما بسط في الحوادث؛ وكان معدوداً من أعيان الأئمة العلماء لكنه لم يرزق السعادة في مناصبه لأنه كان ظنيناً بنفسه معجباً بها إلى الغاية فعجزه الله. قلت وقد قرئ عليه شرحه لمسلم وكذا صنف شرحاً على المصابيح وحدثنا عنه غير واحد منهم الأبي وسمع منه ابن موسى وغيره وحكى لنا الزين البوتيجي من مباسطاته؛ وهو في عقود المقريزي مبسوطاً رحمه الله وإيانا.
360 محمد بن عطية بن أحمد بن جار الله بن زائد السنبسي المكي. مات بها في ربيع الأول سنة ثمان وستين. أرخه ابن فهد.
361 محمد بن عطية بن محمد بن أبي الخير محمد بن محمد بن عبد الله بن محمد بن فهد أبو الخير الهاشمي المكي. مات بها قبل استكماله سنة في المحرم سنة اثنتين وأربعين.
362 محمد أبو سعد أخوه ويلقب فهداً أيضاً مات قبل السنة أيضاً في رجب سنة ست وثلاثين.
363 محمد بن عطية. كان يخدم بردداراً عند جانم الأشرفي بحلب ثم بالشام وبعده استقر فيها أيضاً عند تنم المؤيدي وساءت سيرته فأمسكوه بعده وادعى عليه بما يوجب الكفر وخرج لتقام البينة فهجم العامة وسحبوه من رسله ثم ضربه بعضهم بسكين فقتله ثم أحرق وذلك في جمادى الآخرة سنة ثمان وستين غير مأسوف عليه فقد كان من مساوئ الدهر وقبائح الزمان.
364 محمد بن عقاب - بضم المهملة وتخفيف القاف وآخره موحدة - المغربي التونسي المالكي. أخذ عن ابن عرفة وغيره، وولي قضاء الجماعة بعد عمر القلجاني الماضي. ومات في سنة إحدى وخمسين. أفاده بعض الآخذين عنه ممن أخذ عني.
365 محمد بن عقيل بن خرص الشريف. مات بمكة في مغرب ليلة الأربعاء رابع عشر ذي الحجة سنة إحدى وستين. أرخه ابن فهد.
366 محمد بن عقيل ظافر البجائي. ممن سمع من شيخنا.
367 محمد بن علوان الجمال الموزعي ثم الجبائي اليماني الشافعي فيما أظن. تفقه بجماعة إلى أن تميز ثم لزم الشمس يوسف الجبائي المقري سفراً وحضراً واختص به وناب عنه في القضاء بقرية جبا من أعمال حصن صبر مدة بل كان يتعانى التدريس في الفقه وله وظائف بمدينة زبيد مع ذكاء وفهم وحرص على العلم، ولكن شغله القضاء عن الترقي بل وقف ولم يزل متردداً بين زبيد لوظائفه فيها وبين تعز إلى أن مات فيها في سنة سبع وثمانين. أفاده لي بعض الآخذين عني.
368 محمد بن عليان الغزي الخواجا، ممن سمع مني بمكة.
369 محمد بن علي بن إبراهيم بن أحمد ناصر الدين الصالحي البزاعي - بضم الموحدة بعدها زاي خفيفة ثم عين مهملة - الخياط قيم الناصرية من الصالحية. ولد بعد الأربعين وسبعمائة بيسير وسمع على زينب ابنة إسماعيل بن الخباز ولقيه شيخنا فقرأ عليه وذكره في معجمه وقال: مات في سادس عشر شوال سنة ثلاث. وتبعه المقريزي في عقوده.
370 محمد بن علي بن إبراهيم بن إسماعيل بن محمد الشمس المناوي ثم القاهري الشافعي أخو أحمد وإبراهيم الماضيين وهذا الأكبر ويعرف بالشويهد - بضم المعجمة وآخره مهملة مصغر. حفظ القرآن وجلس مع الشهود وتنزل في بعض الجهات كسعيد السعداء والسابقية. ومات بعد أن شاخ وصار يرغب عما بيده شيئاً فشيئاً قبل السبعين فيما أظن.
371 محمد بن علي بن إبراهيم بن عدنان بن جعفر بن محمد بن عدنان بن جعفر ناصر الدين ابن كاتب السر الحسيني الدمشقي الشافعي. قال شيخنا في أنبائه: كان فاضلاً ماهراً في الأنساب كثير الاشتغال إلا أنه جامد الذهن ولم يكن ممن يتعانى الملابس والمراكب بل كان كثير التقشف متهماً بالتشيع مع تبرئه منه أعجوبة في زمانه في السعي كثير الدهاء، سمع معنا كثيراً وكانت بيننا موردة؛ ودخل القاهرة مراراً بسبب السعي لأبيه في كتابة السر فكان غالباً هو الغالب، وفي غضون ذلك حصل لنفسه كثيراً من الوظائف والتداريس والأنظار. قال ابن حجي: كان ديناً صيناً لا تعرف له صبوة وقد عين لكتابة السر فلم يتفق. وقال شيخنا في معجمه: كان يتقشف ويقتصد في ملبوسه ومركوبه مع الدين المتين والبشاشة، وهو في عقود المقريزي. مات في صفر سنة أربع عشرة بالطاعون عن سبع وثلاثين سنة.
 372 محمد بن علي بن إبراهيم بن موسى بن طاهر الشمس أبو بكر القليوبي ثم القاهري الزيات على باب سعيد السعداء وهي حرفة أبيه أيضاً؛ والد أبي الخير محمد المخبزي الآتي. مات في رمضان سنة إحدى وسبعين. وكان خيراً مديماً للجماعات مستوراً رحمه الله.
373 محمد بن علي بن إبراهيم السلسيلي المناوي الشافعي ويعرف بابن الهليس بكسر الهاء واللام وآخره مهملة لقب لجده. ولد سنة اثنتي عشرة وثمانمائة تقريباً بمنية بنى سلسيل وحفظ بها القرآن وصلى به والعمدة وعرضها على جماعة ونظم اليسير مما يوجد فيه المقيول، كتب عنه ابن فهد والبقاعي في المنية سنة ثمان وثلاثين قوله:

أيها المذنبون مثلـي أجـيبـوا

 

داعيَ الله أسرعوا وأنـيبـوا

وتنحوا عن كل فعـل قـبـيح

 

وافعلوا الخير فهو فعل حسيب

وإلى الله فارجعوا من قـريب

 

فنهار الحساب منكـم قـريب

في أبيات 374 محمد بن علي بن أحمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن محمد بن مهدي ولي الدين أبو الطيب بن النور الكناني الدلجي الفوي الأصل المدني الشافعي المذكور أبوه في الثامنة. ولد بطيبة ونشأ نشأة جميلة وأسمعه أبوه الكثير بالحجاز والشام على غير واحد من أصحاب ابن البخاري وابن شيبان وطبقتهم كست العرب حفيدة الفخر وزغلش ومحمود بن خليفة، وحفظ كتباً وكانت فيه نباهة مع فطنة وذكاء ولكنه لم يعتن بالعلم ودخل فيما لا يعنيه، وتردد إلى القاهرة مراراً وذكر بالمروءة والهمة والعصبية لمن يعرفه بحيث كان يقوم دائماً في السعي لجماز أمير المدينة على ابن عمه نابت فاتفق أنه قدم المدينة على عادته وأقام بها مدة ثم توجه منها يريد القاهرة فبعث إليه نابت بجماعة فاعترضوه وقتلوه في أوائل سنة خمس. ذكره المقريزي في عقوده وحكى عنه. ومضى له ذكر في محمد بن أحمد بن محمد المغيربي.
375 محمد بن علي بن أحمد بن إسماعيل أبو الفتح القاهري الأزهري الشافعي نزيل طيبة ويعرف بأبي الفتح بن إسماعيل وهو بكنيته أشهر وربما قيل له ابن الريس لكون والده كان رئيس الوقادين بجامع الأزهر. ولد بعيد العشرين وثمانمائة بالقاهرة ونشأ بها فحفظ القرآن والمنهاج وغيره واشتغل بالعلم فأخذ الفقه عن الجمال الأمشاطي ظناً والعربية عن بعض المغاربة والشهاب الأبدي ولازم ابن الهمام فانتفع به في فنون وسمع معي عليه بمكة وغيرها وكذا قرأ على شيخنا في الفقه وداوم الاشتغال حتى برع مع سكون وعقل وديانة؛ ورام شيخه استقراره في مشيخة الطيبرسية بعد موت زين الصالحين المنوفي، وكان مما كتبه معه لناظرها: وقد أرسلت رجلاً من أهل العلم والدين والفقر ليس له في هذه الدنيا وظيفة في مدرسة ولا طلب ولا تدريس ولا تصوف واجتمعت فيه إن شاء الله تعالى جهات الاستحقاق، إلى أن قال: ولولا علمي بتمام أهليته وفقره وعلمه ما تعرضت لذلك فقدر أن كان سبق وآل أمره إلى أن توجه للمدينة النبوية بعد أن حج فقطنها وتصدى لنفع الطلبة بها مع المحافظة على التلاوة والتهجد وأسباب الخير؛ وممن قرأ عليه البخاري بها أحمد بن ياسين المدني المؤذن في سنة ثمان وخمسين. ولما أرسلت بمصنفي القول البديع عقب تصنيفه إلى المدينة وقع منه موقعاً عظيماً وبالغ في تقريظه وأرسل يعلمني بأنه عزم على قراءته في رمضان ثم لم يلبث أن ورد القاهرة فاجتمعت به فأعلمني بقراءته في الروضة الشريفة، وتوجه منها لزيارة بيت المقدس ثم عاد إليها وسافر في البحر عائداً إلى طيبة فغرق مع جمع كثيرين في سنة اثنتين وستين، ونعم الرجل كان عوضه الله الجنة وإيانا.
 376 محمد بن علي بن أحمد بن إسماعيل الشمس الرحماني - نسبة لمحلة عبد الرحمن بالبحيرة - ثم القاهري الشافعي. قدم القاهرة فحفظ القرآن واشتغل بالفقه والعربية والفرائض وغيرها؛ ومن شيوخه الونائي ولازمه في تقسيم الروضة وغيرها والقاياتي والعلم البلقيني بل وأكثر من تقاسيم أبي العدل قاسم البلقيني وكان أحد القراء فيها وكذا سمع على شيخنا وأذن له في الإفتاء والتدريس، وتكسب بالشهادة في حانوت الحنابلة عند القصر وقتاً بل ناب في القضاء بدمنهور من البحيرة وكذا بديروط وغيرهما، وكان يستحضر كثيراً من فروع الفقه مع مشاركة في أصله والعربية وجمع بين شرحي المنهاج لأبن الملقن والأسنائي مع التكملة للزركشي غير مقتصر عليها لكن بدون استيفاء ولم يكن بذاك المتقن. مات في سنة اثنتين أو التي بعدها وقد قارب الخمسين تقريباً رحمه الله.
377 محمد بن علي بن أحمد بن الأمين التقي بن النور المصري. ذكره شيخنا في إنبائه. ولد سنة ستين وتفقه قليلاً وتكسب بالشهادة مدة طويلة وكان يحفظ شيئاً كثيراً من الآداب والنوادر واشتهر بمعرفة الملح والزوائد المصرية وثلب الأعراض خصوصاً الأكابر فكان بعض الأكابر يقربه لذلك ولم يكن متصوناً في نفسه ولا في دينه. مات في شوال سنة أربع وثلاثين والله يسامحه. قلت: وقد حكى لي البدر الدميري الكثير من ما جرياته ومنها أن شخصاً من أصحابه حضر إليه وشكا له شدة إملاقه وأن زوجته وضعت فقال له اكتب قصة للقاضي الشافعي وهو إذ ذاك ناصر الدين بن الميلق فقال قد فعلت وكتب لي بقدر حقير لا وقع له فأخذه وتوجه به لبطرك النصاري وأعلمه بذلك فأمره بالإنصراف وما وصل حتى جهز له شيئاً كثيراً من الدقيق والعسل والشمع ونحوها مع عشرة دنانير فدفعها إليه بكمالها. وفي الظن أن هذه الحكاية تقدمت فإن كان كذلك فالصواب أنها لصاحب الترجمة.
378 محمد بن علي بن أحمد بن أبي البركات الشمس الغزي ثم الحلبي ويعرف بابن أبي البركات. ولد سنة ثمان وثلاثين وسبعمائة بغزة وتعانى الاشتغال بالقراآت فمهر واشتغل بدمشق في الفقه مدة وقطن حلب وأقبل على التلاوة والإقراء فانتفع به الحلبيون وأقرأ غالب أكابرهم وأقرأ الفقراء بغير أجرة، وممن قرأ عليه ابن خطيب الناصرية وقال إنه رجل دين خير صالح من أهل القرآن مديم لإقرائه بالجامع الكبير بحلب احتساباً بحيث قرأه عليه غالب أولادها وانتفعوا به وله اشتغال مع ذلك في الفقه بدمشق وحلب ومداومة على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ولا تأخذه في القيام مع الحق لومة لائم وكذا كان مداوماً على التلاوة مع الشيخوخة وللناس فيه اعتقاد. مات في يوم الأربعاء تاسع عشر بيع الأول سنة ست وعشرين وصلي عليه في يومه تقدم الناس البرهان الحلبي، ذكره شيخنا في إنبائه باختصار وقال المعروف بالركاب بدل ابن أبي البركات، وما علمت الصواب منهما.
379 محمد بن علي بن أحمد بن أبي بكر بن أحمد الشمس أبو الخير بن النور الأدمي الأصل القاهري الشافعي والد علي والمحمدين والماضي أبوه. ولد في عاشر ذي الحجة سنة تسع وتسعين وسبعمائة ونشأ فحفظ المنهاج وغيره، وعرض في سنة سبع عشرة على العز بن جماعة والبيجوري والولي العراقي وشيخنا والشمس البرماوي والشهاب بن المحمرة والنور التلواني وأجازوه في آخرين ممن لم يجز، وأخذ عن أبيه وغيره كالولي العراقي والشرف السبكي ولازم السماع عند شيخنا في رمضان؛ وكان خيراً فاضلاً ساكناً أقرأ الأطفال وقتاً ثم جلس شاهداً بالقرب من دار التفاح خارج باب زويلة وربما درس في داخل المقصورة من الأزهر بوقف نجم الدين التلواني الواقف له على أبيه. مات في جمادى الثانية سنة أربع وثمانين وصلي عليه بالمارداني ودفن عند أبيه بالقرب من التاج بن عطاء الله من القرافة ونعم الرجل رحمه الله.
380 محمد الشمس أبو الفتح أخو الذي قبله وهو أكبر. حفظ المنهاج أيضاً وعرضه في سنة سبع وتسعين على بدر القويسني والزين العراقي والبلقيني وولديهما والهيثمي وأبي الفرج بن الشيخة والبرشنسي وعبد اللطيف الأسنائي وأحمد الحنفي السعودي وأجازوه في آخرين واشتغل وتميز. ومات في حياة أبيه ظناً.
 381 محمد بن علي بن أحمد بن أبي بكر بن سيف الدين بن جمال الدين عبد الله بن الشيخ فضل الله النمراوي الأصل القاهري الشافعي الماضي أبوه ويعرف بالسعودي وابن السعودي، ورأيت في مكان آخر بخطى اسم جده أحمد بن فضل بن أبي بكر بن عبد الله. نشأ بدون تصون وخالط السفهاء بدون تدبر واختص ببني عليبة ثم بابن عواض، وتكسب في سوق أمير الجيوش وغيره وتطور وفجر مع مزيد عاميته ولم يحصل لأحد منهم راحة، ولازمني قليلاً في سماع البخاري وغيره؛ وتولع بالنظم فلم يجد وكان يتمرن فيه بمن هو قريب منه من العوام ونحوهم ورأيته فيمن قرض مجموع البدري في سنة أربع وسبعين فكان من قوله فيه:

أشبه أهل الشعر في العصر كلهم

 

نجوماً بفلك الأفق في ليلها تسري

فما عن قليل لاح بدر به خـفـوا

 

وذلك عجز عن مقابلة الـبـدر

382 محمد بن علي بن أحمد بن أبي بكر الشمس بن أبي الحسن المصري البندقداري الشافعي الشاذلي الماضي أبوه ويعرف بابن أبي الحسن. ولد في سابع عشري ذي الحجة سنة ثلاث وسبعين وسبعمائة بالبندقدارية من نواحي الصليبة، ونشأ بها فقرأ القرآن على أبيه وحفظ العمدة والحاوي والتوضيح لابن هشام، وعرض على شيوخ وقته وتلا للسبع جمعاً بمكة على عبد الكريم اليماني وتفقه بأبيه والشمس البيجوري وعن أبيه والطشنوفي أخذ العربية وبرع فيهما وفي الأصول مع مشاركة في غيرها وكذا أخذ عن الشمس بن القطان بل سمع في سنة خمس وثمانمائة معه على شيخنا ترجمة البخاري من تأليفه ووصفه بالإمام وسمع على ابن أبي المجد الصحيح ومسند الشافعي وغيرهما؛ وحدث سمع منه الفضلاء قرأت عليه المسند وغيره؛ وكان خيراً ذا فضيلة ومحبة في العلم ورغبة في الحديث وأهله وحرص على التحديث بهمة عالية وعزم جيد، وحج وجاور بالحرمين وأم بالبندقدارية محل سكنه وولي مشيخة فيها. واستمر مثابراً على الخير حتى مات في ليلة السبت سابع عشري جمادى الأولى سنة تسع وستين ودفن من الغد بالقرب من التاج بن عطاء الله رحمه الله وإيانا.
383 محمد بن علي بن أحمد بن خلف بن شهاب بن علي المحب أبو الطيب بن النور المحلي الشافعي الشاذلي ويعرف بابن حميد بالتصغير وبابن ودن - بفتح الواو والمهملة وآخره نون - وسمي بعضهم جد أبيه محمداً والصواب خلف. ولد كما أخبرني به في ثالث عشري رمضان سنة ثلاث عشرة وثمانمائة وقيل بعد ذلك بالمحلة ونشأ بها فحفظ القرآن وصلى به وأربعي النووي والنهاية له في الفقه والحاوي الصغير والرحبية في الفرائض والملحة وألفية ابن ملك وجمع الجوامع، وعرض على شيخنا والبساطي وغيرهما وبحث في الحاوي عند الشرف السبكي والبرهان الأبناسي والشهاب المحلي خطيب جامع ابن ميالة وآخرين وقرأ في الأصول والمعاني والبيان وغيرها من الفنون على العز عبد السلام البغدادي وكذا قرأ على البرهان الكركي وشيخنا وآخرين منهم ابن المجددي قرأ عليه في الفرائض والحساب وغيرها، وسافر إلى الشام فقرأ على ابن ناصر الدين وعائشة ابنة ابن الشرائحي ثم سمع بالقاهرة معي على الرشيدي وغيره؛ وحج وسمع بمكة على أبي الفتح المراغي والتقي بن فهد وذلك في سنة خمس وخمسين وزار بيت المقدس وأذن له بعض شيوخه في الافتاء والتدريس، وتعانى الأدب فتميز وكتب عدة تصانيف منها النجمة الزاهرة والنزهة الفاخرة في نظام السلطنة وسلوك طريق الآخرة ولقبه أيضاً بالجواهر المقعودة في إشارات النحلة والدودة دخل فيه من حيث أن النحلة لا بد لها من أمير نقيمه وتجتمع على رأيه ففي ذلك إشارة إلى أنه لا بد من الملك ومن حيث أن دود القز لا يقتصر على طعام واحد ولا يتسبب وأنه يفطم نفسه بعد الأربعين عن الأكل ويقبل على العزلة ونحو ذلك ففيه إشارات إلى من سلك طريق الآخرة، وقرة عين الراوي في كرامات محمد بن صلح الدمراوي. ومحاسن النظام من جواهر الكلام في ذم الملك الغلام وكتاب في الحدود النحوية وآخر سماه البرق اللامع في ضبط ألفاظ جمع الجوامع في نحو أربعة كراريس، وكان فاضلاً لطيفاً حسن العشرة متواضعاً كتب عنه غير واحد من الفضلاء؛ كتبت عنه قوله:

تشاغل بالمولي رجال فأصبحت

 

منازلهم تنمو بمجـدٍ مـؤثـل

رجال لهم حال مع الله صادق

 

فإن لم تكن منهم بهم فتوسـل

وما أودعته في محل آخر. مات بمكة في عصثر يوم الثلاثاء سادس عشر ربيع الأول أو الآخر سنة خمس وخمسين ودفن بالمعلاة رحمه الله وإيانا.
384 محمد بن علي بن أحمد بن سالم بن سليمان البدر الجناجي - بجيمين الأولى مفتوحة بينهما نون خفيفة نسبة لجناج قرية بين النجرارية وسنهور من الغربية ثم القاهري الأزهري المالكي وربما يعرف هناك بابن وحشي. ولد في سنة ستين أو بعدها تقريباص وحفظ القرآن ونحو النصف الأول من مختصر الشيخ خليل ومن ألفية النحو واشتغل عند داود القلتاوي في الفقه والعربية بل وقرأ على السنهور النصف من توضيحها وسمع عليه غير ذلك وقرأ على الديمي البخاري وسمع على الكمال بن أبي شريف في مسلم وعلى الشاوي في البخاري بحضرة الخيضري؛ وحج غير مرة ولقيني في سنة سبع وتسعين بمكة فقرأ على الموطأ ونحو النصف الأول من الشفا مع سماع باقيه ولازمني في غير ذلك سماعاً وتفهماً واختص بالشمس الحلبي التاجر ثم بأبي الفتح بن كرسون وسافر معه إلى اليمن فحصل بعض ما ارتفق به وعاد بعد أشهر في سنة تسع وتسعين واستمر مقيماً بمكة يقريء ولد المشار إليه بعد رجوع الأب إلى القاهرة ومعه جارية يتقنع بها ولا بأس به.
385 محمد بن علي بن أحمد بن عبد العزيز بن القسم بن عبد الرحمن الشهيد الجمال أبو الخير ويدعى الخضر بن النور أبي الحسن بن الشهاب أبي العباس بن الكمال أبي محمد المدعو بالخضر الهاشمي العقيلي النويري ثم المكي الشافعي والد أبي اليمن محمد الآتي، وأمه زينب ابنة القاضي الشهاب الطبري. ولد في ربيع الأول سنة اثنتين وستين وسبعمائة بمكة ونشأ بها وسمع على جدته فاطمة ابنة أحمد بن قاسم الحرازي والعز بن جماعة والكمال بن حبيب والعفيف النشاوري وابن عبد المعطي والأميوطي وآخرين، وأجاز له اليافعي والأسنائي والصلاح بن ِأبي عمر وابن أميلة وغيرهم، وحدث سمع منه النجم ابن فهد وغيره، وكان قد حفظ التنبيه وغيره وعرض على جماعة وتفقه بالأبناسي وأذن له في الإفتاء والتدريس؛ وناب في الخطابة والقضاء بمكة فناب عنه القاضي أبو حامد المطري ولم يلبث أن صرف بناصر الدين عبد الرحمن بن محمد بن صالح، ودخل اليمن مراراً للاسترزاق؛ وانقطع بمنزلة مدة لنقل بدنه وعجزه عن الحركة حتى مات في ذي الحجة سنة اثنتين وثلاثين بمكة ودفن عند أهله بالمعلاة. وكان شهماً مقداماً جريئاً ضخماً جداً وانصلح بأخرة. ذكره شيخنا في إنبائه باختصار وأرخ مولده في ربيع الآخر والمعتمد ما قدمته. وكذا هو في عقود المقريري.
386 محمد ولي الدين أبو عبد الله المالكي أخو الذي قبله وأمه أم الهدى ابنة محمد بن عيسى بن محمد بن علي العلوي. ولد في رمضان سنة ثلاث وثمانين وسبعمائة بمكة وأحضر في الرابعة على النشاوري وسمع من أبيه وابن صديق وبدمشق من عبد القادر الأرموي وباسكندرية من التاج بن التنسي، وأجاز له التنوخي وأبو هريرة بن الذهبي وأبو الخير بن العلائي وآخرون، وحدث روى عنه النجم بن فهد، ودخل القاهرة ودمشق مراراً والروم واليمن لطلب الرزق وولي إمامة المالكية بمكة وكذا قضاءها عوضاً عن الكمال بن الزين مرتين وناب في حسبتها. وكان عفيفاً في قضائه حشماً فخوراً جميل الهيئة ذا مروءة وأفضال؛ وممن أثنى عليه المقريزي. مات في قضاءها في شوال سنة اثنتين وأربعين بمكة ودفن عند أهله أيضاً بالمعلاة رحمه الله.
387 محمد الكمال أبو البركات الحنفي أخو اللذين قبله وشقيق ثانيهما. ولد في سنة خمس وثمانين وسبعمائة أو التي بعدها بمكة وأحضر على الجمال الأميوطي وسمع من أبيه والشمس بن سكر وابن طولوبغا وابن عمه المحب أبي البركات أحمد بن الكمال النويري، ودخل القاهرة ودمشق مراراً وسمع بدمشق من عبد القادر الأرموي موافقات زينب ابنة الكمال وكذا دخل الروم واليمن للاسترزاق وأجاز له العفيف النشاوري والصدر الياسوفي وابو الهول الجزري وعمر بن أحمد الجرهمي وابن حاتم والصردي وأبو هريرة بن الذهبي وجماعة، وحدث باليسير روى عنه النجم ابن فهد واستجازه لي غير مرة، وناب في حسبة مكة وكذا في القضاء بجدة عن ابن أخيه القاضي أبي اليمن. وكان خيراً ساكناً منجمعاً عن الناس مديماً للتلاوة وللإقامة بمنزله. مات في المحرم سنة اثنتين وخمسين بمكة ودفن عند سلفه بالمعلاة رحمه الله.
 388 محمد بن علي بن أحمد بن عبد الله ناصر الدين الحلبي الأصل القاهري الحنفي ويعرف بلقبه. مات وقد جاز الأربعين في ذي القعدة سنة أربع وسبعين وصلي عليه ثم دفن تجاه الروضة خارج باب النصر، وكان فاضلاً بارعاً مفنناص متقناً ميدماً للاشتغال والأشغال مع الديانة التامة والسكون وعدم التكثر بفضائله والإقبال على شأنه والازدياد من المحاسن بحيث قل أن يكون في أقرانه نظريه. ومن شيوخه الأمين الأقصرائي والشمني والحصني والكافياجي والعز عبد السلام البغدادي والشرواني والكريمي بل وسمع الحديث على الشريف النسابة والنور البارنباري وأم هانئ الهورينية وحضر عندي بعض مجالس الإملاء رحمه الله وعوضه الجنة.
389 محمد بن علي بن أحمد بن عبد المجيب الماضي أبوه. خلفه في المقام الأحمدي بطنتدا وهو صغير جداً حتى مات في سنة اثنتين وأربعين.
390 محمد بن علي بن أحمد بن عبد المنعم بن عبد الرحيم بن يحيى بن الحسن بن موسى بن يحيى بن يعقوب بن نجم بن عيسى بن شعبان بن عيسى بن داود بن محمد بن نوح بن علي بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي بكر المحب بن النور ابي الحسن البكري المصري الشافعي ويعرف بابن أبي الحسن. ولد كما قال في سنة إحدى أو اثنتين وسبعين وسبعمائة بدهروط ونقله أبوه إلى مصر فقرأ بها القرآن ثم حفظ العمدة والتبريزي والحاوي والملحة، وعرض على جماعة وبحث الحاوي على الشمس بن القطان والي الحضانة محمد على البدر الطندي وبعضه على السراج البلقيني والتريزي أو بعضه على النور البكري وسمع بعض دروس النحو على ابن القطان وسمع على ابن رزين والزفتاوي أماكن من الصحيح وعلى النجم البالسي الترغيب للأصفهاني وعلى ناصر الدين بن الفرات الشفا؛ وحدث سمع منه الفضلاء، وحج سنة عشرين ثم سنة سبع وثلاثين ثم في سنة اثنتين وأربعين، وسافر إلى دمياط واسكندرية وقوص، وناب في القضاء من ذي القعدة سنة ست عن الشمس الأخنائي فمن بعده وحصلت له بحة قوية بعد سنة خمس وثلاثين لم يكد يسمع معها صوته. مات في آخر ذي الحجة سنة ثلاث وأربعين بالينبوع وهو راجع من الحج وصلي عليه هناك ثم دفن فيه وقد جاز السبعين بسنتين، أرخه شيخنا في حوادث إنبائه وقال: كان عارفاً بالأحكام متثبتاً في القضايا وقوراً عاقلاً كثير الاحتمال مشاركاً في الفقه لم يشتغل في غيره درس بالبدرية الخروبية بشاطئ النيل نحواً من عشر سنين وتوجه إلى الحجاز في الرجبية فجاور ثم رجع، وذكر لي من أثق به أنه كان كثير الطواف يواظب على خمسين أسبوعاً في كل يوم؛ قال وهو من قدماء معارفنا وأهل الاختصاص بنا فالله يعظم أجرنا فيه ويبدلنا به خيراً منه، قال: وقد غبطته بما اتفق له من حسن الخاتمة بالحج والاعتمار والمجاورة وزيارة الحضرة الشريفة النبوية والموت عقب ذلك في الغربة رحمه الله وإيانا. قلت: وقول البقاعي إنه من قضاة السوء على ما نقلوا قاله لغرض على جاري عوائده وإلا فقد علمت بطلانه.
 391 محمد بن علي بن أحمد بن عبد الواحد بن عبد المغيث الشمس الأبياري ثم القاهري الشافعي ويعرف بابن المغيربي - بميم مضمومة ثم معجمة مصغر نسبة لجده فإنه كان كأسلافه مغربياً ثم تحول منها انتقل أبوه عن مذهبهم، وسمى بعضهم جد أبيه عبد المؤمن بن عبد البر بن محمد بن القسم بن ربيعة بن عبد القدوس. ومن املائه هو كتبت ما أسلفته وقال لي أنه ولد في سنة سبع وسبعين وسبعمائة بأبيار ونشأ بها فحفظ القرآن وبعض المنهاج الفرعي؛ ثم قدم القاهرة فأكمله وألفية النحو والملحة والشذرة الذهبية والمقصورة الدريدية وبحث بأبيار ألفية ابن معطي على التاج محمد القروي وأقام بالقاهرة عند الأبناسي الكبير وبحث عليه المنهاج وكذا لازم البلقيني في بحثه والغماري والبدر الطنبدي في العربية وغيرها وآخرين بل بحث العضد والتلخيص على قنبر وصحب محمداً العطار خاتمة مريدي يوسف العجمي وناب عن الصدر المناوي بالقاهرة وفي أبيار وعملها عن الجلال البلقيني ثم أعرض عنه مع حلفه بالطلاق على عدم قبوله وكذا عرض عليه الزين عبد الباسط ضبط الشؤون السلطانية فأبى تعففاً وتورعاً مع كثرة المتحصل من هذه الجهة وكان قبل ذلك تكسب بالشهادة وقتاً بعد ثبوت عدالته على العز البلقيني والد البهاء، وباشر الشهادة بالاسطبل وصحب الظاهر جقمق قبل تملكه، فلما استقر اختص به ومال إليه فصار من ذوي الوجاهات وأثرى وكذا اختص بولده الناصري محمد مع مزيد رغبته في التقلل من التردد إليهما، وحج مراراً وجاور اجتمعت به غير مرة وكتبت عنه من نظمه ما طارح به شيخنا مما أودعته الجواهر والمعجم وغير ذلك. وكان خيراً ديناً ساكناً منعزلاً عن أكثر الناس سيما بأخرة حسن المحاضرة متقدماً في حل المترجم وله في تلعمه حكاية أوردتها في المعجم مع حكاية غريبة اتفقت له مع ابن زقاعة وكونه تطارح مع المجد بن مكانس وغيره. مات وقد أسن في ليلة الأربعاء عاشر المحرم سنة تسع وستين وصلي عليه من الغد ودفن بحوش جوشن رحمه الله وإيانا.
392 محمد بن علي بن أحمد بن عثمان بن عبد الرحمن بن عثمان المحب بن النور البلبيسي الأصل القاهري الأزهري - إمامه وابن أئمته - الشافعي الماضي أبوه وجده وجد أبيه. حفظ القرآن وتلاه على أبيه للسبع إفراداً وجمعاً، ولازم مجلس شيخنا للسماع في رمضان خاصة، وأم بعد أبيه بالجامع وكان يدفع عن مباشرتها بنفسه لعدم تصونه. وآل أمره إلى أن كف وانقطع مدة، ثم مات في ثامن عشري رمضان سنة تسع وثمانين بعد توعك طويل واستقر ابنه يحيى في الإمامة وكان قد ناب عنه في حياته وأظنه جاز الستين عفا الله عنه.
393 محمد بن عل بن أحمد بن عمر بن علي بن مجاهد بن ربيعة بن فتوح البدر الدجوي الأصل القاهري الشافعي. نشأ بالقاهرة فحفظ القرآن والمنهاج وألفية النحو وغيرها واشتغل يسيراً وقرأ على المناوي في شرح البهجة وعلى البكري في الروضة وفي المباديء على الشمسين ابن العماد والأبناسي وكذا أخذ عن الخواص في العربية والعروض وغيرهما وحضر عند العلم البلقيني وكتب قليلاً على ابن حجاج وتكسب بالشهادة وتخرج فيها وفي التوقيع بخاله غرس الدين الأمبيهي وباشر التوقيع بباب أبي الخير النحاس بل ناب في القضاء عن العلم فمن بعده مسئولاً بذلك وعمل النقابة لابن حريز وتمول من ذلك كله وحج، وكان شهماً عالي الهمة بهي الهيئة، عمل لغزاً في سعادات كتبه عنه بلديه الزين الدجوي وهو المفيد لأكثر ترجمته. مات في رابع ذي القعدة سنة سبعين بعد تعلله مدة رحمه الله.
محمد بن علي بن أحمد بن فضل الله بن أبي بكر بن عبد الله. مضى فيمن جده أحمد بن أبي بكر.
 394 محمد بن علي بن أحمد بن محمد بن أحمد بن عبد القادر البدر ويلقب قديماً بالمحب بن النور أبي الحسن المنوفي الأصل القاهري البهائي الشافعي شقيق أحمد الماضي وأبوهما وجدهما وأمهما ابنة ابن حلفا الضرير. ولد تقريباً سنة سبع وأربعين وثمانمائة ونشأ في كنف أبويه وقرأ القرآن والعمدة وعرضها على جماعة كالمناوي والعلم البلقيني وكاتبه، وأجاز له ولأخيه باستدعائي شيخنا وابن الفرات وآخرون وقرأ علي قليلاً في البخاري وربما حضر دروس الزين الأبناسي وجلس مع أبيه شاهداً وتولع بالنظم وله فيه نوع فهم، وكان أحسن حالاً من أخيه. مات في ذي الحجة سنة تسع وثمانين بعد أبيه بأشهر ودفن بتربة تجاه أرغون بأسفل الكوم عفا الله عنه.
395 محمد بن علي بن أحمد بن محمد أبو عبد الله اللواتي المغربي التونسي المالكي. ولد في ثالث عشري جمادى الثانية سنة تسع وأربعين وثمانمائة بتونس ونشأ بها فجود القرآن على محمد بن العربي وتلا به علي لنافع وأخذ في الفقه عن المحمدين الزلديوي والقلشاني قاضي الجماعة والواصلي وابن عقبة وابن قاسم الرصاع وإبراهيم الأخدري وفي العربية عن إبراهيم الباجي أحد عدول تونس ومنصور سوسو راوي الحديث بجامع الزيتونة والشريفة أمه وغيرهما وفي أصول الفقه عن أحمد حلولو وفي أصول الدين عن محمد اللباد في آخرين. وقرره السلطان في شهادة ديوان البحر وفي شهادة الشمع ومعناها تحكير بيعه وفي كتابة السر عند خليفته بتونس لتوالي مدحه له، وحج في سنة سبع وسبعين مع القلشاني شيخه ودخل مصر فيها ثم وصثل مكة من البحر في أوائل جمادى الثانية سنة أربع وتسعين ولقيته بها وقد تبرم من كل ما سلف ومقبل على التصوف والسلوك مديم للتلاوة والعبادة تارك للرعونات وسمع على أشياء ثم أنشدني لنفسه بديهة:

حبر المعاني صادق الأنـبـاء

 

نقلتـه آبـاء عـن الأبـنـاء

قد صححوه عن الثقات صححوا

 

أن السخاوي أوحد العلـمـاء

وقوله:

يا رب عبدك قد وافى المقام وفـي

 

والحجر والحجر المعلوم والحرمـا

وطاف بالبيت في حال الصفا وسعى

 

ودون موقفه حال الزمـان بـمـا

فجد عليه بيمـن الأمـر ينـج بـه

 

من كل معضلة يا مالكي كـرمـا

وقوله أول قصيدة نبوية:

طريق الهدى بانت أهيل مودتي

 

بمولد خير الخلق كنزي وعدتي

واشترى داراً بمكة وعمرها وامتحن بها في أوائل ذي القعدة بزعم زوج ابنته المعترف بما يقتضي اختلاقه أنه سكن ببيت ابن عليبة في اسكندرية وأنه وجد في جداره أربعة آلاف دينار فرسم عليه الباش وسجنه وتكلف له ولأتباعه نحو ثلاثين ديناراً وأطلق بضمان الشهاب بن حاتم له حتى يجيء أمير الحاج ثم بدا لهم فأمسكوه وأعيد للسجن أيضاً واستمر به هو والمرافع حتى خلص؛ وفارقته هناك ثم لقيته بها وبالمدينة ومعه والدته وولده وبعض العيال وعظم اغتباطه بي ولازمني رواية ودراية وامتدحني بقصيدة طويلة كتبها بخطه وأسمع ولده علي، وهو على خير كثير تلاوة وعبادة وانجماعاً ويلاطف أحبابه ونحوهم بالطلب، ورجع في سنة تسع وتسعين لمكة بسبب ابنة له توفيت كانت تحت بعض بني العزي بن المراجلي ثم عاد إلى المدينة.
396 محمد بن علي بن أحمد بن محمد المحب أبو البركات بن النور القاهري الحنفي الماضي أبوه، ويعرف بابن الصوفي. ولد في رمضان سنة ست وستين وثمانمائة ونشأ فحفظ كأبيه القرآن والعمدة والكنز والمنار وألفية ابن ملك وعرض علي ف الجماعة. وحج مع أبيه سنة اثنتين وثمانين وجاور التي تليها واشتغل قليلاً وجلس عند أبيه وزوجه ابنة الشمس محمد بن الأهناسي ثم فارقها.
397 محمد بن علي بن أحمد بن محمد الدواخلي الصغير نزيل جامع الغمري. ممن سمع علي في سنة خمس وتسعين.
398 محمد بن علي بن أحمد بن موسى فتح الدين أبو الفتح الأبشيهي المحلي والد الشهاب أحمد والبدر محمد. نشأ فحفظ القرآن وغيره وتفقه بالولي بن قطب وأخذ الفرائض عن ناصر الدين البارنباري وتميز فيها؛ وناب في قضاء المحلة وصاهر قاضيها الشهاب بن العجيمي على ابنته وحج وجاور في سنة خمس وخمسين وسمع هناك على التقي بن فهد وأبي الفتح المراغي. مات بالمحلة في شوال سنة ثمان وستين عن ثمان وستين سنة.
 399 محمد بن علي بن أحمد بن هبة الله الأموي السكندري ابن أخي الجمال محمد بن أحمد بن هبة الله المذكور في التي قبلها، ويعرف بابن البوري. ولد في رمضان سنة أربع وعشرين وسبعمائة وسمع على ابن المصفي وأبي الفتوح بن الفرات وآخرين سداسيات الرازي وقرأ بها عليه مع غيرها شيخنا وترجمه في معجمه، وذكره المقريزي في عقوده فقال: محمد بن علي بن هبة الله وقال أنه حدث عن محمد بن أبي بكر بن عبد المنعم بن علي بن ظافر بسماعه من منصور بن سليم وكذا حدث عن غيره وقدم القاهرة قديماً ونزل بجوارنا وصحبناه مدة. ومات بالثغر سنة اثنتين.
400 محمد بن علي بن أحمد بن هلال بن عثمان المحب الدمشقي الحنفي بن القصيف الماضي أبوه. ناب عن العلاء بن قاضي عجلون في القضاء بدمشق ثم عن الشرف بن عيد أياماً تم عزله واستقل به بعد التاج بن عربشاه في أواخر شوال سنة خمس وثمانين فدام دون سنة ثم صرف بإسماعيل الناصر في رجب من التي تليها ودام مصروفاً. وقد جاور بمكة وسمعت من يذكره بسوء كبير مع جهل، ورأيت بخطي أن أباه كان شافعياً.
401 محمد بن علي بن أحمد البدر أبو عبد الله بن أبي الحسن بن القاضي الشهاب أبي العباس الجعفري الدمشقي الحنفي. اشتغل وتميز وسمع في سنة سبع وثمانين وسبعمائة بلدانيات السلفي على التاج أبي العباس أحمد بن محمد بن عبد الله بن الحسن بن محبوب الشافعي وحدث بها قرأها عليه ناصر الدين بن زريق بحضرة الحافظ ابن ناصر الدين وغيره في سنة أربعين ووصفه في ثبته بالسيد الإمام العالم العلامة الأوحد القدوة، وناب في القضاء بدمشق مدة طويلة عن ابن الكشك ثم استقل به مسؤلاً، وكان عفيفاً عالماً. مات في يوم الأربعاء سابع عشري صفر سنة أربع وأربعين ودفن بسفح قاسيون بالقرب من المدرسة المعظمية وكانت جنازته حافلة. أرخه ابن اللبودي ووصفه أيضاً بالسيد العالم القاضي وكذا أرخه غيره وقال إنه ناهز الثمانين وخلف كتباً كثيرة نفيسة تزيد على ألفي مجلد.
402 محمد بن علي بن أحمد بهاء الدين الحسني القاهري أخو الكمال عبد اللطيف الماضي ويعرف بابن أخي المحيريق. كان يجيد التعبير وأظنه كان يشهد ثم أضر، ومات في ربيع الأول سنة إحدى وتسعين. ويحرر اسمه.
محمد بن علي بن أحمد التقي بن الأمين المصري. مضى فيمن جده أحمد بن الأمين.
403 محمد بن علي بن أحمد الشمس بن النور بن الشهاب المنوفي ثم القاهري الفاضلي الشافعي الفرضي ويعرف بابن مسعود. ولد تقريباً سنة عشرين وثمانمائة بمنوف ونشأ بها فحفظ القرآن وكتبا منها المنهاج وأخذ الفقه عن العلاء القلقشندي والعلم البلقيني والطبقة والفرائض عن البوتيجي وأبي الجود ونحوهما وسمع على شيخنا وغيره؛ وهو ممن سمع في البخاري بالظاهرية القديمة ولازم بأخرة الجلال البكري في دروسه وكذا أبا السعادات البلقيني في آخرين؛ وقصدني مرة للاستفتاء في حديث نازعه بعضهم فيه وأغلظ عليه فنصرته. وكان ساكناً خيراً ذا فضيلة في الفرائض والحساب أقرأ فيهما الطلبة. وناب في القضاء عن العلم البلقيني فمن بعده وجلس بحانوت بالقرب من وكالة قوصون ولكنه لم يتهالك على ذلك بل كان جل استرزاقه من الشهادة ومن جهات خفيفة كالتصوف بسعيد السعداء والإمامة بالفاضلية مع طلب فيها بل وقطنها. وحج وزار في صغره القدس والخليل وكان ضعيف البصر. مات في ليلة الأربعاء ثامن ربيع الأول سنة ثمان وثمانين وصلي عليه من الغد ودفن بالروضة خارج باب النصر رحمه الله.
 404 محمد بن علي بن أحمد الشمس النور البتنوني الأصل القاهري الشافعي والد ولي الدين محمد ويعرف بالبتنوني. كان جده من جماعة الجمال يوسف العجمي فلما مات انتمى ولده أبو صاحب الترجمة مع إخوته له ولم يلبث أن مات الشيخ فنشأ على خير وستر وأقرأ المماليك في الأطباق، استقر في عدة مباشرات. وكان مولد ولده هذا تقريباً في سنة ثلاث وعشرين بالقاهرة ونشأ بها في كنف أبويه فحفظ القرآن والعمدة والمنهاج، وعرض على جماعة كشيخنا ومات والده وقد قارب المراهقة فقرر في جهاته كالمباشرة بطيلان وبالحلي والظاهر وبهادر المعزي وغيرها كالحسنية فلم يحسن السير ولكنه انتمى لأبي البقاء بن العلم البلقيني ثم للصلاح المكيني ربيب العلم. واجتهد في التحصيل من أي وجه كان مع تسلطه في أيام العلم فمن بعده على ضعفاء المستحقين في الأوقاف التي تحت مباشرته بالقطع ونحوه وإيذائه لأهل الذمة لكونه يتكلم على مسجد بالقرب من كنيسة حارة زويلة وأخذه منهم بالرهبة والرغبة حتى أثرى وأنشأ بجواري ملكاً ارتكب فيه السهل والوعر؛ كل ذلك مع تعرضه للأكاب حتى أنه نافر المكيني بعد موت عمه ونسي كل أمر كان منه في حقه وصدق قول القائل: من أعان ظالماً سلط عليه. ولزم من ذلك إغراؤه البباوي في أيام تسلطه عليه فوثب عليه وثبة كاد يهلكه فيها فترامى علي مع كثرة أذيته لي حتى خلصته. واستمر على طريقته حتى مات في ثاني عشري صفر سنة سبع وسبعين وصلي عليه من الغد ثم دفن بحوش سعيد السعداء عفا الله عنه وإيانا. محمد بن علي بن أحمد الشمس بن الركاب. مضى فيمن جده أحمد بن أبي البركات.
405 محمد بن علي بن أحمد الشمس الزيادي - بالتشديد - القاهري الشافعي أخو أحمد الماضي وهذا أسن وأخير. ولد قبيل سنة أربعين تقريباً بالصحراء وقرأ القرآن وجوده عند الفقيه النور السنهوري والعمدة والشاطبية والمنهاج. وعرض على شيخنا والقاياتي وابن الديري وحضر دروس البكري وزكريا بل والمناوي وقرأ علي في البخاري ولازمني في غيره، وحج في البحر رفيقاً لابن أبي السعود وجاور بمكة والمدينة وسمع على التقي بن فهد وغيره وكذا زار القدس والخليل وتنزل في بعض الجهات وأذن في الجمالية وغيرها وربما قرأ في الجوق ثم تركه ونعم هو.
406 محمد بن علي بن أحمد الشمس الشغري الحلبي نزيل مكة، سمع مني بها.
407 محمد بن علي بن أحمد المحب أبو الطيب الفارقي الشاذلي، أظنه ابن فكيك. لازم مع أبيه الولي العراقي في أماليه. محمد بن علي بن أحمد المحب الدمشقي الحنفي ويعرف بابن القصيف. مضى قريباً فيمن جده أحمد بن هلال.
408 محمد بن علي بن أحمد الموفق المحلي الأصل الغزي المولد والدار الحنفي. أصله من المحلة فتحول والده منها غضباً من أقاربه إلى غزة فولد له هذا ونشأ طالب علم فأخذ عن ناصر الدين الإياسي رفيقاً للعلاء الغزي إمام إينال وكان قد اختص أيضاً بإينال وأقرأ أولاده. ومات بعد أن أسند وصيته لرفيقه المشار إليه، وتزوج الصلاح الطرابلسي ابنته بعد موته واستولدها، وكان خيراً رحمه الله وهو ابن عم علي بن محمد بن أحمد بن شيخون المدولب الماضي.
محمد بن علي بن أحمد ناصر الدين الحلبي الأصل الحنفي. فيمن جده أحمد بن عبد الله.
409 محمد بن علي بن أحمد ناصر الدين الخطيري ثم القاهري نزيل الصالحية. ممن خدم البدر البغدادي وتنزل في جهات وباشر في أوقاف الحنابلة وغيرها؛ وهو خير كثير التلاوة ممن سمع الحديث على جماعة منهم أم هانئ الهورينية ومن أحضرناه معها وكان معه ابنه محمد. محمد بن علي بن أحمد قاضي المالكية بمكة أبو عبد الله النويري. فيمن جده أحمد بن عبد العزيز بن القسم.
410 محمد بن علي بن أحمد بن البرلسي، ممن عرض عليه خير الدين بن القصبي بعيد الخمسين بأبيار. محمد بن علي بن أحمد البرديني ثم القاهري؛ ممن سمع على شيخنا وسيأتي محمد بن محمد بن عبد الله البرديني فيحرر.
محمد بن علي بن أحمد الزراتيتي. في ابن علي بن محمد بن أحمد.
411 محمد بن علي بن أحمد الزواوي القباني شيخ جماعته وأخو شعبان الماضي. له ذكر فيه. مات قريب الستين.
412 محمد بن الفقيه علي بن أحمد السفطي ويعرف بابن مشيمش؛ ممن سمع مني.
413 محمد بن علي بن أحمد المحب الشرنوبي القاهري الشافعي سبط الزاهد وأحد النواب. مات في ذي القعدة سنة تسعين وكان ثقيل السمع.
 414 محمد بن علي بن أحمد العتال، ممن سمع مني بمكة في سنة ست وثمانين.
415 محمد بن علي بن أحمد العذري المالكي. شهد على بعض القراء في إجازة كتبها بخطه أرخها في سنة تسع وثلاثين.
416 محمد بن علي بن أحمد النجاري أحد جماعة أبي العباس بن الغمري. قرأ القرآن وحصل بعض الدروس وسمع مني في الإملاء وغيره وجاور بالحرمين مدة.
417 محمد بن علي بن إدريس بن أحمد بن محمد بن عمر بن علي بن أبي بكر بن عبد الرحمن العلوي التعزي الزبيدي الشافعي والد أبي الطاهر محمد الآتي. انتفع به ولده في الفقه وغيره وسمع عليه كثيراً. وهو من أهل هذا القرن لكن ما رأيت ترجمته.
418 محمد بن علي بن إسماعيل بن رضوان الشمس المحلي ثم الأزهري الخطيب. مولده قبيل الخمسين بالمحلة وحفظ بها القرآن عند الفقيه أحمد بن خليدة وقرأ لأبي عمرو على الشيخ عبد الله الضرير، ثم قدم القاهرة واشتغل عند البكري والعبادي وغيرهما كالزين الأبناسي وقرأ علي كثيراً في البخاري وغيره وكذا قرأ على الديمي وجود الخط القرآن وقرأ به في الأجواق رياسة وغيرها، وتكسب بالشهادة وقتاً وقرأ على العامة بالأزهر وغيره، واختص بتمر الحاجب وأم به بل سافر معه في توجهه مع العسكر لسوار أولاً وثانياً وكذا انتمى لجانبك حبيب وسافر معه إلى الروم حين كان الرسول لصاحبه في سنة تسعين وزار في رجوعه بيت المقدس والخليل ولشاهين الجمالي وسافر معه إلى المدينة النبوية حين ولي مشيخة الخدام بها وجهزه من هناك إلى العجم لأوقافها ولخير بك من حديد وقرره شيخ سبعة مع الذكر بالأزهر وله في ذلك كله حكايات، وصار يتجر في غضون ذلك، وعنده سرعة حركة وخفة روح.
419 محمد بن علي بن إسماعيل بن عمر بن عبد الرحمن أبو اليمن بن العلاء المقدسي الأصل المصري المولد الشافعي. ولد في ليلة نصف ذي القعدة سنة تسع وثلاثين وثمانمائة وحفظ القرآن والشاطبية وغيرها وأخذ القراآت عن الشهابين السكندري والشارمساحي والشمس بن العطار والتاج عبد الملك الطوخي وابن عمران والشمس محمد بن محمد بن أحمد البقاعي الآتي والهيثمي والسنهوري وآخرين؛ وقرأ بعض البخاري على ابن الديري وغيره وسمع بقراءتي في الكاملية ختم مسلم على النسابة والبارنباري وغيرهما وقبل ذلك ختم البخاري بالظاهرية. وأجاز له العلم البلقيني وعبد السلام البغدلادي وآخرون.
420 محمد بن علي بن إسماعيل فتح الدين المشائي الشافعي. شرح الحاوي واختصر الروضة وغيرهما وكان قاضي المرتاحية مقيماً بالمدرسة الغربية بإشموم طناح بالقرب من منية ابن سلسيل، وله من التصانيف سوى ما ذكر أيضاً واقرأ الطلبة فكان ممن قرأ عليه عبد الرحمن بن علي والد التقي بن وكيل السلطان؛ ورأيته كتب شيئاً أرخه في سنة أربع وتسعين فيحتمل أن يكون تأخر إلى هاذ القرن. محمد بن علي بن إسماعيل أبو الفتح بن الريس. مضى فيمن جده أحمد بن إسماعيل قريباً.
 421 محمد بن العلاء علي بن الأتابك إينال اليوسفي أخو أحمد الماضي. رباه الظاهر جقمق لكونه كان قبل اتصاله بالظاهر برقوق مملوكاً لأبيه ولما كبر صيره من مماليكه فلم يلبث أن أعرض عن زي الجندية وتشبه بالفقراء وصار يسأل الناس ودام على ذلك زمناً فلما تسلطن الظاهر أمره بالعود لزيه الأول فامتنع لكنه صار يركب حماراً ويطلع إلى القلعة ويتردد إلى الأكابر ويتناول منهم بالرغبة والرهبة بحيث اشتهر طمعه ودناءة نفسه ثم ركب الفرس وصار أمير شكار بل أمير عشرة مضافاً لعدة أقاطيع حلقه ولم يكتف بذلك حتى أنهى للسلطان أن منظرة الخمس وجوه المقاربة لكوم الريش ظاهر القاهرة المعروفة بالتاج والسبع وجوه التي تكلف المؤيد في تجديدها فيما قيل نحو عشرين ألف دينار وتكرر نزوله لها يقع فيها فواحش من المتفرجين والمقيمين فأمره بهدمها ففعل وصار مكانها موحشاً بعد أن كان قصراً فريداً واستولى على أنقاضها وباع منها ما يفوق الوصف بل بنى من بعضها مكاناً على كوم القنطرة الجديدة صار حقيقة مأوى الفاسقين غالباً وكذا بنى داراً بصليبة الحسينية ومدرسة بجانبها وجامعاً تجاهها للجمعة والجماعات وتربة تجاه تربة كنبوش؛ وضعف مرة فأمر الظاهر أعيان العسكر بعيادته فامتثلوا رضاً أو كرهاً وبالغ في التكرم حين عافيته بل كان الإعطاء والسماح غالباً دأبه وقد شح على المستحقين. وبالجملة فهو نهاب وهاب ولما مات الظاهر أخرج الأشرف إمرته عنه ومنعه من الأمير شبكارية وانحط جانبه فتحرك ابنه المؤيد لمطالبته بالأنقاض المشار إليها فهرب ثم وجد فرسم عليه ووزن نحو ألف دينار ثم اختفى ثم ظهر بعد مدة ولزم داره مدة. وكان طويلاً كبير اللحية والشوارب أهوج يستدل ناظره بهيئته على خفة عقله يظهر تديناً واعتقاداً في الصالحين والعلماء وربما قرأ على ابن الهمام ف القدوري بل قرأ من قبله علي منها الحنفي. مات في سنة أربع وسبعين بصفد أو نواحيها عفا الله عنه.
422 محمد بن علي بن أيوب بن إبراهيم أبو الفتح البرماوي الأصل المدني المولد المكي الدار الماضي أبوه ويعرف كهو بابن الشيخة ويقال له المدني لكونه ولد بالمدينة، ونشأ بمكة فحفظ القرآن وغيره وأسمعه أبوه على أبي الفتح المراغي والتقي بن فهد وغيرهما وأجاز له جماعة وتكرر قيامه بالقرآن في كل سنة بحاشية الطواف. وليس بالمرضي وأموره زائدة الوصف.
423 محمد بن علي بن أبي بكر بن إبراهيم بن أحمد الشمس البكري القاهري الحسيني الشافعي القادري ويعرف بالبكري. ولد قبل القرن بالمقس وحفظ القرآن عند الشمس بن الخص وحضر دروس الشهاب المحلي خطيب جامع ابن ميالة والبهاء بن الحارس المحلي الفرضي وسمع على شيخنا وغيره بل تردد إلي في الإملاء وغيره وأخذ عن معتوق القادري نزيل ميدان القمح وانعزل عن الناس مع سكون وبهاء واعتقده طائفة كأبي السعادات البلقيني. وهو في سنة تسع وتسعين في الأحياء.
424 محمد بن علي بن أبي بكر بن أحمد بن عطاء الله الشمس الرشيدي الشافعي ويعرف بابن عطاء الله. حفظ القرآن وغيره واشتغل قليلاً وتردد إلى القاهرة وسمع على شيخنا وغيره وجاور معنا في سنة إحدى وسبعين فسمع مني كثيراً من تصانيفي وغيرها.
425 محمد بن علي بن أبي بكر بن أحمد بن علوش الدمشقي نزيل الصالحية الزهري النساج. ولد قبل سنة سبعين وسبعمائة وسمع من لفظ المحب الصامت قطعة من مسند عثمان من أبي يعلى وحدث وأخذ عنه النجم بن فهد. مات قريب الأربعين أو قبلها.
426 محمد بن علي بن أبي بكر بن إسماعيل المصري المكي الجوخي الفراش بالمسجد الحرام والمكبر بمقام الحنابلة وفي رمضان على زمزم. مات بمكة في ذي الحجة سنة ثلاث وأربعين. أرخه ابن فهد.
 427 محمد بن علي بن أبي بكر بن محمد بن أبي بكر بن عبد الله بن عمر بن عبد الرحمن بن عبد الله القاضي الجمال أبو عبد الله الناشري. ولد سنة خمس وثمانين وسبعمائة وأخذ عن أبيه وعمه ابن عمه ومما قرأه على عمه الشهاب أحمد المختصرات الثلاثة والوجيز وسمع عليه الوسيط والمهذب وجود الفرائض والحساب مع العلامة على بن أحمد الجلاد وسمع المجد الفيروزابادي وابن الجزري في آخرين، وحج غير مرة وزار ماشياً وحمل هناك عن الجمال بن ظهيرة وابن سلامة والزين المراغي وانتفع به جماعة، وولي إمامة الصلاحية بزبيد وتدريس الأشرفية بها وناب عن أبيه في الأحكام. وممن قرأ عليه في الفرائض والحساب أخوه القاضي حافظ الدين عبد المجيد وولده المقري عفيف الدين وآخرون، ذكره العفيف الناشري وما رأيته أرخ وفاته.
428 محمد بن علي بن أبي بكر بن علي المحب الكناني السيوطي الشافعي والد أبي السعود الآتي ويعرف بابن النقيب. ولد سنة ثمان وثمانمائة تقريباً، واشتغل وحصل ومن شيوخه القاياتي بل أخذ بمكة في القراآت عن ابن عياش ومحمد الكيلاني. وكان ديناً متعبداً. مات في ربيع الأول سنة ست وخمسين بأسيوط ودفن تجاه أبي بكر الشاذلي رحمه الله.
429 محمد بن علي بن أبي بكر بن محمد الخواجا الكبير الشمس الحلبي ثم الدمشقي والد حسن وعمر الماضيين ويعرف بابن المزلق - بضم الميم وفتح الزاي المنقوطة واللام المشددة - كبير التجار الدمشقيين. مات وقد زاد على الثمانين في تاسع عشر جمادى الأولى سنة ثمان وأربعين وثمانمائة وصلي عليه بالجامع الأموي ودفن بتربته خارج باب الجابية وكانت جنازته حافلة حضرها النائب فمن دونه من الأعيان وهو صاحب المآثر الكثيرة بدرب الشام كعدة خانات وإصلاح كثير من طرقاته وغير ذلك وأوصى بثلث ماله ويبدأ منه بتكملة عمارة خان الأرنبية وتنظيف وعرة سعسع ثم ما فضل منه يقسم بين فقراء مكة والمدينة وبيت المقدس ودمشق بالسوية رحمه الله وإيانا.
430 محمد بن علي بن أبي بكر بن موسى الشمس العسقلاني الأصل السندبسطي المحلي ثم القاهري الشافعي الناسخ الشاهد الواعظ، ويعرف بابن دبوس. ولد سنة اثنتين وعشرين وثمانمائة بسندبسط وانتقل منها إلى المحلة فنشأ بها وحفظ القرآن ومختصر أبي شجاع والوردية النحوية وغيرها واشتغل قليلاً وولي العقود وربما عمل الميعاد وداوم النسخ ثم تحول إلى القاهرة فتكسب شاهداً بباب الصالحية وأحياناً بالمواعيد وربما مدح بعض الرؤساء وقد كتبت عنه في المحلة قوله في رثاء شيخنا: بكت سماء وأرض عليك يا عسقلاني لكننا نتسلى إذ ما سوى الله فاني.
431 محمد بن علي بن أبي بكر بن ناصر الشمس أبو النجا الأبحاصي الأزهري الشافعي. ممن سمع مني.
محمد بن علي بن أبي بكر الجمال الشيبي. يأتي فيمن جده محمد بن أبي بكر بن محمد.
432 محمد بن عل بن أبي بكر الشمس بن نور الدين بن مخلص الدين الفاوي ثم القاهري الأزهري الحسيني الشافعي. اشتغل ولازم البكري في الفقه وأنجب وتردد إلي حتى سمع غالب ترجمة النووي وغيرها. كل ذلك وهو يتجر في سوق الشرب حتى مات في ذي الحجة سنة إحدى وثمانين عن نحو الأربعين رحمه الله.
433 محمد بن علي بن أبي بكر الشمس أبو الفضل المصري الشافعي الأديب قدم حلب في سنة ثمان وثمانمائة وعلى يده كتاب من قاضي حماة العلاء بن القضامي إلى أبي الوليد بن الشحنة ووصفه فيه بالعالم العامل الأديب الفاضل ونزل بالمدرسة السلطانية وأثنى أبو الوليد على فضيلته في الأدب، ودخل القاهرة وكان فيها سنة تسع. ومن نظمه مما كتبه عنه ابن خطيب الناصرية:

ما صنيعي في الذي أحبه

 

ذهبت أيام عمري غلطا

وخطا الشيب برأسي ليتني

 

أنذر النفس بشيب وخطا

وقوله:

تعارضني الأيام على مشـيبـي

 

وهد الحب لست له بـنـاقـض

فقلت لهم ولو قاسى الـذي بـي

 

صغير السن شاب من العوارض

محمد بن علي ابن أبي بكر الشمس البكري مضى قريباً فيمن جده أبو بكر بن إبراهيم بن أحمد.
 434 محمد بن علي بن أبي بكر الشمس بن النور البويطي الأصل القاهري كاتب العليق وابن كاتبه وخال البدر السعدي القاضي الحنبلي. مات عن أزيد من خمسين سنة في ربيع الأول سنة سبع وسبعين وصلي عليه ثم دفن بتربته التي أنشأها بالقرب من مشهد الست زينب خارج باب النصر وكان قد برز للقاء العسكر وزار بيت المقدس ثم رجع وهو متوعك فأقام يسيراً ثم مات وهو ممن باشر كتابة العليق نيابة في الأول عن أخيه لأمه سعد الدين محمد الماضي وغيره ثم استقلالاً واستهلك ما معه بسببها حتى افتقر وأقام مدة خاملاً قانعاً باليسير مع احتشامه وتودده وعقله عفا الله عنه.
435 محمد كريم الدين البويطي الأصل القاهري الزيني نسبة لخال أمه عبد القادر الماضي الحنبلي وهو أخو الذي قبله وخال البدر السعدي بل وابن عمته أيضاً ويعرف بلقبه. ولد تقريباً سنة ست وعشرين وثمانمائة ونشأ فتعلم المباشرة وخدم بها في عدة أماكن ولازم خال أمه النور البلبيسي فتدرب به في مطالعة التواريخ وشبهها وصار يحفظ كثيراً من الحكايات والأشعار والنكت بل واعتنى بأنواع الفروسية من الثقاف والرمي ونحو ذلك وبرع وغزا غير مرة، وكذا حج مراراً وجاور وحفظ الخرقي بل ومنظومة العز القدسي قاضي الشام الألفية التي أفرد فيها مفردات أحمد، وحضر دروس القاضي عز الدين الكناني وسمع عليه في المسند وغيره وكذا سمع على شيخنا وجماعة، وجلس بأخرة - لما ولي ابن أخته القضاء - مع الشهود ولم يحصل على طائل مع اشتماله على فضائل وكذا لعبد الغني بن الجيعان به مزيد اعتناء. مات في ليلة الاثنين خامس ربيع الآخر سنة ثمان وثمانين وصلي عليه من الغد في رحبة مصلى باب النصر ثم دفن بحوش سعيد السعداء عند أمه رحمه الله وإيانا.
436 محمد بن علي بن أبي بكر الحضرمي اليماني الشافعي الأشرم. ممن لقيني بمكة في رمضان سنة سبع وتسعين وحضر سماع السيرة وغيرها وذكر لي أنه شرح الإرشاد في اثني عشر مجلداً قال غيره لوما نهبت جبن كان الشرح من جملة ما نهب فأخذه شخص من الطلبة يقال له ابن مسمار من المنتمين لعامر بن عبد الوهاب وغسله حسداً بعد أن قرر مع عامر أن مؤلفه من جهة بني عامر بن طاهر المباينين لعامر فلم يلبث ابن مسمار سوى يومين أو أقل وغرق في بركة ببيت عامر ومات فعد ذلك كرامة والله أعلم ولما حج هذا رجع لبلاده.
محمد بن علي بن أبي بكر الشيبي. في ابن علي بن محمد بن أبي بكر.
437 محمد بن علي بن جار الله بن زادئ السنبسي المكي ويعرف بالاستر مات بمكة في شعبان سنة ثلاث وثمانين. أرخه ابن فهد.
 438 محمد بن علي بن جعفر بن مختار الشمس أبو عبد الله القاهري الحسيني الشافعي ويعرف بابن قمر. ولد مزاحماً لرأس القرن - واختلف قوله في تعيينه بل كتب بخطه نقلاً عن أمه أنه في أثناء سنة ثلاث وعليه اقتصر البرهان الحلبي - بالحسينية من القاهرة ونشأ بها فحفظ القرآن والعمدة والمنهاج وألفية الحديث والنحو ومختصر ابن الحاجب الأصلي والبعض من التنبيه ومن البيضاوي، وعرض على جماعة كالعز بن جماعة والجلال البلقيني واشتغل في الفقه على البيجوري والشهاب الطنتدائي والزين القمني وأكثر من ملازمته بل وملازمة ولده المحب من بعده وكذا أخذ عن الشمس البوصيري في العربية وغيرها وعن المجد البرماوي والبرهان بن حجاج الأبناسي والقاياتي وطائفة وقرأ ألفية الحديث على الولي بن ناظمها رواية ثم بحثاً مع الكثير من شرحها ثم أخذ الشرح عن شيخنا واشتدت عنايته بملازمته في هذا الشأن حتى حمل عنه جملة من الكتب الكبار ووالى عليه البر والإحسان مبتدئاً بذلك مرة ومسئولاً فيه أخرى وكان ضابط الأسماء عنده وارتفق بذلك خصوصاً من الغرباء بل واستملى عليه بعد الزين رضوان وقدمه فيه على غير واحد ممن كان يتمناه، وطلب بنفسه وكتب الكثير سيما من تصانيف شيخنا حتى أنه كتب فتح الباري مرتين وباعهما ودار على الشيوخ. وارتحل للبلاد الشامية وغيرها وسمع بمكة وبيت المقدس والخليل ودمشق وحلب واسكندرية وغيرها وتكرر له دخول بعضها بل دخل الشام في صغره مع أبويه. ومن محاسن شيوخه بالقاهرة الشموس الشامي وابن الجزري وابن المصري والبدر حسين البوصيري والكلوتاتي والواسطي وبحلب البرهان الحلبي وأقام عنده نحو شهر وبدمشق ابن ناصر الدين وببيت المقدس القبابي وبالخليل التدمري وباسكندرية قاضيها الجمال بن الدماميني وبمكة فيما كان يخبرنا به الزين عبد الرحمن بن طولوبغا. وعرف بالطلب واشتهر بالحديث ووصفه شيخه الحلبي بالشيخ المحدث الفاضل بل وترجمه ببعض مجاميعه. وهو أحد العشرة الذين أوصى لهم شيخنا بعد موته ووصفهم وغيرهما، وناب عن المناوي فمن بعده في القضاء بالقاهرة وأضيف إليه في بعض الأوقات قضاء بعض الجهات انتزعها له من المحب بن الشحنة وما كنت أحب له الدخول في القضاء مع أنه لم يحصل فيه على طائل. وكذا ناب في تدريس الفقه بالظاهرية القديمة وغيرها وقرأ الحديث في كثير من الماكن كجامع الحاكم والخانقاه البيبرسية وكان إمامها والقارئ بدرس الحديث فيها زمناً وأحد صوفيتها حتى مات. بل قرأ بأخرة بمجلس الأشرف قايتباي حين توعك صاحب الوظيفة مجلساً وتنزل في صوفية الخانقاه السعيدية أيضاً ورأيته يقرأ الحديث بها أحياناً بعد انتهاء الحضور، وكذا تنزل في غيرها من الأطلاب، وحدث باليسير أخذ عنه جماعة من الطلبة وحدثني من لفظه بالمسلسل بالأولية وكذا سمعت منه غير ذلك من الحديث والفوائد وربما كتب على الفتوى. واختصر الأنساب لابن الأثير في مجلد وقفت عليه وسماه معين الطلاب بمعرفة الأنساب وشرع في اختصار أطراف المزي وسماه إلطاف الأشراف بزهر الأطراف في أشياء ليست بالمتينة مع أوهام فيها وعدم حسن تصرف لكونه لم يكن في الفن ولا غيره بالبارع، وكان جامداً بطيء الحركة غير حاذق في شيء من أنواعه لكنه كان يستحضر أشياء من المتون والرجل ذا أنسة بالفن في الجملة وإحساس بطرف من الفقه والعربية ملازماً الانجماع غالباً مديماً للتلاوة والجماعات مقبلاً على التحصيل مع التقنع والاحتمال ولين الجانب ومقاساة ضنك العائلة وخفة المؤنة. وقد منحه الله القيام على عدة بنات حتى زوجهن، وأنشأ لنفسه بكل من القاهرة ومصر داراً بعد أن جدد أخرى وهو من قدماء معارف الوالد ولذلك استدعى لي في رحلته الشامية الإجازة من جماعة من الأعيان كثر دعائي له بسببهم ثم كثر اختصاصي معه ومرافقته لي في الطلب ومزيد اغتباطه بي وإظهاره من التعظيم والإجلال ما يفوق الوصف لفظاً وخطاً خصوصاً حين يقصدني في أشياء من متعلقات هذا الشأن يزول الأشكال عنه فيها حتى كان يحلف بالإنفراد وعدم المشاركة. ورأيت منه مزيد التألم بكائنة الكاملية وصار مع ذلك يخفض عني أمرها ويقول لم أزل أسمع شيخنا يقول لا أعلم الآن وظيفة في الحديث مع مستحقها ويردف ذلك بقوله العلم يبطئ ولا يخطئ ولا بد لك من كذا وكذا وأحب أ، لا تهملني. ورام غير مرة كتابة ترجمة شيخنا تصنيفي

والمرور عليها معي فما تيسر. هذا مع كوني في عداد أولاده وممن استفاد منه في ابتداء طلبه، ولم يزل يرغب عن وظائفه شيئاً فشيئاً وكذا عن كثير من كتبه حتى مات في ليلة الاثنين ثالث عشر جمادى الأولى سنة ست وسبعين بعد توعكه مدة طويلة؛ وصلي عليه من الغد بمصلى باب النصر ودفن بجوار قبر أمه بمقبرة باب الصحراء من باب النصر بن النشاشيبي والعصافيري وأثنى الناس عليه رحمه الله وإيانا. وقد وصفه البقاعي بالشيخ الإمام المحدث الرحال ثم رماه لتقديم شيخنا له عليه في الاستملاء ونحوه نسأل الله السلامة.
439 محمد بن علي بن جعفر الشمس العجلوني ثم القاهري الشافعي الصوفي ويعرف بالبلالي - بكسر الموحدة ثم لام خفيفة -. ولد قبل الخمسين وسبعمائة واشتغل بتلك البلاد قليلاً ولازم أبا بكر الموصلي فانتفع به وبغيره وتميز في التصوف ولازم النظر في الأحياء بحيث كاد يأتي عليه حفظاً وصارت له به ملكة قوية بحيث اختصره اختصاراً حسناً جداً وكان بالنسبة لأصله كالحاوي مع الرافعي وانتفع به الناس وأقبلوا على تحصيله سيما المغاربة وقريء عليه غير مرة وربما استكثر عليه وكذا صنف السول في شيء من أحاديث الرسول واختصر الروضة ولكن لم يكملا واختصر الشفا وعمل مختصراً بديعاً في الفروع وقرض السيرة النبوية لابن ناهض. وعرف بالخير والصلاح قديماً واشتهر بالتعظيم في الآفاق وحسنت عقيدة الناس فيه، واستقدمه سودون الشيخوني نائب السلطنة في خدود التسعين وولاه مشيخة سعيد السعداء فدام بها نحو ثلاثين سنة لم يزل عنها إلا مرة بخادمها خضر لقيام تمراز نائب الغيبة في الأيام الناصرية فرج ولم يمض سوى عشرة أيام ثم جيء بالقبض عليه وعد ذلك من كرامات البلالي ثم أعيد. وكان كثير التواضع إلى الغاية منطرح النفس جداً مشهوراً بذلك كثير البذل لما في يده شديد الحياء كثير العبادة والتلاوة والذكر سليم الباطن جداً بحيث كان كثير من الناس يتكلم فيه بسبب ما له من المباشرات بالخانقات وترثر عنه كرامات وخوارق. ذكره شيخنا في معجمه بما هذا حاصله قال وكان يودني كثيراً وأجاز في استدعاء ابني محمد وذكر أنه ضاع منه مسموعاته. وكذا ذكره في الأنباء باختصار وأنه استقر في مشيخة سعيد السعداء مدة متطاولة مع التواضع الكامل والخلق الحسن وإكرام الوارد. واختصر الأحياء فأجاد وطار اسمه في الآفاق ورحل إليه بسببه ثمن صنف تصانيف أخرى وكانت له مقامات وأوراد وله محبون معتقدون ومبغضون منتقدون. ونحوه قول المقريزي كان معتقداً وله شهرة طارت في الآفاق وللناس فيه اعتقاد وعليه انتقاد. مات في يوم الأربعاء رابع عشر شوال سنة عشرين ودفن بمقابر الصوفية بعد شهود شيخنا الصلاة عليه وقد جاز السبعين. وهو في عقود المقريزي وقال كان كثير الذكر متواضعاً إلى الغاية بحيث لما اجتمعت به قبل يدي مراراً وقدم إلى نعلي لما انصرفت عنه وهذه سيرته مع كل أحد وحضرت عنده وظيفة الذكر بعد العشاء بالخانقاه وكان يرى رفع الصوت به ويعلل ذلك، كثير الحياء يديم التلاوة مع سلامة الباطن وله محبون يؤثرون عنه كرامات وخوارق رحمه الله.
 440 محمد بن علي بن حسن بن إبراهيم الشمس الحجازي القاهري المقرئ والد الشهاب أحمد الماضي. برع في القراآت وتقدم في قراء الجوق لطراوة صوته وحسن نغمته بحيث فاق في ذلك حتى إن الضياء العفيفي شيخ البيبرسية وناظرها - وكان كثير التوقف في إمضاء النزولات إلا للمتأهل - لما جاءه ليمضي له قراءة الشباك بها امتحنه بالحفظ أولاً ثم بجودة الأداء وسمع ما أطربه بادر للكتابة بل كان غيره من شيوخها إذا كانت نوبته بعطية دراهم لها وقع وربما كان بعض الصوفية يغيب عن الحس ويضرب على فخذيه؛ وكان لذلك للكمال الدميري ونحوه من المشايخ المعتبرين به اعتناء، وخطبه المجد إسماعيل الحنفي لإقراء أولاده وممن قرأ عليه عد روايات ولده. وقال لي مع ما أفاده ما أوردته أنه مات في ليلة مستهل شعبان سنة تسع رحمه الله.
441 محمد بن علي بن حسن بن محمد الشمس أبو عبد الله بن المولى نور الدين السمرقندي البدخشاني - بموحدة ثم مهملة مفتوحتين ثم معجمتين الأولى ساكنة وآخره نون - الحنفي الشريف سمع مني بمكة.
442 محمد بن علي بن حسن بن يوسف العلاء أبو عبد الله بن البدر أبي الحسن البنهاوي ثم القاهري الشافعي. ولد تقرياً قبيل القرن وجاور وهو صغير مع والده وكان تاجراً بمكة فسمع بها على ابن صديق البخاري وغيره. وحدث سمع عليه الفضلاء سمعت عليه وكان ساكناً ربعة أسود اللحية يتكسب بالشهادة وبالسفر أحياناً لدمياط بنزر يسير، وربما ناب في الحسبة ببولاق والقاهرة؛ وأهين مرة بما ظهر بعد براءته منه. مات في شوال سنة أربع وستين رحمه الله.
443 محمد بن علي بن حسن أبو الخير الغمري الشبراملسي. ممن سمع على قريب التسعين.
444 محمد بن علي بن حسن الشمس القاهري الحنفي صهر البدر العيني ويعرف بالأزهري وبابن السقاء. قرأ على البساطي في الأصول وغيره وعلى صهره شرحه للشواهد وغيره وحصل شرحه للبخاري وباشر عنده في الأحباس وغيرها، رأيته ساكناً. مات تقريباً سنة سبع وستين.
445 محمد بن علي بن حسين بن محمد بن شرشيق الشمس بن النور بن العز بن الشمس الأكحل الحسني القادري والد الشرف موسى الآتي. مات في رابع صفر سنة أربعين بالطاعون ودفن بزاوية عدي بن مسافر بالقرب من باب القرافة رحمه الله.
446 محمد بن علي بن حسين بن شكر بن محمد بن علي بن يحيى بن أحمد بن سليمان الحسني البصري الشهير بابن شكر. مات بمكة في ذي الحجة سنة أربعين أيضاً أرخه ابن فهد.
447 محمد بن علي بن حسين المصري الأصل المكي أحد التجار بها ويعرف بابن جوشن. مات في سنة ست مقتولاً بوادي الهدة المعروف بهدة بني جابر وخلف عقاراً طائلاً. ذكره الفاسي في مكة.
448 محمد بن علي بن خلد بن أحمد الشمس المحلي ثم القاهري الشافعي الشاعر. ولد في سنة ست وعشرين وثمانمائة بالمحلة ظناً وجود الخط وتعاني النظم فأحسن؛ وكان ذكياً ممن خالط الحلقية والحكوية ففاق عليهم ثم صحب الولوي بن تقي الدين البلقيني وانسلخ من ذاك الطور وصار يكتب له وارتفق ببره لشدة فقره وربما انتفع هو به في شيء من متعلقات الأدب، ولما ولي الشام كان ممن استصحبه معه فتوفي هناك غريباً بعد أربعة أشهر في محرم سنة خمس وستين عفا الله عنه وممن استعان به في أشياء كان ينسبها لنفسه سبط شيخنا.
449 محمد بن علي بن خلد بن علي بن موسى بن علي البدر القنبشي المصري نزيل مكة والشاهد بباب السلام. مات بمكة في ذي الحجة سنة ست وخمسين بعد أن خرف.
450 محمد بن علي بن خلد بن محمد بن أحمد الشمس القاهري الشافعي ويعرف بابن البيطار. ولد سنة اثنتين وخمسين وسبعمائة وسمع الصحيح ومشيخة أبي الفرج بن القاري كلاهما عليه وشيئاً من النسائي على الشرف عبد الرحمن بن عسكر وكذا سمع على أصحاب ابن الصواف مسموعه منه بل سمع الكثير مع أولاده رفيقاً لشيخنا؛ وذكره في معجمه. وقال: أجاز في استدعاء ابني وكان حسن السمت كثير التلاوة انتهى. وقد سمع على شيخنا في تعليق التعليق له؛ وحدث بأشياء روى لنا عنه التقي الشمني وآخرون. وقال المقريزي في عقوده: وكان كثيراً التلاوة خيراً محباً في أهل الخير صحبته من القاضي البدر بن أبي البقاء نين فإنه كان من أتباعه. مات في ربيع الآخر سنة خمس وعشرين.
 451 محمد بن علي بن خلف أبو البقاء الترسي الأصل القاهري الشافعي، وترسة - بكسر أولها ثم راء ساكنة بعدها مهملة - من الجيزية ويعرف بكنيته. ولد سنة إحدى وأربعين وثمانمائة وحفظ القرآن والبهجة والحاجبية واشتغل كثيراً ونظم قواعد ابن هشام ألفية وأيساغوجي وألفية في العروض وكان أخذه له عن نور الدين الجوجري وللعربية وغيرها عن التقي الحصني والعز عبد السلام البغدادي والفقه عن المناوي وغيره ومن شيوخه أيضاً المحلى، وحكى عن شيخه الحصني أنه التمس منه الجواب عن لغز قال إنه له في نعناع وهو:

وذي عينين ما اكتحلا بكحل

 

يؤمهما شبيه الحاجـبـين

إذا ناديته وافى طـريحـاً

 

لما عاناه من قطع الـيدين

أباح المسلمون القطع فـيه

 

كسراق النضار أو اللجين

فقال:

ألا يا ذا الحجا من قد تعالـى

 

على الأقران فوق الفرقدين

بعلم زائد كالبحـر ينـمـو

 

بلا نقص ولم يوصف بمين

فخذ مني جواب اللغز إنـي

 

قدحت الفكر فيه قدحـتـين

فأورى زند فكري لي جواباً

 

أحب إلي مما فـي الـيدين

فبع خمساه يا سؤلي وصحف

 

بماضي البيع شبه الحاجبين

وقد تكرر اجتماعه بي وزعم أنه شرح الحاوي وأنشدني زجلاً قاله في جانبك الجداوي لا بأس به. وهو ممن يتكسب في سوق النساء تحت الربع بجوار إسماعيل بن المعلى، وحج ولقي ابناً للشيخ إسماعيل بن المقرئ وقال أيضاً إنه أخذ الفرائض عن البوتيجي والعمدة والأربعين وغيرهما عن الشريف النسابة وقرأ على الديمي في آخرين وأثنى على شخص أخذ عنه في التصوف يقال له علم الدين الحصني؛ ولما قدم حبيب الله اليزدي أكثر من ملازمته مغتبطاً به في الفلسفة وغيرها وكلماته أكثر من فضله.
452 محمد بن علي بن خليل بن علي بن أحمد بن عبد الله بن محمد البدر بن النور الحكري القاهري الحنبلي الماضي أبوه. ذكره شيخنا في إنبائه فقال نشأ نشأة حسنة واشتغل كثيراً وبحث المقنع والمستوعب على القاضي اعلحنبلي وتميز وكتب بخطه كثيراً، وناب في الحكم مدة وكان جميل الصورة حسن المعاشرة متواضعاً. مات في أول ربيع الأول سنة سبع وثلاثين عن ثلاث وخمسين سنة طلعت له جمرة في قفاه فمات بها. قلت وقد سمع الحديث ورأيت بخطه بعض الأثبات للعز الكناني وغيره وكذا رأيت بخطه أصول ابن مفلح فرعها في سنة اثنتين وثلاثين وكان يجلس بمجلس الحلوانيين.
453 محمد بن علي بن خليل الشمس القاهري المقرئ نزيل مكة والماضي ابنه علي وحفيده عمر ثم ابنه علي ويعرف بابن الشيرجي. ذكره الفاسي في مكة وقال إنه فاضل عني بالقراآت السبع وكان له بها خبرة وعلى ذهنه حكايات وأخبار حسنة مع حسن صوت بالقراءة بحيث كاني صلي التراويح بالمسجد الحرام فيكثر الجمع لسماعه، ودام على ذلك سنين ثم انقطع قبيل موته لضعفه وكان في القاهرة من ملازمي القراءة بمشهد الليث كل جمعة، وتردد لمكة كثيراً آخرها سنة أربع وثمانمائة في رسالة لصاحب مكة ثم قطنها وسكن بدار أم المؤمنين خديجة بزقاق الحجر في آخر سنة خمس وثمانمائة بعد موت عمر النجار المؤذن حتى مات، وكان يجتمع إليه بها في ليلة كل سبت جماعة يقرؤن ويذكرون ويمدحون؛ بل كان مديماً للتلاوة بحيث بلغني أنه كان يقرأ في كل يوم وليلة ختمة وفي مرض موته ثلث ختمة رحمه الله. واتصل في مكة بابنة الجمال الأميوطي ورزق منها أولاداً. مات في ليلة الخميس ثالث عشري ربيع الأول سنة سبع وعشرين بمكة ودفن في صبيحتها بالمعلاة.
454 محمد بن علي بن خليل الشمس المقدسي الحنفي ويعرف بابن غانم قريب ناصر الدين بن غانم. قدم القاهرة فاشتغل وسمع مني المسلسل بالأولية.
 455 محمد بن علي بن أبي راجح محمد بن إدريس الجمال بن النور العبدري الشيبي الحجبي المكي شيخ الحجبة وفاتح الكعبة وأظنه يكنى ابا راجح، وليها بعد موت قريبه الفخر أبي بكر بن محمد بن أبي بكر في سنة سبع عشرة وثمانمائة فدام حتى مات، وكان قد جود الكتابة وسكن زبيد مدة سنين مع تردده منها إلى مكة ثم استقر بمكة حين استقر في المشيخة حتى مات بها في جمادى الأولى سنة سبع وعشرين وصلي عليه في الساباط الذي خلف المقام ونادى المؤذن بالصلاة عليه فوق زمزم، ودفن بالمعلاة وقد بلغ الستين ظناً وكان فيه خير وسكون رحمه الله. واستقر بعده قريبه علي بن أحمد بن علي بن محمد المعروف بالعراقي كذا قاله التقي الفاسي وقال غيره إن المستقر بعده الجمال محمد بن علي بن محمد بن أبي بكر وبعده استقر العراقي المذكور.
456 محمد بن علي بن راشد الحفصي الوصابي اليماني. سمع على شيخنا المجالسة وغيرها.
457 محمد بن علي بن رحال الشافعي ممن عرض عليه خير الدين بن القصبي بعيد الخمسين.
458 محمد بن علي بن زكريا الشمس السهيلي الأصل القاهري الماضي أبوه. نشأ فاشتغل وحفظ القرآن وقرأ في الجوق وجود الكتابة على علي بن محمد مشيمش والجمال الهيتي وتميز في النسخ وغيره وكتب كثيراً وكذا في التذهيب وغسل اللازورد ومما كتبه للدوادار يشبك تفسير الفخر الرازي في مجلد أتلف فيه شيئاً كثيراً. ورغب عن بعض وظائفه وباع جميع أملاكه وما تخلف له عن أبيه وهو شيء كثير فيما لا طائل تحته كما هي سنة الله غالباً في المال الموروث من زائدي الحرص مع مزيد سماح هذا به ثم قرره الاستادار في تربة الدوادار يشبك وأقام بها متقنعاً بمعلومها وكان باسمه بقلعة الجبل طبقة من طباق القاعة فكان بها من المماليك يودعون عنده ما يتحصل لهم بحيث اجتمع عنده نحو ألي دينار أنفد غالبها، وآل أمره إلى أن اختفى وأمسك ولده محمد فأودع السجن مدة طويلة وانقطع خبر أبيه.
459 محمد بن علي بن زيادة الغمري المقرئ. قرأ القرآن وتكسب به في الأجواق وصار من قراء القصر وربما حضر عندي وله دكان خارج باب القنطرة في الحريريين، وحج في سنة تسع وثمانين.
460 محمد بن علي بن سالم بن معالي المحب أبو الفضل بن نور الدين المارديني الأصل القاهري الشافعي نزيل دمشق والماضي أبوه ويعرف كهوبابن سالم. ولد في يوم الأربعاء سادس عشر صفر سنة خمس وثلاثين وثمانمائة بالقاهرة ونشأ فحفظ القرآن والمنهاج وجل ألفية النحو، وأجاز له مع ابيه في استدعاء النجم بن فهد المؤرخ برجب سنة ست وثلاثين خلق من جل الآفاق منهم البرهان الحلبي والقباني والتدمري والشهاب الواسطي والبدر حسين البوصيري؛ واشتغل بعد أن كبر في الفقه والعربية وغيرهما على غير واحد كالعلاء القلقشندي والتقي الحصني والنور السنهوري ولازم كلاً من الزين البوتيجي وأبي الجود في الفرائض والحساب حتى اتقنهما. وسمع مع أبيه على شيخنا ثم بعد ذلك معنا على جماعة ومما سمعه البخاري بالظاهرية بفوت في المجلس السابع وابن ماجة على باي خاتون والبكتمري والنويري؛ والنسائي على الزفتاوي وغيره، واختص بفتح الدين بن تقي الدين البلقيني وحضر معه عند أخيه الولوي وغيره وربما خطب عنه ببعض الأماكن، وتميز في الفضائل بذكائه مع طراوة نغمته وتعانيه حسن بزته وتجرعه فاقة. ثم سافر مع الولوي حين توجهه على قضاء دمشق فكان ممن سلم من أصحابه وطابت له بعده فقطنها وتولع بالتوقيع حتى مهر وصار من رءوس الموقعين هناك ذا وجاهة وثروة مع ميله للسماع وذوقه وظرفه ولطف عشرته. وقد حج في البحر سنة ست وستين فجاور نحو شهرين ثم كذلك في سنة أربع وسبعين نحو نصف سنة وزار بيت المقدس، ودخل القاهرة حين طلب ابن الفرفور قاضي الشام في سنة ست وتسعين وتردد إلى حينئذ مراراً وتلقى فوائد، ثم رجع سدده الله.
461 محمد بن علي بن سالم الريفي المصري العطار بمكة. مات بها في شعبان سنة ثمان وستين ودفن بالشبيكة.
462 محمد بن علي بن سالم الغزي الجلجولي القادري الصوفي. ولد بجلجوليا وأقام بها. وهو حي قريب التسعين.
463 محمد بن علي بن سراج الغزي. ممن سمع على قريب التسعين.
464 محمد بن علي بن سعدون التجيبي الجزائري ويعرف بالعطار. مات سنة عشر.
 465 محمد بن علي بن سعيد بن عمر اليافعي المكي الخراز. مات بها في ربيع الآخر سنة سبع وخمسين. أرخه ابن فهد.
466 محمد بن علي بن سعيد الشمس بن الحاج البعلي الحنبلي القطان ابن عم عمر بن محمد الماضي ويعرف بابن البقسماطي. ولد قبيل التسعين وسبعمائة ببعلبك ونشأ بها فقرأ القرآن على ابن الجوف وغيره وحفظ العمدتين وربع المحرر وغيرها وقرأ في الفقه على التاج بن بردس بل قبل ذلك سمع الصحيح على أبي الفرج بن الزعبوب أنابه الحجار، وحج وتكسب ببيع القطن في بعض حوانيت بلده وحدث سمع منه الفضلاء ولقيته ببعلبك فقرأت عليه الثلاثيات منه وكان خيراً مشتغلاً بشأنه. مات نحو الستين ظناً.
467 محمد بن علي بن سليمان بن سراج بن حامد بن مرة بن خلف بن رمضان بن فتوح بن عباد أبو الطيب المنوفي الجزيري الأبشادي المالكي نزيل المدينة، ممن لازمني فيها سنة ثمان وتسعين حتى سمع على شرحي للتقريب بحثاً وغالب الموطأ وغير ذلك وكتب الشرح بخطه وهو ممن يقرئ بني مالكيها مع فضيلة وعقل.
468 محمد بن علي بن سنان بن عبد الله بن عمر بن مسعود العمري القائد. مات في رجب سنة ثلاث وأربعين خارج مكة وحمل فدفن بمعلاتها. أرخه ابن فهد.
469 محمد بن علي بن سودون أبو المعالي ابن صاحبنا العلاء الإبراهيمي الحنفي أحد صوفية الشيخونية وأخو عبد القادر. ممن كتب الخط الحسن وتميز ونظم ونثر وربما تردد لي، وكان قد سمع ختم البخاري في الظاهرية القديمة هو وأخوه على أم هانئ الهورينية والشمس بن الفوى.
470 محمد بن علي بن شعبان بن الناصر حسن بن الناصر محمد بن المنصور قلاوون ناصر الدين ابن الأسياد - بالتحتانية - ويقال لأبيه أمير علي ولهذا محمد بن السلطان حسن. ولد بعد القرن بسنين في قلعة الجبل ونشأ بها تحت كنف أبيه إلى أن رسم الأشرف برسباي في حدود سنة خمس وعشرين لبني الأسياد بالنزول منها فسكن هو وأخوه أبو بكر مع والدهما بمدرسة جدهم الحسنية وضاق حالهم لمزيد كلفتهم بالنسبة لسكنى القلعة فاحتاج صاحب الترجمة لتعاطي الغناء والطرب لكونه كان يدري طرفاً من الموسيقى مع طراوة صوته فمشى حاله بذلك قليلاً، وصحب خشقدم الرومي الزمام ولازمه بحيث حج معه مع تجرع الفاقة سيما بعد موته فلما تسلطن الظاهر جقمق كان ممن يدخل عليه ويلازمه في رمي النشاب لمشاركته فيه وغيره فحظي عنده وصار من خواصه وندمائه بحيث عد في الأعيان وتكلم في الدولة وقصد في الحوائج فانتعش وكثر حشمه وخدمه؛ وابتنى بيتاً بقرب قنطرة باب الخرق وآخر بموردة الجبس على الخليج تجاه جزيرة أروى؛ وحج في سنة إحدى وخمسين وعاد وقد نقص عما كان فيه فلم يلبث أن مرض ولزم الفراش أشهراً ثم مات في سابع جمادى الآخرة سنة اثنتين وخمسين في حياة أبويه ونزل السلطان فصلي عليه. وكان كثير الأدب بشوشاً عاقلاً محتملاً حسن الأخلاق مع إلمامه بالموسيقى والرمي. وهو في آخر عمره أحسن حالاً منه قبله مع حرصه على الدنيا ورغبته في جمعها من أي وجه ومزيد إمساكه عفا الله عنه.
471 محمد بن علي بن شعبان البدر القاهري الزيات أبوه المجاور لجامع أصلم وأخو عبد القادر بن شعبان الماضي ووالد أبي البركات محمد. كان إسكافاً ممن قرأ القرآن ثم ترك حرفته وهو ممن جاور مع أخيه في سنة إحدى وخمسين فسمع معه على أبي الفتح المراغي. مات في سنة ثلاث وتسعين.
472 محمد بن علي بن شعيب بن يوسف العثماني الأسنائي ثم القاهري الشافعي. رأيت له متناً في الفقه سماه الاصطفاء معرضاً فيه عن حكاية الخلاف بل مقتصراً على ما عليه الفتوى وابتدأه بشيء من أصول الدين وشرحه في مجلد سماه الاكتفاء في توجيه الاصطفاء وقال إنه فرغ منه في جمادى الثانية سنة تسع وستين وثمانمائة ينقل فيه عن الولي العراقي بقوله: قال شيخنا. وهذا الشرح بخطه عند الشمس الزبيري كاتب غيبة البرقوقية ولقلاقة خطه شرع في تبييضه.
473 محمد بن علي بن صلح بن أحمد بن عمر بن أحمد ناصر الدين بن العلاء بن الصلاح الحلبي ابن عم عمر بن أحمد ومحمد بن محمد ابني صالح ويعرف كسلفه بابن السفاح.
474 محمد بن علي بن صلح بن إسماعيل الكناني المدني ابن عم القاضي ناصر الدين عبد الرحمن بن محمد بن صلح وخادم ضريح حمزة عم النبي صلى الله عليه وسلم. أجاز للتقي بن فهد وبيض لترجمته.
 475 محمد بن علي بن صبيح المدني أحد فراشيها وأخو أحمد الماضي ممن سمع مني بالمدينة.
476 محمد بن علي بن صلاح الشمس السكندري الحريري. كان ساكناً خيراً ظريفاً فهماً مديماً للجماعة بجامع الغمري ولمجلس الإملاء مع تجرع فاقة وتقنع. مات بعيد الثمانين وأظنه جاز السبعين رحمه الله.
477 محمد بن علي بن صلاح بن علي بن محمد بن علي بن محمد بن علي بن أحمد بن الحسن إمام الزيدية. مات سنة تسع وثلاثين. وينظر فيمن ذكر بل سيأتي محمد بن علي بن محمد بن علي بن محمد بن علي.
478 محمد بن علي بن طنطاش الفلكي. مات سنة إحدى وثلاثين.
479 محمد بن علي بن عادل ناصر الدين الوفائي الحنفي ويعرف بأبي الفوز ابن البريدي. قرأ علي بمجلس يشبك الفقيه في السيرة النبوية للدمياطي وكان فهماً لا بأس به فيما أرى.
480 محمد بن علي بن عباس بن صافي بن عبد الرحمن الشمس بن النور بن الزين بن الصفي بن المجد الهيثمي الشافعي ويعرف بابن عباس. ولد سنة سبعين وسبعمائة أو قبلها بمحلة أبي الهيثم وقرأ بها القرآن على أبيه وصلى به والعمدة وأربعي النووي والتبريزي والرحبية في الفرائض والملحة وعرضها على القاضيين العماد الباريني والعز عبد العزيز بن سليم وغيرهما في سنة أربع وثمانين وسبعمائة وبحث على والده في التريزي والرحبية والملحة. وكان أبوه شاعراً بارعاً فولع هو بالنظم ومدح النبي صلى الله عليه وسلم مع ونه شيخاً منوراً يعرف من النحو ما يصلح به لسانه. وقد لقيه ابن فهد والبقاعي في سنة ثمان وثلاثين وكتبا عنه قصيدة طويلة أولها:

رق النسيم وهب في الأسحـار

 

وهمى الغمام بوابل الأمطـار

واهتزت الأغصان تيهاً بالصبـا

 

وتراقصت طرباً على الأشجار

481 محمد بن علي بن عبد الحق الصلاح الأنصاري التبريزي الأصل القاهري الحنفي الخازن بالبيمارستان ويعرف بابن الملا علي. مات في ذي القعدة سنة ست وسبعين وثمانمائة بعد توعك يومين ودفن عند نصر الله العجمي وأظنه جاز الخمسين وكان قد اشتغل وحج مراراً منها في سنة ست وخمسين ولقيته هناك وسمع معي على ابن الهمام بل سمع البخاري بتمامه في الظاهرية القديمة وقبل ذلك على شيخنا والمحب البغدادي والطبقة.
482 محمد بن علي بن عبد الرحمن بن حسن بن علي الشمس بن العلاء الغزي بن المشرقي الماضي أبوه. حضر إلي في رمضان سنة خمس وتسعين فسمع مني المسلسل.
483 محمد بن علي بن عبد الرحمن بن عبد الغفور بن عبد الكريم الحلبي الطويل ويعرف بابن آمين الدولة. ولد في صفر سنة ست وستين وسبعمائة وأجاز له في سنة ثمانين فما بعدها الصلاح بن أبي عمر وعبد الوهاب القروي والتقى البغدادي والمحب الصامت والباجي وأبو الهول الجزري وأبو اليمن بن الكويك والحراوي في آخرين. وحدث سمع منه الفضلاء؛ أجاز له في سنة إحدى وخمسين ومات بعد ذلك بيسير، وكان معالجاً مصارعاً جيد الرمي بالسهام من بيت معروف بحلب ذكر جده ابن خطيب الناصرية في تاريخها ولقبه بالشيخ فخر الدين وأنه حدث عن سنقر.
484 محمد بن علي بن عبد الرحمن بن عبد الله بن غازي البعلي الحنبلي ويعرف بابن الجوف - بجيم مفتوحة ثم واو ساكنة وآخره فاء. ولد في سنة خمس وسبعين وسبعمائة وسمع من عبد الرحمن بن الزعبوب الصحيح بل كان يذكر أنه سمعه ايضاً على الشمس بن اليونانية والعمادين ابن بردس وابن يعقوب والأمين بن المحب. وحدث أخذ عنه النجم بن فهد وغيره. ومات قبل دخولي بعلبك.
485 محمد بن علي بن عبد الرحمن بن علي بن هاشم الشمس أبو عبد الله التفهني ثم القاهري الشافعي أخو قاضي الحنفية الزين عبد الرحمن الماضي. ممن أخذ عنه التقي بن وكيل السلطان وقال أنه مات سنة سبع وأربعين.
486 محمد بن علي بن عبد الرحمن بن عيسى بن أحمد بن محمد الشمس الدمنهوري ثم الفوى الفخاري نسبة لبيع الفخار الشافعي. ولد سنة اثنتين وتسعين وسبعمائة بدمنهور ونشأ بها فقرأ القرآن على الفقيه الزين أبي بكر بن خضير واشتغل في الفقه على ابن الخلال والشهاب المتيجي ووالده وجماعة وكتب عن السراج الأسواني الشاعر شيئاً من نظمه وجلس ببلده لتعليم الأطفال فانتفع به وتعانى النظم فكان منه مما كتبته عنه حين لقيته بفوة قوله:

إذا ما قضى الله فكن صابراً

 

وما قدر الله لا تنأ عـنـه

 

وكن حامداَ شاكراً ذاكـراً

 

فربي هو الكل والكل منه

ونعم الرجل صلاحاً وخيراً وأنساً. مات قريب الستين ظناً.
487 محمد بن علي بن عبد الرحمن بن محمد بن سليمان بن حمزة بن أحمد بن عمر بن الشيخ أبي عمر العلاء بن البهاء بن العز بن التقي العمري المقدسي الدمشقي الصالحي الحنبلي. ولد سنة أربع وستين وسبعمائة وأحضر في الثالثة على ست العرب حفيدة الفخر جلساً من أمالي نظام الملك وغيره وعني بالعلم وحفظ المقنع وأخذ عن ابن رجب وابن المحب ومهر في الفقه والحديث ودرس بدار الحديث الأشرفية بالجبل وناب في القضاء عن صهره الشمس النابلسي ثم استقل به ثم عزل بابن عبادة ثم أعيد بعد موته فلم تطل مدته بل مات عن قرب في ذي القعدة سنة عشرين بالصالحية ودفن بالسفح. وكان ذكياً فصيحاً يذاكر بأشياء حسنة وينظم الشعر. ولما وقف على عنوان الشرف لابن المقري أعجبه فسلك على طريقته نظماً حسب فتراح صاحبه مجد الدين عليه فعمل قطعة أولها:

أشار المجد مكتمل المعاني

 

بأن أحذو على حذو اليماني

بل هو صاحب المنظومة التي في مفردات أحمد عن الأئمة الثلاثة. وقد أكثر المجاورة بمكة وصار في آخر عمره عين الحنابلة وثنى عنه الموفق الأبي سمع عليه مع ابن موسى وأجاز جماعة رحمه الله وإيانا.
488 محمد بن علي بن عبد الرحمن بن معالي بن إبراهيم الشمس بن العلاء المعري ثم الحلبي. ولد في سنة خمس وسبعين وسبعمائة وسمع من الشهاب بن المرحل. وحدثسمع منه الفضلاء وكان عاقلاً مشهور العدالة متكسباً بالشهادة متقناً لصناعتها أحد شهود قلعة حلب والجرائد فيها مباشراً بجامع منكلي بغا. مات قريب الخمسين تقريباً. وفي تاريخ حلب ممن أجاز للبرهان الحلبي عبد الرحمن بن معالي ابن أسد بن أبي القسم الأرموي المعري المؤذن وأظنه جد هذا ويحتمل أن يكون غيره.
489 محمد بن علي بن عبد الرحمن الشمس أبو الغيث بن المقري النور بن الزين الخليلي ثم الصفدي المقرئ ويعرف بالمغربي. تلا بالسبع على ابن عمران والنجار وبعضها على جعفر في سنة إحدى وسبعين.
490 محمد بن علي بن عبد الرحيم بن عبد الولي البدر البعلي ويعرف بابن الجنثاني - بكسر الجيم ثم نون ساكنة بعدها مثلثة مفتوةحة وبعد الألف نون. ولد في منتصف ذي القعدة سنة سبع وخمسين وسبعمائة ببعلبك وقرأ القرآن عند الشمس محمد بن عيسى وسمع على الصلاح بن أبي عمر منتقى البرزالي من مشيخة الفخر وعلى أحمد بن عبد الكريم البعلي صحيح مسلم وعلى يوسف بن عبد الله بن الحبال السيرة لابن إسحاق، وكان يذكر أنه سمع على ابن أميلة سنن أبي داود وغيرها بجامع المزة وعلى العماد بن بردس والقاضي التاج بن المجد الكبير وأثبت له ذلك فقيهه ابن عيسى ولكنه ذهب في الفتنة وليس ببعيد عن الصدق. وقد حدث سمع منه الفضلاء. ومات قريب الأربعين رحمه الله.
491 محمد بن علي بن عبد الرزاق بن محمد بن أحمد بن يوسف الدمنهوري الأصل السكندري المالكي ويعرف بابن مرزوق. ولد سنة خمس وسبعين وسبعمائة تقريباً بالثغر. ذكره البقاعي مجرداً.
 492 محمد بن علي بن عبد الصمد بن يوسف بن أحمد الشمس أبو المعالي بن العلاء أبي الحسن بن الزين أبي الجود التيزيني الحلبي الشافعي. ولد في رجب أو شعبان سنة سبع وثمانمائة في مدينة تيزين من أعمال حلب وانتقل به أبوه إلى حلب فحفظ القرآن والمنهاج والرحبية في الفرائض والملحة واللمع لابن جني وبحث بعض المنهاج والملحة على عبيد وجود عليه القرآن وكذا بحث بعض المنهاج على الشمس النووي وأخذ عنه صناعة الشروط وكان متقدماً فيها وبحث الرحبية وعروض الحلي وبعض اللمع واللمحة على البدر بن سلامة. ثم ارتحل إلى حماة بعد سنة ثلاثين وبحث على الزين بن الخرزي بعض المنهاج وجميع اللمع على العلاء بن بيور في الفقه والنحو ثم إلى دمشق فبحث على محمد الزرعي عرف بالنووي وبعد الرحمن اليمني في الفقه والنحو وبحث بسرمين على العلاء بن كامل الرفكاحية في الفرائض وبديعة العز الموصلي وابن حجة. وحج في سنة ثلاث وعشرين وولي قضاء تيزين وغيرها من أعمال حلب وحصلت له كائنة مع ابن الشحنة في سنة خمسين قال البقاعي أنه نكبه فيها وأدخل عليه الخمر إلى بيته من جهة ربيبه وزين لحاجب حلب حتى أوقع به وسجنه؛ ثم قدم القاهرة ليشكوهما فكسرت رجله في العريش بحيث كان دخوله لها على أسوأ حال فلما عوفي سعى في ذلك فلم ينجع واستمر مقيماً بالقاهرة خوفاً من الحاجب فما لبث أن مات في آخرها وكفاه الله أمره. وناب فيها في القضاء وتنقل بالمجالس وتناوب مع البدر الدميري في مجلس باب اللوق فقيل للبدر كأنك غفلت عن ذكر الله يوم سلط هذا على مشاركيك لقوله تعالى: "ومن يعشُ عن ذكر الرحمن نقيض له شيطاناً فهو له قرين" وكان ناظماً مشاركاً في طرف من العربية حافظاً لكثير من القصائد المطولة والأشعار اللطيفة مؤدياً لذلك بفصاحة وصوت جهوري ممن يداري ويتقي وأكثر من التردد لجماعة من أعيان الوقت كالمستجدي منهم وكان من عادته أنه إذا أراد خصام أحد قال سأنطحه نطحة أهلكه بها كما نطحت فلاناً وفلاناً. وكنت ممن سمع منه الكثير. ومات في جمادى الأولى سنة ست وسبعين. وقد كتب عنه البقاعي من نظمه وقال مما يعد في مجازفاته أنه رجل حسن فصيح مفوه غير أنه مكثار ممل مشكور السيرة في تحمله الشهادة عفيف متعفف مترفع عن الدنايا ومن نظمه:

الصبر أحمد إذ لا ينفـع الـجـزع

 

يا نفس صبراً لعل الضيق يتـسـع

إن حل بالمرء بؤس ليس يدفـعـه

 

شكوى ولا قلـق بـاد ولا هـلـع

والدهر من شأنه تغـيير حـالـتـه

 

وبعض حادثه بالبعـض ينـدفـع

إني بمصر غريب لست مستـنـداً

 

إلا إلى من به الإسلام مـرتـفـع

قاضي القضاة شهاب الدين أحمد من

 

فيه المحامد والأفضال تجـتـمـع

في أبيات.
493 محمد بن علي بن عبد العزيز بن علي بن عبد الكافي الجمال الدقوقي المكي أخو عبد العزيز الماضي. ولد بمكة تقريباً سنة خمس وتسعين وسبعمائة ومات أبوه وهو ابن نحو عشر سنين فنشأ في حجر أمه فقيراً فلما ترعرع أقبل على التسبب إلى عدن من اليمن وغيرها وحصل بعض دنيا ومات أخوه بالقاهرة بعد أن أسند وصيته إليه فانتقل وصحب الخواجا البدر الطاهر واختص به ودخل معه القاهرة فاشتهر وعرف بين المصريين وغيرهم وأثرى وكثر ماله وحصل عقاراً بمكة وبنى عدة دور وكان من خيار أبناء جنسه القاطنين بمكة مقرباً لأهل الخير بحيث كان الموفق الأبي من خواصه، وله سماع في المسلسل وغيره على الزين المراغي، وعمر مولد جعفر الصادق المجانب لدوره بدار أبي سعيد وأماكن من عين حنين في سنة ست وأربعين، لقيته بمكة في المجاورة الأولى. ومات بها في ليلة الجمعة سابع عشري ربيع الأول سنة ستين وصلي عليه بعد صلاة الصبح عند باب الكعبة ثم دفن بالمعلاة رحمه الله.
 494 محمد بن علي بن عبد الغني البدر السعودي القاهري المقسي الحنفي الماضي أبوه ويعرف كهوبا بن الوقاد حرفة جده. نشأ فحفظ القرآن وغيره وكان يصحح على المحب بن الشحنة وسمع مني ثم خالط ذوي السفه وأمسك غير مرة. وماتت له زوجة فورثها، وقربه ابن المغربي الغزي قاضي الحنفية واستنابه بل عمل نقيبه. وأنشأ داراً وكان من الفساد بهما ما لا يوصف مع كراهة كل منهما في الآخر كما هي سنة الله فيمن هذا سبيله وكاد أن يهلكه ثم صار عند الذي يليه بمحل دون ذلك فما وسعه إلا الحج وجاور سنة وربما قرأ فيها في العربية وغيرها مع بعده عن هذا المهيع ثم عاد، وهو من سيئات الوقت مع جهله ولكنه إلى الوكلاء أقرب.
495 محمد بن علي بن عبد الكافي بن علي بن عبد الواحد بن صغير الشمس أبو عبد الله بن العلاء أبي الحسن القاهري الحنبلي الطبيب والد الكمال محمد الآتي ويعرف كسلفه بابن صغير. ممن تميز في الطب وعالج وتدرب به جماعة بل له في الطب كتاب يسمى الزبد عرضه ابنه في جملة محافيظه على ابن جماعة وغيره في سنة ست عشرة وكان أحد الأطباء بالبيمارستان وبخدمة السلطان. ومات في سنة تسع وثلاثين عن أربع وثمانين فيما قاله لي ولده الآخر العلاء علي وقد وصفه العز بن جماعة في إجازة ولده بالشيخ القدوة العمدة الكامل الفاضل السالم المتقن المتفنن، وأبو الفتح الباهي بالشيخ الإمام الرئيس البالغ من الكمالات النفسانية مبلغاً لا يحد والحائز من الفضائل أنواعاً لا تعد.
496 محمد بن علي بن عبد الكيم بن أحمد بن عطية بن ظهيرة أبو عبد الله القرشي المكي وأمه عائشة ابنة عبد الرحمن بن حسن بن هارون القرشي المخزومي أجاز له في سنة أربع وتسعين وسبعمائة فما بعدها التنوخي. وأبو بكر بن أحمد بن عبد الهادي وابن منيع ومريم ابنة أحمد الأذرعي وغيرهم. ومات كهلاً.
497 محمد التقي شقيق الذي قبله. أجاز له في سنة خمس وثمانمائة ابن صديق والعراقي والهيثمي وعائشة ابنة ابن عبد الهادي والزين المراغي والفرسيسي وغيرهم. ومات بالقاهرة في سن الكهولة أيضاً.
498 محمد بن علي بن عبد الكريم بن أحمد بن عبد الظاهر أصيل الدين أبو السعود وأبو المكارم بن إمام الدين أبي الحسن المنزل الشافعي قاضيها وابن قضاتها الماضي أبوه ويعرف كسلفه بابن عبد الظاهر ولكن بابن إمام الدين أكثر. ولد سنة ثمان وخمسين وقرأ القرآن وبعض البهجة وحل في المنهاج على النور الكلبشي حين إقامته هناك وقبل ذلك على والده والشمس محمد بن موسى الشهير بالظريف شريك أبيه في خطابة المنزلة وقدم القاهرة فحج وقرأ علي في البخاري وسمع مني وعلى غير ذلك والثناء عليه مستفيض.
محمد بن علي بن عبد الكريم الفوى. في ابن علي بن محمد بن عبد الكريم.
499 محمد بن علي بن عبد الكريم المصري نزيل مكة وشيخ الفراشين بها ويعرف باليمني وبالكتبي. كان من سكان القاهرة وصوفية بيبرسيتها ثم ولي فراشة بالمسجد الحرام وكان يتردد لمكة من أجلها ويقيم بها أوقاتاً ثم بأخرة كثرت إقامته بها وصار يتردد إلى القاهرة قليلاً، وتمشيخ بأخرة على الفراشين ودخل اليمن للتجارة واشترى بمكة داراً ثم وقفها على نفسه وأولاده. مات بها في تاسع عشر ذي الحجة سنة خمس وعشرين ودفن بالمعلاة وقد قارب السبعين أو بلغها. ذكره الفاسي ولم يسم جده وقال بلغني عنه أنه سمع بالقاهرة على أبي البقاء السبكي بعض الصحيح فالله أعلم. وذكره التقي بن فهد في معجمه وسمى جده وأورد عنه حديثاً وكان استقراره في المشيخة فيما قيل بعد أحمد الدوري خال محمد البيسق ولذا لما مات هذا وتلقاها عنه علي بن أمد بن فرج الطبري ثم مات تلقاها عنه ال.
 500 محمد بن علي بن عبد الله بن إبراهيم بن سليمان الشمس الجوجري ثم الخانكي الشافعي والد علي الماضي ويعرف بالجوجري. ولد سنة ثلاث عشرة وثمانمائة تقريباً بجوجر ثم تحول مع أبيه وكان فقيراً إلى خانقاه سرياقوس فنزل وتسبب الأب بالعلاقة وغيرها وحفظ هو القرآن وجانباً من التنبيه بواسطة انتمائه لشريفين أعجميين أخوين كانا نازلين بها اسمهما علي ومحمد فكان يقرأ عليهما في الفقه وغيره وتدرب بهما في الطلب ومعرفة اللسان العجمي ولازم خدمتهما حتى انفصلا عنها إلى الحرمين ثم اختص بعلي الخراساني حين استقر به سودون من عبد الرحمن في مشيخة مدرسته بها وبصاحب الترجمة في مباشرتها وزاد بينهما الاختصاص سيما حين ترقيه بالحسبة ونظر الخانقاه ومشيختها وتكلم عنه في الخانقاه بل كان هو المستبد بها وبابن المحب بن الأشقر لذلك وامتنع من مباشرة حسبتها وكذا اختص بقانم التاجر وألزمه جانبك الجداوي بالتكلم عنه في الخانقاه، ثم بعده باشرها عند الشهابي بن العيني إلى أن استقل بالنظر بعد موت الشريف علي الكردي وقام في أمرها وتنمية وقفها وعمارته وناكد كثيراً من مستحقيها، وكذا تكلم عن قانم وغيره في الشيخونية والصرغتمشية والبيمارستان وعن قجماس في البرقوقية وامتنع من ذلك أيام الأمشاطي مع اختصاصهما ولا زال في ترق من المال والدور بالخانقاه وغيرها وكثرة الجهات مع مزيد إقدامه وكثرة كلامه وميله إلى الغلظة وتمام التجبر واتفق أن أخاً له اسمه إبراهيم ضعف فنقل إلى علية ببيت هذا مما كان اللائق خلافه فلم يلبث أن ألقى نفسه من كوة إلى أسفل فمات ورام الملك التعرض له بسببه فدوفع. وربما مال للفقراء والفضلاء بحيث خطب الشرف عبد الحق السنباطي لتزويج ابنته من ابنه أخي البلبيسي وانتفع الشرف من قبله في حياته وبعدها. ولم يخل من فضيلة سيما ويذكر أنه حضر عند القاياتي والشرواني وكذا أخذ عن المناوي والوروري وتزوج بابنته وتكدر أبوها منه وكذا تزوج بابنة ابن الشيخ علي المحتسب وبابنة أخي السراج البلبيسي وكانت بينهما كلمات أفحمه هذا فيها وأخذ عن البوشي وغيرهم وكان مما أخذه عن البوشي في الفقه وقرأ على السنهوري في العربية مع حسن الخط وامتحن في أيام الأشرف قايتباي مراراً أولها وتجلد وتهدد بالمرافعة والمكافحة وغير وبدل ومات له ولد ثم آخر من ابنة ابن العجمي زاد على عشرين سنة أحضر له البدري أبو البقاء بن الجيعان لتجهيزه عشرة دنانير مع ثوب بعلبكي فأخذ ذلك وأزلم أمه بتجهيزه مما هو عندها للميت وعد ذلك في تجبره. كل ذلك وهو منقطع متوجع حتى مات في رجب سنة سبع وتسعين عقب ولده بيسير وما تحققت ما اتفق بعده في تركته وأوقافه ووظائفه والظاهر أنها استهلكت عفا الله عنه وإيانا.
501 محمد بن علي بن عبد الله بن محمد بن أحمد الشمس أبو العطاء البارنباري الدمياطي الشافعي إمام المعينية بدمياط ويعرف بالشارمساحي. ولد بعد العشرين وثمانمائة تقريباً ببارنبارة قرية بالقرب منها قرية تعرف ببني عطية الدنجاوي ولذا يقال له العطائي أيضاً؛ ثم انتقل منها مع أبويه إلى دمياط فقطنها وحفظ القرآن والشاطبية والمنهاج والألفية والملحة، وعرض على الشمس بن الفقيه حسن وعليه قرأ البخاري واشتغل في الفقه والعربية وكذا عرض على الفقيه حسن وعليه قرأ البخاري واشتغل في الفقه والعربية وكذا عرض على الفقيه موسى بن عبد الله البهوتي الدمياطي؛ واشتغل أيضاً عند النور المناوي والطيبي وسمع الحديث على الفرياني بل وقرأ على شيخا في سنة إحدى وخمسين بعض الصحيح وتلا لنافع وحمزة على الشمس محمد البخاري القدسي تلميذ ابن الجزري وغيره حين قدم عليهم دمياط، وارتحل لمكة فقرأ على كل من الزين بن عياش ومحمد الكيلاني لأبي عمرو وبعضها على الديروطي وعمر النجار وسمع على اللذين قبلهما الجمع، وتصدى في دمياط لتعليم الأبناء ثم ولي إمامة المدرسة المعيية أول ما فتحت وصاهر الشهاب الجديدي على ابنته، وحضر عندي في بعض قدماته القاهرة مجالس الإملاء بل كتب من تصانيفي جملة وقرأ علي منها واغتبط بها وهو إنسان حسن طوال فاضل حسن الخط مديم التلاوة حريص على الخير، له نظم كتبت عنه منه مدحاً في وغير ذلك.
 502 محمد بن علي بن عبد الله الشمس الحرفي - بفتح المهملة وسكون الراء بعدها فاء - المعري. مات في شوال سنة ست وكان خصيصاً بالظاهر برقوق. ذكره شيخنا في إنبائه. زاد غيره أنه كان عارفاً بعلم الحرف مع مشاركة جيدة في علوم أخرى.
503 محمد بن علي بن عبد الله أبو الفيض بن العلاء بن الجمال الحلبي الأصل الشغري المولد المصري المنشأ المالكي الوفائي الجوال. ولد في رجب سنة خمس وثمانين وسبعمائة في ضواحي دمشق وأبوه متوجه إلى القدس ثم انتقل به إلى القاهرة فنشأ بها وقرأ القرآن وتلا به لأبي عمرو على الجمال النويري والرسالة الفرعية وتفقه بالجمال الأقفهسي والزين عبادة وآخرين، وبحث في فروع ابن الحاجب وعيون المجالس لابن القصار والمذهب في قواعد المذهب لابن رشد، وحضر عند الزين العراقي والفرسيسي وقال إنه قرأ عليه السيرة لابن سيد الناس وسمع الأذكار على الشرف بن الكويك والشهاب أحمد بن حسن البطائحي بقراءة الكلوتاتي وقطعة من مسلم وكذا من النسائي الكبير ومنها الختم بقراءة شيخنا والشفا ومن لفظه المسلسل وغير ذلك والحصن الحصين على مؤلفه ابن الجزري وكذا سمع على شيخنا وآخرين. ثم رحل سنة خمس عشرة إلى دمشق ثم إلى حلب فسمع حافظها البرهان. ثم حج في سنة ست وعشرين ثم رجع إلى المدينة النبوية فجاور بها التي تليها وبها رأى النبي صلى الله عليه وسلم جالساً على كرسي بالروضة فقام من في المسجد يهرعون إليه ويقبلون يده وهو يقول لكل كلمتين إلى أن وصلت النوبة إليه فقبل يده ثم قال له يا رسوله الله وأبو الفيض قال شأنك الانتقال فقلت يا رسول الله للموت قال لا في الدنيا قال فحججت سنة ثمان وعشرين ورحلت إلى اليمن أبيات حسين ثم المهجم ثم زبيد ثم تعز ثم توجهت إلى عدن ثم إلى هرموز ثم إلى البحرين ثم إلى القطيف؛ ثم عدي إلى بر العجم إلى شيلاو ثم إلى شيراز فأقام بها سنة فتكلم فيها باللسان الفارسي وعلم بعض العجم اللسان العربي وألف فيه كتاباً ورأى بها شخصاً مجذوباً عرياناً يرجم الناس بالحجارة فمر به فقال له أمالك ابن في بغداد بكلام عربي فصيح فقلت لا فقال بلى رح إلى ولدك في بغداد فرحلت إلى أخوين ثم إلى واسط ثم إلى بغداد فأقمت بها نحو ثلاث سنين وتزوجت بها فولد لي ولد سميته عبد القادر ثم رحلت إلى هيت ثم إلى تكريت ثم إلى إربل ثم إلى الموصل ثم إلى جزيرة ابن عمر ثم إلى حصن كيفا ثم إلى آمد ثم إلى الرها ثم إلى قلعة الروم ثم إلى البيرة ثم إلى حلب ثم إلى أنطاكية ثم إلى طرابلس ثم إلى حماة ثم إلى حمص ثم إلى بعلبك ثم إلى دمشق ثم زرت القدس والخليل ثم رحلت إلى القاهر سنة أربعين ثم قدمت دمشق في التي بعدها ثم رجعت إلى الروم فأقمت ببرصة ثم رجعت إلى حلب سنة اثنتين وأربعين ثم حملني الله على حمار معقور لبلد تسمى عقير والعمادية وهما من بلاد الأكراد ثم رجعت إلى حلب فأقمت بها التي تليها ثم قدمت مصر سنة خمس وأربعين ثم توجهت إلى الصعيد واجتمعت ببعض صلحائها. ثم حج في التي تليها ثم رجع في البحر سنة ثمان إلى مصر ولقيته بالقاهرة قريباً من هذا الأوان وكذا لقيه البقاعي في سنة ثمان وأربعين بسعيد السعداء وقال إنه جمع كتاباً في التعبير وأثنى عليه. قلت وتحلى بشعار الصوفية وكان لطيف الذات حسن العشرة حدث بعدة أماكن سمع منه الفضلاء سمعت منه المسلسل وغيره بل سمع منه بعض أصحابنا ببيت المقدس في سنة سبع وخمسين. ومات بعد بيسير رحمه الله وإيانا.
محمد بن علي بن عبد الله بن القطان هكذا نسبه المقريزي ويأتي فيمن جده محمد بن عمر بن عيسى.
504 محمد بن علي بن عبد الله البلان ثم السدار ويعرف هو وأبوه بالمجاور. ممن سمع على شيخنا وكذا سمع مني في اعلإملاء وغيره وحضر عند البقاعي وغيره وتردد إلى مشاهد الصالحين كثيراً، وحج غير مرة وجاور، وكان عامياً خيراً يحكي عن شيخنا أشياء. مات وقد أسن في صفر سنة تسعين رحمه الله وإيانا.
505 محمد بن علي بن عبد الله الدمشقي الخياط ويعرف بابن الزيات. ولد قبل سنة سبعين وسبعمائة فإنه سمع في سنة أربع وثمانين وسبعمائة من المحب الصامت خامس المزكيات وحدث به سمع منه الفضلاء؛ وكان صالحاً معمراً كثير التردد إلى مسجد القصب أوقات الصلاة. مات قريب الأربعين ظناً.
506 محمد بن علي بن عبد الله السفطي سفط أبي تراب. ممن سمع مني بالقاهرة.
 507 محمد بن الشيخ علي بن عبد الله القبيباتي الشامي. ممن سمع مني بمكة.
508 محمد بن علي بن عبد الله المصري ثم البرلسي الحنفي ويعرف بابن المصري ممن سمع مني.
محمد بن علي بن عبد الله. فيمن جده عبيد قريباً.
509 محمد بن علي بن عبيد بن محمد الشمس أبو عبد الله وأبو الخير بن نور الدين القاهري الصوفي الشافعي بواب سعيد السعداء وابن بوابها ويعرف بابن الشيخ على المخبزي. ولد سنة تسع وثمانمائة بالقاهرة ونشأ بها فحفظ القرآن وجوده واشتغل بالفقه والعربية وغيرهما يسيراً وتعانى الأدب ونظم الشعر وقرأ الحديث على الكلوتاتي وشيخنا في آخرين ومما قرأه على شيخنا ديوانه الخطب الأزهري والسبع السيارة وهو ممن لازم مجلسه في الأمالي بل سمع قبل ذلك على النور الفوى والولي العراقي والواسطي وابن الجزري والزين القمني والتلواني وجماعة وكتب من فتح الباري قديماً قطعة وكذا من غيره بل كتب في أحد الحرمين تخميس البردة للنجم السكاكيني وقرأه على ناظمه بالمدينة النبوية سنة إحدى وثلاثين وكذا قرأ عليه قصيدة أخرى في مدح الكعبة وغيرها من قصائده وأجاز له وعظمه وقرأ في تاريخه أيضاً على الجمال الكازروني الشفا بالروضة النبوية وسمع عليه بعض البخاري وغير ذلك وقرأ على العامة في الأشهر الثلاثة بجامع الأزهر وكذا بالخانقاه الصلاحية وكان بوابها وأحد صوفيتها والقاطنين غالباً بها، وتنزل في الجهات وخطب بجامع ابن شرف الدين. نعم الرجل كان ديناً وخيراً وسكوناً وتواضعاً وتودداً وعشرة وخفة روح سمعت من نظمه. ومات في يوم الاثنين حادي عشر ربيع الآخر سنة ست وخمسين بعد أن أصيب بإحدى عينيه من رمد ونزل عليه بعض السراق فأخذ أشياء من بيته، ودفن بحوش الصوفية رحمه الله وإيانا وعوضه الجنة.
510 محمد بن علي بن عبيد أبو عبد الله الصنهاجي التونسي المقرئ المؤدب العربي المفنن والغالب عليه القراآت مع مشاركة. مات بها في ربيع الأول سنة ثمان وستين. ذكره ابن عزم. محمد بن علي بن عثمان بن عبد الله التركماني. يأتي بعد واحد.
511 محمد بن علي بن عثمان بن محمد الخواجا الفومني. مات في ربيع الأول سنة تسع وخمسين بمكة. أرخه ابن فهد وهو والد الجمال محمد ممن سكن مكة واشترى بها داراً وعمرها وخلف أولاداً وتركة لها صورة.
512 محمد بن علي بن عثمان بهاء الدين بن المصري بن التركماني خازن كتب النورية وغيرها بدمشق. أحضر على أصحاب الفخر وغيرهم ولم يكن مرضياً، مات في صفر سنة إحدى. أرخه شيخنا في إنبائه وقال في معجمه: محمد بن علي بن عثمان بن عبد الله التركماني ثم الدمشقي أجاز لي ومن مسموعه من ابي عبد الله بن الخباز خامس الحنائيات والظاهر أنه هذا.
513 محمد بن علي بن عثمانالزبيدي المطيب الحنفي. خلف والده باليمن في جودة الفقه وانتهت إليه بعده رياسة الحنفية بزبيد ثم درس في المحالبية للشهاب أحمد بن إبراهيم المحالبي. ومات في رمضان سنة اثنتين وأربعين بزبيد.
514 محمد بن علي بن عطاء أمين الدين الدمشقي. كان فاضلاً بارعاً عارفاً بالتصوف والعقليات درس بالأسدية وكان يسجل على القضاة وإليه النظر على وقف جده الصاحب شهاب الدين بن تقي الدين. مات في ذي الحجة سنة إحدى أرخه شيخنا في إنبائه.
515 محمد بن علي بن علاق قاضي غرناطة. مات سنة ست.
516 محمد بن علي بن علي بن غزوان السكندري الشافعي المؤذن الموقت ويعرف بالهزبر. ولد سنة إحدى وثلاثين وسبعمائة باسكندرية وسمع من ابن المصفى وابن الفرات مشيخة الرازي وغيرها، وحدث باسكندرية وبالقاهرة روى عنه جماعة. قال شيخنا في معجمه ولم يتفق لي لقاؤه لكنه أجاز لي غير مرة. ومات في سادس شعبان سنة سبع؛ وتبعه المقريزي في عقوده.
 517 محمد بن علي بن علي بن محمد بن نصير - كبكبير - الشمس أبو الفضل الدمشقي القوصي الأصل القاهري الشافعي الماضي أبوه ويعرف بابن الفالاتي حرفة أبيه، وكان شيخنا يقول له لو قيل الفالي كان أحسن لئلا تحذف ألفه فتصير الفالتي. ولد في العشر الأول من رجب سنة أربع وعشرين وثمانمائة بالقاهرة ونشأ بها فحفظ القرآن والمنهاج وألفية النحو والبيضاوي والتلخيص وغيرها، وعرض على جماعة ونشأ في كفالة أبويه بزي أبناء الفقهاء وأقبل على الاشتغال فكان ممن أخذ عنه في العربية أبو عبد الله الراعي والأبدي وعنه أخذ العروض وغيره وكذا أخذ في العروض عن النواجي وفي الفقه الجمال الأمشاطي والونائي والعلاء القلقشندي وعنه أخذ فصول ابن الهائم والمناوي والمحلى وأكثر من ملازمته فيه وفي الأصول وغيرهما وقرأ عليه شروحه للمنهاج وجمع الجوامع والبردة وغيرها وعظم اختصاصه به وكثر انقياده له وكذا لازم العلم البلقيني بعد وفاة شيخنا أتم ملازمة حتى حمل عنه أشياء في الفقه وغيره بقراءته وقراءة غيره وأكثر من الأخذ عن الشمني في فنون كالتفسير والأصلين والعربية والمعاني وعن شيخنا في الحديث بحيث قرأ عليه علوم الحديث لابن الصلاح وتخريج الرافعي من تأليفه وغير ذلك بل أخذ عنه في الفقه أيضاً وتردد في أول أمره للبدر بن الأمانة وفي أواخره لابن الهمام والشرواني ومن قبلهما للقاياتي وعن ابن أسد أخذ اليسير من القراآت، وصحب الشيخ مدين وقتاً واختلى عنده وأقبل الشيخ عليه وقرأ الحديث على العز بن الفرات والشهاب العقبي وعبد الكافي بن الذهبي وشعبان العسقلاني ورجب الخيري في آخرين بل هو قارئ الصحيح بالظاهرية القديمة في الجمع الذي لم يتفق في أوانه مثله شيوخاً وطلبة، وسمع معنا على جمع كثيرين وقبلنا يسيراً ورافقته في علوم الحديث على شيخنا إلا في اليسير من أوائله وكتب لي بخطه أنه استفاد فيه مني، وحج مرتين الثانية في سنة خمسين وقرأ بمكة على أبي الفتح المراغي والتقي بن فهد والزين الأميوطي وغيرهم، وأجاز له في استدعائي وغيره جماعة وأول ما تنبه تنزل في البرقوقية ثم في إمامة الظاهرية القديمة ثم في نيابة نظرها وانتقل بعد الإمامة فسكنها وكذا في قراءة الحديث بالتربة البرقوقية وفي غيرها من الجهات كالطلب في التفسير بالمؤيدية ونيابة مشيخة البيبرسية مع كونها حادثة ولم يزل مديماً للاشتغال مع وفور ذكائه ويقظته واستقامة فهمه وفطنته حتى برع وشارك في الفنون وانتفع بتربية شيخه البلقيني له كثيراً وقدمه وعرض عليه النيابة في القضاء فأبى وأذن له في الإفتاء والتدريس وكذا أذن له المحلى وغيره في الإقراء وممن أذن له في إقراء علوم الحديث وغيرها شيخنا، وتصدر لإقراء الطلبة عدة سنين ولما مات ناصر الدين بن السفاح استقر عوضه في تدريس الفقه بالحسنية تكليفه للناظر وتجاذب هو والمحيوي الطوخي فيه ثم أعرض عنه الطوخي له وعمل فيها إجلاساً بحضرة البلقيني وغيره وكذا اشترك مع الزين المنهلي في تدريس النابلسية ثم رغب بواسطتي له عما يخصه فيه ورام بعد شيخه المحلي الاستقرار في تدريس الفقه بالبرقوقية لكونه أمثل شافعيتها عملاً بشرط الواقف فما تيسر مع مساعدة شيخها له وكذا رام بعد موت التاج السكندري النيابة عن ولده في تدريس الحديث بالظاهرية محل سكنه متبرعاً فما وافق الأمين الأقصرائي وأشار لي بالنيابة ثم لما أردت التوجه لمكة أرسل يسألني فيها عني فلم أخالفه فقدرت وفاته قبل وقت الدرس وناب في الخطابة بالأزهر وراج أمره عند العامة بسببها جداً خصوصاً وقد صار يعتني بالوقائع والأوقات ونحوهما فيسبك ما يلائمها في الخطب ويستعين بي كثيراً في الأحاديث المناسبة لذلك تارة بالمشافهة وتارة بالإرسال الذي يفتتح أكثره بالمسؤول من فضل سيدي الشيخ العلامة أمتع الله بحياته إلى آخره، هذا مع إلمامه بصحبة الرؤساء ونحهم وحسن عشرة لهم وانضمام قراءته الحديث عند الحسام بن حريز قاضي المالكية لذلك فزاد رواجه وتقدم على أقرانه بل ومن لعله أمهر منه وربما قصدب الفتاوى في النوازل والحضور في عقود المجالس وصحة عقيدته حتى أنه في كائنة جرت خطب في الحط على ابن عربي وغيره من الاتحادية مصرحاً بالإنكار على منبر الأزهر ورغبته في القيام والصيام ومراعاة سلوك الاحتشام في ملبسه وهيئته وشدة إظهاره التجمل مع التقلل وعدم

تهافته وجحد النعم وعلو همته مع من يقصده حتى أن كل واحد من صاحبيه الزين قاسم الزفتاوي وكريم الدين العقبي أسند وصيته إليه بل كان أحد الشاهدين بتأهل أكبر أولاد شيخه البلقيني لمباشرة وظائفه وشافه أبا السعادات البلقيني بواسطة مساعدته في ذلك وغيرها بما لم أحمده فيه وكثرة أدبه مع أحبابه وغيرهم مما يستجلب ميل القلب لمحبته ومزيد احتماله خصوصاً لأذى بعض المتظاهرين بصحبته وكذا كانت أمه كثيرة الإيذاء له بل ولأبيه من قبله مع صبر الولد عليها وإحسانه جهده إليها. وهو في أواخر أمره في كل ما اشرت إليه أحسن منه حالاً قبله ولا حاجة بنا إلى التطويل بالتفصيل، ولم يزل أمره في ازدياد وشهرته مستفيضة بين العباد بحيث أنه تحدث بتقدمه للقضاء وربما حدث نفسه بذلك إلى أن مات في ليلة الجمعة رابع عشر ذي القعدة سنة سبعين وأنا متوجه لمكة وصلي عليه من الغد بباب النصر في مشهد جليل جداً ودفن بحوش سعيد السعداء وأثنى الناس عليه وتأسفوا على فقده وكان أعطاني حين موادعته إياي رسالة من نظمه ونثره للحضرة النبوية وجعل أمر إيصالها في هذا العام أو الذي بعده لأضماري المجاورة إلي فقدر أنني أخرتها حتى أديتها في العام الآتي وتبررت له بذلك وقد أودعتها مع أبيات امتدحني بها في محل آخر. رحمه الله وإيانا وعوضه الجنة.
518 محمد بن علي بن علي الحجازي. ممن سمع مني. محمد بن علي بن علي السكري أبوه. كذلك. محمد بن علي بن عمر بن حسن أبو حامد التلواني. في الكنى.
 519 محمد بن علي بن عمر بن علي بن مهنا بن أحمد الشمس أبو عبد الله بن العلاء الحلبي الحنفي أخو محمود الآتي ويعرف بابن الصفدي. ولد في يوم الجمعة ثامن ذي الحجة سنة خمس وسبعين وسبعمائة بحلب ونشأ بها فحفظ القرآن وكتبا منها المختار في الفقه ومختصر ابن الحاجب الأصلي ولازم الجمال الملطي في الفقه وأصوله وغيرهما وأخذ المعاني والبيان وغيرهما عن الشمس الزاهدي العنتابي الحنفي والمختصر وكافية ابن الحاجب وشروحها مع المفصل أصلها عن التاج الأصفهيدي الشافعي بل سمع عليه شرحه لألفية ابن ملك بحثاً وقرأ على الشمس البسقامي الحنفي المصابيح وسمع عليه البخاري والمشارق وكذا سمع قبل ذلك البخاري والشفا في سنة إحدى وثمانين على الجمال إبراهيم بن العديم والشاطبيتين على الشهاب بن المرحل. ونشأ فقيراً فتكسب بالشهادة إلى أن تفنن وفاق الأقران. وسافر في سنة ثمانمائة إلى القاهرة مع شيخه الملطي حين طلب لقضائها فلما قدماها واستضاف البلقيني الملطي استصحبه عه وأوصاه بالجلوس بقربه ليذكره بالمنقول فيما لعله يقع التكلم فيه وناهيك بهذا جلالة، وقرأ حينئذ على ابن الملقن في البخاري وحضر دروس السيف الصيرامي والد النظام وتزوج حينئذ بامرأة من بيت الكلستاني وساعدها في تحيل ميراث لها ثم وهبته له بعد فكان يحكى أنه كان سبب ثروته. وولي إذ ذاك في زمن الظاهر برقوق قضاء طرابلس بتعيين شيخه الملطي له ولهذا كان يقول ما بالممالك الآن قاض من أيام برقوق غيري، وأقام فيه مدة ثم صرف في ربيع الآخر سنة ست وثمانمائة بالتاج ابن الحافظ الحلبي ولم يلبث أن أعيد قبل مشارة التاج وشكرت سيرته. ثم انتقل في رجب سنة اثنتين وثلاثين لقضاء الشام عوضاً عن الشهاب بن الكشك وعزل منه مراراً منها في سنة ست وأربعين بحميد الدين النعماني، وعرض عليه مرة قضاء حلب فأبى واتفق في مرور الأشرف لآمد أنه كان معزولاً فانتزع له إما الخاتونية أو القصاعين تدريساً ونظراً من ابن الكشك وكذا باشر الصادرية والنورية. وامتحن في سنة أربع وأربعين ووجه إلى القدس بطالاً وكذا حصلت له كائنة أخرى خلص منها بالبذل. وكان إماماً عالماً علامة أصولياً ماهراً بذلك مشاركاً في الفنون مع الخير والعفة والسيرة الحميدة في قضائه وحسن العشرة وخفة الروح. وصفه شيخنا في حوادث سنة أربع وأربعين من إنبائه بأنه من أهل العلم لا ينكر عليه العمل بما رجح عنده. ونقل غيره عن العز القدسي أنه وصفه بمزيد الحفظ وقصوره في التحقيق. وقد حج وقدم القاهرة سوى ما تقدم غير مرة، وحدث قديماً بالموطأ ثم بان أن لا رواية له فيه وأن الغلط من البقاعي وهو قارئه ثم نقل عنه أنه قال له أن والده أحضره وهو موضع على الكمال بن حبيب وكان يقرئ أولاد بني حبيب وأن ثبته بذلك وبغيره ضاع منه في الفتنة وتأخر منه ورقة واحدة فيها حضوره للشفا على الكمال وتصحيحه بآخرها انتهى. وهذا لا يمنع بطلان سماعه للموطأ على ابن حبيب فقد بين البرهان الحلبي الحافظ بطلانه وكذا حدث ببيت المقدس ولقيته بالقاهرة وأخذت عنه أشياء. مات في يوم السبت ثاني عشري رجب سنة اثنتين وخمسين بدمشق معزولاً ودفن بمقبرة باب الفراديس بطرفها الشمالي رحمه الله وإيانا.
520 محمد بن علي بن عمر بن محمد الدمشقي سبط ابن الشريشي ويعرف بابن الإربلي. مات في المحرم سنة أربع عشرة. أرخه شيخنا في إنبائه.
521 محمد بن علي بن عمر بن عميرة الشمس المالكي - نسبة لملك بن النضر - الرملي الشافعي ولد على الماضي. قال لي ولده أنه سمع على أبي الخير بن العلائي وأنه ولي تدريس المدرسة الخاصكية العمرية ببلده وانتفع به ولده وغيره وأفتى. ومات في شوال سنة ست وثلاثين ومما كتبت عن ولده من إنشاد أبيه لنفسه:

يقول لك الأثبات أهل التجـارب

 

تصبر فعقبى الصبر نيل المآرب

ونص كتاب الله بالصبـر آمـر

 

وقد وعد الصبار حسن العواقب

في أبيات يقول فيها:

رأى ابن سلام وجهه صثار مسلماً

 

وقال لعمري ليس ذا وجه كاذب

وقوله:

أخلص توكل فوض أرض اصطبر

 

ولا تـؤخـر تـوبة نـاصـحـه

وجانب الـكـبـر وخـل الـريا

 

ثم اجتنب أعمالك الـفـاضـحـه

522 محمد بن علي بن عمر بن قنان شمس الدين بن نور الدين العيني الدمشقي المدني الشاعر عم الفخر بن أحمد. سمع مع أخيه عمر وأبيهما الماضيين على الزين المراغي في سنة اثنتي عشرة وعلى النور المحلى سبط الزبير بعد ذلك وتميز في العربية وغيرها وتعانى التجارة. وقدرت وفاته بكنباية من الهند سنة ثمان وخمسين رحمه الله.
523 محمد بن علي بن عمر الشمس البغدادي الحنبلي الزعيم نزيل دمشق. ولد سنة بضع وخمسين وسبعمائة ببغداد، وكف بصره وجال في البلاد كاليمن والهند والحجاز والقاهرة. ومات بها في ذي الحجة سنة أربع عشرة وكانت لديه فضائل. ذكره المقريزي في عقوده وحكي عنه حكاية.
524 محمد علي بن عمر الشمس الصابوني القاهري الموقع. كان لا بأس به شكالة وسكوناً ووجاهة في صنعته وربما لقب بابن كشكة. مات في ربيع الأول سنة ست وخمسين رحمه الله.
525 محمد بن علي بن عمر الخواجا بير محمد الكيلاني ثم المكي الشافعي. قدم مكة في سنة ثمان وثمانمائة وهو ابن ثلاث عشرة سنة فحفظ بها القرآن وصلى به التراويح في المسجد الحرام والمنهاج الفرعي وعرضه على الجمال بن ظهيرة وغيره؛ وتلا بالسبع على الزين بن عياش وحضر بعض الدروس بل سمع في سنة أربع عشرة على الزين المراغي النصف من مسلم وسنة ست عشرة ثلاثيات أحمد على الشمس محمد بن محمد بن أحمد بن المحب المقدسي، وسافر إلى بلاد اليمن والقاهرة وغيرها مراراً للتجارة فأثرى وكثر ماله وابتنى بمكة دوراً، وكان عارفاً بأمور دنياه متقناً لها حافظاً لكتاب الله كثير التلاوة مع ظرف وحشمة في الجملة اجتمعت به مراراً في القدمة الأولى لمكة. ومات بها في ثالث عشري المحرم سنة ستين وصلي عليه بعد صلاة الصبح عند باب الكعبة ودفن بالمعلاة وخلف تركة هائلة من النقد والعروض والعقار ولم يترك ذكراً بل ست بنات سامحه الله وإيانا.
526 محمد بن علي بن عمر البسيوني ثم القاهري الشافعي. ولد ببسيون من الغربية بالقرب من النحرارية سنة سبع وثلاثين وثمانمائة ونشأ بها وقرأ قليلاً وتزوج ثم تحول إلى القاهرة فسكن قريباً من الأزهر وأكمل القرآن وحضر عند الشهاب العبادي وابن الصيرفي وعمر الدهتوري وقرأ على الشرنقاشي في المنهاج والحاوي ولازم الديمي حتى قرأ عليه الشفا والعمدة وثلث البخاري وغير ذلك ثم قرأ علي في البخاري جملة وسمع مني المسلسل. وهو من المنزلين بتربة الأشرف قايتباي.
527 محمد بن علي بن عواض السكندري التروجي نزيل القاهرة ثم مكة ويعرف بابن أخت ابن عواض وأكثر ما يقال ابن عواض، ورأيت من سماه محمد بن أحمد بن علي. أحد من كان عند ابن الفقيه موسى وابني عليبة وتمول من التجارة وغيرها وعرف بالنهضة والجسارة ورزق حظاً، وابتنى داراً بالقرب من سوق أمير الجيوش؛ وأقام بمكة مدة وصودر بعد موت الجماعة لاتهامه بمال لابن موسى ثم طلب في سنة أربع وتسعين فعملت مصلحته بثلاثة آلاف دينار فأكثر، ورجع في أثناء سنة خمس وتسعين في البحر وأردف بجميع عياله مع الموسم وهو ممن يحب الصالحين سيما ابن الغمري وله سبع بجامعه، وسمع مني بمكة في سنة ست وثمانين. مات في ليلة خامس عشري ربيع الأول سنة سبع وتسعين بمكة وصلي عليه ضحى الغد في مشهد حافل ودفن بتربة بني عليبة وقد زاد على الستين. وكان فيه خير وبر وانتماء لأبي العباس بن الغمري رحمه الله وعوضه الجنة.
528 محمد بن علي بن عيسى بن عثمان بن محمد الشرف بن جوشن الماضي أبوه والآتي عمه الفخر محمد. ولد سنة خمس وثلاثين وثمانمائة ونشأ فحفظ القرآن وغيره وسمع على شيخنا وغيره ولازم المناوي في التقسيم وغيره وتنزل في الجهات وهو إلى الانجماع أقرب.
529 محمد بن علي بن عيسى الشمس البغدادي ثم القاهري الحنبلي صهر موفق الدين بن المحب بن نصر الله، كان الموفق زوج أخته، وكان خيراً يسكن القراسنقرية ويقرئ في بيت المحب بن الأشقر وهو أخو زينب وزليخا ابنتي إبراهيم الشنويهي لأمهما. مات سظناً سنة بضع وخمسين ونعم الرجل.
530 محمد بن علي بن فتح بن أوحد الشمس بن النور الخانكي سبط العز المنوفي وحفيد شيخ الخانقاه الماضي أبوه وجده. سمع علي في الشفا بقراءة أبي الغيث.
 531 محمد بك بن علي بك بن قرمان ناصر الدين والد إبراهيم الماضي ويعرف بابن قرمان. كان أميراً بقصرية ونكدة ولاريدة وما والاها من البلاد الحلبية وغيرها ثم امتدت عينه إلى أخذ طرسوس وهي من معاملات حلب وطمع فيها لوقوع الاختلاف بين الأمراء المصرية فحاصرها وملكها فلما استقر المؤيد جهز إليه عسكراً فاستنقذوها منه وقرر بها نائباً ثم جمع ابن قرمان جيشاً وأخذها فجهز إليه المؤيد في سنة اثنتين وعشرين ابنه الصارمي إبراهيم في عسكرها بل لحربه ومعه الأمير ناصر الدين محمد بك بن دلغادر صاحب أبلستين فطرق بلاده نهباً وأسراً وسلموا طرسوس بأمر المؤيد لابن دلغادر المذكور واستقر في البلاد القرمانية أخوه علي بن دلغادر، وفر صاحب الترجمة والتجأ لقلعة لارندة وحوصر مدة إلى أن رجع الصارمي إلى الديار المصرية وابن دلغادر إلى محل إقامته فعاد إلى بلاده وجمع جمعاً كبيراً ثم مشى على بلاد ابن دلغادر بغتة فثبت له وقاتله إلى أن انتصر وقتل مصطفى ابن صاحب الترجمة في الوقعة فحملت رأسه إلى القاهرة في سادس عشر رمضان منها ثم حمل أبوه إليها مقيداً فسجن بها حتى مات المؤيد في أوائل سنة أربع وعشرين فأطلقه ططر وولاه بلاده فتوجه إليها وأقام بها مدة إلى أن سار لحرب خوندكار مراد بك بن عثمان متملك الروم أيضاً ونزل على بعض قلاع ابن عثمان وحصرها أياماً إلى أن أصابه حجر مدفع من القلعة صرعه فحمل ومات في صفر سنة ست وعشرين. وأرخه شيخنا في السنة قبلها، وطوله ابن خطيب الناصرية وقال إنه مات فيها يعني سنة أربع وعشرين أو في التي بعدها من حجر أصابه وهو يحاصر قلعة هتاك؛ واستقر بعده ابنه إبراهيم الماضي.
532 محمد بن علي بن قطلوبك ناصر الدين بن العلاء الفازاني والد عبد العزيز الماضي ويعرف بالصغير بمهملة مضمومة ثم معجمة مفتوحة ثم تحتانية مشددة تصغير صغير، ويقال له أيضاً المعلم لتقدمه في تعليم الرمي بالنشاب وبراعته فيه علماً وعملاً بحيث قيل إنه لم يخلف بعده فيه مثله مع مشاركة ومحاضرة حسنة وصوت طري وقراءة في المحراب جيدة. وهو من أصحاب الظاهر جقمق قبل تملكه ولذا قربه بعده وصار من ندمائه ومسامريه وولاه في أوائل دولته نيابة دمياط ثم عزله وأهانه قليلاً ثم أعاده إلى مرتبته بل جعله من جملة الحجاب فلما مات لزم داره حتى مات في ليلة الجمعة ثالث عشري ذي الحجة سنة ثمان وخمسين ودفن من الغد وقد زاد على الثمانين وانتعش ابنه بإرثه رحمه الله.
533 محمد بن علي بن محمد بن إبراهيم بن عمر بن إبراهيم الجعبري الخليلي والد محمد وعمر المذكورين. ولد سنة ست وخمسين وسبعمائة بالخليل ولبس الخرقة من عمه عمر بلباسه لها من خاله علي بن عمر بن أرش بلباسه لها من أبيه وهو من على البكا وولي مشيخة الخليل. مات سنة إحدى وأربعين.
534 محمد بن علي بن محمد بن أحمد بن حسن بن الزين محمد بن الأمين محمد ابن القطب أمين الدين القسطلاني أجاز له في سنة ست وثلاثين جماعة وكأنه مات صغيراً.
 535 محمد بن علي بن محمد بن أحمد بن محمد بن محمد بن ممدود الشمس بن العلاء بن ناصر الدين الغزي الأصل الشارنقاشي ثم القاهري الأزهري الشافعي ويعرف بالشارنقاشي نسبة لبلده بالغربية أقطاعهم به، وأمه أمة بيضاء. ولد سنة خمسين وثمانمائة بحارة المنبجية ونشأ بها فقرأ القرآن ثم جرده بالحلة في جامع الغمري وتلا به لأبي عمرو وابن كثير على عبد الله الضرير، وحفظ الشاطبية ومختصر أبي شجاع والمنهاج وجمع الجوامع وألفية النحو وغيرها؛ وعرض على العلم البلقيني والمناوي والقرافي وغيرهم، وتفقه بالعبادي وزكريا وحضر دروس المناوي، ولازم الجوجري في الفقه والأصلين والعربية والصرف والمعاني والبيان والعروض وغيرها وكان جل انتفاعه به ومما قرأه عليه في الأصول شرح جمع الجوامع للمحلي والعبري على البيضاوي وفي أصول الدين شرح العقائد وشرح المواقف وفي العربية الرضي وابن المصنف والتوضيح والمغنى كلاهما لابن هشام وفي الصرف الجاربردي وشرح التفتازاني على تصريف العزي وفي المعاني والبيان المختصر وقطعة من المطول وفي العروض شرح الأبشيطي للخزرجية وأخذ الفرائض والحساب عن البدر المارداني وقرأ على التقي الحصني في المنطق شرح الشمسية للتفتازاني والقطب والحاشية وكذا قرأهما على العلاء الحصني ولازم الشرواني دروساً مفرقة في علوم شتى والكافياجي والشمني وسيف الدين في آخرين وقرأ البخاري على الشاوي واليسير منه على الديمي وقطعة من مسلم على الجلال القمصي وسمع على أم هانئ الهورينية وهاجر وأبي السعود الغراقي وغيرهم وحضر في مجلس خطيب مكة أبي الفضل والخيضري، وتميز وبرع وجلس للأقراء بالأزهر قبيل السبعين؛ وناب عن بني شيخه الجوجري في تدريس المؤيدية واختص بجوهر المعيني وأسكنه بمدرسته التي أنشأها في غيط العدة وأقرأ بها الطلبة وصار مشاراً إليه وكثر تودده وسكونه وتأدبه معي ولكنه تكلم بحضرة السنتاوي بما لا يليق فزبره واجتمع بي لنصرته فما وجدت المحل قابلاً لمساعدته مع كونه ممن حضر عندي بعض مجالس الإملاء. وبالجملة فهو من خيار الجماعة وأقربهم إلى التثبت. وقد حج في موسم سنة ست وتسعين فكان على طريقة شريفة بحيث لم يقبل من أحد شيئاً البتة. وعاد فلم يلبث أن تعلل ثم مات في السنة التي تليها رحمه الله وإيانا.
536 محمد بن علي بن محمد بن أحمد بن موسى بن إبراهيم بن طرخان الكمال ابن النور بن لاشمس بن الشهاب بن الضياء القاهري البحري - نسبة لباب البحر - الحنبلي ويعرف كسلفه بابن الضياء وأمه أطس سبطة النور الرشيدي وزوجة البوشي عالم الخانقاه ثم قاضيها تلميذة الونائي. ولد سنة أربع وثلاثين وثمانمائة بباب البحر ونشأ هناك فقرأ القرآن ومختصر الخرقي واشتغل يسيراً في النحو وغيره على الجمال عبد الله بن هشام وكذا حضر عند القاضي عز الدين الكناني في الفقه وغيره وفوض إليه عقود الأنكحة وفسوخها بل كان عزمه استنابته مطلقاً فما اتفق فولاه بعده البدر واختص به لعلو همته وكثرة دربته وقال لي إنه كان يعرف طرفاً من العربية مع براعة في الصناعة وانتفع به كأسلافه أهل خطته مع تكلم في معاملاته. مات بعد مرض طويل في ليلة السبت تاسع رمضان سنة ثمان وثمانين وحمل من باب البحر لمصلى باب النصر فصلي عليه بالرحبة في مشهد حافل ثم دفن بتربة سعيد السعداء سامحه الله وإيانا.
537 محمد بن علي بن محمد بن عيسى القطبي الضرير أخو إبراهيم الماضي. ولدا في بطن سنة سبع عشرة وثمانمائة وقرأ القرآن وأخذ مع أخيه عن العز عبد السلام البغدادي كما هناك. وحج وأقرأ الأبناء وتنزل في صوفية سعيد السعداء وتردد إلي للسماع ويغره مع أخيه وبانفراده.
538 محمد بن علي بن محمد بن عيسى اليافعي قاضي عدن. مات سنة ثلاث وعشرين.
 539 محمد بن علي بن محمد بن قاسم الشمس القاهري البهائي الشافعي الماضي أبوه ويعرف بابن المرخم حرفة أبيه. ولد سنة ثمان وثمانمائة بحارة بهاء الدين بالقرب من مدرسة البلقيني، وأمه سرية كانت للشيخ البلقيني. ونشأ بها في كنف والده فحفظ القرآن عند الغرس خليل الحسيني وربما كان يقرأ معه في الجوق والتنبيه ومختصر ابن الحاجب وألفية ابن ملك؛ وعرض على الجلال البلقيني والولي العراقي وناصر الدين البارزي والشمس الفنري حين قدومه القاهرة وآخرين، واشتغل في الفقه عند البيجوري والطنتدائي والشمس البرماوي وعليه سمع في شرحه للعمدة وغير ذلك وكذا أخذ عن قريبه المجد في الفقه وأصول الدين وأخذ النحو عن الشطنوفي والبوصيري قرأ عليه الألفية والبرهان بن حجاج الأبناسي قرأ عليه توضيحها لابن هشام في سنة ثانتين وشعرين، وقرأ على القاياتي شرح القطب بتمامه وقطعة من شرح المطالع للدار حديثي ومن العضد، وممن رافقه فيما قرأه منه خاصة ابن خضر وابن سارة وابن حسان ويحيى الدماطي وفي بعضه العرياني والعبادي وتحدث الناس إذ ذاك بلوم القاياتي في إقراء الكتب المشكلة لكل أحد؛ وعلى شيخنا شرح النخبة وسمع عليه وعلى البوصيري وابن الجزري والواسطي وبعضه بقراءة الكلوتاتي وحضر دروس الهروي والعلاء البخاري والبساطي وآخرين وانتمى لتقي الدين البلقيني فعاونه في استنزال النور الشلقامي له عن مشيخة الفخرية تصوفاً وتدريساً في سنة سبع وثلاثين وتوقف الناظر في إمضائه فألزمه ابن البارزي بعناية القاياتي بذلك وعمل حينئذ أجلاساً بحضرة العلم البلقيني وابن المحمرة وابن الديري وابن نصر الله والأبناسي والقاياتي وغيرهم؛ وركب البغلة من ثم. واستنابه شيخنا في القضاء ولكنه لم يتصد له بل قنع باسمه حسبما أثبته شيخنا بخطه، ثم استقر في تدريس مدرسة ابن أقبغاآص برغبة التاج الميموني له عنه وفي تدريس الشافعية بالمؤيدية بعد الجلال المحلي بكليفه فيما قيل لخوند لكون زوجته ابنة الناصري بن المخلطة المنتمي لهم ويقال إنه توجه للمحلي قبيل موته بمال ليرغب له عنه فأبى وعمل له أجلاساً حضر عنده فيه البلقيني والتقي الحصني وجماعة من الأكابر وكنت ممن حضر لمجيئه إلي مستدعياً وكاد الجوجري يقد غبناً لصرفه عنها لكونه أمثل صوفية شافعيتها وفي تدريس الألجيهية برغبة العلاء البلقيني له عنه مع ما كان باسمه قبل من شهادة وقفها وفي الخطابة بالتربة الناصرية فرج بن برقوق مع المباشرة بها وفي الشهادة بوقف الحلي وفي الدهيشة وفي سعيد السعداء والمشارفة بوقف السيفي ومرتب بالجوالي وغيرها من الوظائف والمرتبات، بل ولي نظر البيمارستان بعد استفتاء بن الملقن فأقام فيه مدة ثم انفصل عنه بالعلاء بن الصابوني في صفر سنة سبع وستين، وكان غير معتمد في مباشرته على غيره بل يشارف المتكلمين حتى في عمل المصلوق والأشربة. وثمول جداً؛ ولم يزل في نمو من الدنيا ففي أوائل أمره من صناعة الشمع وفي معظمه من نشر الرخام وانضم متحصله في ذلك لما يفضل عن نفقته المتوسطة أو دونها من جهاته وهو شيء كثير وأنشأ داراً هائلة بالقرب من مكان أبيه بحارة بهاء الدين وعمر بجانبه ربعاً وغير ذلك سوى ما ملكه من الدور المقابلة له والقريبة منه وسوى مكان هائل ملكه بالقرب من جامع ابن موسى ببولاق وآخر ببركة الرطلي. وابتنى بأخرة تربة ملاصقة لمصلى باب النصر استقر بعده فيها صوفية وشيخاً على غير الوجه الذي كان يرومه، وحصل كتباً نفيسة جمة بالشراء والاستكتاب وغير ذلك وكتب بخطه أشياء كالقاموس والتعقبات لابن العماد ونحوها بل كان يكتب على دروسه كتابة لا بأس بها وربما كتب على الفتوي، وأجاب عن استشكال أبي الفضل المغربي الذي أبرزه على لسان تلميذه البقاعي في تعليل سقوط طهورية الماء المستعمل بما انقمع كل منهما به خصوصاً وقد أثنى عليه التقي الحصني والكافياجي وأبو القسم النويري وأبو عبد الله التريكي المغربي بما يطول إيراده هنا وشهد له ثالثهم بأن فضيلته مشهورة من نيف وعشرين سنة وكان ذلك بعد موت شيخنا ولكنه مع هذا لم يكن مجيداً للتقرير وقد حج وصاهر ابن المخلطة على ابنته فاستولدها عدة أولاد تأخر منهم واحد فقط فلما ترعرع خالط ابني ابن أصيل للقرابة فكان ذلك سبباً لمخالفته طريق أبيه في التبذير والأتلاف بحيث ضاع على أبيه أشياء وآخر أمره فقده

ألف دينار ظن أبوه اختلاسه لها وظهرت قرائن تشهد لذلك ولكن لم يعلم أبوه بها إلا بعد أن فقدت أو غالبها فتهدم لفقدها وما احتمل بل مات عن قرب ممتعاً بحواسه إلا إحدى عينيه في ليلة الجمعة رابع عشر جمادى الأولى سنة ثمان وثمانين وصلي عليه من الغد قبل الصلاة برحبة مصلى باب النصر ثم دفن بتربته وكان له مشهد حسن وأتلف ابنه ما تأخر من تركته وصار زائد القل ثم تراجع حاله قليلاً. وهو من بقايا أصحاب الوالد بل قدمائهم والمعدود في عقلاء الرجال ممن نوه به في قضاء الشافعية غير مرة رحمه الله وإيانا.
540 محمد بن علي بن أبي البركات محمد بن ملك بن أنس بن عبد الملك التقي السبكي الأصل القاهري الشافعي الموقع، وعبد الملك هو أخو عبد الكافي والد التقي السبكي، وأمه فاطمة ابنة التقي أبي حاتم محمد بن التقي أبي حاتم محمد بن البهاء أحمد بن التقي السبكي ولكون جدها مات في حياة أبيه بعد الستين وسبعمائة خلفه ابنه في اسمه وكنيته ولقبه. ولد التقى هذا في إحدى الجماديين سنة اثنتين وعشرين وثمانمائة بقاعة الأصبهاني ظاهر باب النصر، وحفظ القرآن والعمدة والتنبيه والملحة وعرض على المجد البرماوي وغيره. وتعانى التوقيع وتدرب فيه بالقدماء وصاهر العز بن عبد السلام على ابنته واستولدها وماتت تحته فاتصل بابنة عم البدر السعدي قاضي الحنابلة شقيقة زوجته، وحج بها وبالتي قبلها وجاور في كليهما وكذا زار بيت المقدس غير مرة ودخل الشام مراراً. وعرض له في سمعه ثقل فاحش تعطل منه وتأخر به عن كثير من الأشغال التي يتوجه إليها من هو في عداد بنيه مع لطف عشرة وفهم في الأدب بل ربما ينظم ومن ذلك ما كتبه للبرهان بن ظهيرة حين قدومه الديار المصرية وصادف زيادة النيل:

بك استأنست أرض العزيز ومصره

 

وأوحش بيت الله منك وحـجـره

قدمت إلى مصر كـمـقـدم وائل

 

تبيت بقطر النيل ينهـل قـطـره

في أبيات. وكذا هجا ابن الفرفور قاضي الشام بما كتبته في ترجمته. وكان مجاوراً بجوارنا في سنة تسع وتسعين.
541 محمد بن علي بن محمد بن محمد بن أحمد بن أبي الرجاء الشمس الدمسيسي ثم الصحراوي الشافعي الخطيب والد يحيى وابن أخي الفقيه أحمد الدمسيسي ويعرف بين أهل بلاده بابن قطب، قرأ القرآن واشتغل قديماً وتميز في الفضائل وخطب ببلده ثم بالتربة الأشرفية برسباي أول ما فتحت إلى أن مات واقفها. وكان بديع القراءة والخطابة يصدع بهما القلوب النيرة مع الخط المأنوس المجود والنظم بحيث مدح شيخنا وغيره وشرع في تخميس الوفاة النبوية وكذا امتدح ابن الديري بقصيدة قرأتها بخطه أولها:

فاح عبير المدح فاستـنـشـق

 

أوصاف سعد صاح واسترفـق

قاضي القضاة الديري من قد نشا

 

ما الدير في زي به مـشـرق

فيا لـه مـن بـلـد اسـمــه

 

من سعده أشرق بالـمـشـرق

فالمدح يمـتـاز بـأوصـافـه

 

كما به مـداحـه تـرتـقـي

إلى آخرها. مات في سنة خمس وستين تقريباص رحمه الله.
 542 محمد بن علي بن محمد بن محمد بن حسين بن علي بن أحمد بن عطية بن ظهيرة الكمال أبو البركات بن النور بن الكمال أبي البركات القرشي المكي الشافعي شقيق البرهان عالم الحجاز وإخوته، أمهم أم الخير ابنة القاضي عز الدين النويري ووالد يحيى الآتي ويعرف كسلفه بابن ظهيرة. ولد في المحرم سنة اثنتين وعشرين وثمانمائة بمكة ونشأ بها فحفظ القرآن وصلى به وأربعي النووي ومنهاجه وعرضهما على جماعة وجانباً من الشاطبية وألفية ابن ملك وتلا ببعض الروايات على الزين بن عياش ومحمد الكيلاني وسمع على جماعة كالشهاب أحمد بن إبراهيم المرشدي وأبي المعالي الصالحي وأبي الفتح المراغي وعمه أبي السعادات؛ وأجاز له في سنة تسع وعشرين باستدعاء التقي الفاسي الشمس الشامي والواسطي والزركشي والنجم بن حجي وعائشة ابنة ابن الشرائحي والقبابي والتدمري وعبد الرحمن بن الأذرعي وطائفة وفي جملة أخوته ابن سلامة وابن الجزري وجماعة وفي ذرية جده الأعلى عطية عبد الرحمن بن طولوبغا وغير ذلك. وناب في القضاء بجدة عن عمه في آخر سنة ست وأربعين فما بعدها ثم استقل بها في سنة ثلاث وخمسين واستمر إلى أن مات غير أنه انفصل في خلالها يسيراً غير مرة، وكذا ناب في القضاء بالقاهرة وقد كثر دخوله لها وبمكة بتفويض من السلطان وفي الخطابة بها عن أخيه في سنة سبع وخمسين ثم استقل بنصفها شركة لثاني أخويه. واتسعت دائرته جداً من جدة لمزيد اختصاصه بمتوليها ومن غيرها وأنشأ بمكة وغيرها دوراً حساناً وكثرت جهاته وأمواله وهادن وهادى وصادق وعادى. وكان عالي الهمة نافذ الكلمة متودداً لأحبابه حسن العشرة معهم قائماً مع أخيه بما لا ينهض به غيره بحيث كان معه في غاية الراحة زائد الصفاء سريع البادرة محسناً لجمهور أقاربه. مات بعد تعلل طويل في عصر يوم الأربعاء سلخ ربيع الآخر سنة اثنتين وثمانين بمكة وصلي عليه من الغد ودفن بتربتهم من المعلاة وتأسف أخوته على فقده كثيراً رحمه الله وعفا عنه.
543 محمد التقي بن ظهيرة شقيق الذي قبله. ولد في أواخر سنة سبع وعشرين وثمانمائة بمكة، وأجاز له في سنة تسع وعشرين في جملة إخوته وفي ذرية عطية من ذكر فيه قريباً. ومات وهو طفل سنة ثلاثين بمكة.
544 محمد بن علي بن محمد بن محمد بن حسين بن علي بن أيوب الشمس بن النور ابن البرقي الماضي أبوه وأخوه أحمد والآتي أخوه الآخر أبو بكر وجدهم مع ولدي هذا المحمدين أبي الفضل وأبي اليمن. مات في ذي الحجة سنة اثنتين وسبعين عفا الله عنه.
545 محمد بن علي بن محمد بن محمد بن خلف بن علي ناصر الدين المنوفي ثم القاهري الأزهري الشافعي الشاذلي ويعرف بابن أخت حذيفة. حفظ القرآن واشتغل وانضم لابن زغدان وعظمه وكان ممن سمع مع ولدي كثيراً مما قرأته له مع سكون وخير بحيث كتبت عنه في ترجمة جقمق مناماً.
546 محمد بن علي بن أبي اليمن محمد بن محمد بن علي بن أحمد بن عبد العزيز أبو الميامن النويري المكي. مات ولم يكمل شهرين في آخر سنة اثنتين وخمسين.
547 محمد أبو اليمن شقيق الذي قبله. مات عن ثمانية أشهر سنة ثمان وخمسين.
548 محمد بن علي بن محمد بن محمد بن علي بن عثمان الشمس البدرشي ثم القاهري الشافعي نزيل تربة الجبرتي بالقرافة الصغرى ويعرف بالبدرشي. ولد سنة ثمان وثمانين وسبعمائة تقريباً بالقاهرة ونشأ بها وحفظ القرآن وعدة مختصرات عرض بعضها على الزن العراقي، وتفقه بابن قبيلة البكري نزيل المنصورية والبيجوري وأخذ العربية عن الشمس السيوطي والأصول عن العلاء البخاري والنظام الصيرامي وعنه أخذ المعاني والبيان ولازم العز بن جماعة في علومه مدة، ودأب حتى برع واشتغل ودرس وأفاد وولي تدريس الفقه بجامع اقسنقر وبوقف خشقدم في جامع الأزهر ثم ولي مشيخة التصوف والتدريس بتربة الشيخ عبد الله الجبرتي بالقرافة وتنازع هو وابن عمار بسببها. وكان خيراً عالماً صالحاً انتفع به الطلبة واختص بجانبك الصوفي فلما فر من السجن امتحن هذا بحيث اختفى نحو عشر سنين ثم ظهر فأمسكه بغتة ثم فرج الله عنه. ومات في شوال سنة ست وأربعين رحمه الله وإيانا.
 549 محمد بن علي بن محمد بن محمد بن مسلم ناصر الدين المصري الشافعي ويعرف بابن مسلم كمحمد. ولد تقريباً سنة خمس وثمانين وسبعمائة بمصر ونشأ فقرأ القرآن عند الشهاب الأشقر وحضر دروس البلقيني ثم ولديه وغيرهم وكان يذكر لنا وهو ممن يوثق به أنه سمع على الشرف بن الكويك بل رأيت بخط شيخنا إجازة الزين المراغي لناصر الدين محمد بن الشهاب أحمد بن محمد بن مسلم مؤرخة بالمحرم سنة إحدى وثمانمائة ولكن الظاهر أنه غيره من أقربائه. وكان خيراً ساكناً مديماً للتلاوة والصيام محباً في العلماء والصالحين كثير التعهد لغالب الأحياء منهم بل ولغالب الرؤساء بالزيارة في يومي الاثنين والخمسين بحيث إشتهر بذلك مع حسن العقيدة والتعفف؛ وقد قصدني بالمجيء غير مرة للسؤال عن بعض الأحاديث ولغير ذلك وكان شيخنا يكرمه. مات في ربيع الأول سنة ست وستين وشهد دفنه الأكابر ونعم الرجل كان رحمه الله وإيانا.
محمد بن علي بن محمد بن الركن محمد البدر والشمس أبو الغيث الخانكي قاضيها الشافعي. مات في يوم السبت ثاني جمادى الأولى سنة إحدى وتسعين. وسيأتي في الكنى.
550 محمد بن علي بن محمد بن محمد الشمس بن العماد البلبيسي والد صاحبنا الشمس محمد الآتي. وكان خيراً أصيلاً. مات عند ولده بالقاهرة في جمادى الثانية سنة أربع وسبعين ودفن بحوش سعيد السعداء رحمه الله.
551 محمد بن علي بن محمد بن محمد ناصر الدين السكندري ثم الدمياطي الشافعي الشاذلي ويعرف بصهر العنبري. ممن سمع مني.
552 محمد بن علي بن محمد بن محمود بن إسماعيل بن المنتخب المحب بن العلاء ابن الشمس الحلبي ثم القاهري الشافعي الماضي أبوه والآتي جده ويعرف بالألواحي لعملها. ولد في سنة ثمانين وسبعمائة أو بعدها تقريباً بالقاهرة ونشأ فحفظ القرآن والعمدة والمنهاجين وألفية ابن ملك وعرضها على أئمة عصره واجتهد أبوه في شأنه وحرص عليه أشد الحرص حتى كان يسمع عليه محافيظه داخل الحمام ويقال أنه تناول حب البلادر. واشتغل يسيراً وسمع على ابن أبي المجد والتنوخي والعراقي والهيثمي والحلاوي، وأجاز له خلق باستدعاء شيخنا، وتكسب بالشهادة في الصالحية وغيرها، وحدث بالصحيح وغيره مراراً وسمع عليه الفضلاء أخذت عنه أشياء، وكان خيراً ساكناً محباً في السماع وأقعد قبل موته وتعلل وضعف بصره وقتاً فكان الطلبة يقصدونه في منزله بالصالحية. مات في ليلة الأربعاء خامس جمادى الثانية سنة ثلاث وسبعين ودفن من الغد رحمه الله.
553 محمد بن علي بن محمد بن محمود بن علي بن عبد الله بن منصور الشمس السلمي الدمشقي الحنفي ثم الشافعي ويعرف بابن خطيب زرع لكون جد والده كان خطيبها ثم تداولها ذريته. ولد في ذي الحجة سنة أربع وسبعين وسبعمائة ونشأ حنفياً ثم تحول شافعياً. وناب في قضاء بلده ثم تولع بالأدب فنظم الشعر وباشر التوقيع عند الأمراء واتصل بابن غراب حين مجيئه لدمشق ومدحه ورافقه إلى القاهرة واستخدمه في ديوان الإنشاء وكذا صحب بعض الأمراء وحصل وظائف ثم ترقت حاله بعد موت ابن غراب. قال شيخنا في إنبائه وكان عريض الدعوى جداً. مات في ذي القعدة سنة إحدى عشرة وهو القائل:

وأشقر في وجهـه غـرة

 

كأنها في نورها فـجـر

بل زهرة الأفق لأني أرى

 

من فوقها قد طلع البـدر

وله فيما اقترح عليه مما يقرأ مدحاً فإذا صحف كان هجواً:

التاج بالحق فوق الرأس نرفعـه

 

إذ كان فرداً حوى وصفاً مجالسه

فضلاً وبذلاً وصنـعـاً فـاخـراً

 

فأسأل الله يبـقـيه ويحـرسـه

وذكره في معجمه باختصار فقال: تعلق بأذيال الأدب وقال الشعر المقبول وكان فيه عجب شديد ودعوى عريضة، وصحب أخيراً سعد الدين بن غراب وخدم في ديوان الإنشاء، رأيته مراراً وسمعت من نظمه ومدح فتح الله بقصيدة نونية لا بأس بها. وذكره ابن خطيب الناصرية أيضاً والمقريزي في عقوده.
 554 محمد بن علي بن محمد بن نصير - ككبير - الدمشقي ثم القاهري الشافعي الأديب عم الشمس محمد الماضي قريباً ويعرف بابن الفالاتي. ولد كما أخبرني به في سنة سبع وسبعين وسبعمائة تقريباً بدار البطيخ من دمشق وقرأ بها القرآن ثم انتقل منها وقد جاوز عشر سنين بيسير مع أبيه إلى القاهرة فقطنها وكتب على الوسيمي فانصلح خطه وعني بنظم الفنون حتى صار له في ذلك يد وعظم بين أهل فنه فكان هو الذي يكتب ما يتعلق بالعوام من الأوراق التي ينحون بها نحو ما يفعله موقعو الإنشاء بالتقاليد؛ وكان أبوه منجمعاً يأخذ الفأل وينظر الطالع كالثور والزهرة ونحو هذا مما يعمله أهل الطرق؛ واقام ابنه بالقاهرة يعاني النظم ويمدح الإمراء والأكابر إلى أن بقي أديبها وحكويها الموصوف حتى كان يدخل لجمال الدين الاستادار فينشده وتردد معه إلى الشام؛ وحج مراراً أولها في سنة ثلاث وكان يكتب لشيخنا بعض ما ينظم من الأزجال والمواليا ونحوها فيجيبه، وله حلقة هائلة بين العشاءين تحت شباك الصالحية وتمول من ذلك بحث خلف من الأوقاف ما ارتفق به ابن أخيه؛ كل ذلك مع الخير النسبي والسكون وكونه أحد صوفية البيبرسية. وقد كتب عنه شيخنا ومدحه بل رثاه بقطعة ضمنها أسماء السور بديعة سمعتها منه وما تيسرت كتابتها، وكذا كتبت عنه قوله:

قال الحبيب اصف قدي ولا تـشـتـط

 

وصف عذارى الذي في وجنتي قد خط

قلت الذي قد كتب في لوح خدك خـط

 

قلم قوامك برى ما لاح مثـلـو قـط

وفي معجمي من نظمه غير هذا. مات في ربيع الأول سنة ستين عفا الله عنه ورحمه وإيانا.
محمد بن علي بن محمد بن مسلم البالسي. مضى فيمن جده محمد بن محمد بن مسلم.
555 محمد بن علي بن محمد بن يحيى بن محمد بن عيسى التقي بن النوربن الأمين التسولي - بالمثناة ثم المهملة المضمومة - الشاهد المذكور أبوه في معجم شيخنا. ولد سنة خمس وخمسين وسبعمائة وتفقه قليلاً ثم جلس مع الشهود وأحب الآداب، وارتحل لدمشق سنة أربع وثمانين وسبعمائة في طلبها. وكان حاد النادرة لطيف المحاضرة قال شيخنا في معجمه سمعت من فوائده كثيراً وأنشدني لغيره أيضاً كثيراً ولم أقف على شيء من سماع الحديث. مات.
 556 محمد بن علي بن محمد بن يعقوب بن محمد الشمس أبو عبد الله بن النور القاياتي القاهري الشافعي ابن أخت الفخر القاياتي. ولد سنة خمس وثمانين وسبعمائة تقريباً بالقايات من أعمال البهنساوية وقرأ بعض القرآن ثم نقله أبوه إلى القاهرة عند عمه الناصري محمد فأكمله عنده وحفظ المنهاج وابن الحاجب الأصلي وألفية النحو وكذا التسهيل فيما قيل وعرض على جماعة وحضر دروس البلقيني وكذا درس الأبناسي وابن الملقن وأخذ الفقه والفرائض عن عمه، وكان ماهراً في الفرائض والفرائض فقط عن الشمس الغراقي والتقي بن العز الحنبلي وكان متقدماً فيها والشهاب العاملي والفقه عن الشمس القليوبي والبدر الطنبدي والنور الأدمي وعنهما أخذ أصول الفقه وعن أولهما أخذ النحو وكذا أخذ الأصول عن قنبر العجمي وأثنى على علمه سيما التصوف والقطب الأبرقوهي وعنهما أخذ المنطق ولازم الهمام العجمي في الأصلين والنحو والصرف وكان الهمام فائقاً فيه وسمع عليه غالب ما أقرأه من الكشاف وهو الذي ألزمه فيما قيل بحفظ التسهيل وكذا أخذ العربية أيضاً عن الشطنوفي ويقال إن جل انتفاعه فيها كان به وكذا أكثر من ملازمة العز بن جماعة فيما كان يقرئه من العلوم بحيث كان جل انتفاعه به والبساطي والعلاء البخاري حين قدومه القاهرة فسمع منه المنطق والجدل والأصلين والمعاني والبيان والبديع وغيرها من المعقولات والمنقولات ولم يفارقه حتى سافر وتقدم به كثيراً لدقة نظره وحدة فكره الذي لم يكن يقدم عليه فيهما غيره بل قال أنه إذا فكر في محل خال لا يلحقه لا القطب ولا التفتازاني ولا غيرهما، ولما سافر مغضباً برز والأبناسي والونائي إلى دمياط حتى رجعوا به. وجود القرآن على بعض القراء وسمع اتفاقاً على العز بن جماعة تساعيات جده الأربعين والجمال عبد الله الحنبلي ختم السيرة لابن هشام وغيره والشهاب الواسطي جزء البطاقة وغيره والولي العراقي الكثير ولازمه وأخذ عنه في شرح الألفية لوالده ووصفه بالشيخ الفاضل وكذا أخذ فيه عن شيخنا وسمع عليه كثيراً من كتب الحديث في رمضان وغيره بل ذكر أنه سمع البخاري على البلقيني وأنه سمع على أهل طبقته كالزين العراقي وابن الملقن ثم التقي الدجوي والبدر الطنبدي في آخرين، وتلقن الذكر من إبراهيم الأدكاوي وغيره. ولم يزل يدأب حتى تقد في الفنون كلها وصار المعول عليه في جلها مع مزيد الفاقة والتقلل بحيث صار لذلك يتكسب بالشهادة في جامع الصالح وغيره إلى أن حصل له ولرفيقه الفيشي في تركة ابن مخلوف الزيات ألف دينار فيما قيل فأعرض حينئذ عن الشهادة وكذا تكسب بالزراعة أيضاً ثم ارتقى فنزل طالباً بالمؤيدية ثم مدرس المحدثين بالبرقوقية بعد وفاة النور القمني ثم مدرس الشافعية بالأشرفية برسباي أول ما فتحت ثم شيخ سعيد السعداء برغبة الشهاب بن المحمرة ثم مدرس الغرابية بعد الشرف السبكي ودام إلى أن خطبه الظاهر جقمق لقضاء الشافعية بعد صرف شيخنا فباشره بعفة ونزاهة وتثبت في النواب بحيث أنه لم يأذن إلا لقليل منهم وقام بعمارة الأوقاف والنظر في مصالحها والصرف لمستحقيها ثم استقر به في تدريسي الفقه بالشيخونية والصلاحية المجاورة للشافعي مع النظر عليها بعد موت الونائي ثم انتزع له مشيخة البيبرسية ونظرها من شيخنا ولم يحمد العقلاء إجابته فيها ولا تعرضه لولده ونحوه مما بسطته في محاله مع أن ذلك لم يكن بمانع له عن الثناء عليه في إنبائه بعد موته، وندم فيما بلغني على قبول الولاية وما جرت إليه وكاد أن يتزحزح عند السلطان فلم يلبث أن مات في المحرم سنة خمسين وصلي عليه في سبيل المؤمني في مشهد فيه السلطان والقضاة والعلماء والأعيان وخلق تقدمهم أمير المؤمنين ثم دفن بتربة سعيد السعداء وعظم الأسف على فقده ورثاه غير واحد كيحيى بن العطار وأولها:

حقيق أنت بالذكر الجـمـيل

 

لبعدك في زمانك عن مثيل

طلعت على البرية شمس علم

 

فلا عجب مصيرك للأفول

وكان إماماً عالماً علامة غاية في التحقيق وجودة الفكر والتدقيق مزيحاً للمشكلات بجلى عبارته ومريحاً من التعب بواضح عباراته فكره الثاقب غاية في الاستقامة ونظره الصائب لو رام اعوجاجاً لم يبلغه ميزان العلم مرامه بعد صيته وشاع ذكره وخشي فوته وصار شيخ الفنون بلا مدافعة ومن به تقر العيون بعد النظر والمطالعة لا يمترى في تحقيقه وصحة فكره ممترى ولا يتوقف في ذلك إلا حاسد أو مفترى تصدى للإقراء زماناً فانتفع به خلق وتزاحم الناس عليه من سائر أرباب الفنون والطوائف والمذاهب وانتشرت تلامذته وصاروا رؤساء في حياته وتحرى في الفتاوى فلذلك قلت وحدث باليسير. كل ذلك مع الدين والعقل والتواضع والتقشف والحلم والاحتمال والمحاسن الوافرة. وكتب على المنهاج قطعاً متفرقة كثر اعتناؤه فيها بدفع كلام الأسنوي وعمل ذيلاً ونكتاً على المهمات وقد بسطت ترجمته في ذيل القضاة والمعجم والحوادث وهي إطالة في معلوم قال ابن قاضي شهبة: ولم تحمد سيرته يعني من قضائه لتتبع عثرات من قبله مع كونه أحد شيوخه والقائمين به ولذا مقت، قال وكانت طريقته قبل القضاء أحسن لأنه كان متصدياً للعلم ليلاً ونهاراً بحيث كان ذلك سبباً لشهرته بالعلم وانتفاعه رحمه الله وإيانا. وقد أفحش يوسف بن تغري بردى مما أظن أن البقاعي كتبه له فإنه قال إنه تغير بعد يسير عن حاله الأول حيث لبس المسقول وكبر عمامته ومال إلى المنصب ميلاً كثيراً واستناب النواب الكثيرة وراعى أهل الدولة وعمل بالرسالة من الأعيان وتشاهم في سلامة وتعاظم فنفرت قلوب بعض الناس منه لذلك لما كانوا يعهدونه من تملقه وبشابته وتقشفه أولاً. وإنما ظننت كون هذا كلام البقاعي لأني رايت بخطه في ترجمته ما هو أقبح من هذا نسأل الله السلامة.
557 محمد بن علي بن محمد البدر أبو المحاسن بن نور الدين المحلي الشافعي والد علي ويعرف بابن الكبير لكون جده كان كبير الحرافيش. اشتغل في العربية يسيراً وشارك في صناعة الشروط واستقر به العلم البلقيني في قضاء المحلة عوضاً عن قريبهم أوحد الدين العجيمي وكذا استقر به المناوي ثم الولوي الأسيوطي ولم تتفق مباشرته لها إلا في أيامه على رغم من الأسيوطي لكونه بأمر من السلطان، وآل أمره إلى استقراره في محلة أبي الهيثم. ويذكر بسوء سيرة وأفعال غير مرضية.
558 محمد بن علي بن محمد البدر القاهري الوكيل والد التقي محمد الحنفي الآتي ويعرف بابن القزازي. ممن ترقى في صناعته وتمول مع حشمة وعقل. مات.
559 محمد بن علي بن محمد البدر بن القاضي. نور الدين بن الشرف الشنشي الأصل القاهري الشافعي أحد شهود الصالحية وسوق الرقيق. ممن سمع في البخاري بالظاهرية وعلى شيخنا قبل ذلك في سنة أربعين في الدارقطني وكان يسكن جوار جامع الغمري وله تصوف في البيبرسية ولم يكن بالمرضي. مات في ليلة الثلاثاء رابع عشر صفر سنة ست وخمسين عفا الله عنه.
560 محمد بن علي بن محمد البدر القاهري ثم الخانكي الشافعي ويعرف بابن التاجر لكون أبيه كان تاجراً. ممن حفظ القرآن وهو أسن الثلاثة ويليه أحمد الماضي.
561 محمد أبو الخير البلبيسي الأصل الخانكي الشافعي ويعرف بابن التاجر أخو الذي قبله وهو بكنيته أشهر. ولد سنة ست وثلاثين وثمانمائة بالخانقاه ونشأ بها فحفظ القرآن والمنهاج وغيره، وعرض على جماعة واشتغل عند النور البوشي ثم ارتحل وأخذ عن المحلي والمناوي والوروري والتقي والعلاء الحصنيين والتقي الشمني وتميز وأقرأ الطلبة واستقر في تدريس الخانقاه عوضاً عن الونائي؛ وحج غير مرة ودخل بغداد والعراق وغيرها كالشام وحلب وتكسب ولم يحمد في معاملاته مع تقشف وميل في الدنيا.
562 محمد بن علي بن محمد الجمال بن النور أبي الحسن بن أبي الخير المريسي الأصل المدني المولد الجدي - نسبة لجدة فهو مع أخيه ممن يباشر ما يتعلق بالشريف بها، وممن ارتحل إلى مكة فقرأ على ثلاثيات البخاري وأربعي النووي وبعض الشفا وسمع على غير ذلك بل سمع مني المسلسل وأثنى على عقله وسياسته وأنه هو وأبوه ممن يقرأ القرآن بل حفظ هذا في المنهاج وغيره، وكتبت له إجازة وأجزت لبنيه الثلاثة وفارقته في موسم سنة أربع وتسعين ثم رأيته بعد ذلك حين سلم علي في المجاورة بعدها محمد بن علي بن محمد الشمس أبو عبد الله الزراتيتي المقرئ. مضى فيمن جده محمد بن أحمد.
 563 محمد علي بن محمد الشمس بن النور خادم سيدي جعفر بالقرب من سوق أمير الجيوش ممن قرأ الحديث وسمع على شيخنا وغيره وتردد إلي مع ولد له وغيره، وتكسب بالتعليم وتنزل في الجهات بل باشر في بعض وظائف البيمارستان وكان خبيراً بدنياه. مات قريب السبعين ظناً.
564 محمد بن علي بن محمد الشمس أبو الوفاء بن النور الحصني الأرميوني القاهري المقسي الحنفي الشريف إمام القجماسية. ولد تقريباً سنة ثلاث وأربعين وثمانمائة بالقاهرة ونشأ بها فحفظ القرآن والشاطبيتين والمجمع والمنار والعمدة للنسفي وألفيتي الحديث والنحو والتلخيص والشمسية والتهذيب للتفتازاني كلاهما في المنطق؛ وعرض على جماعة كابن الديري وابن الهمام والمناوي وأخذ القراآت عن الشهابين الشارمساحي والسكندري والشمس بن العطار والزين ماهر وأبي القسم النويري وابن كزلبغا فعلى الأول للعشر وعلى الثالث للسبع بعض ختم وعلى الثاني لنافع وابن كثير وغيرهما وعلى الأخي رلنافع وابن كثير وأبي عمرو ثم للسبع إلى أثناء الحجر كلهم بالقاهرة وعن السيد الطباطبي للعشر بمكة ثم بعضه بجامع ابن الرفعة والفقه عن أبي العباس السريسي والزين قاسم بل والقاضي سعد الدين بن الديري وأكثر عنه والأصول عن أولهم وأصول الدين عن ابن الهمام والعربية عن الشرف موسى البرمكيني والجلال المرجوشي وألفية الحديث وغيرها بحثاً عن كاتبه في آخرين ممن حضر دروسهم كالأقصرائي والكافياجي وبرع في الفضائل؛ وناب في القضاء عن ابن الديري فمن بعده وناكده المحب بن الشحنة لمزيد اختصاصه بابن الصواف وما نهض لترك استنابته ثم اقتفى أثره الأمشاطي بعد أن ولاه إلى أن أخلص هو في الترك، وحج غير مرة قبل ذلك وبعده وجاور وصحب عبد المعطي المغربي وعظم اختصاصه به وأخذ عنه التصوف وغيره واستقر في تدريس الأينالية بالشارع والإعادة بالمهمندارية مع نيابة نظرها برغبة البرهان الكركي له عنها وفي التدريس بالفخرية ابن أبي الفرج وبمسجد خان الخليلي بعد الشمس الأمشاطي وفي الإمامة بالقصر ومرتب بالجوالي الطرابلسية بعد التاج عبد الوهاب الشامي وفي تدريس القجماسية المستجدة وإمامتها وخزن كتبها فالتدريس بعد قاضي الحنفية ابن المغربي والإمامة والخزن بعد الشمس النوبي. وتصدى للإقراء في الفقه وأصوله والعربية والمعاني والبيان وغيرها كالقراآت بل وكتب على المجمع كتابة جامعة وصلى فيها إلى صلاة العيد فأكثر، ورزقه الله ملكة قوية في التعبير عن مراده مع مزيد حافظة وحسن تصور واستحضار لمحافيظه واعتناء بزيارة الشافعي في كل جمعة وكونه يمشي لذلك من باب القرافة أدباً وكثرة خضوعه للمنسوبين للصلاح وتراميه عليهم بل عنده من التواضع والأدب والمداراة والتودد بالتردد لمن يألفه أو يترجى نفعه وألفاظ بليغة ومعان جيدة يستعملها في مخاطباتهم لو كانت عن روية لحمدت مع بد تام عن دناءة النفس ومزيد رغبة في إظهار النعمة في ملبسه ونحوه وحشمة وافرة وموافاة تامة.
 565 محمد بن علي بن محمد الشمس الحليبي القاهري الأزهري الشافعي ابن الأبار ويعرف بالحليبي تصغير حلبي. لازم الفخر المقسي والعبادي الجوجري وحضر عند البقاعي وابن قاسم والعلاء الحصني وزكريا وابن أبي شريف بل قرأ على أخيه البرهان في التقسيم وفي ابتدائه عند السنتاوي وتميز سيما في الفقه وتنزل في البيبرسية وغيرها كالأزبكية بل استقر في مشيخة زاوية نصر الله بالقرب من خان الخليلي لكونه لازم درس البدر محمد بن الكمال ناظر الجيش وكذا أكثر من ملازمة الزيني بن مزهر وبه تخلص من قاضي المالكية ابن تقي في كائنة ابن عربي حيث بادر إلى تعذيره والاستحكام بخفر دمه وتردد إلى من أجلها ثم بعدها وحضر عندي بعض المجالس ورام تقريضي شيئاً جمعه فما أمكن، وقد حج مراراً على السحابة المزهرية وغيرها وكاد أن يبعده وهو من عشراء عبد البر بن الشحنة وابن قريبه ممن درس بالأزهر وغيره بل وأفتى وتمشيخ بل استنابه الزيني زكريا وصار أحد قضاة الباب بل هو أحد المشار إليهم عنده في عقود المجالس ونحوها مع حمق وتظاهر بالتدين ومدح نفسه بمجلس الأشرف قايتباي بحضرة القضاة وانتهره الأشرف وتأسف بعد ذلك على فوت ضربه وإشهاره فتدارك نفسه بعزلها واستمر معزولاً إلى وفاة واشتهر حين دخوله في الإمانة نيابة بتساهله في التركات وتناوله منها ما ينبو عنه السمع بحيث أثرى وتمول وعلم به الزين زكريا سماعاً إلا أنه لزم غلطه فيه إلى انفصاله منها بالصرف وجهد نفسه بعد عوده للقضاء في السعي فيها فلم يجب وصار ممقوتاً عنده مع انحطاط رتبته عما قبله؛ وعلى كل حال فباطنه أحسن من رفيقه، وقد صنف بعضهم غضب الجبار على ابن الأبار.
محمد بن علي بن محمد الشمس الزراتيتي. مضى فيمن جده محمد بن أحمد.
556 محمد بن علي بن محمد الشمس المشهدي ابن القطان. ذكره شيخنا في إنبائه قال: أخذ عن الولي الملوي ونحوه واعتنى بالعلوم العقلية. واشتغل كثيراً حتى تنبه وكان يدري الطب ولكن ليست له معرفة بالعلاج سمعت فوائده. ومات في الطاعون سنة تسع عشرة عن نحو الستين.
567 محمد بن علي بن محمد الفخر أبو بكر بن دويم المصري التاجر وكيل شيخنا. تمول وأنشأ داراً هائلة بمصر وسافر في التجارة لمكة وغيرها ثم انقطع بمكة وتزوج الشريفة ابنة الفاسي زوج أبي السعادات بن ظهيرة وأم ولده الرافعي في حياته وكان يترفع على رفاقه التجار متمسكاً بكونه خالط العلماء ويزعم مع عدم تحرية أن شيخنا كان يقول هو الفجر الصادق. مات قريب السبعين ظناً.
محمد بن علي بن محمد البهرمسي. فيمن جده محمد بن عبد الله.
محمد بن علي بن محمد السلمي. فيمن جده محمد بن محمود.
568 محمد بن علي بن محمد الخطيب الصوفي. شخص لقيه محمد المرشدي المكي بها في شوال سنة أربع وعشرين وثمانمائة فصافحه وأخبره بها عن الجمال عبد الله بن أحمد بن أبي القسم الأموي الخلاطي المالكي الكحال عن عمه الشمس محمد بن أبي القسم عن الشهاب أبي العباس أحمد بن عبد الغفار بقوص عن أبي العباس الملثم عن معمر وهو باطل فمعمر لا وجود له وشابكه وأخبره بها عن العز بن أبي بكر ابن جماعة وأنه شابك أبا عبد الله محمد شيرين وهو أبوه بسنده الذي انتهاؤه منام وألبسه الخرقة وأنه لبسها من العلاء أبي الحسن علي بن محمد ومن عمه التقي أبي بكر بن يحيى بن أبي العباس أحمد بن العماد أبي صلح بن أبي بكر بن عبد الرزاق بن الشيخ عبد القادر الكيلاني بلباس أولهما من أبيه وهو وأخوه من أبيهما وهكذا إلى انتهائه. محمد بن علي بن محمود بن أحمد بن علي أبو الفتح الهندي.
 569 محمد بن علي بن محمود بن علي الملقب سناء القطب بن الزين بن النجم بن الزين الأصبهاني ثم الشيرازي الشافعي نزيل مكة ووالد لعفيف الدين محمد الآتي. ولد بعيد العشرين وثمانمائة بشيراز ونشأ بها فحفظ القرآن عند حسين الملك وأخذ النحو عن محيي الدين الكوش كناري قرية من قرى لار والصرف عن تاج الدين الخفري والمنطق عن الخواجا حسن شاه البقال والمعاني والبيان عن الخواجا الشمس محمد الشيرازي عرف بالمؤيد وأصول الدين عن غياث الدين المنشي وقوام الدين الخفري والمنطق عن الخواجا حسن شاه البقال والمعاني والبيان عن الخواجا الشمس محمد الشيرازي عرف بالمؤيد وأصول الدين عن غياث الدين المنشي وقوام الدين الكربالي أحد تلامذة الجرجاني وعقد مجلس الوعظ بجامع بلده العتيق وبلار وهرموز وغيرها، وحج وجاور بمكة نحو ثمان سنين ولقيني في سنة ست وثمانين فقرأ علي أشياء دراية ورواية واغتبط بذلك وسمع الكثير من تصانيفي وغيرها، وكتبت له إجازة حافلة كتبت منها في التاريخ الكبير، مع فضيلة في العربية والصرف وتصديه لإقرائهما هناك مع إنجماع وتقنع؛ ورجع إلى بلاده وبلغني أنه تمول وطابت دنياه ثم عاد لمكة ولقيني بها في سنة سبع وتسعين فما بعدها وتزايد انجماعه بحيث أعرض عن الأقراء وسمع علي فيها وفي التي بعدها أشياء وهو على قدم صالح.
محمد بن العلاء علي بن محمود الشمس بن المغلي الحنبلي. هو عبد القادر مضى.
570 محمد بن علي بن محمود الشمس بن التاج بن النجم العمري الكيلاني الحنبلي. ممن سمع على شيخنا المبتاينات بقراءة الفتحي ووصفه بالعالم وكذا سمع عليه في البحث كثيراً من شرح ألفية الحديث وشيخه في التبليغ بل قرأ عليه الخلاصة للطيبي بحثاً وأربعي النووي.
571 محمد بن علي بن محمود المكي لقرية تلا من عمل الأشمونين بأدنى الصعيد. ولد بها قبل سنة سبعين وسبعمائة تقريباً وقرأ بها القرآن على أبيه ثم تحول في حياته إلى القاهرة مهاجراً في طلب العلم فاشتغل أولاً على مذهب أبيه مالكياً وحضر دروس خلف المالكي ثم تحول شافعياً وحضر دروس الأبناسي والبلقيني وابنه الجلال وقريبه أبي الفتح وابن الملقن والبرهان القدسي وغيرهم وكذا حضر دروساً في النحو عند عبيد البشكالسي والشمس الغراقي في آخرين وسمع على الزفتاوي وابن الشيخة والتنوخي والمطرز والحلاوي والسويداوي والغراقي والهيثمي والأبناسي والغماري والمراغي والتقي الدجوي والشرف بن الكويك والتاج بن الفصيح وناصر الدين نصر الله الحنبلي في آخرين، وأجاز له جمع من الشاميين، وكتب التوقيع في ديوان الإنشاء وأم بالقصر من القلعة بل ناب في القضاء عن الجلال البلقيني وتنزل في سعيد السعداء؛ وحدث بالبخاري وغيره سمع عليه الفضلاء، أخذت عنه أشياء، وكان خيراً مديم التلاوة بحيث كان تلائياً حساً ومعنى مع التهجد والمحافظة على الجماعة والانجماع والحفظ لكثير من كرامات الصالحين، وله نظم كتبت بعضه في المعجم. ومات في ثاني المحرم سنة سبع وخمسين بمصر القديمة رحمه الله وإيانا.
573 محمد بن علي بن مسعود بن محمد الشمس أبو عبد الله الجزيري المغربي المالكي نزيل المدينة. اشتغل ببلاده ثم قدم فحج ودخل الروم وأخذ بها باسطنبول عن مولى عراب وحضر دروس الشهاب الكوراني، واستوطن المدينة من سنة إحدى وثمانين مديماً للاشتغال عند المالكي والسيد وغيرهما ولازمني في إقامتي بها حتى قرأ على بعض شرح العمدة لابن دقيق العبد ومن أول الأصل الثاني من تحرير الأقطاب والفصول في تحرير علم الأصول لابن شاس بحثاً. وسمع على مباحث جل الألفية واليسير من شرحها وغير ذلك رواية ودراية وكتبت له ما أوردت بعضه في التاريخ الكبير، وهو إنسان فاضل مشارك راغب في المباحث والتحصيل. مات في أحد الربيعين سنة إحدى وتسعين.
 574 محمد بن علي بن الشيخ مصباح بن محمد بن أبي الحسن الشمس بن النور ابن الضياء اللامي ثم القاهري المقسي الشافعي الماضي أبوه وابن أخته عبد الرحيم الأبناسي. ولد بالقاهرة ونشأ بها فحفظ القرآن وبعض المتون ولازم صهره البرهان ابن حجاج الأبناسي في قراءة العضد وغيره بل وسمع عليه أشياء في الأصلين والمعاني والبيان وغير ذلك وأخذ الفقه عن الشرف السبكي والونائي بل وقبل ذلك عن الولي العراقي وسمع عليه وعلى الواسطي أشياء وابن الجزري والفوي وابن المصري والزين الزركشي في آخرين مما ضبط الأسماء في بعضه وأكثر عن شيخنا؛ وكان فاضلاً لكنه وقف في أواخر أمره مع ملازومته للخير والتعفف الزائد والكرم التام مع الفاقة، مات في ذي القعدة سنة أربع وخمسين قبل إكمال الخمسين ودفن عند أخيه مصباح بجوار ضريح شهاب ظاهر باب الشعرية. رحمه الله وإيانا.
575 محمد بن علي بن معبد بن عبد الله الشمس المقدسي المدني ثم القاهري المالكي ويعرف بالمدني. ولد سنة تسع وخمسين وأذن بالمدينة النبوية ثم قطن القاهرة واشتغل قليلاً وأخذ عن الجمال بن خير ولازمه وسمع الحديث من المحيوي عبد القادر الحنفي وحدث عنه بالزهد للبيهقي، ثم ولي تدريس الحديث بالشيخونية فباشره مع قلة علمه به مدة ثم نزل لشيخنا عنه ثم ولي قضاء المالكية بعناية فتح الله كاتب السر في الأيام الناصرية ثم صرف في الأيام المؤيدية ثم أعيد؛ وكان مشهوراً بالعفة في أحكامه ووقعت له كائنة صعبة مع شريف فلم يقتله فأنكر عليه ذلك أهل مذهبه ولم يكن في مذهبه بالماهر. ذكره شيخنا في إنبائه وقال مات يعني وهو قاض في عاشر ربيع الأول سنة تسع عشرة. وقال في معجمه أجاز في استدعاء ابني. وقوله في رفع الأصر أنه ولي قضاء المالكية مرتين سهو. وهو في الإنباء والمعجم على الصواب، وترجمه المقريزي في عقوده.
576 محمد بن علي بن مقدم - بكسر الدال المهملة الثقيلة - ابن مشرف - بفتح المعجمة والراء المشددة - القاهري الصحراوي النجار بواب تربة برقوق ويعرف بخادم أبي بكر البجائي وكان يلقب قبل بسكيكر بالتصغير. ولد بالقاهرة ونشأ فقرأ القرآن في مكتب تربة طشتمر حمص أخضر فمسح الزين العراقي على رأسه ودعا له، وخدم غير واحد من العلماء والصلحاء وتكسب نجاراً وكان معلمه فيها يخدم أبا بكر البجائي فلما مات خلفه في خدمته فعرف به ثم اشترك مع الشيخ عبيد بن أحمد في بوابة تربة الظاهر برقوق وأقام بها وسمع على الجمال الحنبلي، وأجازت له عائشة ابنة ابن عبد الهادي وآخرون ولقيه البقاعي. مات قريب الأربعين ظناً.
 577 محمد بن علي بن منصور بن زين العرب أبو اللطف الحصكفي ثم المقدسي الشافعي ويعرف في بلاده بابن الحمصي وفي هذه النواحي بكنيته. ولد في سن تسع عشرة وثمانمائة بحصن كيفا من بلاد بكر ونشأ بها فقرأ القرآن عند النجم العجمي المراغي وتلا به عليه لعاصم ونافع وابن كثير وكذا على ابن المصبر، وحضر عند الزين عبد الرحمن بن الحلال - بالمهملة ثم التشديد - واستفاد من قراءة الناس عليه وأخذ النحو والصرف عن الجلال بن الحلوائي الحاج زين الدين عبد الرحمن قاضي الحصن وعنه أخذ المنطق وكذا أخذه مع العروض والقوافي عن الخطيب الجمال حسن بن قاضي القضاة بالحصن النور على الشافعي والمنطق عن سراج الرومي ببيت المقدس والكافياجي بالقاهرة مع سماع قطعة صالحة من شرح العضد على المختصر بل قرأ عليه موقفين من شرح المواقف للسيد علم الهيئة والهندسة والحساب والحرف عن المفنن قوام الدين الشيرازي والموسيقى عن الحاج قلندر بحصن كيفا والحاج زين الدين طاهر بن قاضي الموصل قرأ عليه الأدوار للصفي عبد المؤمن الأرموي قراءة متقنة والمعاني والبيان والبديع عن العلاء علي الكردي مدرس السفاحية بحلب وغيره والفقه عن عبيد البابي إمام الجامع الكبير بحلب والزين ماهر ببيت المقدس وعنه أخذ الفرائض والحساب وكذا أخذ الفقه مع الأصلين والنحو والتفسير والحديث والتصوف عن الشهاب بن رسلان وهو أجل شيخ لازمه، وسمع بحلب على حافظها البرهان وبالقدس على الشمس بن المصري والشهاب بن حامد وعائشة الكنانية والتقي القلقشندي وبالقاهرة عن شيخنا ولازمه ومدحه بقصيدة طنانة كتبت منها في الجواهر. وأجاز له الشمس العصيري وآخرون، وكان قدومه حلب في سنة خمس وثلاثين ثم رجع إلى بلاده ثم عاد إليها سنة ثمان أو تسع وثلاثين ثم تحول منها إلى القدس فقطنه، وحج ودخل القاهرة غير مرة واستقر معيداً بصلاحية المقدس، ولقيته بالقاهرة ثم به وأكرمني بنثره ونظمه وسمع بقراءتي، وكان فاضلاً مشاركاً في الفضائل بديع الخط بهج التذهيب فائق التجليد متميزاً في كثير من الصنائع العجمية شجي الصوت مطربه عالماً بذلك متقدماً في فنون الأدب عالي النظم له قصائد ومقاطيع، كل ذلك مع لطف الذات وحسن المحاضرة وجميل العشرة وفصاحة العبارة بحيث كان مجموعاً فائقاً ونوعاً رائقاً؛ عمل مؤلفاً في ذبائح أهل الكتاب ومناكحتهم سماه رفع الحجاب عن مناكحه أهل الكتاب في كراسين أجاد فيه إلى الغاية وتحقيق الكلام في موقف المأموم والأمام وشجرة في علم النحو بديعة الوضع وأخرى في الصرف ابدع منها، كتبت عنه من نظمه أشياء. منها قوله:

إجعل شعارك حيث ما كنت التقى

 

قد فاز من جعل التقى إشعـاره

واسلك طريق الحق مصطحباً به

 

إخلاص قلبك حارسـاً أسـراره

وإذا أردت القرب من خير الورى

 

يوم القـيامة فـاتـبـع آثـاره

وقوله:

عليك بإخفاء السلوك لدى الورى

 

لتأمن من شر الريا وعـنـائه

وعند الصفا خالطهم كيف ما تشا

 

بحق فلون المـاء لـون إنـائه

ومن نظمه:

ليس السواد بوجنتيه عـارض

 

حتى يلوم على هواه اللاحي

بل ذاك ظل الحاجبين تعارضا

 

في نور شمس جبينه الوضاح

مات في ليلة الثلاثاء عاشر جمادى الآخرة سنة تسع وخمسين بعد انفصالي عنه بيسير وتأسفت على فقده رحمه الله وإيانا. قال ابن أبي عذيبة ولا أعلم بهذه البلاد من يدانيه في حسن النظم والنثر والتمكن من علم الأدب وقال أنه أخذه ببلاده عن خاله علي بن مشرف مع لطافة الشكل وحسن الملتقى وحلاوة اللسان والكرم والدين؛ استقر في إعادة كبرى بالصلاحية وأفتى ودرس وانتفع به جماعة وتصدر بالمسجد الأقصى تلقاها مع الإعادة عن العماد بن شرف بعد موته بزيادة معلوم، وكان أبوه تاجراً في القماش. مات بالقدس سنة خمس وخمسين وخلف له ثروة.
578 محمد بن علي بن موسى بن عيسى بن عمران المكي المعروف بالمزرق. مات بمكة في جمادى الثانية سنة ثلاث وثلاثين.
579 محمد بن علي بن موسى بن قريش الهاشمي المكي. مات بها في صفر سنة اثنتين وخمسين. أرخهما ابن فهد.
 580 محمد بن علي بن موسى أمين الدين بن النور القرافي القاهري الشافعي المقرئ الماضي أبوه. نشأ فحفظ القرآن والشاطبية والمنهاج وألفية النحو وكتاباً في الأصول وغيرها واشتغل بالعلم وأخذ القراآت عن أبيه وانتهى في سنة ثمان وعشرين وأذن له وأشهد عليه جماعة وتصدى لنشرها فأخذها عنه جماعة واستقر في تدريسها بالمؤيدية عقب الشهاب بن يحيى وبالشيخونية عقب التاج ابن تمرية، وكان بارعاً فيها وجيها متأنقاً في هيئته وملبسه حسن العشرة. مات في تاسع عشر ذي الحجة سنة ست وخمسين رحمه الله.
581 محمد بن علي بن موسى البدر القاهري الماوردي ويعرف بابن موسى. ممن سمع معي في سنة ست وخمسين بمكة والمدينة على جماعة بل والظاهرية القديمة في القاهرة ختم البخاري وكان من أصحاب السنباطي، كتب المنسوب وتكسب في الوراقين. ومات قريب السبعين ظناً.
محمد بن علي بن موسى الشمس الدمشقي الشافعي ويعرف بابن قديدار. هكذا سماه شيخنا في إنبائه وهو محمد بن أحمد بن عبد الله. مضى.
582 محمد بن علي بن نجم غياث الدين بن خواجا الكيلاني التاجر وربما قيل له غياث. ولد في حدود السبعين وكان أبوه من أعيان التجار فنشأ ابنه هذا في عز ونعمة طائلة وتعاظم زائد؛ ثم شغله بالعلم بحيث كان يشتري له الكتاب الواحد بمائة دينار فأزيد ويعطي معلمه فيفرط وكان يحضر له من يقرئه في الفنون فمهر في أيام قلائل واشتهر بالفضل فلما مات أبوه تنقلت به الأحوال والتهى عن العلم بالتجارة فصعد وهبط وغرق وسلم وزاد ونقص إلى أن مات خاملاً مع أنه كان عارفاً بالتجارة فصعد وهبط وغرق وسلم وزاد ونقص إلى أن مات خاملاً مع أنه كان عارفاً بالتجارة محظوظاً منها لكنه كان سيئ المعاملة، وتزوج جارية من جواري الناصر يقال لها سمراء فهام بها وأتلف عليها ماله وروحه بل ألزمته بطلاق زوجته ابنة عمه فطلقها لأجلها وأفرطت هي مع ذلك كله في بغضه حتى قيل أنها سقته السم فتعلل مدة ولم تزل به حتى فارقها فتدله عقله من حبها إلى أن مات ولهاً بها؛ وبلغني أنها زارته في مرضه واستحللته فحاللها من شدة حبه لها وأنها تزوجت بعده رجلاص من العوام فأذاقها الهوان وأحبته فأبغضها عكس ما جرى لها مع غياث قاله شيخنا في إنبائه، قال وقد طار حتى بمقاطيع عديدة، وألغاز وترافقنا في السفر وهو آخر من عرفنا خبره من المتيمين قال ومن شعره قصيدة مطولة في سمراء أولها:

سلوا سمراء عن حربي وحزني

 

وعن جفن حكى هطال مـزن

سلوها هل عراها ما عرانـي

 

من الجن الهواتف بعـد جـن

سلوا هل هزت الأوتار بعـدي

 

وهل غنت كما كانت تغـنـي

تقول في آخرها:

سأشكوها إلى مولى حـلـيم

 

ليعفو في الهوى عنها وعني

وقال في معجمه أنه سمع معنا من بعض الشيوخ ثم تنقلت به الأحوال بعد أبيه ورغق ثم تخامل وعاش غالب عمره في نكد ثم ختم له بالعشق فمات شهيداً، وقد كتبت قصته في مكان آخر، اجتمعنا مراراً وأنشدني الكثير من شعره وطارحني بألغاز. قلت كتبت بعضها في الجواهر. ومات في شوال سنة إحدى وعشرين قال في الإنباء في سابع عشره؛ وفي المعجم في رابعه، وعليه اقتصر المقريزي في عقوده.
583 محمد بن علي بن نور الدين أبو عبد الله الموزعي الإمام الأصولي ويعرف بابن نور الدين. مات في حدود العشرين وجرت له مع صوفية وقته أمور بان فيها فضله.
 584 محمد بن علي بن هاشم بن علي بن مسعود بن أبي سعد بن غزوان بن حسن الجمال أبو سعد بن الإمام الأوحد المدرس نور الدين القرشي الهاشمي المكي الشافعي سبط زينب ابنة القاضي أبي الفضل النويري التي أمها أم الحسين ابنة القاضي شهاب الدين الطبري وأمه أم كلثوم سعيدة ابنة المحب الطبري. هكذا رأيت نسبه بخط أبيه، وهو بكنيته أشهر. ولد في ليلة الاثنين ثالث ذي الحجة سنة خمس عشرة بمكة ونشأ بها فتفقه بالجمال الكازروني وأذن له بالإفتاء والتدريس وصحب عبد الكبير الحضرمي ولازمه واختص به وكذا اختص بالشرف أبي الفتح المراغي وسمع عليه بل سمع على ابن الجزري وابن سلامة وغيرهما وبالمدينة النبوية في سنة سبع وأربعين على المحب المطري سنن الدارقطني في آخرين، وأجاز له ابن طولوبغا وغيره وكان فاضلاً خيراً ديناً بهياً عفيفاً شريف النفس حسن الخط منجمعاً عن الناس لا يخالط إلا القليل ممن يثق به، ولم يتزوج ولا تسري مع مزيد العفة من صغره إلى أن مات، ومحاسنه جمة والناس كالمتفقين عليه؛ باشر أوقاف جدته بعفة ونزاهة وثمرها بعد عمارتها؛ وقد لقيته بمكة في سنة ست وخمسين فسمع بقراءتي ووصفني بسيدنا الشيخ الإمام العالم المحدث البارع؛ بل أجاز ببعض الاستدعاآت. مات في ظهر يوم الخميس سابع عشر صفر سنة تسع وخمسين بمكة وصلي عليه بعد صلاة العصر بالساباط المتصل بمقام الشافعي ودفن بالمعلاة في تربة بنى النويري بقبر أمه رحمه الله ونفعنا به.
محمد بن علي بن هبة الله. فيمن جده أحمد بن هبة الله.
585 محمد بن علي بن أبي الوفاء المقدسي. مات في جمادى الثانية سنة ثلاث وستين، ولم أقف على أمره.
586 محمد بن علي بن يحيى بن إبراهيم بن حسين بن سليمان الشمس الأوسي الأربلي جده الموصلي أبوه الدمشقي الحنفي ويعرف بابن الجرادقي. ولد في حدود سنة خمس وسبعين وسبعمائة بدمشق ونشأ بها فتلا القرآن بالروايات على الشهاب بن عياش والزين عمر بن اللبان والشريف حسن الفاخوري والشرف الطوسي وقرأ الهداية في الفقه وشرح الطوالع والمختصر للتفتازاني والسراجية في الفرائض وشرح مولانا زاده في الفلسفة وشيئاً من المنطق، كل ذلك على الكمال قاضي برصا والمختار على الشمس بن يهوذا والكافية على أخيه الشهاب بن يهوذا نزيل طرابلس والمتوفى بها والأصول على ابن الفنري والتصوف على جماعة أجلهم وأعلاهم السيد محمد بن علي البخاري ببلد يورسا من طريق الأثني عشر وألبسه الخرقة ولقنه الذكر، وسمع الصحيح غير مرة بفوات على المحيوي الرحبي وغالب الموطأ على بعض أصحاب الوادياشي وقرأ على الكمال الشمني، وأجاز له الشرف بن الكويك. ودخل القاهرة مرتين اجتمع في الثانية بالجلال البلقيني والولي العراقي وشيخنا وحضر دروس البساطي وغيره وحج مراراً. وجاور وكان إنساناً حسناً فاضلاً ذا سمت حسن ووضاءة متواضعاً منعزلاً عن الناس مقبلاً على شأنه وللناس فيه اعتقاد كبير، لقيته بدمشق فأجاز لي ومات بها في يوم الأربعاء سادس عشري المحرم سنة اثنتين وستين بعد قدومه من المجاورة رحمه الله وإيانا.
587 محمد بن علي بن يحيى جمال الدين بن نور الدين بن جميع العدني الماضي أخوه الوجيه عبد الرحمن وأبوهما. ولد سنة إحدى وتسعين وسبعمائة أو التي قبلها بعدن ونشأ بها؛ وقدم مكة للحج والمجاورة في سنة ثمان وثمانمائة فدام إلى أوائل سنة أربع عشرة ثم رجع إلى عدن راجياً حصول رزق يتجمل به حاله من أخيه لأبيه الوجيه لتوليه ما كان يليه أبوهما بعدن فأدركه بها أجله في أثناء السنة وكان قد ظفر من مال أبيه بجانب يسير ثم ذهب من يده في غير لهو. ذكره الفاسي.
588 محمد بن علي بن أبي يحيى الشمس أبو عبد الله الملياني المغربي ثم البرلسي ثم الأزهري المالكي. ممن سمع مني.
 589 محمد بن علي بن يعقوب الشمس أبو عبد الله النابلسي الأصل الحلبي الشافعي. ولد سنة بضع وخمسين وسبعمائة بنابلس وقدم دمشق فتفقه بها مدة ثم حلب ومن شيوخه بها الشهاب الأذرعي، وبرع وتصدر فيها لإقراء الفقه وأصله والنحو، وكان إماماً فقيهاً مشاركاً في العربية والأصول والميقات ذكياً ديناً حفظ كتباً كثيرة منها أكثر المنهاج وأكثر الحاوي وجميع التمييز للبارزي والعمدة والشاطبية ومختصر ابن الحاجب والمنهاج الأصلي والتسهيل لابن ملك وكان يكرر عليها. قال البرهان الحلبي: وكان سريع الإدراك محافظاً على الطهارة سليم اللسان صحيح العقيدة لا أعلم بحلب أحداً من الفقهاء على طريقته، زاد غيره أنه ناب في القضاء عن الشرف أبي البركات الأنصاري ودرس بالنورية البقرية. مات في ربيع الثاني سنة إحدى ودفن بتربة بني الخابوري خارج باب المقام تجاه تربة بني النصيبي؛ ذكره ابن خطيب الناصرية وهو ممن أخذ عنه، وشيخنا في إنبائه.
590 محمد بن علي بن يعقوب الجمال الدمنهوري. ممن سمع مني.
591 محمد بن علي بن يوسيف بن زيان الوطاسي المغربي ابن عم يحيى الآتي ويعرف بابن أبي حسون وهي كنية أبيه. ذبح هو وابن عمه في يوم الأربعاء مستهل المحرم سنة ست وستين على يد صاحب فاس عبد الحق المريني وكان كل منهما استقر في الوزارة فهذا بعد والده فأقام يسيراً، ثم استقر يحيى فدام سبعين ليلة واستقر في أيامه بيعقوب التسولي المعروف بابن المعلم قاضي الجماعة بحضرة فاس فلما انقضت أيامه زال وأعيد القاضي قبله وهو محمد بن محمد بن عيسى المصمودي المعروف بابن علال، وبعد قتل المشار إليهما قرر عبد الحق في وزارته يهودياً وأخرج بني وطاس كافة فانحازوا إلى بعض جهات ملك فاس.
592 محمد بن علي بن يوسف بن سالم بن عطية بن صالح بن عبد النبي الجمال الجهني المكي ويعرف بابن أبي الأصبع. قال الفاسي: سمع من بعض شيوخنا بمكة وكان أحد الطلبة بدرس يلبغا ويتردد إلى اليمن للتجارة. مات في صفر سنة خمس عشرة بمكة ودفن بالمعلاة.
593 محمد بن علي بن يوسف بن البرهان المقدسي الخليلي. ولد سنة ست وثلاثين وسبعمائة وسمع على الميدومي المسلسل وجزء البطاقة ونسخة إبراهيم بن سعدو جملة. وحدث سمع منه الفضلاء كابن موسى وشيخنا الأبي. قال شيخنا في معجمه: أجاز لي في استدعاء ابني محمد. ومات سنة سبع وعشرين أو بعدها، وتبعه المقريري في عقوده وأرخه سنة سبع عشرة جزماً.
594 محمد بن علي بن يوسيف الشمس بن النور القاهري والد سعد الدين محمد الآتي ويعرف بابن الجندي لكونه هو الذي رباه فإن والده وكان تاجراً توفي وهو حمل فتزوج بأمه فعرف به وكذا يعرف بالذهبي. ولد سنة إحدى وعشرين وثمانمائة ونشأ فحفظ القرآن والمنهاج وعرضه على شيخنا والبساطي ونحوهما واشتغل قليلاً، ومن شيوخه أبو الجود ولكنه لم ينجب؛ وهو ممن سمع ختم البخاري في الظاهرية القديمة على الأربعين وبواسطة زوج أمه أقرأ الفخري عثمان بن الظاهر بل صار يؤم به فتميز واستمر في خدمته حتى عمل السلطنة وبعده سكن بل توجه إلى دمياط وأم به هناك مدة ورجع فمات فجأة في شعبان سنة سبع وثمانين ودفن بحوش سعيد السعداء بالقرب من الكمال الدميري. وقد تزوج بأمه بعد ابن الجندي السراج العبادي واستولدها كمال الدين محمداً واستمرت تحته حتى مات.
595 محمد بن علي بن يوسف البزاز سبط عبد السلام الزمزمي أمه أم الأمان. كان من مريدي عبد الكبير الحضرمي مات بمكة في جمادى الأولى سنة ثمان وخمسين أرخه ابن فهد.
596 محمد بن علي بن كبا قال الحسناوي - نسبة لقبيلة بين بجاية والجزيرة تعرف ببني حسن - الفقيه المكي. مات بالجزائر وهو على قضائها سنة خمس وعشرين.
597 محمد بن علي البدر بن القاضي نور الدين الرهوني - نسبة لقبيلة بالمغرب القاهري المالكي أحد النواب. ممن حفظ القرآن وابن الحاجب وغيره وأخذ عن أبيه والبساطي وغيرهما، وناب عن البساطي فمن بعده، وكان فهماً فاضلاً في الفقه والفرائض والعربية لكنه كان زائد التهور في أحكامه شديد الإقدام على الانتقام منه فعل ذلك بالشمس الديسطي المالكي مع خفة روح ومزاح وهيئة مزرية ولم يشتهر بدين ولا تقوى. مات في سنة سبعين وأظنه جاز الستين عفا الله عنه.
 598 محمد بن علي البدر الحجازي القباني عند سعيد السعداء. غرق ببحر النيل في شعبان سنة إحدى وتسعين.
محمد بن علي البدر الحكري الحنبلي. مضى فيمن جده خليل بن علي بن أحمد.
599 محمد بن علي الشيخ جمال الدين الحداد ويعرف بصاحب الدراع. مات في أثناء شوال سنة إحدى وتسعين وكانت له وجاهة عند الملوك من بني طاهر وله عندهم تمكن زائد بحيث تقضي بواسطته أشياء كثيرة وينفع ويضر تجاوز الله عنه. كتب إلي بذلك من اليمن الجمال موسى الدؤالي.
محمد بن علي الجمال الزمزمي. فيمن جده محمد بن داود بن شمس.
600 محمد بن علي الجمال السوهائي المصري أحد عدولها. ذكره شيخنا في إنبائه وقال كتب المنسوب على شيخنا أبي علي الزفتاوي وانتفع به الناس في ذلك. مات في رجب سنة ثلاث وعشرين وقد جاز الخمسين.
601 محمد بن علي الجمال بن الطيب اليماني الزبيدي الحنفي عالم زبيد ومفتيه. تصدر بها للإقراء والإفتاء عدة سنين وانتهت إليه رياسة العلم بها حتى مات في عاشر رمضان سنة اثنتين وأربعين وهو في عشر السبعين ولم يخلف بعده مثله. وذكره المقريزي وقال: الفقهي الفاضل المعروف بالمطيب.
602 محمد بن علي بن يوسف الجمال التوريزي القاهري التاجر أخو النور علي الماضي والفخر أبي بكر الآتي. تنقلت به الأحوال وتولى ببلاد اليمن التحدث في المتجر السلطاني بعدن ثم صرف وكان قد تسحب من القاهرة من ديوان ركبته في سنة أربع وعشرين فلم يعد إليها. ومات في سنة ثمان وثلاثين بمكة. قاله شيخنا في إنبائه قال وهو أخو علي المقتول في سنة أربع وثلاثين، مع كونه لم يذكره في الإنباء إلا في سنة اثنتين وثلاثين.
603 محمد بن عي الشرف الحبري الشرابي أبوه. باشر في أعوان الحكم للمالكية ثم وقعت له واقعة سجن بسببها ثم حكم بحقن دمه وأطلق ثم عمل في دكان سكرياً ثم توصل حتى عمل حسبة مصر ثم القاهرة، وكان عامياً جلفاً قليل الخير كثير الشر. مات في ربيع الأول سنة ثلاث وعشرين. ذكره شيخنا في إنبائه. وقال غيره أنه كان يرمي بعظائم.
604 محمد بن علي الشمس أبو شامة الأنصاري - فيما كان يزعم - الشامي. ولي أمانة الحكم بدمشق ثم ناب في الحكم بالقاهرة وكان كثير السكون مع إقدام وجرأة، وقد خمل في أواخر دولة الأشرف برسباي وتغيب مدة ثم ظهر في دولة الظاهر وولي وكالة بيت المال بدمش وقبل ذلك ولي قضاء طرابلس وكتابة سرها، ومات بدمشق في ثاني عشر جمادى الأولى سنة خمس وأربعين ودفن بمقبرة باب الفرادسي. ذكره شيخنا في إنبائه وسيأتي محمد بن محمد بن يوسف بن إبراهيم بن أيوب أبو شامة الدمشقي الشافعي وأجوز أنه هو حصل السهو في تسمية أبيه علياً ويحتمل التعدد.
محمد بن علي السيد شمس الدين الجرجاني. مضى فيمن جده محمد بن علي.
محمد بن علي الشمس الشارنقاشي. فيمن جده محمد بن أحمد بن محمد.
605 محمد بن علي الشمس الأزرق القاهري أحد الكتاب. ممن أخذ الكتابة عن الزين بن الصائغ وابن حجاج وبرع فيها وفي التذهيب وكتب بخطه الكثير ومما كتبه تصنيفي في الرمي بالنشاب، بل جلس للتعليم وقتاً وانتفع به جماعة وكان مع ذلك له إلمام بالضرب بالعود والشعبذة ونحوهما مع مزيد الخمول والفاقة. مات في جمادى الآخرة سنة إحدى وثمانين وأظنه قارب السبعين سامحه الله ورحمه وغيانا.
محمد بن علي الشمس الذهبي. مضى فيمن جده يوسف.
606 محمد بن علي الشمس أبو عبد الله بن العلاء أبي الحسن الجلالي بالتخفيف نسبة لجلال الدين التباني والد حافظ الدين أحمد الماضي الحنفي ويعرف بالجلالي. اشتغل في فنون وتميز وولي تدريس الحنفية بالألجيهية وخزن الكتب بالمحمودية وتكسب بالشهادة، وكان عاقلاً خيراً لطيف العشرة، ومن شيوخه مصطفى بن تقطمر النظامي الحنفي والشمس أبو عبد محمد بن أحمد بن عبد الله الدفري المالكي أخذ عنهما البخاري قراءة على أولهما وسماعاً على الآخر وحدث به قرأه عليه التقي عبد الغني بن الشهاب بن تقي المالكي. مات بعد الستين وقد قارب الستين رحمه الله وإيانا.
607 محمد بن علي الشمس السكندري المدني أخو أحمد الماضي. ممن سمع مني بالمدينة.
608 محمد بن علي الشمس السنهوري ويعرف بابن الأصيفر. قرأ على شيخنا الرشيدي البخاري. محمد بن علي الشمس الصابوني. فيمن جده عمر.
محمد بن علي الشمس الصالحي المكي. فيمن جده محمد بن عثمان بن إسماعيل.
 محمد بن علي الشمس الطيبي ثم القاهري الشافعي ووجدت بخطي في موضع آخر أنه محمد بن أحمد بن محمد وقد ترجمته هناك.
609 محمد بن علي الشمس الفرنوي الأصل القاهري نزيل الحسنية وأحد الكتاب. كتب عنه عمه البرهان إبراهيم الفرنوي الماضي وصحب يشبك الفقيه وانتمى لولده يحيى لكونه ممن كتب على عمه ثم ليشبك من مهدي الدوادار وترقى وصار هو المقدم عنده للاستكتاب فلم يحمد كثير من ضعفاء الكتاب أمره وكاد أن يتزحزح عنده بل أهانه؛ ثم لزم خدمة الدوادار بعده أياضً ونسب إليه أن شخصاً اسمه زرمك أودع عند عمده ذهباً فاحتال هذا حتى أبدله بفلوس واتهم بذلك في آخر دولة الظاهر خشقد فساعده يشبك الفقيه لولده، ومع ذلك فأر تمر الظاهري بالنظر في القضية، وأقام في الترسيم حتى عملت مصلحة تمرٍ ثم أطلق وقهر رب الوديعة حتى مات؛ وكذا أهين من الظاهر تمربغا بسببها أيضاً، وقد تزوج العز ابن هشام سبط العز الحنبلي ابنته ولم يحصل لهم منه راحة، واستقر بعد الجمالي سبط شيخنا في مشارفة حاصل البيمارستان وحاله معلوم.
610 محمد بن علي الشمس القاهري الموقع والد الشهاب أحمد الماضي ويعرف بالعاقل. كان ممن يذكر بالمعرفة في صناعته وجلس عند خير الدين الشنشي الحنفي فأثرى. ومات في شوال سنة اثنتين وثمانين وخلف تركة جمة عفا الله عنه.
611 محمد بن علي الشمس الكفرسوسي الخطيب. قال شيخنا في معجمه حفظ القرآن وتعانى النسخ وكان مأموناً خياراً أضر بأخرة ومات في رمضان سنة سبع.
محمد بن علي الشمس المحلي الشاعر. فيمن جده خلد بن أحمد.
612 محمد بن علي الشمس المقسي الخطيب ويدعى والده سنداً ولهذا يقال له ابن سند. اشتغل عند الفخر المقسي والزين الأبناسي وغيرهما وتميز يسيراً وقرأ علي في لطائف المعارف لابن رجب وفي غيره وخطب بجامع المقسي ظاهر باب البحر وقرأ فيه على العامة في البخاري وغيره؛ وكان خيراً. مات في ثاني عشر المحرم سنة اثنتين وثمانين وما بلغ الثمانين رحمه الله.
613 محمد بن علي الشمس المقسمي أحد النواب الشافعية. ممن تميز في الشهادات وصار المعول عليه فيها في خطبه بنواحي جامع الراصد من المقسم وقام وقعد ولم يكن محموداً لكنه كان درباً؛ وآل أمره إلى أن صار بهيئة منحطة حتى مات وهو على النيابة في شعبان سنة خمس وتسعين وقد جاز الستين ظناً أو بلغ السبعين سامحه الله وإيانا.
614 محمد بن علي الشمس الهروي. لقيه الطاووسي وقال إنه ولد في ذي القعدة سنة ثمان وثلاثين وسبعمائة وأنه أجاز له في المحرم سنة ست وثلاثين، وكان صالحاً عابداً أماراً بالمعروف نهاءً عن المنكر بريئاً من التكلف.
615 محمد بن علي الشمس الوفائي القاهري رفيق المحب بن القطان في الشهادة. كان خيراً من صوفية البيبرسية والبرقوقية. قرأ في البخاري على السيد النسابة وقرأه وغيره على العامة ببعض الزوايا وخطب نيابة أيضاً وكتب بخطه أشياء ولم يكن بالمتقن. مات في سنة إحدى وسبعين قبل رفيقه بيسير وقد قارب السبعين ظناً.
616 محمد بن علي الشمس الميموني ثم القاهري الشافعي نزيل سويقة صفية جوار النور بن الطباخ. كان فاضلاً في الفقه والعربية ممن أخذ العربية عن الشمس ابن الجندي الحنفي وأخذ عنه أبو الفتح السوهائي وهو المعروف به.
محمد بن علي فتح الدين أبو الفتح الأبشيهي. مضى فيمن جده أحمد بن موسى.
617 محمد بن علي المحب الفارقي ممن سمع من شيخنا، وأظنه ابن فكيك فيحرر.
محمد بن علي كمال الدين الطويل. فيمن جده محمد.
618 محمد بن علي أبو سعيد الشيرازي الشافعي. ممن تفقه وتميز فيه وفي العربية وغيرهما. ومات بديار بكر عن نحو الخمسين سنة خمس وقد استوطنها، ذكره المقريزي في عقوده عن الشهاب الكوراني.
محمد بن علي بن الركن المعري. هو ابن أحمد بن علي بن سليمان. مضى.
619 محمد بن علي بن العطار أحد رؤساء قراء الجوق كأبيه. حظي عند الظاهري خشقدم بقراءته وشكالته إلى أن أمره بتغيير زيه بحيث لبس التخفيفة كالأتراك ثم نسب إليه عشرة الجلبان فأمر برجوعه إلى زيه. ولم يلبث أن مات في سنة إحدى وسبعين في حياة أبيه بعد أن أنجب وولداً يقرأ أيضاً. ويذكر بحذق في فنه.
 620 محمد بن علي ويدعى حافظ بن نور الدين اليعقوبي ثم القاهري الشافعي المقريء وهو بحافظ أشهر. ولد بيعقوباً من شرقي بغداد وتحول منها مع أمه إلى روذبار همذان فقرأ على حافظ سليمان القرآن وجوده عليه ثم تحول لتبريز فلقي غير واحد من القراء كحسن الخليلي وزين العابدين وشكر الله فأخذ عنهم القراآت السبع بل والعشر فأزيد وفيهم من أخذ عن ابن الجزري؛ واشغل بالفقه في المحرر وبغيره قليلاً وتميز في القراآت وقدم القاهرة في أيام الظاهر جقمق واختص بعلي الخراساني المحتسب ونزله بالزاوية البسطامية المعروفة بتقي الدين في جملة الفقراء وكذا في صوفية الشيخونية وقرأ قليلاً على الجمال عبد الله الكوراني ثم لما مات المحتسب المذكور استقر عوضه في مشيخة الزاوية المذكورة وصار يتردد إلى الأمراء نحوهم وقرر في صوفية الخانقاه الناصرية بسرياقوس بل في تدريس الدوادارية وكذا في مشيخة القبة التي للسلطان بالقرب من المرج عقب امرأة كانت بها ويقال أن معلومها نحو دينار في كل يوم؛ وحج غير مرة وجاور وأقرأ في القراآت وكان يبالغ في تعظيم نفسه فيها؛ مات في المحرم سنة ست وتسعين وصلي عليه بالسبيل المؤمني ودفن بمقبرة التقي العجمي تجاه جامع محمود بالقرافة عن بضع وستين سنة. محمد بن علي الحضرمي أبا حنان.
محمد بن علي أبو الخير بن التاجر. فيمن جده محمد.
621 محمد بن علي البجائي البوسعيدي، مات سنة إحدى وستين.
622 محمد بن علي البغدادي وزير هرمز، مات في عشاء ليلة الجمعة ثامن عشري صفر سنة خمس وستين بمكة. أرخه ابن فهد. محمد بن علي البلالي، فيمن جده جعفر.
623 محمد بن علي التكروري إن الله؛ مات سنة ثلاث وستين.
624 محمد بن علي الجدي المكي معلم القبانيين بجدة ويعرف بابن خضراء، مات في جمادى الأولى سنة ثمانين بين جدة ومكة وحمل فدفن بالمعلاة. أرخه ابن فهد.
625 محمد بن علي الحلبي الواعظ ويعرف بابن الحارس لكون أبيه كان حارساً في بعض أسواق حلب وربما كان يتعاطى خدمة البرهان الحلبي. طاف البلاد في عمل المواليد المشتملة على الأكاذيب بحيث ظهرت بذلك صحة فراسة شيخنا فإنه أقامه من بين يديه كما سقت حكايته في الجواهر ومع ذلك فكانت له وجاهة بين العوام ولما اشتد الخطب بسوار ورام نائب حلب بردبك البشمقدار إلزام أهل حلب بمال يستخدم به جيشاً أ رجالاً قام في منع ذلك بالغوغاء ونحوهم بحيث كبروا علو المنارات وغلقت أبواب الجوامع وتوارى كل من أبي ذر وابن أمير حاج خشية من نسبة ذلك لهما، وما وسع النائب إلا الشكوت، ثم أعمل حيلته في مسك المشار إليه والناس محرمون بصلاة الصبح وجيء به إليه فأمر بضربه بين يديه بالمقارع وأظهر حنقاً زائداً ثم حمل لي بيته وانزعج الظاهر خشقدم حين بلغه ذلك لكراهته في النائب لا لمحبة المضروب وعاش حتى مات بحلب في أواخر صفر سنة اثنتين وثمانين ودف بالسنيبلة ظاهر باب الفرج وقد قارب الستين وكان ذكياً جريئاً مقداماً وربما أفتى العوام ببعض المعضلات عفا الله عنه.
626 محمد بن علي بن العفريت. مات في المحرم سنة خمس وتسعين.
محمد بن علي الذهبي؛ فيمن جده يوسف. محمد بن علي الشيرجي، مضى فيمن جده خليل. محمد بن علي الفراش الكتبي، فيمن جده عبد الكريم.
627 محمد بن علي القدسي ثم القاهري الشافعي. اشتغل وأخذ القراآت عن الشهابين السكندري وابن أسد وأكملها على الزينين الهيثمي وجعفر.
628 محمد بن البهاء على المزار الكازروني، لقيه الطاووسي في سنة ثلاث وثلاثين وهو يومئذ ابن مائة وأربع عشرة سنة فاستجازه وقال أنه ممن لازم الأمين محمد الكازروني كثيراً. محمد بن علي المزرق، فيمن جده موسى.
محمد بن علي المصري نزيل مكة، هو الفراش الكتبي قريباً وإن جده عبد الكريم.
محمد بن العماد. هو محمد بن عبد الرحمن بن خضر.
 629 محمد بن عمار بن محمد بن أحمد الشمس أبو ياسر ولقبه بعض شيوخه ناصر الدين أبو عبد الله بن الزين أبي ياسر أو أبي شاكر القاهري المصري المالكي والد أبي سهل ويعرف بابن عمار. ولد كما بخطه أذان عصر يوم السبت العشرين من جمادى الثانية سنة ثمان وستين وسبعمائة - وقال شيخنا أنه أثبت محضراً يقتضي أن يكون سنة ثمان وخمسين، ونحوه قول المقريزي أنه مات عن نيف وثمانين سنة والأول أثبت - بقناطر السباع ونشأ في كنف والده وكان صالحاً أوردت شيئاً من ترجمته في معجمي فحفظ القرآن والعمدة والشاطبية وألفية الحديث والنحو والرسالة الفرعية ومختصر ابن الحاجب الأصلي وغير ذلك، وعرض على جماعة كالتقي عبد الرحمن بن البغدادي وأبي عبد الله بن مرزوق الكبير والصدر المناوي والضياء العفيفي ونصر الله الكناني الحنبلي والبلقيني وابنه البدر والأبناسي وإمام الصرغتمشية والغماري والنورين الدميري أخي بهرام وعلي بن قطز الحكري المقري وعلى كل من الثلاثة الأخيرين قرأ الشاطبية تامة وكذا قرأ القرآن والعمدة بتمامها على الولي عبد الله الجبرتي صاحب الزاوية الشهيرة بالقرافة وأجازوه كلهم في آخرين ممن لم يكتب بخطه أنه أجاز، وتلا على الحكري لأبي عمرو في ختمتين الأولى للسوسي والثانية للدوري انتهى فيها إلى الحزب من ياسين وأخذ علوم الحديث عن العراقي قرأ عليه نكته على ابن الصلاح دراية بحضرة الهيثمي رفيقه وابن الملقن قرأ عليه تقريب النووي وقطعة من شرحه للعمدة والبلقيني قرأ عليه قطعة من محاسن الاصطلاح له ولازمه في دروس التفسير بالبرقوقية والعربية والصرف عن المحب بن هشام ولازمه مدة وكذا لازم الغماري حتى أخذ عنه أيضاً النحو واللغة وغيرهما من العلوم اللسانية والعروض مع قطعة من الكشاف ومن شرح له على ابن الحاجب الظاهر أنه الأصلي والعز بن جماعة في كثير من الفنون التي كان يقرئها وقرأ هو عليه كل مختصر ابن الحاجب الأصلي مع قطعة من كل من التلخيص ومن شرحيه المطول والمختصر وأخذ أصول الفقه أيضاً عن ابن خلدون مع سماع قطعة من مقدمة تاريخه وتفقه في الابتداء بأبي عبد الله محمد الزواوي ثم لقي أبا عبد الله بن عرفة باسكندرية في قفوله من الحج فقرأ عليه قطعة صالحة من مؤلفه الشهير وكذا أخذ الفقه أيضاً عن بهرام وعبيد البشكالسي وابن خلدون وناصر الدين أحمد بن التنسي وآخرين؛ وصحب غير واحد من الصوفية كمحمد المغيربي خادم اليافعي وانتفع به في السلوك وغيره بأبي عبد الله محمد الدكالي المغربي وطلب الحديث بنفسه فقرأ وسمع أشياء بالقاهرة واسكندرية فكان من شيوخه بالقاهرة الصلاح الزفتاوي وابن أبي المجد والتنوخي وابن الشيخة والمطرز والتاج الصردي والأبناسي والبلقيني والعراقي والهيثمي والغماري والمراغي وعبيد البشكالسي والسويداوي والحلاوي والنجم البالسي وإمام الصرغتمشية والتاج بن الفصيح والجوهري والشمس محمد بن إبراهيم العاملي ومنهم باسكندرية البهاء عبد الله الدماميني والزين محمد بن أحمد الفيشني المرجاني وابن الموفق وابن قرطاس في آخرين كالفخر بن أبي شافع ومحمد بن التقي التونسي والتاجين ابن موسى وابن الخراط وناصر الدين محمد بن عبد الرحيم الحراني وابن الهزبر، ورافق شيخنا في كثير منه سيما باسكندرية، وأجاز له أبو الخير بن العلائي وأبو حفص البالسي وابن قوام ومحمد بن محمد بن يفتح الله وفاطمة ابنة ابن المنجا وفاطمة وعائشة ابنا ابن عبد الهادي وطائفة، وأذن له معظم شيوخه في الإقراء والإفتاء كابن عرفة وابن الملقن والعز بن جماعة، واستقر معيداً بجامع طولون بل مدرساً للفقه بالمسلمية بمصر عوضاً عن ابن مكين وبقبة الصالح إسماعيل داخل البيمارستان عوضاً عن ابن خلدون وعمل لكل منهما أجلاساً حافلاً شهده الأكابر وبالبرقوقية بعد البساطي وشيخاً للصوفية بزاوية الجبرتي ثم تركها، وناب في القضاء مسؤلاً بل استخلفه الشمس بن معبد المدني بمرسوم حين سفره، وحج في سنة خمس وثمانمائة حجة الإسلام وكانت الوقفة الجمعة وزار بيت المقدس. وصنف قديماً بحيث قرض الغماري بعض تصانيفه ووقف عدة من شيوخه على بعضها ومنها غاية الإلهام في شرح عمدة الأحكام في ثلاث مجلدات والأحكام في شرح غريب عمدة الأحكام وزوال المانع في شرح جمع الجوامع وجلاب الموائد في شرح تسهيل الفوائد في ثمان مجلدات والكافي في شرح

المغنى لابن هشام في أربع مجلدات واختصر توضيح ابن هشام وشرحه بل شرح مختصر ابن الحاجب الفرعي كتب منه إلي أثناء النكاح وقطعة من أواخره واختصر شرح ألفية العراقي للمؤلف، ودرس وأعاد وأفتى وحدث وأفاد وانتفع به الأفاضل خصوصاً في إقامته بمصر وهو المفتتح لقراءة تلخيص ابن أبي جمرة من البخاري عند ضريحه أول كل سنة. وكان إماماً عالماً علامة في الفقه وأصوله والعربية والصرف متقدماً فيهما مشاركاً في كثير من الفنون ممتع المحاضرة الفوائد حسن الاعتقاد في الصالحين أماراً بالمعروف كثير الابتهال محظوظاً في استجلاب الأكابر بعزة نفس وشهامة قل أن يوجد في آخر عمره في مذهبه مجموعه ولولا مزيد حدته التي أدت إلى أن خرج عليه جذام قبل موته بسنين واستمر يتزايد إلى موته لأخذ عنه الجم الغفير، ووصفه شيخنا في بعض ما أثبته له بالشيخ الإمام العلامة الفقيه الفاضل الفهامة المفيد المحدث. وذكره في إنبائه باختصار فقال: الشيخ الإمام العالم العلامة اشتغل قديماً ولقي المشايخ وسمع من كثير من شيوخنا وقرأ بنفسه ولم يكثر وسمع معي بالقاهرة واسكندرية وكان صاحب فنون حسن المحاضرة محباً في الصالحين حسن المعتقد جمع مجاميع كثيرة وشرح العمدة وكتب على التسهيل واختصر كثيراً من الكتب المطولة وسكن مصر بجوار جامع عمرو مدة وانتفع به المصريون وكذا سكن بتربة الشيخ عبد الله الجبرتي بالقرافة مدة. وقال البدر العيني كان من أهل العلم لكن كانت عنده طرف تعتعة وحركة المجانين يركب الحمار وتحت فخذه عصا ثخينة، وقال المقريزي كتب على الفتوى ودرس وصار ممن يعتقد فيه الخير وقال جاره يحيى العجيسي إنه كان مع كثرة طلبه من الناس وأخذه من صالحهم وطالحهم إذا ناب في القضاء لا يقبل من أحد شيئاً لا هدية ولا غيرها وينفذ الأحكام في الأكابر والأصاغر. مات في محل سكنه بالناصرية من بين القصرين يوم السبت رابع عشر ذي الحجة سنة أربع وأربعين وصلي عليه بباب النصر تقدم الناس شيخنا ودفن بحوش الحنابلة أصهاره تجاه تربة كوكاي رحمه الله وإيانا. ومن نظمه:

رويت عن ابن عمار حديثاً

 

فذكره بذاك على لسانـي

فإن لم يفهم العربي يومـاً

 

فحدثه إذاً بالتركمـانـي

وقال:

يا رب يا غفار يا بـاري

 

تدارك برحماك ابن عمار

وقد طولت ترجمته في معجمي وفيها فوائد.
630 محمد بن عمر بن إبراهيم بن عبد الله بن عبد الله الشمس بن الكمال الحلبي ابن العجمي الشافعي. ولد سنة أربع وثلاثين وسبعمائة وحفظ اعلحاوي وسمع على التقي السبكي ومحمد بن يحيى بن سعد المسلسل وحدث به عنهما؛ وأجاز له المزي وجماعة ولم يحدث بشيء منها وجلس مع الشهود بباب الجامع وتنزل في المدارس بل درس بالظاهرية شريكاً للفوى وكان سليم الفطرة نظيف اللسان خيراً لا يغتاب أحداً. مات في رمضان سنة اثنتين. ذكره ابن خطيب الناصرية وتبعه شيخنا في إنبائه.
631 محمد بن عمر بن إبراهيم بن محمد بن عمر بن عبد العزيز بن محمد بن أحمد بن هبة الله بن أبي جرادة ناصر الدين أبو غانم وأبو عبد الله بن الكمال أبي القسم وأبي حفص بن الجمال أبي إسحاق العقيلي - بالضم - الحلبي ثم القاهري الحنفي ويعرف كسلفه بابن العديم وبابن أبي جرادة، ولد في ربيع الأول سنة اثنتين وتسعين وسبعمائة بحلب وحفظ بها في صغره كتباً واشتغل على مشايخها كأبيه وأسمع على مسندها عمر بن أيدغمش وغيره، وقدم القاهرة مع أبيه وهو شاب فشغله في فنون على غير واحد من الشيوخ كقاري الهداية؛ وقرأ بنفسه على الزين العراقي قليلاً من ألفيته، ومات أبوه بعد رغبته له عن تدريس المنصورية ثم الشيخونية توصفاً وتدريساً ومباشرته لذلك في حياته؛ وأوصاه أن لا يترك بعده المنصب ولو ذهب فيه جميع ما خلفه فقبل الوصية وبذل حتى استقر فيه قبل استكماله عشرين سنة في ثالث المحرم سنة اثنتي عشرة بعد الأمين الطرابلسي واستمر إلى أن سافر مع الناصر سنة مقتله فاتصل بالمؤيد حين حصره للناصر في دمشق فغضب منه الناصر فعزله وقرر أبا الوليد بن الشحنة الحلبي ولم يلبث أن قتل الناصر بحكم هذا قبل مباشرة المستقر بل ولا إرساله لمصر نائباً فأعيد الحاكم ثم صرف في جمادى الأولى سنة خمس عشرة بالصدر الأدمي قبل دخول المؤيد القاهرة وقبل تسلطنه وبذل حينئذ مالاً حتى أعيدت إليه في رجبها مشيخة الشيخونية بعد صرف الأمين الطرابلسي، ثم سافر للحج مستخلفاً في التدريس شيخه قارئ الهداية وفي التصوف الشهاب بن سفري فوثب عليهما الشرف التباني وانتزعها منهما ثم أعيد إلى القضاء في رمضان التي تليها بعد موت ابن الأدمي واستمر حتى مات، وكان خفيف اللحية يتوقد ذكاءً سمحاً بأوقاف الحنفية متساهلاً في شأنها إجارة وبيعاً حتى كادت تخرب بل لو دام قليلاً خربت كلها، كثير الوقيعة في العلماء قليل المبالاة بأمر الدين يكثر التظاهر بالمعاصي سيما الربا بل كان سيئ المعاملة جداً أحمق أهوج متهوراً محباً في المزاح والفكاهة مثرياً ذا حشم ومماليك فصيحاً باللغة التركية وقد امتحن في الدولة الناصرية على يد الوزير سعد الدين البشيري وصودر مع كونه قاضياً. وبالجملة فكان من سيئات الدهر. مات قبل استكمال ثمان وعشرين سنة في ليلة السبت تاسع ربيع الآخر سنة تسع عشرة بعد أن كان ذعر من الطاعون الذي وقع فيها ذعراً شديداً وصار دأبه أن يستوصف ما يدفعه ويستكثر من ذلك أدعية ورقى وأدوية بل تمارض حتى لا يشهد ميتاً ولا يدعى لجنازة لشدة خوفه من الموت فقدر الله سلامته من الطاعون وابتلاءه بالقولنج الصفراوي بحيث اشتد به الخطب وكان سبب موته؛ ودفن بالصحراء بالقرب من جامع طشتمر حمص أخضر عفا الله عنه وإيانا. وذكره ابن تغري بردى وقال إنه كان زوج أخته وأن المقريزي رماه بعظائم ثم برئ منها وأنه أعلم بحاله منه ومن غيره كذا قال.
632 محمد بن عمر بن إبراهيم بن هاشم ولي الدين بن السراج القمني ثم القاهري الشافعي الماضي أبوه. حفظ المنهاج غيره وعرض وسمع معظم مسلم على ابن الكويك وكذا سمع من لفظ العراقي في أماليه وأجاز له غير واحد وحج وجاور وزار النبي صلى الله عليه وسلم وقرأ القرآن هناك وهو قائم على قدميه وكان جيد الصوت بالتلاوة. مات في ربيع الآخر سنة ست وخمسين رحمه الله.
 633 محمد بن عمر بن إبراهيم بن الشرف هبة الله ناصر الدين بن الزين الجهني الحموي الشافعي أخو هبة الله الآتي ويعرف كسلفه بابن البارزي. من بيت أصل وعلم وقضاء وكان مع ذلك إنساناً حسناً عاقلاً ديناً عفيفاً ولي قضاء بلده زمناً وشكرت سيرته. مات سنة اثنتي عشرة بها. ذكره ابن خطيب الناصرية، وقال شيخنا في إنبائه كان موصوفاً بالخير والمعرفة فاضلاً عفيفاً مشكوراً في الحكم باشر القضاء مدة رحمه الله.
محمد بن عمر بن إبراهيم الشمس بن الكمال الحلبي الشافعي ابن العجمي. مضى قريباً فيمن جده إبراهيم بن عبد الله.
634 محمد بن عمر بن إبراهيم ناصر الدين بن الأمير زين الدين الحلبوني الدمشقي الصالحي سبط محمد بن عبد الهادي، أمه فاطمة. أحضر في سنة ست وأربعين فضل عشر ذي الحجة لابن أبي الدنيا على جده لأمه وسمع من عمر بن عثمان بن سالم وغيره، وحدث سمع منه ابن موسى ومعه الموفق الأبي في سنة خمس عشرة وولي حسبة الصالحية. ومات بعد ذلك بيسير فيما أظن.
635 محمد بن عمر بن أحمد بن سيف بن أحمد الطرابلسي الشافعي ويعرف بابن النيني - بنونين الأولى مفتوحة بينهما تحتانية - ولد في سنة تسع وستين وسبعمائة أو التي بعدها وسمع في سنة تسع وثمانين بطرابلس على محمد بن إبراهيم ابن أبي المواهب الشافعي وفي التي بعدها ببعلبك على الشريف أحمد بن محمد بن المظفر الحسيني ومحمد بن علي بن أحمد بن اليونانية ومحمد بن محمد بن أحمد الجردي القطان ثم على ابن صديق الصحيح قالوا أنا الحجار؛ وحدث سمع منه الفضلاء وخطب بجامع التوبة ببلده وعرض عليه الصلاح الطرابلسي الحنفي في سنة ثمان وأربعين وكتب له إجازة وصف فيها العراقي بشيخنا ولكنه غلط في اسمه وسماه أبا حفص عمر. ومات قريباً من ذلك.
636 محمد بن عمر بن أحمد بن علوي الشمس الصلخدي الشامي. مات بمكة في شعبان سنة خمس وخمسين. أرخه ابن فهد.
637 محمد بن عمر بن أحمد بن عمر العز بن النجم بن الشهاب الحلبي نزيل القاهرة والماضي أبوه وجده ويعرف بابن نجم الدين الموقع. سمع مع أبيه ختم البخاري بالظاهرية القديمة على الأربعين وهو في الخامسة في المحرم سنة أربع وخمسين وحفظ القرآن؛ وتردد إليه عبد الحق السنباطي وغيره لإشغاله قليلاً وكتب التوقيع كأبيه وباشر أوقاف الجمالية وخالط بيت ابن الشحنة كسلفه ثم زوج قبيل موته ابنته لابن عبد البر ولم ير راحة. ولم يلبث أن مات في ليلة الخميس حادي عشري ذي القعدة سنة خمس وتسعين وصلي عليه من الغد ثم دفن بحوش صوفية البيبرسية. وكان كأبيه ساكناً عاقلاً خلف أولاداً رحمه الله وعوضه الجنة.
638 محمد بن عمر بن أحمد بن المبارك الكمال بن الزين الحموي الشافعي الماضي أبوه وابنه عمر ويعرف كهوبابن الخرزي - بمعجمتين بينهما مهملة قدم مع أبيه القاهرة غير مرة منها في سنة أربعين وسمع فيها معه على شيخنا في الدارقطني ثم على أربعين ختم البخاري بالظاهرية القديمة وولي قضاء بلده عوضاً عن البدر بن مغلي فدام دون سنة ثم صرف بالزين فرج بن السابق واستمر مصروفاً حتى مات في أحد الربيعين سنة ثلاث وتسعين عن نحو الثمانين، وكان كأبيه خيراً بارعاً في الطب وكذا في كبر العمامة والاصفرار ونحوهما. ومات ابنه الزين عمر الذي ليس له غيره بعده بثلث سنة عن بضع وثلاثين ولم يكن كهما رحمهم الله.
محمد بن عمر بن أحمد بن محمد أثير الدين الخصوصي. كذا رأيته بخط العراقي في أماليه. وسيأتي فيمن جده محمد بن أبي بكر بن محمد.
639 محمد بن عمر بن الشهاب أحمد البدر البرماوي ثم القاهري الشافعي نزيل الظاهرية القديمة ووالد التقي محمد الآتي. ولد تقريباً قبيل سنة عشر وثمانمائة ونشأ فحفظ القرآن والمنهاجين وألفية ابن ملك والشاطبية والكافية والشافية، وعرض على جماعة وسمع على شيخنا وغيره وأخذ عن الشمس الحجازي والشرف السبكي وطائفة وصحب الناس وأكثر من خلطة جاره الشرف بن الخشاب من صغره وكان بديعاً في الجمال وإلى أن مات وأتقن الكتابة والتوقيع وتكسب به وجلس وقتاً بباب المناوي بل ناب عنه في القضاء واستقر به الزين الاستادار إمام جامعه ببولاق وحج وجاور مع الرجبية وغيرها، وهو ممن كان يحضر عندي في دروس الظاهرية القديمة، مات في شوال سنة سبع وسبعين رحمه الله.
 640 محمد بن عمر بن أحمد البدر القاهري القلعي. عمل نقيباً للونائي في الشام وسمع على شيخنا وغيره وتعانى الطب وخدم به في مكة حين مجاورته بها بعد الخمسين وسافر للهند وروى به عن شيخنا فراج أمره به وتقدم مع نقص بضاعته. ومات هناك قريباً من سنة سبع وسبعين وسافر ولده محمد في سنة تسع وسبعين صحبة حافظ عبيد لتركة أبيه عفا الله عنه.
 641 محمد بن عمر بن أحمد الشمس أبو عبد الله الواسطي الأصل الغمري ثم المحلي الشافعي والد أبي العباس أحمد الماضي ويعرف بالغمري. ولد في سنة ست وثمانين وسبعمائة تقريباً بمنية غمر ونشأ بها فحفظ القرآن عند الفقيه أحمد الدمسيسي المذكور بالصلاح الوافر والتنبيه وغيره، وقدمالقاهرة فأقام بالأزهر منها مدة للاشتغال في التنبيه وغيره ولكن لم يحضرني تعيين أحد من شيوخه في العلم الآن نعم انتفع بالجمال المارداني في الميقات وتدرب بغيره في الشهادة وتكسب بها يسيراً لكونه كان في غاية التقلل حتى أنه كان ربما يطوي الأسبوع الكامل فيما بلغني ويتقوت بقشر الفول والبطيخ ونحو ذلك، وتكسب قبل ذلك ببلده بل وببلبيس حين إقامته بها مدة متجرداً بالخياطة وكذا في بعض الحانيت بالعطر حرفة أبيه ويقال إنه كان يطلب منه الشيء فيبذله لطالبه بدون مقابل ثم يجيء والده فيسأله ماذا بعت فيقول كذا بكذا وكذا بدون شيء فيقول له هل طلبت ثمنه فيقول لا فيدعو له بسبب ذلك وهذا أدل شيء على خيرية الأب أيضاً، وأعرض عن إشغال فكره بكل ما أشرت إليه؛ ثم لازم التجرد والعبادة وصحب غير واحد من السادات كالشيخ عمر الوفائي الحائك ولكن إنما كان جل انتفاعه بأحمد الزاهد فإنه فتح له على يديه وأقبل الشيخ بكليته عليه حتى أذن له في الإرشاد، وتصدى لذلك بكثير من النواحي والبلاد وقطن في حياته وبإشارته المحلة ووعده بالزيارة له فيها اهتماماً بشأنه فما قدر وأخذ بها مدرسة يقال لها الشمسية فوسعها وعمل فيها خطبة وانتفع به أهل تلك النواحي وكذا ابنتي بالقاهرة بطرف سوق أمير الجيوش بالقرب من خوخة المغازلي جامعاً كانت الخطة مفتقرة إليه ويقال أن شيخه الزاهد كان خطب لعمارته فقال المأذون له فيه غيري أو كما قال ولذلك لما راسله شيخنا بسبب التوقف عن الخطبة فيه قال إنما فعلت ذلك بإذن؛ وعم النفع به إلى أن اشتهر صيته وكثر أتباعه وذكرت له أحوال وكرامات وصار في مريديه جماعة لهم جلالة وشهرة، وجدد عدة جوامع بكثير من الأماكن كانت قد دثرت أو أشرفت على الدثور وكذا أنشأ عدة زوايا كثر الاجتماع فيها للتلاوة والذكر، كل ذلك مع إقباله على ما يقربه إلى الله وصحة عقيدته ومشيه على قانون السلف والتحذير من البدع والحوادث وإعراضه عن بني الدنيا جملة بحيث لا يرفع لأحد منهم ولو عظم رأساً ولا يتناول مما يقصدونه به غالباً إلا في العمارة والمصالح العامة؛ ومزيد تواضعه مع الفقراء وإجلاله للعلماء بالقيام والترحيب وورعه وتعففه وكرمه ووقاره ومحاسنه الجمة، وقد حج غير مرة وجاور وزار بيت المقدس وسلك طريق شيخه في الجمع والتأليف مستمداً منه ومن غيره وكثيراً ما كان يسأل شيخنا عن الأحاديث ومعناها بل ربما ينقل عنه في تصانيفه؛ وصرح بالإنكار على القاياتي مع كثرة مجيئه لزيارته في كونه أخذ البيبرسية من شيخنا وكذا كان يسأل غيره عن الفروع الفقهية ونحوها. ومن تصانيفه النصرة في أحكام الفطرة ومحاسن الخصال في بيان وجوه الحلال والعنوان في تحريم معاشرة الشبان والنسوان والحكم المضبوط في تحريم عملل قوم لوط والانتصار لطريق الأخيار والرياض المزهرة في أسباب المغفرة وقواعد الصوفية والحكم المشروط في بيان الشروط ومنح المنة في التلبس بالسنة في أربع مجلدات والوصية الجامعة وأخرى في المناسك. وممن أخذ عنه الكمال إمام الكاملية وأبو السعادات البلقيني والزين زكريا والعز السنباطي وكنت ممن اجتمع به وسمع كلامه بل رأيته يقرأ عليه بعض تصانيفه، وصليت بجانبه ولحظني. ولم يزل على حاله حتى مات في ليلة الثلاثاء سلخ شعبان سنة تسع وأربعين وصلي عليه من الغد ودفن في جامعه بالمحلة وكان له مشهد عظيم وتأسف الناس على فقده، والثناء عليه كثير، وقد ذكره شيخنا في إنبائه فقال: وكان مذكوراً بالصلاح والخير وللناس فيه اعتقاد، وعمر في وسط سوق أمير الجيوش جامعاً فعاب عليه أهل العلم ذلك وأنا ممن كنت راسله بترك إقامة الجمعة فلم يقبل واعتذر بأن الفقراء طلبوا منه ذلك وعجل بالصلاة فيه بمجرد فراغ الجهة القبلية، واتفق أن شخصاً من أهل السوق المذكور يقال له بليبل تبرع من ماله بعمارة المأذنة. ومات الشيخ وغالب الجامع لم تكمل عمارته رحمه الله ونفعنا به.
 642 محمد بن عمر بن أحمد الخواجا الشمس العامري المصري ثم المكي. مات بها في رجب سنة اثنتين وخمسين. ذكره ابن فهد وقد سكن مكة، وكان مباركاً اشترى بها دوراً ثلاثة وحوشاً وعمرها ووقف بعضها على جبرت يقرءون له في ربعة كل يوم وبعضها على ملء الأزيار التي بالعمرة ثم في إحدى الجماديين من سنة ست وتسعين استبدل ذلك حنفي مكة لشافعيها بتسعمائة دينار.
محمد بن عمر بن أحمد النجم بن الزاهد. يأتي فيمن لم يسم جده.
محمد بن عمر بن أحمد النيني الطرابلسي. فيمن جده أحمد بن سيف.
643 محمد بن عمر بن أبي بكر بن أحمد الشمس الكناني - نسبة لبني كنانة - الطوخي ثم القاهري الشافعي. ولد سنة خمس وستين وسبعمائة تقريباً بطوخ من الغريبة وحفظ القرآن وتحول للقاهرة عند ناظر السابقية مولى واقفها فقطنها وحفظ التنبيه وتفقه بابن الملقن وأخذ الفرائض عن الشمس الغراقي وجود القرآن على الفخر الضرير إمام الأزهر وسمع على محمد بن المعين قيم الكاملية وابن الملقن وغيرهما؛ وحج في سنة ثمانمائة ودخل اسكندرية واجتمع فيها بالشهاب الفرنوي وسمع عليه شيئاً وتكسب بالشهادة بحانوت الحنابلة إمام البيسرية ثم كف بصره في حدود سنة أربعين، وحدث باليسير، وكان خيراً كيساً ذا فضيلة ونظم حسن فمنه يرثي أخاً له اسمه علي:

مذ غاب شخصك عنا يا أبا الحسن

 

غاب السرور ولم ننظر إلى حسن

وأقفرت بعدك الأوطان اندرسـت

 

وحال حالي مذ درجت في الكفن

ومنه:

رب خود جاءت لنا بمـسـاء

 

في خفاء تمشي على استحياء

فتوهمت أن ليلـي نـهـاراً

 

عند ما أسفرت لدى الظلماء

مات في أواخر رمضان سنة تسع وأربعين رحمه الله.
645 محمد بن عمر بن أبي بكر بن علي بن عمر المحب أبو عبد الله القاهري الشافعي السعودي خليفة أبي السعود بن أبي الغنائم وشيخ السعودية الماضي ولده أحمد أجاز له في سنة ست عشرة وثمانمائة جماعة. ومات في ربيع الثاني سنة أربعين رحمه الله.
646 محمد بن عمر بن أبي بر بن محمد بن أحمد بن محمد بن عبد القاهر بن هبة الله بن عبد القادر بن عبد الواحد بن هبة الله ابن طاهر بن يوسف بن محمد الضياء بن الزين بن الشرف بن التاج أبي المكارم بن الكمال أبي العباس بن الزين أبي عبد الله القرشي الأموي الحلبي الشافعي والد عمر وأبي بكر ويعرف كسلفه بابن النصيبي نسبة لبلد نصيبين جزيرة ابن عمر. من بيت كبير معروف بالرياسة والجلالة يقال إنهم من ذرية عمر بن عبد العزيز. ولد كما قرأته بخطه في أواخر سنة إحدى وثمانين وسبعمائة بحلب ونشأ بها فحفظ القرآن وصلى به في جامعها الأموي والمنهاج وألفية النحو وعرضها على ابن خطيب المنصورية قبل الفتنة؛ واشتغل قليلاً ولازم البرهان الحافظ؛ وحج معه في سنة ثلاث وثمانمائة وكانت الوقفة الجمعة وسمع على ابن المرحل وابن صديق والسيد العز الإسحاقي ومحمد بن محمد بن محمد ابن الطباخ وغيرهم وولي ببلده توقيع الدست وقضاء العسكر بل وتدريس السيفية والإعادة بالظاهرية وناب في كتابة سرها بل عرضت عليه مرة استقلالاً فامتنع كل ذلك مع دماثة الأخلاق والثروة والعقل والحشمة والرياسة، وقد حدث سمع منه الفضلاء وقدم القاهرة فقرأت عليه بعض الأجزاء، ورجع في محفة لكونه كان متوعكاً فأقام ببلده حتى مات في ذي القعدة سنة سبع وخمسين ودفن بحوش بالقرب من الدقماقية، وكتب لشيخنا حين كان بحلب من قوله:

العبد طولب بالجواب عن الذي

 

لم يخف عنكم من سؤال السائل

فانعم به لا زلت تنعم مفضـلاً

 

بفوائد وفواضـل وفـضـائل

647 محمد بن عمر بن الرضي أبي بكر بن محمد بن عبد اللطيف بن سالم الجمال أبو الفتح المكي سبط التقي بن فهد، أمه أم ريم الماضي أبوه ويعرف بابن الرضي. ممن سمع من جده وخاليه وغيرهم ثم سمع مني بمكة وكتب عدة من تصانيفي وغيرها وصاهر ابن خالته أبا الليث بن الضياء على ابنته فاستولدها عدة مع ولد له كبير من أمة له. وهو عاقل ساكن. ولد في شهر رجب سنة تسع وخمسين وزار المدينة.
 648 محمد بن عمر بن أبي بكر بن محمد بن علي التاج أبو الفتح بن البدر بن السيف القاهري الشرابيشي. ولد تقريباً سنة خمس وخمسين وسبعمائة بالقاهرة ونشأ بها ولازم السراج بن الملقن في الفقه والحديث وغيرهما بل واستملى منه وقرأ عليه جملة من تصانيفه وكذا أكثر عن الزين العراقي في فنون الحديث وغيرهما وكتب الخط الحسن المتقن وطلب قديماً بحيث وجدت قراءته في الصحيح سنة سبعين ودار على الشيوخ ورافق الأكابر وقتاً وحرر وضبط؛ لكنه كما قال شيخنا لم يمهر مع أنه كان في الطلبة المنزلين عنده بالجمالية المستجدة وكذا كان في غيرها من الجهات، نعم كان يستحضر كثيراً من الفوائد الفقهية والحديثية خصوصاً من الألفاظ المشكلة في المتن والإسناد لكونه كان يعلق الفوائد التي يسمعها في مجالس الشيوخ والأئمة حتى اجتمع عنده من ذلك جملة ثم تفرق أكثرها فإنه ضعف وصار أهله يسرقونها شيئاً فشيئاً بالبيع وغيره ولا يهتدون لأخذ مجلدات الكتاب بتمامها بل ولا الكتاب الذي يكون في مجلد واحد بدون حبك فتمزقت تمزيقاً فاحشاً وبالجملة فكان فاضلاً بارعاً جيد الحافظة التي يتذكر بها غالب مسموعاته مع كونه تاركاً للف، وقد سمع منه الأكابر وما لقيه أصحابنا حتى أملق جداً وتزايد به الحال إلى أن صار يأخذ الأجرة على التحديث ولم يكثروا عنه كعادتهم في التفريط مع كونه من كبار المكثرين مسموعاً وشيوخاً، ومن شيوخه الحافظ البهاء بن خليل وقد أكثر عنه جداً وأبو الفرج بن القاري والباجي والعز أبو اليمن بن الكويك والجمال عبد الله بن مغلطاي والشمس بن الخشاب. مات وقد تغير بالنسبة لما كان قليلاً في يوم الأحد تاسع عشر جمادى الثانية سنة تسع وثلاثين ودفن من الغد بالقرافة الصغرى قريباً من تربة الكيزاني بعد الصلاة عليه بالأزهر رحمه الله وإيانا.
649 محمد بن عمر بن أبي بكر المعروف بالمولى أبي بكر الهمداني الأصل البغدادي الطبيب الحاسب. قدم القاهرة في أخريات الدولة المؤيدية واشتهر بمعرفة الطب وعالج المؤيد في مرض موته وبعده دخل الشام ثم الروم. ومات بها في سنة عشرين وكانت لديه فضائل مشهوراً بالطب والنجوم ودعواه أكثر من علمه. ذكره المقريزي في عقوده. محمد بن عمر بن أبي بكر المحب السعودي. مضى فيمن جده أبو بكر بن علي بن عمر قريباً.
650 محمد بن عمر بن تيمورلنك ويقال له بير محمد بن أميرزه عمر شيخ بن تيمورلنك كوكان أخو إسكندر شاه الماضي صاحب شيراز من بلاد فارس ملكها بعد موت أبيه وحسنت أيامه وحمدت سيرته أحبه الرعية ثم قتله وزيره أمير حسين المعروف بشراب دار في المحرم سنة اثنتي عشرة واستقر بعده أخوه وقتل قاتله.
 651 محمد بن عمر بن حجي بن موسى بن أحمد بن سعد البهاء أبو البقاء ابن النجم أبي الفرج بن العلاء أبي البركات السعدي الحسباني ثم الدمشقي ثم القاهري الشافعي أخو أحمد ووالد النجمي يحيى ويعرف كأبيه بابن حجي. ولد في سنة اثنتي عشرة وثمانمائة ونشأ في كنف أبيه فحفظ القرآن والمنهاج وكتباً، وأخذ عن الشمس البرماوي وغيره، وسمع على أبيه بعض الأجزاء ووصفه كاتب الطبقة والقارئ الحافظ ابن ناصر الدين بالمشتغل المحصل البارع الأمجد، وولي قضاء الشافعية بدمشق بعد موت أبيه ثم انفصل عنها وولي نظر جيشها مدة قدم القاهرة في أثنائها وأضيف إليه نظر جيشها قليلاً ثم رجع إلى بلده وقد أضيف إليه مع نظر جيشها نظر قلعتها، ثم قدم القاهرة وسعى في العود لنظر جيشها فما أمكن واستمر بها عند صهره الكمالي بن البارزي وفي إقامته صلى ولده بالناس، ووصف شيخنا في عرضه والده بالمقر الأشرف العلامي المفيدي الفريدي البهائي. وبعد ذاك تمرض صاحب الترجمة مدة طويلة ثم مات في ثالث عشري صفر سنة خمسين بقاعة البرابخية من ساحل بولاق فغسل بها وحمل لمصلى المؤمني فصلى عليه هناك وشهد السلطان الصلاة عليه ودفن بتربة ناصر الدين بن البارزي تاه شباك قبة إمامنا الشافعي. وكان شكلاص جميلاً طوالاً جسيماً طويل اللحية أصهبها أبيض اللون ذا حشمة ورياسة وأصالة وكرم زائد بحيث مات وعليه ما ينيف على عشرين ألف دينار ديناً ولكنه لم يصل لمرتبة سلفه في العلم وبالانتماء إليه ذكر القطب الخيضري. وقد قال العيني أنه كان ناظر الجيش بدمشق وقدم لمصر ليتولى نظر جيشها وقدم تقدمة هائلة للسلطان وغيره من الأعيان فلم يبلغ أمله، ومات وعليه آلاف كثيرة من الديون قال وكان عارياً من العلم ولم يكن مشكور السيرة وينسب إلى أمور من المنكرات وبلغني أن أهل دمشق لما سمعوا بموته فرحوا فرحاً عظيماً.
652 محمد بن عمر بن حسن بن عمر بن عبد العزيز بن عمر البدر أبو الفضل بن السراج النووي الأصل القاهري الشافعي نزيل النابلسية وسبط أبي البركات الغراقي والماضي أبوه. ولد ونشأ فحفظ القرآن والعمدة والمنهاجي وألفية النحو ونظم النخبة للكمال الشمني وعرض على جماعة كالمحلى والبلقيني والمناوي وابن الديري واشتغل في ابتدائه على ابن بردبك الحنفي ثم لازم ابن قاسم وتزوج ابنته وفارقها وبواسطته انتمى للبدر بن مزهر في إقرائه وغير ذلك بل خالطه أتم مخالطة وباشر عنه في ابتداء تكلمه في الحسبة أشياء فنما بذلك قليلاً وحج معه ثم أبعده بعد أن ضربه بل تكرر منه ما تألم بسببه وتردد حينئذ للخيضري وانجمع مع اشتغاله قبل ثم بعد على الجوجري وزكريا وقرأ عليه في تقسيم شرحه للروض على الأبناسي في الأصول وغيره وعلى ابن حجي في الفقه وأصوله وعلى أعجمي نزل البيبرسية في المنطق وحضر تقسيم البكري بل أخذ عن الشمني وتردد إلي وتكسب بالشهادة وقتاً وتكلم في النابلسية واستبد بها بعد موت المنهلي بل كان رام الاستقرار في تدريسها بعده فسوعد ولده وتنزل في بعض الجهات مع عقل وسكون ودربة وفهم وفضيلة.
653 محمد بن عمر بن حسن الشمس القاهري الشافعي مؤدب الأبناء ويعرف بابن عمر الطباخ. كان أبوه فائقاً في الطبخ من مؤذني جامع الحاكم ويعرف بالقطان فنشأ ابنه فحفظ القرآن عند الشمس النحريري السعودي وجوده عنده وأظنه حفظ العمدة وسمع على رقية ابنة ابن القاري وتلا على البرهان المارداني بل جمع للسبع على العلاء القلقشندي وكان فقيه ولديه وقتاً وقرأ عليه في بعض التقاسيم واشتغل بالميقات ومتعلقاته على البدر القباني أحد صوفية البيبرسية وبرع فيه وفي القراآت وكان صيتاً حسن الأداء تصدى لتعليم الأبناء فانتفع به وكنت ممن قرأ عنده يسيراً، وسجن في وقت لرؤيته هلال رمضان حتى يأتي من يشهد به معه فعاهد الله أن لا يشهد برؤية الهلال، وكذا لما استقر دولات باي المؤيدي في نظر جامع الحاكم مسه منه بعض المكروه فبادر إلى السفر لمكة في البحر فغرقت المركب فتوصل لجزيرة هناك رجاء أن يمر به من يحمله فما اتفق ودام بها عن تخلي عن نفسه. ومات وذلك بعد سنة ثلاث وأربعين رحمه الله.

654 محمد بن عمر بن حسين بن حسن الجلال بن السراج العبادي الأصل الاقهري الشافعي الماضي أبوه. ولد في ثاني عشر رجب سنة ثمان وعشرين وثمانمائة بسوق أمير الجيوش ونشأ فحفظ القرآن عند عمه المحب والمنهاج وأخذ عنه مجموع الكلائي ولازم والده في الفقه وقراءة الحديث وقرأ أيضاً على صهره الجمال بن أيوب الخادم الشفا وكذا سمع الكثير على شيخنا وسارة ابنة ابن جماعة في آخرين ومما سمعه مجالس من البخاري في الظاهرية وأجاز له البرهان الحلبي والكمال اعلكازروني وآخرون منهم البدر حسين البوصيري وولي توقيع الدرج ثم تلقى عن البرهان العرياني توقيع الدست وتنزل في الجهات واستقر بعد صهره في خدمة سعيد السعداء وبعد والده في تدريس الفقه بالبرقوقية وفي غير ذلك وسافر مع أبيه لمكة صغيراً ثم حج معه في سنة إحدى وأربعين وبانفراده بعد ذلك ودخل اسكندرية ودمياط وغيرهما. ونظم كثيراً من ذلك قصيدة نبوية حاكى بها قصيدة شيخنا التي أولها:

ما دمت في سفن الهوى تجري بي

أولها:

سوابق العشق للأحباب تجري بـي

 

لما شربت الهوى صرفاً لتجري بي

وعندي من نظمه بخطه في التاريخ الكبير غير هذا وهو كثير الودد والتأدب. مات في ربيع الثاني سنة ثلاث وتسعين بعد أن رغب في تدريس البرقوقية لابن النقيب رحمه الله وإيانا.
655 محمد كمال الدين أخو الذي قبله وأمه والدة شمس الدين محمد بن الذهبي والد سعد الدين محمد أحد الفضلاء. ولد في رمضان سنة أربع وأربعين ونشأ في كنف أبويه وحفظ القرآن وشهد بعض دروس أبيه بل سمع في البخاري بالظاهرية ومن ذلك المجلس الأخير على الأربعين؛ وحج بأمه مع الرجبية واستقر في مشيخة الباسطية بعد أبيه وتخلف عن أخيه في المشاركة في الجملة لكنه ارتقى منه بالتحصيل وعدم التبذير وخلفه في خدمة سعيد السعداء مع سكون وأدب، وفي لسانه حبسة بل ابتلى بالجذام عافاه الله.
656 محمد البدر أبو البقاء أخو اللذين قبله وأمه ابنة البدر بن الشربدار الواعظ. ولد تقريباً سنة سبع وخمسين وثمانمائة بالقاهرة ونشأ في كنف أبويه في رفاهية فحفظ القرآن وصلى به في جامع الأقمر البهجة وألفية الحديث والنحو وغيرها وقرأ على أبيه وغيره وفهم وبدا صلاحه وخطب بعد موت جده البدر بجامع الزاهد وحضر عندي بعض مجالس الإملاء وكان جميلاً. مات في يوم الجمعة بعد الصلاة سابع المحرم سنة خمس وسبعين عن دون ثمانية عشر عاماً وصلي عليه من الغد برحبة مصلى باب النصر ودفن بحوش سعيد السعداء وكانت جنازته حافلة وفجع به كل من أبويه عوضهما الله وإياه الجنة ورحم شبابه.
657 محمد بن عمر بن خطاب الشمس بن السراج البهوتي ثم القاهري الحسيني الشافعي. مات وقد قارب الثمانين في صفر سنة تسع وثمانين ودفن بالقرب من الحناوي بمقبرة البوابة من نواحي الحسينية، وكان من شهود تلك الخطة غير متقن في شهاداته مع كثرة مخاصماته ويقال أنه كان بارعاً في الروحاني والحرف والكيمياء وربما قرأ فيها وأنه سمع على شيخنا والعلم البلقيني وقرأ على العامة بجامع ابن شرف الدين وخطب بجامع الأميرية وقيدان عفا الله عنه وإيانا.
658 محمد بن عمر بن رضوان بن عمر بن يوسف بن محمد الشمس بن الزين الحلبي أخو إبراهيم وأحمد ويعرف بابن رضوان. ولد في حدود سنة ثمانين وسبعمائة بحلب ونشأ بها فحفظ القرآن واشتغل يسيراً في التنبيه وغيره وسمع على ابن صديق صحيح البخاري خلا من أوله إلى الغسل، وتكسب بالشهادة وحمدت سيرته ثم رتكها. وانجمع عن الناس وقد بأخرة القاهرة فقرأت عليه ثلاثيات الصحيح ومات بعد الخمسين.
659 محمد بن عمر بن سويد أبو عبد الله النابلسي الحنبلي سبط محمد بن يوسف بن سلطان، سمع عليه وعلى البرزالي المنتقي من العلم لأبي خيثمة بإجازة البرزالي من ابن عبد الدائم وحضور الجد على خطيب مرداً وعلى الميدومي جزء ابن عرفة وأجاز له ابن الخباز وحدث سمع منه التقي أبو بكر القلقشندي جزء ابن عرفة وغيره. مات في أوائل القرن بنابلس رحمه الله.
660 محمد بن عمر بن شوعان أبو عبد الله أحد فقهاء الحنفية المتضلعين من العقليات والنقليات. انتفع به جماعة مع غلبة التقشف عليه والعفاف والديانة قرأ عليه العفيف الناشري. ومات سنة سبع عشرة.
 661 محمد بن عمر بن صلح البدر بن السراج البحيري الأزهري المالكي الماضي أبوه. ممن سمع مني.
662 محمد بن عمر بن عبد الرحمن الشمس بن العجمي الحلبي ويعرف بابن الناظر، ولد تقريباً سنة أربع وثمانين وسبعمائة بحلب ونشأ بها وسمع من ابن صديق بعض الصحيح وحدث باليسير سمع منه بعض أصحابنا، وكان يجيد عمل النشاب. مات قبل سنة أربعين.
663 محمد بن عمر بن عبد الرحمن الشمس أبو الخير الزفتاوي القاهري الشافعي. حفظ القرآن واشتغل ولازم الشرف السبكي في الفقه وكذا ابن المجدي فيه وفي الفرائض والحساب وغيرها؛ وحضر دروس القاياتي وغيره بل أخذ عن شيخنا وتميز بذكائه في الفضيلة ودرس في مسجد خان الخليلي برغبة أبي يزيد الرومي له عنه وتكسب بالشهادة وارتقى في الشطرنج وذكر به مع عقل وسكون. مات قريب الستين تقريباً وأظنه جاز الخمسين وخلفه في التدريس الولوي الأسيوطي رحمه الله.
664 محمد بن عمر بن عبد العزيز بن العماد أحمد بن محمد بن عبد الوهاب بن أسد أبو عبد الله حفيد العز الماضي الفيومي الأصل المكي نزيل القاهرة الشافعي ممن نشأ بمكة واشتغل قليلاً وقدم القاهرة في سنة اثنتين وتسعين فحضر عند الزين زكريا وغيره قليلاً بل وحضر عندي بمكة قبل ذلك دروساً بالمدينة النبوية دراية ورواية وكتب بخطه القاموس وأشياء، ثم لما قدمت القاهرة في سنة خمس وتسعين قرأ علي من الجواهر جملة وسمع مني وعلي وسافر لبيت المقدس وغيره وهو ذكي غير متصون ممن تولع بالنظم وكثر محفوظه فيه وزاد ذكاره وهجا الأماثل وأهين من جهة خدم أبي المكارم بن ظهيرة وأبيه بسبب هجائه أبا المكارم بحيث كان ذلك سبب خروجه من مكة ثم عاد إليها مع الشامي في موسم سنة ثمان وتسعين ورجع في أثناء التي بعدها بحراً وذكرت عنه قبائح والولد سر أبيه.
665 محمد بن عمر بن عبد العزيز بن أحمد بن محمد بن الشيخ على البدر بن الخواجا الكبير السراج التاجر الكارمي بن العز أبي عمر بن الصلاح الخروبي المصري الماضي أبوه وأخوه سليمان، وأمه تجار ابنة كبير التجار المصريين ناصر الدين بن مسلم. حصل من تركة عمته آمنة بغير علم أبيه قدراً جيداً وكذا أخذ من أمه شيئاً كثيراً فأثرى وعمر بيتهم ولم يلبث أن مات بالطاعون العام سنة ثلاث وثلاثين.
666 محمد عز الدين أخو الذي قبله، مات سنة اثنتين وأربعين.
667 محمد شرف الدين أخو اللذين قبله وأمه تهجار. ولد في سنة إحدى وسبعين وسبعمائة بمصر ونشأ بها فقرأ القرآن وحج كثيراً وجاور غير مرة؛ ودخل اسكندرية، وأجاز له جماعة باستدعاء شيخنا وكان غاية في الفقر كشقيقة سليمان الماضي، مات بمصر في حدود سنة خمسين.
668 محمد الشمس أخو الثلاثة قبله. كان ضيق اليد جداً، مات ببعلبك.
669 محمد بن عمر بن عبد العزيز بن بدر الشمس بن السراج السابقي المدني الشافعي الماضي أبوه؛ سمع مني بالمدينة ثم قدم القاهرة فقرأ على مسند الشافعي ولازمني في غيره واشتغل قليلاً وعرض على بعض محفوظاته ثم عاد وسمعت أنه مديم الاشتغال ودخل بعد موت أبيه القاهرة أيضاً.
670 محمد بن عمر بن عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز الشمس أبو اليسر بن الفخر الأسواني المصري الشافعي ويعرف بابن المفضل. نشأ بمصر فاشتغل قليلاً ولازم البرهان العجلوني والنعماني؛ وسمع الحديث على غير واحد ثم لازمني في الإملاء وقرأ على أشياء، وتكسب بالشهادة بل ناب عن العلاء بن الصابوني في البيمارستان وغيرها وكذا ناب في القضاء. وحج غير مرة وجاور وسمع بها في رجب سنة سبعين على التقي بن فهد، وكان فيه تودد ولم يظفر بطائل. مات في سنة ست وثمانين أو بعدها وأظنه جاز الأربعين عفا الله عنه ورحمه.
محمد بن عمر بن عبد العزيز الشمس بن أمين الدولة الحلبي الحنفي. فيمن جده عبد الوهاب.
 671 محمد بن عمر بن عب الله بن محمد بن غازي الشمس الدنجاوي ثم القاهري الأزهري الشافعي ويعرف بالدنجاوي. ولد سنة اثنتين وثمانمائة تقريباً بدمياط وقرأ بها القرآن لأبي عمرو على صلح بن موسى الطبناوي ثم اشتغل بالفقه على الشمس بن الفقيه حسن البدراني؛ وبالفرائض والنحو على الشمس السنهوري عرف بالسكندري وكذا أخذ النحو والحساب عن ناصر الدين البارنباري حين كان يقيم في دمياط ثم لازمه كثيراً بالقاهرة وروى عنه لغزاً في دمياط أجابه عنه البدر الدماميني وكذا حضر دروس الشمس البرماوي والشهاب الطنتدائي والولي العراقي والطبقة ثم لازم القاياتي في دروسه وكان يقرئ أولاده فعظم انتفاعه به، ثم تكسب بالشهادة وبالنسخ وكتب المنتقى للنسائي للقاياتي في مجلد وعاشر التقي بن حجة الشاعر فتخرج به في الأدب ونظم الشعر الحسن فأجاد ثم أعرض عنه وغسله بحيث لم يتأخر منه إلا ما كان حفظ عنه، وجاور بالجامع الأزهر وحج في سنة ثلاثين وزار القدس سنة خمس وثلاثين وسمع هناك على الشمس ابن المصري وكذا قرأ بالقاهرة صحيح مسلم على الزركشي وختمه في يوم عرفة سنة أربعين وسمع على غيره شيخنا؛ وصحب الشرف بن العطار وبواسطته ناب في خزن الكتب بالمويدية وتنزل في صوفي الأشرفية برسباي مع شيخه القاياتي، وكان كثير التلاوة منجمعاً عن الناس ذا تهجد تام لا يقطعه بحيث إذا ألم بأهله يغتسل لأجله خفيف ذات اليد على طريق السلف في ملبسه وممن قرأ عليه نصف البخاري الفخر عثمان الديمي. مات في يوم الثلاثاء حادي عشري ذي القعدة وأرخه شيخنا في شوال سنة خمس وأربعين بالقاهرة بعد توعك يسير بمرض صعب وصلى عليه القاياتي بجامع الأزهر ودفن بالصحراء جوار الشيخ سليم خلف جامع حمص أخضر وكان ذكر لأصحابه أنه رأى في المنام أنه يؤم بناس كثيرين وأنه قرأ بسورة نوح ووصل إلى قوله تعالى: "إن أجل الله إذا جاء لا يؤخر" فاستيقظ وهو وجل فقصه على بعض أصحابه وقال هذا دليل على أني أموت في هذا المرض فكان كذلك بل حكوا عنه أنه كان يحدثهم في مرضه بأمور قبل وقوعها فتقع كما قال رحمه الله وإيانا. ومن نظمه:

وصالك معتز وحسنك حـاكـم

 

ولحظك منصور وصدك قاهر

وصبري مأمون وقلبي واثـق

 

ودمعي سفاح ومالي ناصـر

672 محمد بن عمر بن عبد الله الشمس أبو عبد الله الدميري ثم المحلي المالكي ثم الشافعي ويعرف بابن كتيلة - بضم الكاف ثم مثناة مفتوحة وآخره لام. نشأ وتفقه بالولي العراقي والشمس بن النصار نزيل القطبية وغيرهما، وأخذ الفرائض والحساب وغيرهما عن ناصر الدين البارنباري وصحب محمد الحنفي وصاهره على ابنته فأنجب منها ولده أبا الغيث محمداً وانتفع بصاحبه أبي العباس السرسي وابتنى لنفسه بالمنشية المجاورة للمحلة جامعاً وأقام به يدرس ويفتي ويربي المريدين بل ويعظ يوماً في الأسبوع مع المحافظة على الخير والعبادة والأوراد والذكر واشتماله على مزيد التواضع وحسن السمت وبهاء المنظر وإكرام الوافدين وتقلله من الدنيا وقد لقيته بجامعه المذكور وسمعت من فوائده وعمر طويلاً وضعفت حركته إلى أن مات قبيل الفجر من ليلة الخميس خامس ربيع الثاني سنة سبع وثمانين، وفاحت إذ ذاك فيما قيل ريح طيبة ملأت البيت لا تشبه روائح الطيب ولا المسك بل أعظم بكثير رحمه الله وإيانا.
 673 محمد بن عمر بن عبد الله الجمال العوادي - بفتح العين والواو الخفيفة نسبة لقرية تحت جبل بعدان - العواجي - بالفتح أيضاً - التعزي اليماني الشافعي الفقيه القاضي. ولد في قريته سنة خمس وخمسين وسبعمائة وقرأ القرآن على أهلها ثم في إب ثم قدم جبلة فقرأ على عالمها ابن الخياط وبه استفاد ثم نزل تعز إلى الفقيه محمد بن عبد الله الريمي فقرأ عليه التنبيه والمهذب والوجيز والوسيط وحصلها بيده وعلق عليها وحققها ودرس في زمنه وأفتى باختياره وأذنه أضاف إليه المنصورية وأخذ كتب الحديث جميعها وشروحها عن محمد بن ضفر وحصل كتباً كثيرة، وولاه الناصر قضاء تعز فلم يقتصر عليه بل كان يقضي أحياناً ويدرس أحياناً ويشتغل على الشيوخ أحياناً، ثم استعفى واقتصر على التدريس ونشر العلم إلى أن أضيفت له المدرسة الظاهرية الكبرى وكذا درس بمدرسة سلامة ابنة المجاهد، ولم يلبث أن مات بتعز في ربيع الأول سنة ست عشرة. وكان متواضعاً كثير الطلب. أفاده النفيس العلوي. وذكره شيخنا في إنبائه فقال اشتغل ببلده تعز وشغل الناس كثيراً واشتهر وأفتى ودرس ونفع الناس وكثرت تلامذته ثم ولي القضاء ببلده فباشر بشهامة وترك مراعاة أهل الدولة فتعصبوا عليه حتى عزل وأقبل على الأشغال والنفع للناس حتى مات وقد أراق في مباشرته الخمور وأزال المنكرات وألزم اليهود بتغيير عمائمهم رحمه الله.
674 محمد بن عمر بن عبد الله الكمشيشي ثم القاهري الغمري نسبة للشيخ محمد الغمري لكونه من جماعته، حفظ القرآن وكان كثير التلاوة له وسمع على شيخنا فمن بعده بل سمع مني كثيراً في الإملاء وغيره. وكان متودداً راغباً في الخير، مات في ذي القعدة سنة تسع وثمانين ودفن خارج باب النصر وأظنه جاز الستين رحمه الله. محمد بن عمر بن عبد المجيد. هكذا رأيته بخطي وفي موضع آخر اسم جده محمد وهو الصواب وسيأتي.
675 محمد بن عمر بن عبد الوهاب الشمس الرعباني الحلبي الحنفي القاضي ويعرف بابن أمين الدولة؛ ذكره ابن خطيب الناصرية وقال أنه اشتغل في الفقه على الجمال يوسف الملطي وناب عن الكمال بن العديم فمن بعده ثم استقل بالقضاء فدام سنين وحمدت سيرته في ذلك كله وكان جيداً عاقلاً متديناً مزجي البضاعة في العلم. مات بالطاعون في يوم الخميش ثاني عشر شعبان سنة ثلاث وثلاثين ودفن خارج باب المقام بالقرب من العز الحاضري. وذكره شيخنا في إنبائه باختصار وسمي جده عبد العزيز.
676 محمد بن عمر بن عثمان بن حسن الحسني الموصلي ويعرف بالمازوني؛ ذكره التقي بن فهد في معجمه وبيض.
677 محمد بن عمر بن عثمان الشمس المصري الحنفي نزيل حلب ويعرف بابن الشحرور. ولد بعد الستين تقريباً. ومات بدمشق سنة ثمان وخمسين. وفي استدعاآت ابن شيخنا محمد بن عمر بن عثمان المصري له نظم استجيز له والظاهر أنه هذا.
678 محمد بن عمر بن عثمان الصفدي. ممن سمع من شيخنا.
679 محمد بن عمر بن علي بن إبراهيم الجمال المعابدي الوكيل. قال شيخنا في إنبائه كان من كبار التجار كثير المال جداً كثير القرى والمعروف مات في ربيع الآخر سنة اثنتين.
 680 محمد بن عمر بن علي بن أحمد بن محمد بن عبد الباقي بن محمد بن النبيه الجمال أبو عبد الله بن أبي حفص بن نفيس الدين أبي الحسن القرشي الطنبدي القاهري الشافعي والد السراج عمر ويعرف بابن عرب. ولد في ثاني عشر ربيع الأول سنة أربع وخمسين وسبعمائة بالقاهرة ونشأ بها فحفظ القرآن والتنبيه وغيره واشتغل يسيراً وكان يذكر أنه سمع من إبراهيم بن أحمد الخشاب صحيح البخاري ومن ابن حاتم صحيح مسلم ومن أبي البقاء السبكي الشفا وكل ذلك ممكن وتعانى التوقيع قديماً وهو في العشرين. وناب في القضاء بل ولي الحسبة ووكالة بيت المال غير مرة ثم بعد الثمانمائة اقتصر على نيابة القضاء، وجرت له خطوب إلى أن انقطع بأخرة بمنزله مع صحة عقله وقوة جسده ثم توالت عليه الأمراض وتنصل ثم أنه سقط من مكان فانكسرت ساقه وأقام نحو أربعة أشهر، ثم مات في ليلة الخميس ثامن رمضان سنة ست وأربعين عن اثنتين وتسعين سنة وزيادة. ذكره شيخنا في إنبائه قال وهو أقدم من بقي من طلبة العلم ونواب الشافعية رحمه الله. قلت وقد أشار للثناء عليه وعلى سلفه ابن الملقن وابنه والصدر المناوي والدميري والأبشيطي وغيرهم في عرض ولده حسبما ذكرته في ترجمته من المعجم. وهو خال نجم الدين محمد بن علي الطنبدي الذي شاركه في كونه ناب في القضاء وولي الحسبة والوكالة. ومات في آخر ذاك القرن سنة ثمانمائة.
681 محمد بن عمر بن علي بن حجي الشمس بن الشيخ سراج الدين البسطامي ثم القاهري الحنفي الماضي أبوه. مات في شعبان سنة اثنتين وسبعين ودفن عند أبيه بزاويته رحمه الله.
682 محمد بن عمر بن علي بن شعبان المحب بن السراج التتائي الأزهري المالكي الماضي أبوه وأخوه علي. أسمعه أبوه الكثير على بقايا الشيوخ وكذا سمع مني ومات.
683 محمد بن عمر بن علي بن عبد الرحمن الديماسي الزملكاني القباني. مات بدمشق في شعبان سنة اثنتين وخمسين.
684 محمد بن عمر بن علي بن عمر بن محمد بن أسعد أبو الطيب السحولي - بفتح المهملة وقيل بضمها نسبة لسحول من اليمن - اليمني ثم المكي المؤذن. ولد في ليلة السبت مستهل رمضان سنة اثنتين وثلاثين وسبعمائة بمكة كما ذكر، وقول شيخنا في إنبائه سنة إحدى سهو، وأحضر في آخر الخامسة بالمدينة على الزبير الأسواني الشفا وسمع من علي بن عمر بن حمزة الحجار والفخر التوزري والعز ابن جماعة والجمال المطري وخالص البهائي؛ وأجاز له الجمال الأقشهري وعيشى الحجي والشهاب الحنفي والزين أحمد بن محمد الطبري وغيرهم، وحدث سمع من الأئمة سيما الشفا فحدث به غير مرة لتفرده به في الدنيا. وممن سمع منه شيخنا وذكره في معجمه والتقي بن فهد، وقدم القاهرة والشام غير مرة وكتب الخط الحسن ونظم الشعر الجيد وأذن بالمسجد الحرام المكي على زمزم دهراً، وكان من فقهاء مدارسه وعلى أذانه هيبة. مات بعد أن أضر قبل بسنين وتعلل أياماً يسيرة في يوم السبت ثامن ذي الحجة سنة سبع ودفن بالمعلاة، وهو في عقود المقريزي مكرر وأنه قدم القاهرة غير مرة.
685 محمد بن عمر بن علي بن غنيم بن علي الشمس أبو عبد الله بن السراج أبي حفص النبتيتي الماضي أبوه وأخوه علي وكذا أخوه لأمه إسماعيل بن علي بن الجمال وولده عبد القادر. نشأ فقرأ القرآن واشتغل بالفقه وغيره وممن أخذ عنه الجوجري وإمام الكاملية والزين زكريا في آخرين، وأكثر التردد إلي وإلى الزين عبد الرحيم الأبناسي، وكان خيراً فاضلاً حسن المحاضرة ذاكراً لنبذة من حكايات الصالحين وأحوالهم أنساً كثير التودد والبشر عفيفاً قانعاً سنياً. مات في ربيع الأول سنة ثمان وثمانين في منزل زوجته المجاور لزاوية الشيخ تركي من الكداشين وحمل إلى زاويتهم بالقرب من خانقاه سرياقوس فدفن بها.
686 محمد بن عمر بن الفقيه نور الدين على الشمس البرلسي المالكي تلميذ ابن الأقيطع ويعرف بابن فريج - بفاء مضمومة ثم راء بعدها تحتانية وجيم. ممن سمع مني.
 687 محمد بن عمر بن علي المحب بن السراج الحلبي الأصل القاهري الحنفي خادم ناصر الدين بن عشائر ونزيل قناطر السباع ويعرف بابن البابا؛ ذكره شيخنا في معجمه وقال أنه اشتغل بالعلم وذكر لي أنه حضر دروس البهاء بن عقيل ومهر في الفقه، وضعف بصره بأخرة ووجدت له سماعاً على أبي الحرم القلانسي وناصر الدين الفارقي في المعجم الصغير للطبراني وعلى ثانيهما فقط جزء من حديث ابن أبي الصقر وحنبل بن إسحاق وسماعه له بقراءة شيخنا العراقي، وأجاز له العز أبو عمر بن جماعة، كتب لنا في إجازة ابني محمد. ومات سنة تسع عشرة، وتبعه المقريزي في عقوده. وممن سمع منه ابن موسى ورفيقه الأبي الموفق.
688 محمد بن عمر بن علي المغربي الأصل ثم السكندري الأسيوطي المولد الشافعي نزيل جامع كزلبغا من القاهرة. أخذ عن أبي العباس السرسي الحنفي ولازمه وتسلك به. وترقى في التصوف مع البراعة في غيره بحيث انتفع به البرهان إبراهيم تلميذ أبي المواهب بن زغدان وذكر بإتقان شرح التائية. ومن نظمه:

الفقر خير من الغنى

 

لأنه رتـبة الـولا

ولا عجب إذا سلكنا

 

سبيل سادات أنبـيا

واستقر في مشيخة التصوف بدرسة قراقجا الحسني وانجمع عن الناس، وممن تردد إليه جلال الدين الأسيوطي بل وقرأ عليه ويذكر بزهد وأنه يأكل من نساخته.
محمد بن عمر بن علي الحزيزي اليماني.
689 محمد بن عمر بن عمر بن حصن الشمس بن السراج القاهري الصوفي الوفائي الشافعي النقاش شيخ الذكارين بالجامع الحاكمي ويعرف بالملتوتي. ولد سنة ثمانين وسبعمائة - وقيل بعدها بست أو سبع - بظاهر باب النصر من القاهرة ونشأ فحفظ القرآن عند ابن يزوان والعمدة وعرضها على الزين العراقي وغيره وربع المنهاج عند الجمال الصنفي، وكان والده يخدم الفقراء ويحب شهود مجالس الحديث ويستصحب معه إذا شهدها كعكاً ونحوه فلقب بالملتوتي وربما لقبه شيخنا في الطباق باللتات. واعتنى به أبوه فأسمعه الكثير على ابن الشيخة والتنوخي والحلاوي والسويداوي وغيرهم؛ وتعانى التكفيت والنقش بحيث كان هو الذي نقش قبر السراج البلقيني ثم تنزل في صوفية البيبرسية وحضر بعض الدروس وأخذ عن البلالي وأكثر من شهود المواعيد وزيارة الصالحين ولازم حلقة الذكر بجامع الحاكم عقب صلاة الصبح إلى الضحى حتى كان كبير الجماعة، وتطيلس ومشى بالعكاز وجلس ببعض الحوانيت يبيع السمس والأبر والورق والخيط ونحوها وهو مع ذلك يتردد لمجالس الخير، فلما كان قريباً من سنة سبعين أعلمنا بنفسه وأحضر أثباتاً ظاهرها يشهد له وحاققته حتى غلب على الظن أنه هو المسمى بها وأنه لم يكن له أخ يسمى باسمه وأخذت حينئذ في تتبع الطباق وأفردت ما وقفت عليه من المسموع له في كراسة انتفع بها الطلبة وأكثروا عنه وممن قرأ عليه البهاء المشهدي والتقي القلقشندي وحصل له ارتفاق بذلك؛ وكان يكثر من زيارتي والدعاء لي والثناء علي مما أسر بجميعه لتوسم الخير فيه ومع ذلك فما طابت نفسي للقراءة عليه. مات في جمادى الأولى سنة ثلاث وسبعين بالبيمارستان المنصوري رحمه الله ونفعنا به.
690 محمد بن عمر بن عيسى بن أبي بكر البدر بن السراج الوروري الأصل القاهري الأزهري الشافعي أخو عبد القادر الماضي وأبوهما. ولد تقريباً سنة خمسين وثمانمائة ونشأ فحفظ القرآن والمنهاجين الفرعي والأصلي وألفية ابن ملك وقرأ على أبيه قليلاً ثم لازم أخاه في الفقه والعربية وغيرهما والشرواني في شرح العقائد والمنطق وتميز فيهما بحيث كتب على أولهما حاشية وأقرأ بعض الطلبة وتنزل في تربة الأشرف قايتباي وهو ممن سمع ختم البخاري بالظاهرية مع سكونه وفضله وإدمانه على الاشتغال.
691 محمد بن عمر بن عليسى بن موسى بن حسن الشمس أبو عبد الله البصروي ثم المقدسي ويعرف بابن القرع بقاف مفتوحة ثم راء ساكنة بعدها مهملة. سمع على الميدومي المسلسل وجزء البطاقة وجزء ابن عرفة وجزء الأنصاري ونسخة إبراهيم بن سعد وغيرها وحدث وذكره شيخنا في معجمه وقال لقيته ببيت المقدس فسمعت منه المسلسل بشرطه وجزء البطاقة وكذا سمع منه التقي أبو بكر القلقشندي المسلسل وجزء ابن عرفة؛ وكان خيراً صالحاً محباً في الرواية بحيث يقصد من يسمع منه. مات في يوم الثلاثاء رابع عشري المحرم سنة إحدى عشرة ببيت المقدس رحمه الله.
 692 محمد بن عم بن المبارك بن عبد الله بن علي الحميري الحضرمي اليماني الشافعي الشهير ببحرق. ولد في ليلة النصف من شعبان سنة تسع وستين بحضرموت ونشأ بها فحفظ القرآن ومعظم الحاوي ومنظومة البرماوي في الأصول وألفية النحو بكمالها وغير ذلك؛ واشتغل في الفقه وأصوله والعربية على عبد الله أبي مخرمة حتى كان جل انتفاعه به وأخذ عن غيره، وصاهر صاحبنا حمزة الناشري على ابنته وأولدها، وتولع بالنظم أيضاً ومدح عامر بن عبد الوهاب حين شرع في بناء مدارس زبيد والنظر فيها فكان من أولها فيما أنشدنيه حين لقيه لي بمكة وأخذه عني وكان قدومه لها ليلة الصعود فحج حجة الإسلام وأقام قليلاً ثم رجع كان الله له:

أبى الله إلا أن تحوز المفـاخـرا

 

فسماك من بين البرية عـامـرا

عمرت رسوم الدرس بعد دروسها

 

وأحييت آثـار الإلـه الـدوائرا

فأنت صلاح الدين لا شـك هـذه

 

شواهده تبدو علـيك ظـواهـرا

وهي نحو عشرين بيتاً وكذا أنشندي مما امتدح به المشار إليه بيتاً هو عشر كلمات وهو:

يا رب كن أبداً معينـاً نـاصـراً

 

شمس الملوك صلاح دينك عامرا

ضمنه في أربعة أبيات يستخرج منها الضمير من العشر فقال:

أيدت دينك يا رب الـعـلا أبـدا

 

بناصر لملوك الأرض قد ضهدا

أعني به عامراً شمس الملوك فكن

 

ظهيره أبداً في كل ما قـصـدا

وناصراً ومعيناً فهو شمس ضحى

 

أخفى نجوم ملوك الأرض منذ بدا

سميته عامـراً لـمـا أردت بـه

 

صلاح دينك إرغاماً لمن جحـدا

محمد بن عمر بن محب الشمس الزرندي المدني. يأتي فيمن جده محمد بن علي بن يوسف.
693 محمد بن عمر بن محمد بن إبراهيم الشامي الأصل القاهري الكتبي الماضي أبوه. تميز في صناعته بل والتذهيب ونحوه، وتخرج به غير واحد مع خموله وتقلله. مات قريباً من سنة تسعين ظناً عفا الله عنه.
694 محمد بن عمر بن محمد بن إبراهيم الجمال ورأيت من قال البدر أبو عبد الله بن الفخر بن الجمال البارنباري المصري الشافعي والد أحمد وأخو علي الماضيين وأبي بكر الآتي. ولد في سنة ثلاث وسبعين وسبعمائة تقريباً بمصر وقرأ بها القرآن والتبريزي بل والمنهاج والملحة بل وألفية ابن ملك والورقات، وعرض على البلقيني وابن الملقن والأبناسي والعراقي، وتفقه بالنور الأدمي والشمس بن القطان وابن الملقن والبلقيني فبحث على الأول المنهاج والتنبيه وغيرهما ولازمه وعلى الثالث بعض شرحه على الحاوي وعن الأولين أخذ ألفية ابن ملك بحثاً بل أخذ عن بعض المذكورين بحثاً غيرهما وكذا قرأ على الولي العراقي غالب نكته وتخريج أحاديث البيضاوي لأبيه وكتب من أماليه كثيراً مع المجلس الذي أملاه في مكة هناك، وكان حج قبل ذلك في سنة تسع وتسعين وسمع على شيخنا قديماً ترجمة البخاري من جمعه بالمدرسة البرهانية المحلية من مصر ولازم إملاءه أيضاً فكان يجيء من مصر العتيقة، وخطب بجامع عمرو نيابة؛ وكان صالحاً ساكناً ذا فضيلة وخير. مات بمصر يوم السبت ثاني عشر أو ثالث عشر المحرم سنة اثنتين وأربعين رحمه الله.
 695 محمد بن عمر بن محمد بن أحمد بن عزم الشمس أبو عبد الله التميمي التونسي ثم المكي المالكي والد محيي الدين محمد الآتي ويعرف بابن عزم - بمهملة ثم معجمة مفتوحتين ثم ميم. ولد في شوال سنة ست عشرة وثمانمائة بتونس ونشأ بها فقال أنه حفظ القرآن والرائية والجرومية وأرجوزة الولدان المعروفة بالقرطبية وقطعة صالحة من الرسالة ومعظم الشاطبية وعرض بعضها ببلده وتلا لورش على مؤدبه مقرئ تونس أبي القسم بن الماجد وبعضه لنافع على غيره بل سمع بالعشر بقراءة أخيه على بعض القراءة، وارتحل في مستهل رجب سنة سبع وثلاثين فقدم اسكندرية أول التي تليها وحضر بها مجلس عمر البسلقوني وغيره، ثم قدم القاهرة في أثنائها فأقام بها إلى أواخر سنة تسع وثلاثين وتوجه إلى مكة في البحر فوصلها في أول سنة أربعين فدام بها حتى حج ثم توجه في أوائل التي تليها إلى المدينة النبوية فجاور بها بعض سنة وسمع بها على الجمال الكازروني ثم انفصل عنها في أثناء السنة فوصل القاهرة؛ ثم رجع لمكة في أثناء سنة اثنتين وأربعين فأقام بها مدة وسمع بها اتفاقاً بساحل جدة على الموفق الأبي واستمر إلى أثناء سنة سبع وأربعين فوصل القاهرة فسمع بها من شيخنا المسلسل ومجلساً من صحيح مسلم وكتب عنه مجالس من أماليه؛ وتوجه منها في سنة تسع وأربعين إلى البلاد الشامية وزار بيت المقدس ثم رجع إلى القاهرة ثم إلى مكة فيها فقطنها وسمع بها على مشايخها والقادمين إليها، وأكثر عن أبي الفتح المراغي، وسافر منها غير مرة إلى القاهرة؛ وتكسب في كل منها بالتجليد وكذا بالتجارة في الكتب ولازم بمكة المحيوي عبد القادر المالكي في العربية وغيره وانتفع به في الظواهر يسيراً وتخرج بصاحبنا النجم بن فهد في كتابة الطباق، وتتبع شيوخ الرواية وصار له في ذلك نوع المام مع اعتناء بتقييد بعض الوفيات وتتبع لترتيب من يراه في الاستدعاآت ونحوها وربما سمع يسيراً؛ ثم لما كنت بمكة رافقني في سماع أشياء بل سمعت بقراءته الرسالة القشيرية وغيرها وكذا طاف بالقاهرة على الشيوخ وسمع فيها أيضاً بقراءتي واستمد مني كثيراً ووصفني بشيخنا العلامة حافظ العصر وبالغ في غير ذلك ثم أنه خلط فإنه اشتد حرصه على تحصيل تصانيف ابن عربي والتنويه بها وبمصنفها حتى صار داعية لمقالته وركن إليه أهل هذا المذهب فكان يجلب إليهم من تصانيفه ما ينمقه ويحسنه فيرغبونه في ثمنه وربما قصد كثيراً من عوام المسندين في الخفية لقراءتها لتكون متصلة الإسناد زعم وعذلته كثيراً عن ذلك فما كف بل أفاد حقداً ومقاطعة، وسمعته ينشد مما زعم أنه كتب به لشيخنا:

ديني وفقري وهم عائلتـي

 

دعت يداك لعل ترحمهـم

حاشا يخيبون إن دعوك وهم

 

ثلاثة لا ترد دعـوتـهـم

وكذا سمعته يقول:

يا بن فهد يا عمر

 

جادك الفتح ودر

إنما الناس نجوم

 

بينهم أنت قمـر

وقد رأيته في سنة ست وثمانين والتي بعدها وقد هش وكبر واستعان بالعكاز ولازم الشكوى والعتب على الزمن وأهله، واستمر كذلك حتى مات في ليلة الجمعة تاسع ربيع الآخر سنة إحدى وتسعين عفا الله عنه وإيانا وخلف أولاداً ولم يوجد في تركته من جمعه وتعبه ما ينتفع به.
 696 محمد بن عمر بن محمد بن أبي بكر بن محمد أثير الدين بن المحب بن الخطيب الشمس الخصوصي ثم القاهري الشافعي ويعرف بأثير الدين الخصوصي الماضي أخوه أحمد. ولد سنة نيف وستين وسبعمائة بالقاهرة وحفظ بها القرآن وذكر أنه اشتغل بالفقه على أبيه وابن الملقن والبلقيني والأبناسي وعليه بحث نكت النسائي على التنبيه وبالأصول على البدر بن أبي البقاء والشهاب النحريري المالكي وقنبر والعز بن جماعة وكذا البلقيني وحضر دروسه ودروس السيف الصيرامي وشيرين العجمي نزيل مدرسة حسن وقاضي دمشق الشهاب القرشي في التفسير وبالعربية عن المحب بن هشام والغماري وعبد اللطيف الأقفاصي والشمس السيوطي وأنه سمع على البهاء أبي البقاء السبكي والضياء القرمي وابن الصائغ الحنفي والتنوخي وابن الملقن والبلقيني والعراقي والهيثمي وابن خلدون ووقفت على سماعه هو وأخوه أحمد من الزين العراقي لكثير من أماليه بحضرة الهيثمي، وحج به والده صغيراً ثم سافر هو بعد إلى البلاد وطوف فأكثر ودخل دمشق غير مرة وولي باسكندرية تدريس مدرسة الوشاقي، وكان فاضلاً فكهاً حلو النادرة قادراً على اختراع الخراع أمة في ذلك وعلى التطور في أشكال مختلفة بحيث يحسن كلام المغاربة حتى لا يشك سامعه أنه منهم، كل ذلك مع المشاركة الجيدة في الفنون بحيث درس وصنف ونظم ونثر وناب في الحكم عن الجلال البلقيني فمن بعده، وعمر أرجوزة في ألف بيت سماها الارتضاء في شروط القضاء وأخرى في الأصول وتعاليق في الفقه وغيره ولكنه غلب عليه البسط والمجون مع ملازمة الاشتغال والمطالعة، سافر إلى دمشق صحبة البهاء بن حجي فقدمها وهو متوجع بالبطن ثم تزايد به الحال حتى مات بالبيمارستان النوري في يوم الخميس عاشر صفر سنة ثلاث وأربعين ودفن من يومه بباب الصغير عفا الله عنه. ومن نظمه:

ولما ادعيت الصبو قالت عواذلـي

 

أتصبو مع الهجران والرمي بالبين

وقد ألزموني أن أقـيم شـهـوده

 

فقلت على رأسي أقيم ومن عيني

ومضى في علي بن أقبرس ما تلاعب به كل منهما بالآخر بسبب المجلس وهجا ابن أقبرس بغير ذلك ونظمه سائر عفا الله عنه. محمد بن عمر بن محمد بن أبي الطيب. يأتي قريباً فيمن جده محمد بن محمد بن هبة الله.
697 محمد بن عمر بن محمد بن عبد الله بن بكتمر ناصر الدين بن الزين بن الحاجب خاتمة الذكور من ذرية جده بكتمر الحاجب خاتمة الذكور من ذرية جده بكتمر الحاجب. مات في ليلة الأربعاء حادي عشر صفر سنة خمس وتسعين وصلي عليه من الغد ودفن بمدرستهم بالقرب من مصلى باب النصر. وكان مسرفاً على نفسه، وهو زوج أم الحسن ابنة التقي البلقيني.
698 محمد بن عمر بن محمد بن عبد الله بن محمد بن خلف الله بن عبد السلام أبو عبد الله القلجاني - بفتح القاف وسكون اللام وجيم أو شين معجمة - التونسي المغربي المالكي قاضي الجماعة بتونس والماضي أبوه وعمه أحمد وأخواه حسن وحسين. ولد سنة سبع عشرة وثمانمائة بتونس ونشأ بها فحفظ القرآن وجوده وأخذ عن أبيه وعمه وأبي القسم البرزلي بل زعم أنه أخذ عن جده فقد رأيت البدري كتب عنه في مجموعه أن جده أنشده وحفيده لابس برنساً:

لبس البرنسَ الفقيهُ فتاها

 

ودري أنه الظريف فتاها

لو زليخا رأته حين تبدى

 

لتمنته أن يكون فتـاهـا

وولي قضاء الجماعة بتونس في شعبان سنة تسع وخمسين بعد صرف عمه فدام سبع عشرة سنة وأثرى وكثرت عقاراته ومتاجره مع إساءة تصرفه في الأحكام وفيما تحت نظره من الأوقاف خصوصاً بعد موت أخيه حسن فإنه كان لعلمه وسياسته مستوراً به ثم قدر أنه توعك فانتهز السلطان الفرصة وصرفه في سنة خمس أو ست وسبعين فلم يحتمل، وبادر المجيء إلى القاهرة ليحج فقدمها في سنة سبع وسبعين فحج ثم رجع وسلمت عليه حينئذ وأنكرت عليه شيئاً من كلماته فرام إلفاتي معه بتعظيمي وإظهار ما هو متصنع في أكثره كدأبه وكان ذلك بحضرة صاحبنا قاضي الحنفية الشمس الأمشاطي، واستمر مقيماً بالقاهرة وراج أمره فيها وأقرأ في الفقه وأصوله والنحو والتفسير وأظهر ناموساً مع الطلبة ونحوهم ومزيد انخفاض مع السلطان ونحوه وحسن اعتقاد الأمير تمراز فيه ووالى عليه العطاء والإكرام، ولم يلبث أن استقر به السلطان في مشيخة تربته فتزايدت وجاهته؛ وحضر ختم البخاري مع الجماعة بالقلعة فجلس بجانب المالكي وفوق العبادي واستمر في الترفع إلى أن كان أعظم قائم مع الدولة في إعادة الكنيسة ببيت المقدس حسبما شرحته في غير هاذ المحل. وكتب على استفتاء اليهود لذلك ما لا يسوى سماعه ولم ينهض لإقامة حجة مع آحاد الطلبة ولكنه لعلمه بتقصيره أسلف مع عظيم الدولة ما اقتضى له المنع من التكلم معه حين المجلس المعقود لذلك ومع هذا فقد برزت للرد عليه ولكن لكونه خلاف الغرض لم يفد وكان يترجى بهذا ونحوه التقدم لخطة القضاء فما أمكن، وبالجملة فهو متساهل علماص وعملاً وقد تكلمت معه مرة بعد أخرى واتضح لي شأنه وأنه لم يرج أمره إلا على أكمه لا يعرف القمرا. ولما علم انحطاطه عند خيار المسلمين استخلف تلميذه ابن عاشر في التربة وبادر إلى الرجوع لبلاده ورام التوصل لعود قضاء الجماعة إليه بالسعي بصاحبنا أبي عبد الله البرنتيشي فيما ورثه من المال الذي أرسل به ابن عم والده إلى حاجب تونس فكان ذلك سبباً لإفلات المال من يد الوارث بعد محنته والمبالغة في أذيته وأمره فوق هذا ومع ذلك فلم يتهيأ له إلا الاستقرار في منصب القضاء بجامع الزيتونة وفي الخطابة بجامع الموحدين من القلعة ثم صرف. وبلغنا أنه مات ببلده مقهوراً بسبب صرفه في يوم الأربعاء سابع عشر جمادى الثانية سنة تسعين وشهد السلطان فمن دونه جنازته عفا الله عنه.
699 محمد بن عمر بن محمد بن علي بن محمد بن إدريس بن غانم بن مفرج الجمال بن السراج أبي حفص بن الجمال أبي راجح العبدري الشيبي الحجبي المكي الشافعي شيخ الحجبية كسلفه والماضي أبوه وأخواه عبد الله وعبد الرحمن. ولد في ثالث عشري ذي القعدة سنة ثلاث وأربعين وثمانمائة بمكة ونشأ بها فحفظ فيما زعم بعد القرآن الشاطبية وأربعي النووي ومنهاجه وجمع الجوامع وألفية النحو وعرض على الكمال بن الهمام وأبي السعادات بن ظهيرة وأبي البركات بن الزين والقاضي عبد القادر المالكي وأخذ في الفقه عن النور الفاكهي وأخذ المنهاج عن الكمال إمام الكاملية تقسيماً هو القارئ في بعضه ولازم الجوجري وابن يونس المغربي، وتميز في حفظ أشعار وكلمات وسمع على أبي الفتح بن المراغي والبلاطنسي وخطاب في مجاورتهم وأجاز له جماعة واستقر في المشيخة بعد ابن عمه بركات بن يوسف.
700 محمد أبو الخير الملقب بالطيب وبه اشتهر أخو الذي قبله وهو التالي له. ولد في أثناء رجب سنة خمس وأربعين وثمانمائة بمكة ونشأ بها فحفظ القرآن وأربعي النووي ومنهاجه والمنهاج الأصلي وألفية ابن ملك والشاطبية والبردة وعرض بمكة ثم بالقاهرة على جماعة وكنت ممن عرض علي فيها وكتبت له إجازة حافلة افتتحها بقولي: الحمد لله جاعل الطيب للخلاصة منهاجاً ومانح خادم بيته من الكسوة بردة تحرزه له رتاجاً. وسمع على أبي الفتح المراغي والكمال إمام الكاملية بل قرأ عليه وعلى الزين خطاب واشتغل قليلاً ثم ترك.
701 محمد بن عمر بن المحب محمد بن علي بن يوسف الشمس الزرندي المدني الشافعي. حفظ المنهاج وغيره وأخذ القراآت عن ابن عياش والطباطبي وسمع من أبي الفتح المراغي ثم مني حين كنت هناك وهو إنسان خير صاهره السيد السمهودي على أخته رقية بعد عبد القادر عم النجم بن يعقوب القاضي وباشر في حاصل الحرم مع دشيشة الظاهر جقمق بعد مسدد. مات في شوال سنة تسع وثمانين عن دون السبعين.
 702 محمد بن عمر بن محمد بن عمر بن أبي بكر بن محمد بن أحمد بن عبد القاهر ابن هبة الله الجلال أبو بكر بن الزين أبي حفص بن الضياء بن النصيبي الشافعي سبط المحب بن الشحنة الحنفي والماضي جده قريباً. ولد في ربيع الأول سنة إحدى وخمسين وثمانمائة بحلب وقدم القاهرة وهو صغير مع أبيه ثم قدمها بعد على جده لأمه في سنة إحدى ثم في سنة ست وسبعين وكذا بعد ذلك، وكان قد حفظ القرآن وصلي به بالجامع الكبير سنة تسع وخمسين وهو ابن ثمان والمنهاجين والألفيتين ثم جمع الجوامع وعرض على الجمال الباعوي وأخيه البرهان والبدر بن قاضي شهبة والنجم بن قاضي عجلون وأخذ في الفقه عن أبي ذر وفيه وفي أصوله والنحو عن السلامي ووالده الزين عمر وبالقاهرة عن الفخر المقسيفي تقسيمين والجوجري وقرأ على البعادي في الفقه وعلى الشمني في شرح نظم أبيه للنخبة والقليل من شرح الألفية لابن أم قاسم وكذا أخذ في النحو عن البقاعي وحضر عند جده المحب في دروسه وغيرها كثيراً وأخذ عني بقراءته في الجواهر وفي غيرها وامتدحني بأبيات وجمع أشياء منها تعليق على المنهاج سماه الأبهاج في أربع مجلدات قرضه له الكمال بن أبي شريف وهو ممن قرأ عليه الفقه وحاشيته على المحلي والبيضاوي وبالغ في تعظيمه وغير ذلك، وبرع وتميز ونظم ونثر مع ظرف ولطف ومحاسن جمة ولكنه بواسطة خلطته لخاله عبد البر غير أسلوب أسلافه من قبل الآباء وباع لذلك كتبه وموجوده وركبه الدين مرة بعد أخرى وأتلف ما لزوجته ابنة الشمس بن الشماع بل كان لأجلهم لا يجتمع بالأمين الأقصرائي والعز الحنبلي وكاتبه حسبما صرح لي به ويتأسف على ذلك، وحج مع والده في سنة ست وستين وسمع معه على التقي بن فهد بمكة ثم بانفراده على الزين أبي الفرج المراغي بالمدينة، وكتب عن قاضي المالكية بها الشمس بن القصبي تخميس البردة في القضاء في القاهرة ودمشق وبلده، وكتب بها التوقيع نيابة عن التادفي بل ناب في القضاء في القاهرة ودمشق وبلده، وحسن حاله وتراجع قليلاً وكان بالقاهرة في سنة خمس وتسعين وزارني حينئذ، ومما كتبه عنه العز بن فهد من نظمه مما يقرأ على قافيتين:

ولي قمر ما زلت أهوى مـديحـه

 

عسى أن يبيح الوصل منه فما أباح

وكم قلت أن الصبح يحكي جبينـه

 

ليصبو فما حكاه بدر ولا صبـاح

وقوله:

حسين إن هجرت فلست أقوى

 

على الهجران مذ فرح الحسود

ودمعي قد جرى نهراً ولـكـن

 

عذولي في مـحـبـتـه يزيد

703 محمد بن عمر بن محمد بن عمر الزمن بن محمد بن صديق بن أبي بكر بن يوسف بن علي بن عادي بن ثابت بن نابت بن ركاب بن ربيع بن نزار الخواجا الشمس بن السراج القرشي الدمشقي ثم القاهري الشافعي عم إبراهيم بن عبد الكريم الماضي ووالد الجمال محمد الآتي ويعرف بابن الزمن. ولد في سنة أربع وعشرين وثمانمائة بدمشق ونشأ بها في كفالة أبيه فقرأ القرآن والزبد لابن رسلان وهدية الناصح للزاهد وبعض المنهاج الفرعي ثم اشتغل كأبيه بالتجارة وأقبل على السفر فيها فدخل الروم وغيرها مما يليها ومن بلاد الفرنج سمندرة. وشهد غير ما غزوة براً وبحراً وكذا دخل مصر غير مرة أولها حين كان السعدي بن كاتب حكيم ناظر الخاص وقطنها مدداً ودوره بها بيت التوريزي تجاه البردبكية من رحبة الأيدمري ولقي الظاهر جقمق، واجتمع في سفره مع والده وبمفرده بالتقي الحصني والعلاء البخاري وغيرهما كالشرواني وابن قندس والزين خطاب بدمشق وبالشهاب بن رسلان بالرملة وبابن زهرة والسوبيني بطرابلس وبحمزة أحد العلماء بأنطاكية وبحمزة القرماني بلا رندة من أعمالها وبالفخر العجمي والقاضي خصروه بأذرنة وبشيخنا والعلاء القلقشندي والقاياتي والمحلي والمناوي وإمام الكاملية وغيرهم من الشافعية وبابن الهمام من الحنفية وبأبي القسم النويري من المالكية وبالتقي بن فهد وأبي الفتح المراغي ويحيى العلمي المالكي بمكة وبأبي الفرج المراغي بالمدينة في آخرين من العماء بهذه البلاد وغيرها وحضر مجالسهم وكذا لقي غير واحد من الصالحين ووقع له مع بعضهم غرائب وكرامات انتفع بها وأعطاه شخص منهم يسمى بير جمال الشيرازي شعرة تنسب للنبي صلى الله عليه وسلم وقال إنها عنده وكذا أحضر له من خيبر بعض الأحجار المنسوب لأن بها أثر القدم الشريف وكتاب قيل أنه بخط أحد كتاب الوحي شرحيل والكل محفوظ بالمدرسة التي شرع في إنشائها باشطئ بولاق. وأول اختصاصه بالأشرف قايتباي وهو أمير فلما تسلطن عينه لمشارفة العمائر المكية وكان حج هو قبل ذلك في سنة أربع وأربعين وجاور بها غير مرة وله مآثر به كالرباط والدشيشة، ومما شارفه بمكة العمارة بداخل البيت الشريف بين الركنين اليمانين بعد أن قلع من الجدار قاربتين أكلتهما الأرضة فدفنهما بالمسجد الحرام وجعل محلهما من الجدار أحجاراً بالجبس وسترها بالرخام مع إصلاح أماكن غير ذلك من داخل البيت ورخم غالب الحجر وأصلح محل القدمين من المقام وأجرى عين بازان غير مرة ومدرسة السلطان ومنارتها وغير ذلك ورسم له أيضاً بمشارفة العمائر بالمدينة النبوية وكان أول ذلك في سنة تسع وسبعين وتكرر ذلك له بحضرته أو بحضرة جماعته ومما بناه حينئذ القبة البيضاء التي بعلو القبر الشريف وما حوله وغير ذلك ثم لما وقع الحريق كان هو المتولي لإصلاحه ومما أصلحه هناك مسجد قبا مع منارته وأجرى العين الزرقاء بل أنشأ هناك الرباط ومدرسة السلطان ومنارتها والمنارة الرئيسية وأنشأ مدرسة ببيت المقدس وعمر قبة الإمام الشافعي وجدد رخامها وزخرفتها وتربة الشيخ عبد الله المنوفي إلى غير ذلك من القربات ومكاناً هائلاً ببولاق مع مدرسة هناك ما أظنها كملت؛ وكان زائد التوجه لما يكون من هذا القبيل مع إكرام الغرباء والوافدين عليه وإتحافهم بحسب مراتبهم وتأدبه مع العلماء والصالحين واعترافه بالنقص والعامية والتلفت لإرشاده فيما لعله يصدر عنه مما يخطئ فيه وله معي من هذا النوع شيء كثير وقد امتحن غير مرة وكثر التعصب عليه بما الكثير منه باطل فصبر وخدم ولم يزل في المكابدة والمناهدة مع طول يده بالإحسان وتكميل محاسنه بحلاوة اللسان إلى أن كان في موسم سنة ست وتسعين فاستأذن في الحج فأذن له وسافر على هيئة جميلة ومعه الشريف شمس الدين القادري شيخ طائفته وغيره فحج واستمر فتعلل بعد ذلك أشهراً، وتوجه في أواخرها لجدة فتزايد ضعفه ورجع في محفة مغلوباً عليه فما مضى يوم قدومه حتى مات عند غروب شمسه يوم الأحد ثامن عشر شوال سنة سبع وتسعين وصلي عليه بعد صبح يوم الاثنين ثم دفن بتربته وكذا كثر الثناء عليه ولم يخلف بعده في أبناء جنسه مثله ولم أكن مع الجماعة في الإنكار عليه بما نسب إليه من التجري لبطلانه، نعم قام مع حظ نفسه من عدم الانقياد لقاضي مكة البرهاني وليس عليه فيه أضر من وسائط السوء والكمال لله وعند الله تلتقي الخصوم رحمه الله

وعفا عنه.عفا عنه.
704 محمد بن عمر بن محمد بن عمر بن محمد النفطي المغربي نزيل مكة ومؤدب الأطفال بها ويلقب تنه. مات بها في ذي القعدة سنة تسع وستين. أرخه ابن فهد.
705 محمد بن عمر بن محمد بن محمد بن سليمان النجم أبو الفضل بن الزين البكري اعلدمشقي ثم القاهري الشافعي الماضي أبوه وابن عم أبيه العلاء علي بن أحمد ويعرف كل منهم بابن الصابوني. عرض علي وهو فيما قال ابن ثلاث عشرة سنة في رمضان سنة ست وتسعين الشاطبية والمنهاج وجمع الجوامع وألفية النحو وايساغوجي ومقدمة في المنطق وسمع مني المسلسل وكان معه فقيهه الشيخ عمر التتائي وجماعة وكتبت له وهذا هو الذي عمل له العلاء الوليمة في المحرم سنة خمس وتسعين وعرض فيها على مشايخ الوقت وقضاته واستهدعيت فلم أحضر فجيء به إلي بارك الله فيه ولم يلبث أن مات بالطاعون سنة سبع وتسعين عوضه الله الجنة.
706 محمد بن عمر بن محمد بن محمد بن أبي الخير محمد بن محمد بن عبد الله بن محمد بن فهد موفق الدين أبو المحاسن ابن صاحبنا النجم بن فهد. مات قبال إكمال سنتين في جمادى الآخرة سنة ثلاث وأربعين. محمد أبو زرعة أخو الذي قبله. يأتي في عبد الله.
707 محمد بن عمر بن محمد بن محمد بن هبة الله بن عبد المنعم بن محمد بن الحسن بن علي بن أبي الكتائب ناصر الدين بن التقي بن النجم بن الزين بن أبي القسم ابن أبي الطيب العجلي النهاوندي الأصل الدمشقي الشافعي ويعرف بابن أبي الطيب. ولد سنة ست وأربعين وسبعمائة وكان يكتب بخطه العمري العثماني لأن أمه من بني فضل الله يقال إنها ابنة الشهاب أحمد بن يحيى بن فضل الله وكان هو يلبس بزي الجند وهو شاب وأول ما ولي بعد موت والده تدريس بعض المدارس ثم نظر الخزانة بدمشق سنة تسع وستين ثم كتابة السر بحلب سنة ثمان وسبعين عوضاً عن الشمس بن مهاجر ثم بطرابلس ثم رجع إليها بحلب عوضاً عن ناصر الدين بن السفاح في سنة سبع وتسعين ثم عزل في آخر القرن فسافر إلى دمشق فأقام بها حتى ولي كتابة سرها في المحرم سنة إحدى بعد موت أمين الدين محمد بن محمد بن علي الحمصي ثم عزل في شعبان من التي تليها في فتنة تمر وأهين وأخذ لمصر موكلاً به ثم أطلق فقدم مع العسكر لقتال التتار فلما فر السلطان عن الشام توصل إلى أن ولي كتابة السر عن اللنكية ثم عوقب حتى مات في العقوبة فيمن مات في رجب سنة ثلاث عن بضع وخمسين سنة. ذكره شيخنا في إنبائه والمقريزي في عقوده.
708 محمد بن عمر بن محمد بن مسعود بن إبراهيم الجمال أبو أحمد بن الولي السراج أبي حفص اليماني الأصل المكي العرابي - بفتح العين والراء المهملتين وكسر الموحدة. ولد في المحرم سنة خمس بأبيات حسين وقدم مع والده لمكة في سنة إحدى عشرة فأكمل بها حفظ القرآن وسمع بها من الزين المراغي الصحيحين وسنن أبي داود وقطعة من آخر ابن حبان وتسلك بوالده، ودخل القاهرة في سنة خمس وعشرين ولقي بها جماعة من الصلحاء فلحظوه وبلاد اليمن غير مرة واجتمع عليه خلق من قبائلها واعتقدوه وأباه وتزايد شأنه جداً عندهم وصار له في العرب أعظم قبول بحيث يقفون عند أوامره بل له عند أمير مكة وجاهة لا يتخلف لأجلها عن قبول شفاعاته، هذا كله مع معرفة بطريق القوم ونظم رائق ويقع له في حال السماع والوجد منه ما لا يسمح بذكره في لاصحو وقد يكتب عنه وهو لا يشعر، إلى غير ذلك من محبة في الجاه والمال الذي لم يقع منه على طائل. مات بمكة في يوم الجمعة خامس المحرم سنة ست وخمسين ودفن بجانب قبر أبيه من المعلاة. وله أولاد أحمد ومولده في المرحم سنة ثلاث وثلاثين وعمر ومولده في سنة خمس وثلاثين وأبو بكر ومولده في ذي القعدة سنة إحدى وأربعين.
 709 محمد بن عمر بن محمد بن مسعود الشمس أبو عبد الله بن الزين الغزي الحنفي ويعرف بابن المغربي. ولد سنة عشرين وثمانمائة بغزة ونشأ بها فحفظ القرآن وجوده على الشمس بن عمران بل تلاه عليه للسبع إفراداً وجمعاً وعلى الشمس القباقبي لابن محيصن وكذا قرأ للسبع على الشهاب السكندري وابن كزلبغا بالقاهرة واليسير بالسبع أيضاً على ابن عياش بمكة وحفظ الشاطبيتين والمجمع وألفية ابن ملك وعرض على الشمس بن الجندي واشتغل على ناصر الدين الأياسي في الفقه وعلى أبي القسم النويري في الفرائض والحساب وتلقن الذكر من ابن رسلان، ودخل القاهرة غير مرة أولها في سنة أربعين وأخذ عن شيخنا؛ وحج كثيراً وجاور غير مرة ودخل اليمن فاغتبط به جماعة بها وأقرأ هناك وكذا دخل أماكن كالشام وحلب وأقرأ بها أيضاً بل أخذ فيها عن المرعشي نظمه للكنز وهو ممن أخذ عني قبل ولاية أخيه ثم بعدها وله نباهة في القراآت وجودة في الأداء بالنسبة لحديثه فإنه كأبيه وكذا أخوه في لسان كل منهم مسكة تضيق الأنفاس من أجلها لسماع حديثهم مع ثروة وعدم إظهار نعمة ولتوهم أن بعض ما بيده لأخيه ضيق عليه في محنته سنة تسع وثمانين ثم خلص؛ وعلى كل حال فهو أشبه منه.
710 محمد الشمس أبو عبد الله وقديماً أبو الجود الغزي ثم القاهري بن المغربي أخو الذي قبله والماضي أبوهما. ولد في شوال سنة ثلاثين وثمانمائة بغزة وكان أبوه مالكياً فنشأ ابنه هذا متحنفاً وحفظ القدوري ومنظومة ابن وهبان وغيرهما وأخذ الفقه والفرائض والحساب والعربية عن زوج أخته الشمس بن دمرداش الخطيب الحصري بل زعم أنه قرأ في بيت المقدس قطعة من شرح النزهة في الحساب لابن الهائم في سنة ثلاث وأربعين على العماد بن شرف وكذا أخذ الفقه والعربية أيضاً مع الأصول عن شيخ المذهب ببلده ناصر الدين الإياسي ولازمه في قراءة الصحيحين والموطأ والشفا وغيرها ولم ينفك عنه حتى مات بحيث كان جل انتفاعه به، ورأيت من كتب عنه أبياتاً زعم أنها من نظم شيخه الإياسي؛ والفقه وأصله أيضاً عن قاضي بلده الشمس بن عمر وكتب له التوقيع وتخرج به فيه وتكسب به والعروض في حلب عن الزين قاسم الرملي ثم الحلبي أحد أصحاب ابن رسلان وبرع في العربية والفقه وكثر استحضاره لفروعه وكذا برع في الشروط وكتب بخطه جملة، وحج بعد الخمسين وزار بيت المقدس غير مرة ودخل الشام وحلب وغيرهما أظنه في التجارة ومع ذلك فلا أستبعد أخذه فيها عن بعض فضلائها ثم بلغني عنه أنه اجتمع بدمشق في سنة أربع وخمسين بالجمال الباعوني وأخيه البرهان الشافعيين ويوسف الرومي وعيسى البغدادي الحنفيين وأخذ عنهم؛ وتردد في حلب إلى الشمس بن الشماع والعلاء الحاضري والشمس الغزولي واستفاد منهم وإنه لقي في بيت المقدس العز عبد السلام القدسي وماهراً والجمال بن جماعة والتقي القلقشندي وعبد المؤمن الواعظ وغيرهم واستقر في مشيخة البردبكية ببلده، وارتحل إلى القاهرة مراراً وحضر دروس العز عبد السلام البغدادي وابن الهمام والشمني والكافياجي والعضد الصيرامي وسيف الدين الحنفيين ولازم فيها الزين قاسماً في الفقه وأصوله وغيرهما وحضر موته وكذا لازم الأمين الأقصرائي وأذنا له والصيرامي ومن قبلهم الإياسي في الإفتاء والإقراء، وقطن القاهرة من سنة ثمان وسبعين وقصدني غير مرة وكذا لازم الشمس الأمشاطي في دروسه وغيرها وكساه حين أعلمه أخوه المظفر بمزيد فقره لظنه صدقه مما بان خلافه جوخة فلما ولي القضاء نوه به ونزله في صوفية البرقوقية ورتب له لتوهم فقره معلوماً وصار يحيل في الفتاوى عليه. ودرس بالأزهر لسكناه بجواره ولذا كان يحضر به درس الزين عبد الرحمن السنتاوي في العربية وكذا درس في غيره ثم استقر بعد موته في تدريس السودونية ثم القجماسية المستجدة أول ما فتحت ثم قضاء الحنفية بالديار المصرية، وسكن الصالحية وانفصل عن القجماسية ولم تحمد سيرته بل ألصق به ما يستهجن ذكره وطلب لرأس نوبة غير مرة فأهين وشوفه بمكروه كبير بل أهين بمجلس السلطان وصار الفقهاء به عند الأتراك مثلة وقيل فيه:

يا حسـرةً وافـت ويا ذلة

 

لمصر بعد العز والمرتقى

قد قهقرت لما ولي قاضياً

 

الألكن الغزي يا ذا الشقـا

وكذا قيل:

أبكيت يا مصر جميع البلاد وضاقت الأرض بها والفضا

 

وقام نعياً لك في كـلـهـا

 

لما ولي ابن المغربي القضا

وبالجملة فلم يجد خصماً يكافئه ولذا توقف الأمر وتزايد الابتلاء به خصوصاً وعمل نقيبه بعض الأحداث ممن لعله اتفق معه في المقاسمة وتزايدت بذلك أمواله، كل هذا مع عقد لسانه الموازي للخرس وفقد البهاء الذي لا يخفى ولا على أكمه في مزيد الغلس ومزيد شحه حتى على عياله وتبديد أمانته له لزيادة أمواله، وقد تزوج في أثناء ولايته بكراً فحكت هي وأهلها من ذلك ما يفوق الوصف ولا أرى له ذكراً ولسان حال أخصامه يقول: "أشبعناك سباً وفزت بالإبل" على إنه تام الخبرة بالأحكام كثير الاستحضار لفروع المذهب جيد الكتابة على الفتاوى من بيت معروف بالخير في غزة وما قيل مما شوفه به أنه اتفق له فيها فباطل، ولا زال يجاهد ويكابد ويجمع ويدفع إلى أن كان عزله على أسوأ حال بعد استصفاء ما زعم أنه آخر ما معه بحيث نزل عن السودونية لبعض نوابه وسكن الأبوبكرية وتردد إليه بعض الطلبة والمستفتين؛ ولم يتفق في عصرنا لقاض ما اتفق له إلا إن كان السفطي، وقد بسطت شأنه في القضاة.
711 محمد بن عمر بن محمد بن موسى بن محمد خير الدين أبو الجود بن ناصر الدين ابن الشمس أبي عبد الله بن أبي عمران بن الشمس أبي عبد الله الشنشي الأصل القاهري الحنفي الماضي أبوه وأحد النواب ويعرف جده بابن الجلال وهو بالشنشي. ولد في منتصف رجب سنة تسع عشرة وثمانمائة بالقاهرة ونشأ بها فحفظ القرآن وكتباً واشتغل في الفقه وأصله ولافرائض والنحو والصرف والمنطق والعروض والمعاني وغيرها حتى تميز وأذن له في التدريس والإفتاء وولي الإعادة بالصرغتمشية بعد شيخه الإردبيلي وتصدى لفصل الأحكام وتوسع جداً فانحطت مرتبته بذلك عن كثيرين ممن هو أرفع منهم وأقدم ومن شيوخه الزين التفهني وابنه وكان سبط عمته وأبو العباس السرسي والجمال عبد الله الإردبيلي ومحمد الرومي وسعد الدين بن الديري والأمين الأقصرائي وسيف الدين وغيرهم من أئمة مذهبه ومن غيرهم كأبي الفضل ومحمد المغربيين المالكيين. مات في ذي القعدة سنة ثلاث وسبعين ولم يخلف بعده في النواب مثله عفا الله عنه.
712 محمد بن عمر بن محمد بن وجيه بن مخلوف بن صالح بن جبريل بن عبد الله القطب أبو البركاتن السراج بن الجمال بن الوجيه الشيشيني القاهري الشافعي ابن أخت النور علي بن عبد الرحمن الهوريني ووالد أحمد الماضيين بل لولده ذكر في تاريخي الكبير. ولد في العشر الأخير من المحرم سنة ثلاث وستين وسبعمائة بشيشين الكوم - بمعجمتين مكسورتين بعد كل منهما تحتانية من أعمال المحلة بينهما قدر نصف يوم - ونشأ بها فحفظ بعض القرآن ثم انتقل صحبة أبيه إلى المحلة فأكمله وتحول بعد موته إلى القاهرة وذلك في سنة إحدى وتسعين فأقام عند عمه الفخر عثمان وتدرب به في الشروط وأخذ عنه الفرائض والحساب وحفظ عنده التنبيه وعرضه على البلقيني وابن الملقن وأجازا له واشتغل في الفقه على النور بن قبيلة وغيره وسمع من الزين العراقي من أماليه ومن الهيثمي وخاله الهوريني ومما سمعه عليه جل الشفا والشرف بن الكويك بل كان له به مزيد اختصاص بحيث أنه كتب معه حين سافر لدمشق إلى التاج بن الشريطي بالوصية عليه فبالغ في إكرامه في آخرين؛ وتكسب بالشهادة وتنزل في صوفية الخانقاه القوصونية بالقرافة حين كان خاله شيخها وأسكن عياله هناك فلما مات خاله حولهم؛ وحج مراراً منها مرة رافق فيها شيخنا واجتمع معه في اليمن بالمجد الفيروزابادي وجاور بضع سنين ومنها مرة من بلاد الصعيد ركب البحر من برية القصير بعد قوص ولقي بمكة التاج عبد الوهاب بن العفيف اليافعي وحمل عنه أشياء من تصانيف أبيه كروض الرياحين وغيرها مما كان هو الأصل في انتشارها بالقاهرة وعقد مجلس الوعظ باليمن ومكة وغيرهما وزار أيضاً بيت المقدس والخليل؛ وكان يحكي أنه ولي في بيت المقدس الحسبة بعناية الشهاب بن الهائم، وكذا سافر لدمشق كما أشير إليه وللثغرين وغيرهما في التجارة؛ وانتقع بآخرة مقتصراً على الشهادة بمركز ميدان القمح ثم ضعفت حركته عن امشي وغيره حتى كان كثيراً يقول:

من يشري مني عظيم الشوم

 

مكسر العظم صحيح البلعوم

اجتمعت به كثيراً وسمعت كثيراً من فوائده وما جرياته، وكان يحكي أن شخصاً في قريتهم مات فيما يظهر للناس فجهزوه وأحضروه يوم الجمعة فلما تقدم الخطيب بعد صلاة الجمعة ليصلى عليه قام فجلس على النعش فخاف الخطيب منه وسقط واستمر مريضاً حتى مات وعوفي ذلك الميت، بل قرأت عليه منتقى من الشفا وتناولته منه، وكان محباً في العلم لديه فضيلة ذا نظم متوسط بارعاً في الفرائض والحساب جيد المحاضرة عظيم الاهتمام بالموافاة لأصحابه والتودد إليهم محباً في لقاء الصالحين راغباً في التبرك بآثارهم بحيث كانت عنده طاقية يذكر أنها لأبي بكر الشاذلي الصعيدي وسجادة للشهاب أحمد الزاهد مع كثرة العبادة والاحتياط في الطهارة ولكنه كان مقتراً على نفسه مع مزيد ثروته وكونه يقصد للاقتراض منه فلا يمتنع من جلب ما يجره إليه القرض من أكل ونحوه، وقد فتحت خلوته بالمنكوتمرية مرة واختلس له منها شيء فصبر. ومن نظمه:

يا سيدي يا رسول اللـه خـذ بـيدي

 

وانظر بفضلك في أمري وفي ألمي

إلى أن قال:

جرائمي عظمت إجرامـهـا ولـقـد

 

أربت على الراسيات الصم في العظم

مات في أواخر رمضان سنة خمس وخمسين ودفن بتربة البيبرسية عند ولده وعمه عثمان. وهو من بيت كبير بالمحلة كان والده خليفة الحاكم بها كتب له التقي السبكي في عرضه للتنبيه عليه سنة سبع وعشرين سراج الدين بن القاضي الصدر الرئيس العدل الأمين ابن الحاج المرحوم وجيه الدين. وكذا وصف أبو حيان جده بالشيخ الفقيه العالم العدل الرضي رحمهم الله وإيانا.
713 محمد بن عمر بن محمد الجمال بن الفاضل اليماني - من أبيات الفقيه بن عجيل - الشافعي ويعرف كسلفه بابن جعمان. ممن تميز في العربية وغيرها، وحج ورجع فمات بحلى في المحرم في حياة أبويه عن بضع وثلاثين عوضه الله الجنة.
714 محمد بن عمر بن محمد التاج الكردي الأصل القاهري الحنفي والد الكمال محمد ويعرف بالكردي. كان بديع الجمال فاختص بالبدر حسن القدسي شيخ الشيخونية وأخذ عنه الفقه والعربية وتمهر فيها وكتب الخط الجيد ونسخ به كثيراً مع الصحة وعمل إماماً لجرباش بل يقال أن الأشرف قايتباي رام تقريره أحد أئمته عقب الكركي فما اتفق نعم كان فقيه طبقة الحوش وتنزل في الشيخونية والصرغتمشية وغيرهما ورأيته فيمن سمع على التقي الشمني سنة تسع وستين. مات في رجب أو قبيله سنة ثمان وثمانين.
715 محمد بن عمر بن محمد الشمس البلالي الدماطي الأزهري الشافعي ويعرف بالجويني. ممن حفظ القرآن وغيره ولازم الاشتغال والحضور عند الشرف عبد الحق والجوجري وزكريا وغيرهم كالتقي بن قاضي عجلون وكذا لازمني. وهو جيد الفهم خير ساكن قانع زائد الفاقة.
716 محمد بن عمر بن محمد الشمس الطريني المحلي المالكي الماضي أبوه ووالد محمد وعمر وأخو أبي بكر. مات في جمادى الآخرة سنة إحدى وستين ودفن بجانب أبيه وأخيه بصندفا، وكان وجيهاً معتقداً لقيته وأضافني.
717 محمد بن عمر بن محمد الشمس النشيلي ثم الأزهري الشافعي الدلال. قرأ القرآن واشتغل قليلاً وسمع على شيخنا وغيره وسمسر في الوظائف ثم في الكتب ولم يحمد فيهما ولا حصل هو على طائل، وسافر إلى الشام وغيرها ليحصل ما يوفي به دينه ونحو ذلك. مات وقد جاز الخمسين ظناً في ربيع الأول سنة ست وثمانين وصلي عليه بالأزهر عفا الله عنه. وهو والد محمد الآتي.
718 محمد بن عمر بن محمد ناصر الدين بن ركن الدين الشيخي نزيل الكاملية وصهر ناظرها وأخو أحمد الماضي. مات فجأة داخل المغطس بالحمام المجاور للكاملية في رجب سنة أربع وسبعين وكان أبوه من أصحاب ابن أبي الفرج ويقال له الحجازي فجلس ابناه بحانوت بالوراقين ثم تركه هذا ولزم التلاوة والخير والانعزال مع التحري في الطهارة حتى مات شهيداً، وقد سمع أكثر المقروء بأخرة بالكاملية بل لازم قبل ذلك مجلس الإملاء عند شيخنا وسمع ختم البخاري بالظاهرية القديمة رحمه الله وإيانا.
 719 محمد بن عمر بن محمد ناصر الدين بن ركن الدين الطبناوي - بفتح المهملة والموحدة وتخفيف النون نسبة لطبنا ومن عمل سخا. ذكره شيخنا ي إنبائه فقال ذكر لي أنه ولد سنة ثلاث وخمسين وسبعمائة وكان أبوه مدركاً يقال له ركن الدين فنشأ ابنه في محبة الفقراء وخدمتهم حتى تقدم فيهم بل صار مطاعاً عند الأمراء والأكابر وقام في سنة أربعين بهدم الدير المعروف بالمغطس فاتفق تخذيل السلطان عن الأمر بذلك بعد أن كان أذعن له واقتصر على الأمر بفلقه ثم قدر الله أنه أمر بهدمه في التي بعدها فبادر الشيخ وأعوانه لذلك. ومات في آخر السنة، قال وكان على طريقة حسنة من العبادة والتوجه والرغبة في الخير وله أتباع؛ وقد قدم القاهرة مراراً وآخر اجتماعي به في أول ذي لاحجة من سنة وفاته وذكروا لي أن والدته كانت من الصالحات ويؤثر عنها كرامات ولها شهرة في تلك البلاد. قلت قد أفرد مناقبها تلميذه وبلديه النور الطبناوي الماضي واسمها ست البنين، وبلغنا أن صاحب الترجمة كان يقدم القاهرة للاشتغال وأنه في بعض قدماته تخيل في أثناء سفره من تعبث بعضهم في غيبته بزوجته ولم ينفك هذا الوارد عنه وإنه بمجرد اجتماعه بشيخه البدر الزركشي قال له ابتداءً طب نفساً وقر عيناً فإنه لا يسقي زرعك غير مائك فانبسط حينئذ وزال الوارد رحمهم الله وإيانا.
720 محمد بن عمر بن محمود الشمس القاهري الحنفي والد المحب محمد أبي سعد الدين إبراهيم ويعرف بالكماخي - بفتح الكاف ثم ميم ومعجمة. درس بعدة أماكن وافتى وتصدى للأحكام واستخلفه البدر العيني حين توجه إلى آمد وكان جيد القضاء. مات سنة سبع وثلاثين وقد ذكره العيني فسمى أباه قطلوبك وقال أنه كان مستعداً متواضعاً مشتغلاً بالعلم، ناب في القضاء واختص بالتفهني جداً ثم انجمع عنه لقلة معرفة التفهني بل صار هذا يسبه ويتمنى موته فبلغ أمنيته. ومات بعده في ليلة السبت خامس جمادى الآخرة، وكذا أرخه شيخنا وسمى أباه أيضاً قطلبك وزاد أنه كان مذموم السيرة.
721 محمد بن عمر بن مسلم - كمحمد - بن سعيد الشمس بن الزين القرشي الدمشقي أخو الشهاب أحمد ونزيل القبيبات من دمشق. سمع مع أخيه كثيراً وكان يذاكر بأشياء من الشعر وفنون الأدب كثير المزاح. مات في سنة خمس عشرة عن نحو الستين. ذكره شيخنا في إنبائه.
722 محمد بن عمر بن ناصر الطنبدي. ممن شهد على الزين طاهر في إجازته لأبي عبد القادر سنة ثلاث وثلاثين وما عرفته.
723 محمد بن عمر بن وجيه بن مخلوف فتح الدين الشيشيني المحلي الشافعي جد محمد بن محمد الآتي وقريب محمد بن عمر بن محمد بن وجيه الماضي قريباً. حفظ التنبيه وتفقه بجماعة وناب عن الجلال البلقيني في القضاء، وكان وجيهاً ذا شكالة حسنة ممن يركب البغلة بالديار المصرية. مات في سنة سبع وثلاثين بعد أن أثكل ابناً له اسمه جلال الدين محمد رحمه الله.
محمد بن عمر تاج الدين الكردي الحنفي. مضى فيمن جده محمد قريباً.
محمد بن عمر جمال الدين العوادي بالتخفيف اليماني. فيمن جده عبد الله.
 724 محمد بن عمر جمال الدين الفارقي الزبيدي مولداً وتفقهاً ثم الوصابي - بفتح الواو والمهلمة الخفيفة نسبة لأصاب بالهمزة والواو من جبال اليمن فهو قاضيها أزيد من أربعين سنة - اليماني الشافعي النهاري - نسبة لشيخ معتقد قديم - وبها اشتهر. ممن أخذ عن الشرف بن المقري الإرشاد والروض وغيرهما من تصانيفه وغيرها رفيقاً للفتى وغيره فكان خاتمة أصحابه وكذا أخذ عن الطيب الناشري الحاوي بل أخذ الروض أيضاً عن محمد بن ناصر أحد أصحاب شيخه ابن المقري وتلا بالسبع على عثمان الناشري أحد أصحاب ابن الجزري وكذا أخذ القراآت عن غيره وتميز فيها بل تقدم في الفقه وكثر استحضاره له وصار فقيه ناحيته. وصنف شرحاً للمنهاج في أربع مجلدات سماه مفتاح الأرتاج واختصر الجواهر للقمولي في أربع مجلدات وغير ذلك وتصدى للإقراء والإفتاء والقضاء فانتفع به في ذلك، وممن أخذ عنه الشهاب الخولاني وأقام عنده ست سنين ولم يحج. مات في ثالث عشر أو ثامن عشر شوال سنة ثلاث وتسعين كما أخبرني به أخوه أحمد ببلاد وصاب وكان قد فارق زبيد لتعسر أمر المعيشة بتهامة وطلع إلى الجبل فأكرم وعظم وتولى القضاء المدة المعينة وقد قارب التسعين وكتب إلى بعضهم أنه ولد سنة خمس عشرة فإن كان قارب التسعين فلعله في سنة خمس رحمه الله وإيانا. ولم يكن أبوه من الفقهاء بل كان حريرياً وكذا كان ابنه الآخر أحمد عامياً بحيث لما اجتمع بي بمكة وسالته عن اسم جده لم يعرفه. محمد بن عمر الشمس السمديسي ثم القاهري الحنفي نزيل باب الوزير صوابه محمد بن إبراهيم بن أحمد بن مخلوف مضى.
725 محمد بن عمر الشمس بن السراج الميموني ثم القاهري الشافعي. ولد في حدود السبعين وسبعمائة وكان أبوه من أعيان الطلبة الشافعية عند البلقيني وغيره ونقيب الزاوية المعروفة بالخشابية في جامع عمرو فمات وابنه صغير فاشتغل بالفقه وتنزل في الوظائف ثم ترك وسلك طريق الفقر وجلس في زاوية ونصب له خادماً ثم ترك وواظب الحج كل سنة مع المداومة جداً على التلاوة ووقعت له مع الزين التفهني قاضي الحنفية كائنة ذكرت في حوادث سنة ثمان وعشرين ونجا منها بعد أن حكم بإراقة دمه وعاش حتى مات في البيمارستان بالقولنج في سنة إحدى وأربعين قاله شيخنا في إنبائه وكان الكف عن قتله بمساعدته وتأثر التفهني مع تعصب أكثر الجند والمباشرين معه.
محمد بن عمر الشمس الغزي قاضيها الحنفي. في ابن محمد بن عمر بن إسرائيل.
726 محمد بن عمر الشمس القاهري الصوفي ويعرف بابن عمر. مات في منتصف ربيع الأول سنة ست وثمانين وتفرق الناس وظائفه التي زادت على الأربعين ما بين تصوف وقراءة وطلب وغير ذلك ومنها نصف خزن الكتب بالباسطية وصارت لابن أبي الطيب السيوطي بعد أن عرض عليه الرغبة عن وظائفه لترتفق بناته بثمنها فامتنع مع كونه لم يخلف لهم شيئاً، والله أعلم بمقصده فقد كان خيراً كثير التلاوة أقرأ في مكتب السابقية وقتاً مع عقل وتؤدة وتودد رحمه الله.
727 محمد بن عمر الشمس الصهيوني الأصل الكركي ثم القاهري الحنفي ويعرف بالكركي وفي بلده كسلفه بابن العريض. ولد بكرك الشوبك ونشأ بها ثم قدم القاهرة وابن المغلى قاضي الحنابلة حينئذ فحضر درسه واشتغل شافعياُ ورافق القاياتي والمحلي والطبقة في الطلب ثم تحول حنفياً ولازم الشمس بن الجندي في الفقه والعربية وبه انتفع وحدث عنه بجزء فيه رواية أبي حنيفة عن الصحابة وناب عنه في خزانة الكتب بالأشرفية برسباي بل وأقرأ الأيتام بمكتبها وكذا أقرأ أولاد بعض الأعيان ولازم أيضاً البدر العيني والأقصرائي والشمني وابن الهمام وابن عبيد الله في الفقه والأصلين والعربية والصرف والمنطق والعروض وأخذ عن ابن الديري وتميز وشارك في الفضائل وأنشا الخطب الهزلية وغيرها بل صنف؛ كل ذلك على خير واستقامة وعبادة وتنزل في بعض الجهات وباشر في الأبوبكرية وولي العقود ثم بأخرة القضاء عن ابن الديري وجلس بحانوت الجملون بعد جلوسه بخان الخليلي ظناً وحج. ومات بعد الستين تقريباً عن نحو السبعين. أفادنيه النور الصوفي وهو ممن أخذ عنه بل كان عريفاً عنده وكذا أخبرني بكثير من أحواله الشمس الأمشاطي رحمه الله وإيانا.
 728 محمد بن عمر النجم بن الزاهد والد البدر محمد الآتي وأحد العدول بقنطرة طقزدمر وأظنه حفيد أحمد بن أبي بكر بن أحمد الماضي. ممن سمع التقي الدجوي وغيره من طبقته بل وأقدم. وأثبت اسمه الزين رضوان فيمن يؤخذ عنه. مات.
729 محمد بن عمر نظام الدين الحموي التفتازاني الحنفي ويعرف بنظام. ذكره شيخنا في إنبائه فقال: كان أبوه خضرياً فنشأ ابنه بين الطلبة واشتغل شافعياً ثم حنفياً وتعانى الأدب مع الاشتغال ببعض العلوم الآلية وتكلم بكلام العجم وتزيا بزيهم وتسمى نظام الدين التفتازاني وغلب عليه الهزل والمجون وجاد خطه ونظم الشعر الوسط وقرر موقعاً في الدرج وكان عريض الدعوى. مات في رابع عشري ذي القعدة سنة اثنتين وعشرين عن نحو الستين؛ ثم نقل عن خط شيخنا المحب ابن نصر الله الحنبلي أنه كان حسن المنادمة لطيف المعاشرة لم يتزوج قط ولذا اتهم بالولدان كان يأخذ الصغير فيربيه أحسن تربية فإذا كبر وبلغ حد التزويج زوجه، وقال غيره كان فقيهاً عارفاً بالنحو وأصوله بارعاً في الأدب والفرائض تولى دروساً فقهية. ومن شعره في خاتم:

أنا للخنصر زين مثل نجم في صـبـاح

 

صانني كف مليح قد حوى حسن الملاح

ومنه أيضاً:

عاشرتكم وازداد فخري منـكـم

 

ونظمت في سلك المحبة والوفـا

لا غرو أن يرقى القرين محلـه

 

من عاشر الأشراف عاش مشرفا

وهو في عقود المقريزي وساق عنه من نظمه أشياء.
730 محمد بن عمر بن الهندي تربية علي بن ناصر الحجازي. ممن سمع مني بمكة في سنة ست وثمانين.
731 محمد بن عمر الشمس الغزولي الحلبي الشافعي ويعرف بابن العطار ولكنه بالغزولي أشهر. ممن أخذ عن عبيد البابي وكتب غالب تصانيفه وقرأها عليه وخلفه في حلقته بالجامع احتساباً بحيث انتفع به غالب الحلبيين كالسلامي وابني ابن النصيبي، كل ذلك مع اشتغاله بالتكسب بسوق العبي وتنزيله في بعض الجهات. مات فيما بين الستين والخمسين رحمه الله. محمد بن عمر الصلاح الكلائي - نسبة لكفر كلا بالغربية - الموسكي الشافعي. يأتي فيمن لم يسم أبوه.
محمد بن عمر قاضي الجماعة. فيمن جده محمد بن عبد الله بن محمد.
732 محمد بن عمر الشيخ الهواري نزيل وهران. مات سنة ثلاث وأربعين.
733 محمد بن عمر الأخضري المغربي المالكي. ممن سمع مني بالمدينة النبوية.
734 محمد بن عمر التهامي الحلاج ويعرف بالنبلا. مات بمكة في رمضان سنة سبع وثلاثين. أرخه ابن فهد.
محمد بن عمر الزبيدي شوعان. مات سنة اثنتين وعشرين وقد مضى فيمن جده شوعان لكن الوفاة مختلفة فإما أن يكون الغلط في أحد الموضعين أو هو أخ آخر له.
محمد بن عمر المصراتي. مات سنة تسع وأربعين وقد مضى فيمن جده.
735 محمد بن عنان بن مغامس بن رميثة كان نجيباً. مات بينبع قافلاً لمكة باستدعاء السيد حسن بن عجلان في ذي القعدة سنة ست. أرخه ابن فهد.
736 محمد بن عواد بن غيث الشمس أبو عبد الله القريتائي الأصل الدمشقي الشافعي الخطيب ممن أخذ عن التاج بن بهادر وحصل وكتب بخطه أشياء وخطب، وقدم القاهرة فأقام بها مدة وخطب بزاوية عثمان الحطاب وغيرها ولازمني حتى قرأ القول البديع وترجمة النووي وغيرهما ثم سافر قبيل الثمانين إلى دمشق وأظنه مات بعيد قليل.
737 محمد بن عوض بن خضر بن حسن الكرماني. مات سنة سبع وعشرين.
 738 محمد بن عوض بن عبد الرحمن بن محمد بن عبد العزيز الشمس أبو عبد الله السكندري المالكي الفرضي والد شعبان الماضي ويعرف بجنيبات - بجيم مضمومة ثم نون مفتوحة بعدها تحتانية ثم موحدة وآخره مثناة. ولد في سنة ثمان وسبعين وسبعمائة باسكندرية وقرأ بها القرآن وصلى به وحفظ الرسالة وغالب مختصر الشيخ خليل وكتاب عبد الغافر المغربي في الفرائض مع الحوفي والإشبيلي وغالب مجموع الكلائي والجعدية والرحبية وعمدة الرائض في الفرائض وغير ذلك كالعنقود في النحو لشعلة المقرئ والحصار في الحساب وبحثه على الشمس الحريري وبعض ألفية ابن ملك وأخذ عنه الفرائض أيضاً وكذا أخذها عن الشمس محمد بن علي بن محمد المعاز والسراج البسلقوني وبحث بعض الرسالة على الشمس محمد بن يوسف المسلاتي ومحمد الكيلاني ويحث شفاء المتداوي في شرح فرائض الحاوي لابن اليارغلي على عمر اللقاني وبعض المختصر على الشمس محمد بن علي الفلاحي وعلى المعاز بحث أيضاً في علم الوقت وأوائل أقليدس والتواريخ الثمانية لابن يونس وفي الجبر الياسمينية وفي الحساب تلخيص ابن البناء وشرحه وغيرهما وعلى الشمس الدمياطي بن الخطيب النزهة لابن الهائم، وسمع على الكمال بن خير أماكن من الموطأ، ثم دخل القاهرة فأخذ عن الشمس الغراقي في مجموع شيخه الكلائي وأكثر من التردد إليها وتقدم في علم الوقت وبرع في الحساب والفرائض حتى صار المشار إليه ببلده فيها وكتب فيه قواعد شتى يجتمع منها مجلد كبير؛ وتصدى للإقراء فانتفع به الناس؛ وحدث باليسير وممن أخذ عنه البقاعي وكان وقاد الذهن لطيف المحاضرة حلو النادرة عنده دعابة كثير الفائدة محباً لنشر العلم كريماً بإفادة الملح كريم النفس يجلس في حانوت الشهود المجاور لجامع صفوان من الثغر. مات في شوال ودفن سنة ست وخمسين بالثغر بجوار أبي بكر المجرد خارج باب رشيد رحمه الله.
739 محمد بن عيسى بن إبراهيم بن حامد بن خليفة الشمس بن الشرف الصفدي الشافعي ابن عم العلاء علي بن محمد بن إبرهيم ويعرف كهو بابن حامد. ولد في سنة ثمان وثمانمائة بصفد ونشأ بها فقرأ القرآن والمنهاجين الفرعي والأصلي وألفية ابن ملك والتقريب للنووي في علوم الحديث وغيرها وتفقه في بلده بالعلاء النيني وبدمشق بالعلامة ناصر الدين بن بهادر ولازمه في فنون وكذا أخذ العربية عن العلاء القابوني والفقه والحديث والتصوف وغيرها عن الشهاب بن رسلان وقرأ على شيخنا الصحيح في مدة قليلة ولازمه في علم الحديث وقرأ على أبي الفضل المغربي حين قدم عليهم صفد الموجز في الطب وقطعة من العضد. وتميز في العلم سيما العربية والطب والميقات علماً ووضعاً مع فصاحة وسمت وبلاغة، وتصدى للإفتاء والتدريس ببلده وقرأ البخاري بجامع بلده الطاهري الأحمر على العامة وانتفع به جماعة بل كتب على المنهاج والبهجة وجامع المختصرات أشياء لم تكمل ولكنه كان داعية لابن عربي مناضلاً عنه قائماً بتقرير كلامه وتوجيه طاماته حتى في مواعظه على الكراسي بدمشق وغيرها، وقد حج غير مرة آخرها في سنة ثمانين وجاور وزار بيت المقدس. ولم يزل على طريقته حتى مات بمدرسة أرقطاي محل سكنه من صفد في شوال سنة سبع وثمانين ودفن بالمدرسة المذكورة عفا الله عنه. وممن انتفع به صهره الزين عبد اللطيف بن محمد بن محمد بن يعقوب واستفدت منه حين قراءته على أكثر ترجمته.
 740 محمد بن عيسى بن إبرهيم الشمس النواجي الطنتدائي ثم الأزهري الشافعي الضرير. مات في ليلة الجمعة سادس عشر ذي القعدة سنة تسع وسبعين بعد تعلله أشهراً بذات الجنب وغيره وصلي عليه من الغد قبل صلاة الجمعة في مشهد حافل وشيعه خلق وأظنه جاز الأربعين بيسير وحصل التأسف على فقده. وكان مولده ببزوك ونشأ بنواج ثم تحول منها قريب البلوغ إلى طنتدا فقرأ بها القرآن بالمقام ثم تحول إلى القاهرة فقطن الأزهر وحفظ كتبا الشاطبية والمنهاج وجمع الجوامع وألفية النحو والتلخيص والجمل وغيرها وجد في الاشتغال فأخذ النحو عن السراج الوروري وأحمد بن يونس المغربي ونظام الحنفي وداود المالكي في آخرين والفقه والمنطق وأصول الدين عن الشرف موسى البرمكيني وكذا من شيوخه المناوي والعبادي والتقى الحصني والشرواني والكافياجي وبعضهم في الأخذ عنه أكثر من بعض وأخذ القراآت عن الزين عبد الغني الهيثمي واليسير عن جعفر السنهوري واشتدت عنايته بملازمة زكريا حتى عرف به؛ ومهر في فنون وفاق كثيراً من شيوخه وطار صيته بالفضيلة التامة والفهم الجيد وتصدى للإقراء وكثر الأخذ عنه بحيث انتفع به جماعة من رفقائه فمن فوقهم، كل ذلك مع السكون والتواضع ومزيد العقل والصلاح والديانة، وقد حج وجاور وأقرأ هناك وسألني عن بعض الأشياء وكنت ممن أحبه رحمه الله وعوضه الجنة.
741 محمد بن عيسى بن إبراهيم الشمس أبو عبد الله بن الشرف القاري الأصل الدمشقي ويعرف بابن القاري شقيق علي الماضي وهذا أكبرهما. ولد في رجب سنة اثنتين وستين وثمانمائة بدمشق وأمه خديجة ابنة الشمس محمد بن الدقاق السكري، ونشأ فحفظ القرآن عند جماعة وجوده عند الشمس بن الخدر وغيره بل تلاه عليه لنافع وغيره وقرأ بعض المنهاج، وتعانى كأبيه التجارة ودخل فيها لحلب وللحجاز غير مرة؛ وجاور غير مرة أولها سنة ست وسبعين؛ بل جاور سنة اثنتين وثمانين والتي بعدها؛ وقدم القاهرة بعد موت أبيه لمشاركته في ميراثه بل أخبرني أنه أخذ منه ومن أبيه قبل موته نحو ستين ألف دينار ولقيتي يمكة ثم بالقاهرة في رجب سنة ست وتسعين فسمع مني المسلسل وحديث زهير وغيرهما وقرأ على من أول الصحيح إلى باب تفاضل أهل الإيمان في الأعمال وتناوله مني وأجزت له ولبنيه المحيوي عبد القادر والزين عمر والبرهان إبراهيم والتقي أبي بكر والشهاب أحمد ومريم وفاطمة وجميع وابنتين فالأول والأخير من الذكور شقيقان من حرة وإبراهيم وفاطمة شقيقان من أم ولد وعمر من حرة والباقون من أمة.
742 محمد بن عيسى بن أحمد بن عبد الله بن عبد الرحمن بن محمد الشمس الدواخلي ثم القاهري المديني الشافعي ويعرف بالدواخلي. ولد سنة ستين تقريباً ونشأ فأقام بالمحلة بجامع الغمري وحفظ القرآن وغيره؛ وقدم القاهرة فلازم الاشتغال عند ابن حجي وأقرأ في بيت ابن البارزي وكذا أخذ عن الجوجري وابن قاسم وغيرهما حتى تميز ثم تنازل حتى صار يقرأ عند البدر بن كاتب جكم ناظر الجيش وكذا قرأ على الكمال الطويل وربما أقرأ صغار الطلبة. وقد سمع مني وعلي، وهو أشبه من كثيرين عقلاً وفضلاً وتودداً وأدباً، وقد حج من البحر في أثناء سنة ست وتسعين بعد موت رفيقه وبلديه وسميه باع تصوفه بالبيبرسية وغيره ورجع في موسمها.
743 محمد بن عيسى بن عثمان بن محمد الفخر بن الشرف القاهري الشافعي ابن أخت الولوي الفيشي الضرير أحد عدول جامع الصالح وأخو أحمد وعلي الماضيين وأبوهم ويعرف كسلفه بابن جوشن، ولد سنة ست وثمانمائة بالقاهرة وحفظ القرآن والمنهاج وغيره واشتغل يسيراً على شيخنا ابن خضر وعلى عبادة في العربية بل أخذ عن البيجوري والمجد البرماوي والطبقة قليلاً ولازم شيخنا في الأمالي وغيرها وقابل معه في الترغيب نسخة بخطه وفي فتح الباري وغيره بل كان ممن سمع البخاري من لفظه قديماً ثم ولاه النقابة بأخرة بواسط ولده، وأنشأ داراً بالقرب من قاعة الأحمدي وكان ساكناً، حج غير مرة منها في الرجبية، وضعف بصره وقلت حركته وتوالى الخراب على جهاته. ومات ف ذي القعدة سنة ثمان وسبعين وصلي عليه بمصلى باب النصر في مشهد لا بأس به ثم دفن بتربتهم المعروفة عند أسلافه رحمه الله.
محمد بن عيسى بن علي بن عيسى أبو الفضل الأقفهسي ثم القاهري وهو بكنيته أشهر. يأتي في الكنى.
 744 محمد بن عيسى بن عمر بن عطيف الجمال أبو عبد الله العدني اليماني والد علي الماضي. ولد بعدن ونشأ بها وأخذ الفرائض عن علي الجلاد الزبيدي وتميز فيها وأخذها عنه بعدن جماعة منهم ولده وهو المترجم له وقال أنه كان مبارك التدريس لم يقرأ عليه أحد إلا ودرس مع مزيد التواضع وسلامة الخاطر وعدم الادخار. قدم مكة في أواخر سنة إحدى وستين فحج؛ ومات قبل أن يتم أفعال الحج في ليلة مستهل المحرم سنة أربع وستين بمكة وقد زاحم الثمانين وبشر في المنام بأنه ممن يدخل الجنة بغير حساب رحمه الله.
745 محمد بن القاضي عيسى بن عمر اليافعي اليماني العدني. مات بمكة في جمادى الأولى سنة ستين. أرخه ابن فهد.
746 محمد بن عيسى بن عوضة بن أحمد اليماني الماضي أبوه قرأ القرآن وهو ممن سمع مني بمكة.
747 محمد بن عيسى بن محمد بن عبد الله بن سعيد الجمال اليماني الأصل السلامي الطائفي قاضيها المالكي عم محمد بن أحمد بن عيسى ووالد عبد الرحمن ويعرف بابن مكينة. سمع على شيخنا بمنى المتباينات في سنة أربع وعشرين وعلى الولي العراقي المجلسين اللذين أملاهما بمكة سنة اثنتين وعشرين. وولي قضاء الطائف بعد أبيه. مات في العشر الأخير من شعبان سنة ثلاث وأربعين. أرخه ابن فهد.
748 محمد بن عيسى بن محمد بن محمد بن عبد الله السيد مرشد الدين بن قطب الدين بن عفيف الدين الحسيني الأيجي الشافعي الماضي أبوه. ولد في سنة سبع وأربعين وثمانمائة بأيج واشتغل وتميز وربما أقرأ وممن أخذ عنه على عيان بن محمد بن محمد بن محمد الماضي.
749 محمد بن عيسى بن محمد الشمس القرشي الأقفهسي القاهري الشافعي أحد الصوفية بالفخرية ويعرف بابن سمنة. ولد بعد العشرين وثمانمائة بسنة أو سنتين تقريباً بالقاهرة ونشأ بها فحفظ القرآن والعمدة والمنهاج الفرعي والأصلي وألفية النحو وغيرها، وعرض على البساطي وآخرين وأخذ الفقه عن الونائي والشرف السبكي وابن المجدي ولازم المناوي فأكثر وكذا أخذ في العربية عن ابن حسان وتميز في الفقه وغيره بكثرة دبكه وحرصه على المطالعة مع توقف فاهمته ومزيد ديانته وورعه وفاقته وتقنعه وانجماعه سيما بعد موت المناوي. وأقرأ بعض الطلبة وكتب بخطه أشياء وكان يتردد للمحمودية حتى قابل نسخته بالمنهاج والروضة على خط المؤلف فيهما. وهو ممن سمع على شيخنا وغيره وحج وجاور سنة ستين وقرره الشمس محمد بن شكير في مشيخة الصوفية الأحد عشر بجامع أمير حسين أول النهار وكان يعتكف بسطح الأزهر في رمضان وربما يتردد لزيارة أحبابه العلماء والصلحاء كالزين الإبناسي والشمس النشيلي وقصدني غير مرة. واختصر نكت بان النقيب على المنهاج مع زيادات ميزها وكان يكتب في التفسير ونعم الرجل كان. مات في يوم الثلاثاء رابع رمضان سنة ست وتسعين في سلخ الذي قبله توجه للأزهر للاعتكاف على عادته فجيء به أثناء يوم السبت وهو محموم فمكث يومين ومات وصلي عليه بالأزهر في مشهد صالح تقدمهم الديمي وقرر ابن تقي المالكي ناظر جامع أمير حسين ولد نفسه بعد موته في المشيخة المشار إليها ثم دفن بسيدي حبيب بالقرب من بيت ابن العلم وكثر الثناء عليه رحمه الله وإيانا.
750 محمد بن عيسى بن موسى بن علي بن قريش بن داود القرشي الهاشمي سبط النجم المرجاني أم كمالية. مات في ذي الحجة سنة سبع وسبعين. أرخه ابن فهد. وكان يقرأ القرآن وله أموال بالوادي يعالجها.
751 محمد بن عيسى بن هانئ الهربيطي ثم القاهري ابن أخي موسى الآتي. سمع على الشرف بن الكويك والجمال الحنبلي والشمسين الشامي وابن البيطار وذكره الزين رضوان فيمن يؤخذ عنه. مات قبل الخمسين ظناً.
752 محمد بن عيسى بن بدر الدين الشمس الطنبدي. ممن سمع مني.
753 محمد بن عيسى الشمس أبو عبد الله التبسي الأندلسي المغربي المالكي النحوي. ذكره شيخنا في إنبائه فقال ولي قضاء حماة وأقام بها مدة ثم توجه إلى الروم فاقام بها أيضاً وأقبل عليه الناس وان حسن الفهم شعلة نار في الذكاء كثير الاستحضار عارفاً بعدة علوم خصوصاً العربية وقد قرأ علي في علوم الحديث. مات ببرصا من بلاد الروم في شعبان سنة أربعين. قلت وممن قرأ عليه بالقاهرة البدر بن القطان وقال أنه كان جامعاً بين المعقول والمنقول. محمد بن عيسى الحلبي.
 754 محمد بن عزيز الحنفي الواعظ. قال شيخنا في إنبائه كان فاضلاً ذكياً ولي مشيخة التونسية ودرس بغير مكان وكتب بخطه الكثير مع حسن الخط والعشرة وكرم النفس. مات في جمادى الآخرة سنة سبع عشرة. قلت وما علمت ضبط أبيه.
محمد بن غزي أبو بكر.
755 محمد بن غياث بن طاهر بن العلامة الجلال أحمد الخجندي المدني الحنفي. اشتغل عند السيد علي المكتب شيخ الباسطية المدينة وجود عليه الخط وتردد إلى القاهرة ثم توجه إلى الحبشة فقتل بها شهيداً في سنة تسع وسبعين رحمه الله.
756 محمد أبو الفتح الخجندي المدني الحنفي أخو الذي قبله وذاك الأكبر. اشتغل أيضاً عند السيد وجود عليه الخط وتردد إلى القاهرة. ومات بها في الطاعون سنة ثلاث وسبعين رحمه الله.
757 محمد بن غيث الحمصي نزيل دمشق ذكره ابن فهد والبقاعي مجرداً. ومن نظمه:

ألا ليت شعري هل أبيتن لـيلة

 

بحمص ومن أهوى لدي نزيل

وهل أردن يوماً مياهاً بنهرها

 

وهل يطردن نذل بها ورذيل

758 محمد بن أبي الغيث بن أبي الغيث بن علي بن حسن بن علي الجمال القرشي المخزومي الكمراني - بفتحات نسبة لجزيرة كمران - اليماني الشافعي. ولد بأبيات حسين من اليمن وتفقه فيها بعمر بن أحمد بن محمد بن زكريا وعلى الأزرق وتقدم في الطب والنحو وصنف فيهما ففي النحو مقدمتين وفي الطب مصنفاً كبيراً وكان من المتبحرين في الفقه وسائر العلوم وعليه مدار الفتوى والتدريس ببلده أبيات حسين وتفرد بذلك مدة في حياة البدر حسين الأهدل؛ وكان للناس فيه اعتقاد ولهم عليه إقبال واعتماد بخلاف غيره لتواضعه وحسن أخلاقه، وفي آخر حياته اشتغل بالنظر في كتب الطب وصار الناس يعتمدون عليه فيه. ولم يزل على ذلك حتى مات في منتصف شعبان سنة سبع وخمسين ورأيت من أرخه في آخر ليلة الاثنين سابع شعبان سنة ست بأبيات حسين ودفن هناك والثاني أشبه ووصفه العفيف بالفقيه الصالح الورع وقال أخبرني من أثق به أنه فقيه محقق وعالم مدقق عمدة في الفتوى له مشاركة جيدة في سائر الفنون وقد وقفت له على مؤلف صغير في مسئلة جرى فيها بين الفقهاء كلام في النذر وهي ما إذا قال نذرت كذا فقال صاحب الترجمة إن ذلك صيغة صحيحة ملزمة صريحة وقرر ذلك تقريراً حسناً وخالفه الشرف إسماعيل بن المقري.
محمد بن أبي فارس. في ابن عبد العزيز بن أحمد بن محمد بن أبي بكر.
759 محمد بن أبي الفتح بن إسماعيل بن علي بن محمد بن داود الجمال البيضاوي الأصل المكي الزمزمي الشافعي الآتي أبوه والماضي أخوه أحمد. ولد سنة أربع وأربعين وثمانمائة بمكة وحفظ المنهاج الملحة وألفية النحو، عرض على أبي السعادات بن ظهيرة وغيره وقرأ الصحيح على عم والده إبراهيم وأخذ عنه في العربية والفرائض والفلك ولازمه في غيرها وكذا أخذ الفلك عن ابن عمه نور الدين بل لازم الجوجري وإمام الكاملية في مجاورتيهما في الفقه وغيره وسمع قبلها من أبي الفتح المراغي وغيره، وسافر الطائف وباشر الأذان بمكة وتوجه للزيارة غير مرة آخرها في أثناء سنة ثمان وتسعين فتعلل هناك وكان يحضر مع الجماعة عندي وهو متوعك، ثم عاد فلم يلبث أن مات في شوال منها رحمه الله وإيانا.
760 محمد بن أبي الفتح بن حسين الحلبي الفراش بالمدينة النبوية ويعرف بالأقباعي. ممن سمع مني بالمدينة. محمد بن أبي الفتح الفيومي. في ابن أحمد بن عبد النور. محمد بن أبي الفتح الكتبي. في ابن محمد بن عيسى بن أحمد.
محمد بن الفخر المصري. مضى في ابن عثمان بن عبد الله بن النيدي.
761 محمد بن فرامرز بن علي محيي الدين خصروي قاضي بروسا.
762 محمد بن فرج بن برقوق بن أنس الناصري بن الناصرين الظاهر. مات بسجن اسكندرية في يوم الاثنين حادي عشري جمادى الثانية سنة ثلاث وثلاثين مطعوناً عن إحدى وعشرين سنة ودفن بها ثم نقل إلى مصر فدفن بتربة أبيه وجده.
763 محمد أخو الذي قبله. مات سنة أربع وثلاثين. أرخه شيخنا في إنبائه.
764 محمد بن فرج بن علي الفاضل نور الدين الحمصي الناسخ. ممن سمع مني محمد بن أبي الفرج. في ابن عبد الرزاق بن أبي الفرج.
 765 محمد بن فرمون الشمس الزرعي. قال شيخنا في إنبائه تفقه قليلاً وفضل ومهر ونظم الشعر الحسن وولي قضاء القدس وغيره ثم توجه لقضاء الكرك فضعف فرجع إلى دمشق فمات بها في رجب سنة سبع وقد بلغ السبعين انتهى. وأظنه شافعياً.
766 محمد بن فضل الله بن المجد أحمد الشمس الكريمي - بفتح أوله وكسر ثانيه - نسبة لبعض مشايخ خوارزم وقيل بل لأبيه كريم الدين - الخوارزمي المولد البخاري المنشا السمرقندي المسكن الحنفي ويعرف في بلاده بالخطيبي وبين المصريين بالكريمي. ولد في حدود سنة ثلاث وسبعين وسبعمائة بخوارزم ثم انتقل به أبوه إلى بخارى فقرأ بها القرآن وأخذ النحو عن المولى عبد الرحمن التشلاقي تلميذ العضد وخال العلاء البخاري؛ ثم انتقل إلى سمرقند فأخذ المعاني والبيان عن النور الخوارزمي ثم لازم السيد الجرجاني حتى أخذهما مع شرح المواقف في أصول الدين وشرح المطالع في المنطق وحواشيه عنه بل أخذ عنه جميع مصنفاته ما بين قراءة وسماع وسمع كثيراً من الكشاف على شيخ الإسلام عضد الدين السمرقندي من بني صاحب الهداية وأصول الفقه على نصر الله أخي منصور الفاغاتي نسبة لمحلة بخوارزم وسمع على ابن الجزري وقدم القاهرة للحج في جمادى الآخرة سنة اثنتين وخمسين فلازم الإقراء وانتفع به جماعة في كتب سعد الدين في المعاني والبيان وكان زائد البراعة فيه وفي التفسير كالكشف وفي أصول الدين وغيرها وممن لازم التاج بن شرف بل قرأ عليه الزين بن مزهر في المتوسط وغيره وحضر دروسه وكذا حضرت بعض دروسه، ودام إلى أن حج في ركب الزيني عبد الباسط ثم عاد فأقام يسيراً وكذا دخل دمشق وأقرأ بها وممن قرأ عليه المنطق الشرف بن عيد وكان نازلاً عنده، وطلبه ابن عثمان متملك الروم عقب وفاة بعض علمائهم ليقيم عندهم بها عوضه فسافر. وبلغنا أنه مات بأذرنة من بلاد الروم في أوائل سنة إحدى وستين وكان إماماً علامة صالحاً منوراً متواضعاً جم العلم كثير الحفظ ولكن في لسانه عقلة رحمه الله وإيانا.
767 محمد بن أبي الفضل بن أحمد المغربي الأصل المدني الشافعي ويعرف بالنفطي. اشتغل على أحمد الجزيري في العربية وشارك فيها وفي الرمل والنحو وغير ذلك وأكثر الجولان، وكان فاضلاً. وهو أخو أبي الفضل.
768 محمد بن أبي الفضل بن موسى بن أبي الهون البدر بن المجد أخو عبد القادر الماضي. استقر شريكاً لأخيه بعد أبيهما في عمالة الأشراف واختص هو بالكتابة في استيفاء الدولة بالوزر.
769 محمد بن أبو الفضل الجلال السمسار أبوه. ممن سمع مني.
770 محمد بن فندو الجلال أبو المظفر ملك بنجالة من الهند ووالد المظفر أحمد الماضي ويعرف بكاس. كان أبوه كافراً فثار عليه الشهاب مملوك سيف الدين حمزة ابن غياث الدين أعظم شاه بن اسكندرشاه بن شمس الدين فغلبه علي بنجالة وأسره فبادر ابنه هذا إلى الإسلام وتسمى محمداً وثار على الشهاب فانتزع منه البلاد ولحسن إسلامه أقام شعار الإسلام وجدد ما خربه أبوه من المساجد ونحوها وتقلد لأبي حنيفة وبنى مآثر بل عمر بمكة مدرسة هائلة وراسل الأشرف برسباي صاحب مصر بهدية واستدعى العهد من الخليفة فجهز له مع التشريف على يد شريف فلبس التشريف ثم أرسل للخليفة هدية وكانت هداياه متواصلة بالعلاء البخاري بمصر وبدمشق. مات في ربيع الآخر سنة سبع وثلاثين واستقر بعده في المملكة ابنه وهو ابن أربع عشرة سنة رحمه الله. ذكره شيخنا في إنبائه وغيره.
محمد بن فهيد. مضى في ابن أحمد بن محمد المغيربي.
771 محمد بن فلاح الخارجي الشعشاع. مات سنة ست وستين.
772 محمد بن القسم بن أحمد أبو عبد الله اللخمي المكناسي المغربي ويعرف بالقوري نسبة للقور مفتي المغرب الأقصى، كان متقدماً في حفظ المتون وفقيهها وعلق على مختصر الشيخ خليل شيئاً لم ينتشر وانتفع به الطلبة وممن أخذ عنه الفاضل أحمد بن أحمد زروق وقال لي أنه مات في أواخر ذي القعدة سنة اثنتين وسبعين وأنه سئل عن ابن عربي فقال الناس فيه مختلفون ما بين مكفر ومقطب فالأولى الوقف.
773 محمد بن قاسم بن أحمد الشمس الدمشقي التاجر ويعرف بابن السكري. ممن سمع مني المسلسل في سنة ثلاث وتسعين.
 774 محمد بن قاسم بن أبي بكر بن مؤمن الخانكي أحد صوفيتها الحنفي ويعرف بالجوهري. جي في سنة إحدى وتسعين وقال إنه عرض الكنز على شيخنا وابن الديري وغيرهما؛ وهو ممن أخذ عن الأمين الأقصرائي. وتميز في الفضيلة وتردد للبقاعي وربما أقرأ. محمد بن قاسم بن حسين. يأتي فيمن جده محمد بن حسين.
775 محمد بن قاسم بن رستم العجمي ويعرف بالرفاعي. ممن سمع مني بمكة.
776 محمد بن قاسم بن سعيد العقباني المغربي المالكي أخو إبراهيم الماضي وأبوهما. له ذكر في إبرهيم.
777 محمد بن قاسم بن عبد الله بن عبد الرحمن بن محمد بن عبد القادر - هذا هو المعتمد في نسبه - الولوي أبو اليمن بن التقي بن الجمال الشيشيني الأصل المحلي الشافعي ويعرف بابن قاسم. كان جده الجمال من أعيان شهود المحلة وأما والده فناب بها وبغيرها عن قضاتها وولد له صاحب الترجمة في سنة ثلاث وثمانين وسبعمائة بالمحلة ونشأ بها فحفظ القرآن والمنهاج وعرضه هناك على جماعة واشتغل على الكمال جعفر البلقيني والولي بن قطب ونور الدين بن عميرة وغيرهم يسيراً وناب في القضاء بالدماتر وديسط وبساط من أعمال المحلة عن قاضيها وكان ذلك سبب رياسته فإن الأشرف برسباي حين كان أحد المقدمين في الأيام المؤيدية نزل لما استقر في كشف الجسور بالغربية المحلة على عادة الكشاف انجفل منه أهل ديسط وعدوا إلى شارمساح فانزعج من ذلك خوفاً من المؤيد سيما وهو كان يكرهه فقام الولوي في استرجاع أهل البلد بسياسته وبالغ مع ذلك في إكرامه والوقوف في خدمته فرعى له ذلك، فلما استقر في السلطنة كان حينئذ مجاوراً بمكة فأمر أمير الحاج باستصحابه معه فقدم بمفرده وأرسل بعياله إلى المحلة فأكرمه غاية الإكرام بل وجهز سراً من أحضر عياله بغير علمه اشترى له منزلاً في السبع قاعات وزاد في رفعته ونادمه فرغب في حسن محاضرته وخفة روحه ولطف مداعبته هذا مع إفراط سمنه، وعز ترقيه على الزين عبد الباسط قبل اختباره فلما خبره حسن موقعه عنده فزاد أيضاً في تقريبه فتكاملت حينئذ سعادته وأثرى جداً وصار أحد الأعيان وازدحم الناس على بابه، وأضيف إليه قضاء سمنود وأعمالها وطوخ ومنية غزال والنحرارية استقر فيها عن ابن الشيخ يحيى وقطيا عن الشهاب بن مكنون ودمياط ثم استقر فيها عوضه الكمال بن البارزي ونظر دار الضرب عن الشرف بن نصر الله وغير ذلك من الحمايات والمستأجرات، وعرضت عليه الحسبة بل وكتابة السر فيما بلغني فأبى ورام بعد سنين التنصل مما هو فيه فسعى بعد موت بشير التنمي في مشيخة الخدام ونظر الحرم فأجابه الأشرف لذلك مراعاة لخاطره وإلا فهو لم يكن يسمح بفراقه مع كونه عز على الخدام وقالوا إن العادة لم تجر في ولاية المشيخة لفحل، وسافر في سنة تسع وثلاثين ثم أضيف إليه نظر حرم مكة عوضاً عن سودون المحمدي واستمر يتردد بين الحرمين إلى أن استقر الظاهر جقمق فأمر بإحضاره فحضر وتكلف له ولحاشيته أموالاً جمة فله خمسة عشر ألف دينار وأزيد من نصفها لمن عداه وآل أمره إلى أن رضي عنه ونادمه وأعطاه إقطاعاً باعه بستة آلاف دينار وتقدم عنده أيضاً إلى أن مات بالطاعون في يوم الجمعة سابع عشر صفر سنة ثلاث وخمسين ودفن بتربة ابن عبود من القرافة؛ وكان خيراً فكه المحاضرة لطيف العشرة مع مزيد سمنه حتى لم يكن يحمله إلا جياد الخيل تام العقل يرجع إلى دين وعفة عن المنكرات وإمساك لا يليق بحاله في اليسار. وله ذكر في ترجمة جوهر القنقباي من إنباء شيخنا رحمه الله.
778 محمد كريم الدين أبو الكارم المحلى ثم القاهري والد الشرف محمد الآتي وأخو الذي قبله ووارثه وذاك الأكبر. ولد في سنة ست وثمانين وسبعمائة بالمحلة ونشأ بها فحفظ القرآن والرسالة؛ وعرض على جماعة وناب في القضاء عن أخيه غيره. مات بالطاعون في سنة أربع وستين ودفن بتربة أعدها لنفسه في سوق الدريس رحمه الله.
 779 محمد بن قاسم بن علي الشمس المقسي - نسبة للمقسم - القاهري الشافعي الماضي أبوه ويعرف بابن قاسم. ولد فيما قال تقريباً سنة سبع عشرة أو بعدها بالقاهرة ونشأ بها فحفظ القرآن وبلوغ المرام وألفية الحديث والنحو والمنهاج الفرعي والأصلي والتلخيص وغيرها، وعرض على جماعة منهم الشهاب الطنتدائي والزين القمني والتفهني والصيرامي والبساطي وابن نصر الله في آخرين ولازم الشهاب المحلي خطيب جامع ابن ميالة ثم ترقى فأخذ عن البرهان بن حجاج الإبناسي تصحيحاً وغيره ثم عن القاياتي والونائي والعلاء القلقشندي في التقسيم وغيره ومما أخذه عنه فصول ابن الهائم ثم المناوي والبلقيني وأكثر من ملازمتهما بأخرة والجلال المحلي وعنه حمل شروحه على المنهاج وجمع الجوامع والبردة وغيرها وكذا لازم الشمني في العضد والبيضاوي وحاشيته على المغني وغيرها ومن قبل هؤلاء أخذ عن السيد النسابة والعز عبد السلام البغدادي والحناوي وأبي القسم النويري ثم عن أبي الفضل المغربي وكذا الكافياجي والأبدي والشرواني في آخرين كقاسم البلقيني فلازمه في التقاسيم والسفطي في الكشاف، بل سافر مع الزين عبد الرحيم الإبناسي حتى مر معه على القطب وقرأ شرح ألفية الحديث وغيره على شيخنا وسمع عليه بقراءتي وقراءة غيري أشياء وكذا سمع اتفاقاً على جماعة وكتب المنسوب على البسراطي المقسي وغيره وأخذ في القراآت عن فقيهه ابن أسد وفي التصوف بمكة عن عبد المعطي وتردد للشيخ مدين وقتاً بل واختلى عنده وأول ما ترعرع جلس في حانوت للتجارة بقيسارية طيلان من سوق أمير الجيوش تحت نظر أبيه وتدرب به، وسافر في التجارة للشام وهو في خلال ذلك مديم للاشتغال حتى تميز وشارك في فنون وذكر بالذكاء بحيث أذن له غير واحد من شيوخه كشيخنا والمحلي والبلقيني واستقر به في مشيخة البشتكية حين إخراجها له عن التاج عبد الوهاب بن محمد بن شرف بعد عرضه لها على من أباها، ولم يلبث أن رجعت لصاحبها وصار يناكده حتى في نظم له في حل الحاوي كما أسلفته في ترجمته وكذا ناب في الإمامة بالأزكوجية بجوار سوقه عن ابن الطرابلسي واستقر في التصوف بسعيد السعداء والبرقوقية وغير ذلك بل في تدريس الحديث بالجمالية عوضاً عن ابن النواجي بعناية الزيني بن مزهر فإنه كان قد اختص به وقتاً وقرأ عنده الحديث في رمضان وغيره بل أم به وعلم ولده وقرره في إمامة مدرسته التي أنشأها ومشيخة صوفيتها وكذا أقرأ عند العلم البلقيني الحديث في رمضان ثم من بعده عند ولده بل هو أحد الشاهدين بأهليته لوظائف أبيه وعند ربيبه أيام تلبسه بالقضاء، وزار بيت المقدس وحج غير مرة آخرها في الرجبية مع الزيني، واستقر في مشيخة الشافعية بالبرقوقية بعد العبادي في حياته ولكنه بطل وانتزعها منه الأتابك لولده وكذا رغب عن الجمالية لداود المالكي ثم استرجعها منه ثم رغب عنها لابن النقيب كل ذلك بربح؛ وتصدى للإقراء فأخذ عنه الطلبة فنوناً وكتب بخطه الكثير وقيد وحشى وأفاد بل كتب على المنهاج شرحاً وعلى غيره وربما قصد بالفتاوى، وليس بمدفوع عن مزيد عمل وفضيلة وتميز عن كثيرين ممن هم أروج منه لكونه عديم الدربة والمداراة مع مزيد الخفة والطيش والتهافت والكلمات الساقطة وسرعة البادرة التي لا يحتملها منه آحاد طلبته فضلاً عن أقرانه فمن فوقه واستعمالها في العلم بحيث يكون خطأه من أجلها أكثر من إصابته هذا وكتابته غير متينة ولكل هذا لم يزل في انحطاط بحيث يتجرأ عليه من هو في عداد طلبة تلامذته فضلاً عنهم. مات ي يوم الأربعاء حادي عشر جمادى الأولى سنة ثلاث وتسعين بعد أن أوصى بثلثه لمعينين وغيرهم ووقف أماكن حصلها في حياته على محل دفنه بتربة بسوق الدريس خارج باب النصر جعل بها صوفية وشيخاً رحمه الله وإيانا وعوضه الجنة.
780 محمد بن قاسم بن علي الشمس المصري ثم المكي الشاذلي الواعظ الغزولي. مات بمكة في ربيع الآخر سنة خمس وثمانين وقد قارب الستين ظناً وكان قد قرأ القرآن واشتغل قليلاً وفهم وقرأ على العامة بمكة بل كان قارئ المراسيم الواردة لها من مصر؛ واستقر به الأمير خير بك من حديد في مشيخة سبعة هناك وكثر توجهه للزيارة النبوية في كل سنة غالباً وتزوج كثيراً. وله نظم فمنه مما ذيل به الأبيات المضافة للزمخشري فقال:

طوبى لعين عاينت أم القـرى

 

وأتت لها حول الطواف مبادره

ورجالها طافوا بها من حولهـا

 

وقلوبهم بالله أضحت عامـره

781 محمد بن قاسم بن علي الأسلمي المكي الشهير بالأبيني. مات في شعبان سنة تسع وأربعين. أرخه ابن فهد.
782 محمد بن قاسم بن عيسى البدر الحسيني سكنا الحريري ويعرف بابن قاسم. ممن اشتغل عند الزين عبد الرحيم الإبناسي والشمس بن قاسم وغيرهما وحضر عند البقاعي الزيني زكريا وخالطه في ابتدائه ابن قريبه والحليبي وتزوج ابنه ابنه عبد الله التاجر وحج بها بعد موته في موسم سنة ثمان وتسعين وجاور التي تليها وكان يحضر دروس قاضيها بل حضر عندي في شرح التقريب وقرأ علي في البخاري وجلس ببعض الحوانيت ولا يخلو من مشاركة وفهم مع أدب وعقل وسياسة.
783 محمد بن قاسم بن قطلوبغا البدر أبو الوفاء القاهري الحنفي الماضي أبوه ولد سنة اثنتين وأربعين وثمانمائة ونشأ في كنف أبيه فحفظ القرآن والنقاية وغيرها وعرض في سنة خمسين على شيخنا بعض محافيظه وسمع عليه وعلى غيره كأم هانئ الهورينية والشهاب الحجازي وغيرهما بل سمع ختم البخاري على الأربعين بالظاهرية ولازم دروس والده ثم انفصل عنها وأقبل على التشبه بالظرفاء والاعتناء بالتصحيف والضرب وإخراج الخفائف ونحو ذلك وخالط المتسمين بأبناء البلد وقد حج بحراً مع ابن رمضان حين كان صيرفي جدة ولم تحصل له راحة وكذا سافر لدمياط للمنصور غير مرة بل للشام في بعض ضرورات الخاص وساعده المحيوي ابن عبد الوارث قاضي المالكية بها وله ثروة بسبب تعانيه للسفر بإحضار الحب ونحوه.
784 محمد أفضل الدين أبو الفضل أخو الذي قبله وهو أصغر وأشبه طريقة. نشأ فحفظ القرآن والقدوري ولازم أباه وأحضره على شيخنا وغيره، وحج مع أبيه صحبة المنصور وجلس بعده مع الشهود وكان متقللاً. مات في ربيع الأول سنة ست وتسعين رحمه الله.
785 محمد كمال الدين أخو اللذين قبله. أحضر على أم هانئ وغيرها، ومات وهو طفل في حياة أبيه.
786 محمد بن قاسم واختلف فيمن بعده فقيل حسين وقيل محمد بن حسين الشمس أبو عبد الله المناوي الأصل الدمياطي ثم الأزهري الشافعي المقرئ ويعرف بالطبناوي لكون ناصر الدين الطبناوي كان زوج أخته. نشأ فحفظ القرآن وكتباً كالشاطبيتين ومقدمة في التجويد لابن الجزري وعمدة المجيد في علم التجويد للسخاوي وقرأ الأوليتين على عبد الدائم الأزهري وبحث عليه شرحه للثالث وتلا بالسبع على الزين رضوان وجعفر وغيرهما كالشهاب الزواوي والشمس البكري بن العطار وعنه أخذ النحو والفقه وغيرهما، وبرع في الحساب والقراآت وغيرهما وشارك في الفقه والعربية وانتفع به جماعة في القراآت واختص بصحبة محمد الكويس ثم كان بعد موته يتعاهد قبره ماشياً في الغالب ويديم التلاوة ذهاباً وإياباً وعند قبره وبلغني ان الشيخ كان يقول من أراد النظر إلى من قرع الإيمان قلبه فلينظر إلى هذا. وكان كثير التهجد والتلاوة والصيام واتباع السنة واتباع السلف. مات كهلاً بالخانقاه بعد الستين ودفن تحت شباك قبر شيخه رحمه الله وإيانا.
 787 محمد بن قاسم بن محمد بن عبد العزيز أبو عبد الله القرشي المخزومي القفصي - نسبة لمدينة عظيمة من بلاد الجريد من أعمال إفريقية وأضيفت للجريد لكثرة نخيلها - ويعرف بالقفصي وربما قيل له البسكري وكان يقول لا أعرف لذلك مستنداً إنما نحن من قفصة أصولاً وفروعاً. ولد سنة ست وسبعين وسبعمائة بقفصة ونشأ بها فأخذ العلم عن جماعة كأبي عبد الله الدكالي، وارتحل إلى الحجاز في أواخر القرن الذي قبله فجاور بمكة نحو ثلاث سنين متجرداً ثم توجه منها ماشياً إلى المدينة الشريفة فأقام بها أزيد من سنة ثم عاد إلى مكة ثم إلى القاهرة فأقام مدة ثم رجع إلى بلاده فدام بها إلى نحو سنة خمس عشرة ثم تحول إلى الحجاز بأهله فجاور بمكة سبع سنين، ثم رجع إلى القاهرة فانقطع بها بمدرسة شيخ الشيوخ نظام الدين بالصحراء قريب قلعة الجبل ولم يقصد الإقامة بالقاهرة إنما كانت نيته بالمجئ من بلاده للمجاورة بأحد المساجد الثلاثة ولكن اعتقده الظاهر جقمق وأحبه واغتبط به ولم يسمح بفراقه بحيث أنه لما رام التوجه لمكة كاد أن يكفه عنه فما بلغ وسافر في موسم سنة اثنتين وأربعين فلم يلبث أن مرض بعد إتمامه الحج. ومات بمكة في يوم الأحد مستهل محرم التي تليها رحمه الله وإيانا. وكان إماماً زاهداً ورعاً مديماً للانقطاع إلى الله من صغره وهلم جراً لا يتردد إلى أحد سيما الخير عليه لائحة كريماً ريضاً متضلعاً من علم السنة كثير الاطلاع على الخلاف العالي والنازل يكثر مطالعة التمهيد لابن عبد البر وله عليه حواش مفيدة غير أنه لا يعرف العربية. ترجمة ابن فهد النجم وهو ممن أخذ عنه وكذا قال البقاعي له أبيات في السواك كتبتها عنه وساقها وأشار إلى أن فيها عدة أبيات من نظمه ولم يميزها فحذفت كتابتها لذلك.
788 محمد بن قاسم بن محمد بن علي الشمس السيوطي المصري المالكي الشاذلي. كان مذكوراً بعلم الحرف مقصوداً فيه، الواعظ نزيل مكة ويعرف بابن قاسم. ولد في سنة خمس وتسعين وسبعمائة بسيوط وذكر أنه أخذ طريق الشاذلية عن أبي بكر بن محمد السيوطي الشاذلي بأخذه لها عن خاله الشهاب بن القطب عبد الملك الألواحي القلموني بأخذه لها عن أبيه وأخذه أيضاً عالياً عن رضيعة والدة شيخه أبي بكر عن أبيها عبد الملك عن أبي العباس المرسي عن أبي الحسن الشاذلي قال النجم ابن فهد وله نظم ومدحني ببعضه وأجاز لي. مات بمكة في جمادى الآخرة سنة ست وستين سامحه الله. وهو ممن شارك الماضي قريباً في اسمه واسم أبيه وكونه شاذلياً واعظاً.
 889 محمد بن قاسم بن محمد بن محمد الشمس أبو عبد الله الغزي ثم القاهري الشافعي ويعرف بابن الغرابيلي. ولد في رجب تحقيقاً سنة تسع وخمسين وثمانمائة تقريباً بغزة ونشأ بها فحفظ القرآن والشاطبية والمنهاج وألفية الحديث والنحو ومعظم جمع الجوامع وغير ذلك وأخذ عن الشمس بن الحمصي الفقه والعربية وغيرهما وعن الكمال بن أبي شريف بالقاهرة وغيرها الفقه والأصلين وغيرها ومما أخذه عنه شرح المحلي لجمع الجوامع ووصفه بالعالم المفنن النحرير؛ وقدم القاهرة في رجب سنة إحدى وثمانين فأخذ عن العبادي في الفقه قراءة وسماعاً ولازم التقاسيم عند الجوجري وقرأ عليه جانباً في أصول الفقه والعروض بكماله وقرأ على العلاء الحصني شرح العقائد والحاشية عليه وشرح التصريف والقطب في المنطق ومعظم المطول والحاشية وغير ذلك وعلى البدر المارداني في الفرائض والحساب والجبر والمقابلة وغالب توابع ذلك ومما قرأه عليه من تصانيفه شرح الفصول وعلى الزين زكريا القياس من شرح جمع الجوامع للمحلي وعلى الجمال الكوراني من شرح أشكال التأسيس وأخذ القراآت جمعاً وإفراداً عن الشمس محمد بن القادري ثم عن الزين جعفر جمعاً للسبع من طريق النشر وللأربعة عشر منه ومن المصطلح إلى أثناء النساء وعلى الشمس بن الحمصاني جمعاً للعشر إلى سورة الحجر وعلى الزين زكريا جمعاً للسبع وكذا على السنهوري لكن إلى العنكبوت وقرأ على ألفية الحديث بتمامها بحثاً والقول البديع وغيره من تصانيفي بعد أن كتبها والأذكار للنووي واغتبط بذلك كله، وتميز في الفنون وأشير إليه بالفضيلة والسكون والديانة العقل والانجماع والتقنع باليسير ونزله الزيني بن مزهر في مدرسته، وخالط الشهاب الأبشيهي فكان هو يرتفق بما يكون عنده من الأشغال وذاك بما يستعين به في الفهم وجلس لذلك بباب زكريا وزوجه نقيبه العلاء الحنفي ابنته وما حمدته في شيء من هذا، وآل أمره إلى أن صار حين ضيق على جماعة القاضي هو النقيب وظهرت كفاءته في ذلك وقسم بجامع الأزهر وعمل الختوم الحافلة وربما خطب بجامع القلعة حين يتعلل قاضيه وشكرت خطابته وفي غضون نقابته تردد إلي وكتب بعض تصانيفي وقرأه وأوقفني على حاشية كتبها على شرح العقائد في كراريس فقرضت له عليها وكذا عمل حاشية على شرح التصريف أقرأهما وغيرهما بل وكتب على الفتيا وهو جدير بذلك في وقتنا.
790 محمد بن قاسم بن محمد الشمس السيوطي ثم القاهري. سمع على المحب الخلاطي والفخر السنباطي والشهاب العطار سنن الدارقطني وعلى العز بن جماعة تساعياته التي خرجها لنفسه وحدث سمع منه جماعة ممن لقيناهم كالزين رضوان بل في الأحياء الآن من يروي عنه. وتكسب بالشهادة وذكره شيخنا في معجمه وقال أجاز في استدعاء ابني محمد، ومات سنة أربع وعشرين.
791 محمد بن قاسم بن محمد القاسمي البلبيسي ويعرف بابن وشق. ممن سمع مني بمكة.
محمد بن قاسم الشمس واعظ مكة. فيمن جده علي.
792 محمد بن قاسم صلاح الدين بن الماطي الماوردي. أمين المركبات كالدرياق بالبيمارستان وأحد صوفية المؤيدية بل له بها خلوة. مات بمكة فجأة في صفر سنة خمس وتسعين وكان ذا ثروة ولذا ختم الشافعي بمصر على موجوده وخرجت المؤيدية والخلوة عن ولده. محمد بن قاسم الشمس الطبناوي المقرئ. مضى قريباً.
793 محمد بن قاسم أبو عبد الله الأنصاري التلمساني ثم التونسي المغربي المالكي ويعرف بابن الرصاع بمهملتين والتشديد صنعة لأحد آبائه. ممن أخذ عن أحمد وعمر القلشانيين وابن عقاب وآخرين كأبي القسم البرزلي، وولي المحلة ثم الأنكحة ثم الجماعة ثم صرف نفسه في كائنة صاحبنا أبي عبد الله البرنتيشي واقتصر على إمامة جامع الزيتونة وخطابته متصدياً للإفتاء ولإقراء الفقه وأصول الدين والعربية والمنطق وغيرها وجمع شرحاً في شرح الأسماء النبوية وآخر في الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم وأفرد الشواهد القرآنية من المغنى لابن هشام ورتبها على السور وتكلم عليهما وشرح حدود ابن عرفة بل بلغني أنه شرع في تفسير وأنه اختصر شرح البخاري لشيخنا وعندي أنه انتقاء لا اختصار وبلغنا أنه في سنة أربع وتسعين على خطة.
794 محمد بن قاسم الأجدل ناظر زبيد ثم عدن بل ولي إمرة لحج وغيرها. مات سنة اثنتين وعشرين. ذكره شيخنا في إنبائه.
 795 محمد بن قاسم البجائي المغربي المالكي نزيل طيبة. ممن سمع مني بها.
محمد بن قاسم القفصي. فيمن جده محمد بن عبد العزيز.
796 محمد بن أبي القسم بن إبرهيم بن محمد بن أحمد بن عمر بن أحمد بن عمر بن عمر بن الشيخ على الأهدل بن عمر الجمال أبو عبد الله الحسيني السهامي اليماني الشافعي الخطيب بالمراوعة قرية جده الأعلى علي. سمع مني في سنة ست أو سبع وثمانين بمكة أشياء وكتبت له إجازة. محمد بن أبي القسم بن أحمد النويري. مضى في ابن عبد العزيز بن أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد.
797 محمد بن أبي القسم بن سالم الوشتاتي القسنطيني الأصل التونسي المالكي. أخذ عن يعقوب الزعبي تلميذ ابن عرفة وولي قضاء الجماعة بعد محمد الرصاع الماضي قريباً سنة ثلاث وثمانين.
798 محمد بن أبي القسم بن الصديق بن عمر أبو الطيب بن المقري الشرف اليماني المطري الشافعي من أبيات الفقيه ابن عجيل ويعرف بلقب جد أبيه زبر فيقال له كسلفه بنو زبر. لقيني بمكة في محرم سنة أربع وتسعين فقرأ علي قطعة من عدة ابن الجزري، وحدثته بالمسلسل بشرطه وذكر لي أن أباه كان قارئ السبع وإنه مات تقريباً سنة سبع وثمانين وأن سنه هو نحو ثلاثين سنة وله اشتغال متفرق، وحكى لي عن ناصر الدين بن الفقيه حسن الدمياطي المقيم بزيلع وعن سيرته هناك وكذا أخذ عن الجلال بن سويد بل قرأ عليه شرحي للهداية الجزرية وكتبت له من نسخته نسخة وقرأ عليه العدة وأخبره بها عن العبادي وابن عبيد الله وبالشرح عني وحدثني بشيء من سيرته وأنه تباين مع ناصر الدين مع تقاربهما.
محمد بن أبي القسم بن عبد الرحمن بن عبد الله الشيشيني. صوابه محمد بن قاسم بن عبد الله بن عبد الرحمن. مضى.
799 محمد بن أبي القسم بن عبد الله بن أبي القسم أحمد بن عبد المعطي الأنصاري المكي. ممن سمع مني بمكة.
 800 محمد بن أبي القسم المكني بأبي الفضل بن أبي عبد الله محمد بن إبرهيم الشمس أبو عبد الله ابن الفقيه الإمام المرتضى الجذامي الرنتيشي - بفتح الموحدة والراء بعدها نون ساكنة ثم مثناة مكسورة ثم تحتانية بعدها معجمة نسبة لحصن من عرب الأندلس من أعمال أشبونة - المغربي المالكي الماضي ابن عم والده إبرهيم بن عبد الملك بن إبرهيم، ويعرف بالرنتيشي. ولد في أوائل سنة تسع وخمسين وثمانمائة ونشأ يتيماً فقرأ القرآن والشاطبية الصغرى وأحضر مجالس العلماء كأبي عبد الله الزلديوي وإبرهيم الأخضري ومحمد الواصلي والقاضي الغافقي، وتلا في الأندلس للسبع على قاضي الجماعة بمالقة أبي عبد الله الفرعة ولبعض القراء على غيره، وبحث التيسير وشرحه للرعيني ومنظومة ابن بري والشاطبية مع شرحيها للفاسي وأبي شامة والكشف والبيان لمكي والأفراد لابن شريح وغيرها ولازم أبا عبد الله بن الأزرق في الأصلين والعربية والمنطق والعروض والموجز وغيرها وفي غضونها قرأ الرسالة لابن أبي زيد وقواعد عياض في الفقه وأوائل ابن الحاجب الفقهي وجملة من باب الحجر منه وكتباً من أوائل المدونة وغيرها على غير واحد؛ ودخل القاهرة في جمادى الآخرة سنة ثلاث وثمانين ليحوز ميراث إبرهيم المذكور فحج وسمع بمكة على النجم بن فهد وغيره وأخذ في القاهرة عن العلاء الحصني في الأصلين والمنطق والحكمة وعن حمزة البجائي نزيل الشيخونية في المنطق والمعاني والبيان ولم ينفك عنه محتملاً لجفائه ويبسه حتى أنه ربما كان يختفي منه اليومين والثلاثة فأكثر مع مزيد إحسانه الخفي إليه وكان جل انتفاعه به وعن أحمد بن عاشر في المنطق أيضاً في آخرين؛ ولازمني حتى قرأ الموطأ بتمامه مع ألفية العراقي وأصلها بحثاً وسمع على الكثير من تصانيفي وغيرها وسمع على أبي السعود الغراقي وحمدت وفور أدبه وعقله ومحاسنه وسرعة إدراكه وحسن قلمه وعبارته. وحصل له إجحاف في إرثه هنا وهناك وقرر له السلطان راتباً في الجوالي وصار يكرمه ثم لم يزل يتطلف به حتى استقر به في متجره باسكندرية كابن عم والده فدام فيه سنين ثم صرفه بالمحيوي عبد القادر بن عليبة ولزم هذا الاشتغال، وصاهر الشريف العواني على إبنته فلما مات ابن عليبة عين لضبط تركته ونحوها وتوجه ثم عاد فأعيد إلى الوظيفة بزيادة أرغم عليها وألزم صهره بالسفر معه فخرج مكرها وودعاني حين سفرهما فما كان بأسرع من وفاة الشريف هناك واستمر الآخر حتى أنهى ما كلف به بمكابدة وديون ثم حضر فرافع فيه مغربي آخر يقال له ابن غازي واسترسل حتى زيدت الجهة قدراً لا يحتمل وكمد هذا قهراً وغلبة ولم يجد معيناً ولا دافعاً كما هو دأب الجماعة مع السلطان الآن فلزم الوساد أشهراً بأمراض باطنية متنوعة حتى مات بمنزل سكنه ببركة الرطلي في ليلة الاثنين ثالث عشري شعبان سنة اثنتين وتسعين وصلي عليه من الغد وختم على موجوده ليحوزه الملك، وتأسفنا عليه لما كان مشتملاً عليه من المحاسن رحمه الله وإيانا وعوضه الجنة.
801 محمد بن أبي القسم بن محمد بن عبد الصمد بن حسن بن عبد المحسن العلامة الورع الزاهد أبو عبد الله ابن العلامة الزاهد المنقطع إلى الله المشدالي - بفتح الميم والمعجمة وتشديد الدال نسبة لقبيلة من زواوة - الزواوي البجائي المغربي المالكي والد أبي الفضل محمد وأخيه أبي عبد الله. أخذ عن أبيه بل ترافق معه في بعض شيوخه؛ وكان إماماً كبيراً مقدماً على أهل عصره في الفقه وغيره ذا وجاهة عند صاحب تونس فمن دونه كمل تعليقة الوانوغي على البراذعي واستدرك ما صرح فيه ابن عرفة في مختصره بعدم وجوده وتتبع ما في البيان والتحصيل بغير مظانه وحوله لها وحاذى به ابن الحاجب، أم وخطب بالجامع الأعظم ببجاية وتصدى فيه وفي غيره للتدريس والإفتاء وتخرج به ابناه وأئمة، وكان يضرب به المثل حيث يقال أتريد أن تكون مثل أبي عبد الله المشدالي، كل ذلك ديانة وقوة نفس، رأيت من أرخه سنة بضع وستين.
802 محمد بن أبي القسم بن محمد بن عبد الله بن عمر بن أبي بكر بن عمر بن عبد الرحمن بن عبد الله أبو عبد الله الناشري اليماني. سمع من جده أبي عبد الله البداية وغيرها وكان يخدم والده بحيث كان يوصي به أخوته ويقول اقدروا له قدره. مات أول سنة إحدى وأربعين.
 803 محمد بن أبي القسم بن محمد الأكبر بن علي الفاكهي المكي. ولد في ربيع الأول سنة أربع وستين بمكة، وأمه ست القضاة سعادة ابنة أبي البقاء محمد بن عبد الله بن الزين. وأحضر في الثانية على الزين عبد الرحيم الأميوطي ختم البخاري وجزء ابن فارس والدراح، ودخل القاهرة مع زوج أمه عبد القادر النويري. مات بمكة في المحرم سنة خمس وثمانين. أرخه ابن فهد.
804 محمد بن أبي القسم بن محمد بن علي بن حسين أو محمد المصري الأصل المكي الماضي جده وعم أبيه أحمد والآتي أبوه ويعرف بابن جوشن. كان يقرأ القرآن ويتعانى التجارة كجده بحيث خلف أموالاً كثيرة وكان يؤدي زكاة ثماره وحبه بحيث يقال إنه عند موته انفرد عن أهل مكة أوجلهم بذلك مع نسبته لإمساك. مات بمكة في صفر سنة ثلاث وتسعين وأنا هناك وقد زاحم الستين أو جازها رحمه الله. محمد بن أبي القسم بن محمد بن محمد النويري. يأتي في ابن محمد بن محمد بن محمد بن علي أبو الطيب. محمد بن أبي القسم بن محب الدين بن عز الدين. مضى قريباً في محمد بن عبد العزيز بن أحمد بن محمد بن أحمد.
محمد بن أبي القسم الجمال أبو عبد الله اليماني بن الأهدل الخطيب بالمراوغة. مضى قريباً فيمن جده إبراهيم بن محمد بن أحمد.
805 محمد بن أبي القسم الجمال أبو عبد الله المقدشي - بالمعجمة - شيخ النحاة باليمن. انتفع به جماعة منهم الشهاب أحمد بن عمر المنقش. ومات في ربيع الأول سنة خمس وأربعين.
806 محمد بن أبي القسم الفقيه الجمال الأمين الرقيمي. فاضل نقل بعض المنهاج والملحة. ذكره العفيف الناشري مختصراً.
807 محمد بن أبي القسم الشمس الدمشقي الشافعي نزيل مكة ويعرف بابن الأجل. ذكر أنه ولد سنة ثلاثين وسبعمائة وأنه قرأ الفقه على التقي السبكي والفخر المصري الشافعي وغيرهما، وكان فقيها فاضلاً مستحضراً لفوائد مع زهد وتخيل من الناس وانحراف عنهم وتخل عن دنيا طائلة حيث تركها وآثر الإقامة بمكة على طريقة حميدة حتى مات بها بعد مجاورته نحو خمس عشرة سنة في النصف الثاني من ربيع الأول سنة خمس، ذكره التقي بن فهد في معجمه ومن قبله التقي الفاسي.
808 محمد بن قانباي الجركسي الماضي أبوه. مات في جمادى الأولى سنة ست وأربعين وصلي عليه في مصلى المؤمني بمحضر فيه السلطان والأعيان ودفن بالمكان الذي صار معروفاً بأبيه وكثر توجعه لفقده، وكان خيراً أثنى عليه العيني حيث وصفه بالشاب الصالح وكذا قال شيخنا إنه كان مشكور السيرة من أقران محمد بن الظاهر جقمق الماضي عوضهما الله الجنة.
809 محمد بن قانباي اليوسفي الماضي أبوه. ولي المهمندارية بعد أبيه انحط أمره عند الظاهر خشقدم ثم اختص بالدوادار الكبير يشبك من مهدي بحيث جالسه وسامره وتوسل به كثيرون في ضروراتهم. محمد بن قديدار. في ابن أحمد بن عبد الله.
810 محمد بن قرابغا خير الدين العلائي المصري الحنفي. ولد قبل سنة عشرين وثمانمائة تقريباً بالقاهرة. ذكره البقاعي ووصفه بصاحبنا الإمام العالم الأديب البارع وأورد من نظمه:

يا غزالاً ليس لي عنه اصطبار

 

لا ولم يسل فؤادي عنه غـاده

بحر صبري مذ تنافرت ووجدي

 

ذا وهذا في احتـراق وزياده

مات في يوم الاثنين سادس عشري شوال سنة إحدى وأربعين مطعوناً ودفن من الغد.
811 محمد شاه بن قرا يوسف بن قرا محمد متولي بغداد. مات مقتولاً في ذي الحجة سنة سبع وثلاثين على حصن يقال له شنكان من بلاد شاه رخ. وكان شر ملوك زمانه فسقاً وإبطالاً للشرائع، واستقر بعده في المملكة أمير زاه على ابن أخي قرا يوسف، طول المقريزي في عقوده ترجمته بالنسبة لما هنا.
 812 محمد بن قرقماس بن عبد الله ناصر الدين الأقتمري القاهري الحنفي ويعرف بابن قرقماس. ولد في سنة اثنتين وثمانمائة تقريباً بالقاهرة ونشأ بها فقرأ القرآن على الجمال محمود بن الفوال المقرئ وتعانى في أول أمره الحبك وفاق فيه ثم أعرض عنه وأخذ القراآت السبع إفراداً عن مؤدبه المذكور والفقه عن العز عبد السلام البغدادي وعنه أخذ طرفاً من العربية والصرف والمنطق والجدل والأصلين وغيرها وكذا أخذ عن غيره ممن هو في طبقته وقبلها بيسير بل ذكر أنه حضر دروس العز بن جماعة وهو ممكن، وتعانى الأدب وعلم الحرف فصار له ذكر فيهما ونظم كثيراً وخاض في بحور الشعر وربما قصد بالأسئلة في الحرف وإقرائه بل وصنف فيه وكان إذا سئل عن شيء من الضمائر يخرج فيه نظماً على هيئة ما يخرج من الزايرجة وربما زعم أنه منها ثم يوجد في بعض الدواوين، وتقدم عند الظاهر خشقدم لذلك وغيره وقرره شيخاً للقبة بتربته في الصحراء وجعل له خزن كتبها وغير ذلك. وصنف زهر الربيع في البديع زيادة على عشر كراريس وقف عليه كل من شيخنا والعيني وقرضاه وقسمه تقسيماً حسناً وصل فيه إلى نحو مائتي نوع ذكر في كل نوع منها شيئاً من نظمه في ذلك النوع وهو حسن في بابه لكن قيل إنه اشتمل على لحن كثير في النظم والنثر وخطأ في أبنية الكلمات من حيث التصريف وتراكيب غير سائغة فيحرر وشرحه شرحاً كبيراً سماه الغيث المريع وكتب تفسيراً في عشرين مجلدة نسخه من مواضع وفيه ما ينتقد وكذا له الجمان على القرآن سجع، وغير ذلك؛ ونسخ بخطه الفائق كتباً كثيرة صيرها وقفاً بمدرسة أنشأها بلصق درب الحجر تجاه سكنه قديماً، وقد حج رفيقاً للدقدوسي وكانت معه حينئذ ودائع لأناس شتى فضاعت منه فبينا هو في حساب ذلك إذ بقائل يقول من فقد له هذا الكيس فأخذه منه وفيه شيء كثير فلم يجد فقد منه شيء ورام الإحسان لواجده بشيء من عنده فالتفت فلم يجده فوقع في خاطره أنه من الرجال، وزار بيت المقدس وطوف؛ اجتمعت به غير مرة وكتبت عنه من نظمه بسمنود وغيرها. وكان خيراً متواضعاً كريماً ذا خط فائق وشكل نضر بهج رائق وشيبة نيرة وسكينة وصمت ومحبة في الفقراء واعتقاد حسن حتى كان هو ممن يقصد بالزيارة للتبرك به ومحاضرة حسنة لولا ثقل سمعه؛ منقطعاً عن الناس ملازماً للكتابة بحيث أن أكثر رزقه منها ويقال أن أكثر كتابته في الليل وإن ما فقده من سمعه ممتع به في بصره حتى أنه يكتب في ضوء القمر وأنه يتهجد في الليل ويتلو كثيراً متودداً للطلبة مقبلاً عليهم باذلاً نفسه مع قاصده متزيياً بزي أبناء الجند تعلل مدة ثم مات في أواخر شوال سنة اثنتين وثمانين ودفن بمدرسته المشار إليها رحمه الله وإيانا. ومما كتبته عنه من نظمه:

يا خليلي أصاب قلبي المعني

 

يوم سار الظعون والركبان

ظاعن طاعن برمـح قـوام

 

قد علاه من مقلتيه سنـان

وأثبت في معجمي من نظمه غير هذا. محمد بن قرمان. هو ابن علي بن قرمان.
713 محمد بن قريش بن أبي يزيد أبو يزيد الدلجي الأصل القاهري. ولد في جمادى الثانية سنة تسعين، أحضره إلى أبوه الماضي في يوم عيد الفطر سنة خمس وتسعين وهو في أثناء السادسة فسمع مني مسلسل العيد وقبله المسلسل بالأولية ولم يلبث أن مات في طاعون سنة سبع وتسعين عوض الله أبويه الجنة.
814 محمد بن قريع الشمس الحموي التاجر السفار للأماكن النائية كالهند والحبشة مات بجدة في ليلة الاثنين ثامن عشر ربيع الآخر سنة ثمان وثمانين وحمل إلى المعلاة فدفن بها.
محمد بن قطلوبك الشمس الكماخي. مضى فيمن اسم أبيه عمر بن محمود.
محمد بن قلبة الشمس الشامي. في ابن محمد بن محمد بن قلبة. محمد بن قماقم. هو محمد بن أحمد بن محمد بن محمد بن قماقم. محمد بن قمر. هو ابن علي بن جعفر بن مختار. مضى.
محمد بن قندو ملك بنجالة. رأيت من كتبه هنا. ومضى في الفاء من الآباء.
815 محمد بن قوام الحنفي. عرض عليه الصلاح الطرابلسي وقال أنه قاضي الحنفية بدمشق وكان عرضه عليه في ذي الحجة سنة ست وأربعين ولم يجزه. ويحرر فأظنه قوام الدين محمد بن محمد بن محمد بن قوام.
 816 محمد بن قياس بن هندو الشمس بن الفخر الشيرازي الأصل القاهري عم محمد بن أحمد الماضي. سمع على ابن الجزري وكان خيراً مسناً من صوفية سعيد السعداء. مات في ذي القعدة سنة خمس وسبعين رحمه الله.
817 محمد بن قيصر بن عبد الرحمن أبو عبد الله بن العلم أبي الجود المصري ويعرف بالقطان. رأيت له مصنفاً سماه التقاط الجواهر والدرر من معادن التواريخ والسير في مجلدين معظمه وفيات كتب بخطه أنه وقفه في رمضان سنة اثنتين وتسعين. وكتبته هنا على الاحتمال.
818 محمد بن كجك الجمال العزي نسبة للسيد عز الدين حميضة بن أبي نمى صاحب مكة. نشأ ملائماً لجماعة من أعيان الإشراف وغيرهم وظهرت منه خصال جميلة واشتهر ذكره وصار مقبول الشهادة عند الحكام وغيرهم مع كونه زيدياً ينسب إليه الغلو فيه ورزق جانباً من الدنيا وعدة أولاد وقوة في رمي النشاب، وكان طويل الشكل غليظ الجسم شديد السمرة على ذهنه فوائد من أخبار بني حسن ولاة مكة مات في المحرم سنة عشرين وقد جاز الثمانين بسنة أو سنتين. ذكره الفاسي في مكة.
819 محمد بن كراهة. جرده ابن عزم.
820 محمد بن كزلبغا ناصر الدين أبو عبد الله الجوباني القاهري الحنفي ويعرف بابن الجندي وبابن كزلبغا، كان أبوه من مماليك الطنبغا الجوباني نائب دمشق فولد له هذا في أوائل القرن تقريباً ونشأ فحفظ القرآن والشاطبيتين وغيرهما؛ وعرض واشتغل بالفقه وأصوله والعربية وغيرها على غير واحد، واعتنى بالقراآت فتلا بالسبع على حبيب والتاج بن تمرية مفترقين وكذا على ابن الجزري ولكنه لم يكمل مع عرض الشاطبيتين عليه بتمامهما حفظاً بل سمع عليه الكثير بالباسطية، وكذا عرض جميع الشاطبية على الزراتيتي المقرئ وسمع التيسير للداني بكماله على أبي الحسن علي بن محمد بن عبد الكريم الفوى في سنة سبع وعشرين بسنده في عبد الرحمن بن محمد بن إسماعيل الكركي، وسمع على شيخنا المسلسل ويسيراً من الكتب الستة ونحوها وأسمع ولداً له معه ذلك وكان النور الصوفي الحنفي معهما، وناب في إمامة الأشرفية برسباي عن شيخه حبيب ثم استقل بها ورام أخذ مشيخة القراآت بالشيخونية بعده أيضاً فقدموا عليه شيخه التاج بن تمرية وتصدى لإقراء الطلبة وقتاً فانتفعوا به في القراآت، اجتمعت به مراراً وسمعت قراءته بل وبعض من يقرأ عليه وصليت خلفه وبلغني أن شخصاً حلف بالطلاق الثلاث أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم وهو يأمره بالقراءة عليه وكان الرائي له مدة يسأله في القراءة عليه وهو يمتنع فأقرأه حينئذ. وكان متواضعاً خيراً ساكناً منجمعاً عن الناس متقدماً في القراآت سيما في ا لأداء والإيراد في المحراب لجودة صوته حتى كان من الإفراد في ذلك مع مزيد حدة وسطوة على الطلبة على عادة أبناء الترك بحيث يحصل له في حدته غتمة زائدة ولذلك كانت له حرمة تامة على أرباب الوظائف بالأشرفية كالمؤذنين والفراشين ونحوهم، ولم يزل على حاله حتى مات في صفر سنة ست وخمسين رحمه الله وإيانا.
821 محمد بن كمال الخانكي الحنفي. ممن أخذ عن الأمين الأقصرائي. ومات في جمادى الثانية سنة إحدى وتسعين.
822 محمد بن مالك التروجي المالكي. شهد في إجازة الجمال الزيتوني على بعض القراء سنة إحدى وتسعين وسبعمائة بل عرض عليه ابن الحفار بعدها في سنة ست وتسعين. وكتبته على الاحتمال.
823 محمد بن مبارك بن أحمد بن قاسم بن علي بن حسين بن قاسم الذويد ويعرف بالبدري. مات بمكة في ليلة الجمعة خامس عشري رمضان سنة ثمان وستين.
824 محمد بن مبارك بن حسن بن شكوان العلاف. مات في المحرم سنة اثنتين وستين، أرخهما ابن فهد. محمد بن مبارك بن عثمان الحلبي الحنفي.
725 محمد بن مبارك بن علي بن أبي سويد الشريف الحسني المكي، مات بها في ربيع الآخر سنة سبع وستين. أرخه ابن فهد.
826 محمد بن مبارك بن محمد بن علي عين الدين بن معين الدين بن عين الدين بن نصير الدين الفاروقي الملك بنواحي كأبيه وجده ويلقب عادلخان طلب مني قريب للسيد الجرجاني الإجازة له، فكتبت له في سنة ست وثمانين وأنا بمكة إجازة حافلة.
827 محمد بن مبارك بن منصور القرشي المطلبي الشافعي ويعرف بنغيمش؛ كان متسبباً صاحب ملاءة، مات في ربيع الأول سنة ستين بمكة وخلف بها أملاكاً. أرخه ابن فهد.
 828 محمد بن مبارك الشمس الآثاري شيخ الآثار؛ مات في المحرم سنة ست عن ثمانين سنة. ذكره شيخنا في إنبائه وقال كان مغري بالمطالب والكيمياء كثير النوادر والحكايات المعجبة أعجوبة في وضعها والله يغفر له.
829 محمد بن مبارك التكروري الشهير بابن هوا، كان شاهداً بجدة، ومات بمكة بعد اختباله وعقد لسانه في ذي الحجة سنة اثنتين وستين؛ أرخه ابن فهد.
830 محمد بن مبارك القسنطيني المغربي المالكي نزيل المدينة النبوية؛ استوطنها مدة وحمده أهلها بحيث رأيتهم كالمتفقين على ولايته وبلغني عنه أحوال صالحة مع تقدمه في العلوم حتى أنه أقرأ الطلبة في الفقه ولاعربية وغيرهما وانتفعوا به مع أنه لم يشتغل إلا بعد كبره، ومن شيوخه محمد بن عيسى، مات سنة ثمان وستين أو التي تليها بالمدينة رحمه الله وإيانا.
831 محمد بن مباركشاه ناصر الدين الطازي أخو المستعين بالله العباس لأمه ويعرف بابن الطازي. ولد بالقاهرة ونشأ في السعادة ومهر في لعب الرمح حتى صار فيه فريداً وبه تخرج جماعة، ولما تسلطن أخوه المشار إليه في سنة خمس عشرة صار دواداراً من جملة أمراء الطبلخاناه فلما انفصل أخوه أخرج المؤيد إقطاعه وأبعده. واستمر خاملاً حتى مات في سنة ثلاث وعشرين.
832 محمد بن مباركشاه ناصر الدين الدمشقي حاجب الحجاب بها ويعرف بابن مبارك. ولد في حدود عشر وثمانمائة وأول ما عرف من أمره عمل دواداراً عند زوج أخته سودون النوروزي حاجب الحجاب بدمشق ثم تأمر بعده بها وتنقل في وظائف فيها كشد الأغنام بالبلاد الشامية إلى أن استقر في حجوبيتها ثم نقل لنيابة حماة سنة تسع وستين ثم في التي تليها لنيابة طرابلس بعد موت جانبك الناصري كل ذلك وشد الأغنام معه ثم أخرج عنه للعلاء الأزبكي، ولم يلبث أن عزل في ذي القعدة منها بقانباي الحسني المؤيدي عن نيابة طرابلس وجهز له من ينقله لدمشق وصودر بها حتى صالح على خمسة وثلاثين ألف دينار واستمر على الحجوبية وكان مذكوراً بخير في الجملة مع نوع فضيلة ومذاكرة؛ وأنشأ مدرسة للجمعة والجماعات بصالحية دمشق ورباطها فيما أظن ورام من صاحبنا البرهان القادري أن يكون شيخ صوفيتها فأبى فقرر ولده، ثم لم يلبث أن مات على حجوبيتها في رجب سنة تسع وسبعين وحضر ولده فبذل الأموال وسلم من القتل عفا الله عنه.
833 محمد بن محرز الجزيري. مات سنة خمس.
834 محمد بن محمد بن أفوش بن عبد الله الشمس أبو عبد الله الدمشقي الصالحي العطار أبوه ويعرف بابن جوارش بجيم ثم واو مفتوحتين وراء مكسورة ثم شين معجمة وربما جعل اسم جده بل أكثر أصحابنا قالوا محمد بن محمد بن عبد الله. ولد تقريباً سنة ثمان وسبعمائة بصالحية دمشق ونشأ بها وسمع من المحب الصامت وكذا فيما قيل من رسلان الذهبي، وحدث سمع منه الفضلاء وأكثرت عنه؛ وكان خيراً نيراً على الهمة صبوراً على الأسماع مديماً للجماعة بجامع الحنابلة وربما اتجر بسبب عياله. مات في خامس عشري رمضان سنة ستين وصلي عليه عقب صلاة الجمعة ودفن بسفح قاسيون رحمه الله وإيانا.
835 محمد بن محمد بن إبراهيم بن أحمد بن أبي بكر بن عبد الوهاب بن أحمد الكمال أبو الفضائل بن الجمال أبي المحاسن المرشدي ثم المكي الحنفي سبط الكمال الدميري، أمه أم حبيبة؛ والماضي أبوه وأخو عبد الأول وعمهما عبد الواحد وهو بكنيته أشهر، ولد في نصف ذي القعدة سنة ست وتسعين وسبعمائة بمكة ونشأ بها فقرأ القرآن وتلا به لأبي عمرو على أبي بكر السكندري زريق والمجمع وعرضه على أبيه وعمه عبد الواحد والقاضي على الزرندي واشتغل في الفقه على أبيه وعمه وبالقاهرة على العز عبد السلام البغدادي وآخرين وفي النحو على أبيه؛ وتردد إلى القاهرة وإلى الشام حلب فما دونها وكذا دخل اليمن وكان أبوه قد إعتنى به في صغره وأحضره في أول شهر من عمره فما بعده فكان ممن حضر عليه الشمس بن سكر وأحمد بن حسن بن الزين، وهو ممن سمع عليه ابن صديق وأبو الطيب السحولي والشهاب بن مثبت والزين المراغي وآخرون، وأجاز له جده الكمال والعراقي والهيثمي وغيرهم، وخرج له صاحبنا ابن فهد فهرستاً لخصته، وحدث سمع منه الفضلاء ولقيته بمكة في المجاورة الأولى فقرأت عليه أشياء، مات في أواخر ربيع الأول سنة إحدى وستين وصلي عليه ضحى عند باب الكعبة ودفن بالمعلاة عند أسلافه بالقرب من الفضيل بن عياض رحمه الله.
 836 محمد أبو النجا المرشدي المكي أخو الذي قبله. ولد في ربيع الآخر سنة عشرين بمكة وحفظ الكنز وعرضه سنة ست وثلاثين على الكمال بن الزين وإبرهيم بن خليل بن محمد الكردي الشامي وأحضر على الجمال محمد بن علي النويري نور العيون لابن سيد الناس ونسخة بكار وغير ذلك ثم سمع على أبيه الشفا وعلى عمه أحمد والجمال محمد بن أبي بكر المرشدي السيرة الصغرى لابن جماعة وعلى ابن الجزري غالب سنن أبي داود، مات في شوال سنة إحدى وأربعين بسطح عقبة إيلة وحمل لأسفل العقبة فدفن به. أرخه ابن فهد.
837 محمد بن محمد بن إبرهيم بن أحمد بن غانم أبو البركات بن النجم المقدسي لاشافعي الماضي أبوه وجده ويعرف كسلفه بابن غانم. ولي ببلده مشيخة الخانقاه الصلاحية ونظرها كسلفه. ومات في عاشر ذي القعدة سنة ثمان وسبعين عن أربعين سنة وهو آخر الذكور من بيتهم.
838 محمد بن محمد بن إبرهيم بن الجلال أحمد بن محمد الشمس أبو الخير الخجندي المدني الحنفي، ولد في صفر سنة أربع وثلاثين وثمانمائة وحفظ الكنز وعرضه بالمدينة والقاهرة وأحضره أبوه في الأولى على الجمال الكازروني ثم سمع عليه وعلى أبي الفتح المراغي والمحب المطري وبالقاهرة على المحب الأقصرائي وكان يشتغل عليه وعلى ابن الهمام وعنده مات في أواخر سنة ثمان وخمسين رحمه الله.
839 محمد بن محمد بن إبراهيم بن إسماعيل الشمس القليوبي القاهري الأزهري الشافعي ويعرف بالنائي وأكثر الاشتغال وفضل وتنزل في البيبرسية والسعيدية وغيرهما، وتعلل دهراً وهو صابر متجرع فاقة وألماً ولازم أخي في الفقه والعربية وكذا لازمني في شرح الألفية وغيره رواية ودراية وعم الرجل. محمد بن محمد بن إبراهيم بن أيوب بن العصياتي. يأتي بعد قليل بزيادة محمد في نسبه قبل أيوب.
840 محمد بن محمد بن إبراهيم بن عبد الرحمن الدمشقي ويعرف بابن الشماع. سكن مع أبيه الأمين بن الشماع بمكة مدة سنين ثم بعده سكن اليمن بزبيد كذلك وكان يتردد منها لمكة إلى أن أدركه أجله بها في أحد الربيعين سنة ثلاث عشرة ودفن بالمعلاة. ذكره الفاسي.
841 محمد بن محمد بن إبراهيم بن عبد الرحمن الشمس بن الشرف السكندري ثم القاهري المالكي المقرئ نزيل المؤيدية، ممن اعتنى بالقراآت وجمع على النوبي والزين الهيثمي في آخرين كالسنهوري وزكريا ممن لم يكمل عليهم ولازم الديمي في قراءة أشياء ثم تردد إلي في سنة إحدى وتسعين فسمع مني المسلسل بشرطه وقرأ على جملة من الترغيب للأصبهاني وبعض الترغيب للمنذري وسمع علي دروساً في شرحي للتقريب والألفية وغيرهما وحمدت قراءته وتمييزه وفهمه ولكنه يشكو فاقة ووقف للسلطان في سنة خمس وتسعين فقرأ بحضرته رجاء أن يرتب له على البساط فوعده.
842 محمد بن محمد بن إبرهيم بن عبد المهيمن الفخر بن الشرف القليوبي الأصل القاهري الماضي أبوه وعمه أحمد ويعرف بابن الخازن. كان مثابراً على التحصيل بحيث أنه ضم لما انتقل إليه عن أبيه أشياء ولكنه لم يمتع به لقرب وفاتيهما، وقد حج وسمع بمكة على التقي بن فهد وأبي الفتح المراغي، مات في أوائل سنة خمس وخمسين قبل أن يتكهل ظناً فيهما وكان عارياً عفا الله عنه.
 843 محمد بن محمد بن إبراهيم بن عبد الوهاب البدر بن التاج الأخميمي الأصل القاهري الشافعي سبط ناصر الدين الزفتاوي، أمه زينب والماضي أبوه. ولد سنة أربع وأربعين وثمانمائة بالقاهرة ونشأ بها في كنف أبويه فقرأ القرآن وصلى به واحتفل أبوه له وحفظ العمدة والمنهاج الفرعي والأصلي وألفية ابن ملك وعرض ثم لازم المناوي والفخر المقسي وزكريا وكان أحد قراء شرحه للبهجة في آخرين وسمع على جماعة منهم سارة ابنة ابن جماعة بل قرأ على العلم البلقيني وابن الديري والعز الحنبلي والشريف النسابة والمحب بن الأشقر ختم البخاري في ثاني ربيع الأول سنة ستين بمدرسة الزين الأستادار وأخذ عني يسيراً؛ وحج غير مرة وجاور وقرأ هناك على التقي بن فهد وغيره، وأجاز له مع أمه وهو مرضع ابن بردس وابن ناظر الصاحبة وابن الطحان لما قدموا القاهرة، وكذا له ذكر في خاله الصدر أحمد، وداخل الناس كأبيه وناب في القضاء واختص بتمراز وتحدث عنه في أماكن كالشيخونية وكذا تكلم في الظاهرية القديمة وكان معه خزن كتبها وفي غير ذلك، وذكر بحسن المباشرة وبالتودد والاحتشام في الجملة. مات في حياة أبويه يوم الجمعة سادس ربيع الأول سنة أربع وثمانين عن أربعين سنة إلا أياماً وصلي عليه من الغد في مشهد حافل جداً ودفن بتربتهم تجاه تربة الناصر بن برقوق وكثر البكاء عليه والتوجع لأبويه عوضهم الله الجنة.
844 محمد بن محمد بن إبراهيم بن علي بن أبي البركات محمد صلاح الدين أبو المحاسن بن الجمال أبي السعود بن البرهان بن ظهيرة القرشي المكي الشافعي الماضي أبوه وجده وأبوه وأخوه أحمد، وأمه ابنة الجمال أبي المكارم بن النجم محمد بن ظهيرة. ولد في يوم الاثنين حادي عشري صفر سنة ثمانين بمكة وحفظ القرآن وجل محافيظ أبيه المنهاج وجمع الجوامع والأفيتين والتلخيص واشتغل على أبيه وفهم وتيقظ وسمع مني في سنة ست وثمانين وبعدها أشياء ثم قرأ علي في سنة سبع وتسعين الشفا ومؤلفي في ختمه ولازمني وتوجه مع أبيه قبل ذلك لزيارة المدينة النبوية وسمع على أبي عبد الله محمد بن أبي الفرج المراغي في الشفا وغيره وعلى أم حبيبة زينب ابنة الشوبكي ما سلف في أخيه البهاء أحمد وأكثر عن أبيه في الرواية والدراية وزوجه سبطة عمته ابنة الزيني عبد الباسط وكان المهم في أوائل سنة سبع وتسعين حافلاً وتمرن في النحو بالشمس الزعيفريني ولازم إسماعيل بن أبي يزيد في العربية والفقه وغيرهما وقرأ على الوزيري وحضر عن أبيه في مشيخة الجمالية وكذا خطب بجدة، وهو شديد الحياء زائد الوقار أرجو فيه الخير.
845 محمد البدر أبو السعادات أخو الذي قبله. ولد في ليلة رابع عشر شعبان سنة ثمان وثمانين وأمه أم ولد حبشية.
846 محمد بن محمد بن إبراهيم بن محمد بن أيوب بن محمد الشمس بن البدر الحمصي ثم الدمشقي الشافعي سبط خطيب حمص ومدرسها الشمس السبكي وربما يقال له محمد بن محمد بن أحمد بن عبد المحسن أسقط محمد الثالث من نسبه ويعرف كسلفه بابن العصياتي. ولد في سنة سبع وثمانمائة بحمص ونشأ بها فحفظ المنهاج وجمع الجوامع وألفيتي الحديث والنحو والمغنى لابن هشام، وعرض على جده لأمه المشار إليه واشتغل على أبيه وغيره ببلده وغيرها وتميز عن أبيه في العربية بحيث كان يقول لولده محمود الآتي إنه يحفظ لسيبويه خاصة خمسمائة شاهد. ولقي شيخنا في سنة آمد فقرأ عليه وأذن له وسأله عن ملك غسان وصاحب رومية فكتب له الجواب، وتكلم على العامة في التفسير من القرطبي وغيره. وحج في سنة سبع وأربعين، وزار بيت المقدس وناب في القضاء بدمشق عن التقي ابن قاضي شهبة بل ولي قضاء بلده في أيام الظاهر جقمق وقرر له على الجوالي راتباً فلم يتناوله بل استعفى عن القضاء بعد يسير ودرس بدمشق وغيرها، وممن قرأ عليه التقي الأذرعي والبدر بن قاضي شهبة والنجم بن قاضي عجلون. مات في رابع عشري ذي القعدة سنة ثمان وخمسين بعد أن أجاز لي رحمه الله.
847 محمد بن محمد بن إبرهيم بن محمد بن عيسى بن مطير العز بن الطيب الحكمي ايماني الشافعي أخو أحمد الماضي. تفقه بابن عمه أبي القسم غالباً وسمع الحديث وبحث وحصل ودرس وأفتى وهو فقيه خير محقق. ذكره الأهدل.
 848 محمد بن محمد بن إبرهيم بن محمد الصارم زين العابدين المصري الأصل ثم العدني الشافعي الضرير أبوه ويعرف بابن النقانقي. كتب إلي من زبيد يطلب الإجازة فينظر كتابه وكتاب حفيد الأهدل بسببه فيها عندي.
849 محمد بن محمد بن إبرهيم بن المظفر الشريف الشمس الحسيني البعلي الشافعي. ولد سنة سبع وسبعمائة وأسمع على الحجار الصحيح بفوت والأربعين التي خرجها له ابن الفخر، وأجاز له التقي سليمان وأبو بكر الدشتي وأبو بكر بن أحمد بن عبد الدائم والمطعم والقسم بن عساكر ويحيى بن محمد بن سعد ومحمد بن أحمد بن أبي الهيجاء بن الزراد ووزيرة وآخرون وحدثنا عنه جماعة. ذكره شيخنا في معجمه وقال أجاز لي غير مرة من بعلبك. ومات على رأس القرن رحمه الله.
850 محمد بن محمد بن إبرهيم الشمس أبو البركات التروجي الخانكي أحد صوفيتها والتاجر أبوه. ولد سنة أربع وخمسين تقريباً بالخانكاه. ممن سمع مني وكذا سمع على الشاوي وغيره، وحج وقرأ في المنهاج ولا بأس به.
851 محمد بن محمد بن إبرهيم الشمس أبو عبد الله القاهري الشافعي ويعرف بابن البهلوان وأبوه بابن الجندي وكان صالحاً دائم الذكر فنشأ ابنه هذا ومولده قبل القرن بيسير فحفظ القرآن وغيره واشتغل قليلاً وجود الخط وأتقن التذهيب وبرع في الميقات ونحوه وقرأ على شيخنا بعض أجوبته وسمع عليه غير ذلك؛ وأدب بني الجمال ناظر الخاص بل ووالدهم قبل واستقر به خازن كتب مدرسته وخطيبها وإمامها وكذا كانت معه مدرسة الأمين بن التاج موسى المقابلة للصاحبية والخطابة بجامع التاج موسى بساحل بولاق بالقرانيص وكانت تجري على يديه للجمالي مبرات وله به زيادة وثوق لحسن عشرته وأدبه وتواضعه وسمته وميله للفقراء وانجماعه. مات في رابع رجب سنة خمس وستين وقد قارب السبعين رحمه الله وإيانا.
852 محمد بن محمد بن إبراهيم الشمس الياسوفي ثم الدمشقي الشافعي الماضي أبوه. حفظ القرآن وكتباً واشتغل عند النجم بن قاضي عجلون وأخيه التقي، وقدم بالقاهرة فحضر عند الجوجري ولم يعجبه شأنه وقرأ على ألفية الحديث بحثاً وغير ذلك ثم رجع.
853 محمد بن محمد بن إبرهيم الخزرجي البخاري الزموري نزيل الحرمين. مات في سنة تسع وثلاثين بالمدينة النبوية. أرخه ابن فهد؛ قال ومن مؤلفاته ساطع الأنوار في استخراج ما في حديث الإسراء من الأسرار.
محمد: بن محمد بن أحمد بن الرضى إبراهيم بن محمد بن إبراهيم بن أبي بكر الولوي أبو عبد الله بن أبي اليمن الطبري المكي وأمه أم كلثوم ابنة الجمال محمد بن أحمد ابن إبراهيم بن البرهان الطبري. سمع من أبيه وعمه وابن صديق وغيرهم وناب في الإمامة عن أبيه حينا. مات في جمادى الأولى سنة سبع بمكة ودفن بالمعلاة ذكره الفاسي.
محمد النجم الطبري. شقيق الذي قبله.
محمد أبو الوفاء الطبري أخو اللذين قبله. أمه أم هانئ ابنة أبي العباس ابن عبد المعطي.
محمد أخو الثلاثة قبله، أمه فاطمة ابنة أبي بكر بن علي بن يوسف المصري.
محمد أخو الأربعة قبله. أمه غصون الحبشية فتاة لأبيه. بيض الأربعة ابن فهد فلعلهم ماتوا صغاراً.
محمد الزكي أبو الخير أخو الخمسة قبله، أمه تفاحة الحبشية فتاة أبيه. سمع من الجمال بن عبد المعطي والقروي وجماعة واستقر هو وأخوه عبد الهادي في الإمامة بعد أبيهما شركة لابن عمهما الرضي أبي السعادات محمد الآتي بعده فلم يلبث أن قتل ليلاً خطأ ظنه بعض العسس لصاً فضربه فصادف منيته، وذلك في صفر سنة ثلاث عشرة بمكة. ترجمه ابن فهد باختصار عن هذا، وكذا ذكره شيخنا في أنبائه ببعضه.
محمد بن محمد بن أحمد بن الرضي إبراهيم بن محمد بن إبراهيم بن أبي بكر الرضي أبو السعادات بن المحب أبي البركات الطبري المكي ابن عم الأولين، وأمه أم الحسن فاطمة ابنة أبي العباس أحمد بن محمد بن عبد المعطي. ولد في ذي الحجة سنة سبعين وسبعمائة بمكة وسمع بها على الجمالين محمد بن أحمد بن عبد الله بن عبد المعطي ومحمد بن عمر بن حبيب الحلبي، وعنى بحفظ القرآن والفقه، وناب عن أبيه في الإمامة في حياة أبيه سنين ثم نزل له أبوه عنها قبل وفاته فشاركه فيها عمه أبو اليمن محمد وباشرها إلى أن رغب عن ذلك لابنه المحب محمد. ومات في ليلة مستهل جمادى الآخرة سنة اثنتين وعشرين بمكة وصلى عليه صلاة الصبح ودفن بالمعلاة. ذكره الفاسي مطولا.
 محمد الطبري شقيق الذي قبله. سمع في سنة اثنتين وستين وسبعمائة مع أبيه على حسنة ابنه محمد بن كامل الحسني. بيض له ابن فهد.
محمد بن محمد بن أحمد بن إبراهيم بن محمد الفاسي الشيخ هبة. مات سنة ثمان وستين.
محمد بن الشمس محمد بن أحمد بن أحمد بن حسن المسيري الأصل المكي الماضي أبوه. قرأ في القرآن وكفلته أمه بعد أبيه وسمع منى بمكة في سنة ست وثمانين وبعدها.
محمد بن محمد بن أحمد بن أحمد بن صلح بن أحمد الصيداوي الرفاعي ويعرف بابن شيخ الرميلة. ممن سمع مني محمد بن الجمال محمد بن أحمد بن أحمد بن الضياء محمد بن التقي عمر بن محمد بن عمر بن الحسن بن عبد الله بن أحمد بن ميمون القيسي القسطلاني المكي المالكي، أمه سعدى المغربية مستولدة الشهاب بن ظهيرة أم ولده أبي عبد الله. سمع في سنة ثلاث وتسعين وسبعمائة من فاطمة ابنة أحمد بن قاسم الحرازي بعض المصابيح، وأجاز له في سنة ثمان وثمانين النشاوري وابن الميلق والعراقي والهيثمي والابناسي وآخرون. مات بمكة قبل الثلاثين بعسر البول والحصى مع معالجته بأنواع.
محمد بن محمد بن أحمد بن أحمد بن محمد بن محمد المحب بن الشمس البكري القاهري الشافعي السعودي الماضي أبوه ويعرف بابن العطار. اشتغل وبرع في الميقات والفرائض والحساب وأخذ عنه غير واحد، وتكسب كأبيه بالشهادة عند حوض ابن هنس ثم كتب بأخرة في ديوان المواريث الحشرية ولم يحصل على طائل. مات قريب الثمانين فيما أظن عن بضع وخمسين رحمه الله وإيانا.
محمد بن محمد بن أحمد بن اسمعيل بن داود الصدر بن الشمس بن الشهاب الرومي القاهري الحنفي والد الصدر محمد الآتي، وسمي شيخنا والده عبد الله وهو سهوبل عبد الله أخ لصاحب الترجمة، قال شيخنا في انبائه: ناب في الحكم وكان حسن التودد ويتعمم دائماً على أذنيه. مات سنة خمس وعشرين.
محمد تقي الدين أخو الذي قبله ويعرف كسلفه بابن الرومي.
محمد بن محمد بن أحمد بن أبي بكر بن رسلان البدر أبو السعادات بن أوحد الدين بن العجيمي البلقيني الأصل الماضي أبوه وجده. ولد بالمحلة ونشأ بها فحفظ القرآن وكتباً، وعرض على جماعة كالأمين الأقصرائي والعز الحنبلي واستقل بعد أبيه بقضاء المحلة مع صغر سنه وخلوه ثم صرف بابن أبي عبيد وقتاً وعاد على مال مقرر بحملة وكانت سيرته في العود أشبه منها قبله فيما قيل ثم بلغني عنه كائنة قبيحة في سنة ثمان وتسعين رسم عليه بسببها على مال وقيل أنها مفتعلة.
محمد بن محمد بن أحمد بن أبي بكر الشمس بن الشمس الحموي الشافعي الماضي أبوه ويعرف كهو بابن الأشقر. ممن سمع على شيخنا.
محمد بن محمد بن أحمد بن جعفر بن محاسن الشمس البعلي المؤدب ويعرف بابن الشحرور.ولد سنة اثنتين وستين وسبعمائة ببعلبك ونشأ بها وسمع على عبد الرحمن بن محمد بن الزعبوب ومحمد بن علي اليونانية الصحيح وعلى حسن ابن محمود بن بشر وأحمد بن إبراهيم بن بدر الألفي البعليين المائة انتقاء ابن تيمية منه وعلى موسى بن ابراهيم أخي ثانيهما الأول من أمالي قاضي البيمارستان وحدث سمع منه الفضلاء كالحافظ ابن موسى ورفيقه الأبي في سنة خمس عشرة وكان مؤدب الأطفال بباب جامع بعلبك، وذكره شيخنا في معجمه فقال: محمد بن محمد ابن أحمد بن الشحرور أجاز لابنتي رابعة، وذكره ابن أبي عذيبة وكأنه تأخر إلى بعد الثلاثين.
 محمد بن محمد بن أحمد بن حسن بن الزين محمد بن الأمين محمد بن القطب أبي بكر محمد بن أحمد بن علي بن محمد بن الحسن بن عبد الله بن أحمد بن ميمون الكمال أبو البركات بن الجمال أبي عبد الله القيسي القسطلاني الأصل المكي المالكي ابن أخت الجمال المرشدي والماضي أخوه علي وأبوهما ويعرف كسلفه بابن الزين. ولد في جمادى الأولى سنة إحدى وثمانمائة بمكة ونشأ بها فحفظ القرآن واشتغل قليلاً وأسمع علي بن صديق في آخر الخامسة أشياء وكذا علي الشهاب بن مثبت وقبله بأشهر علي التقي عبد الرحمن الزبيري ثم علي الزين المراغي وأبي الحسن علي بن مسعود بن عبد المعطي وابن سلامة والشمسين الشامي وابن الجزري في آخرين وأجاز له العراقي والهيثمي والفرسيسي والجوهري والمجد الشيرازي وعائشة ابنة ابن عبد الهادي وجماعة، ودخل الشام وناب في القضاء بها في سنة أربع وعشرين حسبما كان يذكر عن الشمس الأموي المالكي، وكذا ناب بالقاهرة في الصالحية النجمية وغيرها عن البساطي في سنة ثلاثين بل أذن له السلطان في القضاء بمكة قبل ذلك في آخر سنة ست وعشرين بعناية السراج الحسباني حين كان التقى الفاسي قاضيها وعز ذلك عليه، ولم يزل يستميله حتى عزل نفسه في ذي الحجة منها واستنابه هو في أواخره والتزم له بمائة أفلوري إن عزله فباشر حينئذ النيابة عنه بصولة ومهابة وعفة ونزاهة وحرمة وافرة فأقبل الناس عليه وأعرضوا عن مستنيبه فعز عليه ذلك أيضاً وراسله في أثناء رجب السنة التي تليها بقوله قد منعتك منعاً لأختبرك به فكان ذلك حاملاً له على توجهه إلى القاهرة ثم سعيه حتى صرف به التقي في آخر سنة ثمان وعشرين بل وورد معه مرسوم بالكشف عما أنهاه من كون التقى أعمى وكان التقى حينئذ باليمن وحين حضوره وذلك في أيام الموسم وبلوغه ذلك اختفى فحينئذ استدعى أمير الحاج بالكمال وألبسه الخلعة وقرئ توقيعه في يوم العيد بوادي منى، واستمر إلى أن أعيد التقى في أثناء التي تليها ثم أعيد هذا في أوائل سنة ثلاثين واستمر إلى أثناء سنة أربع وتكرر صرفه بعد ذلك مرتين بأبي عبد الله النويري ومرة بالمحيوي عبد القادر. ومات قاضيا في ربيع الأول سنة أربع وستين. وهو من سمع بالقاهرة على شيخنا في سنة أربع وأربعين وقبل ذلك بالمدينة النبوية على أبي الفتح المراغي، وحدث سمع منه الفضلاء حملت عنه أشياء. وكان صارماً في الأحكام درباً بها عبل البدن ثقيل الحركة لذلك. لكن صار صرف التقي به من المصائب ولذلك كتب شيخنا فيما بلغني للملك الأشرف برسباي ما نصه إن ولايته مع وجوده من الإلحاح في حرم الله. عفا الله عنه وإيانا. محمد بن محمد بن أحمد بن أبي الخير بن حسن ابن الزين محمد. جماعة إخوة. يجيئون فيمن جدهم أحمد بن محمد بن حسن.
محمد بن محمد بن أحمد بن سليمان بن أحمد بن عمر بن عبد الرحمن المحب ابن الشمس بن الشهاب المغربي الأصل المقدسي المالكي خال الكمال بن أبي شريف والماضي أبوه وجده وأبوه ويعرف كسلفه بابن عوجان. مات في ليلة الأحد ثاني رمضان سنة ثمانين عن خمس وأربعين سنة. محمد بن محمد بن أحمد بن الشحرور. مضى قريباً فيمن جده أحمد بن جعفر بن محاسن.
محمد بن محمد بن أحمد بن صغير الطبيب. ممن عرض عليه الكمال محمد بن محمد بن علي بن صغير سنة ست عشرة، وسيأتي فيمن جده عبد الله بن أحمد.
محمد بن محمد بن أحمد بن طوق البدر أو الشمس بن الجمال الطواويسي الكاتب. ولد سنة سبع وثلاثين وسبعمائة وأسمع علي زينب ابنة ابن الخباز والبهاء علي بن العز عمر المقدسي وفاطمة ابنة العزو وغيرهم وكذا سمع الكثير من أصحاب الفخر بن البخاري بعناية زوج أخته الحافظ الشمس الحسيني، وأجاز له جماعة، وكان يباشر ديوان الأسرى والأسوار مشهوراً بالكفاءة في ذلك. ذكره شيخنا في معجمه وقال: أجاز لي في سنة سبع وتسعين. ومات في سابع عشري ذي الحجة سنة إحدى. وذكره في أنبائه أيضاً، وتبعه المقريزي في عقوده.
 محمد بن محمد بن أحمد بن ظهيرة بن أحمد بن عطية بن ظهيرة أبو السعود بن أبي الفضل بن الشهاب القرشي المكي الشافعي ويعرف كسلفه بابن ظهيرة، وأمه خديجة ابنة أبي عبد الله محمد بن أحمد بن قاسم الحرازي. حفظ القرآن وكتبا وحضر دروس ابن عمه الجمال بن ظهيرة وسمع ابن صديق والشريف عبد الرحمن الفاسي بمكة ومريم الاذرعية بالقاهرة وأجاز له النشاوري والصدر الياسوفي وابن الذهبي وابن العلائي وابن عوض وابن داود المقدسي وغيرهم. ومات في سنة اثنتين عن عشرين سنة أو نحوها.
محمد بن محمد بن أحمد بن عبد الله بن بدر بن مفرح بن بدر الرضي بن الشيخ رضي الدين الغزي الأصل الدمشقي الشافعي من نوابهم وهو المرافع في إبراهيم بن محمد بن إبراهيم بن المعتمد الماضي في سنة خمس وتسعين وأنبأ عن سقطاته ومساهلته الدالة على خفته وجنونه ومع ذلك فلم يخلص المشار إليه إلا في أثناء سنة سبع وتسعين وقاسي ذلا توجعنا له بسببه.
محمد بن محمد بن أحمد بن عبد الله بن محمد بن عبد المعطي بن مكي بن طراد ابن حسن الجمال أبو الفضل بن الجمال أبي عبد الله الأنصاري الخزرجي المكي.
سمع من أبيه والعز بن جماعة والحسن بن عبد العزيز الأنصاري والجمال الأميوطي وأجاز له ابن قواليح والكمال بن حبيب وأخوه البدر والصلاح بن أبي عمرو ابن النجم وابن الهبل وابن أميلة وغيرهم، وحدث سمع منه الفضلاء كالتقي بن فهد وكذا الموفق الأبي في سنة إحدى عشرة. ومات في التي بعدها. محمد بن محمد بن أحمد بن عبد الله بن أحمد الزفتاوي. هكذا رأيت من ساق نسبه وأحمد الأول زيادة، وسيأتي في محله.
محمد بن محمد بن أحمد بن عبد الله الشمس أبو الفتح بن المؤذن الأزهري الرسام نزيل الغنامية. ممن قرأ على في البخاري وغيره، ولازمني مدة بعقل وسكون وتميز في صناعته ونحوها كالتجليد والتهذيب والكتابة وعمل المزهرات وقص الورق ولصق الصيني وغير ذلك مع عقل ودربة. وصنف صحائف التصحيف ولطائف التحريف نظماً ونثراً ومقامة سماها لطف الصمد في كشف الرمد والدرة المنيرة في مناظرة الجسر والجزيرة، وشرع في بديعية التزم أن تكون الشواهد على الأنواع من كلام من عاصره أو من عاصره، وقف الجوجري على مقدمته وعظم وقعه عنده، وهو من نظم في كائنه البقاعي في أبن الفارض أبياتاً ضمنها بعض أبيات التائية كان من قوله فيها:

وإني مع التلويح مع هجو نـاقـدٍ

 

غني عن التصريح للمتـعـنـت

وهجو البقاعي لست أرضاه فخرةً

 

لدي فأغنى من سرابٍ بـقـيعة

فإني تركتُ الهجو فـيه وغـيره

 

وأعددت أحوال الإرادة عـدتـي

إلى آخر كلامه الذي كان الوقت في غنية عما صدر من الفريقين. وهو القائم برسم برقع الكعبة والمقام من سنة خمس وثمانين إلى الآن بحيث انفرد بالكيفية التي يمشي عليها فيها، وكتب إلى السلطان أبياتاً محركة له للأمر بحجه لكونه لم يحج فكان منها

فعشر سنين لي رسام ليلى

 

ولم أرها ولا طيف العشى

وقد قرأ على كثيراً في البخاري وغيره وامتدحني بأبيات. ومولده تقريباً في سنة سبع وخمسين بالقاهرة وحفظ القرآن وكتباً، واشتغل عند الشهاب الصيرفي والديمي وقرأ في النحو على البحيري المالكي وكتب على الجمال الهيتي. ومن محاسن نظمه مما سمعته منه:

تلقت أكف الكرم من لؤلؤ الـنـدى

 

نفائسَ حب نظمـتـه عـنـاقـيدا

وجاء حكيم حـلـهـا وأعـانـهـا

 

حباباً طفا في جوهر الكأس معقودا.

محمد بن محمد بن أحمد بن عبد الله الشمس المرداوي الصالحي الحنبلي ويعرف بابن القباقبي. سمع في سنة ثمان وأربعين وسبعمائة من العماد أحمد بن عبد الهادي بن عبد الحميد المقدسي أجزاء ومن الجمال يوسف بن محمد بن عبد الله المرداوي جزءاً، وحدث. سمع منه الفضلاء كالحافظ ابن موسى ووصفه بالشيخ الصالح الإمام العالم ومعه الموفق الأبي في سنة خمس عشرة، ذكره شيخنا في معجمه وقال أجاز لأولادي.
 محمد المدعو شمس الدين بن محمد بن أحمد بن عبد العزيز بن عبد السلام الخنجي الشيرازي الشافعي نزيل مكة. ولد سنة ست وستين بخنج وارتحل بعد بلوغه إلى شيراز فاشتعل بالصرف والنحو والمعاني وغيرها على جماعة أجلهم المولى أبو يزيد الدواني حتى شارك ورجع لبلده فأقام بها إلى بعد الثمانين ثم سافر لمكة فحج وقطنها وزار المدينة واجتمع بي مكة في المجاورة الرابعة فقرأ علي في الحصن الحصين والمشكاة وسمع غيره ثم لازمني في التي بعدها حتى سمع صحيح مسلم وأشياء وكتب بعض التصانيفي، وكتبت له إجازة في كراسه وصفته فيها بالشيخ الفاضل الأوحد الكامل العلامة الفهامة المفنن المزين المتوجه للسلوك والأنجماع والموجه لما يرجى له به الانتفاع لطف الله به إقامته وسفره وصرف عنه كل كدر موصل لضرره، ولزم عبد المعطي حتى أخذ عنه العوارف وغيره كالأحياء وهو مع فضيلته فقير قانع سالك متجرد حسن الخط وربما تكسب بذلك، وذكر لي أن أباه كان عالماً وأنه ينتمي لإبراهيم الخنجي محدث شراز بقرابة ونعم الرجل.
محمد بن محمد بن أحمد بن عبد العزيز بن عثمان المحب أبو اليمن بن البدر الأنصاري الأبياري الأصل القاهري الصالحي الشافعي والد عبد العزيز وأخو عبد الرحمن وأحمد وغيرهما ممن ذكر في محله، ويعرف بابن الأمانة. ولد في يوم الجمعة سادس عشر جمادى الأولى سنة عشرين وثمانمائة بالصالحية ونشأ فحفظ القرآن وتلا فيه علي يونس المزين وأخذ عن أبيه والعلاء القلقشندي، وسمع من شيخنا وغيره كابن الجزري، وأجاز له جماعة، وتميز في الفقه ودرس بأماكن وربما كتب على الفتوى، وناب بأخرة في القضاء وما حمدت له ذلك سيما وهو منجمع عن الناس مديم للمطالعة والتودد. وكتبت عنه في المعجم جواباً منظوماً.
محمد بن محمد بن أحمد بن عبد العزيز الشمس اللخمي السنتراوي الأصل القاهري ابن عم جهة شيخنا، ممن قرأ عليه وسمع عليه المنهاج الأصلي والبساطي وأبي القسم النويري سمع عليه بقراءة المحب الطبري الإمام في مختصر ابن الحاجب وأبن إمام الكاملية سمع عليه شرحه للبيضاوي وأبي الفضل المشدالي سمع عليه العضد وعنه أخذ في المنطق والهندسة والكلام، وكان دخوله القاهرة في أثناء سنة سبع وثلاثين وسمع بها من شيخنا وناصر الدين الفاقوسي وسمع بمكة علي أبي الفتح المراغي، وكان فاضلاً خيراً منجمعاً غالباً. مات في يوم الأربعاء تاسع رمضان سنة ست وسبعين بمكة. أرخه ابن فهد ووصفه في طبقة بالإمام العالم ونعم الرجل كان رحمه الله.
محمد بن علي بن محمد بن عمر بن عبد الله بن عثمان الجمال الهلالي البلبيسي ثم المكي الشافعي والد عبد الرحمن الماضي ويعرف بابن النحاس. ولد في شوال سنة أربع وتسعين وسبعمائة ببلبيس وقدم مع أبويه لمكة قبل إكماله سنة فأرضعته السيدة زينب ابنة القاضي أبي الفضل النويري فلما ترعرع لزم خدمتها وخدمة زوجها الجمال بن ظهيرة ثم ولده المحب وعرف به وتزايد اختصاصه به، وتأثل دنيا بالتجارة وغيرها واستفاد عقاراً ونقداً وعروضاً. ومات في عصر يوم الاثنين ثامن عشري ربيع الأول سنة سبع وستين بمكة وصلى عليه بعد الصبح من الغد ودفن بالمعلاة، وقد سمع من الزين المراغي والقاضي الزين عبد الرحمن الزرندي ورقية ابنة ابن مزروع بالمدينة ومن مخدومته زينب وزوجها الجمال بمكة عفا الله عنه.
محمد بن علي بن محمد بن عمر بن عبد الله ناصر الدين أبو الفضل بن العلاء القاهري الحنفي الماضي أبوه والآتي ولده الجلال محمد ويعرف بابن الردادي وهو بكنيته أشهر. نشأ فحفظ القرآن وكتبا واشتغل قليلاً وقرأ على السراج قاري الهداية وابن مهنا، وسمع من شيخنا وغيره، ومما سمعه ختم البخاري في الظاهرية القديمة ومعه ولده، وناب في القضاء دهراً تجملاً واشتغل بالتجارة وذكر بمزيد الثروة مع توسط المعيشة وأقام منبر جامع الغمرى أول ما جدد وكرسياً للقراءة وربما ساعد فيه لمجاورته له. مات في خامس شوال سنة ستين عن أزيد من سبعين سنة ودفن بتربة سودون المغربي تجاه تربة كوكاى رحمه الله وعفا عنه.
 محمد ناصر الدين أبو اليسر أخو الذي قبله. ولد في ثامن عشر شوال سنة ثمان وثمانين وسبعمائة وحفظ القرآن والعمدة والكنز والمنظومة للنسفي وشذور الذهب وغيرها، وعرض في سنة اثنتين فما بعدها على خلق منهم الزين العراقي والدميري وابن خلدون ونصر الله بن أحمد البغدادي ولازم قاري الهداية ومما بحثة عليه الكنز، وقال في سنة اثنتي عشرة أنها قراءة تفهم وبحث دلت على جودة قريحته وأهليته للإفادة. وكذا اشتغل على غيره وتميز، ورأيت له حواشي على الهداية متقنة مع تصحيحه للأصل بخط جيد، وناب في القضاء ولكنه لم يعمر بل مات في ليلة السبت ثالث ربيع الأول سنة تسع عشرة قبل أن يتكهل وقال لي الجلال ابن أخيه أنه مات في حياة أبيه في طاعون سنة ثلاث وثلاثين، وما تقدم أصح، ووفاة أبيه سنة ثمان ودفن بتربة العلاء التزمنتي بالقرب من جامع آل ملك عند أبيه رحمه الله وإيانا.
محمد الشرف أخو اللذين قبله. مات في رمضان سنة أربع وستين عن أزيد من سبعين سنة، وهو ممن سمع ختم البخاري بالظاهرية عفا الله عنه وإيانا.
محمد بن علي بن محمد-واختلف فيمن بعده فقيل عيسى بن عمر بن أبي بكر وقيل عمر بن عيسى بن محمد وكلاهما قرأته بخط شيخنا-الشمس السمنودي الأصل المصري الشافعي والد المحمدين البهاء والمحب الآتيين ويعرف بابن القطان حرفة أبيه وأخيه. ولد سنة سبع وثلاثين وسبعمائة وكان يذكر أن أصله كناني وحبب إليه العلم فأخذ الفقه عن السراج بن الملقن وعلق عنه قديما شرحه على الحاوي وكذا فيما أظن عن الولي الملوي والأصلين والجدل وطناً الفقه أيضاً عن العماد الأسنوي وحضر دروس البهاء أبي البقاء السبكي وولده البدر والعربية والقراآت عن الشمس بن الصائغ والبهاء بن عقيل وبحث الشاطبية على أولهما وعن ثانيهما أخذ قطعة من تفسيره الذي انتهى فيه إلى آخر المائدة وفي الأصول أيضاً وفي الفقه وغير ذلك وخدمه وزوجه ابنة له من جارية، في آخرين في هذه العلوم وغيرها، قال شيخنا في معجمه: ومهر في فنون كثيرة ولم يكن له بالحديث عناية، وقد حدث بصحيح مسلم عن الصلاح البلبيسي سمعناه عليه وكان يمكنه أن يسمعه من القلانسي بل ومن أبن عبد الهادي مع أنه كان يذكر أنه سمع كثيراً ولكن لم يضبطه، وقد لازم السماع معنا من الطرز و والفرسيسي والشهاب الجوهري وغيرهم من شيوخنا قلت بل سمع من شيخنا ترجمة البخاري ومن تأليفه قال وكان له اختصاص بأبي فأسند إليه وصيته فلم نحمد تصرفه، وناب في الحكم أخيراً وتهالك عليه، ودرس بالشيخونية في القراآت سنة اثنتي عشرة، وصنف كتاباً في القراآت السبع سماه السهل سمعت منه بعضه وكتابا في الفرائض والحساب يعني والهندسة سماه جمع الشمل سمعت عليه منه دروساً وقرأت عليه في الحاوي الصغير كثيراً في الابتداء، وقال في الأنباء أنه سكن مصر ودرس وأفتى وصنف وكان ماهراً في القراآت والعربية والحساب انتهى. وممن قرأ عليه القراآت الصدر محمد ابن محمد بن محمد السفطي الآتي وأبو بكر الضرير وكان يرجحه في الفن على سائر شيوخه فيه وقال لي حفيده البدر أنه وقف على مؤلفه السهل وهو في مجلد وأنه بسطه في مجلدين وسماه بسط السهل وأنه ذيل على الطبقات للاسنوي وشرح ألفية ابن ملك في أزيد من أربع مجلدات وكتب على مختصر المزني شرحاً سماه المشرب الهني ووجد له من التفسير شيء ورأيت بعضهم نسب إليه هادي الطريقين في أصول الفقه وأنه وقف على أوله وكذا نسب إليه قوله:

تراه إذا ما جئته متـهـلـلاً

 

كأنك معطيه الذي أنت سائله

فلو لم يكن في كفه غيرُ نفسه

 

لجاد بها فليتق الله سـائلـه

فالله أعلم، وقال العيني أنه باشر عدة وظائف منها مشيخة القراآت، وذكره التقي بن قاضي شبهة في طبقاته. مات في أواخر شوال سنة ثلاث عشرة. كذا أرخه شيخنا في أنبائه وأما في المعجم فقال في سابع عشر رمضان، وقال المقريزي في أول شوال، قال وكان من أعيان الفقهاء النحاة القراء، ولكنه في عقوده قال في سابع عشر رمضان، قال ومهر في فنون عديدة من فقه ونحو وقراآت وغيرها ولم يكن له عناية بالحديث ولا شهرة بديانة لا يزال دنساً وفي عبارته لكنه وعامية ولم نزل نعرفه ويتردد إلى ويحدثني عن جدي رحمه الله.
 محمد بن علي بن محمد بن أحمد الرضي أبو حامد بن النور الفيشي الأصل المكي الماضي أبو يعرف كسلفه بالحناوي. ممن سمع مني هناك وعرض علي في سنة ست وثمانين ثمانية كتب وكتبت له ثم أنه قرأ على بعد في شرحي للألفية دروساً وحضر عند المالكي وغيره وتدرب بأبيه في التوقيع وقرأ على بالمدينة النبوية حين كنا بها في أثناء سنة ثمان وتسعين غالب الشفا.
محمد بن علي بن محمد بن أحمد- وقيل عبد الله بدل أحمد واقتصر بعضهم على محمد بن علي بن أحمد- الشمس أبو عبد الله القاهري الحنفي المقرئ ويعرف بابن الزراتيتي- نسبه لقرية من قرى مصر- وبابن الغزولي ولكنه بالأول أكثر. ولد كما قرأته بخطه سنة ثمان وأربعين وسبعمائة واشتغل بالعلوم وعني بالقراآت من سنة ثلاث وستين وهلم جرا فكان من شيوخه فيها السيف أبو بكر بن الجندي والشرف موسى الضرير والشمس العسقلاني والتقى البغدادي والتنوخي وابن القاصح، وسمع الختم من سيرة ابن هشام علي ابن نباتة وفضل الخيل للدمياطي على الحراوي والصحيح علي الصدر بن العلاء بن منصور الحنفي وكان ضابط الأسماء فيه وكذا سمع علي العز أبي اليمن بن الكويك وابنة الشرف وجويرية الهكارية والمطرز والتنوخي وابن الشيخة والحلاوي والسويداوي والتقي الدجوي والجمال الرشيدي والشهاب الجوهري وابن أبي زبا والشمس المنصفي الحنبلي وخلق، وارتحل في سنة ست وسبعين إلى حلب فسمع بها وبحمص وحماة ودمشق وغيرها ومن شيوخه في الرحلة الزين عمر بن علي بن عمر البقاعي والشمس محمد بن علي بن أبي الكرم المحتسب والشهاب أحمد بن محمد بن أحمد بن الصيرفي وسويد بن محمد بن سويد الرزاز وعلي بن أحمد بن علي بن قصور وعلي بن عمر بن عبد الله العطار وأبو عمر أحمد بن علي بن عنان وأبو عبد الله محمد بن علي بن خليل بن البحشور والأربعة حمويون والكمال أبو حفص عمر بن التقي ابراهيم بن العجمي والعلاء أبو الحسن علي بن أبي الفتح المعري والكمال والبدر ابنا ابن حبيب والشهاب ابن المرحل والشمس أبو الفضل محمد بن عبد الله بن عبد الباقي والجمال بن العديم والشمس أبو عبد الله محمد بن طلحة بن يوسف والشهاب أحمد بن قطلو والزين عبد الله بن علي ابن الزين عبد الملك بن العجمي والعلاء طيبغا عتيق العلاء بن الكميت والصارم إبراهيم بن بلبان والعز أبو الثناء محمود بن فهد الحلبيون. ورافق في كثير من مسموعه الجمال بن ظهيرة والولي العراقي والبرهان الحلبي ثم شيخنا. ومن شيوخه بمكة النشاوري والأميوطي، وأجاز له الصلاح بن أبي عمر وابن أميلة وأحمد بن عبد الكريم ويوسف بن عبد الله الحبال وعبد الوهاب السلار وآخرون، وتميز في القراآت وتصدى لنشرها وانتفع به الأئمة فيها وصار المشار إليه بها في الديار المصرية ورحل اليه من الأقطار وتزاحم عليه الطلبة وتصدر تلاميذه في حياته وأم بجامع الملك ثم بالبرقوقية بل ولى مشيخة القراء بها. وكان ممن قرأ عليه شيخنا الزين رضوان ووصفه بالإمام المقرئ المحدث الرحال المكثر من القراءة والسماع وكذا حدث بالكثير سمع منه الفضلاء وممن سمع منه ابن موسى الحافظ ورفيقه الموفق الأبي، وذكره شيخنا في معجمه وقال أنه سمع من لفظه حديثاً واحداً من هلال الحفار يعني الذي أودعه في متبايناته، وأكثر الناس عنه بأخرة، وأضر قبل موته بسنوات وأجاز جماعة في القراآت، وقال في إنبائه: اشتهر بالدين والخير وسمع معنا الكثير وسمعت منه شيئاً يسيراً ثم أقبل عليه الطلبة بأخرة فأخذوا عنه القراآت ولازموه وختم عليه جمع جم وأجاز لجماعة وأجاز رواية مروياته لأولادي ونعم الرجل كان، وكذا قال غير واحد أنه كان رجلاً صالحاً صيتاً حسن الأداء إلى الغاية، وقال المقريزي صحبناه بمكة ثم تردد إلى بالقاهرة وكنت أثق بديانته ونعم الرجل. مات في ظهر يوم الخميس سادس جمادى الآخرة سنة خمس وعشرين بالقاهرة ودفن خارج باب النصر بالقرب من مدرسة ابن الحاجب رحمه الله وإيانا.
محمد بن علي بن محمد بن أحمد أبو عبد الله الريمي اليماني. ممن سمع منى بمكة.
 محمد بن علي محمد بن أبي بكر بن اسمعيل بن علي بن المهلهل بن النبيه تاج الدين المخزومي المغربي ثم الحجازي الفوي القاهري الشافعي ويعرف بالقلانسي. ولد في يوم الأربعاء تاسع ذي القعدة سنة إحدى وعشرين ثمانمائة بقوة ونشأ بها ثم انتقل إلى القاهرة فقرأ بها القرآن عند التاج الاخميمي وبقوة عند الشهاب المتيجي وحفظ العمدة وألفية ابن ملك والملحة والرحبية وغالب الحاوي وغيرها وقرأ في الفقه على البدر النسابة والبرهان الكركي والعلم البلقيني يسيراً وفي العربية على الحناوي وابن المجدي وغيرهما، وجود الخلط عند ابن الصائغ وابن حجاج وتدرب في المباشرة بالصلاح بن نصر الله، وناب عن قراقجا الحسني أمير آخور في الأوقاف التي تحت نظره لكونه كان شاهد ديوانه وموقعاً عنده وكذا تكلم للخاص في نظر الوجه البحري بل استقر في نظر الأسطبل السلطاني في سنة ثلاث وأربعين وأقام فيه مدة ثم انفصل عنه بشمس الدين الملقب بالوزة وتضعضع حاله بسببه وتحمل ديوناً كثيرة لم يزل متأخراً بسببها حتى مات. وكان ذكياً بارعاً في الأدب مشاركا في كثير من الفضائل مع الكرم وحسن الشكالة والمحاضر والتواضع والتودد والبشاشة، وله مجاميع لطيفة منها جود القريحة ببذل النصيحة في مجلد لطيف والنصيحة الفاخر لمتبع الفئة الفاخرة في ثلثمائة بيت وروضة الأديب نزهة الأريب في مجلدين واختصر حلبة الكميت وسماه المنعش وقرضه له شهاب الحجازي، لقيته بفوة فكتبت عنه أشياء أودعت في معجمي ما تيسر منها، ثم قدم القاهرة فأقام بها مدة حتى مات في رجب سنة ثمان وستين رحمه الله وعفا عنه.
محمد بن علي بن محمد بن أبي بكر بن محمد بن أحمد الجمال أبو المحاسن بن النور القرشي العبدري المكي قاضيها الشافعي الشيبي. ولد في رمضان سنة تسع وسبعين وسبعمائة بمكة ونشأ بها وسمع من القاضي علي النويري الاكتفا بفوت ومن الجمال الاميوطي بعض السيرة لابن سيد الناس ومن ابن صديق الصحيح وأجاز له النشاوري والصدر المناوي والتنوخي والبرهان بن فرحون والزين العراقي والعلم سليمان السقاء ومريم الأذرعية في آخرين وتفقه بالجمال بن ظهيرة وغيره، واشتغل في فنون ونظم الشعر الحسن وتمهر في الأدب وكتب بخطه فيه الكثير وتوغل في الأعتناء به وصرف أوقاته له حتى كان لا يعرف إلا به وجمع فيه كتاب قلب القلب فيما لا يستحيل بالانعكاس في ثلاث مجلدات وتمثال الأمثال في مجلدين وطيب الحياة في مجلد ذيل به علي حياة الحيوان للدميري مع اختصار الأصل وغير ذلك كبديع الجمال بل شرح الحاوي الصغير وعمل اللطف في القضاء، ودخل بلاد الشرق وبلاد اليمن وأقام بها مدة ورزق من ملكها الناصر الحظ الوافر، وكان لطيف المحاضرة والمحادثة لا تمل مجالسته وولى سدانة الكعبة بعد قريبه محمد بن علي بن أبي راجح سنة سبع وعشرين فحمدت سيرته ثم قضاء مكة ونظر الحرم في وسط سنة ثلاثين لما دخل القاهرة عوضاً عن أبي السعادات ابن ظهيرة وأبي البقاء بن الضياء فحمدت سيرته وما نهض المنفصل لاستمالة أحد على عوده سيما وقد اختلى صاحب الترجمة بالزيني عبد الباسط داخل البيت وتهدده بالتوجيه فيه للدعاء عليه إن ساعده، قال شيخنا في أنبائه بعدا ثنائه على سيرته: ولم يكن يعاب إلا بما يرمي به من تناول لبن الخشخاش وأن تصانيفه لطيفة، وأورد من نظمه قوله في الجلال البلقيني لما أعيد بعد الهروي في سنة اثنتين وعشرين:

عود الإمام لدى الأنام كعيدهم

 

بل عود لا عيد عاد مثالـه

أجلى جلال الدين عنا غـمةً

 

زالت بعون الله جل جلاله

وذكره التقي بن قاضي شهبة في طبقاته ووصفه بالقاضي العالم وخالف في مولده فأرخه سنة ثمان وسبعين وحجابة البيت ثمان وعشرين وقال أنه اشتغل بالعلم وأخذ عن مشايخ ذلك الوقت بمصر والشام وغيرهما وأثنى على سيرته في القضاء وان كتابه الأمثال صنفه للناصر صاحب اليمن وأنه صنف في آخر عمره في أحكام القضاء كتاباً سماه اللطف في القضاء في مجاميع كثيرة منها تعليق على الحاوي وحوادث زمانه وأنه رحل إلى شيراز وبغداد. وقال غيره كان فاضلا ديناً خيراً ساكناً عاقلا كريما متواضعاً بارعاً في الأدبيات تصانيفه دالة لفضله واتساع باله، كل ذلك مع حسن الشكالة والسمت والشيبة النيرة وأبهة العلم وملازمة الطيلسان. وممن أثنى عليه المقريزي في عقوده وغيرها حيث قال. وكان مشكور السيرة صحبته في مجاورتي سنة أربع وثلاثين وهو قاض فنعم الرجل. مات في ليلة الجمعة ثامن عشري ربيع الأول على المعتمد ومن قال ربيع الآخر كابن شهبة والمقريزي ومن تبعهما فوهم سنة سبع وثلاثين عن نحو السبعين رحمه الله وأعيد أبو السعادات للقضاء والنظر. واستقر في مشيخة الحجبة قريبة علي بن أحمد بن علي بن محمد بن علي العراقي الماضي.
محمد بن علي بن محمد بن بهادر الكمال بن العلاء بن ناصر الدين القاهري الشافعي القادري ويعرف بالطويل. كان أبوه من أجناد الحلقة النازلين في آخر عمره بقرب الجعبري من سوق الدريس فنشأ ابنه هذا فحفظ القرآن وألفيتي الحديث والنحو والمنهاج والبهجة الفرعيين وجمع الجوامع، وعرض على جماعة وقرأ على عبد القادر الفاخوري في شرح الألفية لابن عقيل وكأنه تخرج به في جل أوصافه وعلى البدر حسن الأعرج في الفقه والفرائض وفي التقسيم عند ابن الفالاتي ثم عند العبادي والمقسي والبكري بل لازم المناوي وكذا أخذ عن أبي السعادات البلقيني في الفقه والعربية وعن ابن قاسم المغني وحواشيه بل وعن التقي الحصني قطعة من القطب وعن العلاء الحصني في العضد والحاشية وعن الكمال بن أبي شريف في الأصول أيضاً وكذا التفسير ثم قرأ على أخيه البرهان في التقسيم، وعرف بالذكاء واستحضار محافيظه مع نوع هوج، وناب في القضاء عن شيخه أبي السعادات وجلس خارج باب النصر قريباً من الاهناسية ثم أقامه واختص معزولا بسبب واقعة شنيعة شهيرة اختفى بسببها أياماً ثم ظهر بفتح الدين بن البلقيني ثم البدر بن المكيني وقرأ بين يديهما في الخشابية وغيرها وكان له الحل والربط فيهما، وهذا مع مباينته لكل من شيخيه الجوجري وأبي السعادات وأنكر التتلمذ لأولهما وقد تسلط عليه جلال الدين ابن أخي الشهاب الابشيهي ممن هو في عداد من يشتغل معه بحيث ضج منه، وكذا حضر في سنة تسع وثمانيين تقسيم ولد الكمال بن كاتب جكم ثم استمر مديماً للحضور عنده ولتردد له وشاركه في تقسيم التنبيه عند شيخه البكري، وقد تنزل في الجهات وخطب بجامع ابن الطباخ ثم انتزع له تغري بردي الاستادار خطابة جامع سلطان شاه بعد تجديده له من خطيبه قبل لمزيد اختصاصه به وملازمته حضور مجلسه سفراً وحضراً بحيث قرره في قراءة شباك بقبة البيبرسة وقرر ولده في إمامة المجلس بها بعد المحب صهر ابن قمر وراج به يسيراً حتى أنه جلس في الأزهرللتقسيم عدة سنين بل أقرأ بعض الطلبة في غيره فنوناً، وحج واستنابه الزين زكريا في القضاء في أثناء سنة تسعين وعين عليه بالشيخ ولكنه لم يتوجه للقضاء وكأنه انما رام بذلك تضمنه للعدالة، وأعلى من هذا تقرير الاستادارله في مشيخة البيبرسية بعد البكري بحيث اطمأن الناس في الجملة لانتزاع ابن الأسيوطي لها منه وإن كان الكمال أفضل من ابن الجمال وكذا عينه لمشيخة سعيد السعداء فلم يسعد، نعم وقف بها كتبا كثيرة جعله خازنها، واقبل عليه البدر بن مزهر إقبالاً كليا بحيث كان يحضر الختوم عنده ويفيض عليه الخلعة السنية بل زبر الجلال المشار إليه أو فر زبر عن تسليطه عليه. وبالجملة فهو مع تمام فضيلته وأرجحيته على رفقته أهوج زائد الصفاء وحاله الآن أشبه مما قبله، وصنف بعضهم الصارم الصقيل في قطع الكمال الطويل.
محمد بن العلاء علي بن محمد بن حامد بن أحمد بن عبد الرحمن بن حميد الأنصاري المقدسي الشافعي ابن عم أحمد بن محمد بن محمد بن حامد الماضي. مات في تاسع شوال سنة خمس عن خمس وعشرين سنة.
 محمد بن علي بن محمد بن حسان الشمس الموصلي المقدسي الشافعي والد المحمدين الشمس والمحب الآتيين وصهر عبد الله بن محمد بن طيمان. له ذكر فيه من أنباء شيخنا فإنه قال: ومات صهره ابن حسان والد صاحبنا شمس الدين بعده بيسير وكان من أهل القدس. قلت وكان فاضلا خيراً ويقال أنه سافر لدمشق فصادف تلك الوقعة التي بين المؤيد ونوروز فقدر نهيه لشخص من الجند عن شيء لا يحل فضربه فمات وذلك في سنة سبع عشرة ودفن بدمشق رحمه الله.
محمد بن علي بن محمد بن داود بن شمس بن عبد الله الجمال البيضاوي المكي أخو اسماعيل وحسين وهو أسن ويعرف بالزمزمي. ولد سنة إحدى وستين وسبعمائة بمكة ونشأ بها فسمع من ابن القارئ جزء ابن الطلاية ومن الضياء الهندي وفاطمة ابنة أحمد الحرازي بعض المصابيح للبغوي، وأجاز له الصلاح الصفدي والمنيحي وعمر الشحطبي ومحمد بن عبد الله بن محمد بن عبد الهادي وزغلش وابن الجوخي وابن الهبسل والبياني وست العرب في آخرين تجمعهم مشيخته تخريج التقي بن فهد، ودخل بلاد اليمن وانقطع بها صار يحج في بعض السنين، وحدث سمع منه النجم بن فهد وغيره وذكره شيخنا في معجمه بإختصار. ومات في آخر ليلة الجمعة خامس عشرى رمضان سنة سبع وثلاثين بزبيد من اليمن ودفن بتربة الصياد رحمه الله وإيانا.
محمد بن علي بن محمد بن رضوان الطلخاوي قيم جامع الغمرى كأبيه أخو حسن الماضي. ممن حج وجاور غير مرة وسمع على أشياء، ولا بأس به.
محمد بن علي بن محمد بن سليمان الشمس الأنصاري التتأي ثم القاهري الشافعي أخو الشرف الأنصاري واخوته ووالد الكمال محمد. ممن اشتغل ولازم القياتي والونائي وغيرهما بل قرأ على ابن حسان حتى مات وكان من محافظيه المنهاج وتوضيح ابن هشام، وفضل وحج غير مرة وابتنى هو وأخوه البهاء أحمد بمكة في طرف المسعى تجاه أول الميلين الأخضرين داراً حسنة يتشاءم بها. مات بعد تغير عقله في ليلة ثالث شعبان سنة ستين بمكة وقد جاوز الأربعين رحمه الله، وانقطع نسله إلا من ابنة كانت تحت الخطيب أبي بكر النويري واستولدها ابنة وفارقها فتزوجها ابن عمتها عبد الكريم الاسنائي فماتت تحته وتركت له ابنة أيضاً. محمد بن علي بن محمد بن ضرغام. يأتي فيمن جده محمد بن علي بن ضرغام.
محمد بن علي بن محمد بن عبد الرحمن بن بلال الشمس العدوي القاهري المالكي جدي لأمي ووالد علي الماضي ويعرف بابن نديبة-بضم النون ثم مهملة مفتوحة بعدها مثناه تحتانية ثم موحدة تصغير ندب-لكون قريبة لأمه كانت فيما بلغني كثيرة الندب. ولد قريب التسعين وسبعمائة بالقاهرة ونشأ بها حفظ القرآن وابن الحاجب الفرعي وغيرهما عند الفقيه عثمان القمني، وعرض على جماعة وتفقه بالجمال الاقفهسي والحناوي وعنه أخذ العربية وكذا أخذ في الفقه وغيره من الفنون عن البساطي وانتفع في العربية أيضاً بالفخر عثمان والشمس البرماويين وسمع الحديث على ابن الكوبك فمن قلبه وتكسب بالشهادة دهراً، وكان ثقة ضابطاً خيراً متواضعاً متودداً حسن الشكالة والطريقة فاضلاً مفيداً معتمداً حتى كان الجمال الزيتوني يحب الارتفاق به وكذا بلغني أن القاياتي كان يشهد معه حين سكناه بالقرب منه وعرض عليه القضاء فأبى، وحج مراراً وجاور في بعضها. مات في صفر سنة خمس وأربعين ودفن بحوش البيبرسية عند أخيه عبد الرحمن وكان أحد صوفيتها رحمه الله وإيانا.
محمد بن علي بن محمد بن عبد الرحمن بن عمر بن رسلان الكمال بن العلاء البقيني الأصل القاهري الشافعي شقيق عبد الرحمن الماضي أمهما حبشية لأبيه.
مولده في ذي القعدة سنة تسع وثلاثين، نشأ في كنفهما فحفظ القرآن وغيره واشتغل على أخيه يسيراً وكذا حضر عند عمه أبي السعادات وجلس عند أبيه شاهداً ولم يحمد فيها ولا تصون وارتفق معها بالنسج على السرير وورث فتح الدين بن العلم البلقيني وعمه أبا السعادات وعمة أبي السعادات زينب إبنة الجلال بالعصوبة ومع ذلك فلم ينجح وأهانه السلطان بسبب شهادة في أثناء سنة خمس وتسعين.
 محمد بن علي بن محمد بن عبد الكريم بن صالح بن شهاب بن محمد الشمس أبو عبد الكريم وعلي الكناني الهيثمي القاهري الشافعي. ولد في ذي القعدة سنة سبع وستين وسبعمائة وحفظ القرآن والمنهاج واشتغل في فنون وأخذ عن البرهان الأبناسي والكمال الدميري وحضر دروس البلقيني وسمع من بعض الشيوخ، وتعانى النظم فقال الشعر الحسن والنثر الجيد وأنشأ الخطب الحسنة، وتكسب بالشهادة وخطب ببعض الجوامع، وكان لطيف المحاضرة حسن الصحبة والخط عارفاً بالشروط كثير التلاوه مطرب النغمة، قال شيخنا في معجمه: سمعت من نظمه كثيراً وطارحني بأبيات ومدحني بعده قطع، ثم توجه لمكة في وسط سنة اثنتين وثلاثين فجاور بها بقيتها، وحج ورجع مع الركب فمات مبطوناً بالشرفة في يوم الجمعة منتصف المحرم سنة ثلاث وثلاثين ودفن يوم السبت بسفح عقبة ايلة، وهو في عقود المقريزي وأنه كان عارفاً بالوراقة وفيه دعابة صحبته سنين عفا الله عنه.
محمد بن علي بن محمد بن عبد الكريم الشمس بن النور الفوي الشيخوبي الشافعي الماضي أبوه. ولد سنة خمس وثمانين وسبعمائة تقريباً أو قبلها بقليل بالقاهرة ونشأ فحفظ القرآن وتلابه لأبي عمرو وحفص على الغماري وغيره وأخذ في الفقه عن أبيه وغيره وأسمعه علي ابن أبي المجد والنجم بن الكشك والتنوخي وابن الشيخة والمطرز والأبناسي والعراقي وابنه الولي والهيثمي والغماري والجوهري والنجم البالسي والبرشنسي وابن الكويك في آخرين وأجاز له جماعة، وحدث باليسير سمع منه الفضلاء، وحج في أول القرن سمعت عليه وكان من قدماء صوفية الشيخونية ومنزلاً في جهات مع تكسبه من الشهادة أيضاً. مات في يوم الخميس ثامن عشري صفر سنة ستين رحمه الله وإيانا.
محمد بن علي بن محمد بن عبد الله الشمس بن النور البهرمسي المحلي الشافعي صهر الغمري والماضي أبوه ويعرف بابن البهرمسي، وبهرمس من المحلة. ولد تقريباً سنة عشرين بالمحلة وحفظ القرآن واشتغل عند ابن قطب وغيره، وتعانى النظم الموزون وكتبت عنه منه مرثية في شيخنا أودعتها الجواهر، وخطب بجامع صهره وسمعت خطبته. وكان يقظاً متساهلاً. مات في ربيع الآخر سنة ثمان وخمسين عفا الله عنه.
محمد بن علي بن محمد بن عبد الله بن الزراتيتي. مضى فيمن جده محمد بن أحمد.
محمد بن علي بن محمد بن عبد الله القليوبي ثم القاهري الصحراوي الحفار. ولد سنة ثلاث وثمانمائة وحفظ القرآن وأجاز له عائشة ابنة ابن عبد الهادي وآخرون باستدعاء الزين رضوان واستجازه الطلبة بل حدث قليلاً وهو مديم للتلاوة مذكور بالخير. مات.
محمد بن علي بن محمد بن عبد المؤمن أبو اليمن البتنوني الأصل القاهري الشافعي شقيق أحمد صهر ابن الغمري الماضي وأبوهما. نشأ فحفظ القرآن وغيره وسمع مني وربما اشتغل وهو مقيم في ظل أبيه مع تعبه من قبله ولكنه في الجملة أشبه من أخيه. مات في حياة أبويه في صفر سنة سبع وتسعين.
محمد بن علي بن محمد بن عثمان بن اسمعيل الشمس أبو المعالي الصالحي الأصل المكي. ولد في ذي القعدة سنة تسع وستين وسبعمائة بمكة وأحضر بها في الثانية علي الجمال بن عبد المعطي بعض ابن حبان وسمع بها من أحمد بن سالم المؤذن والقروي وابن صديق وغيرهم ودخل القاهرة والشام غير مرة فسمع من التنوخي والبلقيني والعراقي والهيثمي وغيرهم بالقاهرة ومن أبي هريرة بن الذهبي والشهاب أحمد ابن أبي بكر بن العز وإبراهيم بن عبد الهادي وآخرين بالشام، وأجاز له النشاوري والأميوطي والكمال بن حبيب وأخوه البدر والبهاء السبكي وخلق، وحدث سمع منه النجم بن فهد والبرهان بن ظهيرة وآخرون. مات بمكة في جمادي الأخرة سنة ست وأربعين رحمه الله. محمد بن علي بن محمد بن عثمان البلبيسي. مضى فيمن جده أحمد بن عثمان بن عبد الرحمن فيحر رأيهما الصواب.
محمد بن علي بن محمد بن عقيل- بالفتح، واختلف فيمن بعده فقيل محمد ابن الحسن بن علي وقيل أبو الحسن بن عقيل- النجم أبو الحسن بن نور الدين ابن النجم البالسي ثم المصري الشافعي والد محمد الآتي ويعرف بالبالسي. ولد سنة ثلاثين وسبعمائة وسمع علي أبي الفرج بن عبد الهادي والنور الهمداني وغيرهما، وحدث سمع منه شيخنا وذكره في معجمه فقال كان جده من كبار الشافعية، وأما أبوه فكان موصوفاً بالخير والديانة وسلامة الباطن ونشأ هو على طريقة الرؤساء وباشر عند بعض الأمراء ثم ترك وانقطع بمنزله بمصر، وكان حسن المذاكرة جيد الذهن درس بالطيبرسية وغيرها مع قيام في الليل وكثرة ابتهال، وقال في الأنباء: تفقه كثيراً ثم تعاني الخدم عند الأمراء ثم ترك ولزم بيته ونعم الرجل كان خيراً واعتقاداً جيداً ومروءة وفكاهة لزمته مدة، وأضر قبل موته بيسير. مات في عاشر المحرم، وقال في المعجم في يوم الجمعة منتصف سنة أربع وله أربع وسبعون سنة، وتبعه فيه المقريزي في عقوده.
 محمد بن علي بن محمد بن علي بن ضرغام بن علي بن عبد الكافي بن عيسى الشمس أبو عبد الله القرشي التيمي البكري المصري الحنفي المؤدب نزيل مكة ويعرف بابن سكر- بمهملة مضمومة ثم كاف مشددة وآخره راء-وهو لقب علي الثاني من آبائه. ولد في تاسع عشر أو ضحى يوم السبت سادس عشري ربيع الأول سنة تسع عشرة وسبعمائة بالقاهرة، وسمع علي عبد القادر بن عبد العزيز الأيوبي والموفق أحمد بن أحمد بن عثمان الشارعي وصلح بن مختار الأشنهي ويحيى بن يوسف بن المصري وأبي الفرج بن عبد الهادي وأبي الفتوح بن يوسف الدلاصي واقش الشبلي والأحمدين ابن أبي بكر بن طيئ وابن منصور الجوهري وابن علي المشتولي وابن كشتغدي والحسن بن السديد وعبد المحسن بن الصابوني في آخرين من أصحاب ابن عبد الدائم والنجيب وابن علاق والمعين الدمشقي وابن عزون بمصر والقاهرة وكذا سمع باسكندرية وبالحرمين واليمن، وجد في الطلب والتحصيل بحيث كاد أن ينفرد بتوسعه في ذلك حتى سمع من رفقائه وممن دونه حتى من تلامذته وأصاغر الطلبة، وأجاز له من دمشق الحفاظ المزي والبرزالي والذهبي وأبو بكر بن الرضي ومحمد بن أبي بكر بن أحمد بن عبد الدائم وزينب ابنة الكمال وطائفة، واشتغل بالفقه وغيره فحصل طرفاً وشارك في عدة فنون بل كان عني بالقرآآت فقرأ على أبي حيان والشمس محمد بن محمد بن السراج الكاتب المجود وغيرهما وانتصب للأقراء بالحرم المكي عند أسطوانة في محاذاة باب أجياد كان معه خطوط من عاصره من أمراء مكة وقضاتها بالجلوس عندها بحيث يتأثر ممن يجلس اليها ولو في غيبته لخيال وهمي قام بذهنه في ذلك وتعدى هذا الخيال حتى في تحديثه فإنه لم يحدث إلا باليسير من مروياته متستراً في منزله غالباً مع تبرم يظهر منه غالباً في ذلك حتى أن الجمال بن ظهيرة لم يتفق له السماع منه إنما روى عنه في معجمه شعراً لغيره، وخرج لنفسه جزءاً صغيراً وكذا لغيره بدون مراعاة لاصطلاح المخرجين بل يدرج في الأسانيد ما لم يقع الإسماع به مما هو عند المسمع ولو بالإجازة ويتسامح في اثبات من يبعد عن مجلس السماع بحيث لا يسمع إلا صوتاً غفلاً أو لا يسمع شيئاً بالكلية بدون تنبيه على ذلك حسبما بين ذلك التقي الفاسي وهو ممن سمع منه وكذا ثنا عنه غير واحد منهم شيخنا، وقال في معجمه أنه سمع من أصحاب ابن عبد الدائم والنجيب ثم من أصحاب الفخر والأبرقوهي ثم من أصحاب الدمياطي وطبقته ثم من أصحاب الحجار ودونه فأكثر جداً إلى أن سمع من أقرانه ثم من تلامذته ثم من أصاغر الطلبة وجمع مجاميع كثيرة ولم ينجب وصار يذاكر بالوفيات وأخبار الرواة وكتب بخطه السقيم الكثير الوهم كثيراً وحدث بالكثير، ثم حصل له تخيل فانجمع وازداد به حتى كاد يوسوس، وكان يتغالي مذهب الحنفية ولا يتقنه ويقرئ القراآت غالب أوقاته، وفي طول إقامته بمكة يتلقى القادمين من البلاد النائية فيستفيد ما عندهم من الأخبار والأسانيد في الكتب الغريبة ويدون ذلك عالياً أو نازلاً حتى صار يتعذر عليه أن يذكر له كتاب ولا يعرف له فيه اسناداً. وقال في إنبائه أنه كتب بخطه مالا يحصى من كتب الحديث والفقه وأصوله والنحو وغيرها وخطه رديء وفهمه بطيء وأوهامه كثيرة مع كثرة تخيله جداً وضبطه للوفيات ومحبته للمذاكرة وتغير بأخرة تغيراًيسيراً. وقال المقريزي أحد من روى عنه بحيث ساق عنه عدة حكايات وأشعار في عقوده: كان عسراً كثير الخيال لا يسمح بعارية كتاب ولا بمطالعته ولقد صحبته بمكة وقرأت عليه من مسموعاته كثيراً ولزمته منذ مجاورتي بمكة في سنة سبع وثمانين وسبعمائة وكان أحد من شاهدته من الأفراد أفادني كثيراً.وما زال بمكة حتى مات في سحر يوم الأربعاء خامس عشري صفر سنة إحدى ودفن من يومه بالمعلاة عند الشيخ خليل المالكي بوصية منه وكان استيطانه لمكة من سنة تسع وأربعين وخرج منها في بعض السنين إلى اليمن وإلى المدينة وإلى بجيلة رحمه الله وإيانا.
محمد بن علي بن محمد بن علي بن عثمان البدرشي. فيمن جده محمد بن محمد بن علي.
 محمد بن علي بن محمد بن علي بن علي بن قاسم بن مسعود أبو عبد الله الأصبحي الغرناطي الأصل المالقي المالكي ويعرف بالأزرق. ولد بمالقة ونشأ بها وحفظ القرآن وغيره وتلا لابن كثير على قاضيها أبي إسحق إبراهيم ابن أحمد البدوي ولنافع علي أبي عمرو محمد بن محمد بن أبي بكر بن منظور والخطيب أبي عبد الله محمد بن أبي الطاهر بن محمد بن بكروف الفهروي وعنه أخذ في مبادئ العربية والفقه والفرائض وكذا أخذ عن الأولين العربية والفرائض وعن ثانيهما الفقه والحساب ولازم إبراهيم بن أحمد بن فتوح مفتي غرناطة بها في النحو والفقه والأصلين والمنطق بحيث كان جل انتفاعه به وحضر مجالس أبي عبد الله محمد بن محمد السرقسطي العالم الزاهد مفتيها أيضا في الفقه الشارح جده و كذا مجالس الخطيب أبي فرج عبد الله بن أحمد البقني الشريف قاضي الجماعة أبي العباس أحمد بن يحيى بن أبي عبد الله اللمساني الشارحجده لجمل الخونجي والخطيب المفتي أبي عبد الله محمد بن يوسف بن المواق العبدري وأخذ الأدب عن محمد بن زكريا ابن جبير في آخرين لقيهم بفاس وتلمسان وتونس كقاضي الجماعة أبي يحيى بن محمد بن أبي بكر بن عاصم فإنه جالسه كثيراً وانتفع به. وولي القضاء غربي مالقة في أيام سعد بن علي بن يوسف بن نصر صاحب الأندلس ثم قضاء مالقة نفسها عن أبي عبد الله محمد بن سعد ثم قضاء وادياش عن أخيه أبي الحسن علي بن سعد ثم نقله إلى مالقة ثم لقضاء الجماعة بغرناطة. ومات أبو الحسن وهو على قضائها فاستمر به أخوه أبو عبد الله ثم خرج معه إلى وادياش وهما منفصلان فوجهة قاصدا إلى السلطان أبي عمر وعثمان بن محمد بن أبي فارس لمساعدة الأندلسيين على عدوهم الكافر فلم يلبث أن مات أبو عمرو فارتحل صاحب الترجمة إلى الديار المصرية ليحج فحج في البحر سنة خمس وتسعين فأقام بالمدينة أربعة أشهر ثم بمكة شهرين وعاد بعد حجه إلى مصر في البحر أيضاً فدخلها في منتصف ربيع الآخر من التي تليها فنزل بتربة السلطان عند أحمد بن عاشر فتكلم له في ولاية قضاء القدس، وقصدني في أثناء ذلك ورأيته في رجال الدهر وأظهر الاغتباط باجتماعه بي وطالع بعض تصاليفي وغيرها وسافر في رمضان قاضياً وقد وليه في ثانية فوصله في سابع عشر شوال ووقع الثناء عليه من الكمال بن أبي شريف وغيره فلم يلبث أن تعلل فدام نحو أربعين يوماً ثم مات في يوم الجمعة سابع عشري ذي الحجة وكثر الأسف على فقده ودفن خارج باب خان الظاهر رحمه الله.
محمد بن علي بن محمد بن علي بن محمد بن علي بن منصور بن حجاج بن يوسف الصلاح بن النجاح الحسني العلوي صاحب صنعاء اليمن والماضي أبوه، ملك بعده بعهد منه ولقب بالناصر ولكن لم يتم له شهر بعده بل مات خامس عشري ربيع الأول سنة أربعين.
محمد بن علي بن محمد بن علي بن محمد بن عمر بن عبد الله أبو السعادات ضيف الله بن النور بن الفاكهي المكي الماضي أبوه. ولد سنة أربع وستين وثمانمائة بمكة ونشأ بها وحفظ القرآن ونور العيون والتنبيه ممن حضر على الأميوطي وسمع في سنة تسع وستين على التقي بن فهد، وكذا سمع منى بمكة واشتغل ولزم الفقه وأصوله والعربية وغيرها ولازم خاله السراج معمراً في العربية وفضل وتميز مع عقل ودين وقيام على اخوته وأقاربه وأكثر من الحضور عند البرهاني ابن ظهيرة وأثنى على عقله بل قرأ على ولده الجمالي في التقسيم وغيره. مات بعد تعلل نحو شهرين في ربيع الأول سنة ثلاث وتسعين.
محمد بن علي بن محمد بن علي بن محمود بن العلامة نور الدين علي بن فرحون الشمس اليعمري المدني المادح ويعرف بابن المجلد وربما يقال له المجلد وهي حرفة أبيه وأخيه العز عبد العزيز الذي سمع منى بالمدينة ومحمد أكبرهما، وتكسب بالعطر قليلا وحفظ القرآن. مات في ثاني ربيع الثاني سنة إحدى وتسعين.
محمد بن علي بن محمد بن علي بن يوسف بن الحسن بن يوسف فتح الدين بن نور الدين الزرندي المدني. اشتغل وفضل في الفقه وغيره بحيث تأهل للتدريس مع خيره وانجماعه فلا يخرج إلا للجماعة غالباً، وأوصى أن يدفن بالقرب من قبور الشهداء عند مشهد السيد حمزة جوار الجلال الخجندي ففعل به ذلك. ومات تقريباً سنة ثمان وستين.
محمد بن علي بن محمد بن علي الشمس أبو عبد الله المقسي ثم الصحراوي الشافعي الناسخ المؤدب ويعرف بابن القطان. ممن سمع منى.
 محمد بن علي بن محمد بن علي السيد الشمس بن السيد الزين الحسيني الجرجاني الحنفي الماضي أبوه. كان أستاذاً علامة شرح الهداية فأخذ حاشية أبيه عليها وزاد وكذا عرب رسالة أبيه في الصغرى والكبرى في المنطق وتخرج به الأئمة فكان ممن أخذ عنه الشمس الشرواني والشهاب بن عربشاه وقال أنه كان نزيل سمرقند بمدرسة أيدكوتمور.
محمد بن علي بن محمد بن علي الشمس القدسي الرباطي نزيل مكة وشيخ رباط ربيع والبيمارستان المنصوري بها. عرض له برص فانتفخت يده فوضع عليها المراهم فانتفخت واستمرت المادة تخرج منها حتى مات في ربيع الأول سنة أربع وثلاثين.
محمد بن علي بن محمد بن عمر بن عبد الله بن أبي بكر الجمال أبو الفضل الفاكهي المكي الشافعي سبط الجمال محمد بن أحمد بن حسن بن الزين القسطلاني ووالد النور علي وأخوته. ولد في رجب سنة خمس بمكة ونشأ بها فحفظ القرآن وصلى به وأربعي النووي والتنبيه وكان يتردد إلى اليمن وولد له بها. مات بالمخلاف السليماني منها في رمضان سنة ثلاث وخمسين.
محمد الجمال الفاكهاني المكي المالكي أخو الذي قبله لأبيه وهو سبط إبراهيم بن أحمد المرشدي. ولد سنة اثنتي عشرة أو التي بعدها بمكة وحفظ أربعي النووي وتنقيح القرافي والرسالة، وكان مباركاً ساكناً منجمعاً عن الناس. مات بمكة في ضحى يوم الثلاثاء ثالث شوال سنة تسع وخمسين. أرخه ابن فهد.
محمد القطب أبو الخير المصري الأصل المكي الحنفي أخو أحمد واللذين قبله وشقيق ثانيهما ويعرف بابن الفاكهاني. ولد في تاسع عشر جمادى الثانية سنة ست عشرة بمكة ونشأ بها فحفظ القرآن وجوده على الشيخ محمد الكيلاني وبعضه علي الزين بن عياش وأربعي النووي والمجمع وعرضه بتمامه في مجلسين على خاله الجلال عبد الواحد وأما كن منه على جماعة وبعض مختصر الأخسيكتي وأخذ عن خاله في تفسير القرآن من أثناء آل عمرآن لعله إلى العنكبوت وسمع فيه بقراءة خاله على البساطي ثم سمعه على خاله الآخر الجمال محمد وعبد الرحمن ابي شعرة وأخذ الفقه عن خاليه وبالقاهرة عن ابن الديري وابن الهمام وعبد السلام البغدادي والشمس بن الجندي وقرأ عليه طائفة كبيرة من شرحه على المجمع وسمع على ابن الديري مجالس من التفسير والنحو عن خاله عبد الواحد وأبي القسم النويري وإمام الدين الشيرازي وابن الجندي وأصول الفقه عن ابن الهمام قرأ عليه تحريره وخاله عبد الواحد سمع عليه وكتب عنه في أماليه وغيرها وكان أحد طلبة الجمالية.
محمد بن محمد بن أحمد بن عبد المحسن بن حمدان بن عباس الشمس بن القطب السبكي ثم الحمصي الخطيب بها الشافعي سبط التقي السبكي، جدته ست الخطباء ابنة التقي. سمع في سنة أربع وسبعين وسبعمائة عليها وعلى إبراهيم بن حسن بن فرعون وعمر بن علي البقاعي الصحيح أنا الحجار زادت جدته ووزيره وكذا سمع من أبي عبد الله بن مرزوق والبدر بن مكتوم وفتح الدين بن الشهيد وحدث سمع منه الفضلاء كابن موسى ووصفه بالإمام العالم الخطيب والابي كلاهما في سنة عشرة وذكره شيخنا في مجمعه وقال أجاز لابنتي رابعة.
محمد بن محمد بن أحمد بن عبد الملك الزين بن الشمس بن التاج الدميري ثم القاهري المالكي والد البدر محمد الآتي. ذكره شيخنا في إنبائه مقتصراً على اسمه واسم أبيه وقال كان حسن الصورة له قبول تام عند الناس لكثرة حشمته وقد ولي الحسبة مراراً وبيده التحدت في البيمارستان نيابة عن الأتابك علي قاعدة أبيه. مات في ثالث شعبان سنة ثلاث وثلاثين وقد جاز الخمسين. قلت ودفن بالتربة المنسوبة لهم خلف الصوفية الكبرى وكانت ولايته الحسبة في سنة ثلاث عشرة بعد محمد بن محمد بن محمد بن النعمان الهوى.
 محمد بن محمد بن أحمد بن عبد النور بن أحمد المحب بن الشمس ابن البهاء أبي الفتح الفيومي ثم القاهري الشافعي الخطيب ابن أخي الصدر محمد ابن أحمد خطيب الفخرية وسبط الشمس العاملي. ولد في جمادى الآخر سنة اثنتين وعشرين بالقاهرة ونشأ بها فحفظ القرآن وغيره وقرأ على شيخنا في البخاري وكذا على السيد النسابة والعز عبد السلام البغدادي وحضر الدروس عند جماعة وقرأ على العامة في الأزهر وغيره بعد جده وخطب نيابة عنه باشرفية الخانقاة قبل أن تطلع لحيته وحكى ذلك للواقف فأرسل جماعة من خواصه منهم كاتب السر فصلوا هناك سمعو خطبته فوقعت منهم موقعاً ثم رجعوا وأعلموه وأنه ابن ابنته فوفق على ذلك، وتكسب بالشهادة عن حبس الرحبة وغيره، وكتب بخطه الكثير ومن ذلك القول البديع وحمله عنى، وحج وجاور ودخل الفيوم ورشيد واسكندرية وخطب بأكثرها بل استمر ينوب في الخطابة بالجيعانية وتميز فيها مع تودده وسكونه.
محمد بن محمد بن أحمد بن عبد النور بن أحمد البدر بن الصدر بن البهاء أبي الفتح الأنصاري المهلبي الفيومي الأصل القاهري الشافعي الماضي أبوه وابن عم الذي قبله ويعرف بابن خطيب الفخرية. ولد كما قرأته بخط أبيه عند غروب ليلة الأربعاء ثامن عشري جمادى الثانية سنة ثلاثين بقاعة الأسنوي من القاهرة ونشأ بها فحفظ القرآن والعمدة والمنهاج والألفية وقطعة من ابن الحاجب الأصلي، وعرض على شيخنا والقاياتي والعيني وابن نصر الله الحنبلي بل سمع مع أبيه على شيخنا وأخذ في الإبتداء عن أبيه ثم قرأ المنهاج بحثاً على العلم البلقيني وحضر بعض دروسه في القطعة ونحوها وكذا قرأ على المحلي غالب شرحه على المنهاج وسمع غالب شرحه لجمع الجوامع وتلقى شرح البهجة عن المناوي تقسيماً بينه وبين الزين عبد الرحيم الأبناسي في مجلس خاص أقاما فيه مدة ولازمه في التقسيم العام في غير ذلك وأدمن من ملازمة التقي الحصني في الأصلين والمعاني والبيان والعربية والصرف والمنطق فأكثر عنه وكذا لازم الشروابي والشمني في علوم وقرأ على الكافياجي في علم الهيئة في آخرين كابن الهمام أخذ عنه بعد رجوعه من المجاورة في ذاك المجلس العام، وحج واستقر في الخطابة بالفخرية ابن أبي الفرج والأمامة بالفخرية القديمة بعد أبيه وسكن الثانية منهما وكذا استقر في خطابة مدرسة خوند بموقف المكارية المجاورة لزاوية أبي السعود داخل باب القنطرة وتصدى لللأقراء فأخذ عنه الطلبة، وذكر بحسن التصور والتدبر والتحقيق مع التأني وعمل حاشية على شرح جمع الجوامع حين بلغه انتقاد ابن أبي شريف على الشرح في حاشية عملها سمعت بعض المحققين يرجح كتابته فيها على غيره وكذا عمل على العضد والمختصر وشرح العقائد وغيرها حواشي، كل ذلك مع مزيد التدين والتحري وضعف البنية والإنجماع عن الناس وعدم مزاحمتهم في الوظائف وقد أصيب حين نهب المماليك بيت رأس نوبة النوب برسباي المحمدي قرأ وذهب له من الكتب والمالية جملة عوض عن بعضها وظفر ببعض الكتب وتألم هو وأحبابه لذلك سيما في كثير من حواشيه ومفاداته. مات في صفر سنة ثلاث وتسعين وأوصى بدفنه عند صاحبه الزين الأبناسي بجوار ضريح الشيخ شهاب وكان الزين يقول هو قاياتي وقته ويبالغ في وصفه بغير ذلك ونعم الرجل كان رحمه الله وإيانا.
 محمد بن محمد بن أحمد بن عبد الوهاب بن أحمد بن وحشي بن سبع بن إبراهيم أمين الدين بن أمين الدين العباسي ثم القاهري الشافعي نزيل سعيد السعداء ويعرف بأمين الدين العباسي. ولد في سنة ثمان وثلاثين وثمانمائة بالعباسة من الشرقية وتحول هو وأخوه عماد الدين عبد الرزاق مع أخيهما التاج عبد الوهاب فسكنا البديرية وأكمل صاحب الترجمة بها القرآن وحفظ البهجة وألفية ابن مالك وجمع الجوامع وغيرها، وعرض على جماعة وأخذ في الفقه عن الشريف النسابة والزين البوتيجي ولازم الفخر عثمان المقسي والجلال البكري والزين زكريا والبرهان العجلوني وعليه قرأ في البخاري وغيره وحضر عند العبادي بل أخذ عن العلم البلقيني والمناوي وعن الثاني مع أحمد الخواص وأبي الجود أخذ الفرائض وكذا أخذها مع الحساب عن الشريف على تلميذ ابن المجدي وعن الخواص مع الأبدي أخذ العربية ولازم في الأصلين وغيرهما كالمعاني والبيان التقي والعلاء الحصنيين بل أخذ عن العز عبد السلام البغدادي والكافياجي والشمني وإمام الكاملية ثم الكمال بن أبي شريف وأبي السعادات البلقيني وسمع الحديث على جماعة وعلمت الآن سماعه للبخاري في الظاهرية القديمة وتردد للمحب بن الشحنة ولا أستبعد أخذه عن ابن حسان وكتب على البرهان الفرنوي ويس وغيرهما وصحب الصلاح المكيني واختص به وقرأ عليه الفقه والحديث وكذا اختص بقجماس لكونه ناب عن أخيه في أقراء مماليكه، وحج غير مرة وجاور بل سافر على الصر بعناية المكيني وسمع على التقى بن فهد وغيره هناك وكذا زار بيت المقدس والخليل، ودخل الشام فأخذ عن البدر بن قاضي شهبة وخطاب وآخرين، وتنزل في سعيد السعداء وغيرها من الجهات كالمزهرية، وكان خبيراً بدنياه مقبلا على بني الدنيا متلمذاً لهم ولو كانوا قاصرين ولم ينفك عن الأشتغال وملازمة العمل والأخذ عن من دب ودرج حتى أشير إليه بالفضيلة التامة والتفنن، وكتب بخطه أشياء منها البخاري وتقويم البلدان وكذا تقويم الأبدان بل كتب على مجموع الكلائي وغيره وأقرأ الطلبة مع عقل وسكون وأوصاف. مات في صفر سنة سبع وثمانين ودفن بالقرب من الروضة خارج باب النصر بحوش يشهر بتربة القباني ووجد له مما لم يكن يظن به زيادة على ألف دينار سوى كتبه وأثاثه به وخلف أربعة ولاد فيهم أنثى واسم أكبرهم أحمد رحمه الله وسماحه.
محمد بن محمد بن أحمد بن عبد الوهاب البرلسي التاجر أبوه ويعرف أبوه بابن وهيب. حضر علي مع أبيه في سنة أربع وتسعين بمكة وهو في الثانية أشياء.
محمد بن محمد بن أحمد بن عثمان الشرف الششتري المدني. سمع مع أبيه أبي الفرج بن القاري، وأجاز له الصلاح بن أبي عمر وابن أملية، وحدث ذكره التقي بن فهد في معجمه.
محمد بن محمد بن أحمد بن علي بن الغياث إسحق بن محمد أصيل الدين بن البدر البغدادي الأصل المصري الشافعي ابن أخت الشمس بن الريفي الآتي. ويعرف والده بابن الغياث. ولد في مستهل شعبان سنة إحدى وثمانين وسبعمائة بالقاهرة ونشأ فحفظ القرآن والعمدة والمنهاج وعرضها على ابن الملقن والابناسي والمنهاج وحده علي الدميري وأجازوه، واشتغل وسمع علي العراقي والهيثمي والتنوخي وعزيز الدين المليجي وابن حاتم والمطرز وابن الشيخة والمجد إسمعيل الحنفي والفرسيسي وغيرهم، وحدث سمع منه الفضلاء، وحج مراراً ثم قطن مكة آخراً حتى مات في يوم الجمعة ثاني عشري جمادى الآخرة سنة أربع وأربعين رحمه الله.
محمد بن محمد بن أحمد بن علي بن عبد الله بن علي بن محمد بن عبد السلام الجمال بن أبي الخير الكازورني المكي المؤذن بها بل رئيس المؤذنين والد عبد السلام الماضي وأبي الخير الآتي في الكنى. ولد بها في صفر سنة أربع وتسعين وسبعمائة، وأجاز له العراقي والهيثمي وابن الشرائحي والشهاب بن حجي وابن صديق والمجد الشيرازي وعائشة ابنة ابن عبد الهادي والزين المراغي وعبد القادر بن إبراهيم الارموي وخلق، وولي رياسة المؤذنين بالمسجد الحرام ولقيته بمكة سنة ست وخمسين وكتب على استدعاء ابني وأجازلي. ومات بمكة في ربيع الأول سنة سبع وخمسين. أرخه ابن فهد قال بعضهم سنة ثلاث وستين وهو غلط، واستقر بعده ابناه في الرياسة رحمه الله.
 محمد بن محمد بن أحمد بن علي بن عبد الكافي أبو حاتم بن أبي حاتم بن أبي حامد بن التقي السبكي. ذكره شيخنا في انبائه وقال: اشتغل قليلاً وناب في الحكم من سنة تسعين عن ابن المليق إلى أن مات في إحدى الجماديين سنة ثمان وله أربع وخمسون سنة. قلت وقال العيني أربع وأربعون وصفه بعضهم بالفضل فالله أعلم.
محمد بن محمد بن أحمد بن علي الأنصاري المصري الأصل المكي ويعرف أبوه بابن جن البر. ورث عن أبيه بعض دنيا فأذهبها وصار إلى فاقة زائدة بحيث يجوع لأجلها ثم توفي غريقاً في البحر الملح ببلاد اليمن سنة عشر ورؤى فقيل ما حالك فذكر عفو الله فسئل عن سببه فقال الجوع أوكما قال ذكره الفاسي.
محمد بن محمد بن أحمد بن عمر بن إبراهيم أبو اليمن بن البدر القمني القاهري الماضي أبوه. سمع منى بمكة في سنة ست وثمانين وبعدها وتكررت مجاورته وكان يتحرى الأخبار وينقلها.
محمد التقي القمني أخو الذي قبله ممن تكررت مجاورته أيضاً ولازمني في السماع في سنة ثمان وتسعين ثم التي بعدها وعاد فيها بحراً إلى القاهرة في مركب ابن كرسون ولا بأس به عقلاً وأدبا مع فهم واحساس وفاقة.
محمد بن محمد بن أحمد بن عمر بن شرف البدر أبو الاشراق بن الشمس القرافي الأصل القاهري المالكي الماضي أبوه. ولد في شوال سنة ست وثلاثين وثمانمائة بالقاهرة ونشأ في كنف أبويه فحفظ القرآن واحتفل أبوه بصلاته عقب ختمه وكذا حفظ غيره، واشتغل عند أبيه قليلا، وسمع على شيخنا والرشيدي وطائفة واستقر في جهات أبيه بعده بل خلفه في قراءة منتقى ابن أبي جمرة من البخاري عند ضريحه استهلال كل سنة، وحج غيره مرة وجاور وناب في القضاء وأهين من الأشراف فايتباي وقتاً ورسم عليه أخري بسبب شكوى امرأة وتكلف لما باع شيئاً من موجوده واستدان بسببه هذا عقب ختانه لولده وتكلفه في المهم الذي بالغ في شأنه لارضاء أمه ابنة سعد الدين الكماخي المذكورة بعدم التوفيق بل أخذ السارق عمامته وضربه بحيث كاد أن يعدم. وبالجلمة فليس أيضاً بمحمود السيرة مع لين كلامه وتميزه في صناعة الشروط.
محمد بن محمد بن أحمد بن عمر بن كميل كحميد ابن عوض بن رشيد ككبير البدر الشمس بن الشهاب بن السراج بن الكمال المنصوري الشافعي الماضي أبوه ويعرف كسلفه بابن كميل ثم بابن أحمد. ولد بعد سنة عشرين وثمانمائة بالمنصورة ونشأ فحفظ القرآن والحاوي وكتباً واشتغل قليلا وحضر عند القاياتي فيما ذكر وسمع على شيخنا وحضر دروسه، وناب في القضاء عن قريبه أبي البقاء ثم بعد موت والده عن شيخنا واستقل بقضاء بلده بل ومنية ابن سليسل ودمياط في وقتين مختلفين بل اجتمعا له وقتاً في آن واحد. وتزوج أخت أوحد الدين بن العجيمي قاضي المحلة واستولده أولاداً نور الدين على وجلال الدين محمد وأبو السعادات محمد الآتي، وكان بديع الذكاء فاضلا بحيث زعم أنه كتب على جامع المختصرات وغيره وعمل كتاباً نمط عنوان الشرف بزيادة علمين جيد الكتابة ذا قدرة على التنويع الخطوط بحيث يفضي إلى التزوير مع خبرة تامة بالأحكام وصناعة التوثيق ونظم حسن امتدح به الأكابر كالجمالي ناظر الخاص وابن الكويز وكتب عنه ابن فهد والبقاعي وغيرهما في سنة ثمان وثلاثين وكذا كتبت عنه وربما قيل أن كثيراً منه لأبيه ولكن لم أكن أقصر به عن ذلك مع علمي بكذبه ورقة دينه وتزويره، وقد أهانه الأشرف قايتباي حين اجتيازه بفارسكور لمزيد شكوى الناس منه. ولم يلبث أن مات فجأة بسلمون في يوم الجمعة سلخ جمادي الأولى سنة ثمان وسبعين وحمل في يومه إلى المنصورة فدفن بها. ومن نظمه:

أريد مـنــك الآن يا ســـيدي

 

ثوباً مليحاً تاصعاً فـي الـبـياض

فعـبـدك الآن غـدا عـــارياً

 

من كل شيء فاقض ما أنت قاض

وقوله:

يا شمس دين الله أنت مصدق

 

فيما تقول وإن غيرك يكذب

أو ما علمت بأن قطية أهلهـا

 

سفهاء ما فيهم رئيس يصحب

محمد بن محمد بن أحمد بن عمر الشمس أبو عبد الله بن الشمس أبي عبد الله ابن المحيوي أبي العباس البلبيسي قاضيها الشافعي ويعرف بابن البيشي بموحدة مكسورة بعدها تحتانية ثم معجمه. ولد بعد سنة سبعين وسبعمائة ببلبيس ونشأ بها فحفظ القرآن وكان المجد إسماعيل البلبيسي قاضي الحنفية بمصر قريبة من جهة النساء فانتقل عنده بالقاهرة سنة اثنتين وتسعين فجود بعضه على الفخر الضرير الإمام بالأزهر وكذا حفظ العمدة والمنهاج وألفية النحو، وعرض في سنة أربع وثمانين فما بعدها على قريبه المجد والأبناسي والتاج أحمد بن محمد بن عبد الرحمن البلبيسي الشافعي الخطيب والزين العراقي والسراج بن الملقن والصدر المناوي والتقي بن حاتم والتاج محمد بن أحمد بن النعمان وناصر الدين بن الميلق والبدر بن السراج البلقيني وأجازوه وعين البدر ماله من تصنيف وتأليف ونظم ونثر في آخرين أوردت منهم في المعجم جملة، وبحث جميع المنهاج في التقسيم الذي كان أحد القراء فيه على الأبناسي وغالبه على البيجوري وبعضه على ابن الملقن وكذا حضر دروس البلقيني وأخذ عن الزين العراقي ورأيته أثبته في بعض مجالس أماليه في أول سنة ثلاث وتسعين وكان بحضرة الهيثمي ثم عن ولده الولي أبي زرعة، وحج مع أبيه صغيراً ولازم مطالعة الروضة فكان يستحضر أكثرها مع استحضار الحاوي وكتب بخطه الحسن أشياء، وناب في القضاء ببلده عن التقى الزبيري قبل القرن واستمر ينوب لمن بعده بل اقتصر القاياتي أيام قضائه عليه في الشرقية جميعها إجلالاله ودرس المنهاج والحاوي وغيرهما وأفتى وصار المعول عليه. وكان اماماً عالماً فقيهاً غاية في التواضع وطرح التكلف أجازلي. ومات بعد بيسير في ذي القعدة سنة ثلاث وخمسين ولم يخلف في الشرقية مثله رحمه الله وإيانا.
محمد بن محمد بن أحمد بن عيسى بن عكاش المكي الشهير بهبيهب. شيخ المقرئين بالمحافل في المسجد والمعلاة وغيرهما. مات بها في ليلة الجمعة رابع عشر شعبان سنة أربع وسبعين. أرخه ابن فهد.
محمد بن محمد بن أحمد بن أبي الفضل. اثنان الشرف أبو القسم والكمال أبو الفضل النويريان المكيان الخطيبان بها.يأتي كل منهما قريباً.
محمد بن محمد بن أحمد بن قاسم بن أحمد بن الشيخ قاسم بن حرز الله أبو ناصر الدين بن الشمس السنهوري ويعرف بالضعيف. كان أحد خلفاء الشيخ محمد ابن هرون. مات ببلده في المحرم سنة احدى وستين. أرخه المنير.
محمد بن محمد بن أحمد بن قاسم بن محمد بن يوسف أبو عبد الله السلاوي المغربي المالكي. ذكره شيخنا في معجمه وقال: ولد سنة أربع عشرة وسبعمائة وسمع بتونس من الوادي آشي الموطأ وغيره ثم حج فسمع من الزبير بن علي الأسواني بالمدينة وبحلب من محمد بن عبد الكريم بن صلح العجمي واشتغل بالعلم وسلك طريق التقشف، وكانت له مهابة اجتمعت به قبل طلبي للحديث وأخذت من فوائده وآدابه. ومات باسكندرية في ثالث رجب سنة ثلاث، وتبعه المقريزي في عقوده وقال أنه أنشده يحثه على العزلة:

قالت الأرنب السبوق كـلامـاً

 

فيه ذكرى ليفهـم الألـبـاب

أنا أجري من الكلاب ولـكـن

 

خير يومي أن لا تراني الكلاب

محمد بن محمد بن أحمد بن أبي القسم بن أحمد بن عبد الرحمن الشمس المراغي ثم المصري المالكي. ذكره شيخنا في معجمه وقال: أحد الفضلاء في الفقه والفرائض والعربية والتاريخ مع المعرفة التامة بأمور الدنيا اجتمعت به مراراً قبل طلب الحديث وسمعت من فوائده وكان يذكر أنه سمع من ابن سيد الناس والطبقة. مات في سابع عشر ذي الحجة سنة إحدى عشرة وأظنه قارب الثمانين بل جازها. وخلف كتباً كثيرة جداً تلف أكثرها بالأرضة وغيرها، وهو منسوب إلى المراغة من عمل اخميم وجده الأعلى أبو القسم كان مشهوراً بالصلاح وله زاوية هناك وأتباع ويلقب وقار الدين.
محمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن إبراهيم البدر بن الجلال المحلي الأصل القاهري الشافعي الماضي أبوه وجده وعمه. ولد في سنة سبع وثلاثين وثمانمائة ونشأ فحفظ القرآن واشتغل عند يحيى الدماطي في الفقه وأخذ النحو عن أبي الخير الفراء الحنفي وجود الخط على عمه الكمال وكتب به قليلا، وحج غير مرة وجاور وشارك في الفضائل وتكسب في البز مع خير وديانة وتعفف وتقنع.
 محمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن رضوان بن عبد المنعم بن عمران فتح الدين بن الشمس الأنصاري السفطي المصري الشافعي الآثاري الماضي أبوه. استقر بعده في مشيخة الآثار ففاقه في التردد إلى الأكابر والألحاح ولم يشابهه في الأشتغال والفضل مع أنه ناب في القضاء ولكنه لم يمتع فإنه لم يلبث أن مات في رجب سنة سبعين بعد أن عزل من المشيخة لتعدية وتفريطه في بعض الآثار بل رام التغيير في كتاب الوقف فقبحه العز قاضي الحنابلة وبادر إلى صرفه وتقرير الولوي البارنباري عوضه وحمد صنيعه عفا الله عنه.
محمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن عبد الرحمن أبوه الفوز بن الشمس ابن الولوي المحلي سبط الشيخ محمد الغمرى والماضي أبوه وجده. قرأ القرآن وخطب بجامع جده لأبيه في المحلة وسمع مني ومن غيري، وأجاز له جماعة باعتناء أبيه ولم أرخاله يرضي أمره.
محمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن عبد العزيز بن القسم بن عبد الرحمن المشهور بالشهيد الخطيب الشرف أبو القسم بن الكمال أبي الفضل بن المحب أبي البركات بن الكمال أبي الفضل بن الشهاب القرشي الهاشمي العقيلي النويري المكي الشافعي والد المحب أحمد الماضي وهو بكنيته أشهر. وأمه أم الحسين ابنة القاضي علي النويري. ولد في خامس عشري ذي الحجة سنة اثنتي عشرة وثمانمائة بمكة ونشأ بها فقرأ القرآن وجوده والأربعين والمنهاج كلاهما للنووي والبعض من كل من المنهاج الأصلي والشاطبية وألفية النحو، وعرض على ابن الجزري والجمال الشيبي وأبي شعر والعلم الاخنائي في آخرين وأخذ في الفقه يسيراً عن الشمس البرماوي وعبد الرحمن بن الجمال المصري وغيرهما وأحضر في الأولى على الزين المراغي وسمع على الشمسين البرماوي وابن الجزري والشيبي والولي العراقي والمقريزي وطائفة، وأجاز له عائشة ابنة ابن عبد الهادي وعبد القادر الارموي وعبد الرحمن بن طولوبغا والشمس بن المحب والجمال بن الشرائحي والشهاب بن حجي وأخوه النجم والشهاب الحسباني والشرف بن الكويك والجمال الحنبلي والكمال بن خير والتاج بن التنسي وخلق. ودخل مصر غير مرة أولها في سنة اثنتين وأربعين وسمع من شيخنا وغيره، وجاور بالمدينة النبوية وقتا وولي الخطابة بالمسجد الحرام المكي شركة لأخيه وصرفا عنه غير مرة، ولقيته بالقاهرة ومكة كثيراً وسمعت خطبته مراراً وكان بليغاً في أدائها، وأجاز لبعض أولادي، وكان متواضعاً خيراً متودداً خاضعاً للصلحاء وأهل الخير مديماً للتلاوة خصوصاً بعد ذهاب بصره فإنه أضر قبيل الخمسين بعد أن كان في الأصل أعشى وحسن له القدح في سنة إحدى وسبعين وأجاب فما أفاد بل استمر على ذلك حتى مات بعد أن فجع بأخيه وظهر مزيد جزعه عليه بعد أن تعلل مدة في ليلة الخميس سلخ شعبان سنة خمس وسبعين بمكة ودفن بالمعلاة عوضه الله الجنة وإيانا.
محمد أبو الفتح النويري شقيق الذي قبله بيض له ابن فهد وكأنه مات صغيراً.
 محمد الكمال أبو الفضل الخطيب شقيق اللذين قبله والأول أكبر وهذا أشهر وهو أيضاً بكنيته أعرف. مات أبوه وهو حمل فولد بعد موته بثمان أيام وذلك في ليلة خامس ربيع الآخر سنة سبع وعشرين وثمانمائة بمكة و نشأ بها في كفالة أخيه الأكبر فحفظ القرآن وقال انه تلاه لأبي عمر وعلى موسى المغراوي والمنهاج وغيره، وعرض على جماعة وبحث بمكة في النحو والأصول على الجمال بن أبي يزيد المشهدي السمرقندي الحنفي والجمال والبرهان البنكاليين والهنديين وسمع مجالس من وعظ أبي شعر الحنبلي وكذا سمع على أبي المعالي الصالحي وأبي الفتح المراغي والتقي بن فهد وآخرين، وأجاز له في سنة تسع وعشرين التدمري والقباني والنجم بن حجي وابن ناظر الصاحبة والتاج بن بردس وأخوه العلاء والكلوتاتي والشمس الشامي وعائشة ابنة ابن الشرائحي وعائشة ابنة العلاء الحنبلي وطائفة وارتحل به أخوه إلى القاهرة سنة اربع وأربعين ثم رحل هو بنفسه للطلب في سنة ست وأربعين أو التي قبلها فأخذ الفقه ارباعا على شيخنا والقاياتي والنائي وغيرهم وعن الآخرين أخذ في النحو وعن أولهم أخذ في الحديث وأخذ أصول الدين عن السيد فخر الدين الشيرازي نزيل الاقبغاوية وسمع من شيخنا والعز الحنبلي والشمس محمد بن أبي الخير المنوفي نزيل القرافة بالقرب من جامع محمود و بالمدينة النبوية من المحب المطري والشهاب الجريري وغيرهما ولازم بلدية أبا القسم النويري المالكي في أصول الفقه والنحو والصرف والمنطق حتى كان جل انتفاعه به بل كان يمرنه في دروسه الفقهية قبل قراءته لها على شيوخه ومر وهو في بلده مع أبي العباس الواعظ على المنسك الكبير لابن جماعة ومع السراج عمر البلبيسي على شرحه للورقات في آخرين كالعز عبد السلام البغدادي والكمال بن الهمام وسلام الله والنور البوشي الخانكي ببلده وغيرها، وما أكثر من الطلب لكنه كان غاية في الذكاء مع قوة الحافظة وأذن له في التدريس والافتاء وصحب الشيخ مدين وغيره من الأكابر كالسيدين صفي الدين وعفيف الدين الايجبيين بل صاهره ثانيمها على أخته ولما مات والده استقرت الخطابة باسم ولديه وناب عنهما فيها قريبهما أبو اليمن النويري ثم انتزع حصة صاحب الترجمة خاصة في سنة ثلاث وثلاثين فلما قدم القاهرة في سنة تسع وأربعين وهي القدمة الثالثة أكثر التردد للكمال بن البارزي وللبدر البغدادي الحنبلي وله في تقديمه اليد البيضاء وللامير دولات باي المؤيدي وغيرهم من الاكابر فأعيد إلى ما كان معه من الخطابة ورجع صحبة الكمال في سنة خمسين فباشرها بفصاحة وقوة جنان وأحيا سنة شريفة كانت قد اميتت من بعد الشهاب بن ظهيرة فإنه خطب بمسجد الخيف من منى يوم النحر ويوم النفر الأول ثم انتزع الخطابة كلها قريبهما أيضاً ذي القعدة من التي تليها ثم أعيد إليها في ذي القعدة سنة اثنتين وخمسين وخطب صاحب لترجمة أيضاً بمنى يوم النحر ويوم النفر الأول ثم انفصلا عنها في شعبان سنة خمس وخمسين بالبرهاني بن ظهيرة ثم أعيدا في سنة سبع وخمسين ثم انفصلا في صفر سنة ست وستين به أيضا شريكا لأخيه الكمال أبي البركات ثم أعيدا إليها في صفر سنة ثمان وستين ولم يلبثا ان عزلا في ربيع الأول منها البرهاني أيضاً شركة لأخيه الفخر ثم أعيدا إليها في شعبان سنة تسع وستين واستمرا حتى ماتا وكذا كان معه بمكة تدريس الأفضلية كل ذلك مع ما ترتب له من المرتبات التي تساق إليه وما يصل إليه من المبرات والانعامات لمزيد حظه في ذلك بحيث ابتنى بمكة داراً وزاوية بجانبها وحفر بئراً وغير ذلك، وجرت بينه وبين البرهاني بن ظهيرة خطوب وحوادث طويلة أشرت لبعضها في غير هذا الموضع بل انثنى عنه صاحب الحجاز بحيث كان يتخيل من الأقامة معه هناك ولزم من ذلك استيطانه القاهرة وتعب كل من الفريقين أما أولئك فلكثرة كفلهم في ابعاده وعدم تمكنه وأما هذا فلمفارقته وطنه ولكن كان بالقاهرة على هيئة جميلة إلى الغاية رتب له على الذخيرة كل يوم دينار سوى ما يصله من الأمراء كالخمسمائة دينار دفعة بل الألف فضلاً عن دون ذلك خصوصاً الأمير جانم الاشرفي فإنه كان في قبضة يده حتى أنه سافر الشام حين كان نائبها فأنعم عليه بما يفوق الوصف وأنشأ برسمه الأمير أزبك الظاهري خلوة هائلة بسطح جامع الأزهر ورام بعض المجاورين المعارضة فيها لما حصل من التعدي فماتم ولكن قد أزيلت بعد

ذلك، وكثر تردد غير واحد من مقدمي الألوف فمن دونهم من الأمراء والخدم سيما مقدم المماليك مثقال بل وسائر الناس من كبار المباشرين والأئمة من العلماء والفقهاء والفضلاء والصوفية إلى بابه وهو لا ينفك عن وضعه بين يدي كل منهم ما يليق به من أكل وحلوى ونحو ذلك ولم يكن صنيعه هذا مختصاً بالقاهرة بل كذا في غيرها كمكة حتى أنه أضاف بها الأمير تمربغا الظاهري حين كان مقيما هناك بنواحي منى فتكلف على ذلك وتوابعه فيما بلغني ما أهاب النطق به وزاد في الإحسان إليه حسبما كان الأمير يذكره ويعترف من أجله بالتقصير في حقه، وكذا كان ابن الهمام يذكر مزيد خدمته له، إلى غير ذلك مما لا ينحصر وعقد مجلس الوعظ ببلدة ثم بجامع الأزهر فأدهش العامة بكثرة محفوظه وطلاقته وفصاحته غير أنه لم يكن يتحرى في عزو المنقول وربما خاض الأعداء في ذلك وتعدوا إلى عدم الضبط مطلقاً وكان الكبار يحضرون عنده فيه، وكذا عقد مجلسا للتذكير بمنزله في كل ليلة ثلاثاء وكثر اجتماع الغوغاء فمن فوقهم فيه وكنت ممن حضر عنده في كليهما وكذا حضرت عنده في غيرهما وكان يظهر من التودد لي مالا أنهض لضبطه بل وأستحى من مبالغته معي في مزيد التواضع لكونه لم يكن يتحاشى عن تقبيل اليد في الملأ، هذا مع مزيد شهامته وارتفاع مكانته وجلالته غير أن ذلك كان دأبه وديدنه مع العلماء والفضلاء والصالحين وربما أفرط به مزيد الأعتقاد إلى غاية لم أكن أرضاها له، وكان يقدمني في الحديث على غيري وحصل جملة من تصانيفي وقرأ بعضها من لفظه بحضرتي ويراسلني بخطه بالأسئلة عن كل ما يشكل عليه ويحلف أنني عنده في المحبة كاخيه أبي القسم وانه لا يحبك الا مؤمن ولا يغضبك إلا منافق إلى غير ذلك مما يكتفي منه ببعضه جوزي خيراً، واقتنى من نفائس الكتب ونفيس الثياب والاثاث شيئاً كثيراً وتزوج ابنة ابن الخازن فكانت تبالغ في التأنق له في اصطناع الأطعمة ونحوها لمن يرد عليه وقطعها أوقاتاً طيبة يغبط بها، وزار بيت المقدس غير مرة وكذا ودخل الشام وغيرها وما حل ببلد إلا وعظمه أهلها، وحدث ووعظ ودرس وأفتى وجمع مجالس تكلم فيها على بعض أحاديث من البخاري أطال فيها النفس بل كان يذكر أنه كتب عليه شرحاً وكذا جمع خطبا وكراسة في بعض الحوادث قرضها له الأمين الأقصرائي والزين قاسم الحنفين وغيرهما وكتب عنه البقاعي ما قال انه من نظمه في الشمائل النبوية لصهره السيد عفيف الدين وهو:

أبدى الشريف الالمعي عجائباً

 

عنها تقصر سائرُ الافهـام

وأجاد صنعاً في شمائل جدهِ

 

فاللـه يبـقـيه مـدى الأيام

بل حكى عنه من نظمه وعجائبه غير ذلك ومدحه قديما بقوله:

إلى الماجد الحبر الجـواد مـحـمـد

 

أبي الفضل جواز الثنا ابن أبي الفضل

رئيس ترقي ذروة الـمـجـد أمـرداً

 

فليس له في بطن مكة من شـكـل

ثم نافره بعد ذلك وقال مع قوله أنه شاب حسن المنظر مقبول الشكل من بيت أصل وعراقة وعلم وشهامة ودين وشجاعة لكونه قدم عليه في جنازة: ان عنده من التوغل في حب الرياسة والرقاعة على شدة الفقر ما يحوجه إلى المجازفة والتشبع بمالم يعط فشاع كذبه حتى صار لا يوثق بقوله وكذا قال انه شمخ وتكبر وزاد في التعاظم مضموماً إلى الكذب فمقته غالب الناس وان أبا القسم النويري أفسد طباعه وانه كانت له حظوة عند الأكابر والسلطان وقرر في وظائف وزعم أنه قرأ عليه في ايساغوجي، وفي كلامه مجازفات كثيرة نسأل الله كلمة الحق في السخط والرضا. وبالجملة فكان اماماً وافر الذكاء واسع الدائرة في الحفظ حسن الخط فصيحاً طلق اللسان بهجا وجيها عند الخاصة والعامة متواضعا مع الشهامة كريما إلى الغاية مقتدراً على استجلاب الخواطر والتحبب إلى الناس على اختلاف مراتبهم باذلا جاهه مع من يقصده غير باخل بتربية أصحابه خصوصاً الفضلاء عظيم التنويه بذكرهم حسنة من محاسن الدهر وقل أن ترى الاعين في مجموعه مثله ولكن الكمال الله، وقد عرض عليه قضاء الشافعية بالديار المصرية فأبي وكان أمره فيها فوق ذلك وكذا استقر في تدريس الشافعية بعد ابن الملقن مسئولا فيه ثم عرض نزاع فيه فأعرض عنه. ولم يزل في ارتفاع حتى مات مبطونا مطعونا غريباً لم يغب ذهنه بل يقال أنه استمر يلحق في وصيته إلى وقت صعود روحه في ضحى يوم الخميس ثالث عشري رمضان ثلاث وسبعين، وكنت عنده أول النهار لعيادته، وبلغ السلطان شدة توعكه فهم لعيادته بعد أن أعلم بضيق درب الاتراك محل سكنه وما انثنى عزمه عن ذلك بل أرسل خواصه بين يديه فوجد قدمات فرجع وأعلمه فتألم ونزل إلى سبيل المؤمنى فانتظر حتى شهد الصلاة عليه ومعه القضاء والخلق تقدمهم الشافعي وأشار بدفنه في قبة الإمام الشافعي ويقال ان ذلك كان بوصية منه فراجعه الزيني بن مزهر وتلطف به حتى بطل بعد أن كان حفر له داخل القبة من جهة رأس الإمام وأنكر الناس هذا الصنيع وما كان قصده قيما أرجو إلا صالحاً فقد سمعته غير مرة يقول: أنا سمي الإمام وبلديه وابن عمه ومقلده ومحبه وخادمه وغريب وهو لا يأبى أن أكون تحت قدميه، ولكن لم أفهم منه داخل القبة بل أظن ذلك من تحريف الساعي فيه وحينئذ توجه الأنكار وخشى المعارض من التطرق لذلك وربما تصير البقعة ممتهنة يتطرق غيره لها والأعمال بالنيات وآل الامر إلى أن دفن بجوار قبر ولده المتوفي قبله بأيام بالتنكزية محل دفن الونائي بالقرافة، واجتمع في جنازته وحين دفنه من لايحصى رحمه الله وإيانا وعوضه الجنة.
محمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن المحب أحمد بن عبد الله الشرف أو المحب أبو بكر بن الزين بن الزين بن جمال الطبري المكي الماضي أبوه، وأمه أم كلثوم ابنة الخطيب عبد الله بن التاج علي الطبري. ولد في سنة سبعين وسبعمائة وحضر عند ابن حبيب والجمال بن عبد المعطي وأجاز له العفيف النشاوري وغيره، وكان حياً سنة ثلاث وسبعين وأظنه وسبعمائة ويكون مات طفلا أو فوق ذلك إن مات في بقية ذاك القرن فإن لم يكن كذلك فلعله من شرطنا.
 محمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد البدر الدمشقي الأصل القاهري الشافعي سبط الجمال عبد الله المارداني، أمه فاطمة ويعرف بالمارديني. ولد في ليلة رابع عشر ذي القعدة سنة ست وعشرين وثمانمائة بالقاهرة ونشأ بها فحفظ القرآن وجوده على النور إمام الأزهر بل تلاه عليه ببعض الروايات وألفية النحو وبعض المنهاج وأخذ عن ابن المجدي الفرائض والحساب والميقات ولازم دروسه وكذا لازم العلاء القلقشندي في الفرائض والفقه ومما أخذه عنه الفصول لابن الهائم وتقسيم الحاوي وبهجته والمنهاج والمهذب بل وقرأ عليه البخاري والترمذي وغيرهما وحضر أيضاً دروس القاياتي والبوتيجي والمحلي والعلم البلقيني والشرواني والخواص وقرأ في العربية على الكريم العقبي، وسمع على شيخنا والصالحي والرشيدي وغيرهم بالقاهرة وأبي الفتح المراغي بمكة وشمس الدين بن الفقيه حسن دمياط في آخرين وكان أول اشتغاله في سنة تسع وثلاثين، وحج غير مرة وجاور في الرحبية المزهرية وكذا زار بيت المقدس غير مرة أيضاً منها في سنة تسعين مع أبي البقاء بن الجيعان ودخل الشام مرتين وحماة فما دونها وتميز في الفنون وعرف بالذكاء مع حسن العشرة والتواضع والرغبة في الممازحة والنكتة والنادرة وامتهان نفسه وترك التأنق في أمره و أشير إليه بالفضيلة فتصدى للأقراء وانتفع به الفضلاء في الفرائض والحساب والميقات والعربية ونحوها. وممن أخذ عنه النجم بن حجي وصار بأخرة فريداً في فنون وباشر الرياسة في أماكن بل تصدر بجامع طولون برغبة نور الدين بن النقاش له عنه وعمل فيه اجلاساً في صفر سنة تسع وسبعين، وكتب في الميقات مقدمات جمة تزيد كما أخبرني على مائتين منها المنصورية كأنه عملها لجماعة المنصورية والسرالمودوع في العمل بالربع المقطوع وعمل متناً في الفرائض سماه كشف الغوامض واختصره في نحو نصف حجمه بل وشرحه وشرح فيه كلا من تصانيف أربعة لابن الهائم الفصول والتحفة القدسية والمقنع وسماه القول المبدع والألفية المسماة كفاية الحفاظ مع توضيح للإلفية أيضاً وكذا شرح الجعبرية والرحبية والاشنهية ولكنه لم يكمل ومنظومة الموفق الحنبلي والحوفي ورتب مجموع الكلائي مع اختصاره والاتيان فيه بزوائد مهمة، وله في الحساب مقدمة سماها تحفة الأحباب في الحساب المفتوح واختصرها وشرح فيه من تصانيف ابن الهائم الحاوي واللمع وفي الجبر والمقابلة ثلاثة شروح على الياسمينية وشرح في النحو الشذور والقطر والتوضيح ولكنه لم يكمل وجرد شرح شواهده من شواهد العيني إلى غير ذلك من المهمات، ونازع في مسئلة الجهر بالتسميع وخالف في ذلك الزين زكريا وتنافس معه بسببها وكذا انتقده في شرحه للفصول ونازع ابن السيد عفيف الدين في دعواه تقديم أذان المغرب قبل تمكن الغروب وكلم المحتسب بكلمات مناسبة كما أنه دار بينه وبين ابن عاشر شيخ التربة الأشرفية قايتباي مناقشات وباسمه بعض وظائف الجنابلة. وبالجملة ففضيلته منتشرة ومحاسنه مقررة ولكنه لم ينصف في تقرير رشيئ يناسبه كما هو الغالب في المستحقين.
محمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد الفهري الشاطبي المربي أو المروي نسبة للمرية من بلاد الأندلس ويعرف بالشاطبي. ولد في سنة ثمان وستين بالمرية ونشأ بها فحفظ القرآن وتلابه لنافع علي محمد الروطي بعد أن جوده على أبيه ومعظم المختصر وجميع رجز ابن عاصم في العربية واشتغل فيهما عند عبد الله الزليحي ومحمد بن معوذ وعنهما أخذ الفرائض في الحساب والعروض. وسافر من الأندلس لبعض ضروراته ولازال حتى دخل مصر في أول سنة خمس وتسعين فنزل بتربة السلطان وحضر إلي في أثناء ربيع الآخر منها فسمع مني المسلسل وأنشدني قوله:

يا نفس لا جزعاً بذا انقضى الزمـن

 

مسـرة سـاعةً وسـاعة حــزن

وتارة عسرة من بـعـد مـيسـرةٍ

 

وتارة صحة من بـعـدهـا وهـن

وأمس تمسي لدى أهل وفي وطـن

 

واليوم تصبـح لا أهـل ولا وطـن

بيناك في عـزة وأنـت مـحـتـرم

 

أصبحت في ذلة وأنت ممـتـهـن

بيناك فوق الـثـريا رفـعة وعـلا

 

أصبحت تحت الثرى وخفضك الكفن

أعمـار أولاد آدم بـذا ظـعـنـت

 

وليس الا به للغـابـر الـظـعـن

 

كم أسوة فيهم لعاقل فـطـن

 

لكن فديتك أين العاقل القطن

محمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن هبة الله بن عبد الرحمن بن محمد ابن أبي الفضائل عثمان بن أبي الحسن علي بن يوسف الشرف بن الشمس الأسيوطي ثم القاهري الشافعي ويعرف بالأسيوطي وأبوه بخادم أكمل الدين وكان صوفياً بالشيخونية. ولد في رجب سنة ست وثمانين وسبعمائة ونشأ فحفظ القرآن وكتباً وسمع علي التنوخي وابن أبي المجد وابن الشيخة والعراقي والهيثمي والفخر عثمان الشيشيني والشمس بن الحكار والنجم البالسي والبرشنسي وناصر الدين بن الفرات ووحيد الدين حفيد أبي حيان وآخرين، وحدث سمع منه الفضلاء وكان فاضلا خيراً متعففاً يتكسب من طبخ السكر ونحوه ويعتكف بالأزهر في رمضان مع شكله وتأنقه جاور بمكة كثيراً وكان يوم قضاءها ويكثر من ثلب قاضيها أبي السعادات لذلك. ومات في يوم الثلاثاء سابع عشري شوال سنة إحدى وأربعين رحمه الله.
محمد الفخر الأسيوطي أخو الذي قبله. ولد في أواخر سنة اثنتين أو أوائل سنة ثلاث وتسعين وسبعمائة ورأيت وصفه بالخامسة في صفر سنة سبع وتسعين بالقاهرة ونشأ فحفظ القرآن وكتباً وعرض على جماعة وأحضر علي الزين ابن الشيخة وغيره وسمع علي التنوخي وابن أبي المجد والابناسي والعراقي والهيثمي والتقي والنجم الدجويين وسعد الدين القمني والحلاوي والسويداوي والتاج أبي العباس بن الظريف والجمال والزين الرشيديين والفخر عثمان الشيشني والنجم البالسي وناصر الدين بن الفرات والشهاب بن الناصح والشمس بن الحكار وأبي حيان حفيد أبي حيان والفرسيسي في آخرين، واشتغل يسيراً وحضر دروس الشمس البرماوي والعز البلقيني وغيرهما وأجلس مع العدول بمراكز متعددة إلى أن مهر في التوثيق ودرب كثيراً من أحكام القضاة بالممارسة وانطبع في ذلك، وناب عن الجلال البلقيني في سنة اثنتين وعشرين ببعض أعمال الجيزة ثم بالقاهرة عن شيخنا فمن بعده ولكنه لم يرج إلا في أيام شيخنا بسبب انتمائه لولده بحيث جلس عنده للشهادة يسيراً شيخنا ابن خضر ثم ترك والبقاعي، وبالغ الفخر في الاحسان إليه واشباع جوعته وأسكنه تحت نظره مدة، وقرأ عليه البقاعي ثم نافره جريا على عادته، وقد حج مراراً وجاور في بعضها بعض سنة وحدث بأكثر مروياته سمع منه الفضلاء، حملت عنه أشياء. وكان مقداماً عالي الهمة شديد العصبية متودداً لأصحابه كثير الموافاة لهم مذكوراً بالمجازفة وعدم التحري. مات في جمادى الثانية سنة سبعين وصلي عليه بجامع الأزهر في مشهد حافل ودفن ظاهر باب المحروق عفا الله عنه.
محمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن أبي بكر بن عيسى بن بدران بن رحمة البهاء ابن العلم بن الكمال بن القاضي الشافعي بدمشق العلم أخي قاضي المالكية بمصر التقي السعدي الاخنائي ثم القاهري المالكي والد البدر محمد الآتي ويعرف بابن الاخنائي. حفظ مختصر الشيخ خليل وأخذ الفقه عن الجمال الاقفهمي والبساطي وفي القراآت عن الشمس الشراريبي وسمع على الزين العراقي ولازم أماليه وكان يحفظ من أناشيده فيها. وناب في القضاء دهراً وهو الحاكم بقتل بخشيباي الاشرفي حداً كما أرخه شيخنا في سنة اثنتين وأربعين، وكان حافظاً لكثير من فروع مذهبه متقدماً في قضائه من بيت جلالة وشهرة عرضت عليه بعض المحفوظات. ومات في شعبان سنة ست وخمسين عن أزيد من ثمانين سنة ودفن بتربة جوشن رحمه الله وإيانا.
محمد بن محمد بل أحمد بن أبي الخير محمد بن حسين بن الزين محمد بن الأمين محمد بن القطب محمد بن أحمد بن علي القطب أبو بكر بن الكمال أبي البركات القسطلاني الاصل المكي الشافعي الماضي أبوه وقريبه الكمال أبو البركات محمد بن الجمال أبي عبد الله محمد بن أحمد بن حسن ويعرف كسلفه بابن الزين. أجاز له في سنة ست وثلاثين وثمانمائة جماعة وسمع في التي تليها من محمد بن علي الزمزمي.
 محمد الكمال أبو الفضل أخو الذي قبله ووالد الفخر أبي بكر. ولد في المحرم سنة أربع وثلاثين وثمانمائة وأمه ست الكل سعيدة ابنة علي بن محمد بن عمر الفاكهي وسمع من خال والدته الجمال المرشدي وأبي الفتح المراغي وغيرهما، وأجاز له في سنة ست وثلاثين أيضاً جماعة. ومات بالهدة هدة بني جابر من أعمال مكة في يوم السبت سادس عشر شعبان سنة ثلاث وتسعين وحمل إليها فوصلوا به تسبيح ليلة الأحد فجهز ثم صلى عليه بعد صلاة الصبح عند باب الكعبة ودفن بالمعلاة عند سلفه على شقيقه أبي السعود بعد أن رام ابناه دفنه على أبيه فأبى أخوه عمهما الأمين الآتي قريباً. وخلف ثلاثة أولاد ذكور وثمان بنات رحمه الله.
محمد أبو المكارم شقيق الذي قبله. أجاز له أيضاً في سنة ست وثلاثين جماعة. ومات بمكة في سنة سبع وثلاثين عن نحو سنتين.
محمد أبو السرور شقيق اللذين قبله. بيض له ابن فهد بل ذكر أنه ولد في ذي الحجة سنة ست وثلاثين بمنى. ومات بمكة في التي تليها.
محمد أبو السعود شقيق الثلاثة قبله. سمع أبا الفتح المراغي وأجاز له ابن الاميوطي وأبو جعفر بن العجمي وجماعة. مات في جمادى الأولى سنة سبع وخمسين بمكة عن ثمان عشرة سنة.
محمد قطب الدين أبو بكر أخو المذكورين. ولد في صفر سنة ثلاث وأربعين. ومات صغيراً بمكة.
محمد نجم الدين شقيق الذي قبله. ولد سنة ست وأربعين وثمانمائة أو التي بعدها، وأمه حبيبة ابنة علي بن محمد بن عمر الفاكهي، وسمع أبا الفتح المراغي، وأجاز له في سنة أربع وخمسين جماعة وكان مالكيا اشتغل قليلا وتعاني الرمل والطب، وسافر لجة الهند وحصل له فيما قيل هناك بعض رواج بالطب. ومات غريبابها قبيل التسعين.
محمد أمين الدين أبو البركات بن الزين القسطلاني المكي الشافعي شقيق اللذين قبله. ولد سنة ثمان وأربعين وسمع أبا الفتح المراغي، وأجاز له في سنة أربع وخمسين جماعة ولازمني في سنة ست ثمانين بمكة رواية ودراية بسكون وتؤدة ويكثر الطواف وهو مشهور بين أهل بلده.
محمد المحب المدعو مبارك شقيق اللذين قبله وأصغرهم. ولد سنة تسع وأربعين وثمانمائة. محمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن روزبة. فيمن جده أحمد بن محمد بن محمود بن إبراهيم بن روزبة.
محمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الخالق بن عثمان البدر بن البدر الأنصاري الدمشقي ثم القاهري الشافعي والد الجلال محمد والزين أبي بكر وغيرهما ويعرف كسلفه بابن مزهر. ولد سنة ست وثمانين وسبعمائة بدمشق ونشأ في كنف أبيه ثم مات وهو صغير فكلفه زوج أخته المحيوي أحمد المدني وتولي التوقيع عنده ثم استقر كابيه في كتابه سر دمشق واتصل بنائبها شيخ سنين وقدم معه بعد قتل الناصر فلما تسلطن قربه واستقر به في نظر الاسطبل السلطاني ثم ولي نيابة كتابه سرها ودام مدة قائما بأعباء الديون سيما في أيام العلم داود بن الكويز لبعده عن الإنشاء والفضيلة وكون صاحب الترجمة فصيحاً مفوها إلى أن استقل بالوظيفة في جمادى الآخرةسنة ثمان وعشرين عوضاً عن النجم عمر بن حجي فباشرها بحرمه وافرة فعظم في الدولة جداً ونالته السعادة وأثرى جداً لمزيد رغبته في الجمع، واستمر حتى مات بعد ضعفه قريب شهرين فأكثر بعد عصر يوم السبت سادس عشري جمادى الآخرة سنة اثنتين وثلاثين ونزل السلطان من الغد فصلي عليه ثم دفن بتربته التي أنشأها بالصحراء بالقرب من الشيخ عبد الله المنوفي عن نحو الخمسين وشهد غسله سعد العجلوني وقال ما أكرمك من قادم على الله رحمه الله وإيانا وعفا عنه.
وكان مديما للتلاوة والاوراد محباً في إغاثة الملهوف ونصر المظلوم وتقريب العلماء واعتقاد الصالحين حتى أنه لشده اختصاصه بالشيخ أحمدالزاهد أدرجه الشيخ في أو صيائه كما سبق في ترجمته ولما زوج ابنته لابن سلام اختار لشهود العقد الشمسين البوصيري وناهيك به علماً وصلاحاً والزراتيتي شيخ القراء كثير البرللتقي بن الفتح بن الشهيد بحيث كان العز القدسي يتعجب من كثرة بره له مع ما كان بين أبويهما واغفال الزين عبد الباسط لذلك مع الاختصاص به إلى غير هذا.

قال شيخنا في انبائه: وكانت مدة ولايته نيابة واستقلالا نحو تسع سنين لانه باشر ذلك عقب وفاة ناصر الدين بن البارزي في ثامن شوال سنة ثلاث وعشرين وباشر في غضونها نظر الجيش نيابة عن الزين عبد الباسط لما حج في سنة ست وعشرين، وأطال في ترجمته بالثناء الحسن وغيره. ونحوه قول العيني الذي أوردته في مكان آخر ممالا احتاج بنا إليه، وذكره ابن الخطيب الناصرية في ذيله وقال أنه اختص بالمؤيد حين كان نائب حلب وعمل موقعاً عنده فلما جرى بينه وبين ابن أيدمر نائب الغيبة الفتنة كان سفيره في الصلح فأمسكه وحبسه عنده بدمشق فلما مات الناصر وتوجه المؤيد إلى القاهرة أطلقه واستصحبه معه إلى الديار المصرية فولاه نظر الاسطبلات وقال أنه باشر كتابه السر بحرمه وافرة وأنه كان شكلاً حسناً مروءة وعصيبة، وقال المقريزي في عقوده أنه كان من الشره في جمع المال على حاله قبيحة لا يبالي بما أخذ ولا من أين أخذ مع الشح والبعد عن جميع.... بجمع المال حتى كان كما قيل: جنى وصلها غيري وحملت عارها خفف الله عنه وغفر له فلقد كان معتنياً بأمري وله على أياد. انتهى رحمه الله وإيانا.
محمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن عثمان بن عبد الله أو أيوب المحب أبو اليسر ابن ناصر الدين بن أصيل أخو أحمد الماضي. ولد في سادس رمضان سنة ست وخمسين وثمانمائة وحفظ القرآن أو كثيراً منه، وتزوج بعد أبيه بابتة الزين عبد الرحمن المنهلي، وحج وربما اشتغل ولكن اشتغاله بأنواع اللهو أكثر.
محمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن محمد بن حامد بن أحمد بن عبد الرحمن النجم بن الشمس المقدسي الشافعي والد الكمال محمد الآتي ويعرف كسلفه بابن حامد. مات في جمادى الآخرة سنة اثنتين وستين.
 محمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن محمد بن سعيد بن عمر بن يوسف بن علي بن اسمعيل الجمال أبو النجا بن البهاء أبي البقاء بن الشهاب أبي الخير بن الضياء القرشي العمري الصاغاني الأصل المكي قاضيها وابن قضاتها الحنفي الماضي أبوه وجده والآتي ابنه أبو القسم محمد ويعرف كسلفه بابن الضياء وذكر سلفه أنهم من ذرية الرضي الصاغاني فالله أعلم. ولد في يوم الاثنين سادس صفر سنة تسع وعشرين وثمانمائة بمكة ونشأ بها فحفظ القرآن والشاطبية وعقيدة النسفي في أصول الدين والوافي في الفقه والمنار في أصوله كلاهما له وألفية الحديث والنحو وكافية ابن الحاجب وتلخيص المفتاح والاندلسية في العروض، وعرض على جماعة من المكيين والقادمين كابي السعادات بن ظهيرة والسراج عبد الطيف الحنبلي والزين ابن عياش ومحمد الكيلاني والعلاء الشيرازي وابني الاقصرائي، وأخذ الفقه وأصوله والعربية عن أبيه والامين الاقصرائي وقرأ عليه في المتوسط وابن أخته المحب وغيرهم كعمه أبي حامد وابن قديد وحضر في المتوسط أيضاً عند ابن الهمام وسمع من أبيه وعمه وأبي الفتح المراغي وطائفة، وأجاز له الواسطي والشمس الشامي والكلوتاتي والزين الزركشي ونور الدين الشلقامي والنجم بن حجي والزين بن الطحان والتاج بن بردس وأخوه العلاء والقبابي وابن المصري والتدمري والتقي الفاسي والجمال الكازروني والنور المحلي ويونس الواحي وعائشة وفاطمة الحنبليتين وخلق، ودخل مصر مراراً أولها مع والده في سنة ست وأربعين وسمع من شيخنا وابن الديري بل حضر دروسه في الفقه وغيره وكذا زار مع أبيه بيت المقدس ودخل الشام والرملة وغزة وحضر فيها دروس الشمس الاياسي في الفقه والنحو وغيرهما دخل القاهرة بعد موت أبيه سنة خمس وخمسين وفيها آخذ عن الاقصرائيين ثم دخلها ثالثا وكذا زار والمدنية النبوية غير مرة ناب في القضاء عن والده ثم بعده بتفويض من السلطان حين كان عمه قاضياً فلما مات عمه في سنة ثمان وخمسين اسنقل به. وذلك في شوالها وقريء توقيعه في أواخر ذي القعدة ثم انفصل عنه في المحرم سنة ست وستين وترك المباشرة من ثاني عشر ربيع الأول حين بلوغه الخبر ثم أعيد في أثناء السنة واستمر، وأكمل تصنيف والده الذي جعله كالحاشية على الكنز وانتهى فيه إلى الحوالة فكتب صاحب الترجمة من ثم إلى آخره في مجلد، وتصدى للتدريس والافتاء ودرس بدرس يلبغا الذي تلقاه جده من الواقف ثم بعده ابنه أبو البقاء ثم ابنه هذا وفي درس ايتمش والزنجيلي وخير بك ومدرسة الاشرف قايتباي من واقفهما. ولم يلبث أن مات قبل مباشرة الاخير في يوم الاحد ثالث عشر المحرم سنة خمس وثمانين ودفن من يومه على أبيه في المعلاة بعد الصلاة عليه عقب صلاة العصر عند باب الكعبة وكان الجمع في جنازته حافلا جدا رحمه الله.
 محمد بن محمد بن أحمد غياث الدين أبو الليث بن الرضي أبي حامد الصاغاني المكي الحنفي سبط التقي بن فهد، أمه أم هانئ وابن عم الذي قبله ووالد علي الماضي وأخو الخطيب المحب النويري لأمه. ولد في يوم الخميس سادس عشر جمادى الآخرة سنة سبع وأربعين وثمانمائة بمكة ونشأ بها فحفظ القرآن وأربعي النووي وألفية الحديث والنحو والمجمع في الفقه لابن الساعاتي والمنار في أصوله والعمدة في أصول الدين كلاهما لحافظ الدين النسفي والتلخيص، وعرض على جماعة وسمع من أبي الفتح المراغي والزين الاميوطي وجده التقي ووالده الرضي وعمه أبي البقاء وغيرهم كالمحب بن الشحنة بمكة، وأجاز له خلق باستدعاء خاله النجم عمر، وأخذ ببلده عن ابن عمه الجمال المذكور قبله واشتدت عنايته بملازمته في كثير من كتب الفقه ولاصلين والعربية والحديث قراءة وسماعاً، وارتحل إلى القاهرة في أول سنة اثنتين وسبعين بحراً فلازم الامين الاقصرائي حتى قرأ عليه إلى البيوع من شرح المجمع لابن فرشتا وسمع عليه في فتاوي قاضي خان في التقسيم وفي التلويح على التوضيح لصدر الشريعة وفي تفسير البيضاوي وتوضيح ابن هاشم وفي رمضانها جميع البخاري والمصابيح والمشارق والشفا وكذا سمع اليسير من أوائل شرح المحب بن الشحنة على الهداية عليه وفي الفقه على سيف الدين ولازم ابن عبيد الله في قراءة قطعة من النكاح من شرح المجمع لابن فرشتا وفي سماع قطعة من شرح ابن فرشتا على المشارق من الهداية ثم قرأ عليه في مجاورته بمكة المنار في الاصول وسمع الكثير في الفقه تقسيما وربع العبادات إلى النكاح من الهداية ومؤلفه في المناسك وجميع المشارق للصغاني، ولازم ابن أمير حاج الحلبي أيضاً في مجاورته حتى قرأ عليه منسكة وتفسير سورة والعصر له وفرائض مجمع البحرين وإلى انتهاء مباحث السنة من المنار وسمع عليه غير ذلك في الفقه والاصلين وقرأ على البدر بن الغرس في مجاورته أيضا قطعة من النصف الثاني من النكاح من المجمع ونحو الثلث من شرح العقائد للتفتازاني وسمع عليه غير ذلك في الفقه وأصوله وجميع الرسالة القشيرية وعلي الزين قاسم الجمالي في أيام الموسم اليسير من أول شرح المجمع لابن فرشتا، واجتمع في القاهرة بالشمني في مرض موته ولم يأخذ عنه شيئاً وقرأ بمكة غلي أحمد يونس المغربي في الجرومية وشرحها للسيد وقطر الندي وشرحه للمؤلف وغالب ألفية ابن مالك والتهذيب في المنطق وشرحه التذهيب للخبيصي وغير ذلك في المنطق وغيره سماعاً وقراءة وأخذ الألفية وتوضيحها وقطعة من التسهيل سماعاً عن المحيوي عبد القادر المالكي في آخرين ممن أخذ عنهم كالزين خطاب بمكة، وأذن له الأمين الاقصرائي وابن عبيد الله في الافتاء والتدريس وعظماه جداً وكذا كتب له إجازة ابن امير حاج وقاسم وآخرون وسمع مني ختم القول البديع وغير ذلك وشارك في الفضائل ودرس بدرس ايتمش خلف مقام الحنفية بعد موت أخيه السراج عمر المتلقي له عن أبيهما عن واقفه بل وأقرأ للطلبة قليلا. مات في يوم الجمعة ثالث عشري صفر سنة خمس و تسعين وصلى عليه في عصره ثم دفن عند قبورهم من المعلاة رحمه الله وإيانا.
محمد بن أبي الفتح محمد بن أحمد بن أبي عبد الله محمد بن محمد بن عبد الرحمن الحسني الفاسي الأصل المكي الشافعي قريب التقى الفاسي. سمع علي الجمال الأميوطي في سنة أربع وثمانين وسبعمائة ختم السيرة لابن سيد الناس وعلي النشاوري في التي بعدها أشياء كاربعي الثقفي البلدانيات وأربعي ابن مسدي وعلي ابن صديق مسند عبد، وأجاز له حاتم والتنوخي والمحب الصامت وأبو الهول الجزري وخلق وكان مات ببلد كلبرجا من الهند بعد الثلاثين بيسير. ذكره ابن فهد.
محمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن محمد بن عثمان بن موسى الطوخي. مضى في محمد بن أبي بكر بن أحمد بن محمد.
محمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن محمد الفارسي الأصل المقدسي ثم الدمشقي أخو أحمد الماضي وهذا الأصغر ويعرف بابن المهندس. ذكره شيخنا في أنبائه. نشأ صيناً جيداً وسمع من الميدومي وغيره وصحب الفخر السيوفي وبمكة العفيف اليافعي وكانت له في نشأته أحوال صالحة ثم باشر بعض الدواوين وحصل أموالاً ولم يحمد سيرته. مات في شوال سنة ثمان ودفن بتربته التي أنشأها شرقي الشامية البرانية بدمشق.
 محمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن محمود بن إبراهيم بن أحمد بن روزبة ناصر الدين أبو الفرج بن الجمال أبي عبد الله بن الصفي الكازروبي ثم المدني الشافعي ويعرف بابن الكازروبي. ولد في ليلة الثلاثاء سابع ربيع الأول سنة خمس وتسعين وسبعمائة بالمدينة ونشأ بها فحفظ القرآن وتلا به لعاصم وأبي عمرو علي الزين بن عياش والحاوي والمنهاج الأصلي وألفية ابن ملك، وعرض على جماعة وأخذ في الفقه عن الزين المراغي وانتفع بأبيه فيه وفي غيره وقرأ عليه البخاري وغيره وكذا أخذ بحثاً عن النجم السكاكيني الحاوي والألفية والتلخيص والأصول وأذن له في سنة إحدى وثلاثين بالإفتاء والتدريس ووصفه بجوهرة العلماء ودرة الفضلاء لسان العرب وترجمان الأدب الأفضل الأمجد، وأخذ أيضاً النحو والأصول عن أبي عبد الله الوانوغي وارتحل إلى القاهرة مراراً فأخذ أولاً عن ابن الكويك وأجاز له ثم في سنة ثلاث وأربعين فسمع علي الزين الزركشي بعض صحيح مسلم وقرأ في سنة خمس وأربعين على شيخنا الخصال المكفرة من تصانيفه وغيرها وكان قد أحضر في المدينة النبوية سنة ثمان وتسعين على أبي اسحق إبراهيم بن علي بن فرحون الشفا والموطأ ليحيى ابن يحيى وفي التي تليها على ابن صديق البخاري بفواتات يسيرة وسمع علي الزين المراغي الأربعين لأبي سعد النيسابوري والأربعين التي خرجها شيخنا له من مروياته وكذا سمع على الرضي المطري والد المحب وسليمان السقائم سمع على أبي الفتح المراغي وغيره، وأجاز له الزين العراقي،ودخل دمشق وحضر بها دروس الشهاب الغزي والشمس الكفيري وابن قاضي شهبة، وزار القدس والخليل ودخل حلب فأجاز له حافظها البرهان، وحدث ودرس أخذ عنه الفضلاء وممن قرأ علبه البخاري ابنه عبد السلام الأول وناصر الدين محمد بن أبي الفرج المراغي ومسدد، أجاز لي. ومات في ذي الحجة سنة سبع وستين ودفن عند والده بالبقيع رحمه الله وإيانا.
محمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن مسعود ناصر الدين أبو الفرج بن الزين أبي المعالي بن الشهاب المغربي الأصل المدني المالكي ويعرف بابن المزجج. ودخل القاهرة ولقيني بمكة فلازمني في سنة ست وثمانين حتى أخذ عني الموطأ وغيره دراية ورواية وكانت له بعض مشاركة. مات في ربيع الأول سنة خمس وتسعين بالمدينة ودفن بالبقيع رحمه الله.
 محمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن موسى الشمس أبو الوفاء بن الخواجا الشمس المكي الأصل الغزي الشافعي قاضيها ويعرف بابن النحاس. ولد في يوم الجمعة سلخ جمادي الثانية أربع وخمسين وثمانمائة بغزة ونشأ بها فحفظ القرآن عند الزين عبد الرحمن بن ذي النون وصلى به في جامعها القديم وكساه أبوه بسطاً تساوي مائة دينار، وقرأ في المنهاج وغيره من المتون كالفية النحو، وعرض ربع العبادات منه على خطيب مكة أبي الفضل النويري حين وروده عليهم في سنة تسع وستين، ولازم الشمس بن الحمصي في الفقه والعربية وغيرها وارتحل لبيت المقدس غير مرة وقرأ في بعضها يسيراً علي الكمال بن أبي شريف وكذا قرأ على أخيه البرهان، ودخل القاهرة في حياة والده للتجارة وقرأ فيها علي البرهان العجلوبي ومحمد الطنتدائي الضرير، وعاد إلى بلده فداوم عالمها الحمصي سيما بعد تزوجه بأمه بعد وفاة أبيه حتى أذن له في التدريس وحسن له الدخول في قضاء بلده ببذل على يد إبراهيم النابلسي حتى وليه في مستهل صفر سنة تسع وسبعين عوضاً عن المحيوي عبد القادر بن جبريل ووصل إليه التشريف في منتصفه فباشره أحسن من الذي قبله فيما قيل إلى أن طلب في سابع ذي الحجة إلى القاهرة لشكوى بعضهم فيه فحضر وتمثل بين يدي السلطان هو وولده أبو الطيب العشاري وبان بطلان ما أنهى عنه ومع ذلك صرف بعد نحو أربعة أشهر كان مقيماً فيها بالقاهرة ونائبه هناك يباشر عنه بل استمر مقيماً بعد صرفه وهو يتردد إلى العبادي والبكري وأبي السعادات البلقيني وزكريا والجوجري وابن قاسم لقراءة الفقه وأصوله وكذا قرأ على التقريب للنووي بحثاً مع الأربعين له وأشياء بقراءة بقراءته وقراءة غير وأذنت له وكذا كل من دكر، وتكرر رجوعه غير مرة ثم قدومه القاهرة وتوجه في بعض المرات في ركاب السلطان إلى غزة فبرز كثير من أهلها للشكوى من خصمه والسؤال في عود هذا فبادر لتوليته وذلك قبيل الغروب من يوم الأربعاء تاسع جمادى سنة اثنتين فدام إلى صفر سنة سبع وثمانين فاستقر الشرف العيزري ولم يلبث أن أعيد في محرم التي تليها ثم انفصل به في شعبان سنة تسع واستدعى به البدري أبو البقاء بن الجيعان لإنتمائه إليه فسافر معه لمكة أول شوال مبتدئاً بالزيارة النبوية التي مكث فيها أياماً ثم حج وكانت حجة الإسلام وعاد معه إلى القاهرة، وانكشف حاله بعد الثروة الزائدة من نقدو عقار ونحو ذلك واستغنى بما يتجدد له في كل يوم من ربح بسبب المعاملات وغيرها وتحمل ديوناً جمة بسبب ما كان في تلك الحالة أوجه منه بعدها وكان قد خطب بجامع بلده القديم وجامعه الجاولي وعقد الميعاد بأولهما من سنة خمس وثمانين في الأشهر الثلاثة قراءة وتفسيراً فأجاد وازدحم الناس بمجلسه حتى كان العيزري وابن جبريل يشهد أنه وأعانه على ذلك قوة ذكائه وسرعة فطنته وقوة حافظته وتولعه بالنظم، كل ذلك مع قبول شكله وظرفه ولطيف عشرته وإقبال الخواطر الصافية بالميل إليه وهو الآن في سنة تسع وتسعين والتي قبلها في غاية ما يكون من الذل والإهانة بالحبس ونحوه أحسن الله خلاصه ولطف به.
محمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن يوسف بن سلامة المحب أبو الخير وأبو السعادات بن الشمس بن الشهاب العقبي الأصل القاهري الصحراوي الشافعي الماضي أبوه وجده. ولد في سنة سبع عشرة وثمانمائة بتربة قجماس ونشأ بها فحفظ القرآن والعمدة ومختصر أبي شجاع والشاطبية والألفية وعرض على جماعة واعتنى به عم والده الزين رضوان فأحضره وهو في الرابعة على الشرف بن الكويك والجلال البلقيني ثم على الشموس الزراتيتي وابن الجزري والشامي ومحمد ابن قاسم السيوطي والنورين الفوي والمحلي سبط الزبير والفخر عثمان الدنديلي والشهاب المتبولي وكذا سمع علي الولي العراقي أول أماليه وجملة وعلي الشمس البيجوري جزء الدمياطي والنيني ورقية الثعلبية في آخرين وأجاز له جماعة وحدث بأخرة سمع منه غير واحد من الطلبة وهو أحد صوفية الشيخونية وكذا البرقوقية بالصحراء ممن يعرف بالخير، وقد حج مراراً وجاور في كثير منها وقصدني غير مرة. مات سنة بضع وتسعين.
محمد بن محمد بن أحمد بن محمد المحب الطوخي. مضى في ابن أبي بكر.
محمد بن محمد بن أحمد بن محمد الجيزي المكي الماضي أبوه. ممن سمع مني في سنة ست وثمانين بمكة وليس بمرضي إتهم بقتل وغيره.
 محمد بن محمد بن أحمد بن مرزوق بن محمد بن مرزوق العجيسي المغربي المالكي. شاب أو كهل قدم مكة فعرض عليه ظهيرة بل أخذ عنه في الفقه وأصوله والعربية والمنطق في سنة إحدى وستين وسمعت سنة إحدى وسبعين أنه في الأحياء.
محمد بن محمد بن أحمد بن مزهر. مضى فيمن جده أحمد بن محمد بن عبد الخالق.
محمد بن محمد بن أحمد بن مسعود البهاء بن العلم السنباطي أمين الحكم بها وأحد عدولها والدالعلم محمد الآتي. مات بها سنة ست عشرة وكان خيراً سليم الباطن.
محمد بن محمد بن أحمد بن معين بن إبراهيم الشمس المناوي ثم القاهري الجوهري والده الشافعي ويعرف بابن الريفي. ولد في العشر الاخير من رمضان سنة ثمان وستين وسبعمائة وسمع من جويرية وابن حاتم والتنوخي وابن الشيخة والمجد اسمعيل الحنفي والفرسيسي وغيرهم، وحدث سمع منه الفضلاء، ومما سمعه على الاولى مجلسا البختري والشافعي بل سمع من القاضي فتح الدين بن الشهيد نظم السيرة النبوية له، وأم بالناصرية من بين القصرين. وقال شيخنا في إنبائه: وحصلت له ثروة من قبل بعض حواسي الناصر فرج من النساء وأكثر من القراءة علي البرهان والبيجوري حتى قرأ عليه في الروضة والشرح الكبير والصغير وغيرها وكذا لازم دروس الولي بن العراقي مع كثرة التلاوة والاحسان للطلبة. ومات في ليلة الخميس خامس من شوال سنة أربعين بالقاهرة وكانت جنازته مشهودة.
محمد بن محمد بن أحمد بن منصور بن أحمد بن عيسى الشمس أبو النجا ابن الخطيب البهاء بن الشهاب الابشيهي المحلى الشافعي الماضي أبوه. ولد سنة ثمان عشرة وثمانمائة تقريباً بالمحلة وحفظ بها القرآن وصلى به العمدة وأربعي النووي والتبريزي والملحة، وعرض على الجماعة واشتغل قليلا، وناب في القضاء عن أوحد الدين العجميمي، وكان عفيفاً بارعاً في الصناعة. مات قبيل الثمانين بيسير ولشدة بياضه وحسن شاكلته كان يلقب خروفاً رحمه الله.
 محمد بن محمد بن أحمد بن موسى بن أبي بكر بن أبي العيد أوحد الدين وناصر الدين وشمس الدين وخير الدين وهو الذي استقر أبو الخير بن الشمس السخاوي ثم القاهري ثم المدني المالكي الماضي أبوه ويعرف بابن القصبي. ولد في سنة اثنتين وأربعين وثمانمائة بسخا ونشأ في كنف أبيه فحفظ القرآن والعمدة والبرهانية في أصول الدين لأبي عمر وعثمان السلالجي والشاطبية وألفية الحديث ومختصر الشيخ خليل وكذا الرسالة والرحبية في الفرائض والتنقيح في الاصول للقرافي والجرومية وألفية ابن مالك وكفاية المتحفظ في اللغة لأبي إسحق إبراهيم الاجداني وعروض ابن الحاجب وبديعة شعبان الآثاري، وعروضه أبوه على من دب ودرج حتى على الظاهر جقمق وأنعم عليه فكان منهم من الشافعية العلم البلقيني والمحلي والمناوي ومن الحنفية ابن الديري وابن الهمام والشمني ولاقصرائي وعبد السلام البغدادي ومن المالكية أبو القسم النويري والسنباطي القاضي وأبو الجود البني ومن الحنابلة العز الكنائي وابن الرزاز بل حضر مع والده بالكاملية عند شيخنا، وسمع على جماعة كثيرين كالرشيدي والنسابة بالكاملية وغيرها وتلا للسبع على الزين جعفر السنهوري وللنصر إلى آخر القرآن وللفاتحة إلى المفلحون على التاج عبد الملك الطوخي والشهاب السكندري كلهم بالقاهرة وإلى سيقول السفهاء على الشمس محمد بن يوسف الديروطي بها والى أول الأعراف علي أبي الحسن بن يفتح الله السكندري بها وللزهراوين علي الشمس بن عمران الغزي بها وللفاتحة وأوائل البقرة على محمد بن عثمان بن علي الشامي بالمدينة ويعرف بابن الحريري، وقرأ في الفقه وغيره على المحيوي بن عبد الوارث وكذا أخذ عن القرافي ويحيى العلمي والسنهوري واللقاني في آخرين منهم أحمد الابدي وشارك الاكابر في الاخذ عنه وعن كثيرين، ولازم أحمد بن يونس في كثير من الفنون وكذا الامين الاقصرائي بالمدينة الشهاب الابشيطي في الجبر والمقابلة والصرف العربية وغيرها وأخذ عن التقي الحصني في فنون كالاصلين والمنطق والعربية والمعاني بل قرأ على العلاء الحصني غالب التخليص وحضر دروسه في غير ذلك وقبل ذلك حضر دروس عبد السلام البغدادي وقرأ في الاصول على أبي العباس السرسي الحنفي ورأى ابن الهمام قصده للزيارة بالزاوية فكان كل منهما حريصاً على تقبيل يد الآخر لاجلال كل منهما له، وتميز في الفضائل وأذن له القرافي فمن بعده وكذا الحسام بن حريز وأخوه، وسمع الحديث على جماعة كثيرين، وأخذ عني اشياء وتناول منى القول البديع وقرأه بالمدينة النبوية، وأكثر من التردد للقاهرة وزار في بعضها القدس والخليل وكذا دخل الفيوم وناب في القضاء بها وأوقفني على شرح لأماكن من المختصر وأكمل منه من القضاء إلى آخر الكتاب وقرئ عليه بالمدينة، وله نظم ونثر ومحاسن مع عقل تام ودربة زائدة وتواضع وخبرة، ولما زاد ضعف أبيه راسل يسأل في استقراره عوضه وذلك في سنة اثنتين وتسعين فأجيب. وكان كلمة إجماع في علقه وسياسته في الاصلاح بين الاخصام وهو أحد القضاة المطلوبين للقاهرة في سنة ست وتسعين ثم عادوا في التي بعدها، وقد حضر عندي بالمدينة النبوية في الروضة وغيرها بقراءة ولده وغيره سنة ثمان وتسعين دراية وراواية.
 محمد بن محمد بن أحمد بن يحيى بن حمزة القطب بن المحب الجوجري ثم القاهري الازهري الشافعي. ولد فيما كتبه بخطه سنة احدى وثمانين وسبعمائة بالقاهرة ونشأ بها فحفظ القرآن عند موسى بن عمر اللقاني وكتباً، وعرض على جماعة كابن الملقن والبلقيني وأجازوا له وتلا لأبي عمرو على البرهان إبراهيم بن موسى الهوى وتفقه بالابناسي والشمس الغراقي والشهاب العاملي. واشتغل بالنحو علي أبي الحسن علي الأندلسي وحضر دروس البلقيني في الكشاف وسمع علي التنوخي والمطرز ولابناسي والعراقي والهيثمي والغماري والسويداوي والفرسيسي والنجم البالسي وناصر الدين بن الفرات والشرف والقدسي في آخرين، وهو أحد من أدب البدر بن التنسي واخوته والعلم البلقيني وغيرهم ممن صار من أعيان الزمان، وسافر إلى دمياط والصعيد وغيرهما، وحج في سنة سبع وثلاثين، وحدث بالكثير سمع من الفضلاء وأكثروا عنه بأخرة وحملت عنه جملة، وكان فاضلا ساكنا راغباً في الاسماع صبوراً على الطلبة قانعاً باليسير، تكسب بالشهادة في الحانوت المقابل للجملون من الشارع دهراً. ومات في جمادى الاولى سنة خمس وستين وصلى عليه بعد صلاة الجمعة بالازهر. ونعم الرجل كان رحمه الله وإيانا.
محمد بن محمد بن أحمد بن شرف الدين الشرف السنهوري الشافعي سبط ناصر الدين محمد بن فوز ويعرف بابن شرف الدين. أخذ القراآت عن ابن أسد وعبد الغني الهيثمي ولكنه إنما أكثر عن بلدية الزين جعفر.
محمد بن محمد بن أحمد بن عز الدين المحب أبو عبد الله القاهري الشافعي والد الرضي محمد وعبد الرحيم وأحمد المذكورين، ويعرف بابن الاوجاقي. ولد سنة سبعين وسبعمائة أو التي قبلها بالدرب المعرف بوالده في خط باب اليانسية خارج باب زويلة من القاهرة ونشأ بها فأخذ الفقه عن البلقيني والملقن والابناسي والحديث عن العراقي في آخرين منهم في العربية المحب بن هشام والغماري والشطنو في وأكثر من ملازمته وكذا لازم البدر الطنبدي وانتفع به كثيراً وحضر عند البرهان بن جماعة والصدر المناوي والبدر بن أبي البقاء والتقي الزبيري قضاة الشافعية وعند الجمال محمود القيصري والزين أبي بكر السكندر من الحنفية وبهرام وعبد الرحمن ابن خير والركراكي وابن خلدون من المالكية ونصر الله والشرف عبد المنعم من الحنابلة وأخذ القراآت العشرة عن بعض القراء وسمع على الشرف بن الكويك والفوى ومن قبلهما، وأجاز له الزين المراغي والجمال بن ظهيرة ورقية ابنة ابن مزروع وآخرون منهم عائشة ابنة ابن عبد الهادي، وصحب الشهاب بن الناصح وبعد هذا كله قصر نفسه على المولى العراقي بحيث كتب عنه جل تصانيفه كشروح التقريب والبهجة وجمع الجوامع وكالنكت وما يفوق الوصف مع جملة من تصانيف أبيه بخطه الحسن الصحيح وحمل ذلك عنه ولازمه في الامالي حتى عرف بصحبته وكان الوالي يبجله ويحترمه لسابقته وفضيلته ولما مات لزم الاقامة بمسجده بالشارع على طريقة جميلة من اقراء العلم والقراآت غير متردد لأحد من بني الدينا ولا مزاحم الفقهاء في الشيء من وظائفهم ونحوها بل يتعيش بالمزارعة والتجارة، كل ذلك مع الورع والعفة والإيثار واتابع السنة والصبر والاحتمال والاحسان للارامل والايتام والاصلاح بين الناس وملازمة الصيام والاكثار من التلاوة بصوت حسن وخشوع زائد حتى كان يقصد من الاماكن النائية لسماعها في قيام رمضان، وقد حج واستمر على طريقته حتى مات بعد مرض طويل في عصر يوم الثلاثاء ثامن عشر رجب سنة خمس وأربعين ودفن بتربة صهره أبي أم ولده الشريف أحمد الحسيني بجوار ضريح إمامنا الشافعي رحمه الله وإيانا.
محمد بن بن أحمد البدر بن الغزي الدمشقي. ولد بها ونشأ وكتب الخط المليح وعرف الحساب وباشر المرستان النوري وغيره مع مروءة وفضيلة وأخلاق حسنة وآداب جميلة ومعرفة بالامور التي بدمشق. ذكره المقريزي في عقوده وساق عنه عن الشمس محمد بن إبراهيم بن بركة المزين شيئاً.
محمد بن محمد بن أحمد البدر بن مزهر. فيمن جده أحمد بن محمد بن عبد الخالق.
 محمد بن محمد بن أحمد الشمس بن الامين بن الشهاب المصري المنهاجي الشافعي ابن سبط الشمس بن اللبان. ولد سنة سبعين وسبعمائة بمصر ونشأ بها فحفظ القرآن والتنبيه واشتغل يسيراً وكان أبوه متمولا وله أيضا نسبة بالبرهان المحلي التاجر الكبير فلما مات سعى ولده هذا في حسبة مصر فوليها مرتين أو ثلاثاً ثم توصل إلى أن استنابه الجلال البلقيني في القضاء بمصر مع الجهل المفرط، وكان يجلس في دكاكين الشهود ويتعاني التجارة والمعاملة فكان يرتفع وينخفض إلى أن مات في سنة تسع وأربعين غير معدم ولكن سرق غالبه. قاله شيخنا في انبائه، وأظنه والد الشهاب أحمد الحكري الملقب بابن الحمار أحد النواب أيضاً محمد بن محمد بن أحمد الشمس بن الفتح الدين الشربيني الازهري الشافعي فقيه بني يحيى بن الجيعان. ممن لازمني في قراءة مسلم وغيره واشتغل وفهم قليلا وسمع ختم البخاري في الظاهرية مع خير وتقلل.
محمد بن محمد بن أحمد الشمس بن الخص السمسار بسوق أمير الجيوش. كان خيراً محبا في الصالحين راغبا في حضور المواعيد ونحوها مذكوراً بين الناس بالنصح في سمسرته ممن استكتب القول البديع وغيره من تصانيفي وغيرها. ومات في ليلة ثاني عشر ربيع الأول سنة إحدى وتسعين رحمه الله.
محمد بن محمد بن أحمد الشمس البقاعي الدمشقي. أخذ القراآت عن ابن الجزري وعنه محمد بن علي بن اسمعيل القدسي بالقاهرة سنة سبع وخمسين.
محمد بن محمد بن أحمد الشمس البسكري المغربي المالكي المقرئ نزيل المدينة النبوية وأخو أحمد الماضي ويعرف بابن ثابر. حفظ الشاطبيتين وألفية ابن مالك وغيرها وانتفع في القراآت بالشمس الششتري المدني، وارتحل إلى القاهرة فتلا بعض القرآن بالعشر على الزينين زكريا وجعفر والشهاب الصيرفي والشمس النوبي وناصر الدين الاخميمي وكتبوا له، ولقيني بالمدينة فسمع مني أشياء وكتب له.
محمد بن محمد بن أحمد الشمس الحموي الحنفي ويعرف بابن المعشوق. ممن أخذ عن شيخنا وسيأتي في محمد بن أحمد ناصر الدين.
محمد بن محمد بن أحمد الشمس العامري الغزي الشافعي ويعرف بالحجازي. ولد سنة أربعين والتي تليها بغزة ونشأ بها فحفظ القرآن والمناهج والبهجة وغيرها وانتفع بعالم بلده الشمس بن الحمصي بحيث تميز في فنون وبرع في التوثيق مع سرعة الكتابة وجودة الفهم والمداراة والعقل وإجادة النظم والنثر، وناب في القضاء ببلده ودخل دمشق وحلب وأخذ عن بعض علمائهما وكذا أخذ في القاهرة عن العبادي والبكري والجوجري وزكريا وابن قاسم وسمع علي الشاوي والزكي المناوي في آخرين ولازمني فقرأ على بحثاً ألفية العراقي والنخبة وشرحها وشرحي لمنظومة ابن الجزري من نسخته مع أماكن من شرحي للألفية وجميع الابتهاج وكتب منه نسخة ومجلسي في ختم البخاري وبعض إملائي على الاذكار وجملة رواية ودراية، وأذنت له مع غير واحد الافادة، وخطب ووعظ وربما نظم، وقرأ الحديث على العامة في بلده وأحيا طريقة شيخه ابن الحمصي وأفاد ماحمد بسببه. ولم يلبث أن مات بعد تعلله بالكبد وغيره في العشر الثالث من جمادى الثانية سنة خمس وثمانين وما تخلف عن جنازةه كبير أحد وتأسفت على فقده كثيراً رحمه الله وعوضه الجنة.
 محمد بن محمد بن أحمد الشمس الفليوبي ثم القاهري الشافعي نزيل القصر بالقرب من الكاملية ووالد أبي الفتح محمد المكتب الآتي ويعرف بالحجازي. أخذ عن النور الآدمي والولي العراقي وابن المجدي وعنه أخذ الفرائض والحساب وغيرهما من فنونه وأذن له إصلاح تصانيفه في آخرين كالبدر العيني قرأ عليه شرحه للشواهد وأصلح فيه بتحقيقه شيئاً كثيراً بعد توقفه في ذلك أو لاوسمع الكثير علي ابن الجزري ومن قبله على الشرف بن الكويك ومن قبله على الجمال الآميوطي أظنه بمكة وغيرهم، وحدث سمع منه الفضلاء وتصدى لنفع الطلبة، وممن قرأ عليه امام الكاملية والواوي البلقيني والاسيوطي وأبو السعادات والزواوي والبيجوري وزكريا وعلي الطبناوي واختصر الروضة اختصاراً حسناً ضم إليه من كلام الاسنوي والبلقيني والوالي العراقي وغيرهم أشياء مفيدة وكتب على الشفا تعليقاً لطيفاً وعلى الحاوي مختصر التلخيص لابن البناء في الحساب شرحاً وغير ذلك، وكان إماماً عالماً فاضلا ماهراً في الفرائض والحساب والعربية محباً في الامر بالمعروف حريصاً على تفيهم العلم مع لطف المحاضرة والنادرة والخبرة بالامور الدنيوية بحيث كان مشارفاً بالجمالية ومباشراً بوقف ينبغا التركماني، ومحاسنه كثيرة، حج وجاور. ومات في أواخر جمادى الآخرة سنة تسع وأربعين وصلى عليه القاياتي حين كان قاضياً بمصلى باب النصر ودفن بتربة خلف الاشرفية برسباي رحمه الله وإيانا.
محمد بن محمد بن أحمد الشمسر المناوي بن الريفي. مضى فيمن جده أحمد بن معين.
محمد بن محمد بن أحمد ناصر الدين الجوجري ثم الخانكي أحد تجارها وأخو عبد الغني الماضي وذاك أصغرهما. حج هو وأخوه وكان في سمعه ثقل فلما انتهوا لرابغ قيل فبادر واغتسل للاجرام فحم واستمر حتى دخل مكة. ومات في ليلة الجمعة ثاني ذي الحجة سنة اثنتين وتسعين ودفن من الغد.
محمد بن محمد بن أحمد ناصر الدين الطلخاوي ثم القاهري. أقام تحت نظر قريبه البدر حسن حتى حفظ كتبا وعرضها واشتغل قليلا وجلس عنده للشهادة. مات في سنة تسعين بطلخا، وكان عاقلا.
محمد بن محمد بن أحمد ناصر الدين الفارسكوري ثم الدمياطي الغزولي. ممن سمع مني.
محمد بن محمد بن أحمد ولي الدين أبو عبد الله بن الشمس أبي عبد الله ابن الشهاب السهودي القاهري الشافعي. ولد سنة تسع وثمانين وسبعمائة ونشأ فحفظ القرآن والمنهاج وعرضه علي البلقيني في سنة اثنتين وأجازه والصدر المناوي وآخرين واشتغل أجاز لي. مات.
محمد بن محمد بن أحمد الملاوي. فيمن جده أحمد بن قاسم بن محمد بن يوسف.
محمد بن محمد بن أحمد البغدادي الحلبي ويعرف بالصابوني ممن سمع مني.
محمد بن محمد بن أحمد الساحلي الاندلسي نزيل مالقة ويعرف بالساحلي وبالمعجم. رأيت ابن عزم قال أنه شيخ قدوة مسلك له كلام في العرفان ومنسك لطيف وتؤثر عنه كرامات بل له أيضاً بغية السالك إلى أشرف المسالك ونهزة التذكرة ونزهة التبصرة. مات سنة ثلاث أو بعدها بقليل. محمد بن محمد بن أحمد العدوي.
محمد بن محمد بن أحمد الغزولي. ذكره التقي بن فهد في معجمه وبيض له.
محمد بن محمد بن أحمد المقدشي بالشين المعجمة. ذكره شيخنا في معجمه وقال ولد سنة أربع عشرة وسبعمائة، وسمع أكثر صحيح مسلم علي أبي الفرج بن عبد الهادي وحدث به سمعه منه الفضلاء سمعت عليه أحاديث منه، ولو كان سماعه على قدر سنة لأتي بالعوالي، وكانت فيه دعابة ويلقب بين أصحابه قاضي القضاة لكونه كان لسلامة صدره وكثرة عبادته وديانته يلهج بها كثيراً فإذا قيل له ياسيدي ول فلاناً يقول وليته قاضي القضاء. مات في سادس عشري رجب سنة اثنتين وقد قارب التسعين. ونحوه قوله في الانباء: وكان ذا خير وعبادة وفيه سلامة فكان أصحابه يقولون له أدع فلان فيقول وليته قضاء العسكر فكثر ذلك منه فلقبوه قاضي القضاة، وهو في عقود المقريزي رحمه الله.
محمد بن محمد بن أحمد النابتي أخو عبد القادر الماضي وأبوهما ونزيلو جامع الغمري. ممن سمع منى أشياء.
 محمد بن محمد بن أسعد القاياتي. سقط من نسبه محمد آخر كما سيأتي. محمد بن محمد اسمعيل بن محمد بن أحمد بن يوسف البدر بن الشمس العمري الونائي الاصل القاهري الشافعي سبط النور التلواني والماضي أبوه. ولد في ليلة الجمعة ثاني رمضان سنة تسع وعشرين وثمانمائة ونشأ فحفظ القرآن وصلى به في جامع الاقمر وممن حضر ختمه شيخنا وروى عنه فوق المنبر حديثاً وحفظ الاهتمام والتنبيه وتصحيحه للاسنوي وجمع الجوامع وألفية الحديث والنحو وعرض على غير واحد كشيخنا بل قرأ عليه ألفية الحديث والقاياتي والعلم البلقيني والمحلي والسعد بن الديري والعيني والبدر بن التنسي وعبادة وابن الهمام والعز عبد السلام البغدادي والمحب البغدادي، واشتغل على أبيه، وبعده تشاغل بالزراعة والمعاملات في ذلك وفي غيره، وتمول جداً خصوصاً حين اختلاطه بتمربغا وتمراز، وصار مشاراً اليه بحيث ان الاشرف قايتباي أخذ منه نحو عشرة آلاف دينار وأكثر، وهو على الهمة محب في الاطعام.
محمد بن محمد بن اسمعيل بن محمد الشمس أبو عبد الله البنهاوي ويعرف أولا بالاشبولي ثم القاهري الشافعي نزيل الحسينة. ولد تقريباً سنة تسع وسبيعين وسبعمائة وأنه كتب بخطة أنه في سنة تسع وستين لآن تاريخ عرضه في سنة احدى وتسعين بتقديم المثناة الفوقانية ويبعد في الغالب عرض من يزيد على احدى وعشرين سنة. وكان مولده بالقاهرة ونشأ بها فحفظ القرآن والعمدة والتنبيه، وعرض على الابناسي وابن الملقن وولده والكمال الدميري ومحمد بن محمد بن أبي حامد أحمد بن التقي السبكي وابن أبي البقاء والشمس الانصاري القليوني ومحمد بن أبي بكر بن سليمان البكري وأجازوه وأجاز له أيضاً المجد اسمعيل الحنفي والحلاوي والتقي الدجوي وسمع علي ابن الشيخة والتنوخي وابن الفصيح والعراقي والهيثمي ونصر الله العسقلاني القاضي الحنبلي في آخرين ومما سمعه على أو لهم مسند الطيالسي وحدث به غير مرة سمعه منه الفضلاء وكنت ممن سمعه مع غيره عليه، وكان فقيراً قانعاً صوفياً بسعيد السعداء والبيرسية راغباً في الإسماع. مات في جمادى الأولى سنة أربع وخمسين رحمة الله.
محمد بن محمد بن اسمعيل بن محمد الصدر بن الشمس الدمشقي الشافعي سبط البرهان النابلسي ويعرف كأبيه بابن خطيب السقيفة. ممن حفظ المنهاج واشتغل ومولده قبل الثمانين بسنتين.
محمد بن محمد بن اسمعيل بن يوسف بن عثمان بن عماد الشمس بن الشمس ابن العماد الحلبي الأصل الحجازي المدني المولد المكي ثم القاهري الشافعي الماضي أبوه، ويعرف بابن الحلبي وبابن أخت الغرس خليل السخاوي. ولد في سنة تسع وتسعين وسبعمائة بالمدينة ونشأ بمكة في كنف أبيه فحفظ القرآن وسمع علي ابن صديق الأمالي والقراءة لإبني عفان، وقدم القاهرة وولى نظر دار الضرب وقتاً وسافر بحمل الحرمين في بعض السنين وصحب الظاهر جقمق بانضمامه لخاله وأثرى، وكان خيراً دينا حسن الخط منجمعاً عن الناس مديماً للجماعة في سعيد السعداء وشهود السبع بها غالباً وله بستان فيه منظرة وأماكن سفل قنطرة الحاجب ولجماعة من الفضلاء إليه بعض التردد كالشهاب التوتي والعلم سليمان الحوفي وربما كان صاحب الترجمة يقرأ عليه وعلى غيره، اجتمعت به في بستانه وسمعت منه من نظم والده شيئاً بل قرأت عليه الأمالي المذكورة. ومات في ربيع الأول سنة خمس وخمسين رحمه الله وإيانا.
محمد بن محمد بن اسمعيل الشمس البكري الدهروطي الأصل المصري المالكي ويعرف بابن المكين وهو لقب جده. اشتغل في الفقه والنحو ومن شيوخه فيه البهاء بن عقيل قرأ عليه الألفية وسمع من أبي الفرج بن القارئ شيئاً من مشيخته ومن الشرف أحمد بن عبد الرحمن بن عسكر الموطأ وحدث ببعضه روى لنا عنه غير واحد منهم شيخنا وقال أنه ناب في الحكم بمصر لمدة طويلة ودرس بالبرقوقية وكذا بالمسلمية بمصر. ومات في ربيع الأول سنة ثلاث عن نحو ستين سنة، وزاد في الابناء انه عين للقضاء الاكبر فامتنع مع استمراره على النيابة. وقال العيني: كان دينا ذا وقار وسكون رحمه الله.
محمد بن محمد بن اسمعيل الشمس الغانمي المقدسي. ممن سمع من شيخنا.
??????محمد بن محمد بن اسمعيل البرادعي. صواب جده سليمان وسيأتي.
محمد بن محمد بن اسمعيل البعلي الشافعي بن المرحل.
 محمد بن محمد بن اسمعيل الوفائي الصوفي. نشأ فقرأ القرآن وغيره عند البدر الانصاري سبط الحسني وأسمعه على شيخنا والرشيدي وغيرهما وتنزل في صوفية سعيد السعداء ثم أقبل على شأنه ولا بأس به.
محمد بن محمد بن أيوب بن مكي بن عبد الواحد الشمس الفوي الشافعي ويعرف بابن أيوب. ولد تقريباً سنة اثنتين وثلاثين بفوة ونشأ بها فقرأ القرآن وكتبا وتفقه بالبدر بن الخلال وكذا أخذ بالقاهرة وتكرر قدومه لها عن جماعة بل قرأ على شيخنا النخبة وسمع عليه وعلى الرشيدي وغير واحد بقراءتي وقراءة غيري وربما قرأ، وتميز في العربية وغيرها وله نظم وامتد حنى بقصيدة في حياة شيخنا ثم كتب عنه بجامع ابن نصر الله في بلدة قوله:

حاولت سُلواناً فلم أستـطـيع

 

صبراً على العيش الذي أمرا

وقال لي المحبوب تيهاً لقـد

 

أتيت أمراً في الورى إمـرا

وانقطع في بلده للاشتغال والكتاب بالأخرة وربما انجر.
محمد بن محمد بن بخشيش بفتح الموحدة ثم معجمه ساكنة بعدها معجمتين بينهما تحتانية بن أحمد الجمال بن ناصر الدين الجندي. سمع في سنة ست وثمانمائة من ابن صديق رباعيات الصحابة ليوسف بن خليل وغيرها، ودخل بلاد الهند صحبة والده للتجارة وكذا القاهرة للاسترزاق ثم انقطع بعد الثلاثين بقليل بجدة وتأهل بها وباشر حسبتها عن قضاتها. ومات بها بعد أن جاز لي في رمضان سنة تسع وخمسين.
محمد بن محمد بن بدير بدر الدين العباسي زوج أخت البدر محمد بن محمد بن محمد بن أحمد بن عبد الملك الدميري ورفيقة في مشارفة البيمارستان ويعرف بالعجمي. كان مشكور السيرة محبباً إلى الناس. مات في شوال سنة ست وأربعين وكثر التأسف عليه رحمه الله وأظن جده صاحب المدرسة البدرية بباب سر الصالحية.
محمد بن محمد بن بريش بضم الموحدة ثم راء بعدها تحتانية ثم معجمة الشمس البعلي الخضري بمعجمتين الأولى مضمومة. سمع في سنة خمس وتسعين ببلده علي عبد الرحمن بن الزعبوب الصحيح وحدث ببعضه سمع منه بعض أصحابنا. ومات قبل دخولي بلده بمدة. محمد بن محمد بن البهاء المكي. يأتي فيمن جده عبد المؤمن.
محمد بن محمد بن أبي بكر بن اسمعيل بن عبد الله الشمس أو العماد الجعبري القاهري الحنبلي القباني الماضي أبوه. ولد بعد سنة ثمانين وسبعمائة تقريباً بالقاهرة ونشأ بها فقرأ القرآن وحفظ الخرقي وعرضه على الكمال الدميري وأجاز له في آخرين وسمع البخاري إلا اليسير منه علي ابن أبي المجد وختمه علي التنوخي والعراقي والهيثمي، واشتغل بالتعبير على أبيه وغيره وتعلم أسباب الحرب كالرمي وجر القوس الثقيل وعالج وثاقف وفاق في غالبها ونظم كثيراً من الفنون الخارجة عن الابحر كالمواليا ثم رأى في المنام أن في فمه شعراً يعني بفتح المعجمة والمهملة كثيراً وأنه قلعه فأصبح وقد قلع من قلبه حب الشعر وعادت عليه بركة سماعه للحديث فتركه ونسى ما كان قاله إلا النادر ومنه:

يا راشقَ القلب مهـلا

 

أصبت فاكفف سهامك

ويا كثير التـجـنـي

 

منعت حتى سلامـك

وكان كأبيه صوفياً بسعيد السعداء بل قباني المخبز بها أجاز لي. ومات في شوال سنة إحدى وخمسين رحمه الله.
محمد بن محمد بن أبي بكر بن أيوب البدر أبو عبد الله بن فتح الدين بن الزين المحرقي ثم القاهري والد المحب محمد والبهاء أحمد المذكورين وأبوه، ويعرف كسلفه بالمحرقي ومن سمي والده صدقة كالعيني فهو غلط سيما وقد عرض البدر العمدة في سنة ثمان عشرة وثمانمائة علي شيخنا والبيجوري والبرماوي ومحمد بن عبد الماجد سبط ابن هشام وابن المجدي، واتفقوا على أنه فتح الدين محمد، واستقر بعد أبيه كما سلف فيه في عدة مباشرات. ومات في ربيع الأول سنة ست وخمسين رحمه الله.
محمد بن محمد بن أبي بكر بن الحسين بن عمر أبو الرضي بن الجمال أبي اليمن بن الزين العثماني المراغي المدني الشافعي أخو حسين الماضي وأبوهما. سمع على جده، وقتل مع أخيه وأبيهما بدرب الشام. محمد بن محمد الزين أبو بكر ابن ناصر الدين أبي الفرج المراغي المدني ابن عم الذي قبله. يأتي في الكنى.
 محمد الشمس والجمال أبو عبد الله وأبو نصر الشافعي المقعد أخو الذي قبله. ولد في صفر سنة أربع وثلاثين وثمانمائة بطيبة ونشأ بها فحفظ القرآن عند أبي بكر المغربي وانتفع ببركته بحيث أنه لم يحتج إلى إعادة، والمنهاجين الفرعي والأصلي والجرومية وألفية ابن مالك والشاطبية ونصف الفية الحديث الأول، وعرض على جماعة كالمحب المطري وفتح الدين بن صلح والجمال بن فرحون والشمس بن محمد بن عبد العزيز وأبي الفرج بن الجمال الكازرونيين في آخرين فيهم ممن لم يجز السيد علي شيخ الباسطية المدنية، وأجاز له باستدعاء والده شيخنا وجماعة وبإستدعاء ابن فهد خلق وجود القرآن على ابن عبد العزيز المشار إليه بل تلاه بالسمع على السيد إبراهيم الطباطبي وتفقه بالكازرونيين وقرأ البخاري على ثانيهما بل أحضر على والده الجمال الكازروني في أثناء الرابعة وأثناء الخامسة بعض الصحيحين وابن ماجه والشفا وكذا أخذ الفقه أيضاً مع العربية عن أبي الفتح ابن التقي وأصول الفقه عن أبي السعادات بن ظهيرة والامين الأقصرائي وقرأ عليه الشفا وأصول الدين عن ابن الهمام بل سمع عليه في فقه الحنفية ولازم الشهاب الابشيطي في الفقه والعربية والاصلين والفرائض والحساب وغيرها وانتفع به كثيراً وكان يجله وأباه كثيراً ومما قرأه عليه المنسك لابن جماعة، ولبس الخرقة من الصدر العكاشي الرواسي وقرأ على المحب المطري البخاري وبعض الشفا، ولازم والده من سنة خمس وأربعين حتى مات بحيث قرأ عليه الكثير جداً وسمع على عمه الشرف أبي الفتح أشياء وما تيسر له القراءة عليه وقرأ علي النقي بن فهد بمكة يسيراً وصار لكثرة ممارسته للسملع والقراءة بارعا في ألفاظ الكتب الشهيرة مجيداً لقراءتها فصيحاً بحيث كان ابن السيد عفيف الدين ينوه به في ذلك، وتصدر بعد أبيه للأسماع فكان يقرأ عليه من شاء الله من أهل بلده القادمين عليها وهم متفقون على وجاهته وجلالته وخيره ومتانة عقله بحيث صار مرجعاً في مهماتهم وغيرها من أمور المدينة سيما وآراؤها جليلة ومقاصده حسنة جميلة وتودده للفقراء والغرباء متزايد ولذله لما تحت يده من الكتب وهو شيء كثير لطالبه من أهل البلد وغيرهم منتشرة، وله في الحريق الواقع بها اليد البيضاء بل همته عليه وبهجته جليلة مع نقص حركته فإنه من صغره عرض له عارض بحيث أقعد حتى صار يمشي أولا على عكازين ثم بأخرة صار يوضع على تكة لها بكر تسحب بها إلى باب المسجد ويحمله من ثم حامل إلى اسطوانة التوبة من الروضة فيجلس بها في أيام الجمع ونحوها وكذا أشهر الحديث ونحو ذلك وباقي الأيام في بيته ولا يترك مع ذلك الحج في كل سنة، وقد لقيته مراراً بمكة ثم بالمدينة في مجاورتي بها وسمع مني أشياء وعظم اغتباطه بي هم بابطال اسماعه حين إقامتي وصار يحض الناس على الأخذ عني ووالي فضاله وتفقده بحيث استحييت منه وأضافني في مكانهم الشهيرمن العوالي واستأنس بي كثيراً وسمعت من لفظه ما نظمه عمه الجمال أبو اليمن محمد في آبار المدينة حدث بها عن أبيه عنه، وأمره في جميع ما أشرت إليه يزيد على أبيه ولذا كثرت ديونه لكثرة تجمله ومواساته بخلاف أبيه. وما يزل على وجاهته إلى أن مات في ضحى يوم الاحد منتصف المحرم سنة إحدى وتسعين بعد تمرضه ثلاث أيام أسكت فيها نحو يومين، ولم يخلف بعده هناك في مجموعه مثله وحصل الأسف على فقده رحمه الله وإيانا.
 محمد بن محمد بن أبي بكر بن خلد البدر السدرسي الاصل القاهري الحنبلي سبط القاضي نور الدين البويطي، أمه آمنة ويعرف بالسعدي. ولد في ثالث شوال سنة ست وثلاثين وثمانمائة بجوار مدرسة البلقيني ومات أبوه وهو ابن ثلاث فنشأ في كفالة أمه وأمها وحفظ القرآن والوجيز وألفية النحو والتلخيص ومعظم جمع الجوامع فيما ذكره لي وجود في القرآن علي الزين جعفر السنهوري وربما قرأ عليه في غيره وأخذ النحو عن الايدي والراعي وأبي القسم النويري ومن ذلك عنه جل شرحه لمنظومته التي اختصر فيها الالفية والشمني ومنه عنه حاشيته على المغني وكذا أخذه هو والصرف عن العز عبد السلام البغدادي بل قرأ عليه جزءاً من تصانيفه والبعض من النحو وغيره عن أبي الفضل المغربي ولازم التقي الحصني في الاصلين والمعاني والبيان والمنطق وغيرها وحضر عند الشرواني دروساً في المختصر وغيره وعند ابن الهمام ما قرئ عليه قبيل موته من تحريره في الاصول وقرأ على الكافياجي مؤلفه في كلمة التوحيد وغيره وعلى أبي الجود البني مجموع الكلائي وكتب عنه شرحه بل أخذ في الفرائض أيضاً عن البوتيجي وفي الحساب عن السيد علي تلميذا ابن المجدي والشهاب السجيني وفي المقيات عن النور النقاش وفي الأدب عن ابن صلح وغيره وجود الخط على البرهان الفرنوي وكتب اليسير على أبي الفتح الحجازي بل كتب قبلهما يوماً واحداً على الزين بن الصائغ ولازم شيخنا في كثير من دروس الحديث وغيرها وكتب عنه من أماليه وحمل عنه أشياء من تصانيفه وغيرها وأخذ في شرح الألفية الحديثية قراءة وسماعاً عن المناوي وسمع على السيد النسابة والعلاء القلقشندي والعلم البلقيني والأمين الاقصرائي والقطب الجوجري وابن يعقوب والابودري وابني الفاقوسي وامام الصرغتمشية وعبد الكافي بن الذهبي وعبد الرحيم الاميوطي والتقي بن فهد شعبان ابن عم شيخنا وخال أمه النور البلبيسي وخلق أعلاهم سارة ابنة ابن جماعة بالقاهرة ومصر وبعض ضواحيهما بل وبعض ذلك بمكة حج حجة الاسلام وتفقه بالنور بن الرزاز وكذا الجمال بن هشام ولكن قليلا مع دروس في النحو إلى غير هؤلاء ممن تذاكر معهم وتميز بضم ما معه لما عندهم، ولازم شيخ المذهب العز الكناني في الفقه وغيره وقرأ عليه الكثير قبل القضاء وبعده في الدروس وغيرها واختص به فتوجه لتقديمه وتوجه بمزيد إرشاده وتفهمه وأعانه هو بنفسه بحيث حقق منه ما كان في ظنه وحدسه وبمجرد ترعرعه وبدر صلاحه وحسن منزعه ولاه القضا وأولاه من الجميل ما يرتضي فتدرب فيه بمن يرد عليه من أعيان الموثقين وتقرب لذلك بما حصله من الفقه والفنون والمشار إليها بالتعيين فذكر بالجميل وشكر بنا لا يقبل التأويل وأذن له في الافتاء والتدريس غير واحد وأحسن في تأدية ما تحمله المقاصد فأفتى ودرس وأوضح بالتقييد والتقرير وما كان قد التبس ونظم ونثر وبحث ونظر، واستقر في حياته في افتاء دار العدل والتدريس الفقه بالمنكوتمرية والقرا سنقرية مع مباشرتها والحديث بمسجدي رشيد وقطز وبعد موته في التدريس الفقه بالشيخونية ثم في القضاء الحنابلة بالديار المصرية لا تفاقمهم على تقدمه على سائر حنابلتها وسار فيه أحسن سيرة وترقى في سائر أوصافه علماً وفهماً وخبرة تامة بالاحكام وحسن نظر في المكاتب وعقلا ومداراة واحتمالاً وتواضعاً وعفة ومحاسن جمة حتى خضع له شيخ حنابلة الشام والعلاء المرداوي حين راسله يتعقب عليه أشياء وقعت في تصانيفه وأذعن لكونه مخطئاً فيها والتمس منه المزيد من بيان ما يكون من هذا القبيل ليحصل له بذلك الأجر والثواب، وقد كتب بخطه جملة وأجاب في عدة وقائع بما استحسنت كتابته فيه كل ذلك لحسن تصوره وجودة تدبره، وعندي من فوائده القديمة والحديثة ما تطول الترجمة ببسطه ومع ذلك فكان قاضي الحنفية الشمس الامشاطي يناكده ويحيل عليه في الاسبدالات ويروم إما اختصاصه بها أو إشراكه معه فيها بعد مزيد إجلاله والتنويه به مساعدته قبل الولاية وبعدها وكون السبب في عزل ابن الشحنة واستقراره عقب توقفه عن الموافقة له في بعض القضايا، ولم يزل يسترسل في المناكدة إلى أن اتفقت قضية مشعرة بمعارضة فانتهز الفرصة ودس من لبس بحيث صرفه ثم أعاده بعد أيام وللاتابك فيه اليد البيضاء وتزايد السرور بعوده، ولم يلبث أن مات الحنفي فتزايد في الارتقاء ودعوت له بطول البقاء وأثنى عليه السلطان

فمن دونه واستقر في نقابته التقي بن القزازي الحنفي في سنة تسعين ثم صهره الرضي الاسحاقي وكلاهما ممن أجاد، وقرأ عليه غير واحد من الفضلاء في العربية وغيرها، وحدث بمسند امامه بتمامه وختم في مجمع حافل ولخص لامامه ترجمة حسنة التمس من المرور عليها، إلى غير ذلك، وحرص على ازدياد من الفضائل بحيث كتب بخطه من تصانيفه أشياء واستكتب كذلك سيما وبيننا من الووودما اشتهر وتحدد له تدريس البرقوقية والمنصورية وغيرهما وناب في تدريس الصالح وأكثر من زيارة الصالحين أحياءً وأمواتاً مع خشوع وخضوع وتلاوة للقرآن وتوجه والتجاء.
محمد بن محمد بن أبي بكر بن خلد الشمس أبو البركات البلبيسي الاصل القاهري الازهري الشافعي الفرضي ويعرف بالبليسي الفرضي. ولد سنة إحدى وأربعين وثمانمائة تقريباً بالقاهرة وحفظ القرآن والعمدة ومختصر أبي شجاع والجرومية والرحبية وغيرها مما لم يتمه وتفقه بالعبادي والفخر المقسي ولازمهما في تقاسيمها بل قرأ على ثانيهما في بعضها وكذا أخذ فيه عن الجوجري والبرهان العجلوني وفي الابتداء عن السراج المحلي الواعظ وحضر قليلا عند المناوي وأخذ الفرائض عن البوتنجي والعز الدنديلي والشهاب السجيني والبدر المارداني والسيد على تلميذ ابن المجدي وأبي القسم محمد المغربي وقال أنه أمنلهم بحيث زعم البدر المارديني ترجيحه على شيخنا ابن المجدي مع كون سنة ثلاثا وعشرين سنة والعربية عن داود المالكي والشمس القصبي والعقائد عن العلاء الحصني وأصول الفقه عن ابن حجي والمنطق والصرف وغيرهما عن الشمس بن سعد الدين وعن المارداني أخذ الميقات وتدرب به في المباشر وعن المظفر الامشاطي في الطب وقرأ على تقريب النووي بحثاً بل قرأ على مكة في مجاورتينا شرح ألفية العراقي للناظم كذلك بعد كتابته له بخطه ولازمني في البلدين في غير ذلك وكان توجهه اليهافي البحر وطلع من الينبوع للمدينة فجاور بها أشهراً وصام رمضان ورجع فحج وجاور التي بعدها وسمع من جماعة وفيما سمعه ختم البخاري بالظاهرية وعند أم هانئ الهورينية مع ما قرئ معه عندها يومئذ وأشياء في الكاملية وغيرها كجزء الجمعة على العلم البلقيني وتميز في الفضائل خصوصاً الفرائض والحساب وأقرأهما مع تقسيم الفقه كل سنة وكذا أقرأ بمكة وتنزل في الجهات كسعيد السعداء ونحوها وتكسب بالنساخة للخيضري وغيره ومما كتبه له شرح البخاري للعيني في مجلدين والام الشافعي في مجلد وخطه صحيح جيد مع تقنعه وتعففه وزيارته للصالحين وتوجهه الخانقاه سرياقوس وغيرها لشهود أوقاتهم وكان يرتفق بالشرقي ابن الجيعان لكونه ممن يجتمع عليه ويتذاكر معه في الفقه وغيره وكذا اجتمع بمكة على قاضيها أبي السعود الشافعي والحنبلي ولم يحمد علمه، ومعمر وقرأ عليه في توضيح ابن هشام ولا يتأبى عن الاستفادة والتحصيل من كل، وقد كتب له إجازة بالتقريب في القاهرة ثم في مكة بشرح الألفية وبالغت في الثناء عليه فيهما وفي عرض ولده بالموضعين ونعم الرجل.
محمد بن محمد بن أبي بكر بن الخضر الشمس أبو البركات بن الشمس الديري الناصري نسبة لدير الناصرة، ثم الصفدي نزيلها الشافعي القادري الماضي أبوه. لقيني بمكة في موسم سنة خمس وثمانين فسمع مني المسلسل وغيره وقرأ على البخاري وتناول مني بقول البديع وكتبت له إجازة ثم راسلني في طلب نسخة منه فجهزت له.
محمد بن محمد بن أبي بكر بن سليمان الهيثمي ثم القاهري ابن أخي الحافظ النور علي الماضي. سمع مع عمه على جماعة كالعرضي ومظفر الدين بن البيطار وحدث باليسير. ذكره شيخنا في معجمه وبيض لوفاته.
 محمد بن محمد بن أبي بكر بن عبد الرحمن ولي الدين أبو عبد الله ابن القطب بن الزين المحلي الشافعي ويعرف بابن مراوح بحاء مهملة كمسامح وبابن قطب أيضاً وهو به أشهر. ولد تقريباً سنة خمس وستين وسبعمائة بالمحلة ونشأ بها فحفظ القرآن والعمدة والتنبيه وتصحيحه للاسنوي وبعض ألفية ابن مالك ودخل القاهرة فأكمل حفظها فيها وعرضها ماعدا التصحيح علي الابناسي وابن الملقن وأجازاه وحضر دروس أولهما بحث عليه التنبيه وكذا لازم العراقي وبحث عليه ألفيته الحديثية وسمع عليه ألفية السيرة وكتب عنه عدة مجالس من أمياله والسراج البلقيني وسمع عليه غالب الصحيحين والسنن لأبي داود جميع الترمذي وسمع أيضا على التاج بن الفصيح والصلاح البلبيسي وابن الشيخة والحلاوي في آخرين وبحث قطعة من الكافية لابن مالك علي الغماري ولازم العز جماعة قريباً من عشر سنين وأذن له في التدريس في الفقه وأصوله والنحو والاعراب والمعاني والبيان والبديع في الافتاء، وكان إماما عالماً فقيهاً فاضلا مفنناً خيراً نيراً ربعة تصدي للقراء بجامع المحلة وصار شيخها بدون مدافع وانتفع به أهل تلك النواحي وحدث باليسير سمع من الفضلاء، وقدم بأجرة القاهرة وحضر مجلس الاملاء عند شيخنا وكان يشبه به في الهيئة. مات في شعبان سنة ست وأربعين بالمحلة رحمه الله وإيانا.
محمد بن محمد بن أبي بكر بن عبد الرحمن الشمس ادمشقي إمام مدرسة أتابكها شاذبك ويعرف بابن البلادري. ممن سمع مني بمكة في ربيع الأول سنة ثلاث وتسعين المسلسل وغيره.
محمد بن محمد بن أبي بكر بن عبد العزيز بن محمد بن إبراهيم بن علي بن أبي طاعة الشرف أبو الفضل القدسي ثم القاهري الشافعي خطيب الصالحية بالقاهرة وإمام جامع الاقمر ووالد هاجر الآتية ويعرف بالقدسي وبخادم السنة. ولد سنة نيف وأربعين ببيت المقدس، وقدم القاهرة صحبة العماد بن جماعة فاستوطنها وعنى بسماع الحديث والافادة على شيوخه وكتابه أجزائه والحرص على تحصيلها بكل ممكن وتحرير وطباق السماع والتأنق فيها ولكنه كان يعاب مع كثرة تودده للطلبة وإفادتهم بحبس أسمعتهم ولذامع شدة حرصه لم ينجب وقد أم بالاقمر وخطب بالصالحية بل ناب عن المقريزي في خطابة جامع عمرو، وذكره شيخنا في معجمه بهذا وقال أنه سمع منه المسلسل وجزء البطاقة بسماعه لهما كما ذكر في بيت المقدس علي الميدومي ولكن لم نقف على أصول سماعه وكدا سمع عليه الجزء الاخير من أبي داود تجزئة الخطيب بسماعه من ابن أميلة وسمع من لفظه قصائد وأناشيد منها القصيدة التي أولها ما شأن أم المؤمنين وشابي في مدح أم المؤمنين عائشة بسماعه له من العز أبي عمر بن جماعة، قال في الانباء: وكذا سمع الكثير من أصحاب الفخر وابن عساكر ولا برقوهي ثم من أصحاب وزيرة القاضي والمطعم من أصحاب الواني والدبوسي والختني ونحوهم ثم من أصحاب بن قريش وابن كشتغدي والتفليسي ونحوهم، وعنى بتحصيل الاجزاء وافادة الطلبة وكتابة الطباق والدلالة على المشايخ وتسميع أولاده والاحسان إلى من يقدم عليه من الغرباء خصوصاً الشاميين وكتب بخطه الحسن مالا يحصى وكان يحبس عن الياس أسمعتهم فلم يمتع بما سمع ولا عاش له ولد ذكر بعد أن كان يبالغ في تسميعهم ويجتهد في التحصيل لهم، وكان يتعاني نظم الشعر فيأتي منه بما يضحك إلا أنه كان ربما وقع له ديوان غير شهير فيأخذ منه ما يمدح به الاعيان خصوصاً القضاة إذا ولوا يستعين بمن غير له بعض الاسماء وربما عثر على القصيدة في ديوان صاحبها، وأعجب ما وقع له أنه أنشد لنفسه عند ماولي ناصر الدين بن المليق القضاء:

إن ابن ميلـق شـيخ رب زاوية

 

بالناس غر وبالاحوال غير دري

قد ساقه قدر نحو القضاء ومـن

 

يسطيع رد قضاء جاء عن قدر

فوجد البيتان بعد من نظم البدر بن جماعة لكن أولهما: والعبد فهو فقير رب زاوية. والباقي سواء. مات في شوال سنة ست يعد أن جرت له محنة مع القاضي جلال الدين البلقيني لكونه مدح القاضي الذي عزل به فضربه أتباعه وأهانوه فرجع متمرضاً فمات وتمزقت أجزاؤه وكتبه شذر مذر فلم ينتفع بها ولم ينتفع.قلت وقد روى لنا عنه غير واحد ورأيت بخطه مما قال أنه من نظمه:

ذكرتم فطاب الكون من طيب ذكركم

 

فيا حبذا وصف لقد نشر النـشـر

 

وأني لأهواكم على السمع والثنـا

 

وعشق الفتى بالسمع مرتبة أخرى

وهو في عقود المقريزي وقال أن البشتكي كان يدعي أنه ينظم له رحمه الله وعفا عنه.
محمد بن محمد بن أبي بكر بن عبد الله بن محمد بن سليمان بن جعفر، وربما قدم عبد الله على أبي بكر وحينئذ فهو الشرف بن المعين أو العفيف بن البهاء بن التاج بن المعين المخزومي الدماميني ثم السكندري المالكي، كان أبوه ناظر الإسكندرية ونشأ هو فتعاني الكتابة وباشر في أعمالها ثم سكن القاهرة وكان حاد الذهن فباشر عند الجمال محمود الاستادار واشتغل بالعلم في غضون ذلك فبرع في الفقه وأصوله والعربية وغلب عليه الحساب وتعاني الديونة ثم قدم القاهرة وخدم الجمال محمود ابن علي الاستادار فاشتهر وأثرى وعرف بالمكارم والسماح وبذل الكثير حتى ولي حسبة القاهرة في رمضان سبع وتسعين عوضاً عن البهاء بن البرجي فدام أزيد من أربعة أشهر ثم صرف وأعيد بعد أيام وباشر قليلا في اشتداد الغلاء وتشحط الحوانيت من الخبز ثم صرف ثم ولي وكالة بيت المال ونظر الكسوة في رجب التي تليها ثم أضيفت الحسبة اليهما بل كان سعي بعد موت الكاستاني في كتابة السر بقناطر ذهب وهو عشرة آلاف دينار فلم يسعفه برقوق بذلك، وكذا سعي في القضاء وعين له فقام عليه المالكية حتى انتقض، ثم ولي نظر الجيش في ثامن ربيع الاول سنة تسع وستين بعد موت الجمال محمود القيصري وباشرها مع الوكالة إلى أن صرف عن نظر الجيش في سابع ذي القعدة سنة ثمانمائة بسعد الدين بن غراب رفيقه عند محمود هذا ودام في الوكالة ثم أعيد للجيش ثم استقر فيها وفي نظر الخاص معاً هرب إبنا غراب فلما خلصا قبضا عليه أفرجا عنه فولي قضاء اسكندرية حتى مات في سابع عشري المحرم سنة ثلاث. ذكره شيخنا في إبنائه ملخصاً والمقريزي مبسوطاً، وقال شيخنا: كان فيه مع حدته وذكائه كرم وطيش وخفة وكان يعادي ابن غراب فعمل عليه حتى أخرجه من القاهرة لقضاء اسكندرية ولم يلبث أن مات بها مسموماً على ما قيل، وقال المقريزي أيضاً أنه صحبه فخبر منه معرفة تامة بصناعة الحساب ودربة بالمباشرات وذكاءً وحدة وكرماً مع طيش وخفة وتهور كثير عفا الله عنه، وأثنى عليه العيني فقال وحصل طرفاً من العلوم في أثناء مباشراته وجمع كتباً جداً وكان عارفاً بالعلوم الديوانية جيداً ذكياً كريماً ذامروءة تامة وفتوة محسناً إلى أصحابه متعصبا لمن يلوذ ببابه ذا خلق جميل وسماط جزيل وأدب ورياسة ودربة وسياسة رحمه الله وعفا عنه.
محمد بن محمد بن أبي بكر بن علي بن عبد الله بن أحمد البدر بن البهاء المشهدي القاهري الازهري الشافعي سبط القاضي الشمس محمد بن أحمد الدفري المالكي والماضي أبوه ويعرف بابن المشهدي. ولد في ثامن عشر شوال اثنتين وستين وثمانمائة ونشأ في كنف أبويه وأحضره أبوه في الثانية ختم ابن ماجه على البوتنجي ومن معه ثم حفظ القرآن والعمدة وبعض المنهاج واشتغل عنده وعند ابن قاسم والجوجري ويحيى بن حجي والشرف عبد الحق السنباطي وقرأ على قطعة من ألفية العراقي باشارة أبيه ثم لازم الزين زكريا وكذا الخيضري وسمع قليلا على ألفية العراقي باشارة أبيه لازم الزين زكريا وكذا الخيضري وسمع قليلا على القمصي وابن الملقن والمتوتي والشهاب الحجازي وأم هانئ الهورينية وهاجر القدسية وتميز وشارك في القضاء بل وأذن له ابن قاسم والجوجري وكذا والده في الحديث واستقر بعده في أكثر جهاته لم يخرج عنه منها سوى المزهرية والنيابة بالبرقوقية ولم يكن يقصر عنهما بالنسبة للوقت، وقد لازمني بعد ذلك في شرحي للألفية وغيره. وكتب بعض تصانيفي، وهو كثير السكون والعقل والأدب والفضيلة مع تقلله وكتب على نظم العراقي للاقتراح شرحاً قرضته مع جماعة.
 محمد بن محمد بن أبي بكر بن علي بن مسعود بن رضوان الكمال أبو الهنا ابن ناصر الدين المري بالمهملة القدسي الشافعي أخو إبراهيم وسبط العلامة قاضي المالكية بالقدس الشهاب أحمد بن عوجان بمهملة ثم واو وجيم مفتوحات ويعرف بابن أبي الشرف كرغيف. ولد في ليلة السبت خامس ذي الحجة سنة اثنتين وعشرين وثمانمائة ببيت المقدس ونشأ به في كنف أبيه وهو من أعيان المقادسة وعقلائهم فحفظ القرآن والشاطبية والمنهاج الفرعي وألفية الحديث والنحو ومختصر ابن الحاجب وقدم القاهرة فعرض بعضها على شيخنا والمحب بن نصر الله البغدادي والعز عبد السلام القدسي والسعد بن الديري وأجازوه في آخرين وتلا للسبع ماعدا حمزة والكسائي على أبي القسم النويري وعنه أخذ علم الحديث والاصول والنحو والصرف والعروض والقافية والمنطق وغيرها من العلوم وكان مما أخذه عنه منظومته المقدمات في النحو والصرف والعروض والقافية وشرحها له بعد كتابته له مابين سماع وقراءة وجميع ايساغوجي وجزء من مختصر ابن الحاجب الاصلي وألفية العراقي ومن أول شرح الفية النحو لابن الناظم وأخذ القراآت أيضا عن الشمس بن عمران ولازم سراجاً الرومي في المنطق والمعاني واليبان وغيرها وتفقه بماهر وابن شرف وجماعة وقرأ على ماهر الفصول المهمة في الفرائض والوسيلة في الحساب الهوائي كلاهما لابن الهائم بسماعه لهما بحثاً غير مرة على مؤلفهما في آخرين كالشهاب بن رسلان ومما أخذه عنه في تفسير ابن عطية والعز القدسي وأبي الفضل المغربي، وارتحل إلى القاهرة غير مرة منها في سنة تسع وثلاثين وأخذ في بعضها عن ابن الهمام والعز عبد السلام البغدادي والعلاء القلقشندي والقاياتي وشيخنا فكان مما أخذه عن الاولين طائفة من مختصر ابن الحاجب الاصلي وعن الثالث من أول شرح ألفية العراقي إلى المعلل مع سماع قطعة من أول شرح المنهاج الفرعي وعن الرابع في الاصلين والفقه وغيرهما ومدحة بقصيدة جيدة وعن الخامس شرح النخبة له وغيره من فنون الحديث ولازمه في أشياء رواية ودراية سماعاً وقراءة في آخرين بالقاهرة ببلده ممن أخذ عنهم العلم حتى تميز وأذن له كلهم أوجلهم في الاقراء وعظمه جداً منهم ابن الهمام وعبد السلام وشيخنا حيث قال أنه شارك في المباحث الدالة على الاستعداد ويتأهل أن يفتي بما يعلمه ويتحققه من مذهب الامام الشافعي من أراد ويفيد في العلوم الحديثة مايستفاد من المتن والاسناد علما بأهليته لذلك وتولجه في مضايق تلك المسالك، وسمع في غضون ذلك الحديث وطلبه وقتاً وربما كتب الطباق ولكنه لم يعن فكان ممن سمع عليه ببلده الشمس بن المصري سمع عليه سنن ابن ماجه والاربعين العشاريات له وخلق من أهله كالتقي القلقشندي والواردين عليه كعبد الرحمن بن الشيخ خليل القابوني قرأ عليه في رجب سنة تسع وأربعين جزء النيل وبالقاهرة الزين الزركشي سمع عليه ختم مسلم، وحج وجاور في سنة ثلاث وخمسين وسمع علي الشرف أبي الفتح المراغي والتقي بن فهد والبرهان الزمزمي وأبي البقاء بن الضياء بمكة وعلى المحب المطري وغيره بالمدينة، وأجاز له باستدعائه واستدعاء غيره جماعة ترجم له البقاعي أكثرهم ووصفه بالذهن الثاقب والحافظة الضابطة والقريحة والوقادة والفكر القويم والنظر المستقيم وسرعة الفهم وبديع الانتقال وكمال المروءة مع عقل وافر وأدب ظاهر وخفة روح ومجد على سمته يلوح وأنه شديد الانقباض عن الناس غير أصحابه قال وهو الآن صديقي وبيننا من المودة ما يقصر الوصف فيه. ولكن لم يستمر البقاعي على هذا بل ناقض نفسه جرياً على عادته في السخط والرضا فقرأت بخطه وقد كتب الكمال على مجموع له فرغه داعيا فلان: ما أرقعك وأسوأ أطبعك ليت شعري داعيا له أو عليه. وكذا قرأت بخطة أبلغ من هذا وقد صحبته قديماً وسمعت بقراءته على شيخنا في أسباب النزول له وفي غيره وسمع هو بقراءتي عليه وعلى غيره كالكمال بن البارزي أشياء ثم تكرر اجتمعنا خصوصاً في بلده ويمع معي أشياء هناك أثبت لي بعضها بخطة وبالغ في الوصف بل حضر عندي بعض الختوم وقال أن اللائق بكم الجلوس بجامع الحاكم أو نحوه إشارة لضيق المكان وكثرة الجماعة وقرض لأخي بعض تصانيفه وكتبت عنه في بلده من نظمه وورد علينا القاهرة مراراً قبل وبعد آخرها في سنة ست وسبعين وأقرأ الطلبة في شرح جمع الجوامع للمحلي وغيره ونافرة غير واحد منهم بحيث

كاد أن يمتنع من الاقراء لتحريفهم تقريره وعدم اداراكهم لمقاصده، واستقر بسفارة الزيني بن مزهر في مشيخة الصلاحية ببيت المقدس بعد صرف خليل المجدلي وسر الخيرون بذلك ثم انفصل عنها بعد يسير لقصور يده بالنجم حفيد الجمال بن جماعة وقدم بعد ذلك في رجب سنة إحدى وثمانين ونزل ببيت البدر بن التنسي واجتمع عليه جماعة من الفضلاء ولازم التردد المجلس الزيني فاستقر به تدريس الفقه بمدرسته التي جددها تجاه بيته ثم لما مات الجوجري ساعده في النيابة عن ولده في تدريس الفقه بالمؤيدية وكذا ناب في تدريس الحديث بالكاملية عن من اغتصبها وكنت أنزهه عن هذا، ودرس وأفتى وحدث ونظم ونثر، وصنف فكان مما صنفه حاشية على شرح الجوامع للمحلى استمد فيها من شرحه للشهاب الكوراني وتبعه في تعسفه غالبا وأخرى على تفسير البيضاوي لكنها لم تكمل وشرحا على الارشاد لابن المقري وفصول ابن الهائم والزبد لابن رسلان ومختصر التنبيه لابن النقيب والشفا لعياض ولم يكملا. ولم أحمد كتابته في مسئلة الغزالي انتصاراً للبقاعي ولم يلبث أن أمره السلطان بالرجوع لبلده وعينه لمشيخة مدرسته هناك بعد موت الشهاب العميري وعز ذلك عليه كثيراً وعلى كثيرين وأكثر من الانجماع وتقلل من الدخول في الأمور ومع ذلك فلا يخلو من تعرض بجسده أو معرض لا يوده. وبالجملة فهو علامة متين التحقيق حسن الفكر والتأمل فيما ينظره ويقرب عهده به، وكتابته أمتن من تقريره ورويته أحسن من بديهته مع وضاءته وتأنيه وضبطه وقلة كلامه وعدم ذكره للناس، ولكنه ينسب لمزيد بأو وإمساك مع الثروة وتجدد الربح من التجارة وغيرها والكمال لله. ومما كتبه من نظمه قوله يخاطب الكمال بن البارزي:

يا من به اكتست المعالي رفعةً

 

مذحازها فغدت لأكرم جـائز

ما للحسودِ إلى كمالك مرتقى

 

كم بين ذاك وبينه من حاجـز

هل يستطيعُ معاند أو حـاسـد

 

إبداء نقص في الكمال البارز

محمد بن محمد بن أبي بكر بن علي بن يوسف بن إبراهيم الطاهر بن الجمال الانصاري المكي الشافعي الماضي أبوه ويعرف هو أبوه بالمصري. مات في محرم سنة ثمان وأربعين بمكة. أرخه ابن فهد.
 محمد بن محمد بن أبي بكر بن علي بن يوسف أبو الفتح بن العلامة النجم الانصاري الذروي الأصل المكي الشافعي ابن عم الذي قبله والماضي أبوه أيضا ويعرف بابن المرجاني. ولد في سنة تسع وثمانمائة بمكة وحفظ القرآن ومناهج النووي وجمع الجوامع مع أحضر بها علي الزين أبي بكر المراغي صحيح البخاري ومسلم وابن حبان بفوات فيها وبعض أبي داود وكان كثير التلاوة والسكون منعزلا عن الناس متعاهداً لمحافيظه حتى مات لم يتزوج قط، وسافر إلى الشام ثم عاد لمكة ومات بها في جمادى الأولى سنة خمس وسبعين ودفن بقبر أبيه. ذكره ابن فهد أيضاً وهو ممن سمع على شيخنا إما بمكة وهو أشبه أو بالقاهرة.
محمد الكمال أبو الفضل أخو الذي قبله ووالد أبي السعود ومحمد الآتي، ولد في يوم الجمعة عاشر ذي الحجة سنة ست وتسعين وسبعمائة بمنى ونشأ بمكة في كنف أبيه فأحضره في الثانية علي الشمس بن سكر أشياء وسمع الكثير على ابن صديق الزين المراغي ومحمد بن عبد الله البهنسي والشهاب بن منبت والجمال بن ظهيرة والزين الطبري وابن سلامة وابن الجزري والشمس الشامي في آخرين، وأجاز له أبو هريرة بن الذهبي أبو الخير بن العلائي والتنوخي وابن أبي المجد وابن الشيخة وخلق، وحدث وسمع منه الفضلاء وأكثروا عنه بأخرة وصارخاً خاتمه مسندي مكة، أجاز لي ما سمعت عليه شيئاً مع كثرة لقي له المجاورة الثانية وكان قد تفقه بوالده والشهاب الغزي، ودخل القاهرة ودمشق وناب في القضاء بجدة عن غير واحد وأخذ من قضاة مكة وغيرهم وكذا ناب يسيراً في امامة المقام ودخل سواكن وتزوج بها وولد فيها بل ولي قضاءها، وينسب مع هذا لتزيد بحيث بالغ بعضهم فقال المعروف بمسيلمة الحرمين. مات في ظهر يوم الخميس منتصف ذي القعدة سنة ست وسبعين بمكة ودفن بالمعلاة رحمه الله وعفا عنه.
محمد أخو الثلاتة. هو حسن الماضي في الحاء.
محمد الرضي أبو حامد بن المرشدي محمد بن أبي بكر ابن عم اللذين قبله بيض له ابن فهد وهو ممن سمع على ابن الجزري في سنة ثمان وعشرين بعض سنن أبي دوابل وأجيز له في استدعاء مؤرخ بسنة ثمان وثمانمائة جماعة ومات.
محمد بن محمد بن أبي بكر بن مباركشاه أبو النجا بن التاج القمني الاصل القاهري. ولد بالظاهرية القديمة في العشرين من ربيع الأول سنة أربع وثلاثين وثمانمائة وحفظ القرآن والربع من المنهاج وسمع الحديث بالظاهرية وغيرها، وتدرب في صناعة القبان وزناً بشعبان وتكسب به دهره وسافر بسببه لجهات، ودخل الابلستين فما دونها وحضر وقعتي سوار. ومن نظمه وقد عرض له ريح:

يا رب إن الريح أضعف بنيتي

 

فأضرها وأضر بي تبريحـي

فاكشف بفضلك كربه عني ولا

 

تجعل دعائي رائحاً في الريح

ومنه:

قال حبيبي حين قبلته

 

ونلت منه رتبةً عليا

تعشقني فاسقني خمرة

 

ولات بـالـف لام يا

ومنه:

شاهدت في وجهه حبي

 

غرائبـاً وفـنـونـا

عيناه مع حـاجـبـيه

 

صاداً وواواً ونـونـا

وهو القائل:

تفتى بعود كنـيس

 

لمن طغى وتولى

وتدعي نقلَ علـم

 

والله ما أنـت إلا

وله في التصحيف عمل وكذا في الموسيقى والنغما والنقرا علماً وعملا كاد أن يجمع عليه ذلك وله تقدم في العلوم بل هو بهلوان ونحو ذلك، لقيني في أول سنة ست وتسعين فسمع مني المسلسل.
محمد بن محمد بن أبي بكر بن محمد بن أيوب الشمس بن الشمس بت التقي التميمي القدسي الشافعي ويعرف بابن الموقت. ولد سنة ثمانين ببيت المقدس وأخذ عن جده. مات سنة تسع وخمسين.
محمد بن محمد بن أبي بكر بن محمد بن أبي بكر بن محمد بن علي بن إبراهيم الشمس أبو الفضل ابن الشمس أبي عبد الله بن التقي القاهري الاصل الطرابلسي الادهمي. ممن سمع مني.
محمد بن محمد بن أبي بكر بن محمد بن حسين البدر الشمس الاهناسي الماضي أبوه وأخوه علي. باشر نظر الدولة عوض عبد القادر في أيام أبيه ثم تشكى فأعيد عبد القادر، وحج غير مرة وجاور ولزم بيته والظلم كمين في النفس.
 محمد بن محمد بن أبي بكر بن محمد بن محمد البدر بن القاضي شمس الدين الانصاري القاهري الشافعي ويعرف بابن الانبابي. ولد سنة أربع وأربعين وثمانمائة تقريباً وحفظ العمدة والمنهاج وألفتي الحديث والنحو وغيرها وعرض على ابن البلقيني والمناوي وسعد الدين بن الديري في آخرين واشتغل قليلا عند البامي والمناوي ثم الشمس الابناسي وقرأ والعمدة علي الديمي وناب عن أبيه ببعض الجهات ثم المناوي فمن بعده، وأضيفت اليه عدة جهات واستقل بأوقاف الحنفية بعد أبيه، بل استقر في صحابة ديوان جيش الشام في ربيع الثاني سنة خمس وثملنين، وحج مرة مع والده ثم بمفرده وزار بيت المقدس ودخل حماة فما دونها وبلغنا أنه وقعت كائنة في سنة تسع وتسعين بسبب شيء أخرجه.
محمد بن محمد بن أبي بكر البدر أبو بركات بن الشمس بن السيف الصالحي نسبة فيما بلغني للعلمي صالح البلقيني لملازمته له وقراءته عليه في تدريب والده، وكذا قرأ علي الشهاب السيرجي في الفرائض، كان والده إمام الاشقتمرية بالتبانية ومن أهل القرآن ممن ذكر بالخير فولد هذا في سنة ست وثلاثين وثمانمائة ونشأ فحفظ القرآن وغيره وجلس وهو شاب عند بعض الخياطين بسوق الذراع المعروف بالفسقية مدة حتى التحي، وتدرب في الشروط بناصر الدين النبراوي ثم بمحي الدين الطوخي وتميز فيها مع حسن الحظ، وجلس عند الشافعية بجامع الصالح ثم لباب الاسيوطي وصاروجيها في الصناعة معروفاً باتقانه لها وحذقة فيها ورام الجلوس مع جماعة الزين زكريا فما سمحوا بذلك شحاً ويبساً بل لم يكتفوا بذلك وصاروا يعاكسونه فيما يجيء به اليهم مع كونه ليس فيهم نظيره بل كاد انفراده مطلقا فكان ذلك سببا لقيامه عليهم حتى أتلفهم وخرجت الاوقاف ولم يقتصر عليهم بل صار من رءوس المرافعين بحيث تعرض للشهاب العيني مرة بعد أخرى وأفحش مع إبراهيم بن القلقشندي وأخذ منه خزانة الكتب بالأشرفية وغيرها والامر فوق هذا إلى أن رافع فيه شخص مصري يقال له أبو الخير بن مقلاع وأنهى فيه أموراً شنيعة والتزم باستخلاص شيء كثير منه فرسم عليه ثم أفرج عنه على ماقوم به قدر يستخلصه وابتدأ به الضعف من ثم ودام نحو شهرين أو أكثر. ثم مات في سادس وجب سنة ست وتسعين وصلى عليه بجامع المارديني في يومه ودفن بالقرافة ويقال أنه لم يكن مع جنازته كبير أحد نعم صلى عليه المالكي والحنبلي وسر كثيرون به ولم يذكر بخير عفا الله عنه. محمد بن محمد بن أبي بكر الصلاح القليوبي كاتب الغبية وابن كاتبها. يأتي فيمن جده محمد بن علي بن إبراهيم بن موسى.
محمد بن محمد بن أبي بكر الشمس بن النظام القاهري الشافعي المقرئ نزيل سعيد السعداء والبراذعي أبوه ويلقب مشافة. نشأ فحفظ القرآن وتعاني التجويق حتى صار في آحاد الرؤساء وسمع على شيخنا وغيره، اشتغل عند الزين البوتجي وأكثر من شهود مجالس الخير حتى أنه حضر عندي في الاملاء وغيره كثيراً، ولم يتميز ولاكاد مع خيره وكتابته الكثيرة التي قل الانتفاع بها وانجماعه على شأنه بالخانقان غالباً وصاهر ابن قاسم على أخته فاستولدها ولذا تعب كل منهما به وأدخل حبس المجرمين حتى مات، ومما كتبه الحلية لأبي نعيم بل كان يكتب شيئاً من الوقائع. مات في ثاني رجب سنة اثنتين وتسعين وصلى عليه ثم دفن بحوش الصوفية وأظنه جاز الستين رحمه الله وإيانا.
محمد بن محمد بن أبي بكر الشمس المقرئ الفراش بالمعينة في دمياط. ممن سمع مني.
محمد بن محمد بن أبي بكر ناصر الدين بن الامير ناصر الدين بن الامير سيف الدين بن الملك الحافظ الدمشقي الصالحي. ذكره التقي بن فهد في معجمه هكذا وقال ذكر أنه سمع من العماد بن كثير ولقيه ابن موسى في سنة خمس عشرة فسمع منه هو والموفق الأبي.
محمد بن محمد بن أبي بكر أبو الخير المليجي ثم القاهري الشافعي الحريري. مات في ليلة الجمعة سادس عشري ربيع الآخر سنة اثنتين ثمانين فجأة، وصلى عليه من الغد بالأزهر بعد الصلاة، وكان قدم لازم العلاء القلقشندي والمحلي في الاخذ عنهما مع أخذه عن غيرهما بل سمع البخاري بالظاهرية القديمة وغير ذلك، وكتب بخطه أشياء وفضل مع سلوكه طريق الخير وتكسبه في حانوت بالوراقين وأظنه زاد على الاربعين ونعم الرجل رحمه الله.
محمد بن محمد بن أبي بكر أبو الفتح النحريري ثم القاهري المالكي. سيأتي بزيادة محمد ثالث والرابع اسمعيل.
 محمد بن محمد بن أبي بكر الحلبي التاجر ويعرف بابن البناء. ممن سمع مني.
محمد بن محمد بن جعفر الشريف الشمس الحسيني الدمشقي. قال شيخنا في انبائه: مات في رمضان سنة تسع بالقاهرة وكان من صوفية سعيد السعداء بل جاور بمكة عدة سنين ثم ولي قضاء طرابلس مدة طويلة مع كونه لم يكن يعرف شيئاً من العلم حتى أنه قال في الدرس وهو قاض عن سعيد أبي جبير، لكنه كان كثير الرياسة والحشمة ومكارم الاخلاق وتقريب العلماء وللشعراء فيه مدائح، ثم نقل إلى قضاء حلب فاستمر فيها نحو عشر سنين وعزل منها في سنة أربع وثمانمائة بجمال الدين الحسفاوي ثم أعيد واستمر حتى مات إلا أن الأمير جكم كان أرسل بعزله فوصل الخبر وقد مات، وهو في عقود المقريزي وأورد عنه حكاية وقال أنه كان جارنا يعني بحارة برجوان من القاهرة وما علمت عليه إلا خيراً وكان خادم الصوفية بسعيد السعداء.
محمد بن محمد بن جلال الاسلام الكمال العمادي الخوارزمي المشهور بمولانا مفتي خواجا الحنفي. قال الطاووسي: لقيته بخوارزم وأجاز له وذلك في شهور سنة خمس وثلاثين.
محمد بن محمد بن جمال الدين ولي الدين المدعو عبد الولي الواسطي ثم القاهري. مضى في عبد الولي.
محمد بن محمد بن الشيخ جميل الشمس البغدادي الاصل الدمشقي الصالحي الحنبلي نزيل القاهرة. ولد كما زعم في سنة تسع وستين وسبعمائة بصالحية دمشق. ومات في يوم الثلاثاء ثالث عشر شعبان سنة ست وخمسين بالقاهرة.
محمد بن محمد بن جوارش. في محمد بن محمد بن اقوش.
محمد بن محمد بن حامد بن محمود بن سليمان الشمس الانصاري القاهري المقرئ شقيق عبد الغني بن القصاص الماضي وذاك الأكبر. ولد سنة ثلاثين وثمانمائة وحفظ القرآن وجوده على أخيه بل قرأ لابي عمرو على ابن عياش حين حج مع أخيه وزار القدس، وتكسب بالشهادة ثم تركها مع الخير والانجماع والحضور وللدروس أحيانا وللملازمة للقراءة بمشهد وربما بره أخوه.
محمد بن محمد بن حامد. فيمن جده أحمد بن محمد بن محمد بن حامد بن أحمد.
محمد بن محمد بن حجاج التاج بن الشمس الجوجري الاصل الدمياطي المالكي سبط العلاء بن مشرف ووالد العلاء على زوج ابنة الشهاب البيجوري والمنتمي أيضاً للشمس بن جنين. ولد بعد الثلاثين وثمانمائة بدمياط وحفظ القرآن وكتباً من فروع المالكية وغيرها، وناب في قضاء دمياط من بني ابن كميل. ولما مات صلاح الدين آخرهم راموا منه ومن الشهاب الاشموني الدخول في القضاء ففرا التمراز وأقاما معه في البحيرة سنة ثم رجعها معه إلى القاهرة فكفوا عنهما ولكن لم يسمح لهما بدخول دمياط ثم شفع في هذا واستمر ذلك في خدمة تمراز حتى مات بحلب وعاد هذا للنيابة عن من ولى بعده إلى من مات في شوال سنة ثلاث وتسعين وختم على بيته حتى أخذ منه ستمائة دينار مع وضع ابنه في الحديد والترسيم على أخيه وخدمه وجماتعه. محمد بن محمد بن الحسام. فمن جده لاجين.
 محمد بن محمد بن حسن بن سعد بن محمد بن يوسف المحب أبو عبد الرحمن بن ناصر الدين بن البدر القرشي القاهري الشافعي أخو عبد الرحمن الماضي وأبوهما ويعرف كأبيه بابن الفاقوسي. ولد في وقت سحر ليلة السبت ثاني عشر رجب سنة اثنتين وثمانين وسبعمائة بدرب السلسلة من باب الزهومة بالقاهرة واعتنى به أبوه فأحضره على الجمال الباجي والمحيوي القروي والشمس ابن منصور الحنفي وابن الخشاب والشرف القدسي وأسمعه علي العراقي والهيثمي. والبرهان الآمدي والتقي بن حاتم والتنوخي وابن أبي المجد الحلاوي والسويداوي. وعبد الكريم حفيد القطب الحلبي في آخرين، وأجاز له أبو هريرة بن الذهبي والكمال بن النحاس وأبو الهول الجزري وابن عرفة والجمال عبد الله مغلطاي والبهاء عبد الله بن أبي بكر الدماميني وعمر بن ايدغمش والبرهان بن عبد الرحيم ابن جماعة والنجم بن رزين والشمس العسقلاني والعز أبو اليكمن بن الكويك. والصلاح البلبيسي والشمس بن ياسين الجزولي وجويرية الهكارية في آخرين من أماكن شتى، وحفظ القرآن في صغره وكتبا وجود القرآن في ختمتين علي الفخر إمام الأزهر واشتغل يسيراً ووقع في ديوان الانشاء والوزر وغيرها وباشر خزن كتب السابقية بعد أبيه، وحج قديماً في سنة تسع وثمانمائة، وزار القدس والخليل ودخل البلاد الشامية حلب فما دونها غير مرة النغرين، وحدث بالقاهرة سمع منه القدماء حملت عنه جملة وأفردت ما وفقت عليه من مروياته في كراسة، وكان ساكناً منجمعاً عن الناس خصوصاً في آخر مره فأنه كان فيه أحسن حالا مما قبله لكنه افتقر جداً وضاق عطنه. ومات مبطوناً في ليلة الثلاثاء خامس عشري رجب سنة ثلاث وستين وصلى عليه من الغد في باب النصر ودفن بتربتهم وكان على مشهد سكينة رحمه الله وإيانا.
محمد بن محمد بن حسن بن سويد الصدر بن الشمس بن البدر المصري المالكي شقيق عائشة بن أخي الوجيه عبد الرحمن وسبط الجلال البلقيني، أمه عزيزة ويعرف بابن سويد. ناب في القضاء عن ابن حريز بمنية ابن خصيب واتجر في الرقيق وغيره، وسافر إلى الشام في التجارة ثم نهبط وصار إلى فقر مدعق حتى مات في أواخر جمادى الأولى سنة تسعين بالمدرسة البلقينية ولم يدفن بها، وقد جاز السبعين وكان أعور عفا الله عنه.
محمد محمد بن حسن بن عبد الله البدر بن البهاء بن البدر بن البرجي سبط السراج البلقيني والماضي أبوه. له ذكر فيه.
محمد بن محمد بن الحسن بن علي بن سليمان بن عمر بن محمد الشمس الحلبي الحنفي الماضي أبوه والآتي ابنه الشمس محمد ويعرف بابن أمير حاج وبابن الموقت.
ولد سنة إحدى وتسعين وسبعمائة. وقيل في التي تلي بعدها والاول أولى. بحلب.
ونشأ بها فقرأ القرآن عند جماعة منهم الشمسان الغزي والجشمسي نسبة لقرية من أعمال حلب وسمع بعض الصحيح على ابن صديق وقرأ المختار على بدر بن سلامة والعز الحاضري وغيرهما وتعانى الميقات وباشر ذلك بالجامع الكبير بحلب وتنزل طالباً بالحلاوية بل استقر بعد أبيه في تدريس الجردكية ثم نزل عنها وباشر التوقيع عند قضاة حلب ثم صار جابيا في الأسواق، وحج وزار بيت المقدس وحدث وسمع منه الفضلاء ولقيته بحلب فقرأت عليه المائة لابن تيمية، وكان صالحاً راغباً في الانجماع عن الناس. مات في شوال سنة ثمان وستين بحلب رحمه الله وإيانا.
 محمد بن محمد بن الحسن بن علي بن عبد العزيز بن عبد الرحمن الشمس أبو الخير بن الجمال أبي طاهر البدراني الاصل القاهري الشافعي الماضي أبوه ويعرف بابن البدراني. ولد سنة عشر وثمانمائة بالقاهرة ونشأ بها فحفظ القرآن والعمدة والمنهاج الفرعي وغيرهما وعرض على جماعة وأسمعه أبوه على الوالي العراقي والواسطي والفوي وبن الجزري والكلو تأتي والقمني والمحلي سبط الزبير المدني في آخرين بل أستبعد إحضاره له عند ابن الكويك ومن يقاربه، نعم وقفت على إجازة ابن الكويك والجمال الحنبلي والعز بن جماعة والكمال بن خير، بل عائشة ابنة ابن عبد الهادي والجمال بن الشرائحي وعبد القادر الارموي وجماعة من المصريين والشامين وغيرهم له في عدة استدعا آت، ولما ترعرع أقبل على الاشتغال وأخذ الفقه عن الشرف السبكي وغيره والعربية والصرف عن العز عبد السلام البغدادي والشهاب الحناوي والفرائض عن البوتيجي وجنماعة والاصول عن القاياتي والحديث عن شيخنا قرأ عليه شرح النخبة بتمامه وأذن له في إفادته، وكتب الخط المنسوب وتخرج في الشروط بالقرافي وتعاني التوقيع وباشره بباب العلم البلقيني وقتاً ثم بباب المناوي وغيرهما وناب في القضاء عن كل منهما وأم بجامع كمال بالحسينية وقرأ الحديث في وقف المزي بجامع الحاكم كلاهما بعد أبيه وكذا تنزيل في سعيد السعداء، وحج صحبة الرجبية ولزم مشهد الليث في كل جمعة غالباً فكان يقرأ في الجوق هناك وربما قرأ في غيره وكان ذلك السبب في مصاحبته لأبي الخير بن النحاس بحيث اختص به أيام ترقية وتكلم عنه في شيء من جهاته وباع نسخة بخط أبيه من البخاري ومن الترغيب للمنذري حتى أخذ له فرسا ونحو ذلك ولم ينتج له أمر، هذا مع تمام العقل والتودد والمروءة والتواضع والمشارطة في الفضائل وقد رأيته كثيراً وسمعت من فوائده وكان برجليه التواء. ومات في سنة ست وخمسين ودفن بجانب أبيه بتربة سعيد السعداء رحمه الله وإيانا.
محمد بن محمد بن الحسن بن علي بن عبد العزيز ناصر الدين أبو البركات ابن الشمس أبي الطيب البدراني الاصل القاهري ثم الدمياطي الشافعي ابن عم الذي قبله والماضي أبوه ويعرف كأبيه بابن الفقيه حسن. ولد في رابع عشر رجب سنة ست وعشرين وثمانمائة بالقاهرة وحفظ القرآن والحاوي وجمع الجوامع وألفية النحو وايساغوجي وألفية ابن الهائم في الفرائض وبعض التلخيص، وعرض على شيخنا والباسطي والمحب بن نصر الله وغيرهم وسمع الاول والأخير والزين والزركشي والمقريزي والكلوتاتي وجماعة، وأجاز له غير واحد واشتغل بالفقه عند البدرشي والعلم البلقيني والقاياتي ثم العبادي وطائفة وبالفرائض علي البوتنجي وأبي الجود بالعربية علي الشهابين الابدي والبجائي وبالعروض على الخواص وأذن له العلم وغيره في التدريس واستقر بعد والده في نظر جامع الزكي وخطابته وامامته بل ناب في القضاء ببلده وغيرها واقرأ الطلبة بها وقرأ الحيث بجوامعها ثم انسلخ من ذلك كله ولزوم خدمة معين الدين الابرص فأبدى ما لايرتضى له بل ولم يحمد هو عاقبته، ولو لزم طريقة والده لكان أروج له وأضبط لدينه لما اشتمل عليه من الذكاء وكثرة الادب وحسن العشرة ولطف الذات بحيث أنني كتبت عنه من نظمه بجامع الزكي على شاطئ البحر من ثغر دمياط:

بحق حسنك ياذا المنظر النـضـر

 

أدرك فؤادي وداو القلب بالنظـر

فقد تفتت من حر الجوي كـبـدي

 

وأصحبت مهجتي في غاية الضرر

إلى غير هذا مما أودعته في الرحلة السكندرية، وآل أمره إلى أن تسحب فأقام بمكة فلم ينتظم أمره بها فتوجه إلى اليمن وهو الآن سنة خمس وتسعين في زيلع كثير العيال غير مرضي الفعل والمقال.
محمد بن محمد بن حسن بن علي بن عثمان البدر أبو الفضل بن الشمس النواجي القاهري الشافعي الماضي أبوه. حفظ القرآن والمناهج وعرضه علي في جملة الجماعة بعد استقراره بعد أبيه في جهاته كتدريسي الحسنية والجمالية. ولم يلبث أن مات في أوائل سنة ثلاث وسبعين عوضه الله الجنة.
 محمد بن محمد بن حسن بن علي بن يحيى بن محمد بن خلف الله بن خليفة ابن محمد الكمال التميمي الداري الشمني. بضم المعجمة والميم وتشديد النون. المغربي الاصل السكندري ثم القاهري المالكي والد التقي أحمد أيضا، وسماه شيخنا محمد ابن حسن بن محمد بن محمد بن خلف الله والصواب ما أثبته وكذا هو في معجمه لكن يزيادة محمد أيضا قبل خلف الله. ولد في أول سنة ست وستين وسبعمائة لأنه مع كونه كما قرأته بخطه لم يكن يخبر به أخبر بعض خيار أصدقائه وثقاتهم حسبما نقله ولده عنه أن الفرنج لما أخذت اسكندرية كان عمه سنة وكان أخذهم لها في يوم الجمعة ثالث عشري المحرم سنة وستين. وقال شيخنا في معجمه أنه ولد قبل السبعين، وفي انبائه سنة بضع وستين، واشتغل بالعلم في بلده ومهر وسمع من البهاء الدماميني والتاج بن موسى وغيرهما كأبي محمد القروى، وأجاز له خلق باستدعائه وأخذ عن العراقي وتخرج به وبالبدر الزركشي وغيرهما وسمع الكثير من شيوخنا فمن قبلهم، وتقدم في الحديث وصنف فيه، وقال الشعر الحسن واستوطن القاهرة وكان خفيف ذات اليد وأصيب بآفة في بعض التدريس في سنة تسع عشرة فدرس به ثم عرضت له علة في أواخر التي تليها ثم نقه ورجع إلى منزله وتمرض به حتى مات في ليلة الخميس حادي عشر ربيع الأول سنة احدى وعشرين بالجتمع الازهر وقد سمعت من فوائده كثيراً وشرح نخبة الفكر بل نظمها أيضاً وكتب عنه شيخنا العراقي في وفايته وفاة التاج بن موسى. وكان جده الاعلى محمد بن خلف الله شافعياً متصدراً بجامع عمرو وكتب عنه الرشيد العطار في معجمه وضبطه. قلت وكانت وفاة أبي صاحب الترجمة باسكندرية في سنة إحدى وسبعين وسبعمائة ورأيت بخط الكمال مجاميع وأجزاء واستفدت منها وطالعت شرحه للنخبة بل عمل متناً مستقلا رأيته أيضاً. ومما كتبه من نظمه:

جزى الله أصحاب الحديث مثـوبة

 

وأبواهم في الخلد أعلى المنـازل

فلولا اعتناهم بالحديث وحفـظـه

 

ونفيهم عنه ضروب الابـاطـل

وإنفاقهم أعمارهم فـي طـلابـه

 

وبحثهم عنه بـجـد مـواصـل

لما كان يدري من غدا متفقـهـا

 

صحيح حديث من سقيم وباطـل

ولم يستبن ما كان في الذكر مجملا

 

ولم ندر فرضاً من عموم النوافل

لقد بذلوا فيه نـفـوسـاً نـفـيسة

 

وباعوا بخط آجل كـل عـاجـل

فحبهم فرض على كل مـسـلـم

 

وليس يعاديهم سوى كل جـاهـل

وقوله:

ومن يأخذ العلم عن شيخ مشـافـهة

 

يكن من الزيف والتصحيف في حرم

ومن يكن آخذاً للعلم مـن صـحـف

 

فعلمه عند أهل العلـم كـالـعـدم.

وهو في عقود المقريزي وقال أنه برع في الفقه والاصول وكان من خيار الناس مع قلة ذات اليد، وخبط في نسبة فقال: محمد بن حسن بن محمد بن عبد الله بن محمد بن خلف الله. والصواب ما تقدم.
محمد بن محمد بن حسن بن علي خير الدين أبو الخير القاهري الشاذلي الماضي أبوه.
ولد سنة ثلاث عشرة وثمانمائة وهو ذو وجاهة وسمت وتوجه للوعظ على طريقة أبيه.
محمد أبو الفضل أخو الذي قبله. صوابه عبد الرحمن وقد مضى.
محمد بن محمد بن حسن بن قطيبا الشاب محب الدين بن الرئيس بدر الدين الانصاري المستوفي بالحرمين القدس والخليل. ولد سنة سبعين تقريباً. ومات بعد غروب ليلة الاثنين سلخ ربيع الآخر أو مستهل جمادى الاولى سنة خمس وتسعين وصلى عليه من الغد بعد الظهر تقدم الناس قريبةةه أبو الحرم القلقشندي ودفن على أبيه بمقابر ماملا واستجاز له تالصلاح الجعبري جمعاً من شيوخه وقال أنه كان شابا حسنا كثير الملاطفة والتودد كثير التأسف عليه قال ووالده خالي لأمي رحمه الله.
 محمد بن محمد بن حسن بن محمد بن عبد القادر الصفي بن الشمس الحسني البغدادي الاصل القرافي الحنبلي الماضي أبوه. ولد في ثاني عشر المحرم سنة سبعين بالقرافة ونشأ بها في كنف أبيه فحفظ القرآن والخرقي والحاجبية وعرض علي في جملة الجماعة وأجزت له واشتغل قليلا عند البدر السعدي والشيشيني وأخذ عن ملا على العربية وتولع بالرماية وتخرج فيها بابن أبي القسم الاخميمي النقيب حتى تميز فيها وذكر بجودة الفهم ومتانة العقل والصلاح بحيث كان هو المعول عليه عند أبيه، وحج مع أبيه سنة تسع وثمانين في ركب أبي البقاء بن الجيعان.
محمد العفيف أخو الذي قبله وذاك الاكبر. ولد في رابع عشري جمادي الاولى سنة خمس وسبعين بالقرافة ونشأ في كنف أبيه فحفظ القرآن والشاطبية والخرقي وألفية ابن مالك، وعرض علي في الجملة الجماعة وأجزت له، وحضر مع أخيه عند المشار إليهم فيه وحج مع أبيه أيضا في ركب البقاء.
محمد بن محمد بن حسن بن يحيى بن أحمد بن أبي شامة الشمس الصالحي الدمشقي الحنبلي. سمع بقراءة ابن خطيب الناصرية علي عائشة ابنة ابن عبد الهادي جزء أبي الجهم وأشياء، وحدث وسمع منه الفضلاء.
محمد بن محمد بن حسن البدر بن الفخر القرشي التيمي القاهري والشافعي ويعرف بابن طلحة أحد عشرة. ولد في منتصف جمادي الأولى سنة أربع وسبعين وسبعمائة بالقاهرة وحفظ القرآن والتنبيه والفية النحو وعرض واشتغل قديماً وتنزل في الجهات وتكلم في أنظار كالقطبية برأس حارة زويلة والمسجد المقابل للبرقوقية ووقف سابق الدين مثقال القطب الطواشي، وكان فضلا منجمعاً عن الناس خيراً. مات في ليلة الاثنين سابع عشري ذي الحجة سنة سبع وأربعين بالقاهرة. وأظن له رواية فقد رأيت بعض الطلبة أثبته مجرداً بدون ترجمة.
محمد بن محمد بن حسن الشمس بن الشمس السيوطي ثم القاهري الشافعي الماضي أبوه. قال شيخنا إنبائه اشتغل بالفقةةةةه والحديث والعربية وتقدم ومهر في عدة فنون ورافنا في السماع كثيراً. مات بعد أبيه شابا في السنة التي مات فيها سنة ثمان أحسن الله عزاءنا فيه. وقال في معجمه: اشتغل كثيراً ومهر وسمع معنا من بعض الشيوخ وتعاني النظم والخط الحسن.
محمد بن محمد بن حسن المحب بن المحب الاميوطي الاصل الحسيني الماضي أبوه وجده. ممن سمع مني مع أبيه وعمل رسولاً في الدولة ونسب إليه المرافعة.
محمد بن محمد بن حسن الحموي العطار. ممن سمع مني بمكة سنة ست وثمانين.
محمد بن محمد بن حسن السكري بن الجنيد. ابن عبد الرحمن.
محمد بن محمد بن حسن الدوركي موقع الحكم. قال شيخنا في معجمه: ولد في حدود الاربعين وسبعمائة وأسمع على الميدومي سمعت عليه جزاءاً من روايته عن شيوخه بالاجازة تخريج ابن أبيك وبيض لوفاته وتبعه المقريزي في عقوده والظاهر أنه من شرطنا.
محمد بن محمد بن حسن القلقشندي المؤدب. مات في سنة بضع وثلاثين.
محمد بن محمد بن حسين بن أحمد بن محمد بن علي ناصر الدين بن ناصر الدين بن حسام الدين بن الطلوني الحنفي ابن أخي البدر حسن الماضي من بيت وجاهة. ولد في رمضان سنة إحدى وخمسين وثمانمائة واشتغل يسيراً وتردد إلى بعض مجالس الاملاء بل قرأ علي قليلا وكان مبتلي بالجذام وحج في سنة إحدى وثمانين ظناً وجاور فلم يلبث أن مات في التي بعدها ودفن بالمعلاة رحمه الله.
محمد بن محمد بن حسين بن حسن الاصبهاني. سمع من الزين المراغي الختم من ابن حبان وأبي داود. ومات بمكة في شعبان سنة خمس وسبعين. أخه ابن فهد.
 محمد بن محمد بن حسين علي بن أحمد بن عطية بن ظهيرة قاضي مكة الكمال أبو البركات بن أبي السعود القرشي المخزومي المكي سبط الشهاب بن ظهيرة القاضي أمه أم كمال ويعرف كسلفه بابن ظهيرة. ولد سنة خمس وستين وسبعمائة وحضر علي العز بن جماعة وجده لأمه وسمع البهاء بن عقيل والكمال بن حبيب، وأجاز له الصلاح بن أبي عمر وابن أميلة وابن المهبل وابن النجم وبن كثير وابن القاري وجماعة، وحدث سمع منه الفضلاء كالنجم بن فهد وناب في الحسكة بمكة عن جده لأمه ثم فيها مع قضاء عن قريبه الجمال بن ظهيرة في ربيع الآخر سنة ثمان وثمانمائة عقب وصوله من مصر بولايته فباشر ذلك بصولة ومهابة واشتهر ذكره ثم استوحش من الجمال بحيث أنه لما مات استقر في قضاء مكة استقلالا مع نظر الاوقاف بها والربط ولم تتم له سنة حتى صرف بالمحب بن الجمال ثم أعيد ثم صرف به أيضاً واستمر مصروفاً حتى مات في ليلة الأربعاء ثاني عشري ذي الحجة سنة تسع عشرة بمكة بعلة ذات الجنب ودفن بالمعلاة، وكان عفيفاً في قضائه حشماً فخوراً جليلا قبل القضاء وبعده وذكره التقي الفاسي مطولاً وعين وفاته كما تقدم ولكنه خالف في السنة وأنها سنة عشرين وتبعه المقريزي في عقوده، وأما شيخنا فإنه في الأنباء خالف في مولده وأنه سنة أربع وستين وقال أنه لم يعتن بالعلم بل كان مشتغلاً بالتجارة مذكوراً بسوء المعاملة وولى حسبة مكة ونيابة الحكم عن قريبه الجمال فعيب الجمال بذلك وأنكر عليه من جهة الدولة فعزله فسعى هو في عزل الجمال وبذل مالاً في أوائل الدولة المؤيدية فلم يتم له ذلك حتى مات الجمال فتعصب له بعض أهل الدولة فوليه دون سنة ثم وليه مرة ثانية في سنة موته دون الشهرين ومات معزولاً رحمه الله وعفا عنه.
ونحوه قول التقي المقريزي في ولده أبي السعادات أنه قدم القاهرة في موسم سنة إحدى وأربعين وقد أرجف بعزله فعملت مصلحته بنحو خمسمائة دينار حيث قال فكان ذلك أيالبذل سيما للقدر المعين من المنكرات التي لم ندرك مثلها قبل هذه الدولة انتهى. ورحمها الله كيف لو أدركا ما حل بقضاة الدنيا من المحن والبلايا نسأل الله السلامة.
محمد القطب أبو الخير بن أبي السعود بن ظهيرة الملكي المالكي شقيق الذي قبله. ولد في ذي القعدة سنة أربع وسبعين وسبعمائة بمكة وسمع من بعض شيوخها، وأجاز له النشاوري وابن حاتم وابن عرفة والمحب الصامت وآخرون وحضر دروس الشريف عبد الرحمن الفاسي وقرأ عليه بعض كتب الفقه وحصل كتباً حسنة وولى أمامة مقام المالكية بمكة بعد وفاة علي النويري القاضي من جهة أمير مكة أربعة أشهر وأياماً ثم عزل من مصر بولدي المنوفي وكان يرجو عودها بل ويجب ولاية القضاء بمكة فلم يتفق. ومات في آخر يوم النفر الثاني سنة أربع عشرة بمكة ودفن في صبيحة رابع عشر ذي الحجة بالمعلاة عن أربعين سنة فأزيد بيسير. ذكره الفاسي مقدماً له على أخيه.
محمد بن محمد بن حسين بن علي بن أيوب الشمس المخزومي البرقي الأصل القاهري الحنفي والد النور على الآتي ويعرف بالبرقي. ذكره شيخنا في إنبائه وقال:كان مشهوراً بمعرفة الأحكام مع قلة الدين وكثرة التهتك ممن باشر عدة أنظار وتداريس. مات في جمادي الأولى سنة ثلاث وعشرين.
 محمد بن محمد بن حسين بن علي بن محمد بن يعقوب بن يوسف بن عبد العزيز الشمس أبو عبد الله بن حميد الدين أبي حامد البكري المغربي الأصل الخليلي المولد والمنشأ المالكي إمامها ونزيل مكة ويعرف بابن أبي حامد. ولد في رجب سنة أربع وستين وثمانمائة بالخليل ونشأ بها فحفظ القرآن والشاطبية والرسالة المالكية والورقات والجرومية والألفية وغيرها، وأخذ عن البرهان بن قوقب النحو وسمع عليه الموطأ وغيره وكذا قرأ النحو مع بعض الشاطبية على العلاء ابن قاسم البطائحي وحضر عند الكمال بن أبي شريف في التفسير والنحو وغيرهما في آخرين ودخل القاهرة في سنة ست وثمانين فحضر عند السنهوري في الفقه وغيره وكذا قرأ على العلم سليمان البحيري الأزهري وسمع مني المسلسل وغيره في سنة اثنتين وتسعين ثم لقيني بمكة في سنة ست وتسعين وكان مجاوراً بها فقرأ علي في التي مناقب الشافعي لشيخنا من نسخة كتبها بخطه وكان قرأها وغيرها على القطب الخيضري بالقاهرة في سنة ثلاث وتسعين وأقرأ بمكة ابن محتسبها سنقر ثم انجمع عنه وتكسب بالكتابة وولد له، وهو خير فاضل منجمع على نفسه بحيث كتب نسختين من شرحي للألفية وشرح ابن ماجه للدميري وغير ذلك.
محمد شاه بن الشمس محمد بن حمزة الرومي الفناري الحنفي الماضي لأبوه. ذكره شيخنا في انبائه وقال: كان ذكياً حج سنة بضع وثلاثين، ودخل القاهرة ثم رجع إلى بلاد ابن قرمان فمات سنة أربعين.
محمد بن محمد بن حيدر الشمس البعلي الحنبلي نزيل بيروت وابن أخت الجمال بن الشرائحي ويعرف بابن مليك بالتصغير. ولد سنة ثلاث وسبعين وسبعمائة. ذكره البقاعي مجرداً محمد بن محمد بن خلد بن موسى الشمس بن الشرف الحمصي الحنبلي أخو عبد الرحمن ووالد أحمد الماضيين وهذا أسن من أخيه ويعرف بابن زهرة. حضر في الخامسة في شعبان سنة خمس وسبعين علي أبراهيم بن فرحون قطعة من آخر الصحيح وحدث بها وولى قضاء الحنابلة بحمص فكان أول حنبلي ولي بها. ومات سنة ثلاثين وجده كان شافعياً فتحنبل ولده لسبب ذكره شيخنا في أنبائه.
محمد بن محمد بن خضر بن داود بن يعقوب البدر أبو البركات بن الشمس الحلبي الأصل القاهري الماضي أخوه الخضر وأبوهما ويعرف كأبيه بابن المصري.ولد سنة ثمان وثمانمائة بالقاهرة ونشأ بها في كنف أبيه فحفظ القرآن والمنهاج وألفية النحو، وعرض على الولي العراقي والشمسين البرماوي وابن الديري والبيجوري وقرأ عليه المنهاج بتمامه وأسمعه أبوه علي الجمال الحنبلي مسند أحمد وسيرة ابن هشام وجمع الجوامع مع المسلسل وغيره وعلي الشرف بن الكويك المسلسل وصحيح مسلم والشفا وعلي الشموس البوصيري والشامي والبيجوري والشهاب البطائحي والولي العراقي وقاري الهداية في آخرين، واشتغل قليلاً وجود المنسوب على الشمس المالكي، وباشر التوقيع عند الزينين عبد الباسط والأستادارو اختص به ثم نافره. وحج وجاور وحدث باليسير حملت عنه مشيخة أبي غالب بن البناء، وكان أحد صوفية سعيد السعداء ثم بالبرقوقية متودداً مقبلا على شأنه. مات في شعبان سنة ثمان وستين ودفن بتربة سعيد السعداء.
محمد بن محمد بن خضر بن سمري العيزري. يأتي بزيادة محمد ثالث.
محمد بن محمد بن الخضر العلاء بن الشرف الدمنهوري ثم القاهري الشافعي الموقع. اشتغل يسيراً علي الشهاب السيرجي وغيره وتكسب بالشهادة في الحانوت المقابل للصالحية وداخلها، وحج غير مرة وجاور ولقيني هناك فقرأ علي منسك البدر بن جماعة وغيره وحضر عندي في الإملاء ثم صار بالقاهرة يتردد إلي أحياناً وكتب بخطه أشياء، وكان محباً في الفائدة ثم كبر وضعفت حركته ولا زال في تناقص حتى مات في سنة اثنتين وثمانين وثمانين أو التي بعدها عفا الله عنه.
 محمد بن محمد بن خلف ابن كميل بن عوض بن رشيد-بالتكبير- بن علي الجلال أبو البقاء المنصوري الكمال الشافعي والد الصلاح محمد الآتي ويعرف بابن كميل بالتصغير. ولد قبل الثمانمائة بيسير بالمنصورة ونشأ بها فقرأ القرآن عند النور الطيبي وحفظ المنهاج والألفية وعرضهما على الولي العراقي والبيجوري والبرماوي وأجازوه وأخذ عن الأولين وكذا عن الشرفين عيسى الأقفهسي والسبكي في الفقه ولازم الشمس البوصيري كثيراً فيه وفي العربية وغيرهما بل وقرأ في العربية أيضاً على الشمس بن الجندي واختص به ولازمه. وقطن القاهرة في أوقات متفرقة وولى قضاء بلده وكذا دمياط دهراً بل ولي قضاء المحلة أياماً، وحدث باليسير حملت عنه بالمنصورة أشياء. وكان تام العقل متواضعاً ذا دهاء وخبرة واستمالة لرؤساء وقته بالهدايا وغيرها بحيث تقال عثراته وتستر زلاته وينقطع أحخصامه عن مقاومته حتى أن قريبه البدر بن كميل كان يكثر السعي عليه ويتوسل عند الجمال ناظر الخاص بقصائد يمتدحه بها ويهتز لها طرباً ومع ذلك فلا يتحول عن هذا. مات بعد فشو ما كان به من الجذام في سنة ثمان وستين عفا الله عنه.
محمد بن محمد بن خليل بن إبراهيم بن علي بن سالم التقي أبو الفتح بن الشمس الحراني الاصل القاهري الشافعي الماضي أبوه ويعرف بابن المنمنم بنونين وثلاث ميمات. ولد سنة إحدى وتسعين وسبعمائة بالقاهرة ونشأ بها فحفظ القرآن وكتباً واشتغل وسمع علي التنوخي والتقي الدجوي والسعد القمني والمطرز والغماري والابناسي والحلاوي والسويداوي والشهاب الجوهري والعراقي والهيثمي وابن الناصح والفرسيسي والشرف بن الكويك والشمس الاذرعي الحنفي وآخرين وحدث باليسير أخذ عنه الفضلاء ولقيته غير مرة فشافهني وسمعت الثناء عليه من العلاء القلقشندي وكان نقيب الشافعية بالشيخونية. مات في جمادى الاولى سنة خمس وخمسين رحمه الله.
محمد بن محمد بن خليل بن عبد الله البدر بن الشمس بن خير الدين الصيرامي البابرتي الاصل القاهري الحنفي الماضي أبوه وجده ويعرف كابيه بابن خير الدين ولد بالقاهرة في ليلة نصف من شعبان سنة سبع وثلاثين وثمانمائة ونشأ وحفظ القرآن والكنز وكتبا وعرض على جماعة وجد في التحصيل فأخذ عن الشمتي والاقصرائي وابن الهمام والكافياجي والزين قاسم والتقي الحصني وأبي الفضل المغربي، وتميز وأشير إليه بالفضيلة والفهم الجيد والعقل وكثرة التودد والحرص على فائدة والخبرة بالسعي فيما يرمه مع خبرة تامة بالكتب وممارسة لها، وسمع مع ولدي بقراءتي في صحيح مسلم والنسائي وغيرها ودرس الفقه بالبكتمرية وتنزل في غيرها من الجهات وكان يكثر التردد إلى وآخر جاءني في رمضان قبل موته بقليل وحكي لي حكاية شنيعة من جهة زوجته وكان مغرماً بحبها بحيث أدى الحال إلى فرقها وأظنه كمد ذلك. واستمر حتى مات في حياة أبويه في يوم الاثنين ثامن عشري ربيع الأول سنة سبعين وصلى عليه يومه في مشهد حافل جداً ثم دفن وأثنوا عليه جميلا رحمه الله وعوضه ووالديه الجنة.
محمد بن محمد بن خليل بن محمد بن عيسى الشمس بن ناصر الدين العقبي الاصل القاهري الصحراوي الماضي أبوه.
محمد بن محمد بن خليل بن هلال العز بن العز بن الصلاح الحاضري الحلبي قاضيها الحنفي الماضي أبوه. ذكره شيخنا في إنبائه وقال قال البرهان الحلبي: ولي القضاء فسار سيرة جميلة. ومات بالطاعون سنة خمس وعشرين رحمه الله.
محمد الولوي الحاضري أخو الذي قبله. ولد سنة خمس وسبعين وسبعمائة بحلب ونشأ بها فحفظ القرآن والشاطبيتين وألفية ابن معطي والفوائد الغياثية والهداية في المذهب واشتغل على أبيه وناب عنه وسمع علىالشهاب بن المرحل ونسيبة الشرف الحراني وابن أيدغمش وابن صديق في آخرين، وأجاز له الشمس العسقلاني ومحمد بن محمد بن عمر بن عوض وابن الطباخ وغيرهم، وحدث سمع منه الفضلاء. وكان خيراً منجمعاً عن الناس متمولا. مات في ربيع الآخر سنة إحدى وأربعين رحمه الله.
محمد بن محمد بن خليل الشمس أبو اللطف بن الشمس القدسي الحنفي ويعرف بابن خير الدين. كان أبوه قاضي الحنفية بالقدس مع نقص بضاعته ونشأ ابنه فحفظ الكنز والمنار وغيرهما واشتغل وناب في القضاء بالقدس وغيره وسمع معنا هناك.
 محمد بن محمد بن داود خير الدين أبو الخير الرومي الاصل القاهري الحنفي نزيل المؤيدية ويعرف بابن الفراء وهي حرفة لأبيه. ولد فيما زعم سنة أربع عشرة وثمانمائة تقريباً بالقاهرة ونشأ بها فحفظ الكنز والمنار وغيرهما ولازم ابن الهمام في الفقه والاصلين والعربية والصرف والمعاني والبيان والمنطق وغيرها وكذا أخذ كثيراً من هذه الفنون عن العز عبد السلام البغدادي والفقه أيضاً عن السعد بن الديري وأصوله عن الجلال المحلي والعربية عن الزين السندسي بل زعم أنه أخذ عن الشمس بن الديري وحضر ميعاده وعن التفهني شريكا لسيف الدين وعن قاري الهداية والبساطي بقرءاة ابن الهمام وأنه سمع على شيخنا وغيره نعم قد سمع بأخرة مع الوالد بقراءتي وغيرها كثيراً حتى سمع على كثيراً من القول البديع ولازم مجالس املاء وغيرها وتنزل في الشيخونية وبعض الجهات وحج وأشير إليه بالفضيلة التامة فتصدى الافراء في الازهر وفي المؤيدية وغيرهما زالنتفع به الطلبة مع عدم توجيه لشيء من الوظائف التي وصل إليها من لعله أفضل من كثير منهم وأقدم بل يظهر الاعراض عنها واشتغاله بالتكسب في سوق الحاجب بحيث حصل دنيا وكتبا مع قلة مصروفه واقتصاده في ما كله وملبسه وعدم سلوكه مسالك الاحتشام وملازمته لمحمد بن دوادار قانباي واكثاره من التردد إلى وانفراده جل عمره ولكثير من المتساهلين فيه كلام وأخبرني أنه وقف كتبه بالشيخونية وعدة عقارات اشتراها على جهات وقربات كمشهد الليث وكان ممن يلازمه. مات في شعبان سنة سبع وتسعين رحمه الله وعفا عنه وإيانا.
محمد بن محمد بن داود أبو عبد الله الصنهاجي المغربي النحوي المالكي ويعرف بابن آجروم بالمد ولذا يقال لمقدمته الشهيرة الجرومية رواها عنه أبو عبد الله محمد بن إبراهيم الحضرمي القاضي قال لي بعض فضلاء المغاربة أن وفاته تقرب من سنة عشر وثمانمائة وفيه نظر وأورد أبو عبد الله الرعي اسناده بها فقال أنا محمد بن بن عبد الملك بن علي بن عبد الملك بن عبد الله القيسي اللسوري الغرناطي المالكي حدثني الخطيب أبو جعفر أحمد بن محمد بن سالم الجذامي عن أبي عبد الله الحضرمي عنه. قلت وقد ترجمته في التاريخ الكبير فيمن لم يسم جده بما ينازع فيه.
محمد بن محمد بن دمرداش الشمس الغزي الحنفي الماضي أبنه أحمد وهو زوج أخت الشمس بن المغربي قاضي الحنفية بمصر. له ذكر فيه.
محمد بن محمد بن رافع أبو القسم الغرناطي الميقاتي. مات في سنة بضع وستين.
محمد بن محمد بن سالم بن علي بن إبراهيم الضياء الحضرمي الاصل المكي ويعرف بابن سالم بابن الضياء. سمع بالمدينة على الزبير بن علي الاسواني الشفا وعلى الجمال الطبري وخالص البهائي وعلى بن عمر الحجار، وأجاز له عيسى الحجي والزين الطبري والاقشهري، وحدث بالقاهرة سمع منه الفضلاء كعبد اللطيف أخي التقي الفاسي وقال أنه ترك السماع منه قصدا، واستوطن القاهرة أواخر عمره حتى مات في سحر يوم الجمعة سادس عشري شعبان سنة سبع ودفن بتربة الصوفية خارج باب النصر وقد بلغ الثمانين أو جازها بيسير، وهو عقود المقريزي وقد ذكره شيخنا في انبائه وقال كان مذموم السيرة عفا الله عنه.
محمد بن محمد بن سالم الحموي بن الرومي خادم السراج بن البارزي. سمع مني بمكة في سنة ست وثمانين.
محمد بن محمد بن سلام بالتشديد ناصر الدين السكندري ثم المصري نزيل جزيرة الفيل وأحد التجار الكبار بالقاهرة. صاهر البرهان إبراهيم بن عمر ابن علي المحلي على اابنته بعد موت أبيه كما سبق في ترجمته فعظم أمره ثم لما مات خلف أموالا عظيمة فتصرف في أكثرها المحب المشير وغيره وتمزقت أمواله، وكان عمر داراً جليلة بجزيرة الفيل فاستأجرها القاضي ناصر الدين البارزي وشيدها وأتقنها وأضاف إليها مباني عظيمة إلى أن صارت دار مملكة أقام بها المؤيد مدة ثم بعد ذلك عادت الدار إلى أصحابها وفرق بين المساكين. ومات في أوائل سنة ست عشرة. ذكره شيخنا في إنبائه. وكان أبوه أيضاً تاجراً مشهوراً مات سنة سبع وسبعين وسبعمائة.
محمد بن محمد بن سلمان بن عبد الله الشمس بن العلامة الشمس المروزي الاصل الحموي الحلبي نزيل القاهرة أخو الزين عبد الرحمن الماضي ويعرف كهو بابن الخراط كان من أهل الادب أيضاً، ودخل القاهرة مع الناصري بن البارزي. ومن شعره

شكونا للمؤيد سوء حـال

 

وأجرينا الدموع فما تأثر

فأضحكه بكانا إذ بكـينـا

 

وأنزلنا على كختا وكركر

وقد ذكره شيخنا في انبائه فقال: الشاعر المنشيء أخذ عن أبيه وغيره وقال الشعر فأجاد ووقع في ديوان الانشاء وكان مقرباً عند ناصر الدين بن البارزي. وقال في معجمه سمعت من نظمه كثيراً ومات في الطاعون سنة ثلاث وعشرين قبل الكمال الخمسين وعاش أخوه بعده مدة مع كونه أسن منه رحمه الله.
محمد بن محمد بن سليمان بن خلد بن يحيى بن زكريا بن يحيى ناصر الدين الكردي الزمردي الاصل القاهري ويعرف أبوه بشقير جاور بمكة كثيراً وكان يجتمع على في المجاورة الثالثة ثم الرابعة وذكر لي أن والده كان من نقباء الحلقة ويقرأ القرآن مع صلاح كبير وجلس هو بحانوت في القبو يبيع السلاح صادق المقال راغباً في الانفراد ويتوجه في مجاورته لجدة للتكسب.
محمد بن محمد بن سليمان بن عبد السلام البدر الفرنوي الازهري المالكي، ولد سنة ثلاث وستين وثمانمائة تقريباً بفر نوة من البحيرة ونشأ بها فحفظ القرآن والبعض من الرسالة والمختصر ثم قدم بعد بلوغه القاهرة فنزل بالازهر وأكمل حفظ المختصر وألفية النحو وجميع الجوامع وتفقه باللقاني والسنهوري ولازمه فيه في اللأصول والعربية وانتفع بجماعة من طلبته كالعلمي سليمان البحيري واشتغل وتميز وسمع علي بحضرة أمير المؤمنين مصنفي في مناقب العباس وضبط الاسماء وكتب الطبقة وكذا سمع على عدة أجزاء واختص بالتقى بن تقي شاركه ولده في الاشتغال. وهو عاقل متودد يكثير التردد إلى وسمع على الرضى الاوجاقي وأبي السعود العراقي وجماعة من طبقتهما فمن يليهما كالديمي والسنباطي بل سمع في الخانقاه على الوفائي.
محمد بن محمد بن سليمان بن مسعود الشمس بن الشمس الشبراوي الأصل القاهري المقرئ نزيل القراسنقرية وإمامها كابيه الماضي وربيب الشهاب الحجازي.
ولد في سنة اثنتي عشرة ثمانمائة بالقراسنقرية ونشأ فحفظ القرآن وتقريب الاسانيد وتنقيح اللباب وألفية شعبان الآثاري وعرض على المحب بن نصر الله والعز البغدادي الحنبليين وشيخنا والآثاري في آخرين، وتنزل في الجهات وقراء رياسة بل كان أوحد قراء الصفة بسعيد السعداء وبالبيبرسية وقراء الشباك بها الداعي بين يدي مدرس القبة فيها ممن سمع على شيخنا وآخرين وسافر للحج وجاور قليلا وكبر وضعف بصره ثم كف. محمد بن محمد بن سليمان الشمس بن العلامة الشمس الحموي الشاعر نزيل القاهرة وأخو الزين عبد الرحمن مضى فيمن جده سلمان بن عبد الله قريباً.
محمد بن محمد بن الشرف سليمان الشمس البعلي البرادعي الحنبلي من بني المرحل. ذكره شيخنا في معجمه وقال أجاز لابنتي رابعة من بعلبك ومن مسموعه المائة من الصحيح لابن تيمية سمعها على كلثم ابنة محمد بن معبد. قلت ولقيه ابن موسى في سنة خمس عشرة فسمع منه هو والموفق الابي ورأيت بخطى في موضع آخر كتبت اسم جده اسمعيل وهو غلط والصواب سليمان.
محمد بن محمد بن سليمان ناصر الدين بن الشمس بن العلم الابياري البصري الاصل الحلبي الشافعي ويعرف بالبصروي. لقيه ابن قمر في سنة سبع وثلاثين ببيت المقدس فاستجازه لي وكان يزعم مع التوقف في مقاله انه سمع البخاري على ابن صديق وقرأ عليه ابن قمر بمجرد قوله فيما يظهر بعضه وقال انه ولي كتابة سر حلب في أيام الناصر عن نوروز ثم قضاءها ثم كتابة سر الشام في أيام المستعين ثم أضيف إليه معها قضاء طرابلس واستناب فيه، ثم في سنة خمس وثلاثين ولي قضاء بيت المقدس وقطن به وقتاً وطلب منه للقاهرة ونوه باستقراره في كتابة سرها ليتحرك الكمال بن البارزي لوزن ما طلب منه، ثم ولي قضاء حمص وكتابة سرها. ومات في غزة فجأة في جمادى الآخرة سنة خمس وأربعين، كل ذلك مع حشمة ورياسة ونقص بضاعة في العلم عفا الله عنه.
محمد بن محمد بن سليمان الحنفي المعبر. عرض عليه الصلاح الطرابلسي المختار والاخسيكتي والملحة ولقبه صدر الدين وقال:

هنيئاً لصدر الدين بالفضل كلـه

 

بحفظ كتاب جـل بـين الأئمة

على مذهب النعمان سيد عصره

 

عليه رضا الرحمن رب البرية

كتبك يا محمود مختار للـورى

 

مسائلة فاقت على كـل رتـبة

 

امام جليل ليس ينكـر فـضـلـه

 

وبين أحكام الـكـتـاب وسـنة

وكم غاص بحر العلم يبغي جوهراً

 

فرصعها للطـالـبـين الاجـلة

وتوجهم تاجاً عظيماً من الـهـدى

 

وأركبهم نجباً من النـور زمـت

وقد نال كل الفضل أيضاً بحفظـه

 

لأخسيكتي بحر الاصول الشريفة

وأتبعه حفظاً لملـحة نـحـونـا

 

إلى بحوها يسعى النحاة الاجـلة

أصول وقفه ثـم نـحـو فـهـذه

 

فضائل لا تحصى لذا الطفل تمت

صلاة وتسليم عل أشرف الـورى

 

وآل وصحب مع جـمـيع الائمة

قال الصلاح أنه كان عالماً فقيها مدرساً ورعاً زهدا متقدماً في التعبير.
محمد بن محمد بن أبي شادي المحلي ثم القاهري سبط الغمري. ممن اشتغل في الفقه والعربية وغيرهما وقرأ على في التقريب للنوي دراية وفي البخاري رواية ولازمني، وكان ساكناً خيراً ولخاله إليه مزيد الميل. مات شاباً في ربيع الثاني طنا سنة ثلاث وتسعين عوضه الله الجنة.
محمد بن محمد بن صالح بن أحمد بن عمر بن أحمد ناصر الدين بن ناصر الدين بن ناصر الدين بن ناصر الدين بن صلاح الدين الحلبي ثم القاري الشافعي ابن عم عمر بن أحمد ومحمد بن علي ويعرف كسلفه بابن السفاح بمهملة أوله وآخره بينهما فاء مسددة. ولد مزاحم القرن تقريباً واشتغل وتميز وقرأ في البخاري على شيخنا وصفه بالفاضل البارع حفظه الله تعالى، وسمع بقراءته على الشرف بن الكويك السنن الكبرى للنسائي وكان أفضل أهل بيته استقر بعناية عمه الشهاب أحمد حين كان كاتب سر مصر في تدريس الحديث بالظاهرية القديمة وفقه الشافعية بالفاضلية وبالحسنية بعد موت علي حفيد الوالي العراقي وعمل اجلاسا بأولها فكان ممن حضر عنده فيه شيخنا والتفهني والمحبالبغدار والكبار مراعاة لعمه ولما تم الدرس قال شيخنا للتفهني أنه مليح السرد قيل وأشار بذلك إلى التذنيب على الدرس لنسبته لتعاطي مخذل وبالجملة فكان سريع الحركة خفيفاً منجمعاً لقيته غير مرة وسمعت كلامه بل وكتب بالاجازة على بعض الاستدعا آت وما كان في زمرة من يؤخذ عنه. مات في العشر الاخير من ذي القعدة سنة ست وستين ودفن عند أهله بالقرافة الصغرى عفا الله عنه وإيانا.
محمد بن محمد بن صلح بن اسمعيل الشمس بن الشمس الكناني المدني الشافعي سبط البدر عبد الله بن محمد بن فرحون وأخو ناصر الدين عبد الرحمن ووالد عبد الوهاب الماضي بعدهم ويعرف بابن صلح. ولد سنة سبعين وسبعمائة بالمدينة ونشأ بها حفظ القرآن وكتبا في فنون وتلا بالسبع أو بعضها على والده وأذن له في الاقراء وسمع على البدر بن الخشاب قاضي المدينة وغيره، وأجاز له جماعة وناب عن أخيه في الحكم والخطابة والامامة بالمدينة وقرأ في البخاري على الشرف أبي بكر في سنة خمس وتسعين وسبعمائة وكان ذا نباهة في الفقه وغيره مع خير وديانة قدم مكة غير مرة للحج والعمرة منها في المحرم سنة أربع عشرة فأدركه أجله بها قضاء نسكه في أول صفرها ودفن بالمعلاة. ذكره الفاسي في مكة.
محمد بن محمد بن صلاح بن أبي بكر الشرف أبو الطيب بن الشمس العباسي نسبة للشيخ أبي العباس البصير المدفون بزاويته بالقرافة ونزيل المكان الذي صار معروفاً به باب الخرق الشافعي. ولد في ليلة ثاني عشر ربيع الأول سنة إحدى وأربعين بالزواية الثانية ونشأ بها فحفظ القرآن وتلابه لغير واحد من القراء على الزين عبد الغني الهيثمي والشاطبية والتنبيه والملحة، وعرض على جماعة واشتغل على البامي والشمس الابناسي والفخر عثمان المقسي وحضر دروس المناوي والمحلي وغيرهما واستقر في النظر على الزاوية بعد موت أبيه، وحج مراراً وجاور نمير مرة منها سنة أربع وتسعين وكان قد وصل في أوائلها وكنت بها فلازم فيها التردد إلى وسمع على ومد حتى ببعض الابيات، وهو من تكسب بالشهادت وقتاً ةتميز بها ورافق غير واحد من المعتبرين ثم أعرض عنها.
محمد ويقال مسعود ايضاً من محمد بن صلاح بن جبريل ابن رشيد نظام الدين بن غياث الدين بن صلاح الدين الاردبيلي الشافعي. شيخ صالح خير حج في سنة ست وثمانمائة فلقيه العفيف الجرهي فيها بعدن وذكره في مشيخته.
 محمد بن محمد بن عامر الشمس القاهري المالكي ويعرف بابن عامر. ولد في ربيع الأول سنة خمس وتسعين وسبعمائة وحفظ القرآن وكتباً واشتغل في الفقه وغيره ومن شيوخه البساطي والشهاب بن تقي وكان يذكر أنه سمع على في الفقه وغيره ومن شيوخه البساطي والشهاب وتقي وكان يذكر أنه سمع على التقي الدجوي وناب في القضاء مدة عن البساطي وامتنع البدر بن التنسي من استنابته، ثم ولي قضاء دمشق عوضاً عن الأمين سالم في أواخر شعبان سنة خمسين ثم عزل في رمضان من التي تليها بالشهاب التلمساني فلما قام سرور المغربي على قاضي اسكندرية الجمال بن الدميني حسن للظاهر عزله والاستقرار بهذا عوضه ففعل ثم لم يلبث اعيد الحمال ورجع ابن عامر إلى محل اقامته بالقاهرة معزولا، وكل ذلك سنة اربع واربعين فتصدى للأفتاء واستقر في تدريس الفقه بالشيخونية بعد الزين عبادة عمل اجلاساً ثم انتزع منه ليحيى العجيسي ورام البدر المشار إليه تعويضه عنه بتدريس الجمالية وظيفته فما تم فتألم ابن عامر ولزم بيته إلى أن عين لقضاء صفد فتوجه إليها وباشرة حتى مات في أوائل جمادى الآخرة سنة ثمان وخمسين، وقد لقيته غير مرة وقصدته في بعض النوازل وسمعت كلامه وكان يستحضر فروع مذهبه ولكن لم يكن من المحقيقين بولا من المتفننين وربما نسب للتعاطي على الافتاء، وقد كتب على مختصرالشيخ خليل شرحاً سماه التفكيك للرموز والتكليل على مختصر الشيخ خليل لم يكمل وقفت على مجلد منه انتهى فيه إلى الحج وكتب عليه، ما نصه:

كل الشروح ليس فيها مثل شرحي المختصر

 

فيه على تحقيق الحق تدقـيق الـنـظـر

فمـن كـان ذافـهـم ولـب وبـصــر

 

فليلزم قراءته ولـيتـدبـره بـالـفـكـر

فالجهل يزري صاحبـه وبـه يحـتـقـر

 

والـعـلـم زين لـمـن بـه اتـــزر

ورام من ابن عمار فيما بلغني تقريضه فامتنع لكثرة أوهامه ولكن قد كتب عليه شيخنا ما نصه:

كل الشروح ليس فيها مثل شرحي المختصر

 

فيه على تحقيق الحق تدقـيق الـنـظـر

فمـن كـان ذافـهـم ولـب وبـصــر

 

فليلزم قراءته ولـيتـدبـره بـالـفـكـر

فالجهل يزري صاحبـه وبـه يحـتـقـر

 

والـعـلـم زين لـمـن بـه اتـــزر

ورام من ابن عمار فيما بلغني تقريضه فامتنع لكثرة أوهامه ولكن قد كتب عليه شيخنا ما نصه كما قرأته يحفظ على المجلد المشار إليه: الحمد لله الفاتح العليم:

لعمري لقد أوضحت مذهب مالك

 

بتفكيك رمز لائح للمـسـامـر

وجودت ما سطرت منه مهذبـاً

 

ومن أين للتجويد مثل ابن عامر

وكتب تحتهما الحسام بن بطريح الحنفي ما نصه: الحمد لله الوهاب الكبير:

لقد غدا التكليل أعجوبة

 

وأصبح التفكيك تحبيرا

رصعه دراً فتى عامر

 

فزاده الرحمن تعميرا

وترجمه بعض المؤرخين بقوله رجل جيد خير عالم فاضل حسن السيرة سمع الحديث وأجاز له خلق.
محمد بن محمد بن عبادة بن عبد الغني بن منصور الشمس الحراني الاصل الدمشقي الصالحي الحنبلي والد الشهاب أحمد الماضي ويعرف بابن عبادة بضم العين. ذكره شيخنا في انبائه فقال: اشتغل كثيراً وأخذ عن الزين بن رجب ثم عن صاحبه ابن اللحام وكان ذهنه جيداً وخطه حسناً وكذا شكله مع البشاشة وحسن الملتقى ثم تعاني الشهادة فمر فيها وصار عين أهل البلد في معرفة المكاتيب مع حسن خطه ومعرفته وآل أمره إلى أن ولي القضاء بعد اللنك مراراً بغير أهلية فلم تحمد مسيرته وكثرت في أيامه المناقلات في الاوقاف وتأثل لذلك مالاً وعقاراً وكان مع ذلك عرياً عن تعصب الحنابلة في العقيدة. مات في رجب سنة عشرين وله سبع وخمسون سنة وقد غلب عليه الشيب.
محمد بن محمد بن عباس ناصر الدين العناني الأزهري. ممن سمع مني محمد بن محمد بن عباس أبو الخير الجوهري الاصل القاهري الحنفي الضرير أحد صوفية المؤيدية وخال ابن عز الدين المعبر. ممن جاور بمكة وتلا القرآن على الزين بن عياش، وهو في سنة ست وتسعين حي.
محمد بن محمد بن عبد الباقي الشمس المنوفي المدني المكي الصوفي. ممن أخذ عني وينظر فأظنه تقدم فيمن اسم أبيه.
 محمد بن محمد بن عبد البر بن يحيى بن علي بن تمام بن يوسف البدر أبو عبد الله بن البهاء أبي البقاء الانصاري الخزرجي السبكي القاهري الشافعي ويعرف بابن أبي البقاء. ولد في شعبان سنة إحدى وأربعين وسبعمائة وتفقه بأبيه وغيره. وسمع على الذهبي وعلي بن العز عمر وعبد الرحيم ابن أبي اليسر في آخرين كإبراهيم ابن عبد الرحيم بن سعد الله بن جماعة ببيت المقدس وزينب ابنة ابن الخباز ونفيسة ابنة إبراهيم بن الخباز، وأول مادرس بدمشق بالأتابكية في شوال سنة اثنتين وستين عند قدوم المنصور بن المظفر دمشق في فتنة بيدمر وحضر عند الاكابر وولي خطابة الجامع الاموي بعد ابن جماعة، وقدم مع أبيه مصر وناب في القضاء بها ثم عاد لدمشق في سنة ثمان وسبعين وناب فيها عن أخيه يوماً واحداً واستقر في تدريس الحديث بالمنصورية ثم بعد أبيه في تدريس الفقه بها مع التدريس المجاور لقبة الامام الشافعي، ثم استقر في قضاء الشافعية بالديار المصرية في شعبان سنة تسع وسبعين عقب قتل الاشرف شعبان بعد صرف البرهان بن جماعة بمال بذله مع انتزاع درس المنصورية منه للضياء القرمي والشافعي للسراج البلقيني فكثر فيه قول لذلك فتكلم بركة في صرفه وأعيد البرهان في أوائل سنة إحدى وثمانين فكانت مدة ولايته سنة وثلث سنة ودام قدر ثلاث سنين بالقاهرة بدون وظيفة ثم أعيد إلى القضاء في صفر سنة أربع وثمانين وامتحن فيها بسبب تركة ابن مازن شيخ عرب البحيرة وغرم مالا كثيراً عزل في شعبان سنة تسع وثمانين ثم أعيد ثم صرف في رجب التي تليها ثم أعيد في ربيع الاول سنة أربع وتسعين ثم صرف في شعبان سنة سبع وتسعين ودام معزولاً عن القضاء ومعه تدريس الايوان المجاور للشافعي ونظر الظاهرية حتى مات في ربيع الآخر سنة ثلاث وكان قد فوض إليه قضاء الشام بعد موت أخيه ولي الدين عبد الله ثم صرف قبل مباشرته له، وكان حسن الخلق فكهاً كثير الانصراف بحيث قال الشمس بن القطان أنه كان لا يغضب إذا وقع عليه البحث بخلاف أبيه. لكن قال شيخنا عقب حكايته كذا قال وفسدت أحواله بعد أن نشأ له ابنه جلال الدين وكثرت الشناعة عليه بسببه حتى كان الظاهر يقول لولا جلال الدين ما عزلته لأن جلال الدين لا يطاق، قال الجمال البشيشي: كان يقرر التدريس أحسن تقرير مع قلة مطالعته وكان يعرف الفقه وأصوله والنحو والمعاني والبيان وليست له في التاريخ والآداب يد مع دمانة الخلق وطهارة اللسان وعفة الفرج ولكنه كان يتوقف في الامور ويمشي مع الرسائل واستكثر من النواب ومن الشهود ومن تغيير قضاة البلاد ببذل المال. وقد ذكره شيخنا في رفع الاصر ولابناء والمعجم وقال فيه أنه قرأ عليه أشياء وانه كان لين الجانب في مباشرته قليل الحرمة، وذكره ابن خطيب الناصرية فقال أنه كان إنساناً حسناً عالماً حاكماً عاقلا دينا عنده حشمة ورياسة وفضل مع حسن المحاضرة ولاخلاق وطيب النفس وذكر أنه اجتمع به وصحبه بحلب، والمقريزي في عقوده وأنه صحبه أعواماً، وكان من خير القضاة لولا حبه للدنيا وكثرة لينه وتحكم ابنه عليه، التلاوة حسن الاستعداد بجيد إلقاء الدروس من غير مطالعة لاشتغاله بالمنصب وشغفه بالنساء عديم الشر لا يكاد يواجه أداني الناس بسوء رحمه الله وإيانا وعفا عنه.
محمد بن محمد بن عبد الدائم بن موسى البرماوي الماضي أبوه. ذكره شيخنا في انبائه فقال انه كان قد مهر وحفظ عدة كتب وتوجه مع أبيه إلى الشام فمات بالطاعون في سنة ست وعشرين ولم يبلغ العشرين فاشتد أسف أبيه عليه بحيث لم يقم في الشام بعده وكره ذلك وقدم القاهرة عوضهما الله الجنة.
 محمد بن محمد بن عبد الرحمن بن أحمد بن محمد بن محمد بن وفاء المحب أبو الفضل بن أبي المراحم القاهري الشاذلي المالكي والد إبراهيم الماضي ويعرف كسلفه بابن وفا. خلف أباه في التكلم والمشيخة فدام مدة مع عدم سبق اشتغاله وكونه لم يحفظ في صغره كتاباً ولكنه كان شديد الذكاء متين الذوق فهما وربما قرأ يسيراً في النحو وغيره، وحج ثم عرض له جذب أو غيره بحيث صار يهذي في كلامه ولا يحتشم مع أحد فتحامى لذلك كثيرون عن الاجتماع به أو رؤيته وربما طلع إلى السلطان وشافهه بما حسن اعتقاده فيه من أجله بحيث أهان من تعرض له بسوء بل سمعت أنه في أوائل هذا العارض قال أنه تحول شافعياً. مات عن نحو خمسة وثلاثين عاما في ليلة رابع جمادى الأولى سنة ثمان وثمانين وصلى عليه من الغد بجامع المارداني ثم بسبيل المؤمني ودفن بتربتهم من القرافة رحمه الله وإيانا.
محمد بن محمد بن عبد الرحمن بن حسن جلال الدين بن فتح الدين بن وجيه الدين المصري المالكي الماضي أبوه وجده وأمه أمة لأبيه وجدته لأبيه ابنة الفجر القاياتي ويعرف كسلفه بابن سويد. ممن نشأ في كنف أبيه فحفظ القرآن وابن الحاجب الفرعي ولاصلي وألفية النحو وغيرها، وعرض على خلق واشتغل قليلا عند أبيه ثم لما مات أقبل على اللهو ومزق ميراثه وهو شيء كثير جداً وتعدى إلى أوقاف ونحوها، وحدث نفسه بقضاء المالكية ولا زال يتمادى إلى أن أملق جداً وفر إلى الصعيد ثم إلى مكة فدام بها ملازماً طريقته بل كان يذكر عنه مالا أنهض لشرحه مع جرأة وإقدام وذكاء وتميز في الجملة واستحضار لمحافظيه وتشقد في كلماته ولما كانت هناك في سنة ست وثمانين لازمني في قراءة كتب كثيرة كالموطأ ومسند الشافعي وسنن الترمذي وابن ماجه وما سردته في التاريخ الكبير وحصل شرحي للهداية الجزرية وبحث معي معظمه وكذا سمع على الكثير من شرحي للألفية بحثاً وغير ذلك من تصانيفي وغيرها ولم ينفك عن الحضور مع الجماعة طوال السنة بل أدركني بالمدينة النبوية فحضر عندي قليلا ونسب إليه هناك الاستمرار على طريقته وبالغت في كلا البلدين في إلفاته عن هذا وبلغني أنه توجه إلى اليمن ودخل زليع ودرس وحدث ثم توجه إلى كنباية وأقبل عليه صاحبها وختم هناك الشفا وغيره. وقبائحه مستمرة وأحواله واصله لمكة إلى سنة ثمان وتسعين.
محمد بن محمد بن عبد الرحمن بن حيدرة بن محمد بن محمد بن موسى بن عبد الجليل ابن إبراهيم بن محمد التقي أبو بكر الدجوي ثم القاهري الشافعي. ولد سنة سبع وثلاثين وسبعمائة واشتغل في فنون من العلم ومهر وكان يستحضر الكثير من هذا الفن إلا أنه ليس له فيه عمل القوم ولا كانت له عناية بالتخريج ولا معرفة بالعالي والنازل والأسانيد وشان نفسه بملازمته لعماله مودع الحكم بمصر. ذكره شيخنا كذلك في معجمه وقال أنه قرأ عليه أحاديث من مسلم بسماعه لجميعه في سنة سبع وأربعين على أبي الفرج بن عبد الهادي وثلاثيات مسند أحمد بسماعه لجميع المسند على العرضي وسمع من لفظه المسلسل بسماعه من الميدومي وذكر غير ذلك وأنه سمع على الميدومي السنن لأبي داود في جامع الترمذي على العرضي ومظفر الدين بن العطار قال وكان يذاكرني بأشياء كثيرة من التاريخ وغيره وكتب لي تقريظا على بعض تخاريجي أطنب فيه وأسمع صحيح مسلم مراراً عند عدة من الامراء على بعض تخاريجي أطنب فيه وأسمع صحيح مسلم مراراً عند عدة من الامراء وكان السالمي يعظمه وينوه به، ورأيت بخط شيخنا العراقي والمحدث الجمال الزيلعي وصفه بالفضل في بعض الطباق. وقال في الانباء أنه تفقه واشتغل وتقدم وكان ذاكراً للعربية واللغة والغريب والتاريخ مشاركا في الفقه وغيره كثير الاستحضار دقيق الخط، قال وكان يغتبط بي كثيراً ويحضني على الاشتغال، وقد نوه السالمي بذكره وقرره مسمعاً عند كثير من الامراء وممن قرأ عليه صحيح مسلم طاهر ابن حبيب الموقع. وذكره المقريزي في عقوده وان ممن قرأ عليه فتح الله وقال إنه كان عنده علم جم مع الثقة والضبط والاتقان وكثرة الاستحضار بحيث لم يخلف بعده مثله مات في أواخر ربيع الثاني وقيل في ثامن عشر جمادى الاولى سنة تسع. قلت وبالثاني جزم المقريزي. وروى لنا عنه جماعة وسمعت الثناء عليه بغزير الحفظ من خلق كالعلاء القلقشندي ولكنه غير معدود من الحفاظ على طريقتهم رحمه الله وإيانا.
 محمد بن محمد بن عبد الرحمن بن عبد القوي الشمس القاهري الشاذلي السكري ويعرف بالجنيد لكونه فيما قيل ينتمي إليه. كان فيما بلغني يحفظ القرآن وقرأ المناهج وأحضر لبيته البقاعي ليقرئ أولاده فلم ينتج منهم أحد. ومات تقريباً بعيد الخمسين أو مزاحمها قبل شيخنا فيما أظن. وأولاده الجلال عبد الرحمن ثم البدر ثم التقي محمد ثم الزين قاسم ثم كريم الدين عبد الكريم وهم أشقاء أمهم فاطمة ابنة الشمس محمد بن كشيش الجوهري التي اتصل بها بعد أبيهم الشريف جلال الدين محمد الجرواني، وكان وجيها، سمه هو وبنوه على شيخنا. ويحرر اسم جده أهو كما هنا أو حسن.
محمد بن محمد بن عبد الرحمن بن عبد الله بن يوسف المحب بن الولوى ابن التقي بن الجمال بن هشام القاهري الشافعي أبوه وجده. ممن نشأ في كنف أبيه فحفظ القرآن وكتباً واشتغل في الفقه وأصوله والعربية وغيرها ومن شيوخه العبادي والتقي الحصني، وتميز في الفضائل ولكنه لم يتصون بحيث أتلف ما ورثه من أبيه ورغب عن تدريس الفقه بالمنصورية الملتقى له عن أبي السعادات البلقيني وكذا رغب عما كان أعرض عنه سبط شيخنا له من مشيخة خان السبيل فالاول لابن عز الدين البلقيني والثانية للبدر بن القطان وصار إلى املاق زائد حتى أنه سافر إلى الشام وقطنها في ظل ابن الفرفور ونحوه، وكان قد قرأ على السر المكتوم في الفرق بين المالين المحمود والمذموم وتردد إلي في غير هذا وما حمدت سرعة حركته وطيشه ومشاركته في الجملة، وهو من لازم الخيضري لينال فائدة فلم يحصل على كبير شيء وقصارى أمره أنه زوده وهو متوجه للشام بدينار.
محمد بن المحب محمد بن عبد الرحمن بن عثمان بن الصفي أحمد بن محمد بن إبراهيم الجمال أبو السعود الطبري المكي. ولد في شوال سنة إحدى وستين وسبعمائة وسمع من العز بن جماعة تساعياته ثم أسمعه أبوه بعد علي الجمال بن عبد المعطي والكمال بن حبيب وفاطمة ابنة أحمد بن قاسم الحرازي وجماعة، وأجاز له ابن النجم وابن الجوخي والصفدي وست العرب والتاج السبكي وغيرهم، وحدث وسمع منه التقي الفاسي وغيره ممن أخذت عنهم كالتقي بن فهد وترجماه وكان يؤم بمسجد التنضب بوادي نخلة ويخطب به ويتولى عقد الانكحة ثيابة عن قضاء مكة بعد أبيه. ومات هناك في المحرم سنة خمس عشرة.
محمد بن محمد بن عبد الرحمن بن علي بن عبد الكافي الشمس السنباطي ثم القاهري الشافعي الكتبي. قدم القاهرة وقرأ القران والتنبيه أو بعضه واشتغل عند البوتنجي والبدر النسابة وغيرهما وسمع الكثير من شيخنا في الاملاء وغيره وكتب بخطه من تصانيفه وغيرها ومشي مع طلبة وتنزيل في سعيد السعداء وغيرها ثم انسلخ من صورة الاشتغال وتردد لغالب الرؤساء في حوائجهم وصار يحضر الترك في الكتب ويقدم على الزيادة الفاحشة مع المزيد تساهل وأوصاف غير مرضية وبرتام بأمه. مات في صفر سنة ثمان وثمانين بعد توعكه مدة وقد جاوز الخمسين ظناً وتجرعت أمه فقده سماحه الله وإيانا.
 محمد بن محمد بن عبد الرحمن بن علي بن يوسف بن منصور الكمال أبو محمد بن الشمس بن التاج بن النور الفاهري الشافعي إمام الكاملية هو أبوه وجده وجد أبيه ووالد محمد وأحمد وعبد الرحمن المذكورين ووالده في محالهم ويعرف بابن إمام الكاملية. ولد في صبيحة يوم الخميس ثامن عشر شوال سنة ثملن وثمانيين بالقاهرة ونشأ بها فقرأ القرآن عند الشهاب البني وسعد العجلوني والغرس الخليل الحسيني وغيرهم وجود بعضه على الزراتيتي وحفظ بعض التنبيه وجمع الوردية والملحة وأخذ الفقه عن الشموس البوصيري والبرماوي وابن حسن البيجوري الضرير والشهاب الطنتدائي وناصر الدين البارنباري والشرف السبكي وهو أكثرهم عنه أخذاً وحضر دروس الولي العراقي والنور بن لولو - قال وكان من الأوليلء- والنحو والفرائض والحساب عن الشمس الحجازي وعنه وعن السبكي والبارنباري المذكورين والنور القمني والقاياتي أخذ النحو أيضاً بل سمع بقراءة الحجازي على العيني شرحه للشواهد وبفوت يسير بحثاً وأصلح فيه القارئ كثيراً مما وافقه عليه المؤلف بعد الجهد في أول الأمر وكتبه في نسخته واعتمده بعد ذلك وعن القاياتي والونائي أصول الفقه وعن أولهما والبساطي أصول الدين وعن البارنباري والعز عبد السلام البغدادي المنطق وحضر عند شيخنا في الفقه والتفسير والحديث وسمع عليه وكذا على الولي العراقي وابن الجزري والبرماوي والواسطي وابن ناظر الصاحبة وابن بردس والحجازي وغيرهم كاْبي الفتح المراغي والتقي بن فهد بمكة والتقي القلقشندي وغيره ببيت المقدس وآخرين بالمدينة النبوية وأحب السماع بأخرة وتزايدت رغبته فيه جداً حتى كمل له سماع الكتب الستة وغيرها من الكتب والأجزاء على متأخري المسندين وبورك له في اليسير من كل ما تقدم خصوصاً وقد صحب السادات كابراهيم الأدكاوي وأدخله الخلوة وفتح عليه فيها ويوسف الصفي والغمري والكمال المجذوب وعظم اختصاصه به فانتفع بهم وظهرت عليه بركاتهم وزاد في الإنقياد معهم والتأدب بحضرتهم بحيث كان أمره في ذلك يجل عن الوصف، وأقرأ الطلبة في حياة كثير من شيوخه أو أكثرهم وقسم الكتب الثلاثة وغيرها لكن مع الإسترواح ومع ذلك فما تخلف الأماثل عن الأخذ عنه، وقد وصفه البرماوي في حال صغره بالذكاء وصحة الفهم والأسئلة الدالة على الإستعداد، ودرس للمحدثين بالقطبية التي برأس حارة زويلة وبعد موت الجلال بن الملقن بالكاملية وفي الفقه بالأيوان المجاور لقبه الشافعي حين استقر فيه وفي النظر على أوقافه بعد زين العابدين بن المناوي وتزايد سروره بذلك جداُ وفي أيامه بسفارة الأمين الأقصرائي جدد السلطان عمارته وخطب قديماً لتدريس الصلاحية ببيت المقدس فما أجاب، وكذا عرض عليه قضاء الشافعية بمصر فصمم على الأمتناع مع طلوع الأقصرائي به إلى الظاهر خشقدم ومشافهته له فيه. وصنف علي البيضاوي الأصلي شرحاً مطولاً ومختصراً وهو الذي اشتهر وتداوله الناس كتابة وقراءة وقرضه الأئمة من شيوخه كشيخنا والقاياتي والونائي وابن الهمام وكنت ممن كتبه قديماً وأخذه عنه وكذا كتب علي مختصر ابن الحاجب الأصلي شرحاً وصل فيه إلى آخر الإجماع وعلى الورقات والوردية النحوية وصل فيه إلى الترخيم وأربعي النووي وخطبة كل من المنهاج والحاوي وبعض التنبيه وأفرد على المنهاج من نكت العراقي وغيرها نكتاً واختصر كلاً من تفسير البيضاوي وشرح البخاري للبرهان الحلبي وشرح العمدة ورجالها للبرماوي مع زيادات يسيرة في كلها وتخريج شيخنا لمختصر ابن الحاجب وكتب في الخصائص النبوية سيئلً وكذا على سورة الصف والحديث المسلسل بها مجلداً سماه بسط الكف قرئ عليه منه السيرة النبوية بالروضة الشريفة إذ توجه من مكة للزيارة في وسط سنة تسع وستين وكان في القافلة البدر بن عبيد الله الحنفي وقال له يا فلان أنا درست سنة مولدك. وأفرد لكل من ابن عباس والبخاري ومسلم والشيخ أبي اسحق والنووي والقزويني وعياض والعضد وغيرهم ترجمة وكذا عمل طبقات الإشاعرة ومصنفاً في القول بحياة الخضر ومختصراً لطيفاً في الفقه ومناسك وجزءاً في كون الصلاة أفضل الأعمال لطيفاً في التحذير من ابن عربي وغير ذلك، وقد حج وجاور غير مرة وكذا زار بيت المقدس والخليل كثيراً، وسافر لزيارة الصالحين بالغربية ونحوها في حال صغره مع والده ثم في أواخر عمره، وصحبته قديماً وكان يحلف أنه لا

يوازيني عنده من الفقهاء أحد ويكثر الدعاء لي بل ويسأل لي في ذلك من يعتقد فيه الخير ويقول أنه قائم بحفظ السنة على المسلمين وما أعلم نظيره إلى غير ذلك مما يبيح به سفراً وحضراً وسمع بقراءتي جملة بل استجازني بالقول البديع من تصانيفي بعد أن سمع مني بعضه وكان عنده بخطي نسخة منه فكان يذكر لي أنه لا يفارقه غالباً وكذا سمع مني بعض أربعي الصابوني وأفردت جملة من أحواله وأسانيده التي حصلت له أكثرها في تصنيف كثر اغتباطه به وراج أمره بسببه كثيراً، وكان إماماً علامة حسن التصور جيد الإدراك زائد الرغبة في لقاء من ينسب إلى الصلاح والنفرة ممن يفهم عنه التخبيط وربما عودي بسبب ذلك. صحيح المعتقد متواضعاً متقشفاً طارحاً للتكلف بعيداً عن الملق والمداهنة ذا أحوال صالحة وأمور تقرب من الكشف تام العقل خبيراً بالأمور قليل المخالطة لأرباب المناصب مع اجلالهم له حلو اللسان محبباً لللأنفس الزكية من الخاصة والعامة ممتنعاً من الكتابة علي الفتوى ومن الشفاعات والدخول في غالب الأمور التي يتوسل به فيها ركونا منه لراحة القلب والقالب وعدم الدخول ميما لا يعنيه، حسن الأستخراج لللأموال من كثير من التجار وغيرهم بطريقة مستظرفة جداً لو سلكها غيره لاستهجن، كثير البر منها لكثير من الفقراء. والطلبة متزايد الأمر في ذلك خصوصاً في أواخر أمره بحيث صار جماعة من المجاذيب المعتقدين والأيتام والأرامل وعرب الهتيم ونحوهم يقصدونه لللأخذ حتى كان لكثرة ترادفهم عليه قد رغب في الإنعزال بأعلى بيته وصار حينئذٍ يستعمل الأذكار والأوراد وما أشبه ذلك وحسن حاله جداً وبالجملة فكان جمالاً للفقهاء والفقراء ولا زالت وجاهته وجلالته في تزايد إلى أن يحرك للسفر إلى الحجاز مع ضعف بدنه وسافر وهو في عداد الأموات فأدركه الأجل وهو سائر في يوم الجمعة خامس عشري شوال سنة أربع وستين وصلى عليه عند رأس ثغرة حامد في جمع صالحين من رفقائه وغيرهم ودفن هناك وبلغني أنه كان يلوح بموته في هذه السفرة ولذا ما نهض أحد إلى انثناء عزمه عن السفر مع تزايد ضعفه وعظم الأسف على فقده إلا طائفة قليلة من معتدي ابن عربي فإنه ممن كان يصرح بالإنكار عليه حتى رجع إليه كثيرون من معتديه لحسن مقصده ورفقه التام في التحذير منه، ولم يسمع بالتصريح في ابن الفارض نفسه مع موافقته لي على إنكار كثير من تائيته رحمه الله وإيانا.
 محمد بن محمد بن عبد الرحمن بن عمر بن رسلان بن نصير البدر أبو السعادات ابن التاج أبي سلمة بن الجلال أبي الفضل بن السراج أبي حفص الكناني البلقيني الأصل القاهري الشافعي الماضي أبوه وجده وجد أبيه. ولد في رابع عشر ذي الحجة سنة إحدى وعشرين وثمانمائة أو سنة تسع عشرة واستظهر له بالقاعة المجاورة لمدرسة جد أبيه من القاهرة وكان أبوه حينئذٍ بمنى ومعه ولده العلاء فأخبر أنه رأى في تلك الليلة وهو هناك أن زوجة بيه وضعت ذكراً فتفاءل بذلك وعد وقوع الرؤيا في ليلة الولادة من الغريب.ولما دخل جده للتهنئة به وتفل في فيه وحنكه ودعا له وشمله بلحظة ثم تكررت رؤيته له، ونشأ في كفالة أبويه وكان معهما وهو طفل حين حجا في سنة خمس وعشرين فختن هناك بعد أن طاف به السراج الحسباني أسبوعاً ووفت أمه بنذرها للمسجد النبوي وهو قنديل من فضة إن ولد لها ذكر، ورجع فحفظ القرآن وصلى به على العادة قبل الثلاثين وصلى معه في الختم وطول الشهر الأجلاء ثم حفظ العمدة وقرأ المنهاج وألفية النحو ونصف مختصر ابن الحاجب الأصلي وعرض على جماعة منهم عم والده العلم بل قرأ عليه من أول المنهاج إلى آخر النفقات في مجالس آخرها سلخ ذي القعدة سنة أربع وثلاثين ولازمه للتفقه أتم ملازمة حتى قرأ عليه التدريب وجملة من الحاوي وغيره وكذا أخذ طرفاً من الفقه عن البدر بن الأمانة والزين البوتيجي واشتدت ملازمته فيه للقاياتي والونائي ومما حضره عنده ما أقرأه في تقسيم الروضة والشهاب المحلي خطيب جامع ابن ميالة والشرف السبكي في عدة تقاسيم كان قارئاً في بعضها بل قرأ عليه الحاوي بتمامه والعلاء القلقشندي وكان أيضاً أحد قراء التقسيم عنده وقرأ الأصول على البساطي والشرف السبكي والمحلي والكافياجي والشرواني فعلى الأول مجلساً من المختصر وعلى الثاني جملة منه وعلى الثالث بعض المنهاج الأصلي وعلى الرابع غالب شرحه جمع الجوامع وأشار إلى استغنائه بتمام أهليته عن قراءة بقيته وعلى الخامس غالب العضد وكذا على السادس مع غالب الحاشية والعبري وعنه أخذ غالب شرح المواقف وكذا أخذ في علم الكلام عن الكافياجي والفرائض والحساب عن ابن المجدي قرأ عليه الفصول لإبن الهائم وسمع غيره وعن البوتيجي وأبي الجود وحرص على ملازمته بحيث كان ربما يجتمع عليه في اليوم أربعة أوقات والشهاب السيرجي قرأ عليه منظومته المربعة والشمس الحجازي أخذ عنه النزهة والعربية عن الحناوي والراعي وهو أول من فتح عليه فيها كما بلغني ومما قرأه عليه شرحه للجرومية المسمى المستقل بالمفهومية وإلى شرح قوله في الإبتداء كذا إذا يستوجب التصديراً من تصنيفه فتوح المدارك إلى إعراب الفية ابن ملك وعن ابن قديد قرأ عليه غالب التوضيح وقطعة صالحة من ابن المصنف وأخذ في التوضيح أيضاً عن أبي القسم النويري وسمع علي الزين عبادة الحاجبية إلى مبحث التنوين وامتنع الزين من ختمها على قاعدة أبناء العجم غالباً وعن القاياتي في المغنى وقرأ على العجيسي بعض الأفية وعلى الشرواني في نحو العجم شرح اللب والتصريف عن العز عبد السلام البغدادي قرأ عليه شرح تصريف العزي للتفتازاني وعليه قرأ غالب التلخيص في المعاني البيان وغالب شرح الشمسية في المنطق وجميعه على الشرواني وعلى أبي القسم في شرح ايساغوجي والمتن على الكافجي وعنه أيضاً أخذ المعاني وأخذ العروض والقوافي عن النواجي ومما قرأه عليه الخزرجية وعروض ابن القطاع والتصوف عن أبي الفتح الفوي قرأ عليه رسالته ولقنه الذكر وكذا تلقنه من الغمري وألبسه طاقيته ومن الزين مدين الاشموني وعمر النبتيتي وغيرهم والقراآت عن الفقيهه ابن أسد تلا عليه لأبي عمروونافع وابن كثير وعلوم الحديث عن شيخنا وقرأ عليه شرح النخبة له وسمع عليه غيره دراية ورواية وكذا سمع علي الزين الزركشي غلب مسلم بقراءة الجمال بن هاشم في الشيخونية والبدر حسين البوصيري مجلساً من الدراقطني بقراءة أبي القسم النويري وعائشة الكنانية شيئاً بقراءة ولدها العز وابن بردس وابن ناظر الصحابة بقراءة البقاعي وأربعين شيخاً من العلماء والمسندين ختم البخاري بقراءة ابن الفالاتي ولم يمعن فيه، وأجاز له المقريزي وغيره بل أجاز له في جملة بني أولاد جده خلق في استدعاء مؤرخ برجب سنة ست وثلاثين، ولم يزل مشتغلا بالعلوم مستبصراً في المنطوق منها والمفهوم ومع

قيام والده عنه بجميع احتياجه وسلوكه الطريق الموصل لاستقامته دون أعوجاجه بحيث لم تعرف له صبوة ولا عدت عليه نقيصة ولا هفوة حتى أشير إليه بالتقدم ولاستحقاق للاقتباس منه والتفهم وشهد له بذلك اللأكابر وأثنت عليه بالألسن المحابر فكان ممن شهد له بالبرعة في الفقه وأصوله والفرائض وغيرها مما ظهر له من مباحثه على الطريقة الجدلية والمباحث المرضية والاسالب الفقيهة والمعاني الحديثية عم والده وأذن له هو والشرف السبكي في الافتاء والتدريس وقال ثانيهما أنه صار نور حدقة فضلاء عصره ونور حديقة نبلاء مصره وسما اسمه في محافل النظريين أقرانه ونمارسه في مجالس التحقيق بين علماء زمانه وأنه ممن بحيث في كتب المذهب من مبسوط ومختصر حتى ظهر له التحقيق المعتبر وله حل الحاوي الصغير ما يفوق به على كثير ممن هو بين أهل زمانه كبير بحيث علقت التعليقة عليه بذهنه الصحيح ولسانه الفصيح وكذا أذن له في إقراء ما شاء من كتب الفرائض السيرجي وباقراء كتب المنطق لكل من يستفيد كائناً من كان الكافياجي وباقراء العربية الراعي، ووصفه المقريزي بزين الزمان وتاجه وعين الاوان وسراجه مطلع العلوم لنا نجوما وأهله ومرسل الفوائد والفرائد علينا غيوماً مستهلة، وأثنى ابن قديد على صفاء ذهنه والمحلى على بديع فهمه وجودة مضمونه جل أرسل له مرة في واقعة خالف فيها عم والده بأمره حسبما قرأته بخطه بالنظر فيها ليكون متأهبا لها في العقد الذي سيجتمع فيه بسببها وكذا بلغني عن كل من شيوخنا الونائي والقلشندي والمحلي ونحوه قول شيخنا أنه قاق أقرانه نظراً وفهما وشأى أشاعه معرفة وعلماً وارتقى في حسن التصور إلى المقام الاسنى وفاق في حسن الخلق والخلق حتى استحق المزيد من الحسنى فهو البدر المشرق في ناديه ومفخر أهل بيته حين يقصده المستفيد ويناديه. وحامل لواء الفنون الآلية بحيث ضاء ذهنه كنار على علم وصار أحق بقول من قال: ومن يشابه أبه وجده فما ظلم، وأعلى من هذا كله أن والده رغب له عما كان باسمه من نصف تدريس التفسير بجامع طولون فعمل به حينئذ اجلاسا حضره سعد الدين بن الديري والبساطي والمحب ابن نصر الله وغيرهم من الأكابر تكلم فيع على قوله تعالى" رب أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت علي وعلى والدي وأن أعمل صالحاً ترضاه" الآية وقال المحب اذ ذاك قليل من الفهم خير من كثير من الحفظ وسأل المدرس سؤالا فانتدب الشمس القرافي للجواب عنه بما نازعه فيه المدرس ووافقه الحنفي إذ قال فحينئذ سؤال المدرس باق وكذا رغب له والده حينئذ عما كان باسمه أيضا من نصف التصديري في الحديث بالاشرفية القديمة ثم كملا له بعد موت عمه أبي العدل. وناب عن عم والده في القضاء سنة إحدى وأربعين بالصالحية وكذا بأبيار وجزيرة بني نصر وطنتدا وغيرها غوضا عن السفطي وببلبيس وعملها عوضا عن علي الخراساني المحتسب وبفوة ومرصفا وسنيت وعملها وبغير ذلك ثم ولي قضاء العسكر ونظر أتابك العزي وتدريس الحسامية بأطفيح والنظر عليها، كل ذلك بعد وفاة أبيه، وكذا نيابة النظر على وقف السيفي بعد أبيه وعمه والنظر على جامع الانور ووقف بيلبك الخازنداري وغيرها والتدريس في الفقه بالمنصورية برغبة المحب القمني له عنه والنظر على سعيد السعداء بعد الزيني بن مزهر بالبذل، ثم دبر بعض الحساد من دس الاستشلاء عليه حتى انفصل عنه قبل تمام السنة واستمر الاسترسال من التعصب حتى انتزع عم والده منه النظر على وقف السفي بل وتعدى لغيره من وظائفه ولكنه لم يتم بل اجتهد في عوده وتفويض المشار إليه النظر له واستحكم سعد الدين بن الديري شيخ المذهب الحنفي بصحة التفويض وأفتاه بأن مذهبه انقطاع ولاية المفوض ولو كانت شرط الواقف ولذا لم ينهض أحد من القضاه بعده لانتزاعه منه إلا الزين زكريا بواسطة مرافعة بعض المستحقين بل وانتزع منه ألف دينار فأزيد مصالحة عن الفائض من متحصله مدة تكلمه مدة تكلمه عليه وصار البدري يتكلم عنه بطريق النيابة لكون الحنفي المتولي لم يوافق على ما أفتى به ابن الديري وكاد البدر يقد غنباً سيما قد عجز المناوي عن ماهو دون هذا معه ولما توفي عم والده سعي في النيابة عن بنيه في تداريسه ونحوها لكونه صهره زوج ابنته فأجيب ثم عورض فكان ذلك حاملا له على الاستقرار في الربع من جميعها وهي الخشابية والشريفه والقانبيهية والبرقوقية ميعاداً

وتفسيرا ولافتاء بالحسنية وما باسمه من مرتب ونظر وغير ذلك ثم بعده مدة استقر في الثمن منها أيضا وتكلف في المرتين دون ثلاثة آلاف دينار رغب للمساعدة فيها عن تدريس الفقه بالمنصورية وحصته في القانبيهية وغير ذلك وباشرها شريكا لفتح الدين ابن المتوفي هذا بعد أن كان البدر البغدادي قاضي الحنابلة تكلم سراً مع الظاهر جقمق حين عين الخشابية للمناوي في توعك عم والده الذي كان أشرف فيه على الموت أن لاتخرج عنه بدون مقابل وفي غضون مباشرته لما تقدم ولي القضاء عوضاً عن الصلاح المكيني بتكليف نحو سبعة آلاف دينار وذلك في حادي عشر المحرم سنة إحدى وسبعين فأحسن المباشرة في أول ولايته وأعلن كل من رفقته الابتهاج بمرافقته والمنفصل مجتهد بمكره واعمال حليته في إذهاب بهجته واخماد الارهاب من صولته بنفسه وأعوانه مع إخفائه وكتمانه والبدر مساعده بشدة صفاء خاطره وسده بعدم المداراة الطريق عن المعين له وناصره مع ماع عنده من طيش وبادرة وتوجه لتحصيل ما يوفي منه تلك الديون المتكاثرة بدون دربة ورتبة مما الظن لوصول الخصم منه لما ليس لهذا به نسبة، إلى أن انفصل قبل تمام ثلث سنة وتعطل عليه العود لهذه الخطة التي هي عندهم حسنة وذلك في ثاني جمادى الاولى من السنة واستمر في المكابدة والمناهدة بسبب الديون الزائدة مع شمواله الوفي فيها باللطف الخفي غير آيس من رجوعه ولا حابس نفسه عن التلفت إليه في يقظته وهجوعه خصوصاً وهو يجد المجال للتكلم غير مرة ويعد بالمال العالم بأنه لايترك منه ذرة بل حضر في كائنة أفتى فيها عقد مجلس بحضرة السلطان وغيبة المتولي حينئذ إظهارا للتفكير وتنبيها ومع ذلك فما وصل، وإلى أن انفصل بعد تعلله أزيد من شهرين بقرحة جمرة في كتفه ثم ياسهال خفيف عصر يوم السبت ثاني ربيع الاول سنة تسعين وصلى عليه من الغد بجامع الحاكم تقدم الناس الجلال البكري مع حضور القضاة إلا الشافعي بتقدم الزيني بن مزهر له ثم أدركه الشافعي فصل عليه عند باب مدرستهم ثم دفن فيها عند جذوه وجمهور سلفه وتأسف كثيرون على فقده. وكان إمامه علامة غفيها نحوياً أصوليا مفننا بحاثا مناظراً مشاركا في الفضائل حسن التصور طلق اللسان فصيح العبارة مقتدراً على التصرف والجمع بين ماظاهره التنافر شديد الذكاء حسن الشكالة وضيئا لطيف العشرة زائد الاعتقاد في الصالحين كثير الزيارة لهم أحياءً وأموتاً بعيداً عن الملق والمداهنة سريع البادرة والرجوع شديد الصفاء، تصدى التدريس قديما بجامع الازهر وبغيره من الأكن والبلاد وأخذ عنه والأكابر التفسير والحديث والفقه والفرائض ولاصلين والعربية والصرف والمعاني والبيان والمنطق وغير ذلك وقرئ عنده البخاري ومسلم وغيره مرة، وشرع قديماً في كتاب جعله كالمحاكمات بين المهمات والتعقبات وقف على ما كتبه منه شيخنا واستحسنه وحضه عل إكماله وكذا شرح مقدمة شيخه الحناوي في النحو في مجلد لطيف وقف عليه مؤلف المتن وله أيضا جزء لطيف في العربية وبعض قواعد فقية وحواش على شرح البيضاوي للاسنوي وعلى الخبايا الزوايا للزكرشي وغير ذلك بل كتب على الروضة من محلين ولا تخلو دروسه من عنديات وأبحاث مبتكرة ولكن لسانه أحسن من قلمه وبيانه أمتن من عدمه وينسب إليه العمل بمسألة ابن سريج في الظلاق وقد نزوج قبل موته بيسير بابنه السبر باي زوجة الصلاح المكيني مع بقاء ابنة العلم البلقيني التي كان تزويجها بعد أختها بمقتضى اعتقاده في عصمته وأقر في مرض موته بحقوق وبحوها، ومحاسنه كثيرة وكنت أوده ولكن الكمال الله وما أحببت لزكريا ما عمله معه وقد سمعته يقول أنا قتيل زكريا ومرة الصاني، ثم تصرف في تركته مع فتح الدين وغيره أقبح تصرف ولذا لم يلبث أن قوصص الكل ولم يظهر للقدر المأخوذ منه بالتجبر والتكبر ثمرة فانه بعد اتبياع بدل به حل وبيع وبذل فيما الله عالم به بل تمنى المستحق لوقف السيفي دوام ذلك كما كان رحمه الله وإيانا. وقال الشهاب الطوخي بعد موته:

رعى الله قبراً ضم أعظم عـالـم

 

بتحقيقه حاوي الجواهر كالبحـر

فمذ غاب أظلم الجـو بـالـورى

 

وكيف يضيء الجو مع غيبة البدر

محمد بن محمد بن عبد الرحمن بن فريج ناصر الدين أبو عبد الله القاهري الشافعي ويعرف بابن الصالحي. نسبة للصالحية التي بظاهر القاهرة، وقال المقريزي إلى الصالحية من منازل الرمل بطريق الشام. ولد سنة بضع وخمسين وسمع فيما ذكر من الجمال بن نباته وغيره وتعاني الادب فنظم الشعهر المتوسط وكتب الخط الحسن ووقع عن القضاء ثم ناب في الحكم عن الحنفية ثم عن الشافعية ثم وثب على منصب قضاء الشافعية لما غاب الصدر المناوي في السفر مع السلطان لقتال تمر لنك واستقر بعد اليأس من المناوي وشغور المنصب عنه أزيد من شهرين في تاسع عشري شعبان سنة ثلاث فأقام عشرة أشهر ثم عزل في رابع جمادى الآخرة سنة أربع واستقر الجلال البلقيني عوضا عنه بمال كثير بذله بعناية سودون ثم أعيد الصالحي بعناية السالمي في شوال التي تليها فلم يلبث أن مات بعد أربعة أشهر بعلة القولنج الصفراوي ثم في ثاني عشر محرم سنة ست وصلى عليه بجامع الصالح خارج بابي زويلة وحضر جنازته أمير المؤمنين ومن الامراء قطلو بغا الكركي ولم يحضر من الاعيان سواهم ودفن في تربته عند المشهد النفيسي وأسف أكثر الناس عليه لحسن تودده وكرم نفسه وطيب عشرته ومشاركته في العلم في الجملة مع لين جانبه وتواضعه وقبوله للرسائل بحيث كثر النواب في زمنه وكثرة بره للفقراء ولاغنياء حتى أنه ربما أدى إلى حسان بعض المستحقين من الايتام ونحوهم ولأنهم ألفوا من الصدر المناوي ألباو المفرط التي جرت العادة بعدم احتماله ولو عظم المتلبس به. رحمه الله وعفا عنه. ذكره شيخنا في انبائه باختصار عن هذا. وقال المقريزي في عقوده كان جده نصرانياً من أهل الصالحية يقال له فريج فلما أسلم تسمى عبد الرحمن، وكان أبوه ممن يشهد بالحوانيت واتصل بالمتوكل على الله محمد ولازمه ونشأ ابنه فجلس شاهداً وكتب الخط الجيد وتعلق بخدمة الزمام مقبل فولاه شهادة ديوانه وعدة وظائف ووقع في الحكم ثم ناب في القضاء من بعد التسعين وصار يعرف الرياسة والحشمة وقرض الشعور وهو نثره متوسطان مع حسن شكالة ومعرفة بالنحو وبالوراقة ومشاركة في الفقه. ولما مات شنعت القالة فيه من أرباب الأموال التي بذلها فإنه لم يترك شيئاً وقد جنى على نفسه على غيره.
محمد بن محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن أحمد بن خلف الدكالي المالكي.
 محمد بن محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن أحمد بن خليف بن عيسى بن عباس بن بدر بن علي بن يوسف بن عثمان المحب أبو المعالي وربما لقب العفيف وبالشمس وبالجمال بن الرضي أبي حامد بن النقي بن الحافظ الجمال الانصاري الخزرجي المطري الاصل المدني الشافعي الماضي أبوه وهو بسط الزين أبي بكر المراعي ويعرف بالمطري. ولد في رمضان سنة ثمانين وسبعمائة بطيبة ونشأ بها فحفظ القرآن والعمدة وأربعي النووي والمنهاج الفرعي والأصلي والجمل الزجاجي وأكثر من نصف التلخيص وعرض وتفقه بأبيه وجده لأمه والجمال بن ظهيرة والشمس البوصيري وأخذ النحو عن أبيه ويحيى التلمساني والشمس المعيد وبه انتفع وسمع ببلده من جديه والجمال الاميوطي والبرهان بن فرحون والقاضي على النويري والزين العراقي والهيثمي في آخرين وأحضر في أواخر سنة ثلاث وثمانين على سعد الدين الله الاسفرايني بقراءة أبيه بعض سنن أبي داود وسمع بمكة من أبيه وابن صديق والجمال بن ظهيرة والزين الطبري وطائفة وحج أزيد من ثلاثين مرة ودخل القاهرة بعد سنة عشر فسمع على الجمال الحنبلي والشرف ابن الكويك، وزار بيت المقدس والخليل، وأجاز له التنوخي وابن الذهبي وابن العلائي وآخرون وخرج له صاحبنا النجم بن فهد مشيخة، وحدث بالكثير أخذ عنه التقي بن فهد وابنه النجم والكمال إمام الكاملية والشمس الزعيفريني وحسين الفتحي وابن الشيخة في آخرين من أصحابنا، وكتب عنه البقاعي ما كتبه من نظمه على الاستدعاء ووصفه بالثقة الامين وأجاز لي وكان إماماً عالماً مدرساً ناظما ناب في القضاء والخطابة ولامامة والرياسة عن والده ثم التلقي الرياسة عنه وكذا ناب عن جده لأمه، وكتبت في المعجم والوفيات وغيرهما من نظمه. مات في ليلة السبت رابع عري شعبان سنة ست وخمسين بطبيبة ودفن بالبقيع بعد الصلاة عليه بالروضة. ولم يخلف بعده بها مثله رحمه الله وإيانا.
محمد بن محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن أبي بكر أبو الحرم بن الشمس الصبيبي المدني الشافعي أخو أحمد الماضي وأبوهما وجد الشمس محمد بن فتح الدين ابن التقي لأمه. قرأ البخاري بالروضة على أبيه في سنة ست وثمانمائة وعلي الجمال الكازروني في سنة إحدى عشرة وبه انتفع، وكان صهره أبو الفتح بن تقي يرجحه على أخيه ووصف بالفقيه الفاضل. وله نظم رأيت منه تخميس البردة.
محمد بن محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن أبي بكر المصري الصحراوي الهرساني الماضي أبوه. مات بمكة في شعبان سنة اثنتين وأربعين. أرخه ابن فهد.
محمد بن محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن محمد بن صلح بن اسمعيل الزكي بن فتح الدين أبي الفتح بن ناصر بن التقي الكنني المصري الاصل المدني الشافعي الماضي أبوه وجده ويعرف كسلفه بابن صلح. ولد في رمضان سنة ست وثلاثين وثمانمائة بطبية ونشأ فحفظ القرآن والشاطبية والمنهاج وجمع الجوامع وعرضها على جماعة واشتغل قليلا وقرأ على المناوي وغيره، واستقر بعد أبيه في الخطابة والإمامة بالمسجد النبوي مع النظر عليه وجمع له معها قضاء حين سفر أخيه صلاح الدين لليمن سنة ثمانين وكان قدم القاهرة في سنة خمس وسبعين وسافر منها إلى الروم بل دخل القاهرة والروم قبل أيضاً. وكان وجيهاً عظيم الهمة متودداً للغرباء اغتيل في ليلة السبت ثالث عشري ذي الحجة سنة اثنتين وثمانين عند باب المسجد النبوي على يد بعض العياسي بمعاونة جماعة منهم لكونه حكم في الدار المأخوذة منهم وفاز بالشهادة، ولم يلبث أن مات قاتله بعد مصيره عبرة بخراج طلع على قلبه فمات قبله بعض من عاونه في القتل وعمى آخر كان من رؤوسهم وصاروا إلى أسوأ حال. رحمه الله وعفا عنه.
 محمد صلاح الدين بن صالح أخو الذي قبله. ولد في سادس عشري رمضان سنة إحدى وأربعين وثمانمائة بالمدينة ونشأ بها وحفظ القرآن وكتباً واشتغل وتلا فيها القرآت على السيد الطباطبي والشمس الششتري وفي اليمن على الفقيه محمد المعروف ببدير تصغير بدر بل ولقي باليمن إحدى وثمانين فقيهه عمر الفتى فأخذ عنه كثيراً من تصانيفه أو سائرها وكذا من تصنيف شيخه الروض مع التمشية عليه ولازم الشهاب الابشطي في الفقه وأصوله والفرائض والعربية وأخذ في الفقه والعربية عن التاج أحمد الخفري الشيرازي أحد جماعة ابن الجزري حين قدموه المدينة ونزوله عنده وفيهما والاصول عن أبي الفتح بن إسمعيل الازهري حين مجاورته عندهم بل استجاز له والده شيخه الكمال بن الهمام وقال له وقد سأله على سبيل الايناس له وهو بحديقة الحسنية قبلي مسجد قبا عن نخلة حمراء منهما اسمها فقال له حيلة فقال فائتني بشيء من ثمرها حتى أفيدك بفائدة في اسمها فبادره وأحضر له قفة صغيرة فابتهج وقال إنما اسمها حليوية فقلبت الوا ياءً ثم أدغمت الياء في أختها وقرأ اليسير من شرح الورقات على مؤلفه الكمال إمام الكاملية وبمكة وغيرها عن الشمس الجوجري بل حضر بالقاهرة في سنة إحدى وستين جملة من دروس علم البلقيني والمناوي والمحلي ومما أخذ عنه في شروحه على المنهاج مع النجم بن حجي ويحيى الدمياطي وكذا سمع بها على السيد النسابة مصاحبا للشمس بن القصبي المستقر في قضاء المالكية بالمدينة بعد تكرر دخوله للقاهرة بعدها وقرأ في بعض قدماته على الفخر الديمي ومان ثلاثة منها مطلوباً ويحصل تمام الخير والفضل بحيث خطب مسئولا بجامع الازهر وأم الملك مسئولا في صلاة المغرب وكذا دخل الشام ولقي فيها حميد الدين الفرغاني وحضر عنده وبيت المقدس وسمع فيه على التقى أبي بكر القلقشندي وبمكة على أبي الفتح وبالمدينة على أخيه أبي الفرج المراغيين وقرأ على والده القاضي فتح الدين الشفا والشمائل وأجاز له الخمسة الأولون بالإقراء زاد الخامس وبالإفتاء بل حضر عنده في دروسه وخطب بيبيت المقدس وبالخليل وأم الأقصى واستقل بقضاء المدينة بعد استعفاء عمه الولوي محمد وكذا بالنظر على المسجد الحرام عوضاً عن أخيه الذي قبله وشارك بقية إخوته وولده في الخطابة والإمامة وقرره الأمير خير بك من حديد في تدريس الشافعية من دروسه ولما كنت بالمدينة سمع مني أشياء وحضر عدة من بالسي وسمعت خطابته وصليت خلفه وحمدت تودده وعقله واحتماله وتواضعه حسبما شاهدته.
محمد مجد الدين بن صلح أخو اللذين قبله. ولد سنة إحدى وخمسين وثمانمائة بالمدينة وحفظ القرآن وأربعي النووي ومناهجه وألفية النحو، وعرض على أبوي الفرج الكازروني والمراغي وجود القرآن على ابن شرف الدين الششتري وشارك بعد اغتيال أخيه زكي الدين إخوته وولده في خطابة والإمامة وباشر ذلك فأجاد. وقدم القاهرة والشام وجال وسمع مني بالمدينة وكان بالشام حين كوني بطيبة في المجاورة الثانية سنة ثمان وتسعين لكونه كان توجه إلى الروم في آخر سنة خمس فدام بها إلى أن وصل الشام في آخر سنة سبع بعزم العود.
محمد شمس الدين بن صلح أخو الثلاثة قبله. شارك إخوته وولد أخيه أيضاً بعد إغتيال أخيه ولم يباشر ذلك. مات في صفر سنة إحدى وتسعين بطيبة عن بضع وأربعين سنة. ودخل الشام ومصر والروم واليمن وغيرها وكان ذكياً شهماً كريماً ساكنا صاهره مسعود المغربي على ابنته وأنجب أبا القاسم رجاله أولاد.
محمد بن محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن عبد الناصر جلال الدين ابن صدر بن التقي الزبيري المحلي الاصل القاهري الشافعي الماضي أبوه وجده. مات في جمادى الثانية سنة أربع وثمانين وكان صوفياً في البيبرسية مع غيرها من الجهات منعزلا على شأنه وأظنه قارب الستين عفا الله عنه.
 محمد بن محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن محمد بن عبد الرحمن بن عبد القادر تاج الدين بن أفضل الدين بن صدر الدين بن المسند الشهير عزيز الدين القرشي الاسدي الزبيري المليجي الاصل القاهري الازهري الشافعي أخو عبد الرحمن الماضي وأبوهما. ولد سنة أربع وثمانمائة بالقاهرة ونشأ بها فحفظ القرآن وغيره وسمع على الشرف بن الكويك واولي العراقي وكتب عنه وعن شيخنا في أمالهما، وتكسب بالشهادة واستقر هو وأخوه بعد أبيهما في خطابة الحسنية وشهادة الاوقاف الأزهرية وشهادة الخاص، وكان أحد صوفية البيبرسية وخطيب جامع المارديني لكنه رغب عنها قبل موته مع سكون وخير. أجاز بعض الاسدعآت وكان كثير الاجلال لي وأخبرني بمنام رآه لي كتبته في المعجم. مات بعد تعلله مدة في أوائل شوال إحدى وثمانين رحمه الله وإيانا.
محمد بن محمد بن عبد الرحمن بن أبي الخير محمد بن أبي عبد الله محمد بن عبد الرحمن الجمال أبو البركات بن أبي الخير الحسني الادريسي الفاسي المكي المالكي. ولد في مستهل سنة إحجى وتسعين وسبعمائة بمكة وبها نشأ وحفظ عدة مختصرات في فنون واشتغل وناب في الحكم بمكة وولي إمامة المالكية بها. ومات معزولاً عنهما في محرم سنة ثلاث وعشرين ودفن في المعلاة عقب الصلاة عليه بقرب سقاية العباس مع أنه أوصى أن لا يصلي عليه إلا خارج المسجد الحرام عند باب الجنائز رحمه الله. ذكره الفاسي.
محمد بن محمد بن عبد الرحمن بن أبي الخير محمد أبو الخير بن أبي السرور الحسني الفاسي المكي المالكي ابن عم الذي قبله. ولد في ربيع الاول سنة ست عشرة بمكة وسمع بها ابن الجزري وابن سلامة وعبد الرحمن بن طولوبغا والشمس البرماوي في اخرين. وأجاز له جماعة ودخل مع أبيه وأخيه عبد الرحمن القاهرة فقدرت وفاتهم بها في جمادى الأولى سنة ثلاث وثلاثين.
محمد بن محمد بن عبد الرحمن بن مسعود الكمال أبو البركات بن الشمس أبي عبد الله المغربي الأصل المقدسي المالكي الماضي أبو وجده ويعرف كأبيه بابن خليقة وهو لقب جده عبد الرحمن. ولد في سابع من رمضان سنة إحدى وخمسين وثمانمائة ببيت المقدس وحفظ القرآن والرسالة وبعض المختصر وجود القرآن على أبيه وبعضه على عبد الكريم بن أبي الوفاء واشتغل في النحو وغيره على عبد الوهاب الانصاري وأبي العزم الحلاوي في آخرين، وحج مرتين ودخل الشام غير مرة والقاهرة في حياة أبيه ثم بعده فس سنة تسعين لقيني حينئذ فسمع مني مسلسل وبقراءة غيره مجلساً من الشفاء بل قرأ هو في البخاري وحضر تقرير بعض الدروس وذكر لي أنه سمع قبل ذلك على الجمال بن جماعة والشمسين القلقشندي وابن الموقت وغيرهم وأفادني تحقيق وفاة أبيه واستقر بعده في إمامة جامع المغاربة بالمسجد الأقصى ومشيخة المدرسة السلامية وغير ذلك ورجع.
محمد بن محمد بن عبد الرحمن بن يوسف الشمس أبو الفضل بن الشمس أبي عبد الله الجوهري بلداً الشافعي الاحمدي نزيل القاهرة والماضي أبوه والآتي ولده محمد ويعرف كسلفه بابن بطالة. ممن حفظ القرآن والتنبيه واشتغل، وحج مراراً وجاور وابتنى الزاوية الشهيرة بقنيطرة الموسكي وقرر مدرسها البرهان الابناسي الصغير وجعل بها فقراء ثم بطل ذلك وكان مكرما للوافدين. مات في سابع رمضان سنة إحدى وثلاثين وقد قارب الخمسين ودفن بالمقام الاحمدي رحمه الله وإيانا.
محمد بن محمد بن عبد الرحيم بن محمد بن أحمد أبي بكر بن صديق الكمال أبو الفضل بن المعين أبي الخير بن التاج أبي اليسر القاهري الحنفي الماضي أبوه وجده ويعرف بابن الطرابلسي. ولد بالقاهرة ونشأ وحفظ القرآن وكتباً وعرض على جماعة واشتغل قليلا وأجاز له باستدعاء الزين رضوان مؤرخ برمضان سنة سبع وثلاثين جماعة منهم البدر حين البوصيري والجمال عبد الله بن عمر بن جماعة وأخته سارة وناصر الدين الفاقوسي والتاج الشرابيشي والبدر بن روق وشيخنا ولا أستبعد أن يكون سمع منه في آخرين. وناب في القضاء واستقل بجهات أبيه بعده كتدريس العاشورية ولازكوجية، وحج في الرجبية وغيرها وكان ذا ذوق ونظم. مات بعد توعك مدة طويلة بالفالج ونحوه في ليلة الخميس تاسع عشر ربيع الأول سنة تسع وثمانين وصلى عليه من الغد ثم دفن بتربة الصوفية الكبرى وسمعت به أنه تاب وأناب رحمه الله وعفا عنه.
 محمد بن محمد بن عبد الرزاق بن مسلم التاج بن البدر القرشي البالسي المصري الشافعي الماضي أبوه ويعرف كهو بابن مسلم. ممن استنابه زكريا بنواحي قناطر السباع وبلغني أنه ينظم.
محمد بن محمد بن عبد السلام بن عيسى ولي الدين التبريزي نزيل مكة وشيخ الرباط السيد حسن بن عجلان بها. مات في ذي القعدة سنة ثلاث وأربعين. أرخه ابن فهد.
محمد بن محمد بن عبد السلام بن محمد بن روزبة فتح الدين أبو الفتح بن التقي الكازروني الأصل المدني الشافعي والد الشمس محمد الآتي ويعرف بابن تقي لقب أبيه الماضي. ولد في سنة ثلاث عشرة وثمانمائة بطيبة ونشأ بها فحفظ القرآن وكتباً وأخذ عن قريبه الجمال الكازروني في الفقه والعربية وغيرهما وعن أبي السعادات بن ظهيرة والمنهاج الأصلي بحثاً ووصفه بالعلامة وأثنى عليه وأنه تشرف بحضوره واستضاء بنوره وحضر. وهو في الثالثة على الزين المراغي بعض الصحيح ثم سمع على ولديه أبي الفتح وأبي الفرج بل قرأ على أولهما البخاري في آخرين وأجاز له الشرف المقري ودخل القاهرة غير مرة وأخذ بها عن شيخنا والمناوي وجماعة وبرع في الفقه والعربية وغيرهما وتصدى للأقراء فانتفع به الطلبة واختص بالشهاب الابشطي بل قرأ عليه كثيراً. مات في سادس عشري رمضان سنة سبع بعد أن أصابه طرف فالج من أول سنة رحمه وإيانا.
 محمد بن محمد بن عبد السلام بن موسى بن عبد الله العز والمحب والشمس أبو عبد الله بن الشمس أبي عبد الله بن الزين والعز المغربي الصهناجي المنوفي ثم القاهري الشافعي والد أحمد القاضي ويعرف بالعز بن عبد السلام. قدم جد جده عبد الله المغرب فقطن الخربة من عمل منوف ثم انتقل إبنه إلى منوف فقطنها وخطب. هو وابنه وحفيده بتلك الناحية وبها ولد العز وذلك في سنة خمس وسبعين وسبعمائة تقريباً وقرأ فيها القرآن والتنبيه وألفية ابن مالك والمنهاج الأصلي، وقدم القاهرة بعد بلوغه فعرض على الأبناسي وابن الملقن والبلقيني والقويسني وأجازه، وتفقه بلأبناسي والبيجوري والبهاء أبي الفتح البلقيني بل حضر دروس السراج البلقيني وكان شيخنا يحكي أنه رآه يبحث في مجلسه وكذا أخذ عن ولده الجلال وأذن له في الأفتاء والتدريس في سنة ست وثمانمائة ومن قبله أذن له الابناسي وكتب له إجازة طنانة أثبتها في المعجم وأخذ الفرائض عن الشمس الغراقي وغيره من المنهاج الأصلي عن النور بن قبيلة البكري وعلوم الحديث لأبن الصلاح عن الجمال بن الشرائحي حين قدومه القاهرة وبحث النحو والمحب بن هشام وعمر الخولاني وسمع على البلقيني وابن أبي مجد والتنوخي والعراقي والهيثمي والأبناسي والجوهري وابن فصيح والقاضي ناصر الدين الحنبلي في آخرين، ودخل دمياط وإسكندرية وغيرهما وما تيسر له الحج في حياته فحج عنه بعد مماته بإيصاء منه وناب في القضاء في سنة خمس عشرة عن شيخه الجلال بعد أن خطبه له مدة سنين وهو يأبى بل سأل والده في إلزامه إياه بذلك فأجاب، واستمر ينوب لمن بعده حتى صار من أجل النواب لا يقدم شيخنا عليه منهم كبير أحد بل لم يشرك القاياتي في أيام قضاءه معه في الصالحية غيره وأكثر من التعايين عليه لكونه كان خبره حين جلوسه أعنى القاياتي عنده شاهداً بجامع الصالح بل سمعت أن العز توجه مع القاياتي حتى أجلسه بمجلس تحت الربع مع الشهود لكونه لم يقبل عمن ولي حينئذ فلما عاد شيخنا امتنع من ولايته فيها إجابة لسؤال العز عبد السلام البغدادي له في ذلك في أبيات نظمها أثبتها في الجواهر لكونه لم يرع حق شيخنا بترك القبول واقتصر شيخنا في الصالحية على الشهاب السيرحي وقال للعز عين لك مجلساً تختاره فامتنع وصمم بحيث أعاد السؤال له مع نقيبه وغيره فلم يجب إلى أن توفي شيخنا وكذا امتنع من النيابة عن المناوى لتوهم درس شيء عليه فيما يتعلق بالأحكام، واشتهر بمعرفة الفقه ومزيد استحضاره وقصد بالفتاوى والمداومة على التلاوة في الليل مع الثقة والأمانة والتعفف والتحري في قضائع وعدم المحاباة حتى أن الظاهر جقمق لما سأله بعد كشفه مع المحيوي الطوخي عن كائنة البقاعي التي رمى فيها على جيرانه بالنشاب ماذا يجب عليه قال التعزير ولم يتحول عن ذلك كرفيقه فحمد عدم مداهنته بل شافهه لما أمره بالسكوت حين تكلم في عقد مجلس بسبب نقض حكم العلاء بن اقبرس فيواقعة بقوله كيف أسكت ولي ستون سنة أخدم العلم، ولم يتعرض له وعينه بعد لقضاء حلب وبلغ العز بذلك فاختفى إلى أن استقر غيره وأعطاه مرتباً على الجوالي بسفارة الجمال ناظر الخاص من غير سؤال له لكونه كان علم تصميمه في الحق وثبوته عليه فيما احتاج إليه فيه من القضايا ولم يجب وعظم عنده وأكثر من النبوت عنده في تعلقاته. وحكى التاج الأخميمي عنه مشاهدة أنه حضر مجلس المحب بن الأشقر كاتب السر لسماع دعوى في قضية واحتيج فيها إلى البينة فشهد المحب عنده فقال له مثلك ما يشهد في هذه القضية مفهماً له عدم قبوله فكف عن الشهادة، وكذا حكى بعض الثقات أنه شاهده وقد وضح له شخص بين يديه ثلاثين ديناراً ذهباً بسبب إثبات شيء ظهر له فيه فزبره وكاد أن يعزره؛ ولشريف أوصافه ظهرت بركته في بعض من مسه ببعض المكروه فابتلي بالجذام أتم ابتلاء بحيث علم من نفسه ذلك وترامى عليه بعد نفوذ السهم ليرضى بباطنه عنه فما أفاد حتى مات، وقد اجتمعت به كثيراً وقرأت عليه بعض الأجزاء وخطبناه مراراً للأسماع في المجالس العامة فما وافق معتذراً بكثرة الأرافة. مات بعد عصر يوم الإثنين رابع عشر ربيع الآخر سنة خمس وستين وقد زاد على التسعين ممتعاً بحواسه وقوته ودفن من الغد بالتربة المرجوشية بعد أن صلى عليه تجاه مصلى باب النصر في مشهد حافل تقدمهم الأمين الأقصرائي رحمه الله وإيانا.
 280 - محمد بن محمد بن عبد العزيز بن أحمد بن محمد بن أبي بكر المنتصر أبو عبد الله بن الأمير أبي عبد الله بن أبي فارس بن أبي العباس الهنتاني الحفصي الماضي أبوه وجده. ملك المغرب بعد جده في ذي الحجة سنة سبع وثلاثين فلم يتهن في أيام ملكه لطول مرضه وكثرة الفتن سيما مع قصر مدته فإنه مات في يوم الخميس حادي عشرى صفر سنة ثمان وثلاثين بتونس واستقر بعده شقيقه عثمان الماضي. ذكره شيخنا في إنبائه وخالف غيره فجعل سنة وفاته سنة تسع وثلاثين وكأنه أشبه وسمى جده عثمان وهو غلط ولقبه بالمنصور وقال: ملك تونس وبلاد إفريقية.
281 - محمد بن محمد بن عبد العزيز بن عبد الله ناصر الدين. ولد سنة ستين وسبعمائة أو نحوها وتعاني الكتابة وولي التوقيع وباشر في الجيش وصحب حمزة أخا كاتب السر. وكان جميل الوجه وسيماً محباً في الرياسة لكنه لم يرزق من الحظ إلا الصورة. ومات مقلاً في صفر سنة اثنتين. ذكره شيخنا في إنبائه.
282 - محمد بن محمد بن عبد العزيز الرضي أبو البقاء بن البدر بن العز الوكيل جده ويعرف الجد بالفار. ولد حفظ العمدة وارعي النووي ومنهاجه مع مختصر أبي شجاع والفية ابن ملك مع الجرومية وحدود الأبدي وعرضها لي في جملة الجماعة بل قرأ على جميع العمدة والأربعين ولازمني في التفهيم وكذا لازم عبد الحق السنباطي ثم ترك وحج في سنة ثلاث وتسعين وجاور وكان يتسبب هناك بباب السلام.
283 - محمد بن محمد بن عبد الغني بن أبي الفرج ناصر الدين المدعو أمير الحاج حفيد الفخر صاحب الفخرية. استقر في نقابة الجيش والتكلم على المدرسة وأوقافها بعد ابن عم أبيه أحمد بن الناصري محمد بن أبي الفرج في سنة اثنتين وثمانين فدام إلى أن صرف في ذي القعدة سنة تسع وثمانين بالشر في موسى بن شاهين الشجاعي بن الترجمان عن نقابة الجيش، ثم لم يلبث أن أعيد لها واستمر إلى الآن، وحج في موسم سنة ثمان وتسعين.
284 - محمد بن محمد بن عبد الغني الشمس المرجي القاهري الشافعي ويعرف بالمرجي. نشأ فحفظ القرآن وكتباً واشتغل بالفقه وغيره ولازم العبادي والبكري وآخرين وسمع على القول المرتقى في ترجمة البيهقي من تأليفي مع ختم الدلائل النبوية للبيهقي ولازمني من غير ذلك بل سمع بقراءتي على البدر النسابة والجلال بن الملقن والشهاب الحجاري وأم هانئ الهورينية وآخرين، وجلس مع الشهود رفيقاً للزين عبد اللطيف الشارمساحي ثم غيره إلى آخر وقت وكتب بخطه الكثير وأذن له في الإقراء فأقرأ قليلاً، وحج في سنة خمس وثمانين وجاور في التي تليها، وكان متديناً كثير الوسواس والتحري مع بعض رعونة وخفة ورغبة في أسباب التحصيل بحيث أنه جلس في باب السلام مع الشهود أيضاً وسافر لجده وكان معه عبد يستقي هناك. مات بالقاهرة في صفر سنة ثمان وثمانين ولم يبلغ الخمسين فيما أظن رحمه الله وإيانا.
285 - محمد بن محمد بن عبد الغني بن نقيب القصر المعروف بابن شفتر ووالد أمير حاج القارئ بالنعمان. مات في المحرم سنة.
286 - محمد بن محمد بن عبد الغني التاجر أبو الفتح بن الشمس بن كرسون. أصيب في سنة سبع وتسعين وهو قادم من القاهرة إلى جدة براً وبحراً بموت جمع من بنيه وعياله ثم وهو متوجه من جدة إلى الهند بغرق ماله وعياله وسلم هو وولد له صغير، وعاد بعد إلى القاهرة ثم قدم منها في أثناء التي تليها وسافر من جدة إلى بربرة في أواخرها ومعه البدر الجناجي ثم عاد في ربيع الثاني من التي تليها فباع ما كان معه من الحب بأربعين الطنم فما دون ذلك ثم وصل مكة في جمادى الأولى فمكث أياماً ثم رجع في البحر إلى القاهرة أخلف الله عليه.
287 - محمد بن محمد بن عبد القادر ب نعبد الرحمن بن عبد الوارث زين الدين بن البدر بن المحيوي البكري المصري المالكي الماضي أبوه وجده وجد أبيه ويعرف لهم بابن عبد الوارث. عرض على المختصر وتنقيح القرافي وألفية النحو سنة أربع وثمانين.
288 - محمد بن محمد بن عبد القادر بن محمد بن عبد الرحمن بن يوسف البعلي ثم الدمشقي ويعرف بابن الفخر. كان خيراً في عدول دمشق. مات في شعبان سنة إحدى عشرة. ذكره شيخنا في أنبائه.
 289 - محمد بن محمد بن عبد القادر بن محمد بن عبد القادر بن عثمان بن عبد الرحمن الكمال بن البدر الجعفري المقدسي النابلسي الحنبلي الماضي أبوه. ولد بنابلس ونشأ بها فحفظ القرآن والوجيز وغيره وعرض على العز الكناني واشتغل على أبيه ثم بدمشق وغيرها على التقي بن قندس وغيره؛ وقدم القاهرة فأخذ عن العز الكناني وقرأ عليه كثيراً من كتب الحديث وغيرها وطلب قليلاً ولازمني حتى قرأ القول البديع وغيره من تصانيفي وغيرها وكتب عني في الإملاء بل استعلى على في بعض الأوقات وناب عن العز ومن بعده وكذا ناب بدمشق بل ولي قضاء بلده استقلالاً ثم قضاء بيت المقدس وغيرها ولم تحمد سيرته ونسب إليه مزيد الرشا مع خبرته بالأحكام وتميزه في الصناعة وفي القضابل ومشاركته ومزيد تودده وكرم أصله. مات في إحدى الجماديين سنة تسع وثمانين بإسكندرية غريباً رحمه الله وعفا عنه.
290 - محمد بن محمد بن عبد القادر الغزي المقري الشافعي ويعرف بالقادري. لقيه الشمس العذول بمكة في مجاورتهما بها سنة اثنتين وثمانين وروى له عن الشهاب أحمد بن أحمد التونسي نزيل غزة وأرخ أخذه عنه في جمادى الثانية سنة ستين وأنه أخذ عن عبد الرحمن بن أبي الحسن علي التلمساني بن البناء في سنة إحدى وعشرين وثمانمائة، وصاحب الترجمة ممن قرأ على الشمس بن النجار الدمشقي للثلاثة عشر في رمضان سنة ستين أيضاً بقراءته على الزين طاهر في سنة إحدى عشرة بدمشق وعمر مائة وعشرين سنة وأخذ عن التقي بن الصائغ كما قالهما تلميذه.
291 - محمد بن محمد بن عبد القوي الجمال أبو اليسر بن القطب أبي الخير المالكي المكي أخو يحيى الآتي ويعرف بابن عبد القوي. ولد في سنة ثلاث وعشرين بمكة وحضر على ابن الجزري في سنة مولده أحاسن المنن في الخلق الحسن والخلق الحسن والاسم الحسن له ثم سمع عليه في سنة ثمان وعشرين المصعد الأحمد في ختم مسند الإمام أحمد له أيضاً؛ وسافر إلى القاهرة وغيرها كالهند وهرموز وفوض إليه بها القضاء في الحكم بقتل من امتنعع حكامها عن قتله. مات في شوال سنة ثمان وتسعين بمكة عفا الله عنه.
292 - محمد بن محمد بن عبد الكريم بن محمد بن أحمد بن عطية بن ظهيرة أبو اليمن بن الطويل القرشي المكي وأمه ست الأهل ابنة عبد الكريم بن أحمد بن عطية بن ظهيرة. ولد يمكة ونشأ بها وسمع من المراغي وابن الجزري وطائفة وأجاز له في سنة خمس وثمانمائة ابن صديق والعراقي والهيثمي وآخرون؛ وناب في القضاء بجدة عن ابن عمه أبي السعادات. ومات بالقاهرة في طاعون سنة ثلاث وثلاثين.
293 - محمد بن الجمال أبي المكارم محمد بن الشرف أبي القسم عبد الكريم الملقب بالرافعي ابن أبي السعادات محمد القرشي المكي الماضي أبوه وجده ويعرف كسلفه بابن ظهيرة، وأمه ابنة عم أبيه. أحضره أبوه علي في سنة ست وثمانين بمكة ثم عرض على في سنة سبع وتسعين الأربعين والجرومية وسمع علي فيها بورك فيه كأبيه.
 294 - محمد بن محمد بن عبد اللطيف بن أحمد بن محمود بن أبي الفتح الشرف أبو الطاهر بن العز أبي اليمن الربعي التكريتي ثم السكندري القاهري الشافعي ويعرف كسلفه بابن الكويك. ولد في ذي القعدة سنة سبع وثلاثين وسبعمائة بالقاهرة، وأجاز له في سنة مولده المزي والذهبي والبرزالي وزينب ابنة الكمال وعلي بن العز عمر وعلي بن عبد المؤمن بن عبد وإبراهيم بن القريشة وأبو عمر بن المرابط وخلق وأحضر علي إبراهيم بن علي القطبي وأسمع علي أبي نعيم الأسعردي والميدومي وأبي الفرج بن عبد الهادي ويوسف بن جبريل الموقع والقاضي عز الدين بن جماعة وأبي الحرم القلانسي وكذا أحمد بن كشتغدى على ما يحرر، وعمر حتى تفرد بالرواية عن أكثر شيوخه، وخرج له شيخنا مشيخة بالإجازة وعوالي بالسماع والإجازة وأكثر الناس عنه وتنافسوا في الأخذ عنه وحبب إليه السماع لانقطاعه في منزله وقرأ عليه شيخنا جملة وكذا أكثر عنه الزين رضوان وفيمن روى عنه الآن أعني سنة ست وتسعين جماعة كحفيد شيخنا الشهاب العقبي وابن الشهاب البوصيري. ذكره شيخنا في معجمه وقال أنه نشأ في عز وسعادة ولازم العز بن جماعة وباشر له عدة جهات في الأوقاف وغيرها مع النزاهة والتعفف ومما حضره على الميدومي في الرابعة المسلسل وكذا من مسموعاته على أبي الفرج بن عبد الهادي وأبي الحرم القلانسي صحيح مسلم وعلى ناصر الدين محمد بن محمد بن أبي القسم التونسي وعبد العزيز بن عبد القادر بن أبي الدر الربعي وأحمد بن الحافظ الشرف الدمياطي ملفقاً السنن لأبي داود وعلى أبي الفتوح يوسف بن محمد الدلاصي الشفا وعلى إبراهيم ومحمد وفاطمة بني الفيومي مشيخة الرازي وعليهم وإبراهيم القطبي والبدر الفارقي سداسيات الرازي وعلى العز بن جماعة حضوراً جزء ابن الطلاية وعلى أبي نعيم الأسعردي والقطبي جزء ابن عرفة وجزء البطاقة إلى غيرها، وممن سمع عليه الشفا المقريزي وذكره في عقوده وقال أنه نشأ في عز وسعادة وهو من أخص جيراننا وأعز معارفنا وأصحابنا. مات في خامس عشرى ذي القعدة سنة إحدى وعشرين ونزل أهل مصر والقاهرة بموته درجة ولم يبق بهما بعده من يروي عن ما عدا العز بن جماعة من مشايخه لا بالسماع ولا بالإجازة بل ولا في الدنيا من يروي عن أكثر شيوخه وهو ممن أجاز لمدركي حياته رحمه الله وإيانا.
295 - محمد السراج أبو الطيب بن الكويك أخو الذي قبله وهو أصغرهما ذكره شيخنا في معجمه فقال اسمع علي الميدومي والعز بن جماعة وغيرهما سمعت منه المسلسل. ومات في وسط سنة سبع وتبعه المقريزي في عقوده رحمه الله.
 296 - محمد بن محمد بن عبد اللطيف بن أحمد البدر أبو الفضل بن الشمس المحلي الأصل القاهري الحنفي الماضي أبوه سبط الشهاب الحسيني فأمة ابنته وأمها ابنة الشمس البوصيري وهو بكنيته أشهر. ولد في ثالث عشرى شوال سنة ثلاث وثلاثين وثمانمائة بالحسينية ثم تحول مع أبويه إلى الشرابشية بالقرب من جامع الأقمر فسكنها وحفظ القرآن والعمدة والنخبة لشيخنا والكنز والفية ابن ملك، وعرض في سنة أربع وأربعين فما بعدها على خلق كسعد الدين بن الديري والأمين الأقصرائي والزين عبادة والعلاء القلقشندي في آخرين ممن أجاز ولازم ثانيهما أتم ملازمة في الفقه والأصلين والتفسير والعربية وغيرها وكذا لازم الزين قاسماً في كثير وفي الفقه وأصوله وغيرهما ابن عبيد الله وسيف الدين وعنه أخذ في التفسير أيضاً وفي الفقه خاصة ابن الديرير والعضدي الصيرامي والعز عبد السلام البغدادي وفي العربية الشمنى وأحمد الخواص وفي أصول الدين الشرواني والعلاء الحصني وعنه أخذ في المنطق وعن السيد الحنفي شيخ الجوهرية وأبي الجود الفرائض وسمع جملة من دروس ابن الهمام وابن قديد ولازم التقي الحصني في أصول الدين والمنطق والمعاني والبيان والنحو والصرف وجود في القرآن على الزين جعفر وتلقن من الشيخ مدين وأذن له في إقراء كتب الأصول والفروع الأقصرائي وشهد له بعلمه بكمال استعداده وتوقد فطنته وسلامة سليقته وجودة فضيلته وكان قد اختص به ولازم خدمته ومرافقته له بحيث عرف به ومما قرأه عليه البخاري وسمع على شيخنا المحدث الفاصل للرامهرمزي والمحامليات وعلي الشمس البالسي غالب الترمذي وكذا علي الجلال بن الملقن في آخرين، وحج غير مرة وجاور مرتين إحداهما سنة والأخرى أشهراً وسمع هناك علي التقي بن فهد وأخذ عن أبي البقاء بن الضياء، وزار بيت المقدس والخليل وأخذ فيه عن البرهان الأنصاري وباشر ديوان الأمير أزبك الظاهري فنمى وكثرت جهاته وركب الخيول النفيسة وتضاخم جداً ثم تحرك له الأمير وأخذ منه جملة ولولا الأمين لزاد ومن ثم لزم الانجماع عنه وعن غيره إلا نادراً مع إجراء الأمير عليه جامكيته فيما قاله لي بل أضاف إليه فيما بلغني خزن الكتب التي حبسها بالجامع الأزبكي وقنع بما تأخر مع إظهاره التقشف ومشيه أو ركوبه الحمار وإقباله على أسباب الطاعات من حج وزيارة ومباشرة لجهاته كالطلب بالصرغتمشية ونحوه وربما توجه لتغرى بردى القادري لإقرائه بل أقرأ غيره من الطلبة ومسه من يشبك من مهدي الدوادار الكبير بسبب معارضته المغربي القلجاني القائم في إعادة الكنيسة بعض المكروه وغضب شيخه الأقصراني وكان في المجلس وقام فلم يلتفت له وقد كثر اجتماعه بي واستجازني وسأل في قراءة شيء وأخبرني بأنه كتب على خطبة المنار لابن فرشتا شرحاً وكذا شرح غاية تهذيب الكلام في تحرير المنطق والكلام التي عملها التفتازاني لولده، وهو جامد يابس في نفسه بقرائن الأحوال أشياء وعلى كل حال فهو أحسن حالاً من أيام الأمير. وقد تعلل مدة ثم مات في صفر سنة ست وتسعين رحمه الله وإيانا.
 297 - محمد بن محمد بن عبد اللطيف بن إسحق بن أحمد بن إبراهيم الولوي أبو البقاء بن الضياء بن الصدر بن النجم الأموي المحلي المولد ثم السنباطي ثم القاهري المالكي سبط الموفق القابسي أحد من يقصد ضريحه بالزيارة في املحلة ويعرف بقاضي سنباط. ولد في سنة سبع وثمانين وسبعمائة في المحلة الكبرى ونشأ بها فقرأ القرآن والموطأ وعرضه على السراجين البلقيني وابن الملقن في سنة سبع وتسعين وأجاز له وكذا حفظ العمدة في الفروع للشرف البغدادي وألفية ابن مالك وغيرهما وعرضها أيضاً في سنة اثنتين وثمانمائة؛ وأخذ الفقه بالمحلة عن السراج عمر الطريني وبالقاهرة عن ابن عمه العز محمد بن عبد السلام الأموي والقاضيين الجمال الأفقهسي والبساطي والنحو عن الشهابين المغرراوي والعجيمي الحنبلي ويحيى المغربي وحضر عند العلاء البخاري وتوجه فيمن توجه لدمياط من أجله وكذا قرأ على الشمس البوصيري لما شاع أن من قرأ عليه دخل الجنة وسمع صحيح البخاري بفوت على ابن أبي المجد والختم منه على التنوخي والحافظين العراقي والهيثمي وكا سمع علي الغماري والشرف بن الكويك والولي العراقي وشيخنا وأكثر من ملازمته لا سيما في رمضان غالباً. ولم يزل يدأب على الاشتغال حتى أذن له الجمال الأقفهسي في التدريس والإفتاء بما يراه مسطوراً لأهل المذهب وذلك في سنة تسع وثمانمائة وناب فيها في القضاء بسنباط وغيرها عن الجلال البلقيني ثم بالقاهرة عن قاضي مذهبه الشمس المدني واستمر ينوب لمن بعدهما، وحج في سنة تسع عشرة مع شيخه الأقفهسي وجرت له محنة بسبب أبي زوجته الصدر بن العجمي فإنه لما فقد وأشيع أنه وصل كتابه وقرأه صاحب الترجمة وذلك في أواخر رجب سنة ثلاث وعشرين طلب وسئل فاعترف بقراءة الكتاب فالتمس منه إحضاره فذكر أنه رماه في البئر فغضب السلطان منه وأهانه بالضرب تحت رجليه ثم اعتقل في البرج أياماً إلى أن شفع فيه الشهاب التلمساني وعين لقضاء القاهرة غير مرة فلم يتم إلا بعد وفاة البدر بن التنسي فباشره بعفة ونزاهة وتواضع وأمانة، واستمر حتى مات غير أنه انفصل في رجب من سنة ست وخمسين ثم أعيد بعد يومين ولما التمس منه البقاعي الحكم بصحة التزام مطلقته ابنة النور البوشي وهو أنه متى تحركت لطلب ولدها المرضع منه أو التمست نظره كان عليها خمسمائة دينار أو نحو ذلك صمم على الامتناع لعلمه بقوله صلى الله عليه وسلم "من فرق بين والدة وولدها فرق الله بينه وبين أحبته" فحمد المسلمون ولو من في قلبه أدنى رحمة امتناع القاضي وأخذ الغريم من ثم في إطلاق لسانه وقلمه جرياً على عوائده فيمن يخالفه من مقاصده وكذا أحضروا إلى بابه أبا الخير بن النحاس في أيام محنته وادعى عليه عند بعض نوابه فصمم في شأنه ولم يمكن من قتله ولكن ببابه عزر الشمس الديسطي المالكي وبالغ ابن الرهو في أمره، وقد حدث ودرس وأفتى سمع منه الفضلاء أخذت عنه أشياء وكان فقيهاً فاضلاً مستمراً لحفظ الموطأ إلى آخر وقت، متواضعاً خيراً لين الجانب متودداً بالكلام ونحوه متثبتاً في الدماء لا يزال متوعكاً كثير الرمد مع مزيد التقلل ووجود من يكلفه وقد رأيته بعد موته بمدة في المنام ولا وجع بعينيه في منام حسن أثبته في موضع آخر، وهو من قدماء أصحاب الجد أبي الأم. وله نظم حسن فمنه من أول قصيدة عملها حين حج:

يا حجرة المختار خير الـورى

 

محمد الهادي سواء السـبـيل

لعل قبل الـمـوت أنـي أرى

 

ضريحه السامي وأشفي الغليل

مات في يوم الخميس تاسع رجب سنة إحدى وستين وصلى عليه من الغد تجاه مصلى باب النصر ودفن بتربة بني العجمي أصهاره وما وافق أولاده للمبادرة بتجهيزه رحمه الله وإيانا.
 298 - محمد بن محمد بن عبد اللطيف البدر أبو السعادات المحلي الشافعي سبط العسقلاني ويعرف بابن دبوس وهو قريب محمد بن علي بن أبي بكر بن موسى الماضي. اشتغل بالفقه والنحو يسيراً، وناب في قضاء بلده قانعاً منه بالاسم وقرأ في البخاري علي وعلي الديمي وآخرين، وكتب بخطه وصار له به وبشيء من متعلقاته بعض إلمام وتطفل في كل عام بقراءته عند جماعة كالزين بن مزهر وكان يلبسه في الختم جندة بل كان يقرأ على العامة في الأزهر، وقد حج في سنة سبع وثمانين ورجع فلم يلبث أن مات ببلده في جمادى الأولى من التي بعدها وقد قارب الخمسين فيما أحسب رحمه الله.
299 - محمد بن محمد بن عبد الله بن إبراهيم بن عربشاه أخو الشهاب أحمد الماضي. كان ممن اشتغل بالعربية والفقه وغيرهما وفضل ثم عرض له بعض خلل فكانت تصدر منه أشياء غير لائقة لكنها ظريفة بحيث بعد من عقلاء المجانين ومس أخوه بسبب بعضها من الظاهر ما كان سبباً لموته فإنه طلع معه إليه ومعه زناد واسمه باللغة التركية جقمق فقدح به بحضرته فحقد ذلك على أخيه لتوهمه أنه بمواطأته والرجل أعقل وأحشم. مات سنة اثنتين وستين. وقد رأيت صاحب الترجمة وسمعت من ظرائفه وحكى لنا من ما جرياته مع ابن قاضي شبهة لطيفة رحمه الله.
300 - محمد بن محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشمس بن الشمس المسوفي الأصل المدني المالكي الماضي أبوه. ولد في أول ذي القعدة سنة تسع وخمسين وثمانمائة بالمدينة وحفظ بها القرآن والرسالة الفرعية والجرومية وألفية النحو وغيرها، وعرض واشتغل يسيراً وفضل ونظم. وسافر إلى الشام وحلب وماردين إلى الرها ثم رجع ومات بها في جمادى الأولى سنة خمس وثمانين في حياة أبيه عوضهما الله الجنة، ومن نظمه مما كتبه إلى أبوه بخطه وأنشده بحضرتي من لفظه:

بجاه النبي المصطفى أتوسـل

 

إلى الله فيما أبتغـي وأؤمـل

وأقصد باب الهاشمي محـمـد

 

وفي كل حاجاتي عليه أعـول

حللت حمى من لا يضام نزيله

 

فعنه مدى ما دمت لا أتحـول

أقول حبيبي يا محمـد سـيدي

 

ملاذي عياذي من به أتوسـل

عسى نفحة يا سيد الخلق أهتدي

 

بها من ضلالي إنني متعطـل

في أبيات أوردتها في المدنيين.
301 - محمد بن محمد بن عبد الله بن إبراهيم الخواجا أبو الفتح بن حمام الدمشقي الأصل المكي. سمع على الشوائطي الشفا، وكان تاجراً أسفاراً إلى الهند خيراً وصولاً حسن العشرة. ومات بمكة في يوم الأربعاء ثاني عشر جمادى الأولى سنة خمس وسبعين بمكة. أرخه ابن فهد. محمد بن محمد بن عبد الله بن أحمد الشمس الشهير والده بالصغير بالتصغير طبيب مشهور. مضى في ابن أحمد بن عبد الله بن أحمد.
 302 - محمد بن محمد بن عبد الله بن أحمد ناصر الدين أبو اليمن بن الشمس أبي عبد الله بن الجمال بن الشهاب الزفناوي الأصل القاهري الشافعي الماضي أبوه وابنه أحمد. ولد فيام قرأته بخط ولده في سنة خمس وثمانين وسبعمائة بالقاهرة ونشأ بها فحفظ القرآن والعمدة والتنبيه والمنهاج الأصلي وألفية ابن ملك وعرض في سنة ثمانمائة فما بعدها على ابن الملقن والأبناسي والشمس بن المكين المالكي ومحمد بن أحمد السعودي الحنفي وأجازوه في آخرين ممن لم يجز كالبلقيني والصدر المناوي وسمع على المجد إسماعيل الحنفي والتاج بن الفصيح والحافظين العراقي والهيثمي والقاضي ناصر الدين نصر الله الحنبلي وأجاز له عائشة ابنة ابن عبد الهادي وآخرون، واشتغل في الفقه على الشمس والمجد البرماويين والولي العراقي والعز عبد العزيز البلقيني والشرف السبكي والشمس الحسباني والفخر البرماوي ولازمه جداً ولكنه لم ينجب وناب في القضاء عن الجلال البلقيني فمن بعده وتميز في صناعته وتصدى لذلك وكان سمحاً فيها وجيهاً، وجلس بالقبة الصالحية في أيام شيخنا وقتاً وأضيف إليه عدة بلاد بل ولي قضاء إسكندرية مرة عوضاً عن الجمال بن الدماميني وأم بتمرباي رأس نوبة النوب وقبله بالبدري المشير بالديار المصرية، وحج مراراً وسافر إلى حلب في سنة آمد صحبة شيخنا وحضر أماليه بها وغير ذلك بل وسمع علي البرهان الحلبي أيضاً وحدث سمع منه الفضلاء قرأت عليه أشياء وكذا قرأ عليه البقاعي السنن الكبرى للنسائي وقدمه على السيد النسابة بعد أن كان يطلق لسانه فيه ويصفه بكل قبيح حتى أنه صنف فيه أشلاء الباز على ابن الخباز. مات في ليلة الجمعة تاسع جمادى الأولى سنة ست وسبعين بعد أن طال تعلله بالإسهال وغيره وقاسى شدة عسى يكفر عنه بسببها وصلى عليه من العد بعد الجمعة بالأزهر ودفن بتربة أزلان خارج الباب الجديد عفا الله عنه ورحمه وإيانا.
محمد بن محمد بن عبد الله بن أبي بكر بن محمد. تقدم فيمن جده أبو بكر بن عبد الله بن مجد.
303 - محمد بن محمد بن عبد الله بن أبي بكر محي الدين أبو زكريا بن الشمس الأنصاري القليوبي الأصل القاهري الشافعي الشاذلي الماضي أبوه ويعرف بمحي الدين القليوبي وجده بابن أبي موسى. ولد قبل القرن وحفظ القرآن والمنهج وكتباً وأخذ في الفقه وأصوله والعربية وغيرها عن الشمس البرماوي وكذا أخذ عن البرهان البيجوري والولي العراقي في آخرين ولازم الاشتغال والتحصيل بالقاهرة وبمكة فإنه جاور بها سنة أربع عشرة وسمع بها من الزين أبي بكر المراغي المسلسل والبردة وأربعي النووي وصحيح مسلم بفوت فيه وكذا سمع بالقاهرة المسلسل من لفظ الشرف بن الكويك وعليه بعض الشفا بل قرأ عليه جميع المنهاج في سنة ثماني عشرة، وأجاز له عائشة ابنة ابن عبد الهادي وخلق وأقرأ الطلبة في الفقه والعربية وغيرهما وتكسب بالشهادة وكتب بخطه أشياء بل أظنه جمع لنفسه شيئاً ولكنه لم يكن بالمتقن أجاز لنا وكانت له حلقة بالكاملية وبالباسطية. مات بالبيمارستان المنصوري في أول ذي القعدة سنة اثنتين وستين بعد تعلله مدة رحمه الله وعفا عنه وقد اشترك مع إخوة له أربعة كل منهم اسمه محمد فربما التبس ما يرى لبعضهم من السماع في الطباق بهذا فاعلمه.
304 - محمد بدر الدين أحد الأربعة إخوة الذين قبله. سمع من لفظ الكلوتاتي على الفوى في سنن الدارقطني سنة سبع عشرة ووصف بالفقيه الفاضل المقوئ. محمد بن محمد بن عبد الله بن جوارش. في محمد بن محمد بن أقوش.
 305 - محمد بن محمد عبد الله بن خيضر بن سليمان بن داود بن فلاح بن ضميدة بالمعجمة مصغر القطب أبو الخير الزبيدي بالضم البلقاوي الأصل الترملي الدمشقي الشافعي والد النجم أحمد الماضي ويعرف بالخيضري نسبة لجد أبيه. ولد في ليلة الاثنين منتصف رمضان سنة إحدى وعشرين وثمانمائة ببيت لهيا من دمشق ونشأ يتيماً في كفالة أمه وهي أخت التقي أبي بكر بن علي الحريري الآتي ولذا فارق سلفه الذين هم من عرب البلقا وانحاز لطائفة الفقهاء فقرأ القرآن عند الشموس الأذرعي وابن قيسون وابن النجار وصلى به على يديه التراويح على العادة فيما ذكر وقال إنه حفظ التنبيه وألفية الحديث والنحو والملحة ومختصر ابن الحاجب الأصلي وأنه عرض التنبيه على قضاة مصر إلا الحنفي في توجههم إلى آمد سنة ست وثلاثين وقرأت بخطى في موضع آخر أنه عرض على كل من شيخنا والمحب ابن نصر الله بدمشق حينئذ خطبة التنبيه والطهارة منه وسمع عليهما حينئذ وقال أنه حض ردروس التقى بن قاضي شهبة وأخذ عنه وقرأ في الفقه على المحيوي يحيى القبابي والبرهان بن المرحل البعلي والعلاء بن الصيرفي وعليه بحث في أصوله أيضاً قال وبه انتفعت لملازمتي له أكثر من غيره. واشتغل في النحو على الشمس محمد البصروي والعلاء القابوني وطلب الحديث بنفسه فسمع من شيوخ بلده والقادمين إليها وتدرب في ذلك بحافظ بلده ابن ناصر الدين فبه تخرج وتعاني الكتابة على طريقته وانتفع بمرافقته صاحبنا النجم بن فهد كثيراً ومن شيوخه ببلده وقد زاد عددهم على المائتين الزين بن الطحان وابن ناظر الصاحبة وعائشة ابنة ابن الشرائحي. وارتحل إلى بلعبك في ربيع الآخر سنة ثلاث وأربعين وقرأ بها على العلاء بن بردس والبرهان بن المرحل وغيرهما ودخل القاهرة مراراً أولها في هذه السنة ثم في سنة خمس وأربعين ولازم شيخنا أتم ملازمة وأخذ عنه جملة من تصانيفه وغيرها ومما قرأه عليه تعجيل المنفعة وتعليق التعليق والإصابة بعد أن كتبها بخطه وكان قد سلف الثناء عليه بين يديه من بعض من رآه من تلامذته وأنه لم ير في حلقة ابن ناصر الدين أنبل ولا أفتح عيناً منه فكان ذلك مقتضياً لمزيد إقباله عليه والتفاته إليه والتنويه بذكره المقتضي لعلي فخره خصوصاً ولم يكن عنده إذ ذاك أشبه في الطلب منه هذا مع أنه كان كما أشرت إليه أولاً قد لقي شيخنا قبل بدمشق وسمع عليه وكتب بعض تصانيفه وقرأ بالقاهرة أيضاً على المحب بن نصر الله والمقريزي وابن الفرات في آخرين. وحج في سنة ثلاث أول سنيه التي قدم فيها القاهرة وقرأ بمكة على زينب ابنة اليافعي وغيرها وبالمدينة النبوية على أبي الفتح المراغي وغيره وكذا زار بيت المقدس غير مرة وأخذ فيها عن الشهاب بن رسلان وقرأ على الجمال بن جماعة والتقى أبي بكر القلقشندي ودخل دمياط وقرأ بها على الشمس ابن الفقيه حسن إلى غيرها من الأماكن وأكثر. وأجاز له البرهان الحلبي الحافظ والقبابي والتدمري وآخرون ومع ذلك فلم يتميز في الطلب فضلاً عن أعلى العلماء غير أن له يقظة في الجملة وكتابة يروج بها عند من لا يحسن أو يحسن ممن يداري أو يترجى والرجل بحمد الله حين كان موجوداً لم يكن بتحاشى عن الكلام في شيء ولا يتوقف لأجل تحرير أو تحقيق وقد أنصف العز الكناني قاضي الحنابلة حين اجتماعه به والأمر يحتاج إلى منصف عارف دين. وقول شيخنا في أنبائه بعد وصفه له بالفاضل البارع أنه سمع الكثير وكتب كتباً كثيرة وأجزاء وجد وحصل في مدة لطيفة شيئاً كثيراً وخطه مليح وفهمه جيد ومحاضراته تدل على كثرة استحضاره يحتاج إلى تأويل في بعض الكلمات وكذا وصفه له بالحفظ بعد ذلك ليس على إطلاقه والدليل لعدم تمييزه أنه قرأ على ابن الفرات الأدب المفرد للبخاري بإجازته من العز أب عمر بن جماعة بسماعه له على أبيه البدر مع أن بالقاهرة حينئذ غير واحد ممن سمعه على العز بن الكويك وغير واحد ممن سمعه على الشرف أبي بكر بن جماعة بل كان خاله ممن سمعه عليه بسماعهما له على البدر فإعراضه عن هذا السماع المتصل إلى ما فيه إجازة مع تفويته من مروى ابن الفرات ما انفرد به في سائر الآفاق عدم توفيق بل رأيته كتب سنده بالألفية عن ابن الفرات إجازة مشافهة عن العز بن جماعة إجازة إن لم يكن سماعاً أنابها أبي أنابها المؤلف وهذا عجيب فابن الفرات إنما روى عن ابن جماعة بالإجازة المكاتبة ما رآه

ولا سمع منه حرفاً وأما سماع البدر لها من ناظمها فيحتاج إلى تحقيق فلو رواها عن شيخنا ابن حجر أو غيره ممن سمعها على التنوخي بسماعه لها على ابن غانم بسماعه على الناظم لاستراح من إجازة أخرى بل لو رواها بالإجازة عن القبابي عن ابن الخباز عن الناظم لكان أعلى بدرجة وأغرب من هذا أنني رأيت بخطه المسلسل بالأولية فأسقط من السند أبا صلح المؤذن وكذا رأيت بخطه سنده بالبخاري وفيه عدة أوهام إلى غير هذا مما لم أتشاغل به وقد استعار من شيخنا نسخته بالطبقات الوسطى لابن السبكي فجرد ما بها من الحواشي المشتملة على تراجم مستقلة وزيادات في أثناء التراجم مما جردته أيضاً في مجلد ثم ضم ذلك لتصنيف له على الحروف لخص فيه طبقات ابن السبكي مع زوائد حصلها بالمطالعة من كتب أمده شيخنا بها كالموجود من تاريخ مصر للقطب الحلبي وتاريخ نيسابور للحاكم والذيل عليه لعبد الغافر وتاريخ بخارا لغنجار وأصبهان وغير ذلك مما يفوق الوصف وسماه اللمع الألمعية لأعيان الشافعية وكذا جرد ما لشيخنا من المناقشات مع ابن الجوزي في الموضوعات مما هو بهوامش نسخته وغيرها ثم ضم ذلك لتلخيصه الأصل وسماه البرق اللموع لكشف الحديث الموضوع ولخص أيضاً الأنساب لأبي سعد بن السمعاني مع ضمه لذلك ما عند ابن الأثير والرشاطي وغيرها من الزيادات ونحوها وسماه الاكتساب في تلخيص الأنساب وما علمته حرر واحداً منها واشتد حرصي على الوقوف عليها فما أمكن نعم رأيت أولها في حياة شيخنا وانتقدت عليه إذ ذاك بهامشه شيئاً وشافهته بعيد التسعين بطلبها قائلاً له إنما تركت توجهي لجمع الشافعية مراعاة لكم وإلا فغير خاف عنكم أنني إذا نهضت إليه أعمله في زمن يسير جداً فأجاب بأنه استعار كتباً ليستمد منها في تحريرها كتاريخ بغداد للخطيب وتاريخ غرناطة لابن الخطيب فتعجبت في نفسي نم طلب تراجم الشافعية من ثانيهما وتألمت لكون هذين الكتابين كانا عندي أنتفع بهما من أوقاف سعيد السعداء فاحتال حتى وصلا إليه مع عدم انتفاعه بهما وقد فهرسه شيخنا بخطه لكونه كان يرى ذلك أسهل من التقريض وبلغني أنه عتبه في عدم عزو ما استفاده منه إليه ووجد السابق وتكرر صرفه ثم يعاد ثم أضيف إليه قضاء الشافعية بها عوضاً عن الولوي البلقيني قبل موته بيسير جداً بحيث كان أول شيء باشره قبل مجيء خلعته ضبط تركته وعددت ذلك من بركة شيخنا. وتكرر انفصاله عن القضاء وكتابة السر بحيث انفصل عن القضاء مرة بالعلاء بن الصابوني وعن كتابة السر بالشريف إبراهيم القبيبساتي وآل أمره إلى ثبوت قدمه فيهما بل صارت أكثر الأمور الشامية معذوقة به واتسعت دائرته في الأموال والجهات والأملاك والوظائف والكتب وغيرها مما يطول شرحه بعد مزيد الفاقة والتقلل حتى أن شيخنا كان قد رتب له في بعض قدماته نزراً يسيراً جداً وكان يتمنى في كل يوم مائة درهم فلوساً ولذا كثرت فيه المقالات والمرافعات ولصق به في طول مدته أشياء فظيعة بحيث كتب فيه البلاطنسي وكان في التعصب وقوة النفس بمكان إلى الجمال ناظر الخاص أزيد من خمسين سطراً فيها مثالب وقبائح من جملتها قيامه مع أهل الرفض وتضمن ذلك خذلانه لأهل السنة بل حكى لي ابن السيد عفيف الدين عن رؤية بعض الشاميين له مناماً قصه علي فيه بشاعة لم أر إثباته مع أنه قد شاع وذاع وقتاً وتألم القطب بسببه كثيراً وتكرر قدومه القاهرة بالكراهة أو الاختيار وخدمته للسلطان فمن دونه بما يزيد فيما قيل على مائة ألف دينار وكثر التألم بسببه والتظلم ممن يجتهد في طلبه إلى أن رأف عليه السلطان وعرف من حاله ما أغناه عن مزيد البيان وأقبل عليه في سنة إحدى وثمانين بكليته واتصل بجنابه ورويته وصار بحسب الظاهر إلى غاية في التقريب ونهاية من الميل والترحيب ثم ألزمه بالإقامة في حرمه وأفهمه ما فيه ارتفاع علمه وصار يصعد إليه في أوقات معينة بسبب أشياء واضحة بينة ويسايره في أماكن النزه وغيرها ويسامره بما يتوهم من نفسه انطباعه فيه لا سيما في حسن البزة وعطرها مع خلط ذلك بطريقته في الخراع لربط السالك له بساحتهم حين التفرق والاجتماع بحيث انخفض بهذا كله النابلسي المرافع وما نهض للتوصل للكثير مما كان به يدافع بل تقاعد عنه الزبون وتباعد عن بابه من كان بذل الأموال في التوصل لأغراضه عليه يهون فانقطع حينئذ عنه الواصل وارتفع ما الألم من أجله متواصل

خصوصاً حين سافر ولد صاحب الترجمة إلا لكن في العبارة والترجمة مع كونه لم يستكمل العشرين من السنين إلى بلده بعد أن أكرمه هو وغالب الأعيان بما لم يكن في باله ولا خلده ليباشر عن أبيه القضاء وكتابة السر وغيرهما من الأمر الظاهر والمستتر وزوج السلطان والده ابنة أمير المؤمنين ليتأكد رسوخ قدمه بيقين وكان المتكفل بمهم التزويج والمتفضل بما يتم به الرقي في التدريج الدوادار الكبير المسعف الغني فضلاً عن الفقير إلى غير ما ذكر من الإكرام والتبجيل والإنعام كل ذلك والمخلطون ببابه مرتبطون لتوهم ارتقائه إلى المناصب وبقائه فيما هو له ناصب وتأكد ذلك بعد مسك غريمه ومصادرته في قبض المال وتسليمه وفعل ذلك بولده الذي صار ناظر جيش الشام حتى قتلا في المحنة والسلام وكان ذلك ابتداء عكسه وانتهاء ما تعب في تخمينه وحدسه فإنه سافر في الركاب السفرة الشمالية بعد أن نافر من الأصحاب من معوله الالتجاء إلى مولاه في كل قضية فما كان بأسرع من تغير الخواطر الكثيفة عليه وعلى ولده ذي الآراء المعكوسة والعقول السخيفة ورجع مبعداً منهوراً مشدداً عليه مقهوراً فأفاق حينئذ من سكرته وذاق ما اعتمده في سرعة كلامه وحركته ولم يلبث بعد الإبعاد أن عاد لتلك المسامرة والمكاثرة والاجتماع في بعض الليالي على تلك الألفاظ الملحنة والابتداع لما ليس له أصل في السنة الحسنة فتردد الناس لبابه وتودد له العدو فضلاً عن الصديق بحسن خطابه وعقد بالأزهر وغيره بحضرة جماعة من أهل الافتراء والمراء أو المغفلين المكرمين للغريب فضلاً عن القريب بالقرى مجالس للإسماع والقرا كان الوقت في غنية عنها لكثرة ما وقع فيها من الكلمات التي لا متحصل منها بل كان قبل خطب بالجامع مراراً وأسمع فيه الحديث جهاراً بل واستحضر الشاوي باقي المسندين لولده بيقين في سنة ست وسبعين فأسمعه عليه بحضرته الصحيح وبان بذلك الألكن من الفصيح إلى غير ذلك عليهما أو عليه بانفراده وتحاكى الطلبة مما كان يقع ما لا أثبته مع كثرته لمزيد فساده وممن كان يحكى ما يبدو منه في رويته فضلاً عن بديهته بحضرته من الكلمات التي لا تصدر من آحاد الطلبة عند الملك أودواداره البرهان الكركي الإمام الفائق في علمه وتفننه وخبرته حتى سمعت من يقول أنه لذلك أسر الناس بمحنته وتقرر في خطابه جامع الروضة وباشر ذلك جمعاً بماله من عزم ونهضة ثم استناب فيه بعض الفضلاء المذكورين بالتوجيه وكذا حدث ببلده وأملى ودرس ووعظ وخطب وأفتى بالوجاهة والاعتلاء وولى السميساطية وغيرها من مدارس الشام خارجاً عما يتعلق بالقضاء من المدارس التي لا تسام كالغزالية والعذراوية بل كان يذكر بصدقات زائدة وإحسان للغرباء بنية صالحة أو فاسدة وأنه بنى بجانب بيته مدرسة إما إنشاءً أو تجديداً إلى غيرها المآثر التي لا احتياج بنا لذكرها تعديداً وبنى أيضاً بالقرافة عند باب مقام الشافعي تربة قرر بها فيما قيل صوفية مع شيخ لهم من الطلبة صرف الله عن مشيختها بعض من خطبه لذلك من الفضلاء النبلاء بحيث قيل أن المناسب لها كان ابن داود المنوه به عند السلطان بتقديم شيء مهمل سماه بالتاريخ لا يعبأ به من عليه يعول ولكن في جماعته المقرب لهم عنده بعض من يرمى من القبائح بعده مع فضائل يمتاز بها على ابن داود وخبرة بالوسائل المبلغة للمقصود ولذا رقاه للقضا وآل أمره إلى أن صار أرضاً. وبالجملة فهو ممن فيه رائحة الفن بل هو من قدماء الأصحاب وأحد العشرة الذين ذكرهم شيخنا في وصيته وإن فعل معي ما أرجو أن يجازى بمقصده عليه، وقد صرف عن القضاء وبقي مع ابنه كتابة السر مع غيرها من الجهات واستفيض مرافعة ولده فيه وآل أمره أن صرف عن كتابة السر واستمر أبوه على طريقته في ملازمة خدمة السلطان حتى مات في ربيع الثاني سنة أربع وتسعين بالقاهرة ودفن بتربته عند باب الشافعي وتأسف السلطان فيما قيل عليه رحمه الله وإيانا.
 306 - محمد بن محمد بن عبد الله بن سعد بن أبي بكر بن مصلح بن أي بكر بن سعد الشمس بن الشمس المقدسي الحنفي أخو سعد وعبد الرحمن وإبراهيم الماضي ذكرهم وأبوه وابنه عبد الله ويعرف كسلفه بابن الديري. ولد في ربيع الأول سنة سبعين وسبعمائة بالقدس ونشأ به فحفظ القرآن وتفقه بأبيه وبالكمال الشريحي وعن أبيه أخذ الأصول وأخذ النحو عن المحب الفاسي وعبد الله الزعبي المغربي وسمع بأخبار أخيه شيخنا علي الشهاب أبي الخير بن العلاني وكذا سمع على الشهابين ابن مشت وابن المهندس وغيرهما؛ وولي تدريس المعطظمية وغيرها وصار المرجوع إليه في بيت المقدس إقراءً وإفتاءً؛ وقدم القاهرة مراراً، وكان إماماً مفوهاً ناظماً ناثراً حسن العشرة لين الجانب كثير المفاكهة لا يمل جليسه حج قبيل موته ثم عاد إلى بلده وهو متمرض فلم يلبث أن مات في أواخر جمادى الأخرة سنة تسع وأربعين ودفن بمقبرة ماملا وشبعه خلق منهم العز القدسي شيخ الصلاحية. ومما كتبه عنه بعض الجماعة من نظمه:

أصبحت في حسنكم مغرماً

 

وعنكم واللـه لا أسـلـو

إن شئتم قتلي فـيا حـبـذا

 

القتل في حبكـم سـهـل

من مات فيكم نال كل المنى

 

وزاده يا سادتي فـضـل

فواصلوا إن شئتم أو دعـوا

 

فكل ما لاقـيتـه يحـلـو

من رام سلواني فذاك الذي

 

ليس له بين الورى عقـل

بلغني أنه كان لفاقته يأخذ على الفتوى رحمه الله وإيانا.
307 - محمد بن محمد بن عبد الله بن عبد الحليم بن عبد السلام ناصر الدين بن الشمس بن الجمال الدمشقي والد محمد الآتي ويعرف كسلفه بابن تيمية. ولد في سنة سبع وخمسين وسبعمائة، قال شيخنا في أنبائه كان يتعانى التجارة ثم اتصل بكاتب السر فتح الله وبالشمس بن الصاحب وسافر في التجارة لهما وولي قضاء إسكندرية مدة وكان عارفاً بالطب ودعاويه في الفنون أكثر من علمه انتهى. ورأيت من قال أنه كان ينوب في قضاء إسكندرية عن قضاتها في الأيام المؤيدية وغيرها وله مرتب في الخاص انتقل بعده لولده. مات هو ابن النيدي وكانا متصادقين في يوم الأحد سابع رمضان سنة سبع وثلاثين بالقاهرة وقد جاز السبعين بل قيل أنه قارب الثمانين.
308 - محمد بن محمد بن عبد الله بن عبد الرحمن بن عبد الله الشمس بن الشمس بن الجمال الدمشقي الحنفي ويعرف بابن الصوفي. ولد في ثالث عشر ذي الحجة سنة ثمانين وسبعمائة بصالحية دمشق. ذكره البقاعي مجرداً.
309 - محمد بن محمد بن عبد الله بلكا بن عبد الرحمن أبو الطاهر بن المحب القادري الماضي أبوه. ولد سنة خمس وأربعين وثمانمائة ونشأ في كنف أبويه فحفظ القرآن وأسمعه الكثير على غير واحد. وأجاز له جماعة واستقر في جهات في حياة أبيه وبعده، وحج وجاور في سنة تسعين وتخلق بالأخلاق الصالحة من أدب وخير وتواضع مع شكل مقبول ثم حج في موسم سنة ثمان وتسعين ومعه من تأخر من بنيه وأمهم مع ابنه الظاهر جهة الأتابك كان الله له.
310 - محمد بن محمد بن عبد الله بن عبد العزيز ناصر الدين صديق التقي المقريزي ذكره في عقوده وقال ولد بعد سنة ستين وسبعمائة، وكتب الخط المليح وبرع في الحساب الديواني وباشر الكتابة في ديوان الجيش والإنشاء وتخصص بالعز حمزة بن فضل الله فأوصله بأخيه البدر محمد بن فضل الله كاتب السر، وكان يقول الشعر محباً للرياسة مترامياً عليها جميل الوجه لا يكتب شيئاً ولو كثر إلا حفظه لكنه عديم الحظ وامتحن بإخراج وظائفه وماله مع كثرة عياله حتى مات في صفر سنة اثنتين عوضه الله ورحمه.
311 - محمد بن محمد بن عبد الله بن عثمان بن سابق بن إسماعيل البدر أبو عبد الله الدميري المالكي. كان مجاوراً بمكة سنة خمس وتسعين وقرأ على عبد الرحيم بن الأميوطي ثم رأيته فيمن عرض عليه سنة خمس وتسعين.

312 - محمد بن محمد بن عبد الله بن عثمان بن عفان البدر بن الشمس الحسيني الأصل بلداً القاهري الموسكي الشافعي الماضي أبوه وعمه الفخر عثمان المقسي ولد في ثامن شوال سنة خمس وستين وحفظ القرآن والمنهاج وألفية النحو بعد الجرومية وجمع الجوامع وعرض علي في الجماعة وكذا عرض على العبادي والجوجري وابن قاسم وقرأ في الفقه على الشمس بن سمنة الأقفهسي وفي البخاري وغيره علي وباشر قراءة ذلك بجامع الأزهر وغيره وخطب بالمزهرية وغيرها كجامع عمرو عوضاً عن أبيه، وحج في سنة ست وثمانين والغالب عليه سلامة الصدر.
313 - محمد بن محمد بن عبد الله بن محمد بن عبد الله بن محمد بن الخضر بن عياد بن صالح العلاء اللخمي الخليلي ثم القاهري الشافعي. ولد سنة خمس وتسعين وسبعمائة وقدم القاهرة فقرأ القرآن وسمع من شيخنا وإسحق بن محمد بن إبراهيم التميمي والفرياني الكذاب ولازم درس البدر بن الأمانة والبرهان بن حجاج الأبناسي وقرأ النحو على الشطنوفي والفرائض على أبي الجود، وحج وباشر الشهادة وكان حياً بعد الخمسين. استفدته من خط الدوماطي وذكر في شيوخه أيضاً الحلاوي وليس بعمدة.
314 - محمد بن محمد بن عبد الله بن محمد بن هادي بن محمد بن أبي الحسن بن أبي الفتوح إبراهيم بن حسان السيد عفيف الدين أبو بكر بن النور أبي عبد الله بن الجلال أبي محمد بن المعين أبي عبد الله بن القطب الحسيني بل والحسنى أيضاً من جهة أمه المكراني الأصلي النيريزي المولد الإيجي الشيرازي الشافعي أخو الصفي عبد الرحمن والمحب عبيد الله ووالد العلاء محمد الآتي من بيت جلالة وسيادة ذكرت في ترجمته من الوفيات من أسلافه جمعاً. ولد في يوم الثلاثاء ثامن صفر سنة تسعين وسبعمائة بإيج وأخذ فيما قيل عن والده في الفنون والتصوف والحديث وغيرها وفيه نظر وكذا أخذ عن العز إبراهيم الإيجي تلميذ الشريف وعن غيره بل واشتغل على أخيه الصفي، وأجاز لهما التنوخي والبرهان بن فرحون وابن صديق والعراقي والبلقيسي وابن الملقن والحلاوي والمراغي وصاحب القاموس وجمع عدة مواليد للنبي صلى الله عليه وسلم وحاشية على الشمائل للترمذي بل أفرد هو الشمائل النبوية بالتأليف وله أيضاً حاشية على أربعي النووي ونظم كثيراً واستوطن مكة مدة فلم يظهر منها إلا للزيارة النبوية نعم ظهر منها مرة لبلاده فودع أقاربه وأولاده ورجع إليها فمات وذلك بمنى في حادي عشر ذي الحجة سنة خمس وخمسين بعد أن أتم المناسك، وصلى عليه بمسجد الخيف وحمل إلى المعلاة فدفن بها عند مصلب ابن الزبير وكان قد حدث بأشياء أخذ عنه جماعة كولده والطاووسي وأثنى عليه في مشيخته بقوله: كان ذا ذهن وقاد وطبع نقاد وقصائد وأشعار وتصانيف وحواش انتهى. أجاز لي وكان تام الزهد وافر الورع كثير الكرامات والمحاسن معظماً للسنة وأهلها حريصاً على إشاعتها ونقلها متقنعاً عابداً منقطع القرين وقد تزوج بأخب الخطيب أبي الفضل النويري وعظم اختصاص كل منهما بالآخر رحمه الله وإيانا.
315 - محمد السيد أبو سعيد الحسيني الإيجي أخو الذي قبله وهو أكبر إخوته. اشتغل بالتوجه ونحوه ثم ساح وطاف الآفاق إلى أن استقر بالروم وعظمه ملكها بحيث بنى له حانقاة ويقال أنه كان يعلم الكيمياء وراسل أخاه السيد صفي الدين أن يرسل له بأحد أولاده ليرشده لذلك فعرض ذلك على ولده النور أحمد فأجابه بقوله لا أترك الإكسير الحاضر وأتوجه للغائب فأعجب ذلك والده واستمر أبو سعيد غائباً عن بلاده بحيث لم ير أخاه المشار إليه إلا بمكة ثم بعد الحج انفصل إلى الروم ثم عاد عازماً لبلاده فمات بصالحية دمشق تقريباً سنة ثلاث وأربعين وقد جاز الثمانين وممن أخذ عنه ابن أخيه العلاء محمد.
 316 - محمد بن محمد بن عبد الله بن محمد بن عيسى بن محمد البدر أبو النجا بن الشمس بن الجامل الزيتوني الشافعي الماضي جده. ولد في ثامن عشر شعبان سنة إحدى وثلاثين وثمانمائة وحفظ القرآن والمنهاجين وألفية النحو وإيساغوجي، وعرض على شيخنا والعلم البلقيني وابن الديري وابن الهمام كما أخبر به في ذلك كله، وخطب بجامع الطواشي كأبيه وتولع بالنظم وتميز في الشعبذة وسلك طرق الخيال والحلقية واختص ببعض بني الجيعان وساعده هو أو غيره في خلعة بالبخاري مع المشايخ وبالصلاح المكيني ونادمهما ومدح غير واحد بل وامتدح العلم البلقيني فاستنابه بسفارته وتبعه من بعده وامتدحني في ختم البخاري بالظاهرية وبعده بما كتبته في محل آخر.
317 - محمد بن محمد بن عبد الله بن محمد بن أبي القسم فرحون بن محمد بن فرحون ناصر الدين ولقبه بعضهم محب الدين أبو البركات بن المحب أبي عبد الله بن البدر أبي محمد اليعمري المدني قاضيها المالكي أخو عبد الله الماضي ويعرف كسلفه بابن فرحون. ولد بالمدينة ونشأ بها وسمع على أهلها ومنهم بأخرة الزين المراغي، وأجاز له في سنة أربع وسبعين فما بعدها الصلاح بن أبي عمر وابن أميلة وابن الهبل ومحمد بن الحسن بن عمار والأذرعي وآخرون؛ وولي قضاء المدينة بعد قريبه القاضي أبي اليمن محمد بن البرهان بن فرحون وكان عالماً فاضلاً بشوشاً حسن المحاضرة أجاز للتقي بن فهد وولديه وكذا لأبي الفرج المراغي حين عرض عليه. ومات في المحرم سنة اثنتين وعشرين بالمدينة ودفن بالبقيع. أرخه شيخنا في أنبائه.
318 - محمد بن محمد بن عبد الله بن محمد ناصر الدين بن الشمس العمري أحد الموقعين كأبيه الماضي ويعرف أبوه بابن كاتب السمسرة. كان من محاسن الزمان شكالة وفضلاً وفضيلة وذوقاً ومعرفة. مات في حدود الخمسين رحمه الله.
319 - محمد الكبير بن محمد بن عبد الله بن يحيى بن عثمان بن عرفة الحساني الأربسي المغربي الماضي أبوه. سمع مني مع أبيه في سنة تسعين أشياء وكذا سمع مع والده بمكة والمدينة والقاهرة.
320 - محمد بن محمد بن عبد الله بن يعقوب بن إبراهيم بن محمد الجمال الغماري المالكي أخو أبي الخير الآتي وقاضي لية من أعمال. الطائف. أشير إليه في أخيه.
321 - محمد بن محمد بن عبد الله أفضل الدين الفالي. ممن سمع بمكة في سنة ست وثمانين.
322 - محمد بن محمد بن عبد الله البندر البنهاوي الأصل القاهري الشافعي أخو ناصر الدين بن أصيل لأمه وزوج ابنة الكمال بن الهمام الكبرى ويعرف بالبنهاوي حفظ القرآن والتنبيه وعرضه وتكسب بالشهادة بل باشر في جهات، وحج مع صهره الكمال وكان مفرط السمن غير متميز في شيء سوى حرصه على جهاته. مات في سنة سبع وسبعين وترك نم ابنه الكمال ولداً اسمه المحب محمد تعبت أمه بسببه سيما بعد موت عبد الوهاب الهمامي وإلا فكان في حياته أشبه حتى أنه قرأ علي إذ ذاك في البخاري وغيره كما سيأتي.
323 - محمد بن محمد بن عبد الله الزكي أبو البركات الأشعري ويقال له الأسعردي - ولكنه كما نبه عليه الزين رضوان خطأ - التونسي ثم القاهري المالكي المقرئ. تلا بالثمان على أبي حيان فكان فيما قاله الزين رضوان خاتمة القراء من أصحابه يعني إن لم يكن محمد بن محمد بن أبي القسم الآتي من جماعة أبي حيان قال ودرس للمالكية بصلاحية مصر وللأطباء بمنصورية البيمارستان وممن قرأ عليه الشهاب السكندري ورضوان. وبكلامه المتقدم قوى الظن أنه من شرطنا.
 324 - محمد بن محمد بن عبد الله الصدر بن الزين البكري الدهروطي ثم القاهري الأزهري الشبراوي الشافعي الناسخ قريب الجلال البكري فالجلال ابن خال والده ويعرف بلقبه. ولد بدهروط في سنة ثلاث وخمسين ونشأ بها وقرأ القرآن ثم تحول بعد بلوغه إلى مصر وحفظ بها المنهاج وعرضه على المناوي وغيره وجاور بالأزهروحضر دروس العبادي والفخر المقسي فمن يليهما كمحمد الضرير وعبد الحق وكتب بخطه أشياء منها غير نسخة من شرحي للألفية وأقام بشبري النخلة على طريقة حسنة يشهد ويخطب بها أحياناً ويتردد منها للاشتغال وغيره ماشياً أو راكباً وحج وجاور وحضر دروس الفخر أخي القاضي ثم جاء في البحر في سنة ثمان وتسعين فحج وجاور السنة التي بعدها وقرأ على مجلي في الفقه وعلى السيد عبد الله في العربية والأصول وسمع على أشياء وكتب بخطه من تصانيفي ونعم الرجل.
325 - محمد بن محمد بن عبد الله الشمس أبو الفتح بن ناصر الدين بن الجمال الرحبي الأصل - نسبة للرحبة من ناحية حلب - القاهري الشافعي المقرئ الجوهري. تلا على الزين جعفر للسبع وأذن له وزوج ابنه بابنته، وهو ممن تردد إلي وسمع مني يسيراً وكان خيراً ساكناً يتجر في سوق الصاغة. مات في ذي الحجة سنة ست وثمانين وأظنه قارب الستين رحمها لله.
326 - محمد بن محمد بن عبد الله الشمس البرديني ثم القاهري الشافعي. حفظ القرآن وسمع من شيخنا ثم مني وخالط الأكابر وتردد للزين عبد الباسط بل اختص بالزين الأستادار وركب الخيول وتكلم في أشياء وهو خطيب جامع الحبانية وإمامه. مات في يوم الثلاثاء ثاني عشر ذي الحجة سنة تسعين وصلى عليه من الغد ودفن بتربته بالقرب من ترب الأشرف إينال بعد أن زوج ابنه لابنة القاضي ناصر الدين الأخميمي الحنفي رحمه الله وعفا عنه.
327 - محمد بن محمد بن عبد الله الشمس الدمشقي الحنفي ابن مؤذن الزنجيلية. ذكره شيخنا في إنبائه فقال اشتغل وهو صغير فحفظ مجمع البحرين وألفية النحو وغيرهما وأخذ الفقه عن البدر القدسي وابن الرضي والفرائض عن الشيخ محب الدين ومهر فيها واحتاج الناس إليه فيها وجلس للأشغال بالجامع الأموي وكان خيراً ديناً. مات في شوال سنة تسع عشرة.
328 - محمد بن محمد بن عبد الله الشمس السلفيتي - بمهلة مفتوحة ثم لام ساكنة بعدها فاء مكسورة ثم تحتانية ثم مثناة نسبة لقرية من أعمال نابلس - المقدسي الشافعي أحد أصحاب الشهاب بن رسلان. كان فقيهاً مفنناً انتفع به جماعة من تلك النواحي وكان يقيم ببيت المقدس أحياناً وسمع معي فيه على التقي القلقشندي سنة تسع وخمسين.
 329 - محمد بن محمد بن عبد الله الشمس العوفي المدني الشافعي ابن أخت التاج عبد الوهاب بن محمد بن صلح وأحد فراشي المسجد النبوي ويعرف بالعوفي لكون والده تزوج فيهم ويقال له أيضاً ابن المسكين وهو بها أشهر. ولد في سنة أربعين وثمانمائة بالمدينة وحفظ القرآن وأربعي النووي والشاطبية والمنهاجين الفرعي والأصلي وجمع الجوامع وألفية النحو والتهذيب في المنطق للتفتازاني، وعرض على جماعة وأخذ الفقه وغيره عن أبي الفرج الكازروني وقرأ على أبي الفتح المراغي بمكة شرحه على المنهاج ولازم الشهاب الأبشيطي في الأصلين والعروض فقرأ عليه جمع الجوامع ومنهاج البيضاوي وشفاء الغليل في علم الخليل بل قرأ عليه المنهاج الفرعي وأخذ أصول الفقه أيضاً عن الكمال أمام الكاملية والعربية والصرف عن السيد علي العجمي شيخ الباسطية المدنية والمنطق وغيره عن أبي يزيد ولازم أحمد بن يونس المغربي في فنون وتلا بالسبع على علي الديروطي وابن شرف الدين الششتري وكذا قرأ على السيد الطباطبي ولبس منه الخرقة وسمع على المحب المطري وأبي الفتح المراغي وأخيه أبي الفرج وأبي الفتح بن صالح وقرأ البخاري وغيره على خاله التاج وبرع في العربية والفرائض والحساب وشارك في الفقه وغيره وأذن له في الإقراء وتصدى للإقراء بالمسجد وممن قرأ عليه ابنه والشمس بن زين الدين بن القطان، وكان قائماً بوظيفة الفراشة في المسجد النبوي وكذا في مسجد قباء مع بوابته والأذان فيه وتكسبه بالشهادة وتميزه فيها وجمع في كل من ختم البخاري ومسلم والشفا والمنهاج وغيرها أشياء غير مهمة وكذا له نظم غير طائل كتبت منه في التاريخ المدني أشياء وكان خيراً. ومات بالمدينة في الحريق الشهير فيها شهيداً في رمضان سنة ست وثمانين احتبس الدخان في جوفه فمكث أياماً يسيرة ثم مات رحمه الله وإيانا.
330 - محمد بن محمد بن عبد الله الشمس بن المحب التفهني ثم القاهري الكحال. ممن سمع على شيخنا وهو غير محمد بن يعقوب الآتي.
331 - محمد بن محمد بن عبد الله ناصر الدين الغمري ثم القاهري الشافعي الكتبي ويعرف بابن الخردفوشي. مات بالقاهرة في اليلة مستهل ذي الحجة سنة سبع وسبعين عن نحو السبعين وصلى عليه من الغد وكان قد قرأ في بلده القرآن وصحب الغمري واختص به بحيث كان يقدمه للصلاة إذا حضر وأقرأ الأطفال بها ثم بالقاهرة حين قطنها ثم جلس بها في حانوت بسوق الكتب وخطب بجامع الحسام من حارة زويلة وأم به وقتاً وتنزل في صوفية البرقوقية وكتب عني كثيراً من الأمالي ومن تصانيفي وغيرها وكان خيراً مباركاً كثير التلاوة رحمه الله وإيانا.
332 - محمد بن محمد بن عبد الله الصالحي الحنفي أحد نواب الحكم بدمشق. مات في سنة ثلاث. أرخه شيخنا في إنبائه.
333 - محمد بن محمد بن عبد الله القليوبي الشافعي والد عبد الغني الماضي ويعرف بابن الطويل. تفقه ظناً بالبلقيني وبغيره وبرع في الفقه وكان من الفضلاء. أفادنيه إمام الكاملية وغيره. محمد بن محمد بن عبد الله. في محمد بن محمد بن آفش.
334 - محمد بن محمد بن عبد المحسن بن عبد اللطيف بن التقي محمد بن الحسين بن رزين العلاء بن العز العامري الحموي الأصل المصري الخطيب والد التاج محمد الآتي ويعرف كسلفه بابن رزين. ولد سنة بضع وثلاثين وسبعمائة واسمع علي جده لأمه السراج الشطنوفي وعلى أبي الحرم القلانسي والعز بن جماعة وغيرهم وحدث سمع منه الفضلاء وذكره شيخنا في معجمه فقال سمعت عليه سبعة أحاديث بقراءة التقي الفاسي وحضرتها ابنتي زين خاتون وولى خطابة جامع الأزهر ولم يكن بالمرضي، وكذا قال في إنبائه خطب بالجامع الأزهر وباشر أوقافاً ولم يكن متصاوناً. مات في رمضان سنة خمس. وهو في عقود المقريزي في موضعين عفا الله عنه.
 335 - محمد بن محمد بن عبد الملك بن محمد الشمس بن الحاج أبي عبد الله البغدادي الأصل الحمصي الشافعي والد عبد الغفار وعبد الملك الماضيين ويعرف بابن السقا. ولد في ليلة الجمعة مستهل ذي القعدة سنة سبع وأربعين وثمانمائة بحمص ونشأ بها فحفظ القرآن والغاية لأبي شجاع والكتب التي بينتها في ثاني ولديه، وحج في سنة أربع وستين وقدم القاهرة في سنة ست وستين فاشتغل في الأزهر على السنتاوي وابن الوروري والطنتدائي الضرير ونحوهم وعرض علي في جملة الجماعة وسمع مني المسلسل وغيره كبعض مجالس الإملاء وقرأ في سنة إحدى وسبعين على الديمي في البخاري وألفية العراقي وتميز وكتب الخط الجيد ونسخ به أشياء.
 336 - محمد بن محمد بن عبد المنعم بن داود بن سليمان البدر أبو المحاسن بن البدر أبي عبد الله بن الشرف أبي المكارم البغدادي الأصل القاهري الحنبلي الماضي أبوه وجده والآتي ولده الشرف محمد. ولد بالقاهرة في جمادى الأولى سنة إحدى وثمانمائة وأمه هي ابنة أخي الفقيه برهان الدين بن الصواف الحنبلي. ونشأ فحفظ القرآن وتلاه كما أخبر لكل من أبي عمرو ونافع وحمزة علي حبيب والشمس الشراريبي وحفظ الخرقي وغيره وعرض ثم أخذ في الفقه عن زوج أمه الفتح الباهي والعلاء بن مغلى ولكن جل انتفاعه إنما كان بالمحب بن نصر الله وقال أنه اشتغل في النحو على الشموس الثلاثة البوصيري والشطنوفي وابن هشام العجيمي والبدر الدماميني وكذا أخذ عن العز عبد السلام البغدادي وطلب الحديث فقرأ صحيح البخاري على شيخه المحب وصحيح مسلم والشفا معاً على الشرف بن الكويك وسمع عليه غير ذلك وكذا سمع على الجمال عبد الله والشمس الشامي الحنبليين والكمال بن خير والشهاب الواسطي والزين الزركشي وابن الطحان وابن ناظر الصاحبة وابن بردس وأخذ عن شيخنا ومن قبله عن الولي العراقي وناب في القضاء عن ابن مغلى فمن بعده وكذا ناب عن شيخنا وجلس لذلك في بعض الحوانيت ببولاق وغيره ويقال أن سليما بشره بالقضاء الأكبر ونحوه صنيع خليفة حيث كان يخاطبه بذلك بل رأى هو النبي صلى الله عليه وسلم وبشره بأشياء منها القضاء وولى قضاء العسكر وإفتاء دار العدل وتدريس الفقه بالصالح بعد أبيه بعناية المحب شيخه وكان ينوب عنه فيه فلما ولى ابن مغلى انتزع منه الصالح وكلم في ذلك فعوضه عنه بقدر كل شهر ثم رجع إليه بعدو عرف بالديانة والأمانة والأوصاف الحميدة وأشير إليه بالتقدم في معرفة الشروط مع البراعة في المذهب، فلما مات شيخه المحب استقل في القضاء فسار فيه سيرة حسنة جداً بعفة ونزاهة وصيانة وأمانة وتثبت وإمعان في نظر المكاتيب والشهود مع التصميم على منع الاستبدالات وأشياء كانت فاشية قبله ولا زال مع ذلك يستجلب الخواطر باللين والاحتمال والتواضع والبذل مع التقلل من الدنيا وعدم ادخارها إذا وقعت بيده ونصر المظلوم وإغاثة اللهفان والمداراة مع الصلابة عند الحاجة إليها حتى كان قيل ليناً من غير ضعف شديداً بدون عنف فصار إلى رياسة ضخمة وحرمة وافرة وكلمة مقبولة وأوامر مطاعة وهرع الناس لبابه وقصد في المهمات الكبار وترامى عليه أصحاب الحوائج من الفقهاء والقضاة والمباشرين والأمراء وغيرهم ولم يتحاش أحد عن الحضور عنده بحيث كان إذا مرض أو حصل له أمر يتردد إليه الخليفة فمن دونه لا يتخلف عنه منهم أحد لما ألفوه من كثرة موافاته لهم وإعمال فكره في نصحهم بما ينفعهم في الدار الباقية وأما الجمال بن كاتب حكم ناظر الخاص فكان لا يعدو أمره بحيث كانت تجري كثير من صدقاته على يديه ولهذا تردد إليه جمهور الفقهاء والطلبة وغيرهم وبالغوا في الثناء عليه ولما مات الزين عبد الباسط أسند وصيته لجماعة هو منهم وأوصى له بألف دينار يفرقها بحسب رأيه وثوقاً منه بذلك ففرقها من غير تناول لدرهم منها فيما بلغني بل سمعت أنه أوصى له هو بألف أخرى فأعرض عنها وكذا اتفق له مع البدر بن التنسي وابن السلطان حسن حيث أوصى كل منهما له بخمسمائة دينار فأعرض عنها وكثيراً ما كان يتفرق ما يخصه من الوصايا على الطلبة ونحوهم وكذا كان الظاهر جقمق منقاداً معه إلى الغاية حتى أنه كان يأمر بما لا يستطيع أحد مراجعته فيه فلا يزال يتلطف به ويترسل في حسن التوسل إلى أن يصغي لكلامه ويرجع إليه وكفه عن أشياء كانت بادرته تلجئه إلى الوقوع فيها خصوصاً مع الفقهاء ونحوهم كالقاضي علم الدين في عدم تمكينه من إخراج الخشابية عنه والشفاعة فيه حتى رجع به من الصحراء حيث الأمر بنفيه ولما تعينت الخشابية في بعض توعكاته للمناوى كان ساعياً في الباطن في عدم خروجها عن بيتهم والتنصيص على استقرار البدر أبي السعادات فيها وترك مدافعته له عن شيخنا مع كونه شيخه وله عليه حقوق في إخراج البيبرسية وغير ذلك إما لعدم انقياده معه أو لغيره وهو الظاهر فإنه لم يكن مع شيخنا كما ينبغي ولو قام معه لكان أولى من جل قوماته وكثيراً ما كان السلطان ينعم عليه مع أخذه من رفقته وقد حج مراراً أولها في سنة ثلاث وأربعين ثم في سنة تسع وأربعين ثم في سنة ثلاث وخمسين وفيها أقام بالمدينة

النبوية نحو نصف شهر وقرأ هناك الشفا ثم بمكة دون شهرين وكان السلطان هو المجهز له في الأخيرتين ولم يرجع من واحدة منهما إلا مضاعف الحرمة مع أنه ما خلا عن طاعن في علاه مجتهد في خفضه ولم يزدد إلا رفعة ولا جاهر أحداً بسوء كل هذا مع بعد الغور والمداومة على التلاوة والتهجد والصيام والمراقبة والحرص على المحافظة على الطهارة الكاملة وضبط أفعاله وأقواله واجتهاده في إخفاء أعماله الصالحة بحيث أنه يركب في الغلس إلى من يعلم احتياجه فيبره وربما حمل هو الطعام وشبهه لمن يكون عنده بالمدرسة وأمره في هذا وراء الوصف ومزيد احتماله وحلمه ومغالطته لمن يفهم عنه شيئاً ومقاهرته إياه بالإحسان والبذل والخبرة بالأمور وكثرة الإفضال وسعة الكرم وكونه في غاية ما يكون من الترفه والتنعم بالمآكل السنية والحلوى والرغبة في دخول الحمام في كل وقت ليلاً ومزيد موافاته بالتهنئة والتعزية والعيادة ونحو ذلك بحيث لا يلحق فيه ولقد بلغني أن الشرف يحيى بن العطار تعلل مرة ثم أشرف على الخلاص ودخل الحمام فليم في تعجيله بذلك فقال والله ما فعلته إلا حياء من فلان وأشار إليه لكثرة مجيئه في كل يوم فأحببت تعجيل الراحة له بل بلغني عن بعض الرؤساء أنه كان يقول ما كنت أعلم بكثير ممن ينقطع من جماعتي وحاشيتي إلا منه وقيل لشيخنا في إمعانه من ذلك فقال مشيراً لتفرغه كل ميسر لما خلق له وأثكل ولده الشرف فصبر واحتسب وتزايد ما كان يسلكه من أفعال الخير حتى أنه فرق ما كان باسم الولد من الوظائف على جماعة مذهبه فأعطى إفتاء دار العدل لابن الرزاز وقضاء العسكر للخطيب وكان رغب عنهما لولده عند ولايته للقضاء وأكثر من ملازمة قبره والمبيت عنده وإيصال البر إليه بالختمات المتوالية والصدقات الجزيلة وقرر جماعة يقرؤون كل يوم عند قبره ختمة ويبيتون على قبره في أوقات عينها وحبس على ذلك رزقة وانتفع هو بذلك بعد موته حيث استمر. ولم يلبث أن مات في ليلة الخميس سابع جمادى الأولى سنة سبع وخمسين بعد تعلله أياماً وصلى عليه نم الغد بباب النصر في مشهد حافل جداً تقدم أمير المؤمنين الناس ودفن بحوش سعيد السعدء ظاهر باب النصر جوار قبر ولده وقد حدث بأشياء وقرئ عليه الشفا بمحل الآثار النبوي وحملت عنه بعض مروياته وكان فريداً في معناه رحمه الله وإيانا. وفي ذيل القضاة والمعجم زيادات على ما هنا وقرأت بخط البقاعي ما نصه حدثني غير واحد عن المحب بن نصر الله أن سلف البدر هذا نصارى وأن ذلك موجود علمه في تذكرته وأن البدر اجتهد في إعدام ذلك من التذكر فلم يقدر فكان يستعيرها من أولاده فيغيبون منه الورقة التي فيها ذلك. قال ذلك البقاعي مع مزيد إحسانه إليه لكونه رفع إليه فقيراً ممن يستعطي كفه عن السؤال حين الخطبة يوم الجمعة أو مزاحمها فلم يمتثل الفقير بل أغلظ على البقاعي وطلب البقاعي من القاضي تعزيزه فلم ير المحل قابلاً فاقتصر على زجره باللفظ ثم أعطاه قميصاً ودراهم فكاد البقاعي يقد غبناً وشرع في الوقيعة عليه على عادته.
 337 - محمد بن محمد بن عبد المنعم بن محمد بن محمد زين العابدين بن الشمس الجوجري الأصل القاهري الشافعي سبط البدر حسن القدسي شيخ الشيخونية كان والماضي أبوه. نشأ في كنف أبيه فقرأ القرآن وشرع في حفظ الإرشاد واستقر في جهات أبيه بعده وناب عنه في المؤيدية الكمال بن أبي شريف ثم أخوه وفي غيرها غيره وليس له توجه للاشتغال.
338 - محمد بن محمد بن عبد المنعم الأنصاري البعلي. سمع بها على بعض أصحاب الحجار ولقيه فيها ابن موسى ورفيقه الأبي في سنة خمس عشرة.
339 - محمد بن محمد بن عبد المؤمن بن خليفة بن علي بن محمد بن عبد الله الكمال أبو الفضل بن البهاء أبي أحمد بن الأمين أبي محمد الدركالي الأصل المكي المالكي ويعرف بابن البهاء. ولد سنة أربع وستين وسبعمائة أو قبلها بقليل وأمه فاطمة ابنة يعقوب الكوراني وسمع من العز بن جماعة بمكة في سنة سبع وستين تساعياته الأربعين وغيرها ومن الأختين الفاطمتين أم الحسن وأم الحسين ابنتي أحمد بن الرضى وغيرهما وأجاز له الصلاح بن أبي عمر وابن أميلة وابن الهبل وطائفة وحدث سمع منه الفضلاء كالتقي بن فهد وبينه، وتنزل في دروس الحنفية بمكة وأدب الأطفال بمكتب بشير الجمدار بالمسجد الحرام عدة سنين وتعانى الشهادة ثم الوكالة في الخصومات وغيرها وكان طوالاً غليظاً. مات في جمادى الأولى سنة ثلاث وعشرين ودفن بالمعلاة.
340 - محمد الجمال أو البهاء أبو عبد الله أخو الذي قبله. ولد سنة تسع وستين وسبعمائة بمكة بعد وصول الخبر بموت أبيه في القاهرة وأحضر في الرابعة على الجمال ابن عبد المعطي بعض ابن حبان وسمع من الأميوطي والنشاوري وعلي النويري وغيرهم ودخل القاهرة غير مرة فسمع من التنوخي وابن الشيخة والحلاوي وطائفة بل سمع بها في ربيع الآخر من سنة وفاته على الفوى من لفظ الكلوتاتي الكثير من سنن الدار قطني وكذا دخل دمشق وسمع فيها من أبي هريرة بن الذهبي وغيره، وأجاز له علي الزرندي والقيراطي وأحمد بن سالم المؤذن في آخرين وتكرر دخوله لبلاد اليمن طلباً للرزق حتى كانت منيته بها في سنة سبع وعشرين أظنه في أواخرها.
341 - محمد بن محمد بن عبد الوهاب بن علي بن يوسف الشمس بن فتح الدين أبي الفتح الأنصاري الزرندي المدني الحنفي أحد الأخوة الخمسة وأولهم موتاً. مات في أول سنة ثلاث وأربعين عن بضع وثلاثين سنة ولم يعقب بل لم يتزوج.
342 - محمد بن محمد بن عبد الوهاب الشمس المناوي القاهري صهر فتح الله كاتب السر وسماه بدنة وسماه بعضهم محمد بن عبد الخالق. ذكره شيخنا في إنبائه وقال تقدم بجاه صهره فولى الحسبة ووكالة بيت المال ونظر الأوقاف والكسوة وتنقلت به الأمور في ذلك وولي الحسبة مراراً بالقاهرة وكان له بعض اشتغال ومشاركة ومعرفة بشيء من الهيئة، قليل العلم بحيث وجد بخطه على محضر تسمع الدعوة وناب في الحكم لما كان محتسباً وبعد ذلك؛ وقال العيني أنه كان عرياً عن العلوم فظاً غليظاً وقال غيرهما كان يتزيا بزي الفقهاء. مات في شعبان سنة ثلاث عشرة.
343 - محمد بن محمد بن عبيد بن محمد فتح الدين أبو الفتح بن الشمس البشبيشي الأصل المكي الشافعي الماضي أبوه. ولد في رجب سنة تسع وسبعين وثمانمائة بمكة ونشأ فحفظ القرآن وأربعي النووي والجرومية والرحبية والبعض من المنهاج وجمع الجوامع والشاطبية وتدرب بأبيه في البخاري بحيث أتقن قراءته مع صغر سنه وكذا قرأ باليمن حين دخلها مع أبيه علي الشرجي وعرض عليه بعض محافيظه وتكرر دخوله لها مع أبيه وكان قد سمع مني بمكة في سنة ست وثمانين وبعدها بل قرأ علي في سنة ثلاث وتسعين بها إلى أثناء الزكاة من صحيح البخاري قراءة أبدع فيها ثم أكمله مع صحيح مسلم وغيره وسمع علي أشياء كثيرة رواية وفي البحث وهو نادرة في قراءته مع صغر سنه ذو فطنة وذكاء يحفظ بعض غريب ومبهم وفقه الله وزاد في إصلاحه.
344 - محمد بن محمد بن عبيد أبو الخير المحلي ثم القاهري الشافعي العطار الواعظ الخطيب ويعرف بابن الحاكمي. اشتغل وتردد إلى الفضلاء وسمع على جمع من متأخري المسندين ولازم الفخر الديمي وكذا قرأ علي أشياء مما يحتاج إليه في الوعظ ونحوه وسألني أسئلة أفردت أجوبتها في جزء وكان أولاً يتكسب بالعطر ثم ترك. مات سنة اثنتين وثمانين.ظ

345 - محمد بن محمد بن عبيد أبو سعد بن القطان. إنسان خير لقي ابن رسلان فأخذ عنه وكذا سمع من شيخنا ثم اختص بإمام الكاملية وأقرأ أولاده وسمع الحديث على غير واحد من المسندين واشتغل عند غير واحد وكتب بخطه أشياء وكان يتردد إلي بل قرأ علي بعض القول البديع وأخبرني بمنام يتعلق به أوردته فيه وحج وزار ونعم الرجل كان. مات قبيل السبعين ظناً وأظنه جاز الخمسين رحمه الله وإيانا.
346 - محمد بن محمد بن عثمان بن أيوب بن عثمان الشرف العمري الإشليمي القاهري أخو أحمد وعلي الماضيين وصاحب السبع الذي بالكاملية ويعرف بالأصيلي لكون أصيل الدين والد ناصر الدين بن أصيل عمه. ولد بإشميم وقرأ القرآن ثم قدم على عمه فقرأ المنهاج واشتغل عند البيجوري والشرف السبكي وغيرهما وتنزل في الجهات وباشر الكاملية والقطبية وغيرهما وأتجر فنمت دريهماته واشترى الأملاك وعمل قبة فسقية الكاملية وسبعاً فيها وغير ذلك من القربات وحج وجاور مدة وكان مديماً للانجماع بخلوته في الكاملية. مات يوم الثلاثاء حادي عشرى جمادى الثانية سنة أربع وستين وقد قارب السبعين ودفن بحوش سعيد السعداء رحمه الله. وعلى أسن منه بدون ثمان سنين.
347 - محمد بن محمد بن عثمان بن سليمان بن رسول البدر بن المحب بن الأشقر ممن سمع ختم البخاري بالظاهرية القديمة واستقر في مشيخة الخانقاد الناصرية بسرياقوس ونظرها بعد أبيه شريكاً لأخيه الشهاب أحمد ثم انتزع جانبك الجداوي في أيام الظاهر خشقدم النظر وتبعه الشهاب العيني ثم بعد أربع سنين أخرج المسجد حتى بذل له صاحب الترجمة نحو ألف دينار مع مساعدة الصوفية له واستقل بها مدة مع خموله ومزيد فاقته وعدم توقيه.
348 - محمد بن محمد بن عثمان بن عبد الله الشمس الجناني الصالحي المؤذن بالجامع المظفري منها ويعرف بابن شقير. سمع من ابن قيم الضيائية الأول من حديث على بن المفرج الصقلي وغيره ومن ابن النجم المجالس الأربعة الأخيرة من السمعونيات ومن محمد بن المحب عبد الله بن عبد الحميد بن عبد الهادي جزء ابن بخيت وغيره ومن ست العرب حفيدة الفخر أول المزكيات وغيره ومن عمر بن عثمان بن سالم في آخرين، وحدث سمع منه ابن موسى والموفق الأبي في سنة خمس عشرة بدمشق.
349 - محمد بن محمد بن عثمان بن محمد بن أحمد بن محمد بن أبي بكر بن عيسى بن بدران بن رحمة الشمس أبو عبد الله السعدي الأخنائي الدمشقي الشافعي. ولد سنة سبع وخمسين بدمشق، وكان يذكر أنه من ذرية شاور وزير الفاطميين ونشأ فاشتغل قليلاً وناب في الحكم ببعض البلاد عن البرهان بن جماعة ثم ناب بدمشق وولي قضاء غزة ثم حلب في سنة سبع وتسعين عوضاً عن ناصر الدين خطيب نقيرين نحو سنتين فأكثر ثم دمشق في أيام الظاهر برقوق ثم ولده ثم الديار المصرية مراراً ثم أخرجه الجمال البيري الأستادار لدمشق فوليها مراراً أيضاً ثم امتحن غير مرة، وكان شكلاً ضخماً حسن الملتقى كثير البشر والإحسان للطلبة عارفاً بجمع المال كثير البذل له على الوظائف والمداراة للأكابر مع قلة البضاعة في الفقه وربما افتضح في بعض المجالس لكن بذله وإحسانه يستره. ذكره شيخنا في إنبائه وقال: اجتمعت به عند السالمي وقطلوبغا الكركي في مجلس الحديث ولم يتفق اجتماعي معه في منزله لا بدمشق مع أني كنت بها حين كان قاضيها ولا بالقاهرة وكان يقول أنا قاض كريم والبلقيني قاض عالم. مات في رجب سنة ست عشرة ولم يكمل الستين. وقال ابن خطيب الناصرية في تاريخه: كان شكلاً حسناً رئيساً ذا همة عالية وحشمة وبذلك أثنى عليه غيره. وقال المقريزي في عقوده إنه كان عار من العلم تردد إلى دمشق مراراً وصحبته بها وكان من رجال الدهر العارفين بطرق السعي وأما الآخرة فما أحسب له فيها من نصيب إلا أن يشاء ربي شيئاً إنه غفور رحيم عفا الله عنه.
350 - محمد بن محمد بن عثمان بن محمد بن عبد الرحيم بن إبراهيم بن المسلم بن هبة الله ناصر الدين أبو عبد الله بن الكمال بن الفخر بن الكمال الجهني الحموي الشافعي والد الكمال محمد والشهاب أحمد ويعرف كسلفه بابن البارزي. ولد في يوم الإثنين رابع شوال سنة تسع وستين وسبعمائة ومات أبوه وهو ابن سبع فنشأ في كنف أخواله وحفظ القرآن والحاوي وغيره واشتغل ببلده حتى تميز في فنون وتصرف في الأبد والإنشاء وولي قضاءها في سنة ست وتسعين ثم كتابة سرها وناكده نائبها يشبك من ازدمر وأخذ منه مالاً فراسله المؤيد شيخ وهو حينئذ نائب طرابلس يشفع فيه فأطلقه فتوجه إليه بطرابلس فأقام معه ومال إليه حتى صار من خواصه وباشر نظر جيش حلب مدة يسيرة في سنة تسع وثمانمائة ثم عاد إلى بلده فلما ارتقى المؤيد لنيابة دمش قولاه خطابتها وبالغ في إكرامه واستمر معه؛ ثم ولي قضاء الشافعية بحلب عن الناصر فرج فباشره مدة ثم اعتقل بقلعة دمشق إلى أن قدمها الناصر لقتال شيخ ونوروز فأطلقه فلما كانت وقعة اللجون بين شيخ والناصر خرج إلى شيخ فأكرمه وتوجه معه إلى القاهرة فراغى له سالف خدمته ومخاطرته معه بنفسه في عدة مرار وكتب له التوقيع قبل سلطنته ثم بعدها بثلاثة أشهر ولاه كتابة سر الديار المصرية عوضاً عن فتح الله في شوال سنة خمس عشرة وبالغ في إكرامه والاختصاص به بحيث لم يكن يخرج عن رأيه في غالب الأمور ولا يفارقه بل يأمره بالمبيت عنده في كثير من الليالي وصار مدار الدولة المؤيدية عليه وحصل أموالاً جمة وأخمد ذكر كثير ممن كان يناوئه ونال من الحرمة والوجاهة ما لم ينله غيره من أبناء جنسه واستقر به خطيب جامعه وخازن كتبه وكان بيته متنزهاً له، وسار على طريقة الملوك في مماليكه وحشمه إلى أن مرض في أوائل رمضان ولزم الفراش مدة، ثم مات بعلة الصرع في يوم الأربعاء ثامن شوال سنة ثلاث وعشرين ودفن بجوار الإمام الشافعي تحت شباكه من القرافة على ولده الشهاب أحمد ومشى الناس في جنازته من منزله بالخراطين إلى الرميلة ولم يصل عليه السلطان لأنه كان حينئذ في غاية الضعف بل حضر جنازته كل من بالقاهرة من القضاة والعلماء والمشايخ والأمراء والخليفة وتقدمهم الشافعي، وظهرت له أموال عظيمة احتاط السلطان على معظمها. ذكره شيخنا في معجمه وقال أنه باشر بوجه طلق وجاه مبذول إلا أنه في أواخر أمره أفحش في الارتشاء على الوظائف وكان شديد العصبية لأصحابه والأذية لأعدائه كما قيل:

فتى كان فيه ما يسر صديقه

 

على أن فيه ما يسوء الأعاديا

قال وكان يتوقد ذكاء مع بعد عهده بالاشتغال والمطالعة يستحضر كثيراً من محفوظاته الفقهية والأدبية وغيرها وينشد القصيدة الطويلة التي حفظها من عشر سنين ولا يتلعثم حفظه أنشدني لنفسه:

طاب افتضاحي في هواه محارباً

 

فلهوت عن علمي وعن آدابـي

وبذكره عند الصلاة وباسـمـه

 

أشدو فواطرباه في المحـراب

وقوله لما اعتقل ببرج الخيالة بدمشق:

مذ ببرج الخيالة اعتقلـونـي

 

صحت والنفس بالجوى سياله

يال قومي ويال أنصاري الغ

 

ر ويال الرجال للـخـيالـه

قال وأنشدني لنفسه كثيراً ولغيره ولم أر من أبناء جنسه من يجري مجراه، وقال في إنبائه أنه استمر يكرر على الحاوي ويستحضر منه ويعاني الآداب وقال الشعر وكتب الخط الجيد وكان لطيف المنادمة كثير الرياسة ذا طلاقة وبشر وإحسان للعلماء والفضلاء على طريقة قدماء الكرماء، وقال غيره: كان إماماً عالماً بارعاً ناظماً ناثراً مفوهاً فصيحاً مقداماً طلقاً خطيباً بليغاً ذا معرفة تامة ورأي وتدبير وسياسة وعقل ودهاء؛ وقال ابن خطيب الناصرية في تاريخ حلب: كان رئيساً كبيراً ذا مروءة وعصبية له نظم رائق ونثر فائق وهو ممن قرض لابن ناهض سيرة المؤيد له، ومن نظمه ملغزاً في رمان وقد أهداه للصدر الأدمي:

أمولاي ما اسم إن حذفـت أخـيره

 

بقلب أطعناه وبان لك الـبـشـر

ومصدره أن مبـتـداه حـذفـتـه

 

حرام وفي معكوس ذا رفع الحجر

ومن طرفيه أن حـلا ورده حـلا

 

على أن فيه السمهري لـه وفـر

وها هو فاقصد مثل نصف حروفه

 

وباقيه إن طاب التفكر يا حـبـر

 

ويشبهه مستحسـن وهـو بـارز

 

ولا سيما إن كان يبرزه الصـدر

فلا زلت خمولاً على هامة العلى

 

وضدك موضوعاً ويصحبه الخسر

وقد بالغ العيني في الحط عليه في غير موضع من تاريخه وكذا في ترجمته؛ وقال المقريزي في عقوده إنه كان شديداً على أعدائه مبالغاً في نفع أصحابه وأصدقائه يتوقد ذكاء ويستحضر محفوظاته الفقهية والأدبية مع بعد عهده عن الاشتغال بالعلم واستغراق زمنه في الخدمة السلطانية نهاراً ومنادمته ليلاً ولطف معاشرته وحسن مذاكرته وغزارة مروءة صحبته سنين ونالني منه نفع وخير كثير، وأنشد من نظمه أشياء وقال إن المؤيد أخذ من تركته قريباً من مائة ألف دينار وولى ابنه كمال الدين.
351 - محمد بن محمد بن عثمان بن محمد بن عثمان البدر بن البدر البعلي الشافعي ويعرف بابن قندش بفتح القاف ثم نون بعدها مهملة مفتوحة ثم معجمة. ولد قبيل التسعين وسبعمائة بيسير ببعلبك ونشأ بها فقرأ القرآن على الشمس بن غازي الحنبلي واشتغل بالفقه عند الشرف بن السقيف وسمع البخاري على أبي الفرج بن الزعبوب وجلس بحوانيت الشهود ثم أعرض عن ذلك ولقيته ببعلبك فقرأ عليه المائة لابن تيمية؛ وكان خيراً منور الشيبة محمود الطريقة. مات قريب الستين ظناً.
352 - محمد بن محمد بن عثمان بن محمد بن محمد بن أبي بكر الشمس أبو الفتح بن الشرف بن الفخر والونائي ثم المصري الخانكي الشافعي ويعرف بالونائي. ولد على رأس القرن إما في سنة إحدى أو اثنتين أو ثلاث بوناً من الصعيد وتحول منها إلى مصر القديمة فنشأ بها وحفظ القرآن والعمدة والشاطبيتين والسخاوية في متشابه القرآن والمنهاجين وألفية النحو والتخليص وعرض على جماعة كثيرين فممن أجازه منهم العز بن جماعة والولي العراقي وأبو هريرة بن النقاش والشمس البرماوي والبيجوري وشيخنا والزين القمني وابن المحمرة والأمين الطرابلسي وقاريء الهداية واشتغل بمصر عند قريبه السراج عمر الونائي وبالقاهرة عند البرهانين البيجوري والأبناسي والبرماوي وسمع على شيخنا وغيره، وأجاز له ابن الجزري وغيره، وحج في سنة سبع وثلاثين ثم في سنة سبع وأربعين ولقي حسيناً الأهدل فقرأ عليه جزء أبي حربة وأجازه وكذا زار بيت المقدس وسافر الشام وقطن الخانقاة وأخذ فيها الفقه وغيره عن عالمها البوشي وفي العربية وغيرها عن أبي القسم النويري وسمع على محمود الهندي وأظنه جود عليه القرآن، وولي قضاءها قبيل سنة سبع وثلاثين فحمدت سيرته وكذا ولي تدريس الخانقاة برغبة الجلال البكري له عنه وتنزل في قراءة مصحف بالأشرفية هناك وفي صوفية الخانقاة الناصرية واجتمع الناس على الثناء عليه ودرس وانتفع به الطلبة خصوصاً بعد وفاة البوشي، كل ذلك مع لين جانبه وتواضعه وفتوته وإكرامه للواردين وميله للصالحين ومحاسنه جمة. مات في ثاني شوال سنة تسعين ودفن في عصر يومه بحوش ظاهر قمة الشيخ عمر النبتيتي رحمه الله وإيانا.
353 - محمد بن محمد بن عثمان بن محمد بن نجم الدين المحب المناوي الطريني الشافعي كاتب العليق وابن أخب الشمس البامي بل يزعم انتسابه للطرينيين بالمحلة. مذكور بحشمة وتواضع وميل للعلماء والصالحين وقد تزوج ابنة السيف الحنفي بعد أبيها واستولدها وماتت تحته وابتنى بسوق الدريس بالقرب من الأهناسية تربة دفن بها ابن كاتب غريب.
354 - محمد التقي شقيق الذي قبله وذاك الأكبر. ممن يتردد إليه الديمي للقراءة عليه في شرح مسلم وغيره، وحج مراراً منها في سنة خمس وتسعين.
محمد بن محمد بن عثمان ملك تونس وبلاد أفريقية، تقدم فيمن جده عبد العزيز بن أحمد.
 355 - محمد بن محمد بن عرفات بن محمد ناصر الدين البساطي الأصل القاهري الأزهري الشافعي ويعرف بابن الطحان حرفة أبيه. ولد تقريباً سنة ثلاث وخمسين بالقاهرة ونشأ بها فحفظ المنهاجين الفرعي والأصلي وألفية النحو واشتغل في الفقه والأصلين والعربية والمنطق والمعاني والبيان والرواية ومن شيوخه خلد المنوفي وابن الفالاتي وابن قاسم وزكريا والأبناسي والتقي والعلاء الحصنيين والكافياجي والعبادي والبكري والفخر المقسي والجوجري والديمي وبعضهم في الأخذ أكثر من بعض بل حصر اليسير جداً عند المناوي ودخل في مشكلات العلوم ورافق في بعضها الأمين العباسي والشرف الدمسيسي والفضلاء وتميز بذكائه بحيث حرج الجوجري منه وكانت له معه مطارحات نظما في مسائل علمية وكفه العبادي عن الفتيا خوفاً من إقدامه وتأخر عن أقرانه لمزيد تهتكه عنهم وأضيفت غليه أشياء بحيث طرده الزين بن مزهر عن عشرة ولده وبالغ بضربه ومع ذلك فما أمكنه الانثناء عنه ثم ألهم الله الولد بعد أبيه إبعاده وانضم للشهابي بن العيني حينئذ وبالغ بعض من هو في الجرأة بمكان حتى قال عند قبر الزيني ما معناه لتقر عينك بمفارقة ولدك لابن الطحان ومع ذلك فحلف عندي أنه ليس عنده أحد في مرتبة البدر وقال حين ولد له في أوائل سنة ست وتسعين ما سمعته من نظمه وفارقته وقد سكن قريباً من جامع الغمري وصار يحضر الجماعات بل يحضر عندي في دلائل النبوة وغيرها وحاضرته حسنة وأرجو أن يكون قد أناب نفع الله به.
356 - محمد بن محمد بن علوان بن نبهان بن عمر بن نبهان بن غبافر الجبريني الحلبي. ولد تقريباً سنة ثلاث وستين وسبعمائة وسمع من قريبه أبي عبد الله نحمد بن علي بن محمد بن نبهان الأربعين لابن المجبر بسماعه من قريبه صافي بن نبهان بسماعه من المخرجة له وحدث بها سمعها منه الأئمة ومات. محمد بن محمد بن علي بن إبراهيم بن أبي بكر فكان أبا بكر كنية أبيه.
357 - محمد بن محمد بن علي بن إبراهيم أبو الفتح الطيبي القاهري الشافعي القادري وهو بكنيته أشهر. ولد في رجب سنة إحدى عشرة وثمانمائة بالقاهرة وكان أبوه صالحاً قانتاً فنشأ في كفالته فحفظ القرآن واشتغل يسيراً وسمع على الكمال بن خير الكثير من الشفا بل سمعه بفوت على الشرف بن الكويك مع أربعي النووي في آخرين كالولي العراقي والواسطي سمع عليهما المسلسل وجء الأنصاري وعلى ثانيهما فقط جزء ابن عرفة وجزء البطاقة ونسخة إبراهيم بن سعد وابن الجزري وشيخنا وأجاز له جماعة، وتكسب بالشهادة وجلس في حوانيتها وبرع فيها مع حسن الشكالة والبزة والعشرة وجودة التلاوة في الجوق ولذا كان يتردد لزيارة الليث وترافق مع أبي الخير النحاس فيها فلما ارتقى النحاس اختص به ولزم القيام بخدمته فأثرى وكثر ماله وركب الخيول واستقر به في دمشق ناظر الجوالي ووكيل بيت المال فلم يحسن المشي بل مشى على طريقة مخدومه في الظلم والعسف بحيث كتبت في كفره فما دونه محاضر وقدم البلاطنسي للشكوى منه، وآل أمره إلى أن ضربت عنقه صبراً في ليلة الأربعاء رابع عشر رمضان سنة أربع وخمسين تحت قلعتها ودفن من الغد بمقبرة الباب الصغير جوار أويس القرني وكانت جنازته حافلة من العوام والفقراء وغيرهم وانتاب الناس لقبره أياماً وأكثروا من البكاء عليه بل صاروا يقولون هذا الشهيد هذا المظلوم هذا المقهور بعد أن حالوا بين السياف وبين قتله بحيث لم يتمكن منه أياماً إلى أن أخذ على حين غفلة منهم وكذا حاول القاضي اعترافه بما نسب إليه ولو بالاستغفار والتوبة فلم يذعن وصار كلما التمس منه ذلك يكثر التهليل والذكر ونسب البلاطنسي لمزيد من التعصب في شأنه حين أفتى بكفره وإلا فقد فتحت في أيام مباشرته مساجد ومدارس كانت معطلة وجددت عمارة كثير منها بعد إشرافها على الدثور وعند الله تجتمع الخصوم، وقد لقيته بمجلس شيخنا وغيره وأجاز سامحه الله وإيانا.
 358 - محمد بن محمد بن علي بن أحمد بن أبي بكر بن إسماعيل بن أحمد بن علي بن إبراهيم الشمس المجاهدي الأيوبي لكونه من ذرية الصلاح يوسف بن أيوب وربما كتب الصالحي الأيوبي الحموي ثم الحلبي الشافعي الصوفي ويعرف بابن الشماع. ولد في مستهل سنة إحدى وتسعين وسبعمائة بحماة وانتقل منها وهو صغير مع أبيه لمصر فأقام بها وحفظ القرآن والتنبيه والربع الأول من المهذب للنووي وحضر دروس السراج البلقيني وتفقه بالبيجوري والولي العراقي وأخذ منطق المختصر وغيره عن العز بن جماعة ولازم البساطي في كثير من الفنون ولقي بحماة الجمال بن خطيب المنصورية فأخذ عنه أيضاً الفقه وكذا الأصول والعربية وأخذهما أيضاً عن العلاء بن المغلى وصحب البرهان السلماسي الشهير بابن البقال بالقاهرة وأخذ عنه طريق القوم وذلك في رمضان سنة ثلاث وثمانمائة وقال أنه أخذ بتبريز في سنة ثلاث وأربعين وسبعمائة عن الجمال عبد الله العجمي شيخ الشباب بن الناصح الذي قيل إنه عمر مائة سنة وخمساً وثمانين سنة وأن أول شيء دخل جوفه ريق الشيخ عبد القادر الكيلاني حيث حنكه وألبسه لما أتت به أمه إليه وذلك بعيد عن الصحة، وكذا صحب صاحب الترجمة الزين الخافي وغيره من شيوخ الوقت واجتمع بالعلاء البخاري والتقى الحصني يسيراً ولبس الخرقة وتلقن الذكر من سعد الدين الصوفي بلباسه لها من طريق ابن العربي وسمع الحديث فيما ذكر على الولي العراقي والعز بن جماعة وابن خلدون واستوطن حلب من سنة ثلاثين متصدياً لتربية المريدين وإرشاد القاصدين حتى أخذ عنه جماعة وصارت له فيها وجاهة وجلالة ورسائل مقبولة وقد لقيته بها فكتبت عنه من نظمه قوله:

صرفت عن الكثرات وجه توجـهـي

 

إلى وحدة الوجه الكريم الـمـمـجـد

فما خاب حصروف إلى الحق وجهـه

 

وقد خاب من أضحى من الخلق يجتدي

وقوله: لو كنت أعلم أن وصلك ممكـن

 

بتلاف روحـي أو ذهـاب وجـودي

لمحوت سطري من صحيفة عالـمـي

 

وهجرت كوني في وصال شـهـودي

وكذا أخذ عنه التاج بن زهرة وأنشدني عنه قوله في الوظائف السبعة التي ذكرها الغزالي ولم يخلها من كتبه الكلامية والصوفية:

تقديس إيمان وعجز فافهـم

 

واسكت مكفاً ثم أمسك سلم

وكان إماماً علامة فصيحاً طلق اللسان رائق النظم والنثر بديع الذكاء حسن الأخلاق والمعاشرة والشكالة والبزة ممتع المحاضرة سريع الجواب مجيداً لما يتكلم فيه مثرياً ذا مال طائل منعزلاً عن الناس ببيته الذي أنشأه بحلب وهو من محاسن بيوتها متعففاً عن وظائف الفقهاء وما أشبهها مستغنياً بأصناف المتاجل ذا يد طولى في علم الكلام والفلك والحرف والتصوف ولكنه ينسب إلى مقالة ابن العربي ولذا كان البلاطنسي يقع فيه ورأيت بخطه ما يدل على التبري من ذلك هذا مع أنه أورد سنده بلباس الخرقة في إجازة كتبها للسيد العلاء بن عفيف الدين من طريقه وقال ما نصه ومولانا الشيخ محي الدين المشار إليه لبسها مراراً بحيث روينا عنه أنه لبس الخرقة وتلقن الذكر وتأدب بنحو من سبعمائة شيخ من مشايخ الطريقة وأئمة الحقيقة وساق طرفاً من ذلك فالله أعلم بحقيقة أمره، وقد حج غير مرة وجاور بمكة بعد الثلاثين ودخل الهند وساح ورابط ببعض الثغور وقتاً وشرح قطعة من الحاوي الصغير ومن الإرشاد للقاضي أبي بكر الباقلاني في الأصول وأعرب جميع ألفية ابن ملك لأجل ولده أبي الطاهر وشرح البرهانية في أصول الدين وعمل كتاباً في مصطلح الصوفية سماه منشأ الأغاليظ وأفرد رحلته في مجلد وعقيدته بالتأليف وتبرا فيها من كل ما يخالف السنة والجماعة ولم يزل على جلالته إلى أن وقع بحلب فناء عظيم توفي فيه غالب من عنده من ولد وأهل وخدم فأسف وتوجه إلى مكة عازماً على المجاورة بها صحبة الركب الحلبي ولقيه ابن السيد عفيف الدين بالشام وهو متوعك فقال له قد كنت عزمت على المجاورة بمكة والآن وقع في خاطري مزيد الرغبة في المجاورة بالمدينة النبوية فكان كذلك فإنه استمر في توعكه إلى يوم دخوله لها وذلك في يوم الثلاثاء العشرين من ذي القعدة سنة ثلاث وستين فمات ودفن بالبقيع بعد أن صلى عليه بالروضة النبوية رحمه الله وعفا عنه ورثاه زوج ابنة الفاضل جلال الدين بن النصيبي بقصيدة مطلعها:

أخفاك يا شمس العلوم كسوف

 

من بعد فقدك ناظري مكفوف

359 - محمد بن محمد بن علي بن أحمد بن أبي بكر الأدمي أخو علي وعبد الرحمن المذكورين وأبوهم وجدهم. وهو أصغر الثلاثة.
360 - محمد بن محمد بن علي بن أحمد بن عبد العزيز بن القسم بن عبد الرحمن بن عبد الله الأمين أبو اليمن بن الجمال أبي الخير بن النور الهاشمي العقيلي النويري المكي الشافعي والد علي وعمر الماضيين وجدهما ويعرف بكنيته. ولد في ليلة رابع عشر ربيع الأول سنة ثلاث وتسعين وسبعمائة بمكة وأمه أم الحسين ابنة القاضي أبي الفضل النويري ونشأ بها فحفظ القرآن وجوده والرسالة لابن أبي زيد في فروع المالكية ثم تحول شافعياً وحفظ المنهاج وعرضه وحضر دروس الجمال بن ظهيرة وكذا الشمس البرماوي والغراقي في مجاورتهما واعتنى به أخوه لأمه التقى الفاسي فأحضره في الخامسة على الشمس بن سكر جزءاً من مروياته تخريج التقى أوله المسلسل وأشياء وعلى أحمد بن حسن بن الزين وأبي اليمن الطبري وسمع من جده القاضي علي والأبناسي وابن صديق والمراغي والشريف عبد الرحمن الفاسي والجمال بن ظهيرة وابن الجزري وابن سلامة في آخرين وأجاز له ابن الذهبي وابن العلائي والبلقيني وابن الملقن والتنوخي والعراقي والهيثمي والحلاوي وجماعة وناب في خطابه بلده عن قريبه الخطيب أبي الفضل بن المحب النويري ثم عن ولده أبي القسم ثم ولي نصفها شريكاً له ثم جميعها وكذا ولي قضاء مكة وجدة ونظر المسجد الحرام في أوقات مختلفة وقدم القاهرة مرتين وحدث بها وبمكة سمع منه الفضلاء أجاز لي، وكان متعبداً كثير الطواف والتلاوة ديناً خيراً عفيفاً مع قلة مداراة ويبس في إعارة مصنفاة أخيه التقى ولشيخنا به مزيد اختصاص بحيث أكثر من مكاتبته مع الإجلال له في عبارته. ومات وهو قاض في آخر ليلة السبت حادي عشر ذي القعدة سنة ثلاث وخمسين بمكة ونودي بالصلاة عليه من على قبة زمزم ووقع عند الصلاة عليه وكذا عند دفنه مطر عظيم رحمه الله وإيانا.
361 - محمد بن محمد بن علي بن أحمد بن عبد العزيز بن القسم الجمال أبو المحامد بن الولوي أبي عبد الله الهاشمي العقيلي النويري الملكي المالكي ابن عم الذي قبله ووالد أبي عبد الله محمد الآتي، وأمه عائشة ابنة علي بن عبد العزيز بن عبد الكافي الدقوقي. ولد بمكة ونشأ بها، وسمع من النجم المرجاني والتقى الفاسي والجمال المرشدي وابن الجزري وغيرهم، وأجاز له عاشئة ابنة ابن عبد الهادي وعبد القادر الأرموي وابن طولوبغا وخلق، ودخل القاهرة غير مرة وحضر بها مجلس الزين عبادة وناب في القضاء والإمامة بمقام المالكية عن أبيه ثم استقل بنصف الإمامة ثم عزل عنها ثم أعيد حتى مات في صبيحة يوم الجمعة ثالث عشرى ربيع الأول سنة ثلاث وخمسين واستقر فيما كان معه من الإمامة ولده رحمه الله.
362 - محمد بن أبي البركات محمد بن علي بن أحمد بن عبد العزيز ابن عم اللذين قبله. ولد بمكة في سنة أربع وعشرين وأمه خديجة ابنة ناصر بن عبد الله النويري وأجاز له في سنة تسع وعشرين فما بعدها جماعة. ومات بحصن كيفا سنة إحدى وخمسين.
363 - محمد الكمال أبو الفضل أخو الذي قبله. ولد سنة سبع وثلاثين وأمه أم الخير ابنة علي بن عبد اللطيف بن سالم الزبيدي. مات في أول سنة إحدى وسبعين بدمشق. أرخهما ابن فهد.
364 - محمد بن محمد بن علي بن أحمد الكمال بن البدر البعلي الحنبلي بن أخي الشمس محمد البعلي ويعرف بن اليونانية. ولد في ثاني عشر ربيع الأول سنة اثنتين وخمسين وسبعمائة وأحضر في الرابعة على بشر بن إبراهيم البعلي فضائل شعبان لعبد العزيز الكنتاني. وأجاز له في سنة سبع وخمسين العرضي وابن نباتة والعلائي والبياني وابن القيم وابن الجوخي وآخرون وحدث سمع منه الفضلاء كابن موسى ومعه الموفق الأبي وذلك في سنة خمس عشرة. ذكره شيخنا في معجمه وقال أجاز لنا من بعلبك. وكذا ذكره في الأنباء لكن بزيادة محمد ثالث والصواب إسقاطه وقال أنه سمع وقرأ ودرس وأفتى وشارك في الفضائل مع المعرفة بأخبار أهل بلده. مات سنة خمس عشرة.
 365 - محمد بن محمد بن أحمد بن موسى البدر أبو البقاء بن فتح الدين أبي الفتح الإبشيهي المحلي الشافعي أخو أحمد الماضي وأبوهما ووالد الجلال محمد الآتي. مات في أواخر سنة اثنتين وثمانين أو أوائل التي قبلها وكان فاضلاً خيراً أعرض عن النيابة في قضاء بلده وكان مع أبيه حين مجاورته بمكة في سنة خمس وخمسين فسمع معه على أبي الفتح المراغي والتقي بن فهد.
366 - محمد بن محمد بن علي بن أحمد الشمس أبو عبد الله بن البدر السكندري الشافعي نزيل القاهرة ويعرف بابن أبي ركبة. نشأ متكسباً ثم أقبل على العلم واشتغل ببلده على النوبي وقدم القاهرة غير مرة فأخذ عني في تقريب النووي وتفهما في البخاري وغيرهما ثم قطنها ولازم ابن قاسم وحصل شرحه للمنهاج واستقر عنده في صوفية المزهرية وسكنها وكذا أخذ عن التقي بن قاضي عجلون؛ وكان خيراً ساكناً فقيراً قانعاً. مات قريباً من سنة تسعين.
محمد بن محمد بن علي بن أحمد أبو الخير بن النحاس. يأتي في الكنى.
367 - محمد بن ناصر الدين محمد بن علي بن أحمد الخطيري الأصل الصالحي. له ذكر في أبيه.
368 - محمد بن محمد بن علي بن إدريس بن أحمد بن محمد بن عمر بن علي بن أبي بكر بن عبد الرحمن المجد أبو الطاهر العلوي - نسبة لعلي بن راشد بن بولان وقيل لعلي بن بلي بن وائل - الزبيدي التعزي اليماني الشافعي. ولد في يوم الثلاثاء مستهل شوال سنة ست وثمانمائة بزبيد ونشأ بلحج فقرأ القرآن واشتغل على والده في الفقه وغيره وسمع عليه كثيراً، ودخل تعز وزبيد وصنعاء وصعدة، وشذا شيئاً من العربية ونظم الشعر وأحب طلب الحديث فأخذ عن الجمال بن الخياط بتعز وحضر عند المجد الشيرازي وأجاز له؛ وتكرر دخوله زبيد وامتحن بها مدة ثم قدم مكة في رمضان سنة تسع وثلاثين فسمع بها من جماعة، وحج ثم دخل القاهرة فلازم شيخنا وسمع بقراءته وقراءة غيره عليه وعلى غيره من المسندين حتى قال شيخنا في إنبائه أنه أكب على السماع ليلاً ونهاراً وكتب بخطه كثيراً ثم بغته الموت فتوعك أياماً. ومات في ليلة الجمعة تاسع عشر جمادى الآخرة سنة أربعين يعني بالبيمارستان المنصوري من القاهرة ودفن بمقابر الغرباء، وكان إماماً عالماً نحوياً ناظماً ناثراً سريع النظم خيراً حدث بشيء من نظمه رحمه الله وإيانا.
369 - محمد بن محمد بن علي بن البارسلان الضياء السلجوقي البغدادي سبط ابن سكينة. أجاز له ابن أميلة وحدث سمع منه الطلبة، وذكره التقي بن فهد في معجمه ووصفه بالإمام.
370 - محمد بن محمد بن علي بن أبي بكر بن عبد المحسن بن عنان بن منجا الزين بن الشمس الدجوي الأصل القاهري الشافعي والد المحب محمد الآتي ويعرف بالدجوي. ولد في المحرم سنة تسع وعشرين وثمانمائة بالقاهرة ونشأ بها فحفظ القرآن والحاوي وألفية النحو وعرض على جماعة وقرأ على العيني في تصريف العزي ولازمة وعلى الشمس بن العماد في الفقه بل حضر دروس العلم البلقيني والمناوي وغيرهما وسمع على شيخنا ابن أصيل وكتب يسيراً على ابن حجاج، وتكسب بالشهادة وتميز فيها وعرف بمزيد الهمة والفتوة مع التقلل ومخالطة الناس وناب في القضاء في سنة أربع وستين عن البلقيني فمن بعده وخطب ببعض الأماكن، وأثكل ولداً له شاباً حسناً فصبر، وحج في سنة أربع وثمانين ونظم في توجهه قصيدة نبوية أولها:

صلاة وتسليم من الـمـلـك الـبـر

 

على المصطفى المبعوث للناس بالبر

منها: فقير وضيف جئت أبغي تكرماً

 

فجد وتفضل واغن يا ذا الغنى فقري

وتعرض فيها لمنام رآه له بعضهم وأن النبي صلى الله عليه وسلم أرسل له ماء ليتوضأ به، وكان كثير الاستحضار لنوادر الشعر ومهمات الوقائع مجيداً لتأدية ذلك. مات في ليلة الأربعاء حادي عشرى رمضان سنة إحدى وتسعين بقرحة جمرة تعلل منها قليلاً وصلى عليه من الغد بجامع المارداني لقربه من منزله ووصيته بذلك رفعاً للكلفة ثم دفن بزاوية الشيخ أبي العباس البصير عند أولاده رحمه الله وإيانا.
 371 - محمد بن محمد بن علي بن أبي بكر بن علي المحب أبو السعود بن المحب الكناني الشيوطي الشافعي الماضي أبوه ويعرف كهوبابن النقيب. حفظ القرآن وغيره ولقيني بمكة في سنة إحدى وسبعين فأخذ عني يسيراً ثم قرأ علي بالقاهرة الشفا ولازم الجوجري في الفقه وغيره وفهم وهو ممتع بإحدى كريمتيه ذوو جاهة ببلده وربما أقرأ أو أفتى.
372 - محمد بن محمد بن علي بن أبي بكر بن يوسف بن علي الشمس اليلداني الدمشقي الشافعي الخطيب والد محمد الآتي. ولد في العشر الأخير من شوال سنة أربع عشرة وثمانمائة واشتغل في بلده عند العلاء بن الصيرفي والشمس محمد بن سعد وسمع على الفخر عثمان بن الصلف في آخرين؛ وخطب بالنابتية تلقاها عن أبيه المتلقي لها أيضاً عن أبيه عن التدمري واقفها، وتكسب بالشهادة ثم قدم القاهرة في جمادى الثانية سنة ثمان وثلاثين ثم في سادس صفر سنة تسع وأربعين فقرأ على شيخنا البخاري ولازمه في سماع المقدمة وغيرها وكتب عنه في الأمالي وحصل جملة من الفوائد وناب عنه في الخطابة بجامع عمرو يوم عيد، وكان ناقص الفضيلة قريب الحال من بعض الوعاظ جهوري الصوت بالخطابة والقراءة مع سرعتها وسرعة الكتابة. مات في تاسع رجب سنة سبع وخمسين بالقاهرة وكان قدمها لتركة أمه فلم يلبث أن توعك ومات بعد شهر ودفن بمقبرة بالقرب من تربة الطويل رحمه الله وإيانا.
محمد بن محمد بن علي بن حسان. فيمن جده علي بن محمد بن حسان.
373 - محمد بن محمد بن علي بن سالم الشمس الديري الأصل الحلبي الشافعي ويعرف بابن الخناجري حرفة أبيه. ولد في صفر سنة تسع وستين وثمانمائة بحلب ونشأ بها فحفظ القرآن وجوده والجزرية في التجويد وعقيدة الغزالي ونحو ألف بيت من البهجة وغاية الاختصار في الفقه والحاجبية والوردية كلاهما في النحو وتصريف العزي وغير ذلك، ولازم صاحبنا عبد القادر بن الأبار في الفقه والعربية والصرف وغيرها بحيث قرأ عليه المنهاج بحثاً وبعض المتوسط بل قرأه بتمامه مع تصريف الغزي على إبراهيم القرملي والمنطق على علي قل درويش، وتميز وفضل وربما أقرأ الطلبة مع سكون وتواضع وخير وتقلل بل أبوه هو القائم بكلفته أحياناً وأما أمه فكانت زائدة الرغبة في إعانته على الاشتغال لكونها من بيت علم وصلاح ونفعها الله بمقصدها، وتزوج وتسرى ورزق الأولاد، وقد قدم علينا القاهرة في أثناء سنة ست وتسعين ليحج فاجتمع بي وأخذ عني الكثير من الكتب الستة والموطأ ومسند الشافعي والمعجم الصغير للطبراني واستفاد دراية ورواية وحدثته من لفظي بالمسلسل وحديث زهير وأربعي مسلم انتقاء شيخنا منه وغير ذلك وكتبت له إجازة أثنيت عليه فيها، وسافر في أول رجب من جهة الطور متأسفاً على عدم الاستكثار ناوياً العودة أو الاجتماع هناك وكتبت معه للقاضي ولابن فهد وغيرهما، وأبوه في الإحياء.
محمد بن محمد بن علي بن شعبان بن الجوازة. فيمن جده علي بن محمد بن شعبان.
375 - محمد بن محمد بن علبي بن شعبان أبو البركات بن البدر القاهري الزيات جده وابن أخي عبد القادر الماضي ويعرف بابن شعبان. سمع على أبي الفتح المرغي سنة إحدى وخمسين مع أبيه وعمه.
 376 - محمد بن محمد بن علي بن صلاح المجد أبو الفتح بن الشمس القاهري الحنفي إمام الصرغتمشية وابن إمامها ويقال لأبيه أيضاً الحريري. ولد في أول سنة ثمانين وسبعمائة بالقاهرة ونشأ بها فحفظ القرآن والشاطبيتين وألفية النحو وغيرها، وعرض على أبي البقاء بن الناصح وآخرين. واشتغل بالفقه على أبيه والشهاب العبادي وبالنحو على الغماري وزعم أنه تلا بالسبع ملفقاً عليه وعلى العسقلاني والفخر الضرير وغيرهم. وحج به والده في صغره وسمع عليه بل سمع على جماعة كثيرين من شيوخ القاهرة والواردين إليها كالبلقيني والعراقي والهيثمي والإبناسي والتقي الدجوي والغماري والمجد إسمعيل الحنفي ونصر الله الحنبلي القاضي والتنوخي والمطرز وابن الشيخة وابن حاتم وعزيز الدين المليجي والعسقلاني والحلاوي والسويداوي والجوهري وابن الفصيح والشهاب أحمد بن عبد الله بن رشيد والشمس الكفر بطناوي والنجم البالسي والشرف بن الكويك ومريم الأذرعية ثم الزين بن النقاش والفوي والزين لاقمني، وأجاز له جماعة كابن عرفة وأبي القسم البرزلي وأبي عبد الله السلاوي وابن خلدون المالكيين، وتعانى التجارة في الكتب وصار ذا براعة تامة في معرفتها وخبرة زائدة بخطوط العلماء والمصنفين بحيث أنه يشتري الكتاب بالثمن اليسير ممن لا يعلمه ثم يكتب عليه بخطه إنه خط فلان فيروج وقد يكون ذلك غلطاً لمشابهته له بل وربما يتعمد لأنه لم يكن بعمدة حتى أنه ربما يقع له الكتاب المخروم فيوالي بين أوراقه أو كراريسه بكلام يزيده من عنده أو بتكرير تلك الكلمة بحيث يتوهمه الواقف عليه قبل التأمل تاماً وقد يكون الخرم من آخر الكتاب فيلحق ما يوهم به تمامه؛ ولما مات وجد عنده من الكتب ما يفوق الوصف مما لم يكن في الظن أنه عنده. ومن العجيب أنه كان يتفق الاحتياج لبعض الكتب فأذكر له ذلك فيجيء به إلي موهماً أنه من عند غيره ولا يمكن منه إلا بإجارة يومية أو نحوها وربما تكون الأجرة موازية للثمن أو أكثر لشدة تعسره وكذا كان يشارط في الدفع على التحديث مع عدم احتياجه ولذلك قلت رغبتي في السماع عليه خصوصاً وليست عليه وضاءة المتقين وقد قرأ عليه الطلبة أشياء. مات في ثاني عشر المحرم سنة أربع وستين سامحه الله ورحمه وإيانا.
محمد بن محمد بن علي بن عبد الله نب علي بن محمد بن عبد السلام الكازروني المكي رئيس المؤذنين بالمسجد الحرام. مضى في ابن أبي الخمير.
 377 - محمد بن محمد بن علي بن عبد الرزاق الشمس أبو عبد الله الغماري ثم المصري المالكي النحوي. ولد كما وجد بخطه - وعليه اقتصر غير واحد - في يوم الأحد خامس ذي القعدة سنة عشرين وسبعمائة وقيل في التي قبلها ولازم أبا حيان حتى أخذ عنه العربية بل وتلا عليه الثمان وسمع عليه قصيدته عقد اللآلئ وكثيراً من كتب القراآت واللغة والحماسة وغيرها وعليه انتفع وبه تخرج وقرأ في الأدب على الجامل بن نباتة وعنه أخذ سيرة ابن إسحق، وارتحل فقرأ ببيت المقدس على الصلاح العلائي أشياء من تصانيفه وبمكة على خليل بن عبد الرحمن المالكي الكثير من كتب الحديث وبه تفقه وعلى الشهاب أحمد بن قاسم الحرازي واليافعي وصحبه في آخرين وبإسكندرية على الجمال بن البوري وابن طرخان ولو توجه لذلك في ابتدائه أو تيسر له من يعتني به لأدرك الإسناد العالي مع أنه كان يذكر أنه سمع أبا الفرج بن عبد الهادي وكان أحفظ الناس لشواهد العربية وأحسنهم كلاماً عليها وللغة مع مشاركة في القراآت والأصول والفروع والتفسير وقد تصدى للإقراء دهراً واستقر بآخرة في مشيخة القراء بالشيخونية وأخذ عنه الأكابر وتخرج به خلق وصار شيخ النحاة بدون مدافع وكان ممن أخذ عنه شيخنا وأدرجه في شيوخه الذين كان كل واحد منهم متبحراً ورأساً في فنه الذي اشتهر به لا يلحق فيه وقال إنه كان كثير الاستحضار للشواهد واللغة مع مشاركة في القراآت والعربية، وقال في موضع آخر أنه كان عارفاً باللغة والعربية كثير المحفوظ للشعر لا سيما الشواهد قوى المشاركة في فنون الأدب، وابن الجزري وقال في طبقاته للقراء إنه نحوي أستاذ انتهت إليه علوم العربية في زمانه؛ وقال أنه قرأ عليه عقد اللآلئ وسمعها ابناه أمير الفتح محمد وأبو بكر أحمد والتقى الفاسي. وأغفل ذكره في تاريخ مكة مع أنه جاور بها سنين لكنه ذكره في ذيل التقييد وقال إنه كان واسع المعرفة بالعربية والحفظ لشواهدها مع مشاركة في الفقه وغيره وهو ممن قرض انتقاد البدر الدماميني على شرح لأمية العجم، وحدث بالكثير ولقيت خلقاً من أصحابه الآخذين عنه رواية ودراية فمنهم سوى شيخنا الزين رضوان وهو ممن أخذ عنه القراآت والعربية والرواية وانتفع به. وكانت وفاته في يوم الخميس حادي عشرى رجب سنة اثنتين بالقاهرة ووهم من أرخه في شعبان وحكاه بعضهم قولاً آخر، ولم يخلف في معناه مثله رحمه الله وإيانا، وأنشدنا شيخنا رحمه الله غير مرة أن شيخه الغماري أنشده أن شيخه أبا حيان أنشده قوله:

وأوصاني الرضى وصاة نصح

 

وكان مهذباً شـهـمـاً أبـيا

بأن لا تحسنن ظناً بشـخـص

 

ولا تصحب حياتك مغـربـيا

قال شيخنا وشيخنا وشيخه والرضى مغاربة وذلك من الغرائب. ومما أورده الجمال بن ظهيرة عنه بالإجازة مما أنشده له أبو حيان من قوله:

عداتي لهم فضل علـي ومـنة

 

فلا أذهب الرحمن عني الأعاديا

هم بحثوا عن زلتي فاجتنبتـهـا

 

وهم نافسوني فاكتسبت المعاليا

وحدث المقريزي في عقوده عن شيخه أبي حيان قال ألزمني الأمير ناصر الدين محمد بن جنكلي بن الباب المسير معه لزيارة أحمد البدوي بناحية طنتدا فوافيناه يوم الجمعة وإذا هو رجل طوال عليه ثوب جوخ عال وعمامة صوف رفيع والناس يأتونه أفواجاً فمنهم من يقول يا سيدي خاطرك مع غنمي وآخر يقول مع بقري وآخر مع زرعي إلى أن حان وقت الصلاة فنزلنا معه إلى الجامع وجلسنا لانتظار إقامة الجمعة فلما فرغ الخطيب وأقيمت الصلاة وضع الشيخ رأسه في طوقه بعد ما قام قائماً وكشف عن عورته بحضرة الناس وبال على ثيابه وحصر المسجد واستمر ورأسه في طوق ثوبه وهو جالس إلى أن انقضت الصلاة ولم يصل نفعنا الله بالصالحين.
 378 - محمد بن محمد بن علي بن عبد القادر ناصر الدين أبو عبد الله بن ناصر الدين بن العلاء المقريزي الأصل القاهري الشافعي ابن أخي التقي أحمد المقريزي الماضي. ولد في شوال سنة إحدى وثمانمائة بالقاهرة ونشأ بها فحفظ القرآن والعمدة والتبريزي وعرضهما على جماعة كالعز بن جماعة والشهاب الأوحدي والزين القمني وأجازوه والبيجوري والبلالي وغيرهما ممن لم يجز وكان عرضه للعمدة في سنة عشر وحينئذ ففي مولده نظر، وحدث سمع منه بعض الطلبة أجاز لنا وكان أحد الصوفية السعيدية وفي كلامه تزيد. مات في يوم الجمعة سادس المحرم سنة سبع وستين عفا الله عنه.
379 - محمد بن محمد بن علي بن عبد الكافي بن علي بن عبد الواحد بن محمد بن صغير الكمال بن الشمس بن العلاء القاهري الحنبلي الطبيب حفيد رئيس الأطباء ويعرف كسلفه بابن صغير ككبير. ممن حفظ القرآن والعمدة والخرقى وألفية النحو والموجز في الطب واللمحة العفيفية في الأسباب والعلامات في الطب وفصول أبقراط ومقدمة المعرفة له وتشريح الأعضاء والزبد في الطب وعرضها في سنة ست عشرة على العز بن جماعة وغيره وأجاز له بل عرض قبل ذلك في سنة إحدى عشرة وتعانى الطب كسلفه وأخذ فيه عن أبيه والعز بن جماعة وتميز فيه بحيث تدرب به جماعة، وشارك في بعض الفضائل وعالج المرضى دهراً، واستقر في نوبة بالبيمارستان وتربة برقوق وسافر مع الركاب السلطاني إلى آمد رفيقاً لغيره من الأطباء صحبة رئيسهم؛ وحج غير مرة وجاور وعدا عليه فتى له فقتل زوجته واختلس بعض متاعه فكان ذلك ابتداء ضعفه بل كف ولم ينقطع عن مباشرة نوبته وغيرها إلى أن اشتد به الأمر وأقعد وهو مع ذلك صابر محتسب يكثر التلاوة جداً حتى مات في صفر سنة إحدى وتسعين وهو ابن ست وتسعين فيما قاله لي أخوه العلاء علي وهو الذي ورثه مع زوجته. وعرضه في سنة إحدى عشرة يستأنس به لأنه ولد قبل القرن. وكنت كالوالد ممن يثق بعلاجه لمزيد دربته وتؤدته ولطفه وحسن خطابه وبهائه وخفة وطأته مع فضيلته بل عالج شيخنا في مرض موته قليلاً ولكنه كان فيما قيل ضنيناً بفوائده واستقر بعده الشمس التفهني.
380 - محمد بن محمد بن علي بن عبد الواحد الأندلسي المجاراني. مات سنة ست وخمسين.
381 - محمد بن محمد بن علي بن عبيد بن شعيب الشمس الديسطي ثم القاهري القلعي الشافعي والد المحب محمد الآتي ويعرف بالقلعي. ولد سنة بضع وثمانمائة ونشا فحفظ القرآن وكتباً كالمنهاج وعرضه واستمر يحفظه فيما قيل إلى آخر وقت واشتغل قليلاً وسمع علي الزين الزركشي وغيره. مات في مستهل ربيع الأول سنة ست وتسعين بعد ضعفه رحمه الله.
382 - محمد بن محمد بن علي بن عثمان بن محمد الجمال الفومني الكيلاني المكي الماضي أبوه. ولد في رجب سنة خمس وأربعين بكلبرجا من بلاد الدكن، وتوجه به أبوه من عامه إلى مكة فقطنها معه ثم بعده، وحفظ بها القرآن وسمع علي التقي بن فهد في سنة تسع وستين وقبلها عليه وعلى أبي الفتح المراغي والزين الأميوطي والشوائطي ثم على أبي الفضل المرجاني وحضر في الفقه دروس خطاب وابن إمام الكاملية ثم النور الفاكهي وفي العربية دروس ابن يونس وقرأ فيها على السراج معمر وفي بعض العقليات على قاضي كرمان نور الدين، وله نظم كتب عنه منه النجم بن فهد وأتلف ما خلفه له أبوه ثم انتمى للجمال محمد بن الطاهر فكان في رفده وظله مع تزيد وكونه بالخير غير متقيد. ومن نظمه على طريق القوم:

هنيئاً لمن أمسى عن الـعـين خـالـيا

 

وأصبـح لأعـمـى يقـول وخـالـيا

وأضحى فريداً فانياً فـي فـنـاء مـن

 

إليه تـود الـكـائنـات كـمـا هـيا

تجلى عليه الحـق مـن كـل وجـهة

 

وقال ادن منـي يا قـتـيل جـلالـيا

وعش وانتعش في حضرة القدس يا فتى

 

فدونك قد وافى جـمـيل جـمـالـيا

وقوله:

لا تحملن هموم شتى لم تكـن

 

فإذا تكون فليس همك ينفـع

وأرح فؤادك في أمورك كلها

 

واعلم بأن مقـدراً لا يدفـع

383 - محمد بن محمد بن علي بن عمر بن علي بن أحمد الشرف بن البدر بن النور القرشي الطنبدي الشافعي حفيد أخي الجمال بن عرب ووالد القاضي أبي الحسن علي ويعرف كسلفه بابن عرب. ممن اشتغل عند الصدر السويفي وغيره، وناب في القضاء عن الجلال البلقيني فمن بعده وسافر مع شيخنا في سنة آمد وكان لملازمته لناصر الدين الزفتاوي أحد من سافر معه أيضاً يقول لهما اللازم والملزوم. مات سنة إحدى وخمسين.
384 - محمد بن محمد بن علي بن محمد بن إبراهيم بن عبد الخالق الشمس النويري المالكي نزيل غزة ووالد أبي القسم محمد الآتي ولد سنة ستين وسبعمائة تقريباً. ذكره البقاعي مجرداً.
385 - محمد بن محمد بن أبي الحسن علي بن محمد بن إبراهيم بن عمر الشمس أبو عبد الله الجعبري الخليلي أخو عمر الماضي. ولد سنة اثنتين وثمانمائة بالخليل وحفظ القرآن وبعض المنهاج وألفية النحو ومجمع البحرين في تجريد أحاديث الصحيحين في مجلد مرتب على الكلمات لجده وقال أنه عرض الأخير على الشمس المالكي الرملي حين إقامته عندهم بالخليل وقرأ في الفقه عليه وعلى التاج إسحق الخطيب وسمع علي التدمري وإبراهيم بن حجي وابن الجزري ما سمعه عليهم أخوه في سنة تسع وعشرين وتلقى مشيخة الحرم شركة لأخيه عن أبيهما ثم رغب عن حصته لولده عبد الباسط وله نظم على طريقة الفقراء فإنه ممن اغتبط بصحبتهم في مشاهدهم بحيث كان ذلك مانعاً له عن الاشتغال، وحج مراراً وكذا دخل القاهرة غير مرة منها في سنة تسع وثمانين وحدث بالمسلسل وجزءاً بن عرفة وغيرهما وأجاز.
386 - محمد بن محمد بن علي بن محمد بن أحمد بن محمد بن محمد بن نصر الله بن مرضى ناصر الدين بن الشهاب بن النور بن الزين الحموي الشافعي والد الزين أبي البركات محمد الآتي ويعرف بابن المغيزل. ولد سنة خمس وخمسين وسبعمائة وأخذ عن الشرف يعقوب بن عبد الرحيم بن عثمان خطيب القلعة وغيره وكتب الحكم بحماة، لقيه شيخنا في أواخر سنة ست وثلاثين وترجمه هكذا في قريبه عبد الله بن أحمد المذكور في نسبه من درره. مات قريب الأربعين ظناً.
 387 - محمد بن محمد بن علي بن محمد بن حسان الشمس بن الشمس الموصلي الأصل المقدسي ثم القاهري الشافعي الماضي أبوه ويعرف بابن حسان. ولد في صفر سنة ثمانمائة تقريباً ببيت المقدس ونشأ به فحفظ القرآن وكتباً عرض بعضها على ابن الهائم المتوفي في سنة خمس عشرة وأخذ الفقه والأصلين والعربية وغيرها عن الشمس البرماوي وبه انتفع وكان يجله حتى أنه أوصاه بتبييض شرحه للبخاري فيما بلغني وكذا أخذع عن ابن رسلان والعز القدسي والتاج الغرابيلي والعماد بن شرف والزين ماهر وسمع من الشمس بن المصري والقبابي وغيرهما كابن الجزري سمع عليه جزءاً من تخريجه لنفسه فيه المسلسلات ونحوها والبعض من كل من أبي داود والترمذي ومسند الشافعي والشاطبية، ورأيت بخط ابن أبي عذيبة أن والده استجاز له عائشة ابنة ابن عبد الهادي والشهاب بن حجي وغيرهما فالله أعلم، وقدم القاهرة في ربيع الآخر سنة ثلاث وثلاثين امتثالاً لوصية شيخه البرماوي فإنه حضه على ذلك ولكن لم يسمح به إلا بعد موته وقد أشير إليه بالتقدم في علوم فقطنها ولازم شيخنا أتم ملازمة حتى حمل عنه شيئاً كثيراً من تصانيفه وغيرها بقراءته وقراءة غيره دراية ورواية ومما أخذ عنه توضيح النخبة وشرح ألفية العراقي أخذاً معتبراً وقيد عنه حواشي مفيدة التقطها البقاعي وغيره وكذا لازم القاياتي في العلوم العقلية وغيرها واشتدت عنايته بهما ولكنها بشيخنا أكثر وقرأ على الشرواني علم الكلام وغيره وكان يبجله جداً ويثني على علمه وأدبه، وأخذ أيضاً عن المجد البرماوي والبساطي في آخرين كالعلم سليمان بن عبد الله البيري نزيل القاهرة وطلب الحديث وقتاً وقرأ كثيراً من كتبه وكتب الطباق؛ ومن شيوخه في الرواية البدر حسين البوصيري قرأ عليه الأدب المفرد للبخاري والشهاب الواسطي قرأ عليه الأجزاء التي كان يرويها سماعاً وغيرها والشهاب الكلوتاتي وسمع من لفظه جملة والزركشي ويونس الواحي وعائشة الحنبلية وقريبتها فاطمة وابن بردس وابن ناظر الصاحبة وابن الطحان والتاج الشرابيشي وناصر الدين الفاقوسي والتقي المقريزي، وتصدى للإقراء فانتفع به الفضلاء، وناب عن القاياتي في الخطابة بالأزهر وقتابل وعينه لتدريس الفقه بالبرقوقية عند تقي الكوراني فعارضه الونائي حتى استقر فيه المحلى وتألم صاحب الترجمة لذلك وكذا ألح عليه حين عمل قاضياً في نيابة القضاء فأبى لكنه ذكر في المترشحين للقضاء الأكبر كاد أن يوافق بحيث أنه لم يكن ينجر مع من يعرض عليه مشيخة الصلاحية القدسية، واستنابه شيخنا في تدريس الحديث بالقبة البيبرسية بعد موت شيخنا ابن خضر ثم استقل به بعد وفاته وولي مشيخة الصلاحية سعيد السعداء بعد موت العلاء الكرماني في سنة ثلاث وخمسين واختصر مفردات ابن البيطار والخصال المكفرة لشيخنا وخرج أحاديث القونوي وعمل غير ذلك يسيراً، وكان إماماً عالماً فقيهاً محققاً لفنون ذكياً بحاثاً نظاراً فصيحاً حسن التقرير مديماً للاشتغال والإشغال منجمعاً عن بني الدنيا قانعاً باليسير متعبداً متين الديانة وافر العقل كثير التحري والحياء والحشمة والأدب متواضعاً بشوشاً بهياً عطر الرائحة نقي الثياب تاركاص للفضول وذكر الناس بل إذا سمع من أحد غيبة ولو جل بادره وهو يتبسم بقوله استغفر الله، محبباً للخاص والعام سريع الكتابة والقراءة راغباً في تقييد كتبه بالحواشي المفيدة غالباً، وقد رافقته في بعض ما قرأه على شيخنا وسمعت أبحاثه وكان شيخنا كثير الإجلال له وربما حرج من تصميمه فيما يبديه وصار بيننا مزيد اختصاص بحيث قال لي عقب كلام نقل له عن شخص في حقه تألم منه ما خرجت من القدس وأنا محتاج لأحد في علوم الناس وقال لي كنت عند مجيئي إذا انكشف ساقي وأنا في خلوتي أبادر لستره مع الاستغفار إلى غير هذا، وحمدت صحبته بل حدثني من لفظه ببعض الأحاديث بسؤالي له في ذلك، وكتبت عنه قوله في الخصال التي ذكر ابن سعد أن العباس أوصى بها عثمان رضي الله عنهما:

اصفح تحبب ودار أصبر تجد شـرفـاً

 

وكاتم السر فهذي الخمس قد أوصـى

بهن عثـمـان عـبـاس فـدع جـدلاً

 

وانظر إلى قدر من أوصى وما أوصى

وقوله في شروط الراوي والشاهد:

بلـوغ واسـلام وعـقــل ســـلامة

 

من الفصسق مع خرم المروءة في الخبر

 

شروط وزدها في الشهادة سالـمـاً

 

من الرق فالمجموع يدريه من خبر

مات في يوم السبت مستهل ربيع الأول سنة خمس وخمسين وصلى عليه من الغد ودفن بحوش صوفية سعيد السعداء رحمه الله وإيانا فقد كان من محاسن العلماء.
388 - محمد المحب بن حسان شقيق الذي قبله. ولد سنة خمس عشرة وثمانمائة ببيت المقدس ومات أبوه وهو صغير فنشأ وحفظ القرآن وسمع به على ابن الجزري ما سبق في أخيه وحضر بعض الدروس، وقدم مع أخيه القاهرة واستجاز له المجد إسمعيل البرماوي والشهاب الواسطي والمحب بن نصر الله والكلوتاتي والمقريزي وشيخنا بل سمع عليه أشياء وعلى البدر حسين البوصيري الأدب للبخاري وثلاثة مجالس من آخر سنن الدارقطني من عشرة بقراءة شيخنا ابن خضر ووصفه بالشيخ الفاضل في آخرين، وكذا وصفه الزين رضوان بالفاضل، وتنزل في الجهات كسعيد السعداء وكان شاهد الشونة بها. وحج غير مرة وجاور وآخر ما كان هناك في سنة ثمان وتسعين جاور بها وتردد إلي واستجيز ثم رجع مع الركب مع سكون ولين وسلامة فطرة واحتمال وفتوة وتواضع. وقد كبر وهش وسمع منه الطلبة بل حدث رفيقاً للسنباطي بالأدب المفرد.
389 - محمد بن محمد بن علي بن محمد بن حسن البهاء أبو الفضل بن ناصر الدين بن العلاء البعلي الشافعي سبط الشيخ برهان الدين بن المرحل، أمه سلمى ويعرف بابن الفصي بفتح الفاء ثم صاد مشددة قرية قريبة من بعلبك يقال لها فصة. ولد في ربيع الأول سنة سبع وخمسين وثمانمائة ببعلبك ومات أبوه وهو صغير فكفلته أمه وأخوه ناصر الدين محمد، وأجاز له جده البرهان وغيره من المسندين في بعض الاستدعاآت وسمع من حسن بن علي بن نبهان وحفظ القرآن والتنبيه وتصحيحه للأسنوي وجمع الجوامع وألفية النحو وعرض على جماعة من أهل بلده، ثم ارتحل لدمشق للاشتغال فعرض أيضاً على البدر بن قاضي شهبة والزين خطاب والنجم بن قاضي عجلون وأخيه التقي بل قرأ بحثاً على كل منهم ربعاً من كتابه التنبيه ثم رجع إلى بلده فحفظ المنهاج الفرعي في مائة يوم وتصحيحه الأكبر للنجم المشار إليه في أربعة أشهر وعاد لدمشق بعد وفاة من عد التقي منهم فلازمه نحو ثمان سنين بل وأخذ عنه في أصوله بحيث كتب على جاري عادة الشاميين بالشامية البرانية وأذن له بالإفتاء والتدريس، وفي غضون إقامته الثانية بدمشق حفظ ألفية الحديث وعقائد النسفي وتلخيص المفتاح وتصريف العزي والجمل للخونجي وأخذ في العربية عن لاشهاب الزرعي وفي الصرف والمنطق عن ملا كمال الدين النيسابوري العجمي وفي أصول الدين عن شخص كردي ودخل مصر في بعض ضروراته فقرأ على الزيني زكريا قطعة من المنهاج ومن شرحه للروضة وأذن له ودام بها عشرة أشهر وتميز في حافظته مع تمتمة قليلة وشكالة جميلة وأدب وتواضع مع كون سلفه كلهم من مقطعي الأجناد، وولي تدريس النورية ببلده تلقى نصفه عن خاله البدر محمد بن البرهان بن المرحل المتوفى سنة تسع وسبعين والنصف الآخر نيابة وحج في سنة أربع وسبعين ثم في سنة ثمان وتسعين وجاور التي تليها على طريقة حسنة من الانجماع وأقرأ غير واحد من الطلبة والقيني هناك فسمع مني وأنشد بحضرتي مما قاله جواباً لمطالعة:

ورد المنال فقلت عند وروده

 

يا أذن دونك قد أتت أخباره

والعين لم تقنع بذا فانشد لـه

 

إن لم تريه فـهـذه آثـاره

وقوله:

أوليتني منك الجمـيل تـكـرمـاً

 

وملكت رقي بالأيادي الـوافـره

فعجزت عن شكري لها ويحق لي

 

فشبيه كفك من بحـار زاخـره

وهو الآن شيخ بعلبك ومدرسها ومفتيها وشيخ مدرسة النورية بها وناظر جامعها الكبير.
390 - محمد الكمال بن الشمس محمد بن علي بن محمد بن سليمان الأنصاري ابن أخي الشرف الأنصاري والماضي أبوه ممن سمع بقراءتي على البوتيجي وغيره في ابن ماجة ومات.
391 - محمد بن محمد بن علي بن محمد بن سليمان الشمس ين السليمي - بالتصغير - البقاعي الشافعي ابن خال إبراهيم البقاعي. ولد بعد سنة خمس وتسعين وسبعمائة تقريباً بخربة روحاء من البقاع ومات بقرية عين ثرمان من ضواحي دمشق سنة سبع وستين قبل رمضانها.
 392 - محمد بن محمد بن علي بن محمد بن شعبان الشمس الصالحي اللبان الأدمي الإسكاف القباني أبوه وأخو أحمد الماضي ويعرف بابن الجوازة ولد سنة اثنتين وخمسين وسبعمائة وسمع في سنة ستين من محمد بن أبي بكر بن علي السوقي قطعة من أول الموقف والاقتصاص للضياء ولم يوجد له سماع على قدر سنه. ذكره شيخنا في معجمه وقال: أجاز لي؛ قلت ولقيه ابن موسى في سنة خمس عشرة فقرأ عليه القطعة المشار إليها وسمعها معه الموفق الأبي.
393 - محمد بن محمد بن علي بن محمد بن عقيل بن أبي الحسن بن عقيل العز بن النجم بن أبي الحسن بن الفقيه الشهير النجم البالسي المصري ثم القاهري الحنفي الحمامي الماضي أبوه. ولد سنة إحدى وتسعين وسبعمائة بمصر القديمة وأحضر في الخامسة في ذي القعدة سنة ست وتسعين الجزء الأخير من الخلعيات وسمع على أبيه الأربعين من مسموع ابن عبد الدائم من الترغيب للتيمي والأربعين من عوالي صحيح مسلم كلاهما انتقاء شيخنا وعلي الشهاب الجوهري الختم من ابن ماجة. وأجاز له التنوخي والصدر المناوي والعراقي والهيثمي وأبو عبد الله بن قوام وأبو العباس بن أقبرس وفاطمة ابنة ابن المنجا وفاطمة ابنة ابن عبد الهادي وخديجة ابنة ابن سلطان وحدث سمع منه الفضلاء أخذت عنه، وكان مع كونه من بيت رياسة وعلم يتعانى إدارة الحمامات وربما يوجه للخصومات. مات في ليلة الخميس مستهل شوال سنة خمس وستين رحمه الله وعفا عنه وإيانا.
394 - محمد بن محمد بن علي بن محمد بن علي بن محمد البدر بن الحريري الدمشقي ابن أخي التقي أبي بكر الحريري وأحد شهود دمشق. كان صاحب خلاعة ومجون ونكت ونوادر، سمع ابن صديق وحدث. مات فجأة في يوم الخميس ثامن شوال سنة خمس وستين بعد أن صلى الصبح، ودفن بمقبرة الباب الصغير تجاوز الله عنه أرخه ابن اللبودي وقال أنه أجاز له.
395 - محمد بن محمد بن علي بن محمد بن علي الصدر بن الشمس الرواسي - نسبة لجد له - العكاشي الأسدي الشقاني - كسر المعجمة وتشديد القاف وآخره نون - الإسفرائني من بلاد خراسان الشافعي مذهباً السهروردي القادري تصوفاً. ولد في صفر سنة ثلاث وتسعين وسبعمائة بشقان قصبة من بلاد خراسان، لقيه البقاعي بمكة في سنة تسع وأربعين ولم يذكر من خبره شيئاً.
396 - محمد بن محمد بن علي بن محمد بن عمر بن عبد الله أبو الخير الفاكهي المكي الشافعي أخو علي الماضي وهو بكنيته أشهر. ولد كما بخط أخيه سنة أربع وأربعين وثمانمائة وكتب مرة أخرى سنة أربعين تقريباً وحفظ القرآن وعمدة النسفي والكافية ونظم قواعد ابن هشام لزيان المغربي وجمل الخونجي ومقدمة مختصر ابن الحاجب الأصلي والي الجراح من المنهاج الفرعي والي الاشتقاق من البيضاوي وإلى المجرورات من الخبيصي على الحاجبية وإلى الحال من التسهيل وقطعة من الفوائد الغيائية وفي مذهب ملك الرسالة وإلى الزكاة من المختصر، وسمع علي التقي بن فهد والزين الأميوطي وأخذ عن المحلي والشرواني وابن يونس والبلاطنسي وآخرين بمكة ودمشق والقاهرة، وفهم وتميز وتطور وتهور ونظم ونثر وأثرى وافتقر وهو أغلب أحواله وتلمذ وتمشيخ وصنف وتلطف وكتب أوراقاً في الصلاة بالشباك المحاذي للمسجد وغير ذلك، ولما كنت بمكة في سنة ست وثمانين لازمني في قراءة شرحي للألفية وغيره وسمع مني وعلى أشياء وما حمدت طريقته ولا رضيت مباحثته. مات بمكة في عصر يوم السبت سابع ربيع الأول سنة اثنتين وتسعينودفن من الغد بالمعلاة بعد توعكه أسبوعاً. كتب لي بذلك ابن أخيه أحمد بن علي وأثنى عليه وعلى ميتته رحمه الله وإيانا ومن نظمه. كذا

397 - محمد أبو البركات المالكي شقيق الذي قبله وهو أيضاً بكنيته أشهر. ولد سنة ثمان وأربعين باليمن وحمل بعد وفاة أبيه لمكة فنشأ بها وحفظ القرآن وأربعي النووي ورسالة ابن أبي زيد وعمدة النسفي في أصول الدين وعرضها على جماعة، ثم ارتحل مع أخيه علي إلى دمشق فحفظ بها ألفية ابن ملك وعرضها مع كتله السابقة على جماعة منهم الشيخ عبد الرحمن بن خليل الأذرعي واللؤلؤي وابن قاضي شهبة والزين خطاب والنجم بن قاضي عجلون، وقواعد ابن هشام الصغرى وقطعة من الفوائد الغيائية في المعاني والبيان للعضد. وعاد لمكة وسمع بها علي التقي بن فهد والبرهان الزمزمي والزين الأميوطي، ودخل القاهرة وقرأ بها على السنتاوي التوضيح وعلي السنهوري في الفقه وغيره، ثم دخل الشام أيضاً وناب في القضاء وصمم وشدد ولكن لم يلبث أن شكى فرسم يمجيئه فدخلها وحاج عن نفسه ثم عاد وشكى أيضاً فجيء به فلم يصل بل مات قبل دخولها بقليل في سنة إحدى وثمانين أو التي تليها وحمل فدفن بمصر.
398 - محمد بن محمد بن علي بن محمد بن عمر بن عبد الله الجلال أبو اليسر بن ناصر الدين أبي الفضل بن العلاء القاهري الحنفي الماضي أبوه وجده ويعرف بابن الردادي. ولد في رابع المحرم سنة أربع وثلاثين وثمانمائة بالقاهرة ونشأ في كنف أبيه فحفظ القرآن وصلى به في جامع الحاكم والكنز والمنار والعمدة ثلاثتها للنسفي وألفية النحو وعرض على علماء وقته ولازم ابن الديري في قراءة قطعة من الهداية بحثاً وبعض البخاري وغيرهما دراية ورواية ثم أخاه البرهان في الخلاصة وجميع مسلم وأكثر عن الأمين الأقصرائي في الفقه وأصوله وغيرهما قراءة وسماعاً وعن العز عبد السلام البغدادي فقرأ عليه محافيظه سرداً ثم بحثاً وأشياء منها مجمع البحرين وتصريف العزي وشرحه للتفتازاني وقطعة من أول شرح المنار ومن البخاري وتصنيف له في الكلام على بني الإسلام على خمس، ووصفه بسيدنا ومولانا الفاضل المحصل المجد وأن قراءته قراءة بحث وتأمل وتدبر وتفهم وتصحيح وأذن له في روايتها ونقل مسائلها لمن أحب، وأخذ عن حميد الدين النعماني أماكن من شرح المنار ومن شرح العقائد للتفتازاني وقال قراءة تدقيق وإيقان وتحقيق وإتقان، وعن الكافياجي في المجمع وشرحه لابن فرشتا وفي المنار في أصول الفقه وكذا لازم الزين قاسماً والبدر بن عبيد الله والأمشاطي وابن الشحنة وغيرهم من أئمة مذهبه وكذا ابن خضر في حدوده النحوية وسمع عليه أشياء وقرأ على الأبدي ابن عقيل بحثاً وتدقيقاً وإتقاناً وتحقيقاً وأذن له في إقرائه وسمع عليه الشفا وعلى الخواص المكودي على الألفية وابن المصنف وغيرهما وعلي التقي الحصني الحاجبية في النحو والمتوسط شرحها والشمسية في المنطق والمراح في الصرف وإيساغوجي وشرحه وأكثر من ملازمة الشيوخ وأذن له غيرواحد منهم بل سمع على شيخنا والعلم البلقيني والرشيدي والعز الحنبلي وجماعة وقرأ بعض الشفا على الشهاب أحمد بن محمد بن نصر الديروطي ولازمني في قراءة الصحيح وغيره وناب في القضاء عن ابن الديري فمن بعده وخلف أباه في التكلم على السميساطية والكرامية وغيرهما من جهاته وربما أقرأ مع جمود حركته واشتغاله بنفسه، وحج غير مرة وجاور مع الرجبية وسافر لدمياط وغيرها وذكر بالإمساك مع مزيد الثروة المنكر لها ولم يحمد في كثير مما رتبه أبوه لجهة البر ولذا روفع فيه في سنة تسعين بسبب بعض المدارس وألزمه السلطان بعمارتها مع تبرمه مما أنهي عنه. مات في شعبان سنة ست وتسعين وصلى عليه بمصلى باب النصر رحمه الله وإيانا.
399 - محمد بن محمد بن علي بن محمد بن عيسى بن عمر بن أبي بكر ناصر الدين بن الشمس الكناني العسقلاني الأصل السمنودي ثم المصري الشافعي سبط البهاء بن عقيل والماضي أبوه ويعرف كهوبا بن القطان. ولد سنة سبعين وسبعمائة بمصر ونشأ بها فحفظ المنهاج والكافية الشافية وغيرهما وتفقه بأبيه ولازمه حتى برع وكذا أخذ عن غيره وناب في القضاء عن الجلال البلقيني وكان بديع الجمال. مات سنة إحدى وعشرين. أفادنيه البدر ابن أخيه.
 400 - محمد البهاء بن القطان أخو الذي قبله ووالد البدر محمد الآتي. ولد في ثاني عشر صفر سنة ثلاث أو أربع وثمانين وسبعمائة - وربما جزم بالثاني - بمصر ونشأ بها في كنف أبيه فحفظ القرآن وكتباً وأسمع على الحافظين العراقي والهيثمي والأبناسي والمطرز وعزيز الدين المليجي والشهاب الجوهري والفرسيسي وناصر الدين بن الفرات والنجم البالسي والشمس بن المكين المالكي والشرف القدسي في آخرين منهم فيما أخبرني به التقى بن حاتم، وأجاز له الصلاح البلبيسي والمجد اللغوي والشرف بن المقري وطائفة وتفقه بأبيه وعنه أخذ في الفرائض والأصول والعربية وكذا أخذ في الفقه والفرائض عن الشمس العراقي وفي الفرائض فقط عن الصدر السويفي وفي الفقه فقط عن البيجوري والزين القمني بل حضر دروس السراج البلقيني وولديه في الخشابية وغيرها وفي العربية عن ابن عمار وتردد إلى العز بن جماعة وغيره من شيوخ العصر وأخذ في التصوف عن الشمس البلالي وصحب جماعة من الصالحين واختص بهم، وحج مراراً منها في سنة سبع وثمانمائة، وزار بيت المقدس ودخل الشام غير مرة أولها في سنة عشرين وكذا دخل إسكندرية والصعيد وغيرها وناب في القضاء عن شيخنا فمن بعده تصدر بجامعي عمرو والقراء ودرس بالخروبية البدرية بمصر نيابة عن ابن الولوي السفطي في أيام قضائه ثم استقر به شيخنا فيه استقلالاً ولكن انتزعه منه المناوي لظنه أنه كان معه نيابة وقرر فيه ولده زين الدين وما حمد في ذلك ثم انتزعها ولده منه في حياة أبيه؛ وخطب بالجامع الجديد من مصر وعين لقضاء طرابلس فما تم، وكان فاضلاً خيراً ديناً متعبداً ورعاً متقشفاً صلباً في ديانته قليل المحاباة سليم الفطرة محباً في الرواية حدث بغالب مروياته ودرس وأفتى حملت عنه أشياء وكان يثني علي كثيراً ويتردد إلي بسبب التعرف لمروياته. مات في ليلة ثاني عشر أو خامس عشر رجب سنة خمس وخمسين بمصر وصلى عليه من الغد ودفن بالقرافة رحمه الله وإيانا.
401 - محمد المحب أبو الوفاء بن القطان أخو اللذين قبله ووالد عبد الرحمن الماضي. ولد سنة ثمانمائة تقريباً بمصر، ونشأ بها فحفظ القرآن وغيره، وأخذ في الفقه عن أبيه والشمس الغراقي والشطنوفي وقرأ في الفرائض على ثانيهم وفي العروض على ناصر الدين البارنباري والشمس بن القطان المشهدي وفي النحو على الشطنوفي وكذا على الشهاب الصنهاجي وفي الأصول عن العز بن جماعة ولازم النور الإبياري والنظام الصيرامي والبساطي ثم القاياتي والأبناسي ولاونائي في فنون وسمع على الواسطي والولي العراقي وغيرهما كشيخنا في رمضان وغيره وكتب عنه في الأمالي وأكثر من الاشتغال حتى برع وأذن له في الإقراء وتعانى الأدب والنظر في التاريخ فحصل من ذلك الكثير وتقدم فيه حتى كان يستحضر منه جملة صالحة مع مشاركة في الفقه وأصوله والعربية وغيرها ولكن كان الغالب عليه فن الأدب وكتب بخطه السريع جملة، بل صنف فيما سمعته يقول سياق المرتاح وسباق الممتاح في المدائح النبوية في مجلد وغرف النهر وعرف الزهر في الأدب ورفيق الطريق وطريق الرفيق في الفقه والنحو ومنارة المنازل وزهارة المعازل في أربع مجلدات وغير ذلك مما يطول شرحه ووجد في مسوداته من منتقياته وتعاليقه ونحوها الكثير جداً لكنها تفرقت فلم ينتفع بها، وتكسب بالشهادة بل ناب في القضاء في أيام أبي السعادات البلقيني يوماً واحداً وكان مفرط التساهل بعيداً عن الإتقان والضبط ومما كتبته عنه من نظمه الذي قد يقع فيه الحسن قوله:

لقد عرفوني بالمحب وإنني

 

بما عرفوني دائماً لجـدير

ولكنني جوزيت منهم بضده

 

فبعدي عنهم راحة وسرور

وقوله:

اجعل وسيلتك التقـوى ودفـع أذى

 

عند الكريم وللمسكين جد من رحما

وارحم ورغب برحمى سيما رحما

 

فإنما يرحم الرحمن من رحـمـا

إلى غير هذا مما أودعته في المعجم وغيره وكان يتردد إلي كثيراً ويسألني عن أشياء ويبالغ في التعظيم وامتدحني بنظم ونثر. مات في يوم الخميس ثامن عشر رمضان سنة إحدى وثمانين ولم ينقطع أصلاً بل راح إلى البيمارستان في يوم وفاته، وكان له مشهد حسن رحمه الله وعفا عنه وإيانا.
 402 - محمد بن محمد بن علي بن محمد بن محمد بن حسين بن علي أمين الدين أبو اليمن بن الشمس بن البرقي الحنفي الماضي أبوه وجده وجد أبيه وهو بكنيته أشهر. ولد سنة تسع وأربعين وثمانمائة ونشأ في كنف أبويه فحفظ القرآن والقدوري والألفية وغيرهما وعرض على جماعة ولازم دروس البدر بن عبيد الله في الفقه وغيره وكذا حضر عند وتولع بالمباشرة ولازم يشبك الجمالي الزردكاش في ذلك فحمدت طريقته وسياسته وتودده واحتماله ولم يزل على طريقته إلى أن خرج عليه بعض اللصوص بعد الأسفار فضربه وأخذ عمامته فانقطع لذلك أياماً والدماء تنزف من رأسه حتى مات شهيداً في المحرم سنة ست وتسعين وصلي عليه بعد صلاة الجمعة بالأزهر ثم بسبيل المؤمني ودفن بتربتهم بالقرب من ضريح الشافعي وكان له مشهد حافل وكثر الثناء عليه جداً وخلف ولداً من ابنة عمه أبي بكر وآخر من سرية. مات في الطاعون رحمه الله وإيانا وعوضه الجنة.
304 - محمد جلال الدين أبو الفضل شقيق الذي قبله وهو الأكبر وأمهما سبطة القاضي موفق الدين أحمد بن نصر الله الحنبلي فهي ابنة الشهاب الشطنوفي أخي الشمس المباشر ووالد الشمس أبي الطيب محمد الماضي. ولد في سنة سبع وأربعين وحفظ القرآن والمختار وباشر أيضاً، وحج في سنة أربع وتسعين وجاور التي تليها ثم رجع.
404 - محمد بن محمد بن علي بن محمد بن محمد بن علي بن عثمان الشمس بن الشمس البدرشي الأصل ثم القاهري القرافي الشافعي الماضي أبوه ويعرف كهو بالبدرشي. ممن حفظ القرآن والمنهاج وألفية ابن ملك وغيرهما. ومات أبوه وهو صغير فأضيفت جهاته له وناب عنه المحيوي الدماطي في تدريس الأزهر بل زوجه ابنته إلى أن استقل وباشر فكان يتحفظ الدرس من القطعة بمراجعة الجوجري والبكري والمناوي والسنتاوي وكذا الديمي فيما يتعلق بالحديث ونحوه لكونه وكذا البهاء المشهدي من المنزلين عنده. وحج وجاور قليلاً وانقطع بزاوية الجبرتي من القرافة على خير واستقامة وسكون.
405 - محمد بن محمد بن علي بن محمد بن محمد بن مكين الشمس النويري ثم القاهري المالكي أخو الزين طاهر وعلي الماضيين وهو أكبرهما أخذ عن أول أخويه وعبادة الفقه وغيره وعن الشمني والشرواني فنوناً وكذا أخذ عن الوروري وكان مذكوراً بالعلم. مات فيما قاله النور السنهوري قبل أول أخويه داخل الكعبة من غير سبق مرض وإنما حصل له بها خشوع فارق فيه الدنيا ونقل أيضاً عن شيخنا أنه قال هذه واقعة ما سمعنا مثلها ونقل نحوه عن الفخر عثمان المقسي وكذا أخبرني أبو الجود الصوفي بن عبد الرزاق وأنه كان حينئذ بجدة وكان ذلك في أثناء سنة ثمان وأربعين فإنه كان طلع في البحر رحمه الله وإيانا.
 406 - محمد بن محمد بن علي بن محمد بن محمد الشمس الحملي ثم البلبيسي القاهري الشافعي الماضي أبوه والآتي ولده محمد ويعرف كهو بابن العماد وهو لقب جد والده. من بيت لهم جلالة ووجاهة ببلدهم وجده ممن سمع على التاج بن النعمان والجمال الأميوطي بمكة، ولد قبل الزوال من يوم الجمعة رابع عشر صفر سنة خمس وعشرين وثمانمائة ببلبيس ونشأ بها فحفظ القرآن والعمدة والتبريزي والجرجانية وربع المنهاج عند فقيه بلده البرهان الفاقوسي وعرض بعضها على الجلال بن الملقن والشمس البيشي عالم بلده وغيرهما ثم لما بلغ أثبت عدالته وخطب أشهراً بجامع بلده ثم ترك وصحب الشيخ الغمري وتلقن منه بل لقي ابن رسلان وقرأ عليه وتهذب بهديه وعادت عليه بركته وسمع على شيخنا واستفتاه وكذا سمع جملة على جماعة بقراءتي وقراءة غيري بالقاهرة وغيرها وأخذ عن الشهاب الزواوي وآخرين في الفقه وغيره وعن الزين خلد المنوفي في العربية وكذا قرأ فيها على أبي العزم الحلاوي ولازم إمام الكاملية فلم ينفك عنه إلا نادراً واغتبط كل منهما بالآخر وسافر معه لمكة والمدينة وبيت المقدس والخليل والمحلة وغيرها وتكررت مجاورته بمكة وزيارته، وسمع على أبي الفتح المراغي والتقى بن فهد وجاور بالمدينة أيضاً وتكسب بالنساخة وكتب بخطه الصحيح النير الخادم نحو مرتين والدميري والبخاري والشفا وأتقن تصحيحهما وقيد عليهما من الحواشي النافعة ما يدل لفضيلته وقرأ البخاري لبعض أولاده على الشاوي وكذا قرأ على الشفا ولازم كتابة الأمالي عني مدة طويلة بل كتب عدة من تصانيفي وقرأ بعضها واختصر تفسير البيضاوي مع زيادات فأحسن وكذا كتب على المنهاج إلى الزكاة وغير ذلك وامتدح النبي صلى الله عليه وسلم بقصيدة أوردتها في المعجم سمعتها منه وكذا سمعت منه غيرها وكان فاضلاً جيد الفهم والإدراك بديع التصور صحيح العقيدة تام العقل خبيراً بالأمور زائد الورع والزهد والقناعة متين التحري والعفة شريف النفس حسن العشرة نير الهيئة على الهمة كثير التفضل على أحبابه والتودد إليهم والسعي فيما يمكنه من مصالحهم ووصول البر إليهم بحيث جرت على يديه لأهل الحرمين وغيرهما صدقات جمة كثير الصوم والتهجد والاشتغال بوظائف العبادة والرغبة في الانفراد، وهو في بديع أوصافه كلمة إجماع، ولم يزل منذ عرفناه في ازدياد من الخير إلى أن مات بعد مجاورته مدة زار في أثنائها المدينة النبوية وكان أحد الخدام بها ثم عاد لمكة فاستمر حتى رجع مرغوماً لأجل زوجته أم ولد له لكونها أكثرت من مناكدته فعزم على التوجه بها لأهلها ثم عوده لمكة فقدرت وفاته بعد وصوله بقليل وذلك قبيل ظهر يوم الثلاثاء ثاني عشر ربيع الأول سنة سبع وثمانين بالقاهرة وصلي عليه في مشهد حافل جداً ثم دفن بجوار أبيه بتربة سعيد السعداء وكثر الثناء عليه والتأسف على فقده رحمه الله وإيانا ونفعنا ببركاته.
407 - محمد بن محمد بن علي بن محمد التقي بن البدر القاهري الحنفي الماضي أبوه ويعرف كهو بابن القزازي وقال أنه لسكنهم بحارة القزازيين فالله أعلم. ولد في سنة ست وثلاثين وكان جده من أهل القرآن فيما زعم ونشأ هذا عقاداً ثم تدرب بناصر الدين النبراوي وجلس بباب البدر بن الديري وابن عمه محمود بل وبباب القاضي سعد الدين وحضر دروسه ثم ناب في الحسبة عن العلاء بن الفيشي لخلطة بينه وبين أبيه إلى أن استنابه ابن الصواف واستمر ينوب لمن بعده وحد ولزم خدمة الأمشاطي وحضر دروسه وصار في أيام قضائه شبه النقيب له وباح بأخرة بعدم حمده له وكذا حضر دروسه وصار في أيام قضائه شبه النقيب له وباح بأخرة بعدم حمده له وكذا حضر دروس الزين قاسم وابن عبيد الله وغيرهما بل حضر عندي بعض الدروس وتنزل في الجهات وتميز في الصناعة مع إظهار تواضع وعق لوسكون وحج غير مرة وباشر نقيباً عند ابن عيد ثم عند الغزي ثم أقبل القاضي على ابن عبيد الوقاد فانجمع عنها وباشر حينئذ النقابة عند الحنبلي مخطوباً منه لها ثم لما ولي الأخميمي عاد لنقابة الحنفية وحمد في مباشراته واستقر بعد الكمال بن الطرابلسي في نوبته وصاهر نور الدين الصوفي مدة على ابنته ثم فارقها ويذكر بثروة.
 408 - محمد بن محمد بن علي بن محمد الحموي الشافعي ويعرف بابن الزويغة. ولد سنة أربع وسبعين وسبعمائة وسمع مع الخطيب الجمال بن جماعة في سنة اثنتين وثمانين وسبعمائة على الجلال عبد المنعم بن الجلال وكذا سمع على أبي الخير بن العلائي وغيره وكان صالحاً عالماً فاضلاً واعظاً مشهوراً. قدم من حماة لبيت المقدس زائراً فمات به في سنة اثنتين وخمسين عن ثمان وسبعين. ذكره ابن أبي عذيبة.
409 - محمد بن محمد بن علي بن محمد الشمس المصري ثم المكي التاجر سبط القاضي نور الدين علي بن خليل الحكري الحنبلي ويعرف بزيت حار. ولد في يوم الاثنين ثامن المحرم سنة أربع وعشرين بمصر وتحول منها مع أبيه وهو ابن نحو خمس سنين إلى مكة فأقام بها حتى رجع إلى القاهرة مع خاله البدر محمد الحكري واستمر معه وحفظ القرآن بل وأقرأه في الخرقى وتنزل في البرقوقية فلما مات خاله وذلك في سنة سبع وثلاثين عاد إلى مكة مع أبيه فقطنها وتكسب بالقبانة ثم ارتقى فيها بفرضه جدة لم يخرج منها لغير جدة والزيارة إلا في سنة خمس وتسعين مطلوباً وأودع حبس أولى الجرائم حتى بذل ثم أطلق وعاد إلى بلده ولم يفته الحج في طول المدة إلا فيها كما أخبرني وقال أيضاً أنه جود على ابن عياش وعلى الديروطي، وارتقى في التجارة وصار له بمكة وجدة الدور وبعضها من إنشائه وهو ممن يكثر الطواف والتلاوة ويظهر الفاقة وربما كان قبل المصادرة يعطي اليسير لبعض الفقراء ثم بطل وكذا كان يخلط.
410 - محمد بن محمد بن علي بن محمود بن علي السنا العفيف بن القطب الأصبهاني ثم الشيرازي الشافعي نزيل مكة والماضي أبوه. لقيني بها في سنة ست وثمانين ولم يبلغ الثلاثين فلازمني مع أبيه وغيره دراية ورواية وهو فاضل في العربية ممن قرأ في القراآت على السيد قاضي الحنابلة بالحرمين واشتغل بالصرف والمنطق وغيرهما على أبيه وغيره في لار ومكة وغيرها وربما أقرأ الطلبة مع لطف وتودد وتقنع ولما سافر أبوه تخلف بمكة عنه ثم سافر وسمعت بوجودهما وأنا بمكة في سنة أربع وتسعين ثم لقيتهما في سنة ست بها وفي المجاورة بعدها ولازماني.
411 - محمد بن الشيخ أبي اللطف محمد بن علي بن منصور الحصكفي الأصل المقدسي الشافعي سبط التقي أبي بكر القلقشندي والماضي أبوه. قدم القاهرة فأخذ عني شيئاً وكذا اشتغل علي ثم عاد وهو فهم نبيه.
412 - محمد بن محمد بن علي بن منصور البدر بن الصدر الحنفي ويعرف كأبيه بابن منصور. قال شيخنا في إنبائه: ولد سنة ست وخمسين وسبعمائة تقريباً، وولي قضاء العسكر في حياة أبيه وتدريس الركسنية وخطب بجامع منكلى بغا وكان قليل البضاعة ذهب ما كان معه من دنيا في الفتنة. ومات في رمضان سنة إحدى عشرة.
 413 - محمد بن محمد بن علي بن هاشم بن منصور رضي الدين أبو بكر بن الظهير الحسيني الموسوي الحلبي الحنبلي ويعر فكأبيه بابن منصور. قدم أبوه لحلب من الشرق وتصرف فيها بالرسلية بأبواب القضاة ونحوها وولد له ابنه بها في عاشر صفر سنة ثلاث وستين وثمانمائة ونشأ بها فاشتغل وطلب الحديث وأخذ عن أبي ذر والبقاعي والخيضري ولازمه سيما بالقاهرة وتردد لمن تجدد من المسمتين كالبهاء المشهدي والكمال بن أبي شريف والسنباطي والديمي بل قرأ على أبي السعود الغراقي وعلى حفيد يوسف العجمي وعبد الغني بن البساطي وابن الشهاب البوصيري وغيرهم ممن سمع على ابن الكويك والطبقة ولا زال يسترسل حتى أخذ عن الأمين بن الحكاك المنصوري أحد نواب الحنابلة فمن دونه، وكان قدومه القاهرة في سنة سبع وثمانين ثم بعدها ولما قدمت من مكة تردد إلي وقرا علي من مروياتي ومصنفاتي وكتب بخطه بعضها واستفاد مني تراجم وقال أنه يريد جمع شيوخه، وهو ذكي فهم سريع الكتابة والهذرمة في القراءة فيه قابلية وفطنة ولكنه متجاهر غير متصون وقد كف قليلاً وساعده الخيضري حتى استقر في كتابة سر حلب ونظر جيشها في أثناء سنة تسعين ببذل قيل نحو ألفين ثم في قضاء الحنابلة بها ثم صرف عن ذلك بعد إهانة شديدة ووضع في الحديد، وقدم القاهرة في أثناء سنة خمس وتسعين فقرأ علي أشياء وحصل وجيز الكلام في الذيل على دول الإسلام وغيره من تصانيفي وتزايد نفوري منه لعدم ثقته وديانته، وذكر لي أنه قرأ في الشام على جماعة من أصحاب عائشة ابنة ابن عبد الهادي وغيرها بالسماع ثم سافر لمكة وتوجه منها إلى المدينة وصحب بعض الرافضة بها بل رام التزوج فيهم فكفه السيد السمهودي وكان يجمع عليه، ثم رجع إلى مكة وسافر منها إلى اليمن وانقطع خبره عنا.
414 - محمد بن محمد بن علي بن وجيه الشمس أبو الفتوح وأبو البشائر بن العز السخاوي الأصل القاهري الشافعي القادري ثم الوفائي المعبر سبط الشمس محمد بن عباس الجوجري الشافعي المتوفي أول ولاية الظاهر جقمق بعد بشارته بالسلطنة ويعرف بان عز الدين. كان أبوه وجده مالكياً ومولده بعيد الأربعين بقليل تقريباً فقرأ القرآن وتحول كجده لأمه شافعياً وقرأ على الزين السندبيسي اليسير من شرحه للأندلسية وجميعه على أبي العباس الحنفي المقيم بزاوية الشيخ محمد الحنفي واعتنى بالتعبير كأبيه وجده فقرأ على أبي حامد القدسي مؤلفه التدبير في علم التعبير ووصفه بالشيخ الإمام الفاضل الكامل المحقق المدقق الأوحد الفريد في هذا الفن لعلمه بكمال أهليته وتمام استعداده وأن يروي عنه سائر مروياته ومؤلفاته وأرخ ذلك في جمادى الأولى سنة سبع وسبعين ثم أذن له في جمادى الأولى من السنة التي تليها بالإفتاء والإقراء فيه وكذا تدرب في التعبير بعلي المحلي وأخي الكمال المحيريق وغيرهم بحيث تميز واشتهر وصار يطلبه السلطان وغيره لذلك ولم يحصل منهم على طائل بل هو في حانوت بالشرب يتكسب بالقماش بنزر يسير، وحج في سنة تسع وستين وزار القدس والخليل وصاهر الشرف يحيى الدمسيسي على ابنته فماتت وتركت منه ولداً اسمه أحمد كفله جده وقد اجتمع بي مراراً وأخذ عني وكتبت له إجازة على مصنف التلواني سر بثنائي عليه فيها وأكثر من عرضها على أهل الخير ونحوهم وهو مأنوس بارع في فنه.
415 - محمد بن محمد بن علي بن وهبان الشمس المدني. ممن أخذ عني بها.
416 - محمد بن محمد بن علي بن يحيى بن زكريا الشمس بن ناصر الدين المنيحي المقدسي الحنفي. ذكره شيخنا في معجمه فقال لقيته ببيت المقدس وقرأت عليه المسلسل وجزء البطاقة بسماعه لهما على الميدومي وكذا سمع منه شيخنا التقي القلقشندي.
 417 - محمد بن محمد بن علي بن يعقوب البهاء أبو الفتح بن القاياتي أخو أحمد الماضي وأبوهما. ولد في ليلة السبت عشرى ربيع الأول سنة عشرين وثمانمائة كما قرأته بخط أبيه بالقاهرة ونشأ فحفظ القرآن والمنهاج والألفية وعرض على الونائي بحضرة التلواني وعلى شيخنا في آخرين بل أسمعه أبوه على الولي العراقي والواسطي وكذا سمع على الزين الزركشي وابن ناظر الصاحبة وابن بردس وابن الطحان وشيخنا في آخرين، وأخذ عن غير واحد من جماعة أبيه شريكاً لأخيه بل أخذ في الفقه عن البرهان بن خضر ورغب له والده عن مشيخة سعيد السعداء ثم انتزعت منه للكرماني. ولزم بيته مع مباشرة تدريس الفقه بالأشرفية برسباي وغيرها من وظائف أبيه التي استقرت بعده باسمه واسم أخيه كالفقه بالغرابية والحديث بالبرقوقية فلما مات أخوه استقل بها واستقر عوضه في مشيخة البيبرسية؛ وكان ساكناً جامد الحركة قريباً إلى الخير وربما يكون في الفضيلة أميز من أخيه. مات في يوم الأربعاء ثامن عشر ذي الحجة سنة إحدى وثمانين مطعوناً وصلي عليه من الغد في مصلى باب النصر ثم دفن بتربة سعيد السعداء رحمه الله وإيانا.
418 - محمد بن محمد بن علي بن يوسف بن أحمد الباز الأشهب منصور الغراقي ثم القاهري الشافعي والد المحمدين أبي البركات وأبي السعود وأبي مدين الآتين. ممن قرأ القرآن وحفظ التنبيه واشتغل وكان صالحاً.
419 - محمد بن محمد بن علي بن يوسف سعد الدين بن الشمس الذهبي الشافعي نزيل الكاملية والماضي أبوه ويعرف بالذهبي. ولد في سابع عشر المحرم سنة خمسين وثمانمائة ونشأ فأحضره أبوه في الرابعة ختم البخاري بالظاهرية على الأربعين وحفظ القرآن والمنهاج واشتغل ولازم الجوجري حتى تميز في فروع الفقه وكذا أخذ عن العبادي وأذنا له بل أخذ عن السنتاوي ونحوه وانتمى لأحمد بن إمام الكاملية وتنزل فيها وفي غيرها من الجهات، وحد مع سكون وعقل وهو أحد الفضلاء وربما أقرأ.
420 - محمد بن محمد بن علي بن يوسف البهاء أبو البقاء بن المحب الأنصاري الزرندي المدني قاضيها الشافعي أخو عمر الماضي وهذا الأكبر؛ قال شيخنا في إنبائه: ولي قضاء المدينة وإمامتها وخطابتها في سنة تسع وثمانمائة ثم عزل يعني بعد زيادة على نصف سنة باشر فيها بنكد فدخل دمشق ثم الروم فانقطع خبره ثم قدم. ومات بالقاهرة في الطاعون سنة اثنتين وعشرين. قلت وكان قد سمع على الجمال الأميوطي والزين المراغي والعلم بن السقا وتفقه بالجمال الكازروني وتزوج ابنته واستولدها أولاداً وقرأ عليه يوسف بن محمد الزرندي في البخاري بالروضة.
421 - محمد بن محمد بن علي البدر بن الخواجا الشمس الدمشقي بن البراق. قال شيخنا في إنبائه أنه نبغ في معرفة التجارة وسافر مراراً إلى اليمن وغيرها وصار أحد أكابر التجار. مات سنة اثنتين وعشرين بعدن قبل إكمال الثلاثين وفجع به أبوه ويقال إنه مات مسموماً رحمه الله.
محمد بن محمد بن علي البدر أبو البقاء الإبشيهي. فيمن جده أحمد بن موسى.
422 - محمد بن محمد بن علي التقي بن البدر الكناني الصحراوي. ولد تقريباً سنة ثمان وسبعين وسبعمائة وسمع علي الجمال الحنبلي وأجازت له عائشة ابنة ابن عبد الهادي وغيرها؛ أجاز لي وكان خيراً يقرأ القرآن ويباشر أوقاف خوند ابنة المؤيد مع وجاهة وحشمة. مات في صفر سنة ثلاث وستين وقد جاز الثمانين رحمه الله. محمد بن محمد بن علي الزين أبو بكر الخوافي. هكذا رأيته بدون محمد الثالث والصواب إثباته وسيأتي.
423 - محمد بن محمد بن علي الشمس بن الشرف الجوجري ثم القاهري الشافعي والد التاج عبد الوهاب الماضي ويعرف بابن شرف. ولد بجوجر ثم تحول منها وحفظ التنبيه والمنهاج الأصلي وألفية النحو وغيرها ورافق الجلال المحلي في الأخذ عن البرماوي والبيجوري وغيرهما كابن أنس في الفرائض، كل ذلك مع تكسبه بالتجارة على طريقة كاد انفراده بورعه فيها. واستقر في مشيخة البشتكية بعد وفاة صاحبه وبلديه الشهاب أحمد بن حسن بن علي وتميز في الفضل وجود الخط وكان يذكر أن شيخه في الكتابة مثال خط سيدي عبد العزيز الديريني. وكان المحلي يعظمه بحيث رأيت وصفه له في إجازة ولده بقوله صديقنا الشيخ العالم الصالح. مات سنة ست وخمسين رحمه الله وإيانا.
 424 - محمد بن محمد بن علي ضياء الدين أبو عبد الله بن الشمس الجلالي الحنفي أخو حافظ الدين أحمد الماضي. ممن سمع علي بقراءة أخيه أربعي النووي. ومات قبله صغيراً أظنه في طاعون سنة أربع وستين قبل أن يبلغ عوضه الله الجنة.
425 - محمد بن محمد بن علي الشمس البوتيجي الضرير المالكي ويعرف بابن درباس مات بمكة في شعبان سنة ست وثلاثين. أرخه ابن فهد ووصف بالعلامة الشمس الطمائي بلداً المعروف بالبوتيجي وأبوه أيضاً بدرباس وابن الحبيشي وذكر أنه رآه في المنام بعد موته واستخبره عن حاله فذكر ما يدل على الخير. وغلط بعضهم فأرخ وفاته سنة إحدى وثلاثين.
426 - محمد بن محمد بن علي الشمس الجوجري القاهري الشافعي ويعرف بأبي عقدة. اشتغل قليلاً وقرأ الأسباع ونحوها، أخذ عني الكثير من البخاري وغيره ولازم الإملاء. ومات شاباً في ربيع الثاني سنة تسع وسبعين رحمه الله.
427 - محمد بن محمد بن علي الشمس الواعظ بن العطار. ذكره البقاعي مجرداً.
428 - محمد بن محمد بن علي الأديب أبو عبد الله الهنتاتي الأديب ويعرف بالقفصي. مات سنة ثلاث وخمسين بتونس.
429 - محمد بن محمد بن علي أبو الفضل بن الشرف الطنبدي ويعرف بابن عرب لكون أمه حجملك ابنة السراج عمر بن علي بن عمر بن علي بن أحمد بن عرب. باشر ديوان الأتابك أزبك؛ وكان جيد الكتابة بارعاً في المباشرة فيما بلغني مع عقل وسكون. مات في يوم السبت ثامن جمادى الأولى سنة ثمان وثمانين ودفن بتربته التي أنشأها جوار مصلى باب النصر عفا الله عنه.
430 - محمد بن محمد بن علي المطوعي الأزهري. ممن سمع مني.
431 - محمد بن محمد بن عماد بن عثمان بن تركي - بضم الفوقانية - الكمال أبو البركات بن المحب أبي السعادات بن العماد الحميري النحريري المالكي ويعرف بابن أبي السعادات. ولد في يوم السبت منتصف المحرم سنة أربع وسبعين وسبعمائة بالنحرارية وحفظ بها القرآن ومختصر ابن الحاجب الفرعي وبحث فيه على الشمس محمد بن علي بن عديس؛ ودخل دمشق فسمعع بها على أبي العباس أحمد بن عمر بن هلال الربعي الموطأ رواية يحيى بن يحيى والتيسير أنابهما الوادياشي والنغبة لأبي حيان بقراءته لها عليه وبحث عليه المختصر الفرعي وأذن له في الإقراء وتردد إلى إسكندرية كثيراً وبحث بها فيه أيضاً على عالمها محمد بن يوسف المسلاتي وكذا بحث فيه بالقاهرة علي الزين عبادة، وحج غير مرة وحدث. مات بالنحرارية في ربيع الأول سنة خمس وأربعين رحمه الله.
433 - محمد بن محمد بن عمر بن أحمد بن عبد الرحمن ناصر الدين بن الشمس القمصي ثم القاهري الشافعي ويعرف بابن النحال - بمهملة - قريب الجلال القمصي كان أسن منه فحفظ القرآن عند الشهاب أحمد والد الجلال وزوجه بابنته فاطمة وحضر مع ولده عند الصدر الإبشيطي والسويفي والبيجوري وغيرهم في الفقه وغيره وسمع على ابن أبي المجد صحيح البخاري بفوت والختم منه على التنوخي والعراقي والهيثمي وقطن البيجور مدة لنحل له فيها وقدم القاهرة مراراً وسمع بها اليسير أجاز لي. ومات بالبيجور سنة خمس وسبعين رحمه الله.
434 - محمد بن محمد بن عمر بن أحمد بن عمر بن يوسف بن علي بن عبد العزيز الرضي أبو العز بن عز الدين الحلبي الأصل القاهري الموقع الماضي أبوه وجده وجد أبيه. ولد في المحرم سنة ست وسبعين وسمع مني المسلسل وقرأ هو علي ثلاثيات البخاري والبردة وسمع من مسلم قطعة ومن الموطأ رواية يحيى بن يحيى ومن السيرة.
435 - محمد بن محمد بن عمر بن أحمد التقي بن البدر البرماوي الأصل نزيل الظاهرية القديمة ثم بولاق والماضي أبوه. ممن حفظ القرآن وغيره وتكسب بالشهادة وخدم تمر الحاجب وقتاص وكذا لازم تمراز كثيراً ولم يحصل على طائل، واستقر في جهات أبيه بعده ومنها إمامة الجامع الزيني ببولاق، وحد في الرجبية وسافر لغير ذلك وسمع مني مع والده قليلاً بل سمعا بقراءتي ختم البخاري وغيره على أم هانئ الهورينية ومن شاركها يومئذ، وتزوج ابنة نور الدين البرقي بعد الشهاب أحمد بن إسماعيل الحريري الحنفي، وهو حسن الهيئة متأدب ولكنه رسم عليه حين التعرض للمتكلمين على الجهات. وتناقص حاله جداً.
 436 - محمد بن محمد بن عمر بن إسرائيل الشمس أو عبد الله الغزي الحنفي ويعرف بابن عمر. ولد في صفر سنة إحدى وثمانمائة بغزة ونشأ بها فقرأ القرآن على الشمس صهر الشهاب عثمان الخليلي وحفظ المجمع والبديع وألفية ابن ملك وعرضهما على التفهني والعز الحاضري والبدر الأقصرائي الحنفيين والجلال البلقيني والهروي وابن مغلى وأجازاه خاصة وتفقه بقارئ الهداية وكتب له أنه قرأ المجمع في الفقه والبديع في أصوله بحثاً وأنه سمع غيرهما من أنواع الفقه وأصوله متفهماً لما يسمعه سائلاً عما خفي عليه مشكله فأبقاه الله لإفادتهما وأعانه على نشرهما وكذا قرأ المجمع على عمر بن يعقوب البلخي وسمع عليه شيئاً من الهداية وأجازه وتفقه أيضاً بالشمس بن الديري ولازمه وكان قارئاً عنده بالفخرية وسمع عليه وعلى قاري الهداية والولي العراقي وابن الجزري ومما سمعه عليه الشاطبية والجزء الذي خرجه لنفسه وقرأ عليه أشياء وأجاز له وروى له درر البحار عن مؤلفه الشمس القونوي وشرحه عن مؤلفه الشهاب أحمد بن محمد بن خضر الحنفي وبرع في الفقه، وحج وزار بيت المقدس والخليل ودخل الشام وحلب والقاهرة وغيرها وولي قضاء بلده في ذي الحجة سنة إحدى وخمسين ثم انفصل عنه في سنة ثمان بعمر بن حسين بن بوبان - بموحدتين الأولى مضمومة - فأقام نحو عشرة أشهر ثم أعيد، ولقيته بها في سنة تسع وهو قاض فقرأت عليه المسلسل بسماعه له على ابن الجزري وأحاديث من منتقى العلائي من مشيخة الفخر. وكان فاضلاً متواضعاً مائلاً إلى الرشا وآل أمره إلى أن روفع فيه بسبب بعض القضايا فحمل إلى القاهرة فأقام بها أشهراً ونالته مشقة ثم لم يلبث أن تعلل بها يسيراً. ومات بعد سنة سبعين رحمه الله وعفا عنه، ثم رأيت فيمن قرض مجموع البدري محمد بن عمر الغزي الحنفي وأرخ كتابته في سنة إحدى وسبعين ويغلب على ظني أنه هذا وأطال كتابته نظماً ونثراً فكان من نظمه:

فقير غريب عاجـز ومـقـصـر

 

يريد عطاء من ذوي الفضل ياسرا

يروح على الإخوان يرجو ثوابهـم

 

ويغدو لطى المدح في الناس ناشرا

وكذا كتب بخطه من نظمه مما يقرا على رويين وأخذه من شيخنا:

صباح خير الرسل روحي غدا

 

أشهى إليها من نسيم الصباح

غدت صباح الوجه جنداً لـه

 

فلذ به يا شيخ تنس الصبـاح

437 - محمد بن محمد بن عمر بن أبي بكر الشمس الصرخدي الأصل الدمشقي الشافعي المقرئ ويعرف بالصرخدي. ولد في سنة أربعين وثمانمائة تقريباً بدمشق ونشأ بها فحفظ القرآن والتنبيه عند أحمد الزينوني - بنونين وزاي مفتوحة نسبة لقريبة من قريى البقاع - وجود القرآن مع قراءة عاصم علي إسمعيل الحنبلي الدمشقي نزيل صالحيتها وتلا به للكسائي وعاصم علي الشمس بن النجار ولأبي عمرو فقط على الزين خطاب وعليه قرأ البخاري والمصابيح بتمامهما وحضر دروسه ودروس النجم بن قاضي عجلون وجمعاً للسبع علي عمر الطيبي الصالحي الضرير وخليل اللدي إمام الجامع الأموي وكانا شافعيين وقرأ على إبراهيم الناجي صحيح مسلم إلا يسيراً من أوله وسمع عليه البخاري والترغيب وغيرهما وحضر مجالس النظام بن مفلح بل قرأ على قريبه البرهان القاضي شيئاً من القرآن في آخرين، وحد غير مرة وجاور بمكة وقرأ بها على الشمس المسيري في الفقه وغيره وابن أمير حاج الحلبي الحنفي رسالة الزين الخافي وسمع على النجم عمر بن فهد في مسند أحمد وعلى أبي الفضل المرجاني في البخاري وصحب العلاء بن السيد عفيف الدين والبرهان إبراهيم القادري وغيرهما من السادات؛ ودخل مصر في التجارة وتكرر سفره لجدة بسببها بل له حانوت في بلده، ولما كنت بمكة في سنة ثلاث وتسعين رأيته يقوم بالناس التراويح في رمضان فكان من أكثر القائمين زحاماً لجودة قراءته، ثم تكرر اجتماعه علي في التي تليها بل أخذ عني الكثير من الكتب الستة وغيرها سماعاً علي ومني وكتبت له إجازة في كراسة وكذا حضر عند عبد المعطي المغربي في الرسالة والعوارف، ونعم الرجل سمتاً وعقلاً وتودداً وخيراً.
 438 - محمد بن الكمال محمد بن عمر بن الحسن بن عمر بن حبيب الحلبي. ولد في سنة ثلاث وخمسين وسبعمائة فيما كتبه بخطه وقال فيما قاله شيخنا أنه سمع أباه واستجيز لولده وغيره في سنة ثلاث وعشرين. قاله شيخنا: ثم قدم القاهرة بعد يسير سنة خمس وهو ممن باشر نقابة الحكم بدمشق في أيام مسعود وكان مظلم الأمر في الشهادة سامحه الله.
439 - محمد بن محمد بن عمر بن رسلان بن نصير بن البدر بن السراج البلقيني الأصل القاهري الشافعي والد الولوي أحمد الماضي وجده والآتي ولده الآخر فتح الدين محمد. ولد في سنة تسع وثمانين وسبعمائة بالقاهرة. ومات أبوه وهو طفل فكفله جده وحفظ القرآن وصلى به التراويح على العادة وله نحو عشر سنين ودرس في المنهاج وحضر دروس جده وسمععليه جزء الجمعة للنسائي وغيره ولازم الكمال الدميري وعمه الجلال البلقيني؛ ونبه قليلاً حين ولايته القضاء وإلا فقد كان نشأ في إملاق وأكثر عن البرهان البيجوري وكذا أخذ عن الشمس الشطنوفي والشهاب الطنتدائي وآخرين وسمع على الجمال بن الشرائحي وداخل الكبار وعرف بصحبة الزين عبد الباسط وتمول بملازمته جداً في مدة ييرة وحصل الوظائف والإقطاعات والرزق وناب في القضاء بمنية الأمراء وغيرها من الضواحي ودرس بعد موت عمه في الفقه بجامع طولون وكذا بالحجازية مع خطابتها ومشيخة الميعاد بها وحدث بجزء الجمعة سمع منه الفضلاء، وأنشأ داراً هائلة بالقرب من مدرسة جده؛ مات قبل تمامها، وكان ذكياً ظريفاً حسن النغمة على الهمة خليعاً ماجناً. مات في آخر يوم الثلاثاء حادي عشر شوال سنة ثمان وثلاثين ودفن عند أبيه وجده وأوصى بعمارة ميضأة وبغير ذلك من الترب. ذكره شيخنا في إنبائه باختصار عما تقدم قال وسيرته مشهورة وسبب تقدمه عند الزيني مشهور رحمه الله وعفا عنه وإيانا.
440 - محمد بن محمد بن عمر بن عبد الوهاب بن عبد العزيز ناصر الدين بن الشمس أبي عبد الله بن النجم الحلبي الحنفي ويعرف بابن أمين الدولة. ولد في ربيع الأول سنة تسع وتسعين وسبعمائة بحلب ونشأ بها فقرأ القرآن على الشمس الغزي وسعد الدين السعيد وغيرهما وحفظ المختار وتصريف العزي والجمل الجرجانية وأخذ في الفقه عن أبيه والبدر بن سلامة والعز الحاضري وآخرين وسمع الصحيح على ابن صديق، وأجاز له عائشة ابنة ابن عبد الهادي وعبد الكريم بن محمد بن القطب الحلبي والبدر النسابة الكبير وابن خلدون وآخرون، وناب في القضاء عن والده وباكير وغيرهما بل باشر تدريس المقدمية، وحدث سمع منه الفضلاء قرأت عليه بحلب المائة انتقاء ابن تيمية من البخاري وكان عاقلاً كريماً جيداً سيوساً من بيت حشمة ورياسة وثروة وأوقاف. مات في حدود الستين رحمه الله.
441 - محمد بن محمد بن عمر بن علي بن أحمد بن محمد ناصر الدين بن الجامل أبي عبد الله القرشي الطنبدي القاهري الشافعي الماضي أخوه عمر وأبوهما ويعرف كسلفه بابن عرب. مات في جمادى الأولى سنة ثمان وسبعين ويقال أنه جاز التسعين وأنه ناب عن الجلال البلقيني فمن بعده بعد أن حفظ في صغره التنبيه وعرضه واشتغل قليلاً، وكان منجمعاً عن الناس مديماً للإقامة بمنزله كأخيه وأكثر أقاربه.
442 - محمد بن محمد بن عمر الشرف بن النجم بن عرب ابن عم الذي قبله ووالد النجم محمد الآتي. ذكر لي ابنه أنه حفظ التنبيه وتقدم في الشروط والإسجالات وتكسب بالشهادة، وحج مع الرجبية في سنة إحدى وخمسين وزار بيت المقدس ودخل الشام وحلب صحبة إينال الجكمي وكان إمامه واختص به ولذا كان يخاف بعد مخامرته من الظاهر جقمق واختص بأرغون مملوك عبد الباسط وكان مع شيخوخته يكثر اللعب بالشطرنج. مات في شوال سنة أربع وثمانين عن أزيد من تسعين سنة أو نحوها.
 443 - محمد بن محمد بن عمر بن عنقة - بفتحات - الشمس أبو جعفر البسكري - بفتح أوله وثالثه بينهما مهملة ساكنة - المدني. ولد سنة بضع وأربعين وسبعمائة وسمع الكثير بنفسه بدمشق ومصر وغيرهما فحمل عن بقايا من أصحاب الفخر بن البخاري والتقى الواسطي وغيرهما وكذا سمع قديماً من الجمال بن نباتة ثم حمل عن ابن رافع وابن كثير وقرأ بالمدينة النبوية على الشمس الششتري ويحيى بن موسى القسنطيني والجمالين الأميوطي ويوسف بن البناء وصاهره على ابنته والزين المراغي، وأجاز له القلانسي وغيره وكتب عن الجمال أبي الربيع سليمان بن داود المصري بحلب ما أنشده يوم مات التقى عبد الرحمن بن الجمال المطري، قال شيخنا في إنبائه أنه كان يسكن المدينة ويطوف البلاد وحصل الأجزاء وتعب كثيراً ولم ينجب سمعت منه يسيراً وكان متودداً. وقال في معجمه أنه تنبه قليلاً وكان شديد الحرص على تحصيل الأجزاء وتكثير الشيوخ والمسموع من غير عمل في الفن سمعت من لفظه ترجمة عبد السلام الداهري من مشيخة الفخر بسماعه من ابن أميلة عنه وحدثني من لفظه بأحاديث خرجت بعضها في تخاريجي وخرجت عنه في المتباينات حديثاً وأنشدني قال أنشدني ابن نباتة لنفسه:

سافرت للساحل مستبضعاً

 

ذكراً وأجراً حسن الجملة

قياله من متجر كـاسـد

 

ما نفقت فيه سوى بغلتي

رجع من اسكندرية إلى مصر فمات بالساحل في جمادى الآخرة سنة أربع غريباً رحمه الله وإيانا.
444 - محمد بن محمد بن عمر بن قطلوبغا شجاع الدين بن الحسام بن الركن البكتمري المصري ثم القاهري الشافعي أخو السيف محمد الحنفي والشرف يونس المالكي ومنصور الحنبلي المذكورين وأمهم أم هانئ الهورينية. ولد تقريباً سنة سبع وتسعين وسبعمائة بمصر ونشأ بها فحفظ القرآن وجوده والعمدة والشاطبيتين والمنهاجين وألفية ابن ملك وظنا فصيح ثعلب، وعرض وأخذ الفقه عن التقي بن عبد الباري والزكي الميدومي وتردد لجماعة من العلماء وسمع معنا على شيخنا في رمضان أشياء بل لازمه في الأمالي ورأى النبي صلى الله عليه وسلم في مجلسه وكذا سمع على أمه الكثير وعلى النور البكتمري والحجازي والجلال بن الملقن والمحبين الفاقوسي والحلبي الألواحي والشمس الرازي والجمال بن أيوب والبهاء بن المصري وضبط الأسماء عند الزين رضوان وغيره بالشيخونية وكان يراجعني في ذلك، وحج وجاور وزار بيت المقدس، وكان خيراً كثير التلاوة منجمعاً عن الناس طارحاً للتكلف وفي لسانه تمتمة ولكنه إذا قرأ القرآن لا يتلعثم. مات ببولاق في يوم الاثنين رابع عشر شعبان سنة ثمان وسبعين بعد توعكه مدة بل كف بصره من سنة فأزيد وسقطت أنامله وهو مع ذلك كله صابر فحمل لبيت أمه بنواحي الصليبة وأخرجت جنازته منه وصلي عليه بسبيل المؤمني في مشهد متوسط ثم دفن عند أمه بتربة جدها لأمها الفخر القاياتي عند باب مقام الشافعي ونعم الرجل كان رحمه الله وإيانا.
 445 - محمد سيف الدين الحنفي شقيق الذي قبله ويعرف قديماً بابن الحوندار. ولد تقريباً سنة ثمان وتسعين أو التي بعدها ونشأ فحفظ القرآن وعمدة النسفي في أصول الدين وعمدة الأحكام وتقريب الأسانيد كلاهما في المتون والشاطبيتين والقدوري والمجمع والهداية ثلاثتها في الفقه والسراجية في الفرائض والمنار والمنهاج والمغنى ثلاثتها في أصول الفقه وألفية ابن ملك والشافية لابن الحاجب في الصرف والعروض له وغيرها وعرض بعضها على الجلال البلقيني والكمال بن العديم والشمس المدني المالكي والعز البغدادي الحنبلي في آخرين وأخذ الفقه وأصوله عن التفهني وكذا العربية والفرائض وغيرهما ولازم ابن الهمام في الفقه والأصلين والعربية وغيرها حتى كان جل انتفاعه به بل حضر معه على السراج قارى الهداية في الفقه وأصوله وغيرهما وقرأ شرح ألفية العراقي على المحب بن نصر الله الحنبلي وأذن له في إقرائه وكذا أذن له التفهني في الإقراء ثم ابن الهمام بل كان فيما بلغني يصفه بأنه محقق الديار المصرية ويرجحه على سائر الجماعة واجتمع بالأدكاوي ودعا له وحكى لي أنه رآه في المنام والتمس منه الدعاء له بنزع حب الدنيا فبادر لمدحه والثناء عليه بكلمات كان من جملتها أنت السيف الأمدي والسيف الأبهري ونحو ذلك بحيث صار في خجل ويشير إلى قطع الكلام فيه والتنصل من الرقي به لهذا الحد فقال له الشيخ إذا أراد الله أمراً كان، قال السيف ومن العجيب أنني بعد ذلك لما أكثرت من الانجماع ولزمت العزلة قال لي شيخي ابن الهمام والله لو دخلت مكاناً وطينت عليه لظهرت، وكذا بلغني عنه أن والده كان من جماعة بني وفا وأنه استبطأ ثمرة صحبتهم ومحبتهم فاتفق اجتماعه بعد ترعرعه مع والده عند أبي الفتح أو غيره من آل بيتهم فقال ذاك الشيخ مخاطباً لأبيه هذا وأشار لصاحب الترجمة هو الثمرة أو كما قال ولأجل هذا ارتبط السيف بالانتماء لهم واحداً بعد واحد حتى مات وسمع على الزيون التفهني والقمني والزركشي وأمه في آخرين وكان كثير الاغتباط بسماع المقروء على أمه حسن الإصغاء له كثير البكاء، وحج مراراً أولها في سنة سبع عشرة وأول ما ولي تدريس الفقه بقبة الصالح برغبة ابن الهمام له عنه ثم بالناصرية والأشرفية القديمة والأقبغاوية المجاوية للأزهر برغبة العز عبد السلام البغدادي له عنها ثم التفسير بقبة المنصورية برغبة أبي الفضل المغربي بل استنابه ابن الهمام في مشيخة الشيخونية في بعض حجاته وولي مشيخة الجامع الذي بالحبانية للزين الاستادار بإلزام ابن الهمام له بقبوله ثم تركه محتجاً بأنه سأله أن يكون لصوفيته نظير ما عمله لمدرسته المجاورة لبيته فلم يوافقه هذا مع عدم تعاطيه من معلومها في تلك المدة شيئاً وكذا سئل في مشيخة تربة قانباي الجركسي قبل شيخنا الشمني فامتنع، وعرض عليه في سنة سبعين تدريس الحديث بالعينية البدرية حين تجديد حفيده لذلك وغيره فيها فامتنع مع الإلحاح عليه كما امتنع من الكتابة على الفتوى ورعاً مع مشافهة الظاهر خشقدم في كائنة وقعت أيام قضاء البرهان بن الديري التمس منه ومن الشمني الصعود إليه مع الأقصرائي ليسمع كلامهم فيها واعتذر من عدم الكتابة بكونه لم يؤذن له فيها من أحد من شيوخه وصمم على ذلك، وقد تصدى للإقراء فانتفع به الفضلاء من كل مذهب وهرع الناس للأخذ عنه وكثرت تلامذته وصاروا رؤساء في حياته وبلغني أن رفيقه الزين قاسم قرأ بين يديه في درس الفقه بوقف الصالح وكنت أنا وأخي ممن حضر دروسه في الكشاف وغيره وكتب على كل من التوضيح لابن هشام وشرح البيضاوي للأسنوي وشرح التنقيح للقرافي وشرح المنار وشرح العقائد وشرح الطوالع للدار حديثي وغيرها حواشي متقنة بديعة المثال لو جردت كانت كافلة بإيضاحها وقد جرد منها أولها لكنه لم يكمل. وبالجملة فهو إمام علامة في الفقه وأصوله والعربية والتفسير وأصول الدين وغيرها بديع التحقيق بعيد النظر والمطالعة متأن في تقريره مع سلوكه طريق السلف ومداومته على العبادة والتهجد والجماعة وشهود مشهد الليث والانجماع عن الناس والانقباض عن بني الدنيا وعدم التردد إليهم جملة والسكون وترك الخوض فيما لا يعنيه وذكرى بالجميل غيبة وحضوراً وإكرامي الزائد حتى أنه تألم بسبب كائنة الكاملية وكان ممن كلم السلطان في الثناء علي ولم يكن يميل إلا لأهل التقوى والأدب ومن ثم

امتنع من إجابتي حين توسل بي عنده ابن الشحنة الصغير في القراءة عليه وبالغ معي في الاعتذار والتلطف وإبداء ما يقبل أقل منه من مثله وصار ذلك معدوداً في مناقبه وقد قصد الأشرف قايتباي الاجتماع به وأحس بذلك فبادر وصعد إليه فأكرمه وأمر له بثلثمائة دينار واستغرب الناس هذا الصنيع ثم لما سمع أن الشيخ عزم على تزويج ابنته أمر بأن يكون العقد بحضرته قصداً لإكرامه ففعل ولم يحضر الشيخ ولما مات البرهان بن الديري استقر به عوضه في مشيخة المؤيدية بعد تمنع ثم بعد الكافياجي في الشيخونية وأعطى المؤيدية للتاج بن الديري ولم يلبث أن ابتدأ به الضعف فأقام مديدة إلى أن مات في ليلة الاثنين رابع عشرى ذي القعدة سنة إحدى وثمانين وصلي عليه من الغد بسبيل المؤمني وشهده السلطان ثم دفن بتربة جد أمه لأمها الفخر القاياتي بالقرب من مقام الإمام الشافعي من القرافة رحمه الله وإيانا.
446 - محمد بن محمد بن عمر بن محمد بن أحمد محيي الدين أبو زرعة بن الشمس التميمي الداري المغربي التونسي الأصل المكي الماضي أبوه ويعرف كهو بابن عزم. ولد بمكة في شوال سنة اثنتين وخمسين واعتنى به أبوه فأحضره وأمعه واستجاز له واقرأه القرآن وكتباً واشتغل وتميز؛ وارتحل إلى القاهرة فأخذ فيها عن الجوجري ويحيى بن الجيعان والسنهوري وآخرين وحضر عندي يسيراً ورجع فلم يلبث أن مات في ربيع الأول سنة أربع وثمانين وتوجع أبوه لفقده ووصفه بالفقيه العالم الفاضل المجاز بالتدريس والإفادة عوضه الله الجنة.
??447 - محمد بن محمد بن عمر بن محمد وجيه بن مخلوف بن صلح بن جبريل بن عبد الله العز أبو اليمن بن البهاء أبي البقاء بن السراج أبي جعفر الشيشيني ثم المحلي الشافعي ابن أخي القطب محمد بن عمر الماضي. ولد في ليلة حادي عشر المحرم سنة إحدى وسبعين وسبعمائة بالمحلة ونشأ فحفظ القرآن فيها وفي شيشين والعمدة والمنهاج الفرعي وألفية النحو وغالب الشاطبية وعرض على جماعة أجازه منهم البلقيني وابن الملقن والأبناسي والدميري في آخرين وبحث في المنهاج على أبيه والثلاثة الأخيرين والعماد الباريني القاضي والبهاء أبي الفتح البلقيني وسمع من ناصر الدين محمد بن أحمد بن فوز القاضي بالمحلة حديث الديك المسلسل بما زلت بالأشواق. وحدث أخذ عنه بن فهد وغيره ومات بالمحلة في ليلة رابع عشرى شعبان سنة تسع وثلاثين.
448 - محمد بن محمد بن عمر الجلال بن فتح الدين بن السراج الشيشيني المحلي الشافعي ابن عم الذي قبله والآتي والده العز محمد والماضي أبوه. مات وهو صغير في حياة أبيه.
449 - محمد بن محمد بن عمر بن محمد بن موسى بن محمد أكمل الدين بن خير الدين بن ناصر الدين بن شمس الدين الشنشي ولد في ربيع الآخر سنة خمس وخمسين وتدرب بأبيه وناب عن قضاة مذهبه وتنزل في الجهات كالصرغتمشية وكان يحضر عندي في دروسها واختص بقاضي المذهب ناصر الدين الأخميمي وقدمه لكثير من الاستبدالات، وله ثروة من قبل أبيه ويقال أن أمه وهي فيما قاله لي ابنه لشخص حنفي يقال له محمود بن يوسف مثرية أيضاً، وحج وهي معه في سنة سبع وتسعين وجاور التي تليها وربما توجه للزيارة في قافلة الحنبلي وعاد سريعاً.
 450 - محمد بن محمد بن عمر بن محمد الشمس القرشي الهاشمي الجعفري الغزي الشافعي ويعرف بابن الأعسر. ولد سنة ثلاث وستين وسبعمائة أو سنة اثنتين الشك منه وحفظ المنهاج وعرضه على الندر محمود العجلوني نزيل بيت المقدس وتفقه عليه وأجازه بل أذن له بالإفتاء بشرط التثبت والتقوى وكذا أذن له الجلال البلقيني في سنة تسع وثمانمائة وسمع عليه جزءاً من عوالي ولده وسمع في سنة خمس وتسعين من أحمد بن محمد بن علي الجاكي الكردي الصحيح وكذا سمعه على العلاء على بن خلف قاضي غزة غير مرة قالا أنا الحجار ومن التقى أنفاسي تحصيل المرام من تأليفه. وأجاز له في سنة اثنتين وثمانين البهاء بن عقيل وولي قضاء الحنفية بغزة فأقام نحو سنتين ثم صرف ورأيت من قال أن المشير عليه بالتحنف حينئذ شيخه ابن خلف، وناب في قضاء الشافعية بها أشهراً عن ابن مكنون فلما تحرك الرحبي الخارجي وطلب من أهل عزة مالاً ورام مصادرتهم قام فجمع الناس وحاربوه وتحزب معه أهل البلد بعد أن حصنوها وخندقوها ولكن باطنه جماعة حتى مكنوه من الجهة الشرقية بحيث دخل البلد ورام حينئذ القبض على صاحب الترجمة فنجا بنفسه إلى القاهرة فأقام بها ثم ولي قضاء الشافعية بغزة استقلالاً فأقام بها مدة وصرف عنها مرتين الأولى بالعلاء الخليلي والثانية بالشهاب الزهري، وحدث ودرس وأفتى وكان فقيهاً فاضلاً علامة قال التقى بن القاضي شهبة أنه كان يرصد للكلف ما يتحصل من القضاء ويرضى هو بالاسم والنار وسمعت المؤيد في أعقاب الفتنة حين كان نائب الشام بعده في أجواد القضاة وممن أخذ عنه الشمس بن الحمصي واستقر في القضاء بعده. ومات بغزة قاضياً في رجب سنة ست وأربعين رحمه الله وإيانا.
451 - محمد بن محمد بن عمر بن محمد الطريني المحلي المالكي أخو عمر الماضي وأبوهما. كان على طريقة أبيه بل ربما رجحه فلا يقبل هدية مع إطعامه ومداراته حتى كان هو المنظور إليه بالنسبة لأخيه. مات أذان العصر من يوم الثلاثاء تاسع عشرى جمادى الأولى سنة سبع وثمانين بجامع بنها العسل وحمل في مركب إلى بوصير ثم على أعناق الرجال لصنندفا المجاورة للمحلة وصلى عليه قبيل ظهر الغد ودفن في زاويتهم جوار أبيه وجده وعمه رحمهم الله ونفعنا بهم.
452 - محمد بن محمد بن عمر بن محمد الجمال أبو السعود بن الخواجا الشمس الدمشقي الأصل القاهري الماضي أبوه ويعرف بابن الزمن وأمه أمة. ولد في المحرم سنة ثلاث وثمانين وثمانمائة بمكة ونشأ بها وسمع مني بها في سنة سبع وثمانين ثم في سنة سبع وتسعين الشفا وسافر بعد أبيه إلى القاهرة هو وعيال أبيه وفتاة الصفوى جوهر.
453 - محمد بن محمد بن عمر بن محمد الكمال بن التاج الكردي القاهري الحنفي تنزل بعد أبيه في جهاته ولم يلبث أن رغب عنها واستقر في الشيخونية والصرغتمشية منها الشهاب بن إسماعيل الحريري في سنة تسعين.
454 - محمد بن محمد بن عمر بن محمد الشمس النشيلي الأصل القاهري الأزهري الشافعي الماضي أبوه ويعرف كهو بالتشيلي ممن اشتغل ولازم الخيضري كثيراً وكتب من مجموعاته أشياء وكذا تردد للزيني زكريا ولي وناب عنه في القضاء.
455 - محمد بن محمد بن عمر بن محمود المحب بن الشمس الكماخي الحنفي الماضي أبوه وولده إبراهيم. حفظ القرآن وكتباً وعرض واشتغل عند أبيه وسعد الدين بن الديري وغيرهما كالسراج قاري الهداية وتزوج بابنته وناب في الحكم بل استقر بعد صهره في تدريس الظاهرية العتيقة وغيرها من جهاته وكان متميزاً في الصناعة حسن الحظ جوده على الزين بن الصائغ، لطيف العشرة والممازحة علي الهمة. مات قريب السبعين ظناً عن نحو الستين رحمه الله وإيانا.
محمد بن محمد بن عمر بن وجيه بن مخلوف. فيمن جده عمر بن محمد وجيه قريباً.
456 - محمد بن محمد بن عمر البدر بن النجم القاهري الشافعي الماضي أبوه ويعرف بابن الزاهد. ولد بعد القرن وحفظ القرآن والتنبيه وغيره، وعرض على جماعة بل سمع على الشرف بن الكويك صحيح مسلم بفوات وتنزل في الجهات وتكسب بالشهادة بل وأظنه ناب في القضاء وكانت بيده خزانة كتب الغرابية وحج غير مرة منها في سنة ست وخمسين أخذت عنه. مات في سنة إحدى وسبعين ووجد له نقد كثير مع عدم توقع ذلك من هيئته وماتت زوجته بعده بجمعة رحمهما الله وعفا عنه وإيانا.


 457 - محمد بن محمد بن عمر الشمس بن حلفا السمسار. مات في سادس عشر رمضان سنة إحدى وتسعين.
458 - محمد بن محمد بن عمر الكمال بن الشمس الحلبي الأصل القاهري التاجر ابن التاجر ويعرف بابن شمس. مات في سنة اثنتين وثمانين وأبوه هو غريم الشريف الكيماوي المقتول أيام الظاهر جقمق. مات بإسكندرية.
محمد بن محمد بن عمر الغاني. فيمن جده محمد بن عمر.
459 - محمد بن محمد بن عمر الغزي الحنفي وليس هو بالذي جده عمر بن إسرائيل الماضي. ممن حفظ المجمع واشتغل على أبيه والأياسي وتميز وولي قضاء غزة بعد الشمس الضبعي فدام أربع عشرة سنة ثم صرف بإبراهيم بن حرارة واستمر حتى مات في أواخر سنة أربع وتسعين عن بضع وستين، وقد حج غير مرة وجاور ودخل القاهرة وكان ينتمي فيها ليشبك الفقيه ولم يكن فيما قيل به بأس، له رزق من قبل أبيه وغيره يتقنع به.
460 - محمد بن محمد بن عميرة الصيداوي نزيل دمشق وأحد المتصوفة. مات سنة تسع وستين عن نحو الثمانين. كتب عنه البدري في مجموعه قوله:

وسائس حمدت فيه وجداً

 

لما غدا كامل الرياسه

فرحت للشرع أشتكـيه

 

فقال لي خذه بالسياسة

وكان بديع الخط حسن البزة والعشرة متجملاً كريماً ذا محاسن.
محمد بن محمد بن عنقة. فيمن جده عمر بن عنقة.
461 - محمد بن محمد بن عيسى بن أحمد بن عيسى الشمس بن أبي الفتح بن الشرف القاهري الكتبي ابن الكتبي الماضي أبوه وجده ويعرف بابن أبي الفتح. فاضل متميز في التجليد والتذهيب والميقات والطب وغيرها من الفنون والحرف مع حشمة وأبهة وعقل وفتوة ومزيد فاقة. ومولده في ثامن شعبان سنة خمسين وثمانمائة بميدان القمح ونشأ فقرأ في القرآن وتدرب في التجليد بمحمد الحسيني وبابن السدار وغيره في التذهيب وفي شطف اللازورد بظهير العجمي وفي الميقات علماً وعملاً بالنور النقاش ثم بالعز الوفائي وبه تدرب في عمل القبان وتحريره؛ وأخذ عن الكافياجي في الهيئة وعن التقي الحصني في الصرف وعن العلاء الحصني في المنطق وعن أبي السعادات البلقيني وحسن الأعرج في الفقه وعن ابن خطيب الفخرية في النحو وغيره وكذا عن ياسين في النحو وعن الأبناسي في المعاني وغيره وعن الأمشاطي في الطب ولازمني في تفهم الألفية وقراءة البخاري وغير ذلك بل سمع علي بمكة حين طلعها من البحر في أثناء سنة ثلاث وتسعين بعض تصانيفي وغيرها ودام حتى حج ثم عاد بعد أن قرأ بمكة على السيد أصيل الدين عبد الله الإيجي في الإيضاح للنووي ولازم غيره من الفضلاء وتحرك بعد موت شعبان الزواوي ليكون رئيس القبانية فتحزبوا بأجمعهم عليه ومعهم المحتسب وجماعة بابه فأحضره السلطان يوم ختم البخاري من سنة خمس وتسعين بحضرة القضاة والمشايخ فأبدى في صناعته ما يشهد لانفراده وحصل الثناء عليه ودام النزاع إلى أن قهرهم ببراعته وقهروه بفجورهم وفحشهم وكون المحتسب معهم ولولا علمهم بإقبال الملك عليه لكان ما لا خير فيه وما كنت أحب له هذا وكذا سأله الملك في أن يكون ضابطاً لأمر جدة شبه الناظر وسافر إليها بعد تكلفه ليرق ولم يظفر بطائل لمعاكسته حتى أنه رام في توجهه إصلاح محراب جامع الطور فلم يمكن من ذلك مع انفراده بمعرفته ولما عاد إلى القاهرة لم يرض الملك صنيعه واستمر هو على ركوب الفرس بالسرج ونحوه ولم يرض أحد من أحبابه له كل هذا.
محمد بن محمد بن عيسى بن كرامة. ذكره ابن عزم هكذا وهو الآتي.
462 - محمد بن محمد بن عيسى العفوي الزلديوي المغربي المالكي. كان عالماً ولي قضاء الأنكحة وانتفع به الفضلاء كأحمد بن يونس فإنه قال لي أنه أخذ عنه العربية والأصلين والبيان والمنطق والطب والحديث وغيرها من الفنون العقلية والنقلية وأنه انتفع به أيضاً في غيرها والتحق بأخذه عنه مع جماعة ممن أخذ عنه كإبراهيم بن فائد، قال وله تصانيف عدة في فنون منها تفسير القرآن وشرح على المختصر وعمر حتى زاد على المائة. مات بتونس في سنة اثنتين وثمانين رحمه الله.
 463 - محمد بن محمد بن غلام الله البدر بن الشمس المسعودي المقسي الحنفي الشاهد ويعرف بالمسعودي كتب الخط الجيد الفائق ونسخ به كثيراً وربما أخذ في الكراس أشرفياً، وتكسب بالشهادة في عدة حوانيت منها بالقرب من جامع الزاهد ولم يكن محموداً. مات في ثالث عشر المحرم سنة ست وثمانين من قرحة جمرة طلعت في قفاه سامحه الله وإيانا.
464 - محمد بن محمد بن أبي الفتح بن أبي الفضل المقدسي الحنبلي. ولد سنة اثنتين وثلاثين وسبعمائة وسمع من زينب ابنة الكمال وابن أبي اليسر والصرخدي وغيرهم؛ وأجاز له جماعة من مصر والشام. ذكره شيخنا في معجمه وقال أجاز لي في سنة سبع وتسعين في التي بعدها ومات بعد ذلك فكتبته هنا بالحدس. محمد بن محمد بن أبي الفتح بن عبد الله النور البدر بن خطيب الفخرية وابن عمه. مضيا فيمن جده أحمد بن عبد النور.
465 - محمد بن محمد بن قاسم بن عبد الله بن عبد الرحمن بن محمد بن عبد القادر الشرف بن كريم الدين أبي المكارم المحلي ثم القاهري المالكي الماضي أبوه وعمه الولوي وابنه قاسم. ولد سنة عشرين وثمانمائة تقريباً بالمحلة ونشأ بها فحفظ القرآن والعمدة والرسالة وعرض واشتغل قليلاً وناب في القضاء بعد والده وحج في سنة سبعين وكان يقصدني كثيراً وحمدت عشرته ثم رجع ولم يلبث أن مات في التي تليها رحمه الله وعفا عنه.
 466 - محمد بن محمد بن أبي القسم بن محمد بن عبد الصمد بن حسن بن عبد المحسن أبو الفضل ابن العلامة الورع الزاهد أبي عبد الله ابن العلامة الزاهد المنقطع إلى الله المشدالي - بفتح الميم والمعجمة وتشديد اللام نسبة لقبيلة من زواوة - الزواوي البجائي المغربي المالكي ويعرف في المشرق بأبي الفضل وفي المغرب بابن أبي القسم وأبو القسم يكنى أبا الفضل أيضاً. ولد في ليلة النصف من رجب سنة إحدى أو اثنتين وعشرين وثمانمائة وجزم ابن أبي عذيبة بسنة عشرين ببجاية وقال فيما أملاه على البقاعي كما زعمه أنه ابتدأ بها في حفظ القرآن وهو في الخامسة فأكمل حفظه في سنتين ونصف بل حفظ حزب سبح قبل أن يتهجى بغير إقراء أحد له وإنما هو بسماعه ممن يدرسه وتلا للسبع على أبيه والإمام الولي أبي عبد الله محمد بن أبي رفاع ولنافع فقط على الشيخين هرون المجاهد وأبي عثمان سعيد العيسوي وغيرهما وحفظ الشاطبيتين ورحز الخرازي في الرسم والكافية الشافية ولامية الأفعال لابن ملك في النحو والصرف وغالب التسهيل وجميع ألفيته وابن الحاجب الفرعي والرسالة وأرجوزة التلمساني في الفرائض ونحو الربع من مدونة سحنون وطوالع الأنوار في أصول الدين للبيضاوي وابن الحاجب الأصلي وجمل الخونجي والخزرجية في العروض وتلخيص ابن البنا في الحساب وتلخيص المفتاح والديوان لامرئ القيس وللنابغة الذبياني ولزهير بن أبي سلمى ولعلقمة الفحل ولطرفة بن العبد ثم أقبل على التفهم فبحث على أبي يعقوب يوسف الريفي الصرف والعروض ثم على أبي بكر التلمساني في العربية والمنطق والأصول والميقات وعن أبي بكر بن عيسى الوانشريسي أخذ الميقات أيضاً ثم على يعقوب التيروني في النحو ثم على أبي إسحق إبراهيم بن أحمد بن أبي بكر فيه والمنطق ثم على موسى بن إبراهيم الحسناوي في الحساب ثم الحساب أيضاً مع الصرف والنحو والأصلين والمعاني والبيان وعلوم الشرع التفسير والحديث والفقه على أبيه ثم على أبي الحسن علي بن إبراهيم الحسناوي أظنه أخا موسى في الأصلين. ثم رحل في أول سنة أربعين إلى تلمسان فبحث على محمد بن مرزوق ابن حفيد العالم الشهير وأبي القسم بن سعيد العقباني وأبي الفضل بن الإمام وأبي العباس أحمد بن زاغو وأبي عبد الله محمد بن النجار المعروف لشدة معرفته بالقياس ببساطور القياس وأبي الربيع سليمان البوزيدي وأبي يعقوب يوسف بن إسمعيل وأبي الحسن علي بن قاسم وأبي عبد الله محمد البوري وابن أفشوش فعلى الأول في التفسير والحديث والفقه والأصلين والأدب بأنواعه والمنطق والجدل والفلسفيات والطب والهندسة وعلى الثاني الفقه وأصول الدين وعلى الثالث التفسير والحديث والطب والعلوم القديمة والتصوف وعلى الرابع التفسير والفقه والمعاني والبيان والحساب والفرائض والهندسة والتصوف وعلى الخامس في أصول الفقه والمعاني والبيان ومما قرأه عليه مختصر ابن الحاجب الأصلي، وكان مرجع الناس بتلك البلاد في أمر المختصر فكان كما نقله البقاعي عن علي البسطي إذا عرض للشيخ إشكال في الأصول أمر بعض تلامذته أن يذكره بحضرته لعله يحله وعلى السادس في الفقه وكان أعلم الناس به ولكن لم يكن له إلمام بالعربية فأمر بعض تلامذته فقرأ عليه بحضرته شرح الألفية لابن عقيل فصار يعرفها فيما قاله البسطي أيضاً، ونحوه حكاية أبي الفضل نفسه أن طلبه تلمسان أخذوه لاستفادة البوزيدي منه في العربية فنهى الشيخ وقيل له أنه يزدريك ويتشدق بك في المجالس ويجعل كلامك ضحكة بحيث أنه امتنع من إقرائه فيما كان يقرأ فيه وقال أنه متى حضر عندي تركت الإقراء جملة قال أبو الفضل فكنت إذا حضرت لا يخرج إلى الناس فيسمعني لذلك الطلبة ما يسوءني وتمادى له الحال على ذلك مدة إلى أن خرج يوماً لقسم بلد له فاستأجرت حماراً ولحقته فسلمت عليه فرد وقال ما تريد فقلت القراءة وفتحت الكتاب وشرعت أقرأ فاشتد عجبه وعلم بطلان ما نقل له عني واستغفر الله وصرت عنده بمكانة. وعلى السابع الحساب والفرائض وعلى الثامن في الحساب والجبر والمقابلة وغيرها من أنواعه والهيئة وجر الأثقال وعلى التاسع في التقاويم والميقات بأنواعه من فنون الأسطرلابات والصفائح والجيوب والهيئة والأرتماطيقي والموسيقا والطلسمات وما شاكلها وعلم المرايا والمناظر وعلم الأوفاق وعلى العاشر في الطب. ثم عاد إلى بجاية في سنة أربع

وأربعين وقد برع في العلوم واتسعت معارفه وبرز على أقرانه بل على مشايخه بحيث كتب ابن مرزوق لأبيه فيما قيل أنه قدم علينا وكنا نظن به حاجة إلينا فاحتجنا إليه أكثرن قال البقاعي: وحدثني الصالح أحمد الزواوي عن بعض فضلاء المغاربة أن ابن مرزوق قال ما عرفت العلم حتى قدم على هذا الشاب، فقيل كيف؟ قال لأني كنت أقول فيسلم كلامي فلما جاء هذا شرع ينازعني فشرعت أتحرز وانفتحت لي أبواب من المعارف أو نحو هذا، ونقل البسطي عنه أنه قال إن عاش كان عالم المسلمين وأنه كان هو وأبو الفضل بن الإمام يأمران تلامذتهم بالقراءة عليه فأسرع إليه غالبهم فانتفعوا وكان منهم شخص يقال له أحمد بن زكرى لازمه وتحقق بصحبته فهو الآن المشار إليه في تلمسان وإنه كان لا يسامى أبا الفضل في تلمسان إلا الشريف أحمد بن أبي يحيى ولم يكن يثبت له في النحو سواه فكانا يتناظران في غالب المجالس ويجري بينهما الكلام وابن مرزوق يحكم بينهما وربما طال بينهم الجدل فيسكت ويدعهما حتى يسكتا وهما كفرسي رهان غير أن أبا الفضل أسد كلاماً وأشد تحقيقاً وأنفذ نظراً وأوسع دائرة في فنون العلم هذا مع كون أبي الفضل في سن ولد الشريف كما أخبره، وتصدر للإقراء بيجاية إلى أن رحل منها في أواخرها أو أوائل التي بعدها فدخل بلد العناب وقسنطينة وحضر عند علمائها ساكتاً ثم دخل تونس في أوسط سنة خمس وحضر عند جميع علمائها ساكتاً ثم رحل في أواخرها نحو المملكة المصرية في البحر في مركب نصارى جنويين فارسوا على البر الشمالي في بلاد القطران ثم لججوا في البحر فسكن عنهم ثم أتاهم ريح عاصف فساقهم إلى جزيرة قبرس إلى ناحية اليان فمروا على اللمسون والملاحة ثم أرسوا في الماغوصة ثم رحل منها في البر إلى الأفقسية مدينة الملك ورأى بها غرائب وحصل له مع بعض أساقفتهم مناظرة، ثم رحل من قبرس في ذي القعدة منها فأرسوا إلى بيروت ثم رحل إلى دمشق ثم طوف في بلاد الشام طرابلس وحماة ثم قطن القدس مدة وشاع ذكره إلى أن ملأ الأسماع وصار بشرحه كلمة إجماع، ثم حج سنة تسع وأربعين وجاور ثم رجع إلى القاهرة مع الكمال بن البارزي فكان حظه وإن لم يبلغ كل ما يستحقه نوعاً من علمه على غير قياس فزادت حظوته عند أهل المملكة السلطان وأركان الدولة سيما الكمال وصهره الجمال، ودرس للناس في عدة فنون فبهر العقول وأدهش الألباب فكان يقرأ القارئ بين يديه ورقة أو أكثر ثم يسرد ما تتضمنه من تصوير المسائل ويستوفي كلام أهل المذهب إن كان فقهاً وكلام الشارحين إن كان غير ذلك ثم يتبع ذلك بأبحاث تتعلق بتلك المسائل كل ذلك في أسلوب غريب ونمط عجيب بعبارة جزلة وطلاقة كأنها السيل وتحرز بديع بحيث يكونه جهد الفاضل البحاث عند غيره أن يفهم ما يلقيه ويدرك بعض إدراك ما يجليه ولقد حدثني غير واحد من ثقات الأفاضل أن الطلبة قالوا له تنزل لنا في العبارة فإنا لا نفهم جميع ما تقول فقال شيئاً يكاد أن يكون كشفاً لا تنزلوني إليكم ودعوني أرقيكم إلي فبعد كذا وكذا لمدة حدها تصيرون إلى فهم كلامي فكان الأمر كما قال وقد حصلت بيننا اجتماعات وصحبة ورأيت منه من حدة الذهن وذكاء الخاطر وصفاء الفكر وسرعة الإدراك وقوة الفهم وسعة الحفظ وتوقد القريحة واعتدال المزاج وسداد الرأي واستقامة النظر ووفور العقل وطلاقة اللسان وبلاغة القول ورصانة الجواب وغزارة العلم وحلاوة الشكل وخفة الروح وعذوبة المنطق ما لم أره من أحد قال وأخبرت عنه أن أباه أمره بمطالعة غزوة بدر وإلقائها في الميعاد فحفظها برمتها من سيرة ابن إسحق بما فيها من الأشعار وحاضر بها من العشاء إلى نحو نصف الليل وأصبح فساقها حتى بهر الحاضرين وأن أخاً له كان يقرأ عليه في بعض العلوم فيجتهد في المطالعة حتى يتوهم أنه يفوق عليه فإذا وقع الدرس وقفه على مباحثات وإشكالات ما خطرت له مع امتحانهم له مراراً فيجدونه في خلوته نائماً غير مكترث بمطالعة ولا غيرها ثم حضرت درسه في فقه المالكية بجامع الأزهر وإن من لم يحضر درسه لم يحضر العلم ولا سمع كلام العرب ولا رأى الناس ب لولا خرج إلى الوجود قال ومن سمع كلامه في العلم علم أنه يخبر عن مشاهدة وغن غيره يخبر عن غيبة وليس المخبر عن المشاهدة كالمخبر عن المعاينة ولهذا نجد كلامه في القلب اثبت من كلام غيره لم أر أعظم تحريكاً للهمم من حاله ولا أشد فعلا ًللقلوب من

 

 

 

 

 

مقاله سماع درس واحد من تقريره أكثر نفعاً من سماع مائة من غيره هيئة لعمري لا يحاط بكنهها وهو آية أبرزه الله في هذا العصر للعباد فمن قبلها يرجى له بركتها ومن أباها خشي عليه معاجلة العقوبة لا يشبه كلامه في جزالته وجلالته إلا كلام العرب العرباء ولا يضاهيه في طلاقته ورصانته سوى فحول الألباء على أنه محشو من دقيق المعاني بما يمنع لعمري من التصنع ويشغل عن التكلف بل تلك منه سجية غير محتاجة إلى روية وهمة علية ما جنحت قط في التحصيل لدنية:

صفات يغار البدر منها وينثني

 

لها خضعاناً رءوس المنابـر

لكنه مخل المروءة كثير الترفع على أصحابه سيما في الملأ عظيم التهاون بهم عديم النفع لهم لين الجانب لمخالفيه غير بعيد من نفعهم وهو يستر هذه النقائص ببعد غوره غاية الستر فلا يذوقها منه إلا النحرير في أوقات الغفلات فإذا ظهر له منها شيء انتهك الباقي فهو لعمري أعجوبة الزمان حفظاً وفهماً وتوقداً وذكاءً وعلماً وخبثاً ومكراً ودهاءً وتواضعاً وكبراً قال ومن عجائب حظه أنه تحبب لشيخنا ابن حجر بأنواع التحبب وأتاه لبيته فلم ير منه إنصافاً وظن أن الإشاعات بفضائله مغالاة أو غلط ممن لا نباهة له فترفع حينئذ عن التردد إليه مع توقع أن يراه في بيوت بعض الأكابر فيريه من أنظاره ودقة فكره ما يتبع فكره ويعلي عنده قدره بحيث كنت أظن أن ذلك يفضي مع توقع أن يراه في بيوت بعض الأكابر فيريه من أنظاره ودقة فكره ما يتبع فكره ويعلي عنده قدره بحيث كنت أظن أن ذلك يفضي إلى ذد المراد من غيظ وتعاد واجتهدت من الجانبين في الاجتماع على وجه جميل فلم أستطع فأراد الله أن مرض ابن حجر بأمراض منها ضيق النفس في نحو نصف ذي القعدة سنة اثنتين وخمسين وطال مرضه فذكره له الكمال والشرف بن العطار وأنه يتعين أن ينظره ليشخص مرضه وينظر علاجه فإنه في الطب واحد عصره وفريد دهره وكان قد تكرر على سمعه من معارفه وعظمته عند الأكابر وعقله وسياسته وثباته ورزانته ما قرر عنده أمره وملأ صدره حتى اشتهى أن يراه ولو نظرة فطلبه منهما وألح عليهما فكلماه في ذلك فامتنع لكراهته أن يشتهر بطب ولما تقدم من عدم إنصافه فلم يزالا يتلطفان به ويترفقان إلى أن أجاب فعاده في يوم الأحد منتصف ذي الحجة وهو في أشد المرض فابتهج به ابتهاجاً كثيراً وعظمه تعظيماً كبيراً ثم نقل عن ابن الهمام أنه قال: هذا الرجل لا ينتفع بكلامه ولا ينبغي أن يحضر دروسه إلا حذاق العلماء وسئل عن النسبة بينه وبين أبي القسم النويري فقال جهد أبي القسم أن يفهم عنه، وعن الزين قاسم الحنفي قال ما سمعت العلم من مثله، وعن الأمين الأقصرائي أنه وصفه بالشيخ الإمام العلامة خلاصة الزمان والعلماء. وعن الشهاب الأبدي أنه كتب لوالد صاحب الترجمة أن الله خول سيدنا وملاذ أنسنا أبا الفضل ولدم الأسعد من الفتوح الإلهية والمنن الربانية مما امتحنه صالح دعائكم وحسن طويتكم واعتقادكم أن جعله الله بحراً لعلوم زاخرة وعنصراً لفضائل فاخرة ومحاسن متوالية متضافرة فكم ابدى من دقائق خضعت لها الرقاب ونفائس هامت بها ذوو الألباب ومباحث شريفة كشفت دونها الحجاب فأبكت ذوي العقول وحج أصحاب المعقول والمنقول فدانت له المملكة المصرية والأقطار الشامية والبلاد القاصية والدانية فحاز الرياستين وقام بالوظيفتين فالرؤساء حول دياره مخيمون وعظماء المذهب بفناء منزله محومون فالوصف يقصر عما هو فيه أبقى الله وجوده وزاد في معاليه. قلت وقد بالغ البقاعي بل جازف وصدر ترجمته بقوله: الإمام العلامة نادرة العصر وأعجوبة الزمان وجعله عمدة في الخوض في المناسبات التي خولف في شأنها حيث زعم أن أبا الفضل قال له الأمر الكلي المفيد لعرفان مناسبات الآيات في جميع القرآن وهو أنك تنظر الغرض الذي سيقت له السور وتنظر ما يحتاج إليه ذلك الغرض من المقدمات وتنظر إلى مراتب تلك المقدمات في القرب والبعد من المطلوب وتنظر عند إنجرار الكلام في المقدمات إلى ما يستتبعه من إشراف نفس السامع إلى الأحكام واللوازم التابعة له التي تقتضي البلاغة شفاء العليل بدفع عناء الاستشراف إلى الوقوف عليها فهذا هو الأمر الكلي على حكم الربط بين جميع أجزاء القرآن فإذا فعلت ذلك تبين لك إن شاء الله تعالى وجه النظم مفصلاً بين كل آية آية في كل سورة سورة والله الهادي انتهى. وقد كان شيخ المذهب الحنبلي وقاضيه العز الكناني رحمه الله يحلف أن قائلها فضلاً عن ناقلها لا ينهض لتمشيتها في أقصر السور. وسمعت البقاعي يقول غير مرة أنه لم يكن ينظر في دروسه التفسيرية في غير القرآن وأنه يستلقي على قفاه ويتأمل فيأتي بصواعق لا ينهض غيره لها وأنه كان يفعل ذلك في كل علم يقرؤه أو يقرئه لا يزيد على نظر المتن وحكى عن علي البسطي ذلك فقال كان أبو الفضل إذا قرأ علماً لا يقرأه غيره ولا يزيد على تكرير مطالعة المتن ولا يطالع شرحاً ولا غيره، وناقض البقاعي قوله ونقله حيث قال أنهش رح جمل الخونجي قبل

استكماله ثماني عشرة سنة على طريقة حسنة وهي أنه ينظر في شروحها لابن واصل الحموي والشريف التلمساني وسعيد العقباني وابن الخطيب القشنبليني وابن مرزوق فما أجمعوا عليه ساق معناه وكذا ما زاده أحدهم وما اختلفوا فيه ذكر ما رأى أنه الحق كل ذلك بعبارة يبتكرها ثم تمم ذلك بما وقع للمتقدمين من علماء المسلمين فمن قبلهم في تلك المسئلة مما يرى أنه محتاج إليه من التحقيقات، وممن جازف في شأنه مما أظن أنه تبع فيه البقاعي ابن أبي عذيبة مع كونه ليس بعمدة فقال: الإمام العلامة أوحد أهل زمانه قدم علينا القدس سنة سبع وأربعين فأقرأ العضد وكتب المنطق والمعقولات وشهد له الأئمة ببلدنا وبدمشق ومصر وطرابلس أنه أوحد أهل الأرض وأنه عديم النظير في جنس بني آدم وأنني عاجز الآن عن عبارة أصفه بها فإن كل عبارة هو فوقها ثم دخل مصر فولي تدريس القبة المنصورية فدرس بها العجب العجاب وتعين لقضاء الشام ثم لمصر فأبى ولا يحضرني الآن من يضاهيه في كثرة علومه ثم نقل عن العز القدسي أنه قال ولو سكتوا أثنت عليه الحقائب وعن ابن الهمام أنه قال سألته عن مسئلة في أواخر الأصول فأجابني عنها بأجوبة من لو طالع عليها ثلاثة أشهر لم يجب فيها بمثله، وعن سعد بن الديري قال كنت إذا كلمته بكلام يفهم آخره قبل أن أتمه؛ وكان اشتغاله ببجاية على أبيه أولاً ثم انتقل عنه وجال في بلاد الغرب ولزم ابن مرزوق ونظراءه ثم قدم إلى هذه البلاد وهو أحد الأئمة في الدنيا في علوم عديدة سيما المعقولات ولما دخل مصر وارتجت له قال أبو القسم النويري أي شيء هذا الطبل الذي طبل بمصر فبلغه فقال: قوله ذلك عني يريد أني مرزوق الظاهر فارغ الباطن فليحضر ليرى انتهى. وممن أخذ عنه بمكة عالم الحجاز البرهان بن ظهيرة وبالشام ابن قاضي عجلون وبالقدس الكمال بن أبي شريف وبالقاهرة الشهاب البيجوري والديسطي وابن الغرز وكان خروجه من بلاده مغاضباً لأبيه وبغير رضاه واجتمع في الشام بالشمس الشرواني ورام الأخذ عنه فامتنع معللاً بما شاهده من سلوكه غير ما يألفه من التأدب والتهذب، وكان الناس في صاحب الترجمة فريقان فقال لي المحيوي عبد القادر المالكي والله أنه لا عهد له بالفقه بل سمعت قراءته الفاتحة في الصلاة فما أجادها وتكلم في ديانته بما وافقه غيره من ثقات أهل مكة عليه مما لا أحب الإفصاح به ونحوه قول أبي القسم النويري أنه لا يعرف مسئلة من المسائل يعني الفقيه ولما لقي أبو الفضل بمكة محمداً القفصي أحد نبلاء جماعة عمر القلشاني وتكلم معه في مسائل أم الولد والمدبر لم يهتد لكثير من ذلك بحيث علم من نفسه التقصير في الفقه وكان ذلك باعثاً له على سؤال محمد الجزولي في التوجه هو وإياه إلى الطائف ليمر معه على البيان والتحصيل لابن رشد ففعلا ذلك وكذا كان صاحبنا الجمال ابن السابق يقدح في علمه وديانته بعد أن كان ممن قلد في شأنه أولاً وبلغني عن الشرواني أنه كان يتعجب من المصريين كيف راج عليهم ويقول أنه قال لي والله ما أخاف من مصر إلا من ابن حسان قال فقلت له فأنت آمن لأن المشار إليه مع كونه في العلم والدين بمكان في شأن غير شأنك ولا رغبة له في المجادلة إلا إن دعت ضرورة دينية أو كما قال، وكان العز الكناني في وصفه متوسط الحال بل سمعته غير مرة يقول إنه لا نسبة له بالعلاء القلقشندي ولا ينهض لمقاومته في المناظرة أو نحو هذا، وأما شيخنا الذي لم يسعد صاحب الترجمة بالأخذ عنه فإنه لما بالغ عنده البقاعي في تقدمه في الطب وجاء بسبب ذلك إليه في مرض موته كما تقدم لم ينته في وصفه إلى الحد الأعلى بل صرح بكونه كالآحاد وإليه المرجع في معرفة الناس حتى أنه كان ينوه أبي عبد الله التريكي لقرب اجتماعه به من الاجتماع الأول لصاحب الترجمة ولا يلتفت لما تقدم، هذا مع زعم البقاعي بين يديه بما كنت والله أستحي من التلفظ به أنه لو نظر في الرجال ومتعلقاتها سنة ما كان يلحق ثم مع تركه للأخذ عن شيخنا المرحول إليه من سائر الآفاق للدراية والرواية سمع على سارة ابنة ابن جماعة جزء ابن الطلاية ببيتها وعلى أربعين من العلماء والمسندين ختم البخاري بالظاهرية القديمة وقد انتدب للرد عليه في سؤاله الذي أبرزه على لسان تلميذه البقاعي في تعليل الرافعي الشمس بن المرخم وأيده فيه التقى الحصني والكافياجي وغيرهما من المحققين هذا مع سكوته

الزائد وعدم كلامه في المحافل بل ربما أقرأ في بيته والباب مجاف حتى لا يدخل عليه أحد إلى غير ذلك مما يؤذن بحقيقة الحال، ولما كان بالقاهرة ثار على قاضي المالكية البدر بن التنسي وجرأ عليه الديسطي وأخذا معهما الأبدي ليتقويا به لشهرة علمه وديانته وعدم غرضه حين توقف البدر في قتل الكيمياوي المنتسب للشرف حتى قتل وقد البدر غبناً وكان هذا يؤمل تقدمه بقتله لكونه موافقاً لغرض السلطان فخاب أمله وللجمالي ناظر الخاص في تأخيره اليد البيضاء نعم ساعده الكمال بن البارزي وهو ممن كان يطريه حتى انتزع له تدريس التفسير بقبة المنصورية من المحيوي الطوخي وعمل له إجلاساً حضره فيه الأكابر ولم يجسر أحد على التكلم معه لإغلاظه على الزين قاسم الزفتاوي لما تكلم معه فجبن غيره وكنت ممن حضر هذا الدرس ورأيت من سرعة سرده وطلق عبارته وقوة جنانه في تأديته عجباً وإن كان مقام التحقيق وراء ذلك، ولم يلبث أن رغب عنه للسيف الحنفي وعن تصدير له بالأقصى وجوالي وغيرهما للبقاعي وتشتت في البلاد والقرى وركب البحر والبر وتطور على أنحاء مختلفة وهيئات متنوعة إلى أن مات غريباً فريداً في عنتاب أواخر سنة أربع وستين لعله في شوالها أو الذي بعده ورثاه البقاعي بما لم يكمله. وبالجملة فكان غاية في جودة الذهن وسرعة الإدراك وقوة الحافظة إلا أنه كان سريع النسيان قليل الاستحضار ولأجل هذا لم يكن يتكلم في المجالس إلا نادراً خوفاً من الاستظهار عليه بالمنقول وإذا طالع محلاً أتى فيه بما يبهر السامع وقد تكرر اجتماعي معه بعد المجلس المشار غليه وما كنت أحمد انحرافه عن شيخنا وأرغب في لقاء أبي عبد الله التريكي لمزيد حبه شيخنا وتقدمه على صاحب الترجمة في الشرعيات ومحبته في المباحثة والمناظرة والمذاكرة، والبقاعي على العكس في هذا كله والله تعالى قبيله. هذا وهو لما عرض عليه أخي بعض محفوظاته وصفني في إجازته بما لا أفرح من مثله ولكن الإنصاف مطلوب، وله نظم فمنه مما قاله بتلمسان في سنة أربعين يخاطب بعض أخلائه ببجاية:

برق الفراق بدا بأفق بعادنـا

 

فتضعضعت أركاننا لرعوده

كيف القرار وقد تبدد شملنـا

 

والبين شق قلوبنا بعمـوده

 

للـه أيام مـضـت بـسـبـيلـهـا

 

والدهر ينظم شملنا بعقوده في أبيات

?467 - محمد المشدالي شقيق الذي قبله وهو الأكبر. أخذ عن أبيه وغيره، وكان متقدماً في العلم تصدر في بجاية وانتفع به جماعة منهم سليمان بن يوسف الحسناوي وكان أتم عقلاً من أخيه وأصح فهماً وأحفظ مع اشتراكهما في التخليط، وخرج قاصداً الحج فمات في تيه بني إسرائيل في ليلة العشرين من المحرم سنة تسع وخمسين. أرخه ابن عزم ووصفه بالفقيه وقال غيره أنه مات قبل الحج بعد أخيه وبالجملة فكل منهما مات في حياة أبيه.
468 - محمد بن محمد بن أبي القسم الشمس المراغي المالكي أحد فقهائهم بمصر. سمع ابن سيد الناس وبرع في الفقه والفرائض والعربية والتاريخ مع معرفة بأمور الدنيا ومدارات أهلها. ذكره المقريزي في عقوده وقال اجتمعت به غير مرة عند ابن خلدون. ومات في ذي الحجة سنة إحدى عشرة وقد جاز الثمانين وترك مالاً وكتباً كثيرة، وينظر فأظنه في كتابي وأن المقريزي خبط فيه.
469 - محمد بن محمد بن أبي القسم أبو عبد الله المزجاجي الزبيدي اليماني والد محمد الآتي. ولد في رجب سنة ثلاث وخمسين وسبعمائة. ذكره شيخنا في إنبائه وقال كان أحد مشايخ صوفية زبيد ممن تقدم عند الأشرف إسمعيل ثم عند ولده الناصر وكان يلازمه وينادمه ويحضر معه جميع ما يصنعه من خير وشر من غير تعرض لإنكار ممع كونه متديناً حسن الوساطة. مات في رابع عشر ذي القعدة سنة تسع وعشرين وله ست وسبعون سنة. ذكره الخزرجي في تاريخه وهو ممن صحبه وقال أنه صحب إسمعيل بن إبراهيم الجبرتي واختص به حتى كان من أكبر أصحابه؛ ولزم الزهد والنسك والعبادة والانجماع عن الناس وحج وأدناه الأشرف سلطان اليمن فجرت على يديه أشياء حسنة وابتنى بزبيد مسجداً حسناً مع كثرة اشتغاله بطلب العلم.
470 - محمد بن محمد بن أبي القسم الشمس البالسي. ولد في حدود الأربعين وسبعمائة وقال أنه دخل على أبي حيان وهو صغير وسمع كلامه بل قال الزين رضوان أنه ذكر أنه قرأ عليه من والضحى إلى آخر القرآن ولكن قال شيخنا لم أقف له على سماع منه، وكان من أهل العلم بالقراآت واستجيز لولده البدر قبل العشرين. ومات في أوائل سنة ثلاث وعشرين.
471 - محمد بن محمد بن القاضي الخزرجي الزموري ثم المدني. عرض عليه أبو السعادات بن أبي الفرج الكازروني في سنة ثلاث وثلاثين.
472 - محمد بن محمد بن لاجين ناصر الدين أبو عبد الله بن ناصر الدين بن حسان الدين الرومي الأصل القاهري الشافعي القادري ويعرف بابن الحسام وكذا بيرم لكونه ولد في العيد وهو في التركي بيرم. كان جده أستاداراً لأمير آخور وكذا كان أبوه أستاداراً لشاهين الأفرم ثم لبيبغا المظفري مع دواداريته أيضاً بل خدم بالإستادارية إبرهيم بن المؤيد وسافر معه ثم فارقه من قطيا حين رأى إسرافه للخوف من أبيه، ومات في آخر سنة أربع وعشرين وثمانمائة وترك ولده هذا طفلاً. وكان مولده سنة ثلاث وعشرين وثمانمائة تقريباً ونشأ يتيماً فقرأ القرآن وبعض المنهاج وجود في القرآن على ابن أسد وحضر دروس الجمال الأمشاطي وهو الذي كان يكتب له لوحة من المنهاج وكذا حضر دروس الشنشي بل قرأ على التقي الحصني في النحو والصرف وأصول الدين وسمع عليه غير ذلك وجود الخط على إبراهيم الفرنوي وعبد الرزاق الشامي نزيل الأشرفية وسمع على شيخنا والزين الزركشي وسارة ابنة ابن جماعة والأشبولي وآخرين منهم في البخارى بالظاهرية القديمة وسافر لحلب وكان بها في شوال سنة سبع وستين فسمع بها على ابن مقبل وإبرهيم الضعيف ومحمد بن أمير حاج وأبي ذر وجماعة وبدمشق على بعضهم ولم يتفق له زيارة بيت المقدس نعم حج وجاور غير مرة وكان يحضر مجالس البرهان وتكسب بالشهادة وقتاً ثم أعرض عنها وتنزل في سعيد السعداء وغيرها واختص بمحمد بن جمال الدين وقتاً وأقرأ عنده بعض بنيه وهو الآن عند درجة الجمالية مع خير وسكون، وتردد إلي وقد قرأ عليه صديقه الصدر الزفتاوي في ثالث شوال سنة ثلاث وتسعين الفاتحة على سبعة وقوفات والبسملة آية منها بقراءته على الزين أبي حفص عمر بن تغلب بمثناة ثم معجمة بقراءته على محمد بن الحداد الصوفي البيري. البسملة. الرحيم. الدين. نستعين. المستقيم. عليهم. عليهم. الضالين.
 473 - محمد بن محمد بن إبرهيم البدر بن الشمس القاهري ويعرف بابن البهلوان الماضي أبوه وابنه أحمد خلفه في الخطابة بجامع التاج بن موسى وخزن الكتب بالجمالية ناظر الخاص وغيرهما، وكان من صوفية البيبرسية ساكناً. مات في جمادى الأولى سنة ثمانين.
474 - محمد بن محمد بن محمد بن إبرهيم الشمس بن التاج المنوفي الشافعي والد العز محمد الآتي. ولد تقريباً سنة ثلاث وتسعين وسبعمائة بمنوف ونشأ بها فقرأ القرآن عند الجمال المليجي الخطيب وحضر بعض دروس الولي العراقي ووقفت على سماع له عليه في مسند أبي يعلى بل كان كما زعم حفظ التنبيه وعرضه على جماعة وأنه حضر عند الزين العراقي والهيثمي وغيرهما فالله أعلم. لقيته بمنوف وكان قاضيها غير محمود كولده سامحه الله. وأظنه مات قريب الستين.
475 - محمد بن محمد بن إبرهيم الشمس بن عز الدين البلبيسي ثم القاهري الأزهري الشافعي نزيل طيبة وأخو حسن الماضي ويعرف أبوه في بلده بعز الدين الصعلوك المؤذن ببلبيس وفي غيرها بالبلبيسي وكان يذكر قرابة بينه وبين الفخر عثمان المخزومي البلبيسي إمام الأزهر. ولد الشمس كما قرأته بخطه في سنة إحدى وأربعين وثمانمائة تقريباً ببلبيس وتحول منها بعد بلوغه وقد قرأ القرآن عند البرهان الفاقوسي فنزل جامع الأزهر وحفظ به المنهاج وألفية النحو والمنهاج الأصلي ونصف الشاطبية وغير ذلك وأخذ عن اسراج العبادي والفخر المقسي وابن الفالاتي وقليلاً عن البكري والعجلوني والعربية عن إبرهيم الحلبي أبي الصغير والتقى والعلاء الحصنين وعنهما أخذ أيضاً في الأصلين والصرف والمعاني والبيضاوي الأصلي إلا اليسير عن إمام الكاملية وحضر عليه كثيراً من تقاسيمه الفقهية وجمع الجوامع بل قرأ عليه بالقطبية الأربعين النووية وما كتبه في شرحيه على العمدة وغير ذلك وأخذ الفرائض والحساب عن الشهاب السجيني والسيد على تلميذ ابن المجدي وقرأ على الديمي في البخاري وغيره وسمع على الشاوي والملتوتي بل على السيد النسابة وغيره بالكاملية وكذا لازم الخطيب أبا الفضل النويري في سماع دروسه الحديثية وقرأ على النجم بن فهد في البخاري وحضر دروس ابن ظهيرة، وقدم مكة في سنة ثمان وسبعين فحج وجاور ثم قدمها بعد سنة أيضاً ثم عاد ثم رجع إلى مكة سنة خمس وثمانين وقطن مكة إلى سنة ست وثمانين ثم عاد إلى المدينة فقطنها وجلس للإقراء في فنون فانتفع به جماعة مع تعلله وتواضعه وانجماعه وتقشفه وتقنعه واشتغاله بنفسه ومجيئه للحج كل سنة بل ربما جاء مكة في القافلة قبل الموسم وهو ممن سمع مني في مجاورتي الأولى بالمدينة المسلسل وغيره ثم في الثانية ومعه ابنته حاضرة أشياء وكتبت له الوصف بسيدنا وحبيبنا الشيخي الإمامي العالمي العلامة المفتي مغتي المسلمين مرشد الطالبين مربي المريدين قدوة المستفيدين نزيل بلد المصطفى وعديل أولى الجلالة والاصطفا من منح السعادة بالإقامة بطيبة وسمح بالتجرد للعبادة المزيلة لكل كربة وأعرض عن زهرة الدنيا الدنية ونهض لما يترجى له معه الغنية الأبدية بالتملي بهذه المعاهد والتسلي بها عن سائر المشاهد إذ كل الصيد في جوف الفرا وجميع الخيرات في أم القرى صلى الله على ساكنها وسلم وأعلى بناءه على سائر الخلق من علم وتعلم من الأنبياء والمرسلين فضلاً عن الأولياء والملائكة المقربين عليهم الصلاة والسلام أجمعين إلى يوم الدين نفع الله تعالى به ودفع به وعنه كل أمر مشتبه إلى آخر ما كتبت.
476 - محمد بن محمد بن إبرهيم الشمس الحسباني الدمشقي رئيس المؤذنين بجامعها الأموي وكبير شهود دمشق. ذكره شيخنا في أنبائه وقال: كان عارفاً بالشروط سريع الكتابة ذكياً يستحضر كثيراً من الفقه والحديث مع كثرة التلاوة. مات في شعبان سنة تسع عشرة.
 477 - محمد بن محمد بن محمد بن أحمد بن إبرهيم بن أبي بكر بن محمد بن إبرهيم بن أبي بكر المحب أبو المعالي بن الرضى أبي السعادات بن المحب أخي أبي اليمن ابني الشهاب بن الرضي الطبري المكي الشافعي إمام المقام الماضي أبوه ووالد أبي السعادات وإخوته ويعرف بالمحب الطبري الإمام. ولد في سابع عشر ربيع الأول سنة سبع وثمانمائة بمكة المشرفة وأمه عائشة ابنة أحمد بن حسن ابن الزين القسطلاني ونشأ فحفظ القرآن والعمدة وأربعي النووي ومن أول الشاطبية إلى افرش وجميع المنهاج الفرعي والنصف الأول من الحاوي وجميع جمع الجوامع وألفية ابن ملك وإيساغوجي والجمل للخونجي ومقدمة النسفي وكانت قراءته للكثير منها على أبيه وعرض بعضها على الجمال بن ظهير والنور بن سلامة وشعبان الآثاري وأبي عبد الله الوانوغي والشهاب بن الضياء الحنفي الجمال ومحمد بن علي النويري في آخرين وسمع على الأولين والزين المراغي وابن الجزري والتقى ووالده الشهاب أحمد الفاسيين والمرجاني والمرشدي وعبد الملك الدربندي والشمس الشامي وحسين وإسمعيل ابني علي الزمزمي وحسين الهندي ومحمد بن حسين الكازروني المؤذن وأحمد بن محمود وفاطمة وعلماً ابنتي أبي اليمن الطبري في طائفة من أهل مكة والواردين عليها منهم الخطيب أبو الفضل بن ظهيرة سمع عليه الأربعين التساعية لابن جماعة ومما سمعه على ابن سلامة بقراءة الزين رضوان في جمادى الأولى سنة ثلاث وعشرين بمكة جزء القزاز ومسئلة الإجازة للمجهول والمعدوم للخطيب وغير ذلك وعلى المراغي ختم مسلم وعلى ابن الجزري جملة من تصانيفه كالنشر والعدة والجنة وغيرها كجزء الأنصاري وأجاز له عم أبيه أبو اليمن والزين الطبري وابن الظريف وعائشة ابنة ابن عبد الهادي وعبد القادر الأرموي والتاج ابن بردس وابن الشرائحي وابن الكويك وابن طولوبغاو خلق وتلا ختمة لأبي عمر وعلى ابن الجزري ثم الزين رضوان المستملى وبعضها للسوسي على الزين بن عياش واليسير على الزراتيتي وابن سلامة وحضر دروسه وكذا دروس الجمال بن ظهيرة وابنة المحب في الفقه وارتحل في موسم سنة ثمان وعشرين فأخذ بالقاهرة عن الجلال البلقيني والولي العراقي وكتب عنه في القانبيهية من أماليه وشيخنا وحضر دروسه في المؤيدية وغيرها والشهاب الطنتدائي والسراج الدموشي والشمس الشطنوفي والشرف السبكي؛ وسافر منها في أواخر التي تليها إلى الصعيد وحضر بمنشية أخميم دروس الخطيب السوهائي والشمس الغزولي والي إسكندرية ودمياط بل وزار بيت المقدس والخليل واجتمع هناك بالشمس الهروي وخليفة المغربي وغيرهما، ودخل الشام في أوائل سنة خمس وعشرين فحضر مجلس النجم بن حجي والشمس الكفيري والتقى الحصني وابن أخيه الشمس والتقى بن قاضي شهبة ولقي في آخرها بحمص وحماة جماعة كابن خطيب الدهشة والبدر العصياتي والشرف بن الأشقر وفي أوائل التي تليها بحلب حافظها البرهان فسمع من لفظه في البخاري وغيره وقرأ على الشهاب الأعزازي النحو وحضر عند ابن أمين الدولة وعبد الملك البابي ورجع في سنة سبع وعشرين منها إلى الشام ثم إلى القاهرة ثم إلى مكة وقرأ فيها على النجم الواسطي بن السكاكيني الحاوي بحثاً في سنة أربع وثلاثين وكذا قرأ عليه ألفية ابن ملك والتلخيص وعروض الأندلسي النثر والنظم ومقدمة له في النحو بحثاً وعلى الشمس البرماوي أيضاً لما جاور في سنة تسع وعشرين الحاوي والبهجة وجامع الجوامع وشرحه لألفيته في الأصول وشرحه لمقدمته في الفرائض وقطعة من شرح المنهاج الأًصلي له وعلى البرهان الزمزمي مجموع الكلائي في الفرائض والحاوي لابن الهائم في الحساب ومنظمة له في النحو تسمى المرشدة وعلى أبي القسم النويري في أصول الفقه وعلى غيره في أصول الدين وفيهما معاً على السيد الرضي الشيرازي في آخرين ممن قرأ عليهم كإبرهيم الكردي وإمام الدين وحضر دروس البساطي حين جاور في الأصول العربية والتفسير وغيرها، وكذا أخذ عن الجمال الكازروني الكثير، وسافر من مكة لبلاد بجيلة غير مرة أولها في سنة ثلاثين ثم في سنة أربع وثلاثين ثم في سنة إحدى وسبعين، ولقي فيها أحمد بن الشيخ موسى الزهراني، وكذا دخل تعز وعدن وزبيد وأبيات حسين وغيرها من بلاد اليمن في سنة ثلاث وثلاثين واجتمع في تعز وعدن بالقاضي ابن كنن وفي أبيات حسين بالبدر حسين الأهدل وأذن له هو والزهراني والسكاكيني

والجمال الكازروني والزمزمي والكردي وغيرهم ممن ذكره في الإفتاء والتدريس لجميع ما قرأه من العلوم، ورغب له والده قبل وفاته بثلاثة أيام أو أكثر في جمادى الأولى سنة ثلاث وعشرين عما بيده من الإمامة بمقام إبرهيم ولم يتفق له مباشرتها لصغر سنه مع أنه كان ناب فيها أظنه في رمضان خاصة سنة سبع عشرة إلى أن عاد من القاهرة في موسم سنة سبع وعشرين فباشرها حينئذ شريكاً لابن عم والده عبد الهادي بن أبي اليمن محمد بن أحمد بن الرضي الطبري ثم استقل بها بعد موته في صفر سنة خمس وأربعين إلى أن مات وولي في أثناء ذلك قضاء مكة وأعمالها كجدة عوضاً عن أبي السعادات بن ظهيرة في عشرى ذي القعدة سنة سبع وأربعين ووصل العلم بذلك لمكة في ليلة الخميس ثاني عشر ذي الحجة منها وقرئ توقيعه صبيحة اليوم المذكور بمنى بحضرة أمير مكة الشريف أبي القسم وأمير الحاج، ولم يلبث أن صرف في ثامن عشرى جمادى الأولى من التي تليها بالبرهان السوبيني ووصل العلم بذلك لمكة في ليلة الاثنين تاسع عشر شعبان منها ثم أعيد في ثالث عشرى رمضان سنة تسع وخمسين عوضاً عن أبي السعادات أيضاً وقرئ مرسومه بذلك في يوم الجمعة عشرى شوالها ولم يلبث أن انفصل عنه بالمذكور في مستهل ذي الحجة منها وجاء الخبر بذلك لمكة في أواخر محرم التي تليها واستمر منفصلاً مقتصراص على الإمامة وربما درس وأفتى بل وخطب مرة بالمسجد الحرام نيابة عن الأخوين أبي القسم وأبي الفضل في سنة اثنتين وستين وتناوب مع بنيه الثلاثة في مباشرة الإمامة وربما غاب أحدهم فصلى عنه ثم خطب بأخرة حين سخط على المحب النويري مدة وربما ناب عنه كل من ولديه أبي السعادات ومكرم فيها حتى رضي عن الخطيب في موسم سنة اثنتين وتسعين، وهو إنسان خير منجمع عن الناس جداً ممتهن لنفسه في شراء حوائجه وحملها وكذا في لباسه وشئونه كلها قائم بكلفة أولاده وأحفاده وأسباطه وسائر عياله وهم جمع كثيرون ولكثير من الناس فيه اعتقاد بل قرأت بخطه ما اجتمعت بأحمد بن موسى صاحب الخلف إلا وبشرني بالولاية وكان يقول لي الولي يعرف نفسه قال وكنت إذ ذاك لا ألقى لمقاله بالاً وكان محمد بن إسحق الحضرمي يقول لي أنت من النبي بمكان وقال لي أبو القسم النويري ومحمد الجرادقي ما اجتمعنا قط في مجلس إلا وتخيلنا أنك القطب وقال لي أولهما وكان واحد العصر الناس يريدون أن تكون الإمام. ولكن كان البلاطنسي يضع منه لميله لابن العربي. وقد لقيته غير مرة في المجاورات الثلاث بل وفي الرابعة، وحدث سمع منه الطلبة سيما بأخرة ختم صحيح مسلم وأجاز في بعض الاستدعاآت بل أنشدني من نظمه في الثانية منها مخاطباً لي وقد بلغه عن بعضهم كلاماً حيث ذكر لي شيئاً من أحواله:

وما أنشأ العبد من لفظه

 

مقالاً لأمر يظنـونـه

ولكن رأى كونه شاكراً

 

بجود وفضل تمدونـه

فأنت حبيب محب لنـا

 

من الحظ ذاك يعدونه

وقوله:

ظنوا التعدد للمسمى إذ رأوا

 

أسماءه كثرت وذلك باطل

ولم يزل على حاله إلى أن انقطع بمنزله وكف. ومات في أثناء صفر سنة أربع وتسعين وشهدت الصلاة عليه ودفنه رحمه الله وعفا عنه وإيانا.
474 - محمد بن محمد بن محمد بن أحمد بن إسمعيل بن داود الصدر بن الصدر القاهري الحنفي نزيل السيوفية والماضي أبوه ويعرف كسلفه بابن الرومي.
475 - محمد بن محمد بن محمد بن أحمد بن أبي طالب بن حمزة الشمس بن القواس المخزومي الحمصي. كتبه البقاعي هكذا مجرداً.
476 - محمد بن محمد بن أحمد بن المحب عبد الله بمن أحمد بن محمد بن إبراهيم بن أحمد بن عبد الرحمن بن إسمعيل بن منصور بن عبد الرحمن الشمس أبو عبد الله بن الشمس السعدي المقدسي الصالحي الحنبلي ويعرف كسلفه بابن المحب. ولد في شوال سنة خمس وخمسين وسبعمائة وأحضر في الثالثة سنة سبع وخمسين على أحمد بن عبد الرحمن المرداوي مجالس المخلدي الثلاثة وغيرها وفي الخامسة على ابن القيم ثلاثيات أحمد وغيرها وسمع من البدر أبي العباس بن الجوخي مسند أحمد إلا اليسير ومن ست العرب حفيدة الفخر الشمائل النبوية وغيرها ومن ابن أميلة والصلاح بن أبي عمر مشيخة الفخر وذيلها ومن أولهما الترمذي وأبا داود في آخرين، وحج وجاور بالحرمين وحدث بهما بدمشق وغيرها سمع منه الفضلاء روى لنا عنه غير واحد كالأبي وفي الأحياء من يروي بالسماع منه فضلاً عن الإجازة، وذكره شيخنا في معجمه وقال: أجاز لي غير مرة ثم لأولادي وكان من المكثرين بدمشق ذا نظم ونثر، بل قال شيخنا في إنبائه أنه شرع في شرح البخاري تركه بعده مسودة وكان يقرأ الصحيحين على العامة ولم نظم ضعيف. مات بطيبة المكرمة في رمضان سنة ثمان وعشرين وكان يذكر عن نفسه أنه رأى مناماً من نحو عشرين سنة يدل على موته بالمدينة ثم سمعوه منه قبل خروجه لهذه السفرة فكان كذلك قال وهو بقية البيت من آل المحب بالصالحية، وهو في عقود المقريزي رحمه الله وإيانا.
477 - محمد بن محمد بن محمد بن أحمد بن عبد الملك البدر بن الزين بن الشمس بن التاج الدميري ثم القاهري المالكي الماضي أبوه والآتي ولده الزين محمد. كان جده ناظر البيمارستان وولي الحسبة وكذا والده واستمر هذا في مشارفة البيمارستان، قال شيخنا في إنبائه: وكان مشكور السيرة كثير الحياء والتودد للناس وتزوج البدر محمد بن بدير العباسي العجمي الماضي أخته. مات في رمضان سنة ست وأربعين ولم يكمل الخمسين ودفن بالتربة المعروفة بهم خلف الصوفية الكبرى وكثر الثناء عليه والأسف على فقده رحمه الله.
478 - محمد بن محمد بن محمد بن أحمد بن عثمان بن عبد الغني الشمس بن الشرف بن الشمس الششتري المدني المقرئ الشافعي سبط ناصر الدين عبد الرحمن بن محمد بن صالح. ممن أخذ بالمدينة القرآات عن محمد الكيلاني وعن غيره وسمع بها على زينب ابنة اليافعي ودخل القاهرة بعيد الأربعين فنزل عند الغمري بجامعة وناله منه الخير الجزيل ويقال أنه أخذ عن شيخنا حينئذ. ورجع فتصدى للإقراء وانتفع به أهل المدينة وغيرها طبقة بعد أخرى وممن أخذ عنه السيد المحيوي قاضي الحنابلة بالحرمين والشهاب بن خبطة وناب في الخطابة والإمامة عن خاله وبنيه وربما صلى في زمن الفترة بل قيل أنهما عرضتا عليه استقلالاً فأبى، وكان خيراً صالحاً. مات في جمادى الأولى سنة خمس وثمانين عن نحو السبعين وهو خاتمة شيوخ القراء بالمدينة رحمه الله وإيانا.
479 - محمد بن محمد بن محمد بن أحمد بن علي بن مكتوم الشمس السلماني الأصل الحمصي القادري. ولد في شوال سنة ثمان وخمسين وسبعمائة وسمع على الكمال أبي الغيث محمد بن عبد الله بن محمد الصائغ وعمر بن علي بن عمر البقاعي وإسماعيل بن معالي القصاب والشمس محمد بن علي بن أبي الكرم الموقع وأحمد بن داود بن محمد بن السابق والجمال يوسف بن أحمد بن الشمس السلماني الخياط والفخر عثمان بن عبد الله بن النعمان القصاب وسويد بن محمد بن سويد الرزاز بعض البخاري كما حددته في المعجم وحدث سمع منه الفضلاء. مات ولم يحرر له تاريخ بوفاته.
 480 - محمد بن محمد بن محمد بن أحمد بن علي أبو اللطف الحسيني سكنا الحنفي ويعرف بابن شبانة بمعجمة وموحدة مفتوحتين وبعد الألف نون. فارق القزازة حرفة أبيه واشتغل قليلاً في الفقه والعربية عند النظام والأمشاطي وأجلسه شاهداً بحانوت الجورة عند الكمال بن الطرابلسي ولازم البقاعي وكتب له عدة تصانيف وأخذ عنه وأهين من أجله في كائنة ابن الفارض وخطب نيابة بجامع الطاهر ونسخ بالأجرة؛ وحج ودخل الشام وزار بيت المقدس واختفى بسبب شهادة ونسخ بالأجرة؛ وحج ودخل الشام وزار بيت المقدس واختفى بسبب شهادة اشترك مع ابن الرومي صهر ابن فيشا فيها وأمسك ذاك فعزر وشجن ومنع من المالكي وغيره واستمر هذا مع تطلبه مختفياً ثم ظهر وعاد لمرافقته مديدة ثم سافر إلى الشام فكان بها شاهداً وتزوج وولد له هناك.
481 - محمد بن محمد بن محمد بن أحمد بن عمر بن كميل بن عوض بن رشيد ككبير الجلال بن البدر بن الشمس بن الشهاب بن السراج بن الكمال المنصوري الشافعي سبط الشهاب بن العجيمي والد أوحد الدين والماضي أبوه وجده ويعرف كسلفه بابن كميل. ولد في ربيع الأول سنة اثنتين وستين وثمانمائة بالمنصورة ونشأ بها وحفظ ألفية النحو وغيرها، وأقام بالقاهرة مدة وبحث الألفية على إبراهيم بن أبي شريف مع بحث شرح إيساغوجي وتصريف العزي ومن شرح جمع الجوامع للمحلي قطعة وقرأ في تقسيم الفقه غير مرة على السنتاوي وكذا أخذ في الفقه وغيره عن جماعة وسمع مني ومن الديمي وجلس عند قريبه الزين قاسم شاهداً وهو متحرك مشارك في الفرائض والحساب وغيره ممن أذن له شيوخه.
482 - محمد بن أبي القسم محمد بن أبي الفضل محمد بن أحمد بن أبي الفضل محمد بن أحمد بن عبد العزيز أبو الفضل الهاشمي العقيلي النويري المكي الماضي أبوه وأمه أم الهدى ابنة العز عبد العزيز بن علي النويري. مات صغيراً.
483 - محمد بن محمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن أبي بكر بن عيسى بن بدران بن رحمة البدر بن البهاء بن العلم السعدي الأخنائي القاهري المالكي الماضي أبوه ولد في جمادى الولى سنة سبع عشرة وثمانمائة وحفظ القرآن وابن الحاجب الفرعي وألفيتي الحديث والنحو الشاطبية وعرض على جماعة وتفقه بالبساطي والزين عبادة ولازم الشمني والحصني وسمع شيخنا وغيره كالمناوي وكتب على الزين بن الصائغ وكتب في توقيع الإنشاء وعند الجمالي ناظر الخاص بل ناب في القضاء مع دين وخير وحدة وانجماع وسكون وبراعة في فنون واستحضار وتوقف وعدم سرعة في الفاهمة، ودرس قليلاً وكتب بخطه القاموس في مجلد وغيره، وحج وأصيب في نهب المماليك بنواحي الفخرية، وانجمع عن القضاء بعد بها لكون مستنيبه عين عليه قضية ثم راسله بالتوقف فيها فأعلم صاحب الواقعة بذلك فلم يسهل بالقاضي وتكالما فعزل نفسه ثم أعاده غيره وجلس بجامع الفكاهين وما كنت أحب له ذلك. وهو من خواص المتوكل على الله العزي ونعم الرجل.
484 - محمد بن محمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الخالق بن عثمان جلال الدين ثم بدر الدين بن البدر بن البدر الأنصاري الدمشقي ثم القاهري الشافعي أخو أحمد وأبي بكر المذكورين وأبوهم في محالهم ويعرف كسلفه بابن مزهر. ذكره شيخنا في إنبائه وأنه ولد سنة أربع عشرة وثمانمائة وحفظ القرآن والعمدة والمنهاج وغيرهما، وعرض على جماعة أجلهم شيخنا وأثنى عليه وعلى أصله في إجازته واشتغل وأخذ عن البدر بن الأمانة والشرف السبكي وكتب الخط الحسن. وكان بديع الذكاء جاري الزين القمني في مباحثه راج عليه فيها وكتب ابن سالم الشافعي لأبيه من أجله مقامة، ولما مات أبوه استقر وهو ابن نحو ثمان عشرة سنة عوضه في كتابة السر ولقب بلقبه وألزم بحمل مائة ألف دينار فشرع في بيع موجوده فباشرها والاعتماد على نائبه الشرف الموقع فلم يلبث أن مات في الطاعون يوم الاثنين عاشر رجب سنة ثلاث وثلاثين رحمه الله وإيانا.
محمد الزين أبو بكر أخو الذي قبله. وهو بكنيته أشهر. يأتي في الكنى.
محمد بن محمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن محمد بن سعيد الشرف أبو القسم بن الضياء قاضي مكة الحنفي وابن قاضيها. وهو بكنيته أشهر يأتي.
 485 - محمد بن محمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن محمود بن إبرهيم بن أحمد بن روزبة الجلال والمجد أبو السعادات بن ناصر الدين أبي الفرج بن الجمال الكازروني المدني الشافعي الماضي أبوه وجده. ولد في المحرم سنة تسع عشرة وثمانمائة بالمدينة ونشأ بها فحفظ القرآن والعمدة وغيرها وعرض في سنة ثلاث وثلاثين على النجم السكاكيني وأجازه في آخرين أخذ عن أبيه وجده ومما قرأه عليه البخاري مراراً وبحث على أبي السعادات بن ظهيرة حين كان عندهم بالمدينة المنهاج الأصلي وسمع على جده وأبي الفتح المراغي، وارتحل إلى القاهرة مع أبيه وصهره أبي الفرج المراغي بعد الأربعين فأخذ عن شيخنا بقراءته وقراءة غيره شيئاً وكتب عنه من أماليه جملة وكذا قرأ على العز بن الفرات تساعيات ابن جماعة الأربعين وعلى الزين الزركشي في مسلم وغيره وكان أصيلاً فاضلاً. مات قبل أبيه بيسير في ربيع الثاني سنة سبع وستين رحمه الله وإيانا.
486 - محمد الشمس أخو الذي قبله. ولد سنة اثنتين وستين وثمانمائة أو التي قبلها بالمدينة ونشأ بها فسمع على أبي الفرج المراغي ثم مني أشياء واشتغل في المنهاج وغيره وكتب بخطه أشياء.
487 - محمد بن محمد بن محمد بن أحمد بن مسعود العلم بن البهاء بن العلم السنباطي القاهري العطار والد محمد وعبد اللطيف المذكورين وأبوه. ولد سنة أربع وثمانين وسبعمائة أو التي بعدها بسنباط وجده الأعلى ممن كان له اختصاص بالمحب ناظر الجيش كان صاحب الترجمة كأبيه من عدول بلده ويتكسب مع ذلك فيها بالعطر على طريقة جميلة من الخير والسداد والسكون ثم تحول إلى القاهرة في سنة إحدى وثلاثين ببنيه وعياله فقطنها وحج ولزم طريقه في الخير والتكسب والإقبال على ما يعينه حتى مات في ذي القعدة سنة تسع وأربعين ودفن بتربة الصلاحية السعيدية رحمه الله وإيانا.
488 - محمد بن محمد بن محمد بن أحمد بن منبع بن صلح بن طهمان بن ملاعب بن فتوح بن غازي بن بكنجين بن علندي بن كاكو بن مصلح بن طهمان بن ملاعب بن حارثة بن سهم بن سعد بن المومل بن قيس بن سعد بن عبادة المحب الأنصاري الخزرجي الدمشقي الصالحي الوراق المؤذن بها. ذكره شيخنا في معجمه وقال هكذا أملى علي نسبه والعهدة عليه وأخبرني أن مولده سنة خمس عشرة وسبعمائة وكان يقول أنه سمع من الحجار ولكن لم يظفر لنا أصل سماعه عليه نعم سمع على الحافظين المزي والبرزالي والشمس بن المهندس وأبي محمد بن أبي التائب والشهاب بن الجزري وأبي بكر بن محمد بن الرضي وزينب ابنة الكمال وروى لنا عنه جماعة منهم شيخنا وقال أنه مات في حصار دمشق في جمادى الثانية سنة ثلاث، وتبعه المقريزي في عقوده.
489 - محمد بن محمد بن محمد بن أحمد بن موسى بن أبي بكر بن أبي العبد المحب بن قاضي المالكية بطيبة خير الدين بن الشمس السخاوي بن القصبي الماضي أبوه وجده. ولد في آخر سنة خمس وستين أو أول التي تليها بالمدينة ونشأ فحفظ القرآن وكتباً كالرسالة والمختصر والتنقيح والشاطبية وآلفية ابن ملك وعرض علي بالقاهرة في جملة خلق حتى على الأشرف قايتباي اقتفاءً لأبيه في عرضه كما تقدم على الظاهر جقمق واشتغل على أبيه وجده والسيد السمهودي في آخرين بالقاهرة والمدينة بل حضر عند السنهوري وفهم ولازمني رواية ودراية وقرأ على شرحي لتقريب النووي بحثاً من نسخة حصلها وربما حضر أبوه معه وحمدت سكونه وعقله وأدبه مع صغر سنه ولكن الولد سر أبيه وقد زوجه أبوه ابنة أبي الفضل بن المحب المطري.
490 - محمد بن محمد بن محمد بن أحمد بن يوسف الشمس أبو عبد الله بن الشمس أبي عبد الله بن المحيوي المدعو بشفيع بن القطب أو الشهاب بن الجمال البكري الدلجي الشافعي والد محمد الآتي وصهر الشهاب الدلجي على أخته واحدة بعد أخرى وأخو أبي يزيد لأمه. ولد في سنة ثلاث وأربعين بدلجة ونشأ فحفظ القرآن والرحبية في الفرائض وألفية النحو ومختصر التبريزي أو أبي شجاع واشتغل عند صهره وغيره وأقام بمكة تسع سنين على طريقة حسنة من الاشتغال والكتابة وتعليم الأبناء والإقبال على شأنه وأخذ بها عن النورين ابن عطيف والفاكهي والشمس المسيري وعبد الحق السنباطي ولازمهم في الفقه والعربية والفرائض وغيرها وقرأ المنهاج تبمامه بحثاً بالمدينة النبوية علىالشهاب الإبشيطي، ووقف عليه نسخة منه وكذا لازمني حتى أخذ عني شرحي للألفية سماعاً في البحث والقول البديع قراءة وحصلهما مع غيرهما وأكثر وكتبت له إجازة حسنة أوردت جلها في التاريخ الكبير ثم رجع إلى بلده ملازماً طريقته في الخير والتواضع ولين الكلمة والرغبة في المعروف.
491 - محمد بن محمد بن محمد بن أحمد بن عز الدين الرضي بن المحب القاهري ثم المصري الشافعي أخو أحمد والتقى عبد الرحيم ويعرف كسلفه بابن الأوجافي. ولد في ربيع الأول سنة تسع وتسعين وسبعمائة وحفظ القرآن والعمدة والتنبيه وألفية النحو، وعرض على جماعة وأسمعه أبوه على الجمال عبد الله الحنبلي والشرف بن الكويك والشهاب البطائحي والولي العراقي والنور الفوي وآخرين وأجاز له عائشة ابنة ابن عبد الهادي وطائفة واشتغل يسيراً على الولي العراقي ثم الشمس البدرشي وحضر دروس الشمس الشطنوفي ولكنه لم يمهر وتكسب بالشهادة وغيرها وحدث سمع منه الفضلاء أخذت عنه أشياء وكان ساكناً. مات في ربيع الأول سنة تسع وثمانين ودفن بتربتهم بالقرب من مقام الشافعي رحمه الله وإيانا.
492 - محمد بن محمد بن محمد بن أحمد الشمس أبو عبد الله بن الناصري أبي عبد الله المالقي السكندري الشافعي. ولد تقريباً سنة عشرين وثمانمائة وحفظ القرآن والمنهاج والشاطبية وغيرها وعرض على جماعة وأخذ عن القاياتي وشيخنا وكان مما قرأ عليه البخاري ثم عن ابن حسان وأخذ القراآت عن الشهاب بن هاشم وتلا بالسبع إفراداً وجمعاً وليعقوب أيضاً على النورين يفتح الله وقرأ عليه عدة من كتب الفن وكذا تلا بالسبع إلى والمحصنات على البرهان الكركي الشافعي؛ وحج ودخل اليمن وغيرها في التجارة ثم أعرض عنها وانقطع بالثغر قائماً بإدارة غيطين له ونحو ذلك وصار شيخه وممن يشار إليه بالوجاهة والجلالة به مع تفننه كما أخبرني بعض فضلاء جماعته في القراآت والفقه وأصوله والعربية والصرف والمعاني والبيان والميقات وتمام معرفته بقوس الركاب وكذا العربي أيضاً بحيث كانت بيده مشيخة قاعة القرافة والذهبي بالثغر تلقاهما عن والده، كل ذلك مع كثرة التواضع والتودد مع الفقراء وميله التام للترك دون المتشبهين بالفقهاء وممن قرأ عليه في القراآت الشمس النوبي ولم يزل على وجاهته حتى مات عن دون الستين في عصر يوم الجمعة ثامن عشر ربيع الأول سنة ثمان وسبعين بقصره بالرملة بالقرب من كوم العافية وسيدي جابر ونقل إلى جزيرة الثغر فصلي عليه في مشهد حافل شهده الظاهر تمربغا والمؤيد أحمد ونائب البلد وكانا ممن حمل نعشه ودفن بتربة والده بالجزيرة المذكورة ولم يخلف بعده في الثغر مثله، وخلف تركة طائلة رحمه الله وإيانا.
493 - محمد بن محمد بن محمد بن أحمد فتح الدين أبو الفتح بن الشمس القليوبي القاهري الشافعي المكتب الماضي أبوه وابنه عبد القادر ويعرف كأبيه بالحجازي وهو بكنيته أشهر. ممن سمع مع أبيه على ابن الجزري وكتب على الزين بن الصائغ وغيره بحيث مهر وتصدى للتكتيب واستقر في تكتيب البرقوقية بل باشر التوقيع والقضاء وسافر على قضاء المحمل مرة بعد أخرى واختص بالمؤيد أحمد في إمرته وأم به فيها ومات بعدها.
494 - محمد بن محمد بن محمد بن أحمد النجم بن الشمس الغزي الأصل القدسي الشافعي ويعرف بالجوهري. شاب اشتغل قليلاً في البهجة والعربية وغيرهما وقدم القاهرة فاجتمع بي في جمادى الأولى سنة تسعين وسمع مني المسلسل وحديث زهير.
 495 - محمد بن محمد بن محمد بن أحمد الشمس الدلجي الشافعي نزيل مكة. ولد سنة ستين وثمانمائة تقريباً بدلجة ونشأ بها يتيماً فحفظ القرآن ثم تحول مع عمه إلى القاهرة فقطن الأزهر سنة وقرأ في التنبيه ثم بمفرده إلى الشام فدام بها مدة دخل في أثنائها حلب فأقام بها أربع سنين وأخذ في دمشق عن الزين خطاب في الفقه وغيره ولازمه نحو سنتين والشهاب الزرعي والتقى بن قاضي عجلون وبه تفقه وعنه أخذ أصول الفقه وقرأ في المنطق وبعض المطول على ملا زاده. وأكمل المطول على غيره وفي المعاني والبيان على ملا حاجي والعربية والعروض على المحب البصروي بل قرأ عليه بعض شرحه على الإرشاد ومصنفه في الفرائض وشرحه بكمالهما ولازم البقاعي هناك حتى قرأ عليه صحيح مسلم وسمع في غيره بحثاً وغيره وفي حلب على قل درويش بعض شرح العقائد وعلى عثمان الطرابلسي في الكشاف وسافر من الشام لمكة فقطنها من سنة اثنتين وتسعين وحضر بها دروس القاضي وربما أقرأ، وذكر لي أنه اختصر المنهاج وله نظم وسمع مني وعلي أشياء وكان يتأسف على عدم تحصيل تصانيفي لمزيد فاقته ولما اشتد الغلاء بمكة توجه في أثناء سنة تسع وتسعين بحراً إما للشام أو لمصر أو لهما أنجح الله قصده.
496 - محمد بن محمد بن محمد بن أسعد بن عبد الكريم بن سليمان بن يوسف بن علي بن طحا الفخر أبو اليمن بن العلاء أبي بكر بن الكمال الثقفي القاياتي المصري الشافعي. ولد في رجب سنة سبع وعشرين وسبعمائة قال شيخنا ولم نجد له من المسموع ما هو على قدر سنه مع أن جده كان فاضلاً محدثاً له عمل قليل في الفن وناب في الحكم ونشأ هذا وهو من بيت حكم وعدالة فحفظ المنهاج وكتبه بخطه بل كتب عليه ودرس بعدة أماكن مع قلة بضاعته في العلم ولكنه كان درباً في الأحكام متودداً متواضعاً محصلاً للدنيا باشر التوقيع ثم النيابة في قضاء مصر والجيزة وباشرها مدة طويلة منفرداً ثم أشرك معه غيره مع استمراره على أنه الكبير فيهم، وعين للقضاء الأكبر فامتنع بل استمر نائباً حتى مات، وجاور بمكة مراراً وجرد بها القراآت السبع على كبر السن عند بعض المتأخرين بل قرأ بها كثيراً من الحديث يعني على النشاوري والجمال الأميوطي وغيرهما وكذا قرأ بالقاهرة على السويداوي وغيره ونسخ بخطه الكثير وحصل مجاميع حديثية من مسموعاته. قلت رأيتها وحصل لسبطته أم هانئ ابنة الهوريني مسموعاً كثيراً بمكة وغيرها قال شيخنا ورأيت سماعه في جامع الترمذي بخط المحدث جمال الدين الزيلعي على أبي الحسن العرضي ومظفر الدين بن العطار ولم يحدث بذلك، وكذا سمع على المحدث نور الدين الهمداني وغيره الخلعيات قرأتها بل كان يذكر أنه سمع على أبي الفرج بن عبد الهادي فقرأت عليه أربعين من صحيح مسلم عنه ولم أقف له على سماع على الميدومي مع إمكان ذلك. مات في حادي عشر رجب سنة ثمان وقد جاز الثمانين ودفن بتربته بالقرب من مقام الشافعي وخلف مالاً طائلاً وأوصى بثياب بدنه لطلبة العلم ففرقت فيهم وحدثنا عنه جماعة. وممن ذكره المقريزي في عقوده لكن بإسقاط محمد الثالث رحمه الله وإيانا.
 497 - محمد بن محمد بن محمد بن إسمعيل بن علي البدر أبو عبد الله القرشي القلقشندي الشافعي. ولد سنة اثنتين وأربعين وسبعمائة كما قرأته بخطه، زاد المقريزي في أول المحرم بقلقشندة من ضواحي مصر وتحول منها وهو صغير فقرأ القرآن والمنهاج وغيره وتفقه بالأسنوي ثم بالبلقيني ومهر في الفقه وفاق في الفرائض والحساب والجبر والمقابلة مع قصر باعه في العربية وسمع على العز أبي عمر بن جماعة فكان مما سمعه عليه صحيح ابن حبان وناب في الحكم بل عمل أمين الحكم في سنة تسعين وكان الجلال البلقيني يثني عليه حتى قيل أنه قال مرة: ليس في نوابي أمثل منه؛ وقال أبوه السراج يوماً وقد أجاب عن مسئلة مشكلة بجواب حسن هو من قدماء طلبتي. هذا حاصل ما ترجمه به التقى عبد الرحمن القلقشندي وعين غيره مولده في أول سنة إحدى وأربعين وقال أنه ينسب لفضيلة ومشاركة وأما شيخنا فلم يزد في نسبه على محمد الثالث وقال أنه كتب بخطه أن مولده في سنة اثنتين وأربعين قال وحفظ المنهاج وكان يكرر عليه ويذاكر به بعد أن شاخ وله اشتغال كثير ومعرفة تامة بالفرائض ثم تعانى الخدم بالشهادة وولي أمانة الحكم في سنة تسعين فاستمر فيها أكثر من ثلاثين سنة ولقد شانته لأنه كان حسن الأخلاق كثير التواضع وذكر لي أنه سمع الكثير على العز بن جماعة ولم أظفر له بشيء، وأجاز لي في استدعاء ابني محمد. وضعف بصره في سنة أربع وعشرين وكاد أن يكف ثم كف في التي بعدها وعاش إلى ثلاثين سنة فمات في ثالث عشرى محرمها. وقال المقريزي في عقوده أنه ممن جاورنا نحن وإياه بمكة ورافقنا في درس البلقيني رحمه الله.
498 - محمد بن محمد بن محمد بن إسماعيل الصلاح بن العز بن البدر الحكري القاهري الشافعي الصوفي الخازن ويعرف بالصلاح الحكري. ولد ظناً كما قرأته بخطه في سنة أربع وستين وسبعمائة بالقاهرة ونشأ بها فاشتغل بالعلم والتصوف ولازم الزين العراقي في أماليه وغيرها وكذا سمع على الهيثمي وابن أبي المجد والتاجين ابن الفصيح وابن التنسي وناصر الدين الحنبلي القاضي والسويداوي والشهاب أحمد بن يوسف الطريني والشرف بن الكويك في آخرين منهم بقراءته القطب عبد الكريم حفيد الحافظ الحلبي، وكان خيراً ساكناً وقوراً منجمعاً عن الناس قانعاً متعففاً مديماً لمباشرة التصوف بالصلاحية سعيد السعداء ضابطاً لكتبها أتم ضبط وبعده ظهر الخل التام فيها وقد حدث باليسير سمع منه الفضلاء وقرأت عليه أشياء. ومات في جمادى الثانية سنة اثنتين وستين ودفن بتربة سعيد السعداء رحمه الله وإيانا.
499 - محمد بن محمد بن محمد بن إسماعيل أبو عبد لاله المغربي الأندلسي ثم القاهري المالكي ويعرف بالراعي. ولد بغرناطة من بلاد الأندلس في سنة اثنتين وثمانين وسبعمائة تقريباً ونشأ بها وأخذ الفقه وأصوله والعربية عن أبي جعفر أحمد بن إدريس بن سعيد الأندلسي وغيره وسمع على أبي بكر عبد الله بن محمد بن محمد بن محمد المعافري بن اللب ويعرف بابن أبي عامر والخطيب أبي عبد الله محمد بن علي بن الحفار ومحمد بن عبد الملك بن علي القيسي ومما أخذه عنه الجرومية بأخذه لها عن الخطيب أبي جعفر أحمد بن محمد بن سالم الجذامي عن القاضي أبي عبد الله محمد بن إبرهيم الحضرمي عن مؤلفها وجميع خلاصة الباحثين في حصر حال الوارثين للقاضي أبي بكر عبد الله بن يحيى بن زكريا الأنصاري بأخذه لها عن مؤلفها وأجاز له أبو الحسن علي بن عبد الله الجذامي وقاسم بن سعيد العقباني وأبو الفضل بن الإمام وأبو عبد الله حفيد ابن مرزووق والكمال بن خير والزين المراغي والزين محمد بن أحمد الطبري وأبو إسحق إبرهيم بن محمد بن إبرهيم بن العفيف النابلسي في آخرين من المغرب والمشرق ودخل القاهرة في سنة خمس وعشرين فحج واستوطنها وسمع بها من الشهاب المتبولي وابن الجزري وشيخنا واختص به وطائفة وأم بالمؤيدية وقتاً وتصدى للإقراء فانتفع به الناس طبقة بعد طبقة لا سيما في العربية بل كانت فنه الذي اشتهر به وبجودة إرشاده فيها وشرح كلاً من الألفية والجرومية والقواعد وغيرها بما حمله عنه الفضلاء، وله نظم وسط كتبت عنه منه الكثير ومما لم أسمعه منه ما أوده في مقدمة كتاب صنفه في نصرة مذهبه وأثبته دفعاً لشيء نسب إليه:

عليك بتقوى الله ما عشت واتبع

 

أئمة دين الحق تهدى وتسعـد

 

فمالكهم فالشـافـعـي فـأحـمـد

 

ونعمانهم كل إلى الـخـير يرشـد

فتابع لمن أحببت منهـم ولا تـمـل

 

لذي الجهل والتعصيب إن شئت تحمد

فكل سـواء فـي وجـيبة الاقـتـدا

 

متابعهـم جـنـات عـدن يخـلـد

وحبـهـم دين يزين وبـغـضـهـم

 

خروج على الإسلام والحق يبـعـد

فلعنة رب العرش والخلق كـلـهـم

 

على من قلاهم والتعصب يقـصـد

وكان حاد اللسان والخلق شديد النفرة من يحيى العجيسي أضر بأخرة. ومات بسكنه من الصالحية في ذي الحجة سنة ثلاث وخمسين وصلى عليه بالأزهر ودفن بالصحراء قريباً من تربة الزين العراقي رحمه الله وإيانا وذلك بعد أن أنشد قبيل موته بشهر في حال صحته بعض أصحابه من نظمه:

أفكر في موتي وبعد فضيحتـي

 

فيحزن قلبي من عظيم خطيئتي

وتبكي دماً عيني وحق لها البكا

 

على سوء أفعالي وقلة حيلتـي

وقد ذابت أكبادي عناء وحسـرة

 

على بعد أوطاني وفقد محبتي

فمالي إلا اللـه أرجـوه دائمـاً

 

ولا سيما عند اقتراب منـيتـي

فسأل ربي في وفاتي مؤمـنـاً

 

بجاه رسول الله خير الـبـرية

500 - محمد بن محمد بن محمد بن إسمعيل فتح الدين أبو الفتح بن الشمس النحريري ثم القاهري المالكي والد الولوي محمد الآتي. نشأ فتكسب بالشهادة بل ناب في القضاء بقليوب ونواحيها وكذا بالقاهرة ولم يكن بذاك. مات.
 501 - محمد بن محمد بن محمد بن إسمعيل فتح الدين أبو الفتح بن الشمس السوهائي الأصل نسبة لسوهاء - بضم المهملة ثم واو ساكنة وهاء مفتوحة بلدة من أعمال أخميم من صعيد مصر الأعلى ضبطها المنذري في معجمه - القاهري الشافعي سبط الجمال عبد الله بن محمد السملائي المالكي زوج حليمة ابنة النور أخي بهرام ويعرف بالسوهائي. ولد في العشر الأخير من رمضان سنة ست وعشرين وثمانمائة بسويقة صفية من القاهرة ونشأ فحفظ القرآن والمنهاجين الفرعي والأصلي وألفيتي الحديث والنحو مع فصول ابن معط وغيرها وأخذ في ابتدائه الفقه والعربية عن الشمس محمد بن علي الميموني ثم لازم العلم البلقيني في الفقه من سنة إحدى وخمسين وإلى أن مات وأذن له في التدريس والإفتاء وكذا لازم التقي الحصني ف الأصلين والمنطق والجدل والمعاني والبيان والعربية بحيث كان جل انتفاه به وأخذ في المنطق والهندسة وغيرهما عن أبي الفضل المغربي وفي أصول الفقه عن الكريمي وكذا عن أبي القسم النويري في سنة موته بمكة وجد في الاشتغال وسمع على شيخنا والسيد النسابة وغيرهما بالقاهرة وعلى أبي الفتح المراغي والزين الأميوطي والتقى بن فهد وغيرهم بمكة وعلى أبي الفرج الكازروني وغيره بالمدينة وتدرب في الصناعة بوالده وقال أنه كان بارعاً فيها وكذا تدرب بغيره وتكسب بالشهادة وتسامح فيها. وناب في قضاء جدة في سنة سبع وخمسين عن أبي الفضل بن ظهيرة وفي العقود قبل ذلك عن شيخنا ثم في القضاء في المحرم سنة ثمان وخمسين عن العلم البلقيني ونوه به وأرسله إلى الصالحية ومعه نقباؤه بسفارة ربيبه الصلاح المكيني واستمر ينوب لمن بعده واشتهر إقدامه ورقة دينه ودقة نظره فيما يوصل به المبطل بتزيينه مع فضيلته وتمام خبرته وكثرة استحضاره وتحركه في مباحثه وأنظاره ودهائه بصريحه وإيمائه فصحبه بل قربه لذلك أهل الغرض والهوى وتجنبه من في قلبه تقوى بحيث امتنع البدر البغدادي قاضي الحنابلة من تنفيذ مكتوب هو أحد الشهود على الحاكم الأول وهو البلقيني فيه ثم صار بعد يمتنع المثبتون من تنفيذ أحكامه وأسفر عن جرأة زائدة وتهور تام ودخل في قضايا مشكلة وأمور معضلة وأهين من الأمير أزبك وغيره وألبسه الأشرف قايتباي بعناية دواداره الكبير بعد عوده من السفرة الشمالية خلعة لقيامه بأعباء التعدي بالهدم الكائن بالقاهرة الذي ارتكب فيه كل محذور وانتصب للأملاك والأوقاف بالبهتان والزور وما كان بأسرع من أن أطفأ الله جمرة ناره وخذله بعد مزيد اقتداره وما وسعه بعد قتل الدوادار إلا الفرار بالتوجه لبلاد الحجاز لظنه أنه به قد فاز وذلك في سنة خمس وثمانين، وكان قد جاور هناك قبل في سنة سبع وخمسين ثم في سنة اثنتين وثمانين وما نفق له هناك سوق لجلالة عالم مكة ويقظته مع أنه أقرأ هناك الفقه والأصول وغيرهما بل زعم أنه شرع في شرح التدريب ورجع الآن بعد مجاورته سنة ست في أول سنة سبع فتزايد خموله ولم ينهض لاستنابة الزين زكريا له مع شدة سعيه وتجرع فقراً تاماً وعاد حامده من الظلمة له ذاماً وأنعم عليه السلطان على رغم منه بعشرين ديناراً في توسعة رمضان وبجوالي مما لم يكن يكتفي به في اليوم والأمر فوق ما وصفناه وربما أقرأ الطلبة في التقسيم وغيره ولا زال في فقر مدقع وذل موجع وتناول لليسير من الصغير فضلاً عن الكبير حتى مات في ليلة الخميس سادس عشرى شعبان سنة خمس وتسعين وصلي عليه من الغد سامحه الله وإيانا.
502 - محمد بن محمد بن محمد بن إمام بن سراج الفاضل بيان بن عيان بن بيان الكرماني الفارسي الكازروني الماضي ولده على المدعو عيان. قال لي أنه ولد في صفر سنة ثلاث وعشرين وثمانمائة وأنه أخذ عنه وكان فاضلاً. مات في أواخر شعبان سنة خمس وتسعين وثمانمائة.
503 - محمد بن محمد بن محمد بن أمين - بالفتح ثم الكسر - الشمس بن القطب البدراني المالكي. ممن داوم الاشتغال على أبي القسم النويري وأبي الجود وغيرهما بل قيل أنه أخذ عن شيخنا وتميز في الفضيلة وكان يستحضر في الفقه والعربية وينظم الشعر وكتب بخطه الكثير كل ذلك مع حسن السمت والكرم والانعزال عن الناس. مات ببلده في الطاعون سنة أربع وستين ولم يبلغ الثلاثين. استفدته من صهره مع موافقة الشهاب المنزلي في كثير منه رحمه الله.
 405 - محمد بن محمد بن محمد بن أبي بكر بن أيوب المحب بن البدر بن فتح الدين المخزومي المحرقي الأصل القاهري الشافعي والد فتح الدين محمد الآتي وأخو البهاء أحمد الماضي وهذا أكبر. ولد في عصر الجمعة حادي عشر المحرم سنة اثنتين وأربعين وثمانمائة وباشر الجوالي وسعيد السعداء بل والبيمارستان وحمد عمله فيها مع تقدم في المباشرة وهو أحد من رسم عليه بسبب أوقاف الزمام.
505 - محمد بن محمد بن محمد بن أبي بكر بن جوشن بن عرب أبو اليمن المصري. سمع على الفخر القاياتي البردة والشقراطسية وعلى النو رالأدمي البخاري وعلى غيرهما.
506 - محمد بن محمد بن محمد بن أبي بكر بن الحسين الزين أبو بكر بن الشمس أبي صنر بن ناصر الدين أبي الفرج بن الزين العثماني المراغي المدني الشافعي الماضي أبوه وجده. ولد في رجب سنة خمس وستين وثمانمائة بالمدينة ونشأ فحفظ القرآن وأربعي النووي ومنهاجه وقرأ على أبيه البخاري والشفا بل سمع على جده أشياء وابنة عم أبيه فاضطمة ابنة أبي اليمن وغيرهما ولقيني بمكة فسمع مني ثم قرأ علي بالمدينة الشفا وأكثر عني وكتبت له إجازة هائلة وكذا قرأ علي بمكة بعد في سنة أربع وتسعين أشياء من تصانيفي ولازم القاضي عبد القادر الحنبلي بالمدينة ثم بمكة حين وردها عليه في قراءة أشياء وربما قرأ على السيد السنهوري في التقسيم وحضر دروس الشرف السنباطي في العربية ثم ابن قريبه في آخرين وخلف والده في القراءة بالروضة النبوية، وهو ذكي فهم ظريف متودد زائد الحشمة والتأنق له ميل إلى الإطعام مع زائد صفاء ونغمة طرية ومحاسن.
507 - محمد بن محمد بن محمد بن أبي بكر بن الحسين الكمال أبو الفضل بن الزين أبي بكر بن ناصر الدين أبي الفرج العثماني المراغي المدني الشافعي ابن عم الذي قبله بل هو أخوه لأمه وهو بكنيته ولقبه أشهر. ولد سنة سبع وخمسين قبل موت أبيه بيسير. وسافر إلى الهند كمبايت ومندوة وقدم القاهرة في ربيع الأول سنة إحدى وتسعين بعد موت عمه وزوج أمه الشمس محمد فاجتمع بي وسمع مني المسلسل بشرطه وحضر بعض الدروس. ومات بالروم في سادس جمادى الثانية سنة أربع وتسعين وكان له مشهد عظيم ودفن بتربة محمود شاه من برصا رحمه الله وعوضه الجنة.
508 - محمد بن محمد بن محمد بن أبي بكر بن أبي الحسن علي بن محمد بن صالح الشمس الأنصاري السوهائي الأصل القاهري الحنفي القادري أخو أبي الرجا وخال يس المكتب ويعرف بالجلالي نسبة. ولد في سنة خمس وثمانمائة بسوهاي تجاه أخميم بل هي من عملها ونشأ فحفظ القرآن وزعم أنه سمع الشرف بن الكويك ولم يثبت ذلك عندي فإنه أصلح في الطبقة التي بالنسخة من الشفا وكشط. اشتغل قليلاً ولازم الأمين الأقصرائي بل اختص بغير واحد من الأمراء وأجاد اللعب بالشطرنج وجود الخط وكتب به أشياء منها شرح معاني الآثار للطحاوي وخطب بمدرسة الجاي والجانبكية مع وظائف فيهما وفي غيرهما بل استقر بعد الأقصرائي في مشيخة الأيتمشية بباب الوزير ثم رغب عنها للسمديسي وتزايدت جهاته وانتشرت ملاءته حتى أن السلطان تلمح له بما يقتضي ثبوت ذلك عنده إلى أنت انتزع منه بيته كما بينته في الحوادث مع إمساكه. وقد صاهر الزين الدجوي على ابنته واستولدها عدة أحدثهن تحت الشمس الفرنوي. وله ولد اسمه بدر الدين محمد ذو أولاد من ابنة إبراهيم بن زين الدين المنوفي.
509 - محمد بن محمد بن محمد بن أبي بكر بن علي بن يوسف المحب بن الكمال أبي الفضل بن النجم الأنصاري الذروي الأصل المكي الشافعي ويعرف كسلفه بابن المرجاني. ولد بعد عصر يوم الاثنين ثامن عشرى ربيع الآخر سنة ست وثلاثين وثمانمائة بمكة وحفظ القرآن وثلث التنبيه وذكر أنه قرأ في الفقه على والده وحضر فيه الكمال أمام الكاملية والزين خطاب، وسمع الحديث على والده وغيره وأجاز له جماعة وسمع مني بمكة.
 510 - محمد أبو السعود شقيق الذي قبله. ولد في فجر يوم الخميس ثاني عشرى شعبان سنة أربعين وثمانمائة. ومات وأنا بمكة في منتصف ربيع الآخر سنة ثلاث وتسعين فجأة وكان خيراً ساكناً مواظباً على الجماعة والتلاوة منجمعاً عن الناس قليل الكلام ممن حفظ القرآن والمنهاج وأخذ في الفقه وغيره عن الزين خطاب والكمال أمام الكاملية حين مجاورتهما وفي العربية عن عمه البدر حسن وسمع الحديث قديماً وحديثاً وأجاز له جماعة بل سمع مني وعلي بمكة بعد الثمانين رحمه الله وإيانا.
511 - محمد بن محمد بن محمد بن أبي بكر بن علي الشمس أبو عبد الله السرسنائي الأصل المحلي الشافعي ويعرف بابن أبي عبيد وهي كنية جده. ولد في ليلة حادي عشرى رمضان سنة ثلاث وأربعين وثمانمائة بالمحلة ونشأ بها فحفظ القرآن والشاطبيتين التيسير والعنوان ومختصر أبي شجاع والمنهاج وجمع الجوامع والملحة وألفية ابن ملك وعرض على بعض أعيان بلده وتلا بالسبع إفراداً وجمعاً على الشهاب بن جليدة والزين جعفر السهنوري وابن أسد وعبد الغني الهيثمي ولم يكمل عليه خاصة وأخذ الفقه وأصوله والفرائض والعربية عن الشمس بن كتيلة وقدم القاهرة فحضر دروس المناوي والعبادي وأبي السعادات البلقيني والجوجري وزكريا في الفقه وعن الثلاثة الأخيرين أخذ في الأصول وعن أبي السعادات في العربية وأخذها معاً عن ابن الفالاتي وتميز ولازمني في الحديث رواية ودراية ومما قرأه علي البخاري وجملة من الكتب الستة، وكتب من تصانيفي القول البديع وغيره وقرأ على عدة منها. وناب في قضاء المحلة عن ابن العجيمي وغيره بل استقل بها وقتاً وخطب بعدة أماكن واستقر به ابن الغمري خطيب جامع التوبة الذي أنشأه وسكنه وقرأ الحديث على العامة وترقى فيه وفي الخطابة ونحوهما مع المشاركة في الفضائل وجودة المباحثة والفصاحة والقدرة على التعبير عن مراده وحسن الكتابة والبراعة في الشروط والأحكام بحيث حسده ابن العجيمي فمن دونه ورموه بالتساهل والجرأة في الأحكام والقضايا وتعب بسبب ذلك خصوصاً في أيام الزيني زكريا بحيث عزله وأعاده عن قرب مع اعترافه بتمام فضيلته ولكنه قال لي أنه سوهائي المحلة وآل أمره إلى أن صودر ورسم عليه بل سجن بالقلعة وغيرها وما نهض للقدر الذي ألزم به وصار بعد ذلك فقيراً وحيداً حتى أنه جلس مع ابن المدني برأس سوق أمير الجيوش وما أنصفه القاضي وكانت بينه وبين أبي البركات الصالحي مناطحات.
512 - محمد بن محمد بن محمد بن أبي بكر البهاء بن الشمس بن النظام المقرئ الصوفي والده الماضي ابن أخت الشمس بن قاسم. سمع مني وقرأ قليلاً ثم فسد حاله وأدخل سجن أولى الجرائم حتى مات بعد الثمانين ظناً. محمد بن محمد بن محمد بن أبي بكر الشمس الدلجي المقرئ ويدعى قريشاً. سبق هناك ويأتي في ابن أبي يزيد أيضاً.
513 - محمد بن محمد بن محمد بن أبي بكر الشمس بن سعد الدين بن نجم الدين البغدادي القاهري الزركشي المقرئ الشاعر والد عبد الصمد. ذكره شيخنا في معجمه فقال: أصله م نشيراز ثم سكن القاهرة وشذا طرفاً من الأدب وأتقن القراآت والعروض وعمل فيه منظومة كان شيخنا المجد إسماعيل الحنفي القاضي يطريها ويقرئها أولاده لإعجابه بها وكذا له قصائد سماها العواطل الخوالي بمدح خير الموالي نبويات أجاد فيها والتزم فيها أشياء مخترعة مع كونها كلها بغير نقط وعمل في الظاهر برقوق مرثية طويلة أنشدها للسالمي فأثابه عليها الإمامة في سعيد السعداء وأنشدني لنفسه مما قاله في الغلاء الكائن في سنة سبع وسبعين:

أيا فادي الضيوف بكل خـير

 

ويا براً نداه مـثـل بـحـر

لقد جار الغلاء علـى عـدواً

 

وها أنا قد شكوت إليك فقري

وكذا أنشدني مرثية في القاضي كريم الدين بن عبد العزيز صاحبني نحو عشرين سنة ثم أرسلته سفيراً إلى ينبع ففرط في المال ورجع بخفي حنين واعتذر بأنه تزوج وأنفق وأهدى وتصدق وجعل ذلك في صحيفتي فنشأ له مني ما عاتبني من أجله بقصيدة تائية فأجبته وناقضته وهي في ديواني أسأل الله العفو عني وعنه. وقال في إنبائه: مهر في القراآت وشارك في الفنون قال ويقال أنه شرحها يعني قصيدته في العروض ونظم العواطل الخوالي ست عشرة قصيدة على ستة عشر بحراً ليس فيها نقطة وقد راسلني ومدحني وسمعت منه كثيراً من نظمه ولازمني طويلاً ورافقني في السماع أحياناً وجرت له في آخر عمره محنة. مات خاملاً في ذي الحجة سنة ثلاث عشرة وإليه عنى شيخنا بمن اتهمه بالإشارة لتصنيفه النخبة وشرحها. وهو في عقود المقريزي باختصار.
محمد بن محمد بن محمد بن أبي بكر ولي الدين النحريري المالكي. وكذا رأيته بخطي وكتب إلى أنه محمد بن محمد بن محمد بن محمد بن إسماعيل وسيأتي.
514 - محمد بن محمد بن محمد بن بهادر الكمال أبو الفضل المومني الطرابلسي ثم القاهري الشافعي. ولد بطرابلس ونشأ بها فقدم في صغره مع أمه وأخيه القاهرة وحفظ البهجة وألفية البرماوي في الأصول والوردية في النحو وغيرها مع فقيهه التقي أبي بكر الطرابلسي وغيره ولازم الجلال المحلي حتى قرأ عليه شرحه على المنهاج وجمع الجوامع وغيرهما بل قرأ عليه الكثير من شرح ألفية العراقي وأخذ أيضاً عن البوتيجي والعلاء القلقشندي والعلم البلقيني والمناوي وطائفة منهم ابن الديري وقال أن أول من اجتمع به في القاهرة نمهم الأول وكان اجتماعه به في سنة إحدى وخمسين وأنه قرأ على الثاني من أول البهجة إلى الوضوء وسمع عليه غالب المنهاج كلاهما في البحث وغير ذلك وأنه قرأ على الثالث من أولها إلى البيع ومن أول التدريب إلى أحكام الصلاة وسمع عليه غالب تكملته له وغير ذلك من الدروس وكان أول اجتماعه به في سنة أربع وخمسين وقال أن شيخنا أجاز له في سنة سبع وأربعين وكل هذا ممكن. وقرأ في المنطق على البرهان العجلوني وكذا أخذ عن الشرواني وكتب بخطه الكثير وقيد وجمع وأظنه كان يتعانى الوفيات والنظر في التواريخ مع الانجماع والسكون والعقل والتحري والتدين والفضيلة بحيث أذن له المحلي وغيره وربما أخذ عنه بعض الطلبة وقرأ عليه الفاضل جلال الدين بن النصيبي كراسة جمعها في ترجمة شيخه المحلي في ربيع الأول سنة اثنتين وسبعين. ومات في ليلة خامس عشرى ذي الحجة سنة سبع وسبعين وصلي عليه من الغد وقد جاز الأربعين ظناً رحمه الله وعوضه وأمه خيراً.
515 - محمد ناصر الدين شقيق الذي قبله، قرأ القرآن وكان متحرياً في الطهارة مديم الجماعة والانجماع غالباً عن الناس عاقلاً نيراص ممن باشر الدوادارية عند المناوي وقتاً ثم ترك ولم يكن خالياً عن فضيلة. مات في ربيع الأول سنة ثمان وثمانين وقد جاز الخمسين ظناً رحمه الله.
516 - محمد بن محمد بن محمد بن حامد بن أحمد بن عبد الرحمن بن حميد بن بدران بن تمام بن درغام بن كامل الأنصاري المقدسي أخو أحمد الماضي. ولد سنة سبعين وسبعمائة تقريباً وسمع من أبي محمد عبد المنعم بن أحمد الأنصاري بعض جزء أبي الجهم ومن جده مشيخته تخريج الندرومي والسفينة الجرائدية وحدث سمع منه الفضلاء وكان يتكلم بالقدس على الأيتام والغائبين مدة، وولي نظر وقف الأمير بركة ثم أخرج عنه فتوجه للقاهرة للسعي فيه فمات بها في يوم السبت سادس ذي القعدة سنة ثمان وأربعين.
 517 - محمد بن محمد بن محمد بن حسن بن علي بن سليمان بن عمر بن محمد الشمس الحلبي الحنفي الماضي أبوه وجده ويعرف بابن أمير حاج وبابن الموقت. ولد في ثامن عشر ربيع الأول سنة خمس وعشرين وثمانمائة بحلب ونشأ بها فحفظ القرآن عند إبرهيم الكفرناوي وغيره وأربعين النووي والمختار ومقدمة أبي الليث وتصريف العزي والجرجانية وبعض الأخسيكي وعرض على ابن خطيب الناصرية والبرهان الحافظ والشهاب بن الرسام وغيرهم من أهل بلده وتفقه بالعلاء الملطي وأخذ النحو والصرف والمعاني والبيان والمنطق عن الزين عبد الرزاق أحد تلامذة العلاء البخاري، وارتحل إلى حماة فسمع بها على ابن الأشقر ثم إلى القاهرة فسمع بها على شيخنا يقراءتي وقراءة غيري وأخذ عنه جملة من شرح ألفية العراقي وغيرها وكذا لازم ابن الهمام في الفقه والأصلين وغيرها من هذه القدمة وغيرها وبرع في فنون وأذن له ابن الهمام وغيره، وتصدى للإقراء فانتفع به جماعة وأفتى، وشرح منية المصلى وتحرير شيخه ابن الهمام والعوامل وعمل منسكاً سماه داعي منار البيان لجامع النسكين بالقرآن وفسر سورة والعصر وسماه ذخيرة القصر في تفسير سورة والعصر وغير ذلك؛ وقد سمعت أبحاثه وفوائده وسمع مني بعض القول البديع وتناوله مني. وكان فاضلاً مفننا ديناً قوي النفس محباً في الرياسة والفخر وبلغني أنه أرسل لشيخه ابن الهمام بأشياء كتبها على شرحه للهداية ليقف عليها ويبين صوابها من خطئها فكتب إليه جميع ما كتبه الولد من أول الكراس إلى هنا لم يلق بخاطري منه شيء وقد وصلت الكتابة إلى الوكالة ورأيت أن أحرمكها، إلى أن قال كلام طويل وحاصل قليل إما لا يعتد به وإما يستفاد من الكتاب فإن كانت عنده فائدة فاحفظها على من عندك من البلم ويرزق الكتاب أهله وقد كره صنيع كهذا كثير من طلبة العلم النحارير على أنه لما ذكر في شرحه المشار إليه مسألة ما لو قال لست بابن فلان يعني جده لا يحسد لصدقه قال وفي بعض أصحابنا ابن أمير حاج جده، وحج غير مرة منها في موسم سنة سبع وسبعين وجاور بمكة التي تليها وأقرأ هناك يسيراً وأفتى ثم سافر منها إلى بيت المقدس فأقام به نحو شهرين وما سلم من معاند في كليهما بحيث رجع عما كان أضمره من الإقامة بأحدهما ورأى أن رعاية جانبه في بلده أكثر فعاد إليها، ولم يلبث أن مات في ليلة الجمعة تاسع عشرى رجب سنة تسع وسبعين بعد تعلله زيادة على خمسين يوماً. وماتت أم أولاده قبله بأربعين يوماً وكانت جنازته مشهودة رحمه الله وإيانا.
518 - محمد بن محمد بن الحسن بن علي الفخر التونسي ثم السكندري. ولد كما قرأته بخطه في سنة ثلاث وثلاثين وسبعمائة وسمع أبا العباس بن المصفى والجلال بن الفرات قال شيخنا في معجمه لقيته في الرحلة إلى الإسكندرية فقرأت عليه مشيخة الرازي بسماعه لها على المذكورين. ومات في أوائل سنة ثلاث. وتبعه المقريزي في عقوده.
519 - محمد بن محمد بن محمد بن الحسن بن محمد بن عبد الله بن أبي عمر محمد ناصر الدين الجعفري القاهري الشافعي الموقع ويعرف بناصر الدين الجعفري. ولد في العشر الأول من ربيع الأول سنة أربع وتسعين وسبعمائة بالجعفرية وحفظ القرآن والعمدة والتنبيه والمنهاج الأصلي وألفية ابن ملك وعرض على الولي العراقي وابن النقاش وغيرهما ممن أجاز له وجود القرآن على الزين أبي بكر الدموهي ثم قرأ عليه لابن كثير وأبي عمر ولنافع على شيخ الظاهرية القديمة وللفاتحة على الزين بن عياش بمكة وتفقه بالولي العراقي وسمع عليه بقراءة المناوي المجلس الأول من أماليه وأثبت له المملي ذلك بخطه ووصفه بالفاضل، وكذا تفقه بالبيجوري وحضر اليسير عند الجلال البلقيني وأخذ الفرائض عن الشمس الغراقي وأذن له في سنة سبع عشرة، وناب في القضاء بالبلاد قديماً عن العلم البلقيني ثم بالقاهرة في سنة سبع وخمسين وكتب التوقيع دهراً وصنف للشهود وراقه بل شرح الرحبية والجعبرية في الفرائض وزعم أن شيخنا قرض له ثانيهما، وحج مراراً أولها في سنة تسع وثلاثين توجه صحبه الركب الرحبي وناب في قضاء جدة إذ ذاك وكان الكريمي بن كاتب المناخات ناظرها حينئذ وجاور بالمدينة النبوية ثلاثة أعوام صحبه الولوي بن قاسم، وصار يحج منها كل سنة وقرأ وهو بها على الجمال الكازروني أشياء وكان بارعاً في الفرائض والتوثيق متكسباً منه غالب عمره لا يمل من الكتابة فيه مع سلامة الفطرة وغلبة الغفلة ومزيد التواضع والتقشف وامتهانه لنفسه والرغبة في الفائدة بحيث أنه أكثر من التردد إلي وكتب عني أشياء وربما قيل أنه لم يكن متحرياً. مات بعد أن شاخ وهرم وعمر في يوم الجمعة سلخ ذي الحجة سنة سبع وثمانين ودفن من الغد بتربة السنقورية رحمه الله وعفا عنه.
520 - محمد تقي الدين أبو الوفا الجعفري أخو الذي قبله ووالد محمد وأحمد. ولد في رجب سنة اثنتين وعشرين وثمانمائة بالجعفرية ونشأ بها فحفظ القرآن ثم تحول منها في سنة إحدى وثلاثين فقرأ المنهاج عند خلد المنوفي وعرضه مع العمدة على شيخنا والعلم البلقيني وغيرهما وتلا لأبي عمرو على التاج بن تمرية والنور أبي عبد القادر والشهاب السكندري وجود قبل علي ابن زين برواق الريافة، وتعانى التوقيع كأخيه وتميز فيه مع مزيد تساهله، وكان قد سمع من شيخنا والزركشي والفاقوسي وعائشة وغيرهم كختم البخاري بالظاهرية وحج في سنة إحدى وستين.
521 - محمد بن محمد بن محمد بن حسن بدر الدين بن الجنيد القاهري السكري. كان البقاعي مؤدبه فلم ينجب وقد سمع من شيخنا. ومات في شوال سنة خمس وسبعين بعد أن افتقر جداً وجلس للاسترزاق بالنزر اليسير في الشهادة بمجلس المنوفي داخل باب القنطرة وربما تسارع في الشهادة عفا الله عنه. وقد سبق أبوه في محمد بن محمد بن عبد الرحمن فيحرر هل جده عبد الرحمن أو حسن.
522 - محمد بن محمد بن محمد بن الحسن سعد الدين بن البدر بن الشرف القمني ثم القاهري الصوفي. ولد سنة تسع وعشرين وسبعمائة فيما كتبه بخطه وسمع صحي حمسليم بفوت من الشمس ين القماح وجزءاً من حديث أبي الشيخ آخره المرأة الحسناء على غازي بن المغيث عمر بن العادل وجزء الأنصاري على أبي الحسن علي بن أيوب بن منصور المقدسي ومشيخة العشاري على محمد بن علي بن النصير بن نبا في آخرين وأجاز له المزي والذهبي وابن نباتة والشهاب الجزري وأبو حيان وأبو نعيم الأسعردي وعيسى بن الملوك في آخرين من دمشق ومصر. وحدث سمع منه الفضلاء قرأ عليه شيخنا وحدثنا عنه غير واحد ممن تأخر بعده. ومات في سنة ست وله سبع وسبعون سنة، وذكره شيخنا في معجمه وإنبائه وتبعه المقريزي في عقوده.
523 - محمد بن محمد بن حسن العفيف القسنطيني الأصل السكندري المالكي سبط بيت ابن التنسي ويعرف بابن العفيف. ولد قبيل العشرين وثمانمائة وباشر الخمس ببلده بل ناب في قضائها عن شعبان بن جنيبات فمن يليه ثم استقل به بعد النور البلبيسي وصرف غير مرة.
524 - محمد بن محمد بن محمد بن أبي الحسن بن عبد العزيز بن أبي الطاهر بن محمد. هكذا رأيته بخطه وخط أخيه الشمس وأسقط صاحب الترجمة أيضاً فقط أبا الحسن وجعل أبا الطاهر محمد بن أبي الحسن، والصحيح ما رأيته بخط الصلاح الأقفهسي في أبيه بعد المحمدين عبد العزيز بن أبي الحسن وهو أصح البدر أبو اليمن وأبو السعادات وأبو عبد الله بن الزين أبي عبد الله بن الشمس أبي عبد الله السكندري الأصل القاهري الشافعي ويعرف كسلفه بابن روق. ولد في عاشر جمادى الأولى سنة ثلاث وسيتين وسبعمائة ونشأ فحفظ القرآن ومختصر التبريزي وألفية ابن ملك وعرض على ابن الملقن وغيره وسمع من والده تساعيات العز بن جماعة وأول حديث على ابن حجر ومن الحراوي فضل العلم للمرهبي ورباعيات الصحابة ليوسف بن خليل وكشف المغطى في تبيين الصلاة الوسطى للدمياطي ومن العز بن الكويك وولده الشرف والعلاء بن السبع والبلقيني في آخرين وتكسب بالشهادة في حانوت الجورة خارج باب الفتوح. وحدث سمع منه الفضلاء. مات في يوم الأحد سابع عشرى رمضان سنة أربع وأربعين.
525 - محمد الصدر أبو البركات بن روق أخو الذي قبله ووالده أحمد وأبي الطيب. ولد كما بخطه سنة اثنتين وقيل ثلاث وسبعين وسبعمائة، وقال لنا مرة إنه حين موت أبيه سنة خمس وتسعين كان دون البلوغ، ومقتضاه أن يكون بعد هذا بيسير بالقاهرة، ونشأ فحفظ القرآن والمنهاج وغيره، وعرض على جماعة وجود القرآن عند الفخر البلبيسي أمام الأزهر واشتغل في النحو على المحب بن هشام وفي الفقه على ابن الملقن والأبناسي وكان يذكر أنه أذن له في الإفتاء وسمع على العز بن الكويك وولده الشرف والتنوخي وناصر الدين بن اليلق والفرسيسي في آخرين، وحج في سنة تسع عشرة وناب في القضاء عن شيخنا فمن بعده وخطب بجامع الحاكم وربما خطب بجامع القلعة نيابة عن الشافعي وحدث سمع منه الفضلاء أخذت عنه أشياء، وكان لين الجانب متواضعاً متودداً جيداً لحفظ للمنهاج يستحضره إلى آخر وقت غير متشدد في الأحكام وهو من رفقاء الجدأبي الأم. مات في رمضان سنة ست وخمسين ودفن بحوش البيبرسية رحمه الله وإيانا.
526 - محمد بن محمد بن محمد بن حسين بن علي بن أحمد بن عطية بن ظهيرة التقي بن الكمال أبي البركات بن الجمال أبي السعود القرشي المخزومي المكي ويعرف كسلفه بابن ظهيرة. وأمه كمالية ابنة القاضي التقي محمد بن أحمد بن قاسم الحرازي أجاز له في سنة سبع وتسعين وسبعمائة التنوخي وأبو هريرة بن الذهبي وأبو الخير بن العلائي وآخرون. ومات صغيراً فيجوز أن يكون من شرطنا.
527 - محمد الجلال أبو السعادات بن ظهيرة شقيق الذي قبله ووالد المحب أحمد وعبد الكريم. ولد في سلخ ربيع الأول سنة خمس وتسعين وسبعمائة بمكة ونشأ بها فحفظ القرآن وكتباً وتفقه بغياث الدين الكيلاني وبقريبه الجمال بن ظهيرة وابن الجزري وقرأ الأصول على أبي عبد الله الوانوغي والبساطي حين مجاورته بمكة وانتفع به كثيراً وكذا قرأ المنهاج الأصلي على الحسام حسن الأبيوردي الخطيبي أحد أصحاب سعد الدين التفتازاني وسمع على ابن صديق والمراغي والزين البهنسي والرضي أبي حامد المطري والشمسين ابن الجزري والشامي وغيرهم كشيخنا وأجاز له التنوخي وابن الشيخة والعراقي والهيثمي والبلقيني وابن الملقن والسويداوي والحلاوي وطائفة ولا زال يدأب في التحصيل حتى برع في الفقه وشارك في غيره، وأذن له شيخه الكيلاني وغيره بالإفتاء والتدريس وراسله الولي العراقي أيضاً بذلك. وناب في القضاء بمكة عن أبيه في سنة ثماني عشرة وولي خطابتها في سنة عشرين ولكنه عورض ولم يتمكن من المباشرة ثم ولي نظر المسجد الحرام والحسبة بمكة في شوال سنة اثنتين وعشرين عوضاً عن الخطيب أبي الفضل بن المحب النويري ولم يلبث أن صرف ثم أعيد إليهما مع الخطابة عوضاً عنه أيضاً في صفر التي تليها ثم عزل عن قرب ثم أشرك بينهما أمر فأقام صاحب مكة حسن بن عجلان عوضهما أمام المقام عبد الهادي بن أبي اليمن الطبري حتى يراجع وبعد المراجعة استقل أبو الفضل بالوظائف فلما مات وذلك سنة سبع دخل أبو السعادات القاهرة فولي الوظائف الثلاثة ولم يلبث أن بلغه وهو بالقاهرة وفاة المحب بن ظهيرة قاضي مكة فسعى في القضاء فخير بينه وبينها فاختار فقر رفيه مع التحدث على الأيتام والربط وتدريس البنجالية في جمادى الأولى منها، وقدم إلى مكة في شعبانها ثم أضيف إليه في رمضان سنة ثلاثين الوظائف الثلاثة ثم انفصل عن الجميع وأقام مقبلاً على الأشغال ونفع الطلبة ثم أعيد إلى القضاء والنظر في سنة سبع وثلاثين ثم انفصل عن النظر ثم عن القضاء في جمادى الأولى سنة اثنتين وأربعين ثم أعيد إلى الخطابة والحسبة في شوالها ولكنه انفصل عنهما عن قرب فيها ثم أعيد إلى القضاء في ربيع الأول سنة ست وأربعين ثم صرف عنه في أواخر التي تليها وأمر بعد بالتوجه إلى المدينة النبوية فأقام بها ونفع أهلها في الفقه وأصوله وغيرهما وقرئ عليه البخاري وغيره ومدحه من أهلها الشمس بن البرهان الخجندي ولقيه البقاعي هناك فما سلم من أذى البقاعي لكونه لم يتمكن حينئذ من بره، ثم أعيد إليه في شوال سنة تسع وأربعين ثم صرف عنه في ذي القعدة سنة اثنتين وخمسين ثم أعيد في محرم التي تليها واستمر حتى مات، وقد درس وأفتى وحدث أخذ عنه الأكابر، وخرج له التقي بن فهد مشيخة وامتدحه شاعر مكة القطب أبو الخير بن عبد القوي وغيره وصنف أشياء لم يبيض منها شيئاً ولذا ألم اسمها وإن سميتها في المعجم وله أبيات في الدماء ولقيته بمكة في سنة ست وخمسين فحملت عنه أشياء بعضها بعلو جبل أبي قبيس وبعضها بالحجر، وكان إماماً فقيهاً ذكياً دقيق النظر حسن البحث جيد المشاركة والمذاكرة ممتع المحاضرة ينبذ من التاريخ والشعر والأدب طلق اللسان ذا نظم وسط، بل صار رئيس مكة وشيخ بلاد الحجاز قاطبة حسبما شهد له بذلك شيخنا والبساطي وعبارة أولهما أنه منفرد في هذا الوقت بمكة المشرفة بمعرفة العلوم الشرعية وخصوصاً الفقه على مذهب الإمام الشافعي ومشاركته في العلوم غير الفقه مشهورة ثم صرح بأنه ليس فيها الآن من يساويه في الفقه فضلاً عن أن يفوقه. وقال ثانيهما أنه جاور بها عاماً كاملاً واجتمع عليه بها غالب من ينسب إليه العلم والفضل بها مدة طويلة فلم ير فيهم من بلغ رتبته في أنواع العلوم مجموعة قال ولم أر منهم ولا من غيرهم من أهل الحجاز من ينازع في ذلك بل الكل قد سلموا له إلى أن قال وهذا الرجل إذا سئل في الفقه الذي هو عمدة العلماء يجيب في الحال إما عن الروضة أو الرافعي كأنهما بين عينيه شاهدت ذلك منه مراراً وإذا سئل في الأصول استحضر المسئلة من ابن الحاجب أو البيضاوي كذلك وكذلك الحديث والتفسير مع أنه ليس بمتقدم في العمر ولكن العلوم منح إلهية ومواهب اختصاصية انتهى. ومضى شيء من أمره في أبيه ووصفه بعضهم بمزيد الدعوى والتعاظم حتى اضمحلت محاسنه في جنبها مع المبالغة في وصفه بالشح والطمع  وكلام كثير لا يليق بنا إثباته. مات ببلده في آخر يوم الخميس تاسع صفر سنة إحدى وستين وصلي عليه من الغد ودفن بالمعلاة رحمه الله وسامحه وإيانا. ومن نظمه أول قصيدة امتدح بها شيخه البساطي:

طب أيها الحبر الإمام مقامـا

 

واغنم بمـكة سـيدي أيامـا

وتهن يا قاضي القضاة بحضرة

 

ملأت قلوب العاشقين غراما

أحييت للعلم الشريف مـآثـرا

 

وملكت فيه شكيمة وزمامـا

ومنه في الجلال البلقيني:

هنيئاً لكم يا أهل مصر جلالكـم

 

عزيز فكم من شبهة قد جلى لكم

ولولا اتقاء اللـه جـل جـلالـه

 

لقلت لفرط الحب جل جلالكـم

وذكره المقريزي في عقوده وقال أنه برع في الفقه وغيره حتى أنه الآن عالم الحجاز وكتب تكملة شرح الحاوي في الفقه لشيخه ابن ظهيرة وفي المناسك وعلى جمع الجوامع وذيل على طبقات الفقهاء للسبكي.
528 - محمد الجلال أبو الفتح بن ظهيرة أخو اللذين قبله وكأنه شقيقهما. أجاز له في الأولى سنة إحدى وتسعين ابن صديق والكمال الدميري وأبو اليمن الطبري وجماعة وكتبته تخميناً.
529 - محمد الجمال أبو السعود بن ظهيرة أخو اللذين قبله، أمه كمالية ابنة علي بن أحمد النويري. ولد في سنة ست عشرة وثمانمائة بمكة ونشأ بها فحفظ القرآن وبعض الحاوي وسمع ابن الجزري والتقى الفاسي وجماعة وأجاز له حفيداً بن مرزوق والنور المحلي وغير واحد، وناب في القضاء بجدة عن أخيه أبي السعادات. ومات في جمادى الآخرة سنة خمس وخمسين غفر له.
530 - محمد الجمال أبو المكارم نب ظهيرة أخو الأربعة قبله وشقيق الأولين ووالد العباس وأبي بكر محمد. ولد في سنة تسع وثمانين وسبعمائة بمكة ونشأ بها فحفظ القرآن وكتباً وسمع من ابن صديق وغيره وأجاز له أبو هريرة بن الذهبي وأبو الخير بن العلائي والتنوخي وغيرهم وحضر دروس الجمال بن ظهيرة ودخل مصر فأقام بها مدة ثم رجع إلى مكة ثم عاد سريعاً فمات بها في صفر سنة تسع عشرة ودفن بتربة الصوفية بالصحراء غريباً رحمه الله.
531 - محمد القطب أبو الخير المالكي أخو الخمسة قبله وشقيق أبي السعود. ولد في أول سنة ثمان عشرة وثمانمائة بمكة ونشأ بها وحفظ بعض الرسالة الفرعية وحضر في الثالثة على الجمال محمد بن علي النويري والبدر حسين بن أحمد الهندي وغيرهما وسمع من ابن الجزري والتقى الفاسي وجماعة وأجاز له غير واحد. مات في شوال سنة تسع وثلاثين بمكة.
532 - محمد النجم بن ظهيرة الشافعي أخو الستة قبله وشقيق أبي السعادات وأشقائه ووالد المحمدين الجمال والنجم. ولد في ذي القعدة سنة إحدى وتسعين وسبعمائة بمكة ونشأ بها فسمع من ابن صديق والمراغي والبدر البهنسي والجمال بن ظهيرة وآخرين، وأجاز له ابن الذهبي وابن العلائي والتنوخي والبلقيني وابن الملقن والعراقي والهيثمي وخلق، وحدث سمع منه صاحبنا النجم بن فهد وناب في القضاء بمكة عن أخيه أبي السعادات وكذا في الخطابة، ودخل مصر مراراً والشام وحلب وولع بالتاريخ فحفظ منه جملاً مستكثرة وعلق فيه فوائد في المسودات لم تبيض. قال النجم بن فهد: ولقد قال لي في بعض الأيام قبل موته بسنتين أو ثلاث أنا في هذه الأيام ما صرت أكتب شيئاً اعتماداً عليك فلا تدع شاذة ولا فاذة إلا تكتبها وكان رئيساً نبيلاً حشماً طاهر اللسان لطيف المحاضرة. مات في جمادى الآخرة سنة ست وأربعين بمكة رحمه الله.
 533 - محمد بن محمد بن محمد بن حسين الرضي أبو حامد بن القطب أبي الخير بن الجمال أبي السعود القرشي المخزومي المكي المالكي والد ظهيرة والمحب محمد وحسين وابن عم السبعة قبله ويعرف كسلفه بابن ظهيرة. ولد في آخر ليلة الاثنين تاسع ربيع الأول سنة سبع وثمانمائة بمكة ونشأ بها فحفظ القرآن عند الفقيه يوسف الدباغ المصري وأكثر الرسالة وحضر في الفقه عند سالم وأبي الطاهر المغربيين حين إقامتهما بمكة وعند البساطي وغيرهم وسمع على قريبه الجمال بن ظهيرة والزين المراغي والشمسين محمد بن المحب الدمشق وابن الجزري والعفيف عبد الله بن صالح وابن سلام وغيرهم وأجاز له أبو اليمن الطبري وقريبه الزين والمجد اللغوي والشرف بن الكويك وعائشة ابنة ابن عبد الهادي والجمال عبد الله الحنبلي وعبد القادر الأرموي ورقية ابنة ابن مزروع وآخرون وولي نصف إمامة المالكية بمكة في سنة ست وثلاثين بعد وفاة عمر بن عبد العزيز النويري ثم انفصل عنها في ربيع الأول من التي تليها بأبي عبد الله النويري ولقيته بمكة في مجاورتين وتحدثت معه بل أجاز ولم يكن بذاك. مات بعد أن أثكل أنجب ابنيه وصبر في ليلة الثلاثاء مستهل المحرم سنة سبع وسبعين غفر الله له ورحمه وإيانا.
534 - محمد ولي الدين أبو عبد الله بن ظهيرة الشافعي شقيق الذي قبله. ولد في ليلة الجمعة سادس عشر ذي الحجة سنة ثلاث عشرة وثمانمائة بمكة وأحضر في آخر الأولى على المراغي المسلسل وختم البخاري وسمع من ابن الجزري وابن سلامة والشهاب المرشدي والمقريزي وأبي المعالي الصالحي وغيرهم وأجاز له ابن مرزوق شارح البردة والشمسان الشامي والكفيري والنجم بن حجي وابنا ابن بردس وآخرون وفي جملة ذرية أحمد بن عطية بن ظهيرة عائشة ابنة ابن عبد الهادي وابن الكويك وابن طولوبغا والمجد الشيرازي وآخرون ولقيته بمكة في مجاورات ثلاث وأجاز في بعض الاستدعاآت وهو خاتمة شيوخ الظهيريين شبيه بأخيه. مات في صفر سنة تسعين بمكة ودفن بالمعلاة رحمه الله.
535 - محمد أبو السعود بن ظهيرة شقيق اللذين قبله أمهم شمائل الحبشية فتاة أبيه. أجاز له في سنة خمس وثمانمائة العراقي والهيثمي وابن صديق وعائشة ابنة ابن عبد الهادي والمراغي وآخرون. وكأنه مات صغيراً.
536 - محمد بن محمد بن محمد بن حمزة ناصر الدين بن البدر البدراني الأصل الدمياطي، مات بها في يوم الأحد حادي عشر المحرم سنة اثنتين وتسعين.
 537 - محمد بن محمد بن محمد بن الخضر بن سمري الشمس الزبيري العيزري الغزي الشافعي ويعرف بالعيزري. سرد شيخنا في معجمه نقلاً عن خطه نسبه إلى الزبير وليس عنده محمد الثالث وأثبته في الأنباء. ولد بالقدس في ربيع الآخر سنة أربع وعشرين وسبعمائة ونشأ بالقاهرة فتفقه بها على الشمس بن عدلان والتقى أحمد بن محمد العطار الفقيه المتصدر بجامع الحاكم ومحيي الدين ولد شارح التنبيه وغيره المجد الزنكلوني وقرأ بالقرىآت سوى عاصم وحمزة والكسائي على البرهان الحكري وكذا أخذ القراآت عن التقي الأعزب ثم فارق القاهرة في سنة تسع وأربعين فسكن غزة إلى سنة أربع وخمسين ودخل دمشق فأخذ بها عن ابن كثير والبهاء المصري والعماد الحسباني والتقى السبكي وابن القيم وابن شيخ الجبل وغيرهم وأذن له في الإفتاء وأقام على نشر العلم بغزة إلى أن قدم القطب التحتاني القدس فرحل إليه وأخذ عنه وأجاز له وكذا أذن له البدر محمود بن علي بن هلال في الإفتاء ثم أخذ عن السراجين الهندي والبلقيني والتاج السبكي؛ وصنف كثيراً فمن ذلك تعليق على الرافعي سماه الظهير على فقه الشرح الكبير في أربع مجلدات أو خمس ومختصر القوت للأذرعي وأوضح المسالك في المناسك وأسنى المقاصد في تحرير القواعد وشح على الألفية سماه بلغة ذي الخصاصة في حل الخلاصة وتوضيح مختصر ابن الحاجب الأصلي بل وشرح على جمع الجوامع لشيخه سماه تشنيف المسامع في شرح جمع الجوامع وله على المتن مناقشات أرسل بها لمؤلفه سماها البروق اللوامع فيما أورد على جمع الجوامع أجابه عنها في منع الموانع ولذا قال العيزري أنه أرسل بالبروق إلى مصنفه وهو في صلب ولايته فأثنى عليه وأجاب عنه وكذا كتب لشيخنا بأسئلة في عدة علوم وأرسل معها بعدة من تصانيفه وأكثر من التصانيف جداً ونظم في العربية أرجوزة سماها قضم الضرب في نظم كلام العرب وأفرد لنفسه ترجمة في جزء وقفت عليها. ومات في منتصف ذي الحجة سنة ثمان رحمه الله وإيانا. ذكره شيخنا في معجمه وإنبائه. وقال التقى ابن قاضي شهبة وقفت له على اعتراضات على فتوى للسراج البلقيني فوصلت إلى ولده الجلال فردها عليه منتصراً لأبيه فبلغه ذلك فانتصر لنفسه ورد ما قاله الجلال وممن أخذ عنه ناصر الدين الأياسي عالم الحنفية بغزة وأنشد عنه من نظمه:

عدوك إما معـلـن أو مـكـاتـم

 

وكل بأن تخشاه أو تتقـي قـمـن

وزد حذراً ممن تجده مـكـاتـمـاً

 

فليس الذي يرميك جهراً كمن كمن

وحكى أنه رآه بعد موته وهو يكتب على عادته فقال له ألم تمت قال نعم فقلت له وكتابة بعد الموت فقال ألم تعلم أن المرء يحشر على ما مات عليه فقلت نعم وانتبهت؛ ومن تصانيفه أيضاً سلاح الاحتجاج في الذب على المنهاج والغياث في تفصيل الميراث وآداب الفتوى والانتظام في أحوال الأيتام وغرائب السير ورغائب الفكر في علوم الحديث وتهذيب الأخلاق بذكر مسائل الخلاف والاتفاق ورسائل الإنصاف في علم الخلاف وتحبير الظواهر في تحرير الجواهر أجوبة عن الجواهر للأسنائي وأخلاق الأخيار في مهمات الأذكار والكوكب المشرق في المنطق ومصباح الزمان في المعاني والبيان وشرحه وسلسال الضرب في كلام العرب في النحو وبيان فتيا دار العدل واستيفاء الحقوق بمسئلة المخلف والمسبوق ودقائق الآثار في مختصر مشارق الأنوار والمناهل الصافية في حل الكافية لابن الحاجب وغيرها. وهو في عقود المقريزي بحذف محمد الثالث.
538 - محمد بن محمد بن محمد بن الخضر أبو الخير بن العلاء الدمنهوري الأصل القاهري الماضي أبوه. تكسب كأبيه بالشهادة قليلاً واختص بالتاج بن المقسي ونحوه وكان متنزهاً شكلاً. ومات بعد أبيه بقليل قريباً من سنة خمس وثمانين.

539 - محمد بن محمد بن محمد بن خلف بن كميل الصلاح بن الجلال المنصوري الدمياطي قاضيها الماضي أبوه ويعرف كسلفه بابن كميل. نشأ في كنف أبيه فحفظ القرآن وغيره وأخذ عن الشهاب الجديدي ونحوه بل كتب بخطه أنه أخذ عن الجلال المحلي وأنه قرأ على العبادي والمناوي ثم الجوجري وآخرين وناب في قضاء دمياط عن والده ثم استقل به وكذا ولي قضاء المحلة بعد صرف أوحد الدين بن العجيمي والمنصورة وغيرها وراج أمره في القضاء جداً لما اشتمل عليه من العقل والتودد والكرم والبذل والمداراة وحسن العشرة والأدب وسلوك أنواع الرياسة مع حسن الشكالة وصفاء الذهن وجودة الفهم والمزاحمة للفضلاء بذلك ولم يزل في نمو من هذا كله إلى أن راموا منه التكلم فيما يتعلق بالذخيرة من الأوقاف المعينة وغيرها وشافهه السلطان بذلك فأظهر القبول ثم فر من الترسيم واستمر مختفياً إلى أن طلع إليه بدون واسطة ودفع إليه مالاً وبالغ في طلب الاستقضاء فأجابه. ولم يلبث أن مات في ليلة الجمعة عاشر شوال سنة سبع وثمانين ودفن من الغد بجوار فتح الأسمر وأظنه جاز الخمسين رحمه الله وإيانا وعوضه الجنة.
540 - محمد بن محمد بن محمد بن خليل بن علي بن خليل البدر أبو اليسر القاهري الحنفي ويعرف بابن الغرس وهو لقب جده خليل الأدنى. ولد في يوم الجمعة منتصف المحرم سنة ثلاث وثلاثين وثمانمائة بظاهر القاهرة ونشأ فقرأ القرآن على الشهاب بن المسدي وقال أنه أكمل حفظه وهو ابن تسع وصلى به إما في العاشرة أو التي تليها وحفظ المجمع والمنار والتخليص وألفية النحو وعرض على شيخنا وابن الهمام في آخرين؛ واشتغل في الفقه على ابن الديري وابن الهمام وأبي العباس السرسي ولازمه وقتاً وفي العربية وأصول الدين على أبي الفضل المغربي وفي أصول الدين على ابن الهمام وتلميذه سيف الدين وعلى ثانيهما وغيره في المعاني وفي المنطق على البرهان الهندي وغيره ومن شيوخه العضد الصيرامي والأمين الأقصرائي وآخرون، وعرف بمزيد الذكاء وناب في القضاء عن ابن الديري فمن بعده وخالط كثيراً من المباشرين كالعلاء بن الأهناسي والتاج بن المقسي وقتاً في الشطرنج وغيره حتى رتبا له في أكثر الجهات التي باشراها وكذا اختص بالزيني بن مزهر وارتبط به دهراً وترفع عن النيابة وصار في عداد الشيوخ بل استقر في مشيخة التربة الأشرفية بعد الكافياجي بتعب كبير مع كون المتوفي كان رغب عنها للبدر بن الديري وفي مشيخة الجامع الزيني ببولاق بعد النور بن المناوي وفي تدريس الفقه بالجمالية الجديدة بعد ابن الأقصرائي وكذا بقبة الصالح بعد سيف الدين شيخه وقصد بالكتابة في النوازل وصحب ابن أخت مدين وتلقن منه الذكر وذاق تلك البدائع التي من الأحياء وغيره ونظر في كلام الصوفية ولذا كان أحد من قام على البقاعي بل وأجابه عن الأبيات التي انتقدها من تائية ابن الفارض في مصنف مستقل وتلقى ذلك عنه غير واحد من طلبة المشار إليه وغيرهم وفيه الكثير مما لا يعجبني ولذا قال البقاعي بعد قوله أنه لازم أبا الفضل المغربي وانتفع به ونظم ونثر وتقدم في الفنون ومات له في طاعون سنة أربع وستين ولدان كالغصنين في يوم واحد فرثاهما بقصيدة طويلة أولها:

ليت شعري والبين مر المذاق

 

أي شيء أغراكما بفراقـي

أنه مكر الله به فصار من رؤوس الاتحادية التابعين للحلاج وابن عربي وابن الفارض وحزبهم انتهى. وكذا كتب على شرح متن العقائد شرحاً لطيفاً بل شرح شرحه للتفتازاني شرحاً طويلاً وعمل مؤلفاً في أدب القضاء ورسالة في التمانع وبرهان التمانع، وقد حج وجاور غير مرة منها في سنة سبعين وأقرأ الطلبة بمكة ولم ينفك هناك أيضاً عن اللعب بالشطرنج بل رأيته في يوم العيد بمنى قبل أن أنزلها وهو يلعبه مما لو أخبرت به عنه لارتبت فيه. وبالجملة فهو بديع الذكاء والتصور مقتدر على التعبير عن مراده مع تفخيم العبارات التي قد يقل محصولها وحسن النادرة والهيئة التي يتأنق فيها ومشيه على قاعدة المباشرين غالباً وسرعة الحركة وسلامة الصدر والمحبة في الإطعام والفتوة وبذل الجاه مع من يقصده وخفض الجانب لبني الدنيا والزهو على غيرهم غالباً، ومحاسنه أكثر وقد كتبت من نظمه في الفخر أبي بكر بن ظهيرة والشرف يحيى بن الجيعان ما أودعته في ترجمتيهما وكذا مما كتبته منه:

الناس مثل الأراضي في طبائعها

 

فما الذي لان منها كالذي صلبـا

وقل في الناس من ترضى سجيته

 

ما كل تربة أرض تنبت الذهبـا

وقد سبقه القائل:

الناس كالأرض ومنهاهم

 

كم يابس فيهم ومن لين

فجلمد تدمى به أرجـل

 

وإثمد يجعل في الأعين

وكذا من نظمه:

يا رب عوناً على الخطب الذي ثقلت

 

أعباؤه يا غياثي في مـهـمـاتـي

لطفت بالعبد فيما مضـى كـرمـاً

 

يا رب فالطف به في الحال والآتي

ولم يزل على حاله إلى أن تعلل بما امتنع معه من الركوب وصار ملقى في بيته بحيث تناقص حاله وتعطلت أكثر جهاته وكاد أن يمل حتى مات في ربيع الثاني سنة أربع وتسعين رحمه الله وعفا عنه وإيانا.
541 - محمد بن محمد بن سعيد الكمال الصغاني الأصل المكي الحنفي سبط يوسف الغزولي ويعرف بابن الضياء. ذكره الفاسي فقال سمع بمكة من بعض شيوخنا وقرأ على الشمس بن سكر وأجاز له ابن أميلة والصلاح بن أبي عمر وغيرهما وما علمته حدث. وعني بالفقه وغيره وسكن قبل موته مدة طويلة بوادي نخلة ثم استقر منها بخيف بن عمير وكان يؤم فيه الناس ويخطب ويعقد الأنكحة، وتعانى التجارة في شيء قليل. مات في ربيع الآخر سنة ثلاث وعشرين بالخيف المذكور ونقل إلى المعلاة فدفن بها وهو في أثناء عشر الستين. وذكره شيخنا في إنبائه وقال ناب في عقود الأنكحة، وأرخ وفاته بمكة في ربيع الأول، والأول المعتمد شهراً ومحلاً. وهو في عقود المقريزي.
542 - محمد بن محمد بن محمد بن سليمان بن يوسف بن يعقوب بن عمر بن داود بن موسى بن نصر المحب أبو يحيى بن العز بن العماد البكري القاهري الشافعي نزيل المؤيدية ويعرف بالمحب البكري. ولد تقريباً في سنة اثنتين وثمانين وسبعمائة فيما ذكره لي مع سرد نسبه الذي سقته في الوفيات وغيرها إلى أبي بكر الصديق وقيل أن مولده بعد سنة خمس وثمانين بالقاهرة ونشأ بها فحفظ القرآن وأخذ الفقه عن الشهاب بن العماد والعلاء الأقفهسي والبدر الطنبدي في آخرين وأكثر من الحضور عند العز بن جماعة في فنونه وسمع على الولي العراقي وغيره وكذا لازم شيخنا في الأمالي وغيرها وكتب بخطه الكثير من شرحه للبخاري وغيره وامتدحه بعدة قصائد سمعها هي وأشياء من نظمه منه الأعيان وكتبت عنه منه جملة وناب في الإمامة بالمؤيدية وكان فاضلاً خيراً بهي الهيئة سليم الفطرة منجمعاً عن الناس سريع النظم. مات في عصر يوم الاثنين ثالث عشرى شوال سنة إحدى وخمسين وصلي عليه من الغد بالأزهر ودفن بالصحراء بالقرب من باب الجديد ورأى المحب الفاقوسي في ليلة صلى عليه أباه في المنام وهو يأمره بالصلاة عليه فخرج لذلك فرأى جده يأمره بذلك ورأى آخر نحو ذلك رحمه الله وإيانا. ومن نظمه:

أقول لما صفا حبـي والـفـانـي

 

أنا المحب ومن أهواه الـفـانـي

لو لامـنـي فـيه ألــفـــان

 

وإن الشفا في فتح الأعراف بالنص

وقوله:

زعمت بأن الهجر مـر مـذاقـه

 

وأن الشفا في فتح الأعراف بالنص

ومن لم يذوق المر لم يدر حـلـوه

 

فها أنت شبه الطفل تقنع بالمـص

وعندي من نظمه في التاريخ والمعجم غير هذا.
 543 - محمد بن محمد بن محمد بن السيد الأجل بن صدر الدين محمد بن شرف الدين بن علاء الدين علي الشمس أبو المجد بن القطب بن السراج الحسني الرميثي لقوله أنه من ذرية صاحب مكة رميثة بن أبي نمي الخراساني البخاري الحنفي نزيل مكة وإمام مقام الحنفية بها ووالد العفيف عبد الله الماضي. هكذا أملى على نسبه وأملى مرة بعد ثالث المحمدين الصدر محمد بن الشرف علي فالله أعلم. ولد في سحر ليلة الجمعة حادي عشر جمادى الأولى سنة ثماني عشرة وثمانماية ببخارا ونشأ بها فحفظ القرآن ومنظومة النسفي وقطعة من أول الكنر وتصريف الزنجاني والحاجبية والإرشاد لسعد الدين التفتازاني في النحو واشتغل على محمد الزاهدي البخاري المدفون بطيبة ثم على قاضي بخارا وسمرقند محمد المسكين شارح الكنز ثم على محمد الخافي ثم على مولانا محمد الناصحي وعلى النجاري بالنون والجيم البخاري والقطب اليمكش وغيرهم وتحول من بخارا لسمرقند وهو ابن ست أو سبع عشرة سنة فأخذ بها عن بعض المذكورين لانتقالهم أيضاً إليها وعن غيرهم وقطنها وتزوج بها ثم ارتحل لهراة ثم لأصبهان سنة خمس وخمسين واشتغل بها على طاهر أحد تلامذة ابن الجزري وصاهره على ابنته وأقام بها نحو شهرين ثم دخل بغداد وأقام بها ثلاثة أشهر وسافر في السنة صحبة الحاج لمكة وجاور بها سنة ست ثم رجع صحبة الحاج إلى القدس فدام به سبعة أشهر وتوجه إلى الشام فمكث فيها أياماً قلائل وعاد إلى القدس ثم إلى القاهرة فأقام بها يسيراً واشتغل على السعد بن الديري والأمين الأقصرائي واستقر في مشيخة الباسطية المكية في سنة تسع وخمسين عوضاً عن الشوائطي ووصل لمكة صحبة الحاج فيها فباشرها ثم ولي إمامة مقام الحنفية بها في سنة سبع وستين وتدريس درس الخواجا الهمداني بمقام الحنفية وباشره إلى أن انقطع لتعطل أوقافه وقرئ عليه في الحديث سماعاً ثم في مشيخة الخلجية للخلجي محمود صاحب مندوة ووالد صاحبها الآن غياث الدين أبي الفتح عند باب أم هانئ وتكرر دخوله القاهرة مراراً وصاهر الخواجا الشمس بن الزمن على أخته وتأثل أموالاً ودوراً بعضها إنشاؤه توصل لكثير منها بطرق مع مزيد الإمساك وهو المثير للمحنة البرهانية مع كونه هو المرقى له للإمامة ولكنه كان يبالغ في التنصل من ذلك معه ومع أحبابه. وزعم أنه عمل كتاباً في علوم الحديث مما الظاهر أنه أخذ كتاب الكافياجي في ذلك لظنه عدم اشتهاره وكذا له شرح على الجرومية سماه المأمومية، وقد تكرر اجتماعي معه بالقاهرة وبمكة بل كان يراجعني في أشياء ويبالغ في الإكرام والاحترام لفظاً وخطاً. وبالجملة فقد صار وجيهاً ذا دور متعددة وأماكن متنوعة وكتب نفيسة استكتب أكثرها وكلنها غير مقابلة بل كثيرة السقم مع شدة الإمساك والحرص والتزيد في كلامه وعدم الانضباط بل شرفه فيما قيل متجدد وكذا دعواه أنه من ذرية رميثة متوقف فيها وأهل مكة في ذلك كلمة إجماع وكان يكثر إظهار التعلل تارة تصناً وتارة توجعاً إلى أن كان موته في أثناء ربيع الأول سنة خمس وتسعين ودفن بالمعلاة رحمه الله وعفا عنه وإيانا وخلف أولاداً أكبرهم أحسنهم طريقة بل أرجحه على أبيه بورك فيه.
544 - محمد بن محمد بن محمد بن عبادة بن عبد الغني الأمين بن قاضي الحنابلة الشمس الدمشقي الصالحي الشافعي أخو النجم عبد الكريم الحنفي والشهاب أحمد الحنبلي الماضيين. مات سنة عشرين وثمانمائة كما رأيته بخطي على من اشترك معه في نسبه بحيث ظننت أنه هو.
545 - محمد بن محمد بن محمد بن عبد البر بن علي بن تمام الجلال بن البدر بن أبي البقاء السبكي الأصل القاهري الشافعي الماضي أبوه. ذكره شيخنا في إنبائه فقال: ولد قبل سنة ستين وسبعمائة واشتغل في صباه قليلاً وكان جميل الصورة لكنه صار قبيح السيرة كثير المجاهرة بما أزرى بأبيه في حياته وبعد موته بل لولا وجوده لما ذم أبوه. وقد ولي بعده تدريس الشافعي بجاه ابن غراب مع بذل دار تساوي ألف دينار بل ولي قبل ذلك تدريس الشيخونية بعد الصدر المناوي ببذل جزيل لنيروز ناظرها حينئذ. مات في جمادى الأولى سنة إحدى عشرة سامحه الله.
 546 - محمد بن محمد بن محمد بن عبد الدائم نجم الدين أبو عبد الله بن الشمس بن النجم القرشي الباهي ثم القاهري الحنبلي والد أبي الفتح محمد الآتي. اشتغل كثيراً وسمع على أبي الحسن العرضي وجماعة وطلب بنفسه وقرأ الكثير وشارك في العلوم. قال شيخنا في إنبائه وسمع من شيوخنا ونحوهم وعني بالتحصيل ودرس وأفتى وكان له نظر في كلام ابن العربي فيما قيل. مات في شعبان سنة اثنتين عن ستين سنة. وقال في معجمه أنه أنجب ولده وسمعت بقراءته ومن فوائده. وكان حسن السمت جميل العشرة. وقال ابن حجي: كان أفضل الحنابلة بالديار المصرية وأحقهم بولاية القضاء، قلت وقد قرأ على البلقيني بالشيخ العالم المحقق مفتي المسلمين جمال المدرسين. وقال المقريزي في عقوده أنه رافقه في قراءة الجمل للخونجي على الولوي بن خلدون ثم لم نزل متصاحبين حتى مات وهو ممن عرف بالخير ولين الجانب رحمه الله. محمد بن محمد بن محمد بن عبد الرحمن بن عبد الستار الحريري. يأتي بدون من بعد المحمدين.
547 - محمد بن محمد بن محمد بن عبد الرحمن بن عبد الله الشمس أبو الخير بن التقي بن ناصر الدين الزبيري المصري الأقفهسي القدسي الشافعي. قدم مكة بعد الثلاثين فجاور بها وتأهل فيها بست الكل ابنة الإمام الرضي بن المحب الطبري فولدت له ذكراً وأنثى. مات بها في ربيع الآخر سنة ثلاث وأربعين. أرخه بن فهد.
548 - محمد بن محمد بن محمد بن عبد الرحمن بن علي بن يوسف بن منصور الشمس بن الكمال القاهري الشافعي إمام الكاملية وابن أئمتها والماضي أبوه وجده. ولد في ليلة الاثنين ثامن عشرى ذي الحجة سنة سبع وعشرين وثمانمائة بالكاملية ونشأ بها في كنف أبوية فحفظ القرآن والعمدة وغيرها ومن ذلك بعض التنبيه، وعرض على شيخنا والقاياتي والعلم البلقيني والعلاء القلقشندي والمناوي والكمال ابن البارزي والجلال بن الملقن وابن سلطان القادري الشافعيين وابن الديري والأمين الأقصرائي والشمني وابن الهمام والعز عبد السلام البغدادي الحنفيين والبدر بن التنسي وأبي القسم النويري وابن المخلطة المالكيين وأجازوه وحج مع أبيه غير مرة وجاور وسمع على أبي الفتح المراغي والتقى بن فهد وآخرين وببيت المقدس على التقي القلقشندي وغيره بل سمع الكثير بقراءتي حين قرأت للولد على بقايا الشيوخ وبقراءة غيري وحضر دروس والده وكذا قرأ على أبي العزم وابن المسيري ولكنه كان بعيداً عن هذا المهيع بل اعتنى بخلوة له في الكاملية فأتقن بياضها وزخرفتها وجلب فيها من التحف والأشياء الظريفة ما كان يقصد من أجله لرؤيتها لسروره بذلك وربما جر له نفعاً دنيوياً والكثير منه ينشأ عم مسئلة وإلحاح وهو يفني ذلك كله في مأكله ونحوه وطالما كان يقصد في خلوته للأكل من كنافة قوام وصار في كل هذا فريداً. ولما مات والده لم يشاحح أحداً من أخويه في الميراث مع مزيد تعديهما واقتياتهما عليه واختلاسهما منه وهو غير منفك عن مساعدتهما لغلبة سلامة باطنه بحيث كان إلى البهاليل أقرب وكان لتحريه عنهما في الجملة ينوب عن أبيه في إمامة الكاملية غالباً. مات بعد أبيه بدون سنتين بأيام في ليلة الجمعة رابع عشرى شوال سنة ست وسبعين بعد توعكه مدة بمرض حاد وصلي عليه من الغد في مصلى باب النصر في مشهد متوسط ثم دفن بحوش سعيد السعداء وكنت ممن شهد الصلاة عليه مع كونه أكثر أخويه توليباً على ولكنه أخير وأبرك رحمه الله وغفر لنا وله.
549 - محمد بن محمد بن محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن أحمد بن خليف بن عيسى أبو الفتح بن المحب بن الرضي أبي حامد المطري المدني الشافعي الماضي أبوه وجده وسبط الزين أبي بكر المراغي. سمع من أبيه في الموطأ وغيره.
 550 - محمد الكمال أبو الفضل المطري أخو الذي قبله وشقيق أم كلثوم التي تزوج بها القاضي المالكي شمس الدين السخاوي، أمهما خديجة ابنة القاضي علي الزرندي. سمع من أبيه جل مسند الشافعي ومن التقي بن فهد وغيرهما بل قرأ على أبي الفرج المراغي وأخذ عن الشهاب الأبشيطي في الفقه والعربية وغيرهما وتلقى عن أبيه الأذان. مات في رجوعه من الحج عند مفرح ليلة الحادي والعشرين من ذي الحجة سنة ست وستين فجيء به إلى المدينة ودفن بالبقيع ولم يبلغ الأربعين وهو خاتمة الذكور من بيت المطري رحمه الله وأعقب ابنته خديجة التي تزوج بها بعد المحب بن القاضي خير الدين المالكي.
551 - محمد بن محمد بن محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن محمد بن صالح ناصر الجدين أبو الفضل وأبو العز بن الزكي بن فتح الدين الكناني المدني الشافعي الماضي أبوه وجده ويعرف كسلفه بابن صالح. نشأ في كنف أبيه فحفظ القرآن والمنهاج وعرضه علي مع الجماعة في سنة ثمانين واشتغل قليلاً وقرأ علي في القول البديع وتقريب النووي وغيرهما وكذا قرأ في القراآت على الزين جعفر وأجاز له وسافر إلى الروم في حياة أبيه وبعده وأجحف فيما استأداه من أوقافهم التي هناك جداً ولم يرض عنه واحد من الفريقين ودخل الشام والقاهرة وغيرهما غير مرة وزاحم أعمامه بجزء في الخطابة والإمامة والنظر ورام أكثر من ذلك. وهو فطن ذكي جريء مقتدر على الألفات إليه مع صغر سنة. وكان الأشرف قايتباي أمر بسجنه في القاعة بسبب مرافعة أحد أعمامه مع أهل المدينة في أبيه ثم أطلقه من الغد وتكررت محنة وتزايد فقره لعدم حسن تدبيره ومشيه وصار إلى حالة كثر تألمي له بسببها ولو وفق لكان أحد رءوس بيته وهو الآن بالمدينة بعد تشتته عنها دهراً أحسن الله عاقبته.
552 - محمد بن محمد بن محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن صالح أبو القسم بن الشمس بن فتح الدين بن صالح بن عم الذي قبله. ممن سمع مني بالمدينة وربما ناب في الإمامة والقضاء، ودخل القاهرة وغيرها وهو الآن صوب اليمن.
553 - محمد بن محمد بن محمد بن عبد الرحمن بن يوسف الشمس أبو الخير بن أبي الفضل بن أبي عبد الله الجوهري الأصل الفيشي الأحمدي الشافعي الماضي أبوه وجده ويعرف كهما بابن بطالة. ولد تقريباً في أوائل سنة سبع عشرة وثمانمائة بفيشا المنارة من الغربية وحفظ القرآن والتنبيه وألفية النحو، وقدم القاهرة فقطن زاوية أبيه بقنطرة الموسكي واشتغل رفيقاً للفخر عثمان المقسي وابن قاسم عند الشرف السبكي والجمال الأمشاطي والونائي والقاياتي والبوتيجي في الفقه وأصوله والعربية وغيرها ولازم شيخنا ولكنه لم يدم الاشتغال بل قام بأمر الزراعة ونحوها وبذل همته في ذلك. وحج في سنة تسع وسبعين صحبة ركب الأتابك والأقصرائي وابتدأ معهما بالزيارة النبوية ورجع بعد انقضاء الحج وقطن بطنتدا وتلك النواحي؛ وتكرر اجتماعي به في مجلس شيخنا ثم بعد وهو إنسان متودد ذكي حسن الملتقى والمحاسن. مات إما في آخر سنة ست وتسعين أو أول التي تليها رحمه الله.
محمد بن محمد بن محمد بن عبد الرحمن أو حسن البدر بن الجنيد مضى في.
554 - محمد بن محمد بن محمد بن عبد الرحمن الشريف القرشي الحباك حرفة. ولد سنة ثمان وعشرين وثمانمائة ببولاق وقطن القاهرة ولقيته بها فأنشدني قوله:

قمر له طرفي وقلبي منزل

 

ما باله عني يصـد ويأفـل

رشأ سباني حسنه ولحاظـه

 

شبه الأرامل يغزلون ويأكل

وقوله حين ودعني:

يا من يروم الرحيل عنا

 

آمنك الله في ارتحالك

كان لك الله خـير واق

 

سلمك الله في المسالك

555 - محمد بن محمد بن محمد بن عبد الرحيم بن إبراهيم البدر أبو الفضل بن التقي أبي الخير بن الشمس الحنفي سبط الشمس محمد بن عبد الله بن حسين النويري أحد قراء السبع من الشافعية، ولذا اشتهر هذا بالنويري. ولد في سنة خمس وثلاثين ونشأ فحفظ القرآن والقدوري وأخذ عن الأمين الأقصرائي وغيره كابن الديري ولازم البدر بن عبيد الله وصاهره على ابنة أخيه، وناب في القضاء عن الديري فمن بعده واختص بالتاج بن المقسي كثيراً وأكثر من مخالطته بل وعمل النقابة لابن الشحنة وقتاً وصارت له نوبة في باب الحنفي، وحج غير مرة وجاور وولي التدريس بمدرسة الجاي تجاه أم السلطان من التبانة وسكنها والإعادة بأم السلطان إلى غير ذلك من الجهات وانجمع بعد موت عشرائه مع علي الهمة وحسن العشرة والفتوة وخفة الروح ثم كثرت مخالطته للبدري أبي البقاء بن الجيعان لتزويجه سرية له.
556 - محمد بن محمد بن محمد ن عبد الرزاق بن عيسى بن عبد المنعم بن عمران بن حجاج الصدر بن الشرف بن الصدر السفطي المصري الشافعي والد الضياء محمد الآتي. أخذ عن ابن الملقن والأبناسي وغيرهما كالشمس بن القطان قرأ عليه عدة علوم بل قرأ عليه سبع ختمات للأئمة السبعة ومؤلفه السهل في القراآت السبع وكتب جملة من تصانيف شيخه ابن الملقن وقرأها عليه ووصفه بالشيخ الإمام الفاضل الأوحد علم المفيدين. ومرة أخرى بالشيخ العالم الفاض لمفيد الطالبين كنز المحصلين، وتفقه كثيراً وكتب على مختصر التبريزي شرحاً، وكان ديناً خيراً ولي مشيخة الآثار النبوية بعد محمد بن المبرك وكان أولاً يجلس مع الشهود بل يؤدب الأبناء بحيث كان ممن قرأ عليه شيخنا وناصر الدين ابن شيخهما ابن القطان ثم ترك. ذكره شيخنا في معجمه وقال أجاز لي الرواية عنه في سنة ست وثمانين وسبعمائة. ومات في ذي القعدة سنة ثمان. وتبعه المقريزي في عقوده. واستقر بعده ابنه الضياء محمد في المشيخة رحمه الله وإيانا.
557 - محمد بن محمد بن محمد بن عبد السلام بن محمد بن روزبة الشمس بن فتح الدين أبي الفتح بن التقي الكازروني المدني الشافعي والد أحمد الماضي وكذا أبوه ويعرف كهو بابن تقي وربما يقال له تقي. ولد في تاسع عشرى ربيع الآخر سنة خمس وثلاثين وثمانمائة بالمدينة النبوية ونشأ بها فحفظ القرآن والحاوي والمنهاج الأصلي وألفية ابن ملك وعرض واشتغل على أبيه وغيره وسمع على أبي الفتح المراغي والجمال الكازروني. بل قرأ على أبي الفرج المراغي وسمع مني قليلاً وأجاز له شيخنا وجماعة وكان خيراً ذا همة علية وتودد وامتهان لنفسه مع أحبابه. مات في يوم الثلاثاء ثالث عشرى ربيع الآخر سنة تسع وثمانين وصلي عليه في عصره ودفن بالبقيع رحمه الله وإيانا.
558 - محمد بن محمد بن محمد بن عبد الظاهر الشريف الأخميمي ثم القاهري. ممن سمع ختم البخاري على أم هانئ الهورينية ومن كان معها مع غيره مما قرئ في ذاك اليوم. محمد بن محمد بن محمد بن عبد العزيز بن أبي الطاهر محمد بن أبي الحسن البدر وأخوه الصدر المعروف كل منهما بابن روق. مضيا فيمن جده محمد بن أبي الحسن.
559 - محمد بن محمد بن محمد بن عبد القادر بن الحافظ الشرف أبي الحسين علي بن التقي أبي عبد الله محمد بن أبي الحسين أحمد بن عبد الله بن أبي الرجال عيسى الحسيني الهاشمي اليونيني البعلي الحنبلي.ولد في العشر الأخير من جمادى الأولى سنة ثلاث وثمانين وسبعمائة وسمع على ابن الزعبوب ومحمد بن علي بن اليونانية الصحيح وتفقه بالتاج بن بردس والعماد بن يعقوب البعليين وغيرهما، وحدث سمع منه الفضلاء وولي قضاء الحنابلة ببلده وناب في القضاء بدمشق. مات ببلده في شعبان سنة ثلاث وخمسين رحمه الله.
560 - محمد بن محمد بن محمد بن عبد القادر بن محمد بن عبد القادر البهاء أبو السعد بن الكمال بن البدر النابلسي المقدسي الحنبلي الماضي أبوه. كتب كأبيه القول البديع وقرأ بعضه.
561 - محمد بن محمد بن محمد بن عبد الكريم أصيل الدين بن ولي الدين بن صدر الدين بن كريم الدين السمنودي الأصل الدمياطي أخو عبد الرحمن الماضي ويعرف بابن بقبيش. شيخ معتقد بين الدمياطيين مقيم بمسجد ابن قسيم تحت المرقب عنده جماعة يكثرون الذكر ممن يذكر بكرامات وأحوال صالحة وأن والده رأى النبي صلى الله عليه وسلم قبل ولادته فمسح ظهره وقال بارك الله في هذه الذرية، وأن ولده هذا مكتوب في ظهره بقلم القدرة محمد حسبما شاهده غير واحد ممن أخبرني وأنه تسلك على يد شخص حصني وسافر إلى الشام وغيرها وانتفع به جماعة. مات بدمياط في ظهر يوم الثلاثاء تاسع رجب سنة ثلاث وثمانين عن أربع وستين سنة. واستقر عوضه في المسجد المشار إليه أخوه رحمه الله وإيانا.
562 - محمد بن محمد بن محمد بن عبد اللطيف بن إسحاق البدر بن الولوي السنباطي ثم القاهري المالكي سبط الصدر بن العجمي والماضي أبوه. ولد في ربيع الأول سنة إحدى وأربعين وثمانمائة بالقاهرة. ونشأ فحفظ القرآن والعمدة والمختصر الفرعي وألفية ابن ملك وعرض على البلقيني والمناوي وابن الديري وابن الأشقر في آخرين وسمع على والده والشمني والبلقيني وطائفة ومما سمعه ختم البخاري في الظاهرية، وأخذ في العربية عن أبي الفضل المغربي وفي الفقه وغيره عن السنهوري والنور بن التنسي ولم يمعن من الاشتغال وناب في القضاء عن الشافعي بشر بنابل وعملها بل وبالقاهرة عن السراج بن حريز ثم عن اللقاني وجلس ببعض الحوانيت، وكان ساكناً لا بأس به حسن العشرة يجيد الشطرنج وهو خير من أخيه بكثير مع أن ذاك أكبر وبيده قضاء سنباط. مات بها بعد أن تعلل مدة بالاستسقاء وغيره في عاشر جمادى الثانية سنة ثمانين رحمه الله وإيانا.
563 - محمد بن محمد بن محمد بن عبد الله بن إبرهيم بن حماد بن خلف بن حرز الله أبو حامد التميمي التونسي المالكي الشاذلي ويعرف بالمحجوب وهو صفة لجده لكثرة اعتزاله عن الناس. ولد سنة تسع وثمانمائة بتونس وقرأ بها القرآن لنافع وبحث في الفقه على يعقوب الزعبي قاضي تونس وأبي القسم البرزلي وعنه أخذ طريق القوم وكذا أخذها عن أبيه كلاهما عن أبي عبد الله البطرني عن ماضي بن سلطان عن أبي الحسن الشاذلي، وحج في سنة تسع وأربعين ولقيته حينئذ في الميدان، وكان شكلاً حسناً ذا تواضع وتؤدة وعقل وسكينة. مات في 564 - محمد بن محمد بن محمد بن عبد الله بن أحمد ولي الدين أب والفضل بن ناصر الدين أبي اليمن بن الشمس الزفتاوي الأصل القاهري الشافعي الماضي أبوه وعمه عبد اللطيف وأبوهما وأخوه الصدر أحمد والآتي ابنه جلال الدين محمد. حفظ القرآن والعمدة والمنهاج، وعرض على شيخنا وابن المحمرة وقارئ الهداية في آخرين منهم العلم البلقيني وناب عنه في القضاء وكذا عمن بعده وكذا ناب في الحسبة بالقاهرة وقد أجاز له ولأخته زينب باستدعاء بخط أخيهما الصدر بن الطحان وابن بردس وابن ناظر الصاحبة. ومضى له ولأبيه محمد ذكر في أخيه وكان عارياً. مات في ليلة الخميس ثامن عشرى ذي القعدة سنة أربع وثمانين وصلي عليه من الغد سامحه الله.
565 - محمد بن محمد بن محمد بن عبد الله بن أحمد أبو الطيب بن التاج النستراوي ثم القاهري الشافعي ويعرف أبوه بابن المحتسب وهو بكنيته أشهر. اشتغل يسيراً وسمع معنا على شيخنا وغيره وأجاز له جماعة وجود الخط وأتقن صناعة التذهيب ونحوها وتميز في المباشرة كأبيه ونسخ أشياء وكان يميل إلى البطالة، وقد صاهر النور بن الرزاز على ابنته ثم فارقها وسافر مع الرجبية صحبة ناظر دمياط فكانت منيته بالمدينة النبوية في شعبان سنة إحدى وسبعين وقد قارب الأربعين ونعم الخاتمة رحمه الله.
566 - محمد بن محمد بن محمد بن عبد الله بن خيضر بن سليمان البدر بن القطب الدمشقي الشافعي بن الخيضري الماضي أبوه وأخوه النجم أحمد. شاب نشأ في كنف أبيه فحفظ القرآن وغيره وسمع معي بدمشق على جماعة وكتبت له ثبتاً ولم يلبث أن مات قريب الستين عوضه الله الجنة.
 
 567 - محمد بن محمد بن محمد بن عبد الله بن عبد الحليم بن عبد السلام ناصر الدين بن ناصر الدين بن الشمس بن الجمال الحراني الأصل ثم الدمشقي القاهري الشافعي الماضي أبوه ويعرف كسلفه بابن تيمية. ولد سنة تسع وثمانمائة وقرأ القرآن والمنهاجين وأخذ في الفقه عن الشرف السبكي وغيره بل حضر دروس الشهاب الطنتدائي وفي النحو عن الشمس الشطنوفي. مات بمكة في ليلة الصعود سنة ست وسبعين وقد قارب السبعين، وكان إنساناً حسناً كبير الهمة وافر المروءة قانعاً وباسمه مرتب في الخاص صار إليه بعد أبيه ثم لزم خدمة ابن الهمام وحضور درسه فقرره في خدمة الشيخونية مع كونه لم يعهد فيها غير حنفي وكذا لازم الشمني واستقر به في بعض وظائف التربة القانبيهية، وشهد ببعض المراكز بل ناب عن العلم البلقيني وفي الآخر توجه رسولاً عن الخليفة المستنجد بالله لتقليد ابن سلطان الهند بعد أبيه فمات في توجهه بمكة رحمه الله وإيانا.
568 - محمد بن محمد بن محمد بن عبد الله بن عبد المنعم المحب بن الصدر بن الشهاب الحسني الجرواني القاهري ابن عم الجلال محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الله النقيب. تكسب بالشهادة دهراً رفيقاً لابن صدر الدين وغيره في مجلس باب القوس داخل باب القنطرة وغيره وكان جريئاً متجاهراً انقطع بالفالج مدة تقارب خمس عشرة سنة إلى أن مات في منتصف صفر سنة تسع وثمانين ولولا ما وصل إليه من ميراث ابن عمه في أثناء المدة لانكشف حاله وعسى أن يكفر عنه رحمه الله وسامحه وإيانا.
569 - محمد بن محمد بن محمد بن عبد الله بن عمر الفقيه المعتقد الشمس أبو عبد الله الأنصاري الشافعي ويعرف بابن الزيات. مات في المحرم سنة خمس ودفن بالقرافة. ذكره المقريزي قال وعلى يده سلك صاحبنا الشاب التائب، ورأيته في عقوده فأرخه في يوم الأحد أول ذي القعدة سنة أربع عشرة بخانقاه سر ياقوس وكان أحد صوفيتها قال وكان فاضلاً وقفت له على كتاب الكواكب السيارة في ترتيب الزيارة ضمنه كثيراً من أخبار من دفن بالقرافة.
570 - محمد بن محمد بن محمد بن عبد الله بن محمد بن فهد بن حسن بن محمد بن عبد الله بن سعد بن هاشم بن محمد بن أحمد بن عبد الله بن القسم بن عبد الله بن جعفر بن عبد الله بن جعفر بن محمد بن علي بن أبي طالب النجم أبو النصر بن الكمال أبي الخير بن الجمال أبي عبد الله القرشي الهاشمي المكي الشافعي سبط النجم الأصفوني مختصر الروضة ووالد التقي محمد وعطية ابني ابن فهد. كذا بخط التقي بن فهد وزاد الفاسي قبل فهد عبد الله. ولد تقريباً سنة ستين وسبعمائة بمكة وسمع بها من العز بن جماعة والعفيف اليافعي والتقى عبد الرحمن البغدادي والجمالين ابن عبد المعطي والأميوطي والكمال بن حبيب وبالمدينة من علي بن يوسف الزرندي وبالقاهرة ودخلها غير مرة منها في سنة ثلاث وثمانين من ابن حاتم، وأجاز له الصلاح بن أبي عمر وابن أميلة وأبو الثناء المنيجي وعمر الشحطبي وابن الهبل وابن النجم والبهاء بن خليل والموفق الحنبلي في آخرين وحدث سمع منه الفضلاء كولده التقى وقطن بأصفون وقتاً لما آثر آل استحقاقها له وكان يتردد منها في بعض المواسم صحبة الحاج لمكة بحيث كان مولد ابنه التقي فيها إلى أن تحول منها في سنة خمس وتسعين بمكة فدام فيها حتى مات في ربيع الأول سنة إحدى عشرة ودفن عند سلفه بالمعلاة رحمه الله وإيانا. وذكره شيخنا في إنبائه باختصار وكذا المقريزي في عقوده.
571 - محمد بن محمد بن محمد بن عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن بن يوسف الشمس بن الأمين بن الشمس الشارمساحي ثم القاهري الشافعي ابن أخي الزين يوسف الكتبي الآتي. ممن قرأ على الأبناسي الضرير نزيل الزينية وحضر عندالبكري وتكسب بالشهادة وقتاً ثم استنابه زكريا لأجل عمه في ذي الحجة سنة اثنتين وتسعين وسافر قاضي المحمل سنة خمس وتسعين.

572 - محمد بن محمد بن محمد بن عبد الله بن محمد بن عبد الله بن هادي بن محمد السيد العلاء أبو عبيد الله بن السيد عفيف الدين أبي بكر الحسيني الحسني المكراني الأصل النيريزي المولد الإيجي الشيرازي الشافعي الماضي أبوه وابنه ويعرف بابن عفيف الدين. ولد في ذي القعدة سنة أربع عشرة وثمانمائة بنيزيز - بكسر النون على المعتمد وآخره زاي بلدة من أعمال شبنكالة بالقرن من إيج بهمزة ممالة بعدها تحتانية ساكنة - وانتقل منها وهو صغير إلى إيج وصار يتردد بينها وبين شيراز وهما متقاربتان وكانت إقامته تحت كنف أبيهوعليه اشتغل وبه تدرب وكذا أخذ عن عمه الصفي فاختص به كثيراً وعظمت رغبته في ملازمته والتهذب به وسمع عليهما وعلى جده لأمه السيد جلال الدين عبد الله بن القطب محمد وناصر الدين أنس بن الشرف محمود الفركي الشافعي وصافح خاله السيد الجمال محمد بن الجلال عبد الله الحسني وأخذ عن خاله الآخر السيد الشهاب أحمد وسعد بن نظام الكازروني وأذن له في الإفتاء وسمع عليهما وكذا سمع من الشيخ أحمد بن علي بن محمد السجستاني الحنفي وأخذ أيضاً عن شهاب الإسلام الكرماني قدم عليهم شيراز وأصيل الدين الدهقلي وسمع بأصبهان من مولانا شرف الدين حسن الأصبهاني ولقي بتبريز المحيوي التبريزي المعمر أحد أصحاب الزين الخافي وبغيرها المولي محمد التاوكاني وأجاز له ابن الجزري والشرف الجرهي والزين الخوافي وعبد الرحيم الصديقي والبرهان الحلبي وابن ناصر الدين وابن رسلان في آخرين منهم البساطي وابن نصر الله الحنبلي والحناوي والزركشي والمقريزي وناصر الدين الفاقوسي وابن خطيب الناصرية والجمال عبد الله بن جماعة وعائشة الحنبلية وأكثر التردد للحرمين والمجاورة بهما وسمع بمكة من البدر حسين الأهدل وأبي الفتح المراغي ولبس منه الخرقة بالمدينة من المحب المطري وأذن له في الإقراء والإفتاء وبحلب من ابن الشماع وبحمص من الشهاب أحمد بن البهلوان وبدمشق من التقي بن قاضي شهبة وأذن له في الإفتاء والباعوني والبرهان وعبد الرحمن بن داود وعبد الرحمن بن الشيخ خليل والنظام بن مفلح وببيت المقدس من أبي بكر بن أبي الوفا والزين ماهر وأبي بكر القلقشندي وبغزة من ناصر الدين الأياسي وبالقاهرة من شيخنا وهو كان قصده بالرحلة وسمع منه وعليه بقراءتي أشياء، وبالغ شيخنا في إكرامه وأتحفه ببعض تصانيفه ومن العلم البلقيني وبحث معهما وأذن له في التدريس ومن العز بن الفرات والزين البوتيجي والبدر النسابة وأبي الفتح الفوي والزين قاسم الحنفي ولقي بها وبغيرها جماعة آخرين فكان ممن لقيه بهرموز النور أبا الفتوح الطاوسي، وأكثر من السياحة فيما بين مكة والمدينة والديار المصرية وبلاد العجم وزار بيت المقدس غير مرة وبلد الخليل، وتكرر قدومه القاهرة ونزل في غير مرة منها بخلوة البهاء بن خليل من سطح جامع الحاكم وتكلم مع رئيس المؤذنين به بل وبجامع الأزهر في التحرز في وقت الأذان لا سيما المغرب وضاقت صدورهم بسبب ذلك وتكلموا فيه بما لا يليق؛ وكثر تردد عظماء المملكة وأعيانها إليه وخطبه كل من الأشرف أينال والظاهر خشقدم للقيه فاجتمع بهما ووعظهما، واشتدت نفرته من البقاعي بحيث ظهر له ذلك منه؛ وأخذ عنه بعض الفضلاء والتمس منه المناوي الكتابة في مسئلة الطلاق الواقعة في أول أيام المكيني ليستظهر به فما وافق على الكتابة واقتصر على اللفظ مع إهداء المناوي له ما كتبه على مختصر المزني وهو في نحو ثلاث مجلدات ورام جانبك الجداوي مناكدته وكذا جوهر الساقي فأخذهما الله وظهر فيهما مصداق قول عمه عنه أنه الترياق المجرب ما تعرض له أحد فأفلح وكذا من كراماته عدم تمكن من كان قيامه في هدم الكنيسة الحادثة بالقدس على غير وفق غرضه من التعرض له بمكروه مع تحركه لذلك وخوف أحبابه عليه من وقوع شيء لا سيما والعلاء يبدو منه في حقهم من الكلمات النهايات. وبالجملة فهو إمام علامة أوقاته مستغرقة في العبادة مديم الصيام والقيام والحرص على الأوراد وابتاع السنة وعدم التبسط في المأكل ونحوها على طريق السلف راغب في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لا يهاب في الصدع بذلك أحداً ولو عظم غير منفك عن قيام الليل حتى في السفر شديد الرغبة في كتب الحديث وضبط ألفاظه وأسماء رجاله حتى كثر التماسه مني لتحصيل ما صنفته أو جمعته بل التمس معي  
تخريج أربعي الصوفية للسلمي والعادلين لأبي نعيم وغير ذلك مما يحتاج إلهي وكان لا يقدم علي أحداً. وقد جمع تصانيف مقامه أعلى منها ونظم المقبول وغيره وبينت من ذلك كله في معجمي أشياء؛ ولم يزل على جلالته ومجاهدته في العبادة واقتفاء السنة حتى مات بمكة في آخر ليلة السبت رابع عشر جمادى الأولى سنة ثمانين وصلي عليه من الغد ودفن عند أبيه وعمه وكان قد تهيأ قبل بأشهر إلى بلاده وسافر من مكة لجدة وأشحن أمتعته ببعض المراكب بل ونزل هو المركب أيضاً وما بقي إلا السفر في تلك الليلة فبدا له تركه وطلع بنفسه وبأمتعته فلم يلبث أن توعك حتى مات وكانت الخيرة في ترك سفره وعد ذلك من كراماته رحمه الله وإيانا.
573 - محمد السيد نور الدين أخو الذي قبله وهو أكبر. مات وزوجته حامل فسمى ولده باسمه وهو نور الدين محمد الآتي ولم أعرف شيئاً من حال صاحب الترجمة.
574 - محمد بن محمد بن محمد بن عبد الله بن محمد بن عيسى بن محمد البدر أبو النصر بن البدر أبي النجا بن الشمس العوفي القاهري الشافعي الماضي أبوه وجده وجد أبيه ويعرف بابن الزيتوني. ولد في سادس رجب سنة اثنتين وسبعين وثمانمائة وحفظ القرآن وكتباً عرضها علي في جملة الجماعة وجلس مع أبيه شاهداً.
575 - محمد بن محمد بن محمد بن عبد الله بن محمد بن محمد بن محمد بن عبد الله بن محمد بن محمد بن محمد بن عبد الله الجمال الدميري المكي العطار. ممن سمع على ابن الجزري في سنة ثلاث وعشرين تصنيفه التكريم في العمرة من التنعيم وكتب نسبه في الطبقة هكذا، وأرخ ابن فهد وفاته بمكة سنة سبع وثلاثين.
576 - محمد بن محمد بن محمد بن عبد الله الشمس بن العز بن الشمس النحريري الحلبي المالكي. ممن سمع مني.
 
577 - محمد بن محمد بن محمد بن عبد الله الشمس بن الشمس البعداني اليماني الأصل المدني الشافعي ابن العوفي الماضي أخوه عبد الوهاب ويعرف كأبيه وجده بالمسكين وهو حفيد زينب ابنة محمد بن صالح أخي عبد الوهاب. ولد في سنة أربع أو خمس وستين وثمانمائة بالمدينة ونشأ بها فقرأ القرآن وأربعي النووي ومنهاجه وجمع الجوامع والألفيتين الحديثية والنحوية والشاطبية وعرض على أبي الفرج المراغي وفتح الدين بن تقي وابن يونس والأبشيطي ولازمه فقرأ عليه من تصانيفه شرح خطبة المنهاج ومناسبات أبوابه وتخميس يقول العبد وسمع عليه في الفرائض والحساب والفقه وأصوله والعربية وغير ذلك الشيء الكثير وقرأ على أبي الفرج المذكور الشمائل وسمع عليه جملة وكان أحد القراء في تقسيم الشرف عبد الحق السنباطي للمنهاج حين كان بالمدينة وأكثر عن أبي الفضل ابن الإمام الدمشقي بحيث استوفى عليه الكتب الستة بل قرأ عليه بحثاً قطعة من المنهاج وقسماً من ألفية النحو مع سماع باقيها وقطعة من جمع الجوامع وأخذ عني في مجاورتي بالمدينة أشياء بقراءته وقراءة غيره ومن ذلك في الثانية مناقب العباس وفي الأولى جل القول البديع وغير ذلك بل قرأ علي بمكة الثلاثيات وغيرها وعلى النجم بن فهد أشياء ولازم الشريف السمهودي في قراءة الكثير من تصانيفه وغيرها في الفقه وأصوله والعربية في التقسيم وغيره والقاضي صلاح الدين بن صالح وكذا قرأ على الشريف المحيوي الحنبلي والشمس البلبيسي والنور المحلي وغيرهم من الغرباء والقاطنين فكان منهم النور الطنتدائي قرأ عليه مجموع الكلائي، واختص بصحبة الأمير شاهين حين كان شيخ الحرم وقرأ بحضرته كتباً كثيرة وصار يكتب عنه المراسيم والمطالعات ونحوها وتميز في ذلك فكان موقع البلد بل قرأ وسمع على عبد الله بن صالح وفتح الدين بن علبك وجدته لأبيه المشار إليها ولم يخرج من بلده لغير الحج.
578 - محمد بن محمد بن محمد بن عبد الله العز بن القطب الشارمساحي بمهملتين وراء مكسورة ثم ميم ساكنة وحاء مهملة ثم المصري ويعرف بابن أخي طلحة. أحضر وهو صغير على الميدومي ثم سمع على القلانسي وكذا على محمد بن إسماعيل ابن جهبل وعمر بن إبراهيم بن النقبي معجم ابن جميع وأجاز له العز بن جماعة سنة خمس وستين فهرست مروياته المعين بالسماع والإجازة وباشر توقيع الحكم وولي شهادة ديوان طشتمر واعتنى أخيراً بعمل الأشياء المستظرفة من المأكول وغيره وصار بيته مأوى الرؤساء. ذكره شيخنا في معجمه وقال: قرأت عليه بعض معجم ابن جميع. مات في رجب سنة ثلاث؛ زاد في إنبائه ولم يكمل الخمسين وكان وجيهاً عند الرؤساء وبيته مجمعاً لهم. وهو في عقود المقريزي وأثنى على حشمته ورياسته ووجاهته مع بشاشة وحسن ملتقى ورغبة في الإطعام وقضاء الحوائج وأنه صحبه مدة عندا لبدر بن أبي البقاء ولكنه امتحن بفساد عقله قبل موته رحمه الله.
محمد بن محمد بن محمد بن عبد الله المحب أبو الوليد بن الشحنة. هكذا سمي شيخنا في معجمه جده محمد بن عبد الله وصوا به محمد بن محمود وسيأتي.
579 - محمد بن محمد بن محمد بن عبد الله المحب بن البدر البنهاوي الحنفي سبط ابن الهمام والماضي أبوه. ولد سنة إحدى وسبعين وثمانمائة ونشأ يتيماً فحفظ القرآن والمجمع وعرضه علي مع الجماعة واستقر في جهات أبيه بعد موته وقرأ علي في البخاري وكذا قرأ علي الديمي فيه. وتلف حاله بعد موت عبد الوهاب أحد جماعة جده وتعبت أمه بسببه.
580 - محمد بن محمد بن محمد بن عبد المحسن بن عبد اللطيف بن التقي محمد بن الحسين بن رزين التاج بن العلاء بن العز العامري الحموي الأصل القاهري الشافعي الماضي أبوه وابنه عبد الرحيم ويعرف كسلفه بابن رزين. ولي خطابة الأزهر بعد أبيه ورغب عنها لشيخنا. ومات سنة تسع عشرة.
581 - محمد بن محمد بن محمد بن عبد المنعم الشرف بن البدر البغدادي الأصل القاهري الحنبلي الماضي أبوه. ولد بعد العشرين وثمانمائة بالقاهرة ونشأ بها في كنف أبيه فحفظ القرآن والمحرر ظناً وغيره، وسمع مع والده على الولي العراقي في جمادى الآخرة سنة ست وعشرين مجلساً من أماليه وعلى الشمسين الشامي وابن الجزري والزينين الزركشي وابن ناظر الصاحبة وابن بردس وابن الطحان والمحب بن نصر الله البغدادي في آخرين كشيخنا، واشتغل يسيراً على العز عبد السلام البغدادي وغيره؛ ولما استقل أبوه بالقضاء ناب عنه فيه بل رغب له عن إفتاء دار العدل وقضاء العسكر وغيرهما مما كان باسمه، وكان تام العقل وافر السياسة جيد الأدب والفهم لطيف العشرة محبباً إلى الناس حج مع والده غير مرة وانتفع به أبوه في أموره كلها وكان نادرة في بني القضاة. مات في رجب سنة أربع وخمسين وصلي عليه من الغد في محفل كبير ثم دفن بتربة سعيد السعداء وعظم مصاب أبيه به لكنه صبر رحمه الله وعوضهما الجنة. محمد بن محمد بن محمد بن عبد المنعم الجرواني. هكذا رأيته في موضع بخطى وقد مضى فيمن جده محمد بن عبد الله.
582 - محمد بن محمد بن محمد بن عبد المؤمن السيد المحب بن الشمس الحصني الأصل الدمشقي الشافعي ابن أخي التقي أبي بكر ووالد الشمس محمد المذكورين. شيخ شهير له وجاهة وجلالة وقيام في الخير ممن بلغني أنه أخذ بالقاهرة عن الشرف السبكي تقسيم الحاوي وعن القاياتي وشيخنا بل لقيه بدمشق في سنة آمد وتسلك بعم والده وغلب عليه الصلاح مع الزهد والورع، وقد حج غير مرة وجاور. مات بدمشق في أواخر ذي الحجة سنة تسع وثمانين عن أزيد من ثمانين سنة فمولده سنة ثمان تقريباً، ودفن بجانب عمه برأس القبيبات وكانت جنازته مشهودة وعظم الأسف على فقده فلم يخلف بعده مثله رحمه الله وإيانا.
 
 583 - محمد بن محمد بن محمد بن عثمان بن محمد بن عبد الرحيم بن إبرهيم بن هبة الله بن المسلم - بكسر اللام الثقيلة - ابن هبة الله بن المسلم - بكسر اللام الثقيلة - ابن هبة الله بن حسان بن محمد بن منصور بن أحمد بن علي بن عامر بن حسان بن عبد الله بن أحد الثقات من التابعين عطية ابن الصحابي الشهير أبي يحيى عبد الله أنيس الكمال أبو المعالي بن ناصر الدين أبي عبد الله بن الكمال بن الفخر بن الكمال أخي الشرف هبة الله ابني النجم ابن الشمس أبي طاهر وأبي إسحق ابن العفيف الجهني الأنصاري الحموي ثم القاهري الشافعي الماضي أبوه ويعرف كسلفه بابن البارزي ويقال أنهانسبة لباب أبرز ببغداد وخفف لكثرة دوره وأمه هي ططر ابنة الكمال محمد بن الزين عبد الرحمن بن الصاحب الفرفور التي أبوها خال والدة زوجها أسن ابنة الزين. ولد في ليلة حادي عشر ذي الحجة سنة ست وتسعين وسبعمائة بحماة ونشأ بها في كنف أبيه فحفظ القرآن وصلى به في سنة ست تسع وثمانمائة بالقاهرة حين كان مع أبيه وحفظ بعد عوده لبلده العمدة والتمييز في الفقه لقريبهم الشرف بن البارزي وألفية النحو وغيرها وتلا لأبي عمرو على الشمسين ابن زويغة - بمعجمتين مصغر - وابن القونسي - بضم القاف وإسكان الواو ثم نون مكسورة - وبحث في دمشق حين كان بها سنة ثمان ألفية النحو على الشرف محمد الأنطاكي بل سمع عليه بقراءة والده بحثاً شرحها لابن أم قاسم وحل من التمييز على ابن إمام المشهد ثم رحل به أبوه إلى حلب قاضياً بها في سنة ثلاث عشرة فقرأه أيضاً على حافظها البرهان وحفظ هناك التلخيص، ثم انتقلا إلى القاهرة في سنة خمس عشرة مع المؤيد فأخذ في الفقه والحديث عن الولي العراقي وفي الفقه وأصوله عن العز بن جماعة بحث عليه قطعة من منهاج البيضاوي ومن التمييز وسمع عليه كثيراً من أصول الدين والمعاني والبيان وغيرها كبحث جميع الطوالع وشرح المقاصد والعضد والمطول وغيرها وكذا أخذ في العقليات عن تلميذه ابن الأديب ثم عن البساطي والعلاء البخاري ولازمه كثيراً وانتفع به علماً وسلوكاً فكان مما بحثه عليه قطعة من الحاوي الصغير وأخذ عنه المعاني والبيان والأصلين وسمع عليه قطعة كبيرة من الكشاف ولم ينفك عنه حتى ولي كتابة السر وكتب على الزين بن الصائغ وأخذ في المبادئ عن يحيى العجيسي وغيره العربية وعن العز القدسي قطعة من التمييز في آخرين ممن كان يجيء له إلى بيته وكذا قرأ البخاري على التقي المقريزي بل سمعه مع غيره من الأجزاء قبل بدمشق عالياً على عائشة ابنة ابن عبد الهادي وسمع أيضاً على الجمال بن الشرائحي وغيره، وأجاز له الشهاب أحمد بن موسى المتبولي والنور الشلقامي وابن الجزري والواسطي ويونس الواحي وعائشة الحنبلية وآخرون من طبقتهم بل لا أستبعد أن يكون عنده أقدم منها، واجتهد في الأدبيات حتى برع فيها وصارت له يد طولى في المنثور والمنظوم سيما في الترسل والإنشاء ولذا استنابه أبوه في كتابه السر بالقاهرة ثم استقل بها في شوال سنة ثلاث وعشرين بعد موته ولم يلبث أن انفصل عنها في محرم التي تليها واستقر في نظر جيشها فأقام فيه نحو عشرة أشهر، وهو في غضون هذا كله غير منفك عن المطالعة والاشتغال بالعلوم والأدب والمذاكرة ولقاء الفضلاء والأدباء وتزايد بعده ليفرغه إلى أن استقر في كتابة سر الشام في رجب سنة إحدى وثلاثين ثم بعد أزيد من أربع سنين بيسير حين قدم القاهرة صحبه نائبها سودون أضيف إليه قضاؤها عوضاً عن الشهاب بن المحمره وسر شيخه العلاء البخاري بولايته مع شدة نفرته ممن كان يلي القضاء ونحوه من جماعته حتى قال وكان بالشام إذ ذاك: الآن أمن الناس على أموالهم وأنفسهم ولم يلبث أن أعيد لكتابة سر القاهرة فدام سنين ثم صرف ورجع إلى الشام على قضائه عوضاً عن السراج الحمصي وخطب بجامعه الأموي ثم أعيد في أول سلطنة الظاهر إلى كتابة سر القاهرة واستمر حتى مات سوى ما كان يتخللها من الأيام التي كان ينفصل فيها ثم يعاد، وأضيف إليه في أثناء ذلك قضاء دمياط عوضاً عن الولوي بن قاسم ثم رغب عنه وحمدت سيرته في مباشراته كلها، وكان إماماً عالماً ذكياً عاقلاً رئيساً ساكناً كريماً سيوساً صبوراً حسن الخلق والخلق والعشرة متواضعاً محباً في الفضلاء وذوي الفنون مكرماً لهم إلى الغاية لا سيما الغرباء حتى صار محطاً لرحالهم راغباً


في اقتناء الكتب النفيسة غي مستكثر لما يبذله في تحصيلها عجباً في ذلك سمحاً بالعارية جداً ممدحاً امتدحه الفحول من الشعراء وخاطبه القاضي ناصر الدين محمد بن عثمان الجيتي الحنفي بقوله:

ديني تكمل مذ جعلتم قبلـتـي

 

وسجدت في أعتابكم بجبينـي

وغدوت مفتخراً بكم بين الورى

 

ما الفخر إلا في كمال الـدين

كل ذلك مع الشهامة والكرم والإحسان إلى الطلبة ومحبتهم وضمهم إليه بحيث يجري على كثير منهم المرتبات الشهرية والسنوية ولما ارتفع سعر الغلال في بعض السنين حسن له بعض جماعته أن يصرف للمرتب لهم في البر دراهم فقبحه وقال نعطيهم البر في حال كونه تراباً ثم نعطيهم التراب في حال كونه ذهباً أو نحو هذا، كل ذلك مع ما يضاف إله من حسن البشاشة وحلاوة الكلام وظرف الشكالة ولطافة الشمائل وكونه هيناً ليناً ألوفاً سريع الانقياد إلى الخير مهذب العشرة ليس فيه أذى لأحد من خلق الله حتى ولا لمن يؤذيه كم ممن أكل ماله وأغضى عنه بل وربما أحسن إليه بعد، نعم إذا تحقق من أحد العناد وقصد المغالبة غضب غضب الحليم وأذاقه من أنواع الشدائد العذاب الأليم، مع الحشمة والمجاملة وعدم الإفحاش في المعاملة وهو منطبع في غالب العلوم لا سيما فنون الأدب والنحو والمعاني والبيان والعروض وغيرها رائق الشعر فائق النثر ذواق للمعاني الدقيقة كثير الاستحضار للمقاطيع والمطولات والموشحات وغير ذلك جداً وهزلاً حسن المذاكرة فكه المحاضرة عجب لمن يتأمله فإنه يراه في غاية السكون بحيث يقضي عليه بالجمود وذهنه كالنار المضرمة وبالجملة فهو عريق الأصالة ضخم الرياسة عظيم الآباء كريم الأجداد عين الرؤساء بغير منازع في تفرده بقطر من أقطار الأرض. وقد حج غير مرة منها في سنة خمسين فحمل معه من طلبة العلم والمشايخ المعتقدين والفقراء والمنقطعين من يتعسر حصرهم غير أنه كان معه نحو أربعمائة نفر ونحو ضعفهم من الدواب ولم يدع أحداً منهم يتكلف إلى شيء بل اشترى لأهليهم الهدايا ورجع كل منهم وهو ذاكر لما يبهر العقل من الاحتمال والإحسان وطلاقة الوجه ولين القول وتكلف إلا كمل من وجوه العبادة كالتجرد في الإحرام على ضعف بدنه والمتابعة في سنن الحج وواجباته الأمر المشروع سيما في أشياء قد هجرت وحصل لأهل الحرمين منه أفضال وبر على جاري عادته ثم قدم فملأ الناس خيراً وبراً وحدث في مكة باليسير وكذا حدث بالقاهرة سمع عليه الأئمة وقرأت عليه أشياء بل كتبت عنه من نظمه ما كتب به على نظم سيرة المؤيد لابن ناهض بعد كتابة والده ما نصه:

هذا كتابك يا ناهض قاعـد

 

عن مدحه أدبي وعن تهذيبه

فاشكر لمادحه على تقصيره

 

ولمن هجاه فإنه يهذي بـه

وقوله:

مرت على فهمي وحلو لفظها

 

مكرر فما عسى أن أصنعـا

ووالـدي دام بـقـا سـودده

 

لم يبق فيها للكمال موضعـا

وكذا كتبت عنه من نظمه غير هذا مما أودعته في المعجم وغيره بل سمع شيخنا من لفظه حين كانا مسافرين سحبة الركاب السلطاني إلى آمد بظاهر البيرة قصيدة الأديب شيخ على التي امتدح بها البدر بن الشهاب محمود وسمعها الكمال من ناظمها وهي مثبتة عندي في مكان آخر. ومحاسنه كثيرة حتى شاع بها ذكره وبعد فيها صيته وصار كما قيل قل أن ترى العيون في مجموعه مثله. وله اعتراضات جيدة على شرح بديعية ابن حجة. واستمر على جلالته حتى مات في يوم الأحد سادس عشرى صفر سنة ست وخمسين وصلي عليه بسبيل المؤمني في مشهد حافل شهده السلطان والأمراء وسائر القضاة والأئمة والأعيان تقدمهم أمير المؤمنين، ودفن بتربة أبيه المجاورة لقبة الإمام الشافعي من القرافة وأسف الناس على فقده وكثر الثناء عليه وعلى جل أوصافه ولم يخلف بعده في مجموعه مثله، ورثاه غير واحد وحصل التغالي في كتبه بحيث بيعت بأغلى الأثمان ووفيت ديونه وهي كثيرة جداً منها وظهر بذلك حسن نيته في كرمه وعطيته. وهو في عقود المقريزي مقتصراً على أنه ولي كتابة السر بعد أبيه في الأيام المؤيدية رحمه الله وإيانا.
 584 - محمد بن محمد بن محمد بن عثمان بن موسى رضي الدين بن الشمس بن ناصر الدين الإسحاقي الأصل القاهري المالكي الماضي جده ويعرف بابن الإسحاقي. ممن تكسب بالشهادة في مجلس المالكية بباب الخرق إلى أن صاهر قاضي الحنابلة البدر السعدي على ابنته فتحول لبابه بل عمله نقيبه ثم استنابه التقي بن تقي قاضي مذهبه وصارت له وجاهة وحمدنا عقله وأدبه وسكونه.
585 - محمد بن محمد بن محمد بن عثمان - الغلفي بضم المعجمة وسكون اللام بعدها فاء - المؤذن أبوه بالمعظمية والقيم هو بها ويعرف بابن شيخ المعظمية. ولد فيما كتبه بخطه سنة أربع وعشرين وسبعمائة وسمع جزء أبي الجهم وثلاثيات الصحيح علي الحجار بل حضر جميع الصحيح عليه وكذا حضر على إسحق الأمدي وأجاز له البندنيجي وأيوب بن نعمة وغيرهما؛ وحدث سمع منه الفضلاء أجاز لشيخنا وأرخه في سنة اثنتين قال في معجمه في جمادى الأولى في أنبائه جمادى الآخرة؛ وتبعه المقريزي في أولهما وقال كان أبوه يؤدب الأطفال بدمشق.
 586 - محمد بن محمد بن محمد بن عرفة أبو عبد الله الورغمي - بفتح الواو وسكون الراء وفتح المعجمة وتشديد الميم نسبة لو رغمة قرية من أفريقية - التونسي المالكي عالم المغرب ويعرف بابن عرفة. ولد سنة ست عشرة وسبعمائة وتفقه ببلاده على قاضي الجماعة أبي عبد الله بن عبد السلام الهواري شارح ابن الحاجب الفرعي وعنه أخذ الأصول وقرأ القراآت على أبي عبد الله محمد بن محمد بن حسن بن سلامة الأنصاري ومن شيوخه في العلم والده وأبو عبد الله الوادياشي وسمع على الأربعة وآباء عبد الله الإيلي والمحمدين ابن سعد بن بزال وابن هرون الكناني وابن عمران بن الجباب وابن سليمان النبطي الفاسي وعلى أحمد بن عبد الله بن محمد الرصافي ومهر في العلوم وأتقن المعقول والمنقول إلى أن صار المرجوع إليه في الفتوى ببلاد المغرب وتصدى لنشر العلوم وكان لا يمل من التدريس وإسماع الحديث والفتوى مع الجلالة عند السلطان فمن دونه والدين المتين والخير والصلاح والتوسع في الجهات والتظاهر بالنعمة في مأكله وملبسه والإكثار من التصدق والإحسان للطلبة مع إخفائه لذلك. قال شيخنا في معجمه: قدم علينا حاجاً في سنة ست وتسعين فلم يتفق لي لقاؤه ولكنني استدعيت منه الإجازة فأجاز لي وكتب لي ما نصه: أجزت كاتبها ومن ذكر معه جميع ما ذكر إجازة تامة بشرطها المعروف جعلني الله وإياه من أهل العلم النافع. وصنف مجموعاً في الفقه جمع فيه أحكام المذهب سماه المبسوط في سبعة أسفار إلا أنه شديد الغموض واختصر الحوفي في الفرائض ونظم قراءة يعقوب وعلق عنه بعض أصحابنا كلاماً في التفسير كثير الفوائد في مجلدين كان يلتقطه في حال قراءتهم عليه ويدونه أولاً فأولاً قال شيخنا في إنبائه وكلامه فيه دال على توسع في الفنون وإتقان وتحقيق انتهى. وكذا صنف في كل من الأصلين والمنطق مختصراً جامعاً. ولم يزل على حاله من العظمة والسودد حتى مات في رابع عشرى جمادى الآخرة سنة ثلاث بتونس ولم يخلف بعده مثله وقد حدثني عنه جماعة فيهم ممن أخذ عنه التفسير والحديث والفقه وغيرها يحيى العجيسي، وأجاز أيضاً لغير واحد ممن كتبت عنهم وروى الرسالة عن أبي عبد الله بن عبد السلام والوادياشي كلاهما عن أبي محمد بن هرون عن أبي القسم بن الطيلسان عن عبد الحق بن محمد بن عبد الحق عن أبي عبد الله محمد بن فرج مولى ابن الطلاع عن أبي محمد مكي عن ابن زيد والموطأ عن أولهما أنا ابن هرون به وكذا قرأ عليه علوم الحديث لابن الصلاح بقراءته له على أبي العباس أحمد البطرني أنا به أبو محمد عبد الله بن محمد بن أحمد اللخمي سماعاً أنا به مؤلفه سماعاً في سنة أربع وثلاثين وستمائة بالأشرفية بدمشق وصحيح البخاري ومسلم والشفا عن ثانيهما؛ وذكره ابن الجزري في طبقات القراء فقال: فقيه تونس وإمامها وعالمها وخطيبها في زماننا. ولد سنة عشر وسبعمائة وتبحر في العلوم وفاق في الأصلين والكلام وتقدم في الفقه والنحو والتفسير قرأ على ابن سلامة بمضمن التيسير والكافي وروى أيضاً عن ابن عبد السلام شارح المختصر ذكره عبد الله بن محمد بن غالب في تحقيقه فقال أخذ العلم عن جماعة من العلماء، الجلة منهم والده وأبو عبد الله الوادياشي وغيرهما، قال ابن الجزري ولم تزل الحجاج ترد علينا بأخباره السارة حتى كنت في الديار المصرية سنة اثنتين وتسعين فقدمها حاجاً فاجتمعنا به بالقاهرة وحججنا جميعاً بالحرم الشريف واستجزته تجاه الكعبة فأجازني وأولادي ثم رجعنا إلى لاديار المصرية فاجتمعت به كثيراً فأنشدته وأنشدني وتوجه لبلاده في ربيع من التي بعدها ولم أر مغربياً أفضل منه. وقال الصلاح الأقفهسي في معجم ابن ظهيرة أنه تفقه وبرع في الأصول والفروع والعربية والمعاني والبيان والفرائض والحساب والقراآت وكان رأساً في العبادة والزهد والورع ملازماً للإشغال بالعلم رحل الناس إليه وأخذوا عنه وانتفعوا به ولم يكن ببلاد المغرب من يجري مجراه في التحقيق ولا من اجتمع له من العلوم ما اجتمع له ولقد كانت الفتوى تأتيه من مسافة شهر، وله مؤلفات مفيدة، وصدر ترجمته بالفقيه الإمام العلامة ذي الفنون الخطيب الإمام بمسجد الزيتونة بمدينة تونس وسماه محمد بن محمد بن عرفة فأسقط محمداً الثالث من نسبه كما أن ابن الجزري لم يصب في مولده وكذا ما رأيته في نسختي بمعجم شيخنا أنه سنة ست وثلاثين لأن

شيخنا نفسه قال في إنبائه أنه مات وهو ابن سبع وثمانين. وهو موافق لما قاله غير واحد في كون مولده سنة ست عشرة، وصدر شيخنا ترجمته في إنبائه بشيخ الإسلام بالمغرب، وقال ابن عمار أنه قدم القاهرة حاجاً في سنة ثلاث وتسعين وسبعمائة فأخذ عنه المصريون مع اعتذاره بالضعف وكان القائل ممن أخذ عنه وأذن له في الإفتاء وترجمه بقوله أمام حافظ وقته تفقه بمذهبه مشرقاً ومغرباً انتهت الرياسة إليه بقطر المغرب أجمع في التحقيق والفتوى والمشاورة مع خشونة جانب وشدة عارض وبراءة من المداهنة وحذر من المحاسنة وله كتاب في الفقه سماه المختصر يبلغ عشرة أسفار أو دونها جامع لغالب أمهات المذهب والنوازل والفروع الغربية وكثرة البحث مع ابن شاس في الجواهر وابن بشير في التنبيه وابن الحاجب في اختصاره لهذين الكتابين وشيخه ابن عبد السلام في شرحه على ابن الحاجب إلا أنه التفقه به صعب انتهى. وبلغني أن بعض أولي الأحوال والخطوات كان يقصده بالقراءة والتفقه في كل يوم من مسافة أيام وأن بغلة الشيخ نفقت ودامت أياماً لا يتعرض لها كلب ولا غيره فلما بلغه ذلك قال لمن تعجب منه أتعجبون من ذلك وقد قرأت على ظهرها القرآن من العدد آلافاً، إلى غيرها من الكرامات، وهو في عقود المقريزي وأنه اختصر الحوفي في الفرائض ونظم قراءة يعقوب. ومن نظمه:

إذا لم يكن في مجلس العلم نكتة

 

لتقرير إيضاح لمشكل صـورة

وعزو غريب النقل أوحل مشكل

 

أو إشكال أبدته نتيجة فـكـرة

فدع سعيه وانظر لنفسك واجتهد

 

ولا تتركن فالترك أقبـح خـلة

وقوله:

بلغت الثمانين وبضـعـاً لـهـا

 

وهان على النفس صعب الحمام

وأمثال عصري مضـوا دفـعة

 

وصاروا خيالاً كطيف المـنـام

وكانت حياتي بلطـف جـمـيل

 

لسبق دعاي ربي في المـقـام

587 - محمد بن محمد بن محمد بن علي بن إبرهيم بن موسى بن طاهر صلاح الدين بن خير الدين أبي الخير بن الشمس أبي بكر القليوبي الأصل القاهري الشافعي كاتب الغيبة وابن كاتبها، ممن نشأ في كنف أبيه فحفظ القرآن وكتباً عرض على بعضها ولازم أمين الدين العباسي في حياة أبيه وبعده ثم لما مات حضر دروس البكري وقرأ عليه وعلى الجوجري وابن قاسم والخيضري والزين الأبناسي وعبد الحق السنباطي والكمال الطويل وانضم معه للبدر بن كاتب جكم واشتدت ملازمته له سيما في أوقات النزه والأكل وحرض على عدم تفويت سماطه في رمضان وقرأ عنده طبقات السبكي الكبرى مع ثروته وكثرة جهاته ثم أنه تقلل منه بعد انفصاله عن نظر الجيش ولزم الزيني زكريا مع تكرر وتردده إلي ومبالغته في إظهار الأدب وحج في سنة ثلاث وتسعين وربما تردد إليه بعض الفقراء والطلبة للقراءة عليه بل رأيت ابناً عرض عليه في سنة خمس وتسعين وتكررت كتابته لي وأنا بمكة بخط جيد وعبارة حسنة مما يضم لزائد فضله وإحكام عقله وقد توجعت لفقد ولده بالطاعون عوضه الله خيراً.
588 - محمد بن محمد بن محمد بن علي بن أحمد بن أبي بكر بن إسمعيل أبو الطاهر ابن الشمس بن الشماع الحلبي الماضي أبوه. شاب جاز البلوغ بيسير كان مفرط الذكاء حاد الذهن اشتغل في النحو على فقيهه عثمان الكردي ووالده وصارت له ملكة في إعراب آي القرآن. مات ببلده في الطاعون سنة أربع وخمسين وخلف زوجته حاملاً فوضعت بعده أنثى وتأسف الناس فضلاً عن أبيه على فقده لكنه صبر ثم حج في سنته عوضهما الله الجنة.
589 - محمد بن محمد بن أبي عبد الله محمد بن علي بن أحمد بن عبد العزيز أبو عبد الله بن الجمال بن أبي عبد الله العقيلي النويري المكي المالكي الماضي أبوه. ولد في رجب سنة ست وأربعين وثمانمائة بمكة، وأمه زينب ابنة داود بن علي الكيلاني ونشا فحفظ القرآن وصلى به في المسجد الحرام سنة تسع وخمسين وأجاز له في سنة خمسين شيخنا وابن الديري والعيسي والرشيدي والصالحي وابن الفرات وسارة ابنة ابن جماعة وعبد الكافي بن الذهبي والشمس الصفدي وغيرهم، وولي نصف إمامة مقام المالكية بعد موت والده وناب عنه قريبه نور الدين بن أبي اليمن ودخل الشام والقاهرة. ومات بها بالطاعون في ليلة السبت ثامن عشر رمضان سنة ثلاث وسبعين وصلي عليه من الغد ودفن بالتنكزية من القرافة جوار قبر ابن عمه أحمد ابن الخطيب أبي الفضل وكان شاباً متجملاً عوضه الله الجنة ورحمه.
590 - محمد بن محمد بن محمد بن علي بن أحمد بن عبد العزيز الجمال أبو الخير بن أبي اليمن العقيلي النويري المكي الشافعي أخو علي وعمر وقريب الذي قبله، وأمه حرير الحبشية فتاة أبيه. ولد في جمادى الأولى سنة تسع وأربعين وثمانمائة بمكة وحفظ القرآن وأربعي النووي ومنهاجه والمنهاج الأصلي وألفية النحو وعرض على جماعة وسمع من أبي الفتح المراغي وغيره، وأجاز له غير واحد كوالده وأعمامه أبي البركات محمد وكمالية وأم الوفاء بني علي بن أحمد وأبي الفضل وخديجة ابني عبد الرحمن وأم الخير ابنة العز النويريين وأحمد بن عبد الرحمن بن سليمان المقدسي وأحمد بن عمر بن محمد بن أحمد بن عبد الهادي والشهاب بن زيد والزين عبد الرحمن بن خليل القابوني وابن جوراش والجمال بن جماعة والتقي أبي بكر القلقشندي المقدسيين وآخرين وأخذ عن الشمس الجوجري بمكة والقاهرة وقد قدمها مراراً وكذا أخذ عني فيهما أشياء وحضر دروس ابن عطيف وغيره ثم أعرض عن ذلك سيما بعد موت أخويه وهو كثير التودد لطيف العشرة لديه حشمة وأدب.
591 - محمد أبو اليمن بن أبي اليمن أخو الذين قبله أمه أم هانئ ابنة أبي البركات محمد بن علي النويري. مات أبوه وهو حمل فولد في جمادى الأولى سنة أربع وخمسين وثمانمائة ولذا كني بكنيته ولم يلبث سوى أشهر. ومات في شوالها.
592 - محمد بن محمد بن محمد بن علي بن أحمد بن عبد الله بن خطاب الشمس المقدسي المؤذن بالأقصى. قال شيخنا في معجمه لقيته ببيت المقدس فقرأت عليه الأربعين الصوفية لأبي نعيم بسماعه لها على محمد بن إبرهيم بن عبد الكريم بن راشد الذهبي والحافظ الصلاح العلاني وحدثنا عنه غير واحد. مات.
محمد بن محمد بن محمد بن علي بن أحمد بن عبد الله بن عمر بن حياة بن قيس الحراني ثم الدمشقي. في عبد العزيز.
 593 - محمد بن محمد بن محمد بن علي بن أحمد بن موسى الجلال أبو الفضل بن البدر بن فتح الدين أبي الفتح البشيهي الشافعي نزيل القاهرة والماضي أبوه وجده وعمه. حفظ القرآن وأربعي النووي ومنهاجه وأجزت له حين عرضها ثم قدم القاهرة فنزل على عمه الشهاب ولازم الاشتغال عند الزيني زكريا والأبناسي وغيرهما وأكثر من الحضور عن الخيضري وفهم في الجملة ولم يتأدب بحيث منعه كاتب السر البدري من حضور مجلسه في أثناء سنة خمس وتسعين وكان قبل بمجلس الخيضري يخاطب النور البحيري المالكي بما لا يرتضيه ثم استنابه الزيني وصار من جملة المقسمين.
محمد بن محمد بن محمد بن علي بن أحمد الكمال بن اليونانية صوابه بدون محمد الثالث وقد مضى.
594 - محمد بن محمد بن محمد بن علي بن ألب أرسلان الشمس بن الضياء السلجوقي القدسي نزيل الحرمين. مات بالمدينة النبوية مبطوناً بالبيمارستان في ربيع الآخر سنة إحدى وأربعين ودفن بالبقيع رحمه الله وغفر له. أرخه ابن فهد.
595 - محمد بن محمد بن محمد بن علي بن أبي بكر بن عبد المحسين المحب بن الزين الدجوي الأصل القاهري الشافعي الماضي أبوه. ولد في أحد الربيعين سنة سبع وخمسين وثمانمائة وحفظ القرآن وأربعي النووي ومنهاجه وجمع الجوامع وألفية ابن ملك وغيرها وعرض علي في الجماعة وأخذ عن البامي وكذا عن الجوجري لكن قليلاً في آخرين وأسمعه أبوه مع الولد أشياء على جماعة وجلس مع والده شاهداً إلى أن تعلل ثم مات في حيات أبويه يوم الاثنين ثاني شوال سنة ثمانين وصلي علي في يومه بجامع المارداني في مشهد حافل ودفن عند سيدي أبي العباس البصير من القرافة. وكان عاقلاً جميلاً صيناً عوضه الله وأبويه الجنة.
596 - محمد بن محمد بن محمد بن علي بن أبي بكر بن يوسف بن علي البدر ويلقب في الشام بالشمس بن الشمس الدمشقي خطيب السابتية منها وابن خطيبها والماضي أبوه. ولد في أوائل ربيع الأول سنة ثمان وثلاثين وثمانمائة وقدم مع أبيه القاهرة فسمع على شيخنا وكان يساعد والده في كتابة البخاري وغيره مع كونه مراهقاً ثم لقيني بالشام في سنة تسع وخمسين فسمع معي على الشهاب بن زيد وغيره وكذا سمع على الشمس أبي عبد الله محمد بن حامد الصفدي وتكسب بالشهادة وخطب بالنابتية كأبيه فيها ثم لقيني بمكة في سنة أربع وتسعين فاستجازني وأظنه جاور التي تليها وكتب لي شيئاً من نظمه فمنه مما قاله على طريق القوم متغزلاً من قصيدة:

لولا عيونك لم تهج أشـواقـي

 

في رامة بنواظر الـغـزلان

كلا ولولا قدك الـمـياس لـم

 

يصب الفؤاد إلى غصون البان

يا من أثار بكل قلـب حـبـه

 

سبب الهيام وباعث الخفقـان

حركت سر الوجد في قلب غدا

 

لك مسكناً والسر في السكـان

وقوله مادحاً الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام:

كل قلب بك يا نشر الصبـا

 

عاش بعد الموت فيهم وصبا

ونسيم القرب نادى منـشـداً

 

إن تكن من حيهم يا مرحبا

عرب لي أرب في حبـهـم

 

أنني أقضي وأقضي الأربا

إن أمت في حبهم وجداً بهم

 

يرقص الكون لموتي طربا

سادة سيدهـم لا غـرو إن

 

جمع السودد فهو المجتبـى

أشرف الخلق إلى اللـه بـه

 

وصل القوم وكان السبـبـا

يا رسول الله يا من مدحـه

 

أعجز العجم وأعيا العربـا

غث خطيباً لك في حان الوفا

 

بشراب الإنس ينشي الخطبا

ورأيت البدري قال في مجموعه أنشدني صاحبنا وبلدينا الشيخ شمس الدين محمد خطيب الثابتبة قوله:

قلت له مذ مد سا

 

قيه وأسبى الأفئده

نار الحشا موصدة

 

في عمد ممـدده

وقوله:

قال صـف ريقـي وخـــدي

 

لي تـر مــنـــي مـــن

فوقي عند مقالي صبغة الله ومن

 

 

وأثنى على أدبه وخطابته وأنه يتكسب كأبيه بالشهادة.
محمد بن محمد بن محمد بن علي بن حسن بن عمر المحب أبو الطيب بن الشمس السيوطي ووالد أصيل الدين محمد الآتي الشهير أبوه بابن الركن. يأتي في أبي الطيب من الكنى. محمد بن محمد بن محمد بن علي بن عبد الله أبو الخير رئيس المؤذنين بمكة. يأتي في أبي الخير من الكنى أيضاً.
 597 - محمد بن محمد بن محمد بن علي بن عبيد بن شعيب المحب الديسطي الأصل القاهري القلعي الشافعي الماضي أبوه ويعرف بالقلعي. ممن اشتغل عند الجوجري ولازمه ثم زكريا وكذا أخذ عن الكمال بن أبي شريف وعبد الرحيم الأبناسي في آخرين وسمع مني المسلسل وغيره بل سمعه مع سنن أبي داود والخصال المكفرة من الزكي أبي بكر المناوي وقطعة من المستخرج على مسلم لأبي نعيم على الشمس الملتوتي والعمدة وأربعي النووي على الديمي واختص بالخطيب الوزيري لمصاهرة بينهما فهو زوج لأخب زوجته وكأنه قرأ عليه وبمحمود بن الشمس بن أجا ولعل بسفارته استقر في نيابة خزن كتب المؤيدية. ومات عنده بحلب إذ توجه إليها صحبة ماميه في المحرم سنة سبع وتسعين عن إحدى وأربعين، وقد حج وجاور وهو ذو عقل وتودد وتميز ممن كثر التأسف على فقده، وبلغني أنه كان ينظم رحمه الله وإيانا وعوضه الجنة.
 598 - محمد بن محمد بن محمد بن علي بن محمد بن إبراهيم بن عبد الخالق المحب أبو القاسم بن الفاضل الشمس النويري الميموني القاهري المالكي والد أبي الطيب محمد الآتي ويعرف بأبي القسم النويري ونويرة قرية من صعيد مصر الأدنى على مسافة يوم للراكب منها. ولد كما بخط والده في رجب سنة إحدى وثمانمائة بالميمون قرية أقرب من النويرة إلى مصر بنحو نصف بريد، وقدم القاهرة فحفظ القرآن ومختصر ابن الحاجب الفرعي وألفية ابن ملك والشاطبيتين وعرضها على حفيد ابن مرزوق التلمساني ومحمد بن محمد بن محمد بن يفتح الله والولي العراقي والعز بن جماعة وأجازوه وتلا بالعشر على غير واحد أجلهم ابن الجزري لقيه بمكة في رجب سنة ثمان وعشرين حين مجاورتهما وأجاز له هو والزين بن عياش وغيرهما ومن شيوخه فيها أيضاً الزراتيتي ولازم البساطي في الفقه وغيره من العلوم العقلية وأذن له في الإفتاء والتدريس وأخذ العربية والفقه أيضاً عن الشهاب الصنهاجي والفقه فقط عن الجمال الأفقهسي وحضر عند الزين عبادة مجلساً واحداً والعربية وغيرها عن الشمس الشطنوفي وأخذ عن الهروي في قدمته الثانية وقرأ على شيخنا شرحه للنخبة وأذن له في إفادتها وكذا أخذ عنه في شرح الألفية وقرأ عليه الموطأ وغيره كشرح منظومة الساوي في العروض وعلى الزين الزركشي صحيح مسلم وعلى البدر حسين البوصيري في الدارقطني ولم يكثر من ذلك بل كان يعيب على البقاعي فيه وقال لبعض الثقات قل لصاحبك إبرهيم يعلم النحو ولذا مع ترجمته لأبي الفضل المغربي بما تقدم أطلق البقاعي لسانه فيه وتكلم فيه بما المتكلم متصف بأزيد منه حسبما بينته في موضع آخر وناب في القضاء عن شيخه البساطي ثم ترك ولم يزل يدأب في التحصيل حتى برع في الفقه والأصلين والنحو والصرف والعروض والقوافي والمنطق والمعاني والحساب والفلك والقراآت وغيرها وصنف في أكثرها فأكمل شرح المختصر لشيخه المذكور وذلك من السلم إلى الحوالة في كراريس وشرح كلاً من مختصري ابن الحاجب الفرعي وسماه بغية الراغب على ابن الحاجب والأصلي لكنهما في المسودة والتنقيح للقرافي في مجلد وسماه التوضيح على التنقيح وعمل أرجوزة في النحو والصرف والعروض والقوافي في خمسمائة بيت وخمسة وأربعين بيتاً سماها المقدمات ضمنها ألفية ابن ملك والتوضيح مع زيادات وشرحها في نحو عشرين كراساً وله أيضاً مقدمة في النحو لطيفة الحجم ومنظومة سماها الغياث في القراآت الثلاث الزائدة على السبعة وهي لأبي جعفر ويعقوب وخلف وشرحها ونظم النزهة لابن الهائم في أرجوزة نحو مائتي بيت وشرحها في كراريس وعمل قصيدة دون ثلاثين بيتاً في علم الفلك وشرحها وشرحاً لطيبة النشر في القراآت العشر لشيخة ابن الجزري في مجلدين والقول الجاذ لمن قرأ بالشاذ وكراسة تكلم فيها على قوله تعالى "إنما يعمر مساجد الله" وأخرى فيها أجوبة عن إشكالات معقولية ونحوها وأخرى من نظمه فيها أشياء فقهية وغيرها وغير ذلك؛ وحج مراراً وجاور في بعضها وأقام بغزة والقدس ودمشق و غيرها من البلاد وانتفع به في غالب هذه النواحي مع أنه لو استقر بموطن واحد كان أبلغ في الانتفاع به وكذا انتفعوا به في الفتاوى، وكان إماماً عالماً علامة مفنناً فصيحاً مفوهاً بحاثاً ذكياً آمراً بالمعروف ناهياً عن المنكر صحيح العقيدة شهماً مترفعاً على بني الدنيا ونحوهم مغلظاً لهم في القول متواضعاً مع الطلبة والفقراء وربما يفرط في ذلك وفي الانبساط معهم كبيرهم وصغيرهم عالي الهمة باذلاً جاهه مع من يقصده في مهمة ذا كرم بالمال والإطعام يتكسب بالتجارة بنفسه وبغيره مستغنياً بذلك عن وظائف الفقهاء ولذا قيل أنه عرض عليه قضاء المقدس فامتنع بل قيل أنه طلب لقضاء مصر فأبى ولكن قيل أيضاً أنه ولي قضاء الشام فلم يتم وحكى لي البدر السعدي قاضي الحنابلة أنه بينما هو عنده في درسه إذ حضر إليه الشرف الأنصاري بمربعة بمرتب العيني في الجو إلى بعد موته وهو في كل يوم دينار فردها وقال إن جقمق يروم يستعبدني في موافقته بهذا المرتب أو كما قال، وابتنى بالخانقاة السرياقوسية مدرسة ووقف عليها ما كان في حوزته من أملاك وجعل فائضها لأولاده، وكان شيخاً كثير الإجلال والتبجيل له معتمداً عليه في مذهبه وبسببه نافره البدر بن التنسي وكذا سمعت العز قاضي الحنابلة يقول أنه لم يخلف بعده في مجموعه مثله،

وقد اجتمعت به مراراً بالقاهرة ومكة وسمعت من فوائده وعلقت من نظمه أشياء ومن ذلك قوله:

وأفضل خلق الله بعد نـبـينـا

 

عتيق ففاروق فعثمان مع علي

وسعد سعيد وابن عوف وطلحة

 

عبيدة منهم والزبير فتـم لـي

كذا قال عبيدة وإنما هو أبو عبيدة، وكانت فيه حدة مفرطة واستحالة في أحواله وطرقه. مات بمكة في ضحى يوم الاثنين رابع جمادى الأولى سنة سبع وخمسين وصلي عليه بعد العصر عند باب الكعبة ونودي عليه من أعلى قبة زمزم ودفن بالمعلاة بمقبرة بني النويري وكانت جنازته حافلة رحمه الله وإيانا.
599 - محمد بن محمد بن محمد بن علي بن محمد بن أحمد بن محمد بن محمد بن نصر الله بن مرضي الزين أبو البركات بن ناصر الدين بن الشهاب بن النور بن الزين العبدري الحموي الشافعي الماضي أبوه ويعرف كسلفه بابن المغيزل. قال شيخنا في ترجمة عبد الله بن أحمد بن محمد بن محمد بن نصر الله م ندرره أنه كثير الاشتغال بالعلم مع تعاطي التجارة وأنه كتب بيده من تصانيفه قال وهو يحبني حفظه الله وقد سمعت قراءته عليه في شرح النخبة وغريها وتكرر قدومه للقاهرة في حياته وبعده وكان عظيم الهمة في تحصيل الفوائد والعلم مثابراً على ذلك مع تعلله بالربو وضيق النفس حتى لقد كان يتردد إلي بسبب التحصيل وكان يلبس الفروة في أغلب الأوقات وأما في الشتاء فيزيد على فروة مع كبر العمامة ومزيد التدثر مختصر قاضي بلده ابن الخرزي. مات في سنة سبع وستين رحمه الله وإيانا.
 600 - محمد بن محمد بن محمد بن علي بن محمد بن عيسى بن عمر بن أبي بكر البدر بن البهاء بن الشمس الكناني السمنودي الأصل ثم المصري القاهري الشافعي الماضي أبوه وجده ويعرف كهما بابن القطان. ولد بعد عصر يوم الجمعة سادس عشر رمضان سنة أربع عشرة وثمانمائة بمصر حسبما أملاه علي ونازع البقاعي في ذلك بما لا يقبل منه خصوصاً وقد ذكر لي من هو أتقن منه وأوثق وهو العز السنباطي أنه رآه مع شيخنا بالروضة في منتزه فيه خلق سنة أربع وثلاثين وقد دار عارضه ونشأ جميل الصورة فحفظ القرآن والحاوي وألفية النحو وغالب ابن الاجب وجمع الجوامع. وعرض على طائفة يسيرة واشتغل على أبيه والقاياتي والشمس محمد بن عبد الرحيم المنهاجي سبط ابن اللبان في الفقه وعلى الثالث في العربية ونحوها من فنون الأدب وكذا لازم ابن عمار في العربية طويلاً وعنهما أخذ في أصول الفقه وكذا عن القاياتي وأبي عبد الله محمد بن عيسى اللبسي الماضي وأصول الدين عن الكافياجي والحديث عن شيخنا قرأ عليه في سنة ثلاث وثلاثين قطعة من شرح ألفية العراقي وبعد ذلك نحو النصف من شرح البخاري ولازمه كثيراً لا سيما بعد تزوجه بابنة زوجته الحلبية، وسمع اتفاقاً على بعض المسندين ولم يكن ممن يميل لذلك بل كان يجافي من يحرص عليه ويصرح بأنه لا فائدة فيه بل ولا في الحديث مطلقاً لكونه قد دون وضبط ورددت عليه مقالة في ذلك غير مرة ولم يفد وهو في ذلك عكس طريقة والده وكذا لم يكثر من الاشتغال مطلقاً إنما كان اشتغاله من ابتدائه إلى انتهائه بالهوينا اتكالاً على ذكائه وفطنته وأكثر من ملازمة المحب محمد بن أبي الحسن المصري، وتصدر وهو ابن عشرين سنة بجامع عمرو وجامع القراء نيابة عن والده وناب في القضاء عن شيخنا فمن بعده وتنقل في عدة حوانيت واستقر بعد شيخنا في إفتاء دار العدل مع المحيوي الطوخي، وحج وزار ودخل مع والده إسكندرية وغيرها واختص بصحبة العلاء ب نالأهناسي وتقدم عنده بملازمته له في لعب الشطرنج بل كان معه في كثير من خلواته وبواسطته هو وابن الكويز ونحوهما ترتب له في جهات الوزر والخاص وأشباهها أشياء كثيرة ولا زال أمره في نمو من ذلك بحيث كان له في الجوالي وفي المفرد وفي الذخيرة وفي الخمس وفي الكسوة والضحايا والقمح واللحم والعليق وخلع البخاري السمور وصرره وما لا أحصره ولذا كان منخفض الجناح معهم ومع أشباههم على الغاية وأما غيرهم من الفضلاء ففي غالب أوقاته على الضد من ذلك وربما يحمد صنيعه مع بعضهم كتنافسه مع التقي القلقشندي على الارتفاع في الجلوس ومع البقاعي بحيث لم يمكنه من الجلوس فوقه وكفعله حين دخل عقداً إذ رام الجلوس فوق ابن الشحنة الصغير في قضاء أبيه وبحضرته فما أمكنه فجلس متزحزحاً عن الحلقة فأراد أبوه نكايته حيث قال له أما علمت أن الجالس وسط الحلقة ملعون، في أشباه لهذا، ولست أعرفه بإتقان علم من العلوم حتى أن فضلاء الشخونية كانوا يرجحون دروس التقي القلقشندي مع نقص بضاعته على دروسه ولا أتى على طرفي كتاب فيما أظن قراءة ولا إقراءً ولا كانت له قطنة على إدامة الاشتغال ولا ملكة في المباحثة لسرعة انحرافه وغضبه المؤدي إلى اختلال تصوره مع وفور ذكائه بحيث أنه كان يستدعى لحضور المجالس فلا يجيء بكبير أمر إلى غير ذلك من كونه يصعب عليه الثناء على معاصريه وسوء عاريته للكتب الملك والوقف بحيث لا يستعيد المعير منه ذلك إلا بمشقة كبيرة ولما مات العلم البلقيني أخذ من تركته نحو خمسمائة مجلد من كتب الأوقاف ما أظنه طالع أكثرها وكذا أخذ من تركة شيخنا يسيراً وحال ابنه بينه وبين تمام غرضه وضاع للناس عنده من ذلك أشياء، وهو في أكثر أوقاته راكن إلى البطالة والراحة والإقبال على ما يهمه من الكل والشرب والعشرة والتنعم بما يلائم ذلك والمشي على قانون كبار المباشرين والإدمان للعب الشطرنج بحيث كان وقتاً مع جماعة يقسمون أيامهم فيه فعند فلان يوم كذا واليوم الذي يليه عند آخر وهكذا وتصدر منه حين لعبه غالباً كلمات يخرج فيها عن الحد ولا يعرف حينئذ كبيراً ولا صغيراً وكلما زاد فيها زاد جلساؤه من مقتضياتها مع محبته في الإطعام ورغبته في التصدق على الفقراء وبذل جاهه مع من يقصده غالباً وعلو همته في ذلك وصفاء خاطره جداً وسرعة انفعاله وبادرته وقرب رجوعه واعترافه في كثير من أوقاته بالتقصير

وكثرة توجهه في الثلث الأخير وقيامه وتهجده ومزيد اعتقاده فيمن ينسب إلى الصلاح لا سيما من يسمى عنده وعند أمثاله بالمجاذيب واسترسل به ذلك حتى كان من أكبر المناضلين عن ابن عربي غير أنه لم يتظاهر بذلك إلا بعد كائنة ابن الفارض وما كنت أحمد منه ذلك ولمته عليه مرة بعد أخرى وبالغت معه في ذكر ما يجب بحيث كان كالمستوحش مني بسببه:

وما علي إذا ما قلت معتقـدي

 

دع الجهول يظن الحق عدوانا

وبالجملة فما أتوهم عقيدته إلا الخير ولم يكن المناوي يرفع له رأساً لا سيما في كائنة الصغير الذي حكم بموجب ميراثه ليتضمن بقاءه على الكفر وناكده مراراً خصوصاً بعد وثوبه على ولده بمعاونة الجمال ناظر الخاص حتى أخذ منه تدريس الفقه بالبدرية الخروبية بمصر محتجاً بأنها كانت وظيفة أبيه وانتزعها منه بغير طريق شرعي مع كون شرطها لمن جاز الأربعين من المفتين وبواسطة ذلك راج أمره يسيراً عند العلم البلقيني خصوصاً بعد مصاهرة العلمي للزيني بن مزهر لكون البدر كان من خواصه وجلسائه حتى قدمه لأشياء وتردد للكمال بن البازري واجتهد أن يكون هو القارئ في نسخته بفتح الباري على مصنفه عوضاً عن أبي حامد القدسي فأجيب وكان يتحامق في قراءته ويتضايق بحيث لم يكن يتمكن من حضر للمقابلة من سؤاله عن تحرير لفظة ولا رد لحنة ونحو ذلك بل يحمر وجهه ولا يهتدي حينئذ لصواب ولا غيره وبواسطة تردده للكمالي عين لقضاء طرابلس في يوم الخميس سابع عشرى ربيع الأول سنة خمس وخمسين وأظنه لبس الخلعة فتكلم في جانبه بما لا يليق فأعرضوا عنه ورسم به لوالده حينئذ فلم يلبث الأب أن مات وما تم لواحد منهما وكذا ذكر مرة لقضاء مكة وولي الخطابة والإمامة وغيرهما في الجامع الجديد بمصر أظنه بعد موت والده واستقر في تدريس الفقه بأماكن سوى ما تقدم كالقطبية برأس حارة زويلة بعد ابن طلحة وبأم السلطان بالتبانة بعد الشهاب بن أبي السعود وبالشيخونية بعد التقي القلقشندي واجتهد في أخذ تدريس الشافعي بعد إمام الكاملية وتكلم له الأميني الأقصرائي وغيره فيه فلم يلتفت السلطان له وأشار إلى أن التقي الحصني أسن منه فنازعه الأميني إذ ذاك في هذا ولم يفد وتوجه بعض مبغضيه من الطلبة إلى الحصني لتهنئته حين تقرر فأنشده فيما زعم أنه من قوله:

تطاعنت الغواة بغير تقوى

 

إلى درس الإمام الشافعي

فلم يشف الإمام لهم غليلاً

 

ولم يجنح إلى غير التقي

عجب من المؤلف رحمه الله في عدم إيراده منافي محله مع أنه مثبت عنده في محل آخر مع تسمية الناظم فاعلم وكذا امتدت عنقه لقضاء مصر بمبلغ وصار يلوح بل يصرح فما قدر ولو اتفق لم يرج له فيه أمر، واستقر في مشيخة المسجد الذي بخان السبيل وقف قراقوش برغبة المحب بن هشام المتلقي له عن سبط شيخنا له عنه واختص في معلومه فيه وفي مرتبه في الوقف المشار إليه بطاحون وفرن من الجاري فيه وفي خزانة الكتب بالبيبرسية وغير ذلك من أنظار ورزق وشبهها، وقد حدث بالصحيحين مع كونه فيما أظن لم يسمع واحداً منهما بتمامه وكذا قرئ عنده اليسير من سنن البيهقي وغيره وتردد إليه جماعة من الفضلاء يسيراً للأخذ عنه فدرس في الفقه والأصول والعربية وغيرها وأفتى وكتب جزءاً يسيراً رد فيه على البقاعي بعض ما وقع له من المناكير وقرئ عند الزيني بن مزهر ورام بذلك التشبه بما اتفق وقوعه لي من استدعاء الزيني لي حتى قرئ بحضرة كل منا في جماعة من الأعيان كتابي القول المألوف في الرد على منكر المعروف، وكذا بلغني أنه كتب على بعض الدروس في التفسير وغيره ولكن لم أقف على شيء من ذلك، وبالجملة فلم تكن كتابته ولا عبارته بذاك، ولم يزل على حاله ووجاهته إلى أن مات بعد تعلله مدة أكثر من استعمال الحقن والأدوية الحادة وغيرها مما لم يحمد تصرفه فيه في ضحى يوم الجمعة سادس عشر ذي القعدة سنة تسع وسبعين وصلي عليه بعد صلاة الجمعة بجامع الحاكم تقدم الناس قاضي الحنفية الشمس الأمشاطي ودفن تجاه تربة الأشرف أينال رحمه الله وإيانا. وقد سمعت بقراءته القطعة من فتح الباري وسمع هو بقراءتي على شيخنا أشياء بل وحضر عندي حين إلقاء الميعاد بالجامع العلمي بن الجيعان بالبركة أول ما فتح ثم ختم البخاري به وغير ذلك وكتبت عنه ما ذكر أن شيخه الشمس بن عبد الرحيم أنشده إياه لنفسه بديهة وهو جالس على القبر عند دفن ولد له:

يا رب أفلاذ كبدي في الثرى دفنت

 

ونار حرهم في سائري سـاري

يا رب واجعل جنان الخلد حظهـم

 

ونار بعدهم حظي مـن الـنـار

601 - محمد بن محمد بن محمد بن علي بن محمد بن القسم بن صالح الشمس بن اللولوي بن الشمس العرياني القاهري ابن أخي التاج عبد الوهاب الماضي. تردد إلي وكتب ارتياح الأكباد وغيره وسمع وقرأ وليس بمرضي وأظنه كان في صوفية سعيد السعداء وآخر عهدي به قريب السبعين.
602 - محمد بن محمد بن محمد بن علي بن محمد بن محمد بن حسين بن علي الشمس أبو الطيب بن الجلال أبي الفضل بن الشمس بن النور بن البرقي الحنفي الماضي أبوه وجده وجد أبيه. ممن حفظ القرآن والكنز وألفية النحو، وعرض علي في جملة الجماعة. ومات في سنة بضع وتسعين عوضه الله وأبويه الجنة.
603 - محمد بن محمد بن محمد بن علي بن محمد بن محمد الشمس بن الشمس بن العماد البلبيسي الأصل القاهري الشافعي الماضي أبوه وجده. ولد سنة ثلاث وخمسين وثمانمائة ببلبيس ونشأ بالقاهرة في كنف أبيه فحفظ القرآن والعمدة والمنهاج وجمع الجوامع والجرومية وألفية النحو وعرض على خلق كالعلم البلقيني والمناوي والشمني والكافياجي والأقصرائي وأسمعه الكثير مع ولدي وغيره ومما سمعه البخاري على الشاوي واشتغل قليلاً في الفقه ونحوه عند ابن قاسم وابن سولة وتعب في تربيته وسافر معه لمكة وبيت المقدس وغيرهما وتزوج في حياة أبيه واسترزق من الكتابة والتعليم في بيت ابن عليبة وكثر إحسانهم إليه وتنزل في سعيد السعداء والبيبرسية وغيرهما وتغير خاطر أبيه منه قليلاً ثم تراجع وما مات إلا وهو يدعو له وجاور بعد موت أبيه بمكة ثم عاد وأسكنه الاستادار في المسجد الذي جدده بالخشابين وجعل له إمامته والقيام به.
 604 - محمد بن محمد بن محمد بن علي بن يعقوب الشمس أبو السعود بن البهاء أبي الفتح بن الشمس القاياتي الأصل القاهري الشافعي وهو بكنيته أشهر. ولد في ثامن عشر ذي الحجة سنة خمس وستين ونشأ فحفظ القرآن والمنهاج وألفية الحديث والنحو وعرض على جماعة كالعبادي والبكري والجوجري وزكريا والبامي والطوخي والخيضري والعز الحنبلي والعضد الصيرامي والأمين الأقصرائي وقاسم الحنفي وخلق وسمع البخاري إلا اليسير منه على الشاوي ومن الفرائض إلى آخره على الزين عبد الصمد الهرساني وأخذ المنهاج تقسيماً هو أحد القراء فيه عن الزين السنتاوي وكذا حضر تقسيمه والحاوي عند الجوجري وقرأ في المنهاج على الزين زكريا وسمع كثيراً في دروسه ومن ذلك في النحو والفرائض وقرأ اللمع في الحساب على البدر حسن الأعرج وحضر في الخصائص وغيرها عندا لخيضري وقرأ على ألفية الحديث وشرحها ولازمني في أشياء كالسيرة النبوية لابن هشام وكتب من شرحي قطعة وكذا قرأ على الديمي في الألفية وحج في سنة سبع وثمانين وخطب بالأزهر من سنة ثلاث وثمانين وهلم جرا وكذا خطب بغيره وحمدت خطابته وتأديته بل أذنت له في التدريس ودرس في وظيفتهم للمحدثين بالبرقوقية وكذا درس بالغرابية وهو متميز ذو عيال مع تقنع و.
 605 - محمد بن محمد بن محمد بن علي بن يوسف بن الباز الأشهب منصور بن شبل الشمس أبو البركان الغراقي - بمعجمه مفتوحة ثم راء مشددة وقاف نسبة إلى الغراقة بلد بقرب الحوف من الوجه البحري من الشرقية - ثم القاهري الشافعي والد أبي الطيب محمد وهو بكنيته أشهر وكان يعرف قبل ذلك بابن كباب بكاف مفتوحة وموحدتين الأولى مشددة. ولد سنة خمس وتسعين وسبعمائة بالغراقة ونشأ بها فقرأ القرآن وصلى به وتلا لأبي عمرو على الزينبن اللبان الدمشقي وحفظ العمدة والمنهاجين الفرعي والأصلي وألفيتي الحديث والنحو والزهر البسام فيما حوته عمدة الأحكام من الأنام نظم البرماوي والجعبرية في الفرائض والحاجبية وعرض على جماعة وتحول إلى القاهرة في سنة تسع وهو ابن خمس عشرة سنة حين مات الجمال المارداني فأكب من سنة ثلاث عشرة على الاشتغال وسمع على الجمال عبد الله الحنبلي والشرف بن الكويك وغيرهما وأجاز له الزين المراغي والجمال بن ظهيرة والزين محمد بن أحمد الطبري ورقية ابنة يحيى بن مزروع وآخرون ولازم العز بن جماعة في فنون وأكثر عن الشمس البرماوي حتى كان جل انتفاعه به وكان معه بدمشق في سنة ست وعشرين وأخذ أيضاً عن البرهان البيجوري والشمسين الشطنوفي والغراقي والنجم بن حجي والولي العراقي في الفقه وأصله والعربية والفرائض وأكثر عن الأخير أيضاً في الحديث إملاءً وسماعاً وبحثاً وأخذ عن ناصر الدين البرنباري الفرائض والحساب والميقات والعروض والعربية وغيرها والفرائض والميقات أيضاً عن الشمس الغراقي وابن المجدي والفرائض فقط عن الشهاب السيرجي وعن العز عبد السلام البغدادي العربية والصرف وعن الجمال القرافي العربية فقط قال وكان له فيها مقدمة فكان يقرئها الطلبة مع الصلاح والخير وعن النور الأبياري نزيل البيبرسية في العربية وغيرها بل وسمع عليه الحديث أيضاً وانتفع في الفنون كثيراً بالبساطي وأخذ عنه حتى في المقامات للحريري ومما قرأ عليه في المطول، وحضر مجالس الجلال البلقيني ولازم أيضاً كلاً من القاياتي وشيخنا والونائي وسافر معه إلى الشام والجلال المحلي والشرواني والعيني ولم ينفك عن ملازمة الاشتغال والاستكثار ولا تحاشى من الأخذ عمن دب ودرج، وهو أحد من لم ينفك عن التتلمذ للمشايخ مع شيخوخته وجلالته كيحيى الدمياطي وقاسم الزفتاوي، وأذن له البرماوي وغيره في الإفتاء والتدريس وناب في القضاء بعد تمنع زائد عن المناوي، وزار بيت المقدس ودخل الشام غير مرة وكذا دخل حلب رفيقاً للمعين عبد اللطيف بن العجمي في شوال سنة أربعين وأخذ حينئذ عن حافظها البرهان شرحه على الشفا بتمامه وأشياء منها قطعة من شرحه على البخاري ووصفه البرهان فيما قرأته بخطه بالشيخ الإمام الفاضل وأنه رجل فاضل يستحضر أشياء حسنة من فقه ونحو ولطافات ومحاضرات وغيرها انتهى. وكان إماماً عالماً بارعاً في فنون كثيرة ذا نظم منه قصيدة لأمية مدح بها شيخه البساطي ونثر وحافظة جيدة لا يمل من ملازمة الاشتغال له يد طولى في الحساب والفرائض ديناً خيراً سمحاً شديد التواضع كثير التودد حسن العشرة والأخلاق المرضية طارحاً للتكلف كثير المماجنة مع أصحابه والقيام معهم سمحاً بالعارية قادراً على إبراز ما في نفسه بأحسن عبارة موزوناً وغير موزون مع السرعة لا منتهى لنادرته الحلوة ولا تمل مجالسته ومحاسنه جمة وهو من بيت صلاح وفضل فالباز الأشهب جده إلا علي وعلي جد أبيه يقال أنه الشيخ علي المصري المعتقد المدفون بمنزله بالبريج بالقرب من دمشق قال ويذكر أن الشيخ رسلان المدفون بالسبعة من دمشق من أجدادنا ولكن لم أر لذلك مستنداً شافياً كل ذلك مع عدم سعة العيش، وقد تصدى للإقراء وقتاً بالمدرسة النابلسية بالقرب من سعيد السعداء لكونها كانت محل سكنه بل كان معه تدريسها تلقاه عن شيخه البرماوي وكذا قرأ بغيرها في الفقه وأصوله والعربية والفرائض والحساب والميقات والعروض وكذا الروحاني وكانت له فيه يد جيدة وسمعت أن شيخنا كان ربما يرسل إليه بما يرد عليه من الأسئلة الفرضية وأفتى وكتب بخطه الكثير ونعم الرجل كان وقد سمعت من فوائده ونظمه الذي أثبت منه في المعجم بعضاً وغير ذلك. مات في يوم الأربعاء منتصف صفر سنة ثمان وخمسين وصلي عليه بالأزهر ودفن بتربة مجاوري الأزهريين الطويلية وتربة سليم خارج باب البرقية وكان له مشهد عظيم

وتأسف الناس عليه وحج عنه رحمه الله وإيانا.
606 - محمد الشمس أبو السعود الغراقي شقيق الذي قبله. ولد سنة إحدى وثمانمائة بالغراقة وتحول منها مع أبيه وأخيه وهو مميز في سنة تسع فنزلوا الصحراء بتربة يلبغا وحفظ القرآن عند الفقيه بها البرهان إبرهيم بن نوح الهريبطي الشافعي وجود على أبي الحسن على بن آدم المقرئ وحفظ العمدة والملحة وألفية النحو والمنهاج الفرعي واليسير من التنبيه كتاب أبيه وعرض على الشمس الغراقي وغيره وسمع على ابن الكويك من لفظ شيخنا السنن الكبرى للنسائي والعمدة والرائية والشفا ومعظم مسلم وعلى الولي العراقي ختم مسند أبي يعلى وأجاز له من ذكر في أخيه، وحج مراراً ودخل إسكندرية للزيارة وتكسب بالشهادة دهراً إلى أن كف بصره فقطن بيته مدة تحول لعدة أمكنة وحدث حينئذ بالصحيح والنسائي والشفا والعمدة وكان محباً في ذلك مشاركاً في فوائد ونكت وحكايات أجاز في استدعاء بعض الأولاد. ومات في ليلة الأربعاء سابع عشر شعبان سنة تسع وثمانين بقنطرة الموسكي عند ابن أخيه ودفن بحوش الأشرف برسباي المجاور لتربته رحمه الله وعفا عنه.
607 - محمد أبو مدين شقيق الأولين الذين قبله. سمع على الشمس الشامس الخنبلي ثلاثيات مسند أحمد، وحدث صغار الطلبة وكان من أهل القرآن كثير التلاوة له وتكسب ماوردياً بالفحامين ثم ترك. مات في سنة أربع وتسعين أو التي قبلها ودفن بالقرب من أخيه.
 608 - محمد بن محمد بن محمد بن علي بن يوسف الشمس أبو الخير العمري الدمشقي ثم الشيرازي الشافعي المقرئ ويعرف بابن الجزري نسبة لجزيرة ابن عمر قريب الموصل. كان أبوه تاجراً فمكث أربعين سنة لا يولد له ثم حج فشرب ماء زمزم بنية ولد عالم فولد له هذا بعد صلاة التراويح من ليلة السبت خامس عشرى رمضان سنة إحدى وخمسين وسبعمائة داخل خط القصاعين بن السورين بدمشق ونشأ بها فحفظ القرآن وأكمله سنة أربع وستين وصلى به في التي بعدها وحفظ التنبيه وغيره وأخذ القراآت إفراداً عن عبد الوهاب بن السلار وجمعاً على أبي المعالي بن اللبان وحج في سنة ثمان فقرأها على أبي عبد الله محمد بن صلح خطيب طيبة وإمامها، ودخل في التي تليها القاهرة فأخذها عن أبي عبد الله بن الصائغ والتقى البغدادي في آخرين بهذه الأماكن وغيرها واشتد اعتناؤه بها وسمع على بقايا من أصحاب الفخر بن البخاري وجماعة من أصحاب الدمياطي والأبرقوهي في آخرين بدمشق والقاهرة وإسكندرية وغيرها ومن شيوخه ابن أميلة وابن الشيرجي وابن أبي عمر وإبراهيم بن أحمد بن فلاح والعماد بن كثير وأبو الثناء محمود المنيجي والكمال بن حبيب والتقي عبد الرحمن البغدادي المشار إليه ومن أهل إسكندرية البهاء عبد الله الدماميني وابن موسى ومن أهل بعلبك أحمد بن عبد الكريم، وطلب بنفسه وقتاً وكتب الطباق وأخذ الفقه عن الأسنوي والبلقيني والبهاء أبي البقاء السبكي والأصول والمعاني والبيان عن الضياء القرمي والحديث عن العماد بن كثير وابن المحب والعراقي، وأذن له غير واحد بالإفتاء والتدريس والإقراء بالعادلية ثم مشيخة دار الحديث الأشرفية ثم مشيخة تربة أم الصالح بعد شيخه ابن السلار وعمل فيه إجلاساً بحضور الأعلام كالشهاب بن حجي وقال كان درساً جليلاً، وباشر للأمير قطلوبك وسافر بسبب ذلك لمصر غير مرة، وولي من برقوق خطابة جامع التوتة عن الشهاب الحسباني وتنازعا ثم قسمت بينهما ثم ولي تدريس الصلاحية القدسية في سنة خمس وتسعين عوضاً عن المحب بن البرهان بن جماعة فدام فيها إلى ابتداء سنة سبع وتسعين ووقع بينه وبين قطلوبك المذكور وادعى عليه أنه صرف أموالاً في غير مستحقها وعقد له بسبب ذلك عدة مجالس وولي قبل ذلك توقيع الدست في سنة تسع وسبعين، وابتنى بدمشق للقرآن مدرسة بل ولي قضاءها بمال وعد به في شعبان سنة ثلاث وسبعين عوضاً عن الشرف مسعود وكتب توقيعه فيما قيل مما يحتاج لتحرير العماد بن كثير وعزل بعد أيام قبل دخولها ثم امتحن بسبب مباشرته تعلقات أيتمش على يد أستاداره قطلبك وسلم لوالي القاهرة ليعمل له الحساب فوقف عليه مال عجز عنه ففر في سنة ثمان وتسعين وركب البحر من إسكندرية ولحق ببلاد الروم فاتصل المؤيد أبي يزيد بن عثمان صاحب مدينة برصافأ كرمه وعظمه وأنزله عنده بضع سنين فنشر علم القراآت والحديث وانتفعوا به فلما دخل تمر الروم وقتل ابن عثمان توصل إليه ودخل معه سمرقند فأقام بها حتى مات فتحول لشيراز ونشر بها أيضاً القراآت والحديث وانتفعوا به وولي قضاءها وغيرها من البلاد من جهة أولاد تمر مدة طويلة، ثم قصد الحج في سنة اثنتين وعشرين فنهب في الطريق بحيث تعوق عن إدراك الحج وأقام بينبع ثم بالمدينة وكان دخوله لها في ربيع الأول من التي تليها ثم توجه منها إلى مكة فدخلها مستهل رجبها فجاور فيها بقيتها وحدث في كل منهما ثم سافر مع العقليين طالباً بلاد العجم ثم قدم دمشق في سنة سبع وعشرين فاستأذن منها في قدوم القاهرة فأذن له فقدمها واجتمع بالسلطان الأشرف فعظمه وأكرمه وتصدى للإقراء والتحديث وكان كاتب المؤيد قبل ذلك في دخولها فمات المؤيد في تلك السنة إلى أن كان دخوله الآن ثم توجه فيها لمكة مع الحاج ثم سافر في البحر لبلاد اليمن تاجراً فأسمع الحديث عند صاحبها ووصله بحيث رجع ببضائع كثيرة وعاد لمكة فحج سنة ثمان ثم رجع إلى القاهرة فدخلها من أول التي تليها ثم سافر منها على طريق الشام ثم على طريق البصرة إلى شيراز فكانت منيته بها قبل ظهر يوم الجمعة خامس ربيع الأول سنة ثلاث وثلاثين بمنزله من سوق الإسكافيين منها ودفن بمدرسته التي أنشأها هناك. وله تصانيف مفيدة كالنشر في القراآت العشر في مجلدين والتقريب مختصره وتحبير التيسير في القراآت العشر والتمهيد في التجويد وهما مما ألفه قديماً وله سبع عشرة سنة كذلك نظم

الهداية في تتمة العشرة وسماه الدرة وله ثمان عشرة سنة وربما حفظها أو بعضها بعض شيوخه، وإتحاف المهرة في تتمة العشرة وإعانة المهرة في الزيادة على العشرة نظم وطيبة النشر في القراءات العشر في ألف بيت والمقدمة فيما على قارئ القرآن أن يعلمه في التجويد ومنجد المقرئين وطبقات القراء في مجلد ضخم وغايات النهايات في أسماء رجال القراآت والحصن الحصين من كلام سيد المرسلين في الأذكار والدعوات غاية في الاختصار والجمع وعدة الحصن الحصين وجنة الحصن الحصين والتعريف بالمولد الشريف وعرف التعريف مختصره والتوضيح في شرح المصابيح والبداية في علوم الرواية والهداية في فنون الحديث أيضاً نظم والأولوية في أحاديث الأولية وعقد اللآلئ في الأحاديث المسلسلة العوالي والمسند الأحمد فيما يتعلق بمسند أحمد والقصد الأحمد في رجال مسند أحمد والمصعد الأحمد في ختم مسند أحمد والإجلال والتعظيم في مقام إبرهيم والإبانة في العمرة من الجعرانة والتكريم في العمرة من التنعيم وغاية المنى في زيارة منى وفضل حراء وأحاسن المنن وأسنى المطالب في مناقب علي بن أبي طالب والجوهرة في النحو غير ذلك، وقد ذكره الطاوسي في مشيخته وقال أنه تفرد بعلو الرواية وحفظ الأحاديث والجرح والتعديل ومعرفة الرواة المتقدمين والمتأخرين يعني بالنسبة لتلك النواحي وأورد أسانيده بالصحيحين وأبي داود والنسائي وابن ماجة وبمسانيد الدارمي والشافعي وأحمد وبموطأ ملك عن طريق يحيى بن يحيى وأبي مصعب والقعنبي وابن بكير وبمصنفات البغوي والنووي كما سقتها في التاريخ الكبير. وقال شيخنا في معجمه أنه حدث بسنن أبي داود والترمذي عن ابن أميلة سماعاً وبمسند أحمد عن الصلاح بن أبي عمر سماعاً وأن من أحسن ما عنده الكامل في القراآت لابن جبارة، وساق سنده وأنه سمع على ابن أميلة أمالي ابن سمعون قال وخرج لنفسه أربعين عشارية لفظها من أربعي شيخنا العراقي وعير فيها أشياء ووهم فيها كثيراً وخرج جزءاً فيه مسلسلات بالمصافحة وغيرها جمع أوهامه فيه في جزء الحافظ ابن ناصر الدين وقفت عليه وهو مفيد وكذا انتقد عليه شيخنا في مشيخة الجنيد البلياني من تخريجه قال وقد أجاز لي ولولدي وكتب في الاستدعاء ما نصه ونقلته من خطه:

إني أجزت لهـم رواية كـل مـا

 

أرويه من سنن الحديث ومسـنـد

وكذا الصحاح الخمس ثم معـاجـم

 

والمشيخات وكل جـزء مـفـرد

وجميع نظم لـي ونـثـر والـذي

 

ألفت كالنشر الزكي ومـنـجـد

فالله يحفظهم ويبسـط فـي حـيا

 

ة الحافظ الحبر المحقق أحـمـد

وأنا المقصر في الورى العبد الفقي

 

ر محمد بن محمد بن مـحـمـد

قال وكنت لقيته في سنة سبع وتسعين وحرضني على الرحلة إلى دمشق وقد حدثت عنه في حياته بكتابه الحصن الحصين يعني بالوجادة فقال قال صاحبنا فلان لكونه لم تكن سبقت له منه إجازة وحصل له في البلاد اليمنية بسبب ذلك رواج عظيم وتنافسوا في تحصيله وروايته، ثم دخل بعد نيف وعشرين وقد مات كثير ممن سمعه فسمعه الباقون وأولادهم عليه قال ولما أقام بمكة نسخ بخطه من أول المقدمة التي جمعتها أول شرح البخاري واستعان بجماعة حتى أكملها تحصيلاً وكان أرسل إلى صاحبنا التقي الفاسي في مكة من شيراز يسأله عن تعليق التعليق الذي خرجته في وصل تعاليق البخاري فاتفق وصول كتابه وأنا بمكة ومعي نسخة من الكتاب فجهزتها إليه فجاء كتابه يذكر ابتهاجه وفرحه بها وأنه شهر الكتاب بتلك البلاد وأهدى إلى بعد ذلك كتابه النشر المذكور، قلت وهو في مجلدين وكتب على كل مجلد منهما بالإجازة لشيخنا قال والتمس أن ينشر في الديار المصرية وقدر مجيئه هو فنشره وعلماً كثيراً ثم أرسل إلي من شيراز بالمقدمة والتعليق فألحقت بهما ما كان تجدد لي بعد حصولهما له وكتب عني شيئاً من أول ما علقته متعقباً على جمع رجال مسند أحمد وبالغ في استحسان ما وقع لي من ذلك. قلت حسبما أوردته مع كتابته على مجلدي النشر في الجواهر، قال ولما قدم القاهرة انثال الناس للسماع عليه والقراءة وكان قد ثقل سمعه قليلاً ولكن بصره صحيح يكتب الخط الدقيق على عادته وليس له في الفقه يد بل فنه الذي مهر فيه القراآت وله عمل في الحديث ونظم وسط، ووصفه في الإنباء بالحافظ الإمام المقرئ وقال أنه لهج بطلب الحديث والقراآت وبرز في القراآت وأنه كان مثرياً وشكلاً حسناً وفصيحاً بليغاً كثير الإحسان لأهل الحجاز انتهت إليه رياسة علم القراآت في الممالك، وقال عن طبقات القراء أنه أجاد فيه وعن النشر أنه جوده وعن الحصن أنه لهج به أهل اليمن واستكثروا منه ثم قال وذكر أن ابن الخباز أجاز له واتهم في ذلك، وقرأت بخط العلاء بن خطيب الناصرية أنه سمع الحافظ أبا إسحق البرهابن سبط ابن العجمي يقول لما رحلت إلى دمشق قال لي الحافظ الصدر الياسوفي لا تسمع مع ابن الجزري شيئاً انتهى. وبقية ما عند ابن خطيب الناصرية أنه كان يتهم في أول الأمر بالمجازفة وأن البرهان قال له أخبرني الجلال بن خطيب داريا أن ابن الجزري مدح أبا البقاء السبكي بقصيدة زعم أنها له بل وكتب خطه بذلك ثم بينت للممدوح أنها في ديوان ابن قلاقس؛ قال شيخنا وقد سمعت بعض العلماء يتهمه بالمجازفة في القول وأما الحديث فما أظن به ذلك إلا أنه كان إذا رأى للعصريين شيئاً أغار عليه ونسبه لنفسه وهذا أمر قد أكثر المتأخرون منه ولم ينفرد به، قال وكان يلقب في بلاده الإمام الأعظم ولم يكن محمود السيرة في القضاء وأوقفني بعض الطلبة من أهل تلك البلاد على جزء فيه أربعون حديثاً عشاريات فتأملتها فوجدته خرجها بأسانيده من جزء الأنصاري وغيره وأخذ كلام شيخنا في أربعينه العشاريات بفصه فكأنه عمل عليها مستخرجاً بعضه بالسماع وأكثره بالإجازة ومنه ما خرجه شيخنا من جزء ابن عرفة فإنه رواه عن ابن الخباز بالقراءة فأخرجه ابن الجزري عن ابن الخباز بالإجازة. قلت أما إجازة ابن الخباز له فمحتملة فقد كان خال جده فيما رأيته في مشيخة الطاوسي وأما سرقة النظم فلم يكن بمدفوع عن النظم فكم له من تصنيف نظماً وكذا أوردت من نظمه في ترجمة أبي الوليد محمد بن محمد بن محمد بن محمود بن الشحنة من الذيل على القضاة شيئاً من لغز ومطارحات ومن رجزه في أحمد بن يوسف بن محمد السيرجي وكذا من نظمه في الاكتفاء مما سبق بمجرد الاكتفاء منه القيراطي:

شيطاننا المغوي عدو فاعتصم

 

بالله منه والتجئ وتـعـوذ

وعدوك الأنسـي دار وداده

 

تملكه وادفع بالتي فإذا الذي

ونسب إليه أيضاً:

ألا قولوا لشخص قد تقـوى

 

على ضعفي ولم يخش رقيبه

خبأت له سهاماً في الليالـي

 

وأرجو أن تكون له مصيبـه

وكتب في إجازة للشهاب بن هاشم وولده من أبيات:

وذا عام تسع بعد عشرين قبلها

 

ثمان مئين في ربيع لدى مصر

ومولدي المزبور إذن وقـالـه

 

محمد المشهور بالجزري ادر

وله في ختم الشمائل النبوية:

أخلاي إن شط الحبيب وربعه

 

وعز تلاقيه وناءت منازلـه

وفاتكم إن تبصروه بعينـكـم

 

فما فاتكم بالسمع هذي شمائله

وكذا له جواب فيما التمسه منه ابن موسى المراكشي بالنظم أودعه الفاسي في ترجمة ابن موسى، وقد روى لنا عنه خلق منهم الزين رضوان والتقي بن فهد والأبي ومن لا يحصى كثرة وفي الأحياء سنة ست وتسعين بالقاهرة وكذا بمكة وغيرهما ممن أخذ عنه جماعة رحمه الله وإيانا. ومدحه النواحي بقوله:

أيا شمس علم بالقراآت أشرقـت

 

وحقك قد من الإله على مصـر

وها هي بالتقريب منك تضوعت

 

عبيراً وأضحت وهي طيبة النشر

وهو عند المقريزي في عقوده وقال كان شكلاً حسناً فصيحاً بليغاً له نظم ونثر وخطب.
محمد بن محمد بن المحب محمد بن علي بن يوسف الأنصاري الزرندي المدني.
681 - محمد بن محمد بن محمد بن علي أبو بكر الخوافي ثم الهروي الحنفي ويعرف بزين والد إبرهيم وإسمعيل ومحمد المذكورين في محالهم. ولد في أوائل سنة سبع وخمسين وسبعمائة وأخذ كما رأيته بخطه عن الجلالين فضل الله التبريزي وأبي طاهر أحمد الخجندي المدني والزين العراقي قرأ عليه أربعي النووي بالمدينة الشريفة والصدر أبي البركات أحمد بن نصر الله القزويني وابن الجزري وأنهم أجازوه برواياتهم ومؤلفاتهم وأن له شيوخاً بما وراء النهر وخراسان والعراق وأذربيجان والشام ومصر والحجاز وكذا رأيت الطاوسي سمى في شيوخه من عيناهم إلا ابن الجزري وقال بعضهم أنه أخذ عن الشريف الجرجاني الرضي بحثاً وكان معه خطة بالتبليغات على الكتاب، وبلغنا أنه قدم القاهرة قديماً فاجتمع بالزين عبد الرحمن بن محمد الشبريسي والتمس منه الصحبة وتلقين الذكر فتوقف وقال له أنت إمام في الفنون متقدم في العلوم وأنا فقير درويش، أو نحو هذا، وكرر عليه السؤال والإلحاح غير مرة وهو يأبى فقال له الزين فما يكون جوابك إذا وقفت بين يدي الله وقلت له يا رب قد سألت هذا في إرشادي إلى الوصول لك والدلالة عليك فامتنع، فقال له الشيخ فما يكون جوابك أنت إذا قيل لك ما الذي أردت بتعلم المسئلة الفلانية ومسألة كذا وكذا وسرد له مسائل من فنون مختلفة فخضع الزين وقال من أجل هذا جئتك منسلخاً لتسلك بي الطريق المرضية فحينئذ لقنه وأمره بالخلوة فأقام فيها أياماً ثم أخرجه وأذن له في الإرشاد والتلقين وسافر الشيخ فبلغ الزين أنه حضر بعض السماعات ولم يكن يرتضي ذلك فغضب منه وراسله يأمره بالتوجه ماشياً لبلاده بقصد التأديب فيما فعل فسافر ثم عاد فوجد الزين قد مات، ومن شيوخ الزين أيضاً الذين صحبهم الشهاب البسطامي والتابابادي وشريفاً السكندري ولقي بإسكندرية في ابتدائه الشهاب أحمد الفرنوي فأخذ عنه وصافحه كما صافحه أبو العباس القوصي عن مصافحة الملثم عن معمر الصحابي، وهذا شيء لا يعتمده النقاد والآفة في تركيبه ممن فوق الخوافي؛ وقد قدم القاهرة أيضاً في سنة أربع وعشرين وأجاز في استدعاء ابن شيخنا وقال له شيخنا:

قدمت لمصر يا زين الخوافي

 

فوافتها الأماني والعوافـي

وما سرت القوافل منذ دهـر

 

بمثل سري القوادم بالخوافي

فأجابه الزين بقوله:

أيا من فاق أهل العصر فضلاً

 

وعلماً في الحديث بالاعتراف

تقدس سرك الصافي فـأحـيا

 

من الآثار مندرس المطـاف

سألت الله أن يبقـيك حـتـى

 

تفيض على القوادم والخوافي

ومدحه ابن الجزري بما سيأتي في منصور بن الحسن وتلقن منه الذكر بالقاهرة في هذه السنة غير واحد كالأمين الأقصرائي والعز الحنبلي وكذا صحبه في غيرها الجمال المرشدي المكي وجمال بن جلال النيربزي والطاوسي وقال إنه قرأ عليه نظمه الفارسي في آخرين كالسيد الصفي الإيجي وأجاز لابن أخيه العلاء بن السيد عفيف الدين، وذكره التقي بن فهد في الكنى من معجمه وبيض له. ودخل الشام وحلب وبيت المقدس وغيرها، وحج وتلمذ له خلائق وصار له صيت وشهرة. قال النقي بن قاضي شهبة: اجتمعت به فرأيته شيخاً كبيراً ابن ثمانين سنة وهو ببلاد تيمور وله بالطريق عن بلاده سنة وأربعة أشهر وهو عالم كبير جليل المقدار ذو علوم كثيرة، وقال العلاء القابوني البخاري أنه سأل عن مسئلة من مشكلات العربية فتكلم فيها أحسن كلام. وقال الجمال يوسف العجمي نزيل دمشق أنه في العلم كالعلاء البخاري ولكنه يميل إلى الدنيا وذكر أن شاه رخ بن تمر قال له حج في البحر أسهل عليك فقال أريد أن أزور بلاد الشام ومن بها من الصالحين والعلماء أحياء وأمواتاً فإنه ليس وراء الفرات قبر نبي انتهى. وقوله يميل إلى الدنيا ليس يجيد بل هو بعيد عن ذلك وقد أزال في هذه السفرة ما كان يتوقع من الشر بين إسكندر صاحب تبريز وشاه رخ بن تمر حين دخول الشيخ تبريز في حكاية طويلة فيها له كرامة. وعمر حتى مات في يوم السبت غرة شوال سنة ثمان وثلاثين ورأيت من أرخه في يوم الخميس ثالث رمضان من التي بعدها بهراة في الوباء الحادث بها وأبعد جداً من قال أنه جاء الخبر لدمشق بوفاته في سنة خمسين رحمه لله ونفعنا به.
محمد بن محمد بن محمد بن علي أمين الدين المنصوري - نسبة للمنصورية بالبيمارستان - الحنبلي ابن ربيب الشمس محمد بن عبد الله الأئميدي الماضي ويعرف بأمين الدين بن الحكاك. ولد سنة خمس وثلاثين تقريباً وسمع وهو صغير مع الإئميدي على ابن بردس وابن الطحان بحضرة البدر البغدادي وكذا سمع على المحب بن نصر الله وربما كان يجلسه حين السماع على فخذه أو نحوه، وحفظ المقنع في الفقه ومختصر الطوفي في الأصول وألفية ابن ملك وعرض على جماعة منهم شيخنا وأخذ في الفقه عن ابن الرزاز والبدر البغدادي وزوجه ابنة الجمال بن هشام والعز الكناني واستنابه وذلك بعد أن تكسب بالشهادة والتوقيع وتميز فيها، وتنزل في الجهات ورجحه البدر قاضيهم غير مرة في الفهم والفروع على سائر جماعته مع استحضار كتابه وتودد وأدب وهيئة وخبرة بالحشمة وإسراف فيما قيل على نفسه ولكن أخبرني بعضهم بتوبته قبيل موته تعلل مدة ثم مات في حياة أبويه في صفر سنة ست وتسعين بعد أن أنشأ داراً بالدرب المواجه لحمام ابن الكويك بالقرب من رأس حارة زويلة وصلي عليه برحبة مصلى باب النصر ثم دفن بتربة قريباً منها تجاه تربة الرقاقية وتأسف كثيرون عليه رحمه الله وعفا عنه.
محمد بن محمد بن محمد بن العماد. يأتي فيمن لم يسم أبوه ثالث المحمدين.
683 - محمد بن محمد بن محمد بن عمر بن أبي بكر بن قوام بن علي بن قوام البدر ابن أبي عبد الله بن الإمام أبي عبد الله بن أبي حفص ابن القدوة أبي بكر البالسي الأصل الدمشقي الصالحي ويعرف بابن قوام. ولد في تاسع عشر جمادى الأولى سنة إحدى وعشرين وسبعمائة وسمع علي الحجار وإسحق بن يحيى الأمدي والمزي وابن المهندس والنجمين ابن هلال والعسقلاني وعبد القادر بن عبد العزيز الأيوبي وزينب ابنة ابن الخباز؛ ذكره شيخنا في معجمه فقال: الشيخ المسند الكبير لقيته بزاوية جده في صالحية دمشق وكان خيراً فاضلاً من بيت كبير حصل له في سمعه ثقل فقرأ عليه كلمة كلمة كالأذان وكنا نتحقق تسميعه تارة بصلاته على النبي صلى الله عليه وسلم وتارة بترضيه على الصحابة ونحو ذلك وكان تفرد برواية الموطأ لأبي مصعب بالسماع المتصل مع العلو فقرأناه وغيره عليه وأصيب في الكائنة العظمى بدمشق فاحترق في شعبان سنة ثلاث رحمه الله. قلت روى لنا عنه بالسماع سوى شيخنا جماعة وآخر من يروى عنه بالإجازة حفيد الجمال يوسف العجمي؛ وهو في عقود المقريزي وأسقط من نسبه محمداً على جاري أكثر عوائده.
 684 - محمد بن محمد بن محمد بن عمر بن رسلان فتح الدين أبو الغيث وأبو الفتح بن التقي أبي اليسر بن البدر أبي اليمن بن السراج البلقيني الأصل القاهري الشافعي أخو الولوي أحمد الماضي لأبيه ويعرف بلقبه وأمه تركية اسمها مغل فتاة الجلال البلقيني أم ابنته زينب. ولد في سنة خمس وثلاثين وثمانمائة تقريباً في حارة بهاء الدين ونشأ بها يتيماً في كفالة أخيه فحفظ القرآن والمنهاج الفرعي وجمع الجوامع وألفية النحو وغيرها وعرض في سنة خمسين فما بعدها على شيخنا والأمين الأقصرائي والبدرين ابن التنسي والبغدادي الحنبلي في آخرين منهم الشهاب السيرجي والسراج الحمصي واشتغل يسيراً عند أخيه وعم والده العلم البلقيني وكريم الدين العقبي وآخرين وسمع على شيخنا وابن ابن عمه الزين شعبان وجميع من كان في ختم البخاري بالظاهرية القديمة وجماعة وخطب أحياناً بجامع المغربي وكان ظريفاً لطيفاً ذكياً حسن العشرة والبزة في ملبسه ومشيه غير متصون وقد تزوج ابنة الكمال السيوطي وابنة قراجا وغيرهما وما نتج في ذلك وكذا عقد على ابنة أبي البقاء بن العلم ولكنه لم يدخل بها واستمرت في عصمته حتى مات وأخذ جدها له من تركته حقها استيفاء أو مصالحة. وكانت وفاته في صفر سنة إحدى وستين بمكة فإنه كان توجه إليها مع أختيه شفتيه وأخته لأمه في موسم التي قبلها فحج ثم لم يلبث أن مات وصلي عليه عند باب الكعبة ثم دفن بالمعلاة في تربة النويريين رحم الله شبابه وعوضه الجنة.
محمد بن محمد بن محمد بن عمر بن علي بن أحمد النجم بن الشرف بن النجم بن السراج القرشي الطنبدي الأصل القاهري الشافعي الماضي أبوه وجده ويعرف كسلفه بابن عرب. ولد في رجب سنة إحدى وثلاثين وثمانمائة بالقاهرة ونشأ بها فحفظ القرآن وجوده على النور البلبيسي إمام الأزهر بل تلاه على الشهاب ابن أسد مع قراءة حروف القراآت العشر أصولاً وفرشاً بما تضمنه النشر لابن الجزري وبما وافق ذلك من كتب الفن مع أخذ الشاطبية قراءة وسماعاً وغير ذلك وحفظ المنهاج وجمع الجوامع والحاجبية، وعرض في سنة خمسين على جماعة منهم شيخنا بل سمع عليه وأخذ الفقه عن البوتيجي والعلم البلقيني في آخرين ولازم الشرواني في الأصلين والمنطق وآداب البحث وغيرها وكذا لازم الشمني حتى أخذ عنه حاشيته على المغني وغيرها كالأصلين والتفسير والمعاني والبيان والتقي الحصني في المطول وغيره والأبدي في العربية وغيرها وكذا العز عبد السلام البغدادي في علوم كثيرة وأخذ أيضاً عن المحلي والكريمي وابن الهمام والكافياجي ومما أخذه عنه مؤلفه في كلمة التوحيد وأبي الفضل المغربي في العروض في آخرين كأبي السعادات البلقيني فإنه حضر عنده في الفقه والعربية وغيرهما وعبد المعطي المغربي فإنه حضر عنده بمكة في التصوف وسمع في البخاري في الظاهرية القديمة، وتميز وأذن له غير واحد في الإقراء منهم البلقيني فإنه بعد وصفه له بالشيخ الفاضل العالم المفنن مفيد الطالبين وبين ما أخذه عنه قراءة وسماعاً أذن له في الإفتاء والتدريس وذلك في سنة ثمان وستين والعز عبد السلام بعد أن بين ما قرأه وسمعه عليه من العربية والصرف والمنطق والمعاني والبيان والأصلين والتفسير أذن له في تدريسها وإقرائها لمن أحب ثقة بفهمه واعتماداً على ذكائه وفطنته وذلك في رجب سنة خمس وخمسين وأذن له بن أسد في الإقراء وأرخ ذلك في سنة سبعين وناب في القضاء عن أبي السعادات فمن بعده ولكنه لم يتوجه لذلك وكذا أقرأ الطلبة قليلاً وربما أفتى وحج في سنة إحدى وخمسين مع الرجبية ثم في سنة إحدى وسبعين كذلك صحبة الزيني بن مزهر ثم في سنة إحدى وثمانين صحبة ولده موسمياً وزار بيت المقدس غير مرة ودخل الشام وغيرها وعظم اختصاصه بابن مزهر وانقطع إليه وأدخله في أوقافه وهو من قدماء أصحابه وترتب له بواسطته أشياء وسكن بمدرسته لما انتهت واستقر في تدريس التفسير بها بعد الكوراني صاحبه وتمول مع عقل وتودد ظاهر وانطراح وامتهان لنفسه وإلمام بلعب الشطرنج وعنده من تصانيفي اشياء وكتبت عنه من نظمه:

أيا ندمي كم قبيح صـنـعـت

 

وكم من ملاه بها القلب لاهي

وليس ادخرت لمحو الذنـوب

 

سوى حسن ظن بعفو الـلـه

686 - محمد بن محمد بن محمد بن عمر بن علي بن أحمد حفيد الجمال القرشي الطنبدي القاهري ويعرف بابن عرب قريب الذي قبله. ولد سنة تسع عشرة وثمانمائة وناب عن العلم البلقيني فمن بعده.
687 - محمد بن محمد بن محمد بن عمر بن وجيه عزيز الدين بن الجلال بن فتح الدين بن السراج الشيشيني المحلي الشافعي الماضي أبوه وجده والآتي ولده الجلال محمد. ولد سنة ست عشرة وثمانمائة ومات أبوه وهو صغير فكفله جده وحفظه القرآن والتنبيه وعرض على جماعة واشتغل على جده والشهاب العجيمي والعلم البلقيني وغيرهم، وحج وناب في المحلة ثم استقل بها أشهراً في أيام المناوي واقتصر على النيابة بأماكن هناك إلى أن تركها لولده حين كف، وذكر بمعرفة الصناعة مع فضيلة بالجملة واستمرار للتلاوة ولجزء من كتابه، وقدم وهو كذلك القاهرة فنزل عند ابن عمه الشهاب الشيشيني فدام أشهراً ثم مات في سنة أربع وتسعين ودفن بحوش البيبرسية عند أقاربه رحمه الله.
688 - محمد بن محمد بن محمد بن عمر خير الدين أبو الخير بن السري بن الصدر القاهري المالكي وهو بكنيته أشهر ويعرف بابن الغاني - نسبة لغانة مدينة بالتكرور - ابن عم العز التكروري. ولد أول القرن وسمع على الولي العراقي والواسطي المسلسل وجزء الأنصاري وعلى الثاني فقط جزء ابن عرفة وعلى ابن بردس وابن الطحان وابن ناظر الصاحبة بعض أبي داود وعلى الجمال بن جماعة القدسي وغيره معنا وقبلنا بل كان يزعم أنه سمع قديماً ولكن في قوله توقف نعم رأيت والده في طبقة السماع على ابن أبي المجد وكان هذا ينوب في الحسبة خارج باب الشعرية وتلك النواحي وله ببيت ابن البرقي خلطة وكذا بغيرهم مات عن سن عالية بعد توعك طويل في ليلة الخميس تاسع عشرى المحرم سنة تسع وثمانين وورثه ابن عمه الصدر الغاني ولم يلبث أن مات بمكة وكانا معاً ورثا العز التكروري رحمهم الله وإيانا وعفا عنه.
محمد بن محمد ان محمد ان عمر الشمس العجلوني الاصل الطبراني ثم الدشقي الشافعي الاحمدى نسبه لسيدى احمد البدوي شيخ فقراء بدمشق ممن سمع منى في ربيع الاول سنة ثلاث وتسعين المسلسل وغبره.
محمد بن محمد بن محمد بن عمر ناصر الدين حفيد الصلاح الطوري. سمع على جده ثلاثيات الدارمي وحدث بها في سنة خمس وعشرين وثمانمائة سمعها منه محمد بن إبرهيم بن عناش القدسي وغيره.
691 - محمد بن محمد بن محمد بن عياش. مات سنة سبع عشرة.
??محمد بن محمد بن محمد بن عيسى بن خضر الشمس بن الشمس بن البهاء ابن الشرف الأربلي الأصل الدمشقي الشافعي ويعرف بالأحمدي لاعتقاده في سيدي أحمد البدوي. ممن لقيني بمكة في سنة ثلاث وتسعين وهو مجاور فسمع مني المسلسل وعلى عدة ختوم كالبخاري وأبي داود والترمذي وابن ماجه والشفا ومؤلفاتي في ختومها وقرأ علي حديث الأعمال وهو ممن قرأ الحديث على الشهاب بن قرا والزين بن الشاوي والناجي بل قرأ في المنهاج على الأول والبلاطنسي ومفلح الضرير وآخرين وتكسب بالشهادة برأس القنوت ظاهر باب الجابية، وحج غير مرة.
محمد بن محمد بن محمد بن أبي القسم النور بن أبي عبد الله المزجاجي الزبيدي اليماني والد الوجيه عبد الرحمن الماضي وأبوه. كان صالحاً. مات سنة خمس وخمسين. أورده الكمال الذوالي في ترجمة جده من صلحاء اليمن.
694 - محمد بن محمد بن محمد بن قلبة - بفتحات - الشمس الدمشقي ثم المكي صاحب الحمام الشهير بمكة والمتكلم على البيمارستان بها ويعرف بابن قلبة. أثنى عليه عندي الواعظ يحيى الغزي ووصفه بأبي الفقراء والأيتام وخاتمة سماسرة الخير وأنه كان ذا مال ليس بالكثير بل بورك له فيه ولكنه لما مات وجدت عليه ديون طابقها مخلفه سواء وهو ألف دينار. مات بمكة في ذي القعدة سنة إحدى وسبعين وتكلم على البيمارستان بعده إبرهيم العراقي.
 695 - محمد بن محمد بن محمد بن قوام قوام الدين بن قوام الدين الرومي الأصل الدمشقي الحنفي ويعرف بلقبه. ولد سنة ثمان وتسعين وسبعمائة بدمشق ونشأ بها فأخذ الفقه عن الركن دخان وغيره والنحو عن العلاء العابدي الحنفي والأصول عن العلاء البخاري وقيل أنه سمع البخاري من عائشة ابنة ابن عبد الهادي وبرع في الفنون وتصدى للإفادة والإفتاء وولي قضاء الحنفية بدمشق مسئولاً بدون إرشاء غير مرة فحمدت سيرته، وكان ذا همة عالية ونفس أبية من خيار القضاة وسروات الناس عقلاً وديناً وتواضعاً وكرماً ومن محاسن دمشق. مات مصروفاً عن القضاء في ليلة الخميس ثامن ذي القعدة سنة ثمان وخمسين بمنزله تحت قبة سيار غربي صالحية دمشق وصلي عليه بباب منزله ودفن تجاهه وكانت جنازته حافة جداً وكثر الدعاء له والتأسف عليه رحمه الله وإيانا.
696 - محمد بن محمد بن محمد بن محمد بن إبرهيم بن عبد المجيد بن عبد الظاهر بن أبي الحسين بن حماد بن دكين القاضي تاج الدين بن فخر الدين الحصني المنفلوطي ويعرف بابن فخر القضاة. ولد سنة ثمانين وسبعمائة بمنفلوط ونشأ بها فحفظ القرآن والعمدة ومختصر التبريزي والتنبيه ثم سافر إلى منية أخميم فقطنها سبع سنين ثم دخل القاهرة سنة إحدى وولي خطابة بلده فيها ثم بمشية أخميم سنة ثلاث وباشر لجماعة أمراء. ودخل مكة صحبة سعد الدين بن المرة مباشر جدة سنة أربعين وأقام بها وزار المدينة في سنة أربع وأربعين وناب في القضاء والخطابة بجدة عن الكمال بن ظهيرة مدة ولاياته إلى أن مات ولم ينب عن غيره، وكان خيراً مباركاً عطر الأخلاق. مات بجدة في ذي القعدة سنة خمس وستين وحمل فدفن بالمعلاة. ذكره ابن فهد.
697 - محمد بن محمد بن محمد بن محمد بن إبرهيم العز بن الشمس المنوفي القاهري الشافعي الماضي أبوه. حفظ القرآن والتنبيه وغيره وقرأ على العلم البلقيني في التدريب وغيره وناب في القضاء عنه فمن بعده. وجلس بحانوت باب الشعرة وقتاً بل ناب أيضاً في منوف وإبيار والأعمال المرصفاوية والخانقاه السرياقوسية استقلالاً بل شارك في الأخيرة عنده واستقر في التدريس بناصريتها السرياقوسية وكذا بالسودونية من عبد الرحمن المعروفة بالدوادارية منها لكن شريكاً لغيره وسافر قاضي المحمل مراراً ولم يكن بأهل لكل ذلك ولا كان محمود السيرة وإنما كان ترقيه لملازمته خدمة الزين الأستادار واختصاصه به بحيث كان يركب نفائس الخيل. مات في مستهل صفر سنة خمس وسبعين عفا الله عنه.
 698 - محمد بن محمد بن محمد بن محمد بن أحمد بن إبرهيم بن محمد بن إبرهيم بن أبي بكر بن محمد بن إبرهيم الجمال أو الجلال أبو السعادات بن المحب أبي المعالي بن الرضى بن المحب بن الشهاب بن الرضي الطبري الأصل المكي الشافعي إمام المقام وابن إمامه الماضي أبوه والآتي أخوه مكرم وهو بكنيته أشهر. ولد في يوم الأربعاء تاسع المحرم سنة سبع وثلاثين وثمانمائة بمكة وأمه أم الحسين سعادة ابنة الجمال محمد بن أبي بكر بن علي بن يوسف المرشدي. نشأ فحفظ القرآن والعمدة وأربعي النووي ومنهاجه ومختصر ابن الحاجب الأصلي وعقائد جمع الجوامع ومنظومة النزهة للبرهان الزمزمي والشاطبيتين والكافية والي التمييز من منظومة أبي القسم النويري وتصريف الزنجاني ومختصر الشافية قصارى الصرف وعرض على جماعة كالزين بن عياش وأبي الفتح المراغي وقال أنه جود القرآن على أولهما بل أفرد عليه السبعة ما عدا حمزة وقرأ عليه الشاطبية بتمامها عرضاً وكذا قرأها بحثاً مع ختمة للسبعة على الشهاب الشوائطي وأخذ الفقه في الابتداء عن التقي الأرجاقي وأبي البركات الهيثمي والزين قاسم الزفتاوي وإمام الكاملية وتكرر أخذه للمنهاج عن الثاني وقرأ الحاوي على الزين خطاب وأخذ الإرشاد تقسيماً عن النور على الغزولي وعن إمام الكاملية أخذ معظم شرحه على البيضاوي الأصلي وعن الزمزمي منظومته للنزهة وعن الإمام الزاهد الكافية ولازم أبا القسم النويري سنة موته فيما حفظه من منظومته في النحو وغيره وفي غير ذلك والمحيوي عبد القادر المالكي حتى قرأ عليه توضيح ابن هشام وعلى النور السنهوري منطق ابن الحاجب وعلى والده في عقائد جمع الجوامع وغيرها كلهم بمكة. ودخل دمشق والقاهرة مرتين وحضر في القاهرة دروس البلقيني في تكملته التدريب وغيرها وسمع عليه في سنة إحدى وستين جزء الجمعة وغيرها والمناوي في الفقه وأصوله والمحلي وقرأ عليه شرحه على المنهاج والشرواني في الأصلين والفقه وغيرها وابن الهمام في الأصلين والشمني وغيرهم كالتقي الحصني أخذ عنه تصديقات القطب والمحيوي الدمياطي ويعيش الغربي وزكريا والكوراني وقرأ في الفرائض والحساب على السجيني والسيد تلميذ ابن المجدي وابن المنمنم وفي الشام دروس البدر بن قاضي شهبة وخطاب والزين الشاوي وغيرهم وسمع على أبي المعالي الصالحي وأبي الفتح المراغي والزين الأميوطي والشوائطي والتقي بن فهد والأبي وأبيه ما عينت بعضه في ترجمته من التاريخ الكبير، وأجاز له الجمال الكازروني وأبو جعفر بن العجمي وزينب ابنة اليافعي وخلق وتميز في الفضائل وأذن له غير واحد بالإقراء في القراآت والفقه والعربية والأصلين وغيرها وبعضهم والعربية والأصلين وغيرها وبعضهم في الإفتاء أيضاً وناب في الإمامة عن أبيه في سنة خمس أو ست وخمسين فعارض بعض الترك لكونه حينئذ أمرد وكتب بموافقته أجوبة على جهة التعصب وغيرها وعقد مجلس لذلك فانتصر له شيخه الزين قاسم الزفتاوي وكان مجاوراً فأهانه المعترض واستمرت الإمامة بينه وبين أبيه ثم أضيف إليهما غيره من إخوته، وحلق بالمسجد الحرام وأخذ عنه بعض الغرباء ونحوهم من المبتدئين مع ملازمته درس عالم الحجاز البرهاني بن ظهيرة في الفقه والتفسير وكذا ولده الجمالي بل حضر عندي يسيراً وصليت خلفه كثيراً وخطب قليلاً حين أذن لأبيه في الخطابة في كائنة المحب النويري وصاهر التقي بن فهد على ابنته سعثا واستولدها عدة وماتت تحته وورث له ولبنيه جملة، وغيره أمتن منه عقلاً وحركة.
محمد الزين أبو البركات الطبري شقيق الذي قبله. ولد في الثلث الأخير من ليلة الجمعة رابع عشرى صفر سنة خمس وأربعين وثمانمائة بمكة وسمع بها من أبيه وأبي الفتح المراغي، وأجاز له الزين بن عياش والزين الأميوطي والمحب المصري وأبو جعفر بن العجمي وغيرهم وشارك والده وإخوته في إمامة المقام نوباً بينهما وربما توجه لبجيلة وغيرها بل أكثر أوقاته في الغيبة وقد صليت خلفه وليس بمحمود السيرة مع أنه أشبه من أخويه قراءة.
محمد إمام الدين أبو الكرم شقيق اللذين قبله ويدعى مكرماً يأتي.
??محمد أبو اليمن الطبري أخو المتقدمين. بيض له ابن فهد.
محمد أخو اللذين قبله واسمه أيضاً عامر. سبق في عامر.
 محمد بن محمد بن محمد بن محمد بن أحمد بن عبد الملك الزين بن البدر بن الزين بن الشمس بن التاج الدميري الأصل القاهري المالكي سبط العلاء علي بن يحيى بن فضل الله العمري وقريب عبد القادر الماضي وأبو صاحب الترجمة. ولد سنة إحدى وثلاثين وثمانمائة تقريباً ونشأ في كنف أبيه فحفظ القرآن ومختصر الفروع وباشر بعد أبيه مشارفة البيمارستان، وكان درباً في المباشرة متين العقل سمحاً راغباً في الصرف للفقراء منجمعاً عن الناس مع ثقل حركته وسمعه وحج. مات في ربيع الثاني سنة إحدى وتسعين ودفن بتربة جده لأمه بالقرب من تربة الدمارة خلف الصوفية الكبرى وبلغني أنه قبل موته بأيام رأى توجه أهل البيمارستان لقطع الطوارئ فقال ما بقي في الحضور فائدة ثم انقطع فلم يلبث أن مات رحمه الله وإيانا.
702 - محمد بن محمد بن محمد بن محمد بن أحمد بن عثمان بن عبد الغني الشمس بن الشمس بن الشرف الششتري المدني الشافعي الماضي أبوه وابن عمه محمد بن أحمد بن شرف الدين ويعرف كأبيه بابن شرف الدين. ممن حفظ القرآن والمنهاج وغيره واشتغل وسمع مني بالمدينة. مات في ربيع الأول سنة إحدى وتسعين.
703 - محمد بن محمد بن محمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الرحمن بن عبد الله بن إبراهيم بن سعيد بن فايد التاج أبو عبد الله بن الكمال أبي عبد الله بن القاضي التاج بن القاضي الكمال بن الفخر أبي العباس بن القاضي الكمال بن القاضي الجمال الهلالي الريغي - نسبة لريغ من الغرب الأدنى - السكندري المالكي ويعرف بابن الريغي. ولد في سنة إحدى أو اثنتين وثلاثين وثمانمائة بإسكندرية وحفظ فيها القرآن والرسالة واشتغل بها على القاضي ابن عبد الغفار وناب في قضائها زيادة على عشرين سنة وكان ديناً عفيفاً متواضعاً. مات في جمادى الثانية سنة إحدى وثمانين. وهو من بيت شهير فمحمد الرابع في نسبه ممن اخذ عنه العراقي وابن ظهيرة وذكره في معجمه وشيخنا في درره وكذا ترجم فيها والده أحمد.
704 - محمد بن محمد بن محمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن غلام الله بن صالح بن حسين بن علي بن سلمان بن مقرب بن عنان النجم أبو العطاء بن الشمس أبي الطيب بن فتح الدين أبي الفتح بن أبي عبد الله بن نبيه الدين أبي القسم القرشي القطوري ثم القاهري الشافعي الشاذلي ابن أخت عبد الغني بن أبي عبد الله الأميوطي ابن الأعمى الماضي ويعرف بابن النبيه لقب جده الأعلى كما ترى. ولد في ليلة سابع عشرى رمضان سنة سبع وثمانين وسبعمائة بالقاهرة ونشأ بها فقرأ القرآن عند الجمال عبد الله بن محمد الصنفي قال وكان عالماً ورعاً انتفع عنده الشهاب بن المحمرة وغيره وكذا حفظ عنده العمدة والتنبيه والمنهاج الأصلي وألفية ابن ملك والشاطبية وغيرها وعرض على العراقي وولده والهيثمي والبلقيني وابن الملقن والأبناسي والدميري والزين الفارسكوري والشمس بن القطان والبرشنسي والبيجوري وعبد اللطيف ابن أخت الأسنوي في سنة تسع وتسعين فما بعدها وأجازوه ووصف العراقي جده بصاحبنا الشيخ وسمع منه بحضرة الهيثمي بعض الإملاء وتفقه بجماعة كالبيجوري حضر عنده تقسيم التنبيه والمنهاج والفخر البرماوي وعنه أخذ العربية وتلا عليه السبع وأخذ في الأصول عن ابن عمار والشهاب الصاروجي الحنبلي وقرأ على الشمس البرماوي الزهر البسام فيمن حوته عمدة الأحكام من الأنام وبعض النهر لشرح الزهر كلاهما له، ولزم الاشتغال مدة في هذه العلوم وغيرها على هؤلاء وغيرهم وتعانى التوقيع ففاق فيه صناعة وكتابة وكثرت أتباعه فيه وتردد الناس له بسببه وصار المرجوع فيه إليه هذا مع مزاحمته الأدباء قديماً ونظره في كتب الأدب ومتعلقاتها حتى أنه قال في سقوط منار المؤيدية حسبما أثبته شيخنا في أنبائه وأنشدنيه النجم لفظاً:

يقولون في ميل المنار تـواضـع

 

وعين وأقوال وعنـيد جـلـيهـا

فلا البرجي أخنى والحجارة لم تعب

 

ولكن عروس أثقلتهـا حـلـيهـا

وقال أيضاً:

بجامع مولانا المـؤيد أنـشـئت

 

عروس سمت ما خلت قط مثالها

ومذ علمت أن لا نظير لها انثنت

 

وأعجبها والعجب عنا أمالـهـا

ونحا في نظمها خلاف ما نحاه شعراء وقته في هذه الواقعة حيث عرض بعضهم بالعيني وبعضهم بشيخنا ابن حجر وهما من مدرسيها وبعضهم بابن البرجي ناظر عمارتها وأول شيء نظمه بيتان مواليا وسببهما أنه كان يجلس في حانوت الشهود وبها قريب له يقال له أبو البقاء الحسيني كان يحسن للأديب عويس العالية فمدحه يوماً بقوله:

أبو البقا ذا الحسيني في الـكـرم آية

 

عشاق مدحو المحرر نظمهم غـايه

جيتو مجير سمح لي شلـت لـورايه

 

بيضاً بمدحو وهب لي من ذهب مايه

فقال النجم:

أبو البقا ذا الحسيني يا أخي هو البـدر

 

أقسم إذا حل في البلد يغـار الـبـدر

عمرو همام سما نورو ليالي الـقـدر

 

هذا ولو كف من جود وسما في القدر

وعرضهما على عويس فقال له ما قصرت فقال له ما أنصفتني بهذه الكلمة كأنك احتقرتهما والحال أنهما أحسن من بيتيك لأنك هجوت الرجل قال فاستعظم هذا فقال له النجم نعم المايه شيء من آلات المقامرين فكأنك نسبته إلى القمار فقال له اسكت يا صبي لو كان لبيتيك أبواب كانا ميضأة ثم قال اشهد على إقراري بكذا فأجابه ودفع إليه الورقة فقال أحسنتت ولكن بقي من نعوتي العلامة فقال له ما فات نلحقها بين السطور ونعتذر عنها في الأخير فقال مازحاً لا جزاك الله خيراً وضحك هو والجماعة وقال للممدح وجب انقطاعي عنكم إذ صار هذا يتحلل علي أيضاً. وكتبت في المعجم وغيره من نظمه غير هذا ولو جمع نظمه وأكثره مما عمله في أوائل القرن لكان في مجلد، وقد حج في سنة ثلاثين ودخل إسكندرية وغيرها واجتمع في إسكندرية برجل يقال له الشريف أبو زيد الحسني المعروف بالمصافح وصافحه وقال أن بينه وبين النبي صلى الله عليه وسلم أربعة، هو كذب كما أشرت لنحوه في الخوافي قريباً، واستقر في مباشرة البيبرسية سنة إحدى وأربعين بل ناب في القضاء بأخرة عن العلم البلقيني مع الاستقرار به في أمانة الحكم ونظر الأوقاف الحكمية، وكان فاضلاً ضابطاً ذكياً مشاركاً في العربية والأدب ناثراً ناظماً نظم في الفنون كلها مع تيسره عليه أولاً بخلافة آخر ذاكراً لمحافيظه مع شيخوخته حتى أن فقيهي الشهاب بن أسد كان يرسلني لمجاورة مكتبه له فأصحح عليه لوحي من التنبيه ومن المنهاج الأصلي فكان يسابقني بالقراءة عن ظهر قلب مع مزيد نصح وتواضع وحسن عشرة وشكالة وكياسة وكرم بحيث أن العز السنباطي التمس منه كتابة أسجال عدالة ولده فكتبه وأرسل به إليه مع شاش يساوي سبعة دنانير، وصدق لهجة ولكنه كان مسرفاً على نفسه منهمكاً في لذاته ويقال أنه أقلع قبل مماته بيسير وأرجو له ذلك. مات في رجب سنة اثنتين وستين ودفن بحوش سعيد السعداء رحمه الله وعفا عنه وإيانا.
705 - محمد بن محمد بن محمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن محمد بن سعيد أبو المحاسن بن الشرف أبي القسم بن الجمال أبي النجا بن البهاء أبي البقاء بن الضياء المكي الماضي أبوه وجده وجد أبيه وأبوه قضاة مكة. ولد في رجب سنة خمس وسبعين وثمانمائة بمكة ممن سمع مني بها في سنة ست وثمانين ورأيته يحضر دروس أبيه.
706 - محمد بن محمد بن محمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن محمود بن إبراهيم الجمال أبو عبد الله بن الجلال أبي السعادات بن ناصر الدين أبي الفرج بن الجمال الكارزوني المدني الشافعي سبط أبي الفرج المراغي والماضي أبوه وجده وجد أبيه. ولد سنة ثلاث وستين وثمانمائة بطيبة ونشأ بها فحفظ القرآن وأرب

أربعي النووي ومنهاجه على خاله الشيخ محمد المراغي قرأهما إلا من القضاء إلى آخره وقرأ في أصول الفقه على الشهاب الأبشيطي منظومة النسفي اللامية وفي العربية على الشرف عبد الحق السنباطي الجرومية بل سمع جل الألفية وفي الفقه والأًصلين قراءة وسماعاً على زوج أمه السيد السمهودي وسمع على أبيه وجده لأمه وخاله وعمة أمه فاطمة ابنة أبي اليمن المراغي ومما سمعه على جده البخاري والشفا والكثير وقرأ على خاله الكتب الستة والشمائل والشفا والأذكار والرياض وأجزاء بل قطعة من شرح البخاري لعمه أبي الفتح ولازم قاضي الحنابلة بالحرمين المحيوي الحسني المكي في سماع الكثير وكذا سمع على أبي الفضل بن الإمام الدمشقي، وأجاز له النجم عمر بن فهد وغيره وقرأ علي بالمدينة وسمع أشياء في المجاورة الأولى ثم لازمني في الثانية أيضاً حتى قرأ مسند الشافعي وسمع بحث جل شرحي للألفية. وهو إنسان فاضل فهم ثقة كثير التحري في قراءته وسماعه وفي لسانه حبس عن التكلم لعارض عرض له في صغره وهو في قراءته أخف وعمل كراسة في صاعقة سنة ثمان وتسعين وثمانمائة فيها نظم ونثر أرسل إلي بها وأنا بمكة ومما نظمه معها:

سألتك يا من لي بعين الرضى نظر

 

وسد بسدل الستر عيبي أو جبـر

تمهد عذري كون أني من البشـر

 

فمثلي من أخطأ ومثلك من ستـر

بل له في العشرة المشهود لهم بالجنة.
 707 - محمد بن محمد بن محمد بن محمد بن أحمد بن مسعود الشمس أبو عبد الله بن العلم بن البهاء بن العلم السنباطي ثم القاهري الشافعي قدوة المحدثين والماضي أبوه وجده ويعرف بالسنباطي. ولد كما أخبرني به في ليلة عيد الأضحى سنة ست عشرة وثمانمائة بسنباط ونشأ بها فقرأ القرآن ثم تحول مع أبويه في سنة إحدى وثلاثين فقطن معهما القاهرة وتردد لبعض الشيوخ وحضر تقسيم الكتب عند الشرف السبكي وكذا أكثر من الحضور عند العلاء القلقشندي بل حضر يسيراً عند القاياتي والونائي وابن المجدي وسمع اتفاقاً على النور الشلقامي خاتمه من تفقه بالأسنوي حين كان يسمع في وظيفة الطنبدي بالأزهر، وكذا على التلواني ثم استحلى السماع فرافق كلاً من ابن فهد والتقي القلقشندي والبقاعي في كثير من مسموعاته بالقاهرة وتزوج الأخير منهم أخته بل سمع بقراءة العلاء القلقشندي وأبي القسم النويري وابن حسان وغيرهم من الأئمة ثم رافق من بعدهم كالخضيري وكاتبه ومن يليهم وأكثر المسموع جداً والشيوخ وكتب الأمالي عن شيخنا ولازمه بل قرأ عليه وعلى أم أولاده مجتمعين المسلسل وربما رتبته في كتابة بعض الطباق وكتب قليلاً على الزين بن الصائغ، وحج مع أبيه ثم بعده غير مرة وجاور مرتين وسمع بالحرمين الكثير وكذا رافقني في الرحلة الحلبية وزار فيها القدس والخليل والرحلة السكندرية ولم يفته مما تحملته فيهما إلا النادر بل لم يسمع مطلقاً مع أحد قدر ما سمعه معي حتى سمع مني القول البديع من تصانيفي وسمعت منه في جانب معرة النعمان أحاديث وعظم انتفاعي به وحمدت مرافقته ومصاحبته وأفضاله المتوالي جوزي خيراً وكذا انتفع به الطلبة سيما الغرباء فإنه صار لكثرة ممارسته للسماع ذا أنسة بالطلب وذوق للفن وعرفان بالشيوخ وما لهم من المسموع غالباً وضبطاً لكثير من ألفاظ الحديث والرواة واستحضار لفوائد متينة ومسائل منوعة وإلمام بوزن الشعر كل هذا مع انطباعه في الكياسة وحسن المعاشرة وتحريه في التطهير والتطهر وتعففه وعدم قبوله لشيء من هدية ونحوها بل ولا يتعاطى لأحد ولو عظم عنده طعاماً ولا شراباً وربما بر جماعة من فقراء الطلبة مع قوة نفسه وعدم انثنائه غالباً عما يرومه واجتمع عنده من الكتب والأجزاء ما يفوق الوصف وصار مرجعاً في الكتب وتحصيلها لمن يروم ذلك وانفرد بأخرة يمعرفتها وتوصل به غير واحد لتحصيل مآربه منها بيعاً واشتراءً ولو فوت مستحقها الوصول لها وله في ذلك مالا أحب بثه. ومن محاسن شيوخه البدر حسين البوصيري والزين الزركشي والجمال عبد الله الهيثمي وابن ناظر الصاحبة وابن بردس وابن الطحان والعز بن الفرات والجمال عبد الله بن جماعة وأخته سارة وعائشة الحنبلية وقريبتها فاطمة والشمس البالسي والشرف يونس الواحي وناصر الدين الفاقوسي والتاج الشاربيشي والتقي المقريزي. وأجاز له خلق في ذي الحجة سنة سبع وثلاثين فما بعدها منهم الحافظان البرهان الحلبي والشمس بن ناصر الدين وعبد الرحمن بن الشهاب الأذرعي وعائشة ابنة الشرائحي وزينب ابنة اليافعي والتدمري، وحدث غير واحد ممن لم يعلم لهم أخذ عن أهل الفن بمسند أحمد وأبي داود وابن ماجة وغيرها من الكتب والأجزاء وربما كان تحديثه بمشاركة البهاء المشهدي وابن زريق وابن أبي شريف والمحب بن حسان وقبلي بيسير حدث في الحرمين بالقليل. وبالجملة فهو من نوادر الوقت ولم يزل على طريقته إلى أن ابتدأ به الضعف في أواخر ذي الحجة سنة تسعين واستمر في تزايد بحيث تحول إلى عدة أمكنة ولاطفه غير واحد من الأطباء إلى أن تخلى. ومات في سحر يوم الخميس سابع عشر ربيع الأول سنة إحدى وتسعين ببيت بالقرب من السابقية داخل القصر وصلي عليه من الغد ثم دفن بحوش سعيد السعداء بالقرب من قبر البدر البغدادي الحنبلي وتأسف الناس عليه رحمه الله وإيانا.
708 - محمد بن محمد بن محمد بن محمد بن أحمد بن يوسف زين العابدين أبو الفضل المدعو بالفرغل ابن الشمس البكري الدلجي الشافعي ابن أخت الشهاب الدلجي والماضي أبوه. ولد وحفظ القرآن وكتباً ولازمني مع أبيه بمكة في سنة ست وثمانين في سماع القول البديع وغيره ثم قدم القاهرة فاشتغل عند الشرف عبد الحق السنباطي في الفقه والعربية وعاد لبلده وتكرر مجيئه وهو فطن فيه قابلية وخير ولكنه تزوج. ومات في الطاعون سنة سبع وتسعين وثمانمائة.
709 - محمد بن محمد بن محمد بن محمد بن إسمعيل بن موفق الدين الشمس بن البدر بن الفخر بن الشمس بن الشرف الديروطي الشافعي ويعرف كأبيه بابن فخر الدين. ولد سنة ثمان وأربعين وثمانمائة تقريباً بديروط ونشأ بها فحفظ القرآن وتلا به للسبع على النور بن يفتح الله والشمس بن الصائغ وحسن الشامي والملحة والعنقود كلاهما في النحو والرحبية وغالب المنهاج الفرعي واشتغل فيه على البدر بن الخلال وفي الفرائض على الشمس بن شرف السكندري وانتفع بعمه الشهاب أحمد، وقدم القاهرة فقرأ على الديمي وكذا قرأ علي وسمع وصار أحد شهود بلده بل ولي القضاء بها حتى مات في ذي الحجة سنة تسعين.
710 - محمد بن محمد بن محمد بن محمد بن إسمعيل البدر أبو عبد الله بن العلم بن البدر الديروطي ثم القاهري الشافعي نزيل جامع آل ملك وابن عم الذي قبله واجتماعهما في رابع المحمدين. ولد سنة اثنتين وأربعين وثمانمائة تقريباً بديروط ونشأ به فحفظ القرآن وتلاه لنافع على المذكورين في الذي قبله والرحبية والشاطبية واشتغل على عمه وعلى البدر حسن الشامي في الفقه وغيره، وقدم القاهرة في سنة ست وسبعين فقطنها ولازم الديمي حتى قرأ عليه الستة وغيرها وعلى الدلائل للبيهقي وغيرها وتكسب بالخياطة ثم بالشهادة وباشر الإمامة بالجامع المذكور وكذا الرياسة به بعد تدربه في المباشرة بالشمس البحطيطي وقرأ على ابن رزين في بعض الرسائل.
711 - محمد بن محمد بن محمد بن محمد بن إسمعيل ولي الدين بن فتح الدين أبي الفتح بن شمس الدين بن شمس الدين بن مجد الدين النحريري الأصل القاهري المالكي. هكذا كتب لي نسبه ورأيت عندي أنه محمد بن محمد بن محمد بن أبي بكر فالله أعلم وقال أنه ولد في ثاني عشر إحدى الجمادين سنة ثمان وثلاثين بالقاهرة ونشأ فقرأ القرآن عند البدر حسن الفيومي إمام الزاهد وأنه حفظ العمدة والمختصر للشيخ خليل وألفية النحو وأخذ الفقه عن أبي الجود والقاضي ولي الدين السنباطي وأبي البركات ويحيى العلمي المغربيين والسنهوري وحض ودروس أبي القسم النويري سيما في ألفيته بقراءة البدر السعدي الحنبلي وكذا أخذ النحو وغيره عن أبي السعادات البلقيني والنحو فقط عن الجمال بن هشام والأصول عن العلاء الحصني بل في العضد وحاشيتيه بقراءة الخطيب الوزيري عن التقي الحصني وقرأ الموطأ والبخاري على السيد النسابة، وناب في القضاء من شوال سنة ستين عن الولوي السنباطي فمن بعده، وحج في سنة سبع وسبعين وتميز في الفضائل عن كثيرين سيما في القضاء والشروط وذكر بالإقدام بحيث منعه السلطان مرة بعد أخرى وطال منعه في الثانية دهراً بحيث باع كثيراً مما حصله من وظائف وكتب ولولا ارتفاقه بقريبه الزين عبد القادر الحمامي في حياته ثم بعد موته بالتحدث على أيتامه لا نكشف حاله. وبالجملة فهو من نوادر قضاة المالكية.
712 - محمد بن محمد بن محمد بن محمد بن أبي بكر بن أيوب فتح الدين بن المحب بن البدر بن فتح الدين القرشي المخزومي القاهري الشافعي الماضي أبوه وجده وجد أبيه ويعرف كسلفه بابن المحرقي. ولد في رجب سنة أربع وستين وثمانمائة وحفظ أربعي النووي ومنهاجه وجمع الجوامع وألفية النحو وعرض علي في جماعة كالعبادي والبكري والطوخي وابن القطان والبقاعي من الشافعية والأقصرائي والصيرامي والسيفي والمحب بن الشحنة من الحنفية وحضر دروس العبادي ولازم زكريا في الفقه والنحو وقرأ على البكري بل حضر تقاسيمه وقرأ على السنهوري في العربية وعلى نظام فيها وفي الصرف وأصول الدين وعلي في ألفية الحديث وغيرها وعلى الديمي نحو نصف البخاري وسمع على الشاوي وعبد الصمد الهرساني والزكي المناوي وقرأ عليه ألفية النحو رواية والخيضري وآخرين وكتب على الهيتي وتدرب في المباشرة بأبيه. وهو عاقل متأدب كجماعة بيتهم.
713 - محمد بن محمد بن محمد بن محمد بن أبي بكر بدر الدين بن الشمس الجلالي الماضي أبوه الحنفي. ممن يخطب عن أبيه في الألجيهية وفي الجانبكية وذلك فيها أكثر ويحضر دروس الفلوس عن أبيه وتزوج ابنة إبرهيم بن الزين المنوفي بعد غيرها واستولدها.
714 - محمد بن محمد بن محمد بن محمد بن أبي بكر النجم بن المحب بن الكمال المرجاني الماضي أبوه وجده، ممن سمع مني بمكة.
 715 - محمد بن محمد بن محمد بن محمد بن الحسن بن محمد جلال الدين أبو اليسر بن التقي الجعفري الأصل القاهري سبط العلاء بن الردادي الحنفي، أمه عزيزة أخت أبي الفضل. ولد في سنة إحدى وأربعين وثمانمائة بالقاهرة وقرأ القرآن والبهجة وحضر عند المناوي وجود الخط وسمع مع أبيه الختم بالظاهرية وجلس معه شاهداً. مات في المحرم سنة أربع وتسعين بتفهنا وترك أولاداً.
716 - محمد بن محمد بن محمد بن محمد بن حسين بن أحمد بن عيسى بن ماجد بن علي الشرف أبو السعادات بن البدر بن التاج بن البدر بن الضياء بن العماد بن الشرف بن الفخر الحسيني المصري ثم القاهري الشافعي ويعرف بابن الأقباعي. كان أبوه من عدول مصر فولد له هذا في ليلة الأحد ثالث ذي الحجة سنة بمصر ونشأ بها فحفظ القرآن والمنهاج ثم تكسب بالبز ثم أعرض عنه؛ وصاهر النور السفطي الماضي وخدمه ثم استقر بعده في توقيع الدست ومباشرة الصرغتمشية والحجازية وكتب عند غير واحد من الأمراء بل استقر في شهادة بالديوان المفرد وكان وجيهاً ذا شكالة وأبهة وخط جيد وجودة مباشرة بحيث ترشح لنقابة الأشراف. مات في شعبان سنة ست وخمسين ودفن عند صهره بتربة سودون النائب بالقرب من الطويلية سامحه الله وإيانا.
717 - محمد بن محمد بن محمد بن محمد بن حسين بن علي بن أحمد بن عطية بن ظهيرة الجمال أبو المكارم بن النجم أبي المعالي بن الكمال أبي البركات بن الجمال أبي السعود القرشي القاهري المولد المكي الشافعي والد عبد الباسط الماضي ويعرف كسلفه بابن ظهيرة ويقال له ابن نجم الدين. ولد في نصف شوال سنة أربع وعشرين وثمانمائة بالقاهرة وأمه حبشية لأبيه وحمل إلى مكة في موسم التي بعدها فنشأ بها وحفظ القرآن وأربعي النووي وجمع الجوامع والكافية العربية لابن الحاجب ومن أول ألفية ابن ملك إلى الاستثناء والنصف الأول من التنبيه واشتغل بمكة على أبيه وقاضيها عمه أبي السعادات فقرأ عليه قطعة من المنهاج ومن مناسك الشرح الكبير وحضر عند الكمال السيوطي بحث الحاوي الصغير وكذا حضر عند البدر حسين الأهدل وأحمد الضراسي في الفقه وقرأ على البرهان الهندي شرح الشمسية للقطب وفي كل من الكافية والألفية والتلخيص وعلى ابن قديد التوضيح لابن هشام وحضر عنده بعض شرح المنهاج الأصلي للأسنوي وبعض شرح الشمسية للقطب وعلى إمام الكاملية بعض شرحه على البيضاوي وعلى ابن الهمام بالمدينة ومكة غالب تحريره في الأصول وعلى ابن سارة شرح إيساغوجي وحضر عنده في التلخيص كما أخبر باكير هذا في آخرين بمكة كالبلاطنسي والصدر اليليمد الخافي وأنه دخل القاهرة في سنة سبع وأربعين فأقام فيها تلك السنة وأخذ عن شيخنا والقاياتي والونائي والبوشي والعيني والشمس الكريمي والشمني وابن البلقيني والمناوي وكان في جملة الحاضرين لختم شرح البخاري عند مؤلفه العيني فكان يوماً مشهوداً وكان مما قرأه على الكريمي في جمع الجوامع وحضر عنده في المعاني والبيان وعلى الشمني الشمسية وحضر دروسه في كل من المغني وحاشيته ومختصر ابن الحاجب وكذا أحضر في المحرم سنة ثمان وعشرين على ابن الجزري بعض أبي داود وبعض مسند أحمد وسمع من أحمد بن إبرهيم المرشدي البردة وغيرها ومن التقي المقريزي إمتاع الأسماع له ومن أبي المعالي الصالحي ختم ابن حبان ومن أبي الفتح المراغي والتقي بن فهد وعمه أبي السعادات وآخرين، وأجاز له التقي الفاسي وابن سلامة والتاج بن بردس وأخوه العلاء والشمس البرماوي والشامي الحنبلي وخلق، وناب في القضاء بجدة ومكة عن عمه أبي السعادات ثم بمكة في سنة ثلاث وستين عن ابن عمه البرهان وكذا خطب عنه في سنة ست وستين وخمسين ثم عنه وعن أخويه الكمال أبي البركات والقخر أبي بكر في سنتي ست وستين والتي بعدها وتمول جداً من كثرة معاملاته وجهاته ونحو ذلك وتقلل من الأحكام وأكثر من الانجماع والاشتغال بشأنه مع المداومة على الطواف والتلاوة وغيرهما من العبادات ودرس الفقه وأصوله والعربية وممن أخذ عنه ابنه وابن عمه الفخري أبو بكر قرأ عليه جانباً من ابن عقيل وقريبه المحب بن عبد الحي والشهاب الأبشيهي. مات في تاسع عشرى رجب سنة إحدى وتسعين رحمه الله وإيانا.
 718 - محمد النجم أبو المعالي بن النجم بن ظهيرة والد عبد القادر الماضي وأخو الذي قبله؛ وأمه رابعة ابنة الخواجا داود بن علي الكيلاني. ولد بمكة بعد وفاة أبيه بسبعة وثلاثين يوماً في آخر يوم السبت رابع شعبان سنة ست وأربعين وثمانمائة فخلفه في اسمه ولقبه وكنيته ونشأ فحفظ القرآن وأربعي النوي ومنهاجه وجمع الجوامع والجرومية وألفية النحو والعوامل والبصروية والتلخيص والتهذيب في المنطق للتفتازاني وعرض علي جمع من المكيين والواردين عليها كالزين الأميوطي والبرهان الزمزمي وابن عمه البرهان بن ظهيرة وابن عمه الآخر المحب بن أبي السعادات وفاته العرض على أبي السعادات فإنه وإن عرض في سنة إحدى وستين كان القاضي مشتغلاً في أولها بالتوعك بحيث مات في صفرها، هذا مع أن النجم توغك أيضاً بحيث لم ينته حفظه لكتبه إلا في سنة ست وستين، والتقي بن فهد والمحيوي عبد القادر المالكي المكيين والشهاب الشوائطي بل ظناً قرأ عليه جميعها فهو الذي كان يصحح لوحه عليه وأبي الفضل المغربي والشهاب بن الدقاق المصري والمحيوي الطوخي والشهاب بن قرا والشريف التاج عبد الوهاب الحسيني والزين خطاب الدمشقيين وتدرب بالأخير في العربية فإنه كان يلقنه من مقدمة شيخه الشمس البصروي فيها درساً درساً ولا ينتقل عنه حتى يحفظه وكذا حضر دروسه في الحاوي الصغير وغيرهما والشهاب بن يونس وأخذ عنه أيضاً في مختصر ابن الحاجب الأصلي وغيره والعربية فقط عن أبي القسم البجائي وعن الهواري المغربيين ولازم فيها عبد القادر المالكي وكثر انتفاعه به وبتهذيبه وظهرت آثاره فيه وهي مع المنطق عن مظفر الطبيب وتلميذه النيسابوري إمام الحنفية البخاري بالإذن له وكذا لازم إمام الكاملية حتى بحث عليه في المنهاج الفرعي وتلقن منه الذكر ولبس منه الخرقة وقرأ عليه الشفا وبعض الصحيح وغير ذلك وسلام الله الكرماني في المنهاج الأصلي وشهد بعض دروس عمه أبي السعادات في الفقه وغيره وسمع عليه وأكثر من ملازمة ابن عمه البرهان في دروسه الفقهية والحديثية والتفسيرية وارتحل معه إلى القاهرة في سنة ثمان وسبعين وبانفراده قبلها في سنة ست وسبعين وأخذ فيهما عن العبادي والبكري في الفقه وكذا عن زكريا والجوجري وأكثر من ملازمته في الفقه وأصوله وكذا من ملازمة الكافياجي في فنون متعددة وعن التقي الحصني المختصر وعن النظام الحنفي في التوضيح وغيره من كتب العربية وكذا أخذ فيها عن السنهوري وسمع على السيف الحنفي قطعة من شرح الألفية لابن عقيل وقرأ عليه بعض الشفا وزار المدينة النبوية وأخذ بها في الفقه عن الشهاب الأبشيطي وأذن له غير واحد في الإفتاء والتدريس حسبما كتبت عبارة جمهورهم في التاريخ الكبير، وسمع على عمه أبي السعادات وأبي الفتح المراغي والشوائطي والتقي بن فهد وإمام الكاملية وزينب الشوبكية في آخرين بمكة والشهاب الشاوي والزين عبد الصمد الهرساني والزكي المناوي ونشوان في آخرين ممن تقدم وغيرهم بالقاهرة وأبي الفرج المراغي وغيره بالمدينة، وأجاز له خلق منهم شيخنا والعيسى وسعد الديري وابن الفرات وسارة ابنة ابن جماعة والصالحي والرشيدي والتاج الشاوي والسراج عمر القمني والكمال بن البارزي والزين بن عياش والسراج عبد اللطيف الفاسي والبدر حسين بن العليف وأبو اليمن النويري والمحب المطري وأبو الفتح بن صلح في آخرين من الحرمين وبيت المقدس والقاهرة ودمشق وحلب وغيرها كأبي جعفر بن العجمي والضياء بن النصيبي والتقي أبي بكر القلقشندي والجمال بن جماعة ولازمني بمكة في سنتي ست وسبع وثمانين حتى حمل عني من تصانيفي وغيرها شيئاً كثيراً دراية كشرحي لألفية العراقي ورواية وحصل بعض تصانيفي وكتبت له إجازة حافلة أودعت الكثير منها في الكبير ونعم الرجل فضلاً وتفنناً وتحرياً وصفاءً وبهاءً واهتماماً بوظائف العبادة وانجماعاً عن الناس وإتقاناً لكثير مما يتحفظه ويبديه وتكررت زيارته المدينة النبوية وتزوج بها ابنة الفخر العيني بل كان بالقاهرة في سنة سبع وتسعين فلما وقع الطاعون فر في البحر مع الفارين إلى المدينة ثم إلى مكة ثم رجع وهو الآن سنة ثمان وتسعين وعاد منها في موسمها وأقام بمكة التي تليها.
 719 - محمد بن محمد بن محمد بن أبو الفتح بن الجلال أبي السعادات القرشي بن ظهيرة ابن عم اللذين قبله. مات في سنة مولده سنة أربع وخمسين وأمه فتاة لأبيه.
محمد بن محمد بن محمد أبو الفضل ويسمى العباس بن الجمال أبي المكارم القرشي بن ظهيرة ابن عم المذكورين قبله. مضى في العباس.
720 - محمد بن محمد بن محمد أبو بكر بن أبي المكارم القرشي بن ظهيرة أخو الذي قبله. مات صغيراً وأمه حبشية لأبيه.
721 - محمد بن محمد بن محمد المحب أبو الخير بن الرضى أبي حامد بن القطب أبي الخير بن الجمال أبي السعود القرشي الشافعي بن ظهيرة ابن عم المذكورين قبله وأخو ظهيرة المالكي الماضي، أمه أم الحسين الصغرى ابنة المحب بن ظهيرة. ولد في آخر ليلة الجمعة ثالث عشر رجب سنة ست وثلاثين وثمانمائة بمكة ونشأ بها فحفظ القرآن وصلى به وأربعي النووي ومنهاجه وألفية النحو وأحضر على أبي المعالي الصالحي والمقريزي وأبي شعر وغيرهم وأسمع على أبي الفتح المراغي والزين الأميوطي وطائفة وأجاز له جماعة ولم ينجب. مات في ذي القعدة سنة أربع وثمانين بمكة رحمه الله وعفا عنه.
722 - محمد بن محمد بن محمد بن محمد خير الدين أو قطب الدين أبو الخير بن الجمال أبي السعود بن أبي البركات بن أبي السعود القرشي الشافعي بن ظهيرة ابن عم اللذين قبله وابن أخت المحيوي عبد القادر المالكي الماضي. ولد حين خسوف القمر من ليلة الثلاثاء رابع عشر شعبان سنة ست وأربعين وثمانمائة بمكة ونشأ فحفظ القرآن وصلى به في المسجد الحرام وأربعي النووي ومنهاجه وغيرهما وعرض علي جماعة ولازم خاله في العربية فتميز فيها وكذا لازم الجوجري في الفقه بمكة وبالقاهرة وقد ارتحل إليها وأذن له في الإقراء وغيره وسمع إمام الكاملية وحلق لإقراء العربية وغيرها بل قرأ عليه حفيد الأهدل سنن ابن ماجة ونقم عليهما ذلك بل وجد بخطه أنه أكمل شرح خاله للتسهيل وذلك من باب التصغير وشرح الجرومية وسماه رشف الشرابات السنية من مزج ألفاظ الجرومية ولامية الأفعال لابن ملك والإيجاز للنووي في المناسك وصل فيهما إلى نحو النصف فالله أعلم، وكان قد سمع أبا الفتح المراغي والزين الأميوطي والأبي والشهاب أحمد بن علي المحلي وآخرين وأجاز له ابن الفرات وسارة ابنة ابن جماعة وأبو جعفر بن الضياء ومن أجاز لابن عمه النجم محمد بن النجم محمد وتردد إلي بمكة مع خاله ثم بانفراده وكذا بالقاهرة، وهو منجمع مذكور بسكون وتقل مع حسن خط وخبرة بالشروط ونظم ونثر وقد قدمت زوجته أم الحسن ابنة ابن ظهيرة وسبطة التقي بن فهد القاهرة في أثناء سنة خمس وتسعين لوفاء دينها مما حمله على تمكينها من المجيء الذي لا طائل وراء عدم التوسعة عليها وبالجملة فهو فاضل ساكن. ومن نظمه مما كتبه عنه النجم بن فهد:

ماذا الجافايا ظبية الـوعـسـاء

 

أضرمت نار الهجر في أحشائي

وأنا الذي أخلصت فيك محبتـي

 

ووقفت مختاراً عـلـيك ولائي

وقوله وقد برز لوداع بعضهم ففاته:

لتقبيل الأكف حبيب قلبـي

 

برزت إلى ثنيات الـوداع

فلم يقدر وذاك لسوء حظي

 

فعدت ومقولي مثن وداع

وقوله:

ألق المفاتيح عند الباب منـتـظـراً

 

من الإله مفاتيحاً تـلـي فـرجـا

واستعمل الصبر في كل الأمور فإن

 

صبرت في الضيق تلق بعده فرجا

723 - محمد بن محمد بن محمد بن محمد بن خلد الصلاح بن الشمس بن الشمس بن الشرف الحمصي ويعرف كسلفه بابن زهرة. مات في سنة اثنتين وسبعين.
724 - محمد بن محمد بن محمد بن محمد بن خليل الجمال أبو اليمن بن البدر بن الغرز الحنفي الماضي أبوه. نشأ في كنف أبيه في رفاهية فحفظ القرآن وكتباً عرضها علي في جملة الجماعة وكتبت له إجازة وقعت من أبيه موقعاً وسمع مني المسلسل واشتغل على أبيه وخالط من لم يرتفع به ولذا لما مات أبوه أخرج السلطان عنه أشياء من جهاته وأعطاه الأستادار تدريس الصالح واستناب عنه فيه وانتمى هو لقراء الجوق فيما بلغني ولبس له توجه لما يرقيه.
 725 - محمد بن محمد بن محمد بن السراج محمد بن السيد البخاري الأصل المكي الماضي أخوه عبد الله وذاك الأكبر وأبوهما شيخ الباسطية، وأمه تركية لأبيه. ممن سمع علي كثيراً بل قرأ علي في سنة أربع وتسعين قليلاً ولم يتصون وتزوج في سنة تسع وتسعين.
726 - محمد بن محمد بن محمد بن محمد بن عبد الله بن أحمد جلال الدين بن الولوي بن ناصر الدين الزفتاوي الأصل القاهري الشافعي الماضي أبوه وجده وجد أبيه ولقب شراميط. ولد سنة أربع وأربعين وثمانمائة ونشأ فتدرب بأبيه وجده قليلاً في كتابة الأوراق ونحوها وناب في القضاء مع جهالته كأبيه ثم لزم خدمة العلاء بن الصابوني وأقبل عليه زكريا في أيام ولايته وجلس بحانوب باب الشعرية مضافاص لمجلسهم المعروف بهم عند حبس الرحبة مع مجلس آخر بظاهر باب زويلة وعدة بلاد كالمنية وشبا وجزيرة الفيل وبهتيت وعملها، وكان قد سمع بقراءة ابن عمه وقرينه في السن البدر بن الأخميمي على العلم البلقيني وابن الديري والعز الحنبلي والشريف النسابة والمحب بن الأشقر ختم البخاري في سنة ستين بل أجاز لهما في استدعاء مؤرخ بربيع الأول سنة ست وأربعين جماعة ذكرتهم في عمه الصدر أحمد منهم شيخنا وابن الفرات وتجار البالسية والمحب محمد بن يحيى.
 727 - محمد بن محمد بن محمد بن محمد بن عبد الله بن محمد بن عبد الله بن فهد التقي أبو الفضل بن النجم أبي النصر بن الجمال أبي الخير بن العلامة أقضى القضاة الجمال أبي عبد الله الهاشمي العلوي الأصفوني ثم المكي الشافعي والد النجم عمر وإخوته والماضي بقية نسبه في أبيه ويعرف كسلفه بابن فهد. ولد في عشية الثلاثاء خامس ربيع الثاني سنة سبع وثمانين وسبعمائة بأصفون الجبلين من صعيد مصر الأعلى بالقرب من أسنا وكان والده سافر إليها لاستخلاص جهات موقوفة على أمه خديجة ابنة النجم الأصفوني فتزوج هناك بابنة ابن عم جده النجم المشار إليه واسمها فاطمة ابنة أحمد بن محمد بن إسماعيل بن إبراهيم القرشية المخزومية وهي ابنة عم جده لأمه العلامة النجم عبد الرحمن بن يوسف الأصفوني الفقيه الشافعي فولد له منها هناك التقي ثم انتقل به أبوه في سنة خمس وتسعين إلى بلده مكة على طريق القصير في البحر الملح فحفظ بها القرآن والعمدة والتنبيه وألفية النحو والحديث وبعض الحاوي وعرض على جماعة وسمع الأبناسي والجمال بن ظهيرة وحبب إليه هذا الشأن وأول ما طلبه سنة أربع وثمانمائة فسمع الكثير من شيوخ بلده والقادمين إليها وكتب عن من دب ودرج فكان ممن سمع عليه ابن صديق والزين المراغي وأبو اليمن الطبري وقريبه الزين والشمس الغراقي والشريف عبد الرحمن الفاسي وأبو الطيب السحولي والشهاب بن مثبت والجمال عبد الله العرياني وأبو هريرة بن النقاش وكذا سمع بالمدينة النبوية من المراغي أيضاً ورقية ابنة ابن مزروع وعبد الرحمن بن علي الزرندي ولقي باليمن المجد اللغوي والموفق علي بن أبي بكر الأزرق وآخرين فسمع منهم وكان دخوله لها مرتين الأولى في سنة خمس والثانية في سنة ست عشرة. وأجاز له خلق كثيرون منهم العراقي والهيثمي وعائشة ابنة ابن عبد الهادي وأكثر من المسموع والشيوخ وجد في ذلك، وجمع له ولده معجماً وفهرستاً استفدت منهما كثيراً وكان ممن انتفع في هذا الشان بالجمال بن ظهيرة والصلاح خليل الأقفهسي وغيرهما ومن شيوخه شيخنا لقيه بمكة فأخذ عنه وانتفع به بل واشتغل في الفقه على ابن ظهيرة والشمس الغراقي وابن سلامة وأذنا له وكذا ابن الجزري في التدريس والإفتاء وتميز في هذا الشأن وعرف العالي والنازل وشارك في فنون الأثر وكتب بخطه الكثير وجمع المجاميع واختصر وانتقى وخرج لنفسه ولشيوخه فمن بعدهم وصار المعول في هذا الشأن ببلاد الحجاز قاطبة عليه وعلى ولده بدون منازع، واجتمع له من الكتب ما لم يكن في وقته عند غيره من أهل بلده وكثر انتفاع المقيمين والغرباء بها فكانت أعظم قربة خصوصاً وقد حبسها بعد موته، وله في السيرة النبوية عدة تصانيف منها النور الباهر الساطع من سيرة ذي البرهان القاطع قرأته عليه بمولد النبي صلى الله عليه وسلم بشعب بني هاشم من مكة وكذا في الأذكار أوسعها الجنة بأذكار الكتاب والسنة وله المطالب السنية العوالي بما لقريش من المفاخر والمعالي وبهجة الدماثة بما ورد في فضل المساجد الثلاثة وطرق الإصابة بما جاء في الصحابة ونخبة العلماء الأتقياء بما جاء في قصص الأنبياء وتأميل نهاية التقريب وتكميل التذهيب بالتذهيب جمع فيه بين تهذيب الكمال ومختصريه للذهبي وشيخنا وغيرها وهو كتاب حافل لو ضم إليه ما عند مغلطاي من الزوائد في مشايخ الراوي والآخذين عنه لكنه لم يصل إلى مكة وذيل على طبقات الحفاظ وأفرد زوائد الكمال الدميري من النسخة الأخيرة بحياة الحيوان على النسخة الأولى إلى غيرها مما أودع أسماءه في تصنيفه عمدة المنتحل وبلغه المرتجل كبشرى الورى مما ورد في حرا واقتطاف النور مما ورد في ثور والإبانة ما ورد في الجعرانة قرأتها عليه بمحالها من مكة وله بيتان وهما:

قالت حبيبة قلبي عندما نظـرت

 

دموع عيني على الخدين تستبق

في م البكاء وقد نلت المنى زمناً

 

فقلت خوف الفراق الدمع يندفق

ولم ينفك عن المطالعة والكتابة والقيام بما يهمه من أمر عياله واهتمامه بكثرة الطواف والصوم وحرصه على الاستمرار على الشرب من ماء زمزم بحيث يحمله معه إذا خرج من مكة غالباً وبره بأولاده وأقاربه وذوي رحمه مع سلامة صدره وسرعة بادرته ورجوعه وكثرة تواضعه وبذل همته مع من يقصده وامتهانه لنفسه وغير ذلك، وتصدى للإسماع فأخذ عنه الناس من سائر الآفاق الكثير وكنت ممن لقيته فحملت عنه في المجاورة الأولى الكثير بمكة وكثير من ضواحيها وبالغ في مدحي بما أثبته في المعجم وغيره وطالع في المجاورة الثانية كثيراً من تصانيفي حتى في مرض موته. ولم يلبث أن مات وأنا هناك في صبيحة يوم السبت سابع ربيع الأول سنة إحدى وسبعين وصلي عليه بعد صلاة العصر عند باب الكعبة ثم دفن بالمعلاة عند مصلب ابن الزبير رضي الله عنهما وكنت ممن شهد الصلاة عليه ودفنه والتردد إلى قبره بعد تفرقة الربعة بالمسجد أياماً. وهو في عقود المقريزي وأنه قرأ عليه الإمتاع وحصل منه نسخة بخط ولده الفاضل عمر وهما محدثا الحجاز كثيرا الاستحضار قال وأرجو أن يبلغ ابنه عمر في هذا العلم مبلغاً عظيماً لذكائه واعتنائه بالجمع والسماع والقراءة بارك الله له فيما آتاه انتهى. رحمه الله وإيانا ونفعنا به.
محمد شقيق الذي قبله ويدعى عطية. مضى فيه.
728 - محمد بن محمد بن محمد بن محمد بن عبد الله بن محمد بن عبد الله بن هادي السيد المحب أبو السعادات وأبو البركات بن العلاء بن العفيف الحسني الإيجي ثم المكي الشافعي الماضي أبوه وجده وأخوه عبيد الله ويعرف كأبيه بابن عفيف الدين. ولد قبل صبح سابع شعبان سنة أربعين وثمانمائة ونشأ فقرأ واشتغل ومات في رجب سنة ثمان وستين بمكة ودفن بالمعلاة عند جده ورؤيت له منامات صالحة أخبر بعضها أحمد بن أبي بكر بن أحمد بن موسى اليمني الأشعري مخدوعة رحمه الله وإيانا.
729 - محمد بن محمد بن محمد بن محمد بن عبد الله بن محمد النور بن النور بن العفيف ابن عم الذي قبله والماضي أبوه وجده. اشتغل وتميز وكان صالحاً ورعاً تجرد للعبادة وحج غير مرة وجاور ودخل مصر فتعلل بها ونزل بقبة البيمارستان فلما نشط توجه لدمياط فمات بها في طاعون سنة ثلاث وسبعين؛ وقد اجتمعت به في مكة والقاهرة وأخذ عني رحمه الله وإيانا.
730 - محمد بن محمد بن محمد بن محمد بن عبد الحميد بن إبرهيم الشرف بن الشمس بن الشرف بن الشمس بن الفخر بن البدر القرشي الطنبدي ثم القاهري الشافعي نزيل حارة عبد الباسط ويعرف بالشرف الطنبدي. ولد ظناً سنة ثماني عشرة وثمانمائة ونشأ فحفظ القرآن والمنهاج وجمع الجوامع وألفيتي الحديث والنحو وعرض على شيخنا والتفهني والبساطي وغيرهم وأخذ الفقه في عدة تقاسيم عن الشرف السبكي وكذا أخذ عن القاياتي والونائي والشمس البدرشي والبدر بن الخلال وسبط ابن اللبان بل والزين القمني والمجد البرماوي وفي العربية وغيرها عن ابن عمار وفي الحديث عن شيخنا قال أنه قرأ عليه الثلث من ابن الصلاح؛ وتميز وشارك في الفضائل واختص بقاضي الحنابلة البدر البغدادي وقرأ عنده الكثير من كتب الحديث كالشفا ونحوه وسافر معه إلى مكة سنة تسع وأربعين وتخلف عنه للمجاورة فدام سنين حتى رجع معه أيضاً حين حجته التالية لهذه وقرأ هناك على أبي الفتح المراغي والمحب المطري وكتب بخطه بمكة شرح المنهاج للزنكلوني نقله من خطه وكذا كتب غير ذلك قبله وبعده كالخادم للزركشي وباعه لشدة حاجته، وتزوج فاطمة ابنة البهاء المناوي أخت النور على الماضي بعد زوجها الولوي السفطي وانجمع بعد موت البدر الحنبلي عن الناس وقرر في مشيخة الحضور المتجدد بعد الظهر في الباسطية وتجرع فاقة زائدة مع فضيلة وتواضع وتودد ولم تزل فاقته تتزايد حتى مات في سنة ثلاث وتسعين رحمه الله وإيانا وعوضه الجنة.
731 - محمد بن محمد بن محمد بن محمد بن عبد الدائم فتح الدين أبو الفتح بن النجم القرشي الباهي القاهري الحنبلي الماضي أبوه. ذكره شيخنا في إنبائه فقال برع في الفنون واستقر في تدريس الحنابلة بالجمالية برحبة العيد، وكان عاقلاً صيناً كثير التأدب تام الفضيلة. مات في ليلة الجمعة رابع عشرى ربيع الأول سنة تسع عشرة بالطاعون عن بضع وثلاثين سنة رحمه الله.
 732 - محمد بن محمد بن محمد بن محمد بن عبد الرحمن بن عبد القادر الصدر بن الصلاح بن العزيز المليجي الأصل المنوفي المولد القاهري الشافعي نزيل سعيد السعداء ويعرف بالصدر المليجي. ولد على رأس القرن تقريباً بمنوف وحفظ المنهاج والحاوي وغيرهما وأخذ عن الولي العراقي والبيجوري وجماعة وقطن سعيد السعداء دهراً بدون تزوج، وكان خيراً تاركاً للغيبة غير ممكن أحداً منها بحضرته لم يعهد له أنه قبل من أحد شيئاً ولو قل مع الحرص الزائد والرغبة في الجمع بحيث يدور الأسواق بسبب التقاط ما يرى فيه غبطة رجاء لربح يحصل له فيه وكان يظن به لذلك مالية كبيرة فلم يوجد له كبير شيء بل صرح قبيل موته بيسير بأن عنده عشرين ديناراً ذهباً وفضة. مات في يوم الخميس مستهل صفر سنة تسع وسبعين بعد تعلله أشهراً وصلي عليه بالخانقاه وقت حضورها مع أنه كان نقل بعد موته منها إلى بيت وإرثه في باب القوس حتى خرجوا بنعشه ودفن من يومه بحوش صوفيتها رحمه الله وإيانا. ومما رأيت عندي أنني كتبته من نظمه:

لسان حال الرفع نادى لنـا

 

ما حل بي شق على الناظر

فإن يكن كسري أتى خفـية

 

لعل أن أجبر بالظـاهـر

733 - محمد بن محمد بن محمد بن محمد بن عبد الرزاق بن عيسى بن عبد المنعم بن عمران بن حجاج الضياء بن الصدر بن الشرف بن الصدر الأنصاري الصنهاجي الأصل السفطي المصري الشافعي الماضي أبوه. ولد في شوال سنة سبع وثمانين وسبعمائة وولي مشيخة رباط الآثار على شاطئ النيل بعد أبيه فأقام هناك دهراً حتى مات في ذي القعدة سنة خمس وأربعين، وكان خيراً فاضلاً مشهوراً بالخير والديانة سمع المسلسل على الزين العراقي والهيثمي والأبناسي والقدسي وعليهم مع المطرز بعض أبي داود وعلى الشهاب الجوهري سنن ابن ماجة ثم سمع على خلد الآثاري بقراءة الزين رضوان منتقى من جزء هلال الحفار وغيره واستقر بعده في المشيخة الشمس محمد بن أحمد بن محمد الآثاري الماضي.
734 - محمد بن محمد بن محمد بن محمد بن عبد السلام بن محمد بن روزبة الشمس الملقب بالمقبول ابن الشمس بن الشيخ فتح الدين أبي الفتح بن تقي الكازروني المدني الشافعي الماضي أخوه أحمد وذاك الأكبر وأبوهما ويعرف كسلفه بابن تقي. ولد في رمضان سنة إحدى وسبعين ونشأ فحفظ القرآن وأربعي النووي والحاوي والمنهاج الأصلي وألفية النحو وعرض على جماعة وسمع على جده أبي الفتح وأبي الفرج المراغي والشهاب الأبشيطي ثم حسين الفتحي والبدر حسن المرجاني والقاضي المحيوي الحنبلي واشتغل بالفقه والعربية وغيرهما ومن شيوخه الشمس البلبيسي أخذ عنه الفقه وأصوله والعربية والفرائض والحساب وبه انتفع وكذا أخذ في الفقه عن السيد السمهودي وأخذ أيضاً قليلاً عن التقي بن قاضي عجلون حين اجتيازه للحج وقرأ البخاري على النور بن قريبة المحلي حين إقامته بالمدرسة المزهرية وحضر عنده غير ذلك بل لحضر قبل عند الشرف عبد الحق السنباطي وعرض عليه بعض محافيظه وبعد على أبي الفضل بن الإمام الدمشقي ولازم الشمس البسكري في العربية وسمع مني في المجاورة الأولى بالمدينة ثم لازمني في الثانية حتى قرأ الشفا والموطأ وغيرهما وسمع الكثير بحثاً من شرحي على الألفية والتقريب وكتب بخطه المقاصد الحسنة، وهو من خيار فضلاء المدينة مع حسن فهم ومشاركة سيما في الفقه.
محمد بن محمد بن محمد بن محمد بن عبد العزيز بن أبي الحسن كريم الدين أبو الطيب بن روق الموقع. في الكنى.
735 - محمد بن محمد بن محمد بن محمد بن عبد المؤمن السيد الشمس بن المحب بن الشمس الدمشقي الحصني الأصل الماضي أبوه حفيد أخي التقي أبي بكر الحصني الآتي في الكنى. قدم القاهرة فاشتغل كثيراً وتميز ومن شيوخه إمام الكاملية وكذا سمع مني وخلف والده في سنة تسع وثمانين في المشيخة وكثر الثناء عليه سيما في القيام بالمعروف ولذا تعدى بعضهم بشكواه بحيث طلب هو والتقي بن قاضي عجلون وقدما القاهرة في سنة أربع وتسعين وكان ما حكيته في حوادثها.
 736 - محمد بن العز بن محمد بن محمد بن محمد بن عثمان بن صلح بن رسول الأماسي - بهمزة ثم ميم مفتوحتين وبعد الألف سين مهملة - الدمشقي الحنفي قال أنه سمع من أبيه يعنيى المتوفي سنة ثمان وتسعين والراوي عن الحجار والمذكور في معجم شيخنا وإنبائه مع ضبط نسبته، أجاز لي على يد البرهان العجلوني وقال أنه كان يحفظ نكتاً وجملة من التاريخ وأنه رأى شيخه ابن ناصر الدين يكرمه وكانت إجازته في سنة خمسين والظاهر أنه مات قريب ذلك.
محمد بن محمد بن محمد بن محمد بن علي بن عبد الله بن علي أبو عبد الله رئيس المؤذنين بمكة. يأتي في الكنى.
737 - محمد بن محمد بن محمد بن محمد بن علي بن عمر بن حسين أصيل الدين أبو اليسر بن المحب أبي الطيب بن الشمس الأسيوطي الأصل القاهري الشافعي سبط الجمال مغلطاي الناصري صاحب الجمالية القديمة والماضي أبوه. ولد في شعبان سنة ست وستين وثمانمائة بالقاهرة ونشأ بها في كنف أبيه فحفظ القرآن وأربعي النووي ومنهاجه وألفية النحو وجمع الجوامع وعقيدة الغزالي وعرض علي مع الجماعة وأخذ المنهاج عن الجوجري وفي التقسيم عند الشمس الأبناسي الضرير وأخذ عن الكمال بن أبي شريف وغيره وكتب على يس فأجاد بحيث يستعين به والده في كثير من المكاتيب واستقر ناظراً على مدرسة جده مع جهات من وظائف ومباشرات وغيرها وشارك الأخ ثم ابنيه في خزن كتب الباسطية وحج وزوجه أبوه وربما تعب من جهته بحيث استعان بتمراز في ضربه وأظن حاله صلح بعد موته.
738 - محمد بن محمد بن محمد بن محمد بن علي بن محمد بن إبراهيم بن عبد الخالق الشمس أو المحب أبو الطيب بن أبي القسم بن أبي عبد الله النويري الأصل القاهري المالكي الماضي أبوه وجده وهو بكنيته أشهر ويعرف بابن أبي القسم النويري. ولد سنة سبع واربعين وثمانمائة تقريباً بالقاهرة ونشأ بها فحفظ القرآن والتهذيب لأبي سعيد البرادغي وهو مختصر المدونة في أربعة أجزاء والمختصر للشيخ خليل وألفيتي الحديث والنحو وألفية والده في النحو والصرف والعروض والقافية المسماة بالمقدمات ومختصره في العروض والشاطبيتين والنخبة لشيخنا والمختصر الأصلي لابن الحاجب والتلخيص وغيرها وعرض في سنة إحدى وستين فما بعدها على العلم البلقيني والمحلي والمناوي والأقصرائي والشمني والكافياجي والعز الحنبلي وآخرين وأجاز له البوتيجي وسعد بن الديري والعز الحنبلي ومحمود الهندي الخانكي في آخرين وأخذ عن التقي الحصني والسنهوري وغيرهما وقرأ على الجوجري شرح الألفية لابن عقيل وتميز في فنون وصار على طريقة حسنة وحج في البحر وأخذ عني في المجاورة ألفية العراقي أو أكثرها وكتب عني ما أمليته هناك وكذا قرأ على المحيوي عبد القادر القاضي في توضيح ابن هشام وغيره وعلى ابن أبي اليمن في ابن الحاجب الفرعي وغيره وطائفة وكان قوي الحافظة حسن الفاهمة، ولا زال يترقى في الخير بحيث صار يدرس وربما أفتى وتنزل في سعيد السعداء والجيعانية وغيرهما وكان يرتفق بفائض وقف مدرسة أبيه، كل ذلك مع كثرة الأدب والتودد. مات في ليلة الخميس تاسع رمضان سنة ثلاث وسبعين مطعوناً وصلي عليه من الغد ودفن بحوش سعيد السعداء عوضه الله الجنة.
739 - محمد بن محمد بن محمد بن محمد بن علي بن يوسف بن علي بن عثمان أبو الخير القنبشي المصري نزيل مكة ويعرف بابن الخطيب. مات بمكة في المحرم سنة اثنتين وخمسين ودفن بالقرب من الفضيل بن عياض. أرخه ابن فهد، وكان قارئ الحديث بين يدي أبي البقاء بن الضياء بالمسجد الحرام.
 740 - محمد بن محمد بن محمد بن محمد بن علي بن يوسف فتح الدين أبو الفتح بن الشمس بن الجزري الشافعي الماضي أبوه وأخوه أحمد ويعرف بابن الجزري. ولد في ثاني ربيع الأول سنة سبع وسبعين وسبعمائة بدمشق وأحضره أبوه على ابن أميلة والصلاح بن أبي عمر وابن الهبل وإبرهيم بن أحمد السكندري في آخرين وأسمعه على عبد الوهاب بن السلار بل قرأ عليه الفاتحة للسبع وابن المحب وابن عوض وابن محبوب وخلق كالسويداوي، وحفظ القرآن وهو ابن ثمان سنين والشاطبيتين والهداية نظم أبيه والتنبيه وألفيتي الحديث والنحو ومنهاجي البيضاوي والبلقيني وهو في أصول الدين والتلخيص وعرض على أئمة الوقت وتلا على العسقلاني وأبيه وغيرهما وتفقه بالبلقيني والأبناسي وأذن له في الإفتاء والتدريس، ذكره أبوه في طبقات القراء مطولاً وكذا ذكره شيخنا في إنبائه وقال: نزيل بلاد الروم ثم دمشق وباشر بها الأتابكية إلى أن مات مطعوناً في صفر سنة أربع عشرة وعاش أبوه بعده دهراً، وكان جيد الذهن يستحضر كثيراً من الفقه ويقرئ بالروايات ويخطب جيداً وقد رأيته بالقاهرة وكان قد تسحب من أبيه لما توجه لبلاد الروم ثم حضر إلى القاهرة برسالة ابن عثمان بسبب المدرسة الصلاحية وكانت مع والده فوثب عليها بعده القمني فنازعه فتعصب للقمني جماعة فغلب ابن الجزري فنازع الجلال بن أبي البقاء في تدريس الأتابكية ونظرها ولم يزل إلى أن فوضها له بزعمه ثم تصالحا وفوضها له باختياره وباشرها حتى مات، وقال ابن حجي: كان ذكياً جيد الذهن يستحضر التنبيه ويقرأ بالروايات أخذ ذلك عن أبيه وعن صدقة الضرير يعني فقيه وغيرهما ولم يكمل الأربعين رحمه الله.
741 - محمد أبو الخير بن الجزري شقيق الذي قبله. ولد في سنة تسع وثمانين وسبعمائة بالمشهد المعروف بمشامش من أرض جلجولية وأحضره أبوه على جماعة بل أسمعه على التنوخي والسويداوي بالقاهرة وعلى ابن أبي المجد وأبي هريرة بن الذهبي بدمشق وقدم على أبيه وهو بالروم سنة إحدى وثمانمائة فصلى بالقرآن هناك وحفظ المقدمة والطيبة والجوهرة من تصانيف أبيه وأخذ عن أبيه القراآت وذكره في طبقات القراء، وما علمت الآن وقت وفاته.
742 - محمد بن محمد بن محمد بن محمد بن علي بن يوسف أبو الجود وأبو الطيب بن أبي البركات الغراقي الأصل القاهري الصحراوي الشافعي الماضي أبوه وعماه. ممن سمع ختم البخاري بالظاهرية القديمة وتكسب بالشهادة عند قنطرة الموسكي وانصلح حاله بالنسبة لما تقدم.
734 - محمد بن محمد بن محمد بن محمد بن علي بن الزين أبي بكر الخوافي الماضي، قدم معه القاهرة في سنة أربع وعشرين فاجتمع بشيخنا وقال له عقب قوله لأبيه ما سبق في ترجمته:

أيا ملك العلى شمس المعالـي

 

ضياؤك للورى كاف ووافـي

بنورك قد تجوهر كل خـصـم

 

بعارض جودك ارتوت الفيافي

ينظمك قد نثرت من الـلآلـي

 

على الآفاق واظهرت الخوافي

بقيت لمحور الإسلام قـطـبـاً

 

بذاتك قائم كـل الـعـوافـي

744 - محمد بن محمد بن محمد بن محمد بن عمر بن وجيه الجلال بن العز بن الجلال بن الفتح بن السراج الشيشيني المحلي الشافعي الماضي أبوه وجده وجد أبيه. ممن ناب في عدة بلاد من المحلة حين تركها والده لما كف عن الزين زكريا في سنة تسع وثمانين.
محمد بن محمد بن محمد بن محمد بن محمد بن عبد الله بن فهد. أخوان أحدهما عمر مضى والآخر أبو زرعة يأتي في الكنى.
745 - محمد معز الدين أبو التقي هبة الرحمن أخو اللذين قبله. ولد في المحرم سنة أربع وأربعين بمكة ومات بها في ذي القعدة سنة ثلاث وخمسين قبل إكمال عشر سنين.
 746 - محمد بن محمد بن محمد بن محمد بن محمد بن عطاء الله بن عواض بن نجا التاج ابن النجم بن الكمال بن الجمال بن الشمس القرشي الزبيري السكندري المالكي ويعرف كسلفه بابن التنسي. ولد في سنة خمسين وسبعمائة وأسمع على محمد بن أحمد بن هبة الله بن البوري جامع الترمذي ومن أوله إلى القراءة في الصبح على العماد بن أبي الليث السكندري وعلى خليل المالكي الموطأ ليحيى بن يحيى بفوت وناب في قضاء بلده وكان كل من أبيه وجده وجد أبيه قضاته، وحدث روى لنا عنه الموفق الأبي وأبو حامد بن الضياء والصلاح الحكري وآخرون وممن سمع منه الحافظ ابن موسى وقال إنه حضر في الثانية سنة ست وخمسين وكذا رأيت من قال أنه حضر في الثانية في جمادى الأولى سنة ست وخمسين بإسكندرية على الوجيه عبد الرحمن بن مكي بن إسمعيل بن مكي الزهري أربعة مجالس من أمالي أبي القسم بن بشران بإجازته العامة من أبي إسحق الكاشغري أنابها أبو الفتح بن البطي بسنده، وذكره شيخنا في معجمه فقال أجاز لي في استدعاء أولادي ومات سنة تسع عشرة وأظن النجم زيادة وأن والده الكمال بدون واسطة بينهما وهو الذي اقتصر عليه ابن موسى وقد ترجمت الكمال بهامش الدرر لأن شيخنا أغفله منها، وهو في عقود المقريزي.
747 - محمد بن محمد بن محمد بن محمد بن محمد بن محمد بن محمد بن محمد بن محمد بن محمد أمين الدين الدمشقي الشافعي أخو أحمد الماضي ويعرف بابن الأخصاصي. ولد في سادس عشرى جمادى الثانية سنة ست عشرة وثمانمائة وتميز في السلوك وجلس في زاوية بدمشق لتربية المريدين وإغاثة الملهوفين وإنزال الواردين وصارت له جلالة ووجاهة وكلمة مقبولة وكتب على بعض الاستدعاآت في سنة ست وخمسين مات في حادي عشر جمادى الثانية سنة سبع وخمسين ودفن بمقبرة الباب الصغير رحمه الله وإيانا.
748 - محمد بن محمد بن محمد بن محمد بن محمد بن محمد بن محمد بن الإمام حجة الإسلام أبي حامد محمد بن محمد بن محمد المحيوي أبو حامد الطوسي الغزالي الشافعي. قدم من بلاده إلى حلب في رمضان سنة ثلاثين بعد دخوله الشام قديماً وسمع فيها من ابن أميلة وحدث عنه الآن بحلب، ووصفه حافظها البرهان والعلاء بن خطيب الناصرية بالعلم والدين وأنه قال لهما أن جده الثامن هو الغزالي زاد ثانيهما رأيت أتباعه وتلامذته يذكرون عنه علماً كثيراً وزهداً وورعاً وأنه معظم في بلاده من بيت علم ودين وأخبر بعض الطلبة عنه أنه حج مراراً منها مرة ماشياً على قدم التجريد قال وبلغني أنه رأى ملك الموت فسأله حتى يموت فقال له في العشر فلم يدرأى عشر فاتفق أنه مات في العشر الأخير من رمضان يوم السبت ثاني عشرية سنة ثلاثين المذكورة بحلب وكانت جنازته مشهودة وذكره شيخنا في أنبائه وقال أخذ عنه إبراهيم بن الزمزمي المكي يعني التصريف كما تقدم في ترجمته.
749 - محمد بن محمد بن محمد بن محمد بن محمد بن محمد بن محمد بن محمد بن محمد البدر أبو البقاء الأنصاري السخاوي المليجي الأصلي القاهري الشافعي سبط الحسني لكون أبي أمه التي هي ابنة للقاضي المجد إسماعيل الحنفي كان شريفاً وهو سبط المجد أيضاً ويعرف بالبدر الأنصاري. ولد في ليلة السبت حادي عشر جمادى الأولى سنة عشر وثمانمائة بالقاهرة ونشأ بها فحفظ القرآن وأقبل على الاشتغال حين قارب البلوغ وأدرك الشهاب الطنتدائي فأخذ عنه وانتفع بالشرف السبكي في الفقه وبأبي الجود في الفرائض وبشيخنا ابن خضر فيهما وفي العربية في آخرين وسمع على شيخنا اليسير ثم معنا على الرشيدي ونحوه وتكسب بالشهادة وقتاً وتنزل في سعيد السعداء وغيرها وأقرأ ولد الشهاب الشطنوفي وغيره وكان بارعاً في الحساب والفرائض مشاركاً في الفقه والعربية وغيرهما كثير الأسقام متقللاً من الدنيا قانعاً باليسير منجمعاً متودداً ذا نظم وسط ونثر وتصانيف منها شرح تنقيح اللباب والرحبية، كتبت عنه من نظمه أشياء منها قوله:

لقد تعجبت ممن يحتمي زمـنـاً

 

عن الطعام لخوف الداء والوجع

وليس ذا حمية عن ذنبـه أبـداً

 

خوفاً من النار والتوبيخ والفزع

مات في يوم الأحد ثاني عشر رجب سنة تسع وستين رحمه الله وإيانا.
 750 - محمد بن محمد بن محمد بن محمد بن محمد بن محمد بن محمد بن محمد النجم النوبي ثم الأزهري الشافعي الفقيه ويعرف بالبديوي. مات في جمادى الأولى سنة تسع وسبعين وصلي عليه بجامع الحاكم وقد قارب الثمانين أو جازها بيسير وكان قد حفظ المنهاج والألفية والشاطبيتين وعرض على جماعة واشتغل يسيراً وقرأ القراآت على الشهاب بن هاشم رفيقاً لابن أسد وكان ذاكراً لها مستحضر للشاطبية ولأكثر كتبه إلى آخر وقت وتصدى لتعليم الأبناء دهراً وقرأ عليه جمع حافل لم ينبل منهم كبير أحد وكان ساكناً من صوفية البيبرسية والصلاحية رحمه الله وإيانا.
751 - محمد بن محمد بن محمد بن محمد بن محمد بن محمد بن محمد العلاء أبو عبد الله البخاري العجمي الحنفي وسماه بعضهم علياً وهو غلط. ولد سنة تسع وسبعين - وسبعمائة - ونقل عن ابن قاضي شهبة أنه فيما قاله له في حدود سنة سبعين - ببلاد العجم ونشأ بها فأخذ عن أبيه وخاله العلاء عبد الرحمن والسعد التفتازاني في آخرين وارتحل في شبيبته إلى الأقطار في طلب العلم إلى أن تقدم في الفقه والأًصلين والعربية واللغة والمنطق والجدل والمعاني والبيان والبديع وغيرها من المعقولات والمنقولات وترقى في التصوف والتسليك ومهر في الأدبيات، وتوجه إلى بلاد الهند فقطن كلبرجا منها ونشر بها العلم والتصوف وكان ممن قرأ عليه ملكها وترقى عنده إلى الغاية لما وقر عنده من علمه وزهده وورعه، ثم قدم مكة فجاور بها وانتفع به فيها غالب أعيانها ثم قدم القاهرة فأقام بها سنين وانثال عليه الفضلاء من كل مذهب وعظمه الأكابر فمن دونهم بحيث كان إذا اجتمع معه القضاة يكونون عن يمينه وعن يساره كالسلطان وإذا حضر عنده أعيان الدولة بالغ في وعظهم والإغلاظ عليهم بل ويراسل السلطان معهم بما هو أشد في الإغلاظ ويحضه عن إزالة أشياء من المظالم مع كونه لا يحضر مجلسه وهو مع هذا لا يزداد إلا إجلالاً ورفعة ومهابة في القلوب وكان من ذلك سؤاله في أثناء سنة إحدى وثلاثين في إبطال إدارة المحمل حسماً لمادة الفساد الذي جرت العادة بوقوعه عند إرادته فأمر بعقد مجلس عند العلاء في ذلك فكان من قول شيخنا ينبغي أن ينظر في سبب إدارته فيعمل بما فيه المصلحة منها ويزال ما فيه المفسدة وذلك أن الأصل فيها إعلام أهل الآفاق بأن طريق الحجاز من مصر آمنة ليتأهب للحج منه من يريده لا يتأخر لخشية خوف انقطاع طريقه كما هو الغالب في طريقه من العراق فالإدارة لعلها لا بأس بها لهذا المعنى وما يترتب عليها من المفاسد إزالته ممكنة واتفق في هذا المجلس إجراء ذكر ابن عربي وكان ممن يقبحه ويكفره وكل من يقول بمقاله وينهى عن النظر في كتبه فشرع العلاء في إبراز ذلك ووافقه أكثر من حضر إلا البساطي ويقال أنه إنما أراد إظهار قوته في المناظرة والمباحثة له وقال إنما ينكر الناس عليه ظاهر الألفاظ التي يقولها وإلا فليس في كلامه ما ينكر إذا حمل لفظه على معنى صحيح بضرب من التأويل وانتشر الكلام بين الحاضرين في ذلك قال شيخنا وكنت مائلاً مع العلاء وأن من أظهر لنا كلاماً يقتضي الكفر لا نقره عليه؛ وكان من جملة كلام العلاء الإنكار على من يعتقد الوحدة المطلقة ومن جملة كلام المالكي أنتم ما تعرفون الوحدة المطلقة، فبمجرد سماع ذلك استشاط غضباً وصاح بأعلى صوته أنت معزول ولو لم يعزلك السلطان يعني لتضمن ذلك كفره عنده بل قيل أنه قال له صريحاً كفرت كيف يعذر من يقول بالوحدة المطلقة وهي كفر شنيع واستمر يصيح وأقسم بالله أن السلطان إن لم يعزله من القضاء ليخرجن من مصر فأشير على البساطي بمفارقة المجلس إخماداً للفتنة وبلغ السلطان ذلك فأمر فإحضار القضاة عنه فحضروا فسئلوا عن مجلس العلاء فقصه كاتب السر وهو ممن حضر المجلس الأول بحضرهم ودار بين شيخنا والبساطي في ذلك بعض كلام فتبرأ البساطي من مقالة ابن عربي وكفر من يعتقدها وصوب شيخنا قوله فسأل السلطان شيخنا حينئذ ماذا يجب عليه وهل تكفير العلاء له مقبول وماذا يستحق العزل أو التعزير فقال شيخنا لا يجب عليه شيء بعد اعترافه بما وقع وهذا القدر كاف منه وانفصل المجلس وأرسل السلطان يترضى العلاء ويسأله في ترك السفر فأبى فسلم له حاله وقال يفعل ما أراد ويقال أنه قال للسلطان أنا لا أقيم في هذه الممالك إلا بشروط ثلاث عزل البساطي ونفي خليفة يعني نزيل بيت المقدس وإبطال مكس قطيا. وبلغنا أنه خرج من القاهرة غضباً إما في هذه الواقعة أو غيرها لدمياط ليسافر منها فبرز البرهان الأبناسي والقاياتي والونائي وكلهم ممن أخذ عنه إليها حتى رجعوا به وكان قبل بيسير في السنة بعينها وصل إليه بإشارته من صاحب كلبرجا المشار إليها ثلاثة آلاف شاش أو أكثر ففرق منها ألفاً على الطلبة الملازمين له من جملتها مائة للصدر بن العجمي ليوفي بها دينه وتعفف بعضهم كالمحلي عن الأخذ بل فرق ما عينه العلاء له منها وهو ثلاثون شاشاً على الفقراء وامتنع العلاء من إعطاء بعض طلبته كالسفطي مع طلبه منه بنفسه ولم يدخر

لنفسه منها شيئاً وعمل وليمة للطلبة في بستان ابن عنان صرف عليها ستين ديناراً، ثم بعد ذلك سنة أربع وثلاثين أو قبلها تحول إلى دمشق فقطنها وصنف رسالته فاضحة الملحدين بين فيها زيف ابن عربي وقرأها عليه شيخنا العلاء القلقشندي هناك في شعبان سنة أربع وثلاثين ثم البلاطنسي وآخرون وكذا اتفقت له حوادث بدمشق منها أنه كان يسأل عن مقالات التقي بن تيمية التي انفرد بها فيجيب بما يظهر له من الخطأ فيها وينفر عنه قلبه إلى أن استحكم أمره عنده فصرح بتبديعه ثم تكفيره ثم صار يصرح في مجلسه بأن من أطلق على ابن تيمية أنه شيخ الإسلام فهو بهذا الإطلاق كافر واشتهر ذلك فانتدب حافظ الشام الشمس بن ناصر الدين لجمع كتاب سماه الرد الوافر على من زعم أن من أطلق على ابن تيمية أنه شيخ الإسلام كافر جمع فيه كلام من أطلق عليه ذلك من الأئمة الأعلام من أهل عصره من جميع أهل المذاهب سوى الحنابلة وذلك شيء كثير وضمنه الكثير من ترجمة ابن تيمية وأرسل منه نسخة إلى القاهرة فقرظه من أئمتها شيخنا والعلم البلقيني والتفهني والعيني والبساطي بما هو عندي في موضع آخر فكان مما كتبه البساطي وهو رمي معذور ونفث مصدور هذه مقالة تقشعر منها الجلود وتذوب لسماعها القلوب ويضحك إبليس اللعين عجباً بها ويشمت وينشرح لها أباده المخالفين ونسبت ثم قال له لو فرضنا أنك اطلعت على ما يقتضي هذا من حقه فما مستندك في الكلام الثاني وكيف تصلح لك هذه الكلية المتناولة لمن سبقك ولمن هو آت بعدك إلى يوم القيامة وهل يمكنك أن تدعي أن الكل اطلعوا على ما اطلعت أنت عليه وهل هذا إلا استخفاف بالحكام وعدم مبالاة ببنى الأنام والواجب أن يطلب هذا القائل ويقال له لم قلت وما وجه ذلك فإن أتى بوجه يخرج به شرعاً من العهدة كان والأبرح به تبريحاً يرد أمثاله عن الإقدام على أعراض المسلمين انتهى. وكتب العلاء مطالعة إلى السلطان يغريه بالمصنف وبالحنابلة وفيه ألفاظ مهملة هو عندي مع كتاب قاضي الشام الشافعي الشهاب بن محمرة؛ وفي شرح القصة طول وبلغنا عن أبي بكر بن أبي الوفا أن جنية كانت تابعة العلاء وكانت تأتيه في شكل حسن وتارة في شكل قبيح فتتزيا له من بعيد وهو مع الناس وأنه التمس منه كتابة تحصين ونحوه لمنعها فكتب له أشياء ولازمها فاستفاد منها أكثر مما كتب له غيره قال ولم أنزل عندك ولا أكلت طعامك إلا لأنه بلغني عنك الحجب قال ولم أعلم بذلك أحداً سواك واستكتمنيه فلم أذكره لأحد حتى مات وكان العلاء يكون مع الناس فتتراءى له فيغمض عينيه ويقرأ ذاك التحصين سراً ويغيب عن الناس فيظن أنه خشوع وتلاوة وذكر ثم لم يتفق حجبها بالكلية إلا على يد إبرهيم الأدكاوي كما أسلفته في ترجمته وقد تكرر اجتماع العز القدسي معه ببيت المقدس وبحث معه في أشياء أولها في كفر ابن عربي أهو مطابقة والتزام واتفقا على الثاني بعد أن كان العلاء على الأول وأنكر العز عليه تحفيه في حرم الأقصى محتجاً بأن كعب الأحبار دخله يمشي حبواً فانحل عن المداومة على ذلك. ومن محاسن كلامه قوله لابن الهمام لما دخل عليه مرة وعنده جماعة من مريديه وجلس في حشي الحلقة قم فاجلس هنا يعني بجانبه فإن هذا ليس بتواضع لكونك في نفسك تعلم أن كل واحد من هؤلاء يجلك ويرفعك إنما التواضع أن تجلس تحت ابن عبيد الله بمجلس السلطان أو نحو هذا. وكان شديد النفرة ممن يلي القضاء ونحوه ولكن لما ولي منهم الكمال بن البارزي قضاء الشام وكان العلاء حينئذ بها سر وقال الآن أمن الناس على أموالهم وأنفسهم ولما اجتمع به ابن رسلان في بيت المقدس عظمه جداً في حكاية أسلفتها في ترجمته. وقد ذكره شيخنا في أنبائه فقال كان من أهل الدين والورع وله قبول عند الدولة وأقام بمصر مدة طويلة وتلمذ له جماعة وانتفعوا به، وكان يتقن فن المعاني والبيان ويذكر أنه أخذه عن التفتازاني ويقرر الفقه على المذهبين ثم تحول إلى دمشق فاغتبطوا به وكان كثير الأمر بالمعروف. ومات بها كما قرأته بخط السيد التاج عبد الوهاب الدمشقي في صبيحة يوم الخميس ثالث عشرى رمضان سنة إحدى وأربعين بالمزة ودفن بسطحها وأرخه العيني في ثاني الشهر وقال أنه كان في الزهد على جانب عظيم وفي العلم كذلك وبعضهم في خامسه وقال أنه لم يخلف بعده مثله في تفننه وورعه وزهده وعبادته وقيامه في إظهار الحق والسنة وإخماده للبدع ورده

لأهل الظلم والجور قال بعضهم أنه حج ورجع مع الركب الشامي سنة اثنتين وثلاثين إلى دمشق فانقطع بها ولازمه الشهاب بن عرب شاه حتى مات، وقال المقريزي في عقوده: كان يسلك طريقاً من الورع فيسمج في أشياء يحمله عليها بعده عن معرفة السنن والآثار وانحرافه عن الحديث وأهله بحيث كان ينهى عن النظر في كلام النووي ويقول هو ظاهر ويحض على كتب الغزالي وأغلق أبواب المسجد الحرام بمكة مدة حجه فكانت لا تفتح إلا أوقات الصلوات الخمس ومنع من نصب الخيام وإقامة الناس فيه أيام الموسم وأغلق أبواب مقصورة الحجرة النبوية ومنع كافة الناس من الدخول إليها وكان يقول: ابن تيمية كافر وابن عربي كافر فرد فقهاء الشام ومصر قوله في ابن تيمية وجمع في ذلك المحدث ابن ناصر الدين مصنفاً انتهى. رحمه الله وإيانا.
752 - محمد بن محمد بن محمد بن محمد بن محمد بن محمد بن محمود جلال الدين أبو البقاء بن أثير الدين بن المحب بن الشحنة الحلبي الشافعي أخو لسان الدين أحمد وحسين الماضيين والآتي أبوه وجده قريباً ويعرف كسلفه بابن الشحنة. ممن نشأ فحوله جده عن مذهبهم وأضافه لمذهب الشافعي ليكون قاضي حلب ويستريح من مناكدة قضاة الشافعية لهم فأجيب واستقر في القضاء بها سنة اثنتين وستين وحصل له جده الخادم وغيره من كتب المذهب ولم يعلم له كبير اشتغال وصرف عنه غير مرة، وقدم القاهرة قبل ذلك وبعده مراراً حتى كانت منيته بها بعد تعلل طويل معزولاً في يوم الجمعة عاشر شوال سنة اثنتين وتسعين ودفن بتربة جده وهو ممن سمع معي في بيت المقدس حين كان مع جده فيه على الجمال بن جماعة والتقي القلقشندي وغيرهما وحج، وكان ذا شكالة وهيئة غير محمود في دينه ولا معاملاته عفا الله عنه وإيانا.
753 - محمد بن محمد بن محمد بن محمد بن محمد بن محمود أثير الدين بن المحب بن الشحنة الحلبي الحنفي والد الذي قبله وولد الآتي بعده وسبط العلاء بن خطيب الناصرية، أمه خديجة ويعرف كسلفه بابن الشحنة. ولد في ثامن عشرى صفر سنة أربع وعشرين وثمانمائة بحلب ونشأ بها فقرأ القرآن عند محمد الأعزازي وغيره وحفظ العمدة والوقاية والمنار والملحة وعرض بعضها على البرهان الحلبي بل سمع عليه أشياء وكذا قرأ على البدر بن سلامة بعض محفوظاته، وأخذ عن أبيه وناب عنه في القضاء ببلده من سنة تسع وثلاثين وعن جده لأمه في خطابة الجامع الكبير بها أيضاً ثم استقل بالقضاء في عاشر المحرم سنة ست وخمسين إلى أن تركه لولده لسان الدين ثم عاد إليه بعد موته وكذا استقل بالخطابة قبل ذلك بل باشر غيرهما من الوظائف كنظر جيشها وقلعتها ومن التداريس بعضها وقدم الديار المصرية على أبيه غير مرة وحج معه وكثرت مخالطتي له فيها بل وفي بلده وسمعت خطبته بها. وهو حسن الشكالة جيد التصور كثير التودد خير من أخيه عبد البر ولكن ذاك أفضل في الجملة مع سكون هذا وتواضعه وأدبه. مات في جمادى الأولى سنة ثامن وتسعين بحلب.
 754 - محمد بن محمد بن محمد بن محمد بن محمد خير الدين أبو الخير بن الجلال العباسي الخانكي الشافعي المقرئ أحد صوفية الخانقاه ورفيق قريش الضرير وصهره على عمته والآتي أبوه. ولد في سنة خمس وأربعين بخانقاه سرياقوس ونشأ بها فحفظ القرآن وأخذ في الفقه وغيره عن الونائي الخانكي وغيره ثم لازم عبد الحق السنباطي ويس وأخذ القراآت عن الزين جعفر السنهوري وتميز فيها مع إلمام بفروع العبادات ونحوها ولازمني في أشياء دراية ورواية ومما سمعه مني في يوم عيد الفطر سنة خمس وتسعين مسلسل العيد، وفهم مع خير وتقلل ورغبة في خدمة الصالحين وخطب بالمدرسة الجزمانية وغيرها.
755 - محمد بن محمد بن محمد بن محمد بن محمود بن الشهاب غازي بن أيوب بن حسام الدين محمود شحنة حلب بن الختلو بن عبد الله المحب أبو الفضل بن المحب أبي الوليد بن الكمال أبي الفضل بن الشمس أبي عبد الله الثقفي الحلبي الحنفي الآتي أبوه والد الماضي قريباً وعبد البر الماضي ويعرف كسلفه بابن الشحنة. ولد كما حققه في رجب سنة أربع وثمانمائة وأمه واسمها من ذرية موسى الذي كان حاجب حلب وبنى بها مدرسة ثم ولي نيابة البيرة قلعة الروم ومات بالبيرة في سنة خمسين وسبعمائة. وكان مولد المحب بحلب ونشأ بها فقرأ عند الشمس الغزي وسافر مع والده إلى مصر قبل استكماله عشر سنين فقرأ في اجتيازه بدمشق عند الشهاب البابي وفي القاهرة عند البرديني وكتب على ابن التاج وعبد الله الشريفي يسيراً ثم عاد إلى حلب فأكمل بها القرآن عند العلاء الكلزي وحفظ في أصول الدين عمدة النسفي وغيرها وفي القراآت الطيبة لابن الجزري وفي علوم الحديث والسيرة ألفيتي العراقي وفي الفقه المختار ثم الوقاية وفي الفرائض الياسمينية وفي أصول الفقه المنار وفي النحو الملحة والالفية والشذور وبعض توضيح ابن هشام وألفية ابن معطى وفي المنطق تجريد الشمسية وفي المعاني والبيان التلخيص إلى غيرها من مناظيم أبيه وغيرها حسبما قاله لي بزيادات وأنه كان آية في سرعة الحفظ بحيث أنه حفظ ألفية الحديث في عشرة أيام ورام فعل ذلك في ألفية النحو فقرأ نصفها في نصف المدة وما تيسر له في النصف الثاني ذلك، وعرض بعض محافيظه على عمه أبي البشري والعز الحاضري والبدر بن سلامة وكتب له فيما قاله لي:

سمح الزمان بمثله فأعجب له

 

إن الزمان بمثله لـشـحـيح

فالأصل ذاك والخلال حمـيدة

 

والذهن صاف واللسان فصيح

وأخذ عن الأخيرين في الفقه وعظم انتفاعه بثانيهما وقرأ عليه في أصلي الديانة والفقه وفي المنطق تجريد الشمسية كما أخذه عن مؤلفه أحمد الجندي واشتدت عنايته بملازمته وعنهما أخذ العربية وكذا عن عمه وآخرين كالشهاب بن هلال قرأ عليه الحاجبية قال وكان يتوقد ذكاءً غير أنه كان ممتحناً بابن عربي ولذا ما مات حتى اختل عقله، ولازم البرهان حافظ بلده في فنون الحديث وحمل عنه أشياء بقراءته وقراءة غيره وتخرج به قليلاً وضبط عنه فوائد وقال أنه كان يصرفه عن الاشتغال بالمنطق ويقول له كان جدك الكمال يلوم ولده والدك على توسعه فيه. وصاهر العلاء بن خطيب الناصرية فانتفع به وكتب عنه أشياء وكذا أخذ القليل عن شيخنا حين قدومه عليهم في سفرة آمد بعد أن كان راسله في سنة ثمان وعشرين يستدعي منه الإجازة قائلاً في استدعائه:

وإذ عاقت الأيام عن لثم تربكم

 

وضن زماني أن أفوز بطائل

كتبت إليكم مستجيزاً لعلنـي

 

أبل اشتياقي منكم بالرسـائل

وفي هذه السنة أجاز له من بعلبك البرهان بن المرحل ومن القاهرة الشهاب الواسطي والشهاب المعروف بالشاب التائب وسمع في بلده من الشهابين أبي جعفر بن العجمي وابن السفاح وأبي الحسن علي بن محمد بن إبرهيم الشاهد وست العرب ابنة إبرهيم بن محمد بن أبي جرادة وأخذ بحماة حين توجهه لملاقاة عمه إذ حج عن النور محمود ابن خطيب الدهشة وأول ما دخل القاهرة مستقلاً بنفسه في سنة أربع وثلاثين ولقي بدمشق حينئذ العلاء بن سلام والشهاب بن الحبال وتذاكر معه وسأله عن السر في وصف الرجل بالذكر في قوله صلى الله عليه وسلم فما أبقت الفرائض فلا ولى رجل ذكر فأجاب بأنه ورد في بعض الأحاديث لفظ الرجل فالمراد به الأنثى فالتأكيد لدفع التوهم فلينظر والعلاء البخاري وسمع مذاكرته مع ابن خطيب الناصرية وبالقاهرة التقى المقريزي بل قال أنه جاءه صحبة شيخنا للسلام عليه وأنه اتفقت نادرة بديعة الاتفاق وهي أن المحب سأل من شيخنا عن رفيقه لكونه لم يكن شخصه فأعلمه بأنه المقريزي وأظهر التعجب من ذلك لكونه فيما سلف عند إشاعة مجيء والده التمس من المقريزي لعدم سبق معرفته به استصحابه معه للسلام ففعل وجاءه ليتوجها فلم يجده فانتظره حتى جاء ثم توجها فسأله الوالد عني واتفق الآن مثل ذلك فإنني توجهت للتقي فقيل لي أنه بالحمام فانتظرته ثم جئنا فسلمنا فسألتم مني عنه فتقارضنا فالله أعلم. ولم يستكثر من لقاء الشيوخ بل ولا من المسموع واكتفى بشيخه البرهان مع ما قدمته نعم هو مثبت في استدعاء النجم بن فهد الذي أجاز فيه خلق من أماكن شتى وكذا لم يتيسر له الاشتغال بالعروض مع أنه إذا سئل النظم في أي بحر منه يفعل حسبما قاله وإن عمه العلاء سأله وهو ابن اثنتي عشرة سنة أو نحوها أتحسن الوزن فقال له نعم قال فعارض لي قول الشاعر:

أمط اللثام عن العذار السابـل

 

ليقوم عذري فيك بين عواذلي

فقال بديهة:

اكشف لثامك عن عذارك قاتلي

 

لتموت غبناً إن رأتك عواذلي

قال فاستحسن العم ذلك، وسمع من لفظ الزين قاسم جامع مسانيد أبي حنيفة للخوارزمي وكان يستمد منه ومن البدر بن عبيد الله حين كان ولده الصغير يقرأ على كل منهما بحضرته كما أنه كان يستمد من كاتبه بالمشافهة والمراسلة ونحوهما حين كان يتردد إليه بل ربما سمع بعض تصانيفه بقراءة ابنه أو سبطه عليه بحضرته وأول ما ولي من الوظائف اشتراكه مع أخيه عبد اللطيف في تدريس الأشتقتمرية والجردكية والحلاوية والشاذبختية برغبة أبيهما لهما عنها قبل موته ثم استقل في سنة عشرين بالأولى وعمل فيها أجلاساً رتبه له شيخه البدر بن سلامة وأنشد البدر حينئذ مشافهاً له:

أقسمت أن جد وطال الـمـدى

 

روى الورى من بحره الزاخر

فقل لمن بالسبق قد فضـلـوا

 

كم تـرك الأول لـلآخــر

وقضاء العسكر ببلده برغبة التاج بن الحافظ وإمضاء المؤيد إذ حل ركابه بحلب فيها ثم بتدريس الشاذبختية بعد ولد قاضي حلب يوسف الكوفي ثم قضاء الحنفية ببلده في سنة ست وثلاثين ولاه إياه الأشرف إذ حل ركابه فيها وكانت الوظيفة كما قاله شيخنا إذ ذاك شاغرة منذ تحول باكير إلى القاهرة بعد إشارة شيخه البرهان عليه بالدخول فيه بقصده الجميل ثم كتابة سرها ونظر جوالها عوضاً عن الزين بن الرسام في يوم الاثنين مستهل ذي القعدة سنة ثمان وأربعين بالبذل مع عناية صهره الولوي السفطي وكان قد تزوج ابنته بعد موت ابنة ابن خطيب الناصرية بل استقر أيضاً في نظر جيشها وقلعتها والجامع الكبير النوري وكذا في تدريس الجاولية والحدادية والتصدير بالجامع وخطابته مما تلقى بعضه عن صهره الأول وما يفوق الوصف بحيث صارت أمور المملكة الحلبية كلها معذوقة به ولاية وإشارة، وعظمت رياسته وتزايدت ضخامته واشتهرت كثرة جهاته وكفاءته بما يناسبها من صفاته فانطلقت الألسن بذكره وانجر الكلام لما لا خير في إشاعته ونشره ولم ينهض أحد لمقاومته ولا التجري على مزاحمته خصوصاً مع تمكن صهره من الظاهر وانقياد العظماء لبأسه القاهر فلما انخفضت كلمته وزالت طلاقته وبهجته تسوروا لجانبه وكاد أن يدفع عن جل مآربه فبادر قصداً للخلاص من الضير إلى الانتماء للنحاس المدعو أبا الخير في أيام علوه وعزه لينتفع بإشارته ورمزه فلم يلبث أن انقلب على النحاس الدست ورمى من جميع الناس بالمقت كما هي سنة الله في الجبابرة ومنة الله على الطائفة التي بالحق قاهرة وظهر أن الجمال كان لصنيعه قد تأثر حيث انجمع عن مساعدته بل ما خفي أكثر ويقال أن الأمير قانم هو الكافل بإلفاته عنه والقائم وتوالت المحن بصاحب الترجمة وربما ساعده البدر قاضي الحنابلة بما له من السلطنة ونفوذ الكلمة واستمر في المكابدة ومزيد المناهدة بما أضربت عن إيراده ببسط العبارة واكتفيت بما رمزت به في هذه الإشارة خوفاً من غائلة متساهلي المؤرخين في الإقدام على إثبات ما قد لا يوافق الواقع بيقين واختلاف الأغراض في الحوادث والأعراض سيما وقد رأيت المحب صار يتتبع الكثير مما أثبته بعضهم فيه بالكشط بدون ملاحظة لاستمرار التئام الذي له المؤرخ خط وربما أثبت غير اسمه أصلاً لكونه يرى أنه ليس لذلك أهلاً ولكن رأيت العيني قال حين استقرار المحب في جملة وظائف أنه استقر فيها بعد حمله من الأموال الجزيلة والهدايا الجليلة ما يطول شرحه وعز ذلك على أهل بلده قال ولم يتفق قط مثل هذا في حلب ولكن بالرشاء يصل المرء في هذه الأزمان إلى ما يشاء وقد قال صلى الله عليه وسلم لعن الله الراشي والمرتشي والرائش، وقال البقاعي في ترجمة التيزيني وحصلت له كائنة مع ابن الشحنة في سنة خمسين بغته فيها وأدخل عليه الخمر إلى بيته من جهة ربيبه وزين لحاجب حلب حتى أوقع به وسجنه وله من هذا النمط بل وأفحش منه مما يتحاكاه أهل بلده الكثير ولما ملوا منه وجه سعيه إلى رسوخ قدمه في الديار المصرية ليكون مرعياً في نفسه وجماعته وجهاته التي تفوق الوصف فاجتهد حتى ولي كتابة سرها في ذي القعدة سنة سبع وخمسين عوضاً عن ابن الأشقر ببذل كثير جداً فلم يتهن بمباشرتها مع عظيم المملكة الجمال بل صار معه كآحاد الموقعين ومع ذلك فلم يستكمل فيها سنة بل أعيد صاحبها بعد ثمانية أشهر وأيام ودام هذا بالقاهرة مكروباً متعوباً مرعوباً مشغول الخاطر لما استدانه فيما لم يظفر منه بطائل إلى أن وجه لبيت المقدس في أواخر ذي القعدة من التي تليها بعد أن زود من أفضال الجمال بما يرتفق به فوصله في سابع ذي الحجة فأقام به ولقيته هناك على طريقة حسنة من العبادة والتلاوة والاشتغال والإشغال بحيث أخبرني أنه يختم القرآن كل يوم وأنه جوده بحضرة الشمس بن عمران شيخ القراء بتلك الناحية وأنه كان يكتب في كل يوم كراسة فالله أعلم ولكن رأيته هناك أحضر بعض مماليكه وأشهد عليه أنه إن أقام بالقاهرة أو حلب أو غيرهما من البلاد الشامية أو صاحب أحداً من أعدائه أو صادقه أو نحو ذلك يكون مشركاً بالله عز وجل ونحو هذا فكربت لذلك وما استطعت الجلوس بل انصرفت ويقال أنه في مملكة ابن عثمان واستمر المحب مقيماً بالقدس إلى إحدى الجمادين سنة اثنتين وستين فأذن له في العود للمملكة الحلبية بعد سعي شديد أو في الرجوع لمصر فاختيرت

بلده فأقام بها بدون وظيفة لرغبته عن قضاء الحنفية فيها لابنه الكبير الأثير من مدة وأضيف حينئذ قضاء الشافعية بها لحفيده الجلال أبي البقاء محمد لمزيد تضررهم بمن كان يكون فيه كالشهاب الزهري ونحوه مما أظن تسليطهم عليه انتقاماً من الله عز وجل بما عمله هو مع البرهان السوبيني ذاك العبد الصالح حسبما سمعته يتبجح بحكايته غير مرة فلم يزل مقيماً بها إلى أن ورد الخبر بموت الجمال فبادر لقدوم القاهرة فوصلها في يوم الجمعة رابع جمادى الأولى من التي تليها فأعيد إلى كتابة السر أيضاً ببذل يفوق الوصف بعد صرف المحب بن الأشقر واستقر بحفيده لسان الدين أحمد في نيابتها ولم يلبث أن مات ابن الأشقر وباشر حينئذ مباشرة حسنة على الوضع بأبهة وضخامة وبشاشة وسار مع الناس سيرة مرضية بلين ورفق وتواضع ومداراة وأنزل الناس منازلهم وصرف الأمور تصريفاً حسناً وأقبل عليه الأشرف إينال إقبالاً زائداً ثم كان هو المنشئ لعهده في مرض موته لولده أحمد الملقب بالمؤيد إذ بويع فأبلغ حسبما أوردته في ترجمته من الذيل وغيره ولم يعدم مع ذلك من كلام كثير بحيث خاض الناس في تطيره من النور الإنبابي والبرهان الرقي ورغبته في زوالهما بما لم أثبته واستمر إلى أن استقر في قضاء الحنفية بعد ابن الديري وظن جمعه له مع كتابة السر وإذعانهم لما أظهر التعفف باشتراطه فخاب رجاؤه حيث انفصل عنها بأخي المنفصل وناكده في القضاء أتم مناكدة وظهرت بركة المنفصل فيهما معاً لانفصال الأخ ثم القاضي قبل استكمال عشرة أشهر. ومات المستقر عوضه بعد خمسة أشهر فأعيد وألزم بالحج فسافر وهو متلبس بالقضاء مظهراً التكلف لذلك وأمير ركب الأول حينئذ الشرف يحيى بن يشبك الفقيه زوج ابنته وعاد فدام في القضاء حتى صرف ثم أعيد ثم صرف ولم يتول بعدها نعم استقر في مشيخة الشيخونية تصوفاً وتدريساً مضافاً لما كان استقر فيه في أثناء ولايته القضاء من تدريس الحديث بالمؤيدية ورام حوز جهات كثيرة بالديار المصرية كما فعل في المملكة الحلبية فما قدر فإنه استنزل لنفسه عن تصوف بالأشرفية برسباي ولولده الصغير عن إعادة بالصرغتمشية لمناكدة ابن الأقصرائي في مشيختهما وزوج الابن أيضاً بابنة العضدي الصيرامي ليتوصل بها لمشيخة البرقوقية بعد أن رام تزويجه بابنة البدر بن الصواف ليحوز أمواله وغيرها وأكثر من التسليط على خازن المحمودية لينزل له عنها فما سمح بل عزل نفسه عن النيابة عنه لينقطع حكمه فيه وتلطف حين كان كاتب السر بالبدر ابن شيخنا ورغبه في الوقوف به إلى السلطان ليعيد له مشيخة البيبرسية وينتزعها من ابن القاياتي بشرط رغبته له عنها بعد العود فامتنع وأبرز بعد موت ابن عبيد الله نزولاً منه بسائر ما معه من تدريس ومشيخة وغير ذلك فلم يصل لشيء مما ذكر بل دندن بالأميني الأقصرائي لتخرج وظائفه عنه في حياته حين ظفر بإجازة بخطه زعم أن فيها ما يدل على اختلاله وصار يقول قد أخرجت الشيخونية عن فلان حين بلغ لنحو هذا الحد ويأبى الله إلا ما أراد "ومن لم يجعل الله له نوراً فما له من نور" وتوسع في التلفت للوظائف ولو لم تكن جليلة حتى أنه سعى فيما كان باسم البدر الهيثمي من تصوفات وأطلاب ونحوها مع كونه ترك أباً شيخاً كبيراً من قضاة الشرع واستكتب ناظر البيبرسية والسعيدية على وظائف الشهاب الحجازي فيهما في مرض كان يتوقع موته فيه ثم نزل عنهما بخمسين ديناراً وتألم الشهاب لذلك كثيراً وما كان بأسرع من عافيته وبقائه بعد ذلك نحو سنتين وكثيراً ما كان يجتهد في السعي فيما لم يستحقه ثم يرغب عنه لمن ليست فيه أهلية كما فعل في تدريس الحديث بالحسنية وأما أخذه المرتبات في أوقاف الصدقات ونحوها كالسيفي والمخاصمة على أخذه قبل المستحقين فأمر واضح وكذا الاستنابة عن القضاة الشافعية في كثير من البلاد كالشرفية والمنية وغيرها من القليوبية ونحو ذلك وتعاطيه من النواب عنه فيها ما يحاققهم عليه ويتلفت فيه إلى الزيادة بحيث يضج النواب ويسعون في إخراجها عنه فأخرجت الشرقية للنور البلبيسي والمنية لابن قمر ففوق الوصف وتوسع في إتلاف كثير من أموال الناس بعد إرغابه حين افتراضه منهم بأعلى الربح ثم عند المطالبة يبدو منه من الإهانة لهم ما لم يكن لواحد منهم في حساب ومن ذلك فعله مع ابني ابن شريف وابن حرمي وابن الطناني وابن المرجوشي وابن بنت

الحلاوي ومن لا أحصرهم سيما من أهل البلاد والأمر في كل ما أشرت إليه أشهر من أن يذكر ولو أطعت القلم في هذا المهيع لامتلأت الكراريس. وبالجملة فهو فصيح العبارة غاية في الذكاء وصفاء القريحة بديع النظم والنثر سريعهما متقدم في الكشف عن اللغة وسائر فنون الأدب محب في الحديث وأهله إلا حين وجود هوى غيرمتوقف فيما يقوله حينئذ شديد الإنكار على ابن عربي ومن نحا نحوه نهاية في حلاوة المنطق وحسن العشرة والصحبة واستجلاب الخواطر مائل إلى النكتة اللطيفة والنادرة راغب في الكمالات الدنيوية وأنواع الشرف والفخار منصرف الهمة فيما يتوصل به لذلك عظيم العناية في تحصيل الكتب ولو بالغضب والجحد حتى كان ذلك سبباً في منع ابن شيخه البرهان عارية كتب أبيه أصلاً إلا في النادر خوفاً منه كما صرح لي به وصار هو يذكره بالقبيح من أجل هذا ولقد توسل بي عنده القاضي علم الدين في رد ما استعاره منه وخازن المحمودية وغيرهما مع ضياع شيء كثير لي عنده وعند أصغر ابنيه إلى الآن وكذا أخذ للسنباطي أشياء وجحد بعضها هذا وهو لا يهتدي للكشف من كثير منها ولا يعبر منها إلا لمن له شوكة بهي المنظر حسن الشكالة والشيبة ذو نفس أبية وهمة علية ورياسة وكياسة وتهجد فيما حكى لي وصبر على المحن والرزايا وقوة جأش ومبالغة في البذل ليتوصل به إلى أغراضه الدنيوية بحيث يأتي ذلك على ما يتحصل له من جهاته التي سمعته يقول أنها سبعة آلاف دينار في كل سنة ويستدين بالفوائد الجزيلة ثم ينقل عليه الوفاء كما أشرت إليه قريباً ولا يزال لذلك يتشكى حتى أن العلم بن الجيعان يكثر تفقده له بالمبرات مع كونه رام مناطحة العلم فخذل وكذا أسعفه الدوادار الكبير مرة بعد أخرى وأما الزين بن مزهر فلم يزل يتفقده حتى بالطعام مع مزيد جنايته عليه حتى مواجهة ومشافهة على أن العز الحنبلي لم يكن يقبل منه شكواه ولا دعواه ويقول بل هو كثير الأموال ورغبة في الانتقام عن من يفهم عنه مناوأة أو معارضة ما بحيث لا يتخلف عن ذلك إلا عند العجز ويصرح بما معناه أثبت إلى أن تجد مجالاً فدق وبت ويحكى عنه في الاحتيال على الإتلاف ما لا أثبته ومنه ما حكاه لي الزين قاسم أنه دس عليه من وضع في زيره شيئاً بحيث خرج على بدنه ما كاد أن يصل إلى الجذام ونحوه، كثير التأنق في ملبسه ومسكنه وسائر تمتعاته وهو بالمباشرين أشبه منه بالعلماء كما صرح به له غير مرة الكافياجي بل والعز الحنبلي ولم يكن يقيم له وزناً في العلم كما سمعته أنا وغيري ومنه وما وجد بخطه في المائة التاسعة له من ترجمته له فيما قلدني فيه قبل أن أخبره مما قلدت فيه بعضهم على ما يشهد به خطه الذي عندي وقال له المناوي كيف يدعي العلم من هو مستغرق في تمتعاته وتفكهاته ويبيت في لحف النساء ليلة بتمامه العلم له أهل والكلام فيه كثير جداً لا أقدر على حكايته وعلى كل حال فمجموعه حسن الظاهر ولهذا كان شيخنا يميل إليه خصوصاً مع رغبته في تحصيل تصانيفه وكذلك لم أزل أسمع من صاحب الترجمة إظهار محبته ولكن مع إدراج أشياء يلمح فيها بشيء ثم رأيته ترجمه في مقدمة شرحه للهداية بقوله وكان كثير التنكيد في تاريخيه على مشايخه وأحبابه وأصحابه سيما الحنفية فإنه يظهر من زلاتهم ونقائصهم التي لا يعرى عنها غالب الناس ما يقدر عليه ويغفل ذكر محاسنهم وفضائلهم إلا ما ألجأته الضرورة إليه فهو سالك في حقهم ما سلكه الذهبي في حقهم وحق الشافعية حتى قال السبكي أنه لا ينبغي أن يؤخذ من كلامه ترجمة شافعي ولا حنبلي وكذا يقول في شيخنا رحمه الله أنه لا ينبغي أن يؤخذ من كلامه ترجمة حنفي متقدم ولا متأخر وكل هذا ليس بجيد ولقد جرح هذا الكلام لما وقفت عليه قلبي وما حمله عليه إلا ما قاله في أبيه وشيخنا هو العمدة في كل ما يثبته من مدح وقدح وهو في الدرجة التي رفعه الله إليها في الاقتداء والاتباع والخروج عن ذلك خدش في الإجماع

إذ قالت حذام فصدقوها

 

فإن القول ما قالت حذام

ولو أعرض عن هذا وكذا عما هو أشنع منه في حق غير واحد كالذهبي مؤرخ الإسلام ومن قبله الخطيب الذي الناس بعده في هذا الشأن عيال على كتبه وكالحنابلة حيث قال فيما سمعته منه في كتب أصحابنا أنه تعقد عليهم الجزية في ألفاظ كثر دعاء العز الحنبلي عليه بسببها بل سأل فيه من يتوسم استجابة دعائه وزاد صاحب الترجمة حتى دندن بالبخاري إلى غيرهم مما أتألم من حكايته فضلاً عن إيراده بعبارته لكان كالواجب ولسلم من المعاطب وطالما خاض في كثير من أنساب الناس وكونهم غير عريقين في الإسلام وهذا لو كان صحيحاً كان ذكره قبيحاً وقد صار بنيه الصغير مع أحواله الظاهرة وخصاله المتنافرة المتكاثرة يقتفي أثر والده في ذلك ويتكلم في الكبار والصغار بكلام قبيح بعضه عندي بخطه، وفي سنة تسع وسبعين نسب إليه وصف البلقيني الكبير وولده بالعامية فاستفتى حفيده الناس في ذلك فاتفقوا على استحقاقه التعزيز البليغ وصرح بعضهم بالنفي وعدم القبول منه لتوجيه ذلك بكون كل من لم يكن مجتهداً هو عامي نسأل الله السلامة وقد امتدحه للتعرض لنائله فحول الشعراء كالنواجي وسمعته يقول له في ولايته الأولى لكتابة السر مما سلك فيه مسلك غالب الشعراء والله لم يلها بعد القاضي الفاضل مثلك وابن أبي السعود وكان مغتبطاً بكثرة محاضرته مرتبطاً بفنائه وساحته ومن يليهم كالبرهانين المليجي والبقاعي واضطرب أمره فيه كعادته في السخط والرضا فمرة قال أنه أعظم رءوس السنة ومرة قال كل شيء رضينا به وسكتنا عليه إلا التعرض للبخاري ومرة قال ما سلف في فعله مع التيزيني ومرة قال حسبما قرأته بخطه مما وقف عليه المحب:

إن كان بخل شحنة في نحسه

 

قد جاء بالثقيل والخـفـيف

فإنه المظنون فـيه إذ أتـى

 

إنذار خير الخلق من ثقيف

وغيره فقال:

إن كان بخل شحنة في قوله

 

كذب ومنه الوعد في تحليف

فإنه المظنون فـيه إذ أتـى

 

إنذارنا من كاذبي ثـقـيف

وقال أيضاً:

لا بدع لابن شحنة إن فاق في

 

كذب وبهتان لـه مـنـيف

فإن خير الخلق قد أنـذرنـا

 

من كاذب يكون في ثقـيف

وقال أيضاً:

لا بدع إن كان المحب وفي

 

بكذبة والصدق في تطفيف

إلى غير هذا مما أردت به إظهار تناقض قائله مع جر الأذى للمحب من قبله مراراً ولكن الجزاء من جنس العمل فطالما نال من الزين قاسم حيث انتصر له منه في بعض الأوقات العز الحنبلي مع ما له عليه من حق المشيخة وغيرها بل قيل أنه دس عليه كما تقدم ونحوه ما اتفق له مع ابن عبيد الله مع مزيد انتفاعه بسعيه ومع الأمشاطي مع مزيد ترقيع خلله ودفع علله عند الأمراء وغيرهم من ذوي الحل والعقد ومع ابن قمر مع تحصيله له نفائس الكتب وتقديمه له فيها على نفسه ومع أبي ذر ابن شيخه مع ما لأبيه عليه من الحقوق ومع ابن أبي شريف مع قيامه على والده حتى أقرضه مبلغاً لم يصل إلى كماله ومع الزين بن الكويز والعز الفيومي وغيرهم ممن تطول الترجمة بهم حتى وصل إلى الزيني بن مزهر الذي لولاه لأخرجوا من الديار المصرية على عوائدهم في اسوأ حال فإنه شافهه وقد حضر عنده لجنازة بما لا أحب إثباته وأما كاتبه فقد كان المناوي يتعجب من مساعدته له في الأمور التي كان يقصد بالتخجيل فيها ويصرح بذلك لبعض أخصائه وربما وصفه بأنه شيخه، ونحوه قول ابن أقبرس مشافهة رأيتك عند ابن الشحنة كثيراً فهل تشحن منه أو يشحن منك إلى غير هذا مما بسط؛ ومبالغته في الثناء والمحبة والتعظيم والوصف بأعلى الأوصاف في محل آخر مع ضده. وقد حدث ودرس في الفقه والأصلين والحديث وغيرها وأفتى وناظر وصنف، ومن تصانيفه شرح الهداية كتب منه إلى آخر فصل الغسل في خمس مجلدات أو أقل ثم فتر عزمه عنه ومنها مما تضمنته مقدمة عدة مختصرات في أصول الكلام وأصول الفقه وعلوم الحديث وسماه المنجد المغيث في علم الحديث والمناقب النعمانية ومنها مما هو مفرد بالتأليف كالكلام على تارك الصلاة وسيرة نبوية واختصار المنار وسماه تنوير المنار واختصار النشر في القراآت لابن الجزري والجمع بين العمدة ويقول العبد في قصيدة بزيادات مفيدة واستيعاب الكلام على شرح العقائد ولكنه لم يكمل وكذا الكلام على التلخيص وشرح مائة الفرائض من ألفية أبيه وترتيب مبهمات ابن بشكوال على أسماء الصحابة وقال أن شيخه البرهان أشار عليه به وأنه كان في سنة ست وعشرين وطبقات الحنفية في مجلدات وغير ذلك من نظم ونثر وخرجت له أربعين حديثاً عن شيوخ فيهم من أروى عنه سمعها عليه مع غيرها من مروياته بل وقطعة من القاموس للمقابلة الفضلاء وكذا قرأ عليه أخي بعض الأجزاء ومجالس من تفسير ابن كثير وكان ابتداء لقيي له في سنة اثنتين وخمسين وكتب عنه من أصحابنا النجم ابن فهد وأورده في معجمه وقرأ عليه الجمال حسين الفتحي وآخرون ولزم بعد عزله الأخير من القضاء وذلك في يوم الخميس حادي عشر جمادى الأولى سنة سبع وسبعين منزله غالباً وربما طولب بشيء من الديون وقد يشتكي إلى أن استقر في الشيخونية وذلك في يوم الخميس ثامن عشر جمادى الأولى سنة اثنتين وثمانين فصار يركب لمباشرتها تدريساً وتصوفاً ثم تزايد ضعف حركته فاستخلف ولده فيها وفي المؤيدية؛ وتوالت عليه الأمراض بحيث انقطع عن الجمعة واستمر على ذلك مدة طويلة بما يقرب من الاختلاط إلى أن مات في يوم الأربعاء سادس عشر المحرم سنة تسعين وصلي عليه من يومه برحبة مصلى باب النصر في مشهد متوسط ثم دفن بتربته في نواحي تربة الظاهر برقوق وذمته مشغولة بما يفوق الوصف وقد بسطت ترجمته في الذيل على القضاة وغيره بما يضيق المحل عنه رحمه الله وإيانا وعفا عنه وأرضى عنه أخصامه. ومما كتبته عنه قصيدة نظمها وهو بالقدس أولها:

قلب المحب بداء البين مشغـول

 

كما حشاه بنار البعد مشعـول

وطرفه الليل ساه ساهـر درب

 

فدمعه فوق صحن الخد مسبول

وله مما يقرأ على قافيتين:

قلت له لما وفى موعـدي

 

وما لقلبي لسواه نـفـاق

وجاد بالوصل على وجهه

 

حبي سما كل حبيب وفاق

756 - محمد بن محمد بن محمد بن محمد بن محمود الجمال وربما كان يقال له قديماً ناصر الدين أبو عبد الله بن الأمير ناصر الدين أبي عبد الله بن القاضي ناصر الدين بن القاضي بدر الدين أبي عبد الله بن النور أبي الثناء الحموي المعري المولد القاهري الوفاة الحنفي أخو فرج وابن أخي الصلاح خليل وجد الزين عبد الرحمن بن أبي بكر بن محمود بن إبرهيم لأمه وسبط الشمس محمد بن الركن بن سارة ابن عم الشمس محمد بن أحمد بن علي بن سليمان بن الركن الماضي كل منهم ويعرف كسلفه بابن السابق. ولد في مستهل ذي القعدة سنة إحدى عشرة وثمانمائة بالمعرة وانتقل منها في صغره إلى حماة فنشأ بها وقرأ القرآن وقطعة من المختار وغالب المجمع وجميع منظومة ابن وهبان وتنقيح صدر الشريعة في الأصول والحاجبية في النحو والخزرجية في العروض وأخذ في الفقه والصرف والعربية وغيرها عن البدر حسن الهندي وفي النحو أيضاً وغيره من الفنون الأدبية عن النور بن خطيب الدهشة الشافعي ولازم التقي بن حجة وكتب عنه من نظمه وفوائده بل وعن عمه الصلاح خليل والشمس الوراق الحنبلي أشياء من نظم وغيره وقرأ البخاري على الشمس بن الأشقر والشفا على الشمس الفرياني ثم ارتحل إلى القاهرة فأخذ في اجتيازه بدمشق عن ابن ناصر الدين وقرأ على شيخنا الصحيح وسمع على الزين الزركشي صحيح مسلم وعلى عائشة الحنبلية الغيلانيات وعلى قريبتها فاطمة والعز بن الفرات كلاهما في سنن البيهقي وعلى البدر حسين البوصيري والتقي المقريزي والشمس الصفدي ولكمال ابن البارزي وابن يعقوب والزين عبد الرحيم المناوي في آخرين ولكنه لم يمعن في الطلب ووصفه ابن ناصر الدين بالعالم الفاضل البارع الأصيل؛ وشيخنا بالأمير الفاضل المشتغل المحصل الأوحد الماهر، ومرة بالفاضل البارع الأصيل الأوحد بارك الله في حياته وبلغه من الدرجات العالية أقصى غاياته، واشتغل فيها أيضاً بالعلم فقرأ على ابن الديري في الفقه وقال إنها قراءة تفهم وتدبر وسؤال عن مشكل المسائل ومعضلها واجتهاد في تحصيل الوقوف على مداركها ومآخذها ولازمه كثيراً وكذا لازم ابن الهمام حتى أخذ عنه بحثاً أكثر من ربع الهداية وغيره، وأجاز له جماعة ممن لم أعلمه سمع منهم كالبساطي وناصر الدين الفاقوسي وابن خطيب الناصرية وابن زهرة الطرابلسي وابن موسى اللقاني ونشوان الحنبلية. وحج غير مرة وجاور أيضاً مراراً وقرأ في بعضها على التقي بن فهد وسمع على الشرف المراغي وسافر إلى حلب وغيرها وزار بيت المقدس وأقام بالقاهرة في كنف الكمال بن البارزي لقرابة بينهما بينتها في التاريخ الكبير مقتصراً عليه حتى صار مع القرابة المشار إليها من أخصائه واستغنى بذلك مع ما كان له من الجهات في بلده بحيث اقتنى من نفائس الكتب ما خدم بعضه بالحواشي والفوائد المتينة وكان زائد الضنة بها لا يفارقها غالباً حتى في أسفاره. وقد صحبته قديماً وسمع بقراءتي بل لقيته بصالحية القاهرة فكتبت عنه حديثاً وشعراً ثم كثر اختصاصي به بعد وكتب لي بخطه كراريس فيها تراجم وفوائد سمعت منه أكثرها أو جميعها وتردد إلي كثيراً وكتب عني جملة من المتون والأسانيد والتراجم خصوصاً الحنفية وكان كثير الإجلال لي والتعظيم لا يقدم علي في هذا الشأن أحداً. ونعم الرجل كان لطف عشرة وحسن محاضرة ومزيد تودد وتواضع مع أحبابه ورياسة وكياسة وكرم وفتوة وكثرة أدب وبهجة ومتانة لما يحفظه من التاريخ والأدب الذي هو جل معارفه، تزوج كثيراً بحيث أهاب التصريح بالعدد الذي أعلمني به ومع ذلك فلم يخلف ولداً ذكراً. وولي بأخرة خزانة الكتب بالظاهرية القديمة لتكون كالحاصل له ثم سافر أثر ذلك إلى بلده فأقام دون الشهرين ورجع فوصل القاهرة في رجب وهو متوعك فأقام كذلك يسيراً وطلع له دمل فعولج بالبط وغيره وآل أمره إلى أن انتشر داخل جوفه حتى مات به في ليلة الخميس سابع رمضان سنة سبع وسبعين وصلي عليه من الغد بعد صلاة الجمعة في محفل عظيم ودفن بتربة الزيني بن مزهر وذلك بعد أن وقف من كتبه قبل بمدة أشياء ثم قوم باقيها بنحو أربعمائة دينار رحمه الله وإيانا.
 757 - محمد بن محمد بن محمد بن محمد بن مسلم - كمحمد - بن علي بن أبي الجود التاج بن الأمير ناصر الدين السالمي القاهري ثم الكركي المقدسي الشافعي سبط العماد أحمد بن عيسى كركي القاضي الآتي أبوه ويعرف بابن الغرابيلي. ولد سنة ست وتسعين وسبعمائة بالقاهرة حيث كان جده العماد حاكماً فيها ونقله أبوه إلى الكرك حين ولي إمرتها فنشأ به ثم تحول به إلى القدس سنة سبع وعشرين بل قبلها فاشتغل وحفظ القرآن وعدة مختصرات كالإلمام وألفية الحديث والمختصر الأصلي والكافية لابن الحاجب ولازم عمر البلخي في العضد والمعاني والمنطق وكذا لازم نظام الدين قاضي العسكر والشمس بن الديري حتى مهر في الفنون إلا الشعر ثم أقبل من سنة خمس وعشرين فيما قيل على طلب الحديث بكليته فسمع الكثير ببلده وقيد الوفيات ونظر في التواريخ والعلل وعرف العالي والنازل والأسماء والإسناد وبرع في ذلك جداً. وصنف التصانيف الحسنة كمؤلف في الحمام جمع فيه بين المعقول والمنقول أبان فيه عن فضل كبير ونظر واسع ذكر فيه ما ورد في الحمام من الأخبار والآثار مع أقوال العلماء في دخوله وما يتعلق بالعورة واستعمال المال فيه والاستياك والوضوء والغسل وقدر المكث فيه وحكم الصلاة فيه وأفضل الحمامات وأحسنها وما يتصل بذلك من الطب وحكم أجرة الحمام وغير ذلك وهو نهاية في الجودة بل شرع في شرح على الإلمام وله تعاليق وفوائد وخرج لشيخنا القبابي جزءاً من روايته. ورحل إلى دمشق ثم إلى القاهرة فلازم شيخنا وحرر معه المشتبه من تصانيفه غاية التحرير واستمر ملازماً له حتى مات في يوم السبت ثالث عشر جمادى الثانية سنة خمس وثلاثين وصلي عليه شيخنا ودفن في تربة سعيد السعداء وكانت جنازته مشهودة حضرها ابن الديري والمحب بن نصر الله والمقريزي وسألوا له التثبت وعظم الأسف على فقده. وقد ذكره شيخنا في إنبائه وقال أنه كان هم بالحج صحبة ابن المرأة يعني رجبياً فلم يتهيأ له ذلك ووعك حتى مات، زاد غيره بحيث كان خروج جنازته مع خروج الحج من باب النصر، قال شيخنا وكان قد اغتبط به الطلبة لدماثة خلقه وحسن وجهه وفعله وأنه كان من الكملة فصاحة لسان وجرأة ومعرفة بالأمور وقياماً مع أصحابه ومروءة وتودداً وشرف نفس وقناعة باليسير وإظهاراً للغنى مع قلة الشيء وأنه عرض عليه الكثير من الوظائف الجلية فامتنع واكتفى بما كان يحصل له من شيء كان لأبيه، قال وكان الأكابر يتمنون رؤيته والاجتماع به لما يبلغهم من جميل أوصافه فيمتنع إلا أن يكون الكبير من أهل العلم. وقال في معجمه نحوه باختصار ووصفه في الموضعين بالحفظ وممن أخذ عنه العز السنباطي وكان يحكي لنا من فصاحته ووفور ذكائه وإقدامه وقوة جنانه وشرف نفسه ومروءته وتودده إلى أحبابه وقيامه معهم ومعرفته بالأمور وقناعته عجائب بل حكى لي أنه كان يميز جماعة شيخنا بالوصف الذي وصفوا به له في بلده قبل معرفته بهم. وكذا أخذ عنه ابن قمر والبقاعي وآخرون، ومن شيوخه الذين سمع منهم الهروي وابن الجزري والقبابي والعز القدسي وامتنع حين كان بالقاهرة من الاجتماع بالعلم البلقيني محبة في شيخنا وعين بعضهم مما عرض عليه إعادة الصلاحية قال وبالجملة فلم يل وظيفة قط جليلة ولا حقيرة بل كان يتقنع من رزقة تلقاها عن أبيه وأوصى البرماوي أن يراجع في تبييض تصانيفه قال ولم يكن فيه ما يعاب إلا إطلاق لسانه في الناس انتهى. والثناء عليه كثيراً جداً. وهو في عقود المقريزي وقال لقد كنت أقول لأبيه ناصر الدين وذا صغير لما كنت أتفرس فيه من النجابة: ابنك هذا من الطين وهو ابني في الدين فكان كذلك ثم صار يكتب إلي من القدس بعد موت أبيه يسألني عن المسائل فأجيبه وفقه الله لاتباع السنة رحمه الله وإيانا وعوضه الجنة.
 758 - محمد بن محمد بن محمد بن محمد بن يحيى بن عبد الله بن سعيد الشمس أبو عبد الله المقدسي الشافعي شيخ القادرية ببيت المقدس والآتي أبوه ويعرف بابن سعيد. ولد في ليلة الجمعة ثاني عشر ربيع الأول سنة اثنتين وثمانين وسبعمائة وسمع على أبيه سنن أبي داود أنابه الميدومي. وكان خيراً صوفياً بصلاحية بيت المقدس ممن يجمع الناس كل صباح على الذكر بالمسجد الأقصى، كتب عنه ابن أبي عذيبة وساق نسبه مرة بزيادة محمد خامس وجعل سعيداً بين يحيى وعبد الله ولقيه ابن الشيخ يوسف الصفي وأفاد ترجمته وقالا: مات في يوم الأربعاء رابع عشرى صفر سنة إحدى وخمسين رحمه الله.
?محمد بن محمد بن محمد بن محمد بن يوسف بن الجزري، هكذا ذكره شيخنا في أنبائه وسقط من نسبه بعد محمد الرابع علي وقد مضى.
انتهى الجزء التاسع، ويتلوه العاشر أوله: محمد بن محمد بن محمد بن محمد أوحد الدين.
1- محمد بن محمد بن محمد بن محمد أوحد الدين بن بدر الدين بن بهاء الدين القاهري الشافعي الآتي كل من أبيه وجده ويعرف كسلفه بابن البرجي وكذا ربما يعرف بابن بعيزق ولكنه بلقبه أشهر، وأمه صالحة ابنة البدر محمد بن السراج البلقيني. حفظ القرآن والتنبيه وألفية النحو وغيرها وعرض ثم تشاغل عنها إلى أن مضى الكثير من عمره فعاد إلى درسها فحفظها ولزم ابن أسد في تفهمهما واشتد حرصه على ذلك ولم ينفك عنه مع الحرص على ملازمة السبع بجامع الحاكم صباحاً ومساء والمداومة على الجماعة والتلاوة ومباشرة حضور سعيد السعداء كل يوم، وهو ممن قرأ في صغره على عمى الزين أبي بكر وأكثر من الاجتماع على ابن خاله الولوي البلقيني وربما حضر عند العلم البلقيني وسمع مجلس ختم البخاري بالظاهرية القديمة، ولا أستبعد سماعه من شيخنا، ونعم الرجل كان. مات في رجب سنة ثلاث وستين وقد زاد على الستين رحمه الله وإيانا. محمد بن محمد بن محمد بن محمد التاج بن التنسي. مضى بزيادة محمد خامس ابن عطاء الله بن عواض.
2 - محمد بن محمد بن محمد بن محمد الجلال أبو البركات بن الشمس بن النجم المناوي الأصل - نسبه لمنية الرخا من الشرقية - الخانكي أحد صوفيتها كأبيه الشافعي والد أبي الخير محمد الماضي ويعرف كأبيه بالعباسي نسبة لفقيه أبيه لكونه كان من العباسة بالشرقية. ولد في سنة اثنتي عشرة وثمانمائة بالخانقاه. إنسان خير ساكن ثقيل السمع ممن حفظ القرآن وحضر قليلاً عند النور البوشي وحج في سنة أربعين وجاور التي تليها واجتمع بابن عياش والكيلاني ورأيته سمع في سنة ثلاث وأربعين بمكة على التقي بن فهد وزار بيت المقدس وتكرر حضوره عندي في الإملاء بل يحكى أنه سمع على شيخنا وأنه اجتمع مع أبيه بابن الجزري بالخانقاه وهو متوجه للحج وكان والده تنازع هو وأبو القاسم النويري في شيء من القراآت فسألاه عن ذلك فوجه كلاً منهما، وانعزل عن الناس وأكثر من زيارة القبور والتجرد مع العفة بحيث كان المبتولي يقول لا أعلم بالخانقاه فقيراً غيره. ولم يزل على حاله حتى ضعف زيادة على شهرين ثم مات في سادس ربيع الأول سنة ست وتسعين وصلي عليه بمصلى البدل ثم دفن جوار الشيخ محمد الكويس رحمه الله وإيانا.
3 - محمد بن محمد بن محمد بن محمد المحب بن الشرف القاياتي الأصل المصري الشافعي ابن عم الشمس القاياتي لأمه كان في أول أمره تاجراً ذا خبرة بالحساب مع جودة الكتابة وتزوج بلقيس ابنة التاج البلقيني وولدت له عدة، واستنابه العلم البلقيني حين احتقار أصهاره له بل عمله القاياتي في أيامه أمين الحكم وكان متحرياً بحيث أن الولوي السفطي فيما بلغني استشهد بنوابه لكونه لم يسر أحد في القضاء كسيره عند الظاهر وكان حاضراً فلم يوافق هو فيقال أن السفطي صرفه عن القضاء لذلك. مات سنة اثنتين وخمسين رحمه الله.
4 - محمد بن محمد بن محمد بن محمد السيد الطباطبي المصري. ممن صحبه المناوي وغيره وكان مسلكاً جليلاً مات.
 5 - محمد بن محمد بن محمد بن محمود بن غازي بن أيوب بن محمود بن الختلو المحب أبو الوليد الحلبي الحنفي الماضي ابنه المحب محمد قريباً ويعرف كسلفه بابن الشحنة. وزاد المقريزي في نسبه محمداً رابعاً غلطاً. ولد سنة تسع وأربعين وسبعمائة بحلب ونشأ بها في كنف أبيه فحفظ القرآن وكتباً وأخذ عن شيوخ بلده والقادمين إليها وارتحل في حياة أبيه لدمشق والقاهرة فأخذ عن مشايخها وما علمت من شيوخه سوى السيد عبد الله فقد أثبته البرهان الحلبي بل قال ولده أن ابن منصور والأنفي أذنا له في الإفتاء والتدريس قبل أن يلتحي وأنه بعد مضي سنة من وفاة والده ارتحل إلى القاهرة أيضاً ونزل بالصرغتمشية فاشتهرت فضائله بحيث عينه أكمل الدين وسراج الدين لقضاء بلده وأثنيا عليه فولاه إياه الأشرف شعبان وذلك في سنة ثمان وسبعين عوضاً عن الجمال إبراهيم بن العديم ورجع إلى بلده على قضائها فلم تطل مدته في الولاية بل صرف عن قرب بالجمال المشار إليه ثم أعيد واستمر إلى بعد كائنة الناصري مع الظاهر برقوق فعزله لما كان بحلب وذلك في سنة ثلاث وتسعين بسبب صحبته للناصري بل امتحنه بالمصادرة والسجن وما كفه عن قتله إلا الله على يد الجمال محمود الإستادار مع مساعدته على مقاصده ولذا امتدحه بعدة مدائح بحيث اختص به واستصحبه معه إلى القاهرة فأقام بها نحو ثلاث سنين ثم عاد إلى بلده فأقام بها بطالاً ملازماً للاشتغال والإشغال والتصنيف وعظمه جكم حين ولي نيابتها تعظيماً بالغاً وامتحن بسببه فلما قدمها الناصر ولاه قضاءها في سنة تسع وثمانمائة فاستمر؛ ثم لما اختلفت الدول حصلت له أنكاد من أجل أنه ولي عن شيخ لما كان يحارب الناصر قضاء دمشق فلما قدم الناصر سنة ثلاث عشرة قبض عليه وعلى جماعة من جهة شيخ منهم التباني وقيدهم ثم شفع فيهم فأطلقوا وحضروا إلى مصر فعني بصاحب الترجمة كاتب السر فتح الله حتى استقر في عدة وظائف كتدريس الجمالية بعد وفاة مدرسها محمود بن زادة وعظمه الناصر بحيث أنه كما قال ولده جلس في المولد بحضرته مع كونه معزولاً عن قضاء حلب فوق ناصر الدين بن العديم قاضي مصر قال حتى ضج ابن العديم من ذلك ولم يجد له ناصراً، ثم أنه توجه مع الناصر إلى دمشق دخلها معه فولاه قضاء مصر في زمن حصاره بدمشق لكون قاضيها ناصر الدين بن العديم كان اتصل بالمؤيد زمن الحصار ولكنه لم يباشر بل ولم يرسل لمصر نائباً فلما انجلت القضية بقتل الناصر الذي كان ابن العديم هو الحاكم بقتله ونقم على المحب انتماؤه إليه انقطع عن المجيء بدمشق واستمر ابن العديم في توجهه إلى مصر قاضيها وتقايض المحب مع الصدر بن الأدمي بوظائف لابن الأدمي بدمشق عن وظائف كانت حصلت للمحب بمصر كالجمالية وأقام المحب بدمشق فلما توجه نوروز بعد أن اقتسم هو وشيخ البلاد وكان نوروز كثير التعظيم للمحب ولاه كما قال ولده جميع ما هو في قسمه من العريش إلى الفرات قال فاقتصر منه على بلده ووصل صحبته إليها؛ كل ذلك في سنة خمس عشرة فلم تطل أيامه. ومات عن قرب في يوم الجمعة ثاني عشر ربيع الآخر منها وصلي عليه بعد الجمعة تحت القلعة ودفن بتربة اشقتمر خارج باب المقام، وكانت جنازته حافلة وممن حمل نعشه ملك الأمراء نوروز ومدحه الجمال عبد الله بن محمد بن زريق المعري بقصيدة بائية أولها:

لم أدر أن ظبي الألحاظ والهدب

 

أمضى من الهندويات والقضب

وقد وصفه شيخنا في ترجمة أبيه من الدرر بالإمام العلامة، وفي إنبائه بالعلامة بل ترجم له هو فيه وقال أن اشتغل قديماً ونبغ وتميز في الفقه والأدب والفنون وأنه لما رجع من القاهرة إلى حلب يعني قبل القرن أقام ملازماً للاشتغال والتدريس ونشر العلم لكنه مع وصفه له بكثرة الاستحضار وعلو الهمة والنظم الفائق والخط الرائق قال إنه كبير الدعوى وفي تاريخه أوهام عديدة، ونحوه قوله في معجمه مع وصفه بمحبة السنة وأهلها أنه عريض الدعوى له نظم كثير متوسط قال ولما فتح اللنك حلب حضر عنده في طائفة من العلماء فسألهم عن القتلى من الطائفتين من هو منهم الشهيد فقال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله" فاستحسن كلامه وأحسن إليه قال وأنشدني لنفسه لغزاً في الفرائض فأجبته، ولما حكى شيخنا في ترجمة الجمال يوسف اللطي قاضي الحنفية أنه كان قد

اشتهر عنه أنه يقول من أكثر النظر في كتاب البخاري تزندق ويفتي بإباحة أكل الحشيشة قال إن المحب ذكر أنه دخل عليه يوماً فذاكره بأشياء وأنشده كأنه يخاطب غيره وإنما عناه:

عجبت لشيخ يأمر الناس بالتـقـى

 

وما راقب الرحمن يوماً وما اتقى

يرى جائزاً أكل الحشيشة والربـا

 

ومن يسمع الوحي حقاً تزنـدقـا

وأشار شيخنا لذلك أيضاً في ترجمة الملطي من إنبائه حيث قال وعمل فيه لمحب الدين بن الشحنة أبياتاً هجاه بها كان يزعم أنه أنشدها له بلفظه موهماً أنهما لبعض الشعراء القدماء في بعض القضاة، وذكره ابن خطيب الناصرية فقال: شيخنا وشيخ الإسلام كان إنساناً حسناً عاقلاً دمث الأخلاق حلو النادرة عالي الهمة إماماً عالماً فاضلاً ذكياً له الأدب الجيد والنظم والنثر الفائقان واليد الطولى في جميع العلوم قرأت عليه طرفاً من المعاني والبيان وحضرت عنده كثيراً وكانت بيننا صحبة أكيدة، وصنف في الفقه والتفسير وعلوم شتى وأورد قصيدة ابن زريق المشار إليها، وقال البرهان الحلبي من بيوت الحلبيين مهر في الفقه والأدب والفرائض مع جودة الكتابة ولطف المحاضرة وحسن الشكالة يتوقد ذكاء وله تصانيف لطاف، وقال المقريزي في عقوده أنه أفتى ودرس بحلب ودمشق والقاهرة وكان يحب الحديث وأهله ولقد قام مقاماً عجز أقرانه عنه وتعجب أهل زمانه منه، وساق جوابه لتيمور المتقدم وغيره وكان المجلس له بحيث أوصى جماعته به وبالشرف الأنصاري وأصحابهما وفي إيراد ذلك طول. وقال ولده أنه ألف في التفسير وشرح الكشاف ولم يكملهما وألف لأجلي في الفقه مختصراً في غاية القصر محتوياً على ما لم تحتو عليه المطولات جعله ضوابط ومستثنيات فعدم منه في بعض الأسفار واختصر منظومة النسفي في ألف بيت مع زيادة مذهب أحمد ونظم ألف بيت في عشرة علوم إلى غير ذلك في الفقه والأصول والتفسير وعامة العلوم قال وحاصل الأمر فيه أنه كان منفرداً بالرياسة علماً وعملاً في بلده وعصره وغرة في جبهة دهره ولي قضاء حلب ودمشق والقاهرة ثم قضاء الشام كله وقدم حلب فقدرت وفاته بها وسلم له في علومه الباهرة وبحوثه النيرة الظاهرة وانتهى أمره إلى ترك التقليد بل كان يجتهد في مذهب إمامه ويخرج على أصوله وقواعده ويختار أقوالاً يعمل بها؛ وأثنى على جميع نظمه وذكر أن ممن أخذ عنه العز الحاضري والبدر بن سلامة بحلب وابن قاضي شهبة وابن الأذرعي بالشام وابن الهمام وابن التنسي والسفطي وابن عبيد الله بمصر وقرأت بخط آخرهم أنه قرأ عليه بالقاهرة حين قدمها سنة ثلاث عشرة ولزم دروسه إلى سفره في أواخر التي تليها صحبة العسكر وقال أن الناصر قربه واستصحبه معه فالله أعلم بذلك كله، ومن تصانيفه أيضاً اختصار تاريخ المؤيد صاحب حماة مع التذييل عليه إلى زمنه على طريق الاختصار وسيرة نبوية والرحلة القسرية بالديار المصرية، وقد أوردت في ترجمته من ذيل قضاة مصر فوائد كثيرة من نظمه ونثره ومطارحات وحكايات، ومن نظمه:

أسماء عشر رسول اللـه بـشـرهـم

 

بجنة الخلد عمن زانـهـا وعـمـر

سعيد سعد على عثمان طـلـحة أبـو

 

بكر ابن عوف ابن جراح الزبير عمر

وقوله:

كنت بخفض العيش في رفعة

 

منتصب القامة ظلي ظلـيل

فاحدودب الظهر وها أضلعي

 

تعد والأعين منـي تـسـيل

محمد بن محمد بن محمد بن محمود بن محمد بن محمد بن مودود الحافظي البخاري. يأتي بدون محمد ثالث.
6 - محمد بن محمد بن محمد بن محمود بن السلعوس - بفتح السين وإسكان اللام وضم العين وآخره مهملات - الشمس التاجر الدمشقي. من بيت رياسة بدمشق سمع من أبي محمد بن أبي التائب، وحدث سمع منه شيخنا وغيره وقال في معجمه كان خيراً. مات بدمشق في سنة خمس؛ وتبعه المقريزي في عقوده.
 7 - محمد بن محمد بن محمد بن مسلم بن علي بن أبي الجود ناصر الدين الكركي المقدسي والد التاج محمد الماضي ويعرف بابن الغرابيلي. ولد سنة ثلاث وخمسين وسبعمائة بالكرك وكان أبوه من أعيانها فنشأ في نعمة واشتغل بالعلم والآداب وصاهر العماد الكركي القاضي على ابنته وسكن القاهرة سنين ولي نيابة قلعة الكرك ولما عزل سكن القدس إلى أن مات في شعبان سنة ست عشرة، وكان فاضلاً ذكياً عارفاً مستحضراً للوقائع يرجع إلى دين. ذكره شيخنا في إنبائه. ويقال أنه مات في رجب وهو المكتوب على عمود قبره، وطول المقريزي ترجمته بالحكايات رحمه الله.
محمد بن محمد بن محمد بن منيع. هكذا وقع في إنباء شيخنا وقد مضى فيمن جده محمد بن أحمد بن منيع.
8 - محمد بن محمد بن محمد بن أبي نصر قطب الدين بن الشيخ المعتقد الشمس الأنصاري الإيجي الصفوي الشافعي الآتي أبوه. حج مع السيد أحمد بن صفي الدين الإيجي في سنة ثلاث وتسعين وجاور في التي بعدها وسمع مني أحاديث كالمسلسل وحديث زهير وحضر بعض الدروس بل سمع على الثلث الأخير من البخاري والنصف الأول من تصنيفي في ختمه وكتبت له إجازة في كراسة ودام حتى مات السيد المشار إليه بل تخلف بمكة ورأيته بها في سنة سبع وتسعين وهو متعلل وقيل لي أنه اشتغل بالكيمياء ولم يظفر منها بطائل إلا أنه افتقر جداً هذا مع فضيلته وحسن أدبه وكرم أصله فالله يحسن عاقبتنا وإياه، وهو أخو عيان الماضي لأمه.
9 - محمد بن محمد بن محمد بن النعمان بن هبة الله كريم الدين الهوى ثم القاهري قال شيخنا في إنبائه: اشتغل قليلاً وولي حسبة بلده ثم تزيا للجند وولي شدها فظلم وعسف ثم قدم القاهرة وتقدم عند الناصر بالتمسخر فولاه الحسبة مراراً أولها في جمادى الآخرة سنة خمس ونادمه. مات في شعبان سنة ثلاث عشرة ويقال أنه هو المشير على السلطان بمنع الوارث من ميراثه ولو كان ولداً بل يؤخذ للديوان فعوملت تركته بذلك.
محمد بن محمد بن محمد بن هلال. يأتي فيمن لم يسم أبوه ثالث المحمدين.
10 - محمد بن محمد بن محمد بن يحيى بن عبد الله بن سعيد المقدسي الشافعي والد الشمس محمد الآتي. سمع على الميدومي وحدث عنه بسنن أبي داود، سمع منه ابنه. ومات في شعبان سنة إحدى عشرة وكان صاحب أحوال وأوراد.
11 - محمد بن محمد بن محمد بن يحيى بن أبي علي أبو الطيب بن أبي عبد الله المغربي النقاوسي القسنطيني المالكي. ولد في يوم الأربعاء ثامن عشر جمادى الثانية سنة ثمان وأربعين بنقاوس من غربي قسنطينة، وكان والده قاضيها ثم تحول في حياته بعد قراءته القرآن واشتغاله قليلاً إلى قسنطينة لطلب ثم إلى تونس وأخذ الفقه عن إبراهيم الأخدري وأصوله مع المنطق والعربية والمعاني عن أحمد النخلي ومحمد الواصلي، وتوفي والده فارتحل إلى الديار المصرية في سنة تسع وستين فجد في الاشتغال واختص بخطيب مكة أبي الفضل رفيقاً للخطيب الوزيري وأخذ عن الشمني في حاشيته وغيرها كشرح نظم أبيه للنخبة وتكرر له عنه والتقى الحصني في المنطق وغيره والشرواني في شرح الطوالع وغيره من طبيعي وإلهي ورياضي والكافياجي ولازم الأمين الأقصرائي في التفسير وغيره والفقه عن يحيى العلمي وآخرين، وطلب الحديث وقتاً وأخذ عن بقايا الشيوخ وكتب بعض الطباق وسمع مني رفيقاً للقمصي مشيخة الرازي والبردة وحضر عندي بعض مجالس الإملاء وكان يكثر مراجعتي مع عقل وسكون وفضيلة؛ وفي غضون إقامته بالقاهرة حج ثم رجع إلى بلاده واستقر قاضي العسكر لحفيد مولاي مسعود ثم أرض عنه لاختياره سكني تونس وصار أحد عدولها ودام سنين وامتدح صاحبها بعد إخراج عبد المؤمن بن إبرهيم بن عثمان عنها زكريا بن يحيى بن مسعود بقصيدة أولها:

ضحك الربيع وجاء سعد مقبـل

 

ولك الهنا ذهب الزمان الممحل

فارفل فديتك في ميادين المنـى

 

هذا لواء النصر وافى يرفـل

وأرح جواد الجدفي أثر العـدى

 

فسهام سعدك في الأعادي أنبل

وسمعها منه بعض فضلاء المغاربة ولم يسمح بعود نسخته بها إليه وقال له أن زكريا امتدح بكثير ولم يطابق الواقع في مدحه غيرك. ثم تحول بعياله وجماعته قاصداً استيطان الحجاز فدخل الديار المصرية فكانت إقامته بها نحو ثلاثة أشهر وركب البحر من الطور صحبة نائب جدة فدخل مكة في أثناء رجب ولقيته هناك فدام بها على طريقة حسنة في الانجماع والعبادة إلى أن سافر مع المدنيين إلى طيبة فقدمها في أواخر سنة سبع وتسعين وثمانمائة فدام بها ولقيته حينئذ بها وكتب لي بخطه ما عمله أجابه لصاحبه الخطيب الوزيري وأقرأ هناك بعض الطلبة وذكر لي أن عزمه استيطانها.
12 - محمد بن محمد بن محمد بن يحيى بن محمد بن إبرهيم السيد قوام الدين بن غياث الدين العلوي الحسيني الموسوي الكازروني القاضي. ولد في غرة ذي القعدة سنة ثلاث وأربعين وسبعمائة بكازرون وسمع من الموفق الزرندي الصحيح ومن العفيف الكازروني ثم من ولده سعيد الدين المقتفي في مولد المصطفى له؛ وولي قضاء كازرون. وممن روى عنه التقي بن فهد وذكره في معجمه.
 13 - محمد بن محمد بن محمد بن يحيى بن محمد البدر أبو الفتح بن ناصر الدين بن العز بن المحيوي أبي زكريا السكندري الأصل القاهري المالكي الآتي أبوه وابنه يوسف ويعرف كسلفه بابن المخلطة بكسر اللام المشددة كما ضبطه ابن فرحون ولكنه على الألسنة بفتحها، ويحيى جده أظنه أخو قاضي إسكندرية الفخر أبي العباس أحمد بن محمد بن عبد الله المترجم في المائة قبلها. ولد البدر ظناً في سنة أربع وعشرين وثمانمائة بالقاهرة ونشأ بها فحفظ القرآن ومختصر ابن الحاجب الفرعي وألفية ابن ملك وغيرها وعرض على جماعة ثم أقبل على العلم فأخذ الفقه عن أبيه وأبي القسم النويري والبدر بن التنسي والزين طاهر ولازمه فيه وفي غيره وكذا لازم الشمني في الأصلين والتفسير والعربية والمعاني والبيان وغيرها ومما قرأ عليه التلخيص وشرحه المختصر والموقف الأول من المواقف في علم الكلام وأماكن في شرحه للسيد والمقصد الأول من المقاصد وشرحه ومما سمعه منه نبذة من المقصد الخامس وشرحها والمعظم من كل من المطول ومختصر ابن الحاجب الأصلي وشرحه للعضد وحاشية العضد للتفتازاني ومن أول البيضاوي إلى أتأمرون الناس بالبر وأخذ أيضاً عن الشرواني وابن الهمام وابن حسان والتقي الحصني وأكثر عنهم والكثير من المنهاج الأصلي عن العلاء القلقشندي وكذا قرأ في الأصول في ابتدائه على إمام الكاملية وفي الفرائض على أبي الجود وفي العروض وغيره على الأبدي ولازم النواجي في العروض وفي أكثر فنون الأدب وانتفع به وفي العربية على الراعي والعجيسي والهندي وشرح المقامات بأخرة على الشهاب الحجازي وسمع على شيخنا والزينين ابن الطحان والأميوطي وابن بردس وابن ناظر الصاحبة والرشيدي والصالحي وسارة ابنة ابن جماعة في آخرين وهو ممن حضر قراءة البخاري في الظاهرية القديمة وكتب الخط المنسوب وعني بالأدب ولا زال يدأب حتى برع في الفنون وأذن له في التدريس والإفتاء وعظمه الأكابر كالشمني وابن الهمام وكان يعجبهما متانة تحقيقه وتدقيقه وجودة إدراكه وتأمله بحيث قال ثانيهما أنه يصح وصفه بالعالم. وحج غير مرة وجاور وسمع بمكة على التقي بن فهد وغيره ودخل الشام وغيرها وناب في القضاء عن الولوي السنباطي فمن بعده واختص بالحسام بن حريز وقرأ عليه في الجواهر لابن شاس وغيرها وهو الذي عينه لقضاء إسكندرية عقب الجلال البكري وتلقى قبل ذلك تدريس المالكية بالمؤيدية عوضاً عن العز بن البساطي وكذا ولي التدريس بأم السلطان والقمحية والإعادة بالصالحية وغيرها من الجهات وناب عن أبيه في نظر البيمارستان وشرع في شرح مختصر ابن الحاجب فكتب منه مواضع مفرقة سبكاً إلى غير ذلك من التعاليق والنظم والنثر؛ وقد كثر اجتماعنا وسمعت من فوائده وأبحاثه وسمع بقراءتي ومرافقتي أشياء وبالغ في الثناء علي لفظاً وخطاً وأكثر من ترغيبي في تبييض كتابي طبقات المالكية ومن التردد إلي بسبب السؤال عن تراجم جماعة منهم وطالع من تصانيفي جملة وأمعن في تقريظها بما أثبته مع غيره في ترجمته من موضع آخر؛ وكان إماماً علامة ذكياً مفنناً جم الفضائل ظريفاً حسن العشرة لطيف الذات وافر العقل ذا سياسة ودربة وتودد وتواضع كثير الأدب والمحاسن لم ينتدب للقضاء كأبيه بل لما توجه لقضاء إسكندرية اغتبط به أهلها وأثنوا عليه كثيراً. ولا زال كذلك إلى أن تعلل بالقولنج وشبهه وأرسل يستأذن في القدوم فأجيب وقدم وهو في غاية التوعك فلم تطل مدته بل مات بعد أيام في ليلة السبت تاسع عشر ربيع الأول سنة سبعين ودفن من الغد عند أبيه بحوش سعيد السعداء وتأسف الناس على فقده رحمه الله وإيانا. محمد بن محمد بن محمد بن يحيى بن يونس بن أحمد بن صلاح القلقشندي. يأتي بدون محمد الثالث.
 14 - محمد بن محمد بن محمد بن يوسف بن حاجي الجمال التوريزي أخو الفخر أبي بكر وعلي يشهر بابن بعلبند. هكذا ساق النجم بن فهد نسبه. ولد ببلده قيلان وقدم مع أبيه وإخوته إلى القاهرة فقطنوها ثم قدم مع أخويه مكة وسافر منها إلى اليمين فأقام بها مدة وولي بعدن التحدث في المتجر السلطاني ثم عاد إلى مكة مصروفاً ثم إلى القاهرة ثم تسحب منها في سنة أربع وعشرين لديون عليه فقدم مكة وأقام بها مدة ثم سافر إلى اليمن فدام به مدة ثم رجع إلى مكة فدام حتى مات في المحرم سنة تسع وثلاثين، وأرخه شيخنا في إنبائه سنة ثمان وسماه محمد بن علي ولم يزد، ودفن بالشبيكة بوصية منه وهو في عشر التسعين سامحه الله قال وهو أخو علي المقتول في سنة أربع وثلاثين مع كونه لم يذكره في الإنباء إلا في سنة اثنتين وثلاثين.
15 - محمد بن محمد بن محمد بن يوسف بن علي بن يوسف بن عياش - بتحتانية ثقيلة ومعجمة - الشمس الدمشقي الجوخي التاجر أخو أحمد الماضي وهذا أسن. ولد في سنة ثلاث أو أربع وأربعين وسبعمائة وأحضر في الخامسة على أبي الحسن علي بن العز عمر بن أحمد بن عمر بن سعد المقدسي جزء ابن عرفة بحضوره له في الثالثة على ابن عبد الدائم وكذا سمعه على ابن الخباز وحدث به سمعه منه الفضلاء كابن موسى وشيخنا الموفق الأبي. وذكره شيخنا في معجمه وقال أجاز لي وكان يضرب به المثل في الشح، وقال في إنبائه: وكان ذا ثروة واسعة وتحكى عنه غرائب من شحه. مات في رمضان سنة خمس عشرة. وتبعه المقريزي في عقوده بإسقاط ثالث المحمدين خطأ سامحه الله وإيانا.
16 - محمد بن محمد بن محمد بن يوسف بن علي ناصر الدين بن البدر الصرخدي الأصل الحلبي الباحسيتي بموحدة ثم حاء وسين مهملتين مكسورتين ثم تحتانية ساكنة ثم فوقانية نسبة لباحسينا خطة بحلب كان عدلاً بها. ولد تقريباً سنة ست وخمسين وسبعمائة وسمع من الظهير محمد بن عبد الكريم بن العجمي بعض ابن ماجة وحدث. وكان خيراً ديناً عدلاً منجمعاً عن الناس له طلب وبيده إمامة مات قبل سنة أربعين بحلب رحمه الله.
17 - محمد بن محمد بن محمد البدر بن البهاء القاهري أخو علي ووالد أوحد الدين محمد السابقين وسبط السراج البلقيني ويعرف كسلفه بابن البرجي ويلقب هو ببعيزق بمهملة وزاي وقاف مصغر، لقبه بذلك ناصر الدين بن كلبك وكان جارهم. مات في ذي الحجة سنة اثنتين وأربعين في الحمام وقد جاز الخمسين. ذكره شيخنا في إنبائه وقال أنه تزوج ابنة البدر البلقيني ثم فارقها وباشر في عدة جهات وكان كثير الصلف. قلت وحينئذ فزوجته ابنة خاله واسمها صالحة وعلى هذا فهي ابنة أخرى لخاله سوى المنكوحة لأبيه.
18 - محمد بن محمد بن محمد البدر أبو الفضل بن أبي الخير النويري الحنفي لكونه سبط الشمس محمد بن عبد الله بن حسين الماضي. مضى فيمن جده عبد الرحيم بن إبرهيم.
محمد بن محمد بن محمد البدر بن المحب بن الصفي العمري الدميري المالكي. هكذا رأيته في طبقة ختم البخاري بخطي، وقد مضى في محمد بن أحمد بن محمد وكأنه الصواب.
19 - محمد بن محمد بن محمد البدر بن ناصر الدين البديوي. ممن سمع مني.
محمد بن محمد بن محمد البدر القلقشندي. فيمن جده محمد بن إسماعيل بن علي.
محمد بن محمد بن محمد التاج بن الغرابيلي. فيمن جده محمد بن محمد بن مسلم.
محمد بن محمد بن محمد بن التاج البوشي الشافعي قاضيها ويعرف بابن المالكي. رجل وجيه بناحيته عنده مسودة الخادم للزركشي. عرض له الفالج مدة طويلة وكثر مجيئه لي هو وولده. وأظنه بقي إلى قريب التسعين.
محمد بن محمد بن محمد الجلال بن البدر بن مزهر. فيمن جده محمد بن أحمد بن عبد الخالق.
محمد بن محمد بن محمد الجلال بن العز بن البدر القادري صوابه ابن عبد العزيز وقد مضى.
 21 - محمد بن محمد بن محمد الجلال الدنديلي القاهري أخو علي الماضي ويعرف بابن الشيخة. حفظ القرآن وكتباً وعرض على الجلال البلقيني وغيره وحضر دروس الولي العراقي وأماليه وكذا سمع الكثير من شيخنا ولازم خدمته في المودع وغيره وتزايد اختصاصه به وبولده؛ وتكرر سفره على حمل الحرمين. وهو ممن سمع في البخاري بالظاهرية المجلس الأخير وغيره وكان ذا ثروة ومعاملة أنشأ داراً بالجوانية وصاهر الولوي الأسيوطي على أخته وكانت جميلة ورام السفر بها لمكة في البحر فامتنعت فاسترضاها فيما قيل بكتابة مسطور بألف دينار وقدر غرقها في البحر فأخذها منه الورثة وكذا جب عبداً له لكونه وجده مع زوجة له من بيت الهياتمة الشهود وبلغ الظاهر جقمق فكانت حكاية. ومات قريب الستين عفا الله عنه.
22 - محمد بن محمد بن محمد الجمال بن التاج السمنودي الأصل المكي ويعرف با بن تاج الدين سمع من ابن صديق جزء أبي الجهم وأجازله في سنة خمس العراقي والهيثمي والزين المراغي وعائشة ابنة ابن عبد الهادي وأخرون. مات بمكة في صفر سنة سبع واريعين ارخه ابن فهد.
محمد بن محمد بن محمد الشمس المدني ويعرف بالمسكين. فيمن جده محمد بن عبد الله.
23 - محمد بن محمد بن محمد الشمس بن القطب بن الأمين البدراني. ممن سمع من شيخنا. محمد بن محمد بن محمد الشمس بن القطب الحسني البخاري الحنفي نزيل مكة وإمام مقام الحنفية بها وشيخ الباسطية. فيمن جده محمد بن السيد.
24 - محمد بن محمد بن محمد المولى الشمس التبادكاني - نسبة لقرية من قرى مشهد خراسان - الشافعي ويعرف بالقاضي وكأنها شهرة لأحد من أسلافه وإلا فلم يل هو ولا أبوه القضاء. كان مرجع تلك النواحي في الفقه والسلوك ممن أخذ عن الخافي والنظام عبد الحق التبادكاني أجاز للعلاء بن السيد عفيف الدين ولولده في كتابة طويلة مؤرخة بشوال سنة أربع وسبعين والعلاء هو المفيد لترجمته قال وكان أبوه عالماً صالحاً وكان لقي العلاء لصاحب الترجمة بمنية محل أبي سعيد بن أبي الخير من أعمال خراسان وسمع منه أشياء منها عدة أربعينات من جمعه وشرحه لمنازل السائرين وتخميسه للبردة وهو علامة مسلك مرشد وعظمه جداً في علمي الظاهر والباطن وكان حياً في سنة خمس وسبعين.
25 - محمد بن محمد بن محمد الشمس الدمشقي ثم القاهري الشافعي الحريري العقاد ويعرف بالتنكزي لكثرة عمله أشغال تنكز نائب الشام. ولد كما بخطه في سنة اثنتين وسبعين وسبعمائة بدمشق وقدم القاهرة فسمع على ابن الكويك بقراءة شيخنا النسائي الكبير وصحيح مسلم بفوت فيه وسمع على غيره ممن تأخر وقطنها وحدث بالكتابين قرأتهما عليه مع غيره للولد، وكان شيخاً صالحاً محباً في الحديث وأهله راغباً في الإسماع جداً بدون تكلف بارعاً في صنعته تدرب به فيها جماعة مع استحضار لمتون وفوائد حفظها من المواعيد ونحوها وبلغني أنه ورث من زوجة له أزيد من خمسمائة دينار فبثها في الفقراء والأطفال وآخر ما علمته حدث في سنة سبعين ومات في التي تليها ورأيت من زاد بآخر نسبه عبد الرحمن بن عبد الستار.
26 - محمد بن محمد بن محمد الشمس المقري بن الحلبية. ولد سنة تسع وسبعين وسبعمائة وسمع من التنوخي سنة ست وتسعين ومن ابن صديق. ذكره ابن أبي عذيبة وقال أجاز لنا.
27 - محمد بن محمد بن محمد الشمس القاهري ثم المدني أحد رؤساء مؤذنيها ووالد أحمد أبي الجماعة. استقر في الرياسة بعيد القرن بعد مباشرته لها في قلعة الجبل بمصر، وكان متميزاً في الميقات ومتعلقاته بحيث صنف في ذلك ونظم قصائد نبوية قيل أنها تزيد على ألف وعندي من نظمه أبيات في تاريخ المدينة، وكذا باشر الخطابة والإمامة معاً بطيبة نيابة. ومات في سنة أربع وعشرين.
28 - محمد بن محمد بن محمد الشمس الهوى السفاري الشافعي. ممن سمع مني.
29 - محمد بن محمد بن محمد صدر الدين بن القطب بن الصدر القاهري الكتبي خادم السنباطي والملقب له بمعلم السلطان بحيث صار يعرف بذلك بين كثيرين وعند العامة بلقبه، حج معه وجاور وتكسب بالتجليد وهو أجود من غيره مع كونه متوسط الأمر في صناعته. سمع مني يسيراً اتفاقاً.
محمد بن محمد بن محمد الصلاح الحكري. فيمن جده محمد بن إسمعيل.
محمد بن محمد بن محمد العز بن الشمس بن الحمراء الدمشقي الحنفي. يأتي بدون محمد الثالث.
 محمد بن محمد بن محمد العلاء البخاري. فيمن جده محمد بن محمد بن محمد بن محمد.
30 - محمد بن محمد بن محمد علم الدين ولقبه العيني جمال الدين بن ناصر الدين القفصي الدمشقي المالكي. ولي قضاء دمشق إحدى عشرة مرة في مدة خمس وعشرين سنة أولها في رجب سنة تسع وسبعين باشر منها ثمان سنين وعشرة أشهر ومات وهو قاض؛ وكذا ولي حماة مراراً وحلب إما مرتين أو ثلاثاً. وكان عفيفاً له عناية بالعلم مع قصور في الفهم ونقص عقل ولديه إكرام للطلبة؛ وكان جده قد قدم دمشق في سنة تسع عشرة فناب في الحكم وكان أبوه جندياً وألبس ولده كذلك ثم شغله بالعلم وهو كبير ودار على الدروس واشتغل كثيراً. قال ابن خطيب الناصرية: أصيب في الوقعة الكبرى بما له وأسرت له ابنة وسكن عقب الفتنة بقرية من قرى سمعان إلى أن انزاح الططر عن البلاد فرجع إلى حلب على ولايته، قال وكانت بيننا صحبة وكان يكرمني وولاني عدة وظائف علمية ثم توجه من حلب إلى دمشق فقطنها وولي قضاءها. ومات بها على قضائه في المحرم سنة خمس ولم يكمل الستين. وذكره شيخنا في إنبائه رحمه الله.
31 - محمد بن محمد بن محمد العماد بن العماد بن العماد بن العماد الأزدي الدمشقي ويعرف بابن هلال ويلقب أيضاً بالشمس واشتهر بها عند كثيرين. كان من تجار الشاميين المتردد فيها لمكة وبها توفي في المحرم سنة اثنتي عشرة وقد تكهل وبلغني أنه سمع من ابن قواليح. قاله الفاسي.
32 - محمد بن محمد بن محمد فتح الدين أبو الفتح النحريري القاهري ويعرف بابن أمين الحكم. ذكره شيخنا في إنبائه فقال: سمع على جماعة من شيوخنا وعني بقراءة الصحيح وشارك في الفقه والعربية وأكثر المجاورة بالحرمين ودخل اليمن فقرأ الحديث بصنعاء وغيرها ثم قدم القاهرة بأخرة فوعك. ومات بالبيمارستان سنة اثنتين وعشرين عن نحو الخمسين. وسبق فتح الدين أبو الفتح محمد بن محمد بن محمد النحريري فيمن جده إسمعيل متأخر عن هذا.
33 - محمد بن محمد بن ناصر الدين محمد فتح الدين السمنودي ويعرف بابن محمود ممن سمع مني.
34 - محمد بن محمد بن محمد فتح الدين القرشي المخزومي السكندري. ولد سنة تسع وخمسين وسبعمائة وسمع من ابن نباتة سيرة ابن هشام وحدث بها عنه بمكة سمع منه الفضلاء كابن موسى والأبي وأورده التقي بن فهد في معجمه وكان يذكر أنه سمع الأسنائي والبهاء السبكي وغيرهما. ذكره شيخنا في إنبائه وقال كان يتعانى التجارة فنهب مرة وأملق وأقام بزبيد ينسخ لملك الأشرف ثم حسنت حاله وتبضع فربح ثم والى الأسفار إلى أن أثري. وجاور بمكة ثم ورد في البحر قاصداً القاهرة فمات بالطور في أوائل شعبان سنة سبع عشرة.
محمد بن محمد بن محمد المحب بن البدر المحرقي. فيمن جده محمد بن أبي بكر بن أيوب.
35 - محمد بن محمد بن محمد المحب بن الشمس القاهري الحنبلي ويعرف بابن الجليس شريف بن عبد الله الجمالي وهو ابن أخت الشريف المحب محمد بن عبد الرحمن الحسني الحنفي شيخ الجوهرية والماضي. نشأ فحفظ القرآن ومختصر الخرقي ولازم دروس المحب بن نصر الله بل قرأ عليه وكذا قرأ على العز الكناني قبل ولايته في الفقه وهو الذي استنابه وعلى البوتيجي البخاري وسمعه أو معظمه على البرهان الصالحي ثم سمع ومعه ابنه محمد على أم هانئ الهورينية وغيرها. وتنزل في الجهات وحرك الخطيب ابن أبي عمر حتى كاد أمره أن يتم بعزل شيخه العز الكناني فما أسعدا وحج وكان جامداً. مات في جمادى الولى سنة أربع وتسعين عن بضع وسبعين عفا الله عنه، وخلف ابنة تحت أبي البركات الصالحي.

36 - محمد بن محمد بن محمد معين الدين الفارسكوري الأصل الدمياطي المولد والدار ويعرف بلقبه. أحد المتمولين من بيت تجارة ووجاهة حتى كان أبوه على قاعدة تجار دمياط ينوب فيها عن قضاتها ونشأ هذا فقيراً جداً فقرأ القرآن أو بعضه وتعانى استئجار الغيطان ونحوها وترقى حتى زادت أمواله على الوصف بحيث أنه قيل وجد ببعض المعاصر خبيئة. وصار ضخماً عظيم الشوكة مبجلاً زائد الاعتبار عند الجمال ناظر الخاص حتى أنه روفع فيه عند الظاهر جقمق فما تمكن منه من فعل غرضه بل ضرب المرافع وابتنى بدمياط مدرسة هائلة وعمل بها شيخاً وصوفية، وأكثر الحج والمجاورة وكان يقال أنه لقصد سبك الفضة هناك وبيعها على الهنود ونحوهم حتى لا يطلع عليه وبلغني أنه كان في صغره متهتكاً فابتلاه الله بالبرص ولا زال يتزايد حتى امتلأ بدنه وصار لونه الأصلي لا يعرف، ومات وهو كذلك قريباً من سنة ستين عن سن عالية واستمرت المظالم منتشرة هناك بسبب أوقافه وهلك بسببها غير واحد، وهو مولى جوهر المعيني الماضي عفا الله عنه وإيانا.
37 - محمد بن محمد بن محمد ناصر الدين أبو عبد الله الحموي الشافعي ابن خطيب نقيرين: قال شيخنا في إنبائه: اشتغل قليلاً وترامى على الدخول في المناصب إلى أن ولي قضاء حلب سنة اثنتين وتسعين فباشرها مباشرة غير مرضية فعزل بعد سنة ونصف بالشرف أبي البركات الأنصاري وتوجه إلى القاهرة ليسعى فأعاده الظاهر إلى تغرى بردى نائب حلب فحصلت له محنة وإهانة وحبس بالقلعة ثم أعيد إلى القضاء سنة ست وتسعين عوضاً عن الشرف أيضاً ولم يلبث أن صرف بعد سنة بالشمس محمد الأخنائي الدمشقي فسافر عنها واستمر يتنقل في البلاد بطالاً إلى أن أعيد لقضاء حلب في أول نيابة شيخ بها من قبل الناصر فرج في أواخر دولته ثم عزل بعزل المؤيد ثم عاد بعد قتل الناصر واستقرار شيخ مدبر المملكة للخليفة المستعين، وفي غضون ذلك ولي قضاء دمشق مرة وطرابلس أخرى ولما قام نوروز بدمشق بعد قتل الناصر قرره فلما قتل نوروز قبض عليه جقمق الدوادار باللجون وحبسه بصفد في سنة ثماني عشرة بإذن المؤيد فلما وصل المؤيد لدمشق في فتنة قانباي أخرج من محبسه ميتاً بدسيسة فيما يقال من كاتب السر لكونه كان يعاديه في الأيام الناصرية والنوروزية بحيث كان ابن البارزي يهدده به كل حين وأنكر السلطان موته ونقمه على ابن البارزي وذلك في السنة المذكورة، وكان كريماً سمحاً إلا أنه كثير التزوير والتعلق على أملاك الناس ووظائفهم بالتزوير، ولم يكن مشكور السيرة في الأحكام بحلب سيما في ولايته الأولى. قاله ابن خطيب الناصرية وتبعه شيخنا فقال: كان قليل البضاعة كثير الجرأة كثيرا لبذل والعطاء إلا أنه يتعانى التزوير بالوظائف وبالدور ينتزعها من أهلها بذلك سامحه الله وإيانا.
38 - محمد بن محمد بن محمد ناصر الدين بن الطبلاوي الوزير. ممن نشأ بالقاهرة ورواس بابن عمه العلاء علي بن سعد الدين عبد الله بن محمد وأثرى في أيامه ثم نكب وأخذ منه مال جزيل وعوقب إلى أن تحرك له حظ في الأيام الناصرية وباشر شد الدواوين ثم الوزر بعد الصاحب البدر حسن بن نصر الله في رمضان سنة سبع، واستقر عوضه في شد الدواوين اقتمر. ذكره المقريزي في عقوده ويعرف بابن ستيت.
39 - محمد بن محمد بن محمد ناصر الدين الرملي الكاتب. ذكره شيخنا في إنبائه فقال ناصر الدين المجود صاحب الخط المنسوب كتب على القلندري وكتب الناس دهراً طويلاً فكان ممن كتب عليه البدر بن قليج العلائي وابن عمه أبو الخير ببيت المقدس ثم تحول إلى الشام فأقام به دهراً ثم رجع إلى القدس فقطنه وكتب بخطه شيئاً كثيراً من المصاحف وغيرها. ومات في ذي الحجة سنة إحدى وله بضعة وثمانون عاماً.
40 - محمد بن محمد بن محمد نور الدين بن التاج بن الشرف الحنفي سبط الشهاب ابن الناصح. ممن يروى عن العز بن جماعة المفنن وناصر الدين بن الفرات وعبيد البشكالسي، أخذ عنه نظام الحنفي.
 41 - محمد بن محمد بن محمد أبو البركات بن الأمين بن عزوز بزايين معجمتين ورأيته مجوداً بنون آخره بخط غير واحد كالجمال البدراني الأنصاري التونسي المغربي المالكي ويعرف بابن عزوز. اعتنى بالرواية وأخذ عن الكمال بن خير والشهب المتبولي والكلوتاتي والواسطي والحفاظ البرهان الحلبي وابن ناصر الدين والولي العراقي وشيخنا ولازمهما في كتابة الأمالي واختص بشيخنا كثيراً وابن الجزري وعائشة ابنة ابن الشرائحي والنور الفوى والشمس الشامي بإسكندرية ودمشق وحلب والقاهرة وغيرها ومما أخذه عن ابن خير البلدانيات الأربعين للوادياشي بإجازته منه وعن الواسطي المسلسل وجزء ابن عرفة والبطاقة وعن ابنة الشرائحي مشيخة الفخر وعن ابن الجزري فيها وفي مسند أحمد وعن الفوى من لفظ الكلوتاتي قطعة كبيرة من آخر سنن الدارقطني مع اليسير من أولها وأثنائها، ووصفه الجمال البدراني في الطبقة بالفقيه المشتغل المحصل الفاضل، وقرأ معظمها على الشمس الشامي بل قرأ عليه سيرة ابن هشام ومشيخة الفخر ومسند أبي بكر من مسند أحمد، وحصل وتميز ورافق الزين رضوان المستملي وغيره من المحدثين ورجع إلى بلاده فصار أشهر من بتونس في الرواية وأمسهم بالصنعة في الجملة وتصدى للأسماع فأخذ عنه جماعة إلى أن مات مطعوناً فيها سنة ثلاث وسبعين وأظنه جاز السبعين وسد به الباب هناك وجيء بكتبه بعد مدة فبيعت وكان أمين الأمناء بتونس بمعنى أن التجار ونحوهم يتحاكمون إليه في العرفيات فيقضي بينهم ولو بالحبس والضرب رحمه الله وإيانا.
محمد بن محمد بن محمد أبو الطيب النستراوي. فيمن جده محمد بن عبد الله بن أحمد.
42 - محمد بن محمد بن محمد العلامة أبو عبد الله بن عقاب قاضي الجماعة بتونس. مات بها في سنة إحدى وخمسين. أرخه ابن عزم بعد أن ذكره في التي قبلها ظناً غالباً.
43 - محمد بن محمد بن محمد أبو عبد الله الأنصاري الخزرجي الأندلسي ثم التونسي المالكي بن القماح. ذكره شيخنا في إنبائه فقال المحدث بتونس سمع من أبي عبد الله بن عرفة وجماعة وحج فسمع من التاج بن موسى خاتمة من كان يروي حديث السلفي عالياً بالسماع المتصل وبالقاهرة من التنوخي والعراقي وجماعة يعنى كالمليجي وابن حاتم والسويداوي، ورجع إلى بلاده فعني بالحديث واشتهر به، وكاتبني مراراً بمكاتبات تدل على شدة عنايته بذلك ولكن بقدر طاقته في البلاد وقد ولي قضاء بعض الجهات بالمغرب وحدث بالكثير وروى بالإجازة العامة عن البطرني مسند تونس وخاتمة أصحاب ابن الزبير بالإجازة عن غيره من المشارقة. مات في أواخر ربيع الآخر سنة سبع وثلاثين، كتب إلي بوفاته من تونس الشيخ عبد الرحمن البرشكي وقال كان حسن البشر سمح الأخلاق محباً في الحديث وأهله رحمه الله وإيانا. قلت أجاز في سنة خمس وعشرين لجماعة منهم ابن شيخنا بل قرأ عليه بعض الشفا شيخنا الشهاب الأبدي بقراءته له على الخطيب أبي عبد الله محمد بن أبي الحسن علي القيجاطي.
44 - محمد بن محمد بن محمد أبو الفتح بن البدر الدنجاوي ثم القاهري أحد الشهود كأبيه داخل باب القوس. ممن سمع على شيخنا وهش فأظنه زاحم الثمانين، وهو سنة تسع وتسعين حي.
45 - محمد بن محمد بن محمد أبو الفتح حفيد أبي الفتح الذروي الصعيدي. ممن سمع مني في يوم عيد الفطر سنة خمس وتسعين مسلسل العيد.
محمد بن محمد بن محمد البغدادي الزركشي. فيمن جده محمد بن أبي بكر.
46 - محمد بن محمد بن محمد الشريف الحسيني الدمشقي إمام مسجد العقيبة وناظر الجامع بها. ذكره شيخنا في إنبائه فقال حصلت له إهانة في أيام حصار الظاهر دمشق بعد خروجه من الكرك على أيدي المنطاشية فلما ظهر الظاهر رحل هو إلى القاهرة وادعى على الذي أهانه ولم يزل به حتى ضرتب عنقه لأمر أوجب ذلك وولاه السلطان جمع الجامع. ومات في يوم تاسوعاء سنة إحدى وله نحو الخمسين رحمه الله.
47 - محمد بن محمد بن محمد النابتي القاهري ويعرف بالخطيب. ممن سمع على قريب التسعين.
48 - محمد بن محمد بن محمد الششتري البصري الشافعي نزيل مكة. ولد في سنة عشرين بالبصرة وقدم مكة في سنة أربع وخمسين وكان يشتغل بالعلم ويحض دروس قاضيها البرهان وسافر غير مرة إلى هرمز آخرها مع ولد له كبير ثم إلى كنباية فغرقا في خورها سنة ست وسبعين تعريباً. ذكره ابن فهد.
 49 - محمد بن محمد بن محمد الحمصي القادري الصوفي الشافعي. سمع من إبراهيم بن فرعون الصحيح أنا به الحجار وحدث. ذكره التقي بن فهد في معجمه.
50 - محمد بن محمد بن محمد الدلجي الأصل القاهري المهتار. يأتي له ذكر في أبيه.
51 - محمد بن محمد بن محمد السخاوي. ذكره التقي بن فهد في معجمه وييض له ورأيت له منظومة في الاصطلاح قال فيها:

وعمدتي في النقل قول شيخنا

 

هو العراقي بخاري عصرنا

وابن الصلاح قبله والنـووي

 

فخذ منقحاً لما عنهـم روى

وفيها أيضاً أول أقسام الحديث:

لحظ محدث في الإسناد حصر

 

والمتن والذي إليهمـا يفـر

وهذه المنظومة في مجموع بخطه في المدرسة الزينية فيه نظمه للتبريزي وغير ذلك. وما وقفت له على ترجمة.
محمد بن محمد بن محمد الشارمساحي. فيمن جده محمد بن عبد الله.
محمد بن محمد بن محمد الصرخدي. فيمن جده محمد بن يوسف بن علي.
52 - محمد بن محمد بن محمد الغزي السكاكيني. ممن سمع مني بمكة.
محمد بن محمد بن محمد القلقشندي. فيمن جده محمد بن إسماعيل بن علي.
محمد بن محمد بن محمد المخزومي القرشي الدماميني المالكي. رأيته كتب على استدعاء بعد الخمسين فيحرر من هو.
53 - محمد بن محمد بن محمد المنوفي السبكي ممن عرض عليه خير الدين بن القصي بعد الخمسين.
54 - محمد بن محمد بن محمود بن أبي بكر بن عبد الله بن ظاهر بالمعجمة الشمس بن ناصر الدين الجوجري ثم القاهري الشافعي الناسخ نزيل شبرى وخطيبها وشاهدها ولد في سنة تسع وأربعين وثمانمائة بجوجر وقرأ بها جل القرآن ثم تحول مع أبويه فأكمله بمنية بدر وحفظ فيها الملحة والجرومية ونحو نصف المنهاج ثم تحول معهما أيضاً إلى شبرى الخيمة فقرأ في المنهاج عند جماعة كالولوي البلقيني قاضيها وخطيبها الشهاب بن عاصم ثم قدم القاهرة فأكمل بها المنهاج وألفية النحو واشتغل في الفقه والعربية وغيرهما عند الأبناسي وابن قاسم وابن خطيب الفخرية بل حضر دروس العبادي والفخر المقسي وأخذ الفرائض والحساب عن البدر المارداني وكذا قرأ علي في الاصطلاح وغيره وكتب أشياء من تصانيفي وكذا كتب غير نسخة من طبقات ابن السبكي الكبرى وجملة وخطه متقن وفهمه حسن وحج وجاور قليلاً واستوطن شبرى وانتفع به أهلها في الشهادة، وله فيها تميز في الجملة وعمل العقود بها وربما نظم. مات بعلة الاستسقاء في ليلة الأحد حادي عشر المحرم سنة اثنتين وتسعين وجيء به في نعش فغسل ودفن بباب الوزير عوضه الله الجنة.
55 - محمد بن محمد بن محمود بن ماجد بن ناهض الشمس أبو عبد الله بن الشمس بن الشرف الرديني الشافعي ولد كما أخبرني به في سنة ست وستين وسبعمائة وكتب بخطه أنه في سنة ستين فالله أعلم بقرية منية رديني بمهملتين أولهما مضمومة وآخره نون من أعمال الشرقية، وحفظ القرآن وتلا به لأبي عمرو على والده والعمدة والمنهاج الفرعي والأصلي وألفية ابن ملك ودخل القاهرة فعرض على الأبناسي وابن الملقن وأجازا له وعليهما تفقه وكذا تفقه بالبلقيني وقريبه البهاء أبي الفتح والزين العراقي قرأ عليه في تكملة شرح المهذب له بالفاضلية وسمع عليه في الحديث وغيره وبالكمال الدميري والبدر الطنبدي وعليه قرأ في الأصول والعربية في آخرين وأخذ في الألفية وتوضيحها وغيرهما من كتب العربية عن المحب بن هشام حين إقرائه بجامع الحاكم وفي الفرائض بقراءته عن الشمس الغراقي وسمع البخاري علي التقي الدجوي في سنة ست وثمانين وكان ضابط الأسماء وبرع في الفقه وأذن له الدميري في الإفتاء. وولي القضاء ببلبيس وغيرها عن التقي الزبيري ثم عن قريبه العز عبد العزيز الرديني ثم عن نور الدين بن الملقن ثم ولي عمل منية الرديني وأعمالها عن الجلال البلقيني ومن بعده واشتهر بالعفة والديانة والصلابة في الحق والقيام على من لم يذعن للشرع وصارت له في تلك الناحية جلالة ووجاهة بحيث قصدوه بالفتاوى وانتفع به في ذلك وعولوا عليه فيها وفي غيرها، وقد لقيته بمجلس شيخنا فاستجزته لي ولأخوي وغيرهما من أصحابنا ثم ارتحلت لبلده وحملت عنه بعض مسلم وغيره، وكان نير الشيبة جميل الوجه مهاباً حسن السمت ظاهر الوقار. مات في سنة ثلاث أو أربع وخمسين ولم يخلف هناك من يوازيه رحمه الله وإيانا.
 56 - محمد بن محمد بن محمود بن محمد بن أبي الحسين بن محمود بن أبي الحسين البهاء بن الشمس بن الجمال أبي الثناء الربعي البالسي الأصل القاهري الشافعي الماضي ابنه أحمد وأخوه عبد الرحيم والآتي أبوهما وهو سبط السراج بن الملقن. ولد في ربيع الأول سنة ثمان وثمانين وسبعمائة بالقاهرة ونشأ بها فحفظ القرآن وتلا به لأبي عمرو علي الشمس السعودي الضرير فقيهنا والعمدة والمنهاج الفرعي وألفية ابن ملك، وعرض على جماعة، واشتغل بالفقه على البرهاني البيجوري والشمس البرشنسي والمجد البرماوي وتزوج ابنته وعليه قرأ في النحو أيضاً وسمع على جده لأمه جزء القدوري وغيره وعلى التنوخي جزء أبي الجهم وحدث بذلك سمع منه الفضلاء أخذتهما عنه، وناب في القضاء للجلال البلقيني فمن بعده بل باشر في عدة جهات تلقاها عن أبيه وغيره وسافر إلى دمياط وبلاد الصعيد؛ وكان أصيلاً ساكناً. مات في يوم الاثنين ثالث جمادى الأولى سنة تسع وخمسين ودفن عند والده بالقرب من البلالي من حوش سعيد السعداء رحمه الله وإيانا.
محمد بن محمد بن محمود بن محمد بن أبي الحسين الشمس البالسي. في محمد بن محمود بن محمد بن أبي الحسين فشمس الدين إنما هو محمد بن محمود لا واسطة بينهما بل الواسطة إنما هو لابنه كما مضى قبل.
57 - محمد بن محمد بن محمود بن محمد بن محمد بن مودود الشمس الجعفري البخاري الحنفي. استغل ببلاده ثم قدم مكة فجاور بها وانتفع الناس به في علوم المعقول. مات بمكة في العشر الأخير من ذي الحجة سنة اثنتين وعشرين عن ست وسبعين سنة. ذكره شيخنا في إنبائه. ورأيته كتب وهو بمكة على استدعاء في ثاني عشر شهر وفاته وقال الجعفر الطياري النجار يعني الأصل الحافظي البخاري الحنفي وأن مولده في رابع عشرى رجب سنة ست وأربعين وسبعمائة. وله ذكر في الأميني يحيى الأقصرائي وأنه أجاز له في ذي الحجة سنة اثنتين وعشرين بمنى وأنه روى البخاري عن أبي طاهر محمد بن أبي المعالي محمد بن محمد بن الحسين بن علي الطاهري الخالدي الأوشي ووالده أبي المعالي محمد عن السراج عمر بن على القزويني بسنده الذي أوردته في التاريخ الكبير سمع منه بعضه الأمين. ورأيت من زاد محمداً ثالثاً في أول نسبه فالله أعلم.
58 - محمد بن محمد بن محمود الشمس الحنفي المدعو بالشيخ البخاري نزيل زاوية نصر الله بخان الخليلي. كان فاضلاً أقرأ الطلبة بالقاهرة وممن قرأ عليه المختصر للتفتازاني والعبري شرح الطوالع والمعاني والبيان والبديع الزين زكريا وكذا أخذ عنه فيها خضر بن شماف، وصنف شرحاً على درر البحار في فقه الحنفية وآخر على نظم السراجية في الفرائض وكتب أيضاً في أصول الدين وانتمى للشمس الرومي الكاتب فامتحن بسببه وكاد ابن المخلطة أن يوقع فيه أمراً بسبب كتابه في الأصول فحال الأمين الأقصرائي بينه وبين مراده وسافر عقب ذلك فقطن الشام وأقرأ الفضلاء أيضاً وممن انتفع به هناك القاضي شمس الدين بن عيد واستمر هناك حتى مات أظنه قريب الخمسين ظناً. محمد بن محمد بن محمود الشمس الدمشقي بن السلعوس. هكذا في الأنباء بإسقاط محمد الثالث وقد مضى.
59 - محمد بن محمد بن محمود صائن الدين الدمشقي الحنفي أحد شهود الحكم بدمشق. كان يفتي ويذاكر. مات في ذي الحجة سنة ثلاث. ذكره شيخنا في إنبائه.
60 - محمد بن محمد بن محمود ناصر الدين العجمي الأصل السمنودي الشافعي ويعرف بابن محمود. حفظ القرآن وجوده على الشيخ مظفر وتصدر لتعليم الأبناء ببلده بحيث قرأ عليه غالب فقهائه كالتقي العساسي وولده وخاله الجلال المحلي وولي حسبتها وقتاً ثم ترك، وكان خيراً. مات في سنة خمس وخمسين تقريباً وقد جاز الثمانين.
61 - محمد بن محمد بن محمود أبو الفضل المكراني الهندي الحنفي ويعرف بابن محمود. سمع من التقي الحرازي والعز بن جماعة والموفق الحنبلي ومما سمعه عليهما جزء ابن نجيد وكان أحد الطلبة بدرس يلبغا ويعمل العمر ويعاني حرفاً كثيرة. مات في أثناء سنة أربع بمكة ودفن بالمعلاة. ذكره الفاسي في مكة.
محمد بن محمد بن مزهر. فيمن جده أحمد بن محمد بن عبد الخالق.
62 - محمد بن محمد بن مسدد الصفي بن الشمس الكازروني المدني الآتي أبوه. ممن سمع مني بالمدينة.
 63 - محمد بن محمد المدعو سعيد بن مسعود بن محمد بن مسعود بن محمد بن علي بن أحمد بن عمر بن إسمعيل بن الأستاذ أبي علي الدقاق هو الحسن بن علي بن محمد بن إسحق بن عبد الرحيم بن إسحق أو أحمد العفيف أبو المحامد بن سعيد الدين أبي محمد بن الضياء البلياني النيسابوري ثم الكازروني الشافعي. ولد في ثاني عشر ربيع الأول سنة سبع وعشرين وسبعمائة وأجاز له في سنة أربعين الحفاظ المزي والبرزالي والذهبي والعلائي وأبو حيان وابن الخباز والميدومي وابن غالي وابنة الكمال في آخرين وقرأ على أبيه كتباً جمة، وحج سنة أربع واربعين ثم توجه لمكة ليحج أيضاً فأدركه أجله بنجد في ذي القعدة سنة اثنتين ودفن هناك. ذكره العفيف الجرهي في مشيخته وقال هو أو غيره أنه صنف الكثير ومن ذلك شرح البخاري وقال أنه استمد فيه من ثلثمائة شرح عليه كذا قال وعمل أربعين في فضل العلم سمعها عليه الطاووسي وجمع أسانيد نفيسة في كتاب سماه شعب الأسانيد في رواية الكتب والمسانيد، وذكره التقي الفاسي في مكة فقال: العلامة الخير نسيم الدين أبو عبد الله بن العلامة سعيد الدين النيسابوري الأصل الكازروني المولد والدار الشافعي نزيل مكة، هكذا وجدت نسبه لأبي علي الدقاق بخط بعض أصحابنا بل رأيته بخطه فيما أظن وذكر أنه ولد بكازرون من بلاد فارس سنة خمس وثلاثين وسبعمائة ونشأ بها واشتغل فيها على أبيه بالعلم وسمع منه بها بعض تصانيفه وأنه استجاز له من المزي وغيره من شيوخ دمشق وهي عنده بكازرون، سمعت منه شيئاً من المولد النبوي لأبيه وكان يرويه عنه فيما قال؛ وكان فاضلاً في العربية ومتعلقاتها مع مشاركة حسنة في الفقه وغيره وعبادة كثيرة وديانة متينة وأخلاق حسنة جاور بمكة زيادة على عشر سنين ملازماً للعبادة والخير وإفادة الطلبة وسمع بها من الجمال الأميوطي والعفيف النشاوري ثم توجه من مكة إلى بلاده بأثر الحج من سنة ثمان وتسعين فوصل إليها ثم توجه لمكة فأدركه الأجل بلار في سنة إحدى ووصل الخبر بوفاته لمكة في التي تليها وكان زار المدينة النبوية في طريق الماشي وسهل في طريقها أماكن مستصعبة وفعل مثل ذلك في جبلي حراء وثور أجزل الله ثوابه على ذلك انتهى. وفيه مخالفة لما تقدم في مولده ولقبه وغيرهما وكأنه اختلط عليه بالذي بعده كما اختلط على غيره مما يحتاج فيهما إلى تحقيق.
64 - محمد نسيم الدين أبو عبد الله أخو الذي قبله. ولد سنة خمس وثلاثين وسبعمائة بكازرون من بلاد فارس ونشأ بها، وأجاز له المزي وغيره وسمع الكثير على أبيه وأخذ عنه وعن غيره العلم وبرع في العربية ومتعلقاتها وشارك في الفقه وغيره مشاركة حسنة، وكان كثير العبادة والنسك متين الديانة حسن الأخلاق جاور بمكة كثيراً وكان قدومه لها سنة اثنتين وثمانين وقرأ بها على الأميوطي والنشاوري وأقرأ الناس وانتفعوا به وكان حسن التعليم غاية في الورع في عصرنا، ثم توجه منها إلى بلاده في سنة ثمان وتسعين فأقام بها على عادته في الإسماع والإقراء ثم رجع متوجهاً لمكة فأدرك أجله بلار في شوال سنة عشر. ذكره العفيف الجرهي أيضاً في مشيخته، وأرخ المقريزي وشيخنا في إنبائه وفاته في سنة إحدى زاد شيخنا وله خمس وستون سنة وهي وفاة أخيه كما تقدم.
65 - محمد بن محمد بن مقلد البدر المقدسي ثم الدمشقي الحنفي. ولد سنة أربع وأربعين وسبعمائة وبرع في الفقه والعربية والمعقول ودرس وأفتى وناب في الحكم بدمشق ثم استقل بقضائها نحو سنة ولم تحمد مباشرته فعزل، ثم سار إلى القاهرة وسعى فأعيد ورجع إلى بلده فأدركه أجله بالرملة في أوائل ربيع الآخر سنة ثلاث. ذكره شيخنا في إنبائه.
66 - محمد بن محمد بن موسى بن سليم بفتح المهملة الججاوي. كان من أهل العلم بالهيئة وولي وظيفة التوقيت بالجامع الأموي ثم انتقل إلى ججا بلده فمات هناك في شعبان سنة اثنتي عشرة. ذكره شيخنا في إنبائه.
67 - محمد بن محمد بن موسى بن أحمد الشمس المحلي الشافعي سبط أبي عبد الله الغمري ويعرف كأبيه بابن أبي شاذي. ممن اشتغل في الفقه والنحو قليلاً وقرأ علي في التقريب للنووي تفهماً وفي البخاري وسمع مني الباب الأول من ترجمة النووي وغير ذلك، وهو خير عاقل فهم. مات في ربيع الثاني ظناً سنة ثلاث وتسعين رحمه الله وعوضه الجنة.
 68 - محمد بن محمد بن موسى بن عمران خير الدين أبو الخير بن الشمس الغزي ثم المقدسي الحنفي الآتي أبوه ويعرف كهو ابن عمران. ولد في ليلة العشرين من رمضان سنة ثمان وثلاثين وثمانمائة بغزة ونشأ فحفظ القرآن وكتباً وتلا بالسبع على أبيه وتفقه بالزين قاسم وغيره وسمع على شيخنا في سنة ست وأربعين ثم على الجمال بن جماعة والتقي القلقشندي والزينين عبد الرحمن بن خليل وعبد الرحمن بن داود وغيرهم، وأجاز له جماعة كأحمد بن حامد وأحمد بن أحمد الأزدي وتميز وولي قضاء الحنفية ببيت المقدس ثم صرف. وقدم القاهرة غير مرة وكذا حج وجاور ثم توجه أيضاً في سنة تسع وثمانين وجاور التي تليها، ورجع فدام ببيت المقدس يدرس ويفتي ويروي حتى مات في يوم الخميس سلخ رمضان سنة أربع وتسعين ودفن من يومه بمقبرة ماملا بالقرب من أبيه وكان له مشهد حافل رحمه الله وإيانا.
69 - محمد الشمس أبو الوفا أخو الذي قبله. ممن سمع معنا ببيت المقدس كأخيه على الجمال بن جماعة والتقي القلقشندي وأخذ عن أبيه القراآت وأجاز له جماعة، وأم بقانصوه اليحياوي حين كان منفياً عندهم.
70 - محمد أبو الفتح أخو اللذين قبله. ممن تشفع وحفظ القرآن والبهجة واشتغل وسمع كأخويه معنا ببيت المقدس وقطن القاهرة وأم بالزمام.
71 - محمد بن محمد بن موسى بن أبي والي ناصر الدين وربما نسب لجده فقيل ابن والي وقد يخفف فيقال بوالي. ولي الأستادارية الكبرى بالديار المصرية في أيام الأشرف برسباي عوضاً عن أرغون شاه النوروزي ثم ترك حتى ولي أتادارية دمشق وبهامات في جمادى الأولى سنة أربع وأربعين. أرخه ابن اللبودي.
72 - محمد بن محمد بن موسى الشمس الشوبكي الدمشقي نزيل مكة جاور بها سنين كثيرة على خير وتزوج زوج أخيه الشهاب أحمد وولد له منها أولاد وكان له بالعلم قليل عناية. مات في سادس عشر المحرم سنة أربع وعشرين بمكة ودفن بالمعلاة ذكره الفاسي.
73 - محمد بن محمد بن ميمون أبو عبد الله الأندلسي الجزائري المغربي المالكي ويعرف بابن الفخار بالخاء المعجمة لكونها حرفة جده. ولد بالجزائر من المغرب وقرأ بها القرآن والفقه ثم تحول إلى تلمسان وقطن مدة حريصاً على قراءة العلم على جماعة من شيوخها كقاضي الجماعة بها أبي عثمان سعيد العقباني ثم وصل إلى تونس فأقام بها سنة أو أكثر بقليل وحضر مجلس ابن عرفة فعظمه وأكرم مثواه بحيث كان يطلب منه الدعاء وكذا حضر مجلس قاضي الجماعة أبي مهدي عيسى الغبريني، ثم ارتحل للحج فأقام بالقاهرة أشهراً ثم بالمدينة النبوية بعد الحج خمسة أعوام يؤدب فيها الأبناء. ذكره لي أبو الطيب محمد بن الزين القيرواني نزيل مصر، وحكى لي خليل بن هرون الجزائري نزيل مكة عن رجل أثنى عليه ووصفه بالصلاح والخير أنه كان إذا لقيه يقول له أراك مخروطاً قال فقلت في نفسي كأنه يكاشفني فعزمت على امتحانه فخرجت في الليل إلى باب منزلي عرياناً واستغفرت الهل ثم أصبحت فغدوت عليه فلما رآني أعرض عني قال فقلت له أيش جرى قال تخرج لباب منزلك عرياناً قال استغفرت الله وقلت لا أعود فقال لي لولا الأدب مع الشرع لأخبرت بما يصنع الإنسان على فراشه أو معنى هذا، وهذه منقبة لابن الفخار، وكان من العلماء العاملين الصالحين الأخيار جاور بمكة من عام ثمانمائة ثم توفي بها يوم الخميس تاسع عشرى رمضان سنة إحدى ودفن في صبيحة يوم الجمعة وكان يوم العيد بالمعلاة. هكذا ترجمه الفاسي وهو في عقود المقريزي وذكره شيخنا في أنبائه باختصار وأنه بلغ الستين وقال شارك في الفنون وتقدم في الفقه مع الدين والصلاح وكان ابن عرفة يعظمه وذكرت له كرامات وأظن أني اجتمعت به أول السنة رحمه الله وإيانا.
74 - محمد بن محمد بن أبي نصر الشمس الأنصاري الإيجي والد القطب محمد الماضي كان رجلاً صالحاً من أصحاب الخوافي. ومات بمكة سنة ستين رحمه الله.
 75 - محمد بن محمد بن هبة الله بن عمر بن إبراهيم بن الشرف هبة الله بن النجم الصدر بن ناصر الدين بن الشرف الجهني الحموي الشافعي والد عمر الماضي والآتي أبوه ويعرف كسلفه بابن البارزي وهو بابن هبة الله. ولد في ثالث عشر رجب سنة سبع وثمانمائة بحماة ونشأ بها فقرأ القرآن وتلا به لأبي عمرو على العلاء بن عائشة وغيره والمنهاج وعرضه بالاقهرة في شوال سنة أربع وعشرين على الولي العراقي والبيجوري والشمس بن الديري بل كان أكمال حفظه عند ثانيهم وأجازوه وسمع على شيخنا والزين الزركشي وببلده على جماعة كالشهاب بن الرسام والنور بن خطيب الدهشة وعليه وعلى والده اشتغل في الفقه وكذا بحمص على البرهان النقيراوي وبالقاهرة على البيجوري والقاياتي وعنه أخذ في الأصول أيضاً واشتغل في النحو على البدر الهندي الحنفي ونقله من دمشق إلى حماة وأحسن إليه وزوجه بها ورتب له ما يكفيه جرياً على عادة الرؤساء وولي قضاء بلده بعد الشهاب الزهري في جمادى الأولى سنة اثنتين وأربعين عقب تسلطن الظاهر جقمق بعناية قريبه الكمال بن البارزي ولامه أبوه على الدخول في القضاء بل هجره أربعة أشهر حتى ترضاه فأقام فيه نحو خمس عشرة سنة وأضيفت إليه في أثنائها كتابة سرها ثم انفصل عن القضاء خاصة بالزين بن الخرزي وكذا ولي بها تدريس الخطيبية والقرناصية وخطب بجامعها الكبير بل ولي أيضاً كتابة سر حلب في سنة سبع وستين عوضاً عن النور المعري فأقام فيها زيادة على سنة وراسل في الاستعفاء بعد موت نائبها جانبك التاجي لكونه هو الباعث له على قبوله أولاً لما بينهما من الألفة حين كان نائباً عندهم بحماة فأعيد ابن المعري وقدم القاهرة غير مرة وآخر ما دخلها في سنة ستين ومعه ابناه عمر وآخر أصغر منه فكانت منية ثانيهما بها فجزع عليه شديداً وزاد احتراقه عليه ودفنه بمقبرة البارزي عند ضريح الشافعي من القرافة ورجع قبل استكماله فيها شهراً إلى بلده وكذا حج مع والده في سنة تسع عشرة ثم بنفسه في سنة اثنتين وعشرين وزار بيت المقدس، وتولع بفن الأدب واختصر مصارع العشاء وسماه الفائق من المصارع وعمل مجموعاً من كلام عشرة من الشعراء سماه انشراح الصدر وكذا له الحسن الجميل من أخبار القيسين وجميل وترسلات ومجاميع. ولقيته في رجوعي من حلب فقرأت عليه شيئاً بإجازته من الولي العراقي وكتبت عنه أشياء منها قوله يستدعي بعض أحبابه إلى بستان:

حديقتي قد حكى الزرقا بنفسـجـهـا

 

والنرجس الغض فيها أشبه الشهـبـا

فاحضر ولا تخش يا غصن الأراكة من

 

لسن الوشاة ولا من أعين الـرقـبـا

وكذا من نظمه في البطيخ الحموي الكمالي وهو على خلقة ضميري مصري مخاطباً لقريبه الكمالي:

تاه على البطيخ جمعاً سيدي

 

بطيخنا بسائر الخـصـال

لكن طأطأ لضميري رأسه

 

لقربه اليوم من الكـمـال

وله مطارحات مع غير واحد من الشعراء، وحدث عنه أبوه في حياته بشيء من نظمه مما كتبه عنه البقاعي وغيره، وكان أديباً فاضلاً بارعاً ذا ذوق ولطف وبيته عال في الرياسة والحشمة وقد رغب لابنه السراج عمر عن وظيفة كتابة سر بلده، وتوجه للحج ثم عاد وهو متعلل فاستمر أشهراً، ومات في يوم الجمعة ثاني عشر أو تاسع ربيع الثاني سنة خمس وسبعين ودفن بمقابر الشيخ عمر بمكان أعده له هناك رحمه الله وإيانا.
 76 - محمد بن محمد بن هلال بن علي بن صفوان بن تامر بن منصور العامري الباعوني الأصل القاهري القادري ويعرف بابن هلال من نفر يقال لهم بنو عامر بباعونة من أعمال صفد. ولد سنة ثلاث وثمانمائة تقريباً وحفظ القرآن وصلى به في الجمالية المستجدة في رمضان على العادة وقرأ دروساً في التبريزي على الشمس البوصيري ولازمه كثيراً وكذا لازم الجمال يوسف الصفي وغيرهما وسمع على الفوى وشيخنا وغيرهما ومن لفظ الكلوتاتي، وحج وجاور وأقام بالمدينة النبوية أياماً، وزار بيت المقدس وباشر التقدمة بأبواب الولاة كسلفه ولكن غلب عليه الخير وحل عليه نظر السادات فكان مع ذلك يلازم الجماعة ويشهد مجالس الخير مع لطافة عشرة وأنس خدمة لمن ينتسب للعلم والصلاح وهو ممن صحب إمام الكاملية سفراً وحضراً وأكثر من التردد إلي ثم أعرض عن التقدمة وأقلع عنها أصلاً ولازم طريقته في الخير إلى أن تعلل مديدة؛ ثم مات في ليلة الجمعة تاسع عشر ذي القعدة سنة ثلاث وثمانين وصلي عليه من الغد رحمه الله وعفا عنه.
77 - محمد بن محمد بن يحيى بن محمد بن عبد الرحمن بن أرقم أبو القاسم الأندلسي قاضي وادياش ومؤرخها. مات بها في تاسع عشرى شعبان سنة سبع وأربعين. أرخه ابن عزم.
78 - محمد بن محمد بن يحيى بن محمد بن عيسى بن عيسى بن محمد بن أحمد بن عيسى الشمس أبو عبد الله بن الشيخ أبي عبد الله بن أبي زكريا الحكمي - نسبة إلى الحكم بن سعد العشيرة بن مذحج وبنو حكم قبيلة دخلوا جزيرة الأندلس مع الجيش الذين افتتحوها فاستوطنوا هناك - الأندلسي الغرناطي المالكي ويعرف باللبسي بفتح اللام المشددة والموحدة وتشديد المهملة المكسورة نسبة إلى لبسة حصن من معاملة وادي آش. ولد سنة ست وثمانمائة واشتغل بالعلوم وقدم القاهرة سنة ست وثلاثين فأخذ عن شيخنا وظهرت له فضائله فنوه به عند الأشرف حتى ولاه في التي تليها قضاء المالكية بحماة فحمدت سيرته جداً وسار سيرة السلف الصالح ثم حنق على نائبها في بعض الأمور فسافر إلى حلب مظهراً إرادة السماع على احافظها البرهان فوصلها في شوال سنة تسع وثلاثين فأنزله عنده في المدرسة الشرفية ببيت ولده أبي ذر حتى حمل عنه أشياء ووصفه كما قرأته بخطه في بعض مجاميعه بالشيخ الإمام العالم العلامة ذي الفنون قاضي الجماعة وقال إنه إنسان حسن إمام في علوم منها الفقه والنحو وأصول الدين وغير ذلك نظيف اللسان معظم للأئمة وأهل العلم والخير مستحضر للتاريخ ولعلوم كأنها بين عينيه مع التؤدة والسكون وشبع النفس وكان في السنة قبلها ورد القدس فقرأ على العز القدسي ووصفه أيضاً بعلامة دهره وخلاصة عصره وعين زمانه وإنسان أو أنه جامع أشتات العلوم وفريد معرفة كل منثور ومنظوم قاضي القضاة لا زالت رايات الإسلام به منصورة وأعلام الإيمان به منشورة ووجوه الأحكام الشرعية بحسن نظره محبورة، وكذا قرأ على الشمس بن المصري ثم سافر إلى بلاد الروم فمات ببرصا منها في أواخر شعبان سنة أربعين، وقد ذكره شيخنا في إنبائه باختصار فقال: الشيخ شمس الدين المغربي الأندلسي النحوي ولي قضاء حماة وأقام بها مدة ثم توجه إلى الروم فأقام بها وأقبل الناس عليه وكان شعلة نار في الذكاء كثير الاستحضار عارفاً بعدة علوم خصوصاً العربية وقد قرأ علي في علوم الحديث وكان حسن الفهم رحمه الله وإيانا.
79 - محمد بن محمد بن يحيى بن محمد بن محمد بن محمد بن أحمد بن مخلوف تاج العارفين أبو المحاسن بن زين العابدين بن الشرف المناوي الأصل القاهري الشافعي الآتي أبوه وجده والماضي شقيقه علي وهذا أكبرهما سبط الشهاب الشطنوفي. ولد ونشأ فحفظ القرآن والبهجة وكتباً وعرض علي في جملة الجماعة واشتغل قليلاً وحضر كثيراً من مجالس جده وأبيه واستقر هو وأخوه في أكثر جهات أبيهما وعليه خفر وأنس وروح لكنه في ضيق وتقلل بحيث نزل عن الفاضلية وغيرها خصوصاً بعد محنة صهره أبي زوجته الجمال إبراهيم بن القلقشندي فإنه كان يرتفق في الجملة.
 80 - محمد بن محمد بن يحيى بن محمد ناصر الدين بن العز بن المحيوي أبي زكريا السكندري ثم القاهري المالكي والد البدر محمد الماضي ويعرف كسلفه بابن المخلطة بخاء معجمة ولام مشددة مكسورة ثم طاء مهملة وهي أم أحد آبائه. ولد قريباً من سنة تسعين وسبعمائة تقريباً وحفظ القرآن وكتباً وعرض على جماعة وسمع على السويداوي والشرف بن الكويك والجمال عبد الله الحنبلي والكمال بن خير في آخرين حتى سمع على ابن ناظر الصاحبة وابن بردس وابن الطحان. وأجاز له الزين المراغي والجمال بن ظهيرة والزين محمد بن أحمد الطبري ورقية ابنة يحيى المدنية وجماعة واشتغل بالفقه وغيره على أئمة عصره كالجمال الأقفهسي والبساطي ومن هو أقدم منهما وأخذ إقليدس عن الجمال المارداني وتميز وناب في القضاء قديماً في سنة سبع عشرة وتصدى لذلك وراج أمره فيه لمعرفته بالأحكام ودربته فيها واستحضاره لفروع مذهبه لكنه كان مقداماً بحيث يندب لتعازيز ذوي الوجاهات ويفحش في شأنهم مما كان الأنسب خلافه، واستقر في تدريس الفقه بالأشرفية برسباي بعد الزين عبادة ثم نزع منه لولديه عملاً بشرط الواقف بعناية شيخ المكان وربما أقرأ في الفقه وأفتى وحدث كتبت عنه، وحج فيما علمته صحبة الركب الرجبي سنة ثلاث وخمسين ولما استقر الأشرف إينال ولاه نظر البيمارستان لاختصاصه به عوضاً عن الشرف الأنصاري فلم تطل مدته ومات عن قرب بعد أن ذكر للقضاء الأكبر في ربيع سنة ثمان وخمسين وكان يوماً صعباً لشدة ما فيه من السموم والريح الحار ودفن بحوش سعيد السعداء عفا الله عنه.
81 - محمد بن محمد بن يحيى بن يونس بن أحمد بن صلاح ناصر الدين بن الشرف بن المحيوي أبي زكريا بن الشرف أبي النون العقيلي القلقشندي المصري ثم القاهري الشافعي ويعرف بالقلقشندي. ولد سنة تسعين وسبعمائة - وقال مرة أنه في ربيع الأول سنة تسع وثمانين والأول أصح - بمصر وحفظ القرآن وكتباً عرض بعضها على البلقيني والعراقي وأجاز له، وسمع على المطرز والحافظين العراقي والهيثمي والأبناسي والشرف القدسي والنجم البالسي والتنوخي ومما سمعه عليه الصحيح وجزء أبي الجهم والشمس بن مكين المالكي والسويداوي والفخر القاياتي وجماعة، وحج مع أبيه في سنة خمس وثمانمائة وجاور وسمع من مجاورته على ابن صديق الصحيح وغيره وكذا جاور بعدها وسمع بها على الزين المراغي واشتغل بها وبالقاهرة في الفقه وغيره وممن أخذ عنه في الفقه بمكة الجمال بن ظهيرة والفرائض والحساب والجبر حسين الزمزمي والفرائض ونحوها بالقاهرة ابن المجدي ولازم الشهاب الطنتدائي والشمس البوصيري والغراقي واعتنى بالمباشرة عند الأمراء بل وقع في الدرج وجلس مع الشهود بميدان القمح، وكان ذكياً يقظاً كيساً بارعاً حسن المحادثة حدث باليسير وسمع منه الفضلاء أخذت عنه أشياء. ومات في ربيع الأول سنة أربع وخمسين بإسكندرية على ما بلغني رحمه الله وإيانا. وقد ترجمت جد أبيه في موضع آخر.
82 - محمد بن محمد بن يس بن حسين المغربي البحيري الأصل الصويني - نسبة لصوينة من أعمال برهمتوش من الشرقية - القاهري المالك. ولد بصوينة في يوم الأربعاء عاشر المحرم سنة ثلاث وسبعين وثمانمائة واشتغل بالفقه والعربية والتصوف على الشمس البرموني نزيل زاوية الحنفي وتولع بالنظم وكتب إلي استدعاء نظماً وأجبته وسمع مني المسلسل.
83 - محمد بن محمد بن يس بن محمد بن إبرهيم البدر أبو الفضل بن الشمس أبي عبد الله الأزهري القاهري الآتي أبوه وجده ويعرف كأبيه بان يس. ولد في ذي الحجة سنة إحدى وسبعين وثمانمائة وحفظ القرآن والمنهاج وغيره وعرض علي في الجماعة واشتغل بالفقه والعربية على مدرسي الوقت.
84 - محمد بن محمد بن يعقوب البدر الجعبري الدمشقي سمع من جماعة واشتغل بالعلم وولي بعض مدارس دمشق ونظر الأسرى وغيرها بل قضاء صفد وكان مشكور السيرة مائلاً لمذهب الظاهر. مات في شوال سنة عشر. ذكره شيخنا في أنبائه.

85 - محمد بن محمد بن يوسف بن إبراهيم بن أيوب الدمشقي الشافعي ويعرف بأبي شامة. ولد سنة ثلاث وسبعين وسبعمائة تقريباً، وكان يذكر أنه سمع الصحيح بجامع دمشق سنة ست وثمانين على ستة عشر شيخاً منهم يحيى بن يوسف الرحبي ومحمد بن محمد بن عوض وأحمد بن محبوب والكمال بن النحاس وأبو المحاسن يوسف بن الصيرفي وأنه سمع صحيح بن خزيمة من المحب الصامت. وأخذ عنه غير واحد من أصحابنا وفي أنباء شيخنا محمد بن علي الشمس أبو شامة الشامي كان يزعم أنه أنصاري ولي قضاء طرابلس وكتابة سرها ثم وكالة بيت المال بدمشق وقبل ذلك ولي بها أمانة الحكم بل ناب في الحكم بالقاهرة، وكان كثير السكون مع إقدام وجرأة وقد خمل في آخر دولة الأشرف وتغيب مدة ثم ظهر في دولة الظاهر ولم يلبث أن مات في ثاني عشر جمادى الأولى سنة خمس وأربعين ودفن بمقبرة باب الفراديس فأظنه هذا حصل السهو في اسم أبيه وجده فيحرر.
محمد بن محمد بن يوسف بن حاجي الجمال التوريزي. مضى بزيادة محمد ثالث قبل يوسف.
86 - محمد بن أبي عبد الله محمد بن يوسف بن حسين الجمال الحسني الحصنكيفي الأصل المكي ابن أخي أحمد الماضي هو وجده حسين والآتي أبوهما يوسف. ولد كما كان يقول في سنة اثنتين وثلاثين وثمانمائة ونوزع فيه وأنه بعد ذلك وباشر التأذين بالمسجد الحرام ومشيخة القراء به وبالمحافل سيما عند القبور ثم رغب عن وظيفة الأذان واستمر على المشيخة حتى مات في ربيع الثاني سنة ثلاث وتسعين.
 87 - محمد بن محمد بن يوسف بن سعيد الصلاح أبو عبد الله وربما لقب قبل بالصدر ابن الشيخ الفاضل المقرئ المجود الشمس أبي عبد الله بن الجمال الطرابلسي ثم القاهري الحنفي الآتي أبوه ويعرف في بلده بابن المقرئ وفي غيرها بالطرابلسي ولد في ليلة الجمعة سابع رجب سنة ثلاث وثلاثين وثمانمائة بطرابلس ونشأ بها فحفظ القرآن والشاطبية وألفية الحديث والمختار وأصول الأخسيكتي المنتخب والملحة وعرض بها وبالقاهرة حين أحضره أبوه إليها في سنة ست وأربعين على جماعة منهم في بلده الشمس بن زهرة والحمصي ومحمد بن عمر النيني الشافعيون وحسن بن أحمد النويري ومحمد بن محمد بن سليمان المعبر وعلي بن محمد بن فتح الموصلي الناصح الحنفيون وأبو بكر بن محمد بن الصدر الحنبلي وفي القاهرة شيخنا والعلم البلقيني والبوتيجي والعز بن عبد السلام والسيرجي الشافعيون والعيني وابن الديري والأقصرائي والشمني وابن عبيد الله ونظام الحنفيون وابن التنسي وابن المخلطة ويعقوب المالكيون والبدر البغدادي الحنبلي وفخر الدين العجمي وأجازوه إلا من رقم عليه من الفريقين، رجع إلى بلده فكان يحضر دروس عالمها ابن زهرة لعدم حنفي بها بل قرأ عليه في بعض تصانيفه ولم يلبث أن مات فصار يجتمع عليه جماعة من طلبة الحنفية مع علمه بنقص نفسه في المذهب حتى كان ذلك حاملاً له على الرجوع إلى الديار المصرية فوصلها في سنة سبع وخمسين فنزل النظامية تحت القلعة ولازم الأمين الأقصرائي أتم ملازمة حتى أخذ عنه كتباً جمة ما بين قراءة وسماع في فنون كثيرة دراية ورواية ولم ينفك عنه حتى مات بحيث كان جل انتفاعه به ومما أخذه عنه شرح المجمع لابن فرشتا وبعض كل من شرح الكنز للفخر الزيلعي والهداية وتحفة الحريص شرح التلخيص للعلاء بن بلبان وشرحي المغني للسراج الهندي وللقاغاني وشروح المنار للقوام الكاكي ولأكمل الدين وللمصنف وهو الكشف الصغير ومتن المنار والكنز والتوضيح والتلويح والعضد وحاشيته السعدية وشرح العقائد وابن عقيل على الألفية والكشاف وغير ذلك دراية بل والكثير من ذلك ومن غيره أكمله عليه وفيه ما تكرر له أخذه وصحيح البخاري والتذكرة للقرطبي ومختصر جامع الأصول للشرف البارزي وغالب مسلم والشفا والبعض من كل من شرح معاني الآثار والمصابيح ومسند أبي حنيفة للحارثي وغيرها رواية مع أخذه في غضون ذلك من ابن الديري ما بين سماع وقراءة قطعة من كل من التحقيق في أصول الفقه والفتاوى التاتارخانية والهداية ومؤلفه الكواكب النيرات وكتبه بخطه وجميع قصيدته النعمانية وغيرها دراية والبعض من كل من الصحيحين والشفا وغيرها رواية وأجاز له أولهما سنة ستين ثم في سنة سبعين في الإقراء لعلمه بكمال أهليته وجودة قريحته وقوة بصيرته ووصفه بالعلامة ومرة بالعالم العامل الورع الزاهد المحقق المدقق الحبر الفهامة جامع أشتات الفضائل بأحسن الخصائل الراقي درجات المتقنين سيدي الشيخ بل إجازة في الإقراء لما شاء من الكتب المذهبية والألفاظ العربية وما يتعلق بهما من العلوم الشريفة وفي الإفتاء والألفاظ العربية وما يتعلق بهما من العلوم الشريفة وفي الإفتاء بشروطه المعتبرة لما علم من كمال أهليته وجودة قريحته واستقامة أريحيته مع وصيته بتقوى الله في سره وعلانيته وكذا أذن له ثانيهما في سنة إحدى وستين بجميع مروياته وما ينسب إليه وفي الإقراء لما تبين له بمذاكرته وسماع كلامه من جودة فهمه وحسن طريقته بل أذن له في الإفتاء لما يتحققه ويتحرر عنده ووصفه بالشيخ العالم المحصل؛ وكاذ أخذ يسيراً عن العز عبد السلام البغدادي وأجاز له بالمجمع وسائر مروياته وعن التقي الشمني وغيرهم لكن يسيراً وسمع ختم البخاري بالكاملية على مشايخ بقراءة الديمي وأشير إليه باستحضار فروع مذهبه مع المشاركة في غيره وتنزل بعناية شيخه الأمين في كثير من الجهات وترتب له في الجوالي وغيرها وأخذ في التحصيل والتضييق حتى استنزل حافظ الدين بن الجلالي في مرض موته عن تدريس الحنفية بالألجيهية وخطابتها مع خطابة البرقوقية وتحول لقاعة مشيخة الأولى بعد موته وكذا استنزل أبا السعادات البلقيني وابن عم والده فتح الدين عن تدريس الحديث بالقانبيهية وصار بأخرة يكتب على الفناوي بإشارة شيخه الأمين والتنويه به ولازم خدمته في التهنئة وغيرها بحيث عرف به وترقى بذلك مع سرعة حركته في

الكلام ومبادرته للكتابة فلما مات استقر في تدريس الفقه بالصرغتمشية ثم أخذت منه للتاج بن عربشاه لما أعطى الأشرفية برسباي تدريساً ومشيخة بعد التغيظ على الإمام الكركي إلى غيرها من الجهات ولزمه الطلبة الظواهرية وصار المعول في الفتاوى عليه لتقدمه بمجرد الاستحضار وإن كان فيهم من هو أمتن منه تحقيقاً وأحسن كلاماً وتصوراً ولذا كان الأمشاطي قبل القضاء وبعده يحضه على التأمل والتدبر وينهاه عن سرعة الحركة في الكلام والكتابة بحيث قدم الشمس الغزي لذلك ورجحه عليه وكان ذلك الحجة في توليته لقضاء الحنفية سيما والملك عارف بسرعة هذا، وقد تنازع مع ابن الغرس في الجلوس مرة بعد أخرى بحيث تحامى البدر الحضور معه، هذا مع عدم تحاشيه عن التوجه لبعض الأمراء فمن دونهم للقراءة عليه وذكره بعدم التبسط في معيشته وكثرة متحصله وعدم مشيه المناسب لما صار إليه، وقد حج غير مرة منها مع قجماس سنة تأمره على المحمل وكانت تقع بينه وبين الشمس النوبي في هذه السفرة وما يقاربها عند الأمير مجادلات وأمور غير مرضية ولكن ذاك في الجملة أشبه.
88 - محمد بن محمد بن يوسف بن عبد الكريم البدر بن الكمال بن الجمال بن كاتب جكم الآتي أبوه وجده. ولد وحفظ القرآن والمنهاج وجمع الجوامع والكافية والتلخيص، وعرض على جماعة وتدرب بالزين السنتاوي فقيهه في الاشتغال بحيث عمل له حين ختمه عليه للمنهاج إجلاساً حافلاً بالأزهر حضره الأكابر وأدى فيه من حفظه المجلس الذي عمله أخي في أول مختومه ثم ترقى للقراءة علي البكري وكان يوم ختمه أيضاً حافلاً استدعى له فيه بالبيبرسية غالب المدرسين وكنت ممن استدعى له في اليومين فلم أحضر واحداً منهما، وأذن له البكري يومئذ في التدريس والإفتاء بصرة فيها فيما قيل عشرة آلاف درهم وكذا قرأ على كل من الجوجري والكمال بن أبي شريف في شرح جمع الجوامع للمحلي وأخذ عن الزيني زكريا وعرف بالذكاء فدرس في سنة تسعين بمدرسة جدة المنهاج تقسيماً لازم حضوره الكمال الطويل والحليبي وأحياناً مجلى وابن قريبة وربما حضر الخطيب الوزيري ثم استمر يقسم كل سنة لكن بالأزهر ويحضر في ختومه الأكابر ويفيض على القراء الخلع ويجيز الشعراء والوعاظ وغيرهم؛ وحمد بذلك وقرأ عليه صلاح الدين القليوبي كاتب الغيبة طبقات السبكي الكبرى وهو من ملازميه والمتضلعين مع شدة حرصه على مداومة سماطه في رمضان مع ثروته لشحه وسفالة نفسه. وبالجملة فالبدر ذكي ولكنه اكتسب من المشار إليهم إقداماً بحيث كان ذلك وسيلة لتعرضه لابن قاسم وقبل ذلك لشيخه البكري مع كونه حاضراً معه في بعض ختومه وكان عنده قبل هذا بواسطة تربية أغا ياقوت أدب وتأكد ما تجدد حين ولي نظر الجيش ولم ينتج حاله ومن فعله الناشئ عن سرعته إهانته للشاعر عبيد السلموني حتى أنه أشار إليه في ختم عند القطب الخيضري كان حاضراً فيه بقوله:

فيالك قطب دونه الشمس في الضيا

 

ودون سنا علـيائه الـبـدر آفـل

ومنها:

ألا هكذا فليطلب المجد والعلـى

 

وإلا فمجد الجاه والمال مـائل

لئن كان علم المرء بالجاه والغنى

 

فما السيف إلا غمده والحمـائل

ومنها:

فواحرباكم عز بالجاه جاهل

 

وكم نال منه ما أراد أراذل

وما أحسن صنيع الزيني بن مزهر حين حضر إليه المشار إليه بقصيدة في بعض ختومه فأخذها حين علم تعرضه لهذا وكان أيضاً حاضراً وما مكن من إنشادها وكذا لما وقع بينه وبين ابن قاسم في مدرسته وقام هذا عن المجلس أرسل بابن قاسم إليه فكان ذلك عين الرياسة وإن تضمن نقصاً وهو الآن مصروف عن نظر الجيش بعمه. وصاهر وهو كذلك البدري بن الجيعان على ابنته بعد ابن عم أبيها التاجي.
89 - محمد بن محمد بن يوسف بن عبد الله بن عمر بن علي بن خضر المحيوي بن التاج بن الجمال أبي المحاسن الكردي الأصل الكرواني الأصل القرافي ثم الفوى الشافعي أخو علي الماضي والآتي أبوهما ويعرف كجده بابن العجمي. ولد في ليلة النصف من جمادى الأولى سنة اثنتين وسبعين وسبعمائة بالقرافة ونشأ بها فقرأ القرآن على جماعة منهم عمه البدر وحفظ العمدة والبداية في اختصار الغاية وبعض المنهاج وعرض بعضها على العماد الباريني وغيره وتفقه بالنور الأدمي والجمال السمنودي وغيرهما وحضر ميعاد السراج البلقيني في قوله وإذا وقع القول عليهم أخرجنا لهم دابة من الأرض تكلمهم وأجاز له باستدعاء مؤرخ بثاني ربيع الثاني سنة إحدى وثمانمائة جماعة كابن صديق والشهاب أحمد بن علي الحسيني وأبي بكر بن إبراهيم المقدسي وخديجة ابنة إبراهيم بن سلطان وأبي حفص عمر بن محمد البالسي وابن قوام وابن منيع. قطن فوة دهراً ولقيته بها فقرأت عليه أشياء وبالغ في الإكرام والاغتباط ، وكان خيراً مستحضراً لجملة من الحديث والشعر والمواعظ ذا سمت حسن ووضاءة وأتباع ومريدين مشاراً إليه بالجلالة والتعظيم بعيد الصيت مقبول الرسائل لإيجابي في الحق أحداً انتفع به أهل تلك النواحي. مات في ليلة الجمعة سادس جمادى الثانية سنة تسع وخمسين بفوة ودفن بزاوية إقامته منها رحمه الله وإيانا.
90 - محمد بن محمد بن يوسف بن علي الدمشقي الحنبلي ويعرف بابن الكيال وبابن الذهبي. ولد سنة أربع وستين وسبعمائة وسمع على ابن أميلة ثامن المحامليات وعلى عبد الرحمن بن غنائم التدمري بعض مسلم وعلى المحب الصامت وآخرين، وحدث سمع منه الفضلاء وكان ينزل بالقبيبات ومعه أذان الجامع الأموي، مات سنة ثلاث وأربعين. أرخه ابن اللبودي.
91 - محمد بن محمد بن يوسف بن محمد بن معالي الجمال أو الشمس أبو عبد الله وأبو بكر بن الشمس أبي الفضل الزعيفريني المدني ثم المكي الحنفي الآتي أبوه ولد في ليلة الخميس ثامن ذي الحجة سنة ثمان وخمسين وثمانمائة بالمدينة النبوية وتحول منها وهو ابن خمس مع أبويه إلى مكة فحفظ القرآن ثم المختار والمنتخب في أصول الفقه والفيني الحديث والنحو والفقه الأكبر في أصول الدين وإيساغوجي، وعرض على البرهاني بن ظهيرة وغيره وقرأ في الابتداء على الزين الهمامي في النحو بل هو الذي حنفه وإلا فإنه ابتدأ شافعياً كسلفه وقرأ في المنهاج إلى شروط الصلاة ثم أخذ النحو بتمامه عن المحيوي عبد القادر المالكي ولازم قاضي الحنفية بمكة ثم ولده في الفقه وكذا قرأ على الفخر عثمان الطرابلسي حين جاور بها وأخذ النحو والأصول وغيرهما عن العلمي المالكي والمختصر عن عبد المحسن الشرواني وعنه أخذ العروض والحساب والأصلين والمنطق عن عبد النبي المغربي والأصول والمعاني والبيان وغيرها عن عبد الحق السنباطي واختص بعبد المعطي كثيراً، وقدم القاهرة في غضون ذلك فأخذ عن الصلاح الطرابلسي والشمس الأمشاطي وغيرهما كنظام والشمس بن المغربي الغزي والبدر بن الغرز في الفقه وعن الجوجري في التوضيح لابن هشام وعني في علوم الحديث وقرأ على السنن لأبي داود وغيرها ثم لازمني في سنة ست وثمانين والتي بعدها بمكة حتى أخذ عني شرح ألفية العراقي وكتبه هو وغيره من تصانيفي وحمل عني بقراءته وقراءة غيره شيئاً كثيراً وكتبت له إجازة كتبت بعضها في التاريخ الكبير ولازم قاضي الحنابلة الشريف المحيوي كثيراً وقرأ عليه في الأصول وغيره واستقر به الجمالي في مشيخة رباط الشريف بعد الشيخ عبد الله البصري أظنه بعناية الحنبلي بل صار يدرب ولده الصلاحي في العربية وكذا قرأ عليه غيره، وهو فاضل بارع متقن منجمع عن الناس مقبل على شأنه مع استقامة وعقل وأحسن معارفه العربية.
 92 - محمد بن محمد بن يوسف بن يحيى ناصر الدين المنزلي الشافعي سبط سويدان وبه يشهر فيقال له ابن سويدان. ولد سنة ثمانين وسبعمائة بمنزلة بني حسون من أعمال الدهقلية والمرتاحية من أراضي القاهرة ونشأ بها فحفظ القرآن وصلى به والشاطبية وبعض عمدة الأحكام وجميع التبريزي والنهاية المنسوبة للنووي كلاهما في الفقه وربع العبادات والنكاح من المنهاج وبعض عمدة الشاشي وغالب ألفية ابن ملك وجميع المطرزية وبحث في الشاطبية على نور الدين النعيمي وأخذ النحو عن الشمس اليماني واعتنى بالنظم، ودخل القاهرة غير مرة فأجاز له الولي العراقي ومدح الجلال البلقيني بقصيدة رائية طنانة فأعجبته وأجازه عليها وقال ليته يسكن القاهرة قال فشق قوله ذلك علي ثم أنى لم أر في بلادنا بعد عيشة مرضية فعددت ذلك كرامة له وجمع من نظمه ديواناً سماه كنز الوفا في مديح المصطفى واختصره وسماه جواهر الكنز المذخر في مدح خير البشر وكله من بحر الطويل ونظم فرائض المنهاج وسماه وجهة المحتاج ونزهة المنهاج قرضه له شيخنا وخمس البردة وبديعية الصفى الحلي تخميساً بديعاً بحيث يظن أنهما لواحد وكذا خمس أبيات سيدي عبد القادر الكيلاني التي أولها ما في المناهل منهل يستعذب ونسخ بخطه الجيد الكثير كالصحيحين وغيرهما وولي نظر الناصرية بدمياط وسكنها مدة وكذا ولي قضاء المنزلة في سنة اثنتين أو ثلاث وأربعين ثم عزل ووقع بينه وبين قريبه نور الدين بن وحشية بحيث انتقل عنها لمنية ابن سلسيل وولي قضاءها وصرف بالبدر بن كميل ثم قدم القاهرة في سنة أربع وأربعين ليسعى وحدث بشيء من نظمه كتب عنه ابن فهد والبقاعي وغيرهما، وكان شيخاً بهياً وقوراً متودداً مبجلاً في ناحيته مستحضراً لكثير من اللغة مشاركاً في النحو والبديع ذا خبرة تامة بالعروض مع الهيبة والسكون والكياسة والثروة. مات في يوم الجمعة قبل رمضان سنة اثنتين وخمسين بعد قراءته للناس مجلساً من الشفا رحمه الله وإيانا. ومن نظمه:

ومليحة في الحي قد ألفيتـهـا

 

وطلبتها من والديهـا عـاريه

فاستعظما عار العواري قلت لا

 

أعني تكون من الملابس عارية

وقوله:

وظبية نفتر من بين معشـرهـا

 

أشكو لها وشك تأهيلي وتغريبي

فتارة تنثني عني وتنـهـرنـي

 

وتارة تسمع الشكوى وتغري بي

محمد بن محمد بن يوسف بن علم الدين الفارسكوري أبو الطيب وهو بكنيته أشهر يأتي.
93 - محمد بن محمد بن يوسف بن الفرفور الدمشقي الشافعي. كتب أجزاء في سنة ست وثلاثين وثمانمائة.
94 - محمد بن محمد بن يوسف أبو السعادات المدني الحنفي ويعرف بالشامي. قدم القاهرة فسمع مني. محمد بن محمد بن يوسف الجمال التوريزي. مضى قريباً فيمن جده يوسف بن حاجي حوالة على محمد بن محمد بن محمد بن يوسف.
95 - محمد بن محمد بن يوسف الشمس أبو العزم القدسي الحلاوي كان لنزوله الحلاوية فيه الشافعي نزيل مكة وهو بكنيته أشهر. ولد سنة تسع عشرة وثمانمائة ببيت المقدس ونشأ به فأخذ عن ابن رسلان وماهر والعز القدسي وغيرهم ثم قدم القاهرة وأخذ بها أيضاً عن جماعة كابن حسان ولازم إمام الكاملية واختص به وقرأ عليه بحيث عرف به وسمع على شيخنا وغيره بالقاهرة وببيت المقدس معنا وقبلنا على التقي القلقشندي وابن جماعة بل سمع رفيقاً لابن أبي شريف على الزين الزركشي في صحيح مسلم ووصفه رفيقه بالإمام العالم الصالح وأجاز له جماعة كثيرون باستدعائه أيضاً وفضل في العربية وكتب على الجرومية شرحاً، وكان ممن قام في كائنة الكنيسة بحيث كثر تطلبه من الدولة وخشي على نفسه من المقابلة كغيره فاختفى إلى أن نجا بنفسه وسافر لمكة فقطنها على طريقة حسنة من إقراء النحو وغيره للمبتدئين متقنعاً بما كان يبر به من التجار ونحوهم حتى مات في يوم الخميس سادس عشرى المحرم سنة ثلاث وثمانين ودفن بالمعلاة، وكان لا بأس به ديناً وسكوناً وعقلاً لكن وجد له من النقد والكتب ما لم يكن في الظن رحمه الله وعوضه الجنة.
محمد بن محمد بن يوسف الحموي الموقع. مضى في ابن صلاح بن يوسف.
 96 - محمد بن محمد بن يوسف الصرخدي. استجاز لشيخنا وغيره في سنة اثنتين وثمانمائة جماعة وما علمته الآن والظاهر أنه كان من طلبة الحديث. وقد تقدم محمد بن محمد بن محمد بن يوسف بن علي فيحتمل أن يكون هو هذا.
97 - محمد بن محمد بن روح الدين نور الدين بن قطب الدين العلوي الإيجي ممن سمع مني بمكة.
محمد بن محمد بن محيي الدين. في محمد بن محمد بن محمد بن أحمد بن يوسف.
محمد بن محمد أثير الدين الخصوصي. صوابه محمد بن عمر بن محمد بن أبي بكر.
98 - محمد بن محمد البدر أبو الفتح بن العز الموفي والد يوسف الآتي. ياشر التوقيع عند جانبك نائب جدة بعد أن عمل شاهداً وتمول في بابه جداً وباشر نظر الأوقاف وانتمى بعده لقايتباي في إمرته فلما تسلطن ولاه نظر البيمارستان وأمر جدة وصادره مرة بعد أخرى وأهانه جداً بحيث نفد ما بيده وهو أشبه من غيره.
محمد بن محمد البدر بن البهاء بن البرجي. فيمن جده محمد.
99 - محمد بن محمد البدر الحريري. في سنة خمس وستين.
100 - محمد بن محمد البدر الطوخي الوزير. ولي وزارة الشام ثم القاهرة مراراً ولم يكن متكلفاً في وزارته كان يركب معه الواحد وغلامه وراءه لكنه كان ناهضاً في مباشرته ويكثر الحج أيام عطلته. مات معزولاً في سنة سبع وقد جاز السبعين. ذكره شيخنا في إنبائه باختصار عما هنا.
101 - محمد بن محمد التاج بن الشمس الريشي القاهري نقيب دروس الحنابلة. مات في ربيع الأول سنة تسع عشرة مطعوناً ولم يبلغ الخمسين وكان موصوفاً بحسن المعاملة. ذكره شيخنا في إنبائه.
102 - محمد بن محمد التاج إمام جامع الصالح. ممن اشتغل بالعلم وحضر مجالس شيخنا وغيره وخطب بالأزهر وجامع الإسمعيلي ورام النيابة عن شيخنا فلم يجبه بل كتب لبعض نوابه بالنظر في عدالته ثم يأذن له في الجلوس شاهداً، وكان مزرى الهيئة عديم التحري تلصق به أمور فظيعة بحيث تحامى كثيرون الصلاة خلفه كالقاياتي بل كان يمنع. ومات قريب الستين تقريباً، وهو من ذرية صاحب سلاح المؤمن التقي محمد بن محمد بن علي بن همام بل أظن أن جده تاج الدين محمد الذي غرق في سنة ست وسبعين وسبعمائة؛ وترجمه شيخنا في الدرر.
محمد بن محمد تاج الدين بن الغرابيلي. مضى فيمن جده محمد بن محمد بن مسلم.
103 - محمد بن محمد التقي الدمشقي التاجر بن الخيار. ولد سنة ثمان وأربعين وسبعمائة وتفقه شافعياً ثم رجع حنفياً ولم ينجب واشتغل بالتجارة وولي الحسبة والوكالة وهرب أيام الفتنة ثم رجع ومعه مال فصار يشتري المتاع برخص فكسب كسباً جزيلاً فلم يلبث أن مات في شوال سنة ثلاث وتمزق ماله. ذكره شيخنا في أنبائه.
محمد بن محمد الخواجا الجمال التوريزي. مضى قريباً فيمن جده يوسف.
104 - محمد بن محمد الجمال المزجاجي اليماني الصوفي الحنفي. ولد سنة اثنتين وخمسين وسبعمائة وسلك على يد إسماعيل الجبرتي ونوه إسماعيل بذكره بل كان المزجاجي يقول صحبت أحمد الرداد في خدمته خمساً وخمسين سنة ما وقع التناكر بيننا في كلمة ولا الاختلاف في حركة ولا سكنة؛ ووسع عليه في الدنيا جداً وكانت عنده نساخ برسم الكتابة له وآخرون برسم المقابلة ولكليهما رزق واسع وصير الكل وهو ألف مجلد وقفاً بمسجد أنشأه مع مزيد بره للوافدين ودوامه على النسك والعبادة والذكر حتى مات في سنة تسع وعشرين وبخطى في موضع بتقديم السين ذكره المقريزي في عقوده مطولاً وليس عنده وصفه بالحنفي وأظنه من جماعة ابن عربي.
105 - محمد بن محمد حافظ الدين بن ناصر الدين العمادي الكردري الحنفي ويعرف بالبزازي. مؤلف جامع الفتاوى في مجلدين. أقام عنده ابن عربشاه نحو أربع سنين وأخذ عنه الفقه وأصوله ومما قرأ عليه المنظومة وكذا لقيه القاضي سعد الدين بن الديري وقال أنه كان من أذكياء العالم؛ وجامع الفتاوى قدم به القاهرة بعض الغرباء فحصله الأمين الأقصرائي له أو جماعته ملفقاً بخطوط ومن تصانيفه أيضاً المناقب وزعم ابن الشحنة أنه مات في أوسط رمضان سنة سبع وعشرين.
محمد بن محمد الزين بن الشمس الدميري. فيمن جده محمد بن أحمد بن عبد الملك.
106 - محمد بن محمد سري الدين بن الشامية المنوفي الأصل السكندري نزيل القاهرة وأحد الموقعين. مات في ربيع الأول سنة ثمان وسبعين.
107 - محمد بن محمد الشرف التميمي المحلي المالكي. ممن سمع على شيخنا.
 108 - محمد بن محمد الشمس بن البدر السحماوي القاهري الشافعي الموقع. مات في ليلة السبت منتصف ذي الحجة سنة ثمان وستين عن اثنتين وثمانين سنة وكان شيخاً ساكناً جامداً كثير التواضع والأدب والحشمة مع فضيلة ما باشر التوقيع أزيد من خمسين سنة بل خدم أيضاً عند جماعة من أعيان أمراء مصر أولهم يشبك الإينالي في سنة نيف وعشرين وآخرهم الظاهر خشقدم إلى أن تسلطن وكان يتوقع تقديمه له فما قدر وعمل له كتاباً في مواكب الترك وشبهها. وقد كثر اجتماعي معه وفهمت منه اعتناءه بالحوادث ولكن لم أر شيئاً من ذلك رحمه الله.
109 - محمد بن محمد الشمس بن أبي عبد الله الخليلي الأصل المقدسي الشافعي. ولد سنة ست وسبعين وسبعمائة وتفقه بالشهاب بن الهائم وأخذ عنه النحو والفرائض والحساب وغيرها ولازمه كثيراً بحيث صار من أعيان جماعته وأتقن الميقات وتلا بالسبع على بيررو وغيره وسمع من أبي الخير بن العلائي والشمس بن الخطيب والنجم بن جماعة وغيرهم وارتحل وناب كأبيه في الخطابة بالقدس وأعاد بالصلاحية نيابة أيضاً في زمن العز القدسي عن ولده، وكان خيراً فاضلاً قليل الغيبة والحسد ولم يتزوج قط. مات بعد مرض طويل في ذي الحجة سنة اثنتين وخمسين.
110 - محمد بن محمد الشمس الأقفهسي ثم القاهري الشافعي ويعرف بابن سارة. ولد سنة تسع وثمانمائة تقريباً ونشأ حريرياً ثم حبب إليه العلم فتفقه بالشرف السبكي وكان أحد من قرأ في تقاسيمه في آخرين بل قرأ على البرماوي ألفيته في الأصول وأخذ عن البساطي يسيراً من الفنون ولازم القاياتي دهراً في الكشاف وجامع المختصرات والمغني والدارحديثي والعضد وشرح القطب والحاشية وغيرها حتى كان جل انتفاعه به وبواسطته تنزل في صوفية الأشرفية برسباي أول ما فتحت وكذا لازم شيخنا وغيره وتعاطى التوقيع بباب الحنفي يسيراً حين غيبة المحيوي الطوخي مع الونائي ولكنه لم يكن فيه بالماهر. ولا زال يدأب في العلوم مع وفور ذكائه إلى أن أشير إليه بالفضيلة التامة وحسن التصور وجودة البحث والإفحام للخصم والبراعة في المنطق والأصلين مع الديانة والأمانة والشهامة وكثرة التبسم بحيث يتوهم من لا يعرفه من ذلك شيئاً؛ وقد حج في سنة ثمان وأربعين صحبة الركب الرجبي وأقرأ هناك، وممن أخذ عنه البرهان بن ظهيرة وابن عمه المحب بن أبي السعادات وآخرون وبلغني أن الشهاب الخواص أحد علماء القاهرة كان يقرأ عليه في الأصول إما في العضد وهو الظاهر أو في غيره وكان هو وابن حسان كفرسي رهان وتكلم مرة هو وأبو القسم النويري فرام البقاعي مزاحمتهما فأشار غليه ليسكت علماً منهما به. وحصل به مرة مرض حاد بحيث خرج من بيته متجرداً إلى الأشرفية. ومات في يوم الاثنين ثامن عشرى شوال سنة خمسين رحمه الله وإيانا.
111 - محمد بن محمد الشمس النجانسي القاهري. ولي الحسبة مراراً وكان جائراً في احكامه قليل العلم مبالغاً في السطوة بالناس ولكنه أعف من غيره. مات في جمادى الأولى سنة ست. ذكره شيخنا في إنبائه وقال العيني أيضاً أنه كان عارياً من العلم وناب أولاً في الحسبة عن الجمال محمود القيسراني ثم استقل بها ويقال أنه مات من تحت ضربة جماعة من السوقة.
محمد بن محمد الشمس أبو عبد الله الكيلاني المقري نزيل الحرمين. يأتي في ابن أبي يزيد.
112 - محمد بن محمد الشمس الجشي - نسبة لقرية من قرى الشام يقال لها الجش - الدمشقي الكاتب ممن كتب على الزيلعي الشهير بين الشاميين وتميز وكتب مصاحف كثيرة جداً وغير ذلك وتصدى للتكتيب وانتفع به غالب الشاميين وكان صالحاً خيراً. مات تقريباً سنة ثلاث وستين وقد جاز السبعين.
محمد بن محمد الشمس الحموي الموقع ناظر القدس والخليل. مضى في محمد بن صلاح بن يوسف.
113 - محمد بن محمد الشمس الشر نبلالي نسبة بلولة من قرى منوف المنوفي ثم القاهري المقسي الشافعي ويعرف بالمنوفي، ممن حفظ القرآن ولازم الفخر عثمان المقسي في الفقه وكذا أخذ عن التقي الحصني وغيره كأبي السعادات البلقيني واستنابه واستمر ينوب لمن بعده وعظم اختصاصه بالأسيوطي بحيث أثرى من إقباله بالتعايين والوصايا وعمر الأملاك وصار المعول في تلك الخطة عليه وحد قاضي المحمل كل ذلك مع فضله وخبرته بالمصطلح وشدة تساهله وذكره بما لا يرتضي.
 114 - محمد بن محمد الشمس الشوبكي. قدم دمشق وتفقه بها وتولى فيها وظائف وخطابه. مات في المحرم سنة ثلاث عشرة. قاله شيخنا في إنبائه.
محمد بن محمد الصدر بن البهاء السبكي. مضى في محمد بن عبد الوهاب بن محمد.
115 - محمد بن محمد صلاح الدين بن الوزير شمس الدين الببائي وأمه أخت عبد القادر ناظر الدولة. كان زوجه سليمان الخازن ابنته بعد غرق أبيه بمدة، فلما مات سليمان استقر صهره هذا مكانه.
116 - محمد بن محمد العز بن الشمس الدمشقي الحنفي ويعرف بابن الحمراء وهي شهرة لأبيه كان شيخ الحنفية بدمشق بحيث كان التقي بن قاضي شهبة يرجحه على سائر حنفيتها ويعتمد فتواه كما حكاه لي غير واحد من ثقات بلده عن الزين خطاب عنه ومن شيوخه يوسف الرومي رفيقاً للسيد ناصر الدين محمد نقيب الأشراف وكان شيخهما يرجح السيد في متانة التحقيق والإدراك وهذا في كثرة المحفوظ بل رأيت من يؤخره في الفقه مع مزيد سذاجة ومزيد تخيل وسلامة فطرة تؤدي لإنكار أشياء ربما يكون له في كثير منها أتم مخلص مع امتهانه لنفسه وإعراضه عن طرق الرياسة مع تحققه بها وربما يتكلم بما يكون وسيلة لتأخره عن من هو في عداد طلبته وقد باشر تدريس الدماغية أصالة والريحانية نيابة عن رفيقه السيد في حياته والشبلية نيابة أيضاً عن البدر ضفدع الأذرعي ثم استقل بها وكذا ناب في القضاء، ولم يخرج من دمشق لغير الحج، وكان قبله كثير التشكي من النزلة فعند الزيارة النبوية توجه بالمصطفى في صرفها ثم أحرم متجرداً فلم يشتكها بعد، وكذا كان يكثر التزوج فاتفق تزوجه بامرأة حملت منه وظهر ذلك بعد فراقه لها؛ فكرب لذلك وشكاه لبعض العلاء قال فاتفق أنه صبحتئذ صليت معه الصبح فأطال في القنوت فملا فرغ قال يتوهم من يأتم بي دعائي لهم مع إني إنما دعوت لنفي بصرف هذا الحمل رجاء تأمينهم فلم يمض ذاك اليوم حتى ألقت الحمل؛ وذكر ذلك كله من يحبه في صلاحه ورأيت من يشبهه بالجلال البكري الشافعي استحضاراً وعقلاً وصلاحاً، وأقبل أخرة على مطالعة الأحياء ونحوه ولكن كتب إلى بعض أهل بلده أنه كان سيئ المعاملة فالله أعلم. مات في ربيع الثاني سنة أربع وتسعين عن تسع وسبعين رحمه الله وإيانا. واسم جده أيضاً محمد.
117 - محمد بن محمد العز الدنديلي شهد على عبد الدائم الأزهري في إجازة سنة أربع وثلاثين.
118 - محمد بن محمد غياث الدين بن السيد صاحب الشرواني العلاء محمد العجمي الآتي. مات أبوه وهو صغير فقطن مكة عند وصيه أمام مقام الحنفية الشمس البخاري ولازم السماع علي في سنة ست وثمانين وبعدها وجاور بالمدينة مع جماعة ابن الزمن قليلاً وعمله شيخ رباطه بمكة وقتاً ثم قدم عليه القاهرة وكان بها في سنة خمس وتسعين وأظنه سافر قبل إلى الهند وهو الآن سنة تسع وتسعين بالقاهرة له مدة فيها.
119 - محمد بن محد المحب الحلبي ويعرف بالنشاشيبي. ممن سمع من شيخنا.
120 - محمد بن محمد الناصري الدلجي الأصل القاهري الأشرفي إينار المهتار. نشأ في خدمة أستاذه حين نيابته بغزة وغيرها وعمل في إمرته ثم في سلطنته مهتار الطشت خاناه وصارت له حركة إلى أن مات في أثناء أيامه في رمضان سقط من سلم الدهيشة فانكسر صلبه ومكث أياماً ثم مات وخلفه ولده الأكبر علي الملقب فطيس في الطشت خاناه وتضاخم ثم اشترك معه أخوه محمد وصارا في نوبتين ثم بعد زوال دورتهما بخلع المؤيد واستقرار الظاهر خشقدم صودر علي من الدوادار الكبير جانبك نائب جدة وأخذ أماكنه التي أنشأها بباب الوزير وصارت ليس المكتب ولم يتعرض لأخيه لسياسته بالنسبة لذاك بغير العزل فلزم خدمة خوند زينب الخاصكية في أوقافها وجهاتها بل أوقفت عليه رواقاً من جملة بيت البلقيني الذي صار إليها في حارة بهاء الدين حتى مات بعدها في جمادى الثانية سنة اثنتين وتسعين واستمر أخوه بقيد الحياة إلى الآن.
121 - محمد بن محمد ناصر الدين بن الطبلاوي خازندار قرقماس الجلب ثم أمير سلاح تمراز حج في سنة ثمان وتسعين وجاور إلى أن رجع في البحر في جمادى الأولى من التي تليها وسمعت من يصفه بعقل وتدين وأنه الآن يزيد على الثمانين.
122 - محمد بن محمد أبو عبد الله بن مرزوق كأنه من بني شارح البردة وغيرها قدم مكة فأخذ عنه الفخر بن ظهيرة في الأصول وغيره.
 123 - محمد بن محمد أبو عبد الله الأنصاري الخزرجي ويعرف بابن الحاج. أخذ عنه أبو العباس بن كحيل علم الوثائق والأحكام وما يتعلق بذلك وقال في سنة ست وأربعين أنه ابن مائة وأربعة أعوام وأنه العدل بتونس وخطيب جامع الزيتونة وإمامه وأنه طلب للقضاء سنة خمس عشرة فامتنع وشيخه في ذلك أبو القسم الغبريني.
124 - محمد بن محمد أبو عبد الله الجديدي القيرواني. قال شيخنا في أنبائه أنه تفقه ثم تزهد وانقطع وظهرت له كرامات وكان يقضي حوائج الناس وحج في سنة اثنتين وثمانين فجاور بمكة إلى أن مات في سنة اثنتين وكان ورعه مشهوراً وقيل أنه مات في سنة إحدى وقد أشار إليه فيها لكن أحال به على محمد بن سعيد ولم أره هناك نعم الذي فيه محمد بن سعيد بن مسعود الماضي. قلت وقد ذكر الفاسي في مكة صاحب الترجمة وأرخ وفاته سنة سبع وثمانين وسبعمائة.
125 - محمد بن محمد الشيخ أبو عبد الله الرملي. أرخه ابن عزم في سنة ثمان وخمسين.
محمد بن محمد أبو الفتح الأزهري المؤذن الرسام. مضى فيمن جده أحمد بن عبد الله.
126 - محمد بن محمد أبو الفضل الحجازي المكتب. مات في جمادى الثانية سنة تسع وستين عن نحو الأربعين وكان قد اشتغل قليلاً وكتب على ابن الصائغ وسمع على شيخنا في رمضان وقتاً وكذا حضر عند العلم البلقيني وصحب الزين بن الكويز وكتب أولاده وباشر عنده في بعض جهات الخاص، وكان ماجناً فيه ظرف في الجملة سامحه الله وعفا عنه وإيانا.
127 - محمد بن محمد أبو المعالي المدني المزجج. سمع على النور المحلي سبط الزبير في الاكتفاء للكلاعي في سنة عشرين. وينظر أهو والد أبي الفرج محمد الماضي ولكن ذاك اسم أبيه أحمد بن محمد بن مسعود فلعله غيره.
128 - محمد بن محمد بن الصفدي الشافعي. أجاز لابن شيخنا وغيره بعد الثلاثين.
129 - محمد بن محمد ويعرف بابن عبيد القاهري الحلاوي. مات في ليلة الجمعة ثالث عشرى ذي الحجة سنة سبع وسبعين وصليت عليه من الغد، وكان خيراً في العوام مديماً للصلاة وشهود المواعيد والصدقة مع الفقر متقدماً في صناعته بل يقال أنه لم يخلف فيها مثله وكان أبوه ظريفاً خفيف الروح رحمهما الله.
محمد بن محمد العصياتي. فيمن جده إبرهيم بن أيوب.
130 - محمد بن محمد بن أخي عبد الله الخامي جارنا. مات في ربيع الثاني سنة.
131 - محمد بن محمد الأزهري. شهد على بعض الحنفية في إجازة مؤرخه بسنة إحدى.
132 - محمد بن محمد البصروي ثم الدمشقي الضرير. قرأ بالروايات واشتغل بالفقه. مات في رجب سنة ثلاث. ذكره شيخنا في إنبائه.
133 - محمد بن محمد التباذكاني الشافعي والد محمد الماضي. له ذكر فيه.
134 - محمد بن محمد النصاري الزنوري المغربي المالكي نزيل المدينة. ولد بزنورة من أقصى المغرب، وبها نشأ ثم ارتحل بعد موت أبويه في رجب سنة إحدى وعشرين فحج ثم استوطن المدينة منشداً قوله:

ببابكم حط الفقـير رحـالـه

 

وما خاب عبد أمكم متوسلا

لقد جاء يبغي من نداكم قراءة

 

وللعفو والإحسان أم مؤمـلا

ثم عاد لمكة ثم رجع إليها منشداً لغيره:

لا كالمدينة منزل وكـفـى بـهـا

 

شرفاً حلول محمـد بـفـنـاهـا

حظيت ببهجة خير من وطئ الثرى

 

وأجلهم قدراً فـكـيف تـراهـا

وكان عالماً مدرساً في الفقه والعربية واستفيض بين كثيرين من المدنيين أنه كان يختم القرآن بين المغرب والعشاء وأنه كان يكثر زيارة قبا ومشهد حمزة ماشياً ولا يترك في ذلك اليوم تدريسه، وممن أخذ عنه الشهاب أحمد بن عقيبة القفصي وتأخر إلى بعد الأربعين، وفي ترجمته من تاريخ المدينة زيادات رحمه الله وإيانا.
135 - محمد بن محمد السرقسطي الأندلسي. مات سنة ست وخمسين.
136 - محمد بن محمد السعودي شيخ الطائفة السعودية. مات وهو صغير في شعبان سنة ثمان وستين ودفن بالزاوية، عوضه الله الجنة. أرخه المنير.
محمد بن محمد الصالحي الشافعي. فيمن جده عبد بن فريج.
137 - محمد بن محمد الصناع الأندلسي. مات سنة ثلاث وأربعين.
138 - محمد بن محمد العصيري النابلسي المقرئ الشافعي. ولد في حدود سنة سبعين وسبعمائة وسمع من أبي الخير بن العلائي وطبقته، وروى المسلسل بالمحمدين. مات في حدود الخمسين. ذكره ابن أبي عذيبة وأنه سمع منه.
 139 - محمد بن محمد النحريري ثم القاهري ويعرف بابن يوشع. ممن خدم عند قائم قشير بالكتابة في بعض البلاد ثم بعده عند الدوادار الكبير أقبردي وتمول جداً ثم وثب عليه واستأصل الرائب والحليب ثم قتله.
140 - محمد بن محمد الحنفي. رأيته فيمن عرض عليه سنة خمس وتسعين.
141 - محمد بن أبي محمد ويعرف بشمس أحد المعتقدين بمصر. أقام بدار الزعفران جوار جامع عمرو. ومات في رجب سنة سبع. قاله شيخنا في أنبائه.
142 - محمد بن محمود بن إبراهيم العز اللاري. ممن سمع مني بمكة.
143 - محمد بن محمود بن أحمد بن رميثة بن أبي نمي الحسني المكي. من بيت ملك بل بناب في إمرة مكة وكان خاله علي بن عجلان لا يقطع أمراً دونه وكانت لديه فضيلة وينظم الشعر مع كرم وعقل. مات في شوال سنة ثلاث وقد جاز الأربعين. ذكره شيخنا في أنبائه والمقريزي في عقوده وطوله الفاسي وقال إنه كان نبيل الرأي كثير الإطعام والمروءة وله شعر وأنه دفن بالمعلاة.
144 - محمد بن محمود بن أحمد بن محمد بن إبرهيم أمين الدين الشكيلي المدني. ممن سمع مني بالمدينة. محمد بن محمود بن إسحق الزرندي. يأتي فيمن جده محمد.
145 - محمد بن محمود بن إسماعيل بن المنتجب الشمس السرميني نزيل حلب ووالد العلاء علي الماضي. أثنى عليه البرهان الحلبي بقوله كان كبير القدر في الصلاح والعبادة وللناس فيه اعتقاد كبير وكتب عنه حكاية وأرخ وفاته في الكائنة العظمى سنة ثلاث وثمانمائة وكذا وصفه شيخنا بالعالم الرباني.
146 - محمد بن محمود بن خليل الشمس الحلبي الحنفي والد محمود الاتي وابن أخت الشهاب أحمد بن أبي بكر بن صالح المرعشي الماضي ويعرف بابن أجا وهو لقب أبيه ولد في سنة عشرين وثمانمائة بحلب ونشأ بها فحفظ القرآن والقدوري والمنار وفي النحو الضوء واشتغل عند البدر بن سلامة وغيره وسمع على البرهان الحلبي ولقي شيخنا في سنة آمد فأخذ عنه ثم بالقاهرة حين دخلها صحبة خاله في سنة ثلاث وأربعين وأخذ حينئذ عن ابن الديري ثم كثر تردده إلى القاهرة واصطحب بخطيب مكة أبي الفضل وبالأمير أزبك الظاهري وأم به وقتاً وخالق الناس بالجميل ثم ارتقى لصحبة الدوادار الكبير يشبك من مهدي وراج بسبب ذلك وسافر رسولاً منه ومن السلطان إلى عدة ممالك كتبريز والروم وغيرهما، وحج مرتين وزار بيت المقدس والخليل مراراً واستقر في قضاء العسكر عوضاً عن النجم القرمي وقصد بالشفاعات خصوصاً في أواخر عمره وحمد الناس أمره فيها وكنت ممن حمد أمره معه وتكلم عنه في المؤيدية وغيرها وحدث بالشفا وترجم فتوح الشام للواقدي بالتركي نظما ًفي اثني عشر ألف بيت وعمل سفرة سوار وفيها منكر كبير، وكان عاقلاً عارفاً ذكياً متودداً متواضعاً. مات في جمادى الآخرة سنة إحدى وثمانين بحلب وكان توجه إليها عقب توعك طال تعلله به ثم نصل فكانت منيته هناك ودفن عند خاله رحمهما الله وإيانا.
147 - محمد بن محمود بن عادل. ثلاثة حسينيون مدنيون حنفيون أبو الفرج وأبو السعادات وهما في الكنى لشهرتهما بالكنية والثالث اشتهر باسمه وكان فاضلاً كتب التوقيع بالمدينة وتميز به معرفة وخطاً. مات في آخر ذي الحجة سنة اثنتين وسبعين عن نحو السبعين وأنجب أبا الفتح وعلياً من الذكور.
148 - محمد بن محمود بن عبد الرحيم بن أبي بكر الشمس الحموي ثم القاهري أخو إبراهيم الواعظ وخطيب الأشرفية برسباي. ولد سنة تسع وعشرين وثمانمائة بحماة وسمع في البخاري بالظاهرية.
149 - محمد بن محمود بن الفقيه عبد اللطيف السكندري الحريري نزيل القاهرة ويعرف بابن محمود وبالسكندري. ولد قبيل الثلاثين وثمانمائة بإسكندرية وقدم القاهرة وقد قارب البلوغ فقطنها بعد أن حج وتكسب بنسج القماش السكندري وخالط الفضلاء والصلحاء كالولوي البلقيني والأبناسي وغيرهما وتودد إليهم وكذا أكثر من تعاطي ضروراتي وسمع مني، وحج أيضاً وجاور وداوم على الجماعة والأخبار بثبوت الأهلة عقب الترائي واستمر مرقياً بجامع الغمري ثم ترك صناعته وصار دلالاً بالوراقين ويعلمهم بأوقات الصلاة ولا بأس به.
 150 - محمد بن محمود بن علي بن أصفر. عينه الأمير ناصر الدين بن الأستادار جمال الدين صاحب المحمودية والمذكور في اواخر القرن الماضي باشر نيابة إسكندرية وكشف الجيزية والحجوبية. وقتل في ليلة الأحد ثالث ذي القعدة سنة عشرة على يد الجمال البيري والأستادار. أرخه العيني والمقريزي وهو الذي سمي جده علياً.
151 - محمد بن محمود بن علي معين الدين الشيرازي الميراثي أخو مسعود ومغيث. ممن سمع مني بمكة. محمد أخو الذي قبله. يأتي في مغيث.
152 - محمد بن محمود بن علي أبو نصر الشرواني الحنفي المقرئ نزيل الأزهر ممن سمع مني.
153 - محمد بن محمود بن محمد بن أبي بكر الشريف شمس الدين الحسيني الكردي أخو علي الماضي ووارثه. مات في جمادى الأولى أو الذي قبله سنة اثنتين وتسعين بعد أن حج وجاور وشاخ.
154 - محمد بن محمود بن محمد بن أبي الحسين بن محمود بن أبي الحسين الشمس أبو عبد الله بن الجمال أبي الثناء بن الشمس الربعي البالسي ثم القاهري الشافعي والد عبد الرحيم ومحمد يعرف بالبالسي. ولد سنة أربع وخمسين وسبعمائة بالقاهرة وقرأ بها القرآن واشتغل بالفقه على صهره السراج بن الملقن والبلقيني وغيرهما ولم ينجب ولكنه بواسطة صهره حصل وظائف من إطلاب ومباشرات وشهادات حتى ناب في القضاء عن الجلال البلقيني في أوائل ولايته بالقاهرة وفي عدة بلاد وصار أحد الرؤساء مع جودة خطه وحشمته وقد سمع على أبي عبد الله محمد بن مالمعين القيم بالكاملية الأربعين للنقفي أنا بها الواني وعلى صهره أشياء في آخرين، وحج سنة ثمانمائة وسمع بمكة وبالقدس وإسكندرية وأجاز له باستدعاء بخط صهره مؤرخ بشوال سنة سبعين من دمشق ابن النجم والصلاح بن أبي عمر وابن أميلة والشهاب زغلش وابن الهبل وزينب ابنة الدماميسي والبرهان إبرهيم بن أحمد الجذامي السكندري وأحمد بن عبد الله بن أحمد بن محمد البياني أحد من سمع أيضاً على الفخر وأبي الفضل بن عساكر وآخرون منهم ابن رافع ومحمد بن محمد بن حازم المقدسي وأحمد بن محمد بن عبد الله بن محبوب الشافعي وحدث في أواخر عمره حين ظهور هذه الإجازة عنهم وعن غيرهم باليسير سمع عليه الفضلاء وتمرض مدة حتى مات بالقاهرة في ليلة الأربعاء ثاني عشرى صفر سنة خمس وأربعين وصلي عليه شيخنا وقد زاد على التسعين وهو صحيح السمع والبصر والأسنان رحمه الله وإيانا. ذكره شيخنا باختصار.
155 - محمد بن محمود بن محمد وسمى شيخنا في إنبائه جده إسحق وبعضهم محمد بن محمود الزرندي ثم الصالحي السمسار ولقبه زقى بفتح الزاي وتشديد القاف بعدها تحتانية ثقيلة، قال شيخنا في معجمه: سمعت عليه المسلسل وموافقات زينب ابنة الكمال بسماعه منها. مات في شعبان سنة ثلاث وتبعه المقريزي في عقوده.
156 - محمد بن محمود بن محمد الشمس الكيلاني الأصل القاهري الأزهري الشافعي ويعرف بالعجمي. ولد بعد التسعين بالقاهرة ونشأ بها فحفظ القرآن وغيره واشتغل وأخذ عن الولي العراقي في شرح ألفية أبيه وغيره وسمع على الشرف بن الكويك والجمال بن فضل الله والشمس الشامي في آخرين وكتب بخطه أشياء، ودخل الشام في أثناء سنة ست وخمسين ورأيته كتب بها على بعض الاستدعاآت وزار بيت المقدس وكذا تردد كثيراً لمكة وجاور بها حتى مات في رمضان سنة تسع وخمسين وقد قارب السبعين ودفن بشعب النور بإزاء الشيخ عبد الرحمن أبي لكوط الدكالي من المعلاة، وكان فاضلاً نيراً خيراً طوالاً حسن الشيبة مختصاً بشيخنا العلاء القلقشندي لقيته عنده غير مرة رحمه الله وإيانا.
157 - محمد بن محمود بن تقي الدين محمد تقي الدين القاهري الماوردي سبط ابن العجمي وأخو أحمد الماضي ويعرف بتقي الدين بن محمود. ممن سمع ختم البخاري بالظاهرية وجلس مع الشهود تجاه الصالحية وقد تناقص أمره فيما عرف به بعد منعه وقفل المجلس بسببه غير مرة ورأيته فيمن قرض مجموع البدري وقال كتبه محمد بن محمود الحنفي.
 158 - محمد بن محمود بن محمود بن محمد بن عمر بن فخر الدين الشمس الخوارزمي المكي الحنفي والد الشهاب أحمد ويعرف بالمعيد لكونه كان معيداً بدرس يلبغا. ولي إمامة مقام الحنفية بمكة بعد عمر بن محمد بن أبي بكر الشيبي في سنة ثمانين وسبعمائة ثم تركها لولده قبل موته بأيام مع سبق مباشرته عنه عشر سنين لعجزه وكذا ولي تدريس درس إيتمش ومشيخة رباط رامشت، وكان جيد المعرفة بالنحو والصرف ومتعلقاتهما ذا مشاركة حسنة في النحو ونظم ونثر وحظ وافر من الخير والعبادة وقد سمع من العفيف المطري جزءاً خرجه له الذهبي وغير ذلك ومن اليافعي والكمال بن حبيب ومحمد بن أحمد بن عبد المعطي والأمين بن الشماع في آخرين ودرس أخذ عنه غير واحد من فقهاء مكة وغيرهم وكذا حدث سمع منه الفضلاء بل روى عن الحجار بالإجازة العامة وكان يقول أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم وأنه قال له يا محمد قل آمنت بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره من الله. ومن نظمه:

أهواك ولو حرصت من أهواكا

 

الروح فداك ربنا أبـقـاكـا

إن مت يقول كل من يلقـانـي

 

بشراك قتيل حبه بـشـراكـا

وقوله:

أفنى بكل وجودي في محـبـتـه

 

وأنثني ببقاء الحـب مـا بـقـيا

لا خير في الحب إن لم يفن صاحبه

 

وكيف يوجد صب بعد ما فـنـيا

توفي في سلخ جمادى الأولى سنة ثلاث عشرة بمكة ودفن بالمعلاة، وكان قد كف قبل موته بنحو عشر سنين ثم عولج فأبصر قليلاً بحيث أنه صار يكتب أسطراً قليلة. ذكره الفاسي بأطول من هذا وتبعه التقي بن فهد في معجمه وكذا ذكره شيخنا في إنبائه باختصار فقال: محمد بن محمود بن بون أعاد بدرس يلبغا بمكة فعرف بالمعيد وأم بمقام الحنفية زيادة عن ثلاثين سنة، وحدث عن العفيف والأمين الأقشهري وغيرهما وحج خمسين حجة وكان عارفاً بالعربية مشاركاً في الفقه وغيره، وحدث بالإجازة العامة عن الحجار. ومات وقد جاز الثمانين. وهو في عقود المقريزي رحمه الله.
159 - محمد بن محمود بن مسعود بن محمود بن إسمعيل الجمال الكرماني. دخل اليمن وكان مولعاً بثلب العلماء بل قيل أنه على عقيدة صاحب القانون في بعث الأرواح فقط ولذا نطق بما أخرجه عن الدين فراموا إراقة دمه بدون استنابة، ومنهم الشرف إسمعيل بن المقرئ فقام الموفق الناشري وحقن دمه ووافقه الجمال محمد بن أبي بكر الخياط ومع ذلك فلم يسلما من أذاه. ومات في سنة إحدى وأربعين، ذكره الناشري في ترجمة عمه الموفق.
160 - محمد بن محمود بن شمس الدين المرشدي العجمي المدني ثم المكي. ولد كما ذكر بالمدينة سنة تسع وسبعين ثم حمل بعد أبيه إلى مكة وصار في كفالة قاضيها الحنبلي وبواسطته حفظ القرآن وأربعي النووي ثم منظومة الطير في التصوف، وسافر إلى العجم فضم ما كان لأبيه هناك ثم رجع فقطعت عليه الطريق، ودخل مكة فقيراً مظهراً للتقشف والتزهد وما لا يعجب مربيه فكان يزجره عن ذلك بما استوحش لأجله منه وخرج عنه ثم سافر إلى المدينة النبوية ثم رجع بهيئة إملاق وكان يجتمع علي بالحرمين وأظنه توجه إلى الديار المطرية.
محمد بن محمود الأمير ناصر الدين بن الأمير الأستادار جمال الدين. مضى فيمن جده علي.
محمد بن محمود ناصر الدين بن العجمي، مضى في ابن محمد بن محمود.
161 - محمد بن مخلص بن محمد الكمال بن الضياء بن الكمال الطيبي القادري، سمع من صدقة الركني العادلي تصنيفه منهاج الطريق وحدث به في سنة عشرين.
162 - محمد بن مدين بن محمد ناصر الدين البهواشي الأزهري. سمع مني.
 163 - محمد بن مراد بك بن محمد بك بن با يزيد بن مراد بن أرخان بن عثمان. صاحب بلاد الروم الذي صار كرسي مملكته قسطنطينة بعد فتحه لها واقتلاعه إياها من الفرنج ويعرف كسلفه بابن عثمان. استقر في المملكة بعد أبيه في سنة خمس وخمسين، وكان قد أوصى به خليلاً صاحب شماخي وأمر ابنه أن لا يخرج عنه فكان ملكاً عظيماً اقتفى أثر أبيه في المثابرة على دفع الفرنج بحيث فاق مع وصفه بمزاحمة العلماء ورغبته في لقائهم وتعظيم من يرد عليه منهم وإهدائه في كل قليل للمحيوي الكافياجي مع مكاتباته الفائقة وانخفاضه عن أبيه في اللذات وله مآثر كثيرة من مدارس وزوايا وجوامع. مات في أوائل سنة ست وثمانين في توجهه من إسطنبول لجهة برصا ودفن بالبرية هناك ثم حول إلى إسطنبول في ضريح بالقرب من أجل جوامعه بها وجاء خبره في صفر كما اتفق في أبيه سواء وكان لما بلغه قتل الدوادار تحرك للخوف من التجري عليه وعدى بحر إسطنبول ومشى قليلاً فأدركه أجله في الرحلة الثانية، واستقر بعده في المملكة ولده الأكبر أبو يزيد المعروف بيلدرم ومعناه البرق ويكنى به عن الصاعقة وورد ولده الآخر جام المقول له أيضاً جمجمة على السلطان بالديار المصرية مغاضباً لأخيه فحج ثم رجع وسافر فأسره الفرنج وتحرك أخوه لذلك فيما قيل حتى كانت حوادث تلف فيها أموال ورجال والله تعالى يحسن العاقبة.
164 - محمد بن مرعي نب علي البرلسي أحد أعيان التجار ومتموليهم ووالدا أحمد الماضي. مات في أحد الربيعين سنة إحدى وتسعين وكان أبوه من التجار أيضاً.
 165 - محمد بن مراهم الدين الشمس الشرواني ثم القاهري الشافعي وهو منسوب لمدينة بناها أنو شروان محمود باد فأسقطوا أنو تخفيفاً. ولد تقريباً سنة ثمانين وحفظ القرآن ولم يشتغل بالعلم إلا بعد العشرين فأخذ عن السيد محمد بن الشريف الجرجاني وعن القاضي زاده الرومي صاحب شرح أشكال التأسيس وكان يرجحه على الأول في الرياضيات وكذا أخذ عن عبد الرحمن القشلاغي ومحمد والركن الخافيين وهما غير الزين الخافي الشهير ويقال أن الشمس لم يكن يرتضي طريقته في التصوف، وتقدم في الفنون، وقدم القاهرة في سنة ثلاثين ونزل بزاوية التقي العجمي بالمصنع وكان يقول أنها لم تزل منزلاً لأفاضل الغرباء حتى صارت مشيختها مضافة لعلي الخراساني المحتسب فانخفضت بل كان يحكي عن تناقص مطلق مصر أمراً عجباً فإنه قال كنت إذا كنت ماشياً بالطريق وعارضني راكب وقف حتى أمر أو أقف اختياراً مني ثم قدمت مرة فكان الراكب يعلمني لأستند ثم مرة فكان يجاوزني بدون إعلام ثم مرة فكان أهل الذمة يصدمونني. وانتمى لنصر الله الروياني وسكن معه بالمنصورية وقرأ عليه الفصوص لابن عربي خفية ثم أقرأه كذلك لبعض من يثق بكتمانه وكان يحض على إخفائه وكذا أقام بالشام وأقرأ فيهما وفي غيرهما من الأماكن؛ واستوطن القاهرة مدة وقرئ عليه العضد وشرح الطوالع مراراً وخدمهما وغيرهما من كتبه بحواش لا يخرج فيها غالباً بالنسبة للعضد عن حاشية النفتازاني إلا ببعض من حاشية الجرجاني وكذا لا يعدو غالباً بالنسبة لشرح الطوالع حاشية شرح تجريد الأصبهاني أيضاً للشريف وكذا قرئ عليه شرح المنهاج للسيد العبري وشرح العقائد للتفتازاني والمطول والمختصر وشرح المواقف واستوفاه عليه زكريا والبعض من الكشاف بل وأقرأ اليسير من شرح الحاوي للقونوي ومن شرح العمدة لابن دقيق العيد وعظمت عناية الفضلاء بالأخذ عنه وكان يحضهم على الأدب في الجلوس والنطق وغير ذلك على طريقة أبناء العجم وياقسون منه جفاء بسبب ذلك لم يألفوه من غيره وإذا غاب أحدهم عن المجيء في وقته منعه من تعويضه بالقراءة في غيره قصاصاً. وممن قرأ عليه سوى من أشرت إليه أبو البركات الغراقي وابن حسان والزين طاهر والشهاب اللكوراني والتقي الحصني والمحيوي الدماطي والنجم ابن قاضي عجلون وابن أبي السعود والجوجري وآخرون منهم النجم بن حجي والزين بن مزهر والشرف بن الجيعان وعبد الحق السنباطي وابن الصيرفي وملا علي الكرماني وعبد الله الكوراني وكان ينوه به كثيراً ومن لا يحصي كثرة، وممن حضر عنده أخي أبو بكر وكان يميل إليه ونوه به مرة في مباحثه وكذا حضرت عنده يسيراً ورام أبو الفضل المغربي حين قدم الشام والشمس إذ ذاك بها الأخذ عنه فامتنع معللاً ذلك بأنه لم ير عنده أدباً وكان يقرئ مرة في الكلام فدخل عليه بعض من لا يثق بفهمه ودينه فقطع القراءة حتى انصرف وعلل ذلك بأنه قد يفهم الأمر على غير وجهه ويشهد علينا بما يقتضي أمراً مهولاً، ولما مات الشرف السبكي قرر في تدريس الفقه بالطيبرسية فعورض بالولوي الأسيوطي وتألم الشيخ لذلك ولذا فيما أظن لما عينت له مشيخة الباسطية بالقاهرة مع كونه سكنها أبى، وكذا امتنع من تدريس التفسير بالمنصورية حين عين له عقب شيخنا فيما قيل مع حضور أبي الخير النحاس إليه بذكل وعرض عليه أن يكون له في الجوالي كل يوم دينار فامتنع وقنع بستين وبمثلها للسيد صاحبه وكذا أربى مشيخة سعيد السعداء حين عرضت عليه ومع ذلك كله فالمتمس السكنى في مكان من الجيعانية ببولاق ينشأ عنه حصر شيخ المدرسة مع كونه من جماعته فأجيب لذلك ولم يلتفت لتألم المشار إليه مع ضعفه وعجزه، وكان إماماً علامة محققاً حسن التقرير لكنه في الجمة أمهر منه في غيرها متقناً لمذهب التصوف مجيداً لكلام الغزالي كثير التحري في الطهارة معتقداً في الفقراء متواضعاً معهم شهماً على بني الدنيا عديم التردد إليهم خصوصاً بعد وفاة المحب بن الأشقر والكمال البارزي حسن العشرة مع من يألفه ظريفاً خفيف اللحية رفيع البشرة كثير المحاسن وكان يحكي عن نفسه أنه لا يميز الشخص البعيد ويطالع الخط الدقيق في الليل وأنه كان في أول أمره لا يقرأ في اليوم أكثر من درس ويطالعه قبل القراءة وبعدها ولم يكن يقرئ بدون مطالعة ويحض الطالب عليها. وقد حج وزار المدينة وبيت المقدس وفي الآخر سافر لمكة في البحر فوصلها في

شوال سنة إحدى وسبعين وكنت هناك فقصدته للسلام فبالغ في الإكرام والترحيب والتلقيب بشيخ السنة وأعلم بعافية الأخ وكثرة شوقه إلي ونحو ذلك مما ابتهجت به واستمر مقيماً بمكة حتى حج وجاور السنة التي تليها وأقرأ الحج من الأحياء وغير ذلك لكن يسيراً ورجع مع الركب وهو متعلل فأقام بالظاهرية القديمة أياماً ثم مات في ليلة مستهل صفر سنة ثلاث وسبعين مبطوناً شهيداً وقد جاز التسعين؛ وصلى عليه من الغد ودفن بجوار الشيخ عبد الله المنوفي وتأسف الناس على فقده رحمه الله وإيانا.
166 - محمد بن مسدد بن محمد بن عبد العزيز بن عبد السلام بن محمد الشمس أبو حامد وأبو اليمن بن ولي الدين الكازروني الأصل المدني الشافعي الآتي أبوه وبه يعرف. ولد في ذي القعدة سنة خمسين وثمانمائة بالمدينة ونشأ بها فحفظ القرآن وأربعي النووي والمنهاجين والتلخيص وعرض في سنة خمس وستين على ناصر الدين أبي الفرج الكازروني والشهاب الأبشيطي وأبي الفرج المراغي وآخرين ولازم الشهاب في الفقه وغيره وكذا أخذ الفقه عن أبي الفتح بن تقي وفي الأصول عن سلام الله الكرماني وقرأ على الشهاب أيضاً في المنطق حاشيته على شرح إيساغوجي للكاكي المسماة إسعاف الإخوان مع قراءة الأصل وعلى ابن يونس القطب شرح الرسالة الشمسية والتهذيب للتفتازاني كلاهما في المنطق مع قطعة كبيرة من المختصر وعلى السيد السمهودي شرح العقائد وأذن له الثلاثة في الإقراء والإفادة وارتحل فسمع بمكة من النجم عمر بن فهد في سنة إحدى وثمانين وبحلب في سنة ثلاث وثمانين من أبي ذر بن البرهان وبحمص من أحمد بن محمد بن سعيد وبالشام من البرهان الناجي والشهاب بن الأخصاصي وبالاقهرة قبل ذلك من إمام الكاملية وكذا قرأ علي أشياء وسمع مني المسلسل بالأولية وبيوم العيد بشرطهما وعلى دروساً في الاصطلاح ثم لازمني حين مجاورتي بالمدينة في قراءة قطعة صالحة من أول شرح ألفية العراقي للناظم وسمع من أثناء الكتاب أيضاً دروساً وغير ذلك وأجزت له بما كتبت حاصله في الكبير، وسافر هو وأخوه إلى القاهرة ثم إلى الروم ورجعا في موسم سنة ثمان وتسعين. وهو أصيل فاضل وجيه متودد.
167 - محمد بن مسعود بن صالح بن أحمد بن محمد الجمال الزواوي المكي نزيل القاهرة. ولد في سنة ثمان وتسعين وسبعمائة بمكة ونشأ بها وسمع الصحيح على ابن صديق وكذا سمع من الشريف عبد الرحمن الفاسي وأبي الطيب السحولي ومحمد بن عبد الله البهنسي الشفا هوت وأجاز له في سنة خمس فيما بعدها العراقي والهيثمي والمراغي وعائشة ابنة ابن عبد الهادي والمجد اللغوي وخلق وتردد لجزيرة سواكن للتسبب فأثرى سيما وكان يسامح في العشور بجدة لاعتقاد صاحب مكة في أبيه. ولقيته في رجب سنة خمسين بالقاهرة فأجاز لي ولأخوي، ورجع إلى مكة فمات بها في ذي الحجة سنة تسع وخمسين وخلف ذكراً وأنثى وتركة لها صورة سامحه الله. وكان قد تزوج زينب ابنة النوري على بن الزين بكراً واستولدها الذكر المشار إليه واسمه أحمد وهو بالبهاليل أقرب.
168 - محمد بن مسعود بن غزوان وهو ابن مسعود بن هاشم بن علي بن مسعود بن غزوان بن حسين الجمال أبو عبد الله الهاشمي المكي ويعرف بابن غزوان وربما حذفت الواسطة بينه وبين أبيه كما هنا. ولد في جمادى الأولى سنة اثنتين وثمانمائة بمكة. وكان ممن سمع من شيخنا وهو ابن عم أبي سعد محمد بن علي بن هاشم.
 169 - محمد بن مسعود جمال الدين أبو شكيل العدني قاضيها الشافعي اليماني. تفقه بالجمال بن كبن ولازمه حتى برع في الفقه واشتهر به وشارك في غيره ودرس وأفتى وأفاد وكتب على المنهاج قطعة كثيرة الفوائد، وولي قضاء عدن مدة طويلة عزل في أثنائها مراراً. ومات وهو معزول في سنة إحدى وسبعين وكان كثير المال والكتب مبتلى وأشغل نفسه أجيراً بالعمارة عفا الله عنه.
170- محمد بن مسعود القائد جمال الدين العجلاني الشهير بابن قنفيا بكسر القاف وفتح النون بعدها فاء مكسورة ثم تحتانية. مات سنة خمس وخمسين باليمن صوب حلى ودفن هناك. أرخه ابن فهد.
171 - محمد بن مسعود الناشري مولاهم. حفظ القرآن وقام به غير مرة في المدرسة الواثقية بزبيد وغيرها وعلم القرآن وانتفع به جماعة وجود الخط وكتب للسلطان فمن دونه. مات في رجب سنة خمس وأربعين بتعز ودفن عند قبور مواليه رحمه الله.
172 - محمد بن مسعود النحريري الشافعي نزيل مكة. أفاد الطلبة بها في الفقه. ومات سنة خمس عشرة. قاله شيخنا في إنبائه.
173 - محمد بن مسلم الحنفي أخو سلمان الماضي. ممن كتب على مجموع البدري بعد السبعين نثراً حسناً بل شعراً وأظنه له وما علمته:

أكرم بمجموع فرد لا نظير لـه

 

بحر جواهره تشفي من السقـم

فكل فن حوى منه محـاسـنـه

 

كما حوى أحسن الأخلاق والشيم

174 - محمد بن مشترك الناصري القاسمي الآتي أبوه. مات سنة ثلاث وثلاثين بالطاعون. وصفه ابن تغرى بردى بصاحبنا.
175 - محمد بن مصلح بن محمد العراقي السقاء بالمسجد الحرام الماضي ولده إبرهيم. مات بمكة في رمضان سنة ثلاث وأربعين. أرخه ابن فهد.
176 - محمد بن معالي بن عمر بن عبد العزيز بن سند الشمس الحراني الحلبي ويعرف بابن معالي، ولد تقريباً سنة اثنتين وأربعين وسبعمائة كما بخطه واشتغل قليلاً وتنبه وكان يذاكر بأشياء وسمع من البدر أحمد بن محمد بن الجوخي وابن أميلة والصلاح بن أبي عمر ومحمود بن خليفة وابن قواليح وغيرهم وسكن القاهرة زمناً وأكثر الحج والمجاورة. قال شيخنا في معجمه: لقيته بالقاهرة وسمعت منه بالمدينة النبوية ترجمة الداهري من مشيخة الفخر بن البخاري. ومات سنة تسع بمكة يعني في ذي القعدة رحمه الله، وذكره في إنبائه أيضاً. وترجمه الفاسي في مكة وقال إنه جاور بها نحو عشر سنين متوالية وبين ما علمه من مسموعاته، وكذا ذكره ابن فهد في معجمه، والمقريزي في عقوده قال واستفدت منه وتأدبت به ونعم الشيخ ولم أر من عين مذهبه منهم نعم في نسختي من معجم شيخنا الحنبلي وجوزت تحريفها من الحلبي ولكن بعدها شامي فالله أعلم.
محمد بن معبد المدني. هو ابن علي بن معبد مضى.
177 - محمد بن السراج معمر بن يحيى بن القطب أبي الخير محمد بن عبد القوي محب الدين المكي المالكي الماضي جد أبيه والآتي أبوه وجده، وأمه ستيت ابنة عبد الله بن عمر العرابي. ولد في آخر ذي الحجة سنة اثنتين وثمانين بمكة؛ وحفظ القرآن والأربعين النووية والمختصر للشيخ خليل سمع مني بالمدينة ثم بمكة في سنة أربع وتسعين ثم بعد ذلك وكان يخطب بمحل المولد النبوي في ليلته بحضرة الناظر وغيره في حياة أبيه وبعده.
178 - محمد بن مفتاح بن فطيس القباني. سمع على ابن الجزري في سنة ثلاث وعشرين بعض كتابه أسنى المطالب في مناقب علي بن أبي طالب. ومات بمكة في ذي القعدة سنة ست وأربعين. أرخه ابن فهد.
179 - محمد بن مفلح بن عبد الخالق المحب أبو الفضل اليماني الأصل القاهري المالكي ويعرف بالسالمي لصحبته يلبغا الآتي، وبابن مفلح. ولد سنة ثمان وستين وسبعمائة أو التي قبلها ونشأ فسمع من التنوخي وعزيز الدين المليجي وابن أبي المجد والصلاح الزفتاوي والتقي الدجوي وآخرين، وطلب وقتاً ورافق السالمي وغيره وكتب الطباق بخطه الجيد، وأجاز له أبو هريرة بن الذهبي وأبو الخير بن العلائي وخلق، وحدث سمع منه الفضلاء كابن فهد ومحمود الهندي وسماه محمد بن محمد بن مفلح، وحج في سنة أربع وثلاثين وجاور قليلاً. مات في صفر سنة خمس وثلاثين بخانقاه سرياقوس. رحمه الله.
180 - محمد بن مفلح البناء مات بمكة في جمادى الأولى سنة ثلاث وسبعين أرخه ابن فهد.
 181 - محمد بن مقبل بن سعد بن زائد بن مسلم بن مفلح ن ذؤابة بن صقر العقيلي بالضم الهتيمي بضم الهاء وفتح الفوقانية، ويعرف بابن فتيحة بفاء وفوقانية ومعجمة مصغر وهي أمه. ولد سنة تسعين وسبعمائة في بشة من بلاد نجد ثم صاهر قبيلة عنز بنواحي اليمن وقال الشعر ومدح السيد أبا القسم بن عجلان بقصيدة رائية أولها:

يقول محمد حلي الـتـسـيد

 

ولي في جداد القوافي ابتكار

حملت على الشعر يا سـيدي

 

ولا خير في شاعر ماينـار

وبأخرى منها:

يا ملك يا محمود يا با زاهـر

 

يا من تسير الخلق في طاعاته

كتب عنه البقاعي. وما علمت متى مات.
182 - محمد بن مقبل بن عبد الله بن عبد الرحمن البغدادي الأصل المكي ويعرف والده بسلطان غلة والدأبي القسم الغلة. سمع على ابن الجزري في سنة ثلاث وعشرين بعض كتابه أسنى المطالب في مناقب علي بن أبي طالب وكان تاجراً متسبباً. مات ولم يكمل الأربعين في ليلة العاشر من شعبان سنة سبع وأربعين بمكة ودفن بالمعلاة.
183 - محمد بن الحاج مقبل بن عبد الله الشمس أبو عبد الله الحلبي القيم بجامعها والمؤذن به أيضاً ويعرف بشقير. كان والده عتيق بن زكريا البصروي التاجر بدمشق صيرفياً فولد له ابنه في سنة تسع وسبعين وسبعمائة بحلب ونشأ بها فسمع على الشهاب بن المرحل ثلاثيات مسند عبد وموافقاته بسماعه لها على التقي عمر بن إبرهيم بن يحيى الزبيدي أنابها ابن اللتي، وأجاز له في استدعاء البرهان الحلبي ستة وثمانون نفساً منهم الصلاح بن أبي عمر خاتمة أصحاب الفخر بن البخاري وحدث سمع منه الفضلاء ولقيته بحلب بعد أن صار على طريقة حسنة وسيرة مرضية فأخذت عنه الكثير. وعمر بحيث تفرد عن أكثر شيوخه واستمر منفرداً مدة حتى مات في رجب سنة سبعين ونزل الناس بموته درجة وقد ترجمه شيخنا بقوله قيم الجامع والمؤذن به رحمه الله.
184 - محمد بن مقبل بن هبة القائد جمال الدين العمري. مات بمكة في ذي الحجة سنة تسع وستين. أرخه ابن فهد.
185 - محمد بن منهال بدر الدين القاهري. ناب في الحسبة وغيرها وكذا باشر عند بعض الأمراء وكان يرخي العذبة. مات في سنة ثمان. قاله شيخنا في أنبائه.
186 - محمد بن منيف المكي ويعرف بالأزرق توفي في أوائل شوال سنة إحدى بمكة ودفن بالمعلاة. ذكره الفاسي هكذا.
187 - محمد بن منيف الهندي الويني. مات بمكة في ربيع الآخر سنة سبع وخمسين. أرخه ابن فهد.
188 - محمد بن مهدي بن حسن الخواجا جمال الدين الطائي المكي ويعرف بابن مهدي صهر الجمال محمد بن الطاهر ووالد عبد الرحيم الماضي. مات بمكة في ربيع الأول سنة ست وثمانين ودفن بتربة صهره من المعلاة.
189 - محمد بن مهذب بن ميرصيد بن عبد الله بن نور الله السيد ركن الدين أبو المحاسن بن أبي القسم الحسيني الدلي الهندي الأصل السيابيري المولد الحنفي نزيل مكة. ممن سمع مني بها في مجاورتي بعد الثمانين وقرأ علي يسيراً ثم قرأ علي في سنة ثلاث وتسعين بها أيضاً المصابيح وغالب البخاري، وسافر بعد إلى الهند بنية الرجوع فدام بها حتى سنة تسع وتسعين وربما نسب إلى التشيع. وهو ممن له فضيلة في العربية والصرف ونحوهما بحيث يجتمع عليه الطلبة وقد أخذ عن عبد المحسن ولطف الله والسيد عبد الله وآخرين ثم في الفقه وأصوله عن المحب بن جرباش وعنده سكون ولطف وكتبت له إجازة.
190 - محمد بن مهنا بن طرنطاي ناصر الدين العلائي الحنفي والد أحمد الماضي ويعرف بابن مهنا اشتغل في الفقه على غير واحد وأخذ العلوم العقلية عن العز بن جماعة وقنبر وغيرهما وجود الخط على الوسيمي وكان فاضلاً خياراً درس بالأزهر وغيره وانتفع به الفضلاء كل ذلك مع براعته في رمي النشاب والبندق والرمح واللبخة والدبوس وغيرها من أنواع الفروسية ونحوها أفادني شيئاً من أمره الشمس الأمشاطي. ومات في الطاعون في رجب سنة ثلاث وثلاثين عن خمسين سنة رحمه الله وإيانا.
191 - محمد بن موسى بن إبراهيم بن عبد الله المدني أحد فراشيها المزملاني. ممن سمع مني بالمدينة.
 192 - محمد بن موسى بن إبرهيم بن محمد بن موسى بن الإمام أبي العباس أحمد بن موسى بن عجيل الجمال المدعو عبد الرزاق اليماني ابن أخي إسمعيل بن إبراهيم الماضي. ولد سنة إحدى وثمانمائة، كان رئيساً في أهله وبلاده متقدماً عند السلاطين ذا جاه ووجاهة عند عرب تلك البلاد لمزيد إكرامه الوافدين ومهادنته لأمرائهم وأعيانهم ليتوصل بذلك إلى أغراضه وممن كان يرعاه ويرجع لقوله على بن طاهر صاحب اليمن كل ذلك مع تظلم أهل بلده منه لميله إلى التحصيل بكل طريق حتى أثرى وملك الأراضي والنخيل وكسب المواشي ومع ذلك فما تحاشى عن يمين فاجرة يتوصل بها إلى شيء دنيوي. مات في سنة سبع وثمانين وقد زاد على الثمانين عفا الله عنه.
193 - محمد بن موسى نب إبرهيم البدر بن الشرف بن البرهان أخو عبد الرحمن ووالد عبد العزيز الماضيين. مات في.
194 - محمد بن موسى بن إبرهيم الشمس أبو البقاء بن الشرف بن سعد الدين الصالحي القاهري أخو أبي فتح الماضي وعم عبد القادر العنبري. زعم أنه سبط العز بن عبد السلام وأنه ينتمي للزبير بن العوام أيضاً وأنه كان يحفظ القرآن والتنبيه ولازم الشريف الطباطبي ومحمد الأندلسي وأحمد الوراق تجرد ودام سنين متقشفاً جداً بعد مزيد التنعم. مات في ليلة الاثنين ثامن عشرى جمادى الثانية سنة خمس وتسعين وقد جاز التسعين وشهد أمير المؤمنين الصلاة عليه تقدم الجماعة البرهان بن أبي شريف رحمه الله.
195 - محمد بن موسى بن أحمد بن جار الله بن زائد السنبسي المكي. مات بها في ربيع الآخر سنة سبع وسبعين. أرخه ابن فهد.
196 - محمد بن موسى بن أحمد بن أبي القسم موسى بن الشمس بن الشرف الدمهوجي الأصل القاهري المحلي الشافعي. ولد سنة تسع وتسعين وسبعمائة بالقاهرة ونشأ بها فحفظ القرآن وبعض المنهاج وحضر دروس الولي العراقي والشمس البرماوي وغيرهما وسمع على الشرف بن الكويك بعض الشفا لقيته بالمحلة فقرأت عليه يسيراً وكان خيراً متواضعاً محباً في العلم وأهله. مات بعد الستين رحمه الله.
197 - محمد بن موسى بن عائذ ابو عبد الله الغماري المغربي الوانوغي المالكي نزيل مكة وشيخ رباط الموفق بها. كان كثير العناية بالعبادة وأفعال الخير معظماً عند الناس متواضعاً لهم قاضياً لحوائجهم مقصوداً بالبر الذي يفضل عن كفايته منه ما ير به غيره ويحكى عنه أنه أصابته فاقة زائدة فبينا هو طائف بالكعبة إذ رأى المطاف ممتلئاً ذهباً وفضة بحيث غاصت رجله فيه إلى فوق قدمه فقال لها يعني الدنيا تغريني تغريني ولم يتناول منها شيئاً. وكان قدومه مكة في سنة ثمانين وسبعمائة أو قريبها وهو ابن أربع وعشرين سنة ودخل اليمن وجال فيها كصنعاء وما يليها وزار المدينة النبوية غير مرة وكان يحضر كثيراً مجلس الشريف عبد الرحمن بن أبي الخير الفاسي ويسأل أسئلة كثيرة بسكون وتؤدة وولي مشيخة رباط الموفق والنظر في مصالحه سنين كثيرة ولم يكن أحد من القضاة يعارضه فيما يختاره فيه بل كان صاحب مكة الشريف حسن بن عجلان يكرمه ويقبل شفاعاته لحسن اعتقاد الجميع فيه. مات في ليلة الجمعة تاسع عشر صفر سنة سبع وعشرين وصلي عليه من الغد بالشبيكة أسفل مكة بوصية منه ودفن هناك عند بعض أولاده وكانت جنازته مشهودة حتى للمخدرات وتزاحم الأكابر على حمل نعشه وقل أن كانت جنازة مثلها في كثرة الجمع رحمه الله وإيانا. ذكره الفاسي أطول مما هنا ولم يسم جده قلت ويحرر تاريخ وفاته فقد رأيت في أجايز المحيوي عبد القادر بن أبي القسم محمد المالكي قاضي مكة أنه حضر عليه دروساً كثيرة قراءة وسماعاً ببحث وتحرير في ابن الحاجب والمختصر الفرعيين وغيرهما من كتب المالكية وأذن له في التدريس لجميع كتب المالكية وأرخ الإجازة بثالث ذي القعدة سنة اثنتين وثلاثين وكتب الشيخ خطه بتصحيحه.
198 - محمد بن الشريف موسى بن عبد الرحمن بن محمد بن عبد الناصر الشطنوفي الأصل الآتي أبوه. جرده البقاعي.
 199 - محمد بن موسى بن عبد الله بن إسمعيل بن محمد زين العابدين أبو الفضل بن الشرف الظاهري الأزهري الشافعي نزيل مكة مع أبيه، والظاهرية بالمعجمة قرية من الشرقية، نشأ فحفظ القرآن والعمدة والمنهاج والطوالع وجمع الجوامع وألفية ابن مالك والتلخيص وعرضها علي في جملة الجماعة بل سمع علي وكثر توجهه لما لا يرتضي وسافر لمصر بعد أمور وهو سنة تسع وتسعين بها.
 200 - محمد بن موسى بن علي بن عبد الصمد بن محمد بن عبد الله الجمال أبو البركات وأبو المحاسن المراكشي الأصل المكي الشافعي سبط العفيف اليافعي ويعرف بابن موسى. ولد في ليلة الأحد ثالث رمضان سنة تسع وثمانين وسبعمائة بمكة ونشأ بها فحفظ القرآن والعمدة والتنبيه والمنهاج الفرعيين وألفية النحو وغيرها وعرض على غير واحد ومن شيوخه في العلم بمكة الجمال بن ظهيرة تفقه به كثيراً وأخذ عنه والشمس المعيد أخذ عنه كثيراً في العربية ومتعلقاتها وانتفع في العربية كثيراً بزوج أمه خليل بن هرون الجزائري وتفقه أيضاً في المدينة النبوية بالزين المراغي قرأ عليه تأليفه العمد في شرح الزبد في الفقه وأذن له في الإفتاء والتدريس وأكثر عنه من المرويات في الحرمين وكذا أذن له ابن الجزري في الإفتاء والتدريس نظماً وأخذ علوم الحديث عن الجمالي بن ظهيرة والولي العراقي وشيخنا وكذا انتفع بالتقي الفاسي وبالصلاح الأقفهسي؛ وتمهر في طريق الطلب وأدمن الاشتغال بالفقه وأصوله والفرائض والحساب والعربية والعروض والمعاني والبيان وغيرها حتى برع وتقدم كثيراً في الأدب نظماً ونثراً واشتدت عنايته بالحديث وتقدم فيه كثيراً لجودة معرفته بالعلل والرجال المتقدم منهم والمتأخر وبالمرويات وتمييز عاليها من نازلها مع الحفظ لكثير من المتون بحيث لم يكن له بالحجاز فيه نظير وارتحل سنة أربع عشرة فما بعدها وأكثر من المسموع والشيوخ فكان من شيوخه بمكة ابن صديق وبالمدينة المراغي وبدمشق عائشة ابنة ابن عبد الهادي وعبد القادر الأرموي وبالقاهرة ابن الكويك وبإسكندرية الكمال بن خير وببعلبك التاج بن بردس وبحلب حافظها البرهان سبط ابن العجمي وبالقدس والخليل جماعة من أصحاب الميدومي وبحمص وحماة وغزة والرملة وغيرها كاليمن أخذ فيها عن المجد اللغوي وعاد من رحلته الشامية وقد كملت معرفته. وأجاز له في صغره ابن خلدون وابن عرفة والنشاوري وابن حاتم والغياث العاقولي والعزيز المليجي والعراقي والهيثمي والمناوي وابن الميلق والتنوخي وابن فرحون ومريم الأذرعية وغيرهم. وصنفت شرحاً لنخبة شيخنا ومختصراً مستقلاً في علوم الحديث كابن الصلاح وعمل شيئاً على نمط الموضوعات لابن الجوزي وشيئاً في تاريخ المدينة النبوية ولم يكمل واحداً منها وعمل لكل من المراغي والمجد اللغوي والجمال المرشدي مشيخة وكذا شرع في معجم للفاسي كتب منه عدة كراريس في المحمدين وعمل أربعين نصفها موافقات وباقيها أبدال لجماعة من الشيوخ وأربعين متباينة الأسانيد والمتون كلها موافقات لأصحاب الكتب الستة دالة على سعة مروياته وقوة حفظه ولكن مع عدم تقيد فيها بالسماع لم يبيضها وترجم شيوخ رحلته في مجلد أفاد فيها. ودخل اليمن غير مرة منها في سنة عشرين وولى بها الإسماع ببعض المدارس بزبيد ثم مال إلى استيطانه فانتقل إليه بتعاليقه وأجزائه وكتبه وظهر لفضلائها تميزه في الحديث وغيره فأقبلوا عليه ونوهوا بذكره ونعي خبره إلى الناصر صاحب اليمن فمال إليه وزاد في بره سيما وقد امتدحه بقصائد طنانة، وتوجه مته في النصف الثاني من ذي القعدة سنة ثلاث وعشرين فبرز من بعض المراسي القريبة من جدة حين عاقهم الريح في يوم حار وركب وسط النهار فرساً عرياً وركضه كثيراً ليدرك الحج وكان بدنه ضعيفاً فارداد بذلك ضعفاً وأدرك أرض عرفة في آخر ليلة النحر فيما ذكر وما أتى مني إلا في آخر يوم النفر الأول لكونه مشى وعيي عن المشي بحيث وصل خبره لأهل منى فتوجه إليه من حمله ثم نفر منها إلى مكة ولم يزل عليلاً وربما أفاق قليلاً حتى مات بعد صلاة الصبح يوم الجمعة ثامن عشرى ذي الحجة منها بعد أن كتب وصيته بخطه في يوم الخميس ودفن بالمعلاة بعد صلاة الجمعة وعظم الأسف على فقده، وقد عظمه الفاسي جداً وقال أنه برع في العلوم وتقدم كثيراً في الأدب وله فيه النظم الكثير المليح لغوصه على المعاني الحسنة وفي الحديث بحيث لم يكن له فيه نظير بالحجاز مع حسن الجمع والتأليف والإيراد لما يحاوله من النكت والأسئلة والإشكالات ووفور الذكاء وسرعة الكتابة وملاحتها ونشأته على العفاف والصيانة والخير والعناية الكثيرة بفنون العلم والحديث. وذكره شيخنا في إنبائه فقال: كان ذا مروءة وقناعة وصبر على الأذى وبذلك لكتبه وفوائده موصوفاً بصدق اللهجة وقلة الكلام وعدم ما كان عند غيره من

أقرانه من اللهو وغيره من صباه حتى مات، وذكره في معجمه وقال أنه أكثر عن شيوخ العصر وكتب عني النخبة وشرحها وغير ذلك في سنة خمس عشرة فما بعدها وتمهر وتيقظ وكتب تراجم لشيوخه أتقنها، ووصفه في موضع آخر بالشيخ الإمام العالم الفاضل البارع الرحال جمال الدين سليل السلف الصالحين عمدة المحدثين نفع الله به، وأذن له في إقراء علوم الحديث وإفادته لمن أراد علماً بنقوب فهمه وشفوف علمه، وترجمه التقي بن فهد في معجمه بما تبع فيه التقي الفاسي وكذا ترجمه في ذيل طبقات الحفاظ والمقريزي في عقوده وقال كان ثقة حجة في نقله وضبطه ريض الأخلاق قليل الكلام جميل السيرة له مروءة وفيه سماح مع قنع بما تيسر وصبر على الأذى ورثاه أبو الخير بن عبد القوي بقصيدة أولها

من للمحابر والأقلام والـكـتـب

 

بعد ابن موسى ومن للعلم والأدب

ومن نظمه مما كتبه في مشيخة المراغي بعد ذكره لأسانيده:

في زي ذي قصر بـدت

 

لكنه عـين الـسـمـو

فاعجب لها وهي القصي

 

رة كيف تنسب للعلـو

ومما كتبه على بديعية الزين شعبان الآثاري:

وروضة للزين شعـبـان قـد

 

أربت على زهر حلافي ربيع

لو لم تبق نسج الحريري لمـا

 

حاكت بهذا النظم رقم البـديع

201 - محمد بن موسى بن علي بن يحيى بن علي الجمال اليمني الناسخ. وصفه ابن عزم بصاحبنا.
202 - محمد بن موسى بن عمران بن موسى بن سليمان الشمس الغزي ثم المقدسي الحنفي المقرئ والد المحمدين الماضيين ويعرف بابن عمران. ولد في نصف شعبان سنة أربع وتسعين وسبعمائة بغزة ونشأ بها فحفظ القرآن وكتباً واشتغل بالعلم ولازم ناصر الدين الأياسي في الفقه وغيره فانتفع به وأقبل على القراآت فتلا للسبع ما عدا حمزة ببيع المقدس على الشمس القباقبي بل وتلا عليه للأربعة عشر لكن إلى آخر المائدة خاصة بما تضمنته منظومته مجمع السرور التي سمعها من لفظه بعد أن قرأها عليه مراراً وكذا جمع للسبع على حبيب والتاج بن تمرية بعد أن تلا عليه لحمزة فقط وعلى أمير حاج الحلبي لكن إلى آخر قاف وبالعشر للزهراوين علي بن الجزري بما تضمنه النشر والطيبة كلاهما له وذلك في سنة سبع وعشرين بالقاهرة وسمع عليه الطلبة بعد أن سمعها من حفيده جلال الدين وكذا سمع من الشمس غير ذلك كجزئه المشتمل على العشاريات والمسلسلات وغيرها ومن شيخنا في سنة أربع وثلاثين نغبة الظمآن لأبي حيان وغيرها ومن الفوى ختم صحيح مسلم وقرأ عليه التيسير فسمعه بقراءته جماعة منهم عبد الرحمن بن محمد بن إسمعيل الكركي الماضي وبرع في القراآت وتصدى لإقرائها وصار بأخرة عليه المعول فيها بتلك النواحي؛ وحدث سمع منه الفضلاء سمعت منه وأخذ عنه جماعة ببلده وبيت المقدس والقاهرة وغيرها وانتفعوا به لديانته ونصحه وممن قرأ عليه المحب ابن الشحنة حين إقامته ببيت المقدس والكمال بن أبي شريف وارتحل إليه ناصر الدين الأخميمي فتلا عليه ومات قبل إكماله وهو هناك وذلك في يوم الأحد خامس رمضان سنة ثلاث وسبعين وصلي عليه من الغد ودفن بتربة ماملا بجوار عبد الله الزرعي رحمه الله وإيانا. ولعلي بن عبد الحمدي الغزي فيه:

يا شمس علم بصبح العز قد طلعـت

 

في برج سعد لها من عنصر الشرف

تيسير نشر الصبا مـن كـل طـيبة

 

حويت يا خير كنز المذهب الحنفـي

203 - محمد بن موسى بن عمر بن عوض بن عطية بن أحمد بن محمد بن عبد الرحمن الشرف بن الشرف اللقاني الأزهري المالكي الآتي أبوه والماضي ولده عمر والعمدة والرسالة وألفية النحو وعرضها على جماعة واشتغل يسيراً ودار على الشيوخ وضبط الأسماء وكتب الطباق وأكثر ومن شيوخه في الرواية التنوخي وابن الشيخة وعزي الدين المليجي والمطرز والسويداوي والحلاوي وتكسب بالشهادة وغيرها ثم باشر الشهادة بعدة أوقاف وكتب في الإنشاء وولى قضاء الركب وكان نير الهيئة نقي الشيبة حسن الشكالة كثير العصبية والمروءة والمكارم حدث قبل موته باليسير وسمع منه الفضلاء. مات في يوم الاثنين خامس شعبان سنة أربعين بمنزله جوار جامع الأزهر وصلي عليه من الغد في الجامع ثم بمصلى باب النصر وصلي عليه فيه شيخنا وحضر جميع مباشري الدولة ناظر الجيش فمن دونه وكان الجمع كثيراً، وذكره شيخنا في أنبائه فقال أنه نشأ مع أبيه وحفظ القرآن وقرأ به في الجوق وكان حسن الصوت ثم طلب الحديث وقتاً وكتب أسماء السامعين واعتمدوا عليه في ذلك ثم اتصل بالشرف الدماميني حين ولي نظر الجيش ثم بفتح الله حين ولي كتابة السر فلازمه حتى استقر شاهد ديوانه وغلب عليه فلما زالت دولته واستقر ابن البارزي خدمه ولازمه حتى غلب عليه أيضاً واستقر به في ديوانه وباشر في عدة جهات، وكان كثير التودد والإحسان للفقراء والمحبة في أهل الخير والصلاح رحمه الله.
 204 - محمد بن موسى بن عيسى بن علي الكمال أبو البقاء الدميري الأصل القاهري الشافعي. كان اسمه أولاً كمالاً بغير إضافة وكان يكتبه كذلك بخطه في كتبه ثم تسمى محمداً وصار يكشط الأول وكأنه لتضمنه نوعاً من التزكية مع هجر اسمه الحقيقي. ولد في أوائل سنة اثنتين وأربعين وسبعمائة تقريباً كما بخطه بالقاهرة ونشأ بها فتكسب بالخياطة ثم أقبل على العلم وأخذه عن البهاء أحمد بن التقي السبكي ولازمه كثيراً وانتفع به وكذا أخذ عن الكمال أبي الفضل النويري وتفقه أيضاً بالجمال الأسنوي ووصف ابن الملقن في خطبة شرحه بشيخنا وكذا بلغني أخذه عن البلقيني أيضاً وليس ببعيد وأخذ الأدب عن البرهان القيراطي والعربية وغيرها عن البهاء بن عقيل وسمع على مظفر الدين العطار والعرضي وأبي الفرج وابن القاري والحراوي وبمكة على الجمال بن عبد المعطي والكمال محمد بن عمر بن حبيب في آخرين كالعفيف المطري بالمدينة ومما سمعه على الأول الترمذي في سنة نيف وخمسين ووصفه الزيلعي في الطبقة بالفاضل كمال الدين كمال وعلى ثانيهما فقط جل مسند أحمد أو جميعه وجزء الأنصاري؛ وبرع في التفسير والحديث والفقه وأصوله والعربية والأدب وغيرها وأذن له بالإفتاء والتدريس، وتصدى للإقراء فانتفع به جماعة وكتب على ابن ماجة شرحاً في نحو خمس مجلدات سماه الديباجة مات قبل تحريره وتبييضه وكذا شرح المنهاج وسماه النجم الوهاج لخصه من السبكي والأسنوي وغيرهما وعظم الانتفاع به خصوصاً بما طرزه به من التتمات والخاتمات والنكت البديعة وأول ما ابتدأ من المساقاة بناء على قطعة شيخه الأسنوي فانتهى في ربيع الآخر سنة ست وثمانين ثم استأنف ونظم في الفقه أرجوزة طويلة فيها فروع غريبة وفوائد حسنة وله تذكرة مفيدة وحياة الحيوان وهو نفيس أجاده وأكثر فوائده مع كثرة استطراده فيه من شيء إلى شيء وله فيه زيادات لا توجد في جميع النسخ وأتوهم أن فيها ما هو مدخول لغيره إن لم تكن جميعها لما فيها من المناكير وقد جردها بعضهم بل اختصر الأصل التقي الفاسي في سنة اثنتين وعشرين ونبه على أشياء مهمة يحتاج الأصل إليها واختصر شرح الصفدي للأمية العجم فأجاده ورأيت من غرائبه فيه قوله وكان بعضهم يقول أن المقامات وكليلة ودمنة رموز على الكيمياء وكل ذلك من شغفهم وحبهم لها نسأل الله العافية بلا محنة وكان الشيخ تقي الدين بن دقيق العيد رحمه الله مغرى بها وأنفق فيها مالاً وعمراً انتهى. وإنما استغربته بالنسبة لما نسبه للتقي، وقد ترجمه التقي الفاسي في مكة فقال أنه كان أحد صوفية سعيد السعداء وشاهد وقفها له نظم جيد وحظ وافر من العبادة والخير حتى كان بأخرة يسرد الصوم حدث بالقاهرة وبمكة وسمع منه الصلاح الأقفهسي في جوف الكعبة والفاسي بالقاهرة وأفتى وعاد ودرس بأماكن بالقاهرة منها جامع الأزهر وكانت له فيه حلقة يشغل فيها الطلبة يوم السبت غالباً ومنها القبة البيبرسية كان يدرس فيها الحديث وكنت أحضر عنده فيها بل كان يذكر الناس بمدرسة ابن البقري داخل باب النصر في يوم الجمعة غالباً ويفيد في مجلسه هذا أشياء حسنة من فنون العلم وبجامع الظاهر في الحسينية بعد عصر الجمعة غالباً ودرس أيضاً بمكة وأفتى وجاور فيها مدة سنين مفرقة وتأهل فيها بأم أحمد فاطمة ابنة يحيى بن عياد الصنهاجي المكية وولدت له أم حبيبة وأم سلمة وعبد الرحمن وأول قدماته إليها على ما أخبرت عنه في موسم سنة اثنتين وستين وسبعمائة وجاور بها حتى حج في التي بعدها ثم جاور بها أيضاً في سنة ثمان وستين قدمها مع الرجبية فدام حتى حد ثم قدمها في سنة اثنتين وسبعين فأقام بها حتى حج في التي بعدها قلت وحضر موت شيخه البهاء بن السبكي حينئذ ونقل الكمال عنه أنه قال له قبيل موته بقليل هذا جمادى وجرت العادة فيه يعني لنفسه بحدوث أمر ما فإن جاء الخبر بموت أبي البقاء وأنا في قيد الحياة فذاك وإلا فاقرأ الكتاب على قبري. هكذا سمعته من لفظ شيخنا فيما قرأه بخط الدميري وأنه قال له يا سيدي وصل الأمر إلى هذا الحد أو نحو هذا فقال أنه غرمني مائة ألف قال فقلت له درهم فقال بل دينار انتهى. قال الفاسي: ثم قدم مكة في موسم سنة خمس وسبعين فأقام بها حتى حج التي تليها وفيها تأهل بمكة فيما أحسب ثم قدمها في موسم سنة ثمانين وأقام بها حتى حج في التي بعدها ثم قدمها في سنة تسع وتسعين

وأقام حتى حج في التي بعدها وانفصل عنها فأقام بالقاهرة، حتى مات في ثالث جمادى الأولى سنة ثمان وصلي عليه ثم دفن بمقابر الصوفية سعيد السعداء وقال المقريزي في عقوده صحبته سنين وحضرت مجلس وعظه مراراً لإعجابي به وأنشدني وأفادني وكنت أحبه ويحبني في الله لسمته وحسن هديه وجميل طريقته ومداومته على العبادة لقيني مرة فقال لي رأيت في المنام أني أقول لشخص لقد بعد عهدي بالبيت العتيق وكثر شوقي إليه فقال قل لا إليه إلا الله الفتاح العليم الرقيب المنان فصار يكثر ذلك فحج في تلك السنة رحمه الله وإيانا ونفعنا به. وقد ذكره شيخنا في أنبائه فقال: مهر في الفقه والأدب والحديث وشارك في الفنون ودرس للمحدثين بقبة بيبرس وفي عدة أماكن ووعظ فأفاد وخطب فأجاد وكان ذا حظ من العبادة تلاوة وصياماً ومجاورة بالحرمين وتذكر عنه كرامات كان يخفيها وربما أظهرها وأحالها على غيره وقال في معجمه كان له حظ من العبادة تلاوة وصياماً وقياماً ومجاورة بمكة بالمدينة واشتهر عنه كرامات وأخبار بأمور مغيبات يسندها إلى المنامات تارة وإلى بعض الشيوخ أخرى وغالب الناس يعتقد أنه يقصد بذلك الستر سمعت من فوائده ومن نظمه واجتمعت به مراراً وكنت أحب سمته ويقال أنه كان في صباه أكولاً نهماً ثم صار بحيث يطيق سرد الصيام، زاد غيره وله أذكار يواظب عليها وعنده خشوع وخشية وبكاء عند ذكر الله سبحانه وق تزوج بابنتيه الجمال محمد والجلال عبد الواحد بن إبراهيم بن أحمد بن أبي بكر المرشدي المكي الحنفي واستولداهما الأول أبا الفضائل محمداً وعبد الرحمن والثاني عبد الغني وغيره. وروى لنا عنه جماعة ممن أخذ عنه دراية ورواية وعرضاً ومما ينسب إليه:

بمكارم الأخلاق كن متخـلـقـاً

 

ليفوح ند شذائك العطر الـنـدي

وصدق صديقك إن صدقت صداقة

 

وادفع عدوك بالتي فـإذا الـذي

205 - محمد بن موسى بن عيسى الأيدوني العجلوني الأصل الدمشقي الشافعي شيخ باشر النقابة بأخرة عند ابن المزلق لما عمل قاضي الشام وكذا عند ولد الخيضري ويذكر بتمول مع تقتير وغلسة وجاور بمكة في سنة ثلاث وتسعين وسمع مني المسلسل.
206 - محمد بن موسى بن محمد بن علي بن حسين زين العابدين بن الشرف بن الشمس الحسني القرافي الحنبلي القادري شيخ الطائفة القادرية والآتي أبوه. مات عن نحو خمس وخمسين سنة في ربيع الأول سنة خمس وثمانين بعد تعلل مدة طويلة وصلي عليه بمصلى المؤمني في محفل شهده أمير المؤمنين لصداقة كانت بينهما فمن دونه ثم رجعوا به إلى زاوية عدي بن مسافر محل سكناه من باب القرافة فدفن عند أبيه وجده رحمهم الله وكان إنساناً خيراً متودداً متواضعاً منجمعاً عن الناس حج وزار بيت المقدس وسمع الحديث به وبالقاهرة بقراءتي وقراءة غيري بل حضر عندي في بعض مجالس الإملاء رحمه الله.
 207 - محمد الشمس القادري أخو الذين قبله ووالد عبد العزيز الماضي، استقر بعده في المشيخة شركة لابن عمهما بعناية صهره تغرى بردى الأستادار وكان غرض السلطان وغيره من الخيار أفراد ابن العم بذلك فكان كذلك لم يلبث هذا أن مات في أواخر المحرم سنة ثمان وثمانين وصلي عليه في مشهد حافل أيضاً ولم يكن كأخيه وقد سمع قليلاً وحضر أيضاً عندي رحمه الله وعفا عنه.
208 - محمد بن موسى بن محمد بن علي الشمس المنوفي ثم القاهري الحنفي أخو إبرهيم وأحمد الماضيين ويعرف كل منهم بابن زين الدين وهو خير الثلاثة وأكبرهم ممن يديم التلاوة ويحضر مع شيوخ تصوفه بالمؤيدية ابن الديري فمن يليه مع سكونه ومعرفته وإنكاره على أخيه إبرهيم في مخالطته للأمراء. مات على ظهر النيل في سفينة بعد الطاعون آخر سنة سبع وتسعين أو التي تليها وجيء به محمولاً فدفن بالقاهرة رحمه الله.
محمد بن موسى بن محمد بن محمد بن أبي بكر بن جمعة ولي الدين أبو زرعة بن الشرف الأنصاري. يأتي قريباً فيمن لم يسم جده.
209 - محمد بن موسى بن محمد بن الشهاب محمود بن سلمان بن فهد البدر بن الشرف بن الشمس الحلبي الأصل الدمشقي ويعرف كسلفه بابن الشهاب محمود. ولد في حدود الخمسين ويقال سنة سبعين تقريباً ونشأ بدمشق فاشتغل وتعانى الأدب ونظم الشعر ولي توقيع الدست بحلب ووكالة بيت المال ثم كتابة السر بدمشق يسيراً ثم نظر الجيش وكذا ولي كتابة سر طرابلس وكان رقيق الدين كثير التخليط والهجوم على المعضلات وتنسب إليه أشياء غير مرضية مع كرم النفس والرياسة والذكاء والمروءة والعصبية كتب عنه ابن خطيب الناصرية في ذيله من نظمه ومات في السجن بدمشق خنقاً في ليلة السبت ثاني عشر صفر سنة اثنتي عشرة بأمر الجمال الأستادار لحقد كان في نفسه منه أيام خموله بحلب عفا الله عنه. وقد ذكره شيخنا في سنة إحدى عشرة من أنبائه باختصار ثم أعاده في التي بعدها وزاد في نسبه محمداً والصواب ما تقدم وهو في عقود المقريزي على الصواب. ومن نظمه:

أنزه منك طرفـي فـي رياض

 

وسيف اللحظ منك علي ماضي

وإن يك في دمي لك بعض قصد

 

فدونك سفكه فالقلـب راضـي

وخذ من غنج طرفك لي أمانـاً

 

فقد وصلت صوارمه المواضي

وكيف أحاول الإنصـاف يومـاً

 

ومن شكواي منه علي قاضـي

بنفسي من يصح به غـرامـي

 

ومنشؤه من الحدق المـراض

له لـفـظ وأخـلاق وخـلـق

 

رياض في رياض في رياض

210 - محمد بن موسى بن محمود بن قريش الشمس الصوفي الحنفي إمام الشيخونية ويعرف بصهر الخادم. ولد سنة ثمان وتسعين وسبعمائة تقريباً بجامع طولون وتفقه بالسراج قارئ الهداية وكانت مما سمعها بتمامها عليه وبباكير وقرأ عليه منها إلى البيوع وبالتفهني وابن الهمام واشتدت عنايته بملازمته له حتى أنه استنابه في مشيخة الشيخونية في بعض غيباته سنة وثلاثة أشهر وقدمه علي السيفي والزين قاسم وكأنه رام الصلح بينهما به مع أنه كان يجله بحيث كتب له في إجازته على التحرير من تصانيفه أنه استفاد نحواً مما أفاد، وقرأ على الشهاب البوصيري ألفية الحديث وغيرها وسمع عليه وعلى قارئ الهداية والدفري إمام جامع قوصون والفوى والزركشي في آخرين ممن بعدهم كالزين رضوان والعز عبد السلام البغدادي وأخذ الطريق عن الزين الحافي وحج غير مرة وولي إمام الشيخونية دهراً وأقرأ الطلبة وقتاً. وهو إنسان فاضل دين منعزل عن الناس ثم توالى عليه الضعف والهرم فانقطع وأضر ولزم الوساد وكنت ممن اجتمع به وسمع كلامه والتمس دعاءه. ومات في جمادى الأولى سنة إحدى وتسعين رحمه الله وإيانا.
 211 - محمد بن موسى بن يوسف بن موسى بن يوسف المحب بن الشرف المنوفي القاهري الآتي أبوه. ولد في يوم السبت مستهل المحرم سنة خمسين بالقاهرة ونشأ فحفظ القرآن والمنهاج وألفية النحو وعرض واشتغل قليلاً عند الفخر المقسي والبكري وتنزل في الجهات وتكسب بالشهادة في الجورة مع أبيه وبعده وأثرى منها بحيث زادت نهمته في تحصيل الجهات وخطب نيابة بمدرسة سودون من زاده وبالزمامية وغيرهما مع استقراره في خطبة الجامع الكبير بمنوف وشاع ما افتعله رفيقاً للشرف بن روق حين كان رفيقاً له في الشهادة من أشهاد علي خادم البيبرسية حين كان مريضاً برغبته لهما عما بيده من وظيفتي التصوف والخدامة وسعياً في أخذ خطابتها فبلغ الخادم ذلك فأنرك وقوعه منه وأشيع إنكاره فطلب منهما الإشهاد عليه فأخفياه ومزقاه فيما قيل وكانت واقعة شنيعة. وطمحت نفسه لقضاء منوف فسعى عند الزين زكريا أول ولايته وأفحش في زيادة ما يحمل باسم الحرمين كل سنة حين وربما حضر عندي في البرقوقية وكان ساكناً. مات في جمادى الأولى سنة اثنتين وتسعين ودفن عند أبيه بحوش سعيد السعداء وترك أولاداً رحمه الله.
212 - محمد بن موسى التاج الحنفي أحد صوفية البيبرسية. أجاز له العز بن جماعة وذكر أنه سمع من ابن أميلة. ذكره التقي بن فهد في معجمه هكذا.
213 - محمد بن موسى السيد الشمس بن شجاع الدين الجربذي الهروي الشهير بالجاجرمي عالم هراة. أخذ عن يوسف الحلاج تلميذ السيد أخذ عنه التقي أبو بكر الحصني ووصفه بالمولى الإمام العلم الهمام فيلسوف الزمان ولقمان الأوان خلاصة الأولين والآخرين السيد الإمام شمس الدنيا والدين بن السيد المفضال شجاع الدنيا والدين. مات في حدود الخمسين تقريباً.
214 - محمد بن موسى الشمس التروجي الأصل السكندري التاجر ويعرف بابن الفقيه موسى. مات في ربيع الأول سنة خمس وثمانين وكان من التجار المذكورين بالتضييق على نفسه ومزيد الإمساك مع مداومته على التلاوة والستر والتصدق وتزوج بابنة الجمال بن عيسى الحنبلي فما رضيت عشرته ففارقها واستقر به الأشرف قايتباي في نظر الذخيرة بإسكندرية مع المتجر السلطاني عقب البرهان البرنتيشي ولذا رسم على بعض أتباعه واستؤصلت تركته ومع ذلك فلم توف ما قيل أنه عليه مع بيع قاعة أنشأها بدرب الأتراك صدرت منه وقفيتها رحمه الله وعفا عنه.
215 - محمد بن موسى الشمس السيلي ثم الدمشقي الصالحي الحنبلي خازن كتب الضيائية. ممن تقدم في الفرائض والحساب وأخذ عنه الفضلاء. وكان شيخاً خيراً ساكناً لقيته بالصالحية. ومات في.
216 - محمد بن موسى الشمس الفيومي ثم القاهري الأزهري الشافعي. كان خيراً ساكناً ذا فضيلة بحيث يقرئ بعض الطلبة واستنابه الشرف يحيى بن الجيعان في مشيخة مدرسة عمه المجاورة لبيتهم. مات في سنة إحدى وسبعين عن نحو السبعين ظناً رحمه الله وإيانا.
217 - محمد بن موسى الشمس المجدلي الشافعي ويعرف بابن أبي بيض. ذكره لي بلديه أبو العباس القدسي الواعظ وأنه جود عليه القرآن وتخرج به.
218 - محمد بن موسى ناصر الدين أبو الفضل الموصلي الأصل الدمشقي الشافعي سبط الشيخ أبي بكر الموصلي المشهور. ولد في ليلة سابع عشرى رمضان سنة سبع وسبعين وسبعمائة بدمشق ونشأ بها فتدرب في التصوف والسلوك بجده المشار إليه ولبس منه ومن الشهاب بن الناصح والخوافي الخرقة وانتفع بجده وأخذ في الفقه عن البرهان بن خطيب عذراء وأقبل على العبادة والسلوك بحيث صار من شيوخ الصوفية وصنف فيه ونظم ونثر وابتنى زاوية بميدان الحصى من القبيبات وكان الناس يجتمعون عنده فيها ليلة من الأسبوع ويتكلم عليهم على قاعدة أرباب الزوايا وكثر أتباعه مع سمت حسن ووجاهة بحيث لا ترد رسائله. مات سنة بضع وستين بدمشق ودفن بتربته المعروفة به رحمه الله.
219 - محمد بن موسى ولي الدين أبو زرعة بن الشرف الأنصاري الحلبي خطيب جامعها الأكبر. مات بالطاعون في رجب سنة خمس وعشرين، ذكره شيخنا في أنبائه، وهو ابن موسى بن محمد بن محمد بن أبي بكر بن جمعة.
220 - محمد بن موسى العراقي، ويعرف بالسقاء. ممن سمع مني بالمدينة.
محمد بن مولانا زاده. في ابن أحمد بن أبي يزيد.
 221 - محمد بن ميمون الواصلي - نسبة لقرية بتونس - التونسي المغربي المالكي ويعرف بالواصلي ممن أخذ عن عمر القلجاني وكان عالماً في الفقه والحديث والأصلين والعربية. مات بالطاعون سنة ثلاث وسبعين بتونس أفاده لي بعض ثقات أصحابه.
222 - محمد بن ناصر بن يوسف بن سالم بن عبد الغفار بن حفاظ الدمشقي المزي.
1 في آخر جزء من الأصل: آخر الجزء الرابع من الضوء اللامع لأهل القرن التاسع لشيخنا الشيخ العلامة الحجة الفهامة شيخ الإسلام حجة الأنام أبي الخير محمد شمس الدين بن المرحوم زين الدين عبد الرحمن بن محمد بن أبي بكر السخاوي القاهري الشافعي أدام الله حياته للمسلمين آمين وانتهى إلى هنا من خطه في مدة آخرها يوم الخميس حادي عشر صفر الخير سنة تسع وتسعين وثمانمائة بمنزل كاتبه من مكة المشرفة المفتقر إلى لطف الله وعونه عبد العزيز بن عمر بن محمد بن فهد الهاشمي المكي الشافعي لطف الله بهم آمين والحمد لله وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم تسليماً.
الحمد لله أنهاه مطالعة الفقير حسن العطار المولى مشيخة الأزهر كان الله له معيناً آمين.
أنهاه مطالعة وكذا ما قبله الفقير محمد مرتضى الحسيني عفا الله عنه.
كذلك أنهاه مطالعة وكذا الجزءين قبله خلا الأول فأنه تغيب عن الوجدان مستعيراً له من حضرة الأستاذ المعظم السيد محمد أبو الإقبال بن وفا خليفة بيت السادات الوفائية أطال الله عمره وشرح صدر وأنا الفقير المحب عبد الرحمن بن حسن الجبرتي واستفدت بمطالعته فوائد جزى الله مؤلفه ومعيره ومستعيره خيراً حامداً ومستغفراً.
ثم بخط المؤلف ما نصه: الحمد لله أنهاه على قراءة ومقابلة مفيداً مجيداً محرراً وللمحاسن مظهراً كاتبه الشيخ الإمام الأوحد الهمام العالم المرشد والمحدث المفيد الرحال المسند الحافظ القدوة الجزء عبد العزيز مفيد أهل الحجاز ومسعد القاطنين فضلاً عن الغرباء بما يسعفهم به بدون المجاز نفع الله تعالى به ورفعه في الدارين لأعلى رتبة، وسمعه معه الشيخي الفاضلي ذو الهمة العلية والنسبة إلى السادات الأئمة العمري أبو بكر السلمي المكي عرف بالشلح جمله الله تعالى سفراً وحضراً وحمله على نجائب جوده وفضله مساءً وبكراً. وانتهى في يوم ثاني عشر رجب سنة تسع وتسعين بمكة وأجزت لهما روايته عني وسائر مروياتي ومؤلفاتي. قاله وكتبه محمد بن عبد الرحمن السخاوي مؤلفه ختم الله له بخير وصلى الله على سيدنا محمد وسلم تسليماً. المنيحي الخطيب. كتب إلي بالإجازة وقال أن مولده في تاسع رمضان سنة اثنتين وسبعين وسبعمائة وأنه سمع على يحيى بن يوسف الرحبي ومحمد بن الشهاب أحمد المينحي خطيب المزة وكانت إجازته في سنة خمسين وما رأيته في الرحلة فكأنه مات بينهما.
223 - محمد بن ناصر الدين بن عز الدين الشمس الأبشيهي ويعرف بابن الخطيب مات بمكة وأنا بها في ربيع الأول سنة ثلاث وتسعين.
224 - محمد بن ناصر الدين بن علي الطنيخي. ممن سمع علي قريب التسعين.
225 - محمد بن منافع المسوفي ثم المدني المالكي. قدم المدينة وهو مشار إليه بالفضيلة والصلاح فأقرأ الفقه وتزايد صلاحه وخيره وسمع على الجمال الكازروني والمحب المطري وغيرهما وممن أخذ عنه عبد الوهاب بن محمد بن يعقوب الماضي وكان يتوقف في الإقراء مدة ثم أنه جاءه يوماً وسأله في القراءة فتعجب هو وغيره من ذلك بعد امتناعه فلما مات أخبرت زوجته أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم في منامه ومعها لإمام ملك وهو يأمره بالإقراء فتصدى حينئذ لذلك وكان هذا بعد موت صاحبه أحمد بن سعيد الجزيري وبلغني أن أمه واسمها مريم كانت تقرئ الطلبة في الفقه. مات سنة خمسين رحمه الله وإيانا.
226 - محمد بن ناهض بن محمد بن حسن بن أبي الحسن الشمس الجهني الكردي الأصل الحلبي نزيل القاهرة ولد تقريباً بحلب في سنة سبع وخمسين وسبعمائة وتولع بالأدب فأبلغ نظماً ونثراً وسكن القاهرة مدة وتنزل في صوفية الجمالية ومدح أعيانها بل عمل سيرة المؤيد شيخ فأجاد ما شاء وقرضها له خلق في سنة تسع عشرة ومن نظمه:

يا رب إني ضعيف وفيك أحسنت ظني فلا تخيب رجائي وعافني واعف عني

وقد ذكره ابن فهد في معجمه وبيض له وكذا جرده البقاعي، وهو في عقود المقريزي وقال أنه سكن القاهرة زماناً ومدح الأعيان وتعيش ببيع الفقاع بدمشق ثم ترك وأقام مدة يستجدي بمدحه الناس حتى مات بالقاهرة في حادي عشر شعبان سنة إحدى وأربعين وكان عنده فوائد وكتبت عنه من نظمه:

كم دولة بفنون الظلم قد فـنـيت

 

وراح آثارهم في عكسهم ومحوا

وجاء من بعدهم من يفرحون بها

 

وقال سبحانه حتى إذا فـرحـوا

وكذا كتب عنه عن الولوي عبد الله بن أبي البقاء القاضي شعراً.
227 - محمد بن نجم الدين ناصر الدين الطبيب ويعرف بابن البندقي. أخذ عن السراج البهادري وفتح الدين بن الباهي وتميز في الطب وشارك في غيره من الفضائل واستقر في تدريس الطب بالمنصورية بعد شيخه السراج وتنازع هو والشرف بن الخشاب بحيث أهين ذاك. ومات سنة بضع وخمسين وكان يتجر بالسكر خبيراً بذلك.
228 - محمد بن نشوان بن محمد بن نشوان بن محمد بن أحمد الججاوي الدمشقي الشافعي والد الشهاب أحمد الماضي. كان خيراً كثير التلاوة. مات في رجب سنة أربع عن ست وسبعين سنة. ذكره شيخنا في أنبائه.
229 - محمد بن نصر بن محمد بن يوسف بن إسماعيل بن فرح بن إسماعيل بن يوسف بن نصر أبو عبد الله الأيسر صاحب غرناطة بالأندلس ويعرف بابن الأحمر وليها مدة إلى أن خلع محمد بن المول ففر إلى مالقة وجمع الناس لحرب ابن المول حتى ملك غرناطة ثانياً ثم ثار عليه محمد بن يوسف بن يوسف بن محمد بن السلطان أبي فارس عبد العزيز فانهزم إلى تونس فأقام في كنف أبي فارس مكرماً مبجلاً حتى أعيد ثالثاً وقتل محمد بن يوسف وذلك في سنة ثمان وثلاثين ومما أنشده لأبي فارس معتذراً عن تخطيه بنيه وإخوته وجلوسه فوقهم حين علمه بهذا:

إن كنت أخطأت في التخطي

 

لي من العذر واضح ثنـاه

هيبة مولاي أذهـلـتـنـي

 

فلم تر العـين مـا سـواه

وهو في عقود المقريزي مطول.
230 - محمد بن أبي نصر الشمس البخاري ويعرف بخواجة. لقيه الطاووسي بهراة وهو متوجه منها إلى مكة فسمع منه حديثاً مرسلاً فيما زعمه بل هو باطل وهو من قبل عند سماعه من المؤذن كلمة الشهادة ظفري إبهاميه ومسهماً على عينيه وقال عند المس اللهم احفظ حدقتي ونورهما ببركة حدقتي محمد ونورهما صلى الله عليه وسلم لم يعم وقال أنه كان فاضلاً عالماً عارفاً معمراً أجاز لي بل أذن لي بالإفتاء في إحدى الجماديين سنة اثنتين وعشرين.
231 - محمد بن نهار الخوافي السمرقندي الحنفي. قدم القاهرة في سنة خمس وأربعين ليحج فأكرمه الكمال بن البارزي وأخذ عنه الطلبة فكان منهم النظام الحنفي حسبما قرأته بخطه فإنه قال أنه قرأ عليه البعض من توضيح التنقيح لصدر الشريعة ومن تلويح التوضيح للتفتازاني وأجاز لي فالله أعلم.
232 - محمد بن الفقيه هرون بن محمد بن موسى التتائي ثم القاهري الأزهري المالكي الماضي شقيقه قاسم والآتي أبوه وأخوه لأمه يوسف التتائي قال لي أنه حفظ القرآن والعمدة ورسالة الفروع وألفية النحو وغالب مختصر الشيخ خليل وأخذ العربية عن يعيش المغربي وهي والفقه عن يحيى العلمي وكذا لازم في الفقه وغيره السنهوري والفرائض والحساب عن الشهاب السجيني في آخرين ممن أخذ عنهم الفنون كالعلاء الحصني فمن دونه وتميز في العربية وغيرها وسافر القدس والشام وحلب وربما أقرأ. مات في سنة ثمان وسبعين وهو صغير عوضه الله الجنة.
233 - محمد بن هبة الله بن أحمد بن سنان بن عبد الله بن عمر بن مسعود الجمال القائد العمري أخو مقبل الآتي. مات بالعد سنة ثمان وثلاثين ودفن به أرخه ابن فهد.
 234 - محمد بن هبة الله بن عمر بن إبرهيم بن هبة الله بن عبد الرحيم بن إبرهيم بن هبة الله ناصر الدين بن الشرف بن البارزي الشافعي والد الصدر محمد الماضي. من بيت أصل وعلم ورياسة، كان أبوه كاتب سر حماة وناب جده في قضائها لأخيه وكذا ناب أبوه إبرهيم لأبيه الشرف. ولد في سنة خمس وسبعين وسبعمائة بحماة، ومات أبوه وهو صغير فرباه عمه ناصر الدين محمد وحفظ المنهاج الفرعي وأول من تفهم عليه النور الأدمي بحث عليه في الملحة وحفظ ثلث التسهيل وبحثه على الجمال بن خطيب المنصورية وأخذ الفقه عن القاياتي بالقاهرة وبحث شرح الألفية لابن عقيل على البدر الهندي واستصحبه معه في سنة تسع وعشرين من دمشق إلى حماة فأنزله عنده وزوجه وانتفع به هو وجماعة من حماة وكذا بحث شرحها لابن المصنف بالقاهرة على العز عبد السلام البغدادي وابن الهمام وبدمشق على الشمس القابوني وكان يخبر أنه سمع البخاري بالقدس بقراءة الشمس القلقشندي على أبي الخير بن العلائي وهو ثقة بل كان متزهداً لا يخالط أقاربه في رفعتهم في الدنيا ومناصبهم بل مستغرق الأوقات في الاشتغال بالعلم وعرض عليه قريبه القاضي ناصر الدين بن البارزي كتابة سر الشام وقضاءها فيما قيل في الأيام المؤيدية فما قبل بل لما ولي ولده قضاء بلده هجره أربعة أشهر، وكان صالحاً قانتاً تالياً متهجداً انتفع به علاء الدين بن اللفت شيخ حماة الآن. وتردد إلى القاهرة غير مرة وجاور بالقدس. مات في سنة سبع وأربعين وقيل في أوائل التي بعدها رحمه الله وإيانا.
235 - محمد بن أبي الهدى بن محمد بن تقي الكازروني المدني أخو أبي البركات. سمع على الكمال الكازروني.
236 - محمد بن همياوان بن أحمد ملك كلبرجة وابن ملوكها، ويقال لكل منهم شاه. قام بتربيته وتمهيد ملكه الخواجا ملك التجار محمود الآتي فلما ترعرع واستقل فتك به وقتله فلم يلبث أن قتل في صفر سنة سبع وثمانين فكان بينهما سنة.
237 - محمد بن وارث المغربي. خدم المنتصر بن أبي حمو صاحب تلمسان ثم أحس بشيء فقدم القاهرة وتعلق بالجمالي محمود الأستادار ثم اختص بسعد الدين إبرهيم بن غراب فأنعم عليه واستمر مدة حياته وعاش هو بعده إلى بعد العشرين وكان خيراً له عبادة ونسك. ذكره المقريزي في عقوده.
238 - محمد المدعو بركات بن ولي الدين بن شمس الدين بن عبد الكريم القليوبي القباني بباب الفتوح رفيقاً لابن بهاء ويعرف بابن المغاربة. مات في أواخر جمادى الآخرة سنة ست وتسعين وقد جاز الثمانين بعد أن ثقل سمعه وترك ابنه ولي الدين محمداً وكان صوفياً بسعيد السعداء ممن يقرأ القرآن ويشهد الجماعات وفيه خير أصلح مسجداً تجاه خان الوراقة وخلوة علو سطح جامع الحاكم وثب على ولده فيها يوسف إمام الجامع.
محمد بن أبي والي. في ابن محمد بن موسى بن أبي والي.
239 - محمد بن لاجين ناصر الدين بن حسام الدين الرومي الأصل القاهري سبق ذكره في ولده محمد.
240 - محمد بن ياقوت. ممن أخذ عن شيخنا.
 241 - محمد بن يحيى بن أحمد بن دغرة بن زهرة الشمس الحبراضي الأصل الدمشقي الطرابلسي الشافعي والد التاج عبد الوهاب الماضي ويعرف بابن زهرة بضم الزاي. ولد في سنة ستين وقيل كما قرأته بخط ولده سنة ثمان وخمسين بحبراض وانتقل منها وقد قارب التمييز إلى طرابلس وقد قرأ القرآن فحفظ العمدة والتنبيه والمنهاج الأصلي وألفية ابن معطي وتفقه بالنجم بن الجابي والشمسين ابن قاضي شهبة وكان خاتمة أصحابه والصرخدي والشرف الغزي ثم وقع بينهما بحيث صار الشمس يتكلم فيه والصدر الياسوفي والشريشي والزين القرشي وعنه أخذ التفسير وآخرين، ولقي البلقيني لما قدم مع الظاهر برقوق فأخذ عنه وكان يسميه شيخ الروضة وأخذ الأصول عن الشهاب الزهري والصرخدي، وعنه أخذ العربية أيضاً وسمع على ابن صديق والكمال بن النحاس ثالث حديث أبي علي بن خزيمة قالا أنا به الحجار وعلي التاج محمد بن عبد الله بن أحمد بن راجح وكان يذكر أنه سمع على ابن قواليح والمحب الصامت وتكسب بالشهادة مدة وتصدر بالجامع الأموي بعد موت شيخه ابن الجابي على خير واستقامة فلما كان بعد الفتنة ضاق به الحال فتوجه إلى عجلون ثم رجع إلى دمشق وتوجه إلى طرابلس فأقام بها يقرئ ويحدث ويفتي ويخطب وأثرى وصار شيخ تلك البلاد، وحج مراراً وزار بيت المقدس في سنة ست وثلاثين وكان إماماً عالماً ديناً جليلاً فقيهاً شيخ الشافعية في بلده بلا مدافع كما وصفه شيخنا في حوادث سنة ست وثلاثين من أنبائه تصدى لنشر العلم خمسين سنة وانتفع به الناس طبقة بعد أخرى فكان ممن أخذ عنه البرهان السوبيني والبلاطنسي بل وأخذ عنه قديماً التقي بن قاضي شهبة وقال أنه انتفع به كثيراً قال وهو الذي قرر في قلبي اعتقاد الإمام أبي الحسن الأشعري رحمهما الله، وكان حسن التعليم حظيت به طرابلس وخطب بجامعها المنصوري مدة طويلة واعتقده أهلها وغيرهم وتبركوا بدعائه وقصد بالفتاوى من الجهات البعيدة وصنف شرحاً للتنبيه في أربع مجلدات احترق في الفتنة وشرحاً للتبريزي في ثلاث مجلدات فيه فوائد وتفسيراً في نحو عشر مجلدات سماه فتح المنان في تفسير القرآن وتعليقاً على الشرح والروضة في ثمان مجلدات وغير ذلك وله تعليقة في مجلد كبير كالتذكرة يشتمل على تفسير وحديث وفقه وعربية ووعظ القصيدة التي نظمها بموافقة المصريين في الانتصار لابن تيمية وتكفير من كفره وصرح بتكفير القاضي وتبعه أهل بلده حباً فيه وتعصباً معه فلم يسع الحمصي إلا الفرار لبعلبك ثم كاتب المصريين فجاء المرسوم بالكف عنه واستمراره على قضائه فسكن الأمر كما أشير إليه في ترجمته كل هذا مع حسن الأخلاق ولين الجانب والاقتصاد في ملبسه بحيث يلبس الملوطة والعمامة الصغيرة والمحاسن الجمة. ومات بعد أن أضر وأقبل على العبادة والخير في ليلة الجمعة ثامن عشرى جمادى الأولى سنة ثمان وأربعين بطرابلس ودفن بتربة الجامع وتأسف الناس على فقده ولم يخلف بعده بها مثله رحمه الله وإيانا.
242 - محمد بن يحيى بن أحمد بن قاسم الذويد. مات بمكة في جمادى الأولى سنة سبع وستين. أرخه ابن فهد.
243 - محمد بن يحيى بن أحمد أبو عبد الله النفزي الرندي من بيت علم وصلاح له تخاريج ومسلسلات وأم بجامع القرويين وقتاً شركة بينه وبين غيره. مات في سنة ثمان وأربعين رحمه الله.
محمد بن يحيى بن شاكر بن عبد الغني البدر أبو البقاء بن الجيعان. في الكنى.
 244 - محمد الصلاح أبو المعالي بن الشرف بن الجيعان شقيق الذي قبله وهو الأصغر. ولد في تاسع عشرى رمضان سنة ثلاث وخمسين وثمانمائة بالقاهرة نشأ في كنف أبويه فحفظ القرآن وصلى به في الأزهر على العادة وأنشئت له الخطبة التي أداها في الختم والعقيدة الغزالية والمنهاج وجمع الجوامع وألفية ابن ملك وقطعة من تقريب الأسانيد وعرض علي في جملة الجماعة أخذ النحو والمعاني والبيان والأصلين عن ملا علي الكرماني وكذا أخذ النحو والبعض من أصول الفقه ومن تفسير البيضاوي عن السنهوري ومما أخذه عنه شرحه الصغير للجرومية ولازم الجوجري في الفقه وغيره بل كان أحد القراء في بعض تقاسيمه وقرأ عليه الشفا وكذا أخذ الفقه عن البكري والعبادي بل كان يقرأ على الشاوي في البخاري بحضرته وأسمعه أبوه من جماعة كالزين شعبان ابن عم شيخنا والجلال بن الملقن والشهاب الحجازي والبهاء بن المصري والجمال بن أيوب والشمس الرازي والمحبين ابن الفاقوسي وابن الألواحي وأم هانئ الهورينية وغيرهم وأجاز له غير واحد وتردد لزكريا يسيراً وانتفع بفقيهه الشهاب السجيني وبمذاكرة من يرد عليه من الفضلاء وقرأ الشفا على الديمي وسمع مني وعلي أشياء بحضرة والده وأخويه ورام أبوه قراءته علي للبخاري فاعتذرت بعدم توجهي في ذلك لأحد بحيث تميز في الفضائل وتدرب بوالده في علوم وكذا في الديوان مع جودة الخط والتحري في الطهارة ونحوها والجري على عادة بيته في التواضع ومزيد الأدب سيما بعد استقراره عقب أخيه أبي البركات في نيابة كتابة السر فإنه تزايدت محاسنه وظهرت كمالاته وبراهينه وفصاحته وسيادته وعدم تكلمه غالباً إلا بما له فيه مخلص حتى كان حسنة من حسنات وقته وقد حج غير مرة.
245 - محمد بن يحيى بن عبد الغني بن يعقوب خير الدين أبو الخير بن العلم بن الفخر القبطي أحد كتاب المماليك كأبيه وجده ويعرف بابن فخيرة تصغير فخر لقب جده. ولد قبيل الثلاثين ولا بأس به تواضعاً ومحبة في العلماء والصالحين وإقبالاً على الجماعة مع إحسان وكياسة وكرم وتودد وشكل وترك لمخالطة الكثيرين مما يدل لصحة إقلاعه وحسن إسلامه وانتزاعه وقد صاهره فتح الدين بن البلقيني على ابنته. ومات عنها وفي سنة تسع وتسعين أضيف إليه كتابة ديوان جيش الشام بعد البدر الأنبابي بجريمة وقع فيها.
246 - محمد بن يحيى بن عبد الله بن إبراهيم اليماني الشاذلي. مات في سنة إحدى وعشرين ويحرر أمره.
247 - محمد بن يحيى بن عبد الله بن أبي القسم المحب المصري المالكي ويعرف بابن الوجدية نسبة إلى وجدة إحدى مدن فاس وكان يكتب بخطه ابن الوجدي. ذكره شيخنا في معجمه فقال كان فاضلاً مفنناً اشتغل كثيراً في عدة فنون وقال الشعر فأجاد وكان حسن المذاكرة لكن كان بعض المصريين ينسبه إلى التزيد ولا يزال بينه وبين قضاة مذهبه الشنآن يصادق الواحد منهم الآخر سنة ثلاث وقد جاز الستين، وهو ممن سمع على الميدومي وغيره وسمعت عليه شيئاً من مسموعه من الحلية بل سمعت منه أكثر تصنيفه الذي جمعه فيما يتعلق بصوم ست شوال وحكى لي عن القوام الإتقاني أنه كان يراه يدمن أكل الثوم النيئ فسأله عن ذلك فاعتذر ببرد دماغه واجتمع بي مرة فرآني حريصاً على سماع الحديث وكتبه فقال لي اصرف بعض هذه الهمة إلى الفقه فإنني أرى بطريق الفراسة أن علماء هذا البلد سينقرضون وسيحتاج إليك فلا تقصر بنفسك فنفعتني كلمته ولا أزال أترحم عليه بهذا السبب ورأيت بخطه على شرح العمدة لأبي عبد الله بن مرزوق تقريظاً فيه من نظمه ونثره وفيه قصيدة فائية يقول فيها:

كل الأنام إلى أبوابه اختلفـوا

 

وبالدعاء له عادوا وما اختلفوا

ورأيت في ظاهره بخط ابن مرزوق هذا نظم الإمام العالم العلامة القاضي محب الدين بن الوجدية. وهو في عقود المقريزي رحمه الله وإيانا.
248 - محمد بن يحيى بن عبد الله الشمس أبو القسم القاهري الشافعي المزين أبوه. ممن حفظ المنهاج وأربعي النووي وغيرهما وعرض علي في جملة الجماعة بحفظ متقن ومات وقد جاز البلوغ مطعوناً في ذي الحجة سنة إحدى وثمانين عن ست عشرة سنة وثلاثة أشهر وترك زوجته حاملاً فوضعت بعده ابنة وهي الآن حية.
 249 - محمد المحب أبو الطيب الحنفي أخو الذي قبله. ولد في إحدى الجمادين سنة اثنتين وسبعين وثمانمائة وحفظ الشاطبية وألفية النحو الجرومية والقدوري والمنار وعرض علي أيضاً بل قرأ علي أجزاء من البخاري وسمع علي غير ذلك واشتغل قليلاً وتنزل في الجهات بجاه أبيه وحج معه في سنة سبع وثمانين وجاور التي تليها فمات أبوه في أثنائها وعاد ثم رجع في البحر واجتمع بي في مكة سنة أربع وتسعين فقرأ علي مسند إمامه جمع ابن المقرئ والبعض من جمع الحارثي وسمع علي جملة وكتبت له إجازة في كراسة، وهو فهم متميز له ذوق وأدب واستحضار في الجملة وحرص وقرر معي أن ما يذكر به من زائد الثروة لا حقيقة له، ورجع في أثناء التي بعدها وانتفع بمؤدبه عبد الخالق بن العقاب سيما بعد موت أبيه ولطف الله به في سد نوبته مع الملك، وتزوج ابنة قاسم الرومي وماتت تحته ثم ابنة مؤدبه فماتت أيضاً.
250 - محمد بن يحيى بن عبد الله أبو عبد الله البيوسقي المغربي نزيل بجاية. أخذ عن النقاوسي شارح المفرجة قرأ عليه شيخنا الأبدي الشفا.
251 - محمد بن يحيى بن عبد الرحمن بن محمد البدر بن الشرف العجيسي المغربي الأصل القاهري الناصري - نسبة للمدرسة الناصرية لسكناه فيها - المالكي الآتي أبوه ويعرف كأبيه بالعجيسي. نشأ في كنف والده فحفظ القرآن والرسالة والمختصر الأصلي وألفية ابن ملك وعرض على جماعة وأخذ في الفقه والعربية وغيرهما عن أبي القسم النويري والأمين الأقصرائي والتقي الشمني وآخرين واستقر بعد أبيه في تدريس الفقه بجامع طولون والأشرفية القديمة والخروبية وغيرها حفظاً لمقام أبيه وحج وزار بيت المقدس ودخل الشام وغيرها، وكان عاقلاً متودداً. مات في ربيع الأول سنة إحدى وسبعين رحمه الله.
252 - محمد بن يحيى أو إبرهيم بن عبد الرحمن أبو الفضل بن أبي زكريا بن أبي محمد التلمساني المغربي المالكي ويعرف بابن الإمام وهو بكنيته أشهر. من بيت شهير ارتحل في سنة عشر للحج فأقام بتونس أشهراً، ثم قدم القاهرة فحج منها وعاد إليها ثم سافر منها في سنة اثنتي عشرة إلى الشام فزار بيت المقدس وتزاحم عليه الناس بدمشق حين علموا فضيلته وأجلوه وأخذوا عنه، ثم عاد إلى القاهرة فدام بها أشهراً ثم رجع إلى وطنه. ذكره المقريزي في عقوده هكذا وقال إنه كان صاحب فنون عقلية ونقية قل علم إلا ويشارك فيه مشاركة جيدة ويجاري أربابه مجاراة حسنة مع حسن السمت وفصاحة العبارة وجودة الكلام إلى طريقة جميلة من تصوف وزهد وشرف نفس وقناعة وإعراض عن حب الشرف والرياسة اجتمعت به غير مرة ورأيت منه ما يسر النفس ويبهجها ثم حكى عني حكاية.
253 - محمد بن يحيى بن علي بن محمد بن أبي زكريا الشمس الصالحي ثم القاهري الشافعي المقرئ أخو أحمد الماضي مع تمام نسبه وحقيقة نسبته ويعرف بابن يحيى. ذكره شيخنا في أنبائه فقال: ولد قبل الستين وعني بالقراآت فأتقن السبع على جماعة وذكر لي أنه رحل إلى دمشق وتلا على ابن اللبان وطعن في ذلك بأن سنه تصغر عنه وكذا اشتغل بالفقه واستقر في تدريس الفقه بالبرقوقية برغبة الشيخ واجد له عنه بمبلغ كبير وفي إمامة القصر بعناية قطلوبغا الكركي لكونه قد اتصل به وأم به وكذا ناب بجاهه في الحكم أحياناً ثم ولي مشيخة القراء بالمؤيدية أول ما فتحت وما علمته تزوج بل كان مولعاً بالمطالب ينفق ما يتحصل له فيها مع التقتير على نفسه. مات بعد أن كف بصره في أواخر عمره واختل ذهنه في سنة ثلاث وأربعين. قلت وبلغني أنه تزوج حارية الخواجا العامري قصداً لفعل السنة خاصة ثم فارقها عفا الله عنه.
254 - محمد بن يحيى بن علي بن يحيى الشمس القاهري الحنفي أخو إسمعيل الشطرنجي الماضي والآتي أبوهما ويعرف بابن يحيى. مات فجأة في شعبان سنة ثمان وسبعين وخلف فيما قيل الكثير من نقد وعقار وغيرهما وهو ممن ناب عن ابن الديري فمن بعده ورام الأمشاطي تفويض الاستبدالات إليه من جهة السلطان لتنزهه إذ ذاك عنها فما وافقوه عفا الله عنه وإيانا.
محمد بن يحيى بن محمد بن إبرهيم بن أحمد البدر أبو السعود بن الأمين الأقصرائي يأتي في الكنى.
 255 - محمد بن يحيى بن محمد بن علي بن عبد الله بن أبي الفتح بن هاشم بن إسماعيل بن إبراهيم بن نصر الله بن أحمد المحب بن الأمين الكناني العسقلاني القاهري الحنبلي قريب العز أحمد بن إبراهيم بن نصر الله الماضي وزوج نشوان الآتية. ولد تقريباً سنة ثلاث وسبعين وسبعمائة بالقاهرة ونشأ بها فحفظ القرآن وغيره واشتغل قليلاً وسمع من قريبه نصر الله بن أحمد بن محمد القاضي وابن عمه الجمال عبد الله بن علي والجمال عبد الله الباجي والنجم بن رزين والحلاوي والشهاب الجوهر وغيرهم وأجاز له الصلاح بن أبي عمر وغيره وحدث سمع منه الفضلاء وتنزل في كثير من الجهات وكان يتكسب بالشهادة وعقود الأنكحة مرضياً فيهما بل ناب في القضاء عن العز البغدادي ثم أعرض عنه واقتصر على العقود مع الانجماع بمنزله غالباً. مات في ربيع الأول سنة خمسين رحمه الله.
256 - محمد بن يحيى بن محمد بن علي ولي الدين أبو اليمن بن الشرف الدمسيسي الأصل الصحراوي الآتي أبوه. عرض علي العمدة وحدثته بالمسلسل بشرطه وأجزت له ولشقيقه المحب أبي السعود محمد ولابن شقيقتهما أحمد بن محمد بن محمد بن علي التاجر بالشرب والمعبر والمعروف بابن عز الدين. ماتا ما عدا الأخير في طاعون سنة سبع وتسعين.
257 - محمد بن يحيى بن محمد بن عمار الماضي جده والآتي أبوه ويعرف بابن أبي سهل. ممن قرأ القرآن وكتباً وأضيفت إليه جهات أبيه بعده كالصالح وناب عنه فيه ابن تقي وغيره وتزوج ابنة لمحمد المرجوشي. وهو عاقل.
258 - محمد بن يحيى بن محمد بن عمر البهاء بن النجم بن البهاء بن حجي سبط الكمال الأذرعي والآتي أبوه. مات أبوه وهو صغير فأضيف تدريس التفسير بالمنصورية والفقه بالبارزية من بولاق مع غيرهما من جهاته له واستنيب عنه في ذلك وكفلته عمته فقرأ القرآن وأشغله النجم بن عرب ومات في الطاعون سنة سبع وتسعين.
محمد بن يحيى بن محمد بن محمد بن محمد زين العابدين بن الشرف المناوي ثم القاهري. يأتي في الألقاب.
259 - محمد بن يحيى بن محمد بن يحيى بن أحمد بن علي المغربي الشاذلي نزيل مكة. ولد في ذي القعدة سنة تسع وحفظ الأربعين والشاطبية والرائية والألفية ومختصري ابن الحاجب الفرعي والأصلي وعرضها. مات بمكة في ذي الحجة سنة أربعين.
260 - محمد بن يحيى بن يونس بن أحمد بن صلاح الشرف بن المحيوي أبي زكريا العقيلي القلقشندي المصري ثم القاهري والد ناصر الدين محمد. مات بمكة سنة أربع عشرة؛ أرخهما ابن فهد. محمد بن يحيى الشمس القاهري الحنفي أخو إسمعيل الشطرنجي. مضى قريباً فيمن جده علي بن يحيى.
261 - محمد بن يحيى الخراساني نزيل دمشق وإمام القليجية بها؛ كان يفهم جيداً وقال ابن حجي أنه كان من خيار الناس. مات في صفر سنة إحدى. قاله شيخنا في أنبائه.
262 - محمد بن يحيى الشارفي الهمداني المقرئ. تلا عليه عبد الرحمن بن هبة الله الملحاني بل لقيه تلميذ الملحاني وهو شيخنا الشهاب الشوائطي بحراز من بلاد اليمن في سنة تسع فتلا عليه ختمة للسبع.
263 - محمد بن يحيى المغربي المالكي ويعرف بابن الركاع لكون أبيه كان كثير الركوع بحيث كان يختم القرآن في اليوم والليلة مرتين. مات في حدود سنة ثمان وستين وكانت وفاة أبيه في حدود الستين رحمهما الله.
264 - محمد بن أبي يحيى بن يحيى بن محمد بن علي المسوفي. قال ابن عزم صاحبنا.
265 - محمد بن أبي يزيد بن حسن جمال الدين ويدعى سلطان حفيد الكمال التبريزي الشافعي. شاب تاجر يشتغل بالعربية والصرف لقيني بمكة وقرأ علي أربعي النووي وسمع لي غيرها وأجزت له وكذا لقيني في سنة ثمان وتسعين بها وجاور التي تليها وهو متزوج بابنة هبة الله.
266 - محمد جلبي بن أبي يزيد بن مراد بن أرخان بن عثمان جق والد مراد بك الآتي وأبوه وصاحب الأوجات وما معها في بلاد الروم ويلقب كرسجي ويعرف بابن عثمان. مات في سنة خمس وعشرين واستقر بعده ابنه. ذكره شيخنا في أنبائه وأقام عنده الشهاب بن عربشاه فترجم له تفسير أبي الليث وغيره وباشر له الإنشاء وقال أنه مات سنة أربع وعشرين والظاهر أن الأول أصح.
 267 - محمد بن أبي يزيد بن محمد بن أبي يزيد الشمس أبو عبد الله الكيلاني المقرئ نزيل الحرمين ووجدت في موضع تسمية أبيه محمداً. أخذ القراآت عن ابن الجزري وغيره وتميز فيها ودخل مع ابن الجزري اليمن وكان يتضجر منه أحياناً. قاله العفيف الناشري في أثناء ترجمة، وتصدى للإقراء بالحرمين دهراً فأخذ عنه جماعة ممن تلا عليه بمكة الحسان بن حريز والقاضي عبد القادر المالكي وعلي والشهاب الديروطيان وعمر النجار وعبد الأول المرشدي وبالمدينة ابن شرف الدين، وقدم القاهرة بعيد الخمسين ومات فيها بالبيمارستان غريباً في يوم الأربعاء ثالث عشر ربيع الآخر سنة ثلاث وخمسين ودفن بقرب تربة الطويل بصحراء باب المحروق، وكان متعبداً متجرداً إلا من كتب حسنة انتقل بها معه إلى القاهرة وساءت أخلاقه فيما بلغني مدة وانقطع عن الإقراء ويقال أنه كان يعين في مناكدة أبي الفتح المراغي مع أهل رباط ربيع رحمه الله وإيانا وعفا عنه.
268 - محمد بن أبي يزيد من طرباي حافظ الدين الحنفي الآتي أبوه. ولد ونشأ في كنف أبويه وكانا خيرين سيما أمه فحفظ القرآن واشتغل عند الكافياجي ونظام وغيرهما وطلب الحديث وقتاً فسمع على الشاوي والزكي المناوي وابن الهرساني والغراقي وغيرهم وكذا أخذ عني دراية ورواية وأجاز له جماعة وجود الكتابة وتميز في الفضائل مع أدب وعقل وتواضع ولطف عشرة وحسن هيئة، وحج مع أبيه وترقى بعد موته ولما اشتهرت كفاءته سيما عند السلطان استقر به في ضبط جهات قانصوه الشامي فأنبأ عن يقظة ونهضة ودربة وسياسة وتقرب منه الفضلاء فمن دونهم بحيث أقرأ الطلبة فنوناً وأسمع كثيراً من مرويه وصار يحيى بعض ليالي الأسبوع بالقراءة ونحوها وربما يحضر عنده الخطيب الوزيري بل والعلامة الإمام الكركي لمزيد اختصاصه به حتى كان هو المقرر لشأنه بعد أبيه مع سلطانه وكذا تكلم في جهات أمير سلاح وقتاً واقتنى كتباً جليلة ومحاسن جزيلة، ونعم الرجل فضلاً وذكاءً وفهماً وقد أسمع أخاه قديماً ثم فيأثناء سنة خمس وتسعين استحضر الخطيب بن أبي عمر لسماع بينهما بحضرتي بحيث عددته من نوادر وقته وإن كان لا يخلو من حاسد ومعاند يمقته ولذا خالفني فيه جمع ونسبوه إلى مظالم ونحوها فالله أعلم.
محمد بن أبي يزيد الدلجي. مضى في قريش من القاف.
269 - محمد بن يسن بن علي البلبيسي الأصل القاهري الآتي أبوه مراهق أو مميز. مات في طاعون سنة سبع وتسعين.
270 - محمد بن يس بن محمد بن إبرهيم الشمس أبو عبد الله بن الشيخ الشهير وهو ابن أخت الشرفي الأنصاري. ولد في رجب سنة اثنتين وأربعين وثمانمائة بالقاهرة ونشأ في كنف أبويه فحفظ القرآن والعمدة والمنهاج وجمع الجوامع وألفية النحو وعرض على جماعة وأخذ عن النور الوراق وخلد المنوفي في العربية وعن السنهوري فيها والجاربردي وبعض المختصر وعن النجم بن قاضي عجلون الألفية تقسيماً وغيرها ولازم الفخر المقسي في تقسيم الفقه وغيره بل تدرب بأبيه وقتاً وسمع على جماعة كأم هانئ الهورينية وغيرها وحج وأقبل على التجارة فتميز فيها وصار بيته مورداً للغرباء منهم كابني الطاهر وابن عيسى القاري لمزيد عقله وأدبه وتودده وعادت عليه ثمرة ذلك بل رام السلطان جعله متكلماً في ججة لاعتقاده فيه الإكثار سيما من جهة خاله فما تخلص إلا ببذل زيادة على عشرة آلاف دينار ويقال أن حاله تضعضع بذلك وفيه كلام وملام.

271 - محمد بن يعقوب بن إسحق بن إبرهيم الشمس أبو الفضل الدمرداشي ثم النوبي القاهري الشافعي المقري ويعرف بالنوبي. ولد كما أخبر سنة ثمان وأربعين وثمانمائة بكفر دمرداش بالقرب من شنويه من الغربية ونشأ فحفظ القرآن وأربعي النووي وعقائد النسفي والشاطبيتين والسخاوية والنتبيه وبعض نظمه لابن بيليك وجميع منظومة ابن العماد في النجاسات والمنهاج الأصلي وألفية ابن ملك وغيرها، وعرض على جماعة واشتغل في فنون وبرع في الفضائل وأكثر من الاعتناء بالقراآت وتلا لأربعة وعشرين إماماً فأكثر وأجل شيوخها فيها النور إمام الأزهر وعبد الدائم والهيثمي وابن أسد وكتب له أنه استفاد منه لفضله وتحقيقه ومعرفته بأنواع العلوم وتدقيقه وأخذها ببيت المقدس عن ابن عمران وبدمشق عن الزين خطاب وبإسكندرية عن الشمس المالقي وانفرد بتحقيقها والخوض في توجيهها والتبحر فيها وصنف فيها نظماً ونثراً ومن ذلك قصيدة لامية في أجوبته عن أسئلة ابن الجزري الأربعين ورائية اشتملت على أربعين لغزاً فيها بل صنف في غيرها كقصيدة لامية في الصور التي يجب على الشارع في الحساب استحضارها وميمية في أصول الدين مع تصوف وفقه لكن في العبادات منه خاصة والرشفة على التحفة في العربية تمم بها قواعد ابن هشام وما يطول ذكره وقرض له كثيراً منها غير واحد ومنهم زكريا وابن الحمصاني وكاتبه وسمع ختم البخاري على أم هانئ الهورينية ومن أحضر معها وأذن له جماعة في الإفتاء والتدريس ولازمني في المصطلح وأخذ عني شرحي لهداية ابن الجزري ونظم منه ما اشتمل عليه من الزوائد على المتن فأضافه إليه وتصدى للإقراء بالقاهرة والبرلس ودمياط والمحلة وغيرها كإسكندرية وقطنها وولي فيها بعض المدارس وناب عن قضاتها وما كنت أحب له ذلك واختص بخبر بك من حديد وقجماس وحج معه واستقر به إمام مدرسته التي أنشأها بعد أن تحنف وما حمد صنيعه في تحوله ولذا لم يلبث أن صرفه الناظر عنها وتكرر سفره للشام وغيره مع مزيد حدته وشدته في البحث وسعة تخيله وعدم احتماله ومداراته مما كان سبباً لإضافة ما أنزهه عنه إليه وقد امتدحني بقصائد سمعت منه بعضها مع غيرها من مناظيمه.
272 - محمد بن يعقوب بن إسمعيل بن محمد بن عبد الرحمن بن عبد الرحيم بن أبي المعالي يحيى بن عبد الرحمن الجمال أبو عبد الله بن الشرف أبي محمد الشيباني الطبري الأصل المكي المتصل نسبه بصاحب العدة الحسين بن علي الطبري ويعرف بابن زبرق. ولد ظناً في سنة ثلاث وخمسين وسبعمائة وسمع من العز بن جماعة والموفق الحنبلي جزء ابن نجيد ومن التقي الحرازي وآخرين، وأجاز له خليل المالكي والشهاب الحنفي وطائفة، وحدث سمع منه الفضلاء ودخل القاهرة غير مرة وولي النظر على قليشان وقف الصلاح يوسف بن أيوب على الشيبانيين بالبحيرة من ديار مصر وولي خطابة وادي نخلة وقتاً وكان له به مال. ومات بعد قدومه من جدة بليال في صفر سنة اثنتين وعشرين بمكة ودفن بالمعلاة. ذكره ابن فهد في معجمه تبعاً للفاسي، قال شيخنا في أنبائه وله سبعون سنة رحمه الله.
273 - محمد بن يعقوب بن عبد الوهاب الشمس التفهني ثم القاهري الكحال. كان أبوه خيراً من أهل القرآن فنشأ هو فتدرب في الطب والكحل ومهر فيه وصارت له نوبة في البيمارستان وخدم المرضى وحج مع الرجبية وغيرها ولابأس به وأخبرني أن مولده سنة خمس عشرة وثمانمائة. ومات في ذي الحجة سنة ست وتسعين رحمه اللهز

274 - محمد بن يعقوب بن محمد بن إبراهيم بن عمر بن أبي بكر بن أحمد بن محمود بن إدريس بن فضل الله بن الشيخ أبي إسحق إبرهيم بن علي بن يوسف بن عبد الله المجد أبو الطاهر وأبو عبد الله بن السراج أبي يوسف بن الصدر أبي إسحق بن الحسام بن السراج الفيروزابادي الشيرازي اللغوي الشافعي. ولد في ربيع الآخر وقيل في جمادى الآخرة سنة تسع وعشرين وسبعمائة بكازرون من أعمال شيراز ونشأ بها فحفظ القرآن وهو ابن سبع وجود الخط ثم نقل فيها كتابين من كتب اللغة وانتقل إلى شيراز وهو ابنثمان وأخذ اللغة والأدب عنوالده ثم عن القوام عبد الله بن محمود بن النجم وغيرهما من علماء شيراز وسمع فيها على الشمس أبي عبد الله محمد بن يوسف الأنصاري الزرندي المدني الصحيح بل قرأ عليه جامع الترمذي هناك درساً بعد درس في شهور سنة خمس وأربعين، وارتحل إلى العراق فدخل واسط وقرأ بها القراآت العشر على الشهاب أحمد بن علي الديواني ثم دخل بغداد في السنة المذكورة فأخذ عن التاج محمد بن السباك والسراج عمر بن علي القزويني خاتمة أصحاب الرشيد بن أبي القسم وعليه سمع الصحيح أيضاً بل قرأ عليه المشارق للصغاني والمحيوي محمد بن العاقولي ونصر الله بن محمد بن الكتبي والشرف عبد الله بن بكتاش وهو قاضي بغداد ومدرس النظامية وعمل عنده معيدها سنين، ثم ارتحل إلى دمشق فدخلها سنة خمس وخمسين فسمع بها من النقي السبكي وأكثر من مائة شيخ منهم ابن الخباز وابن القيم ومحمد بن إمعيل بن الحموي وأحمد بن عبد الرحمن المرداوي وأحمد بن مظفر النابلسي ويحيى بن علي بن مجلي بن الحداد الحنفي وغيرهم ببعلبك وحماة وحلب وبالقدس من العلائي والبياني والتقي القلقشندي والشمس السعودي وطائفة وقطن به نحو عشر سنين وولي به تداريس وتصادير وظهرت فضائله وكثر الأخذ عنه فكان ممن أخذ عنه الصلاح الصفدي وأوسع في الثناء عليه، ثم دخل القاهرة بعد أن سمع بغزة والرملة فكان ممن لقيه بها البهاء بن عقيل والجمال الأسنوي وابن هشام وسمع من العز بن جماعة والقلانسي والمظفر العطار وناصر الدين التونسي وناصر الدين الفارقي وابن نباتة والعرضي وأحمد بن محمد الجزائري وسمع بمكة من الضياء خليل المالكي واليافعي والتقي الحرازي ونور الدين القسطلاني وجماعة، وجال في البلاد الشمالية والمشرقية ودخل الروم والهند ولقي جمعاً جماً من الفضلاء وحمل عنهم شيئاً كثيراً تجمعهم مشيخته تخريج الجمال بن موسى المراكشي وقال فيما قرأته بخطه أن من مشايخه من أصحاب الفخر ابن البخاري والنجيب الحراني وابن عبد الدائم والشرف الدمياطي الجم الغفير والجمع الكثير من مشايخ العراق والشام ومصر وغيرها وأن من مروياته الكتب الستة وسنن البيهقي ومسند أحمد وصحيح ابن حبان ومصنف ابن أبي شيبة وقرأ البخاري بجامع الأزهر في رمضان سنة خمس وخمسين على ناصر الدين محمد بن أبي القسم الفارقي وسمعه على الشمس محمد السعودي بقراءة الشهاب أبي محمود الحافظ وبدمشق على العز بن الحموي، وقرأ بعضه على التقي إسمعيل القلقشندي والحافظ أبي سعيد العلائي، وقرأ مسلماً على البياني بالمسجد الأقصى في أربعة عشر مجلساً وعلى ناصر الدين أبي عبد الله محمد بن جهبل بدمشق تجاه نعل النبي صلى الله عليه وسلم في ثلاثة أيام وبعضه قراءة وسماعاً على ابن الخباز والعز بن جماعة والنجم أبي محمد عبد الرحيم بن إبرهيم بن هبة الله بن البارزي وأخيه الزين أبي حفص وناصر الدين الفارقي وجميعه سماعاً على الجمال أبي عبد الله محمد بن أحمد بن عبد المعطي بالمسجد الحرام تجاه الكعبة وسمع سنن أبي داود على أبي حفص عمر بن عثمان بن سالم بن خلف وأبي إسحق إبرهيم بن محمد بن يونس بن القواس وقرأ الترمذي أيضاً على ابن قيم الضيائية والنجم أبي محمد بن البارزي وابن ماجه ببعلبك على الخطيب الصفي أبي الفضائل عبد الكريم والعز بن المظفر والمصابيح على حمزة بن محمد كما أوضحته في التاريخ الكبير ثم دخل زبيد في رمضان سنة ست وتسعين وبعد وفاة قاضي الأقضية باليمن كله الجمال الريمي شارح التنبيه فتلقاه الملك الأشرف إسمعيل بالقبول وبالغ في إكرامه وصرف له ألف دينار سوى ألف كان أمر ناظر عدن بتجهيزه بها واستمر مقيماً في كنفه على نشر العلم فكثر الانتفاع به وبعد مضي سنة وأزيد من شهرين أضاف إليه قضاء اليمن كله وذلك في أول

ذي الحجة سنة سبع وتسعين بعد ابن عجيل فارتفق بالمقام في تهامة وقصده الطلبة وقرؤا عليه الحديث السلطان فمن دونه فاستقرت قدمه بزبيد مع الاستمرار في وظيفته إلى حين وفاته وهي مدة تزيد على عشرين سنة بقية حياة الأشرف ثم ولده الناصر أحمد، وكان الأشرف قد تزوج ابنته لمزيد جمالها ونال منه براً ورفعة بحيث أنه صنف له كتاباً وأهداه له على الطباق فملأها له دراهم، وفي أثناء هذه المدة قدم مكة أيضاً مراراً فجاور بها وبالمدينة النبوية والطائف وعمل فيها مآثر حسنة لو تمت. وكان يحب الانتساب إلى مكة مقتدياً بالرضى الصغاني فيكتب بخطه الملتجئ إلى حرم الله تعالى ولم يقدر له قط أنه دخل بلداً إلا وأكرمه متوليها وبالغ مثل شاه منصور بن شجاع صاحب تبريز والأشرف صاحب مصر والأشرف صاحب اليمن وابن عثمان ملك الروم وأحمد بن أويس صاحب بغداد وتمرلنك الطاغية وغيرهم، واقتنى من ذلك كتباً نفيسة، حتى نقل الجمال الخياط أنه سمع الناصر أحمد بن إسمعيل يقول أنه سمعه يقول اشتريت بخمسين ألف مثقال ذهباً كتباً، وكان لا يسافر إلا وصحبته منها عدة أحمال ويخرج أكثرها في كل منزلة فينظر فيها ثم يعيدها إذا ارتحل وكذا كانت له دنيا طائلة ولكنه كان يدفعها إلى من يمحقها بالإسراف في صرفها بحيث بملق أحياناً ويحتاج لبيع بعض كتبه فلذلك لم يوجد له بعد وفاته ما كان يظن به. وصنفت الكثير فمن ذلك كما كتبه بخطه مع إدراجي فيه أشياء عن غيره في التفسير بصائر ذوي التمييز في لطائف الكتاب العزيز مجلدان وتنوير المقياس في تفسير ابن عباس أربع مجلدات وتيسير فاتحة الإياب في تفسير فاتحة الكتاب مجلد كبير والدر النظيم المرشد إلى مقاصد القرآن العظيم وحاصل كورة الخلاص في فضائل سورة الإخلاص وشرح قطبة الحساف في شرح خطبة الكشاف. وفي الحديث والتاريخ شوارق الأسرار العلية في شرح مشارق الأنوار النبوية أرعب مجلدات ومنح الباري بالشيح الفسيح المجاري في شرح صحيح البخاري كمل ربع العبادات منه في عشرين مجلدة ويخمن تمامه في أربعين مجلداً وعمدة الحكام في شرح عمدة الأحكام مجلدان وامتضاض السهاد في افتراض الجهاد مجلد والإسعاد بالإصعاد إلى درجة الجهاد ثلاث مجلدات والنفحة العنبرية في مولد خير البرية والصلاة والبشر في الصلاة على خير البشر والوصل والمنى في فضل منى والمغانم المطابة في معالم طابة ومهيج الغرام إلى البلد الحرام وإثارة الحجون لزيارة الحجون قال إنه عمله في ليلة كما في خطبته وأحاسن اللطائف في محاسن الطائف وفصل الدرة من الخرزة في فضل السلامة على الجنزة قريتان بوادي الطائف وروضة الناظر في ترجمة الشيخ عبد القادر والمرقاة الوفية في طبقات الحنفية أخذها من طبقات عبد القادر الحنفي والبلغة في تراجم أئمة النحاة واللغة والفضل الوفي في العدل الأشرفي ونزهة الأذهان في تاريخ أصبهان في مجلد وتعين الغرفات للمعين على عين عرفات ومنية السول في دعوات الرسول والتجاريح في فوئد متعلقة بأحاديث المصابيح وتسهيل طريق الوصول إلى الأحاديث الزائدة على جامع الأصول عمله وكذا الأحاديث الضعيفة وهو في مجلدات للناصر وكراسة في علم الحديث والدر الغالي في الأحاديث العوالي وسفر السعادة والمتفق وضعاً والمختلف صقعاً وفي اللغة وغيرها اللامع المعلم العجاب الجامع بين المحكم والعباب وزيادات امتلأ بها الوطاب واعتلي منها الخطاب ففاق كل مؤلف هذا الكتاب يقدر تمامه في مائة مجلد كل مجلد يقرب من صحاح الجوهري في المقدار رأيت بخطه أيضاً أنه كمل منه مجاليد خمسة والقاموس المحيط والقابوس الوسيط الجامع لما ذهب من لغة العرب شماطيط في جزءين ضخمين وهو عديم النظير ومقصود ذوي الألباب في علم الأعراب مجلد وتحبير الموشين فيما يقال بالسين والشين أخذه عنه البرهان الحلبي الحافظ ونقل عنه أنه تتبع أوهام المجمل لابن فارس في ألف موضع مع تعظيمه لابن فارس وثنائه عليه والمثلث الكبير في خمس مجلدات والصغير والروض المسلوف فيما له اسمان إلى ألوف والدرر المبثثة في الغرر المثلثة وبلاغ التلقين في غرائب اللعين وتحفة القماعيل فيمن يسمى من الملائكة والناس إسمعيل وأسماء السراح في أسماء النكاح وأسماء الغادة في أسماء العادة والجليس الأنيس في أسماء الخندريس في مجلد وأنواء الغيث في أسماء الليث وأسماء الحمد وترقيق الأسل في تصفيق

العسل في كراريس ومزاد المزاد وزاد المعاد في وزن بانت سعاد وشرحه في مجلد والنخب الطرائف في النكت الشرائف إلى غيرها من مختصر ومطول. قال التقي الكرماني: كان عديم النظير في زمانه نظماً ونثراً بالفارسي والعربي جاب البلاد وسار إلى الجبال والوهاد ورحل وأطال النجعة واجتمع بمشايخ كثيرة عزيزة وعظم بالبلاد أقام بدهلك مدة عظمه سلطانها وبالروم مدة وبجله ملكها وبفارس وغيرها وورد بغداد في حدود سنة أربع وخمسين واجتمع بوالدي وقرأ عليه ورحل معه إلى الشام ثم إلى مصر وسمعا بالقاهرة الصحيح على الفارقي وفارقه والدي فحج ورجع إلى بغداد وأقام المجد بالقاهرة مدة ثم بالقدس ثم بالشام ثم جاور بمكة مدة عشر سنين أو أكثر وصنف بها تصانيف منها شرح البخاري سماه منح الباري وأظن أنه لم يكمل والقاموس مطولاً في مجلدات عديدة ثم أمره والدي باختصاره فاختصر في مجلد ضخم وفيه فوائد عظيمة وفرائد كريمة واعتراضات على الجوهري وكان كثير الاعتناء بتصانيف الصغاني ويمشي على نهجه ويتبع طريقه ويقتدي بصنيعه حتى في المجاورة بمكة، وفي الجملة كان جملة حسنة وفي الآخر ورد بغداد من مكة في حدود نيف وثمانين واجتمع بوالدي أيضاً ثم ذهب إلى الهند ثم رجع إلى مكة وأقام بها مدة ثم ورد بغداد سنة ونيف وتسعين بعد وفاة والدي ولازمته أيضاً واستفدت منه شيئاً كثيراً ثم سافر إلى بلاد فارس ثم رجع إلى مكة بعد أن اجتمع بتمرلنك في شيراز وعظمه وأكرمه ووصله بنحو مائة ألف درهم ثم توجه إلى مكة من طريق البحر ثم دخل بلاد اليمن أنه لم يزل في ازدياد من علو الوجاهة والمكانة ونفوذ الشفاعة والمكانة ونفوذ الشفاعة والأوامر على قضاة الأمصار ورام في سنة تسع وتسعين التوجه لمكة فكتب إلى السلطان ما مثاله ومما ينهيه إلى العلوم الشريفة أنه غبر خاف عليكم ضعف أقل العبيد ورقة جسمه ودقة بنيته وعلو سنه وقد آل أمره إلى أن صار كالمسافر الذي تحزم وانتقل إذ وهن العظم بل والرأس اشتعل وتضعضع السن وتقعقع الشن فما هو إلا عظام في جراب وبنيان مشرف على خراب وقد ناهز العشر التي تسميها العرب دقاقة الرقاب وقد مر على المسامع الشريفة غير مرة في صحيح البخاري قول سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم "إذا بلغ المرء ستين سنة فقد أعذر الله إليه" فكيف من نيف على السبعين وأشرف على الثمانين ولا يجمل بالمؤمن أن تمضي عليه أربع سنين ولا يتجدد له شوق وعزم إلى بيت رب العالمين وزيارة سيد المرسلين وقد ثبت في الحديث النبوي ذلك وأقل العبيد له ست سنين عن تلك المسالك وقد غلب عليه الشوق حتى جل عمره عن الطوق ومن أقصى أمنيته أن يجدد العهد بتلك المعاهد ويفوز مرة أخرى بتقبيل تلك المشاهد وسؤاله من المراحم الحسنية الصدقة عليه بتجهيزه في هذه الأيام مجرداً عن الأهالي والأقوامقبل اشتداد الحر وغلبة الأوام فإن الفصل أطيب والريح أزيب ومن الممكن أن يفوز الإنسان بإقامة شهر في كل حرم ويحظى بالتملي من مهابط الرحمة والكرم وأيضاً كان من عادة الخلفاء سلفاً وخلفاً أنهم كانوا يبردون البريد عمداً قصداً لتبليغ سلامهم إلى حضرة سيد المرسلين صلوات الله وسلامه عليه مدداً فاجعلني جعلني الله فداك ذاك البريد فلا أتمنى شيئاً سواه ولا أريد:

شوقي إلى الكعبة الغراء قد زادا

 

فاستحمل القلص الوجادة الزادا

واستأذن الملك المنعام زيد عـلا

 

واستودع الله أصحـابـاً وأولادا

فلما وصل هذا إلى السلطان كتب في طرة الكتابة ما مثاله: صدر الجمال المصري على لساني ما يحققه لك شفاهاً أن هذا شيء لا ينطق به لساني ولا يجري به قلمي فقد كانت اليمين عمياً فاستنارت فكيف يمكن أن تتقدم وأنت تعلم أن الله تعالى قد أحيا بك ما كان ميتاً من العلم فبالله عليك إلا ما وهبت لنا بقية هذا العمر والله يا مجد الدين يميناً بارة أني أرى فراق الدنيا ونعيمها ولا فراقك أنت اليمن وأهله. وذكره التقي الفاسي فقال: وكانت له بالحديث عناية غير قوية وكذا بالفقه وله تحصيل في فنون من العلم سيما اللغة فله فيها اليد الطولى وألف فيها تواليف حسنة منها القاموس ولا نظير له في كتب اللغة لكثرة ما حواه من الزيادات على الكتب المعتمدة كالصحاح، قلت وقد ميز فيه زياداته عليه فكانت غاية في الكثرة بحيث لو أفردت لجاءت قدر الصحاح أو أكثر في عدد الكلمات وأما ما نبه عليه من أوهامه فشيء كثير أشار إليه في الهامش بصفر وأعراه من الشواهد اختصاراً، ونبه في خطبته على الاكتفاء عن قوله معروف بحرف الميم وعن موضع بالعين وعن الجمع بالجيم وعن جمع الجمع بجج وعن القرية بالهاء وعن البلد بالدال وضبط ذلك بالنظم بعضهم بل أثنى على الكتاب الأئمة نظماً ونثراً وتعرض فيه لأكثر ألفاظ الحديث والرواة ووقع له في ضبط كثيرين خطأ فإنه كما قال التقي الفاسي في ذيل التقييد لم يكن بالماهر في الصنعة الحديثية وله فيما يكتبه من الأسانيد أوهام وأما شرحه على البخاري فقد ملأه بغرائب المنقولات سيما أنه لما اشتهرت باليمن مقالة ابن عربي وغلبت على علماء تلك البلاد صار يدخل في شرحه من قبوحاته الهلكية ما كان سبباً لشين الكتاب المذكور، ولذا قال شيخنا أنه رأى القطعة التي كملت منه في حياة مؤلفه وقد أكلتها الأرضة بكمالها بحيث لا يقدر على قراءة شيء منها قال ولم أكن أتهمه بالمقالة المذكورة إلا أنه كان يحب المداراة ولقد أظهر لي إنكارها والغض منها، ثم ذكر الفاسي أنه ذكر أنه ألف شرح الفاتحة في ليلة واحدة فكأنه غير المشار إليه وكذا ألف ترقيق الأسل في ليلة عند ما سأله بعضهم عن العسل هل هو قيء النحلة أو خرؤها فكأنه غير المتداول لكونه في نحو نصف مجلد وأنه وقف على مؤلفه في علم الحديث بخطه وأنه ذكر في مؤلفه في فضل الحجون من دفن فيه من الصحابة مع كونهم لم يصرح في تراجمهم من كتب الصحابة بذلك بل وما رأيت وفاة كلهم بمكة فإن كان في دفنهم به قول من قال أنهم نزلوا مكة فذلك غير لازم لكونهم كانوا يدفنون في أماكن متعددة. وقال أيضاً إن الناس استغربوا منه انتسابه للشيخ أبي إسحق وكذا لأبي يكر الصديق، ولذا قال شيخنا لم أزل أسمع مشايخنا يطعنون في انتسابه إلى الشيخ أبي إسحق مستندين إلى أن أبا إسحق لم يعقب قال ثم ارتقى درجة فادعى بعد أن ولى القضاء باليمن بمدة طويلة أنه من ذرية أبي بكر الصديق وصار يكتب بخطه محمد الصديقي ولم يكن مدفوعاً عن معرفة إلا أن النفس تأبى قبول ذلك، وقال الجمال بن الخياط فيما نقله عن خط الذهبي في الشيخ أبي إسحق أنه لم يتأهل ظناً وكذا أنكر عليه غيره تصديقه بوجود رتن الهندي وإنكاره قول الذهبي في الميزان أنه لا وجود له ويقول أنه دخل قريته ورأى ذريته وهم مطبقون على تصديقه قال الفاسي وله شعر كثير في بعضه قلق لجلبه فيه ألفاظاً لغوية عويصة ونثره أعلى وكان كثير الاستحضار لمستحسنات من الشعر والحكايات وله خط جيد مع الإسراع وسرعة حفظ بلغني عنه أنه قال ما كنت أنام حتى أحفظ مائتي سطر وقال أن أول قدومه مكة فيما علم سنة ستين ثم في سنة سبعين وأقام بها خمس سنين أو ستاً متوالية وتكرر قدومه لها وارتحل منها إلى الطائف وكان له فيه بستان وكذا أنشأ بمكة داراً على الصفا عملها مدرسة للأشرف صاحب اليمن وقرر بها مدرسين وطلبة وفعل بالمدينة كذلك ثم أعرض عن ذلك بعد موت الأشرف وله بمنى وغيرها دور، وحدث بكثير من تصانيفه ومروياته سمع منه الجمال بن ظهيرة وروى عنه في حياته ومات قبله بشهر. وترجمه الصلاح الأقفهسي في معجم الجمال بقوله: كتب عنه الصلاح الصفدي وبالغ في الثناء عليه وجال في البلاد ولقي الملوك والأكابر ونال وجاهة ورفعة وصنف التصانيف السائرة كالقاموس وغيره وولي قضاء الأقضية ببلاد اليمن وقدم مكة وجاور بها مدة وابتنى بها داراً. وطول المقريزي في عقوده

ترجمته وقال أن آخر ما اجتمع به في مكة سنة تسعين وقرأت عليه بعض مصنفاته وناولني قاموسه وأجازني وأفادني. وكذا لقيه شيخنا بزبيد في سنة ثمانمائة وتناول منه أكثر القاموس وقرأ عليه وسمع منه أشياء وأورده في معجمه وأنبائه وقرض لشيخنا تعليق التعليق وعظمه جداً والتقي الفاسي وقرأ عليه أشياء وأورده في تاريخ مكة وذيل التقييد والبرهان الحلبي أخذ عنه تحبير الموشين في آخرين ممن أخذت عنهم كالموفق الأبي والتقي بن فهد وأرجو إن تأخر الزمان يكون آخر أصحابه موتاً على رأس القرن العاشر، وممن ترجمه ابن خطيب الناصرية لكن باختصار جداً والتقي بن قاضي شهبة وغيرهما. مات وقد متع بسمعه وحواسه في ليلة عشرى شوال سنة سبع عشرة بزبيد وقد ناهز التسعين وكان يرجو وفاته بمكة فما قدر رحمه الله وإيانا. أنشدني شيخي بالقاهرة والموفق الأبي بمكة قال كل منهما أنشدني المجد لنفسه مما كتبه عنه الصفدي في سنة سبع وخمسين:

أحبتنا الأماجد إن رحلتم

 

ولم ترعوا لنا عهداً وإلا

نودعكم ونودعكم قلوبـاً

 

لعل الله يجمعـنـا وإلا

وعندي في ترجمته بأول ما كتبته من القاموس فوائد منها قول الأديب المفلق نور الدين علي بن محمد بن العليف العكي العدناني المكي الشافعي وقد قرأ عليه القاموس

مذ مد مجد الدين فـي أيامـه

 

من بعض أبحر علمه القاموسا

ذهبت صحاح الجوهري كأنها

 

سحر المدائن حين ألقى موس:

275 - محمد بن يعقوب بن محمد بن أحمد القدسي الشافعي. ممن عرض عليه النور البلبيسي بجامع المقسي في سنة اثنتين وتسعين وأظنه جد التاج المقسي لأمه وكتبته هنا ظناً.
276 - محمد بن يعقوب بن الإمام أمير المؤمنين المتوكل على الله أبي عبد الله محمد بن أبي بكر بن سليمان بن أحمد العباسي الهاشمي القاهري ابن أخي المستعين بالله العباس والمعتضد بالله أبي الفتح داود وسليمان وأخو أمير المؤمنين عبد العزيز وإسمعيل للأب ووالد خليل. ولد في رابع عشر رمضان سنة سبع عشرة وثمانمائة واشتغل عند الشمس البدرشي والجمال الأمشاطي والكمال الأسيوطي والشهاب الشار مساحي وغيرهم من الشافعية والعز عبد السلام البغدادي والسيف الحنفيين ولازم ثانيهما خمساً وعشرين سنة وذكر بفضل وخير وكونه خليقاً للخلافة مع التقلل والانجماع. مات في ضحى يوم الجمعة تاسع عشرى جمادى الثانية سنة إحدى وثمانين وصلي عليه بمصلى المؤمني ثم دفن بالمشهد النفيسي وأثنى الناس عليه رحمه الله.
277 - محمد بن يعقوب بن محمد بن صديق البرلسي أخو أحمد الماضي والآتي أبوهما. ولد قريب الستين وتعانى التجارة وكف بعد رمد طويل.
278 - محمد بن يعقوب بن يحيى بن عبد الله الجمال بن الشرف المغربي الأصل المدني المالكي الماضي حفيده النجم محمد بن التاج عبد الوهاب وأبوه في محليهما، ذكر لي حفيده أنه أخذ عن الوانوغي وغيره بل ارتحل إلى العجم وأقام هناك أربع سنين وأخذ عن شيوخه في العقليات وتميز ودرس وناب في القضاء بالمدينة النبوية وألف في الفقه وعمل في المنطق مقدمة وخمس البردة قال ومن نظمه:

طلبت للقلب بالأسفار لـي راحـه

 

فلم تكن مهجتي في الحق مرتاحه

مذ غبت عن مربع الأحباب والساحه

 

من كان مثلي فهل يستأهل الراحه

مات تقريباً قريب الثلاثين.
 279 - محمد بن يعقوب أفضل الدين المصري الشافعي. أخذ عن إبرهيم العجلوني واختص به من صغره وهلم جرا وتميز في الفضائل مع عقل وتؤدة؛ وطلب الحديث وقتاً وسمع من بقايا الشيوخ وكذا سمع بالقدس من جماعة وتولع بالنظم وتردد إلي كثيراً وكتب عني أشياء وسمع علي مناقب العباس تأليفي بحضرة أمير المؤمنين وسمعته ينشد قوله:

بروحي خود تخجل الشمس في الضحى

 

بها مهج العشاق ليسـت بـنـاجـيه

أموت غراماً من مخافة خـلـفـهـا

 

وأهلك من هجرانها وهـي نـاجـيه

وانقطع بمصر للتكسب بالشهادة قليلاً وغيره أروج منه فيها وهو الآن في سنة تسع وتسعين أمثل من بها فضلاً وعقلاً وانجماعاً.
280 - محمد بن يعقوب الجمال الجاناتي المكي سبط العفيف اليافعي أمه زينب وأخو الجمال بن موسى الحافظ لأمه وعبد الرحمن الماضيين. ولد بمكة ونشأ بها واشتغل بالفقه والعربية وتميز فيهما وانتفع في العربية وغيرها بزوج أمه خليل بن هرون الجزائري وأسمعه أخوه المشار إليه على جماعة وسافر صحبته في سنة اثنتين وعشرين إلى اليمن فأدركه أجله بزبيد منها في شوال سنة ثلاث وعشرين وهو في أثناء عشر الثلاثين وكان كثير الإقبال على العلم ومطالعة كتبه وفيه خير وحياء.
281 - محمد بن يعقوب الشمس البخانسي الدمشقي، ولي حسبة الشام ثم القاهرة في سنة اثنتي عشرة وكذا ولي وزارة دمشق. مات في ثالث المحرم سنة إحدى وثلاثين. ذكره شيخنا في أنبائه.
282 - محمد بن يعقوب الطهطاوي ثم المكي البزاز بدار الأمارة ممن اشترى دوراً بمكة وعمرها. مات بها في عصر يوم الجمعة حادي عشرى جمادى الأولى سنة تسع وخمسين وخلف دنيا وأولاداً. أرخه ابن فهد.
283 - محمد بن يلبغا ناصر الدين اليحياوي أحد الأمراء الصغار بدمشق وكان ينظر أحياناً في أمر الجامع الأموي. مات في المحرم سنة إحدى. قاله شيخنا في إنبائه.
محمد بن أبي اليمن. هو محمد بن محمد بن محمد بن علي بن أحمد.
محمد بن أبي اليمن الطبري جماعة منهم الزكي أبو الخير. مضوا في محمد بن محمد بن أحمد بن الرضي إبراهيم بن محمد بن إبراهيم.
284 - محمد بن يوسف بن إبراهيم بن عبد الحميد المقدسي ثم الدمشقي المقرئ المؤذن. ولد سنة أربع وثلاثين وسبعمائة فيما قاله واقتصر عليه شيخنا في معجمه وقال في إنبائه أنه قبيل الخمسين وأسمع على زينب ابنة ابن الخباز وأخيهما محمد وغيرهما وحدث سمع منه شيخنا وقال في معجمه أنه كان مؤذناً بالجامع الأموي جهوري الصوت بالأذان مع كبر سنه. مات بطرابلس سنة ست وقيل في صفر سنة سبع وذكره في السنتين من إنبائه، وتبعه المقريزي في الثانية في عقوده.
285 - محمد بن يوسف بن إبراهيم الشمس الدمشقي القاري الأصل الشافعي ويعرف بابن القاري. ولد بدمشق ونشأ فحفظ القرآن وتعانى التجارة كأبيه وعمه وجماعته واشتغل ببلده وبمكة وبالقاهرة عند عبد الحق السنباطي وتميز وشارك بفهمه وتزوج ابنة عمه الحاج عيسى واجتمع بي بمكة وسألني في القراءة وعن بعض المسائل بل التمس مني كتابة شيء من أشراط الساعة ليتحفظها الأبناء فعملت جزءاً سميته القناعة بما يحسن التعرض له من أشراط الساعة واغتبط به. ونعم الرجل لطف الله به.
286 - محمد بن يوسف بن إبرهيم الشمس المتبولي ثم القاهري الشافعي المقرئ الضرير أحد صوفية الجمالية وقراء صفتها. اشتغل بالفقه والتجويد وتميز وشارك في الفضيلة وكان يسمع معنا عند شيخنا ومن شيوخه في القراآت السبع التاج بن تمرية والشمس العفصي وحبيب العجمي وتكسب بالرياسة في الجوق ونحوها وعاش إلى بعد الستين ظناً رحمه الله.
287 - محمد بن يوسف بن أحمد بن عدب الدائم فتح الدين الزواوي القاهري خال السراج بن الملقن. سمع مع ابن اخته كثيراً على الأحمدين ابن كشتغدي وابن علي المشتولي وأفاده ابن أخته فيما قاله شيخنا في معجمه وسمع عليه وقال أنه كان خياطاً خيراً. مات سنة سبع، وتبعه المقريزي في عقوده.
 288 -محمد ين يوسف بن أحمد بن محمد بن محمد بن علي بن عبد الكريم بن يوسف القرشي الزبيري البصري ويعرف بابن دليم وباقي نسبه في عم أبيه عبد الكريم بن محمد بن محمد الشهير بالجلال. قدم مكة في ذي القعدة سنة ثلاث وأربعين ثم توجه منها إلى طيبة ثم عاد فمات في قفوله منها قريباً من ساحل جدة في ذي القعدة سنة أربع وأربعين وحمل إلى مكة فدفن بمعلاتها سامحه الله. أرخه ابن فهد.
289 - محمد بن يوسف بن أحمد بن محمد الشمس الديروطي الشافعي المقرئ والد فاطمة الآتية ويعرف بابن الصائغ. حفظ القرآن الشاطبيتين وغيرهما وتلا بالسبع إفراداً وجمعاً على البرهان الكركي وبه انتفع وبلديه النور الديروطي بها بل وعلى النور بن يفتح الله السكندري والشمس محمد بن عرادة، وحج بعد الأربعين فتلا بالسبع أيضاً إلى المفلحون على الزين بن عياش ومحمد الكيلاني وأخذ أيضاً عن ابن الزين النحريري والشهابين ابن هاشم والقلقيلي السكندري وسرور المغربي والشمس العفصي وحبيب العجمي والنور البلبيسي الإمام وطاهر وابن كزلبغا وعبد الدائم وغيرهم ممن دب ودرج وتصدى للإقراء في بلده فانتفع به جماعة وكان مبارك التعليم ما قرأ عليه أحد إلا وانتفع ولم ينفك عن التعيش بالحياكة. مات في سنة أربع وستين بديروط ودفن بها عن نحو السبعين رحمه الله.
290 - محمد بن يوسف بن أحمد بن ناصر البهاء بن الجمال الباعوني الأصل الدمشقي. ممن ناب في القضاء عن ابن الفرفور ورأيت له أرجوزة ذيل بها على أرجوزة عمه في التاريخ التي انتهى فيها إلى الأشرف برسباي وصل فيها إلى سلطان وقتنا وأطال في متجدداته ومآثره بحيث كانت أشبه شيء بترجمته.
291 - محمد ين يوسف بن أحمد الشمس أبو الغيث المدعو قديماً عبد القادر ابن الجمال أبي المحاسن الصفي ثم القاهري الشافعي الآتي أبوه ابن أخت الجمال البدراني وإخوته ويعرف بابن الشيخ يوسف الصفي. ولد سنة أربع وعشرين وثمانمائة سنة وفاة أبيه ونشأ فحفظ القرآن والعمدة والمنهاج الفرعي وعرض على غير واحد كشيخنا والمحب بن نصر الله وقرأ الفقه والفرائض على السيد النسابة والبوتيجي والفقه خاصة على العماد بن شرف والفرائض فقط مع النحو على أبي الجود وأصول الفقه على الجمال الأمشاطي وإمام الكاملية في آخرين كالحناوي والعز عبد السلام البغدادي والبرهان بن خضر وابن حسان وأبي حامد بن التلواني ومما قرأه عليه مقدمته في النحو التعبير ولازم شيخنا مدة وسمع عليه الكثير وكذا سمع على خلق بالقاهرة ومكة وبيت المقدس والشام وغيرها وأقام في كل من هذه الأماكن زمناً، وممن سمع عليه بمكة أبو الفتح المراغي والتقي بن فهد وبالمدينة المحب المطري وببيت المقدس الجمال بن جماعة والتقي القلقشندي وكان معنا في السماع بدمشق وحضر فيها دروس غير واحد من علمائها كماهر في بيت المقدس وأكثر جداً ولم ينفك عن السماع بحيث سمع ممن هو دونه، وسافر أيضاً إلى المحلة وغيرها وأجاز له الكمال بن خير وابن الجزري والبرماوي والواسطي وخلق وسمع من لفظ الكلوتاتي الثقفيات وكذا سمع على رقية الثعلبية المنازع في شأنها وحصل الأسانيد والتراجم والوفيات وضبط وقيد وكتب بخطه جملة وأفاد وألم بالطلب وشارك في الجملة مع مزيد الاستقامة والتواضع والتقنع باليسير والتعفف والتودد والانجماع عن الناس جملة والرغبة في لقاء الصالحين حتى صار واحداً منهم والمداومة على حضور سعيد السعداء الذي ليس له غيره وقد اعتنى بجمع مناقب أبيه فحصل منها جملة وهو ممن سمع الكثير بقراءتي بل لازمني في الإملاء وغيره وراجعني كثيراً وقرأ علي أشياء ولبس مني الخرقة على قاعدته غير مرة وكتب نبذة من تصانيفي واستفدت منه أيضاً مع مبالغته في إجلالي وحدثني بعدة منامات رآها لي ولم يزل على حاله حتى مات في ذي الحجة سنة اثنتين وتسعين ودفن عند أبيه بحوش سعيد السعداء وكان له مشهد هائل ويقال أن تركته وجلها كتب بلغت نحو مائتي دينار رحمه الله وإيانا.
 292 - محمد بن يوسف بن أبي بكر بن صلاح - وأسقط غير واحد أبا بكر - الشمس الدمشقي ثم القاهري الحنفي عم البدر محمد بن أبي بكر الماضي ويعرف بالحلاوي إما للمدرسة الحلاوية بحلب لكون أصلهم منها كما كان يقوله أو لكون والده وكان معتقداً بين الناس كان يبيع الحلوى الناطف في طبق كما قاله كثيرون بل قال المقريزي في عقوده أنه أنه كان من باعة أهل دمشق وأراذلهم يبيع شقات البطيخ تحت القلعة بفلس وبفلسين ويجعل الفلوس في عبه. ولد في سنة خمس وستين وسبعمائة بدمشق ونشأ بين الطلبة فأسمعه أبوه من جماعة كالعماد بن كثير وابن أميلة ونحوهما كما كان يخبر ووجد سماعه لبعض الصحيح من ابن الكشك، ثم قدم القاهرة وتوصل لخدمة الأمير يشبك وعمل التوقيع عنده وصحب الوزير البدر الطوخي وسعد الدين بن غراب فأثرى واشتهر وترقى حتى ولي نظر الأحباس مدة وناب في الحكم وولي الحسبة غير مرة ثم وكالة بيت المال سنة سبع وعشرين بعد موت ابن التباني إلى أن مات وكان حسن الشكالة كبير اللحية جداً معظماً عند الأكابر وأرباب الدولة مزجى البضاعة في العلم ولكنه حسن المحاضرة حلو النادرة ينمق الحكايات الشهيرة بحيث يود السامع لها أنها لا تنقضي. وممن عظم اختصاصه به الزين عبد الباسط وعين مرة لكتابة السر في أيام الناصر فرج فلم يتم ذلك. ذكره شيخنا في إنبائه وقال كان كثير المجازفة في النقل حدث بالقليل ومات في ليلة الجمعة سادس شوال وقال بعضهم في صبح يوم الجمعة سادس رمضان سنة أربعين بعد أن تمرض نحو خمسة أشهر بالفالج وغيره وفيه يقول بعض الشعراء:

إن الحلاوي لم يصحب أخا ثقة

 

إلا محا شومه منه محاسنهـم

السعد والفخر والطوخي لازمهم

 

فأصبحوا لا ترى إلا مساكنهـم

فالأولان ابنا غراب والوزير البدر الطوخي زاد شيخنا:

وابن الكوز وعن قرب أخوه ثوى

 

والبدر والنجم رب اجعله ثامنهم

هما ابن الكويز العلم داود والصلاح خليل والبدر حسن بن المحب المشير والنجم بن حجي. وللشمس الدجوي الشاعر فيه أهاج منها قوله:

ظن الحلاوي جهلاً أن لحـيتـه

 

تغنيه في مجلس الإفتاء والنظر

وأشعريتها طولاً قد اعتـزلـت

 

بالعرض باحثة في مذهب القدر

وقد سبق فقيل:

إن كان بطول اللحية يستوجب القضا

 

فالـتـيس عـدل مـرتـضــى

293 - محمد بن يوسف بن بهادر ناصر الدين أبو عبد الله الأياسي - بكسر أوله ثم تحتانية نسبة لمعتق جده إياس - الغزي الحنفي الصوفي. ولد بغزة سنة ثمان وخمسين وسبعمائة تقريباً وكان يقول لا أعلم تعيينه إلا أن الفقيه علي بن قيس قال لي حج والدك سنة تسع وخمسين فولدت فيها قال وأنا أعرف أن مولدي في سنة حج والدي وإنما استفدت تعيين السنة من ابن قيس، ونشأ بها وسمع فيما أخبر بعد الثمانين على قاضيها العلاء أبي الحسن علي بن خلف الصحيحين والموطأ والشفا بجامعها العتيق العمري وأخذ عن ابن زقاعة في النحو وغيره وصحب الشمس العيزري وانتفع به وحمل عنه من نظمه وتصانيفه وغير ذلك وقدم عليهم غزة قاضياً الموفق الرومي الحنفي تلميذ أكمل الدين فلازمه في الفقه حتى أخذ عنه الكنز وغيره وفي العربية، وكذا أخذ الفقه أيضاً عن خير الدين خليل الرومي الحنفي قاضي القدس وبرع في العربية والفقه وأجاد الرمي وغيره من أنواع الفروسية، وكتب حواشي على الشامل لابن العز وغيره بل شرى نظم الزبد لابن رسلان، وتصدى للإقراء فانتفع به الفضلاء خلفاً عن سلف مع زهده وصلاحه وانجماعه عن الناس وتواضعه مع وجاهته وجلالته عند نواب بلده وغيرهم وكونه لم يغير زي الترك في ضيق أكمامه وثيابه وأما عمامته فكانت بمئزر ولها عذبة على طريق الصوفية ومكث أربعين سنة فأزيد ما مس بيده درهماً ولا ديناراً ولا فكر في معيشته بل جهاته تحمل لزوجته فتتولى الإنفاق. وممن أخذ عنه الحسام بن بريطع والشمس بن المغربي القاضي وقال أنه أنشد عنه من نظمه:

وما الدهر إلا ليلـه ونـهـاره

 

وما الناس إلا مؤمن مكـذب

فإن كنت لم تؤمن ولم تك كافراً

 

فأين إذا يا أحمق الناس تذهب

وقوله مذيلاً ليقول العبد:

ولا تستثن في الإيمان واقنع

 

بقول الصدر نعمان الكمال

 

إذا صفت النفوس كسبن نوراً

 

وشاهدن الجمال مع الجمالي

والعلاء الغزي فقيه المؤيد بن الأشرف إينال وبسفارة الشيخ استقر به إينال حين كان نائب غزة إمامه وحدث أخذ عنه جماعة كالعلاء بن السيد عفيف الدين وأجاز لي على يد ابن قمر وبلغني أنه أنشأ مدرسة تجاه داره، وكان في أول أمره مشهوراً بفرط التعصب لمذهبه ولم يزل على جلالته حتى مات في شوال سنة اثنتين وخمسين ودفن بمدرسته ولم يخلف بعده هناك مثله رحمه الله وإيانا.
294 - محمد بن يوسف بن الحسن بن محمود البدر بن العز الحلوائي الشافعي الآتي أبوه. قدم حلب في سنة تسع وعشرين وثمانمائة فحج وكتب عنه ابن خطيب الناصرية ترجمة والده وأقام بحصن كيفا يشغل الناس بالعلم حتى مات.
295 - محمد الجمال أخو الذي قبله قدم حلب سنة ثلاث وثلاثين وهو طالب ثم سافر إلى دمشق ثم منها إلى القاهرة قال شيخنا في إنبائه فقدمها في سنة أربع وثلاثين فأكرم ثم طلبه صاحب الحصن من الأشرف فجهزه إليه فعوجل. ومات بمصر فيها قال وكان فاضلاً في عدة علوم وما أظنه أكمل الأربعين سنة. قلت بل بلغني أنه أكمل الستين ولكن كانت لحيته سوداء رحمه الله.
296 - محمد الجلال أخو اللذين قبله ووالد العز وسف الآتي. قدم حلب أيضاً في سنة أربع وثلاثين ثم توجه منها لمصر فأكرمه الأشرف ورتب له رواتب وكانت لديه فضيلة فأقام بها مدة ثم طلبه صاحب الحصن منه فجهزه إليه مكرماً فلما وصل لحمص مات بها في سنة ثمان وثلاثين ظناً وممن أخذ عنه المتوسط والجاربردي وغيرهما التقى أبو بكر الحصني شيخ فضلاء الوقت.
297 - محمد بن يوسف بن حسين أبو عبد الله الحسني الحصكفي المكي والد محمد وأخو أحمد الماضيين ويعرف بابن المحتسب سمع على التقي بن فهد. ومولده في ربيع الثاني سنة ثمان وتسعين وسبعمائة بمكة ومات وهو محرم في مغرب ليلة الأربعاء عاشر ذي الحجة سنة تسع وأربعين بأرض عرفة بعد أن نفر من الموقف الشريف رحمه الله.
298 - محمد بن يوسف بن خلد بن نعيم - ككبير - ابن مقدم بن محمد بن حسن بن غانم بن علي العز أبو الطاهر بن الجمال البساطي ثم القاهري المالكي المحقق نسبه في الشمس محمد بن أحمد بن عثمان والآتي أبوه. ولد في مستهل شوال سنة اثنتين وتسعين وسبعمائة بالقاهرة ونشأ بها فحفظ القرآن وكتباً عرض بعضها وأخذ عن أبيه والجمال الأقفاصي وغيرهما وسمع على ابن الكويك مشيخة الرازي وغيرها وأجاز له أبوه والجمال الحنبلي والشمس الشامي بل وفي جملة سامعي مسلم عائشة ابنة ابن عبد الهادي وخلق، وحدث باليسير فأسمع الزين رضوان ولده عليه حديث وحشي من مشيخة الرازي واستقر في تدريس الفقه بالمؤيدية والنظر على القمحية بعد أبيه وكذا استنابه في القضاء حيث ما اجتاز قريبه الشمس البساطي في يوم موت أبيه واستمر ينوب عن من بعده بل عين لقضاء المالكية بدمشق ولبس الخلعة بذلك في سنة سبع وأربعين ثم بطل بعد يومين لكونه لم يكن محموداً ولذا جرحه المناوي في كائنة أبي الخير النحاس وامتحن بإدخال سجن أولى الجرائم ولزم من ذلك توقف الولوي السنباطي في عوده إلى النيابة إلا بعد ثبوت عدالته وتنفيذها على شافعي وأذن السلطان فيها وضمان دركه في المستقبل ففعل ذلك وكان الضامن له البدر بن الرومي النقيب. واستمر مؤخراً حتى مات في أوائل جمادى الأولى سنة أربع وستين بعد أن أجاز عفا الله عنه وإيانا.
299 - محمد بن يوسف بن خطاب السيد الشمس الأصبهاني التازي. سمع مني بمكة.
300 - محمد بن يوسف بن سعيد شمس الدين أو ناصر الدين أبو عبد الله بن الجمال الطرابلسي الحنفي المقرئ والد الصلاح محمد الماضي. ولد في يوم الجمعة عشرى جمادى الأولى سنة تسع وثمانمائة بطرابلس ونشأ بها فحفظ القرآن وأخذ القراآت عن الشهاب بن البدر وغيره وأتقن الميقات والحسان وولي مشيخة زاوية أرغون شاه ببلده حتى مات في سنة ثلاث وستين، وصفه السراج الحمصي في عرض ولده بالقاضي مؤتمن الملوك والسلاطين؛ وغيره بالشيخ الصالح الإمام إمام القراء وشيخ الفضائل طرا. وآخر بالأخ في الله تعالى والولي في ذاته القاضي شمس الدين الكاتب وقدم القاهرة بولده سنة ست وأربعين فعرضه على مشايخها ثم رجع به رحمه الله.
 301 - محمد بن يوسف بن سلمان بن محمد الصالحين ثم النيربي بفتح النون لسكناه النيرب ويعرف بزريق بتقديم المعجمة. سمع على محمد بن محمد بن عبد الله بن عمر بن عوض وأحمد بن إبراهيم بن يوسف العطار وناصر الدين محمد بن محمد بن داود بن حمزة ومحمد بن الرشيد عبد الرحمن بن أبي عمر ومما سمعه عليه نسخة أبي مسهر والعماد أبي بكر بن إبرهيم بن العز وأبي حفص البالسي وعبد الهل بن خليل الحرستاني وغيرهم وحدث سمع منه الفضلاء، وكان أبوه قيماً بالمسجد العتيق بالصالحية. مات.
302 - محمد ين يوسف بن سليمان بن عبد الله الشمس المصري البزاز الكتبي ويعرف بالأمشاطي. ولد سنة خمسين وسبعمائة أو التي قبلها وسمع على العز بن جماعة جزء ابن الطلاية وعلى الحسين بن عبد الرحمن التكريتي جزء بيبي وعلى الجمال عبد الله الباجي في آخرين كالمجد إسمعيل الحنفي وحدث سمع منه الفضلاء كابن موسى والموفق الأبي والزين رضوان وتكسب في حانوت ببيع الكتب دهراً وعرف بالخبرة التامة فيها مع ملازمة التلاوة والصيام والعبادة وحسن السيرة. وذكره شيخنا في معجمه فقال أجاز في استدعاء ابني وذكر لي ما يدل على أنه ولد سنة الطاعون العام. ومات سنة ثلاث وثلاثين وكانت له معرفة بالكتب وهو آخر من بقي بالكتبيين ممن عاصر القدماء؛ وتبعه المقريزي في عقوده رحمه الله.
محمد بن يوسف بن صلاح الحلاوي. مضى فيمن جده أبو بكر بن صلاح.
303 - محمد بن يوسف بن عبد الله بن عمر بن علي بن خضر بدر بن الجمال الكردي الكوراني القاهري الشافعي والد ستيتة وفاطمة وشيختنا أم الحسن المذكورات ويعرف بابن العجمي. تسلك بأبيه وكان فاضلاً. مات بعد الثمانمائة بيسير. أفاده لي ابن أخيه علي.
304 - محمد تاج الدين أخو الذي قبله ووالد محمد وعلي الماضيين. ممن تسلك بأبيه وتصدر بعده للإرشاد فانتفع به المريدون؛ وكان فاضلاً وجيهاً روى لنا عنه جماعة وذكره التقي بن فهد في معجمه وبيض له. مات سنة أربع عشرة عن سبعين سنة ودفن بالقرافة في زاوية أبيه. أفادنيه ولده علي أيضاً. محمد بن يوسف بن عبد الله الأمشاطي الكتبي. مضى قريباً فيمن جده سليمان أسقطه المقريزي.
305 - محمد بن يوسف بن عبد الرحمن التقي القرشي الدمشقي. ولد سنة نيف وستين وسبعمائة وتعانى المباشرات إلى أن استقر به نوروز في الوزارة بدمشق ثم في كتابة سرها، وولي قضاء طرابلس في سنة ست عشرة ثم عاد إلى دمشق وباشر التوقيع. واستمر ينوب في كتابة السر حتى مات في جمادى الآخرة سنة إحدى وثلاثين وكان فاضلاً في فنه ساكناً كثير التلاوة منجماً عن الناس. قاله شيخنا في إنبائه.
 306 - محمد بن يوسف بن عبد الكريم الكمال بن الجمال القاهري سبط الكمال بن البارزي وأخو أحمد ووالد البدر محمد الماضيين والآتي أبوه ويعرف بابن كاتب جكم. ولد سنة ثلاث وخمسين وثمانمائة بالقاهرة ونشأ بها في كنف أبويه فحفظ القرآن والعمدة والمنهاجين الفرعي والأصلي وألفية النحو وعرض على مشايخ الوقت بل على السلطان وقرأ في الفقه على الجلال البكري ولازمه بل وعلى المناوي في آخرين واستقر في نظر الجوالي بعد العلاء الصابوني في سنة سبعين وفيها حج حين كان صهره خير بك أمير المحمل وكان معه الولوي الأسيوطي فكان يكرر عليه في ماضيه والنور البرقي واستصحب معه الابتهاج بأذكار المسافر الحاج من تأليفي فكان يراجعني في بعض ألفاظه ومعانيه ورجع فاستمر في وظيفة أبيه نظر الجيش في سابع صفر التي تليها بعد صرف التاج بن المقسي واستقر أخوه عوضه في نظر الجوالي وتشاهم وتضاخم وتزايدت وجاهته وكثر التردد إليه والتمس مني المجيء له للقراءة علي فاعتذرت بعادتي في ترك التردد لأحد بسبب ذلك وكذا بلغني عن ابن أبي شريف وسلك الفخر الديمي مسلكه حيث تردد لقراءة من يقرا عليه بحضرته، وكثر تعلله بالقولنج ونحوه ومقاساته من الملك ما الله به عليم مرة بعد أخرى بحيث وضعه ليضربه إلى أن استأذن في الحج سنة تسع وثمانين وسافر فحج وتأخر هناك السنة التي تليها وتوجه في سابع جمادى الأولى إلى المدينة النبوية فوصلها في ثامن عشرة وقرأ هناك بالروضة النبوية على الشيخ محمد المراغي الشفا وباشر الخدمة مع الخدام وتصدق بما قيل أنه خمسمائة دينار مما لم يثبت وكان على خير وعاد فوصل مكة في شعبان فلم يلبث أن مات بعد انقطاعه ثمانية أيام في عصر يوم الخميس ثامن عشريه وبادروا لإخراجه ليدرك ليلة الجمعة في قبره فصلي عليه بعد العصر بساعة بعد النداء عليه فوق قبلة زمزم وشيعه خلق ثم دفن بفسقية كان مملوك أبيه سنقر الجمالي أعدها لنفسه قديماً من المعلاة رحمه الله وعفا عنه.
307 - محمد بن يوسف بن علم بن نجيب الدين الفارسكوري الحريري الشافعي إمام الجامع العتيق ببلده والموقت به بل وخطيبه أخو إبرهيم الماضي وذاك أكبرهما ويعرف بابن الفقيه يوسف. ولد قبل القرين بيسير وقرأ القرآن على أبيه وخطب وأم وحج ولقيته ببلده فكتبت عنه قوله:

ومـا أسـفـي إلا لأنـي واعـظ

 

وما اتعظت نفسي وضيعت أوقاتي

تظن بي الأصحاب خيراً ولم يروا

 

ولم يعلموا حالي وقبح خطيئاتـي

وما أحد مثلي به الذنب والخـطـأ

 

وتجميع وزر ثم تـكـثـير زلات

وكتبت عنه من قبلي ابن فهد وغيره كالبقاعي، وكان مشاركاً في الوقت والفرائض والنحو وغيرها صالحاً خيراً. ومات بعد أن كف تقريباً سنة بضع وسبعين.
308 - محمد زين الدين شقيق الذي قبله وأصغر أخويه ووالد أبي الطيب محمد الماضي. اشتغل بالقاهرة وغيرها وتميز في كثير من القراآت وشارك في الفقه والعربية وخطب كأخيه بل ولي أمانة الحكم ببلده مع امتناعه من قضائه وكتب بخطه من الربعات والمصاحف جملة وخطه جيد. ومات قبيل أخيه الذي قبله بعيد السبعين.
309 - محمد بن يوسف بن علي بن خلف بن محمد بن أحمد بن سلطان البدر المكني أبا الرضى القاهري الشافعي الماضي أخوه علي والآتي أبوهما ويلقب بكتكوت. ولد في المحرم سنة سبع أو ثمان وثمانمائة تقريباً بالقاهرة ونشأ بها فحفظ القرآن والعمدة والمنهاج الفرعي والجعبرية وغاية المأمول في علم الأصول لابن جماعة والملحة ولامية الأفعال لابن ملك والخزرجية، وعرض في سنة تسع عشرة فما بعدها على الجلال البلقيني والولي العراقي والشمس بن الديري وقارئ الهداية والجمال الأقفاصي المالكي في آخرين وسمع من الأولين وحضر دروسهما وكتب عن ثانيهما في أماليه وكذا حضر دروس البيجوري والشمس البرماوي والشرف السبكي في الفقه واشتغل في الفرائض على ابن المجدي وفي النحو على الحناوي والشمس بن الجندي والعز عبد السلام البغدادي وفي الأدبيات على البدر البشتكي والتقي بن حجة وسمع الكثير على ابن الجزري من مروياته ومؤلفاته وتظمه وكذا سمع بل وقرأ على الواسطي والزينين القمني والزركشي وشيخنا وأكثر عنه والشهاب بن المحمرة والفوى والشمس الشامي والكلوتاتي وغيرهم بالقاهرة والكمال بن خير بإسكندرية والبرهان الباعوني بالشام وبحث هناك في الفقه أيضاً على التقي بن قاضي شهبة والجمال بن جماعة بالقدس، ودخل أيضاً دمياط وغيرها وثبتت عدالته قديماً على الولي العراقي بشهادة والد الشرف المناوي والجمال عبد الله النابتي ولكن لم يكتب إسجاله إلا بعد وفاته في الأيام العلمية، وحج مراراً أولها في سنة أربع وعشرين وكتب التوقيع بالقاهرة ودمشق وأول ما ولي توقيع الإنشاء سنة ست وعشرين وتوقيع الدست بعد وفاة البدر بن البرجي بل كان ممن عين في صوفية المؤيدية فلما شخص للواقف رآه أمرد فامتنع من تقريره ثم عين في صوفية الأِرفية واستقر في إمامة القصر وقراءة الحديث بالمحمودية والعشقتمرية والإعادة للمحدثين بالظاهرية القديمة وفي درس الشافعي والشهادة بالعمائر السلطانية؛ وباشر توقيع الحكم والعقود عن شيخنا بل أذن له في سماع الدعوى بالوجه البحري كدمياط وإسكندرية فيما ذكر وعن العلم البلقيني في دهشور وبرنشت من عمل الجيزية ثم في الجيزة ثم أضاف إليه القضاء بالقاهرة ومصر فباشره بعدة مراكز أحدها باللوق واستمر ينوب عن من بعده ولم يحصل من ذلك على طائل مع تموله وما في حوزته من عقار وكتب وجهات وضيق مصرفه. وكان بديع التنكيت كثير الاستحضار لما أدركه من الوقائع والحوادث متقناً لذلك عارفاً لما بالأيدي من الوظائف لا يشذ عنه من ذلك إلا النادر حسن المحاضرة قاسى الناس منه شدة تمقته بسببها كثيرون ولكنه حسن حاله بأخرة وصار منخفض الجماح غالباً وتزايدت السخرية من مهملي الشبان به؛ وامتحن بضرب الأمير أزبك وسجنه بسبب غير مستحق لذلك وعسى أن يكفر عنه بهذا كله. وقد وصفه شيخنا بالشيخ المحدث المشتغل الفاضل ومرة بالفاضل المحدث المجيد الأوحد ومرة بالموقع حسبما قرأت ذلك بخطه وكتب المحب البغدادي الحنبلي بسببه حين تنازع مع العز الفيومي في صرة بسماع الحديث بالقلعة إلى جوهر الخازنداري رسالة يحضه فيها على تعيينها للبدر فكان فيها كما قرأته بخطه أيضاً أن حاملها الشيخ بدر الدين له إلمام بعلم الحديث النبوي وقرأ من كتبه كثيراً وهو أهل لسماع البخاري وأولى من غيره، وكذا أثنى عليه بما هو قريب من هذا القاضي سعد الدين بن الديري واعتمده التقي المقريزي في تاريخه وقرضت له أربعين حديثاً أعنته في تخريجها وكثر تردده إلي بسببها ثم ما برح ملازماً لي حتى علقت من فوائده ونظم بعض شيوخه وغير ذلك، بل ومن نظمه ما أسلفته في خير الدين الريشي وتبعني في تقريضها غير واحد وحدث بعد ذلك بكثير من مروياته قرأ عليه غير واحد ممن لم يعرف بالطلب وكان يمسك معه نسخة بالمقروءة ومهما أشكل عليه يراجعني فيه بعد وأما البقاعي فإنه ترجمه لكونه ساعده في جامع الفكاهين بقوله القاضي أبو الرضا أحد نواب الحكم والموقعين ثم قال في وقت آخر الفاضل المشهور بكتكوت وربما عرف بالعاق بتشديد القاف لأنه كان يعق أبويه فكان أبوه شديد الغضب عليه وكذا بلغني عن أمه وليس ذلك ببعيد لأنه مطبوع على الثقالة وكثافة الطبع وسوء المزاج وله وقائع مشهورة تنبئ عن قلة اكتراث بالدين قال وطلب الحديث فقرأ وسمع فأكثر عن مشايخنا وغيرهم ولم يزل ينظم وينثر حتى صار يقع  
 على النكتة المقبولة وينظمها مطبوعة في الحين بعد الحين ثم روى الكثير من نظمه ومن ذلك ما كتب به للكمال بن البارزي بدمشق:

أمولائي كمال الدين يا مـن

 

بلا بدع رقى رتب المعالي

وحقك من فراقك زاد نقصي

 

لأني قد حجبت عن الكمالي

قلت وكذا تشاحن مع أخيه بحيث هجاه بما هو عندي في موضع آخر بل سمعت أنه جمع شيئاً فيه ذكر الناس ولقد قال لي الخواجا ابن قاوان ما رأيت سلم من لسانه غيركم فأضفت هذا لما أعتقده من جلالتكم أو نحو هذا. وبالجملة فما كان في مجموعه من يزاحمه، ورام غير مرة التوجه على قضاء المحمل. فما تيسر ثم تحرك للتوجه في موسم سنة سبع وثمانين بعد أن أوصى بما فيه خير وبر ومن ذلك وقف منزل سكنه المطل على بركة الفيل وغير ذلك وجعل النظر فيه للبدر السعدي الحنبلي وأخذ معه هدايا برسم ابن قاوان على نية المجاورة فأدركه أجله وهو متوجه في ذي القعدة منها وبيع الكثير مما كان معه في الطريق من سكر وزاد ونحو ذلك رحمه الله وسامحه وإيانا. محمد بن يوسف بن علي أبو الطيب القنبشي المكي التاجر. في الكنى.
310 - محمد بن يوسف بن عمر بن يوسف الحلبي النجار الماضي أبوه. ممن سمع مني.
311 - محمد بن يوسف بن عمر الشمس البحيري ثم الأزهري المالكي ويعرف بالخراشي. قدم القاهرة فحفظ القرآن وجوده واشتغل على الزينين عبادة وطاهر وسافر معه إلى مكة وجاور معه ومع غيره وكذا سمع على شيخنا وغيره ومما سمعه الختم في الظاهرية القديمة وتنزل في صوفية سعيد السعداء وغيرها وخطب بمدرسة ابن الجيعان نيابة وكان خيراً سليم الفطرة مديماً للحضور عندي في الإملاء وغيره، وربما حضر عند بعض متأخري المالكية. مات في أوائل شوال سنة ست وثمانين وما أظنه قصر عن السبعين رحمه الله وإيانا.
312 - محمد بن يوسف بن أبي القسم بن أحمد بن عبد الصمد الجمال الأنصاري الخزرجي المكي الحنفي ويعرف بابن الحنيفي بفتح أوله وكسر ثانيه. حفظ الأربعين النووية والعمدة في أصول الدين لحافظ الدين النسفي والمنار في أصول الفقه والكنز في الفقه وألفية شعبان الآثاري في النحو المسماة كفاية الغلام في إعراب الكلام وعرض على جماعة منهم شعبان في سنة اثنتي عشرة والمنار فقط على الزين المراغي وأجازه واشتغل وقرر في طلبة درس يلبغا بالمسجد الحرام وسمع على الجمال بن ظهيرة في سنة أربع عشرة مسند عائشة للمروزي وأشياء وكان يتردد إلى نخلة وأعمالها ولعله كان إماماً ببعض محالها. مات بمكة في ذي الحجة سنة ست وأربعين. أرخه ابن فهد.
313 - محمد بن يوسف بن قاسم بن فهد المكي ويعرف بابن كحليها. مات بها في صفر سنة سبع وسبعين. أرخه ابن فهد.
314 - محمد بن يوسف بن أبي القسم بن يوسف الغرناطي المواق. مات سنة ثمان وثلاثين.
315 - محمد بن يوسف بن محمد بن محمد بن علي بن أبي بكر بن بحتر - بضم الموحدة والفوقانية بينهما مهملة - الدمشقي الصالحي الحنفي. سمع في سنة اثنتين وثمانمائة على عبد الله بن محمد بن أحمد بن عبيد الله المقدسي وعلى أحمد بن محمد المرداوي وعمر بن محمد البالسي والمحب بن منيع من محمد بن جرير الطبري إلى آخر المعجم الصغير للطبراني، وحدث سمع منه الفضلاء وكان نزيل مسجد الشركسية بالصالحية. مات.
316 - محمد بن يوسف بن محمد بن معالي الشمس أبو الفضل بن الجمال القرشي المخزومي الدمشقي ثم المصري الشافعي والد محمد وأخو الشهاب أحمد أبي محمد المذكورين ونزيل الحرمين ويعرف بابن الزعيفريني. سمع على شيخنا والمجد البرماوي ومما سمعه منه السيرة النبوية لابن هشام بقراءة ابن حسان بل قرأ على العز بن الفرات. وذكر لي ولده أن مجموع إقامته بالمدينة أربعاً وعشرين سنة لم يتخللها إلا اليسير في الحج وبعض مجاورة بمكة وكان فاضلاً خيراً متعبداً كثير المحاسن أخذ عنه غير واحد وصحبه يحيى بن أحمد الزندوي وحكى لنا عنه ما سيأتي في ترجمته وكتب عنه حسين الفتحي شيئاً من نظم أخيه أحمد. مات في يوم الأربعاء ثامن عشرى ذي الحجة سنة ست وستين بمكة ومن أرخه سنة سبع وخمسين فقد غلط رحمه الله ونفعنا به.
محمد بن يوسف بن محمد بن يوسف السيوطي. في ابن أبي الحجاج.
 317 - محمد بن يوسف بن محمد المقسي ويعرف بزغلول. ممن سمع مني بالمدينة.
318 - محمد بن يوسف بن محمود بن محمد بن داود الشمس ابن شيخ الشيخونية العز أبي المحاسن بن الجمال الطهراني. بالمهملة نسبة لقرية من قرى الري - الرازي الأصل القاهري الحنفي القاضي ويعرف بالرازي. ولد في وقت الزوال يوم السبت ثاني عشر ربيع الأول سنة أربع وسبعين وسبعمائة بالقاهرة ونشأ بها فحفظ القرآن وكتباً واستغل وسمع على ابن حاتم والجمال عبدا لرحمن بن خير وغيرهما وتصدر بالزمامية المجاورة لسويقة الصاحب وناب في القضاء قديماً وكان ينسب إلى مزيد تساهل سيما في الاستبدالات وصاهره الشرف عيسى الطنوني على ابنته وحدث بالبخاري وغيره سمع منه الفضلاء. ومات وقد عمر في أحد الربيعين سنة سبعين عفا الله عنه وإيانا.
319 - محمد بن يوسف بن موسى بن يوسف الشمس أبو الفضل المنوفي ثم القاهري الشافعي أخو الشرف موسى الآتي ويعرف بزين الصالحين. ولد سنة خمس وثمانمائة بمنوف ونشأ بها فحفظ القرآن وعقيدة الغزالي والمنهاجين الفرعي والأصلي والملحة وألفية ابن ملك عند أبيه وقدم القاهرة فعرض على جماعة وقطنها مديماً للاشتغال في الفقه واصله والعربية وغيرها فكان ممن أخذ عنه الفقه الشرف السبكي وبه انتفع والجمال الأمشاطي والونائي والعلم البلقيني والشهاب المحلي خطيب جامع ابن ميالة وعنه أخذ في ابتدائه العربية وأخذ في الفرائض والحساب وغيرهما من الفنون عن ابن المجدي وفي العربية والصرف والمنطق وغيرها عن العز عبد السلام البغدادي وفي العربية فقط عنا لحناوي وسمع من شيخنا في الأمالي وغيرها وكذا سمع الزين الزركشي وغيره ولا زال يدأب حتى أذن له في التدريس والإفتاء وتصدى للإقراء في حياة بعض شيوخه بجامع الأزهر وبالناصرية وغيرهما كالمسجد الكائن بخط الجوانية وبالمدرسة الكائنة بقنطرة طقزدمر جوار سكنه، وقسم الكتب وولي مشيخة التصوف بالبيبرسية بعد شيخه السبكي ولم ينفك عن الاشتغال حتى مات في صفر سنة خمس وخمسين وكان فقيهاً فاضلاً خيراً ساكناً قانعاً متودداً رحمه الله وإيانا.
320 - محمد بن يوسف بن يوسف بن محمد بن السلطان أبي الحجاج. ثار على صاحب غرناطة محمد بن نصر فأمده أبو فارس بحيث رجعت إليه وقتل وذلك في سنة ثمان وثلاثين.
321 - محمد بن يوسف بن يوسف بن محمد المغربي التونسي الأصل ثم المكي ويعرف بالمطرز سمع في سنة تسع وستين وسبعمائة من زينب ابنة أحمد بن ميمون التونسي بلدانيات السلفي ومن عبد الوهاب القرشي مشيخته والمسلسل وحدث سمع منه الفضلاء كالتقي بن فهد وذكره في معجمه وكان شديد الأدمة قاضياً لحوائج أصحابه. مات شهيداً سقط عليه بيته في ليلة الجمعة مستهل ذي الحجة سنة ست وعشرين بمكة وصلي علي ضحى ودفن المعلاة رحمه الله وسامحه وذكره الفاسي باختصار.
322 - محمد بن يوسف الشمس بن الجمال البرلسي ويعرف بابن سويجة. ممن سمع مني.
323 - محمد بن يوسف الشمس بن النجم المدني الحنفي ويلقب بالذاكر. ممن سمع مني بالمدينة. ومات في جمادى الأولى سنة اثنتين وتسعين بعد أن أثكل ولديه أحمد ويحيى في التي قبلها.
324 - محمد بن يوسف الشمس القاهري إمام الصيرمية بالجملون ويعرف بابن القليوبية. اشتغل قليلاً وسمع من شيخنا وغيره وتكسب وتنزل في سعيد السعداء وكان مختصاً بالعلاء القلقشندي لسكناه بمحل إمامته خيراً ساكناً. مات قبل الستين وأظنه زاحم السبعين رحمه الله.
325 - محمد بن يوسف الحمامي. مات بمكة في شعبان سنة ستين. أرخه ابن فهد.
326 - محمد بن يوسف السكندري المالكي ويعرف بالمسلاتي فقيه أهل الثغر. درس وأفتى، وكان عارفاً بالفقه مشاركاً في غيره انتهت إليه رياسة العلم مع الدين والصلاح. مات سنة خمس. ذكره شيخنا في إنبائه ولقيه يحيى العجيسي بالثغر فسمع عليه في البخاري وهو القائل أنه يعرف بالمسلاتي رحمه الله.
محمد بن يوسف الصالحي المؤذن. مضى فيمن جده إبرهيم بن عبد الحميد.
محمد بن يوسف العجمي. فيمن جده عبد الله بن عمر بن علي بن خضر.
327 - محمد بن الجمال يوسف الكيلاني نزيل القاهرة وحالق لحيته بحيث يقال له قر ندل. قيل أنه كان من أكابر العلماء مع ميله للتصوف وموافقته لأهل السنة والجماعة وقد استقر به الملك في مشيخة القبة التي بالصحراء بعد تمنع وتورع، ومن شيوخه الظهير التزمنتي وكان شافعياً. مات في شعبان سنة سبع وتسعين عن نحو الثمانين رحمه الله. محمد بن يوسف المطرز. فيمن جده يوسف بن محمد.
328 - محمد بن يوسف الجمال المقدسي قاضي مقدشوه. مات بمكة في جمادى الأولى سنة أربع وأربعين. أرخه ابن فهد.
329 - محمد بن يوسف الهروي الشافعي أحد الفضلاء الآتي أبوه ويعرف بابن الحلاج بحاء مهملة ثم لام ثقيلة بعدها جيم. ولد قبيل القرن بيسير وأخذ عن أبيه وغيره وشهد له شيخنا في سنة سبع وثلاثين من أنبائه أنه زكى عارف بالطب وغيره وعلى ذهنه فوائد كثيرة وعنده استعداد قال وكان يزعم أنه يعرف مائة وعشرين علماً انتهى. وهو ممن أخذ عنه الفضلاء وانتفعوا به وكان من أخذ عنه الخواجا الشهاب أحمد قاوان. مات في. محمد بن يوسف. في ابن إبرهيم بن يوسف.
330 - محمد بن يونس بن حسين المحب بن الشرف ذي النون الواحي الأصل القاهري الشافعي الآتي أبوه. كان متكسباً بالشهادة مديماً للسماع عند شيخنا في رمضان ولكتابة الإملاء مع إحضار عدة محابر وأقلام وورق يحسن بها لمن لعله يحتاج لها محتسباً بذلك. مات سنة ست وخمسين رحمه الله.
331 - محمد بن يونس بن محمد بن عمر المحب بن الشرف بن الحسام بن الركن البكتمري الحنفي حفيد أم هانئ الهورينية وابن أخي السيف الشهير ووالد أحمد وعبد الرحمن ويحيى الآتي جدهم ويعرف بابن الحوندار. ولد في سنة خمس وثلاثين وثمانمائة ومات أبوه وهو ابن ثلاث سنين فنشأ في كنف عمه المذكور وحفظ القرآن وغيره ولازم دروس عمه وتدرب به، وأجاز له مع أبيه في ذي الحجة سنة سبع وثلاثين باستدعاء ابن فهد خلق وزوجة عمه ابنة الزين قاسم الحنفي فاستولدها من ذكر. وهو خير متعبد ساكن مشارك في الجملة تنزل في الصرغتمشية والشيخونية وغيرهما من الجهات وأكثر من الحضور عندي في الأولى بل سمع الكثير بقراءتي على جدته وابن الملقن والحجازي وخلق كنا نستحضرهم معها ونعم الرجل.
332 - محمد الشمس بن يونس. ممن ولي القضاء بالقدس وغيره، وحج في سنة سبع وتسعين وتوجه بعد الحج راجعاً فأدركته المنية فرجعوا به إلى المعلاة فدفن بها.
333 - محمد بن يونس ناصر الدين الشاذلي سبط ابن الميلق. أحد المباشرين بباب الشافعي وكان خصيصاً بابن شيخنا ويلقب بالوزة. كان أبوه فقيراً فصاهر هو الشمس بن خليل المقرئ شاهد وقف الأشرفية برسباي فلما مات استقر في أكثر جهاته وصار يلبس الفرجية الهائلة ونحو ذلك ويحضر سعيد السعداء مع كون أبيه وأقربائه بهيئة الفقراء وكانه لذلك لقب بما تقدم، ثم ناب في القضاء عن شيخنا وباشر في الأوقاف الحكمية وغيرها. مات في صفر سنة خمس وخمسين.
334 - محمد بن يونس الدوادار. مات في ربيع الآخر سنة اثنتين.
335 - محمد بن القاضي أمين الدين بن الأمير سليم بن محمد زائد الحصاري السمرقندي الشافعي. سمع مني وعلي بالمدينة النبوية أشياء من تصانيفي وغيرها وكتبت هل إجازة.
336 - محمد جلال الدين بن بدر الدين بن إبرهيم المصري الوكيل أبوه ويعرف بابن نقيشة - بنون وقاف ومعجمة مصغر - ممن سمع مني مع فقيهه بمكة في سنة ست وثمانين ثم اشتغل بالتكسب هناك.
337 - محمد الشمس بن سعد الدين الخازن لكتب الشيخونية والمعروف أبوه بالخادم لكونه خادمها. جود الكتابة على ابن الصائغ ظناً وتصدى لتعليمها بالأزهر وغيره وكان خيراً ساكناً يقرئ أيضاً النحو وغيره وممن قرأ عليه في ابتدائه الشمس البلبيسي الفرضي. ومات في سنة بضع وستين وأظنه كان حنبلياً.
محمد الشمس بن الشرف الششتري المدني المقرئ. مضى في ابن محمد بن محمد بن أحمد بن عثمان بن عبد الغني. محمد بن بهاء الدين بن البرجي. مضى في محمد بن محمد بن محمد.
محمد بن تقي الدين الجهيني. في ابن أبي بكر بن أحمد.
338 - محمد بن جمال الدين بن درويش الأردبيلي نزيل حلب وأخو أحد فضلائها الكمال محمد الشافعي - قدم القاهرة صحبة عبد القادر بن الأبار فسمع علي ومني أشياء ورجع في رجب سنة تسع وثمانين.
محمد بن شرف الدين الششتري. أشير إليه قريباً.
 
 محمد بن مجد الدين المكراني المكي. في ابن إسمعيل بن إبرهيم وفي ابن عبد القادر بن إبرهيم.
محمد بن مظفر الدين. مضى في ابن محمد بن عبد الله بن محمد.
محمد بن ناصر الدين الجندي. هو ابن محمد بن بخشيش.
339 - محمد بن نور الدين الجيزي الأصل نزيل النحرارية. صحب محمد العطار خاتمة أصحاب يوسف العجمي وزوجه بابنته ورزق منها أولاداً وأقام بعده بزاويته في النحرارية فانتفع به المريدون إلى ان مات بها قبيل الخمسين وممن أخذ عنه محمد الزيات المتوفي بمكة.
340 - محمد بن الشيخ فلان الدين الحلوائي. مات في يوم الخميس رابع عشرى صفر سنة تسع عشرة مطعوناً وكان كثير المجازفة في القول سامحه الله. قاله شيخنا في إنبائه.
341 - محمد المعروف بابن آملال - ومعناه بلسان البربر الأبيض - أبو عبد الله المغربي. كان مفتي المغرب في وقته ولم تطل مدته فيها أقام سنة ثم مات بالطاعون الذي كان هناك سنة ست وخمسين.
342 - محمد البدر بن بطيخ والد أحمد الماضي. له ذكر في أخيه علي.
343 - محمد البدر بن الجباس. مات في ربيع الأول سنة ست وتسعين وكان يخالط الولوي الأسيوطي والعضدي شيخ الظاهرية وغيرهما ويتجر رحمه الله.
344 - ممد البدر بن أبي الهول أخو عبد القادر الماضي. مات في صفر سنة ست وتسعين عن اثنتين وخمسين وكان يباشر في ديوان الأشراف وغيره.
محمد البدر بن العصياتي الحمصي. مضى في ابن إبرهيم بن أيوب.
345 - محمد البدر بن المصري وابن الخريزاتي. أحد من استنابه الصلاح المكيني والشاهد تجاه الصالحية. مات في جمادى الأولى سنة.
346 - محمد البدر الجوجري نزيل التربة. اتفق هو وعبد القادر بن الرماح الماضي في التلبيس على الملك فأشرك معه في الضرب وإيداع المقشرة حتى مات في المحرم سنة أربع وتسعين وكان يكتب قديماً في توقيع الدرج وله شهادة في العمائر بأوقاف البيمارستان وغير ذلك ثم انقطع بزاوية اليسع المجاورة لجامع محمود سفل الجبل المقطم.
347 - محمد البدر الجوهري المقرئ في الأجواق كأبيه ويعرف بابن عرفات. مات في ثاني رجب سنة إحدى وتسعين.
348 - محمد البدر بن الكعكي. مات فجأة في جمادى الثانية سنة ثمانين ودفن بتربته التي أنشأها وكان قد قرر في مشيختها المحب بن جناق الحنبلي لاختصاصه به ولم يلبث أن مات المحب وتضعضع حال الواقف سيما بعد موت أمه المغنية وهو ممن باشر بندر جدة وقتاً ثم انفصل وخدم بغير إخباره في ديوان بيبرس خال العزيز ثم ترك ذلك ولزم بيته بطالاً مع حشمة وإنسانية في الجملة وله مكان ظريف نزه بنواحي قنطرة الموسكي عفا الله عنه.
349 - محمد البدر السنيتي. كان يذكر بمشاركة، ومات تقريباً سنة ست وثمانين.
محمد البدر النويري الحنفي. مضى في ابن محمد بن محمد بن محمد بن عبد الرحيم بن إبرهيم.
محمد البهاء بن البرجي المحتسب. في ابن حسن بن عبد الله بل ابن محمد.
محمد البهاء المحلي الفرضي ابن الواعظ. في محمد بن أحمد.
350 - محمد ملا جلال الدين الدواني - قرية بكازرون - الشافعي قاضي شيراز ومفتيها والفرد بتلك النواحي، أخذ عنه في المنطق الجلال أحمد بن محمد بن إسمعيل بن حسن الصفوي وهو المفيد ما أثبته وأنه في سنة أربع وتسعين بقيد الحياة.
351 - محمد الشمس بن الأدمي الجوهري. له نتائج الفتوح المتعلقة بالروح وكان ممن يقرئ بعض كتب ابن عربي مع جمعه كراسة في الخط على ابن الفارض وكأنه والله أعلم كان محلولاً فقد ذكر له شيخنا في أول سنة ثمان وثلاثين من أنبائه حادثة شنيعة ووصفه بأنه كان من طلبة العلم اشتغل كثيراً وتنزل في بعض المدارس ثم ترك وأفادني غيره أنه مات في سنة أربع وثلاثين قال وكان فاضلاً مفوهاً بحيث كان الجلال البلقيني ممن يجله ويعظمه. ومن شيوخه قنبر العجمي وصحب نصر الله الروياني وبواسطته تمهر في كلام ابن عربي.
352 - محمد الشمس بن التنسي القاهري نزيل مكة وأحد خدام درجة الكعبة. مات في ذي الحجة سنة إحدى وتسعين بمكة وكان من قريب بالقاهرة عفا الله عنه.
 353 - محمد الشمس بن الجندي. كان رجلاً صالحاً يقرأ القرآن ويقرئ بالطباق بل كان يقرئ أولاد الظاهر وبواسطته خالط سبطه أبو الفتح المنصوري الفخري عثمان بن الظاهر بحيث اشتهر به وكذا بواسطته أقرأه الشمس محمد بن علي بن يوسف الذهبي لكونه هو الذي رباه لتزوجه أمه وهو طفل.
354 - محمد الشمس بن الحنبلي شاهد القيمة. كان من كبار الحنابلة وقدمائهم مع الورع وقلة الكلام وكونه على سمت السلف. مات في رابع ربيع الأول سنة أربع عشرة وقد بلغ السبعين. ذكره شيخنا في إنبائه.
355 - محمد الشمس بن خطيب قارا. كان متمولاً ولي قضاء صفد وحماة وغيرهما يتنقل في ذلك، وفي آخر أمره تنجز مرسوماً من السلطان بوظائف الكفيري ونيابة الحكم بدمشق وقدمها فوجد الوظائف انقسمت بين اهل الشام فجمع أطرافه وعزم على السعي في قضاء دمشق وركب البحر ليحضر بما جمعه القاهرة فغرق وذهب ماله وذلك في رجب سنة إحدى وثلاثين. قاله شيخنا أيضاً.
356 - محم دبن السويفي السمكري. مات بمكة في رمضان سنة إحدى وثمانين. أرخه ابن فهد.
357 - محمد الشمس السكندري المالكي ويعرف بابن شرف، ممن تميز في الفرائض وقلم الغبار من الحساب والجبر والمقابلة أخذها ببلده عن حنيبات واللحام وبالقاهرة عن السيد على تلميذ ابن المجدي وناب في القضاء عن الدرشابي وأقرأ الطلبة وكان خيراً غاية في فنه. مات تقريباً في أوائل سنة ثلاث وتسعين وقد زاحم السبعين.
358 - محمد الشمس بن الصياد المقرئ، بارع في القراآت ممن تصدر للإقراء بجامع ابن الطباخ وتلك النواحي فانتفع به جماعة وسمع قراءة ابن طرطور بالجامع المشار إليه فشكرها بعد أن كان قبل تجويده ذمها حسبما أخبرني به ولم يدر على من قرأ رحمه الله.
359 - محمد الشمس بن العجمي إمام العينية. مات في ربيع الأول سنة تسع عشرة. أرخه العيني لكونه إمام مدرسته.
360 - محمد الشمس الحموي النحوي ويعرف بابن العيار. قال شيخنا في إنبائه: كان في أول أمره حائكاً ثم تعانى الاشتغال فمهر في العربية وأخذ عن ابن جابر وغيره ثم سكن دمشق ورتب له على الجامع تصدير بعناية البارزي، وكان حسن المحاضرة غير محمود في تعاطي الشهادة، زاد غيره أنه أخذ عن الشمس الهيتي نزيل حماة وبه تخرج وتميز وله نظم من محاسنه ما مدح به البرهان بن جماعة:

إن كان للموى ندى فـلأنـت يا

 

قاضي القضاة عطاؤك الطوفان

أو كان سر للإله بـخـلـقـه

 

قسماً لأنت السر والبـرهـان

قال فقال لي يا شيخ على أي شيء سكنت ياء القاضي قال فقلت على حد قول الشاعر:

ولـو أن واش بـالـيمـــامة داره

 

وداري بأقصى حضر موت اهتدى ليا

قال فقال لي أحسنت وأجازني جائزة حسنة مات في ذي القعدة سنة ثمان وعشرين.
361 - محمد الشمس بن الغرز القاهري الشافعي، اشتغل يسيراً وجلس مع رفيقه الشهاب الشامي للشهادة ثم انعزل وتقلل بتهذيب الشهاب أحمد بن مظفر وصار إلى غاية جميلة في الزهد والانجماع، ولم يلبث أن مات أظنه قريب السبعين عن بضع وثلاثين رحمه الله وكان أبوه نقيباً.
362 - محمد الشمس التاجر ويعرف بابن قمر. مات في ذي القعدة سنة أربع وثمانين بعد توعك طويل بالفالج وكان لا بأس به في أبناء جنسه، حج وجاور غير مرة وتمول ورغب في التقرب من أهل الخير والتودد لهم والإحسان إليهم بل هو الذي بنى الصهريج والسبيل والحوض وعلوها بلصق جامع الغمري تجاه خوهة المغازليين رحمه الله.
363 - محمد الشمس الدمشقي الشافعي ابن قمحية، أحد أعيان فضلاء دمشق وإمام جامع التوبة بها مع قراءة الحديث والتكسب بالشهادة وممن يصحب الكمال بن السيد حمزة والمحب بن قاضي عجلون وابتلي بالوسواس قاله لي البدري وكتب عنه في مجموعه قوله

سيردي الجسم مني في هوى من

 

تناءى واسمه في القلب كامـن

لقد لعبت بقلبـي مـقـلـتـاه

 

ومن غلب التصبر لست آمـن

وقوله:

عبد العزيز تعـز فـي

 

روحي التي هي رابحه

ويعز بـي هـذا ومـا

 

شمت لوصلك رائحـه

وقوله:

حبيبي معروف ببهـجة حـسـنـه

 

ولا نكر عبد القادر الفرد ذو البهجه

وحاجبه ذو النون إنسان إنسان مقلتي

 

غدا فيه يمشي من دموعي على لجه

364 - محمد الشمس بن قيسون الدمشقي أخذ القراآت عن صدقة المسحراني وابن الجزري وبرع فيها وأدب الأبناء وانتفع به في ذلك بل وفي القراآت، وكان ديناً جهوري الصوت مشاركاً في يسير من الفضائل وممن قرأ عنده في مكتبه القطب الخيضري، وهو المفيد لما أثبته.
365 - محمد الشمس القاهري الوكيل ويعرف بابن كبيبة تصغير كبة. مات في أثناء ربيع الثاني سنة تسع وسبعين وكان قد حج وجاور ثم قدم مع الركب وهو متعلل بالإسهال ونحوه حتى مات عفا الله عنه.
366 - محمد الشمس بن الكنتاني الحنفي المؤذن الشهير بالديار الشامية. مات في شعبان سنة ثلاث من أثر عقوبة اللنك ذكره العيني وأظنه الآتي قريباً في محمد الشمس بن المنير.
367 - محمد الشمس بن الكراديسي الحبار على باب الأزهر. مات في أواخر سنة أربع وتسعين وكان بارعاً في صناعته حتى أنه ربما رجح فيها على ابن السدار وتسارع النساخ للأخذ منه مع لين ورفق وربما اشتغل في النحو والفقه ولكنه لم ينجب فيهما.
محمد الكمال أبو البركات السكندري المالكي ويعرف بابن ملك. يأتي في الكنى.
368 - محمد الشمس بن المحب أحد قراء الجوق كان تلمذ للشمس الزرازري رفيق الطباخ. مات في صفر سنة خمس وعشرين، ذكره شيخنا في إنبائه، وسيأتي قريباً محمد الشمس المقرئ ابن النحاس وأظنه هذا فيحرر.
369 - محمد الشمس بن المرضعة صاحب المدرسة التي بخط الحجارين بالقرب من دار الخلافة في طريق المشهد النفيسي. مات في ليلة الجمعة سلخ المحرم سنة تسع وثمانين وصلى عليه بعد الصلاة بجامع طولون ودفن بمدرسته، ومولده بعيد التسعين كان في ابتدائه تاجر الخيل وحصل له نمو منها واتسعت دائرته بحيث ابتنى المدرسة المشار إليها وبلغني أنه كان خيراً رحمه الله.
370 - محمد الشمس الحنبلي ويعرف بابن المصري، كان من نبهاء الحنابلة يحفظ المقنع وهو آخر طلبة الموفق القاضي موتاً ولكنه قد ترك وصار يتكسب في حانوت بالصاغة. مات في سنة ثمان. ذكره شيخنا في إنبائه.
371 - محمد الشمس السكندري المالكي ويعرف بابن المعلمة. ولي حسبة القاهرة مدة وكان مالكياً فاضلاً مشاركاً في العربية وغيرها. مات في شعبان سنة ثلاث وثلاثين. ذكره شيخنا أيضاً.
372 - محمد الشمس بن المنير المؤذن بالديار المصرية. توفي من أثر عقوبة اللنك سنة ثلاث وكان قد سافر صحبة الناصر لمحاربته. ذكره العيني وينظر مع الشمس بن الكنتاني الماضي قريباً.
373 - محمد الشمس بن النجار الدمشقي. كان نجاراً بارعاً في صنعته متقدماً فيها خصوصاً في الأشياء الدقيقة ثم أعرض عنها وأقبل على القراآت فأخذها عن صدقة المسحراني وابن الجزري بل واشتغل في فنون وأدب الأبناء ووعظ وكان خيراً وممن قرأ عنده القطب الخيضري وأفاد ترجمته ويحرر مع الشمس بن قيسون الماضي قريباً.
374 - محمد الشمس المقرئ ويعرف بابن النحاس؛ كان صهر الشمس الزرزاري وقرأ على طريقته لكن لم يكن يدانيه بل كان في رفقته من يقرأ أطيب صوتاً منه نعم هو مقدم عليهم بالسكوت وكثرة المال. مات في ربيع الأول سنة ست وعشرين قاله شيخنا في إنبائه وقد تقدم قريباً الشمس محمد بن المحب وأظنه هو فيحرر.
محمد الشمس بن النحاس الدمشقي الخواجا. مضى في ابن أبي بكر بن إسمعيل.
375 - محمد الشمس بن النحاس الدمشقي الذهبي كتب عنه البدري في مجموعه قوله:

هويت سوقياً له طلـعة

 

تفتن حسناً كل مخلـوق

فلا تظنن بـهـا فـتـنة

 

بل فتن قامت على سوق

وقوله:

بروحي أبا بكر فديت ومهجتـي

 

مليحاً ببدر التم في أفقـه يزري

له طلعة كالبدر والغصـن قـده

 

وناظره من بابل جاء بالسحـر

أقول لعذالي أقصروا من ملامكم

 

لأني سنى أحـب أبـا بـكـر

مات سنة تسعين على ما يحرر.
376 - محمد الشمس بن النصار بنون ثم مهملة ثقيل المقدسي ثم القاهري الشافعي نزيل القطبية. عمل على الحاوي نكتاً في مجلدين وكان تام الخبرة به درس الطلبة فكان ممن أخذ عنه العبادي وأفادنيه وأن ممن أخذ عنه أيضاً عبد الدائم الأزهري وخلد المنوفي وأحمد الخواص وابن كتيلة والشمس بن شعيرات وآخرون ولم يعرف بمن تفقه هو ولا وقت وفاته. محمد الشمس بن الهيصم أخو التاج عبد الرزاق والمجد عبد الغني والد إبرهيم، مضى في ابن إبرهيم.
 377 - محمد المحب بن الأصيفح الشافعي، ممن أخذ عن الشمس بن أبي السعود والمحلي ومات قبله بقليل وكان فاضلاً.
محمد المحب بن الجليس الحنبلي. في ابن محمد بن محمد.
378 - محمد المحب أبو الطيب بن الشيخ الزرزاري القاهري الفقيه الشافعي شيخ الفقراء بمقام الليث. مات في ذي الحجة سنة اثنتين وخمسين رحمه الله.
379 - محمد المحب بن النويري القاهري أحد المباشرين والموقعين بديوان الإنشاء، كان ذا عيانة بالتاريخ بحيث أنه رام جمع تاريخ للخلفاء يلتزم فيه عشرة أمور لم يلتزمها غيره وهي ذكر المولد والوفاة واسم الأب والأم وأولاده الذكور والإناث والمذهب ونقش الخاتم ومن كان في دولته ومن مات في أيامه وشرع فيه فكتب منه إلى قريب الثلاثمائة ثم عجز عن الوفاء بما التزمه، مات في شوال سنة خمس وخمسين. محمد ناصر الدين بن فخر الدين بن النيدي في ابن عثمان بن عبد الله.
380 - محمد ناصر الدين بن البيطار الشافعي فيما أظن، كان في ابتداء أمره يتعانى صناعة البيطرة ثم قرأ القرآن واشتغل بالفرائض فمهر فيها ثم أقبل على الفقه ففاق أقرانه وأقرأ في الجامع مدة مع كونه لم يترك الاسترزاق في حانوته، وكان صالحاً ديناً. مات في ربيع الآخر سنة إحدى وعشرين. ذكره شيخنا في إنبائه.
محمد ناصر الدين بن التنسي، كذا رأيت اسمه في النسخة من تاريخ المقريزي وصوابه أحمد بن محمد بن محمد بن محمد وقد مضى. محمد ناصر الدين بن تيمية في ابن محمد بن عبد الله بن عبد الحليم وله ابن شاركه في اسمه ولقبه معاً مضى أيضاً.
381 - محمد ناصر الدين بن الشيرازي نقيب الجيش مات في يوم الثلاثاء رابع عشر ربيع الآخر سنة ثمان وثلاثين عن بضع وخمسين سنة وكان تام القامة كثير المداراة محبباً إلى الناس لكنه كان مسرفاً على نفسه ودام في نقابة الجيش مدة طويلة ذكره شيخنا في إنبائه.
محمد ناصر الدين بن الطحان القاهري الشافعي أحد الفضلاء في ابن محمد بن عرفات.
382 - محمد أبو عبد الله المغربي قاضي فاس ويعرف بابن راشد، مات قبل الخمسين.
383 - محمد أبو الفتح بن الأسيد المقدسي الشافعي رأيته كتب بخطه تقريظاً لمجموع البدري في سنة ثمان وسبعين نثراً ونظماً فالنظم قوله أول ثلاثة أبيات:

يا واحد العصر ثاني البدر في شرف

 

أبو التقي المقصد الأسني لمن قصدا

محمد بن بطالة أحد المعتقدين. مضى في ابن عبد الرحمن بن يوسف.
384 - محمد بن البنا ناظر ديوان الأمير جكم الدوادار، ولي بعنايته نظر الأحباس ومات في يوم السبت خامس ربيع الأول سنة أربع ذكره شيخنا أيضاً.
محمد بن حلفا. في ابن محمد بن عمر.
385 - محمد بن الطولوني الدهان جارنا زوج سبطة الفقيه السعودي. مات في ربيع الثاني أو الأول سنة اثنتين وتسعين.
386 - محمد المصري الجبان ويعرف بابن عبيد. مات بمكة في أوائل سنة اثنتين وأربعين، أرخه ابن فهد.
387 - محمد الوزروالي المغربي قاضي المدينة البيضاء من المغرب ويعرف اببن العجل كان نحوياً صالحاً. مات في سنة خمس وخمسين أو التي بعدها.
388 - محمد بن العظمة دلال الإقطاعات ونحوها. مات في ربيع الثاني سنة اثنتين وتسعين عن نحو التسعين غفر الله له.
389 - محمد بن الفخر البصري. مات بمكة في ربيع الآخر سنة سبعين. أرخه ابن فهد وكان مباركاً.
390 - محمد بن الكركي الجزار كان لا بأس به في اهل حرفته من مشاهيرهم ومتموليهم حج في غير مرة وجاور. ومات في ربيع الثاني سنة.
391 - محمد بن المنجم أحد المعتقدين ممن يذكر بالجذب. مات في جمادى الآخرة سنة ست وخمسين وصلي عليه بمدرسة الأشرف خليل بن قلاوون المجاورة للمشهد النفيسي بزاويته رحمه الله.
392 - محمد الكتبي بن المهتار. مات في شوال سنة ست وثمانين بالقرب من الأزهر.
393 - محمد بن مهدي الريشي. مات بمكة في المحرم سنة ثلاث وأربعين أرخه ابن فهد.
394 - محمد بن الناسخ المالكي الطرابلسي. ممن يقيم بدمشق أحياناً، هو الذي ضرب رقبة ابن عبادة بطرابلس.
محمد بن نقيب القصر المعروف بابن شفتر وهو والد أمير حاج. مضى في ابن محمد بن عبد الغني.
395 - محمد الأمين أبو عبد الله المغربي العطار كان صالحاً له كرامات وأحوال مات في سنة ثلاث وستين أرخه لي بعض المغاربة الآخذين عني.
 محمد أصيل الدين الدمياطي. هو ابن محمد بن محمد بن عبد الكريم مضى.
396 - محمد البدر الأقفاصي ثم المصري صاحب ديوان الجاي؛ كان من الأعيان بمصر. مات في ربيع الآخر سنة ثلاث ذكره شيخنا في إنبائه.
397 - محمد سعد الدين الصوفي شيخ لابن الشماع وصفه بالشيخ المولى الكامل والفرد الواصل وأنه أخذ عن محمد بن سيرين التبريزي عرف بالمغربي وساق سنده من جهة ابن عربي.
محمد الشرف الأصيلي صاحب سبع الكاملية هو محمد بن محمد بن عثمان بن أيوب.
398 - محمد الشمس أبو عبد الله الجالودي الشافعي نزيل دمياط درس فيها بالجامع الزكي محل إقامته فكان ممن أخذ عنه التقي بن وكيل السلطان وقال إنه كان إماماً بارعاً في العلوم سيما أصول الدين والفقه حسن الأخلاق ذا لطف بالطلبة وإنه توجه من دمياط إلى القاهرة فعدى عليه من قتله وألقاه في البحر.
?399 - محمد الشمس أبو عبد الله الطرابلسي الشافعي المقرئ ويعرف بالبخاري قدم دمياط واشتهر بعلو الرتبة في العلم والإقراء فتلا عليه الشرف موسى بن عبد الله البهوتي والتقي بن وكيل السلطان ووصفه بالشيخ الإمام العالم العلامة المقرئ المحقق.
?400 - محمد الشمس الأثميدي الأزهري مؤدب الأطفال بالدهيشة قتل وهو متوجه من بيته خارج باب زويلة لصلاة الصبح في الأزهر بالزقاق الضيق بالقرب من الكعكيبن في صبح يوم الثلاثاء تاسع عشر جمادى الأولى سنة ثمان وسبعين وراح دمه هدراً وكان خيراً عوضه الله الجنة.
?401 - محمد شمس الدين البحيري أحد قراء الدهيشة. مات في أثناء ربيع الثاني سنة خمس وتسعين بعد ضرب السلطان له في أوله وإيداعه المقشرة لجريمة.
?محمد الشمس البصروي ثم الدمشقي الشافعي هو ابن عبد الرحمن بن عمر بن عبد العزيز. مضى. ?محمد الشمس البغدادي ثم القاهري الحنبلي. هو ابن علي بن عيسى.
?محمد الشمس المعروف بالبلدي. مضى في ابن سالم بن محمد.
?محمد الشمس البهادري الطبيب. هكذا رأيت بعضهم أثبته، وصوابه عمر بن منصور بن عبد الله سراد الدين وقد مضى.
?402 - محمد الشمس التستري، كان عالماً ذكياً ذا فنون وقال الطاووسي قرأت عليه المطول بأخذه له عن بعض أصحاب المؤلف وكذا قرأت عليه غيره من الكتب في سائر العلوم الأدبية وهو كما قيل إن الزمان بمثله لعقيم وكانت إجازته لي غير مرة منها في شهور سنة ست.
?محمد الشمس التبسي المغربي قاضي حماة، مضى في ابن عيسى.
?محمد الشمس التفهني الكحال، اثنان ابن محمد بن عبد الله وابن يعقوب.
?304 - محمد الشمس الجدواني المفتي بدمشق. توفي تحت عقوبة اللنك سنة ثلاث ذكره العيني.
?404 - محمد الشمس الحبار المصري. مات بمكة في ليلة الجمعة سادس عشر المحرم سنة اثنتين وتسعين.
?405 - محمد الشمس الحباك، مات في شعبان أو رمضان سنة ثمانين وكان فيما قيل ممن يعاني الكيمياء ووجدت عنده آلات كثيرة لذلك وخلف تركة جلها كتب علمية في فنون متفرقة عدتها نحو ألف وستمائة مجلدة وفيها نقد وغيره ووارثه بيت المال عفا الله عنه. محمد الشمس الحجازي العطار المقرئ بالمسجد الحرام. هو ابن أحمد بن علي بن عبد الله مضى.
?406- محمد الشمس الحلبي أحد التجار. مات بمكة في المحرم سنة خمس وتسعين.
?407 - محمد الشمس الحوراني الطرابلسي المقرئ لقيه بطرابلس الشهاب الحلبي الضرير فأخذ عنه القراآت وقال أنه ممن أخذ عن صدقة المسحراني وغيره.
?408 - محمد الشمس الخافي الحنفي قدم القاهرة في سنة خمس وأربعين للحج فتلقاه الكمال بن البارزي وصهره الجمال ناظر الخاص وطلع إلى السلطان فأكرمه جداً وأجرى عليه الرواتب إلى أن خرج إلى الحج وكذا اجتمع بولده الناصري محمد وأضافه مراراً وكان الكافياجي يثني على علمه ويصفه بالجلالة بل كان عين مملكة شاه رخ بن تيمورلنك وولده. ?محمد الشمس الخانكي موقع مكة. مضى في ابن محمد.
?409 - محمد الشمس الخطيري الأزهري الشافعي طالب قرأ على العبادي والفخر المقسي والطبقة وتنزل في سعيد السعداء وغيرها وتكسب بالشهادة مع صهره الشهاب العبادي وغيره وحج قبيل موته ثم مات في شعبان سنة ست وسبعين. ?محمد الشمس الذهبي في الشمس بن النحاس. ?محمد الشمس الريس في الجامع الطولوني. في ابن عبد الله بن أيوب.
 محمد الشمس زاده شيخ الشيخونية كذا سماه المقريزي وأرخه سنة تسع، ومضى في زاده وأنه مات سنة ثمان.
?410 - محمد الشمس الزيلعي الكاتب المجود. كان عارفاً بالخط المنسوب وبالميقات. تعلم الناس منه وأخذ عنه غالب أهل البلد وانتهت إليه رياسة الفن بدمشق مع مهارته في معرفة الأعشاب أخذ ذلك عن ابن القماح وكان يفضله على نفسه فيها. مات في شعبان سنة ثلاث ذكره شيخنا في إنبائه قلت وينظر إن كان تقدم.
??411 - محمد الشمس العاملي. ممن سمع من شيخنا.
?412? - بيبرس ونقيب الدروس وأبو عبد القادر الحابي. مات في سنة تسع وأربعين وكان لا بأس به.
?413 - محمد الشمس الغزي نائب الحنبلي في المدرسة. ممن سمع مني بمكة.
414 - محمد الشمس الصالحي الحنبلي ويعرف بالقباقبي كان من قدماء الحنابلة ومشايخهم وكان يتبذل ويتكلم بكلام العامة ويفتي بمسألة الطلاق وقد أنكرت عليه غير مرة ولم يكن ماهراً في الفقه. مات في ذي القعدة سنة ست وعشرين وقد قارب الثمانين. ذكره شيخنا في إنبائه.
415 - محمد الشمس القادري من ذرية سيدي عبد القادر الكيلاني. مات في رابع صفر سنة أربعين، ذكره شيخنا في إنبائه وشيخه.
416 - محمد الشمس القلقشندي التاجر؛ كان متمولاً جداً سيئ المعاملة مقتراً على نفسه وعياله، مات في سنة إحدى وسبعين وأتلف ولده بعده ماله في مصارف غير مرضية كما جرت به العادة في المقترين عفا الله عنهما.
417 - محمد الشمس القليوبي صهر ابن قاسم الواعظ وصاحب الخواجا عبد الغني القباني أو قريبه. مات في شوال سنة خمس وتسعين ودفن بالمعلاة.
418 - محمد الشمس القطان بباب الفتوح ويعرف بالقيم كان ذا فنون. مات في ذي القعدة سنة أربع وخمسين.
419 - محمد الشمس الرومي ثم القاهري الحنفي ويعرف بالكاتب قدم من بلاده واختص بالظاهر ططر وقتاً ثم بالظاهر جقمق حتى صار المشار إليه عنده وقصد في المهمات فأثرى وحصل نفائس الكتب والأملاك وضخم جداً ومع ذلك فما تعدى ركوب الحمر اكتراءً إلى أن انتدب له النحاس وامتحن بما أوردته في حوادث سنة اثنتين وخمسين من الوفيات ومن ثم لزم داره بعد قطع معاليمه التي كانت تزيد على دينارين في كل يوم وصار أحياناً يطلع إلى السلطان كآحاد الناس إلى أن مات في ربيع الأول سنة خمس وخمسين وقد لقيته غير مرة وسمعت كلامه وكان عفيفاً عاقلاً ديناً قليل الطمع درباً بصحبة الملوك ذا خط منسوب وإلمام بالأدب والتاريخ وبعض المسائل طوالاً كبير اللحية زنة قبعة نحو عشرة أرطال بالمصري وعمامته أزيد من ثوب بعلبكي حفظاً لدماغه وعينيه من النزلة رحمه الله وعفا عنه.
محمد الشمس الكركي الحنفي. هو ابن عمر تقدم.
420 - محمد الخواجا الشمس الماحوزي أحد تجار الكارم وصاحب القاعة المجاورة لجامع الأزهر والجوهرية والناس يتشاءمون بها. كان ممن اختص بالمؤيد ويتكلم على الجامع بطريق النيابة عن النظار فكان يحرج على الناس في الدخول بالنعال بدون ساتر فيما بلغني بل وسمعت أنه أزال الكراسي المعدة للمصاحف وغيرها ومنه أنه كان يدور فيه ومعه عصا لردع من لعله يخالفه وقاسى المجاورون منه شدة فكانوا لذلك يتقصدونه بالمكروه بحيث أنه كان يكتب له أوراق فيها بقلم غليظ لا حول ولا قوة وتلصق إما بمكان جلوسه أو بطريقه لحول يسير كان بعينه واستفتى عليهم في ذلك فكتب له شيخنا لا حول كنز من كنوز الجنة، وحج مراراً وأخبرني من شاهده في سنة قل الظهر فيها وهو وعياله بالطريق ومحفته بجانبه لا يجد ما يحملهم عليها مع ضخامته مات في ربيع الأول سنة إحدى وخمسين بمكة رحمه الله وعفا عنه.
?421 - محمد الشمس المسبحي أحد زوار القرافة ويعرف بالخطيب. مات في ربيع الأول سنة ستين. أرخه المنير. ?محمد الشمس المكيسي. في ابن داود بن محمد بن داود.
?422 - محمد الشمس المناشفي شيخ صالح عابد. مات برباط ربيع في سنة اثنتين وثلاثين. أرخه ابن فهد.
?423 - محمد الشمس المنصوري ثم القاهري منوقع تمر بغاو كاتب الوقف بالألجيهية تلقاها عن الجمال بن عبد الملك، مات سنة ست وخمسين، واستقر بعده في كتابة الوقف ناصر الدين البوصيري، وكانت فيه حشمة وبراعة في فنه. واسم أبيه صلاح.


 424 - محمد الشمس المنوفي ثم القاهري الأزهري الشافعي ويعرف بالخالدي لكونه ابن أخت الشيخ خالد بن أيوب الماضي. مات في شوال سنة أربع وسبعين بمكة رحمه الله، وكان قد اشتغل على خاله والمناوي وغيرهما وتسلك بالثاني وبرع مع الخير والتقوى والانجماع والتقنع واستقر في مشيخة رواق الريافة حين إعراض العاصفي عنها وفي صوفية الصلاحية والبيبرسية وغيرهما ونعم الرجل كان رحمه الله وإيانا.
425 - محمد الشمس الهروي الحنفي أخو علي. كانت عنده فضيلة وله اشتغال كثير ولكنه كان بطيء الفهم سيئ الأخلاق لم يصل إلى رتبة أخيه وقد امتحن في فتنة تمر وعذب أنواع العذاب ثم خلص وكذا ابتلي بهم في الوقعة الثانية ثم قيل أنه قتل، قاله التقي الكرماني وكتبته هنا حدساً.
محمد الصدر المليجي. هو محمد بن محمد بن محمد بن محمد بن عبد الرحمن بن عبد القادر.
426 - محمد الصلاح الكلائي أحد المذكرين على طريق الشاذلية. كان شاهداً بحانوت خارج باب زويلة ثم صحب حسيناً الحبار وخلفه في مكانه فصار يذكر الناس وبدت منه ألفاظ منكرة فيها جرأة عظيمة على كتاب الله وضبطت عليه أشياء مستقبحة وامتحن مرة فذكر لي الحافظ الصلاح الأقفهسي أنه سمعه يقول في تفسير قوله تعالى "من ذا الذي يشفع عنده" من خل ذل نفسه ذي إشارة للنفس يشف يحصل له الشفاء عوا أي افهموا، وأنه ذكر ما سمعه منه للزين الفارسكوري ثم مشيا معاً إلى السراج البلقيني فأرسل إليه وعزره ومنعه من الكلام على الناس فأقام بعدها قليلاً. ومات في مستهل ربيع الأول سنة إحدى، ذكره شيخنا في إنبائه وثنا الشمس الرشيدي أنه توجه للبلقيني بفتيا فسأله عن محل سكنه فأعلمه فقال هل تعرف في فنطرة الموسكي فلاناً وسمى هذا ذكر لي عنه أنه يفسر القرآن بالتقطيع وسرد له ما تقدم فأحضرته فأنكر فقلت له أسرتك البينة ثم منعته، وأرخ العيني وفاته في يوم الثلاثاء ثاني ربيع الآخر وأنه دفن عند شيخه حسين، قال وكانت جنازته مشهودة. قلت وقد حضر إلى سبط له يسألني عن تاريخ موته فذكر لي أن اسم والده عمر وأنه كان شافعياً ونسبته لكفر كلاً من الغربية وأن شيخه الحبار ممن أخذ عن ابن اللبان.
427 - محمد العز الناعوري ثم القاهري الشافعي. اختص بالزين عبد الباسط وبناظر الخاص وناب مع نقصه في القضاء وتكلم في جهات كوقف الأتابكي وغيره بدمشق. مات في يوم الجمعة سلخ رمضان سنة أربع وخمسين عفا الله عنه.
428 - محمد الشريف العلاء العجمي صاحب السرواني. أقام بعد موته بالقاهرة إلى أن توجه لمكة مع الركب فوعك ببركة الحاج واستمر يتزايد حتى مات في أثناء ذي القعدة سنة خمس وسبعين، وكان خيراً ذا سمت حسن ولحية نيرة بيضاء مغتبطاً بالشيخ أتم اغتباط بحيث كان معه كالخادم وخلف نحو ألف دينار حصلها ببركته وتركة وطفلاً هو غياث الدين محمد الماضي قيل أنه جعل إمام الحنفية بمكة البخاري وصيه ولم يكن يدري علماً مع شدة ملازمته الشيخ نعم كان فيما بلغني ماهراً في تسوية الطعام ومن ظرفه أنه ربما قصد الشيخ من لا يعرف هيئته فيتوهمه صاحب الترجمة لعظم لحيته وخفة لحية ذلك فيقوله له أنا شيخ ذقن وشيخ العلم هو هذا، أو كما قال رحمه الله وإيانا.
429 - محمد القطب الأبرقوهي أحد الفضلاء، ممن قدم القاهرة في رمضان سنة ثماني عشرة فأقرأ الكشاف والعضد وانتفع به الطلبة، ومات في أواخر صفر سنة تسع عشرة مطعوناً، ذكره شيخنا في إنبائه، وممن أخذ عنه شرح المواقف الكمال بن الهمام وقال أنه لم يكن في شيوخه أذكى منه رحمه الله.
محمد قوام الدين الرومي الحنفي. هو ابن محمد بن محمد بن قوام.
430 - محمد المحب أبو الوفا الزرعي الأصل المصري ثم الدمشقي. ولد في أوائل القرن وتعانى الشهادة ونظم الشعر فأحسن. وكان فقيراً جداً ناقص الحظ إلى الغاية مع خفة روح وانبساط ودعوى عريضة وربما سرق نظم غيره؛ مات في المحرم سنة اثنتين وخمسين بدمشق مطعوناً فكان أول من رؤي فيه الطاعون حينئذ، ذكره ابن أبي عذيبة وكتب عنه من نظمه:

قم زوج الصهباء بابن السما

 

وإن لحاك العاذل الفاسـد

أما ترى الورد أتى شاهـداً

 

واللوز في أغصانه عاقـد

431 - محمد المحب الصوفي الحنفي. نشأ بخانقيا فحبب إليه العلم وتردد للأمين الأقصرائي وغيره ولازم نور الدين الطنتدائي في الفرائض ونحوها؛ وتزوج ابنة صاحبنا المحدث ابن قمر، وفهم قليلاً وتنزل في الجهات بل أم في مجلس البيبرسية وحصر دريهمات من التسبب وغيره فسافر إلى مكة فجاور بها مدة ودفعها الشخص قراضاً فأكلها بحيث قيل أن ذلك سبب موته وكان في سنة تسع وثمانين وأظنه زاحم الخمسين وكان لا بأس به مع حرصه رحمه الله وعفا عنه. وقرر تغرى بردى القادري في الإمامة ابن صاحبه الكمال الطويل الشافعي ولم يلتفت لكونها فيما أظن للحنفية.
432 - محمد ناصر الدين أمير طبر نقيب الجيش. مات في ليلة الخميس ثامن عشرى رمضان سنة أربع وأربعين وكان مشكوراً، قاله المقريزي.
433 - محمد ناصر الدين البرلسي أحد موقعي الدست وكان يوقع أيضاً عن الخليفة وناظر الخاص، مات في جمادى الثانية سنة خمس وأربعين.
434 - محمد ناصر الدين البريدي القاهري الحنفي. مات في رجب سنة خمس وسبعين بعد أن كف وكان قد لازم الحناوي والسيد النسابة بل اشتغل قديماً واعتنى بمقدمة ابن باب شاد في النحو وارتقى حتى صار يقرئ فيه مع معرفته في التعبير وارتزاقه من إقطاع له رحمه الله.
435 - محمد ناصر الدين البصروي. تقدم إلى أن ولي كتابة السر في إمرة نيروز بالشام بل ولي قضاء القدس في سنة خمس وثلاثين في الدولة الأشرفية ثم عزله الظاهر جقمق. كل ذلك مع حشمة ورياسة ونقص بضاعة في العلم. مات بغزة سنة خمس وأربعين. وقد مضى في ابن.
436 - محمد ناصر الدين البهواشي الأزهري الشافعي أحد الفضلاء ممن قرأ علي قطعة كبيرة من البخاري. ومات في ليلة ثامن عشرى ربيع الأول سنة.
2437 - محمد ناصر الدين التاجر ابن عم الشمس محد بن عمر بن عثمان بن الجندي الماضي. مات في شعبان سنة ثمان وسبعين وخلف تركة وعاصباً ومع ذلك فضبط وكيل الدولة تركته. محمد ناصر الدين التروجي المالكي. في ابن عبد الله.
438 - محمد ناصر الدين الجلالي القادري شيخ معتقد بظاهر الحسينية بالقرب من جامع آل ملك. مات هناك في جمادى الآخرة سنة سبعين وصلي عليه ثم دفن بتربة الظاهر خشقدم، أرخه المنير.
439 - محمد ناصر الدين الدجوي الموقع. ناب في الحكم قليلاً ووقع عند بعض الأمراء. مات في رجب سنة ثلاث وأربعين وأظنه بلغ الخمسين. قاله شيخنا في إنبائه. محمد ناصر الدين الملقب شفتر نقيب السقاة. في ابن عبد الغني.
440 - محمد ناصر الدين الشيحي. تولى الوزارة للناصر ثم عزل في سنة أربع وثمانمائة، وصودر بسبب أنه ظهر عنده من يعمل الزغل ويخرجه على الناس فقبض عليه وعوقب حتى مات في ذي القعدة سنة أربع وثلاثين واستقر بعده في الوزارة سعد الدين بن عطايا. ذكره شيخنا في إنبائه.
2441 - محمد ناصر الدين الطناحي إمام الظاهر ثم الناصر، وفي أيام ثانيهما تولى نظر الأحباس وحصل دنيا طائلة أهلكها في المطالب، وكان عارياً عن العلوم جداً. مات سنة تسع، ذكره العينين وهو في حوادث أنباء شيخنا.
442 - محمد ناصر الدين المغربي الأصل القاهري المغني أحد الأفراد في معناه ويعرف بالمازوني. انتهت إليه رياسة إنشاد القصيد على دكة السماع والتسبيح على المياذن والإنشاد بطريق الحجاز وارتقى في ذلك إلى غاية فاق فيها، وتنافس الرؤساء فمن دونهم في سماعه وكنت ممن سمعه ونال عزاً وسمعة مع عامية وطريقة غير مرضية. مات في ليلة الجمعة ثامن جمادى الأولى سنة اثنتين وستين بعد مرض طويل بالفالج حتى كان لا يقدر على النطق فسبحان المعطي المانع ودفن من الغد وهو في عشر السبعين ولم يخلف بعده مثله سامحه الله وإيانا.
محمد ناصر الدين النبراوي أحد نواب الحنفية. مضى في ابن أحمد بن حسين.
443 - محمد السطوحي ويعرف بابن حبينة. مات في يوم الجمعة ثالث عشرى ذي الحجة سنة ثمان وخمسين ودفن من يومه بجامع أرض الطبالة وكان من مريدي الشيخ محمد الفران، قاله الشمس المنير.
444 - محمد أبو الحيل المكي، ممن سمع من شيخنا.
محمد أبو شامة الوزر والي المغربي. كان فقيهاً حافظاً. مات ببلده في الطاعون سنة ست وخمسين وقد مضى فيمن لم يسم أبوه أيضاً فيمن يعرف بابن العجل.
 445 - محمد أبو عبد الله البياتي المغربي نزيل قاعة الحنفية من الصاحلية النجمية. كان عالماً بالطب والفراسة خيراً معتقداً متصدقاً ممن صحب ابن الهمام ومؤاخيه عز الدين بل وشيخنا لكنه لما ولي القضاء انجمع عنه. ومات في يوم السبت عاشر ربيع الأول سنة ثلاث وخمسين، وأظنه مضى في ابن.
446 - محمد أبو عبد الله الخليلي المقدسي والد محمد الماضي. ناب في الخطابة ببيت المقدس. ومات في سنة عشر.
447 - محمد أبو عبد الله صهر ابن بطالة الأحمدي. مات قريباً من سنة ست عشرة.
448 - محمد أبو عبد الله العكرمي - نسبة لقبيلة يقال لها عكرمة وهم فخذ من الشاوية عرب بلاد فاس - المغربي، كان صالحاً عالماً متقدماً في علم الكلام بحيث أنه عمل عقيدة لطيفة ونقل عنه أنه كان يختم القرآن بين صلاة المغرب وأذان العشاء فالله أعلم، مات بعد الأربعين رحمه الله.
449 - محمد أبو عبد الله اللجام البجائي المغربي. أقرأ الفرائض والحساب وغيرهما، وكان حياً سنة تسعين.
450 - محمد أبو عبد الله الهوى نزيل جامع عمرو وأحد المعتقدين بين المصريين ويعرف بالسفاري. كان خيراً حسن السيرة مقصوداً بالزيارة وكنت ممن زاره والغالب عليه فيما قيل الجذب. مات في يوم الجمعة حادي عشر جمادى الأولى سنة خمس وخمسين ودفن بجوار المفضل بن فضالة من القرافة الكبرى رحمه الله وإيانا.
محمد أبو الفتح بن حرمى. في الكنى. محمد أبو الفضل بن عرب كاتب ديوان الأتابك أزبك. مضى في ابن محمد بن علي.
451 - محمد حفيد عمر بن عبد العزيز البنداري الهواري أخو الأمير إسمعيل الماضي أمير عرب هوارة القبلية. قتل سنة إحدى وخمسين في مقتلة.
452 - محمد حفيد يوسف بن نصر الخزرجي الأنصاري من بني الأحمر صاحب غرناطة ويلقب الغالب بالله؛ كان في السلطنة سنة أربع وأربعين.
453 - محمد باتي السلاوي الزيتوني الزبكي. مات سنة تسع وخمسين.
454 - محمد بيخا الشريف الحسني الملقب بالسيد الكبير رأس الشيعة ووزير العلاء بن أحمد شاه صاحب كلبرجة ورئيس أقطارها وملجأ قاصديها. مات في ثاني عشرى صفر سنة إحدى وستين عن ست وثمانين. أرخه ابن عزم، واستقر بعده ابنه على المخاطب مصطفى خان، ثم مات عن ولدين حسن بيخا وغنائم فوزر ثانيهما وهو الأصغر وخوطب كأبيه بمصطفى خان فلما مات خلفه أخوه وخوطب كهما إلى أن قتل في حرب.
455 - محمد الدمشقي ثم القاهري ويعرف أولاً بالأقباعي ثم بالإسطنبولي لكونها وهي الحبك ونحوه كانت حرفته بل كان أيضاً بيبع النشا ويسقي بالقربة. ولد في سنة اثنتين أو ثلاث وثمانمائة بدمشق. وأخذ فيها التصوف عن البدر الأساطيري الحلبي والشمس الجرادقي والشيخ محمد المغربي الكشكشاني واختص فيما قيل بالبلاطنسي وحج في سنة سبع وخمسين صحبته، وقدم القاهرة في سنة أربع وستين أو التي قبلها فتردد للخطيب أبي الفضل النويري وإمام الكاملية وزكريا فأظهروا اعتقاده والتردد إليه ونوه أولهم به فاشتهر وعظم اعتقاد الناس فيه وصارت له سوق نافقة عند الشرف الأنصاري وغيره، وقرر له على الجوالي المصرية والشامية وكان حريصاً على الجماعات نيراً أنساً عاقلاً خفيف الروح راغباً في الفائدة سألني مرة عن بعض الأحاديث التي أنكر عليه صاحبه يحيى البكري عزوه للبخاري فصوبت مقاله فسر. مات في ليلة الجمعة خامس ذي الحجة سنة ثمان وسبعين فغسل ليلاً وصلي عليه بعد صلاة الصبح بالأزهر ودفن بتربة الأنصاري رحمه الله وإيانا.
456 - محمد الأصبهاني، مات بمكة في شعبان سنة خمس وسبعين.
457 - محمد الأقفاصي المقدسي الشيخ مات بمكة في ربيع الآخر سنة ثلاث وأربعين.
458 - محمد الإيجي وصي الشيخ منصور الكازروني، مات في رمضان سنة ستين، أرخهم ابن فهد.
 459 - محمد البباوي بموحدتين نسبة لببا الكبرى من الوجه القبلي كان فيها خفيراً وراعياً وقدم القاهرة فخدم بعض الطباخين مرقدار ثم عمل صبياً لبعض معاملي اللحم ثم ترقى فصار معاملاً وركب حماراً وتمول وبقي رأس جماعته ومن عليه معول الوزراء في رواتب المماليك وركب بغلاً بنصف رجل واشتهر بين الأكابر فولاه السلطان نظر الدولة طمعاً في ماله وتزياً بزي الكتبة وتسمى بالقاضي بعد المعلم مع كونه عامياً جلفاً ثم رقاه إلى الوزر ولم يعلم وليه أوضع منه مع كثرة من وليه من الأوباش في هذا القرن، ولم يتحول عن عاميته ذرة ولا تطبع بما ينصرف به عنها خردلة بل لزم طريقته في الفحش والإفحاش وصار الرؤساء به في بلية وقال فيه الشعراء فقصروا وبالغ في الظلم والعسف والجبروت والاستخفاف بالناس ومزيد المصادرة والإقدام على الكبير والصغير وغير ذلك مما هو مستفيض ولكنه كان عفيفاً عن المنكرات والفروج المحرمة مظهراً الميل للصالحين ممن يدخل إليه مع صدقه في الجملة وتقريب لصاحبنا الفخر عثمان المقسي بحيث كان يقرأ البخاري عنده وربما توسل به الناس إليه في بعض الشفاعات مع أنه صار بأخرة لا يجيبه وشفعت عنده في جارنا البتنوني فأطلقه من أمر عظيم قرر عنده وقال لي أنت تأخذه مني لمااذ فقلت لله فقال قد أطلقته لله، وبالجملة فكان من مساوئ الزمان. مات غريقاً في بحر النيل فإنه عند إرادة دخول المركب خليج فم الخور وافاه شرد الريح فانقلب بمن فيه فكان هو ممن غرق وذلك وقت الغروب من يوم الأربعاء ثامن عشرى ذي الحجة سنة تسع وستين وهو في الكهولة غير مأسوف عليه.
460 - محمد البديوي السيلكوني القيراطي ويعرف بحمام، أصله تروجي ثم سكندري سكن القاهرة ممن أخذ فن النغمة والضرب عن الأستاذ ابن خجا عبد القادر الرومي العواد الآخذ عن أبيه عبد القادر وتميز في ذلك وما يشبهه وراج عند غير واحد من المباشرين كابن كاتب المناخات وأبناء الناس كابن تمر باي ونالته دنيا طائلة ومع ذلك فهو فقير لإذهابها أولاً فأولاً، وقد تخرج به جماعة كإبراهيم بن قطلوبك وأحمد جريبات وهما في الأحياء ومحمد الدويك وانفرد كل منهم بشيء فالأول أرأسهم والثاني أحفظهم والثالث أقدرهم على التصنيف وربما يتفقده الملك كل قليل بل رتب له كسوة وتوسعة في رمضان وطلبه للقبة الدوادارية غير مرة ولولا شهامته وعزة نفسه بحيث يثني على الرؤساء الماضين ويعيب على الباقين لكان ربما يزاد وقد مسه من شاهين الغزالي لتحامقه عليه بعض المكروه حيث أمر من صفعه وبالغ بما كان سبباً لضعف بصره بل عمي ولذا طرح الناس وأقام منفرداً بخلوة بمدرسة الزيادية على بركة الفهادي، هذا مع اقتداره على الملق ولكنه لا يرى أحداً يحاكي من خالطه سيما مع إعجابه بنفسه وبلغني أنه زائد الوسواس كثير التردد في النية والطهارة شديد الحرص على الصلوات جماعة ومنفرداً والاجتهاد في قضاء ما فاته بل توسع حتى قضى مدة حمله في بطن أمه، وعمر حتى قارب التسعين وهو فريد في فنه.
461 - محمد بلاش أحد المعتقدين. مات بجدة في سنة ثمان وسبعين ووجد معه ما يزيد على ألف دينار قيل أنه دفعها لابن عبد الرحمن الصيرفي بعد أن أقر أنها للشرف الأنصاري رحمه الله وإيانا.
462 - محمد شيخ كرك نوح ويعرف ببلبان. قتله هو وولده عامة دمشق في يوم الجمعة ثالث ذي القعدة سنة اثنتين وأربعين وقتلوا معهما من قومهما جماعة بغياً وعدواناً ولكنهم احتجوا في قتله بأنه كان يتهم بالرفض. وكان صاحب همة عالية ومروءة غزيرة وأفضال وكرم من حال واسعة ومال جم، ذكره المقريزي.
محمد البياتي المغربي. مضى قريباً بزيادة كنيته أبي عبد الله.
محمد التبا ذكاني. في محمد بن محمد بن محمد المولى شمس الدين.
463 - محمد المعروف بتجروم، مات في خامس رمضان سنة اثنتين وخمسين بسويقة اللبن ظاهر باب الفتوح ودفن هناك بزاوية الشيخ هرون من حدرة عكا وكان للعوام فيه اعتقاد ويدرجونه في المجاذيب نفع الله بهم.
464 - محمد التكروري أحد الصوفية بالزمامية من مكة. ممن كان يخدم عبد المحسن الشاذلي اليماني أخا عبد الرؤوف، مات في ليلة الاثنين عاشر المحرم سنة ست وثمانين وصلي عليه عقب الصبح من الغد ودفن عند جماعة رباط الموفق بالحجون من المعلاة رحمه الله.
 466 - محمد الجبرتي شيخ الجبرت ونزيل مكة، مات بها في رجب سنة ثلاث وسبعين وكان شافعياً طالب علم ذا فضيلة ممن لازم البرهاني بن ظهيرة وقرأ عليه في تقاسيمه وأدب ولده أبا السعود واسم أبيه عثمان، أرخه ابن فهد. محمد الجبريني اثنان أحدهما ابن أحمد بن علوان بن نبهان والآخر ابن أبي بكر بن محمد بن نبهان.
467 - محمد الجيزي ثم القاهري الزيات بباب النصر عامي معتقد للظاهر وخشقدم والزين زكريا فمن دونهما صحب الشيخ محمد العطار وتلميذه ابن نور الدين وعادت عليه بركتهما وحج في سنة سبعين وكان في التوجه قريباً منا في السير فأعلمني بمنام رآه لي فيه بشرى أو استند فيه إلى المشاهدة ثم أنه كان بمكة يفرق الخبز في كل ليلة جمعة واستمر جاوراً حتى مات بها في آخر ليلة الأحد سادس المحرم سنة سبع وسبعين رحمه الله.
468 - محمد شخص معتقد للعامة يعرف بحبقة. مات في شعبان سنة ثمان وستين ودفن بتربة قاسم وكان مشهده حافلاً. أرخه المنير.
469 - محمد الحبشي - نسبة لبني حبش بالقرب من تعز - اليماني ممن جلس بمكة لإقراء الأبناء على المسطبة المجاورة لباب الزيادة وقرأ عنده العز ابن أخي أبي بكر قليلاً. مات في ذي القعدة سنة ثمان وتسعين، وكان خيراً رحمه الله.
470 - محمد الحراشي القائد. مات بمكة في رجب سنة سبع وسبعين.
471 - محمد الحريري البصري الأصل المكي أدب الأطفال بها ثم صار يبيع الكتب ثم عمي وانقطع بمنزله وصار يخرج به إلى المسجد الحرام لقراءة المواليد حتى مات في ذي القعدة سنة أربع وخمسين.
472 - محمد الحقيقي - بمهملة وقافين كالدقيقي - اليمني نزيل رباط الظاهر بمكة كان مباركاً مديماً للجماعة بالمسجد الحرام مع فضيلة، مات بمكة في رمضان سنة ثلاث وسبعين؛ أرخهم ابن فهد.
473 - محمد الحموي الحنفي. ممن عرض عليه الشمس الونائي الخانكي في سنة تسع عشرة فينظر من هو. محمد الحنفي. في ابن حسن بن علي.
474 - محمد الحنفي آخر. كتب على استدعاء بعد الخمسين وأن مولده سنة ثمان وسبعمائة.
475 - محمد الحنوسي الغزي. مات بمكة في شعبان سنة اثنتين وأربعين أرخه ابن فهد.
476 - محمد الخزرجي أحد رسل الدولة ويلقب بزتحار لسمرته وربما قيل له ابن بركة وهي أمه. عامي محض يتشدق ويزعم أنه من بيت البلقيني وتربيته فيعادي شيخنا ويبارزه وربما شافهه بما لا يليق، وكان ممن يستعاذ من شره مع كونه ممن لا يذكر بحال. مات في سنة ست وسبعين عفا الله عنه.
477 - محمد خسرو العجمي. مات بمكة في المحرم سنة ثلاث وأربعين. أرخه ابن فهد.
478 - محمد الخضري بباب الفتوح ويعرف بجعبوب. مات في ربيع الآخر سنة اثنتين وخمسين؛ وكان صالحاً معتقداً عند كثيرين.
479 - محمد الخواص شيخ معتقد في المقادسة. مات هناك في ربيع الأول سنة ست وخمسين وصلي عليه عند المحراب الكبير رحمه الله.
محمد الدمدمكي. في ابن الدمدمكي.
480 - محمد الذبحاني - بفتح المعجمة والموحدة والحاء المهملة ثم نون - اليمني شيخ صالح. مات باليمن في ذي الحجة سنة اثنتين وستين أرخه ابن فهد. وقال في ذيله أنه مات بمكة؛ وقد مضى محمد بن سعيد بن أحمد الذبحاني وأنه تأخر عن هذا.
481 - محمد الراشدي - مات بمكة في صفر سنة سبع وخمسين أرخه ابن فهد.
محمد الرباطي. يأتي في محمد القدسي.
482 - محمد الرملي التونسي من تلامذة ابن عرفة درس وأخذ عنه بعض المقيدين ممن أخذ عني.
483 - محمد الرياحي المغربي المالكي، أقام في البرلس نحو ستين سنة وانتفع به جماعة من أهلها وغيرهم وكان بارعاً في الفقه والأصلين ممن أخذ عن ابن مرزوق وغيره. مات بعيد الأربعين وهو راجع من زيارة بيت المقدس بقرية بقرب العباسة ودفن بها وكان حسن الخلق، أفاده لي الشهاب أحمد بن يوسف بن علي بن الأقيطع الماضي وهو ممن انتفع به ونفع الله به.
484 - محمد الزيموني - شيخ صالح معتقد - مات ببلده سنة خمسين وصلي عليه بدمشق صلاة الغائب رحمه الله.
485 - محمد الخواجا الزاهر البخاري - لقيه الشهاب بن عربشاه فأخذ عنه وقال إنه صنف تفسيراً في مائة مجلد وأنه كان التزم في بعض أوقاته أن لا يخرج في وعظه وتذكيره عن قوله تعالى "الله نور السموات والأرض" واستمر كذلك حتى سئل في الانتقال عنها إلى غيرها ففعل وأنه مات بطيبة في أواخر سنة اثنتين وعشرين.
 486 - محمد الزرهوني الخيبري - نسبة لخيبر قرية من جبل زرهون - المغربي ويلقب الدقون بفتح المهملة وتشديد القاف وآخره نون - كان مع عاميته يتكلم في العلم كلاماً متيناً. مات في سنة إحدى وسبعين أفاده لي بعض الآخذين عني من المغاربة.
محمد الزيات. يأتي في محمد المصري.
487 - محمد السدار - شيخ معتقد تذكر له أحوال وكرامات إلى المجاذيب أقرب مقيم يزاوية جددتها أو أنشأتها له خوند في مصر العتيقة. مات وقد قارب السبعين فيما قيل في ليلة الخميس منتصف جمادى الثانية سنة تسع وثمانين وصلى عليه من الغد بجامع عمرو في جمع جم فيه غير واحد من أتباع السلطان وراموا دفنه بتربته فما أمكن فرجعوا به لزاويته رحمه الله وإيانا ونفعنا به.
488 - محم دالسدار آخر ممن يبيع السدر وغيره بحانوت بجانب سام بن نوح بالقرب من المؤيدية ممن كثر اعتقاد العامة فيه وذكرت له أحوال. مات بعيد التسعين.
489 - محمد السطوحي ويعرف بالصاجاتي. كان معتقداً. مات في ربيع الأول سنة ثلاث وخمسين بباب البحر ظاهر القاهرة.
490 - محمد المدعو شكيكر برددار الزين بن مزهر سقط به سلم من بيت ببولاق في يوم الأحد منتصف صفر سنة ست وثمانين ودفن من الغد غير مأسوف عليه.
محمد السنقري الهمذاني - هو ابن بهاء الدين مضى.
491- محمد السلاوي المغربي. مات بمكة في ذي القعدة سنة أربع وخمسين أرخه ابن فهد.
492 - محمد السيوفي بحانوت باب الصاغة - مات في ربيع الأول سنة اثنتين وخمسين؛ وكان صالحاً معتقداً مذكوراً بالخير رحمه الله.
493 - محمد الشاذلي المحتسب - كان خردفوشياً ثم صار بلاناً ثم صحب ابن الدماميني وترقى إلى أن ولي حسبة مصر ثم القاهرة مراراً بالرشوة بواسطة بيبرس الدوادار مع كونه عرياً من العلم غاية في الجهل بحيث حكى عنه أن ابناً له مرض فعاده جماعة من أصحابه وقالوا له لا تخف فالله تعالى يعافيه فقال لهم هذا ابن الله مهما شاء فعل فيه وأنه كان يقرأ "وإن جهنم لموعدهم أجمعين" بضم الجيم فإذا أنكر عليه قال هذه لغة حكاهما العيني - مات في صفر سنة عشر ذكره شيخنا في إنبائه باختصار عن هذا.
494 - محمد الشامي الحداد تلميذ الجمال عبد الله بن الشيخ خليل القلعي الدمشقي الصوفي الواعظ - مات في ربيع الأول سنة إحدى وخمسين.
محمد الشبراوي - في ابن سليمان بن مسعود.
495 - محمد الشريف الحسني الزكراوي نسبة لجده أبي زكريا الفاسي نزيل تونس وبها توفي في ذي الحجة سنة أربع وسبعين وقد جاز الخمسين وكان أديباً طبيباً لبيباً ولي البيمارستان بتونس وأقرأ العقليات مع مشاركة في الفقه واعتناء بالتاريخ. أفاده لي بعض الآخذين عني من المغاربة.
496 - محمد الشفى أحد المعتقدين الموصوفين عند جمع بالجذب. مات في ربيع الأول سنة خمسين ودفن داخل باب القرافة عند إسطبل الزرافة قديماً بتربة عمر الكردي رحمه الله.
497 - محمد الشويمي أحد المجاذيب المقيمين عند الشيخ مدين وكان من قدماء أصحابه ممن زرته ودعا لي بالمغفرة عقب رجوعه من الحج. مات في ذي القعدة سنة سبع وستين ودفن بزاوية صاحبه.
498 - محمد الشيرازي المعلم الخياط بمكة. مات في عصر يوم الاثنين ثاني عشر رجب سنة ثلاث وتسعين بعد أن حصل له عرج وصلي عليه بعد صلاة الصبح عند باب الكعبة ودفن بالمعلاة.
499 - محمد الشيرازي الزعفراني جاور بمكة فقرأ عليه بالسبع عمر النجار.
محمد الصغير. في ابن علي بن قطلوبك.
500 - محم دالصوفي وكيل بيت المال وناظر الكسوة والذخيرة. مات في المحرم سنة أربع وستين. أرخه ابن عزم. محمد الضرير الأزهري. في ابن عيسى بن إبرهيم.
501 - محمد العربي المغربي شيخ رباط الموفق بمكة. مات فجأة في المحرم سنة ثمان وسبعين بمكة.
502 - محمد العجمي الشمسي نائب إمام مقام الحنفية. مات بمكة في شعبان سنة إحدى وثمانين وكان عالماً. أرخهما ابن فهد.
503 - محمد البوشي ويعرف بالعطار أحد أتباع يوسف العجمي ومريديه حكى لنا عنه جماعة.
محمد الغمري اثنان ممن أخذ عن الزاهد بن أحمد بن يوسف وابن عمر الولي الشهير صاحب الجوامع.
504 - محمد فارصا. أخذ عنه الأمين الأقصرائي بمكة وقال كان مشهوراً بالتقوى ورجع فمات بالمدينة النبوية سنة اثنتين وعشرين رحمه الله. محمد الفرنوي هو ابن علي.
 محمد القادري الصالحي. كان منقطعاً بزاوية بصالحية دمشق وله أتباع لهم أذكار وأوراد ينكرون المنكر وشيخهم فقليل الاجتماع بالناس بل بين المنقبض والمنبسط. مات في رجب سنة ست وعشرين بالطاعون ذكره شيخنا في إنبائه.
506 - محمد القباقبي الدمشقي شيخ معتقد هناك - مات في شعبان سنة سبع وخمسين بقرية برزة ظاهر دمشق وخرج للصلاة عليه خلق من الأعيان من القضاة ونحوهم رحمه الله وإيانا.
محمد القباقبي الدمشقي الصالحي الحنبلي آخر. مضى قريباً في الملقبين بشمس الدين.
507 - محمد المعروف بالقدسي وبشيخ الخدام لأن الخدام بالقاهرة كانوا يعتقدونه شيخ مبارك كان يسكن بمصر عند قبو مدرسة السلطان حسن بالقرب من القلعة ويتردد منها لمكة كثيراً على طريقة حسنة مع معرفة بطريق الصوفية وبلغني أنه صحب محمداً القرمي بالقدس كثيراً وأنه كان يصوم الدهر ويقوم الليل وله على ما ذكر نظم سمعته ينشد منه شيئاً ولكن لم أحفظه وكان يسكن في رباط الخوزي وبه توفي في يوم الجمعة ثامن عشر ذي القعدة سنة إحدى عشرة بمكة ودفن بالمعلاة وهو فيما أحسب في عشر الستين أو أزيد.
508 - محمد القدسي الرباطي. مات بمكة في ربيع الأول سنة أربع وثلاثين. أرخه ابن فهد ووصفه بالشيخ.
509 - محمد الشامي السطوحي ويعرف بالقشيش أحد المعتقدين بين كثيرين. مات في ربيع الأول سنة خمسين ببعض أعمال القليوبية ودفن هناك.
510 - محمد القصري التاجر ويعرف بابن ستيت. كان مقلاً ثم أكثر السفر لإسكندرية حتى أثري فتردد إلى مكة وكان أولاً يشتغل ويحضر دروس شيخنا ابن الملقن وسمع عليه الكثير. مات في ثاني عشر شوال سنة اثنتين وعشرين ذكره شيخنا في إنبائه.
511 - محمد القناوي الحناط مات بمكة في شعبان سنة أربع وستين. أرخه ابن فهد.
محمد القنشي. هو ابن علي بن خلد بن علي بن موسى.
محمد القواس الدمشقي أحد المعتقدين. مضى في ابن عبد الله.
512 - محمد الكبير خادم الشيخ صالح. مات سنة إحدى.
513 - محمد الكردي الصوفي الزاهد المعمر. كان بخانقاه غمرشاه بالقنوات بدمشق ورعاً جداً لا يرزأ أحداً شيئاً بل يؤثر بما عنده وتؤثر عنه كرامات وكشف مع عدم مخالطته لأحد وخضوعه لكل أحد. مات في شوال سنة اثنتين وقد جاز الثمانين. ذكره شيخنا في إنبائه. محمد الكمالي هو ابن عبد الله بن طغاي.
514 - محمد الكومي التونسي أخذ عن أحمد الشماع وعبد الله الباجي قرأ عليه أصحابنا الأصلين للفخر الرازي. ومات بعد سنة ثلاث وسبعين.
515 - محم الكويس أحد المعتقدين. مات في صفر سنة إحدى وستين بخانقاه سرياقوس وكان مقيماً فيها وبها دفن وممن كان يبالغ في اعتقاده الزين قاسم البلقيني وقد زرته في توجهي إلى السفرة الشمالية فدعا لي.
516 - محمد الكيلاني الخواجا. مات بمكة في سنة ثلاثين. أرخه ابن فهد وقد مضى في ابن. محمد الماحوزي، مضى في الملقبين شمس الدين.
517 - محمد الماروسي بالرملة. مات في سنة ثلاث وثلاثين.
محمد المدني المالكي. هو ابن علي بن معبد بن عبد الله مضى.
518 - محمد المرجي الخواص أحد المعتقدين. مات في ذي الحجة سنة ثلاث وستين ودفن بزاوية البيدغاني بسوق اللبن. أرخه المنير.
519 - محمد الحسني المشامري بالمعجمة بعد الميم المضمومة وربما خفف فكتب بدون ألف - المغربي كان صالحاً فاضلاً. مات في سنة ستين أفاده لي بعض المغاربة الآخذين عني.
520 - محمد المغربي العطار بمكة أخو مريم الآتية. مات في جمادى الثانية سنة ست وتسعين بها واسم أبيه علي.
521 - محمد المغربي ويعرف برطب. مات في جمادى الأولى سنة خمس وتسعين بجدة ودفن بها وهو ممن جاور بالحرمين مدة ثم صار يزور المدينة ويظهر صلاحاً وفيه مقال.
522 - محمد المغربي نزيل جامع عمرو وأحد المعتقدين المقصودين للتبرك والزيارة وكنت ممن سلم عليه مرة، مات في مستهل ذي القعدة سنة أربع وسبعين ودفن بجوار الشرف البوصيري من القرافة رحمه الله.
 523 - محمد المغربي المرابط أحد المعتقدين أيضاً ويعرف بخبزة. كان مقيماً بمسطبة مرتفعة بأحجار مرصوصة على باب قاعة البغاددة داخل باب النصر بالقرب من جامع الحاكم دهراً طويلاً لا يبرح عن مكانه شتاء وصيفاً ليلاً ونهاراً والناس يأتونه للزيارة من الأماكن البعيدة فضلاً عن دونها ومنهم من يجيئه بالأكل والدراهم والثياب وغيرها ويسمونه مجذوباً ويذكرون له أحوالاً وقد رأيته كثيراً والله أعلم بحاله مات في يوم الجمعة خامس جمادى الأولى سنة تسع وخمسين ودفن من يومه قبل صلاة الجمعة بتربة الأشرف إينال وبأمره بعد الصلاة عليه بمصلى باب النصر؛ ويقال أنه وجد بمحل جلوسه نحو خمس وعشرين ألف درهم.
محمد المغربي اللبسي. هو ابن محمد بن يحيى بن محمد بن عيسى مضى.
524 - محمد الشهير بأبو تونة مات بمكة في المحرم سنة أربع وخمسين أرخه ابن فهد.
525 - محمد المصري المؤذن بباب السلام ويعرف بالزيات. جاور بمكة وجدد له أذان بباب السلام وقرر له مائة على الذخيرة ثم صار في أيام إينال على النصف كعموم المرتبين وكان إنساً في أذانه. مات في المحرم سنة سبع وسبعين واستقر بعده أولاد ابن مسدى شيخ رباط ربيع.
526 - محمد المفلج. مات بمكة في ربيع الأول سنة أربع وأربعين أرخه ابن فهد.
527 - محمد القيسي الملوري المغربي الأندلسي المالكي قرأ عليه ابن أبي اليمن إرشاد السالك إلى أفعال المناسك لأبي الحسن علي بن محمد بن فرحون ومن أول ألفية ابن ملك إلى فصل في ما ولا ولات وأن المشبهات ليس. في سنة ثمان وثلاثين وأذن له في الإقراء. محمد المناشفي. مضى في الملقبين بشمس الدين.
528 - محمد النحريري الضرير. شيخ كان يضرب الرمل وللنساء بصنيعه تمسك تام وله جلالة بينهن بل سمعت وصفه بالبراعة في فنه من جماعة كالبدر الطلهاوي بحيث أنه أخذ عنه وقال له أنه كان ينظم وعنده فوائد مات بعد الثمانين وأظنه قارب الثمانين وكان قد سكن بقاعة ابن عليبة بالقرب من ربعه المجاور لجامع الغمري عفا الله عنه. محمد النطوبسي ويعرف بابن عرادة يأتي في ابن عرادة. محمد النفطي المغربي. في ابن عمر بن محمد.
محمد نقيب القصر ويعرف أبوه بابن شفتر. مضى فيمن يلقب ناصر الدين قريباً.
529 - محمد الهبي اليماني الزبيدي والد العفيف عبد الله الماضي كان من جماعة إسمعيل الجبرتي فسمع قارئاً يقرأ "يا أيها الناس اتقوا ربكم واخشوا يوماً" الآية فمات عند سماعها بحضرة ولده وإخباره لمن أخبرني وذلك في سنة إحدى وعشرين رحمه الله.
530 - محمد الهروي نزيل رباط الظاهر بمكة مات بها في جمادى الأولى سنة أربع وستين.
531 - محمد الهلالي القائد في مملكة حفيد أبي فارس محمد بن محمد. صار هو وأخو أستاذه عثمان لهما الحل والعقد فلما استقر عثمان بعد أخيه قبض عليه وسجنه وغيبه حتى مات وذلك قريباً من سنة تسع وثلاثين.
532 - محمد الواسطي الشافعي نزيل الحرمين وكانه ابن عبد القادر بن عمر السكاكيني الماضي ممن شهد على ابن عياش في ذي الحجة سنة ست وثلاثين بإجازة عبد الأول.
533 - محمد الواصلي نسبة لبلد بالجزيرة القبلية ظاهر تونس التونسي المغربي أحد المفتين المتفننين المترقين فيا لحفظ ممن درس وأفتى وجلس للشهادة بتونس بل كان قاضياً ببعض محالها. مات في سنة اثنتين وسبعين وكان عالماً صالحاً قاله لي بعض ثقات المغاربة. محمد اليماني الكتبي شيخ الفراشين بمكة مضى في ابن علي بن عبد الكريم. آخر المحمدين ولله الفضل.

ذكر من اسمه محمود

534 - محمود بن إبرهيم بن إسمعيل بن موسى السهروردي ثم القاهري الماضي أبوه. ممن قرأ القراآت على ابن الحمصاني وكانت فيه فضيلة. مات سنة تسع وثمانين.
 535 - محمود بن إبرهيم بن محمد بن عبد الله بن سعد بن أبي بكر الزين بن البرهاني بن الديري المقدسي الأصل القاهري الحنفي الماضي أبوه وجده. ولد كما أخبر به مع تردده فيه في حياة جده بعد انفصاله عن القضاء إما بعد توجهه لبيت المقدس أو قبيلها وكان توجهه في سنة سبع وعشرين. ومات فيها هناك بالمؤيدية ثم أنه جرى في أثناء كلامه أنه لما حج مع أبيه وعمه كان قد بلغ بحيث كانت حجة الإسلام وكانت في موسم سنة إحدى وخمسين فيكون على هذا مولده بعد سنة ست وثلاثين والأول أشبه فابن عمه البدري ولد في سنة ثمان وثلاثين وهو فيما يظهر أسن منه بكثير ونشأ في كنف أبيه فحفظ القرآن والمغني للخبازي في أصوله ونقم على أبيه كونه لم يقرئه كتاباً في الفقه، والحاجبية واشتغل على عمه القاضي سعد الدين في الفقه وغيره في الكنز وغيره ولازمه كثيراً في سماع الحديث بقراءة المحيوي الطوخي وكذا أخذ في الفقه عن جعفر العجمي نزيل المؤدية ثم فيه وفي غيره عن الزين قاسم الحنفي وفي العربية عن وفي الفرائض عن البوتيجي وناب في القضاء عن عمه فمن شاء الله بعده وحج مع أبيه في موسم سنة إحدى وستين حين حجت خوند وابنها، فلما عاد استقر في نظر الإصطبل باستعفاء الزيني بن مزهر المستقر فيها بعد أبيه البرهاني في رجب سنة سبع وخمسين ثم انفصل عنها في رمضان سنة خمس وستين بالشرف بن البقري واستمر منقطعاً حتى عن نيابة القضاء غالباً وقال أنه عرض عليه في الأيام المؤيدية التكلم في البيمارستان ثم حج في موسم سنة سبع وتسعين وجاور التي تليها وكذا جاور قبلها بعد الثمانين وتكرر دخوله لبيت المقدس وكان به في سنة تسعين. محمود بن إبرهيم بن محمد بن محمود بن عبد الحميد بن هلال الدولة. يأتي في ابن محمد بن إبراهيم بن محمود.
536 - محمود بن إبرهيم بن محمود بن أحمد بن حسين أبو الثنا بن أبي الطيب الأقصرائي الأصل القاهري ابن المواهبي الماضي أبوه ممن عرض علي في جملة الجماعة. محمود بن إبرهيم بن محمود بن عبد الرحيم بن الحموي الواعظ الماضي أبوه وأخوه محمد والآتي جدهما قريباً.
537 - محمود بن إبرهيم بن محمود بن عبد الرحيم بن الحموي الواعظ الماضي أبوه وأخوه محمد والآتي جدهما قريباً.
238 - محمود بن إبراهيم شاه سلطان جانفور.
239 - محمود بن أحمد بن إبرهيم حميد اتلدين بن الفاضل شهاب الدين الشكيلي المدني الشافعي حفظ أربعي النووي ومنهاجه والمنهاج الأصلي وألفية الحديث والنحو وجود الخط وكان ذكياً فاضلاً؛ ولعله مات فيها سنة إحدى وتسعين.
540 - محمود بن أحمد بن إسمعيل بن محمد بن أبي العز المحيوي بن النجم بن العماد الدمشقي الحنفي والد الشهاب أحمد ويعرف كسلفه بابن الكشك اشتغل قليلاً وناب عن أبيه بل استقل بالقضاء وقتاً ولما كانت فتنة تمر دخل معهم في المنكرات والمظالم وبالغ فيها وولي القضاء عنهم ولقب قاضي المملكة واستخلف بقية القضاة من تحت يده وخطب بالجامع فكرهه الناس ومقتوه ولم يلبث أن اطلع تمر على أنه خانه فصادره وعاقبه وأسره إلى أن وصل تبريز فهرب ودخل القاهرة فكتب توقيعه بقضاء الشام فلم يمضه نائبها شيخ واستمر خاملاً حتى مات في ذي الحجة سنة ثمان بعد أن كان تفرق أخوه وأولاده وظائفه ثم صالحوه على بعضها ذكره شيخنا في إنبائه.
 541 - محمود بن أحمد بن حسن بن إسمعيل بن يعقوب بن إسمعيل مظفر الدين ابن الإمام شهاب الدين العنتابي - ويخفف بالعيني - الأصل القاهري الحنفي شقيق الشمس محمد الماضي ويعرف كهو بابن الأمشاطي نسبة لجدهما لأمهما الشيخ الخير شمس الدين لتجارته فيها. ولد في حدود سنة اثنتي عشرة وثمانمائة بالقاهرة ونشأ فحفظ القرآن والنقاية في الفقه لصدر الشريعة وكافية ابن الحاجب ونظم نخبة شيخنا للعز الحنبلي المسمى نزهة النظر والتلويح في الطب للخجندي واشتغل في الفقه على السعد بن الديري والأمين الأقصرائي والشمني وابن عبيد الله وعن الثاني أخذ أيضاً في النحو وغيره وعن الثالث والشرف بن الخشاب أخذ الطب بل أخذه بمكة عن سلام الله وكذا سمع عليه بقراءة الخطيب أبي الفضل النويري في الشمسية وأخذ الميقات عن الشمس المحلي وسمع على الشمس الشامي في ذيل مشيخة القلانسي وعلى البدر حسين البوصيري رفيقاً للسنباطي مقورء أبي القسم النويري من أول سنن الدارقطني وهو ثلاثون ورقة وعلى شيخنا وآخرين وأجاز له جماعة ودخل لدمشق غير مرة وحضر عند أبي شعر مجالس من وعظه وكذا حج غير مرة وجاور وسمع على التقي بن فهد وأبي الفتح المراغي، وزار الطائف رفيقاً للبقاعي ورابط في بعض الثغور وسافر في الجهاد واعتنى بالسباحة وبالتجليد وبرمي النشاب وعالج وثاقف ورمى بالمدافع وعمل صنعة النفط والدهاشات وأخذ ذلك عن الأستاذين وتقدم في أكثرها إلى غيرها من النكت والصنائع والفنون والبدائع وباشر الرياسة في عدة مدارس وكذا الطب بل درس فيه وصنف وتدرب فيه جماعة صارت لهم براعة ومشى للمرضى فللرؤساء على وجه الاحتشام ولغيرهم بقصد الاحتساب مع عدم الإمعان في المشي ودرس الفقه بالزمامية بناحية سويقة الصاحب تلقاها عن الشمس الرازي وبدرس بكلمش المعين له المؤيدية مع الإمامة بالصالحية بعد أخيه وبالظاهرية القديمة بعد سعد الدين الكماخي والطب بجامع طولون والمنصورية بعد الشرف بن الخشاب نيابة عن ولده ثم استقلالاً إلى غير ذلك من الجهات وناب في القضاء عن السعد بن الديري فمن بعده على طريقة جميلة ثم أعرض عنه بحيث أنه لم يباشر عن أخيه وكذا أعرض عن سائر ما تقدم من الصناعات والفضائل سوى الطب وشرح من كتبه الموجز للعلاء بن نفيس شرحاً حسناً في مجلدين كتبه عنه الأفاضل وتداول الناس نسخة وقرضه له غير واحد، وكذا شرح اللمحة لابن أمين الدولة بل عمل قديماً لابن البارزي وهو المشير عليه به كراسة يحتاج إليها في السفر بل شرح النقاية استمد فيه من شرح شيخه الشمني وكان قد قرأه عليه وأذن له في التدريس والإفتاء. وهو إنسان زائد التواضع والهضم لنفسه مع العفة والشهامة وخفة الروح ومزيد التودد لأصحابه والبر لهم والصلة لذوي رحمه والرغبة في أنواع القربات والتقلل بأخرة من الاجتماع بالناس جهده والإقبال على صحبه من يتوسم فيه الخير كإمام الكاملية ثم ابن الغمري وله فيهما مزيد الاعتقاد ولما مات أخوه ورثه وضم ما خصه من نقد وثمن كتب ونحوها لما كان في حوزته وأرصد ذك لجهات جددها سوى ما فعله هو وأخوه قبله من صهريج بالقرب من الخانقاه السرياقوسية وسبع وغير ذلك وعمل تربة. وحدث بالقليل أخذ عنه بعض الطلبة وصحبته سفراً وحضراً فما رأيت منه إلا الخير والتفضيل وبيننا ود شديد وإخاء أكيد بل هو من قدماء أحبابنا وممن رغب في اللتكتاب القول البديع من تصانيفي وكان يجيء يوماً في الأسبوع لسماعه وكان تصنيفي الابتهاج بأذكار المسافر الحاج من أجله ومع ضعف بدنه ودنياه لا يتخلف عن زيارتي في كل شهر غالباً مع تكرر فضله وتقلله وسمعته يحكي أنه رأى وهو صبي في يوم ذي غيم رجلاً يمشي في الغمام لا يشك في ذلك ولا يتمارى ووصفه البقاعي بالشيخ ابن الفاضل وقال الطبيب الحاذق ذو الفنون المجلد وأنه ولد في حدود سنة عشرة انتهى. وهو الآن في سنة تسع وتسعين مقيم ببيته زائد العجز عن الحركة ختم الله له بخير ونعم الرجل رغب عن جملة من وظائفه كتدريس الظاهرية لتلميذه العلامة الشهاب بن الصائغ.
542 - محمود بن أحمد بن سليمان بن الشمس تاجر شهير ممن سمع ختم البخاري بالظاهرية.
 543 - محمود بن أحمد - واختلف علي فيمن بعده فقيل محمد بن إبرهيم وقيل إبرهيم بن محمد وكأنه أصح - الزين الشكيلي المدني أحد مؤذنيها والماضي عمه محمد بن إبرهيم وأخوه محمد وأبوهما. ممن سمع في المدينة. ويحرر مع محمود بن أحمد بن إبرهيم الماضي قريباً.
544 - محمود بن أحمد بن محمد النور أبو الثناء بن الشهاب الهمذاني الفيومي الأصل الحموي الشافعي ويعرف أبوه بابن ظهير ثم هو بابن خطيب الدهشة. تحول أبوه من الفيوم إلى حماة فاستوطنها وولي خطابة الدهشة بها وصنف المصباح المنير في غريب الشرح الكبير مجلدين وشرح عروض ابن الحاجب وديوان خطب وغيرها وولد له ابنه هذا في سنة خمسين وسبعمائة ونشأ فحفظ القرآن وكتباً وسمع من الشهاب المرداوي صحيح مسلم ومن قاسم الضرير صحيح البخاري ومن الكمال المعري ثلاثياته في آخرين وتفقه على علمائها في ذلك العصر وارتحل لمصر والشام فأخذ عن أئمتها أيضاً إلى أن تقدم في الفقه وأصوله والعربية واللغة وغيرها، وولي بسفارة ناصر الدين بن البارزي قضاء حماة في أول دولة المؤيد فباشره مباشرة حسنة بعفة ونزاهة وصرف بالزين بن الخرزي الماضي في أوائل سنة ست وعشرين فلزم منزله متصدياً للإقراء والإفتاء والتصنيف فانتفع به عامة الحمويين واشتهر ذكره وعظم قدره وصنف الكثير كمختصر القوت للأذرعي وهو في أربعة أجزاء سماه إغاثة المحتاج إلى شرح المنهاج وقيل إنه سماه لباب القوت وتكملة شرح المنهاج للسبكي وهو في ثلاثة عشر مجلداً والتحفة في المبهمات وشرح ألفية ابن مالك وتحرير الحاشية في شرح الكافية الشافية في النحو له أيضاً ثلاث مجلدات وتهذيب المطالع لابن قرقول في ست مجلدات واختصره فسماه التقريب في الغريب في جزءين جوده واليواقيت المضية في المواقيت الشرعية وعمل منظومة نحو تسعين بيتاً في الخط وصناعة الكتاب وشرحها. قال شيخنا في إنبائه: وانتهت إليه رياسة المذهب بحماة مع الدين والتواضع المفرط والعفة والانكباب على المطالعة والإشغال والتصنيف والمشاركة في الأدب وغيره وحسن الخط. وكذا قال التقي بن قاضي شهبة أنه انفرد مدة بمشيخة حماة بعد موت رفيقه الجمال بن خطيب المنصورية مع زهد وتقشف قال ولكن كانت فيه غفلة وعنده تساهل فيما ينقله ويقوله. وكذا أثنى عليه ابن خطيب الناصرية وغيره كالتقي بن فهد في معجمه وشيخنا في معجمه أيضاً باختصار. وقال بعض الحفاظ إنه كان صالحاً عالماً علامة صاحب نسك وتأله معروفاً بالديانة والصيانة ملازماً للخير والتواضع. مات بحماة في يوم الخميس سابع عشر شوال سنة أربع وثلاثين وكانت جنازته مشهودة وعظم الأسف عليه وقيل أنه لما احتضر تبسم ثم قال لمثل هذا فليعمل العاملون. ومن نظمه:

وصل حبيبي خبـر لأنـه قـد رفـعـه

 

ينصب قلبي غرضاً إذ صار مفعولاً معه

ومنه:

أحضر صرف الراح حل ذو تقى

 

أعهده لم يقتـرف مـحـرمـا

فقلت ما تشرب قد أسكرتـنـي

 

مما أرى فقال لـي هـذا ومـا

وقوله:

غصن النقا لا تحكه

 

فما له في ذا شبه

فرامه قلـت اتـئد

 

ما أنت إلا حطبه

وبينه وبين البدر بن قاضي أذرعات مكاتبات منظومة، وممن كتب عنه من شعره الجمال بن موسى المراكشي والموفق الأبي وكذا قرأ عليه شيئاً من مرويه المحب بن الشحنة. وهو في عقود المقريزي.
 545 - محمود بن أحمد بن موسى بن أحمد بن حسين بن يوسف بن محمود البدر أبو محمد وأبو الثناء بن الشهاب الحلبي الأصل العنتابي المولد ثم القاهري الحنفي ويعرف بالعيني. انتقل أبوه من حلب إلى عنتاب من أعمالها فولي قضاءها وولد له البدر بها وذلك كما قرأته بخطه في سابع عشرى رمضان سنة اثنتين وستين وسبعمائة فنشأ بها وقرأ القرآن ولازم الشمس محمد الراعي بن الزاهد ابن أحد الآخذين عن الركن قاضي قرم وأكمل الدين ونظرائهما في الصرف والعربية والمنطق وغيرها وكذا أخذ الصرف والفرائض السراجية وغيرهما عن البدر محمود بن محمد العنتابي الواعظ الآتي وقرأ المفصل في النحو والتوضيح مع متنه التنقيح على الأثير جبريل بن صالح البغدادي تلميذ التفتازاني والمصباح في النحو أيضاً على خير الدين القصير وسمع ضوء المصباح على ذي النون وتفقه بأبيه وبميكائيل أخذ عنه القدوري والمنظومة قراءة والمجمع سماعاً وبالحسام الرهاوي قرأ عليه مصنفه البحار الزاخرة في المذاهب الأربعة ولازم في المعاني والبيان والكشاف وغيرهما الفقيه عيسى بن الخاص بن محمود السرماوي تلميذ الطيبي والجار بردى، وبرع في هذه العلوم وناب عن أبيه في قضاء بلده وارتحل إلى حلب في سنة ثلاث وثمانين فقرأ على الجمال يوسف الملطي البزدوي وسمع عليه في الهداية وفي الأخسيكتي وأخذ عن حيدر الرومي شارح الفرائض السراجية ثم عاد إلى لده ولم يلبث أن مات والده فارتحل أيضاً فأخذ عن الولي البهستي ببهستا وعلاء الدين بكختاو البدر الكشافي بملطية ثم رجع إلى بلده، ثم حج ودخل دمشق وزار بيت المقدس فلقي فيه العلاء أحمد بن محمد السيرامي الحنفي فلازمه واستقدمه معه القاهرة في سنة ثمان وثمانين وقرره صوفياً بالبرقوقية أول ما فتحت في سنة تسع وثمانين ثم خادماً ولازمه في الفقه وأصوله والمعاني والبيان وغيرها كقصة من أوائل الكشاف وكذا أخذ الفقه وغيره عن الشهاب أحمد بن خاص التركي ومحاسن الاصطلاح عن مؤلفه البلقيني وسمع على العسقلاني الشاطبية وعلى الزين العراقي صحيح مسلم والإلمام لابن دقيق العيد وقرأ على التقي الدجوي الكتب الستة ومسند عبد والدارمي وقريب الثلث الأول من مسند أحمد وعلى القطب عبد الكريم حفيد الحافظ القطب الحلبي بعض المعاجيم الثلاثة للطبراني وعلى الشرف بن الكويك الشفا وعلى النور الفوى بعض الدارقطني أو جميعه وعلى تغرى برمش شرح معاني الآثار للطحاوي وعلى الحافظ الهيثمي في آخرين، ولبس الخرقة من ناصر الدين القرطي. وفي غضون هذا دخل دمشق فقرأ بها بعضاً من أول البخاري على النجم بن الكشك الحنفي عن الحجار وكان حنفياً عن ابن الزبيدي الحنفي حسبما استفدت معنى كله من خطه مع تناقض في بعضه مع ماكتبه مرة أخرى كما بينته في ترجمته من ذيل القضاة نعم رأيت قراءته للجزء الخامس من مسند أبي حنيفة للحارثي على الشرف بن الكويك ووجدت بخط بعض الطلبة أنه سمع على العز بن الكويك والد الشرف، ولم يزل البدر في خدمة البرقوقية حتى مات شيخها العلاء فأخرجه جركس الخليلي أمير آخور منها بل رام إبعاده عن القاهرة أصلاً مشياً مع بعض حسدة الفقهاء فكفه السراج البلقيني ثم بعد يسير توجه إلى بلاده ثم عاد وهو فقير مشهور الفضيلة فتردد لقلمطاي العثماني الدوادار وتغرى بردى القردمي وجكم من عوض وغيرهم من الأمراء بل حج في سنة تسع وتسعين صحبة تمربغا المشطوب وقال أنه رأى منه خيراً كثيراً، فلما مات الظاهر برقوق سعى له جكم في حسبة القاهرة فاستقر فيها في مستهل ذي الحجة سنة إحدى وثمانمائة ثم انفصل عنها قبل تمام شهر بالجمال الطنبدي ابن عرب وتكررت ولايته لها، وكان في مباشرته لها يعزر من يخالف أمره بأخذ بضاعته غالباً وإطعامها للفقراء والمحابيس، وكذا ولي في الأيام الناصرية عدة تداريس ووظائف دينية كتدريس الفقه بالمحمودية ونظر الأحباس ثم انفصل عنها وأعيد إليها في أيام المؤيد وقرره في تدريس الحديث بالمؤيدية أول ما فتحت وامتحن في أول دولته ثم كان من أخصائه وندمائه بحيث توجه عنه رسولاً إلى بلاد الروم ولما استقر الظاهر ططر زاد في إكرامه لسبق صحبته معه بل تزايد اختصاصه بعد بالأشرف حتى كان يسامره ويقرأ له التاريخ الذي جمعه باللغة العربية ثم يفسره له بالتركية لتقدمه في اللغتين ويعلمه أمور الدين حتى حكى أنه كان يقول لولاه لكان في

إسلامنا شيء وعرض عليه النظر على أوقاف الأشراف فأبى ولم يزل يترقى عنده إلى أن عينه لقضاء الحنفية وولاه إياه مسئولاً على حين غفلة في ربيع الآخر سنة تسع وعشرين عوضاً عن التفهني لما استقر في مشيخة الشخونية ثم صرفه على استكمال أربع سنين ثم أعاده وسافر في جملة رفقته صحبته سنة آمد حتى وصل معه إلى البيرة ثم فارقه وأقام في حلب حتى رجع السلطان فرافقه، ومات الأشرف وهو قاض ثم صرف في أيام ولده في المحرم سنة اثنتين وأربعين بالسعد بن الديري، ولزم البدر بيته مقبلاً على الجمع والتصنيف مستمراً على تدريس الحديث بالمؤيدية ونظر الأحباس حتى مات غير أنه عزل عن الأحباس بالعلاء بن أقبرس في سنة ثلاث وخمسين وتألم ولم يجتمع القضاء والحسبة ونظر الأحباس في آن واحد لأحد قبله ظناً. وكان إماماً عالماً علامة عارفاً بالصرف والعربية وغيرها حافظاً للتاريخ وللغة كثير الاستعمال لها مشاركاً في الفنون ذا نظم ونثر مقامه أجل منهما لا يمل من المطالعة والكتابة، كتب بخطه جملة، وصنف الكثير بحيث لا أعلم بعد شيخنا أكثر تصانيف منه، وقلمه أجود من تقريره وكتابته طريقة حسنة مع السرعة حتى استفيض عنه أنه كتب القدوري في ليلة بل سمع ذلك منه العز الحنبلي وكذا قال المقريزي أنه كتب الحاوي في ليلة، اشتهر اسمه وبعد صيته مع لطف العشرة والتواضع وعمر مدرسة مجاورة لسكنه بالقرب من جامع الأزهر وعمل بها خطية لكونه كما بلغني كان يصرح بكراهة الصلاة في الأزهر لكون واقفه رافضياً سباباً وحظي عند غير واحد من الملوك والأمراء، حدث وأفتى ودرس وأخذ عنه الأئمة من كل مذهب طبقة بعد أخرى بل أخذ عنه أهل الطبقة الثالثة وكنت ممن قرأ عليه أشياء وقرض لي بعض تصانيفي وبالغ في الثناء علي لفظاً وكتابة بل علق شيخنا عنه من فوائده بل سمع عليه ثلاثة أحاديث لأجل البلدانيات بظاهر عنتاب بقراءة موقعه ابن المهندس مع مابينهما ما يكون بين المتعاصرين غالباً وكذا كان هو يستفيد من شيخنا خصوصاً حين تصنيفه رجال الطحاوي، وترجمه شيخنا في رفع الأصر وفي معجمه باختصار وقال أجاز في استدعاء ابني محمد، وذكره ابن خطيب الناصرية في تاريخه فقال: وهو إمام عالم فاضل مشارك في علوم وعندهحشمة ومروءة وعصبية وديانة انتهى. ولم يزل ملازماً للجمع والتصنيف حتى مات بعد أن صار خصوصاً بعد صرفه عن نظر الأحباس يبيع من أملاكه وكتبه سوى ما وقفه على مدرسته منها وهو شيء كثير في ليلة الثلاثاء رابع ذي الحجة سنة خمس وخمسين ودفن من الغد بمدرسته التي أنشأها بعد أن صلى عليه المناوي بالأزهر وعظم الأسف على فقده ولم يخلف بعده في مجموعه مثله، ومن تصانيفه شرح البخاري في أحد وعشرين مجلداً سماه عمدة القاري استمد فيه من شرح شيخنا بحيث ينقل منه الورقة بكمالها وربما اعترض لكن قد تعقبه شيخنا في مجلد حافل بل عمل قديماً حين رآه تعرض في خطبته له جزءاً سماه الاستنصار على الطاعن المعثار بين فيه ما نسبه إليه مما زعم انتقاده في خصوص الخطبة، وقف عليه الأكابر من سائر المذاهب كالجلال البلقيني اولشمسين البرماوي وابن الديري والشرف التباني والجمال الأقفهسي والعلاء بن المغلي فبينوا فساد انتقاده وصوبوا صنيع شيخنا وأنزلوه منزلته، وطول البدر شرحه بما تعمد شيخنا حذفه من سياق الحديث بتمامه وتراجم الرواة واستيفاء كلام اللغويين مما كان القصد يحصل بدونه وغير ذلك، وذكر لشيخنا عن بعض الفضلاء ترجيحه بما اشتمل عليه من البديع فقال بديهة هذا شيء نقله من شرح لركن الدين وكنت قد وقفت عليه قبله ولكن تركت النقل منه لكونه لم يتم إنما كتب منه قطعة يسيرة وخشيت من تعبي بعد فراغها في الاسترسال في هذا المهيع بخلاف البدر فإنه بعدها لم يتكلم بكلمة واحدة في ذلك، وبالجملة فشرح البدر أيضاً حافل لكنه لم ينتشر كانتشار شرح شيخنا ولا طلبه ملوك الأطراف من صاحب مصر ولا تنافس العلماء في تحصيله من حياة مؤلفه وهلم جرا ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء، وشرح صاحب الترجمة كتباً كثيرة منها معاني الآثار للطحاوي في عشر مجلدات وقطعة من سنن أبي داود في مجلدين وقطعة كبيرة من سيرة ابن هشام سماه كشف اللثام وجميع الكلم الطيب لابن تيمية والكنز وسماه رمز الحقائق في شرح كنز الدقائق والتحفة والهداية في أحد عشر مجلداً كما قرأته بخطه والمجمع وسماه المستجمع وقال إن  
تصنيفه له كان وهو ابن إحدى وعشرين سنة في حياة كبار شيوخه فوقفوا عليه وقرضوه والبحار الزاخرة لشيخه في مجلدين وسماه الدرر الزاهرة والمنار والشواهد الواقعة في شروح الألفية في تصنيفين كبير في مجلدين وصغير في مجلد وهو أشهرهما وعليه معول الفضلاء وكتب على خطبته شرحاً ومراح الأرواح وسماه ملاح الألواح وقال إنه كان أول تصانيفه صنفه وله من العمر تسع عشرة سنة والعوامل المائة لعبد القاهر الجرجاني وقصيدة الساوي في العروض وعروض ابن الحاجب والتسهيل لابن ملك في مطول ومختصر واختصر الفتاوى الظهيرية وكذا المحيط في مجلدين وسماه الوسيط في مختصر المحيط وله حواش على شرح الألفية لابن المصنف وعلى التوضيح وعلى شرح الجاربردى في التصريف وفوائد على شرح اللباب للسيد وتذكرة نحوية ومقدمة في الصرف وأخرى في العروض وعمل سير الأنبياء وتاريخاً كبيراً في تسعة عشر مجلداً رأيت منه المجلد الأخير وانتهى إلى سنة خمسين ومتوسطاً في ثمانية واختصره أيضاً في ثلاثة وتاريخ الأكاسرة بالتركية وطبقات الشعراء وطبقات الحنفية ومعجم شيوخه في مجلد ورجال الطحاوي في مجلد واختصر تاريخ ابن خلكان وله تحفة الملوك في المواعظ والرقائق كتاب في ثمان مجلدات سماه مشارح الصدور ورأيت بخطه أنه سماه زين المجالس وآخر ف يالنوادر وسيرة المؤيد نثر ونظم في أخرى انتقد كثيراً من أبياتها شيخنا في جزء سماه قذى العين وقرظه غير واحد مما هو عندي وسرة الظاهر ططر وسيرة الأشرف وتذكرة متنوعة وكتب على كل من الكشاف وتفسير أبي الليث وتفسير البغوي، وله نظم كثير فيه المقبول وغيره فمنه:

ذكرنا مدائح للنبـي مـحـمـد

 

طربنا فلا عود سكرنا ولا كرم

فتلك مدامة يسوغ شـرابـهـا

 

وليس يشوبهـا هـم ولا إثـم

في أبيات أودعتها القول المنبي عن ابن عربي مع كلامه فيه وفي أمثاله وله تقريض على الرد الوافر لابن ناصر الدين غاية في الانتصار لابن تيمية وكذا له تقريض على السيرة المؤيدية لابن ناهض وما لا أنهض لحصره. ولإكثاره وتقليده الصحف ونحوها يقع في خطه بالنسبة لما رأيته من تاريخه أشياء أشرت لبعضها مع فوائد مهمة في ترجمته من ذيل القضاة، وهو في عقود المقريزي وقال أنه أخرج من البرقوقية خروجاً شنيعاً لأمور رمى بها الله أعلم بحقيقتها وشفع فيه البلقيني حتى أعفي من النفي رحمه الله وإيانا. محمود نب أحمد العيني الحنفي. اثنان تقدما أجلهما وأشهرهما البدر واسم جده موسى وثانيهما وهو في تلامذته المظفر واسم جده حسن بن إسمعيل.
محمود بن أحمد القاضي الحنفي بن العز. مضى فيمن جده إسماعيل بن محمد.
 546 - محمود بن الأفصح الهروي الشيخ الصالح مات بمكة سنة سبع وثلاثين أرخه ابن فهد.
547 - محمود بن بختيار بن عبد الله البغدادي الأصل المرسيفوني الرومي نزيل حلب الحنفي. ولد بمرسيفون من بلاد الروم سنة خمس وخمسين تقريباً ونشأ بها فأخذ بها عن أحمد الجندي في العربية والصرف والمنطق وغيرها من الأدب وسافر لتبريز فأخذ بها عن قاضيها مرتضى في علم الكلام ثم لحلب فقطنها مدة تزيد على عشر سنين وقرأ بها على أبي ذر نصف الصحيح والمصابيح وغيرهما وسمع عليه دروساً في الألفية وأخذ في الفقه عن عبد الرحمن الأرزنجاني وقرأ في التلويح على العلاء على المعروف بقلدرويش الخوارزمي الشافعي ودخل الشام وزار بيت المقدس ودخل مصر صحبة الزين بن العيني وحضر بعض دروس الجوجري وحمزة والمغربي وغيرهما وأقام حتى سافر منها للحج في البحر فقدم مكة في أثناء رمضان سنة أربع وتسعين فأخذ عني بقراءته شرح النخبة بحراً وسمع على قطعة من شرحي على الألفية وجملة وكتبت له إجازة في كراسة واستمر حتى حد ثم عاد، وهو فاضل مشارك متأدب وبلغني أنه بعد رجوعه تحول إلى الرها فقطنها وصار شيخها.
548 - محمود بن حسين بن محمد القزويني الخياط أخو الخواجا مير أحمد. مات في ربيع الأول سنة أربع وستين بمكة. أرخه ابن فهد.
549 - محمود بن الحسين الكمال بن النظام الخوارزمي ثم النيسابوري الحنفي قاضي قضاة فارس. قال الطاووسي كان جامعاً بين المنقول والمعقول قرأت عليه القطب على الشمسية في المنطق وأجاز لي وذلك في شهور سنة اثنتي عشرة.
550 - محمود بن خليل بن المجد أبي البركات بن موسى بن أبي الهول بدر الدين كان أحد كتاب المماليك، وسافر مع يشبك الدوادار في التجريدة المقتول فيها فقتل أيضاً أو مات.
551 - محمود بن رستم الرومي البرصاوي تاجر الأشرف قايتباي ووالد مصطفى. مات في. محمود بن رمضان بن محمود الدامغاني.
552 - محمود بن الشيخ زاده الحنفي. كان كثير الفضل والعلم عارفاً بالعلوم الآلية أقبل على الحديث سماعاً واشتغالاً وناب عن أبيه في مشيخة الشيخونية ووثب الكمال بن العديم علىوالده فأخذها وهو في مرض الموت مشنعاً بخرفه ولزم من ذلك حرمان صاحب الترجمة منها فقرره الجمال الأستادار في تدريس الحنفية بمدرسته فانجبر بذلك. ذكره شيخنا في أبيه من إنبائه. محمود بن شيرين في ابن يوسف بن مسعود.
553 - محمود بن عبد الله بن يعقوب الدمشقي القاري التاجر شقيق عثمان وعبد الكريم الماضيين وممن سافر للتجارة إلى الهند. مات في ربيع الآخر سنة خمس وثمانين بجدة وحمل لمكة فدفن بها.
 554 - محمود بن عبد الله البدر أبو الثناء الصرائي - بالسين والصاد - ثم القاهري الحنفي ويعرف بالكلستاني بضم الكاف واللام ثم مهملة لكونه كان في مبدئه يكثر من قراءة كتاب السعدي العجمي الشاعر المسمى كلستان وهو بالتركي والعجمي حديقة الورد. اشتغل ببلاده ثم ببغداد وقدم دمشق خاملاً فسكن باليعقوبة ثم قدم مصر في شبيبته فاختص بالطنبغا الجوباني فلما ولي نيابة الشام قدم معه وولي تدريس الظاهرية ثم ولي مشيخة الأسدية بعد الياسوفي وتصديراً بالجامع الأموي ثم رجع لمصر فأعطاه الظاهر برقوق وظائف كانت للجمال محمود القيسري كتدريس الشخونية والصرغتمشية فلما رضي عن الجمال استعاد بعضها كالشيخونية ثم لما سار السلطان إلى حلب احتاج لمن يقرأ له كتباً وردت عليه من اللنك فلم يجد أحداً فاستدعى به وكان قد صحبهم في الطريق فقرأها وكتب الجواب فأجاد فأمره أن يكون صحبة قلمطاي الدوادار ولم يلبث أن استقر به في شوال سنة ست وتسعين بعد وفاة البدر بن فضل الله في كتابة السر فباشرها بحشمة ورياسة وكان يحكي عن نفسه أنه أصبح في ذلك اليوم لا يملك الدرهم الفرد فما أمسى إلا وعنده من الخيل والبغال والجمال والمماليك والملابس والآلات ما لا يوصف كثرة. قال شيخنا في إنبائه وكان حسن الخط جداً مشاركاً في النظم والنثر والفنون مع طيش وخفة وقال العيني كان فاضلاً ذكياً فصيحاً بالعربي والفارسي والتركي ونظم السراجية في الفرائض. وكان في رأسه خفة وطيش وعجلة وعجب ثم وصفه بخفة العقل والبخل المفرط وأنه قاسى في أول أمره من الفقر شدائد فلما رأس وأثرى أساء لكل من أحسن إليه. وجمع مالاً كثيراً لم ينتفع منه بشيء إنما انتفع به من استولى عليه بعده وبالغ العيني في ذمه. قال شيخنا في إنبائه وليس كما قال فقد أثنى عليه طاهر بن حبيب في ذيل تاريخ والده ووصفه بالبراعة في الفنون العلمية، قال شيخنا وقرأت بخطه لغزاً في غاية الجودة خطاً ونظماً. قلت ليس في كلام العيني ما يمنع هذا بل هو متفق مع شيخنا في المعنى، قال شيخنا: وكان كثير الوقيعة في كتاب السر لاقتصارهم على ما رسمه لهم الشهاب بن فضل الله وتسميتهم ذلك المصطلح وغضهم ممن لا يعرفه وحاول مراراً أن يغير المصطلح على طريقة أهل البلاغة ويعتني بمراعاة المناسبة فكان ممن قام بإنكار ذلك وشفع عليه فيه ناصر الدين الفاقوسي كبير الموقعين كما سلف في ترجمته فلما رأى ذلك منه غضب عليه وعزله وقرر عوضه الصدر أحمد بن الجمال القيسري بن العجمي فلما مات الكلستاني عاد الفاقوسي. مات بحلب في عاشر جمادى الأولى سنة إحدى بعد ضعفه ستة وأربعين يوماً وخلف أموالاً جمة يقال أنها وجدت مدفونة في كراسي المستراح وجرت بعده في وصيته كائنة لشهودها كالزين التفهني الذي ولي القضاء بعد فقرأت بخط التقي الزبيري أن السلطان أمر ابن خلدون أن يفصل المنازعة التي وقعت بين الأوصياء والحاشية فعزل الأمراء أنفسهم فعزر ابن خلدون التفهني ورفيقه بالحبس وأبطل الوصية بطريق باطل لظنه أن ذلك يرضي السلطان فلما بلغ السلطان ذلك أنكره وأمر بإبقاء الوصية على حالها، واستقر بعده في كتابة السر فتح الدين فتح الله بن مستعصم نقلاً من رياسة الطب ويقال أن السلطان اختاره لها بغير سعي منه. وممن ترجمه ابن خطيب الناصرية والمقريزي في عقوده وغيرها وآخرون.
555 - محمود بن عبد الله الشرف الدمشقي والد الشهاب أحمد الماضي ويعرف بابن الفرفور. كان يتكلم على جهات الزيني بن مزهر الشامية وسافر معه في الرجبية فمات بمكة في شوال سنة إحدى وسبعين عفا الله عنه.
556 - محمود بن عبد الله الصامت أحد المعتقدين في مصر. كان شكلاً بهياً حسن الصورة كبير اللحية منور الشيبة ولا يتكلم البتة أقام بالجيزة مدة طويلة وللناس فيه اعتقاد كبير. مات في ذي القعدة سنة خمس. قاله شيخنا في إنبائه ومعجمه وزاد فيه لقيته مراراً.
 557 - محمود بن عبد الرحيم بن أبي بكر بن محمود بن علي بن أبي الفتح بن الموفق النور بن الزين بن التقي الحموي ثم القاهري الشافعي الماضي أبوه وابنه إبرهيم ويعرف أبوه بالأدمي ثم بالحموي. ولد في سنة ثلاث وتسعين وسبعمائة بدرب الحجاز ونشأ بحماة فأخذ بها عن بلديه الشمس بن الأشقر ثم انتقل منها صحبة أبيه ولقي جمعاً من الأئمة بالشام وبيت المقدس والقاهرة كابن ناصر الدين وابن الهائم وشيخنا وكذا لقي بحلب البرهان الحافظ. وهو ممن سمع في البخاري بالظاهرية وناب في القضاء عن شيخنا فمن بعده العلم البلقيني ثم المناوي وتصدى للوعظ بعد والده وخطب بالأشرفية أيضاً وحج ومات تقريباً بعيد الستين ودفن بالقرافة الصغرى رحمه الله.
558 - محمود بن عبد العزيز التاج الفاروثي النحوي مفتي الشافعية بشيراز. قال الطاووسي: استفدت منه كثيراً في مبادئ العلم وأجاز لي وذلك بشيراز في شهور سنة إحدى عشرة.
559 - محمود بن عبد الواحد بن علي بن عمر بن محمد بن محمد بن يوسف الأنصاري الحلبي الطرابلسي الحنفي. ولد سنة إحدى وثمانين وسبعمائة أو التي بعدها بحلب وسمع على ابن صديق غالب الصحيح وناب في القضاء بطرابلس، وحد غير مرة وحدث سمع منه الفضلاء وكان خيراً عدلاً ديناً له اشتغال ما. مات.
 560 - محمود بن عبيد اللهبن عوض بن محمد البدر بن الجلال بن التاج الأردبيلي الشرواني القاهري الحنفي الماضي أبوه وإخوته ويعرف بابن عبيد الله. ولد في منتصف صفر سنة أربع وتسعين وسبعمائة بالقرب من جامع الأزهر وانتقل مع أبيه قبل استكماله شهرين فسكن مدرسة أم السلطان بالتبانة ونشأ بها فحفظ القرآن والمختار في الفقه والأخسيكتي في أصوله وغيرها وعرض على الجلال نصر الله البغدادي والسيف الصيرامي والكمال بن العديم والعز بن جماعة في آخرين وأخذ الفقه عن الشهاب بن خاص وهو أول من أخذ عنه ووالده وانتفع به فيه وفي النحو والصرف والأصلين وغيرهما ولازم العز بن جماعة في فنون حتى مات وقارئ الهداية والتفهني وسافر صحبته إلى القدس وقرأ عليه هناك في الهداية وسمع قراءة ابن الهمام في الكشاف وكذا سمع في الهداية وغيرها على العلاء البخاري بل قرأ هو عليه في التلويح وعلى الشمس الهروي في العضد وعلى أبي الوليد بن الشحنة في الأصول وسمع عليه في مغني ابن هشام وأخذ في العربية أيضاً عن الشمسين العجيمي والشطنوفي وعن ثانيهما شرح العمدة لابن دقيق العيد واجتمع بالخوافي وأخذ عنه وأكثر من الاشتغال في الفنون والأخذ عن الشيوخ وكتب له الكمال بن العديم كما رأيته بهامش قصة مؤرخة بسنة ست وثمانمائة أعزه الله تعالى بل ذكر لي أنه أقرأ تصريف العزي في حياة والده وبحضرته في التي تليها وأنه سمع الحديث على النجم بن الكشك والزين العراقي والهروي فمن بعدهم، ودرس بأم السلطان والأبو بكرية والأيتمشية عقب أخيه محمد وبالمحمودية برغبة العيني له عنه وبالتربة اليشبكية بالصحراء بجانب تربة ياقوت الافتخاري وبجامع الأزهر بدرس خشقدم الزمام وأعاد بالألجيهية وكذا بالصرغتمشية لكنه رغب عنها خاصة لعبد البر بن الشحنة، وولي مشيخة التصوف بالرسلانية بمنشية المهراني تلقاها عن الشمس التفهني في جهات أخرى، وناب في القضاء عن التفهني بعد امتناعه من قبوله عن ناصر الدين بن الكمال بن العديم حين سأله فيه واستمر ينوب إلي أثناء الأيام السعدية فأعرض عنه وكان لشدته يوجه للتعازيز وإقامة الحدود، وامتحن في أيام الظاهر جقمق بدعوى رتبها الشهاب المدني وأدخله حبس أولى الجرائم وقبل ذلك سعى في قضاء دمشق فلم يجب كما أشار إليه شيخنا في حوادث سنة أربع وأربعين من إنبائه، وحج مراراً أولها في سنة ست عشرة وجاور في سنة ثمان وستين ودخل بيت المقدس كما تقدم وكذا سافر إلى حلب مراراً أولها صحبة العسكر سنة أربع وعشرين وآخرها سنة تسع وأربعين وتعدى إلى أن دخل طرسوس لنلزهة ودخل دمياط حين إقامة الأمير يشبك الفقيه فيه بقصد السلام عليه لمزيد اختصاصه به وقراءة الأمير عليه دهراً وكذا قرأ عليه غير واحد من الأتراك بل أخذ عنه خلق من المبتدئين وغيرهم حتى بمكة في مجاورته في الفقه وأصوله والعربية وغيرها لكونه كان حسن التعليم لا لطول باعه في العلم وصار فيمن تلمذ له غير واحد من الأعيان وكان ينتفع في إقرائه بما على كتبه من الحواشي والتقاييد التي خدمها هو أو والده بها وممن قرأ عليه الصحيح ببيت عبد العزيز بن محمد الصغير الشهاب بن العطار وكنت ممن كثر اجتماعي معه بمجلس الأمير يشبك المذكور وسمع مني القول البديع حين أسمعته الأمير إجابة لرغبته فيه واغتبط البدر بالكتاب المذكور وحصله واستفدت منه في غضون الأسماع أشياء بل واغتبط بي أيضاً، وجاءني مرة بنفسه لدعوى عنده في الرسلانية نعم لما توجه لدمياط أخذ معه كراسة فيها أحاديث للأمير فنازعه الشهاب الجديدي فيها وأرسل يسألني عنها فبينت ما فيها من الكذب والضعف ونحو ذلك فانحرف ولم التفت لانحرافه وعلم صدق مقصدي فرجع لصداقته، وكان عالي الهمة قائماً مع من يقصده خبيراً بجلب النفع له حاد اللسان قادراً على التخجيل بالنكت ونحوها سريع الانحراف كثير التلفت لنائل من يصحبه، وهو الذي أخر المناوي حين إرادته الصلاة على صهره ابن الهمام وقال نحن أحق بأئمتنا وقدم ابن الديري، وممن انتفع بصحبته ابن الشحنة ورام أخذ وظائفه بعده وأظن أنه عمل هيئة نزول فما صعد وأعطيت للإمام الكركي. مات في يوم الجمعة رابع عشرى شعبان سنة خمس وسبعين رحمه الله وعفا عنه.
 561 - محمود بن عثمان بن أبي بكر بن الحسين بن يعقوب بن الحسين بن يعقوب بن محمد النجم أو الركن بن النور الكرمستيجي اللاري الشافعي. لقيه الطاووسي في سنة ثلاث وثلاثين فاستجازه بل والتمس هو من الطاووسي الإجازة أيضاً قال وكان من كبار الأولياء، وذكره التقي بن فهد في معجمه فقال إنه سمع من لفظ محمد بن عبد الله الإيجي صحيح البخاري ومشكاة المصابيح وقرأ على النسيم الكازروني معالم التنزيل والشمائل للترمذي وشيئاً من أول الشفا وغير ذلك وعلى أخيه أبي عبد الله الكازروني الحاوي الصغير في آخرين، وأجاز له التنوخي وغيره. مات في ليلة الثلاثاء خامس صفر سنة أربع وثلاثين.
?562? - محمود بن عثمان بن محمد الخساري السمرقندي الهروي نزيل رباط السدرة بمكة. مات به في شوال سنة خمس وخمسين ودفن بالمعلاة. أرخه ابن فهد.
?563 - محمود بن علي بن عبد العزيز بن محمد الزين والكمال أبو علي الهندي الأصل السرياقوسي الخانكي الملياني الشافعي الصوفي والد علي الماضي ويعرف بالشيخ محمود. ولد في تاسع صفر سنة ست وستين - ورأيت بخط بعضهم وسبعين وسبعمائة - بالخانقاه الناصرية محمد بن قلاوون ونشأ بها فقرأ القرآن على جماعة وتلاه بالسبع على شيخ الخانقاه الشمس القليوبي وأذن له في الإقراء وقرأ عليه البخاري بسماعه له على اليافعي والشفا وعنه وعن محمود بن مؤمن أخذ الفقه وعن ثانيهما والصدر سليمان البلبيسي الحكيم في العربية وقرأ ببلده مسند عبد علي المحب بن مفلح اليمني المالكي وكتب بخطه الكثير وحج في سنة إحدى عشرة ثم في سنة سبع عشرة وجاور وقرأ بمكة على الكمال أبي الفضل بن ظهيرة وأبي الحسن بن سلامة ومما سمعه عليه السنن الأربعة والموطأ رواية يحيى بن يحيى ومشيخة الفخر وعلى أولهما تساعيات العز بن جماعة وسمع بالروضة النبوية صحيح مسلم على الزين المراغي ولقي بها الشمس الغراقي فاشتغل عليه في الفقه أيضاً، وأجاز له عائشة ابنة ابن عبد الهادي وآخرون وزار بيت المقدس والخليل ودخل إسكندرية وتكسب بالشهادة وتنزل في صوفية الخانقاه الناصرية ببلده وولي نيابة المشيخة بها وكذا التصدير في القراآت والإمامة بمدرسة سودون من عبد الرحمن وقد لقيت مراراً وقرأت عليه أشياء وكان إماماً فاضلاً ديناً حسن الهيئة والأبهة سليم الفطرة منجمعاً عن الناس مقبلاً على شأنه ملازماً بأخرة خلوته للكتابة والقراءة والمطالعة ذا وجاهة وأمانة. مات في يوم الاثنين سلخ ذي الحجة سنة خمس وستين بمكة وكان وصلها مع الركب فحج ورجع ليجاور بها فأدركه أجله ودفن بالمعلاة بالقرب من الفضيل بن عياض رحمه الله وإيانا.
?565 - محمود بن علي بن عمر بن علي بن مهنا بن أحمد النور أبو الرضى الحلبي الحنفي أخو الشمس محمد الماضي ويعرف كهو بابن الصفدي. برع في الفقه وأصوله والعربية بحيث كان قريباً من أخيه فيها وأخذ التصوف أيضاً من الخوافي وغيره من مشايخ القوم، وانجمع عن الناس بعد أن كان ناب عن أخيه ثم ترك، ودخل دمياط وغيرها وأقام بمصر مدة كل ذلك مع البشاشة والورع والتواضع والوضاءة. مات قبل أخيه رحمه الله وإيانا.
?566 - محمود بن علي الجمال بن الشرف المرشدي الخطيب. ولد في غرة شعبان سنة تسع واربعين وسبعمائة؛ ولقيه الطاووسي وقال: كان شيخ الخلفاء المرشدية. مات في يوم الاثنين سابع عشرى شوال سنة إحدى وثلاثين.
?567 - محمود بن علي الجندي. ممن سمع على شيخنا.
 568 - محمود بن عمر بن عبد الرحمن بن علي بن إسحق الزين التميمي الخليلي الماضي أبوه وجده. ولد سنة تسع وستين أو قبلها تقريباً بالخليل وحفظ المنهاج وجمع الجوامع وألفية النحو وبعض الشاطبية وعرض على الشمس بن حامد الداعية حين قدم عليهم وتلا تجويداً ولأبي عمرو وابن كثير على علي بن قاسم الخليلي بها وقرأ على أبيه وعلى عبيد التميمي وبالقدس على الكمال بن أبي شريف في الحديث وغيره؛ وقدم القاهرة في سنة تسع وثمانين فلازم الديمي في البخاري وغيره وأخذ في الفقه عن البكري وحسن الأعرج وابن قاسم وعنه أخذ في حله ألفية النحو وفي الصرف وغيرهما في آخرين وسمع مني المسلسل وقرأ على غير ذلك، وسافر لمكة في البحر سنة اثنتين وتسعين فدام بها حتى رجع مع الغزاوي في موسم سنة أربع وتسعين وفي غضون ذلك أقام بالمدينة نحو نصف سنة وقرأ هناك على ابن قريبة، ثم لازم البرهان النعماني في مصر وقرأ عليه أشياء، وأخذ كتابي إلى رئيس المنزلة وغيره فقرأ هناك في البخاري بقصد الاسترزاق لمزيد فقره وحاجته وهو أصيل ساكن له نظم مدح به أبا السعود بن ظهيرة قاضي مكة وغيره وقال بحضرتي من ذلك أشياء.
569 - محمود بن عمر بن محمود بن إيمان الشرف الأنطاكي ثم الدمشقي الحنفي. هكذا سماه الحافظ بن موسى والعيني والنجم بن فهد في معجم أبيه وآخرون وسماه شيخنا مسعوداً والأول أصح فكذلك هو في تاريخ ابن خطيب الناصرية، قدم من بلده إلى حلب ثم إلى دمشق فسمع بها من ابن كثير والصلاح الصفدي وغيرهما وقرأ في الفقه على الصدر بن منصور ولازمه وعلى الشهاب أبي العباس العنابي كتب ابن ملك وغيرها من كتب الأدب وحصل العربية على طريقة ابن الحاجب إلى غيرها من العلوم العقلية وكتب الخط المنسوب وتصدى لإقراء النحو بجامع بني أمية من سنة بضع وستين حتى مات، وكان لفقره يأخذ الأجرة على التعليم بل تعانى الشهادة فلم يكن بالمحمود فيها مع تواضعه ولطافته وحسن نوادره وجودة نظمه وإنشائه. قال شيخنا في إنبائه أنه تقدم في العربية وفاق في حسن التعليم حتى كان يشارط عليه إلى أمد معلوم بمبلغ معلوم قال وكان مزاحاً قليل التصون. مات في ليلة الأربعاء خامس شعبان سنة خمس عشرة وهو في عشر الثمانين وممن لقيه الجمال بن موسى المراكشي فأخذ عنه هو والموفق الأبي وقال ابن خطيب الناصرية في تاريخه كان عالماً بالنحو انتهى علمه إليه في وقته إلا انه كان منبوزاً بقلة الدين.
?570 - محمود بن عمر بن منصور أفضل الدين أبو الفضل بن السراج القرمي الأصل القاهري الحنفي ويعرف بلقبه. نشأ بالقاهرة فحفظ القرآن وكتباً واشتغل في الفقه على قارئ الهداية والنظام السيرامي والتفهني وغيرهم وقرأ على البساطي في المعاني والبيان وغيرها وكذا لازم العز بن جماعة ثم العلاء البخاري وكان عنده حين مجيء البرهان الأدكاوي إليه وإجلاله الزائد له بحيث اقتضى سؤال بعضهم له في تقرير درسهم ففعل في حكاية طويلة، بل قرأ على شيخنا في شرح ألفية العراقي ورافقه فيه الشمني وغيره وسمع على الولي العراقي والواسطي وبرع واقرأ بعض الطلبة وناب في القضاء وصار ذا خبرة بالأحكام فقصد بها ورغب في الدراهم ودام فيه زيادة على ثلاثين سنة واختص بالبدر العيني بحيث قرره خطيب مدرسته ومع ذلك فناب في الحسبة عن يار على الخراساني المستقر عوض مخدومه ولم يلبث أن أعيد البدر غليها فلم يستنبه قصاصاً وانتقاماً، وقد حج غير مرة وجاور بأخرة وأخذ عنه هناك بعض الطلبة. ورجع وهو فيما بلغني مقلع عن القضاء فمات في رجوعه في ليلة الثلاثاء سابع عشرة ذي الحجة سنة خمس وستين بالقاع الكبير وحمل إلى بدر فدفن بها وهو في عشر السبعين، وكنت ممن اجتمع به غير مرة وسمعت من فوائده بل عرضت عليه في الصغر بعض المحافيظ وكان ذا فضل ومشاركة مع أدب وحشمة، وله ذكر في سنة ست وأربعين من أنباء شيخنا رحمه الله وإيانا.
 571 - محمود بن أبي الفتح الجمال الشروستاني الشافعي رئيس المفتين في عصره والماهر في الأصول والفروع بقطره أخذ الحاوي قراءة عن نوح بن محمد السمناني واختيار الدين لقمان منفردين بقراءتهما له على الجمال محمد ابن المؤلف بقراءته له على أبيه وكذا أخذ شرحه للقونوي عن أصحاب مؤلفه ومنهاج الأصول مع شرحه للأسنوي عن النور أبي الفتوح الطاووسي عن والده أبي الخير بقراءته للمنهاج فيما زعم على مؤلفه أخذ عنه الكتب المذكورة الطاووسي واذن له في الإقراء والإفتاء وذلك ي سنة تسع وكذا أخذ عنه والده وابن خاله لطف الله وآخرون.
?572 - محمود بن محمد بن إبرهيم بن أحمد البدر بن الشمس الأقصرائي ثم القاهري الحنفي أخو الأمين يحيى الآتي. ولد سنة بضع وتسعين وسبعمائة بالقاهرة وتفقه واشتغل كثيراً ومهر ولازم العز بن جماعة وغيره من الأئمة ودرس بالإيتمشية ثم اتصل بالمؤيد فعظم قدره سيما وقد أقرأ ولده إبرهيم في الفقه وقرره في تدريس الكشاف بمدرسته وكذا في أسماع الطحاوي وازدادت منزلته عند الظاهر ططر، وحج في سنة خمس عشرة ومعه أخوه ثم في سنة ثلاث وعشرين ولقيه العفيف الجرهي أيام الحج وأورده في مشيخته وقال أنه أجاز له ورجع فلم يلبث أن اعتل بالقولنج الصفراوي في اوائل شوال من التي بعدها فتمادى به حتى مات في ليلة الثلاثاء خامس المحرم سنة خمس وعشرين ولم يبلغ الثلاثين وصلي عليه من الغد بمصلى باب الوزير ودفن بتربة والده بالصحراء رحمه الله وإيانا. وكان إماماً علامة بارعاً ذكياً مشاركاً في فنون حسن المحاضرة والود كثير البشر مقرباً عند الملوك فمن دونهم قائماً بقضاء حوائج من يقصده كثير العقل والتؤدة جم المحاسن درس وافتى وقرأ عليه أخوه وغيره وتردد الناس لبابه وتحدثوا برقيه إلى العلياء فلم يمهل بل عوجل بالوفاة. ذكره شيخنا في إنبائه باختصار.
?573 - محمود بن محمد بن إبرهيم بن محمود بن عبد الحميد بن هلال الدولة ويسمى عمر بن منير الحارثي الدمشقي موقع الدست بها ويعرف بابن هلال الدولة. قال شيخنا في إنبائه أخذ عن الصلاح الصفدي وبه تخرج وغيره وسمع من إبرهيم بن الشهاب محمود، وأجاز له زينب ابنة الكمال. وكان كاتباً مجوداً ناظماً ناثراً ولم يكن ماهراً مع شهرته بالخفة والرقاعة والضنة بنفسه ولكن كان ابن الشهيد يعتمد عليه. مات بالقاهرة فجأة في سنة خمس وله فوق الستين فإن مولده سنة ثلاثين أو إحدى وثلاثين وسبعمائة وعنوان نظمه أن بعض الرؤساء أعطاه فرجية خضراء فأنشده:

مدحت إمام العصر صدقاً حقـه

 

وما جئت فيما قلت بدعاً ولا نكرا

تبعت أبا ذر بمصداق لهجـتـي

 

فمن أجل هذا قد أظلتني الخضرا

وذكره شيخنا في معجمه بحذف محمود من نسبه ولم يترجمه المقريزي في عقوده في ابن إبرهيم بن محمد بن محمود وقال إنه قدم القاهرة في الفتنة وكتب بها في الإنشاء حتى مات بها في جمادى الآخرة وروى عن محمد بن سلمان الصالحي عنه الشعر السابق.
?574 - محمود شاه بن محمد بن أحمد بن محمد بن مظفر ناصر الدين أبو الفتح بن غياث الدين الدلي الأصل الأحمد أبادي المولد. ولد سنة ثمان وأربعين تقريباً أسلم جد جده مظفر على يدي محمد شاه صاحب دلي وكان عاملاً له على فتن من كجرات فلما وقعت الفتن في مملكة دلي وتقسمت البلاد كان الذي خص مظفر أكجرات ثم وثب عليه ابنه وسجنه واستقر عوضه ولم يلبث أن استفحل أمر الأب بحيث قتل ولده ثم بعد سنين انتصر أحمد لأبيه وقتل جده واستقر في كجرات وخلفه ابنه غياث الدين ثم ابنه قطب الدين ثم أخوه داود فلم يمكث سوى أيام وخلع واستقر أخوهم محمود شاه صاحب الترجمة وذلك في سنة ثلاث وستين حين كان ابن خمس عشرة سنة ودام في المملكة إلى الآن وأخذ من الكفار قلعة الشابانية فابتناها مدينة وسماها محمد أباد ومن جملة ممالكه كنباية وقد أشير لبعض ما ذكر في أحمد أباد من الأنساب.
?575 - محمود بن محمد بن أحمد بن محمود بن محمد بن زين الدين الموسوي الرضوي الخوافي ممن عرض عليه المحب بن أبي السعادات بن ظهيرة في سنة أربعين بمكة وأجاز له.
 576 - محمود بن محمد بن أحمد الخواجا الكمال الكيلاني أخو الشهاب أحمد قاوان الماضي ويقال له ملك التجار. ولد في سنة ثلاث عشرة وثمانمائة تقريباً واشتغل على أخيه والحلاج وغيرهما وشارك في الجملة ولقي شيخنا بالقاهرة في سنة ثلاث وأربعين فأخذ عنه مجالس من البخارى وتناوله منه وكذا سمع من الزين الزركشي في صحيح مسلم ولقي بالشام أيضاً بعض الأئمة واختص بصاحب كلبرجة وغيرها همياون شاه بن أحمد شاه فرأى من مزيد تدبيره ووفور عقله ما ملك به لبه فوجه إليه قصده ورقاه إلى أن جعله ملك التجار ثم رقاه حتى دعي بخواجا جهان ثم لما أشرف على الموت أوصاه بأولاده فاستولى على المملكة وقرر ولده نظام شاه ولم يستكمل خمس عشرة سنة فلم يلبث أن مات فقرر أخاه محمد شاه وهو ابن سبع سنين وساس الخواجا الأمور وقام بها أتم قيام وثبت قواعد مملكته وأدخل فيها أماكن لم تكن مضافة إليها، ولكنه استبد بالتصرف وحجر عليه ومنعه من تعاطي الرذائل فضاق ذرعاً بذلك وأعمل الحيلة في إعدامه بممالأة بعض من حسده وقدر أن السلطان توجه إلى بلده نرستك غازياً وصحبته الخواجا فانقطع عن الاجتماع به نحو سبعة عشرة يوماً لاشتغال السلطان بلهوه فوشى أعداؤه به إليه بما غير خاطره منه، وأرسل بعض خواص السلطان من الوزراء إلى الخواجا افتياتاً على لسان السلطان بالسلام عليه وعتبه في التخلف عن حضوره إليه هذه المدة وأنه بلغه أن عسكر نرستك عزم على كبس عسكره الليلة فينبغي التأهب والاستعداد لذلك فظن صحة هذا الخبر وصدروه عن السلطان فاستعد ولبس السلاح وكان على مقدمة العسكر ولما تم لهم هذا أعلموا السلطان بأن الخواجا ألبس عسكره بقصد الوثوب عليك ليقتلك وإن شككت فأرسل من يستعلمه لك ففعل فرأى تلك الهيئة وتمت المكيدة فملا كان من الغد استدعاه السلطان في حال سكره فحضر إليه فكلمه على عادته وما كان بأسرع من وثوب عبد حبشي من عبيده فضربه بالسيف على كتفه وكرر عليه حتى قتله صبراً وذلك في سادس صفر سنة ست وثمانين ثم استدعي بغلام الخواجا أسعد خان وكان قد حضر معه ولكنه لم يدخل فلما دخل قتل أيضاً وارتجت الممالك لذلك وجاء الخبر لمكة وأنا بها فعمل عزاؤه وعظم الأسف على فقده فقد كان جواداً مفضالاً كثير الإمداد للواردين وعلماء غالب الأقطار بحيث كاد انفراده بالمزيد من ذلك وقصد لأجله وأمره يزيد على الوصف ولم يلبث السلطان المشار إليه أن قتل في صفر من التي تليها وزال ذاك النظام وكثر الكلام وورد أكبر أولاده وهو الخواجا على القاهرة مع الركب في سنة تسعين فأكرم السلطان مورده وقبل هديته واستمر حتى سافر في جمادى الأولى منها وذكر بتعاظم زائد وتكبر كبير مع اندلاق أرباب الدولة فمن دونهم على بابه، وما انشرح الخاطر للاجتماع به مع مزيد حبي في ابن عمه رحمه الله.
?577 - محمود بن محمد بن أحمد الزين القاري نسبة لقارا ويعرف بابن الأقسماري. لقيه ناصر الدين بن زريق بجامع بلده قارا في شوال سنة سبع وثلاثين فقرأ عليه شيئاً بالإجازة العامة من الصلاح بن أبي عمر وكذا أخذ عنه النجم بن فهد وذكره في معجم أبيه مجرداً.
?578 - محمود بن محمد بن إسمعيل بن محمد بن عبد الله نجم الدين المدعو زائداً - لكثرة ما كان لأبويه من الأبناء - ابن الشمس القلهاتي - من أعمال هرموز - الحجازي الشافعي. ولد في أيام منى بها سنة ثمان وخمسين وكان أبوه صالحاً تلاوة وعبادة وورعاً ممن اشتغل بالقاهرة وغيرها وقطن مكة وذكر بالفضيلة وحسن الخط ممن يكتب بالأجرة مع تعانيه السفر للتكسب حتى مات بمندوة في مستهل رجب سنة سبع وثمانين وقد زاحم الثمانين ممتعاً بحواسه. وقرأ زائد في المنهاج وغيره وحضر دروس القاضي وغيره ولكن لم يتوجه لغير التكسب بالشهادة بباب السلام بحيث صار من أعيان القائمين بها وقصد فيها. وهو ممن سمع علي بمكة.
?379 - محمود بن محمد بن حسن البدر أبو الثناء الشاذلي الحنفي الماضي أبوه. ولد سنة أربع وثلاثين وثمانمائة.
 580 - محمود بن محمد بن صفي بن محمد التاج أبو عبد الله الوراقي الذهلي الحنفي المدعو خواجه بره. كان فقيهاً عارفاً محققاً مدققاً في مذهبه ذا يد طولى في الفروع والأصول والمعاني والبيان والمنطق والنحو وغيرها كل ذلك مع الصلاح والتخلي للعبادة والتدريس؛ قدم زبيد قاصداً الحج في سنة ثمان وتسعين وسبعمائة فقرأ عليه جماعة من فقهاء الحنفية بها واجتمع بمشايخ الصوفية وكان كثير البحث معهم وألف في النحو كتاباً سماه المقتصد وأهداه للسلطان فأثابه عليه خمسمائة دينار وكذا ألف في رجوعه بها أيضاً في السنة التي تليها تحفة السلاطين في الغزو والجهاد وأهداه إلى السلطان أيضاً فأثابه عليه كذلك ذكره الخزرجي وكتبته هنا بالظن القوي.
?581 - محمود بن محمد بن عبد الله البدر العنتابي الحنفي الواعظ. أخذ في بلاد الروم عن الموفق والجمال الأقصرائيين ثم قدم عنتاب فنزل بجامع مؤمن مدة يذكر الناس فكان يحصل لهم في مجلسه رقة وخشوع وبكاء بحيث تاب على يده جماعة، ثم توجه إلى القدس زائراً فأقام مدة ثم رجع إلى حلب فوعظ بجامعها العتيق. قال البدر العيني أخذت عنه في سنة ثمانين تصريف العزي والفرائض السراجية وغيرهما وذكره فيمن مات سنة خمس وتبعه شيخنا في إنبائه ثم نقل عن العيني أنه قال ذكرته فيها تبركاً وإلا فقد مات قبلها بكثير كما تقدم. قلت وهذا من البدر عجيب.
?582 - محمود نب محمد بن عمر بن محمد بن وجيه بن مخلوف الصدر بن القطب الششيني المحلي ثم القاهري الشافعي الماضي أبوه ويعرف بابن قطب. ولد في إحدى الجمادين سنة إحدى وتسعين وسبعمائة بالمحلة وانتقل منها وهو ابن شهر مع أمه إلى القاهرة فنشأ بها وحفظ القرآن عند فقيهنا الشمس السعودي ونصف التنبيه وتكسب بالشهادة في حانوت ميدان القمح وغيره وانتمى للولوي بن قاسم نديم الأشرف لكونه كان زوجاً لأخت الصدر هذا بل وتزوج الصدر أخت زوجته الثانية وهي ابنة الشمس السمنودي أخي الشيخ عمر الشهير. وآخر ما حج مع الرجبية رفيقاً لابنه وسبطه الشهاب الشيشيني الحنبلي الماضي، وأول حجاته صحبة والده سنة خمس وتكررت مجاورته بينهما وبعضها في ظل ابن قاسم وتكسب أيضاً هناك بالشهادة ودخل معه الشام وزار بيت المقدس والخليل ورأى في أيامه عزا ًوتضعضع حاله في آخر الوقت وصار لقدمه يشهد على الخطوط ولكنه لم يذكر عنه في ذلك إلا الخير سوى أنه لا يؤدي حتى يأخذ ديناراً غالباً وكتب بخطه الترغيب وغيره وهو ممن اجتمع بقريبه النور الهوريني وبفخر الدين عثمان الشيشيني عم والده ولا أستبعد سماعه من أولهما بل هو محتمل في الثاني أيضاً؛ وكثرت مجالستين معه بمكة والقاهرة واستفدت منه فوائد نثرية في تراجم جماعة ممن رآهم وخالطهم ولم يكن بعيداً عن الضبط بل كتبت عنده ما أنشده إياه الصدر سليمان الأبشيطي حين جلوسه قاضياً بمجلس الميدان لنفسه ما نظمه في سقوط الفيل مرزوق بالقنطرة بالبحمون قريباً من قنطرة الفخر حسبما أوردته في المعجم. ولم يزل على فاقته حتى مات بعد تعلله أشهراً في ليلة الأربعاء تاسع ربيع الأول سنة ثمان وسبعين وصلي عليه من الغد ودفن عند أبيه وأخيه في لحدهما من حوش البيبرسية رحمه الله.
?583 - محمود بن محمد بن قطب رسول صاحب كلبرجة. مات في ذي الحجة سنة ثلاثين بمكة. أرخه ابن فهد.
?584 - محمود بن محمد بن محمود بن أحمد الشرف أو الزين ابن التاجر الشمس الجيلاني الفومني الأصل البحري الرابغي ثم المكي الحنبلي. شاب فهم أخذ عني دروساً من شرحي لألفية الحديث والتقريب وكتبهما بخطه وسمع على الشمائل والنصف الأول من البخاري وغير ذلك وكان سمع علي في أواخر سنة سبع وثمانين القول البديع إلا من أوله إلى القول في حكمها ثالثها، وكتبت له إجازة في كراسة وهو من ملازمي قاضي الحنابلة هناك وغيره من الفضلاء. وقد سافر لمصر في التجارة ودام بها نحو سنتين وكان يحضر عند قاضي الحنابلة وأثنى عليه.
?محمود بن محمد البدر الأقصرائي. فيمن جده إبرهيم بن محمد.
?585 - محمود بن محمد بن محمود بن خليل المحب بن الشمس بن أجا الحلبي الماضي أبوه.
 586 - محمود بن محمد بن محمد بن إبرهيم بن محمد بن أيوب بن محمد النور بن الشمس بن البدر الحمصي الشافعي الواعظ الماضي أبوه وجده ويعرف كهما بابن العصياتي. ولد في ثالث عشرى ذي الحجة سنة ثلاث واربعين وثمانمائة بحمص ونشأ بها فحفظ محافيظ أبيه إلا المغني وهي المنهاج وجمع الجوامع وألفية الحديث والنحو وأخذ عن أبيه وبدمشق عنا لبدر بن قاضي شهبة والزين خطاب والنجم بن قاضي عجلون وسمع على ابن الصدر قاضي طرابلس قطعة من البخاري وزعم أن له إجازة من البرهان الحلبي وشيخنا وغيرهما، وتحول إلى بيت المقدس فقطنه وأخذ فيه عن الكمال بن أبي شريف وعقد الوعظ فابتدأ من أول تفسير القرآن إلى سورة النمل وقرأ البخاري في رمضان من كل سنة، وفي غضون إقامته به دخل القاهرة في بعض ضروراته وقرره الشمس بن الزمن في مشيخة تدريسه تصوفاً ودرساً مع إعادة بالصلاحية، ولقيته بمكة في سنة تسع وتسعين وقد قدمها مع الركب من التي قبلها وعقد بها المجلس للتذكير أيضاً فشكر ثم بلغني عنه أشياء أنكرت عليه وسأل هو عن اشتراط النية للثواب المترتب على رؤية الكعبة فوافقته وعن المنع من دخول البيت للمتلبس بالنسك فأنكرته. وقد حضر عندي بعض الدروس وأخذ القول البديع فكتبه واستجازني لنفسه ولبنيه، وحكى لي أن والده حكى له عن جده لأمه الشمس السبكي أنه حصل له قبل موته ضرر في عينيه وأنه حج فاتفق أنه عثر في شخص فقال له أنت أعمى قال نعم قال فاذهب إلى الملتزم واسأل الهل في رد بصرك تجب وأنه فعل ولما فرغ وأراد الانصراف وتهيأ ليقوم أصابه جدار البيت أو عتبة الباب فنزل الدم وأبصر، وتكرر قدومه القاهرة في حياة أبيه وبعده، واشتغل وتميز بذكائه ولطف عشرته وولي قضاء الحنفية بحلب بعد ابن الحلاوي ببذل كثير وطلب للقاهرة فاعتنى به قانصوه الشامي بحيث تأخر الطلب عنه ورجع صحبته في أثناء سنة أربع وتسعين. ونعم الرجل فهو الآن أشبه قضاة حلب فيه رياسة وحشمة وفضيلة.
?587 - محمود بن محمد الهندي الأحمد أبادي المقرئ الحنفي. ممن انتفع به الفضلاء كراجح الماضي. وكانت وفاته سنة إحدى وتسعين عن نحو ثلاثين سنة.
?588 - محمود بن محمود بن علي الحسني الحسيني العباسي الأصفهاني الكرماني ويعرف بماشاده. ورد علي وأنا بمكة في سنة ست وثمانين استدعاء طلب فيه الإجازة له ولولديه ولبني أخيه ولجماعة من أصحابه فكتبت له بما أوردت بعضه في الكبير.
?589 - محمود بن مصطفى الجمال التركماني القرماني ثم القاهري الحنفي الآتي أبوه. استقر بعده في مشيخة تربة قجا خارج باب الوزير وتلقاها بعد موته الأمين الأقصرائي وكذا استقر بعد أبيه فيت دريس الأمير بلاط السيفي الجاي.
?590 - محمود بن مغيث الخلجي صاحب مندوة من الهند والمدرسة التي أنشأها بمكة عند باب أم هانئ بل تعرف بدارها وقرر في مشيخة التدريس والحديث بها إمام الحنفية الشمس البخاري. ومات سنة بضع وسبعين فاستقر بعده في السلطنة ابنه غياث الدين ويذاكر أبوه بصدقة وإكرام للوافدين عليه وكانت له دشيشة هائلة بمكة فانقطعت بعد موته ويقال أن أباه كان وزيراً.
?591 - محمود بن هرون بن عبد السلام بن سهلان التقي بن روح الدين بن الأمين الخنجي. قال الطاووسي صحبته واستفدت منه وأجاز لي في سنة ثمان عشرة ووصفه بشيخ الإسلام والمسلمين بقية الأولياء العاملين وجده بشيخ الإسلام صاحب الكرامات الظاهرة.
 592 - محمود بن يوسف بن مسعود الكمال العجمي الأصل القاهري الحنفي والد أحمد وأخته الشاعرة ويعرف بابن شيرين بمعجمة مكسورة وآخرة نون. حفظ القرآن والمجمع والمنار وألفية النحو، وعرض على جماعة وبعد عرضه كان ممن نزله المؤيد في مدرسته حين حضرته لذلك بعد اختباره وسرده من كتابه المجمع ما اقتضى له تنزيله واشتغل عند قاري الهداية وحضر دروس الشمس بن الديري وولده وسمع اليسير. وهو ممن كتبه صاحبنا ابن فهد في استدعائه المؤرخ برجب سنة ست وثلاثين وأجاز له فيه خلق، وجلس عند زوج لأمه بحانوت الجورة شاهداً وكذا في غيره وتميز في الفضيلة وبرع في الصناعة وناب عن السعد بن الديري فمن بعده بالجورة وغيرها؛ وكان مع شيخوخته وقدمه يزاحم الرسل وربما يستأجر بعضهم على قدر معين ثم يكون هو المقرر لحصتهم مع الأخصام. وقد ابتنى ملكاً بالحبالين ولم يحصل على طائل. مات في ذي القعدة سنة خمس وسبعين عن بضع وسبعين رحمه الله وعفا عنه، وممن تدرب به المحيوي عبد القادر بن مظفر ففاق أصله وبلغني أن شيرين المنسوب إليه هو شيخ الخانقاه البيبرسية المتوفي كما على لوح قبره في ليلة الأحد سادس عشرى جمادى الثانية سنة تسع وأربعين وسبعمائة، وسماه محمداً، وكذا أرخه المقريزي وقال أنه استقر بعده في المشيخة النجم الملطي فلم يلبث أن مات يعني في ذي القعدة من السنة وكان حنفياً وكذا فيما أظن شيرين ولكن قرأت في ذيل العبر للعراقي في السنة والشيخ الإمام الشرف الواسطي شيخ الخانقاه الركنية بيبرس وكان له نظم حسن سمعت منه ويحتاج إلى النظر في التئام هذا مع ما قبله واحتمال كونه أحد اللذين قبله بعيد وكذا يبعد إرادة الرباط بالبيبرسية من هذه العبارة.
?593 - محمود بن يوسف الجمال الرومي الحنفي. صاهر خير الدين الشنشي على ابنته فاطمة ابنة فاطمة ابنة أبي هريرة بن النقاش فأولدها ابنه أكمل الدين محمداً.
?594 - محمود بن بهاء الدين الكيلاني ويعرف بخواجا سلطان. مات في مستهل رجب سنة خمس وخمسين بمكة. أرخه ابن فهد.
?595 - محمود الزين بن الدويك أحد رؤوس مباشري حرم القدس. ذكر عندي بالديانة وإجادة الفرائض والحساب وحسن الشكالة وعظم اللحية. مات سنة إحدى وتسعين وقد جاز الستين.
?596 - محمود الشرف الطرابلسي خطيبها. ممن قتل حين خرج النائب على رعيته في طرابلس سنة اثنتين.
?597 - محمود الشمس التمجاني - بتاء مثناة ثم ميم ثم جيم وآخره نون - العجمي التاجر بمكة. مات بها في ليلة السبت مستهل جمادى الثانية سنة ثمان وثمانين رحمه الله.
?598 - محمود ملاصفي الدين الشيرازي النحوي الشافعي تلميذ غياث الدين الذي كان يقال له هناك سيبويه الثاني ولذا قيل لهذا التلميذ سيبويه الثالث، وممن أخذ عنه الجلال أحمد بن محمد بن إسمعيل نب حسن الصفوي الماضي وترجمه لي وأنه حي في سنة أربع وتسعين.
?599 - محمود خان الطقتمشي المغلي من ذرية جنكز خان. كانت السلطنة باسمه وهو مع اللنك ليس له من الأمر شيء وحضر معه قتال الشام وغيرها ولما رجعوا مات في سنة خمس قاله شيخنا في إنبائه وابن خطيب الناصرية. مختص الطواشي.
?600 - مخدم بن عقبل بن وبير بن نخبار أمير الينبوع وليها بعد معزى وقتل في صفر سنة تسع وخمسين واستقر بعده في الأمرة هجان بن محمد بن مسعود الضويمر.
601 - مخدوم بن برهان الدين الهندي الأحمد أبادي الحنفي. ممن أقرأ الطلبة وأخذ عنه في المعاني والبيان راجح الماضي وقال إنه كان فاضلاً. مات في سنة تسعين عن نحو الأربعين وإنه جلس محل دفنه وكان بيته ومحل إقرائه فإنه عمله مدرسة.
602 - مدلج بن علي بن محمد نعير بن حيار بن مهنا أمير العرب، وليها بعد أخيه عذراً. وقتل في شوال سنة ثلاث وثلاثين عن بضع وعشرين سنة ودفن بشمالي جبرين. ذكره ابن خطيب الناصرية مطولاً ولخصه شيخنا في إنبائه فقال: أمير آل فضل وكان ولي إمرة العرب بعد أخيه ودخل في الطاعة ثم وقع بينه وبين ابن عمه قرقماس قاتل أخيه غدراً الوقعة المذكورة في الحوادث وقتل هذا.
 603 - مدين بن أحمد بن محمد بن عبد الله بن علي بن يونس الحميري المغربي ثم اِلأشموني القاهري المالكي والد أبي السعود الآتي. أصله من المغرب من بيت كبير معروف بالصلاح والعلم فانتقل جد والده إلى القاهرة وسكن أشموم جريس بالغربية وغالب أهلها إذ ذاك نصارى وبها عدة كنائس فولد له ابنه محمد فنشأ على طريقة حسنة واجتهد في هدم تلك الكنائس وبنى بها زاوية استوطنها المسلمون حتى كان مولد صاحب الترجمة بها في سنة إحدى وثمانين وسبعمائة تقريباً فحفظ القرآن ومختصر الشيخ خليل وأخذ الفقه عن الجمال الأقفهسي والبساطي وحضر مواعيد السراج البلقيني وتسلك بأبي العباس الزاهد وانتفع بهديه وإرشاده بعد أن اجتمع بجماعة وخدمهم فما أثر، ولازم التقوى والذكر والانجماع على الطاعة إلى أن ترقى وأشير إليه في حياة شيخه بل كان شيخه يجله ويعتمد عليه وبعد وفاته بمدة صار يجلس في جامعة بالمقسم ثم انتقل لزاوية صاحبه عبد الرحمن بن بكتمر الماضي بالقرب من جامع شيخهما المذكور إلى أن بنيت له بجوارها زاوية هائلة في الحسن والنظارة قل أن يبني شيخ أو عالم نظيرها وأقيمت بها الجمعة والجماعات وحينئذ كثرت أتباعه وانتشر الآخذون عنه في الديار المصرية وكثير من القرى وصار الأكابر فمن دونهم يهرعون لزيارته والتبرك به وواصلون الفقراء بالبر والإنعام والشيخ بالهدايا والتحف حتى أثرى وكثرت أملاكه وأراضيه وعظم الانتفاع به وبشفاعاته لمبادرة أرباب الدولة إلى قضاء مآربه حتى قل أن ترد له رسالة، وممن صحبه وانقطع إليه وتخلى عما كان فيه من الأشغال والتفرغ له الزين عبادة المالكي وراج أمر الشيخ كثيراً به كما وقع لأبي العباس السرسي مع الشيخ محمد الحنفي والمحيوي الدماطي ومن لا أحصرهم من العلماء والأجلاء فضلاً عن من دونهم وصارت زاويته جامعة للمحاسن، وقد اجتمعت به كثيراً وتلقنت منه الذكر على طريقتهم قديماً مرة بعد أخرى وعرض عليه أخي بعض محافيظه؛ وكان كثير الميل إلي والمخاطبة لي بالشيخ شهاب الدين بحيث يتوهم من حضر ممن لم يلحظ أنه غالط وقام مرة على الولوي البلقيني منتصراً لي، ونعم الشيخ كان جلالة وسمتاً ووقاراً وبهاء وعقلاً ومراقبة وملازمة للطاعة واتباعاً للسنة وجمعاً للناس على ذكر الله وطاعته واقتداراً على العبادة واستحضاراً لكثير من فروع مذهبه ولجملة من المتون حتى أنه سأل شيخنا عن حديث "حسنوا نوافلكم فبها تكمل فرائضكم" وقال له شيخنا ما أعلمه فقال الشيخ قد ذكره التاج الفاكهاني وعزاه لابن عبد البر فقال شيخنا يمكن؛ إلى غير ذلك من النوادر والأشعار الرقيقة وسر الصالحين وكراماتهم بحيث لا تمل مجالسته مع لطيف ممازجة وفكاهة وأما في تحقيق مذهب القوم فهو حامل رايته والمخصوص بصريحه وإشارته مع أنه لم يكن يتكلم فيه إلا بين خواصه وله الخبرة التامة في استجلاب خواطر الكبير والصغير ومخاطبة كل بما يليق به ومذاكرته فيما يختص بمعرفته وكرامات يتداولها أصحابه منها أنه عاد العلم البلقيني في مرض أيس فيه منه فقال تعافى وتفتى وتصنف وتقضى فكان كذلك وذكره له مرة مجيء أبي الخير النحاس فقال يأبى الله والمؤمنون ذلك فلم يجيء إلا بعد موته وما بلغ قصداً وجاءه ابن البرقي على لسان الجمال ناظر الخاص ليتكلم بما يحصل به رواج الولوي الأسيوطي في تولية السلطان له القضاء وبصرف ابن البلقيني فقال إذا كان هذا الحال مع ابن البلقيني فكيف بمن ومن لم يجب، وجاءه الكمال إمام الكاملية ليودعه عند سفره للحجاز في بعض حجاته فقال خلوة أحسن من هذه السفرة، في إشباه لهذا مما يقصد به النصح والإرشاد كتسمية عبد القادر الوفائي بالجفائي، وقد مكث دهراً إلى حين وفاته لا تفوته التكبيرة الأولى من صلاة الصبح ويمكث في مصلاه وهو على طهارة إلى أن يركع الضحى وربما جلس بعد ذلك والأمر وراء هذا. تعلل أياماً ومات في ليلة الأربعاء تاسع ربيع الول سنة اثنتين وستين وصلي عليه من الغد بالشارع المقابل لجامع شيخه بمحضر خلائق كثيرين ودفن بزاويته وتأسف أناس على فقده رحمه الله وإيانا ونفعنا ببركاته.
 604 - مراد بك بن أبي الفتح محمد بن با يزيد بن مراد بن أرخان بن عثمان الملقب غياث الدين كرشجي ومعناه الوتري - نسبة للوتر لكون أبيه مازحه يوماً قائلاً له ما حالك مع إخوتك بعدي فقال أخنقهم بالوتر فضحك وأعجبه وقال له عافية كرشجي فتم عليه - ابن يلدرم با يزيد بن مراد بك أرخان بن علي أردن بن أرخان بن عثمان بن سليمان بن عثمان جق صاحب بلاد جميع الأوجات والبلاد التي ما وراء بحر الروم من المضيق بأسرها ومن ذلك بر إصطنبول بأسره وبر صاوبولي وأدرنة وهي كرسيه الذين يقيم به، ووالد محمد الماضي ويقال لكل من ملوكهم خوندكار ويعرف بابن عثمان. ولد في حدود عشر وثمانمائة وملك بعد أبيه في سنة أربع وعشرين وطالت أيامه وعظم وضخم ونالته السعادة وصار من عظماء ملوك الروم وأهلك الله على يديه ملكاً عظيماً من ملوك بني الأصفر كما أرخته في سنة ثمان وأربعين، أقام في الملك بعد أبيه دهراً أكثر من ثلاثين سنة وكان قائماً بدفع الكفار والتوجه لغزوهم مع سذاجة فيما عدا الحرب وانهماك في لذاته ومحبة في العلماء ومآثره كثيرة وأحواله في الطرفين شهيرة. وبالجملة فهو خير ملوك زمانه حزماً وعزماً وكرماً وشجاعة. مات في سابع المحرم سنة خمس وخمسين وهو في أوائل الكهولة وملك عبده ابنه عفا الله عنهما.
605 - المرتضى بن يحيى بن أحمد شرف الإسلام الهادي السني الشافعي. كان في سنة إحدى وثلاثين بالمدينة النبوية.
606 - مرجان الأرفي برسباي شاد السواقي يقال له ستمائة اشتغل في الحساب والهيئة والهندسة والميقات وصحب عبد القادر بن همام الماضي وكان يجيء معه للسماع على شيخنا. مات وقد أسن في سنة أرعب وتسعين وخلف موجوداً كثيراً من كتب وغيرها.
607 - مرجان التقوى الظاهري وولي مشيخة الخدام بعد سرور الطربيهي سنة أربع وسبعين إلى أن عزل في سنة ثمان وثمانين واستقر بعده إينال الفقيه.
608 - مرجان الرومي الشريف تاجر السلطان في المماليك ونزيل بيت قراجا بالقرب من جامع الأزهر. كان ذا وجاهة وشكالة. مات في شعبان سنة ثمانين وقد جاز الخمسين وشهد السلطان الصلاة عليه بسبيل المؤمني، ثم دفن بتربة الدوادار الكبير يشبك من مهدي عفا الله عنه.
609 - مرجان العيني زمان الأشرف ثم الناصر صاحبا اليمن بل ولي إمرة زبيد. مات في سنة أرعب عشرة. ذكره شيخنا في إنبائه.
610 - مرجان الزين العادلي المحمودي الحبشي الحصفي الطواشي. أصله من خدام العادل سليمان صاحب حصن كيفا اشتراه ورباه وأدبه وأعتقه واختص به. فلما مات وذلك في سنة سبع وعشرين خرج من الحصن وهو فقير فدار البلاد كفقراء العجم ودخل أذربيجان وغيرها وقاسى فقراً لكنه تأدب وتهذب بالأسفار إلى أن قدم البلاد الشامية فاتصل بخدمه تعزى بردى المحمودي وغيره على حاله في البؤس والقلة حتى صار من جملة خدام الطباق بالقلعة ثم مقدم بعضها فحسنت حاله وملك فرساً وصار يعلف الدجاج ويقدمه لمقدم المماليك ونائبه ثم لمغلباي طاز وزاد في التردد غليه إلى أن قفز به الظاهر جقمق وعمله نائب المقدم بسفارته بعد توقفه في ذلك ثم رقاه للتقدمة فعظم وضخم ونالته السعادة ثم عزله الأشرف إينال ثم أعيد ببذل؛ وحج في سنة اثنتين وستين أمير الأول فساءت سيرته ورجع فصادر من كان هو معه كالخادم وله عليه من الأيادي ما لا يوصف بالضرب والمال. ولم يلبث أن مات في جمادى الآخرة سنة خمس وستين وقد قارب الستين وكان جسيماً طوالاً أسود اللون ظالماً عسوفاً طماعاً مسرفاً على نفسه سيئة من سيئات الدهر وغلطاته اشتمل على قبائح أنزه قلمي عنها وتبدل ما كان عليه في أول مباشرته التقدمة من المحاسن نسأل الله حسن الخاتمة.
611 - مرجان الزين الهندي المسلمي - بالتشديد - مولى الشهاب بن مسلم المؤيدي. أخذه المؤيد قبل أن يلي السلطنة من أستاذه قهراً فنجب عنده وترقت منزلته جداً بحيث استقر خازنداره ثم عمله ناظر الخاص إلى أن اتضعت في أيام ططر فمن بعده وصودر حتى مات يعني بالطاعون في جمادى الثانية سنة ثلاث وثلاثين. ذكره شيخنا في إنبائه وقال غيره إنه ولي بعد أستاذه أيضاً الزمامية عوضاً عن كافور الرومي الصرغتمشي أشهراً.
 612 - مرزوق بن أحمد بن علي الزين البيجوري ثم القاهري الشافعي أخو البرهان إبرهيم الماضي. ولد مزاحم القرن ونشأ فحفظ القرآن وقرأه بتمامه على أخيه ولازمه في الدروس وغيرها، وسمع من لفظ شيخنا على ابن عمه الشمس محمد بن حسن ين علي البيجوري جزءاً للدمياطي وكذا سمع على الفوى والشمس ابن المصري والطبقة، وحج وتنزل في صوفية البرقوقية وتكسب في البز بسوق طيلان مع السكون ولين الجانب والإكثار من التلاوة والمحافظة على الجماعة وتعاهده للمنهاج بحيث دام حفظه له وقد أجاز في بعض الاستدعاآت. مات فجأة في شوال سنة سبع وسبعين ودفن بالمرجوشية رحمه الله وإيانا.
613 - مرزوق أبو جميلة الناتوتي التكروري نزيل القاهرة وأحد المعتقدين لكثيرين. مات سنة سبع وستين.
614 - مرزه شاه بن الطاغية تيمور. قتل في سنة ثلاث بدمشق على يد العسكر المصري.
615 - مرشد بن محمد بن محمد الزين بن ناصر الدين بن التقي الحسني المكي الشافعي ويعرف بابن المصري. ناسخ من أقرباء بيت ابن السيد عفيف الدين مجيد صنعة التجليد والتذهيب ونحوهما اشتغل قليلاً ولازمني في سنة ست وثمانين بمكة حتى قرأ علي القول البديع واستجلاب ارتقاء الغرف من نسختيه وتكررت كتابته لأولهما وسمع مني وعلي أشياء، وهو ساكن فهم يتكسب بالنساخة ونحوها أكثر أوقاته مقل بحيث تكرر سفره للهند للاسترزاق وسافر في سنة أربع وتسعين وأنا هناك بعد كتابته عدة من تصانيفي ودامت غيبته. مرشد بن عيسى. مضى في محمد.
616 - مرداد بن محمد الزغيمي الجزائري. مات سنة إحدى وأربعين.
617 - مرعي بن إبرهيم بن محمد بن عساكر البرلسي المالكي تلميذ ابن الأقيطع فاضل انتفع بملازمة المشار إليه وشارك في فنون وكذا أخذ عن غيره قيلاً وحضر عندي كثيراً من الدروس والإملاء وكذا حضر عند الخيضري وحج ولا بأس به.
618 - مرعي بن علي البرلسي التاجر والد علي ومحمد الماضيين. مات في.
619 - مساعد بن حامد بن مساعد المصراتي المغربي المالكي أحد فضلائهم. تفقه بجماعة كأحمد القسيطي المرابط المتوفي بمكة في حدود سنة ستين وبأبي القسم الهزبري المتوفي بطرابلس المغرب في هذا الأوان أيضاً؛ وله اشتغال بالعربية والمنطق وبعض الأصول وتعانى التجارة وتردد إلى الحجاز مراراً وحج وجاور وكانت أغلب إقامته بمصر رأيته بها. ومات بالهند بعيد السبعين تقريباً.
620 - مساعد بن ساري بن مسعود بن عبد الرحمن الهواري المصري السخاوي نزيل دمشق. ولد سنة بضع وثلاثين وسبعمائة وطلب بعد كبره فقرأ على الصلاح العلائي والولي المنفلوطي والبهاء بن عقيل والأسنوي وغيرهم ومهر في الفرائض والميقات وكتب بخطه الكثير لنفسه ولغيره ثم سكن دمشق وانقطع بقرية عقربا وكان الرؤساء يزورونه وهو لا يدخل البلد مع أنه لا يقصده أحد إلا أضافه وتواضع معه وكان ديناً متقشفاً سليم الباطن حسن الملبس مستحضراً لكثير من الفوائد وتراجم الشيوخ الذين لقيهم دميم الشكل جداً، وله كتاب في الأذكار سماه بدر الفلاح في أذكار المساء والصباح، ومات بقرية عقربا شهيداً بالطاعون سنة تسع عشرة. ذكره شيخنا في إنبائه وتبعه المقريزي في عقوده، وهو ممن أجاز لشيخنا الزمزمي في سنة ثمان وثمانين وسبعمائة.
621 - مساعد بن علي بن فلاح بن سعيد بن مسعبر بن معجم بن بطة بن المرتفع بن علي بن عمر بن عبد الخثعمي الباشوتي - وهو واد - الشافعي ويعرف بابن ليلى. ولد سنة عشر وثمانمائة تقريباً وقال الشعر وكتب عنه القاعي قصيدة أولها:

قال ابن ليلى قول ثاني شاعر

 

حلو الروايا نذني لزامـهـا

622 - مسافر بن عبد الله البغدادي القاهري الصوفي. ذكره شيخناف ي معجمه وقال أنشدني لنسفه موالياً فيما كتبه لي وقد فاتته النفقة الشامية بالخانقاه في شهور سنة ثمان وثلاثين:

غوادي الغيث من كـفـيك مـنـغـدقـه

 

قطر الغمام كسيل البحـر مـنـدفـقـه

إن كان مالي حصل شامـية الـنـفـقـه

 

عسى من الفضل يحصل شيء من الصدقه

مات سنة إحدى وأربعين.
 623 - مسدد بن محمد بن عبد العزيز بن عبد السلام بن محمد المجد أو الموفق أو الولوي أبو الثناء وأبو المحاسن بن الشمس بن العز الكازروني المدني الشافعي. ولد بالمدينة النبوية سنة إحدى وثلاثين وثمانمائة فقد رأيت له حضوراً في الثالثة في شوال سنة أربع وثلاثين وحفظ القرآن والعمدة والمنهاج وألفية النحو وعرض في سنة ثلاث واربعين فما بعدها على الجمال الكازروني والمحب المطري وأبي الفتح المراغي في آخرين ممن أجاز بل سمع عليهم أشيا وكذا سمع على زينب ابنة اليافعي، وأجاز له شيخنا والمحب بن نصر الله البغدادي والزين الزركشي والشمس البالسي واشتغل على أبيه وغيره وقرأ في العربية على السيد علي المكتب، وكان وحيها أحد شهود الحرم ويتكلم في دشيشة الظاهر جقمق، وصاهر أبا الفرج الكازروني على ابنته واستولدها عدة أبناء. مات في ذي الحجة سنة ثلاث وسبعين قبل إكمال الخمسين رحمه الله وإيانا.
624 - مسرور الحبشي ويعرف بالشبلي شيخ الخدام بالمدينة النبوية. مات معزولاً لعجزه في سنة ست. ذكره شيخنا في إنبائه.
625 - مسعود بن إبرهيم النقيب اليافعي. مات سنة إحدى وثلاثين.
626 - مسعود بن علي بن أحمد بن جمال الهندي الكنبايتي. ممن سمع مني بالمدينة.
627 - مسعود بن علي بن أحمد بن عبد الرحمن الركراكي ثم المصمودي المغربي المالكي نزيل المدينة لقيني بها فقرأ علي موطأ إمامه قراءة تدبر واستيضاح وكذا الشمائل والقول البديع من تصانيفي وألفية العراقي بحثاً وغيرها وكتبت له إجازة أشرت لشيء منها في تاريخ المدينة. وهو إنسان فاضل مفنن متقدم في العربية والفقه كثير الاستحضار للمذهب مع التوجه والانجماع وكثرة الصمت والتقلل والطي غالب الدهر والثناء عليه بين المدنيين مستفيض وربما أقرأ الفقه والعربية، وكان قدومه المدينة في موسم سنة ثلاث وثمانين وهو في سنة سبع وثمانين ممن زاد على الثلاثين وقد قرأ على السيد السمهودي أشياء ولازم مجلس القاضي المالكي الشمسي ثم ولده وتزوج بعد مفارقتنا له في بيت ابن صالح برغبة من أبيها فيه وتعب معها بحيث احتاج للمجيء إلى القاهرة مع الركب في سنة اثنتين وتسعين وقرأ علي حينئذ مسند الشافعي وغيره بحثاً ورواية، وسمع علي بحضرة أمير المؤمنين مؤلفي في مناقب العباس، وسافر الصعيد فحصل من ابن عمر وغيره ما تجمل به في الجملة؛ ورجع فلقيني بالحرمين أيضاً وأعطيته نسخة من المناقب والتمست منه قراءتها بقبة العباس فورد علي كتابه أنه فعل وظهرت ثمرة ذلك بنزول الغيث الكثير وحصول البركة وجاءني كتابه بعد ذلك في أوائل سنة ست وتسعين وكلها مؤذنة بمزيد الحب وحسن الاعتقاد والأوصاف الجليلة وقد تكرر اجتماعه بي سيما بالمدينة حين كوني بها في أثناء سنة ثمان وتسعين وسمع علي أشياء ونعم الرجل.
628 - مسعود بن شعبان بن إسمعيل بن عبد الرحمن بن إسمعيل بن مسعود بن علي بن محمد بن عبيد بن هبة الله الشرف أبو عبد الله الحساني الطائي الحلبي الشافعي. قال شيخنا في إنبائه: أصله من دير حسان ونشأ فتفقه قليلاً ثم صار ينوب في أعمال البر عن القضاة ثم ولي قضاء حلب عوضاً عن ابن أبي الرضي ثم عزل ثم أعيد ثم عزل بابن مهاجر سنة تسعين وسبعمائة ثم ولاه الشهاب الزهري قضاء حمص، وكان جاهلاً مقداماً يعرف طرق السعي وله دربة في الأحكام واشتهر بأخذ المال من الخصوم فحكى لي نائب الحكم جمال الدين بن العراقي الحلبي وكان خصيصاً به أنه أوصاه أن لا يأخذ من أحد من الخصمين إلا من يتحقق أنه الغالب وسار مع كمشبغا لما توجه للظاهر عند خروجه من الكرك فلم يزل صحبة الظاهر إلى أن دخل القاهرة فرعى له ذلك فلما استقرت قدمه في الملك ولاه قضاء دمشق بعد قضاء حمص وكذا ولي في الفتنة أيضاً قضاء دمشق وغيرها وتنقل في الولايات إلى أن استقر بطرابلس ومات بها في رمضان سنة تسع قال العلاء بن خطيب الناصرية بعد أن عزل ولكن لم يبلغه ذلك ظناً قال وكان رئيساً كريماً محتشماً عنده مكارم أخلاق ومداراة للدولة ومحبة للعلماء وأنشد عنه نظماً لغيره.
629 - مسعود بن صالح بن أحمد بن محمد الزواوي والد محمد الماضي. ذكره ابن فهد مجرداً وكتبته هنا تخميناً.
 630 - مسعود بن عبد الله عتيق ابن مروان. شيخ روى عن الميدومي سمع منه التقي القلقشندي بالخليل في سنة أربع. مسعود بن عمر بن محمود الأنطاكي. هكذا سماه شيخنا في إنبائه، وصوابه محمود وقد مضى.
631 - مسعود بن قنيد بن مثقال الحسني حسن بن عجلان وزير مكة وابن وزيرها.
632 - مسعود بن مبارك بن مسعود بن خليفة بن عطية المطبيز الماضي عم أبيه عطية. مات في شوال سنة خمس وتسعين بمكة ودفن بالمعلاة عند أم أولاده ابنة السلاوية وجده مسعود هو أخو عطية الواقف.
633 - مسعود بن محمد الكجحاني رسول تمرلنك. قدم القاهرة وباشر نظر الأوقاف في الدولة المؤيدية. ومات بها في جمادى الأولى سنة اثنتين وعشرين، ذكره ابن خطيب الناصرية مطولاً، وذكره شيخنا في إنبائه فسمي والده محموداً وقال مرت سيرته في الحوادث وهي من أقبح السير.
634 - مسعود بن محمود بن علي الضياء بن النجم بن الزين الشيرازي الميراثي الشافعي نزيل مكة وأخو المحمدين الماضيين وأسباط القطب الشيرازي. سمع مني وعلي في مكة أشياء وكتبت له إجازة أشرت لشيء منها في الكبير.
مسعود بن محمود الكجحاني. مضى في ابن محمد قريباً.
635 - مسعود بن هاشم بن علي بن مسعود بن غزوان بن حسين سعد الدين أبو محمد الهاشمي المكي الشافعي أخو علي والد أبي سعد محمد الماضيين. ولد قريباً من سنة خمس وستين وسبعمائة وسمع من الجمال الأميوطي والنشاوري والشهاب بن ظهيرة والمحب النويري وغيرهم، قال التقي الفاسي: وأقبل على الاشتغال ولازم مجلس الجمال بن ظهيرة كثيراً وتنبه في الفقه وكان كثير الاستحضار له وللروضة وربما أفتى لفظاً مع خير وديانة ومروءة، وقال التقي بن فهد في معجمه أنه حدث سمع منه الفضلاء. مات في جمادى الأولى سنة تسع عشرة بمكة ودفن بالمعلاة وكان سافر إلى اليمن.
636 - مسعود الأزرق. مات في المحرم سنة ثلاث وخمسين بمكة. أرخه ابن فهد.
637 - مسعود البركاتي الدوادار القائد فتى السيد بركات. مات في رجب سنة ست وستين بمكة. أرخه ابن فهد.
638 - مسعود الحبشي مولى نائب الشام قجماس، ممن ترقى في أيامه وساتقر به مهتار الطشتخاناه وفراش الخزانة وغير ذلك، وكثر ماله وخدمه وسائر جهاته وكان سفيره عند الملك في مهماته لقوة جنانه وإقدامه ولذا كان ممن امتحن بعد موته. ثم أنعم عليه بسوق الخيل بدمشق ولزم مع ذلك التجارة حتى مات في يوم الخميس يوم عرفة سنة ست وتسعين وخلف عدة أولاد أفناهم الطاعون في التي تليها بمصر والشام ويقال أنه سم مولاه فالله أعلم.
مسعود رسول تمرلنك. في ابن محمد.
639 - مسعود الصبحي نائب السيد حسن بن عجلان في سنة خمس عشرة وثمانمائة لعله على جدة فإنه ماطل الشريف أحمد بن محمد بن عجلان في حوالة له عليه من عمه حسن فلطمه فأخرجه عمه بسبب ذلك من مكة. قاله ابن فهد.
مسعود الطائي قاضي طرابلس. في ابن شعبان. مسعود المطيبيز. في ابن مبارك قريباً.
640 - مسلط بن وبير أمير ينبغ. مات سنة ثمان وخمسين.
641 - مسلم - كمحمد - بن علي بن محمد بن أبي بكر الزكي أبو المعالي بن النور الأسيوطي القاهري الشافعي الماضي أبوه. ولد سنة أربع وثمانمائة وحفظ المنهاج وألفية النحو وغيرهما وعرض على جماعة واشتغل وقتاً وقرأ على عمه السيد الصلاح محمد بن أبي بكر بن علي السيوطي أخي والده لأمه يسيراً في العربية وسمع علي ابن الكويك صحيح مسلم وغيره وعلى التقي الزبيري الرابع من ثمانيات النجيب وناب في القضاء عن شيخنا فمن بعده لكن امتنع القايات يمن استنابته مع كونه كان من رفقائه في الشهادة بجامع الصالح وصار يلوح بشيء ولما سافر الصدر بن روق جلس بالجورة وأكثر العلم البلقيني وغيره من التعيين عليه بل باشر أمانة الحكم عند المناوي وقتاً وربما استنيب في الخطابة بجامع القلعة لا لفصاحته وكان يبالغ في خدمة القضاة حتى أنه كان يعمل للعلم البلقيني غداة يوم توجه إلى المحمودية فيتكلف لذلك بما استكثره القاضي ومنعه منه ليتوفر وصار بأخرة من قدماء النواب وقد حدث سمع منه الطلبة، وكان ذا دربة بالأحكام حسن السياسة عارفاً بالتوقيع تاما لعقل غير ذاكر لما يكون بينه وبين مستنيبه أو أتباعه. مات في شوال سنة ثلاث وسبعين بعد أن أجاز في استدعاء بعض الأولاد عفا الله عنه وإيانا.
 642 - مسند بن محمد بن عبد الله أخو القطب الخيضري لأبيه. كان على طريقة أسلافه في لباس العرب وحصل شيئاً كثيراً في أيام أخيه وكان قائماً بقضاء مآربه في القاهرة وغيرها وينسبه للتقصير في شأنه. وماتا في سنة أربع وتسعين ذاك بالقاهرة وهذا بدمشق وهو أسنهما وأظن وفاته تأخرت عنه فإنه أسند وصيته للسراج بن الصيرفي ولم يظهر له كبير أمر بحيث قيل أنه يزيد على ألفي دينار واتهم بعض عياله ومع لك فمس الوصي بعض المكروه ولم يلبث أن مات أولاده بالطاعون فوضع النجم ابن أخيه يده على ما بقي لكونه عصبته بل وولده أبو اليمن كان زوجاً لابنتيه ويحتاج كل هذا لتحرير.
643 - مشترك القاسمي الظاهري برقوق والد محمد الماضي. ترقى في أيام الناصر ابن أستاذه إلى أن تأمر بالقاهرة ثم ناب بغزة غير مرة ثم توجه لدمشق على إمرة بها فلم يلبث أن مات بها في جمادى الأولى سنة إحدى وعشرين وكان مشكور السيرة وقيل أن صواب اسمه أجترك كما مضى في الهمزة ولكنه هكذا اشتهر.
644 - مشيط بن أشعل بن علي الجدي. مات في شعبان سنة إحدى وأربعين بجدة وحمل فدفن بالمعلاة.
645 - مشيعب بن منصور بن راجح بن محمد بن عبد الله بن عمر بن مسعود العمري. كان من أعيان القواد المعروفين بالعمرة، من يصحب أمراء الراكز، ودخل القاهرة ونال بها براً. ومات وهو متوجه إليها بالينبوع في ذي الحجة سنة خمس وخمسين ودفن بها. أرخهما ابن فهد.
646 - مصباح الصوفي. مات في سنة إحدى وثلاثين.
647 - مصطفى بن تقطمر الزين أبو محمد النظامي الحنفي. ممن سمع الصحيح في رمضان سنة اثنتين وثمانين وسبعمائة على النجم بن رزين بمدرسة الجاي ثم قرأه عليه الشمس الجلالي خازن المحمودية وشيخ الألجيهية الكبرى في سنة إحدى وعشرين في سنة إحدى وعشرين وكذا سمع عليه أيضاً بقراءة أبي العباس أحمد القبيباتي المعروف بابن فريفير وأظنه كان من علماء الحنفية.
648 - مصطفى بن زكريا بن أبدغمش القرماني القاهري الحنفي والد الجمال محمود الماضي، وسمى شيخنا في إنبائه والده عبد الله وقال أنه شارك في الفقه والفنون ودرس للحنفية بالصرغتمشية يعني بعد الجمال يوسف الملطي وقرره سودون من زاده في مدرسته أول ما فتحت، زاد غيره أنه استقر في مشيخة تربة الأمير قجا السلحدار وفي تدريس الأمير بلاد السيفي الجاي. وحكى شيخنا في إنبائه من سنة سبع وتسعين أنه لما مات الجلال التباني رام ولده. مات في سابع عشر جمادى الثانية سنة تسع واستقر بعده في الصرغتمشية التفهني وفي السودونية البدر حسن القدسي وفي بقية وظائفه ابنه، وله تصانيف منها.
مصطفى بن عبد الله القرماني. هو الذي قبله.
649 - مصطفى بن محمد بن علي بن قرمان له ذكر في أبيه وأنه قتل سنة اثنتين وعشري.
650 - مصطفى بن الفقيه الشمس محمد بن العجمي. مات شاباً مطعوناً في بكرة الأحد ثاني جمادى الأولى سنة اثنتين وعشرين ودفن بالعينية. قاله واقفها.
651 - مصطفى بن محمود بن رستم الرومي البرصاوي أحد أعيان التجار والماضي أبوه ويعرف بين التجار بتاجر السلطان ممن يكرمه لكون أبيه كما تقدم تاجره وتكرر إنعامه عليه وسمعت من يصفه بمزيد الشح والتهافت وعدم الاهتداء لشيء من أمور الدين بل هو يابس المعاملة زائد الحرص لين الجانب أقام بمكة سنين وكنت ممن يراه بها في سنة أربع وتسعين ولم أقبل عليه، وهو الآن سنة تسع وتسعين بالقاهرة من مدة سنين.
552 - مصطفى ابن صاحب طرابلس الرومي التاجر الخواجا نزيل مكة ويعرف بالذبيح لكونه ذبح ثم قطب. مات بمكة في صفر سنة خمس وسبعين ودفن بجوار الشيخ علي بن أبي بكر الزيلعي من معلاتها بعد أن أوصى بقربات وعمر الملك من ماله لكونه لم يخلف وارثاً عين عرفة ومسجدها ومسجد الخيف وفسقية خليص وغير ذلك وكان هو في حياته يتصدق بخبز ويزعم أن قاضي الحنفية أفتاه بإجزائه عن الزكاة وغير ذلك مما غبط كل منهما عليه. أرخه ابن فهد.
653 - مطرق نائب قلعة دمشق. تواطأ مع شيخ ويشبك حين سجنهما الناصر في سنة عشر بها حتى أطلقهما فقتل لذلك وجيء برأسه.
654 - مطيرق بن منصور بن راجح بن محمد بن عبد الله بن عمر بن مسعود العمري المكي أحد أعيان القواد العمرة ووالد حصيرة. مات بها في جمادى الأولى سنة ست وخمسين. أرخه ابن فهد.
 655 - مظفر بن أبي بكر بن مظفر بن إبرهيم التركماني المقرئ والد أحمد الماضي ويسمى محمداً أيضاً. ذكره ابن الجزري في طبقات القراء فقال: الشيخ الصالح الولي من خيار خلق الله قرأ السبع على خليل بن المشبب وأخذ عني قليلاً وانقطع بالقرافة ثم انتقل إلى دير الطين ظاهر مصر فانقطع هناك وأقرأ الناس وهو عديم النظير زهداً وورعاً بلغني أنه توفي سنة ثلاث كذا قال والحق أنه من ذاك القرن وقد ذكره شيخنا في سنة تسع وتسعين من إنبائه وأشرت لذلك في ولده من معجمي.
565 - مظفر الخواجا العجمي نزيل بيت المكين بمكة. مات بها في ذي القعدة سنة سبع وستين. أرخه ابن فهد. مظفر الأمشاطي. في محمود بن أحمد بن حسن.
مظفر الشيرازي. هو محمد بن عبد الله بن محمد.
657 - معاذ بن عبد الوهاب بن المحب محمد الزرندي المدني الشافعي كأبيه وجده. سمع على جده لأمه الجمال الكازروني وأبي الفتح المراغي ولم يقتف طريق والده في التشفع من بنيه سواه.
658 - معاذ بن موسى بن فلان بن معاذ الطلخاوي ثم القاهري الشافعي. أقام في زاوية الحنفي ثم صحب المناوي وحضر دروسه وزاد وثوقه به بحيث أقامه في دواليبه وكان صالحاً قانعاً، حج غير مرة وزار بيت المقدس وعاش بعده مدة منجمعاً عن الناس بالجزيرة وكان يزورني أحياناً. مات في جمادى الأولى سنة ثمان وثمانين ودفن بتربة شيخه المناوي بالقرب من مقام الشافعي بالقرافة وقد جاز الستين وكان أبوه صالحاً أيضاً بحيث كان المناوي حين تقرير القول بوجوب تعلم أمراض القلوب وأدويتها على كل مسلم إلا من أوتي قلباً سليماً يمثل به فيقول كالشيخ موسى. شهد بعض الغزوات مع عبد الرحمن العجمي. ومات ببلد الخليل رحمهما الله وإيانا.
659 - معتوق بن عمر بن معتوق بن الشيخ إبرهيم بن يوسف الشهير بالصفوى بن عمر بن عبد الرحمن قوام الدين بن الطفونحي البغدادي الأصل ثم القاهري. ولد سنة إحدى وسبعين وسبعمائة وقدم القاهرة وكان يذكر أنه لبس الخرقة من الشريف عبد الرزاق بن أبي عبد الله محمد بن العماد أبي صالح نصر بن عبد الرزاق ابن الشيخ عبد القادر الكيلاني بلباسه لها من أبيه فالله أعلم ولبسها منه الشمس بن المنير وأرخه في ذي القعدة سنة ثلاث وخمسين.
660 - معروف اليشبكي الحبشي الظاهري جقمق الطواشي شاد الحوش استقر فيها بعد صندل الهندي الطاهري في سنة ست وستين ثم نفاه الأشرف قايتباي في ثاني شعبان سنة أربع وسبعين إلى قوص فلم يلبث أن مات في أواخر رمضانها بألواح وكان من مساوئ أبناء جنسه جرأة وإقداماً وبلصاً وحذقاً عفا الله عنه، واستقر بعده في شادية الحوش سرور الحبشي السيفي شرباش.
661 - معزى بن هجار بن وبير بن نخبار الحسيني والد دارج الماضي وأمير الينبوع استقر فيها بعد موت صخر بن مقبل إلى أن انفصل بعمه هلمان بن وبير ثم أعيد بعد عمه الآخر سنقر بن وبير ثم انفصل بعمه الآخر مسلط بن وبير ثم أعيد حتى مات في أواخر جمادى الآخرة سنة ثمان وخمسين واستقر عوضه مخدم بن عقيل بن وبير وقد لقيت صاحب الترجمة بمحل ولايته في سنة ست وخمسين وأطلق لي ما كان معي عفا الله عنه.
662 - معزى العمري أخو الشريف رميثة ابن صاحب مكة بركات بن حسن بن عجلان. مات في ربيع الأول سنة خمس وتسعين بالخبت من ناحية اليمن وجيء به فصلي عليه عند باب الكعبة ودفن بالمعلاة.
 663 - معقل بن حباس بن معقل الجعفري الغدامسي - نسبة لغدامس من عمل طرابلس المغرب - المغربي المالكي. رأيته بمكة في سنة أربع وتسعين وذكر لي أنه جاز الخمسين فيكون مولده تقريباً سنة أربعين أو قبلها وأخذ عن إبرهيم الأخدري ولازمه بحيث عرف به وتكلم في الوعظ وجال بلاد المغرب ولقي الشريف أحمد قاضي الجماعة بالأندلس المتقدم في العقليات بحيث كان أبو الفضل البجائي يبالغ في وصفه بها سيما المنطق قال وهو الآن منفصل عن القضاء في قيد الحياة بتلمسان حتى تميز في الفضائل وتحرك للحج قديماً فوصل إلى إسكندرية ثم رجع إلى أن كان في سنة اثنتين وتسعين فقدم القاهرة واجتمع بحمزة وأحمد بن عاشر وطلع به إلى الملك فأعطاه مبلغاً ثم ركب البحر حتى وصل مكة في شعبان فدام بها حتى حج، ولسعه عقرب أقعد منها إلى أن خرج مع القافلة لزيارة المدينة في جمادى الثانية قبل أن ينصل ثم عاد وجاور سنة أربع وتسعين ودام بها حتى الآن واقرأ الفقه وقصدني غير مرة للسلام.
664 - معمر - كمحمد - بن يحيى بن محمد بن عبد القوي السراج أبو اليسر - بفتحتين - المكي المالكي الماضي جده وإخوته والآتي أبوهم. ولد وقت الخطبة من يوم الجمعة رابع عشرى ذي القعدة سنة ثمان وأربعين وثمانمائة بمكة ونشأ بها فحفظ القرآن وكتباً كالأربعين النووية والرسالة الفرعية والألفية والملحة وعرضها والمنهاج الأصلي وبعض المختصر الفرعي، ولازم المحيوي عبد القادر قاضي مكة والشهاب أحمد بن يونس المغربي في الفقه والعربية وغيرهما ويعقوب المغربي في الفقه خاصة وارتحل إلى القاهرة غير مرة ولازم فيها الشمس الجوجري في الأصلين والعربية والمعاني والبيان والعروض والمنطق وأكثر عنه جداً بحيث كان جل انتفاعه به وكان يرجحه على جل جماعته أو كلهم وكذا لازم في الفقه والعربية وغيرهما يحيى العلمي وفي الفقه واالعربية السنهوري واختص باللقاني كثيراً ولازمه في الفقه وغيره سيما في مقابلة شرح البخاري وفي المنطق عبد المحسن الشرواني وحضر عند عبد المعطي في تفسير البيضاوي بل اخذ أصول الدين عن الكافياجي والمعاني والبيان عن الشرواني والتقى الحصني وأصول الفقه عن إمام الكاملية وعلم الحديث عن كاتبه وأكثر من ملازمته بالقاهرة وبالحرمين وقرأ الكثير وسمع بل أجاز له شيخنا وخلق باستدعاء النجم بن فهد وكثر انتفاه في ابتدائه بزوج أخته النور الفاكهي، وتميز في ذلك كله بحيث أقرأ في المنهاج الأصلي بحضرة ثالث شيوخه وأمره وأصلح إمام الكاملية في شرحه له بإشارته وكان عالم الحجاز البرهاني يصغي إلى مباحثه ويميل إلى كلامه ويعتمده في نقل مذهبه وغيره وعرض عليه اللقاني النيابة فأبى بل ترشح لقضاء بلده وكاد أمره فيه أن يتم والإنصاف أنه فوق هذا وأذن له جل شيوخه في الإقراء والإفتاء وتصدى لذلك فانتفع به الطلبة في الفقه وأصوله والعربية وكذا أقرأ بالمدينة النبوية حين مجاورته بها وفي غيرها وكتب على القطر شرحاً بديعاً قرضه له غير واحد من المعتمدين وكنت ممن قرضه وحمل عنه بالقاهرة وغيرها استكتاباً وقراءة وهو الآن مشتغل بالكتابة على المختصر أوقفني على بعضه فأعجبني وحضضته على إكماله، ومع ما اشتمل عليه من الفنون زائد البارعة في الأدب حسن الإنشاء نظماً ونثراً امتدحني بقصيدة يوم ختمه قراءة الجواهر والدرر من تصنيفي وبغير ذلك ونظم ما اشتمل عليه كتابي من الخصال المقتضية للإظلال بما راق بحيث أودعتها في التصنيف المشار إليه بعد أن أنشدها بحضرتي وكتب علي وجيز الكلام شعراً حسناً وراسلني بمطالعات فائقة بل كتب إلي يوم موادعتي:

سلام على دار الغرور لأنها

 

مكدرة لذاتها بالـفـجـائع

فإن جمعت بين المحبين ساعة

 

فعما قليل أردفت بالموانـع

كل ذلك مع متانة عقل ومزيد احتمال وتواضع وديانة وشرف نفس وإنصاف وأدب، ومحاسنه جمة قول بمكة في مجموعه مثله؛ وكنت عنده بمكان. مات بعد انقطاع يومين بمرض حاد ظهر يوم الأحد مستهل صفر سنة سبع وتسعين، وحضرت دفنه والصلاة عليه وكثر الثناء عليه وتأسفنا على فقده رحمه الله وعوضه الجنة

665 - معوضة الفقير الصادق المخاطر في الله بروحه من أصحاب الشيخ عمر العرابي كان لا يرى منكراً إلا غيره ولا يهاب أحداً كائناً من كان بحيث صارت له هيبة ولا يخالفه أحد وكان يحمل عصاً بيده يضرب بها من يخالفه ويقوم بها في المطاف فيحول بين الرجال والنساء ويدفع أهل الدكاكين في المسعى توسعة للساعين وأنكر على الأمير بيسق وهو يعمر في الحرم أموراً فرجع إليه ولما أراد طواشي صاحب بنجالة بناء مدرسة لأستاذه بمكة عند باب المسجد المعروف بباب أم هانئ وأراد الخروج بالجدار الذي يلي الشارع إلى حذاء مدرسة الشريف عجلان منعهم من ذلك واضطجع في محل البناء وقال ابنوا فوقي فبذل الطواشي لحكام مكة مالاً فعجزوا عن دفعه. مات في سنة ست عشرة رحمه الله ذكره ابن فهد.
معين بن صفي الحسني الحسيني الإيجي. هو محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله بن محمد.
666 - مغامس بن أحمد الزباع الحميضي المكي القائد الكبير المتقدم بالشجاعة والفصاحة عند بني عجلان ولاة مكة. ممن ظلم الحاج ثم تاب وتطلب براءة الذمة ولبس المرقعة وساح باكياً على ما فرط منه وصحب عمر العرابي ورافقه إلى اليمن ثم رجع إلى مكة وخير نساءه وتعلل وأصابته جراحة في رجليه فكان يعيد ما يخرج منها من الدود إليها ويتوجه إلى الله أن لا يموت إلا بحضرة شيخه المشار إليه فأجيب فإنه تمادى في الضعف خمسة أشهر ووصل الشيخ لمكة فمات بحضرته في رابع ذي الحجة من أثناء هذا القرن. طوله ابن فهد وفات الفاسي.
667 - مغلباي طاز الأبو بكري المؤيدي شيخ من صغار مماليكه ثم صار بعده خاصكياً ثم أمره الأشرف إينال عشرة ثم عمله خجداشه الظاهر خشقدم طبلخاناه وأمير حاج المحمل ثم مقدماً فلما خلع حموه وخجداشه الظاهر بلباي نفي إلى دمياط فاستمر به حتى مات في صفر سنة ثلاث وسبعين وهو في عشر الثمانين وكان ديناً خيراً كريماً شجاعاً مع سلامة باطن وصدع بالحق وكثرة كلام ينشأ عن نشوفة وله جامع بنواحي الصليبة تقام فيه الخطبة رحمه الله.
668 - مغلباي الأبو بكري المؤيدي شيخ الساقي. كان من خواصه وساقيه ثم أمره عشرة ثم صار بعده طبلخاناه إلى أن أمسكه الأتابك ططر بدمشق في سنة أربع وعشرين وأنعم بإقطاعه على صهره البدر حسن بن سودون الفقيه ولعله كان آخر العهد به.
669 - مغلباي الأحمدي الأشرفي برسباي ويعرف بميق. كان باشا بمكة عقب طوغان شيخ ثم نقل إلى القاهرة وهو أحد العشرات.
670 - مغلباي الأشرفي الشلبي. كان من المجردين لابن قرمان ورجع وهو متوعك فمات بعد أربعة أيام في شوال سنة إحدى وستين.
671 - مغلباي الأشرفي برسباي صار في أيام الأشرف قايتباي حاجباً بحلب ثم نقل إلى القاهرة بطالاً إلى أن عمله شاد أوقاف الأشرفية بعد خجداشة قانصوه الأشرفي.
672 - مغلباي الجقمقي جقمق الأرغون شاوي. كان جميلاً جداً فاتصل بعد موت أستاذه بالأشرف برسباي لسابق خدمة له عليه حتى كان مسجوناً فعمله خاصكياً ثم ساقياً سنين ثم أنعم عليه بإمرة عشرة واستقر به في إتادارية الصحبة وصار له ذكر في الدولة وظلم وعسف وأخذ دار تمراز الناصري نائب السلطنة كان بالقرب من جامع سودون من زاده فغير معالمها ولقي العمال منه شدائد ولذا لم يمتع بها وأخرجه الظاهر جقمق إلى دمشق على تقدمة بها فدام بها يسيراً ثم بعث بالقبض عليه وسجنه بقلعتها حتى مات بمحبسه في سنة أربع واربعين وقد جاز الأربعين ظناً، وكان شاباً حسناً ذا تؤدة وحشمة وحسن سمت وكرم فيما قيل بل كان فيما قيل سيء السيرة ظالماً بخيلاً سفيهاً سيئ الأخلاق جباناً قليل المعرفة كثير الدعوى وبعد جماله صارت له شعرات في حنكه قبيحة وشوارب بحيث صار شكلاً مهولاً مع طول وانحناء بأكتافه عفا الله عنه.
673 - مغلباي الجقمقي جقمق الأرغون شاوي أيضاً صار بعده من جملة المماليك السلطانية بل تأمر عشرة في أيام الظاهر خشقدم إلى أن قتل في الوقعة السوارية سنة اثنتين وسبعين وكان مفرط القصر.
674 - مغلباي الشريفي. أصله للظاهر خشقدم ثم أعتقه الأشرف قايتباي وتنقل حتى صار والياً ثم سافر فعدمت إحدى عينيه فلما قدم جبره بالتقدمة وأعطى الولاية لقيت الساقي. مات في الطاعون سنة سبع وتسعين.
 675 - مغلباي الشريفي آخر من مماليك الأشرف قايتباي، شاركه في الاسم والنسبة من العشرات. مات أيضاً في طاعون سنة سبع وتسعين.
676 - مغلباي الشهابي الناصري كان من مماليك الشهاب أحمد بن الجمال يوسف البيري الأستادار ثم صار للناصر فرج، واستمر من جملة مماليكه إلى أن عمل خاصكياً بعد موت المؤيد ثم رأس نوبة الجمدارية في الأيام الظاهرية جقمق ثم أمره عشرة ثم أخرجها عنه الأشرف إينال لانضمامه مع المنصور واستمر بطالاً حتى مات فجأة في ليلة عاشر المحرم سنة تسع وخمسين ورأيت من أثنى عليه رحمه الله.
677 - مغلباي الظاهري جقمق الساقي. أمره أستاذه عشرة ولم يلبث إلا نحو عشرة أيام. ومات بالطاعون في صفر سنة ثلاث وخمسين فأنعم بإمرته على الذي قبله.
678 - مغلباي الظاهري خشقدم وابن أخت الأشرف قايتباي. تأمر عشرة. ومات في رمضان سنة ثلاث وسبعين بالطاعون ولم يكمل الثلاثين وحضر خاله الصلاة عليه بالمؤمني. مغيث بن محمود بن علي الشيرازي ويسمى محمداً أيضاً ممن سمع مني بمكة ومضى في المحمدين.
679 - مفتاح أمين الدين البليني ويعرف بالزفتاوي. كان من موالي الشريف أحمد بن عجلان فصيره لأخيه حسن فنشأ في خدمته حتى كبر وبدت منه نجابة وشهامة وشجاعة فاغتبط به بحيث استنابه حين تأمر على إمرة مكة وبعثه رسولاً للناصر في سنة أربع عشرة وآل أمره أن قتل في مقتلة في رمضان سنة عشرين ونقل إلى المعلاة فدفن بها. ذكره الفاسي مطولاً.
680 - مفتاح الحبشي الكمالي أبي البركات بن ظهيرة ويلقب بقيعاً. مات تحت العقوبة الزائدة بسبب ما أشيع من اختلاسه للأموال الخلجية التي كان سفيراً عليها في سنة سبع وثمانين وشق على البرهاني أخي مولاه وتكلم مع الشريف محمد في طرد وزير جدة بدر الحبشي الملقب هجيناً لكونه المتولي للعقوبة عفا الله عنه.
681 - مفتاح الحبشي مولى الموفق الأبي، رباه بمكة وعلمه الكتابة والقراءة ثم صار لابنه ابن الخازن وخدم البغدادي الحنبلي وتعلم صنعة التجليد وتكسب بها وكذا بالتجارة في حانوت بسوق أمير الجيوش وكتب كتباً وقرأ عند أبي السعادات البلقيني والطبناوي وأخذ عني وعنده عقل وحشمة.
682 - مفتاح أبو علي الدوادار الحسني أحد القواد من عبيد السيد حسن نائب جدة في أيام السيد بركات. مات في مقتلة بجدة في صفر سنة ست وأربعين وحز رأسه وطيف به مع غيره بجدة. أرخه ابن فهد. وهو جد عبد الكريم وسنان ابني علي.
683 - مفتاح السحرتي ويعرف بالمغربي لمولاه الأول أكبر أهل دولة الجمالي صاحب الحجاز المقدم عنده في مباشرة جدة من سنة تسع وثمانين إلى أن مات في صفر سنة سبع وتسعين خارج مكة وحمل إليها فدفن بالمعلاة وهو وابنه من موالي الجمالي المشار إليه.
684 - مفتاح الطواشي الحبشي ثم العدني. ولي إمرة عدن للأشرف. ومات سنة تسع عشرة. أرخه شيخنا في إنبائه.
685 - مفتاح عتيق المهتار نعمان. كان مهتار الطشتخاناه. مات في سنة اثنتين. أرخه شيخنا أيضاً.
686 - مفلح بن تركي الأجدل. مات سنة بضع وعشرين.
687 - مفلح الحبشي المكي ويعرف بالحنش. كان مؤدباً للأطفال كثير التلاوة بالباسطية. مات في ربيع الآخر سنة أربع وأربعين بمكة. أرخه ابن فهد.
688 - مفلح الحبشي فتى عبد الرحمن بن الزكي أبي بكر الماضي. ممن سمع مني بمكة.
689 - مفلح الحبشي الكمالي بن ظهيرة. مات في جمادى الأولى سنة ثلاث وتسعين بمكة.
690 - مفلح فتى محمد بن أحمد بن النحاس. ممن سمع مني بمكة.
691 - مقبل بن سعيد بن مسيل بن جون بن علي السعدي ثم السمتي كتب عنه البقاعي في صفر سنة تسع وأربعين بمسجد المليسا من الطائف قصيدة منها:

أبدع قوافي القيل في ابن مطاعن

 

ملك نشا ما قط في شوره نكـد

692 - مقبل بن عبد الله بن عبد الرحمن البغدادي ثم المكي والد محمد الماضي ويعرف بسلطان غلة. ممن سمع على ابن الجزري في سنة ثلاث وعشرين كتابه أسنى المطالب في مناقب علي بن أبي طالب ووقف سبيله بمنى قبل ذلك في سنة ثلاث عشرة. ومات في صفر سنة سبع وعشرين بمكة. أرخه ابن فهد.
693 - مقبل بن نخبار أمير ينبع. مات في سنة ثلاثين وثمانمائة في ربيع الأول بمحبسه من اسكندرية.
 694 - مقبل بن هبة بن أحمد بن سنان بن عبد الله بن عمر بن مسعود العمري أحد أعيان القواد العمرة. مات في سنة ثمان وثلاثين إما في أوائلها أو أواخرها أرخه ابن فهد.
695 - مقبل الزين الأشقتمري الرومي الطواشي الشافعي. كان جمداراً عند الظاهر ثم ولده الناصر ملازماً للديانة محباً في الفقهاء اشتغل بالعلم كثيراً وحفظ الحاوي الصغير فصار يذاكر به مع حسن التلاوة جداً، ثم عمر مدرسة بالتبانة عند مفرق الطرق وقرر فيها مدرسين وطلبة وكان عنده بر ومعروف. مات في ليلة الاثنين رابع ربيع الآخر سنة تسع عشرة بالطاعون ودفن بمدرسته وكان قد أسر مع اللنكية من دمشق ثم خلص وحضر مع الرسل الواردين من اللنك في سنة ست وثمانمائة وجاور عامين متواليين قبل موته رحمه الله وإيانا.
696 - مقبل الزين الحسامي الرومي. أصله لبعض أمراء دمشق ثم اتصل بخدمة الشيخ شيخ قبل سلطنته فلما تسلطن عمل خاصكياً ولا زال يرقيه حتى عمله دواداراً كبيراً بعد جقمق الأرغونشاوي حين ولي نيابة الشام بعد سنة عشرين فباشرها إلى أن فر من القاهرة هو وغيره خوفاً على أنفسهم حين قبض مدبر المملكة ططر على قجقار وغيره فحاربهم العرب أصحاب الإدراك بظاهر خانقاه سرياقوس إلى أن وصل إلى الطينة فوجد بها غراباً مهيئاً للسفر فركبه بمن معه واحتاط العرب على خيولهم وأثقالهم وسار إلى البلاد الشامية فلحق بنائبها جقمق المشار إليه وكان من حزبه فلما قبض عليه أمسك مقبل أيضاً فحبس مدة ثم أطلق وأعطي تقدمة بالشام إلى أن نقله الأشرف برسباي لنيابة صفد في سنة سبع وعشرين ودام بها حتى مات في يوم الجمعة تاسع عشر ربيع الأول. وقال العيني في أوائل ربيع الثاني سنة سبع وثلاثين وكان مشهوراً بالشجاعة وحسن الرمي عنده كرم وحشمة، وذكره شيخنا في إنبائه وقال أنه حسنت سيرته في نيابة صفد وكان فارساً بطلاً عارفاً بالسياسة واستقر بعده في نيابتها إينال الششماني الماضي.
697 - مقبل الزين الرومي الزمام بالدور السلطانية. كان رأساً في الخدام وعنده حشمة ورياسة وتولى الزمامية في الدولة الناصرية فرج وعظم ونالته السعادة وعمر عدة أملاك ودور حبسها على مدرسته التي أنشأها بخط البندقانيين بالقاهرة للجمعة والجماعات بل فيها وظائف وخزانة كتب وغير ذلك ولم يزل على ذلك حتى مات في أول ذي الحجة سنة عشر وخلف مالاً كثيراً وذكره شيخنا في إنبائه باختصار.
698 - مقبل الزين الزيني الطواشي نائب شيخ الخدام بالحرم النبوي. ممن سمع على أبي الحسن المحلي سبط الزبير من الاكتفاء للكلاعي.
699 - مقبل الحبشي أحد صوفية سعيد السعداء مولى خير كتب بخطه القول البديع وغيره من كتب العلم وتردد إلي يسيراً.
700 - مقبل الرومي عتيق الناصر حسن. طلب العلم واشتغل في الفقه على مذهب الشافعي ثم تعمق في مقالة الصوفية الاتحادية وكتب المنسوب إلى الغاية وأتقن الحساب وغيره. مات في أوائل سنة اثنتين وقد قارب الستين. ذكره شيخنا في إنبائه وقال رأيته مراراً، وهو في عقود المقريزي مطول.
701 - مقبل الهندي المكي فتح النجم بن النجم بن ظهيرة. سمع مني بمكة كثيراً.
مقبل صاحب الينبع. في ابن نخبار قريباً. مقبل غلة السلطاني. تقدم في ابن عبد الله.
702 - مقدم بن عبد الله بن علي بن جسار بن عمر العمري أحد القواد. مات في مقتلة بجدة في صفر سنة ست واربعين. أرخه ابن فهد.
703 - مقدم بن هجان بن محمد بن مسعود أمير ينبع.
704 - مكرد بن عمر العجلي من عز زبيد. مات في سنة ست وتسعين.
705 - مكرم بن إبرهيم بن يحيى بن إبرهيم بن يحيى بن إبرهيم بن يحيى بن مكرم السراج أبو الكرم بن العز بن ناصر الدين الفالي الشيرازي الشافعي الماضي حفيده العلاء محمد بن العز إبرهيم وأبوه من بيت علم وجلالة. وفالة من عمل شيراز بينهما عشرة أيام. ولد سنة ست وستين وسبعمائة واشتغل في علوم منها العربية على أخيه الأكبر الجلال يحيى وسمع الحديث على الشرف الجرهي وكان في أكثر أوقاته مشتغلاً به مع تصديه أيضاً للفتوى والتدريس والقضاء بحيث تخج به كثير من الأفاضل. ومات في إحدى الجماديين سنة خمس وأربعين.
 706 - مكرم بن محمد بن محمد بن محمد بن أحمد بن إبرهيم بن محمد بن إبرهيم إمام الدين أبو الكرم ويسمى أيضاً محمد عبد الله بن المحب بن الرضى بن المحب بن الشهاب بن الرضى الطبري الأصل المكي الشافعي الماضي أبوه وجده وشقيقه أبو أبو السعادات محمد وغيره. ولد في عاشر شعبان سنة خمس وستين وثمانمائة بمكة ونشأ فحفظ القرآن وجوده وقرأ في غيره قليلاً واشتغل كذلك وأم في سنة خمس وثمانين فما بعدها بمقام إبرهيم مناوبة مع أخويه ووالدهم، ولذا بخصوصه تؤدة وسكون بالنسبة لهم وهو ممن لازمني في سنة ست وثمانين بمكة في أشياء وكذا بعد ذلك سيما في سنة تسع وتسعين وقبلها ويعجبني سكونه وتقعدده وهو أخف وطأة عند جمهور العامة من أخويه مع صغر سنه وقد أمرته في سنة أربع وتسعين بأشياء في إمامته فبادر لإظهار القبول والسرور.
707 - مكي بن راجح بن محمد بن عبد الله بن عمر بن مسعود العمري أحد القواد. مات في ربيع الأول سنة إحدى وخمسين بالأطواء من بلاد اليمن وحمل إلى مكة فدفن بالمعلاة.
708 - مكي بن سليمان السندي الهندي الأصل المكي المولد والدار مؤدب الأطفال بها ويسمى أحمد أيضاً ولكنه لم يشتهر به ويعرف بالعياشي نسبة لشيخه ومربيه الزيني بن عياش. ولد بها سنة ثماني عشرة وثمانمائة تقريباً ونشأ في خدمة الزين بن عياش فحفظ القرآن والشاطبيتين ومنظومة شيخه غاية المطلوب والمنهاج الفرعي وتلا بالسبع عليه إفراداً ثم جمعاً وتصدى لإقراء الأبناء من سنة تسع وثلاثين فعلم دوراً بعد دور وأثرى من ذلك مع سيرة محمودة وكثرة تلاوة وانعزال وينفع أحبابه بالقرض وربما كان يتردد إلي في مجاوراتي، وكانت فيه فضيلة في الجملة واستحضار للفن ومراجعة للتيسير واستمرار لحفظ الشاطبية وفهم لها. مات في رمضان سنة ثمان وتسعين رحمه الله.
709 - ملج قيل أنه أخ للظاهر جقمق وأنه والد زوجته أزبك الخازندار رأس نوبة النوب بعد موت تنم نائب الشام فيحرر.
710 - ملج الظاهري جقمق نائب القلعة. مات في منتصف ربيع الثاني سنة اثنتين وتسعين واستقر بعده.
711 - ممجق بميمين أولاهما مفتوحة ثم جيم مكسورة - الظاهري برقوق من أصاغر مماليكه. صار أمير عشرة في أيام الأشرف برسباي إلى أن مات في سنة ثلاث وثلاثين ظناً وكان لا بأس بدينه.
712 - ممجق النوروزي نسبة لنوروز الحافظي. تنقلت به الأحوال إلى أن عمله الظاهر جقمق عشرة ثم ولاه نيابة القلعة ودام حتى مات في سلخ جمادى الثانية أو مستهل رجب سنة أربع واربعين وكان خيراً ديناً ساكناً استقر بعده في النيابة تغرى برمش الفقيه، وتسميته قجق سهو.
713 - منصور بن أبي بكر بن منصور بن أبي بكر الجناني الأزهري الشافعي سبط الشيخ سليم. قطن مكة مدة وكان بها في مجاورتي الأولى فسمع بقراءتي على أبي الفتح المراغي. ومات بها في مستهل جمادى الأولى سنة إحدى وستين ودفن بالمعلاة.
714 - منصور بن الحسن بن علي بن اختيار الدين فريدون بن علي بن محمد العماد القرشي العدوي العمري الكازروني الشافعي. عالم أخذ عن ابن الجزري بل وحضر عند السيد الجرجاني وبحث معه ورافق السيد صفي الدين الإيجي إلى الخواجا فاختليا عنده في آن واحد وقال إن شيخه ابن الجزري أنشد فيه:

يا صاح عرج نحو خاف تجد

 

زيناً يضاهي بشراً الحافـي

حبراً بدا في عصره قـدوة

 

فأعجب لهذا الظاهر الخافي

وصنف ما ينيف على مائة تأليف منها لطائف الألطاف في تحقيق التفسير ونقد الكشاف وشرح البخاري ولم يكملا وحجة السفرة البررة على المبتدعة الفجرة الكفرة في نقد الفصوص لابن عربي، وكان متقدماً في العقليات سنياً يصبغ بالحمرة جاور بمكة في سنة ثمان وخمسين وكانت وقفتها الجمعة، واستمر مجاوراً منجمعاً عن الناس لا يخرج من بيته غالباً حتى مات بها في آخر يوم الثلاثاء ثاني عشرى ربيع الأول سنة ستين ودفن بالمعلاة ولقيه بها قبل موته بسنة الكمال موسى الذؤالي وحمزة الناشري اليماني وحدثاني بترجمته وبكلام له في ابن عربي أثبته في مؤلفي فيه رحمه الله ونفعنا به.
715 - منصور بن شاكر بن ماجد بن عبد الوهاب بن يعقوب سعد الدين بن الجيعان أخو عبد الغني وعبد اللطيف الماضيين كان ومات سنة إحدى وخمسين.
 716 - منصور بن الصفي القطي. كان أبوه من الكتبة فنشأ ابنه على طريقته وتخرج به وبغيره في ذلك وخدم في بعض جهات المفرد ثم في ديوان الأمير قانم التاجر بحيث عرف به وسافر معه إلى العراق حين سافر في الأيام الظاهرية جقمق رسولاً لجهان شاه بن قرا يوسف ثم إلى الروم حين توجهه إلى مراد بك بن عثمان ثم الحجاز مرة بعد أخرى حين كان أميراً فيهما فأثرى وتمول جداً واستقر في عمالة السابقية ثم اتصل بالزين الأستادار وتزوج ابنته ورقاه لنظر المفرد بل ولي الوزارة بعده عوداً على بدء في الأيام الإينالية ثم الأستادارية كذلك بل وليها مرة ثالثة في أيام الظاهر خشقدم مسئولاً فيها وبالغ في تقوية يده وإلباسه في كل شهر خلعة جليلة مع إركابه فرساً هائلاً والإكثار من الدعاء له وربما جاءه لبيته واستمر على ذلك أزيد من سنة ثم قبض عليه بدون ذنب ظاهر وصادره وأهانه بالضر والحديد وحكم فيه أعداءه وآل أمره إلى أن أمر المالكي بقتله فتقل عند خيمة الغلمان في يوم الأربعاء العشرين من شوال سنة سبعين بعد عمل مستند لقتله ارتكبوا فيه أموراً خطيرة وحمل في تابوت ثم غسل وصلي عليه جماعة ثم دفن بتربة في الصحراء حذاء أمه - وكانت فيما قيل خيرة تسمى فاطمة ابنة أحمد بن علي عريقة في الإسلام - ولم يكمل الأربعين وسمع منه التلفظ بالشهادتين حين القتل وبعده وأكثر التلاوة قبل ذلك وتزايد الصراخ عليه من العامة وأسمعوا أخصامه خصوصاً ابن كاتب غريب من السب والمكروه ما الله به عليم، وقد عمر بجوار المدرسة الشريفية من حارة بهاء الدين قبل الولاية به في الاستطراق وصار يعرف به وقرب جماعة من الخيار كالشمس المسيري وكان يقرأ عليه في أبي شجاع ونحوه ويحسن إليه وجماعة برسم التلاوة للقرآن عنده في كل يوم والشهابين ابن أبي السعود والحجاري وكان كثير البر له وأوذي بسببه من جماعته طائفة بحيث مات بعضهم وراج آخرون بما كان مدخراً عندهم عفا الله عنه وإيانا.
717 - منصور بن طلحة بن يعقوب شيخ عرب تلمسان. مات سنة خمس وأربعين.
718 - منصور بن عقيل بن مبارك بن رميثة الحسني المكي. مات في ربيع الأول سنة خمسين بالدكناء من وادي مر وحمل إلى مكة فدفن بها.
719 - منصور بن علي بن عثمان الزواوي ثم البجائي فقيهها لما امتنع أبو الحسن علي بن أبي فارس من مبايعة ابن أخيه أبي عمرو عثمان بن أبي عبد الله محمد بن أبي فارس قام معه وكانت له عصبة وقوة بحيث استبد ببجاية ثم تراجع ودخل بينهما في الصلح فكانت حوادث لم يتحرر لي الآن أمرها وإن أشار إليها المقريزي في حوادث سنة ثلاث وأربعين، ورأيت من ورأيت من قال أنه الزواوي العالم الشهير وأنه مات في سنة ست وأربعين بتونس وكان عالماً.
720 - منصور بن علي الحلبي الجزيري. هكذا رأيته بخط بعضهم ويحرر قوله الحلبي فسيأتي قريباً منصور الجزيري وهو مغربي.
721 - منصور بن محمد بن أحمد الحلبي. ممن سمع مني.
722 - منصور بن محمد بن عبد العزيز بن سليمان بن عمر السلمي المتناني - ومتنانة من أعمال بجاية - البجائي المغربي المالكي. ولد سنة خمس وستين وثمانمائة وحفظ القرآن ببلده ثم تحول إلى بجاية في سنة ثمان وسبعين فاشتغل في الفقه والأصلين والعربية والمنطق والفرائض والحساب وغيرها عند سليمان بن يوسف الحسناوي وأبي الحسن بن علي بن محمد بالبجري وأبي عبد الله محمد اللجام في آخرين وارتحل إلى تونس فأخذ عن أبي الحسين محمد بن محمد الزلديوي ولد العالم الشهير وحضر مجالس أبي عبد الله محمد بن القسم الرصاع، وقدم القاهرة في سنة تسع وثمانين ليحج فما تيسر له وتخلف فلازم الديمي في قراءة رواية وكذا أقرأ علي وعلى اللقاني والسنباطي وآخرين وكتبت له إجازة وله تمييز في الجملة وأخبرني أن من عدا الأول من شيوخه أحياء وأن والده ممن يتفقه أيضاً وربما أقرأ في البادية وهو الآن حي أيضاً ابن خمس وستين.
723 - منصور بن ناجي بن بسر بن ثامر اليمني خادم عبيد الكبير الحضرمي. مات في شوال سنة ستين بمكة.
724 - منصور بن ناصر الحسني المكي مولى السيد حسن بن عجلان وأحد القواد. مات في جمادى الأولى سنة خمس وخمسين.
725 - منصور بن ناصر القائد. مات في ربيع الآخر سنة ثمانين بمكة. أرخهم ثلاثتهم ابن فهد.
 726 - منصور بن الدوادار الكبير يشبك من مهدي الظاهري سبط المؤيد أحمد بن الأشرف إينال. ممن سمع من حفظي بحضرة أبيه المسلسل. مات وهو صغير بالطاعون في ليلة الخميس تاسع عشر ذي الحجة سنة إحدى وثمانين.
727 - منصور آخر أخ له من أبيه المؤيد أحمد بن إينال. مات في جمادى الثانية سنة سبع وتسعين بالطاعون وكان يقرأ بالجوق رياسة عوضه الله الجنة.
728 - منصور أبو علي الفارسي المغربي ويعرف بابن الصواف. كان صالحاً له أحوال وكرامات. مات قريباً من سنة خمسين.
729 - منصور الجزيري المغربي الأديب مؤرخ المغرب. كان حياً في سنة إحدى وخمسين وله نظم في عبد الكريم بن عبد الغني بن إبرهيم ومنه:

لئن طال حفضي عند خدام بابكـم

 

ولم يؤثروا بالرفع إلا مخازنـي

سأنفق عمري في حساب زمانهم

 

وأغلق عن كسب العلوم مخازني

730 - منصور الحكيم. مات في شعبان سنة ست وأربعين بمكة. أرخه ابن فهد.
731 - منكلى بغا العلاء الصالحي الظاهري برقوق ويعرف بالعجمي. صيره الناصر ابن أستاذه من جملة دوادارية السلطان وأرسله رسولاً إلى تيمور في حدود سنة خمس ثم رجع وولي حسبة القاهرة في أيام المؤيد وشدد على النساء حتى قيل:

لا تمسك طرفي منكلى خلفي علقتو مائتين قبل ما يعفي

ثم عزل واستقر من جملة الحجاب دهراً حتى مات بعد تمرض طويل في ربيع الأول سنة ست وثلاثين وقد شاخ، وكان شيخاً قصيراً ذا لحية مسترسلة يذاكر السماعات. ذكره شيخنا في إنبائه باختصار وأثنى عليه وقال العيني أنه لم يكن مشكوراً 732 - منكلى بغا قراجا الظاهري برقوق أحد الطبلخانات بالديار المصرية. مات في رجب سنة إحدى عن أزيد من ثلاثين سنة ودفن بتربته في الصحراء ولم يترك سوى بنت. ذكره العيني.
733 - منير الزين السيراجي أحد خدام المسجد النبوي. ممن سمع مني بالمدينة.
734 - منير بن جويعد بن بريم أحد زعماء ذوي عمر. مات سنة تسع وخمسين.
735 - منيع بن موفق القائد الحسني مولى السيد حسن بن عجلان. مات في شوال سنة ثلاث وستين. أرخه ابن فهد.
736 - مهار بن فيروز شاه بن محمد تم بن بهم تم بن جرد بن شاه بن طغلق بن طبق شاه سيف الدين بن قطب الدين صاحب جزيرة هرمز والبحرين قتل أباه واستبد بالملك وعظم قدره وفخم أمره وصارت في أيامه هرمز بندر الدنيا يأتيها مراكب ممالك الهند والزيرك من بلاد الصين ويقصدها تجار خراسان وسمرقند وغيرها فامتلأت خزائنه وشكرت سيرته وعمرت بلاده. ذكره المقريزي في عقوده مطولاً ولم يؤرخ وفاته.
737 - مهدي الذويد. مات في سلخ ذي الحجة سنة ثمان وخمسين. أرخه ابن فهد.
738 - مهنا بن أبي بكر بن إبراهيم بن يوسف الزين البغدادي الأصل الدنيسري ثم المصري الحنفي. ولد في ربيع الأول سنة ثلاث وثلاثين وسبعمائة بمصر وسمع من التاج محمد بن أحمد بن عمر بن النعمان الأنصاري مصباح الظلام لجد والده محمد بن موسى ومن الجمال الأميوطي قطعة من سيرة ابن سيد الناس، وحدث سمع منه الطلبة، وذكره الفاسي فقال: نزيل مكة وشيخ رباط الخوزي بها جاور فيها نحو أربعين سنة أو أزيد وكان فيه خير وإحسان لجماعة من الفقراء وخدم الفقراء برباط الخوزي سنين ثم ولي مشيخته نحو ثلاثين سنة واشتهر بذلك عند الناس. مات في آخر ربيع الأول سنة عشرين وهو في عشر السبعين أو جازها. وأورده التقي بن فهد في معجمه.
739 - مهنا بن حسين بن علي الشرف البغدادي أحد شيوخ علماء الحرف. قال المقريزي في عقوده صحبني سنين وكانت عنده فوائد. مات في حدود سنة عشر عن نحو ثمانين سنة.
مهنا بن طرنطاي. صوابه محمد بن طرنطاي ولكن كنت كتبته هنا غلطاً.
740 - مهنا بن عبد الله المكي. كان من كبار الصلحاء. مات بمكة في سنة عشرين. قاله شيخنا في إنبائه.
 741 - مهنا بن علي بن حسين البندراوي - نسبة لبندرة بين سنباط وطوخ وهي إليها أقرب - ثم الأزهري الشافعي. لازم شيخنا حتى أخذ عنه جميع شرح ألفية العراقي سماعاً في البحث إلا ما فاته منه فقرأ ووصفه بالشيخ الإمام الفاضل الأوحد وقال إن ذلك بحثاً واستثارة للفوائد وأذن له في قراءته وإقرائه وكذا أخذه بقراءته عن الشهاب بن المحمرة وقال قراءة بحث ونظر وتأمل واستكشاف واسترشاد وقرأ على شيخنا غير ذلك وربما كان يقرأ عليه وهو قائم إجلالاً للحديث وكذا أخذ عن القاياتي ورافقه في هذا كله الصندلي فإنه كان قد اختص به ولزمه في طريقته بحيث التحق به في الصلاح والخير وقال فيهما الغمري أنهما خلاصة الناس وصحب إبرهيم الأدكاوي واختلى عنده وذكر بالولاية والأحوال السنية وكان يقصد بالصدقة فيقبلها ويعطيها الفقراء بل رد هو ورفيقه المذكور ما أوصى لهما صاحبهما سليم به وهو نصف ماله إلى بناته ونفذا وصيته إلى قاعة السلاح، ولم يلبث أن مات بعده بنحو ستة أيام في سنة إحدى وأربعين أو التي بعدها ودفن هناك رحمه الله وإيانا ونفعنا بهم.
742 - مهيزع بن محمد بن بركات بن حسن بن عجلان شقيق هيزع الآتي ويكنى أبا الغيث. مات بالخبت في يوم الأحد وجيء به ليلة الاثنين رابع عشرى ربيع الثاني سنة ثلاث وتسعين بمكة فصلى عليه بعد الصبح ثم توجهوا به إلى المعلاة وقد جاز العشرين.
743 - موسى بن إبرهيم بن أبي بكر بن موسى بن أبي بكر بن إسمعيل بن الشيخ حسن الشرف العشماوي المالكي قريب عبد الباري الماضي. ممن سمع مني.
744 - موسى بن إبرهيم بن محمد بن عيسى بن مطير الحكمي اليماني، أمه أم ولد. كان صالحاً متواضعاً. مات سنة ثمان وعشرين.
745 - موسى بن إبرهيم بن محمد بن فرج بن زيد الملكاوي الدمشقي الشافعي نزيل الصاحلية. سمع من ابن خطيب المزة وابن أبي المجد مسند الشافعي ومن ابن قواليح صحيح مسلم، وحدث لقيه ابن فهد وغيره. مات في.
746 - موسى بن إبرهيم الشرف بن البرهان الكازروني ثم القاهري والد البدر محمد وعبد الرحمن. ممن قدم بالمباشرة والكتابة عند الزين عبد الباسط بحيث كان القائم بأموره كلها وصودر معه في محنته سنة اثنتين وأربعين فما بعدها على مال جزيل وكان مات.
747 - موسى بن أحمد بن جار الله بن زائد بن يحيى بن يحيى بن سالم الشرف بن الشهاب السنبسي ويعرف بابن زائد. ولد سنة ثلاث وثمانين وسبعمائة بمكة ونشأ بها، وأجاز له النشاوري وابن حاتم والمليجي وابن فرحون وابن صديق وابن الميلق والمجد اللغوي والدميري وآخرون أجاز لي. ومات في رجب سنة اثنتين وستين خارج مكة وحمل إليها فصلي عليه ثم دفن بالمعلاة.
موسى بن أحمد بن عبد الله الشرف السبكي. فيمن جده موسى بن عبد الله.
748 - موسى بن أحمد بن علي بن عجيل الكمال اليماني والد أحمد وعبد اللطيف الماضيين. ولد سنة اثنتين وثمانمائة واشتغل وتميز في الفقه وحضر مجالس الجمال الطيب الناشري القاضي وأذن له في الإفتاء، ودرس وأفتى ولما ملك بنو طاهر زبيد أضيف إليه نظر المدرسة الحسينية وتدريسها إلى أن مات في يوم الجمعة حادي عشر المحرم سنة تسع وسبعين، وقد كتب تصحيحاً على الوجيز استمده من تصحيح التقي عمر الفتي وقطعة على المنهاج رحمه الله.
 749 - موسى بن أحمد بن عمر بن غنام الشرف الأنصاري السنكلومي ثم القاهري الشافعي أخو أحمد الماضي ويعرف بالبرنكيمي. ولد سنة ثلاث وعشرين وثمانمائة ببرنكيم من أعمال الشرقية وتحول مع أبيه إلى سنكلوم ثم إلى القاهرة وحفظ القرآن وكتباً ولزم الاشتغال حتى برع في الفنون وأشير غليه بتمام الفضيلة سيما في العربية ومن شيوخه الشرف السبكي والقاياتي وابن المجدي والمناوي والشرواني وابن الهمام والعز عبد السلام البغدادي والأمين الأقصرائي وسمع على شيخنا ومستمليه وابن عمه شعبان والزين بن خليل القابوني وآخرين وتصدر للإقراء بالأزهر وغيره فانتفع به الطلبة، واستنابه المناوي في القضا فوافق لأجله ثم ترك بعد يوم أو يومين وكذا استقربه السعدي بن الجيعان في مشيخة مدرسته ببولاق أول ما فتحت ثم صارت إليه إمامتها وكذا خطابتها برغبة الولوي بن تقي الدين له عنها وقطنها من ثم وصار يجيء إلى الجامع منها أيام إقرائه ثم ترك المجيء قبيل موته بسنوات ودرس أيضاً في الجامع البارزي ببولاق نيابة وصار مقصوداً فيه بالاستفتاء بل ربما قصد من غيره حتى كان أحد الكتبة في كائنة ابن الفارض، وكان فاضلاً مفنناً حسن العشرة لطيفاً متواضعاً منجمعاً عن بني الدنيا عديم التردد إليهم معتقداً في الصالحين بحيث رغب في تزويج ابنته لأحد أولاد أبي العباس الغمري. تعلل أياماً ومات في ليلة الجمعة حادي عشرى صفر سنة أربع وثمانين وصلي عليه من الغد بعد الصلاة بالأزهر ثم دفن بحوش سعيد السعداء، ونعم الرجل كان رحمه الله وإيانا.
750 - موسى بن أحمد بن عيسى الحرامي بالمهملتين أمير حلى انفرد بأمرتها بعد أخيه دريب ثم أخرجه حسن بن عجلان منها ثم عاد إليها حتى مات في سنة تسع عشرة. ذكره شيخنا في إنبائه.
751 - موسى بن أحمد بن محمد الكمال الزبيدي الناشري الشافعي ابن عم صاحبنا حمزة بن عبد الله بن محمد الماضي. قدمه الفقيه يوسف بن يونس المقري رئيس اليمن لمنصب القضاء بزبيد مضادة لابن عبد السلام فصار بزبيد قاضيان.
752 - موسى بن أحمد بن موسى بن أحمد الرداد ويعرف بابن الزين لقب أبيه زين العابدين. من فقهاء اليمن الأحياء في سنة سبع وتسعين ممن يدرس الفقه ويقرئ القراآت وهو مشتغل بشرح الإرشاد.
753 - موسى بن أحمد بن موسى بن عبد الله بن أيوب الشرف الكناني المقدسي الجماعيلي ثم الدمشقي الصالحي الحنبلي. ولد بعد الخمسين وثمانمائة بجماعيل ونشأ بمردا فقرأ بها القرآن ثم تحول منها مع أبيه إلى دمشق سنة ستين فحفظ المقنع وألفية النحو وجمع الجوامع وغيرها وعرض على جماعة وأخذ عن البرهان بن مفلح في الفقه وأصوله والزين عبد الرحمن الطرابلسي نقيب ابن الحبال والشهاب بن زيد وقرأ عليه الصحيحين وسيرة ابن هشام وغيرها ولازم العلاء المرداوي والتقي الجراعي وتنزل وتنزل في الزاوية لأبي عمر وتكسب بالتجارة وتميز، وقدم القاهرة في ربيع الأول سنة ست وتسعين واجتمع بي في أواخر جمادى الثانية فقرأ علي في الصحيحين وسمع المسلسل وحديث زهير العشاري وحديثاً من مسند أحمد، وكتبت له إجازة وسمع معه التقي البسطي الحنبلي وتناولا ذلك.
 754 - موسى بن أحمد بن موسى بن عبد الله بن سليمان الشرف السبكي ثم القاهري الشافعي ويعرف في بلده كما بلغني بابن سيد الدار. ولد سنة اثنتين وستين وسبعمائة تقريباً بسبك العبيد وتسمى أيضاً سبك الحد فقرأ القرآن بها وبالقاهرة وكان ارتحاله إليها وهو كبير فأشار إليه حفيد البهاء بن التقي السبكي بالاشتغال فحفظ العمدة والحاوي والتنبيه والمنهاج الأصلي وألفية ابن ملك وعرض على الأبناسي وكانت بينهما مصاهرة ولازمه في التفقه به فلم ينفك عنه حتى مات بحيث كان جل انتفاعه فيه به وكذا أخذ الفقه عن البدر بن الطنبدي وابن أبي البقاء وأذنوا له في الإفتاء والتدريس بل يقال أن الأول استخلفه في حلقته حين حج حجته التي مات في رجوعه منها وتلا لأبي عمر وعلى شخص بالمقس يقال له ابن الشيخ وبحث على من عداه في النحو والأصول أخذ عنهم ابن المصنف والتوضيح والمنهاج الأصلي بل بحث مختصر ابن الحاجب أيضاً على الشهاب المغراوي وانتفع في العربية أيضاً بمذاكرة رفيقه الشمس بن الجندي الحنفي وسمع على الأبناسي والتنوخي والزين العراقي والطنبدي والشهاب الجوهري في آخرين؛ وحد غير مرة الأولى في حدود سنة عشر وسافر إلى القدس ودخل الصعيد، وتصدى للإقراء في الفقه وأصوله والعربية وغيرها فأخذ عنه الأئمة طبقة بعد طبقة حتى صار غالب الأعيان من طلبته، وكان في كل سنة يقرئ إما التنبيه أو الحاوي أو المنهاج تقسيماً بالجامع الأزهر وولي تدريس مدرسة ابن غراب وكذا الطيبرسية برغبة الشرف بن العطار له عنه. وكان إماماً ثبتاً حجة فقيهاً يكاد أن يكون بأخرة أحفظ المصريين له يستوعب في تقريره كتباً معينة على الكتب التي يقرئها وربما زاد من غيرها كل ذلك عن ظهر قلب مشاركاً في النحو والأصول غير أنه لم يوجه قصده لغير الفقه كهو حسن التقرير جداً في كل ذك لا ينتقل عن الشيء حتى يفهمه الجماعة مع ثبوت كلامه في النفس مما هو دليل لعمارة باطنه وحسن قصده مع متين ديانته وتواضعه ومكارمه وإيثاره الانجماع عن الناس وإذا اضطر لحضور مجلس الحديث عند السلطان أو غيره لا يتكلم أصلاً وإكثاره من التلاوة وعدم انفكاكه عنها سيما لسورة الكهف في ليلة الجمعة ويومها حتى في مرضه، ولطف عشرته وظرفه ومشيه على قانون السلف خصوصاً شيخه الأبناسي ومن وصاياه له ترك القضاء وذكر شيئاً آخر إما الشهادة أو قراءة الصغار فوفى بها وكونه أطلس لا شعر بوجهه يسكن الناصرية. ولم يزل على طريقته حتى مرض في سادس عشر رمضان يقال بمرض السل فإن أطرافه كانت ترى في ثيابه كأنها الخيوط ولم يبق منه سوى الجلد حتى مات في يوم الخميس سابع عشر ذي القعدة سنة أربعين وصلي عليه في يومه في مشهد حافل تقدم الناس العلم البلقيني ثم دفن بتربة سعيد السعداء، وذكره شيخنا في إنبائه باختصار فقال أنه كان متصدياً لشغل الطلبة بالفقه جميع نهاره وأقام على ذلك نحو عشرين سنة ولم يخلف بعده في ذلك نظيره قال وكان سناطاً يعني ليست له لحية، قلت وقرأت بخط بعض المجازفين ويقال أنه وجد بعد موته خنثى رحمه الله وإيانا.
755 - موسى بن أحمد بن موسى بن عمر الشرف الدهمراوي ثم القاهري الشافعي ولد سنة إحدى وثمانمائة وقدم القاهرة فحفظ القرآن والعمدة والمنهاجين وألفية ابن ملك ومختصر أبي شجاع واشتغل قليلاً في الفقه والنحو، ولازم الشيوخ مدة وصحب العز عبد السلام البغدادي وقتاً وربما سمع على شيخنا وتنزل في الجمالية وغيرها، وكان يسكن بالقرب من حوض الصارم ويذاكر بعض المسائل بل له نظم كتب عنه منه بعض أصحابنا وما سمعت منه شيئاً مع كونه كان يسألني عن أشياء، وأظنه تأخر إلى قريب الستين.
 756 - موسى بن أحمد بن موسى بن محمد الكمال أبو عمران بن الشهاب الدؤالي الصريفيني اليماني الزبيدي الشافعي والد أحمد الماضي ويعرف بالمكشكش - بمعجمتين وكافين الثانية مكسورة. ولد في رمضان سنة ست وثلاثين وثمانمائة بأبيات الفقيه ابن عجيل بالقرب من زبيد وأخذ عن الفقيه محمد بن أبي بكر بن جعمان الذؤالي وخاله وابن عمه الشرف أبي القسم بن جعمان وكذا عن الطيب الناشري ومنصور الكازروني وغيرهم ولازمني في سنتي ست وسبع وثمانين بمكة دراية ورواية قراءة وسماعاً واغتبط بذلك وكتب شرحي على الهداية الجزرية وأفادني كثيراً من متأخر التراجم والوفيات والحوادث اليمنية وكتب بخطه لي كراريس في ذلك وكذا اختصر مؤلف شيخه في صلحاء اليمن وكتبه لي ولده، وهو فاضل متميز بالمشاركة في الفقه والعربية ونحوهما مع أنسة بالتقييد واستحضار لكثير من أحوال اليمن وأهله وجودة خط ولتقلله كان أحياناً يكتب بالأجرة، وربما نظم وقد امتدحني بأبيات أنشدنيها لفظاً وكتبها لي بخطه وأذنت له في إجازة حافلة مشتملة على ماتحمله عني وغير ذلك أوردت جملة منها في الكبير، وبعد رجوعي كانت كتبه ترد علي مرة بعد أخرى وهو بمكة بل وردت بعد رجوعه من بلاده لمكة في سنتي ثلاث وأربع وتسعين بالثناء البالغ وبالجملة فهو مجموع حسن.
757 - موسى بن أحمد بن موسى الشهاب الرمثاوي ثم الدمشقي الشافعي. ولد سنة ستين تقريباً ولازم الشرف الغزي حتى أذن له في الإفتاء وكذا أخذ بمكة عن ابن ظهيرة وأخذ الفرائض عن المحب المالكي وفضل فيها وطرفاً من الطب عن الرئيس جمال الدين وكتب بخطه ومهر وتعانى الزراعة ثم تزوج ابنة شيخه الشرف وماتت معه فورث منها مالاً ثم بذل حتى ناب في الحكم بل ولي قضاء الكرك سنة أربع عشرة، وصاهر الأخنائي وامتحن مرة. قال ابن قاضي شهبة في تاريخه كان سيئ السيرة عنده دهاء فتح أبواباً من الأحكام الباطلة فاستمرت بعده. مات بدمشق في ربيع الأول سنة ست عشرة ويقال إنه سم. ذكره شيخنا في إنبائه.
758 - موسى بن أحمد بن موسى الشرف الحسني السرسنائي ثم القاهري الشافعي نزيل الناصرية. حفظ القرآن وكتباً وتلا بالسبع على التاج بن تمرية ولكنه لم يكمل فأكمل على الزين طاهر، وأخذ عن الشرف السبكي والقاياتي وغيرهما كشيخنا قرأ عليه شرح النخبة، ولم يكن بالبارع بلى تردد لجماعة من الأعيان وزاحم بأبواب الأمراء ونحوهم حتى أنه سعى في تدريس الحديث بقبة البيبرسية عقب شيخنا ابن خضر لظنه أنه له لا نيابه واستقر في نصف تدريس القراآت بالظاهرية القديمة وتنزل في سعيد السعداء إلى غيرها من الجهات وحج وحصلت له ماخولية في وقت. ومات في رجب سنة إحدى وسبعين وقد قارب الستين ظناً رحمه الله وعفا عنه وخلف ولداً وتركة.
759 - موسى بن أحمد الشرف أبو البركات بن الشهاب العجلوني الأصل الدمشقي الحنفي ويعرف بابن عيد - بكسر المهملة ثم تحتانية ساكنة بعدها دال مهملة. ولد بعد الثلاثين وثمانمائة تقريباً بدمشق ونشأ بها فحفظ القرآن وكتباً وأخذ الفقه عن القضاة الشمس الصفدي وحميد الدين النعماني والحسان بن بريطع وقوام الدين ويوسف الرومي وبعضهم في الأخذ عنه أكثر من بعض ولازم في أصول الفقه وغيره الأول وفي العقليات الثاني والثالث والأخيرين وكذا مولى شيخ البخاري ومما أخذه عنه شرحه لدرر البحار في الفقه وشرحه لنظم السراجية في الفرائض وأخذ في الكشاف قراءة وسماعاً عن الجم النعماني ابن عم الماضي ولازم في المعاني والبيان حسيناً الجزيري الشافعي وفي العربية العلاء القابوني وفي المنطق الشمس الكريمي حين قدم عليهم دمشق بل أنزله عنده وفي الفرائض أيضاً مع الحساب الزين الشاغوري الشافعي صهره وفي شرح الشمسية عن مولى حاجي وفي الأحياء عن الشهاب الأقباعي وفي التصوف والقراآت عن الشمس الجرادقي الحنفي المعروف بالنحوي وفي التصوف وغيره عن الجمل يوسف المغربي الوانوغي وفي القراآت فقط الشمس بن النجار وفي التصوف وحده البلاطنسي في مختصره لمنهاج العابدين وسمع على العلاء بن بردس والونائي وغيرهما بل قرأ الصحيح على البرهان الباعوني وأكثر من الاشتغال جداً على طريقة جميلة من السداد والخير حتى برع وأشير إليه بالفضيلة، وقدم الديار المصرية مرة بعد أخرى وأخذ عن الشمني والأقصرائي وابن الديري والزين قاسم والكافياجي وقرأ عليه مصنفه في كلمتي الشهادة وآخرين وأم بمقام الحنفية من الجامع بل وجلس فيه وفي غيره للتدريس، وأفتى وناب في القضاء ثم حج في سنة أربع وسبعين وجاور التي تليها وحضر دروس عالم الحجاز البرهان بن ظهيرة وكتب له، ورجع إلى بلده فأعرض عن النيابة بل والإفتاء خطاً وعبته قاسم الدمشقي على ذلك لتقدمه عنده فيها فلم يلبث أن ولاه الأشرف قايتباي حين اجتيازه بالشام قضاءها الأكبر مسئولاً فيه بعد العلاء بن قاضي عجلون وحمدت سيرته وصمم في كثير من القضايا مع استمراره على ملازمة الاشتغال والإشغال إلى أن انفصل عن قرب بالتاج ابن عربشاه لعدم انجراره في استبدال ما طلب منه، وأقام بعد الانفصال على طريقه مقبلاً على العلم والعبادة مع الإلحاح عليه من طلبته ونحوهم في الكتابة بالسؤال في العود فما وافق إلى أن استدعى به الأشرف أيضاً بعد وفاة الأمشاطي فقدم عليه ومعه صهره الزين الشاغوري في أثناء ذي القعدة سنة خمس وثمانين فولاه القضاء وعظمه جداً وسكن بالصالحية النجمية واستناب كل من كان نائباً عن الذي قبله ثم زاد ونص وليم في سرعة تقلبه في ذلك وعدم تأنيه مما سببه غلبة سلامة باطنه المؤدية إلى الهوج بل كان موصوفاً بالعقل ومزيد التودد المقتضي لمحبة الناس والرغبة في المذاكرة بالعلم وعلق عزل نوابه على ارتشائهم وبلغني أنه كان نوى أن يرتب لفقرائهم من معاليمه مع المحافظة على التلاوة ووظائف العبادة والاتصاف بحسن الشكالة والوقار واللحية النيرة وقصر القامة وقد سمعت الثناء عليه جداً من غير واحد م أهل بلده وأن البلاطنسي وخطاباً كانا يرفعان من شأنه بل وكتب إلي وأنا بمكة بكثير من ذلك غير واحد من القاهرة مع فضيلته ومزاحمته المتوسطة، ولأوصافه الجميلة وخيره أكرمه الله بسرعة الانفصال عن القضاء في البلدين ففي الشام بالعزل وأما هنا فإنه قبل استكمال شهرين من ولايته زلزلت الأرض وسقط عليه ساقط من أعلى حفة إيوان الحنابلة من الصالحية محل سكنه وذلك آخر يوم الأحد سابع عشر المحرم سنة ست فقضى غريباً شهيداً وتأسف الناس عليه كثيراً وشهد السلطان الصلاة عليه بسبيل المؤمني ودفنه بحوش تربته وكأن الزلزلة كانت لفقده رحمه الله وإيانا وقال الشهاب المنصوري:

زلزلت مصر يوم مـات بـهـا

 

قاضي القضاة المهذب الحنفـي

ما زال طول الحياة في شـرف

 

حتى انقضى العمر منه بالشرف

وأشار إلى ما قيل من سقوط شرافة عليه، ومن نكته وقد قيل له حين طلب منه عود ابن داود أنه يكتب التاريخ قوله هو نفسه تاريخ.
موسى بن أحمد الحسني. شهد على عبد الدائم في إجازة سنة أربع وثلاثين وقد مضى فيمن جده موسى قريباً.
 760 - موسى بن إسمعيل بن أحمد الشرف الكناني الججيني - بجيمين الثانية مشددة - الدمشقي الحنفي. ولد تقريباً سنة ست وستين وسبعمائة وسمع من لفظ المحب الصامت ثاني الثقفيات، وحدث سمع منه الفضلاء وكتب المنسوب بل كان شيخ الكتاب بدمشق وينزل بحارة جامع تنكز. مات في رمضان سنة أربع واربعين.
761 - موسى بن إسمعيل بن محمود الطائفي. ممن سمع مني.
762 - موسى بن أبي بكر بن أكبر الشرف الشيرازي المكي الزمزمي والد عبد السلام الماضي وصفه المحب بن ظهيرة بالشيخ الصالح. مات في سنة تسع عشرة أو قبيلها.
763 - موسى بن حسن بن عمر بن عمران المكي. مات بها في رمضان سنة سبعين. أرخه ابن فهد وكان متسبباً ينتمي للبرهاني القاضي وقدمه في الإعلام بتمييز الجراحات.
764 - موسى بن الناصر حسن بن محمد بن قلاوون. مات في يوم السبت منتصف جمادى الأولى سنة ثلاث. أرخه شيخنا في إنبائه.
765 - موسى الشرف بن البدر حسن واستقر في نظر الدولة ثم انفصل عنها بقاسم شغيتة ثم في نظر الأحباس والأوقاف بعد الشرف بن البقري وبئس البديل.
766 - موسى بن الحسين بن محمد بن علي بن محمد بن أبي الرجال أحمد بن عبد الله بن عيسى بن أحمد بن علي بن محمد بن محمد القطب الحسيني اليونيني البعلي الحنبلي. ولد في ربيع الأول سنة اثنتين وستين وسبعمائة واشتغل في الفقه والفرائض والنحو على الشمس بن اليونانية وفي الفرائض على أبيه وسمع صحيح مسلم على أحمد بن عبد الكريم البعلي والتوكل لابن أبي الدنيا على أحمد بن محمد بن راشد بن خطليشا والصحيح على محمد بن علي بن أحمد اليونيني ومحمد بن محمد بن إبرهيم الحسيني ومحمد بن محمد بن أحمد الجردي وقرأ السيرة لابن إسحق على النجم بن الكشك، وحدث سمع منه الفضلاء. ومات قريب الأربعين.
767 - موسى بن خليل بن أحمد بن أبي بكر بن غزالة الشرف البعلي القباني. ولد قبيل التسعين ببعلبك ونشأ بها فسمع الصحيح بفوت على ابن الزعبوب أنا الحجار ولقيته ببلده فقرأت عليه المائة لابن تيمية. وكان إنساناً صالحاً يتكسب بالتقبين وغيره. ومات قريب الستين.
768 - موسى بن رجب بن راشد بن ناصر الدين محمد الشرف الكناني الجلجولي المقدسي الشافي. ولد سنة إحدى أو اثنتين وعشرين وسبعمائة بجلجوليا ونشأ بها فقرأ القرآن عند الشمس القلقبلي وبعض التنبيه وحضر دروس العز عبد السلام القدسي وغيره وناب في القضاء ببيت المقدس عن ابن السائح ولازم المحب بن الشحنة حين إقامته هناك، وتردد للقاهرة غير مرة وفي رجوعه منها مرة رافقناه فرأيته خفيف الروح لطيف العشرة يغلب عليه المجون والخراعة وتولع بالأدب وبالنظم وكتبت عنه في المكان المعروف بابن أبي الفرج من قطيا أشياء أوردتها في المعجم منها قوله في مليح اسمه علم الدين:

رام العذول سلوى عن هوى رشأ

 

ذاب الفؤاد به من شـدة الألـم

فقلت كيف سلوى عن هواه وقد

 

أمسى غرامي به نار على علم

مات تقريباً سنة ثمانين رحمه الله وعفا عنه. موسى بن الزين في ابن أحمد بن موسى بن أحمد.
769 - موسى بن سعيد الشرف المصري ثم الدمشقي ابن البابا. كان أبوه يخدم ابن الملك بالحسينية ونشأ هو على طريقته ثم اشتغل وكتب الخط الحسن وشارك في الفنون مع التقلل والفقر والدعوى العريضة في معرفة الطب والنجوم وغير ذلك ثم اتصل بخدمة فتح الله فحصل وظائف بدمشق وأثرى وحسنت حاله، وحج ثم رجع فمات في شعبان سنة خمس عشرة وله خمس وسبعون سنة. ذكره شيخنا في إنبائه وقال اجتمعت به مراراً وسمعت من فوائده، ووجدت بخط المقريزي عنه أنه أخبره أنه جرب مراراً أن من وضع شيئاً في مكان وزم نفسه منذ يضعه إلى أن يبعد عنه فإن النمل لا يقربنه.
770 - موسى بن سليمان بن عبد الكريم الشرف الشامي ثم القاهري الشافعي الكتبي ويعرف بابن عبد الكريم. قرأ الشاطبية من حفظه على الشمس العسقلاني وتلا عليه بالسبع وتكسب في الكتب وبرع في ذلك جداً. ومات في شوال سنة سبع وثلاثين؛ وممن أخذ عنه ابن فهد وترجمه.
771 - موسى بن شاهين الشجاعي ويعرف بابن الترجمان لكونها كانت وظيفة أبيه. استقر في نقابة الجيش بعد صرف أمير حاج بن أبي الفرج في أواخر سنة تسع وثمانين ثم صرف في ذي الحجة من التي تليها.
772 - موسى بن شكر. قتل في صفر سنة إحدى وتسعين.
 773 - موسى بن المؤيد شيخ. مات في يوم الأحد سلخ رمضان سنة إحدى وعشرين ودفن في جامع أبيه. أرخه العيني.
774 - موسى بن عبد الرحمن بن محمد بن عبد الناصر بن علي بن عمر الشطنوفي ثم القاهري والد محمد الماضي. ذكره شيخنا في معجمه فقال الشريف شرف الدين الشاهد الشاعر ذو الشينات. ولد في حدود الأربعين وكان فاضلاً شاعراً ينظم الشعر المغسول سمعت منه كثيراً من شعره. ومات في ذي القعدة سنة تسع عشرة وقد سمع معنا على بعض شيوخنا وكان حسن المحاضرة وبينه وبين مرتضى ابن إبراهيم يعني المترجم في معجم شيخنا أيضاً معارضات كثيرة فيما يتعلق بعلي ومعاوية فكان هذا يظهر التعصب لمعاوية ليغضب الشريف مرتضى فيقع بينهما ماجريات ظريفة انتهى. وقال في إنبائه كان حسن المحاضرة كثيرة النادرة وينظم شعراً كثيراً وسطاً.
775 - موسى بن عبد السلام بن موسى بن أبي بكر بن أكبر الشيرازي الأصل المكي أخو عبد العزيز الماضي وأبوهما وجدهما ويعرف بالزمزمي نسبة لبئر زمزم. مات في رجب سنة ست وسبعين بمكة. أرخه ابن فهد. وهو المجدد لسبيل الوتش بطريق مني قريباً من سبيل الست المعروف بابن مزنة في سنة سبع وأربعين وسبل فيه في أيام التشريق وكان يتكلم في وقف عليه بنخلة وينسب لحجب الجان بكتابة وغيرها.
776 - موسى بن عبد الغفار بن محمد الشرف السمديسي الأصل القاهري الأزهري المالكي الماضي أبوه ويعرف بابن عبد الغفار. ولد سنة ست وأربعين تقريباً بالصحراء ونشأ فحفظ القرآن والعمدة والشاطبية والمختصر وجمع الجوامع وألفية النحو وغيرها وأخذ عن السنهوري واللقاني وغيرهما كالنور الوراق في الفقه وغيره وعن التقيين الشمني والحصني وكذا العلاء الحصني في العقليات وجود الخط عند ابن سعد الدين وتميز في الكتابة والتجليد والتذهيب وغيرها؛ وحج مراراً أولها في سنة سبعين، وناب في القضاء عن الحسام بن حريز فوض إليه يوم وفاته أبيه ثم عن من بعده وبرع في صناعته وصار أحد من عليه المعول أيام اللقاني وكثر فيه الكلام وتناقص بعده قليلاً.
777 - موسى بن عبد الله بن إسمعيل بن محمد بن قريش الشرف الظاهري ثم القاهري الأزهري الشافعي نزيل مكة وفقيه الأيتام بمكتب السلطان بها. ولد بظاهرية العباسية ومن الشرقية في سنة ثلاث وثلاثين وثمانمائة ونشأ بها فقرأ القرآن ثم تحول إلى الأزهر فجوده على إمامه النور البلبيسي وحفظ نصف المنهاج وحضر عند الشهاب الزواوي والفخر المقسي بل قرأ عليهما وكذا حضر عند العبادي وغيره ولم يتميز. وحج مراراً ثم انقطع بمكة من سنة ثلاث وسبعين واستقر بعد في الفقاهة المشار غليها وكان بتردد إلي وربما استعان بي في بعض الأمور ورأيت من يذكره بشر وليس ببعيد وإن ساعد بعض من يرى ضرورته لغرض ما.
778 - موسى بن عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن بن إبرهيم الشرف بن الجمال بن جماعة المقدسي شقيق إبرهيم وسبط القاضي سعد الدين بن الديري. حفظ كتباً واشتغل عند الكمال بن أبي شريف وغيره وسمع معنا وهو صغير على جده وغيره وفضل ودرس مع ديانة وخير وانجماع، وحج وله حصة في الخطابة وغير ذلك.
779 - موسى بن عبد الله بن محمد الشرف البهوتي ثم الدمياطي الشافعي والد عبد الرحمن وعبد السلام الماضيين. حفظ القرآن وتلاه لأبي عمرو ونافع على الشمس البخاري الطرابلسي حين قدومه عليهم دمياط وكذا حفظ المنهاج واشتغل فيه يسيراً وصحب أحمد التكروري وكان يأثر عنه كرامات وأقام بدمياط يؤدب الأطفال ويؤم بالجامع البدري مع القيام بالمعروف والنهي عن المنكر وعدم الاكتراث بما يقاسيه بسبب ذلك مع مزيد سلامة الصدر والسذاجة. وممن قرأ عليه التقي بن وكيل السلطان ووصفه بالشيخ العالم المقرئ وقال إنه كان يصحب سليماً والشهاب الجديدي الأعلى فلما تمرض مرض الموت تحول إلى القاهرة ليتداوى بها من عارض عرض له بعينيه وسأل أهله في دفنه بجوارهما فأدركته المنية بها في رابع شوال سنة خمس وخمسين فصلي عليه ودفن بتربة طشتمر حمص أخضر في جوارهما رحمه الله وإيانا.
موسى بن عطية الشرف اللقاني. يأتي في ابن عمر بن عوض بن عطية.
 780 - موسى بن علي بن محمد بن سليمان الشرف التتائي القاهري الشافعي أخو إبرهيم وأحمد وأبي بكر ومحمد ويعرف بالأنصاري. ولد في سنة عشرين وثمانمائة بتتا قرية بالمنوفية ونشأ بها فحفظ القرآن ثم قدم القاهرة مع إخوته وأبيهم واشتغل بالعلم مدة بالجامع الأزهر ثم حبب إليه المتجر وسافر فيه إلى الحجاز وغيرها وأول ما داخل الدولة كان هو المتوجه لمكة بالأعلام برضى الظاهر جقمق عن السيد بركات بن حسن وطلبه أو ولده ليقابل وذلك في أواخر سنة تسع وأربعين فكان وصوله لمكة في أوائل التي تليها فبلغه أن السيد في حلى بني يعقوب فتوجه مع النجاب إليه وبلغه الرسالة ورجع معه بولده في البر حتى وصل القاهرة وانتظم الأمر في عود السيد فنبل في عين الملك وعد في الأعيان، وراج أمره في الدولة وتزايد تردده للسلطان مع كونه على هيئة التجار بحيث صار أبو الخير النحاس في أيام محنته يستعمله فيما يروم إيصاله إليه إلى أن استشعر بعدم نصحه له وأنه ربما يدس ما فيه إغراء للسلطان به فأخذ حذره منه واستوحش كل منهما من الآخر فلما انطمست أيام النحاس كان هو المحاقق له بحيث استقر به السلطان فيما كان معه من الوظائفوهي نظر الجوالي والكسوة والبيمارستان والخانقاه السعيدية وجامع عمرو ووكالة بيت المال وغيرها وقام بالدعوى عليه والحوطة على موجوده وحواصله وظهرت زيادة كفاءته فكان انتهاء ذاك ابتداء الشرف وتردد الناس إليه وعولوا في كثير من مهماتهم عليه، واستمر في تزايد من الترقي إلى أن تملك الأشرف إينال فتقهقر قليلاً سيما وقد صرف عن عدة وظائف بعضها برغبته ولكن مع استمرار صورة وجاهته فلما مات الجمالي ناظر الخاص خطب عوضه لنظر الجيش وقدم على كثير من السعاة فيه فحسنت سيرته حتى سمعت الشرفي بن الجيعان يثني على حذقه في المصطلح فيه وإدراكه لما رتبه معه في الكتابة وأن النجم بن حجي لم يهتد لما اهتدى له ثم صرف عنه بان الديري مع التعرض لصاحب الترجمة بأخذ مال كثير بدون بهدلة، ولزم داره إلى أن ألزمه المؤيد بن إينال بمباشرة نظر الجوالي ووكالة بيت المال فباشرهما إلى أن أكرهه الظاهر خشقدم وهو متحير في نفقة المماليك على الاستقرار في نظر الخاص بعد الزين بن الكويز مضافاً لهما فقام بالمر على ما يحبه وسد النفقة بل ذكر بحسن المشي فيها قبل النفقة وبعدها ثم انفصل عنها إلى أن استقر بعد قتل جانبك الجداوي مدبر المملكة إليه المرجع في الولاية والعزل ولم يزل أمره في ازدياد وتزايد تعبه بأخرة جداً بسبب ما كان يفوض إليه في مقدمات التجاريد وغيرها وصار النظر إليه من الملك والدوادار فما وسعه إلا الاستئذان في السفر لمكة فتوجه إليها في موسم سنة ثمانين فحج وفوض إليه شيء من العمائر هناك وبالمدينة، وعزم على الاستيطان بمكة فلم يلبث أن مات في عشاء ليلة الاثنين سابع عشر صفر سنة إحدى وثمانين وصلي عليه من الغد ودفن عند أخويه بتربته من المعلاة وتأسف الناس على فقده رحمه الله وعفا عنه وأرضى عنه أخصامه، وكان رئيساً شهماً علي الهمة كثير التودد للعلماء والصالحين حسن الاعتقاد فيهم متأدباً معهم زائد التواضع والبذل والحزم والصبر خبيراً بالسياسة والقيام بكل ما يسند إليه أنشأ أماكن بالقاهرة وبولاق والصحراء وغيرها وبلغت عطاياه فيما بلغني مرة للخطيب أبي الفضل خمسمائة دينار ولآخر ألف وكذا كانت له ابنة اسمها مارية من عائشة ابنة الشرف موسى اللقاني عمياء بذلك شيئاً كثيراً جداً في زوال عماها بحيث طلب منه شخص ألف دينار وسمح له بها ومع ذلك فما أبصرت، واشتهر اسمه وبعد صيته، وتغالى في التزويج حتى أنه تزوج ابنة الظاهر ططر خفية ثم فارقها وتزوج زينب ابنة جرباش الكريمي أمير سلاح زوجة الظاهر جقمق ونقم عليهما ذلك من لم يتدبر واستمرت تحته حتى ماتت بدارها قريباً من قنطرة طقزدمر وكذا تزوجه زوجة لنائب الشام أظنه جانم وولدت له ثم تزوج فاطمة ابنة الشرفي يحيى بن الملكي في المحرم سنة خمس وستين وماتت تحته بمكة وتسافل حتى تزوج فرج التي كانت زوجاً لعبد الغني صاحب ابن اسنبغا الطياري ولم يحصل له راحة من قبلها بحيث قيل أنها سمته وكانت معه بمكة وظهر له شيء كثير جداً مما كان معه أو تركه وكان ولده الأكبر البدر محمد قد غيب قبل مجيء خبر وفاته لعجزه عن سد ما كان خلف والده في القيام به مما يورد للذخيرة

فتحمل السلطان به وأظهر ما اقتضى للولد الطمأنينة بحيث ظهر؛ ثم بعد أيام جاء الخبر فصودر هو وغيره من أقربائه وأتباعه حتى لم يسلم العبد الصالح إبرهيم أخوه. وخلف عشرة أولاد أكبرهم المشار إليه ومارية شقيقته ويحيى وسعد الملوك وأحمد المدني أشقاء وزينب وسعادات شقيقتان من رومية وخديجة من جركسية وأحمد من زوجة نائب الشام ويوسف من جركسية وسيأتي الإشارة لهم بأبسط في الأنصاري من الأنساب وأن ممن صاهره على بناته ممن مات عنهم ابنا أختيه الشمس محمد بن الشيخ يس والشهاب أحمد بن الشمس السنوي وربيبه البدر بن أبي الفرج وأخو زوجته وهو خال الذي قبله إبرهيم ابن بنت المالكي.
781 - موسى بن علي بن محمد المناوي القاهري ثم الحجازي المالكي المعتقد. قال شيخنا في إنبائه: ولد سنة بضع وخمسين ونشأ بالقاهرة وعني بالعلم فحفظ الموطأ وكتب ابن الحاجب الثلاثة وبرع في العربية وحصل الوظائف ثم تزهد وطرح ما بيده من الوظائف بغير عوض وسكن الجبل وأعرض عن جميع أمور الدنيا وصار يقتات مما تنبته الجبال ولا يدخل البلد إلا يوم الجمعة ليشهدها ثم توجه إلى مكة سنة سبع وتسعين وسبعمائة فكان يسكنها تارة والمدينة أخرى على طريقته، ودخل اليمن من خلال ذلك وساح في البراري كثيراً وكاشف وظهرت له كرامات كثيرة ثم في الآخر أنس بالناس ولكن كان يعرض عليه المال الكثير فلا يقبله غالباً ولا يلتمس منه شيئاً بل يأمر بتفرقته على من يعينه وكان يأخذ من بعض التجار الشيء بثمن معين وينادي عليه بنفسه حتى يبيعه بما يدفع منه ثمنه وينفق على نفسه البقية، وقد رأيته بمكة سنة خمس عشرة وصار من كثرة التخلي ناشف الدماغ يخلط في كلامه كثيراً ولكنه في الأكثر واعي الذهن ويكاتب السلطان فمن دونه بالعبارة الخشنة والردع الزائد ولا يقع بيده كتاب إلا كتب فيه ما يقع له سواء كان الكلام منتظماً أم لا وربما كان حاله شبيه حال المجذوب. مات في رمضان وقيل في شعبان سنة عشرين، وذكره الفاسي في مكة فسمى جده موسى وقال أنه ولد بمنية القائد من عمل مصر ونشأ بها وشرع في حفظ مختصر أبي شجاع ثم رغب في مذهب مالك وتنبه في الفقه والعربية والقراآت والحديث، وفضل ومن شيوخه في العلم النور الحلاوي المالكي والغماري، وروى الحديث عن ابن الملقن وجزم بأن موته في ثاني عشرى شعبان ودفن بالمعلاة وطول ترجمته، وذكره النجم بن فهد في معجم أبيه فقال موسى بن علي المناوي، وأما في معجمه فقال موسى بن محمد بن علي والمعتمد الأول.
782 - موسى بن علي بن موسى بن عريش الهاشمي. مات في رمضان سنة أربع وسبعين بمكة. أرخه ابن فهد.
783 - موسى بن علي بن يحيى بن جميع الشرف بن النور الصنعاني الأصل العدني أخو الوجيه عبد الرحمن الماضي. ذكره شيخنا في إنبائه وقال: استقر في وظيفة أبيه بعدن وهي الرياسة على التجار والمتجر السلطاني، وكان حاذقاً عارفاً بالمباشرة والكتابة فصيحاً لسناً ولكن لم يكن صيناً، وقد قدم القاهرة في وسط دولة الناصر من نحو ثلاثين سنة أو أكثر. مات في شعبان سنة اثنتين وأربعين باليمن؛ وقال المقريزي أنه كان حاذقاً عارفاً بالأمور كثير الاستحضار للنوادر حسن المعاشرة بعيد الغور جاز الخمسين وختم به بيت ابن جميع وقال غيره إنه كان كثير الاستحضار عنده سياسة وتدبير ومولده قبل التسعين وسبعمائة بعدن وقدم مكة فانقطع بها مدة.
784 - موسى بن عمران بن موسى الشرف البوصيري ثم القاهري الشافعي عم ناصر الدين محمد بن أحمد نب عمران الماضي مباشر المدرسة الألجيهية. مات سنة ست وخمسين وثمانمائة.
 785 - موسى بن عمر بن عوض بن عطية بن أحمد بن محمد بن عبد الرحمن الشرف اللقاني الأزهري المالكي والد الشمس محمد الماضي سمع السنن لابن ماجه في القدس على إبرهيم الزيتاوي والبخاري بنزول وحدث ببعض ابن ماجه قرأ ذلك عليه الكلوتاتي وأجاز لشيخنا الشمني وكان من عدول القاهرة، وذكره شيخنا في إنبائه فقال موسى بن عطية نسبة لجده الأعلى ووصفه بالفقه. مات سنة عشر.
786 - موسى بن عمر بن موسى الشرف الخطيب. أجاز لابن شيخنا وغيره في سنة خمس وعشرين وذكر الزين رضوان أنه سمع على العز بن جماعة مجالس من البخاري بالكاملية وغيرها من القاهرة.
787 - موسى بن عيسى بن يوسف بن مفلح بن مسعود بن عبد الحميد بن ابن محمد الشرف أبو محمد الزهراني الخالدي نسبة للعرب الذين يقال لهم بنو خالد وبعض الناس يقول أنه قرشي مخزومي الخلفي الشافعي الفاضل الصالح ويعرف بصاحب الخلف بضم المعجمة. سمع من أبيه؛ وأجاز له في جملة إخوته في سنة اثنتين وستين وسبعمائة على بن عيسى بن موسى بن غانم المصري ومحمد بن سالم بن إبرهيم المقرئ المكي وعائشة ابنة عبد الله بن المحب الطبري وفاطمة ابنة أحمد بن عطية بن ظهيرة وتفقه بأبيه وغيره واشتهر بالزهد والورع والكرامات وكانت له عناية بتربية المريدين وإرشاد الجاهلين والصبر على الإنفاق والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يطيل الصلاة بالجماعة ويقرأ فيها القرآن على التوالي حتى يختمه في الصلوات تارة جزءاً وتارة بعضه على طريقة تشبه طريقة السلف. ذكره التقي ابن فهد في معجمه وخرج له من مروياته تحفة الوارد وبغية الزاهد وفرغه في ربيع الثاني سنة خمس وعشرين، وذكره الفاسي في ذيل سير النبلاء فقال: عني بالفقه وغيره وله معرفة وحظ جيد من العبادة والخير وفيه إحسان للواردين إليه وحصل كتباً كثيرة وللناس فيه اعتقاد كبير، وحج مرات آخرها في سنة اثنتي عشرة وبلغني أنه أخذ بمكة عن قاضيها أبي الفضل النويري رواية عن قاضيها الجمال بن ظهيرة في الحاوي ومع والده فيما بلغني عن العفيف اليافعي قال وأظن نسبته للعرب الذين يقال لهم بنو خلد سكان الرياضة ونواحيها. مات في ليلة السبت ثاني عشرى ربيع الآخر سنة تسع وعشرين ببلده الخلف والخليف، زاد غيره عن نيف وتسعين سنة وحزن الناس عليه وقبره يزار وبنيت عليه قبة رحمه الله. قال الفاسي ورثاءه بعض أصحابنا بأبيات أولها:

قد أظلم الجو بعد الضـوء والـسـدف

 

بموت موسى بن عيسى صاحب الخلف

788 - موسى بن قاسم بن حسين المكي ويعرف بالذويد. كان يذكر بخير وله ملك بالهدة وغيرها من أعمال مكة، مات في المحرم سنة أربع عشرة ودفن بالمعلاة ذكره الفاسي.
789- موسى بن ماخوخ المغربي المقرئ. كان ماهراً في القراآت أخذها عن الوهري وأخذها عنه جماعة، مات سنة اثنتين وسبعين. ترجمه لي زروق.
790 - موسى بن محمد بن أبي بكر الشرف بن المتوكل على الله الهاشمي العباسي عم أمير المؤمنين المتوكل العز عبد العزيز، مات في صفر سنة إحدى وتسعين عن نحو المائة وكان ناقص العقل ترجمته في الوفيات.
791 - موسى بن محمد بن علي بن حسين بن محمد الأكحل بن شرشيق الشرف بن الشمس بن النور بن العز الحسني القادري والد المحمدين زين العابدين وشمس الدين وأخو حسن الماضيين وأبوهما. مات بالطاعون في سنة إحدى وأربعين بعد أبيه بيسير جداً ودفن بزاوية عدي بن مسافر بالقرب من باب القرافة رحمه الله.
792 - موسى بن محمد بن علي بن موسى الجاناتي المكي الرجل الصالح. مات بمكة في سنة تسع وأربعين، قال فيه ابن عزم: صاحبنا.
793 - موسى بن محمد بن علي الأزهري. ممن سمع مني.
موسى بن محمد بن علي المناوي. في ابن علي بن محمد قريباً.
794 - موسى بن محمد بن قبا الشرف الموقت ابن أخت الخليلي. كان أفضل من بقي بالشام في علم الهيئة وله في هذه الصناعة تواليف مفيدة مع أنه لا ينسب نفسه إلى علم لا هذا ولا غيره بل هو خير عنده إنجماع عن الناس وعدم دخول فيما لا يعنيه وبيده رياسة المؤذنين بجامع تنكز وغيره. مات في المحرم سنة سبع. ذكره شيخنا في إنبائه.
795 - موسى بن محمد بن أبي الفتح محمد بن أحمد بن أبي عبد الله محمد بن محمد بن عبد الرحمن الشرف الحسني الفاسي الحنبلي. ولد ببلاد كلبرجا من الهند وقدم مكة بعد الثلاثين وله من العمر ما يزيد على عشر سنين وسمع من أبي الفتح المراغي والتقي بن فهد وأجاز له جماعة وناب في القضاء والإمامة بمكة عن عمه عبد اللطيف وخرج من مكة بعد الخمسين لبلاد الهند.
796 - موسى بن محمد بن محمد بن جمعة بن أبي بكر الشرف أبو البركات الأنصاري الحلبي الشافعي ابن أخي الشهاب أبي العباس أحمد الأنصاري الخطيب. ولد في ذي الحجة سنة ثمان وأربعين وسبعمائة ونشأ في كنف عمه فأقرأه واشتغل كثيراً وتفقه بالأذرعي وبالشمس محمد العراقي شارح الحاوي، ثم ارتحل إلى القاهرة فأخذ بها عن الأسنوي والولوي المنفلوطي والبلقيني وغيرهم وسمع بها وبحلب وغيرهما ومن شيوخه في السماع أحمد بن مكي الأيكي زغلش والعلاء مغلطاي، ولا زال يدأب حتى حصل طرفاً جيداً من كل علم ودرس بالأسدية والعصرونية من مدارس حلب وولي قضاءها عن الظاهر برقوق فحمدت سيرته ولكنه عزل مرة بعد أخرى وكذا ولي خطابة جامعها بعد موت الولوي بن عشائر، وشرح الغاية القصوى للبيضاوي فكتب منه قطعة، وكان قاضياً فاضلاً ديناً عفيفاً خيراً كثير الحياء لا يواجه أحداً بمكروه. مات في رمضان سنة ثلاث ودفن بحلب، ذكره ابن خطيب الناصرية وهو ممن أخذ عنه، وذكره شيخنا في إنبائه فأخر جمعة عن أبي بكر وقال إنه أدمن الاشتغال حتى مهر وأفتى ودرس وخطب بجامع حلب واشتهر ثم ولي القضاء في زمن الظاهر مراراً ثم أسر مع اللنكية فلما رجع اللنك عن البلاد الشامية أمر بإطلاق جماعة هو منهم فأطلق من أسرهم في شعبان فتوجه إلى أريحا وهو متوعك فمات بها وكان فاضلاً ديناً كثير الحياء قليل الشر. وهو في عقود المقريزي رحمه الله.
797 - موسى بن محمد بن محمد الشرف الديسطي ثم القاهري نزيل تربة الناصر بن برقوق. قرأ على النور المحلي مسند الشافعي بخانقاه سعيد السعداء وسمع على الجمال الحنبلي وذكره شيخنا الزين رضوان فيمن يؤخذ عنه وأشار لوفاته.
798 - موسى بن محمد بن محمد الشافعي إمام جامع عمرو. رأيته فيمن عرض عليه سنة خمس وتسعين. موسى بن محمد بن محمد الغيريني المالكي. ممن قرض للفخر أبي بكر بن ظهيرة في سنة سبعين أو بعدها بعض تآليفه وما علمته. وينظر إن كان هو موسى الحاجبي الآتي.
799 - موسى بن محمد بن موسى بن أحمد بن أبي بكر بن محمد الكمال بن زين العابدين الصديقي البكري المكي الأصل اليماني الزبيدي الشافعي الشهير جده بان الرداد المشهور ويعرف هو بابن زين العابدين لقب أبيه. ممن أخذ الفقه عن عمر الفتي والنور بن عطيف نزيل مكة والقاضي الجمال محمد الطيب الناشري والشمس علي بن محمد الشرعبي ويوسف بن يونس الجبائي المقرئ المشار إليه الآن وشرف بن عبد الله بن محمود الشيفكي الشيرازي حين قدم عليهم زبيد في الفقه وأصله وتميز بحيث هو الآن فقيه زبيد واستقر في مدرسة المنصور عبد الوهاب الطاهري بعد شيخه الفتى وانتفع به الفضلاء في الفقه وكتب على الإرشاد شرحاً لم يبرزه إلى الآن وهو خال عن اعتقاد جده ولم يكمل إلى الآن الخمسين.
800 - موسى بن محمد بن موسى بن علي بن محمد بن علي بن هاشم الكمال الضجاعي الزبيدي مفتيها ومحدثها وخطيبها. أخذ الفقه عن الشهاب أحمد الناشري وأكثر عن المجد الفيروزابادي بحيث قرأ عليه كثيراً من الأمهات وانتفع به في ذلك. أفاده سميه موسى الذوالي ورفع من شأنه في ترجمة على بن هاشم من كتابه صلحاء اليمن وكان من أكبر القائمين على منتحلي ابن عربي في اليمن بحيث أنه كان الخطيب في جامع زبيد بالمنشور المكتوب بالإشهاد على الكرماني بهجر كتب ابن عربي. قاله الأهدل.
801 - موسى بن زين العابدين محمد بن موسى بن محمد بن علي بن حسن القادري الماضي أبوه وجده. أسمعه أبوه مع والدي على جماعة، ومات معه في الطاعون سنة أربع وستين وهما صغيران عوضهما الله وإيانا الجنة.
802 - موسى بن محمد بن موسى السهمي الأمير صاحب حلى ابن يعقوب من بلاد اليمن. مات بها في ربيع الآخر سنة تسع وستين وكان يعد من الأعيان ذوي البيوت في الممالك ممن لجده مع الشريف حسن بن عجلان وقائع.
 803 - موسى بن محمد بن نصر الشرف أبو الفتح البعلي الشافعي القاضي ويعرف بابن السقيف. ولد سنة اثنتين وخمسين وسبعمائة وأخذ الفقه عن الخطيب جلال الدين والحديث عن العماد بن بردس وغيرهما واشتغل بدمشق عند ابن الشريشي والزهري وغيرهما ومهر وتصدى للإفتاء والتدريس ببلده من أول سنة إحدى وثمانين وهلم جرا وانتهت إليه رياسة الفقه ببلده وولي قضاءها مراراً فحسنت سيرته، وكان كثير البر للطلبة سليم الباطن آمراً بالمعروف ناهياً عن المنكر له أوراد وعبادة. مات في جمادى الآخرة سنة ثلاث وعشرين. ذكره شيخنا في إنبائه وابن قاضي شهبة.
804 - موسى بن محمد بن الهمام الشرف بن النجم المقدسي. سمع على الميدومي المسلسل وجزءاً بن عرفة والبطاقة ونسخة إبرهيم بن سعد وغيرها، وحدث سمع منه الفضلاء. ذكره شيخنا في معجمه وقال: أجاز لي في استدعاء أولادي. ومات بعد ذلك بيسير في رجب سنة إحدى وعشرين وتبعه المقريزي في عقوده.
805 - موسى بن محمد بن يوسف الشرف المخزومي المعامل بالطباق السلطانية. حج في موسم سنة اثنتين وتسعين وجاور سنتين بعدها، وسمع مع الجماعة علي ومع ابن جرباش على ابن الشوائطي، وكان يكثر الطواف والصدقة وحضور المواعيد ويذكر في الجملة بخير بالنسبة لطائفته.
806 - موسى بن محمد الشرف العزيزي ثم القاهري الأزهري الشافعي أحد النواب. ممن أذن له العبادي في التدريس والإفتاء وهو مهمل ولي قضاء المحمل سنة بضع وتسعين.
807 - موسى بن منصور الشقباتي الجزائري. مات سنة بضع وستين.
808 - موسى بن يوسف بن موسى بن يوسف الشرف المنوفي القاهري الشافعي أخو زين الصالحين محمد الماضي ويعرف بشرف الدين المنوفي. ولد سنة ثلاث عشرة وثمانمائة بمنوف وحفظ القرآن والعمدة والمنهاج الفرعي والأًصلي وألفية ابن ملك والملحة والورقات وعرض على الولي العراقي وغيره واشتغل على الشرف السبكي والتلواني والونائي وناب في القضاء وجلس بأخرة في حانوت الجورة وامتحن حين تكلمه على جامع منوف لما ولي قضاءها وقام عليه جماعة من أعيانها وطلبوه إلى القاهرة فأودع الترسيم على خروجه من حساب الوقف مدة تكلمه فلم ينهض وخلص بعد كلفة، وخطب بمدرسة سودون من زاده وغيرها، وكان ساكناً خيراً مديماً للتلاوة متميزاً في صناعته قانعاً متقللاً. مات في ذي الحجة سنة أربع وثمانين ودفن بحوش سعيد السعداء رحمه الله.
809 - موسى بن يوسف الشرف بن الجمال بن الصفي الكركي الشوبكي الملكي الآتي أبوه ناظر جيش طرابلس وقريب الجمال ناظر الخاص. أصله من نصارى الشوبك ونشأ في كنف أبيه وتعانى الكتابة إلى أن ولي نظر جيش طرابلس مدة ثم صرف عنها وسار إلى أبيه بدمشق بعد أن قدم القاهرة وبذل ما ألزم به وهو شيء كثير واستمر عند أبيه حتى مات البهاء بن حجي فاستقر عوضه في نظر جيشها على مال بذله فلم تشكر سيرته وعزل عن قرب وأعيد لنظر جيش طرابلس بسعيه فيه لما له من الأملاك وغيرها فدام حتى مات بها في رجب سنة اثنتين وستين وقد تكهل وخلف مالاً كثيراً جداً وأكثر من عشرة أولاد تولى أكبرهم مكانه ويقال أنه كان من قبائح الزمان ومع قربه من دين النصرانية وقبح شكله كان سيئ الخلق زائد الزهو والترفع عفا الله عنه ورحم المسلمين وإيانا.
810 - موسى بن يوسف الشرف بن الجمال البوتيجي المصري القاهري القسطي ويعرف بابن كاتب غريب. كان أبوه يباشر في الدواوين فنشأ على طريقته إلى أن برع وأول ما تنبه كتب في قطيا ثم في ديوان الوزر ثم خدم عند الزين الأستادار وصاهره بعد أن كان مصاهراً لابن الهيصم وترقى حتى صار ناظر المفرد، وعاقبه منصور بن صفي أشد عقوبة ثم ولي الأستادارية وفاق في الظلم وأباد العباد والبلاد لمزيد حذقه ودهائه سيما وقويت شوكته بأخذ الدوادار الكبير يشبك من مهدي على يده وكان أحد القائمين في قتل منصور المشار إليه وتظاهر بالسرور بذلك. مات عن ثمان وأربعين سنة في يوم الجمعة ثالث صفر سنة اثنتين وثمانين وصلي عليه من الغد ودفن بتربة الطريني من سوق الدريس تجاه مقام الجعبري ولم يحج بعد أن أظهر العزم عليه لكونه عوق. وخلف أولاداً رحم الله المسلمين.
موسى الشرف بن البرهان. في ابن إبرهيم.
موسى الشرف الأنصاري اثنان مضيا ابن محمد بن محمد بن جمعة وابن علي بن محمد بن سليمان.
 811 - موسى الصلاح الأردبيلي ثم الشرواني أخذ عنه بلديه عبد المحسن بن عبد الصمد المنطق وغيره. موسى السبكي. في ابن أحمد بن موسى بن عبد الله بن سليمان.
812 - موسى الطرابلسي رجل مغربي خير. مات بمكة في رمضان سنة ثماني عشرة ودفن بمقبرة رباط الموفق. ذكره ابن فهد عن ابن موسى.
813 - موسى العتال المصري والد مريم الآتية وزوج مولاة العز بن فهد. مات في صفر سنة ست وتسعين بمكة.
814 - موسى المغربي المالكي نزيل مكة ويعرف بالحاجبي كأنه لمعرفته ابن الحاجب أو حفظه له أو نحو ذلك. أقام بمكة وأقرأ فيها وكان فقيهاً فاضلاً خيراً لا يأنف من الحضور عند بعض طلبته. مات بمكة في ليلة الثلاثاء مستهل صفر سنة ثمان وثمانين وقد زاد على الستين ظناً.
815 - موسى المغربي الخياط. مات بمكة في جمادى الأولى سنة خمس وستين.
816 - موسى المغربي نزيل بيت المقدس وأحد قراء السبع. مات فيه في طاعون سنة سبع وتسعين.
817 - موسى اليمني الحراز. مات في يوم الجمعة ثالث عشرى ذي الحجة سنة خمس وثمانين بمكة وصلي عليه بعد الصلاة ثم دفن بالمعلاة وكان مباركاً مشكوراً.
818 - موفق الحبشي البرهاني الظهيري. مات بمكة في ليلة الأربعاء ثامن عشرى المحرم سنة اثنتين وتسعين وصلي عليه بعد صبح الأربعاء ودفن بتربة مواليه المستجدة ويقال أنه خلف شيئاً كثيراً لأنه كان يتجر سفراً وحضراً.
819 - موفق الحبشي فتى السيد بركات. مات في المحرم سنة سبع وخمسين بمكة. أرخه ابن فهد. مولى شيخ. في محمد بن محمد بن محمود. مؤمن العنتابي. هو عبد المؤمن.
820 - ملازاده بن عثمان الكرخي الحنفي. ممن تميز في فنون كالتفسير والقراآت والحديث والعقلي والنقلي ومن شيوخه والده وقاضي زاده شارح الغميني وغيره وخواجا فضل الله وخواجا عصام الدين وملا علي القشي وملا علاء الشاشي وأخذ عنه الفضلاء وقصر نفسه على الإقراء وتحرير مشكل الكتب وحج ولم يدخل القاهرة، وهو الآن عند سلطان خراسان قارب السبعين ولم يتزوج قط مع صيانة وحسن خلق.
821 - مياج بن محمد شيخ ركب المغاربة كأسلافه. ممن يذكر بصلاح وشهرة مات في ربيع الأول سنة تسع وخمسين أرخه ابن عزم وفي موضع سنة ست وسبعين فغلط.
ميان مضى في إميان من الهمزة.
822 - ميخائيل بن إسرائيل النصراني اليعقوبي المدعو ولي الدولة أخو سعد الدين إبرهيم المدعو في صغره بهبة الله. أسلم أبوهما وإبرهيم صغير فلحقه وخدم الكمال بن البارزي وعظم وثوقه به وحج به ثم خدم غيره من كتاب السر ثم الأتابكية إلى أن أمسكه الأشرف قايتباي بعد هلاك أخيه وأخذ منه ما افتقر بسببه إلى أن طلبه الولوي الأسيوطي فاستكتبه في أوقاف الحرمين ثم طلبه أمير سلاح تمراز وألبسه ديوانه عوضاً عن إبرهيم بن كاتب غريب. هلك ميخائيل في ليلة الجمعة سادس عشر ربيع الثاني سنة ثمان وسبعين وكان يخدم في الإسطبلات القلعية ثم استقر به الجمالي يوسف بن كاتب جكم في الخدمة في الخاص بعد هلاك نصراني آخر ملكي يلقب الشيخ السعيد واختص به فلما ولي نظر الجيش خدم عنده فيه أيضاً ثم بعد موته تكلم في كثير من جهات الذخيرة وكذا خدم في الجوالي وغيرها ويذكر بمداراة واحتمال ومزيد خبرة بالمباشرة وبذل كثير للمسلمين وغيرهم بل ذكر لي بعض ذوي الوجاهات من نواب للقضاة ممن له علقة فيما يباشره أنه أكثر التردد إليه بسببها وهو يسوف به وأنه قال له أما تخاف عاقبة ترددي إليك فقال له قد استفتيت فلاناً وسماه أهل على مؤاخذة في تردد الفقهاء ونحوهم إلى أن حوائجهم فقال لا قال الحاكي فقلت له لو علم منك التسويف مع القدرة على مرادهم من أول مرة ما أفتاك بهذا انتهى. والأمر وراء هذا وآل أمره إلى أن ضربه الأشرف قايتباي على مال كثير بإغراء عبد الكريم بن جلود ضرباً مؤلماً كان سبب هلاكه وكان ما ذكرته في الوفيات واستمر في جهاته بنصراني آخر ملكي يقال له إبرهيم عرف به ثم أسلم بعد.
ميرك القاسمي. مضى في جيرك.
823 - ميلب بن علي بن مبارك بن رميثة بن أبي نمي الحسني. مات بخليص في ليلة الجمعة سادس عشرى رجب سنة تسع وثلاثين وحمل إلى مكة فدفن بالحجون بالقرب من قبر خاله وأمه سعدانة ابنة عجلان بن رميثة. أرخه ابن فهد.

824 - ميلب بن محمد بن أبي سويد بن أبي دعيج بن أبي نمي الحسني. كان ينسب لشجاعة وشهامة. قتل مع عمه علي بن أبي سويد في شعبان سنة تسع وعشرين ذكره الفاسي في ذيل سير النبلاء.
725 - ميلب السيد المجاشي. مات في ثامن ذي الحجة سنة تسع وخمسين. أرخه ابن فهد.
826 - ميمون بن أحمد بن محرز الجزيري. مات في سنة ثمان عشرة.
827 - ميمون غلام الفخار. أقام في الرق حتى مات جوعاً سنة عشر وله في الرسم والأداء تصانيف منها التحفة والدرة بل نظم الرسالة في الفقه أرجوزة وكذا الجرومية أفاده لي زروق.

حرف النون

828 - نابت بن إسمعيل بن علي بن محمد بن داود الزمزمي المكي الشافعي ابن أخي شيخنا البرهان إبرهيم بن علي. ولد في سنة عشرين وثمانمائة بمكة ونشأ بها فحفظ القرآن والبهجة والإرشاد وانتفع بعمه في الفرائض والحساب وغيرهما وقرأ على الخطيب أبي الفضل النويري البخاري وغيره، وكان مجيداً عمل المواليد ونحوها وله نظم متوسط مع سكون وخير. مات فجأة غريقاٌ في سيل مكة في يوم الخميس منتصف ذي القعدة سنة سبع وثمانين فإنه حين دخل عليه السيل سقاية العباس بادر إلى الخروج فغرق في المسجد وصلي عليه من الغد ثم دفن بقبورهم من المعلاة وتأسف الناس على فقده رحمه الله وإيانا ومما كتبته عنه قوله:

تشفع يا مسيء بذي المعالـي

 

إمام الرسل خـير الأنـبـياء

كريم الأصل طـه مـن أتـاه

 

يروم الأمن حل عن الشقـاء

عليه صلاة ربي كـل حـين

 

وسلم في الصباح وفي المساء

وعندي من نظمه الكثير وهذا من عنوانه ومن العجيب أن آخر مناظيمه قصيدة كأنها شرح خاله، ولم يوجد ممن غرق في المسجد مع كثرتهم بالمطاف سواه.
829 - ناصر بن أحمد بن يوسف بن منصور بن فضل بن علي بن أحمد بن حسن بن عبد المعطي بن الحسين بن علي بن المزني أبو زيان وأبو علي الفزاري البسكري بفتح الموحدة ثم مهملة ساكنة ويعرف بابن مزنى بفتح الميم ثم زايد ساكنة بعدها نون. ولد في المحرم سنة إحدى وثمانين وسبعمائة واشتغل ببلده وأخذ القراآت عن أبي الحسن علي بن عبد الرحمن التوزري وكان يعظمه في الفن جداً وفي الفقه عن أبي فارس عبد العزيز بن يحيى الغساني البرجي ومحمد بن علي بن إبرهيم الخطيب وأبي عبد الله بن عرفة وعيسى بن أحمد الغبريني وسمع عليه الصحيح. وقدم القاهرة سنة ثلاث وثمانمائة فحج فيها وأصيب في كثير من ماله وكتبه في جملة ما وقع في ركب المغاربة من النهب واتفق وقوع النكبة من السلطان بوالده وأهل بيته ببلادهم لغضبه عليه وكان رئيساً، وبلغ ابنه ذلك فأقام بالقاهرة وعطف عليه الولوي ابن خلدون فسعى له حتى نزل بالشيخونية وسمع بها في صحيح البخاري على التقي الدجوي ولازم شيخنا مدة طويلة قال شيخنا في معجمه واستفدت منه وكتب لي ترجمة مطولة وفيها واتصلت بخدمة سيدنا فلان فآنس الغربة وأنسى الكربة وأحسن المعونة وكفى المؤونة وعمني خيره وبره ووسعني حلمه وصبره قال وشرع صاحب الترجمة في جمع تاريخ للرواة لو قدر أن يبيضه لكان مائة مجلدة وكان قد مارس ذلك إلى أن صار أعرف الناس به فإنه جمع منه في مسوداته ما لا يعد ولا يدخل تحت الحد ولم يقدر له تبييضه ومات فتفرقت مسودته شذر مذر ولعل أكثرها عمل بطائن المجلدات وقال نحوه في الأنباء ولفظه وكان لهجاً بالتاريخ وأخبار الرواة جماعة لذلك ضابطاً له مكثراً منه وأرد تبييض كتاب واسع في ذلك فأعجلته المنية ثم قال في المعجم وكان قد تحول من الشيخونية ونزل البرقوقية بين القصرين وضعف في سنة اثنتين وعشرين وطالت علته وأفضت إلى رمد فقد منه بصره جملة وكان يترجى البرء فلم يتفق ذلك إلى أن مات في العشرين من شعبان التي تليها. وتبعه المقريزي في عقوده وقال أن صاحب الترجمة كان يتردد إليه وقال رحمه الله ماذا فقدنا من فوائده عوضه الله الجنة.
830 - ناصر بن خليل بن أحمد بن سليمان العادل بن الكامل بن الأشرف بن العادل الأيوبي. وثب على أبيه فقتله صبراً في ربيع الأول سنة ست وخمسين كما أسلفته فيه وملك الحصن فدام نحو سبعة أشهر ثم وثب عليه ابن عمه وربيب المقتول حسن بن عثمان فقتله حمية واستدعى بأحمد أخي المقتول حين كونه ملتجئاً عند السلطان جاهنشاه بتبريز للخوف من ناصر هذا فتملك الحصن كما أسلفته في الهمزة.
 831 - ناصر بن خليل بن مسعود الغرس الميقاتي أحد صوفية الشافعية بخانقاه شيخو ومؤدب أطفال مكتبها. ولد سنة ثلاث وسبعين وسبعمائة تقريباً. جرده البقاعي.
832 - ناصر بن عبد العزيز بن حسن البصري الشهير بالطماع. صاهر الشرف الغلة على والدته. ومات في المحرم سنة ثمان وخمسين بمكة. أرخه ابن فهد.
833 - ناصر بن عبد الله الصوفي من صوفية سعيد السعداء. قال الشهاب بن المحمرة أنه لم يكن بها أحد على طريق الصوفية مثله وسمع على التنوخي وغيره. مات في رجب سنة ثلاث وثلاثين مطعوناً ويحرر إن كان غير ابن محمد البسامي الآتي.
834 - ناصر بن علي بن محمد بن أحمد الأنصاري الحصني ويعرف بالعراقي وبالحكيم. ولد تقريباً سنة ست عشرة وثمانمائة وقدم القاهرة بعد أن اشتغل في بلاده ولقي جماعة، وفهم العربية وتميز في الطب وعالج به وجود الخط وكتب به أشياء وربما جلس مع الشهود. وقد تردد إلي قليلاً ورام الأخذ عني وكان فخم العبارة مع فضيلة في الجملة. مات في ربيع الأول سنة إحدى وتسعين.
835 - ناصر بن محمد بن أحمد بن الرضى إبرهيم بن محمد بن إبرهيم ناصر الدين بن أبي اليمن الطبري المكي أمه فتاة لأبيه حبشية سمع من أبيه وأجازه النشاوري وابن حاتم وغيرهما. مات في مستهل شعبان سنة إحدى عن عشرين سنة أو زيادة ذكره الفاسي.
836 - ناصر بن محمد ناصر الدين البسطامي. من تلامذة عبد الله البسطامي قطن القاهرة ومات بها في الطاعون سنة ثلاث وثلاثين. ذكره شيخنا في إنبائه.
837 - ناصر بن مفتاح النويري المكي مؤذن منارة باب الندوة بها. أقام كذلك سنين وكان يتردد إلى القاهرة لمصالح أهله بيت النويري فأدركه أجله في رمضان سنة سبع وهو في عشر الخمسين. ذكره الفاسي.
838 - ناصر بن يشبك الدوادار أخو منصور. مات أيضاً في الطاعون في جمادى الثانية سنة سبع وتسعين. ناصر البسكري. مات في المحرم سنة تسع وسبعين بمكة.
839 - ناصر النوبي فتى السيد حسن بن عجلان. مات في شوال سنة تسع وأربعين بمكة.
840 - نانق الأشرفي. مات بمكة في ذي القعدة سنة اثنتين وأربعين أرخهم ابن فهد.
841 - نانق المحمدي الظاهري جقمق كان من أصاغر مماليكه فأمره الظاهر خشقدم عشرة ثم عمله أمير آخور ثاني ثم شاد الشر بخاناه ثم مقدماً، وأمره على المحمل في سنة إحدى وسبعين ثم الأشرف قايتباي رأس نوبة النوب. وقتل في الوقعة السوارية سنة اثنتين وسبعين.
842 - ناصر المؤيدي أحمد أحد العشرات. كان حسن الشكالة ضخماً. مات في طاعون سنة سبع وتسعين.
843 - نانق الظاهري جقمق. قتله بعض الأجلاب سنة ثلاث وستين.
844 - نبهان بن محمد بن محمد بن علوان بن نبهان بن عمر بن نبهان الزين بن الشمس الجبريني نسبة لقرية شرقي حلب منها وهو قريب محمد بن أبي بكر بن محمد بن علي الماضي. ولد سنة اثنتين وثمانمائة وقيل سنة ست والأول أكثر وأجاز له البدر النسابة الكبير والقطب عبد الكريم بن محمد الحلبي وابن خلدون والتاج بن بردس وغيرهم وحدث وكان خيراً. مات في حدود سنة خمس وأربعين.
845 - نبيل أبو قطاية مملوك لصاحب أفريقية تقدم عنده حتى صار ضخماً وتمول جداً وكثرت أولاده وأحفاده ثم ترقى عند حفيده ثم ولده عثمان بحيث صارت أولاده قواداً في البلاد أيضاً بعدة أماكن إلى أن أخذه على حين غفلة وقتل أشر قتلة في سنة سبع وخمسين وشجن أولاده سامحه الله.
846 - نجم بن عبد الله القابوني أحد الفقراء الصالحين. صحب جماعة من الصالحين وانقطع بالقابون ظاهر دمشق مدة مقبلاً على العبادة مجتهداً فيها، وتذكر عنه كرامات وللناس فيه اعتقاد. مات في صفر سنة ثمان عشرة. قاله شيخنا في إنبائه ورأيت من أرخه في التي بعدها.
847 - نجيب الهرموزي العجمي الخواجا. مات بمكة في شعبان سنة ثمان وسبعين. أرخه ابن فهد.
848 - نسيم بن راشد اليمني. ممن سمع مني بمكة ومات بها.
 850 - نصر الله بن عبد الرحمن بن أحمد بن إسمعيل الجلال الأنصاري البخاري الروياني الكجوري الشافعي ورأيت من نسبه جلاليا. ولد في سنة وستين وسبعمائة بكجور إحدى قرى رويان واشتغل وأدرك المشايخ وتجرد وبرع في علم الحكمة والفلسفة وتصوفها وشارك في الفنون وعرف العربية وغيرها وكتب الخط الفائق ثم قدم القاهرة بعد الثمانمائة مجرداً واتصل بأمراء الدولة وراج عليهم لما ينسب إليه من معرفة علم الحرف وعمل الأوفاق وسكن المدرسة المنصورية وصار له في البيمارستان الرواتب السنية بل كان هو صاحب الحل والعقد فيه وكان فصيحاً مفوهاً حسن التأني عارفاً بالأمور الدنيوية عرياً عن معرفة الفقه مفضالاً مطعاماً محباً للغرباء فهرعوا إليه ولازموه وقام بأمرهم وصيرهم سوقه التي ينفق منها وينفق بها واستخلص بسبب ذلك من أموال الأمراء وغيرهم ما أراد حتى كان كثير من الأمراء يفرد له من إقطاعه أرضاً يصيرها له رزقة ثم يسعى هو حتى يشتريها ويحبسها مقتدراً على التوصل لما يطلب كثير العصبية والمروءة حسن السياسة والعشرة والمداراة عظيم الأدب جميل المجالسة وقف داره التي كان يسكنها بالقرب من خان الخليلي وجعلها رباطاً يأوي إليه الفقراء والغرباء الواردون من البلاد وأرصد عليه رزقته التي كانت بأنبابه وصارت مشهورة بزاوية نصر الله وفتح لها شباكاً على الطريق في علم الحرف والتصوف منها غنية الطالب فيما اشتمل عليه الوهم من المطالب وإعلام الشهود بحقائق الوجود وأقرأ كتاب الفصوص لابن عربي خفية فكان ممن أخذه عنه الشمس الشرواني ولذا قال العيني: وكان يتهم بالاشتغال بكتاب الفصوص ونحوه قال وعرض عليه الناصر كتابه السر فأبى. مات بعد أن قدم بين يديه في شهر موته أربعة أفراط واشتد حزنه على الأخير في ليلة الجمعة سادس رجب سنة ثلاث وثلاثين بالطاعون وصلي عليه ودفن بتربة السراج الهندي وقول بعضهم بزاويته غلط رحمه الله وعفا عنه، ورأيته كتب على استدعاء ابن شيخنا في سنة إحدى وعشرين، وسمى بعضهم والده عبد الله. وقال يوسف بن تغرى بردى أن والده هو الذي نوه به وصارت له وجاهة في الدولة وأنه جمع الكتب النفيسة وله مشاركة في فنون وفضيلة تامة سيما في علم الحرف وما أشبهه مع معرفة بالألسن الثلاثة العربي والعجمي والتركي، قال وكان يتحف الوالد بالهياكل والخواتم بل صنع له مرة خاتماً يوضع على الثعبان يفر منه أو يموت أعجب الوالد إعجاباً كثيراً وأنعم عليه برزقة في بر الجيزة نحو مائة فدان وأظنها الآن وقفاً على زاويته، وكذا له حكاية شبيهة بهذه في يحيى بن أحمد بن عمران العطار مع إنكاره لها، وهو في عقود المقريزي وسماه ابن عبد الله بن محمد بن إسمعيل.
نصر الله بن عبد الغني بن عبد الله الشمس بن الزين بن الصاحب بن المقسي والد التاج عبد الله الماضي. تدرب في المباشرة وعمل استيفاء الدولة أيام ابن كاتب المناخات وغيره وكان جيد الكتابة مفرط السمن زائد النعم على طريقة أكبر المباشرين. مات في منتصف ربيع الآخر سنة خمسين.
نصر الله بن عبد الله بن محمد بن إسمعيل الروياني. سبق قريباً.
852 - نصر الله بن عطاء بن عبد العزيز بن عبد الكريم البصري الشهير بابن اللوكة. مات في ربيع الآخر سنة خمس وثمانين بجدة وحمل فدفن بالمعلاة. أرخه ابن فهد.
853 - نصر الله بن محمد ناصر الدين الصرخدي أحد الفضلاء. مات في أحد الربيعين سنة اثنتي عشرة. ذكره شيخنا في إنبائه.
854 - نصر الله الشمس أبو المنصور القبطي القاهري كاتب اللالا ويعرف بكنيته وبابن كاتب الورشة. استقر في نظر الإسطبل في ربيع الأول سنة أربع وأربعين بعد صرف الزين الأشقر الذي صار في الأستادارية بعد لما صار، ثم صرف في الشهر بعده بعد استيفاء القدر الذي التزم به وهو سعمائة دينار بالتاج بن القلاقسي وكذا كان باسمه مباشرة البيبرسية ثم أملق جداً ورغب عنها وصار في حيز المهملين. مات بعد الخمسين أو قريب ذلك ورأيت من قال أو ولايته لنظر الإسطبل بعد التاج بن القلاقسي فالله أعلم.
 855 - نصر الله الشمس القبطي الأسلمي القاهري ويعرف بابن النجار وهي حرفة أبيه المسمى مكيناً وكان اسمه قبل أن يسلم ميخائيل أسلم على يد الطنبغا المرقبي في أيام المؤيد شيخ وخدم في ديوانه قبل ذلك وبعده حتى مات وارتقى بخدمته ثم بخدمة غيره من الأمراء كتمرباي التمربغاوي رأس نوبة النوب وكان آخرهم قانباي لجركسي واستقر به عامل وقفه وبعده استقر في نظر الدولة في جمادى الأولى سنة ثمان وخمسين أوائل أيام إينال ثم عمل وزيراً في صفر من التي تليها عند عجز فرج بن النحال فدام نحو شهر ثم هدده السلطان بالماقرع والشتم والتوبيخ وهو مصرح بالعجز ومع ذلك فلم يلتفت لقوله واستمر في الترسيم أياماً ثم خلع عليه بالاستمرار على كره منه لعلمه بعجزه واستقر أبو الفضل بن كاتب السعدي في نظر الدولة ولم يلبث الوزير إلا يسيراً ثم عزل في أول الشهر الذي يليه وأعيد فرج وقرر في نظر الدولة الشرف حمزة بن البشيري. ومات وهو والد تاج الدين بن النجار مباشر ديوان تغرى بردى ططر ثم غيره.
856 - نصر البزاوي الدمشقي القاري. مات بدمشق في جمادى الثانية سنة أربع وتسعين عن نحو الثمانين وكان صالحاً.
857 - نصر المغربي المالكي نزيل بيت المقدس قدمه من بلاده فأقام به قريباً من عشرين سنة على قدم التجرد والاشتغال بالعلوم والعبادة قانعاً باليسير إلى أن مات في سنة ست وعشرين ودفن هناك ذكره العيني ووصفه بالعلم والفضل والزهد رحمه الله.
858 - نعمان بن فخر بن يوسف الشرف أبو محمد بن فخر الدين الحنفي. ولد سنة ثلاث وأربعين وسبعمائة وكان أبوه عالماً فأخذ عنه وقدم دمشق قديماً وجلس بالجامع الأموي بعد اللنك للإشغال ودرس أيضاً بغيره من الأماكن كالعزية البرانية وولي مشيخة الحسامية وسكنها وكذا سكن النورية بعد الفتنة وكان ماهراً في الفقه مفتياً مشاركاً في أصوله والنحو والعقليات. مات في عاشر شعبان سنة عشرين بالمرستان النوري من دمشق ودفن في مقابر الصوفية وذلك بعد أن فرق كتبه وموجوده على الفقراء. ذكره شيخنا في إنبائه باختصار عما هنا وكذا ذكره ابن قاضي شهبة وأثنى عليه وعلى أبيه رحمهما الله.
859 - نعمة الله بن عبد الكريم بن محمد بن يحيى بن أبي المجد الكمال الفالي الشيرازي الشافعي والد النور أحمد الماضي. قال لي إنه ولد في سنة عشرين وثمانمائة وأنه أخذ عن عم أبيه الجمال إسحق بن يحيى الفالي في الفقه وأصوله ثم عن قريبه العز إبرهيم بن مكرم حتى كان جل انتفاعه به وتصدى للإفتاء والتدريس في الفقه وأصوله والعربية وغيرها حتى مات في غرة رمضان سنة اثنتين وثمانين رحمه الله وإيانا.
860 - نعمة الله بن عبد الله بن محمد السيد نور الدين بن الشرف بن الشمس الحسيني الإيجي ثما لكرماني الشافعي أحد أصحاب اليافعي. ولد في يوم الاثنين رابع عشر ربيع الأول سنة إحدى وثلاثين وسبعمائة ولقيه الطاووسي فأخذ عنه بعض عقيدة النسفي بل وعرض شيئاً مما صنفه وأجاز له وهو ممن صحب العضد واليافعي وأبا الفتح الطاووسي ومباركشاه وغيرهم، وتسلك وشاخ وأرشد مع مشاركة في العلوم وذكر بكرامات مخدوش فيها بتقريره كلام ابن عربي. ويلقب ي تلك البلاد بالولي. ومات في رجب سنة أربع وثلاثين وقد أسن بحيث قيل أنه جاز المائة وبالغ الطاووسي في الثناء عليه وله عقب، ترجمه لي بجل ما أبديته السيد نور الدين أحمد بن الصفي عبد الرحمن بن محمد الإيجي وهو ممن أخذ عنه بل تزوج حفيدته خديجة ابنة خليل الآتية وقال إنه كان مرشداً صالحاً رحمه الله وعفا عنه.
 861 - نعمة الله بن عبد الله بن محمد السيد الماهاني الكرماني - وماهان من عواليها - الحنفي. تجرد وساح وحج قديماً وأخذ عن اليافعي وغيره وارتقى إلى قدم عظيم في العبادة وصار له مريدون وأتباع وجلس بزاويته بماهان فتسلك به جماعة وصنف في التصوف نظماً ونثراً، وذكرت له كرامات وأحوال بحيث تزايد اعتقاد الناس فيه ومحبتهم إياه وارتفعت حرمته وتزايدت وجاهته، كل ذلك مع كثرة تحجبه حتى لا يظهر لأصحابه إلا بعد العصر وإذا رأوه خروا بأجمعهم حتى تصل وجوههم إلى الأرض ثم رفعوا رءوسهم وقاموا بين يديه وهم منكسون وهو يتكلم معهم حتى يفرغ ولبس جماعته اللبابيد؛ وكانت له كلمات بالعجمية لطيفة سجعاً ونظماً على طريق القوم فيها ما هو رقيق اللفظ والمعنى وللهنود والأعاجم فيه اعتقاد عظيم. مات بماهان سنة تسع وعشرين عن مائة وتسع سنين، وهو في عقود المقريزي وإن أتباعه كان يجهرون بما لا يحتمله أهل الشرائع عفا الله عنه.
862 - نعمة الله بن محمد بن عبد الرحيم بن عبد الكريم بن نصر الله بن سعد الله بن أبي حامد الشرف أو الشهاب أبو الخير بن العفيف القرشي البكري الجرهي بفتح الجيم والراء كما ضبطه شيخنا وحقق لي غيره من الفقهاء كسرهما معاً الشيرازي الشافعي الماضي أبوه وجده ويسمى أحمد من بيت كبير. ولد في صفر سنة خمس عشرة وثمانمائة بشيراز وسمع الكثير من أبيه وجماعة بمكة وحبب إليه الطلب. ذكره شيخنا في معجمه فقال: شاب فاضل قدم القاهرة من مكة في طلب الحديث فسمع الكثير ولازمني مدة طويلة وقرأ علي كثيراً وطاف على الشيوخ واشتغل في عدة علوم ومهر وفضل في مدة يسيرة، وعلق أشياء حسنة وجمع مجاميع ثم توجه إلى بلاده في شوال سنة تسع وثلاثين لزيارة والده فبلغني أنه تزوج ولم يلبث أن مات في رابع رجب سنة أربعين، زاد غيره في ليلة جمعة أول جمعة منه ببندر من بنادر هرمز رحمه الله، وهو في عقود المقريزي باختصار، وأثنى عليه وأورد شيخنا في معجمه عنه من نظمه مما كتب به إليه:

يا من علا بالعلى عن وصف وصاف

 

وفاق جل الورى في كل أوصـاف

وصح عنه حديث الجود نـنـقـلـه

 

عن كفه البحر أو عن سحب أسلاف

تواتراً بلـغ الآفـاق واشـتـهـرا

 

عز الغريب لدى أفضاله الـوافـي

خفضت منصوب رايات العداة كمـا

 

رفـعـت حـالة سـوال الأرياف؟

قصدت حضرتك العلياء من وطنـي

 

هجرت صحـبة إخـوانـي وألاف

حرصاً على العلم والتحصيل مجتهداً

 

لعلني أغترف من بحرك الصافـي

وما أريد سوى وجه الـكـريم بـه

 

عساه يجبر تقـصـير وإسـرافـي

هذا وسيلتي من فيض فضـلـك أن

 

تخصنـي بـين طـلاب وطـواف

يا ملجـأ لـذوي الآمـال قـاطـبة

 

أنظر لمغترب للـعـلـم طـواف

وارحمه ثم أعنه فـي تـطـلـبـه

 

فأنت معدن إعطـاف وإلـطـاف

عطفاً لغربته كشفـاً لـكـربـتـه

 

جبراً لما يلتقي من دهره الجـافـي

الله يبقيك نـوراً يسـتـضـاء بـه

 

فيهتدي بك دهراً كـل أصـنـاف

وقال في إنبائه أنه حصل كثيراً من تصانيفه ومهر فيها وكتب الخط الحسن وعرف العربية ثم بلغه أن والده مات فتوجه في البحر فوصل إلى البلاد ورجع هو وأخوه قاصدين إلى مكة فغرق في الحسا ونجا أخوه فلما وصل اليمن ركب البحر إلى جدة فاتفق وقوع الحريق بها فاحترق ولكنه لم يمت مع احتراق رجليه رحمهم الله. قلت ورأيت له سماعاً على العلاء علي بن عثمان بن عمر بن صالح بن الصيرفي الشافعي والشمس محمد بن أبي بكر بن محمد بن محمود بن حامد الأذرعي الدمشقي بها، ولم يسلم هذا الأصيل النبيل الفاضل الكامل من أذى البقاعي لسبب غير طائل حسبما حكاه لي القاضي عز الدين الحنبلي وبالغ في الثناء عليه والتوجع لصنيع البقاعي به. نعمة الله السيد الإيجي ثم الكرماني أحد أصحاب اليافعي تقدم في ابن عبد الله بن محمد قريباً.
863 - نعم الله بن نعمة الله بن حبيب الله الكلبرجي الهندي الحنفي نزيل مكة ممن سمع مني بها.
 864 - نعمة بن أحمد بن عبد الرحمن بن محمد الولد قطب الدين بن السيد النور بن الصفي الحسني الإيجي الماضي أبوه وجده. ولد في شعبان سنة ثمانين بسمرقند واستجازني له أبوه في سنة أربع وتسعين.
865 - نعير بنون ومهملة مصغر واسمه محمد بن حيار - بمهملة مكسورة ثم تحتانية خفيفة - بن مهنا بن عيسى بن مهنا بن مانع بن حديثة شمس الدين أمير آل فضل بالشام ويعرف بنعير. ولي الإمرة بعد أبيه ودخل القاهرة مع يلبغا الناصري ولما عاد الظاهر من الكرك وافق نعير منطاشاً في الفتنة الشهيرة وكان معه لما حاصر حلب ثم راسل نعير نائب حلب إذ ذاك كمشبغا في الصلح وسلمه منطاش ثم غضب برقوق على نعير وطرده من البلاد فأغار نعير على بني عمه الذين قرروا بعده وطردهم فلما مات برقوق أعيد نعير إلى إمرته ثم كان ممن استنجد به دمرداش لما قدم اللنكية فحضر بطائفة من العرب فلما علم أنه لا طاقة له بهم نزح إلى الشرق فلما نزح التتار رجع نعير إلى سلمية ثم كان ممن حاصر دمرداش بحلب ثم جرت بينه وبين الأمير جكم وقعة فكسر نعير ونهب وجيء به إلى حلب فقتل في شوال سنة ثمان وقد نيف على السبعين وكان شجاعاً جواداً مهيباً إلا أنه كثير الغدر والفساد بموته انكسرت شوكة آل مهنا وكان الظاهر خدعه ووعده حتى تسلم منطاش وغدر به ولم يف له الظاهر بما وعده بل جعل يعد ذلك عليه ذنباً، وولي بعده ولده العجل، ذكره شيخنا في إنبائه، وهو في المقريزي مطول. وينظر محمد بن حيار من التاريخ الكبير.
866 - نعير بن منصور أمير المدينة. مات سنة إحدى عشرة.
867 - نكباي الأزدمري نائب طرسوس وكان قد ولي الحجوبية الكبرى بدمشق ونيابة حماة ولم يكن به بأس. مات سنة ثلاث وعشرين.
868 - نوروز الأشرفي برسباي ويعرف بنوروز شكال. كان من خاصكية أستاذه ثم تأمر عشرة ثم سافر في تجريدة سوار فقتل هناك في سنة ثلاث وسبعين، وكان من محاسن الدهر فيما قيل.
869 - نوروز الأشرفي برسباي آخر صار بعد أستاذه من الدوادارية الصغار زمناً طويلاً إلى أن تأمر عشرة ثم سافر مع المجردين لسوار فقتل أيضاً في سنة ثلاث وسبعين. وكان مهملاً.
780 -نوروز الأشرفي برسباي آخر؛ كان من خاصكيته وتأمر في أيام خشقدم عشرة. مات في عوده من تجريدة سوار في المحرم سنة أربع وسبعين.
871 - نوروز الحافظي الظاهري برقوق. أول ما رقاه خاصكيا ثم أمير آخور عوضاً عن بكلمش سنة ثمانمائة وكان قبل ذلك أمره رأس نوبة صغيراً في رجب سنة سبع وسبعين وسبعمائة ثم رام القيام على السلطان فنم عليه بعض المماليك فقبض عليه في صفر سنة إحدى وثمانمائة وقيد وحمل إلى إسكندرية فسجن بها ثم نقل لدمياط ثم أفرج عنه في التي بعدها واستقر رأس نوبة كبيراً وصار ناظر الشيخونية وحضر قتال إيتمش ثم وقعة اللنك ورجع مع المنهزمين واستقر يتنقل في الفتن كما ذكر في الحوادث إلى أن قتل في ربيع الآخر سنة سبع شعرة، وكان متعاظماً عبوساً مهاباً شديد البأس سفاكاً للدماء ميشوم النقيبة ما كان في عسكر إلا انهزم ولا ضبط أنه ظفر في وقعة قط، وهو الذي عمر قلعة دمشق بعد اللنك. قاله شيخنا في إنبائه ثم نقل عن العيني أنه كان جباراً ظالماً عسوفاً بخيلاً، وقال كذا قال، وقد سمعت المقريزي يقول أنه سمعه يقول ما معناه إنه ليشق علي أن لا يكون في مماليك أستاذي الملك الظاهر رجلاً كاملاً في أمور المملكة وتدبير الرعية والرفق بهم. وقد أغفله ابن خطيب الناصرية مع أنه من شرطه ولذا استدركه ابن قاضي شهبة إشارة ولم يترجمه. وقال غيره أنه لما قتل حملت رأسه إلى القاهرة على يد جرباش كباشه وعلقت أياماً على باب زويلة؛ وكان أميراً جليلاً كريماً شجاعاً رئيساً عفيفاً ضخماً معدوداً من أكابر الملوك بلغت جوامك مماليكه وحواشيه بدمشق بعد عصيانه زيادة على عشرين ألف دينار في الشهر وقيل زيادة على ثلاثين، عارفاً بالحروب وعنده دهاء وتدبير، ولما كان عاصياً هو والمؤيد على الناصر فرج كان هو الأكبر والمشار إليه وكان محبباً لطائفة الجراكسة وهو المطلوب عند خجداشيته الظاهرية ولذلك تخلف بدمشق لظنه أنهم لا يعدلون عنه إلى غيره. وهو في عقود المقريزي مطول عفا الله عنه.
 872 - نوروز الخضري الظاهري برقوق أحد مماليكه باشر حجوبية حلب مدة ثم نقل إلى دمشق فقتل بها بسيف نائبها تنم الحسني بعد خروجه عن طاعة الناصر فرج في سنة اثنتين فدفن في تربته بدمشق بسويقة ساروجا. وهو والد الشهاب أحمد شاد الأغنام الماضي عفا الله عنهما.
873 - نوروز الظاهري دوادار الأتابك قبل الأتابكية وبعدها وأحد العشرات. مات في ذي الحجة سنة ست وتسعين وصلي عليه بالأزهر.
874 - نوروز أحد العشراوات وكاشف الصعيد. مات في جمادى الثانية سنة ثمان وسبعين واستقر عوضه سيباي.
875 - نور الله بن خوارزم بن محمد الكمال أبو محمد بن البرهان بن الصدر التبريزي ثم المكي الشافعي. مذكور بما لا أثبته لكنه ممن أخذ عن الخيضري فذكره لابن الزمن حتى استقر به عقب الشمس المسيري في مشيخة رباط السلطان بمكة وأفحش في حقه ابن ناصر والجيزي الأزهري الناسخ وغيرهما وآل الأمر إلى أن تعصب مولى لابن الزمن هو وابن أخيه حتى أخرج الجيزي المشار إليه بعد أمر القاضي شخصاً يسمى أبا بكر بتحليف هذا عند الحجر الأسود بأنه يعتقد تقديم أبي بكر ثم عمر على علي رضي الله عنهم فكانت نادرة لمطابقتها ما هو على الألسنة رافضي ويحلف بأبي بكر، وما كان خروج الجيزي موافقاً لغرض القاضي، وبالجملة فنور الهل فيه قوادح، وقد سمع مني بمكة المسلسل وغيره ثم قدم القاهرة وكذا أخصامه ورجع خائباً وما نهض الخيضري لتأييده.
نور في أحمد بن عز الدين بن نور الدين.
876 - نوكار الناصري فرج أبو أحمد الماضي. خدم بعد أستاذه بأبواب الأمراء ثم بعد موت المؤيد عاد إلى خدمة السلطان وصار خاصكياً ثم مقدم البريدية ثم أمره الظاهر جقمق عشرة وأرسل شاد جدة نحو سنتين ثم ضم إلى الإمرة الحجوبية الثانية ثم نقله الأشرف إينال إلى الزردكاشية وسافر وهو مريض إلى ابن قرمان ليلحق المجردين فمات بغزة في أواخر جمادى الآخرة سنة إحدى وستين، وكان ذا دعابة مع كثرة تلاوته وعقله.
877 - نياز الحاجب. مات في ذي القعدة سنة إحدى وأربعين.

حرف الهاء

878 - هابيل بن عثمان قرايلك بن قطلوبك بن طر على صاحب الرها من قبل والده ولاه إياها ليحارب العساكر المصرية والشامية ويدفعهم عنها فاستعد لذلك وحصن المدينة ومع ذلك فلما نازلها العسكر المصري ونواب البلاد الشامية لم يثبت بل انكسر وتحصن بقلعتها فملكوا المدينة ونهبوا وأسروا ثم حاصروا القلعة حتى طلب الأمان ونزل إلى سودون من عبد الرحمن نائب الشام ومعه تسعة من أعوانه فقبض عليهم وذلك في شوال سنة اثنتين وثلاثين وحملهم في القيود إلى مصر فرسم الأشرف بحبسه في برج من قلعتها ولم يلبث أن مات فيه بالطاعون في يوم الجمعة ثالث عشر رجب من التي تليها وذكره شيخنا في إنبائه باختصار جداً.
879 - الهادي بن إبرهيم بن علي بن المرتضى بن الهادي السيد الجمال الحسني الصنعاني الزيدي أخو محمد. ذكره شيخنا في إنبائه فقال عني بالأدب ففاق فيه ومدح المنصور صاحب صنعاء. مات يوم عرفة سنة اثنتين وعشرين. وذكره ابن فهد في معجمه فقال أنه حدث سمع منه الفضلاء قال وله مؤلفات منها الطرازين المعلمين في فضائل الحرمين المحرمين والقصيدة البديعية في الكعبة اليمنية الثمنية أولها:

سرى طيف ليلى فابتهجت به وجداً

 

وتوح قلبي من لطائفـه مـجـدا

880 - هرون بن حسبن بن علي بن زيادة الشرف الهربيطي الصحراوي الشافعي القادري نزيل تربة يلبغا بالصحراء. ولد تقريباً سنة إحدى وسبعين وسبعمائة وكتب بخطه مرة أنه سنة ثمان وستين وحفظ القرآن واشتغل وكتب عن الزين العراقي من أماليه وسمع على التنوخي والفرسيسي وحدث سمع منه الفضلاء وأقرأ الأطفال بمكتب البيمارستان مدة وكان أحد الصوفية بتربة الناصر بالصحراء خيراً صالحاً. مات سنة اثنتين وأربعين رحمه الله.
 881 - هرون بن محمد نب موسى الزين أبو محمد السماني الأصل والمولد التتائي ثم القاهري المالكي زوج والدة الجمال يوسف التتائي ومربيه ووالد محمد وقاسم. ولد في سنة سبع وثمانمائة بسمان من المنوفية وانتقل مع خاله إلى تتا فقرأ بها القرآن والرسالة والشاطبية وألفية النحو وجلس ببلده يعلم الأبناء فانتفع به في ذلك أهل النواحي فإنه كان مبارك التعليم جيده لكونه تلا بالسبع على بعض القراء واستقدمه بنو الأنصاري القاهرة في سنة خمسين فاستوطنها وأقرأ أولاد رئيسهم الشرف وأخذ عن أبي القسم النويري ولازمه حتى سافر الشيخ وكذا كتب عن شيخنا في الإملاء وكان كثير التلاوة مديماً للقيام والتعبد ساكناً مع حسن الفهم حج مع الرجبية في سنة إحدى وسبعين. ومات في ذي الحجة سنة ثلاث وسبعين رحمه الله وإيانا.
882 - هرون الجبرتي الشيخ الصالح خليفة الشيخ أحمد الأهدل. مات في شوال سنة سبع وثلاثين بمكة. أرخه ابن فهد.
883 - هاشم بن هاشم بن علي بن مسعود بن أبي سعد بن غزوان بن حسين أبو علي القرشي الهاشمي المكي الماضي أبوه وحفيده أبو سعد محمد ويعرف بابن غزوان. سمع في كبره من محمد بن أحمد بن عبد المعطي وغيره صحيح البخاري وحدث ببعضه وذكره التقي بن فهد في معجمه والفاسي في تاريخه وقال رغبنا في السماع منه لأجل اسمه فما قدر قال وكان يتعانى التجارة ويسافر لأجلها إلى اليمن ثم ترك مع الخير والعبادة وبلغني أنه قام أربعين سنة أو نحوها لا يشرب إلا ماء زمزم في مدة مقامه فيها بمكة. مات في ذي القعدة سنة ست عشرة بها ودفن بالمعلاة وهو في عشر التسعين بتقديم التاء.
884 - هاشم بن قاسم بن خليفة بن أبي سعد بن خليفة القرشي. مات بمكة في ربيع الأول سنة أربعين. أرخه ابن فهد.
885 - هاشم بن محمد بن جعفر بن علي بن عبد الله بن طاهر الزين المسمى بعلي بن الشمس الحسني الجرجاني الأصل الشيرازي الماضي أبوه. ممن سمع مني مع أبيه بمكة في سنة ست وثمانين.
886 - هاشم بن محمد بن مقبل العصامي أحد القواد بمكة. مات في جمادى الأولى سنة أربع وخمسين خارج مكة وحمل فدفن بمعلاتها.
887 - هاشم بن مسعود بن خليفة بن عطية الميبيز. مات بمكة في ذي الحجة سنة خمس وخمسين. أرخهما ابن فهد. هاني الموقع. مات.
888 - هبة الله واسمه محمد بن أحمد بن إبرهيم بن محمد المغربي الفاسي نزيل مكة وشيخ الإقراء على الإطلاق فيما قاله ابن عزم. مات سنة ثمان وستين وهو ممن أخذ القراآت عن محمد الصغير شيخ فاس.
889 - هبة الله بن أحمد بن عمير الحسني المكي من أعيان الأشراف ذوي علي بن قتادة الأصغر. صحب السيد حسن بن عجلان قبل ولايته فلما استقر أقبل عليه وحرص على تجميل حاله فلم يسعد بذلك بل محق ما ناله في اللهو، واستمر فقيراً حتى مات فجأة أو قريبها في حال اللهو في أثناء سنة تسع عشرة وكان سافر لبلاد العراق رسولاً عن صاحبه صاحب مكة قبل بسنتين وعاد بدون طائل. ذكره الفاسي.
890 - هبة الله الفيلالي المغربي من القراء الصلحاء. مات بمكة في سنة تسع وستين وكان قد جاور بها أكثر من سنة. أفاده لي بعض الآخذين عني منهم.
891 - هبة المغربي الشريف. مات في مستهل جمادى الثانية سنة ثمان وستين أرخه ابن فهد. هبيهب هو محمد بن محمد بن أحمد.
892 - هجار بن محمد بن مسعود أمير ينبوع.
893 - هجار بن وبير بن نخبار أمير ينبوع أيضاً. مات سنة أربع وعشرين.
894 - هزاع بن صاحب الحجاز محمد بن بركات أخو مهيزع وهيزع المذكورين في محلهما، وهذا أصغر الثلاثة.
895 - هل الزين الرومي الظاهري برقوق الطواشي. صار في أيام الأشرف برسباي شاد الحوش مدة ثم زماماً بعد موت جوهر القنقباي ببذل مال ثم صرف عنها في سنة ست وأربعين واستمر مشتغلاً بالزراعة والدواليب لشدة انهماكه في الدنيا المزري بهيئته مع تقدمه في السن وإشرافه على العمى وعدم بلوغه لطائل. مات بالطاعون في جمادى الأولى سنة أربع وستين وهو في عشر المائة.
896 - هلال شخص مغربي له فضيلة ومشاركة. قدم القاهر قريباً من سنة ستين فسمعته ينشد العلم البلقيني قوله وكتبه لي بخطه:

لما أتيت ديار مصـر سـائلاً

 

عمن يرى يحوي بها الفضلين

علم الـحـديث رواية ودراية

 

وله لواء السبق في الصنفين

 

قالوا شيوخ لم يطيقوا عدهم

 

فاعددهم بالألف والألفـين

لكن سيدنا وعالم عصرنـا

 

شيخ الشيوخ إمامنا البلقيني

هم كالعيون لنا بهم إبصارنا

 

وإمامنا المذكور نور العين

أبقى لنا رب العباد حياتـه

 

وأناله الخيرات في الدارين

ورأيت ابن عزم قال هلال البطاط مات سنة بضع وستين. فكأنه هذا.
897 - هلمان بن غرير بن هيازع بن هبة الحسيني. قتل كما ذكر في زهير بن سليمان في رجب سنة ثمان وثلاثين.
898 - هلمان بن وبير بن نخبار - وقيل بميم بدل النون - الحسيني صاحب الينبع وأخو سنقر الماضي، وليها بعد عزل ابن أخيه معزى بن هجار بن وبير في سنة تسع وأربعين من القاهرة فدام حتى مات في أواخر جمادى الأولى سنة خمس وخمسين وهو في أوائل الكهولة وكان علي مذهب قومه عنده أدب وتواضع وبشاشة وكلام جلو طوالاً أسمر اللون أسود اللحية صديقاً للسيد بركات بن حسن صاحب مكة بحيث أن هلمان هو الساعي له في ولايته الأخيرة. همام بضم الهاء والتخفيف بن أحمد الخوارزمي القاهري الشافعي ويسمى محمداً أيضاً مضى في المحمدين.
899 - همام كذلك الرومي الحنفي والد الكمال بن الهمام واسمه عبد الواحد بن عبد الحميد بن مسعود. كان فاضلاً خيراً ولي قضاء إسكندرية. ومات بها سنة إحدى. ذكره شيخنا في إنبائه.
900 - همبلة بن. مات في سنة إحدى وسبعين.
901 - هود بن عبد الله المحابري الدمشقي. مات في أوائل سنة أربع عشرة. ذكره شيخنا في إنبائه.
902 - هيازع بن علي بن مبارك بن رميثة بن أبي نمي الحسني. مات سنة تسع وعشرين في شعبان مقتولاً في الحرب الذي كان بميثا بقرب هدة بني جابر.
903 - هيازع بن لبيدة بن إدريس بن أبي دعيج بن أبي نمي الحسني. مات بمكة في جمادى الأولى سنة أربع وأربعين. أرخه ابن فهد وقال أن الأتراك منعوا من الصلاة عليه عند باب الكعبة فصلي عليه خلف المقام.
904 - هيزع بن محمد بن بركات بن حسن بن عجلان الحسني ابن صاحب الحجاز. ولد في سنة تسع وستين وثمانمائة في توجه والده لزيارة المدينة الشريفة وبخطى أيضاً أنه ولد ببدر في رجوع أبيه من الزيارة في جمادى الثانية سنة سبعين وهو أصح ونشأ في كنفه فحفظ القرآن وانفرد بذلك عن سائر أهله وصلى به الناس على العادة في سنة اثنتين وثمانين بالمسجد الحرام بين مقام المالكي والحنبلي ونصبت أخشاب لأجل الوقيد وزاد احتفالهم لذلك جداً وهو شقيق مهيزع الماضي وهذا أسنهما. مات في تاسع ذي القعدة سنة أربع وتسعين.

حرف الواو

905 - وبير بن جويعد بن يريم بن صبيحة بن عمر العمري. قتل في مقتلة كانت نجدة في صفر سنة ست وأربعين.
906 - وبير بن محمد بن رشيد القائد نائب السيد علي بن عنان بن مغامس بن رميثة بن أبي نمي. قتل في شعبان سنة تسع وعشرين مع جماعة من الشرفاء ذوي أبي نمي بشعب يقال له الميثا بقر بهدة بني جابر. قاله ابن فهد.
907 - وبير بن محمد بن عاطف بن أبي دعيج بن أبي نمي الشريف الحسني. مات في جمادى الآخرة سنة ستين ببعض نواحي مكة زحمل إليها فدفن بمعلاتها.
908 - وبير بن نخبار بن محمد بن عقيل بن راجح بن إدريس بن حسن بن قتادة الحسيني والدهلمان وهجار وسنقر وعقيل. أقام في إمرة الينبوع أكثر من عشرين سنة. وقتل في سنة أربع عشرة وقتل أخوه مقبل وابنه على قتلى كثيرة ممن اتهموهم بتقله لأنه قتل غيلة واستقر في إمرة ينبع بعده أخوه مقبل منفرداً واستمر إلى أن خلع بعد بضع عشرة سنة فاستقر عقيل بن وبير مكانه. ذكره شيخنا في إنبائه وينظر مع تاريخ موت هجار بن وبير هذا.
909 - ودي بضم أوله ثم فتح الدال المهملة - ابن أحمد بن علي بن سنان بن عبد الله بن عمر بن علي بن مسعود العمري المكي أحد القواد بها. أصيب في مقتلة فأقام منقطعاً أياماً. ومات بمكة في ذي الحجة سنة خمس وخمسين.
910 - وردبش - ويقال بهمزة بدل الواو - قيل اسمه جانبك الظاهري جقمق ولاه الأشرف قايتباي نيابة البيرة ثم قدمه بالديار المصرية ثم لنيابة حلب عوضاً عن إزدمر قريب السلطان وخرج مع العساكر فكان ممن قتل في شوال أو رمضان سنة تسع وثمانين.
911 - وريور أحد القواد لصاحب الحجاز. مات في ذي الحجة سنة ثمان وخمسين.
 912 - وفا بن محمد بن عبد الغني نقيب السقاة كأبيه وعم أبيه الماضي ذكرهما ويعرف بابن أخي شفتر.
913 - ولي الرومي ثم الأزهري الحنفي. قطن الجامع الأزهر مدة مديماً للعبادة بحيث ذكر في المعتقدين وكان مشتملاً على محاسن ويكتب المنسوب. مات في ابتداء الكهولة في ربيع الآخر سنة ست وخمسين.
914 - الوليد بن محمد بن محمد بن محمد بن محمود بن الشحنة الحلبي الحنفي الماضي أخوه المحب أبو الفضل محمد وأبوهما المحب محمد المكني أبا الوليد بصاحب الترجمة كان كما قال لي أخوه آية في الذكاء ذا نظم ونثر. مات شاباً في حياة أبيه عقب الفتنة. وميان. مضى في أميان.
915 - وهبة تقي الدين. كان يباشر قبض لحم الدور. مات في سنة إحدى ووجد له أكثر من عشرين ألف دينار وخلف أربع بنات فقام الوزير تاج الدين حتى أثبت أنهن نصرانيات فمنعهن الميراث وحمل ذلك كله إلى الظاهر برقوق فوقع منه موقعاً وألبسه خلعة هائلة. قاله شيخنا في حوادثها.

حرف اللام ألف

لاجين الجركسي. مضى في أول حرف اللام. لاحق الزبيدي المكي. لاشين وربما يقال له لاجين.

حرف الياء الأخيرة

916 - يس بن عبد الكبير بن عبد الله بن أحمد الحضرمي الأصل المكي الصالح بن الصالح الماضي أبوه. مات في ثاني عشرى ذي الحجة سنة خمس وثمانين وصلي عليه بعد العصر عند باب الكعبة وحمل نعشه على الرءوس إلى أن دفن بتربة أبيه من باب شبيكة وكنت ممن حضر الصلاة عليه ثم دفنه رحمه الله، وهو ممن قرأ على الشيخ أبي سعد في التنبيه حفظاً وحلاً وينسب لمعرفة بعلم الحرف.
917 - يس بن عبد اللطيف بن محمد الحجاري الماضي أبوه وأحد الشهود بباب السلام. ممن سمع مني.
918 - يس بن علي بن يس الزين البلبيسي ثم القاهري الشافعي أخو محمد الماضي. ولد في العشر الأخير من شوال سنة أربع وأربعين وثمانمائة ببلبيس وتحول منها مع أبويه بعد إكماله حفظ القرآن عند البرهان الفاقوسي وغيره بل جود بعضه على البرهان وحفظ المنهاج الفرعي والأصلي وألفية النحو وبعض الشاطبية وعرض على العلم البلقيني والسعد بن الديري وآخرين ولازم العز عبد السلام البغدادي في سماع أشياء من كتب الحديث وغيره من العلوم كالعربية والصرف والمنطق بل قرأ عليه بحثاً فيا لمنهاج الفرعي والملحة وكذا لازم تقاسيم الكتب الثلاثة والبهجة وفي الإرشاد لابن المقري وشرح المنهاج للمحلي وجمع الجوامع وبعض التلخيص بل قرأ عليه نحو نصف المنهاج الفرعي والزين زكريا في الفقه والعربية والصرف والحساب والفرائض وغيرها وخصوصاً تصانيفه فاستوفى الكثير منها وكتب منها جانباً، وممن أخذ عنه العربية أيضاً الوراق والسنهوري وعليه قرأ في المنطق وكذا أخذ فيه وفي غيره عن الكافياجي والأصول أيضاً وغيره عن التقي الحصني بل قرأ عليه قطعة من المطول وأخذ في أصول الدين وغيره عن الشرواني وقرأ علي من تصانيفي شرح الهداية الجزرية بحثاً والقول البديع وارتياح الأكباد وكتبها واليسير من شرحي للألفية بل أخذ عني جميع شرح مؤلفها إلا اليسير ولازمني كثيراً رواية ودراية وكذا سمع الكثير بقراءتي على غير واحد بل قرأ بنفسه على جماعة وأخذ القراآت عن جعفر السنهوري والطب عن مظفر الدين الأمشاطي وبرع وتميز وتصدى للإقراء وانتفع به الطلبة واستقر به قجماس في مشيخة التصوف بمدرسته بل كان قرره في تدريس الفقه بها ولكن وثب عليه الجوجري وتألمنا له ولم يمتع بها واستقر به جانم دوادار يشبك في خطابة مدرسته بالقرب من جامع قوصون وحج وجاور غير مرة أولها في سنة ست وستين وجاور التي تليها وأخذ فيها عن البرهان بن ظهيرة في الفقه وغيره وسمع على جماعة بل قرأ بمكة على التقي بن فهد وكذا الحلية وغيرها على ولده النجم في آخرين وهو خير فاضل قانع متواضع.
 919 - يس بن محمد بن إبرهيم بن محمد الزين العشماوي المولد ثم البشلوشي الأزهري الشافعي والد الشمس محمد الماضي ويعرف باسمه. ولد في أوائل القرن بعشما من الغربية ثم تحول مع أهله في صغره إلى البشلوش من الشرقية وقدم القاهرة فأقام بالأزهر وحفظ القرآن والمنهاج وألفية ابن ملك وأخذ عن العلاء البخاري والشهاب أحمد بن عبد الرحمن بن الجمال بن هشام وابن قديد وابن المجدي والونائي والقاياتي ولازمه دهراً حتى كان معظم انتفاعه به وكان القاياتي يثني على حسن تصوره وأول ما تنبه صار يعلم في بيت ابن البارزي ثم أقبل على السفر بشيء يسير للتجارة في البحر الملح فنمي وتزوج أخت الشرف الأنصاري وأنجب منها أولاداً وأثرى وكثر ماله بسبب التجارة وحمدت معاملاته وواسى الفقراء جهده سيما القاياتي فإنه ارتفق بما كان يتكسب له فيه وأكثر الحج والمجاورة وآخر ما جاور سنة إحدى وسبعين وكنت هناك، كل هذا مع الانجماع عن بني الدنيا حتى عن صهره إلا في أمر ضروري والإقبال على شأنه وعدم الانفكاك عن الجماعات والمداومة على صوم الاثنين والخميس وأيام البيض ورجب وشعبان ونحوها والتلاوة والمطالعة والتهجد مع السكون والتواضع والمحبة في أهل الخير والأبهة والتحري في مأكله ومشربه بحيث لا يأكل إلا من تجارته ولا يشرب من مياه السبل عظيم النفرة من الغيبة والحرص على عدم التمكين منها، وعرضت عليه مشيخة سعيد السعداء بعد ابن حسان وكان صهره إذ ذاك ناظرها فما وافق وأشار إلى أن رفيقه الزين خالد أحق بها منه فقرر فيها امتثالاً لإشارته بل أبى قبولها بعد وفاته بحيث أن خالداً سأله في مرض موته أن يرغب له عنها لعلمه بعدم إعطائها لبنيه فصمم على الامتناع وبالجملة فالناس في الثناء عليه والميل إليه كالمجمعين وكنت ممن يحبه في الله وكان له إلي مزيد الميل ونعم الرجل كان. مات شهيداً بالإسهال المتواتر في عصر سلخ سنة ثلاث وسبعين وصلي عليه بجامع الأزهر من الغد افتتاح السنة ودفن بتربة صهره بالقرب من الزمامية رحمه الله وإيانا.
920 - يس بن محمد بن مخلوف بن أبي القسم محمد الجلالي بالتخفيف القاهري الحنفي المكتب ويعرف بيس المكتب. ولد في رمضان سنة ثلاثين وثمانمائة بجلالة من الصعيد ومات أبوه وهو صغير فقدم القاهرة وهو ابن ست فحفظ القرآن والعمدة والقدوري وألفية النحو وعرض على جماعة واشتغل عند الأمين والمحب الأقصرائيين وكتب على إبراهيم الفرنوي وفاق في النسخ وبرع فيما عداه وتصدى للتكتيب فكان ممن كتب عليه جانم مملوك جانبك الجداوي فقر به من أستاذه وصار يؤم به وعظم اختصاصه به، وحج وجاور وممن كتب عليه حينئذ الفخري أبو بكر بن ظهيرة، واستقر في التكتيب بالجيعانية الزينية والأشرفية برسباي وغيرهما وتوسل به الناس في قضاء حوائجهم عنده وخالقهم بتؤدة وعقل وسكون، وبعده تقلل من الحركة إلى أن كف بصره وانجمع ببيته بعد أفعال وأعمال.
921 - ياقوت افتخار الدين الحبشي الفهدي فتى العماد يحيى بن الجمال محمد بن عبد الله بن محمد بن عبد الله بن فهد. ذكره التقي بن فهد في معجمه فقال سمع من الكمال بن حبيب بعض مسند الطيالسي وبعض المقامات ومن غيره يعني كالجمال الأميوطي والأبناسي والتقي البغدادي وأجاز له جماعة، قال الفاسي وما علمته حدث لكنه أجاز في بعض الاستدعاآت ودخل بلاد اليمن للاسترزاق، وكان معتبراً عند غالب الناس سيما الجمال بن ظهيرة وفيه خير ومروءة وعقل. مات في المحرم سنة تسع وعشرين بمكة ودفن بالمعلاة بمقبرة مواليه.
922 - ياقوت الأرغو نشاوي الحبشي مقدم المماليك تنقل بعد سيده أمير مجلس الظاهر برقوق إلى أن صار مقدم المماليك وطالت أيامه لحسن سيرته وتواضعه وسكونه وبره ومعروفه مع بشاشته وصباحة وجه، وحج أمير المحمل مرتين. مات مطعوناً في يوم الاثنين ثاني رجب سنة ثلاث وثلاثين ودفن بتربته التي أنشأها بالصحراء بعد أن رتب فيها شيخاً وطلبة وقراء ووقف عليها وقفاً جيداً وكان لا بأس به واستقر عوضه نائبه خشقدم.
923 - ياقوت الباسطي فتى أبي بكر بن الزين عبد الباسط. مات في صفر سنة ست وثمانين وكان باسمه من وظائف مدرسة مولاه وغيرها ما يزيد معلومه فيه على عشرة دنانير كل شهر فيما قيل فتفرقها الناس عفا الله عنه.
 ياقوت الحبشي المدني مولى ناصر الدين أبي الفرج الكازروني. ممن سمع مني بالمدينة.
925 - ياقوت الحبشي نسبة لمولى له بصري يقال له عبد العزيز أو ابن عبد العزيز الكمال بن ظهيرة. مات بمكة في ذي الحجة سنة سبع وتسعين.
ياقوت الحبشي الفخر مقدم المماليك. مات سنة ثلاث وثلاثين والظاهر أنه الأرغو نشاوي الماضي قريباً.
926 - ياقوت الرحبي أحد الموالي من التجار ذوي اليسار. ممن يذكر بخير في الجملة له في البحر الملج مركب أو أكثر. مات في ذي الحجة سنة سبع وسبعين.
927 - ياقوت السخاوي نسبة لمولاه الغرس خليل. صار بعد سيده من ذوي الوجاهات عمر داراً برأس حارة برجوان وتكلم في بلد الخشابية بتفويض من الظاهر جقمق ثم تقهقر. ومات في سنة إحدى وستين.
928 - ياقوت العقيلي وإلى ساحل جدة للشريف بركات ثم لولده محمد. مات مقتولاً على يد مولى لابن عبد اللطيف البرلسي حين إرادته حبسه في رجب سنة ستين وحمل لمكة فدفن بمعلاتها. أرخه ابن فهد.
929 - ياقوت الغياثي الحبشي فتى السلطان غياث الدين صاحب بنجالة. مات سنة خمس عشرة.
930 - ياقوت مولى ابن الحوام خادم الشهاب بن حجي ودوادار أخيه النجم بن حجي. سمع ومات في العشر الأول من ذي الحجة سنة تسع وستين بدمشق. أرخه ابن اللبودي ووصفه بشيخنا المسند.
931 - ياقوت الحبشي الكمالي بن البارزي، اختص بمولاه ثم بعده كان مع ابنة سيده ببيت الجمالي ناظر الخاص فقام بتربية بنيها سيما الكمالي ناظر الجيش ثم ولده بل هو المربي لغالب بني مولاه وحج، وكان عاقلاً ديناً ساكناً محباً في الخير وأهله له بر وفضل في الجملة وهو ممن امتحن في أيام الأشرف قايتباي وأهين بالضرب، ومات في ربيع الثاني سنة ست وتسعين عن سبعين سنة فأزيد.
932 - ياقوت عتيق الخواجا بير محمد الكيلاني، مات في صفر سنة خمس وثمانين بمكة وكان تاجراً خلف سيده على رأس سراريه وخلف دوراً وعلياً وغيره وكان عقب موت سيده صادره جانبك الجداوي.

من اسمه يحيى

933 - يحيى بن إبرهيم بن علي بن محمد شرف الدين الأنصاري القاهري المالكي الماضي أبوه وأعمامه ممن كان بمكة في سنة ثمان وتسعين وسمع علي في الأذكار والموطأ.
934 - يحيى بن إبرهيم بن علي التاج السكندري الأصل السرياقوسي الخانكي الخطيب بجامعها الكبير وخادم الصوفية بها الشافعي ويعرف بابن حباسة بفتح المهملة والموحدة ثم مهملة بعد الألف وآخره هاء تأنيث، ولد بعيد القرن وحفظ القرآن والأربعين والمنهاج كلاهما للنووي والملحة وعرض على الولي العراقي والعز ابن جماعة وشيخنا وأجروه في آخرين منهم الشمس البرماوي والبيجوري وسمع على الشرف بن الكويك المسلسل وغيره واشتغل يسيراً وناب في قضاء بلده وحج وجاور وحدث سمع منه ابن الصفي وغيره واستجيز لنا وثقل سمعه في اواخر عمره بحيث حكى لنا أن شخصاً ادعى على آخر عنده بمبلغ فقال للمدعى عليه أعندك كذا وكذا وذكر زيادة على المبلغ المدعى به لكونه لم يسمعه والرسول بينهما كذلك فقال الخصم ارجع بنا لئلا يزيد الأمر ونحو ذلك. مات في سنة سبع وثمانين رحمه الله وخلفه في الخدمة ولده ثم رغب عنها للشريف أحمد بن كندة.
935 - يحبى بن إبرهيم بن عمر بن شعيب الدميري الأصل القاهري المالكي الماضي أبوه سبط الشهاب بن تمرية. ممن حفظ كتباً وعرض، وزوجه أبوه بابنة الشيخ الجوهري وماتت تحته فورثها وعدله في اول ولاية عبد الغني بن تقي وحج بأمه في سنة ثمان وتسعين.
936 - يحبى بن إبرهيم بن يحيى الجلال بن العز بن ناصر الدين الفالي الشيرازي الشافعي. ولد سنة ست وخمسين وسبعمائة واشتغل في الفقه والعربية على العماد عبد الكريم وإمام الدين عبد الرحمن ابني التقي عبد اللطيف حتى صار من فحول العلماء وتصدى للإفتاء والتدريس والقضاء ببلاده وربما وصف بقاضي جرون وتخرج به خلق مات في سنة ثمان وعشرين أفاده بعض ثقات أقاربه ممن أخذ عني.
 937 - يحيى بن أحمد بن إسمعيل بن علي الظاهر بن الناصر بن الأشرف صاحب تهامة اليمن ووالد الأشرف إسمعيل الماضي ذكره شيخنا في إنبائه وقال إنه مات في يوم الخميس سلخ رجب سنة اثنتين وأربعين واقيم بعده ابنة في يوم الجمعة مستهل شعبان ليلاً فقتل أكابر أهل الدولة كبرقوق وكان كبير المماليك الأتراك وعدة من رؤساء الجند ومن الأجناد الذين يدعون السقاليب حتى أضعف المملكة وأثر ذلك حتى خرجت الأعراب المعازبة بالمهملة ثم زاي عن الطاعة وضعف أمر تلك البلاد جداً. قلت وأحمد في نسبة زيادة، وقد مضى عبد الله بن إسمعيل بن علي وأن لقبه الظاهر ويسمى فيما قيل يحيى وأنه مات في سلخ رجب المذكور وملك بعده ابنه الأشرف فيقتصر على ترجمته في أحد الموضعين ويحال على الآخر وعلى كل حال فأحمد هنا زيادة.
938 - يحيى بن أحمد بن سليمان بن غازي بن محمد بن أبي بكر الشرف بن الأشرف بن العادل بن المجاهد بن الكامل بن العادل الأيوبي أخو الصالح خليل الماضي وأبوهما. قدم على الأشرف بآمد بتقدمة أخيه المشار غليه فخلع عليه وكتب عهد أخيه. قاله شيخنا في أبيه من إنبائه.
939 - يحيى بن أحمد بن شاذبك ويعرف بقاصد الحبشة. كان أستادار الصحبة عند الظاهر جقمق في حال إمرته لكون أبيه أوصاه به فتربى عنده ثم عينه رسولاً لصاحب الحبشة في رجب سنة سبع وأربعين واتفق ما يراجع من الحوادث، وكان بهياً ساكناً وقوراً اجتمعت به مراراً وحكى لي ما اتفق له في سفره، وكان متزوجاً بأخت قاسم بن قاسم أحد نواب المالكية عديلاً للشهاب الأبشيهي فهو متزوج أختها. مات في صفر سنة تسع وثمانين وقد جاز السبعين بيقين.
940 - يحيى بن أحمد بن عبد الرحمن المرادي. مات سنة أربع وخمسين.
941 - يحيى بن أحمد بن عبد السلام بن رحمون الشرف أبو زكريا بن الشهاب أبي العباس القسنطيني المغربي المالكي نزيل القاهرة ثم مكة ويعرف بالعلمي بضم العين وفتح اللام وربما سكنت نسبة فيما قاله لي إلى العلم. ولد ظناً بعيد القرن وحفظ القرآن وكتباً واشتغل ببلده وغيرها على جماعة منهم قاضي الجماعة عمر القلشاني؛ وقدم القاهرة وقد فضل بحيث قال أنه لم يكن يفتقر إلى أحد في الاشتغال ولكنه تقوى بالأخذ عن ابن الهمام والقاياتي ومما قرأه عليه شرح ألفية الحديث بتمامه وأخذ عن شيخنا بعضه بل حضر مجلسه في الأمالي وغيرها وحضر يسيراً عند البساطي، وحكى لي مباحثة وقعت بينه وبين القرافي بحضرته وأخذ صحيح مسلم عن الزين الزركشي ما بين قراءة وسماع، وحج في سنة إحدى وأربعين وسمع بمكة على أبي الفتح المراغي ومن ذلك بعض مشيخته تخريج النجم بن فهد وقرأ بالمدينة على الجمال الكازروني من أول البخاري إلى الشهادات وعاد فقطن القاهرة وأدب أولاد القاياتي ثم كان ممن انضم إلى الحسام بن حريز وياقل أن الحسام كان يقرأ عليه ولما ولي القضاء استنابه في تدريس المنصورية وارتفق بإحسانه وبره. وتصدى قبل ذلك وبعده للتدريس بجامع الأزهر وغيره. وانتفع به الفضلاء سيما في الفقه وصار بأخرة أوحد الجماعة فيهم، ثم حج في سنة خمس وسبعين فقطن مكة على طريقة جميلة من الانجماع عن الناس والمداومة على الطواف ليلاً والتلاوة والتهجد والإقراء حتى انتفع به الفضلاء أيضاً في الفقه وأصوله والعربية وغيرها كالمنطق والمعاني والبيان وأصول الدين بل أقرأ شرح النخبة وغيره وروى البخاري ومسلماً والشفا وغيرها وامتنع من الكتابة على الفتيا تورعاً إلا باللفظ كما أنه لم يأذن لأحد فيها وفي التدريس بها إلا لمعمر وللبحيري أحد ملازميه بالقاهرة وللبدر بن المحب الخطيب إذ جاور بل كان يمتنع بأخرة من سماع عرض الأطفال، وعرض عليه وهو بالقاهرة قضاء الشام ثم وهو بمكة قضاءها فامتنع؛ وتزوج مع شيخوخته بكراً، وبلغني أنه كتب على المدونة والمختصر والرسالة والبخاري وقد لقيته بالقاهرة ثم بمكة وبالغ في التواضع معي والإقبال علي. مات في عصر يوم الاثنين رابع ربيع الثاني سنة ثمان وثمانين وصلي عليه بعد صلاة الصبح عند باب الكعبة ثم دفن بالمعلاة في تربة ابن الزمن وكان مقيماً برباطه رحمه الله وإيانا.
 942 - يحيى بن أحمد بن عبد العليم الكرستي الأصل الخانكي الشافعي والد عبد العظيم الماضي. مات في رجب سنة ثلاث وتسعين فجأة بالقاهرة وحمل إلى بلده فدفن بها وقد جاز الستين وكان أحد صوفيتها وأعيان شهودها، ممن اشتغل على النور البوشي والونائي وغيرهما وحج وزار بيت المقدس وخلف البقاعي على زوجته سعادات ابنة البوشي التي هاجرها حتى زهدت فيه وفي ولدها منه مع مزيد حبه فيها فكاد أن يموت.
943 - يحيى بن أحمد بن علي بن محمد بن علي بن عيسى بن ناصر بن علي بن عبد الله بن محمد بن أبي بكر بن ناصر بن يحيى بن بحير القرشي العبدري الشيبي العراقي شقيق علي الماضي. مات في ذي الحجة أو القعدة سنة أربعين بمكة وكانت وفاة أبيهما في سنة تسع وثمانين من القرن قبله. ذكره ابن فهد.
 944 - يحيى بن أحمد بن عمر بن يوسف بن عبد الله بن عبد الرحمن بن إبرهيم بن محمد بن أبي بكر الشرف التنوخي الحموي الأصل الكركي المولد القاهري الشافعي ويعرف بابن العطار ويقال أنه من عرب تنوخ. ولد في سادس رمضان سنة تسع وثمانين وسبعمائة بالكرك لكون أبيه بعد أن كان مهمنداراً بحماة ثم أستاداراً عند نائبها مأمور القلمطاي تحول معه إليها لما ولي نيابتها فولد له صاحب الترجمة من امرأة تزوج بها هناك. ومات في أوائل سنة اثنتين وتسعين فتحول منها إلى القاهرة وقرأ القرآن واشتغل بالفقه والعربية وغيرهما ومن شيوخه في العربية سعد الدين الحنفي خادم الشيخونية وسمع على ابن الجزري وطائفة منهم بقراءتي الكامل بن البارزي وجود الخط المنسوب، ونشأ صيناً مع جمال الصورة وحسن الشكالة وتعانى الأدب فأجاد وصادق الزين بن الخراط الماضي وانحرفا معاً عن التقي بن حجة مع تعصب الناصري بنا لبارزي له ومزيد اختصاص الشرف ببيته لكون ابنيه الكمال وأحمد كانا زوجين لابنتي أخيه ناصر الدين محمد حتى كان الشرف كأحد ابنيه، وأول ما نشأ تزيا بزي الأجناد وخدم فيما قيل عند الشهاب أستادار المحلة ثم عند ناصر الدين بن البارزي ولما لم يظفر من ذلك بطائل أعرض عنه وباشر توقيع الدست ثم التوقيع عند ناظر الجيش الزين عبد الباسط حين سفر ابن المصري لبيت المقدس على مشيخة الباسطية ثم أعرض عن التوقيع واقتصر على منادمته فلما مات ابن المصري استقر عوضه في المشيخة المشار غليها وسافر لمباشرتها في رمضان سنة إحدى وأربعين فأقام بها إلى أن أعرض عنها للتقي أبي بكر القلقشندي وكذا استقر في الشهادة بالكسوة عوضاً عن السراج البلادري ثم رغب عنها لأوحد الدين بن السيرجي بخمسين ديناراً، وولي أيضاً تدريس الطيبرسية المجاورة للأزهر ونيابة نظرها وباشره مباشرة حسنة ونمى من فائض وقفها خمسمائة دينار ثم ترك التدريس للشرف السبكي واستقر في نيابة النظر تغرى برمش الفقيه وتسلم منه المال، وقبل ذلك رغب له التقي أبو بكر اللوبياني عن نصف تدريس القيمرية والإعادة بالشامية بعوض مع كونه إذ ذاك كان قريب عهد بلباس الجند وكونه ديوانياً حسبما قاله التقي بن قاضي شهبة، وحج مراراً منها صحبة كاتب السر الكمال بن البارزي وكان يزعم أنه تكلف فيها مع كونه في شبه المنتمين له مبلغاً كبيراً وما كان يجمل به ذكر هذا مع مزيد إحسان الكمال له وتخوله في إحسانه ورياسته بل لم يعرف إلا به، وأعجب من هذا أنه بلغني أنه رام الاستقرار في وظيفته وكاد أمره أن يتم ثم بطل وكل هذا أدل دليل على سوء طويته ولذا عادى شيخنا أتم عداوة لكونه قدم عليه مرة في رسالة فلم يأذن له في الجلوس وصار يبسبس لعشيره الولوي بن تقي الدين ويحسن له أموراً قابلهما الله عليها هذا مع كون شيخنا ذكره في معجمه وأثنى عليه بقوله سمعت من فوائده ومن نظمه وسمعت من لفظه مناماً رآه وفيه أبيات شعر له، وهو أحد الكملة في النظم والنثر والخط ولكنه كثير الانجماع مع لطافة زائدة ولم يكمل الخمسين حتى أسرع إليه الشي انتهى. والمنام المشار إليه قرأته بخط الشرف رائية ونصه: رأيت في بعض ليالي سنة سبع وعشرين كأني مار في مرجة خضراء ذات جداول ومعي الشيخ شمس الدين بن عبد الرحيم رحمه الله فبينا نحن نمشي إذ قال لي يا فلان هذا الشيخ جمال الدين بن نباتة متكئ على جدول منها فملنا نحوه وسلمنا عليه فرد السلام فقال له يا سيدي هذا يحيى بن العطار ينظم على طريقتك ويحبك هو وابن الخراط ويغضان من بعض الناس يشير إلى ابن حجة رحمه الله فتبسم وقال اعرف أعرف وفارقناه فلما انصرفنا خطر لي أني أخطأت في عدم سؤالي عن أحوال الآخرة من رجل ميت مسلم منسوب إلى قرآن وحديث واشتغالي بالكلام معه في الشعر والتريض بابن حجة فرجعت إليه بمفردي على الفور وقلت له يا سيدي ما الذي رأيت من أمور الآخرة أو نحو هذا فجثا على ركبتيه وأنشدني ارتجالاً:

إن أنت صدقت ما جاء الحديث بـه

 

وبالقديم كـلام الـلـه فـي الأزل

وجئت في الحشر مطلوقاً بلا أحـد

 

يشكو عليك ولوف ي أصغر الزلل

رأيت في الحال ما تقضى به عجباً

 

ولو أتيت بظلم النفس كالـجـبـل

بل قرأت بخط شيخنا أن الشرف المذكور أنشده بظاهر حلب في سنة آمد قال أنشدني الشمس محمد بن أحمد بن البرداد الحلبي لنفسه قصيدة يهجو فيها الشرف التباني وهو يومئذ وكيل بيت المال وناظر الكسوة:

يا بني التبـان أنـتـم

 

أجور الناس وأجسر

كسوة البيت سرقتـم

 

وفعلتم كل منـكـر

هل رأيتم حـنـفـياً

 

باع بيت المال مجهر

الأبيات قال شيخنا وسمعت الشرف يقول سمعت أخي وكان يخدم في الدوادارية عند قرقماس ابن أخي دمرداش في سلطنة الناصر فرج فلما غلب شيخ ونوروز على المملكة واستقر نوروز بالشام وتوجه شيخ صحبة المستعين إلى القاهرة ثم كان من خلعه المستعين من السلطنة ثم من الخلافة ما كان واستقر في السلطنة ولي قرقماس نيابة الشام فوصل إلى الرملة وقد امتنع نوروز وأنكر ما وقع واستمر على اعتقاد سلطنة المستعين وعرف قرقماس أنه لا يطيق مقاومته فاتفق أن نوروز استمال طائفة ممن كان مع قرقماس فحسنوا لقرقماس أن يلحق بنوروز فاستشار نوروز أخي قال فأشرت عليه أن لا يفعل وأن يثبت على طاعة المؤيد لأنه بالغ في إكرامه وقدمه على خواصه في نيابة الشام إلى غير ذكل حتى كاد يرجع عن رأيه الأول ثم عاوده التردد في ذلك فقال لي إن معي لوحاً دفعه إلى نصر الله الجلالي من خاصيته أن من أراد أمراً يعلقه أمامه في القبلة ثم يصلي ركعتي الاستخارة ويدعو فأنه إذا انتهى يجد من يدفعه إلى إحدى جهتي اليمين أو اليسار فأي الجهتين دفع إليها فالخيرة له فيها فخذ هذا اللوح وافعل فيه ما ذكر وعد إلي بالجواب قال فأخذته ودخلت إلى مكان خال وعلقت اللوح أمامي وصليت ودعوت فحلف أنه وجد من يدفعه إلى جهة الشام بغير اختياره وأنه عاود ذكل ثلاثاً قال فرجعت إليه وقد خشيت أن ينسب العصيان إلي فقلت له ما أحسست شيئاً إلا أن الاستمرار على الطاعة أولى فنادى بالرحيل فرحل من معه ظانين أنه يقصد جهة الشام فقصد جهة مصر ودخل إلى المؤيد واستمر في خدمته إلى أن حضر معه فكان من القبض عليهما معاً وإرسالهما إلى الإسكندرية وغير ذلك ما كان، قال الشرف فترددت أنا إلى نصر الله مراراً ليوقفني على اللوح المذكور وجهدت كل الجهد وهو مصر على إنكار صدور ذلك منه من أصله وعدم الاعتراف بشيء منه قال وكان ذلك من وفور عقله لأنه لا يأمن إشاعة ذلك عنه فيترتب عليه ما يقتضي إدخال الضرر عليه. قلت ورأيت الشرف حضر لعيادة شيخنا قبيل موته بأيام فبالغ شيخنا في التلطف معه وحصلت بينهما مذاكرة لطيفة وأظهر شيخنا بشرى بالاجتماع به على جاري عادته في التودد مع من يفهم عنه شيئاً وأرسل إليه بعد مفارقته بتحف، ثم حدثني العز السنباطي رحمه الله قال رأيت بعد موت شيخنا كأني بين يديه أنا والولوي بن تقي الدين وكان شيخنا دفع لابن تقي الدين من القصب الأبيض قلماً بغير براية وقال له قل لصاحبك وسمى يحيى هذا: قد تقدم الخصم والمدعى عليه في الطلب والحاكم لا يحتاج إلى بينة، قال العز فلم نلبث إلا دون شهر ومات يحيى، ونحو هذا قول القاضي بكار لأحمد بن طولون عن نفسه وقد ظلمه شيخ فان وعليل مدنف والملتقى قريب والله القاضي، وبالجملة فكان يحيى أديباً فاضلاً مفنناً ذكياً ذا عقل وافر وهيئة لطيفة ونورانية ظاهرة وحشمة وسكون وكياسة وكرم وهمة عظيمة مع من يقصده وقدم راسخ في فنون الأدب ولذا انتمى إليه جماعة منهم ونفق سوقهم بسفارته ومحبة في المعروف حتى أنه كان يبر الشيخ محمد البياتي صاحب ابن الهمام وكذا الشيخ مدين بل أعطى ابن شعيرات بعد انحطاط أمره في التجارة ثلثمائة دينار لشدة اختصاصه به، كتب عنه غير واحد من أصحابنا وغيرهم من نظمه ونثره، وأطراه البقاعي جداً لكونه هو وابن صالح كانا من أتباعه وكتبت عنه أشياء منها قوله:

كتبت أعتب من أهـواه فـي ورق

 

فقال لي الطرس زدني فهو مكتوبي

فقلت يا طرس حتى أنت تعشـقـه

 

فقال دعني فأنى تحت مـكـتـوب

إلى غير هذا مما أودعته في المعجم والوفيات وغير ذلك، وهو ممن قرض سيرة المؤيد لابن ناهض بل له ذكر في علي بن مفلح، ولم يزل على رياسته غير أنه خدشها في آخر أمره بتردده للنحاس ومنادمته له حتى مات في عصر يوم الخميس سادس عشر ذي الحجة سنة ثلاث وخمسين وصلي عليه من الغد في مصلى المؤمني بمحضر فيه السلطان تقدمهم الشافعي، ثم دفن بتربة طيبغا الطويل بالصحراء لكونها كانت تحت نظر عشيره النحاس سامحه الله وإيانا، قال البقاعي على حالة حسنة أخبرت أنه ما زال يذكر الله جهراً فلما عجز صار سراً حتى طلعت روحه مع التبسم والإخبار برؤية الخضرة والياسمين، قال وكانت جنازته حافلة وليس له وارث وعظم تأسف الناس عليه وأطبقوا على الثناء الجميل بحيث أن مبغضه لم يسعه إلا ذلك وكفاه فخراً أن مبغضه لا يستطيع ذمه بعد موته قال ولم يخلف بعده مثله في كل خصلة من خصاله ورثيته بقصيدة فائية هي في ديواني وقال أن أبا الفضل المغربي أخبره أنه سمعه وهو في غمرات الموت يقول إينال الأجرود بقي لرياسته خمس درج. وساق ما أسلفته في ترجمة إينال فالله أعلم، وهو في عقود المقريزي، وقال كما في النسخة أن مولده سنة سبع وثمانين، وكان الأول أثبت، ونشأ بالقاهرة واشتغل فبرع في الأدب وقال الشعر البديع وكتب الخط المنسوب وشارك في علوم ولازمني مدة فبلوت منه من الفضل والأفضال وعزير المروءة وعلو الهمة وجميل المحاضرة ما يقصر الوصف إن إيراده؛ إلى آخر ترجمته.
945 - يحيى بن الشهاب أحمد بن محمد بن علي المحلي الماضي أبوه وأخوه محمد ممن سمع مني.
947 - يحيى بن أحمد بن محمد بن عمر الفقيه الصالح الفاضل الصدر الكامل العماد الحاجر الأشعري اليماني الزبيدي الماضي أبوه. قرأ في الفروع ابتداءً على الجمال الطيب وسمع ابن الجزري والفاسي والبرشكي وحصل بخطه كباً جمة وقيد بعضها وحج مراراً وانتقل من وطنه زبيد فراراً من الظلم سنة إحدى وأربعين.
948 - يحيى بن أحمد بن محمد المدعو وفا الفاضل المعتقد أبو السيادات بن الشهاب السكندري الأصل المصري المولد المالكي الشاذلي الماضي أبوه وإخوته ويعرف كسلفه بابن وفا. ولد سنة ثمان وتسعين وسبعمائة وجلس بعد موت أخيه أبي الفتح مكانه في سنة اثنتين وخمسين وتكلم على الناس فرزق القبول وأكثر الناس من التردد إليه للزيارة وغيرها ولكن لم تطل مدته بل مات عن قرب في يوم الأربعاء ثامن ربيع الآخر سنة سبع وخمسين ودفن بمشهدهم من القرافة بجانب أخيه. وكان حسن الصوت في المحراب وغيره ذا نظم على طريقتهم رحمه الله وإيانا.
يحيى بن أحمد بن محمد النفري السراج.
949 - يحيى بن أحمد بن يحيى بن إسمعيل بن العباس بن علي بن داود بن يوسف بن عمر بن علي بن يوسف محيي الدين بن الشهابي بن الظاهر بن الأشرف هزبر الدين الغساني اليماني الأصل المكي ختن قاضي الحنفية بمكة الجمال أبي النجا محمد بن الضياء الماضي ووالد عمر وإسمعيل المذكورين ويعرف بابن ملك اليمن. اشتغل قليلاً وقرأ على البدر بن الغرز حين مجاورته بمكة الرسالة القشيرية واستقر في مشيخة الزمامية بمكة برغبة مجلى له عنها. مات في أواخر ليلة الأحد ثاني المحرم سنة ست وثمانين وصلي عليه وقت طلوع الشمس عند باب الكعبة ودفن بالمعلاة عند أبيه بالشعب الأقصى بالقرب من فضيل بن عياض، وتلقى المشيخة عنه النجم بن يعقوب قاضي المالكية بحجة كونه غريباً عملاً بشرط الواقف رحمه الله وإيانا. ورأيت بخطى في موضع آخر يحيى بن أحمد الشرف اليماني ثما لمكي ويعرف بابن سلطان اليمن لكونه جده الظاهر صاحب اليمن. مات بمكة عن بضع وخمسين وهو هذا فيحرر مقدار سنة.
 950 - يحيى بن أحمد بن يحيى الزندوني ويقال له أيضاً الزنداوي المغربي المالكي نزيل المدينة. ولد قبيل سنة عشرين وثمانمائة ومات أبوه فيها فنشأ يتيماً فقرأ القرآن وسافر إلى الحج فحج في سنة اثنتين وأربعين وجاور ثم رجع وزار بيت المقدس وأقرأ في بعض نواحيه الأولاد دون سنة، وسافر إلى القاهرة فأقام بالأزهر يسيراً ثم حج في سنة خمس وأربعين وكانت وقفة الجمعة وجاور أيضاً، ثم قدم المدينة فقطنها وتصدى فيها لإقراء الأبناء أيضاً فقرأ عليه من أهلها طبقة بعد طبقة وانتفع به في ذلك وتلا على السيد الطباطبي تجويداً وصحب الشمس الزعيفريني وحكى لي عنه أنه كان يقول من قال جعلني الله في بركتك فقل له نعم ويقول أيضاً اختص أهل المدينة بآيات "يحبون من هاجر إليهم" "فإن أعطوا منها رضوا وإن لم يعطوا منها إذا هم يسخطون" "والمرجفون في المدينة" ولكن المعنى بالآيتين الأخيرتين أهل النفاق. وقد لقيته بالمدينة وأهلها كالمتفقين على الثناء على بركته وخيره ثم قصدني ونحن وإياه سائرين إلى مكة بالصفراء وبالغ في الاستئناس بي. ومات في سنة خمس وتسعين بالمدينة رحمه الله وإيانا ونفعنا به.
951 - يحيى بن أحمد بن قمر الدولة. أحضر في الرابعة سنة خمس وتسعين وسبعمائة الكثير من الصحيح على التنوخي ثم سمع على ابن الكويك وغيره.
952 - يحيى بن أحمد الذويد. مات في شعبان سنة سبع وتسعين بواسط من هدة بني جابر وحمل لمكة فدفن بها.
953 - يحيى بن أحمد العيدلي البجائي المغربي. مات سنة ثمانين تقريباً وكان عابداً مشاراً إليه. أفادنيه بعض الآخذين عني من المغاربة.
954 - يحيى بن إسمعيل بن العباس بن علي بن داود بن يوسف بن عمر بن علي بن رسول الماضي حفيده يحيى بن أحمد بن يحيى قريباً ويسمى أيضاً عبد الله، وقد ذكره شيخنا بزيادة أحمد بينه وبين إسمعيل والصواب حذفه. وكان استقراره في جمادى الأولى سنة إحدى وثلاثين ولقب بالظاهر هزبر الدين بن الأشرف بن الناصروقال بعضهم أنه ملك اليمن في رجب سنة ثلاثين فدام نحو اثنتي عشرة سنة وضعفت مملكته وخربت ممالك اليمن في أيامه لقلة محصوله بها من استيلاء العرب على أعمالها. ولم يزل كذلك حتى مات في يوم الخميس سلخ رجب، وقال بعض الآخذين عني أنه ولي بعد خلع ابن أخيه الأشرف إسمعيل بن الناصر أحمد لصغره فقام بالملك وظهرت نجدته وصرامته ودانت له البلاد والعباد وعمر مدرسة بتعز وأخرى بعدن ووقف عليهما الأوقاف الجليلة ووقف بالأولى كتباً كثيرة وطالت أيامه غير أنه كان مدعياً في العلوم ويتكلف في أوراقه السجع الملحون كما قاله الحافظ ابن الخياط في وفياته ولكن كان ابن الخياط لكونه محبوباً عند أهل بلده لا يحبه الظاهر جرياً على عادته في عدم محبته لذوي الوجاهات ويتجنى له الذنوب وربما قصده بمكروه فلم يقدره الله عليه. مات الظاهر في رجب سنة اثنتين وأربعين بزبيد وحمل لمدرسته بتعز فدفن بها واستقر بعده ابنه الأشرف إسمعيل الماضي.
955 - يحيى بن إياس بن عبد الله الجركسي الأصل المكي ويعرف بالحسيني. ممن سمع مني بمكة وكتبت له إجازة شرحت شيئاً منها في الكبير.
956 - يحيى بن إياس آخر إن لم يكن الذي قبله قريب لأمير آخور. مات في طاعون سنة سبع وتسعين.
957 - يحيى بن بركة بن محمد بن لاقي الشرف الدمشقي ويعرف بابن لاقي. كان أبوه من أمراء دمشق فنشأ هو في نعمة ثم خدم أستاداراً وصار أيضاً من أمرائها وصحب نائبها المؤيد شيخ ولزمه وقدم معه القاهرة بعد قتل الناصر في سنة خمس عشرة فلما تسلطن عمله مهمنداراً بل أضاف بل أضاف إليه التكلم في أستادارية الحلال وصار من أعيان الدولة إلى أن تنكر عليه جقمق الأرغونشاوي الدوادار الكبير بسبب كلام نقله عنه للمؤيد تبين بطلانه فرسم المؤيد حينئذ بنفيه لدمشق فأخرج إليها على حمار فمرض في أثناء الطريق. ومات بالقرب من غزة في صفر سنة اثنتين وعشرين فحمل إلى غزة فدفن بها واستقر بعده في المهمندارية إبرهيم المدعو خرز. وذكره شيخنا في إنبائه وقال أنه قدم القاهرة مراراً.
958 - يحيى بن أبي بكر بن محمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن عبد العزيز الولد محيي الدين أبو زكريا بن الخطيب الفخر بن الكمال أبي الفضل القرشي الهاشمي العقيلي النويري المكي أخو محمد الماضي وجده والآتي أبوه. ممن سمع مني بمكة في سنة ست وثمانين مع أبيه.
959 - يحيى بن أبي بكر بن محمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الخالق بن عثمان النجم بن الزيني بن مزهر سبط البهاء بن حجي أمه زبيدة. مات في ليلة الأحد ثامن عشرى صفر سنة ثمان وثمانين عن اثنتي عشرة سنة بعد أن قرأ غالب القرآن وصلي عليه من الغد تجاه الحاجبية عند مصلى باب النصر في محفل لم يتخلف عنه كبير أحد تقدمهم الولوي السيوطي لتوعك المتولي ودفن بتربتهم وتأسف الناس خصوصاً خاله وسميه النجم يحيى على نضارته وبهجته وفطنته ورثاه الشعراء ورثوا لأبيه لا سيما أمه وكانت بسببه أوقات طيبة عوضهم الله الجنة.
960 - يحيى بن أبي بكر بن محمد بن يحيى بن محمد بن حسن العامري الحرضي اليماني محدثها بل شيخ تلك الناحية وصالح اليمن الشافعي. جمع مصنفاً سماه العدد فيما لا يستغني عنه أحد في عمل اليوم والليلة وآخر سماه غربال الزمان في التاريخ وآخر سماه بهجة المحافل وبغية الأماثل في تلخيص السير والمعجزات والشمائل وآخر سماه التحفة في الطب وآخر سماه الرياض المستطابة في معرفة من روى الصحيحين من الصحابة والتمس مني أحد الآخذين عني صديق بن إدريس الماضي في سنة إحدى وسبعين تقريظ بعض تصانيفه وبلغني من بعض أقاربه وغيره من طلبته أنه حج قبل ذلك وجاور وسمع بمكة على أبي الفتح المراغي وأنه سمع باليمن على إبرهيم النحوي، وسافر لأبيات حسين فأخذ تفسير البغوي عن الفقيه محمد بن أبي الغيث الحسيني بلداً الكمراني وأنه كان تفقهه بأبيه حتى تميز في ذلك وأقرأ الفقه والحديث وأخذ عنه جماعة، وفاته أنه قرأ على التقي بن فهد وكان يفتخر بذلك. ومات بحرمن في إحدى الجمادين سنة ثلاث وتسعين عن سبع وسبعين سنة ممتعا ًبسمعه وبصره ودفن بجوار مسجده الذي كان يقرئ به من حرض، وهو في عقود المقريزي وقال أنه قدم عليه مكة في يوم عيد الفطر سنة تسع وثلاثين لزيارته وسماع الحديث والإجازة يعني فحصل له ذلك؛ ثم أورد عنه عن شيخ قدم عليه بوادي حرض في هذا العام له نسك واجتهاد في العبادة وكشف واطلاع حكاية رحمه الله وإيانا.
961 - يحيى بن نائب الشام جانم الأشرفي برسباي أحد المقدمين بدمشق. مات في رجب سنة ثلاث وسبعين وهو في حدود الثلاثين، وله ذكر في الحوادث الخشقدمية وقبلها.
962 - يحيى بن حسن بن عكاشة الربعي الغزي الحنفي الواعظ نزيل مكة. ولد سنة اثنتين وثلاثين ونمانمائة بغزة ونشأ بها فحفظ القرآن وتلا به للسبع بل وللعشر على الشمس بن عمران والشهاب أحمد بن عابد وسعيد بن معمر الضرير وعبد الله بن زقزوق وغيرهم واشتغل في الفقه وغيره على ناصر الدين الأياسي، وحج في سنة إحدى وخمسين فقطن مكة وأخذ بها عن أبي البقاء وأبي حامد ابني أبي الضياء وأبي الوقت المرشدي بل وعن شيخه ابن الهمام في آخرين ممن ورد عليها من حنفية الروم والعجم وغيرهما وسمع على أبي الفتح المراغي والزين الأميوطي والتقي بن فهد وأبي اليمن وأبي السعادات وغيرهم وتلا فيها للعشر أيضاً على ابن عياش ومحمد الكيلاني وعمر النجار وتوجه لزيارة المدينة النبوية فأخذ بها القراآت أيضاً عن الشمس الششتري وقرأ بعض العقليات على الشهاب الأبشيطي ومحمد بن المبارك المغربي والتفسير على بعضهم وسمع بها على ناصر الدين الكازروني وأبي الفرج بن المراغي والقاضيين سعيد وسعد الزرنديين وتصدى للقراءة على العامة بالمسجد الحرام في كتب السير والحديث والوعظ ونحوها وكذا الإحساسة بالطب قصد فيه وجود الخط وكتب به أشياء كصحيح مسلم في ثلاثين جزءاً حرره وانتفع به والمنان في تفسير القرآن للعلامي في أربعين مجلداً، كل ذلك مع الخير والتواضع والسكون والتودد والتأني في القراءة. وقد سافر بأخرة إلى الشام لوفاء ديونه فأقام سنتين فأكثر ورجع بخير وبر، ودخل القاهرة ووقف عليه ابن قلبة بمكة نصف الحمام المعروفة به لقراءة أشياء في المسجد، وقد تكرر اجتماعه علي بمكة وربما جاءني للطب وأهدى إلي مرة بعد أخرى ونعم الرجل، وهو الآني في سنة سبع وتسعين حي.
 963 - يحيى بن حسن بن محمد بن عبد الواسع المحيوي الحيحاني - بمهملتين نسبة لحيحانة بليدة في المغرب - المغربي المالكي قاضي دمشق. كان مشكور السيرة في أحكامه مع فضيلته، له تعاليق جيدة وعلق بأطرافه بعض جذام فصبر. مات بدمشق في ذي القعدة سنة اثنتين وأربعين. أرخه المقريزي وقال كان عفيفاً في احكامه مهاباً. وذكره ابن اللبودي.
964 - يحيى بن روبك أبو محمد شيخ النحاة في عصره باليمن، تفقه بصنعاء ثم استوطن تعز ومدح الملوك وقامت له رياسة معهم. وكان على طريقة العرب في ارتجال الشعر. مات سنة خمس وثلاثين في نخل وادي زبيد ودفن هناك. قاله العفيف.
965 - يحيى بن زكريا بن محمد بن أحمد بن زكريا محيي الدين أبو السعود بن الزيني السنيكي الأصل القاهري الشافعي الماضي أخوه وأبوهما. ممن سمع على أبيه. ومات في طاعون سنة سبع وتسعين في رجبها وفجع به أبوه.
966 - يحيى بن زيان بن عمر بن زيان أبو زكريا الوطاسي المريني اللمتوني الفاسي الأزرق وزير المغرب الأقصى ووالد يحيى الآتي وصاحب فاس. كان عادلاً بحيث أفردت ترجمته بالتأليف. مات مقتولاً ظلماً في ثاني ربيع الآخر سنة ثلاث وخمسين واستقر بعده قريبه أبو حسون علي بن يوسف بن زيان الماضي. وهو في عقود المقريزي قال يحيى بن أبي زيان بن أبي محمد بن الوزير بن أبي حسون عمر بن حمامة الوطاسي المعروف بالأزرق - لزرقة عينيه - والقائم بالأمر في مدينة فاس، كان أبوه زيان من عظاء شيوخ بني مرين حتى مات سنة ثمان وعمر ابنه هذا نحو سبع سنين فتنقلت به الأحوال، ثم بيض.
967 - يحيى كور بن سليمان بن دلغادر التركماني أخو سوار الماضي. كان ممن علق في الكلاليب مع أخيه بباب زويلة حتى مات بعده بيوم في يوم الثلاثاء تاسع عشر ربيع الأول سنة سبع وسبعين.
968 - يحيى بن سنقر بن عبد الله الأسعردي الدمشقي. جرده البقاعي وقال إنه لم يجز. يحيى بن سيف بن محمد بن عيسى نظام الدين بن سيف الدين. يأتي في يحيى بن يوسف بن محمد بن عيسى.
 969 - يحيى بن شاكر بن عبد الغني بن شاكر بن ماجد بن عبد الوهاب بن يعقوب الشرف أبو زكريا بن العلم بن الفخر بن العلم الدمياطي الصل القاهري الشافعي، ويعرف كسلفه بابن الجيعان. ولد فيما أخبرني به في أيام التشريق سنة أربع عشرة وثمانمائة بالقاهرة ونشأ بها فحفظ القرآن وتقريب الأسانيد والنخبة لشيخنا والمنهاج وألفيتي النحو والحديث وشاطبيتي القراآت والرسم وجمع الجوامع والتلخيص وغيرها وعرض على جماعة كالبساطي ويقال أن في صدر إجازته مما فيه تنويه بصاحب الترجمة الحمد لله الذي أشبع بعد جوع وأيقظ بعد هجوع وقرب بعد إبعاد وعد بعد إيعاد، وأقبل على الاشتغال فتدرب بالمباشرة بأقربائه وجود القرآن على غير واحد بل تلاه بكثير من الروايات على الزين طاهر وأخذ عنه العربية وغيرها ولازم القاياتي في الأصلين والفقه والعربية والحديث وغيرها وكان مما قرأه عليه مختصر ابن الحاجب وشرح الشذور وصحيح البخاري ومسلم وسنن أبي داود وكذا لازم ابن المجدي في الفرائض والحساب والجبر والمقابلة وسائر فنونه التي فاق فيها مع العربية والفقه حتى كان جل انتفاعه به وعرض بمزيد الاختصاص به وأذن له بالإفتاء والتدريس قديماً وبالغ في الثناء عليه والتنويه بذكره وصرح بأنه ليس في جماعته أمثل منه وصارت إليه سائر تصانيفه وتعاليقه أو جلها، وأكثر من السماع من شيخنا في رمضان وغيره بل لازمه في علوم الحديث وقرأ عليه شرح النخبة له واشتدت عنايته أيضاً بملازمة العلاء القلقشندي حتى قرأ عليه فيما بلغني الكتب الستة أو جلها وغيرها بل وتكررت قراءته عليه للبخاري والترمذي وانتفع به كثيراً وأخذ الفقه أيضاً قديماً عن الشرف السبكي والجلال وبأخرة عن العبادي والبكري ومما قرأه على العبادي إلى إحياء الموات من الروض لابن المقرئ وعلى المحلي شرحه للمنهاج بل وقرأ عليه أيضاً شرحه لجمع الجوامع في الأصول وقرأ المتن مع شرحه لابن العراقي على الشهاب الأبشيطي وعنه أخذ العربية أيضاً ولازمه هو والمحلي في غير ذلك وتردد للعز عبد السلام البغدادي والحناوي والسيد النسابة والوروري وغيرهم من الأئمة كابن الهمام والشمني والكافياجي وغالب شيوخ العصر فيما أظن واستفاد منهم وأخذ أصول الدين أيضاً عن الأمين الأقصرائي والشرواني والمنطق وغيره عن أبي الفضل المغربي في قدمته الأولى، ولم يتحاش عن الأخذ عن طبقة تلي هذه كالسنهوري قرأ عليه الألفية وتوضيحها وشروحه الجرومية ومختصر ابن الحاجب وغيرها وكذا تردد إليه أمام الكاملية حتى أخذ عنه شيئاً من تصانيفه وغيرها وقرأ على الفخر الديمي في مدرسة عمه الدلائل للبيهقي بل كان يشارك ولده الصلاحي فيمن يتردد إليه ممن يليهم أيضاً محبة في الفائدة والمذاكرة وعدم أنفة؛ وأكثر من المذاكرة مع المحيوي الدماطي والشهاب السجيني ونحوهما مما هو أبرع منهم وكذا كان الشاوي يتردد لقراءة الصلاحي عليه بحضرته عليه في البخاري حتى قرأ نحو نصفه الأول فيما بلغني وما كان القصد إلا أن تكون القراءة على كاتبه فما وافق، نعم سمع منه أشياء من تصانيفه وغيرها شاركه بنوه في بعضها واستكتبه لهم بها، بل سمع الكثير قبل على الزين الزركشي وابن ناظر الصاحبة وابن بردس وابن الطحان في آخرين بعدهم مما الكثير منه بقراءتي، وأجاز له في عدة استدعاآت خلق من الآفاق من سنة ست وثلاثين فما بعدها، وحج غير مرة أولها قريباً من سنة أربعين وسمع بمكة على أبي الفتح المراغي وبالمدينة على المحب المطري وغيرهما وصحب السيد عفيف الدين الإيجي وغيره من السادات، ودخل دمياط ونواحيها للتداوي وعرف من صغره بقوة الحافظة ووفور الذكاء وسرعة الإدراك والفصاحة وحسن العبارة وطيب النغمة وجودة الخط مع سرعته، واستمر في ازدياد من ذلك مع مزيد التواضع والأدب والعقل والاحتمال والصبر على العوارض البدنية وغيرها والدربة والسياسة والبر التام بأبيه والقيام بخدمته إلى الغاية مع اقتداء أبيه بجميع أوامره وإشارته والتودد لأحبابه والمثابرة فيما أخبرت على التهجد والتحري في الطهارة والنية والإعراض عن اللهو واللغو جملة والمحاسن الوافرة والرغبة التامة في تحصيل الكتب بحيث اجتمع له منها الكثير في كل فن وتوسع في استكتاب ما يصدر من ذلك عن الفضلاء أو المتشبهين بهم إما بنفسه أو باستعمال مصنفه فيه وما كنت أفهم عنه في كثير من ذلك

إلا التودد وإلا ففيه ما لا يخفى عن من هو دونه ولو تفرغ لالتحق بالأعلام ولكنه كان قائماً لا ينهض به غيره حتى عول عليه الملوك فمن دونهم وديوان الجيش لا أعلم من يوازيه في استحضاره إياه وضبطه له متقن وترتيبه لبلاده وأسمائه بين بحيث كان يقول لي كثيراً فيه المتفق والمفترق والمؤتلف والمختلف ونحوهما من فنون الحديث ومع تعبه بسببه لا سيما بعد وفاة والده فقل أن تخلو أوقاته حين تفرغه منه عن مطالعة أو مذاكرة أو استفادة أو إفادة وقصده الأبناء بالعرض فكان يبرهم بما ينجبر به خاطرهم مما أعرض قضاة الوقت فضلاً عن غيرهم عنه غالباً ويكتب لهم الكتابة الحسنة وربما كتب على الفتوى في بعض المسائل واقرأ الطلبة في العربية والفرائض والحساب والفقه ومما أقرأ فيه الروض لابن المقرئ بل سمعت أنه أقرأ في الفية العراقي وهو جدير بالتلقيب بذي الرياستين. ولذا لقبته بها قديماً، وكان جمال أهله بل الممالك ولم تزل الفضلاء من أرباب المذاهب والفنون تهرع للقائه ويضرع من شاء الله منهم إلى الله في استمراره وبقائه لمعاملته لهم بالجميل ومسالمته للمبتدئ منهم والجليل وكان في فقرائهم من هو في البر عنده على مراتب فمنهم من تصله بالشهر أو بالموسم أو بالسنة أو بدون توقيت، وكنت ممن أرى منه مزيد الإجلال والاحتفال وأسمع عنه في الغيبة شريف المقال مما يؤذن بالإخلاص في الإقبال حتى أنه رآني مرة وأنا عنده مفارق الطرق قريباً من باب القنطرة فترجل عن فرسه للسلام علي بحيث استحييت منه بل واستمر ماشياً معي إلى باب المدرسة المنكوتمرية وأنا أبالغ في كفه عن ذلك وهو يبالغ في التشوق والاستيحاش من انقطاعي عنه التمس مني غير مرة تعيين وقت للاجتماع به فما قدر إلا في النادر ولما صلى ولده المشار إليه بالناس عقب ختمه القرآن على العادة سألني في إنشاء خطبة له فامتثلت ووقعت عنده موقعاً وأرسل خطه بالشكر عليها ثم أرسله هو وفقيهه السجيني لقراءتها وكذا أرسلهما مع أخويه لعرض محفوظاته وكان يسألني عن مواضع في الاصطلاح وغيره وطلب مني أن أكتب شرحاً لمنظومة الكمال الدميري، وراسلني وأنا بمكة بالاشتياق وطيب الكلام مع غيره مما يؤذن بالاهتمام وذلك وشبهه مما يعد في محاسنه وأضربت عن استيفائه للخوف من الإطالة لكونه أشرك معي غيري في الدعاء بطول البقاء فقلت له مثلكم يقرن معي هذا فقال والله هذا ظلم منا وفي الحقيقة أنتم أنتم والاشتراك إنما هو في الصورة خاصة إلى غير ذلك من بليغ عباراته. وبالجملة فكان قرداً من مجموعه. ولم يزل على جلالته ووجاهته حتى مات بعلة حبس البول والحصاة في يوم الأربعاء خامس عشرى جمادى الأولى سنة خمس وثمانين ببيتهم المجاور لجامع أبيه ببركة الرطلي وصلي عليه من الغد تجاه الحاجبية عند مصلى باب النصر في مشهد حافل إلى الغاية ما أعلم بعد مشهد شيخنا نظيره ومشى فيه الأتابك فمن دونه من الأمراء وحمل الأكابر نعشه ثم دفن بتربتهم تجاه الأشرفية برسباي بجانب محرابها وحصل التأسف على فقده ورثي بعدة مرات ولم يخلف بعده في مجموعة مثله رحمه الله وإيانا وعفا عنه.
 970 - يحيى من شاهين القيسي الحنفي إمام جامع سنقر. لازم الصلاح الطرابلسي في قراءة كثير من الكتب الكبار وغيرها وسما7ع دروسه بحيث تميز في الجملة بل حضر قليلاً عند الأمين الأقصرائي وجمع للسبع فأزيد على الزين جعفر وابن الحمصاني وعرض عليه الشاطبية عند قبره، وقرأ في ابتدائه في العربية على الوزيري ومن محافيظه سوى الشاطبية تنقيح صدر الشريعة والمجمع مع خير وعقل.
?971 - يحيى بن صدقة بن سبع. مدرك زفتي كأبيه ويعرف بجده. ممن حج وذكر في مجاورته ببر وخير.
?972 - يحيى بن العباس بن محمد بن أبي بكر الشرف ابن أمير المؤمنين والسلطان المستعين بالله بن المتوكل بن المعتضد العباسي الماضي أبوه. ولد بالقاهرة في حدود عشر وثمانمائة ثم نقل مع أبيه إلى إسكندرية فنشأ بها فلما توفي أبوه قدم القاهرة وسكن الدرب الأصفر تجاه البيبرسية منفرداً عن أقاربه وأعمامه إذ مسكنهم بالقرب من من المشهد النفيسي يقال لترفعه وشممه بالمال ولكن كان من خيار الناس مشكور السيرة سليماً مما يعاب به قد ترشح للخلافة لما مات عمه المعتضد داود وادعى أن والده عهد إليه ووعد بالمال فلم يتم له ذلك واستقر عمه سليمان فعز عليه ولم يلبث أن مات بعد ظهر ثاني عشر المحرم سنة سبع وأربعين وأخرجت جنازته م انلغد ودفن بالصحراء في حوش اتخذه لنفسه ولأولاده ولم يبلغ الأربعين وترك فيما قيل مالاً جزيلاً ولم يخلف غير ابنتين وكان خفيف اللحية أصفر اللون إلى الطول أقرب مع حشمة ورياسة وتدين رحمه الله وإيانا. ذكره شيخنا في إنبائه باختصار.
?973 - يحيى بن عبد الله بن محمد بن محمد بن زكريا أبو بكر الغرناطي. كان إماماً في الفرائض والحساب مشاركاً في الفنون وصنف في الفرائض كتاب المفتاح وولي القضاء ببلده. مات في ربيع الأول سنة ست. ذكره شيخنا في إنبائه.
?974 - يحيى بن عبد الله نحوي تونس.
?975 - يحيى بن عبد الله الشرف القاهري ويعرف بالمزين. ولد قريب الثلاثين وثمانمائة بحارة زويلة ونشأ فحفظ القرآن وجوده على المقرئ على المخبزي الضرير بل تلا عليه لنافع وأبي عمرو وتدرب في الجراح والجبر بالجمال بن عبد الحق وبرع في ذلك بل فاق فيه وخدم به الأكابر وغيرهم وكذا تميز في الحساب والديونة والمباشرات ونحوها مع مزيد عقل ووفور أدب فترقى وتمول سيما وقد خدم ابن الأشرف إينال الملقب بالمؤيد وعمل صيرفياً عنده ثم خدم الظاهر خشقدم في عارض حصل له فبرأ منه وخلع عليه واستقر به في رياسة الجرائحيين والمجبرين شريكاً لأبي الخير النحاس، وحج مراراً منها في خدمة الأشرف قايتباي وجاور غير مرة وكذا صافر في عدة تجاريد مع الأمير أزبك والدوادار يشبك من مهدي وغيرهم واختص بالمذكورين بل عظم اختصاصه بثانيهما وتزايدت رعاية جانبه أيامه في متاجره وغيرها وقرره في وظائف دينية كالتصوف بالأشرفية والصلاحية والبيبرسية وغيرها وابتنى داراً هائلة بالحارة وموضعاً آخر بالجنينة يشتمل على ربع ووكالة ولازال يترقى مالاً وحشمة مع بر وإحسان وميل للخير حتى مات الدوادار فتعب خاطره لعلمه بتلفت السلطان مع تكرر خدمته له سيما حين ذكر بوديعة لصديقه ابن كاتب غريب فاستأذنه في السفر ليحج بولده فأذن له وسافر في موسم سنة سبع وثمانين فحج وجاور، ولم يلبث أن توعك في جدة فحمل إلى مكة فتزايد ضعفه إلى أن مات في حياة أبيه في آخر يوم الخميس عاشر رجب من التي تليها ودفن من الغد وخلف ولداً حنفياً وأثكل في حياته ولداً شافعياً عرض كل منهما علي بل قرأ المتخلف علي في البخاري. وبالجملة فكان من محاسن بني حرفته عفا الله عنه.
976 - يحيى بن عبد الله الشرف بن سعد الدين الكاتب صاحب ديان الجيش والد يوسف وإبرهيم وأخو عبد الغني ويعرف بالن بنت الملكي. ذكره شيخنا في إنبائه وقال: مات في ذي القعدة سنة إحدى وأربعين بالطاعون ولم يكمل الخمسين واستقر أخوه في وظيفته مشاركاً لولديه.
 977 - يحيى بن عبد الله علم الدين المصري أبوكم. باشر نظر الأسواق ثم ولي الوزارة في دولة الناصر فرج عوضاً عن الفخر بن غراب ثم الخاص عوضاً عن أخيه سعد الدين بن غراب وكذا ولي أيضاً نظر الجيش قبل البدر بن نصر الله ثم خمل، وحج غير مرة وجاور بمكة مرة مظهراً التنصل من دين النصرانية مع إكثاره من زيارة الصالحين. ومات في ثاني عشرى رمضان سنة خمس وثلاثين بالقاهرة وقد جاز السبعين وكان إسلامه حسناً. ذكره شيخنا في إنبائه باختصار عما هنا.
978 - يحيى بن عبد الرحمن بن إبرهيم بن سعد بن سعيد الشرف المصري الأصل الرملي الشرف القادري. ممن سمع مني.
979 - يحيى بن عبد الرحمن بن عبد الرحيمن بن حسن النرلستي. مات سنة ثلاث وستين.
980 - يحيى بن عبد الرحمن بن محمد بن صالح بن إسمعيل المحيوي أبو زكريا ابن القاضي ناصر الدين أو زين الدين أو وجيه الدين بن التقي الكناني المدني الشافعي أخو فتح الدين محمد وإخوته ويعرف كسلفه بابن صالح. ولد سنة ست وسبعين وسبعمائة تقريباً بالمدينة ونشأ بها فصحب ابن العفيف اليافعي وأخذ عنه وقرأ على كل من والده والشهاب بن عياش في البخاري بل أخذ بأخرة عن شعبان الآثاري وسمع من ابن صديق والزين المراغي ثم ابن الجزري، وأجاز له الجمال الأميوطي والأمين بن الشماع وأبو هريرة بن الذهبي والتنوخي وابن أبي المجد وآخرون، وناب في القضاء والإمامة والخطابة بالمسجد النبوي عن أخيه أبي الفتح وكتب الكثير بخطه رأيت من ذلك مجموعاً فيها الخصال المكفرة لشيخنا انتهى من كتابتها في سنة ثمان وعشرن والإجابة لما استدركته عائشة على الصحابة للزركشي في سنة أربع وثلاثين. وكان ينظم نظماً مضحكاً وأجاز للتقي بن فهد وغيره، ورأيت من أرخ وفاته في سنة ثمان وثلاثين وهذا غلط فقد كتب عنه البقاعي في سنة تسع وأربعين فيحرر.
 981 - يحيى بن عبد الرحمن بن محمد بن صالح بن علي بن عمر بن عقيل - بالفتح - بن زرمان - بتقديم الزاي المفتوحة - بن عجنق - بفتح أوله وثالثه وسكون الجيم بينهما - بن يحيى بن أبي القسم الشرف الكندي العقيلي - بالفتح نسبة لجده - العجيسي - كأنه نسبة لعجيس بن امرئ القيس بن معبد بن المقداد بن عمر والذي سرد نسبه إليه ولكن قال هو أن مولده بأرض عجيسة البجائي المالكي نزيل القاهرة ووالد البدر محمد الماضي ويعرف بالعجيسي. ولد فيما زعمه في سنة سبع وسبعين وسبعمائة أو قبلها بأرض عجيسة وأنه مكث في بطن أمه أربع سنين ونشأ بها فحفظ القرآن وكتباً وتلا في بلده لنافع من جهة ورش خاصة على ابن عمه على بن موسى ثم ارتحل في الطلب سنة اثنتين وتسعين فكان ممن أخذ عنه الفقه ببجاية ابن عمه المذكور وتلميذه يعقوب بن يوسف وابو مهدي عيسى اليليلتني الزواويين وقاضيها وعالمها أبي العباس النقاوسي شارح المفرجة وأحمد بن يحيى بن صابر وبقسنطينة قاضي الجماعة بها أبو العباس أحمد بن الخطيب بن القنفد وعنه أخذ العربية وببونة التي يقال لها بلد العناب قاضي الجماعة بها أبو العباس أحمد بن القابض وبتونس قاضيها وعالمها أبو مهدي عيسى الغبريني وأبو عبد الله بن عرفة إمام المغرب قاطبة وعنهما أخذ التفسير والحديث وبعض هؤلاء في الأخذ عنه أكثر من بعض ولزم من بؤنة شيخها علامة الوقت أبا عبد الله محمد المراكشي الأكمه صاحب التصانيف مدة تزيد على ثلاث سنين في النحو والمعاني والبيان والأصلين والتفسير وغيرها وانتفع به جداً وكذا لازم بتونس في النحو والأصلين والتفسير وغيرها وانتفع به جداً وكذا لازم بتونس في النحو والمنطق أبا عبد الله محمد بن خلفة الأبي، ولازال يدأب إلى أن تقدم ووجه عزمه إلى بلاد المشرق في سنة أربع وثمانمائة وأخذ عنه في توجهه بكل من سقاقس وقابس وطرابلس المغرب وسكندرية جماعة من أهلها ولقي بإسكندرية أبا عبد الله محمد بن يوسف المسلاتي المالكي فسمع منه من البخاري والبدر بن الدماميني وكاد أن يستأسره الفرنج فخلصه الله، ودخل القاهرة فحج وزار بيت المقدس وورد دمشق وحلب فما دونها وقطن القاهرة متصدياً للإقراء والتأليف والمطالعة بحيث أنه شرح ألفية ابن ملك عدة شروح منها واحد في أربع مجلدات أو ثلاث وعمل تذكرة فيها فوائد وكان ممن قرأ عليه في الابتداء ابن الهمام وحظي عند بني السفاح وبني العديم وبني البارزي ونحوهم لخبرته بمعاشرة من يريد حتى أنه يكون عنده في غاية العزة مع احتماله لجفائه وإغلاظه، ودرس بالشيخونية عقب الزين عبادة وقدم فيه على ابن عامر بعد أن عمل أجلاساً فيه وكذا رجس بجامع ابن طولون والأشرفية القديمة والخروبية وغيرها. وكان إماماً نحوياً بليغاً فصيحاً مفوهاً قوي الحافظة ذاكراً لملح كثيرة ونوادر متقنة حافظاً لجمل مستكثرة من أخبار الناس المتقدمة وأيامهم خصوصاً وقائع الصحابة رضي الله عنهم فإنه يكاد أن يأتي على ما في الاستيعاب لابن عبد البر مما شان كتابه به ويسرد ذلك سرداً، حلو الكلام مع من يريد مع إظهار الشجاعة والبادرة الفاحشة والاستخفاف بالناس سيما علماء عصره وربما يلقبهم بالألقاب البشعة ويذكر ما لعله يعرفه من أوليتهم وكان بينه وبين أبي عبد الله الراعي المغربي أيضاً ما لا خير فيه واتصافه بسوء الخلق وكون أحد لا يتمكن من المباحثة معه والاستفادة منه لذلك بل ويتعدى من اللسان إلى البطش باليد وبهذا شان سؤدده وكثر التمقت له بل صار كلامه عند كثيرين في حيز الإطراح يسخرون به ويعجبون منه مع أنه ليم بسببه فلم يفد، وقد اجتمعت به مراراً وسمعت من فوائده ورأيت من تمقته للناس أمراً عجباً مع أنني كلمته بما أعانني الله عليه وهو الذي سمع الهاتف يقول بعد سعد وأحمد لا يفرح أحد كما بينته في الجواهر، أجاز لي وأوردت في ترجمته من المعجم فوائد وزوائد ونوادر. ومات في يوم الأحد سابع عشرى شعبان سنة اثنتين وستين بمنزله من المدرسة الناصرية عفا الله عنه ورحمه وإيانا.
 982 - يحيى بن عبد الرحمن بن أبي الخير محمد بن محمد بن عبد الله بن محمد بن عبد الله بن فهد محيي الدين أبو زكريا الهاشمي المكي الشافعي والد عبد القادر الماضي وابن عم التقي محمد ويعرف كسلفه بابن فهد. ولد في صفر سنة تسع وثمانين وسبعمائة بمكة ونشأ بها فحفظ القرآن وأربعي النووي واليافعي وعمدة الأحكام والشاطبيتين والحاوي الصغير والتنبيه والمنهاج الأصلي وألفية النحو وعرض على جماعة وسمع الأبناسي وابن صديق وأبا اليمن الطبري والشهاب بن مثبت والزين الطبري والجمال بن ظهيرة وجماعة بمكة والزين المراغي ورقية ابنة ابن مزروع وغيرهم بالمدينة والشرف بن الكويك والولي العراقي وشيخنا في آخرين بالقاهرة، وأجاز له الحافظان العراقي والهيثمي والجوهري وطائفة، ودخل للاسترزاق ونحوه مصر والشام وحلب والروم وغالب بلاد اليمن وكنباية من بلاد الهند وتوجه منها إلى كلبرجة فأقام بها حتى مات في أواخر جمادى الآخرية أو أوائل رجب سنة ثلاث وأربعين. ذكره التقي بن فهد في معجمه.
 983 - يحيى بن عبد الرزاق الزين القبطي القاهري الأستادار ابن أخت نقيب الجيش محمد بن أبي الفرج ويعرف بالأشقر وبقريب ابن أبي الفرج. ولد في أوائل القرن تخميناً بالقاهرة ونشأ بها فتدرب في الخدم الديوانية على كتبة الأقباط وخدم في جهات، وولي نظر ديوان المفرد غير مرة فلم ينتج له فيه أمر وتكرر عزله عنه بعبد العظيم بن صدقة الأسلمي وكانا كفرسي رهان بل كان خصمه فيه أرجح منه وآل الأمر إلى أن تركه له بعد اشتراكهما فيه والشر قائم بيهما ولم ينفصل مرة إلا وعليه من الديون الكثير وبعد تركه سعى في نظر الإسطبل السلطاني بمال وعد به إلى أن وليه في أثناء سنة اثنتين وأربعين عوضاً عن فرج كاتب المماليك فلم يلبث أن عزل فيها بأبي المنصور نصر الله الوزة ولزم داره فقيراً مملقاً مديوناً إلىأن استقر في نظر المفرد حين ولاية قيزطوغان العلائي الأستادارية باشتراطه عليهم فاستقرا في المحرم سنة أربع وأربعين الأستادار عوضاً عن محمد بن أبي الفرج وصاحب الترجمة عوضاً عن خصمه عبد العظيم وتسلم فيزطوغان كلاً منهما فأهانهما وقرب صاحب الترجمة وركن إليه وألقى إليه مقاليده وصار المعول عليه بحيث قضى ديونه وترقع حاله فأخذ في مكيدته وحسن إليه طلب الاستعفاء فظن نصحه ومشى فيه إلى أن أجيب وقرر عوضه فيها الزين عبد الرحمن بن الكويز واستمر هذا معه على عادته في المفرد ثم لم يلبث أن استقر هو فيها سنة ست وأربعين وأقبل سعده الدنيوي من ثم وأضيفت إليه بعد الحسبة وأرخى الظاهر جقمق له العنان فلم يلتفت لكلام فيه حتى تمول جداً لشدة ظلمه وعسفه واستيلائه على أقاطيع ورزق مرصدة لمساجد نحوها ومصادرته لذوي الأموال من الفلاحين والمشايخ وغيرهم بل اخترع مظالم وأموراً لم يفعلها من قبله، وبني من بعض فائض ذلك مدرسة بجانب بيته الذي عمله بالقرب من المدرسة الفخرية بين السورين بالغ في شأنها ووقف فيها كتباً هائلة وعمل فيها تصوفاً وخطبة بل التمس من شيخنا المجيء إليها في يوم من الأسبوع وفعل وكذا أنشأ أخرى بحذاء بيته أيضاً كانت مسجداً قديماً وعمل ببولاق جامعاً هائلاً فيه صوفية ودرس وغير ذلك وحماماً إلى غير ذلك من مدرسة بالحبانية وسحابة تحمل في الحجيج وسبل ومغاسل للموتى وربط وما يفوق الوصف من أملاك وأوقاف وغيرها، وصار إلى ضخامة وعظمة يحاكي فيها الجمال ناظر الخاص ولكن أين الثرى من الثريا، وصاهره التاج بن المقسي على ابنته، وترقى من أتباعه غير واحد وربما أوذي من بعضهم، ونكب بعد موت الظاهر مراراً وصودر وعصر وضرب وقاسى أهوالاً وذلاً ونفياً يطول شرحه مع بسطه في الحوداث وأحسن أحواله الإرسال به إلى المدينة النبوية فدام بها أشهراً وكانت أول نكباته على يد ولده المنصور مع مبالغة أبيه الظاهر في وصيته بجماعة هو منهم وأخذ منه على دفعتين نحو مائة ألف دينار ثم لا زال الأخذ منه يتوالى بحيث حل كثيراً من أوقافه كالكتب والبيوت، وصودر نحو عشرين مرة إلى أن لزم بيته وصادره أيضاً الأشرف قايتباي مرة بعد أخرى وحبسه بالبرج من القلعة ثم أعاد ضربه إلى أن أشرف على الموت وحمل إلى البرج ودام به مريضاً يتداوى حتى مات به في ليلة الخميس ثامن عشرى ربيع الأول سنة اربع وسبعين وقد زاد على الثمانين ودفن بمدرسته عفا الله عنه وعن المسلمين.
984 - يحيى بن عبد الرزاق علم الدين بن تاج الدين بن البقري ابن عم الشرف والمجد ابني البقري وهو أسن الثلاثة. تدرب بأقربائه في المباشرة وخدم في جهات إلى أن استقر فينظر الإسطبل بعد ابن عمه الشرف.
985 - يحيى بن عبد العزيز بن عمر بن التقي محمد بن فهد. مات في ذي الحجة سنة خمس وتسعين عن أشهر؛ وأمه كمالية ابنة أبي بكر عم أبيه.
986 - يحيى بن عبد العزيز التلمسني المغربي من بيت معروف بالصلاح والخير لهم هناك زاوية. مات بالجديدة منصرفه من الحج في أواخر سنة أربع وسبعين عطشاً ودفن بجوار أحمد القوري رحمهما الله. أفاده لي بعض أصحابنا المغاربة.
987 - يحيى بن عبد الغني بن محمد الخانكي الماضي أبوه. ولد من أمة ذكي حاذق حفظ القرآن وقرأ علي العمدة حين مجاورته مع أبيه بمكة سنة أربع وتسعين وتخلفا عنا هناك سنة أخرى ثم قدما أول سنة ست فلم يلبث أن مات في ثاني جمادى الثانية منها وفجع به أبوه عوضهما الله الجنة وأظنه بلغ أو قارب.
 988 - يحيى بن عبد الغني بن يعقوب الشرف بن الفخر بن الشرف والد أبي الخير محمد الماضي ويعرف بابن فخيرة تصغير أبيه. ممن كتب في المماليك كأبيه وولده.
989 - يحيى بن عبد القادر بن محمد بن عبد الوهاب الشرف الأسيوطي الأصل القاهري الظاهري نسبة للظاهرية القديمة الشافعي الشاذلي سبط الشمس النحريري ولذا يعرف بالنحريري. ولد بالظاهرية القديمة ونشأ بها فحفظ القرآن وجل المنهاج واشتغل فيه على البدر حسن الأعرج والسنتاوي واشتغل بتعليم الأبناء وبالنساخة وصحب المتصوفة، وحج وجاور سنة سبع وتسعين وقرأ على السيد عبد الله في المنهاج وعلى القول البديع وغيره من تصانيفي من نسخ كتبها بخطه بل وأخذ عني بالقاهرة أشياء، وهو ساكن قانع في رفد أخيه وأبيهما.
990 - يحيى بن كري املدين عبد الكريم بن عبد الرحمن بن أبي بكر بن عبد الله بن ظهيرة المكي الحنبلي الماضي أبوه وجده. ولد في صفر سنة إحدى وسبعين بمكة ونشأ فحفظ القرآن وأربعي النووي والوجيز في فروعهم وأصول ابن اللحام وألفية النحو وعرض واشتغل على أبيه وهو ممن سمع مني بمكة في سنة ست وثمانين ثم في سنتي ثلاث وأربع وتسعين وأظنه عرض علي بعض المحفوظات، وسافر بعد أبيه في أثناء سنة تسع وتسعين بحراً إلى القاهرة وكتبت سلامته.
991 - يحيى بن عجلان الأسيوطي الأصل المكي ويعرف بابن الشريفة ممن حفظ القرآن والمنهاج وسافر إلى الحبشة والهند والقاهرة والشام للاسترزاق، وكان ينفد ما يدخل عليه أولاً فأولاً، وهو ممن سمع من شيخنا. ويقال له الطائي نسبة لجد له اسمه طي. مات بالقاهرة في طاعون سنة ثلاث وسبعين.
992 - يحيى بن علي بن أحمد بن حسن شرف الدين الرحبي الأصل المكي سبط يحيى بن محمد بن يحيى بن أحمد بن علي المغربي المالكي الآتي ويعرف كأبيه بالمغيربي. ولد في ليلة الأربعاء رابع عشرى ربيع الأول سنة خمس وستين بمكة ونشأ بها فحفظ القرآن وختمه عند الشروع في التاسعة وأربعي النووي والشاطبية والرسالة وألفية النحو عرض في سنة تسع وسبعين على قضاة مكة الأربعة وعمر بن فهد، واشتغل قليلاً وحضر عند الفخر بن ظهيرة وأخيه البرهاني مع ذكاء وفهم ثم تعانى التجارة بعد أن أثبت البرهان بن ظهيرة رشده وسلمه ماله ولم يعهد له فيما بلغني ترشيد من هو في حجره سواه، وسافر في التجارة لدمشق وتلقن في القاهرة الذكر من الزين عبد الرحيم الأبناسي وله تردد إلي وسماع علي ولي إليه زائد الميل ونعم هو تواضعاً وأدباً وفهماً وذكاءً وحسن عشرة بحيث صار بيته بمكة وغيرها مألفاً لأحبابه مع عدم اتساع دائرته زاده الله فضلاً ورد عليه أخاه سالماً غانماً.
993 - يحيى بن علي بن داود بن سليمان الجمال الخفركي ثم السجستاني. أخذ عنه الطاووسي ووصفه بالإرشاد وأنه شيخ الصوفية، قال وسمعت عليه آداب المريدين وقرأت عليه موضحة الأسرار وأنه شيخ الصوفية، قال وسمعت عليه آداب المريدين وقرأت عليه موضحة الأسرار ومرآة الناظرين في شرح منازل السائرين كلاهما من تصنيفه وكذلك أجوبة أسئلتي الأربعين المسماة طراز الدقائق في إبراز الحقائق وذلك في أيام اعتزاله بشيراز سنة سبع وعشرين وأجاز لي.
994 - يحيى بن علي بن قرا برج الشرف الطشلاقي القاهري. عامي ينظم الأزجال والمواليا ونحو ذلك ويأتي منه بما يستحسن مع كونه غاية في الفاقة والهيئة الرثة وهو صاحب تلك المنصوبة في القاضي الموازية لما عمله غيره في الفقيه والجندي وقد كتبها عنه المحب بن جناق الحنبلي وكان ممن يكثر التردد إليه وانتفع به في ذلك وسمعت منه بعضها وأولها:

من قال أنا قاضي مصاب لقد أصـاب

 

أنا الفقيه واسمي عميد من الصـعـيد

كان والدي يرعى الحصيد مع الدواب

 

 

وكذا سمعت من نظمه أشياء ومن ذلك قصيدة قالها في المناوي حين ختمت عنده قراءة السيرة النبوية فيما أظن وفيها في مدحي عدة أبيات. مات قبل السبعين بكثير.
 995 - يحيى بن علي بن محمد بن إقبرس الشرف أو الأمين بن العلاء القاهري الشافعي الماضي أبوه ويرعف كهو بابن اقبرس. ولد في أثناء صفر سنة تسع وعشرين وثمانمائة وحفظ العمدة والمنهاجين وعرض في سنة إحدى وأربعين على شيخنا والطبقة وأخذ في الفرائض عن الشهاب السارمساحي وفي الأصول والعربية وغيرهما عن ابن الهمام وتلميذه سيف الدين بل لازم التقي الحصني وسمع يسيراً على شيخنا وتميز قليلاً وأظنه نظم ثم أعرض عن هذا كله واشتغل بالسفر وارتقى فيه إلى أن توالى عليه كسر المراكب فتضعضع مع حسن عشرته وتودده وأفضاله بحيث سمعت الثناء عليه من جماعة كالعز السنباطي وأنه لم ينتفع مما صار إليه من قبل أبيه بشيء أو نحو هذا وكذا وصفه البقاعي في أبيه بالفضل والدين. وأقام قبيل موته بعد ضعف حاله بالينبوع حتى مات في سنة تسع وثمانين وتكلم في تركته الأتابك ووجد له من كتب العلم ما يبلغ ثمنه فيما قيل الألف رحمه الله وعوضه الجنة وقد رأيته كتب على شرح المختصر للبهاء الأبشيهي:

حليت إذ جليت أبـكـار الـفـكـر

 

ذات البهاء على خلـيل بـالـدرر

سام على بسط البساطـي شـوطـاً

 

حاوى الجواهر جلى حلي المختصر

996 - يحيى بن الشيخ العلاء علي بن محمد بن حسين الحصني الأصل القاهري الشافعي الماضي أبوه. شاب قرأ علي قطعة من أول البخاري وجميع العمدة وعلى الديمي وغيره وأظنه اشتغل قليلاً وعالج في جهات أبيه وكثيراً ما يتظلم عندي من زوج أخته المحيوي النبراوي.
997 - يحيى بن علي بن محمد بن يعقوب الطهطاوي الأصل المكي التاجر. مات بها في صفر سنة سبع وتسعين بعد مرض طويل وخلف تركة من عقار وغيره وبنين.
998 -يحيى بن علي بن محمد الشرف العيزري الغزي الشافعي من ذرية الشمس العيزري العالم الشهير الماضي. تكسب في بلده شاهداً عند قاضيه الشمس بن النحاس ثم استنابه فوثب عليه، واستقل هو بالقضاء في صفر سنة سبع وثمانين، ثم عزل بعد قليل وعوض من أجل ما بذله بقضاء صفد عوضاً عن ابن يونس فدام قليلاً ثم صرف وحضر إلي مع صهره أبي الخير بن جبريل وأعيد لغزة ثم صرف في ربيع الآخر سنة تسعين بابن النحاس وهو الآن يتجر بعد أن أعيد له ما كان بذله فيما قيل ثم أعيد في سنة تسع وتسعين حين الترسيم على ابن النحاس وأهين هذا من النائب على رسمه زعم.
999 - يحيى بن علي بن يحيى الشرف المهاجري الكردي السنهوتي الأصل القاهري الحنفي والد محمد وإسمعيل الماضيين. ممن أخذ عن قارئ الهداية واختص بالبوتيجي وغيره من الأكابر وتنزل في الجهات، وكان موثوقاً بضبطه وتقييده لكثير من الأمراء. مات سنة اثنتين وخمسين.
1000 - يحيبى بن علي الشرف القمنوني الحنفي نزيل الأشرفية ويعرف بفقيه الناظر. ولد سنة خمس وسبعين وسبعمائة جرده البقاعي ووصفه بالعدل الفاضل وينظر مع الذي قبله.
1001- يحيى بن عمر بن أحمد بن يوسف الشرف القاهري المالكي أحد الموقعين ويعرف بالسفطي نسبة لخال أمه أحد شهود المراكز الشمس محمد بن موسى لوجاهته في الجملة بالنسبة لأبيه. ولد تقريباً سنة ثمان وعشرين وثمانمائة بالقاهرة ونشأ فحفظ القرآن والتلقين لعبد الوهاب في الفقه واشتغل فيما قيل يسيراً عند أبي القسم النويري وجلس مع قريبه المذكور شاهداً فبرع في الشروط وترقى حتى صار أحد أعيان الموقعين بل استنابه الحسام بن حريز في القضاء ثم عمله نقيباً في بابه وباشرهما لمن بعده بل استقر به الأشرف قايتباي في مباشرة أوقاف ابنه ابن الخازن وقصد في القضايا المهمة فتمول وأنشأ مكاناً بالجودرية وكان حسن الكتابة والفهم لطيف الشكالة مع ترفع وبأو زائد وتمقت للضعفاء ونحوهم بحيث خدش ذلك في محاسنه وربما تكلم في ديانته. مات في ليلة الثلاثاء رابع عشرى صفر سنة ثمان وسبعين وصلي عليه في محفل عظيم بجامع المارداني، ودفن بالتنكزية بالقرب من باب القرافة، وخلف تركة هائلة سوى ما اختلس له قبيل موته عفا الله عنه.
1002 - يحيى بن عمر بن أصلم الماضي أبوه وأخوه أحمد وأمه أمة. مات في أوائل جمادى الأولى سنة اثنتين وتسعين ولم يتأخر بعد أبيه إلا يسيراً.
 1003 - يحيى بن عمر بن محمد بن أحمد بن عمر بن علي الشرف أبو زكريا بن السراج الحوراني الأصل الحموي المولد الشافعي التاجر نزيل مكة والماضي أبوه ويعرف كهو بابن الحوراني. ولد سنة سبعين أو التي بعدها تقريباً بحماة، ونشأ فقرأ القرآن، واشتغل قليلاً في الفقه والعربية، وأخذ عن أحمد الزبيدي وغيره، ومات والده فأسند وصيته على أخويه إليه، وأقبل بعد على الخير وقرأ علي في سنة ثلاث وتسعين بمكة البخاري ومصنفي في ختمه وعدة الحصن الحصين لابن الجزري والشفا وأربعي النووي وقطعة من أول أذكاره وجميع قصيدتي البوصيري الهمزية والبردة وسمع مني المسلسل بسورة الصف وبالأولية وحديث زهير العشاري وكذا المولد النبوي للعراقي بمحله الشريف وعلي في صحيح مسلم والمصابيح والرياض ودروساً من شرحي الألفية والتقريب وبعض الابتهاج وغير ذلك. وهو ذكي فيه قابلية ولديه فهم وأدب، وكتبت له إجازة افتتحتها بالحمد لله الذي شرف المقبل على العلم سيما الحديث النبوي وجعله يحيا وصرف المشتمل على الفهم السوي فيما يجمع الآخرة والدنيا، وقد تعرض له ولبني عمه بعد موته بل ولعمه قبل وسافر إلى الهند في حياة عمه ثم بعده إلى الشام وظهر أنه كان الجامع لشملهم وكثر تردده وبعض بني عمه لمعقل المغربي فقيل لقرابة أو لغير ذلك.
1004 - يحيى بن عمر بن محمد بن محمد بن أبي الخير محمد بن محمد بن عبد الله بن فهد حيي الدين أبو زكريا بن النجم أبي القسم الهاشمي المكي الشافعي الماضي شقيقه عبد العزيز وأبوهما وجدهما ويعرف كسلفه بابن فهد. ولد في ليلة الأحد ثالث عشرى ربيع الآخر سنة ثمان وأربعين وثمانمائة بمكة ونشأ بها فحفظ القرآن والشاطبية وأربعي النووي وألفية ابن ملك ومن المنهاج إلى الرجعة أو الظهار وعرض على جماعة كجده والشوائطي بل قرأها كلها عليهما وآخرين لكن على العادة، واعتنى به أبوه فأحضره وأسمعه كثيراً من شيوخ بلده والقادمين إليها واستجاز له جماعة وممن سمع عليه أبو الفتح المراغي والزين الأميوطي والبرهان الزمزمي وأكثر ذلك معي في الحجة الأولى بل سمع علي كثيراً من تصانيفي وغيرها في المجاورة الثانية وحضر مجالس إملائي، وزار المدينة النبوية والطائف وبجيلة زبيد ثم إلى تعز ثم إلى صنعاء وفي الثانية إلى عدن وسمع في جلها على جماعة وفي زبيد على الفقيه عمر الفتي شيئاً من مصنفاته وغيرها ورغب في السفر لراحة خاطره وتفقه بالنور الفاكهي وقرأ عليه في العربية والفرائض وكان بصيراً بها وكذا حضر مجالس البرهاني بن ظهيرة وأخيه الفخري وقرأ على السيد السمهودي في المناسك وظناً في الفرائض وفي النحو أيضاً على أبي الوقت المرشدي وفي الميقات على النور الزمزمي وأبي الفضل بن الإمام الشامي وكان بصيراً بشيء منها، وكان فاضلاً ذكياً فهامة ساكناً عاقلاً صالحاً نيراً سيما الخير عليه لائحة راغباً في الصلاة والطواف والصيام والبر مع التقلل جداً كارهاً مع ذلك لتعاطي الزكوات والصدقات الواصلة لمكة بل تعفف أخيراً عنها فلم يقبلها فكان أبوه أو أخوه يأخذها دفعاً لمن لعله لا يعجبه ذلك خبيراً بالشعر له فيه ذوق حسن بحيث انتخب من دواوينه شيئاً كثيراً وجمع مجاميع في ذلك بل جمع فوائد كثيرة من النكت والغرائب واختصر الأمثال للميداني وعمل في الأوائل كتاباً مجرداً سماه الدلائل إلى معرفة الأوائل، وفضائله كثيرة ومحاسنه جمة كل ذلك مع التؤدة وعدم التكثر بما اشتمل عليه وخبرته التامة بكثير من الأمور وكان لأبيه وأخيه وأحبابه به جمال وأنس، ولم يزل في ترق من الأوصاف الشريفة حتى مات بمكة بعد توعك نحو نصف شهر في ليلة الاثنين خامس عشرى ذي القعدة سنة خمس وثمانين وصلي عليه من الغد بعد الصبح عند باب الكعبة ودفن بالمعلاة في قبر مبتكر عند قبور أسلافه ووقع وهو على دكة المغتسل في الليل مطر عم بدنه واستمر المطر إلى وقت الصلاة عليه بدون غيم ونحوه فاستبشر والده بعموم الرحمة وتأسف أهل مكة وكل من يعرفه على فقده وشيعه خلق لا يحصون وكثر الثناء عليه وكان قريب الأجل من أبيه كما أن ابنته التي لم يترك غيرها مع أمه وأخيه قريبة الأجل منه رحمه الله وعوضه الجنة.
1005 - يحيى بن عمر الزياني الوصابي اليماني مات في أواخر سنة خمس وأربعين.
1006 - يحيى بن غازي من بيت المقدس. توفي سنة ست وتسعين.
 1007 - يحيى بن غريب شاه ويلقب خان جهان وزير صاحب الهند الغياث أبي المظفر أعظم شاه بن إسكندر شاه قتل في سنة أربع عشرة. أرخه شيخنا في إنبائه.
يحيى بن أبي الفضائل. في ابن محمد بن محمد بن إبراهيم.
 1008 - يحيى بن محمد بن إبراهيم بن أحمد الأمين أبو زكريا بن الشمس أبي محمد الأقصرائي الأصل - نسبة لأقصرا إحدى مدن الروم - القاهري الحنفي أخو البدر الماضي ويعرف بالأقصرائي. ولد في سنة سبع وتسعين وسبعمائة التي توفي فيها أبوه أو التي بعدها وجزم مرة بالأولى بالقاهرة ونشأ بها فحفظ القرآن والمنظومة والكنز والمنار والحاجبية وتلا لأبي عمرو بمكة وهو كبير في سنة اثنتين وعشرين على الشهاب أحمد اليماني تلميذ الشهاب بن عياش وأخذ الفقه عن الشهاب بن خاص ثم أخيه البدر والسراج قارئ الهداية وكذا أخذ عن أخيه الأصول وعن عبد اللطيف البخاري النحو والصرف وعن الشمس الخواقي - بكسر المعجمة وبعد الألف قاف - وقرأ على الشمس الفنري تلخيص الجامع، وسمع عليه بقراءة ابن أخته المحب الماضي في توضيح صدر الشريعة في أصول الفقه، وبالقراءة أيضاً على حفيد ابن مرزوق التسهيل لابن ملك ولازم العز بن جماعة في العلوم التي كان يقرئها كالنحو والأصلين والتفسير والمعاني والبيان والمنطق وغيرها ملازمة طويلة وقرأ عليه شرحه لمختصر جده لابن الصلاح وأخذ في الأصول والمعاني وغيرهما أيضاً عن البساطي وطريق القوم عن الزين الخوافي - بالفاء - لما قدم القاهرة واستفاد منه وتلقن منه الذكر وسمع على الشرف بن الكويك الختم من السنن الكبرى للنسائي ومن مسند أبي حنيفة للحارثي وعلى تغرى برمش التركماني شرح معاني الآثار للطحاوي وعلى محمد فارصا قال وكان مشهوراً بالتقوى وأثنى عليه كثيراً بمكة من صحيح مسلم وكذا سمع بها على شيخه الفنري من صحيح البخاري وعلى ابن الجزري في آخرين وروى البخاري إجازة عن محمد بن محمد بن محمود الجعفري الطياري الحافظي البخاري الحنفي إجازة في ذي الحجة سنة اثنتين وعشرين وثمانمائة بمنى ومولده سنة ست وأربعين بروايته له عن أبي طاهر محمد بن أبي المعالي محمد بن محمد بن الحسين بن علي الطاهري الخالدي الأوشي ووالده أبي المعالي محمد قراءة على أولهما لبعضه وسماعاً لبعضه وإجازة بسائره وإجازة من الآخرة وقال ثانيهما أنا به إجازة حافظ الدين أبو العفة محمد بن محمد بن نصر بن محمد بن أبي بكر بن عبد الله القلانسي النسفي البخاري بسندهما وأجاز له الزين المراغي وعائشة ابنة ابن عبد الهادي والتاج بن التنسي والكمال ابن خير وخلق ونشأ في غاية التصون وعدم التدنس بحيث كان ابن الهمام يقول أنه مازن بريبة، وشمر عن ساعده في العلوم حتى فاق، وأذن له العز وغيره من الشيوخ في الإقراء والإفتاء والإفادة، ولم يستكثر من السماع ولا من الشيوخ في العلم بل اقتصر على من انتفع به علماً وتهذيباً وأول ما تنزل طالباً في الطحاوي بالمؤيدية ثم استقر بعد وفاة أخيه البدر في وظيفة إسماعه بها وابن أختهما المحب في تدريس التفسير بها وقال قارئ الهداية حينئذ لو عكس كان أولى إشارة لتقدم الأمين في الفنون، وكذا استقر في الإيتمشية عوضاً عن أخيه أيضاً وفي تدريس الجانبكية من واقفها مع الإسماع فيها بل يقال أنه لم يبنها إلا لأجله وبلغني أن الكلوتات دخلها فوجد شيخنا الرشيدي يقرأ عليه بها فقال له عمن تروي فقال إنما أقرأ تبركاً بالحديث، وفي مشيخة تربة قجا خارج باب الوزير عوضاً عن الجمال محمود بن مصطفى القرماني وفي تدريس الأشرفية برسباي ومشيخة صوفيتها أيضاً من واقفها عقب إعراض ابن الهمام عنها وسر الواقف بقبوله لأنه كان أولاً توقف أدباً مع ابن الهمام فراسله يحضه على القبول وحينئذ رغب الأمين عن الجانبكية لابن أخته فلما مات عادت إليه وكذا أضيف إليه بعد ابن أخته ما كان باسمه من تدريس التفسير بالمؤيدية والفقه مع الحديث بالصرغتمشية والفقه بالجمالية وغير ذلك، وحج مراراً أولها مع أخيه في سنة خمس عشرة وجاور بعد ذكل وكذا زار بيت المقدس والخليل في سنة ثمان وعشرين ودخل دمياط وإسكندرية وتلك النواحي مودعاً لابن أخته لما سافر غازياً إلى قبرس، ولقي بإسكندرية بعض المعمرين إلى غيرها من الأماكن وتصدى للإقراء فانثالت عليه الفضلاء من كل مذهب فأخذوا عنه وارتحل الناس بسبب لقيه من غالب الأماكن وأقرأ الفقه والأصلين والتفسير والحديث والعربية والمعاني والبيان وغيرها وحدث بكثير من المطولات وغيرها وخرجت له من مروياته أربعين حديثاً عن أربعين شيخاً، وحدث بها غير مرة سمعها منه الأئمة وفهرستا

تداول الطلبة تحصيله. وقصد بالفتاوى في النوازل الكبار وغيرها ونفع الله به في ذلك كله، واشتهر بحسين التعليم والإرشاد وإيضاح المشكل باللفظ اليسير والتأني من غير صخب ولا مزيد حركة كل ذلك مع الديانة التامة وكثرة التعبد والتلاوة والذكر والتهجد ومحبة الصالحين ومزيد الاعتقاد فيهم وزيارتهم والحرص على زيارة ضريح إمامنا الشافعي والليث في كل جمعة وكذا سيدي عبد الله المنوفي وعد التردد لبني الدنيا إلا في فعل سنة ونحوها والتواضع والتودد والاستجلاب للخواطر والاحتمال لمن يجافيه أو ينتقصه والصبر على ما يبلغه من أذى والنصح التام لخلق الله وتعظيم أبناء جنسه والاجتهاد في إزالة الوحشة بينهم والمسارعة إلى إغاثة الملهوف والرغبة التامة في إيصال البر للفقراء وطلبة العلم من ماله وبسفارته خصوصاً أهل الحرمين والغرباء حتى أنه صار محط رحالهم والمحبة في الإطعام بحيث أنه قل أن يأكل وحده، والصدق في الحق بلسانه وقلمه ومشافهته للملوك بالمواعظ والتخويفات في المواطن التي لا يشركه في المعارضة فيها غيره فصار بهذه الأوصاف الحميدة والمناقب العديدة إلى ضخامة وعلو مكانة وأوامر مطاعة، واشتهر ذكره وبعد صيته وعرض عليه قضاء مذهبه مرة بعد أخرى وهو يمتنع، ثم أسند ذلك لأجل جماعته الشمسي الأمشاطي فكان له بذلك أتم فخر وجلس القاضي تحته بمجلس السلطان وأمره والتمس منه الشهاب حفيد العيني الاستقرار في مشيخة مدرسة جده قصداً للتجمل به وحفظ ما جدده بسببها من الأوقاف فما خالف، وفي أثناء ذلك رغب عن وظيفة الأشرفية لولده أبي السعود وباشرها تدريساً ومشيخة فكان ذلك من تتمات علوه ولما هم الأشرف قيتباي للاستيلاء على فائض الأوقاف ونحوه من الأمور التي رام إحداثها محتجاً بالاحتياج في تجهيز العسكر لدفع بعض الخارجين، وجمع القضاة عنده بسبب ذلك كان من جملة من حضر فقام بأعباء دفع هذه النازلة أعظم قيام وكفى الله المؤمنين شر القتال وما نهض غيره لمشاركته في ذلك وكف الله عنه ألسن المفسدين وأيديهم بحسن نيته وجميل سريرته ولم يجد الأعداء سبيلاً إلى الحط من مقداره بل كان ذلك سبباً في ارتقائه فإنه توعك بعد ذلك ووصل علمه إلى السلطان المشار إليه فنزل إليه منزله فسلم عليه وبالغ في التواضع معه ثم كان بسفارته وإشارته تجددي إيوان المدرسة المجاورة لضريح الشافعي ولزم من ذلك استقامة محرابها وعدم ارتضاء عوده كمحاريب تلك الناحية وكان في ذلك منقبة للإمام فإنه لم يكن بالوقف ما يفي بعمارة الإيوان المذكور لزيادة المصروف فيه على ألف دينار وكذا اتفق من إجلال الملوك له أن الظاهر خشقدم أرسل يستشيره فيمن يصلح لقضاء الشافعية وصار يراجعه في ذلك حتى تعين من وافق على ولايته. وبالجملة فقل أن ترى العيون في مجموعه مثله وللناس فيه جمال، ولم يزل على جلالته ولكن ثقل أمره على الأشرف لمشافهته له مرة بعد اخرى بما لم ينهض غيره لذكره بحيث قال له بحضرتي مرة لا تتلفت لما في أيدي الناس، وعاضر في المجلس المعقود بسبب الكنيسة عند الدوادار الكبير بل فارق المجلس وعز ذلك على المتقين؛ ومع هذا فإنه لما حج في الركب المضاف للأتابك أزبك الظاهري وهو ضعيف الحركة أمده السلطان بستمائة دينار والدوادار المشار إليه بنقد خمسمائة وبأزيد منها في مصروف الاحتياج، وسافر في محفة بأبهة وزار في جملة الركب النبي صلى الله عليه وسلم في توجهه ثم حج ورجع إلى وطنه فمات ولده أبو السعود وهو راجع فصبر وتجلد حتى دخل القاهرة وهو محزون مكروب مع كونه لا يظهر إلا التجلد بحيث أنه كلف للطلوع إلى السلطان للسلام عليه فأجاب والبسه جندة ثم لم يلبث أن تعلل أياماً. ومات في عصر يوم الجمعة سادس عشرى المحرم سنة ثمانين وصلي عليه من الغد بسبيل المؤمني في محفل شهده السلطان فمن دونه ودفن بتربة خارج باب الوزير قريباً من التنكزية وتأسف الناس على فقده وكثر ثناؤهم عليه ولم يخلف بعده مثله وقفل بيت الأقصرائي، وكنت ممن صحبته قديماً وقرأت عليه أشياء وكنت عنده بمكان حسبما أثبته في مكان آخر رحمه الله ونفعنا ببركاته. وقد بالغ البقاعي في الحط عليه وعلى ولده وأتى بأكاذيب جرياً على عادته فيمن لم ينجر معه إلى مقاصده الفاسدة هذا بعد ثنائه عليه وإجلاله له وما تأمل أن التناقض بلا سبب ديني يقتضيه يقدح في العدالة نسألة الله كلمة

الحق في السخط والرضى. السخط والرضى.
1009 - يحيى بن محمد بن أحمد بن أبي بكر عماد الدين بن الصامت الزبيدي الناشري الشافعي ابن أخي القاضي محمد الطيب. ولد في ربيع الأول سنة ست وخمسين بزبيد ونشأ بها فحفظ الحاوي والكافي في الفرائض والطاهرية في العربية وأخذ الفقه عن ابن عمه القاضي وجيه الدين عبد الرحمن بن الطيب ولازمه إلى أن مات وعن الفقيه موسى بن زين العابدين أحمد بن موسى بن أحمد الرداد ويعرف بابن الزين، ممن هو الآن حي مشتغل بشرح الإرشاد، وحج في سنة خمس وسبعين ثم في سنة سبع وتسعين ولقيني في ذي الحجة منها فسمع مني المسلسل وغيره وكتب معه إلى حمزة الناشري بالثناء عليه فقال الولد الفقيه العلامة فقيه عالم فاضل من مبارك قد صار أهلاً للفتوى وكتبت له إجازة.
1010 - يحيى بن محمد بن أحمد بن ظهيرة بن أحمد بن عطية بن ظهيرة أبو الطيب بن أبي الفضل بن الشهاب القرشي المخزومي المكي الشافعي ويعرف كسلفه بابن ظهيرة. ولد سنة أربع وثمانين وسبعمائة كما أخبر به أبوه وحفظ القرآن والتنبيه والمنهاج والحاوي ثلاثتها في الفقه وعجب الناس من جمعه لها حفظاً وانفرد بذلك ولكن أعانه عليه شدة ذكائه وسمع من ابن صديق وغيره وأجاز له النشاوري وابن حاتم وغيرهما وحضر دروس ابن عمه الجمال بن ظهيرة. واخترمته المنية شاباً فمات في النصف الثاني من جمادى الآخرة سنة خمس بزبيد من بلاد اليمن وقد جاز العشرين بيسير. ذكره الفاسي وغيره.
1011 - يحيى بن محمد بن أحمد شرف الدين القاهري المقرئ نزيل الصرغتمشية ويعرف بابن الطحان. ولد سنة سبع وأربعين وثمانمائة تقريباً وتلا بالقرآن لأبي عمرو من طريق رواييه على ابن الحمصاني وكذا تلا عليه لغيره، وجاور بمكة سنة خمس وتسعين وبعدها وسمع مني تصنيفي في المولد النبوي بمحله الشريف وكان مقيماً في رفد الباش أقبردي لتوجهه لضبط تعلقه وتقريره هو وابن جانبك عنده في المخاصمات ما يعتمده مع إظهاره التعفف عن كثير مما يفعل ببابه بحيث يقول أنا عنده بلا جامكية ولا جراية فالله أعلم، وتوجه في أثناء مجاورته للزيارة النبوية هو والمنصوري المؤذن.
 1012 - يحيى بن محمد بن أحمد المحيوي الدماطي ثم القاهري الشافعي ويعرف بالدماطي. ولد تقريباً في أوائل القرن بالقاهرة وكان أبوه ماوردياً فنشأ هذا طالب علم كعمه نور الدين وحفظ القرآن والعمدة والمنهاج الفرعي وجامع المختصرات وجمع الجوامع والتسهيل وألفية النحو وتلخيص المفتاح وعرض على جماعة كالعز ابن جماعة والجلال البلقيني والولي العراقي وحضر دروسهما بل وعرض ربع المنهاج على الشمس الغراقي بإشارة شيخه البيجوري وتعجب الناس من ذلك لعدم جريان العادة في الأغلب بالعرض إلا بعد الختم فما كان بأسرع من وفاته فظهرت ثمرة الإشارة وممن كتب له في العرض إجازة نفيسة قارئ الهداية وأظن أنه عرض عليه كلاً من التسهيل وجامع المختصرات بتمامه وقال له إما هو أو غيره من شيوخه مات عمك بحسرة أن يحفظه وأخذه بحثاً عن البرهان البيجوري واشتدت عنايته في ملازمته إياه بسببه ثم عن الشرف السبكي تقسيماً كان أحد القراء فيه وكذا أخذ غيره من كتب الفقه عنهما بل وفيه أيضاً عن الشهاب الطنتدائي شارحه والشمس البرماوي وهو ممن كتب على أماكن منه وعليه قرأ في التسهيل وكذا على الشمس البوصيري وحضر أيضاً دروس النور بن لولو ثم الونائي وبلغني أنه عرض عليه استنابته حين ولي قضاء الشام أو نقابته وكان قد دخلها فأبى ولقي الشمس بن زهرة عالم طرابلس بها حين توجه للجون صحبة الأمير يشبك الفقيه فأخذ عنه وأخذ في العربية أيضاً وفي الأصلين عن العلاء بن المغلي ولازم القاياتي في العضد وغيره وارتحل لابن رسلان فقرأ عليه شرحه لجمع الجوامع وكناه أبا الروح وأخذ في الفرائض والحساب والعروض والميقات ونحوها عن ناصر الدين البارنباري وكذا قرأ على ابن المجدي شرحه للجعبرية وقطعة من الخبري ولازمه وأخذ عن البساطي جملة من كثير من الفنون وقرأ في شرح الألفية لابن عقيل أو جميعه على قارئ الهداية ولازمه كثيراً لسكناهما معاً في الظاهرية القديمة وفي العروض على النواجي وأكثر من التردد لشيخنا حتى كان ممن سمع من لفظه بالبيبرسية الصحيح وكتب عنه الكثير من أماليه بل وقرأ عليه في شرح ألفية العراقي وأكثر من مرافقة شيخنا ابن خضر عنده بل يقال إنه أخذ عن البرهان وصحب الشيخ مدين واغتبط به كثيراً وتنزل في صوفية المؤيدية أم بمسجد في الوراقين بعد عمه بل جلس بحانوت هناك وقتاً وأقرأ في ابتدائه الأطفال بحانوت عند جامع كمال بالحسينية ولم ينفك عن الاشتغال والتردد بسببه لمشايخ الوقت بحيث لازم كلاً من المحلي وابن الهمام والشرواني حتى مات بل حضر بمكة عند عبد المعطي المغربي حين القراءة عليه وسمع بها على أبي الفتح المراغي ولم يكن مع مداومته لذلك شديد البراعة في العلوم وأحسن ما كان عنده العربية حتى أنه شرح فيها مقدمة شيخنا الحناوي والمفرجية وإن كان كتب في الفقه أيضاً على تنقيح اللباب شرحاً كاملاً في مجلدين وعلى أماكن متفرقة تكون نحو النصف من جامع المختصرات شرحاً مشى فيه أولاً على طريقة ثم عدل عنها إلى غيرها وليس ما كتبه في كليهما بالطائل بل يقال إنه رجع عنهما معاً؛ وقد أقرأ جمعاً من الطلبة لكن يسيراً وتردد لبعض الأعيان بسبب ذلك وبهذه الواسطة استقر به الجمال ناظر الخاص في مشيخة التصوف بمدرسته التي استجدها جوار الصاحبية أول ما فتحت واختص بالشرف بن الجيعان وانتفع كل منهما بصحبة الآخر وترافقا في الأخذ عن بعض الشيوخ وقرأ عليه أولاده وأكثر من التردد إليهم بحيث اشتهر بصحبتهم وصحب العز المالكي رفيق ابن الهمام الماضي وتزوج بعده بزوجته وكذا كان كثير التردد لزاوية الشيخ مدين بسبب الذكر والإقراء وغير ذلك في حياته وبعد مماته لكنه في حياته أكثر وناب عن ابن البدرشي في درس خشقدم الزمام بالأزهر وقتاً وكذا في مشيخة الحبرني بالقرافة لكونه كان من جماعة أبيه وممن أخذ عنه العلم وزوج صاحب الترجمة الولد المشار إليه وابنة له كذا زوج ابنة أخرى له للزين عبد الرحمن السنتاوي الأزهري أحد الفضلاء. وبالجملة فكان خيراً متواضعاً حسن الملتقى بشوشاً متودداً طارحاً للتكلف متقشفاً متمكناً في حب ذوي الوجاهات مستديماً حفظ كتبه لا سيما جامع المختصرات والمرور عليها سفراً وحضراً إلى آخر وقت قل أن يفارق حمل محفظته ومحبرته؛ ولم يكن كبير أحد يتمكن من مراجعته والكلام معه في شيء مما يقرأ عليه لسرعة انحرافه،

أكثر من الحج والمجاورة بمكة والمدينة وكان معه خدمة فيها وربما باشرها بنفسه، وزار بيت المقدس ودخل كما تقدم الشام وطرابلس وغيرهما بل ودخل صحبة أبيه بلاد المغرب مرتين ورأى أبا فارس متملكها، وقد اجتمعت به كثيراً وسمعت كلامه ورأيته وهو يقرئ بزاوية الشيخ مدين وقدم مكة في مجاورتي الثانية ولم يسمح لي بالإخبار بمولده ولا بكثير من شيوخه لا لمعنى وما حمدت منه ذلك، ولم يزل على حاله إلى موسم سنة ثمان وسبعين فحج ورجع وهو متوعك مفؤد مفلوج بحيث لم يدخل المسجد النبوي إلا محمولاً وسئل الإقامة هناك ليتمرض فما قدر واستمر في مسيره مع الركب حتى مات غريباً مبطوناً في ليلة الثلاثاء سابع المحرم سنة تسع وسبعين في أثناء وادي عنتر وصلى عليه عند انتهائه الشهاب عبد الحميد المالكي ودفن هناك، ولم يخلف بعده كبير أحد يوازيه في القدم من الشافعية رحمه الله وإيانا.
1013 - يحيى بن محمد بن أبي بكر قريط العماد الحنفي. ممن أخذ عن شيخنا.
1014 - يحيى بن محمد بن تقي محيي الدين بن الشمس الكازروني ثم المدني.
1015 - يحيى بن محمد بن حسن بن مرزوق المرزوقي الجبلي - بكسر الجيم وسكون الموحدة - اليماني الشافعي. تفقه على الرضى بن الرداد، وسمع من علي ابن شداد، واشتغل كثيراً، وكان عابداً ديناً خيراً يتعانى السماعات على طريق الصوفية ويجتمع عنده الناس لذلك. مات في جمادى الآخرة سنة أربع عشرة وقد بلغ الثمانين. ذكره شيخنا في إنبائه.
1016 - يحيى بن محمد بن الحسين النجم الدمشقي الشافعي ابن المدني. سمع على عائشة ابنة ابن عبد الهادي، وقيل أنه خرج لنفسه معجماً لطيفاً، وولي كتابة سر الشام ونظر جيش حلب، وكان فاضلا يستحضر نبذة جيدة من التاريخ وفوائد. مات معزولاً بدمشق في شوال سنة اثنتين وخمسين عن نحو الستين. ذكره ابن أبي عذيبة.
 1017 - يحيى بن محمد بن سعيد بن فلاح بن عمر الشرف العبسي القاهري الشافعي ويعرف بالقباني حرفة جده وأما أبوه فكان من تجار الكارم. ممن يقرأ القرآن ويكثر تلاوته بل قيل أنه قرأ ربع المنهاج. ومات سنة إحدى وخمسين عن نحو ثلاث وستين ونشأ ابنه وكان مولده في جمادى الآخرة سنة سبع وعشرين وثمانمائة بالقاهرة فحفظ القرآن والعمدة والشاطبية والمنهاج وألفية النحو، وعرض على جماعة منهم البساطي ولم يجز والمحب بن نصر الله الحنبلي وأجازه والشهاب بن المجدي والزين عبادة في آخرين منهم شيخنا بل قرأ عليه بعد الخصال المكفرة وسمع عليه بذل الماعون واليسير من فتح الباري وغير ذلك وتلا للسبع جمعاً على الشهاب القلقيلي السكندري وقرأ عليه التيسير للداني وكذا تلا جمعاً لربع القرآن على الزين رضوان وقرأ عليه أشياء ولبعضه على الشهاب أحمد الطلياوي وإلى المفلحون على ابن الحصري وقرأ عليه مسند الشافعي وعلى الشهاب العقبي وأخذ معظم السبع أيضاً عن النور إمام الأزهر في آخرين واشتغل في الفقه والعربية وجملة من أصول الفقه وغيرها على الشمس الشنشي وأذن له في الإفتاء والتدريس وكذا أخذ اليسير من الفقه عن العلاء القلقشندي في تقسيم لم يتهيأ إكماله كان أحد القراء فيه وعن المناوي وقرأ جزء الجمعة على العلم البلقيني وعلى الزين طاهر في العربية وبعض القراآت وعلى ابن الهمام دروساً من تحريره وبعضها سماعاً وعلى العز عبد السلام البغدادي قطعة من شرح ألفية العراقي بل سمع عليه عدة من دروسه وعلى شيخنا بعض الدروس في الشرح المذكور بقراءة ابن الصيرفي بل حضر بعض دروس القاياتي في الأشرفية وسمع على الجلال المحلي أماكن من تفسيره وقرأ على ابن الديري، وطلب الحديث بنفسه وقتاً وتردد لشيوخ الرواية سوى من تقدم كالرشيدي والصالحي والعز بن الفرات وسارة ابنة ابن جماعة وعبد الكافي بن الذهبي؛ وحج في سنة ست وخمسين ثم جاور سنة تسع وخمسين وأخذ بمكة عن أبي الفتح المراغي والتقي بن فهد وغيرهما كالشهاب الشوائطي وتلا عليه للسبع إلى المفلحون وبالمدينة عن ابن فرحون، وحصل الكتب النفيسة والأجزاء واستملى على التقي القلقشندي لظنه معرفة ممليه وتزوج ابنة ابن الهمام بعد موت أبيها عقب فراق المناوي لها وقاسى منها شدة فما احتملها وصار يصرح بجنها ونحو ذلك فلم يلبث أن عرض له ما يقرب من الجنون وزاد وسواسه وصبه الماء وعدم وثوقه بكبير أحد، وتضعضع حاله جداً بعد الثروة من التجارة وغيرها وباع أكثر ما كان حازه من كتب العلم سيما الحديث مما لم يكن يسمح برؤيته فضلاً عن عاريته بل سمعت شيخنا الزين رضوان وهو يتألم من إبطائه بما يستعيره وربما دعا عليه، واستمر في تناقص إلى أن رأيته بمكة في سنة أربع وتسعين بهيئة مزرية جداً وقد انهرم وانقطع جل وسواسه، وكان قدومه بسبب مطالبة بإرث قليل والتمس مني التكلم مع قاضيها في الإحسان إليه ففعلت وأكثر من الحضور عندي رواية ودراية بل قرأ هو بنفسه علي من شرح الألفية للناظم وكتب من شرحي لها يسيراً وكثر تعجبه مما لم ينهض لفهمه وربما تكلم بما لا يلاقي ما الكلام فيه؟ هذا مع أنه نظم النخبة لشيخنا قديماً وقرضه له جماعة منهم ابن الديري وأذن له بل كتبه عنه صاحبنا النجم بن فهد وصار في أثناء اجتماعه علي يقرأ علي منه ويسأل في تقرير ما وضعه عن غير تدبر ولا تفهم منه فكنت أقرره له وكتب منه بخطه نسخة للقاضي وعرضه على عبد المعطي وغيره فما لاق عند كثيرين، وأعلمني بأنه جمع بشرى الأنام سيرة خير الكرام وبغية السول في مدح الرسول والكواكب الضوية في مدح خير البرية والمجموع الحسن من الخلق الحسن وفتح المنعم على مسلم والابتهاج على المنهاج ولم يكملا والمنتقى من أبي داود ومن أمد والمتباينات التي قال أنه أملى بعضها وعشاريات الصحابة وأصول قراءة أبي عمرو وغير ذلك، وقد حدث باليسير سمع منه الطلبة بل قال لي أن سبط شيخنا سمع منه شيئاً أورده في متبايناته، وأما أنا فكتبت عنه في ربيع الأول سنة أربع وتسعين حين اجتماعه علي بمكة قوله:

يا مريد الخير أخلص عملك

 

وتخلص من دنيء شغلـك

وانو خيراً لامرئ ما قد نوى

 

إنما الأعمال بالـنـية لـك

وافعل الخير فإن لم تستطع

 

كفت النية والأجر فـلـك

وقوله:

إن كنت تبغي في العلا للجنان

 

عليك يا صاح بحفظ اللسـان

فهل وجوه الناس كبت سـوى

 

حصائد الألسن من ذي لسان

وبالجملة فنظمه ركيك وفهمه بطيء ولم يتميز ولا كاد بل هو جامد راكد.
1018 - يحيى بن محمد بن صديق بن يحيى المرزوقي اليماني الزبيدي الشافعي ممن جاور بالحرمين واشتغل فيهما بالفقه والنحو، ولقيني بمكة في سنة ثلاث وتسعين فكتب المقاصد الحسنة من تأليفي وقرأه، وكذا قرأ علي التبيان للنووي وسمع الكثير من الكتب الستة وتصافنيفي في ختومها ونحو الثلث الأول من الشفا مع ختمه ومؤلفي فيه وبعض الشمائل والرياض، وغير ذلك مع سماعه للمسلسل من لفظي، وكتبت له إجازة في كراسة وصفته فيها بالشيخ الفاضل الأوحد الكامل المقبل على الخير علماً وعملاً والمشتمل على المحاسن اللائقة بالنبلاء أعاد الله علي من بركاته وزاد في معلوماته وحسناته وتفعه ونفع به ووصل أسباب الخيرات بسببه ويسر له الطريق والرفيق ونشر عليه سحائب جوده وكرمه ليرتوي منها في الإرشاد والتحقيق ممن قطن بالحرمين الشريفين وفطن من العلوم لما تقر به العين من فقه وعربية وغيرهما مما تنبه به للفضائل الزكية مع مصاحبته للأدب ومجانبته لكل من يبعده عن كل ما إليه انتدب وتقنعه باليسير وترفعه عما يشين ويضير فكان بذلك منفرداً عن جل أقرانه متوحداً بالتوجه لعرفانه وكنت ممن لازمني وبالاستفادة ساومني، إلى آخر ما كتبت وسافر من مكة في العشر الأخير من ذي الحجة منها.
1019 - يحيى بن محمد بن عبد الله بن سعيد الكلبشاوي الماضي أبوه. ممن سمع مني.
1020 - يحيى بن محمد بن عبد الله بن محمد بن إبرهيم الشرف ابن شيخنا الشمس بن الجمال الرشيدي الأصل القاهري الشافعي الخطيب الماضي أبوه وجده. ولد بعد التراويح في ليلة سابع عشرى رمضان سنة إحدى وأربعين وثمانمائة بجوار جامع أمير حسين ونشأ في كنف أبيه فقرأ القرآن وسمع على أبيه وغيره وخطب بعده بالجامع المذكور وأثنى الناس على خطابته وقراءته في المحراب مع شكالته وبهائه فخطبه الأتابك أزبك للخطابة بجامعه بل واستقر به إمامه وسافر معهه في بعض التجاريد واستناب في بعضها مرة من خلفه ولم ينتقل عن تواضعه وأدبه مع كسله وفتوره عن الاشتغال وربما شهد بالحانوت الذي عند القنطرة وطلبه الزيني بن مزهر فخطب بمدرسته عند صلاة بعض القصاد بها لكونه أخطب من خطيبها.
1021 - يحيى بن محمد بن عبد الرحمن الأصبحي المغربي المالكي. ولد سنة ثلاث وأربعين وسبعمائة تقريباً فيما كتبه بخطه وذكر أنه سمع من صحيح مسلم على أبي عبد الله بن مرزوق ومن الموطأ على أبي القسم الغبريني وحمل كتاب ابن الصلاح عن أبي الحسن البطرني وأجاز له الوادياشي وأبو العباس بن يربوع واشتغل في عدة فنون وكان ماهراً في العربية والشعر. ذكره شيخنا في معجمه وقال: قدم حاجاً في سنة تسع وثمانمائة وكتب لنا بالإجازة ولزين خاتون ابنتي وغيرها بإفادة ابن درباس، ومات راجعاً من الحج في ذي الحجة منها وتبعه المقريزي في عقوده قال وله معرفة بفنون فمهر في العربية والشعر. وذكره شيخنا في إنبائه فقال: يحيى بن محمد بن يحيى الجمال الأصبحي التلمساني المغربي المالكي نزيل المدينة سمع من أبي الحسن البطرني وأبي عبد الله بن مرزوق وأبي القسم الغبريني وأجاز له الوادياشي وابن يربوع وغيرهما وشارك في الفقه ومهر في العربية. مات بعد أن أضر وهو راجع من الحج في المحرم سنة تسع وله خمس وستون سنة، وأشار إليه شيخنا في التي قبلها.
 1022 - يحيى بن محمد بن عبد الرزاق بن عبد الله الشرف بن العلم أبي الخير بن الشمس أخي العلم يحيى أبي كم الماضي قريباً ويعرف بابن أبي كم. ولد تقريباً سنة أربعين وثمانمائة وتدرب بوالده وغيره في المباشرة وصاهر ابن كاتب السيئات على أخته وباشر ديوان جمع من الأمراء كيشبك من حيدر أحد المقدمين مضافاً لتكلمه في تجهيز ما يحمل للمحرمين وجهاته عن البدري أبي البقاء بن الجيعان لمزيد ميله إليه، وحج مرتين الثانية صحبته إذ توجه للنظر في عمارة المدينة والأولى بمفرده في سنة ثلاث وسبعين في البحر حيث كان يشبك جن أمير المحمل، وهو خير متودد فيه بر ورغبة في الفقراء والصالحين قائم بأمر جامع ابن ميالة بين السورين لمجاورته له جدده وأصلح فيه أشياء ونعم الرجل. مات في أواخر سنة ست وتسعين أو التي بعدها ووضع ناظر الخاص يده على زريبة بقر له وغيرها ولم يلبث أن خلص صهره أخو زوجته ابن كاتب السيئات ولم يتمكن من أخذ شيء رحمه الله.
1023 - يحيى بن محمد بن عبد القوي المحيوي أبو زكريا بن القطب أبي الخير المكي المالكي والد معمر وفضل وجعفر ودريس وهو أكبرهم الماضيين وأبوه. ولد في ربيع الآخر سنة ثلاث عشرة وثمانمائة بمكة ونشأ بها على عفة وسمع على ابن الجزري وغيره وأجاز له جمع كثيرون باستدعاء ابن فهد وغيره، وتكسب بالشهادة وحمد فيها ونظم قليلا وكتب عنه صاحبه النجم بن فهد، ولقيته بمكة فكتبت عنه من نظمه عدة مقاطيع منها:

ألا ليت شعري هل أقبل مبسماً

 

به اللؤلؤ الرطب الأصم نظيم

وهل أردن منه زلالاً ليشتفـي

 

فؤاد تلظى بالغـرام سـقـيم

ومات بمكة في ربيع الأول سنة تسع وخمسين ودفن عند أبيه وجده بالمعلاة رحمهم الله وإيانا.
1024 - يحيى بن الأمير محمد الملقب بالمسعود ابن صاحب المغرب أبي عمر وعثمان بن الأمير أبي عبد الله محمد بن أبي فارس ولي المغرب بعد جده في شوال سنة ثلاث وتسعين.
1025 - يحيى بن محمد بن علي بن أحمد بن عثمان بن عبد الرحمن بن عثمان الشرف بن المحب البلبيسي الأصل القاهري الأزهري إمامه وابن أئمته والماضي أبوه وجده وجد أبيه. حفظ القرآن وجوده وأم نيابة عن أبيه ثم استقلالاً ونوزع من جماعة من المجاورين لكونه قاصراً فبادر القاضي زكريا وحكم بصحة الصلاة خلفه ومنع من يتعرض له مراعاة لسلفه.
1026 - يحيى بن الخواجا الجمال محمد بن علي بن عبد العزيز الدقوقي المكي. مات بها في المحرم سنة ثلاث وتسعين.
 1027 - يحيى بن محمد بن علي بن محمد بن أحمد بن أبي الرجاء الشرف بن الشمس الدمسيسي الأصل القاهري الصحراوي الشافعي سبط الشمس الغراقي أمه شقيقة أبي البركات وأخوته والماضي أبوه ويعرف بالدمسيسي ودمسيس من الشرقية تجاه سنباط. ولد في إحدى الجماديين سنة ثلاث وثلاثين وثمانمائة بتربة يلبغا من الصحراء ونشأ بها فحفظ القرآن والمنهاج الفرعي والأصلي والشاطبيتين وألفية النحو وعرض على العلم البلقيني والزين البوتيجي وقرأ عليه في الفقه وسمع عليه في الفرائض وغيرها بل أخذ الفرائض والحساب عن الجمال الدمياطي وخاله أبي البركات ولازمه في الفقه والعربية وكذا تردد في الفقه للمناوي والعبادي ولازم الجوجري في التقاسيم والفخر المقسي في تقاسيم الكتب الأربعة المتداولة بل قرأ على أولهما شرح شيخه المحلي على المنهاج وجل شرحه لجمع الجوامع وعلى ثانيهما إلى القياس من العبري شرح البيضاوي وسمع عليهما غير ذلك وأكثر من أخذ الفقه عن البكري وكذا أخذ فيه وفي غيره عن أبي السعادات البلقيني وقرأ في العربية أيضاً على السيد شيخ الجوهرية ونظام الحنفيين بل قرأ على ثانيهما في الطوالع وكذا أخذ عن كريم الدين العقبي واختص بالكافياجي حتى قرأ عليه شرح القواعد وكثيراً من تصانيفه ولازمه في فنون وتدرب في الكتابة بسليمان بن داود الهندي وكتب بخطه أشياء وقال لي أنه حضر مجالس شيخنا وأذن له غير واحد في التدريس والإفتاء وناب في القضاء عن أبي السعادات فمن بعده بعد تكسبه بالشهادة وقتاً واختص بالأسيوطي كثيراً وأضيف إليه في أيامه قضاء الجيزة وجامعها برغبة الجلال البكري له عن ذلك في ربيع الأول سنة ست وسبعين فقرأت بخطه للأسيوطي أنه رغب عنه للشيخ الإمام العالم شرف الدين مفتي المسلمين خليفة الحكم العزيز بالديار المصرية لما علم من ديانته وعفته وكفايته، وكذا راسل الكافياجي الأسيوطي في ذلك وحج في سنة خمس وثمانين وجاور التي بعدها وحضر عندي هناك قليلاً وأقرأ هناك في شرح المحلي وغيره وكذا أقرأ هنا مع مداومته على الاشتغال حتى أنه قرأ على الكمال بن أبي شريف في البيضاوي ثم على أخيه البرهان وعلي في التقريب للنووي وفي شرحي له وحصله واغتبط بذلك جداً وأمعن في التردد إلي والابتهاج بي ثم لا زال ينقل عن الكافياجي ثناءه لي وإجلاله غيبة وحضوراً ولي بوجوده سرور كبير فقضاياه جلية وسجاياه علية ونعم الرجل عقلاً وفهماً وأدباً وتواضعاً وأصلاً.
1028 - يحيى بن الكمال أبي البركات محمد بن علي بن أبي البركات محمد بن محمد بن حسين بن ظهيرة القرشي المكي الماضي أبوه وجده ويعرف كسلفه بابن ظهيرة. ولد في يوم الثلاثاء ثاني عشرى جمادى الثانية سنة اثنتين وسبعين وثمانمائة وأمه حبشية لأبيه ومات أبوه وهو صغير فنشأ في كفالة عمه وقرأ القرآن وغيره وسمع علي وعلى عميه وغيرهم وهو فطن يقظ شهم. مات بمكة قبل إكمال العشرين في ذي الحجة سنة إحدى وتسعين بعد عمه بقليل ودفن بتربتهم عوضه الله الجنة.
1029 - يحيى بن محمد بن عمار الشرف أبو سهل عمار بن الشمس المصري القاهري المالكي الماضي أبوه ويعرف كهو بابن عمار وهو بكنيته أشهر وهو سبط الجمال عبد الله بن العلاء علي الحنبلي أمه ألف. ولد تقريباً سنة ثمان وعشرين وثمانمائة أو قبلها ونشأ في كنف أبويه فحفظ القرآن وكتباً وعرض على جماعة واشتغل يسيراً وقرأ على شيخنا في البخاري واستقر بعد أبيه في تدريس قية الصالح والقمحية وغيرهما وناب في القضاء عن الولوي السنباطي فمن بعده ثم استقر في تدريس البرقوقية لكونها كانت وظيفة والده ورام بعد موت أبي الجود أخذ تدريس البرقوقية لكونها كان وظيفة والده ثم رام أخذها بعد القرافي فعورض مع مساعدة قريبه العز الحنبلي له في المرة الثانية واستقر فيه السنهوري وكذا رام منه قاضيه بت ما أقيمت عنده البينة به في ابن بكير القبطي مما يتضمن قتله فجبن عن ذلك وثقل عليه وبرز قريبه العز أيضاً لمعاونته واستظهر بفتيا أبي الجود وسلم أبو سهل وهو ممن أسند العز وصيته إليه، وكان رحمه الله ساكناً متواضعاً عاقلاً متحرياً حج صحبة الرجبية المزهرية بأمه عياله وقبل ذلك وسمع على التقي بن فهد وزار بيت المقدس ودخل الشام. مات في صفر سنة ثمان وثمانين ودفن عند أبيه بالقرب من قبر العز بحوش قريب من تربة كوكاي رحمه الله وإيانا.
 1030 - يحيى بن محمد بن عمر بن حجي بن موسى بن أحمد بن سعد بن غشم بن غزوان بن علي بن مشرف بن مزكى النجم أبو زكريا بن البهاء بن النجم بن العلاء السعدي الحسباني الأصل الدمشقي ثم القاهري الشافعي سبط الكمال بن البارزي والماضي أبوه وجده ويعرف كسلفه بابن حجي. ولد في يوم الجمعة سابع شوال سنة ثمان وثلاثين وثمانمائة - ووهم ابن أبي عذيبة فقال في ترجمة جده سنة سبع - بدمشق وقدم القاهرة بعد سن التمييز فأكمل القرآن عند الشهاب القرشي وصلى به على العادة في سنة ثمان واربعين وقرأ إذ ذاك على شيخنا حديثاً أورده عنه في الخطبة وحفظ المنهاج الفرعي ومختصر ابن الحاجب الأصل والكافية وعرضها على شيخنا بل عرض المنهاج على السفطي والمختصر على البلقيني وكل منهما بحضرة السلطان وتفقه بالعلم البلقيني ثم بالمناوي والمحلي قراءة وسماعاً ومما قرأه على الأول ثلاثة أرباع المنهاج وعلى الثاني قطعة من أول شرح البهجة وعلى الثالث أكثر من نصف شرحه على المنهاج وعليه قرأ شرحه لجمع الجوامع في الأصلين وكذا سمع بعض تحرير ابن الهمام عليه والكثير من العضد مع شرح المنهاج الأصلي للعبري وغالب شرح الطوالع للأصبهاني على الشرواني بل قرأ عليه شرح العقائد وقطعة كبيرة من شرح التجريد والحاشية عليه للسيد وفي الحكمة وأكثر من ملازمته وعلى الشمني المغني في العربية بكماله مع حاشية الشيخ عليه وفي الابتداء على الجمال عبد الله الكوراني المتوسط في النحو وعلى البرهان الحلبي الملحة وشرحها للمصنف كان كل منهما يجيئه بجامكية وعلى ثانيهما قرأ المجموع في الفرائض والسراجية وشرحها بل انتفع في الفرائض والحساب بالبدر المارداني وعلى الجمال أولهما في المنطق بل قرأ قطعة من شرح الشمسية على العز عبد السلام البغدادي في آخرين؛ وسمع الحديث على جده وفي ذلك ختم الصحيح بالظاهرية القديمة عليه في جملة الأربعين بل قرئ عنده البخاري على الشاوي والنسائي على الهرساني وغير ذلك، ولم يكثر من الرواية بل أجاز له في استدعاء مؤرخ برمضان سنة سبع وأربعين خلق كالعز بن الفرات وسارة ابنة ابن جماعة والرشيدي والصالحي والتاج عبد الوهاب الشاوي وسمع مني ترجمة النووي من تأليفي وغيرها وكتبت له ما أودعته في الكبير وكان يكثر الاستمداد مني غير مقدم على أحداً راغباً في كل ما أجمعه واستقر بعد والده فيما كان باسمه من التداريس والأنظار وغيرها كالشامية البرانية والناصرية البرانية والجوانية والرواحية وظيفة النووي والأسدية وناب عنه فيخا البلاطنسي ثم البدر بن قاضي شهبة، وولي نظر الجيش بالقاهرة عوضاً عن الزيني بن مزهر يسيراً فما انطبع فيه وكذا استقر بعد السيفي الحنفي في تدريس التفسير بالمنصورية وأقرأ فيه الكشاف قراءة فائقة استوفى فيها الحواشي ونحوها وامتلأت الأعين بحسن تأديته حفظاً وتقريراً بل أقرأ الطلبة كثيراً من الفنون والكتب وتزاحموا عليه في آخر وقت وفرغ نفسه له وحمدوا تواضعه وتودده ومزيد محبته في الفضلاء والتنويه بهم ولين عريكته وشدة حيائه وكثرة أدبه وجوده بالمال والكتب التي اجتمع له منها الكثير ميراثاً وشراءً واستكتاباً لشدة شغفه بها سيما ما يتجدد لفضلاء وقته من التصانيف، وبالجملة فمحاسنه كثيرة ورياسته في العلم والنسب شهيرة وللشعراء فيه المدائح فللشهاب المنصوري:

أبرمت يا دنيا أموراً بعضهـا

 

بخل الورى والبخل شر مسلك

فعظمي يحيى بن حجي إنمـا

 

يحيى جواد حيث حل برمـك

وكذا لأبي الخير بن النحاس ما سيأتي فيه، ويقال أنه مائلاً لابن عربي ووجد في كتبه من تصانيفه ما لم يجتمع عند غيره وقامت غاغة بسببها لم تنتج إلا ضرراً، وقد حج صغيراً في سنة خمس وأربعين مع والده ثم في سنة خمسين مع جده الكمال ثم في سنة ثلاث وستين وهي حجة الإسلام صحبة الأمير أزبك ثم في سنة إحدى وسبعين صحبة الركب الرجبي وزار بيت القدس في صغره أيضاً. مات في يوم الثلاثاء رابع عشر ربيع الأول سنة ثمان وثمانين وصلي عليه من يومه بعد صلاة الظهر بجامع الأزهر في محفل كبير جداً وكثر الثناء عليه، ودفن عند أبيه وجده لأمه وأمه بالقرب من ضريح الشافعي عوضه الله الجنة وكان قد رغب عن الشامية البرانية وغيرها من جهاته.
 1031 - يحيى بن أبي الفضائل محمد بن الجمال محمد بن إبرهيم أبو الغيث المرشدي المكي الحنفي الشاذلي. ممن اشتغل في الفقه والنحو وفضل ودخل القاهرة غير مرة والشام مرتين وسمع غير واحد بل سمع مني بمكة في سنة ست وثمانين وكذا بالقاهرة وأخذ شرح العقائد عن البدر بن الغرس في مجاورته بمكة وشهد له بكونه أهلاً للرواية والدراية وتفقه وكتبه مع غيره بخطه الجيد المشتمل على التقاييد النافعة؛ وكان مع فضله عاقلاً. مات بمكة في يوم الجمعة ثامن عشر رمضان سنة اثنتين وتسعين وقد جاز الأربعين.
1032 - يحيى بن محمد بن محمد بن عبد الله بن البرديني. تزوج ابنة القاضي ناصر الدين الأخميمي الحنفي وخلف والده في جهاته وسكن بها الحبانية بمدرسة الزيني الأستادار وصار بعناية صهره أحد نواب الشافعي الذين جددهم.
 1033 - يحيى بن محمد بن محمد بن محمد بن أحمد بن مخلوف بن عبد السلام الشرف أبو زكريا بن سعد الدين بن القطب بن الجمال بن الشهاب بن الزين الحدادي الأصل المناوي القاهري الشافعي والد زين العابدين محمد ويعرف بالمناوي. ولد في العشر الأول من ذي الحجة سنة ثمان وتسعين وسبعمائة كما أخبرني به زاد كما قرأته بخطه ظناً، ونشأ بالقاهرة فحفظ القرآن وصلى به والعمدة والتنبيه والملحة وألفيتي الحديث والنحو وكذا المنهاج الأصلي ظناً وتفقه بالشمسين البرماوي والغراقي والمجد البرماوي والولي العراقي ولازمه كثيراً فيه وفي الأصلين والعربية والحديث وغيرها لكونه كان زوج أخته بحيث كان جل انتفاعه به وسمع عليه الكثير حتى ببعض الضواحي بل في بعض مناهل الحجاز واستملى عليه بالقاهرة بعد الزين عبد الرحيم الهيثمي وقرأ عليه بمكة أحد المجلسين اللذين أملاهما بها وكذا أخذ النحو أيضاً عن الشطنوفي والفرائض والحساب والعروض والقوافي عن ناصر الدين البارنباري والحساب خاصة عن العماد بن شرف وأخذ عن ابن الهمام في آخرين وجد حتى أذن له غير واحد في الإقراء والإفتاء وتسلك بإبراهيم الأدكاوي والسيد الطباطبي وجالس الزين الخوافي وغيره ونظر في كلام القوم فتبحر فيه واختلى مراراً وتصدى للتسليك في حياة السيد وغيره من شيوخه، وحج مع والده ثم مع شيخه الولي وسمع هناك على ابن سلامة وكذا أخذ عن ابن الجزري وغيره بل سمع في القاهرة على الشرف بن الكويك والجمالين عبد الله الحنبلي وابن فضل الله والشمسين الشامي وابن قاسم السيوطي والزينين ابن النقاش والقمني والشهب الواسطي والكلوتاتي وشيخنا والنور الفوى والكمال بن خير والبدر حسين البوصيري ولكنه لم يكثر إلا عن شيخه الولي وأجاظ له العز بن جماعة والصدر السويفي والفخر الدنديلي والبدر الدماميني والشموس البوصيري والبيجوري والبنهاوي وابن البيطار وابن الزراتيتي وأبو عبد الله حفيد ابن مرزوق وكتب على الزين بن الصائغ ولكنه لم يمعن فيها بل لزم الاشتغال والمطالعة والعبادة حتى تقدم في العلم والعمل واشتهر بإجادة الفقه وصار له سجية فعكف الناس عليه للقراءة وانتصب لذلك فأخذ عنه الفقه مع الأصلين والعربية والتفسير والحديث والتصوف وغير ذلك، ولكن فنه الذيطار اسمه به الفقه وصار يقسم في كل سنة كتاباً، ولما مات القاياتي حلق بالأزهر وهرع الفضلاء للأخذ عنه فذكر وراج أمره وقصد بالفتاوى في الوازل ونحوها ونوه شيخه ابن الهمام بذكره عند الظاهر وغيره بحيث قرره في تدريس الشافعي والنظر عليه ثم في القضاء بالديار المصرية وحمدت مباشرته فيهما دروساً وسيرة بالنسبة لعدم اعتماد حكم باطل وتعاطى رشوة، واشتهر اسمه وبعد صيته وتزاحم الناس عنده بل رحل إليه وكثرت تلامذته والمتصدر منهم في حياته وأخذ الناس عنه طبقة بعد طبقة بل ربما أخذ عنه طبقة ثالثة، وحدث بغالب مروياته سمع منه الفضلاء وكنت ممن قرأ عليه الكثير وأخذ عنه الفقه تقسيماً وغيره وخرجت له أربعين وفهرستا وكذا خرج له الزين رضوان شيئاً بل سمع مني تصنيفي القول البديع وما كان يقدم على أحداً وبالغ في الثناء لفظاً وخطاً كما بينته مع بسط ترجمته في ذيل القضاة والمعجم والوفيات وكان يميل إلى تكميل نفسه بحيث يكثر المراجعة والتحقيق من خواص أحبابه، وبالجملة فكان من محاسن الدهر ديناً وصلاحاً وتعبداً واقتفاءً للسنة وتواضعاً وكرماً وبذلاً وتودداً وحالاً وقالاً مع الشهامة والتوجه للفقراء والرغبة في البذل لهم وللطلبة فوق طاقته بحيث يستدين لذلك ويتصدق بعمامته التي يكون جالسا ًبها وبثوبه ونحو ذلك مما شاهدت الكثير منه ومزيد السماح وكونه بحسب القرائن لا وقع للدنيا عنده بحيث لم يكن يتعاطاها بيده والخبرة بالأمور الدنيوية والأخروية والفحولة وحسن العقيدة بحيث كتب خطه في واقعة ابن عربي وتبرأ من كتبه ومطالعاتها ونعم الصنيع، وحسن العشرة والمداعبة واللطف والمحاسن التي قل أن رأيتها بعده في غيره ولشيخه ابن الهمام أبيات في مدحه وكذا لغيره من فحول الشعراء فيه القصائد الطنانة كالنواجي، وله تصانيف ونظم ونثر وفوائد ولم يعدم مع أوصافه الجليلة وخصاله الجميلة من طاعن في علاه ظاعن عن حماه وهو يكابد ويناهد سيما بعد موت الظاهر مع كونه ممن بالغ في الوصية به مع ولده المنصور، وامتحن مراراً أشقها عليه

في آخر عمره حين صرف بالصلاح المكيني مع كونه ممن لم يكن يرفع له رأساً فما احتمل ولكنه لم ينقطع سوى يومين وكان فيهما متماسكاً جداً بحيث أنه إذا عاده من العادة جارية بالقيام له يقوم. ومات بداره التي جددها ووسعها من سويقة الصاحب في ليلة الاثنين ثاني عشر جمادى الثانية سنة إحدى وسبعين وصلي عليه من الغد في سبيل المؤمني بحضرة السلطان في مشهد حافل لم يعهد بعد مشهد شيخنا مثله ودفن بتربته جوار ضريح الشافعي ورثاه الشمس الجوجري وغيره وأثنى الناس عليه حتى من كان يكرهه وتأسفوا على فقده خصوصاً الخيار حتى أن إمام الكاملية مكث أياماً لا يأكل إلا قليلاً توجعاً وتحزناً وجاء العلم بذلك وأنا بمكة فارتجت وصلوا عليه صلاة الغائب، ولم يخلف بعده في الإقبال على المذهب غيره مع بديع أوصافه وعظيم إنصافه واعترافه رحمه الله وإيانا وأعاد علينا من بركاته، ومما قاله بأخرة:

إلى الله أشكو محنة أشغلـت بـالـي

 

فمن هو لها ربع اصطباري غدا بالي

ومالي مأمول سـوى سـيد الـورى

 

فإني بذاك الجاه علـقـت آمـالـي

إلى أن قال:

أيا سيداً لا زال طـول حـياتـه

 

إذا سألـوه لا يرد لـتـسـآلـي

لقد ضاق ذرعي من أمور كثيرة

 

وأنت ملاذي في تغير أحوالـي

وإن كنت يا مولاي عبداً مقصـراً

 

فحلمك يا مولاي أعلى وأولى لي

ومع مزيد قيامه مع البقاعي في كائنة أبي العباس بحيث قال مما لا أستبعده أنه ساعده فيها بخمسين ديناراً ومبادرته للكتابة على بعض مما صدر عنه بحث انكف من كان له غرض في الانتام منه قال كما قرأته بخطه أنه كان يحب منصب القضاء محبة شديدة، واعتمده غيره في هذا مع أنه قال لي والله لو استقبلت من أمري ما استدبرت ما طرقت لهم عتبة ولكنه كما قيل وجدت أكره الناس في الدخول لهذا الشأن أحرصهم على الوقوع فيه والأعمال بالنيات.
 1033 - يحيى بن محمد بن محمد بن محمد بن سليمان بن يوسف الشرف بن المحب البكري القاهري الشافعي الماضي أبوه ويعرف بيحيى البكري. ولد بالقاهرة ونشأ بها فحفظ القرآن وكتباً وسمع على الولي العراقي والشهاب الواسطي وقرأ يسيراً في النحو على محمد بن زيان المغربي المالكي نزيل المؤيدية والقرافي بل صاهره وتدرب به في صناعة الشروط وتميز فيها يسيراً وتكسب بها وقتاً عنده وعند غيره ورام فامتنع قاضي الحنابلة العز البغدادي إرعاءً لشيخوختهما، وكتب الخط المنسوب ونسخ به أشياء واشتغل قليلاً عند الشرف السبكي والقاياتي والونائي ثم المحلي والمناوي وأخذ بمكة عن البلاطنسي في مختصره لمنهاج العابدين وكذا أخذ في التصوف عن الشرواني ورافق البقاعي في تلك الدروس اليسيرة عند أبي الفضل المغربي بل زعم البقاعي أنه قرأ عليه وكان في الظاهر خصيصاً به بحيث ترافق معه في دخول دمياط وإسكندرية ورتبه في عمل حساب جامع الفكاهين حين رسم عليه بسبب ما في جهته من متحصله وهو زيادة على أربعمائة دينار ولم يظهر البقاعي دافعاً مرضياً، وتنزل في الجهات وكان أحد صوفية المؤيدية ثم رغب عنها بأخرة بعد امتناعه من حضور الدرس بعد المحلي عند ابن المرخم مع حضور من لم يفهم عنه عنده، وصار يحضر في درس الحديث عند ابن الشحنة بعد التقي القلقشندي وربما تكلم كما بلغني وكان قد تردد لشيخنا في قراءة الصحيح بعد العشاء حتى قرأ نحو نصفه وقدر انفصال شيخنا بالقاياتي فلم يرع له حقه بل باشر النقابة عنده رفيقاً لغيره وحضر بقوة عين آخر النهار للقراءة على العادة فقال له شيخنا قصر الليل فانقطع بل فعل ما هو أبلغ فإنه كان رسول القاياتي يطلب ولد شيخنا منه للحضور عنده بسبب الحساب، وما حمد الناس له ذلك سيما ولم يكن عند أبيه أجل من شيخنا، وقد صحب محمداً الفوى والشهاب الأبشيطي والإسطنبولي وآخرين واغتبط بعيسى المغربي الزلباني وبواسطته اختص بتمراز الشمسي الأمير فلما مات العز الأنبابي نائب الحسبة كان ساعده في أخذ كثير من وظائفه كالخطابة والإمامة والمباشرة وغيرها بجامع الخطيري بعد أن كان عينها القاضي لأخيه وكلنه لم ينهض لمقاومة الأمير لكن بعد استخلاصه لكتاب الوقف من تركة العز وما تمكن يحيى من أخذه منه ورام التوصل بي في أخذه ووضعه بخزانة كتب الجامع لكونها باسمي فما أجبته لكن بدون إظهار مخالفة بل قلت له كن القاصد عني بطلبه ثم رام مني أيضاً أخذ النسخة التي كانت عند العز أيضاً من صحيح البخاري وتلطفت حتى أخذتها من تركته فامتنعت إلا من جزء أو جزءين وكذا استعان به البقاعي في أخذ دلائل النبوة للبيهقي مني وتردد قاصده إلي مرة بعد أخرى وأخذ في إعمال الحيلة لظنه اختصاص البقاعي بالمنع ففجأة الموت وذلك في ليلة الأربعاء منتصف جمادى الثانية سنة أربع وسبعين وصلي عليه من الغد بعد العصر بجامع الأزهر ودفن بحوش الصوفية الصلاحية وأظنه جاز الستين. وبالجملة فلم يكن من الموسومين بالعلم ولكنه كان خبيراً بدنياه يتعانى التجارة مع سكون وجمود رحمه الله وإيانا وعفا عنا.
1035 - يحيى بن محمد بن مسعود بن عثمان بمحمد بن أبي فارس. استقر بعد جده ثم قتله ابن عمه عبد المؤمن بن إبرهيم بن عثمان واستقر عوضه، ثم دخل عليه زكريا بن يحيى المذكور خفية بمساعدة أهل تونس ففر عبد المؤمن إلى الغرب فحشدوا معه إلى محاصر تونس فهزمهم أهلها وكان بينهم مقتلة أكثرها من العرب والفتنة قائمة في سنة بضع وتسعين ثم سكنت.
1036 - يحيى بن محمد بن يحيى بن أحمد بن علي المغربي الشاذلي المالكي. نزيل مكة وجد يحيى بن علي بن أحمد الماضي لأمه. ولد في ربيع الآخر سنة إحدى وسبعين وسبعمائة بإسكندرية وكان بالقاهرة سنة تسع عشرة وثمانمائة. ومات بمكة في صبح يوم السبت خامس عشرى شعبان سنة ست وأربعين. وكان صالحاً معتقداً فيه فضيلة وهو ممن عرض عليه ابن أبي اليمن رحمه الله.
 1037 - يحيى بن محمد بن يحيى بن عياد - بياء مثناة تحتانية - الصنهاجي المكي المالكي سبط المحدث علي بن أحمد الفوى. سمع بمكة م ابن صديق وغيره وحضر دروس الشريف عبد الرحمن الفاسي بمكة والتاج بهرام بالقاهرة في كتابه الشامل رفيقاً للتقي الفاسي فيهما وترجمه في تاريخه فقال كان رجلاً حسناً عاملاً. مات بمكة في أحد الربيعين أو الجماديين سنة سبع ودفن بالمعلاة عن ثلاثين سنة رحمه الله.
1038 - يحيى بن محمد بن يحيى بن مصلح المنزلي أخو أحمد الماضي. كان رجلاً صالحاً يشبه أن يكون مجذوباً، حج مع أخيه في البحر فبمجرد وصوله لمكة مات وذلك في سنة اثنتين وسبعين قبل أخيه بأشهر وكأنهما سافرا لمنيتهما رحمهما الله وإيانا.
1039 - يحيى بن محمد بن يحيى بنا لأهدل اليماني ابن عم حسين ين صديق الماضي. ممن سمع مني بمكة أشياء في سنة ست وثمانين وهو إنسان خير.
 1040 - يحيى بن محمد بن يوسف بن علي بن محمد بن سعيد التقي بن الشمس السعيدي - نسبة لسعيد بن زيد أحد العشرة - الكرماني ثم القاهري الشافعي والد يوسف الآتي وأخو عبد الحميد الماضي ويعرف بابن الكرماني. ولد في رجب سنة اثنتين وستين وسبعمائة بدرب شهدة الكاتبة من بغداد ونشأ فحفظ القرآن والشاطبية والكافية والشافية كلاهما لابن الحاجب وتصريف العزي والحاوي في الفقه كلها عند الجلال أسعد بن محمد بن محمود الحنفي أحد تلامذة والده وأعرب عليه غالب القرآن وكذا حفظ الملحة وبعضها عند الشمس محمد بن سعيد المالكي وعليه تدرب في الكتابة وبالشمس الرازي الكاتب واليزدي وتأدب بالعز الأبوسحاقي وانتفع به وحصل منه فوائد جمة وكذا أخذ في الأدبيات بل وفي العقليات أيضاً عن العلاء البنبيهي وقرأ بعض المنطق على القاضي العلاء الهروي الحنفي والطب وغيره على الشمس محمد المحولي والضياء الطبيب وغيرهما والهيئة على الفخر النبلي وبعض المفتاح على العز الخنجي والطوالع للبيضاوي على سعد الدين الشبانكاري وبعض آداب البحث للسمرقندي وشرح الطوالع على مولانا زاده وسمع عليه بعض شرح الشمسية أيضاً وأخذ الوعظ عن الجمالين ابن الدباغ وابن الدواليبي الحنبليين وغيرهما وبحث في الحاوي وهو دون البلوغ عند النور صالح الإيدجي وكذا قرأ بعضه بمكة على المحب اللغوي بل وأخذ عنه اللغة أيضاً فقرأ عليه بعض قاموسه والعباب والمحكم وجميع خط الفتيان واختصار الحفظ والنسيان ولازم غير واحد من أصحاب الفنون سيما من كان يجتمع على أبيه واستفاد منهم كثيراً فكان ممن أخذ عنه في صغره السيف الأبهري. وكتب عن جماعة من نظمهم ونثرهم ورأيت له كراسة أفرد فيها أسماء شيوخه ونحوهم واستفدت منها أشياء ولكن جل انتفاعه إنما كان بوالده فإنه لازمه سفراً وحضراً وجاب معه نحو خمسين مدينة حتى كان معه في مجاورته سنتي خمس وست وسبعين وكان ممن فر معه من بغداد حين طرقها تمرلنك بعساكره حتى وصلا إلى الشام فكان ذلك سبباً لانتقاله ومما أخذه عنه الكتب الستة سماعاً غير مرة وأعرب عليه غالب القرآن وسمع عليه الكشاف وتفسير البيضاوي غير مرة وكذا النقود والردود من تصانيفه وشرحه للبخاري مراراً بل قرأ عليه بعضه وجميع كافية ابن الحاجب في النحو وشافيته في الصرف والمنهاج الأصلي وشرحه للبرهان العبري والطوالع للبيضاوي وشرحه للشمس الأصبهاني والمطالع في المنطق وشرحه للقطب التحتاني مع أسئلة واعتراضات له على القطب والفوائد الغياثية لشيخه العضد وشرحه على أبيات البديع وبعض المقامات الحريرية وجميع الإيضاح لابن الحاجب في شرح المفصل في مدة سنين والحاوي في الفقه وشروحه كالتعليق والتعليقة والطوسي وسمع عليه الوجيز وشرحه العزيز في نحو اثنتي عشرة سنة حين إلقائه الدروس ببعض مدارس بغداد ومفتاح السكاكي وغالب شروحه وشرحه لشرح شيخه العضد على المختصر والمواقف والجواهر كلاهما في أصول الكلام لشيخه العضد مع شرح أولهما المسمى بالكواشف وثانيهما المسمى بالزواهر، وسمع الحديث بمكة على الجمال محمد بن أحمد بن عبد الله بن عبد المعطي والمجد اللغوي والنور الخراساني وببغداد على النور علي بن يوسف بن الحسن الزرندي، وقدم القاهرة على رأس القرن فنزل تحت نظر السراج البلقيني في جامع الحاكم ولازمه في قراءة الفوائد الجسام على قواعد ابن عبد السلام وغيرها وكتب من فتاويه جملة وأذن له في الإفتاء والتدريس وأخذ عن العراقي ألفيته وكذا أخذ عن ابن الملقن وقرأ على الغماري في شرح المطالع في آخرين وقرأ حين كان بنواحي الشام على التاج بن بردس في مسلم واستقر به المؤيد وهو معه هناك في نظر وقف الأسرى وإفتاء دار العدل وترقى في الفنون وشرح البخاري انتزعه من شرح أبيه وغيره وشرح مسلماً واختصر الروض وتحفة المودود لابن القيم سماه المقصود من تحفة المودود والأوائل لشيخنا ومفاخرة القلم والدينار لابن ماكولا وعمل كتاباً في الطب وغير ذلك نظماً ونثراً، وجلس للإفادة من صغره في حياة أبيه فقرأ عليه في النحو الشهاب أحمد ابن شيخه الجمال بن الدواليبي الحنبلي. ذكره شيخنا في معجمه فقال أنه قدم القاهرة قديماً وسكن دمشق وخدم المؤيد قديماً ثم قدم معه القاهرة مرة بعد أخرى وولي نظر البيمارستان وصنف وهو سريع الخط جيده لديه مسائل وفوائد وفضائل وأجاز في

استدعاء ابني محمد، وقال في موضع آخر أنه كف قبل موته بدون السنة أصابه رمد فآل أمره إلى أن كف. وأما المقريزي فقال إنه كان فاضلاً في عدة فنون قدم من بغداد قبل سنة ثمانمائة وأشهر شرح أبيه على البخاري وصحب الأمير شيخ المحمودي وسافر معه إلى طرابس لما ولي نيابتها وتقلب معه في أطوار تلك الفتن وقدم معه القاهرة فلما تسلطن عمله ناظر المرستان المنصوري قال وكان ثقيل السمع، وقال غيره أنه صحب الأكابر كشيخ وتزايد اختصاصه به بحيث جعله أمامه وتوجه معه إلى طرابلس لما وليها في سنة اثنتين واستمر معه ولما مات صرف عن البيمارستان وقرر له ما يكفيه ولزم منزله حتى مات مطعوناً في يوم الخميس من جمادى الآخرة سنة ثلاث وثلاثين بدرب شهيدة بحارة الروم السفلى من القاهرة فولد بدرب شهدة ومات بدرب شهيدة ودفن بحوش سعيد السعداء بالقرب من قبر القاياتي، وهو في عقود المقريزي وأنه قدم هو وأخوه القاهرة قبيل سنة ثمانمائة بشرح أبيهما على البخاري فأعجب به الفقهاء يومئذ وتداولوا كتابته فاشتهر بالقاهرة وبلاد الشام من حينئذ وتعلق هو بحصبة شيخ وتوجه معه لطرابلس على إمامته به ثم صار معه بدمشق حين نيابتها وتقلب معه إلى أن قدم معه القاهرة بعد قتل الناصر فصار من جملة أخصائه وجلسائه وولاه نظر المرستان فلما انقضت الأيام المؤيدية صرف عنه وقرر له راتب، إلى أن قال وهو جيد الخط سريع الكتابة لديه فضائل رحمه الله وإيانا وعندي من نظمه في الجواهر.
1041 - يحيى بن محمد بن يوسف العجمي الأصل المدني الحنفي الماضي أخوه أحمد وأبوهما الملقب الذاكر وهذا أكبر الأخوين. حفظ القرآن والمختار والمنار وأربعي النووي وسمع مني بالمدينة. مات سنة إحدى وتسعين.
1042 - يحيى بن المحب محمد بن الشرف يونس بن محمد بن عمر البكتمري الأصل القاهري الحنفي الماضي أبوه والآتي جده وهو شقيق أحمد وعبد الرحمن والثلاثة أسباط الزين قاسم الحنفي، أمهم عزيزة وهو حفيد أخي السيف الحنفي. ولد في ربيع الآخر سنة خمس وستين وثمانمائة ونشأ في كنف أبويه فحفظ القرآن وكتباً واشتغل وتميز وفهم العربية وغيرها وحضر عند نظام ونحوه والصلاح الطرابلسي ولازمني في دروس الصرغتمشية، وحمدت سكونه وأدبه وفهمه وتزوج ابنة خاله أفضل الدين بن قاسم. ولم يلبث أن مات في أوائل سنة سبع وتسعين بعد تعلله أشهراً قبل الطاعون عوضه الله وأباه الجنة.
1043 - يحيى بن محمد الشرف الكركري القاهري أحد المتصرفين بأبواب القضاة. أجازت له عائشة ابنة ابن عبد الهدي وغيرها أجاز لنا. ومات في ربيع الأول سنة ست وخمسين رحمه الله.
 1044 - يحيى بن محمد الأنصاري الغرناطي المالكي قاضيهم بالقدس بعناية الخيضري لاختلاطه به وتزوج هناك ولكنه لم تطل مدته لعدم مداراته بحيث عزل وجاء القاهرة فما أجيب للعود ودخل الصعيد مرة بعد أخرى وحصل دريهمات وعاد إلى القاهرة فتزوج بها بكراً فوجدها فيما زعم ثيباً فغالبه أهلها ونسبوه بالشوكة لأمر قبيح وأخذوا منه جملة وطلقها بعد البراءة، ورام قضاء دمشق فلم يمكنه فلم أطرافه وتوجه إلى القصير فقطع عليه الطريق وركب البحر وهو كذلك إلى الينبوع فزار المدينة ثم وصل لمكة وأكرمه قاضيها وغيره وحضر عند القاضي وسافر لليمن فطتمن منيته بأبي عريش بلد الحكمي في سنة خمس وتسعين بعد أن لقيني بمكة في التي قبلها ولم يكمل الأربعين، ويذكر بفضيلة سيما في العربية رحمه الله وعفا عنه. واستقر بعده سنة ست وتسعين في قضاء القدس أبو عبد الله بن الأزيرق الذي كان قاضي الجماعة بمالقة وغيرها فلم يلبث أن مات رحمه الله.
يحيى بن محمد التلمساني المغربي الشاذلي. فيمن جده يحيى قريباً.
1045 - يحيى بن محمد الجبرتي الجوزي من فقراء الشيخ حسين الجوزي. ممن سمع مني بالمدينة.
1046 - يحيى بن مكرم بن المحب الطبري. ولد سنة تسع وثمانين ومضى في شقيقه عبد المعطي أنهما سمعا علي في سنة تسع وتسعين.
1047 - يحيى بن منصور التوسي المالكي من فضلاء التونسيين والمعتقدين فيهم. حج ورجع فمات بين خليص ورابع سنة تسع وقد بلغ الستين. ذكره شيخنا في إنبائه عقب يحيى بن محمد بن يحيى التلمساني الماضي فكأنه غيره.
1048 - يحيى بن موسى نب علي الدواري قاضي الزيدية بصعدة.
1049 - يحيى بن موسى بن محمد بن موسى بن علي بن زكي بوزن ابنه الشرف بن الشرف بن الشهاب بن الزكي العساسي - بمهملات أولاها مفتوحة والثانية مشددة نسبة لمنية عساس - السمنودي الشافعي الخطيب والد عبد الرحمن الماضي. ولد بمنية عساس سنة ثمانين وسبعمائة تقريباً وحفظ بها القرآن وصلى به والتبريزي في الفقه والملحة والنحو والقريبة للعز الديريني وهي ستمائة بيت وخمسة وثمانون بيتاً والميزان الوفي في معرفة اللحن الخفي له أيضاً وخطب ببلده كأبيه وأجداده وشهد بينهم ثم انتقل إلى سمنود سنة أربع عشرة بعد موت والده فبحث بها في التبريزي على الشيخ عمر بن عيسى، وحج في سنة عشرين والتي تليها وتردد للقاهرة غير مرة وكان مختصاً بالجد أبي الأم بل بلغني أنه كان أخوه من الرضاع ونظم الخصائص النبوية وكذا رفع لشيخنا سؤالاً منظوماً عن مسجد بسمنود فأجابه عنه نظماً وكلاهما مودع في الجواهر، وكتب عنه ابن فهد وابن الإمام والبقاعي قصيدة أولها:

جمرة الحب أشعلت في الحشاء

 

نار وجد تضرمت بالـهـواء

وأخرى أولها:

لأجلك يا ليلى سهرت اللـيالـيا

 

وعاديت فيك كل من كان راضيا

مات في ثاني عشر شوال سنة اثنتين وأربعين ولم يكمل السبعين رحمه الله.
1050 - يحيى بن هويذف المعابدي المكي. مات بها في شعبان سنة خمس وثمانين.
 1051 - يحيى بن يحيى بن أحمد بن الحسن المحيوي أبو زكريا القبابي - بموحدتين نسبة إلى قباب قرية من أشموم الرمان من الشرقية - القاهري الشافعي نزيل دمشق. ولد سنة إحدى وستين وسبعمائة تقريباً بالقباب وكان أبوه خطيباً فمات عنه صغيراً فتنزل في مكتب الأيتام بمدرسة حسن فقرأ القرآن والتنبيه والحاوي معاً ومختصر ابن الحاجب الأصلي وألفية ابن ملك وغيرها وأخذ عن البلقيني وابن الملقن والبدر الطنبدي ولازم الأبناسي فانتفع به كثيراً وأخذ علم الحديث عن الزين العراقي والعربية عن المحب بن هشام والمعقولات عن العز بن جماعة وتقدم على أقرانه في جميعها وأذن له البلقيني وغيره بالإفتاء سنة ثلاث وثمانين وسبعمائة ثم قدم دمشق في سنة خمس وثمانين فنزل بالقيمرية وسمع من المحب الصامت جزء الخليلي وأخذ عن الزهري والقرشي وابن الشريشي وشهدوا له بالفضيلة حتى قال الزهري ما قدم علينا من مصر مثله وأذن له هو وغيره بالإفتاء أيضاً وكان حين قدومه مشهوراً باستحضار الروضة بل كان عارفاً بدقائق الحاوي ثم جلس للإقراء بجامع بني أمية فأخذ عنه جماعة من الفضلاء ثم ترك الإقراء وأقبل على الوعظ وصنف فيه كتاباً وتكلم على الناس بالجامع فأكبوا عليه وراج فيه أمره واشتهر بالفصاحة وحسن الأداء وانتفع به كثير من العامة ثم لما وسع الأمير ناصر الدين محمد بن منجك مسجد القصب تكلم فيه على آية "إنما يعمر مساجد الله" وحضر عنده الشهاب بن المحمرة القاضي وغيره من علماء دمشق وكان مجلساً جليلاً، وسكن بعد الفتنة العظمى بيت روحاء فأقام ودخل إلى دمشق مع من دخلها من الشاميين ثم عاد فلازم عمل الميعاد وقرأ صحيح البخاري عند نوروز، ودرس في دمشق بعدة مدارس كالرواحية وناب في الشامية البرانية وأعاد بالشامية الكبرى، وناظر الفحول وزاحم العلماء فاشتهر أمره واتضح علمه وبان مقداره وناب في الحكم عن الأخنائي والنجم بن حجي فمن بعدهما، وكان عارفاً بالقضاء يقظاً لكنه كان يشين نفسه بالأخذ على الأحكام ويتهافت في ذلك دون سائر رفقته مع الغناء وعدم الحاجة واستمر كذلك إلى أن ضعف بصره جداً ثم أضر ولم يترك مع هذا الحكم بل كان يؤخذ بيده فيعلم بالقلم ثم لما مات أقرانه وخلت دمشق منهم عاد إلى الجامع الأعظم فاجتمع عليه الطلبة بل غالب فضلاء دمشق وقسموا عليه التنبيه والمنهاج والحاوي في أشهر قليلة من ثلاث سنين بدون مطالعة وربما استعان بمطالعة بعض أصحابه له، وافتى زمناً قبل الضرر وبعده ويكتب عنه حينئذ ثم يكتب هو اسمه، وكان إماماً علامة فقيهاً واعظاً فصيحاً ذكياً جيد الذهن مشاركاً في عدة فنون حسن التقرير قادراً على إيصال المعاني للإفهام مع لين العريكة وسهولة الانقياد والمروءة والعصبية وقلة الحسد ولما تزايد ضعف بصره انقطع بمنزله مديماً للتلاوة ويبرز في يوم الاثنين والخميس للإشغال في الجامع إلى أن مرض بالقولنج فتغير مزاجه ثم عوفي منه ثم عاوده فضاقت أخلاقه لذلك ولم يزل يتزايد به إلى توفي في منزله بمسجد القصب بعد عصر يوم السبت ثامن عشر صفر سنة أربعين ودفن من الغد بمقبرة الباب الصغير شرقي سيدي بلال بالقرب من جادة الطريق وكثر الأسف عليه وكانت جنازته حافلة وتقدم للصلاة عليه السراج الحمصي مع كونه أوصى للشيخ أحمد الأقباعي فلم يلتفت لذلك ورثاه جماعة رحمه الله وإيانا، وذكره شيخنا في سنة تسع وثلاثين من إنبائه فقال اجتمع بي في ذي الحجة سنة ست وثلاثين بالعادلية الصغرى وذكر أنه قرأ على شيوخنا العراقي والبلقيني وغيرهما وسمع من ابن المحب وسمعت عليه جزءاً من حديثه وسمع علي شيئاً. ومات في صفر ولكنها من سنة أربعين وذكره التقي بن قاضي شهبة في طبقاته فقال الشيخ العالم المحدث الفقيه الواعظ وأرخ مولده في أواخر سنة ستين أو أول التي تليها وقال أن حفظه للحاوي بعد كبره وتميز وفضل، وترجمه بما اعتمد عليه شيخنا في إنبائه.
1052 - يحيى بن أبي زكريا يحيى بن زيان بن عمر بن زيان بن الأزرق الوطاسي المغربي المريني الفاسي الوزير الماضي أبوه. ذبح هو وابن عمه محمد بن أبي حسون الماضي في يوم الأربعاء مستهل المحرم سنة ست وستين.
 1053 - يحيى ابن الأمير الخير الفقيه يشبك المؤيدي سبط المؤيد شيخ، أمه أسية ووالد أحمد الماضي. ولد في ربيع الأول سنة اثنتين وأربعين وثمانمائة ونشأ في عز فقرأ القرآن واشتغل يسيراً وجود الكتابة عند البرهان الفرنوي وغيره كيس وتقدم فيها بحيث كتب بخطه أشياء بديعة؛ وكان مع ذلك متقدماً في الفروسية بسائر أنواعها كالرمح والسيف والدبوس والنشاب وسوق الخيل بحيث أنه ساق المحمل عدة سنين باشا، مع حسن المحاضرة والشكالة ولطف العشرة والظرف وجودة الفهم ومزيد الإسراف على نفسه، وهو من كان يسمع مني بحضرة أبيه في القول البديع وغيره، وكذا من شيوخه في الفقه ونحوه البدر بن عبيد الله وبواسطته تزوج ابنة المحب بن الشحنة واستولدها ابنة ماتت في حياتهما وفارقها؛ وعظم ميل أبيه إليه ومحبته فيه حتى أنه كان المستبد بكثير من الأمور أيام مباشرته الدوادارية الكبرى مع شدة مبالغته في طواعية والده ومزيد خدمته له، وقد رقاه الظاهر خشقدم وأمره بعد سنطباي وغيره وصار أمير أربعين، وسافر في أيامه إلى الحجاز أمير الركب الأول وإلى البلاد الشامية لتقليد بعض النواب ورجع بمال كثير وابتدأ به التوعك من ثم بحيث أشرف على الموت وتحدث به الناس حتى سمعته وأنا بمكة ونزل السلطان للسلام عليه وعالجه الأطباء خصوصاً المظفر محمود الأمشاطي حتى نجع ثم انتقض عليه بعد بمدة وتنوعت به الأمراض كالسل ونحوه بل يقال أنه عرض له داء الأسد وأقام مدة واختلف الأطباء عليه وأكثروا له من الحقن إلى أن انتحل وتخلى مما عسى ن يكون كل هذا سبباً للتكفير عنه. ومات وأبوه في دمياط وأمه تقالبه يوم الجمعة سادس عشرى رمضان سنة ست وسبعين وصلي عليه من الغد في جمع حافل جداً فيه السلطان، ودفن بالمؤيدية مدرسة جده، وبلغني عن المحب بن الشحنة أنه لم يخلف بعده في أبناء الترك مثله سامحه الله وإيانا وعوضه وأبويه الجنة، وقد كان زائد الميل إلي اقتداءً بأبيه فيا لتعظيم بحيث أنني لما قدمت من مكة في أول سنة اثنتين وسبعين وكان إذ ذاك ضعيفاً توجهت للسلام عليه فبالغ في التألم من أجل كون تدريس المؤيدية لم يترك لي حتى جئت وإنه هو وأبوه عجزا عن دفع ابن عبيد الله المستعمل من ابن الشحنة في تقريره فيه فخففت ألمه وأرحت خاطره.
1054 - يحيى بن يوسف بن عبد الحميد بن عمر بن يوسف بن عبد الله الطوخي الأصل القاهري الشافعي البسطي أخو أحمد الماضي وجده والآتي أبوه المالكي. ممن قرأ علي بعض البخاري وكتبت له إجازة وهو ممن يتكسب في بيع البسط، وأكثر من القراءة على شيخ سوقهم التقي الحنبلي وحضر يسيراً في الفقه عند الزين بن صدقة.
1055 - يحيى بن يوسف بن علي بن محمد المغربي المالكي. ولد ببلاد مكناسة الزيتون في شوال سنة ثمان وثمانين وسبعمائة، وقدم القاهرة في أعوام بضع عشرة وثمانمائة بعد جولاته في فاس وأعمالها، ودخل الأندلس وأفريقية؛ وحج وزار المدينة وأقام بالبلاد الشامية سنين، وتردد إلي كثيراً ونعم الرجل. قاله المقريزي في عقوده وساق عنه عن أبي عبد الله محمد الفاسي في كرامات الآل حكاية ذكرتها في الارتقاء ولم يؤرخ وفاته.
 1056 - يحيى بن يوسف ين محمد بن عيسى النظام بن السيف الصيرامي - بالمهملة صاداً أو سيناً - ثم القاهري الحنفي الآتي أبوه مع الخلاف في إثبات محمد وحذفه والماضي ولده عبد الرحمن وربما قيل له يحيى بن سيف. ولد قبل الثمانين وسبعمائة أظنه بتبريز لكون والده كان قد تحول إليها، ولزم والده خاصة في العلوم العقلية والنقلية وكان قدومه القاهرة معه حين استدعى لمشيخة البرقوقية من واقفها بعد موت شيخها العلاء السيرامي في سنة تسعين وهو مراهق؛ وتقدم بذكائه وصفاء فكره وذكر بالفضيلة التامة وحسن الشكالة ومزيد العفة فلما مات والده استقر عوضه في مشيخة البرقوقية مع وجود أخ له أسن منه وذلك بنقرير أقباي في غيبة الناصر بن الواقف فلما حضر الناصر أقره عليها وعكف حينئذ على التدريس والإقراء بحيث أقرأ الفضلاء من سائر المذاهب الكتب المشكلة في الفنون كالعضد والمطول وشرح المواقف وتفسير البيضاوي والكشاف، وسمعت الثناء عليه بمزيد الذكاء والديانة من غير واحد من أصحابه وربما قدم في التحقيق ومتانته على العز بن جماعة، وممن انتفع به التقي الشمني أخذ عنه المنطق والمطول بتمامه وكأنه لذلك كتب عليه النظام شرحاً طويلاً وجد بخطه، وأخذ عنه غير ذلك ولازمه ملازمة تامة في العقليات وغيرها حتى في الفقه كالهداية لكن كان ذلك قبل تحنقه، وبلغني أن التقي كان يضايقه حتى أنه قال له مرة التزم أحد الشقين وأنا أناظرك في الآخر، وصارت مذكورة في جلالة التقي، واختص النظام بالمؤيد بحيث كان يبيت عنده كثيراً من الليالي ويسامره لوثوقه به وبعقله وخدم كتبه كالهداية وغيرها من كتب الفقه وكثيراً من كتب العقليات كالمعاني والبيان بحواش متقنة متينة بل كتب على تصنيف ابن عربي الفتوحات أو الفصوص أماكن جيدة بين فيها زيفه في اعتقاده، هذا مع قول العيني بعد تصدير ترجمته بالشيخ العالم الفاضل أنه لم يكن صاحب مواد من العلوم ولكنه يقوى على الدروس بذكائه، وقال ابن خطيب الناصرية إنه كان فاضلاً نبيهاً وشكلاً حسناً مع المروءة والعصبية والإنسانية، وقال غيره برع في الفقه والأصلين واللغة والعربية والمعاني والبيان والجبر والمقابلة والمنطق والطب والحكمة والهيئة وغالب الفنون مع الديانة والصيانة والفصاحة وكثرة الخير وقوة المناظرة والمباحثة ومزيد الشهامة ووفور الحرمة والوقار والمهابة ووجاهته في الدول، وحكى لنا غير واحد أن العلاء بن المغلي الحنبلي قال له في مباحثة بحضرة المؤيد يا شيخ نظام الدين اسمع مني مذهبك وسرد له تلك المسئلة من حفظه فمشى النظام معه فيها ولا زال ينقله حتى دخل به إلى علم المعقول فوقف العلاء ورأى النظام أنه استظهر عليه فصاح في الملأ طاح الحفظ يا شيخ هذا مقام التحقيق فلم يرد عليه وعدت في فضائل النظام، وأما شيخنا فقال في إنبائه أنه كان حسن التقرير والتدريس جيد الفهم قويه قليل التكلف كثير الإنصاف متواضعاً مع صيانة ولم يكن في أبناء جنسه مثله قال ولما وقع الطاعون استكان وخضع وخشع ولازم الصلاة على الأموات بالمصلى إلى أن قدر الله أنه مات بالطاعون، زاد غيره وقت صلاة العصر من يوم الثلاثاء سابع عشرة جمادى الأولى وعن بعضهم في يوم السبت ثاني عشرى جمادى الثانية سنة ثلاث وثلاثين وصلي عليه صبيحة الغد بباب النصر ودفن بتربتهم تجاه تربة جمال الدين بالقرب من البرقوقية وهي الآن مجاورة لتربة شاذبك شاد الخليل، وهو في عقود المقريزي باختصار قال يحيى بن سيف العلامة نظام الدين شيخ الظاهرية برقوق هو أعلم من جميع من ذكر في هذا المحل كأنه ممن اسمه يحيى رحمه الله وإيانا.


 1057 - يحيى بن الجمال يوسف بن التقي يحيى بن الأستاذ الشمس محمد بن يوسف التقي الكرماني الأصل القاهري الشافعي الماضي جده قريباً والآتي أبوه. ولد في يوم الأحد سادس رجب سنة إحدى وخمسين وثمانمائة ونشأ في كنف أبيه فحفظ القرآن وأربعي النووي والبهجة وألفية النحو عند الفقيه عمر التتائي، وعرض على المناوي والبلقيني وغيرهما وسمع على جماعة وجاور مع والده سنة خمس وستين وقبلها أشهراً من سنة اثنتين وستين ولازم الجوجري في الفقه والأصلين والعربية وغيرها والفخر المقسي في الفقه والشمس الكركي في الصرف والعربية في آخرين وجود الخط على يس وكتب به لنفسه ولغيره وتميز وحضر عندي قليلاً وانعزل مقبلاً على شأنه متقنعاً باليسير مع عقل وأدب وفضل.
1058 - يحيى بن يوسف بن يحيى الحمامي المكي. اشتغل في الفقه وتعانى التجارة وسافر لأجلها إلى اليمن وإلى ظفار وإلى مصر ثم عاد لمكة؛ وبها مات في جمادى الآخرة سنة ثلاثين بعد مرض طويل وكان قد تملك بمكة عقاراً. ذكره الفاسي.
1059 - يحيى كاتب السر بن الأرسوبي. مات سنة تسع عشرة.
1060 - يحيى بن الشرف بن برية المنفلوطي والد إبرهيم وأحد الكتبة. ممن خدم بالمباشرة عند ابن حريز ثم بعده كتب في الديوان ثم بطل وانقطع حتى مات قريب الثمانين وكان قد صاهر منصور بن صفي الأستادار على أخته واستولدها ابنه إبرهيم وباشر عن صهره في السابقية ورأيت منه في المباشرة دربة وقعددا ًبل كان بالنسبة لأقربائه أشبههم وهو ابن كريم الدين أخي شمس الدين محمد والد أبي البقاء وأبي الفتح عفا الله عنه.
1061 - يحيى الشرف القبطي القاهري ويعرف بابن صنعية. ممن خدم بالكتابة ثم ترقى بسفارة الحسام بن حريز للوزر عوضاً عن العلاء بن الأهناسي في ربيع الآخر سنة ست وستين ولم يلبث أن انفصل عنها في صفر من التي تليها واستقر في أول سنة خمس وسبعين بعد موت البرهان الرقي فيما كان باسمه من توقيع وغيره وباشر التوقيع في خدمة كاتب السرمدة ثم انقطع. مات في العشر الأخير من المحرم سنة اثنتين وثمانين بمصر.
1062 - يحيى محيي الدين المغربي المالطي قاضي المالكية بدمشق. مات في سنة اثنتين وأربعين. ذكره شيخنا في إنبائه قال واستقر بعده الشرف يعقوب المغربي أيضاً. يحيى الدمشقي الأصل المكي مولدا ًومنشأ ابن قيم الجوزية. كثر الإقامة بالقاهرة منها بعد التسعين عدة سنين وهو ابن عبد الرحمن بن أحمد الماضي.
1063 - يحيى البجيلي. أصله من بجيلة زهران من ضواحي مكة. أقام بمكة يتعبد حتى اشتهر. ومات سنة عشرين. ذكره شيخنا أيضاً.
يحيى التلمساني. في ابن محمد بن يحيى.
1064 - يحيى الشامي نزيل مكة الشاهد باب السلام. مات في ذي الحجة سنة اثنتين وستين بمكة. أرخه ابن فهد. يحيى قاصد الحبشة. في ابن أحمد بن شاذ بك.
1065 - يحيى المغربي. الركاع له ذكر في ولده محمد وإنه كان كثير الركوع يختم القرآن في اليوم والليلة. مات في حدود الستين.
1066 - يحيى المغربي الظهري. كان مشاركاً في العلوم ولكن غلب عليه الصلاح. مات قريباً من سنة أربع وستين. ذكره بعض الآخذين عني.
1067 - يحيى الهواري المغربي المالكي. قدم المدينة فأقرأ بها الفقه والعربية ووغيرهما وانتفع به جماعة وتوجه منها لمكة في البحر فغرق قبل وصوله إليها في ثامن عشرى شعبان سنة ثمان وثمانين وكان عالماً صالحاً رحمه الله.
 1068 - يخشباي المؤيدي ثم الأشرفي برسباي. أصله من كتابية شيخ ثم نقل إلى الأشرف برسباي فأعتقه وصار خاصكياً ثم دواداراً صغيراً ثم أمير آخور ثاني ثم أمره عشرة ثم أضاف إليه بلاداً حتى صار من الطبلخانات ثم كان مع العزيز ابن أستاذه وكان هو المشار إليه بباب السلسلة والإسطبل لغيبة أمير آخور كبير في التجريدة فأغلق باب السلسلة وفعل أشياء حقدها الظاهر جقمق فلما استفحل أمره ووقع الصلح على قبض أربعة من الخاصكية ونزول هذا من الإسطبل لزم بيته إلى أن قبض عليه وأرسل إلى إسكندرية مقيداً ولم يلبث أن أثبت كفره وهو في السجن وحكم بضرب عنقه فضرب بعد الأعذار في يوم الجمعة ثامن ذي الحجة سنة اثنتين وأربعين وقد زاد على الثلاثين مع هذا مع أنه استحكم بحقن دمه قبل حبسه لما استشعر عزمهم على فتله فلم يلتفتوا لما معه، وكان شاباً طوالاً جميلاً مليح الشكل يعلوه اصفرار مع شجاعة وقوة وذوق ومعرفة ومشاركة في الجملة ومعرفة ومشاركة في الجملة ومعرفة بأنواع الملاعب والملاهي والفروسية، وقد ذكر شيخنا في إنبائه باختصار وقال أنه أخرج من السجن وادعى عليه بأنه سب شريفاً من أهل منفلوط وهو حسام الدين محمد بن حريز قاضيها وثبت ذلك عليه في القاهرة واتصل بقاضي إسكندرية فأعذر إليه فأنكر ثم حلف أنه لم يفعل فقيل له أن الإنكار لا يفيد بعد قبول الشهادة فاستسلم للقتل فشهدوا عليه بعدم الدافع وضرب عنقه. وقال المقريزي أنه كان جباراً ظالماً شريراً عفا الله عنه. يخلف الوقاد.
1069 - يربغا دوادار سودون الحمزاوي. قتل أيضاً في سنة عشر.
1070 - يربغا أحد الحجاب بدمشق. مات في صفر سنة اثنتين وأربعين وكان قد حج بالركب الشامي في السنة قبلها وعاد وهو مريض. أرخه اللبودي.
1071 - برشباي الإينالي المؤيدي شيخ، صار بعده خاصكياً واستمر حتى عمله الظاهر جقمق أمير آخور رابع ثم أمير عشرة ثم أمير آخور ثالث ثم ثاني بل صار من الطبلخانات وعظم وضخم واشترى بيت الأتابك أيتمش بقرب باب الوزير وجدده وسد بابه من جهة الطريق واستمر بباب سره بجوار باب جامع سنقر ثم قبض عليه المنصور وحمل إلى إسكندرية ثم نقله الأشرف إلى دمياط ثم أعاده وأمره عشرة ثم طبلخانات ثم عينه لمكة على الترك المقيمين بها، وبنى بناحية المعلاة مسجداً عند سبيل القديدي يعلق عنده الحيات لخفة عقله فاستمر حتى مات بها في جمادى الأولى ووهم من أرخه في رجب سنة أربع وستين وقد ناهز الستين وكان طوالاً مليح الشكل تام الخلقة فيه سكون وحشمة مع إسراف على نفسه سامحه الله.
1072 - يرش الدواداري جانبك. مات سنة ثمان وستين.
1073 - يزيد بن إبرهيم بن جماز شيخ بني سعد. خرج عليه ناصر الدين محمد بن البدر بن عطية شيخ بني وائل وابن أخي مهنا بن عطية نهاراً في طائفة إلى أن أدركوه بدجوة فقتلوه مع جماعة من أتباعه منهم مملوك من جهة السلطان وذلك في سلخ ربيع الآخر سنة تسع وسبعين وكان فيما قيل شجاعاً متديناً يحب العلماء والصلحاء ويكثر من الصوم والإطعام ويبعد المفسدين وتألم الناس لذلك غفر الله له وعفا عنه.
1074 - يشبك بن إزدمر الظاهري برقوق. ولد ببلاد جركس وقدم مع أبيه فاشتراهما الظاهر في أول أمره وقدم والده ثم عمل ابنه خاصكياً إلى أن أظهر في وقعة تمر من الشجاعة والإقدام ما اشتهر وحمل بعد قتل أبيه في المعركة إلى تمر وبه نيف عن ثلاثين جرحاً ما بين ضربة سيف وطعنة رمح فأعجبه وأمر بمداواته والتلطف به حتى تعافى فاحتال حتى فر وعاد إلى الناصر فعمله أمير عشرة ولا زال حتى قدمه وعمله رأس نوبة النوب ثم ولي نيابة حماة ثم حلب في أيام نوروز الحافظي لأنه كان من حزبه إلى أن ظفر بهما المؤيد فقتلهما مع غيرهما في سنة سبع عشرة، وكان أميراً جليلاً جميلاً شجاعاً كريماً مقداماً رأساً في جذب القوس والرمي يضرب به المثل في ذلك؛ صاهر تغرى بردى الأتابكي على إحدى بناته الصغار؛ وقد ذكره شيخنا في إنبائه فلم يزد على قوله كان مشهوراً بالشجاعة والفروسية وتوقف في قول العيني كان ظالماً لم يشتهر عنه خير بأنه باشر نظر الشيخونية قال ورأيت أهلها يبتهلون بالدعاء له والشكر منه.
 1075 - يشبك من جانبك المؤيدي شيخ ويعرف بالصوفي. صار بعد أستاذه خاصكياً ثم امتحن في أيام الأشرف لكونه ممن اتهم بمعرفة محل جانبك الصوفي حين هرب من سجن إسكندرية وعاقبه حتى أشرف على الموت ثم نفاه ثم أعاده خاصكياً إلى أن أنعم عليه الظاهر بحصة في شبين القصر ثم عمله ساقياً ثم أمير عشرة ثم صيره من رءوس النواب وتوجه إلى الحجاز مقدماً على المماليك السطانية ثم عاد إلى أن رسم بنفيه إلى البلاد الشامية ثم شفع فيه فأنعم عليه بتقدمة في حلب فأقام هناك إلى أن ولي نيابة حماة بعد عزل شاذ بك الجكمي ثم بعد أشهر نقل إلى نيابة طرابلس فدام بها وقدم في أثناء ولايته لها القاهرة ثم رجع ثم طلب فقبض عليه ونفي إلى دمياط ثم إلى الإسكندرية ثم أعيد إلى دمياط ثم طلب فأرسل إلى القدس ثم أنعم عليه بأتابكية دمشق في سنة ست وخمسين وسافر منها أميراً على الركب الشامي ثم عاد إلا يسيراً. ومات في سنة ست وخمسين وسافر منها أميراً على الركب الشامي ثم عاد إلا يسيراً. ومات في صفر سنة ثلاث وستين، وكان طوالاً مليح الشكل مع طمع وسوء سيرة وعفا الله عنه.
 1076 - يشبك من سلمان شاه المؤيدي الفقيه. ولد على رأس القرن وأحضر من بلاد جركس في سنة ثمانمائة فتنزل في الطباق وصار من خاصكية أستاذه ثم ترقى إلى أن تزوج ابنة آسية وتكلم في أوقافه وصار في أيام الأشرف برسباي رأس نوبة الجمدارية إلى أن أنعم عليه الظاهر بأمرة عشرة بعد وفاة تمر النوروزي ثم زيد عدة قرى إلى أن بقي من أمراء الطبلخاناة وكان من جملة ما أنعم عليه به شبين القصر ثم لما استقدم ولداً لابن أخيه من بلاده واشتراه طلع به إليه لينزله في المماليك الكتابية فرقاه عن ذلك إكراماً لعمه وقرر له ألفين والعليق وتوابعهما بل قرر لولده يحيى سبط المؤيد مثله وسافر في أيامه غير مرة لغزو الفرنج وظهرت كفاءته وفروسيته وكذا سافر بعده للجون غير مرة وفي عدة تجاريد وغيرها واختص بالجمالي ناظر الخاص وانتفع الناس بسفارته عنده، ولا زال على إمرته دولة بعد أخرى إلى أن استقر خجداشه الظاهر خشقدم فقدمه في سنة ست وستين ثم عمله دواداراً كبيراً بعد قتل جانبك الجداوي فكانت ولايته من التنفيسات وباشرها حتى كانت الوقعة التي خلع فيها الظاهر بلباي وتسلطن تمربغا واجتمع عنده كثير من المقدمين وغيرهم من الكبار والصغار بقصد القيام بنصر بلباي وساعدهم غيرهم ووقع الحرب ولم ينحز كهو لقتال بل صار يسوف بطالبه منه وقتاً بعد وقت لعدم ميله إلى الشر وحسبان العواقب الأخروية وإلا فلو وافقهم على ما راموه منه لبلغوا قصدهم ثم لم يلبث أن تسحب فلم يعرف أين توجه ونهب بيته، واستقر في المملكة تمربغا فقرر عوضه في الدوادارية خير بك ثم ظهر صاحب الترجمة بعد أيام في بيت الأتابك قايتباي فشفع فيه ليتوجه لبيت المقدس بطالاً ثم حول إلى دمياط وأقام بها إلى أن أنعم عليه الأشرف قايتباي بالعود إلى الديار المصرية بعد موت ولده فأقام بها بطالاً إلى أن مات بعد توعكه مدة طويلة وتحوله بسببه لبيت منصور بن صفي المجاور لربع قانم من بولاق في يوم السبت سادس عشرى ربيع الأول سنة ثمان وسبعين وحمل في محفة وهو ميت لبيت أزدمر المسرطن زوج ابنته بقناطر السباع وجهز وصلى عليه في سبيل المؤمني بحضرة السلطان والأربعة وجمع جم؛ ثم دفن بتربة تجاه صهريج منجك فيها قبور أولاده، وكان قد لازم الاشتغال بالفقه والقراآت والحديث فكان ممن يتردد إليه أياماً في الأسبوع البدر بن عبيد الله بحيث قرأ عليه الهداية وغيرها والشهاب الحلبي الضرير المقرئ بحيث قرأ عليه عدة قراآت نظراً في المصحف وكذا ابن أسد وغيره من القراء وكاتبه فقرأ على بعض البخاري وغير ذلك بل وسمع من لفظي قديماً القول البديع من تصانيفي بتمامه واغتبط به، ثم بعد عوده من دمياط في أيام بطالته سمع من لفظي أيضاً ارتياح الأكباد وكذا اليسير من القول التام في فضل الرمي بالسهام وغيرها وكان يقول لا أزال أقرأ عليك حتى ألقى الله وأنا طالب علم، بل قد لقي قديماً بالقاهرة وبيت المقدس الشمس ين الديري وسمع كثيراً من مجالسه ثم حضر عند والده القاضي سعد الدين وحصل تكملته لشرح الهداية وعند شيخنا والمحب بن نصر الله في آخرين، وحج غير مرة أولها في سنة خمس وعشرين وآخرها وهو في الدوادارية صحبة ولده أمير الركب الأول، وكان أميراً حسناً يفهم كثيراً من مسائل العلم ويستحضر أشياء مع الدين والتواضع المفرط والهضم لنفسه بحيث يمنع من يطريه أو يبالغ في مدحه والرغبة في لقاء العلماء والفضلاء والمذاكرة معهم والتنويه بذكرهم وحسن الاعتقاد والتصدق باليسير والقانون المتوسط بل دون ذلك في ملبسه ومركبه وسائر أحواله والهمة مع من يقصده بحيث يفضي به إلى التعصب الذي ربما ينقمه عليه الأخيار وما أظن به تعمد القيام في باطل، هذا كله مع تقدمه في الفروسية والرماية وكونه ممن أحكم الأمور بالتجارب. وبالجملة فقد كان ينطوي على محاسن جمة وما أعرف خلف في أبناء جنسه مثله رحمه الله وإيانا.
 1077 - يشبك من مهدي الظاهري جقمق ويعرف بالصغير. كان ممن حج في سنة إحدى وخمسين هو وجماعة من إخوته كتغرى بردى القادري صحبة أمير الأول الطواشي عبد اللطيف مقدم المماليك واغاة طبقتهم واتفق في تلك السنة تناوش بعرفة بين جماعة الشريف والعرب الجالبين للغنم فكان فيما قاله لي ممن حجز بينهما بعد قتل جماعة من الطائفتين أكثرهم من العرب واستفتى القاضي سعد الدين بن الديري وكان قد حج في تلك السنة عن تحركهم للقتال في هذا اليوم فأفتاهم بما خفف به عنهم وبعد انتهاء الوقوف قال أنه وجد أعجمياً أو نحوه وهو يبكي وينتحب ويلتمس من يرجع معه لعرفة ليأمن على نفسه في أخذ ما كان ستره من ماله بالأرض حين الوقعة خوفاً عليه ويكون له النصف منه وأنه توجه في طائفة معه حتى أخذه وهو شيء كثير وأنهم سمحوا له بما وعدهم به فلم يأخذوا منه شيئاً فالله أعلم ثم كان ممن قام بحفظ السبيل في دولة ابن أستاذه بل هو أنهض القائمين بذلك وأبدى حينئذ من الفروسية والشجاعة ما ذكر به من ثم ولذا كان ممن أمسك في أول ولاية الأشرف إينال ثم نفي إلى قوص ثم أعيد وصار بعد أحد الدوادارية الصغار وصاهر الأمين الأقصرائي على ابنة أخته أخت الإمام محب الدين ثم أرسله الظاهر خشقدم في أول سنة إحدى وسبعين كاشف الصعيد بأسره ونائب الوجه القبلي بكماله إلى أسوان بعد أن كانت هذه النيابة متروكة مدة وأنعم عليه معها بأمرة عشرة فباشر بحرمة وافرة بحيث مهد البلاد وأبطل أجواق مغاني العرب التي جرت عادة الكشاف باستصحابها معهم وجرت هناك حروب وخطوب بينه وبين عرب هوارة وأنكى فيهم وجرح بل اشرف على التلف، وعين الظاهر لذلك تجريدة رأسها قرقماش أمير سلاح واشتد بأسه وكثرت أمواله وتزايدت وجاهته ثم كان ممن قام مع الأشرف قايتباي في السلطنة وشد عزمه لقبولها وهو الرسول منه إلى الظاهر تمربغا يأمره بالتوجه من القصر إلى البحرة وحينئذ استقر به في الدوادارية الكبرى عوضاً عن خير بك الظاهري خشقدم وعول عليه في كل أمر وصار هو المرجع وبالغ في نصحه بحيث أنه رام حين ورد عن العسكر المجهز لسوار ما ورد التوجه لدفعه فمنعه السلطان لمسيس حاجته إليه فساعد في النفقة للتجريدة بحمل عشرين ألف دينار سوى ما أعطاه لبعض الأمراء وسوى ما قرره على أعيان المباشرين والرؤساء والخدام من الطواشية وهو شيء كبير كل على حسب مقامه، ولمزيد وثوقه به كان هو المتوجه لمسك الظاهر تمربغا لما خرج والتوجه به إلى إسكندرية ثم كان هو باش العسكر المتوجه لدفع سوار واحتال حتى أحضره في طائفة، وكان أمراً مهولاً أفرده إمامه الشمس ين أجا بالجمع فبالغ، وأضيف إليه الوزر فقطع ووصل ورفع وخفض وكذا أضيف إليه الأستادارية، وبقوة بأسه كان فصل النزاع في عود الكنيسة التي زعم اليهود قدمها ببيت المقدس وهدمها المسلمون فأعيدت واعتذر هو عندي بأن قيامه ليس محبة فيهم ولكن للوفاء بعهدهم، إلى غير ذلك من الحوادث كهدمه السبيل الذي أنشأه أمير سلاح جانبك الفقيه عند رأس سويقة منعم وغير خاطر السلطان عليه حتى نفي واستقر بعده في إمرة سلاح وأضيف إليه النظر على خانقتي سعيد السعداء والبيبرسية والصالح وما لا ينحصر، وبالجملة فصارت الأمور كلها لا تخرج عنه وارتقى لما لم يصل إليه في وقتنا غيره من أبناء جنسه، وكان مسكنه قبل الدوادارية قاعة الماس مقابل جامعه ثم بعدها أولاً في بيت تمربغا المعروف ببيت منجك اليوسفي وأدخل فيه زيادات ضخمة من جهات متعددة كل زيادة منها دار إمرة على حدة ثم أخذ بيت قوصون المواجه لباب السلسلة وزاد فيه أيضاً أزيد مما في الذي قبله وجعل له باباً من الشارع وبني وكالة بخان الخليلي وربعاً وعمل بالقرب منه سبيلاً ومدرسة ومقابل مدرسة حسن ربعاً وحوضاً وسبيلاً للأموات ومكتباً للأيتام وما لا أنهض لشرحه وجرف من جامع آل ملك إلى الريدانية طولاً وعرضاً وأزال ما هناك من القبور فضلاً عن غيرها وجعل ذلك ساباطاً يعلوه مكعباً وعمل مزدرعات هناك وحفر بئراً عظيماً يعلوه أربع سواق إلى غيرها من بحرة هائلة للتفرج وحوض كبير ثم يخرج من الساباط من باب عظيم إلى قبة عظيمة وتجاهها غيط حسن يصل للسميساطية فيه أشتال كثيرة وأنشأ قبلي هذه القبة تربة عظيمة جداً فيها شيخ وصوفية وتجاه التربة مدرسة وبجانبها سبيل للشرب وحوض للبهائم وبحرة عظيمة يجري الماء

 

منها إلى مزروعات وبالقرب من المطرية قبة هائلة وبجانبها مدرسة فيها خطبة وأماكن تفوق الوصف إلى غيرها مما لا ينحصر وصار ذلك من أبهج المتنزهات بحيث يتكرر نزول اللسطان للقبة الثانية ومبيته بها بخواصه فمن دونهم، ولا زال يسترسل في العمائر إلى أن اجتهد في سنة أربع وثمانين والتي بعدها بل والتي قبلهما في إلزام الناس بإصلاح الطرقات وتوسعتها وهدم الكثير مما أحدث أو كان قديماً وتوعرت الطرقات إما بكثرة الهدم وارتدامها بالأتربة ونحوها أو بغيبة أرباب بعض الأماكن بحيث تصير الأماكن بعضها منخفض وبعضها مرتفع وتضرر المارة بهذا وعطب كثير من الناس والبهائم وربما يصرف على الغائب ثم يرجع عليه كالديون اللازمة إلى أن أصلحت عامة الشوارع والطرقات ووسعت وهدم لذلك كثير من الدور والحوانيت بحق وغيره بل ندب بعض قضاة السوء لذلك والحكم به ونشأ عن هذا تجريد جامع الصالح والفكاهين وزخرفتهما وظهرت أماكن كانت خفيت وقد وقع شيء من هذا في الجملة أول سنة ست وأربعين وكان ناظراً لما يذكر به دهراً مع الصدقات المنتشرة والصلات الغزيرة والرغبة في الفات ذوي الفضائل والفنون إليه ومباحثتهم وإلقاء المسائل عليهم وعلو الهمة ومزيد الشهامة ومتين التصور والفهم وسرعة الحركة ومحبة الثناء عليه ولذا كثر مادحه وتحصل الكتب النفيسة شراءً واستكتاباً ولو شرحت تفصيل ما أجملته لكان مجلداً، وقد تكرر اجتماعي به وكان حريصاً على ذلك بحيث رغب في تحصيل أشياء من تصانيفي وأسمع بعض أولاده مني بحضرته المسلسل ولو وافقت على مزيد الاجتماع به لتزايد إقباله ولكن الخيرة فيما قدر. ولم يزل على عظمته إلى أن سافر باشا لعسكر هائل إلى حلب بعد اجتماع سائر العساكر الشامية وما أضيف إليها بها واقتضى رأيه المسير للبلاد العراقية فقطع الفرات وتوجه إلى الرها فكان ضرب عنقه صبراً على يد أحد أمراء يعقوب بن حسن باك في رمضان سنة خمس وثمانين وجيء بجثته في أثناء ذي القعدة فتلقاها السلطان وجميع المقدمين فمن دونهم ودفنت بتربته المشار غليها وارتجت النواحي لقتله وكان سفره بعد أن نظر في حال الضعفاء وصرف لأهل المؤيدية نحو سنتين ثم لأهل سعيد السعداء سنة فما دونها ثم للبيبرسية ثلث سنة وتأسى به غيره من النظار في ذلك وعتق جملة من مماليكه وربما تحدث بانكساره وكثيراً ما كان يصرح بأنه لا يخضع لغير الأشرف وأفعاله شاهدة لذلك عفا الله عنه وإيانا. يشبك الأشقر. يأتي قريباً.
 يشبك الأعرج. وهو يشبك الساقي.
يشبك الأفقم. هو الموساوي.
1078 - يشبك الأنالي وقيل له ذلك لقدومه مع أمه من بلاده فأنالي بالتركي له أم المؤيدي شيخ. رقاه أستاذه حتى صار أستاداراً ثم قدم في الدولة المظفرية وعم لرأس نوبة النوب ثم قبض عليه ططر وحبسه في شعبان سنة أربع وعشرين إلى أن مات، وكان شاباً مليح الشكل حشماً كريماً ذا مروءة وتعصب.
1079 - يشبك الإسحاقي الأشرفي برسباي ويعرف بيشبك جن. ممن قدمه الأشرف قايتباي بعد أن كان عمله أولاً أمير آخور ثاني بعد جانبك الفقيه واستمر مقدماً حتى مات في جمادى الآخرة سنة خمس وسبعين وعمل أمير المحمل في سنة ثلاث وسبعين وذكره بسوء كبير.
1080 - يشبك الأشرفي إينال ويعرف بالأشقر أستادار الصحبة. كان من جملة الخاصكية ولم يتأمر. مات بالطاعون في رجب سنة أربع وستين.
1081 - يشبك الباسطي الزيني عبد الباسط. كان سكنه تجاه باب سر مدرسة سيده وكان خيراً. مات سنة ثلاث وتسعين.
1082 - يشبك باش قلق ومعناه ثلاثة آذان المؤيد شيخ. صار بعده خاصكياً ثم أخرج في أيام الأشرف برسباي على إمرة بدمشق وتنقل إلى أن استنابه الظاهر خشقدم في صفد فلم تشكر سيرته فأعيد إلى دمشق على تقدمة إلى أن مات بعد عوده من تجريدة سوار سنة اثنتين وسبعين وقد بلغ السبعين.
1083 - يشبك البجاسي تنبك. اشتراه الأشرف ينال بعد موته في حال إمرته وأعتقه فلما تسلطن أنعم عليه بأمرة في حلب وسافر أمير الركب الحلبي ثم قدم القاهرة فصادف موت أستاذه فأنعم عليه المؤيد بتقدمة ثم أخرجه الظاهر خشقدم على إمره بحلب ثم جعله نائب ملطية ثم عاد ألى أتابكية حلب ثم نقله لنيلبة حماة في سنة سبعين ثم لنيابة حلب بعد بردبك الظاهري في صفر سنة إحدى وسبعين.
1084 - يشبك الجكمي من عوض. تنقل بعد أستاذه حتى اتصل بخدمة المؤيد في إمرته فلما تسلطن أنعم عليه بأمرة عشرة ثم عمله دواداراً ثانياً فباشرها إلى أن توجه أمير حاج المحمل في موسم سنة تسع عشرة فلما قضى المناسك ووصل إلى المدينة النبوية فر منها إلى العراق تخوفاً من المؤيد ولحق بقرا يوسف صاحب بغداد وتبريز فلما مات المؤيد قدم على ططر في دمشق فرحب به ثم لما تسلطن عمله أمير آخور كبير وقدم معه الديار المصرية فسكن الإسطبل السلطاني على العادة فلم يلبث ططر أن مات فانضاف هذا لجانبك الصوفي فقبض عليهما الأشرف وسجنهما بإسكندرية فلما تسلطن كاد أن يطلقه فاتفق ما اقتضى تخليده فيه حتى مات بالطاعون سنة ثلاث وثلاثين وهو في أوائل الكهولة؛ وكان شاباً جميلاً كريماً حسن الخلق والخلق عاقلاً انقضى عمره في الشتات والحبس رحمه الله.
1085 - يشبك الجمالي ناظر الخاص الجاركسي أخو شاهين وسنقر الماضيين لا في النسب وزوج أم أولاده مولاه ابنة الكمالي بن البارزي. ممن حج غير مرة على إمرة الحاج وولي الحسبة مدة فشكرت سيرته في ذلك كله لعقله وتؤدته وتأدبه مع العلماء وملازمته للتلاوة والعبادة والتوجه لقراءة الحديث عنده والتفات الملك إليه بحيث عاده في مرضه ومكث عنده طويلاً وكان على عمارة القرين بالقرب من الخطارة فعمل هناك مسجداً وحوضاً وبستاناً وخاناً، وسافر في التجاريد بل في الرسلية بهدية لملك الروم واستقر به أحد المقدمين في الزردكاشية الكبرى وله النظر على أوقاف مولاه بسائر الأماكن وهو الآن أحد رءوس الأمراء وخيارهم ممن انتمى إليه الجمال الصاني في ديوانه بعد أبي اليمن بن البرقي.
1086 - يشبك جنب الظاهري جقمق. ترقى إلى أن صار رأس نوبة ثاني في أيام الأشرف قايتباي حتى مات في ربيع الثاني سنة سبع وتسعين ونزل فصلي عليه وكان ضخماً متهتكاً بحيث قيل أنه مات وهو ثمل سامح الله. يشبك جن. مضى قريباً.
1087 -يشبك الحمزاوي سودون الظاهري. تنقل بعد أستاذه إلى أن ولاه الظاهر جقمق دوادارية السلطان بحلب ثم نقله إلى نيابة غزة في سنة خمسين بعد عزل حطط ثم إلى صفد بعد انتقال بيغوت الأعرج منها إلى حماة. ومات بها في ليلة السبت سابع عشرى رمضان سنة خمس وخمسين، وكان ديناً خيراً مشكور السيرة.
يشبك الدوادار الناصري أتابك العساكر. هو يشبك الشعباني.
 1088 - يشبك الساقي الظاهري برقوق ويعرف بالأعرج. كان خاصكياً في أيام أستاذه ثم بعده انضم مع يشبك الشعباني في تلك الحروب والوقائع بحيث أصابته جراحات كادت تهلكه ولزم الفراش أشهراً ثم قام أعرج وقد بطل شقه الأيمن وانضم بعد مع نوروز الحافظي وولاه نيابة قلعة حلب بعد قتل الناصر فرج إلى أن قبض عليه المؤيد وحبسه مدة ثم أخرجه لمكة بل رام نفيه إلى اليمن خوفاً على من يحج من مماليكه من تعليمه إياهم الشر فشفع فيه وأقام بمكة حتى شفع فيه طوغان أمير آخور ورسم بتوجهه للقدس بطالاً إلى أن أحضره ططر وهو مدبر المملكة فلزم خدمته وصار ططر يستشيره ثم لما سافر بالمظفر إلى البلاد الشامية خلفه بالقاهرة عند حريمه فسكن معهم ببيت فتح الله بالقرب من السبع قاعات وصار يجلس على الباب كالزمام ثم لحق بالأمير ورجع معه وقد صار سلطاناً فأنعم عليه بأشياء كثيرة، ثم قدمه الأشرف برسباي في المحرم سنة خمس وعشرين فسكن طبقة الزمام ومن القلعة وعظمه جداً إلى أن عمله أتابكاً بعد قجق الشعباني ونزل فسكن بدار الأتابك على العادة وعز عليه نزوله من القلعة بحيث قبل أنه قال لو علمت أنني أنزل من الطبقة ما قبلت الأتابكية، وانحط قدره بعد ذلك لبعده عن الملك إلى أن مات في جمادى الآخرة سنة إحدى وثلاثين وصلى عليه السلطان بمصلى المؤمني ثم دفن بتربته بالصحراء بالقرب من جامع طشتمر حمص أخضر، وخلف مالاً جماً وابنة تزوجها الصالح محمد بن ططر ثم بعد موته تزوجها الأشرف وطلقها وروجها ليخشى باي مملوكه الماضي، وكان عاقلاً سبوساً زائد الدهاء والمكر عارفاً بأمور المملكة واستجلاب خواطر الملوك ممن ينفقه ويكتب المنسوب بالنسبة لأبناء جنسه مع مشاركة ما وإظهار تدين وعبادة وعفة ولكنه مسيك حريص على الجمع يحدث نفسه بالترقي ويعجبه الثناء على تمر لكونه كان أعرج وقد وصل لما وصل وربما يقول الملوك لا تطلب منهم الفروسية إنما المطلوب منهم المعرفة والتدبير والسياسة. وقد ذكره شيخنا في إنبائه فقال اشتراه برقوق وهو شاب ثم تأمر في أول دولة الناصر فرج وخرج من القاهرة في كائنة جكم ونوروز ببركة الحبش فتنقل في تلك السنين في الفتن إلى أن قتل الناصر فصار من فريق نوروز فأرسله إلى قلعة حلب ليحفظها وكان من إخوة ططر؛ وقد صار من فريق المؤيد فلم يزل يراسله حتى حضر عند المؤيد فلما قتل نوروز أراد المؤيد قتل يشبك فشفع فيه ططر وأمر بتسفيره إلى مكة بطالاً فتوجه إليها ودخل اليمن ثم سعى له إلى أن عاد إلى القدس فأقام به بطالاً فلما تمكن ططر أمر بإحضاره فوصل إليه وهو بدمشق وتوجه معه إلى حلب فأقامه في حفظ قلعتها ثم لما رجع وتسلطن أحضره فأمره ثم كان من كبار القائمين بسلطنة الأشرف فرعى له ذلك وأسكنه معه بالقلعة ثم صيره أتابك العساكر بعد قطج، وكان من خيار الأمراء محباً في الحق وفي أهل الخير كثير الديانة والعبادة كارهاً لكثير مما يقع على خلاف مقتضى الشرع انتهى. وينظر فيما بينه وبين ما تقدم من المخالفات؛ وهو في عقود المقريزي.
 1089 - يشبك السودوني الأتابكي ويعرف بالمشد. يقال أنه لسودون الجلب نائب حلب فلما مات استولى عليه يشبك الأعرج وكان حينئذ نائب قلعتها بغير طريق ثم باعه لططر بمائة دينار، فلما بلغ ذلك أيتمش الخضري وكان متحدثاً على أولاد الناصر فرج قال أن الأعرج افتات في بيعه وسودون مولاه لا وارث له سوى أولاد الناصر ثم باعه ثانياً لططر، واختص بططر حتى عمله شاد الشر بخاناه عنده؛ فلما تسلطن أنعم عليه بأمرة طبلخاناه ثم عمله شاد الشر بخاناه السلطانية ثم بلغ الأشرف في سلطنته التردد في معتقه فاشتراه من أناس بألف دينار وأعتقه ثم رقاه للتقدم في سنة ثلاث وثلاثين ثم عمله حاجب الحجاب واستمر إلى أن تجرد مع الأمراء إلى البلاد الشامية وعاد معهم في سلطنة العزيز فخلع عليه باستمراره على الحجوبية ثم نقله الظاهر إلى إمرة مجلس ثم بعد يويمات إلى إمرة سلاح ثم بعد أشهر إلى الأتابكية فعظم وضخم ونالته السعادة واستمر يترقى لإقبال السلطان عليه في كثرة الإنعام وقبول الشفاعة والتوقير حتى أثرى وهو مع هذا كله لا يزداد إلا إمساكاً وانهماكاً فيما لا يرتضى لكن خفية خوفاً من الظاهر لبغضه القبيح، إلى أن مرض فدام مدة وتعطلت حركته ثم عوفي وركب ثم عاد مرضه فلزم الفراش أياماً. ومات وهو في الكهولة في شعبان سنة تسع وأربعين وصلى عليه السلطان بمصلى المؤمني ثم دفن بتربته التي أنشأها بالصحراء قبل إكمالها ولم يثن عليه أحد بخير نعم كان ساكناً عاقلاً حشماً عرياً إلا من رمي النشاب على عيوب في رميه وهو في ابتدائه أحسن منه في آخره.
1090 - يشبك الشعباني الأتابكي الظاهري برقوق. رقاه أستاذه إلى التقدمة والخازندارية ثم صار بعده لالاه لابنه الناصر واقلب على الفات الأمراء والجلبان الظاهرية إليه فانضم عليه خلائق، وحينئذ قام بترشيد الناصر حتى يستبد بالأمور دون الأتابك أيتمش ورسم بنزوله من السلسلة لداره بالقرب من باب الوزير كما كان في أيام الظاهر فثارت الفتنة لذلك وانكسر أيتمش بمن معه وخرج إلى البلاد الشامية فاستقر بيبرس الدوادار أتابكاً عوضه ويشبك دواداراً عوض بيبرس وأخذ أمره في التزايد والارتقاء وصار مدبر المملكة إلى أن وثب عليه جكم من عوض وغيره فقاتلوه وقبضوا عليه وسجنوه بإسكندرية في شوال سنة ثلاث وثمانمائة، واستقر جكم عوضه في الدوادارية ثم وقع بينه وبين سودون طاز أمير آخور فقبض على جكم وحبسه مكان يشبك وأعيد إلى الدوادارية ثم ولاه الناصر بعد عوده إلى الملك أتابكاً ثم استوحش منه فخرج عاصياً ووافقه جماعة فخرج إليهم الناصر فهزموه وآل الأمر إلى اختفاء يشبك ثم ظهر بالأمان وأعيد إلى رتبته وسافر إلى البلاد الشامية مع الناصر فلما وصلها قبض عليه هو وشيخ وحبسهما بقلعة دمشق فاحتالا حتى خلصا فوافاهما نوروز على بلعبلك فقتل يشبك في يوم الجمعة ثالث عشر ربيع الآخر سنة عشر وأرسل برأسه إلى الناصر فطيف بها وعلقت أياماً، وكان أميراً جليلاً كريماً وقوراً سيوساً ضخماً عالي الهمة متجملاً في شئونه كلها عفا الله عنه. وقد أغفله ابن خطيب الناصرية فاستدرك ابن قاضي شهبة اسمه خاصة. يشبك الصغير. هو يشبك من مهدي.
1091 - يشبك طاز المؤيدي شيخ. صار بعده من أمراء دمشق ثم نقل إلى حجوبية طرابلس ثم إلى نيابة الكرك ثم إلى أتابكية دمشق فدخلها وهو متوعك فلم تطل مدته. ومات في شعبان سنة أربع وستين وكانت سيرته مشكورة.
1092 - يشبك الظاهري جقمق الساقي. قلعت عينه في الوقعة المنصورية واستمر منفياً مدة ثم أعيد وأنعم عليه بإقطاع ثم كمل له حتى صار أمير عشرة، ولم يلبث أن مات في رجب سنة أربع وستين وكان عاقلاً ساكناً عارفاً بلعب الرمح مشهوراً بالإقدام.
1093 - يشبك العثماني الظاهري برقوق. كان من أعيان خاصكيته ثم ترقى في دولة الناصر إلى التقدمة ثم خرج عن طاعته وانضم لشيخ ونوروز إلى أن حوصر الناصر فأصابه سهم لزم منه الفراش حتى مات في يوم الجمعة مستهل صفر سنة خمس عشرة وصلى عليه شيخ ودفنه خارج دمشق.
1094 - يشبك القرمي الظاهري جقمق. عمل ولاية القاهرة في أيام ابن أستاذه ثم امتحن وتأمر عشرة في أيام الظاهر خشقدم إلى أن مات في الوقعة السوارية سنة اثنتين وسبعين.
 1095 - يشبك الكركي قطلوبغا. تنقل من بعد أستاذه في الخدم حتى تأمر في أيام الظاهر جقمق عشرة وصار من رءوس نوبه ولكن لم تطل مدته في الإمرة. ومات في ذي القعدة سنة خمسين وكان غاية في الشح نشف جلده على عظمه عفا الله عنه. يشبك المشد. هو السودوني.
1096 - يشبك المشد نائب حلب. كان شاباً جاهلاً فاسقاً ظالماً عسوفاً طماعاً اشتراه المؤيد وهو نائب طرابلس بألف دينار كما سمعه العيني من المؤيد، ثم ترقى عنده إلى أن عمله شاد الشربخاناه ثم أعطاه تقدمة ثم نيابة طرابلس ثم نيابة حلب ولم يشتهر عنه معروف، وذكره ابن خطيب الناصرية فقال قدمه أستاذه فكان عنده حين نيابته بحلب شاد الشربخاناه فلما استقر في المملكة ولاه نيابة طرابلس ثم نقله منها إلى حلب سنة عشرين، وكان شاباً فارساً شهماً شجاعاً بنى بحلب مسجداً بالقرب من الشاذ بخنية وجنينة بالقرب منه وتربة ومكتب أيتام ثم قتل بعده في المحرم سنة أربع وعشرين، ونسبه بعضهم يوسفياً.
1097 - يشبك الموساوي الظاهري برقوق ويعرف بالأفقم. كان أعطى تقدمة بالديار المصرية في أيام الناصر ابن أستاذه ثم ولي نيابة طرابلس بعد نيابة غزة مدة طويلة، قال العيني وظلم أهلها ظلماً كثيراً فاحشاً وكان أفقم سيئ المعتقد رديء المذهب متجاهراً باللواط. قتل بإسكندرية في سنة أربع عشرة، ذكره شيخنا في إنبائه.
1098 - يشبك المؤيدي أحمد بن إينال. كان خازنداره ثم تأمر في أيام الأشرف قايتباي ومات بعد أشهر في ليلة الخميس منتصف شعبان سنة ثلاث وسبعين.
1099 - يشبك الناصري فرج. خدم الأمراء بعد أستاذه مدة ثم رده الظاهر ططر لبيت السلطان وعمله خاصكياً ثم أنعم عليه الظاهر جقمق بأمرة عشرة ثم صيره من رءوس النوب ثم علمه المنصور من أمراء الطبلخاناة ثم صيره الأشرف إينال رأس نوبة ثاني حتى مات في صفر سنة تسع وخمسين بعد تمرضه طويلاً وقد ناهز السبعين ويقال أنه كان مسرفاً على نفسه عفا الله عنه.
1100- يشبك النوروزي الحافظي. تنقل بعد أستاذه حتى صار من أمراء دمشق ثم عمل حجوبية طرابلس ثم دمشق ثم نيابة طرابلس، كل ذلك في أيام الظاهر جقمق بالبذل لعدم تأهله ثم قبض عليه وأودع السجن ثم أخرج إلى القدس فمات به بعد مدة في المحرم سنة ثلاث وستين.
يشبك اليوسفي. هو المشد.
1101 - يشبك أخو الأشرف برسباي وهو أسنهما. استقدمه أخوه من جركس في سلطنته وأنعم عليه بأمرة طبلخاناة ثم قدمه فلم يلبث أن مات بالطاعون في رجب سنة ثلاث وثلاثين وحضر أخوه جنازته ودفنه في حوشه، وكان سليم الباطن مائلاً إلى الخير والشفقة يسير على قاعدة البلاد. ذكره شيخنا في إنبائه فقال كان أسن من أخيه ولكن ذاك أسرع إليه الشيب دونه طعن فأقام أياماً يسيرة ويقال أنه مات ساجداً، وكان شديد العجمة ويعلم اللسان التركي ولم يفقه بالعربي إلا اليسير فيه عصبة لمن يلتجئ إليه ومكارم أخلاق، وقال العيني كان جيداً متواضعاً متعصباً ساعياً في قضاء حوائج الناس.
1102 - يشبك أمير آخور. قتل في مصاففة بين عسكر الأشرف وعلى دولات في صفر سنة تسع وثمانين.
1103 - يشبك حاجب طرابلس. أصله من مماليك قانباي البهلوان نائب حلب وولي بعده نيابة المرقب بالبذل ثم حجوبية طرابلس كذلك إلى أن مات بها في ثالث المحرم سنة إحدى وستين.
 1104 - يعقوب شاه بن أسطا علي الأرزنجاني ثم التبريزي ثم القاهري المهمندار. ولد سنة عشروثمانمائة تقريباً بأرزنجان وتحول منها مع عمته إلى تبريز فنشأ بها وقرأ بها القرآن وكان زوجها أبو يزيد صاحب ديوان السلطان قرا يوسف متملك بغداد وتبريز وما والاها فتدرب به بحيث أنه لما انتقل الأمر لولده إسكندر صار المرجوع في ضبط أمور الزوج إليه مدة ثم لما قارب العشرين انتقل مع عمته إلى الديار المصرية فوصلها ثاني سني الأشرف فنزل في طبقة القاعة ثم في طبقة المقدم سنة ثلاث وثلاثين مع خشقدم اليشبكي إذ صار مقدم المماليك وحج معه حين كان أمير الأول ثم مع قانم التاجر حين تأمر على المحمل بل كان في الركاب سنة آمد فوردت مطالعة من إسكندر بن قرا يوسف فلم ينهض أحد لقراءتها فأرشد الكمالي بن البارزي إليه لعلمه بتقدمه في قراءة المطالعات الواردة من الروم والتتر والعجم والهند ومعرفته بألسنتها وبالتركي والعربي فقرأها واستقر من ثم في قراءة المطالعات الواردة عنهم بل رام أن يقرره أحد الدوادارية لأجل القراءة فلم يتهيأ، ثم بعد دهر استقر به الأشرف قايتباي في المهمندارية الكبرى بعد موت تمرباي التمرازي في سنة أربع وسبعين نقلاً له من المهمندارية الأولى مضافاً لما معه من قراءته المطالعات لسابق اختصاص به حين الأمرة كما اختص بغيره من الأمراء كقانم بل اختص قبل ذلك وبعده بالخطيب أبي الفضل النويري وبالسيد العلاء ابن السيد عفيف الدين ونحوهما، وسمع ختم البخاري بالكاملية بقراءة الديمي على عدة شيوخ وتكلم في أشياء كوقف الحاجب ونحوه، وعظم اختصاصه بيشبك من مهدي ووسع داره بل وجدد مسجداً بقربه وعمل علوه بيتاً أسكن به الزين السنتاوي وسبيلاً بجانبه وسلك في أموره طريقاً وسطاً بل دونه وتمول جداً فيما يظهر سيما وهو في الإمساك بمكان وأظهر التأدب والتواضع والكلام المفارق للفعل بحيث صار في جل ما يبديه توقف، وكثر تعلله بأعضائه وتناقصت حركته وهو مستمر على المهندارية والقراءة، وزار بيت المقدس وترقى في جبذ القوس والثقيل والرمي ومعرفة فنون الرمح علماً وعملاً والصراع وتراتيب المملكة وترتيب العساكر بحيث انفرد في ذلك وعمل درجاً في ترتيب خروج الملوك وإطلابها وعساكرها إلى الأسفار من تجاريد وغيرها أوقفني عليه.
1105 - يعقوب شاه الكمشبغاوي الظاهري برقوق. رقاه أستاذه حتى قدمه وعمله حاجباً ثاني ثم بعده كان ممن انتمى لأيتمش، وآل أمره إلى أن قتل بقلعة دمشق في منتصف شعبان سنة اثنتين وقد ناف على الثلاثين، وكان تركياً شجاعاً مقداماً جميل الصورة أبيض حسن القامة رضي الخلق فهماً ذكياً فصيحاً حسن المشاركة مولعاً بجمع الكتب النفيسة وغرائب الأشياء.
1106 - يعقوب بن إبراهيم ويعرف بأبي الحمد. كان مقيماً بقرية التنضب من وادي نخلة الشامية يعقد بها الأنكحة ويكتب الوثائق وله بالوادي عقار وسمعة عند العرب شهيرة كبيرة بل عليه اعتمادهم مع خير ومروءة وعقل؛ وأمه مكية وكان يتردد إلى مكة ويقيم بها. وبها مات بعد الحج سنة ثلاث عشرة أو في المحرم سنة أربع عشرة وقد جاز الستين ظناً غالباً. ذكره الفاسي وأنشد عنه شعراً لغيره وقال أنه سأله عن أكثر ما علمه من تمر النخيل فذكر أن ثلاث نخلات ببشرى من وادي نخلة جد منها نيف وأربعون صاعاً مكياً وأظنه قال خمسة وأربعون صاعاً قال وهذا عجيب.
1107 - يعقوب بن أحمد الأنباري المكي. قال الفاسي ذكر لي أنه قرأ القرآن بمكة على السراج الدمنهوري وأظن أنه قال أنه قرأ عليه بجميع الروايات وأما قراءته عليه ببعضها فأحققها عنه وكان يسافر من مكة طلباً للرزق إلى اليمن وغيره. مات بمكة في سنة تسع ودفن بالمعلاة.
 1108 - يعقوب بن إدريس بن عبد الله بن يعقوب الشرف الرومي النكدي - نسبة لنكدة من بلاد ابن قرمان - الرومي الحنفي ويعرف بقرا يعقوب. ولد في سنة تسع وثمانين وسبعمائة واشتغل في بلاده على الشمس الفناري وسمع البخاري على الشمس الهروي وجد في الطلب حتى فضل ومهر في الأصول والعربية والمعاني، وحج وهو شاب في سنة تسع عشرة، ودخل حلب فاجتمع به ابن خطيب الناصرية ووصفه بالفضيلة والعلم والذكاء وأنه عالم البلاد القرمانية، ودخل القاهرة بعد ذلك فيقال أن الأمير ططر أعطاه ألف دينار، وحصل كتباً كثيرة وكان مقيماً بلارندة من بلاد ابن قرمان يدرس ويفتي بل كتب على المصابيح شرحاً يقال أنه وصل فيه إلى النصف وكذا قيل أنه كتب على الهداية وأن له حواشي على البيضاوي. مات في ربيع الأول سنة ثلاث وثلاثين بلارندة عن نحو أربع وأربعين سنة، وذكره شيخنا في إنبائه باختصار.
1109 - يعقوب بن جلال بن أحمد بن يوسف الشرف ويسمى أيضاً أحمد بن إجلال الدين ويسمى أيضاً رسولاً الرومي القاهري التباني - لسكناه بالتبانة خارجها - الحنفي ويعرف بالتباني. ولد سنة ستين وسبعمائة تقريباً وتفقه على أبيه وغيره ومهر في العربية والمعاني والبيان والعقليات وكان يستحضر كثيراً من فروع الحنفية وأحب الحديث وشرع في شرح المشارق، كل ذلك مع بشاشة الوجه وطلاقة اللسان وكرم النفس جوداً وسخاءً ممن درس وأفتى وأول ما ولي تدريس مدرسة الجاي وخطابتها وإمامتها في حدود سنة تسعين ثم مشيخة تربة قجا السلحدار وكذا ولي مشيخة قوصون مدة لكنه رغب عنها ثم ولي نظر القدس بعناية أيتمش ثم صرف عنه وجرت له مع الناصر فرج خطوب ثم اتصل بالمؤيد فعظم قدره وولي في أيامه مشيخة الشيخونية ونظر الكسوة ووكالة بيت المال ثم صرف عن الكسوة خاصة بسبب جائحة حصلت له مع الدوادار بسببها ولو تصون ما تقدمه أحد ولذا بعد المؤيد رقت حاله جداً حتى مات فجأة في صفر سنة سبع وعشرين وقد زاد فيما قاله العيني على السبعين، واستقر بعده في الوكالة نور الدين السفطي شاهد الأمير الكبير وفي الشيخونية السراج قارئ الهداية. ذكره شيخنا في أنبائه، وفي تاريخ ابن خطيب الناصرية الشرف يعقوب ابن فقيه بن أحمد الرومي ثم المصري الحنفي بن التباني كان إماماً فاضلاً مستحضراً حسن الشكالة ولي وكالة بيت المال بالقاهرة ونظر الحرمين ثم في أيام الأشرف برسباي مشيخة الشيخونية واستمر فيها حتى مات، وأظنه هذا ولكن قوله في أيام الأشرف سهو، وقال بعضهم كان ذا همة عالية ومكارم وصدقة وبر وإيثار وكلمة مسموعة ووصلة بالأمراء والأكابر سيما وقد اختص بالمؤيد فتزايدت ضخامته وتردد الناس إليه لحوائجهم مع الديانة والصيانة.
1110 - يعقوب بك بن حسن بك بن علي بك بن قريلوك عثمان أبو المظفر صاحب الشرق وسلطان العراقين وعم حسين مرزا بن محمد أغرلو المقيم بالقاهرة قتل أخاه أبا الفتح خليلاً المستقر في السلطنة بعد أبيهما حسن بك واستقر وقدمت ابنته مع أمها في ربيع الأول سنة ست وتسعين لتزوج لابن أخيه المشار إليه. ومات المترجم عن قرب ولم تلبث هي بعد زواجه لها إلا قليلاً وماتت في طاعون التي تليها ثم مات الزوج عند دخوله المدينة من آخرها عفا الله عنهم.
1111 - يعقوب بن داود بن سيف أرعد الحطي ويقال له الناصر ملك الحبشة. ورد كتابه في سنة إحدى وأربعين بالوصية بالنصارى وكنائسهم.
يعقوب بن رسول التباني. مضى قريباً.
 1112 - يعقوب بن عبد الله الخاقاني الفاسي. كان من أبناء البربر وتعلق بالاشتغال فلما رأى الفساد الحادث بفاس بسبب الفتنة بين السعيد وبين أبي سعيد في سنة سبع عشرة صار يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ويكف أيدي المفسد فتبعه جماعة وقويت شوكته بحيث حاول ملوك فاس القبض عليه فأعياهم أمره إلى أن قتل أبو سعيد وأرسل ابن الأحمر يعقوب المريني إلى فاس فلم يتم الأمر فأرسل أبا زيان بن أبي طريف بن أبي عنان فحاصر فاس، وقد اشتدت شوكة صاحب الترجة واستفحل أمره ففتك فيمن بقي من بني مرين وساعد أبا زيان وقام بأمره فدخل فاس وقتل عبد العزيز الكناني وعدة من أقاربه كما شرح في محله من الحوادث سنة أربع وعشرين ثم أرسل ابن الأحمر محمد بن أبي سعيد فعسكر على فاس ففر منه أبو زيان فمات ببعض الجبال وقتل هذا ثم لم يلبث أن مات محمد عن قرب فأقيم ابن أخيه عبد الرحمن فثار به أهل فاس فقتلوه وقتلوا ولده وأخاه وأقاموا رجلاً من ولد أبي سعيد، وقام بمكناسة وهي على مرحلة من فاس أبو عمر بن السعيد وقام بتازة وهي على مرحلة ونصف من فاس آخر من ولد السعيد أيضاً فصار في مسافة مرحلتين ثلاثة ملوك ليس بأيديهم من المال إلا ما يؤخذ ظلماً فتلاشى الحال وخربت الديار وقتلت الرجال والحكم لله. ذكره شيخنا في إنبائه نقلاً عن خط المقريزي فيما نقله عن من يثق به من المغاربة القادمين للحج فالله أعلم.
1113 - يعقوب بن عبد الله الجاباتي الفاسي البربري. مات سنة خمس وعشرين.
1114 - يعقوب بن عبد الرحمن بن يعقوب بن عبد الرحمن بن محمد بن عمر بن الحسن بن علي بن أبي بكر بن بكار بن أظوال المغربي الفاسي المالكي قاضي الجماعة بمدينتي فاس وتازة ويعرف بابن المعلم اليشفرى. ولد في جمادى الأولى سنة أربع وعشرين وثمانمائة وحفظ القرآن وأرجوزة ابن بري برواية نافع والخرازة في الرسم والرسالة والمدونة لسحنون وتلقين عبد الوهاب وفي الحساب التلخيص لابن البناء والحصار وفي الفرائض أرجوزة ابن إسحق التلمساني والحوفي وابن عرفة وفي النحو ألفية ابن ملك وتلا لنافع على جماعة أجلهم الحاج إبرهيم ومحمد الصغير والوهري، وأخذ الحديث عن عبد الرحمن الثعالبي ومحمد بن وزكريا التلمساني والفقه عن عبد الله بن محمد بن موسى بن معطي العبدوسي ومحمد بن آمدلال وعلي بن عبد الرحمن الأنفاسي وأحمد بن عمر الزجلدي وحسن بن محمد المغيلي والفرائض والحساب عن عبد الله بن محمد المكناسي، وحج في سنة خمس وسبعين من طريق الشامي بعد إقامته بدمشق مدة وكان يثني على أهلها ثم رجع إلى القاهرة في رمضان التي تليها، ولقيه البقاعي قال فرأيته إماماً علامة في غاية من جودة الذهن وحسن المحاضرة وجميل السمت والهدى والدل يعرف كثيراً من العلوم وأنه حضر مجلسه كثيراً وسمع عليه في المناسبات وسافر عقب ذلك إلى إسكندرية راجعاً إلى بلاده فبلغنا في أواخر سنة سبع وسبعين أنه توفي وهو ذاهب في البحر وكان معه ولد مراهق فبلغنا أنه مات أيضاً رحمهما الله فلقد كان للأب سمت يشهد بالصلاح وذل يترجمه بالصلاح. قلت كل هذا لكونه زعم أنه سمع من مناسباته نسأل الله السلامة.
يعقوب بن عبد الرحمن بن يعقوب. هكذا كتبته مجرداً في سنة خمس وسبعين من الوفيات وقلت ينظر هو وولده من تعاليقي والظاهر أنه الذي قبله.
1115 - يعقوب بن عبد الرحيم بن عبد الكريم الشرف أبو يوسف الدميسني ثم القاهري المالكي المقري نزيل تربة جوشن ظاهر باب النصر وربما قيل له الجوشني. أخذ القراآت عن أبي بكر بن الجندي وإسمعيل الكفتي والتقي البغدادي وبرع فيها بحيث أخذها عنه جماعة وممن أخذ عنه الزين رضوان وقال أنه عارفاً بالفن مع الزهد والصلاح والتقشف، واستقر بأخرة في مشيخة القراآت بالشيخونية عقب الغماري وكان يقول متى يستفتح من فتح بعد العصر ولم يلبث أن مات.
يعقوب بن عبد العزيز بن يعقوب بن محمد العباسي بن أمير المؤمنين المتوكل وأمه ابنة عم أبيه المستكفي بالله أبي الربيع سليمان فهو عريق الأبوين ولد وتزوج وأنجب أولاداً وذكر بالصلاح والانجماع.
 يعقوب بن عبد الوهاب التفهني ثم القاهري والد الشمس محمد أحمد الأطباء ممن مضى ويعرف بالتفهني. شيخ صالح معمر قطن القاهرة مدة وقرأ على الكرسي بجامع الغمري وكان على قراءته أنس. مات سنة اثنتين وستين بالقاهرة عن تسعين سنة أو نحوها. يعقوب بن علي بن يعقوب بن يوسف بن الحسن الصنهاجي.
يعقوب بن على اللمتوني المالكى. كان بمكة وعرض عليه ظهيرة في سنة ست وستين.
يعقوب بن عمر بن يعقوب بن أويس الخواجا الشرف الكردي ثم القاهري والد أبي بكر الآتي ويلقب كرد كاز. من تجار الكارم الموصوفين بالخير والجلالة ولو لم يكن له سوى معتقه الحاج بشير لكفاه، وقد صاهر الشمس الحلاوي الماضي على ابنته. ومات في جمادى الآخرة سنة ثلاث وثلاثين.
يعقوب بن فقيه بن أحمد الشرف بن التباني. مضى في ابن جلال بن أحمد قريباً.
1120 - يعقوب بن محمد بن صديق البرلسي أبو أحمد ومحمد وأحد الأعيان من التجار. كان أبوه جمالاً ونشأ هو كذلك ثم تعانى التجارة وتزوج بابنة القلاقسي أخت تاج الدين وورث منها لنفسه ولولده منها ولا زال ينتقل في المال إلى أن بلغ نحو مائة ألف دينار وتناقص حاله بعد أسره بسبب ما افتك به نفسه من الفرنج وإتلاف ولديه في غيبته وغير ذلك إلى أن مات وهي تقارب خمسين، وأسند وصيته لصهره البدر حسن بن عليبة ومع ذلك فلم يستبد بالتصرف إلا ولده، ويقال أنه أخذ منه للسلطان عشرة آلاف دينار وأنه أوصى بنحو ألفين فألف يشتري بها عقاراً ليوقف على قراء وصدقات ونحوها عند قبره والباقي منه أربعمائة لأهل الحرمين بالسوية بينهما يتولى تفرقة ما للمدينة النور السمهودي وما لمكة ابن العماد وبينهما مائة ولمجاوري الأزهر مائة وثمانون ولمفرقها المعين عشرون ولابن الغمري مائة في أشياء، وكان خيراً مديماً للتلاوة والعبادة محباً في الصالحين مع حسن العشرة والمعاملة والتواضع وصدق اللهجة وعدم التبسط في معيشته وأحواله كلها كنظائره غالباً. مات في ذي الحجة سنة ثلاث وثمانين بإسكندرية عن أزيد من ثمانين سنة ودفن بجانب ضريح ياقوت العرشي رحمه الله وإيانا.
1121 - يعقوب بن محمد بن يعقوب الأتريبي ثم المحلي ثم القاهري الشافعي. أصله من أتريب بالشرقية وقدم المحلة فأقام تحت نظر أبي عبد الله محمد الغمري مع جماعته وحفظ القرآن واستمر معه حتى مات، وانتمى بعده للشيخ مدين ثم صار بعد يجتمع مع ابن أخته محمد بن عبد الدائم وناله من الطائفتين بتردده إليه جفاء ومع ذلك فما انكف، وقد أم بجامع الغمري بالقاهرة وتنزل في سعيد السعداء والبيبرسية وطلبه الشافعي وكان يتوجه إليه ماشياً بل لازم الحضور عند المناوي في الفقه وكذا أخذ عن غيره كابن قاسم والأبناسي وقرأ على البخاري بتمامه قراءة مهذبة محررة، ولازم مجالسي في الإملاء بل كان ممن سمع على شيخنا، وتميز في العربية والفقه مع حسن التصور والمداومة على التلاوة والعبادة والتحري في الطهارة وصرف أوقاته في أنواع الطاعة بحيث كان فريداً بين الفقراء. مات في سحر يوم الجمعة ثاني عشرى جمادى الثانية سنة خمس وسبعين عن أزيد من ستين سنة بعد أن تعلل نحو سنة وتفتح في أعضائه أماكن وهو صابر محتسب، وصلي عليه بعد صلاة الجمعة بجامع الحاكم ودفن بجانب قبر الزين عبادة بتربة معروفة بالشيخ مدين تجاه الكلبكية خارج باب النصر رحمه الله ونفعنا به.
1122 - يعقوب بن محمد أبو يوسف الصنهاجي المغربي الحلفاوي لسكناه مدرسة السلطان أبي يوسف بن عبد الحق المريني بالحلفاويين. الأستاذ المقرئ الثائر بفاس. أخذ القراآت السبع رواية ودراية عن أبي عبد الله محمد القيسي الكفيف وأبي الحجاج يوسف بن منحوت الآخذ لها بمراكش عن أبي عبد الله محمد بن أحمد الصفار، وارتحل حتى برع في الأصلين والعربية والقراآت واشتهر بالعلم والصلاح وولي مشيخة المدرسة المذكورة. ولم يزل على أجمل طريقة حتى كانت الفتنة بين السعيد محمد بن عبد العزيز وأبي سعيد عثمان بن أحمد في سنة بضع وعشرين وثمانمائة وكان ما كان مما أورده المقريزي في عقوده مطولاً.
 1123 - يعقوب بن يوسف بن علي الشرف القرشي المغربي المالكي القاضي، ممن سمع من شيخنا، وولي قضاء حلب ثم انفصل عنه وأقام بدمشق مدة وكذا ولي قضاءها بعد محي الدين يحيى المغربي في ذي الحجة سنة اثنتين وأربعين ورأيته كتب وهو فيها على بعض الاستدعاآت المؤرخة سنة ست وخمسين. ومات بها في ربيع الأول سنة سبع وخمسين ودفن بمقابر الباب الصغير.
1124 - يعقوب المجد بن منقورة. كان كاتب بيت المال ثم استقر في صفر سنة ست وستين في نظر الدولة فلم يلبث سوى ثلاثة أيام وضربه السلطان ضرباً مبرحاً كاد يموت منه ووضعه في الحديد وسلمه للوالي على مال كثير آل أمره فيه إلى ثلاثة آلاف دينار باع فيها تعلقاته وأثاثه واقترض وصار مثلة.
1125 - يعقوب الحصن التاجر نزيل مكة. مات بها - بعد أن سقط له بعض ثناياه وابدلها بسن ذهباً - في ربيع الآخر سنة ثمان وثمانين وخلف شيئاً كثيراً وولداً اسمه محمد وداراً بمكة وبجدة.
1126 - يعقوب الزعبي. مات سنة اثنتين وثلاثين.
1127 - يعمر بن بهادر الذكرى من أمراء التركمان. مات هو وولده بالطاعون أول ذي القعدة سنة سبع عشرة.
1128 - يعيش بن محمد بن أحمد بن حسن بن أبي عفيف الحسني. مات في المحرم سنة ثلاث وأربعين بمكة. أرخه ابن فهد.
1129 - يعيش المغربي المالكي المقيم بسطح الأزهر. مات في يوم الأحد ثامن المحرم سنة أربع وستين بعد المحلي بأسبوع وكان عالماً خيراً رحمه الله. يكن بن.
1130 - يلباي الخازنداري الأشرفي قايتباي أحد العشراوات. كان خازنداراً أستاذه في حال إمرته. مات مطعوناً سنة إحدى وثمانين.
1131 - يلباي الإينالي المؤيدي. جركسي الجنس الملك الظاهر قدم به إينال ضضغ الأمير الشهير الذي صار بعد إمرته تاجر المماليك وإليه تنسب الإينالية كيرشباي فاشتراه المؤيد منه وجعله في طبقة الرفرف ثم صار بعده خاصكياً وكان يقال له في ابتدائه يلباي تلي يعني المجنون لجرأة كانت فيه وحدة مزاج، واستمر خاصكياً وأقطعه الأشرف برسباي ثلث قرية طحورية من الشرقية، ثم نقله ابنه العزيز لقريبة بنها العسل عوضاً عن أيتمش المؤيدي، وجعله الظاهر جقمق ساقياص ثم أمره عشرة وصيره من رءوس النوب، فلما اختفى العزيز واتفق قبضه على يده وإحضاره سر الظاهر كثيراً وأقطعه زيادة على ما معه سرياقوس وصيره من الطبلخاناة فدام حتى قبض عليه المنصور في جملة المؤيدية وحبسه بإسكندرية وأخرج أقطاعه ثم أطلقه الأشرف وأرسله إلى دمياط بطالاً ثم أعاده بعد أيام، ولم يلبث أن قتل سونجبغا اليونسي الذي كان استقر في أقطاعه فرجع إليه ثم عمله أمير آخور ثاني بعد موت خيربك المؤيدي الأشقر ثم قدمه في أواخر دولته فلما تسلطن خجداشة الظاهر خشقدم نقله إلى حجوبية الحجاب بعد بيبرس خال العزيز ثم إلى الآخورية الكبرى بعد برسباي البجاسي ثم إلى الأتابكية بعد موت قانم فلما مات الظاهر ارتقى إلى السلطنة في آخر يوم السبت وقت المغرب عاشر ربيع الأول سنة اثنتين وسبعين ولقب بالظاهر أبي سعيد ولم يكن له منها سوى الاسم لغلبة خير بك الظاهري خشقدم الدوادار الثاني على التدبير والأمر والنهي ولكن لم تطل مدته بل خلع قبل تمام شهرين بالظاهر تمربغا وحمل إلى إسكندرية فشجن بها ويقال أنه لم يتفق لأحد من ملوك الترك كبير ممن مسه الرق أنه خلع في أقل من هذه المدة وقبله المظفر بيبرس الجاشنكير خلع قبل استكمال سنة، واستمر في محبسه حتى مات في ليلة الاثنين مستهل ربيع الأول سنة ثلاث وسبعين وسنة نحو الثمانين، وكان ضخماً حشماً كثير السكون والوقار متديناً وجيهاً في الدول لم ير مكروهاً قط إلا سجنه أيام المنصور، سليم الفطرة جداً طارحاً للتكلف في شئونه كلها لم يكتب ولا قرأ موصوفاً بالبخل مع مزيد ثروته ومن يوم تسلطن أخذ في النقص وظهر عجزه والظاهر أنه لو دام لما حصل به كبير ضرر لقلة أذاه ومزيد صفائه ومحبته لنفع المسلمين فلله الأمر.
1132 - يلبغا البهائي نائب إسكندرية. مات في جمادى الأولى سنة ثلاث وأربعين وكان جيداً واستقر بعده اسنبغا الطياري.
1133 - يلبغا التركي الجاركسي نسبة لجاركس القاسمي المصارع. صار خاصكياً بعد موت المؤيد فلما تملك الظاهر جقمق قربه لكونه من مماليك أخيه وأنعم عليه بأمرة عشرة وصيره من رءوس النوب ثم ولاه رأس نوبة ولده الناصري محمد ثم انفصل عنها فقط وبقي على ما عداها إلى أن استنابه في دمياط وجعله من جملة الطلبخاناه ثم عزله عن دمياط فقط قبل موته بيسير وقدم القاهرة فاستمر بها إلى أن مرض وطالت علته فأخرج الأشرف إينال إقطاعه ولزم بيته مريضاً حتى مات في ربيع الآخر سنة ثمان وخمسين وقد زاد على السبعين، وكان فيما قيل مسرفاً على نفسه مهملاً عفا الله عنه.
 1134 - يلبغا أبو المعالي السالمي الظاهري برقوق الحنفي. كان يذكر أنه سمرقندي وأن أبويه سمياه يوسف وأنه سبي فجلب إلى مصر مع تاجر اسمه سالم فنسب إليه واشتراه برقوق وصيره من الخاصكية يعني لمهارته ورتبه لقراءة كتاب الكلم الطيب عنده، ثم كان ممن قام له بعد القبض عليه في أخذ صفد فحمد له ذلك، وولاه نظر سعيد السعداء في جمادى الأولى سنة سبع وتسعين ووعده بالأمرة ولكن لم يعجلها له فلما كان في صفر سنة ثمانمائة - ومن قال في شعبان من التي تليها فقدوهم - أمره عشرة وقرره في شعبانها ناظر الشيخونية فباشره بعنف وكذا اتفق له في سعيد السعداء فإنه أخرج مكتوب وقفها ورام المشي على شرط الواقف، وجرت خطوب وحروب بحيث عمل فيها بعض الشعراء، وكان يترقب نيابة السلطنة فما تم، ثم جعله أحد الأوصياء فقام بتحليف مماليك السلطان لولده الناصر وأول ما نسب إليه من الجور أنه أنفق في المماليك نفقة البيعة على أن الدينار بأربعة وعشرين ثم نودي بعد فراغ النفقة أن الدينار بثلاثين فحصل الضرر التام بذلك، وتنقلت به الأحوال بعد فعمل الأستادارية الكبرى والإشارة وغيرها حسبما شرح في أماكنه، ومن محاسنه في مباشراته أنه قرر ما يؤخذ في ديوان المرتجع على كل مقدم خمسين ألفاً وعلى الطبلخانات عشرين ألفاً وعلى العشراوات خمسة آلاف فاستمرت إلى آخر وقت وكان المباشرون في دواوين الأمراء قبل هذا إذا قبض على الأمير أو مات يلقون شدة من جورة المتحدث على المرتجع فلما تقرر هذا كتب به ألواحاً ونقشها على باب القصر وهي موجودة إلى الآن، وهو الذي رد سعر الفلوس إلى الوزن وكان قد فحشت جداً بالعد حتى صار وزن الفلوس خروبتين، وفعل من المحاسن ما يطول شرحه وسار في الأستادارية سيرة حسنة عفيفة وأبطل مظالم كثيرة منها تعريف منية بني خصيب وضمان العرصة وإخصاص الغسالين، وأبطل وفر الشون وكسر الويبة التي كان يكال بها وعمل ويبة صحيحة وأبطل ما كان مقرراً على برد دار الديوان المفرد والمقرر على شاد المستخرج، وركب في صفر سنة ثلاث فكسر ما بمنية الشيرج وناحية شبرى من جرار الخمر على كثرتها وهدم كنيسة النصارى وتشادد في النظر في الأحكام الشرعية وخاشن الأمراء وعارضهم فأبغضوه وقام في سنة ثلاث أيضاً فجمع الأموال لمحاربة تمرلنك زعم فشنعت عليه القالة كما شرح في محله ولم يلبث أن قبض عليه في رجب منها وتسلمه ابن غراب وعمل أستاداراً وأهانه وعوقب وعصر ونفي إلى دمياط ثم أحضر في سنة خمس وثمانمائة وقرر في الوزارة والإشارة فباشرها على طريقته في العسف فقبض عليه وعوقب أيضاً وسجن ثم أفرج عنه في رمضان سنة سبع وعمل مشيراً فجرى على عادته وسلم لجمال الدين الأستادار وكان قد ثار بينهما الشر فعاقبه ونفاه إلى إسكندرية فرجمته العامة في حال سيره في النيل، ولم يزل بالسجن إلى أن بذل فيه جمال الدين للناصر مالاً جزيلاً فأذن في قتله فقتل في محبسه خنقاً وهو صائم في رمضان بعد صلاة عصر يوم الجمعة سنة إحدى عشرة وما عاش جمال الدين إلا دون عشرة أشهر، وكان طول عمره يلازم الاشتغال بالعلم ولكنه لم يفتح عليه منه بشيء سوى أنه يصوم يوماً بعد يوم ويكثر التلاوة وقيام الليل والذكر والصدقة ويحب العلماء والفضلاء ويجمعهم وفيه مروءة وهمة عالية مع كونه سريع الانفعال طائشاً لحوحاً مصمماً على الأمر الذي يريده ولو كان فيه هلاكه ويستبد برأيه غالباً ويبالغ في حب ابن عربي وغيره من أهل طريقته ولا يؤذي من ينكر عليه، وقد لازم سماع الحديث معنا مدة وكتب بخطه الطباق بل وقرأ بنفسه وكان سمع من أبي هريرة بن الذهبي بدمشق ومن جماعة بمكة والمدينة وغيرهما وأقدم العلاء بن أبي المجد من دمشق حتى أسمع البخاري مراراً. وبالجملة فكان من محاسن أبناء جنسه، وقد عظمه المقريزي جداً في عقوده وغيرها وقال أنه كان لي مجلاً ومعظماً وقلما رأيت مثله ولولا ما ذكرته لكمل، وذكره شيخنا في معجمه وإنبائه بما أوردت حاصله عفا الله عنه وإيانا.
يلبغا السودوني حاجب الحجاب بدمشق وأحد الأعيان من أمرائها. مات بها في جمادى الآخرة سنة خمس واستقر بعده في الحجوبية جركس والد تنم الحسني نقلاً من حجوبية طرابلس  
يلبغا الكزلي - نسبة لكزل - العجمي الظاهري. ترقى في أيام أستاذه حتى صار خاصكياً ثم نقل على إمرة بدمشق حتى مات بها في حدود سنة أربعين، وكان عارفاً بفنون الرمح لا بأس به. يلبغا المجنون. يأتي قريباً.
1137 - يلبغا المنجكي الأشرفي. مات سنة ثمان وثمانمائة.
1138 - يلبغا المؤيدي شيخ ويعرف بالمجنون لطيشه وحدة مزاجه. كان أحد أمراء دمشق وبها مات في رجب سنة أربع وأربعين.
1139 - يلبغا الناصري نسبة لجالبه الظاهري برقوق الأتابكي. أصله من أعيان خاصكية أستاذه ثم قدمه الناصر ولده ثم ولاه الحجوبية الكبرى ولما تجرد إلى البلاد الشامية جعله نائب غيبته بالقاهرة، وحين قدم المؤيد مع المستعين عمله أمير مجلس ثم لما تسلطن المؤيد نقله إلى الأتابكية وسافر معه لقتال نوروز وعاد وهو مريض فلزم الفراش حتى مات في ليلة الجمعة ثاني رمضان سنة سبع عشرة ودفن من الغد وكان جليلاً معظماً وقوراً ديناً خيراً متواضعاً مائلاً للخير والمعروف واقتصر شيخنا في إنبائه على قوله: كان من خيار الأمراء رحمه الله.
1140 - يلخجا من مامش الناصري. أصله للظاهر برقوق اشتراه مع أبويه وأنعم بهم على ولده عبد العزيز الملقب بالمنصور وجعل أباه من مماليك الأطباق وتربى الولد مع الولد إلى أن تسلطن بعد خلع أخيه الناصر فرج فلما عاد الناصر وحبس أخاه جعل هذا خاصكياً ثم ساقياً وزاد اختصاصه به وأثرى مع الحشم والمماليك والبرك، كل ذلك قبل استكمال العشرين، فلما قتل أستاذه واستقر المؤيد عزله عن السقاية واستقر في جملة الخاصكية وحظي عنده أيضاً لكونه محبباً في الأمراء بحيث يتردد إليه أعيانهم، ولما هرب مقبل الدوادار من القاهرة حين كون ططر مدبر المملكة انضم إليه ودخلا مع نائب الشام جقمق الأرغونشاوي فلما انكسر اختفى هذا مدة بدمشق ثم ظهر وعاد صحبة الظاهر ططر إلى القاهرة ودام على خاصكيته مع عظمته وكثرة ما بيده من الإقطاعات ثم أنعم عليه الأشرف بأمرة عشرة وجعله من رءوس النوب وسافر في سنة أربع وثلاثين أمير الركب الأول ثم استقر في سنة سبع وثلاثين مشداً على بندر جدة رفيقاً للكريمي ابن كاتب المناخات ثم عاد فأنعم عليه العزيز بطبلخانات، ثم صار في أيام الظاهر رأس نوبة ثاني ثم نائب غزة في سنة تسع وأربعين وخرج إليها في تجمل زائد فلم يلبث أن تعلل ولزم الفراش مدة وبطل أحد شقيه واستعفى وطلب العود فأعفي وكتب بتوجهه إلى القدس فمات قبل وصول الخبر إليه بغزة في أوائل جمادى الآخرة سنة خمسين وهو في عشر الستين ودفن بجامع ابن عثمان ظاهر غزة؛ ووهم العيني حيث قال أنه مات ببيت المقدس، وكان تركياً شجاعاً مقداماً كريماً جميلاً بحيث كان يضرب بحسنه في شبيبته المثل خفيف اللحية كاملها أخضر اللون بالغ ابن تغرى بردى في الثناء عليه وأنه كان أحق بالأتابكية من غيره وأما العيني فإنه قال أنه لم يكن مشكور السيرة لأنه كان يرتكب أخذ أموال الناس ظلماً كفعله مع أهل البرلس حين توجه لأخذ خراجها فإنه ارتكب هناك ما ارتكبه غيره من الظلمة المفسدين، زاد غيره أنه أمر في مرضه بتوسيط جماعة كانوا في سجنه من جهة حطط حاجبها المستقر الآن في نيابتها عفا الله عنه.
1141 - ينتمر المحمدي الحاجب. كان من المقدمين في أيام الظاهر برقوق وقتل في واقعة أيتمش في ربيع الأول سنة اثنتين. أرخه المقريزي وغيره. يهود بن اليهودي التازي.
1142 - يوسف بن إبرهيم بن أحمد الصفدي. كان شيخاً حسناً معظماً معتقداً وله كلام على طريق الصوفية. مات في ذي الحجة سنة ست بصفد. ذكره شيخنا في إنبائه.
1143 - يوسف بن إبرهيم بن عبد الله بن داود بن أبي الفضل بن أبي المنجب ابن أبي الفتيان الجمال الداودي الطبيب. مات في أول رجب سنة ثلاث وثلاثين وقد زاد على التسعين. ذكره شيخنا أيضاً وهو في عقود المقريزي وقال جمال الدين ابن الطبيب برهان الدين بن الطبيب تقي الدين الذي هو أول من أسلم من آبائه من أهل بيت يعترف لهم عامة اليهود بأنهم من ولد داود عليه السلام. ولد في نحو سنة ثلاثين وسبعمائة وبرع في الطب وعالج به دهراً طويلاً وعاشر الأكابر بما فيه من فضيلة وجميل محاضرة وحسن معاشرة، وجاز الثمانين وهو يغتسل بالماء البارد في الشتاء لصحة بدنه. ومات عن نحو مائة سنة ثم أنشد عنه حين قال له كيف أنتم:

أسائل عن أخباركم فـيسـرنـي

 

سماعي الذي أرجوه فيكم وأطلب

إذا كنتم فـي نـعـمة وسـلامة

 

فما أنا إلا فيهـمـا أتـقـلـب

1144 - يوسف بن إبرهيم بن عبد الله الجمال الأذرعي ثم الدمشقي الحلبي الشافعي. قدم من بلاده إلى دمشق فأقام بها مدة واشتغل في الفقه على علمائها ثم قدم حلب وحضر المدارس مع الفقهاء وناب في قضاء تيزين عن الشرف الأنصاري وكان فاضلاً في الفقه وفروعه مقتصراً عليها. مات بتيزين في سنة ثلاث. ذكره ابن خطيب الناصرية وكذا شيخنا في إنبائه وقال عنه أنه اشتغل كثيراً في الفقه وغيره وقرره الأنصاري في قضاء الباب ثم تيزين.
1145 - يوسف بن إبرهيم بن علي بن عمر بن حسين التلواني الأصل القاهري الأقمري سبط ابن الحاجب، أمه جان خاتون ابنة عمر بن محمد بن الجمالي عبد الله بن بكتمر الحاجب صاحب الأوقاف الكثيرة والمدرسة بجوار الدار الهائلة خارج باب النصر التي لم يبق لاستحقاقها غير بنيها والماضي أبوه وجده، ممن سمع ختم البخاري في الظاهرية ولم يتصون.
1146 - يوسف بن إبرهيم بن علي الحوراني ويعرف بابن الكفيف. قال شيخنا في معجمه: أجاز لي في استدعاء الصرخدي سنة اثنتين.
1147 - يوسف بن إبرهيم بن يوسف الحلبي ثم الصالحي الدمشقي خادم القاضي الشهاب بن زريق. سمع من أحمد بن إبرهيم بن يونس وعبد الله الحرستاني وحدث. سمع منه الفضلاء كالنجم بن فهد. ومات.
1148 - يوسف بن إبرهيم الرومي الحنفي نزيل دمشق. ولد سنة سبع وثمانين وسبعمائة تقريباً واشتغل بالفنون فبرع وقدم دمشق وقد أشير إليه بالعلم فتصدر للإفادة بالجامع فانتفع به غير واحد وصنف في الفقه وغيره وكان جيداً ديناً مات في رحمه الله.
1149 - يوسف بن إبرهيم الوانوغي المغربي الحنفي. قدم دمشق فكان بواباً في بعض طواحينها والفضلاء يأخذون عنه فنون العلم بل شرح شواهد الزجاج وانتهى من تصنيفه في سنة أربع وعشرين وممن قرأ عليه الشرف بن عيد في التصوف وغيره.
1150 - يوسف بن أحمد بن أحمد بن أحمد القاهري الصحراوي الشافعي بواب التربة الأشرفية برسباي شركة لأخيه كأبيه ويعرف بابن الشامي. كان عاقلاً فضل في فنون ومن شيوخه ملا علي الكرماني. مات في المحرم سنة إحدى وتسعين وقد جاز الخمسين ودفن بحوش التربة المذكورة عند أبيه رحمه الله.
1151 - يوسف بن أحمد بن أبي بكر القدسي الشافعي ويعرف بابن الحمصي وبابن المبيض. شاب قدم القاهرة مراراً منها في سنة تسعين فسمع مني أشياء.
1152 - يوسف بن أحمد بن حسن بن علي بن محمد بن عبد الرحمن المحب بن الشهاب الأذرعي الأصل القاهري أحد الأخوة وأمه حرة ممن سمع في البخاري بالظاهرية.
1153 - يوسف بن أحمد بن داود العيني - نسبة لعين البندق من أعمال الشغر - ثم الشغري الشافعي نزيل حلب ويقال له الشغري لكونه نشأ بها وإلا فمولده بالعين، وهو غير الشهاب الشغري نزيل حلب أيضاً وصاحب الترجمة أفضلهما رأيت له نظم تصريف العزي مع شرحه وشرح النظم وكذا نظم المنهاج الأصلي وقطعة من المنهاج الفرعي وشرح البهجة في ثمان مجلدات وكان خيراً. مات في سنة خمس وثمانين فيما بلغني رحمه الله.
1154 - يوسف بن أبي اليسر أحمد بن عبد الله بن محمد بن محمد بن محمد بن عبد القادر بن عبد الخالق الدمشقي الشافعي ابن الصائغ الماضي أبوه. ذكره شيخنا في إنبائه وقال: كان ثقيل البدن خفيف الروح كثير المجون حسن المذاكرة ولي تدريس الدماعية ونظر الرباط الناصري. مات في المحرم سنة أربع عشرة.
 1155 - يوسف بن أحمد بن غازي بن محمد بن أبي بكر بن عبد الله بن تورانشاه بن أيوب بن محمد بن أبي بكر بن أيوب بن شاذي بن مروان. ذكره شيخنا في معجمه فقال الملك الجليل العالم صلاح الدين بن الناصر بن العادل بن المجاهد بن الكامل بن الموحد بن المعظم بن الصالح بن الكامل بن العادل بن أيوب الأيوبي الحصني. ولد سنة بضع وسبعين في حجر المملكة ونشأ شجاعاً بطلاً ثم اشتغل بالعلم فمهر فيه وتفنن في عدة علوم ونظم الشعر فأجاد ورغب عن الملك وزهد في الدنيا وأقبل على الآخرة فرحل عن بلاده طالباً ثغراً يجاهد فيه الكفار فدخل القاهرة سنة سبع عشرة فلازمني طويلاً وبحث على مختصري النخبة وعلقها بخطه ومختصر الكرماني في علوم الحديث أيضاً وكان معه ثم كتب عني شرح النخبة وكان يستحسنه جداً وحضر في إملائي على شرح البخاري واستفدت منه وسمعت من فوائده وكان شكلاً بهياً ونفساً رضية، كثير العبادة حسن التلاوة شجي الصوت سليم الفطرة ملوكي الأدب بطلاً شجاعاً قليل النظير، ولم يزل قاصداً التوجه لدمياط أو غيره من الثغور لنية المرابطة إلى أن استشهد بالطاعون في سنة تسع عشرة بعد أن عدته في مرضه فوجدته في الغمرات فقلت له كيف تجدك فقال طيب، ولما مات ودفن اتفق أن القراء قرؤوا على جنازته سورة يوسف ولم يعهد ذلك من قراء الجنائز ثم اتفق أنه دلي في قبره عند انتهاء قراءتهم إلى قوله تعالى "كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء إنه من عبادنا المخلصين" فكان هذا من الاتفاق النادر لكون اسمه يوسف. قلت وهو ممن أنزله القاضي جلال الدين البلقيني بمدرسته وقرأ على القاضي واختص به الجد حينئذ واستأنس كل منهما بالآخر رحمهما الله؛ وهو في عقود المقريزي.
1156 - يوسف بن أحمد بن غانم المقدسي النابلسي سبط التقي القلقشندي. ولي قضاء نابلس زماناً ثم قضاء صفد ثم خطابة القدس لما مات العماد الكركي ثم سعى عليه ابن السائح قاضي الرملة بمال كثير فعزل فقدم دمشق متمرضاً. ومات بها في جمادى الأولى سنة اثنتين. ذكره شيخنا في إنبائه.
 1157 - يوسف بن أحمد بن محمد بن أحمد بن جعفر بن قاسم الأمير الجمال أبو المحاسن العثماني البيري ثم الحلبي ثم القاهري الأستادار أخو الشمس محمد الماضي وكان يعرف أولاً بابن الحريري ثم بالقاهرة بأستادار بجاس. ولد سنة اثنتين وخمسين وسبعمائة بالبيرة وكان أبوه خطيبها وصاهر الشمس عبد الله بن يوسف بن سحلول وزير حلب على أخته فولدت له صاحب الترجمة فهو قريب محمد بن عبد الرحمن بن يوسف بن سحلول فنشأ في كنف خاله المذكور وكان أولاً بزي الفقهاء وحفظ القرآن وكتباً في الفقه والعربية منها ألفية ابن معطي وعرضها على أبي عبد الله بن جابر الأندلسي وأخذ عنه في شرحها له بحلب وسمع عليه بديعيته وغيرها، ثم ارتحل على فاقة عظيمة لدمشق فتزيا للجند وخدم بلاصياً عند الشيخ علي كاشف بر دمشق وغيره. وقدم القاهرة في سنة سبعين فخدم أستاداراً عند الأمير بجاس فطالت مدته عنده بحيث تزوج ابنته وعرف به وعظم قدره ومحله، وكذا باشر الأستادارية عند جماعة من الأمراء كبيبرس الأتابك وسودون الحمزاوي وأثرى وعمر الدور الكبار منها في داخل القصر بجوار المدرسة السابقية منزلاً حسناً فيقال أنه وجد فيه خبيئة للفاطميين. واشتهر ذكره بالعصبية والمروءة وقضاء حوائج الناس فقام بأعباء كثير من الأمور وصار مقصداً للملهوفين يقضي حوائجهم ويركب معهم إلى ذوي الجاه فتزايدت وجاهته ونفذت كلمته وصحب سعد الدين إبرهيم بن غراب فنوه بذكره بحيث أنه لما فر يشبك الشعباني ومعه ابن غراب عرض عليه الوزر فأبى وسأل في الأستادارية فاستقر فيها في رجب سنة سبع وثمانمائة بعد أن رسم عليه في بيت شاد الدواوين يوم وليلة وذلك عوض ابن قيمار المستقر بعد ابن غراب فشكرت سيرته مع استمراره على التحدث في أستادارية بيبرس ثم وقع بينه وبين السالمي لتهور السالمي فقبض عليه في ذي الحجة واستبد بالأمر ولم يلبث أن تمكن ابن غراب فرام الفتك بجمال الدين ثم اشتغل عنه بمرضه حتى هلك فاستولى حينئذ على الأمور واستضاف الوزارة ونظر الخاص والكشف بالوجه البحري بل استقر مشير الدولة. ثم لماقتل يشبك صفا له الوقت وصار عزيز مصر على الحقيقة لا يعقد أمر إلا به ولا تنفصل مشورة إلا عن رأيه ولا يخرج أقطاع ولو قل إلا بإذنه ولا يستخدم أحد من الأمراء ولو عظم كاتباً عنده إلا من جهته ولا تباع دار حتى تعرض عليه ولا يثبت مكتوب على قاض حتى يستأذنه ولا يباع شيء من الجوهر والصيني ولا من آنية الذهب والفضة ولا من الفرو والصوف والحرير ولا من كتب العلم النفيسة حتى تعرض عليه ولا يلي أحد وظيفة ولو قلت حتى نواب القضاة إلا بأمره ثم تجاوز ذلك حتى صار لا يتحكم أمير في فلاحه حتى يؤامره ولا تكتب وصية حتى تعرض عليه أو يأذن فيها وخضع له الآمر والمأمور وكثر تردد الناس إلى بابه حتى كان رؤساء الدولة من الدوادار وكاتب السر فمن دونهما ينزلون في ركابه إلى منزله ولا يصدر أحد منهم إلا عن رأيه واتفق مجيء الدوادار الكبير قجاجق الظاهري برقوق إليه مرة لما بينهما من أكيد الصحبة وجلس من جهة عين جمال الدين الذاهبة واشتغل جمال الدين بإنهاء أشغال الناس والإسراع بالتعليم ليخلو به فأخذ قجاجق قصة مما كتب عليه ورملها فلما رأى جمال الدين ذلك قام إليه وأهوى ليده ليقبلها فمنعه من ذلك وقدم له الجمال تقدمة هائلة وصار يعتذر له ويشكر صنيعه وعد ذلك في فخره لكون الدوادار الكبير لا يفعل ذلك للسلطان إنما هي وظيفة رأس نوبة النوب وما يفعل الآن خروج عن المصطلح، ثم شرع في انتهاك حرمة الأوقاف فحلها أولاً فأولاً حتى استبدل القصور الزاهرة المنيفة بالقاهرة كقصر بشتك والحجازية وغيرها بشيء من الطين في الجيزة وغيرها؛ وكان قبل ذلك يتوقى في الظاهر فربما رام استبدل بعض الموقوفات فيعسر عليه القاضي الذي مذهبه جوازه إلى أن تجتمع شروط الجواز فيبادر هو فيدس بعض الفعلة إلى ذلك المكان في الليل فيفسد في أساسه حتى يكاد يسقط فيرسل من يحذر سكانه فإذا اشتهر ذلك بادر المستحق إلى الاستبدال ومن غفل منهم أو تمنع سقط فنقص من قيمته ما كان يدفعه له لو كان قائماً ثم بطلت هذه الحيلة لما زاد تمكنه بإعانة الحنفي تارة والحنبلي أخرى حتى أن القاضي كريم الدين بن عبد العزيز رافق ابن العديم الحنفي في جنازة ففتح له انتهاك حرمة الأوقاف بكثرة الاستبدال فقال له إن عشت أنا

والقاضي مجد الدين سالم يعني الحنبلي لا يبقى في بلدكم وقف؛ والعجب أن رؤساء العصر كانوا ينكرون أفعاله في الباطن رعاية له أو فرقاً منه فما هو إلا أن قتل فتوارد الجميع على اتباعه فيما سن حتى لم يسلم منه أحد منهم ولم يزل الأمر يتزايد، ثم لم يزل الجمال يترقى ويحصل الأموال ويداري بالكثير منها ويمتن على الناصر بكثير من الأموال التي ينفقها عليه إلى أن كاد يغلب على الأمر وفي الآخر صار يشتري بني آدم الأحرار من السلطان فكل من تغير عليه استأذن السلطان في إهلاكه واشتراه منه بمال معين يعجل حمله إلى الناصر ويتسلم ذلك الرجل فيهلكه فهلك على يده خلق كثير جداً وأكثرهم في التحقيق من أهل الفساد، وفي الجملة كان قد نفذ حكمه في الإقليمين مصر والشام ولم يفته من المملكة سوى اسم السلطنة مع أنه كان ربما مدح باسم الملك ولا يغير ذلك ولا ينكره إلى أن قدر تخيل الناصر منه في سفره للبلاد الشامية للقبض على شيخ وكان معه وإنه تمالأ عليه وإنه يريد مسكه ووجد أعداؤه سبيلاً إلى الحط عليه عنده وعدم نصحه بحيث تغير منه ولما وصل إلى بلبيس وذلك في يوم الخميس تاسع جمادى الأولى سنة اثنتي عشرة قبض عليه وعلى ولده وحاشيته إلا أخاه فإنه فر في طائفة ثم لما دخل القلعة أمر كاتب السر بالحوطة على موجوده فاستعان في ذلك بالقضاة واستمر جمال الدين وولده يخرجان ذخيرة بعد أخرى إلى أن قارب جملة ما تحصل من موجودهما ألف ألف دينار، وأحضره الناصر مرة وتلطف به ليخرج بقية ما عنده وجد وأكد اليمين واعترف بخطأه واستغفر فرق له وأمر بمداواته فقامت قيامة أعدائه وألبوه عليه إلى أن أذن لهم في عقوبته وسلمه لهم فلم يزالوا به حتى مات خنقاً بيد حسام الدين الوالي وقطعت رأسه ثم أحضرت بين يدي الناصر فردها وأمر بدفنه وذلك في يوم الثلاثاء حادي عشر جمادى الثانية. قاله شيخنا في إنبائه قال ولقد رأيت له بعد قتله مناماً صالحاً حاصله أنني ذكرت وأنا في النوم ما كان فيه وما صار إليه وما ارتكب من الموبقات فقال لي قائل إن السيف محاء للخطايا فلما استيقظت اتفق أني نظرت هذا اللفظ بعينه في صحيح ابن حبان في أثناء حديث فرجوت له بذلك الخير والعمرى لقد ارتكبوا في حقه منذ قبض إلى أن قتل ما لم يرتكبه في حق من دونه فيما كان فيه من الإهانة والإفراط في ظلم البرآء من أهله حتى وضعت امرأته سارة ابنة الأمير بجاس وهي حامل على دست نار فأسقطت ورأت من الذل ما لا يوصف وماتت بعد ذلك قهراً. زاد غيره أنه دفن بتربته التي أنشأها بالصحراء خارج القاهرة وأخرج الناصر غالب أوقافه حتى مدرسته التي أنشأها بخط باب العيد وسميت الناصرية ولذلك أبقى لها ما بقي من وقفها، وممن ترجمه ابن خطيب الناصرية وقال أنه كان أميراً كبيراً محترماً ذا حرمة وافرة إليه المرجع في الولاية والعزل وسائر أمور المملكة بغير مزاحم، مع العقل والمكارم والمحبة في العلماء والصالحين وإكرامهم قال وقد مدحه الزين طاهر بن حبيب بقصيدة، قلت وكذا مدحه شيخنا بقصيدة طنانة، بل قال في معجمه أنه سمع منه من لفظه من بديعية المغربي الأعمى بسماعه لها منه بالبيرة وترجمه فيه برئيس المباشرين قاطبة وأنه انتظم الدواوين كلها ولقب نظام الملك وغلب على الأمر بحيث لم يكن لأحد معه كلام قال وكان جواداً ممدحاً رئيساً جمع كثيراً من المفسدين وأبادهم بالموت والقتل إلى أن نكب وقتل؛ وأطال المقريزي في عقوده ثم ابن تغرى بردى ترجمته وقال أنه كان شيخاً قصيراً جداً أعور دميماً قبيح الشكل سفاكاً للدماء بطاشاً محباً لجمع الأموال وأخذها من غير استحقاق وصرفها كذلك نسأل الله السلامة.
 1158 - يوسف بن أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن حسين بن بشر اليمني نزيل مكة ويعرف باللقسة. مات في جمادى الثانية سنة تسع وأربعين بمكة. أرخه ابن فهد.
1159 - يوسف بن أحمد بن محمد بن كمال الدين جمال الدين بن الشهاب بن الشمس الأندجاني الأصل السمرقندي الحنفي وأندجان من فرغانة. ولد سنة خمس وعشرين وثمانمائة بسمرقند ونشأ فاشتغل في العلوم على جماعة أجلهم محمود العلماشاني ومحمد البخاري وطاف كثيراً من البلاد كبغداد، وحج في سنة خمس وتسعين وجاور التي تليها وسافر في أول سنة سبع وزار المدينة وأقرأ بمكة المتوسط والطوالع ولقيني في آخر سنة ست فقرأ علي بدء الوحي من البخاري وأجزته.
1160 - يوسف بن أحمد بن محمد بن محمد بن عبد الكريم بن يوسف الزبيري البصري ثم المكي الماضي عمه عبد الكريم ويعرف بدليم. مات في ذي الحجة سنة أربع وخمسين بمكة. أرخه ابن فهد.
1161 - يوسف بن أحمد بن محمد الجمال الملتاني السجزي الأصل الكجراتي الأحمدأبادي الحنفي. ولد في صفر سنة تسع وأربعين وثمانمائة بأحمد أباد وأخذ عن بلديه نظام الدين الملقب غوث الملك في العقليات كشرح المواقف واللوامع بعد أن أخذ عن غيره في المبادئ من نحو وصرف وتميز في الكلام والمنطق والنجوم والتواريخ وغيرها وتصدى لإقراء الطلبة في العقليات واستقر به السلطان محمود في الحسبة بالمماليك ويستخلف من تحت يده، حدثني بذلك غير واحد من طلبته ممن أخذ عني.
1162 - يوسف بن أحمد بن ناصر بن خليفة بن فرج بن عبد الله بن عبد الرحمن الجمال أبو المحاسن بن الشهاب الباعوني المقدسي ثم الصالحي الدمشقي الشافعي الماضي أبوه وأخوه إبرهيم ومحمد ويعرف بابن الباعوني. ولد في يوم السبت ثاني عشر جمادى الآخرة سنة خمس وثمانمائة بقاعة الخطابة من المسجد الأقصى ثم انتقل به أبوه إلى دمشق وهو في الرابعة فقرأ بها القرآن على جماعة منهم الشمس خطيب الشامية والشمس البصروي وقرأ عليه وعلى العلاء القابوني وغيرهما العربية وحفظ أيضاً المنهج الفرعي والأصلي وألفية ابن ملك وبحث على الشهاب الغزي في المنهاج الفرعي ثم في الفقه أيضاً على البرهان بن خطيب عذراء ثم على الشمسين البرماوي والكفيري ومما بحثه على البرماوي في قواعد العلاني وفي أصول الفقه وسمع عليه دروساً في النحو وسمع على عائشة ابنة ابن عبد الهادي بدمشق والزين القبابي ببيت المقدس والتدمري بالخليل والشهاب بن رسلان بالرملة ولقي التاج بن الغرابيلي فأخذ عنه ورغبه في الطلب لهذا الشأن فما تيسر وباشر التوقيع بدمشق وغيره ثم ارتحل إلى القاهرة في سنة ثمان وعشرين وأكب على العلم إلى أن ألزمه النجم بن حجي بكتابة سر صفد فباشرها ثم أضيف إليه القضاء بها وتكررت ولايته لهما مرة بعد أخرى وناب في قضاء دمشق عن البهاء بن حجي ثم استقل به في سنة سبع وأربعين بعد أن كان استقل به في طرابلس ثم حلب وحمدت سيرته في مباشراته كلها سيما البيمارستان النوري حيث ضبط تركه ودخله وصرفه واستفضل من ذلك ما عمر منه فيه مكاناً عظيماً يعرف به واشترى أماكن وأضافها لوقفه لمزيد عفته وسياسته وتصميمه في الأمور وعزة نفسه وجلالته ووجاهته ووقعه في النفوس مع وفور ذكائه ورقة لطافته وبديع نظمه ونثره وحسن شكالته وبزته ووفور مروءته وما اشتمل عليه من كثرة التلاوة والصدقة وصوم الاثنين والخميس غالباً والقيام والتهجد والمحاسن الجمة بحيث نوه باحتضاره لقضاء الديار المصرية، وقد درس بعدة أماكن كالعادلية الصغرى وغيرها استقلالاً والشامية الجوانية والعزيزية نيابة وحج غير مرة وقدم القاهرة مراراً ولقيته بها وببلده، وكان فقيه النفس سريع النظم مع حسنه نظم من المنهاج الفرعي قطعة ثم بدا له أن من لم ينظم العلم كالبهجة لا ينبغي له النظم ففتر عزمه وشرع في كتاب على نمط عنوان الشرف بزيادة علم الهندسة فكتب منه نصف كراس وما كتبته عنه:

إن غلقت أبواب رزق الفتى

 

وعاد صفر الكف والجيب

يضرع إلى مولاه في فتحها

 

فعنده مفـاتـح الـغـيب

وترجمته مبسوطة في المعجم وبه ختم المعتبرون من قضاة دمشق. مات منفصلاً عن القضاء دهراً للتوسع في ولاته إلى حد قل أن عهد نظيره بعد أن حج بأولاده وعياله وزار القدس والخليل بالصالحية في آخر ربيع الآخر سنة ثمانين يقال مسموماً ودفن بتربتهم بسفح قاسيون رحمه الله وإيانا. وخلف أولاد كثيرين ذكوراً وإناثاً.
1163 - يوسف بن أحمد بن نصر الله بن أحمد بن محمد بن عمر الجمال أبو المحاسن بن المحب البغدادي الأصل القاهري الحنبلي الماضي أبوه وجده. ولد في رابع شوال سنة تسع عشرة وثمانمائة بالمدرسة المنصورية من القاهرة ونشأ بها في كنف أبيه فحفظ القرآن وعمدة الأحكام والخرقي وألفية النحو وعرض على جماعة كشيخنا وقرأ عليه أشياء وكذا قرأ على أبيه مسند إمامه وغيره وأخذ عنه الفقه غير مرة بل ومختصر الطوفي في الأصول والجرجانية في النحو وعن العز عبد السلام البغدادي في الصرف وغيره وعن أبي الجود في الفرائض والحساب وسمع أيضاً على الزين الزركشي صحيح مسلم وعلى أبي عبد الله بن المصري سنن ابن ماجة وعلى الشمس الشامي في سنة تسع وعشرين الأول من حديث الزهري وغير ذلك وعلى ابن ناظر الصاحبة وابن الطحان والعلاء بن بردس بالقاهرة ومن البرهان الحلبي بها حين كان مع أبيه سنة آمد المسلسل بالأولية في آخرين، ودخل بعد موته الشام غير مرةوأخذ بها في سنة ثلاث وستين عن ابن قندس وابن زيد واللؤلؤي والبرهان الباعوني وابن السيد عفيف الدين، وأجاز له خلق بل أذن له والده في التدريس والإفتاء وأذن له في العقود والفسوخ بل والقضاء وكذا أذن له شيخنا وغيره في الإقراء، واستقر بعد أبيه في تدريس الفقه بالمنصورية والبرقوقية وحضر عنده فيهما القضاة والأعيان وكذا استقر بعد العز الحنبلي في المؤيدية وفي غيرها من الجهات ومع ذلك فاحتاج لقلة تدبيره وسوء تصرفه وتبذيره إلى المباشرة بديوان الأمير تمراز ليرتفق بمعلومها وأكثر من التشكي وامتهان نفسه ومخالطته قبل ذلك وبعده لذوي السفه بحيث طمع فيه ناصر الدين بن الأخميمي الإمام شيخ البرقوقية وانتقص من معلومه فيها محتجاً بزيادته فيه على بقية المدرسين ومع ذلك فما صرف له شيئاً هذا مع توسله بأميره وبغيره وله شهادة عليه بالرضى بمشاركة رفقته وسافر في غضون ذلك لمكة بعد رغبته عن المؤيدية واستتابته قاضي مذهبه فيما عداها فحج وزار المدينة النبوية، وأقام بكل منهما أشهراً، ولقيته بكليهما، وأنشدني أبياتاً قال إنها من نظمه وكنت ربما سايرته في الرجوع وهو في غاية من الفاقة، وقد درس وأفتى وحدث باليسير أخذ عنه بعض صغار الطلبة، وكان يستحضر كثيراً من الفروع وغيرها، وفي تصوره توقف ومع ذلك فلو كان متصوناً ما تقدم عليه بعد العز غيره. مات في ليلة رابع المحرم سنة تسع وثمانين بمنزله من المنصورية ودفن عند أبيه رحمه الله وعفا عنه.
1164 - يوسف بن أحمد بن يوسف الجمال الرومي الأصل المقدسي الحنفي ويعرف بالأدهمي. اختص بالبرهان بن الديري ثم بالناصري محمد بن قانباي اليوسفي المهمندار وتنزل في الجهات ورافع في قاضي الحنفية الشمس بن المغربي الغزي فلم يصل منه لغرضه.
 1165 - يوسف بن أحمد بن يوسف الجمال الصفي - بالتشديد بالنسبة إلى الصف من الأطفيحية - ثم القاهري المالكي والد الشمس محمد الماضي ويعرف بالشيخ يوسف الصفي. حفظ القرآن والرسالة وألفية النحو وبحث في الفقه وأصوله على الجمال الأقفهسي ثم العلم الأخنائي ومما بحث فيه مع الرسالة مختصر ابن الحاجب الفرعي والأصلي بل أخذ عن الحناوي في الفقه والعربية في آخرين وكذا بحث في المنهاج الفرعي على الشمس البرشنسي وكانه ليحيط بمسائل الخلاف، ولقي الجمال يوسف العجمي وأخذ عن ولده تاج الدين وصحب أبا بكر الموصلي رفيقاً للبلالي وكذا أخذ عن الشهاب بن الناصح ومحمد القرمي وابن زقاعة ولازم ميعاد السراج البلقيني ثم ولده الجلال والحموي وغيرهم، ودخل الشام وغيرها وجاور بالحرمين وبيت المقدس كثيراً. ذكره شيخنا في إنبائه فقال: كان شيخاً مهاباً كثير البر والإيثار للفقراء قائماً بأحوالهم يأخذ لهم من الأغنياء وله كرامات كثيرة واتفق في آخر عمره أن شخصاً جاء إليه فقال رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في النوم وهو يقول لي قل للشيخ يوسف يزورنا فحج ثم رجع إلى القدس، ثم عاد فمات يعني في ربيع الثاني سنة أربع وعشرين عن ثلاث وستين فأزيد بعد أن صلى عليه الجلال البلقيني بصحن جامع الحاكم في مشهد حافل ودفن بالقرب من الكمال الدميري في مقبرة سعيد السعداء وكان أحد صوفيتها وللناس فيه اعتقاد كثير وقد وصفه شيخنا في عرض ولده بالشيخ المقتدي المرحوم وفي موضع آخر بالشيخ القدوة الفاضل العامل الكامل بقية السلف الصالحين. ووصفه العلمي البلقيني بالشيخ الصالح القدوة ولي الله. وأفرد له ولده ترجمة في كراسة وفي أصحابنا غير واحد ممن أخذ عنه كإمام الكاملية وفقيهنا البدر حسين وكان خادمه سفراً وحضراً وحكى لنا كثيراً من كراماته إنه كان كلماً يطلب منه يخرج له الدراهم من فمه بعد علمه أنه ليس معه شيء وأنه قال له يا سيدي هل في فيك دار الضرب أو كما قال رحمه الله ونفعنا به.
1166 - يوسف بن أحمد بن يوسف الفراء. ذكره شيخنا في معجمه فقال: عامي مطبوع ينظم الزجل جيداً كتب إلي قطعة أولها:

قميصي ذهب واتفضـض

 

وشعري وهتك سـتـري

غسلته اتمزق فاض دمعـي

 

عاينوا بعـينـي تـجـري

من قد عم علمه حـلـمـه

 

أوهبني قميص عمرو عام

صار خليع جديد واتمـزق

 

وأخلع البـدن والأكـمـام

قلت أنا أشتكيه للفـاضـل

 

زكي العام شـيخ الإسـلام

يقبل دعـوى فـي حـقـه

 

ويجبر بعلمـه كـسـرى

ويرفي صحيح ما انمـزق

 

ويقبل بحـلـمـه عـذري

تفسير السنن والمـخـتـار

 

جو من بعض فتح البـاري

بشرح البخاري عـلـمـك

 

صار محيط كما الما جاري

وأطراف المسانيد أعطـيت

 

العشرة صـار الـعـاري

خصالك تكـفـر ذنـبـي

 

مقدم مـؤخـر عـمـري

وأما الأربعين تشهـد لـك

 

الـمـتـبـاينة والـدرى

يا كنز العلوم بـالـشـاف

 

شرحه عن لسان المـيزان

ما اشتبه علينـا الـنـسـبة

 

من أصول بيان التـبـيان

بتهذيب صحيح التـهـذيب

 

يا روضة المرء بالـبـدر

كم قال في البخاري مسلـم

 

متظلل ببقانـا مـصـري

وهي طويلة تحتاج لتحرير.
1167 - يوسف بن أحمد الجمال الملكاوي أحد الفضلاء بدمشق. درس وخطب وكان يميل إلى اعتقاد الحنابلة مع الدين والخير.. مات في شوال سنة خمس قاله شيخنا في إنبائه.
1168 - يوسف بن أحمد الشمس الحكمي. شيخ صالح يحفظ القرآن ويلازم الجماعات. ذكره العفيف الناشري مختصراً.
 1169 - يوسف بن أحمد الأرزنجاني الرومي القاهري الحنفي نزيل الصحراء ويعرف بسنان سمع معنا على شيخنا في مسند أبي يعلى ثم قرأ علي بعد دهر مجالس من البخاري بحثاً واستفادة، وسافر لدمشق ثم قدم القاهرة للسعي في شيء من وظائف الشام فنزل بزاوية نصر الله من خان الخليلي وأقرأ بها في المتوسط وغيره وطلع إلى السلطان فلم يكرمه بل لامه على الطلوع ويقال أنه أظهر مطالعة من ملك الشرق نسب إلى التزيد فيها وربما ظن أنه جاسوس. وأقبل عليه الكافياجي وأنزله تحت نظره بالتربة الأشرفية ثم بالشيخونية وصار يقرئ فيها وسافر لبيت المقدس والشام ثم عاد بسبب الخاتونية فأجيب وحينئذ أنزله الدوادار بتربته وقرره شيخاً بها ولقيته هناك فسألته عن واقعة جرت له مع البقاعي بالشام وبالغ معي في الأدب وصار يحضر مجلس السلطان. ومات في منتصف المحرم سنة ست وتسعين فجأة رحمه الله وإيانا.
1170 - يوسف بن أحمد الأندلسي التونسي. أخذ عن عمر وأحد القلجانيين ومحمد بن أبي القاسم المشدالي وغيرهم وبرع في أصول الدين وشارك في الفقه وأصوله والعربية وغيرها وهو الآن في سنة تسعين حي زاد على الستين.
1171 - يوسف بن إسمعيل بن يوسف بن إسمعيل بن يوسف بن إسمعيل بن عمر بن سبع بن ثابت بن معمر بن أحمد بن محمد بن أحمد بن سالم بن قيس بن سعد بن عبادة هكذا قرأته بخطه وفيه نظر الجمال بن العماد الأنصاري الجزرجي الساعدي الأنبابي بفتح الهمزة فيما ضبطه شيخنا الشافعي الصالح بن الصالح ويعرف بالأنبابي. ولد سنة ستين ظناً وقرأ كما قال شيخنا على شيوخنا في الحديث والفقه والعربية والأصول كالعراقي والعز بن جماعة وأكثر جداً وكان أبوه ممن يعتقد في ناحيته ثم صار ابنه كذلك مع الخشوع والتعبد والإكثار من الحج والعبادة وملازمة الإشغال والاشتغال واتساع الأحوال إلى أن مات، أجاز في استدعاء ابني محمد وكانت وفاته في شوال سنة ثلاث وعشرين وخلف مالاً كثيراً جداً. ذكره شيخنا في إنبائه ومعجمه، ومن شيوخه التقي البغدادي سمع عليه البخاري وتلا عليه بالسبع وابن الشيخة سمع عليه مسند أحمد والتنوخي سمع عليه جزء الأنصاري وجزء أبي الجهم وغيرهما وتفقه بالبلقيني وابن الملقن وحمل عنه شرحه للحاوي والأبناسي وأذنوا له بالإفتاء والتدريس وأخذ الحديث عن الزين العراقي والعربية والأصول عن العز بن جماعة وذكره ابن قاضي شهبة في طبقاته وبه ختمها والمقريزي في عقوده.
1172 - يوسف بن إينال باي بن قجماس بن أنس جمال الدين وجده هو المنسوب إليه التربة القجماسية بالقرب من تربة أخيه الظاهر برقوق بن أنس لكونه أكملها وإلا فهي إنشاء أخيه له. ولد في العشر الأول من صفر سنة ثمانمائة فيما ذكر وهو وأبوه وجده وجد أبيه مسلمون، كان أبوه أمير آخو كبير في الدولة الظاهرية ثم الناصرية وفي أيامه مات، ونشأ ابنه صاحب الترجمة فقرأ القرآن وبعض الكتب عند شيخنا الزين رضوان وسمع بإفادته على التقي الدجوي بعض مسلم وأجاز له باستدعائه جماعة منهم عائشة ابنة ابن عبد الهادي، أجاز لنا وكان أحد الحجاب دهراً وممن يذكر بالتبذير وغيره ثم كف فترك الحجوبية ولزم بيته حتى مات في جمادى الأولى سنة سبعين وصلي علي بالمؤمني ثم دفن بتربة جده عفا الله عنه وإيانا.
1173 - يوسف بن بابا بن عمر بن محمود بن رستم الجمال الكدواني - بضم الكاف ثم دال مهملة نسبة لقبيلة من الأكراد - الكردي الشافعي. إنسان خير لازمني بمكة والمدينة فأخذ عني أشياء دراية ورواية وكتبت له إجازة عينت شيئاً منها في الكبير وهو الآن سنة تسع وتسعين بالمدينة على خير كبير وتجرع فاقة ويحج منها كل سنة.
يوسف بن بدر الكومي. هو محمد بن أحمد بن يوسف يأتي.
 1174 - يوسف بن برسباي العزيز الجمال أبو المحاسن بن الأشرف الدقماقي الظاهري الأصل القاهري. ولد بقلعة الجبل في إحدى الجماديين سنة سبع وعشرين وثمانمائة وأمه أمة لأبيه جركسية اسمها جلبان تزوجها بعد أن ولدته له وماتت في أيامه، ونشأ العزيز إلى أن عهد له بالسلطنة في مرض موته ومات بعد أيام فملك، وذلك بعد عصر يوم السبت ثالث عشر ذي الحجة سنة إحدى وأربعين فدام دون مائة يوم إلى أن خلعه الأتابك جقمق بعد حروب واستقر عوضه في يوم الأربعاء تاسع عشر ربيع الأول من التي بعدها ولقب بالظاهر وأسكنه بقاعة البربرية من دور الحريم السلطاني فتسحب منها عقب صلاة المغرب من رمضان على حين غفلة بعد أن غير زيه بتحسين بعض أتباعه ذلك له وإيهامه أن مماليك أبيه معه فلم ير لذلك حقيقة فسقط في يده وتحير واختفى حينئذ إلى أن ظفر به جلباي المستقر بعد في السلطنة كما سلف وهو إذ ذاك أمير عشرة في أواخر شوال بإرشاد خاله بيبرس لوقت مروره واعتذاره بكونه لا يحسن به هو مسكه وذلك بعد أن مس جماعة بسبب اختفائه مزيد الضرر بل وسط بعضهم فسر الظاهر بذلك أتم سرور وسر أحبابه بحيث أن المبشر جاء لشيخنا بعد العشاء بذلك وأعطاه ديناراً وأنعم الملك على جلباي بقرية سرياقوس زيادة على ما معه فحبس بالدور السلطانية أياماً في قاعة العواميد عند خوند البارزية ثم أرسله إلى إسكندرية فسجن إلى أن أفرج عنه الظاهر خشقدم في سنة خمس وستين وأذن له في السكنى بدار منها وبالركوب لصلاة الجمعة وغيرها من جهة باب البحر خاصة فسكن العزيز بدار عظيمة بالثغر وشيد بنيانها وأقام فيها بتجمل زائد ودام على ذلك أزيد من سنتين ثم مرض نحو ثلاثة أيام. ومات في يوم الاثنين تاسع عشر المحرم سنة ثمان وستين رحمه الله وعوضه الجنة.
1175 - يوسف بن أبي بكر بن علي بن محمد بن عبد الله بن أحمد بن يوسف الجمال بن التقي الحلبي الشافعي ويعرف بابن الخشاب وبسبط ابن الوردي فأمه خديجة ابنة العلاء علي بن محمد بن عبد الخالق بن أحمد قريب الزين بن الوردي من جهة أنه جد أبي العلاء لأمه وحفيد عم جده عبد الخالق. ولد في خامس عشرى شوال سنة سبع وستين وثمانمائة بحلب ونشأ بها فحفظ البهجة والكافية والشاطبية وأخذ في الفقه عن الفخر عثمان الكردي وفي العربية عن علي الخوارزمي المدعو بقول درويش وعلي بن محمد الشرابي الكردي، وخطبه أمير سلاح تمراز حين كان بحلب في التجريدة ليكون إمامه فأم به من مستهل جمادى الأولى سنة إحدى وتسعين واغتبط به أتم اغتباط بحيث استصحبته معه إلى القاهرة مستمراً على وظيفته ثم عاد معه إلى التجريدة أيضاً في ثاني عشرى جمادى الثانية سنة ثلاث وتسعين فلم يلبث أن تغير عنه في سنة أربع لمزيد نصحه في ضبط ديوانه بحيث ثقل ذلك على الآكلين فوشوا به عنده إلى أن تعدى وضربه مراراً واختفى إلى أن توسل بمن تكلم له في موادعته له حين السفر في سنة خمس للتجريدة أيضاً وتخلف هو بالقاهرة فاستدعى به السلطان واستخبره عن الأمور وعن الديوان وكتب له شيئاً مع تصنيفي رفع الشكوك في مفاخر الملوك فأنعم عليه بمائة دينار وأمره بأن يكون سنبل مبلغاً عنه كل ما يحتاج إليه ولما قدمت التجريدة تقلل من الاجتماع بالناس مطلقاً وكان قبل ذلك اجتمع بي وأخذ عني المؤلف المشار إليه والتوجه للرب بدعوات الكرب وسمع مني أشياء كالمسلسل وغيره ومن ذلك الفرج بعد الشدة لابن أبي الدنيا وكذا تكرر اجتماعه بي وأخذ عن البرهان بن أبي شريف والزين زكريا وغيرهما. وهو إنسان مهذب عاقل حسن الخط بديع اللطف مع إلمام بالفضل.
 1176 - يوسف بن أبي بكر بن علي الجمال أبو عبد الله القاهري الشافعي نزيل الجمالية وأحد صوفيتها بل سكن العارض بالقرافة وقتاً لتزوجه بابنة عمر البسطامي ويعرف بالأمشاطي. أخذ عن الولي العراقي والجلال البلقيني وغيرهما ثم كان ممن يحضر عند العلم البلقيني في البخاري بل سمع على الشرف بن الكويك وابن الجزري وغيرهما كالقاضي تقي الدين الزبيري. بل لا أستبعد أخذه عن أقدم منهم، وتقدم في الفقه وأصوله والعربية وتصدى لإقرائه بالجمالية وبالأزهر والعارض فكان ممن أخذ عنه الشمس بن إسمعيل الرئيس الأزهري وابن الفالاتي وابن الصفي قرأ عليه الورقات ثم قطعة من اللمع، وكان عالماً صالحاً نيراً عضته دابة في كتفه فاستمر حتى مات وذلك بعد الأربعين تقريباً ودفن بتربة خليل المشبب تجاه العارض وقد جاز السبعين رحمه الله وإيانا.
1177 - يوسف بن أبي بكر المدعو سيفاً بن عمر بن سيف بن يوسف بن سيف بن يوسف بن سيف بن عبد الرحمن الجمال المعري الأصل الحموي الشافعي ويعرف بابن سيف. ولد سنة إحدى وتسعين وسبعمائة تقريباً بمعرة النعمان وقرأ بها القرآن وتحول إلى القاهرة بعد أن أقام بحماة يسيراً في سنة أربع فرأى البلقيني وحضر فيما قيل دروسه وسمع من الصدر الأبشيطي وغيره وتفقه بالبدر الطنبدي، واشتغل في الفرائض على الشمس الغراقي وقرأ في النحو على الشمس الشطنوفي ولازم العز بن جماعة وتردد للمشايخ ودام فيها إلى سنة إحدى وعشرين فعاد إلى حماة وقطنها وكتب بها التوقيع عن كتاب سرها ثم ترك بأخرة وحج وأقرأ الطلبة وممن انتفع به العلاء بن الدنيف الماضي. مات سنة سبع أو ثمان وخمسين بحماة رحمه الله، ومن نظمه:

وطال قال لي تنـبـيه بـهـجـتـه

 

فهل لحسنى في ذا العصر من هاجي

فقلت كـلا ولا فـيك الـخـلاف إذا

 

يا حاوي الحسن مدحي فيك منهاجي

1178 - يوسف بن تغرى بردى الجمال أبو المحاسن بن الأتابكي بالديار المصرية ثم نائب الشام البشبغاوي الظاهري القاهري الحنفي الماضي أبوه. ولد في شوال تحقيقاً سنة ثلاث عشرة وثمانمائة تقريباً بدار منجك اليوسفي جوار المدرسة الحسنية ومات أبوه بدمشق على نيابتها وهو صغير فنشأ في حجر أخته عند زوجها الناصري بن العديم الحنفي ثم عند الجلال البلقيني لكونه كان خلفه عليها وحفظ القرآن ثم في كبره فيما زعم مختصر القدوري وألفية النحو وإيساغوجي واشتغل يسيراً وقال أنه قرأ في الفقه على الشمس والعلاء الروميين وفي الصرف على ثانيهما وكذا اشتغل في الفقه على العيني وأبي البقاء بن الضياء المكي والشمني ولازمه أكثر وعليه اشتغل في شرح الألفية لابن عقيل والكافياجي وعليه حضر في الكشاف والزين قاسم واختص به كثيراً وتدرب به وقرأ في العروض على النواجي والمقامات الحريرية على القوام الحنفي وعليه اشتغل في النحو أيضاً بل أخذ عنه قطعة جيدة من علم الهيئة وقرأ أقرابادين في الطب على سلام الله وفي البديع وبعض الأدبيات على الشهاب بن عربشاه وكتب عن شيخنا من شعره وحضر دروسه وانتفع فيما زعم بمجالسته وكذا كتب بمكة عن قاضيها أبي السعادات ابن ظهيرة من شعره وشعر غيره وعن البدر بن العليف وأبي الخير بن عبد القوي وغيرهم من شعراء القاهرة، وتدرب كما ذكر في الفن بالمقريزي والعيني وسمع عليهما الحديث، وكذا بالقلعة عند نائبها تغرى برمش الفقيه علي بن الطحان وابن بردس وابن ناظر الصحبة، وأجاز له الزين الزركشي وابن الفرات وآخرون. وحج غير مرة أولها في سنة ست وعشرين واعتنى بكتابة الحوادث من سنة أربعين وزعم أنه أوقف شيخه المقريزي على شيء من تعليقه فيها فقال دنا الأجل إشارة إلى وجود قائم بأعباء ذلك بعده وأنه كان يرجع إلى قوله فيما يذكره له من الصواب بحيث يصلح ما كان كتبه أولاً في تصانيفه، بل سمعته يرجح نفسه على من تقدمه من المؤرخين من ثلثمائة سنة بالنسبة لاختصاصه دونهم بمعرفة الترك وأحوالهم ولغاتهم ورأته إذ أرخ وفاة العيني قال في ترجمته أن البدر البغدادي الحنبلي قال له وهما في الجنازة: خلا الجواشارة إلى أنه تفرد وما رأيته ارتضى وصفه له بذلك من حينئذ فقط فإنه قال إنه رجع من الجنازة فأرسل له ما يدل على أن العيني كان يستفيد منه بل سمعته يصف نفسه بالبراعة في فنون الفروسية كلعب الرمح ورمي النشاب وسوق البرجاس ولعب الكرة والمحمل ونحو ذلك، وبالجملة فقد كان حسن العشرة تام العقل - إلا في دعواه فهو حمق - والسكون لطيف المذاكرة حافظاً لأشياء من النظم ونحوه بارعاً حسبما كنت أتوهمه في أحوال الترك ومناصبهم وغالب أحوالهم منفرداً بذلك لا عهد له بمن عداهم ولذلك تكثر فيه أوهامه وتختلط ألفاظه وأقلامه مع سلوك أغراضه وتحاشيه عن مجاهرة من أدبر عنه بإعراضه وما عسى أن يصل إليه تركي، وقد تقدم عند الجمالي ناظر الخاص بسبب ما كان يطريه به في الحوادث وتأثل منه دنيا وصار بعده إلى جانبك الجداوي فزاد في وجاهته واشتهرت عند أكثر الأتراك ومن يلوذ بهم من المباشرين وشبههم في التاريخ براعته وبسفارته عند جانبك خلص البقاعي من ترسيمه حين ادعى عليه عنده بما في جهته لجامع الفكاهين لكون البقاعي ممن كان يكثر التردد لبابه ويسامره بلفظه وخطابه وربما حمله على إثبات ما لا يليق في الوقائع والحوادث مما يكون موافقاً لغرضه خصوصاً في تراجم الناس وأوصافهم لما عنده من الضغن والحقد كما وقع له في أبي العباس الواعظ وابن أبي السعود، وكان إذا سافر يستخلف في كتابة الحوادث ونحوها التقي القلقشندي، وقد صنف المنهل الصافي والمستوفي بعد الوافي في ست مجلدات تراجم خاصة على حروف المعجم من أول دولة الترك والدليل الشافي على المنهل الصافي ومورد اللطافة فيمن ولي السلطنة والخلافة والبشارة في تكملة الإشارة للذهبي وحلية الصفات في الأسماء والصناعات مشتمل على مقاطيع وتاريخ وأدبيات رتبه على حروف المعجم وغير ذلك وفيها الوهم الكثير والخلط الغزير مما يعرفه النقاد والكثير من ذلك ظاهر لكل ومنه السقط في الأنساب كتسمية الحجار أحمد بن نعمة مع كون نعمة جده الأعلى وكحذفه ما يتكرر من الأسماء في النسب أو الزيادة فيه بأن يكون في النسب ثلاثة محمدين فيجعلهم أربعة أو أربعة فيجعلهم خمسة. والقلب كأن يكون

المترجم طالباً لواجد فيجعله شيخاً له. والتصحيف والتحريف كالغرافي بالفاء والغين المعجمة يجعله مرة بالقاف ومرة بالعين والقاف مخففاً وكالحسامية بالخشابية وتسعين بسبعين وعكسه وابن سكر حيث ضبطه بالشين المعجمة وفريد الدين بمؤيد الدين. والتغيير كسليمان من سلمان وعكسه وعبد الله من أبي عبد الله وسعد من سعد الله ونبا حيث جعله علياً وعبد الغفار صاحب الحاوي حيث جعله عبد الوهاب وابن أبي جمرة الولي الشهير حيث جعله محمداً وصلاح الدين خليل بن السابق أحد رؤساء الشام سماه محمداً وعبد الرحمن البوتيجي الشهير جعله أبا بكر وأحمد بن علي القلقشندي صاحب صبح الأعشى سمى والده عبد الله. والتكرير فيكتب الرجل في موضعين مرة في إبرهيم ومرة في أحمد وربما تنبه لذلك فيجوز كونه أخاً ثانياً. وإشهار المترجم بما لا يكون به مشهوراً حيث يروم التشبه بابن خلكان أو الصفدي فيما يكتبانه بهامش أول الترجمة لسهولة الكشف عنه ككتابته مقابل ترجمة أحمد بن محمد بن عبد المعطي جد قاضي المالكية بمكة المحيوي عبد القادر مانصه ابن طراد النحوي الحجازي. أو وصفه بما لم يتصف به كالصلاح بن أبي عمر حيث وصفه بالحافظ والجمال الحنبلي بالعلامة وناصر الدين بن المخلطة بقوله أنه لم يخلف بعده مثله ضخامة وعلماً ومعرفة وديناً وعفة. وتعبيره بما لا يطابق الواقع كقوله في البرهان بن خضر تفقه بابن حجر. أو شرحه لبعض الألقاب بما لا أصل له حيث قال في ابن حجر نسبة إلى آل حجر يسكنون الجنوب الآخر على بلاد الحرية وأرضهم قابس. أو لحنه الواضح وما أشبهه كأزوجه في زوجه والحياة في الحيا والمجاز في المزاج وأجعزه في أزعجه واليكابة في الكآبة والحطيط في الحضيض ومنتضمه في منتظمه وظنين في ضنين. بل ويذكر في الحوادث ما لم يتفق كأنه كان يكتب بمجرد السماع كقوله في الشهاب بن عربشاه مع زعمه أنه من شيوخه أنه استقر في قضاء الحنفية بحماة في صفر سنة أربع وخمسين عوضاً عن ابن الصواف وأن ابن الصواف قدم في العشر الثاني من الشهر الذي يليه فأعيد في أواخر جمادى الآخرة، وهذا لم يتفق كما أخبرني به الجمالي بن السابق الحموي وكفى به عمدة سيما في أخبار بلده؛ وكقوله عن جانم أنه لما أمر برجوعه من الخانقاه إلى الشام توجه كاتب السر ابن الشحنة لتحليفه في يوم الثلاثاء ثامن عشرى رمضان سنة خمس وستين فإن هذا كما قال ابن الشحنة المشار إليه لم يقع وكقوله لابن صلاح الدين بن الكويز استقر في وكالة بيت المال عوضاً عن الشرف الأنصاري في رجب سنة ثلاث وستين وفي ظني أن المستقر حينئذ فيها إنما هو الزين بن مزهر، ويذكر في الوفيات تعيين مجال دفن المترجمين فيغلط كقوله في نصر الله الروياني أنه دفن بزاويته، إلى غير ذلك من تراجمه التي يقلد فيها بعض المتعصبين كما تقدم، أو يسلك فيها الهوى كترجمته لمنصور بن صفي وجانبك الجداوي بل سمعت غير واحد من أعيان الترك ونقادهم العارفين بالحوادث والذوات يصفونه بمزيد الخلل في ذلك وحينئذ فما بقي ركون لشيء مما يبديه وعلى كل حال فقد كان لهم به جمال. وقد اجتمعت به مراراً وكان يبالغ في إجلالي إذا قدمت عليه ويخصني بتكرمة للجلوس والتمس مني اختصار الخطط للمقريزي وكتبت عنه ما قال إنه من نظمه فيمن اسمها فائدة وهو:

تجارة الصب غدت

 

في حب خود كاسده

ورأس مالـي هـبة

 

لفرحتـي بـفـائده

وابتنى له تربة هائلة بالقرب من تربة الأشرف إينال ووقف كتبه وتصانيفه بها، وتعلل قبل موته ينحو سنة بالقولنج واشتد به الأمر من أواخر رمضان بإسهال دموي بحيث انتحل وتزايد كربه وتمنى الموت لما قاساه من شدة الألم إلى أن قضى في يوم الثلاثاء خامس ذي الحجة سنة أربع وسبعين ودفن من الغد بتربته وعسى أن يكون كفر عنه رحمه الله وعفا عنه وإيانا.
1179 - يوسف بن حسن بن أحمد بن حسن بن عبد الهادي الدمشقي الصالحي الحنبلي الماضي أبوه وجده. ولد في سنة بضع وأربعين بدمشق وناب في القضاء وهو حي في سنة ست وتسعين وبلغني أنه خرج لخديجة ابنة عبد الكريم الآتية أربعين.
1180 - يوسف بك بن حسن بك بن علي بك شقيق يعقوب الماضي. مات مطعوناً أيضاً في صفر أو ربيع سنة ست وتسعين.
1181 - يوسف بن الحسن بن محمد بن الحسن بن مسعود بن علي بن عبد الله الجمال أبو المحاسن الحموي الشافعي ويعرف بابن خطيب المنصورية. ولد في ثالث عشر ذي الحجة سنة سبع وثلاثين وسبعمائة واشتغل بحماة وغيرها وأخذ الأصلين عن البهاء الأخميمي والفقه عن التقي الحمصي والتاج السبكي والجمال بن الشريشي والصدر بن الخابوري والنحو واللغة والفرائض والحساب والبيان عن السري أبي الوليد إسمعيل بن محمد بن محمد بن هانئ اللخمي المالكي وعليه سمع الموطأ وغيره. ودأب وحصل وكان عالماً مفنناً حاذقاً عارفاً بالفقه وأصوله والبيان والتفسير والنحو وغيرها يحفظ تائية ابن الفارض وينشد منها كثيراً وجملة من أشعار العرب، درس وأفتى وعمل الاهتمام في شرح أحاديث الأحكام في نحو ست مجلدات كبار أو خمسة وشرح فرائض المنهاج الفرعي في مجلد وألفية ابن معطي وله نظم حسن وشهرة ببلده وغيرها ودرس بالعصرونية بحماة وانتفع به جماعة وممن أخذ عنه ابن المغلي وابن خطيب الناصرية وابن البارزي، وانتهت إليه مشيخة العلم بالبلاد الشمالية ورحل الناس إليه، وكان خيراً ساكناً قال ابن حجي فاق الأقران، وقال شيخنا في إنبائه تبعاً لغيره جد ودأب وحصل إلى أن تميز ومهر وفاق أقرانه في العربية وغيرها من العلوم وشرح الاهتمام مختصر الإلمام في ست مجلدات كتبت عن العلاء بن خطيب الناصرية عنه قصيدة دالية نبوية. قلت أوردها العلاء في ترجمته من تاريخه وهي طويلة أولها:

أيعذل المستهام المـغـرم الـصـادي

 

إذا حدا باسم سكان الحمى الـحـادي

لا تنكروا وجد معـشـوق أضـر بـه

 

بعد وقد قرب البـادي مـن الـنـادي

إذا تعـارفـت الأرواح وائتـلـفـت

 

فلا يضـر تـنـاء بـين أجـســاد

هذي رياح الرضى بالوصل قد عصفت

 

وكوكب السعد في أفق السـنـا بـاد

وقال شيخنا في معجمه له مؤلفات عديدة وتلامذة كثيرة ونظم جيد أنشدني عنه العلاء قصيدة مليحة نظمها لما حج وزار المدينة أجاز لي في استدعاء الصرخدي. وكانت وفاته بحماة في شوال سنة تسع ودفن بظاهرها من جهة القبلة رحمه الله وإيانا.
1182 - يوسف بن حسن بن محمد بن سالم شيخ الزيدية بوادي ينبوع ويعرف بالفقيه يوسف. مات بها في ربيع الثاني سنة ست وسبعين عن سن عالية، وكان مذكوراً بالعلم سيما مذهبه وبه فيما أظن انقطع العارف بالجملة به وقد سمعت الثناء عليه بذلك من غير واحد غفر الله لنا وله.
 1183 - يوسف بن الحسن بن محمود العز بن الجلال بن العز أو البهاء السرائي الأصل التبريزي الشافعي والد المحمدين البدر والجمال والجلال ويعرف بالحلوائي - بفتح أوله وسكون اللام مهموز. ولد في سنة ثلاثين وسبعمائة وتفقه ببلاده وقرأ على الجلال القزويني والبهاء الخونجي والعضد واجتمع في بغداد بالكرماني وأخذ عنه الحديث وشرحه للبخاري ومهر في أنواع العلوم وأقام بتبريز يدرس وينشر العلم ويصنف فلما بلغه أن ملك الدعدع وهو طقتمش خان قصد تبريز لكونه أرسل لصاحبها في أمر طلبه منه رسولاً جميل الصورة فتولع به فلما رجع إلى مرسله أعلمه بما صنع صاحب تبريز وأنه اغتصبه نفسه أياماً وهو لا يستطيع الطواعية وتفلت منه فغضب حينئذ أستاذه وجمع عسكره وأوقع بأهل تبريز فخر بها وكان أول ما نازلها سأل عن علمائها فجمعوا له فآواهم في مكان وأكرمهم فسلم معهم ناس كثيرون ممن اتبعهم ثم لما نزح عنهم تحول عزي الدين إلى ماردين فأكرمه صاحبها وعقد له مجلساً حضره فيه علماؤها كسريجا والهمام والصدر فأقروا له بالفضل ثم لما ولي إمرة تبريز أمير زاه بن اللنك راسله للقدوم عليه فأجابه فبالغ في إكرامه وأمره بالاستقرار فيها وبتكملة ما كان شرع في تصنيفه ثم تحول بأخرة إلى الجزيرة لما كثر الظلم بتبريز فقطنها حتى مات في سنة اثنتين وقيل سنة أربع ولذا ذكره شيخنا في الموضعين من إنبائه رحمه وإيانا، وكان إماماً علامة محققاً حسن الخلق والخلق زاهداً عابداً معرضاً عن أمور الدنيا لم يلمس بيده ديناراً ولا درهماً مقبلاً على العلم لا يرى إلا مشغولاً به تصنيفاً وإقراءً ومطالعة مع القيام بوظائف العبادة لم تقع منه كبيرة ولم ير مهموماً قط، وقد حج ثم زار المدينة النبوية وجار بها سنة وكان يذكر أنه لما أتاها جلس عند المنبر فرأى وهو جالس بجانب المنبر بالروضة الشريفة مغمض العينين أن المنبر على أرض من الزعفران قال ففتحت عيني فرأيت المنبر على ما عهدت أولاً فأغمضت عيني فرأيته على الزعفران وتكرر ذلك كذلك، ومن تصانيفه شرح المنهاج الأصلي وأربعي النووي والأسماء الحسنى وحاشية علي الكشاف وعلى شرح الشافية في الصرف، وجده محمود قيل أنه ممن أخذ عن التفتازاني وغيره.
1184 - يوسف بن حسن بن مروان بن فخر بن عثمان بن أبي بكر بن علي بن وهب الجمال التتائي ثم القاهري الأزهري المالكي ويعرف بالتتائي وبالهاروني. ولد في يوم الأحد رابع شوال سنة ست وأربعين وثمانمائة بتتا ونشأ بها في كفالة الفقيه هرون الماضي لكونه خلف والده بعد موته على أمه فحفظ القرآن والعمدة والرسالة والمختصر كلاهما في الفقه وألفية النحو، وعرض على جماعة كالبلقيني والمناوي وابن الديري والأقصرائي وأخذ في العربية عن يعيش المغربي والشهاب ابن عبادة والتقي الشمني وعنه أخذ في أصول الدين والفقه عن العلمي والسنهوري وعنه أخذ في أصول الفقه والعربية أيضاً ولازم النجم بن قاضي عجلون في تقسيم ألفية النحو وغيرها بل قرأ عليه بعض المختصر، وأخذ عني أشياء رواية ودراية وقال أنه قرأ على الزين قاسم الحنفي في ألفية الحديث وطلب الحديث وقتاً وسمع الكثير بقراءتي وقراءة غيري وربما قرأ وكتب الطباق وتميز مع فضيلة وبراعة في الفقه وركون إلى الراحة وإن قال لي أنه مشتغل بالكتابة على المختصر وكتب منه قطعة وتقنع وباسمه نصف خزن كتب سعيد السعداء وغيرها من الجهات. وقد حج في سنة ثلاث وتسعين، وقد التمس مني تجريد ما سمعه مع الولد بقراءتي خال عن الإسناد فكتبت له ذلك في كراسة افتتحت وصفه فيها بالشيخ الفاضل الأوحد البارع الذي صار متميزاً مفنناً عالماً مبيناً مستحقاً التصدي للإرشاد والإفادة وإسعاد المستفتي بما يتخلص به من وصف الغباوة والبلادة وأنه قد أقبل على التوجه للسماع والتفقه في كثير من الأنواع بحيث اندرج في المحدثين بل هو أحق بهذا الوصف من كثيرين لمزيد يقظته فيه ومديد ملازمته لذوي الوجاهة والتوجيه وكذا قرضت له ما كتبه من شرح المختصر وسمعت أنه ممن فوض إليه نيابة القضاء مع كراهيته في ذلك بل وكرهته له وإن بلغني عدم مباشرته إياه.
 1185 - يوسف بن حسين بن عثمان بن سليمان بن رسول الكرادي الأصل القرمي القاهري الحنفي الماضي أبوه وعمه المحب الأشقر ويعرف بأبن أخي ابن ابن الأشقر. نشأ في عز عمه واستقر بعد أبيه في الإعادة بجامع طولون وفي مشيخة زاوية نصر الله الروياني بخان الخليلي وفي غير ذلك وانجمع بأخرة مع التقلل حتى مات في ربيع الثاني سنة تسعين وقد زاد على السبعين رحمها لله وعفا عنه.
1186 - يوسف بن حسين بن يوسف بن يعقوب الحصنكيفي المكي الماضي أبوه وابناه أبو عبد الله محمد وأحمد. كان ينوب في حسبتها عن العز بن المحب النويري ثم عن الجمال بن ظهيرة وذلك من حين وفاة أبيه حتى مات وكذا كان يقرأ في المسجد الحرام وغيره من المجالس التي يجتمع فيها الناس. مات في ليلة الأحد خامس رجب سنة ست عشرة بمكة ودفن بالمعلاة وقد قارب الستين. ذكره الفاسي.
1187 - يوسف بن حسين الكردي الشافعي نزيل دمشق والماضي ولده الزين عبد الرحمن الواعظ. كان عالماً صالحاً معتقداً مائلاً إلى الأثر والسنة منكراً على الأكراد في عقائدهم وبدعتهم، تفقه وحصل قال الشهاب الملكاوي: قدمت من حلب سنة أربع وستين وهو كبير يشار إليه. زاد غيره أنه ولي مشيخة الخانقاه الصلاحية وأعاد بالظاهرية وكانت له اختيارات منها المسح على الجوربين مطلقاً وكان يفعله وله فيه مؤلف لطيف جمع فيه أحاديث وآثاراً ومنها تزوج الصغيرة التي لا أب لها ولا جد بل قال ابن حجي أنه كان يميل إلى ابن تيمية ويعتقد صواب مقاله في الفروع والأصول ولذا كان من يحبه يجتمع إليه وكان وقع بينه وبين ولده بسبب العقيدة وتهاجرا مدة إلى أن وقعت فتنة اللكنية فتصالحا ثم جلس مع الشهود وأحسن إليه ولده في فاقته. ولم يلبث أن مات في شوال سنة أربع. ذكره شيخنا في إنبائه.
1188 - يوسف بن خلد بن أيوب الجمال الحسفاوي الحلبي الشافعي وحسفايا من قرى حلب. نشأ بحلب وحفظ القرآن وتفقه بالشهاب بن أبي الرضى ولازمه وكان تربيته وقرأ عليه القراآت السبع، ثم سافر إلى ماردين فقرأ بها القراآت على الزين سربجا؛ وولي قضاء ملطية سنين ثم قضاء حلب مرة بعد أخرى وكذا ولي قضاء طرابلس أيضاً عوداً على بدء وقضاء صفد وكتابة سرها ودخل القاهرة. وكان ذكياً فاضلاً عارفاً بالنحو والتفسير والفقه حسن الشكالة فائق الكتابة ذا نظم جيد ومنه أول قصيدة كتب بها لبعضهم:

أوجهك هذا أم سنا البـدر لامـع

 

فقد أشرقت بالنور منك المطالـع

حديثك للسمـار خـير فـكـاهة

 

وذكرك بالمعروف والعرف شائع

مات بطرابلس في ثالث عشر المحرم سنة تسع وعشرين. ذكره ابن خطيب الناصرية ثم شيخنا باختصار في إنبائه.
 1189 - يوسف بن خلد بن نعيم بن مقدم بن محمد بن حسن بن غانم أو عليم بن محمد بن علي الجمال أبو المحاسن الطائي البساطي القاهري المالكي ابن عم الشمس البساطي الشهير ووالد العز محمد الماضيين. ولد في حدود الأربعين وسبعمائة وتفقه بأخيه العلم سليمان وشيخ المذهب خليل بن إسحق ويحيى الرهوني وابن مرزوق ونور الدين الحلاوي وعن السراج عمر بن عادل الحنبلي أخذ العربية والحساب وعن الكلائي الفرائض في آخرين كالتاج القروي وبرع في فنون وناب في الحكم عن أخيه فمن بعده إلى أن انجمع عن ابن خلدون ثم سعى عليه فاستقل به في رجب سنة أربع وثمانمائة وتكرر عوده إليه بعد صرفه إما به أو بغيره وآخر ما ولي الحسبة ثلاثة أشهر من سنة ثلاث وعشرين أو التي بعدها، ودرس بالمؤيدية وغيرها، وكان كما قال الجمال البشبيشي فاضلاً في علوم شرح مختصر الشيخ خليل والبردة وبانت سعاد والقصيدة الفلكية في الألغاز الفرضية وله أيضاً محاضرة خواص البرية في الألغاز الفقهية ونظم ونثر وأفرد جزءاً في شرح قوله في بانت سعاد حرف أخوها أبوها من مهجنة وعمها خالها وتصوير ذلك في الآدميين سماه الإفصاح والإرشاد وشرح ألفية ابن ملك وأعرب من الطارقية إلى آخر القرآن. قال العيني كان عارفاً بصناعة القضاء غير أنه لم يكن مشكوراً فيه ولا كان متقدماً في معرفة مذهبه ولا غيره من العلوم كذا قال. مات في يوم الاثنين العشرين من جمادى الآخرة سنة تسع وعشرين فجأة - يقال أنه سقط من سلم سطوح - عن ثمان وثمانين سنة وصلي عليه بالأزهر ودفن بالقرافة الكبرى بجانب قبر أخيه شرقي أبي العباس الحرار رحمه الله وإيانا. وقد ذكره ابن خطيب الناصرية مقتصراً على اسمه واسم أبيه ولم يترجمه وكأنه دخل حلب في قضائه، وكذا أغفله شيخنا في إنبائه وذكره في رفع الأصر، والمقريزي في عقوده وأثنى عليه. يوسف بن أبي راجح الشيبي. فيمن اسم أبيه محمد بن علي.
1190 - يوسف بن رسلان بن محمد دغش - بدال مهملة ثم ممعجمتين كعبس - البهنسي الأصل القاهري كان مارودياً جميلاً فتقرب من الغرس خليل بن خاص بك وصهره إينال بضميمته وحج قبل رياسته فلما تسلطن صار ذا أمر ونهي وأثرى وابتنى داراً هائلة وتكلم في العمائر السلاطنية وغيرها بل كان ناظر الذخيرة والشربخاناه والمطبخ السلطاني مع الشهادة به تلقاها عن المحرقي، وقصد في قضايا وعد في الأعيان مع عاميته. مات في جمادى الأولى سنة سبع وستين وقد زاحم الستين ودفن بتربة قشتمر خارج باب الجديد جوار مقصورة قراقجا الحسنى بمقصورة أنشأها لنفسه فيها سامحه الله وإيانا.
1191 - يوسف بن سويلمة جمال الدين الفقيه مؤدب الأبناء. مات في ذي الحجة سنة تسع وستين بمدينة سنهور وقد عمر. أرخه ابن المنير.
يوسف بن سيف المعري. في ابن أبي بكر بن عمر بن سيف.
 1192 - يوسف بن شاهين الجمال أبو المحاسن بن الأمير أبي أحمد العلائي قطلوبغا الكركي القاهري الحنفي ثم الشافعي سبط شيخنا والماضي أبوه. ولد كما قرأته بخط جده في ليلة الاثنين عند صلاة العشاء ثامن ربيع الأول سنة ثمان وعشرين وثمانمائة ونشأ عزيزاً مكرماً في حجر جديه واستجيز له غير واحد من المسندين منهم الكمال بن خير وسمع على جده كثيراً بل قرأ له على تجار البالسية جزءاً وسمع على غيره يسيراً وكان بزي أبناء الجند حتى في المذهب فأشير إليه بالتزيي بالفقهاء وبالانتماء للشافعية وقرر في نظر المنكوتمرية لكونه أرشد الموجودين من ذرية الواقف وقرأ حينئذ على البرهان بن خضر والبدر بن القطان يسيراً وكذا قرأ على جده فيما شاهدناه التقريب وغيره وكتب عنه في الأمالي وقابل عليه أشياء من تصانيفه وقرأ عليه داخل البيت البخاري والنخبة وتردد معنا يسيراً إلى العز بن الفرات وقرئ عنده اليسير على غيره من المسندين كالزين شعبان وابن يعقوب وعبد الرحيم المناوي والسويفي وما أكثر من ذلك بل كنت أقصد التجوه به عند ابن الفرات فلا يتفق إلا في اليسير من الأوقات، وحج في حياة جديه سنة ثمان وأربعين ثم بعد ذلك ولما مات جده اشتغل يسيراً فأخذ الفرائض عن أبي الجود وحضر التقسيم عند العلاء القلقشندي ويسيراً عند الجلال المحلي وكذا حضر عند الأبدي في العروض ونحوه وتردد لغيرهم وعاونه الشمس المحلي الذي كان منتمياً للولوي بن البلقيني في نظم أشياء منها مرثية في جده كتبتها في الجواهر ومنها قصيدة حاكى بها جده الذي حاكى بها ابن كثير أولها:

بني شاهين قد زادت خـطـيئتـه

 

لا واخذ الله من قد خاض في خبره

بني شاهين ما أغبـاه مـن رجـل

 

فالحقد والمكر والمكروه من سيره

بني شاهين ما أهـداه مـن هـذر

 

يقول ما شاء في ورد وفي صدره

وقرأ على الرشيدي جملة وحصل خصوصاً عند انتهاء غالب المعتبرين من شيوخ الرواية فإنه قام وطلب ودار على المتأخرين وأكثر من كتابة الأجزاء وغيرها وكان فيهما كحاطب ليل، وصاهر أكبر القائمين في مقاهرة جده الولوي المشار إليه فتزوج أخته واستولدها أولاداً ومدحه لما ولي الشام بقوله كما رأيته بخطه:

بشر بلاد الشام مع سكانها

 

بولي دين قد وليها حاكمـا

حبر إمام ناسك متعـفـف

 

بالعز لم يبرح مهاباً راحما

وبقوله أيضاً:

لتهن بك العلياء يا شيخ عصره

 

ويا عالماً حاز الكمال بأسره

ويا مفرداً في وقتنـا بـولائه

 

فدم في أمان بالولاء ونصره

وأنكر العقلاء هذا كله وقاسى مشقة وآل الأمر إلى الفراق وهجوها بقصيدة بعد أن سافر إلى الشام وكيلاً عنها وعن أختها في ضبط تركة أخيهما المشار إليه مما كان الأولى به خلافه ولم يحصل على طائل نعم أخذ في هذه السفرة عن من أدركه هناك من بقايا المسندين وامتدح قاضيه ابن الخيضري بقوله:

لتهن بك العلياء يا قطب عصره

 

ويا حافظاً حاز الفخار بأسـره

ويا مفرداً في وقتنـا بـذكـائه

 

فدم في أمان بالهناء ونصـره

وتزوج بعدها امرأة كبيرة ورث منها قدراً توصل به لتزوج أخت عبد البر بن الشحنة وصار في وسط بيتهم وأعطاه جده نصف ترتيبه لطبقات الحفاظ للذهبي وأرشده للتكميل عليه ففعل ولكنه لم يتم إلا بعد وفاته وسماه رونق الألفاظ لمعجم الحفاظ والتمس من العلمي البلقيني تقريظه فرآه نقل عن جده أشياء فأفحش في إنكارها بهامش النسخة في غير ما موضع مما لا أحب ذكره لما تضمن من انتقاص شيخنا ثم استرضى حتى كتب وكان في غنية عن هذا وكذا كتب له القطب الخيضري على الكتاب اسمه بعد وصفه إياه في الخطبة بشيخه العلامة حافظ الوقت وكذا وصف التقي القلقشندي بشيخه وما علمته قرأ على واحد منهما وإن وقع فليس مما يفتخر به، وقال أيضاً فيما قرأته بخطه أنه صنف تعريف القدر بليلة القدر والمنتجب بشرح المنتجب في علوم الحديث للعلاء التركماني وروى الظمآن من صافي الزلالة بتخريج أحاديث الرسالة وبلوغ الرجاء بالخطب على حروف الهجاء والنفع العام بخطب العام ومنحة الكرام بشرح بلوغ المرام والمجمع النفيس بمعجم اتباع ابن إدريس في أربع مجلدات والفوائد الوفية بترتيب طبقات الصوفية والنجوم الزاهرة بأخبا قضاة مصر والقاهرة وقد رأيت هذا الكتاب خاصة وهو مختصر لخص فيه رفع الأصر من نسختي وكتب من هوامشها ما أثبته من تراجم من تأخر وزاد أشياء منكرة وأساء الصنيع جداً حيث وصف تصنيف جده بقوله وجدت فيه بعض إعواز في مواضع منها إسهابه في بعض التراجم وإجحافه في بعضها ومنها إخلاله بتحرير من تكررت ولايته والاقتصار على ذكر بعضها ومنها إغفاله ذكر من أخذ المترجم عنه وبمن صرف في الغالب ومنها إهماله بعض تراجم أسقطها أصلاً رأساً ولعلها كانت في زجاجات فلم يظفر بها المبيض إلى أن قال وأناقش المؤلف في مواضع قد قلد فيها غيره وهي منكرة وقال في موضع آخر من الكتاب وإذا تأمل المنصف يتحقق أن الصواب ما حررناه وأن شيخنا رحمه الله لم يحرر هذا الكتاب فهذا الموضع من المواضع التي قلد فيها بعض من صنف من القضاة ولم يحررها وفوق كل ذي علم عليم انتهى. ولذلك كتب المحب بن الشحنة قبل مصاهرته إذ وقف على هذا ما نصه: كأنه ينسب جده إلى القصور في البلاغة وإلى قلة المعرفة بالأدب وأنه أبصر منه بذاك ثم بين أن الصواب جزازات لا زجاجات قلت والإنكار عليه في هذا الصنيع أنه لو فرض صحة قوله فكيف وتلك كلمات رام أن يعلو بها فهبط، ومن القبائح التي رأيتها في هذا المختصر أنه عقد فصلاً فيمن حصلت له محنة بعد دخوله في المنصب بضرب أو سجن أو إتلاف روح وكأنه جعل لمن تأخر مستنداً وكذا عقد لمن ولي القضاء من الموالي ترجمة وذكر لبعض أصحابه أنه قصد بذلك أن يكون له بهم أسوة إذا ولي وبالله يا أخي اعذرني فيما أشرت إليه فحق شيخنا مقدم، وعمل جزءاً جرد فيه أسماء الشيوخ الذين أجازوا له ونحوهم في كراريس لا تراجم فيها وقع له فيه تحريف أسماء لكون اعتماده فيها على النقل من الاستدعاآت ومواضع سقط عليه من الأنساب فلزم تكرير الواحد في موضعين فأكثر وهو لا يشعر وربما يكون تكرارهما في موضع واحد وأماكن يضبطها بالحروف أو بالقلم وهي خطأ ومواضع لا يحسن قراءتها فيخليها من النقط فضلاً عن الضبط وأماكن يحذف ما تكون شهرة المرء به بحيث يمر عليه من يعرفه فيظنه آخر لعدم اشتهاره بذلك بل ربما يكون ذاك الوصف مع ذلك للمذكور تنقيصاً إلى غير ذلك مما الحامل على التعرض له ما سبق ومن كان هذا شأنه في شيوخه لا يليق به أن يصنف فضلاً عما تقدم وسمعت أنه خرج لنفسه المتباينات والمعجم والفهرست ولشيخه الخيضري المعجم وللبهاء المشهدي العشاريات وأشياء كلها خبط وخلط وإن لم أرها نعم رأيت معجم الخيضري وهو مهمل لمهمل. ومن رام تفصيل ما أجملته فليأت بما شاء مما عينته وقد كتب بخطه الكثير لنفسه وبعض ذلك بالأجرة وليس خطه بالطائل لا سنداً ولا متناً بل ولا يعتمد عليه في كثير مما يبديه لتساهله ورأيته كتب علي بعض الاستدعاآت:

يقول عبيد الـلـه يوسـف أنـه

 

أجاز لهم لفظاً كتاباً بـخـطـه

فيروون ما يروي سماعاً محققـاً

 

ويروون ما عندي مجازاً بشرطه

وما حررت كفاي من كل نخـبة

 

وما قلته نظماً ونثراً بضبـطـه

وقد ولي الخطابة بجامع ابن شرف الدين وأخيراً بالمدرسة المزهرية أول ما فتحت ثم نقل عنها لمشيخة الصوفية بها بعد ابن قاسم ومشيخة التصوف بوقف قراقوش في خان السبيل وتدريس الحديث بالبيبرسية برغبة الزين قاسم وبالمنصورية برغبة بني الأمانة وقراءة الحديث بجامع الفكاهين ثم أخيراً بين يدي السلطان في القلعة حين انفصال الإمام الكركي والتحدث على جهات لم يحسن التصرف فيها وبواسطة ذلك تلاشى أمر المدرسة المنكوتمرية وفرط في أشياء من كتب وغيرها بحيث أملق ورغب عن وظائفه وباع كتبه وما صار إليه من جدته من رزق وأملاك ونحوها وأنفد ذلك عن آخره مع استبدال قاعة سكن جده وغيرها من الأوقاف التي كان يتحدث إليها مما صار ثمنه أو أكثره في جهته وضيع حق الله في ذلك وحق الآدميين فلا قوة إلا بالله ولولا لطف الله به في استقراره عقب الدميري في حواصل البيمارستان بعناية الخيضري بحيث ارتفق بملومها والمنفوع لكان الأمر أشد، ولم يزل على حاله حتى ماتت تحته ابنة المحبي بن الشحنة ولم يحصل بعدها على طائل ثم مات هو في أوائل سنة تسع وتسعين رحمه الله وعفا عنه وكان قد رام التوصل لكتب جده بعد موته بما كان السبب لإتلاف أكثرها وهجا خاله بسببها وغيره فقال:

قولوا لخالي الذي قد كنت راجيه

 

عند الشدائد في تقديم إجلالـي

ضيعت كتباً بلا حق خسرت بها

 

دنيا وأخرى فقد آذيت يا خالـي

وقال أيضا:

قولوا لخال قد غدا خالـياً

 

من عقله والعلم والمـال

أخليت دار الحبر من كتبها

 

ويحك مذ أدعوك يا خالي

في أشياء اقتضت لخاله التحرك عليه حين بلغه أنه انتقص جده بأمر لا يجوز نسبته إليه وبلغ صاحب الترجمة من بعض المفتين له المهولين في كتابته فتوجه للقاضي علم الدين واعترف عنده بذلك وعمل مصلحته بحيث سد الباب عن تطرق خاله إليه وكذا ذكر والد نفسه بما لا يعجبه لا لمعنى يقتضيه حيث قال وكان في خلقه شدة وزعارة، ونسبه إلى الخسة، وعلى كل حال فهو إنسان ساكن حسن الفهم متعبد بالصوم منجمع عن الناس لكنه من أبناء الترك مستبد برأي نفسه مع نقص رأيه وعقله والأنسب في حقه السكوت والله تعالى يحسن عاقبتنا وإياه، وقد كتبت عنه ونحن بعمريط من الشرقية في سنة إحدى وخمسين ما قال أنه له وهو:

ورب غصن غنـج طـرفـه

 

ذي وجنة حمـرا وقـد قـويم

سألته مـا الاسـم يا بـاخـلاً

 

بالوصل قل لي قال عبد الكريم

وقرضهما له الشهاب الحجازي والبقاعي بما أوردته في البقاعي من المعجم وجازف فترجمه بما أورده بنصه فقال ولد بعد سنة خمس وعشرين بالقاهرة وكان أبوه مقرباً عند المؤيد فلما مات ساءت حاله ثم توفيت زوجته فربي يوسف هذا عند جده مدللاً، وكان متزيياً بزي الأجناد متمذهباً لأبي حنيفة، ورمى النشاب فأجاد فلما بلغ آنس رشداً فحج سنة ثمان وأربعين فلما رجع تحول شافعياً وأقبل على الاشتغال بعلم الحديث وكتابة مصنفات جده وسماعها عليه وقراءتها بنفسه وأكب على سماع الأجزاء والكتب فسمع ابن الفرات وكثيراً من أكابر المشايخ ففتح عليه وبرع في مدة يسيرة مع الاشتغال بغير ذلك من العلم وصيانة النفس واستئلاف الطلبة ثم استأذن السلطان في التزيي بزي الفقهاء فأذن له فزاده ذلك خيراً مع الدين والعفة وترك تعاطي الرياسة في دولة جده أو التفاته إلى شيء من تعلقات القضاء ورغب عما كان سماه جده باسمه من ذلك، وفرغ للاشتغال بالعلم ذهنه وأنصب في طلبه عينه وأذنه ونظم الشعر ثم ساق عنه المقطوع الماضي، وفيها مجازفات كثيرة لأغراض فاسدة، ومما أبرزه قديماً مقامة قرضها له البدر ابن المخلطة وكاتبه بما أوردته في ترجمته من المعجم رحمه الله وعفا عنه.
1193 - يوسف بن شرنكار العنتابي الحنفي. ولد سنة ست وستين وسبعمائة وتعانى القراآت فمهر فيها وانتفعوا به وكان يتكلم على الناس بلسان الوعظ فصيح اللسان حلو المنطق مليح الوجه له يد في التفسير. مات سنة اثنتين وعشرين عن خمس وستين سنة. ذكره شيخنا في إنبائه نقلاً عن العيني ورأيت بخطي نقلاً عن العيني أنه كان فاضلاً في بعض العلوم. ومات بعنتاب سنة إحدى وعشرين عن قريب السبعين فالله أعلم.
 1194 - يوسف بن صاروجا بن عبد الله جمال الدين ويعرف بالحجازي تنقلت به الأحوال في الخدم وعمل أستاداراً وكان عارفاً بالأمور وتقدم في أواخر دولة الناصر عند الدوادار طوغان وكان زوج ابنته ويدعوه أبي وكثر ذلك حتى كان يقال له أبو طوغان. مات سنة ست وثلاثين. ذكره شيخنا في إنبائه.
1195 - يوسف بن صدقة المحرقي الأصل القاهري أخو عبد القادر وعبد الرحيم الماضيين والمتشبه بالترك وأحد الزردكاشية ويعرف بابن صدقة. مات بالتجريدة سنة خمس وتسعين قبل إكمال الستين.
1196 - يوسف بن صفي جمال الدين الكركي الشوبكي بن الصفي والدموسي الماضي. كان أبوه من نصارى الكرك فتظاهر بالإسلام هو ووالد العلم داود ابن الكويز في كائنة للنصارى أشار إليها شيخنا في ترجمة داود سنة ست وعشرين من إنبائه وخدم هذا كاتباً عند العماد أحمد المقيري قاضي الكرك فلما وصل القاهرة كان في خدمته ببابه وابنه معه وكلاهما في هيئة مزرية حتى مات العماد فخدم الجمال عند البرهان المحلي بالكتابة فحسن حاله وركب الحمار وبعده توجه لبلاده وخدم بالكتابة هناك إلى أن ولاه المؤيد بسفارة قريبه العلم بن الكويز نظر جيش طرابلس فكثر ماله بها، واتفق قدومه القاهرة في آخر أيام ابن الكويز فلما مات وعد بمال كثير حتى استقر في كتابة السر في شوال سنة ست وعشرين وكانت كما قال المقريزي أقبح حادثة رأيناها ولم يلبث أن عزل في ربيع الآخر من التي تليها بالهروى. قال المقريزي: وأذكرتني ولايته بعد ابن الكويز قول أبي القسم خلف بن فرج الألبيري المعروف بالسمير وقد هلك وزير يهودي لباديس بن جينويه الحميري أمير غرناطة من بلاد الأندلس فاستوزر بعد اليهودي وزيراً نصرانياً:

كل يوم إلى ورا بدل البول بالخرى فزماناً تهوداً وزماناً تنصرا

 

وسيصبو إلى المجو

 

س إن الـــشـــــيخ عـــــــمـــــــرا

واستمر الجمال بعد صرفه بالقاهرة إلى أن ولي نظر جيش دمشق في ثامن جمادى الآخرة سنة اثنتين وثلاثين عوض الشريف الشهاب أحمد بن عدنان، ثم عزل في ذي القعدة سنة خمس وثلاثين بالبهاء بن حجي ثم أعيد في صفر من التي تليها ثم انفصل عنها في جمادى الأولى سنة تسع وثلاثين واستقر في كتابة سرها عوضاً عن النجم يحيى بن المدني ثم أعيد إلى نظر جيشها في جمادى الآخرة سنة إحدى وأربعين ثم انفصل في ربيع الآخر سنة ثلاث وأربعين ولزم داره حتى مات وقد عمر في ليلة السبت ثامن عشر رجب سنة ست وخمسين، وكان بعيداً عن كل فضيلة ومكرمة ومن الجهل بمكان ولذا قال المقريزي ما قال، وقد قال شيخنا في ترجمة العلم داود من إنبائه أنه استقر بعده في كتابة السر قريبه جمال الدين يوسف وكان قد قدمه في عهد المؤيد وقرره في نظر الجيش بطرابلس فاتفق أن الشأِرف لما ولي نيابتها في أيام المؤيد تقرب إليه وخدمه فصارت له به معرفة فلما مات العلم قرره في وظيفته فباشرها قليلاً بسكون وعدم شره وتلطف بمن يقصده وحلاوة لسان ثم صرف بعد قليل.
1197 - يوسف بن أبي الطيب القنشي المكي البزاز والده العطار هو. مات بمكة في المحرم سنة ثلاث وتسعين.
1198 - يوسف بن عبد الله الضياء بن الجمال الهروي ويعرف ببا يوسف. لقيه الطاووسي في سنة اثنتين وعشرين وثمانمائة بمنزله في ظاهر هراة وذكر له أنه زاد سنه على ثلثمائة سنة بسبع سنين واستظهر الطاووسي لذلك بأن عدة من شيوخ بلده قالوا نحن رأيناه من طفوليتنا على هيئته الآن وأخبرنا آباؤنا بمثل ذلك وحينئذ قرأ عليه الطاووسي شيئاً بالإجازة العامة والله أعلم.
1199 - يوسف بن عبد الله الجمال الضرير الحنفي أحد الفضلاء في مذهبه. مات في سنة تسع وقد جاز الخمسين. ذكره شيخنا في إنبائه.
1200 - يوسف بن عبد الله الجمال المارديني الحنفي أخو أبي بكر الآتي. قدم القاهرة ووعظ الناس بالجامع الأزهر وحصل كثيراً من الكتب مع لين الجانب والتواضع والخير والاستحضار لكثير من التفسير والمواعظ. مات بالطاعون في سنة تسع عشرة وقد جاز الخمسين وخلف تركة جيدة ورثها أخوه ولم يلبث أن مات ذكره شيخنا أيضاً ويختلج في ظني أنه الذي قبله والصواب في وفاته تسع عشرة لا تسع.
 1201 - يوسف بن عبد الله البوصيري نزيل القاهرة وأحد من يعتقده الناس من المجذوبين. مات في سادس عشرى شوال سنة عشرين ويحكي عنه بعض أهل القاهرة كرامات. قاله شيخنا في إنبائه وممن حكى لنا من كراماته الجلال القمصي ودفن بجواره في تربة ابن نصر الله.
1202 - يوسف بن عبد الله واختلف هو وعمه عبد الرحمن فيمن بعده فمرة قال هو يوسف ومرة قال العم أحمد بن أحمد وقرأ على الديمي وعلي قليلاً وصار يتردد إلى الأماكن لقراءة البخاري على طريقة شيخه الديمي وأم بجامع الحاكم كأبيه ولازم خدمة تغرى بردى الأستادار مدة وندبه في أيام الدوادار لمشارفة الطرحي في تجهيزهم ونحوه ثم أبعده.
1203 - يوسف بن عبد الله المقري. كان مقيماً بمشهد ابن أبي بكر بمصر وللناس فيه اعتقاد. مات في ربيع الأول سنة اثنتين. ذكره شيخنا في إنبائه.
1204 - يوسف بن عبد الحميد بن عمر بن يوسف بن عبد الله الطوخي الأصل القاهري الأزهري الشافعي والد يحيى وأحمد المذكورين وأبوه ويعرف بابن عبد الحميد. حفظ القرآن وجوده والمنهاج واشتغل عند خلد المنوفي وغيره، وحج غير مرة وجاور وأقرأ الأبناء وقتاً وهو أحد المنزلين في تربة الأشرف قايتباي.
1205 - يوسف بن عبد الرحمن بن أحمد بن إسمعيل بن أحمد الجمال بن الزين أبي الفرج وأبي هريرة بن الشهاب بن الموفق الصالحي الدمشقي الحنبلي ابن الذهبي أخو أحمد الماضي ويعرف بابن ناظر الصاحبة مدرسة هناك. ولد تقريباً سنة إحدى وثمانين وسبعمائة وسمع على والده وناصر الدين محمد بن محمد بن داود بن حمزة ومحمد بن أحمد بن عبد الحميد بن محمد بن غشم المرداوي وعمر بن محمد بن أحمد بن عبد الهدي وفاطمة وعائشة ابنتي ابن عبد الهادي في آخرين وحدث سمع منه الفضلاء وقدم القاهرة فأخذت عنه بها ثم ببلده أشياء وكان أصيلاً فاضلاً أديباً كتب التوقيع للنظام بن مفلح وقتاً. ومات في يوم الأربعاء ثاني رجب سنة تسع وخمسين ودفن بسفح قاسيون رحمه الله.
1206 - يوسف بن عبد الرحمن بن الحسن الجمال التادفي ثم الحلبي الحنبلي ويعرف بالتادفي. ولد بتادف من أعمال الباب سنة بضع وثلاثين تقريباً ونشأ بحلب فتعانى الغزل والقراءة على القبور إلى أن اختص بسالم بن سلامة بن سلمان الحموي قاضي الحنابلة بحلب فحنبله ووقع بين يديه بل ناب عنه، وكان جميلاً وتزوج بامرأة يقال لها الصفيراء ثم فارقها وتزوج بابنة الشمس الديل الأنصاري وهي سمراء لكون أمها أمة سوداء فقال قاضي الباب الشهاب بن سراج:

ولرب قاض أحمر من كعبة

 

ما كان قط له يد بـيضـاء

لعبت به الصفراء أول عمره

 

والآن قد لعبت به السـوداء

وامتحن بالضرب والإشهار من الشهاب الزهري لشهادة شهدها المحب بن الشحنة ثم لما قتل مخدومه سالم رام من العلاء بن مفلح الاستنابة فامتنع لقرب عهده مما تقدم فانتمى للزين عمر بن السفاح فساعده عند الجمال ناظر الخاص بحيث أن العلاء لما انتقل لقضاء دمشق عوضه في حلب ببذل معجز وتقرير سنوى، وتكرر صرفه عنه إلى أن ولاه الأشرف قايتباي كتابة سرها ونظر الجيش أيضاً عوضاً عن الكمال المعري حين حبسه بالقلعة مضافاً للقضاء، ثم صرف عن الثلاثة السيد بن أبي منصور بسفارة الخيضري مع مال بذله وتقرير أيضاً وطلب هذا إلى القاهرة فنقم عليه أنه باطن في قتل ابن الصوة، وحبس بالمقشرة بحجة ما تأخر عليه من المال الملتزم به فدام بها نحو خمس سنة إلى أن أطلق بعناية يشبك الجمالي وأعيد للقضاء في مستهل صفر سنة خمس وتسعين، وفي غضون ذلك صرف ابن أبي منصور عن الوظيفتين بكمال الدين محمد بن أبي البقاء بن الشحنة، ورأيت بخطي في موضع آخر أنه ولي قضاء حلب في أيام الظاهر جقمق وأضيف إليه في أيام الأشرف قايتباي عدة وظائف كنظر الجيش والقلعة والجوالي وكتابة السر ثم أودع قلعة حلب أشهراً ثم حمل إلى القاهرة فسلم للدوادار الكبير ثم للوالي ثم أودع في اثنتين وتسعين المقشرة بسبب ما تجمد عليه في الجيش قيل أزيد من عشرين ألف دينار، وذكر بفضل بل قيل أنه صنف مما قرضه له السعدي قاضي مصر قال وهو حسن الشكالة والكتابة فصيح العبارة مصاهر لبيت ابن الشحنة.
 1207 - يوسف بن المجد عبد الرحمن بن عبد الغني بن شاكر بن الجيعان أحد الأخوة والتالي لعبد القادر منهم. ولد بعيد الثلاثين وثمانمائة وقرأ القرآن واشتغل يسيراً. ومات مطعوناً في أحد الربيعين سنة ثلاث وخمسين.
1208 - يوسف بن عبد الرحيم بن أحمد بن محمد الجمال أبو المحاسن بن البارزي الماضي أبوه وجده وأخواه لأبيه خاصة محمد وعبد القادر، أمه تركية لأبيه. نشأ فحفظ القرآن والتنبيه وجمع الجوامع وألفية ابن ملك وعرض علي في الجماعة بل سمع مني ومن الشاوي وغيره ولازم قريبه النجم بن حجي في فنون وكذا أخذ عن السنتاوي في الفقه والعربية وغيرهما وعن الجوجري وتميز قليلاً وصاهر الصلاح بن الجيعان على ابنته؛ وحج ويذكر بتدين وخير وسكون.
1209 - يوسف بن عبد الغفار بن وجيه بن عبد الوهاب بن محمد بن عبد الصمد بن عبد النور الجمال التونسي الأصل السنباطي الشافعي والد العز عبد العزيز الماضي. قال لي ولده أنه ولد في سنة ست وثلاثين وسبعمائة بسنباط وأنه حفظ القرآن والشاطبية والمنهاج الفرعي والأصلي وعرضها على جماعة واستمر يكرر عليها حتى مات واشتغل بالعلم ورافق الشمس البوصيري ورأيت وصف البوصيري له في عرض ولده بالشيخ الإمام العالم العلامة، وكذا رافق الشيخ عمر بن الشيخ فتح بل من شيوخه الأسنوي لازمه وكتب عنه شرحه على المنهاج الأصلي والقطعة وحضر دروس الأبناسي والبلقيني وبرع في العلم خصوصاً علم الإكحال وكان يستحضر المفردات لابن البيطار، وتكسب في بلده بالشهادة وقصد فيها بالفتاوى وربما أخذ الأجرة عليها، وكان كثير التلاوة بل مكث نحو أربعين سنة سوى ما تخللها من سفر ونحوه يتلو كل يوم ختمة يختمها عند قبر والده. ومات في ثامن عشر ربيع الثاني سنة خمس عشرة بسنباط رحمه الله وإيانا.
1210 - يوسف بن عبد الغفار الجمال المالكي. ممن حفظ ابن الحاجب وتفقه وسمع الشفافي سنة سبع عشرة على الكمال بن خير ووصف في الطبقة بالقاضي الأجل وناب في قضاء إسكندرية عن الجمال بن الدماميني والشهاب التلمساني وكذا ناب في القاهرة وجلس بجامع الفكاهين وغيره وكان لين الجانب عرضت عليه بعض محفوظاتي. ومات في ربيع الآخر سنة سبع وخمسين وأظنه جاز السبعين رحمه الله وإيانا.
1211 يوسف بن عبد القادر بن محمد بن العظائم جمال الدين الصمادي الحوراني الحموي الشافعي نزيل باسطية مكة ويعرف بالحموي ممن سمع بمكة في سنة ست وثمانين.
 1212 - يوسف بن عبد الكريم بن بركة الجمال بن الكريمي بن السعدي القاهري سبط الصاحب تاج الدين عبد الرزاق بن الهيصم وأخو سعد الدين إبرهيم ووالد الكمال محمد والشهاب أحمد ناظر الخاص ويعرف بابن كاتب جكم لكون جده كان كاتباً عنده. ولد سنة تسع عشرة وثمانمائة بالقاهرة ونشأ تحت كنف أبيه فأحضر له ولأخيه كما قال شيخنا فيه من أقرأهما القرآن وعلمهما الكتابة والعلم فكان ممن قرأ عنده وتدرب به في الكتابة الشمس بن البهلوان ظناً وأخذ طرفاً من الفقه والعربية عن الزين السندبيسي ومن العربية وحدها عن أبي عبد الله الراعي وكذا أخذ عن يحيى الدماطي وآخرين وتدرب في المباشرة بأبيه وأخيه وجده لأمه وصرفوه في بعض الأمور إلى أن برع في الكتابة والحساب وما يلتحق به وتكلم في أقطاع الناصري محمد بن الأشرف برسباي ثم استقر به الأشرف سنة ثمان وثلاثين في الوزر بعد تسحب قريبه الأمين بن الهيصم فباشره على كره منه يسيراً إلى أن أعفي بعد دون أربعة أشهر لشكواه من قلة المتحصل وكثرة المصروف ولزم من ذلك أخذ مال كثير منه ومن أخيه ولزم الجمالي بيته إلى أن مات أخوه فولاه الأشرف في ربيع الأول سنة إحدى وأربعين نظرا لخاص فباشرها نحو اثنتين وعشرين سنة إلى أن مات، وترقى في الأيام الظاهرية جداً وصاهر الكمالي بن البارزي على ابنته واستمر في مزيد الترقي وأضيف إليه نظر الجيش عوضاً عن المحيي بن الأشقر في ربيع الأول سنة ست وخمسين بل صارت الأمور كلها معذوقة به وتدبير الممالك تحت إشارته وأنشأ بالقرب من سكنه بسويقة الصاحب مدرسة حسنة للجمعة والجماعة والصوفية ووقف بها كتباً شريفة وكذا قام بعمارة المدرسة الفخرية المجاورة لبيته أيضاً حين سقوط منارتها على وجه جميل وعمل بالكوم الأبيض مدرسة وقرر بها شيخاً وصوفية إلى غيرها من الأماكن المبتكرة والمجددة بالقاهرة وأعمالها كالخطارة وكذا بمكة المشرفة وغيرها مما في استيفائه مع مآثره وأنواع بره من الإنعام والصدقة طول، وبالجملة فمحاسنه جمة وكان رئيساً عاقلاً وقوراً حليماً ممدحاً ذا سياسة بديعة وفهم جيد واحتمال ومداراة وتأمل للعاقبة الدنيوية مع إجلال للعلماء والفقهاء ومحبة في الصالحين وخضوع لهم وحسبك أنه ما ناكده أحد فأفلح ولا التجأ إليه ملهوف إلا وأنجح وأسعده الله في خاصته وجماعته وذكر غير هذا متعذراً واستمر على ترقيه ووجاهته حتى مات وقت التسبيح من ثامن عشر ذي الحجة سنة اثنتين وستين وغسل من الغد ثم صلي عليه برحبة مصلى باب النصر في مشهد حافل لم يتخلف عنه كبير أحد سوى السلطان بل جلس ولده بدار المتوفي أمير المؤمنين وتوجه كلهم أو جمهورهم إلى محل دفنه بتربته التي كان شرع في عمارتها وهي تجاه تربة الأشرف إينال وكان يوماً مشهوداً وكثر الأسف على فقده وقد أشار شيخنا إلى حسن تربية أبيه له رحمه الله وسامحه وعفا عنه.
1213 - يوسف بن عبد اللطيف بن يوسف الجمال الصردي ثم القاهري المالكي نزيل زاوية الشيخ مدين ويعرف بخدمة النجم بن حجي. ممن سمع مني وأخذ في الفقه عن بعض الفضلاء ولازم حضور مجلس مخدومه وبعده انهبط ولديه عقل وسكون.
1214 - يوسف بن عثمان بن عمر بن مسلم كمحمد بن عمر الكناني - بالمثناه الثقيلة الصالحي. ولد سنة تسع عشرة وسبعمائة وأحضر على الحجار المنتقى من مسند عبد وسمع من الشرف بن الحافظ وعلي بن يوسف الصوري وأحمد بن عبد الرحمن الصرخدي وعائشة ابنة مسلم الحرانية وأجاز له الرضى الطبري فكان خاتمة أصحابه وابن سعد وابن عساكر وغيرهم، وحدث بالكثير وكان خيراً. ذكره شيخنا في معجمه وقال أجاز لي، ومات في نصف صفر سنة اثنتين قبل دخولي دمشق يعني فدخوله في رمضانها عن ثلاث وثمانين وذكره في إنبائه أيضاً وتبعه المقريزي في عقوده.
1215 - يوسف بن عثمان البرلسي قطن زاية الشيخ محمد الحنفي نحو أربعين سنة وذكر بصلاح وأنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم في منامه زيادة على أربعين مرة ودام التلاوة والعبادة والخير.
 1216 - يوسف بن علم بن نجيب جمال الدين بن علم الدين بن نجيب الدين الفارسكوري الشافعي الفقيه والد إبرهيم والشمس محمد والزين محمد المذكورين مع ذكر له فيهم. ممن تميز في الفقه والقراآت والعربية والفرائض وأم بالجامع الكبير ببلده وأقرا الطلبة وعلم الأبناء وقال لأصغر بنيه الزين قرأ عندي أزيد من ثمانمائة ولد ليس فيهم الين من قراءتك وربما اشتغل بالخياطة لنفسه. ومات في هذا القرن.
1217 - يوسف بن علي بن أحمد بن قطب الجمال بن النور السيوطي ثم القاهري الشافعي نقيب القراء وابن نقيبهم. ولد سنة خمس وستين وسبعمائة بالمدرسة الناصرية بين القصرين ونشأ بها فحفظ القرآن وسمع على العز عبد العزيز بن عبد المحيي السيوطي جزءا بن عرفة وحدث به بإفادتي سمعه عليه، وكان صالحاً يذكر أنه سمع على جويرية الهكارية وليس ببعيد. وقد حج مراراً وزار بيت المقدس والخليل ودخل الشام ودمياط وإسكندرية والصعيد. ومات في يوم الجمعة رابع عشرى صفر سنة ست وخمسين رحمه الله.
1218 - يوسف بن علي بن خلف بن محمد بن أحمد بن سلطان العدل الجمال أبو المحاسن بن العلاء الدميري القاهري الشافعي والد البدر محمد وعلي الماضيين. ولد سنة اثنتين وسبعين وسبعمائة أو بعدها بقليل وقيل سنة ثمان وستين بل قيل سنة ستين بدميرة وقرأ بها بعض القرآن ثم انتقل به أبوه إلى القاهرة فأكلمه بها وعاد إلى بلده فلما مات أبوه تحول إلى القاهرة فقطنها عند ابن عمه الصفي إبرهيم الدميري وكان من أهل العلم يقال له القدسي لسكناه بالقدس مدة فنزله في مكتب الأيتام وحفظ التبريزي والمنهاج الأصلي وألفية النحو، وعرض على الأبناسي والبلقيني وابن الملقن والكمال الدميري فيما أخبر وأنه تفقه على الأول والأخير وسمع بعض دروس النحو وسمع على النجم بن رزين والجمال الباجي والسويداوي والحلاي والجوهري وأم إبراهيم خديجة ابنة محمد بن أحمد القدسية ومما سمعه عليها الورع لأحمد وعلى الأول البخاري خلا المجلس العاشر ولم يجدد وعلى الثالث الجزء الثالث والتسعين من المعجم الكبير للطبراني وباشر ديوان بني الأسياد ثم ناب عن الصدر الأدمي في أوقاف الحنفية وعن ناصر الدين بن البارزي في نظر بيت المال والصندوق وعن التقي بن حجة في الطيبرسية ووقع في ديوان الإنشاء، وحج غير مرة وجاور في بعضها وتكسب بالشهادة في حانوت البندقانيين ولزمه بأخرة مقتصراً عليه، وكان خيراً ساكناً حدث بالصحيح وغيره قرأ عليه الفضلاء أخذت عنه الصحيح والورع وغيرهما قراءة وسماعاً. ومات في شعبان سنة أربع وخمسين ودفن بحوش سعيد السعداء رحمه الله وإيانا.
1219 - يوسف بن علي بن زين الدين بن شكر المتبولي. ممن سمع مني بمكة.
1220 - يوسف بن الشيخ علي بن سالم الغزي خطيب جامع سنجر الجاولي، بها لقيه حسين الفتحي بغزة سنة أربع وأربعين فسمع خطبته بالجامع المذكور ثم كتبها منه.
يوسف بن علي بن ضوء الصفدي الأصل الحنفي. يأتي قريباً بزيادة محمد قبل ضوء.
1221 - يوسف بن علي بن عبيد السنتاوي ثم القاهري الأزهري الشافعي. ممن حفظ القرآن وغيره واشتغل على الزواوي وزكريا وآخرين، بل رافق الثاني في السماع على شيخنا، وكذا سمع ختم البخاري بالظاهرية وكان خيراً لوناً واحداً ممن حج وأم بالأقبغاوية وتنزل في سعيد السعداء وتجرع فاقة سيما بعد انقطاعه وتوالى ضعفه وابتلائه في بدنه بل كف ولم ينفعه صاحبه بشيء يذكر في أيام قضائه. ومات ظناً في سنة خمس وتسعين عن بضع وسبعين.
1222 - يوسف بن علي بن الزين عمر بن محمد بن الشيخ مسعود البعلي المرحل ويعرف بالجنثاني بكسر الجيم ثم نون ساكنة ثم مثلثة وأظنه قريب البدر محمد بن علي بن عبد الرحيم الماضي. ولد قبيل التسعين ببعلبك وسمع بها على ابن الزعبوب الصحيح أنا به الحجار وحدث سمع منه الطلبة ولقيته ببلده فقرأت الثلاثيات وكان خيراً يكتسب من الرحال. مات بعد الستين أو محاذيها رحمه الله.
يوسف بن علي بن أبي الغيث. فيمن جده موسى بن أبي الغيث.
 1223 - يوسف بن علي بن محمد بن ضوء الجمال الصفدي الأصل القدسي الحنفي أخو أحمد الماضي ويعرف بابن النقيب. ذكره شيخنا في معجمه بدون محمد وقال سمع على أبي محمود المقدسي جزءاً خرجه لنفسه أوله المسلسل أجاز في الاستدعاء الذي فيه رابعة. قلت وسمع منه الموفق الأبي مع الحافظ ابن موسى سنة خمس عشرة.
12424 - يوسف بن علي بن محمد بن يوسف بن أحمد بن عطاء بن إبرهيم بن موسى الفارسكوري الشافعي البلان. أصله من فارسكور فانتقل به أبوه إلى القاهرة فولد بها وذلك في سنة تسعين وسبعمائة تقريباً أو قبلها وقرأ بها القرآن ثم تحول إلى فارسكور فارتزق بالخدمة في الحمام وبحث فصول ابن معطي والملحة على الشيخ العلامة محمد السكندري الحريري، وتعانى النظم فبرع فيه وامتدح النبي صلى الله عليه وسلم بعدة قصائد كتب عنه ابن فهد والبقاعي وآخرون وكنت ممن كتب عنه بفارسكور وكانت عدمت عينه فرأى النبي صلى الله عليه وسلم في منامه فلمسها بيدها لشريفة فصحت مع ثقل سمعه وكونه على الهمة كثير المحفوظ أنساً. ومما كتبته عنه قوله:

كم من لئيم مشى بالزور ينقـلـه

 

لا يتقي الله لا يخشى من العـار

يود لو أنه للـمـرء يهـلـكـه

 

ولم ينلـه سـوى إثـم وأوزار

فإن سمعت كلاماً فـيك جـاوزه

 

وخل قائله فـي غـيه سـاري

فما تبالي السما يوماً إذا نبـحـت

 

كل الكلاب وحق الواحد الباري

وقد وقعت ببيت نـظـمـه درر

 

قد صاغه حاذق في نظمه داري

لو كل كلب عوى ألقمته حجـراً

 

لأصبح الصخر مثقالاً بـدينـار

ومن قصائده ميمية أولها:

نشـرت طـي فـؤادي فـكـم عـلـمـا

 

ومبهم الشوق أضحى في الهوى علما. مات.

1225 - يوسف بن علي بن موسى بن أبي الغيث صلاح الدين البعلي الحنبلي البزاز. سمع في سنة تسع وخمسين وسبعمائة من أبي الظاهر محمد بن أحمد بن القزويني وعمر بن إبرهيم بن بشر الأول من أمالي القاضي أبي بكر الأنصاري وحدث به سمع منه الفضلاء كابن موسى ومعه الموفق الأبي في سنة خمس عشرة ووصف بالفضل، وذكره شيخنا في معجمه فقال أجاز في استدعاء ابني محمد.
1226 - يوسف بن علي المكي الحلواني ذكره النجم بن فهد في معجمه وأنشد من نظمه:

ألا ليت شعري هل أبيتن لـيلة

 

بوادي منى حيث الحجيج نزول

وهل أردن ماء العسيلة صـادياً

 

ليشفى عليل أو يبـل غـلـيل

1227 - يوسف بن علي بن نصر الله الخراساني الأصل الخانكي الحنفي شقيق محمد الماضي وهذا أكبر. ولد بالخانقاه سنة بضع وثلاثين ونشأ في عز أبيه فحفظ القرآن، واشتغل قليلاً في فقه الحنفية وسمع على من سبق من أخيه، وتعانى الفروسية وتقدم في كثير من فنونها بحيث أنه امتحن بجر قوس عجز عنه جماعة بحضرة الظاهر جقمق فجره وكسره وكان يقول أنه أقام مدة يتألم من كتفه بسبب جره له ولذا نزل في ديوان السلطنة وتنزل في صوفية الخانقاه بل هو أحد جماعة الدوادارية السودونية وخادمها وحج غير مرة وجاور. مات بعيد التسعين بالخانقاة ودفن عند أبيه بها عفا الله عنه.
1228 - يوسف بن عمر بن إسماعيل بن العباس المظفر بن المنصور بن الأشرف ملوك اليمن. استقر بعد موت ابن عمه الأشرف إسماعيل بن يحيى بن إسماعيل في سنة خمس وأربعين.
1229 - يوسف بن عمر بن علي الحموي ويعرف بالشامي. ممن سمع مني بمكة.
1230 - يوسف بن عمر بن يوسف الحموي الحلبي النجار. ممن سمع مني.
1231 - يوسف بن عمر الأنفاسي شارح الرسالة. مات سنة بضع عشرة.
1232 - يوسف بن عمر أمير هراة. مات سنة ست عشرة.
 1233 - يوسف بن عمر الدمياطي. كان أبوه من مقدمي أجنادها ثم هو من أجنادها ويتكسب مع ذلك بالخياطة فلما أرسل بالأمير تمراز إليها نزل في بيت كان مضافاً لهم يعرف بالفرسيسي فقامت أمه بخدمته أتم قيام وكان هذا أيضاً يخدمه بالخياطة وغيرها فلما عاد الأمير إلى القاهرة صارت الأم هي المرجع في بيته وترقى ابنها عنده حتى عمله خازنداراً وتمول جداً وصارت له في دمياط الأملاك والسمعة وبعد مدة حصل له ثقل في لسانه كأنه ابتداء فالج فأحضر له الأطباء إلى أن عجز واقتضى رأيه أن استأصل ما كان معه وصار بعد ذلك العز وركوب الخيل يمشي مع عجزه وعدم تمكنه إلا بالاستناد للحائط ونحوه فسبحان المعز المذل.
1234 - يوسف بن عيسى سيف الدين السيرامي الحنفي والد النظام يحيى الماضي وقد يختصر لقبه فيقال سيف ويترجم لذلك في السين المهملة كما لشيخنا في معجمه وأنبائه بل كان هو يكتب في الفتاوى ونحوها سيف السيرامي كان منشؤه بتبريز، ثم قدم حلب لما طرقها اللنك فاستوطنها إلى أن استدعاه الظاهر برقوق وقرره في مشيخة مدرسته التي استجدها عوضاً عن العلاء السيرامي سنة تسعين فلزمها متصدياً لنفع الناس بالتدريس والإفتاء وكذا ولاه الظاهر مضافاً لمدرسته مشيخة الشيخونية بعد وفاة العز الرازي وأذن له في استنابة ولده الكبير محمود عنه في مدرسته فدام مدة ثم ترك على الشيخونية واقتصر على الظاهرية، وكان ديناً خيراً كثير العبادة متواضعاً حليماً كثير الصمت قانعاً بالكفاف متقدماً في فنون ذكره شيخنا في إنبائه ومعجمه وقال فيه كان عارفاً بالفقه والمعاني والعربية وغيرها سمعت العز بن جماعة يثني على علومه واجتمعت به وسمعت من فوائده، وذكره التقي الكرماني فقال حضرت مجلسه واستفدت منه وكان من فضلاء تبريز ثم انتقل إلى القاهرة وتولى مشيخة مدرسة البرقوقية وكانت عنده لكنة ورداءة عبارة يأتي في أثناء كلامه بألفاظ زائدة مثل نعم كما قلت ومثلاً وأطال الله بقاك وأحسنت ونحو ذلك، ولكن عنده فضيلة تامة خصوصاً في المعقول ومشاركة في غيره مع تواضع وأخلاق حسنة ونشأ له ولدان قرآ اليسير على والدهما ثم ذهب أحدهما إلى بلاد الروم واستمر الآخر عنده بمصر انتهى. مات في ربيع الأول سنة عشر بالقاهرة وممن جزم بكون اسمه يوسف وترجمه في الياء الأخيرة المقريزي وأما ابن خطيب الناصرية فقال: قيل اسمه يوسف، وقال المقريزي في عقوده وغيرها: يوسف بن محمد بن عيسى ومحمد غلط.
1235 - يوسف بن قاسم بن فهد المكي ويعرف بابن كحيلها. مات بمكة في شعبان سنة اثنتين وأربعين. أرخه ابن فهد.
1236 - يوسف بن أبي القسم ين أحمد بن عبد الصمد الجمال أبو محمد الأنصاري الخزرجي اليماني المكي الحنفي، سمع من الجمال الأميوطي والشمس بن سكر وأجاز له في سنة إحدى وسبعين الأذرعي والأسنائي ومحمد بن الحسن بن محمد بن عمار بن قاضي الزبداني وأبو البقاء السبكي وأبو اليمن بن الكويك وابن القارئ والآمدي وآخرون. ذكره التقي بن فهد في معجمه وقال الفاسي أنه اشتغل بالفقه وكان له إلمام به بحيث يذاكر بمسائل مع نظم ودين وخير وتحر كثير في الشهادة. مات سنة ست وعشرين بمكة ودفن بالمعلاة.
1237 - يوسف بن قراجا الحنفي. رأيته كتب في عرض سنة اثنتين بالقاهرة.
1238 - يوسف بن قطلوبك جمال الدين صهر ابن المزوق. ممن ولي ولاية العربية وكشف الجسور. مات في سنة اثنتين واستقر بعده محمد بن غرلو.
1239 - يوسف بن ماجد بن النحال أخو فرح الماضي. مات بمكة سنة خمس وثمانين وكان معتنياً بالتجارة تاركاً للمباشرات عفا الله عنه.
1240 - يوسف بن مبارك بن أحمد الجمال الصالحي بواب المجاهدية. كان يقرأ بالألحان في صباه هو والعلاء عصفور الموقع وذلك قبل الطاعون الكبير ولكل منهما طائفة تتعصب له ثم انتقل هذا إلى الصالحية وعصفور إلى القاهرة. ومات هذا في ربيع الأول سنة اثنتين وله ثلاث وستون سنة؛ ذكره شيخنا في إنبائه.
1241 - يوسف بن ناصر الدين محمد بن أحمد بن عباس الدكرنسي الشافعي العطار أبوه. سكن مع أبيه القاهرة فحفظ القرآن والمنهاج وغيره وعرض علي في جماعة وتدرب بالبدر حسن الطلخاوي في الاشتغال والوراقة وجلس تحت نظره شاهداً مع مداومة النساخة قانعاً بالقليل وربما باشر في بعض الأماكن وهو فطن فهم عاقل.
 1242 - يوسف بن محمد المدعو بدر بن أحمد بن يوسف الجمال الكومي ثم القاهري الشافعي نزيل سعيد السعداء وأحد صوفيتها. ولد سنة تسع وستين وسعبمائة وكان شيخاً فاضلاً خيراً جليلاً متعبداً منقطعاً إلى الله اشتغل وسمع الكثير على الولي العراقي ولازمه في دروس القانبيهية وكان أقام بها مدة قبل سعيد السعداء وكتب عنه من أماليه وكذا سمع النور الفوى والطبقة أخذ عنه بعض أصحابنا. ومات في يوم الجمعة رابع رجب سنة ثمان وأربعين ودفن من الغد بمقابر الصوفية خارج باب النصر رحمه الله وإيانا.
1243 - يوسف بن محمد بن أحمد الجمال أبو المحاسن الججيني الدمشقي الصالحي الحنفي القطان بسوقها وأظنه ابن عم موسى بن إسمعيل بن أحمد الحنفي الماضي. ولد تقريباً سنة ثلاث وسبعين وسبعمائة وسمع على أبي الهول الجزري ومن لفظ المحب الصامت أشياء وحدث سمع منه الفضلاء وكان خيراً. مات في سنة تسع وأربعين ودفن بسفح قاسيون وهو جد الشهاب أحمد بن خليل اللبودي لأمه رحمه الله.
1244 - يوسف بن محمد بن أحمد الجمال التزمنتي ثم القاهري الشافعي ويعرف بابن المجبر نسبة لصدقة المجبر لكونه خلف أباه على أمه فرباه. ولد تقريباً سنة سبعين وسبعمائة بالقاهرة ونشأ بها فحفظ القرآن وكتباً وعرض على جماعة وتفقه بالبلقيني وابن الملقن ولازم العز بن جماعة مدة فانتفع به في النحو والأصول وغيرهما وسمع كما أخبر علي التقي بن حاتم صحيح البخاري وكما في الطبقة على الشرف ابن الكويك صحيح مسلم بفوت، وحج وزار القدس والخليل ودخل دمشق وإسكندرية وغيرهما وتصدى للتدريس فانتفع به الطلبة وباشر مشيخة سعيد السعداء نيابة عن الشهاب بن المحمرة حين توجهه إلى الشام قاضياً عليه ثم وثب عليه فيها فلما عاد الشهاب انتزعها منه، وكان إماماً خيراً فقيهاً فاضلاً متثبتاً بل صار معدوداً في أعيان الشافعية بالقاهرة ولشدة صداقته بالعلمي البلقيني ناب في القضاء عنه وصار يحضر معه مجالس الحديث بالقلعة ولذا قال شيخنا:

دعاوى فاعل كثرت فـسـاداً

 

ومن سمع الحديث بذاك يخبر

ولولا إنه خشي انـكـسـاراً

 

لما طلب الإعانة بالمجـبـر

وقد ذكره شيخنا في إنبائه فقال كان فاضلاً اشتغل كثيراً ودار على الشيوخ ودرس في أماكن وناب في الحكم عن القاضي علم الدين وكان صديقه وقد حصل له في حدود سنة خمس وأربعين وجع في رجليه أضربه وأظهر عليه الهرم ولم يزل به حتى انقطع في بيته بجامع المارداني إلى أن مات في ليلة الجمعة منتصف رجب سنة سبع وأربعين بالقاهرة وقد جاز السبعين رحمه الله وإيانا.
1245 - يوسف بن محمد بن أحمد الطيبي القاهري الشافعي الوفائي نزيل الحسينية. ممن سمع مني.
1246 - يوسف بن محمد بن الأمير إسمعيل بن مازن. استقر شيخ لهانة وأمير هوارة البحرية بناحية البهنساوية في سنة أربع وأربعين عوضاً عن علي بن غريب حين قبض عليه الكاشف وجهزت معه تجريدة تشتمل على ثلثمائة مملوك باشهم أبو يزيد أحد أمراء العشرات.
 1247 - يوسف بن محمد بن أبي بكر بن سليمان بن أحمد بن حسين أمير المؤمنين المستنجد بالله أبو المظفر بن المتوكل على الله أبي عبد الله وأبي العز بن المعتصم بالله بن المستكفي بالله أبي الربيع بن الحاكم بأمر الله الهاشمي العباسي آخر الأخوة الخمسة المستقرين في الخلافة وأولهم المستعين بالله العباس ثم المعتضد بالله داود ثم شقيقه المستكفي بالله سليمان ثم القائم بأمر الله حمزة وعم المستقر بعده المتوكل على الله أبي العز عبد العزيز بن الشرف يعقوب الماضي ذكرهم. ولد في ليلة سابع عشرى رمضان سنة ثمان وتسعين وسبعمائة ونشأ فحفظ القرآن ونشأ في حجر السعادة إلى أن بويع له بالخلافة في الأيام الإينالية بعد أخيه القائم بأمر الله حمزة في أوائل رجب سنة تسع وخمسين وظهر بذلك مصداق رؤياه تعيين الخلافة له من الخليل إبرهيم عليه السلام فدام فيها نحو أربع وعشرين سنة أسكنه الظاهر خشقدم حين بلغه قدوم جانم نائب الشام بالقلعة ولم يمكنه من السكنى بمنزله المعتاد إلى أن توفي بعد تمرضه نحو عامين بالفالج في ضحى يوم السبت رابع عشرى المحرم سنة أربع وثمانين وغسل من فوره ثم صلي عليه بالقلعة عند باب القلة في مشهد فيه السلطان وجمع من الأمراء كالحاجب الكبير وغيره من المقدمين والقضاة ما عدا الحنفي والمشايخ ودفن بالمشهد النفيسي على عادتهم وقد بلغ التسعين أو جازها وسمعت من يقول سنة على التحرير خمس وثمانون سنة ودون أربعة أشهر بأيام رحمه الله وإيانا. وكان فيما بلغني كثير التلاوة في المصحف ساكناً بهياً مجاب الدعوى صادق المنامات قلد في أيامه خمسة ملوك وصاهر العلمي البلقيني على ابنته ألف أم تقي الدين بن الرسام واستولدها ابنة ثم فارقها. يوسف بن محمد بن بيرم خجا. في قرا يوسف من القاف.
1248 - يوسف بن محمد بن حسن بن صالح البهنسي. ممن سمع مني بمكة.
1249 - يوسف بن محمد بن الحسن الجمال الخليلي ابن البرهان. ولد تقريباً سنة ست وأربعين وسبعمائة وسمع من الميدومي المسلسل ومشيخة كليب وجزء البطاقة ومجالس الخلال العشرة ونسخة إبرهيم بن سعد ومنتقى العلائي من ثمانيات النجيب وغيرها، وحدث سمع منه التقي القلقشندي نسخة إبرهيم بن سعد في سنة أربع وثمانمائة وابن موسى والموفق الأبي أشياء في سنة خمس عشرة بل أجاز لابن شيخنا وغيره في سنة إحدى وعشرين.
1250 - يوسف بن محمد بن محمد الكفرسبي ثم الدمشقي الصالحي الحنبلي. أخذ الفقه عن التقي بن قندس وكمل تفقهه بتلميذه العلاء المرداوي وسمع معي لما كنت بدمشق تبعاً للتقي شيخه.
1251 - يوسف بن محمد بن طوغان الماضي أبوه وجده شاب أتلف أوقاف جده وهو غير متصون كأبيه بل أسوأ ممن لا يذكر بحال.
1252 - يوسف بن محمد بن عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن بن يوسف الزين بن الشمس بن الجمال بن الشرف بن العز بن أحد أصحاب العز الديريني الشارمساحي ثم القاهري الأزهري الشافعي الكتب ويعرف بالزين الشارمساحي وبالخطيب. ولد تقريباً سنة أربع وثلاثين وثمانمائة بشارمساح ونشأ بها فحفظ القرآن والشاطبيتين وألفية الحديث والنحو والعمدة والأذكار للنووي والحاوي والمنهاج الأصلي والجعبرية في الفرائض وفصيح ثعلب والتلخيص وإيساغوجي في المنطق وغيرها وعرض بعضها على شيخنا والعيني والأذكار على الرشيدي بل عرض على الظاهر جقمق وأنعم عليه وأخذ عن المحلي والعبادي الفقه ولازمه كثيراً وعن الخواص في العربية وغيرها وشارك في الفقه مديماً للحفظ للحاوي وتكسب في سوق الكتب وصار أخبرهم وصاهر الشمس السنسي على سبطته واستولدها ابناً عرض على عدة كتب وحج ونعم الرجل.
 1253 - يوسف بن محمد بن عبد الله الجمال السكندري قاضيها الحميدي بالضم نسبة إلى امرأة ربته يقال لها أم حميد - الحنفي. نشأ بإسكندرية وتفقه حتى برع وولي قضاء الحنفية بها وأخذ عنه شيخنا ابن الهمام في النحو وغيره. ذكره شيخنا في إنبائه قال وكان موسراً لا بأس به. مات في خامس عشرى جمادى الآخرة سنة إحدى وعشرين وقد زاد على الثمانين وقرأت بخطه في موضع آخر عن نيف وسبعين سنة قال وأظن أنني رأيته ووافق غيره على كونه زاد على الثمانين. وقال كان بارعاً فاضلاً في عدة علوم مثرياً يتعانى المتجر ذا فضل وأفضال مع عفة وديانة وصيانة درس بالثغر وأفتى إلى أن مات وحمدت سيرته في القضاء. وهو في عقود المقريزي وقال صحبته في مجاورتي بمكة سنة سبع وثمانين ونعم الرجل كان في دينه وفضيلته رحمه الله.
1254 - يوسف بن علم الدين محمد بن عبد الرحمن بن عبد العزيز بن محمد بن أحمد جمال الدين النويري ثم القاهري الماضي أبوه وأخوه كمال الدين محمد. ممن حفظ كتباً وعرضها وعرف بالذكاء وهو أكبر إخوته واشتغل قليلاً، وتعانى الزراعة ببلده بحيث يسافر إليها في ذلك.
1255 - يوسف بن محمد بن علي بن محمد بن أحمد بن أبي القسم الجمال أبو المحاسن الأنصاري الخزرجي الفلاحي الأصل - نسبة إلى الفلاحين بالتخفيف وآخره نون قرية من أعمال تونس من المغرب - السكندري المالكي ويعرف بالفلاحي. ولد بعد فجر يوم الاثنين ثاني عشر ربيع الأول سنة تسع وثمانمائة بإسكندرية ومات أبوه وهو صغير فانتقل مع أمه إلى القاهرة فأكمل بها القرآن وتلا به لأبي عمرو من طريق الدوري خاصة على حبيب العجمي وحفظ الرسالة وغالب المختصر الفرعي وجميع ألفية ابن ملك ثم أقبل على الاشتغال في الفقه والعربية والحساب والفرائض وغيرها، ومن شيوخه الجمال الأقفاصي والبساطي ثم أبو عبد الله الراعي وسمع الحديث على شيخنا والرشيدي في آخرين وصار في غضون ذلك يتردد إلى بلده ومن شيوخه بها الشهاب أحمد الصنهاجي وسعيد المهدوي والشريف الجزائري وزعم أنه سمع فيها الموطأ على الكمال بن خير وكذا الشفا بقراءة البرشكي في سنة خمس وعشرين ثم قطنها وناب عن قضاتها بل ولي مشيخة بعض مدارسها والخطابة ببعض جوامعها وحسبتها ولاه إياها تنم نائبها في سنة تسع وأربعين لمزيد اختصاصه به بحيث أنه سافر معه إلى حماة لما ولي نيابتها في سنة إحدى وخمسين، وقد لقيته بمكة سنة ست وخمسين ثم بعدها ببلده وكتبت عنه بالموضعين أشياء بل كتب لي بخطه كراسة من نظمه ونثره، وكان فاضلاً مشاركاً في فنون لكن الغالب عليه الأدب مع تواضع وخفة روح وسرعة حركة وتجوز فيما بيديه. مات في ثامن ذي الحجة سنة خمس وسبعين بمكة وتقدم البرهاني للصلاة عليه ثم دفن بباب المعلاة رحمه الله وعفا عنه، ومما كتبته عنه قوله:

وقائلة لي بعد الخمسين قد مـضـت

 

من العمر في شرب وسرب وأتراب

أرى فيك أخلاق الشبـاب وقـد بـدا

 

عذارك مسـوداً كـلـون غـراب

فقلت لها لا تعـجـبـين فـإنـمـا

 

سواد عذاري من سوالف أحبـابـي

وكتب عنه البقاعي ما سقته في الوفيات.
1256 - يوسف بن محمد بن علي بن محمد بن إدريس بن غانم بن مفرج الجمال بن أبي راجح القرشي العبدري الشيبي المكي الماضي أبوه وأخوه عمر ويعرف بابن أبي راجح. استقر في حجابة الكعبة بعد يحيى بن أحمد الشيبي في آخر سنة أربعين أو في التي تليها. ومات في ربيع الأول سنة ثلاث وأربعين بها. أرخه ابن فهد.
1257 - يوسف بن محمد بن علي بن يوسف الجمال بن القاضي فتح الدين أبي الفتح الأنصاري الزرندي المدني الحنفي. ولد في حدود سنة ثمانين وسبعمائة بالمدينة وسمع من الجمال الأميوطي والزين العراقي والعلم سليمان السقاء، وأجاز له أبو هريرة بن الذهبي والتنوخي وابن أبي المجد وآخرون، وذكره التقي بن فهد في معجمه. مات في صفر سنة تسع وثلاثين بالمدينة رحمه الله.
1258 - يوسف بن محمد بن عمر الجمال أبو المحاسن المرداوي ثم الصالحي الحنبلي والد ناصرا لدين محمد ويعرف بالمرداوي. أحد الرءوس من الحنابلة بدمشق حج في سنة خمس وسبعين وجاور التي تليها. مات.
يوسف بن محمد بن عيسى السيرامي. مضى في ابن عيسى بدون واسطة.
 1259 - يوسف بن الكمال محمد بن محمد بن محمد بن عثمان بن محمد بن البارزي الماضي أبوه وجده. مات في رابع عشرى ذي الحجة سنة اثنتين وأربعين وقد راهق وكانت جنازته حافلة جداً واشتد أسف أبيه عليه ولم يكن له الآن ولد ذكره غيره. قاله شيخنا في إنبائه.
1260 - يوسف بن البدر محمد بن محمد بن محمد بن يحيى السكندري الأصل القاهري المالكي الماضي أبوه وجده سبط أبي الفضل بن الردادي ويعرف كسلفه بابن المخلطة. ولد في ثالث جمادى الأولى سنة ثلاث وستين وثمانمائة بالقاهرة وأحضر وهو في الأولى بالكاملية بقراءتي على السيد النسابة وغيره. ومات أبوه وهو صغير فكفله خاله جلال الدين بن الردادي، واستقر في جهات أبيه بعده كتدريس المؤيدية وأم السلطان والقمحية وناب عنه اللقاني متبرعاً فلما ترعرع قرأ القرآن وحفظ المختصر والإرشاد لابن عسكر ولازم دروس السنهوري قراءة وسماعاً في الفقه والعربية وكذا قرأ على اللقاني في الفقه والأبناسي في العربية والمنطق وغيرهما كزوج أمه ابن قاسم الشافعي وداود وحضر عندي سماع أشياء بل قرأ علي بعضاً ونسخ بخطه شرح الرسالة للأقفهسي وجلس مع الشهود ولم يحصل على طائل وتزوج ورزق الأولاد، وحج وربما درس في بعض وظائفه كأم السلطان بل وبالمؤيدية ولو أقبل بكليته على الاشتغال لرجي له الخير.
1261 - يوسف بن محمد بن محمد الجمال بن البدر أبي الفتح المنوفي الأصل القاهري الماضي أبوه كاتب المماليك ويعرف بابن أبي الفتح المنوفي. باشر عن أبيه في البيمارستان وأهانه الأتابك أزبك بإغراء ابن سالم ثم استقر في كتابة المماليك بعد عبد الكريم بن جلود ويذكر باحتشام في الجملة ورغبة في ذوي اللطف والفضائل والظاهر من شكالة بلادته وغباوته وقد صادره السلطان مرة بمرافعة عشير له وضيق عليه في الديوان.
1262 - يوسف بن المحب أبي الفضل محمد بن الشرف موسى بن يوسف بن موسى الجمال أبو المحاسن المنوفي الأصل القاهري الشافعي الماضي أبوه وجده ويعرف بابن المنوفي. نشأ شاهداً وداوم الجلوس عند جده وأبيه ثم مع غيرهما كل ذلك بالجورة وحضر دروس السابقية والبرقوقية وغيرهما وقرأ علي في الأذكار للنووي وفي التقريب والتيسير له وكتب بعض شرحي له وكذا قرأ على زكريا وخطب وحج وخلف والده في جهاته مع غيرها وتزوج، وهو جيد الفهم والأدب عاقل.
1263 - يوسف بن محمد بن ناصر جمال الدين البحيري ثم الأزهري الشافعي ويعرف بالشيخ يوسف البحيري. حفظ القرآن ثم قدم القاهرة واشتغل قليلاً وسافر لمكة فجاور بها سنين على قدم التجريد بل حكى عن نفسه أنه كان يحتطب فيها ثم عاد وأقرأ الأبناء مدة ثم لازم الإقامة بالأزهر مع تزوجه وأولاده مديماً فيه الطهارة واستقبال القبلة إلى أن حج أيضاً وعاد وهو متوعك فاستمر حتى مات في يوم الأحد ثاني عشر ذي القعدة سنة خمسين وقد زاد على الستين ولم ينقطع في تمرضه عن جلوسه بالجامع إلى أن انتحل وصار لا يطيق النهوض والحركة إلا بجهد ومع ذلك فلا يصلي المكتوبة إلا قائماً، وكان صالحاً معتقداً مهاباً متين العقل عارفاً بأحوال الناس نافذ الكلمة قل أن ترد شفاعاته مع مجافاته للرؤساء غالباً وعدم التفاته لهم، وصلي عليه بالأزهر وكانت جنازته حافلة تقدم الناس العيني وكثر أسف كثيرين عليه؛ وقد قال العيني أنه كان يدعي أنه من المشايخ الواصلين ولم يكن له أصل بل كان عرياً من العلم ومن طرق الصلاح يجذب الناس إليه بطرق مختلفة بحيل وتصنع ويأخذ على الحاجات بحيث حصل من ذلك شيئاً كثيراً والله أعلم.
1264 - يوسف بن محمد بن يوسف بن أبي بكر القاهري الشافعي المحوجب والد علي الماضي وأبوه من الثامنة. سمع من عبد الوهاب القروي الأخلاق للصفراوي بقراءة الشمس النشوي المقرئ وكتب على استدعاء فيه ابن شيخنا سنة اثنتين وعشرين.
 1265 - يوسف بن محمد بن يوسف بن الحسن بن محمود العز بن الجلال بن العز السرائي الأصل التبريز الشافعي نزيل القاهرة والماضي أبوه وجده ويعرف كسلفه بالحلوائي. ولد سنة سبع عشرة وثمانمائة بمدينة حصن كيفا ونشأ بها فأخذ عن أبيه وغيره؛ وقدم القاهرة مراراً أولها صحبة أبيه في سنة أربع وثلاثين ولقي إذ ذاك شيخنا وغيره ثم لما كان الأمير أزبك الظاهري مقيماً ببيت المقدس لازمه وانتمى إليه بحيث صار من خواصه وكذا صحب الخطيب أبا الفضل النويري ولازمه وقرأ بين يديه بجامع الأزهر، وكان أصيلاً فاضلاً لطيف العشرة ظريفاً له نظم ونثر لقيته مراراً وسمعت من نظمه أشياء منها قوله:

وناحت حمامات الرياض بحرقة

 

فخلت قلوب العاشقين ممزقـه

وجعله بدل ثاني الأبيات المنسوبة للزمخشري وهي:

تغنت على فرع الأراك مطـوقة

 

فردت خليات القلوب مشـوقـه

وأشوق منها صوت حاد مبـكـر

 

حدا بحدوج المالـكـية أينـقـه

تخالف ما بيني وبين أحـبـتـي

 

فلي عندهم مقت وعندهم لي مقه

مات في أوائل ذي الحجة سنة ثلاث وسبعين ببيت المقدس رحمه الله.
1266 - يوسف بن محمد بن الحاج يوسف الحموي الأصل الدمشقي ويعرف بابن الصائغ وبابن الفردنك بفتح الفاء وسكون الراء وفتح المهملة وسكون النون وآخره كاف. ولد سنة ست وثمانمائة. جرده البقاعي.
يوسف بن محمد بن يوسف الجمال أبو الحجاج الأسيوطي. يأتي في الكنى.
1267 - يوسف بن محمد بن يوسف نور الدين بن صلاح الدين بن نور الدين الباسكندي الهرموزي قاضيها الشافعي. ممن أخذ عنه إبرهيم بن وكان من سنة خمسين.
1268 -يوسف بن محمد الجمال النحاس الحنفي ويعرف بابن القطب. ذكره شيخنا في إنبائه فقال كان يجلس مع الشهود ثم ولي الحسبة مرة ثم ناب في الحكم ثم سعى في القضاء بعد فتنة اللنك فوليه مراراً وكان عرياً عن العلم مع كون مباشرته غير محمودة. مات في المحرم سنة أربع عشرة ولم يكمل السبعين. يوسف بن محمد التركماني وشهرته بقرا يوسف ولذا قدمته في القاف. يوسف بن محمد غير منسوب كما رأيته في شهادة على بعض القراء بالإجازة مؤرخه بسنة أربع وثلاثين وأظنه البحيري الأزهري الماضي فيمن جده ناصر قريباً. يوسف بن محمد. في العجل بن نعير.
1269 - يوسف بن مكي بن عثمان بن علي بن حسن البقاعي قريب إبرهيم بن عمر. قال أنه ولد في حدود سنة خمسين وسبعمائة بقرية خربة روحا من جبل البقاع العزيزي ونشأ بها فقرأ القرآن واشتغل بالفقه وغيره، وكان ديناً خيراً مطرح النفس يعرف الشروط، وبالغ في وصفه وأنه علمه الكتابة والشروط وقتل في الفتنة التي قتل فيها والده في شعبان سنة إحدى وعشرين فالله أعلم.
1270 - يوسف بن منصور بن أحمد الجمال المقدسي ويعرف بابن التائب. ولد سنة اثنتين وثمانين وسبعمائة ولزم الشهاب بن الهائم مدة وفضل وتنزل في الجهات واشتغل في العربية وعمل المواعيد وياقل أنه سمع الكثير على أبي الخير بن العلائي وغيره وأجاز له جماعة فالله أعلم نعم سمع في سنة إحدى وثمانمائة على الشمس محمد بن إسمعيل القلقشندي الأول من مسلسلات العلائي بسماعه له على مخرجه وللمسلسل بالأولية المخرج فيه عالياً على الميدومي. ولقيته ببيت المقدس فقرأته عليه ويقال إنه من المنتمين لابن عربي وقد أذن له خليفة المغربي في التلقين سنة خمس وعشرين فلعله سلفه. مات في سنة خمس وستين تقريباً ببيت المقدس.
 1271 - يوسف بن موسى بن محمد بن أحمد بن أبي تكبن بن عبد الله الجمال أبو المحاسن بن الشرف الملطي الحنفي ويعرف بالجمال الملطي. ولد في سنة خمس وعشرين وسبعمائة تقريباً بملطية واصله من خرت برت، وقدم حلب في شبابه وحفظ القرآن ومتوناً واشتغل بها حتى مهر ثم ارتحل إلى الديار المصرية وهو كبير فأخذ عن علمائها كالقوام شارح الهداية فإنه لازمه كثيراً بالصرغتمشية وكان معيداً فيها مدة حياته فلما مات أخذ عن أرشد الدين وأمثاله. قاله العيني وكذا أخذ عن العلاء التركماني وابن هشام وسمع من مغلطاي والعز بن جماعة وحدث عن أولهما بالسيرة النبوية والدر المنظوم من كلام المعصوم وذكر أنه سمع الأولى منه سنة ستين وحصل وعاد إلى حلب وقد صار أحد أئمة الحنفية يستحضر الكشاف وتفقه على مذهبهم فشغل بها الطلبة وأفتى وأفاد إلى أن انتهت إليه رياسة الحنفية فيها مع الثروة وولاه تغرى بردى تدريس جامعه بها ثم استدعاه الظاهر برقوق على البريد لما مات الشمس الطرابلسي وقال حينئذ أنا الآن ابن خمس وسبعين فحضر من حلب في ربيع الآخر سنة ثمانمائة ونزل عند البدر الكلستاني كاتب السر إلى أن خلع عليه في العشرين منه بقضاء الحنفية فكانت مدة الفترة مائة وعشرة أيام فباشر مباشرة عجيبة فإنه قرب الفساق واستكثر من استبدال الأوقاف وقتل مسلماً بنصراني بل اشتهر أنه كان يفتي بأكل الحشيش وبوجوه من الحيل في أكل الربا وأنه كان يقول من نظر في كتاب البخاري تزندق ومع ذلك فلما مات الكلستاني في سنة إحدى استقر في تدريس الصرغتمشية مضافاً للقضاء وقد أثنى عليه ابن حجي في علمه وأنه لم يكن محموداً في مباشرته. وقال العيني: كان يتصدق على الفقراء في كل يوم بخمسة وعشرين درهماً يصرف بها فلوساً لا يخل بذلك ولم يكن يقطع زكاة ماله مع بعض شح وطمع وتغفيل وأنه أقام بحلب قريباً من ثلاثين سنة فكان يكتب في كل يوم على أكثر من خمسين فتوى بدون مطالعة لقوة استحضاره وأنه حصل بحلب مالاً كثيراً فنهب أكثره في اللنكية قال وهو أحد مشايخي قرأت عليه من كتاب البزدوي مجالس متعددة في حلب سنة ثلاث وثمانين، واختصر معاني الآثار للطحاوي سماه المعتصر وصنف غيره، قال وكان ظريفاً لطيفاً خفيفاً جميل الصورة حسن اللحية مربوع القامة وإلى القصر أقرب وكذا قال ابن خطيب الناصرية أنه قرأ عليه السيرة والدرر المذكورين وأنه كان فاضلاً كثير الاشتغال والإشغال مجتهداً في تحصيل العلم والمال وله ثروة زائدة حصلها بحيلة العينة، ولما هجم اللنك البلاد عقد مجلس بالقضاة والعلماء لمشاطرة الناس في أموالهم فقال الملطي إن كنتم تفعلون بالشوكة فالأمر لكم، وأما نحن فلا نفتي بهذا ولا يحل أن نعمل به في الإسلام فانكف الأمراء عن التعرض لذلك ثم عن ارتجاع الأوقاف والإقطاع بزعم الاستعانة بذلك في دفع تمرلنك، وكان ذلك معدوداً في حسناته مع كونه لم تحمد سيرته في القضاء وكونه نسب إليه ما تقدم ولكنه قد ثبت أن الله يؤيد هذا الدين بالرجل الفاجر، وقال شيخنا في رفع الأصر وغيره أن المحب بن الشحنة دخل عليه فذاكره يوماً بأشياء وأنشده هجواً فيه موهماً أنه لبعض الشعراء القدماء في بعض القضاة وهو:

عجبت لشيخ يأمر الناس بالتـقـى

 

وما راقب الرحمن يوماً وما اتقى

يرى جائزاً أكل الحشيشة والربـا

 

ومن سمع الوحي حقاً تزنـدقـا

مات في ثامن عشر ربيع الآخر سنة ثلاث وشغر منصب القضاء بعده قليلاً إلى أن استقر أمين الدين بن الطرابلسي، وذكره المقريزي في عقوده وغيرها بما قال بعض المؤرخين أن الحامل له عليه العداوة مع كونه لم ينفرد بكثير مما قاله رحمه الله وعفا عنه.
1272 - يوسف بن موسى بن يوسف الجمال المنوفي خطيبها بجامعها العتيق الشافعي والد زين الصالحين محمد والشرف موسى الماضيين. ممن تميز في الميقات وعمل فيه مقدمة.
1273 - يوسف بن موسى بن الجيوشي شيخ بني مصعب. قتل في مقتلة في صفر سنة إحدى وتسعين.
 1274 - يوسف بن يحيى بن عبد الله الجمال بن الشرف بن سعد الدين ابن بنت المالكي الماضي أبوه وأخوه إبرهيم. ولد في سادس رمضان سنة ست وثلاثين ومات أبوه وهو صغير فاستقر في وظيفته صحابة ديوان الجيش بمشاركة عمهما إلى أن تأهل ابن شيخنا على ابنته لطيفة وكان المهم في رجب سنة اثنتين وخمسين بحضرة جدها وقبيل وفاته واستمر معها حتى أولدها وماتت نفساء فتزوج بعدها ابنة للشرفي يحيى بن الجيعان وماتت تحته كذلك وحج ونعم عقلاً وأدباً وحشمة.
1275 - يوسف بن يحيى بن محمد بن يوسف بن علي بن محمد بن سعيد الجمال بن التقي بن الشمس الكرماني الأصل القاهري الشافعي الماضي أبوه وجده وولده يحيى. ولد في صفر سنة إحدى وثلاثين بحارة الروم وأمه فتاة لأبيه ومات أبوه وهو صغير بعد أن أسند وصيته للشهاب بن يعقوب ونشأ يتيماً فقرأ القرآن عند البرهان المنزلاوي والعمدة والحاوي وألفية النحو عرض على جماعة كشيخنا وابن الديري بل حضر بعض مجالس أولهما في الإملاء وغيره وأخذ في الفقه وغيره عن يس نزيل المؤيدية وكذا لازم أحد صوفيتها الشهاب المسيري بحيث كان جل انتفاعه به ثم لازم الشمس البامي في أشياء منها شرح جده على البخاري وحضر اليسير من دروس المناوي وابن البلقيني بل سمع عليهما وعلى ابن الديري وخلق معنا وهو ممن سمع جزء الأنصاري وغيره بالصالحية وختم البخاري بالظاهرية بل قرأ على الرشيدي في الشفا وغيره وكتب على الجمال بن حجاج، ودخل دمياط والفيوم للنزهة بل حج في سنة ست وخمسين ورافقنا في البحر واشتد الاختصاص به ولازمني فيما قرأته هناك على أبي الفتح المراغي والزين الأميوطي والتقي بن فهد والبرهان الزمزمي والشهاب الشوائطي بمكة وكذا بالأماكن التي توجهنا إليها كمنى وغارثور وحراء وعمرة الجعرانة وبعد رجوعه أكثر من السماع معنا ومع غيرها، ثم حج في البحر أيضاً سنة اثنتين وستين ثم في موسم سنة أربع وستين وجاور التي تليها ثم في أثناء سنة ثلاث وتسعين وجاور بقيتها مع سنة أربع، وكتب بخطه الكثير وجمع من تخاميس البردة ما ينيف على ستين، مع فضيلة وحشمة وعقل وتقنع وتودد وتواضع ومحاسن وربما ارتفق به أبو الطيب الأسيوطي وكان زائد الاختصاص به بحيث نزله في جهات ونعم الرجل.
1276 - يوسف بن يعقوب بن شرف بن حسام بن محمد بن حجي بن محمد بن عمر الكردي ثم الحلبي الشافعي. ولد في سلخ سنة ثمانمائة واشتغل ببلاده ثم قدم حلب فأقرأ الطلبة وأفتى، وكان فاضلاً خيراً أجاز في سنة إحدى وخمسين ومات بعد ذلك.
1277- يوسف بن يعقوب الجمال الكردي الشافعي آخر غير الذي قبله. قدم ببيت المقدس قديماً ونزل في فقهاء صلاحيته وتصدر للقراء في العلوم العقلية وأخذ عنه الطلبة وسمع بقراءتي هناك بعض الأجزء وكان فاضلاً متعبداً حسن العقيدة تكرر قدومه للقاهرة. ومات عن سن عالية في سنة ثمان وثمانين ودفن بماملا رحمه الله.
1278 - يوسف بن يغمور الجمال القاهري. ولد بها في حدود التسعين وسبعمائة ونشأ بها وصار خاصكياً في أيام الظاهر ططر ثم مقدم البريدية في آخر أيام الأشرف ثم نقله الظاهر جقمق إلى نيابة قلعة صفد ثم صرفه عنها إلى أتابكيتها، وقدم حينئذ القاهرة فأعيد إلى النيابة المذكورة، واستمر فيها حتى مات في أوائل شعبان سنة ست وخمسين رحمه الله.
1279 - يوسف بن يوسف بن حجاج الجمال الكومي. ممن سمع على قريب التسعين.
 1280 - يوسف بن يونس الجبائي التعزي اليماني الشافعي ويعرف بالمقري وبالفقيه يوسف عظيم اليمن كله في الدولة الظاهرية. ممن أخذ عن الشهاب الضراسي وابن كبن وابن الخياط والقراآت عن العفيف الناشري تلميذ ابن الجزري قيل وابن المقري وأنه أجاز له ابن الجزري وشيخنا وتميز في الفقه وأصوله والعربية والقراآت وصار فقيه اليمن مقرئها ولما وقف على شرحي للألفية مع الشهاب الزبيدي لم يسمح بعوده إليه بل أرغبه فيه أتم إرغاب وقال هذا كلام منور، حكاه لي الشهاب وقال أنه جاز الثمانين أو قاربها، وقال لي غيره أنه ولد سنة ست عشرة ورأيت شيخه العفيف عثمان الناشري في ترجمة الطيب القاضي وصف يوسف هذا بالقاضي شمس الدين وأنه عاد مع علي بن طاهر الطيب في مرض موته، ورأيت بخط المقري نفسه في إجازة أنه أخذ عن الجمال بن كبن الفقه فبقراءته من أول الروضة إلى آخر الفرائض وبعض الوسيط للغزالي وسمع عليه الكثير من المنهاج والتنبيه بل قرأ عليه البعض من البخاري ومن الترمذي وجميع مسلم وكذا سيرة ابن هشام والشفا قراءة وسماعاً وأنه أخذ عن النفيس العلوي ثم لقي شيخنا الشهاب الشوائطي حين قدم عليهم اليمن فشافهه بالإجازة وكثرت جهاته وانتشرت دنياه ومشاححته ولم يسمح بكبير شيء للواردين فضلاً عن غيرهم بل حجر على ولده حين علم منه إكرام الوافدين ولا قوة إلا بالله.
1281 - يوسف بن الجاكي سبط الزين القمني، أمه فاطمة. مات سنة إحدى وسبعين ولم يكن ممن يذكر.
1282 - يوسف الجمال أبو المحاسن الفارسكوري الشافعي نزيل دمياط ويعرف بابن قعير. ممن أخذ عنه بدمياط التقي بن وكيل السلطان ووصفه بالشيخ العالم القاضي.
1283 - يوسف الجمال أبو المحاسن الواسطي الشافعي تلميذ النجم السكاكيني. ممن لقيه الشيخ عبد الله البصري نزيل مكة، رأيت له مؤلفاً سماه الرسالة المعارضة في الرد على الرافضة وكذا اختصر الملحة نظماً.
1284 - يوسف الجمال بن المنقار الحلبي. باشر كتابة سر حلب ونظر جيشها والقلعة والبيمارستان والأستادارية في سنة خمس وتسعين ثم صرف عنها وذكر لي بمزيد ذكاء.
1285 - يوسف بن مهاوش. مات في شوال سنة أربع وستين بمكة. أرخه ابن فهد.
1286 - يوسف الجمال بن النحريري الحلبي قاضيها المالكي. ممن كان يتناوب في السعي فيه هو وابن جنغل الماضي إلى أن وافقه ذاك على تقرير قدر يومي في بدفعه له بشرط إعراضه عن السعي وترك المنصب له. واستمر حتى مات مقلاً في أواخر سنة ست وتسعين مصروفاً، وكان يكثر القدوم إلى القاهرة وربما يتردد إلي وكان مزري الهيئة مشاركاً من بيت.
1287 - يوسف الجمال الحلاج الهروي الشافعي والد الشمس محمد الماضي. ممن أخذ عن التفتازاني وغيره وتقدم في الفضائل، وشرح الحاوي شرحاً متوسطاً وانتفع به الفضلاء كولده والشمس محمد بن موسى الجاجرمي شيخ التقي الحصني، ووصف التقي فيما قرأته بخطه صاحب الترجمة فقال ممن تشد إليه الرحال ويعول عليه في كشف المقال والحال زبدة الأفاضل الماهرين الماجد الهمام جمال الدنيا والدين.
1288 - يوسف الجمال السمرقندي الحنفي ولي قضاء الحنفية بحلب بعد عزل الشمس ابن أمين الدولة في ربيع الأول سنة ثمان وعشرن ومات في التي بعدها قيل مسموماً وأعيد المنفصل وكان فاضلاً مع إعجاب بنفسه ودعوى من غير زائد وصف. ذكره العيني.
1289 - يوسف الجمال الشامي نزيل مكة والمندرج في التجار ويعرف بابن ريحانة. مات في رجب سنة ثمان وتسعين بها بعد خروجه من الحمام بيسير ويقال أن سبب ذلك إهانة اتباع الناس لشكوى ابن عبد اللطيف التاجر.
1290 - يوسف الجمال المنفلوطي. أخذ القراآت عن الشريف أبي القسم بن حريز تلا عليه لأبي عمرو من طريق الدوري خاصة الحسام بن حريز.
يوسف الجمال الهدباني. يأتي قريباً.
1291 - يوسف القطب النحاس قاضي الحنفية بدمشق. مات سنة أربع عشرة.
1292 - يوسف النجم التعزي. ممن أخذ عن شيخنا.
1293 - يوسف شاه العلمي داود بن الكويز. كان بديع الجمال فلما مات سيده خدم عند الزين عبد الباسط ثم عند يشبك الأعرج وولي نظر القرافتين وشادية الحرمين وقتاً عقب صهره أبي بكر المصارع ثم المعلمية وأقام فيها مدة ثم عزل عنها، واستمر خاملاً حتى مات في جمادى الأولى سنة ست وسبعين.
يوسف ولد كاتب السر. مضى في ابن محمد بن محمد بن محمد بن عثمان بن محمد.
 1294 - يوسف أبو أحمد معلم السجانين بالمقشرة. مات في شوال أو ذي القعدة سنة إحدى وتسعين. يوسف الأندلسي المالكي مفتي تونس. مات.
يوسف البحيري المعتقد الشهير بالأزهري. في ابن محمد بن ناصر.
يوسف التادفي. في ابن عبد الرحمن بن الحسن.
1295 - يوسف الدباغ المصري الشافعي. ذكره التقي بن فهد في معجمه وقال كان يؤدب الأبناء بمكة وانتفع به جماعة بحيث صار غالب فقهائها وفضلائها ممن تعلم عنده مع ظرف ولطافة ونوادر وصوت حسن في الإنشاد وفضيلة، قد قرأ في صغره كتباً. ومات سنة تسع وعشرين بالقاهرة، وقال التقي الفاسي: المصري المؤذن بالمسجد الحرام ويعرف بالدباغ. جاور بمكة زيادة على عشرين سنة وأدب أطفالها وأنجب عنده جماعة ثم أعرض عن ذلك وعمل طباخاً بالمسعى ثم عاد لمصر وأدب بعض المماليك وبها مات.
1296 - يوسف الرومي الطوقاتي السيواسي نزيل دمشق وشيخ الحنفية والعالم بالعقليات بها، أخذ عنه الأكابر كابن الحمراء والسيد نقيب الأشراف ومن بعدهم كالزين بن العيني وابن عيد، وكان صالحاً. مات سنة أربع وستين.
1297 - يوسف الرومي. مات في جمادى الثانية سنة تسع وستين بمكة. أرخه ابن فهد.
1298 - يوسف الزيني بن مزهر، كان في خدمته على يهوديته متميزاً عنده لما رأى من صدقه ونجابته وتصرفه بحيث كان مع ذلك هو القائم بعمارة المدرسة التي أنشأها، وربما كان في غضون ذلك يطالع كتب المسلمين فآل به ذلك كله إلى الاهتداء لدين الإسلام، وسر القاضي له وأحبابه حتى أنه أرسل به إلي لأني كنت حينئذ حصل لي عارض في يمين انقطعت به، واستمر على طريقته في خدمته ثم في خدمة ولده.
1299 - يوسف السليماني المقدسي الحنفي نائب إمام الصخرة. مات في طاعون سنة سبع وتسعين، كان فاضلاً صالحاً. يوسف الصفي. في ابن أحمد بن يوسف.
يوسف فقيه الزيدية والمقيم بينبع. مضى في ابن حسن بن محمد بن سالم.
يوسف الكردي. في ابن يعقوب.
1300 - يوسف المدوني - أكثر من درسه المدونة - المغربي. كان صالحاً. مات بفاس قريباً من سنة ثلاث وستين. أفاده لي بعض من أخذ عني.
1301 - يوسف الهدباني الكردي من قدماء الأمراء. تأمر في دولة الناصر محمد بن قلاون، وكان مولده تقريباً سنة أرعب وسبعمائة، وتنقل في الولايات وولي تقدمة وصودر غير مرة، وفي الأخير كان نائب القلعة عند موت الظاهر فتخيل النائب تنم وأخذها منه فلما غلب الناصر فرج صودر، وكن يكثر شتم الأكابر على سبيل المزاح ويحتملون ذلك، قاله شيخنا في إنبائه، وقال غيره: الأمير جمال الدين الهيذباني ولي نيابة قلعة دمشق وقدم القاهرة غير مرة وكان محبباً عند الملوك وفيه دعابة مفرطة مع محاضرة حسنة. مات في ثامن ذي الحجة سنة اثنتين بدمشق.
1302 يوسف اليمني الفقيه المؤدب للأبناء الأعرج. ممن يكثر التلاوة وفيه بركة. مات في جمادى الثانية سنة ثلاث وستين بمكة. أرخه ابن فهد.
1303 - يونس بن أبي إسحق اليمني القاضي محيي الدين. مات في صفر سنة ست وأربعين بمكة. أرخه ابن فهد وتوقف في اسمه أهو يوسف أو يونس وقال يحرر.
 1304 - يونس بن إسمعيل بن يونس بن عمر بن عبد العزيز الهواري البنداري. رأس الموجودين من بني عمر وأمير عرب هوارة القبلية ويعرف بابن عمر، تلقى ذلك عن أبيه في أيام الظاهر جقمق وعرف بالكفاءة والنهضة والحرمة والشجاعة التامة بحيث4 فاق في ذلك ذويه لكن مع الوصف بقلة الدين حتى فاقهم فيه أيضاً لأنهم بيت فيه ديانة وعبادة في الجملة سيما جدهم عمر، فلما كان يشبك من مهدي كاشفاً في سنة إحدى وسبعين سافر إلى جرجة فخرج عليه يونس هذا وقتل من مماليكه ثلاثين سوى الأتباع وجرح هو ورجع مكسور فاستقروا في الإمرة عوضه بابن عمه سليمان بن عيسى بن يونس وما نهض الكاشف لأكثر من هذا وحاول مسكه مرة بعد أخرى فما أمكن، وفي غضون ذلك عصى سليمان فاستقروا بأخيه أحمد عوضه وذلك في سنة تسع وسبعين ويقال أنه كان أحسن حالاً منه وما كان بأسرع من تجريد يشبك المشار إليه بعد عشر سنين وهو في عظمته وأمسك بالاحتيال سليمان وأحمد وغيرهما وقدم بهم فاستقر بأحمد وأودع سليمان البرج حتى مات في الطاعون ثم مات المتولي في محل ولايته وقرر في الإمرة ابن أخيه داود بن سليمان وبالجملة فاستمر صاحب الترجمة مشتتاً مضيقاً عليه حتى أمسك هو وجماعة من بنيه وأقاربه ثم لم يلبث هذا أن سقط عن فرسه فيما قيل فحزت رأسه وجهزت إلى القاهرة فطيف بها الأسواق في يوم الثلاثاء عشرى ربيع الآخر سنة ثلاث وثمانين ثم علقت على باب زويلة وقد قارب الستين وارتج الأمراء وغيرهم بسببه.
1305 - يونس بن الطنبغا الشرف السلاخوري. ممن سمع مني.
1306 - يونس بن إياس بن عبد الله القاهري المالكي نزيل الفخرية بين السورين. ولد كما رآه بخط أمه في جمادى الثانية سنة ست وثمانمائة وقال مما يحتاج إلى تحقيق في كثير منه أنه أخذ في الفقه عن الزينين عبادة وطاهر وفي العربية وغيرهما عن ابن الهمام وفي الأدب عن التقي بن حجة وابن الخراط والسراج عمر الأسواني ثم الشرف يحيى بن العطار، وسمع معنا الكثير على جماعة ومن ذلك في البخاري بالظاهرية؛ وانجمع عن الناس مع فضيلته وحسن عشرته وسكونه ومجاميعه المفيدة ولحيته النيرة، وقد رأيته في ربيع الثاني سنة ست وتسعين يمشي بهمة بحيث كدت أرتاب في مولده.
1307 - يونس بن تغرى بردى الوزيري القاهري. ممن سمع مني.
 1308 - يونس بن حسين بن علي بن محمد بن زكريا الشرف ذو النون الزبيري الواحي المصري القاهري الشافعي الجزار والده - بجيم وزاي وآخره مهملة - والد محمد الماضي ويعرف بيونس الألواحي. ولد في سنة خمس وخمسين وسبعمائة تقريباً بالقاهرة وحفظ القرآن والعمدة وألفية ابن ملك وعرض على جماعة منهم الأسنوي والكلائي وألبس الخرقة من الزين أبي الفرج بن القاري بل سمع عليه وعلى البهاء بن خليل والتقي البغدادي والحراوي وخليل بن طرنطاي والعز بن الكويك وجويرية الهكارية وابن الشيخة والبلقيني ولازم دروسه في آخرين وخرج له الزين رضوان مشيخة، وحج غير مرة وزار المدينة وبيت المقدس وقدمه في فتنة عبد المؤمن الواعظ وقام فيها قياماً عظيماً وذلك بعد سنة ثلاثين وتكسب بالشهادة وخطب بجامع آل ملك وأم بالمصلى بباب النصر وغيرهما وتنزل في صوفية سعيد السعداء برغبة الشيخ محمد بن محمد بن أحمد السلاوي المغربي له عنها، وحدث وتفرد، سمع منه الأكابر وأخذ ما يعطاه على ذلك لحاجته من غير اشتراط مع الخير وسلامة الصدر والكلمات الظريفة والحوادث اللطيفة كقوله حين قرأ عليه التقي القلقشندي الشاطبية وصار يعجرف في أبياتها: والله يا سيدي ما قال سيدي الشاطبي هكذا، وقوله مما كتبه عنه شيخنا: إذا تزوج الشيخ ينتابه فرح صبيان الحارة، وقوله حين طلبه العلم البلقيني لكونه لم يقم له إذ مر عليه وقال له كيف تكون شاهداً وتجلس مكشوف العورة فأنكر هذا وسأله أهو متنور أم لا فكان مضحكة، وقوله لابن فهد وقد قال له استخرت الله وكنيتك أبا الفتاوى قل في الخير، وكان شديد الحرص على الاستفتاء في الحوادث بحيث اجتمع عنده من ذلك جملة وصار فيه عديم المثل. مات بالقاهرة في ليلة الخميس رابع عشر ذي الحجة سنة اثنتين وأربعين ودفن من الغد بالخوخة ظاهر جامع آل ملك جوار الشيخ إسحق، وقد ذكره شيخنا في إنبائه فقال أنه حدث في آخر عمره واستحلى ذلك وأعجب به وحرص عليه وكان يحب الأمر بالمعروف ويشدد في ذلك مع قصوره في العلم ويتخيل الشيء أحياناً فيلح في كونه لا يجوز أنكر قديماً كون ملك الموت يموت واستفتى القدماء وكان سمع في ميعاد السراج البلقيني شيئاً من ذلك فصار الشيخ وآل بيته يمقتونه من ذلك الوقت، وسمع الخطيب يذكر في خطبة الجمعة في ذكر عمر أنه منذ أسلم فر الشيطان منه فأنكر عليه وقال لا تقل منذ أسلم يقع في ذهن العامي أن في ذلك نقصاً لعمر واستفتى فيه فبالغ؛ وسمع مدرساً يذكر مسألة الصرف وقول أبي سعيد لابن عباس إلى متى توكل الناس الربا فاشتد إنكاره ونزه ابن عباس عن هذا واستفتى فيه أيضاً واجتمع عنده من الفتاوى من هذا الجنس ما لو جلد لجاء في خمس مجلدات؛ وكان كثير الابتهال والتوجه ولا يعدم في طول عمره عامياً يتسلط عليه وخصوصاً ممن يجاوره، وهو في عقود المقريزي وأرخ مولده سنة خمس وستين وقال كان ينكر المنكر بحدة وشدة ممن تردد إلي مراراً ونعم الرجل أخبرني قال سمعت الشيخ عبد الله بن خليل اليمني يقول سبحان المتفضل المنعم على مستحقي النقم سبحان الحليم مع تمكن القدرة. رحمه الله وإيانا.
1309 - يونس بن رجب الزبيري القاهري المكي حفيد الذي قبله وشقيق الشمس محمد ووالد المحب محمد الماضيين وأحد التجار ممن يقرأ القرآن ويحضر بعض دروس المالكية. مات في رمضان سنة ست وتسعين بكنباية وكان لا بأس به رحمه الله.
1310 - يونس بن صدقة المحرقي الأصل القاهري أخو عبد القادر وعبد الرحيم الماضيين ويعرف بابن صدقة. ممن تشبه بالترك وخدم وسافر للجون وفي عدة تجاريد. ومات في التي في سنة خمس وتسعين منها ولم يبلغ الستين، وكان أحد الزردكاشية.
1311 - يونس بن علي بن خليل بن منكلى الشرف الحنفي المهمندار أيام الظاهر. ولد في ليلة رابع عشر رمضان سنة عشرين وثمانمائة وقرأ القرآن والعمدة والمختار وعرض على شيخنا والعلم البلقيني وابن الديري والعيني والمحب بن نصر الله في آخرين، ورأيت بعض الطلبة كتب عنه ما أنشده له ابن المرضعة لنفسه: نحن في مجلس لهو قد تحققنا مجازه ونسجنا البسط ثوباً فتصدق كن طرازه ووصفه بالبشاشة وحسن المحاضرة.
 1312 - يونس بن عمر بن جربغا الزيني العمري الحنفي والد عمر الماضي وجده. كان جده نائباً بطرابلس وبها مات؛ وأما والده فعمل الدوادارية لجمال الدين الأستادار ولسودون من عبد الرحمن وغيرهما. ومات في آخر الأيام الأشرفية برسباي بعد أن أنجب هذا. وكان مولده بعد سنة خمس وعشرين وثمانمائة بالقاهرة ونشأ بها فحفظ القرآن وربع العبادات من القدوري ولزم خدمة فيروز النوروزي وعمل الدوادارية عنده فأثرى وحصل الإقطاعات والدور وتوجه في بعض ضرورات الأشرف إينال إلى الشام فزاد تموله وراموا بعد وفاة مخدومه الاستقرار في الوزارة فاستعان بقايتباي لاختصاصه به وبغيره في الدفع عن نفسه فلم يجد بداً من ذلك واستقر في أيام الظاهر خشقدم بعد المجد بن البقري وقرر معه البباوي ناظر الدولة وباشر الزيني الوزر فلم ينتج فيه وظهر عجزه وعدم كفايته فصرف عاجلاً بالبباوي بعد أن تكلف هذا أموالاً جمة كاد ينكشف حاله بها لولا قايتباي، ولزم بيته في حارة الزيني عبد الباسط مقتصراً على المطالعة والنظر في التاريخ ونحوه وكأنه جمع في التاريخ شيئاً فإنه كان التمس مني ترجمة عبد الباسط وابن زنبور وغيرهما بل اختصر حياة الحيوان، وسمعت أنه كان عفيفاً عن القاذورات محباً في العلماء بحيث تردد للكافياجي وغيره وأما الزين قاسم الحنفي وكان يجيء إليه كثيراً لإقراء ولده، واجتمع بي مرة فأظهر مزيد الأدب والتودد. مات في ليلة الجمعة منتصف ذي القعدة سنة ست وسبعين ودفن من الغد، ويقال أنه كان مسيكاً غفر الله له ورحمه وإيانا.
1313 - يونس بن فارس الشرف أبو البر القادري القاهري الحنفي ولد فيما قرأته بخطه سنة ثلاث وثمانمائة وصحب العز الحراني القادري وتسلك به وبغيره من المشايخ في الطريق ولذا انتسب قادرياً، وطلب الحديث وقتاً قبلنا، وسمع بقراءتي أيضاً وكتب اليسير من الأجزاء ونحوها وطبق وضبط في الدارقطني بمجلس شيخنا وارتحل إلى الشام فأقام بها أياماً وأخذ عن ابن ناصر الدين وكتب عنه متبايناته وكذا قرأ في بيت المقدس على ابن المصري سنن ابن ماجه في آخرين، وخطه جيد ولكنه لم يتأهل مع دين وتواضع وعفاف ومحبة للصالحين، وقد حج كثيراً ماشياً وراكباً ولا أستبعد أن يكون سمع هناك؛ وحدث باليسير وكتب في الأجايز وتنزل في صوفية الأشرفية برسباي أول ما فتحت، ورأيت بخطه إجازة لبعض من عرض عليه الكنز من المدنيين في سنة سبع وخمسين، قال فيها أنه حضر معظمه على السراج قاري الهداية بقراءته له على العلاء السيرامي وساق سنده. مات في أواخر صفر سنة ست وستين، ونعم الرجل كان رحمه الله.
1314 - يونس بن محمد بن خجا بردى القاهري القادري المالكي الماضي جده كان كل من جده ثم أبيه حنفياص فولد له هذا في شوال سنة اثنتين وستين وثمانمائة ونشأ في كنف أبيه وجده بزاويته التي بقرب مضارب الخيم من الرملة وكان مؤدبه مالكياً فأقرأه في الرسالة وغيرها وقرأ على المحيوي بن تقي وقاضي الجماعة المغربي قليلاً، وحج مع جده قبل بلوغه ثم بعد ذلك حين إقامة أبيه بمكة مدة ثمان سنين وتكرر له ذلك ليجتمع له مع الحج زيارة أبيه، وفي غضون ذلك وسع الزاوية المشار إليها وعمل لها مناراً ومكتباً للأيتام وسبيلاً وغير ذلك كقبتين على قبري جده وشيخه إينال كل هذا بإشارة الشيخ عبد القادر الطشطوخي أحد المعتقدين، وحج أيضاً في سنة ثمان وتسعين وجاور التي تليها واجتمع بي حينئذ فسمع مني المسلسل وغيره وكتب القول البديع وأحضر لي محضراً كتبت له الإجازة فيه وألبسته الخرقة الصوفية وأذنت له، وعنده أدب وفي رائحة الخير بارك الله فيه ولم يلبث أن جاء الخبر بموت شيخ القادرية فانزعج كثيراً وانقطع عليه، ثم سافر إلى المدينة النبوية أحسن الله رجوعه، وأبوه إلى الآن في الأحياء.
1315 - يونس بن ناصر الدين محمد بن أبي بكر الحلبي صاحب ميسرة بها ويعرف بابن والي الحجر. تزوج جويرية ابنة المحب بن الشحنة بكر أو سافرت له إلى حلب فأقامت تحته.
1316 - يونس بن محمد الكمال بن التاج الحسيني الشنيكي الجوبري الشافعي مفتي الشافعية بتلك البلاد كلها. قال الطاوسي صحبته سفراً وحضراً فاستفدت منه كثيراً وأجاز لي وأذن لي بالإفتاء بل أمرني وأنا معه بالبصرة بالكتابة على سؤال جيء به إليه فامتثلت وذلك في سنة تسع عشرة.
 1317 - يونس بن يوسف بن الشيخ إدريس الحلبي. ممن سمع مني بمكة.
1318 - يونس بن يونس بن أحمد الفرماوي الأزهري. ممن قرأ على العمدة بمكة في سنة ثمان وتسعين وسمع علي ومني أشياء.
1319 - يونس بن قاضي الصنمين نقيب الشافعي. لم يكن محمود السيرة فيما يقال. مات سنة اثنتي عشرة. ذكره شيخنا في إنبائه.
1320 - يونس الأقباي أقباي المؤيدي نائب الشام ويعرف بالبواب وبالمشد. اتصل بعد أستاذه بخدمة المؤيد ثم صار خاصكياً في الدولة المظفرية ثم بواباً في الأشرفية ثم ساقياً في الظاهرية ثم أمير عشرة، واختص بالظاهر فلم يلبث أن نقله لسد الشربخاناه ثم قدمه ولده ثم ولاه الأشرف الدوادارية الكبرى لكونه كان في الفتنة من حزبه، وزوجه ابنته الصغرى البكر، وسار سيرة حسنة بحرمة وافرة وعظمة زائدة وتكرم على مماليكه مع كثرتهم وتقريب للعلماء والصالحين وتأدب معهم وانتفع بصحبة النور أخي حذيفة له في التنبيه على الخير والإرشاد إليه إلى أن مات بعد مرض طويل في يوم الأربعاء ثاني عشرى رمضان سنة خمس وستين ودفن من يومه بتربته العظيمة التي أنشأها بالصحراء عن أزيد من ستين سنة، وكان شجاعاً مقداماً غارقاً بأنواع الفروسية وغيرها ذا ذوق وحشمة مع الشكالة الحسنة والهيئة الجميلة والطول الفائق حتى عد من حسنات زمنه رحمه الله وإيانا.
1321 - يونس الظاهري برقوق ويعرف ببلطا وبالرماح. كان من أعيان خاصكية أستاذه ثم رقاه لنيابة حماة ثم طرابلس ثم كان بعده ممن وافق تنما الحسني نائب الشام، وآل أمره إلى القبض عليه وسجنه بقلعة دمشق ثم قتل بمحبسه في يوم الخميس رابع رمضان سنة اثنتين؛ وكان جركسياً رديء الأصل شاباً مليحاً شجاعاً مقداماً ظالماً غشو ما قتل جماعة من طرابلس بل لما عصى مع تنم قتل قاضيها الحنفي والمالكي وخطيبها بغير جرم فلم يلبث أن قتله الله. وبلطا بفتح الموحدة ولام ساكنة مهملة هو باللغة التركية اسم للمسحة الآلة التي يحفر بها.
1322 - يونس الركني بيبرس الأتابك ابن أخت الظاهر برقوق ويعرف بالأعور. تنقل بعد أستاذه إلى أن صار في أيام المؤيد من أمراء الطبلخانات وخازنداراً ثم نقله لنيابة غزة وبعده أمسك وحبس مدة ثم أفرج عنه وصار من المقدمين بدمشق ثم أعاده الأشرف لنيابة غزة ثم انتقل لصفد ثم رجع لدمشق مقدماً، وقدم القاهرة على الظاهر جقمق فأحسن إليه ورجع إلى أن أخرج الظاهر إقطاعه ودام بدمشق بطالاً حتى مات نقيراً سنة إحدى وخمسين، وكان مسرفاً على نفسه جداً قليل البركة في رزقه عفا الله عنه.
- يونس العلائي الناصري فرج. صار خاصكياً بعد المؤيد ثم أمره الظاهر جقمق عشرة وصيره من رؤوس النوب وناب في نيابة القلعة بعد سفر تغرى برمش في غزوة رودس فلما عاد رجع إلى وظيفته ولذا كان يقال له وأمر أن يكون في الوظيفة حين سفر تغرى برمش مرة أخرى رضي بها حين الأمر بنفي تغرى برمش سنة إحدى وخمسين ثم أرسله خجداشه الأشرف إينال نائب إسكندرية ثم عمله من الطبلخانات بالقاهرة ثم قدمه ووجهه بتشريف قانباي الحمزاوي للشام فائري ثم عمله أمير آخور حتى مات وقد جاز السبعين في صبيحة يوم الاثنين ثالث عشرى جمادى الأولى سنة أربع وستين بالطاعون، وشهد الصلاة عليه السلطان بمصلى المؤمني ثم دفن بتربته التي أنشأها بالصحراء، ولم يكن يرعى إلا للسلطان عفا الله عنه.
1324 - يونس المزين الجرائحي. ممن أخذ القراآت عن الزراتيتي وتصدر في حياته بل كان شيخه يرسل إليه بالمبتدئين. ودام على ذلك دهراً إلى أن كبر. ومات ظناً بعد الستين أو قريباً منها، وممن جود عليه المحب بن الأمانة.
1325 - يونس أحد العشرات. مات في جمادى الأولى سنة ثمان. أرخه العيني.
1326 - يونس مملوك الخواجامير أحمد. مات بمكة في جمادى الأولى سنة ثمان وتسعين ودفن بالمعلاة.
آخر معجم الأسماء. ختم الله بخير لنا ولأحبابنا. وبه انتهى المجلد الخامس من الأصل انتهى الجزء العاشر، ويتلوه الحادي عشر أوله: كتاب الكنى.
//بسم الله الرحمن الرحيم

كتاب الكنى

وأذكر فيه من لم يعلم اسمه أو علم ولكن لم يشتهر به أو اشتهر ولكن بها أكثر.

حرف الألف

أبو إبراهيم" شريك صهري. هو محمد بن أحمد بن يوسف أبو أحمد بن أبي حمو موسى بن يوسف بن عبد الرحمن بن يحيى بن يغمراش بن زيان بن ثابت بن محمد بن زكدان بن سدوكسن بن اطاع اللّه بن علي بن قاسم وهو عبد البر صاحب تلمسان والمغرب الأوسط مات في شوال سنة وثلاثين وولى بعده أخوه أبو يحيى.
"أبو الأسباط" هو أحمد بن عبد الرحمن بن أبي بكر بن أحمد.
"أبو اسحق" بن أبي بكر بن منصور الجمال بن النظام اليزدي ثم الشيرازي الشافعي الواعظ.
صوفي مسلك أخذ عن الزين أبي بكر الخوافي وقدم القاهرة في سنة إحدى وسبعين فعقد مجلس الوعظ بالأزهر من أول رجب وازدحم العامة وبعض الخاصة للحضور عنده، وذكروا عنه شيئاً عجباً في سعة الحفظ وقوة الاقتدار على التمثيل بما يقرب به إلى الأفهام البعيدة وما عسر من المعاني العويصة، وأكرمه الظاهر خشقدم وغيره وأخذ عنه جماعة الخرقة وتلقين الذكر وسافر في البحر لمكة فوصلها وأنا هناك وعقد الميعاد أيضاً ولم يظفر بطائل، وقد رأيته وسمعت كلامه هناك واستمر حتى حج ثم سافر إلى اليمن فوفد على علي بن طاهر فأعجبه كلامه ووقع عنده موقعاً عظيماً وأكرمه وأنعم علي بمائة دينار ذهباً وأقبل عليه العامة أيضاً إقبالاً زائداً بحيث حسده أكابر الفقهاء ووشوا به إلى ابن طاهر بما غير خاطره منه بحيث لم ير منه بعد ذاك الأنس والإقبال، وهم كما قاله بعض اليمانين ظالمون له قال وإلا فالرجل كان من عباد اللّه الصالحين على طريق السلف في تصوفه مع حسن الاعتقاد والبراءة عن الانتقاد ولكنه امتحن وجرى الزمان على عادته في معاندة أولى الفضائل واللّه يعلم المفسد من المصلح، ورأيت من سماه أحمد بن أبي يعقوب إسحق بن إبراهيم الحسيني أباً الحسنى أماً الشيرازي الواعظ وفيه نظر والأول أثبت.
مات غريقاً بعد ذلك بقليل قريب حلى ابن يعقوب وهو راكب السفينة ليتوجه لمكة في ليلة الجمعة الثامن والعشرين من جمادى الآخر سنة ست وسبعين فجئ به لحلى ودفن به رحمه الله وإيانا.
"أبو أمامة" ابن النقاش، هو عبد الرحمن بن محمد بن علي بن عبد الواحد.

حرف الباء الموحدة

"أبو البركات" بن أحمد بن الزين هو محمد بن أحمد بن محمد بن حسين، "أبو البركات" بن أحمد بن علي بن محمد الجبرتي الحنفي سعد الدين، مضى في المحمدين وكذا ابنه صبر الدين محمد.
أبو البركات" ويسمى محمداً ابن الشهاب أحمد بن محمد صحصاح بن محمد الخانكي الشهير أبوه بابن حرفوش، ولد في شعبان سنة اثنتين وثمانين أو التي قبلها بالخانقاه السرياقوسية ونشأ في كنف أبويه وسمع مني المسلسل وعلى أشياء كجل النسائي وابن ماج وسيرة ابن سيد الناس والكثير من الترمذي واليسير من بواقي الكتب الستة وسيرة ابن شام مع مؤلفي في ختم البخاري وختم سيرة ابن سيد الناس وجميع ذخر المعاد للبوصيري وغير ذلك وكتبت له إجازة في كراسة، ورجع إلى بلده مع أمه في موسم سنة ثمان وتسعين، وتخلف أبوه وتسبب بورك فيه وفي أبيه.
أبو البركات" بن أحمد بن محمد بن كمال يأتي في أبي البركات الدلوالي.
 أبو البركات" بن الجيعان الولوي أحمد بن الشرفي يحيى بن العلمي شاكر بن عبد الغني القاهري شقيق أبي البقاء وصلاح الدين وأوسطهم، ولد في حادي عشرى رمضان سنة تسع وأربعين وثمانمائة بالقاهرة ونشأ في كنف أبويه فحفظ القرآن والتنبيه وغيرهما وأسمعه على جماعة كالزين شعبان بن حجر والشهابين الحجازي والشاوي والجلال بن الملقن والمحبين ابن الفاقوسي وابن الألواحي والشمس الرازي الحنفي والجمال بن أيوب والبهاء بن المصري وأم هانئ الهورينية وكاتبه في آخرين، وأجاز له شيخنا والعلم البلقيني والمناوي والشمس بن العماد وغيرهم من الشافعية وابن الديري وابن الهمام والأقصراني من الحنفية والولوي السنباطي وأبو الجود من المالكية والعز الحنبلي وقريبته نشوان وآخرون من القاهرة وأبو الفتح المراغي والزين الأميوطي والتقي بن فهد والبرهان الزمزمي والشهاب الشوايطي والموفق الأبي وأبو السعادات بن ظهيرة من الشافعية وأبو البقاء وأبو حامد ابنا ابن الضياء من الحنفية وآخرون من مكة والمحب المطري وأبو الفتح بن صالح وغيرهما من المدينة والزين ماهر والتقي أبو بكر القلقشندي والجمال بن جماعة وأبو بكر بن أبي الوفاء وغيرهم من بيت المقدس والنظام بن مفلح وقريبه البرهان وعبد الرحمن ابن أبي بكر بن داود والشهاب أحمد بن حسن بن عبد الهادي وأحمد بن محمد بن عبادة وغيرهم من دمشق وصالحيتها وأبو جعفر بن الضياء والضياء بن النصيبي وآخرون من حلب في طائفة من غير هذه الأماكن باستدعائي وغيري، وتدرب بولده في المباشرة وخالط المحيوي الدماطي والشهاب السجيني والسراج العبادي وإمام الكاملية وغيرهم ممن كان يتردد إليهم سيما النور السنهوري بل قرأ عليه يسيراً من متن الحاجبية ومن شرحه الصغير على الجرومية وحضر قليلاً عند البكري والجوجرى وأخذ بنفس في التنبيه عن زكريا والزين والسنتاوي وعبد الحق السنباطي ونحوهم وعلى ملاعلي الكيلاني في الأنموذج للزمخشري وقرأ على الديمي في البخاري والأذكار وسمع مني المسلسل بالعيد بالأولية وأشياء من تصانيفي وغيرها وحج وترقي بذكائه وحسن أدبه ووفائه إلى أن خطبه السلطان الأشرف قايتباي وقد تفرس في النجابة لنيابة كتابة السر بعد النور الأنبابي وقدمه على غيره ممن مد عنقه إليها فحمدت مباشرته ونمت أمواله وجهاته وسلك التواضع والاحتشام وما يجلب التودد من أنواع الكلام فازدحم الناس ببابه ودخل في أمور يجبن غيره عنها لقوة جنانه وخطابه، واستمر في نموه وعلوه حتى مات بمنزلهم من بركة الرطلي بعد انقطاع أيام قلائل في صبح يوم الاثنين ثامن شعبان سنة تسع وثمانين وصلى عليه تجاه مصلى باب النصر في مشهد حافل جداً ودفن بتربتهم وتأسف الناس على فقده رحمه الله وإيانا وعفا عنا، واستقر بعده أخوه صلاح الدين وترك عدة أولاد عبد الكريم وأحمد وفاطمة وعائشة وفرج بورك فيهم.
"أبو البركات" بن الشيخ حسين بن حسن الكمال بن الفتحي المكي واسمه إسماعيل وكثيراً ما تحذف أداة الكنية فيقال بركات وهو شقيق أحمد ومحمد وذا أصغر الثلاثة وأحركهم، ولد في ذي القعدة سنة تسع وستين بمكة وقدم مع أبيه وبمفرده القاهرة غير مرة وسمع على بها وبمكة وليس بمرضى.
"أبو البركات" بن الزين هو الكمال محمد بن محمد بن أحمد بن حسن القاضي.
"أبو البركات" بن سالم الحنبلي. "أبو البركات" بن أبي السعود، هو محمد ابن محمد بن حسين.
"أبو البركات" بن الضياء هو محمد بن أحمد بن محمد بن محمد بن سعيد.
"أبو البركات" بن محمد بن أحمد بن محمد بن محمد بن الضياء. هو الكمال محمد ابن البهاء أبي البقاء، ولد في شعبان سنة أربع وأربعين وثمانمائة بمكة، ومات في المحرم سنة أربع وثمانين مقتولاً بأحمد أباد من كنباية.
"أبو البركات" أو بركات بن الظريف، أحد الأجلاء من قراء الجوق وقدمائهم وكان فيما يقال من العفة بمكان، وهو من خواص جماعة الشهابي بن العيني في أيام إمرته، مات سنة ثمان وتسعين.
"أبو البركات" بن ظهيرة، هو محمد بن علي بن محمد بن محمد بن حسين بن علي.
"أبو البركات" بن عبد الرزاق بن موسى مجد الدين الصوفي الشافعي الكاتب المقرئ ممن يعرف ببني الجيعان لاختصاصه بهم واسمه اسمعيل ومحمد كما أنه أيضاً يكنى بأبي الجود ولكنه بأبي البركات أشهر ويعرف قديماً بابن كاتب قاعة الذهب.
 ولد في المحرم سنة إحدى وعشرين وتردد مع عمه في صغره لناصر الدين الشاطر فلم يكن مع كونه صغيراً يحمد أمره بل ولا كثيراً من الشيوخ الذين كان يراهم عنده ولما مات عمه توجه للاشتغال فأخذ عن الشهاب المحلى خطيب جامع ابن ميالة وطاف مع ابن بطيخ في الاسباع ونحوها وجوده على الزين طاهر؛ وسمع الحديث على شيخنا في رمضان عدة سنين وكذا سمع ختم البخاري عند أم هانئ الهورينية ومن شاركها وسمع غير ذلك ولازم ابن حسان في الفقه والعربية والأصلين مع البلبيسي والسهيلي والمنهلي والمنوفي وزين العابدين وغيرهم وانتفع به وقرأ على إمام الكاملية في الأصول وغيره وتميز وبرع في الديونة وكتب في عدة جهات بعناية المشار إليهم، بل زوجه سعد الدين إبراهيم أحد رءوسهم حظية له فكان يثنى عليها وماتت بعد دهر معه بالمدينة النبوية فدفنها بالبقيع وبني على قبرها حاجزاُ بعد منع المالكي وغيره له من ذلك، وتنزل في صوفية سعيد السعداء وغيرها من الجهات وأكثر من الحج والمجاورة في الحرمين على طريقته في التقشف وقصر الثياب وعدم التبسط في المعيشة والتشدد في إنكار المنكر والانحراف عن المائلين لابن عربي بحيث امتنع من الصلاة على إمام المقام المحب الطبري وإظهار التألم لمشاهدة المنكر وسماع من يقرأ بدون تجويد حساً ومعنى حتى أنه كان يبعد عن من يأتم به ممن لا يحس حتى لا يسمعه، وحضر بالمدينة عند الشهاب الابشيطي وغيره وسمع من الشرف عبد الحق السنباطي في مجاورته بها القول البديع من تصنيفي ثم سمعه مني مع جملة من الدروس وغيرها هناك أيضاً، وأخبرني أن أباه وعمه كانا فائقين في المباشرة وأن أباه مات وهو ابن أربع سنين وكان كما أخبره به عمه يدعو الله أن لا يكون ولده مباشراً، وبالجملة فهو إنسان خير حسن الفهم جيد الذوق مشارك في الفضائل مائل لأهل الخير والظرف كثير البر لكثير من الفقراء سراً محب في الانفراد مع شدة في خلقه ربما تصل به لنوع جفاء كثير التلاوة على قدم فائق، وبيننا أنس ومحبة سيما في المجاورة بالحرمين بل كان من أصحاب الوالد وكان في سنة أربع وتسعين بمكة فسمع علي أيضاً الكفاية في طريق الهداية في ابن عربي ووقعت عنده موقعاً وتألمنا بسبب ما فقد له فيها وحينئذ ألزمته ربيبته أن يكون معها ثم أنه جاور وهي معه التي تليها بالمدينة وعاد فجاور سنة ست بمكة ثم رجعا مع الركب إلى المدينة فدام بمفرده بها حتى مات في شعبان سنة سبع وتسعين بعد تعلل طويل ودفن بالبقيع رحمه الله وإيانا.
"أبو البركات" بن عبد القادر النويري في محمد.
أبو البركات" بن عبد الكافي الشامي المدني ابن أخت ناصر الدين أبي الفرج الكازروني وسبط والده الجمال الكازروني، سمع عليه في سنة أربع وثلاثين.
"أبو البركات" بن عبد الوهاب بن أبي البركات بن أبي الهدى بن محمد بن تقي الكازروني المدني أخو عبد الله ومحمد ووالد عبد الرحمن وعبد الوهاب الماضين سمع على الزين المراغي في سنة خمس عشرة "أبو البركات" بن عزوز، في محمد بن محمد ابن محمد. "أبو البركات" بن علي بن أحمد بن عبد العزيز النويري، هو الكمال محمد مضى.
أبو البركات" بن علي بن محمد الطنبداوي ممن سمع مني بمكة.
"أبو البركات" بن علي هو أبو البركات بن ظهيرة، مضى قريباً.
"أبو البركات" بن الفاكهي، هو محمد بن محمد بن علي بن محمد بن عمر بن عبد الله.
أبو البركات" بن مالك القرشي السكندري قاضيها واسمه محمد ويعرف بابن مالك أيضاً مالكي المذهب ولي قضاء إسكندرية في سنة ست وسبعين وثمانمائة عوضاً عن العفيف مع نقص بضاعته ولكنه استناب النوبى والمتيجي، وكان عارفاً بطريق القضاء والوثائق سيوساً، ممن حج وجاور سنين قال إنها أربعة، وجلس بباب السلام مع الشهود وكان يفتح عليه في ذلك ولم يكن في نيته الدخول في القضاء، مات في رمضان سنة إحدى وثمانين بإسكندرية عفا اللّه عنه.
"أبو البركات" بن مجد الدين ويلقب هو صدر الدين في أحمد بن إسمعيل ابن إبراهيم.
"أبو البركات" بن المحب الطبري إمام المقام، هو محمد بن محمد بن محمد بن إبراهيم ابن أحمد "أبو البركات" بن المصري محمد بن محمد بن الخضر.
"أبو البركات" بن موسى بن أبي الهول سعد الدين والد خليل وإبراهيم.
 ولى كتابة المماليك في أيام الناصر، فرج، ومات في رجب سنة إحدى وخمسين وقد زاحم المائة ممتعاً بحواسه وقوته، "أبو البركات" بن أبي الهدى، في ابن عبد الوهاب قريباً "أبو البركات" بن يوسف بن محمد بن علي بن محمد بن إدريس بن غانم بن مفرج الزين بن جمال أبي المحاسن بن الجمال أبي راجح بن النور أبي الحسن بن أبي راجح بن أبي غانم العبدري الشيبي الحجي المكي شيخ الحجبة وفاتح الكعبة وابن شيخها بل سلالة مشايخها ولد بعد سنة عشرين وثمانمائة تقريباً بمكة واستقر في المشيخة بعد عمه السراج عمر بن أبي راجح في سنة إحدى وثمانين وقدم على أولاد المتوفى لمراعاتهم الأسن في التقديم، وكان فقيراً ساكناً، مات بعد تعلل طويل في آخر يوم الثلاثاء خامس عشري ربيع الثاني سنة ثلاث وتسعين وصلى عليه بعد الصبح من الغد ثم دفن بالمعلاة، "أبو البركات" الجيعاني، في ابن عبد الرزاق قريباً، "أبو البركات" الخانكي، هو محمد بن محمد بن إبراهيم تقدم.
"أبو البركات" الدلوالي - نسبة لدلي أصل مملكة الهند - المكي أحد العدول بباب السلام منها كأبيه وجده وهو ابن أحمد بن محمد بن كمال بن علي ابن أبي بكر بن إبراهيم بن حسن بن يعقوب بن شهاب بن عمر بن عبد الرحمن الكمال الدلوالي الهندي الأصل المكي الحنفي، ولد في سنة اثنتي عشرة وثمانمائة بمكة ونشأ بها وتنزل في طلبة درس يلبغا الخاصكي وكأنه تلقاه عن أبيه ثم نزل عنه بأخرة، وكان ساكناً متقدماً في الوثائق والاسجالات ذا حظ فيها بحيث يشتط على قاصديه فيها في الأجرة وينفد ذلك في معيشته أولاً فأولاً مع كثرة طوافه وتعففه عن الشهادة على الخط وفي الرشد ونحوهما، وتناقص أمره بأخرة فيها حتى مات في ليلة الأحد رابع عشر ربيع الأول سنة تسع وثمانين ودفن على أبيه بالمعلاة ولم يخلف بعده بمكة مثله.
"أبو البركات" الشيشيني كمال الدين بن قطب الدين واسمه محمد بن عبد اللطيف الشيشيني المحلى ثم القاهري، كان في أوله قزازاً ببلده ثم انتقل منها إلى القاهرة فعمل حوشكاشاً بباب قريبه من جهة النساء الولوي بن قاسم وبواسطة انتمائه له زوجه القاضي نور الدين بن الكبير ابنته بعد توقف أبيها لعدم الكفاءة فاعتني به ابن قاسم واستنابه عنه في قضاء دمياط وكانت إذ ذاك مضافة إليه فزوجها له ودخل بها فلم يلبث أن ماتت وورثها فترقع حاله ثم تزوج بعدها الشريفة ابنة أخت جهة شيخنا بعناية المشار إليه أيضاً واستنابه شيخنا في القضاء وماتت في عصمته فورثها أيضاً واستمر ينوب عن من بعده بل انتمى للجمال ناظر الخاص بعناية ابن البرقي وقتاً، وكان مشاركاً في الصناعة لا يذكر بعلم ولا غيره مع أنه قرأ مجالس على البرهان السوبيني وسمع على شيخنا وغيره ولم يزل على قضائه إلى أن حج وتعلل في رجوعه فتاب والتزم عدم العود إلى القضاء ثم لم يلبث أن مات وهو بالقرب من الريدانية ودخل القاهرة ميتاً فصلى عليه في يوم السبت رابع عشري المحرم سنة أربع وثمانين بجامع الأزهر وأظنه قارب السبعين رحمه الله وعفا عنه.
"أبو البركات" الصالحي محمد بن محمد بن أبي بكر.
"أبو البركات" العسقلاني الخانكي وهو محمد بن إبراهيم والدأبي بكر الآتي كان خيراً صالحاً، مات في رمضان سنة سبع وسبعين بالخانقاه وابنه بمكة عن نحو الثمانين رحمه الله، "أبو البركات" الغراقي، محمد بن محمد بن محمد بن علي بن يوسف.
"أبو البركات" الفتحي المغربي هو محمد بن أحمد بن محمد بن إبراهيم.
"أبو البركات" الهيثمي محمد بن عبد الرحيم بن محمد بن أبي بكر بن سليمان أبو البقاء بن القاضي ناصر الدين الأخميمي قاضي الحنفية أبوه وسبط العضد الصيرامي وشقيق سعد الدين واسم كل منهما محمداً وسعد الدين أصغرهما، مات في الطاعون سنة سبع وتسعين.
 أبو البقاء" بن البلقيني البهاء محمد بن العلم صالح بن السراج عمر بن رسلان البلقيني القاهري الشافعي سبط الولوي محمد بن عبد الله البلقيني الماضي، ولد في سنة تسع عشرة وثمانمائة ونشأ في كنف أبيه فحفظ القرآن والعمدة والمنهاجين والشاطبيتين وألفية النحو وعرض على شيخنا والتهني والبساطي والمحب بن نصر الله في آخرين وسمع على جماعة منهم شيخنا، وأجاز له خلق وأخذ العربية والقطب وغيرهما عن التقي الحصني والفقه عن والده والشهاب المحلى والفرائض عن أبي الجود وطائفة ولكنه لم يمعن، وناب عن أبيه، وكان ذكياً فاضلاً حسن العشرة متودداً أناب قبل موته بنحو عام حين اجتمع شمله بحفيدة عمه البدر، ومات في سابع عشر المحرم سنة ست وخمسين وتوجع له أبوه ودفنه بمدرستهم رحمه الله إيانا.
"أبو البقاء" الأحمدي أحد الفضلاء من سوق الحاجب هو محمد بن علي بن خلف.
"أبو البقاء" بن برية هو ابن شمس الدين محمد بن كريم الدين ابن أخي يحيى الماضي وأخو أبي الفتح الآتي مباشر منفلوط، مات في المحرم أو صفر سنة ثمانين وكان سيوساً عاقلاً ظالماً عفا الله عنه.
"أبو البقاء" بن الجيعان البدر محمد بن يحيى بن شاكر بن عبد الغني شقيق المحمدين أبي البركات وصلاح الدين وهو الأكبر، ولد كما كتبه لي بخطه في يوم الأحد ثاني جمادى الأولى سنة سبع وأربعين الموافق لثاني توت، ونشأ في كنف أبويه فحفظ القرآن وعدة كتب واعتنى به أبوه فأسمعه الجزء الأخير من المستخرج على مسلم لأبي نعيم على السيد النسابة وأبي الحسن الأبودري والتاج محمد بن عبد الرحمن العرياني والأخوين الجمال عبد الله والزين عبد الرحمن ابني أحمد القمني والمسلسل على السيد والرشيدي والشهاب بن يعقوب والقطب الجوجري والعز التكروري والقرافي وثلاثيات البخاري على هؤلاء الستة وعبد الصمد

الزركشي وعبد الملك الطوخي والعماد أبي البركات الهمداني الجابي والشمس بن أنس والمحب ابن الألواحي والنور البلبيسي والجمالين يوسف الدميري وابن أيوب والشهاب الحنبلي الكتبي والكثير منه على الشهاب الشاوى وختمه فقط على الجلال بن الملقن والشهاب الحجازي والمحبين ابن الفاقوسي وابن الألواحي والشمس الرازي والجمال ابن أيوب والبهاء بن المصري وأم هاني الهورينية وبلدانيات السلفي على الأخيرة وقطعة من آخر الأدب المفرد على الزين شعبان بن حجر وأشياء علي ومني ومن ذلك المسلسل بالأولية وبيوم العيد وغير ذلك من تصانيفي كمؤلفي في ختم مسلم وغيرها، وأجاز له في سنة خمسين فما بعدها خلق كشيخنا ومن ذكر في أخيه أبي البركات وغيرهم وأقرأه الشهاب السجيني وغيره القرآن وغيره وتدرب بأبيه وغيره من أقربائه في المباشرة واشتغل في العلم على جماعة ممن كان يتردد إليهم وغيرهم كالشرفي يحيى الدماطي والسراج العبادي والجلال البكري والكمال إمام الكاملية والشمس الجوجري وملا على النور السنهوري في آخرين بل قرأ في التقسيم على العبادي وكذا قرأ على غيره، وكثرت مخالطته لغير واحد من الفضلاء وربما قرأ بعض بنيه على بعضهم بحضرته فترقى بذلك كله، وتميز بحسن ذكائه وقوة فاهمته في صريحه وإيمائه وجمع بعض التآليف المفيدة واتضع مع العلماء فانتشرت محاسنه العديدة ولو تفرغ لذلك لكان من نوادر زمانه وزواهر وقته وأوانه ولكنه قام من المهمات السلطانية بما لم يبرمه غيره وتودد للخاص والعام فتزايد بره وخيره وقرب العلماء والصالحين ورتب من الخيرات ما لا يقصر فيه عن درجة المفلحين حتى صار وحيداً في معناه فريداً في مقصده ومغزاه وتزاحم الناس على بابه وتصامم عن المكروه وأربابه وصار بيته ملجأ للوافدين وملاذاً للقاصدين وكان مع ذلك حين حج وانتفع به الفقراء وعلى المعارض لهم احتج وكذا سافر لكل من المدينة النبوية وبيت المقدس وغيرهما من الأماكن البهية للنظر في المصالح ولم يعدم في سفره ممن يحمله معه من عالم وصالح، وابتنى مدرسة بالزاوية الحمراء بالقرب من قناطر الأوز وتقام فيها الجمعة والجماعات وتعلم بها الأوقات بالدرج والساعات إلى غير ذلك من القربات والأيادي المناسبات فالله تعالى يحفظه في دينه ودنياه ويخفض عدوه الذي بالسوء جاهره وباداه أو أضمره غير ملتفت لعقباه ويختم له بالصالحات ويريه في نفسه وأخيه ما تقربه الأعين من الكرامات والمسامحات وكان قد التمس مني في حياة والده وجده تصنيف كتاب في الأشراف حين صار يتكلم في وقف الأشراف رجاء رغبة الملك في التوجه إليهم ثم بعدهما في الذيل على دول الإسلام للذهبي فأجبته وذكرت من أوصافه في خطبتها ما يحسن اثياته هنا ووقعاً عنده موقعاً وانتفع بهما الناس فكان بذلك مشاركاً في الثواب بدون إلباس، وكذا عنده من تصانيفي جملة ولم تزل المسرات واصلة إلى من قبله في السفر والحضر والمبشرات بلفظه وقلمه متوالية في رفع الكدر جوزى خيراً.
"أبو البقاء" بن الجيعان آخر هو المحب محمد بن عبد الملك بن عبد اللطيف الماضي أبوه وأخوه عبد اللطيف، ولد سنة إحدى وأربعين وثمانمائة بدرب ابن ميالة من بركة الرطلي وحفظ القرآن وأربعي النووي ومختصر أبي شجاع ولازم الديمي في أشياء ومما قرأه عليه الشكر لابن أبي الدنيا، وحج في سنة ثمان وستين واستقر مع أخيه بعد أبيه في جهاته، وهو مفرط السمن منجمع عن كثيرين كتب بخطه من تصانيفي القول البديع وسمع مني اليسير منه ومن غيره. ثم كان ممن رسم عليهما مع المتكلمين في أوقاف الزمام، وسافر في أثناء ذلك بحراً مع نائب جده بعد أن قصدني بمنزلي وودعني فجاور بقية سنته ورجع بعد الانفصال عن الموسم وسلامه علي أيضاً حين قدمت مع الركب سنة ست وتسعين وتوجه بلاد اليمن فمات بكمران منها في ربيع الأول من التي تليها، وكان لا بأس به رحمه الله وعوضه خيراً وعفا عنه.
 أبو البقاء" بن الزين، هو ابن عبد الله بن أحمد بن حسن بن الزين محمد ابن الأمين محمد بن القطب محمد بن أحمد بن علي القيسي القسطلاني المكي، وأمه خديجة المدعوة سعادة ابنة إبراهيم بن أحمد المرشدي أحضر علي الزين أبي بكر المراغي بل وسمع عليه وعلى خاله أحمد بن إبراهيم ومحمد بن أبي بكر المرشديين وعلي بن مسعود بن عبد المعطي وأبي حامد المطري وابن سلامة والجمال بن ظهيرة وابن الجزري، وأجاز له في سنة أربع عشرة فما بعدها عائشة ابنة عبد الهادي وخلق من أماكن شتى، ودخل القاهرة غير مرة إلى أن مات بها بالطاعون سنة ثلاث وثلاثين ودفن بتربة سعيد السعداء.
"أبو البقاء" بن الضياء محمد بن أحمد بن محمد بن محمد بن سعيد.
"أبو البقاء" بن المصري محمد بن الخضر بن محمد أبو بكر بن إبراهيم بن أبي بكر التقي الهاشمي السلمي الأصل الحموي المولد التاجر صهر الناصري محمد بن هبة الله بن البازري ووالد إبراهيم وأحمد وأخوه العفيف عبد الله والعلاء على الماضين والتقى أصغر الثلاثة ويعرف بالهاشمي، أحد التجار المعتبرين مات في ربيع الآخر سنة ست وتسعين بجدة وحمل لمكة فدفن بها.
"أبو بكر" بن إبراهيم بن عجيل الرضي اليمني، ولد سنة خمس وخمسين وسبعمائة وكان فقيهاً فاضلاً له إطلاع على السير والأخبار والتواريخ والآثار. مات سنة أربع وثلاثين قاله العفيف الناشري.
"أبو بكر" بن إبرهيم بن علي بن إبراهيم بن يوسف بن عبد الرحيم سيف الدين بن أبي الصفا بن أبي الوفاء المقدسي الشافعي الماضي أبوه وشقيقه الكمال أبو الوفا محمد الحنفي ويدعى وهو الأصغر سيفاً، فاضل مفنن دين.
"أبو بكر" بن إبراهيم بن علي بن أحمد بن بريد المحب بن البرهان الحليمي الأصل الدمشقي الشافعي القادري الماضي أبوه؛ وأمه هي ابنة خال السيد الشمس محمد بن حسن القادري الماضي، ولد سنة خمس وخمسين بدمشق، ونشأ في كنف أبيه فحفظ القرآن وأحضره في الرابعة معي بدمشق على البرهان الباعوني والشهب الأحمدين ابن الزين عمر بن عبد الهادي وابن زيد وابن الشريفة والشمسين بن جوارش وابن الخياط قيم القلانسية والغرس خليل بن الجوازة والجمال يوسف ابن ناظر الصاحبة وست القضاة ابنة ابن زريق وفاطمة ابنة خليل الحرستاني وطائفة وأجاز له باستدعائي جماعة وأسممه والده علي وتكرر قدومه للقاهرة بعد موت والده وأكرمه السلطان رعاية لأبيه مع اشتماله على الأدب والسكون والبهاء وبيده مشيخة تصوف بالصالحية.
"أبو بكر" بن إبراهيم بن علي بن عبد السيد بن أحمد التقي بن البرهان بن العلاء الحموي الشافعي تلميذ ابن حجة ويعرف بابن الصواف لقيه النجم بن فهد بحلب في سنة سبع وثلاثين وكتب عنه قوله.

رأيت يوماًُ رجلاً أحمقا

 

قد أماته القل والفقـر

لم يمتلك والله ملـوطة

 

وعنده مع فقره كبـر

"أبو بكر" بن إبراهيم بن علي بن محمد بن أحمد بن إبراهيم بن زاك الرضي اليعلائي نسباً الحرازي الشافعي ويسمى عبد الله، حفظ القرآن والشاطبيتين وغيرها وتدرب بأبيه في ذلك ثم ارتحل بعد موته لتعز فتلاً للسبع بل وللعشر على الموفق أبي الحسن علي بن محمد بن عمر الشرعبي الشافعي الماضي واشتغل في الفقه والحديث والتفسير على الفقيه عمر بن محمد الجبني، وهو الآن سنة سبع وتسعين وثمانمائة حتى جاز الكهولة متصد للقراآت انتفع به فيها وممن قرأ عليه الفقيه علي بن محمد بن أحمد السرجي الماضي.
"أبو بكر" بن إبراهيم بن أبي القاسم بن إبراهيم بن عبد الله بن جعمان الرضي الملقب بالصديق الصريفي الذوالي اليماني الشافعي الماضي أبوه والآتي جده. فقيه فاضل مدرس كتبت له بالإجازة في المحرم سنة سبع وتسعين ولأشقائه الشرفين أبي القاسم واسمعيل والفخر إسحق ولإخوته لأبيه الشمس علي وإدريس وعبد الفتاح وسائر إخوته الذكور والإناث على يد بعض الآخذين عني بسؤاله.
 "أبو بكر" بن إبراهيم بن العز محمد بن العز إبراهيم بن عبد الله بن أبي عمر محمد ابن أحمد بن قدامة العماد المقدسي ثم الصالحي الحنبلي ويعرف بالفرائضي، ولد سنة ثلاث وعشرين وسبعمائة وسمع من الحجار وأبي عبد الله بن الزراد وأبي بكر بن الرضى وأحمد بن الزبداني وأبي العباس بن الجزري وزينب ابنة الكمال وخلق، وأجاز له أبو القاسم بن عساكر وأبو نصر بن الشيرازي وأبو بكر بن يوسف المزي وآخرون، ذكره شيخنا في معجمه فقال: مسند الصالحية كان، عسراً في التحديث فسهل الله لي خلقه إلى أن اكثرت عنه في مدة يسيرة مات في أيام حصار دمشق، بالتتار وقيل بعد رحيله عنها سنة ثلاث رحمه الله، وذكره في أنبائه أيضاً والفاسي في ذيله والمقريزي في عقوده.
"أبو بكر" بن إبراهيم بن محمد بن إبراهيم البهاء بن الحسام المزازي الكازروني الطاووسي في سنة تسع عشرة بالمزاز وهو ابن مائة وإحدى وعشرين سنة فأخذ عنه بالإجازة العامة ووصفه بالشيخ المعمر الصالح الكسوب العابد الزاهد.
"أبو بكر" بن إبراهيم بن محمد بن عيسى بن مطير الحكمي اليماني الشافعي أخو موسى الماضي ويعرف كسلفه بابن مطير، تفقه وسمع الحديث والتفسير وكان صالحاً حسن الأخلاق ووصفه الوجيه اليافعي في رسالته للشهاب أخيه بسيدي الفقيه الصالح العامل العالم الورع وأنه بقدومه عليه في هذا العام حصلت الزيادة والشرف والأنس التام وفاضت بركته على من رآه من أهل الخير وشهد له السادات بعلو الشأن فالحمد لله على ذلك ولكن لم يحصل به التملي وحال الحرمان عن تأدية بعض ما يجب من حقه وحصل الأسف الشديد بعد فراقه.
"أبو بكر" بن إبراهيم بن محمد بن مصلح بن إبراهيم المكي الماضي أبوه ويعرف بابن العراقي، ولد في ليلة ثامن رمضان سنة أربعين بمكة ونشأ بها فحفظ القرآن وتلا به على النور على الديروطي ثلاث ختمات لأبي عمرو إفراداً ثم جمعاً وببعضه على الشهاب الشوائطي وحضر في صغره مجلس الزين بن عياش وحفظ المنهاج ومختصر أبي شجاع وألفية النحو والشاطبية وأخذ في الفقه عن الزين خطاب وإمام الكاملية وقرأ في النحو على البدر حسن المرجاني وإبراهيم الشرعبي وعنه أخذ في الحساب وسمع على أبي الفتح المراغي والتقي بن فهد وغيرهما وخلف والده في الاعتمار والإنجماع ومزيد التودد والتوجه للطائف والمدينة لكن أحياناً مع القيام بالبيمارستان وغيره وسيرته حميدة وقد زاد على أبيه بحفظ القرآن وتلاوته وعدم ذكره للناس وفاته فقد الأقوام الناظرين في المصالح الذين كانت تجري خيراتهم على يد أبيه في المرستان وغيره بحيث كثرت ديونه وعياله، وقدم القاهرة في سنة إحدى وتسعين وتوجه منها لدمشق في المطالبة بشيء يتعلق بالبيمارستان ثم توجه لزيارة بيت المقدس فاعتمر وعاد لمكة وأرسل بولده عبد الرحمن في التي بعدها ففعل كأبيه ولم يحصل لهما الغرض وتزايدت اليون وتعب خاطره بكثرة عياله وقلة متحصله ونعم الرجل.
"أبو بكر" بن إبراهيم بن محمد بن مفلح بن محمد الصدر بن النقي المقدسي الأصل الدمشقي الصالحي الحنبلي أخو النظام عمر ووالد العلاء على الماضيين وأبوه ويعرف كسلفه بابن مفلح، ولد سنة ثمان وسبعمائة وتفقه بأبيه قليلاً واستنابه وهو صغير واستنكر الناس ذلك ثم ناب لابن عبادة وشرع في عمل المواعيد وشاع اسمه وراج بين العوام، وكان على ذهنه كثير من التفسير والأحاديث والحكايات مع قصور شديد في الفقه، وولى القضاء استقلالاً في سنة سبع عشرة ثم عزل بعد خمسة أشهر واستمر على عمل المواعيد حتى مات في جمادى الآخرة سنة خمس وعشرين، ذكره شيخنا في إنبائه، وقال غيره إنه ربما كتب على الفتاوى مع ما يبديه من مدارس الحنابلة وعين يوم الخميس لوفاته وأنه دفن بالروضة وقد جاز الأربعين.
"أبو بكر" بن إبراهيم بن محمد الهيصمي الجلاد اليمني الطبيب مات بمكة في المحرم سنة أربع وخمسين أرخه ابن فهد.
"أبو بكر" بن إبراهيم بن معتوق، مضى في أحمد بن إبراهيم بن عبد الله.
 "أبو بكر" بن إبراهيم بن يوسف التقي البعلي ثم الصالحي الدمشقي الحنبلي ويعرف بابن قندس بضم القاف والمهملة بينهما نون وآخره مهملة، ولد تقريباً سنة تسع وثمانمائة ببعلبك ونشأ بها فتعالى الحياكة كأبيه ثم أقبل على القرآن فحفظه في زمن يسير عندما قارب البلوغ مع استمراره لمعاونة أبيه في الحياكة ثم قرأ بعض العمدة في الفقه على مذهب أحمد والتمس من والده شراء نسخة بالمقنع فما تيسر فأعطاه بعض الطلبة نسخته بالتنبيه للشافعية فحفظ بعضه ثم تركه وحفظ المقنع والطوفى في الأصول وألفية النحو والملحة وغيرها وتفقه بالتاج بن بردس ولازمه مدة طويلة حتى أذن له بالإفتاء والتدريس ولم ينفك عنه حتى مات وقرأ عليه أيضاً صحيح البخاري والسيرة لابن هشام وكذا أذن له من قبله الشرف بن مفلح، وحج في سنة ثلاث وثلاثين ورجع إلى بلده فأقام بها يسيراً جداً ثم قدم دمشق فاستوطنها وأخذ العربية عن القطب اليونيني وغيره والمعاني والبيان عن جماعة من الدمشقيين والقادمين إليها منهم يوسف الرومي والأصول عن البدر العصياتي والمنطق عن الشريف الجرجاني وتلا بالقرآن تجويداً على إبراهيم بن صدقة وقرأ على الشمس بن ناصر الدين منظومته في علوم الحديث وشرحها وأخذ اليسير عن شيخنا وسمع في مسند إمامه على الشهاب بن ناظر الصاحبة وكذا سمع على غيره ولزم الإقبال على العلوم حتى تفنن وصار متبحراً في الفقه وأصوله والتفسير والتصويف والفرائض والعربية والمنطق والمعاني والبيان مشاركاً في أكثر الفضائل مع الذكاء المفرط واستقامة الفهم وقوة الحفظ والفصاحة والطلاقة فحينئذ عكف الطلبة عليه وأقبلوا بكليتهم له وانتدب لاقرائهم حتى كبرت تلامذته ونبغ منهم غير واحد وأحيا اللّه به هذا المذهب بدمشق، ووعظ الناس بجامع الحنابلة وغيره فانتفع به الخاص والعام، كل ذلك مع الدين المتين والورع الثخين ومزيد من التقشف والتواضع والزهد والورع والعفاف والتحري في الطهارة وغيرها والمثابرة على أنواع الخير كالصوم والتهجد والحرص على الانقطاع والخمول وعدم الشهرة وغزارة المروءة والإيثار والتصدق مع الحاجة والإعراض عن بني الدنيا جملة وعن وظائف الفقهاء بالكلية والتكسب بالحياكة غالباً والتودد للطلبة بل وإلى سائر الفقهاء حتى صار منقطع القرين واشتهر اسمه وبعد صيته وصار لأهل مذهبه به مزيد فخر ولم يشغل نفسه بتصنيف بل له حواش وتقييدات على بعض الكتب كفروع ابن مفلح بحيث جردت في مجلد وقد امتحن بها بين الشافعية والحنابلة بدمشق وعقد له مجلس حافل عند النائب وتعصبوا عليه فلم ينهضوا لمقاومته، وقدم مصر فعظمه الأكابر خصوصاً شيخنا وابتهج بقدومه عليه وأهدى له شيئاً من ملبوسه وكتبه ولقيته إذ ذاك وسمع بقراءتي عليه وانتفعت بلحظه ودعائه ثم لقيته بصالحية دمشق فبالغ في إكرامي بما لا أنهض لوصفه واغتبط بمحبتي ولزم السماع معي هو والأعيان من طلبته وأعانني في تحصيل بعض الكتب والأجزاء وعزم على السفر معي إلى حلب وبعلبك ثم أعرض عن ذلك بسبب يرجع إلى الإخلاص ولما رجعت إلى القاهرة أرسلت إليه هدية فأحسن بقبولها وأظهر سروراً وقد وصفه تلميذه العلاء المرداوي بأنه علامة زمانه في البحث والتحقيق، وقال ابن أبي عذيبة: شيخ الحنابلة بالشام وإمامهم ومفتيهم وعالمهم وزاهدهم، مات في عاشر المحرم سنة إحدى وستين بدمشق ودفن بالروضة جوار الموفق بن قدامة ولم يخلف بعده في مجموعة مثله رحمه اللّه ونفعنا به.
 أبو بكر" بن أحمد إبراهيم بن أحمد بن أبي بكر بن عبد الوهاب بن أحمد الفخر بن الشهاب المرشدي الفوي الأصل المكي الشافعي الماضي أبوه ويعرف بالفخر المرشدي والد محمد المدعو عبد الصمد، ولد في ذي القعدة سنة ثلاث وثمانمائة بمكة ونشأ بها فقرأ القرآن وتلاه علي ابن الجزري بعدة روايات وسمع عليه شيئاً من الحديث وحفظ أربعي النووي والعمدة والمنهاج الفرعي، وعرض على الجمال بن ظهيرة وابن سلامة والنجم المرجاني وآخرين ممن أجاز له، ونقله أبوه إلى المدينة النبوية فسمع بها الزين المراغي وأجاز له من أهلها القاضيان عبد الرحمن بن صلح ونور الدين علي بن أبي الفتح الزرندي والجمال الكازروني وبحث عليه نصف تفسير البغوي وغيرهم، ثم عاد إلى مكة وسمع بها الوالي العراقي وشيخنا ولازم الحج والاعتمار من الجعرانة مدة إقامته فيها، ودخل اليمن والقاهرة والشام ورحل إلى أدرنة من بلاد الروم فما دونها وحضر هناك غزاة على ساحل البحر الأخضر وباشر فيها القتال وقرأ قصيدة البوصيري الهمزية على الشمس الفنري وسمع علي بحلب البرهان سبط ابن العجمي وبدمشق على ابن ناصر الدين وأبي شعر وأبي زكنون وبحث في الفقه على الشمس الكفيري والشهاب بن المحمرة؛ وعرض بها المنهاج على العلاء البخاري وأجازه وكذا أجاز له في سنة خمس فما بعدها العراقي والهيثمي والجمال بن الشرايحي والشهابان الحسباني وابن حجي وابن صديق وعائشة ابنة ابن عبد الهادي وآخرون، ودخل مصر أيضاً وأجاب بها عن ذاك اللغز الذي أوله:

تقول فتاة المنحنى بعـد بـعـدهـا

 

وقد سمحت من بعد صد وإعراض.

وكان ذكياً عاقلاً ساكناً طريفاً لطيف العشرة غزير الحفظ لأيام العرب وأشعارها كثير المخالطة للموجودين منهم والحفظ لكلام مع مشاركة في الطب واللغة كتب المنسوب وخالط الأكابر والعلماء كالكمال بن البارزي والعز الحنبلي وكان يميل إليه، وكتب عنه البقاعي من شعره وبالغ في الثناء عليه وكذا لقيته بمكة وغيرها مراراً واستفدت منه وأجاز، وفي ترجمته من المعجم فوائد، مات في ذي القعدة سنة ست وسبعين بمكة وصلى عليه بعد الصبح ودفن بالمعلاة رحمه الله وعفا عنه.
"أبو بكر" بن أحمد بن إبراهيم بن خليل المصري البنا، ذكره ابن فهد مجرداً.
"أبو بكر" بن أحمد بن إبراهيم بن فلاح يأتي قريباً.
"أبو بكر" بن أبي ذر أحمد بن إبراهيم بن محمد بن خليل الحلبي الماضي أبوه وجده ويعرف بأبيه ولد ونشأ فحفظ القرآن وكتباً وعرض واشتغل على أبيه وغيره وأسمعه معنا في حلب سنة تسع وخمسين على ابن مقبل وحليمة ابنة الشهاب الحسيني وتدرب في قراءة البخاري ونحوه فلما تعلل أبوه خلفه في القراءة بالجامع واستمر بعد موته حتى مات في الطاعون سنة سبع وتسعين بعد موت ولد له مراهق أو نحوه وتخلف له ابن صغير لم يبق من بيتهم فيما قيل غيره؛ وكانت جنازته حافلة جداً.
"أبو بكر" بن أحمد بن إبراهيم بن محمد بن عيسى بن مطير الحكمي اليماني الشافعي أخو أبي القاسم وابن أخي أبي بكر بن إبراهيم الماضي قريباً ويلقب بالصديق ويعرف كسلفه بابن مطير كان متأهلاً لوظيفتهم فقيهاً خيراً مدرساً قاله الاهدل.
 أبو بكر" بن أحمد بن إبراهيم بن محمد بن محمد بن محمد بن عمر الزين النابلسي الأصل الدمشقي الشافعي الماضي أبوه وجده نزيل القاهرة وصاحب النجم يحيى بن حجي ويعرف كسلفه بابن فلاح بالتخفيف، ممن نشأ بدمشق وحفظ القرآن وغيره وحضر بها بعض الدروس، وقطن القاهرة في بيت ابن البارزي لاختصاص أبيه بالكمال ولازم الانتماء للنجم المشار إليه ووافقه في الأخذ عن جل شيوخه كالعلم البلقيني والمناوي والمحلى والشرواني والشمني وكذا أخذ عن ابن حسان ولا أستبعد أن يكون أخذ بدمشق عن البدر بن قاضي شهبة والزين خطاب وغيرهما نعم أخذ عن النجم بن قاضي عجلون ثم عن أخيه التقي وسمع في البخاري بالظاهرية بل سمع مني قليلاً وسألني عن أشياء وتميز وشارك في الفضيلة وكتب بخطه أشياء وأظن كان كتابه الحاوي فقد كانت له عناية بشرحه للقونوي، وحج غير مرة وزار بيت المقدس وتكرر دخوله البلاد الشامية لقبض جهات صاحبه وأخته وبني عبد الرحيم بن البارزي ثم بعده لولده وبقية المشار إليهم وصار لذلك يركب الفرس ويتبعه الجنيب مع خير وعقل ولطف وحسن عشرة وخفة روح وتواضع وتنزه وعدم حصر، وتناقص حاله بأخرة بحيث قطن الشام وتزوج بها وجلس شاهداً بباب الجابية بل بباب قاضيه الشهاب بن الفرفور ولم يحصل من ذلك على طائل وصار يبيع كتبه أولاً فأولاً وهش ثم بدا له التوجه لطرابلس ليخبر أمره في استيطانها فأم باينال نائبها ولم يلبث أن مات بها في سنة ثمان وتسعين فيما بلغني وأنه لم يقصر عن السبعين رحمه الله وإيانا.
"أبو بكر" بن أحمد بن إبراهيم التقي بن الشهاب أبي العباس بن البرهان الباحسيتي الحلبي - وباحسيتا حارة منها بحذاء باب الفرج - المصري الأصل الشافعي البسطامي ويعرف هناك بابن المصري، ولد في أول سنة إحدى عشرة وثمانمائة أو آخر التي قبلها بحلب ونشأ بها فقرأ القرآن على عبيد البابي وبه تفقه وكذا اشتغل على الزين عبد الرزاق العجمي وجنيد الكردي ولازم البرهان الحلبي حتى سمع منه الكثير من المطولات كالصحيحين وغيرهما بل قرأ عليه ألفية الحديث وغيرها؛ وأخذ طريق القوم عن أبي بكر الحيشي البسطامي وفضل أحد المنسوبين لسيدي عبد القادر، بل ارتحل فسمع على الشهاب بن الرسام بحماة وقرأ على ابن ناصر الدين بدمشق صحيح البخاري في سنة إحدى وأربعين وعلى شيخنا بالقاهرة قطعة كبيرة من أول صحيح مسلم ووصفه بالشيخ الفاضل البارع المفنن، والذي قبله بالشيخ العالم الفاضل المقرئ المجود المحدث البارع الخطيب وسمع أيضاً من الجمال أحمد بن الفخر أحمد بن عبد العزيز الهمامي وقدم بعد دهر القاهرة فلازم الحضور عندي في الإملاء وسمع دروساً كثيرة من شرح ألفية العراقي بل قرأ مشيخة ابن شاذان على ثم على الشهاب الشاوي وأخذ عن الزكي المناوي المسلسل وبعض سنن أبي داود واستجاز علياً حفيد يوسف العجمي وغيره، ثم قدم مرة أخرى فكتب القول البديع من تصانيفي وما عملته في ختم البخاري وسمعهما من لفظي ولازمني حتى سافر في أوائل سنة اثنتين وثمانين، وحج مراراً وزار بيت المقدس والخليل وأقام بهما يسيراً ودخل الروم وغيرها وتكلم على الناس فأجاد وخطب ووعظ، وهو خير نير فاضل مستحضر لأشياء جيدة من متون ومهمات وغير ذلك مع أنسة بالعربية، وآخر ما لقيته في سنة خمس وثمانين أو التي بعدها بمكة ثم بلغتني وفاته في سنة تسعين أو التي تليها على ما يحرر وخلف ولداً سيئ السيرة.
"أبو بكر" بن أحمد الطيب بن أبي بكر بن أحمد دعسين بن علي بن عبد الله ابن محمد دعسين بن مبين - بضم أوله ثم موحدة وآخره نون - القرشي نسبة لقبيلة يقال لها القرشية باليمن، كان جده عالماً له تصانيف منها شرح لأبي داود في أربع مجلدات مات عنه مسودة، ومات سنة اثنتين وخمسين وسبعمائة وترك ابنيه محمداً وكان فقيهاً عارفاً مات سنة سبع وثمانين وسبعمائة وأحمداً الملقب بالطيب مات سنة خمس وتسعين وسبعمائة ولثانيهما صاحب الترجمة، وكان فقيهاً محققاً متصوفاً صحب على بن عمر بن إبراهيم المخا واختص به وحمل عنه كثيراً من كتب التصوف وكتب الشاذلية، وولى قضاء موزع مديدة ثم انفصل عنه ولزم التدريس والإفتاء حتى مات سنة ثلاث وأربعين، ذكرهم الاهدل بنحو هذا.
 "أبو بكر" بن أحمد بن أبي بكر بن عبد الله بن ظهيرة بن أحمد بن عطية بن ظهيرة الرضى عبد الحميد القرشي المكي أخو عبد الرحيم وعبد المحسن وأمه يمانية. ولد سنة اثنتين وثلاثين وثمانمائة وسمع من أبي الفتح المراغي وأجاز له من أجاز ابن عمه الكريمي عبد الكريم بن عبد الرحمن بن ظهيرة، مات في ذي الحجة سنة ثمان بمكة.
"أبو بكر" بن أحمد بن أبي بكر بن محمد الأدكاوي الشافعي ويعرف بابن وهيب تصغير جد له أعلى اسمه عبد الوهاب يقال أنه من المهتدين، ولد سنة ثمان وخمسين وثمانمائة تقريباً بأدكو ونشأ بها فقرأ القرآن وأربعي النووي ومختصر أبي شجاع وألفية النحو والملحة والرحبية في الفرائض ونصف المنهاج، وعرض جميع الألفية على الشمس المالقي وأماكن منها على البدر بن المخلطة ومحمد بن عبد الكريم التلمساني وابن سلامة ولازم التقي الأوجاقي في الفقه والأصلين والنحو وحضر دروس البرهان بن أبي شريف في الفقه، وزار بيت المقدس بل وصل لحلب في التجارة ودخل طرابلس وبيروت ودولب القماش في بلده وقام وقعد وناب عن زكريا بادكو بعد صرف نور الدين بن الفويطي وكانت قلاقل بل ناب قبل عن المحب أخي السيوطي وتردد إلي كثيراً، وهو مشتدق متكلم له فهم وخبرة بالمخاصمات ولداً ولذا أعرض الزيني زكريا عن استنابته وأضافها لغيره.
"أبو بكر" بن أحمد بن أبي بكر بن العجمي الحلبي البلان بحمام شيخو ويعرف جده بالبقيار، ذكره البقاعي هكذا.
"أبو بكر" بن أحمد بن أبي بكر الزين الشنواني، يأتي فيمن لم يسم أبوه.
"أبو بكر" بن أحمد بن حسن بن علي بن محمد بن عبد الرحمن الزين الأذرعي الأصل القاهري أحد الأخوة، وأمه فتاة لأبيه تركية، ممن سمع في البخاري بالظاهرية ومات تقريباً سنة خمس وثمانين.
"أبو بكر" بن أحمد بن سليمان بن داود بن أبي بكر التقي أبو الصدق بن الشهاب بن أبي الربيع الأذرعي ثم الدمشقي الشافعي ولد سنة ثمان وتسعين وسبعمائة بدمشق ونشأ بها فحفظ كتباً واشتغل في فنون، ومن شيوخه الشمس البرماوي وكان يحكى عنه في استشكال لأقرابه بتزويج النبي صلى الله عليه وسلم ابنته من علي رضي الله عنهما أنها ليست قريبة فإنها ابنة ابن عمه، وكذا أخذ عن التقي بن قاضي شهبة بل شاركه في بعض شيوخه وسمع من عائشة ابنة ابن عبد الهادي جل الصحيح في سنة ثمان وثمانمائة، وأجاز له الشهاب بن العماد الحسباني وناب في الحكم بدمشق وتصدى لنفع الطلبة فأخذ عنه الأماثل ودرس بالعادلية الصغرى، وممن أخذ عنه الشمس محمد بن أحمد بن محمد بن محمد بن حامد المقدسي وكتب إلى بالإجازة ورأيته قرط تصنيف النجم بن قاضي عجلون في مسألة ذبائح أهل الكتاب بما أثبته في ترجمته من المعجم وكذا قرض لغيره وكان أحد أوعية العلم وأعيان النواب مات فجأة في ليلة السبت سلخ ربيع الأول سنة ثمان وخمسين بدمشق وتوقف الناس في موته وزعم بعضهم أنه أسكت فأخر إلى يوم الأحد فلما تحقق موته غسل وصلى عليه بجامع دمشق وحمل حاجب الحجاب نعشه من منزله بالعادلية الصغرى إلى وسط الجامع ودفن بمقبرة الباب الشرقي وكانت جنازته حافلة بالأعيان رحمه الله وإيانا.
"أبو بكر" بن أحمد بن عبد الرحمن بن عبد الله الفخر الدمشقي ثم المدني الحنبلي ويعرف بالشامي، سمع على الصلاح بن أبي عمر جزء الهيثم بن كليب ومن ابن أميلة الترمذي بفوت ومن العز بن جماعة القاضي والفخر عثمان النويري النسائي ذكره شيخنا في أنبائه وقال: كان خيراً ديناً اشتغل كثيراً وتيقظ وسمع من بعض أصحاب الفخر وناب في الحكم وأكثر التوجه إلى الشام ومصر، مات في المحرم سنة عشر عن ستين سنة وقد أسرع إليه الشيب جداً، وذكره الفاسي في ذيله فقال: وكانت له نباهة في الفقه تفقه في المدينة بالزين المراغي وأخذ عن غيره بمصر والشام وناب في الحكم بالمدينة عن الزين عبد الرحمن الفارسكوري أشهراً قليلة وكان فيه خير ودين وأدب ومذاكرة حسنة، مات بالمدينة ودفن بالبقيع.
 أبو بكر" بن أحمد بن عبد الله الزكي المهجمي الأصل المصري التاجر الكارمي ويعرف بابن الهليس بكسر الهاء واللام وآخره مهملة، ولد تقريباً سنة خمس وسبعين وسبعمائة وسمع على التنوخى وابن الشيخة وابن أبي المجد والصردى وابنة الأذرعي وجماعة وأجاز له من مكة الشمس بن سكر ومن بيت المقدس أبو الخير العلائي ومن دمشق أبو هريرة بن الذهبي في آخرين منها ومن غيرها، وحدث سمع منه الفضلاء، وذكره شيخنا في أنبائه فقال: نشأ في حال بزة وترفه ثم اشتغل بالعلم بعد أن جاز العشرين ولازم الشيوخ وسمع معي من عوالي شيوخه فأكثر جداً، وأجاز له عامة من أخذت عنه في الرحلة الشامية ورافقني في الاشتغال على الأنباسي والبلقيني والعراقي وغيرهم، ثم دخل اليمن في سنة ثماني مائة فاستمر بالمهجم وبعد أن عاد من قريب فسكن مصر ثم ضعف بالدرب واختل عقله جداً وسئم منه جيرانه فنقلوه إلى البيمارستان المنصوري فأقام به نحو شهرين ثم مات وصليت عليه ودفنته بالتربة البيبرسية في يوم الأحد سلخ المحرم سنة ثمان وثلاثين رحمه الله وإيانا.
"أبو بكر" بن أحمد بن عبد المهدي بن علي بن جعفر المكي الصيرفي، مات بمكة في ربيع الأول سنة خمس وثمانين.
"أبو بكر" بن أحمد بن عثمان الفخر الجبرتي الشافعي نزيل طيبة، ممن سمع منى بالمدينة.
"أبو بكر" بن أحمد بن علي بن سليمان الكركي الصالحي ويعرف براجح. ولد تقريباً بعد سنة خمسين وسبعمائة وذكر أنه سمع من المحب الصامت والعماد الحنبلي ورسلان الذهبي وأبي الهول صحيح البخاري، ومات في جمادى الآخرة سنة سبع وثلاثين بسفح قاسيون ودفن به رحمه الله.
"أبو بكر" بن أحمد بن علي بن عمر بن قنان فخر الدين الدمشقي الأصل العيني الحنفي وهو بلقبه أشهر، ولد في ذي القعدة سنة ست وأربعين وثمانمائة بالمدينة وحفظ منظومة النسفي ونصف المجمع، وعرض على الشمس الخجندي والمحب الطبري وأبي الفرج المراغي وسعد الدين سعيد الزرندي القاضي والبدر ابن عبيد الله وعليه قرأ في مجاورته بمكة في الفقه في قسم من تقسيم مجمع البحرين وعلى نور الدين الفنري في المنطق في مجاورته أيضاً وأنشدني عنه قوله مجيباً لمن مدحه ببيتين.

كيف السرور لمذهب هو عارى

 

عما يرجيه رضى الـسـتـار

لكن بسركم ارتجى كرمـاً لـه

 

أن الرجال لمعـدن الأسـرار

على الآلة إذا وقفت يجيبـنـي

 

أن لا ينادي يا قـنـاري نـار

وسمع مني بالمدينة أشياء وجود الخط وكتب به أشياء بل له منسك لطيف واختص بالشمس بن الزمن وقدم على السلطان من قبله مرة ثم قدمها أخرى وأثرى، وهو عاقل متودد متأدب ذو عيال ولا يخلو من إفضال وبيده بالمدينة الشمسية موضع بهج فيه بستان وبحرة وكذا بقباء وغير ذلك، وقد تزوح ابنته القاضي صلاح الدين بن صالح ثم النجم بن ظهيرة واستولدها وسكن عندهم بالشمسية المشار إليها.
"أبو بكر" بن أحمد بن علي بن شرف الزين الحنبلي الميقاتي أحد الشهود بحانوتهم بالحلوانيين، كتب بخطه أنه ولد سنة ثمان وثمانين وسبعمائة فالله أعلم، مات سنة إحدى وتسعين ظناً.
"أبو بكر" بن أحمد بن علي ويعرف بالقرعان بضم القاف ثم مهملة وآخره نون تاجر مستور في حانوت بقيسارية طيلان ممن سمع مني.
"أبو بكر" بن أحمد بن عمر الشرف بن الشهاب العجلوني، مضى في المحمدين وسمى شيخنا في معجمه والده محمداً أيضاً.
"أبو بكر" بن أحمد بن فلاح مضى فيمن جده إبراهيم بن محمد بن محمد بن محمد بن عمر تقريباً.
"أبو بكر" بن أحمد بن محمد بن أحمد بن عمر بن علي التقي بن الشهاب الحوراني الحموي الأصل الدمشقي المولد نزيل مكة ويعرف كأبيه بابن الحوراني وهو ابن عم يحيى بن عمر الماضي وزوج أخته، شاب ولد في سنة ست وسبعين وثمانمائة بدمشق وقرأ بمكة عند حسن الطلخاوي في القراآت والفقه والعربية وزوجه أبوه ابنة أخيه عمر واستولدها، ولازمني في سنة ثلاث وتسعين بمكة حتى سمع بقراءة ابن عمه المذكور الصحيح سوى قطعة من أوله وهي جزآن ونصف فسمعها من لفظي وقرأ هو بعضها مع بعض أربعي النووي وحدثته بباقيها مع المسلسل بالأولية وسورة الصف وحديث زهير العشاري وغير ذلك وكذا سمع مني وعلى أشياء وكتبت له بالإجازة.
 أبو بكر" بن المحب أحمد بن الجمال محمد بن عبد الله بن ظهيرة القرشي المكي، مات وهو ابن نصف شهر في سلخ ربيع الأول سنة ثلاث عشرة.
"أبو بكر" بن أحمد بن محمد بن عثمان الطنبداوي المكي مات في ذي القعدة سنة إحدى وسبعين بمكة، أرخه ابن فهد.
 أبو بكر" بن أحمد بن محمد بن عمر بن محمد بن عبد الوهاب بن محمد بن ذؤيب بن مشرف التقي بن الشهاب بن الشمس بن النجم بن الشرف الأسدي الشهبي الدمشقي الشافعي والد البدر محمد وحمزة من بيت كبير أشرت لمن عرفته منهم في المعجم؛ ويعرف كسلفه بابن قاضي شهبة لكون النجم والد جده أقام قاضياً بشهبة السوداء أربعين سنة، ولد في رابع عشرى ربيع الأول سنة تسع وسبعين وسبعمائة بدمشق ومات أبوه وهو ابن إحدى عشرة سنة بعد أن أحضره على والده في الثانية والثالثة والرابعة ومما حمله عنه البخاري فاشتغل بالعلم وأخذ عن جماعة منهم كما قرأته بخطه السراج البلقيني - قال وهو أعلاهم - والشهب الزهري وابن حجي والملكاوي والشرفان الشريشي والغزي والجمال الطيماني والزين القرشي الحافظ والبدر بن مكتوم والشمس الصرخدي وسمع كما بخطه من أبي هريرة بن الذهبي والعلاء بن أبي المجد وابن صديق وكما بخط بعضهم من غيرهم ومن جده الشمس وتدرب في التاريخ بالشهاب بن حجي وله على تاريخه ذيل انتهى فيه إلى سنة أربعين وكذا عمل مختصراً لطيفاً مفيداً في طبقات الشافعية استمد فيه بل وفي سائر تعاليقه التاريخية من تصانيف شيخنا ومراسلاته حسبماً يصرح بالنقل عنه وعليه فيها عدة مؤخذات، وفنه الذي طار اسم به هو الفقه قد انتهت إليه الرياسة فيه ببلده بل صار فقيه الشام وعالمها ورئيسها ومؤرخها وتصدى للإفتاء والتدريس فانتفع به خلق، وحدث ببلده وببيت المقدس سمع منه الفضلاء أجاز لي ودرس بالسرورية والأمجدية والمجاهدية والظاهرية والناصرية والعذراوية والركنية وغيرها، وناب في تدريس الشاميتين وصار الأعيان في وقته ببلده من تلامذته ورحل إليه من الأماكن النائية، كل ذلك مع الذكاء والفصاحة والشهامة والديانة وحسن الخلق والمحاسن الوافرة، ومن تصانيفه سوى ما تقدم شرح المنهاج سماه كفاية المحتاج إلى توجيه المنهاج ولكنه لم يكمل وقف فيه مكان وقف السبكي في الخلع في أربع مجلدات وشرح التنبيه سماه كافي النبيه، وحج وزار بيت المقدس وناب في القضاء بدمشق مدة ثم استقل به في جمادى الأولى سنة اثنتين وأربعين عوضاً عن الكمال ابن البارزي ولم يلبث أن صرف بالبهاء بن حجي لكونه خطب في واقعة إينال الجكمي للعزيز يوسف بن الأشرف برسباي ثم أعيد بعد الونائى في شوال التي تليها وانفصل عن قرب أول سنة أربع وأربعين وانقطع للعلم وسافر قبيل موته بجميع عياله لزيارة بيت المقدس في رمضان وقصد الشهاب أبا البقا الزبيري بالمدرسة الطولونية لزيارته فقيل أنه تكلم على بعض المحال من البخارى بحضرة المزور بما أبهت به من حضر حتى قال بعضهم لو كان هنا ابن حجر لم يتكلم بأكثر ولا أحسن ويحققوا بذلك تقدمه فيما عدا الفقه أيضاً، ولما انقضى أربه من الزيارة عاد فمات فجأة وهو جالس يصنف ويكلم ولده البدر بعد عصر يوم الخميس حادي عشر ذي القعدة سنة إحدى وخمسين ودفن من الغد بمقبرة باب الصغير عند سلفه وكان له مشهد لم ير لأحد من أهل عصره مثله وتأسف الدمشقيون على فقده، ومن الغريب ما حكاه ولده أنه قبل موته أظنه بيوم ذكر موت الفجأة وأنه إنما هو أخذة أسف للكافر وأما المؤمن فهو له رحمه وقرر ذلك تقريراً شافياً قلت وقد ترجم البخاري في الجنائز من صحيحه موت الفجأة وقد ترجمه بعض المتأخرين فقال أنه ناب مدة بشهامة وصرامة وحرمة وكلمة نافذة ثم استقل مرتين، وانتهت إليه رياسة المذهب في زمانه بل رياسة الشام كلها وصار مرجعها إليه ومعولها في مشكلاتها عليه ورزق من ذلك ما لم يرزقه فيه غيره حتى قال الحسام الحنفي أنه لم يحصل لشافعي قط ما حصل له فإنه يرى نص الشافعي في مسئلة فتواة على خلافه فيعمل بها لكونه عندهم أخبر بنص الشافعي من غيره ولم يدانه في زمانه بل ولا قبله من مدد في معرفة فروع الشافعية سيما تخريج كلام المتأخرين أحد وكتب بخطه الكثير بحيث لو قال القائل أنه كتب مائتي مجلد لم يتجاوز وخطه فائق دقيق وبيع في تركته نحو سبعمائة مجلد كاد أن يستوفيها مطالعة وألف التاريخ الكبير ابتدأ فيه من سنة مائتين إلى سنة اثنتين وتسعين وسبعمائة وفي أثنائه خرم أكمله بعض تلامذته وذيلاً على تواريخ المتأخرين الذهبي والبرزالي وابن رافع وابن كثير وغيرهم ابتدأه من سنة إحدى وأربعين وسبعمائة إلى سنة نيف وعشرين وثمانمائة في ثمان مجلدات واختصره في مجلدين  ثم اختصره في مجلد وكتب حوادث زمنه إلى يوم وفاته وعمل طبقات الشافعية والحنفية إلى غير ذلك مما لا يحصى اختصاراً وانتقاءاً وجمعاً، قال العز القدسي دخلت دمشق قبل الفتنة فلم أر فيها ولا سمعت ممن نشأ أحسن منه صورة وسيرة، وكان شكلاً حسناً يلبس القماش النفيس ويركب البغال المثمنة معظماً مكرماً وقوراً لا يخاطب غالباً إلا جواباً عليه جلالة ومهابة عنده نفره من الناس وبعض حدة مزاج لم أر مثله في معناه ولما أرسل الظاهر جقمق رسوله لشاه رخ كان أحد أربعة سأله عنهم فأجابه ببقائهم فقال الحمد لله بعد في الناس بقية، حج في سنة سبع وثلاثين وقدم القدس في المحرم سنة إحدى وخمسين للزيارة ثم عاد إلى أن مات في عصر يوم الخميس عاشر ذي القعدة منها فجأة وأخرج من الغد بعد أن صلى عليه بعد الجمعة في مشهد حافل لم يعهد نظيره في هذه الأزمان ومشى فيه النائب والحجاب والقضاة ونوابهم والعلماء والفقهاء وسائر الناس ودفن بقابر باب الصغير عند أبيه وجده بالقرب من تربة بلال ورؤيت له منامات كثيرة حسنة ذكرها ولده في مجلده وأفرد من مناقبه أيضاً جملة، ورثى بمرات كثيرة فيها مرثية للشمس القدسي أولها:

عليك تقى الدين تبكي المنازل

 

لقد كنت مأمولاً إذا أم نازل

ولمحمد الفراش أولها:

لموتك أيها الصدر الرئيس

 

تعطل الدارس والمدروس

ولم يخلف بعده مثله، وكان في يوم الأربعاء درس بالتقوية وذكر الخلاف في موت الفجأة ثم قال وأنا أختاره لمن هو على بصيرة لأن أقل ما فيه أمن الفتنة عند الموت، ثم ركب منها فلما استوى على بغلته قال لولده البدر والله يا بني ما بقي فينا شئ ثم توجه للناصرية فدرس بها وجره الكلام إلى فضل الموت يوم الجمعة وليلتها ثم سأل الله الوفاة في ذلك فأجاب الله دعوته فإنه لما كان ثاني يوم بعد العصر وهو جالس يحدث ولده والقلم بيده وهو يكتب فوضع القلم في الدواة واستند إلى المخدة والتوى رأسه فقام إليه ولده فوجده قد مات بحيث قال ولده والله والله ما أعلم أنه حصل له من ألم الموت ما يحصل من ألم الفصادة إلا دون ذلك رحمه الله وإيانا.
 أبو بكر" بن أحمد بن محمد الزكي المصري الشافعي المقرئ الضرير ويعرف بالسعودي، ولد تقريباً قبل سنة سبعين وسبعمائة بمصر وأخبر أن أمه سافرت به في صغره إلى اسكندرية فرآه الشيخ نهاراً فقال لها أنه يكف بعد قليل وأنه يكون في آخر عمره خيراً منه في أوله ولا يموت إلا مستوراً فكف وسنة خمسة أشهر ونشأ فحفظ القرآن والعمدة والمنهاج أو التنبيه والشاطبية والكافية الشافية واستمر على حفظها إلى آخر وقت وعرض على السراج البلقيني والأنباسي والعز بن الكويك وأجازوا له وقرأ القرآن بمصر على الصدر السفطي شيخ الآثار وتلا بالسبع عليه وعلى مظفر وخليل المشبب والشمس العسقلاني ولازمه كثيراً وسمع عليه الشاطبيتين والفخر البلبيسي إمام الأزهر والشمس بن القطان وسمعت أنه كان يرجحه على سائر شيوخه بل قيل أنه أخذها عن التقي عبد الرحمن البغدادي وبحث في الفقه على ابن القطان وغيره وسمع دروساً في النحو على الشمس الغماري ولكنه لم يتميز في غير القراآت مع حذق بتعبير الرؤيا، وحج في سنة أربع عشرة وجاور بقيتها مع سنتين بعدها ودخل اليمن وأقرأ بتعز وسافر إلى طرابلس وأخذ عنه جماعة وقرأ عليه الزين جعفر السنهوري الفاتحة وإلى المفلحون ولم يكن يسمح بالإجازة إلا لمن يقرأ وما أظن قصده في ذلك إلا جميلاً وإن قال البقاعي أنه مجرد حرمان له لسوء باطنه وقد فاته خير كبير، وما اكتفى بذلك حتى قال له أنت شيخ قد أعمى الله بصيرتك كما أعمى بصرك، وذكره شيخنا في معجمه فقال: أبو بكر الزكي بن المقري، ولد سنة بضع وستين وتعانى الاشتغال بالقراآت وكان قد أضر فحمل عن العسقلاني خاتمة أصحاب الصائغ وأجاز له ومهر في تعبير المنامات اشتهر بذلك وكان يلازم التلاوة وذكر لي في شوال سنة اثنتين وثلاثين أنه رأى مناماً وقصه على انتهى، وأشار شيخنا الزين رضوان لترجمته باختصار وأن الشمس بن الحصري أخبره أنه أخذ القرآات عن العسقلاني وقال غيره إنه كان طوالاً محتداً، مات بمصر في حدود سنة سبع وأربعين رحمه الله وإيانا.
"أبو بكر" بن أحمد بن محمد الجيزي ثم القاهري الشافعي نزيل مكة وأخو محمد الماضي، اشتغل علي الزين زكريا وغيره وفضل وجل انتفاعه بمحمد الطنتدائي الضرير وصحب ابن أخت الشيخ مدين وسافر في البحر لمكة فقطنها وتوجه منها إلى الهند صحبة ولد حسين بن قاوان وكان وهو بمكة يأخذ عن أبيه وعن قاضيها ثم عاد مع حافظ رسول صاحب كلبرجة بعد أن صاهره وقد ترفع حاله فلم يلبث أن مات بالمدينة النبوية في جمادى الثانية سنة ثمان وثمانين وكان قدمها للزيارة، ودفن بالبقيع وأظنه قارب الأربعين أو جازها رحمه الله.
"أبو بكر" بن أحمد بن محمد العمراني اليماني ويعرف في بلده وبين جماعته بالشنيني رأيت خطه على استدعاء بعد الخمسين.
"أبو بكر" بن أحمد بن محمد الزين الفنشي الأصل - بفاء ثم نون ساكنة ثم شين معجمة من عمل البنهسا - القاهري ابن أخي عبد الباسط مباشر جدة ومحتسبها هو إلى أن صرف عنها على يد ناظرها برد بك مع إهانته له، واستقر عوضه أخو ابن كاتب البزادرة.
"أبو بكر" بن أحمد بن محمد المشيرقي، روى لنا عن المحب بن الشحنة أنه قال رحلت في خدمة الخطيب ناصر الدين بن عشائر إلى القاهرة فلما نزلنا الصالحية ذكر لنا أن شيخنا بها اختطفه الجن وفي الظن أنه سماه محمداً وهو مشهور عندهم بالمخطوف فاجتمعنا به فذكر لنا أنه قتل وزغة بجامع الصالحية فاختطف واحتوشه جماعة من الجن كل يدعى أنه قاتل قريبه فلقنه شخص طلب شرع الله فصاح بقوله شرع الله شرع الله فأحضر إلى شخص وهو القاضي جالس على كرسي وعلى رأسه برنس فادعى عليه عنده فأنكر فسأل القاضي المدعى في أي صورة ظهر قريبك فقال في صورة وزغة فالتفت إلى من عنده وقال ألم يخبرنا على رضى الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال من تزيا بغير زيه فقتل فدمه هدر دعوه ثم سأله هل تحسن قراءة القرآن فقال نعم فعرض عليه أن يقيم عندهم ليعلمهم فأبى وذكر له أنه قرأ الفاتحة على فتلقنها المخطوف منه وتلقنها من المخطوف بن عشائر وخادمه هذا وقرأها على المحب بن الشحنة وسمعناها منه مراراً والله أعلم بصحتها.
 "أبو بكر" بن أحمد بن مقبل التقي بن الشهاب الحمصي الضرير الشافعي المقري ويعرف بابن مقبل، تلا بالسبع على بلديه الشمس بن شبيب وكذا قرأ على الشيخ حبيب والفخر الضرير وتصدر للإقراء ببلده وصار شيخها وانتفع به جماعة مع استحضاره لجملة من تاريخ وغيره واعتقاد من أهل بلده فيه وممن قرأ عليه بلدية العلاء أبو الحسن علي بن علي بن محمد الحميدي وأفادني ترجمته وأنه في سنة اثنتين وسبعين حي قد جاز الثمانين.
"أبو بكر" بن أحمد بن وجيه، يأتي في أبي بكر بن وجيه.
"أبو بكر" بن اسحق بن حسين بن خالد المرندي ثم الشامي ثم المصري الحنفي فيما رأيته بخط بعضهم شيخ صالح معمر، ولد سنة اثنتي عشرة وسبعمائة وكان أحد صوفية الخانقاه الناصرية فرج بالصحراء المعروفة بالتربة البرقرقية هكذا ذكره النجم عمر بن فهد وهو في معجم أبيه لكن بدون اسحق.
"أبو بكر" بن اسحق بن خلد الزين الكختاوي الحلبي ثم القاهري الحنفي ويعرف ببا كير، ولد تقريباً فيما كتبه بخطه سنة سبعين وسبعمائة بكختا واشتغل في الفنون وأخذ عن غير واحد بعدة أماكن منهم العلاء الصيرامي حتى مهر وتقدم وفاق الأقران، ودرس وأفتى وولى قضاء حلب فحمدت سيرته ثم طلب إلى القاهرة واستقر في مشيخة الشيخونية وانتفع به جماعة واتفقت له كائنة مع العلاء الرومي ذكرها شيخنا في الحوادث عرضت عليه بعض محفوظاتي وكان خيراً ساكناً عاقلاً منجمعاً عن الناس ذا شكالة حسنة وشيبة نيرة وجلالة عند الخاص والعام مع لكنة خفيفة في لسانه بل اختلط قبل موته بيسير، ومات في ليلة الأربعاء ثالث عشرى جمادى الأولى سنة سبع وأربعين وصلى عليه في سبيل المؤمني بحضرة السلطان فمن دونه ودفن بالفسقية التي بها الرازي وزاده في جامع شيخو، وقد ذكره العيني وقال أن المترجم أخذ عنه وهو أمرد الصرف وغيره ببلده كختا سنة خمس وثمانين ثم في عنتاب بعد ذلك ثم قدم القاهرة سنة تسعين فنزل في البرقوقية وحضر دروس شيخها العلاء وكتب التلويح بخطه وصححه ثم بعد هذا كله ركب هواه واشتغل بما يزيل العقل حتى بلغني أنه كان يجتمع مع اليهود على ما لا يرضي الله وآل أمره إلى أن باع كتبه وغيرها بحيث أصبح فقيراً وألجأه الفقر والتهتك إلى السفر لبلاد الروم وصار يتردد في بلاد ابن عثمان من بلد إلى بلد ويحضر دروس علمائها ثم بعد مدة سافر إلى حلب فأقام بها حتى تعين بين الطلبة وساعده ططر حين كان مع المؤيد لما سافر لبلاد ابن قرمان حتى ولى قضاءها وكان البدر ابن سلامة أحد أكابر الحنفية بها ينكر عليه في أكثر أحكامه لأنه كان عرياً عن الفقه بل كان يفتى بغير علم وربما أفحش في الخطأ بحيث جمع ابن سلامة من فاحش فتاويه جملة لا توافق مذهباً وأوقفني عليها لما كنت بحلب في سنة آمد ومع ذلك فلما توفى البدر حسين القدسي في سنة ست وثلاثين وامتنعت من الاستقرار في الشيخونية عوضه وكان للخوف مما وقع للتفهني ذكر هذا للسلطان فطلبه فاستقر به فيها حتى مات، وقرر في قضاء حلب عوضه المحب بن الشحنة بعد امتناع الصفدي من قبوله انتهى، ولا يخفى ما فيه من التحامل وإلا فقد ذكره بعض الآخذين عنه فقال: قدم من بلاده وهو إمام عالم فاضل فقيه حسن الخط يعرف العقليات ويجيد الإقراء وحصلت له وجاهة في الدولة الإشرافية وكلمة نافذة مع الدين والخبر والإنجماع عن الناس والسكون واللطف وكثرة البر للطلبة والقيام في الحق رحمه الله وإيانا.
"أبو بكر" بن اسماعيل بن إبراهيم الجبرتي اليماني الماضي أبوه وولده اسماعيل خلفه في رياسته، ومات في سنة ثلاث أو أربع وعشرين.
"أبو بكر" بن اسمعيل بن عمر بن خليل الطرابلسي ثم الحموي الشامي ممن قطن مكة زمناً وولى بها السقاية بسبيل السلطان وسمع مني بها في سنة ست وثمانين جملة وحصل أشياء من تصانيفي وسمعها، وهو خير راغب في العلم وأهله وكذا لقيني بها في سنة اثنتين وتسعين ولكن لم يلبث أن مات في أوائل التي تليها آخر المحرم وأظنه جاز السبعين رحمه الله وإيانا.
 أبو بكر" بن اسماعيل بن عمر التقي الطرابلسي الشافعي نزيل القاهرة ممن أخذ عن السوبيني وغيره، وتميز، وقدم القاهرة قبيل الخمسين فقطنها مدة مع بلدييه ابني ابن بهادر يعلمهما منجمعاً على نفسه في الكتابة بحيث كتب بخطه أشياء حسنة وخطه جيد متقن مع تدين وسكون، وقد سمع اليسير على شيخنا وختم البخاري بالظاهرية على الأربعين ثم سافر لمكة فأقام بها على خير حتى مات قبيل الستين فيما أظن رحمه الله.
"أبو بكر" بن اسماعيل بن محمد السيد اليماني ابن الأهدل ممن سمع مني بمكة.
"أبو بكر" بن أيوب بن أحمد بن عبد الله بن عفان بن رمضان الفخر الفيومي الأصل المكي الشافعي، مات بها في يوم الخميس ثاني صفر سنة ثلاث وخمسين وكان صالحاً.
"أبو بكر" بن أيوب رجل صالح شافعي، لقيه العلاء بن السيد عفيف الدين بمكة وكتب عنه حكاية المختطف عن البرهان الموصلي بها حسبما أثبتها في ترجمة عمه الصفي عبد الرحمن الأيجي في المعجم وأظنه الذي قبله.
"أبو بكر" بن بركات بن سلامة بن عوض الطنبداوي المكي ممن سمع مني بمكة ومات بها سنة بضع وتسعين فجأة وجدوه ميتاً أسفل رباط كاتب السر بالمروة ودفن بالمعلاة.
"أبو بكر" بن أبي البركات الخانكي في ابن محمد بن إبراهيم.
"أبو بكر" بن البرهان الضجاعي الفقيه الحنفي المفتي شاعر وقته بلا منازعة بل له مؤلف جيد في الحساب ومقدمة للقراء السبعة في ثلاثين جزءاً كتبها بالذهب والفضة ووقفها بمسجد الأشاعرة من زبيد وهو ممن مدح الطيب الناشري وفي ترجمته أفاد ما ذكرناه العفيف الناشري ولم أعلم متى مات ولا زيادة على ما رأيته عنده.
"أبو بكر" بن حبيب واسم حبيب محمد بن أحمد بن علي بن ملاعب الغرازي الجرائحي سماه بعضهم ثابتاً، مضى في المثلثة "أبو بكر" بن حجة هو ابن علي بن عبد الله يأتي.
"أبو بكر" بن الخواجا البدر حسن بن محمد بن قاسم بن علي بن أحمد الفخر الصعدي الأصل المكي ويلقب أبوه وهو الخواجا الخير بالطاهر، مات في شوال سنة ستين بمكة، أرخه ابن فهد.
"أبو بكر" بن حسن بن مديرس - بمهملة آخره وثانيه مع التصغير - المكي الشيخ، سمع من الفخر النويري والعز بن جماعة ولم يتفق أنه حدث مات بمكة في شوال سنة ثمان عشرة، أرخه ابن فهد.
 "أبو بكر" بن الحسين بن أبي حفص عمر بن أبي عبد الله محمد بن يونس ابن أبي الفخر بن محمد بن عبد الرحمن بن نجم بن طولو الزين أبو محمد القرشي العبشمي الأموي العثماني المراغي المصري الشافعي نزيل المدينة النبوية، ويقال اسمه عبد الله؛ ووجد بخط الكمال الشمني والمشهور أن اسمه كنيته ويعرف بابن الحسين المراغي وربما يقال العثماني، ذكرت ما في نسبه من الخلف في ابنه محمد من تاريخ المدينة أو غيره من تصانيفي، ولد في سنة سبع وعشرين وسبعمائة بالقاهرة ونشأ بها واشتغل كثيراً عند التقي السبكي وغيره ولازم الأسنوي حتى مهر وأذن له في الإفتاء ومما قرأه عليه زوائد المنهاج الأصلي له وحضر دروس الشمس بن اللبان وأخذ عن الفخر بن مسكين تنقيح القرافي بأخذه له عن مؤلفه وعن غير واحد كالعلاء مغلطاي الحديث ومما سمعه منه السيرة النبوية من تلخيصه وسمع علي الميدومي المسلسل والغيلانيات وأجزاء من أبي داود وعلي أبي الفرج بن عبد الهادي صحيح مسلم وعلي ناصر الدين التونسي المالكي سنن النسائي وغيرها وعلى مظفر الدين العطار جامع الترمذي وعلي عبد القادر بن الملوك ثاني الطهارة للنسائي وغيرها في آخرين كناصر الدين الأيوبي وصالح بن مختار وأحمد بن كشتغدي وعبد الرحمن بن المعمر البغدادي وعائشة الصنهاجية وكان أول سماعه سنة اثنتين وثلاثين، وأجاز له في سنة تسع وعشرين الحجار وأبو العباس بن المزيز والمزي وأيوب الكحال وابن أبي التائب وخلق انفرد بالرواية عن كثير منهم سماعاً وإجازة في سائر الآفاق وخرج له شيخنا أربعين والجمال بن موسى المراكشي مشيخة عن مشايخه بالسماع أجاد فيها وسمعتهما على أصحاب المخرج له والنجم بن فهد تراجم شيوخه بالسماع والإجازة وفي آخرها أسانيد مسموعاته، وتحول قديماً من القاهرة إلى الحجاز فاستوطن المدينة نحو خمسين سنة بل رأيته سمع فيها علي ابن سبع والبدر بن فرحون في سنة سبع وخمسين البخاري وعلى ثانيهما فقط اليسير من الأنباء المبينة ووصفه كاتب الطبقة بالشيخ الفقيه الإمام العالم العامل مفتي المسلمين المدرس والمتصدر بالحرم الشريف انتهى، وتزوج فيها وولد له عدة أولاد وولى قضاءها وخطابتها وإمامتها في حادي عشر ذي الحجة سنة تسع وثمانمائة عوضاً عن البهاء محمد بن المحب الزرندي فسار فيها سيرة حسنة ثم صرف بعد سنة ونصف في صفر سنة إحدى عشرة بزوج ابنته الرضى أبي حامد المطري ولعل سببه إهانة جماز بن نعير له حين مانعه عن فتح حاصل الحرم ولم يلتفت لمنعه بل ضرب شيخ الخدام بيده وكسر الأقفال ونهب ما أراد، وانتفع به أهل المدينة والوافدون إليها وحدث فيها وفي مكة حين جاور بها في سنتي أربع عشرة وخمس عشرة وبمنى والجعرانة بالكثير سمع منه أولاده وسبطه المحب المطري وشيخنا والفاسي ومن لا أحصيهم كثرة وأصحابه بالإجازة الآن معدودون ولا أعلم بالسماع منهم أحداً سوى أبي الفتح بن علبك بالمدينة وأبي بكر بن فهد بمكة بل آخرهم بالحضور أبو بكر بن علي بن موسى القرشي الآتي.
ومات سنة خمس وتسعين وقيل لي في سنة ثمان وتسعين وجود بعضهم بالمدينة وكتب عنه ابن الملقن قديماً فكتب بخطه أنشدني الشيخ زين الدين بن الحسين فذكر شعراً من نظمه، وعمل للمدينة تاريخاً حسناً سماه تحقيق النصرة بتلخيص معالم دار الهجرة فرغ من تبييضه في رجب سنة ست وستين وسبعمائة وسمع منه عليه البرهان الأنباسي سنة خمس وسبعين بقراءة الزين عبد الرحمن الفارسكوري وقرضه القارئ في الطبقة واقتدى به في تقريضه بالطبقة الصلاح الأقفهسي بعد قراءته في سنة خمس وثمانمائة وقرأه عليه ابن الجزري في صفر سنة ست وثمانين بعيد السعداء من القاهرة وأثنى على كل من المؤلف والمؤلف فقال إنه ملأ العيون وشنف المسامع وجمع مؤلفه محاسن من تقدمه وزاد فلو قيل ما الفرق قلنا الفرق الجامع فهيج لي بذلك المغنى طرباً وجدد الأشواق أرباً وأدار على مسمعي مدامة توشحت حبباً فقلت والقلب يقيم شوقاً ويقعد أدباً.

أقول لصحبي عـنـد رؤية طـيبة

 

وقد أطرب الحادي بأشرف مرسل

خلـيلـي هـذا ذكـــره ودياره

 

قفانبك من ذكري حبيب ومنـزل

ووصفه بالإمام العالم العامل العلامة الخبر البحر الفريد الحجة المحقق القدوة مفتي المسلمين زين الملة والدين جمال العلماء العاملين شرف الأعيان والمدرسين وسمعه معه المحدث الشرف القدسي وكتب عليه أبياتاً وكذا وقف عليه في السنة التي قبلها القاضي ناصر الدين بن الميلق وقال:

وقف ابن ميلق الفقير على الذي

 

أعيت أمياله النـهـى إعـياء

فتقاصرت عن شأوه مـداحـه

 

ولقد سموا نحو السماء ثـنـاء

فثنى الفقير عن الثناء عنـانـه

 

لكنه مـد الـعـنـان دعـاء

وبخطه كتب التقاصر يرتجـي

 

لحظ الكـرام إذا رأوه رجـاء

وقرضه أيضاً محمد بن أحمد بن خطيب بيروذ وعلي بن يوسف بن الحسن الزرندي وإبراهيم بن أحمد بن عيسى بن الخشاب وقرأه عليه غير واحد بالمدينة بل قرأه عليه ابن سكر بمكة والبرهان القيراطي وعبد الرحمن بن الحسين بن عبد الله بن نصر بن المعمر الواسطي وأحمد بن يوسف بن ملك الرعيني الغرناطي وأبو عبد الله محمد بن أحمد بن علي بن جابر الأندلسي وهما الأعمى والبصير إذ وقف عليه كل منهم بالمدينة، واختصر الزهر الباسم في سيرة أبي القاسم صلى الله عليه وسلم وسماه روائح الزهر وكذا اختصر الحرز المعد لمن فقد الولد لأبي القسم عبد الغفار بن محمد السعدي وسماه منافع الحرز، وعمل منسكاً صغيراً مفيداً جامعاً سماه مرشد الناسك إلى معرفة المناسك وأكمل شرح شيخه الأسنوي للمنهاج سماه الوافي بتكملة الكافي يقال إنه شرع فيه في حياته وكذا شرح الزبد للبارزي وسماه العمد في شرح الزبد إلى غيرها ووصفه البرهاني الأبناسي في إجازته لولده بالشيخ الإمام العالم العلامة ذي الفوائد الجسيمة والفرائد اليتيمة صدر المدرسين زين المفتين بل وصف والده بالشيخ الصالح المربي كهف الفقراء والمساكين وكلاً من جده واللذين فوقه بالشيخ الصالح، مات بعد أن تغير على المعتمد يسيراً في مستهل ذي الحجة ومن قال في سادس عشرة فقد وهم سنة ست عشرة بالمدينة النبوية ودفن بالبقيع رحمه الله وإيانا، وقد جزم شيخنا في معجمه بأنه تغير وتعقبه ابن الخياط والأبي ورد عليهما التقي بن فهد ولكن قد قال شيخنا في أنبائه: وكان بعض من يتعصب عليه ينسبه إلى الخرف والتغير ولم يقع ذلك فقد سمعت منه بمكة في سنة خمس عشرة وهو صحيح، وأخبرني من أثق به أنه استمر على ذلك، وقد ترجمه شيخنا في المعجم والأنباء والفاسي في الذيل والمقريزي باختصار في عقوده وأنه صحبه سنين وابن قاضي شهبة في الذيل في آخرين ومن نظمه:

حمدت إلهي على فـضـلـه

 

وتجديد أنعـامـه كـل عـام

بلغت الثمانين وبضعـاً لـهـا

 

وأمثال عصري قضوا بالحمام

وقد نلت تسميع حديث بـهـا

 

ويا حبهـذا بـبـيت حـرام

وما كنت أهلاً له قـبـلـهـا

 

وأرجو من الله حسن الختـام

"أبو بكر" بن حسين المرندي مضى في ابن اسحق بن حسين "أبو بكر" بن حسين شيخ مرج بني عامر قتل في صفر سنة إحدى وخمسين.
"أبو بكر" بن داود بن أحمد الدمشقي الحنفي، أحد الفضلاء في مذهبه ناب في الحكم ودرس، ومات في جمادى الأولى سنة سبع قال شيخنا في أنبائه.
"أبو بكر" بن داود التقي أبو الصفا الدمشقي الصالحي الحنبلي والد عبد الرحمن الماضي ويعرف بابن داود صحب جماعة منهم الشهاب أحمد بن العلاء أبي الحسن علي ابن محمد الأرموي الصالحي ولقى بأخرة الشهاب بن الناصح والبسطامي وحج وزار بيت المقدس وصنف أدب المريد والمراد سمعه منه ولده بطرابلس سنة خمس وثمانمائة وتسلك به غير واحد وأنشأ زاوية حسنة بالسفح فوق جامع الحنابلة وتؤثر عنه كرامات فيحكى أنه دخل وابنه معه كنيسة يهود بجوبر في يوم سبت وعلى منبره خمسة رجال من اليهود فقال الشيخ أبو بكر لا إله إلا الله فانهدم بهم المنبر وسجدوا بأجمعهم، كل ذلك مع إلمامه بالعلم واتباعه للسنة، مات في سابع عشري رمضان سنة ست رحمه الله وإيانا.
"أبو بكر" بن أبي ذر، في أبي بكر بن أحمد بن إبراهيم بن محمد.
 "أبو بكر" بن رجب بن رمضان بن أبي بكر بن خطاب الزين القاهري الحسيني سكنا الشافعي الساسي بمهملتين لكون أبيه من الساسة، ولد سنة تسع وعشرين وثمانمائة ونشأ شلبياً معتنياً بالقرآن والاشتغال فقرأ على أبي السعادات البلقيني والزين البوتيجي والبدر حسن الأعرج ولازمه في الفرائض والحساب وكذا أخذ في الحساب عن الأمين العباسي وفي العربية عن خلد الوقاد وفي الفقه عن آخرين ومن شيوخه جعفر المقرئ، وتميز في الفرائض وأكثر من التردد إلى حتى قرأ علي وسمع مني أشياء رواية ودراية بل حج معي في سنة خمس وثمانين وجاور التي تليها وأخذ عني هناك شرحي للألفية بعد كتابته بخطه بل وجملة من تصانيفي كتبها وجلس هناك بباب السلام شاهداً وربما أخذ عنه بعض الطلبة في الفرائض وكذا تكسب بها وببيع القت وغيره في ناحيته وأم هناك ببعض الزوايا وقرأ على العامة البخاري وغيره وكتب المنسوب وربما خطب وكتبت له إجازة أوردت بعضها في الكبير، مات بالطاعون في جمادى الثانية سنة سبع وتسعين رحمه الله.
"أبو بكر" بن العتيق بن زياد رضى الدين المقصري اليماني الشافعي، كان مشاركاً في الفقه مستحضراً لتفسير الواحدي مع التحرز والتوقي والنسك والعبادة غير منفك عن ذلك حتى مات في أواخر ربيع الثاني سنة سبع وخمسين رحمه الله.
"أبو بكر" بن زيد بن أبي بكر بن زيد بن عمر بن محمود التقي الحسني الجراعي الدمشقي الصالحي الحنبلي أخو عمر الماضي وأبوهما ويعرف بالجراعي وذكر أنه من ذرية الشيخ أحمد البدوي، ولد تقريباً في سنة خمس وعشرين وثمانمائة بجراع من أعمال نابلس وقرأ القرآن عند يحيى العبدوسي والعمدة والعزيزي في التفسير والخرقى والنظام المذهب كلاهما في الفقه والملحة وبعض ألفية ابن مالك ونحو ثلثي جمع الجوامع وألفية شعبان الآثاري بتمامها وغيرها، وقدم دمشق في سنة اثنتين وأربعين فأخذ الفقه عن التقي بن قندس ولازمه وبه تخرج وعليه انتفع في الفقه وأصوله والفرائض والعربية والمعاني والبيان ولازم الشيخ عبد الرحمن بن سليمان الحنبلي وكذا أخذ الفرائض عن الشمس السيلي وغيره ولزم الاشتغال حتى برع وصار من أعيلان فضلاء مذهبه بدمشق وتصدى للتدريس والإفتاء والإفادة بل ناب في القضاء وصنف كتاباً اختصره من فروع ابن مفلح سماه غاية المطلب اعتنى فيه بتجريد المسائل الزائدة على الخرقى في مجلد وحلية الطراز في حل الألغاز انتفع فيه بكتاب الجمال الأسنوي الشافعي في ذلك والترشيح في بيان مسائل الترجيح وغير ذلك وسمع ببعلبك صحيح البخاري ولما دخلت دمشق رافقني تبعاً لشيخه التقى في السماع بل كان يقرأ بنفسه أيضاً، ثم قدم القاهرة في سنة إحدى وستين فطاف يسيراً على بعض من بقى كالسيد النسابة والعلم البلقيني والجلال المحلى وأم هانئ الهورينية من المسندين وقرأ على قطعة من القول البديع وتناول مني جميعه مع الإجازة وكذا قرأ على التقى الحصني وعلى القاضي عز الدين يسيراً في المنطق وغيره وعرض عليه النيابة فما امتنع خوفاً من انقطاع التودد وحضر دروس ابن الهمام وأخذ عنه جماعة من المصريين وربما أفتى وهو بالقاهرة، وحج مراراً وجاور في بعضها سنة خمس وسبعين وأقرأ هناك أيضاً بل وقرأ مسند إمامه بتمامه هناك على صاحبنا النجم بن فهد وعمل قصيدة نظم فيها سند المسمع وامتدحه فيها أنشدها يوم ختمه وكتبها عنه المسمع أولها:

الحمد لله الذي هدانـا

 

وكم له من نعمة حبانا

وكذا كتب عنه عدة قصائد من نظمه هذا مع أنه قرأ في سنة تسع وأربعين بعض السند بدمشق على الشهاب بن ناظر الصاحبة وسمع معه شيخه التقي وكذا سمع على أمين الدين بن الكركي وقرأ بأخرة على ناصر الدين بن زريق، وكان إماماً علامة ذكياً طلق العبارة فصيحاً ديناً متواضعاً طارحاً للتكلف مقبلاً على شأنه ساعياً في ترقي نفسه في العلم والعمل، ومحاسنة جمة، مات في ليلة الخميس حادي عشر رجب سنة ثلاث وثمانين بصالحية دمشق، وحصل التأسف على فقده رحمه الله ونفعنا به.
"أبو بكر" بن سالم المصري نزيل مكة وأحد شهودها ويعرف بأبي شامة مات في جمادى الثانية سنة خمس وخمسين أرخه ابن فهد.
"أبو بكر" بن سعيد بن غوري في معجم التقي بن فهد مجرداً.
"أبو بكر" بن أبي السعود، يأتي في ابن محمد بن محمد بن محمد بن حسين.
 "أبو بكر" بن سلطان بن أحمد التقي الدمشقي الشافعي أخو إبراهيم الماضي. ممن ينوب في القضاء بدمشق عن النجم بن الخيضري فمن بعده ورأيته في المجاورة بمكة بعد سنة خمس وثمانين.
"أبو بكر" بن سليمان بن إسمعيل بن يوسف بن عثمان بن عماد - بكسر العين وآخره دال مهملتين - الشرف بن العلم الحلبي الشافعي سبط ابن العجمي ووالد المعين عبد اللطيف الماضي ويعرف بابن الأشقر ولد سنة سبع وسبعين وسبعمائة بحلب ونشأ بها فحفظ القرآن وغيره واشتغل يسيراً وسمع من ابن صديق الصحيح بفوت ومن أبي المحاسن يوسف بن موسى الملطي الدر المنظوم وكذا فيما أخبر السيرة النبوية كلاهما لمغلطاوي بقراءته لهما على المؤلف، وأجاز له السيد النسابة الكبير وابن خلدون وغيرهما باستدعاء ابن خطيب الناصرية وتعانى التوقيع فبرع فيه وباشره ببلده فحمدت سيرته، ثم قدم القاهرة في سنة سبع وثمانمائة وتحته ابنة أخي الجمال الاستادار البيزي فباشر التوقيع عنده ثم نوه به حتى باشره عند قجاجق الدوادار الكبير ونالته السعادة في مباشرته عندهما بل وعند كل من خدمه من الملوك قبل وبعد وعد من رؤساء القاهرة فلما زالت الدولة الجمالية نكب في جملة إلزامه وصودر وأخذ منه جملة وأشفى على الهلاك ولكن نجاه الله إلى أن عاد في الأيام المؤيدية لما كان عليه من مباشرة التوقيع عند الإستادارية مدة سنين، ثم أعرض عن ذلك وباشر في ديوان الإنشاء مع البدر بن مزهر فمن بعده بل صار بعد نائب كاتب السر في ثامن رجب سنة اثنتين وثلاثين به حل الديوان وعقده حتى أنه عرض عليه الاستقلال بها فامتنع، ولما سافر مع الأشراف إلى آمد ولاه كتابة سر الرها فلبس الخلعة، ثم استعفى بخدمه فأعفى وعاد في ركابه إلى أن استقر في كتابة سر حلب في حدود سنة تسع وثلاثين ثم تركها لولده في شعبان سنة أربعين وعاد إلى القاهرة على نيابته وكان مقدماً في صناعة الإنشاء صاحب أدب وعقل وحشمة وفضل وإفضال وبشاشة وجميل ومحاضرة وتودد وخبرة بمخالطة الناس من رجال الدهر عقلاً وحزماً وسياسة ومعرفة مع شهامة وإقدام لم يذكر عنه إلا الخير ذا شيبة نيرة وشكالة وهو السفير في الصلح بين الأشراف حين نزل مدينة آمد وبين ابن قرايلوك، مات في يوم الأربعاء تاسع رمضان سنة أربع وأربعين بالقاهرة ودفن في مقام البرهان الجعبري خارج باب النصر من القاهرة بوصية منه خوفاً من دفنه عند جماعته في تربة جمال الدين، ولم يخلف بعده في معناه مثله رحمه الله وإيانا، وذكره شيخنا في إنبائه وقال أنه حصل عدة جهات في طول المدة منها مشيخات بعدة خانكات وتداريس وأنظار وأنه كان حسن الملتقى بشوش الوجه كثير السكون قليل الكلام والشر محبباً إلى أكثر الناس انتهى، وحكى البقاعي الطعان في نسبه بل قال أن ابنه أخفى وفاته ثلاثة أيام خوفاً على أمواله ووظائفه أن يعرض لشيء منها حتى جبيت الأموال وتقررت الوظائف باسمه والله أعلم.
"أبو بكر" بن سليمان بن أبي الجدر الشلح المكي، يأتي قريباً فيمن جده علي.
"أبو بكر" بن سليمان بن صالح الشرف الداديخي الأصل الحلبي الشافعي وداديخ قرية من عمل سرمين من غريبات حلب، أخذ النحو بحلب عن أبي عبد الله وأبي جعفر الأندلسيين وتفقه بها على أبي حفص الباريني وبدمشق على التاج السبكي، بل أخذ فيها أيضاً على الشمس الموصلي والحافظ ابن كثير، وبرع في الفقه وأصوله، وناب في تدريس المدرسة الصاحبية تجاه النورية ثم استقل بها وسكنها مديماً للاشتغال والأشغال والتصنيف والإفتاء والكتابة بحيث كتب كثيراً من كتب العلم ونفع الناس، وولى القضاء بحلب مدة، وكان ديناً عالماً، مات بدير كوش من أعمال حلب بعد كائنة تمر في ربيع الآخر سنة ثلاث ودفن هناك.
ذكره ابن خطيب الناصرية ثم شيخنا، وأرخه في جمادى الأولى فالله أعلم.
 "أبو بكر" بن سليمان بن علي بن عيسى بن أبي بكر السلمي المكي الشافعي ويلقب جده بأبي الجدر ويعرف صاحب الترجمة بالشلح وهو لقب لأبيه، ولد في غرة شعبان سنة ست وثلاثين وثمانمائة بمكة ونشأ بها فحفظ القرآن وصلى به التراويح بالمسجد الحرام بحاشية الطواف عدة سنين وأربعى النووي والعقيدة الغزالية والشاطبية والمهاج الفرعي والأصلي وألفية ابن مالك، وعرض على قضاة مكة أبي السعادات وأبي اليمن والمحب الطبري الإمام والسوبيني الشافعيين وأبي البقاء وأبي حامد ابني الضياء الحنفيين وعبد القادر المالكي وعبد اللطيف الفاسي والشمس المقدسي الحنبليين ومن قضاة طيبة أبي الفتح بن صالح ومن غير القضاة التقي بن فهد وأبي الفتح وأبي الفرج ابني المراغي وابن عياش المقري والشوايطي وأبي البركات بن الزين ومن الواردين الأقصراني والكافياجي والعضد الصيرامي وأفضل الدين القرمي والنور بن يفتح الله وأبي القاسم النويري وأبي عبد الله الجزولي وطاهر ولم يعين الأخير ولا الأمين والثلاثة بعده إجازة بخطهم والعز والبدر لحنبليين وابن أبي زيد وأجازوا وأحمد بن أبي القاسم الضراسي، بل اشتغل في الفقه وغير بقراءته وقراءة غيره على مربيه وبركته أبي سعد الهاشمي وببركته نال أكثر ما اشتمل عليه وإمام الكاملية وأبي البركات الهيثمي وقاسم الزفتاوي والزين خطاب وإبراهيم الشرعبي والتقي الأوجاقي أخذ الأحياء وفي القراآت علي علي الديروطي والشوائطي والشريف الطباطبي وعليه قرأ في الشاطبية بحثاً مع ملاحظة شرحه وكذا علي إبراهيم الشرعبي وفي النحو علي أحمد بن يونس حمل عنه شرح الجرومية للسيد وعلي يعقوب المغربي والبدر حسين العليف المتن وعلي المرداوي ولم يحقق تعيينه في الألفية وسمع علي بن أبي الفتح المراغي والزين الأميوطي ومما سمعه عليه الشمائل والبرهان الزمزمي والتقي بن فهد وولده النجم ولازم صحبته وانتفع به في سماع أشياء وكذا في الإستجازة من طائفة واهتدى بكثير من خصاله وأحواله وعادت بركته في آخرين، وسمع بالقاهرة علي الزكي أبي بكر المناوي وكذا حضر كثيراً من مجالس عالم الحجاز البرهان وقرأ بنفسه بالمدينة النبوية علي أبي الفرج المراغي ولما كنت بمكة في سنة ست وثمانين لازمني كثيراً وكتب من تصانيفي جملة وأثبت له ما تحمله عني حسبما أوردته في الكبير، وقدم القاهرة مراراً ولازمني في غيرها من لمجاورات وسمع علي هذا الكتاب وغيره وكتب بخطه أشياء، وكثر اختصاصه بجوهر المعيني بحيث أنه إذا كان بالقاهرة لا ينزل عند أحد سواه، وسافر الهند وغيرها غير مرة ودام هناك سنين وتقرب من وزيرها دستورخان خاصة بن برة وجماعة بلده وكذا دخل اليمن حتى عدن غير مرة آخرها بقصد زيارة الصالحين أحياءً وأمواتاً وهرموز ولقي فيها السيد صفي الدين الأيجي وتزوج بمكة ابنة عبد الغني القليوبي وله منها عدة أولاد، وهو كبير الهمة مترفع عن الأمور الوضيعة متودد لأحبابه قانع لطيف العشرة مقبل على ما يهمه مع فهم ورغبة في الخير بورك فيه وجوزى عنا خيراً.
"أبو بكر" بن سنقر سيف الدين الجمالي أحد الأمراء الحجاب بالقاهرة، ولى أمره الحج مراراً بعد موت خاله بهادر الجمالي وكانت فيه مداراة ولم تكن له حرمة، مات في سنة ثلاث ذكره شيخنا في أنبائه، وقال العيني كان جيداً قليل الأذى كثير البر متواضعاً ذا مسكة محباً في العلماء معتقداً للفقراء مع تغفل وعين وفاته بيوم الجمعة ثالث عشر جمادى الأولى، وذكره المقريزي في عقوده فقال: الأمير سيف الدين بن الأمير شمس الدين الجمالي ويعرف بسيدي أبي بكر أمير حاج وقال إنه دفن بالقرافة وكان ليناً غير مهاب إلا أنه كان يسوس العريان بالرغبة والرهبة والإحسان فتمشى أحواله معهم "أبو بكر" بن شتات، سيأتي في ابن علي.
"أبو بكر" بن الأشرف شعبان بن حسين بن محمد بن قلاوون مات في ثالث عشر ربيع الآخر سنة ثلاث، أرخه المقريزي.
"أبو بكر" بن صالح الجوهري - نسبه لمولاه - المكي الفراش بها، ممن يكثر الطواف مع خير، مات في المحرم سنة ثمان وسبعين بمكة، أرخه ابن فهد.
 "أبو بكر" بن صدقة بن علي بن محمد بن عبد الرحمن الزكي بن فتح الدين بن نور الدين أبي الحسن المناوي الأصل المصري القاهري الشافعي الزيات والده، ويعرف بالمناوي ولد سنة خمس وثمانين وسبعمائة أو قبلها بقليل وحفظ القرآن والعمدة والشاطبيتين والمنهاج الفرعي ومختصر ابن الحاجب الأصلي وألفية ابن مالك وعرض في سنة سبع وتسعين علي ابن الملقن والأنباسي الغماري والكمال الدميري وخلق أجازوا له وكذا عرض بمكة حين مجاورته فيها مع أبيه سنة ثمانمائة على غير واحد من أعيانهم منهم محمد بن أحمد بن إبراهيم أبو اليمن الطبري والجمال بن ظهيرة وجود القرآن على خليل المشبب وغيره واشتغل في الفقه عند ابن الملقن والدميري والبدر الطنبدي والفارسكوري وفي الأصول عند الشهابين العجيمي والبوصيري وفي العربية عند الشمس الشطنوفي وغيره وسمع علي المطرز والعراقي والهيثمي والأنباسي والشرف القدسي وناصر الدين بن الفرات والجوهري في آخرين بالقاهرة وكذا بمكة علي ابن ظهيرة وغيره فيما كان يخبر به وهو ثقة فقد كان فيها سنة ثمانمائة وتعاني التجارة ونالته محنة بسبب ولد له انقطع بسببها عن الناس مدة ثم برز ولازم التقي الحصني وفي شرح مسلم وغيره وحضر دروس الشرف المناوي وحدث سمع منه الفضلاء أخذت عنه قديماً، وكان خيراً حسن الأدب كثير التواضع والسكون محباً في العزلة والانفراد مكرماً للطلبة مع فضيلة في الجملة، مات في رجب سنة ثمانين وصلى عليه بجامع طولون ودفن بالقرافة رحمه الله وإيانا وفي ترجمته من المعجم فوائد.
"أبو بكر" بن صلغاي المجاور الجامع الغمري، ممن ينتمي للظاهر صاحب الجامع كبيت بني ابن خاص بك، متمول شديد الحرص قبيح المعاملة له أملاك ورزق ونحوها، اختلس له من بيته مرة جملة وما وصل لغريمه وآل أمره إلى أن صار مقعداً طريحاً لا حركة فيه سوى اللسان وقد صاهره جانبك خارندار يشبك من حيدر وهو ألطف وأشبه، "مات في صفر سنة تسعمائة عفا الله عنه".
"أبو بكر" بن الطيب في ابن أحمد بن أبي بكر بن أحمد.
"أبو بكر" بن عباس بن أحمد الزين البدراني والد محمد الآتي، تزوج أخت بلديه محمد بن محمد بن محمد بن أمين الشهير بابن قطب الدين ثم ابنته واستولدها ولده المشار إليه وكان قد سمع رفيقاً للجديدي من شيخنا المسلسل وحضر بعض مجالس إملائه ثم سمع مني المسلسل وبقراءته ولده ثلاثة أحاديث من أول البخاري.
"أبو بكر" بن عبد الله بن أيوب بن أحمد الزين الملوي ثم المصري الشاذلي أخو الشمس محمد الريس الماضي وحفيد أيوب شيخ معتقد له زاوية بملوى، ولد سنة اثنتين وستين وسبعمائة وصحب الفقراء وتلمذ لحسين الحبار ثم لازم صاحبه الصلاح الكلائي وصار يتكلم على الناس بزاوية شيخه الحيار بقنطرة الموسكي ويفسر القرآن برأيه على قاعدته فضبطوا عليه أشياء ورفع إلى القاضي الجلال البلقيني فمنعه من ذلك إلا أن قرأ من تفسير البغوي وغيره واجتمع بي بسبب ذلك فوجدته حسن السمت عرياً عن العلم وكان قال فيما ذكر لي أنه رأى في قوله تعالى "كذبت قوم هود المرسلين إذ قال لهم أخوهم هود" أن الضمير في قوله أخوهم للمرسلين فقلت له بل لعاد فقال لا لأنه لا يليق بالنبي أن يوصف بأنه أخو الكفرة فقلت له فقد قال في الآية الأخرى "واذكر أخا عاد" فسكت وله نظائر لذلك إلا أنه كان كثير الذكر والعبادة يتكسب من التجارة في الغزل والجماعة من الناس فيه اعتقاد كبير، مات في ليلة الجمعة خامس ذي الحجة سنة إحدى وأربعين وكانت جنازته حافلة، ذكره شيخنا في أنبائه.
"أبو بكر" بن عبد الله بن العماد أبي بكر بن أحمد بن عبد الحميد بن عبد الهادي بن محمد بن يوسف بن قدامة العماد بن التقي المقدسي ثم الصالحي الحنبلي. ولد سنة إحدى وثلاثين وسبعمائة وسمع من أحمد بن عبد الله بن جبارة والبهاء علي بن العز عمر وغيرهما، وحدث سمع منه شيخنا وذكره في معجمه وأنبائه وقال مات في الكائنة العظمى بدمشق سنة ثلاث، وتبعه المقريزي في عقوده.
"أبو بكر" بن عبد الله بن أبي بكر بن عبد الله بن ظهيرة بن أحمد بن عطية ابن ظهيرة القرشي الماضي أبوه، أخوان من الأب خاصة، ماتا صغيرين.
 "أبو بكر" بن عبد الله بن ظهيرة بن أحمد بن عطية بن ظهيرة الفخر القرشي المخزومي المكي الشافعي أخو الجمال محمد ويسمى ظهيرة وهو جد اللذين قبله، ولد سنة خمس وخمسين وسبعمائة بمكة وسمع بها من العز بن جماعة تساعياته الأربعين وغيرها ومن الجمال بن عبد المعطي واليافعي وآخرين منهم التقي البغدادي والبهاء بن عقيل، وأجاز له الصلاح العلائي وابن رافع والبهاء ابن خليل وابن القاري وعمر بن النقبي وأحمد بن النجم وابن الهبل وابن أميلة والصلاح بن أبي عمر، ذكره التقي بن فهد في معجمه، وقال شيخنا في أنبائه أنه اشتغل قليلاً ومات في جمادى الأولى سنة اثنتي عشرة بمكة، وبيض له الفاسي في تاريخه.
"أبو بكر" بن عبد الله بن عبد الرحمن بن محمد بن محمد التقي الدمشقي الشافعي أخو النجم محمد وعبد الرحمن الماضيين وهو الأصغر ويعرف كسلفه بابن قاضي عجلون، ولد في شعبان سنة إحدى وأربعين وثمانمائة بدمشق ونشأ بها فحفظ القرآن والعمدة والمنهاج وجمع الجوامع والكافية تصريف العزي والخزرجية والأندلسية وغيرها وعرض على جماعة كالتقي الأذرعي والبلاطنسي وغيرهما وأخذ الفقه عن أبيه وخطاب والنحو والصرف والمعاني والبيان عن الشرواني، وقدم القاهرة في سنة ستين فأخذ قليلاً عن المحلى والعلم البلقيني وطائفة وسمع من العلاء ابن بردس وغيره وتميز في الفقه وشارك في غيره وكل انتفاعه إنما هو بأخيه ودرس في حياته وبعده في أماكن كثيرة، وصار بعد انقراض تلك الحلبة رئيس الشام والمشار إليه فيه بالإفتاء وكثرة الجهات جداً وبلغني أن تداريسه بالشامية كانت فائقة وبذل نفسه مع من يقصده سيما فيما فيه إزالة منكر ونحوه بمساعدة المحب ابن أخي الحصني ونحوه وحج هو وأخوه الزين في سنة ست وستين وتكرر قدومه القاهرة منها في سنة سبع وسبعين بعد موت أخيه ثم في آخر سنة ثمان وثمانين مطلوباً لإرسال نائب الشام بالتشكي من معارضته ولابن الصابوني فيه شائبة عمل فالزم بالإقامة بعد هدية وكلفة، وتصدي للإقراء بالأزهر وغيره وانتفع به جماعة وأثنوا على استحضاره وملكته في الفقه وجودة تقرير مع قوة نفسه ومزيد صفائه مما كان سبباً لمجيئه وكذا قدم في سنة ثلاث وتسعين مطلوباً بالشخص يقال له العمري عارضه في بدعة ونحوها وعقدت بينهما مجالس بحضرة السلطان وغيره ولم ينهض الخصم بطائل فتكلف هذا ورجع إلى بلده فلم أطرافه بعد أن رغب عن كثير من وظائفه وجهاته ومن ذلك الثلث من الشامية البرانية فإنها كانت معه برغبة النجم يحيى بن حجي وتوجه لمكة من البحر فوصلها في رمضان سنة خمس وتسعين ولم يوقع بها تدريساً واعتذر باشتغاله بالعبادة ودام حتى حج ثم رجع صحبه الركب الشامي وما كان غرضه إلا الإقامة ليحرر كتاب أخيه المسمى بالتحرير ولكن قيل أنه لم يستطع الحر ولما كان البقاعي عندهم أنكر عليه أشياء بحيث زادت النفرة بينهما، وبالجملة فله قومات وهمات بدون دربة وبلغني أنه أفرد زوايد البهجة وأصلها والتنبيه على المنهاج في مجلد لطيف سماه إعلام النبيه بما زاد على البهجة وأصلها والتنبيه وأنه كتب على تصحيح أخيه توضيحاً وعمل منسكاً لطيفاً وتصحيحاً على الغاية في كراسة وآخر أبسط منه وغير ذلك كأفراد زوائد كل من الكافية والألفية على الآخر لم يبيض، وله نظم فمنه ملغزاً:

ما متلف ببعض شئ قد سقـط

 

يضمن لا بالكل بل نصف فقط

مجيباً عنه:

ذا الشيء ميزات ففي سقوطه

 

نصف فقط والكل في خارجه

ومنه في لغات الاسم:

اسم وأسم وسمى مثلثاً

 

ومثله سمى قد نقلا

وفي لغات الفم:

بتثليث فافم بنقص وتضعيف

 

وقصر كذاك الإتباع محكي

وكنت ممن اجتمع به حين قدومه للسلام عليه وكتبت من نظمه مع ما هنا ما أثبته في الكبير.
 أبو بكر" بن عبد الله بن عمر بن خضر بن إلياس الزكي المناوي الضرير الأديب نزيل اسكندرية، ولد بالأشمونين من بلاد الصعيد سنة سبعين وسبعمائة تقريباً ثم انتقل به أبوه إلى أشموم الرمان فقرأ القرآن بها وبمنية ابن سلسيل، وحج مع أبيه مرتين الأولى قبل بلوغه والثانية بعد سنة ثمانين ثم تحول إلى الصعيد وتكسب بالخياطة وتعانى النظم من صغره ثم أرشده الفخر ابن أخت الولوي المنفلوطي لتعلم العربية فبحث عليه بالأشمونين غالب الألفية، ثم ورد القاهرة فقطنها متسبباً ببعض حوانيتها، وسافر لدمشق وزار القدس غيره مرة ودخل اسكندرية بعد القرن فأقام بها يؤذن بمدرسة قائد إلى أن أضر في سنة ست وثلاثين ولقيه البقاعي في رمضان سنة ثمان وثلاثين بمدرسة ابن بصاصة منها فكتب عنه قوله:

كلما تـاه دلالا وصـلـف

 

زدت شوقاً وغراماً وشغف

أهيف يخجل بانات النـقـا

 

قده العمال لينـاً وهـيف

وساق قصيدة طويلة وسافر من اسكندرية بعد سنة أربعين فانقطع خبره.
"أبو بكر" بن عبد الله بن قطلبك الدمشقي الأديب المنجم، شيخ أديب بارع في الزجل والبليق صاحب نوادر عنده ظرف ومجون رث الحال قدم حماة فركن للصلاح خليل بن السابق وآثر عشرته مع كثرة انجماعه عن الناس كتب عنه ابن خطيب الناصرية وغيره وكان الصلاح المشار إليه يحفظ معجم نظمه ومطارحاته وهو الذي عارض قصيدة العلاء البهائي الغزولي الجابي الذي امتدح بها البدر محمد بن الشهاب محمود وأولها:

ألا يا نسمة الريح قفي أبديك تـبـريحـي

 

قفي أسئلك عن قلبي وإن شئت أقل روحي

بقصيدة أولها:

ضراط البغل في الريح

 

على فرش من الشيح

وشربي الخل ممزوجاً

 

بأمراق الـقـوالـيح

وبلغ ذلك العلاء فانحرف جداً وهجا صاحب الترجمة بعدة مقاطيع منها:

إن يكن بالهجو بـادي

 

من العلم النجوم يغوى

فانزلوا في الرأس منه

 

فهو في البلدة عـوا

مات بحماة في البيمارستان النوري في المحرم أو صفر سنة اثنتي عشرة وأوصى أن لا يباع حماره إلا بمائة وخمسين درهماً وأن لا يباع لابن حجة لكثرة بغضه له.
ذكره ابن خطيب الناصرية وهنا ما ليس عنده وأنشد له من نظمه غير القصيدة المشار إليها، وترجمه شيخنا في إنبائه وجزم بصفر وقال: الشاعر تعانى التنجيم والآداب وكان بارعاً في النظم والمجون وله مطارحات مع أدباء عصره أولهم الشمس المزين ثم خطيب زرع ثم على البهائي واشتهر بخفة الروح والنوادر المطربة وهو القائل:

حنفي مدرس حـاز حـدالـر

 

ياض الشقيق في التنـمـيق

لو رآه النعمان في مجلس الدر

 

س لقال النعمان هذا شقيقـي

وله في الشمس المزين الشاعر زجل أوله:

عمرك يا مزين أمسى ناقص البـراعـه

 

لكن في الحرام حيث تجده كامل البضاعة

سيرك يا ربيط سير محلول من قبيح فعالك

 

وأنت حرامي مجروح وعرضك بحالـك

وتهجي المنجم أما تبصر شاعر حـالـك

 

لا تلعب بدمك ماعي وتعمـل رقـاعـه

أنصحك وأسقيك شربة ولا سم سـاعـه

 

 

ثم ساق القصيدة المشار إليها أولاً وقال أنشدنيها بقصتها ناصر الدين البارزي بالقاهرة ثم ولده القاضي كمال الدين بالبيرة على شاطئ الفرات في سنة آمد وأنا لإنشاد الثاني أضبط، قلت وأنشدني صاحبنا الجمال بن السابق عن عمه عنه كثيراً من نظمه مما كتبه لي بخطه وحكى عن بعض أقربائه أنه قال له وقد تعجب من تناديه وتنكيتاته القاعدة في الهجو ياشيخ أبا بكر من أين لك هذا قال والله أنا إذا أردت هجو أحد يتصور لي إبليس ويلقنني كلمة بكلمة عفا الله عنه.
"أبو بكر" بن عبد الله بن محمد بن أحمد بن عبد الله تقي الدين بن الجمال الدمشقي القاهري الشافعي الشاعر الوفائي ويعرف بابن البدري ويكنى أيضاً أبا التقا، ولد في ربيع الأول سنة سبع وأربعين وثمانمائة بدمشق ونشأ بها وتكرر قدومه مع أبيه للقاهرة ثم قطنها مدة واشتغل بالبلدين قليلاً وكتب عن خلق من الشيوخ فمن دونهم وتعانى الشعر ومدح وهجا وطارح وتردد إلي فأخذ عني ومدحني بما كتبته في موضع آخر وفيه:

جدلي سريعاً بالحديث إجازة

 

يا كاملاً وافر الإعـطـاء

وانتمى لبني الشحنة وتكسب بالشهادة فلما ولى الأمشاطي عمل فيه أبياتاً فلم يقابله عليها إلى أن تعرض لعبد الرزاق الملقب عجين أمه نزيل القاضي في البرقرقية ونسبه لأمر فظيع الله أعلم بصحته فبادر لتطلبه فلم يقدر عليه فصرح بمنعه من تحمل الشهادة فلم يلبث إلا يسيراً وماتت له زوجة فورث منها قدراً طائلاً بعد فقره فلم أطرافه وسافر لمكة فجاور ثم قطن الشام ثم جاور بالمدينة سنة اثنتين وتسعين وكتب فيها من تصانيف الشريف السمهودي وغيره ثم جاور التي تليها بمكة وكان يجتمع علي بها وكتب من تصانيفي مجموعاً ولازمني في التحمل رواية ودراية وأوقفني على مجموع سماه غرر الصباح في وصف الوجوه الصباح قرضه له الشعراء فأبلغوا وكان من أعيانهم البرهان الباعوني وأخواه والشهاب الحجازي والمنصوري والقادري وابن قرقماس وقال أنه ألفه بدمشق سنة خمس وستين والتمس مني تقريضه فأجبته وكتبت له إجازة حسنة، وامتدح قضاة مكة وغيرهم وليس نظمه بالطائل ولا فهمه بالكامل وكتبت عنه من نظمه:

إذا ما كان مجموعي لديكم

 

من الدنيا بهذا قد قنـعـت

وما قصد سوى هذا وحسبي

 

بأني في يديك وما جمعت

وكان يتكسب بالتجارة وربما جلس بحانوت بمكة في الموسم تعلل بمكة مدة وسافر منها وهو كذلك في أوائل المحرم سنة أربع وتسعين في البحر فوصل إلى الطور ثم غزة فأدركه أجله هناك في جمادى منها وبلغنا ذلك في شوال عفا الله عنه، وترك ولدين أو أكثر وتركة وأظن والده في الأحياء عفا الله عنه وإيانا.
"أبو بكر" بن عبد الله بن محمد الزيات كان، مات في صفر سنة سبع وستين أرخه ابن المنير وقال كان من الصالحين، "أبو بكر" بن عبد الله الشيخ زين الدين التاجر، صوابه ابن محمد بن عبد الله بن مقبل يأتي.
"أبو بكر" بن عبد الله الدمشقي ويعرف بالعداس، ولد سنة ثمانين وسبعمائة تقريباً وصحب عبد الله الذاكر الماضي لما قدم من الروم وتسلك به وأشير إليه بالصلاح وتزايد الاعتقاد فيه كشيخه، وكان مقيماً بييت المقدس منقطعاً عن الناس زاهداً خيراً صالحاً، مات في رمضان سنة تسع وثلاثين.
"أبو بكر" بن عبد الله المارديني الحنفي أخو يوسف الماضي مات أخوه فورثه ولم يلبث أن مات في سنة اثنتين وعشرين، ذكره شيخنا في أخيه من أنبائه ورأيت أبا بكر بن عبد الله الحنفي في عرض سنة ست وأظنه هذا.
"أبو بكر" بن عبد الله في ابن محمد بن محمد بن محمد بن محمد.
"أبو بكر" بن عبد الباسط بن خليل الزين بن الزين الدمشقي الأصل القاهري الماضي أبوه ووالده محمد وعمر ويعرف بابن عبد الباسط، ولد في ربيع الأول سنة أربع وعشرين وثمانمائة ونشأ في كنف أبويه فقرأ القرآن وصلى به في مدرسة أبيه فكان ختماً هائلاً وكذا قرأ الأربعين والمنهاج كلاهما للنووي وألفية ابن ملك، وكتب على الشمس المالكي وغيره حتى برع وأجيز وسمع من لفظ ابن الجزري المسلسل بالمصافحة وغيره وأجاز له جماعة وتكلم بعد موت أبيه في أوقافه بل أعطاه الأشرف قايتباي وكان له به وبالأتابك أزبك الظاهري مزيد اختصاص التحدث على الجوالي الشامية والمصرية مع التكلم في شئ من الذخيرة واستادارية طرابلس فلم يحمد في شئ من ذلك وكان زائداً الإسراف على نفسه راغباً في تقريب الأطراف وذوي السفه نافراً من الفقهاء والطلبة مظهراً تمقت من لا يخاف جاهه الدنيوي منهم بذئ اللسان بعيد الإحسان وربما كان يصرح بسب والده وتقبيحه، حج غير مرة وأكثر من دخول الشام ويرمي بأمر فظيع.
مات بعد توعك نحو عشرة أيام في ليلة الخميس ثامن عشري المحرم سنة ست وثمانين وصلى عليه ضحى الغد في محفل متوسط ودفن بتربة والده وأظهر السلطان تأسفاً واستأصله حياً وميتاً عفا الله عنه وإيانا.
"أبو بكر" بن عبد الرحمن بن أبي بكر بن عبد الله بن ظهيرة القرشي المكي. درج صغيراً وقد مضى أخوه عبد الكريم وأبوهما.
 أبو بكر" بن عبد الرحمن بن رحال - بمهملتين الثانية مشددة - ابن منصور التقي اللوبياني ثم الدمشقي الشافعي، ولد في سنة أربع أو خمس وخمسين وسبعمائة وتفقه بجماعة إلى أن مهر وصار معدوداً في الفضلاء وناب في الحكم وولى تدريس الشامية البرانية وغيرها ووصفه بعض أصحابنا بالإمام العالم الفقيه مفتي المسلمين ومفيدهم، وكان قد سمع كما أخبر علي ابن قواليح صحيح مسلم بفوت في أوله لم يضبط وحدث، ومات في ذي القعدة سنة ثمان وثلاثين بدمشق وكانت جنازته حافلة - وذكره شيخنا في أنبائه باختصار وقال غيره إنه قدم دمشق وهو كبير فقرأ التنبيه وعرضه في سنة خمس وسبعين واشتغل على الشرف الشريشي وطبقته ورافق الكفيري واندرج بصحبه وأذن له بالإفتاء وأعاد الشامية الجوانية والناصرية وتصدر بالجامع وكان ممن أقام أيام الفتنة بدمشق فأوذي من التتار وقعد مع الشهود بعدها مدة ثم استنابه النجم بن حجي واستمر ينوب لغيره مدة مع توقفه في الأحكام وأفتى واستقر في تدريس القيمرية قال التقي الشهبي ودرس بها دروساً عجيبة مرة أو مرتين في الفلس ثم انتقل إلى الضمان وخرج من الدنيا ولم يفرغ منه ولم يكن يعرف سوى الفقه على طريقة المتقدمين لا عهد له بكلام المتأخرين وتحريراتهم مع التقتير على نفسه في عيشه وملبسه وخبرته بالتحصيل على كبر سنة، وقد رغب له رفيقه الكفيري عن نصف تدريس العزيزية فلم يحصل له واشتد ألمه لذلك ولم يلبث أن رغب هو عن نصف تدريس القيمرية والإعادة بالشامية بعوض ليحيى بن العطار مع قرب عهده بلباس الجند وكونه ديوانياً وحصل في وظائفه بعد موته خبط كبير ولم يحصل لطلبة العلم منها شئ، مات في ليلة الأربعاء عاشر ذي القعدة وحضر جنازته خلق ودفن بباب الفراديس واستفيض أنه كان يحفظ الرافعي ومع ذلك فما ذكره التقي في طبقات الشافعية رحمه الله وعفا عنه.
"أبو بكر" بن عبد الرحمن بن سالم بن غزي، هو محمد مضى.
"أبو بكر" بن عبد الرحمن بن عبد العزيز بن أحمد بن عثمان بن السلعوس مات في سنة سبع.
"أبو بكر" بن عبد الرحمن بن فيروز التقي الحواري، كان يقرئ أولاد التاج السبكي وسمع من بعض أصحاب الفخر ثم ولى قضاء أذرعات، مات في المحرم سنة ثمان وله بضع وستون، قال شيخنا في إنبائه.
"أبو بكر" بن عبد الرحمن بن قطلوبك، مات بالقاهرة في طاعون سنة سبع وتسعين.
"أبو بكر" بن عبد الرحمن بن محمد بن أحمد بن التقي سليمان بن حمزة بن أحمد ابن عمر بن الشيخ أبي عمر محمد بن أحمد بن قدامة العماد بن الزين بن ناصر الدين القرشي العمري المقدسي الحنبلي أخو الحافظ ناصر الدين محمد ووالد عبد الله وعبد الرحمن وست القضاة الأشقاء وأسماء صاحبنا ناصر الدين محمد وعبد الوهاب وأحمد الأشقاء ويعرف كسلفه بابن زريق بتقديم الزاي، ولد بعد السبعين تقريباً بصالحية دمشق ونشأ بها فحفظ القرآن وغيره واشتغل قليلاً وسمع على الصلاح أن أبي عمر مسند أحمد أو بعضه وكذا سمع منه غيره ومن آخرين، وولى عدة مباشرات وناب في الحكم عن ابن الحبال فمن بعده وحج غير مرة وحدث سمع منه الفضلاء وذكره شيخنا في معجمه باختصار وقال أجاز لنا في سنة تسع وعشرين، وقال ابن قاضي شهبة كان ساكناً وكنت أميل إليه وكان علي خير يصوم الخميس والاثنين ثم بلي وولى نيابة القضاء عن العز البغدادي في سنة ثلاث وعشرين ثم عزله ثم لما ولى الناصر الشهاب بن الجبال استنابه واستمر إلى أن عزل بمرسوم ورد من مصر لأنه أدخل نفسه في التناقلات التي لا يحل لأحد من المسلمين الدخول فيها تقريباً بالخواطر أرباب المناصب مع أنه كان لا يأخذ على ذلك شيئاً وكان النجم بن حجي حسن له السعي في القضاء الأكبر وكاتب في ذلك المصريين الحكم ضعف مستنيبه ابن الحبال وعجزه فلم يجب لذلك ثم جاء مرسوم بعد قتل النجم إلى الحنبلي بعزل نوابه فعزل في جملتهم وكان يلثغ بالراء ويكتب باليسرى كتابة قوية، وكان خيراً ديناً كثير التلاوة، مات في المحرم سنة إحدى وثلاثين بالصالحية ودفن بالسفح بتربة المعتمد جوار المدرسة، وهو في عقود المقريزي باختصار وقال إنه توفي بعد سنة تسع وعشرين رحمه الله.
 "أبو بكر" بن عبد الرحمن بن محمد بن أبي بكر بن عثمان شقيقي الزين السخاوي الأصل القاهري الشافعي، ولد في أواخر سنة خمس وأربعين وثمانمائة بمنزلها الشهير ونشأ به في كنف أبويه فحفظ القرآن والعمدة والمنهاج الفرعي وجمع الجوامع وألفيتي الحديث والنحو وغيرها، وعرض على جماعة كسعد الدين بن الديري ومدين والشمني وابن الهمام والأقصرائي وأبي الفضل المغربي وأحضرته على العز بن الفرات بل أسمعته على شيخنا وخلق وأجاز له جم غفير من أماكن شتى، وأخذ العربية عن النور الوراق والأبدي وبه انتفع وغيرهما وكذا قرأ على أبي السعادات البلقيني في المغنى وعنه وعن السيد النسابة والفخر عثمان المقسي أخذ الفقه بل حضر قليلاً عند العلم البلقيني والمناوي وقرأ على إمام الكاملية في شرحه على المنهاج الأصلي ولازم السيف الحنفي وابن حجي والكوراني في دروس الكشاف والشمس الشرواني في أصول الدين والتقي الحصني في فنون كالمعاني والبيان والمنطق وبعض الفضلاء في الفرائض والحساب وقرأ على المحب بن الشحنة في تفسير ابن كثير وغيره وعلي البقاعي في غيبتي يسيراً من شرح ألفية العراقي بل أخذه عني بتمامه مع نحو مجلد من النكت التي كتبتها على شرح المصنف وجملة من تصانيفي وغيرها رواية ودراية واستملى علي وتردد في ابتدائه لابن قاسم وابن بردبك ثم للزين الأنباسي والشرف عبد الحق وابن عز الدين السنباطيين في آخرين كالزين زكريا والنور السنهوري وتميز في العربية وشارك في غيرها مع صحة الفهم وسرعة الذكاء واستقامة التصور والتحري في المباحثة والإقراء وتصدى للتدريس في الفقه وأصوله والعربية وغيرها وأخذ عنه غير واحد ممن صار في المدرسين وقسم الكتب في كل سنة وعمل أجلاساً هائلاً في سنة سبع وسبعين حضر عنده فيه الأعيان كالعبادي والتقي الحصني والجوجري والبهاء المشهدي والعز السباطي وابن قمر وابن المرخم والعلاء البلقيني مع كونه ممن حضر عندهما في الألجيهية ومن شاء الله ممن عينت أكثرهم في موضع آخر وأخبر جمع جم بعدم رؤية مثل ذاك المجلس وكذا عمل أجلاساً أحفل منه حين استقر في تدريس تربة الست وكان ممن حضر فيه ابن حجي وابن الغرز، وولى إعادة الحديث بالبيبرسية والخطابة بالباسطية وخزن كتبها بل ناب عني في تدريس الحديث بالصرغتمشية سنتين وكذا في التصدير بالجيعانية وربما أفتى وقصد في عرض الأبناء وكتب بخطه الكثير ومن ذلك شرحي للألفية وجملة من تصانيفي بل كتب شرحاً على الجرومية والقواعد لابن هشام وعلى أمهات الأولاد من المنهاج وقرض له بعضها الزين زكريا والكمال بن أبي شريف وكاتبه بل كتبت له إجازة حافلة، وحج ورزق الأولاد واستعان في معيشته بالتكسب على وجه جميل وعرض عليه القضاء فأبى، ووصفه الجماعة في عرض ولده بما هو جدير بأكثر منه فزكريا بالشيخ الإمام العلامة، والأخميمي بالشيخ الإمام العالم العلامة، واللقاني بالشيخ العالم العلامة، وابن تقي بالشيخ زين الدين شرف العلماء أوحد الفضلاء في العالمين، والسعدي بسيدنا الشيخ العلامة شرف العلماء العاملين صدر المدرسين مفتي المسلمين، وكاتب السر بصاحبنا الشيخ الفاضل المشار إليه، والخيضري بالشيخ الإمام العلامة المحقق المتقن الفهامة، والبامي بسيدنا الشيخ الإمام العالم العلامة، وابن قاسم بالشيخ الإمام العلامة زين الملة والدين، وجعفر بسيدنا ومولانا الشيخ الإمام العالم العامل الأوحد العلامة صدر المدرسين مفيد الطالبين مفتي المسلمين، والديمي بالشيخ الإمام العالم المفنن مفيد الطالبين بقية المحققين والكوراني بالشيخ العالم العلامة تقي الدين والبدر بن خطيب الفخرية بالشيخ الإمام العالم العلامة والبحر الفهامة زين الدين صدر المدرسين مفيد الطالبين، وسبط شيخنا بالشيخ الإمام العالم الأوحد زين الدين صدر المدرسين مفتي المسلمين، وعبد الحق بسيدنا الشيخ الإمام العالم العلامة، والأبشيهي بسيدنا الشيخ الإمام العالم العلامة من برع في العلوم من حين ترعرع وشرب منها بالكأس المترع وأظهر فرائد المنثور والمنظوم وحقق المنطوق منها والمفهوم، والبدر بن الديري بسيدنا مولانا الشيخ الإمام العالم العلامة الزيني عين المدرسين مفتي المسلمين، والسري بن الشحنة بسيدنا الشيخ الإمام العالم العلامة، والشيشيني الحنبلي بالشيخ الإمام القدوة العلامة زين الدنيا والدينفي آخرين، ولم يزل على طريقته في الإقبال على العلم مع القيام بالتكسب على العيال ومزيد كدره من أم أولاده مما ليس الخبر فيه كالعيان وهو متجلد متنهد إلى أن انحط ولزم الوساد وتوالى عليه أمراض وآلام وقاسى شدائد وتفتحت في يديه عدة أماكن ونفذ ما كان بيده وهي مع ذلك تعالجه وتناكده بحيث أن مدة مرضه وقبله كان لأجل رضاها مقيماً بها ببركة الرطلي وكان الأحباب يتكلفون لعيادته ولمشاهدته وهي تأبى الرجوع بل وتسأل في الطلاق ثم تحول بغير رضا منها إلى بيتنا وأبت أن توافقه وبالغت حتى أجابها لسؤلها مع بذلها وإبرائها ودام أياماً، ثم مات في رابع ذي الحجة سنة ثلاث وتسعين ودفن من يومه وكان له مشهد حافل وأرخت السماء مطراً من حين المرور بجنازته إلى انتهاء دفنه بل استمر المطر أسبوعاً، عوضه الله الجنة وإيانا فقل أن أعلم في مجموعه مثله متانة دين وصدق لهجة وبديع تصور وصحة فهم واتقان في علمه وكتابته وتحرز في نقله مع الصفاء والضياء والمحاسن، ولما بلغتني وفاته وأنا بمكة صلى عليه بها صلاة الغائب وفرقت له الربعة أياماً بل قرأ غير واحد من جماعتنا له ختمات ولقد كان لي به جمال وانتفاع في الغيبة والحضور فعند الله أحتسب مصيبتي به وأسئله خير العوض.
"أبو بكر" بن عبد الرحمن بن الجمال المصري محمد بن أبي بكر الأنصاري المكي نزيل الهند، مات سنة ثمان وسبعين أو التي قبلها ببلاد الهند في كلبرقة ظناً، ذكره ابن فهد.
"أبو بكر" بن عبد الرزاق الدكالي المالكي، تفقه في اسكندرية عند محمد ابن يوسف الكندري وسكنها مدة واعتقده أهلها لما رأوه من أحواله وكراماته وقدم مكة على رأس القرن فجاور بها بضعاً وعشرين سنة مديماً للصلاة والطواف والصيام، وتوجه في غضونها للمدينة مرة بعد أخرى وتسرى بأمه رزق منها ذكراً وأنثى، كل ذلك مع كثرة خيره وصلاحه وورعه واجتهاده في العبادة بحيث يستغرق فيها أوقاته حتى مات شهيداً مبطوناً في رجب سنة سبع وعشرين بالحزامية بمكة ودفن بالمعلاة وكان الجمع في تشييعه وافراً فيه صاحب مكة الشريف علي بن عنان ومقدم عسكرها قرقماس الأشرقي وهو ابن ستين ظناً، ذكره الفاسي مطولاً وقال أنه كان كثير المودة له ويسئله عن كثير من فروع الفقه وأنه على ذهنه أشياء من أسرار الحروف والأسماء رحمه الله وإيانا.
"أبو بكر" بن عبد العزيز بن عبد السلام بن موسى بن أبي بكر بن أكبر الفخر الشيرازي الأصل المكي الشافعي، ممن حفظ القرآن وصلى به التراويح بالمسجد الحرام مع أخيه محمد تناوباً وبالمنهاج ومات في رجب سنة أربع وسبعين خارج القاهرة.
 أبو بكر" بن عبد العزيز بن محمد بن إبراهيم بن سعد الله بن جماعة بن علي ابن جماعة بن حازم بن صخر الشرف بن العز بن البدر بن البرهان الكناني الحموي الأصل المصري والد العز محمد الماضي ويعرف كسلفه بابن جماعة، ولد في ثالث ذي القعدة سنة ثمان وعشرين وسبعمائة وحفظ القرآن وكتباً واشتغل بالفقه ولكنه لم ينجب، واستجاز له أبوه خلقاً من شيوخ عصره، قال شيخنا فما أشك أن الحجار والختني والدبوسي وابن مزيز أجازوه ولكن لم أقف بعد على ذلك نعم أجاز له في سنة تسع وعشرين من ثغر اسكندرية وجيهية ابنة الصعيدي والتاج الفاكهاني وابن المصفى والكمال محمد بن محمد بن يحيى الواسطي وأبو العباس المرداوي وفي استدعاء مصري الزين أبو بكر الرحبي وابنته خديجة وهاجر ابنة الصنهاجي والحسن بن السديد وآخرون وأسمع على جده وأبيه والميدومي وأبي نعيم الأسعردي والبدر جنكلي بن محمد بن البابا ويحيى فضل الله وآخرين كالشهاب بن مسعود المادح شارك والده في بعضه، وحدث سمع منه الأئمة، وذكره شيخنا في معجمه وقال أنه كان يتعسر في التحديث قال ودرس في حياة أبيه بأماكن وناب عنه في الحكم ثم اشتغل باللهو والبطالة واحتاج وافتقر، وكان يكتب خطاً حسناً ولديه فضائل رأيته يتناول الكتاب المكتوب المطوي فيقرأ ما فيه وهو في كمه من غير أن يشاهد باطنه، ونحوه قوله في أنبائه إنه اشتغل ثم ترك وحمل لاشتغاله بما لا يليق بأهل العلم وكان يدري أشياء عجيبة صناعية مات في رابع عشر جمادى الأولى سنة ثلاث بمصر رحمه الله وإيانا، وقال المقريزي في عقوده جاورنا سنين عفا الله عنه.
"أبو بكر" بن عبد الغني بن عبد الواحد بن إبراهيم بن أحمد الفخر بن النسيم بن الجلال المرشدي المكي الحنفي الماضي أبوه وجده وابناه عبد الغني وعلي ويعرف بابن عبد الغني المرشدي، ولد سنة اثنتين وثلاثين وثمانمائة بمكة وكان أبوه تركه بها وهو حمل وكانت منيته بالقاهرة في طاعون سنة ثلاث وثلاثين ونشأ هذا في كفالة زوج أمه أبي بكر الشحري فحفظ القرآن وعمدة الأحكام وأربعي النووي والمجمع والمنار وألفية ابن مالك وعقيدة الطحاوي، وعرض على أبي البقاء بن الضياء في سنة إحدى وخمسين واشتغل قليلاً في الفقه عند ابن عمه عبد الأول والزين قاسم بن قطلوبغا ثم عند ابن الغرز في مجاورته عندهم وربما حضر عند أبي حامد بن الضياء وفي العربية عند المحيوي عبد القادر المالكي والبرهان بن ظهيرة ولازمه وسمع على أبي الفتح المراغي وغيره، وكذا أخذ عن إسمعيل الجبرتي وأجاز له جماعة واستقر في مشيخة الكلبرجية بمكة ولازم الانتماء للقاضي وذويه ورأيت وصف القاضي له في عرض ثاني ولديه بالشيخ الإمام العلامة الأمثل الأكمل المفيد وزاد أخوه في الوصف العالم الأوحد مفتي المسلمين مفيد الطالبين وافتتح بقوله الحمد لله الذي جعل في كنز العلم فخر الدنيا والدين، وكذا القاضي أبو السعود وافتتح بقوله الحمد لله الذي نوع الفخر فجعل جلاله وكماله في فخر الدين، ويذكر بملاءة كبيرة مع تشدق وعدم توثق ودخل في التجارة لزبيد وغيرها ولقي ابن اسمعيل الجبرتي فألبسه الخرقة ولعله اجتمع بأحد من بني الناشري.
مات بعد أن تعلل مدة في سابع عشر ذي الحجة سنة اثنتين وتسعين وصلى عليه عقب صلاة الصبح ثم دفن عفا الله عنه.
"أبو بكر" بن عبد القادر بن عبد الحي القيوم بن أبي بكر بن عبد الله بن ظهيرة بن أحمد بن عطية بن ظهيرة الفخر بن المحيوي القرشي اليماني الأصل المكي ابن أخي القاضي محب الدين قاضي جدة والماضي أبوه، ويعرف كسلفه بابن ظهيرة، ولد في يوم الثلاثاء عاشر رجب سنة خمس وستين وثمانمائة كما كتبه لي بخطه وسمع مني المسلسل في ذي الحجة سنة ست وثمانين بمنزلي علو البيمارستان من مكة واستجازني بعد ذلك لنفسه ولولديه، ومات في أول يوم الخميس منتصف رجب سنة ثلاث وتسعين بجدة فحمل لمكة وكان وصوله في أثناء ليلة الجمعة فجهز بها ثم صلى عليه بعد صلاة الصبح عند الحجر الأسود تقدم الشافعي ثم دفن بالمعلاة عند قبور سلفه بالشولى رحمه الله.
 أبو بكر" بن علي بن إبراهيم بن عدنان بن جعفر العماد الحسيني الدمشقي الحنفي أخو أحمد ووالد ناصر الدين محمد الماضيين وهذا أصغر الأخوين، ولد في رجب سنة خمس وسبعين وسبعمائة واشتغل في الفقه والنحو وسمع الحديث وكتب الخط الحسن وتقدم في الإنشاء وتزيا بزي الجند ثم المباشرين وباشر أيام أخيه نيابة كتابة سر دمشق ثم ولى حسبتها في سنة ست وعشرين ثم عزل عنها في ربيع الآخر من التي تليها وبيده مشيخة الجقمقية وتدريس الريحانية والعذراوية والمقدمية، ولما ولى أخوه كتابة سر مصر طلبه لمساعدته فتوجه إليه في صفر سنة ثلاث وثلاثين فأقام على كردمنة وربما باشر النيابة عنه مع كونها باسم الشرف ابن العجمي وكان الغالب عليه الديانة والخير والعفة ولذا انطلقت الألسن بالثناء عليه وعين بعد أخيه لكتابة السر وباشر بدون تولية فعوجل بالطاعون أيضاً بعد ستة عشر يوماً مضت لأخيه وذلك في ليلة الجمعة ثالث عشر رجب سنة ثلاث وثلاثين وأخرج قبل الصلاة ودفن بالصوفية بوصية منه وكانت جنازته حافلة بخلاف جنازة أخيه رحمه الله، ذكره شيخنا في أنبائه باختصار.
"أبو بكر" بن علي بن أحمد بن مفتاح معلم القبانيين بجدة ويعرف بابن فطيس كسلفه، مات في صفر سنة سبع وتسعين بمكة.
"أبو بكر" بن علي بن أبي بكر بن الحكم سيف الدين وتقي الدين النابلسي الحنبلي المفتي ويعرف بابن الحكم، قال شيخنا في معجمه لقيته بنابلس فقرأت عليه الأربعين المنتقاة من المستجاد من تاريخ بغداد مع الأناشيد بسماعه لذلك على البياني انتهى، وحدثنا عنه التقي القلقشندي بالمسلسل عن الميدومي سماعاً.
"أبو بكر" بن علي بن أبي بكر بن علي بن محمد بن أبي بكر بن عبد الله ابن عمر بن عبد الرحمن بن عبد الله الناشري اليماني، ولد تقريباً سنة اثنتين وثمانين وسبعمائة وتفقه بأبيه وبعمه الشهاب أحمد وسمع الجمال بن ظهيرة والنفيس العلوي وكان فقيهاً راسخاً مديماً لخدمة العلم ولي تدريس الصلاحية بالسلامة وخطابة مسجد الجند والإعادة بنظامية زبيد، وناب عن أبيه في قضاء زبيد والتدريس بالمؤيدية بتعز وانتفع به جماعة كأخيه حافظ الدين وابن أخيه عفيف الدين وله حواش وعلى المنهاج مفيدة وشعر جيد، مات في المحرم سنة إحدى وعشرين في حياة أبيه.
"أبو بكر" بن علي بن التقي أبي بكر القاهري الجوهري كان نزيل مكة ويعرف بابن الفاوي، أتلف ما خلفه له أبوه وقطن مكة دهراً، متعرضاً للتكدية لا يفوتها من تجارها والواردين عليها كبير أحد مع اشتغال كثيرين له، وقد لازمني في سنة ست وثمانين والتي بعدها بمكة في سماع أشياء كثيرة بل قرأ بنفسه أربعي النووي وكتب بخطه بعض تصانيفي بل حصل فوائد التقطها من الكتب والمجاميع وله مزيد ميل لذلك وتكرر قدومه للقاهرة ومن ذلك سنة تسعين وكذا زار المدينة وأقام بها أشهراً وسمع بها على الشمس المراغي في آخرين بهذه الأماكن وكتبت له إجازة نبهت على مهماتها في الكبير وقد سمع بالقاهرة بقراءتي على النور الأبودري والزين شعبان بن حجر والنور بن المحوجب مجلساً في فضل صوم عاشوراء للمنذري وسميت جده في الطبقة محمداً وكذا سمع في البخاري بالظاهرية واقتصرت على لقب جده، مات بمكة بعد انفصال الحج في ذي الحجة سنة إحدى وتسعين وكان ابتداء ضعفه من عرفة عفا الله عنها.
"أبو بكر" بن علي بن أبي بكر الريمي المكي، ولد بها قبل التسعين وسبعمائة أجاز له في سنة خمس وثمانمائة فما بعدها العراقي والهيثمي وابن الشرايحي والشهابين بن حجي والحسباني وابن صديق والزين المراغي وعائشة ابنة عبد الهادي وآخرون أجاز لي ومات في ربيع الأول سنة تسع وخمسين بمكة ودفن بالمعلاة.
"أبو بكر" بن علي بن أبي بكر البالسي المصري الشاهد، ذكره ابن فهد مجرداً وكتبته تخميناً.
"أبو بكر" بن علي بن حجاج الجريري الدلال، سمع مني بمكة.
"أبو بكر" بن علي بن حجة، فيمن جده عبد الله.
"أبو بكر" بن علي بن زين بن عبد الله الزين الأبياري القاهري الشافعي الكتبي، ولد قبل سبعين وسبعمائة ظناً وأخبر أنه سمع نظم السيرة لابن الشهيد عليه بقراءة الغماري في الأزهر، وكان خيراً ثقة ثبتاً فاضلاً أجاز للبقاعي وغيره. ومات في ذي القعدة سنة خمس وأربعين بالمؤيدية رحمه الله.
 أبو بكر" بن علي بن سالم بن أحمد التقي الكناني العامري الشافعي ابن عم قاضي الزبداني، ولد في ذي الحجة سنة خمسين واشتغل بدمشق فبرع في الفرائض والحساب وشارك في الفقه وقرأ في الأصول وولي قضاء بعلبك وبيروت وكفر طاب وكان يقرأ في المحراب جيداً، وقدم القاهرة بعد الفتنة الكبرى وكان قد أسر مع التمرية ثم خلص وأخبر عن بعض من أسره أنه قال له علامة وقوع الفتنة كثرة نباح الكلاب وصياح الديكة في أول الليل قال وكان ذلك قد كثر بدمشق قبل مجيء تمر وكان مع ما اشتمل عليه من الفضل ديناً خيراً يتعانى المتجر.
مات بدمشق في ذي الحجة سنة سبع عشرة، ذكره شيخنا في أنبائه وأرخه المقريزي في عقوده في مستهل جمادى الأولى سنة خمس عشرة وطول ترجمته فالله أعلم.
"أبو بكر" بن علي بن صلاح الزملكاني الصالحي الفاخوري، سمع من المحب الصامت والعماد أبي بكر بن محمد بن الحبال، وحدث سمع منه الفضلاء، وكان خيراً يتكسب بالفاخور، مات قبل دخولي دمشق.
"أبو بكر" بن علي بن عبد الله بن أحمد بن إبراهيم بن أبي بكر ابن خلكان ومعناه خليل الزين البرمكي الأربلي المارديني الأصل القاهري المشهدي الشافعي، هكذا أملى على نسبه بل زاد حتى انتهى إلى جعفر بن يحيى بن خالد ابن برمك وقال لي ولده محمد البهاء الماضي: المحقق منه إلى أحمد وما فوقه لا أعتمده.
ولد تقريباً سنة سبعين وسبعمائة بالقرب من مشهد الحسين بالقاهرة ولذا نسب مشهدياً ونشأ فحفظ القرآن وتلا به إفراداً للسبع على الفخر البلبيسي الإمام وأذن له في الإقراء وحفظ الشاطبية ظناً وغيرها وأخذ في الفقه عن أبي الفتح البلقيني وطائفة وفي العربية عن الشمس العجيمي وقيد عنه حواشي على توضيح جده ابن هشام ولازم فيهما وفي غيرهما الشمس الشطنوفي وحضر دروس قنبر وغيره وجود الخط عند الوسيمي وكان يثني على قوة عصبه، وسمع علي التنوخي والأنباسي والزفتاوي والحلاوي والسويداوي والغماري والمراغي وابن الشيخة وآخرين وتكسب أولاً بتعليم المماليك بالقلعة ونبغ من تحت يده جماعة ثم بالنساخة لابن خلدون وقتاً ولغيره مع ما كتبه لنفسه بحيث كتب الكثير وجلس مع الشهود بالخيميين بالقرب من الأزهر وناب في عقود الأنكحة عن الجلال البلقيني وغيره وتنزل في سعيد السعداء وغيرها، وحج مرتين استصحب أمه في الأولى وماتت هناك وسافر إلى الشام في بعض ضروراته وصحبته ابنه وما تيسر لهما زيارة القدس لضعف شديد عرض له في رجوعه وهو بالرملة كاد أن يموت منه؛ وجمع تأليفاً في صناعة الشهود ومنسكاً لطيفاً ونظم قصيدة في الكعبة نسب نفسه بآخرها فقال:

وناظمها يرجو من الله رحـمة

 

تبلغه الزلفى إذا الكرب يعظم

أبو بكر المعروف بالمشهد الذي

 

يقال به رأس الحسين المكـرم

وعندي من نظمه غير هذا وحدث سمع منه الفضلاء أخذت عنه ختم البخاري والشفا، وكان خيراً رئيساً ساكناً متواضعاً بهيا محمود الشهادات، مات في يوم الجمعة سلخ ذي القعدة سنة خمس وخمسين ودفن بمقبرة صوفية سعيد السعداء رحمه الله.
 أبو بكر" بن علي بن عبد الله التقي الحموي الحنفي الأرزاري ويعرف بابن حجة بالكسر باسم الشهر، ولد تقريباً سنة سبع وستين وسبعمائة بحماة ونشأ بها فحفظ القرآن وتعانى عمل الحرير وعقد الأزرار وقتاً ثم اشتغل بالعلم وتعانى الأدب وتردد إلى الشمس الهيتي والعز الموصلي وقرأ عليهما في الأدب وكتب عنهما من نظمهما ونثرها ولازم فيه العلاء القضامي حتى تقدم في عمل الأزجال والمواليا ثم أقبل على نظم القصيد ومدح أعيان بلده، ثم ارتحل منها إلى الشام قبل التسعين فمدح قاضيها البرهان بن جماعة بقصيدة كافية طنانة بديعة قرضها له نبهاء عصره ودخل القاهرة وهي معه فوقف عليها الفخر بن مكانس وابنه المجد فقرضاها أيضاً ومدح الفخر وطارح ولده ثم عاد إلى بلاده فأقام بها ثم دخل القاهرة أيضاً في الأيام المؤيدية فراج أمره وعظم قدره ونوه به بلديه ناصر الدين ابن البارزي واستقر به منشئ ديوان الإنشاء فاشتهر وبعد صيته وصار أحد الأعيان وباشر عدة أنظار، ودخل بلاد الروم مع المؤيد إلى أن كانت الأيام العلمية ابن الكويز فلم تمش أحواله كما كانت فتقلق من إقامته بالقاهرة وتوجه لبلده في سنة ثلاثين فأقام بها ملازماً للاشتغال بالعلوم والخير إلى أن مات، ورام في الأيام الكمالية الرجوع إلى القاهرة فما تهيأ وكان إماماً عارفاً بفنون الأدب متقدماً فيها طويل النفس في النظم والنثر حسن الأخلاق والمروءة مع بعض زهو وإعجاب ومداومة على خضب لحيته بالحمرة إلى أن أسن حتى هجاه بذلك البدر البشتكي بقوله:

صبيغ دعاويه لا تنتـهـي

 

يخطى الصواب ولا يشعر

تفكرت فيه وفي ذقـنـه

 

فلم أدر أيهمـا أحـمـر

وقد أخذ عنه الأكابر، وقال شيخنا في أنبائه أنه سمع من نظمه كثيراً بل وسمع منه معظم شرحه على البديعية وجملة من إنشائه قال ولقيته ببلده في سنة ست وثلاثين ذهاباً وإياباً وبيننا مودة أكيدة، وقال في معجمه سمعت منه الكثير من الشرح وكتب عني وكتبت عنه، ولقيته بحماة عند التوجه مع العسكر إلى حلب وسمعت من نظمه بها، وذكره ابن خطيب الناصرية فقال الإمام الأديب البليغ الفاضل الناظم الناثر إمام أهل الأدب في زمنه ثم قال وبيني وبينه صحبة أكيدة ومحبة ومذاكرة في الأدب والتاريخ انتهى، ومن تصانيفه بلوغ المرام من سيرة ابن هشام والروض الأنف والإعلام وأمان الخائفين من أمة سيد المرسلين وبلوغ المراد من الحيوان والنبات والجماد في مجلدين وبروق الغيث على الغيث الذي انسجم من شرح لامية العجم وكشف اللثام عن وجه التورية والاستخدام وحديقة زهير وناصح قلاقس وزاوية شيخ الشيوخ وتحرير القيراط وقهوة في مجلدين وهو مما أنشأه بالديار المصرية عن الملوك المؤيد والظاهر والأشراف والزوائد المصرية نظم والثمرات الشهية من الفواكه الحموية نظم أيضاً وجنى الجنتين وقطر النباتين وثبوت الحجة وقبول البينات وتأهيل الغريب في أربع مجلدات وتفصيل البردة وثبوت العشرة وديوان شعر بديع قال فيه:

ديوان نظمي جاء وهو محرر

 

برقيق نظم لفظه مستعـذب

فإذا بدا لا تستقلوا حجـمـه

 

وحياتكم فيه الكثير الطـيب

وعمل البديعية متابعاً للحلي على طريقة العز الموصلي من التورية باسم النوع البديعي في البيت وسماها تقديم أبي بكر وهي تسمية بديعة في معناها للاتفاق في اسمه واسم الصديق رضي الله عنه وشرحها في ثلاث مجلدات أبدع فيه ما شاء وقرضه له العلماء فكان مما كتبه شيخنا أشهد أن أبا بكر مقدم على أنظاره ولا أعدل في هذه الشهادة من أحمد وأجزم برفعة قدره على من انتصب لهذا الفن ولا أبلغ من حاكم يشهد، وله رسائل ومقاطيع شهيرة ومن رسائله رسالة أنشأها حين كان الظاهر برقوق محاصراً دمشق في سنة إحدى وتسعين وحرقت دمشق كتب بها إلى الفخر ابن مكانس بالقاهرة سماها ياقوت الكلام في أيام الشام أودعها ابن خطيب الناصرية ترجمته من تاريخه وهو ممن قرض السيرة المؤيدية لابن ناهض وأوردت من تقاليده التي أنشأها لشيخنا في الجواهر والدرر وقد انحرف عنه النواجي بعد مزيد اختصاصهما، وصنف الحجة في سرقات ابن حجة وزاد في التحامل عليه وهجاه كثيرون من شعراء وقته بمقاطيع مقذعة وكأنه والله أعلم لأنه كان ضنيناً بنفسه وبشعره يرى غالبهم كآحاد تلامذته، مات في العشر الأخير من شعبان حسبما أرخه ابن خطيب الناصرية وقيل في رجب سنة سبع وثلاثين بحماة بعد أن قال وقد اجتمعت الباردة والحمى في مرضه.

بردية بردت عظمي وطابقتهـا

 

سخونة ألفتهما قدرة الـبـاري

فامنن بتفرقة الضدين من جسدي

 

يا ذا المؤلف بين الثلج والنـار

ووصفه بعض المحدثين بالإمام العالم الأديب البارع رأس أدباء العصر وأعرفهم بفنون الشعر، ومما كتبه عنه شيخنا وكذا ابن خطيب الناصرية قصيدته التي امتدح بها العلاء بن أبي البقاء السبكي وعارض فيها قصيدة للجمال بن نباته أولها:

يا ساهر اللحظ حالي فيك مشهور

 

وكاسر الجفن قلبي منك مكسـور

أمرت لحظك أن يسطو على كبدي

 

يا صدق من قال إن السيف مأمور

ومما كتبه لقاض أخلف ما وعده به من حبس غريم له:

أضعت حقي وأخلفت الوعود وما

 

وفيت لي ونصرت اليوم أخصامي

فلا تلمني إذا أنشدت من حرقـي

 

وسوء الحظ يبدي نقض إبرامـي

إن كان منزلتي في الحب عندكـم

 

ما قد رأيت فقد ضيعـت أيامـي

ونظمه ونثره يفوقان الوصف وعندي منهما جملة قال شيخنا ونعم الرجل كان وقال المقريزي كان فيه زهو وإعجاب بنفسه علمه الأدب ونظمه كثير، وهو عنده في عقوده وأنه لقيه مراراً أولها بدمشق في صفر سنة اثنتي عشرة وأورد من نظمه أشياء قال وهو أحد أدباء العصر المكثرين المجيدين، وله في الأدب مصنفات ومما أنشده:

هويته عجمـياً فـوق وجـنـتـه

 

لامية عودتها أحـرف الـقـسـم

في وصفها ألسن الأقلام قد خرست

 

وظل شرحي في لامية العـجـم

وقال ابن قاضي شهبة: تقدم في صناعة الأدب وشاع فضله قديماً في أيام ابن أيبك، وله النظم البليغ والنثر البديع واتصل بالمؤيد وتقدم عنده ثم حصل له تخلف وتقدم عليه الزين بن الخراط والشرف بن العطار فعاد إلى بلده رحمه الله وإيانا.
"أبو بكر" بن علي بن عبد الله المادح، ممن سمع مني.
"أبو بكر" بن علي بن علي بن حسين الطيبي ثم القاهري الشافعي بواب سعيد السعداء، ممن قدم صغيراً فنزل جامع الأزهر وغيره وقرأ القرآن عند حسن العاملي وحفظ التبريزي واشتغل قليلاً عند الفخر عثمان المقسي وتنزل في الجهات ولازم باب الخانقاه مدة تزيد على خمسين سنة نيابة واستقلالاً وحج، وكان كثير التلاوة لا بأس به، مات في سابع عشر جمادى الثانية سنة ثلاث وتسعين ودفن بتربة الصوفية ولم يكمل السبعين رحمه الله.
"أبو بكر" بن علي بن عمر بن عبد الحق التلعفري شيخ معمر ذكر أن والده أخبره أن أمه كانت حاملاً به فتنة بيبغاروس وهي بعيد الخمسين وسبعمائة وكذا ذكر أن من مشايخه والده والحافظ ابن رجب وكان ينزل القبيبات، مات.
 "أبو بكر" بن علي بن محمد بن سليمان الزين الأنصاري التتائي ثم القاهري الشافعي أخو الشرف موسى الأنصاري وأخوته، ولد سنة تسع وثمانمائة بتتامن المنوفية، وكان فاضلاً ظريفاً عشيراً ناظماً ناثراً وافر العقل متين الديانة، أخذ عن الشرف السبكي والقاياتي والونائي وشيخنا وأكثر من الحضور عند المناوي واستقر به الزين عبد الرحمن بن الجيعان في خطابة مدرسته فخطب بها حتى مات وربما أنشأ الخطب البديعة، مات في ذي القعدة سنة اثنتين وخمسين عن أزيد من أربعين سنة رحمه الله وإيانا.
"أبو بكر" بن علي بن محمد بن علي بن محمد بن أبي الفتوح فرح بن علي التقي أبو الصدق بن العلاء الدمشقي الشافعي خال القطب الخيضري ويعرف بالحريري.
ولد سنة أربع وسبعين وسبعمائة - وقيل سنة سبع وبه جزم ابن قاضي شهبة وقال إن الأول وهم وإن كتبه بخطه وهو أقرب - بدمشق وحفظ القرآن والمحرر لابن عبد الهادي والجمع بين الصحيحين والتنبيه وتصحيح الأسنوى وألفية النحو وعرض في سنة إحدى وتسعين فما بعدها على جماعة وأخذ الفقه عن الشهاب الزهري والشرفين الشريشي والملكاوي وغيرهم من أهل بلده، وارتحل إلى القاهرة فأخذه عن البلقيني وابنه وطائفة والعربية عن البلقيني وغيره والحديث عن الزين العراقي أخذ عنه ألفيته وشرحها وأثبته بخطه فيمن سمع المجلس السابع والتسعين بعد الثلثمائة من أماليه، والتصوف عن البلالي قرأ عليه مختصره للإحياء وسمع ببلده والقاهرة ومكة وغيرها من كثيرين كالشهاب أحمد بن علي بن عبد الحق والمحيوي يحيى الرحبي وأبي المحاسن يوسف القباني ورسلان الذهبي والكمال بن النحاس والبدر حسن بن محمد البعلي وابن قوام وأبي حفص البالسي وكالبلقيني والعراقي والهيثمي والتنوخي وابن أبي المجد والصلاح الزفتاوي والمطرز والشرف أبي بكر بن جماعة وكالعفيف النشاوري وبعض ذلك بقراءته وتقدم وأذن له في الإفتاء والتدريس وكذا أذن له العراقي في إقراء ألفيته وشرحها، وناب في القضاء ببلده في رجب سنة سبع وعشرين عن الشهاب نقيب الأشراف والنجم بن حجي وغيرهما ونزل الضيائية، وتصدى للكتابة على الفتيا بل كتب على المحرر لابن عبد الهادي شرحاً في اثني عشر مجلداً على نمط الديباجة للدميري سماه تخريج المحرر في شرح حديث النبي المطهر ودرس بالنجيبية وبالكلاسة وغيرهما، وحدث سمع منه الفضلاء أجاز لي وكان إماماً عالماً خيراً ثقة أحد الأعيان، زاد بعضهم ممن اشتهر بهذا الفن وبعلو الإسناد، مات في ربيع الأول سنة إحدى وخمسين ودفن بمقابر الباب الصغير وفقده الشهود وتأسفوا على فقده لأنه كان لا يرد حكماً يقصد به. قال ابن قاضي شهبة فيما نقل عنه رحمه الله وإيانا.
"أبو بكر" بن علي بن محمد بن علي التقي الحلبي الحنفي نزيل القاهرة ويعرف بابن الطيوري وبخروف، وممن اشتغل وتميز وناب في القضاء بل استقل بقضاء طرابلس ولكن لم يتهيأ له مباشرته كما أن الكافياجي وغيره كتب له بتأهله لقضاء الحنفية بالديار المصرية كل ذلك أيام اختصاصه بالشهابي بن العيني فإنه كان صحبه وتقرب منه بالخيال، وصار إلى ملاءة زائدة بعد فاقة شديدة وبعده إهانة الظاهر تمر بغا له بالضرب والحديد والإرسال به لقاضي المالكية ليمضي فيه الحكم بما تضمنه المحضر المكتتب فيه مما يؤذن بانحلاله وذلك بقيام الشريف إبراهيم القبيباتي عليه فخلصه الزيني بن مزهر وعزره البدر بن القطان بالأشهار والعرى ثم بالنفي، ولم يزل في انعزال مقبلاً على التجارة والمعاملة التي يذكر فيها بما لا يليق، وسكن بولاق زمناً في سعة من المآكل وتكرم بالإطعام ونحوه لمن يرد عليه إلى أن عدا عليه بعض فتيانه وقتله شر قتلة في ليلة الجمعة ثاني عشر صفر سنة إحدى وتسعين وقد زاد على الخمسين إن لم يكن قارب الستين ودفن عند أبيه بتربة العضدي الصيرامي ولم يشيعه كبير أحدج واحتاطت الدولة على تركته، وكان ظريفاً غاية في الأدب معي وكنت أفهم منه أنه يؤرخ عفا الله عنه.
 "أبو بكر" بن علي بن أبي البركات محمد بن أبي السعود محمد بن حسين بن علي بن أحمد بن عطية بن ظهيرة الفخر القرشي المكي الشافعي شقيق البرهان وسائر اخوته، أمهم أم الخير ابنة العز محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد النويري ويعرف كسلفه بابن ظهيرة، ولد توءماً مع أخيه عمر في ليلة الخميس مستهل رجب سنة ثمان وثلاثين وثمانمائة بمكة ونشأ بها فحفظ القرآن والأربعين والمنهاج كلاهما للنووي وابن الحاجب الأصلي والتلخيص وألفية الحديث والنحو والجمل للخونجي والجرومية والنصف الأول من الطوالع وعرض غالبها على عمه وأبي الفتح المراغي والشوائطي بل كان يصحح عليه فيها وجود عليه القرآن وسمع عليهم وعلى التقي ابن فهد في آخرين، وأجاز له زينب ابنة اليافعي والزين الزركشي وابن الفرات وسارة ابنة ابن جماعة والشهاب بن ناظر الصاحبة وابن بردس وأبو جعفر بن العجمي وشيخنا والأهدل والمقريزي والعيني وخلق من بلده كأبيه وعمه نجم الدين ووالدتهما كمالية ابنة التقي الحرازي ووالدته وأمها كمالية ابنة علي النويري ومن المدينة كالمحب المطري ومن بيت المقدس كالجمال بن جماعة والتقي أبي بكر القلقشندي ومن القاهرة كالرشيدي ومن دمشق كالشمس بن جوارش ومن حلب كالضياء بن النصيبي، وحضر دروس عمه أبي السعادات ولازم أخاه في الفقه والعربية والأصلين والمعاني والبيان وغيرها حتى كان جل انتفاعه به وأخذ عن غيره من أهل بلده كالمحيوي عبد القادر المالكي والواردين عليها كابن الهمام وإمام الكاملية وابن يونس وأبي الفضل والعلمي ومظفر الشيرازي وأبي الفتح بن علي الكالفي الهندي وخطاب الدمشقي ومحمد بن محمد بن مرزوق ومن شاء الله، بل رحل إلى القاهرة في سنة اثنتين وستين فكان ممن سمع عليه بها العلم البلقيني وابن الديري والعز الحنبلي، ومن شيوخه في أصول الفقه المحلى سمع عليه قطعة من شرحه لجمع الجوامع ومحمد بن محمد بن مرزوق قرأ عليه في ابن الحاجب إلى أثناء القياس وأخذه إلا اليسير عن ابن يونس مع قطعة من منظومة البرماوي وإمام الكاملية قرأ عليه القياس من المتن مع المشي على العضد والأمين الأقصرائي حضر عنده قطعة من البدائع في أصول الحنفية وكذا حضر عند ابن الهمام الختم من تحريره بمكة في سنة ثمان وخمسين؛ وفي أصول الدين الشمني سمع عليه قطعة من المواقف بل ومن تفسير البيضاوي وأبي الفضل المشدالي سمع عليه قطعة من شرح المواقف والكافياجي قرأ عليه تصنيفه أنوار السعادة في شرح كلمتي الشهادة، والنحو عن الشمني قرأ عليه قطعة من المغنى ومن حاشيته عليه وسمع اليسير من المغنى على الكافياجي وقرأ الكثير من التوضيح على الأقصرائي مع سماع يسير من المتوسط شرح الكافية الحاجبية وابن يونس قرأ عليه الألفية والجمل والجرومية وأبي الفتح الكالفي قرأ عليه في مجاورته سنة إحدى وستين متن الكافية ومن مؤلف له في النحو؛ والمنطق عن ابن يونس قرأ عليه الجمل إلا اليسير والبعض من القطب شرح الشمسية وكذا قرأ قطعة منه على ابن مرزوق وهو بتمامه مع حاشيته للسيد علي مظفر بل سمع علي المشدالي نحو نصف القطب، والمعاني والبيان عن الكالفي قرأ عليه قطعة من المختصر مع فن البيان بتمامه من المتن بل وجميع المتن إلا اليسير والحديث عن الزين البوتيجي قرأ عليه شرح ألفية العراقي والفقه عن المحلى قرأ عليه قطعة من شرحه للمنهاج والمناوي قرأ عليه قطعة من المتن وسمع عليه تقسيم التنبيه إلا مجنسين أو ثلاثة والبلقيني قرأ عليه بعض الحاوي والتدريب مع سماع بعض المنهاج والعبادي حضر عنده تقسيمه بل كان قارئ ربعه الأول، والفرائض عن خطاب قرأ عليه بابه من الحاوي. وأجازوه بالإفتاء والتدريس خلا المناوي فبالتدريس خاصة، وممن أجازه: ابن يونس وتصدى بعد ترقيه في الفضائل وتفننه للتدريس من سنة خمس وستين وحضر افتتاح دروسه واختتامه جمع من أعيان شيوخه وبالغوا في مدحه ولم ينفك عن ذلك بحيث حضرت عنده حتماً في سنة إحدى وسبعين فرأيت عجباً، كل ذلك مع المداومة على المطالعة والمذاكرة مع فضلاء الواردين، والإقبال على التأليف فصنف كفاية المحتاج إلى الدماء الواجبة على المعتمر والحاج وبلوغ السول في بسط روضة الرسول وغنية الفقير في حكم حج الأجير، وقرض له أولها في سنة سبين والتي تليها من الشافعية المناوي والعبادي وإمام الكاملية والسيد معين الدين بن

صفي الدين والجمال يوسف الباعوني وخطاب والبدر بن قاضي شهبة والبرهان الأنصاري الخليلي بن قيقب والبقاعي والشرف يحيى البكري والسيد السمهودي وابن اللبودي وكتب عليه الجلال بن الأسيوطي:

إن هذا الكتـاب قـد

 

حاز في الفخر غايته

من يكن فيه ناظـراً

 

يلق فيه كـفـايتـه

ومن الحنفية الشمني والأقصرائي والكافياجي وابن الشحنة وابن بريطع وابن الغرز ومن المالكية موسى بن محمد بن محمد الغبرني ومن الحنابلة الكناني وقرضله ثانيهما ممن لم يتقدم الجلال البكري والمقسي وزكريا والجوجري والعلاء الحصني. والعضد الصيرامي والزين قاسم والبرهان بن الديري وعبد القادر المالكي فأبلغوا وأطنبوا في الثناء وكذا بلغني أن النجم بن فهد كتب على بعضها أيضاً وأحضرها لي مؤلفها في ذي القعدة سنة سبع وثمانين فكتبت له عليها ما أوردته مع غيره في التاريخ الكبير، وقدم القاهرة غبر مرة آخرها في خدمة أخيه، وولى الخطابة بالمسجد الحرام استقلالاً فأشار الأقصرائي باشتراكه مع أخيه كالمعزولين وكذا استقر به خير بك في تدريس درسه بالمسجد الحرام إلى غير ذلك كالنظر على رباط كلالة وميضأة بركة وعلى الدشيشة والتفرقة في وقف الأشرف قايتباي بل قضاء جدة بعد موت أخيه الكمال أبي البركات، وحمدت سيرته في ذلك كله بحسب سياسته ودربته وبلاغته في التقرير وقوته في المباحثة والمناظرة إلى غيرها من المحاسن، مات بعد توعك طويل في ليلة الأربعاء ثاني عشرى رمضان سنة تسع وثمانين وصلى عليه بعد صبح تاريخه عند الحجر الأسود بعد أن نادى الرئيس بالصلاة عليه فوق قبة زمزم ودفن بتربتهم من المعلاة إلى جانب قبر شقيقه الكمالي وكان له مشهد حافل جداً مشى فيه صاحب الحجاز وجمع من أولاده وما تخلف عنه كبير أحد وحصل التأسف على فقده كثيراً، وكتبت إلى أخيه بالتعزية به رحمه الله وإيانا وعوضه الجنة.
"أبو بكر" بن علي بن محمد بن محمد بن حسين بن علي بن أيوب المخزومي القاهري الحنفي أخو أحمد ومحمد الماضيين وأبوهم "والممتع بعينه" ويعرف كسلفه بابن البرقي ممن اختص بأبي البقاء بن الجيعان، وحج معه.
"أبو بكر" بن علي بن محمد بن موسى المحلى المدني أخو أحمد الماضي وأبو هما ويعرف بالمحلى، ولد سنة أربع وثمانين وسبعمائة بالمدينة وأحضر بها في الرابعة على الجمال الأميوطي وأجاز له يحيى بن يوسف الربعي وغيره، ذكره النجم عمر بن فهد في معجمه، "أبو بكر" بن علي بن محمد الفاوي، مضى فيمن جده أبو بكر.
"أبو بكر" بن علي بن الملتوتي شهرة الخانكي وأصل نسبته بالنون بدل اللام لبلدة من الفيوم، ممن ينتمي للفقراء وينشد في المحافل على طريق الوعاظ مع اشتغال وإحساس بالعربية وهو الآن حي، وقد سمع مني.
"أبو بكر" بن علي بن موسى بن قريش الفخر القرشي الهاشمي الحارثي المكي، ولد بها في رمضان سنة إحدى عشرة وثمانمائة وقال إنه زار النبي صلى الله عليه وسلم وأحضر علي أبي بكر بن الحسين المراغي فكان خاتمة أصحابه بالحضور وكان خصيصاً بالنجم بن فهد أجاز في سنة إحدى وتسعين، ومات في جمادى الثانية سنة خمس وتسعين.
"أبو بكر" بن علي بن ناصر بن سالم بن التقي الدمشقي، أحد أعيان تجارها ويعرف بابن الحارة، مات في ربيع الأول سنة أربع وستين بعد مرض طويل ودفن بسفح قاسيون، أرخه ابن اللبودي.
"أبو بكر" بن علي بن يوسف الهاشمي الحسني الموصلي ثم القاهري، قال شيخنا في أنبائه اشتغل كثيراً وكان يحفظ شيئاً من البخارى بأسانيده وكثيراً من كلام ابن تيمية ويتكلم على الناس بجامع الحاكم ويميل للمذهب الظاهري وامتحن بسبب ذلك مرة، وكان فقيراً قانعاً ملازماً للصلاة والعبادة مع حسن السمت، وقال في معجمه كان فاضلاً يتكلم على الناس وامتحن بمحبة المذهب الظاهري، فقمت بسببه سمعت من فوائده، ومات في جمادى الأولى سنة خمس عشرة، وهو في عقود المقريزي مطول عفا الله عنه.
 أبو بكر" بن علي بن فخر الدين بن محمود بن داود الدهلوي الهندي الأصل المكي الحنفي السقا أبوه بالمسجد الحرام، أخذ عني يسيراً بمكة وكتب ما أمليته هناك ثم قدم القاهرة فنزل المنكوتمرية وقرأ علي في مسلم وعلي سبط شيخنا في البخاري وحضر عند ابن الشحنة وغيره، ولم يلبث أن مات بالطاعون غريباً شهيداً في سنة ثلاث وسبعين في حياة أبويه عوضهم الله الجنة، "أبو بكر" بن علي تقي الدين بن الطيوري الحلبي ويلقب خروف، مضى فيمن جده محمد بن علي.
"أبو بكر" بن علي سيف الدين الحمصي المعمار، اشتهر بذلك وتقدم في فنه وعاش أزيد من تسعين سنة بدمشق، ومات سنة اثنتي عشرة قاله شيخنا في أنبائه.
"أبو بكر" بن علي الفخر الزنقلي - بزاي معجمة وقاف مضمومتين بينهما نون ساكنة وآخره لام مكسورة - التعزي الأصل العدني اليماني الشافعي.
حفظ المنهاج واستمر مستحضراً له حتى مات واعتنى بقراءة السيرة النبوية وأدمن مطالعة الروض عليها حتى مهر فيهما وجمع في المولد النبوي شيئاً وكان بعض أصحابه يزعم أنه يتصرف ببعض الأسماء ويستحضر الجان، كل ذلك مع لطف الذات والصفات وحسن الأخلاق وكرم الطباع، مات في سنة سبع وستين بقرية الزعازع من محج وكان قد انتقل من تعز حين تغير الأحوال إلى عدن ثم صار يتردد إلى الحج واعتنى به بعض كبارها فأعطاه قدراً من الأرض تغل قدر كفايته ولم يزل على ذلك حتى مات رحمه الله وإيانا، ترجمه لي الكمال الذوالي من أصحابنا.
"أبو بكر" بن علي الكمال بن النور خطيب إخميم يقال إنهم من حمير وأبوه من أقفهس يسكن إخميم، وولى خطابتها فولد له هذا بها ونشأ فأثرى حتى خرج عن الحد بحيث نسب إلى أنه ظفر بشيء من كنوز الأوائل، ذكره المقريزي في عقوده ولم يؤرخه فذكرته هنا حدساً فيحرر.
"أبو بكر" بن علي السماسمي الخانكي الشافعي نزيل القاسمية منها ويعرف بابن شتات بفتحتين، ممن أخذ عن الشمسين الونائي والبامي وأبي القسم النويري في الفقه والعربية، وقطن القاهرة فاشتغل بها على جماعة وتلا للسبع علي الزين جعفر، وحج وأخذ جميع ما معه وهو راجع وأقرأ في الفقه والعربية أخذ عنه عبد العظيم ابن عبد العظيم والشهاب الحرفوش، ومات تقريباً سنة ثمانين، وكان فاضلاً كريماً متجملاً صالحاً يتكسب بالشهادة والنسخ وغيرها، ممن حج وجاور.
"أبو بكر" بن عمر بن أحمد بن عمر بن أحمد المحلى ويعرف بزين بن الموازيني، ولد سنة اثنتي عشرة وثمانمائة بالمحلة وقرأ بها وبالقاهرة القرآن وصلى به في المحلة وارتزق بصنعة الموازين وتولع بالشعر فحفظ منه الكثير بل نظم مع كونه عامياً لكن مطبوعاً ولقيه ابن فهد والبقاعي وكتباً عنه في سنة سبع وثلاثين من نظمه:

أرى أناساً أنسـوا

 

بحسنهم وزينهـم

ألم يكونوا قروءا

 

"نحن قسمنا بينهم"

"أبو بكر" بن عمر بن أحمد بن غرة التقي البعلي الحنبلي. ولد سنة ثمان وثمانمائة ببعلك ونشأ بها فحفظ القرآن عند الشمس بن الشحرو والمقنع والعمدتين والطوفي وألفية العراقي والملحة شعبان ولسان العرب له وغيرها، وعرض على جماعة وسمع على ابتن غازي وقطب الدين والشمس بن سعد في آخرين وتفقه بالبرهان ابن البحلاق وغيره ودخل مصر وزار بيت المقدس ولقيته ببعلك فأنشدني قوله:

يا عين إن تنأى عن المختار

 

بفوات رؤيته وبعـد الـدار

فلكم لأوصاف الحبيب معاهد

 

فتمسكي من ذاك بـالآثـار

إلى غيرهما مما أوردته في المعجم وغيره.
"أبو بكر" بن عمر بن أبي بكر بن محمد بن عثمان التقي بن الزين الحلبي الأصل الدمشقي المولد الشافعي نزيل مكة، تحول مع أبويه وهو مرضع إليها فقطنها ثم حفظ القرآن وغالب المنهاج والتمس مني أبوه قراءته للبخاري فقرأ من أوله إلى البيوع ومن الصيد والذبائح إلى آخره والنصف الثاني من مسلم مع مصنفي في ختمها وجميع الشفا وسمع باقي الصحيحين وقطعة من الأذكار وغيره، وهو ولد ساكن فارقته في سنة أربع وتسعين وقد أشرف على ختم المنهاج ولكن عقد له ليتزوج مع فقره وفقر أبويه ولم ينتج.
"أبو بكر" بن عمر بن أبي طواق العدني اللحجي فقيه بني الفخر العيني بالمدينة، ممن سمع مني بها.
"أبو بكر" بن عمر بن عبد الرحمن الزين أو المجد الأزهري الشاذلي، ممن سمع من شيخنا.
 أبو بكر" بن عمر بن عرفات بن عوض بن أبي السعادات الزين الأنصاري الخزرجي القمني ثم القاهري الشافعي والد المحب محمد الماضي ويعرف بالقمني. ولد كما كتبه بخطه في سنة ثمان وخمسين بقمن ثم قدم القاهرة في حدود السبعين وعرض التنبيه على الأسنوي وهو فيما كان يذكر بالغ قال شيخنا فيحتمل أن يكون بلغ وهو ابن ثلاث عشرة أو ذهل حين كتب مولده، واشتغل على البلقيني وغيره وسمع البهاء بن خليل والتقي عبد الرحمن البغدادي والجمالين الباجي وابن مغلطاوي والصلاح البلبيسي والتقي بن حاتم وابن الخشاب والعزيز المليجي في آخرين منهم التنوخي وابن الشيخة والصردى والمطرز وابن أبي المجد وابن صديق ثم الحلاوي والسويداوي ومن العراقي والهيثمي والأنباسي والبلقيني وأبي بكر المراغي، وارتحل إلى الشام قبل التسعين فسمع من ابن المحب وأبي هريرة بن الذهبي وابن العز والبرهان بن جماعة وهو يومئذ قاضي الشام والشمس المنبجي والكمال بن النحاس وابن خطيب يبرود وابن الرشيد وناصر الدين بن عوض بصالحية دمشق وغيرها وخرج له ابن الشرائحي مشيخة عن أربعة وأربعين شيخاً وحدث بها مرتين وكان يتبجح بها ولكنه لا يميز عالياً من نازل، وكان نشأ يتيماً فقرأ بجامع الأزهر ثم اتصل بالعلاء بن قشمر فنبه قليلاً ثم تنقلت به الأحوال بصحبته للترك بحيث تقدم في أيام الأمير قلمطاي الدوادار في سلطنة الظاهر برقوق واشتهر في زمانه، وولى تدريس الصلاحية القدسية سنة سبع وتسعين عوضاً عن ابن الجزري المقري لما سافر إلى بلاد الروم فاستمرت بيده مدة وكذا درس بمصر بمدارس كالشريفية والمنصورية ودخل في تركة المحلى وأهين بسببها ونال منها مالاً، وانقطع بأخرة على التلاوة والإنجماع على الخير لكن مع الإزراء بالناس والتكلم في كثير من الفقهاء بأشياء فيها مبالغة وربما يكون من يتكلم فيه أولى منه، ولم يشتهر له تصنيف ولا تلميذ، قال ابن قاضي شهبة في طبقاته بعد وصفه له بالشيخ العالم ولم أقف له على فتوى، وقال شيخنا في أنبائه إنه كان عريض الدعوى كثير المجازفة، وقال آخر إنه درس وأفتى وصار من أعيان الفقهاء وهو ممن قام على الهروى فأفحش، مات شهيداً بالطاعون في رجب سنة ثلاث وثلاثين وقد قارب الثمانين أو جازها وكانت جنازته عظيمة مشهودة مشى فيها الخليفة والقضاة والأعيان فمن دونهم رحمه الله، وصدر شيخنا ترجمته بسياق نسبه إلى ضياء الدين عبد الرحمن بن أبي المعالي سالم بن الأمير المجاهد عز العرب وهب بن ملك الناقل من أرض الحجاز بن عبد الرحمن بن ملك بن زيد بن ثابت ثم قال هكذا قرأت نسبه بخطه وأملاه لي بعض الموقعين ولا أشك أنه مركب ومفتري وكذا لا يشك من له أدنى معرفة بالأخبار أنه كذب وليس لزيد ابن يسمى ملكا وتلقيبه لعبد الرحمن ضياء الدين من أسمج الكذب فإن ذلك العصر لم يكن فيه التلقيب بالإضافة للدين، ونحوه قول العيني وكان يكتب الأنصاري الخزرجي وليس بصحيح، وقال لي المقريزي إن أباه كان علافاً بل ربما قيل إنه كان ملحقاً به انتهى، وهو في عقوده وقال أنه اتصل ببعض الأمراء لأقراء ممالكيه القرآن فحسنت حالته بعد بؤس وفقر مدقع، وأم ببعض الترب وسكنها دهراً ثم لا يزال يتعلق بأمير بعد آخر حتى صار يعد من الأعيان وولى تدريس الصلاحية بالقدس بعد ابن الجزري وتدريس المنصورية والشريفية وكتب على الفتوى وحدث ووعظ حتى مات وقد جاز الثمانين في يوم الجمعة ثالث عشر رجب وقد صحبتهم جاورني سنين فبلوت منه ديناً وخيراً وقوة في إنكار المنكر رحمه اللّه.
"أبو بكر" بن عمر بن علي القرشي اليمني. ولد سنة ثمان وأربعين وسبعمائة أو التي بعدها بقرية القرشية بقرب زبيد من اليمن وكان يذكر أن القريشيين الذي هو منهم من بني أمية بن عبد شمس بن عبد مناف. قدم مكة وجاور بالحرمين ثلاثين سنة متوالية كان في غالبها بمكة وولى فيها مشيخة رباط ربيع وحمد فيه وكذا أدب الأطفال بالحرمين مدة ثم ترك قبيل موته بسنين كثيرة أدب بعدها أياماً يسيرة، ذكره الفاسي وقال كنت ممن قرأ عليه القرآن وغيره وانتفعت ببركة تعليمه وكان له إلمام بمسائل كثيرة من العبادات وغيرها مع حظ وافر من العبادة والدين، توفي في سحر منتصف رمضان سنة خمس عشرة ودفن بالمعلاة وازدحم الأعيان نعشه تبركاً رحمه الله وإيانا.
 "أبو بكر" بن عمر بن محمد بن إبراهيم البارنباري المصري أخو علي ومحمد الماضيين، مات سنة اثنتين وأربعين بمصر.
"أبو بكر" بن عمر بن محمد الزين المحلى الطريني المالكي الماضي أخوه محمد وأبوهما. نشأ بالمحلة وحفظ القرآن وكتباً وتفقه بأبيه وغيره وتسلك وصار المشار إليه بتلك النواحي علماً وديناً وورعاً وزهداً وصلاحاً ترك أكل اللحم قبل موته بأعوام حين حدث النهب والإغارة على البهائم ونحوها تورعاً بل كان لا يقبل من أحد شيئاً البتة وقنع بما يقيم به أوده من زريعة مع مزيد الاقتصاد في قوته وملبسه حتى لعله مات من قلة الغذاء وكثرة الصوم والعبادة ومزيد إعراضه عن الدنيا والتفاته إلى الآخرة من طلب العلم والعبادة وإكثار من زيارة كل من أحمد البدوي وعمر بن عيسى السمنودي ماشياً، وأحواله مشهورة مأثورة ولو قبل من الناس عطاياهم لكنز ما لا يوصف.
ذكره شيخنا في أنبائه فقال: الطريني ثم المحلى الشيخ الفاضل المعتقد زين الدين كان صالحاً ورعاً حسن المعرفة بالفقه على مذهب مالك قائماً في نصر الحق وله اتباع وصيت كبير وأرخه في حادي عشر ذي الحجة، والمقريزي في عقوده فيها ليلة الجمعة والصحيح أنه مات يوم النحر سنة سبع وعشرين بالمحلة عن أزيد من ستين سنة، قال المقريزي وكانت شفاعاته لا ترد وكتب بخطه المليح عدة كتب وكان يتمثل كثيراً:

وما حملوني الضيم إلا حملته

 

لأني محب والمحب حمول

وكذا بقول القائل:

لي ســـادة مـــن عـــزهـــم

 

أقـدامـهـم فـوق الـجـــبـــاه

إن لـم أكـن مـنـهـم فـــلـــي

 

في ذكرهم عز وجاه رحمه الله ونفعنا به.

"أبو بكر" بن عمر بن محمد التقي بن الرسام المقري، ولد سنة خمس وأربعين وثمانمائة وسمع على العز الحنبلي القاضي وابن خاله الشهاب أحمد بن عبد الله وغيرهما وأجاز له الشهاب أحمد بن محمد بن حامد وأحمد بن أحمد الأزدي ويوسف بن ناظر الصاحبة والشهاب بن زيد وعبد اللطيف بن الفاسي وأسماء ابنة عبد الله المهراني وغيرهم، مات سنة أربع وتسعين.
"أبو بكر" بن عمر بن يوسف الزكي الميدومي المصري الشافعي والد أحمد الماضي. ممن سمع من شيخنا، "أبو بكر" بن عمر الطريني، فيمن جده محمد قريباً.
"أبو بكر" بن أبي العويس الشاوري أمير عربان جرم، قتل في مقتلة في صفر سنة إحدى وتسعين.
"أبو بكر" بن عيسى التقي الأنصاري المقدسي الحنفي والد علي الماضي ويعرف بابن الرصاص بمهملات، ولى قضاء القدس مرتين وقضاء غزة ودرس بالنحوية وولى مشيخة المحمدية وكان مشكور السيرة في القضاء عفيفاً ديناً فقيهاً. مات بدمشق في سنة اثنتين وثلاثين عن نحو السبعين.
"أبو بكر" بن أبي الفتح الكازروني المدني سبط أبي اليمن المراغي أمه فاطمة، سمع عليها في سنة ثمان وسبعين وثمانمائة.
"أبو بكر" بن فرح بن عبد الله المزين، ممن سمع مني بمكة.
"أبو بكر" بن أبي الفضل بن أبي البركات القسطلاني الأصل المكي المولد والدار الشافعي وهو فخر الدين بن كمال الدين بن كمال الدين محمد بن أحمد بن أبي الخير ابن حسين بن الزين، ممن يتكسب بالشهادة بباب السلام وبالنساخة لعبد المعطى وغيره، كتب للمشار إليه من تصانيفي عدة وقرأ علي منها الابتهاج والسر المكتوم والنهاية في ابن عربي وأجزت له، وهو فقير قانع، مات في رمضان سنة خمس وتسعين بالهدة هدة بني جابر خارج مكة كأبيه ثم حمل فدفن بالمعلاة، "أبو بكر" بن أبي الفضل بن عبد الرحمن بن علي بن أحمد العقيلي النويري المكي، يأتي في ابن محمد.
 "أبو بكر" بن قاسم بن عبد المعطي بن أحمد بن عبد المعطي بن مكي ابن الأطراد الأنصاري الخزرجي المكي المالكي ويعرف بالحجازي، سمع من عثمان بن الصفي أحمد الطبري بمكة ومن غيره، ودخل بلاد التكرور فاتفق أنهم كانوا احتاجوا للاستسقاء فاستسقوا به فسقوا وذلك ببلد ماملي ثم رجع إلى مصر فأقام بها، وكان يكثر زيارة الصالحين بالقرافة ويشارك في قليل من الفقه ويدري التاريخ، اجتمعت به مراراً، قال شيخنا في أنبائه، وقال في معجمه كان حسن المذاكرة كثير الاستحضار للتواريخ استفدت منه كثيراً، ومات في سنة ست عن سبع وسبعين سنة وكان يعرف بين المصريين بالفقيه أبي بكر الحجازي، وذكره الفاسي والمقريزي في عقوده وقال لقيته بمكة وكان حسن المذاكرة كثير الاستحضار للتاريخ.
"أبو بكر" بن قريش بن إسماعيل بن محمد قريش ابن عم الشرف موسى الظاهري، ولد سنة خمسين بالظاهرية ومات أبوه وهو طفل فنقله ابن عمه إلى الأزهر وحفظ القرآن والعمدة والمنهاج والشاطبية والألفية وعرض على المحلى والمناوي والوروري في آخرين ولازم زكريا والسنتاوي وغيرهما وسافر على الصر أيام شيخه إلا في زمن المحنة فإنه كان ممن رسم عليه حتى إنه مات ولده فلم يكن من تجهيزه بل فتح حاصله وتعدى ضرره لغيره وضرب، وهو ممن له همة ويشكر بين الجماعة ويذكر بتمول زائد.
"أبو بكر" بن قطلوبك بن مرزوق الإستادار زوج أخت الفخر بن أبي الفرج ونائبه في الكشف وبه تخرج، مات وهو في استادار المؤيد في العشر الأول من ربيع الأول سنة ثلاث وعشرين، "أبو بكر" بن قندس في إبراهيم بن يوسف.
"أبو بكر" بن أبي المجد بن ماجد بن أبي المجد بن بدر بن سالم العماد السعدي الدمشقي ثم المصري الحنبلي، ولد سن ثلاثين وسبعمائة وسمع من المزى والذهبي وغيرهما، وأحب الحديث فحصل طرفاً صالحاً منه وسكن مصر قبل الستين فقرر في طلبة الشيخونية فلم يزل بها حتى مات وجمع الأوامر والنواهي من الكتب الستة فجوده وكان مواظباً على العمل بما فيه وكذا اختصر تهذيب الكمال، وحدث عن الذهبي بترجمة البخاري بسماعه، ذكره شيخنا في أنبائه وقال اجتمعت به وأعجبني سمته وانجماعه ولازمته للعبادة، مات في آخر جمادى الأولى سنة أربع، وذكره المقريزي في عقوده مطولاً وأنه انفرد بأشياء منها وجوب الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في دعاء الاستفتاح.
"أبو بكر" بن محمد بن إبراهيم بن أحمد بن أبي بكر ويسمى محمداً الفخر ابن الجمال بن البرهان المرشدي المكي الحنفي الماضي أبوه ويسمى محمداً، عرض أماكن من أربعي النووي ومن الكنز والعمدة والمنتخب كلاهما في أصولهم والكافية لابن الحاجب وعرضها على قارئ الهداي بل قرأ عليه من أول الكنز إلى باب القسمة منه قراءة بحث وتفهم وسمع من لفظه غالب شرح معاني الآثار للطحاوي وأجاز له ووصف والده بسيدنا وصاحبنا الشيخ العالم صدر المدرسين وأرخ ذلك في سنة ثلاث وعشرين وثمانمائة واشتغل، مات في شوال وذي القعدة سنة سبع وعشرين بمكة ودفن بالمعلاة وهو في عشر الثلاثين، ذكره الفاسي.
"أبو بكر" بن محمد بن إبراهيم بن الجلال أحمد فخر الدين الخجندي المدني الحنفي ويسمى صديقاً، ولد في رمضان سنة سبع وأربعين وثمانمائة بالمدينة وحفظ الكنز وعرضه فيها، وأخذ بها عن عثمان الطرابلسي ومحمد بن مبارك في الفقه والعربية ودخل القاهرة ودمشق ثم حصل له خلل بعقله وأظنه في الأحياء.
"أبو بكر" بن محمد بن إبراهيم التقي العراقي الأصل الطرابلسي الشافعي ويعرف بابن الجوبان، أصله من العراق ونشأ بطرابلس، وكان عالماً مفنناً ذا معرفة قوية بالمنطق والأصلين والنحو والمعاني والتفسير وغيرها، درس وأفاد وانتفع به الفضلاء كالسوبيني وابن الوجيه، مع التقشف في الملبس والانقطاع عن الناس وعدم مزاحمتهم في الوظائف بل يسكن خارج المدينة عند جامع طيلان، مات شهيداً بالطاعون في رمضان سنة إحدى وأربعين ودفن قريباً من الجامع المذكور رحمه الله.
 أبو بكر" بن محمد بن إبراهيم الزين بن أبي البركات العسقلاني الأصل الخانكي الشافعي نزيل مكة ويعرف بابن أبي البركات حفظ القرآن وغيره وأخذ عن النور البوشي في الفقه والعربية ثم عن إمام الكاملية واختص به كثيراً في آخرين ولازمني بمكة وغيرها وكتب القوم البديع وما شاء الله من تصانيفي وسمع علي ومني أشياء، ومسه من البقاعي أذى بغير موجب معتمد، وقطن مكة مدة وانتدب للوعظ بها وكان فاضلاً خيراً عفيفاً قانعاً راغباً في الفائدة مائلاً في الصالحين مع قوة نفس، مات جاز الستين أو قاربها في ليلة السبت ثالث شعبان سنة ثمان وثمانين بمكة ودفن بالمعلاة رحمه الله وإيانا.
"أبو بكر" بن أبي اليمن محمد بن أحمد بن الرضى إبراهيم بن محمد بن إبراهيم الطبري المكي، وأمه فتاة حبشية لأبيه، سمع منه في سنة سبع وثمانمائة وأجاز له في سنة أربع وتسعين التنوخي وابن صديق والعراقي والهيثمي والبلقيني وابن الملقن وآخرون.
"أبو بكر" بن محمد بن أحمد بن حمزة الهدوي المكي، ولد بها، ومات بالقاهرة في طاعون سنة سبع وتسعين.
"أبو بكر" بن محمد بن أحمد بن عبد العزيز التقي البعلوني الأصل الدمشقي الحنفي ابن شيخ الربوة، اشتغل في الفقه عند الصدر بن منصور وغيره ومهر فيه، ودرس بالمقدمية وناب في الحكم وأفتى، مات في ربيع الأول سنة إحدى عشرة عن ستين سنة ويقال إنه تغير حاله في الفتوى والحكم بعد فتنة اللنك، ذكره شيخنا في أنبائه، "أبو بكر" بن محمد بن أحمد بن علي بن حبيب العزازي بالمهملة ثم معجمتين مخفف، مضى في ثابت، "أبو بكر" بن الزين محمد بن أحمد بن محمد بن المحب أحمد بن عبد الله المحب الطبري، في محمد.
"أبو بكر" بن محمد بن أحمد بن محمد بن عمر الفخر الأنصاري المكي الشافعي ويعرف بابن جن البير، سمع من الكمال بن حبيب والجمال بن عبد المعطي والقروي وأجاز له النشاوري وأحمد بن ظهيرة والصردي وغيرهم، ذكره التقي بن فهد في معجمه وقال مات بالقاهرة سنة سبع وعشرين أو بعدها ورأيت من أرخه سنة خمس وعشرين.
"أبو بكر" بن محمد بن أحمد بن محمد بن محمد بن سعيد الفخر بن الرضى أبي حامد بن الشهاب بن الضياء المكي الحنفي أخو أبي الليث محمد الماضي لأبيه فأقام هذا أخت القاضي عبد القادر بن أبي العباس المالكي، ولد في جمادى الأولى سنة إحدى وأربعين بمكة، ونشأ بها وتعب أخوه ثم ولده معه لعدم صلاحيته.
"أبو بكر" بن محمد بن أحمد بن محمد بن محمد الزكي أبو المعالي بن البدر المصري الأصل الفوي الشافعي أخو العلاء علي الماضي وأبوهما ويعرف كأبيه بابن الخلال، ولد في سنة أربع وستين وثمانمائة ومات أبوه وهو ابن ثلاث وقدم القاهرة في سنة تسع وثمانين فقرأ على الجوجري حتى مات وكذا علي الزين زكريا ونحو الربع من البخاري علي وكان ينزل البردبكية وله إقبال على ابن الزمن وربما يقرأ عنده الحديث، وهو سالم الفطرة له بعض إحساس، وقد حج وجاور في سنة أربع وتسعين فكان يجتمع علي وقرأ على عبد المعطي المغربي في شعب الإيمان للقصرى وأكثر من ملازمته وتردد لغيره ثم عاد لبلده.
"أبو بكر" بن محمد بن أحمد الركن والتقي عبد الله الدمشقي الصالحي الحنفي الناسخ ويعرف في بلده بابن الرفا وهي كانت حرفته، قطن مكة وقتاً وناب في مقام الحنفية بها وكتب هناك الكثير ومن ذلكم البخاري ومسلم في مجلد ولازمني في سماع الكثير، وخطه جيد وشيبته نيرة مع خير وسكون، واستمر بمكة حتى مات في أواخر ذي القعدة أو أول ذي الحجة سنة تسع وثمانين رحمه الله وإيانا.
"أبو بكر" بن محمد بن أحمد البغدادي الشامي ويعرف بالصحراوي ممن سمع مني بمكة.
"أبو بكر" بن محمد بن أحمد القافلي أخو أحمد والد الكمال محمد الماضيين. إنسان خير يتعرف بعض المسائل والأحاديث ويراجعني أحياناً.
"أبو بكر" بن محمد بن اسحق بن إبراهيم بن عبد الرحمن الشرف بن التاج السلمي المناوي الشافعي، ولد قبل الستين وسبعمائة وأجاز له ابن جماعة فهرست مروياته واشتغل قليلاً وقرأ التنبيه وسمع علي البهاء بن خليل وغيره، وناب في الحكم عن ابن عمه الصدر محمد بن إبراهيم، ودرس بعدة أماكن وخطب بالجامع الحاكمي وكان مزجي البضاعة، مات في جمادى الآخرة سنة تسع وقد قارب الستين، ذكره شيخنا في إنبائه وأما المقريزي فقال في عقوده إنه مات عن نحو الخمسين.
 "أبو بكر" بن محمد بن إسماعيل بن علي الحسن بن علي بن إسماعيل بن علي ابن صالح بن سعيد بن صالح بن عبد الله بن صالح التقي بن الشمس بن التقي القلقشندي الأصل المقدسي الشافعي سبط العلائي والماضي أبوه والآتي ابنه أبو الحرم محمد ويسمى عبد الله ولكنه إنما اشتهر بكنيته ويعرف بالتقي القلقشندي، ولد في ثالث عشر ذي الحجة وقيل ذي القعدة سنة ثلاث وثمانين وسبعمائة ببيت المقدس ونشأ به فقرأ القرآن عند سالم المسيكي والشهاب الجوهري وتلاه تجويداً على الشرف عبد القادر بن اللبان النابلسي وبعضه على بيرو بل سمعه عليه بتمامه للسبعة وحفظ التنبيه وعرضه على أبيه وتفقه به وربما حضر عند عمه وهو صغير وبالشهاب بن الهائم وعنه أخذ العربية والفرائض والحساب وكذا أخذ العربية والفرائض عن  
المحب الفاسي وسمع على شيوخ بلده والقادمين إليها بل وبالخليل ومكة ونابلس ودمشق وصالحيتها وغيرها كوالده وعمته آمنة والشهابين أبي الخير بن العلائي وابن الناصح والزين عبد الرحمن بن حامد والبدر حسن بن مكي وغزال عتيقة جده والغياث العاقلولي والسراج البلقيني والصدر المناوي وكجماعة من أصحاب الميدومي وغيره بالخليل وكالزين المراغي بمكة وكالعلاء علي بن العفيف وأخيه إبراهيم والتقي أبي بكر بن الحكم والشمس بن عبد القادر والشهاب أحمد بن درويش بنابلس وكالأمين محمد بن العماد أبي بكر بن النحاس وأبي عبد الله محمد بن أبي هريرة بن الذهبي وأم الحسن فاطمة ابنة ابن المنجا بدمشق وصالحيتها واجتمع في القاهرة بالنوربن الملقن والوالي العراقي والبساطي في آخرين، ولبس الخرقة من الشهاب ابن الناصح بلباسه لها من الميدومي بلباسه من القطب القسطلاني وأجاز له التنوخي والأنباسي وإبراهيم بن أحمد بن عبد الهادي وأبو بكر بن إبراهيم بن محمد المقدسي وأبو هريرة بن الذهبي والزين العراقي والهيثمي وابن الملقن وأبو حفص البالسي وعبد الله بن أبي بكر الكفري والبدر الدماميني ومحمد بن يعقوب المقدسي وخلق في عدة استدعاءات منهم المعمر إبراهيم بن أحمد بن عامر السعدي وزينب ابنة العصيدة بل رأيت ابن أبي عذيبة نقل عنه أنه سمع منها بالإجاز العامة وأنه قرأ علي الزين المراغي بمكة البخاري في ثلاثة أيام فالله أعلم بذلك فهو شئ ما سمعته منه، وحج مراراً وكذا دخل القاهرة غير مرة وعظمه الأكابر، ودرس قديماً بالطارمية في سنة سبع وعشرين وناب في الصلاحية عن العز عبد السلام القدسي وامتنع من الاستقلال بها كما امتنع من الاستقلال بالقضاء هناك أيضاً وولى مشيخة الباسطية المقدسية ونظرها عوضاً عن الشرف بن العطار، وكتب على الفتوى في سنة ست وعشرين أو التي تليها بحضرة الشمس بن الديري وأذنه، وحدث سمع منه الأئمة وأخذ عنه الأكابر وخرج له ابن أخيه الكريمي عبد الكريم مشيخة وقفت عليها بخطه وكذا أخرجت له أربعين وحدث بها غير مرة، ولما لقيته ببيت المقدس بالغ في الاحتفال بشأني وأفادني السماع على جماعة وكثر الانتفاع به وربما عنده من الكتب والأجزاء وقرأت عليه جملة ثم لما انقضى أربى أرسل معي من بلغ بي إلى نابلس من تلك الطريق الوعرة وكتب معي لبعض الرؤساء بصفد بناءً على تعريجي عليها فزاد في الوصف واستمرت رسائله ترد علي بالثناء البالغ ومزيد الاشتياق مع الفضل أيضاً، وكان خيراً ثقة متقناً متحرياً متواضعاً تام العقل حسن التدبير جيد الحفظ وافر المحاسن غزير المروءة مكرماً للغرباء والوافدين حسن البشاشة لهم منجمعاً عن الناس خصوصاً في أواخر عمره بحيث أنه استنجز مرسوماً باعفائه عن عقود المجالس وشبهها غير مدفوع عن رياسة وحشمة مع حسن الشكال والبهاء وعدم التكثر بما لديه من الفضائل ذا أنسة بالفن لم أر ببلده في معناه أجل منه وقد عظمه الأكابر، وممن كان يجله ويعرف له كريم أصله شيخنا وهو من قدماء أصحابه وممن ترافق معه في السماع بدمشق، ولكن رأيت ابن أبي عذيبة أشار لتوهينه بما لا يقبل من مثله بعد وصفه له بالشيخ الإمام العلامة مفتي القدس وشيخه وأنه حصلت له رياسة عظيمة في الدولة الأشرفية وصار يرد عليه في كل سنة من السلطان خلعة وغيرها بوساطة الزيني عبد الباسط وحصل دنيا واسعة وخدم، ولما مات فتر سوقه وصار أكثر أوقاته لا يخرج من بيته لمرض حصل له في رجليه، ثم نقل عن البقاعي أنه ما زال يخالط الأكابر بحسن الآداب ويستجلب القلوب باللطف أي استجلاب إلى أن صار رئيس بيت المقدس بغير مدافع وملجأهم عند المعضلات بدون مدافع انتهى، ولم يزل على وجاهته حتى مات في ليلة الخميس ثالث عشر جمادى الثانية سنة سبع وستين ببيت المقدس وصلى عليه بعد صلاة الظهر من الغد بالمسجد الأقصى تقدم الناس ابن أخيه الخطيب شهاب الدين ودفن بمقبره ما ملا عند قبور أسلافه رحمه الله وإيانا.
"أبو بكر" بن محمد بن أبي بكر بن إبراهيم بن حسين بن محمد بن حسين ابن عبد الرحمن بن سالم الخرضي اليماني الشافعي الصوفي ابن الصوفي، رأيت له ديوان شعر فيه قصائد نبوية وغيرها منها أول قصيدة:

بطولك يا ذا الطول يا غافر الذنب

 

بقربك في بعد ببعدك في قـرب

 

بقدسك يا قدوس عن كل مفـتـري

 

من الضد والأنداد والشبه والضرب

بجودك يا ذا الجود والمجد والسنـا

 

بمنك يا منان يا كاشف الـكـرب

والغالب عليه التصوف والخير وهو معظم في ناحيته يتناشدون أشعاره، ورأيت من وصفه من أهل بلده بالشيخ الفاضل الصالح العارف المتقن المفنن الفصيح الخطيب النسيب وكذا قال لي آخر منهم الرحماني نسب لقبيلة القراضي الأصل الحرضي المولد والدار اليماني الشافعي ويعرف بالصوفي أخذ عن الكرماني ونظم كثيراً ونظمه سائر وأنشدني هذا وهو ممن أخذ عني من نظمه عدة قصائد فحلة بديعة وقال لي إنه جمع دواوين كثير كلها نبوية أو نحوها ولم يمدح أحداً من الأحياء قال وله أيضاً كتاب سماه روضة الحنفاء في السير ونحوها، وهو الآن سنة ثلاث وتسعين في الأحياء وسن ست وسبعون قلت وأرسل إلي في سنة أربع وتسعين يستجيزني "أبو بكر" بن محمد بن الزين أبي بكر بن الحسين بن عمر الزين بن ناصر الدين أبي الفرج بن الزين العثماني المراغي المدني الشافعي أخو محمد ووالد الكمال أبي الفضل محمد الماضيين ويسمى صاحب الترجمة أيضاً محمداً، ولد بالمدينة قبل الثلاثين تقريباً ونشأ بها فحفظ المنهاج وألفية النحو وعرض في سنة اثنتين وأربعين فما بعدها على جماعة أجازه منهم الجمال محمد بن الصفي أحمد والشمس محمد بن عبد العزيز الكازرونيين والمحب المطري وسمع على أولهم الشفا بقراءة والده وصحيح مسلم بقراءة ثانيهم وغير ذلك وكذا سمع على عمه أبي الفتح المراغي الصحيحين واشتغل قليلاً وسمع المنهاج الأصلي في البحث على أبي السعادات بن ظهيرة حين إقامته بالمدينة سنة تسع وأربعين، ومات بداء البرسام في شهر ربيع الأول سنة ثمان وخمسين رحمه الله.
"أبو بكر" بن محمد بن أبي بكر بن عثمان بن محمد بن خليل بن نصير بن الخضر بن الهمام الكمال أبو المناقب بن ناصر الدين بن سابق الدين الفارسي الخضيري السيوطي الشافعي والد عبد الرحمن الماضي، ولد في ذي القعدة سنة أربع وثمانمائة بسيوط ونشأ بها فحفظ القرآن والمنهاج وألفية النحو واشتغل فيها على جماعة كالسراج الحمصي حين كان قاضيها وبعض شئ في النحو على الشهاب النقوري؛ وناب هناك في القضاء ثم قدم القاهرة فلازم القاياتي في الفقه والأصلين والنحو والمعاني والمنطق حتى أذن له وحضر دروس الونائي وأخذ في الفقه أيضاً عن العز القدسي وفي المعاني والبيان عن باكير وفي العربية عن الشهاب الصهناجي وفي الفرائض عن ابن المجدي وفي الحديث سماعاً وغيره عن شيخنا وكذا سمع على الزركشي والتفهني وبمكة على أبي الفتح المراغي حين مجاورته، وأجاز له الفوى وغيره وجود الخط على محمد الكيلاني، وتفنن وكتب المنسوب وأشير إليه بالفضيلة وبالبراعة في صناعة التوقيع وجلس شاهداً عند الشهاب بن تقي ولذا لما ذكره الخليفة للظاهر في قضاء مكة واستشار شيخنا فيه ولا زال يعرفه له حتى عرفه قال كان شاهداً عند ابن تقي فعدل عنه إلى السوبيني بل شيخنا هو المعين له وناب في القضاء وفي الخطابة بجامع ابن طولون ودرس بالجامع الشيخوني وغيره وأفتى وجمع حاشية على شرح الألفية لابن المصنف وصل فيها إلى أثناء الإضافة في كراريس وأخرى على العضد تنتهي إلى أثناء مبادئ اللغة وكتب رسالة في نصب ضبة من قول المنهاج "وما ضبب بذهب أو فضة ضبة كبيرة" وكتاباً في الصرف وآخر في التوقيع وأجاب عن اعتراضات ابن المقري على الحاوي إلى غير ذلك مما لم يذكره غير ولده وبالغ في إطرائه مع اعتراضه عليه وكونه لم يعرف مولده ولا أكثر شيوخه، وممن أخذ عنه حين مجاورته سنة اثنتين وأربعين البرهان ابن ظهيرة في ابتدائه وكذا ابن عمه المحب بن أبي السعادات، وكان يذكر بالحمق والإعجاب بنفسه مع نظم ونثر ومحاسن؛ وله انتماء لبيت الخليفة وربما أقرأ بعض آلهم، مات في صفر سنة خمس وخمسين بعلة ذات الجنب وصلى عليه المناوي ودفن بالقرافة قريباً من الشمس الإصبهاني رحمهما الله وإيانا.
 "أبو بكر" بن محمد بن أبي بكر بن عثمان الزين السخاوي الأصل القاهري الشافعي عمي شقيق الوالد، ولد تقريباً سنة ثلاث وتسعين وسبعمائة بحارة بهاء الدين جوار بيت البلقيني ونشأ فحفظ القرآن والعمدة والتنبيه وألفية النحو عند الشمس السعودي وجود عليه القرآن وعرض عليه في سن سبع وثمانمائة فما بعدها على الكمال الدميري والجلال البلقيني والشهب ابن حجي والحسيني والطنتدائي والزينين الفارسكوري والقمني والشمسين البوصيري والبرماوي والعليين ابن الملقن والتلواني والرشيدي والمحب بن نصر الله الحنبلي والأمين الطرابلسي الحنفي في آخرين، وتفقه بالشهاب الطنتدائي والبيجوري، وحضر دروس الجلال البلقيني ولا أستبعد أن يكون شهد مواعيد أبيه ونحوها، واعتنى بجامع المختصرات وأتقن الفرائض والحساب بحيث كان ممن انتفع به فيهما شيخنا ابن خضر، وتدرب في الكتابة بابن الصائغ وكتب الكثير كجامع المختصرات والنكت كلاهما للنشائي وشرح ألفية العراقي والتدريب للبلقيني وترجمته لولده والتمهيد والكوكب للأسنوي جملة، وأقرأ أولاد ابن البرجي وغيرهم وتنزل صوفياً بالبيبرسية ولزم الإنجماع والعبادة والأوصاف الحميدة بحيث لم يتزوج حتى مات بمرض السل في سنة اثنتين وعشرين تقريباً بعد الوصية بالحج عنه وصلى عليه الجلال البلقيني في مشهد حسن ودفن عند أبيه بحوش البيبرسية رحمه الله وإيانا، وتاريخ وصيته بخطه في صفر سنة تسع عشرة.
"أبو بكر" بن محمد بن أبي بكر بن علي بن محمد بن أبي بكر بن عبد الله ابن عمر بن عبد الرحمن بن عبد الله الناشري اليماني ولد في سنة ثلاث وسبعين وسبعمائة وكان نجيباً فاضلاً ولى عقد الأنكحة بزبيد وانتفع به الناس في الإصلاح بينهم سيما أهله في أمور لا يتقنها غيره مع صبر على الأمور الأخروية كتغميل من مات منهم ونزوله قبره وتوجيهه للقبلة ونحو ذلك إلى غير هذا مما يختص به كالتلاوة وملازمة الجماعات وزيارة قبور أهله وحجه غير مرة مع تقلله، وقد أنجب أولاد ولما كبر ضعفت نهضته فصار أولاده يقومون بما كان يقوم به وهو وبنوه في بركة ابن عمه الجمال محمد الطيب بن أحمد الناشري مات، ذكره العفيف ولم يؤرخ وفاته.
"أبو بكر" بن محمد بن أبي بكر بن علي بن يوسف الفخر بن الجمال الذروي الأصل المكي الشافعي الماضي أبوه ويعرف بابن الجمال المصري، ولد بمكة ونشأ بها ثم انتقل إلى اليمن حتى بلغ أو راهق لاستيطان أبيه إياه واشتغل هناك بالفقه والنحو وغيرهما وتنبه وولى الحسبة بعد ثم عزل عنها، وصار يتردد لمكة وأخذ بها الفقه عن الجمال بن ظهيرة والأصول عن الشهاب الغزي الدمشقي وغيره إلى غيرهما من العلوم وسمع بمكة من جماعة وأجاز له غير واحد من الشاميين وكتب بخطه الكثير ونظم الشعر مع تسببه بالبيع والشراء في زمن الموسم، ثم تردد بأخرة إلى وادي نخلة واشترى فيه بالبردان مكاناً وعمر به داراً بالتنضب، وانقطع عن السفر إلى اليمن نحو سبع سنين متصلة بموته وكان يقيم في بعضها بوادي نخلة، مات بعد أنعرض له ثقل في سمعه في ذي القعدة سنة ست عشرة ودفن بالمعلاة وقد بلغ الأربعين أو قاربها وذلك في حياة أبيه، ذكره الفاسي والتقي بن فهد في معجمه وقال إن له قصيدة لامية في ختم المسك الكبير لابن جماعة على شيخه الجمال بن ظهيرة منها:

لقد كفاك بذكر الموت مـوعـظة

 

إن كان في العظة التعديل عن مثل

"أبو بكر" بن محمد بن أبي بكر بن علي بن يوسف الفخر بن الجمال الذروي الأصل المكي الشافعي ابن عم الذي قبله والماضي أبوه ويعرف بالمرشدي أيضاً، حفظ المنهاج والمختصر الأصلي وغيرهما واشتغل بالفقه والنحو وكثرت عنايته بالأدب وكان ذا معرفة به وبغيره وله نظم حسن ومجاميع مفيدة وكان الجمال بن موسى المراكشي كثير الاستحسان لنظمه، ودخل غير مرة اليمن للاسترزاق فأدركه أجله بزبيد يوم عرفة سنة عشرين وقد جاوز الثلاثين بيسير ذكره الفاسي أيضاً.
"أبو بكر" بن محمد المقبول بن أبي بكر بن محمد بن عيسى العقيلي الزيلعي الماضي أبوه، كان رجلاً صالحاً، مات سنة تسع وسبعين.
 "أبو بكر" بن محمد بن أبي بكر بن محمود بن ناصر الفخر القرشي العبدري الشيبي المكي الشافعي والد أحمد وأخو علي والد الجمال محمد، سمع بمكة على خليل المالكي والعز بن جماعة والفخر التوزري والكمال بن حبيب في آخرين، وذكر أنه سمع بدمشق على ابن أميلة، وولى مشيخة الحجبة وفتح الكعبة بعد علي ابن أبي راجح الشيبي، ومات في صفر سن سبع عشرة ودفن بالمعلاة وهو في عشر الثمانين وكان ثقيل السمع شديد السواد دخل اليمن وغيرها رحمه الله ذكره الفاسي مطولاً.
"أبو بكر" بن محمد بن أبي بكر بن نصر بن عمر الشرف الحيشي الأصل الحلبي الشافعي البسطامي الماضي أبوه والآتي جده ويعرف بابن الحيشي، ولد في مستهل جمادى الأولى سن ثمان وأربعين وثمانمائة بحلب ونشأ بها فلازم والده في التسلك وقرأ وسمع على أبي ذر بن البرهان الحافظ وتدرب به في كثير من البهمات والغريب والرجال بل وتفقه به والشمس محمد البابي إمام الجامع الكبير بحلب وأبي عبد الله بن القيم وإبراهيم الضعيف وكذا على العلاء بن السيد عفيف الدين حين ورد عليهم في آخرين، بل ذكر لي أن شيخنا والعلم البلقيني والزين عبد الرحمن بن داود أجازوا له في بعض الاستدعاءات في آخرين ممن أخذ عنهم الفقه والحديث وخلف والده في المشيخة بحلب وصارت له وجاهة، وزار بيت المقدس ولقيني بمكة في سنتي ست وثمانين والتي بعدها فلازمني حتى حمل عني أشياء من مروياتي ومصنفاتي وكتب بخطه منها جملة واغتبط بذلك وكتبت له إجازة أشرت لمقاصدها في الكبير، ونعم الرجل أدباً وفهماً وسمتاً وتواضعاً واشتغالاً بنفسه وإقبالاً على الخير وتقنعاً وعفة وربما وردت علي مطالعاته من بلده.
"أبو بكر" بن البدر محمد بن أبي بكر بن الحلاوي الماضي أبوه، مات ببيت المقدس في شوال أو رمضان سنة تسع وسبعين حين توجهه لمكة من المدينة بعد الزيارة عن نحو أربعين سن في حياة أبويه عوضهم الله الجنة ورأيت ابن فهد أرخه في جمادى الثانية منها بخليص وحمل لمكة فدفن بمعلاتها وهذا هو المعتمد وعندي فيمن سمع مجلس صوم عاشوراء للمنذر بن النورين الأبودري وابن المحوجب وشعبان العسقلاني أبو بكر بن القاضي شمس الدين محمد بن أبي بكر الحلاوي وكذا فيمن سمع البخاري بالظاهرية وكأنه هذا وأخطأت في تلقيب أبيه.
"أبو بكر" بن محمد بن تبع الدمشقي الصالحي، ولد في المحرم سنة أربع وخمسين وسبعمائة واشتغل قليلاً وكان خيراً يقرأ في المصحف بعد الصلاة بجامع دمشق على قراءاته أنس ولذا كان يقصد لسماع قراءته لطيبها خصوصاً في قيامه في رمضان بجامع الحنابلة، مات في المحرم سنة ثلاث عشرة عن تسع وخمسين سنة، ذكره شيخنا في إنبائه.
"أبو بكر" بن محمد بن حسن الزين الأبشيهي ثم القاهري الشافعي أحد التواب وحفظ القرآن وأخذ عن العلم البلقيني وناب عنه في القضاء فمن بعده وسمع ختم البخاري في الظاهرية القديمة، وتميز في الفروع وشرح التنبيه قديماً، والغالب عليه الحمق.
 أبو بكر" بن محمد بن شاذي التقي الحصني الشافعي نزيل القاهرة. ولد سن خمس عشرة وثمانمائة بمدينة حصن كيفاً وكان أبوه من مياسير تجارها فنشأ في كفالته وحفظ القرآن والشاطبية والحاوي والشافية والكافية وتمام عشرة كتب على ما كان يخبر، وجود القرآن على بعض شيوخ بلده بل وقرأ القراآت أيضاً على ولد لابن الجزري وأخذ عنه طريقة في تقرير تصريف العزي وكذا أخذ المتوسط والجار بردي وغيرهما عن الجلال محمد بن العز الحلوائي وكتب المنسوب وراحل فلقي البساطي بحلب في سنة ست وثلاثين واستفاد منه يسيراً وأثنى البساطي على جودة فهمه حتى أنه قال لم يجئنا مما وراء النهر مثل هذا الشاب، ثم إنه لم يتيسر له دخول القاهرة إلا في مرض موته وذلك في سنة اثنتين وأربعين فقرأ على القاياتي في العضد وكان يحكي ما يدل على أنه لم يرتض أمره فيه وعلى العلم البلقيني في الفقه والعلاء القلقشندي في آخرين منهم الشمس الشرواني وعبد السلام البغدادي وأخذ القراآت رفيقاً لابن كزلبغا عن حبيب العجمي وأقام يسيراً ثم عاد لبلده فوجد قاصداً صاحبها متوجهاً إلى هراة فرافقه إليها فلزم عالمها ملا محمد بن موسى الجاجرمي تلميذ يوسف الحلاج تلميذ السيد حتى قرأ عليه العضد بكماله وسمع شرح المواقف وشرح الطوالع وأقام هناك خمسة أعوام فأكثر مديماً للاشتغال مجداً في التحصيل إلى أن برع وارتفق في إقامته بميراثه من أبيه وحصل هناك من نفائس الكتب أشياء، وعاد من طريق العراق فحج ودخل القاهر بعد أن اقتطع بمكان يقال له وادي السباع وأخذ جميع ما معه من كتب وغيرها فألقيت الكتب بالبرية لعدم التفاتهم إليها ولكنه لم يجد محملاً لها فتركها ونجا بنفسه مع أخذ يسير مما أمكنه منها وتأسف كثيراً بسببها حتى أنه صار كلما تذكر يتألم وأنشد لنفسه:

يا نفس لا تجزعي مما جـرى

 

وارضي بتقدير العزيز الغفور

واتلي على الطاغين في ظلمهم

 

"ألا إلى الله تصـير الأمـور"

وتصدى حينئذ وذلك بعد سنة خمس وأربعين للإقراء بجامع الأزهر بالمدرسة الملكية والبدري المجاورين للمشهد لسكناه هناك وقتاً وتجرع فاقة كبيرة إلى أن استقر به الزيني الاستادار في تدريس مدرسته الأولى المقابلة للحوض المجاور لبيت البساطي كان بين السورين ثم عزله عنها بطعن أبي العباس المجدلي عنده في علمه وترجيحه لنفسه عليه وقرر المذكور عوضه ثم لم يلبث أن صرفه حيث ذكر له عنه ما يقدح في ديانته وأعاد صاحب الترجمة ولزم الإقامة بها على طريقته في الإقراء إلى أن اتفقت كائنته مع زوجته ابنة الجمال بن هشام لصقت به لأجل غرضها كلاماً قبيحاً تنكره القلوب السليمة فأمر الظاهر جقمق بنفيه فشفع فيه انتمى لجانبك الأشرقي الذي عمل شاد الشر بخاناة في الأيام الإينالية وتقدم في أيام الظاهر حشقدم فأخذه عنده وصار يجلس للإقراء هناك بمدرسة سودون المؤيدي أحد الأمراء الآخورية بالقرب من زقاق حلب وجامع قوصون حتى مات وحصل له به ارتفاق وكان قد عين مرة لمشيخة صهريج منجك ثم لم تتم لمساعدة الأمين الأقصرائي لولد المتوفي وتألم التقي لذلك كثيراً وكذا استقر في تدريس التفسير بالجمالية البيرية بعد السفطي وفي الإفادة بمدرسة الجاي ثم بأخرة في تدريس الإيوان المجاور للإمام الشافعي ونظره عقب إمام الكاملية مع تقدم غيره في الفقه عليه رغبة في ديانته وخيره وقيل إذ ذاك "القائل هو عبد البر بن الشحنة كما رأيته بخطه عند المؤلف رحمه الله":

تطاعنت الغواة بغير تقوى

 

على درس الإمام الشافعي

فلم يشف الإمام لهم غلـيلاً

 

ولم يجنح إلى غير التقـي

وصاهر أحمد بن الأتابكي تنبك البردبكي على ابنته واستولدها ولداً ومن قبلها تزوج سبطة الزيني عبد القادر البلبيسي كاتب العليق واستولدها ذكراً وأنثى كل ذلك وهو ناصب نفسه لإلقاء الفنون حتى أخذ الناس عنه طبقة بل أخذ عنه طبقة ثالثة وهو لا يمل ولا يفتر وكثرت تلامذته من كل مذهب وصار شيخ العصر بدون مدافع، واشتهر بجودة التعليم ومزيد النصح والذكاء لكن بدون طلاقة، وممن أخذ عنه أخي بل وحضر عنده في أجلاس عمله، وقرض لي بعض التصانيف فبالع، وكان أحد القائمين على البقاعي في كائنة ابن الفارض وكتب علي فتياً بمنعه من النقل من التوراة والإنجيل هذا مع أنه قرض له على كتابة الملجئ للإستفتاء عليه بذلك قصداً للدفع عن عنقه، كل هذا مع الديانة والأمانة والتواضع والتهجد والإنجماع عن أكثر بني الدنيا وسلامة الصدر والفتوة والرغبة في زيارة مشاهد الصالحين وملازمة قبر الليث في كل جمعة غالباً، وقد حج بأخرة أيضاً ورجع وهو متوعك بحيث أشرف إذ ذاك على الوفاة ثم عوفي وأقام مدة إلى أن مات في يوم الأحد ثامن ربيع الأول سنة إحدى وثمانين وصلى عليه يومه بسبيل المؤمني ودفن بتربة جاره الأمير جكم قرا بالقرب من ضريح الشافعي وتأسف المسلمون على فقده رحمه الله وإيانا.
 "أبو بكر" بن محمد بن صالح بن محمد الرضي أبو محمد بن الجمال الهمذاني الجبلي بكسر الجيم بعدها موحدة ساكنة ثم التعزي اليماني الشافعي ويعرف بابن الخياط ولد في جمادى الأولى سنة اثنتين وأربعين وسبعمائة وحفظ القرآن وتلاه بالقرآات واختار قراءة ابن كشير والحاوي وتفقه بحمد بن عبد الرحمن بن أبي الرجا وبه تدرب بل كان غلب أخذه للفقه عنه ثم بعمه حسن بن أبي الرجا وارتحل للحج مرة بعد مرة فأخذ بمكة في الأولى عن الحراري وفي الثانية عن العفيف اليافعي وأخذ بتعزي عن الفقيه الجمال الريمي وأبي بكر بن علي الناشري وكان يتبجح به ويقول له أنت أعرف بوسيط الغزالي مني واتفق أن الجمال الريمي سأله عن الإقالة في النكاح هل تصبح كالفسخ فقال له المسئلة في الوسيط فأحضره إليه فلم يجدها فاستمهله فأمهله ثلاثة أيام ونال منه ومن شيخه الرضى الناشري فخرج من عنده وأخذ في التفتيش عليها حتى مضى معظم الليل ولم يجدها فلما كان في السحر غلبته عيناه فرأى شيخه الرضى فعين له موضعها فلما استيقظ وجدها في المكان المعين فكانت غريبة، لازم النفيس العلوي حتى قرأ عليه الكتب الستة وغيرها بل ومن شيوخه في العلم الأسنوي والأنباسي وكأنه لقيهما بمكة كما هو ظاهر كلام النفيس العلوي وقال إن صاحب الترجمة أجل من حصل عليه وترجمه فأطنب قال وقد ترجمه الشهاب علي بن حسن الخزرجي في كتابه طراز اليمن بترجمة كبيرة وهو لها أهل، وكذا ترجمه الطيب الناشري وأجاد في آخرين، وترقى في العلوم وتزايد استحضار للحاوي وشروحه وكان له منه جزء في كل يوم كالقرآن بل هو أول من ابتكر معرفته التامة به في الجبال وله عليه حواش مفيدة تناقلها الفقهاء هناك على نسخهم بها، واشتهر ذكره سيما حين سمع عبد العليم أحد الأولياء المقيمين بتعز يقول وقد استيقظ ببعض المدارس بصوت عال الليلة هذه فتح علي ابن الخياط بالعلم وقذف في قلبه النور فإنه بعد انتشار هذه المقال ازداد بين الناس قبولاً واتسعت حلقته ودائرته ولم يلبث أن خطبه الوزير التقي بن معيبد سنة تسع وسبعين لمدرسته فدرس فيها وكذا عينه الأفضل للمدرسة الشمسية والأشرف للمعينية في تعز ثم أضاف إليه ابنة الناصر أحمد مدرسة والده وقربه واختاره من بين سائر علماء اليمن وعول على فتياه بتعز وذي جبلة وهي مسكنه غالباً وانتهت إليه رياسة الفقه وجرى بينه وبين المجد الشيرازي مراجعات بسبب إنكاره على المشتغلين بكتب ابن عربي صنف في المنع جزءاً رد عليه المجد تعصباً مع صوفية زبيد وله بكتب العراقين وكتب الغزالي وبالروضة والعزيز معرفة تامة، ولم يزل متصدياً لنشر العلم ببلده حتى أخذ عنه لجم الغفير وصار علماء اليمن تلامذته ونفع الله به في الفقه والحديث والأصلين والمنطق وغيرها، كل ذلك مع الأحوال المرضية والشمائل الحسنة والمعالي المستحسنة حتى مات في صبيحة يوم الأحد حادي عشر رمضان سنة إحدى عشرة بمدرسة جبلة من المخلاف الأزهر مخلاق جعفر وشهد جنازته من لا يحصى؛ وقد ذكره شيخنا في إنبائه ومعجمه وأنه تفقه بجماعة من أئمة بلده ومهر في الفقه وشارك في الفنون وكان يقرر من الرافعي وغيره بلفظ الأصل وله أجوبة كثيرة عن مسائل شتى، ودرس بالأشرفية وغيرها من مدارس تعز وتخرج به جماعة وولى القضاء مكرهاً مدة يسيرة ثم استعفى، اجتمعت به بتعز وسمعت من فوائده، وذكره المقريزي في عقوده باختصار وسماه أبا بكر بن محمد بن علي رحمه الله وإيانا.
"أبو بكر" بن محمد بن طنطاش بمهملتين الأولى مضمومة ثم نون ساكنة وآخرة معجمة، ولد سنة ثمان وسبعين وسبعمائة تقريباً بالقاهرة وقرأ بعض القرآن، وحج ورمى بالنشاب وعانى بعض فنون الحرب، وهو من أولاد الأجناد له إقطاع يعيش منه مع عقله وكثرة حذره من الناس وانعزاله عنهم وكان بينه وبين الجلال بن الملقن قرابة من جهة النساء فكان يسمع معه الحديث لذلك، ومما سمعه علي ابن المجد جل البخاري وعلي التنوخي والعراقي والهيثمي ختمه واستكتب على الاستدعاءات، مات بالقاهرة في يوم الاثنين ثالث ذي الحجة سنة سبع وأربعين.
 "أبو بكر" بن محمد بن عبد الله بن مقبل الزين القاهري الحنفي ويعرف بالتاجر، كان في أوله سمساراً بقيسارية الشرب فانكسر عليه مال كثير فترك صناعته واشتغل بالعلم فتنبه وفضل فاستنابه الجمال التركماني بعناي المحب ناظر الجيش ثم لم يزل ينوب حتى مات في ثالث ذي الحجة سنة خمس عن نحو الثمانين وكان مشهوراً بالديانة غير متقيد بزينة الدنيا مطرحاً للتكلف في ملبسه وهيئته مع المهابة مقلة الكلام، ذكره شيخنا في أنبائه، وقال البرهان الحلبي أنه أخبره أنه قرأ صحيح البخاري إلى سنة ثمانين خمساً وتسعين مرة وقرأه بعد ذلك مراراً كثيرة، وقال المقريزي في عقوده: أبو بكر بن عبد الله الشيخ زين الدين التاجر كان سمساراً في البز وله معرفة بالفقه والعربية، ثم ترك السمسرة وأقبل بكليته على العلم حتى صار من شيوخ البلاد وأفتى ودرس وناب في الحكم بالقاهرة عدة سنين حتى مات، وكان طار للتكلف في ملبسه وهيئته يمشي على قدميه في الأسواق مهاباً قليل الكلام موصوفاً بالخير لزمته سنين وكنت في صغري وبداية طلبي إذا أردت أن أتكلم في درسه يأخذني الحياء فأسكت وكان درسه بالظاهرية يحضره جمع كثير فقال لي تكلم من لا يخبط ما يعرف يعوم يريد أن أجسر على الكلام مع الطلبة في حلقته رحمه الله وإيانا.
"أبو بكر" بن محمد بن عبد الله التقي الحلبي الأصل المقدسي الشافعي الصوفي البساطي ويعرف بالطولوني لسكناه المدرسة الطولونية في بيت المقدس، ولد في ربيع الأول سنة ثمان وأربعين وسبعمائة وكان يذكر أنه سمع من العماد بن كثير وغيره وكذا سمع علي ابن صديق البخاري بفوت مجلس من أثنائه، ولو وجد من يعتني به لأدرك القدماء، وكان خيراً كثير العبادة والورع معروفاً بذلك من ابتدائه إلى انتهائه لم تعلم له صبوة مع وجود الخط والنظم والنثر، وقد أضر بأخرة وانقطع بالمدرسة المشار إليها وكان شيخها، وحدث باليسير سمع منه الشهاب بن أبي عذيبة والنجم بن فهد، ومات بالقدس في سنة ثلاث وأربعين، ذكره شيخنا في أنبائه فقال أبو بكر الحلبي نزيل بيت المقدس تلمذ للشيخ عبد الله البسطامي وكان له اشتغال بالفقه والحديث ثم أقبل على العبادة وجاور ببيت المقدس انتهى، والظاهر أنه حفيد الجلال عبد الله البسطامي الذي لقيه البرهان الحلبي في سنة اثنتين وثمانين وترجمه بن أبي عذيبة بأنه كان خطيب جامع باحسيتا في حلب مدة طويلة قبل الفتنة وبعدها ثم تركه أخيراً لعبد مؤمن الواعظ وقدم القدس في سنة أربع عشرة وتنزل في صوفية الخانقاه السلطانية أول ما بنيت فلما بطلت نزل الطولونية وسكنها بل ولي مشيختها وانقطع فيها للذكر والعبادة والتلاوة وتردد إليه أهل الخير في ليالي الجمع ودام مقتدي به نحو خمسين سنة كل ذلك مع الخط الحسن ونظم الشعر، وأضر قبل موته، مات في رمضان سنة ثلاث وأربعين وهو ابن خمس وتسعين سنة ودفن بماملا في حوش وحمل على الرءوس وكان له مشهد حافل وعند رأسه نصيبة مكتوب بخارجها من نظمه ما كان له مدة في حياته عند رأسه بالطليونية ينظرها:

رحم الله فقيراً زار قبري وقـرالـي

 

سورة السبع المثاني بخشوع ودعا لي

وبداخلها من نظمه أيضاً:

من زار قبري فليكن عالماً

 

إن الذي لاقـيت يلـقـاه

ويرحم الله فتـى زارنـي

 

وقال لي يرحمك الـلـه

ومما كتبه عنه ابن أبي عذيبة من نظمه:

تكفل ربي لـلـرضـيع بـرزقـه

 

ورباه في الأحشاء وهـو جـنـين

فإن كنت تبغي الرزق من عند غيره

 

فذاك جنون والجـنـون فـنـون

ورأيت فيمن ترجمه بعضهم أبو بكر بن محمد المجيدي البسطامي نزيل بيت المقدس وخليفة عبد الله البسطامي كان صالحاً زاهداً عابداً للناس فيه اعتقاد، مات في يوم الأربعاء رابع عشرين شعبان سن أربع وأربعين وقد جاز السبعين وأخرجت جنازته خلف جنازة ابن رسلان وبكى عليه الزين عبد الباسط كثيراً وتولى تجهيزه وأظهر أسفاً عليه رحمه الله انتهى، والظاهر أنه هذا.
 "أبو بكر" بن أبي الفضل محمد بن عبد الرحمن بن علي بن أحمد بن عبد العزيز الفخر بن الكمال بن الوجيه الهاشمي التويري المكي المالكي، ولد في جمادى الأولى سنة ست وثلاثين وثمانمائة بمكة وأمه أم هانئ ابنة القاضي أبي عبد الله محمد بن علي النويري وحضر عند أبي الفتح المراغي ثم سمع عليه وعلى زينب ابنة اليافعي، وأجاز له جماعة منهم أبو جعفر بن العجمي، واشتغل في الفقه والعربي ولازم ابن يونس المغربي وقبله يعقوب المغربي ولعله أقرأ فيهما بل قيل أنه شرح الجرومية أو بعضها وناب في الإمامة بمقام المالكية عن والده، مات بمكة في رجب سنة سبعين.
"أبو بكر" بن محمد الطويل بن عبد الكريم بن محمد بن أحمد بن عطية بن ظهيرة القرشي المكي وأمه ست الأهل ابنة عبد الكريم بن أحمد بن عطية، أجاز له في سنة سبع وتسعين أبو هريرة بن الذهبي وأبو الخير بن العلائي والتنوخي وابن أبي المجد وآخرون وكتبته تخميناً.
"أبو بكر" بن محمد بن عبد اللطيف بن محمد بن سالم الرضي اليمني الزبيدي والد عمر الماضي، ممن باشر باليمن ورأس فيها ثم بجدة حين فر تخوفاً على نفسه من صاحب اليمن إلى أن مات في ذي الحجة سنة أربع وأربعين بمكة، أرخه ابن فهد.
 "أبو بكر" بن محمد بن عبد المؤمن بن حريز - بمهملتين وآخره زاي ككبير - ابن معلى - بضم أوله وتشديد اللام المفتوحة - بن موسى بن حريز بن سعيد بن داود بت قاسم بن علي بن علوي - بفتح المهمل واللام اسم بلفظ النسب - بن ناشب - بنون ثم معجمة - بن جوهر بن علي بن أبي القاسم بن سالم بن عبد الله بن عمر ابن موسى بن يحيى بن علي الأصغر بن محمد التقي بن حسن العسكري بن علي العسكري ابن محمد الجواد بن علي الرضى بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر ابن زين العابدين علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب التقي الحسيني الحصني ثم الدمشقي الشافعي ويعرف بالتقي الحصني، ولد سنة اثنتين وخمسين وسبعمائة فيما قاله شيخنا وابن خطيب الناصرية في أواخرها فإنه قال إنه كان عمره في فتنة بييغاروس عشرة أشهر وتفقه بالشريشي والزهري وابن الجابي والصرخدي والشرف الغزي وابن غنوم وابن مكتوم وكذا الصدر الياسوفي، وسكن البادرائية وتشارك هو والعز بن عبد السلام القدسي في الطلب وقتاً، وكان خفيف الروح منبسطاً له نوادر ويخرج مع الطلبة إلى الفتوحات ويبعثهم على الإنبساط واللعب والمماجنة، مع الدين والتحرز في أقواله وأفعاله، وتزوج عدة ثم انحرف قبل الفتنة عن طريقته وأقبل على ما خلق له وتخلى عن النساء وانجمع عن الناس مع المواظبة على الاشتغال بالعلم والتصنيف، ثم بعد الفتنة زاد تقشفه وزهده وإقباله على الله تعالى وانجماعه وصار له أتباع واشتهر اسمه وامتنع من مكالمة كثيرين لا سيما من يتخيل فيه شيئاً وصار قدوة العصر في ذلك وتزايد اعتقاد الناس فيه وألفيت محبته في القلوب وأطلق لسانه في القضاة، وحط علي التقي بن تيمية فبالغ وتلقى ذلك عنه طلبة دمشق وثارت بسببه فتن كثيرة، وتصدى للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مع مزيد احتقاره لبني الدنيا وكثرة سبهم حتى هابه الأكابر، وانقطع في آخر وقته في زاوية بالشاغور وكتب بخطه الكثير قبل الفتنة، وجمع التصانيف المفيدة في الفقه والتصوف والزهد وغيرها كشروح التنبيه وهو في خمس مجلدات والمنهاج وصحيح مسلم وهو في ثلاث وأربعي النووي وهو في مجلد ومختصر أبي شجاع في مجلد حسن إلى الغاية والهداية كذلك وتفسير آيات متفرقات في مجلد وشرح الأسماء الحسنى في مجلد وتلخيص المهمات للأسنوي في مجلدين وقواعد الفقه في مجلدين وأهوال القبور في مجلد وسيرنساء السلف العابدات في مجلد وتأديب القوم وسير السالك على مضار المسالك وقمع النفوس ودفع الشبه، ووصفه التقي بن قاضي شهبة بالإمام العالم الرباني الزاهد الورع ونسبه حسينياً وقال ثبت نسبه علي قاضي حسبان متأخراً، قلت قبل موته بيسير مع قول نقيب الأشراف مخاطباً للتقي إن الشرف قد انقطع في بلدكم من خمسمائة عام وليت نسبي نسبك وأكون مثلك في العلم والصلاح أو كما قال، قال ابن قاضي شهبة مما تقدم أكثره وكان قد قدم دمشق وسكن البادرائية وكان خفيف الروح منبسطاً له نوادر ويخرج إلى النزه ويبعث الطلبة على ذلك مع الدين المتين والتحري في أقواله وأفعاله وتزوج عدة نساء ثم انقطع وتقشف وانجمع وكل ذلك قبيل القرن ثم ازداد بعد الفتنة تقشفه وانجماعه وكثرت مع ذلك أتباعه حتى امتنع من مكالمة الناس وصار يطلق لسانه في القضاة وأصحاب الولايات وله في الزهد والتقلل من الدنيا حكايات تضاهي ما نقل عن الأقدمين وكان يتعصب للأشاعرة وأصيب سمعه وبصره فضعف وشرع في عمارة رباط داخل باب الصغير فساعده الناس بأموالهم وأنفسهم ثم شرع في عمارة خان السبيل ففرغ في مدة قريبة، زاد غيره أنه لما بناه باشر العمل فيه الفقهاء فمن سواهم حتى كان الحافظ ابن ناصر الدين كثير العمل فيه مع أنه ممن كان يضع من مقداره لرميه إياه باعتقاد مسائل ابن تيمية، وكراماته كثيرة وأحواله شهيرة، ترجمع بعضهم بالإمام العلامة الصوفي العارف بالله تعالى المنقطع إليه زاهد دمشق في زمانه الأمار بالمعروف النهاء عن المنكر الشديد الغيرة لله والقيام فيه الذي لا تأخذه في الحق لومة لائم وأنه المشار إليه هناك بالولاية والمعرفة بالله، مات بعد أن ثقل سمعه وضعف بصره في ليلة الأربعاء منتصف جمادى الثانية سنة تسع وعشرين بدمشق وحملت الحنابلة مع شدة قيامه عليهم والتشنيع على من يعتقد ما خالف فيه ابن تيمية الجمهور، هذا مع فوات الصلاة عليه لكثيرين لكونه أوصى أن يخرج

به بغلس ولكنهم ذهبوا إلى قبره وصلى عليه غير مرة وأول من صلى عليه بالمصلى ابن أخيه شمس الدين ثم ثانياً عند جامع كريم الدين ودفن هناك وختم على قبره ختمات كثيرة ورؤيت له منامات صالحة منها أن النجم بن حجي رآه وهو جالس على مكان مرتفع يشبه الإيوان العالي وكان بمسجد قبر عاتكة وابن أخيه قريب منه وقائل يقول له هذا القطب قال ولكن رأيته مقعداً قال وخطر لي أن ذلك بسبب إطلاق لسانه في الناس، وقال غيره إنه رآه وقائل يقول له عنه ما يموت حتى يبلغ درجة وكيع، وممن ترجمه ابن خطيب الناصرية لدخوله حلب، وبلغني أن البرهان الحلبي عتبه بسبب ابن تيمية فلم يرد عليه مع كون التقي هو الذي قصده في الشرفية بالزيارة لأن البرهان تناقل الناس عنده عنه أنه لا يسلم منه متقشف ولا متصلق حيث يقول للأول هذا تصنيف أو نحوه وللثاني هذا تجبر أو تكبر أو نحوه فتحامى البرهان الاجتماع به حتى قصده هو، وذكره المقريزي في عقوده باختصار وقال إنه كان شديد التعصب للأشاعرة منحرفاً عن الحنابلة انحرافاً يخرج فيه عن الحد فكانت له معهم بدمشق أمور عديدة وتفحش في حق ابن تيمية وتجهر بتكفيره من غير احتشام بل يصرح بذلك في الجوامع والمجامع بحيث تلقى ذلك عنه أتباعه واقتدوا به جرياً على عادة أهل زماننا في تقليد من اعتقدوه وسيعرضان جميعاً على الله الذي يعلم المفسد من المصلح ولم يزل على ذلك حتى مات عفا الله عنه؛ وقد حدثنا عنه جماعة رحمه الله وإيانا.
 أبو بكر" بن محمد بن علي بن أحمد بن داود بن عبد الحافظ بنعلي بن سرور ابن بدر بن يوسف بن بدران بن مظفر بن يعقوب شقيق تاج العارفين أبي الوفا العراقي وأبو الوفاء هو محمد بن محمد بن محمد بن زيد بن علي بن الحسن بن العريض الأكبر بن زيد بنزين العابدين علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب التقي بن التاج بن أبي الوفا بن العلاء أبي الحسن بن الشهاب أبي العباس بن البهاء الحسيني المقدسي الشافعي الوفائي ويعرف كسلفه بابن أبي الوفا، ولد في سادس عشر ربيع الأول سنة سبع وقيل ثلاث وتسعين وسبعمائة ببيت المقدس ونشأ به فقرأ القرآن عند إسماعيل الناصري وتلاه كما أخبرنا به تجويداً على العلاء بن اللفت والشمس بن الجزري وأنه سمع عليه الحديث وحفظ المنهاج وغالب التنبيه وجميع الملحة وبعض ألفية النحو وبحث في التنبيه والنحو على ابن الهائم وكذا بحث عليه جميع كتابه السماط وفي المنهاج علي الزين عبد المؤمن وتسلك بوالده وبخال والده الشهاب أبي العباس أحمد بن المولة الصلتي؛ وأخذ أيضاً عن الشهاب بن الناصح والزين الخافي الحنفي وقرأ عليه آداب المريدين وغيره واستخلفه على جميع أصحابه في كل البلاد وعن عبد الهادي بن عبد الله البسطامي والبرهان إبراهيم المزي الصوفي نزيل بيت المقدس والمتوفى به ومما بحثه عليه بعض الأحياء وعبد العزيز العجمي نزيله أيضاً في آخرين وقرأ العوارف والنخبة الكبرى وشمس المعارف واللباب لأحمد أخي الغزالي وغالب الأحياء وغيرها على يوسف الصفدي قدم عليهم القدس وسمع على شمس القلقشندي فيما أخبرني به التقي أبو بكر ولد المسمع قيل وابن العلائي وفيه توقف وأن أمكن وعلي الشمس بن الديري في صحيح مسلم وعلي الزين القباني في آخرين وبالخليل علي التدمري وبالشام علي ابن ناصر الدين وببعلك علي ابن بردس وبحلب علي البرهان وبالقاهرة على شيخنا، وحج مراراً وتصدى للإرشاد وعقد المجالس للذكر لا سيما عقب الصوات على طريق القوم فأخذ عنه جماعة من أهل بلده والقادمين إليها، وصار شيخ الصوفية هناك بدون مدافع عظيم الحرمة نافذ الكلمة مرعى الجانب مع الكرم والأبهة والإحسان للوافدين والغرباء قل أن ترى الأعين بتلك النواحي مثله وقد اجتمعت به هناك وأخذت عنه جزءاً وأملى على نسبه كما تقدم وانتفعت بدعائه وإكرامه، مات في يوم الجمعة قبل الصلاة سابع عشري شوال سنة تسع وخمسين رحمه الله وإيانا، قال فيه البقاعي إنه سار سيرة حسنة في طريقه وجمع الناس على الخير والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وتخليص المظالم من النواب وسائر الظلمة مع المداراة والخبرة باستعطاف القلوب حتى كان المرجع إليه في الأمور المعضلة في القدس وبلادها، وهو أمثل المتصوفة في زماننا باعتبار تشرعه وشدة، انقياده إلى الحق وصلابته في الأمر بالمعروف وعفته وكرمه على قلة ذات يده، وتردد إلى القاهرة مراراً وكان معظماً عند الملوك فمن دونهم وعلى ذكره رونق وأنس زائد لا يمكن جماعته من شئ مما يصنعه المتصوفة كالصياح والعجلة ونحوهما مما يظهرون به التواجد وغيبة الحس، ولما بني الأمير حسن الكشكلي مدرسة بالمسجد الأقصى بعد سنة خمس وثلاثين جعله شيخها فقطنها، وله قدرة على إبداء ما في نفسه بعبارة حسنة غالبها سجع بل نظم فيه الجيد ومنه:

فاء الفقير فـنـاؤه لـبـقـائه

 

والقاف قرب محله بـلـقـائه

والياء يعلم كونـه عـبـداً لـه

 

وفي جملة الطلقاء من عتقائه

والراء راحة جسمه مـن كـده

 

وعـنـائه وبـلائه وشـقـائه

هذا الفقير متى طلبت وجدتـه

 

في جملة الأصحاب من رفقائه

وله ذكر في أحمد بن رسلان، وذكره ابن أبي عذيبة وقال عقب نسبه كذا ثبت في هذه الأيام على قضاة القدس والعهدة عليه فيه ووصفه بالشيخ الإمام الصالح القدوة المسلك شيخ القدس ومقصد زوراه وملجأ ذوي الضرورات فيه اشتهر اسمه وبعد صيته وصار له أتباع ومريدون وزوايا وخلفاء في كل بلد بحيث لا يعرف في زماننا من يدانيه في الكرم والإطراح وعدم التكلف والقيام بما عليه من حقوق العباد وقضاء حوائج من عرف ومن لم يعرف وأحيا لأجداده ذكراً كبيراً لم يكن فيمن قبله من آبائه وحصلت له رياسة بحق لا بتطفل رحمه الله وإيانا.
 أبو بكر" بن محمد بن علي بن سعيد بن محمد بن عمر بن إبراهيم الرعيني اليماني شقير، قرأ على المحرقي وعلى عبد الله بن صالح البريهي الفقيه المهذب وحضر دروس الريمي وسمع على المجد الشيرازي البغوي أو بعضه وعلي القاضي أحمد القرامدي الوجيز والفرائض وعلي عمر بن أحمد المقري الغني والمنهاج وولى القضاء بعز الهنا وصحب الفقيه وجيه الدين الزوقري وصالح المرسي وابن الخياط والد جمال الدين وقال فيه الجمال ابنة الصالح خيراً موئلاً للأصحاب، مات عن خمسة وستين عاماً منتصف جمادى الأولى سنة اثنتي عشرة رحمه الله.
"أبو بكر" بن محمد بن علي بن عبد العزيز بن عبد الكافي الفخر بن الخواجا جمال الدين الدقوقي المكي الماضي أبوه، مات في جمادى الآخرة سنة سبع وستين بمكة، أرخه ابن فهد.
"أبو بكر" بن محمد بن علي بن عقبة، مات بمكة فجأة في ليلة سلخ صفر سن خمس وخمسين وجد ميتاً بفراشه.
"أبو بكر" بن محمد بن علي بن محمد بن نبهان بن عمر بن نبهان بن علوان بن غبار الشرف بن الشمس أبي عبد الله بن العلاء أبي الحسن بن القدوة الشمس أبي عبد الله الجبريني الحلبي، كان شاباً حسناً عنده حشمة ودين ورياسة ومكارم ومروءة وعصبية مع الحرمة الوافرة عند الحلبيين والوجاهة واليتوتة مقيماً بزاوية جده بجبرين ظاهر حلب، مات في ليلة الثلاثاء تاسع عشر جمادى الأولى سنة ست ودفن بمقبرة جده نبهان شرقي قرية جبرين، ذكره ابن خطيب الناصرية، "أبو بكر" بن محمد بن علي بن منصور رضي الدين الحلبي الحنبلي، مضى في المحمدين.
"أبو بكر" بن محمد بن علي الرضى التهامي، ممن سمع من شيخنا.
"أبو بكر" بن محمد بن علي الفخر الكيلاني، مات بالقاهر في ربيع الثاني سن تسع عشرة، أرخه ابن فهد.
"أبو بكر" بن محمد بن علي الجبلي بن الخياط، مضى فيمن جده صالح.
"أبو بكر" بن محمد بن علي الخافي، يأتي فيمن جده محمد بن علي وأنه في المحمدين.
"أبو بكر" بن المعلم محمد بن علي الكيال أبوه ويعرف بالمجنون ممن سمع مني بمكة.
"أبو بكر" بن محمد بن عمر بن أبي بكر بن محمد بن أحمد الشرف بن الضيا ابن النصيبي الحلبي الشافعي أبوه وأخوه عمر، ولد في صفر سن أربع وعشرين وثمانمائة بحلب ونشأ بها فحفظ القرآن عند الشيخ عبيد البابي وصلى به في الجامع الكبير على العادة والمنهاجين الفرعي والأصلي والكافية والتلخيص وعرض على البرهان الحلبي بل كان هو الذي يصحح له قبل حفظه وابن خطيب الناصرية والزين بن الخرزي والحمصي وآخرين، واشتغل ببلده، وفضل ونظم ونثر، ومن شيوخه في القاهرة ابن الهمام بل أخذ عن شيخنا والبرهان الحلبي وآخرين وسمع معنا بحلب في سنة تسع وخمسين علي ابن مقبل وحليمة ابنة الشهاب الحسيني وغيرهما ودرس بالعصروني والظاهرية والسيفية تلقى الأولى عن الجمال الباعوني والثانية عن أبي جعفر بن الضيا والثالثة عن والده، وناب في القضاء عن ابن خطيب الناصري فمن بعده وفي كتابة السربل استقل بهامدة، وكذا ولى وكالة بيت المال وافتاء داء العدل ثم تركهما كل هذا ببلده، مات بها شهيداً بالطاعون في رمضان سنة ثلاث وستين رحمه الله. "أبو بكر" بن محمد بن عيسى الزيلعي صاحب اللحية، مات سنة تسع وعشرين.
"أبو بكر" بن محمد بن أبي الفرج المراغي، وهو محمد مضى.
"أبو بكر" بن محمد بن قاسم التقي الدمشقي الصالحي ويعرف بابن رقية بالتشديد، ولد سنة ثمان وسبعين وسبعمائة وسمع من موسى بن عبد الله المرداوي المنتقي الصغير من الغيلانيات وحدث به سمع منه الفضلاء، ومات قبل دخولي دمشق.
 أبو بكر" بن محمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن عبد العزيز بن القاسم الفخر بن الكمال أبي الفضل بن الكمال أبي الفضل بن المحب أبي البركات ابن الكمال أبي الفضل بن الشهاب القرشي الهاشمي العقيلي النويري الأصل المكي الشافعي، وأمه أم هانئ ابنة الخواجا جمال الكيلاني ورأيت من قال سبط تيتي ابنة داود الكيلاني وخطيب مكة وابن خطيبها والماضي أبوه، ولد في عشاء ليلة الاثنين سابع جمادى الأولى سنة ست وأربعين وثمانمائة بمكة ونشأ بها فحفظ القرآن وصلى به في المسجد الحرام وكتبا وأخذ عن والده ولازم ابن عطيف في الفقه وابن يونس وعبد القادر المالكي في النحو، ودخل القاهر غير مرة فأخذ عن الجوجري في الأصول وغيره وعن الأنباسي وكذا أخذ عني النخب والهداية بكمالهما وسمع دروساً في الألفية ولازمني كثيراً بمكة وغيرها وتميز وأذن له العبادي وغيره وأقرأ يسيراً، وولى خطابة المسجد الحرام شريكاً لعمه أبي القاسم ثم لابنه محب الدين وحمدت خطابته وعدم تعرضه فيها لم لا يجمل، ودخل اليمن وغيرها وكان قد سمع في صغره على أبي الفتح المراغي وأجاز له في سنة خمسين فما بعدها شيخنا وابن الفرات وأبو جعفر بن الضيا والرشيدي والعيني وخلق كسارة ابنة ابن جماعة والزين الأميوطي وسافر من مكة في أول سنة سبع وثمانين فدخل مندوة وكنباية وغيرهما وآل أمره إلى الوصول لعدن من كنباية من الهند في أثناء سنة اثنتين وتسعين بما لله صور من قماش وغيره فيما قيل وأرسل عبداً له لزيلع ليبيع له بعض القماش وهو بنحو خمسمائة دينار، وبينما هو في انتظاره أدركته منيته بها في ليلة الأربعاء أربع عشري جمادى الأولى سنة ثلاث وتسعين بعد ضعفه أياماً وتحققنا وفاته في رمضان مع التحدث بها في رجب، وخلف هناك ولداً وبنتاً وزوجة حاملاً ومن النقد فيما قيل نحو ثلاثة آلاف دينار وبمكة خمسة أولاد ثلاثة ذكور وابنتان وأقيم بها عزاؤه وصلى عليه صلاة الغائب بعد النداء بها فوق قبة زمزم وفرقت ربعات المسجد له أياماً وقد رأى في سفره حظاً زائداً بحيث درس وأقرأ وأفتى ولم يدخل القاضي في تركته بل وشددت أمه في منع تكلم ابن عمه لمعرفتها بحاله كغيرها ثم لم يزل الأمر حتى زوج ابنتيه لابنين له ودخل أبوهما في التركة وباع واشترى فسبحان الفعال لما يريد رحمه الله وإيانا وعوضه الجنة.
 "أبو بكر" بن محمد بن محمد بن أحمد بن محمد عبد الخالق بن عثمان الزين بن البدر بن البدر الأنصاري الدمشقي الأصل القاهري الشافعي الماضي كل من أولاده إبراهيم والبدر محمد ويحيى وأخويه أحمد ومحمد وأبيهم ويعرف كسلفه بابن مزهر، ولد في رجب سنة إحدى وثلاثين وثمانمائة بالقاهرة، ومات أبوه وهو صغير فنشأ يتيماً وربى في حجر السعادة وجئ إليه بغير واحد من الفقهاء حتى حفظ القرآن والعمدة والمنهاج وألفية النحو وغيرها، وعرض على محمد بن سلطان القادري والعلم البلقيني وسمع نحو الثلث الأول من البخاري وجميع بشرى اللبيب على يونس الواحي وكذا سمع على شيخنا والعلم البلقيني والمجلس الأخير من البخاري على أربعين نفساً من أعيانهم العلاء القلقشندي والسيد النسابة والكمال بن البارزي والمحب بن الأشقر وعلي الكمال وحده مجلساً من حديث أبي موسى المديني وغيره ومع بنيه على الكاتبة نشوان والشاوي في آخرين وأجاز له في جملة بني أبيه باستدعاء ابن فهد خلق من مكة والمدينة وبيت المقدس والخليل والقاهر ومصر ودمشق وصالحيتها والمزة وحلب وحما وبعلبك وطرابلس وحمص وغز والرمل ودمنهور وغيرها وأول ما أخذ في الفقه عن الشمس الشنشي ثم لازم العلم البلقيني في المنهاج غيره وأذن له فيما بلغني في التدريس والإفتاء بل عرض عليه الكتابة في بعض الفتاوى بحضرته وقرأ على الأبدي في النحو وحضر دروس الشرواني في التلخيص والمتوسط وغيرهما بل قرأ عليه في شرح العقائد وكذا قرأ في المتوسط وغيره على الشمس الكريمي وحضر دروسه في آخرين كالكافياجي حيث أكثر الإستفادة منه وأجازه وصحب الشيخ مدين وقتاً وتلقن منه الذكر وكتب على الشمس المالكي وتدرب بصحبة وصيه الزين عبد الباسط والكمال بن البارزي وغيرهما وجود اللسان التركي وتقدم بمجالسة أهل العلم وذوي الفضائل من ابتدائه وهلم جراً ومباحثتهم بحضرته في أكثر الفنون وتوجهه لذلك حتى تميز وتهذب واشتهر بوفور الذكاء، وولى نظر الإسطبل ثم أضيف إليه الجوالي المصرية ثم الشامية ثم خانقاه سعيد السعداء ووكالة بيت المال ثم نظر الجيش وحصل الاقتصار عليه والانفراد به مرة بعد أخرى ثم كتابة السرفي ذي القعدة سنة ست وستين - واستمر حتى مات وحمدت سيرته في سائر مباشراته وخطب بتربة الظاهر خشقدم أول ما صلى فيهل بل خطب بالقلعة في زمن الفترة وفوض إليه التكلم في القضاة والتعايين ونحوها حتى تعين من استقر بسفارته بعد امتناعه هو من الاستقلال به كذا استخلفه قبل ذلك القاضي الحنفي حين توجه للحج ولذلك أوردت له ترجمة حافلة في ذيل القضاة، وحج غير مرة منها في الرجبية التي كان البروز لها في جمادى الآخرة سنة إحدى وسبعين بعد انقطاعها مدة وسار في تجمل زائد ومعه جمع كثيرون من الأعيان والفضلاء وابتدأ بزيارة المدينة وأم بها وعرض عليه الخطابة فامتنع تأدباً ثم بمكة وصلى ولده بالناس فيها وحضر في قراءة منهاج العابدين وغيره عند عبد المعطي المغربي وبعض مجالس الوعظ عند أبي اسحق العجمي وغير ذلك، وكذا زار القدس والخليل مرة بعد أخرى ودخل اسكندرية ودمياط وغيرها، وأنشأ كثيراً من أماكن القرب والمبرات أجلها المدرس المجاورة لبيته وهي بديعة الوصف آنسة بهجة قرر فيها صوفية ودروس تفسير وحديث وفقه وغير ذلك، وكذا عمل مدرسة لطيفة ببيت المقدس وسبيلين بمكة ورباطاً ومدرسة بالمدين وله تربة هائلة اشتد حرصه على دفن غير واحد من العلماء والغرباء والصالحين بها، وعمل غير واحد من الوعاظ كأبي العباس القدسي والشهاب العميري والمحب بن دمرداش بحضرته، بل وحدث بالكثير بقراءة المحيوي الطوخي والشمس بن قاسم فمن دونهما ومما قرئ عليه الحلية لأبي نعيم والأحياء وخرج من مروياته بالأجايز وغيرها أربعون حديثاً عن أربعين شيخاً ممن ينسب إلى أربعين بلداً عن أربعين صحابياً في أربعين باباً من أربعين تصنيفاً قرأها العز بن فهد محدث الحجاز وكذا عمل له فهرست أيضاً، وأفتى وعرض عليه الأنباء وصار عزيز مصر ومحاسنه جمة والقلوب برياسته مطمئنة ولذا مدحه الأكابر كالنواجي والحجازي وغيرهما من الفحول مما لو اعتنى بجمعه لزاد على مجلد، والغالب عليه الخير وله أوراد وأذكار وقيام واجتهاد في كثير من الخيرات وما ناكده أحد فأفلح، وتزايد تعبه بأخرة إلى أن مات بعد توعك طويل في يوم الخميس سادس رمضان سنة ثلاث

وتسعين وصلى عليه في يومه بسبيل المؤمني في مشهد هائل جداً ثم دفن ليلة الجمعة بتربته وارتجت الجهات سيما الحرمين لموته وصلى في غالبها رحمه الله وإيانا وعوضه الجنة.
"أبو بكر" بن محمد بن محمد بن أيوب بن سعيد التقي البعلي ثم الطرابلسي الحنبلي ويعرف بابن الصدر، ولد في أواخر سنة سبع وسبعين وسبعمائة ببعلبك ونشأ بها فقرأ القرآن على ابن الشيخ حسن الفقيه وتلا بمعظم القراآت السبع على الشهاب الفراء وحفظ المقنع والآداب لابن عبد القومي والملحة وبعض ألفية النحو وعرض شيخه الشمس محمد بن علي بن اليونانية وعنه أخذ الفقه وكذا عن العماد بن يعقوب أخي ابن الحبال لأمه وغيرهما، وانتقل من بلده إلى طرابلس فيسن تسع عشرة فناب بها في القضاء عن الشهاب بن الحبال ثم استقل به في سنة أربع وعشرين حين انتقال الشهاب إلى دمشق، ولم ينفصل عنه حتى مات سوى تخلل بعزل يسير، وسمع الصحيح بكماله على شيخه ابن اليونانية والشريف محمد بن محمد بن إبراهيم الحسيني ومحمد بن محمد بن أحمد الجردي وغيرهم، وحج غير مرة وزار بيت المقدس وولى عدة أنظار وتداريس ومشيخات بطرابلس وحدث سمع منه الفضلاء قرأت عليه ببلده المائة المنتقاة لابن تيمية من الصحيح، وكان شيخاً حسناً منور الشيبة جميل الهيئة له جلالة بناحيته مع استحضار وفضل وسيره في القضاة محمودة وبلغنا أن اللنك أسروه ثم خلص منهم وكان ذلك سبباً لسقوط أسنانه، مات في رمضان سنة إحدى وسبعين رحمه الله.
"أبو بكر" بن محمد بن محمد بن أبي بكر بن الحسين الزين محمد بن أبي عبد الله بن ناصر الدين أبي الفرج العثماني المراغي المدني الشافعي وهو بلقبه أشهر، مضى في المحمدين.
"أبو بكر" بن الشيخ فتح الدين أبي الفتح محمد بن محمد تقي بن عبد السلام الكازروني المدني الشافعي محمد وعبد السلام وأبو بكر أصغرهم وأمه فاطمة ابنة أبي اليمن المراغي، ولد سنة سبع وأربعين بالمدينة فحفظ أربعي النووي ومنهاجه واشتغل عند أبيه والأبشيطي وغيرهما ولازم السمهودي وسمع على أبي الفرج المراغي وغيره وتزوج أم كلثوم أخت البرهان الخجندي واستولدها محمداً وأبا الفتح، ودخل مصر والشام وغيرهما لطلب الرزق وتميز وفضل، وهو في سن ثمان وتسعين بحلب.
"أبو بكر" بن محمد المدعو بأبي اليمن بن محمد بن علي بن أحمد بن عبد العزيز الفخر بن القاضي الأمين أبي الهاشمي النويري المكي الشافعي الماضي أخوته علي وعمر ومحمد وأبوه يعرف بابن أبي اليمن، ولد في جمادى الأولى سنة اثنتين وأربعين وثمانمائة بمكة وأمه أم كلثوم ابنة القاضي أبي عبد الله محمد بن علي النويري وحفظ القرآن وصلى به التروايح بمقام المالكية سنة أربع وخمسين والعمدة والمنهاج وغيرها وعرض وسمع المراغي، وأجاز له الزين الزركشي وابن ناظر الصاحبة وابن الفرات وطائفة، ودخل القاهرة ودمشق وسمع في سنة إحدى وستين على العلم البلقيني جزء الجمعة ثم رجع لمكة في التي تليها ثم عاد إلى القاهر، ومات سنة ثلاث وأربع وسبعين بدمشق مطعوناً "أبو بكر" بن محمد بن محمد بن علي بن محمد الزين القاهري البهائي -نسبة لحارة بهاء الدين -الحنفي الطبيب والد كمال محمد ويعرف بابن الشريف بالتصغير لكون بعض الشرفاء أعلم جده بقرابة بينهما ولد كما قاله لي في سابع عشر صفر سنة ثماني عشرة وثمانمائة وكان كل من أبيه وجده كحالاً فنشأ هو طبيباً بإشارة أمه وقرأ القرآن وتدرب بابن البندقي وفتح الدين بن فيروز وتزوج بابنته واستولدها ابنة المشار إليه وبغيرهما من الأطباء كالبدر بن بطيخ وعمر بن صغير وجل انتفاعه به بل قال إنه قرأ على الكافياجي فيعلم الطب وأنه صحب الشيخ محمد الحنفي وابن الهمام وسيف الدين وغيرهم من العلماء والسادات كمحمد الفوي وعمر النبتيتي وعظمه جداً، وتنزل في الجهات كالصرغتمشية والطب بالشيخونية وغيرها وعالج المرضى وحمده كثير من الفقراء في ذلك؛ وحج مراراً أولها في سنة سبع وأربعي وجاور في بعضها بل أقام بالمدينة أياماً وكذا زار بيت المقدس والخليل وسافر مع تمرباي طبيباً حين تحرد للصعيد ولم يرتض له أبوه بذلك ولكنه استفاد زيارة الفرغل وغيره أبرع منه.
 "أبو بكر" بن محمد بن محمد بن علي الزين الخوافي ثم الهروي، مضى في المحمدين.
"أبو بكر" بن النجم محمد بن الكمال أبي البركات محمد بن أبي السعود محمد ابن حسين بن علي بن أحمد بن عطية بن ظهيرة القرشي المكي أخو المحمدين الجمال والنجم الماضيين، مات قبل استكمال سنة في شعبان سنة اثنتين وأربعين.
"أبو بكر" الفخر بن الجمال أبي السعود محمد بن الكمال أبي البركات محمد ابن أبي السعود محمد ابن عم الذي قبله وشقيق أبي الخير محمد الماضي، أمهما أم الخير ابنة أبي القسم بن أبي العباس بن عبد المعطى الأنصاري المكي ويعرف كل منهما بابن أبي السعود، ولد في جمادى الآخرة سنة إحدى وخمسين وثمانمائة بمكة وحفظ القرآن وصلى به التراويح هو وأخوه عمر وسمع بها من الشهاب أحمد بن علي المحلى، وأجاز له الشرف أبو الفتح المراغي وأبو جعفر بن العجمي والزين الأميوطي وآخرون، وقدم مع أخيه القاهرة ثم رجعا فلم يلبث أن مات في رجب سنة خمس وثمانين ودفن بالمعلاة.
"أبو بكر" بن محمد بن محمد تقي بن محمد بن روزبة الزين بن فتح الدين أبي الفتح الكازروني المدني أخو محمد الماضي ويعرف كسلفه بابن تقي، ممن سمع مني بالمدينة.
"أبو بكر" بن محمد فخر الدين بن فتح الدين الكازروني بن تقي أخو محمد الماضي وما أدري أهو الذي قبله أو أخ له، والثاني أقرب.
"أبو بكر" بن محمد بن محمد بن محمد بن محمد بن عبد الله بن فهد بن حسن ابن محمد المحب أحمد بن التقي أبي الفضل بن النجم أبي النصر بن أبي الخير الهاشمي العلوي المكي الشافعي الماضي أخوه النجم عمر وأبوهما ويعرف كسلفه بابن فهد ولد في يوم الخميس منتصف رمضان سنة تسع وثمانمائة بمكة ونشأ بها فحفظ القرآن وكتاباً في الحديث عمله له أبوه وغالب مجمع البحرين في فقه الحنفية ثم لما مات أخوه أبو زرعة محمد حوله شافعياً وحفظ حينئذ التنبيه ثم ألفية النحو خلا اليسير من آخرها، وبكر به أبوه فأحضره ثم أسمعه على شيوخ مكة والقادمين إليها كأبي بكر المراغي والجمال بن ظهيرة وأبي الحسن علي بن مسعود بن عبد المعطى وأبي حامد بن المطري وابن سلامة والشموس الغراقي والشامي وابن الجزري وعلي جمع بالمدينة النبوية، وأجاز له خلق كعائشة ابنة عبد الهادي وعبد القادر الأرموي والشرف بن الكويك، وحضر في الفقه دروس أبي السعادات بن ظهيرة والوجيه عبد الرحمن بن الجمال المصري والبرهان الزمزي وكذا حضر عنده وعند الجلال عبد الواحد المرشدي في النحو ولم يتميز، ودخل عدة بلاد للتنزه منها بلاد الهند مرتين مرة إلى كالكوت في سنة أربعين ومرة إلى كنباية في سنة سبع وأربعين ومصر والقدس والخليل وغزة والرملة وحمص وحماة وحلب في التي بعدها ولم يسمع بها شيئاً سوى إنه سمع على شيخنا بمصر قليلاً، وأقام ببلده ملازماً للنساخة لأبيه وأخيه وغيرهما حتى كتب بخطه الكثير من الكتب الكبار كشرح البخاري لشيخنا مرتين وتفسير ابن كثير وتاريخ ابن الأثير وشرح المنهاج للدميري ولأبي الفتح المراغي وما يفوق الوصف وهو أحسن خطاً من أخيه مع مشاركة له في السرعة والصحة، وقد حملت عنه أشياء في المجاورة الأولى ثم لقيته في المجاورتين بعدها وكتب لي أشياء من تصانيفي، ولكن ما جئت حتى ضعفت حركته جداً ثم بلغني أنه كسرة فانقطع وتعب ابن أخيه بسببه فهو زائد التبذير عديم التدبير، وكانت فيه عصبية ومساعدة وتودد وسلامة فطرة مع بادرة تصل إلى ما لا يليق به بدون دربة. وحدث باليسير وكان إذا طلب منه ذلك بعد أخيه يأبى ويبكي ولم يزل منقطعاً لضعفت حركته ومع ذلك فلم يتخلف عن الحج حتى مات في ليلة الأربعاء سابع عشري ربيع الأول سنة تسعين ودفن بمقبرتهم من المعلاة على أبيه وأخيه رحمهم الله وإيانا.
"أبو بكر" بن أبي عبد الله محمد بن أبي الخير محمد بن أبي الخير محمد بن محمد بن أبي الخير محمد المكي الآتي أبوه ويعرف بابن أبي الخير، ولد سنة خمس وسبعين وثمانمائة بمكة ونشأ بها وكان يباشر مع أبيه رياسة المؤذنين بصوت طري بالنسبة لآبائه وليس بمرضى كأبيه وهما ممن كان يتردد إلى رفاقتهما في سنة أربع تسعين في فقد الحياة.
 أبو بكر" بن محمد بن محمد بن يوسف بن حاجي التبريزي والعامة تقوله التوريزي، أحد أعيان التجاور وأخو الجمال محمد والنور علي وله فيه ذكر ويعرف بابن بعلبند حج في سنة ست وعشرين رفيقاً لعبد الباسط وقدم معه في ثامن التي تليها وهو تاجر السلطان وصاحب الأماكن التي استجدها برحبة الأيدمري وقد رافع فيه التاجر تاج الدين بن حتى بحيث ضربه السلطان في سنة خمس وخمسين وأمر بإدخالها المقشرة ثم بنفيهما ولكن حصل استرضاء السلطان وأخذت منه داره التي أنشأها بمكة، وأقام بالقاهرة حتى مات في خامس شعبان سنة تسع وخمسين.
"أبو بكر" بن محمد بن محمد الزين بن الفخر الباخرزي الأسعردي الهروي. قرأ على المجد اللغوي الفتوحات بعد نسخه لها بخطه في مجلد وكأنه كان من العربية وكذا قرأ على شيخنا في رمضان سنة ست عشرة الحصن الحصين لأبن الجزري ووصفه بالشيخ العالم الفاضل الأوحد البارع العمدة المحقق، وقراءته بالإتقان والجودة والحسن، ورافقه ابن الهمام.
"أبو بكر" بن محمد بن مسعود الشامي الدلال، وجد ميتاً في بيته برباط العز بمكة في رجب سنة ست وأربعين.
"أبو بكر" بن محمد بن مسعود اليمني اليافعي الناسخ، ممن سمع مني بمكة.
"أبو بكر" بن محمد بن محمد سبط النويري الطرابلسي الشافعي، ولد سنة ست عشرة وثمانمائة أجاز في بعض الاستدعاءات سنة ست وخمسين فينظر اسم أبيه.
"أبو بكر" بن محمد التقي بن تطماج الصرخدي الدمشقي، ولد بعد الستين بقليل وسمع من بعض أصحاب الفخر، واشتغل بالفقه والنحو وجود الخط على الزيلعي وعلمه الناس وعمل نقابة الحكم، أصبح مقتولاً في أواخر جمادى الأولى سنة عشر بمنزل سكنه ولم يعرف قاتله، قال شيخنا في إنبائه.
"أبو بكر" بن محمد التقي بن الربوة الحنفي، أرخه ابن عزم في سنة إحدى عشرة.
"أبو بكر" بن محمد المدرك بالمنزلة وغيرهما ويعرف بابن زين الدين. مات في يوم الجمعة خامس عشري شوال سنة تسع وسبعين في محبسه بعد أن قاسى أهوالاً من ضرب وحبس وأخذ مال وغير ذلك ورسم لالحوطة على موجوده، وكان جباراً بحيث إنه كان بعد انتمائه للأمير أربك مدة طويلة ممن شق العصا عليه وطالت مدته في التدريك وكذا بلغني عن أبيه أنه مات في حبس الرحبة أيام جمال الدين، "أبو بكر" بن محمد الباخرزي الأسعردي الهروي مضى فيمن جده محمد قريباً.
"أبو بكر" بن محمد الجبرتي العابد ويلقب المعتمر لكثرة اعتماره، جاور بمكة ثلاثين سنة، وكان على ذهنه فوائد وللناس فيه اعتقاد وينسبونه لمعرفة علم الحرف، ذكره شيخنا في إنبائه، وقال الفاسي جاور نحو ثلاثين سنة وعرفه بها قاضياً المحب النويري فاغتبط به وشهره بحيث اشتهر ذكره وشاع خبره وأقبل عليه الشريف حسن بن عجلان وكان يتوسط عنده في أمور حسنة من أفعال الخير وقضاء الحوائج للناس، وكان في مبدئه فقيراً جداً ثم فتح عليه بديناً طائلة ودخل اليمن قبل موته بنحو خمس سنين فأكرم مورده ونال بها ديناً ورفعة ولم يكن يترك الاعتمار كل يوم إلا إن كان مريضاً أو في أيام الحج مع سلامة الصدر واستحضار فوائد وأحاديث ومعرفة بعلم الحرف، مات في المحرم سنة عشرين ودفن بالمعلاة وكثر الازدحام على حمل نعشه وله بمكة أولاد وملك.
"أبو بكر" بن محمد الحبيشي العدني قاضيها الشافعي وليه بها مراراً؛ وكان نبيهاً في الفقه، مات في أواخر سنة ست، ذكره شيخنا في إنبائه، "أبو بكر" بن محمد الرحماني - نسبة لقبيلة -القراضي الأصل الحرضي المولد والدار اليماني الشافعي ويعرف بالصوفي، مضى فيمن جده أبو بكر بن إبراهيم بن حسين.
"أبو بكر" بن محمد ويعرف بالدهل بضم المهملة وفتح الهاء بعدها لام. كان صالحاً زاهداً لا يتعلق بشيء من الدنيا ذكروا أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم في النومشق صدره وأخرج منه علقة فكان يقول أظنها الغش، وكان مقبولاً الشفاعة لأنه اشتهر أن من رد شفاعاته عرقب فتحامى الأمراء ردها وكان إذا دعا استغرق حتى يكاد يغشى عليه، مات سنة اثنتين أو ثلاث وقد بلغ الثمانين.
"أبو بكر" بن محمد السجزي أحد النبهاء من الشافعية، مات في جمادى الآخرة سنة إحدى عشرة، ذكره شيخنا في إنبائه.
 أبو بكر" بن ناصر الدين محمد الطرابلسي ثم القاهري ويعرف بقنيبر. عامي بحت في سمع ثقل أخذ الموسيقا عن المارادانيين وعبد الرحمن نديم المؤيد وغيرهم وتقدم فيها بحيث أخذها عنه بعض الأعيان ومات قريب السبعين ظناً سمعته يقول:

بالسعد جرت فيها العلا أقلامك

 

لما نفدت بين الملا أحكامـك

يا من رفعت إلى السهى دولته

 

دامت أبداً مـشـرقة أيامـك

"أبو بكر" بن محمد المجيدي البسطامي نزيل بيت المقدس وخليفة عبد الله البسطامي، مضى فيمن جده عبد الله.
"أبو بكر" بن محمود بن إبراهيم بن محمود بن أبي بكر التقي بن الخواجا النور بن المغلى الحموي الحنفي حفيد أخي العلاء بن المغلى الحنبلي، تزوج ابنة الجمال بن السابق واستولدها عبد الرحمن وإبراهيم الماضيين وثالثاً ولى قضاء الحنفية بحماة بعد البدر بن الصواف فدام مدة ثم انفصل عنه بابن الحلاوي الحلبي ثم عاد حتى مات في سنة ثلاث وتسعين واستقر ابنة الصلاح إبراهيم بعده في القضاء وكان مع التقي أيضاً مضافاً للقضاء كتابة سرها ونظر البيمارستان فانفصل عن الأولى بولده التقي عبد الرحمن ومات في حياته فاستقر فيها ابن القرناص القاضي المالكي بحماة.
"أبو بكر" المدعو أبا خان ابن صاحب كجرات التي منها كنباية محمود شاة بن محمد شاه الماضي أبوه، مات في المحرم سنة ست وتسعين بجبانير التي اختصه أبوه بها وبعملها وهو ابن اثنتين وعشرين سنة ونحوها وصلى عليه بمكة صلاة الغائب في رجب التي تليها.
"أبو بكر" بن محمود الزين القرشي الدمنهوري السعودي شيخ زاوية أبي السعود الواسطي داخل باب القنطرة في الموقف ومحتسب سوق أمير الجيوش وكان أحد تجاره، مات في ذي الحجة سنة إحدى وخمسين عن سن عالية فمولده تقريباً قبيل السبعين رحمه الله.
"أبو بكر" بن أبي المعالي بن عبد الله الرضي الناشري الزبيدي، ذكره شيخنا في معجمه فقال: قدم القاهرة صحبة فاخر الطواشي سفير الأشرف بن الأفضل فرافقنا في رجوعه إلى زبيد؛ كان حسن المذاكرة سريع النادرة على ذهنه فضائل وفوائد هو من بيت كبير أنشدني لنفسه لغزاً في هرون كتبته في التذكرة وأفادني عن بعض شيوخ اليمن وبلغني في سنة أربعين أنه حي أنه يتعاطى بعض الشروط عن قضاة اليمن ولعله جاز السبعين، وذكره العفيف الناشري فقال: الفقيه: الأجل الأوحد الفاضل الخير الكامل الرضي أبو بكر بن أبي المعالي ابن محمد بن أبي المعالي طلب العلم واشتغل في شبابه بالسياحة دخل مصر وغيرها لقي الشيوخ وكان عمي الشهاب أحمد كثير الثناء عليه بسرعة الفهم وجودة الذكاء ولكنه ترك الاشتغال وولى كتابة الشرع بزبيد مع حسن خط واقتدار على استنباط المعاني الجليلة في الخطب المساطير بل كان وحيد وقته في الفرائض ممن قيد ضبط قرأ عليه جماعة ولى تدريس السيفية بزبيد، مات سنة إحدى وعشرين وأمه عائشة ابنة أبي بكر بن علي الناشري، قلت وقد ذكره المقريزي في عقوده باختصار ولم يؤرخ ويحرر قول شيخنا أنه حي في سنة أربعين.
"أبو بكر" بن معتوق بن أبي بكر الزكي السوهائي المصري الشاهد بها ذكره شيخنا في إنبائه قال سمع في سنة تسع وسبعين على ناصر الدين الحراوي قطعة من فضل الخليل للدمياطي بسماعه لجميعه منه، مات في سنة أربعين قلت ما علمته حدث.
"أبو بكر" بن المغلى والد عبد الرحمن وإخوته، مضى قريباً في ابن محمود بن إبراهيم.
"أبو بكر" بن موسى بن قاسم الذويد، مات في ربيع الأول سنة إحدى وأربعين بواسط من هذه بني جابر حمل فدفن بمكة، أرخه ابن فهد.
"أبو بكر" بن موسى بن عيسى بن قريش القرشي الهاشمي المكي كتب ببعض الاستدعاءات، وصوابه ابن علي بن موسى، مضى.
 أبو بكر" بن نصر بن عمر بن هلال الشرف الطائي كان يسوق نسبه لعمرو بن معدي كرب بن زيد الخير الحيشي الحلبي البسطامي الشافعي الماضي حفيده أبو بكر بن محمد وابنه ويعرف بالحيشي، ولد بقرية حيش من عمل حماة بالقرب من المعرة وفارقها وهو ابن عشر فنزل المعرة واشتغل بها على شيوخها وكانت له فيها زاوية وأتباع ثم تحول منها في سنة ست عشرة ثمانمائة إلى حلب فقطنها بدار القرآن العشائرية للخطيب العلاء بن عشائر حتى مات، ومن شيوخه في التصوف الجلال عبد البسطامي ومحمد القرمي وكذا أخذ عن الشهاب بن الناصح في آخرين أخذ عنه جماعة منهم صاحبنا البرهان القادري ومواخيه الزين قاسم الحيشي، وكان عالماً زاهداً ورعاً متعبداً بالتلاوة والمطالعة مداوماً على الطهارة الكاملة سليم الصدر كريماً مقصوداً بالزيارة ذا مروءة وتودد وقيام بمصالح مع جمال الصورة وحسن الشمائل وللناس فيه اعتقاد ووجاهته في ناحيته متزايدة وأتباعه كثيرون بحيث كان له في حلب ونواحيها خمس عشرة زاوية مشحونة بالفقراء البسطامية؛ بل انتهت إليه سيادة البسطامية بالمملكة الشامية بدون مشارك، أخبرني بأكثره وبأزيد منه حفيده وكتبه لي بخطه وقال لي إن شيخه أباذر قال له إن والده قال له لازم صحبته تسعد فإن نظره ما وقع على أحد إلا وأفلح وما رأت في عصري نظيره ما حصل لي الخير إلا بصحبته قال أبو ذر وما كان أبي يبدأ في قراءة البخاري حتى يستأذنه تبركاً أول سنة قرأت أنا الحديث بجامع حلب عرض لي في صوتي شئ بحيث ما كدت أنطق وعجز والدي عن مداوتي إلى أن دخلت عليه يوماً أطلب بركته فوجدته يأكل كشكا بزيت فأمرني بالأكل معه فلم تمكني مخالفته فكان الشفاء فيه وأعلمت والدي بذلك فقال أو ما علمت أن طعامه شفاء والله ما أشك في كراماته، ولما ورد التقي الحصني حلب زاره في زاويته وقال ما رأيت مثله، وكذا قيل إن شيخنا زاره وتأدب معه جداً والتمس دعاءه، وقال ابن الشماع طفت بلاد مصر والشام والحجاز فما وقع بصري على نظيره، وقال ابن خطيب الناصرية إنه ما رأى مثل نفسه؛ ولم يزل على وجاهته حتى مات بعد تعلله بالفالج مدة في ليلة الجمعة تاسع عشر رجب سنة ست وأربعين وقد قارب التسعين رحمه الله ونفعنا به.
"أبو بكر" بن الوجيه الخواجا فخر الدين السكندري، مات بمكة في شعبان سنة أربع وسبعين أرخه ابن فهد ولكنه لم يسمه وكان تاجراً متمولاً لا يذكر بغير ذلك وخلف أولاد أربعة أحمد وعلي بدر الدين والمقبول وهو ابن أبو بكر بن أحمد بن وجيه.
"أبو بكر" بن وريور شيخ منية حلفاً، مات في سنة أربع وتسعين.
"أبو بكر" بن أبي الوفا، هو ابن محمد بن علي بن أحمد.
"أبو بكر" بن يحيى بن محمد بن يملل بلامين وسماه بعضهم أحمد بن محمد أبو يحيى أمير تورز، حاصره صاحب إفريقية أبو فارس حتى قبض عليه فصلبه حتى مات في سنة اثنتين، ذكره شيخنا في أنبائه وطوله المقريزي في عقوده ونسبه أبا بكر بن يحيى بن محمد بن أحمد بن محمد بن يملول وكناه أبا يحيى بن الأمير أبي زكريا صاحب تورز يقال إنهم من تنوخ وقال إنه قتل بالحجارة رجماً في رجب سنة اثنتين وانقرضت بمهلكه دولة بني يملول وكان حسن السيرة كثير الأفضال فساءت سيره ولده وكثرت قبائحه وسفكه للدماء وأخذه الأموال بغير حق فلا جرم إن قطع الله دابره.
"أبو بكر" بن يعزا - بفتح المثناة التحتانية والعين المهملة وتشديد الزاي بعدها ألف - محمد بن أبي بكر بن محمد بن أبي بكر الحابري المغربي التاذلي نزيل مكة، ولد تقريباً بتاذل من بلاد المغرب سنة خمس وثلاثين وسبعمائة ونشأ بها فحفظ القرآن وقدم مكة في سنة ست أو سبع وسبعين، وحج وزار النبي صلى الله عليه وسلم وبيت المقدس ثم رجع لمكة وقطنها حتى مات لم يخرج عنها إلا مرة للزيارة النبوية، وخدم الشيخ موسى المراكشي فعادت بركته، مات في ربيع الآخر سنة سبع وعشرين بمكة عن اثنتين وتسعين سنة ودفن خلف ظهر شيخه ذكره ابن فهد نقلاً عن لده الجمال محمد الماضي.
 أبو بكر" بن يعقوب بن عمر بن أويس الزين بن الخواجا شرف الدين الكردي الأصل القاهري الحسيني سبط القاضي الشمس محمد بن يوسف ابن أبي بكر الحلاوي الماضي وأبوه ويعرف الأب بكرد وهو بسيط الحلاوي كان من ذوي اليسار جداً ثم أملق من مدة متطاولة بحيث صار يتردد لكثير من الأعيان ممن كان يعرفه كالشرف الأنصاري تعرضاً لنائبهم فلما أخذ أمرد معهم في التناقض عدل إلى الإقبال على الكتابة بخطه الجيد لأبناء الغمر ونحوه وقصد من يرغب في اقتناء الدفاتر من المتمولين بذلك مع هذا فلم يزل فقره في ازدياد وتشكيه مستفيض بين العباد، إلى أن مات بعد تعلله مدة في جمادى الآخرة سنة ثمان وثمانين ودفن بحوش معروف بهم بالقرب من الروضة خارج باب النصر وكان يتردد إلي كثيراً بسبب الاستعارة وغيرهما رحمه الله وإيانا.
"أبو بكر" بن يوسف بن خالد بن أيوب بن محمد الشرف بن قاضي القضاة الجمال الربعي الحسفاوي الحلبي الشافعي عم العز أبي البقاء محمد بن إبراهيم ابن يوسف قاضي القضاة، ولد بعد سنة عشر وثمانمائة وسمع البرهان الحلبي وشيخنا والشهاب بن زين الدين وغيرهم واشتغل قليلاً وناب في القضاء عن الشهاب الزهري واستقل بسرمين نحواً من ثلاثين سنة فلما أعيد ابن أخيه العز لقضاء حلب أرسل إليه من القاهرة يستخلفه، ومات في سنة سبع وثمانين عفا الله عنه.
"أبو بكر" بن يوسف بن أبي الفتح رضي الدين العدني الخطيب ويعرف بابن المستأذن، قال شيخنا في معجمه اشتغل ببلده وقرأ على بعض مشايخنا ودخل مصر مراراً وكان يتكلم على الناس بجامع عدن وينظم الشعر المقبول أنشدني من نظمه وكان بعض أصحابنا ينسبه إلى المجازفة، وقال في إنبائه حج كثيراً وقدم القاهرة وتعانى النظر في الأدب ومهر في القراءات وتكلم على الناس وخطب ولم ينجب سمعت من نظمه وسمع مني كثيراً، مات سنة ست عشرة وقد جاز السبعين، وذكره المقريزي في عقوده وأنه أخذ بالقاهرة عن علمائها وقد دخلها مراراً.
"أبو بكر" بن زين الدين بن اسحق بن عثمان الهمذاني الخياط، مات بمكة في ذي الحجة سنة سبع وستين، أرخه ابن فهد.
"أبو بكر" بن أبي يزيد زكي الدين الميدومي الأصل المصري الشافعي. ولى أمانة الحكم بمصر القديمة مع النيابة وكان بهج الرؤية، مات في سنة بضع وثمانين.
"أبو بكر" بن الجندي الدمشقي الساعاتي، كان عارفاً بحساب النجوم ممن أخذ عن ابن القماح وكان ابن القماح يقدمه على نفسه، مات في شعبان سنة ثلاث، ذكره شيخنا في إنبائه. "أبو بكر" بن الحلاوي في ابن محمد بن أبي بكر.
"أبو بكر" بن السماك الضرير، أحد فراشي الخزانة ووالد أحمد وبدر الدين من المثرين المتكرر سفره لمكة وربما جاور، ويذكر بشدة في معاملاته، مات سنة ثمان وتسعين عفا الله عنه. "أبو بكر" بن الشريف، هو ابن محمد بن محمد بن علي مضى، "أبو بكر" التقي الطرابلسي، في ابن اسمعيل بن عمر.
"أبو بكر" التقي المقدسي الساكن في بيت الحنبلي بمكة، مات بها في شوال سنة سبع وخمسين، أرخه ابن فهد.
"أبو بكر" التقي المالكي الدمشقي ويعرف بابن أبي أصيبعة، مات في رجب سنة ثمان وخمسين بدمشق وكانت عنده فضيلة بحيث عرضت عليه نيابة الحكم فأباها واقتصر على التكسب بالتجارة رحمه الله، "أبو بكر" الزكي المقري هو ابن أحمد بن محمد مضى.
"أبو بكر" الزين الأنبابي الشافعي، أحد نواب الحكم، أحد نواب الحكم، أخذ عن العلاء الأقفهسي وابن العماد والبلقيني وغيرهم وكان كثير الاشتغال خيراً، مات في شعبان سنة ست وثلاثين، ذكره شيخنا في إنبائه.
"أبو بكر" الزين البابا ويعرف بالحبيشي أحد أصحاب البلالي والصفي وأبي بكر الحبيشي المجذوب ومن يذكر بالخير والصلاح مات في رجب سنة ثلاث وخمسين.
"أبو بكر" الزين البوتيجي كذا سماه بعض المهملين وصوابه عبد الرحمن بن عنبر مضى.
"أبو بكر" الزين السمنودي ثم القاهري التاجر الخواجا، مات في ربيع الآخر سنة خمس وستين بجدة وحمل إلى مكة فدفن بمعلاتها، أرخه ابن فهد.
"أبو بكر" الزين شحنة جامع المغاربة ويعرف بالكاشور، مات في يوم الجمعة سلخ رمضان سنة أربع وخمسين.
 أبو بكر" الزين الشنواني ثم القاهري الشافعي وهو ابن أحمد ابن أبي بكر الخطيب بجامع ابن ميالة بين السورين، كان إنساناً صالحاً ساكناً منجمعاً عن الناس مع التقلل والقناعة والاستحضار ممن أخذ عن الأنباسي الكبير الفقه وعن غيره، ولم نقف له على سماع مع أنه قد جاز التسعين وقد جلس مع الشهود قليلاً ثم ترك وسمعت خطابته وكنت أستأنس برؤيته وزرته مرة ودعا لي وكانت وفاته في ليلة الثلاثاء منتصف جمادى الثانية سنة تسع وستين رحمه الله وإيانا.
"أبو بكر" الأخميمي ويعرف بأبي الحلق شيخ صالح معتقد، مات في ربيع الآخر سنة اثنتين وخمسين بالبيمارستان المنصوري ودفن بتربة الجعبري ظاهر باب النصر.
"أبو بكر" بواب سعيد السعداء، مضى في ابن علي بن علي بن حسين.
"أبو بكر" التبريزي الشافعي فاضل لقيني بمكة في أثناء سنة ست وثمانين فقرأ علي دروساً من تقريب النووي وألفية العراقي والنخبة وسمع علي أشياء؛ وهو فاضل فهم لكنه غير مجيد اللسان العربي فكنت أتكلف له.
"أبو بكر" الحسيني سكنا ثم البولاقي أحد المعتقدين، ذكره شيخنا في إنبائه فقال: أبو بكر المقيم ببولاق أحد من كان يعتقد كان مقيماً بالحسينية ظاهر القاهرة ثم تحول إلى بولاق وبنيت له زاوية فاتفق أنه أمر بأن يبني له بها قبر فبنى فلما انتهت عمارته ضعف فمات فدفن فيه وذلك في المحرم سنة سبع وثلاثين وتحكى عنه كرامات ومكاشفات وكان في الغالب كأنه ثمل.
"أبو بكر" الحجازي الفقيه في ابن قاسم بن عبد المعطي. "أبو بكر" الحلبي نزيل بيت المقدس، في ابن محمد بن عبد الله.
"أبو بكر" الخطيري المصري ويعرف بغلام سليمان ولاه القاضي أبو الفضل النويري الأذان بمنارة باب بني شيبة عن محمد بن عبد الله بن علي بن محمد بن عبد السلام وما علمت أهو من شرطنا أم لا. "أبو بكر" الخوافي، هو محمد بن محمد بن محمد بن علي.
"أبو بكر" الداديخي، أحد الفضلاء، مات سنة ثلاث وقد مضى في.
"أبو بكر" الدفدوسي، شيخ معتقد، "أبو بكر" الساسي، في ابن رجب.
"أبو بكر" الساعلتي ابن الجبرتي، مات سنة ثلاث.
"أبو بكر" الشحري التاجر، ممن تردد إلى الهند وكان زوجاً لأم أبي بكر بن عبد الغني المرشدي بحيث رباه، وكان في كفالته، وأنشأ سبيلاً في بيته بمني سنة خمسين، ومات بمكة في ربيع الأول سنة سبعين.
"أبو بكر" الضبع، ناب في الحبسة بمكة وقتاً، مات في المحرم سنة اثنتين وسبعين، أرخهما ابن فهد، "أبو بكر" الطلوني الضرير، في ابن محمد بن عبد الله.
"أبو بكر" العجمي الفرضي نزيل مكة، مات ببيمارستان في ربيع الآخر سنة إحدى وستين ودفن بالشيكة، أرخه ابن فهد وقال إنه كان عارفاً بفرائض الحاوي الصغير معرفة حسنة ويقرئها.
"أبو بكر" العجمي بواب باب حياد الصغير، مات بمكة في رجب سنة اثنتين وأربعين أرخه ابن فهد، "أبو بكر" القليوبي ثم القاهري الزيات والد أبي الخير المخبزي، في محمد بن علي بن إبراهيم بن موسى بن طاهر.
"أبو بكر" اللوبياني، في ابن عبد الرحمن بن رحال بن منصور.
"أبو بكر" المصارع ويعرف أيضاً بالشاطر وبابن الإمام - لكون والده إمام الأمير جركس - القاسمي المصارع، حفظ القرآن وبرع في فن الصراع حتى لقب الشاطر وربما قرأ في المحافل مع الجوق تبرعاً، ثم رقاه السلطان حتى تولى التحدث في مشهد الشافعي والليث وعدة زوايا بالقرافتين الكبرى والصغرى وأثرى من ذلك ونحوه إلى أن مات في ربيع الأول سنة ست وخمسين سامحه الله.
"أبو بكر" المصري الشاذلي ذو اليدين، مات في ذي الحجة سنة ست وأربعين بمكة، أرخه ابن فهد، "أبو بكر" المنجم الأديب في ابن عبد الله بن قطلبك.
"أبو بكر" الميقاتي الحنبلي ويعرف بابن شرف أحد صوفية الحنابلة بالأشرفية برسباي والمباشرين للميقات بالمنصورية، سمع على ابن ناظر الصاحبة وابن الطحان والعلاء بن بردس بحضرة قاضي مذهبهم البدر البغدادي الحنبلي وكان ممن اختص به.
"أبو بكر" النويري الخطيب، هو الخطيب أبو الفضل محمد بن محمد بن المحب أحمد بن محمد بن أحمد مضى.
"أبو بكر" اليماني الشهير كجماعته بالجكيم، مات بجده في جمادى الثانية سنة ثمان وتسعين وجئ به فدفن بالمعلاة.
"أبو بكر" أعجمي مقيم بزاوية الأعاجم ظاهر الحسينية، أخذ عنه يحيى القباني.

حرف التاء المثناة

"أبو التقي" البلقيني، صالح بن عمر بن رسلان، "أبو التقي" البدري الشاعر. في أبي بكر بن عبد الله بن محمد بن أحمد. "أبو التقي" الزبيري، أحمد بن حسين بن علي.

حرف الجيم

"أبو جعفر" بن الضيا هو محمد بن أحمد بن عمر بن محمد بن عثمان بن عبيد الله.
"أبو الجود" الجيعاني، في أبي البركات بن عبد الرزاق.
"أبو الجود" الغراقي، محمد بن محمد بن محمد بن محمد بن علي بن يوسف.
"أبو الجود" الفرضي، داود بن سليمان بن حسن البنبي المالكي.

حرف الحاء المهملة

"أبو حاتم" السبكي، محمد بن محمد بن أحمد بن علي بن عبد الكافي.
"أبو حامد" بن أبي الخير بن أبي السعود بن ظهيرة، هو محمد بن محمد بن محمد ابن حسين بن علي، "أبو حامد" بن الضياء محمد بن أحمد بن محمد بن محمد ابن سعيد. "أبو حامد" بن ظهيرة، هو ابن أبي الخير المشار إليه قريباً.
"أبو حامد" بن عبد الرحمن بن أبي الخير محمد بن محمد الحسني الفاسي المكي أخو كمالية، مات في منتصف ربيع الأول سنة أربع وعشرين وكان له ابن اسمه يحيى من أم الحسين ابنة عبد الرحمن اليافعي.
"أبو حامد" بن عثمان بن أبي بكر بن عبد الله بن ظهيرة بن أحمد بن عطية ابن ظهيرة القرشي المكي الماضي أبوه وأمه زبيدية، ولد سنة ست وثلاثين وثمانمائة؛ بيض له ابن فهد وكأنه مات صغيراً.
"أبو حامد" بن علي بن عمر بن حسن بن حسين العز - ويسمى محمداً - بن النور التلواني الأصل القاهري الأقمري - نسبة لجامع الأقمر - الشافعي ولد سنة أربع وثمانمائة بالقاهرة ونشأ بها فحفظ القرآن عند الجمال البدراني وكذا حفظ غيره وعرض واشتغل يسيراً على الشمس البوصيري في الفقه وغيره وكذا أخذ في الفقه عن والده والونائي وغيرهما والنحو عن السراج الدموشي أحد طلبة الملوى والحناوي والعز بن عبد السلام البغدادي وسمع على الشرف بن الكويك صحيح مسلم وأربعي النووي وغيرها وعلى الشهاب الواسطي وغيره، وأجازت له عائشة ابنة عبد الهادي والجمال عبد الله الحنبلي وآخرون، وحدث بأخرة بصحيح مسلم غير مرة، وبرع في التعبير وقصد في ذلك وعمل فيه مقدمة أقرأها غير واحد وكذا أقرأ في العربية وصنف فيها أيضاً مقدمة سماها كاشفة الكرب عن لفظ العرب وأقرأ غير ذلك، ودرس بجامع المقسي وبالتنكزية نيابة عن ابن أخته البدر بن الونائي وعمل شيخ الرباط بالخانقاه البيبرسية، وكان خيراً كثير التودد والإنجماع والتقنع، مات في يوم السبت ثامن عشري شوال سنة ثمانين ودفن عند أبيه بتربة العز بن جماعة رحمهم الله وإيانا.
"أبو حامد" بن عمر بن محمد بن أبي بكر الأنصاري المرشدي المكي الشافعي أخو أحمد الماضي وأبوهما واسمه محمد، ولد تقريباً سنة بضع وخمسين ممن حفظ القرآن والشاطبية وأربعي النووي ومنهاجه والطيبة وألفية النحو وعرض على البرهاني وغيره واشتغل عند عبد الحق السنباطي وجمع عليه وعلى ابن شعبان العزي للسبع وبعض ذلك على الرملاوي، خير متعبد زائد الفاقة عنده شعرة منسوبة للنبي صلى الله عليه وسلم ورثها من أبيه، ممن سمع مني في المجاورة الثالثة والرابعة، وخطه جيد كتب به البخاري نسخة مضبوطة متقنة للشيخ إدريس اليماني عدمت وللشيخ العذول وهي الآن عنده بمكة سمع علي فيها وقرأ علي منها غيره، وناب في الإمامة عن زوج عمته المحب الطبري وقام في رمضان إماماً بابن قاوان بعد ابن الشيخة ثم بعد موته ترك وصار عبد المعطي يصلي معه ونعم الرجل.
"أبو حامد" الطبري، محمد بن عبد الواحد بن الزين محمد بن أحمد بن محمد.
"أبو حامد" الفاسي، هو محمد بن عبد اللطيف بن محمد بن عبد الرحمن.
"أبو حامد" القدسي، محمد بن خليل بن يوسف.
"أبو حامد" المرشدي، محمد بن محمد بن أبي بكر بن علي بن يوسف.
"أبو حامد" المطري المدني، محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن أحمد بن خليف.
 "أبو الحجاج" الأسيوطي هو الجمال يوسف بن فلك الدين محمد بن يوسف السيوطي ثم القاهري الشافعي والد البدر محمد الماضي ويعرف هناك بابن قاضي الشرق وعندنا بكنيته، ولد في ليلة عيد الأضحى سنة اثنتين وعشرين وثمانمائة بأسيوط ومات له أخ - اسمه سعد كان ممن اشتغل وأخذ عن القاياتي وغيره - وغيرها ورجع إلى القاهرة فقطن الأزهر تحت نظر نور الدين الطيبي تلميذ الأدمي وأحد فقهاء الأطباق فكان يسترفق به في ذلك بل وأخذ عنه في الفقه وغيره وتدرب به في الصناعة بل لازم الخواص في الفقه والفرائض والأصلين والنحو والعروض وغيرها وقرأ على المناوي والبلقيني غالب شرح البهجة ولازم الجوجري كثيراً وكتب على ابن الضائع فأجاد، وتكسب بالشهادة وتميز فيها وجلس بجامع الصالح مدة وناب في القضاء عن العلم البلقيني فمن بعده ثم كتب التوقيع بباب زكريا، وحج في سنة ست وخمسين في البحر رفيقاً لنا وسمع اليسير معنا وكذا جاور بعد ذلك سنتين متواليتين، وسافر على قضاء الركب مرة بعد أخرى واختص بتمراز الدوادار الثاني وتكلم عنه في الإنظار وغيرها وكذا قربه بردبك الدوادار الثاني وزاد اختصاصه به وتكلم عنه أيضاً مع توقع خلاف ذلك منه بخصوصه له، وبالجملة فلم يذكر عنه إلا الخير مع بادرة وقوة نفس ولذا أهانه الأشرف قايتباي مرة بالفعل ثم القوم وقبل ذلك أهانه تمربغا وغيره، مات في جمادى الأولى سنة ست وتسعين.
"أبو الحرم" بن التقي أبي بكر بن محمد بن إسماعيل القلقشندي واسمه محمد. ولد سنة أربع وخمسين وثمانمائة أو قبلها وسمع معنا على أبيه والجمال بن جماعة في آخرين، وأجاز له جماعة واستقر في بعض جهات أبيه بعده، وقدم القاهرة غير مرة منها في سنة تسعين.
"أبو الحسن" بن عرب هو النور علي بن الشرف محمد بن البدر محمد بن النور علي بن عمر بن علي بن أحمد القرشي الطنبدي الأصل القاهري الشافعي الماضي أبوه ويعرف كسلفه بابن عرب، ولد سنة تسع عشرة وثمانمائة بالقاهرة ونشأ بها فحفظ القرآن والعمدة والشاطبية والتنبيه وألفية النحو، وعرض على جماعة كالبساطي وابن الديري وشيخنا وابن المجدي ولازمه في الفقه والفرائض والحساب وكذا أخذ عن القاياتي في الفقه في آخرين، وسمع على الزين الزركشي وآخرين كالرشيدي والأربعين في ختم البخاري بالظاهرية وشيخنا، وناب عنه في البهنسا وعملها ثم أعرض عنها لعمه أبي الحسن، وتكسب بالشهادة بل ناب في القضاء عن العلم البلقيني في سنة أربع وستين فمن بعده وكان يجلس بحانوت الرسامين وكذا ناب بأخرة في الخطابة بالأزهر وبجامع القلعة وبالمؤيدية، وحج وتنزل في صوفية الأشرفية برسباي وغيرها من الجهات وكتب بخطه الكثير ومما كتبه القول البديع وترجمة النووي كلاهما من تصانيفي وأخذ عني وعن الديمي، مات في صفر سنة ثمان وتسعين رحمه الله.
"أبو الحسن" بن عرب أحد النواب أيضاً، مات في ليلة الاثنين حادي عشري ربيع الأول سنة إحدى وتسعين، ويحرر مع المذكورين، "أبو الحسن" بن عرب، هو علي بن عمر بن علي بن عمر بن علي بن أحمد؛ مضى في العليين.
"أبو الحسن" بن عرب ابن للبدر محمد بن النور علي بن عمر بن علي بن أحمد الشافعي، اشتغل على أبيه وولى قضاء البهنسا وعملها عن شيخنا بعد ابن أخيه الماضي أولاً، ومات في سنة تسع وثمانين عن نحو السبعين.
"أبو الحسن" بن الغمري، هو علي بن أبي العباس أحمد بن محمد بن عمر الغمري الأصل المحلي الشافعي نزيل القاهرة، ولد سنة ثمان وستين بالمحلة وحفظ القرآن ونحو النصف من منظومة الزبد وقرأ دروساً في النحو والصرف على بعض أصحاب أبيه وكذا حضر في الفقه وغيره وسمع علي قليلاً وتزوج بابنة أخي يس البلبيسي ثم بابنة الشيخ علي بن الجمال ثم بابنة البدر بن الشهاب البلقيني وبآخرين كجارية من سراري ابن عليبة وجمع بينها وبين الثانية وسكن بهما مع والده بالجامع وأقبل على ما يفتقر إليه في النفقة من تكسب ونحوه سوى ما يحوزه من جهة والده وأوقافه.
 أبو الحسن" بن الحاج قاسم بن محمد بن محمد بن محمد بن علي النحاس كأبيه وجده ويعرف كهما بابن المرضعة، نشأ متكسباً بصناعته سلفه وفي غضون ذلك اشتغل عند الشمس بن سولة في الفقه ولازمني وغير واحد وفهم في الجملة، وحج في سنة سبع وثمانين موسيما، وتزوج ابنة السعدي الحريري، وحج بها ومعه أمه في سنة ثمان وثمانين وجاور وحضر هناك عند القاضي وغيره قليلاً ثم أعرض عن الاشتغال ولزم حرفته وتكرر مجيئه لمكة بعد ذلك.
"أبو الحسن" الجياني إمام جامع الزيتونة. "أبو الحسن" الطوخي، هو علي ابن عبد القادر بن محمد بن محمد بن علي بن شرف مضى، "أبو الحسن" العدوي علي بن محمد بن علي بن محمد بن عبد الرحمن، "أبو الحسن" المسلمي علي بن خليل بن مسلم وعلي بن محمد بن مفضل. "أبو الحياة" هو الخضر بن محمد.

حرف الخاء المعجمة

"أبو الخير" بن أحمد بن إبراهيم خير الدين محمد بن الشهاب بن البرهان الفتوحي - لسكناه باب الفتوح - ثم المرجوشي المالكي الماضي أبوه وجده، قرأ القرآن واشتغل قليلاً في الفقه وغيره عند داود القلتاوي وغيره، ولازمني في قراءة الموطأ، وهو ممن يتكسب في التجارة بالشرب وغيره، "أبو الخير" بن أبي البركات، هو محمد بن محمد بن محمد بن حسين بن علي بن أحمد بن عطية بن ظهيرة.
"أبو الخير" بن أبي بكر محمد بن أبي بكر بن علي بن محمد بن أبي بكر بن عبد الله ابن عمر بن عبد الرحمن الناشري اليماني الماضي أبوه، مات في حياته سنة ثلاثين وكان حاضر الهمة قوي النفس مع ضعف البنية، ذكره الناشري في أبيه.
"أبو الخير" بن حسين بن أحمد بن محمد بن ناصر الهندي الأصل المكي الحنفي. ولد بمكة وسمع بها في سنة ست وثمانين على الجمال الأميوطي ثم في سنة ثمان وثمانين على العفيف النشاوري ومما سمعه عليه الثقفيات وعلي الزين المراغي، وأجاز له العراقي والهيثمي وابن حاتم والتنوخي وآخرون، ودخل القاهرة في طلب الرزق فمات بها في رجب أو شعبان سنة ثلاث وأربعين، ذكره ابن فهد.
"أبو الخير" بن أبي السرور محمد بن عبد الرحمن بن أبي الخير بن محمد ابن أبي عبد الله محمد بن محمد بن عبد الرحمن الحسني الفاسي المكي المالكي. ولد في ربيع الأول سنة ست عشرة بمكة وسمع بها من ابن الجزري والزين بن طولوبغا وابن سلامة وغيرهم، وأجاز له في سنة تسع عشرة فما بعدها جماعة ودخل القاهرة مع أبيه وأخيه عبد الرحمن صحبة الحاج في موسم سنة اثنتين وثلاثين فماتوا بأجمعهم في الطاعون سنة ثلاث وثلاثين، أرخه ابن فهد.
"أبو الخير" بن أبي السعود محمد بن محمد بن محمد بن محمد بن حسين بن علي.
"أبو الخير" بن الوجيه عبد الرحمن بن محمد بن علي الفاكهي المكي الماضي أبوه، مات بالقاهرة مطعوناً سنة سبع وتسعين، "أبو الخير" بن عبد القوي هو محمد.
"أبو الخير" بن عثمان بن أبي بكر بن عبد الله بن ظهيرة القرشي المكي الماضي أبوه وأمه زبيدية، بيض له ابن فهد ولعله مات صغيراً.
"أبو الخير" بن علي الفاكهي، في أبي الخير الفاكهي.
"أبو الخير" بن عمران خير الدين محمد بن محمد بن عمران شيخ القراء أبوه.
"أبو الخير" بن محمد بن عبد الله بن يعقوب بن إبراهيم بن محمد الزكي الغماري المالكي القاضي أخو الجمال محمد الماضي، ولد سنة تسع وتسعين وسبعمائة في قرية الشارع من وادي لية بكسر اللام وتشديد التحتانية من أعمال الطائف ونشأ بها فحفظ القرآن وتلاه لورش على خالد المغربي والرسالة لابن أبي زيد وولى قضاء لية بعد أخيه، ولازم الحج في غالب السنين وزار النبي صلى الله عليه وسلم ولقيه البقاعي في صفر سنة تسع وأربعين بأرض تدعى اليسرى من أرض الشارع فقرأ عليه حديثاً من البخاري بإجازته من ابن سلامة وأجاز له من في الجمال محمد بن أحمد بن عيسى بن مكينة ونقل عنه وعن غيره أنه سيئ السيرة في قضائه وشهادته وغير ذلك من أحواله مات.
"أبو الخير" بن محمد بن علي بن أبي بكر بن اسمعيل المصري الأصل المكي ويعرف بالجوخي، مات في ربيع الأول سنة تسع وسبعين بمكة، أرخه ابن فهد وهو والد محمد أحد من كان في خدمة البرهاني ثم ولده.
"أبو الخير" بن محمد بن علي بن محمد الفاكهي، في أبي الخير الفاكهي.
 أبو الخير" ويسمى محمد بن محمد بن أبي الخير محمد بن علي بن عبد الله ابن علي بن محمد بن عبد السلام بن أبي المعالي بن أبي الخير بن ذاكر بن أحمد ابن الحسن الفارسي الكازروني الأصل المكي رئيس المؤذنين بالمسجد الحرام ويعرف بابن أبي الخير، ولد في ثاني عشري شعبان سنة تسع وعشرين وثمانمائة بمكة ونشأ بها وكان يذكر أنه قرأ الربع الأول من التنبيه، وولي رياسة المؤذنين بعد والده شريكاً لأخيه عبد السلام في سنة سبع وخمسين ثم لما مات أخوه شاركه ولده أبو عبد الله وكان لهما أيضاً التسبيح بمنارة باب السلام ونصف أذان باب العمرة ومنع غير مرة من الآذان ثم يعاد وليس له ما يذكر به نعم يرجى له من الله الغفران بسبب قيامه في الليل وذكره الله تعالى في الأسحار، وهو ممن سمع مني بمكة في سنة ست وثمانين ورافقنا إلى الطائف قبل ذلك، مات بعد تعلله نحو جمعة في يوم الأحد رابع عشر ربيع الأول سنة تسع وثمانين ودفن بعد عصر يومه عند سلفه من المعلاة تجاوز الله عنه ورحمه.
"أبو الخير" بن محمد بن محمد بن نعيم الخواجا الجوجري المصري نزيل مكة. أوصى في مرض موته بألف دينار لشراء دار توقف على سبيل ونفر يقرءون له كل يوم جزءاً من القرآن ويطوفون له أسبوعاً والنظر فيه ليحيى المغربي الشاذلي ثم من بعده للجمال محمد بن علي الدقوقي، ومات في مستهل ذي الحجة سنة اثنتين وأربعين بمكة أرخه ابن فهد واشتريت الدار عند باب السويقة ثم خرجت وتعطلت مدة ثم أستأجرها الجمال محمد بن الظاهر من الشافعي في أواخر سنة أربع وتسعين وأوائل التي بعدها.
"أبو الخير" بن أبي اليمن محمد بن أحمد بن الرضي إبراهيم بن محمد الطبري المكي الشافعي الماضي أبوه وهو إمام المقام، سمع من أبيه والجمال بن عبد المعطي وأحمد بن سالم المؤذن وعبد الوهاب القروي وأجاز له في سنة إحدى وسبعين جماعة كالصلاح بن أبي عمر وابن أميلة وابن الهبل وابن النجم والعماد بن كثير وناب في الإمامة عن أبيه ثم رغب له عن نصفها الذي كان معه في مرض موته ولم يلبث أن مات في صفر سنة ثلاث عشرة مقتولاً خطأ من العسس فوداه السيد حسن بن عجلان وسلم الدية لورثته، وهو عند الفاسي وغيره.
"أبو الخير" خير الدين بن الأصيفر، نزيل سوق الغنم ومباشر وقف جامع أصم هناك وغيره، مات في ربيع الأول سنة ست وثمانين.
"أبو الخير" بن الباهي الغزولي، مات في صفر سنة ثلاث وتسعين بعد أن افتقر جداً بعد الثروة التقدم في حرفته، وكان يذكر أنه كان رفيق ابن الفالاتي في المكتب وغيره. "أبو الخير" بن البدراني محمد بن محمد بن حسن بن علي.
"أبو الخير" بن البساطي هو خير الدين محمد بن العز عبد العزيز بن الشمس محمد بن أحمد بن عثمان البساطي القاهري المالكي الماضي أبوه وجده، ولد في شوال سنة ثمان وعشرين وثمانمائة وحضر عند جده قليلاً وأجاز له خلق واشتغل بالتكسب ولم ينتج ثم قرأ على زوج أخته الزين عبد الرحيم الأنباسي في الفقه وغيره وخالط الفقهاء ولم يتميز نعم ناب في القضاء وورث والده ثم أخته وابتنى داراً بالقرب من حانوت الحنفية داخل باب القنيطرة وتزوج في غضون ذلك بزينب ابنة الجلال البلقيني واغتبطت به، وحج موسمياً ولم يذكر عنه في القضاء إلا الخير. "أبو الخير" بن التاجر الخانكي، في محمد بن علي بن محمد.
"أبو الخير" بن الخطيب القنبشي محمد بن محمد بن محمد بن علي بن يوسف.
"أبو الخير" بن الخروبي المصري، مات في يوم الثلاثاء سادس عشري رمضان سنة ثمانين ودفن بتربتهم محل دفن شيخنا عفا الله عنه.
"أبو الخير" بن الرومي، في محمد بن محمد بن داود.
"أبو الخير" بن الزين القسطلاني، في محمد بن حسين بن محمد بن محمد بن محمد.
"أبو الخير" بن بن السطحي شاد جامع الحاكم والمعروف بالفخور والأقدام بحيث ضرب غير مرة آخرها قبيل موته، ومات في يوم الجمعة سادس عشر رمضان سنة ست وثمانين وصلى عليه بعد صلاتها عفا الله عنه.
"أبو الخير" بن الشيخة أخو الجلال حمد بن الشيخة الماضي، مات في ذي القعدة سنة ثمان وسبعين واسمه علي بن محمد بن محمد الدنديلي، كان عامياً متمولاً يعامل ويتجر وله فيما أظن سماع علي الوالي العراقي وابن الجزري والواسطي.
"أبو الخير" بن طبيلة دجاج السلطان، مات في شوال سنة اثنتين وتسعين.
 أبو الخير" بن القصبي هو محمد بن محمد بن أحمد بن موسى بن أبي بكر.
"أبو الخير" بن مقلاع هو محمد بن علي المصري المراكبي أخو البدر محمد، ممن له حركة وكرم وصادره السلطان بعد التسعين.
"أبو الخير" بن النحاس اثنان المرتقي لتلك المظالم وهو محمد بن أحمد بن محمد والشاعر وهو القطب محمد بن محمد بن علي بن أحمد رأيت تقريظه لمجموع البدري فكان من نظمه فيه:

أفديه مجموع نظم فيه قد نثرت

 

عقود در غدت في حسنها نسقا

وقد زها ورقى جمعاً ومنـزلة

 

فياله من كتاب قد زها ورقى

وله في تقي الدين بن محمود:

قف وقفة عند سباب الأنـام تـرى

 

عيونه من جيوش السرد قد كسرت

ومن توقد نيران الحشـيش غـدت

 

عيناه ترمى جماراً بعد ما نفـرت

وفي النجم يحيى بن حجي:

حجي سيدي يحيى بن حجي وجوده

 

وتقريره في العلم في الذروة العليا

فإن كان مات الفضل من آل برمك

 

فلا تيأسوا فالفضل من سيدي يحيى

وكان كثير الاختلاط بابن الغرس بحيث جاور صحبته بمكة سنة ست وسبعين وكتب عنه النجم بن فهد حينئذ من نظمه أشياء وبابن حجي وقد قصدني مرة فأنشدني من نظمه أشياء لطيفة، مات بدمشق في رجب سنة ست وثمانين وأظنه جاز الأربعين، وخلف نحو خمسمائة دينار وما كان الظن به إلا الفاقة عفا الله عنه. وقد دار بينه وبين ناصر الدين بن شاذلي النظم في معنى فقال أبو الخير:

ألا هل من شج خل رحـيم

 

أبث له هوى الظبي الرخيم

وقال ذاك:

نعوذ بربنا البـر الـرحـيم

 

من الشيطان حاسدنا الرجيم

في أبيات لكل منهما وكتب الفضلاء من الشعراء كالقادري والعلماء كالجوخري بأرجحية أولهما وأطال أولهما في كتابته، وكان حسن المحاضرة عشيراً نكتاً.
"أبو الخير" الجوخي، شيخ جاور بمكة في سنة ثمان وتسعين في خدمة الناصري محمد بن دولات النجمي، مات في أواخر ذي الحجة منها بمكة وخلف نحو ثمانين ديناراً وكان ممن يحضر عندي أحياناً رحمه الله.
"أبو الخير" الجوخي آخر، مضى في ابن محمد بن علي بن أبي بكر.
"أبو الخير" الخانكي، في محمد بن محمد بن محمد بن محمد بن محمد. "أبو الخير" الخانكي آخر، في محمد بن علي بن محمد، "أبو الخير" الخضري، في محمد بن محمد بن عبد الله.
"أبو الخير" الزفتاوي، في محمد بن عمر بن عبد الرحمن "أبو الخير" السخاوي في محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن أبي بكر بن عثما ختم له بخير.
"أبو الخير" السعدي المقسي لنزوله جامع المقسي خارج باب البحر، كان يدري المقيات ويشارك في الجملة لأنه اختص بالنور المناوي وقتاً مع كونه حنابلة المؤيدية وكان يجيئها في كل يوم ماشياً من باب البحر، مات وقد زاد على الستين في العشر الأول من شوال سنة تسع وثمانين رحمه الله ووضع البدر بن القرافي يده على تركته ووظائفه فيما بلغني وما علمت لماذا.
"أبو الخير" خير الدين صهر الحناوي والمرافع فيه، مات مطعوناً في سنة سبع وتسعين بالقاهرة.
"أبو الخير" المعروف بعبد الحق اليماني، مات في ربيع الثاني سنة إحدى وستين بمكة، أرخه ابن فهد.
"أبو الخير" العقاد الحريري القاهري ممن يتعانى النظم، ومات في سنة ثلاث وستين وكتب عنه البدر في مجموعه قوله:

أحب أبا بكر ولست ببـاغـض

 

وأوهبه روحي وما راعني أني

جعلت صلاة في القيام فريضتي

 

وأرفضت عذالي على أنني سني

"أبو الخير" العقبي اثنان محمد بن عبد الرحيم بن علي ومحمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن يوسف. "أبو الخير" الفاسي اثنان محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن محمد بن محمد بن عبد الرحمن ومحمد بن عبد اللطيف بن أبي السرور محمد بن عبد الرحمن، ولعمه ذكر في أبيه أبي السرور.
"أبو الخير" الفاكهاني اثنان محمد بن علي بن محمد بن عمر بن عبد الله بن أبي بكر وابن أخيه محمد بن محمد بن علي بن محمد بن محمد بن عمر بن عبد الله، وفيمن سمع من شيخنا بمني سنة أربع وعشرين جزءاً من تخريجه أو الخير بن علي بن عبد الله وأظنه الأول.
 "أبو الخير" الفيومي ثم القاهري الشافعي أحد أتباع الصلاح المكيني وعشرائه، ممن رقاه لنيابة القضاء مع عدم ارتضائه ولكنه كان حاذقاً بالشهادة بارعاً فيها بحيث دخل في أشغال كثيرة وباشر أوقاف جامع الحاكم وغيره، وتنزل في الجهات وتمول سيما حين تزوج من بيت ابن الحاجب وملك الدور وتسلط على البرهان التلواني ومسه منه كل مكروه وما كان المناوي يقيم له كأمناله وزناً وربما لقب لسمرته طحينة مات في يوم الجمعة عيد النحر للمصريين سنة خمس وثمانين وصلى عليه عقب صلاة الجمعة بجامع الحاكم رابع أربعة وأظنه جاز الأربعين عفا الله عنه.
"أبو الخير" القلقشندي في محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن إسماعيل وإن كان بالكنية أشهر.
"أبو الخير" الكركي الأصل البرلسي نزيل القاهرة وخليفة المقام الدسوقي وصاحب ديوان المهمندار يعقوب شاه والمعين له على تحدثه في أوقاف الحاجب، ممن اشتغل وتميز في الفرائض والحساب والشروط وتكسب بها وذكر فيهما بما لا يرتضي بل زاد في تقبيح الصنيع مع إبراهيم التلواني وشارك في الفقه بحيث أذن له البكري والبامي في الإفتاء والتدريس؛ وقصدني غير مرة فما رأيت خاطري يقبله سيما وقد كان يربي شعره ويسدله وصارت له زاوية وجماعة، مات في صفر سنة تسعين وصلى عليه بالأزهر في مشهد حافل ودفن بزاويته بالقرب من الباطلية وما أظنه يقصر عن الخمسين عفا الله عنه، "أبو الخير" المخبزبي في محمد بن أبي بكر.
"أبو الخير" المريسي هو محمد بن ريحان الجدي أحد مباشريها ووالد علي وعثمان الماضيين، سمع في سنة أربع عشرة علي الزين أبي بكر المراغي الختم من الصحيحين وسنن أبي داود، ومات في ربيع الأول سنة إحدى وسبعين ودفن بتربة ابن عيينة من المعلاة، ذكره ابن فهد.
"أبو الخير" النحاس، اثنان مضيا في ابن النحاس قريباً.
"أبو الخير" النظامي نسبة لنظام الحنفي لكونه خاله وهو عضد الدين محمد اليشبكي، ممن عرض أماكن من المنار في أصول الحنفية في شعبان سنة اثنتين وخمسين على القاضي سعد الدين بن الديري وعمر بن قديد وأجازاه، واشتغل عند خاله وكتب المنسوب وجمع المجاميع وخالط الشهابي بن العيني فاستقربه في خزن كتب جده وقتاً، وحج غير مرة وجاور وتردد إلي كثيراً وفيه ظرف ولطف.

حرف الدال المهملة

حرف الذال المعجمة

"أبو ذر" الحلبي أحمد بن إبراهيم بن محمد بن خليل، "أبو ذر" الزركشي عبد الرحمن بن محمد.
"أبو ذر" معين الدين بن السيد نور محمد بن عبد الله الأيجي أخو الصفي والعفيف وغيرهما لعل اسمه عبد الله مات في بلد قريب من هرموز سنة ولم أعلم ترجمته.

حرف الراء المهملة

"أبو الرخا" بن محمد بن محمد بن أبي بكر السوهائي ثم القاهري الحنفي أخو الشمس محمد الجلالي الماضي، ممن قرأ القرآن وتنزل بعناية أخيه في جهات وحج، مات بعد التسعين بسوهاي ودفن برباطهم فيها ويذكر بكرم عكس أخيه.
"أبو الرضا" أحمد بن محمد بن بركوت المكيني فيما زعمه سبط شيخنا.
"أبو الرضا" محمد بن يوسف الدميري.

حرف الزاي

"أبو زرعة" بن فهد هو البدر محمد بن التقي محمد بن محمد بن أبي الخير محمد بن محمد بن عبد الله الهاشمي المكي الشافعي شقيق النجم عمر الماضي ويعرف كسلفه بابن فهد، ولد في مستهل المحرم سنة ثمان وثمانمائة بمكة ونشأ في كنف أبويه فحفظ القرآن وغنية المريد وبغية المستفيد لأبيه والحاوي وألفية النحو ومعظم جمع الجوامع وعرض على جماعة وأحضره أبوه على جده نجم الدين وأبي اليمن الطبري ثم أسمعه على الزين أبي بكر المراغي والشموس الغراقي والشامي وابن الجزري والجمال بن ظهيرة وابن طولوبغا وشيخنا وخلق وأجاز له آخرون، وحضر دروس الوجيه عبد الرحمن بن الجمال المصري في الفقه ودروس الجلال عبد الواحد المرشدي في النحو ويخرج في الفن بأبيه وحصل وقرأ وطبق وكتب بخطه فوائد بل جمع مناقب الشافعي ومعجم شيوخه وجرد رباعيات مسلم، وكان له فهم وذكاء مات في جمادى الأولى سنة ست وعشرين بمكة رحمه الله، وممن ذكره الفاسي.
"أبو زرعة" بن الشيخ ناصر الدين أبي الفرج محمد بن الجمال محمد بن أحمد ابن محمد الكازروني المدني الشافعي، ولد في ليلة مستهل رجب سنة ثلاث وثلاثين واشتغل عند أبيه وغيره، ومات تقريباً سنة أربع وستين رحمه الله.
 "أبو زرعة" بن العراقي، أحمد بن عبد الرحيم بن الحسين بن عبد الرحمن.
"أبو زرعة" المقدسي الرملي، تلا عليه للسبع الشهاب أحمد بن أحمد بن محمد الرملي الماضي، وما علمت ترجمته.
"أبو زيد" الحسني المعروف بالمصافح، لقيه النجم بن النبيه وصافحه وقال إن بينه وبين النبي صلى الله عليه وسلم أربعة وذلك كذب قال النجم وكان أعمى يحسن الكتابة حسبما شاهدته منه في تلك الحالة، "أبو زيد" عبد الرحمن بن محمد بن خلدون.

حرف السين المهملة

"أبو السرور" بن عمر بن أبي المعالي بن محمد بن أبي المعالي الزبيدي الماضي أبوه كان صابراً عاقلاً فاضلاً خيراً مات قبل والده في السنة التي مات فيها وهي تسع وثلاثون.
"أبو السرور" الفاسي أحمد بن محمد بن عبد اللطيف بن أبي السرور، وجد أبيه محمد بن عبد الرحمن بن أبي الخير محمد بن محمد بن محمد بن عبد الرحمن.
"أبو السعادات" جلال الدين بن الشهاب أحمد بن المحيوي عبد القادر ابن أبي القسم بن أبي العباس بن عبد المعطي الأنصاري المكي المالكي الماضي أبوه وجده سبط الوجيه عبد الرحمن بن النحاس ويسمى محمداً، ولد بعد موت أبيه في أيام مني سنة سبع وستين وثمانمائة بمكة ونشأ فكفله جده ومات أيضاً قبل بلوغه فقرأ القرآن وغيره وتدرب بقريبه أبي الخير بن أبي السعود ونحوه في العربية بل قرأ على العلمي في الفقه وغيره، وقرأ علي في سنة خمس وثمانين القول البديع من نسخة حصلها ولازمني في غير ذلك وكذا قرأ على ابن حاتم المغربي وزوجه البو خير المشار إليه ابنته، وقدم القاهرة في البحر سنة خمس وتسعين ثم عاد في موسمها.
أبو السعادات" بن الأمام الطبري هو محمد بن المحب بن محمد بن الرضى محمد بن المحب محمد ابن الشهاب أحمد بن إبراهيم بن محمد بن إبراهيم. "أبو السعادات" بن أبي البركات ابن ظهيرة هو محمد بن محمد بن محمد بن حسين ويقال له أبو السعادات بن ظهيرة أيضاً.
"أبو السعادات" بن نور الدين علي بن محمد بن علي بن عمر بن عبد الله الفاكهي المكي ويسمى محمداً وهو أكبر اخوته ويلقب ضيف الله الماضي أبوه وجملة من أسلافه واخوته ولد في جمادى الأولى سنة أربع وستين وثمانمائة بمكة ونشأ بها فحفظ القرآن وأربعى النووي ونور العيون والتنبيه وألفية ابن مالك وعرض على جماعة منهم البرهان قاضي مكة والمحب الطبري إمامها وغيرهما وحضر علي الزين الأميوطي ثم سمع علي التقي بن فهد في سنة تسع وستين ولازم العلمي والمسيري والمنهلي وعبد الحق والسنتاوي والسيد عبد الله الإيجي في آخرين في الفقه وأصوله والعربية وغيرها وكذا لازم خاله معمراً في العربية وأكثر من الحضور عند القاضي وكان يميل إليه ويثني عليه وعلى عقله، ثم قرأ في التقسيم وغيره على ولده أبي السعود، وتميز وسمع مني وأنا بمكة والثناء عليه بالقعل والديانة والفضل والقيام على إخوته وأقاربه مستفيض، مات وأنا بمكة بعد تعلله نحو خمسين يوماً في يوم الاثنين ثاني عشر ربيع الأول سنة ثلاث وتسعين وصلى عليه بعد عصر يومه ثم دفن عوضه الله الجنة وإيانا.
"أبو السعادات" بن القاضي الشمس محمد بن أحمد بن زبالة أخو سعيد الماضي وسبط ابن صالح قاضي طيبة، ممن سمع علي بها.
"أبو السعادات" بن محمود بن عاذل الحسيني المدني الحنفي والد عبد الله وعبد الرحمن وأحمد وعبد الكبير المذكورين ويسمى محمداً، مات في يوم الأحد سابع عشري شعبان سنة سبع وسبعين وصلى عليه من الغد بالروضة ثم دفن بالبقيع عن سبع وستين وله اشتغال وفضل بل تلا للسبع علي ابن عياش وابن الجزري وأبي محذورة ولم يخرج من المدينة إلا لمكة رحمه الله، "أبو السعادات" البلقيني، محمد بن محمد بن عبد الرحمن بن عمر.
"أبو السعادات" الطبري، هو ابن الإمام مضى قريباً، "أبو السعادات" الكازروني محمد بن محمد بن محمد بن أحمد.
"أبو سعد" بن بركات بن حسن بن عجلان السيد بن صاحب الحجاز السيد زين الدين الحسني أخو السيد الجمال محمد وأمه كوكب الحبشية، كان في رفد أخيه وتحت طاعته لم يخرج عنه مع عقل وشجاعة، مات في ربيع الثاني سنة أربع وتسعين.
 أبو سعد" بن أبي راجح بن أبي عزيز قتادة النابغة الحسني المكي ويعرف بالحلي، كان من أعيان الأشراف عقلاً وعبادة واستحضاراً لمسائل من مذهب الزيدية وأخبار عن علي ومن قارب مدته من أهل البيت وعن الأشراف ولاة مكة، مات في جمادى الأولى سنة ست وعشرين، ذكره الفاسي.
"أبو سعد" بن عبد القادر بن علي بن زايد المكي أخو عبد اللطيف وابن عمة عبد الباسط وأبي الفتح الماضيين وسبط أخت أبي سعد الهاشمي ويعرف كسلفه بابن زائد، ممن سمع مني بمكة ثم قدم القاهرة في رجب سنة اثنتين وتسعين وزار المدينة وهو ممن حفظ القرآن وأربعي النووي والشاطبية، وعرض على البرهاني القاضي والنجم بن فهد وغيرهما.
"أبو سعد" بن عبد الكريم بن أبي سعد بن عبد الكريم بن أبي سعد ابن علي قتادة الحسني المكي المعروف بالحجر، مات سنة سبع وعشرين بمكة أرخه ابن فهد، "أبو سعد" بن القطان في محمد بن محمد بن عبيد، "أبو سعد" النموي.
"أبو سعد" الهاشمي القرشي في محمد بن علي بن هاشم بن علي بن مسعود.
"أبو السعود" بن الأقصرائي، يأتي في ابن يحيى قريباً.
"أبو السعود" بن أبي البركات في محمد بن محمد بن محمد بن حسين بن علي بن أحمد.
"أبو السعود" بن حسين هو محمد بن حسين بن علي بن أحمد.
"أبو السعود" بن سليمان المغربي المؤذن بباب العمرة والماضي أبوه، تردد إلى القاهرة واليمن؛ سمع مني بمكة. "أبو السعود" بن ظهيرة هو الجمال محمد بن عالم الحجاز البرهان إبراهيم بن علي بن محمد بن أبي السعود محمد بن حسين بن علي بن أحمد بن عطية بن ظهيرة القرشي المكي الشافعي، مضى في المحمدين.
"أبو السعود" بن ظهيرة؛ هو ابن البركات الماضي قريباً.
"أبو السعود" بن علي بن أحمد بن عبد الرحمن بن الجمال المصري، حفظ القرآن والمنهاج ويتكسب بالساخة والعمر وهو ممن سمع مني بمكة.
"أبو السعود" بن أبي الفضل بن ظهيرة، في محمد بن محمد بن أحمد بن ظهيرة.
"أبو السعود" بن محمد بن أحمد الشريف الهدوي، ممن دخل اليمن والقاهرة وسمع مني بمكة وهو الآن سنة تسع وتسعين بالهند، "أبو السعود" بن الكمال أبي الفضل محمد بن النجم محمد بن أبي بكر المرجاني المكي، مضى في المحمدين.
"أبو السعود" بن أبي الفتح محمد بن محمد بن علي بن يعقوب القاياتي مضى في المحمدين أيضاً.
"أبو السعود" بن مدين بن أحمد بن محمد بن عبد الله الأشموني الأصل القاهري المقسي المالكي الماضي أبوه، ولد في سنة ثلاث وخمسين بالقرب من جامع الطواشي ونشأ في كنف أبويه ومات أبوه وهو صغير فخلفه فيما كان باسمه وهو شئ كثير جداً مشمولاً بنظر بعض الرؤساء إلى أن استقل بنفسه، وحج بأمه مع الرجبية وكذا حج بانفراده موسمياً ثم كان ممن فر بنفسه وبنيه وعياله من الطاعون لمكة بحراً في أثناء سنة سبع وتسعين وما وصل إليها حتى مات منهم بضعة عشر نفساً وزار القدس ظناً؛ وكذا سافر الشام وحلب والصعيد للنزهة وغيرها وحفظ غالب القرآن وقرأ الرسالة حلا على الشهاب الحبيشي وفهم ويدرك الديواني والقبطي لأجل تكلمه في جهاته وكنت أحب لو أقبل على الإشتغال وقرب الخيار من الأقران والأمثال ولكنه مع ذلك لم يذكر عنه ولله الحمد إلا الخير مع إمساك وغيرة زائدة في الإقامة والسير.
 "أبو السعود" بن الأمين يحيى بن محمد بن إبراهيم الأقصرائي الأصل القاهري الحنفي شقيق زينب الآتية أمهما أمة فرنجية من سبي قبرس واسمه البدر محمد. ولد في سنة ست وثلاثين وثمانمائة بمنزل أبيه بالقرب من باب الوزير، ونشأ في كنف أبيه فحفظ القرآن وغيره ولازمه في الفقه والعربية والأصلين والمعاني والبيان والحديث والتفسير وغيرها وسمع عليه كثيراً وبعض ذلك كالشفا بقراءته وكذا أخذ عن ابن عمته المحب الأقصرائي بل قرأ بالمدينة النبوية على أعجمي كان بخانقاه سرياقوس النحو والصرف وعلي الشمس الفيومي الأزهري المنطق في آخرين وسمع علي الزين الزركشي وابن ناظر الصاحبة وابن بردس وابن الطحان وغيرهم وأجاز له ولأخته خلق منهم باستدعاء بخط النجم بن فهد مؤرخ برمضان سنة سبع وثلاثين شيخنا والشمس بن الجندي والعز بن الفرات والجمال عبد الله ابن جماعة وأخته سارة والجمال عبد الله الهيثمي والنور الشلقامي والشرف يونس الواحي والشمس البالسي واصر الدين الفاقوسي والتاج الشرابيشي في آخرين باستدعائه واستدعاء الزين رضوان، وحج غير مرة منها في سنة أربع وستين مع جانبك الجداوي وجاور بقيتها ثم بعد ذلك مع أبيه وزار بيت المقدس ورغب له أبوه عن مشيخة الأشرفية وتدريسها وباشرهما في حياته وكذا درس في غيرهما؛ وكان مائلاً إلى الخيول النفسية مع ذكائه ومشاركته وتودده ومزيد إقبال أبيه عليه، مات وهو راجع مع أبيه من مكة وكان ابتدأ به الضعف فيها في سابع ذي الحجة بحيث صعد وهو متوعك، واستمر في ازدياد حتى كانت وفاته بين بدر والينبوع في يوم السبت ثاني عشريه سنة تسع وسبعين وكان أجحف في دفع ما كان صحبته من صرر أهل الحرمين مع مزيد خدمتهم له بحيث قيل إنهم أكثروا الالتجاء إلى الله في أمره واستمروا سائرين به في المحفة مرحلتين حتى دفن بالينبوع بعد تغيره تغيراً فاحشاً ثم بعد مدة أحضر إلى القاهرة فدفن عند أبيه وما حمد أحد هذا الصنيع وعد موته في حياة والده كرامة له وإن عظم توجعه واشتد جزعه لفقده عوضه الله الجنة ورحمه وإيانا وعفا عنه.
"أبو السعود" بنيونس بن رجب بن عبد العال الزبيري القاهري الأصل المكي المالكي ابن أخي الشمس محمد الماضي، ولد فطن قرأ القرآن والمختصر في الفقه وغيرهما ولازمني مع عمه في سنة ثلاث وتسعين في سماع أشياء علي ومن لفظي بل قرأ اليسير وكتب بعض تصانيفي كالتوجه للرب بدعوات الكرب ومما سمعه ابن ماجه والعمدة وأكثر البخاري مع قراءة أماكن منه ونحو النصف الثاني من النسائي بفواتات قليلة والبعض من الترمذي وقطعة من جامع الأصول ومن الشفا ومن الاستيعاب والقصيدة المنفرجة ومن تصانيفي المقاصد الحسنة والتوجه للرب وفي ختوم البخاري والترمذي والنسائي وابن ماجه والشفا بل سمع من لفظي كثيراً منها، وفارقته في موسم سنة أربع وتسعين ثم بلغنا أنه سافر مع أبيه إلى الهند في التجارة وكتب هناك الموطأ وغيره، ثم فارقه وقدم مكة وأنابها في سنة سبع وتسعين فلم يلبث أن سمع بوفاة أبيه فرجع فيها لضم التركة ولمها لطف الله به.
"أبو السعود" الأسيوطي؛ محمد بن محمد بن علي بن أبي بكر بن النقيب.
"أبو السعود" البزاوي الصحراوي واسمه محمد بن حسن، قرأ القرآن وكتب الخط الجيد ونسخ به كتباً وتنزل في جهات، وصاهره الشمس بن قمر التاجر على ابنته فاستولدها وتوجه هو بهما بعد موت ابن قمر إلى مكة فجاور بها، ومات هناك في يوم الأربعاء حادي عشري ربيع الأول سنة ست وثمانين وصلى عليه بعد الصبح من الغد ودفن بمقبرة الشرف الأنصاري من المعلاة وشهد الشافعي فمن دونه دفنه وأظنه قارب الستين وكان لا بأس به رحمه الله.
"أبو السعود" الحسيني إبراهيم بن أحمد بن علي.
"أبو السعود" الطوخي، هو أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن محمد بن محمد بن عثمان.
"أبو السعود" الغراقي، هو محمد بن محمد بن محمد بن علي بن يوسف بن أحمد.
"أبو سعيد" بن أبي بكر بن عبد الله بن ظهيرة، هو محمد مضى.
"أبو سعيد" بن عبد الرزاق أمين الدين بن التاج بن البقري أخو حمزة ويحيى، تدرب في المباشرات وباشر في الحمايات وقتا.
 أبو سعيد" القان ملك التتار وحفيده شاه رخ واسمه كنيته، أسره حسن بك بن قرايلوك ثم أنه قتله في سنة ثلاث وسبعين، "أبو سعيد" المريني صاحب فاس وماوالاها في عثمان بن أحمد بن إبراهيم، "أبو سهل" بن عمار في يحيى بن محمد بن عمار.

حرف الشين المعجمة

"أبو شعر" هو عبد الرحمن بن سليمان بن أبي الكرم.
"أبو الشفا" بن فيروز فتح الدين الطبيب، كان حياً في سنة اثنتين وستين ممن أخذ عنه الريس القوصوني والأمشاطي وابن إسماعيل.

حرف الصاد المهملة

"أبو الصفا" إبراهيم بن علي بن إبراهيم بن يوسف.

حرف الطاء المهملة

"أبو الطاهر" بن أحمد بن محمد بن وفا أخو أبي الفتح.
"أبو الطاهر" بن إسماعيل بن علي بن محمد بن داود بن شمس المكي ويعرف كسلفه بالزمزمي، ولد بمكة في رمضان سنة إحدى وثمانمائة ونشأ فأحضر في الرابعة مع أبيه علي ابن صديق ختم البخاري، ومات بمكة في شوال سنة اثنتين أو ثلاث وأربعين؛ أرخه ابن فهد.
"أبو الطاهر" بن عبد الكريم المراكشي المالكي، مات سنة تسع وثلاثين.
"أبو الطاهر" بن عبد الله المراكشي المغربي نزيل مكة، مات بها في شوال سنة تسع وثلاثين وكان قرأ على عبد العزيز الحلفاوي قاضي مراكش وغيره وكان خيراً ديناً صالحاً، ذكره شيخنا في إنبائه وأرخه ابن فهد أيضا.
"أبو الطاهر" العلوي، محمد بن محمد بن علي بن إدريس بن أحمد بن محمد بن عمر.
"أبو الطاهر" القادري، محمد بن المحب محمد بن عبد الله تلكا، "أبو الطيب" ابن البدراني، محمد بن الحسن بن علي بن عبد العزيز، "أبو الطيب" بن البرقي، هو محمد بن أبي الفضل محمد بن الشمس محمد بن علي بن محمد بن محمد ابن حسين بن علي في المحمدين.
"أبو الطيب" بن روق كريم الدين محمد بن الصدر محمد بن محمد بن محمد ابن عبد العزيز بن أبي الحسن السكندري الأصل القاهري شقيق أحمد الماضي وأبوهما، ممن نشأ في كنف أبويه فحفظ القرآن وغيره وتكسب بالشهادة وجلس عند البدر بن القرافي وجاورا بمكة وكانا مع ابن الزمن علي القاضي؛ ثم تعانى التوقيع وتميز فيه وخدم بني الجيعان حين إضافة كتابة السر لبيتهم وراج بذلك قليلاً وفي أثناء ذلك كله عمه داراً بالقرب من بيت أبيه وأخيه من سويقة اللبن؛ ومات فجأة في يوم الاثنين خامس عشري شعبان يوم فتح السد سنة ثلاث وتسعين وأظنه جاز السبعين وكان كل من ولده والشرف ابن أخيه غائباً فأرسل البدري أبو البقا بن الجيان من جهزه ثم صلى عليه ودفن بتربة البيبرسية عند سلفه عفا الله عنه، "أبو الطيب" بن أبي الفضل بن ظهيرة، هو يحيى بن محمد ابن أحمد بن ظهيرة مضى، "أبو الطيب" بن أبي القسم النويري محمد بن محمد ابن محمد بن محمد بن علي بن محمد بن إبراهيم.
"أبو الطيب" بن محمد بن يوسف بن علم الدين الشمس بن الزين الفارسكوري الشافعي الماضي أبوه وعماه محمد وإبراهيم وأبوهم يوسف ويعرف كل منهم بابن الفقيه يوسف واسمه محمد؛ ولد سنة ستين وثمانمائة تقريباً بفارسكور واشتغل بها وحفظ القرآن كتباً ثم حضر بالقاهرة عند الفخر المقسي وغيره وفهم وشارك وجاور بمكة سنين وأقرأ بها بعض أبناء التجار وربما تكسب من جدة ونحوها، ولقيني هناك في سنة اثنتين وتسعين والتي بعدها فلازم في سماع البخاري ومسلم والأذكار وغيرها دراية ورواية وكتب له إجازة حسنة؛ وهو خير فاضل كثير الأسئلة مجيد الاستحضار ورجع مع الركب آخر سنة أربع وتسعين إلى بلده فألزمه ابن شعبة بالدخول في القضاء وكان فيما أظن كارهاً فيه وجاءني كتابه مرة بعد أخرى ثم سخط عليه ابن شعبة فصرفه وعوضه بابن خروب صبي مهمل فلم يلبث أن خرج هارباً واستمر هذا مقيماً ببلده مصروفاً.
"أبو الطيب" بن يحيى بن عبد الله الحنفي المزين أبوه مضى في المحمدين.
 "أبو الطيب" الأسيوطي محمد بن محمد بن محمد بن علي بن الركن عمر بن حسن المحب بن الشمس الشافعي نزيل القاهرة ووالد أصيل الدين محمد الماضي ويعرف في بلده بابن الركن لقب جده الألى وفي القاهرة بكنيته، ولد سنة ثمان وعشرين وثمانمائة بأسيوط وحفظ القرآن والشاطبية والمنهاج وألفية النحو عند المحب بن النقيب ثم قدم القاهرة بعد الأربعين فنزل عند ابن عمه أبي الحجاج السيوطي وأخذ في القراآت عن الزين عبد الغني الهيثمي العربية عن خير الدين ابن الرومي تفقه بالشهاب المسيري قرأ عليه المنهاج ولازم المناوي في عدة تقاسيم وكذا لازم تلميذه الجوجري في الفقه وأصلوله والعربية وغيرها وحضر أيضاً عند المقدسي وسمع في الظاهرية القديمة على الأربعين وعلى أم هانئ الهورينية وطائفة، وتدرب في صناعة الشروط بمسلم بلديه وبابن النبيه والقرافي والنبراوي وراجع فضلاء أرباب المذاهب في مسائل الخلاف حتى تميز وأشار إليه بالفضيلة وحسن الفهم والتؤدة والتثبت وجودة الخط والعبارة فارتقى ولا زال في ترق إلى أن انفرد باشتغال السلطان فمن دونه وركن الناس إليه واعتمدوه وتوسل به في قضايا فأنهاها، كل مع الحشمة والرياسة وحسن الشكالة وعلى الهمة التي ربما تصل به إلى التعصب والالتفات للفقير والإحسان إليه، وحج مراراً واستقر في خدمة الشيخونية بعد الشحنة وكثرت جهاته وتزايدت وجاهته فلما كان في جمادى الثانية سنة اثنتين وتسعين قام على ابن شرف حمية للشافعي فتمقته السلطان لعدم موافقته لغرضه وكلمه بكلام يابس بل صرح في أل رجب مع كونه غائباً بلعنه وأنه نقص من عينه ونحو ذلك فلم يحتمل هذا، واستمر يتجلد ويتنهد إلى أن غرق في صفر من التي تليها ولم يخلف في مجموعه مثله رحمه الله وإيانا. "أبو الطيب" السحولي محمد بن عمر بن علي، "أبو الطيب" العسقلاني في شعبان بن محمد بن محمد بن محمد.
"أبو الطيب" القنبشي المكي محمد بن يوسف بن علي، ممن كان يحفظ القرآن ويتكسب كان بزازاً بدار الإمارة من مكة بحيث أثرى بعد الفاقة مع خير وتلاوة، ومات في ذي الحجة سنة خمس وثمانين ودفن بالقرب من القبر المنسوب لأم المؤمنين خديجة من المعلاة، وهو والد المحمدين أبي اليمن وأبي النجا.
"أبو الطيب" النستراوي محمد بن محمد بن محمد بن عبد الله بن أحمد.
"أبو الطيب" النقاوسي المغربي محمد بن أبي عبد الله محمد بن محمد بن يحيى بن أبي علي في الأسماء.

حرف العين المهملة

"أبو العباس" بن محمود بن أحمد الحصيري في النظام بن الحصيري من الألقاب.
"أبو العباس" بن ساج، هو أحمد بن يوسف بن أحمد بن يوسف.
"أبو العباس" بن الضيا، هو أحمد بن موسى بن إبراهيم.
"أبو العباس" بن أبي العباس الناشري واسمه عبد السلام، ممن سمع مني بمكة.
"أبو العباس" بن الغمري، هو أحمد بن محمد بن عمر.
"أبو العباس" بن قاوان هو بن الخوجا الشهير الشيخ محمد بن الخواجا الشهاب أحمد بن قاوان وأمه حبشية لأبيه، ولد ونشأ في كنفه ومات أبوه وكان الشريف اسحق وصيه ولم يزل حتى أنفد جل المخلف ولم يتصون ثم سافر إلى القاهرة في موسم سنة سبع وتسعين وتوجه صاحب الترجمة منها في التي تليها إلى الروم فبلغتنا وفاته في سنة تسع وتسعين وإنها في التي قبلها بالطاعون ببرصا وعد ذلك في بركة أبيه وجده فإنه كاد أن ينكشف حاله.
"أبو العباس" البليني، ممن أخذ عن شيخنا.
"أبو العباس" الحنفي، هو أحمد بن محمد بن عبد الغني.
"أبو العباس" المجدلي الواعظ، هو أحمد بن عبد الله بن محمد بن داود.
"أبو العباس" الوفائي شاد العمائر عند جوهر القنقباي ومن رافع فيه أبو الخير النحاس واتهم بذخائر عنده لمخدومه وضرب بين يدي الظاهر في سنة خمس وخمسين وكان ابتداء تكلم المرافع في الدولة، "أبو عبد القادر" المقري علي بن حسن بن علي بن بدر.
"أبو عبد الله" بن آجروم محمد بن محمد ابن داود. "أبو عبد الله" بن أبي الخير، هو محمد بن محمد بن محمد بن حسين.
 "أبو عبد الله" بن أبي الخير بن محمد بن أبي الخير بن علي بن عبد الله بن علي بن محمد بن عبد السلام رئيس المؤذنين بمكة ووالد أبي بكر الماضي ويسمى كأبيه محمداً، والده في الرياسة ثم استقل بعد موته وذكر لي أن مولده سنة تسع وأربعين وثمانمائة وأنه قرأ البخاري على الشهاب القمني حين مجاورته سنة إحدى وسبعين وكذا سمع على أشياء ويتعانى النظم ويرمي بما كان أبوه يذكر به.
"أبو عبد الله" بن ظهيرة، هو محمد بن محمد بن محمد بن حسين بن علي بن أحمد ابن عطية بن ظهيرة أبو عبد الله بن عبد الكريم بن ظهيرة هو محمد بن عبد الكريم بن أحمد.
"أبو عبد الله" بن أبي عبد الله محمد بن أبي فارس عبد العزيز بن أبي العباس أحمد السلطان المنتصر بالله الحفصي المغربي ويسمى كأبيه محمداً، مضى في الأسماء.
"أبو عبد الله" بن المحتسب، في محمد بن يوسف بن حسين.
"أبو عبد الله" الأيسر، هو محمد بن نصر بن محمد بن يوسف بن الأحمر.
"أبو عبد الله" الريمي، في محمد بن علي بن محمد.
"أبو عبد الله" الفاسي أخو أبي الخير هو محمد بن عبد اللطيف بن أبي السرور محمد بن عبد الرحمن.
"أبو عبد الله" الفيومي، في محمد بن عمر بن عبد العزيز بن أحمد.
"أبو عبد الله" الناشري، هو محمد بن عبد الله بن عمر بن أبي بكر بن عمر. "أبو عبد الله" النويري المالكي، هو محمد بن علي بن أحمد بن عبد العزيز بن القسم بن عبد الرحمن.
"أبو عبد الله" النويري الصغير، هو محمد بن محمد بن محمد بن علي بن أحمد بن عبد العزيز.
"أبو العدل" البلقيني قاسم بن عبد الرحمن بن عمر بن رسلان، "أبو العريان".
"أبو العدل" المقدسي، اثنان محمد بن محمد بن يوسف ومحمد بن حسن بن أحمد.

حرف الغين المعجمة

"أبو غالب" سعد الدين إبراهيم القبطي ويعرف بابن عويد السراج. كان أحد الكتبة ممن اختص بخدمة الدوادار دولات باي وصار من الرؤساء مع حسن المحاضرة والرغبة في مخالطة الطلبة وحسن الفهم وتجنب النصارى ومن يدانيهم والتحنف وجمع الكتب ولذا تردد إليه جماعة من الفضلاء والأعيلان كالشمس الأمشاطي والشهاب الحجازي وحمدوا عقله وأدبه وكرمه، ولا زال كذلك حتى مات في ربيع الآخر سنة ست وخمسين ودفن بحوش الصوفية البيبرسية بمكان عليه غلق عفا الله عنه وإيانا.
"أبو غالب" القبطي المباشر في ديوان الخاص مات في ربيع الأول سنة أربع وتسعين عن بضع وسبعين.
"أبو الغوائر" صاحب جازان وابن صاحبها، وهو أحمد بن دريب.
"أبو الغيث" بن أبي حامد التلواني، هو عمر بن محمد بن علي بن عمر بن حسن بن حسين، ممن سمع ختم البخاري بالظاهرية ولم يتصون.
"أبو الغيث" بن خنيفس الهذلي ممن باشر الشهادة؛ ومات في المحرم ثمان وسبعين. بمكة؛ أرخه ابن فهد، "أبو الغيث" بن زبرق، في محمد بن عبد القادر بن عبد الرحمن.
"أبو الغيث" بن الصفي، في محمد بن يوسف بن أحمد.
"أبو الغيث" بن كتيلة واسمع محمد بن محمد بن عمر بن عبد الله وهو سبط الشيخ محمد الحنفي أمه أمة الله، خلف والده في زاويته ويذكر بعقل وتؤدة ووجاهة وتودد.
 "أبو الغيث" الخانكي وهو البدر والشمس محمد بن علي بن محمد بن الركن محمد الفارسكوري ثم النبهاني الخانكي قاضيها الشافعي، ولد سنة خمسين وثمانمائة تقريباً بفارسكور؛ ومات أبوه بالشام وهو صغير فتحول مع أمه إلى بنها فقرأ بها القرآن وبعض مختصر أبي شجاع والملحة ثم انتقل قبل استكمال عشرين إلى خانقاه سرياقوس حين صاهر قاضيها الشمس الونائي لسابق صحبة بينه وبين جده لأمه فقطنها وحفظ في المنهاج وألفية النحو ولازمه فيهما سيما الفقه ومما أخذه عنه في شرح المحلى بل قرأ عليه في الحديث وتدرب به في الشهادة ونحوها وتكسب بها وبالتجارة وكذا قرأ علي الشهاب البيروتي وأبي الخير التاجر وغيرهما في الفقه والعربية وجود القرآن علي ابن الشيخ محمود وقرأ عليه أيضاً في الحديث وعلي عبد القادر بن محمد الفيومي الكاتب وأبي بكر بن علي القاسمي في التوضيح بل حضر يسيراً عند الجوجري وزكريا والشرف عبد الحق السنباطي ولازمني في شرحي لهداية ابن الجزري والقول البديع وغيرهما وكتبهما مع مصنفي في ختم البخاري وغيره من تصانيفي وغيرها؛ ومن شيوخه البرهان النعماني والشهاب بن شعبان الغزي، وقرأ على العامة في المدرسة القاسمية وكان خطيبها وأقرأ بعض المبتدئين في الفقه وغيره وتنزل في صوفية الخانقاه وناب عن صهره في القضاء ثم استقل به بعده إلى أن أشرك معه فيه الجمال عبد الله محتسبها كان ولم يلبث أن مات في جمادى الأولى سنة إحدى وتسعين وتأسف الناس على فقده وارتج لده لذلك وكان متميزاً فاضلاً فهماً عاقلاً متودداً عفيفاً رحمه الله وعوضه الجنة.

حرف الفاء

"أبو فارس" صاحب تونس، هو عبد العزيز بن أحمد بن محمد بن أبي بكر وعبد العزيز بن عمر بن محمد بن محمد بن فهد.
"أبو الفتح" بن إبراهيم بن أحمد بن غنائم البعلي الأصل المدني الشافعي أخو أحمد الماضي وذاك أكبر واسمه محمد ويعرف بابن علبك بفتح المهملة والموحدة بينهما لام ساكنة وآخره كاف، ولد بعيد القرن بالمدينة ونشأ بها فحفظ القرآن والمنهاجين وألفية النحو وعرض على الزينين المراغي وابن القطان والجمال الكازروني وغيرهم وسمع على الأول في الصحيحين والشفا وغيرهما ووقفت على سماعه عليه في البخاري وكذا سمع علي الجمال الكازروني والمحب المطري بل وحضر دروسهما ودروس غيرهما من علماء المدينة وأخذ عن النخم السكاكيني في شرحه للبيضاوي وارتحل إلى القاهرة ودخل الشام وحلب وزار بيت المقدس والخليل وسمع من شيخنا بالقاهرة ودمشق وبها فقط من التقي بن قاضي شهبة والبرهان الباعوني، وتكرر دخوله للقاهرة، وكتب بخطه الكثير وعمر وانقطع ببيته مع كونه أحد المؤذنين مديماً للتلاوة ولقيته به في شعبان سنة سبع وثمانين فسمعت عليه بعض الصحيح ثم قدم مع ولده محمد القاهرة مع ضعفه في البحر فأدركته منيته بها في رمضان سنة تسع وثمانين رحمه الله.
"أبو الفتح" بن إبراهيم القطوري ثم القاهري، ممن قرأ القرآن وجاور مع أبيه في سنة إحدى وخمسين وسمع علي أبي الفتح المراغي ثم تكررت مجاوراته بعد ذلك مع ملازمته التكسب في البز وغيره وتودده وعقله، وأنشأ داراً حسنة على بركة جناق وربما خطب وقرأ في بعض الجوق ثم ضعف حاله وتحرك مع ذلك في موسم سنة اثنتين وتسعين وهيأ حاله ولم أطرافه بل اكترى فعاقت القدرة بحيث كانت منيته في ربيع الثاني من التي تليها، ونعم الرجل كان رحمه الله.
"أبو الفتح" بن أحمد بن عبد اللطيف بن زائد أخو عبد الباسط وقريب عبد اللطيف وأبي سعد المذكورين وسبط أخت أبي سعد ويعرف كسلفه بابن زائد، ممن حفظ القرآن وغيره وعرض ودخل عدن وزار المدينة وسمع مني بمكة ومات بينها وبين وادي مرو هم عائدون به منه إليها في جمادى الثانية سنة تسعين ودفن بالمعلاة.
"أبو الفتح" بن أحمد بن عبد الله بن محمد بن إبراهيم البلقيني الأصل المكي الشاذلي؛ مات في ذي الحجة سنة ثمان وسبعين، أرخه ابن فهد.
"أبو الفتح" بن أحمد بن عمر بن عياد الأنصاري المدني، مات في ربيع الأول سنة خمس؛ أرخه أبو حامد المطري ووصفه برفيقنا وصاحبنا رحمه الله وقضى عنه تبعاته وأحسن الخلافة على أولاده قال وكان فيه خير عقل وحسن عشرة جزاه الله عنا خيراً.
 أبو الفتح" بن أحمد بن عيسى المغربي الأصل المكي الشهير بالحمامي، مات في جمادى الثانية سنة خمس وتسعين ودفن على أبيه بالمعلاة.
"أبو الفتح" بن أحمد بن محمد بن محمد بن محمد بن وفا؛ في المحمدين.
"أبو الفتح" بن اسمعيل بن علي بن محمد بن داود المكي الزمزي ابن أخي شيخنا البرهان إبراهيم بن علي وأخو نابت ووالد الجمال محمد وأحمد الماضيين، مات بمكة في صفر سنة اثنتين وثمانين أرخه ابن فهد عن ثلاث وستين سنة وكان قد حفظ المنهاج وألفية النحو وغيرهما وحضر في الفقه عند الجلال بن ظهيرة وأخذ عن عمه إبراهيم وبه تميز في الفرائض والحساب والفلك وغيرها بحيث كتب على الجعيرية شرحاً وكذا على الدرر اللوامع في الفلك لعمه، ولم يخرج من مكة لغير المدينة النبوية وكان خيراً حدثني ابناه أنه مات بعد أمهما بثلاثة أيام وأنه ذكر لهما عند دفنهما ما يشعر بالإعلام بموته فلم يلبث أن حم وهو راجع وبادر إلى المسجد فطاف بالكعبة أسبوعاً قبل مجيء بيته كأنه ودع بل كان قبل ذلك بقليل دار ليلة كاملة على أساطين المسجد فصلى عند كل أسطونة منه ركعتين وعد ذلك في صلاحه رحمه الله.
"أبو الفتح" بن إسماعيل آخر، هو محمد بن علي بن أحمد. "أبو الفتح" بن برية مباشر منفلوط وأخو أبي البقاء الماضي وهما ابنا شمس الدين محمد أخي يحيى ابني كريم الدين.
"أبو الفتح" بن أبي بكر بن الحسين المراغي، في محمد.
"أبو الفتح" بن أبي بكر بن رسلان البقليني، في محمد.
"أبو الفتح" بن تقي، هو محمد بن محمد تقي بن عبد السلام بن محمد.
"أبو الفتح" بن حرمي، هو محمد ابن أخت البهاء بن حرمي وابن عمه؛ سمع معه على شيخنا وحضر دروس بعض العلماء، وتعانى التجارة فتمول سيما من أصناف وكالة قوصون كالصابون، وسافر إلى الرملة وغيرها وكذا حج وقصد بالافتراض أو الابتياع منه بالنسيئة وكان مقدماً مسيكاً، مات في ذي القعدة سنة اثنتين وسبعين ودفن بحوش البيبرسية وأسند وصيته لخاله وللأقصرائي وكف من رام الإفتيات بوضع اليد على تركته.
"أبو الفتح" بن البدر حسن بن عبد الله القاهري سبط الشيخ محمد الجندي ويعرف بالمنصوري نسبة للمنصور عثمان بن الظاهر جمقمق واسمه محمد، ممن حفظ القرآن واختلط بالمنصور قبل سلطنته وبعدها فعظم اختصاصه به وكان أصل اختلاطه معه أن جده لأمه كان فقيهاً له وكان يقرأ عنده فائتلف به من صغره وذكر من أجله، وسمع الحديث معنا بالظاهرية القديمة في البخاري وغيره فلما استقر في السلطنة زادت وجاهته ولكن كانت مدته قصيرة غير أن هذا لك ينفك عن التردد لبعض الأكابر من الأتراك والمباشرين وغيرهم ورزق حظوة وتكلم في جهات، وصار وجيهاً مقصوداً في المهمات عالي الهمة قوي الجأش متودداً مع جسارته وسرعة حركته فتمول سيما وقد تكلم في بعض جهات مخدومه وقضاء حوائجه وربما سافر لدمياط وغيرها، وحج مراراً وجاور قبيل موته قليلاً وكان يكثر بالطواف ونحوه مع إقباله على التحصيل وربما تردد إلى هناك وأخذ مني مصنفي الابتهاج وزاد تودده ورأيت من علو همته وأدبه وعقله ما حمدته لأجله، وكان يرجو ولداً ذكراً مع كونه خائفاً من السلطان يترقب ولم يلبث إلا يسيراً ثم رجع مع نائب جده فما كان بأسرع من موته بعد انقطاعه مديدة في يوم الاثنين خامس ذي القعدة سنة سبع وثمانين وصلى عليه في مشهد حافل وأسند وصيته للأتابك؛ ومولده قريب الثلاثين خلف ابنة أبا فلم يلبث أبوه إلا يسيراً ومات وكان مذكوراً بالخير رحمهما الله وعفا عنه.
"أبو الفتح" بن الحسين بن محمد بن أبي بكر، هكذا كتبه البقاعي لم يزد.
"أبو الفتح" بن حمام، في محمد بن محمد بن عبد الله بن إبراهيم.
"أبو الفتح" بن أبي السعد بن الكمال أبي الفضل محمد بن النجم محمد ابن أبي بكر المرجاني المكي الماضي أبوه، ممن سمع مني بمكة.
"أبو الفتح" بن سعيد بن أبي الفتح محمد بن عبد الوهاب الأنصاري الزرندي المدني واسمه محمد مضى.
"أبو الفتح" بن صالح محمد بن صالح بن عمر بن رسلان ومحمد بن عبد الرحمن ابن صالح.
"أبو الفتح" بن ظهيرة محمد بن عثمان بن أبي بكر بن عبد الله بن ظهيرة.
 أبو الفتح" بن عبد الرحيم بن صدقة المخزومي المحرقي الأصل الأزهري الشافعي الماضي أبوه، ممن جاور مع أبيه بمكة وكذا بالمدينة سنة تسعين وقرأ بها مسند الشافعي على قاضيها المالكي الشمس السخاوي وحل عليه قبل ذلك في المدينة أيضاً نظر الشهاب الأبشيطي ثم جار مع أبيه أيضاً في سنة ثمان وتسعين وقرأ على العامة وأقبلوا عليه، وهو عاقل لا بأس به رجع في البرفقاسي شدة فركب هو وأبوه البحر من الينبوع، "أبو الفتح" بن عبد القادر، في الفاسي قريباً.
"أبو الفتح" بن عبد الوهاب بن علي بن يوسف بن الحسن بن محمود بن محمود ابن عبد الله الأنصاري الزرندي المدني الحنفي واسمه محمد، ولد بعد سنة ثمانين وسبعمائة بالمدينة الشريفة وحضر في سنة خمس وثمانين على سليمان السقا ثم سمع وأجاز له جماعة، ومات بها في يوم الأحد رابع عشر ذي القعدة سنة ثمان وثلاثين وذكره البقاعي مجرداً، "أبو الفتح" بن علي بن عمر بن إبراهيم بن أبي بكر القرشي - نسبة للقرشية بالقرب من زبيد اليماني الماضي أبوه واخوته عبد المحسن وعبد الرءوف بيت شهير بالصلاح والخير والجلالة.
"أبو الفتح" بن علي الكالفي الهندي، جاور بمكة في سنة إحدى وستين فأخذ عنه الفخر أبو بكر بن ظهيرة النحو وله فيه مؤلف والصرف والمعاني والبيان وغيرها. "أبو الفتح" بن الغمري، هو محمد بن أحمد بن محمد بن عمر.
"أبو الفتح" بن أبي القسم بن أحمد بن إبراهيم بن محمد بن عيسى بن مطير اليماني الآتي أبوه وولده أبو القسم والماضي أخوه أحمد ويعرف بابن مطير ولد خمس وثمانمائة ومات سنة ثلاث وسبعين.
"أبو الفتح" بن المحب بن ظهيرة محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الله بن ظهيرة.
"أبو الفتح" بن محمد بن إبراهيم الشكيلي المدني أخو أحمد الماضي ممن سمع مني بالمدينة.
"أبو الفتح" بن الرضي أبي حامد محمد بن أحمد فتح الدين بن الضيا المكي الحنفي أخو أبي الليث، ولد في ربيع الأول سنة أربع وخمسين بمكة ونشأ بها وحفظ القرآن، ممن سمع بمكة وسافر إلى الهند بعيد السبعين مع أخيه عمر وتخلف عنه بمندوة وتزوج بها وولد له وأقام بها إلى بعد الثمانين عاد إلى مكة بعد موت زوجته وجلس بمكة يسيراً وتوجه إلى مصر بحراً بأولاده وعياله فأدركه أجله ببركة الحاج في أول رمضان سنة ست وثمانين وحمل إلى تربة الشيخ عبد الله المنوفي فدفن بها وأرسل أولاده وعياله إلى مكة مع الحجاج فيها رحمه الله وعوضه خيراً.
"أبو الفتح" بن محمد بن عيسى بن مكينة الطائفي قاضيها ظناً، مات في جمادى الثانية أو قبله سنة أربع وثمانين بمكة بعد ضعف يوم واحد، ذكره ابن فهد.
"أبو الفتح" بن محمد بن محمود بن عادل الحسيني المدني الماضي أبوه، مات بعد الثمانين بالمدينة عن إحدى وعشرين سنة وكان قد حفظ المختار وأربعي النووي وجود الخط وتكسب بالنساخة.
"أبو الفتح" بن النجم محمد بن عبد القادر بن عمر بن السكاكيني الماضي أبوه، سمع بالمدينة في سنة خمس وأربعين على زينب ابنة اليافعي المسلسل بقراءة الفتحي.
"أبو الفتح" بن محمد مظفر الدين بن مظفر بن عبد الله بن محمد، مضى في المحمدين "أبو الفتح" بن ويسمى محمد بن موسى بن إبراهيم العنبري والد عبد القادر وأخو محمد الماضيين مات في ذي الحجة سنة خمس وتسعين.
"أبو الفتح" بن نصر الله بن أحمد بن محمد بن أبي الفتح بن هاشم بن إسماعيل ابن إبراهيم بن نصر الله بن أحمد البهاء بن القاضي ناصر الدين الكناني العسقلاني ثم المصري الحنبلي عم العز أحمد بن إبراهيم الماضي وأخو آمنة، ولد سنة اثنتين وثمانين وسبعمائة تقريباً وحفظ القرآن وكتباً واشتغل وتميز بوفور ذكائه وتقدم في صناعة الوثائق والقضاء وتنزل في الجهات وحج ودخل الشام وناب في القضاء عن المجد سالم وغيره وامتنع العلاء بن المغلي وغيره من ذلك، وكذا ناب في التدريس بجامع الحاكم عن ولد المجد وكان قد سمع على أبيه وغيره وأجاز له جماعة وحدث سمع منه بعض أصحابنا ولم يكن بأهل للأخذ عنه لا دمانة المجاهرة بأنواع الفسق وما يخل بالمروءة إلا أنه قبل موته ألزمه قاضي الحنابلة البدر البغدادي بعدم الخروج من خلوته وأجرى عليه ما يكفيه فحسن حاله بالنسبة لما كان أولاً، ولم يلبث أن مات في جمادى الأولى سنة خمسين عفا الله ورحمه وإيانا.
 أبو الفتح" بن وفا؛ في محمد بن أحمد بن محمد بن محمد بن محمد.
"أبو الفتح" بن محيي الدين بن عبد السلام القليبي السخاوي شيخ الطائفة القليبيبة، مات في أثناء المحرم سنة تسع وسبعين رحمه الله. "أبو الفتح" بن البلقيني، في محمد بن محمد بن محمد بن عمر بن رسلان. "أبو الفتح" بن القاياتي محمد بن محمد بن علي بن يعقوب. "أبو الفتح" بن المرجاني محمد بن محمد بن أبي بكر بن علي بن يوسف. "أبو الفتح" الجوهري محمد بن محمد بن عبد الله.
"أبو الفتح" الحجازي المكتب محمد بن محمد بن محمد بن أحمد. "أبو الفتح" الرسام محمد بن محمد بن أحمد بن عبد الله. "أبو الفتح" الزرندي جماعة: قاضي المدينة حمد بن علي بن يوسف بن الحسن وابن أخيه عبد الوهاب وحفيد هذا ابن سعيد بن أبي الفتح. "أبو الفتح" السوهائي محمد بن محمد بن محمد بن اسماعيل.
"أبو الفتح" الطيبي محمد بن محمد بن علي بن إبراهيم.
"أبو الفتح" الفاسي هو محمد بن عبد القادر بن أبي الفتح محمد بن أحمد ابن أبي عبد الله محمد بن محمد بن عبد الرحمن القاضي شرف الدين بن المحيوي الحسني الفاسي الحنبلي، ولد بمكة في صفر سنة ثلاث عشرة وثمانمائة وأحضر بها علي العز محمد بن علي بن عبد الرحمن القدسي الحنبلي القاضي مجلس نظام الملك وغيره وعلي أحمد الفاسي وابن سلامة مشيخة الفخر بأفوات في آخرين كابن الجزري ابن طولوبغا والشمس الشامي، وأجاز له في سنة مولده الزين المراغي وعائشة ابنة ابن عبد الهادي وآخرون وجمع واشتغل على عدة من الواردين مكة كأبي شعرة وابن الرزاز، وناب عن عمه السراج عبد اللطيف في القضاء والإمامة بمقام الحنابلة إلى أن مات، ودخل بلاد العجم في أواخر سنة أربعين ثم عاد لمكة، وبها مات في ربيع الآخر سنة اثنتين وأربعين ودفن بالمعلاة عند سلفه. "أبو الفتح" الفوي محمد بن أحمد بن أبي بكر، "أبو الفتح" الفيومي أحمد بن عبد النور بن أحمد.
"أبو الفتح" القمني الواعظ محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن يحيى.
"أبو الفتح" المراغي بن أبي بكر بن الحسين بن عمر.
"أبو الفتح" المنصوري محمد بن البدر حسين بن عبد الله مضى قريباً.
"أبو الفتح" المنوفي هو أحمد بن علي بن علي بن عيسى القلعي الشافعي، ولد في أوائل سنة إحدى وعشرين وثمانمائة وحفظ القرآن واشتغل يسيراً وأقرأ المماليك في الطبقة الصندلية تدرب في اللسان التركي وكان ممن قرأ عند يشبك من مهدي ورفيقه تغري بردي القادري ولذا كان أولهما بعد ترقيه يحسن إليه، وأم بجامع القلعة ثم ترقى حتى ناب في القضاء بل سافر قاضي المحمل غير مرة وأهانه الأتابك أزبك مرة منها بمكة بالضرب وغيره ثم بعد سنين أمر السلطان بصرفه عن النيابة واستمر حتى أعاده زكريا بسفارة تغرى بردي المشار إليه ولم يكن بذاك المرضي مع كثرة تلاوته ولا زال يتقهقر حتى مات في جمادى الثانية سنة تسع وثمانين وبلغني أن أباه كان أيضاً قاضياً بالقلعة عفا الله عنه.
"أبو الفتح" المنوفي آخر نائب جدة هو البدر محمد بن العز محمد.
"أبو الفتح" النعماني نسبه لأبي عبد الله بن؛ النعمان كان ذا صوت جهوري يعطي الحروف في القراءة حقها ويقرأ طريقة عرفت به بحيث يقال القراءة النعمانية.
"أبو الفتح" الواعظ الحسيني محمد بن إبراهيم بن معمر؛ وآخر مضى في القمني.
"أبو الفرج" بن عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن ناصر الدين بن القطان المدني أخو عبد الرحمن الماضي، ممن سمع مني بالمدينة.
"أبو الفرج" بن عبد الوهاب بن التقي محمد بن صالح بن اسمعيل الكناني المدني الشافعي أخو محمد الماضي وأبوهما؛ ممن حفظ الألفية وغيرها اشتغل يسيراً وسمع على أبي الفتح المراغي وسافر إلى القاهرة فغرق في رجوعه منها بين الطور والينبع آخر سنة إحدى وستين.
"أبو الفرج" بن قاسم؛ في محمد بن عبد العزيز بن أحمد بن قاسم.
"أبو الفرج" بن النجم محمد بن أبي البركات محمد بن أبي السعود محمد ابن حسين بن علي بن أحمد بن عطية بن ظهيرة القرشي المكي أمه حبشية لأبيه مات صغيراً.
"أبو الفرج" بن محمود بن عاذل الحسيني الحنفي المدني أخو محمد وأبي السعادات الماضيين ويسمى محمداً؛ ممن اشتغل وفضل وكتب الخط الجيد وكتب به أشياء رحمه الله؛ وأظنه أبا الفتح الماضي قريباً.
"أبو الفرج" الكازروني، هو محمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن محمود.
 "أبو الفرج" المراغي محمد بن أبي بكر بن الحسين بن عمر.
"أبو الفرج" اليعقوبي النصراني بطريق النصاري لا رحم الله فيه مغرز إبرة هلك في ليلة الجمعة رابع عشر ربيع الثاني سنة ست وخمسين وألقي في حفرته من الغد.
"أبو الفرج" المنسوب إليه بيت ابن أبي الفرج وأجلهم الفخر عبد الغني صاحب الفخرية كان اسمه عبد الرزاق ولقب بعد إسلامه تاج الدين وأول ما تنبه كتب نقطياً ثم تنقلت به الأحوال حتى تدركها ثم عمل الولاية بها ثم ترقى للوزارة، ومات فقيراً في أوائل القرن.
"أبو الفضائل" بن الشهاب أحمد بن أبي البقاء بن أحمد بن الضياء المكي الحنفي ممن سمع مني بمكة. "أبو الفضائل" المرشدي، في محمد بن محمد بن إبراهيم.
"أبو الفضل" بن أحمد بن محمد بن أحمد بن عبد العزيز الكمال محمد بن المحب أبي الفضل النويري المكي خطيبها الشافعي والد أبي الفضل الآتي قريباً ويسمى كل منهما محمداً، مضيا في المحمدين.
"أبو الفضل" بن أحمد بن محمد بن محمد بن وفا غرق وهو عبد الرحمن مضى.
"أبو الفضل" ابن أخي الريس في أحمد بن أبي بكر بن عبد الله.
"أبو الفضل" بن أسد، في ابن محمد بن أحمد بن أسد.
"أبو الفضل" بن الإمام المغربي المالكي، في محمد بن إبراهيم بن عبد الرحمن وسمي المقريزي والده يحيى بن عبد الرحمن هناك ترجمته.
"أبو الفضل" بن الإمام الدمشقي الشافعي؛ هو المحب محمد بن أحمد بن محمد بن أيوب.
"أبو الفضل" بن الأوجاقي، في عبد الرحيم بن محمد بن محمد بن محمد.
"أبو الفضل" بن البحلاق، مات في ليلة الجمعة ثامن ربيع الأول سنة اثنتين وثمانين وكان قد باشر تقدمة الدولة غير مرة وظلم ولكنه لم يمت حتى خذل وأهين وقاسى شدة وقلة.
"أبو الفضل" بن البرقي في محمد بن محمد بن علي بن محمد بن محمد بن حسين بن علي.
"أبو الفضل" بن البقري في مجد الدين من الألقاب. "أبو الفضل" بن جلود في علم الدين.
"أبو الفضل" بن الجمال المرجاني المكي أخو أبي الفتح الماضي، هو محمد بن محمد بن أبي بكر بن علي.
"أبو الفضل" بن حجر أحمد بن علي بن محمد بن محمد بن علي بن أحمد أستاذنا.
"أبو الفضل" بن الحنفي، في عبد الرحمن بن محمد بن حسن وسماع بعضهم محمداً.
"أبو الفضل" بن الردادي، في محمد بن علي بن محمد بن عمر بن عبد الله.
"أبو الفضل" بن الزين، هو محمد بن محمد بن أحمد بن أبي الخير بن حسين مضى.
"أبو الفضل" بن ظهيرة جماعة الكمال محمد بن أحمد بن ظهيرة وحفيده محمد ابن أحمد سبط ابن اليافعي والعباس بن محمد بن محمد.
"أبو الفضل" بن عبد الرحمن النويري محمد بن عبد الرحمن بن علي بن أحمد بن عبد العزيز.
"أبو الفضل" بن عبد السلام بن أبي الفتح بن تقي الكازروني المدني ممن سمع مني بها.
"أبو الفضل" بن القاضي عبد الله بن عبد الرحمن بن صالح المدني ابن عم الشمس محمد بن فتح الدين محمد الماضي، ممن حفظ القرآن غيره واشتغل عند الشهاب البيجوري حين كان بالمدينة تميز في الميقات بل بلغني أنه كان فاضلاً وهو ممن سمع مني بالمدينة بل سمع علي أبي الفتح المراغي وغيره، مات في سنة إحدى وتسعين.
"أبو الفضل" بن عبد اللطيف بن محمد بن يوسف الزندري المدني الشافعي الماضي أبوه، كان فاضلاً.
"أبو الفضل" بن عبد الوهاب بن عبد اللطيف بن علي بن عبد الكافي السنباطي القاهري الشافعي الكاتب الأعرج ويسمى محمداً؛ نشأ فقرأ القرآن جود الخط على يس برع وتكسب بالنساخة مع التصدي للتكتيب في أيام بل ينوب في الأشرفية وغيرها في ذلك وربما اشتغل يسيراً عند بلديه عبد الحق وغيره، وبعد أبيه جلس في دكانه بالشرب قليلاً ثم ترك، ويجتمع مع محمد ابن محمد بن عبد الرحمن السنباطي الكتبي في علي.
"أبو الفضل" بن عرب موقع الأتابك أزبك، في محمد بن محمد بن علي.
 أبو الفضل" بن عيسى بن علي بن عيسى البدر بن الشرف الأقفهسي ثم القاهري الشافعي ويسمى محمداً، ولد في سنة أربع وستين وثمانمائة بحارة الأقفهسيين، وحفظ القرآن والمنهاج وألفية الحديث والنحو وجمع الجوامع، وعرض على جماعة كالجوجري والعبادي وابن الصيرفي والشرف موسى البرمكيني ولازم الشمس بن سولة في الفقه وكذا الشمس بن سمنة بل قرأ علي الشمس البامي والزين زكريا والبرهان بن أبي شريف وعبد الحق والديمي وعبد القادر الحريري وشيخه البدر المارداني وآخرين في الفقه وأصله والعربية والفرائض والحساب والحديث لازمني كثيراً فقرأ شرح ألفية العراقي بتمامه وجميع مسلم وأكثر البخاري وسمع أشياء وهو فهم عاقل ساكن تكسب تحت نظر أبيه ثم ترك مع خير وعدم اشتغال بما لا يعينه، وحج في سنة ست وتسعين.
"أبو الفضل" بن قطارة، باشر ديوان المرتجع وقتاً، وصاهر العلمي ابن الجيعان على ابنته فرح وماتت تحته تركت له ابنة.
"أبو الفضل" بن أبي اللطف علي بن محمد بن علي بن منصور.
"أبو الفضل" بن محمد بن أحمد بن عبد الله بن محمد بن عبد المعطي الكمال الأنصاري الخزرجي المكي ويعرف بابن الصفي لكن أبيه كان سبط الصفي الطبري، سمع من والده والعز بن جماعة والحسن بن عبد العزيز الأنصاري وأجاز له جماعة وحدث، وكان يعمل العمر ويبيعها ويتردد من مكة إلى اليمن حتى أدركه الأجل بزبيد في سنة أربع عشرة، ذكره الفاسي.
"أبو الفضل" بن المراغي، هو الكمال محمد بن محمد بن محمد بن أبي بكر بن الحسين مضى.
"أبو الفضل" بن المصري، في محمد بن أبي بكر بن علي.
"أبو الفضل" بن أبي المكارم، في أبي الفضل بن ظهيرة قريباً.
"أبو الفضل" بن موسى بن أبي الهول أخو أبي البركات، كان عامل ديوان الأشراف، وحج مع ياقوت الأفتخاري ثم مع عبد اللطيف العثماني وتوفي في رجوعه معه بحدرة دامة دفن عند سيدي مرزوق وخلف عبد القادر محمداً.
"أبو الفضل" بن وفا، هو محمد بن محمد بن عبد الرحمن بن أحمد بن محمد بن محمد وجده أيضاً يكنى أبا الفضل كما تقدم قريباً. "أبو الفضل" بن الأقفهسي التاجر مضى قريباً في ابن عيسى. "أبو الفضل" الحنفي، في ابن الحنفي قريباً وأنه عبد الرحمن بن محمد بن حسن، "أبو الفضل" بن السنباطي المكتب، مضى قريباً في ابن عبد الوهاب. "أبو الفضل" العراقي، هو عبد الرحيم بن الحسين بن عبد الرحمن. "أبو الفضل" القزويني، في عماد الدين. "أبو الفضل" المحلي في محمد بن محمد بن عبد اللطيف بن أحمد. "أبو الفضل" المرجاني، في محمد ابن محمد بن أبي بكر وقد أشير إليه قريباً. "أبو الفضل" المشدالي المغربي، هو محمد بن محمد بن أبي القسم بن محمد. "أبو الفضل" المنوفي إمام الزهد، هو محمد بن عبد الرزاق بن أحمد.
"أبو الفضل" النويري اثنان: محمد بن عبد الرحمن بن علي بن أحمد إمام الكاملية بمكة، خطيب مكة محمد بن أحمد ابن محمد بن أحمد بن عبد العزيز الماضي أبوه في أبي الفضل بن أحمد قريباً.
"أبو الفوز" هو محمد بن خالد بن محمد القاهري الشافعي الماضي أبوه وجده ويعرف كأبيه بابن زين الدين، ولد ونشأ فتولع بالاشتغال وحضر عند الفخر المقسي والجوجري وغيرهما في الفقه وغيره وعند خالد في النحو ولازمني مديدة ثم انفصل مع تكرر تردده وله حافظة يحفظ بها فروعاً ومتوناً ونحو ذلك وربما خبط وأما فاهمته ضعيفة جداً والغالب عليه التعتعة والخفة، قد تكسب بالشهادة وتنزل في سعيد السعداء وغيرها وخطب في جامعهم بل استقر به تغري بردي القادري في خطابة جامع المغاربة؛ وصاهر ابن بيانة المعامل على ابنته واستولدها ثم فارقها وكثر تردده لناظر الخاص ابن الصابوني وتوصل به في استقراره أحد جماعة الخشابية، ولا زال حتى أدرجه الزيني زكريا في النواب المجددين وجلس بحانوت قناطر السباع، "أبو الفوز" بن البريدي محمد بن علي بن عادل.
"أبو الفوز" ربيب الأمشاطي محمد بن عبد الرحمن.
"أبو الفيض" محمد بن علي بن عبد الله.

حرف القاف

"أبو القسم" بن إبراهيم بن عبد الله بن محمد بن عمر بن أحمد بن عبد الله بن محمد بن جعمان الشرف الصريفي الذؤالي اليماني الشافعي خال الجمال محمد ابن أبي بكر بن محمد الماضي من بيت علم وصلاح، ولد سنة أربع وثمانمائة ومات أبوه وهو ابن ست فتخرج بقريبه الإمام الشهاب أحمد بن عمر بن جعمان وانتفع به في الفقه والعربية، وارتحل إلى زبيد فقرأ بها الفقه أيضاً على الطيب الناشري والعربية على الفقيه عبد الوهاب الناشري برع ثم عاد إلى بلده فتصدى للتدريس والإفتاء وقضاء حوائج المسلمين ورزق قبولاً تاماً وجاهاً عريضاً، كل ذلك مع العبادة بحيث انتهت إليه رياسة العلم والصلاح، ولما قدم ابن الجزري زبيد سنة ثمان وعشرين أخذ عنه عدة الحصن الحصين غيره وكان يجله ويعظمه مع أنه كان حينئذ في شبيبته، مات في آخر ربيع الثاني سنة سبع وخمسين وتأسف الناس على فقده، وأطال صاحبنا الكمال موسى الذؤالي ترجمته في صلحاء اليمن وهو ممن أخذ عنه رحمه الله.
"أبو القسم" بن أحمد بن إبراهيم بن محمد بن عيسى بن مطير بن علي بن عثمان الشرف الحكمي الأصل من حكماء حرض اليماني الشافعي والد أحمد الماضي ويعرف كسلفه بابن مطير من بيت كبير باليمن فأبه وجده وأبوه من الثامنة، ولد سنة ثلاث وسبعين وسبعمائة وخلف والده في التدريس والإفتاء، وانتهت إليه الرياسة ببلده علماً وعملاً وصلاحاً ووجاهة، وله كرامات منها أن البدر حسن بن علي بن يوسف بن أبي الأصبع قال بينما أنا أتحدث معه بمكة في قدمة قدمها علينا إذ ضرب برجله الحائط ضربة شديدة فسألته عن ذلك فقال إن أخاك البدر حسيناً راكب الآن في سفينة وهاج عليهم البحر فمالت السفينة وكادت أن تنقلب فدعمتها برجلي حتى اعتدلت وأنه ضبط التاريخ فلما جاء أخوه أخبره بذلك في ذاك الوقت، مات في ربيع الأول سنة أربع وأربعين ببلده بيت حسين وعينه الأهدل بيوم السبت منتصفه ولكنه تردد في مولده بين سنة أربع أو ثلاث وقال إنه خلف أخاه عبد الله فدرس وأفتى أقام بالزاوية وفي حوائج أهل القرية من الإصلاح والشفاعات لحسن خلقه وأنه جمع في مناقب والده جزءاً بل صنف في استحباب صلاتي رجب وشعبان زاعماً انتصاره فيه ممن أنكرهما وأنه رد عليه في كتاب سماه الكفاية، وذكره العفيف الناشري في ترجمة الأهدل فقال ومن المعاصرين له هناك الآن الفقيه الكبير العلامة الصالح أكثر العلماء في ذلك القطر والي فتواه يسكنون وبفعله يقتدون أخبرني الصنو حافظ الدين عبد المجيد بن علي الناشري أنه اجتمع به في سنة ثمان وثلاثين فأثنى عليه بحسن الخلق وسهولة الطبع وأنه محبوب الطلعة مشكور من رآه أحبه انتهى، وكذا اجتمع بابن زقاعة وعبد الرحمن بن اليافعي وكان يعظم صاحب الترجمة يرفع من شأنه رحمه الله وإيانا.
"أبو القسم" بن أحمد بن حسن الجدي الأصل المكي أخو حسن الماضي وأبوهما يعرف كسلفه بالحنش، مات بجدة في ربيع الأول سنة أربع وثمانين ودفن بالمعلاة، أرخه ابن فهد.
"أبو القسم" بن أحمد بن قاسم بن علي بن حسين بن قاسم الذويد الشهير بالذيب، مات بمكة في شعبان سنة ثمان وستين، أرخه ابن فهد.
"أبو القسم" بن أحمد بن محمد بن أحمد بن عمر الحوراني الأصل المكي المولد أخو عبد الله وأبي بكر المذكورين وربما دعي بقاسم، ولد سنة اثنتين وثمانين وثمانمائة بمكة وقرأ في القرآن وغيره عند الفقيه حسن الطلخاوي وسمع عليه في سنة ثلاث وتسعين بمكة بعض الصحيح بقراءة ابن عمه يحيى بن عمر وغير ذلك ومن لفظي المسلسل وغيره.

"أبو القسم" بن أحمد بن محمد بن عبد المعطي الشرف بن أبي العباس الأنصاري المكي المالكي والد عبد القادر الماضي، نشأ فحفظ القرآن والرسالة وألفية النحو وسمع في سنة خمس وثمانين على العفيف النشاوري بلدانيات السلفي وأربعي الثقفي وغيرهما، وأجاز له المحب الصامت وأبو الهول وابن حاتم والتاج الصردي وخلق، ودخل القاهرة واليمن مراراً وبغداد بقصد زيارة الشيخ عبد القادر ودمشق وزار بيت المقدس وأخذ الفقه ببلده عن الشريف عبد الرحمن الفاسي وعبد القوي البجائي والد أبي الخير وبالقاهرة عن البساطي، وناب في القضاء عن التقي الفاسي وعين للاستقلال به بعد فمات ودرس بعده في درس ناصر الدين بن سلام بالمسجد الحرام وكذا بالبنجالية برغبة التقي له عنها، واختصر مخنصر المتيطية لابن هرون في مجلد، وبصدر وأفتى وأخذ عنه جماعة منهم ابنه وهو المفيد لي معظم ترجمته؛ وكان بارعاً في الفقه والأحكام ذا نظم يسير، مات في الطاعون بالقاهرة في إحدى الجماديين سنة ثلاث ودفن بمقبرة الصوفية خارج باب النصر ولم يكمل الستين رحمه الله وإيانا.
"أبو القسم" بن أحمد بن محمد بن محمد بن محمد بن محمد بن عبد الله بن محمد بن فهد الشرف محمد بن المحب أبي بكر بن التقي الهاشمي المكي الشافعي شقيق عبد الرحمن ووالد عبد الرحمن الماضيين وأبوه وجده ويعرف كسلفه بابن فهد، ولد في عشاء ليلة السبت ثاني عشر ربيع الأول سنة ست وأربعين وثمانمائة بمكة ونشأ بها فحفظ القرآن وأربعي النووي والتنبيه وألفية النحو وجل ألفية الحديث أو جميعها وعرض على جماعة وأحضره عمه النجم عمر على غير واحد بل أسمعه الكثير معي في سنة ست وخمسين ثم مع غيري بعدها وأجاز له جماعة، وارتحل إلى القاهرة ودمشق وغيرهما فسمع من طائفة واشتغل بمكة علي الزين خطاب في الفقه والعربية وغيرهما وعلي إمام الكاملية والجوجري وقرأ عليه شرحه للشذور وأذن له في النحو ولازم القاضي وأخاه الفخري، وسافر إلى بلاد الهند وغيرها وكان معه فتح الباري بخط أبيه فقدمه لبعض ملوكهم واستغرق هناك ومشى على طريقة الصالحين وساعده كرم أصله وفتوته، ورسائله واردة على أبيه وعمه ثم على ابن عمه وأنه في خير وبركة ثم بلغنا أن داره نهبت في فتنة هناك وتألم السلطان لهذا وأمر بنهب من نسب له ذلك، ولما كنت هناك بعد الثمانين أرسل يطلب منه القول البديع وغيره من تصانيفي فجهزها له، وعاد إلى مكة بعد التسعين ومعه زوجته التي اتصل بها هناك فحج وزار المدينة النبوية ثم رجع لانتظام أمره هناك وكون له في اليوم دينار بعد أن سمع مني أشياء من تصانيفي وغيرها بل وكتب بعض ذلك وكتب له عمه فهرستا لبعض مروياته ثم ابن عمه أربعين من المسلسلات، وهو ظريف فطن لبيب خفيف الروح جيد الفهم وأظنه ينظم الشعر.
"أبو القسم" بن أحمد بن محمد وقال بعضهم أبو القسم بن محمد بن اسماعيل البلوي البرزلي نزيل تونس وأحد أئمة المالكية ببلاد المغرب وصاحب الفتاوي المتداولة وهي في مجلدين، قدم القاهرة حاجاً في سنة ثمانمائة وأجاز لشيخنا بل أخذ عنه غير واحد ممن لقيناه كأحمد بن يونس وأرخ بعضهم وفاته بتونس في سنة أربع وأربعين وبعضهم في التي قبلها عن مائة وثلاث سنين وحينئذ فهو آخر من في القسم الأول من معجم شيخنا وأما آخرهم مطلقاً فالبرهان الباعوني وكان البرزلي موصوفاً بشيخ الإسلام، "أبو القسم" بن أحمد بن محمد النويري، مضى في عبد العزيز.
"أبو القسم" بن أحمد بن محمد المتيجي الفوي الشافعي الماضي أبوه، ممن نشأ شافعياً على ما صار إليه أمر أبيه وأخذ عن البدرين الخلال ثم عن الفخر المقسي وزكريا وكذا تردد إلي وقرأ على الديمي قليلاً بحيث درس وأفتى وكان يتجاذب مع أبي النجا بن خلف الآتي بحيث ترك فوة وقطن اسكندرية وناب في قضائها ثم صرفه الدرشابي وقدم القاهرة فعقد الميعاد بالأزهر تشبهاً بالمشار إليه وتوصل حتى ناب عن زكريا في البرلس عوضاً عن العلاء ابن شيخه البدر بن الخلال وتوجه فناكده أحد مشايخه ميلاً منه ومن غالب أهل البلدة إلى العلاء فعاد وعمل الميعاد قليلاً ولم يلبث أن توعك فعاد سريعاً إلى فوة فبمجرد وصوله إليها مات وذلك في جمادى الثانية سنة اثنتين وتسعين وكان حفظه أكثر من فهمه عفا الله عنه.
 أبو القسم" بن أحمد بن مسعود بن غالب بن الحاجة، ووصفه ابن عزم بشيخنا وأنه مات سنة بضع وثلاثين.
"أبو القسم" بن اسماعيل بن أحمد الملك المسعود أحد بني رسول، تملك اليمن مدة ثم خرج عليه عبيد الدولة وأمرائها يافع وملكوا طفلاً من أقربائه فتسحب هذا إلى زيلع ولم يلبث أن انتزع علي بن طاهر وأخوه عامر المملكة من الطفل ورسخت قدمها ولا زال هذا يتنقل حتى استقر بكنباية وهو الآن سنة تسع وتسعين بها.
"أبو القسم" بن أبي بكر الغساني الفقيه الصالح العالم العامل؛ تفقه بالطيب الناشري وسمع الحديث من جماعة وانتفع به جماعة في العلم والعمل، وكان يكثر قراءة الأحياء ويفهمه بحيث اختصره ورتبه ترتيباً حسناً، وولى الإعادة والإمامة بمدرسة جهة الطواشي ياقوت بزبيد، ومات أوائل سنة خمس وأربعين.
"أبو القسم" بن حسن بن عجلان بن رميثة الحسني المكي أخو علي وبركات، تأمر بمكة وقتاً وقدم القاهرة صحبة الحاج في سنة ثلاث وخمسين للسعي في العود إليها فلم يلبث أن طعن ومات في ليلة العشرين من صفرها ونزل السلطان الغد فصلى عليه بمصلى المؤمنين ودفن على والده بحوش الأشرف برسباي رحمه الله وعوضه الجنة.
"أبو القسم" بن حسن بن مسعود الأزرق، مات في ذي الحجة سنة ثلاث وستين، أرخه ابن فهد.
"أبو القسم" بن حسن الشرف الجبائي الزبيدي الشافعي ويعر بابن العماد، ولد سنة ثلاث وأربعين وثمانمائة وتفقه بجماعة ولازم عمر الفتي حتى قرأ عليه الإرشاد وقطعة من شرحه كلاهما لشيخه ابن المقري ومن الروضة، وكان ذكياً فطناً ذا فكرة في الأشياء الدقيقة وإصابة في بعض الأشياء مع انحراف سير وتخيل كبير وادعاء لأزيد من مرتبته حتى أنه تعاطى علم النحو من غير كبير تعلم ولا ممارسة ونظم فيه وخاض فيما أفتى شيخه الفتي بكفره واقتضى نظر القاضي حبسه؛ إلى غير ذلك من جناياته على نفسه وإهانته، مات في سنة سبع وثمانين، ترجمه لي بعض أصحابنا بأبسط من هذا عفا الله عنه.
"أبو القسم" بن سعيد بن محمد بن محمد العقباني مضى في قاسم.
"أبو القسم" بن الصديق بن عمر الشرف اليماني المطري الشافعي أحد قراء السبع من أبيات الفقيه ابن عجيل ويعرف بلقب جده زبر فيقال له ابن زبر، مات تقريباً سنة سبع وثمانين أخبرني بذلك ابنه محمد حين قرأ علي لما لقيني بمكة سنة أربع وتسعين.
"أبو القسم" بن عبد الله بن أبي عبد الله محمد بن أبي العباس أحمد بن محمد بن عبد المعطي الأنصاري المكي المالكي الماضي عم والده قريباً، ممن كان يشتغل بعمل العمر، ودخل القاهرة والصعيد وتردد لبجيلة حتى مات بها في يوم الثلاثاء عاشر صفر سنة خمس وسبعين ودفن بها، أرخه ابن فهد.
"أبو القسم" بن عبد الله بن محمد بن أحمد الشرف ابن قاضي القضاة بزبيد العفيف ابن قاضي القضاة الجمال الطيب ابن قاضي القضاة الشهاب الزبيدي الناشري الشافعي، ولد في جمادى الثانية سنة ثمان وخمسين بزبيد، ونشأ فحفظ الشاطبيتين والألفية والكثير من الحاوي وتلا لأهل سما على الفقيه موسى بن الزين وبعض ذلك على والده وقرأ الفقه على عمه عبد الرحمن بن الطيب والألفية وتوضيحها وغيرهما من كتب العربية على القاضي علي بن أحمد الناشري والكافي في الفرائض على إبراهيم بن عمر البجلي الزبيدي، ولقيني بمكة في ذي الحجة سنة سبع وتسعين حين قدمها للحج فسمع مني المسلسل وغيره، وكتب إلي حمزة أنه فقيه نبيل كامل مفيد من العلماء وذوي الفضل والرياسة.
"أبو القسم" بن عبد الله القيه الأجل الصالح الشرف بن الفقيه الصالح الأصابي، تفقه بخاله الجمال الطيب الناشري ولازمه كما لازم والده والده وانتفع به وقرأ العربية على الجمال محمد بن أبي القسم المقدشي - بالمعجمة - وولى إمامة مسجد الهمام بزبيد، وكان صالحاً يتبرك بدعائه، ذكره العفيف الناشري ولم يؤرخ وفاته وينظر مع ابن أبي بكر الماضي قريباً.
"أبو القسم" بن أبي عبد الله محمد بن محمد بن أبي عبد الله محمد بن علي ابن أحمد بن عبد العزيز النويري المكي المالكي إمام مقام المالكية أبوه كان ممن سمع مني بمكة في سنة سبع وثمانين وسافر بحراً إلى القاهرة في أثناء سنة تسع وتسعين.
 "أبو القسم" بن علي بن محمد بن أحمد بن حسن بن الزين محمد بن الأمين محمد بن القطب القسطلاني المكي، ولد بها في سنة ست وأربعين وثمانمائة ومات بها بعد قليل سنة ثمان وأربعين.
"أبو القسم" بن علي بن محمد بن علي بن زبيدة العلامة المفنن الشرف الزبيدي اليماني الشافعي المعروف بالشرف زبيدة، قرأ على فقهاء بلده ومهر في الفنون فقهاً ونحواً ولغة وصرفاً وكان ذكياً فطناً غواصاً على المعاني الدقيقة درس وأفتى ونظم الشعر وعلق التعاليق المفيدة وأثنى عليه علماء وقته بجودة الذهن وفرط الذكاء ومع ذلك ناقص الحظ ولما انتهت الدولة الرسولية ضاق حاله وانتقل إلى عدن وغيرها ثم حج وأقام بمكة ينسخ بالأجرة وأقبل عليه الخواجا الشهاب قاوان فأحسن إليه بحيث استقام حاله قليلاً، واستمر إلى أن مات في يوم الخميس تاسع عشري ذي الحجة سنة ثمان وخمسين ودفن بالشبيكة، ذكره ابن فهد وقال ابن عزم أنه قرأ عليه الشفا.
"أبو القسم" بن الشيخ نور الدين علي بن محمد بن علي بن علي بن عمر بن عبد الله الفاكهي المكي شقيق أبي السعادات محمد وأحمد وهو أصغرهم، ولد في صفر سنة سبع وسبعين وثمانمائة بمكة وحفظ القرآن وغيره واشتغل يسيراً وسافر إلى القاهرة ثم إلى دمشق فأدركته منيته بالطاعون فيها سنة سبع وتسعين.
"أبو القسم" بن علي بن محمد بن فرج بن محمد بن فرج بن عثمان السبتي الأصل الوادي آشي الأندلسي المالكي الماضي أبوه، ولد في آخر سنة خمس وستين وثمانمائة بوادياش ونشأ بها فقرأ الكثير من الروايات على علي بن داود المقيم الآن بتلمسان وعليه قرأ في الفقه والعربية وقرأ فيهما على أبيه مع قراءة الشفا والموطأ، وإبراهيم ابن كامل البرشاني - نسبة لبرشانة بالأندلس - وسمع عليه الموطأ ودخل تونس في سنة سبع وثمانين فأخذ عن محمد الرصاع في الفقه وغيره ثم تحول إلى القاهرة فحج في سنة ثمان وثمانين وجاور بمكة أزيد من سنة ثم بالندينة دون سنة وسافر منها لدمشق وزار بيت المقدس وأخذ بكل منها عن جماعة وقرأ الموطأ بالخليل علي البرهان الأنصاري وسمع بهذه الأماكن على بقايا من المسندين واجتمع بي في سنة ست وتسعين فسمع مني المسلسل وحديث زهير وأربعين من مسلم انتقاء شيخنا والثلاثي الذي بأبي داود مع حديث كفارة المجلس منه وقرأ على ثلاثيات البخاري والقول البديع وارتياح الأكياد والتوجه للرب وكتبها بخطه، وسكن الظاهرية القديمة وأقرأ بها الأنباء ثم قدم مكة في أثناء سنة ثمان وتسعين بحراً فجاور بها التي تليها وكتب أشياء من تصانيفي وسمع على تصنيفي في المولد النبوي وفي ختم التذكرة وأشياء وأقرأ ابن أخي وغيره وانجمع بالمسجد على خير مع مشاركة في الفضل بورك فيه.
"أبو القسم" بن عمر بن معيبد شرف الدين، مات سنة ثلاثين.
"أبو القسم" بن عيسى بن ناجي، مات سنة بضع وثلاثين.
"أبو القسم" بن أبي الفتح بن أبي القسم بن أحمد بن إبراهيم بن محمد بن عيسى ابن مطير بن علي بن عثمان الحكمي اليماني الماضي أبوه وجده ويعرف كسلفه بابن مطير، ولد سنة ست وثلاثين وثمانمائة ببيت حسين ونشأ؛ ولقيته بمكة في سنة أربع وتسعين وهو حسن السمت طيب الرائحة نير ذو سيادة بأصله وللناس فيه اعتقاد وأخبرني أنه حضر عند جده وحدثني عن بيتهم بكرامات وأحوال، وتكررت زيارته لي وكنت أستأنس به ثم لقيته في سنة ست واللتين بعدها وأضافني في بيته الذي أنشأه بحارة القرشيين ونعم الرجل.
"أبو القسم" بن محمد بن إبراهيم الجذامي البرنتيشي المغربي والد محمد الماضي. مات في سلخ شعبان سنة تسع وخمسين وهي السنة التي ولد فيها ابنه، وخلف شيئاً كثيراً تلف أكثره رحمه الله.
"أبو القسم" بن محمد بن أحمد بن عجيل اليماني الحسيني بلداً الشافعي نزيل مكة، مات بها قبل استكمال الأربعين في يوم الثلاثاء رابع عشر المحرم سنة سبع وثمانين وصلى عليه بعد عصره ودفن بالمعلاة، وكان بارعاً في الفرائض والحساب والجبر والمقابلة انتفع فيها بعبد الرحمن بن أحمد الضراسي ولما كان الشرف عبد الحق السنباطي مجاوراً لازمه في ذلك، وأشير إليه بين منصفي فضلاء مكة بالفضل فيه وافر رحمه الله. "أبو القسم" بن أبي الفضل محمد بن أحمد النويري في محمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن عبد العزيز.
 "أبو القسم" بن محمد بن أبي بكر الجبيلي قاضي الجند، تفقه بالشهاب أحمد ابن أبي بكر الناشري وجمع من العلوم والكتب ما لم يجتمع لغيره مع اشتهاره بالديانة والأمانة وذكره بالورع التام، مات بقرية السمكر سنة سبع وثلاثين، ذكره العفيف الناشري وقال إنه قرأ عليه فصبح ثعلب.
"أبو القسم" بن محمد بن علي بن حسين المصري الأصل المكي التاجر الماضي أبوه وابنه محمد، ويعرف بابن جوشن، ممن ورث من أبيه أموالاً ونماها ثم تركها لبنيه بعد موته، ومات بمكة في المحرم سنة أربعين، أرخه ابن فهد.
"أبو القسم" بن محمد الأكبر بن علي بن محمد بن عمر بن عبد الله الشرف بن الجمال الفاكهي أخو علي وأخوته، ولد في ذي القعدة سنة سبع وثلاثين بمكة وحمل وهو صغير إلى اليمن فدام حتى تميز ثم تردد به أبوه لمكة غير مرة وحفظ القرآن في أثناء ذلك القرآن، ودخل هو القاهرة في سنة ست وخمسين وحفظ فيها الحاوي في أربعة أشهر وعرضه على المناوي وغيره وكذا حفظ غيره واشتغل بها وبمكة وفضل ومن شيوخه إمام الكاملية، وهو صاحب المنازعات مع بني الزين التي آلت إلى حكايات ونكايات ومات بمكة في ثاني ذي القعدة سنة سبعين أرخه ابن فهد.
"أبو القسم" بن محمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن محمد بن سعيد بن عمر بن يوسف بن علي بن إسماعيل الشرف ويسمى محمداً بن الجمال أبي النجا بن البهاء أبي البقاء بن الضياء المكي الحنفي قاضيها وابن قضاتها الماضي أبوه وجده وجد أبيه وأخوه صالح ويعرف كسلفه بابن الضياء، ولد في ربيع الأول سنة تسع وأربعين وثمانمائة بمكة ونشأ بها فحفظ الكنز والمنار وألفية النحو وعرض على جماعة وقرأ على أبيه في الفقه والأصلين والعربية والحديث وكذا أخذ عن البدرين ابن عبيد الله وابن الغرس في مجاورتهما الفقه وأصوله وعن خير الدين الشنشي في مجاورته أيضاً الفقه واليسير عن الزين قاسم في أيام الموسم والعربية وغيرها عن ابن يونس والمحيوي عبد القادر وارتحل إلى القاهرة مرتين أولاهما في سنة سبع وسبعين وأخذ فيها عن الأقصرائي وسمع عليه الحديث بل سمع ببلده على عم أبيه أبي حامد وأبي الفتح المراغي، وأجاز له خلق منهم جده وشيخنا وابن الديري والشمس الصفدي والعز بن الفرات وسارة ابنة جماعة والرشيدي وأبو جعفر بن العجمي والثانية في سنة ثلاث وثمانين وحضر فيها دروس الإمام البرهان الكركي، واستقر بعد موت أبيه في القضاء وفي دروس يلبغا وخيربك والسلطان وباشرها وكثرت مناكدته لابن عمه أبي الليث ثم لولده وزاد ولم يجد منصفاً بل قيل أنه برز في الشارع المستطرق بمني بأذرع في مكان ضيق. "أبو القسم" بن محمد بن محمد بن أحمد القسنطيني الوشتاتي قاضي الجماعة بتونس، يأتي فيمن لم يذكر اسم أبيه قريباً.
"أبو القسم" بن محمد بن محمد بن عبد الرحمن بن صالح، هو محمد مضى.
"أبو القسم" بن محمد بن محمد بن محمد بن الجلال بن الكمال أبي بكر الأخميمي القاهري الشافعي النقيب والد العلاء علي الماضي ويعرف بأبي القسم الأخميمي ويسمى أحمد؛ ولد تقريباً سنة اثنتي عشرة وثمانمائة بأخميم ونشأ بها فحفظ القرآن والتنبيه وعرضه على قاضيها وثبتت عدالته لديه فأجلسه فيها مع الشهود ثم تحول منها قبل استكمال العشرين إلى القاهرة امتثالاً لأمر أبويه فإنهما كانا قد دخلاها قبله لا سيما وقد أشار عليه بذلك بعض المعتقدين فقطنها ولزم القاياتي في دروسه وغيرها وباشر عنده شريكاً لغيره في أيام قضائه النقابة بل وأمانة الحكم أياماً ثم خدم في النقابة عند العلم البلقيني من سنة اثنتين وخمسين إلى أن مات وناب عنه وكذا باشر النقابة عن كل من بعده حتى الزيني زكريا ما عدا المناوي، وحمدت دربته وسياسته وكثرة تلاوته للقرآن وكانت زهرته في الأيام العلمية ثم تناقص حتى صار في باب القاضي كالآحاد بل كان الواوي الأسيوطي يتمقته ويشافهه بالتقبيح ونحوه كثيراً، وحج في سنة سبع وستين وكان قاضي الركب فيها صحبة بردبك هجين ولم يخرج من القاهرة إلا للحج بل طلع لصالحية الشرقية صحبة الولوي حين توجه للخطبة بالسلطان، ومات بعد أن توعك مدة في ليلة الأحد ثاني ذي الحجة سنة سبع وثمانين وصلى عليه بمصلى باب الوزير تقدم الشافعي زكريا للصلاة عليه ودفن بتربة فتح الله بالصحراء رحمه الله وإيانا.
 أبو القسم" بن محمد بن مقبل بن عبد الله بن عبد الرحمن المكي ويعرف بالغلة الماضي أبوه، ممن يتعانى التكسب وعنده تودد وخير بل كان من أصحاب صاحبنا ابن فهد، ولد في سنة إحدى وثلاثين ظناً بمكة، ممن يتعانى التكسب وسافر لهرموز واليمن وغيرهما وتعانى المغاص على اللآلئ متجراً فيه.
"أبو القسم" بن محمد الشهامي المقرئ الصالح قرأ القراآت على أبي بكر بن علي بن نافع ثم اشتغل بالعبادة والسياحة فاعتقده الناس وصار يتكلم بأشياء قبل وقوعها فتصح، مات في سنة سبع عشرة.
"أبو القسم" بن محب الدين، مضى في عبد العزيز بن محمد بن محمد بن أحمد بن عبد العزيز.
"أبو القسم" بن موسى بن محمد بن موسى العبدوسي المغربي نزيل تونس المالكي، كان واسع الباع في الحفظ والرواية مع عدم عربية وممن لقيه ابن يونس بل قيل إن ممن أخذ عنه أبو المواهب بن زغدان؛ مات سنة سبع وثلاثين قبل أبي فارس بيسير، وقد أجاز لولد شيخنا وغيره من المتأخرين في سنة عشرين، وذكره شيخنا في معجمه.
"أبو القسم" بن نابت بن اسماعيل بن علي بن محمد بن داود المكي الزمزمي الماضي أبوه، قرأ القرآن وسمع الحديث ولازم فيه والده.
"أبو القسم" بن يحيى بن عبد الله المراكشي المغربي، ممن سمع مني بمكة.
"أبو القسم" الإمام شرف الدين بن زبيدة اليماني، مضى قريباً في ابن علي بن محمد بن علي.
"أبو القسم" الشريف المغربي شيخ تربة خشقدم، يأتي في الحداد من الألقاب.
"أبو القسم" البرزالي، في ابن أحمد بن محمد البلوي قريباً.
"أبو القسم" التازغدري - نسبة لموضع من نواحي طنجة - المغربي المالكي، ممن أخذ عن عيسى بن علال الماضي وله تعليقة على شرح المدونة لأبي الحسن الصغير، مات مقتولاً غدراً بعد الثلاثين ولم يعرف قاتله، أفاده لي بعض أصحابنا.
"أبو القسم" التينملي؛ هو القسم بن علي بن محمد بن علي.
"أبو القسم" الحبحابي المغربي المالكي أحد شهود الحكم بدمشق، كان من أعيان فقائهم، مات في شعبان سنة سبع، ذكره شيخنا في إنبائه.
"أبو القسم" الخطيب محمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد.
"أبو القسم" العبدوسي؛ في ابن موسى بن محمد بن معطي قريباً.
"أبو القسم" العقباني؛ في قاسم بن سعيد.
"أبو القسم" المغربي الصوفي، له حواش في الفنون متقنة بديعة مع قيام بالحق وصدع فيه، مات بعد الأربعين.
"أبو القسم" النويري محمد بن محمد بن علي بن محمد بن إبراهيم بن عبد الخالق.
"أبو القاسم" الهزبري المغربي، ممن أخذ عنه في الفقه مساعد بن حامد، ومات بأطرابلس المغرب في حدود سنة ستين.
"أبو القاسم" الوشتاتي - نسبة لقبيلة من عمل أفريقية - القسنطيني وهو محمد بن محمد بن أحمد قاضي الجماعة بتونس ممن أخذ عن موسى الغبريني وغيره؛ وولى قضاء الجماعة وإمامة جامع الزيتونة وكان لا يخاف في الله لومة لائم وقام في أيام قضائه على أحمد بن عمر القلشاني ورام قتله فلم يتمكن لكنه عزر بالحبس وغيره واتفق أنه مات مقتولاً ولا يقال من جهة حكمه في بعض الأحافصة فدس عليه من قريب للمحكوم عليه فقتله وهو بمحراب جامع الزيتونة في صلاة الصبح يوم الخميس تاسع عشر صفر سنة ست وأربعين، أرخه ابن عزم، وقيل يوم الجمعة في الصلاة فبادر من كان يصلي لقتله بعد أن جرح جماعة منهم ولكنهم ألقوا عليهم برنساً وقال الشيخ إني أبرأ إليك مما فعلوه وعلل ذلك بأنه لم يمت إلى الآن فكيف يقتل القاتل، ولم يلبث أن مات؛ وكان عمر القلجاني يقول أنه رام قتل أخي بالسكين فقتله الله بها ولكن الحال مفترق في الموضعين فذاك بسيف الشرع وهنا أكرم بالشهادة، وكان ذا وقع عند الخاصة والعامة ومحمداً ابنه الأصغر الآن بعيد التسعين قاضي الجماعة وليها بعد محمد الرضاع وهو طيب الخاطر بذلك كراهة في القلجانيين واقتصر له على إمامة جامع الزيتونة.

حرف الكاف

"أبو كامل" أحد أتباع الزيني بن مزهر وأظنه شامياً مات في صفر سنة تسع وسبعين.
 "أبو الكرم" بن أحمد بن محمد بن محمد بن أحمد الدخلي الأصل التونسي المغربي المالكي ويسمى محمداً، ولد في شعبان سنة ست وأربعين بتونس ونشأ بها فحفظ القرآن وجوده على أبيه والرسالة والجرومية وألفية ابن مالك وبعض اللامية في الصرف وبعض ابن الحاجب الفرعي وأخذ عن الشهاب السلاوي العربية وكان متميزاً فيها وكذا عن إبراهيم الناجي ومحمد أبي عصانين والفقه عن أبي عبد الله محمد الزلديوي قاضي الأنكحة وولده الفقيه أبي الحسين محمد - وهو الآن سنة تسع وتسعين حي - وأبي عبد الله محمد الرصاع قاضي الجماعة بتونس في آخرين منهم قاضي الجماعة بتونس أيضاً أبو عبد الله محمد بن أبي القسم القسنطيني المتقدم في التفسير وهو أيضاً حي في محنته مع زكريا صاحب تونس والصالح أبي عبد الله محمد الخطاب وأخذ عنهم وعن غيرهم غير هذا؛ وارتحل للحج في سنة سبع وسبعين فلقي بإسكندرية قاضيها أبا البركات ابن ملك والشمس المالقي وخطيب جامع المغربي عبد الله وأخذ في القاهرة عن الأميني الأقصرائي والكافياجي ورافقه في الأخذ عنه ابن عاشر وعن السنهوري والعبادي وغيرهم، وحج وزار ثم رجع إلى بلاده في التي تليها وعاد في سنة اثنتين وثمانين فاجتمع بأبي النجا بن الشيخ خلف وكاتبه بمنزله وسمع منه بعض الفتاوي، وأقام بمكة بقيتها وجميع التي تليها وأخذ فيها عن البرهاني بن ظهيرة بعض الصحيح والشفا وقرأهما على عبد المعطي المغربي بل قرأ عليه منهاج العابدين وغيره وكتبا له إجازة وكان الذي كتبه البرهاني أنه وقع منه في أثناء سماعه وفي غيره من المجالس من الفرائد الرائقة والفوائد اللائقة والأبحاث الفائقة ما تتشنف به المسامع ويلقي القياد لها بلا مدافع مع العذوبة في الكلام والمشي في الأساليب على أوفق نظام وإفادة النقول العربية والتحاقيق العجيبة وسمع على زينب ابنة الشوبكي والنجم ابن فهد المسلسل وابن ماجه ومجلساً من أمالي أبي سهل بن زياد القطان وأسلاف النبي صلى الله عليه وسلم للمسيبي والقصيدة اللامية؛ وفي أثناء المدة توجه للزيارة النبوية فدام أشهراً وحضر مجالس الشهاب الأبشيطي وقرأ الشفا على قاضيها الشمس بن القصبي المالكي وأخذ عن الشمس بن أبي الفرج المراغي أشياء بل سمع قبل ذلك على أبيه، ثم عاد لبلاده وعقد فيها مجلس التذكير على العامة بجامع الزيتونة وهو جامع تونس الأعظم وببيت العابد محرز بن خلف وغيرهما؛ وسافر منها في سنة ثمان وتسعين إلى القاهرة فاجتمع بالزيني زكريا بل اجتمع به قبلها وحضر مجالسه وبالديمي وركب البحر فوصل مكة في منتصف رجب من التي تليها ولقيني بها وحضر عندي بالمسجد الحرام وغيره وأنزله عبد المعطي بالمدرسة الكنبايتية وقرأ عليه وتكرر حضوره لمجلس القاضي وكثر ثناؤه على أبيه جداً وهو إنسان فاضل عارف مصاحب للطيلسان مظهر للاغتباط بي نفع الله به، "أبوكم" في يحيى بن عبد الله.

حرف اللام

"أبو اللطف" في محمد بن علي بن منصور.
"أبو الليث" بن الضيا، في محمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن محمد بن سعيد.

حرف الميم

"أبو المحاسن" بن الشرف أبي القسم محمد بن أبي النجا محمد بن أبي البقا محمد بن الضيا المكي الحنفي، مضى في محمد بن محمد بن محمد بن محمد بن أحمد بن محمد.
"أبو مدين" الرملي هو علي بن إبراهيم بن أحمد مضى.
"أبو مدين" الغراقي، في محمد بن محمد بن محمد بن علي بن يوسف.
"أبو المراحم" هو محمد بن أبي الفضل عبد الرحمن محمد بن الشهاب أحمد ابن الشيخ محمد بن محمد بن وفا القاهري الشاذلي المالكي والد أبي الفضل محمد الماضي ويعرف كآل بيته بابن وفا؛ خلف عمه يحيى بن أحمد في المشيخة والتكلم ولم يكن ممن يظن تأهله لذلك ولكن الولد سر أبيه، مات في جمادى الأولى سنة سبع وستين في الروضة بين البحرين وحمل إلى القرافة فدفن ببيتهم وكان يوماً مشهوداً رحمه الله.
"أبو المراحم" بن الزيلعي الشاذلي، شيخ صالح معمر، مات في ثامن عشر ذي الحجة سنة اثنتين وخمسين رحمه الله.
 "أبو مساعد" محمد بن عبد الوهاب بن خليل بن غازي المقدسي الشافعي، ولد سنة تسع عشرة وثمانمائة ببيت المقدس ونشأ بها فقرأ القرآن وجوده على الشمس القباقبي وأبي القسم النويري وحفظ التنبيه وألفية النحو والشمسية والتلخيص وعرض بعضها على العز القدسي وابن رسلان وغيرهما وتفقه بابن رسلان والعماد ابن شرف والزين ماهر وفي القاهرة بالقاياتي والونائي وابن البلقيني وأخذ الأصلين وغيرهما من العقليات عن ابن الهمام وسمع على شيخنا والعز بن الفرات وآخرين وأجاز له جماعة وصحب الولوي البلقيني وقتاً، ودخل الشام والقاهرة غير مرة؛ وحج وأعاد بالصلاحية وتصدر بالأقصى وأشير إليه بالفضيلة وأقرأ الطلبة وأفتى بل واختصر الملمات للبلقيني في نحو ربعها والنكت للولي العراقي فكتب منه نحو الثلث وعمل كتاباً فالأصول سماه الإرشاد وشرحه في مجلد لطيف وشرع في جمع شروح المنهاج في تصنيف وصل فيه إلى التيمم، وقد لقيته بالقاهرة غير مرة وكذا ببيت المقدس وسمعت مباحثه وسمع بقراءتي وأضافني، وكان خيراً متواضعاً ذا مروءة وهمة واستحضار للفقه ومشاركة في غيره مع التدين والقيام مع من يقصده والصدع بالحق وإكرام الوارد على فاقته، مات ببيت المقدس في ذي الحجة سنة ثلاث وسبعين وكان قدم فيها القاهرة ثم رجع بدون الغرض الذي قدم لأجله رحمه الله وإيانا. "أبو المكارم" بن أحمد بن محمد بن وفا أحد الأخوة.
"أبو المكارم" بن أبي البركات محمد بن محمد بن محمد بن حسين بن ظهيرة.
"أبو المكارم" بن عبد الله بن أحمد بن حسن بن الزين محمد بن الأمين محمد ابن القطب محمد بن أحمد بن علي القيسي القسطلاني المكي الحنبلي، ولد بمكة وأمه خديجة ابنة إبراهيم بن أحمد المرشدي ونشأ وسمع من خاله الجمال محمد بن إبراهيم وابن الجزرس والشمس الشامي وابن سلامة وأبي الفضل بن ظهيرة وآخرين، وأجاز له في سنة أربع عشرة عائشة ابنة عبد الهادي وغيرها، ودخل دمشق بعد الثلاثين بيسير ولازم بها أبا شعر وتفقه عليه وعادت عليه بركته وصحب الأمير بن منجك ودخل صحبته القاهرة وكذا دخل طرابلس من ساحل بلاد الشام فمات بها في سنة ثلاث وثلاثين ودفن هناك رحمه الله. "أبو المكارم" بن الرافعي محمد بن عبد الكريم بن أبي السعادات محمد بن محمد بن ظهيرة.
"أبو المكارم" الشيبي أحمد بن علي بن أبي راجح محمد بن ادريس.
"أبو المنصور" شمس الدين كاتب اللالا، استقر في نظر الإسطبل بعد التاج بن القلاقسي في سنة أربع وأربعين.
"أبو المواهب" بن زغدان في محمد بن أحمد بن محمد بن داود.

حرف النون

"أبو نافع" في أحمد بن سعيد. "أبو النجاح" محمد بن أحمد بن يحيى الصالحي.
 "أبو النجا" بن خلف بن محمد بن محمد بن علي المصري الشافعي الماضي أبوه نزيل فوة. ولد في سنة تسع وأربعين وثمانمائة بمصر العتيقة ونشأ بالمدرسة الخليلية منها فحفظ القرآن وجانباً من كتب الحنفية فقهاً وأصولاً ثم شفعه أبوه فقرأ الحاوي الصغير وجمع الجوامع والمفيد ي النحو وتحول معه إلى فوة ولازمه في العلوم وقرأ عليه المجرد في غريب الحديث ثم شرح الشافية للسيد الركن ثم ألفية النحو وشرحيها لابن الناظم والمرادي ثم الرضي ثم المتوسط ولم يكمله ثم شرح التسهيل للمصنف ثم المختصر والمطول ثم شرح الصحائف للسمرقندي في علم الكلام ثم شرح الكنز للزيلعي وشرح المنار في أصول الحنفية وغير ذلك من تفسير وعربية ثم أخذ عن الزين قاسم شرح ألفية العراقي وعن التقي الحصني الشمسية مع شرحها للقطب وحاشية الشريف كلها في المنطق وقطعة من شرح الطوالع ثم على الكمال إمام الكاملية شرحه علي البيضاوي وأخذ عن العبادجي الحاوي وبعض شرحه للقونوي وكذا أخذ عن البكري بعض القونوي وأجازه كل منهما بالإفتاء والتدريس في ذي القعدة سنة ست وسبعين وعن الجوجري وابن قاسم وتزوج ابنته ثم فارقها، وتميز في الفقه والأصلين والعربية والصرف والمنطق والتصوف والتفسير والوعظ وغيرها مع البراعة في الموسيقا عملاً وعلماً، وأذن له الحصني في إقراء الكلام والمنطق والعبادي والبكري بالإفتاء والتدريس واستقر في مشيخة جامع ابن نصر الله بفوة وقطنها يدرس ويفتي وصارت له وجاهة مع اهتمامه بالخير وإزالة المنكر، وحج وقدم القاهرة غير مرة وعقد مجلساً للتفسير بجامع الأزهر في أيام الجمع بعد صلاتها أشهراً واستحسنت مجالسه وسمعها جمع من الأعيان بل عمل منظومة في العقائد تزيد على ألف بيت وشرحها وقرض له المتن الكافياجي وبالغ في الثناء عليه وكذا نظم المغنى وشرحه والشافية في الصرف والتلخيص وكتب حاشية على شرح الحاوي للقونوي في أربع مجلدات بل له ديوان نظم في السلوك وبلغني أنه كتب على الفقه الأكبر للإمام أبي حنيفة في العقائد شرحاً في ليلة أجابه لسؤال الأمير تنبك قرافيه وشهد له بذلك فالله أعلم، وتردد لكثير من الجوامع الكبار والمشاهد العظام لعمل المواعيد وتزايد الإقبال عليه بحيث حسده الجلال بن الأسيوطي لإقبال أهل خطته بجامع طولون ونحوها عليه ولم يلتفت الناس إليه بل أشبعوه كلاماً وملاماً وحملوا صاحب الترجمة على عقد المجلس بالبيبرسية محل جلوس هذا المسكين وما تخلف أحد عن شهود هذا المشهد وجئ لحاجب الحجاب بجماعة من العوام الذين يعارضون صاحب الترجمة بل وطلب الجلال، وكانت حكايات شرحت في الحوادث، ومن نظمه:

سلطان حسنك قد سبى أسرى المهج

 

وأباح إتلاف النفـوس ولا حـرج

وجمال وجهك قد بدا متحـجـبـاً

 

فسبي النهي لما تبرقع بالـبـلـج

وأتت له الأرواح تهـرع سـجـداً

 

والسر سار له مجداً في الـدلـج

حسـن بـديع لـلـطـائف آخـذ

 

بتطلف كل يلـبـي فـي نـهـج

فمتيم كـتـم الـصـبـابة غـيرة

 

ومهيم بغرامـه جـهـراً لـهـج

ومحجب يشكو حـرارة هـجـره

 

ويبث ما يلقاه من حرق الـوهـج

ومنعم بالـوصـل يشـكـو بـرده

 

ملأ الوجود مسرة حين ابـتـهـج

ومموه يبـدي الـغـرام تـغـزلاً

 

فكأنه يصف الرشـاقة والـدعـج

عجباً لهاتيك القـدود وفـتـكـهـا

 

ولسحر ألحاظ تملت بـالـغـنـج

ترمي بقوس حواجب ما أخطـأت

 

وقلوب عشاق الجمال لهـا أمـج

رقت حواشي العاشقين فـجـردوا

 

صور الخيال فتاه قوم كالهـمـج

وسقوا خمار العشق صرفاً فاعذروا

 

سكران من خمر الغرام بلا حرج

والله لو ورد المحب على لـظـى

 

ولهيبها أضعاف ما هو ما انزعج

كيف الصنيع وذو الصبـابة داخـل

 

حان الغرام وذو الملامة قد خرج

طرفاً نقيض عـاشـق ومـؤنـب

 

والجمع بينهما محال بالـحـجـج

إني استجرت من العذول ولـومـه

 

بالمظهر الأعلى فكم كرب فـرج

صلى عليه الله ما هب الـصـبـا

 

فنمت إلى العشاق من طيب الأرج

 

وقد لقيني غير مرة منها في سنة ست وتسعين وكتبت له إجازة لولده، والغالب عليه الآن التصوف والوعظ وهو في ازدياد من الخير.

"أبو النجا" بن البقري أحد الكتبة هو فيما قاله لي محمد بن المجد بن عبد الله بن فتح الدير المكيني وإنما قيل له ابن البقري لأن جدته أم أبيه تزوجت بتاج الدين ابن البقري أظنه الآتي في الألقاب وإن أباه سعد الدين نصر الله وكلاهما ولى الوزارة وهما غير صاحب المدرسة ذاك مجد الدين شاكر بن غبريل انتهى كتب صاحب الترجمة بجدة مع ابن رمضان وغيره إلى آخر وقت بل كتب في المواريث بباب غير واحد بالقاهرة ومع ذلك فهو مشحون لا يزال مديوناً مسبوقاً مع سكون وأما أبوه فقال لي إنه كان مستوفي المواريث بل كتب بجدة أيضاً أيام جانبك وغيره وكذا في بعض العمائر التي كانت بالمسجد حين كان بردبك التاجي ناظره وشادا وأنه قطن مكة سنين، ومات بالقاهرة في سنة خمس وسبعين والله أعلم.
"أبو النجا" بن أبي الطيب بن يوسف بن علي القنبشي المكي أخو أبي اليمن الآتي والماضي أبوهما، ممن سمع مني بمكة.
"أبو النجا" بن الضيا الحنفي هو محمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن محمد مضى.
"أبو النجا" بن عبد الرحمن الموفقي نسبة لسويقة الموفق ببولاق ويقال له ابن الخولي والبولاقي وبها اشتهر، وكان يجبي الأوقاف عند الشافعية ويخدم بني البلقيني مع الإسراف على نفسه، ومات في ذي الحجة سنة ست وتسعين عفا الله عنه، واستقر بعده في الجباية أحمد أبو شامة الصحراوي وسكن ببيت ابن عواض وببيت ابن جوشن بزوجتين له بعد الفاقة وأوصى المتوفي ولده أن لا يدخل في شئ منها لما قاساه فإنه كان ممن رسم عليه مع جماعة الشافعي.
"أبو النجا" بن محمد بن إبراهيم المكي المرشدي أخو عبد الرحمن وعبد الأول واسمه محمد ممن سمع من شيخنا ومضى في المحمدين.
"أبو النجا" بن محمد بن أبي بكر واسمه محمد بن ناصر الدين القاري المقسي البابا الطشتدار؛ ولد سنة ثلاث وثلاثين بسويقة أبي الوفا من المقس ونشأ مخالطاً لجماعة من تلك الناحية كالشمس بن أنس خطيب جامع الزاهد ثم البدر بن الشربدار وإمام الجامع البدر الفيومي ثم الفخر عثمان المقسي وانتقل بعد بجانبه جوار زاوية الأنباسي وابتنى له مكاناً هناك وخدم طشداراً وتدرب بزوج أخته محمد الدمدمكي طشدار الظاهر بل بالمهتاز للأشرف ثم للظاهر علي الزيبق وسافر مع الأشرف قايتباي حين حج وهو سلطان بل كان يرسله إلى النواب والمباشرين والمتدركين بالبلاد الشامية وغيرها بما يرسم به، وحج غير مرة وجاور مراراً منها في سنة تسع وتسعين وسمع مني المولد النبوي تصنيفي في محله الشريف وكذا سمع على غير ذلك وله محبة فالعلماء والصالحين وحسن اعتقاد فيهم وكان يمشي فيما أحضه على فعله. "أبو النجا" الزيتوني محمد بن محمد بن عبد الله بن محمد بن عيسى.
"أبو النجا" السكندري الصيرفي بالخاص، مات في صفر سنة ثمانين بعد تكرر عقوبة ناظر الخاص له بسبب مال.
"أبو النجا" الكولمي المقرئ في الأجواق وصفة الأشرفية والقلعة، مات في شوال سنة اثنتين وثمانين.
"أبو النجا" المقري إمام جامع المغاربة بباب الشعرية، مات في ليلة مستهل ربيع الثاني سنة اثنتين وتسعين ودفن من الغد سامحه الله.
"أبو النجا" في عبد الباري، "أبو نجور" الأدكاوي في أحمد بن موسى.
"أبو نصر" الشرواني في محمد بن محمود بن علي. "أبو النعيم" رضوان بن محمد ابن يوسف.
"أبو النور" بن المصري محمد بن الخضر بن محمد بن الخضر.

حرف الهاء

"أبو الهائم" محمد بن إبراهيم بن أحمد. "أبو هريرة" بن النقاش عبد الرحمن ابن محمد بن علي بن عبد الواحد. "أبو هريرة" القبابي عبد الرحمن بن عمر.
"أبو هريرة" القبابي عبد الرحمن بن يحيى بن محمد بن سعيد الماضي أبوه.
"أبو الهيجا" بن عيسى بن خسترين الأمير مجير الدين الأزكشي الكردي، كان من أعيان الأمراء وشجعانهم له في مصاف التتار بعين جالوت اليد البيضاء ولما قدم الملك المظفر دمشق بعد كثرة التتار رتب الأمير علم الدين الحلبي نائباً عنه وجعل هذا مشاركاً له في الرأي والتدبير، مات بدمشق ودفن بقاسيون، ذكره ابن خطيب الناصرية.

حرف الواو

"أبو الوفا" محمد بن الشيخ أبي بكر بن محمد بن علي بن أحمد بن أبي الوفا تاج الدين مضى.
 "أبو الوفا" محمد بن القاضي الماضي شمس الدين محمد بن محمد الونائي الأصل الخانكي قاضيها أبوه؛ مات في حياة أبيه قبيله وقد فارق الأربعين وخلف أولاداً.
"أبو الوفا" بن أبي الفتح محمد بن محمد بن علي بن يعقوب القاياتي أخو أبي السعود محمد الماضي ويسمى أيضاً محمداً وهو أكبرهما، ممن جاور سنة ثمان وتسعين بعياله وكان منجمعاً وعاد مع الركب. "أبو الوليد" بن الشحنة محمد بن محمد بن محمد.

حرف اللام وألف

"أبو لاطية" لقب لعلي بن محمد بن خالد بن أحمد البلبيسي.

حرف الياء

"أبو يحيى" بن يحيى بن محمد بن علي التكروري المسوفي الناكنتي ويعرف أبوه بابن سكن الفقيه، مات ببادية تجدة في ليلة الأربعاء تاسع عشري ذي الحجة سنة ثمان وأربعين، أرخه ابن عزم.
"أبو يزيد" محمد بن محمد بن أبي بكر الدلجي والد قريش الماضي.
"أبو يزيد" بن محمد بن مراد، أسن إخوته وملك الروم الماضي أبوه وجده استقر في المملكة بعد أبيه في سنة ست وثمانين وثمانمائة وقد زاحم الأربعين وسلك طريقته في غزو الفرنج بحيث استولى على بلدين لهم كان سبق من أبيه محاصرته لهما فلم يتهيأ له، وثار أخوه جام فيعسكر انتمى إليه حتى دخل برصا وملك قلعتها فبادر هذا لمحاصرته فلم ينهض ذاك لمقابلته مع التقاء العسكرين وفر إلى الديار المصرية فأكرمه السلطان وجهزه للحج في أبهة وضخامة ولما رجع كاتبه أمرائهم مغرياً له على أخيه ووعده بالقيام في خدمته فاستمهله السلطان ليجهز معه عسكراً فما وافق جل الأمراء على ذلك بل أشار تغري بردي ططر لايداعه اسكندرية حتى تسكن الفتنة فما تم وتوجه مع تركه أمه وبنيه بالقاهرة فلما قارب البلاد خرج إليه أخوه فلم يستطع أن يقابله وفر إلى جهة رودس فأسر بها وكاتب صاحبها كل من أخيه والسلطان ليجهزه له مع الوعد والترغيب فلم يجب وآل الأمر إلى إرساله من رودس إلى أقرنصا فيما قيل؛ وبالجملة فهو إلى الآن في قبضة الفرنج ولو قدر الزام السلطان له بالإقامة كفعله في أخي السيد محمد بن بركات وفي حفيد حسن باك أو حبسه لاندفع شر كبير فقد جرت في غضون ذلك حوادث تلف فيها رجال وأموال شرحت في محالها ورأيت من يذكره باشتغال في العلوم وأنه قرأ في شرح المواقف وفي المقامات ومقدماتها من كتب الأدب وأنه ربما نظم مع سلوكه طريق أبيه في تعظيم العلماء والغرباء والكرم وتجديده لزوايا ومساجد وغيرها بل وأجرى الماء من مسافة نحو ستة أيام إلى إسطنبول وكثرت لذلك فيها السيل وعد ذلك في مآثره، وصدقاته لأهل الحرمين وأصلة وصلاته متواصلة، وهو مع هذا ممتهن لنفسه في لباسه غير متأنق فيه مع عدم شكالته ونقص شارته وإقباله فيما قيل على ما لا يرتضي وفساد عقيدته، وآل أمره مع سلطاننا إلى التظاهر بالمصادفة وتسليم القلاع التي كانت سبباً للتنازع وأهدى كل منهما للآخر ما شرح في الحوادث فالله يحسن العاقبة.
 "أبو يزيد" بن مراد باك بن أرخان بن أردن علي بن عثمان بن سليمان بن عثمان خوند كار سلطان الروم ويعرف بيلدرم بايزيد وهو التركي البرقي ويكنى به عن الصاعقة، أقيم في ممالك الروم التي كرسيها برصا بعد موت أبيه في سنة ست وتسعين بعهد منه فأربى على سلفه وعمر جامع برصا ورخم ظاهره وباطنه وجعل الماء في سطحه ينزل منه فيجري في عدة أماكن وعمر البيمارستان وأنشأ نحو ثلثمائة غراب وملأها بالأسلحة والأزودة، واشتهر بالجهاد في الكفار حتى صيته وكاتبه الظاهر برقوق وهاداه، وكان يقول لا أخاف من اللنك فكل أحد يساعدني عليه إنما أخاف من ابن عثمان؛ وكان ملكاً عادلاً عاقلاً شفوقاً على الرعية كثير الغزو واتسعت مملكته وأمن الناس في بلاده وخفف عنهم المكس بل يقال أنه أبطله إلى أن كان كسره على يد تمرلنك وأسره وأخذ برصا وبعض بلاد الروم وخربها واستمر معه في الأسر حتى مات في ذي القعدة سنة خمس عن نحو خمسين سنة كان تسع سنين منها فالمملكة واضطربت بموته مملكة الروم حتى قام بالأمر ابنه محمد كرشجي ثم مات فاستقر بعده حفيده مراد باك ثم بعد موته وقع الخلف بين أولاده وكلهم من خيار ملوك الدنيا ومن محاسن الزمان وسياج للإسلام قديماً وحديثاً، وقد طول ابن خطيب الناصرية وغيره ترجمته وكذا شيخنا في حوادث سنة خمس من أنبائه، ويقال إن أصلهم من الحجاز وإن عثمان الأول قدم من المدينة النبوية إلى بلاد قرمان ونزل قونية فاراً من غلاء كان بالحجاز والشام واتصل ببني قرمان وبأتباع السلطان في سنة نيف وخمسين وستمائة وتزيا بزي أهل قونية فولد له سليمان فسلك طريق أبيه في خدم القرمانية والسلجوقية وعرف بالشجاعة، وتولى بعض الحصون وصارت له أتباع وأعوان كثيرة وخرج عن طاعة المشار إليهم وأخذ في غزو الكفار حتى افتتح عدة حصون وافتتح برصافي حدود الثلاثين وسبعمائة ثم ما يليها وانتشرت عساكره وتزايدت أمواله، ومات عن حفيده أردن علي بن عثمان فملك بعده واستفحل أمره وواصل غزو الكفار أيضاً وافتتح عدة حصون تلي خليج قسطنطينية فحسده ملوك الروم وخافوا تسلطه عليهم وكانت ممالكهم منقسمة بين جماعة فكان كل يروم قتاله فيكفه أرباب دولته لعلمهم بعدم مقاومته وربما قاتله بعضهم وانهزم غير مرة، ولا زال ملكه يعظم وجنده يتزايد وهو قائم بنشر العدل في رعيته وبتقريب العلماء والصلحاء إلى أن مات وخلفه ابنه أرخان سالكاً طريقته ثم ابنه مراد وكان شجاعاً مقداماً طوالاً أسمر اللون أقنى الأنف ولم يقتصر على ما بيديه بل ركب البحر ولم يركبه أحد من آبائه وغزا ما يقابل كالي بولي فأخذها وهي التي تلي قبلي خليج قسطنطينية ثم أخذ كالي بولي أيضاً وفتح أراضي قسطنطينية شيئاً بعد شئ وحاصر الفرنج والأفلاق والإنكرس وغيرها حتى أذعنوا لحمل الجزية، وأخذ في إظهار العدل وجعل سائر الأمور معذوقة بقضاة الشرع واستكثر من العساكر إلى أن انتدب لقتاله بعض ملوك الفرنج وسار لحربه في نحو ثلثمائة ألف فلما التقى الجمعان قصد مراد ملك الفرنج بنفسه وحمل عليه بمن معه إلى أن قبض عليه وصارا يتعالجان على فرسيهما والعسكران يتقابلان فألقى الكافر مراداً عن فرسه ووقع عليه وضربه بخنجر كان معه فلم يتمكن منه ثم أخذ يضرب وجهه بما على رأسه من الخوذة حتى أثخن جراحه وأخذت الكافر سيوف أصحاب ابن عثمان فدقته دقاً إلى أن تلف وحملوا أميرهم إلى مخيمه وهو يجود بنفسه فأشار بولاية ابنه أبي يزيد صاحب الترجمة من بعده وبإمساك صوجي ابنه الآخر وقتله لأن أمه نصرانية وقد دخل بلاد الكفر مراراً وتنصر ثم بعد مات بعد نحو عشرين سنة فالمملكة واستقر ابنه وقتل الآخر فكان ما أشير إليه من نشر العدل، وقد طول المقريزي في عقوده ترجمة أبي يزيد في نحو نصف كراس والله أعلم.
"أبو يزيد" الأردبيلي شيخ مسجد خان الخليلي في محمد بن أحمد بن محمد بن هلال.
"أبو يزيد" من طرباي الأشرفي برسباي رأس نوبة الجمدارية ووالد حافظ الدين محمد وأحمد الماضيين، مات في ليلة الثلاثاء ثالث عشري ذي القعدة سنة ثلاث وثمانين وصلى عليه السلطان وغيره من المقدمين وغيرهم من الغد بمصلى المؤمني ثم دفن بتربته من جهة باب الوزير، وكان لا بأس به محباً في العلماء والصلحاء راغباً في الإطعام والبرالنسبي، وحج غير مرة وكان الأشرف قايتباي يميل إليه ويبجله رحمه الله وإيانا.
 أبو يزيد" التمر بغاوي تمربغا المشطوب الظاهري برقوق ويدعى بايزيد، اتصل بعد أستاذه لخدمة الأمير ططر فلما تسلطن عمله خاصكياً ثم صار ساقياً في الدولة الأشرفية برسباي ثم في أواخرها أمير عشرة ثم صار طبلخاناه في أيام إينال ثم قدمه في حدود سنة ستين إلى أن مات في ذي الحجة سنة ثلاث وستين بالقاهرة، وكان ساكناً عاقلاً متوسط السيرة رحمه الله.
"أبو يزيد" الخواجا الدامغاني ويقال له بايزيد نزيل مكة وصهر الخواجا الفومني على ابنته خاتون ممن قطنها وتزوج بها وكان سيتردد منها إلى كنباية المتجر مات بمكة في جمادى الأولى سنة اثنتين وستين، ذكره ابن فهد في الموحدة.
"أبو يزيد" الطهطاوي الصعيدي ثم القاهري المالكي أحد الفضلاء من أتباع الشيخ مدين، اشتغل كثيراً وحفظ المختصر ثم الشاطبية، ولازم عبادة وطاهراً وأبا القسم النويري والأبدي وأبا الجود وعنه وعن الزين البوتيجي أخذ الفرائض في آخرين من أئمة مذهبه ومن سواهم كابن الهمام والقاياتي وقرأ عليه المختصر الأصلي والمناوي وأخذ عنه في شرح ألفية العراقي والمحيوي الدماطي، وأخذ عن دب ودرج، واختص بالشيخ مدين وقطن زاويته وولى خطابتها وقرأ عليه كثيراً من كتب التصوف واشتهر بصحبته بين الرؤساء وغيرهم وناله بهذه الواسطة جملة من الوظائف وغيرها وقرأ القراآت وكثرت مراجعته لي في أماكن من شرح النخبة وغيرها وبرع في الفرائض والحساب والميقات وباشر سيد البياكيم وربما عمل الأرباع وشارك في الفضائل وكان مستحضراً للمختصر كثير المحفوظ حريصاً على التحصيل والاستفادة متودداً للخاص والعام مع ملازمة السهر والحرص على القيام وعدم تضييع أوقاته وكتب بخطه الكثير ولم يكن يسمع بكتاب عزيز إلا اجتهد في تحصيله، وأقرأ بعض الطلبة وأعاد في بعض الجهات، وحج غير مرة آخرها قبيل موته بسنة مع زوجة له اتصل بها بعد موت شيخه ورجع ثم رجع فسقط في توجهه عن بعيره فانقطع نخاعه فمات وذلك في شوال سنة أربع وستين وأظنه جاز الستين رحمه الله وإيانا.
"أبو يزيد" الظاهري برقوق الجركسي، كان من خاصكيته ثم تأمر عشرة في أيام الأشرف برسباي ويذكر بمزيد تغفيل بحيث يحكى عنه ما يضاهي حكم قراقوش، وقد أخرج الأشرف أقطاعه في آخر عمره وبقي بطالاً حتى مات بالقاهرة في حدود الأربعين وقد جاز على السبعين وكان طوالاً نحيفاً مسترسل اللحية معظماً عند الظاهرية.
"أبو يزيد" الأشرفي برسباي؛ كان في أيامه ساقياً ثم أمره ولده عشرة ثم صار من رءوس النواب في أيام الظاهر جمقمق إلى أن مات في سنة ثمان وأربعين أو التي قبلها سقط من أعلى سلم فلزم الفراش حتى مات، وكان شاباً جميلاً طوالاً خفيف اللحية رقيقاً تعلوه صفرة شجاعاً مقداماً رشقاً عارفاً بفنون الفروسية مسرفاً على نفسه سامحه الله.
"أبو اليسر" بن أبي الفضل هو أحمد بن عبد الرحمن بن الشيخ محمد بن حسن الحنفي الماضي أبوه وجده، ولد سنة اثنتين وخمسين وثمانمائة وحفظ القرآن وغيره واشتغل ولازم السيفي الحنفي ولذا سمع على أمه وغيرها ممن كان يحدث معها.
"أبو اليسر" بن الضائع هو أحمد بن عبد الله بن محمد بن محمد بن عبد القادر.
"أبو اليسر" بن عبد القوي هو محمد بن محمد بن عبد القوي.
"أبو اليمن" بن البرقي محمد بن محمد بن علي بن محمد بن محمد بن حسين بن علي مضى.
"أبو اليمن" أمين الدين بن الفخر أبي بكر بن علي بن محمد بن محمد بن حسين ابن ظهيرة أخو فايز الماضي واسمه محمد، عمله أبوه حنفياً، ممن سمع مني بمكة وقرأ في الفقه سنة سبع وتسعين على العلاء بن الجندي المحلي نقيب زكريا حين جاور فيها.
"أبو اليمن" بن أبي الطيب بن يوسف بن علي القنبشي المكي الماضي أخوه أبو النجا وأبوهما، كان رفيقاً لنا في زيارة الطائف سنة إحدى وسبعين وتعانى التجارة وخدم الفخري بن ظهيرة ثم ابن أخيه الجمالي وتمول ودخل الهند.
"أبو اليمن" بن ظهيرة، في محمد بن المحب أحمد بن أبي السعادات محمد بن محمد بن محمد بن حسين.
"أبو اليمن" بن علي بن محمد بن عبد المؤمن البتنوني الأصل القاهري الباسطي ويسمى محمد مضى.
"أبو اليمن" بن علي بن محمد الطهطاوي المكي أخو أبي بكر وإخوته المخاصم في تركة أبيه بعد ثبوت البراءة وتنفيذها واستيفاء حقه بمقتضى الإشهاد وخطه، ممن سمع مني بمكة.
 أبو اليمن" بن محمد الطويل بن عبد الكريم بن محمد بن أحمد بن عطية بن ظهيرة القرشي المخزومي المكي مضى في المحمدين.
"أبو اليمن" بن البتنوني محمد بن علي بن محمد.
"أبو اليمن" النويري محمود بن محمد بن علي بن أحمد بن عبد العزيز.

كتاب الألقاب

وبدأت منها بما أضيف إلى الذين ممن اشتهر بذلك أو كان به أشهر من الاسم ونحو ذلك، وقد أقتصر في إيراد اللقب على المضاف إلى الدين خاصة كما في العضد والرضى والوجيه ونحوها.

حرف الألف

"أثير" الدين محمد بن محمد بن محمد بن محمد بن محمد بن الأخصاصي، ومحمد بن المحب محمد بن المحب محمد بن محمد بن الشحنة.
"أسد الدين" الكيماوي العجمي، قتل في أوائل سنة ثلاث وخمسين وقضيته مشروحة في الحوادث.
"أصيل" الدين الخضري محمد بن إبراهيم بن علي بن عثمان؛ والدهقلي شيخ قدم علي العلاء بن السيد عفيف الدين الإيجي بلادهم فسمع منه بروايته عن الزين العراقي، والمنسوب إليه ببيت ابن أصيل هو محمد بن عثمان بن أيوب ابن عثمان، ومحمد بن أبي الطيب محمد بن محمد بن الركن محمد الأسيوطي، والكرماني نزيل مكة عبد الله بن أوليا، "افتخار" الدين ياقوت بن عبد الله الفهدي.
"أفضل" الدين محمد بن الزين قاسم بن قطلوبغا، ومحمود بن عمر بن منصور القاضي، "أكمل" الدين محمد بن أحمد بن عبد القادر؛ ومحمد بن الشرف عبد الله ابن الشمس محمد بن مفلح. "إمام" الدين المنزلي علي بن عبد الكريم بن أحمد، وإمام الدين محمد بن أبي بكر بن علي بن أبي بكر بن محمد بن ثمان.
"أمين" الدين بن القاضي الشمس محمد بن محمد بن عبادة أخو أحمد الماضي، ولد سنة ثلاث وتسعين وسبعمائة، وعبد الوهاب بن محمد الطرابلسي، ومحمد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن الشماع، ومحمد أبو اليمن بن المحب أحمد بن أبي السعادات محمد بن ظهيرة، ومحمد بن أحمد بن عيسى بن النجار إمام الغمري، ومحمد أبو اليمن بن الفخر بن أبي بكر بن علي بن أبي البركات محمد بن ظهيرة؛ ومحمد بن محمد بن أحمد بن أبي الخير بن حسين بن الزين، ومحمد بن محمد بن أحمد بن عبد الوهاب العباسي. ومحمد بن محمد بن محمد بن علي المنصوري الحنبلي، ويحيى بن محمد بن إبراهيم الأقصرائي.
"أوحد" الدين محمد بن أحمد بن أبي بكر بن رسلان قاضي المحلة، محمد بن محمد بن محمد ابن حسن بن البرجي.

حرف الباء الموحدة

"بدر" الدين بن الأخنائي محمد بن البهاء محمد بن العلم محمد بن أحمد بن محمد بن أبي بكر، وابن أبي البقاء السبكي محمد بن محمد بن عبد البر، وابن التنسي محمد بن أحمد محمد بن محمد بن محمد بن عطا الله، وابن جمعة محمد، وابن الديري محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله بن سعد، وابن الرهوني المالكي محمد بن علي، وابن العداس إمام خانقاه شيخو وخازن الكتب بها ممن سمع من سيخنا، وابن الغرس محمد بن محمد بن محمد بن خليل؛ وابن القرافي محمد ابن محمد بن أحمد بن عمر، وابن القطان محمد بن محمد بن محمد ابن علي بن محمد بن عمر بن عيسى، والأنصاري محمد بن محمد بن محمد بن محمد بن محمد؛ والبغدادي محمد بن محمد بن عبد المنعم الحنبلي، والبلقيني أبو السعادات محمد بن محمد بن عبد الرحمن بن عمر، وابن أخيه محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الرحمن بن عمر؛ والخياط القادري تلميذ الشهاب بن الناصح، مات عن سن عالية في يوم الجمعة تاسع عشري صفر سنة اثنتين وخمسين في زاوية يحيى البلخي بظاهر باب الشعرية ودفن بتربة محمد الخواص وإبراهيم المجذوب المشرفة على بركة أرض الطبالة وكان صالحاً معتقداً، والدجوي نقيب المالكي محمد بن علي بن أحمد بن عمر، والسخاوي محمد ابن أخي عبد القادر بن عبد الرحمن بن محمد؛ والسعدي محمد بن محمد بن أبي بكر الحنبلي، والسمسطائي المالكي الموقع لم يكن في صناعته بعصره من يسبقه فيما قيل مات في أيام السعد بن الديري، وشيخ الطائفة العباسية في المحمدين، والطلخاوي حسن بن علي بن محمد عبد القاضي، والطنبدي أحمد بن عمر بن محمد، والعسقلاني محمد ابن شيخنا أبي الفضل أحمد بن علي بن محمد بن محمد بن حجر، والعمري الصوفي محمد بن أحمد بن محمد، والفرعني الصفدي قاضيها الشافعي مات في شوال سنة ثمانين، والقلعي محمد بن عمر بن أحمد، والكلستاني هو محمد بن عبد الله، والمارداني محمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد.
والمسعودي الشاهد محمد بن محمد بن غلام الله، والهندي البنجالي المقيم بباب السدرة مات بمكة في جمادى الأولى سنة ثمان وخمسين أرخه ابن فهد، وإنسان كان في خدمة يوسف بن تغري بردي مات في سنة ست وخمسين.
"برهان الدين" خلق: ممن يسمى إبراهيم منهم ابن محمد بن عبد الله بن سعد بن الديري، وابن علي بن أبي البركات بن ظهيرة، وابن علي بن أحمد بن بركة النعماني. وابن موسى بن إبراهيم الأنباسي، وابن أبي بكر بن محمد البرلسي الفرضي، وبلديه ابن حجاج، وصهر الشهاب بن سفري ممن سمع من شيخنا، ومن غيرهم أحمد بن عبد الله صاحب سيواس.
"بهاء الدين" جماعة فمن المحمدين ابن أحمد المحلي ابن الواعظ، وابن أبي بكر ابن علي المشهدي، ومن غيرهم أحمد بن عبد الرحمن بن سليمان بن حرمي.

حرف التاء المثناة

"تاج الدين" جماعة فمن المحمدين ابن إبراهيم بن عوض الأخميمي، وابن عبد الرحمن بن عمر البقليني، وابن مسلم، وممن اسمه عبد الوهاب جماعة منهم ابن أحمد بن عبد الرحيم بن الحسين العراقي، وابن أحمد بن محمد بن عبد الله بن عربشاه، وابن سعد بن محمد بن عبد الله بن الديري، وابن عبد الله بن إبراهيم الشامي، وابن علي بن حسن النطوبسي، وابن عمر بن محمد الزرعي النقيب، وابن محمد بن طريف الشاوي، وابن محمد بن عمر بن علي الفيومي، وابن محمد بن محمد بن علي بن شرف، وابن نصر الله الخطير، ومن غيرهم أحمد بن محمد بن أحمد بن عمر النعماني الحنفي والد حميد الدين محمد؛ وعبد الله ابن نصر الله المقسي، وعبد اللطيف بن عبد الغني بن الجيعان.
"وتاج الدين" بن حتي التاجر ضربه السلطان في سنة خمس وخمسين ثم أمر بإدخاله المقشرة ثم بنفيه مع خصمه الفخر التوريزي ثم استرضى السلطان.
"وتاج الدين" بن سعد الدين بن البقري الوزير ابن الوزير، مات في يوم الاثنين ثامن عشري ذي القعدة سنة ثمان في العقوبة عند جمال الدين فإنه كما قيل اشتراه من الناصر بمبلغ كبير جداً لكونه التزم بقدر كبير يستخلصه من جماعة بتسلمهم منه وبادر لإتلاف هذا ذكره العيني، قلت واسمه عبد الله وأبوه نصر الله بن عبد الله من ذاك القرن، "وتاج الدين" بن قريميط ويسمى بركات أحد كتاب المماليك.
 وتاج الدين" إمام الشيخونية وابن أئمتها محمد بن أحمد بن محمد بن موسى ممن استقر في جهات أبيه بعده بل أخذ بعض التداريس وناب عن قضاة الحنفية كأبيه وله تردد لغير واحد من الأمراء وربما حضر عندي بالصرغتمشية وليس بذاك وبلغنا في رجب سنة تسع وتسعين ونحن بمكة أنه توفي فيحرر.
"وتاج الدين" الهندي والظن أنه من كنباية وأعمالها نزيل مكة أقام فيها عشرين سنة أو نحوها لم يخرج منها إلا إلى المدينة للزيارة وكان معتنياً بالعبادة والخير وللناس فيه اعتقاد مع قوة اعتقاده في ابن عربي، مات بمكة في العشر الأول من ربيع الأول سنة سبع وعشرين ودفن بالشبيكة أسفل مكة بوصية منه بعد الصلاة عليه بالمسجد الحرام وأحسبه بلغ السبعين، ذكره الفاسي في الأسماء من مكة وقال كان يسترشدني في كثير من المسائل.
"تقي الدين" بن الجيعان هو عبد الله بن عبد الغني بن شاكر، وابن الحريري الدمشقي هكذا رأيته في الآخذين عن شيخنا، وابن الحريري الدمشقي آخر هو فيما يغلب على الظن أبو بكر بن علي بن محمد بن علي، وابن درهم ونصف المعصراني كان من المياسير المعروفين بكثرة المعاصر والدواليب، مات في صفر سنة ثلاث وخمسين، وابن الرسام اثنان شامي تاجر مات بمكة في المحرم سنة تسع وسبعين ودفن بالقرب من ابن عيينة، والآخر اسمه عبد الكافي ابن عبد القادر بن أحمد، وابن رمضان بن عبد الله المصري الحنفي وممن سمع مني بمكة، وابن الطيوري أبو بكر بن علي بن محمد بن علي، وابن عبد الباري المصري مضى في المحمدين، وابن عبد العظيم الطحان أخو عبد الرزاق مات في ربيع الآخر سنة إحدى وتسعين، وابن عمر بن أبي بكر الحريري الماضي أبوه وممن سمع مني بمكة، وابن قاضي عجلون أبو بكر بن عبد الله بن عبد الرحمن، وابن القزازي محمد بن محمد بن علي محمد، وابن الكفري الحنفي القاضي هو عبد الله بن يوسف ابن أحمد، وابن محمود بن محمد بن محمود بن محمد، والبسطي الحنبلي محمد بن أحمد ابن سليمان بن عيسى، والبلقيني محمد بن محمد بن عمر بن رسلان، والحرازي محمد بن عبد الله بن التقي محمد بن أحمد بن قاسم، والحصني اثنان كل منهما اسمه أبو بكر بن محمد فأولهما اسم جده عبد المؤمن بن حريز والآخر اسم جده شاذي، والشامي الحكيم مات بمكة في جمادى الأولى سنة اثنتين وسبعين وكان يدعي أن والده هو البدر بن خطيب الدهشة أرخه ابن فهد، والطرابلسي أبو بكر بن إسماعيل بن عمر وآخر اسمه تقي الدين أبو بكر وعندي توقف في كونه أيضاً ابن اسماعيل بن عمر فيحرر، والقبابي المالكي اسمه عبد الرحمن بن والقلقشندي عبد الرحمن بن أحمد بن إسماعيل، وناظر الزرد خاناه استقر فيها بعد كريمة ويقال له ابن الصيرفي ممن باشر عند الأمراء ومنهم السلطان قبل تملكه فلما تسلطن قرره ناظر الزرد خاناه.

حرف الجيم

جلال الدين" بن الأبشيهي في الأبشيهي، وابن الأسيوطي عبد الرحمن ابن أبي بكر بن علي، وابن الأمانة عبد الرحمن بن محمد بن أحمد بن عبد العزيز ابن عثمان، وابن السيرجي عبد الرحمن بن محمد بن أحمد بن يوسف، وابن شرف الدين عبد الوهاب الجعفري الزيني الأسيوطي مدرس الشريفية بأسيوط وهي من إنشاء ابن عم أبيه زين الدين وكان قد ولي الحكم بها مرة مات سنة سبع وأربعين، وابن الملقن عبد الرحمن بن علي بن عمر بن أبي الحسن، والبكري محمد ابن عبد الرحمن بن أحمد بن محمد؛ والبلقيني عبد الرحمن بن عمر بن رسلان، وحفيد ولده عبد الرحمن بن علي بن محمد بن الجلال، والخانكي محمد بن محمد بن محمد بن محمد ويقال له العباسي، والسخاوي عبد الرحمن بن محمد بن أبي بكر بن عثمان الوالد، والصمنودي محمد بن أحمد بن علي بن محمد بن علي وقد يقال له المحلى، والسيرجي مضى قريباً في ابن السيرجي، والصالحي أبو النجاح محمد بن أحمد بن يحيى بن علي، ومحمد بن أبي بكر المدعو بأبي الفضل بن علي بن داود بن علي الصالحي ممن باشر مشيخة الزمامية بسويقة الصاحب وجهات تلقاها عن أبيه وزعم أنه يلوذ بالقاضي ناصر الدين الصالحي بقرابة وكان الناس مبتلين به في أيام خشقدم ولذا كان خائفاً يترقب إلى أن رافع فيه وفي أشباهه من أكلة الأوقاف الجارية تحت نظر الزمام علي بن التاج عبد الوهاب السجيني في أول أيام فيروز عند السلطان وخصه فيما قيل من المصادرة عشرة آلاف دينار والكلام فيه كثير وهو من دهاة العالم ممن تكرر حجه ويظهر اعتقاد الصالحين ونحوهم لأغراض وباع دوره ووظائفه وأثاثه فيما ظهر ومكث في الترسيم إلى حين تاريخه سنة تسع وتسعين، والصفوي أحمد بن محمد بن إسمعيل ابن حسن أحد الآخذين عني، والطنبدي مات في صفر سنة أربعين وخلف مالاً كثيراً بحيث صولح أخوه على عشرة آلاف دينار بعد طلب عشرين ألفاً مع ورثة مستغرقين قال العيني، والعباسي في الخانكي قريباً، والقمصي عبد الرحمن ابن أحمد بن عبد الرحمن، والمحلى محمد بن أحمد بن محمد بن إبراهيم بن أحمد، وآخر في السمنودي قريباً، والمرجوشي محمد بن عبد الرزاق، والمقري العجمي الساكن بالجزيرة مات في جمادى الآخرة سنة ثلاث وثلاثين بالطاعون، والوجيزي عبد الرحمن بن أحمد بن محمد بن أحمد بن عربدة، وابن فتح الدين أحد تجار الشرب بل هو شيخ سوقه واستقر عوضه في المشيخة محمد بن أحمد بن عبد الحق وبئس البديل، وشخص يشبه رأسه عبد القادر الطشطوخي أحد المعتقدين اتفق مع ابن الرماح في التلبيس على الملك فأشرك معه في الضرب وإيداع المقشرة ومات سنة أربع وتسعين.
"جمال الدين" بن خطيب المنصورية يوسف بن الحسن بن محمد، وابن السابق محمد بن محمد بن محمد بن محمد بن محمود، وابن ظهيرة محمد بن عبد الله بن ظهيرة، والأزدستاني شيخ جليل متقدم في السلوك والتجرد ونظم كثير جله بخطه في المدينة النبوية قدم القاهرة وزار بيت المقدس وكانت منيته في سنة ست وثمانين وقد جاز السبعين وممن تسلك به فضل الله الماضي وحكى لي كثيراً من أخباره مما لم أضبطه، والبساطي يوسف بن خالد بن نعيم، والحرضي المكي ممن سمع من شيخنا، والشيبي محمد بن علي بن محمد بن أبي بكر بن محمد، والخواجا الفومني الأنساب، والقرافي النحوي كان ماهراً في الإعراب حسن التدريب فيه انتفع به شيخنا ابن خضر وغيره وولى مشيخة الطنبدية بالصحراء وأظنه كان إماماً بالناصرية فرج بالصحراء واستقر بعده في الطنبدية شيخنا الشهاب الحناوي، والكرماني يوسف بن يحيى بن محمد بن يوسف، والمارداني يوسف بن عبد الله، والملطي يوسف بن موسى بن محمد، والنابلسي الشيخ المفتي بطرابلس ممن قتل في خروج نائبهم عليهم سنة اثنتين، وبواب الزمامية بمكة مات بها في جمادى الأولى سنة سبع وستين أرخه ابن فهد، وعجمي نجار ينزل برباط السيد بركات مات بمكة في ليلة مستهل المحرم سنة ثمان وتسعين عن نحو الثمانين وكان مباركاً كثير الطواف والتلاوة نظراً وغير ذلك من أفعال الخير قطن مكة نحو أربعين سنة رحمه الله وإيانا.

حرف الحاء المهملة

"حافظ الدين" الجلالي أحمد بن محمد بن علي، والمنهلي محمد بن عبد الرحمن بن سليمان بن داود، "حسام الدين" بن حريز محمد بن أبي بكر بن محمد، وابن غرلو في حسن، والصفدي في حسام بن عبد الله.
 حميد الدين" النعماني محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن عمر بن محمد بن ثابت.

حرف الخاء المعجمة

"خير الدين" جماعة منهم ابن البساطي محمد بن عبد العزيز بن محمد بن أحمد ابن عثمان، والسخاوي قاضي طيبة محمد بن محمد بن أحمد بن موسى بن أبي بكر، وإمام الشيخونية واسمه مات في سنة تسع وثمانمائة، ومحمد بن عمر بن محمد بن موسى الشنشي، والريشي نقيب المناوي وهو محمد بن حسن بن علي بن أبي بكر.

حرف الراء المهملة

"رضي الدين" بن الأوجاقي محمد بن محمد بن محمد، وابن منصور محمد بن محمد بن علي الحلبي الحنبلي، والرضي الطبري محمد بن أحمد بن الرضي إبراهيم بن محمد بن إبراهيم الإمام، والرضي الغزي محمد بن أحمد بن عبد الله بن بدر بن مفرج بن بدر وله ابنان إبراهيم مات ورضي الدين محمد.
"ركن الدين" الخوافي نسبة لخاف بلد بخراسان ممن أخذ عن أبي بكر التاذباذي وعنه الصفي عبد الرحمن الإيجي.
"ركن الدين" الدخان عبد الرحمن بن علي بن محمد بن علي، ونزيل مكة محمد بن مهذب.

حرف الزاي

"زكي الدين" بن صالح محمد بن محمد بن عبد الرحمن بن صالح، والمناوي أبو بكر بن صدقة.
"زين الدين" بن أبي الفضل بن القاضي عبد الله بن عبد الرحمن بن صالح المدني ممن سمع مني بها، وابن محمد بن المحب بن الحسين المدني ابن عم عبد المعطي ومحمد ابني أحمد ابن الحسين الماضيين ممن سمع مني بالمدينة، والأنبابي ممن سمع من شيخنا، والتاجر هو أبو بكر بن محمد بن عبد الله بن مقبل، والسخاوي أبو بكر بن عبد الرحمن بن محمد بن أبي بكر أخي بل هو أكثر في تلقيب الوالد من جلال الدين، والسطحي القاهري كان مقيماً بسطح جامع الحاكم وللناس فيه اعتقاد انقطع ثلاثين سنة لا يخرج من منزله إلا يوم الجمعة للاغتسال ثم يعود مات في سنة أربع وعشرين وكانت جنازته مشهودة قال شيخنا في أنبائه، وقال غيره إنه كان مالكي المذهب رافق العز بن عبد السلام الأموي قريب الولوي السنباطي القاضي في الطلب في الفقه وغيره بل حضر عند العز بن جماعة وكان الجلال البلقيني فمن دونه يقصده للسلام وطلب الدعاء رحمه الله وإيانا، والسكندري الحنفي أحد من حضر عند أكمل الدين وجار الله وغيرهما قرأ عليه في الهداية الكمال بن الهمام ونبه على ذلك في أول شرحه لها وقال شيخنا في آخر ترجمة أبي بكر التاجر من أنبائه أنه ناب في الحكم، "والزين الطبري" محمد بن أحمد ابن محمد بن المحب أحمد بن عبد الله، والعراقي عبد الرحيم بن الحسين بن عبد الرحمن، والمخدوم الحنفي ممن أخذ عن أكمل الدين وغيره وناب في الحكم أيضاً، والمراغي أبو بكر بن حسين بن عمر، والنابلسي، ممن سمع من شيخنا.

حرف السين المهملة

"سابق الدين". "سديد الدين". "السراج" بن الملقن عمر بن علي بن أحمد بن محمد. والسراج البلقيني عمر بن رسلان بن نصير، والعبادي عمر بن حسين ابن حسن؛ وقاري الهداية عمر بن علي بن فارس، والمناوي أحد نواب الحنفية عمر بن علي بن عمر، والمناوي آخر تاجر اسمه عمر بن أحمد بن علي أخو البدر بن جنة لأمه.
 سعد الدين" بن الديري سعد بن محمد بن عبد الله، وابن الذهبي محمد ابن محمد بن علي بن يوسف، وابن عويد السراج اسمه إبراهيم ويكنى أبا غالب في الكنى، وابن مخاطة القبطبي واسمه إبراهيم زوجه إبراهيم بن الجيعان ابنته وصارت له بذلك منزلة وباشر في جهات مات في ذي الحجة سنة سبع وسبعين عفا الله عنه، وسعد الدين بن قوالح وهو إبراهيم فيما أظن ابن التقي عبد اللطيف الملقب قوالح بن عبد الوهاب بن العفيف المرافع في كاتب المماليك وكان أحد كتاب المماليك ورؤساء الكحل، مات في ثامن عشر ذي الحجة سنة ست وتسعين واستقر عوضه في رياسة الكحل أخوه، والخادم الحنفي والد شمس الدين محمد الماضي كان من فضلاء جماعة أكمل الدين وخادم الشيخونية وممن قرأ عليه في العربية يحيى بن العطار بل أخذ عنه عمر بن قديد، وكان بالشيخونية حنفي آخر يلقب المخدوم وهو الزين أبو بكر بن علي بن أبي بكر تزوج ابنة الغماري واستولدها وهو من القرن قبله ظناً، وفرح ماجد الوزير، والكسيح الذي ولي نظر دمياط وقتاً، مات في جمادى الأولى سنة تسع وسبعين غير مألوف عليه لما وصف به من الظلم، وكاتب سرغزة هو إبراهيم بن عبد الوهاب، والكماخي إبراهيم بن المحب محمد ابن محمد الحنفي، والمصري أحمد بن عبد الوهاب بن داود القوصي، وآخر في محمد بن محمد بن أحمد، وملك الحبشة هو محمد بن أحمد بن علي، وناظر الخواص إبراهيم بن عبد الكريم سيف الدين الصيرامي في يوسف بن عيسى وابن الخواندار محمد بن محمد بن عمر بن قطلوبغا.

حرف الشين المعجمة

"شرف الدين" بن البقري عبد الباسط، وابن الخازن محمد بن إبراهيم بن عبد المهيمن، وابن الخشاب محمد بن أحمد بن إبراهيم بن أحمد بن عيسى، وابن خليل ابن أحمد السكندري ممن سمع مني بمكة، وابن صالح المدني مات في ذي القعدة سنة تسع وخمسين بمكة أرخه ابن فهد، والشرف بن العجمي أبو بكر بن سليمان ابن اسمعيل بن يوسف، وابن قاسم محمد بن محمد بن قاسم بن عبد الله، والأنصاري اثنان اسمهما موسى فمتقدمهما ابن محمد بن محمد بن جمعة ومتأخرهما ابن علي بن محمد ابن سليمان، والبارنباري عبد الوهاب بن محمد بن محمد بن عبد المنعم، والبدماصي الشاهد محمد بن أحمد بن إسمعيل، والحسيني ويعرف بالمطلق لقيه الطاووسي في سنة سبع وثمانمائة فاستجازه لكونه زعم أنه لقي صحابياً اسمه محمد الأصم قال وفيه ما فيه ووصفه الزاهد بأنه كان من أكابر الزهاد سافر كثيراً في نواحي الأرض؛ والداديخي أبو بكر بن سليمان بن صالح، والطنبدي محمد بن محمد بن محمد بن عبد الحميد بن إبراهيم، والعباسي محمد بن محمد بن صلاح، والقادري الضرير خطيب جامع الميدان مات في جمادى الأولى سنة ستين ودفن بتربة بالقرب من حسين الجاكي وكان مأنوساً في خطبته صليت خلفه كثيراً رحمه الله، والقدسي المحدث محمد بن محمد بن أبي بكر بن عبد العزيز بن محمد، والكناني المالكي أحد أصحاب الشيخ مدين ممن تكسب بالشهادة بالحانوت المواجه لحانوت المجهزين بالقرب من وكالة قوصون وكان خيراً مات إما في سنة سبع وثمانين أو التي بعدها، ورأيت فيمن سمع الختم من البخاري على أم هانئ الهورينية ومن شاركها شرف الدين محمد بن يوسف بن محمد الأنصاري الكناني وابناه محمد وعبد القادر ويغلب على ظني أنه هذا، والمعامل المجاور في سنتي ثلاث وتسعين والتي بعدها هو موسى بن محمد بن يوسف، والمناوي يحيى بن محمد بن محمد، وشارح المنار لقيه ابن عربشاه وأرخ وفاته سنة سبع وأربعين بإذنه.
 شمس الدين" بن خليل المقري أحد أعيانهم وممن ذكر بجهورية الصوت مات في ربيع الثاني أو جمادى الأولى سنة إحدى وتسعين عن نحو السبعين وقد كف، وابن خليل آخر شافعي اسم جده أحمد مضى في المحمدين، وابن بطالة في الأبناء؛ وابن الركن المعري محمد بن أحمد بن علي بن سليمان، وابن العيار في المحمدين ممن لم يسم آباؤهم؛ وابن كاتب الورشة القبطي ويلقب بالوزة مضى في نصر الله، وابن منهال مات في سنة إحدى أرخه شيخنا في إنبائه والأزهري في محمد بن علي بن حسن؛ والأسيوطي فيمن سمع من شيخنا، والبابي في محمد بن اسمعيل بن الحسن بن صهيب، والبصروي محمد بن عبد الرحمن بن عمر بن عبد العزيز، والبغدادي الحنبلي محمد بن محمد بن جميل، وآخر اسمه محمد بن علي بن عيسى تزوج الموفق بن المحب بن نصر الله أخته، والجويعين الشاعر نزيل بولاق مدح شيخنا ومن نظمه يهجو تلميذاً له يعرف بابن فخر مما سمعه منه عبد القادر القرشي:

حديث ابن فخر حين جاء مسلسلاً

 

وقد قرره بأن للناس واشتهـر

روى الأعمش الضوي أن مداره

 

على قول مسروق فسلسله عمر

والجوهري المصري المعروف بابن الشيخ محمد بن صدقة، والحجازي مختصر الروضة محمد بن محمد بن أحمد، والحلبي محمد بن إسمعيل بن يوسف، والرحبي وكيل بيت المال بدمشق مات في سنة ثمان وثلاثين أرخه ابن اللبودي؛ والسكندري فيمن سمع من شيخنا والشبراوي محمد بن سليمان بن مسعود وابنه محمد، والشراريبي المقري محمد بن أحمد بن محمد، والصوفي الحنفي نزيل البرقوقية، والطيبي فيمن سمع من شيخنا والعجيمي محمد بن عبد الماجد سبط ابن هشام، والعماري الحنفي القاضي سافر مع نائب الشام ودون من عبد الرحمن إماماً فناب في الحكم بالشام ثم رجع بعد انفصال مخدومه وناب بمصر أيضاً ولم بالمخدوم مات سنة إحدى وأربعين وهو بفتح المهملة وتشديد الميم ذكره شيخنا في أنبائه، والغزولي الفراش مات في سنة اثنتين وأربعين بمكة أرخه ابن فهد، والمسيري محمد بن محمد بن محمد بن أحمد المصري نزيل مكة، والمصري قيم الأحباس مات في سنة إحدى وأربعين شيخنا في إنبائه. والمعيد إمام الحنفية بمكة محمد بن محمد بن محمود الخوارزمي، والمغيربي محمد ابن علي بن أحمد بن عبد الواحد.
"شهاب الدين" بن الضعيف أحمد بن يونس، والأذرعي أحمد بن الحسن بن علي بن محمد بن عبد الرحمن، والحسيني كاتب السر أحمد بن علي بن إبراهيم بن عدنان، والدواداري كاشف الجيزة مات في حادي عشري شعبان سنة ثلاث عشرة وخلف موجوداً كثيراً جداً قال شيخنا في إنبائه، والزملكاني مات في سنة ثلاث عشرة أرخه شيخنا أيضاً، والقوصي اثنان كل منهما اسمه أحمد بن محمد بن محمد، والنابلسي الناسخ أحمد بن مسعود بن محمد بن محمد.
"وشهاب الدين" الشولي الضرير مات بمكة في ربيع الثاني سنة أربع وأربعين.
"حرف الصاد المهملة" "الصدر" بن الأدمي علي بن محمد بن محمد بن أحمد ومنهم من جعل بدل أحمد أبا بكر، وابن الرومي عدل باشر في أوقاف جامع المغربي وغيره مات في صفر سنة ست وخمسين عن نحو الخمسين، وابن الرومي آخر نزيل السيوفية هو محمد بن محمد بن محمد، والبهوتي في أحمد بن عبد الله بن محمد بن محمد، والمكراني في أحمد بن إسماعيل بن إبراهيم، والمناوي محمد بن إبراهيم بن إسحق بن إبراهيم.
"صفي الدين" الكازروني المدني محمد بن محمد بن مسدد.
"والصفي" الإيجي عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله بن محمد بن عبد الله. وحفيد ولد أخيه عبد الرحمن بن عبيد الله بن العلاء محمد بن العفيف محمد بن محمد.
 صلاح الدين" بن الجيعان محمد بن يحيى بن شاكر، وابن أبي الخير المخبزي محمد بن محمد بن محمد أبي بكر بن علي بن إبراهيم، وابن الديمي محمد بن عثمان بن محمد بن عثمان، وابن علي بن نجم الدين الخانكي ممن سمع مني بمكة، وابن الكويز محمد بن عبد الرحمن بن داود، وابن نصر الله محمد بن حسن، والرفاعي شيخ طائفته مات في ذي القعدة سنة إحدى وأربعين، وصلاح الدين السعدي محمد بن قاضي الحنابلة البدر محمد بن محمد بن أبي بكر مات فيطاعون سنة سبع وتسعين وكان نجيباً حاذقاً عوضه الله وأباه الجنة، والطرابلسي الحنفي محمد بن محمد بن يوسف بن سعيد، والقيسي الشاهد عند باب الأزهر رفيقاً للسروي كان شافعياً يحفظ أشعاراً واسمه يوسف مات في المحرم سنة ست وثمانين، ووكيل الحزمي محمد بن إبراهيم.
"وصلاح" البزاز مات بمكة ليلة عيد الفطر سنة سبع وعشرين أرخه ابن فهد.
"صير الدين" ملك الحبشة في علي بن محمد بن أحمد بن علي.

حرف الضاد المعجمة

"الضياء" بن سالم المكي محمد بن محمد بن سالم.
"ضياء الدين" الأخنائي مات في سنة إحدى ذكره شيخنا في إنبائه، والبلقيني عبد الخالق بن عمر بن رسلان.

حرف الظاء المعجمة

"ظهير الدين" محمد بن عبد الوهاب بن محمد الطرابلسي.

حرف العين المهملة

"عز الدين" بن جماعة محمد بن أبي بكر بن العز عبد العزيز بن محمد بن إبراهيم، وابن النجم عمر بن أحم بن عمر بن يوسف بن علي في المحمدين.
والأنبائي عبد العزيز بن يوسف، والبلقيني عبد العزيز بن البهاء محمد بن عبد العزيز بن محمد بن مظفر، والتقوى عبد العزيز بن عبد الله بن إبراهيم، والحنبلي اثنان ولياً قضاء مصر عبد العزيز بن علي بن العز بن عبد العزيز، وأحمد بن إبراهيم بن نصر الله، وقاضي الشام ناظم مفردات الحنابلة محمد بن علي بن عبد الرحمن بن محمد بن القاضي سليمان، والسخاوي هو محمد بن أبي بكر أخي بن عبد الرحمن بن محمد بن أبي بكر، والمالكي مواخي بن الهمام محمد بن عبد الله بن محمد، والمحلى أحد النواب محمد بن عبد الله بن سليمان.
"عزيز الدين" وقد يقال فيه عزيز يأتي في الفصل بعده.
"عضد الدين" عبد الرحمن بن النظام يحيى بن سيف الصيرامي، والنظامي في أبي الخير.
"عفيف الدين" محمد بن نور الدين محمد بن عبد الله بن محمد بن عبد الله الحسيني الإيجي، وابن حفيده محمد بن عبيد الله بن العلاء محمد بن عفيف الدين.
"عفيف" قاضي اسكندرية هو محمد بن محمد بن محمد بن حسن القسنطيني سبط ابن التنسي.
"علاء الدين" بن اللفت في ابن اللفت، والأمير الشريف ولي الوزارة بالديار المصرية وشد الدوادين مراراً ثم الحجوبية الصغرى، ومات وهو متوليها سنة أربع عشرة ذكره العيني، والبانياسي ناظر الجامع الأموي كان مشكوراً مات سنة ثلاث عشرة ذكره شيخنا في إنبائه، والبلقيني علي بن محمد بن عبد الرحمن بن عمر؛ والتزمنتي علي بن علي بن أحمد بن سعيد، وأبوه والجزري مات بمكة في ذي القعدة سنة ثلاث وخمسين أرخه ابن فهد، والدمنهوري محمد بن محمد بن خضر، والشيرازي علي بن أحمد بن محمد، والصرخدي علي بن محمد بن يحيى، والقابوني النحوي علي بن محمد، والقائد مات في سنة ثمان وعشرين بعيون القصب ولما بلغ الأشرف موته جهز أحمد الدوادار للاحتياط على موجوده الذي كان صحبته بالركب فحمل إليه بل وبعث إلى مكة في طلب زوجته للفحص عن سائر أمواله فتجهزت صحبة الركب قال ابن فهد، والقلقشندي علي بن أحمد بن إسماعيل، والقدسي التاجر، مات في سنة خمس وثمانين، والكرماني شيخ سعيد السعداء في علي ويحرز فأظنه محمداً.
"علم الدين" أبو الفضل بن جلود القبطي والد عبد الكريم الماضي تقدم المباشرة وخدم في الجهات وعرف بالحذق والمعرفة والدربة واستقر في كتابة المماليك فأثرى وضخم خدمه وحواشيه وارتقى لما لم ينله غيره من كتاب المماليك مع حشمة وأدب وتكرم وتجمل، مات في سلخ ذي الحجة ودفن في مستهل سنة اثنتين وسبعين وهو في الكهولة، وابن الجيعان شاكر بن عبد الغني بن شاكر، والبلقيني صالح بن عمر بن رسلان، والحوفي نزيل سعيد السعداء سليمان بن عمر بن محمد، والنويري محمد بن عبد الرحمن بن عبد العزيز بن محمد.
 عماد الدين" الداديخي أبو بكر بن سليمان بن صالح، والسرميني موقع الدست بدمشق كان فاضلاً ذكياً مات في شوال سنة ثمان وثلاثين وقد بلغ الأربعين أو قاربها ذكره شيخنا في إنبائه، والعباسي يأتي في الأنساب، والكركي أحمد بن عيسى بن موسى بن عيسى.

حرف الغين المعجمة

"غياث الدين" بن علي بن نجم الكيلاني في محمد، وبن محمد بن محمود الاستروسني ممن سمع مني بمكة، والشيرازي النحوي الشافعي ويلقب هناك بسيبويه الثاني. وقريب شيخ الباسطية المكية بل هو ابن الشريف صاحب الشرواني في محمد بن محمد.

حرف الفاء

"فتح الدين" البلقيني إثنان: محمد بن صالح بن عمر بن رسلان، و محمد بن محمد بن محمد بن عمر بن رسلان.
"فخر الدين" بن إسماعيل بن فخر الدين الرومي أحد المكبرين بالمقام الحنفي من المسجد الحرام مات في شعبان أو بعده سنة سبع وثلاثين بمكة.
"فخر الدين" بن عثمان بن علي الأبشاقي أخو عبد الله الماضي ممن سمع على قريب التسعين.
"فخر الدين" بن السكر والليمون القبطي ولي نظر الديوان المفرد ثم نظر الدولة وتزوج خديجة ابنة التقي البلقيني بعد ناصر الدين النبراوي ومات عنها في سنة خمس وسبعين بعد أن أولدها إبراهيم الماضي وكان حين موته مميزاً.
"فخر الدين" بن شمس الدين بن رقيط أحد الكتبة كان مستوفي اسكندرية كأبيه ثم باشر نظر جدة نيابة عن أبي الفتح المنوفي في سنتي سبع وثمانين والتي بعدها وهو الذي اشترى بيت شيخنا بباب البحر عند جامع المقسي بعد موته وعمره ثم صار بعده لشهاب الدين بن الخطيب ومات، وابن العيني المدني أبو بكر بن أحمد بن علي بن عمر بن قنان؛ وابن الغنام القبطي مات في جمادى الآخرة سنة خمس وتسعين وكان في جهات دينية كالتصوف بسعيد السعداء والبيبرسية مع قراءة الشباك بها عفا الله عنه، وابن نصر الله الناسخ أخو، والتوريزي أبو بكر بن محمد بن يوسف، والرفاعي شيخ معتقد كان بقنطرة الفخر مات في صفر سنة ثمان وستين ودفن من يومه أرخه المنير، والشريف شيخ خانقاه سرياقوس مات في سنة إحدى واستقر عوضه في رابع عشر ذي القعدة منها الجلال أحمد ويقال له إسلام بن النظام اسحق الأصبهاني عوداً على بدء، والشيخ مات في جمادى الآخرة سنة ثلاث وثلاثين، والعجمي عرض عليه الصلاح الطرابلسي بالقاهرة في ذي القعدة سنة ست وأربعين وأجاز له، والغمري حسن بن عبد الرحمن بن عثمان.

حرف القاف

"قطب الدين" الإيجي نعمة الله بن أحمد بن الصفي عبد الرحمن بن محمد والخنجي الرجل الصالح الذاكر كان كثير العبادة والذكر مديم الجماعات له أوراد ملازم لها مات بمكة شهيداً في شوال سنة سبع وثلاثين سقط عن غلبة في بئر رباط الدمشقية وليس لها حاجز وكانت جنازته مشهودة قاله ابن فهد عن خط الجمال المرشدي، محمد بن عمر بن محمد بن وجيه بن الشيشيني، والخيضري محمد بن محمد بن عبد الله بن خيضر؛ والصفوي نسبة للسيد صفي الدين الإيجي محمد بن محمد بن محمد بن أبي نصر، "قوام الدين" الحنفي محمد بن محمد بن محمد بن قوام.
"قياس الدين" العجمي التاجر مات بجدة في ليلة استهلال رجب سنة ثمان وثمانين وحمل إلى المعلاة فدفن بها.

حرف الكاف

"كريم الدين" بن ظهيرة المكي الحنبلي عبد الكريم بن عبد الرحمن وبن فخيرة عبد الكريم بن عبد الغني بن يعقوب بن كاتب حكم عبد الكرين بن بركة. والحنبلي بن كاتب العليق محمد بن علي بن أبي بكر، وصير في جدة عبد الكريم بن إبراهيم.
"الكمال" بن البارزي محمد بن محمد بن محمد بن عثمان بن محمد؛ وابن أبي الشريف محمد بن محمد بن أبي بكر، وابن العديم عمر بن إبراهيم محمد بن عمر بن عبد العزيز، وبن محمد بن كمال الدين الحرزواني المدعو كمال ممن سمع مني بمكة، وابن المراغي محمد بن محمد بن محمد بن أبي بكر بن الحسين، وابن الهمام محمد بن عبد الواحد. وإمام الكاملية محمد بن محمد بن عبد الرحمن. والبلقيني محمد بن علي بن محمد بن عبد الرحمن بن عمر، والدميري محمد بن موسى بن عيسى، والطويل محمد بن علي بن محمد. والغزي محمد بن إبراهيم بن عبد الواحد، والنابلسي محمد بن محمد بن عبد القادر بن محمد بن عبد القادر الحنبلي، والمجذوب محمد بن صدقة بن عمر.

حرف اللام

"لسان الدين" أحمد محمد بن محمد بن محمد بن محمد بن محمد بن محمود بن الشحنة.
 حرف الميم

"مجد الدين" البقري أخو الشرف عبد الباسط الماضي وهو أبو الفضل اسماعيل بن علم الدين يحيى تدرب في المباشرة بأقربائه وخدم بها وتحدث في مباشرة المنزلة بأسرها ثم ترقي لاستا دارية بالبلاد الشامية ثم ولي الوزر والأستادرية غير مرة وكانت أول ولاياته للثانية في مستهل جمادى الأولى سنة خمس وستين في أيام المؤيد أحمد عوضاً عن منصور بن صفى مع محاسبته وأول ولاياته في شوال سنة سبع وستين عوضاً عن العلاء بن الأهناسي وباشر ببشاشته وتواضع وحسن سيرة ورفق نسبي مع صغر سنه وقصر أيامه وأهين غير مرة بالضرب والمصادرة وغير ذلك ودام في حبس أولى الجرائم سنتين ثم آل أمره إلى أن وسط في ربيع الأول سنة ثلاث وتسعين وهو صاحب الحمام الذي بزقاق الكحل والعمائر التي غيط البيمارستان سامحه الله وإيانا. وبن عبد الله بن أبي الفتح الزرندي المدني ممن سمع مني بها، والكاتب بحواصل الخاص ويعرف بابن كاتب المخابر مات في جمادى الثانية سنة وكان سميناً بطئ الحركة يركب حماره وهو أخو سعد الدين كان يباشر الإسطبل ومات قبل واستقر عوض المجد عبد الباسط بن البلفياني المعين لعبد الباسط كاتب الدخيرة.
"مجير الدين" عبد الكافي بن أحمد بن الجوبان.
"محب الدين" بن الأمين الحلبي الكاتبي هو محمد المدعو عبد الرحمن بن الحسن بن حمزة بن يوسف مضى، وابن أبي حامد بن ظهيرة في محمد بن محمد بن محمد بن محمد بن حسين، وابن ظهيرة اثنان كل منهما اسمه أحمد فأولهما ابن الجمال محمد بن عبد الله بن ظهيرة؛ والمتأخر ابن أبي السعادات محمد بن محمد بن محمد بن حسين، ولهما ثالث أحمد بن عبد الحي بن أبي بكر قاضي جدة، وابن القاضي عز الدين النويري المكي أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد وابن العفيف قريب لقوالح بن العفيف كان أحد الأطباء بل يباشر رياسة الكحل في وقت مات في ذي الحجة سنة ثمان وسبعين وزعم كل من نقيب الجيش وقوالح أنه عصبته، وابن نصر الله البغدادي في الأحمدين، والتروجي عبد الغني بن اسمعيل، والدموهي القاضي هو محمد بن أحمد بن محمد؛ وسبط الزاهد أحد النواب محمد بن علي بن أحمد؛ والطبري الإمام محمد بن محمد بن محمد بن أحمد بن الرضي إبراهيم، والطوخي محمد بن أبي بكر بن محمد، والنويري اثنان كل منهما أحمد أحدهما ابن أبي الفضل محمد بن محمد بن أحمد العقيلي والثاني ابن عمه ابن أبي القسم محمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن عبد العزيز.
"محي الدين" بن نور الدين علي الجوهري ويعرف بابن الفاوي أخو أبي بكر الماضي لأبيه مات في ليلة الجمعة خامس عشري ربيع الأول سنة إحدى وتسعين، وابن النحاس صاحب مصنف الجهاد هو أحمد بن إبراهيم بن محمد وترجمه شيخنا ي حوادث سنة أربع عشرة من أنبائه، والتبريزي شيخ العلاء بن العفيف فقرأ عليه أو سمع صحيح البخاري وذكر لي أنه ممن أخذ عنه الزين الخافي وأنه كان معمراً يروي عن شيوخ بغداد، "مخلص الدين". "مظفر الدين" محمد بن عبد الله بن محمد الشيرازي نزيل مكة، ومحمود بن أحمد بن اسمعيل الأمشاطي.
"معين الدين" بن عبد الرحمن بن القاضي أبي عبد الله بن عبد الرحمن بن محمد بن صالح المدني ممن سمع مني بها، وابن العجمي عبد اللطيف بن أبي بكر بن سليمان. والإيجي حمد بن الصفي عبد الرحمن بن محمد، والدمياطي الأبرص محمد بن محمد بن محمد.
"موفق الدين" بن المحب أحمد بن نصر الله الحنبلي هو محمد، وآخر حنبلي كان قاضي طرابلس ممن قتل في خروج نائبها عليهم سنة اثنتين، وعبد الله بن إبراهيم المنسوب إليه ببركة الرطلي درب موفق الدين، والحموي عبد الرحمن بن أحمد بن حسن بن داود، والرومي الحنفي ولى قضاء غزة ثم حلب ثم بالقاهرة قضاء العسكر ثم بالقدس قال العيني وكان من طلبة أكمل الدين وتولى قضاء غزة بإشارته مدة كبيرة وهو أول حنفي وليها ثم تولى قضاء كل من حلب والقدس ثم قضاء العسكر بالديار المصرية ثم عاد إلى القدس ثم إلى القاهرة فأقام أياماً ضعيفاً ومات في رجب سنة تسع وذكره شيخنا في إنبائه باختصار. "مؤيد الدين".

حرف النون

"ناضر الدين" بن تيمية محمد بن محمد بن محمد بن عبد الله بن عبد الحليم بن عبد السلام وأبوه وابن دقماق الأمير ابن الأمير كان شاباً جميلاً مات في جمادى الأولى سنة ثلاث وثلاثين، وابن شيخ حرم القدس محمد بن عبد الله بن محمد بن محمد بن غانم، وابن عبد العزيز بن أحمد المدني الخواص ممن سمع مني بالمدينة. وابن العديم محمد بن عمر بن إبراهيم بن محمد، وابن مهنا الحنفي مات في رجب سنة ثلاث وثلاثين أرخه ابن حسان، وابن الميلق محمد بن عبد الدائم بن سلامة، وسبط ابن الميلق ويلقب بالوزة، والجندي رفيقنا في مجاورتين هو محمد بن محمد بن سليمان بن خالد، والخطيري محمد بن علي بن أحمد؛ والرماح أحد الأمراء مات في سنة ثمان أرخه العيني وقال إنه خلف شيئاً كثيراً، والزردكاش محتسب دمشق مات في سادس عشر رمضان سنة ستين ومستراح منه أرخه ابن اللبودي، والسخاوي محمد بن أحمد بن علي، ومحمد بن أحمد آخر لم يسم جده، والعقبي محمد بن عبد الله الدمشقي الصوفي، والغمري محمد بن حسن بن محمد، والفزاري المغربي المؤرخ ناصر بن أحمد بن يوسف، ونقيب الجيش وأمير طبر مات في يوم الأربعاء سابع عشري رمضان سنة ثلاث وأربعين.
"نجم الدين" بن عبد الله بن أبي الفتح الأنصاري الزرندي المدني ابن أخي قاضيها الحنفي ممن سمع مني بها.
"نجم الدين" بن محمد بن محمد بن عبادة أخو أحمد الماضي ولد سنة سبع وتسعين وسبعمائة، وبن يوسف بن نجم الدين الخانكي ابن عم صلاح الدين بن علي الآتي ممن سمع مني بمكة، وابن الرفاعي أحمد بن علي بن الحسن، وابن السكاكيني في السكاكيني، وابن ظهيرة محمد بن محمد بن محمد بن حسين وابنه محمد الصغير يلقب نجم الدين أيضاً، وابن فهد محمد بن محمد بن محمد بن عبد الله بن محمد بن عبد الله، وحفيده عمر بن التقي محمد يلقب نجم الدين أيضاً، وابن النبيه محمد بن محمد بن محمد بن أحمد بن محمد، والبديوي محمد بن محمد بن محمد بن محمد؛ والسوداني هو ابن الشهاب أحمد العلامة ابن أحمد المقدسي الماضي أبوه وقع في الأسر وجاء الخبر أنه أحب امرأة منهم وتنصر نسأل الله السلامة، والسوداني آخر اسم أبيه الشمس محمد بن التقي أبي بكر بن الشهاب أحمد بن عم الذي قبله مات في ربيع الأول سنة ست وخمسين، والقرمي في اسحاق بن إبراهيم بن اسماعيل، والمرجاني محمد بن أبي بكر بن علي، "نجيب الدين". "نسيم الدين" عبد الغني بن عبد الواحد بن إبراهيم المرشدي المكي، ومحمد بن محمد المدعو سعيد بن مسعود بن محمد الكازروني، "نفيس الدين" سليمان بن إبراهيم بن عمر العلوي اليماني.
"نور الدين" بن الجلال هو علي بن يوسف بن مكي، وابن عثمان الجبرتي هو علي بن سليمان بن عثمان مضى، وابن قطب الدين بن روح الدين الأيجي مضى في محمد بن محمد بن روح الدين، وابن قوام البالسي ثم الصالحي مات في سنة تسع عشرة أرخه شيخنا في إنبائه، والدجوي اثنان كل منهما على أحدهما ابن أحمد بن محمد بن أحمد بن حيدرة والآخر بن المحب محمد بن العز أحمد وهو ابن عمه، والزمزمي المكي في علي بن أحمد بن محمد بن داود، وصهر تيمور الطاغية قتل بدمشق في سنة ثلاث على يد العسكر المصري.

حرف الهاء

"همام الدين" عبد الواحد بن عبد الحميد بن مسعود السيواسي والد الكمال بن الهمام؛ وشيخ الجمالية واسمه محمد بن أحمد الخوارزمي.

حرف الواو

"وجيه الدين" عبد الرحمن بن أبي بكر بن فهد، وعبد الرحمن بن حسن بن سويد.
"ولي الدين" أبو الفرج، وميخائيل بن إسرائيل مقبوحان.
"ولي الدين" جماعة يسمون أحمد منهم ابن الزين عبد الرحيم بن الحسين أبو زرعة العراقي، وابن تقي الدين محمد بن محمد بن عمر بن رسلان البلقيني، وابن الشهاب أحمد بن عبد الخالق السيوطي، وابن الجمال عبد الله بن محمد بن عيسى الزيتوني، وابن الجمال محمد بن عمر البارنباري، وابن بهاء الدين محمد بن محمد بن محمود البالسي، وجماعة يسمون محمداً منهم بن أحمد بن محمد بن أحمد الذروي، وبن أحمد بن يوسف بن حجاج السفطي، وبن محمد بن عبد اللطيف السنباطي، وبن محمد بن محمد بن عبد الله بن أحمد بن الزفتاوي، وابن فتح الدين محمد بن محمد النحريري المالكي، وابن أبي القسم بن عبد الرحمن.
"وولي الدين" الفرشوطي مات بمكة في ربيع الآخر سنة ثلاث وسبعين ذكره ابن فهد ولم يسمه.
 فصل في ثاني قسمي الألقاب

الهمزة

"استادار الأغوار" واسمه أقبردي قتل في صر سنة إحدى وتسعين.
"الأشتر" محمد بن علي بن جار الله بن زايد. "الأشرف" عدة ملوك لمصر وهم برسباي الدقماقي، وقايتباي سلطان الوقت الآن، ومن غيرهم سلطان اليمن اسماعيل بن العباس بن علي بن داود، "الأشرم اليماني" هو محمد بن علي بن أبي بكر ممن أخذ عني، "الأشقر" أبو بكر بن سليمان، واينال أمير سلاح.
"الأعرج" حسن بن علي بن محمد، "إمام جامع الحاكم" يوسف بن عبد الله بن أحمد بن أحمد هكذا سمى لي عمه عبد الرحمن نزيل طيبة اسم أبيه أحمد بن أحمد وقال يوسف إن اسم جده يوسف فالله أعلم، "إمام الشيخونية" محمد بن موسى بن محمود، "إمام مسجد قراقجا" محمد بن أحمد بن يوسف بن عبد المجيد، "إمام المقام الأعظم بمكة" المحب الطبري وهو محمد بن محمد بن محمد بن أحمد بن إبراهيم، "إمام المقام الحنفي بها" في محمد بن محمد بن محمد بن السيد.
"أمير ركب التكاررة" مات بمكة في ضحى يوم الثلاثاء ثالث ذي الحجة سنة سبع وأربعين رحمه الله، "الأمين" اسماعيل بن محمد بن الأمين بن علي بن الأمين. "الأهدل" البدر أبو محمد حسين بن عبد الرحمن بن محمد بن علي بن أبي بكر الحسيني نسباً وبلداً اليماني الشافعي وله أولاد منهم صديق وأحمد والهادي وأحمد السيد والعفيف عبد الله ومحمد وهما حيان في سنة ثلاث وتسعين فلصديق من النجباء حسين أحد الآخذين عني وهو حي وعبد الرحمن وعبد الله ماتا في آخرين ولعبد الله الجمال محمد أحد الآخذين عني في الأحياء ولأحمد السيد وقيل له ذلك ليتميز عن أخيه الآخر أحمد جمال الدين محمد عبد المحسن أحد الآخذين عني حي ويقال لكل منهم ابن الأهدل.

الباء الموحدة

"باكير" أبو بكر بن اسحق بن خالد الملطي الحنفي، "باهور" نور الدين علي بن محمد بن عبد الله الحنبلي. "بدنة" محمد بن محمد بن عبد الوهاب.
"البدوي" علي بن محمد بن محمد بن علي المكي كتب في آخر العليين.
"بدير" هو بدر الدين محمد بن محمد بن يوسف العباسي ممن سمع على شيخنا واشتغل قليلاً ثم ترك. "بعيزق" محمد بن محمد بن حسن بن البرجي.
"بولاد" العجمي الخواجا مات بمكة في رجب سنة اثنتين وأربعين أرخه ابن فهد، "بيان" محمد بن محمد بن محمد بن إمام. "بيخا" محمد وزير صاحب كلبرجة وابنه علي مصطفى خان، وابناه حسن وغنائم أشير إليهم في محمد بيخا.
"بير أحمد" هو ابن حسين بن محمد القزويني. "بير محمد" هو محمد بن علي بن عمر الكيلاني. "بيرم" ناصر الدين محمد بن محمد بن لاجين.
"بيرو" حسين بن حامد بن حسين. "البيسق" محمد بن أحمد بن عبد العزيز.
"بيضة" محمد بن أحمد بن علي بن إبراهيم بن سليمان.

المثناة

"التاجر" أبو بكر بن محمد بن عبد الله بن مقبل.

المثلثة

"الثور" الشاهد بحانوت الزفتاوي عند حبس الرحبة وهو قريبهم اسمه محمد بن.

الجيم

"جحا" الخانكي محمد بن إبراهيم. "الجزار" يونس بن حسين الواحي.
"الجعجاع" محمد وأحمد ابنا عمر بن بدر، وابن ثانيهما محمد وربما يقال لكل منهم ابن الجعجاع. "جنيبات" محمد بن عوض بن عبد الرحمن بن محمد وابنه شعبان يقال له ابن جنيبات. "الجويعين" الشاعر مضى في شمس الدين.

الحاء المهملة

"الحافظ" لقب لمن مهر في معرفة الحديث ويهم كثرة ومنهم "الحافظ الأعرج" أحمد بن محمد بن حاجي بن دانيال. "الحبار" حسين. "حب الله" عبد الوهاب بن أحمد بن محمد. "حبقة" معتقد مضى في المحمدين ممن لم يسم أبوه.
"الحداد" أبو القسم المغربي الشريف شيخ الصوفية بتربة الظاهر خشقدم مات في يوم الجمعة سابع عشر ذي الحجة سنة خمس وثمانين وخلفه في المشيخة المحب بن المسدي الإمام. "حذيفة" محمد بن أحمد بن علي بن خلف الحنفي.
"الحرفوش" عبد الله بن سعد الله بن عبد الكافي. "حصيرم" محمد بن عبد الله.
"الحطي" ملك الحبشة الكافر هلك في سنة ثمان وثلاثين. "الحكمة" رجل ادكاوي.
"حلولو" المغربي اسمه أحمد بن. "حمام" المنشد في المحمدين ممن لم يسم آباؤهم.
"الحلال" بالتشديد في الحلالي. "الحنش" أبو القاسم وحسن ابنا أحمد بن حسن.

الخاء المعجمة

"خادم جعفر" محمد بن علي بن محمد.
 "خادم الربعة" بسعيد السعداء مات في آخر ربيع الأول سنة خمس وثمانين رحمه الله.
"الخادم بالشيخونية" سعد الدين.
"خال القرافي" محمد بن إبراهيم بن عبد الله المعروف بابن أبي جمرة.
"خال ابن الزمن" مات في خامس عشري المحرم سنة ست وثمانين بمكة ودفن بالمعلاة رحمه الله. "خرز" إبراهيم بن عبد الله الوالي.
"خروف" أحمد بن خضر السطوحي المعتقد، وآخر في الطيوري.
"الخطيب الحنبلي" محمد بن أحمد بن علي بن أحمد بن محمد بن سليمان بن حمزة.
"الخطيب الزائر" مات في سنة ستين ووجد له زيادة على ألف دينار مع أنه كان يظهر الفقر ويستجدي الأكابر ونحوهم فيعطى لائقاً به. "خطيب الثابتية" محمد بن محمد بن علي بن أبي بكر بن يوسف وابنه محمد. "خطيب داريا" محمد بن أحمد بن سليمان.
"خطيب قرتيا" مات في سنة ستين بعد قطع يده وإقامة زيادة على شهر يحبس أولى الجرائم متعللاً ثم أطلق فمات بعد ثلاثة أيام.
"خطيب المشهد الحسيني" من القاهرة مات في مستهل ربيع الأول سنة خمس وخمسين. "الخطيب الوزيري" محمد بن إبراهيم بن عثمان بن سعيد.
"الخلوف المغربي" أحمد بن محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن عبد الرحمن ونشأ له ابن نجيب ذكي تخلف عند أمه وجدته بالقاهرة وعرض علي كتباً وكان قوي الحافظة مات في طاعون سنة سبع وتسعين عوضه الله الجنة.
"خواجا سلطان" هو محمود بن بهاء الدين الكيلاني تقدم.
"الخواص" أحمد بن عباد بن شعيب؛ وآخر اسمه أيضاً أحمد كان بسويقة عصفور وهو أصم يتلو في الأجواق وينظم الشعر.

الدال المهملة

"الدبيب" أحمد بن محمد بن أحمد بن راهب. "دبيس" شخص دهان اسمه، وسعد الدين فرح كاتب في بعض تعلقات الدولة وخياط بسوق الحاجب.
"الدخان" عبد الرحمن بن علي بن محمد بن زمام. "درويش" المجذوب عبد الله.
"الدقاق" الدمشقي علي بن محمد بن علي ثقيل السمع معتقد لكثيرين لقيته بمكة ثم قدم القاهرة وأكرم، "دقماق" أحمد بن محمد بن طولاداي الباسطي، "دليم" في ابن دليم.
"الدويك" يلقب به بعض الفضلاء وآخر مشهور بالموسيقا ونحوها رفيق لحمام وقنيبر.

الذال المعجمة

"الذاكر" محمد بن أبي بكر بن عبد الرحمن، وآخر قطن المدينة النبوية حتى مات واسمه محمد بن يوسف "ذو النون" محمد بن عبد الله بن صالح الغزي، ويونس بن حسين الواحي.
"الذويد" كسعيد جماعة من مكة كيحيى بن أحمد بن قاسم، ويحيى بن أحمد آخر.

الراء المهملة

"راحات" علي بن أحمد بن علي. "الرصاع" محمد بن قاسم المغربي.
"رطب" هو محمد المغربي. "الركاب" بأسطبلات السلطان وهي في اصطلاحهم لقب لمن يروض الخيل ويؤدبها واشتهر بها. "الريس" محمد بن أحمد بن محمد.
رئيس المؤذنين" محمد بن أبي الخير محمد بن علي بن عبد الله بن علي بن محمد بن عبد السلام ثم خلفه ابناه عبد السلام وأبو الخير محمد ثم استقل ثانيهما شريكاً لولده أبي عبد الله محمد ثم اشترك معه ابنه أبو بكر.

الزاي المنقوطة

"الزاهد" أحمد بن أبي بكر بن أحمد، وأحمد بن أبي أحمد محمد بن سليمان صاحب الجامع الشهير؛ وتاج الدين محمد بن الشهاب أحمد بن عمر، وابنه علي بن خديجة سبطة الفقيه السعودي، وعم أبيه النجم محمد بن عمر بن أحمد بن الزاهد وأظنه حيد الشهاب أحمد الأول، وابنه البدر محمد؛ وابن أخته المحب محمد بن علي بن أحمد فهو سبط النجم.
"زائد" هو محمود بن محمد بن اسماعيل. "زريق" محمد بن يوسف بن سلمان.
"زعبوب" إبراهيم بن عبد الرحمن. "زغلش" أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن عمر، "زقى" محمد بن محمود بن اسحق. "الزهر" محمد بن سعد بن عبد الله القلعي نزيل مكة، "زيت حار" محمد بن محمد بن علي بن محمد وربما يقال له ابن زيت حار.
"زين الصالحين" محمد بن يوسف بن موسى بن يوسف.
 زين العابدين" بن أبي بكر بن عبد الرحمن بن محمد بن أبي بكر بن عثمان السخاوي الأصل ابن أخي واسمه محمد ولد في ضحى يوم الثلاثاء ثالث عشر صفر سنة تسع وسبعين وثمانمائة بالقاهرة ونشأ في كنف أبيه فقرأ القرآن وحفظ الجرومية والحدود الأبدية والمنهاج الفرعي وقرأه علي بتمامه وألفية النحو والحديث وجمع الجوامع وأربعي النووي وعرض في رمضان سنة اثنتين وتسعين على القضاة الأربعة زكريا الشافعي والأخميمي الحنفي واللقاني المالكي المنفصل والمحيوي بن تقي المتولي والسعدي الحنبلي وكاتب السر والخيضري والبامي وابن قاسم وجعفر المقري والديمي وابن الأمانة وعبد الحق السنباطي والشهاب الأبشيهي الشافعيين ومظفر الأمشاطي والصلاح الطرابلسي والبدر بن الديري الحنفيين والشهاب الشيشيني الحنبلي وكلهم كتبوا لفظ الإجازة، وتدرب بأبيه قليلاً وكذا بأبي الفضل السنباطي الأعرج في الكتابة وبعده استقر في جهاته شريكاً لأخيه ثم لما قدمت باشر خطابة الباسطية فأجاد التأدية وقرأ علي كثيراً من البخاري وغيره بل وجملة من شرحي لألفية الحديث وكتب بخطه أشياء؛ وحافظته قوية مع فهم وربما اشتغل عند الحنبلي في شرح القواعد لأبيه وعند يس في الفقه ويحضر دروس غيرهما وتزوج فلم يحصل التئام وفارق عن قرب مع اشتمالهما على حمل انفصل عن ذكر وروجعت له حين سفرنا في شوال سنة ست وتسعين ثم فارقها ومات الولد أسمعنا الله عنه كل محبوب.
"زين العابدين" محمد بن موسى بن محمد بن علي القادري شيخ طائفته.

زين العابدين" هو محمد بن الشرف يحيى بن محمد بن محمد بن محمد المناوي الأصل القاهري الشافعي الماضي أبوه وابناه محمد وعلي ولد في ذي الحجة سنة تسع وعشرين وثمانمائة ونشأ فيكنف أبيه فحفظ القرآن وبلوغ المرام وألفية النحو والبهجة وبعض ألفية العراقي وكان يصحح في محافيظه على الشهاب الخواص وعرض على شيخنا والقاياتي وابن الهمام وابن الديري في آخرين واشتغل ومعظم إنتفاعه في الفقه على أبيه وأخذ في ابتدائه ن ابن حسان في المختصر وغيره وسمعته إذ ذاك يثني على حسن تصوره ويقول أنه لا يقبل الخطأ وكذا سمع على شيخنا دروساً في شرح ألفية العراقي ونحوها وسمع قبل ذلك على الزين الزركشي في صحيح مسلم وعلي الشهاب البوصيري وغيرهما ومن شيوخه الذين أخذ عنهم العلوم التقي الشمني سمع عليه فيكل من الكشاف والعضد والتوضيح وشرح الشمسية ومحمد الكريمي آخذ عنه قطعة من المطول والشهاب الأبشيطي أخذ عنه العروض والمنطق والصرف وحج في سنة خمسين وظهرت حينئذ براعته حيث كان يسأل عن مسائل من الحج فيحسن جوابها ولم يخالط النواب في ولاية أبيه الأولى بل كان مجانباً لهم البتة واستقر في مشيخة الطويلية بعد موت السفطي مع كونها لم تكن إلا باسم ولده فلم يلبث أن انتزعها التقي القلقشندي منه بعد انقضاء الأيام الظاهرية محتجاً بولاية سابقة من شيخنا له هذا بعد وثوبه عليه في أيام قضاء أبيه بعناية نظام المملكة الجمالي له سراً ومع ذلك فما وصل وبعد موت التقي إرتجعها صاحب الترجمة وكذا استقر في تدريس الخروبية بمصر عوضاً عن البهاء بن القطان ثم انتزعها منه ولده البدر أيضاً وفي تدريس الفقه بالفاضلية ونظرها عقب ناصر الدين بن السفاح وفي تدريس القطبية المجاورة لمنزله عن البدر محمد بن الجمال عبد الله السمنودي وفي نصف تدريس الفقه بجامع الخطيري عقب البدر النسابة شريكاً لفتح الدين بن البلقيني وفي تدريس المدرسة المجاورة للشافعي ونظرها وخطابة جامع عمر وإمامته عقب والده وتصدى حينئذ للتدريس والإفتاء وبنى على كتابة والده في شرح مختصر المزني وحمدت كتابته ودروسه وفتاواه حتى سمعت بعض الفضلاء من طلبة والده يرجح حسن تصوره على تصور أبيه وقال لي صهره البرهان بن أبي شريف ما رأيت أحسن إدراكاً للفقه منه كل ذلك مع حسن الشكالة ووفور العقل والتواضع مع الشهامة وقلة الكلام والحشمة والتجمل والفتوة والكرم وقد أعرض عن راتبه في اللحم بديوان الوزر قبل موته تعففاً وكان كأبيه كثير الإجلال لي وراسلني وأنا بمكة يعلمني بوفاة أبيه ويستميلني وكنت معه على ما يحب وهو القائم بالكف عن دفن الخطيب أبي الفضل النويري بقبة الإمام الشافعي بعد أن حفر له حيث حرك كاتب السر وغيره لذلك ولم يلبث بعد أبيه أن مات على أحسن حال من تعبد وقيام وصيام في يوم الثلاثاء سادس شوال سنة ثلاث وسبعين ودفن عند والده بالقرب من ضريح الإمام الشافعي وتأسف كثيرون على فقده رحمه الله وإيانا.
"زين العابدين" حفيد القاضي مجد الدين محمد بن يعقوب الفيروز أبادي المكي مات بها في المحرم سنة خمس وثمانين. "زين العابدين" بن جلال الدين هو علي بن عبد الكريم بن محمد بن محمد بن علي بن عبد الكريم.

حرف السين المهملة

"سبط ابن أبي حمزة" هو الشمس محمد بن أحمد بن عمر القرافي. "سبط الزبير" هو علي بن محمد بن موسى بن منصور المحلي المدني، وابنه أحمد "سبط شيخنا" هو يوسف بن شاهد الكركي. "سبط العاملي" محمد بن محمد بن أحمد بن عبد النور. "سبط ابن الليان" اثنان قديم وهو محمد بن أحمد بن علي بن محمد، ومتأخر وهو محمد بن عبد الرحيم بن أحمد. "سبط الموصلي" ناصر الدين محمد بن موسى. "سبط ابن الميلق" هو ناصر الدين محمد بن محمد بن سليمان بن خالد الملقب بالوزة. "سبط ابن النقاش" عبد الرحيم بن علي بن أحمد بن عثمان.
"سبط ابن هشام" محمد بن عبد المجيد بن علي العجيمي.
"سلطان كلبرجة" مات في ذي الحجة سنة خمس وستين.
"سنان" شيخ تربة الدوادار هو يوسف بن أحمد. "سويدان" المقري هو محمد بن سعيد.
"السيد الجرجاني" علي بن علي بن حسين الحسيني الحنفي وقيل علي بن محمد بن علي.
"سيدي الصغير وسيدي الكبير" أخوان أولهما اسمه تغري بردي ولى للمؤيد بحماة؛ وثانيهما اسمه قرقماس ولى للمؤيد بالشام.

الشين المعجمة

الشاب التائب" اثنان اسمهما أحمد فأولهما ابن عمر بن أحمد بن عيسى والآخر ابن علي بن محمد. "شردمة" إبراهيم بن أحمد بن محمد بن عبد الحميد.
"شرف الخطباء" مات بمكة في جمادى الأولى سنة تسع وخمسين أرخه ابن فهد.
"الشريف" ابن أخي المحيريق الكمال عبد اللطيف بن علي بن أحمد وأخوه بهاء الدين، وابن أولهما أحمد، والبخاري إمام الحنفية بمكة محمد بن محمد بن محمد بن السيد، والجرواني صاحب الوراقة محمد بن عبد اله بن عبد المنعم الحسني، وحفيده محمد بن أحمد النقيب وترجم شيخنا في سنة ثلاث عشرة محمد بن أحمد، والحلبي الحنبلي رضي الدين محمد بن محمد بن علي بن هاشم، والحنفي شيخ الجوهرية هو المحب محمد بن عبد الرحمن، والحنفي شيه القجماسية هو الشمس محمد بن علي بن محمد، والحنفي الدمشقي إبراهيم بن علي بن إبراهيم بن محمد ممن أخذ عني بمكة في سنة أربع وتسعين شرحي للتقريب وغيره، ورفيق لابن الهمام أعجمي مات في ربيع الأول سنة إحدى وستين بمكة أرخه ابن فهد، والفرضي علي بن عبد القادر والقبيباتي إبراهيم بن محمد بن أحمد بن محمد، وكاتب السر أحمد بن علي بن إبراهيم الحسيني الدمشقي، والكردي علي بن محمود بن محمد بن أبي بكر، وأخوه محمد، والمغربي شيخ تربة خشقدم سبق في الحداد من هذا الفصل، والنسابة الحسن بن محمد بن أيوب، وعمه الحسن بن محمد، ونقيب الأشراف هو العلاء علي بن محمد بن أبي بكر الحسيني الدمشقي الحنفي ممن جاور بمكة مدة، "شريف" بالتصغير محمد بن أحمد بن محمد. "الشعشاع" الخارجي اسمه علي بن محمد بن فلاح، وأبوه، وابنه محسن، "شفتر" محمد بن إبراهيم بن بركة، وبهاء الدين محمد بن العز عبد العزيز بن محمد بن مظفر البلقيني، ومحمد بن عبد الغني ويعرف بابن أخي شقير.
"شقير" عبد الرحمن بن محمد بن مظفر الخليلي، "شكر" بفتحتين هو أحمد الروحي مضى، "الشماع" التونسي قاضي المحلة اسمه أحمد بن.
"شوربة" محمد بن تغري برمش. "الشويهد" محمد بن علي بن إبراهيم.
"شيخ الإسلام" عمر بن رسلان بن نصير البلقيني، وخلق منهم أحمد بن علي بن محمد بن محمد بن علي بن أحمد بن حجر.
"شيخ الحديدة" من بلاد اليمن قتل في المعركة في خامس عشر رمضان سنة خمس وخمسين. "شيخ الفراشين" بمكة أحمد الدوري خال محمد البيسق، ثم محمد اليماني الكتبي، ثم علي بن أحمد بن فرج الطبري مولاهم، ثم محمد بن أحمد بن بد العزيز بيسق بن أخت الدوري الماضي ثم ابنه عمر.

حرف الصاد المهملة

"الصاحب" غير واحد من الوزراء.
"صاحب الزمامية" بالقرب من سويقة الصاحب الزيني مقبل اليلبغاوي زمام الآدر الشريفة.
"صاحب قبرس" واسمه جوان جاء الخبر في منتصف شوال سنة اثنتين وستين بهلاكه غير مأسوف عليه وملكوا ابنته مع وجود ابن له لكن من زنا فيمت زعموا. "صاحب كنباية" محمود بن أحمد بن محمد.
"الصالح" حاجي بن شعبان بن حسين بن محمد بن قلاوون، ومحمد بن ططر.
"الصامت" الجمال محمد بن أحمد بن أبي بكر بن علي بن محمد الناشري في المحمدين.
"الصامت" مات في سنة سبع وعشرين بالمعلاة ودفن هناك أرخه ابن فهد.
"الصائغ". "الصباغ". "الصبوة" علي بن أحمد بن دحية.
"الصعيدي" مؤدب الأبناء بمكة هو محمد بن عبد الله بن علي.
"الصغير" بالتصغير إبراهيم بن علم الدين أحد الكتبة، والمعلم محمد بن علي بن قطلبك، وابنه عبد العزيز، والكاشف محمد، ثم الدوادار الكبير يشبك من هدي المنفصل ذاك به، "صنان" أحمد بن عبد العزيز.
"صهر ابن الجندي" في ابن الجندي. "وصهر قاوان" اسحق بن عبد الجبار.
"وصهر المناوي" علي بن عبد الله بن أحمد السمهودي نزيل طيبة.

الضاد المعجمة

"الضاني" محمد بن أبي بكر بن محمد بن محمد ويقال له ابن السميط، وأحد الفضلاء من نواب الشافعية محمد بن السنهودي.
"ضفدع" محمد بن حسين بن علي بن محمد بن عبد الرحمن الأذرعي.

الطاء المهملة

"الطاهر" كبير التجار بمكة الحسن بن محمد بن قاسم بن علي، وبنوه أبو بكر وعمر وعلي وعبد الرحمن ومحمد ولعلي عمار وعبد المحسن ولمحمد عبد الرحمن وعبد القادر ويقال لكل منهم ابن الطاهر. "طبيخ الغزولي" هو أحمد بن أحمد بن عثمان.
"الطيب" الجمال محمد بن أحمد بن أبي بكر بن علي بن محمد.

الظاء المعجمة

الظاهر" جماعة من ملوك مصر برقوق ثم ططر ثم جقمق ثم خشقدم ثم يلباي ثم تمربغا. "الظريف" بالتصغير جانبك الأشرفي برسباي.

العين المهملة

"العذول" محمد بن عبد الله بن شاه خان.
"العريان" الأدهمي لقيه الشهاب بن عربشاه بسمرقند في سنة تسع وثمانمائة وله إذ ذاك ثلثمائة وخمسون سنة على ما استفيض عندهم مع كونه تزوج بعد ذلك بكراً ومات في سنة ثمان وثلاثين ببلاد تركستان. "عزوز" من أمراء هوارة وهو ابن الأمير عيسى بن وعم داود بن سليمان. "عزيز". "عزيز" قاضي سمنود عبد العزيز بن محمد بن علي بن محمد بن علي وكأنه مختصر من عزيز الدين. "العزيز" يوسف بن الأشرف برسباي. "عصفور الكاتب" علي بن محمد بن عبد النصير. "العقعق" هو محمد بن محمد بن يوسف البصري ثم المكي لخواجا شمس. "العوام". "عويس" هو عيسى بن حجاج السعدي الشاعر. "عيان" علي بن محمد بن محمد بن محمد بن إمام.

الغين المعجمة

"الغطاس". "غفير" هو عبد الغفار بن عبد المؤمن.
"الغلة" بالفتح أبو القسم بن محمد بن مقبل بن عبد الله. وأبوه وجده وكان يعرف بسلطان غلة. "الغندور" عيسى.

الفاء

"الفار" عبد العزيز بن أحمد بن يوسف، وآخر من الجباة في خدمة شيخنا وهو المشار إليه في قول الشهاب الحجازي.

ترفعت عن قرضي من الفار برهة

 

وملت إلى الجبن الذي وصفه عار

وطال اقتراضي من سواه بكـلـفة

 

ولا شك أن القرض أولى به الفار

والجبن أشار به إلى أبي بكر بن جبينة الجابي أيضاً، "فائز" عبد العزيز بن أبي بكر بن علي.
"الفتى" اثنان يمنيان عمر بن محمد بن معيبد فقيه اليمن، وعلي بن حمد بن صديق.
"فتقت" هو محمد بن عبد الله بن أحمد الزفتاوي.
"الفرغل" المجذوب محمد بن أحمد السميعي نسبه لبني سميع قرية غربي أبي تيج، محمد بن الشمس محمد بن محمد بن شفيع البكري الدلجي.
"فطيس" علي بن محمد بن محمد المهتار.

حرف القاف

"قاصد الحبشة" هو يحيى بن أحمد بن شاذي.
قاضي الجزيرة" الدمشقي مات بمكة في ذي الحجة سنة سبع وخمسين أرخه ابن فهد، "قاضي الجماعة" جماعة منهم محمد بن عمر بن محمد القلجاني القادم علينا سنة سبع وسبعين وفعل تلك الطامة، "قاضي" الجن محمد بن داود بن فتوح الحلبي، "قاوان" وقافه معقودة الشهاب أحمد بن محمد بن أحمد الكيلاني نزيل مكة، وأخوه خواجا جهان محمود وللأول من الأولاد الشيخ محمد وحسين وعبد الغفار وإبراهيم وسلطان وصفي الملك علي ويقال لكل منهم ابن قاوان وللثاني نور الدين علي ولقب ملك التجار وله ولد لقب أيضاً ملك التجار بل لنور الدين علي إخوان عبد الله مقيم بكيلان وألوخان استقر بعد قتل أبيه فدام يسيراً ثم كحله نظام الملك ولد مولى لأبيه وهو حي الآن؛ وللشيخ محمد بن الأولاد أبو العباس من حبشية لأبيه وشقيقة له تزوجها وصيهما الشريف إسحق بعد موت أبيها وكان أيضاً زوجاً لابنة أخرى له من ابنة عمه خواجا جهان ماتت تحته بمصر في حياة أبويها وله ابنتان من تركيتين لأبيهما تزوج بإحداهما الشريف نظام الدين ابن خال للشريف اسحق، ولحسين من الأولاد أحمد وحسن ومحمد وابنة تزوج بها ابن مها أبو العباس وماتت تحته نفساء بعد أن ولدت له ولداً واحد الذكور من ابنة القاضي الشريف السراج عبد اللطيف الحنبلي الفاسي.
"قدار" "قراغلام" لفظة مركبة أي الغلام الأسود إبراهيم بن خليل بن إبراهيم.
"قرايلوك" عثمان بن قطلوبك بن طر علي. "قرقماس" أحمد بن علي بن محمد بن مكي القاضي. "قل درويش" هو علي نزيل حلب ورأس فضلائها.
"القلفاط" في ابن القلفاط. "قلقسز" ومعناه بغير إذن فقلق هو الإذن وسزنفي. "القماح" نزيل تونس ومحدثها هو محمد بن.
"القواس" أحد المعتقدين بدمشق هو محمد بن عبد الله. "قوالح" عبد اللطيف بن عبد الوهاب. "قوزي" هو محمد بن أمير حاج بن أحمد بن الملك.

الكاف

كاتب السر" خلق منهم ناصر الدين محمد بن محمد بن عثمان بن البارزي، وابنه الكمال محمد، والبدر محمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن مزهر، وابناه البدر محمد والزين أبو بكر، وابنه البدر محمد. "كبيش العجم" اشتهر به وليس بلقب قديم له هو محيي الدين محمد بن إبراهيم بن خضر أخو العماد إسمعيل قاضي الحنفية بدمشق. "كتكوت" محمد بن يوسف بن علي. "كريمة" تصغير كريم الدين قبطي يعرف بابن كاتب النقدة باشر نظر الزردخاناه وغيرها. "كربر" قيل للتاج محمد بن إبراهيم بن عبد الوهاب الأخميمي. "كليب السوق" "كليب العجم" محمد بن عبد الرحمن بن الحسن بن حمزة وليس بلقب قديم.

حرف اللام

"الأطونة" البزاز مات بمكة سنة أربع وعشرين أرخه ابن فهد.
"اللالا" جماعة منهم الآتي في القريصاتي.

حرف الميم

"الماعز" علي بن أبي بكر بن محمد بن محمد بن علي التكروري.
"مامش" محمد بن حسن بن أحمد بن حسن بن علي بن محمد بن عبد الرحمن الأذرعي.
"المبرد" البدر حسن بن أحمد بن عبد البادي. "المتوكل على الله" محمد بن أبي بكر بن سليمان بن أحمد، وحفيده عبد العزيز بن يعقوب، وصاحب المغرب عثمان بن محمد بن أب فارس عبد العزيز. "المجاور" محمد بن علي بن عبد الله.
"المجنون" الكيال بمكة محمد بن علي بن محمود. "المحتسب" بجدة أبو بكر بن أحمد بن محمد بن أخي مباشرها عبد الباسط بن محمد. "المحتسب" بالديار المصرية علي بن نصر الله العجمي، وبعده علاء الدين بن الفيسي ثم الصلاح المكيني وقويت يده ببرسباي البجاسي، ثم عبد العزيز بن محمد الصغير، ثم قانباي اليوسفي والد محمد؛ ثم تنم رصاص ثم سودون الفقيه المؤيدي شيخ ثم خشكلدي البيسقي مقيم الآن بدمشق ثم مغلباي طاز الأبو بكري ثم طرباي الساقي الظاهري خشقدم، ثم قانصوه الخسيف ثم يشبك الجمالي فلما سافر مع الملك للحج تكلم عوضه يشبك من حيدر الوالي ولما رجع يشبك استعفى فتكلم فيها الزين قاسم شغيتة بدون ولاية ثم استقر البدري بن مزهر إلى أن استعفى فاستقر كشباي الأشرفي وهو الآن سنة تسع وتسعين متوليها، "المحوجب" البدر حسن بن علي بن حسن بن علي بن قاسم، وابناه محمد وعبد الرحيم وابن ثانيهما الشهاب أحمد ويقال له ابن المحوجب.
"مخدوعة" أحمد بن أبي بكر بن أحمد بن موسى. "المذكور" أحمد بن أبي بكر بن اسماعيل. "مرزا" حسين بن محمد بن حسن بك بن علي بك بن قرايلوك، والتركماني كان كاشفاً بالوجه القبلي ثم انتقل لنيابة الكرك وهما في الإحياء.
المزجج" أبو الفرج محمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن مسعود وأبوه وجده وجد أبيه، "المساوي" بضم الميم ثم مهملة وواو مفتوحتين أحمد بن يحيى، ومريده عبد الله بن عامر. "المستحل" في الرئيس.
"المستعين بالله" العباس بن محمد بن أبي بكر بن سليمان.
"المستكفي بالله" سليمان بن محمد بن أبي بكر بن سليمان بن أحمد.
"المستنجد بالله" يوسف بن أبي بكر بن سليمان بن أحمد. "المستملي" رضوان بن محمد بن يوسف. "المسكين" المدني. "المشرع" شيخ باليمن اسمه أحمد بن موسى بن أحمد بن علي، وابنه إسماعيل، وعمه عبد اللطيف.
"مشيمش" بالتصغير أحد الكتاب اسمه علي بن محمد. "المطيبيز" عطية، ومسعود ابنه وكان صيرفياً. "المطيب" هو صديق بن علي بن محمد بن علي.
"المظفر" أحمد بن المؤيد شيخ. "مظفر الدين" جماعة منهم محمد بن عبد الله بن محمد ومحمود بن أحمد الأمشاطي. "المعتضد بالله" داود بن محمد بن أبي بكر بن سليمان. "المعيد" الشمس محمد بن محمود بن محمود.
"مقيت" بالتصغير الشمس محمد بن أحمد بن محمد شقيق النور الصوفي الحنفي القاضي. "المكشكش" هو موسى بن أحمد بن موسى.
"المنتصر" صاحب تونس محمد بن محمد بن عبد العزيز بن أحمد.
"المنصور" جماعة منهم عبد الله بن أحمد بن اسمعيل؛ وعثمان بن الظاهر جمقمق.
"المهتار" جماعة منهم محمد بن محمد الدلجي مهتار الطشتخاناه، وابناه علي ومحمد ويقال لثانيهما أيضاً مهتار خوند. "المهمندار" وهو أمين السلطان على من يطرقه من رسل الملوك والعربان والتركمان وغيرهم ومنهم عقوب شاه بن اسطا علي.
"موقت" الخليل مات في شعبان سنة خمس وستين. "المؤيد" جماعة شيخ بن عبد الله المحمودي وأحمد بن الأشرف اينال، "الموله" في ابن الموله.

حرف النون

الناصر" فرج بن برقوق، وابن الكامل خليل بن أحمد بن سليمان الماضي أبوه قتل أباه وبايع لنفسه في التملك بحصن كيفا ولم يلبث أن قتل أيضاً صبراً كل ذلك في سنة ست وخمسين حسبما شرحته في التبر المسبوك، وابن يشبك الدوادار مضى في منصور بن يشبك. "النجار" في ابن النجار. "النحاس" في ابن النحاس. "نزيل الكرام" أحمد بن المدني صهر بيت ابن فهد.
"نصف وجه" محمد بن عبد الدائم البرماوي. "النقاش" علي بن عبد القادر بن محمد الموقت. "نقيب الأشراف" العلاء علي بن إبراهيم بن عدنان بن جعفر بن محمد بن عدنان بن جعفر وابناه الشهاب أحمد كاتب سر مصر وأبو بكر وليها أيضاً أياماً وتمام خمسة منهم ناصر الدين محمد وابن ثانيهما ناصر الدين محمد وابنه علاء الدين علي في الأحياء، ونقيب الأشراف بمصر في وقتنا علي بن أحمد بن علي بن حسين الأرموي، وابنه حسن ثم حسين بن أبي بكر بن حسن الحسيني الفرا ثم خازن الشر بخاناه محمد بن حسن الحسني ثم ابنه. "نقيب القصر" محمد بن إبراهيم ابن بركة ويقال له شفتر وابن أخيه لأمه محمد بن عبد الغني وولده وفاء كلهم عملوا النقابة.

حرف الهاء

"الهائم" الشهاب أحمد بن محمد بن علي بن محمد المنصوري الشاعر.
"هبيهب" في محمد بن محمد بن أحمد بن عيسى. "الهزبر" محمد بن علي بن علي بن غزوان.

حرف الواو

"والي الفيوم" قتله الجمال الاستادار البيري في سنة عشر كما في حوادثها.
"الوراق" جماعة يسمون علياً أولهم ابن محمد بن ابراهيم وهو حريري مقري، وثانيهم ابن حجاج أحد أعيان المالكية وفضلائهم، وثالثهم حريري أيضاً كان كاتب الغيبة بالأشرفية، أحمد الوراق أيضاً معتقد كان بجامع الواسطي من بولاق زرته واتفق أن شخصاً رآه في الروضة النبوية فقال له خاطرك معي فقال يا قليل العقل أنت عند سيد الكل فأي وضع لي. "الوزة" اثنان نصر الله القبطي ويعرف بابن كاتب الورشة، وناصر الدين محمد بن يونس سبط ابن الميلق؛ وثالث هو أحد العوال في الشطرنج. "الوزير" جماعة. "وفا" الطبيب محمد بن اسمعيل ابن إبراهيم، ونقيب الحسبة في أبي الوفا بن إبراهيم. "ولي الدولة" ميخائيل.

كتاب الأنساب

وهي أيضاً على قسمين فالأول:

حرف الألف

"الآثاري" جماعة كثيرون منسوبون إلى خدمة الآثار النبوية أو إلى الإقامة بالمحل التي هي فيه منهم شعبان بن محمد. "الأباريقي" عمر غير منسوب ويقال له الكردي.
"الأبدي" بضم الهمزة وتشديد الموحدة بلدة بالأندلس من كورة جيان الشهاب أحمد بن محمد بن محمد بن عبد الرحمن.
"الإبراهيمي" نسبة لتاجر أبيه ظناً على بن سودون.
"الابشيطي" بكسر الهمزة لأحمد بن إسمعيل بن أبي بكر بن عمر والصدر سليمان بن عبد الناصر والشمس محمد بن.
"الابشيهي" بضم الهمزة مصغر من الغربية فتح الدين أبو الفتح محمد بن علي بن أحمد بن موسى وابناه البدر أبو البقا محمد والشهاب أحمد وهو أفضلهما ولأولهما ابن اسمه الجلال أبو الفضل محمد والبهاء أبو الفتح محمد ابن أحمد بن منصور بن أحمد بن عيسى وابنه أبو النجا محمد؛ والزين أبو بكر ابن محمد بن حسن أحد النواب الشافعية، وبهاء الدين محمد بن أحمد بن محمد بن موسى بن محمد الأبشيهي رفيق ابن حجاج، وأحد طلبة المالكية بلغني أنه كتب على المختصر وحصله عبد المعطي المغربي حين جاور إليها هناك وتعجبنا من ذلك، وأبوه.
 الأنباسي" نسبة لقرية صغيرة بالوجه البحري من مصر إبراهيم بن موسى بن أيوب شيخ العصر، وحفيده محمد بن أحمد، وابنه إبراهيم، والبرهان إبراهيم بن حجاج، وابنه عبد الرحيم. والشمس محمد بن أبي بكر بن موسى الضرير، وعطية بن إبراهيم بن محمد بن حسن. "الابوتيجي" نسبة لأبوتيج من الصعيد في بر أسيوط على بعض مرحلة منها عبد الرحمن بن عنبر وقريبه شعبان، وأحمد ابن محمد بن عبد الرزاق بن محمد. "الأبودري" نسبة لقرية بالبحيرة يقال لها أبو درة علي بن محمد بن أيوب وبنوه، وإبراهيم بن أحمد بن إبراهيم بن عبد الرحمن وابنه محمد. "الأبوصيري" نسبة لأبوصير من الغربية بالقرب من سمنود أحمد بن أبي بكر بن إسماعيل المحدث وابنه محمد، والشمس محمد بن جامع ابن إبراهيم، وناصر الدين محمد بن أحمد بن عمران مباشر الجاي، وعمه الشرف موسى بن عمران وأظنه والد زوجة سالم العبادي الأزبكي أم بنيه التي كانت زوجاً لابن عمها ناصر الدين المذكور، ونور الدين علي بن فقيه القادرية وابنه.
"الأبياري" بكسر أوله جماعة منهم بيت ابن الأمانة.
"الأبي" بضم الهمزة وتشديد الموحدة نسبة لأبة قرية من أفريقية من أعمال تونس محمد بن خلفة شارح مسلم أخذ عنه غير واحد ممن لقيناهم كيحيى بن عبد الرحمن العجيسي وأحمد بن يونس. "الأبي" بكسر الهمزة أو بفتحها كما ضبطه ابن السمعاني ثم ابن الأثير قرية من اليمن علي بن إبراهيم بن علي.
"الأجهوري" بضم الهمزة نسبة لأجهور الكبري بساحل البحر من عمل القليوبية علي بن حسن بن عبد الحاكم ممن قرأ علي؛ وانتسب كذلك قديماً نبيه الدين إبراهيم بن مهلهل مصري مات في المحرم سنة خمس وسبعين وستمائة بالقرافة.
"أحمد آباد" ومعنى آباد بلد فكأنه قال بلد أحمد والذي اختطه أحمد بن محمد بن مظفر صاحب كجرات في سنة خمس وثلاثين وثمانمائة ومات تقريباً سنة سبع وأربعين فاستقر بعده في كجرات ابنه غياث الدين محمد فأقام إلى سنة أربع وخمسين فاستقر بعده بعد أيام فاستقر بعده أخوه أبو الفتح محمود شاه وهو ابن خمس عشرة سنة وإقامته بأحمد آباد التي اختطها جده وهو حي في سنة تسع وتسعين ابن نحو خمسين سنة، وممن انتسب إليها سليمان وادود ابنا محمد بن عيسى بن أحمد وابنا ثانيهما قاسم وراجح، ومحمود بن محمد المقري، ومخدوم بن برهان الدين، ومحمد بن التاج وكلهم حنفيون مذكورون في محالهم.
"الأخطابي" بكسر أوله من الشرقية علي بن عبد المحسن بن علي وأبوه وهما حرحيان أيضاً. ابن إبراهيم بن عبد الوهاب وابنه البدر محمد، وناصر الدين محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن محمد قاضي الحنفية وأخوه العلاء على أحد أئمة السلطان وأبوهما وجدهما.
"الأخنائي" بالكسر نسبة لاخنا مقصورة بلدة بقرب إسكندرية من الغربية البهاء محمد بن العلم بن أحمد بن محمد بن أبي بكر بن عيسى وابنه البدر محمد وابن أخي أولهما العلم أحمد بن التاج محمد بن العلم محمد، والشمس محمد بن محمد بن عثمان بن محمد بن أحمد بن محمد بن أبي بكر الشافعي. "الأخوي" بفتح الهمزة والمعجمة في "الخجندي". "الأدكاوي" نسبة لادكو بالقرب من الساحل ابراهيم بن عمر بن محمد؛ وأحمد بن علي بن موسى أبو يوسف، ورمضان بن عمر ابن مزروع، وسلامة بن محمد بن أحمد بن إبراهيم وابنه الشمس محمد وتلميذه قاضيه عبد الرحمن بن إبراهيم بن أحمد بن محمد، ومحمد بن أحمد بن أبي بكر الفوي وابنه عطاء الله؛ ومحمد بن سيف الدين مقري وإجازته عند ابن سلامة.
"الأدمي" كأنه لصنعة الأدم علي بن أحمد بن أبي بكر بن أحمد المصري الشافعي وبنوه. والصدر بن أدمي علي بن محمد بن محمد بن أبي بكر الدمشقي الحنفي.
 الأذرعي" بذال معجمة ثم راء مفتوحة ويجوز كسرها نسبة لأذرعات ناحية بالشام منها محمد ومريم ابنا أحمد بن محمد بن إبراهيم بن إبراهيم بن داود بن حازم وعبد الرحمن وعبد الله ابنا الشهاب أحمد بن حمدان بن أحمد، وحسن وحسين ابنا علي بن محمد بن عبد الرحمن فلا ولهما الشهاب أحمد الإمام ويعرف بابن قاضي أذرعات والجمال عبد الله فعبد الله هو والد البدر محمد، وخديجة زوجة أبي الفضل ابن شعبان والجوهري والإمام هو والد إبراهيم والشهاب أحمد والبدر حسن وعبد الرحمن وكريم الدين عبد الكريم والكمال محمد والمحب يوسف والزين أبو بكر ولثانيهما وهو حسين بدر الدين محمد الملقب ضفدع ثم أن لكمال الدين فاطمة أم ولدي النجم يحيى بن حجي والحسن محمد الملقب مامش.
"الأردبيلي" بفتح الألف وضم الدال المهملة نسبة لبلدة اردبيل من اذربيجان جماعة منهم البدر محمود بن عبيد الله. "الأرسوفي" بضم الهمزة وآخره فاء نسبة لمدينة على ساحل بحر الشام. "الأرميوني" بفتح الهمزة نسبة لأرميون بالقرب من سخا وسنهور بالغربية منها جماعة انتسبوا شرفاء كالمالكي أحمد بن حسين بن علي القاضي، وشيخ القحماسية الحنفي الشمس محمد بن علي بن محمد.
"الأزهري" خلق منسوبون للجامع الشهير منهم صهر البدر العيني الشمس محمد ابن علي بن حسن مباشر الأحباس، ومحيي الدين محمد بن عبد الله بن إبراهيم أحد الموقعين. "الأزيرق" أحمد بن يحيى بن محمد بن خلف المغربي.
"الاسحاقي" نسبة لمحلة إسحق بالغربية محمد بن عثمان بن موسى ناصر الدين المالكي، وحفيده الرضى محمد بن الشمس محمد صهر البدر السعدي قاضي الحنابلة ونقيبه بل أخو نواب المالكية. "الاسطنبولي" نسبة لنوع من الحبك محمد الدمشقي المعتقد. "الاسعردي" في الباخرزي. "الأسنائي" بفتح الهمزة نسبة إلى أسنا من الصعيد ويقال له الاسنوي أيضاً. "الاسواني" عمر بن عبد الله بن عامر.
"الأسيوطي" بضم الهمزة نسبة لأسيوط مدينة بالصعيد ومنهم من يحذف الألف المحمدان الشرف والفخر ابنا محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد؛ والصلاح محمد بن أبي بكر بن علي، والكمال أبو بكر بن محمد بن أبي بكر، وابنه الجلال عبد الرحمن، والزكي مسلم وأبوه، والولوي أحمد، والمحب محمد ابنا الشهاب أحمد بن عبد الخالق وأبوهما وعمهما اسمعيل، وأبو الطيب محمد بن محمد بن محمد وابنه أصيل الدين محمد؛ وأبو الحجاج يوسف بن محمد بن يوسف وابنه البدر محمد؛ ومحمد بن أحمد بن علي بن عبد الخالق. والشمس محمد بن حسن وابنه محمد.
"الأشمومي" بضم أوله ومعجمة وميمين وإن كان على لسان العامة بنون آخره بل هو الذي عند السمعاني فهو غلط ويقال لها أشموم طناج وأشموم الرمان وهي على النيل الشرقي قصبة كورة الدهقلية مدين بن أحمد، وأحمد بن. "الأشموني" مثله لكن بنون آخره نسبة لأشمون جريس تحت شطنوف بحري القاهرة منها اثنان اسم كل منهما علي فأولهما اسم أبيه أبو بكر بن عبد الله بن أبي بن أبي البركات أحمد وثانيهما اسم أبيه محمد بن عيسى بن يوسف وهو.
"الاشليمي" بكسر الهمزة نسبة لاشليم من الغربية؛ سيأتي بعضهم في ابن أصيل ونور الدين علي بن محمد بن عثمان أيوب، وأحمد بن محمد بن صالح الشاعر، وعبد الغني بن محمد بن عمر. "الأصيلي" نسبة لأصيل الدين أحمد وعلي والشرف محمد بنو محمد بن عثمان بن أيوب. "الاطرابلسي" في الطرابلسي.
"الاقباعي" عبد الله بن أحمد بن محمد بن محمد الشامي فاضل صالح؛ وبمكة عبد الله بن الأقباعي صيرفي وأخوه علي.
"الاقصرائي" بالصاد المهملة وربما يقال بالسين نسبة لاقصرا إحدى مدن الروم البدر محمود والأمين يحيى ابنا الشمس محمد بن إبرهيم بن أحمد وابنا أختهما حفصة وهما المحب محمد وفاطمة ابنا الشهاب أحمد بن أبي يزيد وابنا الأمين أبو السعود محمد مات في حياته؛ وزينب شقيقته ماتت بعدهما بمكة.
"الاقفهسي" ويقال له الأقفاصي نسبة إلى اقفهس بلد من عمل البهنسا عبد الله ابن مقداد المالكي. وأحمد بن العماد بن يوسف، وابنه محمد، وخليل بن محمد ابن محمد بن عبد الرحمن، وعمر بن عبد الله بن علي بن عبد العظيم.
"الاقواسي" علي بن محمد بن أحمد بن علي البصري الأصل المكي ووالده، وآخر مصري نزيل مكة.
 الامشاطي" بفتح الهمزة نسبة لبيع الأمشاط أو عملها محمد ومحمود ابنا أحمد بن حسن الحنفيان كان جدهما لأمهما يبيعهما، والجمال يوسف بن أبي بكر بن علي الشافعي، وعبد الغني بن أحمد بن محمد السكندري كان يعملها.
"الأموي" بالضم نسبة إلى أمية أحمد بن عبد الله بن محمد بن محمد المالكي.
"الأموي" بالفتح الولوي محمد بن محمد بن عبد اللطيف بن اسحق السنباطي المالكي. "الأميوطي" نسبة عبد الرحيم بن ابرهيم بن محمد، وحسن بن حسين بن علي بن عبد الدائم وابنه المحب محمد.
"الأنبابي" نسبة لأنبابة قرية من بحري جيزة مصر على شاطئ النيل انتسب إليها جماعة من المتأخرين وربما قيل لها أنبوبة على وزن أفعولة وكأنه لما يزرع بها من القصب فالأنبوبة ما بين كل عقدتين من القصب ومن أشهر المنسوبين إليها اسمعيل بن يوسف بن اسمعيل، وعلي ومحمد ابنا أبي بكر بن محمد بن محمد ولثانيهما بدر الدين محمد. "الأندلسي" بفتح الهمزة واللام نسبة لإقليم بالمغرب.
"الأنصاري "نسبة إلى الأنصار البهاء أحمد والزين أبو بكر والشمس محمد وإبراهيم والشرف موسى بنو علي بن محمد بن سليمان فابن الأول أحمد بل له هاجر أيضاً وابن الثاني علي سمع هو والكمال الآتي بقراءتي علي البوتيجي وغيره في ابن ماجه، وابنة اسمها أمامة تحت علي المنصوري؛ وابن الثالث الكمال محمد ولم يعش بل انقرض نسله إلا من ابنة كانت تحت ابن عمتها عبد الكريم الأسنوي وماتت تحته فله منها ابنة وكذا للخطيب أبي بكر بن أبي الفضل النويري ابنة منها أيضاً تحت عبد القادر بن علي بن أبي اليمن النويري وابن الرابع يحيى كان بمكة في سنة ثمان وتسعين وسمع علي، وترك الأخير عشرة أولاد أكبرهم البدر محمد وأمه عائشة ابنة الشرفي موسى اللقاني أخت عمر وشققته مارية الضريرة التي تزوجها ابن عمها أحمد بن بهاء الدين ومات عنها فتزوجها إبرهيم ابن بنت الملكي وماتت تحته بعد وفاة أبيها وثلاثة من ابنة الملكي أكبرهم يحيى ثم سعد الملوك تزوج بها إبرهيم بن الزيني كاتب السر ابن مزهر ومات عنها وترك ثلاثة أولاد منها فيهم ذكر والثالث من أولاد ابن بنت الملكي أحمد المدني لكونه ولد في وادي بني سالم في شعبان سنة إحدى وسبعين ولم تلبث أمه أن ماتت، وابنتان من مستولدة رومية زينب وهي أكبرهما تحت ابن عمتها الشمس محمد بن الشيخ يسن وسعادات وهي الصغرى تحت البدري محمد بن أحمد بن الفخر بن أبي الفرج ابن زوجة أبيها ابنة ابن الملكي فهو ربيب أبيها وكانت مجاورة معه في سنة ثمان وتسعين وابنة اسمها خديجة من جركسية تحت ابن عمتها الآخر الشهاب أحمد بن الشمس الأسنوي أخي عبد الكريم وأحمد أمه زوجة نائب الشام جانم ظناً ويوسف أمه جركسية اشتراها بنحو خمسمائة دينار كان في كفالة زوجة أبيه فرج وزوجته بابنة الجلال ابن الأمانة وماتت تحته بالطاعون وشددت فرح حتى صولح الزوج بمائتي دينار فأكثر بعد أن كاد أن يثبت أبوها أن ما في حوزتها عارية تحت يديها لأبويها وتمت أولاد الشرفي من الذكور والإناث عشرة، والشرف الأنصاري الحلبي موسى بن محمد بن محمد بن جمعة.
"الأهناسي" بفتح الهمزة وسكون الهاء وآخره مهملة بلدة بصعيد مصر الشمس محمد بن أبي بكر بن محمد بن حسين وبنوه العلاء علي والشمس محمد وأبو بكر.
"الأوجاقي" المحب محمد بن محمد بن أحمد وابناه الرضى محمد والتقي عبد الرحيم.
"الإياسي" محمد بن يوسف بن بهادر ونسبته مضبوطة. "الأوحدي" نسبة لبيبرس الأوحدي نائب القلعة لانتماء جده إليه أحمد بن عبد الله بن الحسن بن طوغان.
 الايجي" بكسر الهمزة ثم تحتانية بعدها جيم نسبة لايج بلد القاضي عضد الدين بالقرب من شيراز فأولاد السيد نور الدين محمد بن السيد جلال الدين عبد الله بن المعين محمد بن القطب عبد الله بن هادي أبو سعيد محمد وهو أكبرهم، ثم المحب عبيد الله ثم المعين أبو ذر، ثم الصفي عبد الرحمن ثم العفيف محمد وليسوا بأشقاء فأم الصفي أخت لأنس الذي أخذ عنه العلاء بن السيد عفيف الدين وكان أنصارياً وأم العفيف من ذرية السيد المشهور بالزاهد الكبير مترجم في اليافعي ثم أن أبا سعيد لا عقب له بل لم يتزوج إلا من لم يدخل عليها والمحب له قطب الدين محمد والد الجلال عبد الله أبي عابدة، وأبو ذر له ابنة تزوجها عماد الدين أخو غياث الدين سيبيويه الثاني وصف الدين له حبيبة ثم نور الدين أحمد ثم المعين محمد ثم حليمة وهم أشقاء أمهم مريم ابنة السيد الشمس محمد بن سعد الدين محمد الحسني ويشهر سعد الدين بالمصري فلحبيبة عبيد الله بن العلاء محمد بن عفيف الدين عمها ومحب الدين محمد توفي بمكة وهو أكبر من عبيد الله ولنور الدين بديعة زوجة عبيد الله وقطب الدين نعمة الله أمه حبشية ومولده في شعبان سنة 80 ولمعين الدين زين الدين علي وآخر اسمه مظفر ولد له بمكة وهو مقيم بها عند أمه سعادة البجلية ثم توجه لأبيه ولحليمة عابدة ابنة الجلال عبد الله بن القطب محمد ابن المحب عبيد الله تزوجها السيد رميثة ابن صاحب الحجاز السيد بركات وفارقها، وأما عفيف الدين فله نور الدين محمد وهو أكبرهم والعلاء محمد المشار إليه وقطب الدين عيسى أمهم ابنة جلال الدين عبد الله بن القطب محمد بن الجلال عبد الله ولأولهم ولد اسمه نور الدين محمد أيضاً لكون أبيه مات وأمه حامل به، ثم لعبيد الله بن العلاء المذكور بنون وهم ثلاثة أشقاء من بديعة الصفي عبد الرحمن والعفيف محمد وحبيب الله وهو أصغرهم مات صغيراً بمكة وأما الصفي فمقيم الآن بجهرم قرية من شيراز وهو متزوج ابنة معين الدين خال أبيه ثم قدم مع أبيه مكة في سنة أربع وتسعين فتخلف بعد أبيه عند أمه بها ثم سافر بعد الحج، وأما العفيف فمقيم عند أبيه بايج، ولعبيد الله ولد رابع اسمه إبرهيم من تركية وهو مقيم مع أمه وزوجها في رفد جدته حبيبة، ولعيسى مرشد الدين محمد متزوج بابنة لنور الدين أحمد بن صفي الدين ثم فارقها وقدم مكة بحراً في رجب سنة تسع وتسعين، ثم أن سعد الدين محمد جد مريم أم أولاد صفي الدين كان فقيهاً مفتياً من العلماء شريفاً شيرازياً وهو جد أبي مرشد بن ناصر الدين محمد بن تقي الدين محمد بن سعد الدين ومرشد ممن أخذ عني وهو بمكة ينسخ وسافر إلى الهند في سنة أربع وتسعين، ثم أن السيد نور الدين محمد أصل هذا البيت أخ أكبر منه اسمه قطب الدين محمد ومات قبله بشيراز في سنة سبع وسبعين وسبعمائة تقريباً وهو جد صاحبنا أصيل الدين عبد الله بن إمام الدين أحمد بن شمس الدين محمد بن قطب الدين ممن أكثر عني دراية ورواية وهو مقيم بمكة على طريقة شريفة علماً وعملاً بل قطب الدين هو والد جلال الدين عبد الله جد العلاء محمد ابن السيد عفيف الدين لأمه وله أيضاً سواها جمال الدين محمد وشهاب الدين أحمد ثالث حي غير مرضي اسمه جعفر وجمعت هذا هنا للفائدة.

حرف الباء الموحدة

"الباحسيتي" نسبة لباحسيتا بمهملتين الأولى مفتوحة ثم تحتانية ثم فوقانية حارة من حلب بحذاء باب الفرج أبو بكر بن أحمد بن إبراهيم.
"الباخرري" أبو بكر بن محمد الأسعردي الهروي.
"البارزي" يقال أنها نسبة لباب ابرز ببغداد خفف لكثرة دورة ناصر الدين محمد وأحمد ابنا محمد بن عثمان، وابن أولهما الكمال محمد وابن ثانيهما عبد الرحيم وبنوه يوسف ومحمد وعبد القادر وليسوا بأشقاء أم الأخير تركية لأبيه.
"البارنباري" نسبة لبارنبار بالمزاحميتين بالقرب من رشيد الجمال محمد وعلي ابنا عمر بن محمد بن إبراهيم بن محمد وابن أولهما الولوي أحمد وابنه موفق الدين محمد.
"الباريني" من الأعمال الحلبية.
"الباري" نسبة لمحلة بار بالقرب من النحرارية من الغربية علي بن حسن بن علي بن بدر.
"الباعوني" نسبة لقرية صغيرة من قرى حوران بالقرب من عجلون أحمد بن ناصر بن خليفة وبنوه إبراهيم محمد ويوسف وبنو الأخير ومحمد.
 البالسي" الشمس محمد بن محمود بن محمد بن أبي الحسين وابناه البهاء محمد الجمال عبد الله وابن أولهما الولوي أحمد.
"البامي" بالميم نسبة لبام بالقرب من طنبدي من الصعيد أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن قريش وكان مولده بها ثم قدم منها وهو دون البلوغ فقطن القاهرة، وابنه الشمس محمد وابنه أحمد.
"البباوي" نسبة لببا من الصعيد محمد الوزير.
"البتنوني" نسبة لبلد قريب من منوف علي بن محمد بن عبد المؤمن ناظر الجوالي وابناه أبو اليمن محمد ثم أحمد صهر ابن الغمري، وجارنا محمد بن علي بن أحمد وأخته عائشة وابن أولهما ولي الدين محمد.
"البجائي" نسبة لبجاية بكسر أولها من المغرب جماعة.
"البحري" نسبة لباب البحر علي بن إبراهيم المالكي قاضي القدس.
"البحيري" بالحاء مصغر جماعة عمر بن صالح المالكي وابنه البدر محمد؛ وعلي بن موسى بن جلال المالكي. "البجيري" بالجيم مصغر مفتي تونس وقاضي الأنكحة بها عبد الله بن مات سنة تسع وخمسين.
"البخاري" نسبة لبخار العلاء محمد بن محمد بن محمد بن محمد بن محمد بن محمد، ومحمد بن محمد بن محمد بن السيد. "البدرشي" نسبة للبدرشين من الجيزية الشمس محمد بن علي بن محمد بن محمد بن علي بن عثمان وابنه محمد.
"البدري" نسبة لبدر الدين أبو بكر بن عبد الله بن محمد بن أحمد الشاعر.
"البدماصي" نسبة لبدماص من الشرقية جماعة منهم أحمد بن سليمان بن عيسى وعبد القادر بن البدر محمد بن الشهاب أحمد بن علي بن محمد بن ملكي الحنفي أحد الفضلاء من نوابهم وأبوه وجده.
"البربري" السمان بمكة مات بها في صفرسنة اثنتين وأربعين أرخه ابن فهد.
"البرديني" نسبة لبردين قرية بالشقرية البدر حسن بن أحمد بن محمد، ومحمد بن علي بن أحمد؛ ومحمد بن محمد بن عبد الله صاحب الزين الأستادار سمع مني مناقب الليث، وابنه يحيى صهر الحنفي، وأحد من جدده الشافعي من النواب.
"البرزلي" نسبة لبرزلة بضم أوله وثالثه من القيروان أبو القسم بن أحمد بن محمد وقيل ابن محمد بن اسمعيل المغربي. "البرشاني" بضم الموحدة ومعجمة نسبة لبرشانة من الأندلس شرقي بسطة من الغرب إبراهيم بن كامل.
"البرشكي" بكسر الموحدة والمهملة ثم معجمة ساكنة تليها كاف من عمل تونس الزين عبد الرحمن بن محمد بن عبد الرحمن المغربي. "البرشنسي" بفتح الموحدة وسكون الراء وفتح المعجمة وسكون النون بعدها مهملة من المنوفية الشمس محمد بن عبد الرحمن بن عبد الخالق بن سنان. "البرصاي" جماعة منسوبون لبرصا من الروم.
"البرقي" نسبة لبرقة بالقرب من سكندرية محمد بن محمد بن حسين بن علي بن أيوب وابنه النور علي وبنوه الشمس محمد والشهاب أحمد وأبو بكر أخت لهم تزوجها ابن بقر وله منها ولد كبير فلأولهم المحمدان الجلال أبو الفضل والأمين أبو اليمن لأولهما الشمس أبو الطيب محمد عرض علي. "البرلسي" بضم الموحدة والراء واللام مع تشديدها نسبة إلى البرلس ثغر عظيم من سواحل مصر.
"البرماوي" بكسر أوله وبرمة من نواحي الغربية المجد اسمعيل بن أبي الحسن وابنه البدر محمد، والفخر عثمان بن إبراهيم بن أحمد وابنه أحمد والشمس محمد بن عبد الدائم وابنه، والبدر محمد بن عمر بن أحمد إمام الجامع الزيني ببولاق وابنه التقي محمد له ولد اسمه أصيل الدين محمد عرض على المنهاج وتزوج ابنة الخطيب الوزيري بعد الطاعون سنة سبع وتسعين.
"البرنتيشي" بفتح الموحدة الراء بعدها نون ساكنة ثم مثناة مكسورة ثم تحتانية بعدها معجمة نسبة لحصن من عرب الأندلس من أعمال اشبونة إبراهيم بن محمد بن إبراهيم تاجر السلطان وابن أخيه الشمس محمد بن أبي القسم.
"البرنكيمي" بموحدة ثم راء مفتوحتين بعدهما نون ثم كاف تليها تحتانية ثم ميم من أعمال الشرقية منها الرشف موسى وأحمد ابنا أحمد أحمد بن عمر بن غنام وهما شقيقان ولهما أخوان شقيقان أيضاً وأكبر الأربعة سليمان ثم عبد الرحمن ثم موسى ثم أحمد وأعلمهم موسى ثم أحمد الآخران من أهل القرآن ولأولهما وكان قد تحنف لأجل وظيفة ابن من نواب الحنفية بالواجهة من بولاق اسمه شمس الدين محمد.
"البزازي" الحنفي صاحب الفتاوى محمد بن محمد.
 البساطي" بكسر أوله قرية من الغربية بالأعمال البحرية ويقال لها بساط قروض اسم رومي وسماها ياقوت في المشترك بسوط بواو بدل الألف مع فتح أوله سليمان يوسف ابنا خالد بن نعيم وابن ثانيهما العز محمد ابن عمهما الشمس محمد بن أحمد بن عثمان بن نعيم بنوه العز عبد العزيز وعبد الغني وفاطمة وابنا أولهما خير الدين أبو الخير محمد بدر الدين محمد وأختهما سعادات زوجة البدر عبد الرحيم الابناسي وابنا ثانيهما بدر الدين محمد المدعو دبيس وأمه لأبيه، ومحمد بن خالد بن جامع. "البسطامي" بكسر أوله عبد الهادي بن عبد الله بن خليل، وعمر بن علي بن حجي وابنه محمد. "البسلقوني" بفتح أوله ثم مهملة ساكنة قرية تحت اسكندرية عمر بن يوسف بن عبد الله بن محمد بن خلف، وعمه أحمد بن عبد الله بن محمد بن خلف وأبوه. "البسكري" بفتح أوله ناصر بن أحمد بن يوسف. "البسيلي" بفتح أوله وكسر ثانيه أحمد بن محمد بن أحمد.
"البشبيشي" بكسر أوله وثالثه بعد كل منهما معجمة قبل ثانيتهما تحتانية قرية من أعمال المحلة من الغربية الجمال عبد الله بن أحمد بن عبد العزيز بن موسى بن أبي بكر ومحمد بن عبيد بن محمد وابنه فتح الدين محمد كلاهما ممن أخذ عني.
"البشتكي" نسبة لجامع بشتك الناصري لمجاورته له بل ونشأ بخانقاه وكان من صوفيتها محمد بن إبراهيم بن محمد بدر الدين. "البشكالكي" حسن بن علي.
"البشيري" إبراهيم بن بركة سعد الدين وابنه حمزة ابنته تزوجها نور الدين الصوفي الحنفي؛ ومنهم أحمد بن عبد الكريم.
"البصروي" بضم أوله نسبة لبصرى من الشام عبد الرحمن بن عمر بن عبد العزيز بن عمر وابنه الشمس محمد وناصر الدين محمد فيمن لم يتم أبوه ويحتمل أن يكون أخوه، والمحب محمد بن خليل الدمشقي توفي قريباً من سنة تسعين وتلميذه العلاء علي بن يوسف بن علي بن أحمد. "البصري" بفتح أوله وكسره نسبة إلى مدينة البصرة عبد الله بن عبد الأحد بن محمد بن زيد.
"البطائحي" بفتح أوله نسبة إلى البطائح بين واسط والبصرة أحمد بن الحسن ابن محمد بن سليمان بن عبد الله خادم البيبرسية والمتوفى بها في سنة عشر وهو جد المدير نور الدين علي بن محمد بن عمر بن أحمد فيحرر ما كتب في نسبه هناك. "البطايني" نسبة إلى البطاين عمر بن . "البطراوي" نسبة لبطرا بالقرب من دمياط علي بن محمد بن خلف الكتبي. "البطومسي" أو بالنون أوله عبد الوهاب بن علي بن حسن بن المكين وابنه. "البطيني" بضم مصغر محمد بن إبرهيم بن علي وابنه إبرهيم والد أحمد. "البعلي" وربما يقال البعلبكي نسبة لبعلبك مدينة بالشام. "البغدادي" نسبة لبغداد الجلال نصر الله بن أحمد بن محمد وبنوه المحب أحمد وعبد الرحمن وفضل الله فللمحب يوسف وموفق الدين محمد ولفضل الله عثمان وثانيهما لم يعقب والعز عبد العزيز بن والبدر محمد بن محمد بن عبد المنعم، وإبرهيم بن عبد الوهاب بن وابنه علي، ومحمد بن اسمعيل بن علي مؤدب بن الأشقر وكلهم حنبليون.
"البقاعي" بضم الموحدة ثم قاف نسبة إلى قرية من البقاع العزيزي من عمل الشام إبرهيم بن عمر بن حسن. "البكتمري" السيف محمد بن الركن محمد بن عمر وإخوته الحسام يونس وشجاع الدين محمد منصور. "البكري" نسبة لأبي بكر الصديق محمد بن أبي بكر صاحب الفرق الاستثناء، والجلال محمد بن عبد الرحمن بن أحمد بن محمد. "البلاطنسي" نسبة لبلاطنس بفتحتين ثم ضمتين من عمل طرابلس محمد بن خليل بن عبد الله.
"البلالي" بكسر أوله محمد بن علي بن جعفر، وإبرهيم بن أحمد بن محمد.
 البلبيسي" بضم أوله نسبة لبلبيس من الشرقية التاج أحمد بن محمد بن عبد الرحمن الخطيري؛ والمجد إسماعيل بن ابرهيم بن محمد بن علي، ومحمد وعلي وعبد القادر وفاطمة بنو أبي بكر بن علي بن أبي بكر وللثالث سعد الدين محمد وللرابعة كريم الدين محمد وآمنة أم البدر السعدي الحنبلي والفخر عثمان بن إمام الأزهر وحفيده علي بن محمد وابنه المحب محمد وابنه يحيى، والفرضي الشمس محمد بن محمد بن أبي بكر، وأحد النواب علي بن محمد بن خالد بن أحمد ويعرف بأبي لاطية وبنوه الثلاثة، والشمس محمد بن أحمد بن محمد العجيمي الأزهري، وعمر بن أحمد بن محمد بن محمد بن محمد وأخواه إبرهيم وهما تاجران، ومحمد بن محمد أحد الفضلاء ممن قطن طيبة ويعرف بابن صعلوك وأخوه حسن نزيل مكة، والشمس محمد بن محمد بن علي بن محمد بن العماد وبنوه الشمس محمد وعبد الله والزين يس، ومحمد ابنا علي بن يس، والبلبيسي فيمن أخذ عن شيخنا، والبلبيسي المؤدب العطار بمكة مات سنة سبع وعشرين أرخه ابن فهد.
"البلفيائي" "البلقاسي" أحمد بن سليمان بن نصر الله وابنه سليمان وهما بالزواوي أشهر.
"البلقيني" بضم أوله نسبة لبلقينة من الغربية السراج عمر وناصر الدين محمد وأبو بكر - وهو من ذلك القرن - بنو رسلان بن نصير ولهم أخت عاشت إلى سنة ثلاث وثمانمائة جازت التسعين فللأول البدر محمد وهو من ذاك القرن وعلى أن ثبت والجلال عبد الرحمن والعلم صالح والضياء عبد الخالق وللثاني وللثالث بهاء الدين أبو الفتح رسلان أول إخوته وفاة وجعفر وناصر الدين محمد والشهاب أحمد العجيمي قاضي المحلة فناصر الدين هو والد الشهاب أحمد إمام المالكية والعجيمي هو والد أوحد الدين محمد وأم شهاب الدين أحمد وبدر الدين محمد ابني فتح الدين محمد الأبشيهي وأختها الأخرى أم قاسم بن الشرف محمد بن قاسم المالكي، ثم إن لأوحد الدين البدر أبو السعادات محمد ثم إن للبدر محمد بن السراج بلقيس وجنة وصالحة وتقي الدين محمد فبلقيس تزوجها البهاء البرجي، وجنة تزوجها النور المناوي والد البدر محمد ثم السراج الحمصي والد حواء وصالحة تزوجها بن البهاء بن البرجي الملقب بعيزق وإستولدها أوحد الدين محمد وتقي الدين هو والد ولي الدين أحمد وفتح الدين محمد وخديجة وأم الحسن، وكذا للجلال عبد الرحمن بن السراج تاج الدين محمد وأبو العدل قاسم وفاطمة وعزيزة وزينب فللتاج العلاء علي والشهاب أحمد والبدر أبو السعادات محمد فلعلي الجلال عبد الرحمن والكمال محمد وناجية و وللشهاب البدر محمد وعزيزة فللبدر عبد الباسط و ولعزيزة ابن أبي الرداد المصري ولعزيزة ابنة الجلال الصدر محمد وعائشة، وكذا للقاضي علم الدين صالح بن السراج أبو البقاء محمد وفتح الدين أبو الفتح محمد وفاطمة وستيتة وألف وليس لأحد نسل سوى الأخيرة فلها تقي الدين عبد الكافي بن عبد القادر بن الرسام وست الخلفاء ابنة أمير المؤمنين، ولتقي الدين عبد الكافي أحمد أمه ابنة عبد الرحيم بن الجيعان ومحمد أمه أمة عقد له على ابنة للبدر أخي البرهان الحموي وابنة أخرى أمها شامية أو حموية وانقرضوا كلهم وكذا من قبلهم إلا ألف، ولرسلان الأعلى أخ اسمه مظفر له ابنان صالح ومحمد فصالح أبو زينب أم العلم صالح وعبد الخالق ومحمد أبو عز الدين عبد العزيز ولعز الدين بهاء الدين محمد ولبهاء الدين عز الدين وعبد العزيز وله بدر الدين محمد وابنة متزوجة بالبدر محمد بن البهاء محمد بن أبي بكر المشهدي.
"البلياني" بفتح الموحدة ثم لام ساكنة بعدها تحتانية ثم نون ساكنة نسبة لبليان من أعمال شيراز. "البلبيني" بضم أوله ثم لام ساكنة بعدها تحتانية مفتوحة نسبة لبلينة بلد من الصعيد بحري هو؛ منها أبو العباس أحد من أخذ عن شيخنا.
"البنبي" نسبة لبنب البدر محمد بن حسن.
"البندراوي" نسبة لبندرة بين سنباط وطوخ وهي إليها أقرب مهنا بن علي بن حسن.
"البنهاوي" بفتح أوله نسبة محمد بن محمد بن عبد الله صهر ابن الهمام وأخو ابن الأًصيل لأمه، وابنه المحب محمد. "البهادري" عمر بن منصور الطبيب.
"البهرمسي" نسبة لقرية من المحلة بالغربية محمد بن علي بن محمد بن عبد الله وأبوه.
 البهنسي" والبهنسا مدينة من الصعيد إبراهيم بن علي بن أحمد بن أبي بكر. وأحمد بن الحنبلي. "والبهنسي" المصري مات بمكة في شعبان سنة أربع وخمسين أرخه ابن فهد. "البهوتي" بضم أوله نسبة لبهوت بالغربية الصدر أحمد بن عبد الله بن محمد بن محمد وآخر كان يسكن بالسبع قاعات مات في جمادى الأولى سنة ست وثمانين وفي البهوتيين أحمد وعبد الغني ابنا عبد الواحد.
"البوشي" نسبة لبوش من قرى الصعيد علي بن أحمد بن عمر نزيل الخانكاه وتاج الدين محمد بن محمد بن محمد الشافعي ويعرف بابن المالكي قاضيها وابنه.
"البوصيري" في الأبوصيري. "البوني" نسبة لبونة بالمغرب من أعمال تونس هو الجمال محمد بن الشهاب أحمد بن أحمد قدم جده من المغرب وهو فقير جداً فقطن الحجاز وترقى ابنه بخدمة الشريف بركات وكان فيه خير بحيث وقف في مرض موته على البيمارستان المكي بعض الأماكن وخلفه ابنه في الترقي وله إخوة.
"البويطي" قرية من الصعيد علي بن أبي بكر بن وابناه المحمدان الشمسي.
والكريمي وأختهما آمنة والدة قاضي الحنابلة البدر السعدي.
"البياني" المغربي محمد بن. "البيجوري" نسبة للبيجور قرية بالمنوفية إبراهيم ومرزوق ابنا أحمد بن علي بن سليمان وابن أولهما محمد والد أحمد وإبرهيم ولابرهيم ابن مات في طاعون سنة سبع وتسعين والشمس محمد بن حسن، والشهاب أحمد بن داود بن سليمان الأزهري. "البيدموري" في التريكي.
"البيروتي" نسبة لبيروت ثغر من الشام أحمد بن محمد بن موسى نزيل الخانكاه، وحسن بن أحد جماعة الغمري. "البري" نسبة للبيرة.
"البيشي" بكسر أوله ثم تحتانية ومعجمة من الشرقية محمد بن محمد بن أحمد بن عمر.

حرف التاء المثناة

"التادفي". "التباني" نسبة للتبانة خارج القاهرة الشمس محمد والشرف يعقوب ابنا الجلال رسول بن أحمد بن يوسف.
"التبريزي" بكسر أوله نسبة لتبريز أشهر بلدة باذربيجان عبيد الله بن يوسف.
"التتائي" نسبة لتتا قرية بالمنوفية. وعمر بن علي بن شعبان.
"التجيبي" بضم أوله. "التدمري" بفتح أوله ثم مهملة ساكنة وميم مضمومة نسبة لتدمر مدينة على طرف البرية بالشام محمد بن أحمد ابن خطيبها محمد بن كامل.
"التركماني". "التركي" في التريكي. "التروجي" بفتح أوله وثانيه وسكون ثالثه ثم جيم نسبة لتروجة أحمد بن عمر بن أحمد. "التريكي" بضم أوله ومثناة مصغر محمد بن أحمد بن إبرهيم بن علي بن محمد المغربي ويقال له البيدموري رمثله إبرهيم بن علي بن محمد بن هلال التونسي وربما رأيته التركي.
"التزمنتي" والعلاء علي بن أحمد بن سعيد بن هرون وأبوه.
"التعزي" في العلوي". "التفهني" بفتح أوله وثانيه وسكون ثالثه ثم نون نسبة إلى قرية بالقرب من دمياط عبد الرحمن بن علي بن عبد الرحمن قاضي الحنفية وابنه محمد، ومحمد بن يعقوب بن عبد الوهاب الكحال، وأبوه.
"التقوى" نسبة لتقي الدين الزبيري العز عبد العزيز بن عبد الله بن إبرهيم.
"التكروري" علي بن أبي بكر بن محمد بن محمد بن علي ويلقب الماعز، والعز محمد بن أحمد بن عثمان الكتبي. "التلاوي".
"التلائي" بالفتح ثم التشديد نسبة لقرية تلا من عمل الاشمونين بأدنى الصعيد محمد بن على بن مسعود وهو تلائى حسا ومعنى فأنه كان كثير التلاوة أيضاً.
"التلعفري" في المحوجب وللشهاب صاحبنا سمط هو المحب أبو السعود محمد بن الخطيب الشهاب أحمد بن الزين عبد الحق بن أحمد التلعفري الأصل الدمشقي الشافعي أحضره إلى والده حين قدم القاهرة وهو معه في أثناء سنة ست وتسعين فعرض علي في شعبان تسعة كتب وهي العمدة والشاطبية والجزرية في التجويد والمنهاج وجمع الجوامع والألفية وتصريف العزى وتلخيص المفتاح والخزرجية وأجزت له ومات بعد في طاعون سنة سبع وتسعين بدمشق وذكر لي الأب أن جده أحمد هو الشهاب التلعفري الشاعر فيحرر أمره وما أدري أهم منسوبون لتلعفر من بلاد العراق بالقرب من سنجار أم لا. "التلمساني" بكسر أوله وثانيه بلد بالمغرب بين الجزائر وناس أحمد بن سعيد بن محمد. "التلواني" بالكسر نسبة لتلوانة قرية بالمنوفية علي بن عمر بن حسن بن حسين، وابناه أبو حامد وإبراهيم، وبنو ثانيهما يوسف وعلي وعبد الغفار ابنا سليمان بن يوسف.
"التميمي" محمد بن عمر بن عزم وغيره. "التنسي" في ابن التنسي.
 التهامي" أبو بكر بن محمد بن علي. "التوتي" بضم أوله وبعد الواو مثناة أيضاً.
"التوريزي" نسبة لتوريز الجمال محمد والفخر أبو بكر والنور على بنو محمد بن يوسف التجار ورأيت من سمي جدهم محمد بن يوسف بن حاجي.
"التونسي" بضم أوله وثالثه نسبة لتونس الشهير بالغرب محمد بن عبد الله بن يوسف بن عبد الحق. "التيزيني" بكسر أوله والزاي بعد كليهما تحتانية وآخره نون نسبة لمدينة من أعمال حلب محمد بن علي بن عبد الصمد بن يوسف.

حرف الجيم

"الجاجرمي" بفتح الجيمين نسبة إلى جاجرم بلدة بين نيسابور وجرجان السيد محمد بن موسى شيخ للتقي الحصني وعالم هراة ممن أخذ عن يوسف الحلاج تلميذ السيد، وقولي في موضع أن اسمه أحمد وأنه تلميذ السيد غلط فكذا قرأته بخط التقي تلميذه.
"الجارحي" نسبة لكوم الجارح بقرب مصر علي بن عبد المحسن بن علي بن عمر وأبوه.
"الجاناتي" موسى بن محمد بن علي بن موسى.
"الجبرتي" نسبة إلى جبرة بفتح ثم سكون وراء مفتوحة ثم هاء تأنيث قرية أو سفع من بلاد السودان إبراهيم بن أحمد، وعلي بن يوسف بن صير الدين بن موسى.
"الجحافي" بضم أوله ثم مهملة مفتوحة ثم بعدها فاء اسمعيل بن إبراهيم اليماني.
"الجديدي" بضم أوله ثم مهملة مفتوحة بعدها تحتانية مشددة مكسورة ثم مهملة نسبة لقرية من قرى منية بدران أحمد بن علي بن زكريا وولده أحمد أيضاً.
"الجراحي" بفتح ثم تشديد وآخره مهملة نسبة إبراهيم بن حسن بن علي وعلي بن طعيمة. "الجرادقي" بفتح أوله ثم مهملة مكسورة بعدها قاف نسبة للحرفة محمد بن علي بن يحيى بن إبرهيم. "الجرهي" بكسر أوله وفتح ثانيه كما هو بخط عبد الرحيم بن عبد الكريم بن نصر الله وحفيده نعمة الله بن محمد.
"الجرواني" بفتحات وآخره نون نسبة لقرية قريبة من طنتدا بالغربية المحب محمد بن الصدر محمد بن عبد الله وابن عمه الجلال محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الله النقيب، وصاحب الوثائق محمد بن عبد الله بن عبد المنعم.
"الجرومي" نسبة لجد له يقال له آجروم الإمام النحوي أبو عبد الله محمد بن أحمد بن يعلي بن داود الصنهاجي المغربي.
"الجزائري" موسى بن منصور وسعيد بن علي بن عبد الكريم.
"الجزري" نسبة لجزيرة ابن عمر، في ابن الجزري.
"الجزولي" بضم أوله نسبة لجزولة بلد في أقصى المغرب محمد بن سليمان بن داود.
"الجزبري" بفتح أوله وكسر ثانيه وآخره وراء نسبة للجزيرة من مصر محمد بن عثمان بن حسن الحنبلي وأبوه. "الجشي" الدمشقي صاحب الخط المنسوب وهو بضم أوله ثم جيم مشددة نسبة لجش قرية من ضواحي صفد اسمه محمد بن محمد أرخه ابن عزم في سنة أربع وستين.
"الجعبري" بفتح أوله وثالثه بينهما مهملة نسبة لقلعة جعبر بين الرقة وبالس على بحر الفرات عمر بن محمد بن علي بن محمد بن شيخ الإسلام إبرهيم بن عمر بن إبرهيم بن خليل وأخوه محمد، وابنا الأول عبد القادر وأمة الكريم فاطمة، وابن الثاني عبد الباسط والصلاح خليل بن عبد القادر المذكور.
"الجعفري" نسبة للجعفرية بالغربية علي بن محمد بن محمد بن حسن بن محمد وأخواه المحمدان ناصر الدين وتقي الدين ولكل منهما بنون فللثاني أبو اليسر محمد.
"الجلالي" بالتخفيف نسبة لجلال الدين الشمس محمد بن علي وابناه حافظ الدين أحمد وضياء الدين محمد والشمس محمد بن محمد بن محمد بن أبي بكر بن أبي الحسن علي وهو ممن سمع البخاري في الظاهرية وليس عندي في نسبه هناك محمد الثالث وأملاه بأخرة بزيادته وكأنه ليرتب عليه ما يستشهد به في كونه هو المذكور بطبقة الشفا مع كشط ونحوه؛ وابنه بدر الدين محمد. "الجلجولي" نسبة لجلجوليا بالقرب من رملة لد موسى بن رجب. "الجماعيلي" موسى بن أحمد بن موسى.
"الجمالي" نسبة لجمال الدين الاستادار أحمد بن محمد متزوج في بيت بني الجيعان.
"الجميعي" نسبة أحمد. "الجناجي" بجيمين أولاهما مفتوحة بينهما نون خفيفة من الغربية البدر محمد بن علي بن أحمد. "الجناني" بكسر ثم تخفيف سليم بن عبد الرحمن بن سليم وابن ابنته منصور بن أبي بكر.
 "الجوجري" نسبة لجوجر من الغربية أحمد بن حسين بن علي، ومحمد بن محمد بن علي بن شرف، والشمس محمد بن عبد المنعم، وعلي بن داود بن سليمان الشافعي، ومحمد بن محمد بن محمود بن أبي بكر نزيل شبرار وخطيبها، ومحمد بن علي بن عبد الله المتكلم في الخانقاه وابنه علي وقريبه وزوج ابنته الزبن عبد الغني بن محمد بن أحمد صاحب المدرسة بالخانقاه، وابنه يحيى وعمه ناصر الدين محمد شفيق عبد الغني، والشهاب أحمد بن عبد العزيز أخو ابن هشام لأمه.
"الجوشني" نسبة لتربة ابن جوشن. في الدميسني.
"الجوهري" علي بن داود الصرفي، وأحمد بن اسمعيل بن إبرهيم الحنفيان من النواب، ومحمد بن قاسم بن أبي بكر بن مؤمن الحنفي من أهل خانقاه سرياقوس، والشهاب أحمد بن محمد بن عز الدين محمد الحنفي خادم البرقوقية بل شيخ الأزبكية والمختص بسالم، والشمس محمد بن الشهير بابن الفقاعي صهر ولد أخي البدر وابنه وفا، وتقي الدين أحد الموقعين بحانوت المالكية من باب الشعرية. "الجويني" نسب بها الطلبة من الأزهريين الشمس محمد بن تشبهاً بالجويني الشهير. "الجيزي" أبو الطيب محمد وأبو بكر والشمس محمد بنو أحمد بن محمد.

حرف الحاء المهملة

"الحاجبي" نسبة لابن الحاجب إما لحفظ كتابه أو نحو ذلك موسى نزيل مكة.
"الحاضري" من أعمال حلب العز أبو البقاء محمد بن خليل بن هلال وابناه العز محمد والشهاب أحمد. "الحافي" بالفاء علي بن محمد بن عمر وأخوه عمر.
"الحاكمي" نسبة لجامع الحاكم يوسف بن عبد الله إمامه وابن إمامه وابن عمه أحمد بن عبد الرحمن طالب يحضر عند البدر ناظر الجيش بل حضر عندي دروساً بالبرقوقية. "الحبيشي" بضم ثم موحدة وآخره معجمة مصغر أحمد بن علي، ونسبة لبني حبيش بالقرب من تعز محمد.
"الحجازي" نسبة لبلاد الحجاز ولا ينسب كذلك غالباً إلا من يكون أصله منها أو دخيلاً محمد بن محمد بن أحمد مختصر الروضة وابنه أبو الفتح محمد المكتب وابنه عبد القادر الناظم؛ والشهاب أحمد بن محمد بن علي بن حسن شيخ الأدب، ومحمد بن عبد الله بن أحمد بن محمد بن كمال بن علي المصري المقري، ومحمد بن محمد بن أحمد الغزي، وعبد اللطيف بن محمد بن أحمد المكي، وعلي بن ناصر.
"الحدادي" يحيى بن محمد بن محمد بن محمد بن أحمد بن مخلوف ولكن شهرته بالمناوي.
"الحرازي" بفتح المهملتين وبعد الألف زاي نسبة لجبل عظيم باليمن فيه قرى كثيرة الجمال محمد بن أحمد بن الكمال أبي الفضل محمد بن عبد الله وأخوه عبد القادر وبنو أولهما أحمد وعبد الله وعبد الكبير. "الحريري" نسبة للحرير التقي أبو بكر بن الدمشقي؛ ومحمد محمد بن محمد بن عبد الرحمن.
"الحساني" نسبة لدير حسان مسعود بن شعبان.
"الحسباني" بضم المهملة نسبة لحسبان من دمشق الشهاب أحمد بن العماد اسمعيل بن خليفة، وآخر اسمه الزين أبو هريرة عبد الرحمن بن الشهاب أحمد بن الجلال أبي عبد الله محمد استقر في قضاء الحنفية بدمشق في أواخر سنة إحدى وتسعين وذكر بفقه في الجملة مع إهماله، وقبله بنحو شهر استقر ابنه الأمين أبو السعادات محمد في كتابة سرها. "الحسفاوي" بفتح أوله والفاء بينهما مهملة وآخره واو من حلب العز محمد بن إبرهيم بن يوسف بن خالد، وعمه أبو بكر بن يوسف.
"الحسني" للشرف كثيرون، وللمدرسة الحسنية علي بن أحمد بن خليل الصوفي ابن عين الغزال. "الحسيني" بالتصغير للشرف كثيرون وللحسينية من القاهرة الشهاب أحمد بن خلف وابنه أبو السعود إبرهيم، وخليل بن أحمد بن جمعة وابنه الشمس محمد، ولبلدة أبيات حسين من اليمن جماعة منهم علي بن أبي بكر الأزرق بن خليفة. "الحصري" بضم أوله ثم مهملة نسبة للحصر محمد بن أحمد بن أحمد.
"الحصكفي" بفتحتين بينهما مهملة ساكنة نسبة إلى حصن كيفا مدينة من ديار بكر أبو اللطف محمد بن علي بن منصور وابنه أبو الفضل علي ويقال لكثير ممن نسب إليها الحصني.
 الحصني" نسبة لقرية من قرى حوران التقي أبو بكر بن محمد بن عبد المؤمن وأخواه حسن والشمس محمد وبنو الشمس التقي أبو بكر والمحب محمد وابنه تزوجها الشهاب بن قاوان واستولدها إبراهيم وغيره ويقال اسمها زين الشرف وأخرى ماتت باسكندرية، ولمحب الدين الشمس محمد، والي الحصن التقي أبو بكر بن محمد بن شادي شيخ الشافعي، والعلاء علي بن محمد بن حسين شيخ البردبكية وعمه النجم عمر بن حسين بن حسام الدين؛ وحسن بن إبرهيم بن حسين وعمر بن محمد بن حسن الفاضل المتجرد وربما يقال لهم الحصكفي. "الحطاب" نسبة للحطب عثمان بن محمد بن أحمد بن محمد. "الحكري" نسبة للحكر علي بن خليل بن علي بن أحمد بن عبد الله وابنه البدر محمد، والشهاب أحمد بن محمد بن محمد ويعرف بابن الحمار. "الحكمي" جماعة منهم داود بن محمد بن أبي القسم وولده محمد.
"الحكيم" نسبة للحكمة ويقال له الطبيب. "الحلالي" بفتح ثم تشديد ويقال الحلال بدون ياء النسبة عبد الرحمن بن محمد والمتصف بذلك أبوه لحله المشكلات.
"الحليبي" نسبة للبلد الشهير خلق منهم إبرهيم بن محمد بن خليل الحافظ وأحمد بن رمضان بن عبد الله المقري الضرير يعرف بالشهاب الحلبي.
"الحلواني" نسبة العز يوسف بن الحسن بن محمود وبنوه المحمدون البدر والجلال والجمال وابن ثانيهم. "الحلبي" بضم مصغر من حلب محمد بن علي ابن محمد بن الأبار. "الحمامي" بالتشديد نسبة للحمام عبد القادر بن علي بن محمد.
"الحمصي" نسبة للبلد الشهير عمر بن حسين بن حسن. "الحموي" نسبة للبلد الشهير عبد الرحيم بن أبي بكر بن محمود الواعظ خطيب الأشرفية وابنه محمود وابناه إبرهيم والبدر محمد ولكل منهما بنون، ووكيل ابن الزمن هو محمد بن عمر بن أحمد. "الحناوي" نسبة أحمد بن محمد بن إبرهيم النحوي وقريبه موقع مكة علي بن محمد بن أحمد أو علي بن محمد بن إبرهيم الممتحن في سنتي خمس وست وتسعين وابنه رضي الدين محمد. "الحنفي" نسبة للمذهب محمد بن حسن بن علي وبنوه أبو الفضل عبد الرحمن وخير الدين أبو الخير محمد والبدر أبو الثناء محمود وأم الهدى فاختة وأمة الله وقطر الندى فلأبي الفضل أبو اليسر أحمد ولأبي الخير أبو الهدى أحمد ولأبي الثناء بركات ولأمة الله أبو الغيث بن محمد بن كتيلة.
"الحواري" بفتح ثم تشديد البهاء أحمد بن أبي بكر والعلاء علي بن عثمان وابنه الزين عمر.
"الحوراني" نسبة لحوران من الشام أحمد وعمر ابنا محمد بن أحمد بن عمر من أعيان التجار وبنو أولهما أبو بكر وعبد الله وغيرهما وابن ثانيهما يحيى. "الحوشي" بفتح ثم سكون ثم معجمة النور علي بن سليمان بن أحمد. "الحوفي" سليمان بن عمر بن محمد.

حرف الخاء المعجمة

"الخالدي" نسبة لخالد حسن بن إبرهيم بن حسين الحصني.
"الخانكي" نسبة لخانقاه سرياقوس جماعة كثيرون كمحمد بن محمد الشمس موقع مكة ونزيلها، وأحمد بن محمد بن علي بن حسين الشافعي ونزيل البيبرسية وأحد الجالسين بحانوت الحنابلة بجوار باب الفتوح.
"الخباني" بضم أوله وتخفيف الموحدة ثم نون واد قريب تعز منه محمد بن عبد الله بن حسن بن عطية ويشتبه بالخنابي بنونين وسيأتي قريباً.
"الخجندي" بضم ثم فتح نسبة إلى خجند مدينة كبيرة على طرف سيحون من بلاد المشرق ويقال لها خجندة بزيادة هاء منهم الجلال أحمد بن محمد بن محمد بن محمد الأخوي الحنفي نزيل المدينة وابناه طاهر وإبرهيم ولطاهر حفيد هو محمد بن أحمد المدعو جلال بن طاهر ولابرهيم أبناء منهم الشمس محمد. "الخراز" "الخراشي" بفتحتين وآخره معجمة "الخروبي" علي وعمر ابنا الصلاح عبد العزيز بن أحمد بن محمد بن علي فللثاني أربعة محمدون البدر والشرف والشمس والعز وخامس فخر الدين سليمان وفاطمة. "الخزرجي" علي بن الحسن بن أبي بكر. "الخشبي". "الخصوصي" نسبة لقرية من الضواحي يقال لها خصوص عين شمس أثير الدين محمد بن عمر بن محمد بن أبي بكر وأخوه أحمد.
"الخضري" بكسر أوله ثم معجمة ساكنة نسبة لمسجد الخضر علي بن يوسف بن داود نسبة لتاجره ايتمش.
 الخطيري" نسبة لجامع الخطيري ببولاق ناصر الدين محمد بن علي بن أحمد وابنه بدر الدين محمد. "الخليجي" بفتح ثم لام مكسورة وآخره جيم نسبة محمد بن " الخليفتي" نسبة للخلافة عبد الرحمن بن عثمان بن عبد الرحمن وعلم الدين سليمان بن محمد بن علي وأخواه علي وأحمد.
"الخليلي" نسبة لبلد الخليل جماعة كثيرون منهم عمر بن محمد بن علي بن محمد وسائر من سبق في الجعبري، وإبرهيم بن عبد الرحمن بن أحمد بن محمد، وعبد الرزاق بن محمد بن يوسف بن المصري.
"الخناني" بضم أوله ونونين الأولى مفتوحة نسبة لأم خنان من الجيزية إبرهيم بن علي بن أحمد بن محمد بن أحمد الأبناسي. "الخواص" نسبة للخوص اثنان كل منهما أحمد أحدهما ابن عباد بن شعيب عالم والآخر لم يسم لنا أبوه شاعر.
"الخوافي" بفتح أوله وآخره فاء أبو بكر محمد بن محمد بن محمد بن علي.
"الخونجي" بضم أوله إبرهيم بن محمد بن مبارز شيخ الفتحي.
"الخولاني" أحمد بن محمد بن عبد الكريم.
"الخيضري" نسبة لجده القطب محمد بن محمد بن عبد الله بن خيضر وابنه النجم أحمد.

حرف الدال المهملة

"الداودي" نسبة لدواود الغرب التفهني عبد الظاهر بن أحمد بن عبد الظاهر.
"الدجوي" نسبة لقرية بالقليوبية التقي محمد بن محمد بن عبد الرحمن بن حيدرة وعلي بن أحمد بن محمد بن أحمد بن حيدرة وابن عمه علي بن المحب محمد بن العز أحمد والبدر محمد بن علي بن أحمد بن عمر بن علي نقيب المالكي، والزين محمد بن محمد بن علي بن أبي بكر وابنه المحب محمد. "الدرشابي" بكسر أوله وسكون ثانيه ثم معجمة وآخره موحدة نسبة لبلدة بالبحيرة أحمد بن محمد بن علي بن أحمد بن ناصر وابنه علي.
"الدسوقي" بضم أوله وثانيه نسبة لبلد بالغربية علي بن محمد بن أيوب شيخ المقام الإبراهيمي بها. "الدشطوحي" بكسر أوله ثم شين معجمة وطاء مهملة مفتوحة بعدها واو ثم خاء معجمة من أعمال الجيزية والعامة يقولون الطشطوطي بثلاث طاآت مهملات عبد القادر.
"الدفري" بفتح أوله والفاء بعدها راء نسبة لبلد بالقرب من طنتدا محمد بن أحمد بن عبد الله بن عبد الرحمن وابنه إبرهيم وأما جده أحمد فمن أواخر ذاك القرن، وفي الدفريين أحمد بن عبد الرحمن بن عبد الرحمن رأيت إجازته بخط الولي العراقي كما تقدم. "الدقاق" للصنعة علي بن محمد بن علي المعتقد بدمشق.
"الدقوقي" بضم أوله وقافين محمود والجمال ابنا علي بن عبد العزيز بن عبد الكافي وابن ثانيهما أبو بكر. "الدكاكي" أبو هريرة عبد الرحمن بن محمد بن علي بن عبد الواحد بن النقاش وابناه الآتي ذكرهم في ابن النقاش.
"الدلجي" بفتح أوله نسبة لبلد بالصعيد اثنان كل منهما اسمه شهاب الدين أحمد فأولهما ابن علي بن عبد الله والمتأخر ابن محمد بن صدقة.
"الدلوالي" بكسر ثم تشديد نسبة لدلي من الهند أحمد بن محمد بن كمال وابنه أبو البركات.
"الدماصي" بفتح أوله وصاد مهملة عبد الله وعلي ابنا محمد بن عبد الله بن محمد الخطيبان وابن أولهما عبد الله والفقيه محمد بن عبد القادر بن أبي بكر بن خضر الشاعر بواب المؤيدية كان. "الدماطي" مثله لكن بطاء مهملة حسن بن علي بن أحمد الضرير ويحيى بن محمد بن أحمد؛ وأحمد بن حسن بن إبرهيم المنتمي لبيت ابن الجيعان. "الدماميني" في ابن الدماميني. "الدمسيسي" بفتح أوله ومهملتين نسبة لقرية تجاه سنباط يحيى بن محمد بن علي بن محمد وأبوه وعمه أحمد بن محمد.
"الدمشقي" نسبة للمدينة الشهيرة خلق لا يحصون. "الدمنهوري" بفتح أوله العلاء محمد بن محمد بن خضر، وأبو الخير بن محمد بن عمر وابنه.
"الدمهوجي" محمد بن موسى بن أحمد. "الدموشي" عمر بن عمر بن عبد الرحمن.
"الدموهي" بضم أوله محمد بن أحمد بن محمد المحب أبو الخير قاضي الحوض وكان أوبه يقرئ الأبناء. "الدمياطي" بكسر أوله بلد شهير عبد الله بن محمد بن سليمان وابنه عمر، وإمام جامع كمال عمر بن حسن بن علي، وبعض نواب الحنفية رغب له ابن العلاء القلقشندي بعد الثمانين عن مشيخة مدرسة نغرى بردى المؤذي ثم قاضي مذهبه بعد صرفه عن تدريس الحنفية بسودون من زاده واسمه.
 الدميري" بفتح أوله قرية من الكمال محمد بن موسى بن عيسى، والزين محمد بن الشمس محمد بن التاج أحمد بن عبد الملك وابنه البدر محمد وابنه الزين محمد، ورأيت بخطى في موضع آخر الزين محمد بن الشمس محمد بن محمد بن أحمد بن عبد الملك والبدر محمد بن الشمس محمد بن محمد وأظنه وهو أخو زوجة البدر محمد بن بن محمد بن بدير العباسي العجمي صاحب البديرية أو حفيد صاحبها وللبدر الأول ابن هو الزين محمد ويحرر مع المذكورين قبله وقريبهم المحيوي عبد القادر بن الشمس محمد بن العز عبد الملك بن التاج أحمد يلتقي مع الذين قبله في التاج وأبوه وهم مالكيون ولعبد القادر ابن اسمه البدر محمد شاب حنفي، والبدر محمد بن المحب أحمد بن الصفي محمد العمري المعتقد، وفي الدمامرة من المالكية أيضاً الجمال عبد الله بن عبد الملك بن إبرهيم شاهد بباب الصالحية وليس هو بقريب لابن عبد الملك الماضي، وإبرهيم بن عمر بن شعيب أحد النواب والموقعين وابنه يحيى ممن حفظ كتباً وزوجه لابنة ابن الشيخ الجوهري وأمه ابنة ابن تمرية، وكذا في الدمامرة البدر محمد بن يوسف الملقب كتكوت وأخوه علي وابنه.
"الدميسني" بضم أوله ثم ميم ومهملة وآخره نون مصغر يعقوب بن عبد الرحيم بن عبد الكريم ويقال له الجوشني لسكناه في تربة جوشن.
"الدنجاوي" بكسر أوله محمد بن عمر بن عبد الله بن محمد بن غازي والبدر محمد بن.
"الدنجيهي" عبد القادر بن علي بن عمر الحريري بباب الأزهر؛ وتلميذه عبد اللطيف بن عثمان بن سليمان الوكيل بباب سالم. "الدهان" "الدهتوري" نسبة لدهتورة من الغربية عمر بن محمد الأزهري.
"الدهمراوي" بفتح أوله نسبة لدهمرو وقرية من أعمال البهناسوية موقوفة على سعيد السعداء موسى بن أحمد بن موسى بن عمر.
"الدواخلي" نسبة لمحلة الدواخل من الغربية محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الله الغمري وأخوه حسن نزيل المدينة النبوية، ومحمد بن عيسى بن أحمد بن عبد الله بن عبد الرحمن بن محمد المديني. "الدواني" بفتح أوله وآخره نون قرية بكازرون منها جماعة منهم مولانا جلال الدين محمد بن أسعد قاضي شيراز ومفتيها في وقتنا.
"الديروطي" نسبة لديروط علي بن عبد الله بن عبد القادر، ومحمد بن محمد بن محمد بن محمد بن اسماعيل نزيل جامع آل ملك وابن عمه ومشاركه في النسب محمد بن محمد بن محمد بن محمد بن اسماعيل.
"الديري" بفتح أوله نسبة محمد بن عبد الله بن سعد وبنوه سعد وعبد الرحمن وإبرهيم ومحمد وابن أول الأربعة عبد الوهاب وابن الثاني البدر محمد وابن الثالث محمود وابن الرابع عبد الله ولعبد الله ابن هو قاضي الحنفية بالقدس الآن، والديري محمد بن أبي بكر بن الخضر وابنه محمد.
"الديسطي" بكسر أوله ثم مثناة مفتوحة بعدها سين أو صاد ثم طاء مهملات الشمس محمد بن أحمد بن علي المالكي، وموسى بن محمد، والشهاب أحمد بن أحمد بن محمد المالكي المقرئ في الجوق أحد الغمرية وابنه عبد القادر.
"الديمي" بكسر أوله ثم مثناة مفتوحة نسبة لديمة من الغربية عثمان بن محمد بن عثمان بن ناصر وابنه الصلاح محمد.

حرف الذال المعجمة

"الذروي" بكسر أوله وسكون ثانيه ثم واو نسبة لذروة سربام من صعيد مصر الجمال محمد بن أبي بكر بن علي بن يوسف، وابن أخته أحمد بن محمد بن أحمد بن علي، وعبد القادر بن أحمد بن محمد بن إبرهيم نزيل رواق الجبرت من الأزهر، وأبو الفتح محمد بن محمد بن أبي الفتح محمد. "الذيبي" نسبة لمدينة الذيبة من الغربية بين سخا وسنهور علي بن عمر بن عمران بن موسى، قال ولهم ذيبي بالمزاحمتين بلد سيدي علي، وذيبة جزائر بالهند تنسب إليها الشدود الذيبية.

حرف الراء المهملة

"الرازي" نسبة للري محمد بن يوسف بن محمود "الراشدي" "الراعي" نسبة محمد بن محمد بن محمد بن إسماعيل الأندلسي النحوي.
"الرافعي" نسبة لصاحب العزيز عبد الكريم بن أبي السعادات محمد بن محمد بن محمد بن حسين بن ظهيرة المكي. "الربعي" "الرحبي" بفتحتين صلاح الدين أحد أعيان التجار ممن تضعضع حاله قبل موته وهو والد عبد القادر ومولى ياقوت. "الرحماني" نسبة لمحلة عبد الرحمن بالبحيرة محمد بن علي بن إسماعيل بن أحمد. "الردادي" بالتشديد علي بن محمد بن عمر بن عبد الله بن وابناه المحمدان أبو اليسير وأبو الفضل وابن ثانيهما جلال الدين محمد.
 الرشيدي" نسبة لبلد بساحل البحر الجمال عبد الله وعبد الرحمن ابنا محمد بن إبرهيم بن لاجين وابنا أولهما محمد وأحمد وابنا أولهما يحيى وآمنة.
"الرعلي" محمد بن محمد شيخ تونس مات سنة ثمان وخمسين.
"الرفاعي" النجم أحمد بن علي بن حسين بن محمد وابنه علي وحسن بن حسن بن علي.
"الرقي" بفتح أوله نسبة إبرهيم بن أحمد بن عثمان الموقع وعمه.
"الركراكي". "الرمثاوي" موسى بن أحمد بن موسى.
"الرملي" نسبة لرملة لد أحمد بن أحمد بن محمد بن عبد الله بن زهير.
"الرهوني" بالضم في ابن الرهوني. "الروياني" نصر الله بن عبد الرحمن.
"الريشي" بكسر أوله نسبة لكوم الريش أحمد بن غلام الله بن أحمد بن محمد وأحمد بن عثمان بن محمد وابنه المحب محمد، والنقيب محمد بن حسن بن علي بن أبي بكر وأبوه.
"الريمي" عبد الرحمن بن علي بن أبي بكر وابنه أحمد وله أولاد.

حرف الزاي المنقوطة

"الزبيدي" بالفتح لزبيد اليمن أحمد بن محمد بن أبي بكر بن يحيى المقري نزيل مكة.
"الزبيري" كأنه نسبة للزبير أبو التقا أحمد بن حسين بن علي.
"الزبيري" نسبة للزبيرية من المحلة التقي عبد الرحمن بن محمد بن عبد الناصر، وابنه، وقاسم بن محمد بن يوسف. "الزراتيتي" نسبة لقرية زراتيت محمد بن علي بن محمد بن أحمد المقري. "الزرعي" نسبة لزرع قرية من حوران عبد الوهاب بن عمر بن محمد، وأحمد بن إبرهيم وأبوه.
"الزركشي" للصنعة عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله بن محمد الحنبلي، وفي طلبة الحنابلة الشهاب أحمد بن محمد بن أحمد المشهدي يقال له الزركشي.
"الزرندي" بيت كبير مدني منهم القاضي أبو الفتح محمد بن عبد الوهاب بن علي بن يوسف الأنصاري، وبنوه مسعد ثم سعيد ثم عبد الله ثم محمد؛ ولثانيهم نور الدين علي وفتح الدين أبو الفتح محمد، ولثالثهم مجد الدين محمد ونجم الدين محمد وشمس الدين محمد، ولعبد الوهاب ثلاثة إخوة المحب محمد وأبو الفتح محمد وعبد الرحمن فللمحب عمر وبهاء الدين محمد وعبد الوهاب فلعمر عبد الله ومحمد وأحمد وللبهاء أبو الفضل وعبد الرحمن وأبو الفتوح وعبد الباسط ومحب محمد، ولعبد الوهاب خمسة أكبرهم المحب محمد والمجد معاذ والزين عبد السلام وعبد الواحد ومحمد مات بالطاعون في سنة ثلاث وسبعين بالقاهرة.
"الزعبلي" بفتح أوله وثالثه إبرهيم بن أحمد بن محمد بن عبد الله وابناه عبد الله.
"الزعبي" قاضي الجماعة بتونس يعقوب. "الزعيفريني" أحمد بن يوسف بن محمد بن معالي بن محمد الشاعر، وأخوه الشمس محمد فلأولهما الشمس محمد والمحب محمد فأولها والد أحمد وللشمس الأول ولد بمكة حنفي اسمه محمد.
"الزفتاوي" بكسر أوله نسبة لبليدة من بحري الفسطاط الشهاب أحمد بن محمد بن أحمد عبد المحسن المصري وأخوه، ومحمد بن عبد الله بن أحمد وابنه ناصر الدين محمد وأخوه وبنو أولهما الولوي محمد والصدر أحمد وابن أولهم وعمر بن حسين بن علي وبنوه أحمد وعبد القادر وعلي.
"الزلديوي" محمد بن محمد بن عيسى. "الزمزمي" بفتح المعجمتين نسبة لبئر زمزم إبراهيم وأحمد واسمعيل وحسين ومحمد وعائشة بنو علي بن محمد بن داود وأمهم ابنة أحمد بن سالم بن ياقوت ويقال اسمها مريم فإبراهيم لم يعقب بل لم يتزوج، وأحمد له سلامة وحسين له وأما اسماعيل فله محمد وأبو الفتح ونابت وداود فلمحمد علي ولعلي ابنة ولأبي الفتح محمد ثم أحمد ولنابت اسماعيل ثم حسن ثم أبو القسم، وممن انتسب كذلك لانتمائه لهم من جهة النساء عبد السلام بن موسى بن أبي بكر بن أكبر الشيرازي الأصل قدم أبوه فتزوج عائشة ابنة علي فاستولدها عبد السلام؛ ولعبد السلام من سلامة ابنة خاله أحمد المذكور أم الأمان وأم هانئ وأم الحسين وعائشة ومحمد وعبد العزيز وموسى ثم لعبد العزيز الجمال محمد أحد الآخذين عني والمتوفى بالقاهرة بالطاعون وكذا أبو بكر مات بعده بالقاهرة أيضاً وكلاهما في حياة أبويهما وتأخر بعد والدهما عمر المتوفى بمكة سنة ست وتسعين وعلي وعثمان وكان ثانيهما بالقاهرة ثم رجع في أثناء سنة سبع وتسعين ومعه مرسوم الخليفة وغيره بالاشتراك مع أقربائهم من جهة أمهم في القبة والبئر ثم بطل ثم رجع.
 الزنكلوني" بفتح أوله ثم نون ويقال بالسين أوله أيضاً جماعة منهم الشهاب أحمد بن أحمد بن عمر بن غنام البرنكيمي أخو الشرف موسى وغيره ممن مضى في الموحدة.
"الزهراني" موسى بن عيسى بن يوسف.
"الزهري" أحمد بن التاج عبد الوهاب بن أحمد وأخوه جلال الدين له ذكر فيه وينظر اسمه، وأحمد بن إبرهيم بن أحمد بن رجب بن محمد بن عثمان وأبوه وجده.
"الزهوري" محمد بن عبد الله، وآخر اسمه أحمد بن أحمد بن عبد الله.
"الزواوي" نسبة إلى زواوة قبيلة كبيرة بظاهر بجاية من أعمال افريقية ذات بطون وأفخاذ صالح بن محمد بن موسى وأحمد بن صالح بن خلاسة ومحمد بن مسعود بن صالح بن أحمد وأبوه وابن لمحمد شبه الأهبل اسمه أحمد من زينب ابنة علي بن الزين والزواوي لكونه كان يجلس في المكتب بزاوية أحمد بن سليمان ابن نصر الله وابناه محمد وسليمان. "الزيات". "الزيادي" بالفتح والتشديد نسبة لمحلة زياد من الغربية علي ابن أحمد وبنوه أحمد ومحمد وعزيزة.
"الزيتوني" بفتح ثم مثناة تحتانية بعدها فوقانية مضمومة وآخره نون الجمال عبد الله بن محمد بن عيسى وابناه الولوي أحمد والشمس محمد وابن أولهما التقي محمد وابن ثانيهما البدر أبو النجا محمد ولكل منهما ولد.
"الزيدي" جماعة من رءوسهم الفقيه يوسف بن حسن بن محمد بن سالم وابن أخته عبيد.
"الزينوني" كالزيتوني المذكور قريباً لكن بنونين نسبة لقرية من البقاع العزيزي سمي دير زينون رجل من دمشق يقرىء الأبناء اسمه أحمد من قرأ عنده محمد بن محمد بن عمر بن أبي بكر الصرخدي. "الزيلعي".

حرف السين المهملة

"السبكي" نسبة لموسى بن أحمد بن موسى بن عبد الله بن سليمان؛ والعلاء محمد والولوي عبد الله والبدر محمد بنو أبي البقاء محمد بن عبد البر بن يحيى بن علي بن تمام والعلاء هو والد زينب وباي خاتون والبدر هو والد الجلال محمد وابنه عبد البر وابنه أبو البقاء محمد وأبو البركات محمد بن مالك بن أنس بن عبد الكافي والد التقي السبكي وأخي عبد البر وابنه نور الدين علي وابنه تقي الدين محمد وله ابن اسمه علي، والشمس محمد بن موسى الحمصي السبكي من شيوخ أبي الفضل ابن الإمام، والشمس محمد بن محمد بن أحمد بن عبد المحسن السبكي الحمصي خطيبها.
"السجيني" الشهاب أحمد وعبد الوهاب ابنا عبيد الله بن محمد وابن أولهما عبيد الله وأخوه وابن ثانيهما على الذي رافع في جماعة الزيني زكريا ثم سنة ست وتسعين في جماعة أوقاف الزمام وآل أمره إلى أن التزم فيها بقدر يحمله للدخيرة وقريبهم حسن بن.
"السحماوي" نسبة الشهاب أحمد بن محمد بن محمد الموقع ممن سمع ختم البخاري في الظاهرية.
"السخاوي" نسبة لسخا بلد غربي الفسطاط نسب إليها المتقدمون السخوي أحمد بن محمد بن زين ممن حضر أمالي الولي العراقي وأظنه أحمد المعروف بابن موين ممن حضر إملاء شيخنا وأخذ عنه السراج بن حريز؛ ومحمد بن محمد بن محمد تلميذ الزين العراقي ذو مناظيم في الحديث وغيرها، ومساعدين بن ساري، ومحمد بن أبي بكر بن عثمان وبنوه أبو بكر وعبد الرحمن وفاطمة وبنو الثاني كاتبه محمد وعبد القادر وأبو بكر وأثكل الأول بضع عشرة أنجبهم أحمد وللثاني جماعة منهم البدر محمد وللثالث زين العابدين محمد وعز الدين محمد وقرة العين وناصر الدين محمد وخليل ابنا أحمد بن علي وثانيهما نديم الظاهر حقمق ووالد أحمد وعمه ناصر الدين محمد وعلي ابن محمد بن عبد النصير الكاتب عصفور، ومحمد بن عز الدين محمد بن علي بن وجيه المعبر، ومحمد بن أحمد بن موسى بن أبي بكر المالكي قاضي المدينة ابن القصبي وبنوه خير الدين أبو الخير محمد وأحمد وبنو أولهم المحب محمد.
"السدرشي" بكسر أوله وثالثه وسكون ثانيه وإعجام رابعه محمد بن محمد بن أبي بكر الحنبلي السعدي.
"السرائي" إبرهيم بن سليمان بن عبد الرحمن. "السرسنائي" موسى بن أحمد بن موسى. "السرسي" بكسر أوله وثالثه وسكون ثانيه نسبة لسرس من المنوفية أحمد بن محمد بن عبد الغني أبو العباس. "السروي" بكسر أوله نسبة عبد الرحمن بن "السعدي" نسبة لسعد الدين مضى قريباً في السدرسي.
"السعودي" نسبة لأبي السعودي ذي الاتباع والزوايا جماعة.
"السفطرشيني" نسبة لسفط رشين من البهنساوية محمد بن أحمد بن علي بن أحمد ممن سمع مني.
 السفطي" نسبة لسفط الحنا من الشرقية وقد يقال بالصاد المهملة بدل السين الولوي محمد بن أحمد بن يوسف بن حجاج وبنوه أحمد وخديجة وألف، وما أحسن قول شيخنا في المشتبه ونسب هذه النسبة جماعة من متأخريهم قل فيهم من له نباهة في العلم أو الديانة قال وسفط ستة عشر موضعاً كلها بمصر في قبليها وبحريها انتهى. وفقيه شيخنا الصدر محمد بن محمد بن محمد بن عبد الرزاق ما علمت لأيها نسب وابنه محمد، وأحمد بن رسلان كان من كبار الطلبة بالشيخونية نعم الشيخ نور الدين علي بن حجاج المالكي المعروف بالوراق منسوب لسفط قليشان بالبحيرة.
"السقطي" بفتح أوله والقاف نسبة للحرفة الداعية علي بن محمد بن أحمد، وآخر كان في خدمة المتبولي ثم خدم ناظر الخاص واسمه شمس الدين محمد بن.
"السكري" نسبة للسكر عملاً أو بيعاً عبد اللطيف بن محمد بن محمد بن محمد بن الكندري.
"السكندري" نسبة للثغر الشهير خلق. "السلامي" بالتشديد نسبة محمد بن إبرهيم بن محمد بن عبد الله الحلبي. "السلاوي" بفتح ثم تخفيف نسبة لسلا من أعلى فاس. "السلموني" بفتحتين نسبة لسلمون من الشرقية إبرهيم بن خليل بن إبرهيم وابنه عبد القادر. "السماسمي" نسبة لقرية من خانقاه سرياقوس أبو بكر بن علي بن شتات. "السمديسي" بفتحتين ثم مهملة مكسورة بعدها تحتانية ثم مهملة محمد بن إبرهيم بن أحمد بن مخلوف الحنفي شيخ الجانبكية والايتشمية.
"السمربائي" بكسر أوله وثانيه ثم راء ساكنة بعدها موحدة مفتوحة نسبة لسمرباي قرية بالغربية. سيأتي في ابن السمربائي. "السمرقندي" بفتح ثم سكون نسبة خلق منهم نائب للحنفية مات سنة ست وثمانين واسمعيل بن يوسف الحنفي. "السمهودي" بفتح ثم سكون نسبة لسمهود من الصعيد أحمد بن أبي الحسن بن عيسى وابنه عبد الله وحفيده السيد نور الدين علي نزيل طيبة وعمر بن اسحق بن عمر. "السميط". "السنباطي" الولي محمد بن محمد بن عبد اللطيف وابناه، ويوسف بن عبد الغفار وابنه العز عبد العزيز وابنه الشهاب أحمد والمحدث الشمس محمد وعبد اللطيف ابنا العلم محمد بن محمد بن مسعود وأبوهما وجدهما وابنا عبد اللطيف وهما محب الدين والشرف عبد الحق وأحمد ابنا الشمس محمد بن عبد الحق وأبوهما وابن أولهما ومحمد بن محمد بن عبد الرحمن ابن عبد الكافي. "السنتاوي" عبد الرحمن بن محمد بن حجي بن فضل وابنه محمد سبط يحيى الدماطي وابناه ويوسف بن علي بن عبيد.
"السندبيسي" عبد الرحمن بن التاج محمد بن محمد بن يحيى وابنه محمد والمقري عثمان بن أبي بكر.
"السندوي" أحمد بن عبد العال بن عبد المحسن ويقال بالصاد أوله أيضاً.
"السنهوري" بفتح أوله نسبة لمدينة مشهورة من المحلة علي بن عبد الله بن علي الأزهري المالكي الضرير، وجعفر بن إبرهيم بن جعفر المقري الشافعي.
"لسنيتي" بدر الدين محمد. "السنيكي" زكريا بن محمد بن أحمد بن زكريا.
"السهروردي" بضم أوله حسن بن محمد بن عبد المنعم.
"السهيلي" نور الدين علي بن زكريا وابنه محمد أحد الكتاب ممن حمل وأودع ابنه بسبب اختفاء أبيه في المقشرة مدة.
"السوبيني" بضم أوله ثم واو ساكنة وموحدة مكسورة ثم تحتانية ونون نسبة لسوبين من قرى حماة إبرهيم بن عمر بن إبرهيم.
"السوهائي" نسبة لسوها بضم أوله ثم واو ساكنة وهاء مفتوحة بلدة من أعمال أخميم من الصعيد الأعلى ضبطها المنذري في معجمه أبو الفتح محمد بن محمد بن محمد بن إسماعيل.
"السويفي" بضم ثم فتح ثم تحتانية وفاء نسبة لقرية اشتهرت ببني سويف الصدر عبد الكافي بن عبد الله بن أحمد وابنه المحب محمد وعلي وإبرهيم ابنا أحمد بن علي.
"السيرامي" بكسر أوله سيناً أو صاداً ثم مثناة يوسف بن محمد بن عيسى وابنه النظام يحيى وابنه العضدي عبد الرحمن وابنته زوجة الأخميمي.
"السيرجي" الشهاب أحمد بن يوسف بن محمد وابنه أوحد الدين محمد وابنه جلال الدين وعبد الرحمن.
"السيلي" بكسر ثم تحتانية نسبة لقرية بالقرب من القدس يقال لها سيلة محمد بن موسى الحنبلي الفرضي، وقريبه يوسف بن عمر بن يوسف ممن سمع على بمكة في سنة سبع وتسعين.
"السيوطي" في الأسيوطي. "السيوفي" نسبة للسيوف عملا أو بيعاً.

حرف الشين المعجمة

الشاذلي" نسبة لشيخ الطائفة أبي الحسن جماعة كثيرون منهم أحمد بن علي بن أحمد بن أبي بكر وأخوه محمد؛ وأبو العباس أحمد بن محمد بن عبد الغني، وحسين بن علي بن سالم بن إسمعيل الكتبي. "الشارعي" نسبة إلى الشارع بالموازنيين.
وأحد نواب المالكية الشهاب أحمد بن محمد كان أبوه وكيلاً ونشأ هو فخالط الناس وتميز في الشروط وحج وجاور وقتل الأمير تمراز بسيف الشرع ودام مدة يتولى الاستبدالات حين امتناع الحنفي منها بطريق وهو شديد التساهل وأظنه الآن بدمشق.
"الشار مساحي" براء مكسورة ثم سين مهملتين نسبة لقرية من ريف مصر بحري الفسطاط بالقرب من دمياط من الدهقلية المقرئ الفرضي الشهاب أحمد بن وفتح الدين صدقة بن علي بن محمد بن مخلص الدين محمد ويعرف بابن نور الدين وابنه الفخر عثمان وابنه محمد، والقاضي الزين عبد اللطيف بن علي، والكتبي الزين يوسف عبد الله بن محمد بن محمد بن عبد الرحمن وابن أخيه أحد النواب شمس الدين محمد بن الأمير محمد بن الشمس محمد. "الشارنقاشي" براء مكسورة ثم نون وقاف ومعجمة نسبة لقرية بالغربية محمد بن علي بن محمد بن أحمد بن محمد بن محمد بن ممدود.
"الشامي" نسبة للشام خلق منهم وأحمد بن عمر بن سالم.
"الشاوي" عبد الرحمن بن أبي بكر بن علي وآخرون. في ابن طريف.
"الشباسي" بفتح أوله وثانيه وآخره مهملة أحمد بن محمد بن الأجدم.
"الشبراوي" بفتح ثم سكون نسبة لشبري أماكن.
"الشراريبي" نسبة لعمل الشراريب أو بيعها الشمس محمد بن أحمد بن محمد.
"الشربيني" بكسر ثم سكون وموحدة مكسورة وآخره نون محمد بن محمد بن محمد بن أحمد.
"الشرجي" بفتح وجيم نسبة إلى شرجة قرية مشهورة فيما بين بحيص وجازان ولكنها إلى الأولى أقرب وقد تضاف إليها فيقال شرجة بحيص لتتميز أحمد بن عبد اللطيف بن أبي بكر بن أحمد بن عمر وأبوه وابنه عبد اللطيف.
"الشرنبلالي" نسبة لشبرى بلولة من قرى منوف منها الشمس محمد بن محمد بن موسى المنوفي قاضي المقس. "الشرواني" نسبة لمدينة بناها أنوشروان محمود باد فحذفوا أنو تخفيفاً الشمس محمد بن مرهم الدين.
"الشروطي" نسبة لكتابة الشروط. "الشريفي" نسبة للشريف.
"الششتري" بمعجمتين الأولى مضمومة ثم مثناة مفتوحة جماعة منهم.
"الشطرنجي" نسبة للشطرنج إسمعيل بن يحيى. "الشطنوفي" بفتحتين ثم نون وآخره خاء محمد بن إبرهيم بن عبد الله وابنه أحمد وابناه البدر محمد، وزوجة زين العابدين بن المناوي بن المناوي أم بنيه، والشمس محمد بن أحمد صالح المباشر؛ وموسى بن عبد الرحمن بن محمد. "الشعباني" بفتح أوله وثالثه وآخره نون.
"الشعيري" بفتح ثم كسر وتحتانية. "الشغري" بضم ثم معجمة ساكنة يوسف بن أحمد بن داود وأحمد بن محمد بن محمد بن عمر. وكلاهما ممن نزل حلب.
"الشقطي" في بن الشقطي. "الشكلي". "الشلقامي" بضمتين علي بن عبد الرحمن بن محمد بن إسمعيل. "الشمني" الكمال محمد بن حسن وابنه التقي أحمد وابنه. "الشنباري" أحمد. "الشنقاسي" بفتحتين ثم فاء وآخره مهملة قرية علي بن عمر بن عبد العزيز. "الشنشني" بفتحتين ثم معجمة ناصر الدين عمر بن الشيخ شمس الدين محمد بن موسى بن عبد الله الحنفي وابنه خير الدين أبو الخير محمد وابنه أكمل الدين محمد؛ والشرف محمد بن خلد، والبدر محمد بن علي بن محمد، وخاتمة القدماء من الشافعية الشمس محمد بن أحمد بن عمر.
"الشنويهي" بفتحات ثم تحتانية بعدها ساكنة ثم هاء إبرهيم بن محمد بن أحمد بن عبد الله وابنتاه زينب وزليخا. "الشوايطي" أحمد بن علي بن عمر وابناه محمد وعلي. "الشورى" بضم وآخره راء نسبة لقرية شورى بالبرلس البدر حسن بن علي بن سالم وأخوه أحمد. "الشيباني" جماعة منهم علي بن جار الله بن صالح وأخوه أحمد وأبوهما وغيرهم ممن يأتي في ابن زبرق.
"الشيبي" جماعة كثيرون منسوبون لبني شيبة سدنة البيت منهم الجمال محمد بن علي بن محمد بن أبي بكر بن محمد، وعمر بن أبي راجح محمد بن علي بن أبي راجح وبنوه الجمال محمد والطيب العارض لمحافظيه علي بالقاهرة وهما من يمانية وعبد الله أمة لأبيه وعبد الرحمن سبط القاضي أبي اليمن. "الشيخي" نسبة لشيخ المؤيد محمد وأحمد ابنا عمر بن محمد. "الشيرازي" للبلد الشهير جماعة.
 الشيشيني" بمعجمتين مكسورتين تلي كل واحدة تحتانية وآخره نون نسبة لقرية من المحلة بالغربية القطب محمد بن عمر بن محمد بن وجيه وابنه أحمد وابنه علي وابنه أحمد وجماعة منهم حسن بن أحمد بن علي.

حرف الصاد المهملة

"الصابوني" والعلاء علي بن أحمد بن محمد بن سليمان وأبوه وعمه الشمس محمد وابنه عمر ولي نظر جوالي الشام وناب عن ابن عمه العلاء في نظر جيشها وابنه عرض حين قدومي من مكة أول سنة خمس وتسعين.
"الصالحي" نسبة لمنية أم الصالح قرية بناحية مليج بالغربية وكذا الحارة الصالحية بالبرقية داخل القاهرة أو لصالحية الشام أو التي دون قطيا أو للمدرسة الصالحية وممن نسب هذه النسبة الشمس محمد والشهاب أحمد ابنا يحيى بن علي وابن ثانيهما الجلال أبو النجاح محمد ويعرف بابن رسلان، ومحمد بن محمد بن عبد الرحمن بن قريج قاضي الشافعية، وجلال الدين محمد بن أبي الفضل بن علي مباشر أوقاف الزمام وأبوه، وأبو البركات محمد بن محمد بن أبي بكر.
"الصاني" بنون عبد القادر المدعو عبيد بن حسن أحد الفضلاء.
"الصائغ" للصنائع. "الصرخدي" محمد بن محمد بن يوسف، ومحمد بن محمد بن محمد بن يوسف بن علي وكأنه أبو الأول محمد بن محمد بن عمر بن أبي بكر المقري أحد من لقيني بمكة في سنة أربع وتسعين وقبلها.
"الصعيدي" مؤدب الأبناء بمكة هو محمد بن عبد الله بن علي.
"الصفدي" نسبة للبد الشهير محمد ومحمود ابنا علي بن عمر بن علي بن مهنا، وناصر الدين محمد بن يوسف المتكلم عن الملك في المرافعات ونحوها قيل له الصفدي لكونه ولي قضاء صفد وكتابة سرها وإلا فأبوه صالحي مرداوي عالم شهير.
"الصلتي" آخره مثناة نسبة عبد الوهاب بن أبي بكر بن أحمد بن محمد صاحب البقاعي، وقريبه بل أخوه لأمه محمد بن حسين بن عمر بن أحمد بن محمد.
"الصندفائي" في السندفائي.
"الصندلي" بنون ثم مهملة ولام أحمد بن محمد بن حسن بن الشيخ أبي الحسن اللامي.
"الصنهاجي" نسبة لصنهاجة بالمغرب أحمد بن محمد بن.
"الصهرجتي" بفتح ثم هاء ساكنة ثم راء مفتوحة ثم جيم ساكنة بعدها فوقانية علي بن محمد بن عبد الرحمن، والفخر عثمان بن أحمد بن عثمان.
"الصوفي" نسبة لصوفية الخانقاه وكذا لمذهب الصوفية نور الدين علي بن أحمد بن محمد الحنفي وولده المحب أبو البركات محمد وشقيقه الشمس محمد الملقب مقيت وهو أسن من النور، والصوفي الشافعي أحمد بن علي بن محمد.
"الصيرامي" في السيرامي.
"الصيرفي" في ابن الصيرفي، والصيرفي أحمد بن إبرهيم بن عبد الله.

حرف الضاد المعجمة

"الضاني" علي بن محمد بن ناصر، ومحمد بن أبي بكر بن محمد بن محمد.
"الضبعي" بفتحتين ثم مهملة محمد بن أبي بكر الغزي.
"الضبي" محمد بن إسماعيل بن أحمد. "الضجاعي" موسى بن محمد بن موسى بن علي.

حرف الطاء المهملة

"الطاوسي" عبد الرحمن ومحمد وعبد الله بنو عبد القادر بن عبد الحق بن عبد القادر وابن الأخير النور أبو الفتوح أحمد صاحب المشيخة التي أنقل منها وابنه القطب أبو الخير محمد.
"الطائفي" جماعة منسوبون إلى الطائفة بلد بالغربية منهم أحمد بن حسين بن محمد بن علي وابناه محمد وعبد الرحمن؛ والي الطائف من الحجاز غانم بن مقبول وآخرون.
"الطباطبي" السيد إبرهيم بن أحمد بن عبد الكافي بن علي.
"الطبري" ومحمد بن محمد بن محمد بن محمد بن أحمد بن إبرهيم أبو السعادات ووالده المحب وابناه أيضاً أبو البركات محمد ومحمد المدعو مكرم وابناه عبد المعطي ويحيى.
"الطبلاوي" نسبة لطبلاوة قرية بالوجه البحري العلاء علي بن سعد الدين عبد الله بن محمد وأخوه ناصر الدين محمد وابن عمهما ناصر الدين محمد بن محمد بن محمد ويعرف بابن ستيت، والعلاء علي بن محمد بن محمد، وناصر الدين أحمد بن محمد قتل في سنة ثلاث عشرة. "الطنباوي" نسبة لطنبا وبفتح المهملة والموحدة وتخفيف النون ثم واو من عمل سخا بالغربية علي بن محمد بن أحمد بن يوسف بن محمد وشيخه محمد بن عمر بن محمد. "الطلخاوي" نسبة لطلخا.
 الطرابلسي" بلد شهير منهم المحمدان ابنا عبد الوهاب بن محمد وأبوهما، وعبد الرزاق بن محمد، وصلاح الدين محمد بن محمد بن يوسف بن سعيد، وأبوه، والي طرابلس المغرب محمد بن عبد الرحمن بن حسن بن محمد نزيل مكة وشقيقاه محمد وهو أكبر وعلي؛ وآخر عمل وكيلاً للملك في المرافعات مات في طاعون سنة سبع وتسعين وأخذ مخلفه فوجد فيه مسطور علي بن محاسن فرسم عليه.
"الطريني" أحمد بن يوسف بن علي والسراج عمر بن محمد وابناه أبو بكر ومحمد فأولهما لم يعقب وثانيهما له عمر ومحمد ولمحمد هذا ابن اسمه عبد الله، وكاتب الشعير محب الدين بن عثمان بن محمد بن نجم الدين المناوي الطريني الشافعي وأخوه تقي الدين محمد وهما سبطا الشهاب أحمد البامي ويزعمان انتسابهما للأولين.
"الطشطوشي" بطاءات مهملات بعد الأولى شين معجمة صوابه الدشطوخي "الطلخاوي" نسبة لطلخا من الغربية البدر حسن بن علي بن محمد بن عبد الله وابنا خاله محمد حسن ابنا علي بن علي بن رضوان. "الطلياوي" أحمد بن عبد الله بن محمد. "الطناحي" بنون ثم مهملة شرف الدين وابنه.
"الطنبذي" بدر الدين أحمد بن عمر بن محمد ونور الدين علي بن التاجر الشهير وابنه الجلال محمد توفي قبل شيخنا وله ذكر في وصيته.
"الطنتدائي" أحمد ومحمد ابنا عبد الرحمن بن عوض وابنا أولهما عبد الرحمن وإبرهيم والفرضي نزيل سعيد السعداء نور الدين علي والشمس محمد التاجر بالشرب وأحد قراء القرآن ابنا أحمد بن عبد الله، وحسن بن أحمد بن محمد الضرير وبنو بهاء الدين محمد وأحمد ويحيى. "الطنساوي" إبرهيم بن محمد بن عبد الرزاق وأبوه وعمه. "الطنوبي" عيسى بن سليمان بن خلف.
"الطهطاوي" نسبة لطهطا جماعة كثيرون من التجار وغيرهم كعبد العزيز بن أبي القسم بن التاج محمد، ومحمد بن يعقوب وابنه علي وابنه يحيى وأخوه كل منهما.
"الطوخي" أبو الطاهر محمد والمحب محمد والولي أبو الفتح محمد وأبو بكر محمد وهو أصغرهم بنو أحمد بن محمد بن محمد بن عثمان بن موسى وابن ثانيهم أبو السعود وابن رابعهم المحب محمد ولهم محمد بن عمر بن أبي بكر، وخادم الجمالية أحمد بن محمد بن قاسم؛ وعمر بن خلف، وعبد القادر بن محمد بن محمد وابناه الكمال محمد وعلي والشمس محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن رجب وابنه الشهاب أحمد.
"الطوري" ناصر الدين محمد بن محمد بن الصلاح محمد بن عمر.
"الطولوني" جماعة منسوبون لجامع ابن طولون منهم. "الطياري" محمد بن اسنبغا.
"الطيبي" بالتشديد نسبة لطبية نشا والدماير من الغربية محمد بن أحمد بن محمد الرجل الصالح وقيل محمد بن علي وليس بشيء، والمكتب محمد بن حسن وشقيقه عبد الواحد، وأبو الفتح محمد بن؛ وبواب سعيد السعداء أبو بكر بن علي بن علي بن حسين وابن أخيه محمد بن حسن أحد الطلبة قرأ مسند أحمد علي البدر السعدي واشتغل عند الأبناسي وغيره.
"الطيماني" بفتح ثم سكون عبد الله بن محمد بن طيمان.
"الطيوري" نسبة للحرفة تقي الدين أبو بكر بن علي بن محمد بن علي الملقب خروف.

حرف الظاء المعجمة

"الظاهري" نسبة لظاهرية العباسة من الشرقية موسى بن عبد الله بن إسمعيل نزيل مكة، وابن عمه أبو بكر بن قريش بن إسمعيل، وبلديهما عبد الله بن محمد بن أبي بكر بن عبد الرحمن وحفيد عمه حسن بن علي بن أحمد بن أبي بكر بن عبد الرحمن.
"الظهيري" بالضم مصغر في ابن ظهيرة.

حرف العين المهملة

"العاصفي" محمد بن عثمان بن يوسف. "العامري" يحيى بن أبي بكر بن محمد ورفيقه إبرهيم بن أبي بكر بن محمد وابنه محمد الطيب أحد الآخذين عني؛ وتاجر اسمه.
"العاملي" أحمد بن شاور، وحسن بن أحمد بن حسن؛ ومحمد بن حسين؛ ومحمد بن عباس.
"العبادي" المحب محمد والسراج عمر ابنا حسين بن حسن، وبن ثانيهما الجلال عبد الرحمن والكمال محمد وابن أخيهما أحمد بن علي بن حسين وابنه، وخازن المحمودية محمد عبد الله بن محمد بن موسى، وسالم بن إبرهيم الأتابكي وبنوه أحمد وإبرهيم ومحمد.
 العباسي" نسبة للعباسة من الشرقية شمس الدين محمد وهو يقضي بالعباسة، ثم تاج الدين عبد الوهاب وهو يقضي ببلبيس، ثم أمين الدين محمد، ثم عماد الدين عبد الرزاق، والأمين أعلمهم وهو المتوفى منهم، وكلهم بنو محمد بن أحمد بن عبد الوهاب، وخلق كثيرون منسوبون للعباس عم النبي صلى الله عليه وسلم فيهم خلق ولوا الخلافة منهم والمستنجد بالله يوسف بن المتوكل على الله محمد بن أبي بكر بن سليمان ثم ابن أخيه المتوكل على الله العز عبد العزيز بن يعقوب بن المتوكل، وله أخوان لأب لم يليا محمد واسمعيل وأخ لأم أحمد بن خير بك وبنون وأكبرهم يعقوب سبط المتوكل وجماعة منسوبون إليهم.
"العباسي" نسبة لأبي العباس الحرار شرف الدين والعباسي جلال الدين محمد بن محمد بن الخانكي. "العبسي" علي بن محمد بن أحمد، والعز عبد العزيز بن محمد بن محمد بن محمد ويقال له ابن العبسي وابنه الجلال محمد.
"العثماني" نسبة لعثمان بن عفان إبرهيم بن خضر.
"العجلوني" نسبة لعجلون من عمل الشام اثنان كل منهما إبرهيم بن أحمد بن حسن فأعلمهما ابن أحمد بن محمد وأخيرهما ابن خليل وإبرهيم بن محمد بن عيسى بن عمر، وجماعة في ابن قاضي عجلون. "العجمي" علي بن نصر الله المحتسب الخراساني وابناه يوسف ومحمد. "العجيسي" يحيى بن عبد الرحمن بن محمد بن صالح.
"العجيمي" محمد بن عبد الماجد بن علي سبط ابن هشام؛ وأحمد بن محمد وأحمد بن أبي بكر بن رسلان بن نصير وابنه أوحد الدين محمد وابنه البدر أبو السعادات محمد ويقال لكل منهم ابن العجيمي. "العداس" للحرفة أبو بكر بن عبد الله بن وأحمد. "العدناني" في البرشكي. "العدوي" نسبة لأبي البركات ابن المسافر أخي عدي الشمس محمد بن أحمد بن محمود بن عبد السلام بن محمود وأبوه، وصلاح الدين محمد بن الجمال عبد الله بن عبد السلام بن محمود بن عبد السلام، ونسبة إما لعمر بن الخطاب أو غيره جدي لأمي محمد بن علي بن عبد الرحمن.
"العرابي" بتخفيف أوله وثانيه عمر بن محمد بن مسعود وابناه محمد وعبد الله وبنوهما ومنهم عمر بن محمد. "العرابي" مثله لكن بالتشديد عيسى بن عيسى بن محمد تقدم. "والعرابي" كذلك نسبة لقرية من ضواحي صفد إبرهيم بن الحسن بن إبرهيم بن عبد الكريم. "العراقي" نسبة للعراق عبد الرحيم بن الحسين بن عبد الرحمن وابنه الولي أبو زرعة أحمد وابنه التاج عبد الوهاب وابنه علي وإبرهيم بن محمد بن مصلح المكي وابناه أبو بكر ومحمد و ابن أولهما عبد الرحمن وابن ثانيهما إسمعيل ويقال لمن عدا عبد الرحيم وإبرهيم ابن العراقي.
"العربي" محمد بن علي بن عبيد التونسي المؤدب. "العرشاني" بفتحات.
"العرضي" بضم أوله وسكون ثانيه ثم معجمة إحدى قرى بالس محمد بن خليل بن محمد. "العرياني" عبد الله بن أحمد بن علي. وبنوه إبرهيم ومحمد وزينب وابن الثاني وهو أصغر الثلاثة عبد القادر وعبد الوهاب بن محمد بن علي بن محمد.
"العريبي" محمد بن. "العزيزي" بفتح ومعجمتين مكسورتين بينهما ياء نسبة للعزيزية من الشرقية الشرف موسى بن محمد أحد النواب.
"العزي" نسبة لمنية العز بناحية فاقوس من الشرقية علي بن محمد بن علي.
"العساسي" بمهملات نسبة لمنية عباس يحيى بن موسى بن محمد وابنه عبد الرحمن وابناه الشمس محمد وبركات العسقلاني الشمس محمد بن المقري وأستاذنا أحمد بن علي بن محمد بن محمد بن علي بن أحمد. "العسيلي" محمد بن إبرهيم بن يوسف بن سليمان أحد الفضلاء الآخذين عني. "العشماوي" موسى بن إبرهيم بن أبي بكر.
"العطار". "العطائي". "العطري" محمد بن أحمد بن محمد، وجبريل بن إبرهيم بن محمد. "العطوي". "العفصي" محمد بن إبرهيم بن عبيد الله بن مخلوف المقري. "العقباني" قاسم بن سيد. "العقبي" نسبة لمنية عقبة من الجيزية رضوان وأحمد ابنا محمد بن يوسف العقبي وابن أولهما عبد الرحمن وابن ثانيهما محمد؛ وخلق منهم عبد الكريم بن. "العقيبي" بالتصغير أحمد بن إبرهيم بن أحمد اليماني صاحب ابن الجريس. "العقيلي" بفتح ثم كسر لعقيل بن أبي طالب خلق. "العلائي" علي بن اسلام. "العلقمي" نسبة للعلاقمة من الشرقية حسن بن أحمد بن جرمي وابنه البهاء محمد وابنه. "العلمي" بضم العين وفتح اللم وربما سكنت نسبة فيما قاله لي إلى العلم يحيى بن أحمد بن عبد السلام.
 العلوي" نسبة لعلي بن راشد بن بولان النفيس سليمان بن إبرهيم بن عمر التعزي العلوي، واسماعيل وإبرهيم وابنا عمر بن إبرهيم.
"العمراني" أبو بكر بن أحمد بن محمد. "العمريطي" محمد وخليل ابنا اسمعيل بن عمر وابن عمهما عمر بن وابناه بدر الدين محمد.
"العمري" نسبة لعمر بن الخطاب خلق منهم بدر الدين محمد بن، ولمن يعمل العمر بمكة وللقواد بها من ذوي عمر.
"العميري" بالتصغير أحمد بن الواعظ الموقع بباب الدوادار يشبك من مهدي.
"العنبري" نسبة لصنعة العنبر حسين بن وابنه والفاضل عبد القادر بن محمد بن موسى بن إبرهيم وعمه محمد بن موسى. "العنتابي" في العيني قريباً.
"العياشي" بتشديد التحتانية وآخره معجمة نسبة للزين بن عياش شيخ القراء تلميذه الفقيه مكي بن سليمان. "العيذابي" بفتح ثم تحتانية ساكنة ثم معجمة.
"العيزري" نسبة إلى العيزرية قرية أو ضيعة من ضواحي شرقي بيت المقدس محمد بن محمد بن محمد بن الخضر بن شهري، ويحيى بن علي بن محمد قاضي غزة وأظنه حفيد هذا. "العينوسي" نسبة لقرية من نابلس إبرهيم بن إسحق بن إبرهيم.
"العيني" نسبة لعين تاب البدر محمود بن أحمد بن موسى بن أحمد وابنه عبد الرحيم وابنه الشهابي أحمد، ومحمد ومحمود ابنا أحمد بن حسن.
"والعيني" نسبة لرأس العين الفخر أبو بكر بن أحمد بن علي بن عمر بن قنان الدمشقي الأصل المدني الحنفي، وقريبه الزين عبد الرحمن بن أبي بكر بن محمد أحد فضلاء الحنفية بدمشق.

حرف الغين المعجمة

"الغاني" نسبة لغانة مدينة بالتكرور العز محمد بن أحمد بن عثمان التكروري وابنا عمه أبو الخير محمد بن محمد بن عمر، وصدر الدين مات بمكة في سنة تسعين أو التي قبلها. "الغبريني" موسى بن محمد بن محمد.
"الغراقي" نسبة لغراقة بمعجمة مفتوحة ثم راء مهملة مشددة بعدها قاف قرية من القرى البحرية من الشرقية محمد بن أحمد بن خليل العالم الشهير والمحمدون أبو البركات وأبو السعود وأبو مدين بنو محمد بن محمد وابن الأول أبو الجود بمكة.
"الغزاوي" بالتخفيف قبيلة خطاب بن عمر بن مهنا.
"الغرناطي" لغرناطة من المغرب جمع كثيرون منهم سهل بن إبرهيم "الغزنوي".
"الغزي" بلد شهير الشهاب أحمد بن عبد الله بن بدر وابنه الرضى محمد، وعلي بن أحمد بن محمد الحنفي إمام اينال.
"الغزولي" نسبة للصناعة علي بن يوسف بن أحمد، والفراش بمكة ويلقب شمس الدين مات بها في مستهل ربيع الثاني سنة اثنتين وأربعين. أرخه ابن فهد.
"الغماري" بالضم وتخفيف الميم نسبة إلى غمارة من قبائل البربر محمد بن محمد بن علي بن عبد الرزاق. "الغمري" بفتح المعجمة نسبة لمنية غمر منها محمد بن عمر بن وابنه أبو العباس أحمد وبنوه أبو الفتح محمد وأبو الفضل محمد وأبو الحسن.

حرف الفاء

"الفاجوري" نسبة للصنعة عبد القادر بن محمد بن سعيد.
"الفارسكوري" نسبة لبلد قريب من دمياط عبد الرحمن بن علي بن خلف ومحمد بن حسين.
"الفاسي" نسبة لفاس مدينة مشهورة ببلاد المغرب بمكة جماعة منهم كالتقي محمد بن أحمد بن علي بن محمد بن محمد بن عبد الرحمن الحافظ مؤرخها وأبيه، وعبد الرحمن بن أبي الخير محمد بن محمد بن محمد بن عبد الرحمن وبنيه المحمدين أبي الخير وأبي حامد وأبي عبد الله وأبي السرور وبني آخرهم عبد الرحمن وأبي الخير وعبد اللطيف وبنيه المحمدين القطب أبي الخير وأبي حامد وأبي عبد الله وأبي السرور، وفيهم قاضي الحنابلة بالحرمين عبد اللطيف وشقيقه عبد القادر ابنا محمد بن أحمد بن محمد بن محمد بن عبد الرحمن وابن أولهما عبد القادر وكلهم أشراف.
"الفاضلي" إما للفاضلية أو لسوق الفاضل.
"الفاقوسي" نسبة لفاقوس من الشرقية ناصر الدين محمد بن الحسن وابناه محمد وعبد الرحمن وابنا ثانيهما إبرهيم بن يوسف وابنه علي.
"الفاكهي" نسبة للفاكهة علي بن محمد بن علي بن محمد بن عمر بن عبد الله وإخوته المحمدون أبو القاسم وأبو الخير وأبو البركات وهم أشقاء شافعية إلا الأخير وفي الترتيب هكذا وأولهم موتاً أبو القسم ثم نور الدين علي ثم أبو البركات بطريق الشام وبنو أولهم أبو السعادات وأحمد وست الأهل وأبو القاسم مات هو والأول وبنو ثالثهم جماعة سمع مني بعضهم وانقطع نسل أبي القسم وكذا أبو البركات وعم علي وإخوته أبو الخير محمد بن علي وأخواه أحمد ومحمد ولآخرهم ثلاثة عبد الرحمن وإبرهيم وعبد الله ولم يتأخر غيره وليسوا بأشقاء ولأحمد محمد.
"الفالاتي" نسبة محمد بن علي بن محمد بن نصير ككبير، وابن أخيه محمد بن علي بن علي بن محمد بن نصير وأبوه. "الفالي" وفال بين الفاء والبابين شيراز وهرمز كثيرة الفواكه لها قلعة محمد بن مكرم بن إبرهيم وابن أخته أحمد بن نعمة بن عبد الكريم.
"الفتحي" حسين بن حسن وبنوه محمد وأحمد وأبو البركات إسمعيل.
"الفتوحي" بضم أوله وثانيه نسبة لباب الفتوح. "الفرسيسي" بفتح أوله ومهملات نسبة لفرسيس محمد بن حسن بن علي. "الفرضي" نسبة إلى الفرائض جماعة منهم الشمس البلبيسي الماضي في الموحدة. "الفرنوي" بفتح أوله وسكون ثانيه إبرهيم بن يوسف الكاتب وابن أخيه محمد بن علي وآخرون.
"الفرياني" بضم أوله وتشديد ثانيه مع كسره ثم تحتانية ونون نسبة لفريانة إحدى مدائن إفريقية عبد الله بن أحمد بن عبد الله بن عبد الرحمن، وابن عمه محمد ابن أحمد بن محمد بن عبد الرحمن بن عبد الله. "الفصيحي".
"الفنري" بفتحتين ثم راء مكسورة نسبة لصنعة الفنيار فيما قاله الكافياجي محمد بن حمزة بن محمد. "الفهدي" في ابن فهد.
"الفومني" محمد بن علي بن عثمان بن محمد وابنه الجمال محمد وصهره محمود بن بن محمد بن محمود الخواجا الجمال الكيلاني غرق في أحد الربيعين ظنا سنة اثنتين وسبعين بالبحر وهو راجع من اليمن وذهب معه ماله وأكثره؛ وجمال الدين الفومني يأتي في الألقاب. "الفوي" بضم الفاء نسبة لفوة جماعة علي بن محمد بن عبد الكريم وابنه محمد، ومحمد بن أحمد بن أبي بكر أبو الفتح.
"الفيسي" في ابن الفيسي. "الفيشي" جماعة. "الفيروزأبادي" بكسر أوله ثم تحتانية ساكنة بعدها راء مضمومة ثم واو ساكنة ثم زاي بعدها ألف وآخره معجمة بلدة بفارس محمد بن يعقوب الشيرازي لكونه قال أنه نسب إلى الشيخ أبي اسحق.
"الفيومي" بفتح ثم تشديد نسبة إلى الفيوم المعروف الذي احتفر نهره يوسف عليه السلام بالوحي وعمل له سكراً بالآجر والكلس منه جماعة محمد بن أحمد بن سنجر بن عطاء الله وحسن بن علي بن سلمى إمام الزاهد والبدر محمد بن أحمد بن عبد النور بن خطيب الفخرية وأبوه والعز عبد العزيز بن أحمد بن محمد بن عبد الوهاب فقيه بني الكويز وأخوه الشرف محمد المدعو شريفاً وبنو أولهما عمر ومحمد وزين العابدين ولعمر ابن يقال له أبو عبد الله، والتاج عبد الوهاب بن الواعظ.

حرف القاف

"القادري" جماعة كثيرون ممن ينسب للشيخ عبد القادر الجيلي منهم إبرهيم بن علي بن أحمد بن بريد ومواخيه قاسم بن محمد بن محمد، وحسن وعلي ابنا محمد بن عبد القادر بن علي بن محمد بن شرشيق فلحسن الشمس محمد ثم للشمس المحمدان الصفي وهو أكبرهما وشقيقه العفيف فلأولهما تاج العارفين محمد ولعلي عبد القادر وابنة تزوجها ابن عمها الشمس محمد واستولدها المشار إليهما، ومن هذا البيت الشرف موسى بن محمد بن علي بن حسين بن محمد الأكحل بن شرشيق وابناه زين العابدين محمد وشمس الدين محمد فلأولهما موسى مات وهو صغير وعيسى من حبشية ولثانيهما أحمد وشقيقه محمد من ابنة النجم الرفاعي ولهما شقيقة تغرى بردى الأستادار اسمها خديجة وثانية تحت بردبك اليشبكي الدوادار وثالثة تحت ابن جانبك اليهودي وأخرى اسمها حفصة ماتت بكراً.
"القاري" وقارة من أعمال دمشق الحاج عيسى بن إبرهيم أخوه يوسف وبنو أولهما محمد - قرأ علي - ثم علي شقيقان أمهما خديجة ابنة التقي أبي بكر الدقاق ولهما شقيقة وعمر وأحمد شقيقان من سرية بيضاء وعبد الرحمن من حبشية ولثانيهما الشمس محمد التاجر فاضل شهير وإبرهيم بن وابنه حسين ماتا، وفي القاريين عبد الكريم وعثمان ومحمود بنو عبد الله بن يعقوب ماتوا.
"القاسمي" نسبة لأبي القاسم أبو بكر بن علي الخانكي.
 القافلي" أحمد وأبو بكر ابنا محمد بن أحمد وابن أولهما الكمال محمد.
"القاياتي" نسبة للقايات من أعمال البهنساوية الفخر محمد بن محمد بن محمد بن أسعد وابنته فاطمة أم فتح الدين بن سويد وسبطته أم هاني ابنة الهوريني أم سيف الدين الحنفي، ومحمد بن علي بن محمد بن يعقوب وابناه أبو الفتح محمد، وأحمد ابنا أولهما المحمدان أبو الوفا وأبو السعود وأمين الحكم المحب محمد بن محمد بن محمد بن محمد.
"القبابي" نسبة لقباب حماة عبد الرحمن بن عمر بن عبد الرحمن بن حسين بن يحيى بن عبد المحسن. ونسبة إلى القباب الكبرى من قرى أشمون الرمان من الشرقية عمل مصر يحيى بن يحيى بن أحمد الشافعي، وللمالكية تقي الدين عبد الرحمن القبابي، وموقع بنواحي الآلجيهية والشاهد بجانبها مات في جمادى الأولى سنة خمس وتسعين. "القباني" بفتح ثم تشديد للصنعة يحيى بن محمد بن سعيد و.
"القبطي" بكسر ثم موحدة ساكنة بعدها مهملة نسبة للقبط.
"القبيباتي" بضم ثم موحدتين بينهما تحتانة وآخره فوقانية لقبيبات الشام إبرهيم بن محمد بن أحمد الشريف وأبوه، ولقبيبات مصر محمد بن بكتمر وابنه علي أحد الحنفية من جماعة الشيخونية والصرغتمشية وغيرهما. "القبيسي" بضم ثم موحدة وآخره مهملة مصغر. "القجطوخي" بضم أوله وثانيه بينهما جيم وآخره معجمة نسبة لقوج طوخ من الغربية غربي طنتدا علي بن أحمد بن المقري الشاهد بالقرب من وكالة قوصون، وبلديه أحمد بن عثمان بن أحمد القارئ عند تغرى بردى الاستادار وابنه عثمان، والثلاثة مالكيون. "القرافي" نسبة للقرافة الشمس محمد بن أحمد بن عمر بن شرف وأبوه وابنه البدر محمد وابنه سبط إبرهيم بن الكماخي. "القرتاوي" وقرتيا من أعمال غزة عبد الله بن علي بن إبرهيم.
"القرشي" نسبة لقريش خلق كثيرون منهم التاج محمد بن صالح ألفافا أحد الفضلاء النواب وابنه الجلال أحمد التاجر ممن سمع مني بمكة، عبد القادر بن عبد الوهاب بن عبد المؤمن، وعيسى بن موسى بن علي بن قريش المكي وابنه أحمد وابنه عبد الواحد، ولعبد الواحد إخوة أيضاً فيهم من هو أكبر منه.
"القرطبي" نسبة لقرطبة. "القرماني" نسبة لابن قرمان ومصطفى بن زكريا وابنه الجمال محمود. "القرمي" اسحق بن أسعد بن إبرهيم.
"القرني". "القريصاتي" بضم ومهملتين بينهما تحتانية وآخره فوقانية نسبة للقريصات الكباب أحمد بن علي بن إبرهيم. "القزاز" للصنعة.
"القزازي" في تقي الدين. "القزويني" نسبة لقزوين الشهاب أحمد بن عبد الله بن أحمد بن محمد بن محمد بن محمد النقيب وابناه جلال الدين محمدو.
"القسطلاني" والشهاب أحمد بن محمد بن أبي بكر بن عبد الملك وعمه أحمد بن أبي بكر.
"القسنطيني" بضمتين ثم نون ساكنة بعدها مهملة مكسورة وآخره نون سرور بن عبد الله بن سرور، وقاضي الجماعة بتونس أبو القسم بن محمد بن محمد بن أحمد وابنه محمد قاضي الجماعة أيضاً. "القشيري". "القصاب".
"القصبي" بفتحتين ثم موحدة في السخاوي. "القضامي" علي بن إبرهيم بن العلاء.
"القطان" لصنعة القطن الشمس محمد بن السكري وأخوه الشهاب أحمد أحد الفضلاء.
"القطبي" بضم ثم سكون نسبة لقطب الدين علي بن محمد بن عيسى وابناه إبراهيم ومحمد وهما في بطن دفعة ضريران وله ثالث اسمه عبد اللطيف، وعبد القادر بن محمد بن شمس الدين القطبي نسبة لجد أبيه لأمه علم الدين لكونه منسوباً للقطبية طبيب، وابنه زين العابدين محمد عرض علي كتبا وهو حنبلي.
"القطوري" بضمتين وآخره راء أبو الفتح بن إبرهيم.
"القفصي" بفتح أوله ثم فاء مهملة نسبة لقفصة مدينة بالمغرب قريبة من القيروان.
"القلافسي". "القلانسي" مثله لكن بنون بدل القاف.
"القلتاوي" بفتح ثم سكون ثم فوقانية نسبة لقلتا داود بن محمد المالكي.
 القلشاني" بكسر أوله أو فتحه وسكون ثانيه ثم معجمة معقودة بينها وبين الجيم وآخره نون قرية من نواحي تونس والقيروان بل هي إليها أقرب أحمد وعبد الله وعمر بنو محمد بن عبد الله بن محمد بن خلف الله بن عبد السلام بن أحمد الخزرجي، وأولاد ثالثهم حسن وحسين ومحمد قاضي الجماعة فلحسن عبد اللطيف ولي قضاء المحلة بعد التريكي قبل استكمال الثلاثين ولحسين شمس الدين محمد لقيني بمكة في سنة أبع وتسعين وأخذ عني ثم بالقاهرة في التي تليها ولقاضي الجماعة عمر وكان معه بالقاهرة واستجاز بي له ومولده سنة أربع وخمسين ولاه قضاء الجماعة يحيى بن محمد مسعود بن عثمان صاحب المغرب وحفيد صاحبه بعد صرفه لمحمد بن أبي القاسم القسطنطيني. "القلعي" نسبة لقلعة مصر المجد اسماعيل بن إبرهيم بن حسن وابناه وأمين الدين محمد والمحب محمد بن محمد بن محمد بن علي بن عبيد بن شعيب خازن المؤيدية وأبوه.
"القلقشندي" بفتح أوله وثالثه بينهما لام ثم معجمة ثم نون ثم مهملة الشمس محمد بن التقي اسمعيل بن علي بن الحسن وبنوه عبد الرحمن وعبد الرحيم والتقي أبو بكر وابنا الأول عبد الكريم العالم وأبو الخير محمد الخفيف وابنا الثاني أحمد وعلي وابن ثانيهما إبرهيم وابن التقي أبي بكر أبو الحرم مقدسيون والقطب أحمد بن اسماعيل بن وبنوه العلاء علي والتقي عبد الرحمن واسماعيل وإبرهيم وابنا أولهم أحمد والجمال إبرهيم وله ابن اسمه وابن ثانيهم المحب وابن ثالثهم قاهريون.
"القلقيلي" بفتح أوله وكسر ثالثه بينهما لام نسبة لقلقيليا قرية بين الرملة ونابلس من أعمال جلجوليا الشهاب أحمد بن أبي بكر بن يوسف بن أيوب السكندري المقري، والشمس محمد بن أحمد بن إبرهيم بن مفلح وابنه أحمد وابنه النجم محمد مشهور الأمر. "القليبي" بفتح أوله ثم لام مكسورة وآخره موحدة نسبة لقليب قرية بجانب ابيار تجاه النحرارية. "القليجي" كالأول لكن بجيم بدل الموحدة نسبة والشهاب أحمد بن عبد الله بن محمد بن عمر بن علي.
"القليوبي" بفتح أوله محمد بن عبد الله بن أبي بكر شيخ الخانقاه الناصرية بسرياقوس وابنه محيي الدين محمد، والشرف محمد وأحمد ابنا إبراهيم بن عبد المهيمن بن الخازن وابن أولهما فخر الدين محمد، ومختصر الروضة الشمس محمد بن محمد بن أحمد الحجازي، والسراج عمر بن التاجر، ومحمد بن علي بن إبرهيم بن موسى أبو بكر الزيات وابنه أبو الخير محمد المخبزي وابنه صلاح الدين محمد كاتب الغيبة، وعلي بن محمد بن يوسف التاجر الكارمي ويعرف بالقليوبي توفي في سنة سبع وتسعين وابنا عمه أحمد وشقيقته عجم ابنا الشمس محمد بن يوسف كان بينها وبين ابن الحجاج بعد موت أخيها لكونه افتات في الوصية التي أسندها إليه ابن عمهما علي ولم يصل بعد زايد المقابحات التي انتهت في سنة ثمان وتسعين لكبير شيء ومع ذلك فتباريا في شعبانها.
"القمصي" بضم ثم ميم مشددة ثم مهملة نسبة لمنية القمص بالقرب من منية بني سلسيل أحمد بن عبد الرحمن بن أحمد وبنوه عبد الرحمن وأحمد و.
"القمني" بكسر ثم فتح ثم نون نسبة الزين أبو بكر بن عمر بن عرفات وابنه المحب محمد، وأبو حيان كان يقال له أبو حيوان؛ وعبد الله وعبد الرحمن ابنا محمد بن عمر وابن ثانيهما محمد، وعثمان بن عمر بن محمد خطيب جامع صاروجا وجد إبرهيم بن الخص لأمه، وعمر بن إبرهيم بن هاشم وابنه أحمد وابنه البدر محمد الوكيل وابناه المحمدان أبو اليمن والتقي، وعلي بن محمد بن خالد بن عبد الله بن علي الشاهد تجاه الصالحية، واحد نواب المالكية وعبد الغني بن محمد بن أحمد، والنور علي بن عبد الرحمن بن علي.
"القمولي" بفتح ثم ضم عبد الرحمن بن أحمد بن محمد بن أحمد بن عبد الرحمن.
"القنبشي" محمد بن علي بن خالد بن علي بن موسى. "القوصوني" نسبة لجامع قوصون محمد بن عبد الوهاب بن صدقة الريس وأبوه وكيل بنواحي الصليبة ممن سلف منع السلطان له مات في جمادى الأولى سنة خمس وتسعين وربما يقال لهم القيسوني.
"القوصي" نسبة لقوص المدينة الشهيرة من الصعيد الأعلى.
"القونوي" بضم ثم سكون ثم نون مفتوحة. "القويسني" بضم ثم فتح ثم تحتانية ساكنة نسبة لقويسنة بدر بن علي. "القيسراني" نسبة لقيسارية مدينة على ساحل البحر بالشام. "القيصراني" وأظنها الأولى يقال بالسين والصاد.
 القيمري" خليل بن أحمد بن عيسى وابنه محمد.

حرف الكاف

"الكازروني" بفتح أوله وثالثه نسبة لكارزون إحدى بلاد فارس جماعة منهم الجمال محمد بن أحمد بن محمد بن محمود بن إبرهيم قاضي طيبة وعالمها وابنه ناصر الدين محمد وبنوه أبو السعادات محمد ونور الدين علي وعبد السلام الأول والثاني؛ ومحمد بن عبد العزيز بن عبد السلام بن محمد والجمال محمد بن محمد بن أحمد بن علي بن عبد الله المكي. "الكبيسي" بضم ثم موحدة مفتوحة وآخره مهملة مصغر اليماني المعتقد. "الكحال". "الكردي" إخوان مضيا في الشريف الكردي من ثاني قسمي الأنساب، وعمر بن إبرهيم بن أبي بكر المعتقد، وعمر آخر في الأباريقي؛ وعبد الله بن عيسى بن عبد الله الضرير المقري ورسول اثنان ابن أبي بكر بن الحسن وابن محمد بن عمر. "الكرستي" بفتحتين ثم مهملة ساكنة وآخره مثناة نسبة لبلدة بالعجم عبد العظيم بن يحيى بن أحمد بن عبد العظيم.
"الكركي" نسبة للكرك أحمد بن عيسى بن موسى بن عيسى، ومحمد بن عمر الحنفي، وعبد الرحمن بن محمد بن اسمعيل وابنه الإمام إبرهيم.
"الكرماني" بكسر أوله قيل وفتحه نسبة لكرمان يشتمل على عدة بلاد والتقي يحيى بن الشمس محمد بن يوسف بن علي وأخوه عبد الحميد وابن أولهما الجمال يوسف وابناه التقي يحيى وأبو حيان كريم الدين؛ والعلاء عبد الوهاب بن محمود بن محمد بن عمر نزيل مكة وأحد فضلائها ممن صاهر بها المحب الطبري الإمام علي إحدى بناته، وخادم قاوان نزيل مكة أيضاً محمد بن أحمد بن محمد بن بهرام، وملا علي الكيلاني. "الكريدي" بضم أوله وفتح ثانيه مصغر جماعة منهم علي بن محمد بن عميرة وأحد الشهود. ولهم الكرندي بكسر الكاف وفتح الراء ثم نون شخص يماني اسمه محمد بن عمر. "الكريمي" بفتح أوله نسبة لكريم الدين محمد بن فضل الله بن أحمد السمرقندي. "الكفرسي" يوسف بن محمد بن حمود.
"الكفري" نسبة لقرية بالشام. "الكفيري" بالتصغير قرية بالشام أيضاً.
"الكلائي" بفتحتين مقصور نسبة لكفر كلابا لغربية الصلاح محمد بن عمر الشاذلي.
"الكلبشاوي" بفتح أوله وثالثه بينهما لام ثم معجمة نسبة لكلبشا بجوار مليج من الغربية إبرهيم بن محمد وأخوه عبد الغفار وكانا قاضيين بها كأبيهما وجدهما، والفاضل نور الدين علي بن إبرهيم بن أبي بكر. "الكلستاني" محمود بن عبد الله ونسبته مضبوطة فيه. "الكلوتاتي" نسبة لعمل الكلوتات أحمد بن عثمان بن محمد وأحمد بن محمد بن عبد اللطيف وحسن وناصر الدين محمد ابنا خليل بن خضر.
"الكماخي" بفتحتين وآخره معجمة إبرهيم بن محمد بن محمد بن عمر بن محمود وأبوه وجده.
"الكمالي" نسبة لكمال الدين. "الكمشيشي" بفتح أوله ثم ميم ومعجمتين بينهما تحتانية محمد بن عمر بن عبد الله. "الكناني" بكسر أوله ونونين أحمد بن إبرهيم بن نصر الله وابن خاله أحمد بن عبد الله بن علي.
"الكنجي" بكسر ثم نون ساكنة وجيم.
"الكوراني" بفتح ثم سكون الشهاب أحمد بن اسمعيل بن عثمان شيخ الروم، والجمال عبد الله بن محمد بن خضر بن إبرهيم شيخ سعيد السعداء.
"الكومي" بفتح ثم سكون ثم ميم الجمال يوسف بن أحمد بن يوسف، والعلاء علي بن أحمد بن علي وابنه. وقد يقال لجماعة ممن ينسب لكوم الريش الكومي ولكن الريشي أكثر كما مضى.
"الكيلاني" الجمال محمود صهر الفومني أسلفناه فيه وملا علي في الكرماني.

حرف اللام

"اللبودي" في ابن اللبودي. "اللتات" في الملتوتي. "اللجائي" أوله ثم جيم نسبة لقبيلة من أورنة إحدى قبائل البربر أحمد بن محمد بن عيسى بن علي نزيل مكة. "اللجمي" بفتحتين ثم جيم وميم نسبة لبلدة بالساحل قريب سفاقس منها عبد الغني. "اللحجي" بفتح ثم مهملة ساكنة ثم جيم ناحية شهيرة بينها وبين عدن أبين مرحلة. "اللدي" بضم ثم دال مشددة خليل أحمد بن علي بن خليل. "اللقاني" بفتح ثم قاف ونون نسبة للقانة من البحيرة موسى بن عمر بن عوض بن عطية وابنه الشمس محمد وابنه عمر وقريبهم قاضي المالكية إبرهيم بن محمد بن محمد وتلميذه محمد بن حسن بن علي بن عبد الرحمن.
"اللوبياني" بضم ثم واو ساكنة ثم موحدة مكسورة بعدها تحتانية وآخره نون نسبة للوبيا من صفد أبو بكر بن عبد الرحمن بن رحال بن منصور.
"اللؤلؤي" نسبة للؤلؤ.

حرف الميم

الماحوزي" بمهملة مضمومة وآخره زاي معجمة والد لخواجا شمس الدين الماضي كان قبل الكائنة في حانوت بالخواصين وبعدها في مكان آخر وكان منزله عند قبر عاتكة في ربيع الأول سنة سبع وقد جاز الستين ذكره شيخنا في إنبائه.
"المارداني" نسبة لجامع المارداني عبد الله بن خليل بن يوسف الموقت، وسبط البدر محمد بن محمد بن أحمد وعلي بن سالم. "المارديني" نسبة لماردين.
"المارستاني" نسبة للبيمارستان علي بن. "المازوني" بزاي مضمومة وآخره نون نسبة فيما يظهر لقرية يقال لها مازونة وبالشام نوع من الإقباع ينسب كذلك.
"المالقي" نسبة محمد بن محمد بن محمد بن أحمد.
"المالكي" نسبة للمذهب خلق. "الماهاني" نعمة الله بن عبد الله بن محمد.
"الماوردي" المقري مات بمكة في شوال سنة اثنتين وأربعين. أرخه ابن فهد.
"المتبولي" نسبة لمتبول الشهاب أحمد بن موسى بن نصير، وعلي بن محمد بن محمد بن عيسى الحنبلي وابن أخيه حمد بن عبد الله بن محمد ويقال لكل منهما ابن الرزار، وإبرهيم بن علي بن عمر ومريدة أحمد بن موسى بن أحمد بن عبد الرحمن وابنه شرف الدين محمد وأخوه صلاح الدين عبد القادر. "المتيجي" بفتح ثم فوقانية مشددة بعدها تحتانية ثم جيم الشهاب أحمد بن محمد. "المجدلي" نسبة للمجدل أبو العباس أحمد بن عبد الله بن محمد بن داود وابنه محمد وعمه خليل.
"المحرقي" بفتحتين ثم مهملة مشددة وقاف نسبة للمحرقة قرية بالجيزية فتح الدين أو عبد الله محمد بن أبي بكر بن أيوب وابنه البدر أبو المكارم محمد وابناهما البهاء أبو الفضل أحمد الخطيب والمحب أبو البقا محمد المباشر وابن أولهما يحيى وابن ثانيهما فتح الدين أبو اليسر محمد وهما ممن قرأ علي، وصدقة بن محمد بن صدقة وبنوه عبد القادر وعبد الرحيم ويونس ولثانيهم ابن يقال له أبو الفتح صار في هذه الأزمان يقرأ على العامة فوق الكراسي بالأزهر ثم بمكة وله قبول في ذلك عندهم وله في سنة ثمان وعشرين بضع وعشرون.
"المحلى" نسبة للمحلة المدينة الشهيرة بالغربية إبرهيم بن عمر بن علي التاجر، والجلال محمد بن أحمد بن محمد بن إبرهيم بن أحمد وأخوه الكمال محمد وأبوهما وجدهما وابنه البدر محمد، والسراج عمر بن أحمد بن علي الواعظ؛ وابنه عبد الناصر، ومحمد بن عبد اللطيف بن محمد والد أبي الفضل الحنفي نزيل الشرابشية كان، وأحمد بن محمد بن عبد الله خطيب جامع ابن ميالة، وعلي بن محمد بن محمد بن محمد بن عل المعروف بابن قريبة، والشمس محمد بن علي بن اسمعيل الخطيب.
"المخزومي" نسبة لبني مخزوم من قريش جماعة. "المخلصي" محمد بن أحمد بن عبد الله بن رمضان. "المدني" نسبة للمدينة النبوية محمد بن علي بن معبد، والمزور الشهير أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد جار ابن المرخم وابناه جلال الدين محمد و. "المديني" بسكون الدال نسبة لمدين جماعة.
"المرادي". "المراغي" نسبة إلى المراغة من مصر الزين أبو بكر بن الحسين بن عمر وينوه المحمدون أبو اليمن وأبو الفتح وأبو الفرج وأبو الفضل وأحمد أبو النصر وأسماء وعائشة ويقال لمن عدا الأول ابن المراغي.
"المراكشي" بالتشديد نسبة للبلد من الغرب والجمال محمد بن موسى بن علي بن عبد الصمد. "المرجاني" بجيم ونون النجم محمد بن أبي بكر بن علي بن يوسف وبنوه المحمدان أبو الفتح والكمال أبو الفتح والبدر حسن وابنا ثانيهم المحمدان أبو السعود ومحب الدين وابن ثالثهم أبو البركات محمد قرأ علي ولأبي السعود ولد اسمه أبو الفتح محمد. "المرجوشي" نسبة لسوق أمير الجيوش الجلال محمد بن عبد الرزاق، والبدر حسن بن علي وابنه محمد ويقال له ابن المرجوشي وله ابن قطع لسانه وكحل في سنة خمس وتسعين.
 المرجى" نسبة للمرج. "المرداوي" نسبة لمردا وعلي بن سليمان بن أحمد بن محمد ويوسف بن. "المرشدي" بضم ثم راء ومعجمة الجمال محمد بن إبرهيم بن أحمد بن أبي بكر بن عبد الوهاب أخو الجلال عبد الواحد فللثاني عبد الغني وإبرهيم ومحمد فأما عبد الغني فمات في حياة أبيه وترك أبا بكر فلأبي بكر عبد الغني وعلي ومحمد وإبرهيم وأما إبرهيم فله عبد الواحد وأما الجمال فبنوه أبو الفضائل محمد وعبد الأول وعبد الرحمن وعبد الله وأبو النجا فلأبي الفضائل عبد الغني ويحيى فلم يعقب ذكوراً ولعبد الأول ابنة هي تحت عبد الغني بن أبي بكر بن عبد الغني ولعبد الرحمن محمد و عبد القادر وعلي وعبد الرءوف وعبد الله اثنان أحدهما ولد في سنة أربع عشرة وكتب في استدعاء حينئذ أجاز له فيه جماعة وكان موجوداً فيما بلغني سنة سبع عشرة وسمع من أبيه وأظنه مات قبل عبد الله الثاني بحيث سمى باسمه ومولد الثاني سنة اثنتين وعشرين وثمانمائة، وعمر وصالح ابنا محمد بن أبي بكر بن علي بن يوسف وابنا أولهما أبو حامد محمد وأحمد وابنا ثانيهما أحمد و. "المرصفي" نسبة لمرج صفا بالشرقية جماعة منهم محمد بن عباس أحد من أخذ عني. "المرعشي" نسبة لمرعش من نواحي حلب أحمد بن أبي بكر بن صالح الحلبي. "المروي" نسبة للمرية من الأندلس حسن بن يوسف بن حسن. "المريسي" نسبة أبو الخير محمد بن ريحان وابناه علي وعثمان وابن أولهما محمد بن علي بن محمد ويقال له المدني ممن قرأ على شيئاً وكلهم من مباشري جدة. "المريني" بفتح ثم راء خفيفة مكسورة وعلى الألسنة تشديدها وآخره نون قاضي المالكية بالشام الشهاب أحمد بن محمد.
"المزجاجي" بكسر ثم معجمات الجمال محمد بن محمد. "المزي" بكسر أوله.
"المساوي" أحد من سار بالقافلة للمدينة النبوية عبد الله بن عامر بن محمد.
"المسطيهي" أحمد بن علي بن عامر وأبوه. "المسعودي" محمد بن يوسف.
"المسلي" عمر بن أبي بكر. "المسلاتي" بتشديد اللام محمد بن يوسف.
"المسوفي" محمد بن نافع. "المسيري" نسبة لمسير أحمد بن محمد بن أحمد بن يحيى نزيل المؤيدية؛ وأحمد بن محمد بن أحمد وابنا عمه المحمدان ابن.
"المشدالي" في أبي الفضل المشدالي. "المشرقي" بفتح ثم معجمة ساكنة ومهملة مكسورة نسبة للمشرق ضد المغرب العلاء علي والتقي عبد الله ابنا عبد الرحمن بن حسن بن علي الغزيان وابن أولهما محمد وأكثر ما يقال لهم ابن المشرقي.
"المشهدي" نسبة لمشهد الحسين بالقاهرة أبو بكر بن علي بن عبد الله بن أحمد وابنه البهاء محمد وابنه البدر محمد؛ والمحب أبو الفضل محمد بن أحمد بن إبرهيم.
"المصري" نسبة لمصر خلق. "المصيري" بضم أوله مصغر شاب مقيم بمدرسة الولوي البلقيني لنشأته مع أمه اسمه أحمد بن علي بن عبد الله في بيتهم تنسب إليه جرأة ومرافعات في أيام الأشرف قايتباي منها في سنة ست وتسعين وهو الآن في حبس أولى الجرائم هو وابن العظمة ورجب العلمي.
"المطري" نسبة للمطرية المصرية الرضى أبو حامد محمد بن عبد الرحمن بن الحافظ الجمال محمد بن أحمد بن خلف وابناه المحب محمد وأحمد ولأولهما المحمدان أبو الفتح وأبو الفضل وأم كلثوم فأبو الفضل والد خديجة زوجة المحب ابن القاضي خير الدين المالكي وأم كلثوم زوجة جده القاضي شمس الدين السخاوي، والشمس محمد بن فتح الدين صدقة بن صالح، ومحمد بن علي بن أحمد المطري المكي ممن خدم السوقة ودار بالحلوى لشراء الأطفال ونحوهم ثم تزوج بأخته سعيد الكردي دلال الكتب وصار في خدمته وتوصل به لخدمة أبي الفضل الخطيب وعرف به ودخل معه القاهرة ثم مع أخيه المحب ولزمه في السفر والحضر وبيتهم يعمل المساعيد وتريش بتزوج النوري البحيري المالكي بابنته حين كان مجاوراً وله منها ولد.
"المظفري" نسبة لسويقة المظفرى بالقرب من جامع ابن زين الدين منها الشمس محمد بن القوالبي، ومحمد بن أحمد بن محمد بن عبد الله، ونسبة لمظفر الدين.
"المعيني" نسبة لمعين الدين الأبرص جوهر الساقي. "المغراوي" بفتح ثم معجمة ساكنة أمام الصالحية مات سنة إحدى أرخه شيخنا ولم يسمه، وآخر اسمه الشهاب أحمد بن محمد بن عبد الله المالكي. "المغربي" نسبة. "المقدسي" في القدسي.

المقريزي" بفتح أوله نسبة لحارة المقارزة ببعلبك للتقي أحمد بن علي بن عبد القادر المؤرخ وابن أخيه ناصر الدين محمد. "المقسي" ويقال له المقسمي نسبة لناحية المقسم بالقرب من باب البحر وهو المكان الذي قسمت فيه الغنيمة عند استيلاء الصحابة على مصر وصار نهاية السور الذي أمر السلطان صلاح الدين بإدارته على مصر والقاهرة وإليه ينسب الصاحب شمس الدين عبد الله المقسي مجدد لجامع المعروف به وحفيد ابنه التاج عبد الله بن نصر الله بن عبد الغني بن عبد الله وأبوه وابنه، والفقيه الفخر عثمان بن عبيد الله، والشمس محمد بن قاسم وآخرون كمحمد بن علي أحد النواب. "المقصاتي" بفتحتين ومهملة مشددة وآخره مثناة لعمل المقصات. "المكراني" بضم الميم نسبة لمكران بلدة بالهند ذكر البخاري أنه قتل بها سعد بن هشام بن عامر الأنصاري التابعي.
"المكودي" بفتح ثم كاف مشددة مضمومة وآخره مهملة نسبة عبد الرحمن بن علي بن صالح شارح الألفية والجرومية. "المكيني" نسبة لمكين الدين الصلاح أحمد بن محمد بن بركوت. "المكي" نسبة لمكة المشرفة جماعة.
"الملتوتي" لعمل الملتوت ويقال له اللتات محمد بن عمر بن عمر بن حصن.
"الملطي" نسبة لملطية يوسف بن موسى بن محمد.
"الملكاوي" بفتح ثم سكون أحمد بن راشد بن طرخان. "الملوى" بفتح ثم بلام مفتوحة مشددة. "المليجي" بفتح نسبة المليج من المنوفية وإبرهيم بن أحمد بن علي بن عمر وابنه البدر محمد، وعبد المنعم بن محمود بن علي.
"المناوهلي" ويخفف بالمنهلي نسبة لمناوهلة بالقرب من منوف عبد الرحمن بن سليمان بن داود وابنه حافظ الدين محمد، وشيخ أحد أروقة الأزهر أحمد بن عبد الله بن عبد الله بن محمد.
"المناوي" نسبة إلى قرية من الأعمال الجيزية تسمى منية القائد الصدر محمد بن الشرف إبرهيم بن اسحق بن إبرهيم بن عبد الرحمن وابن عمه الفخر عثمان بن التاج محمد بن اسحق وابنه البهاء أحمد وابناه علي وعمر وجدهم التاج محمد بن اسحق من أهل ذاك القرن وهو المستقل بالقضاء أيام العز بن جماعة، ومن المتأخرين المنسوبين لهؤلاء عبد الرحيم وعلي ابنا الشرف أبي بكر بن محمد بن إبرهيم بن عبد الرحمن وجدهما ضياء الدين محمد الذي من ذاك القرن ولكن رأيت من قال أنه التاج محمد وحينئذ فهو ابن اسحق، ولعلي ابن اسمه الشهاب أحمد أحد شهود المودع.
وإلى منية بني خصيب من الصعيد الشرف يحيى بن محمد بن محمد بن محمد بن أحمد بن مخلوف وابنه زين العابدين محمد وابناه علي ومحمد. وإلى منية مسود بالمنوفية عباس بن أحمد بن عمر بن ناصر بن أحمد أحد الشهود الأزهري وابنه الشهاب أحمد فاضل كثير الاشتغال.
"المنذري" بذال معجمة نسبة شخص خير من طلبة الأزهريين تردد إلى اسمه.
"المنزلي" نسبة للمنزلة جماعة منهم الشهابان الأحمدان الأزهريان ابن وابن الضرير.
"المنشاوي" نسبة للمنشية عبد الرحيم بن غلام الله وعثمان بن علي بن أحمد بن عبد الله بن زلقا، والبدر محمد بن علي بن سبط الشرف موسى المنوفي.
"المنصوري" نسبة للمنصور عثمان بن الظاهر جقمق أبو الفتح محمد بن حسن بن عبد الله. وللمنصورة بلد من الشرقية إبرهيم بن خليل بن إبرهيم؛ والشاعر أحمد بن محمد بن علي بن محمد بن أحمد بن أحمد وقريبه محمد بن عبد الله بن محمد خادم شيخنا الرشيدي. "المنظراوي" علي فقيه الأيتام بوقف خيربك في مكة.
"المنفلوطي" نسبة لمنفلوط محمد بن عبد المنعم. "المنهلي" في المناوهلي.
 المنوفي" نسبة لمنوف الشهاب أحمد بن موسى بن عبد الله وقريبه العز محمد بن محمد بن عبد السلام وابنه الشهاب أحمد وبنوه الكمال محمد وشقيقه البرهان إبرهيم، والمحب محمد والتقي عبد الغني علي بن عبد الحميد وابن أخيه لأمه النور علي بن أحمد بن محمد بن أحمد بن عبد القادر وابناه البدر محمد وأحمد وابن أخي التقي شقيقه، وحسن بن محمد بن علي وابنه المقري الشهاب أحمد، وزين الصالحين محمد بن يوسف بن موسى بن يوسف وأخوه والشرف موسى وأبوهما وابن ثانيهما محب الدين محمد وابنه جمال الدين، وخالد بن أيوب وابناه، وفتح الدين محمد بن صدقة المعروف بابن عطية، والشمس محمد بن التاج محمد بن محمد بن إبرهيم وابنه العز محمد والشهاب أحمد بن اسمعيل بن إبرهيم بن موسى بن أبي مسعود وأخواه الشمس محمد ورمضان؛ والشمس محمد بن علي بن أحمد الفرضي ويعرف بابن مسعود؛ وأحمد بن عمر بن محمد بن عمر بن القنيني، والشمس محمد بن حمد بن موسى المقسي قاضيه ويعرف بين المنوفيين بابن الشرنبلالي، والبدر أبو الفتح محمد بن العز محمد ناظر البيمارستان وجده بعد توقيعه لجانبك وابنه الجمال يوسف كاتب الممالك، ومحمد وإبرهيم وأحمد وشرف الدين بنو موسى بن محمد بن علي مات آخرهم ويقال أنه أصغرهم وترك ولداً تنزل عوضه في الأشرفية برسباي وهم حنفيون يعرف كل منهم بابن زين الدين، وفتح الدين أبو الفتح أحمد بن علي بن علي بن عيسى القلعي قاضي المحمل، ونور الدين علي بن محمد بن فخر نزيل البيبرسية، واحد المعتقدين، ومحمد بن عبيد أحد جماع الشيخ مدين ومن يعتقد ابن عربي، وعلي بن نصر نزيل المنكوتمرية.
"المهدي" الجبرتي مات في ربيع الآخر سنة ثلاث وثلاثين بالروضة من وادي مر. أرخه ابن فهد. "المواهبي" نسبة لأبي المواهب إبرهيم بن محمود.
"الموسكي" نسبة لقنطرة الموسكي إبرهيم بن علي بن حسن الحريري الواعظ الذي قرأ على بمكة سنة أربع وتسعين.
"الميدومي" نسبة لميدوم الزكي أبو بكر بن عمر بن يوسف وابنه أحمد وحفيده عبد الغفار بن عبد الرحيم بن أبي بكر وحفيده الآخر الزكي أبو بكر بن بن أبي بكر.
"الميموني" نسبة للميمون من الصعيد التاج عبد الله بن محمد بن محمد بن محمد، والعلاء علي بن أحمد بن علي أحد نواب الحنفية ومن تركت استنابته.

حرف النون

"النابتي" عبد الله بن خلف بن محمد. "النابلسي" نسبة لنابلس إبرهيم بن أحمد بن ثابت وابناه أحمد، والكمال محمد بن البدر بن عبد القادر بن محمد بن عبد القادر وإخوته وأبوهم وبنوه. "الناجي" نسبة للنجاة إبرهيم بن محمد بن محمود.
"الناسخ" للحرفة في الشهاب من الألقاب.
"الناشري" نسبة عمر وعثمان والموفق علي والشهاب أحمد بنو أبي بكر بن علي بن محمد بن أبي بكر وهم من أمهات شتى وبنو الأول العفيف عثمان مصنف الناشريين وعبد الله وبنو الثاني الجمال محمد وحافظ الدين والشهاب أبو الفضل وحمزة بن عبد الله بن محمد. "الناصري" نسبة للناصر. "النائي" بلد نسبة لناي من أعمال القليوبية الشمس محمد بن محمد بن إبرهيم بن اسمعيل القليوبي.
"النبراوي" نسبة قاضيان حنفي ناصر الدين محمد بن أحمد بن حسين، وحنبلي عبد القادر بن علي بن أحمد بن أيوب، وفيهم عبد الغني بن علي بن حسن.
"النحريري" قاضي المالكية بحلب عبد الله بن محمد بن إبرهيم بن محمد المتوفى في سنة وأحمد بن عبد الله المتوفى في سنة أربعين وأظنه ولد الذي قبله، وجمال الدين عبد الله بن النحريري ويظهر لي أنه ولد أحمد الذي قبله، وكذا في المالكية أحمد بن عبد الله النحريري مات أوائل القرن بعد أن ولي قضاء مصر قد تقدم، والولوي محمد بن فتح الدين أبي الفتح محمد بن الشمس محمد بن محمد بن اسمعيل أحد نواب المالكية هكذا أملي نسبه ووجدت بخطي بدل محمد الرابع أبا بكر، وأبوه، وعبد القادر بن الشمس محمد بن أحمد بن علي بن أبي بكر بن حسن نزيل الظاهرية القديمة وأبوه، وخال أبيه أحمد بن محمد بن عثمان الضرير.
"النحوي" نسبة لعلم النحو جماعة كثيرون منهم إبرهيم بن.
"النستراوي" بفتح أوله وثالثه بينهما مهملة نسبة أبو الطيب محمد بن محمد بن محمد بن. "النشائي" بكسر ثم معجمة ممدود نسبة الشمس محمد ابن صاحب الزمام.
 النشرتي" بفتحتين ثم سكون ثم فوقانية نسبة لنشرت بالغربية بالقرب من سخا وسنهور علي بن أحمد بن علي بن عبد المغيث وابنه الشهاب أحمد وابنه الشمس محمد كلهم خيار.
"النشوي" أحمد بن حسن بن علي بن عبد الله.
"النشيلي" محمد بن عبد الرحمن بن أحد المعتقدين؛ ومحمد بن عمر بن محمد دلال الكتب وغيرها وهو ابن عم زوجة الشافعي أم ولده محب الدين فهي ابنة الشيخ إبرهيم ولها أخ من الخيار اسمه عبد اللطيف توفي ولها قريب من جهة النشاء تاجر نشيلي اسمه أسد بن أبي بكر بن عمر بن ياسين ويعرف في بلده بالقابسي ولدلال الكتب ابن اسمه محمد لازم الخيضري ثم القاضي زكريا وتردد إلى؛ ولدلال الكتب أخ اسمه الشهاب أحمد يحرر مع الذي قبله، ومنهم أحمد بن محمد بن إبرهيم المخالط للأتراك وناظر الخاص ونحوهم، وكل هؤلاء أكراد الأصل من ذرية الشيخ خليل النشلي المذكور في الطائف المنن لابن عطاء الله؛ وينتسب إليهم من جهة النساء الشمس محمد بن إبرهيم بن علي بن محمد النشيلي نزيل مكة ومباشر مدرسة السلطان رفيقاً لابن ناصر، وفي النشايلة محمد بن حسن بن حاتم ربيب بواب سعيد السعداء. "النطوبسي" في الموحدة. "النظامي" نسبة لنظام مصطفى بن تقتمر. "النعماني" بالضم نسبة لأبي عبد الله بن النعمان البرهان إبرهيم بن علي بن أحمد بن بركة المصري، وأبو الفتح المنسوب إليه القراءة النعمانية.
وللإمام أبي حنيفة محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن عمر وهو حميد الدين.
"النعيمي". "النفطي" بالفتح نسبة للنفط. "النفيائي" بالكسر نسبة لنفيا من الغربية بالقرب من طنتدا منها الأخوة الأشقاء الخمسة المهتدون للإسلام وهم إبرهيم ثم عبد الرحمن ثم محمد ثم أحمد ثم علي بنو عبد الله وثالثهم أولهم إسلاماً وكان كل من أحمد وعلي دون البلوغ فحكم بإسلامهما ثم سعى في إسلام الأولين وتعب في أولهما أكثر وعجز في أمهم ومات علي ثم محمد ثم أحمد الثلاثة في عام واحد وتأخر الآخران مع أمهما. "النقاوسي" بضم أوله وفتح القاف وآخره مهملة.
"النمراوي" بالكسر نسبة لنمرى إسمعيل بن إبرهيم بن إسمعيل وعبد العزيز بن.
"النهاري" بفتحتين فقيه اليمن محمد بن عمر. "النهياوي" بالفتح نسبة لنهيا.
"النواجي" نسبة لنواج محمد بن حسن بن علي الشاعر الشهير.
"النواوي" نسبة لنوى من القليوبية عمر بن حسن بن عمر بن عبد العزيز وابنه البدر محمد وابنه. ونسبة لنوى من الشام إبرهيم بن إبرهيم بن عمر، وعبد القادر بن محمد، وقد يقال لهم النووي بدون ألف.
"النوبي" بضم وآخره موحدة نسبة الشمس محمد بن يعقوب بن اسحق بن إبرهيم.
"النووي" في النواوي قريباً. "النويري" بضم مصغر نسبة لنويرة خلق منهم بمكة كثيرون كأبي اليمن محمد بن محمد بن علي بن أحمد وبنيه علي وعمر وأبي بكر ومحمد وابني علي عبد القادر وعبد الحق أبي القاسم وأبي الفضل المحمدين ابني أبي الفضل محمد بن المحب أحمد بن محمد بن أحمد وابن أولهما محب الدين أحمد وابني ثانيها أبي بكر محمد ونسيم الدين أحمد وبني أولهما يحيى ومحمد وعبد الرحمن؛ ومن غيرها أبو القسم محمد بن محمد بن محمد وابنه أبو الطيب، والعلم محمد بن عبد الرحمن ابن أبي الغيث، والبدر محمد بن محمد بن محمد بن عبد الرحيم بن إبرهيم أحد نواب الحنفية وجده لأمه محمد بن عبد الله بن حسين أحد قراء السبع وكان شافعياً يتكسب بالشهادة.
"النيربي" بفتح أوله نسبة للنيرب من نواحي حلب تاجر اسمه عمر بن علي ومحمد بن يوسف بن سلمان زريق. "النيني" بفتح ثم سكون ثم نون نسبة لنين من أعمال مرج بني عامر من نواحي دمشق إبرهيم بن محمد بن صالح، وعمر بن محمد.

حرف الهاء

"الهاروني" نسبة لهارون يوسف بن حسن.
"الهاشمي" نسبة لبني هاشم العفيف عبد الله والعلاء علي والتقي أبو بكر بنو إبرهيم بن أبي بكر الحمويون وابنا الأخير إبرهيم والشهاب أحمد.
"الهدوي" أحمد بن حمزة وولده محمد وإخوته وبنوه.
"الهربيطي" هرون بن حسن. "الهروي" نسبة لهراة إحدى مدن خراسان ومحمد بن عطاء الله بن محمد. "الهزبري" قاسم بن عبد الله.
"الهلالي" الفاخراني مات بمكة في جمادى الثانية سنة اثنتين وستين. أرخه ابن فهد.
 الهمامي" بضم وتخفيف نسبة لابن الهمام عبد الرحمن بن أحمد بن أحمد بن محمود الشامي، وعبد الوهاب بن. "الهمذاني" بالتحريك والإعجام محمد بن أحمد بن محمود بن عماد بن عمر وأبوه. "الهنيدي" محمد بن أحمد بن عثمان، وأحمد بن محمد بن محمد التاجر نزيل مكة. "الهوى" بضم ثم تشديد نسبة إلى هو مدينة بالصعيد الأعلى أحمد بن محمد بن محمد. "الهتي" بكسر وعلى الألسنة الفتح ثم سكون وفوقانية الشهاب أحمد بن علي بن إبرهيم بن مكنون وابن عمه عبيد بن محمد بن إبرهيم، وعبد الله بن علي بن عبد الله بن محمد الكاتب المؤذن.
"الهيثمي" بفتح ومثلثة علي بن أبي بكر بن سليمان بن أبي بكر بن عمر بن صالح وبنو أخيه محمد وهم عبد الرحيم وعبد العزيز وعبد الله وابن أولهم أبو البركات محمد وأخوه الشهاب أحمد؛ ومحمد بن علي بن محمد بن عبد الكريم وبنوه عبد الكريم وعلي وأحمد وبنو الأول البدر محمد والتقي محمد و والزين عبد الغني بن يوسف بن أحمد بن مرتضى المقري؛ وحسن بن من أصحاب الغمري.
"الهيصمي" أبو بكر بن إبرهيم بن محمد وابنه قاسم.

حرف الواو

"الواسطي" نسبة لواسط أحمد بن محمد بن أبو بكر بن سعد خاتمة أصحاب الميدومي بالسماع.
"الوانوغي" محمد بن أحمد بن عثمان بن عمر، ومحمد بن موسى بن عابد.
"الوجيزي" نسبة لكتاب الوجيز أحمد بن محمد بن أحمد بن عرندة وابنه الجلال عبد الرحمن وابنه محمد. "الوراق" نسبة رجل معتقد اسمه أحمد، ونور الدين علي بن حجاج المالكي. "الورداني" بفتح ثم سكون ثم مهملة نسبة لقرية وردان من أعمال الجيزية عبد الرحمن بن أحمد بن علي بن يوسف.
"الورغمي" بفتح ثم سكون بعدها معجمة مفتوحة ثم ميم مكسورة ثقيلة نسبة لقبيلة من هوارة الإمام أبو عبد الله محمد بن محمد بن عرفة الفقيه المالكي.
"الوروري" السراج عمر بن عيسى بن أبي بكر وابناه عبد القادر والبدر محمد.
"الوسطاني" نسبة لمدينة وسلطان من مدائن العراق حسن بن يوسف بن علي.
"الوسيمي" بفتح ثم مهملة مكسورة محمد بن أحمد بن أبي بكر بن محمد بن محمود العمري الكاتب. "الونائي" نسبة لونا من قرى الصعيد بالقرب من بوش أحمد ومحمد ابنا إسماعيل بن محمد بن أحمد وابن ثانيهما البدر محمد؛ وقاضي الخانكاه الشمس محمد بن محمد بن عثمان وابنه أبو الوفا محمد.
"الويشي" بكسر وإعجام نسبة لويش الحجر.

حرف الياء الأخيرة

"الياسوفي" بمهملة وفاء الصدر سليمان بن يوسف بن مفلح، والبدر محمد بن محمد.
"اليافعي" عبد الوهاب بن العفيف عبد الله وابنه الجمال محمد.
"اليبناوي" أحمد بن عبد اللطيف بن موسى وأبوه.
"اليلداني" بفتحتين هو خطيب الثابتية وابنه الماضيان في الألقاب. "اليماني" نسبة للقطر الشهير. "اليونيني" بضم ونونين مكسورتين بينهما تحتانية نسبة ليونين.

القسم الثاني

وقد أدرجته في الذي قبله ما النسبة فيه لغير الأوطان والقبائل كالصنائع والحرف؛ ومنه ما يكون لقباً، وقد جردت أكثر ذلك من الذي قبله: الأدمي، البزار، الحطاب، الحكيم، الحلالي، الحمامي، الحنفي، الحراز؛ الخواص، الخياط، الدقاق، الدهان، السقطي؛ السكاكيني، السكري؛ السميط، الصائغ، الضابي، العداس، العطار، الفرضي، القافلي؛ القزاز، القصاب؛ القطان، الكحال، اللتات، الماعز؛ المقصاتي، الوراق؛ والله المستعان.

كتاب من عرف بابن فلان

حرف الألف

"ابن الأبار" عبد القادر بن محمد بن عثمان الحلبي، وآخر في الحليبي.
"ابن أجا" محمد بن محمود بن خليل وابنه محمود قاضي الحنفية بحلب.
"ابن الأحمدي" عبد القادر وأحمد ولم يتقدما.
"ابن الأحمد الفخوري" المهنسد أبوه أمسك بسرقة لابن الحد عشرى القطاع فأودع المقشرة ثم طلع به ثاني يوم فضرب نفسه بسكين فمات ودفن يوم الجمعة ثامن ذي القعدة سنة اثنتين وتسعين. "ابن الأخصاصي" أثير الدين محمد وشهاب الدين أحمد محمد بن محمد بن محمد بن محمد بن محمد.
"ابن الأخميمي" في الاخميمي. "ابن الآخنائي" في الاخنائي.
"ابن أخي التقي الحصني" محمد بن محمد بن محمد بن عبد المؤمن.
"ابن الأدمي" في الأدمي. "ابن أرغون شاه" خليل بن أحمد بن أرغون وأبوه.
"ابن أرقم" الأندلسي قاضيها ومؤرخها هو محمد بن محمد بن يحيى بن محمد.
 ابن أزبك" الأتابك محمد سبط الظاهر جقمق ويحيى ويوسف وعمر من أمهات أولاد وله ابنة سبطة للظاهر أيضاً من أم غير أم الأول وأخرى من سرية.
"ابن أزبك" سمه محمد أعمش كان رأس نوبة عند تمر وغيره ثم خمل.
"ابن الأزرق" المغربي محمد بن علي بن محمد بن علي بن علي. "ابن الاستادار" محمد بن حسن بن علي بن عبد الرحمن. "ابن أسد" الشهاب أحمد وابنه البدر أبو الفضل محمد.
"ابن إسرائيل" هو إبرهيم أشرت إليه في أخيه ميخائيل المدعو ولي الدولة.
"ابن اسمعيل" اثنان نائبان حنفيان اسمهما أحمد ومحمد برددار الأتابك وأخوه أحمد في خدمة يشبك الجمالي. "ابن الأسياد" "ابن الأشرف" اينال أحمد وله شقيقتان بدرية الكبرى زوجة مملوك أبيها بردبك والآتي ابنوها، وفاطمة الصغرى زوجة يونس الدوادار.
"ابن للأشرف قايتباي" أمه أم ولد مات وهو طفل في يوم الجمعة سابع عشرى جمادى الثانية سنة ثمان وثمانين ولم يعلم به كبير أحد ودفن في تربة أبيه، وآخر كان ختانه في أثناء سنة خمس وتسعين؛ وآخر مرضع ابن نصف سنة فأزيد مات في أول جمادى الأولى سنة ثمان وتسعين ولم يعلم به أحد من أهل الدولة وتألم أكثرهم سيما الأتابك لعدم علمهم به. "ابن الأشقر" المحب محمد وحسين ابنا عثمان وبنو أولهما ابرهيم ومحمد وأحمد وابن ثانيهما يوسف.
"ابن الأشقر" الشرف أبو بكر بن سليمان بن اسمعيل بن يوسف وابنه عبد اللطيف.
"ابن أصيل" بفتح ثم كسر نسبة لأصيل الدين محمد بن عثمان بن أيوب وقيل عبد الله بدل أيوب الأشليمي ثم القاهري وابنه الشهاب أحمد وولده ناصر الدين محمد وابناه أحمد ومحمد، وفيهم علي ومحمد وأحمد بنو محمد أخي أصيل الدين اشتهر أولهم بالأشليمي والثاني بشرف الدين الأصيلي والثالث بأخي ابن أصيل وله ولد اسمه نجم الدين محمد وهو ديوان العلاء بن خاص بك.
"ابن الأطعاني" بفتح ثم سكون المهملة ثم مهملة وآخره نون البدر محمد بن أحمد بن محمد بن أبي الفتح وابنه أحمد. "ابن الأعسر" بمهملات محمد بن محمد بن عمر بن محمد. "ابن الأعمي" عبد الغني بن.
"ابن الأقيطع" تصغير اقطع أحمد بن يوسف بن علي بن محمد بن عمر.
"ابن إمام الشيخونية" أحمد بن محمد بن موسى بن محمود وابنه محمد تاج الدين.
"ابن إمام الصرغتمشية" محمد بن محمد بن. "ابن إمام الكاملية" محمد بن محمد بن عبد الرحمن وبنوه محمد وأحمد وعبد الرحمن وجدهم.
"ابن الإمام" محمد بن يحيى وإبرهيم بن عبد الرحمن المغربي ويكنى أبا الفضل.
"ابن الأمانة" أحمد بن عبد العزيز بن عثمان وابنه البدر محمد وأبناؤه أحمد والجلال عبد الرحمن وعبد العزيز وعبد اللطيف والمحب محمد وابن المحب عبد العزيز.
"ابن الأمين" محمد بن علي بن أحمد. "ابن الأميوطي" في الأميوطي.
"ابن الأنبابي" مضى في الأنبابي". "ابن الأنصاري" في الأنصاري.
"ابن الأهدل" في الأهدل. "ابن الأهناسي" في الأهناسي.
"ابن الأوجاقي" في الأوجاقي". "ابن اينال" أحمد ومحمد ابنا علي بن اينال، والمؤيد أحمد بن الأشرف اينال وابنه علي ومضى بعضهم في ابن الأشرف قريباً.
"ابن أيوب" تركماني اسمه علي بن يوسف بن أيوب، وخادم سعيد السعداء هو الجمال عبد الله بن علي بن يوسف الملقب أيوب، وابن الشيخة المكي، وآخر فوى اسمه محمد بن محمد بن أيوب.

حرف الباء الموحدة

"ابن البابا" الشهاب أحمد ومحمد بن سعيد "ابن البارد" جماعة منهم مؤلفة ولم يذكره بها سوى بعض الفساق الذين لا يعبأ بقولهم ممن يعلم كراهيته للتلقيب بها مع كونه لم يشهر بها وربما ذكرها غيرهم، وعبد الرحمن بن علي بن عبد الرحمن المعري ثم الحلبي والد النور علي.
"ابن البارزي" ناصر الدين محمد بن محمد بن عثمان بن محمد وابناه الشهاب أحمد والكمال محمد وابن أولهما عبد الرحيم وبنوه أبو البقاء محمد ثم يوسف ثم فاطمة ثم عبد القادر وبنو الكمال فاطمة وزينب وهما من أختين فإحداهما تزوجها البهاء بن حجي فاستولدها يحيى وزبيدة والأخرى تزوجها الجمالي بن كاتب حكم فاستولدها الكمال محمد وأحمد وخديجة فلمحمد البدر محمد وناصر الدين محمد بن هبة الله بن عمر بن إبرهيم وابناه الصدر محمد وأخته وابناها إبرهيم وأحمد ابنا التقي أبي بكر بن إبرهيم بن أبي بكر الهاشمي التاجران.
"ابن البالسي" في البالسي.
 ابن النابلسي" علي بن عمر بن محمد سبط الزين عبد الرحمن بن داود والمستقر في مشيخة الزاوية التي لجده لأمه بالصالحية بعد الشيخ قاسم الحيشي.
"ابن البحشور" بفتح الموحدة ثم مهملة ساكنة بعدها معجمة وآخره راء عبد الله بن أحمد.
"ابن البحلاق" البعلي الحنبلي إبرهيم، وآخر قبطي يباشر في الدولة.
"ابن البحيح" بضم أوله ومهملتين مصغر عبد الرحيم بن أحمد بن محمد.
"ابن البدر" محمد بن الزين أبي بكر بن محمد بن محمد بن مزهر سبط لاشين أمير مجلس مات في جمادى الثانية سنة ثمان وثمانين عن ستين فأكثر وتأسفوا عليه، وابن للبدر بن كميل مات في جمادى الثانية سنة ثمانين فكان قريب اللحاق بأبيه، وابن للبدر محمد بن إبرهيم بن أيوب بن العصياتي هو محمد، وابن الشيخ بدر الحموي الحمصي في طلبة شيخنا، وابن البدر حسن شرف الدين موسى.
"ابن بدير" محمد بن حسن بن محمد وابنه علي.
"ابن برابخ" بفتح أوله وكسر رابعه ثم معجمة علم الدين سليمان بلغني أنه كان مالكي المذهب وأظنه الذي كان رئيس الأطباء في أيام الناصر بن الظاهر وبني القصر المعروف به في بولاق ويقال أنه كان فائق الجمال عطر الرائحة زائد التأنق في ملبسه بحيث تحدث الخدام فيما بينهم بالإنكار على الناصر في تمكينه من الدخول على حريمه لطبهن ووصل علم ذلك للناصر فتخيل سيما حين مرضت حظية من خطاياه ورام إحضار غيره لها فأبت وحينئذ أمر منهن واحدة بإظهار التمرض وأن تبالغ في التزين والتطيب ونحو ذلك ثم إذا جاءها تتعرض له اختباراً لأمره ففعلت فبالغ في النفرة فعظم بهذا عند الناصر وكلمه في سبب عدوله عن المشي معها فقال إن الطبيب أمين ولا يليق بمن يدخل على الملوك فمن دونهم هذا سيما وأنا مخول في نعم السلطان وعندي غير واحدة في الجمال بمكان.
"ابن البرجي" البهاء محمد بن حسن بن عبد الله وبنوه البدر محمد وعلي وأحمد وعائشة وابن أولهم أوحد الدين محمد.
"ابن بردبك" الفاضل الشهير علي، وبنو بردبك الدوادار الثاني من بدرية ابنة أستاذه الأشرف اينال محمد وأحمد وإبرهيم وأختان ست الملوك وفاطمة فالأولى تزوجها بكراً تنبك قرا والثانية تزوجها برسباي البجاسي ثم سودون المنصوري ثم اقبردي الأشرفي وتأيمت على ولدها منه. "ابن بردس" التاج محمد والعلاء علي ابنا العماد اسمعيل بن محمد بن بردس بن نصر. "ابن البرشكي" في البرشكي.
"ابن البرقي" في البرقي. "ابن بركوت" الصلاح أحمد بن محمد بن بركوت.
"ابن البرهان" أحمد بن إبرهيم بن عيسى الدمشقي، والشرف موسى بن إبرهيم أحد من خدم عند الزيني عبد الباسط وابناه البدر محمد وعبد الرحمن ماتا فأولهما في وثانيهما في ربيع الأول سنة إحدى وتسعين وابن أولهما عبد العزيز أحد بوقف البيمارستان.
"ابن برية" بضم ثم فتح كعصية الشرف يحيى بن كريم الدين عبد الكريم مباشر منفلوط وابنه إبرهيم وأختاه تاج الغان أم عبد الباسط بن أحدهما وستيتة، وأبو البقاء وأبو الفتح ابنا شمس الدين محمد بن كريم الدين المذكور وفيهم محمد بن صدقة بن عبد الرزاق برددار الاستادار.
"ابن بريطع" بضم مصغر محمد بن عبد الرحمن بن الخضر.
"ابن البساتيني" أحد قراء الجوق أبوه شاب أثكله أبوه وتأسف الناس عليه لأجله في ربيع الثاني سنة إحدى وتسعين. "ابن بشارة" أحد مشايخ العشير.
"ابن البصال" بفتح أوله ثم مهملة مشددة علي بن أحمد بن خليل بن ناصر.
"ابن بطالة" بكسر ثم مهملة مفتوحة محمد بن عبد الرحمن بن يوسف وابنه محمد وحفيده محمد.
"ابن بطيخ" بفتح ثم مهملة مشددة وآخره معجمة البدر محمد بن أحمد رئيس الأطباء وابنه الشهاب أحمد في سنة اثنتين وستين، وعمه النور علي المقري الضرير.
"ابن البقري" نسبة لدار البقر من الغربية التاج عبد الله بن سعد الدين نصر الله الوزير ابن الوزير، والشرف عبد الباسط والمجد اسمعيل ابنا علم الدين يحيى وابن عمهما العلم يحيى بن التاج عبد الرزاق وهو أكبر منهما وله ثلاثة إخوة حمزة وفرج وأبو سعيد، ولعبد الباسط من الولد، ولحمزة شمس الدين محمد أحد كتاب الاسطبل تلقاه عن أبيه، أما المجد شاكر بن غبريل صاحب المدرسة بالقرب من جامع الحاكم فمن القرن الثامن مات في شوال سنة خمس وسبعين وسبعمائة كما أن نصر الله المشار إليه منه أيضاً في سنة تسع وتسعين وسبعمائة خنقاً فيما قبل.
 ابن بكور" بفتح ثم تشديد من نواب الشافعية.
"ابن البندقي" الطبيب محمد بن نجم الدين.
"ابن بهاء الدين" أما مقام الحنفية، والغزي محمد بن حسن بن محمد.
"ابن بهاء" الشمس محمد بن أحمد القباني بباب الفتوح وابنه علي.
"ابن بهادر" أخوان شقيقان اسمهما محمد أفضلهما أبو الفضل بن محمد بن محمد بن بهادر وأسنهما ناصر الدين، وعالم صالح دمشقي يقال له تاج الدين محمد بن بهادر.
"ابن البهلوان" الشمس محمد بن محمد بن إبرهيم وابنه البدر محمد وابنه الشهاب أحمد.
"ابن البلاح" بفتح ثم تشديد وآخره مهملة محمد بن عبد الحق مدولب ملىء.
"ابن بيانة" بفتح ثم تحتانية خفيفة ثم نون أحد المعاملين في اللحم بل هو رأسهم واسمه أحمد بن علي مات في ذي القعدة سنة إحدى وتسعين ومات أبوه قبله بأيام. "ابن بيبرس" له ذكر في عبد الرحمن بن أحمد بن إبرهيم فيراجع.
"ابن بيرم" الشمس محمد بن عبد الله بن محمد بن خليل وأخوه أحمد حنبليان.
"بن بيسق" عمر بن محمد بن أحمد بن عبد العزيز. "ابن البيطار" بكسر أوله أو فتحه محمد بن علي بن خالد بن محمد، وإبرهيم بن أبي بكر بن أحمد بن علي.

حرف التاء المثناة

"ابن التاجر" إخوة أشقاء من أهل خانقاه سرياقوس وهم البدر محمد وأبو الخير محمد فاضل وأحمد بنو علي بن محمد. "ابن التاج" عبد الله بن أبي الفرح بن موسى، وابن التاج الموقع أحمد بن. "ابن الترجمان" بفتح أوله موسى بن شاهين. "ابن تقي الدين" أحمد بن محمد بن محمد بن عمر بن رسلان وتقي الدين لقب أبيه، وأخوه فتح الدين محمد وشقيقتاه خديجة وأم الحسن.
"ابن تقي" المدني فتح الدين أبو الفتح محمد بن محمد بن عبد السلام بن الشيخ محمد بن روزبة وبنوه عبد السلام وأبو بكر والشمس محمد وهو أكبرهم وبنوه الشهاب أحمد ثم الشمس محمد المقبول ثم علي المذكور وهم أسباط الشمس محمد بن غانم بن محمد الخشبي أمهم آمنة وأمها فاطمة ابنة أبي اليمن المراغي ولها أخت اسمها زينب هي أم سارة ابنة الصبيبي والدة الشمس محمد أبي الجماعة الثلاثة.
ابن تقي القاهري المالكي الشهاب أحمد بن محمد بن أحمد بن علي وابناه عبد القادر وعبد الغني وابن ثانيهما، ولأولهما ابنة تزوجها إبرهيم بن أبي الوفا. وتقي المنسوبون إليه جد لهم يلقب تقي الدين.
"ابن تمرية" التاج محمد بن أبي بكر بن محمد بن محمد وإخوة أحمد وعمهما عبد الغني بن محمد بن محمد ولأولهما ولد وللثاني ابنتان إحداهما تحت إبرهيم الدميري المالكي له منها ولد.
"ابن التنسي" التاج محمد بن الكمال محمد بن الجمال محمد بن محمد بن محمد بن عطاء الله. وناصر الدين أحمد بن محمد بن محمد بن محمد بن عطاء الله وبنوه البدر محمد والشمس محمد والجمال محمد والعفيف محمد فلثالثهم النور علي والشهاب أحمد ولثالثهم الشهاب أحمد، وفي التنسيين محمد بن عبد الله التلمساني المغربي نسبة لتنس من أعمال تلمسان.
"ابن تيمية" محمد بن محمد بن عبد الله بن عبد الحليم وابنه محمد ويلقب كل منهما ناصر الدين.

حرف الثاء المثلثة

"ابن ثابت" هو إبرهيم بن أحمد بن ثابت النابلسي.

حرف الجيم

"ابن جابي السوق". "ابن الجابي" "ابن جاقر" بقاف ثم مهملة الغزي الميقاتي اسمه إبرهيم مات سنة سبع وستين.
"ابن جانبك" محمد. "ابن الجباس". "ابن جبريل" اثنان حنفي من كلبة ابن الهمام اسمه محمد وشافعي اسمه عبد القادر بن محمد بن جبريل غزي.
"ابن جبينة" تصغير جبنة حسين وأحمد ابنا أبي بكر بن حسين وابن ثانيهما عبد القادر. "ابن أبي جرادة" العز عبد العزيز بن عبد الرحمن بن إبرهيم بن العديم وآخرون. "ابن الجريش" بضم ثم مهملة مفتوحة ثم تحتانية مشددة مكسورة ثم معجمة علي بن محمد بن محمد. "ابن الجزري" محمد بن محمد بن محمد بن علي بن يوسف وبنوه. "ابن الجعجاع" في الجعجاع.
"ابن جعمان" بفتح أوله جماعة يمانيون أشهرهم أحمد بن عمر وابنه محمد الطاهر وابن عمه أبو القسم بن إبرهيم بن عبد الله وولده إبرهيم والطاهر منهم في الأحياء.
"ابن الجليس" بفتح ثم كسر وآخره مهملة المحب محمد بن محمد بن محمد بن الحنبلي.
"ابن جلال" بفتح وتخفيف إبرهيم بن أحمد بن محمد والشمس محمد بن أحمد بن طاهر المدنيان. "ابن جليدة" بضم تصغير جلدة أحمد بن حسن وخاله أحمد بن.
 ابن جماعة" أبو بكر بن عبد العزيز بن محمد بن إبرهيم بن سعد الله وابنه العز محمد وابنا عمهما عبد الله وسارة ابنا عمر بن عبد العزيز، والجمال عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن بن إبرهيم شيخ الصلاحية ببيت المقدس وابناه إبرهيم قاضيه وموسى وبنو أولهما اسمعيل والنجم محمد والمحب أحمد. "ابن جمال الدين" محمد بن عبد الرحمن بن أحمد بن الجمال يوسف. "ابن الجمال" بفتح ثم تشديد اسمعيل بن علي بن اسمعيل بن علي بن اسمعيل النبتيتي وأبوه وجده فيما أظن. "ابن جناق".
بضم ثم تخفيف وآخره قاف محمد بن أحمد بن محمد بن عبد القادر المحب الحنبلي.
"ابن الجندي" الشمس محمد بن أبي بكر بن ايدغدي الحنفي والتاجر ناصر الدين محمد بن عمر بن عثمان وبنوه عبد القادر وهو الكبير ومحمد واسمعيل سمعوا علي الزين البوتيجي وله رابع اسمع عمر، وصهر ابن الجندي أحمد بن محمد بن التاجر الضرير، ونقيب زكريا العلاء علي بن محمد بن خضر بن أيوب الحنفي.
"ابن جندي أمه" استقر في البرد دارية عوض عبد الحفيظ وقتاً ومات في المحرم سنة تسع وسبعين فأعيد المذكور. "ابن جنغل" علي بن عمر بن محمد.
"ابن جنة" وهي أمه محمد بن أحمد بن علي بدر الدين.
"ابن جنيبات" بضم ثم نون مفتوحة بعدها تحتانية ثم موحدة مفتوحة وآخره فوقانية شعبان بن محمد بن عوض.
"ابن الجنيد" محمد بن محمد بن عبد الرحمن بن عبد القوي وعرف بذلك لكونه فيما قيل يتمنى للجنيد، وبنوه الجلال عبد الرحمن ثم البدر محمد ثم التقي محمد ثم الزين قاسم ثم كريم الدين عبد الكريم وهم أشقاء أمهم فاطمة ابنة الشمس محمد بن كشيش الجوهري التي اتصل بها بعد أبيهم الشريف جلال الدين محمد الجرواني.
"ابن الجوازة" بفتح ثم تشديد ومعجمة خليل بن محمد بن محمد بن علي بن شعبان.
"ابن الجوبان" بضم وبعد الواو موحدة مفتوحة وآخره نون أبو بكر بن محمد بن إبرهيم وعبد الكافي بن أحمد.
"ابن جوشن" بفتح ثم سكون ثم معجمة وآخره نون أحمد ومحمد ابنا علي بن حسين وكلاهما في الفاسي وابن ثانيهما أبو القسم وابنه محمد، واسماعيل بن إبرهيم بن محمد بن جوشن ممن سمع في مسلم علي الشرف بن الكويك، والشرف عيسى بن عثمان بن محمد وبنوه أحمد وعلي ولفخر محمد وهو أكبرهم ولأوسطهم شرف الدين محمد. "ابن الجوهري" في الجوهري.
 ابن الجيعان" ذكرت منهم الفخر عبد الغني والتاج عبد اللطيف والجمال عبد الله. وناصر الدين منصور بني العلم شاكر بن ماجد فلأولهم وكان قد استقر في كتابة جيوش البلاد الشامية مضافاً لكتابة جيوش البلاد المصرية عوضاً عن الشمس المنوفي بحكم عزله في سنة إحدى وثمانمائة من الأبناء كريم الدين عبد الكريم مات صغيراً والعلمي شاكر وهو أكبرهم سناً والتقي عبد الوهاب والمجد أو الزين أبو الفضل. عبد الرحمن والسعدي إبرهيم وهو أصغرهم وكلهم أشقاء ولهم أخت تسمى سيدة الأخوة وأمهم فخر النساء ابنة الطوخي ولثانيهم من الأبناء المجد عبد الملك والجمال عبد الله فلأولهما من الأبناء تاج الدين عبد اللطيف والمحب محمد أبو البقاء وآسية ولثالثهم وهو الجمال عبد الله من الأبناء عبد القدوس؛ ورابعهم لم يعقب ثم إن للعلمي شاكر من الأبناء الشرفي يحيى وهو أكبرهم وعبد الباسط وعبد الغني وهم أشقاء أمهم شقراء ابنة المجد إبرهيم كاتب المماليك في أيام الناصر فرج ومات في الأيام المؤيدية، وللثلاثة أخت اسمها فرج تزوجها أبو الفضل بن قطارة الذي ولي ديوان المرتجع وقتاً وماتت تحته بعد أن استولدها أولاداً منهم ابنة ماتت تحت سعد الدين بن عبد القادر البكري كاتب المماليك كان وأخرى تدعى ستيتة تحت بركات بن قريميط أحد كتاب المماليك، وللمجدي عبد الرحمن من الأبناء عبد القادر وهو أكبرهم ثم يوسف ثم عبد الكريم ثم أحمد ثم عبد الرحيم ثم أمير حاج اسماعيل وأولهم موتاً الثاني ثم الثالث ثم الأول ثم السادس ثم الرابع وثانيهم له فاطمة تزوجها محمد بن المحبي بن الأشقر واستولدها ابنة تزوجها السيد علي بن بركات أخو صاحب الحجاز ثم بعده محمد بن الفاقوسي مباشر أزدمر تمساح وبعد مفارقة ابن الأشقر لأمها تزوجها الشريف في حانوت تحت الربع، وثالثهم له خديجة تزوجها محمد أكبر بني سالم الأزبكي واستولدها ابنة صاهره عليها فخر الدين بن البطرك الملكي وطلق ابن سالم أمها فتزوج بها البهاء بن المحرقي الخطيب وخامسهم له فاطمة تزوجها التقي بن الرسام سبط البلقيني واستولدها ذكراً مات عنه ومات بالطاعون ثم تزوجها الشهاب بن الفرفور ثم ابن ابن عم أبيها التاج بن عبد الغني بن شاكر وحجت بعده وجاورت سنة ثمان وتسعين ورجعت في موسمها، وسادسهم له ابنة تزوجها عمر بن البدري أبي البقا حفيد ابن عم أبيها ومات عنها وللأخوة الستة أخت اسمها بلقيس كانت زوجاً لابن عمها عبد الباسط وماتت تحته وكلهم من سرار فعبد القادر وبلقيس شقيقان ويوسف وأحمد شقيقان وعبد الكريم وأمير حاج شقيقان وعبد الرحيم مفرد، والسعدي إبرهيم لم يعقب ذكراً وأنجب شقراء من أخت الجمالي ناظر الجمالي ناظر الخاص تزوجها ابن خالها الكمالي ابن الجمالي وهي ابنة عمته ومات عنها فتزوجها حفيد عمها البدري أبو البقاء بن يحيى بن شاكر وأخرى وهي الكبرى تدعى ستيتة من سرية تركية تزوجها سعد الدين إبرهيم بن مخاطة واستولدها ابنه أحمد فمات وترك ابنه الكمال محمد فتعبت جدته سيما حين جاور معها في سنة أربع وتسعين وكذا تعب غيرها من قبله، وأما التقي عبد الوهاب فله عتقاء أم التاج عبد اللطيف بن عبد الغني بن شاكر، ثم إن للشرفي يحيى من الأبناء البدر وأبو البقاء محمد ثم الولوي أبو البركات أحمد ثم الصلاحي أبو المعالي محمد وهم أشقاء أمهم ست الوزراء ابنة الشرف موسى بن مخاطة وهي ابنة عمة أبيهم فإنه كان تزوج أخت العلمي فاستولدها ابنة إبرهيم وهذه فزوج ولده الشرفي ابنة أخته ولهم أخت اسمها فاطمة وتدعى أم الخير ولدت في رمضان سنة خمس وخمسين وتزوجها يوسف ابن ابنة المكي وماتت تحته نفساء كما اتفق في موت حفيدة شيخنا تحته أيضاً قبل هذه نفساء وتزوج أختها ستيتة وله منها عبد الرحمن وأبو بكر فللبدري النجم عمر مات بعد أن أنجب وشقيقته فضل العزيز وهي الآن تحت ابن عم أبيها التاجي عبد اللطيف مضافة لزوجته الأولى ولهما ثالثة من سرية أخرى تزوجها أحمد ابن عمها الصلاحي، وللولوي عبد الكريم وأحمد وفاطمة وعائشة وفرح تزوج الأولى منهن الكمال بن مخاطة الماضي شرح شيء من حاله قريباً ولم يحمدوا أمره فبذلوا له حتى طلق وتزوجها الشهابي أحمد بن محمد الجمالي وله منها بدر الدين محمد، وللصلاحي عدة منهم أحمد وابنة تزوجها يوسف بن عبد الرحيم بن البارزي وعبد الباسط ولم يعقب، وعبد الغني

له عدة ذكور أكبرهم التاج عبد اللطيف متزوج ابنة للبدري أبي البقاء ابن عمه وابنة لعبد الرحيم ابن عم أبيه وخلفه علي أولتهما محمد بن الخواجا الشمس بن الزمن ودون التاج عبد المحسن ثم عبد الرزاق أمهما حبيشة فللتاج عدة إناث وذكر اسمه بدر الدين محمد مات صغيراً.

حرف الحاء المهملة

"ابن الحاجب" عبد الرحيم وأمير علي وعمر بنو الناصري محمد بن الجمال عبد الله بن بكتمر لعبد الرحيم عبد الرحمن وعبد الله وألف فعبد الله وأمه رومية اسمها ازدان ستأتي ولأمير علي ابنتان اسم كل منهما فاطمة وهما متميزتان بالكبرى والصغرى ولعمر الناصري محمد انقرض الذكور من بني ابن الحاجب به، وجان خاتون أم بني إبرهيم بن التلواني.
"ابن الحارس" بمهملات في محمد بن علي.
"ابن حامد" أحمد محمد ابنا محمد بن محمد بن حامد بن أحمد بن عبد الرحمن وابن أولهما محمد وولده أبو النصر عبد الرحيم وابن ثانيهما النجم محمد وهم مقادسة، والعلاء علي بن محمد بن إبرهيم بن حامد بن خليفة الصفدي وابن عمه الشمس محمد بن عيسى بن إبرهيم.
"ابن الحبال" بالتشديد وآخره لام اثنان اسمهما أحمد فأولهما ابن علي بن عبد الله بن علي بن حاتم والآخر ابن محمد بن محمد بن أحمد بن أبي غانم.
"ابن حبيب". "ابن حبيلات" بالضم مصغر أحمد بن أبي بكر بن محمد وابنه صلاح الدين محمد. "ابن حتى" بكسر ثم فوقانية مشددة مكسورة تاج الدين أحد التجار ذكر في وصية شيخنا وكان حياً في سنة خمس وخمسين فإنه رافع في الفخر أبي بكر التوريزي وضرباً معاً كما سلف في أبي بكر.
"ابن حجاج" عبد الله المكتب وابنه بدر الدين محمد المرافع المخاصم.
"ابن حجر" بفتحتين أحمد بن علي بن محمد بن محمد بن علي بن أحمد وابنه البدر محمد وابنه علي وبنوه. "ابن حجة" بكسر أوله أبو بكر بن علي بن عبد الله.
"ابن حجي" الشهاب أحمد والنجم عمر ابنا حجي بن موسى وابن ثانيهما البهاء محمد وابنه النجم يحيى وابناه البهاء محمد وحفصة ست القضاة أمهما فاطمة ابنة الكمال محمد بن الشهاب الأذرعي. "ابن حجي" أحد الأمراء العشرات بحلب وكبير أهل بانقوسا بحلب قتل في الوقعة السوارية سنة اثنتين وسبعين.
"ابن الجدبة" نقيب الحسبة محمد بن محمد بن أبي النجا بن منصور.
"ابن الحرفوش" أحمد بن الصحصاح محمد بن محمد بن علي الخانكي.
"ابن حرمي" بفتحتين ثم ميم البدر محمد والبهاء أحمد ابنا عبد الرحمن بن سليمان بن أحمد وابن ثانيهما محب الدين الموقع وابن أختهما البدر محمد بن. "ابن الحريري".
"ابن حريز" تصغير حرز أحمد وعبد الرحيم والسراج عمر والحسام محمد بنو أبي بكر بن محمد بن حريز فلأحمد اسمعيل وفرح محمد وابنه، ولعبد الرحيم حفيد ولعمر عبد القادر وموسى وتاج العارفين وهو أسنهم قضاة، وللحسام سارة أمها تركية وآمنة أمها حبشية.
"ابن الحسام" بضم وتخفيف محمد بن محمد بن لاجين.
"ابن حسان" محمد بن علي بن محمد بن حسان وابناه المحمدان الشمس والمحب.
"ابن الحصوني" بضمتين وآخره نون مات في شعبان سنة ستين كما في حوادث التبر المسبوك.
"ابن الحطب" بفتحتين إبرهيم بن حسن بن فرج. "ابن الحفار" الواعظ محمد بن عبد الله بن علي. "ابن الحكيم" تاجر مات إما في صفر أو الذي يليه سنة خمس وتسعين بمكة وجاء خبره في ربيع الثاني فرسم ناظر الخاص علي ولده وكان الأب شيء المعاملة مسيكاً مزري الهيئة. "ابن الحلاج" بالتشديد ثم جيم يوسف الهروي وابنه. "ابن الحلال" بالتشديد ثم لام عبد الرحمن بن محمد.
"ابن الحلاوي" محمد بن يوسف بن أبي بكر وابن أخيه البدر محمد بن أبي بكر وولده أبو بكر.
"ابن حلف" الأسلمي أقام بجدة فأكثر من معاملة البغايا ونحوهن حتى مات بها في سنة ثمان وثمانين وأحيط على تركته وهي فيما قيل شيء كثير لبيت المال.
"ابن حلة" بضم ثم تشديد الواعظ تلميذ ابن قرداح محمد بن عثمان.
 ابن حليمة" المكي عبيد بن يوسف وابنه محمد. "ابن الحمار" بكسر ثم تخفيف الشهاب أحمد بن محمد بن محمد الحكري الذي من أجله قال البدر العيني لنقيب شيخنا تولون الجحش ابن الحمار وتعزلون الضاني أو نحو هذا.
"ابن حمام" محمد بن عبد الله بن إبرهيم. "ابن حمامة" بفتحات قارئ الحديث بدمشق تحت النسر في رمضان مات سنة ثلاث عشرة أرخه شيخنا في أنبائه.
"ابن الحمامي" بتشديد قاضي القدس اسمه حسن بن علي بن محمد بن عمر.
"ابن الحمراء" شيخ الحنفية بدمشق هو العز محمد بن.
"ابن حمزة" الدمياطي ناصر الدين محمد بن البدر محمد بن محمد بن حمزة وابنه البدر محمد وله ولد عرض على المنهاج، وابن حمزة نزيل دمشق وأحد الفضلاء عبد القادر، وابن السيد حمزة هو الإمام كمال الدين محمد. "ابن الحمصاني" بضمتين وتشديد ثم مهملة محمد بن أبي بكر بن محمد بن أبي بكر المقري وابنه عرض علي.
"ابن الحمصي" محمد بن أحمد بن محمد بن خضر. "ابن حميد" بالتصغير المحلي.
"ابن حنا" بكسر ثم تشديد. "ابن حنيش" نجاب للسيد بركات مات بمكة في جمادى الأولى سنة رابع وأربعين أرخه فهد.
"ابن الحنيفي" بفتح ثم كسر محمد بن يوسف بن أبي القسم وأبوه.
"ابن الحوندار" بضمتين ثم نون سيف الدين محمد بن محمد بن عمر وأخوه شجاع الدين محمد وثالث وهو يونس كلهم أشقاء بل لهم رابع منصور.
"ابن الحيلوك" عبد القادر بن المقري إمام الأزبكية وابنه مات في ليلة سادس عشر ربيع الثاني سنة اثنتين وتسعين عن نحو ثمانية عشر عاماً وتوجع أبوه وكثيرون له.

حرف الخاء المعجمة

"ابن الخازن" محمد بن إبرهيم بن عبد المهمين وابنه محمد وعمه أحمد.
"ابن خاص بك" الشهاب أحمد والبدر محمد وابن أولهما وأخوه العلاء علي وابناه خليل وزينب وابنة ثانيتهما زوجة الأشرف اينال أم المؤيد أحمد وأختيه وسائر بنيه وابن أولهما العلاء علي صهر الأشرف قايتباي والد زوجته وأخوها واسمه ناصر الدين محمد عين لامرأة الأول في سنة تسع وتسعين، والجمال عبد الله بن ناصر الدين محمد بن لاجين بن خاص بك.
"ابن خالد" محمد بن أحمد بن خالد، وآخر مقري صوفي. "ابن الخباز" "ابن خبطة" بفتحات والثالثة مهملة أحمد بن محمد بن عبد الله بن داود.
"ابن الخدر" بفتح ثم كسر الشمس محمد بن أحمد بن علي بن محمود بن نجم المقري وأخواه علي وعمر. "ابن الخراط" بفتح ثم تشديد وآخره مهملة عبد الرحمن ومحمد ابنا محمد بن سليمان بن عبد الله. "ابن الخرزي" بفتحتين ثم معجمة مكسورة عمر ومحمد ابنا أحمد بن المبرك وابن أولهما الكمال محمد.
"ابن خروب" أحمد وحسن ابنا علي الغمري المراكبيان وابن ثانيهما علي استبانه الزيني زكريا في منية غمر ولله الأمر. "ابن الخريزاتي" كتب فيمن لم يسم أبوه وأظنه سبق في المنسوبين أيضاً وهو البدر محمد بن محمد بن محمد بن المصري.
"ابن الخشاب" الشرف محمد بن أحمد بن إبرهيم بن أحمد بن عيسى.
"ابن الخص" بضم ثم مهملة مشددة محمد بن إبرهيم بن أحمد وبنوه إبرهيم ومحمد وبهاء الدين وله ابن عم سمسار قل مثله في حرفته محمد بن محمد بن أحمد.
"ابن خضر" البرهان إبرهيم. "ابن الخطائي" بفتح ومهملة ممدود علي بن محمد بن أحمد بن علي. "ابن خطيب داريا" محمد بن أحمد بن سليمان.
"ابن خطيب الدهشة" محمود بن أحمد بن محمد. "ابن خطيب السقيفة" بضم المهملة وفتح القاف تصغير سقيفة هو الشمس محمد بن إسماعيل بن محمد.
"ابن خطيب عذراء" إبرهيم بن محمد بن عيسى بن عمر بن زياد.
"ابن خطيب الفخرية" الصدر محمد بن البهاء أبي الفتح أحمد بن عبد النور بن محمد الفيومي وابنه البدر محمد ابن عمه محمد بن الشمس محمد بن البهاء أحمد بن زينب العاملي. "ابن خطيب المنصورية" يوسف بن الحسن بن محمد.
"ابن خطيب الناصرية" علي بن محمد بن سعد بن محمد بن علي بن عثمان.
"ابن الخطيب" يأتي في ابن الريس.
"ابن الخطيب" آخر عبد الرحمن بن عبد الرحمن بن علي بن صلاح أحد الفضلاء من قنطرة قديدار ممن يجتمع علي؛ ومحمد بن موسى بن صالح الغزي.
"ابن الخلال" البدر محمد بن أحمد بن محمد بن محمد وابناه العلاء علي وأبو بكر.
"ابن الخلبوص" الغزي هو إسمعيل بن خليل بن أحمد بن عبيد ممن أخذ عني.
"ابن خلدون" بفتح أوله عبد الرحمن بن محمد بن محمد بن محمد.
 ابن خلف" الحنفي الذي كان بقناطر السباع مات سنة إحدى وسبعين.
"ابن خليفة" شيخ المغاربة ببيت المقدس محمد بن عبد الرحمن واسمه خليفة بن مسعود وابنه كمال الدين محمد. "ابن خليل" الشمس محمد وعبد القادر المقرئ وابنا خليل الخباز وابن ثانيهما أحمد طالب يشهد، وابن خليل الطبيب اسمه أحمد وابناه الشمس محمد الأكبر والشرف يحيى وكلهم أطباء.
"ابن الخناجري" محمد بن محمد بن علي بن سالم الحلبي نسبة لحرفة أبيه.
"ابن خنبج" بضم أوله وثالثه بينهما نون ساكنة وآخره جيم أحمد بن محمد بن محمد المدولب أبوه. "ابن الخياط" محمد بن أبي بكر بن محمد بن صالح بن محمد وأبوه.
"ابن خير الدين" البدر محمد بن محمد بن خليل الصيرامي الحنفي وأبوه، وآخر قدسي اشترك مع الأب في الاسم والأب والجد والمذهب.
"ابن خيرة" بفتح راء مكسورة وكأنه مخفف من خيرة من نواب الشافعية اسمه.
"ابن خير" الكمال عبد الله بن محمد بن محمد بن سليمان.

حرف الدال

"ابن داود" علي وآخر مغربي اسمه علي بن علي بن داود، وآخر من منية بدران اسمه محمد شيخ تلك الناحية وابناه أحمد وعلي لقياني في سنة ثمان وتسعين بمكة.
"ابن دردبة" بفتح الدالين بينهما راء ساكنة وبعدهما موحدة مفتوحة وآخره هاء عبد الكريم بن محمد بن عطية. "ابن دبوس" بفتح ثم موحدة مشددة مضمومة وآخره مهملة محمد بن محمد بن عبد اللطيف وقريبه.
"ابن الدخان" الدمشقي عبد الرحمن بن علي بن محمد.
"ابن درباس" أحمد بن أحمد بن محمد بن علي، ومحمد بن إبرهيم نزيل الحسينية.
"ابن درهم ونصف" حج مع الرجبية ومات بمكة في أواخر رمضان سنة إحدى وسبعين وكان هناك مجتهداً في إيقاع كل صلاة من الخمس مع الأئمة الأربعة غفر الله له ورحمه، ومن أقربائه جماعة مدولبون منهم عبد العظيم وله ابنة اسمها خديجة.
"ابن دغيم" الحلبي هو محمد بن عثمان.
"ابن الدقاق" أحد النواب المصريين أحمد بن محمد بن أبي بكر بن محمد.
"ابن دقماق" إبرهيم بن محمد بن أيدمر بن دقماق. "ابن دلغادر" "ابن دليم" بضم مصغر هو الخواجا الجلال عبد الكريم بن محمد بن محمد بن علي بن دليم البصري نزيل مكة وابنه زين العابدين علي بن محمد بن الشهاب أحمد بن محمد بن محمد بن علي بن عبد الكريم بن يوسف بن سالم بن دليم وأبوه وابن أخيه أحمد بن يوسف.
"ابن الدماميني" البدر محمد بن أبي بكر بن عمر وابنه أحمد، وقاضي اسكندرية الشرف محمد بن محمد بن عبد الله بن أبي بكر علي ما يحرر، والجمال عبد الله بن محمد بن عبد الله بن أبي بكر. "ابن دمرداش" المحب محمد الواعظ.
"ابن الدنيف" بضم ثم نون وآخره فاء مصغر العلاء علي بن عمر شيخ حماة الآن.
"ابن الدهانة" بفتح ثم هاء مشددة ونون عبد القادر بن محمد.
"ابن الدواليبي" بيت كبير منه. "ابن دويم" بضم ثم واو وميم أو باء مصغر الفخر أبو بكر بن علي بن محمد التاجر. "ابن الديري" في الديري.

حرف الذال المعجمة

"ابن ذاكر" جماعة من أقارب رئيس المؤذنين بمكة أبي الخير منهم محمد ذاكر بن محمد بن ذاكر.

حرف الراء المهملة

"ابن راشد" سليمان بن أحمد بن سليمان بن راشد.
"ابن رحاب" بكسر ثم مهملة وآخره موحدة ككتاب علي بن أحد الأفراد في المغنى.
"ابن الردادي" بفتح ثم دال مشددة مفتوحة وآخره مثلها مكسورة العلاء علي بن محمد بن عمر بن عبد الله وبنوه المحمدون الثلاثة أبو اليسر وأبو الفضل وشرف الدين وشهاب الدين أحمد وابن الثاني الجلال محمد وبنوه العلاء علي المبتلي و.
"ابن الرداد" مثله لكن بدون ياء النسبة أحمد بن أبي بكر بن محمد اليمني.
"ابن أبي الرداد" مثله بزيادة أداة الكنية جماعة يقيسون النيل.
"ابن الرزاز" في المتبولي، ونور الدين علي الوكيل بالقاهرة.
"ابن رزين" بفتح ثم معجمة مكسورة وآخره نون العلاء محمد بن محمد بن عبد المحسن بن عبد اللطيف وابنه التاج محمد وابنه عبد الرحيم.
"ابن الرسام" عبد الكافي بن عبد القادر بن أحمد بن أبي بكر بن أحمد بن علي الحموي سبط البلقيني وأبوه وجده وابناه أحدهما من بيت بني الجيعان والآخر من أم ولد وله ابنة من حرة غيرهما، وعمه محمد وابنه نجم الدين.
"ابن رسلان" يوسف والجلال الصالحي أحد النواب يقال له ابن رسلان نسبة له.
 ابن الرصاص" بمهملات مكسورة ثم مفتوحة التقي أبو بكر بن عيسى وابنه علي وأخواه الشهاب شارح الألفية وكان في أواخر القرن قبله، وآخر اسمه علاء الدين علي ولي قضاء صفد ومات سنة ثلاث.
"ابن الرصاع" بفتح ثم مهملة مشددين وآخره عين قاضي الجماعة محمد بن قاسم.
"ابن رضوان" أحمد بن مباشر الخشابية وأحد النواب وأبوه.
"ابن أبي الرضا" بكسر ثم معجمة مفتوحة.
"ابن الرضى" بفتح أوله المشدد ثم معجمة مكسورة محمد بن عمر بن أبي بكر بن عبد اللطيف المكي سبط التقي بن فهد.
"ابن الرفاعي" بكسر ثم فاء خفيفة الطائفة الرفاعية مات سنة إحدى وسبعين فيما قيل.
"ابن الرقيق" بضم وقافين بينهما تحتانية مشددة مفتوحة مات في شعبان سنة ستين كما في حوادث التبر المسبوك.
"ابن الركاب" بالتشديد علي بن المقري، وآخر في أبي الوفا بن إبرهيم.
"ابن الركن" أبو الطيب محمد بن الأسيوطي. "ابن رمضان" إبرهيم ومكاس جدة علي بن. "ابن الرهوني" المالكي محمد بن علي.
"ابن روبك" يحيى مات في سنة خمس وثلاثين.
"ابن أبي الرءوس" أحمد بن علي بن إبرهيم بن محمد وابنه بركات.
"ابن روق" بفتح ثم واو ساكنة بعدها قاف المحمدان البدر والصدر ابنا محمد بن محمد بن عبد العزيز وأختهما ستيتة وابنا ثانيهما الشهاب أحمد وأبو الطيب محمد وابن أولهما الشرف محمد وابن ثانيهما أبي الطيب واسمه.
"ابن الرومي" عبد الله وأحمد وعبد الرحمن وعبد اللطيف بنو محمد بن أحمد بن اسمعيل بن داود وأولهم هو أبو الشمس محمد صهر البدر بن فيشا الحنفي نزيل الحسينية ومن تكثر الشكوى منه و وهو أبو وصدر الدين محمد بن محمد بن محمد نزيل السيوفية وأحد النواب وابنه. "ابن ريحانة" يوسف الشامي.
"ابن الريس" محمد وإبرهيم وعبد الله بنو أحمد بن محمد بن محمد بن محمد المدني ويعرفون ببني الخطيب أيضاً وأبوهم وجدهم سبق ذكرهم.
"ابن الريعي" بكسر ثم تحتانية ساكنة بعدها معجمة بيت كبير باسكندرية آخرهم التاج محمد بن محمد بن محمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الرحمن بن عبد الله وهو آخرهم.

حرف الزاي المنقوطة

"ابن الزاهد" في الزاهد.
"ابن زايد" أحمد وعبد العزيز وأم الحسين بنو عبد اللطيف بن أحمد بن جار الله بن زايد بن يحيى وأبوهم وجدهم وعماهم موسى وعطية ابنا أحمد، وأبو الفتح وعبد الباسط ابنا أحمد بن عبد اللطيف، وقريباهما عبد اللطيف وأبو سعد ابنا عبد القادر بن علي بن جار الله.
"ابن زبالة" بضم ثم موحدة خفيفة ولام الشمس محمد بن أحمد بن محمد قاضي الينبوع وابنه الشهاب أحمد لهما سماع علي أبي الفتح المراغي، وابن أخيه محمد بن عبد الوهاب بن أحمد.
"ابن زبرق" بفتح ثم موحدة ساكنة بعدها راء مفتوحة ثم قاف محمد بن يعقوب بن اسمعيل الشيباني وابنه عبد الرحمن وابناه عبد القادر وأحمد.
"ابن زبيدة" بضم مصغر اليماني أبو القسم علي بن محمد مات سنة ثمان وخمسين.
"ابن الزردكاش" محمد بن خليل بن إبرهيم بن عبد الله.
"ابن زريق" وهو لقب لأحمد بن سليمان بن حمزة الحافظ ناصر الدين محمد وأبو بكر ابنا العماد عبد الرحمن بن وأولاد ثانيهما عبد الله وعبد الرحمن وست القضاة أشقاء وأسماء وناصر الدين محمد وعبد الوهاب وأحمد أشقاء أمهم ست الوزراء ابنة الخواجا الشهاب أحمد بن محمد بن الحبال السكري، ولهم قريب هو أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن سليمان بن حمزة.
"ابن زغدان" بفتح ثم معجمة ساكنة وآخره نون محمد بن أحمد بن محمد بن داود بن سلامة. "ابن زقاعة" بضم ثم قاف مشددة إبرهيم بن محمد بن بهادر.
"ابن الزقرق" بضم أوله وثالثه وقافين أولاهما ساكنة إبرهيم بن محمد بن أحمد وبنوه إبرهيم واسماعيل ومحمد ولثانيهم حفيد اسمه محمد بن عبد العزيز أخذ عني، وكلهم بصريون. "ابن زقلم" بفتح ثم سكون ولام مفتوحة وآخره ميم أحمد بن محمد بن المشاعلي مات سنة بضع وثلاثين.
"ابن زقيط" مضى في فخر الدين من الألقاب. "ابن زلقا" في المنشاوي.
"ابن الزمن" بفتح ثم ميم مكسورة وآخره نون الشمس محمد بن عمر بن محمد الدمشقي ثم القاهري وابنه محمد وأختاه فاطمة وعائشة وابن أخيه إبرهيم بن عبد الكريم.
 ابن زنبور" بفتح ثم نون ساكنة. "ابن زهرة" بفتح من حمص محمد وأبو بكر ابنا خالد بن مومى وابن أولهما عبد الرحمن وابن ثانيهما عبد الله ولهم أحمد بن محمد بن محمد بن خالد. "ابن زهرة" بالضم عالم طرابلس الشمس محمد بن يحيى بن أحمد وابنه التاج عبد الوهاب. "ابن الزويغة" بضم ثم واو ومعجمة مصغر محمد بن محمد بن علي الحموي. "ابن زوين" علي بن أبي بكر بن محمد تصغير للقب أبيه زين الدين. "ابن الزيات" الشهاب أحمد المقري و الصوفي ابنا موسى بن هرون؛ وابن الزيات المصري المؤذن بباب السلام مات بمكة في ذي القعدة سنة تسع وستين أرخه ابن فهد. "ابن الزيبق" بفتح ثم تحتانية ساكنة بعدها موحدة ثم قاف "ابن الزيتوني" في الزيتوني "ابن زيت حار" في زيت حار.
"ابن زيد" أحمد بن محمد بن أحمد بن أبي بكر بن زيد.
"ابن زين الدين" الموقع أحمد بن عمر بن يوسف وابناه المحب أحمد والنجم عمر وابن أولهما أحمد وابنه وابن ثانيهما العز وابنه، وابن زين الدين آخر مدرك للمنزلة، وابن زين الدين آخرون شهود بباب الشعرية وأبو الفوز محمد أحد الطلبة، وابن زين الدين إخوة أربعة في المنوفي من الأنساب.
"ابن زين" الشاعر هو. "ابن الزين" الوالي أحمد بن عمر، ابن الزين بيت ينسبون للأخوين حسين وحسن ابني الزين محمد بن الأمين محمد بن القطب محمد بن أبي العباس أحمد بن علي القسطلاني المكي وهم أحمد بن حسن بن أبي عبد الله محمد بن حسن المكبر وابناه الجمال محمد والعفيف عبد الله وابنا الجمال أولهما الكمال أبو البركات محمد والنور أبو الحسن علي أخذت عنهما وأبو الخير محمد بن حسين المصغر وابنه الشهاب أحمد مات في حياة أبيه وابناه الجمال أبو عبد الله محمد والد فاطمة والكمال أبو البركات محمد لقيته وأجازني، وبنو الكمال جماعة يسمون محمداً منهم أبو الفضل ومحب الدين ويدعى مباركاً ونجم الدين وشقيقه الأمين أبو البركات، وابن أبي الفضل الفخر أبو بكر.
"ابن زين العابدين" محمد ابن أخي أبي بكر من ابنة الشمس بن رجب الزبيري مات في ربيع الثاني سنة ثمان وتسعين حين انفصال أبويه.

حرف السين المهملة

"ابن السابق" الحمويون الجمال محمد وفرج ابنا محمد بن محمد وعمهما الصلاح خليل، والمصريون جماعة منهم إبرهيم بن محمد بن عبد الله الغمري وابنه إبرهيم.
"ابن سارة" الشمس محمد.
"ابن سالم" شافعي وهو المحب محمد بن علي بن سالم بن معالي؛ وأبوه، وحنبلي وهو الشمس محمد بن سالم وأبوه الأتابكي الأزبكي، وقبلهما علي وعمر ومحمد بنو السراج عبد اللطيف بن محمد، ابن سالم محمد وأحمد وإبرهيم وهم أشقاء ولهم شقراء وزينب أمهم جميعاً عائشة ابنة عم ناصر الدين البوصيري. "ابن السبع" قاسم بن.
"ابن السدار" علي وعبد الرحمن ابنا أحمد بن إبرهيم وابن أختهما الشمس محمد بن أحمد بن علي. "ابن السديد" شهاب الدين أحمد بن صهر التاج بن البلقيني علي ابنته.
"ابن سعد الدين" ملوك الحبشة صير الدين علي بن سعد الدين أبي البركات محمد بن أحمد بن علي ثم أخوه منصور ثم أخوه الجمال محمد ويلقب سعد الدين ثم أخوه بدلاي، ابن سعد الدين الغرى كمال الدين محمد بن إبرهيم بن عبد الوهاب، ابن سعد الدين المكتب خازن كتب الشيخونية هو محمد بن أبي السعود أحمد بن إسماعيل بن إبرهيم بن موسى. "ابن السفاح" بفاء مشددة وآخره مهملة ناصر الدين محمد والشهاب أحمد ابنا صالح بن أحمد بن عمر وابنا ثانيهما عمر وصالح. "ابن سفرشاه" هو محمد. "ابن سفري" أحمد.
"ابن السفطي" أحمد بن الولوي محمد بن أحمد بن يوسف بن حجاج وأختاه خديجة وألف وثانيتهما أم عبد البر بن الشحنة وإخوته وهي الصغرى توفيت والأولى باقية. "ابن السقا" الشمس محمد بن أحد فضلاء الحنفية.
"ابن السقيف" تصغير سقف موسى بن محمد بن نصر.
"ابن السكاكيني" النجم محمد بن عبد القادر بن عمر الشافعي، ومحمد بن حسن الغزي الحنفي.
"ابن السكري" وشهاب الدين أحمد بن علي بن علي بن خليل أحد الطلبة.
"ابن سكر" بضم ثم تشديد محمد بن علي بن محمد بن علي بن ضرغام.
 ابن سلطان" محمد بن عبد الرحمن بن سلطان وثلاثة إخوة دمشقيون بنو سلطان بن أحمد إبرهيم سمع مني، وتقي الدين أبو بكر ينوب عن متأخري شافعية دمشق ورأيته بمكة، وكمال الدين محمد ينوب عن متأخري حنفية دمشق وأجزت لولديه، وصهر زكريا أحمد بن سلطان. "ابن السلعوس" بمهملات ثانيها ساكنة ثم مضمومة. "ابن سليم" عبد العزيز بن أحمد المحلي. "ابن السماك" أبو بكر.
"ابن السمرباي" بكسر أوله وثانيه ثم راء ساكنة بعدها موحدة مفتوحة البدر محمد بن عبد الرحمن وابناه علي وسعادات زوج الصلاح المكيني وهما أشقاء.
"ابن سمنة" محمد بن عيسى بن محمد. "ابن السميط" في الضاني.
"ابن سند". "ابن سودون" اثنان حنفيان اسمهما علي.
"ابن سولة" محمد بن عبد الرحمن بن أحمد بن عباس بن أحمد بن عباس.
"ابن سويدان" مصري وشامي فالمصري ناصر الدين محمد بن محمد بن يوسف بن يحيى المنزلي، والشامي تاج الدين عبد الوهاب بن عبد الرحمن بن محمد بن محمد بن محمد.
"ابن سويد" البدر حسن وابناه وجيه الدين عبد الرحمن وشمس الدين محمد فلوجيه الدين فتح الدين محمد وابنه جلال الدين محمد والشمس الدين صدر الدين محمد وعائشة سبط الجلال البلقيني.
"ابن سلامة" اثنان كل منهما اسمه حسن فشافعي اسم أبيه أحمد بن محمد بن سلامة، وحنفي اسم أبيه أبو بكر بن محمد بن عثمان ولكل منهما أخ فأخو الأول اسمه علي وأخو الثاني اسمه البدر محمد وهما أمثل من الحسنين، وصاحبنا الشمس محمد بن سلامة الادكاوي الشافعي. "ابن سلام" بالتشديد محمد بن أحمد بن سلام. "ابن سياج" بكسر ثم تحتانية خفيفة مفتوحة وآخره جيم أحمد بن يوسف بن أحمد بن يوسف. "ابن السيوفي" حسن بن علي بن يوسف الحلبي.

حرف الشين المعجمة

"ابن شاذي" ناصر الدين محمد العنبري الشاعر.
"ابن أبي شاذي" محمد بن محمد بن موسى بن أحمد سبط الغمري؛ وشقيقه عبد المجيد.
"ابن شبانة" بفتحتين ونون محمد بن محمد بن محمد بن أحمد بن علي، وآخر أحد أعيان جبال نابلس وسط في الرملة في جمادى الثانية سنة سبع وثمانين.
"ابن شتات" بفتحتين وآخره مثناة ثانية أبو بكر بن علي.
"ابن الشحام" بالتشديد أحمد بن الدمشقي ووكيل بالقاهرة.
"ابن الشحرور" محمد بن محمد بن أحمد بن جعفر.
"ابن الشحنة" نسبة لحسام الدين محمود بن الختلو شحنة حلب المحب أبو الوليد محمد وعبد الرحمن وعلي بنو الكمال محمد بن محمد بن محمود فلأولهم الوليد وعبد اللطيف والمحب أبو الفضل محمد فالمحب له أثير الدين محمد من بنت ابن خطيب الناصرية وعبد البر وزينب وجويرية من ألف ابنة السفطي فللأثير جلال الدين أبو البقاء محمد ولسان الدين أحمد ماتا وترك حسيناً وحسناً وقاسماً وعبد الباسط، ولحسين عدة أولاد وكان بالقاهرة حين موت أبيه، ولعبد البر الزكي أبو بكر ومحمود وكانا معه في سنة ثمان وتسعين مع الركب، ابن الشحنة آخر من جماعة الشيخونية والصرغتمشية محمد بن أحمد بن اينال الحنفي.
"ابن الشربدار" محمد بن حسن بن عبد الله. "ابن شرف الدين" محمد بن محمد بن أحمد بن شرف الدين السنهوري، والششتري المدني المقري هو محمد بن محمد بن أحمد بن عبد الغني فاشتركا في الاسم والأب والجد والشهرة.
"ابن شرف" اسمعيل بن إبرهيم بن محمد بن علي، والتاج عبد الوهاب بن محمد بن محمد بن علي وأبوه وهو مختصر من لقب محمد الثاني، وابن شرف السكندري الفرضي هو الشمس محمد بن. "ابن الشريف" بضم ثم فتح ثم تحتانية مشددة ثم فاء أبو بكر بن محمد بن محمد بن علي الطبيب وابنه محمد.
"ابن أبي الشريف" بفتح ثم كسر محمد وإبرهيم وعبد الرحمن بنو محمد بن أبي بكر.
"ابن الشطنوفي" في الشطنوفي. "ابن شطية" محمد بن حسن بن علي بن جبريل.
 ابن شعبان" أحد شيوخ العرب قتل في صفر سنة إحدى وسبعين بتسبب فيما قيل من قانم التاجر فلم يلبث أن أخذ بغتة؛ وابن شعبان بدر الدين محمد وإبرهيم وعبد القادر الفرضي وهو أشهرهم وأصغرهم بنو علي بن شعبان فلأولهم أبو البركات محمد كان يجلس مع عمه في الحانوت المقابل لجامع أصلم، ولثانيهم خير الدين محمد الشماع بباب زويلة وجاور في سنة أربع وتسعين وله أخت اسمها جميع وهي زوج البدر القمني الوكيل ولثالثهم ابنة هي زوج خير الدين ابن عمها؛ وابن شعبان شمس الدين محمد كيس يقرئ في بيت ابن قاوان ثم صهره الشريف اسحق مات في طاعون سنة سبع وتسعين، وابن شعبان إخوة ثلاثة محمد ثم أحمد ثم عبد القادر والثاني أفضلهم والأول أسنهم. "ابن شعيرات" بضم مصغر محمد بن حسين بن محمد ممن سمع علي ابن الجزري. "ابن الشقطي" الشامي اسمعيل بن أحمد بن أبي بكر، وقريبه حسن بن حسن وابنه محمد تجار كلهم والأخير ممن حضر عندي.
"ابن شكال" مات بمكة في رجب سنة إحدى وأربعين. أرخه ابن فهد.
"ابن الشلقامي" أحد طلبة الشيخونية والصرغتمشية مات في أوائل جمادى الثانية سنة سبع وثمانين. "ابن شلنكار" بفتحتين ثم نون ساكنة مقرئ لقيه الشهاب الحلبي الضرير بعنتاب فجود عليه. "ابن الشماع" محمد بن محمد بن إبرهيم بن عبد الرحمن ومحمد بن محمد بن بن علي بن أحمد بن أبي بكر بن اسمعيل.
"ابن شمس" محمود بن أحمد بن سليمان بن شمس. "ابن الشنشي" خير الدين محمد وأبوه محمد بن عمر بن محمد بن موسى وابنه أكمل الدين محمد، والبدر محمد بن علي بن محمد.
"ابن الشهاب" بن حرمي فيمن أخذ عن شيخنا. "ابن شهيبة" بضم مصغر عمر بن.
"ابن الشهيد" بفتح ثم كسر إبرهيم بن محمد بن إبرهيم.
"ابن شهيدة" بضم مصغر أحد المذكورين بالمغنى. "ابن أبي الشوارب" مفسد شهير وسط في رابع المحرم سنة ثمانين بعد أن ضربه السلطان ضرباً مبرحاً.
"ابن الشواء" عبد الغني بن علي بن عبد الحميد المنوفي، وعلي بن أحمد.
"ابن الشيخة" علي بن أيوب المكي وابنه محمد المدني، والجلال محمد بن محمد بن محمد الدندلي وأخوه علي. "ابن شيخون" اثنان ابنا عم كل منهما اسمه علي فأحدهما ابن محمد بن أحمد والآخر ابن. "ابن شيخ الحرم" ناصر الدين محمد بن جلال الدين عبد الله بن ناصر الدين محمد الغانمي المقدسي.
"ابن الشيخ علي" اثنان أحدهما محمد بن علي بن عبيد بن محمد والآخر رئيس قراء الجوق الشهاب أحمد بن علي بن علي بن محمد وابنه محمد.
"ابن الشيخ الجوهري" الشمس محمد بن صدقة.
"ابن شيرين" محمود بن يوسف بن مسعود وابناه أحمد وفاطمة الشاعرة من أمين.

حرف الصاد المهملة

"ابن الصابوني" العلاء علي بن أحمد بن محمد بن سليمان وأبوه وعمه الشمس محمد وابنه عمر الذي عرض في أول سنة ست وتسعين والموقع.
"ابن صالح" محمد المعتقد، وأحمد بن محمد بن صالح اثنان وبيت كبير بالمدينة منهم عبد الرحمن بن محمد بن صالح بن اسماعيل وابنه أبو الفتح محمد وبنوه. "ابن الصالحي" في الصالحي.
"ابن الصائغ" أبو اليسر محمد بن محمد بن محمد بن أحمد بن اسماعيل.
"ابن الصباغ" علي بن محمد بن أحمد. "ابن صحصاح" بمهملات أحمد بن محمد بن محمد بن علي بن عمر بن عثمان الخانكي وعمه عبد القادر.
"ابن صدر الدين" أحمد بن محمد بن محمد وشيخ شبرا. "ابن الصدر" الطرابلسي.
"ابن صدقة" الشهاب أحمد القاضي وأملى له نسباً، وعبد الرحيم الفاضل وعبد القادر ويونس بنو صدقة المحرقي وابن أولهم أبو الفتح؛ وابن صدقة السكندري التاجر اسمه علي بن إبرهيم.
"ابن صعب" شيخ جبال نابلس وسط في الرملة في جمادى الثانية سنة سبع وثمانين.
"ابن صغير" ككبير الكمال عبد الرحمن بن ناصر بن صغير المستقر في رياسة الطب في سنة إحدى وثمانمائة بعد فتح الله شريكاً لشمس الدين عبد الحق، وابن صغير عمر بن محمد بن محمد بن الريس العلاء علي بن عبد الواحد المذكور جد أبيه في سنة ست وتسعين من ذاك القرن وابن عمه الشمس محمد بن علي بن عبد الكافي بن علي بن عبد الواحد وابنه الكمال محمد، وللكمال أخ اسمه علاء الدين علي عامي وله ولد اسمه.
 ابن الصغير" بالتصغير الشمس محمد بن محمد بن عبد الله بن أحمد وربما حذف عبد الله من نسبه وكذا رأيته بخطه في عرض الكمال بن صغير عليه في سنة ست عشرة وهو مذكور في سنة ثلاث وعشرين. "ابن أبي الصفا" كمال الدين محمد ابن إبرهيم بن علي بن إبرهيم بن يوسف الحنفي وأخوه السيف الشافعي.
"ابن الصفي" بالتخفيف موسى بن يوسف، ومنصور بن صفي.
"ابن الصفي" بالتشديد محمد بن يوسف بن أحمد.
"ابن صفرشاه" الخواجا العجمي نزيل مكة مات بها في سابع ذي الحجة سنة إحدى وثمانين وقد سبق في السين فهو على الألسنة تارة بالسين أو بالصاد واسمه محمد.
"ابن الصلاح" بالتخفيف أحمد بن محمد بن الصلاح محمد الأموي ويقال له ابن المحمرة أيضاً وأخوه علي. "ابن صلاح" محمد بن علي بن صلاح إمام الزيدية.
"ابن الصلف" بفتح ثم كسر وفاء عثمان بن محمد بن خليل الموقت وابنه أحمد، وآخر من جماعة البيمارستان المنصوري. "ابن صنيعة" بفتح ثم كسر الشرف يحيى بن الوزير. "ابن الصواف" ابرهيم بن علي الحنبلي وابنه محمد، والبدر حسن بن علي بن محمد بن أحمد الحنفي الحموي القاضي.
"ابن اصلوة" المقتول محمد بن حسن بن شعبان بن أبي بكر وبنوه عمر وعثمان وحسن وابن عمهم أبو بكر كان تاجراً سفاراً ثم بعد قتل ابن عمه قدم على السلطان وأعطاه بعد ذلك بمدة وكالته عوضاً عن ابن الديوان المتلقي لها عن ابن عمه واستمر حتى الآن.
"ابن الصيرفي" العلاء علي بن عثمان بن عمر الدمشقي وابنه عمر أحد نواب الشام، والشهاب أحمد بن صدقة الشافعي، وعلي بن داود الحنفي.

حرف الضاد المعجمة

"ابن الضعيف" بضم ثم فتح وتحتانية مشددة مكسورة أحمد بن يونس وابنه إبرهيم.
"ابن الضيا" أحمد بن الضيا موسى بن إبرهيم بن طرخان الحنبلي وبنوه محمد الأكبر والشمس محمد وأبو العباس أحمد ولثانيهم علي، ولعلي الكمال محمد وله ولد اسمه عبد القادر ولأبي العباس ابن اسمه الشهاب أحمد وله أبو الوفا محمد بحريون، وابن الضيا المكيون الشهاب أحمد بن الضيا محمد بن محمد بن سعيد وبنوه المحمدان أبو البقا وأبو حامد وبنو الأول أبو النجا محمد وأحمد أبو البركات ولأولهم أبو القسم محمد وصالح ولثانيهم أبو الفضل وأبو الفضائل ولثالثهم كمالية وخاتون وكلاهما من أم كلثوم ابنة عطية بن فهد وبنو أبي حامد الثاني أبو الليث وعمر وأبو بكر وأبو اليمن وأبو الفتح وفاطمة وصفية وابنا أولهم علي وقوام الدين.

حرف الطاء المهملة

"ابن طاهر" علي ملك اليمن وابن أخيه عبد الوهاب بن داود بن طاهر.
"ابن الطاهر" الجمال محمد وعلي ابنا حسن بن محمد بن قاسم.
"ابن الطباخ" علي بن أبي بكر بن عبد الله بن أبي البركات.
"ابن الطبلاوي" في الطبلاوي. "ابن طبيق" بضم مصغر المصري وجد مذبوحاً على سريره برباط القائد شكر بأسفل مكة في المحرم سنة ست وثمانين أرخه ابن فهد.
"ابن الطحان" عبد الرحمن بن وناصر الدين محمد بن محمد بن عرفات بن محمد القاهري.
"ابن طرطور" محمد بن أحمد بن مهنا بن أحمد.
"ابن طريف" عبد الوهاب وعبد القادر ابنا محمد بن طريف وابن ثانيهما أحمد.
"ابن طغميتر" النظامي مات في جمادى الأولى سنة ثلاث أرخه العيني.
"ابن طفيش" بضم وفاء ومعجمة مصغر هو أحمد بن عبد شيخ نوى من القليوبية بل ليس في الوجه البحري أرفع كلمة منه لتكرر نزول السلطان إليه بل وحج معه في سنة أربع وثمانين بعد مصادرته له فيها ومات في وابناه عبد الله وسراج الدين عمر. "ابن طلحة". "ابن الطنابي" علي بن أحمد الغزولي.
"ابن الطواب" جماعة منهم محمد بن إبرهيم بن وقريبه عبد المغيث بن محمد بن أحمد، ومحمد بن خليل نزيل مكة. "ابن طولوبغا" عبد الرحمن بن محمد بن طولوبغا.
"ابن الطولوني" أحمد بن أحمد بن علي بن عبد الله وابنه ناصر الدين محمد وابنه حسين وحسن بن. "ابن الطويل" حسن بن علي بن حسن بن أبي بكر.
"ابن طبيغا" محمد. "ابن الطيوري" في الطيوري.

حرف الظاء المعجمة

"ابن للظاهر خشقدم" من أم ولد مات قبل استكمال سنتين في ذي الحجة سنة ست وستين ودفن بتربة أبيه، وآخر مثله مات في جمادى الثانية سنة تسع وستين ودفن بتربة أبيه؛ وآخر مات مطعوناً في ذي القعدة سنة إحدى وثمانين، وآخر في طاعون سنة سبع وتسعين، وآخر في التي بعدها.
 "ابن الظريف" بضم تصغير ظريف إبرهيم وأحمد ابنا علي بن اسمعيل بن إبرهيم، وإبرهيم بن أحمد بن يوسف، وبركات أو أبو البركات بن الظريف المقري.
"ابن ظهيرة" بيت كبير منهم الحافظ الجمال محمد بن عبد الله بن ظهيرة بن أحمد بن عطية وابنه المحب أحمد وابنه أبو الفتح محمد ولم يستكمل بعد موت أبيه شهرين، وبه انقطع نسل جمال الدين من الذكور، وبنو أخيه أبي بكر عبد الرحمن وعبد الحي وأحمد فلأولهم عبد الكريم وأبو بكر، ولثانيهم المحب أحمد قاضي جدة وعطية وعلي وعبد القادر؛ ولثالثهم عبد المحسن وعبد الرحيم ثم إنه للمحب الجمال محمد ولعطية أحمد حنبلي كأبيه ذكي، ولعبد القادر الفخر أبو بكر وثلاثتهم ممن سمع مني، ولعبد الكريم يحيى وعدة، وأشهر هذا البيت بالنظر لخلفهم المحمدان لكمال أبو البركات والقطب أبو الخير بالجمال أبي السعود محمد بن حسين بن علي بن أحمد بن عطية فبنو أولهما المحمدون التقي والجلال أبو الفتح والنجم أبو المعالي والجمال أبو المكارم والجلال أبو السعادات والجمال أبو السعود والقطب أبو الخير والنور أبو الحسن علي؛ وبنو ثانيهما المحمدون أبو السعود والرضى أبو حامد والولوي أبو عبد الله فللرضى ظهيرة والمحب أبو الخير محمد وحسين ثم أنه لثالث بني الكمال المحمدان الجمال أبو المكارم والنجم أبو المعالي فللجمال من ابنة عمه زينب الزين عبد الباسط وعبد الوهاب وأم الخير وست قريش وست الكل فلعبد الباسط الفضل محمد وصفية، وللنجم عبد القادر من حبشية والجلال أبو السعادات محمد بن ابنة الفخر العيني، ولرابهم المحمدان أبو الفضل العباس وأبو بكر فلأولهما من ابنة عمه أم هاني عفيف الدين عبد الله وله من أم الخير المشار إليها أبو الفضل وأبو البقاء، ولخامسهم المحب أحمد وعبد الكريم وأبو الفتح محمد فللمحب الأمين محمد وأم الحسن ولعبد الكريم ويقال له الرافعي محمد أبو المكارم من ابنة العباس المشار إليه وله محمد، ولسادسهم خيرالدين أبو الخير محمد وأبو بكر وعمر فلأولهم أبو البركات محمد ولثالثهم عبد القادر، ولثامنهم أبو البركات محمد وإبرهيم وأبو بكر وأم هاني وزينب وست الجميع فلأولهم يحيى وانقطع نسله ولثانيهم الجمال أبو السعود محمد والنور علي والشهاب أحمد والتقي وأبو السرور عبد الرحمن وعبد اللطيف الذي لقبته أمه سيد الناس وقال أبوه هو سيدها خاصة، وهمام الدين ومعين الدين، وللثالث العز عبد العزيز فائز وعبد المعطي وأمين الدين أبو اليمن محمد وهو من بينهم حنفي وجلال الدين وأفضل الدين وللرابعة والخامسة من أشير إليه، ثم إنه لأبي السعود الصلاح محمد والبهاء أبو حامد أحمد وبدر الدين وإبرهيم وسعادة زوج عبد القادر بن النجم وكمالية زوج عبد المعطي الماضي ولفائز من ابنة عمه البرهاني فاطمة يحيى.
"ابن ظهير" إبرهيم بن محمد بن إبرهيم وابنه البدر محمد.

حرف العين المهملة

"ابن عابد" علي بن أحمد بن خليل بن أحمد الغزي. "ابن عابدة" بعض خدمة الشرع.
"ابن عادل" أبو الفرج محمد ومحمد وأبو السعادات محمد بنو محمود بن عادل حنفيون وعادل اسمه عبد الحفيظ، ولأبي السعادات عبد الله وعبد الرحمن وأحمد وعبد الكبير ولمحمد أبو الفتح وعلي وابنتان. "ابن عامر" محمد.
"ابن عبادة" بضم أوله محمد بن محمد بن عبادة بن عبد الغني وبنوه الشهاب أحمد والأمين محمد والنجم عبد الكريم وولد الثالث الشهاب أحمد.
"ابن عباس" الشهاب أحمد وابن أخيه حسن بن علي بن عباس وابنه بركات وكلهم من أهل فيشا الصغرى وعمل الأخير شيخ العرب، ومن الطلبة فاضل اسمه أحمد بن عباس أزهري. "ابن عبد الباري" تقي الدين محمد المصري.
"ابن عبد الحق" علي وأحمد ابنا الغمريان، والجمال عبد الله بن الشمس عبد الحق بن إبرهيم الريس ابن الريس وابنه والشمس محمد بن عبد الحق السنباطي والشهاب أحمد بن علي بن محمد بن علي الدمشقي. "ابن عبد الحميد" التقي محمد بن إبرهيم بن عبد الحميد بن علي الموغاني المدني، والشهاب أحمد بن يوسف بن عبد الحميد الظوخي الأزهري المالكي وله أولاد أحمد ومحمد ويوسف وهو أسنهم.
 ابن عبد الرحمن" جماعة منهم طالب حنفي سكندري أخذ عني اسمه علي بن أحمد بن محمد بن عبد الرحمن، ومتولي جدة محمد بن، والسنباطي الكتبي محمد بن محمد بن عبد الرحمن. "ابن عبد الرحيم". "ابن عبد السلام" الدمياطي نور الدين علي ثم ولي الدين محمد شقيقان ثم الجمال عبد الله، ابن عبد السلام أحمد بن العز محمد بن محمد بن وأبوه وبنوه. "ابن عبد العال" أحمد.
"ابن عبد العزيز" عبد العزيز بن محمد بن عبد الله بن عبد العزيز، والبدر محمد بن محمد بن عبد العزيز المباشر وابنه الشهاب أحمد، وآخر اسمه محمد بن محمد بن أحمد بن عبد العزيز قريب زوجة شيخنا ابنة ناظر الجيش الكريمي عبد الكريم بن أحمد بن عبد العزيز وهو فيما قيل قريب للأول أيضاً من جهة النساء.
"ابن عبد العظيم" يحيى بن أحمد بن عبد العظيم الخانكي وولده عبد العظيم.
"ابن عبد الغفار" البدر محمد ثم الشرف موسى ثم الجلال محمد والثلاثة أشقاء.
"ابن عبد القادر" البدر محمد بن عبد القادر بن محمد بن عبد القادر وابنه الكمال محمد وإخوته.
"ابن للسيد عبد القادر" بن علي القادري الماضي أبوه مات مطعوناً سنة إحدى وثمانين.
"ابن عبد القوي" محمد أبو اليسر ويحيى وعلي بنو القطب أبي القطب أبي الخير محمد بن عبد القوي وأولهم خادم المحل المنسوب للسيدة خديجة بمكة وله ابن اسمه أبو الفضل وليحيى حسيبه وادريس ومعمر وفضل وجعفر ماتت أولهم وهي أم بني النور الفاكهي، ولإدريس يحيى وأبو الليث ولمعمر محمد وبعد الله ولفضل جعفر محمد وأما علي فمات في سنة تسع وسبعين وله نظم وفضل وقدم القاهرة مراراً وكتب كتاباً لمكة ذكر فيه ما اقتضى له ضيما ولجدهم القطب أخ اسمه أحمد ممن أجاز لنا وابنه أبو اليسر محمد يشهد بمكة في باب السلام.
"ابن عبد الكريم" موسى بن سليمان بن عبد الكريم.
"ابن عبد اللطيف" البرلسي محمد وعلي ولعلي عمر وعبد الرحمن عدة بنات إحداهن مع أحمد بن يعقوب وأخرى كانت تحت أحمد بن مرعي فطلقها وتزوجها أبو الفتح بن كرسون. "ابن "عبد المنعم". "ابن عبد الهادي" أحمد بن حسن بن عبد الهادي وابنه حسن الملقب بالمبرد وابنه يوسف وجماعة.
"ابن عبد الواحد" أحمد وابنه جلال الدين وعمه عبد الغني وهو الأكبر.
"ابن عبد الوارث" النجم عبد الرحمن وابنه المحيوي عبد القادر وابنه البدر محمد مالكيون، وآخر عمل قاضي المحمل سنة اثنتين وتسعين وهو محمد بن عبد الوارث بن محمد بن محمد بن محمد وأظنه شافعياً.
"ابن عبد الوهاب" الخانكي محمد بن عبد الوهاب بن سليمان، ووكيل.
"ابن العبسي" في العبسي. "ابن عبود" حسن بن علي بن محمد.
"ابن عبيد الله" محمود. "ابن عبيد" محمد مضى هو وأبوه في ابن حليمة.
"ابن عبية" بضم ثم موحدة مفتوحة وتحتانية مشددة أحمد بن محمد بن محمد بن عبية المقدسي، وأحمد بن علي بن أحمد البقاعي.
"ابن العتال" كان يقرأ البخارى وغيره في الجوامع ونحوها ممن أخذ عن الديمي وجازف.
"ابن عثمان" نسبة لعثمان بن اسمعيل بن إبرهيم الأنصاري عبد القادر بن العلاء محمد بن عبد الرحمن بن عثمان وابناه أحمد وعبد اللطيف وابن أولهما محمد حي، وابن عثمان ملك الروم في محمد بن مراد بك. "ابن العجل" قاضي فاس هو.
"ابن العجمي" الصدر أحمد بن الجمال محمود بن محمد بن عبد الله.
"ابن عجيل" بالتصغير اليماني واسمعيل بن إبرهيم وابنه أحمد وحفيده اسمعيل بن أحمد، وموسى بن أحمد بن علي بن عجيل وابناه أحمد وعبد اللطيف.
"ابن العجيمي" في العجيمي. "ابن العدوي" والصلاح محمد بن عبد الله بن عبد السلام وكيل السلطان بدمشق. "ابن العديم" جماعة كثيرون ذكر بعضهم في ابن أبي جرادة. "ابن أبي عذيبة" بضم ثم معجمة مصغر من عذبة أحمد بن محمد بن عمر المقدسي. "ابن عرادة" بمهملات مفتوحات واسمه محمد شافعي من نطوبس قرأ القراآت وتلا عليه بلدية التاج السكندري وما علمت من خبره زيادة على هذا. "ابن العراقي" في العراقي.
"ابن عربشاه" أحمد بن محمد بن عبد الله بن إبرهيم وأخوه الظريف.
"ابن عرب" أحمد بن إبرهيم بن محمد بن عبد الله الزاهد الشهير وعمر بن محمد بن عمر.
 "ابن عرب" العلاء علي بن عبد الوهاب بن عثمان والنجم محمد والجمال محمد والنور علي بنو عمر بن علي بن أحمد فالنجم وهو صهر العلاء المبدأ به والد الشرف محمد والد النجم محمد أحد المشايخ الفضلاء والجمال هو والد السراج عمر وناصر الدين محمد ولم يعقبا والنور علي هو والد البدر محمد والسراج عمر والعز أحمد وأم الجلال البكري فللبدر الشرف محمد والشهاب أحمد وأبو الحسن فالشرف هو أبو أبي الحسن علي الذيربما يخطب بالأزهر والشهاب هو أبو الصلاح محمد الذي خدم بعد تمراز عند الأتابك وعمر بيتاً بزقاق الكنيسة من البند قانيين وتربة القرب من مصلى باب النصر؛ والمحب أبو الفضل محمد صاحب فتح الدين بن البلقيني والبدر محمد المدولب في السكر والكمال محمد وهو في خدمة أمير سلاح ويصحب ابن الأتابك بحيث طلع معه في سنة ثمان وتسعين لمكة، وكلهم موجودن إلا أولهم وكان أسنهم والثاني أفضلهم وأبو الحسن لم يعقب، وأما السراج فله أبو الحسن ناب عن العلم فمن بعده والبدر محمد شاهد بحانوت بين العواميد وحاج ملك أم أبي الفضل موقع الأتابك أزبك وأما العز فلم يعقب وبدر الدين الميقاتي كان يسكن بالوزيرية وقال إنه ابن الجمال المحتسب وعرض له بياض، وعبد الرحمن خال الشرف الدين وكان مسناً؛ ورأيت عندي محمد بن محمد بن محمد بن عمر وأنه حفيد الجمال بن عرب ولد سنة تسع عشرة وناب عن علم الدين فمن بعده، وممن يقال له ابن عرب محمد بن صالح الفافا. "ابن عرعر" بمهملات الأولى والثالثة مضمومتان خليل بن أحمد بن إبرهيم اللبودي الدمشقي وابنه الشهاب أحمد.
"ابن عرفات" المقري والد البدر محمد ورفيق سليمان الجوهري وأحد صوفية البيبرسية وقراء صفتها مات سنة ست وسبعين؛ وآخر من موقعي القاهرة اسمه أحمد بن. "ابن عرفة" محمد بن محمد بن عرفة.
"ابن عزم" بفتحتين ثم ميم عمر بن محمد بن أحمد وابنه محمد وابنه محمد.
"ابن عزوز" بفتح ثم تشديد وآخره كثانيه معجمة محمد بن محمد بن عبد العزيزة وأبوه، ومعبر المنامات محمد بن محمد بن علي وجيه. "ابن العز".
ثم تشديد المثناة التحتانية وآخره فوقانية البدر محمد بن إبرهيم بن محمد بن أيوب وابنه محمد وأبناؤه.
"ابن العطار" خليل بن محمد بن إبرهيم المقري، والشرف يحيى بن أحمد بن عمر بن يوسف وأخوه ناصر الدين محمد والد أحمد وعائشة وسارة وفاطمة، والمحب محمد بن الشمس بن محمد بن أحمد بن أحمد بن محمد بن محمد البكري الموقت وأبوه، ومحمد بن علي وأحمد بن محمد بن صالح، ومقرئ الجوق علي بن رمضان.
"ابن عطيف" بضم ثم مهملة وفاء مصغر علي بن محمد بن عيسى بن عمر بن عطيف وأبوه. "ابن عطية" حسن وحسين.
"ابن عفيف" كرغيف أبو البركات بن عفيف بن وهبة بن يوحنا الشمس الملكي الأسلمي الريس الذي قتله الأشرف برسباي قبيل موته، وابن أخيه عبد اللطيف بن عبد الوهاب قوالح وابنه.
"ابن العقاب" بضم وقاف مفتوحة خفيفة وآخره موحدة قاضي الجماعة بتونس محمد بن محمد، وعبد الخالق بن محمد بن إبرهيم بن عبد الرحمن وأبوه.
"ابن العقاد" عبد الرحمن بن عبد الغني بن محمد بن عبد الرحمن.
"ابن عكاشة" علي بن عثمان بن علي. "ابن العكم" بفتحتين ثم ميم جلال الدين عبد الرحمن بن أحمد بن سليمان وابنه البهاء أحمد. "ابن علبك" بفتح أوله وثالثه بينهما لام ساكنة الشهاب أحمد ومحمد ابنا إبرهيم بن أحمد بن غنام وأبوهما.
"ابن عليبة" تصغير علبة إبرهيم بن حسن بن إبرهيم وابناه البدر حسن وعبد القادر ولإبراهيم أخوان شقيقان ناصر الدين محمد وعلي وهو أولهما موتاً ولهم ثلاثتهم ابنا عم إبرهيم وأحمد ابنا أحمد مات أولهما بمكة في شعبان سنة تسعين وأحمد وكان يتوكل لعبد القادر حي إلى تاريخه ثم إن للبدر حسن من الأبناء علي وإبرهيم ماتا في طاعون سنة سبع وتسعين؛ ولعبد القادر من الأبناء.
"ابن العليف" بضم تصغير علف حسين بن محمد بن حسن وابناه أحمد وعلي.
"ابن العليمي" قاضي الحنابلة بالقدس. "ابن لعلي الشريف" بن محمود الكردي الماضي أبوه، مات بعده بقليل صغيراً في شعبان سنة خمس وثمانين.
 ابن العماد" الشهاب أحمد بن عماد بن يوسف الفقيه وابنه محمد، والشهاب أحمد بن محمد بن عماد بن علي الفرضي الحاسب ويشهر ابن الهائم، والشمس محمد بن محمد بن علي البلبيسي العبد الصالح وبنوه محمد وعبد الله أمه أمة لأبيه والآخران من زوجتين وابن لأولهم، وأحمد بن أبي بكر بن محمد بن العماد الحموي حنبلي.
"ابن عمار" محمد وابنه أبو سهل يحيى وابنه محمد.
"ابن عمران" محمد بن موسى بن عمران وبنوه المحمدون خيرالدين أبو الخير ولي قضاء القدس وشمس الدين وهما كأبيهما حنفيان وأبو الفتح شافعي أم بالزمام في القاهرة.
"ابن عمر" محمد وجماعة يقال لهم بنو عمر أمراء هوارة وهم إسماعيل وعيسى وكان مالكياً له بعض مشاركة ومحمد بنو يوسف بن عمر وسليمان بن عيسى أحدهم، ابن عمر قاضي غزة الحنفي محمد وابنه محمد أيضاً.
"ابن عنان" محمد بن أحمد بن ناصر الدين محمد بن محمد الظهوائي البرهمتوسي أحد المعتقدين هناك وأخوه ناصر الدين لقياني في موسم سنة ثمان وتسعين بمكة.
"ابن عواض" بفتح ثم تشديد أحمد بن علي بن عواض بذل في قضاء اسكندرية ومات قبل توجهه إليها، وتاجر عرف بخدمة ابن الفقيه ثم بني عليبة ثم انفصل وقطن مكة إلى أن قدم مطلوباً في سنة أربع وتسعين فأرضاهم وعاد في سنة خمس ثم مات بها في سنة سبع واسمه محمد بن أحمد بن علي بحذف أحمد.
"ابن عوانة" أحمد بن أبي بكر بن أحمد بن علي بن أحمد الحسيني التونسي.
"ابن عوجان" بفتحات والثالثة جيم وآخره نون سليمان بن أحمد بن عمر بن عبد الرحمن وابنه أحمد وابناه الشمس محمد وفاطمة وابن أولهما المحب وابنا ثانيتهما الكمال محمد وإبرهيم ابنا أبي شريف.
"ابن عوض" ومقدم الدولة محمد تزايد خموله وانقطاعه.
"ابن عون" إبرهيم بن محمد بن سليمان.
"ابن عياش" بتحتانية ثم معجمة الزين عبد الرحمن بن أحمد بن محمد بن يوسف وأبوه.
"ابن عيد" بكسر وآخره مهملة الشرف موسى بن أحمد قاضي الحنفية.
"ابن عيسى" حنبلي اسمه ومحمد بن أحمد بن عيسى الوراق المصري خادم غازي بالقرب من المعزية. "ابن عين الغزال" علي بن أحمد بن خليل ومضى في الحسني.
"ابن العيني" أحمد بن عبد الرحيم بن محمود بن أحمد وأخته عائشة وأبوهما.

حرف الغين المعجمة

"ابن غازي" علي بن عمران بن غازي المغربي. "ابن غالب" "ابن أبي غالب" الموقع قال العيني مات في يوم الاثنين حادي عشرى ذي الحجة سنة خمسين.
"ابن غانم" إبرهيم بن أحمد بن غانم بن علي وابنه النجم محمد وابنه أبو البركات محمد شيوخ الخانقاه الصلاحية ببيت المقدس وبأبي البركات انقرض نسل أبيه، والجمال عبد الله بن محمد بن محمد بن غانم شيخ الحرم وابنه ناصر الدين محمد شيخ الخانقاه المذكورة.
"ابن الغباري" محمد بن حمزة بن محمد.
"ابن غراب" الفخر ماجد المدعو محمداً وسعد الدين إبرهيم ابنا عبد الرزاق.
"ابن الغرابيلي" التاج محمد بن محمد بن محمد بن محمد بن مسلم وأبوه.
"ابن الغرس" البدر محمد بن محمد بن محمد بن خليل وابناه وأحدهما مكي وأمير أحمد وقاسم ومحمد وبنو محمد بن خليل فأولهم كان رأس نوبة بباب بعض الأمراء وأنجب شخصاً كان خيراً صالحاً ديناً فاضلاً صحب الولوي البلقيني وتكسب بالشهادة رفيقاً لأحمد الشامي ثم ترك وكاد أن يتجرد حتى مات وثانيهم كان نقيب الألف عند بعض الأمراء وثالثهم كان رسولاً بأبواب القضاة وتردد لزاوية الشيخ محمد الحنفي وهو والد البدر المتقدم، ورأيت فيمن سمع ختم البخاري عند أم هاني الهورينية ومن أحضرناه معها أحمد بن محمد بن خليل بن الغرس الحنفي وابناه محمد وعلي في الرابعة.
"ابن غرلو" بضمتين ثم لام كذلك مشددة هو حسن بن أمير علي بن سنقر جارنا.
"ابن غزوان" علي بن هاشم بن علي بن مسعود بن أبي سعد وأبوه وابنه أبو سعد محمد. "ابن الغمري" في الغمري.
"ابن الغنام" عبد الله بن شاكر بن عبد الله بن غنام وسماه بعضهم عبد الكريم.
"ابن الغويطي" تصغير غيط قاضي ادركو علي بن محمد بن عبد الرحمن.

حرف الفاء

"ابن فاضل" الجزائري عبد الرحمن بن محمد فاضل.
 ابن الفاكهي" علي وأبو الخير محمد وأبو البركات محمد وأبو القسم بنو محمد بن علي بن محمد بن عمر بن عبد الله وعماهم أحمد وأبو الخير محمد ابنا علي، ولعلي الأول أيضاً ابنان أبو السعادات محمد وأحمد. "ابن الفالاتي" محمد بن علي بن علي.
"ابن الفاوي" أبو بكر بن علي بن أبي بكر. "ابن أبي الفتح" المنوفي يوسف بن محمد بن محمد كاتب المماليك. "ابن فخر القضاة" الشريف نائب الحكم بجدة في محمد بن محمد بن محمد بن محمد بن إبرهيم. "ابن فخر" علي بن محمد بن فخر الدين فخر.
"ابن فخيرة" واشتهروا بذلك للفخر عبد الغني بن الشرف يعقوب لأنه كان يقال له فخيرة تصغير لقبه مع التأنيث وله أربعة أولاد كريم الدين عبد الكريم نائب ناظر الخاص وعلم الدين يحيى أحد كتاب المماليك وشمس الدين نصر الله أحد كتاب الديوان المفرد وشرف الدين حمزة أحد كتاب المماليك فأما أولهم فله تاج الدين عبد الرزاق أحد كتاب المماليك أيضا وأما ثانيهم فله خير الدين أبو الخير محمد أحد كتاب المماليك أيضاً ثم أضيف إليه سحابة ديوان جيش الشام في سنة تسع وتسعين، وأما ثالثهم فلم يعقب وأما رابعهم فله التاج عبد الوهاب وباشر بعده في كتاب المماليك ثم أن لعبد الرزاق فتح الدين أبو الفتح محمد وكريم الدين عبد الكريم وكلاهما ممن أخذ عني بقراءة ثانيهما وهما سبطا كريم الدين بن الجباس ابن خالة العلمي بن الجيعان فأم أحدهما شقيقة أم الآخر وأما خير الدين فله أولاد صغار منهم إبرهيم وابنة تزوجها فتح الدين بن العلم البلقيني ومات عنها.
"ابن فخير" كالذي قبله بدون تأنيث علي وأحمد وعبد الكريم مكيون وثالثهم أصغرهم حفظ كتباً وعرضها جلس مع الشهود بباب السلام وكتب أشياء منها عدة من تصانيفي.
"ابن الفرات" باسم النهر محمد بن عبد الرحيم بن علي بن الحسن ناصر الدين وابنه العز عبد العزيز وقريبه أحمد بن عبد الخالق بن علي بن الحسن المالكي أما أبوه الصدر عبد الخالق فمن أواخر ذاك القرن وإن كان شيخنا أغفله من درره، وعبد المغيث بن عبد الرحيم بن محمد بن محمد إمام البيبرسية.
"ابن الفراء" في خير الدين بن الرومي.
"ابن أبي الفرج" الفخر عبد الغني صاحب المدروسة وناصر الدين محمد نقيب الجيش والشمس محمد بنو أبي الفرج ولهم أخوات ثلاثة هاجر وزينب وستيتة فأما فخر الدين فله عبد القادر استقر بعد أبيه ومحمد وأحمد وهما توءم والثلاثة أشقاء وعلي، ومحمد هو والد الناصري محمد المدعو أمير حاج نقيب الجيش الآن وأحمد هو والد البدر محمد ابن بنت الملكي وربيب الشرف الأنصاري بل زوج ابنته وأما هاجر فزوجها أخوها السيد بركات صاحب الحجاز ثم فارقها قبل دخوله بها بعد إمهاره لها ألف مثقال وماتت بعيد التسعين وقد جازت التسعين، وستيتة هي أم الزين عبد الرحمن بن الكويز وهي التي أرسل بها أخوها فخر الدين لقطيا فقتلت هناك لاتهامها، وأما ناصر الدين أخو الفخر فله الشهاب أحمد المستقر بعده في نقابة الجيش؛ ومات بحلب هو ورأس نوبته ابن المرضعة وأما شمس الدين فلم يعقب. "ابن فرحون" المدنيون". "ابن فرشتا" بكسرتين ثم معجمة ساكنة ثم مثناة فوقانية مفتوحة عبد اللطيف بن عبد العزيز.
"ابن الفرعمي" بكسر أوله وثالثه بينهما راء ساكنة وآخره ميم قرية من ضواحي صفد الشهاب أحمد بن محمد.
"ابن الفرفور" محمد بن محمد بن يوسف الدمشقي شافعي؛ ومحمد بن صدقة بن خليل، والكمال محمد بن الزين عبد الرحمن بن الصاحب الفرفور وينظر إن كان من هذا القرن، وابنته ططر وهي أم الكمال بن البارزي، والشهاب أحمد بن محمود بن عبد الله قاضي الشام وأبوه مات بمكة في شوال سنة إحدى وسبعين مع الرجبية وصل نسبه بالعماد اسماعيل بن إبرهيم بن الفرفور المذكور في الدرر.
"ابن فرو" شيخ الأميرية عبد الكريم بن محمد وأبوه والأول أشبه، مات في حياته بعد أن حج أبوه في سنة أربع وتسعين. "ابن فريعين" بضم مصغر إبرهيم بن موسى. "ابن الفصيح" التاج عبد الرحيم بن الفخر أحمد بن علي بن أحمد وابنه أحمد خادم البيبرسية. "ابن الفصي" بفتح الفاء ثم مهملة مشددة نسبة لقرية قريبة من بعلبك محمد بن محمد بن علي. "ابن فضل الله" الجمال عبد الله بن.
 ابن فطيس" محمد بن مفتاح بن فطيس وابن أخيه علي بن أحمد بن مفتاح وابناه أبو بكر ومحمد القباني كل منهما بجدة، وابن فطيس البزاز مات بمكة سنة خمس وأربعين أرخه ابن فهد.
"ابن الفقاعي" شمس الدين محمد بن بن الجوهري صهر ولد الأخ.
"ابن فقوسة" عبد القادر بن حسن بن علي البخانقي وبنوه عرض على ثلاثة منهم.
"ابن فلفل" مكبر الحنفية مات في أيام التشريق سنة سبع وثلاثين أرخه ابن فهد.
"ابن الفنري" محمد بن حمزة بن محمد بن محمد.
"ابن فهد" بيت كبير بمكة منهم النجم محمد بن أبي الخير محمد بن محمد بن عبد الله وابناه التقي محمد وعطية وابنا أولهما أبو بكر وعمر وغيرهما من الذكور والإناث منهن أم أبي الليث بن الضيا والمحب بن الخطيب النويري وأم الجمال محمد الرضى وأم بني أبي السعادات الطبري الإمام وأم الحسن ابنة أبي الخير بن ظهيرة، وبنو ثانيهما حسن وحسين فأبو بكر له عبد الرحمن وأبو القسم ولأبي القسم عبد الرحمن وعمر له يحيى وعبد العزيز ثم أن لعبد العزيز جار الله ويحيى وغيرهما من الذكور والإناث المتأخر منهما وقت تاريخه جار الله وسعادة، ويحيى بن عبد الرحمن بن أبي الخير وابنه عبد القادر.
"ابن فلاح" بالتخفيف أحمد بن إبرهيم بن محمد بن محمد بن عمر وأبوه وابنه أبو بكر.
"ابن فيروز" الطبيب هو فتح الدين بن صدقة بن موسى ويعرف أيضاً بابن صدقة.
"ابن الفيسي" علي بن اسكندر. "ابن فيشا" حسين بن علي بن الحسيني سكنا الحنفي.

حرف القاف

"ابن قاسم" الولوي محمد بن قاسم بن عبد الله بن عبد الرحمن الشافعي وأخوه أوب المكارم محمد المالكي وابنه الشرف محمد بن أبي المكارم وابنه الزين قاسم وابنه؛ وابن قاسم أحد الشافعية هو الشمس محمد بن قاسم بن علي المقسمي. وابن قاسم السكري واسمه البدر محمد بن قاسم خير ويعرف أبوه بابن البارد، وابن قاسم الطبناوي، وابن قاسم الحريري بالحسينية ممن اشتغل عند الزين عبد الرحيم الأبناسي وحج صحبته وكذا أخذ عن غيره قليلاً وهو شاب ظريف فطن فهم اشتغل بالعيال عن الاشتغال وربما قرأ على أحمد بن النجار الحنبلي وجاور بمكة في سنة تسع وتسعين وقرأ علي بل أحضر معه كرسياً وقرأ عليه في المسجد الحرام، ابن قاسم المدني محمد بن عبد العزيز بن أحمد بن قاسم وأخوه شرف، وابن قاسم واعظ مكة وغيرها الشمس محمد بن، وابن قاسم الغزي نزيل القاهرة ويعرف بابن الغرابيلي وهو الشمس محمد. "ابن قاضي أذرعات" في الأذرعي.
"ابن قاضي شهبة" التقي أبو بكر بن أحمد بن محمد بن عمر بن محمد وابناه البدر محمد وحمزة.
"ابن قاضي عجلون" البرهان إبرهيم والشهاب أحمد والولوي عبد الله بنو عبد الرحمن بن محمد بن محمد وأبوهم فلأولهم المحب محمد أحد النواب ولثانيهم العلاء علي قاضي الحنفية بدمشق ولثالثهم التقي أبو بكر والزين عبد الرحمن والنجم محمد وهو أكبرهم وأعلمهم.
"ابن قاضي الهند" العجمي الشيخ مات في جمادى الأولى سنة سبعين بمكة ذكره ابن فهد. "ابن قاوان" وقافه معقودة في قاوان. "ابن قايماز" في ابن قيماز.
"ابن القباقبي" المقري محمد بن خليل بن أبي بكر بن محمد وابنه إبرهيم.
"ابن القباني" يحيى بن محمد بن سعيد. "ابن قتادة" شاهد كان برأس حارة برجوان وهو المحب محمد حنفي مأذون له في العقود. "ابن قجاجق" العلاء علي بن محمد بن يوسف. "ابن قدامة" بيت منهم الخطيب بن أبي عمر.
"ابن قدايد" تاجر مات في ذي الحجة سنة أربع وثمانين بجدة وحمل فدفن بالمعلاة.
"ابن قديدار" بالتصغير محمد بن أحمد بن عبد الله وابنه إبرهيم.
"ابن قديد" كسعيد عمر بن. "ابن القرافى" في القرافي.
"ابن قرايلوك" وهو لقب لعثمان. "ابن قرأ" أحمد بن عمر بن عثمان بن علي وأخوه إبراهيم. "ابن قرداح" بضم ثم سكون أحمد بن محمد بن علي بن أحمد بن عبد الرحمن الواعظ. "ابن قرمان" بفتحات محمد وعلي ابنا علي بن قرمان.
"ابن القرمي" علي بن محمد بن أحمد بن بهرام. "ابن قريبة" تصغير قربة على ابن محمد بن محمد بن محمد بن علي المحلي كنى نفسه كشيخه أبا الحسين.
"ابن قريش" الشمس محمد بن عبد الله بن حجاج خادم شيخنا.
 ابن قريع" كالذي قبله ولكن آخره عين وهو أخو هبة الله حموي مات في ربيع الأول سنة ثمان وثمانين. "ابن قريميط" بركات أحد كتاب المماليك والمتزوج ستيتة ابنة أبي الفضل سبط العلمي شاكر بن الجيعان، وآخر يباشر ديوان يشبك الجمالي الزردكاش هو حمد بن علي بن عبد الله بن محمد.
"ابن قرين" علي.
"ابن القزاز". "ابن القزازي" التقي محمد بن حمد بن علي بن النقيب وأبو البدر الوكيل.
"ابن القصاص" سكندريان اسمهما أحمد فأحدهما ابن محمد والآخر ابن علي بن أحمد وعبد الغني بن محمد بن حامد وأخوه محمد. "ابن القصبي" بفتحتين في السخاوي.
"ابن القصيف" بكسر أوله وثانيه مع تشديده وآخره فاء علي بن أحمد بن هلال بن عثمان وابنه المحب محمد.
"ابن القطان" الشمس محمد بن علي بن محمد بن عمر بن عيسى وابناه المحمدان البهاء والمحب وابن أولهما البدر محمد وابن ثانيهما عبد الرحمن، وقد شارك الشمس آخر في اسمه واسم أبيه وجده وهو محمد بن علي بن محمد بن القطان المشهدي، وابن القطان المدني إبراهيم بن عبد الرحمن بن حسين بن حسن بن قاسم وأبوه وبنوه، وابن القطان السكري الشمس محمد بن وأخوه الشهاب أحمد المنزلي أحد الفضلاء.
"ابن قطب الدين" محمد بن محمد بن محمد بن أمين البدراني.
"ابن قطب" الشهاب أحمد والصدر محمود ابنا القطب محمد بن عمر بن محمد بن وجيه وأبوهما كتبت عنه أيضاً ولأولهما نور الدين علي وله الشهاب أحمد أوحد فضلاء الحنابلة، وابن قطب عالم الغريبة الولوي محمد بن محمد بن أبي بكر بن اسمعيل؛ وابن قطب برهان الدين إبراهيم بن أحمد بن يوسف بن محمد الدمشقي الحنفي.
"ابن قفيف" أحمد ومبارك. "ابن قلبة" بفتحات صاحب الحمام بمكة هو محمد بن محمد بن محمد بن قلبة. "ابن القلفاظ" حسن بن علي بن حسن بن علي ويقال له القلفاظ أيضاً. "ابن قلقيلة" بفتح أوله وسكون ثانيه وكسر ثالثه حنفي اسمه، "ابن قلمطاي" الناصري محمد ومحمود وأختهما لأبيهما فاطمة.
"ابن قليل الهم" بتونس هو محمد بن. "ابن القليوبي" في القليوبي.
"ابن قمامو" علي بن عبد الله المقدسي المقري. "ابن قمر الدولة" يحيى بن أحمد بن.
"ابن قمر" محمد بن علي بن جعفر بن مختار؛ وتاجر اسمه أيضاً محمد بن.
"ابن قنجي بقر" الحاجب بصفد مات في أوائل ربيع الآخر سنة تسع وثلاثين أرخه العيني. "ابن قندس" التقي أبو بكر بن إبراهيم بن يوسف.
"ابن قنديل" الشامي أحد التجار اسمه إبراهيم. "ابن قنبيد" مسعود.
"ابن قوام" بفتحتين مخففاً محمد بن محمد بن محمد بن قوام؛ وآخر كنفاني على باب الكاملية كأبيه وجده بحيث اشتهروا بذلك وذكروا بها في الآفاق وزادت حظوة هذا على سلفه مع محافظة على الصلوات وتلاوة للقرآن وتكسبه بالتجارة أيضاً في سوق الجملون حتى تمول واسمه علي بن محمد مات في ليلة الجمعة ثامن جمادى الأولى سنة إحدى وتسعين في حياة أبويه وورثاه واشتد حزن أمه عليه وأما أبوه فلم يتأسف عليه بل باع في ليلته وكادت العامة أن ترجمه.
"ابن قوقب" بفتح أوله وثالثه وسكون ثانيه وربما جعل بدل الواو تحتانية إبراهيم بن عبد الرحمن بن أحمد بن محمد. "ابن القوق" عبد الرزاق الحلبي.
"ابن القلاقسي التاج محمد بن علي بن محمد بن أبي بكر بن اسماعيل.
"ابن قلاون" الشهير بكر ثم مات بمكة في ربيع الأول سنة سبع وستين أرخه ابن فهد.
"ابن قياس" بكسر ثم فتح مخففاً ناصر الدين محمد بن أحمد بن قياس وعمه محمد.
"ابن قيصر" غريم مالكي مكة وعبد الباسط هو أحمد بن محمد بن أحمد بن علي.
"ابن قيقب" في ابن قوقب قريباً.
"ابن قيماز" صاحب السبيل الشهير عمر بن قيماز وهو جد جارنا محمد بن حمد بن عمر بن قيماز.
"ابن قيم الجوزية" هو عبد الرحمن بن أحمد بن محمد بن إبراهيم وبنوه.

حرف الكاف

"ابن كاتب حكم" بفتحتين سعد الدين إبراهيم والجمال يوسف ابنا عبد الكريم وبنو ثانيهما الكمال محمد والشهاب أحمد وخديجة وابن الأول والبدر محمد.
"ابن كاتب السر" يأتي في ابن مزهر. "ابن كاتب العليق" سعد الدين محمد بن عبد القادر بن أبي بكر. "ابن كاتب غريب" موسى بن يوسف.
"ابن كاتب المخابز" سعد الدين وأخوه مجد الدين. "ابن كاتب الورشة" نصر الله.
"ابن الكاتب" لخواجا السكندري مات بمكة في رجب سنة اثنتين وستين أرخه ابن فهد.
 ابن كامل" شامي كان في خدمة الزيني بن مزهر اسمه.
"ابن كبن" بفتح أوله كما ضبطه شيخنا في أنبائه محمد بن سعيد بن علي بن محمد بن كبن بن عمر بن علي بن اسحق بن أبي بكر بن محمد بن إبراهيم وأبوه و.
"ابن الكبير" بفتح ثم كسر ولى قضاء المحلة وقتاً وهو. "ابن الكتناني" "ابن كثير". "ابن كحيل" بضم ثم مهملة مفتوحة أحمد بن محمد بن عبد الله بن علي التونسي. "ابن كراها" بضم أوله مخففاً هو. "ابن كرسون" الشمس محمد بن عبد الغني بن محمد وابنه أبو الفتح محمد. "ابن الكشك" المحيوي محمود بن النجم أحمد بن العماد اسماعيل بن الشرف محمد وابنه الشهاب أحمد وابنه محمد.
"ابن الكماخي" في الكماخي. "ابن كميل" بضم مصغر محمد بن أحمد بن عمر بن كميل وابنه البدر محمد وقريبهما محمد بن محمد بن خلف بن كميل وابنه صلاح الدين محمد. "ابن أبي كم" يحيى بن محمد بن عبد الرزاق أخي يحيى أبي كم وأبوه أبو الخير محمد. "ابن الكوار" الشهاب أحمد بن علي بن محمد البصري التاجر نزيل مكة. "ابن الكويز" علم الدين داود وصلاح الدين خليل ابنا عبد الرحمن ولأولهما سليمان والزين عبد الرحمن فأما سليمان فوالد البدر محمد وأما عبد الرحمن فوالد صلاح الدين محمد شهاب الدين. "ابن الكويك" المحمدان الشرف والسراج ابنا العز محمد بن عبد اللطيف ومحمد وقاسم ابنا. "ابن الكيال".

حرف اللام

"ابن اللبان" عمر بن أبي المعالي محمد بن أحمد بن علي بن الحسن المقري ابن المقري، وأحمد بن عبد الله بن أحمد على ما يحرر، وابن اللبان آخر في سبط اللبان.
"ابن اللبودي" أحمد بن خليل بن أحمد بن إبراهيم.
"ابن اللحام" علي بن أمين الدولة الحنبلي في سنة ثلاث وثمانمائة.
"ابن اللقب" علاء الدين شيخ لأحمد بن أحمد بن محمود بن موسى العجيمي الماضي في القراآت. "ابن لولو" علي.

حرف الميم

"ابن مباركشاه" هو أحمد. "ابن المبرد" يرسف بن حسن بن أحمد بن عبد الهادي. "ابن المجير" الجمال يوسف بن محمد. "ابن المجدي" أحمد بن رجب بن طيبغا" "ابن المجروح" الكاتب محمد بن أحمد.
"ابن محمد الدين" الطرابلسي الإستادار كتبته في الحسن بن عبد الله، وحسن بن محمد فيجمع بينهما.
"ابن المحب" الشمس محمد وأمة اللطيف ابنا محمد بن محمد بن أحمد بن المحب عبد الله وابن عمها عبد الرحيم بن أحمد بن محمد، والبدر محمد بن المحب أحمد بن محمد بن حمد بن علي المالكي أحد فضلاء النواب وأبوه وجده.
"ابن المحتسب" يوسف بن حسين بن يوسف نسبة لأبيه لأنه كان ينوب في حسبة مكة وابناه أبو عبد الله محمد وأحمد وابن أولهما محمد كنت بمكة حين وفاته ولي إجازة من عمه أحمد وحسين فمن دونه مذكورون في أماكنهم.
"ابن المحرقي" في المحرقي. "ابن أخي المحروق" عبد اللطيف بن علي بن أحمد. "ابن محفوظ" تاجر. "ابن المحمد بن بركات" صاحب الحجاز في حنتم. "ابن لمحمد بن حسن" المرجوشي جارنا الماضي مات سنة إحدى وسبعين.
"ابن للشيخ محمد بن عبد الرحمن" بن سلطان القادري الماضي تربى في كنف أبيه منجمعاً عن الناس ثم برز بعده وصار يتردد لبني الجيعان وغيرهم حتى مات في المحرم سنة ثمان وسبعين ولم يبلغ فيما أظن الخمسين عفا الله عنه ورحمه.
"ابن المحمرة" أحمد بن محمد بن محمد بن عثمان.
"ابن محمود" التقي محمد بن محمود بن محمد وأخوه أحمد. "ابن المحوجب" في المحوجب.
"ابن مخاطة" شرف الدين موسى وسعد الدين إبرهيم ابنا فأولهما وكان رئيساً حشماً شكلاً يكتب في دواوين الأمراء بحيث زوجه العلمي بن الجيعان أخته واستولدها ست الوزراء أم البدري أبي البقاء وإخوته بني الشرف يحيى بن العلمي المشار إليه بل له ابن آخر من أمة اسمه سعد الدين إبرهيم مات بعيد سنة اثنتين وخمسين وثانيهما وهو سعد الدين إبرهيم كان أحد كتاب المماليك ومعه عدة مباشرات وزوجه سعد الدين إبرهيم بن الجيعان ابنته واستولدها أحمد فمات قبل إكماله العشرين في حياة أبويه وترك طفلاً اسمه الكمال محمد زوج ابنة الكمال أبي البركات بن الشرفي يحيى فناكدها حتى افتديت منه بشيء وجاور مع جدته المشار إليها في سنة أربع وتسعين ولم يحمد في طريقته وتعتب جدته به وكنت أعظه فلم يفد ومات جده بعد ولده في ذي الحجة سنة سبع وسبعين.
 ابن المخلطة" ناصر الدين محمد بن محمد وابنه البدر محمد وابنه يوسف.
"ابن المداح" علي بن أحمد بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أحمد الغمري مضى هو وجده وأخوه محمد وابنه أحمد فطن عرض علي كتباً ومات في طاعون سنة سبع وتسعين. "ابن المراحلي" أحمد بن محمد بن أحمد وابنه العز عبد العزيز وله أولاد تأخر منهم لتاريخه أحمد وعبد الرحمن وابنة تحت العلاء علي بن عيسى القادري. "ابن المراغي" في المراغي. "ابن المرأة" إبرهيم بن يوسف ويقال بدون ألف. "ابن المرجوشي" حمد بن حسن بن علي وأبوه وابنه الذي كحل وقطع لسانه في سنة خمس وتسعين.
"ابن المرحل" إبرهيم بن محمد بن محمد بن سليمان وابنه البدر محمد.
"ابن المرخم" محمد بن علي بن محمد بن قاسم وابنه حمد، بن عبد الرحمن بن محمد.
"ابن مرزوق" محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن محمد بن أبي بكر.
"بن مرعي" البرلسي" محمد وعلي ولأولهما أحمد. "ابن المرة" في ابن المرأة قريباً.
"ابن مزاحم" هو محمد بن عبد الرحمن بن يوسف تكلم في البيارستان عن الأتابك.
"ابن المزلق" وهم فيما رأيته بخط أحدهم أنصاريون الشمس محمد بن علي بن أبي بكر بن محمد وابناه البدر حسن وعمر وللبدر إبرهيم والشمس محمد.
"ابن مزهر" البدر محمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الخالق بن مزهر وبنوه الجلال ويلقب أيضاً البدر محمد والشهاب أحمد والزيني أبو بكر وبنو الزين الذي بعضهم من أمهات أولاد كالأولين ويعضهم من ابنة ابن حجي كالثالث ومن شاء الله من ياقيهم وهم البدر محمد وإبرهيم ويحيى ومحمد وكمال الدين ومات له ابن من ابنة ابن حجي في ثالث رجب عن ستين وقد خلف أولهم والده وبنو البدر.
"ابن المستأذن" أبو بكر بن يوسف بن أبي الفتح.
"ابن مسدد" إخوة ثلاثة محمد وعبد العزيز وعفيف الدين أحمد.
"ابن المسدي" هو المحب محمد بن أحمد بن محمد بن محمد.
"ابن مسلم" البدر محمد بن عبد الرزاق بن مسلم وابنه التاج محمد.
"ابن المشد" الطولوني محمد بن أحمد بن موسى. "ابن المشرقي" في المشرقي.
"ابن المشعل" حسن بن علي بن حسن بن علي بن سليمان أحد نواب المالكية ممن قطن الشام.
"ابن المصري" محمد بن الخضر وابناه الخضر والبدر محمد وابنا أولهما المحمدان أبو النور وأبو البقاء وابن ثانيهما أبو العز محمد، وابن المصري آخر في الخليل.
"ابن مصطفى" القرماني الحنفي مات سنة ثلاث وثلاثين بالطاعون في القاهرة؛ وآخر شافعي تاجر اسمه عبد القادر. "ابن مصلح" أحمد بن محمد بن يحيى بن مصلح وأخوه علي. "ابن المصلية" علي بن عبد الوهاب بن أبي بكر بن أحمد.
"ابن مطير" علي بن عثمان الحكمي وبنوه أحمد وحسين وعيسى فلعيسى محمد ولمحمد إبرهيم موسى ولإبرهيم أولهما أحمد والطيب العز محمد وموسى وأبو بكر فلأحمد عبد الرحمن وعبد الله وعلي وعمر وأبو بكر وأبو القسم وللطيب أحمد ومحمد وإبرهيم ثم إنه لأبي القسم أحمد وعبد الله وأبو الفتح ولأبي الفتح أبو القسم حي وكثير منهم في الثامنة. "ابن مطيع" محمد بن إبرهيم بن عبد الرحيم.
"ابن المظفر" أحمد الصالح وعبد القادر بن محمد بن أحمد القاضي.
"وابن مظفر" الكازروني" هو محمد بن محمد بن عبد الله بن محمد.
"ابن معالي" محمد بن معالي بن عمر بن عبد العزيز. "ابن معبد" في الدماصي.
"ابن المعتمد" إبرهيم بن محمد بن إبرهيم بن محمد بن علي وأبوه وقريبته سارة.
"ابن المعلي" اسماعيل بن علي بن حسن بن هلال.
"ابن المغربل" عمر وخليل ابنا أبي بكر بن علي بن عبد الحميد بن علي بن عبد المؤمن ولثانيهما الشمس محمد. "ابن المغربي" يحيى بن علي بن أحمد وأكثر ما يقال بالتصغير. "ابن المغربية" عمر بن محمد الغمري.
"ابن المغلي" علي بن محمود بن أبي بكر، والتقي أبو بكر بن الخواجا نور الدين محمود كان قاضي الحنفية وكاتب السر وناظر المرستان كل ذلك ببلده، وأولاده الزين عبد الرحمن بن التقي أبي بكر حنفي هو سبط الجمال بن السابق أحضره إلي للعرض والسماع وولي كتابة سربلده عوضاً عن أبيه في حياته ومات في حياته وكان فاضلاً وشقيقه صلاح الدين إبرهيم قاضي الحنفية ببلده عوضاً عن أبيه بعد موته ولهما ثالث توفي في طاعون سنة إحدى وثمانين. "ابن المغيربي" محمد بن علي بن أحمد بن عبد الواحد.
 ابن المغيزل" الحموي ناصر الدين محمد بن الشهاب محمد بن علي بن الزين محمد بن أحمد وابنه أبو البركات حمد، وابن المغيزل المصري عبد القادر بن حسين بن علي بن عمر. "ابن المفضل" محمد بن عمر بن عبد العزيز وابنه.
"ابن مفلح" الشرف عبد الله والتقي إبرهيم ابنا الشمس محمد بن مفلح بن محمد فأولهما له أكمل الدين محمد والد إبرهيم والد النجم عمر وثانيهما له النظام عمر والصدر أبو بكر فللنظام وللصدر العلاء علي وله ابنان الصدر عبد المنعم و.
"ابن مقبل" محمد مسند حلب بأخرة، وشيخ القراء بحمص هو أبو بكر بن أحمد بن مقبل. "ابن المقري" اسمعيل بن محمد بن أبي بكر.
"ابن المقسي" في المقسي. "ابن مقلاع" الشمس محمد بن مسلم بن مقلاع المصري مات بمكة في رمضان سنة أربع وستين أرخه ابن فهد.
"ابن مكانس" كريم الدين عبد الكريم وفخر الدين عبد الرزاق ابنا عبد الرزاق ابن إبرهيم وابن ثانيهما المجد فضل الله. "ابن مكنون" أحمد بن محمد بن مكنون.
"ابن مكية" النابلسي أحمد بن عبد الرحمن بن عبد الكريم وأبوه.
"ابن الملقن" عمر بن علي بن أحمد وابنه علي وبنوه عبد الرحمن وصالحة وخديجة.
"ابن أبي مليح" محمد بن محمد بن محمد. "ابن المنجا" أسعد.
"ابن منجك" محمد بن إبرهيم بن منجك وابنه إبرهيم.
"ابن منصور" الحلبي محمد بن محمد بن علي بن هاشم. "ابن منقار" يوسف الحلبي.
"ابن منقورة" عبد اللطيف والشرف يعقوب وابن ثانيهما عبد الباسط.
"ابن المنمنم" محمد بن خليل بن إبرهيم بن علي وابنه التقي محمد وابنه عبد القادر.
"ابن المنير" محمد بن خليل بن إبرهيم بن علي.
"ابن مهنا" ناصر الدين محمد وابنه الشهاب أحمد وله أبناء أكبرهم أبو القسم.
"ابن المهندس" محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الرحيم وابنه.
"ابن موسى" عبد الرحمن وعبد السلام الدمياطيان، ابن موسى عبد الله بن أبي الفرج بن موسى بن أبي شاكر وعمه عبد الله بن موسى، والحافظ الجمال محمد بن موسى بن علي المراكشي المكي، والمقري الأمين محمد بن علي بن موسى وأبوه، وبدر الدين محمد بن موسى الماوردي.
"ابن موفق الدين" أحمد بن عبد الله بن إبرهيم وابنه بهاء الدين محمد.
"ابن الموقت" الخليلي الشمس محمد بن أحمد بن عمر بن إبرهيم بن أبي بكر وقريبه عبد الوهاب بن محمد بن إبرهيم وابنه عبد العزيز، وابن الموقت القدسي محمد بن محمد بن أبي بكر. "ابن الموله" محمد بن أحمد بن عثمان بن خالد.
"ابن الميلق" إبرهيم بن أحمد بن أحمد.

حرف النون

"ابن ناجي" القروي المالكي شارح المدونة والرسالة هو أبو القاسم بن عبد الله مات سنة بضع وثلاثين. "ابن الناسخ" محمد الطرابلسي المالكي هو الذي ضرب رقبة ابن عبادة بطرابلس. "ابن ناصر الدين" محمد بن عبد الله بن محمد بن أحمد بن مجاهد. "ابن نبهان" حسن بن محمد بن عمر بن حسن بن نبهان.
"ابن النبيه" نجم الدين محمد بن محمد بن محمد بن محمد بن أحمد بن محمد.
"ابن النجار" مقري هو محمد بن أحمد بن داود، وابن النجار الشافعي أمين الدين محمد بن أحمد بن عيسى بن أحمد والحنبلي أحمد بن وابن النجار القبطي الشمس نصر الله الذي عمل الوزارة وقتاً وابنه تاج الدين.
"ابن النجم" الصوفي محمد بن أحمد بن محمد بن علي.
"ابن النحاس" أحمد بن إبرهيم بن محمد صاحب مصنف الجهاد، وابن النحاس الذي بمكة محمد بن علي بن محمد بن عمر الشافعي وابنه الوجيه عبد الرحمن الحنفي، وابن النحاس الغزي قاضيها محمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن موسى، وابن النحاس الدمشقي الخواجا هو محمد بن أبي بكر بن اسمعيل وابنه عمر، وابن النحاس الشاعر محمد بن محمد بن علي بن أحمد؛ وابن النحاس فاضل تاجر اسمه أحمد بن عبد الرزاق، وابن النحاس ذاك الظالم محمد بن أحمد بن محمد بن خلف أبو الخير.
"ابن نديبة" بنون مضمومة ثم دال مهملة مفتوحة بعدها تحتانية ساكنة ثم موحدة وتاء تأنيث جدي لأمي الشمس محمد بن علي بن عبد الرحمن بن بلال العدوي لكون قريبة لأمه كانت كثيرة الندب؛ وابنه أبو الحسن علي.
"ابن النسخة" أحمد بن محمد بن أحمد.
"ابن نسيبة" مصغر برهان الدين مات في سنة اثنتين وخمسين ومولده في سنة ست وسبعين وسبعمائة، وفخر الدين محمد المقدسي المذكور في حوادث سنة ست وتسعين.
 "ابن النشاشيبي" محمد بن أحمد بن رجب. "ابن النصار" الفقيه محمد.
"ابن نصر الله" اثنان حنبليان قاضيان اسمهما واسم أبيهما أحمد بن نصر الله فأحدهما يلقب موفق الدين واسم جده محمد بن أبي الفتح والآخر محب الدين واسم جده أحمد بن محمد بن عمر، وابن نصر الله الفوي ناظر الخاص اسمه حسن وابنه صلاح الدين محمد وأخواه فخر الدين الناسخ والتاج عبد الوهاب وابن ثانيهما التقي عبد الرحمن.
"ابن النصيبي" الضياء محمد بن عمر بن أبي بكر وابناه أبو بكر وعمر وابن ثانيهما الجلال أبو بكر كان بالقاهرة في سنة ست وتسعين وتردد إلي ومدحني فيها بل قبل ذلك في حياة جده حين كان يقرأ علي ولابن الوردي في بعض بني النصيبي:

إلي آل النصيبي قلـبـي مـائل

 

وحبي لهم في محضري ومغيبي

فبيني وبين القوم نوع تجـانـس

 

إذا طال أصل الورد فهو نصيبي

"ابن النظام" بكسر وتخفيف محمد بن محمد بن أبي بكر.
"ابن النقاش" أبو هريرة عبد الرحمن بن محمد بن علي بن عبد الواحد وابناه أبو أمامة وأبو اليسر محمد و، وابن النقاش الموقت أحمد بن علي بن عبد القادر بن محمد وأبوه هو النقاش. "ابن النقيب" عبد القادر بن علي بن مصلح.
"ابن نقيب الأِشراف" بدمشق العلاء علي بن محمد بن علي بن إبرهيم بن عدنان.
"ابن نور الدين" محمد بن علي بن نور الدين. "ابن النويري" السراج عمر بن محمد قاضي طرابلس. "ابن النيدي" محمد بن عثمان بن عبد الله.

حرف الهاء

"ابن هاشم" محمد بن أحمد بن محمد بن عمر بن محمد بن هاشم وأبوه.
"ابن الهائم" أحمد بن محمد بن عماد بن علي القدسي، والشهاب أحمد بن محمد بن علي بن محمد الشاعر المنصوري.
"ابن هشام" المحب محمد وعبد الرحمن ابنا الجمال عبد الله بن يوسف بن هشام وابن أولهما الجمال عبد الله وابناه المحب محمد وفتح الدين محمد وعمهما الشهاب أحمد أخو الجمال عبد الله لأمه ربما قيل له ابن هشام وابنه عز الدين محمد سبط العز الحنبلي وابنا ثانيهما أحمد وولي الدين محمد وابن ثانيهما المحب محمد.
"ابن الهمام" حمد بن عبد الواحد بن عبد الحميد، وموسى بن محمد بن الهمام المقدسي.
"ابن همام" عبد القادر بن محمد بن همام.
"ابن أبي الهول" سعد الدين أبو البركات ومجد الدين أبو الفضل ابنا موسى ولأولهما خليل وإبرهيم ولخليل بدر الدين محمود ولثانيهما أعني مجد الدين عبد القادر والبدر محمد.
"ابن هلال" التاجر الدمشقي محمد بن محمد بن محمد، وآخر اسمه أيضاً محمد بن محمد بن هلال ينتمي للصوفية بعد تقدمة الوالي بل جمع بينهما.
"ابن الهليس" أبو بكر بن أحمد بن عبد الله.
"ابن الهصيم" التاج عبد الرزاق والمجد عبد الغني والشمس محمد بنو سعد الدين إبرهيم فأولهم جد ناظر الخاص الجمال يوسف وأخيه إبرهيم لأمهما وثانيهم والد أمين الدين إبرهيم.

حرف الواو

"ابن والي الحجر" يونس بن ناصر الدين محمد بن أبي بكر الحلبي حاجب ميسرة بها وزوج جويرية أخت عبد البر بن الشحنة.
"ابن الوجيه" الطرابلسي محمد بن خليل بن محمد؛ وابن الوجيه السكندري في أبي بكر بن أحمد بن وجيه. "ابن وريور" شيخ منية حلفا هو أبو بكر.
"ابن وفا" أحمد ثم علي ابنا محمد بن محمد بن فلأولهما أبو الفضل عبد الرحمن محمد وأبو الفتح محمد أبو المكارم إبرهيم وأبو الفتح محمد وأبو الجود حسن وأبو السيادات يحيى وأبو الطاهر ويحرر أمره ثم إن لأولهم الشمس أبو المراحم محمد ولأبي المراحم المحب أبو الفضل محمد وللمحب أبو المكارم إبرهيم وهو الآن بقية البيت ولعلي ثاني الأصلين المحمدون أبو الطاهر ولد بالقاهرة وأخذ عن أبيه وتكلم بعد وفاته ثم ارتحل إلى اليمن وانقطع خبره وأبو الطيب ولد أيضاً بالقاهرة وتوفي بعد أبيه بثلاثة أيام سنة سبع أبو القسم أخذ عن أبيه وتكلم في درب الحريري بالبند قانيين ومات سنة ثلاث وثلاثين عن خمس وأربعين وكان ذا أحوال صالحة؛ ولهم أخ رابع هو أبو العباس أحمد ما سنة خمس أو ست وعشرين عن ست وثلاثين ولهم أخت اسمها حسناء عمرت ثم أنه لأول المحمدين الثلاثة أبو الفضل محمد.
 ابن أبي الوفا" أبو بكر بن محمد بن علي بن أحمد بن داود وبنوه أحمد وأبو الوفا محمد وأبو الصفا إبرهيم بن علي بن إبرهيم بن يوسف وابناه الكمال محمد الحنفي وسيف الدين أبو بكر الشافعي والكمال أكبرهما والآخر أدينهما.
"ابن وكيل السلطان" عبد الرحمن بن علي بن عبد الرحمن وأولاده أبو الحسن علي والتقي أبو الفضل محمد والجلال أبو الخير محمد.
"ابن ولي الدين" محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن عبد الرحمن.
"ابن وهيب" تصغير وهب أبو بكر بن أحمد بن أبي بكر بن محمد الأدكاوي، ومحمد بن أحمد بن محمد بن عبد الوهاب وهيب البرلسي التاجر.

حرف الياء الأخيرة

"ابن ياسين" محمد ابن أخت الأنصاري وابنه محمد عرض علي.
"ابن يحيى" أخوان شافعيان محمد وأحمد ابنا يحيى بن علي بن محمد وابن ثانيهما أبو النجاح محمد ويعرف بابن رسلان وأخوان حنفيان محمد واسمعيل الشطرنجي ابنا يحيى بن علي.
"ابن أبي يزيد" حافظ الدين محمد وأخوه أحمد.
"ابن يعقوب" المدني الجمال محمد بن الشرف يعقوب بن يحيى بن عبد الله وابنه التاج عبد الوهاب وابنه النجم محمد، والصفدي صهر ابن حامد هو عبد اللطيف بن محمد بن محمد بن يعقوب، والمصري أحد الفضلاء أفضل الدين محمد، والقاهري الشهاب أحمد وبنوه المحب محمد وعبد الرحيم وعبد القادر؛ والبرلسي التاجر أحمد ومحمد ابنا يعقوب بن محمد بن صديق وأبوهما.
"ابن يفتح الله" علي بن محمد بن محمد بن محمد بن عبد الوهاب وابنه أحمد.
"ابن أبي اليمن" علي وعمر ومحمد بنو أبي اليمن محمد بن محمد بن علي وبنو الأول عبد القادر وعبد الحق.
"ابن يوسف" أحد جماعة الشيخونية هو محمد بن إبرهيم بن يوسف.
"ابن يوشع" هو محمد بن محمد.
"ابن يونس" المغربي أحمد.
"ابن ابنة المكي" يحيى بن عبد الله وبنوه يوسف وإبرهيم وفاطمة وعمهم عبد الغني وابن الثالثة البدر محمد بن أحمد بن الفخر بن أبي الفرج.

فصل

"ولد ابن الرقيق" مات في شعبان سنة ستين كما في التبر المسبوك.
"ابن أخي جمال الدين" هو أحمد بن الشمس محمد أخي الجمال الاستادار الذي كان شيخاً بالجمالية وغيرها الحجوبية وباشرها في منزله بالقرب من وكالة قوصون حتى مات وكان مجيداً للتلاوة عشيراً مات في أثناء أيام الظاهر خشقدم وخلف ولداً اسمه ناصر الدين محمد. "ابن أخي الشاعر" محمد بن إبرهيم بن عمر بن يوسف.
"ابن أخت للأشرف قايتباي" مات في ذي القعدة سنة إحدى وثمانين بالطاعون ودفن عند أمه بتربة أخيها.
"ابن أخت الجمال ابن البحشور" محمد بن عبد العزيز الجوجري.
"ابن أخت زوجة الفيسي" وربما قيل له ابن بنت الفيسي علي بن بن اسكندر.
"ابن بنت العاملي" محمد بن محمد بن أحمد بن عبد النور بن محمد ويقال له أيضاً سبط العاملي. "ابن بنت الفيسي" في ابن أخت زوجة الفيسي قريباً.
"ابن بنت الملكي" سعد الدين أبو الفرج عبد الله وابناه يحيى وعبد الغني وابنا أولهما يوسف وإبرهيم والد حسن الظاهري نزيل مكة هو علي بن أحمد بن أبي بكر بن عبد الرحمن مات في سنة ثمان وتسعين بمكة.

فصل

"أخو حذيفة" علي بن أحمد بن علي بن خلف.
"أخو سوار" بن سليمان بن دلغادر التركماني كان أحدب ممن علق في الكلاليب بباب زويلة مع أخيه ولم يلبث أن اجتاز به الدوادار فتوسل إليه بمزيد حيله وخداعه في كفه ووعده فيما قيل بمال جزيل فشفع فيه وتسلمه الوالي وأخذ في مداواته رجاء أن يعيش فما تم يومه حتى مات وذلك بعد أخيه بيوم في يوم الثلاثاء تاسع عشر ربيع الأول سنة سبع وسبعين.
"أخو الشريف علي الكردي" في محمد بن محمود بن محمد بن أبي بكر.
"أخو الشيخ منصور الكرماني" مات في رجب سنة ثمان وستين بمكة أرخه ابن فهد.
"أخو الصلاح خليل" بن أحمد بن عيسى القيمري الخليلي مات في سنة ثلاث وتسعين.
"أخو عبد القادر بن شعبان" هو محمد بن علي بن شعبان.
"أخو النور بن قريبة المحلي" هو.
"أخو القزويني نقيب الحنفي" مات في سنة إحدى أرخه شيخنا في أنبائه.

فصل

"عبد السخاوي" مات في ربيع الأول سنة إحدى وستين بمكة أرخه ابن فهد.
"صديق ابن الطياري" وربما يقال له صبيه عبد الغني بن أحمد.

فصل

"نائب لحماة" منفصل عنها مات في جمادى الأولى سنة تسع وسبعين.
 نائب الطرابلسي" افتات ابن قرمان بجعله فيها قتل في أول سنة إحدى وستين.
"رجل أعجمي" طلع إلى الظاهر برقوق في مجلس حكمه فجلس بجانبه ثم مديده فقبض على لحيته وسبه سباً قبيحاً فبادر إليه رؤوس النوب وأقاموه ومروا به وهو مستمر في السب إلى أن سلم للوالي فنزل به فضربه أياماً حتى مات وذلك في ربيع الأول سنة إحدى.
"انتهى الجزء الحادي عشر، ويتلوه الثاني عشر أوله: معجم النساء"

بسم الله الرحمن الرحيم

كتاب معجم النساء

حرف الهمزة

"آسية" ابنة جار اللّه بن صالح بن أبي المنصور أحمد بن عبد الكريم بن أبي المعالي يحيى بن عبد الرحمن بن علي بن الحسين بن علي أم عبد اللّه وأم محمد ابنة المسند الجلال الشيباني الطبراني الأصل المكي الحنفي والدها الماضي. ولدت في رجب سنة ست وتسعين وسبعمائة بمكة وأجاز لها في التي تليها فما بعدها خلق منهم محمد بن محمد بم محمد السخاوي وسعد بن يوسف النووي ومحمد السخاوي وسعد بن يوسف النووي ومحمد بن أبي بكر ابن سليمان البكري وعائشة ابنة ابن عبد الهادي وابن صديق والعراقي والهيثمي بل سمعت علي أبي علي أبي الحسن بن سلامة، وتزوجها أبو البقاء بن الضيا فأولدها عدة منهم أبو النجا محمد ومات عنها فتأيمت بعده، أجازت لنا وماتت في جمادى الأولى سنة ثلاث وسبعين بمكة.
"آسية" ابنة الملك المؤيد شيخ وأم يحيى بن الأمير يشبك الفقيه، تزوجها أبوه وهو من موالى أبيها بعد موته وكان لالتها فيما بلني وحجت معه ومع يره ولم يرتض أمرها ففارقها وتزوجت بمن لا يناسب مقامها، وعمرت حتى كف بصرها وضعف شأنها سيما بعد موت ولدها، واستمرت كذلك حتى ماتت في أواخر شوال سنة إحدى وتسعين ودفنت بمدرسة أبيها وقد جازت السبعين مات أبوها وقد زادت على أربع سنين.
"آسية" ابنة صالح بن أبي المنصور أحمد بن عبد الكريم بن أبي المعالي الشيباني الطبراني قريبة الماضية، تزوجها الشمس محمد بن عبد اللّه بن أحمد الأستجى فأولدها فاطمة وأم هاني، ويحرر إن كانت من شرطنا.
"آسية" ابنة عبد الرحمن بن محمد بن أبي بكر الهرساني، تأتي في مريم.
"آسية" ابنة عبد الملك بن عبد اللطيف بن الجيعان أخت عبد اللطيف ومحمد.
ولدت في صفر سنة خمس وثلاثين وتعلمت الكتابة وقرأت عقيدة الغزالي، وتزوجت عبد الباسط بن كاتب اقباي واستولدها الأمين أبا سعيد محمداً وازدان زوج يونس بن جقمق الحاجب الحنفي أحد من يشتغل، وحجت آسية غير مرة.
"آسية" ابنة الناصر فرج بن الظاهر برقوق؛ ماتت عزباء في أوائل ذي الحجة سنة أربع وستين وهي في عشر الستين.
"آسية" ابنة محمد بن ابراهيم الدمشقية أخت ابرهيم الماضي ويعرف كسلفه بابن المعتمد، ولدت سنة اثنتين وخمسين وسمعت معنا بدمشق مع أخيها على جدتها ست القضاة ابنة ابن زريق وتزوجها ابن التركماني فمات عنها ثم آخر ثم ابن عم لابن البانياسي شيخ زاوية ابن داود وهي الآن في سنة ست وتسعين باقية وكان لها أخت ماتت تحت الشاب بن اللبودي.
"آسية" ابنة محمد بن أحمد بن عبد الله بن عبد الرحمن بن عبد القادر الدفري الماضي أخوها وأبوهما، ولدت سنة سبع عشرين وتوفي أبوها قبل استكمالاً سنة وتزوجها صاحبنا البهاء المشهدي بكراً فأولدها كل أولاده ولم يتخلف بعده من ذكورهم سوى الفاضل بدر الدين محمد الماضي، وحجت وجاورت وأجاز لها جماعة وهي خيرة.
"آمنة" ابنة إبراهيم بن علبك المدينة أخت أبي الفتح الماضي وأم محمد بن أحمد بن محمد بن محمد الرئيس، ماتت في ليلة الأربعاء سلخ سنة سبع وستين.
"آمنة" ابنة إبراهيم بن الزيادية ثم القاهرية زوج الشيخ نور الدين الزيادي أم أولاده، ماتت في ذي الحجة سنة أربع وتسعين.
"آمنة" ابنة شيخنا الشهاب أبي الفضل أحمد بن علي بن محمد بن محمد ابن حجر، ولدتا في رجب سنة خمس وثلاثين بقاعة البيبرسية، أمها عتيقة النظام يحيى السيرامي، وأجاز لها خلق وكذا أجاز لها حسين البوصيري في سنة ست وثلاثين ولم تلبث أن ماتت وهي في الثانية في شوالها في غيبة أبيا مع السلطان سنة آمد.
 آمنة" ابنة الصدر أحمد بن البدر محمد بن زيد البعلية خالة قاضي الحنابلة ببعلبك، سمعت في جمادى الثانية سنة خمس وتسعين وسبعمائة على أبي الفرج عبد الرحمن بن محمد بن الزعبوب بعض صحيح البخاري قال أنا الحجار وأجازت لنا، وكانت أصيلة خيرة، ماتت بعيد الستين تقريباً رحمها اللّه.
"آمنة" ابنة اسمعيل بن علي بن الحسن بن سعيد القلقشندي المقدسي ماتت سنة اثنتين.
"آمنة" ابنة اسمعيل الخازن تأتي في المبهمات وأنه تزوجها جماعة منهم الولوي الأسيوطي وأبو الفضل خطيب مكة، وأظنها المدعوة ستيتة فإن تكن هي فقد ماتت في يوم الجمعة منتصف جمادى الأولى سنة خمس وسبعين.
"آمنة" ابنة أبي بكر بن عبد الله بن ظهيرة بن أحمد بن عطية بن ظهيرة القرشي أمها زبيدية، أجاز لها في سنة ست وثلاثين جماعة.
"آمنة" ابنة الخواجا البدر حسن بن محمد الطاهر، تزوجها الجمال محمد بن مهدي، وماتت معه في شعبان سنة ثمان وستين بمكة، أرخها ابن فهد.
"آمنة" ابنة القاضي كريم الدين بن عبد الكريم بن أحمد بن عبد العزيز اللخمي أخت أنس زوج شيخنا، كانت سمراء تشب أبناء الاماء وهي زوج ابن مطيع، ماتت في ليلة السبت مستهل ذي القعدة سنة خمس وستين عن نيف وتسعين سنة ودفنت بالصوفية ممتعة بحواسا بل كانت أصح اخوتها بدناً.
"آمنة" ابنة علي بن أبي بكر البويطي القاهري كاتب العليق أبوها وأخت المحمدين كريم الدين شقيقها وشمس الدين لأبيها ووالدة البدر محمد بن محمد السعدي الماضين، ماتت في ليلة الجمعة حادي عشر ذي القعدة سنة ثمانين عن ستين سنة وصلى عليها من الغد بعد صلاة الجمعة في جامع الحاكم في مشهد جليل جميل، ثم دفنت بحوش سعيد السعداء عند أمها وكانت قد حجت وزارت بيت المقدس، وتزوجت عدة أزواج منهم المعين الطرابلسي الحنفي ولم تكن محظوظة في ذلك مع رياستها وقنعها واتقانها مع كونها تقرأ وتكتب عوضها اللّه الجنة.
"آمنة" وتدعى مكية ابنة عيسى بن محمد الشامي المكي وتعرف بابنة القوصي.
ماتت في شعبان سنة ثلاث وستين بمكة. أرخها ابن فهد.
"آمنة" ابنة شيخنا الشمس محمد بن عبد اللّه بن محمد بن ابرهيم الرشيدي القاهري أخت يحيى وزوج الزين عبد الغني الماضيين، أجاز لها أبو هريرة ابن الذهبي وأبو الخير بن العلائي وآخرون في استدعاء مؤرخ بسنة ثمان وتسعين؛ وحدثت باليسير أخذ عنها بعض الطلبة أجازت لي، وكانت أصيلة خيرة. ماتت في أحد الربيعين سنة سبع وستين رحمها اللّه.
"آمنة" ابنة الشمس محمد بن علي بن محمد بن عبد الرحمن بن بلال العدوي القاهري المالكي والدتي الماضي أبوها وأخوها أبو الحسن علي، ولدت قريباً من سنة عشر وثمانمائة بالقاهرة ونشأت في كنف أبويا فزوجها أبوها بابن فقيه الفخر عثمان القمني وكان فاضلاً خيراً فلم يلبث أن مات وتزوجها الوالد واستولدها عدة أولاد منهم كاتبه ثم عبد القادر ثم أبو بكر لطف اللّه بهم؛ وحجت معي غير مرة وجاورت بالحرمين مدة وشملتها إجازة غير واحد من المعتبرين بل سمعت على شيخنا وغيره، وفيها معروف وشفقة سيما على ذوي رحمها ومحافظة على الصلوات والصوم مع صفاء وسرعة بادرة؛ ومات كل من الأخوين في غيبتها معي فصبرت عوضنا اللّه إياها خيراً ثم عادت معي إلى مكة فحجت ودامت حتى ماتت في ليلة الخميس سادس عشر رمضان سنة سبع وتسعين شهيدة بالبطن والغربة بعد تعلل وصلى عليها عند باب الكعبة ثم دفنت يوم الخميس بالمعلاة مجاورة لقبور الأسياد صفى الدين وعفيف الدين وذويهما وللتقي بن فهد وذويه فكانت بقبرها ليلة الجمعة رحمها اللّه وعوضها الجنة وجزاها عنى خيراً.
"آمنة" ابنة موسى بن أحمد بن أبي القسم أم عبد اللّه ابنة الشرف بن الشهاب الدمهوجية الأصل القاهرية المولد المحلية أخت محمد وزوج الشيخ محمد الطريني الماضين ويعرف أبوها كان بابن شاهد برقوق، ولدت قبل التسعين وذكرت أنها سمعت على الشمس البرشنسي وغيره وما وقفت على ذلك لكن قد أجاز لها البهاء عبد اللّه بن أبي بكر بن محمد القرشي الدماميني، أجازت لنا وكانت أصيلة خيرة ماتت بعد الستين رحمها اللّه.
 آمنة" ابنة ناصر الدين أبي الفتح نصر اللّه بن أحمد بن محمد بن أبي الفتح ابن هاشم بن اسماعيل بن ابراهيم بن نصر اللّه بن أحمد الكنانية العسقلانية القاهرية الحنبلية عمة العز أحمد بن إبراهيم الماضي، ولدت تقربياً سنة سبعين وسبعمائة، وأجاز لها في استدعاء مؤرخ بسنة ثلاث وتسعين جماعة منهم أبو بكر بن محمد بن الزكي عبد الرحمن المزي ومحمد بن محمد بن داود بن حمزة وابرهيم ابن أبي بكر بن السلار والشهاب أحمد بن أبي بكر بن أحمد بن عبد الهادي، وحدثت باليسير قرأت عليها بعض الأجزاء وكانت أصيلة جليلة. ماتت في رمضان سنة ثلاث وخمسين رحمها اللّه وإيانا.
"آمنة" ابنة زوج الشمس بن الأهناسي وأم بنيه العلاء الوزير واخوته.
عمرت وماتت في ليلة عاشر رجب سنة ثمان وثمانين وصلى عليها من الغد ودفنت بمدرسة ولدها العلاء في سوق الدريس ظاهر باب النصر.
"أبرك" السنين المولدة مولاة أهلي ملكتها بعد اثنتين وسبعين ومعها ولد فاستمرت في خدمتنا وجاورت معنا بعد الثمانين بمكة والمدينة ثم ماتت في مجاورتنا التي تليها آخر يوم الأحد سادس عشري ذي الحجة سنة ثلاث وتسعين وصلى عليها عقب صبح يوم الاثنين عند باب الكعبة ثم دفنت بالمعلاة خلف قبور بني ابن فهد وشهدها الحنبلي وابن فهد ومعمر والعراقي وابنه وابن أخيه والجمالان الكرماني وابن الرضى وموسى الطاهري والسيد مرشد وخلق عوضها اللّه وإيانا الجنة فقد كانت ضابطة لبيتنا قانعة صلفية رحمها اللّه وغفر لها.
"أردابي" الجركسية زوج تمراز القرمشي أمير سلاح، ماتت بعده بيسير بالطاعون في صفر سنة ثلاث وخمسين.
"أرطو" زوج الظاهر برقوق، ماتت في رجب سنة تسع.
"أزدان" رومية استولدها عد الرحيم ن الحاجب ولده عبد اللّه ومات عنها فتزوجها ابن أخيه الناصري محمد بن عمر ثم بعده أبو الخير الفيومي وأتلف على بيت الحاجب بسببها شيئاً كثيراً وكان ابتداء ضرر كبير.
"أسماء" ابنة أحمد بن اسمعيل بن عمر بن كثير بن ضوء بن كثير بن ضوء ابن درع أم عد اللّه ابنة الشهاب بن الحافظ العماد القرشي البصروي الدمشقي المزي؛ أحضرت في الخامسة على ابنة عم والدها ست القضاة ابنة عبد الوهاب بن كثير ولقيتها بدمشق فأجازت لنا وهي من بيت علم ورواية ماتت بعد الستين.
"أسماء" ابنة الشهاب أحمد بن الشيخ خلف بن حسن الطوخية الأصل القاهرية ابنة أخي عمر الماضي ماتت بعد أن أقعدت وافتقرت في صفر سنة ثمانين عن نحو الثمانين فإنها وصفت في سنة ثمانمائة بالمرضع، وكانت خيرة حجت وتعبدت ولا أستبعد أن تكون شملت بأجايز فبيتها مشهور رحمها اللّه.
"أسماء" ابنة أحمد بن محمد بن عثمان الحليبي ثم الصالحي؛ ولدت بعد العشرين وسبعمائة وأسمعت على الحجار وغيره قال شيخنا في معجمه قرأت عليها وماتت في المحرم سنة أربع، وتبعه المقريزي في عقوده.
"أسماء" ابنة أبي بكر بن الحسين بن عمر بن محمد بن يونس أم الهنا ابنة الزين القرشي العثماني المراغي المدني الماضي أبوها واخوتها سمعت في سنة سبع وستين وسبعمائة من العز بن جماعة جزءه الكبير تخريجه لنفسه والبردة والشقراطسية وختم الشفا وأجاز لها ابن هبل وابن أميلة والصلاح بن أبي عمر والكمال بن حبيب وأخروه الحسين وآخرون وحدثت سمع منها الفضلاء آخذ عنها التقى بن فهد وماتت في.
"أسماء" ابنة عبد اللّه بن محمد وفي موضع بدله حسن بن أبي بكر الكاتبة أم الحسن ابنة الجمال المهراني الدمشقي الحنفي والدة حسن الماضي. أسمعت في سنة أربع وتسعين على الكمال محمد بن محمد بن نصر الله بن النحاس والشهاب أحمد بن عبد الغالب بن محمد الماكسيني رواية الآباء عن الأبناء للخطيب بفوت وأجاز لها في استدعاء مؤرخ بذي القعدة سنة تسع وثمانين ستة وعشرون شيخاً من رسلان الذهبي وأبو بكر بن محمد المزي ومحمد بن أحمد بن عبد الرحمن بن خطيب المزة ومحمد بن محمد بن داوود بن حمزة ومحمد بن محمد بن محمد بن عبد الله بن عمر بن عوض خرج لها الشهاب بن اللبودي مشيخة ماتت قبل إكمالها والخيضري عن ثمانية عشر من شيوخها ثلاثين حديثاً وحدثت هذا وبرواية الآباء غير مرة لقيتها بدمشق فقرأت عليها بعضه، وكانت صالحة خيرة كاتبة انفردت بجماعة وماتت في صفر سنة سبع وستين بدمشق ودفنت بمقبرة باب توما بالقرب من تربة الشيخ رسلان رحمها اللّه.
 أسماء" ابنة محمد بن اسمعيل بن علي بن الحسن بن علي بن اسمعيل بن علي ابن صالح بن سعيد أم عبد اللّه ابنة الشمس القلقشندي المقدسي أخت التقى أي بكر الماضي، ولدت في سلخ ربيع الآخر تسع وسبعين وسبعمائة وأسمعت على أبي بكر الخير بن العلائي نسخة أبي مسهر وغيرها وأجاز لها الغياث العاقولي والصدر المناوي وآخرون وحدثت قرأت عليها حديثا بصوت مرتفع جداً لثقل سماعها، وكانت خيرة أصيلة. ماتت بين سنة خمس وسبع وستين رحمها اللّه وإيانا.
"أصيلة" المولدة أم عمر ابنة شيخة المغاني بمكة، ماتت ا في جمادى الثانية سنة اثنتين وتسعين.
"أصيل" ابنة المجد سالم بن عبد الوهاب الأحمدية ابنة خليفة المقام وسبطة الخواجا ابن الزمن. ماتت بمكة في جمادى الأولى سنة اثنتين وتسعين.
"أطلس" ابنة الخواجا نور الدين علي بن البلبيسي سبطة النور الرشيدي تزوجها النور علي بن الشمس محمد بن الضيا فأولدها الكمال محمداً وغيره ثم بعد موته اتصلت بالنور البوشي عالم الخانكاه واستولدها ابنة تزوجها بعد موت البقاعي وغيرها وبعد موت البوشي تزوجها القاضي شمس الدين الونائي واستولدها وماتت معه فجأة في المحرم سنة أربع وثمانين وكانت خيرة مذكورة بالجمال رحمها اللّه.
"إقلميم شاه" ابنة القاضي بمصر والشام الشمس محمد بن محمد بن عثمان بن محمد بن أحمد بن محمد بن أبي بكر بن عيسى الاخنائي الدمشقي الشافعي المتوفى كما مضى في سنة ست عشرة، تزوجت بأمير المؤمنين المعتضد داود ومات عنها فتزوجها أخوه المستنجد يوسف وفارقها فتوجهت لدمشق. وماتت سنة بضع وستين.
"إقليم" شيخة العوالم ماتت بمكة في شعبان سنة إحدى وستين أرخها ابن فهد وخلفها في حرفتها فاطمة ابنة أحمد السلاوية الآتية.
"ألف" ابنة القاضي علم الدين صالح بن عمر بن رسلان البلقيني شقيقة فتح الدين محمد وأخت الصلاح المكيني لأمه، تزوجا عبد القادر بن الأحمدي ثم عبد القادر بن الرسام الحموي واستولدها تقي الدين عبد الكافي ثم أمير المؤمنين المستنجد باللّه يوسف واستولدها ابنة ثم فارقها واتصلت بابن عمها البدر أبي السعادات بعد موت زوجته أختها وأقبلت حينئذ على الخير وقررت في مدرسة جدها عند قبره وأبيها قراء في كل يوم وقامت أمر المدرسة وبتفقد الأمراء والأرامل وتزايد ذلك بعد موت ولدها المشار إليه حتى صارت فريدة في أقرائها وأمثالها ورتبت قراء يقرءون عندها الحديث والتفسير وتردد إليها في ذلك ابرهيم الحموي وعقد الميعاد عندها والفخر الديمي ويآس البلبيسي وابن خليل الحسيني وآخرون ممن يليهم، وحجت غير مرة وجاورت ومات زوجها فورثته ثم مات ابنتها ست الخلفاء فتزايد اقبالها على الخيرات بل أقرضت البدر ابن أخيها مبلغاً كبيراً بذله في الوظائف بعد موت أبيها هذا كله والضعف ملازمها مع طرف فالج ولا أحمد كثيراً من تصرفاتها خصوصاً فيما يتعلق بالإيتام وقد مات بنور ولدها وانقطع نسله واللّه يحسن عاقبتها.
"ألف" ابنة عبد الرحيم بن الناصري محمد بن الجمال عبد اللّهّ بن بكتمر الحاجب. تزوجها العلم الاخنائي ثم ناصر الدين النبراوي ومات كل منهما عنها ثم ابن عمها الناصري محمد بن عمر ثم ناصر الدين الاخميمي ثم أبو الحسن المسلمي وماتت تحته وأثرى منها.
"ألف" ابنة عبد اللّه بن علي بن محمد بن علي بن عبد اللّه بن أبي الفتح بن هاشم بن اسماعيل بن ابرهيم بن نصر اللّه بن أحمد أم أبي سهل ابنة الجمال بن العلاء الكناني العسقلاني الأصل القاهري الحنبلي أخت أحمد الماضي، ولدت تقريباً سنة اثنتين وثمانمائة ونشأت في خير وصيانة وأسمعت على أبيها وغيره وأجاز لها جماعة وتزوجت بابن عم لها عمار وأنجب ولده أبا سهل منها، وحجت مع ولدا مرتين جاورت في الثانية منهما بعض سنة وكذا زارت معه بيت المقدس؛ وحدثت سمع منها الفضلاء قرأت عليها ثلاثيات مسند أحمد. وكانت خيرة متعبدة.
ماتت في ربيع الثاني سنة تسع وسبعين ودفنت جوار قبر زوجها وقبر ابن عمتها العز الكناني بحوش قريب تربة كوكاي رحمها اللّه ويانا.
 ألف" ابنة العلاء علي بن التاج محمد بن القاضي جلال الدين عبد الرحمن البلقيني شقيقة عبد الرحمن محمد الماضيين، وأمهم حبشية فتاة أبيهم. ماتت في المحرم سنة ثمان وسبعين وصلى عليها بجامع الحاكم ثم دفنت بمدرستهم وكان قد تزوجها الشريف السراج عبد اللطيف قاضي الحنابلة بمكة وأقامت بها تحته وقد زاحمت الخمسين رحمها اللهّ وعفا عنه.
"ألف" ابنة الولوي محمد بن أحمد بن يوسف بن حجاج السفطي أخت أحمد وخديجة تزوجها ابن الاخلاطي وكذا المحب بن الشحنة فولدت له عبد البر وإخوته وكانت معه ببلدة ثم بالقاهرة وغيرها وحجت معه واستمرت تحته حتى مات وسافرت حينئذ مع ابنتها جويرية إلى حلب ثم عادت وماتت القاهرة في جمادى الثانية سنة ثلاث وتسعين.
"ألف" ابنة محمد القرماني المكية أخت النجم محمد بن النجم بن ظهيرة لأمه أمهما سعدانة ابنة داود الكيلاني ووالدة الجمال عبد اللّه بن عبد الرءوف بن عبد اللّه بن ظهيرة. ولدت بمكة ونشأت بها وتزوجت عدة وماتت أيما بدمشق في سنة سبع وتسعين ودفنت بالقرب من السيد بلال بجانب قبر ابنتها وكان توجهها من مكة بحراً إلى الطور ثم إلى القاهرة ثم لدمشق معها فماتت إلا ابنة أو لا ثم الأم وتركت ولدها المشار إليه وأخاه منها فقط محمدا.
"أمة الجبار" ابنة الشيخ نور الدين علي بن الشيخ مصاح من ذرية أبي الحسن اللامي أم الزين عد الرحيم الأناسي الماضي وأبوها وأخوها. ماتت في المحرم سنة خمس وثمانين وصلى عليها على باب ضريح الشيخ شهاب خارج باب الشعرية في مشهد صالح ودفنت بالمكان المذكور وقد زادت على الثمانين فقد كانت بالغة عند وفاة أبيها سنة ثلاث عشرة وتزوجت بعد أبي ولدها بشمس الدين ابن الشيخ الجوهري حين تقلله وفارقها قبل تموله ونعمت المرأة رحمها اللّه وإيانا.
"أمة الخالق" ابنة الزين عبد اللطيف بن صدقة بن عوض العقبي ثم القاهري شقيقة عبد الكريم وأخت محمد لأبيه الماضيين. أحضرت في الرابعة سنة ست عشرة على الجمال الحنبلي بعض فوائد تمام وقطعة كبيرة من سيرة ابن هشام ومن مسند أحمد بل سمعت عليه في الغيلانيات وغيرها. وأجاز لها عائشة ابنة ابن عبد الهادي وآخرون وأثبتها شيخنا رضوان. أجازت لنا وكانت صالحة كاتبة فاضلة مديمة للتلاوة في المصحف بل حفظت بعضه وبعض المنهاج الفرعي وجميع ألفية ابن مالك وغير ذلك؛ وحجت ومات زوجها الشرف الديسطي في طاعون سنة ثلاث وثلاثين فلم تتزوج بعده وأقامت بتربة الزمام حتى.
"أمة الخالق" ابنة الشيخ الصالح الشمس محمد بن يوسف الخزرجي الأنبابي ابنة أخي المجد إسماعيل الأنبابي نزيلة انبابة من بولاق من بيت صلاح وخير أجاز لها جماعة منهم عائشة ابنة ابن عبد الهادي، أجازت لنا وماتت قريباً من سنة خمسين وقال البقاعي سنة تسع وأربعين ظناً، وفي ظني تأخرها عنها.
أمة العزيز" ابنة الزين عبد الرحمن بن سليمان بن داود أم الصفا المنهلي القاهري شقيقة محمد الماضي. أسمعها أبوها البخاري على الشهاب الشاوي وبعضه على عبد الصمد الهرساني وتزوجها الشهاب أحمد بن ناصر بن أصيل فلم يحمد أمرها معه. "أمة العزيز" ابنة محمد بن إسماعيل ابن الشيخ يوسف الأنبابي كذا في معجمي، وأظنها أمة الخالق الماضية قريباً فيحرر.
"أمة العزيز" ابنة محمد بن محمد بن محمد بن أحمد بن ابرهيم الطبري في علما.
"أمة القاهر" ابنة الرضى قاسم بن محمد بن عمر بن إلياس بن الرشيد البعلية.
ولدت سنة سبع عشرة وسمعت على القطب موسى بن أبي عبد اللّه اليونيني مشيخته والجزء الثاني من جامع معمر بفوت ورقة والجزء الثاني من حديث مالك لاسماعيل القاضي وجزء ظريف الحيري. ذكرها شيخنا في معجمه فقال تلفظت لي بالإجازة باستدعاء الاقفهسي وماتت على رأس القرن.
"أمة الكريم" ابنة السراج عمر بن محمد بن علي بن محمد بن ابرهيم الجعبري الخليلي عمة خليل الجعبري وتسمى فاطمة كتب عنها في استدعاء في سنة تسعين.
 أمة اللطيف" ابنة الإمام الشمس محمد بن محمد بن أحمد بن المحب عبد اللّه ابن أحمد بن محمد بن ابرهيم بن أحمد السعدي المقدسي الأصل الصالحي أخت الشمس محمد الماضي ووالدة الشهاب أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن سليمان بن حمزة المعروف بابن زريق ويعرف أبوها بابن المحب سمعت من والدها في سنة سبع وثمانين الدعاء للمحاملي ومن محمد بن الرشيد عبد الرحمن المقدسي وأجاز لها أبو الهول والمحب الصامت وناصر الدين بن داود والكمال بن النحاس وغيرهم وحدثت وكانت خيرة أصيلة ماتت في جمادى الآخرة سنة أربعين ودفنت بالروضة بسفح قاسيون القرب من الشيخ الموفق رحمهم اللّه وإيانا.
"أمة اللّه" ابنة العلاء علي بن الشهاب أحمد بن الكردي البعلية. سمعت الصحيح بأفوات على أبي الفرج بن الزعبوب أنا الحجار؛ ولقيتها ببعلبك قريب الستين فأجازت لنا وماتت بعد.
"أمة اللّه" ابنة الشمس محمد بن حسن الشاذلي الحنفي زوج ابن كتيلة وأم ولده أبي الغيث ماتت قبل زوجها بنحو عشرين يوماً في ربيع الأول سنة سبع وثمانين عن سن عالية وكانت خيرة رحمها اللّه.
"أمة الواحد" ابنة العلاء علي بن عمر بن علي العطار. سمعت في الأولى سنة خمس وخمسين وسبعمائة على بشر بن ابرهيم العلي فضائل شعبان للكتاني لقيها الموفق الأبي ابن موسى الحافظ في سنة خمس عشرة فأخذ عنها بعضه وأجازت له ولآخرين.
"أنس" ابنة عبد الكريم بن أحمد عبد العزيز بن عبد الكريم بن أبي طالب بن علي بن سيدهم أم الكرم ابنة الكريمي اللخمي النستراوي الأصل القاهري أخت آمنة الماضية قريباً وزوج شيخنا ويعرف أبوها بابن عبد العزيز وأمها هي سارة ابنة ناصر الدين محمد بن أنس ابنة منكوتمر نائب السلطنة وصاحب المدرسة والقاعة المتجاورتين بداخل باب القنيطرة. ولدت تقريباً سنة ثمانين وسبعمائة لأن والدها وصفها في وصيته المؤرخة بسنة تسعين بالعشارية وأسمعها زوجها من شيخه العراقي المسلسل وكذا من الشرف بن الكويك مع ختم صحيح البخاري وأجاز لها أبو هريرة ابن الذهبي وأبو العلائي وخلق، وحجت صحبة زوجها ثم بمفردها في حياته وجاورت حينئذ وحدثت بحضور شيخنا وبعده قرأ عليها الفضلاء وكانت تحتفل بذلك وتكرم الجماعة غالباً وخرجت لها أربعين حديثاً عن أربعين شيخاً قرأتها عليها بحضوره أيضاً وحملت عنها أشياء، وكانت رئيسية دينة كريمة راغبة في الخير مجابة الدعاء ويقال إنها رأت ليلة القدر. ولم تتزوج غير شيخنا. ماتت في ربيع الأول سنة سبع وستين وصلى عليها بجامع المارداني ودفنت بتربة سلفها بالقرب من الجامع عند أولادها. وقد أطلت ترجمتها في الجواهر رحمها اللّه وإيانا.
"انعام الجليل" ابنة الشهاب أحمد بن تمرية تزوجها عبد القادر بن أصيل الدين بن النقيب بدر الدين الرومي وخلفه عليها البرهان الدميري فاستولدها ولدها يحيى وعرض وتزوج ابنة الشيخ الجوهري وورثها.
"أي ملك" ابنة ابرهيم بن خليل بن عبد اللّه بن محمود بن يوسف بن تمام أم الخير ابنة البرهان البعلي ثم الدمشقي أخت الجمال عبد اللّه الحافظ وعائشة وتعرف بابنة الشرائحي سمعت بأفادة أخيها ومعه الكثير من ابن أميلة ومن بعده بحيث سمعت مع شيخنا ومن مسموعها من المحب الصامت والجمال يوسف بن محمد بن الصير في المسلسل ومن يوسف بن الحبال جزء المناديلي مع ما بآخره وأجاز لها ابن الجوخي وابن السيرجي وأحمد بن عبد الكريم البعلي وابن الهبل وابن قواليح والصلاح بن أبي عمر وزينب ابنة قاسم وآخرون وحدثت سمع أخيها وبمفردها سمع منها الفضلاء كالحافظ ابن موسى ومعه الأبي وكذا سمع منها شيخنا كما ذكره في أبنائه وأرخ وفاتها فيه في ربيع الآخر وأرخها غيره في جمادى الأولى سنة خمس عشرة.
"أي ملك" ابنة ابرهيم بن خليل بن عبد اللّه ذكرها شيخنا في معجمه وقال هي عائشة وهو سهو بل هما أختان.

حرف الباء الموحدة

باي خاتون" ابنة علي بن محمد بن عبد البر بن يحيى بن علي بن تمام بن يوسف ابن موسى بن تمام بن حامد بن يحيى بن عمر بن عثمان بن علي بن نشوان بن سوار بن سليم أم عبد الرحمن ابنة العلاء أبي الحسن بن الهباء أبي البقاء الأنصاري الخزرجي السبكي الأصل الدمشقية ثم القاهرية الماضي أبوها. ولدت في حدود سنة خمس وسبعين وسبعمائة ظناً واستمعت على التقى أبي بكر بن محمد بن عبد الرحمن المزي والكمال بن النحاس والشهاب أحمد بن عبد الغالب الماكسيني وعائشة ابنة أبي بكر بن قواليح وجماعة، وأجاز لها أبو العباس بن العز وناصر الدين بن داود ابن حمزة وآخرون، وحدثت بالشام ومصر، وكان مسكنها في الشام بقرب دار الطعم ثم نقلها الظاهر جقمق إلى القاهرة لاعتنائه بها وسكنت بحكر المرسينة من قناطر السباع؛ وكانت خيرة من بيت علم ورياسة وحشمة محبة في الحديث وأهله لا تمل من الأسماع مع إكرامهم واحترامهم حملت عنها الكثير، وماتت في جمادى الثانية سنة أربع وستين بعد مرض طويل بحيث قيل أنها اختلطت ولم يتحرر لي ذلك رحمها اللّه وإيانا.
"بدرية" ابنة الأشرف اينال سبطة ابن خاص بك وشقيقة المؤيد أحمد وفاطمة الآتية وصاحبة الترجمة هي الكبرى، تزوجها مملوك أبيها قبل سلطنته وحجت معه غير مرة واستولدها محمداً وأحمد وابراهيم وابنتين إحداهما سعد الملوك تحث تنبك قرا والثانية تزوجها برسباي البجاسي ثم سودون المنصوري ثم قبردي الاشرفي وتأيمت على ولدها منه واتصلت أمهم بعد أبيهم بقراجا الطويل نائب حماة، وماتت في ليلة الأحد ثامن شعبان سنة تسع وسبعين بمنزلهم من بولاق فحملت بعد أن غسلت هناك إلى الجزيرة الوسطى ثم إلى سبيل المؤمنين فصلى عليها بحضرة السلطان ثم دفنت بتربة أبيها، وتذكر بكرم بالنسبة لأبيها واخوتها ويقال إنها كانت ساخطة على أكبر أولادها.
"بدور" بضم الموحدة ابنة عبد اللّه أم أحمد المريسية - بفتح الميم - مستولدة الوجيه عبد الرحمن بن أبي الخير محمد بن فهد الهاشمي وأم خديجة ابنته؛ أجاز لها في سنة ثمان وثمانمائة فما بعدها جماعة منهم عائشة ابنة عبد الهادي والمجد اللغوي والزين المراغي والجمال بن ظهيرة بل سمعت على أبي الحسن بن سلامة جزء القزاز أجازت لنا وخلف سيدها بعد موته في سنة ثلاث وتسعين وسبعمائة عليها عتيق عمه العماد يحيى بن محمد بن فهد وهو الافتخار ياقوت بن عبد اللّه الحبشي فأولدها ومات عنها وتأيمت بعده، وماتت فجأة في شوال سنة خمسين بمكة وهي جدة صاحبنا النجم بن فهد لأمه.
"بدور" أم فضيل الطبرية، هي نعمة اللّه ابنة المحب محمد بن محمد بن محمد تأتي.
"بديعة" ابنة السيد نور الدين أحمد بن الصفي عبد الرحمن الايجى الماضي أبوها وحدها وهي سبطة المولى سعد الدين سعد بن نظام الكازروني الماضي. ولدت سنة خمس وأربعين وثمانمائة وتعلمت الكتابة وتزوجت بابن عمتها السيد عبيد اللّه ابن العلاء محمد بن عفيف الدين أخي الصفي جدها واستولدها أولاداً، وقطنت مكة على عبادة واستقامة وملازمة لترك ما يأتي من بجيللة كآل بيتها، وقد جاورناها مدة فحمدناها ومات لها ولد فاشتد حزنها عليه وتوجهت للزيارة النبوية وقد قدم عليها أبوها في سنة ثلاث وتسعين فدام عندها تعلله وتستدين له بعد أن أنفقت جل ما كان في حوزتها عليه وهو بضدها من عدم التدبير بحيث تعبت وتجلدت حتى مات ثم ماتت أخته عمتها وكبيرة بيتهم فزاد توجعها سيما وهي غير منصفة من زوجها بل في طول المدة التي عرفناها فيها هو غائب عنها إلا في النادر، وبالجملة فهي حازمة قاتنة ذاكرة زائدة الاعتقاد فينا والمحبة بالقصد الصالح ولا تنقطع كتبها عنا عوضه الله الخير.
"بركة" ابنة أحمد بن عبد الرحيم بن الحسين بن عبد الرحمن أم أيمن ابنة الحافظ أبي زرعة بن العراقي الماضي أبوها وجسدها، ولدت في شوال سنة ثلاث وتسعين وأحضرت على جدها ورفيقه الحافظ الهثيمي وأجاز لها أبو هريرة بن الذهبي وأبو الخير بن العلائي وابن المجد وآخرون، وتزوجها نصر الدين بن النيدي وحدثت سمع منها الفضلاء ماتت في سنة إحدى وأربعين بالقاهرة رحمها الله.
 بركة" ابنة أبي بكر بن أحمد بن علي أم محمد وأم البركات الصالحية الدمشقية أخت ابراهيم الماضي وزوج الصدر الياسوفي الحافظ وخاله ناصر الدين بن زريق ويعرف أبوها بابن البيطار الدقاق. سمعت مع زوجها في سنة اثنتين وثمانين من عائشة ابنة أبي بكر بن قواليح حلم لابن أبي الدنيا وحدثت به سمعه منها الفضلاء. وماتت في ربيع الأول سنة أربعين ودفنت بسفح قاسيون رحمها اللّه.
"بركة" ابنة سعد بن أحمد أم خليل العقيبية ثم المطرية ابنة أخت شيخنا الزين رضوان لأبيه. ولدت فيما قيل في حدود سنة ستين وسبعمائة بمنية عقبة؛ وأجاز لها باستدعاء خالها عائشة ابنة ابن عبد الهادي وآخرون وعمرت وأضرت في حدود سنة سبع وثلاثين أجازت لي وكتب عنها شيخنا الزين قبل اختلاطها وماتت بعد ذلك.
"بركة" ابنة سليمان بن جعفر الاسنائي زوج التقي الاسنائي سمعت على عبد الرحمن ابن عبد الهادي وحدثت. ماتت في سلخ المحرم سنة اثنتين؛ ذكرها شيخنا في أنبائه.
"بركة" ابنة عبد الرحمن بن علي بن أحمد بن عبد العزيز النويري المكية واسمها فاطمة تأتي.
"بركة" ابنة علي بن موسى بن قريش الهاشمي الحارثي المكي. ماتت في صفر سنة أربع وثمانين بمكة. أرخها ابن فهد.
"بركة" ابنة محمد بن اسمعيل بن يوسف الانبابي أخت أمة العزيز الماضية أجازت لنا.
"بغداد" ابنة ابراهيم أخت ناصر الدين الفاقوسي لأمه. سمعت من الجمال الباجي في سنة ثلاث وثمانين شيئاً من المعجم الكبير للطبراني. وحدثت به وماتت في رمضان سنة أربع وأربعين.
"بلغ المنى" البارزية جدة عبد الرحمن بن محمد بن علي الفاكهي لأمه. ماتت بمكة في جمادى الأولى سنة سبع وسبعين أرخها ابن فهد.
"بلقيس" ابنة أحمد بن قشقار القردمي أخت يوسف تزوجها الشيخ سيف الدين الحنفي فولدت له مباركة وغيرها؛ وسمعت على أم هانىء والدة زوجها وغيرها مما كنا نحضره معها وماتت بعده.
"بلقيس" ابنة الشيخ أحمد بن محمد بن بشر بن الشيخ محمد المطري أخت بركة ابنة سعد الماضية قريباً لأمها. أجاز لها باستدعاء الزين رضوان عائشة ابنة ابن عبد الهادي وآخرون، أجازت لنا وماتت.
"بلقيس" ابنة المجد عبد الرحمن بن عبد الغني بن الجيعان أخت عبد القادر وإخوته. تزوجها ابن عمها الزين عبد الباسط وماتت تحته في سنة ثلاث وسبعين.
"بلقيس" ابنة التاج محمد بن الجلال عبد الرحمن بن عمر بن رسلان البلقيني شقيقة جنة وأبي السعادات محمد الماضيين وهي أكبر تزوجها المحب القاياتي أمين الحكم وولدت له مهجا وسعادات. ومات عنها فتزوجها الشهاب بن السديد وحجت معه وكذا تزوجها غيره وتأيمت وأثكلت كلاً من أخويها. ماتت في سنة سبع وتسعين.
"بلقيس" ابنة البدر محمد بن السراج عمر بن رسلان البلقيني تزوجها البهاء ابن البرجي بعد عمتها وأولدها عدة أولاد كذا تزوجها غيره. ماتت في ذي القعدة سنة إحدى وأربعين وأظنها جازت الستين ذكرها شيخنا في أنبائه قال وكانت لها شهرة تغنى عن ذكرها وهي لسان أهل بيتها وسلكت من أكثر من عشر سنين طريق التصوف وليست الخرقة من جماعة وتسمت بالشيخة ووقع في ذلك أضحوكات وباللّه المستعان.
"بلقيس" ابنة الشيخ المقدسي أم التاج بن المقدسي. عمرت وقاست أهوالاً بسبب الأمر غير مرة بقتل ابنها إلى أن ماتت قبيل قتله بأيام في ربيع الثاني أو جمادى الأولى سنة خمس وثمانين وكانت خيرة رحمها اللّه وعوضها الجنة.
"بلقيس" ابنة محمد الدجوي أخت القاضي زين الدين. ماتت في جمادى الأولى سنة خمس وثمانين بمكة ودفنت بتربة بني الضياء. أرخها ابن فهد.
"بيبي راحات" واسمها وتزوجها عبد المعطي المغربي نزيل مكة ويقال أن تموله منها كانت مثرية، ماتت تحته بمكة عن سن في رمضان سنة احدى وتسعين.
"بيبي شاه" ابنة المجد محمد بن يعقوب بن محمد بن ابرهيم بن محمد بن أبي بكر الشيرازي وتكنى أم الكامل. تزوجها على بن كبيش فأولدها بنتاً ومات عنها في سنة ثمان وثلاثين فتأيمت بعده. وماتت في المحرم سنة ستين بمكة. أرخها ابن فهد.
 بيرم" ابنة أحمد بن محمد بن أحمد بن سرور الديروطية المالكية. كان أبوها يقرأ القرآن ويخالط الفقهاء فنشأت هي كذلك، بل تلت بالسبع على الشمس ابن الصائغ وأكملت الجمع على ابنته فاطمة، ودخلت مع أبيها بيت المقدس فقرأت على من به من الشيوخ وعظت النساء ومن محافيظها العمدة وأربعي النووي والشاطبيتين والبردة وعقيدة الغزالي وغير ذلك وأكثرت من مطالعة رياض الصالحين وطهارة القلوب ورسالة ابن أبي زيد وغيرها وكذا دخلت مكة ودمياط وغيرها وتزوجها شيخ البلد أحمد بن تريمس فتغير حالها بمخالطته.
"بيرم" ابنة يعقوب ابن المتوكل محمد بن أبي بكر بن سليمان بن أحمد بن حسين العباسي شقيقة المتوكل على اللّه العزى عبد العزيز. ممن تزوجها الصلاح المكيني وابن العريف والسراج الحمصي ثم المناوي ومات عنها وأظنها لم تتزوج بعده وقد دخلت في بنى اخوة المعتضد من استدعاء ابن فهد. ماتت.

حرف التاء المثناة

"تتر" ابنة أحمد بن محمد بن أحمد بن اسماعيل بن أحمد بن عمر بن شيخ الإسلام أبي عمر محمد بن أحمد بن قدامة أم محمد ابنة الشهاب بن الصلاح بن النجم القرشية العمرية الصالحية. ولدت سنة اثنتين وتسعين وسبعمائة تقريباً وأحضرت على قريبها محمد بن محمد بن داود بن حمزة المقدسي في الثانية سنة أربع وتسعين نسخة فليح مع ما بآخرها وحدثت سمع منها الفضلاء. وماتت في.
"تتر" ابنة العز محمد بن أحمد بن محمد بن عثمان بن المنجا أم بكر التنوخية أخت فاطمة الآتية. ولدت سنة أربع وثلاثين وسبعمائة تقريباً فإنها أحضرت في الرابعة سنة ثمان وثلاثين على الحافظين المزي والبرزالي ومحمد بن أحمد بن علي الرضي وعلي بن ابرهيم بن فلاح وعبد الرحيم بن ابرهيم بن إسماعيل بن أبي اليسر وداود بن إبراهيم العطار ومحمد بن طاهر البغدادي في آخرين وسمعت من زينب ابنة الكمال والشهاب الجزري واقش الشبلي، وحدثت سمع منها الفضلاء أجازت لشيخنا. ولم يتفق له لقاؤها وذكرها في معجمه وتبعه المقريزي في عقوده، وماتت في شعبان سنة ثلاث.
"تتر" ابنة علي بن محمد بن خاص بك أخت خوند زينب زوجة إينال وزوجة أيتمش الخضري استولدها فرجا الآتية وماتت.
"تجار" ابنة محمد بن محمد بن حسين بن مسلم بفتح المهملة واللام الثقيلة أم عبد اللّه وتدعى ست التجار ابنة ناصر الدين بن تقى الدين بن أمين الدين البالسي المصري التاجر الكارمي زوج السراج الخروبي. ولدت في وسط سنة ست وستين وسبعمائة فيما قاله شيخنا. وقال غيره سنة إحدى وستين تقريباً وأجاز لها العز أبو عمر بن جماعة فهرست مروياته وغيره. وحدثت سمع منها الفضلاء وممن قرأ عليها شيخنا لأجل سبطة وكانت من بيت رياسة وثروة أقامت مع زوجها أكثر من ثلاثين سنة ومات فلم تتزوج بعده.وماتت في شعبان سنة ثمان وأربعين بمصر رحمهااللّه. ذكرها شيخنا في معجمه باختصار وتبعة المقريزي في عقوده.
"تجار" ابنة المصرية ثم المكية الشيخة برباط الظاهرية رفيقة لفائدة الآتية كشيختها صاحبة الرباط. ماتت في ربيع الآخر سنة اثنتين وستين أرخها ابن فهد.
"تفاحة" الحبشية أم مستولدة الشريف عبد اللطيف بن أحمد بن أبي عبد اللّه الفاسي أم ابنته كمالية. ماتت بالمدينة النبوية سنة ست وعشرين.
"تفاحة" الحبشية أخرى أم القاضي الحرمي المحيوي الحنبلي تأتي في المبهمات.
"تقية" ويقال لها ست الأهل أم ريم ابنة التقي محمد بن محمد بن محمد بن فهد الهاشمي المكي أخت صاحبا النجم عمر وإخوته. تأتي في الكنى.
 "تندو" ابنة الحسين بن أويس كانت بارعة الجمال وقدمت مع عمتها أحمد بن أويس إلى مصر فتزوجها الظاهر برقوق ثم فارقها فتزوجها ابن عمها شاه ولد بن شاه زاده بن أويس فلما رجعوا إلى بغداد ومات أحمد أقيم شاه ولد في السلطنة فدبرت عليه زوجته هذه حتى قتل وأقيمت في السلطنة فحاصرهم محمد بن شاه بن قرا يوسف سنة فخرجت في الدولة حتى صارت إلى واسط ثم ملكت تستر وأقاموا معها محمود بن شاه ولد فدبرت عليه أيضاً حتى قتل لأنه كان ابن غيرها واستقلت بالمملكة مدة وذلك في سنة تسع عشرة وجذبت العرب بالبصرة وصار في مملكتها الجزيرة وواسط يدعى لها على منابرها وتضرب السكة باسمها إلى أن ماتت في سنة اثنتين وعشرين فقام بعدها ابنها اويس بن شاه ولد وتحارب هو وأخوه محمد ثم سار إلى بغداد بعد محمد شاه بن قرا يوسف فقتل أويس في الحرب بعد سبع سنين ذكرها شيخنا في إنبائه.
"توفيق" ابنة أحمد بن جار اللّه بن زائد ذكرت في عينا.
"توفيق" في خديجة ابنة محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن عبد اللّه.
"توفيق" أخرى في زينب ابنة علي بن أحمد بن عبد العزيز.
"تيتي" بفوقانيتين المدعوة ستيتة ابنة داود الكيلاني ستأتي في ستيتة.

حرف الجيم

"جان خاتون" ابنة الركن عمر بن الناصري محمد بن الجمال عبد اللّه بن بكتمر الحاجب ومعنى جان بالتركي زوج. تزوجها البرهان ابراهيم بن النور التلواني واستولدها يوسف ومحمد وثالثة كانت زوجاً لبعض أمراء العشرات، وامتحن الزوج بسبب وقفهم وآل الأمر إلى انفراد بنيه بالاستحقاق لانقراض بني الظهور وماتت في جمادى الأولى سنة اثنتين وتسعين.
"جلبان" ابنة يشبك ططر الجاركسية الاشرفية برسباي. اشتراها واستولدها يوسف الذي عمل السلطنة بعده ولقب العزيز ثم تزوجها بعد زوجته خوند الكبرى زوجة أستاذه قماق وأم ولده الآخر الناصري محمد وسكنت مكانها وصارت خوند الكبرى وحظيت عنده ونالتها السعادة وطالت أيامها وعظمت حرمتها وبعث السلطان يطلب اخوتها وأمها واقاربها من جاركس فجيء بهم بعد مدة وهم جمع يزيدون على العشرة وأنعم عليهم بالاقطاعات والرواتب والوظائف، وحجت في سنة أربع وثلاثين وهم معها وفي خدمتها خشقدم الزمام والزيني عبد الباسط ناظر الجيش وغيرهما في عظمة زائدة مفرطة، ودامت في عزها حتى ماتت مسموعة فيما قيل بعلة الصرع وذلك في يوم الجمعة أو الخميس ثاني شوال سنة وثلاثين ودفنت في تربتها بالصحراء وخلفت من الأمتعة والقمشة والملابس والنقد شيئاً كثيراً جداً يقال يقرب من ستين ألف دينار ولو عاشت لدبرت أم ولدها وذكرها شيخنا في إنبائه باختصار.
"جنة" ابنة التاج محمد بن الجلال عبد الرحمن بن عمر بن رسلان البلقيني شقيقة البدر أبي السعادات محمد وبلقيس الماضيين. ماتت في ليلة الخميس ثالث عشر ذي الحجة سنة أربع وثمانين عن نحو السبعين وصلى عليها من الغد بجامع الحاكم في محفل ثم دفنت بزاوية أمها بالقرب من جامع الغمري التي أكملتها قبل موتها وكانت خيرة ناقصة الحظ حجت وتزوج بها الولوي السفطي بعد الناصري محمد بن طوغان ثاني أزواجها كل ذلك في حياة أبويها ثم بعدهما الولوي بن تقي الدين البلقيني وقرأ في المحراب ليلية دخوله بها "تلك الجنة التي نورث من عبادنا من كان تقياً" في آخرين ولم تلد لواحد منهم عوضها اللّه الجنة.
"جنة" ابنة البدر محمد بن السراج عمر بن رسلان البلقيني أخت تقي الدين محمد وبلقيس وغيرهما وأم البدر محمد بن أحمد المناوي وحواء ابنة السراج عمر الحمصي. ماتت.
"جهة طي" هي زينب ابنة يحيى بن أحمد بن اسمعيل بن العباس الغساني ملوك اليمن تأتي.
"جوهرة" الصغرى الحبشية الكمالية تزوجها بعد سيدها عتيقة أيضاً جوهر الكمالي وماتت في عصر يوم الأربعاء حادي عشر رجب سنة ثلاث وتسعين وصلى عليها بعد صلاة العصر عند باب الكعبة ودفنت بالمعلاة عند مواليها وكانت مباركة أثنوا عليها خيراً.
"جوهرة" مستولدة النوري بن الشيخة أم ولده محمد المدني وكانت تقول إن اسمها فاطمة وهي جبرتية لا حبشية. ماتت في ليلة رابع عشر شعبان سنة ثلاث وتسعين بمكة.
"جوهرة" الحبشية مستولدة يحيى بن فهد ثم زوج حسن الغمري ماتت بالمدينة في جمادى الأولى سنة ثمان وتسعين وتركت ابنة صغيرة من حسن المشار إليه.
 جوهرة" الحبشية زوج أبي القسم بن سلامة. ماتت بمكة في ربيع الأول سنة خمس وستين. أرخهما ابن فهد.
"جويرية" ابنة عبد الرحيم بن الحسين بن عبد الرحمن أم الكرام ابنة الحافظ الزين أبي الفضل العراقي الأصل القاهري الشافعي أخت الولي أبي زرعة أحمد. ولدت قبل سنة ثمان وثمانين وسبعمائة تقريباً وأسمعت على أبيها وابن حاتم والابناسي والفرسيسي والهيثمي وآخرين، وأجاز لها في المحرم سنة ثمان وثمانين فما بعدها خلق منهم الشهاب بن أبي بكر بن العز وأبو الخير بن العلائي وأبو هريرة بن الذهبي والعز بن الكويك ومحمد بن يس الجزولي، وحجت وأقامت مع والدها بالمدينة مدة وتزوجها الهيثمي ظناً والشهاب الكلوتاتي وقتاً، وكانت صالحة خيرة محبة في الحديث سمع منها الأئمة وحملت عنها أشياء. وماتت في ليلة السبت رابع المحرم سنة ثلاث وستين وصلى عليها من الغد بجامع الحاكم في جمع جم رحمها اللّه وإيانا.
"جويرية" ابنة البدر محمد ابن شيخنا الشهاب أبي الفضل أحمد بن علي بن محمد ابن محمد بن حجر. أجاز لها في سنة خمس وثلاثين فما بعدها جماعة. وماتت في حياة أبويها وجدها عوضهم اللّه الجنة.
"جويرية" ابنة مؤلفه محمد بن عبد الرحمن بن محمد أم أبيها ابنة أبي الخير السخاوي الأصل القاهري. ماتت بعد أشهر من ميلادها في رابع ذي الحجة سنة سبع وسبعين ودفنت عند اخوتها عوضهم اللّه الجنة.
"جويرية" ابنة المحب محمد بن محمد بن محمد أم البها ابنة ابن الشحنة شقيقة عبد البر وزينب وهذه الصغرى تزوجها حاجب ميسرة بحلب يونس بن ناصر الدين محمد بن أبي بكر الحلبي المعروف بابن والي الحجر قبيل موت أبيها بقليل ودخل بها ثم سافر بعد موته إلى بلده وجهزت له فسافرت أمها معها إليه.

حرف الحاء المهملة

"حاج ملك" ابنة محمد بن حسن بن محمد البصري ويعرف أبوها بالكواز ماتت بمكة تحت هدم في ليلة الجمعة ثامن عشر شوال سنة خمس وأربعين. أرخها ابن فهد.
"حاج ملك" إحدى الخوندات تزوجها الظاهر برقوق ومات عنها وتزوجها أيضاً تغرى بردى والد المؤرخ يوسف وتأخرت وفاتها إلى بعد الطاعون سنة ثلاث وثلاثين.
"حبيبة اللّه" ابنة الصفي عبد الرحمن بن محمد بن عبد اللّه أم الفضل ابنة السيد الحسيني الايجي أخت نور الدين أحمد والمعين محمد وحليمة وأم عبيد اللّه ابن العلاء محمد الماضيين. ولدت في عاشر ربيع الأول سنة سبع عشرة وثمانمائة بشيراز ونشأت في كنف أبيها وأجاز لها جماعة وتزوجها ابن عمها العلاء محمد بن السيد عفيف الدين واستولدها أولاداً تأخر منهم عبيد اللّه وقطنت معه وبعده مكة دهراً على طريقة جميلة وسلوك لطريقة أبيها وعمها في عدم تعاطي ما يجيء من بجيلة ومثابرتها على وظائف العبادة، وقد تزوج عليها ابن عمها بأخرة سراً فلما علمت بادر لفراق الجديدة خوفاً من سخطها وعاشت بعده دهراً، وكانت زائدة الحب ليعلى وجه الاعتقاد وكنت مغتبطاً بذلك وكان لكثيرين فيها اعتقاد ولها من أقربائها وغيرهم تحسن إليهم وكادت أن تفتقر فأدركتها المنية في ثالث شوال سنة خمس وتسعين بعد أخيها السيد أحمد بأشهر منها، وكان وجعها الحرقة تعللت بها مدة ودفنت عند سلفها بالمعلاة رحمها اللّه وإيانا.
"حبيبة" ابنة أبي اليمن محمد بن أحمد بن الرضى ابرهيم بن محمد بن ابرهيم الطبري المكية. ستأتي في حبيبة قريباً.
"حبيبة" المدعوة ست الأهل ابنة الرضى محمد بن المحب محمد بن الشهاب أحمد بن الرضى ابرهيم بن محمد بن ابرهيم الطبري المكية وأمها عائشة ابنة أحمد ابن حسن بن الزين القسطلاني. أجاز لها في سنة أربع عشرة وثمانمائة عائشة ابنة ابن عبد الهادي والزين المراغي وعبد القادر الأرموي وجماعة. وماتت في "حرز الامان" ابنة البدر محمد ابن شقيقي عبد القادر بن محمد السخاوي. ماتت في ليلة استهلال سنة اثنتين وتسعين عن ست سني وتوجعا كلنا لذلك عوضهم اللّه وإيانا الجنة.
"حزيمة" ابنة أحمد بن عجلان بن رمثية بن أبي نمى الشريفة ابنة الشريف أمير مكة، أمها فريعة ابنة مبارك بن رمثية. ماتت بعد أبيها وقبل أمها بقليل وكانت وفاة أمها بعد سنة عشرين. ذكرها الفاسي في أمها.
 حسناء" ابنة سيدي علي بن محمد بن وفا الشاذلي. ماتت في ليلة الأحد خامس عشري شعبان سنة ثمان وثمانين عن قريب التسعين فإنها كانت مميزة سنة سبع حين موت أبيها وصلى عليها من الغد في جمع جم ودفنت عند أسلافها من القرافة وكانت شيخة الرباط الذي أنشأته جهة اينال بالقرب من زاويتهم من حارة عبد الباسط رحمها اللّه وإيانا.
"حسنة" كما هو على الألسنة والظاهر أنها كالتي قبلها ابنة أبي اليمن محمد بن الشهاب أحمد بن الرضى ابرهيم بن محمد بن ابرهيم الطبري المكية. تزوجها عبد الملك بن محمد بن عبد الملك المرجاني ثم حسن المعروف بغياث الصغير وأولدها وماتت تحته؛ وكانت خيرة وربما اعتراها حال يقل فيه ضبطها. ماتت سنة ثمان ظناً أو سنة خمس بمكة ودفنت بالمعلاة. ذكرها التقي الفاسي، ورأيتها بخطى في موضع آخر حبيبة وهو غلط، وأمها أم هانئ ابنة أبي العباس بن عبد المعطي، سمعت صاحبة الترجمة من والدها وأجاز لها في سنة سبعين فما بعدها الصلاح بن أبي عمر وابن النجم وابن أميلة وطائفة، وكانت خيرة دينة.
"حسن" بضم أوله وسكون ثانيه - ابنة الشيخ محمد بن حسن السعدية المكية الحافي أبوها بالحاء المهملة. سمعت من التقي البغدادي في سنة ثمان وستين وسبعمائة والكمال بن حبيب وكذا العز بن جماعة فيما وقف عليه بعضهم، وحدثت سمع منها الفضلاء كالتقي بن فهد وولده وذكراها في معجميها وأنها ماتت بعد اختلاطها قبل بيسير في جمادى الآخرة سنة اثنتين وأربعين ودفنت بالمعلاة رحمها اللّه.
"حسيبة" كنفيسة ابنة يحيى بن أبي الخير بن عبد القوي شقيقة إدريس ومعمر وإخوتهما.
ولدت في جمادى الأولى سنة ثلاث وأربعين وثمانمائة وتزوجها النور الفاكهي بكراً واستولدها أولاداً، وماتت تحته في جمادى الأولى سنة تسع وسبعين بالمدينة شهيدة اثر نفاس ودفنت بالبقيع بالقرب من السيد عثمان رضى اللّه عنه ورحمها "حفصة" ابنة العلاء علي بن محمد بن سعد بن محمد الطائية الحلبية المعروف أبوها كما مضى بابن خطيب الناصرية. ولدت سنة عشر وثمانمائة تقريباً. ذكرها البقاعي مجرداً.
"حفصة" ابنة عمر عبد العزيز علي بن أحمد بن عبد العزيز النويري المكي الماضي أبوها وأخوها عبد اللّه. بيض لها ابن فهد.
"حفصة" المدعوة زينب ابنة عمر بن محمد بن محمد بن أبي الخير محمد بن فهد الهاشمي المكي. ماتت عن دون سنتين في ذي القعدة سنة سبع وأربعين.
"حفصة" ابنة الخواجا الشمسي محمد بن عمر الدمشقي بن الزمن سمعت مني بمكة وماتت.
"حفصة" ابنة السيد شمس الدين محمد بن موسى بن محمد بن علي القادري أخت عبد العزيز الماضي وخديجة الآتية. ماتت في الطاعون سنة سبع وتسعين بعد أن عقد عليها لابن النجم الرفاعي المتوفى أيضاً.
"حفصة" ابنة النجمي يحيى بن البهاء محمد بن عمر حجى شقيقة البهاء محمد الماضي أمها فاطمة ابنة الكمال محمد بن الشهاب أحمد الأذرعي وتدعى ست القضاة تعلمت الخط وقرأت وتميزت بتدريب عمتها زبيدة، وعقد لها وصيها الأتابك ازبك على ابن أخيه أو عمه بحضرة السلطان بعد صلاة الجمعة في جامع القلعة من ربيع الثاني سنة ست وتسعين.
"حكيمة" ابنة محمود بن محمد عصمة الدين ابنة أستاذ القراء في زمانه النجم بن الصدر الشيرازي أم الشمس محمد بن عبد الكريم بن أبي سعد ولدت سنة ثمان وتسعين وستمائة وكانت حية في سنة ثمان عشرة وثمانمائة فقرأ عليها الطاوسي بالإجازة العامة من الحجار وعلاء الدولة السمناني وغيرهما كالمزي ونحوه واللّه أعلم بصحة مولدها.
"حلة" ابنة حسن بن محمد بن محمد بن أحمد الدمشقية ابنة الكيال. سمعت على أبي الحسن علي بن محمد البنديجي والحافظين المزي والبرزالي وآخرين قطعة من الترمذي وهي من أثناء تفسير النساء من حديث ابن مسعود إلى تفسير مريم وعلى الشهاب أحمد بن المظفر منتقى من حديثه وحدثت. ذكرها شيخنا في معجمه وقال أجازت لي في سنة سبع.
"حليمة" ابنة أحمد بن محمد بن اسمعيل بن ابرهيم في فاطمة.
 حليمة" ابنة أحمد بن محمد بن علي بن محمد بن عبد اللّه بن جعفر بن زيد أم عبد اللّه ابنة الشهاب - وفي مكان التاج أبي العباس الحسيني الاسحاقي الحلبي الماضي والدها نقيب الأشراف بحلب. ولدت تقريباً في سنة سبعين وسبعمائة وأجاز لها باستدعاء البرهان الحلبي المؤرخ بسنة ست وسبعين ابن الهبل وابن ميلة والصلاح بن أبي عمر والمحب الصامت وأبو بكر بن محمد بن الحبال ومحمد ابن محمد بن داود بن حمزة وأحمد بن عبد اللّه بن الناصح وآخرون، وتزوجها الشهاب أحمد بن ابراهيم بن العديم؛ وحدثت سمع منها الفضلاء وعمرت وتفردت؛ أكثرت عنها وكانت صالحة خيرة كثيرة الرياسة والحشمة والصبر على الأسماع ماتت بعد الستين رحمها اللّه.
"حليمة" ابنة الصفي عبد الرحمن بن النور محمد الحسيني الايجي أخت حبيبة اللّه الماضية قريباً وهي أصغر اخوتها. تزوجها قريبها السيد جلال الدين عبد اللّه بن محمد بن السيد عبيد اللّه بن نور الدين الايجي واستولدها عابدة، وتجرعت فقد أختها وأخيها في عام واحد وتكررت زيارتها المدينة.
"حليمة" ابنة أبي علي المزملاتي أبوها الصحراوي زوج الشيخ عبيد بواب التربة الظاهرية برقوق ووالدة عبد اللطيف الماضي. ذكرها شيخنا الزي رضوان وقال أن زوجها أخبره أنها سمعت من وراء الحجاب ثمانيات النجيب على الجمال الحنبلي وأجاز لها جماعة، وكانت خيرة ماتت في.
"حليمة" ابنة محمد بن محمد بن علي بن محمد بن ابرهيم الجعبري الخليلي الماضي أبوها وأخوها عبد الباسط. أجاز لها القبابي والتدمري وشيخنا.
"حليمة" ابنة محمود بن عبد الرحيم الحموي القاهرية شقيقة الشيخ ابرهيم الواعظ وهي أسن. ممن حجت وجاورت وكانت مجاروة لنا بمكة في سنة أربع وتسعين وحمدناها سيما حين زيارتها لنا بعد في القاهرة. ولم تلبث أن ماتت في رجب خالية من زوج عوضها اللّه الجنة.
"حليمة" أم أبي الفتح بن ابرهيم القطوري الماضي عجوز مسنة جازت الثمانين حجت مع زوجها ثم ولدها وجاورت غير مرة وماتت بعد أن أضرت في ذي الحجة سنة ثمان وثمانين ودفنت بتربة الشيخ نصر ظاهر باب النصر رحمها اللّه.
"حليمة" ابنة الناظورة جارتنا. ماتت بعد زيادة على الثمانين بكثير ومرض طويل أقعدت منه سنين وكفت وصار لا حراك بها في ليلة السبت سادس عشري رمضان سنة تسع وثمانين وصلى عليها من الغد بجامع الحاكم ثم دفنت، وكانت قد حجت وجاورت مراراً وفيها خير عوضها اللّه الجنة.
"حنيفة" ابنة عبد الرحمن بن أحمد القمني أخت محمد الماضي. أجاز لها جماعة واستجازها بعض الطلبة وكانت إقامتها بجوار تربة برقوق.
"حنيفة" ابنة الزين عبد الرحمن بن محمد بن علي العرياني أخت محمد الماضي سمعت معه علي أبي الفرج بن الشيخة في المستخرج على مسام لأبي نعيم أجازت لنا. وماتت قريب الستين.
"حنيفة" ابنة الشرف موسى بن الشهاب أحمد بن أبي القسم الدمهوجي المحلى أخت آمنة ومحمد الماضيين. أجاز لها عبد اللّه بن أبي بكر بن محمد الدماميني وسمعت بأخبار أختها علي البرشنسي وغيره، أجازت لنا على يد أخيها وماتت في.
"حواء" ابنة السراج عمر بن الحسين الحمصي سبطة البدر بن السراج البلقيني هي وأخوها لأمها البدر محمد أمهما جنة، وتزوجها الولوي البلقيني واستولدها زهور ثم تزوجها أمير المؤمنين القائم بأمر اللّه حمزة بن محمد بن أبي بكر ثم الشمس بن المرخم وتأيمت بعده وهي الآن حية افتقرت وكذا ابنتها.
"حوراء" وربما قيل لها حورية ابنة البدر محمد ابن شيخنا أبي الفضل أحمد ابن علي بن حجر. ولدت في ذي القعدة سنة ثلاث وثلاثين وأبوها غائب بطريق مكة ولعله كان حينئذ بالحوراء أو بقربها فسميت بذلك وماتت أمها وهي رومية قبل إتمام رضاعها، وعاشت حتى ماتت بالطاعون في ذي القعدة أيضاً سنة إحدى وأربعين فلم تكمل ثمان سنين عوضها اللّه الجنة.
"حورية" هي التي قبلها.

حرف الخاء المعجمة

"خاتون" ابنة أبي البركات بن أبي البقاء بن الضياء شقيقة كمالية الآتية، أمهما أم كلثوم ابنة عطية بن فهد. كانت مع أمها بالمدينة عند خالتها أم الحسين سنة أو سنتين فتزوجها عراقي ثم طلقها وقعدت بمكة عزباء.
"خاتون" واسمها عائشة ابنة عبد الرحمن بن علي بن أحمد النويري المكي. أجاز لها في سنة خمس وثمانمائة ابن صديق والعراقي والهيثمي وآخرون.
 خاتون" ابنة محمد بن أحمد بن محمد بن النبيه أم محمود وعبد الرحمن الدارانية ثم الدمشقية المؤذن والدها بداريا وتعرف ببنت الفقيه وببنت المؤذن. سمعت بداريا على عبد الوهاب بن أبي العلاء بن أبي المكارم منتقى من الثاني من حديث عيسى بن حماد زغبة عن الليث وحدثت. ذكرها شيخنا في القسمين من معجمه وقال أجازت لنا باستدعاء التقى الفاسي في ربيع الأول سنة سبع وتسعين انتهى.
وتأخرت حتى لقيها ابن موسى والأبي فسمعا منها المنتقى المذكور في سنة خمس عشرة.
"خاص" ابنة الجمال عبد اللّه بن أبي بكر الهيثمي الماضي أبوها. أحضرت على الجمال الحنبلي وأثبت شيخنا الزين رضوان اسمها فيمن يؤخذ عنه.
"خديجة" وتدعى سعادة ابنة ابرهيم بن أحمد بن أبي بكر بن عبد الوهاب المرشدي. ولدت بمكة ونشأت بها وأجاز لها في سنة ثمان وثمانين وسبعمائة وما بعدها العفيف النشاوري والتقي بن حاتم وعزيز الدين المليجي وأبو هريرة بن الذهبي وابن المطرز والبرهان الامدي والصردي والتنوخي وخلق وتزوجها محمد بن أحمد ابن حسن بن الزين فأولدها الكمال أبا البركات والنور على غيرهما ثم خلفه عليها أخوه العفيف عبد اللّه فولدت له أولاداً. وماتت سنة سبع وعشرين بمكة ذكرها ابن فهد.
"خديجة" ابنة ابراهيم بن اسحق بن ابراهيم بن سلطان البعلية ثم الدمشقية ولدت قبل العشرين وسبعمائة وأحضرت على القسم ابن مظفر بن عساكر فكانت آخر من حدث عنه بالسماع في الدنيا وأجاز لها أبو نصر بن الشيرازي واسحق الآمدي والواني والدبوسي وابن سيد الناس والقطب الحلبي وعبد اللّه بن علي الصنهاجي وآخرون من الشاميين والمصريين، وحدثت بالكثير سمع منها الأئمة وأكثر عنها شيخنا. ماتت في سنة ثلاث وقد قاربت التسعين وتبعه المقريزي في عقوده في ذكرها رحمها اللّه.
"خديجة" ابنة أحمد بن سليمان بن البرهان. ولدت تقريباً في أوائل القرن وسمعت جزء البطاقة على محمد بن علي بن البرهان وأحمد وموسى ابني النصيبي وعبد اللّه بن ابراهيم الغماري وأحمد بن جبريل المؤذن وعبد الرحمن بن فطيس ويوسف الازرقي وقريبه محمد بن يعقوب وابراهيم بن خليل الداري بسماع الأربعة الأولين من الميدومي وإجازة الباقين منهم وسمعت عليهم غير ذلك وحدثت سمع عليها الصلاح خليل الجعبري وكتب إلي بترجمتها وأنها ماتت سنة ثمان وثمانين.
"خديجة" ابنة أحمد بن عبد الرحيم بن اسمعيل بن علي أم الفضل ابنة الشهاب أبي حامد القرشي القلقشندي والدة الصلاح خليل الجعبري. كتب عنها ابنها في استدعاء سنة تسعين.
"خديجة" ابنة الشهاب أحمد بن الجلال عبد اللّه بن القطب محمد بن عبد اللّه الحسيني الايجي والدة السيد مرشد بن عيسى بن عفيف الدين الايجي الماضي وأبوها وجدها وغيرهم من أصولها وأقاربها. كانت خيرة. ماتت في.
"خديجة" ابنة الشهاب أحمد بن علي بن خلف بن عبد العزيز أم سلمة الحسيني أبوها سكنا سبطة الشمس البوصيري وأخت أبي السعود ابرهيم وزوج أحمد بن الشهاب أحمد الزاهد صاحب الجامع المذكورين. أحضرت في الثالثة ليلة السبت العشرين من جمادى الأولى سنة ثمانمائة بقراءة أبيها علي أبي العباس الجوهري والشمس محمد بن خليل المنصفي ختم ابن ماجة وأجاز لها في شعبانها جماعة أجازت لنا وعندي في كونها المحضرة توقف. ماتت في ليلة الأربعاء سابع المحرم سنة تسع وثمانين عن سن عالية وصلى عليها من الغد بجامع الزاهد ودفنت في مقبرته رحمها اللّه.
"خديجة" ابنة أحمد بن أبي الخير محمد بن حسين بن الزين محمد بن الأمين محمد بن القطب محمد القسطلاني المكي الماضي أبوها؛ بيض لها ابن فهد.
 خديجة" المدعوة وفقية ابنة الشهاب أحمد بن النجم محمد بن الجمال محمد ابن المحب أحمد بن عبد اللّه بن محمد بن أبي بكر بن محمد بن ابرهيم أم الفضل ويقال لها أم خليل الطبرية المكية، وأمها أم الخير عائشة ابنة أحمد بن الرضى ابرهيم ابن محمد الطبري. ولدت ظناً سنة أربعين وسبعمائة وسمعت من جدتها لأمها حسنة ابنة محمد بن كامل بن يعقوب، وأجاز لها جماعة؛ وتزوجها الجمال محمد بن العز الأصبهاني ثم ابن عمتها النور علي بن أحمد النويري المكي وبانت منه حتى ماتت ولم تلد لأحد منهم، وجاورت بالمدينة النبوية مراراً وفي بعضها نحو سنتين. وحصل لها في آخر عمرها سقطة ضعفت حركتها بها عن المشي، وكانت خيرة حشمة ذات مروءة كبيرة، قال الفاسي وما علمتها حدثت وذكرها التقي بن فهد في معجمه.
ماتت بمكة في رمضان سنة أربع عشرة.
"خديجة" ابنة المحب أبي بكر أحمد بن التقي محمد بن محمد بن أبي الخير محمد ابن فهد أم الفضل الهاشمية المكية. ماتت بها في المحرم سنة سبع وستين عن دون أربع سنين.
"خديجة" ابنة إلا تابك أزبك الظاهري شقيقة فاطمة الآتية، أمهما فاطمة ابنة الظاهر جمقمق. ماتت بكراً في الطاعون سنة سبع ستين وتوجعت أمها لفقدها وفقد أختها سيما ولم يبق لها ولد عوضهم الله الجنة.
"خديجة" ابنة أمير حاج بن البيسري نسبة للأمير بدر الدين الشمسي الصالحي صاحب الدار الكبيرة بين القصرين المعروفة بالبيبرسية وأحد الأمراء المشهورين بل وممن ذكر للسلطنة والمتوفى سنة ثمان وتسعين وستمائة. كانت قد تزوجت ثالث زوج بالنجم بن حجى وذبح بدمشق عندها ثم تزوجها بعده البدر ابن مزهر واستولدها الزيني أبا بكر ولم يلبث أن مات فتزوجها سعد الدين ابرهيم ابن المرة ناظر جدة واستولدها أيضاً وحجت معه وجاورت ومات معها ثم بعد دهر تزوجها العلم البلقيني ومات أيضاً معها وكانت أحد الأسباب في إقامته في المنصب الأيام الاينالية لمزيد اختصاصها بخوند العظمى، ثم لم تتزوج بعده بل أقامت في ظل ولدها ورأت من العز به ما يفوق الوصف وكان زائد البر بها وحجت معه تلك الحجة الرجبية الهائلة وانتفع الناس بشفاعتها وسفارتها عنده وعند غيره وكثر المنتمي إليها من العجائز والفقراء ونحوهما وابتنت رباطاً للأرامل إلى غيره من الدور والقرب، وكانت تنطوي على دين ورياسة وإبعاد لمن يذكر بفحش. ماتت بالبطن في عصر يوم الخميس سادس عشر رمضان سنة ثمان وسبعين عن نحو السبعين فأكثر بعد أن توعكت نحو ثلاثة أشهر وصرعت، وصلى عليها من الغد بسبيل المؤمنى في مشهد حافل جداً لم يتيسر للسلطان شهوده مع حرصه عليه فإنه هو الآمر بالصلاة عليها هناك لذلك ولكن قيل له استقر الحال على الصلاة عليها بالأزهر وصادف ابطاؤها فأخذ في التأهب للجمعة وجيء بالجنازة حينئذ فما تيسر حضوره، ودفنت بتربة ولدها بالقرب من الشيخ عبد اللّه المنوفي وكانت هنالك أوقات طيبة ومشاهد حسنة ورثاها بعض الشعراء بما كتبته في موضع آخر رحمها اللّه إيانا.
"خديجة" ابنة أبي بكر بن عبد اللّه بن ظهيرة بن أحمد بن عطية بن ظهيرة القرشي المكية؛ أمها حسان ابنة راجح بن حسان الكناني من حلى يعقوب. أجاز لها أبوها وفي سنة خمس ابن صديق والزين المراغي والعراقي والهيثمي والفرسيسي وعائشة ابنة ابن عبد الهادي وخلق، وتزوجها قريبها عبد الكريم بن علي بن عبد الكريم بن أحمد بن عطية بن ظهيرة فولدت له فاطمة، ثم تزوجها الجمال محمد بن أبي بكر بن علي بن يوسف فولدت له أبا البركات محمداً مات شاباً ثم تزوجها عمر بن النشتبرى فولدت له علماء. وماتت.
"خديجة" ابنة أبي بكر بن علي بن أبي بكر بن عبد الملك الصالحية ابنة الكوري. سمعت من محمد بن يوسف الحراني المسلسل ومن زينب ابنة الكمال موافقاتها وحدثت بها سمعها منها شيخنا وذكرها في معجمه وقال ماتت في حصار دمشق سنة ثلاث؛ وتبعه المقريزي في عقوده.
"خديجة" ابنة الفخر أبي بكر بن علي بن محمد بن دويم التاجر الماضي وأم الزيني عبد الرحيم بن الموفق العباسي. ماتت في ربيع الثاني سنة ثمان وتسعين بمكة عن دون الخمسين ودفنت بالمعلاة عند قبور الكريمي بن ظهيرة.

خديجة" ابنة العلامة التقي أبي بكر بن محمد القلقشندي المقدسي. ولدت سنة اثنتين أو ثلاث وثلاثين وثمانمائة، وأجاز لها القباني والتدمري والواسطي وحسين البوصيري وفاطمة الكنانية وعائشة الحنبلية وعائشة ابنة الشرائحي وأبو ذر الزركشي والبرهن الحلبي وابن بردس وابن الطحان وابن ناظر الصاحبة ومحمد بن إبرهيم المرشدي وزينب ابنة اليافعي وخلق، وكانت أصيلة خيرة كثيرة الصدقة على الفقراء والأرامل. ماتت في سنة اثنتين وتسعين.
"خديجة" ابنة العماد أبي بكر بن يوسف بن عبد القادر بن يوسف بن مسعود ابن سعد اللّه الخليلية ثم الصالحية. سمعت على عبد اللّه بن قيم الضيائية طرق "زر غباً تزدد حباً" لأبي نعيم وحدثت به سمعه منها الفضلاء؛ قال شيخنا في معجمه أجازت لي، ومات في أواخر سنة إحدى، وتبعه المقريزي في عقوده.
"خديجة" ابنة الأتابك جرباش الناصري سبطة الملك الناصر. تزوجها خير بك من حتيت الأشرفي واستولدها فاطمة، وماتت في.
"خديجة" ابنة الظاهر جقمق وسبطة الناصري بن البارزي، أمها مغل. ماتت قبل استكمال الثلاثين في حياة أمها في عصر يوم الاثنين عاشر جمادى الأولى سنة سبع وستين، ودفنت من الغد عند أبيها بتربة قانباي الجركسي عند دار الضيافة بالقرب من قلعة الجبل بعد أن صلى عليها بمصلى المؤمنى بحضرة السلطان في مشهد قل أن يقع لامرأة مثله مشى الناس في جنازتها من دارها التي بين السورين بالقرب من حارة زويلة إلى المصلى إلى التربة، كل ذلك مع غيبة وزجها مملوك أبيها الأمير أزبك أحد المقدمين حينئذ بالسرحة، وخلفت له ولداً ذكراً وهو الاميري الناصري محمد رحمها اللّه وعوضها الجنة.
"خديجة" ابنة حسن العجمي المدني والدها أم خليل. ولدت وأحضرت في آخر الرابعة تاسع جمادى الأولى سنة سبع وتسعين وسبعمائة على الشمس بن سكر الأول من حديثه تخريج التقي الفاسي وغيره وما علم ابن فهد بذلك إلا بعد موتها بأيام فلم تحدث وقد تزوجها الشهاب الشوائطي فأولدها أولادها أولاده محمداً وعلياً وفاطمة. ماتت بمكة في ذي الحجة سنة تسع وخمسين. ذكرها ابن فهد.
"خديجة" ابنة خليل بن نعمة اللّه الايجي الكرماني الماضي جدها. تزوجها السيد أحمد بن الصفي الايجي؛ ماتت تحته بمكة في سنة أربع وسبعين بعد أن استولدها، ودفنت بالمعلاة وبنوا على ضريحها قبة ودام القراء يتابون قبرها سنة فأكثر ثم صاروا في كل شهر، وكانت كثيرة المعروف والبر تأسفت عليها خلق رحمها للّه.
"خديجة" ابنة ريحان التعكري. ماتت بمكة في شعبان سنة تسع وخمسين أرخها ابن فهد.
"خديجة" ابنة الأشرف شعبان بن حسين زوج قاسم بن البشتكي. ماتت في سنة ست وعشرين وهي آخر أولاد أبيها من النساء وفاة، وكانت توصف بعقل ورياسة. ذكرها شيخنا في إنبائه.
"خديجة" المدعوة سعيدة ابنة عبد الرحمن بن علي بن أحمد بن عبد العزيز أم السعد الهاشمي العقبلي النويري المكية. ولدت سنة ثمان وأو سبع وتسعين وسبعمائة بعد أخيها أبي الفضل بسنة أو أزيد، وأمها فاطمة ابنة أبي القسم بن أحمد ابن عبد الصمد الأنصاري، وأجاز لها عائشة ابنة عبد الهادي والبدر البهنسي والكمال الدميري وآخرون أجازت لنا. وماتت في يوم الثلاثاء عاشر ربيع الأول سنة ست وسبعين بمكة رحمها اللّه.
"خديجة" المدعوة سعادة ابنة الوجيه عبد الرحمن بن أبي الخير محمد بن محمد ابن عبد اللّه بن فهد أم الفضل الهاشمي العلومي المكية والدة صاحبنا النجم عمر ابن فهد واخوته. ولدت في ليلة الأربعاء لسبع بقين من صفر سنة سبع وثمانين وسبعمائة بمكة وسمعت من عمها النجم بن فهد وابن سلامة وجماعة منهم فيما ذكر زوجها التقي بن فهد أنه وقف عليه النشاوري نعم قد أجاز لها وكذا التقي بن حاتم والصردي. والشهاب بن ظهيرة وابن فرحون والمليحي والعراقي والهيثمي وابن عرفة والمجد اللغوي وخلق. وحدثت سمع منها الفضلاء قرأت عليها بلدايات السلفى، وكانت خيرة عفيفة محسنة للفقراء والأرامل ذات معرفة وخبرة ودماثة أخلاق ماتت في عشاء ليلة الاثنين حادي عشر صفر سنة ستين بمكة ودفنت عند قبورهم من المعلاة رحمها اللّه وإيانا.
 خديجة" ابنة عبد العظيم المدولب المعروف بابن درهم ونصف وأمها فاطمة ابنة الناصر الدين بن العطار الآتية. تزوج بها صلاح الدين بن درهم ونصف، ثم بعد موته تاج الدين بن كاتب الدواليب ثن بعده عبد القادر بن البلاح أخو محمد وفارقها فتأيمت بعده؛ وحجت مع أمها كما سيأتي فيها وأنها كاتبة قارئة.
"خديجة" ابنة الكريم بن أحمد بن عبد العزيز اللخمي النستراوي الأصل أخت أنس وآمنة وفاطمة وأم ناصر الدين محمد المقريزي وهي أول أولاد أبيها. ماتت في سنة ثلاث وخمسين ظناً ودفنت بالصوفية، وكانت سقطت من المكاري فكسرت رجلها وصارت تخنع بها رحمها اللّه.
"خديجة" ابنة عبد الكريم بن عبد الرحمن بن الجيعان تزوجها أحمد بن سالم الأزبكي ثم البهاء بن المحرقي الخطيب واستولدها أولهما ابنة هي مع الفخر بن البطرك المكي.
"خديجة" ابنة الموفق عبد الكريم بن محمد بن اسمعيل الأرموي الدمشقي الصالحي. سمعت على عائشة ابنة ابن عبد الهادي مسند عمر للنجاد وجزءاً من حديث علي بن عاصم بن صهيب وقطعة من ذم المكارم للهروي وكذا سمعت على الشمس محمد بن محمد بن محمد بن المحب، وحدثت سمع منها الطلبة وبلغني أن يوسف بن حسن بن أحمد بن عبد الهادي الماضي خرج لها أربعين، أجازت لنا. وماتت أما في سنة ست وتسعين أو قبلها وهو أشبه.
"خديجة" ابنة المنصور عثمان بن الظاهر جقمق زوج حاجب الحجاب ازدمر وتأيمت بعده حجت في موسم سنة ثمان وتسعين وجاورت التي تليها، وكانت بجوارنا وتذكر بديانة وخير أحسن اللّه عاقبتها.
"خديجة" ابنة علي بن عمر بن أبي الحسن الأنصاري ابنة ابن الملقن أخت الجلال عبد الرحمن وأم النور علي بن البهاء أحمد بن عثمان الماضيين، ولدت في أثناء سنة ثمان وثمانين وسبعمائة، وأحضرت في سابع شهر يوم الثلاثاء سابع عشري صفر من التي تليها بقراءة أبيها على العز بن أبي اليمن الكويك الختم من الموطأ رواية يحيى بن يحيى عن ملك وحدثت به غير مرة سمعه منها الفضلاء؛ أخذته عنها، وكانت قد قرأت في صغرها اليسير من القرآن ومن العلم وتعلمت الخط بل كانت تفيد النساء في باب الحيض ونحوه مع المداومة على المطالبة والبراعة في استخلاص الخطوط المتنوعة حسبما أخبرني به ولدها وأنها غاية في الخير والديانة والمحافظة على الصلوات والقيام، ولم تزل ممتعة بسمعها وبصرها وسائر حواسها حتى ماتت في شوال سنة ثلاث وسبعين رحمها اللّه وإيانا.
"خديجة" ابنة العلاء علي بن محمد بن سعد بن محمد بن خطيب الناصرية أخت حفصة الماضية وزوج المحب بن الشحنة أم ولده أثير الدين محمد. ولدت سنة عشر وثمانمائة تقريباً. ذكرها البقاعي مجرداً.
"خديجة" ابنة علي بن أبي اليمن محمد بن محمد بن علي بن أحمد بن عبد العزيز النويري المكي. ماتت ابنة أشهر في صفر سنة إحدى وخمسين.
"خديجة" ابنة سيدي علي المغربل تزوجها الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن يوسف بن بطالة وما تمت سنة موته حتى ماتت في ذي الحجة سنة ثلاث وعشرين فبينهما نحو عشرة أشهر رحمهما اللّه، وترك منها ابنة.
"خديجة" ابنة علي بن الاسطنبولي زوج الكمال أمام الكاملية وأم بنيه الثلاثة.
"خديجة" ابنة عمر بن محمد بن عمر بن محمد بن الضياء محمد بن عثمان أم الفضل ابنة الكمال أبي حفص بن الشمس بن الكمال بن الضياء بن العجمي الحلبي.
ولدت في ربيع الآخر سنة خمس وتسعين وسبعمائة بحلب وسمعت من ابن صديق الكثير من الصحيح وجميع ثلاثيات الدرامى، وحدثت سمع منها الفضلاء أخذت عنها. وكانت دينة خيرة دمثة الأخلاق كريمة أصيلة. ماتت قريب الستين تقريباً.
"خديجة" ابنة فرج الزيلعية الأصل الصحراوية زوج محمد بن علي بن محمد بن عبد اللّه القليوبي الحفار الماضي وأم محمد التاجر الخير بسوق الشرب، ولدت تقريباً سنة خمس وثمانمائة وسمعت من الجمال الحنبلي، وأجاز لها عائشة ابنة ابن عبد الهادي وآخرون؛ أجازت لنا. وكانت صالحة مديمة للأوراد والتلاوة حجت وجاورت وزارت بيت المقدس وكان أبوها صالحاً معتقداً. ماتت في "خديجة" ابنة قاسم بن كلفت؛ ماتت في رجب سنة إحدى وتسعين.
"خديجة" المدعوة توفيق ابنة الزين محمد بن الزين أحمد بن الجمال محمد بن المحب أحمد بن عبد اللّه أم خليل الطبرية المكية؛ أمها غصون الحبشية فتاة أبيها. سمعت من أبيها والكمال بن حبيب، وأجاز لها في سنة تسع وستين وسبعمائة وما بعدها جماعة. وتزوجها أبو عبد اللّه محمد بن الشيخ أبي العباس بن عبد المعطي وفارقها فلم تتزوج حتى ماتت. وكانت وفاتها قريباً من سنة عشرين بمكة. ذكرها الفاسي وغيره.
"خديجة" ابنة الولوي محمد بن أحمد بن يوسف بن حجاج السفطي أخت أحمد وألف. تزوجها طوغان مبق ويقال له شارب أحد من تأمر في أيام خشقدم ومات معها فتزوجت بغيره وهي الآن عزباء وجرت بينها وبين أختها مخاصمات بسبب الأرشد.
"خديجة" ابنة النور محمد بن أبي بكر بن محمد بن قوام أم القسم البالسية ثم الصالحية. سمعت من زينب ابنة ابن الخباز انتخاب الطبراني لابنه أبي ذر على ابن فارس في سنة ثمان وثمانين وحدثت، أجازت لشيخنا وقال في معجمه أنها ماتت في سادس عشر شوال سنة ثلاث؛ وتبعه المقريزي في عقوده.
"خديجة" ابنة أبي عبد اللّه محمد بن حسن بن الزين محمد بن الأمين محمد ابن القطب محمد بن أحمد بن علي أم أحمد القسطلاني المكية أجاز لها في سنة ثمان وثمانين وسبعمائة فما بعدها النشاوري وعزيز الدين المليجي والصردي وابن حاتم وابن الشيخة والاميوطي وآخرون، وتزوجت ابن عمها محمد بن أحمد بن حسن فولدت له ثم طلقها فتزوجها قريبها أيضاً أحمد بن أبي الخير محمد بن حسين ابن الزين فولدت له ثم تزوجت بأخي زوجها الأول العفيف عبد اللّه بن أحمد فأولدها عدة كأحمد الحرضى وأم كمال، أجازت لصاحبنا ابن فهد وغيره، وماتت في رمضان سنة ست وأربعين بمكة.
"خديجة" ابنة أبي الخير محمد بن عبد الرحمن بن أبي الخير الفاسي المكي. تزوجها النجم عبد اللطيف الفاسي أخو التقي وولدت له، وماتت عنده في إحدى الجماد بين سنة خمس عشرة بمكة ودفنت بالمعلاة وهي في عشر الأربعين.
"خديجة" ابنة محمد سمنطح بن عبد الكريم بن أحمد بن عطية بن ظهيرة القرشب المكي. أجاز لها في سنة خمس وثمانمائة جماعة.
"خديجة" ابنة محمد بن عبد اللّه بلكام سلمة ابنة صاحبنا المحب القادري شقيقة أبي الطاهر محمد وزينب. اعتنى بها أبوها فأسمعها أشياء منها البخاري في الظاهرية، وأجاز لها جماعة، وتزوجها الجلال بن الأمانة فولدت له عدة أولاد تزوجت إحداهن بالبدر بن حجاج والأخرى بولد صغير للشرف الأنصاري وماتت تحته في طاعون سنة سبع وتسعين، وحجت خديجة غير مرة وجاورت، وهي رئيسة لها كجدتها خلطة ببيوت الأمراء وخدمة بالولادة ونحوها.
"خديجة" ابنة محمد بن عبد الوهاب اليافعي تزوجها الشهاب أحمد بن محمد ابن أحمد بن ظهيرة وأولدها أبا الفضل وفاطمة وأم هانئ.
"خديجة" ابنة الشمس محمد بن علي بن محمد بن عيسى بن القطان أخت المحمدين الماضيين. أجاز لها التقي بن حاتم فيما أخبرني به أخوها البهاء، أجازت لنا وكانت خيرة. ماتت في آخر ربيع الثاني سنة تسع وستين وقد جازت الثمانين.
"خديجة" ابنة التقي محمد بن البدر محمد بن عمر بن رسلان البلقيني أخت الولوي أحمد لأبيه. تزوجها ابن عمتها البدر محمد بن أحمد الشهير بابن جنة ثم أبو البقاء بن العلم البلقيني على رغم من الأول ولم يلبث أن مات الثاني فتزوجها ناصر الدين النبراوي ثم فخر الدين بن السكر والليمون فأولدها ابرهيم ثم سلام ابن سعدان من العربان في آخرين كهانىء الموقع وغيره. وحجت غير مرة وجاورت وانتمت لخدمة الزيني بن مزهر فكانت مرتقية به محروسة بحمايته. ماتت شبه الفجأة في ذي القعدة سنة خمس وتسعين وصلى عليها في جمع متوسط بجامع الحاكم ثم دفنت بفسقية حفرتها بقاعة مدرسة البلقيني وأظنها قاربت السبعين عفا اللّه عنها.
"خديجة" وتسمى علا ابنة المحب محمد بن الرضى محمد بن المحب محمد بن الشهاب أحمد بن الرضى ابرهيم بن محمد بن ابرهيم أم الخير الطبرية المكية الماضي أبوها وأمها أم الحسين ابنة محمد بن أبي بكر المرشدي. ولدت بمكة في مستهل رمضان سنة تسع وأربعين وثمانمائة، وأجاز لها الشرف المراغي والزين الاميوطي وأبو جعفر بن العجمي وآخرون.
"خديجة" ابنة محمد بن منصور العقبية زوج الزين عبد الرحمن العقبي وأم الشهاب أحمد أحد الشهود بقرب السبع خوخ. ذكرها البقاعي مجرداً.
 خديجة" ابنة السيد شمس الدين محمد بن موسى بن محمد بن علي القادري أخت عبد العزيز وحفصة الماضيين وزوج تغرى بردى الاستادار.
"خديجة" ابنة محمد بن أحمد البدرشيني الأصل الغزي ويعرف أبوها بالعجوي نسبة إما لبيع العجوة أو جلبها. ولدت بغزة وكانت أمها من بيت نائبها فلما ماتت حولت منها لعمها وكان يقال له أحمد الكتناني وهو كأبيها من رجال البدرشين ومن ذوي اليسار ممن يسكن بملك له جوار سيدي أيوب الأنصاري من الحسينية فنشأت في خدمته يتيمة وتزوجها أخي عبد القادر في وسط سنة سبع وخمسين واستولدها عدة أولاد تأخر منهم بعدهما بدر الدين محمد وجاورت معه في سنة إحدى وسبعين ثم سافرت معه أيضاً في سنة اثنتين وتسعين فحجت ولم تلبث أن ماتت بمكة في ثامن ربيع الثاني من التي تليها وصلى عليها عند باب الكعبة دفنت جوار قبور السادة صفى الدين وعفيف الدين ومصلب بن الزبير وقد زاحمت الخمسين تقريباً وكانت جنازتها حافلة ومشاهد قبرها في مدة الأسبوع هائلة عوضها اللّه الجنة فقد كانت خيرة صينة.
"خديجة" ابنة الشمس محمد بن الدقاق السكري الدمشقي، تزوجها الخواجا عيسى القاري واستولدها محمداً وعلياً. وماتت في سنة أربع وتسعين بدمشق.
"خديجة" ابنة نابت بن اسمعيل بن علي بن محمد بن داود المكي الزمزمي زوج عبد السلام الزرندي ماتت بعد أن أسقطت منه في صفر سنة اثنتين وثمانين بمكة شهيدة.
"خديجة" ابنة يوسف بن أبي راجح محمد بن علي بن أبي راجح الشيبي، ماتت في جمادى الثانية سنة خمس وتسعين بمكة.
"خديجة" ابنة الجمالي يوسف بن عبد الكريم بن كاتب حكم شقيقة الكمالي ناظر الجيش وأخيه الشهاب أحمد وهي أن الثلاثة. تزوجها بعد موت أبيها خير بيك الظاهري خشقدم وحجت معه في سنة سبعين واستمرت تحته إلى انقضاء أيامه وكانت معه بمكة ثم توجهوا بها إليه بالقدس حتى مات فيه ثم تزوجها شاهين مملوك أبيها وفارقها بعد أن إستولدها كالأول عدة ماتوا ويقال له أنه تزوجها بينهما كاتب السر ابن مزهر أياما. واستمرت أيما حتى ماتت بعد تعلل بأمراض باطنية في يوم الأحد مستهل شعبان سنة اثنتين وتسعين وصلى عليها من الغد بباب النصر في مشهد حافل ودفنت بتربة أبيها. ويقال إنها كانت قارئة كاتبة خيرة واستكتبت الصحيح وكانت تقرأ على الفخر عثمان الديمي عفا اللّه عنها عوضها الجنة.
"خديجة" ابنة نحيلة - بضم النون ومهملة مصغر - والدة البدر بن الكعكي ورئيسة المغاني. كانت مع اتصافها بحرفتها فيها خير وبر وتصون. ماتت في منتصف المحرم سنة أربع وستين.
"خديجة" الأنصارية أم المحب محمد بن أحمد بن محمد بن محمد بن عثمان الطوخي. كانت معروفة بالخير. ماتت في سنة أربع وثلاثين.
"خديجة" الرحابية المغنية. رأت حظوة وتغالي كثير من الفساق ونحوهم في شأنها وصودرت مرة بعد أخرى. ماتت في المحرم أو صفر سنة سبع وثمانين وبلغني أن اسم أبيها شتات وأنها نسبت رحابية لمعارضتها لابن رحاب وأنها كانت بارعة في فن الغناء والإنشاد. وماتت قبل إكمال الثلاثين وإن من جملة من كان يتردد إليها محمد بن سالم الازبكي بحيث كتب لها عبد البر بن الشحنة معرضاً به:

إن تمنعت يا مهاة عن الوص

 

ل فإني واللّه حلو الوصـال

لست نذلاً ولست فظاً غليظـاً

 

لا ولا في الوجود شيء مثالي

وصارت تتهكم عليه في ذلك وتنكر سخافته. وقد كانت تسكن في زقاق ابن الجنيد المجاور لحانوت الشهود من باب القوس وقصدني مرة في كائنة تلتمس فيما زعمت دعائي لها بل كانت بعد تراسلني في طلب ذلك عفا اللّه عنها، وقد تشرفت بتزوج الشريف علي بن بركات حين كان بالقاهرة.
"خديجة" زوج المؤيد شيخ ويعرف بخوند قاعة رمضان كانت زوجته في أيام إمرته واستمرت بعده حتى ماتت في طاعون سنة ثلاث وثلاثين وورثها زوجها اركماس الجاموس النوروزي أمير شكار.
"خديجة" ابنة المشرقي جارتنا بركة جناق ماتت في أواخر المحرم سنة ثلاث وتسعين.
"خديجة" المعروفة بابنة الحبشية ماتت في جمادى الثانية سنة خمس وثمانين بمكة.

حرف الدال المهملة

"دكيكة" الشريفة ماتت بمكة في ذي الحجة سنة سبع وخمسين. أرخها ابن فهد.
 دولات باي" مولاة الظاهر جقمق وموطوءته، وتزوجها برقوق الذي صار نائب الشام وله منها عليباي وأخوه. ماتت في عشري شوال سنة ثلاث وتسعين وصلى عليها السلطان.

حرف الذال المعجمة

"ذابل" الحبشية عتيقة القاضي علي بن الزين القسطلاني المكي وموطوءته ثم زوجة النجم بن أبي البركات بن الزين، ماتت بمكة في ليلة سابع عشر صفر سنة اثنتين وتسعين ودفنت عند مواليها.

حرف الراء المهملة

"رابحة" ابنة المرابط إحدى زوجات أبي عبد اللّه بن أبي فارس صاحب إفريقية من بلاد المغرب. توفيت في أوائل سنة ثمان وسبعين بعد رجوعها من الحج بأيام يسيرة وكانت قد حجت مراراً في أيام الظاهر جقمق فمن بعده في تجمل زائد وزارت بيت المقدس وعظم شأنها رحمها اللّه.
"رابعة" ابنة شيخنا أبي الفضل أحمد بن علي بن محمد بن محمد بن علي بن أحمد بن حجر. ولدت في رجب سنة إحدى عشرة وثمانمائة وأحضرها أبوها في سنة خمس عشرة بمكة علي الزين المراغي وأسمعها على غيره وأجاز لها جمع كثير من المصريين والشاميين وتزوجها الشهاب بن مكنون ثم المحب بن الأشقر. ماتت معه في سنة اثنتين وثلاثين، ذكرها أبوها في الأنباء وترجمتها في الجواهر.
"رابعة" ابنة الخواجا داود بن علي الكيلاني وتدعى سعدانة، تزوجها النجم محمد بن أبي البركات بن ظهيرة واستولدها ابنه النجم محمداً وكذا تزوج بها محمد القرماني واستولدها ابنته ألف فهي والنجم إخوان لأم وماتت بعده بدهر في يوم السبت حادي عشر جمادى الأولى سنة اثنتين وتسعين وكانت فيما قيل لها مال.
"رابعة" ابنة عبد القادر بن أبي الفتح محمد بن أحمد. تأتي في أم الحسين.
"رجب" ابنة الشهاب أحمد بن محمد بن عمر القليجي الحنفي سبطة سارة ابنة التقي السبكي، أمها شهدة، حضرت في الثالثة على جدتها معجم أبيها التقي في جمادى الثانية سنة اثنتين وثمانمائة وحدثت باليسير أجازت لنا، وماتت في شوال سنة تسع وستين.
"رحمة" ابنة عطية بن محمد بن فهد؛ في ست الجميع.
"رحمة" امرأة خيرة قريبة لأم أولادي ولها ابنة اسمها أم الحسن، ماتت في سنة إحدى وسبعين رحمها اللّه.
"رقية" ابنة العفيف عبد السلام بن محمد بن مزروع؛ في ابنة يحيى قريباً.
"رقية" ابنة الشيخ عبد القوي بن محمد بن عبد القوي البجائي الأصل المكي أخت أبي الخير محمد الماضي. أجازت لنا وهي ممن أجاز لها في سنة خمس فما بعدها ابن صديق والزين المراغي والحافظان العراقي والهيثمي وغيرهم. وماتت في ليلة نصف ذي القعدة سنة أربع وسبعين بمكة.
"رقية" ابنة علي بن محمد بن أبي بكر بن مكي الصفدية ثم الدمشقية الصالحية، سمعت على زينب ابنة اسمعيل بن الخباز الثلاثة الأول من أجزاء فوائد على ابن حجر وانتخاب الطبراني لابنه على ابن فارس، وحدثت سمع منها الأئمة وذكرها شيخنا في معجمه فقال قرأت عليها. وماتت في رمضان سنة ثلاث وتبعه المقريزي في عقوده.
"رقية" ابنة علي بن محمد بن موسى بن منصور المحلي الأصل المدني أخت أحمد الماضي وأبوهما وزوج فتح الدين أبي الفتح محمد بن عبد الرحمن بن صلح القاضي ويقال إنها أسن منه بإحدى عشرة سنة. أجاز لها باستدعاء مؤرخ بجمادى الثانية سنة إحدى وثمانمائة البرهان الابناسي والعراقي والهيثمي والبلقيني وابن الملقن والصدر المناوي والغماري والمجد اسمعيل الحنفي وآخرون لنا وماتت بعد أن اختلطت عدة سنين في ربيع الثاني سنة ثمانين ودفنت بالبقيع عند أبيها رحمها اللّه.
"رقية" ابنة السراج عمر بن المحب محمد الزرندي المدني أخت محمد الماضي. تزوجها عبد القادر بن يعقوب عم النجم محمد المالكي ثم بعد موته بمدة الشريف السمهودي ثم أبو الفتح الزرندي أخو قاضي الحنيفة، وماتت معه في رمضان سنة سبع وثمانين.
"رقية" ابنة الجمال محمد بن أحمد بن محمد الكازروني المدنية. ماتت في العشرين من ذي الحجة سنة ست وستين.
 رقية" ابنة الشرف محمد بن المسند أبي الحسن علي بن محمد بن هرون بن محمد بن هرون بن علي بن حميد الثعلبي الدمشقية الأصل القاهرية ويعرف أبوها وجدها بابن القاري من بيت حديث بل عمها أبو الفرج عبد الرحمن مسند القاهرة وهي زوج القطب عبد الكريم بن محمد بن الحافظ القطب الحلبي. ذكرها شيخنا في معجمه وقال ذكر لي حميد الدين حماد التركماني أنه وقف على استدعاء فيه اسمها وأن من جملة من أجاز لها يحيى بن يوسف بن المصري فاستجزت منها على يد بعض أصحابنا وكتب عنها فشاع ذلك من يومئذ وقرأ عليها بعض أصحابنا ثم أكثروا عنها فلما كان في سنة سبع وعشرين حضرت عندي في محاكمة فرأيتها تامة القامة مستوية العقل وذكر لي أهلي أنه لم يظهر الكب وإن أكثر ما يمكن أن يكون سنها ما بين الستين والسبعين فتوقفت في الرواية عنها لذلك وجوزت أن يكون حماد وهم فإنه لو صحت إجازتها من ابن المصري لاقتضى أن يكون مولدها سنة ست وثلاثين وهي السنة التي مات فيها وتكون قد جازت التسعين وأيضاً فإن زوجها لم يدرك إجازة ابن المصري وإن كان ولد في سنة وفاته فاللّه أعلم بحقيقة الحال، ثم وضح لي بطلان الإجازة وإن الأمر اشتبه على حماد فوقفت على استدعاء مؤرخ بسنة إحدى وسبعين كتب فيه شيوخ ذلك العصر من الحرمين والشام ومصر ومن جملتهم زوجها فكتب عن نفسه وعنها وعين أن مولدها بالحسينية فهو كما سبق في ترجمته وهي في رمضان سنة أربعين نعم الذي يظهر أن لها إجازة من شيوخ ذلك العصر سماعاً أيضاً فإنها كما قدمت من بيت الحديث والرواية سيما قد استجازها المحدثون قديماً من الأوان المشار إليه وهلم جرا انتهى. وكان شيخنا الزين رضوان المستملى يميل لصحة روايتها عن ابن المصري ويحتاج إلى دليل والميل لما قاله شيخنا أكثر. ماتت قريب الثلاثين وعينه بعضهم بسنة اثنتين وثلاثين، وهي في عقود المقريزي وجزم بأن مولدها في رمضان سنة إحدى وأربعين رحمها اللّه وإيانا.
"رقية" ابنة التقي محمد بن أبي الخير محمد بن فهد الهاشمي أم كلثوم في الكنى.
"رقية" ابنة الشمس محمد بن التقي محمد المدعو تقي بن الشمس محمد بن روزبة أم الفضل الكازرونية المدنية. تزوجها الزين أبو بكر بن الحسين المراغي في كبره واستولدها الكمال أبا الفضل محمداً والناصر أبا الفرج محمداً وكان لها سماع على زوجها في نسخة ابرهيم بن سعدو غيرها وأجاز لها جماعة. ماتت في سنة ثمان وخمسين رحمها اللّه.
"رقية" وتسمى زينب ابنة الشمس محمد بن محمد بن يوسف الزعيفريني المكي الحنفي الماضي سمعت مني معه بمكة.
"رقية" ابنة يحيى بن عبد السلام بن محمد بن أحمد بن عزاز بن مزروع أم الخير ابنة الإمام محيي الدين بن الإمام عفيف الدين المضرية ثم البصرية المدنية. ولدت ظناً سنة ست وعشرين وسبعمائة، وأجاز لها يوسف الختني وعلي بن اسمعيل بن قريش وابن المصري وابن شاهد الجيش وزينب ابنة الكمال والبنديجي والحفاظ المزي والذهبي والبرزالي وابن سيد الناس والقطب الحلبي ومغلطاي في آخرين من المصريين والشاميين وحدثت سمع منها الأئمة ماتت في صفر سنة خمس عشرة عن تسعين سنة، وذكرها شيخنا في إنبائه بحذف اسم أبيها فقال رقية ابنة عبد السلام وأنها ماتت عن سبع وثمانين سنة وكذا في معجمه وقال أنها روت الكثير ولم ألقها وأظن أن لي منها إجازة. قلت وهي في عقود المقريزي وحدثنا عنها جماعة كثيرون والأبي وفي الأحياء ببلاد الحجاز الآن من سمع منها.
"ريا" ابنة صاحب مكة الشريف حسن بن عجلان. ماتت في ليلة الجمعة سادس عشر جمادى الثانية سنة خمس وتسعين ودفنت بالمعلاة عند بني ابن أخيها السيد محمد بن بركات وتركت ابنين من ذوي عجلان ليسا شقيقين.
"رئيسة" في أم كلثوم ابنة المحب محمد بن محمد بن محمد بن أحمد بن ابرهيم.

حرف الزاي المنقوطة

زاده خوند شاه" ابنة الأمير أرض بك بن الأمير محمد كرشجي بن يلدرم بايزيد بن عثمان جق الرومية ثم القاهرية أخت سليمان الماضي قدمت معه من الروم فأكرمهما الأشرف برسباي وأنزلهما بالدور السلطانية من القلعة مدة ثم حسن بعض الأورام للالتها الهرب بهما إلى بلادهما وتواطئوا عليه واستعدوا له وحضر شيني إلى ثغر رشيد مشحون بالزاد والمقاتلة وهم في هيئة تجار ولا زال اللالا يرتقب غفلة حتى قربهما من وسط القلعة إلى الثغر المشار إليه فلما علم السلطان بادر لإرسال عسكر من خاصته في أثرهم لتوهمه أنها مكيدة من مراد بك بن عثمان متملك الروم لكونه أرسل يطلبهما منه غير مرة وهو يمتنع خوفاً على سليمان من قتله فلما وصل العسكر تقاتل مع أولئك فكان الظفر لعسكر السلطان وعادوا بهما وبمن شاء اللّه من الأورام فقتل منهم جماعة وقطع أيدي آخرين واستمر مقيمين في مكانهما الأول إلى أن قدرت وفاة سليمان في طاعون سنة إحدى وأربعين وتزوج هو بهذه ولم يلبث أن مات فتزوجها الظاهر واستولدها أولاداً ثم طلقها بعد سنة ثلاث وخمسين ونزلت دارها بالجودرية حتى تزوجها برسباي البجاسي أحد المقدمين ودامت عنده حتى ماتت بعد طول تمرضها في أواخر رجب سنة تسع وخمسين وقد زادت على الثلاثين وخلفت شيئاً كثيراً رحمها اللّه وعوضها الجنة.
"زاد الخير" الحبشية مستولدة الجمال أبي السعود محمد بن حسين بن ظهيرة القرشي أم ابنته زينب. ماتت في ذي القعدة سنة إحدى وأربعين بمكة. أرخها ابن فهد.
"زاهرة" ابنة فرح معشوقة أهل مكة؛ ماتت في سنة تسع وأربعين.
"زبيدة" ابنة أحمد بن عبد الحي بن ظهيرة الماضي أبوها. ماتت في ربيع الأول سنة سبع وستين.
"زبيدة" أختها هي أصغرهما، تزوجها ابن عمها أبو بكر بن عبد القادر ومات عنها فتأيمت.
"زبيدة" ابنة البهاء محمد بن النجم عمر بن حجى شقيقة النجم يحيى وسبطة الكمال بن البارزي الماضيين تزوجها الزين بن مزهر وأولدها أولاداً وحج بها في الرجبية وأثكلت عدة أولاد وأخاها ثم زوجها فصبرت، وهي رئيسة وجيهة تقرأ وتكتب بل بلغني أنها قرأت أربعى النووي وعمدة الأحكام وكفلت ولدي أخيها وولديهما أحس كفالة.
"زليخا" ابنة ابرهيم بن محمد بن أحمد أم الفضل وأم ابرهيم ابنة البرهان الشنويهي ثم القاهري الشافعي الماضي وأخت زينب الآتية وأمهما هي عائشة ابنة عبد الرحمن ابن إمام البيبرسية الرجل الصالح الياس العجمي المتوفى تقريباً سنة سبعين وسبعمائة، أحضرت في الرابعة سنة ثمان وتسعين على الحافظين العراقي والهيثمي بعض السنن لأبي داود وعليهما وعلى التنوخي الختم من البخاري وعلي ابن أبي المجد معظمه وحدثت باليسير قرأت عليها أحاديث وكانت صالحة تقرأ يسيراً من القرآن. ماتت في أحد الربيعين سنة سبع وستين رحمها اللّه.
"زهراء" التركية أم المنصور عثمان بن الظاهر جقمق توفيت معه باسكندرية حين كونه بها ودفنت بقبة أنشأها في مدرسة ظاهر باب البحر ورتب عندها قراء ليالي الجمع واسماع حديث في أيامها سوى قراءة في كل يوم.
"زهور" ابنة الولوي أحمد بن التقي محمد بن البدر محمد بن السراج عمر البلقيني سبطة السراج الحمصي أمها حواء الماضية وكذا تزوجها فتح الدين بن العلم البلقيني ثم ابن أخته التقي بن الرسام والعلاء بن قمتى رأس نوبة ومحمد بن الشمس بن المرخم وأحمد بن أصيل في حال كونه في المقشرة وكانت تروح إليه بها في آخرين وليس معها أولاد وفيها كلام ولذا هشت قبل أوان الهرم وصارت قريبة من التعطيل وتزوجها وهي كذلك بعض مهملي الأتراك.
"زيلعة" ابنة ابرهيم اليماني زوج عمر بن فهد، ماتت في صفر سنة ثمان وسبعين بمكة. أرخها زوجها.
" زيلعة" ابنة عبد القادر بن يحيى بن عبد الرحمن بن أبي الخير محمد بن فهد الهاشمية المكية ماتت في جمادى الأولى سنة إحدى وسبعين ولم تكمل ثلاث سنين.
"زيلعة" ابنة فرج أخت زاهرة. ماتت سنة تسع وأربعين.
 زينب" ابنة ابرهيم بن أحمد بن أبي بكر بن عبد الوهاب أم أحمد المرشدي المكي؛ سمعت من ابن صديق والشمس بن سكر والمراغي وجماعة، وأجاز لها في سنة ثمان وثمانين فما بعدها النشاوري وابن حاتم وأبو هريرة بن الذهبي والمليجي والمطرز والأمدي والصردي والتنوخي والزفتاوي وآخرون وتزوجها النور على ابن محمد بن عمر الفاكهي فولدت له أحمد ومحمد الأصغر وأبا الخير وغيرهم، وماتت في شوال سنة إحدى وأربعين بمكة.
"زينب" ابنة ابراهيم بن أحمد بن محمد بن أحمد الأرديبلي ولدت بمكة وأمها عائشة ابنة دانيال ونشأت بها فلما بلغت أو كادت توجهت إلى بلاد العجم مع عمها فزوجها في بلده اردنيل بولده وأقامت بها أزيد من عشرين سنة وولدت له هناك فخر الدين ثم رجعت إلى مكة وتزوجت بها الشمس بن النجم الصوفي ورزقت منه عائشة الآتية. وتوفيت في شوال وذي القعدة سنة ست عشرة. ذكرها الفاسي.
"زينب" ابنة ابرهيم بن علي بن حسن التلواني شقيقة محمد ويوسف، أمهم جان خاتون ابنة ابن الحاجب المذكورين.
"زينب" ابنة ابرهيم بن محمد بن أحمد أم الخير ابنة البرهان الشنويهي القاهري الشافعي أخت زليخا وأم عبد المغيث بن عبد الرحيم بن الفرات الماضيين. حضرت في الثالثة سنة ثمان وتسعين على العراقي والهيثمي بعض أبي داود وعليهما وعلى التنوخي ختم البخاري وعلى ابن أبي المجد معظمه وحدثت بأخرة سمع منها الطلبة حملت عنها وكانت قرأت القرآن ونظرت في كتب العلم وأكثرت من العبادة والخير حتى ماتت في ربيع الآخر سنة تسع وسبعين رحمهما اللّه.
"زينب" ابنة أحمد بن أبي بكر بن عبد اللّه بن ظهيرة بن أحمد بن عطية ابن ظهيرة القرشي المكي الماضي أبوها وأمها حبشية لأبيها.
"زينب" ابنة القاضي الشهاب أحمد بن أبي بكر بن علي الناشري. زوجها أبوها لابن أخيه أبي بكر بن محمد بن أبي بكر بن علي الماضي على كره من أمها لفقره فبورك لهم فيه ورزق منها الأولاد، وماتت في سنة إحدى وعشرين.
"زينب" ابنة القاضي المحب أحمد بن الجمال محمد بن عبد اللّه بن ظهيرة بن أحمد بن عطية بن ظهيرة القرشية المكية أمها حبشية لأبيها، ولدت توءماً مع أخيها أبي البقاء محمد في جمادى الآخرة سنة اثنتي عشرة وثمانمائة بمكة وأحضرت علي الزين المراغي؛ وأجاز لها عائشة ابنة ابن عبد الهادي والمجد اللغوي وابن طولوبغا والولي العراقي وجماعة، وتزوجها ابن عمها أحمد بن أبي بكر والد سميتها التي مضت قريباً فولدت له أولاداً وتأيمت بعد موته حتى ماتت بمكة في ربيع الآخر سنة ثلاث وستين.
"زينب" ابنة أحمد بن محمد بن موسى أم حبيبة ابنة الشهاب الدمشقي الشوبكي المكي. ولدت في ليلة الاثنين ثاني عشر جمادى الثانية سنة تسع وتسعين وسبعمائة بمكة ومات بها أبوها في ربيع الأول سنة ثمانمائة وهو في أنباء شيخنا، وأحضرت في الخامسة في جمادى الآخرة سنة أربع وثمانمائة على ابن صديق سنن ابن ماجة بفوت والأسلاف النبوية للعسيبي وجزء أبي يعلي الخليلي ومجلساً من أمالي أبي سهل بن زياد القطان وطرق حديث الافك للدير عاقولي، وأجاز لها في سنة خمس فما بعدها العراقي والهيثمي والمراغي والفرسيسي والشهاب الجوهري الطيب السحولي وحفيد القطب الحلبي عبد الكريم بن محمد والمجد اللغي والشرف بن الكويك وعائشة ابنة ابن عبد الهادي، وحدثت بمسموعها وغيره غير مرة وأكثروا عنها بأخرة سيما حين كنت بمكة، وكانت خيرة مباركة صالحة كثيرة العبادة والصدقة والصيام والطواف والاعتماد وعمرت ممتعة بسمعها وبصرها وفجعت بأولادها فصبرت واحتسبت. وماتت بمكة وأنا بها في ليلة الأربعاء العشرين من شوال سنة ست وثمانين وصلى عليها بعد صلاة الصبح عند باب الكعبة ودفنت بالمعلاة وقد جازت الثمانين وختم بها أصحاب ابن صديق بالحضور وغير واحد من شيوخها بالإجازة رحمها اللّه.
"زينب" ابنة اسمعيل بن محمد بن ميكائيل الحلبي ثم المقدسي نزيل مكة أمها فاطمة ابنة أبي العباس بن عبد المعطي. مات أبوها سنة عشر وتزوجها العفيف عبد اللّه بن محمد بن أبي العباس بن عبد المعطي وأولدها أبا القسم. ماتت بمكة في شوال سنة اثنتين وثمانين ودفنت عند أمها.
 زينب" ابنة الظاهر برقوق وأمها رومية أم ولد. كانت من الجمال بمكان تزوج بها غير واحد حتى المؤيد مات عنها فكانت ابنة السلطان وأخت سلطان وزوج سلطان وبعده تزوجت بقجق العيساوي أمير سلاح. وماتت في عصمته في ربيع الأول سنة ست وعشرين ودفنت بتربة أبيها بالصحراء وهي آخر أولاده لصلبه وفاة وكانت أرأس إخوتها.
"زينب" ابنة العماد أبي بكر بن أحمد بن محمد بن أبي بكر بن عباس بن جعوان الدمشقية. ولدت سنة اثنتين وعشرين وسبعمائة وأسمعت على الحجار وعبد القادر الأيبي وأبي بكر بن محمد بن الرضي وأحمد بن محمد بن معالي الزبداني وآخرين ومما سمعته على الحجار جزء أبي الجهم وحدثت أخذ عنها شيخنا وذكرها في معجمه وقال ماتت في شوال سنة ثلاث، وتبعه المقريزي في عقوده.
"زينب" ابنة جار اللّه بن صلح بن أبي المنصور أحمد بن عبد الكريم بن أبي المعالي يحيى الشيباني. ولدت في ذي القعدة سنة سبع وثمانين وسبعمائة وتزوجها عيسى بن موسى بن علي بن قريش وأولدها، وماتت بمكة في ذي القعدة سنة سبع. أرخها ابن فهد.
"زينب" ابنة جرباش الكريمي أمير سلاح. مولدها سنة ثلاثين وثمانمائة وتزوجها الظاهر جقمق في أوائل سلطنته واستولدها ولداً لم يكمل سنة وحجت في أيامه مع أبويها وصارت بعد فراقه خوند البارزية صاحبة القتعة الكبرى ومات عنها فتزوجها بعد مدة الشرف الأنصاري ونقم عليها ذلك من لم يتدبر إلى أن ماتت تحته بدارها قريباً من قنطرة طقزدمر بالطاعون شهيدة في يوم السبت سادس عشري جمادى الآخرة سنة أربع وستين عن بضع وثلاثين سنة ودفنت بمدرسة الظاهر برقوق بين القصرين لكون أمها فاطمة ابنة قانباي ابن أخت صاحب المدرسة رحمها اللّه وإيانا.
"زينب" ابنة داود الكيلاني أم أبي عبد اللّه النويري وخالة النجم بن نجم الدين بن ظهيرة وهي سنة تسع وتسعين في الأحياء عن سن عالية.
"زينب" ابنة ريحان التعكري أخت خديجة الماضية. ماتت في جمادى الثانية سنة سبع وخمسين بمكة. أرخها ابن فهد.
"زينب" ابنة سالم العبادي الازبكي تزوجها خير بك دوادار أستاذ أبيها وحجت معه في موسم سنة ثمان وتسعين ثم رجعت مع الركب وتخلفت أختها أمهما حتى رجعتا مع أخيها في البحر من التي تليها.
"زينب" ابنة صلح بن مظفر بن نصير البلقيني والدة العلم صلح تزوجها والده شيخ الإسلام السراج المجتمعة معه في نصير فأولدها صالحاً وعبد الخالق ثم قدمت عليه أخته من بلقينة فذكرت لأخيها أنها أرضعت زوجته هذه فبحثت عن ذلك حتى وضح له وحين علم صحة قولها اجتنبها وذلك قبل موته بعشر سنين ولما مات تزوجت عامياً وكانت موصوفة بالخير، ماتت في حادي عشر المحرم سنة ثمان وعشرين عن نحو الستين. ذكرها شيخنا في أنبائه وتردد أهي صالحة أو زينب وقال ابنة صالح بن رسلان بن نصير وما قدمته هو التحقيق في اسمها ونسبها رحمها اللّه.
"زينب" ابنة طلحة الهتار. ماتت سنة إحدى وثلاثين.
"زينب" ابنة الجلال عبد الرحمن بن السراج عمر بن رسلان بن نصير وأمها تركية لأبيها. ولدت قبل العشرين قيل سنة سبع عشرة وثمانمائة وتزوجها حفيد عمها الولوي أحمد بن التقي محمد بن البدر محمد بن السراج وأحمد عداد الغنم ورأت حظوة من أولهما وجلالة ولم ترع تلك العمة فلم تظفر بعده بطائل، وحجت وجاورت ودخلت الشام وتزوجت بخير الدين أبي الخير بن البساطي وأقبلت عليه بالمحبة الزائدة هو معها بضده وكذا تزوجها العبادي وابرهيم العجلوني وعجل كل منهما فراقها. وحجت غير مرة والآن فقد هشت وكبرت وضعف بصرها وانقطعت بمدرسة جدها مع مزيد صفائها وخفتها ورغبتها في الخير وأهله. ماتت في أثناء ربيع الأول سنة ست وتسعين وصلى عليها بجامع الحاكم ثم دفنت عند أختها دخايجة في المدرسة البلقينية رحما اللّه وإيانا.
 "زينب" ابنة عبد الرحيم بن الحسين بن عبد الرحمن أم محمد ابنة الزين العراقي الأصل القاهري. ولدت قبيل الصبح من ليلة ثاني عشر ذي الحجة سنة إحدى وتسعين وسبعمائة فقد عين أخوها الولي أنها كانت في حادي عشر ذي الحجة سنة ست وتسعين في أول يوم من الخامسة وأحضرت علي الفرسيسي وغيره كأبيها والهيثمي بل سمعت أيضاً عليهما وعلى الزين أبي بكر المراغي ومما سمعته على أبيها والهيثمي من مسند أحمد بسماعهما لجميعه على ابن الخباز والعرضي. وأجاز لها في سنة خمس وتسعين فما بعدها خلق منهم الشهاب أحمد بن أبي بكر بن أحمد بن العز وأبو الخير بن العلائي وأحمد بن محمد بن راشد القطان وأبو بكر بن محمد بن عبد الرحمن المزي وأبو هريرة بن الذهبي والتاج بن موسى السكندري. وتزوجها الشهاب بن يعقوب فأنجبها المحب محمداً ثم عبد الرحيم ثم عبد القادر المذكورين، وحجت وحدثت بالكثير سمع منها الفضلاء حملت عنها أشياء وكانت خيرة أصيلة. ماتت في يوم الأحد ثامن عشري ربيع الأول سنة خمس وستين بعد أن كفت وثقل سمعها رحمها اللّه وإيانا.
"زينب" ابنة عبد العزيز بن علي بن أحمد بن عبد العزيز الهاشمي النويري المكية، أجاز لها في سنة ست وثلاثين جماعة. وماتت في جمادى الأولى سنة خمس وأربعين بمكة.
"زينب" ابنة عبد العزيز بن أبي البركات محمد بن علي بن أحمد بن عبد العزيز الهاشمي النويري المكية. بيض لها ابن فهد.
"زينب" ابنة عبد العزيز بن مسدد الكازروني المدينة الماضي أبوها وعمها محمد بن مسدد، سمعت مني بالمدينة.
"زينب" ابنة عبد الكريم بن عبد الرحمن بن أبي بكر بن ظهيرة بن أحمد بن عطية بن ظهيرة القرشي المكية أمها ابنة أحمد بن أبي بكر بن ظهيرة. ولدت في ربيع الأول سنة ثلاث ستين وثمانمائة بمكة.
"زينب" ابنة عبد اللّه بن أحمد بن علي بن محمد بن القسم بن صالح بن هاشم أم محمد ابنة الجمال بن الحافظ الشهاب القاهري الشافعي أخت ابرهيم الماضي وأبوهما وتعرف كسلفها بابنة العرياني. ولدت تقريباً في سنة ثمانين وسبعمائة فأنها أحضرت وهي في الثانية في أواخر سنة إحدى وثمانين على الجمال عبد اللّه الباجي أشياء وسمعت على أبي العباس المنفر وابن حاتم والسويداوي وآخرين وأجاز لها النشاوري والجمال الاميوطي وجماعة وحدثت سمع منها الفضلاء أخذت عنها أشياء وكانت خيرة صالحة من بيت حديث ورواية ولست أستبعد إجازتها من القدماء فقد كان أخوها يذكر أن والدها استدعى لها في صغره وأن الاستدعاء عنده ماتت بالقاهرة في يوم الأحد سادس عشري ذي الحجة سنة ست وخمسين رحمها اللّه.
"زينب" ابنة عبد اللّه بن الزين أحمد بن الجمال محمد بن المحب أحمد بن عبد اللّه أم أحمد الطبرية المكية أمها أم الهدى عائشة ابنة الخطيب عبد اللّه بن التاج علي بن عبد اللّه بن المحب الطبري. سمعت من الكمال بن حبيب وأجاز لها ابن الهبل والصلاح بن أبي عمر وابن أميلة وآخرون، أجازت لابن فهد وغيره. ماتت في المحرم سنة ثمان وثلاثين.
"زينب" ابنة عبد اللّه بن أسعد بن علي بن سليمان بن فلاح أم المساكين ابنة الولي العفيف أبي محمد اليافعي اليمني ثم المكي الشافعي أخت عبد الوهاب الماضي. ولدت في جمادى الأولى سنة ثمان وستين وسبعمائة بالمدينة النبوية وأجاز لها ابن أميلة والصلاح ابن أبي عمر وابن السوقي وابن النجم وابن الهبل وابن القاضي الزبداني والأذرعي والأسنوي وأبو البقاء السبكي وابن القاري والتقي البغدادي والنشاوري وآخرون، وخرج لها النجم بن فهد مشيخة حدثت بها وبغيرها أخذ عنها الفضلاء وكانت جليلة. ماتت في جمادى الأولى أيضاً سنة ست وأربعين بمكة وقبرت مع أبيها رحمهما اللّه إيانا.
"زينب" ابنة عبد اللّه بن خليل أم هانئ ابنة إمام مسجد أبي الدرداء بقلعة دمشق الجمال بن أبي الصفاء القلعي نسبة لقلعة دمشق أجازت لنا في سنة خمس وستين بل أجازت لغيرنا في سنة ثلاث وسبعين وما علمت شيئاً من أمرها.
"زينب" ابنة عبد الهادي بن أبي اليمن محمد بن أحمد بن الرضى ابرهيم بن محمد بن ابرهيم الطبري، أمها أم هانئ ابنة عبد الوهاب اليافعي أجاز لها في سنة تسع وعشرين وثمانمائة القبابي والشمس الشامي والتاج بن بردس وأخوه العلاء وآخرون.
 زينب" ابنة النور على بن الشهاب بن أبي بكر بن خلد السدوشي الأصل القاهري الماضي أبوها ويعرف بابن الأمام وأمها سبطة الشيخ خلف الطوخي تزوجها ابن عمها البدر السعدي الذي صار قاضي الحنابلة بمصر واستولدها أولاد تأخر منهم بعدها صلاح الدين محمد وفاطمة وحجت مع أبيها ومعه موسمياً وماتت تحته في ذي الحجة سنة اثنتين وتسعين عن أزيد من خمسين وكان لها مشهد حافل ودفنت بتربة أبيها بسوق الدريس خارج باب النصر وتأسفنا عليها فقد كانت عاقلة مدبرة متوددة صابرة قانعة عوضها اللّه الجنة.
"زينب" وتلقب توفيق ابنة علي بن أحمد بن عبد العزيز الهاشمي النويري المكي. ولدت سنة خمس وسبعين وسبعمائة، وأجاز لها المحب الصامت ومحمد بن أحمد بن عبد الرحمن بن خطيب المزة وأبو الهول الجزري وآخرون وماتت في ربيع الأول سنة سبع وعشرين بمكة، وكان ابن عمها المحب النويري تزوجها بمكة في سنة سبع وثمانين وولدت له أولاداً ومات فخلفه عليها والد التقي الفاسي في سنة إحدى وثمانمائة وولدت له وفارقها فتزوجها النور علي بن محمد الشيبي وأولدها ومات فخلفه النجم المرجاني وطلقها بعد أشهر فلم تتزوج حتى ماتت.
"زينب" ابنة علي بن محمد بن أحمد بن حسن بن الزين محمد بن الأمين محمد بن القطب القسطلاني المكي؛ ولدت في صفر سنة أربع وثلاثين بمكة تزوجها الجمال محمد بن مسعود الزواوي ثم بعد طلاقه عبد القادر بن يحيى بن فهد في أوائل سنة اثنتين وستين وولدت لكل منهما.
"زينب" ابنة علي بن محمد بن اسماعيل بن علي بن محمد بن داد المكي الزمزمي زوج ابن عم أبيها حسين بن نابت. ماتت في صفر سنة اثنتين وثمانين بمكة شهيدة بعد أن أسقطت.
"زينب" ابنة علي بن محمد بن عبد البر أم عبد اللّه ابنة العلاء أبي الحسن الأنصاري السبكي أخت باي خاتون الماضية. اسمعها أبوها البخاري على عائشة ابنة ابن عبد الهادي وانتهى في شعبان سنة ثمان وذكرها البقاعي مجرداً.
"زينب" ابنة علي بن محمد بن عميرة الكريدي سبطة خالتي عزيزة وأمها فاطمة. تزوجها الشمس الجزيرمي فاضل الحنابلة وعلمها الكتابة والاستخراج واستولدها ابنته ثم مات عنها فاتصلت بغير واحد وحجت وجاورت.
"زينب" ابنة علي بن أبي البركات محمد بن أبي السعود محمد بن حسين بن علي بن أحمد بن عطية بن ظهيرة القرشية المكية شقيقة ابرهيم واخوته. ولدت سنة اثنتين وثلاثين وثمانمائة بمكة وأجاز لها خلق في استدعاء ابن فهد كالقبابي والتدمري والزركشي والواسطي والبرهان الحلبي وابن ناصر الدين وابنة ابن الشرائحي وابن بردس وابن الطحان وابن ناظر الصاحبة. وتزوجها ابن عمها الجمال محمد بن نجم الدين في سنة خمسين فأولدها جماعة تأخر من ذكورهم إلى وقت تاريخه الزيني عبد الباسط الماضي وتوجهت مع زوجها وولدها غير مرة للزيارة النبوية، وهي رئيسة متقية متقنة صابرة متوددة مدبرة أقر اللّه عينها بولدها وبنيه وابن أخيها وبنيه  
"زينب" ابنة العلاء علي بن العالم البدر محمد الحنفي الماضي أخوها خليل وجدهما وتعرف بابنة ابن خاص بك. تزوجها اينال الاجرود في إمرته في حدود سنة خمس وعشرين وثمانمائة بعد أخت لها ماتت تحته ولم ينفك عنها ولا بعد تملكه حتى مات لم يتزوج عليها بل ولا تسري وكل أولاده المؤيد أحمد وغيره منها بحيث انفرد عن سائر الملوك بذلك كما انفردت هي عن سائر الخوندات بالمزيد من نفوذ الكلمة ووفور الحرمة وطواعية السلطان جداً لأوامرها حتى كان لا اختيار له معها. وحجت في أيام عزها فكان أمراً زائداً على الحد وعوفيت من مرض مرة فطلعت من بيتها ببولاق إلى القلعة في محفة وكل من ولدها وصهريها الدوادار الكبير والثاني والزمام والخازندار بحواشيهم وغيرهم إمام محفتها وآخرون من الخدام والخدم والمماليك بجوانبها وخلفها لي غير ذلك من الخوندات ونساء الأمراء والمشاعل والشموع والفوانيس والأمر في عظمتها فوق هذا كله، وتوصل بها أوضعاء فمن دونهم إلى ما لا يليق بهم بالبذل والخدم. وتزايدت ثروتها إلى حد لا ينحصر وأنشأت الدور الكثيرة وعملت رباطاً حسناً للأرامل بالقرب من زاوية بني وفا في حارة عبد الباسط وأضيف إليها من الجهات ما اللّه به عليم بحيث أنها حملت بعد انقضاء أيامها إلى الظاهر خشقدم زيادة على خمسين ألف دينار ولا نسبة لذلك مما ادخرته، ثم بعد صارت مرعية بالأشراف قايتباي سيما وقد تزوج عظيم دولته الدوادار الكبير ابنة ولدها وسافرت وابنها في اسكندرية إليه وكان له بها جمال. ماتت في ليلة الاثنين ثالث عشر جمادى الأولى سنة بمحل تمريضها وهو بيت الطنبدي بالقرابيص من بولاق وحملت في محفة لبيت سبطها بقناطر السباع فغسلت وكفنت وصلى عليها في يوم الاثنين بمصلى المؤمني في مشهد حافل جداً فيه ابنها المؤيد وستر نعشها بشخاناه زركش على عادة الخوندات ثم دفنت بتربة زوجها وقد قاربت الثمانين ورأت أحفاد أولادها عفا اللّه عنها وسامحها ورحمها.
"زينب" ابنة علي بن محمد الديروطي ثم المحلى الطوخية والدة الشهاب أحمد الطوخي. ولدت تقريباً سنة ثلاثين بمحلة روح بالقرب من طوخ ونشأت بها فحفظها أبوها القرآن وبعض العمدة والحاوي ومختصر أبي شجاع وجميع الملحة وعلمها الكتابة؛ وتزوجها الشمس بن رجب فأولدها عدة وقرأت عليه غالب الصحيحين وحج بها مرتين وجاورت في الثانية قليلاً وتأيمت بعده مقيمة بالقاهرة مرتفقة بالتعليم في بيت صلاح الدين بن الجيعان وبرفد ولدها مع ملازمة التلاوة والخير، ثم سافرت مع ولدها لمكة في سنة اثنتين وتسعين فحجت ودامت هي إياه حتى مات في أثناء التي تليها وتجرعت فقده واستمرت بقية السنة إلى أن رجعت في سنة أربع وتسعين.
"زينب" ابنة عمر بن سعد اللّه بن النحنح - بنونين مفتوحتين ومهملتين ساكنتين - الحرانية. ماتت في ربيع الأول سنة إحدى. ذكرها شيخنا في أنبائه وبيض لسماعها. "زينب" ابنة عمر بن محمد بن محمد بن فهد. وهي حفصة تقدمت.
"زينب" ابنة أبي القسم بن محمد الغلة زوج عبد القادر بن عبد الغني القباني. ماتت في عشري جمادى الثانية سنة خمس وتسعين بمكة وخلفت له ابنتين.
"زينب" ابنة أبي الفتح محمد بن أحمد الحسني الفاسي المكي أم الهدى. في الكنى "زينب" ابنة القاضي الكمال أبي الفضل محمد بن أحمد بن عبد العزيز أم السعد الهاشمي النويري المكي أمها أم الحسين ابنة القاضي شهاب الدين الطبري. ولدت سنة خمس وستين وسبعمائة بمكة وسمعت من الكمال بن حبيب، وأجاز لها الصلاح ابن أبي عمر وابن أميلة وابن النجم وآخرون واحتفلت أمها بجهازها جداً وتزوجها وهي بكر المحب محمد بن أحمد بن الرضى الطبري ثم فارقها بعد أن ولدت له ابنة، وتزوجها عبد الرحمن بن العفيف اليافعي ثم فارقها بعد أشهر وهي حامل فولدت له أم الحسين وتزوجها الجمال بن ظهيرة فولدت له ومات معها. وكانت رئيسة عاقلة تقرأ القرآن وتذاكر بأخبار وأشعار حسنة وزارت المدينة مراراً وكانت ناظرة على أوقاف والدتها. ماتت بمكة في ربيع الأول سنة ثلاث وعشرين. ذكرها الفاسي وقال أنها أخت والدته لأبيها رحمها اللّه.
"زينب" ابنة أبي عبد اللّه محمد بن أبي العباس أحمد بن عبد المعطي الأنصارية تزوجها عبد الهادي بن أبي اليمن الطبري وأولدها ستيت وأم هانئ.

"زينب" ابنة أبي البركات محمد بن أحمد بن أبي الخير محمد بن حسين بن الزين محمد بن الأمين محمد بن القطب القسطلاني. ولدت سنة خمس وأربعين وأجاز لها في سنة أربع وخمسين ابن الأميوطي وأبو جعفر بن العجمي وجماعة.
"زينب" ابنة القاضي عز الدين محمد بن أحمد بن أبي الفضل محمد بن أحمد ابن عبد العزيز النويري. ولدت سنة أربع عشرة وثمانمائة.
"زينب" ابنة القاضي أبي البقاء محمد بن أحمد بن الضياء محمد بن محمد بن سعيد القرشي العمري. ولدت في رجب سنة ست وثلاثين وتزوجها أحمد بن عبد الرحمن بن قيم الجوزية وأولدها، وماتت بمكة في جمادى الثانية سنة إحدى وستين.
"زينب" ابنة أبي اليمن محمد بن أبي بكر بن الحسين بن عمر المراغي المدينة أجاز لها في سنة ثلاث وتسعين وسبعمائة فما بعدها جماعة كالتنوخي وابن الشيخة والصردي والشهاب بن المنفر والبلقيني وابن الملقن والعراقي والهيثمي؛ وماتت في سنة تسع وخمسين بالمدينة. ذكرها النجم بن فهد في معجمه.
"زينب" ابنة النجم محمد بن أبي بكر بن علي بن يوسف الأنصاري المرجاني المكي الماضي أبوها، تزوجها المحب بن أبي السعادات بن ظهيرة فولدت له أبا اليمن محمداً وأم الحسن وغيرهما ومات عنها فتأيمت عليهما، وماتت في تاسع ربيه الآخر سنة اثنتين وتسعين وصلى عليها بعد العصر ثم دفنت بالقرب من زوجها.
"زينب" ابنة الخواجا الجمال محمد بن البدر حسن الطاهر المكي. ماتت في ليلة الاثنين تاسع عشر شعبان سنة ثمان وثمانين وكان زوجها محمد بن يوسف القاري مغاضباً لها فأشهدت بأن جميع ما في حوزتها لأبيها حرمانه.
"زينب" ابنة أبي السعود محمد بن حسين بن علي بن أحمد بن عطية بن ظهيرة القرشي المكي، أمها حبشية لأبيها. أجاز لها في سنة خمس وثمانمائة جماعة.
"زينب" ابنة أبي الفضل محمد بن عبد الرحمن بن علي بن أحمد بن عبد العزيز الهاشمي النويري المكي. أجاز لها في سنة سبع وثلاثين وثمانمائة جماعة.
"زينب" ابنة مسطرة محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن أبي بكر أم الفضل ابنة أبي الخير السخاوي بكر أبويها. ماتت قبل استيفاء شهر في ذي القعدة سنة تسع وأربعين.
"زينب" ابنة محمد بن عبد اللّه بلكا أم الخير ابنة المحب القادري أخت أبي الطاهر محمد وخديجة الماضيين اعتنى بها أبوها فأسمعها أشياء من البخاري في الظاهرية وتزوجها وتأيمت وجاورت مع أخيها وغيره.
"زينب" ابنة الجمال محمد بن عبد الملك بن أبي محمد المرجاني المكي وأمها منصورة ابنة الفاسي. تزوجها الشريف عبد الرحمن بن أبي الخير الفاسي فولدت له زينب وغيرهما وفارقها فلم تتزوج حتى ماتت وكانت وفاتها في ذي الحجة سنة ست وعشرين بمكة. ذكرها الفاسي وهي ابنة عمته.
"زينب" ابنة محمد بن عيسى بن قريش الهاشمي الحارثي زوج عبد الباسط مباشر جدة وقريبة بركة ابنة علي بم موسى الماضية. ماتت في جمادى الثانية سنة خمس وثمانين بجدة نفساء.
"زينب" ابنة محمد بن عيسى الحلبي ماتت في رمضان سنة إحدى وثمانين بمكة أرخهما ابن فهد.
"زينب" ابنة الناصري محمد بن قلمطاي العثماني الظاهري برقوق الآتية عمتها فاطمة. تزوجها اقباي نائب اسكندرية فولدت له اسكندر ثم تزوجها بعده الولوي البلقيني ثم عبد الرحيم بن البدر العيني ولدت له عائشة وكذا تزوجها سبط شيخنا. وماتت تحته في، وكانت حشمة مذكورة بجمال.
"زينب" ابنة أبي الفضائل محمد بن محمد بن ابرهيم بن أحمد المرشدي المكي. ماتت في ذي القعدة سنة تحدى وثمانين بمكة.
"زينب" ابنة الرضى أبي السعادات محمد بن المحب محمد بن الشهاب أحمد بن الرضى ابرهيم بن محمد بن ابرهيم بن أبي بكر أم السعد الحسيني الطبري المكي أخت المحب محمد الماضي أمها عائشة ابنة أحمد بن حسن بن الزين القسطلاني.
ولدت سنة أربع وتسعين وسبعمائة بمكة وأجاز لها التنوخي والبلقيني وابن الملقن والعراقي والهيثمي وطائفة، أجازت لنا. وماتت في صفر سنة اثنتين وستين بمكة رحمها اللّه.
 زينب" ابنة القاضي ناصر الدين محمد بن محمد بن عبد اللّه بن أحمد الزفتاوي زوج التاج الأخميمي وأم ولده البدر محمد وأخت الولوي محمد والصدر أحمد الماضيين أثكلت ولدها بعد حجهما ومجاورتهما. وماتت في يوم السبت سابع عشر شعبان سنة ثمان وثمانين وصلى عليها من الغد برحبة باب النصر في مشهد حسن ثم دفنت بجوار ولدها رحمها اللّه، وقد أجازها ابن الطحان وابن بردس وابن ناظر الصاحبة ولها ذكر في أخيها أحمد.
"زينب" ابنة الشمس محمد بن محمد بن عبد اللّه أم الفرح البرديني ثم القاهري الماضي أبوها. ممن سمعت مني معه.
"زينب" ابنة أبي اليمن محمد بن محمد بن علي بن أحمد بن عبد العزيز النويري المكي. ولدت في ذي القعدة سنة أربع وثلاثين وثمانمائة وأجاز لها جماعة. ماتت في ذي الحجة سنة اثنتين وخمسين.
"زينب" ابنة أبي المكارم محمد بن أبي البركات محمد بن أبي السعود محمد بن حسين بن علي بن أحمد بن ظهيرة القرشي المكية وأمها حبشية لأبيها. ماتت صغيرة.
"زينب" ابنة النجم محمد بن أبي البركات ابنة عم التي قبلها وأمها حبشية لأبيها.
"زينب" أخت التي قبلها وأمها أم هانئ ابنة القاضي عز الدين النويري. أجاز لها في سنة ست وثلاثين وثمانمائة جماعة.
"زينب" ابنة الجلال أبي السعادات محمد بن أبي البركات ابنة عم اللاتي قبلها شقيقة عبد الكريم الرافعي أمهما الشريفة سعادة ابنة أبي السرور الفاسي وأم الجمال أبي السعود محمد الماضي. ولدت في ربيع الأول سنة اثنتين وأربعين وثمانمائة بمكة وأجاز لها الزركشي وابن الفرات وابن ناظر الصاحبة والعلاء بن بردس وأبو جعفر بن العجمي وآخرون، وتزوجها ابن عمها البرهاني بن ظهيرة في ربيع الأول سنة ثمان وخمسين فولدت له المشار إليه. وماتت في ربيع الآخر سنة اثنتين وستين رحم اللّه شبابها وعوضها الجنة.
"زينب" ابنة محمد بن محمد بن أبي الخير محمد بن فهد ويقال لها ست بني هاشم أم هانئ. في الكنى.
"زينب" أم الهدى أختها. ولدت في صفر سنة خمسين وثمانمائة بمكة وأمها أمة لأبيها، سمعت عليه وأجاز لها جماعة كشيخنا وابن الفرات. تزوجها ابن عمها حسن بن عطية ثم فارقها وتأيمت بعده حتى ماتت - كما كتبة أي ابن أخيها - في سلخ ربيع الأول سنة اثنتين وتسعين بمكة بعد توعكها بالحمى أياماً وصلى عليها في مستهل الذي يليه ثم دفنت بالمعلاة عند سلفها رحمها اللّه.
"زينب" ابنة الكمال محمد بن الناصر محمد بن محمد بن عثمان بن البارزي والدة النجم يحيى وزبيد ابني البهاء بن حجى وخالة الكمال ناظر الجيش وأخويه وسبطة ناصر الدين بن العطار أخي الشرف يحيى، أمها فاطمة ولزينب أخت أصغر منها ستأتي اسمها فاطمة أمها سارة ابنة ابن العطار فهما مع كونهما أختين ابنتا خالة فالكمال تزوج الأختين واحدة بعد أخرى. ماتت في يوم الجمعة قبل الصلاة حادي عشري المحرم سنة خمس وسبعين وكانت توجهت في اليوم الذي قبله لملاقاة أختها المشار إليها زوجة أمير الحاج يشبك الجمالي المحتسب فحصل لها فالج قبيل الوصول إلى البركة لم يكن يعتريها فجعلت إلى الخام فلم تفق فرجعوا بها في محفة ليلاً فماتت عقب وصولها وصلى عليها عصر يوم الجمعة بالأزهر ثم دفنت بجار ضريح الشافعي في تربتهم وتأسف ولدها عليها جداً، وكانت قارئة للقرآن حسنة المطالعة للصحيحين والسيرة النبوية ونحوها كثيرة العبادة والمحبة في الأيتام والأرامل تأيمت بعد البهاء أبي ولديها عليهما فلم تتزوج بل رام المناوي التزوج بها وتوسل إليها بالشيخ مدين لمزيد اعتقادها فيه وكون ابن أخته كالفقيه لها فأبى ولدها ذلك لكونه كان حينئذ ملتفتاً عنه وآل أمرها إلى أن تزوجها الزين الاستادار تشبها بالجمالي ناظر الخاص في كونه زوج أختها فأقام معها يسيراً ثم توسلت إليه حتى فارقها ولزمت العزبة، ومن خيرها أن القاضي مظفر الدين الأمشاطي تردد أياماً للبهاء زوجها في مرض موته وأحضر إليه بيسير من ماء زمزم فلما مات استدعت به وأعطته عشرة دنانير وقالت أنه أمرها بدفعها إليه. وأمرها فوق هذا رحمها اللّه وعوضها الجنة.
 "زينب" ابنة المحب محمد بن محمد بن محمد أم الحياء ابنة ابن الشحنة شقيقة عبد البر، أمهما ألف ابنة السفطي. نشأت في كنف أبويها وتزوجها يحيى ابن الأمير يشبك الفقيه بسفارة فقيه البدر بن عبيد اللّه فلم تحصل على طائل ففارقها وتزوجت غيره ثم تزوجها سبط شيخنا وأظهر أبوها بذلك سروراً واستمرت تحته حتى ماتت في طاعون سنة تسع وتسعين.
"زينب" ابنة محمد بن محمد بن يوسف الزعيفريني في رقية.
"زينب" ابنة التاج محمد بن يوسف بن عبد اللّه بن عمر بن علي بن خضر حفيدة الجمال يوسف العجمي الشهير وأخت محمد وأحمد وعلي وفاطمة. أجاز لها من في اخوتها. وماتت في "زينب" ابنة البدر محمود بن أحمد العيني. ماتت في صفر سنة تسع وأربعين ودفنت بمدرسة أبيها وهو الذي أرخها.
"زينب" ابنة خواجا سلطان محمود بن بهاء الدين الكيلاني المكي. ماتت في سنة أربع وسبعين بمكة.
"زينب" ابنة هاشم بن علي بن غزوان. تأتي في ست قريش.
"زينب" ابنة الظاهر يحيى بن الاصر أحمد بن الأشرف اسمعيل بن الأفضل العباس ملوك اليمن وتعرف بجهة طى. تزوجها عمر بن محمد الشيبي. وماتت عنده في جمادى الثانية سنة أربع وستين بمكة.
"زينب" ابنة الأمين يحيى بن محمد الأقصر أبي القاهري الحنفي شقيقة أبي السعود محمد وهي أسن منه بثلاث سنين أمهما أمة أخذها أبوهما من سبى قبرس فأعتقها ثم تزوجها، أجاز لها في سنة سبع وثلاثين من ذكر في أخيها، وتزوجت بجانبك الظاهري جقمق فاستولدها. ومات عنها شاباً وترك ولداً منها فتزوجها جقمق المحمدي، وحجت غير مرة آخرها في سنة ست وثمانين واستمرت مجاورة حتى ماتت في شوال سنة سبع وثمانين بعلة الاستسقاء ودفنت بجوار ابن عمتها المحب الاقصرائي عوضها الجنة.
"زينب" ابنة يوسف بن ابرهيم بن أحمد بن البناء المدنية نزيلة مكة. سمعت من أبيها في سنة تسع وثمانين نسخة أبي مسهر ومن ابن صديق الأربعين المخرجة للحجار، وأجاز لها أبو هريرة بن الذهبي وابن قوام وابن أبي المجد وطائفة وكانت خيرة متعبدة أخذ عنها النجم بن فهد وغيره. وماتت في رمضان سنة تسع وأربعين بمكة تحت هدم شهيدة رحمها اللّه.
"زينب" ابنة يوسف بن التقي أحمد بن العز ابرهيم بن عبد اللّه بن أبي عمر محمد بن أحمد بن محمد بن قدامة أم محمد العمري المقدسي الدمشقي الصالحي الحنبلي ابنة أخي الصلاح بن أبي عمر. سمعت على فاطمة ابنة محمد بن أحمد بن السيف محمد بن أحمد ابن عمر بن أبي عمر جزء أيوب السختياني وحدثت سمع منها الفضلاء. ماتت.
"زينة" ابنة رسلان المصري نزيل الحرمين والمترددة بينهما بحيث أقامت بالمدينة في مدد عدة سنين، وكانت صالحى نساء زمانها صلاة وطوافا وصوماً ممن يزورها الكمال بن الهمام بمكة. وماتت بها في ربيع الآخر سنة ثمانين بمكة.
"زين خاتون" ابنة شيخنا الشهاب أبي الفضل أحمد بن علي بن محمد بن محمد بن علي بن أحمد العسقلاني الأصل المصري القاهري الشافعي والدة الجمال يوسف بن شاهين الماضي وبكر أبناء أبويها. ولدت في ربيع الآخر وقيل رجب سنة اثنتين وثمانمائة وأحضرها أبوها عند الزين العراقي والهيثمي والجلال بن خطيب داريا بل اسمعها علي الشرف بن الكويك واستجاز لها خلقاً؛ وتعلمت الكتابة والقراءة وتزوجها الأمير شاهين الكركي الماضي فأولدها عدة تأخر منهم المشار إليه. وماتت شهيدة في الطاعون حاملاً سنة ثلاث وثلاثين فجمعت لها شهادتان رحمها اللّه وعوضها الجنة.

حرف السين المهملة

"سادة" ابنة عبد الرزاق بن الهيصم. تأتي في أم الجمالي من الكنى.
"سادة" ابنة الصدر أحمد بن البدر محمد بن زيد البعلي أخت أمة اللّه الماضية وأم قاضي الحنابلة ببعلبك. أحضرت في الثانية سنة خمس وتسعين وسبعمائة علي ابن الزعبوب الصحيح وأجاز لها أجازت لنا، ماتت قريب الستين.
"سارة" ابنة الأتابك اقبغا التمرازي ابنة أخت الجمال يوسف بن تغرى بردى المؤرخ وزوج الناصري محمد بن الظاهري جقمق، ماتت بعده في مستهل ربيع الأول سنة ثلاث وخمسين ونزل السلطان من الغد فصلى عليها بمصلى المؤمنى.
"سارة" ابنة الأمير بجاس زوجة الجمال يوسف الاستادار، عوقبت بعده أفحش عقوبة كما ذكر في ترجمته.
"سارة" ابنة شنتمر أخت خضر الفراش؛ ماتت بمكة في شعبان سنة ثمان وتسعين.
 سارة" ابنة التقي علي بن عبد الكافي بن يحيى بن تمام السبكي الدمشقي القاهري، ولدت سنة أربع وثلاثين وسبعمائة وأسمعت وهي صغيرة من أبيها وزينب ابنة الكمال والشهاب الجزري وأجاز لها المزي والبرزالي والذهبي وابن نباتة وعبد القادر بن القريشة وعبد الرحيم بن أبي اليسر وعبد الرحمن بن تيمية وغيرهم من الشاميين وفي سنة ثمان وثلاثين فما بعدها أبو بكر بن الصناج وصلح بن مختار والحس بن السديد أبو نعيم الأسعردي وزهرة ابنة الختني ويحيى بن فضل الله وأبو حيان وابن القماح وابن غالي آخرون من القاهرة، وتزوجت بأبي البقاء فلما مات تحولت إلى القاهرة ثم رجعت لدمشق لصهارة بينها وبين سرى الدين ثم إلى القدس ثم عادت إلى القاهرة فماتت بها بعد مرض طويل في ذي الحجة سنة خمس ذكرها شيخنا في معجمه وقال قرأت عليها. وروى لنا عنها سواه من شيخنا؛ وهي في عقود المقريزي رحمها الله.
"سارة" ابنة عمر بن عبد العزيز بن محمد بن ابرهيم بن سعد الله بن جماعة ابن علي بن جماعة بن صخر أم محمد ابنة السراج أبي حفص بن العز الكناني الحموي ثم القاهري الشافعي أخت عبد الله الماضي وتعرف كسلفها بابنة ابن جماعة، ولدت تقريباً بعد الستين وأجاز لها جمع من أصحاب الفخر بن البخاري وغيره كالصلاح ابن عمر وابن الهبل وابن أميلة وابن السوقي وأحمد بن عبد الكريم البعلي وابن النجم وأبن القاري ومحمد بن الحسن بن قاضي الزبداني ولم نظفر لها بسماع مع أنها من بيت علم ورياسة ولا أستبعد أن يكون لها إجازة من جدها إن لم تكن حضرت عنده. وقد حدثت بالكثير سمع عليها الأئمة وحملت عنها ما يفوق الوصف وكانت صالحة قليلة ذات اليد ولذلك كنا نواسيها مع فطنة وذوق ومحبة في الطلبة وصبر على الأسماع وصحة سماع اضرت قبل موتها بمدة، وماتت في ليلة الاثنين خامس المحرم سنة خمس وخمسين ودفنت من الغد بتربة أسلافها بالقرب من تربة الصوفية بعد أن صلى عليها المناوي في طائفة ونزل أهل مصر بموتها في الرواية درجة رحمها الله وإيانا.
"سارة" ابنة غياث بن طاهر بن الجلال الخنجدي المدني. تزوجها التاج عبد الوهاب بن الجمال محمد بن الشرف يعقوب المالكي واستولدها النجم محمداً قاضي مكة الآن وماتت قيل استكماله سنة في أوائل سنة اثنتين وخمسين أو أواخر التي قبلها.
"سارة" ابنة ناصر الدين محمد بن أحمد بن عمر بن العطار أخي الشرف يحيى وأخت فاطمة وعائشة. تزوجها الكمال بن البازري واحدة بعد أخرى واستولد هذه فاطمة أم الكمال ناظر الجيش واخوته وكانت قبله تحت أخيه الشهاب أحمد واستولدها ابنه عبد الرحيم ماتت في الطاعون في صفر سنة ثلاث وخمسين ودفنت بتربة ابن البازري بالقرب من ضريح الشافعي وكانت من خيار نساء زمانها ديناً وعبادة وبراً رحمهم الله، "سارة" ابنة ناصر الدين محمد بن ازدمر أم أنس جهة شيخنا واخوتها وأبوها أمه أنس ابنة منكوتمر. كانت جليلة مبجلة سمعت الثناء عليها من غير واحد من الأكابر. ماتت في المحرم سنة إحدى وعشرين. أرخها شيخنا في أنبائه.
"سارة" ابنة الشرف محمد بن علي بن محمد بن ابرهيم بن الشرف يعقوب ابن الأمير اسحق ابرهيم بن موسى بن يعقوب بن يوسف الدمشقية الصالحية قريبة ابرهيم بن محمد بن ابرهيم الماضي وتعرف كسلفها بابن المعتمد، سمعت من ناصر الدين محمد بن محمد بن داود بن حمزة وحدثت أجازت لنا شفاهاً وكانت من سروات نساء زمانها عقلاً وديناً وأصالة وعراقة. ماتت بعد مرض طويل في ليلة الأحد رابع عشري جمادى الأولى سنة اثنتين وستين وصلى عليها بجامع ابن منجك ظاهر باب السلام وحملت إلى الصالحية فصلى عليها أيضاً بالجامع المظفري ثم دفنت بتربة جدها شمالي مدرسة أبي عمر وكانت جنازتها حافلة رحمها اللّه وإيانا.
"سارة" ابنة القاضي الشمس محمد بن محمود بن محمد بن أبي الحسين ابن محمود بن أبي الحسين الربعي البالسي المصري الشافعي سبطة السراج بن الملقن وأخت البهاء محمد وأخيه. ولدت سنة أربع وتسعين وسبعمائة وأحضرت في الرابعة سنة سبع وتسعين على جدها لأمها المشار إليه جزء القدوري وحدثت به قرأته عليها. وكانت رئيسة خيرة تزوجها العلم البلقيني ثم الشمس بن المغيربي.
وماتت في أواخر ذي الحجة سنة تسع وستين رحمها الله.
 ست الأهل" ابنة عبد الله بن أحمد بن حسن بن الزين محمد بن الأمين محمد بن القطب القسطلاني المكي. أجاز لها في سنة أربع عشرة وثمانمائة جماعة.
"ست الأهل" ابنة عبد الكريم بن أحمد بن عطية بن ظهيرة القرشية المكية أمها أم كمال ابنة ابن عبد المعطي أجاز لها في سنة ثمان وثمانين فما بعدها النشاوري والصردي وابن حاتم والعراقي والهيثمي وغيرهم وما كأنها حدثت لكنها أجازت في الاستدعاآت وقد تزوجها قريبها محمد الطويل بن عبد الكريم بن محمد بن أحمد ابن عطية فأولدها جماعة. وماتت في ربيع الآخر سنة تسع وأربعين.
"ست الأهل" ابنة الشريف محمد بن علي بن أبي عبد الله محمد بن محمد ابن عبد الرحمن الحسني الفاسي المكي. تزوجها خليل بن عبد الرحمن المالكي فولدت له فاطمة ومات فتزوجها البهاء عبد الرحمن بن النور علي النويري وولدت له وتأيمت بعده حتى ماتت، وكانت خيرة دينة. ماتت في شعبان سنة سبع وعشرين ودفنت بالمعلاة وقد قاربت السبعين، ذكرها الفاسي.
"ست الأهل" ابنة الرضى محمد بن المحب محمد بن الشهاب أحمد بن الرضى ابرهيم بن محمد بن ابرهيم الطبري اسمها حسنة مضت.
"ست الأهل" ابنة التقي محمد بن محمد بن أبي الخير محمد بن فهد وتسمى أيضاً نقية في أم ريم من الكنى.
"ست بني هاشم" ابنة التقي محمد بن محمد بن محمد ابن فهد وتسمى أيضاً زينب. في أم هانئ من الكنى.
"ست التجار" ابنة أحمد بن محمد بن أحمد الذروي المكي. ماتت في شعبان سنة إحدى وثمانين بمكة. "ست التجار" هي تجار.
"ست التقي" ابنة عبد الحي القيوم بن أبي بكر بن عبد الله بن ظهيرة ابن أحمد بن عطية بن ظهيرة القرشي المكي. أجاز لها في سنة ست وثلاثين جماعة.
"ست الجميع" ابنة أحمد بن أبي بكر بن عبد الله بن ظهيرة ابنة عم التي قبلها درجت صغيرة.
"ست الجميع" ابنة عبد الرحمن بن أبي بكر بن عبد الله بن ظهيرة ابنة عم اللتين قبلها.
"ست الجميع" ابنة عطية بن محمد بن أبي الخير محمد بن محمد بن فهد وتسمى أيضاً رحمة أم الهدى الهاشمي. ولدت في ذي الحجة سنة إحدى وثلاثين وثمانمائة بمكة وسمعت بها من محمد بن علي الزمزمي جزء ابن الطلاية، وأجاز لها القبابي والتدمري والزين الزركشب والواسطى وبن ناظر الصاحبة وابن الطحا والعلاء ابن بردس والبرهان الحلبي وآخرون؛ تزوجها غير واحد منهم النور علي بن عبد الغني بن حسن الغزولي فولدت له ست التجار وغيرها ودخلت معه سواكن وعادت معه فقدرت وفاتها في البحر في ذي القعدة سنة إحدى وسبعين ودفنت ببعض الجزائر.
"ست الجميع" ابنة علي بن أحمد بن علي بن محمد بن علي بن عيسى بن ناصر الأول القرشي العبدري الشيبي زوج قاسم المغربي الدب. ماتت في سنة ثمان وسبعين في شعبان ظناً غريقة شهيدة في البحر بين ينبع وجدة في رجوعها من الزيارة النبوية.
"ست الجميع" ابنة علي بن أبي البركات محمد بن أبي السعود محمد بن حسين ابن ظهيرة شقيقة البرهان بن ظهيرة واخوته. ولدت في ذي القعدة سنة خمس وثلاثين وثمانمائة بمكة وأجاز لها من أجاز لأختها زينب وتزوجها السيد المحيوي عبد القادر بن الفاسي قاضي الحنابلة هناك في سنة ست وستين وتكررت زيارتها للمدينة النبوية معه وتأيمت بعده قائمة على بنيه من جواره، وهي رئيسة محسسة متوددة جملها الله بما يسرها.
"ست الجميع" ابنة أبي اليمن محمد بن محمد بن علي بن أحمد أم الخير النويرية أخت زينب الماضية. ولدت في سنة ثمان وثلاثين وثمانمائة وأجاز لها جماعة.
"ست الخطباء" ابنة التقي محمد بن محمد بن أبي الخير محمد بن فهد. هي أم كلثوم في الكنى.
 ست الخلفاء" ابنة المستنجد بالله أبي المظفر يوسف بن المتوكل على الله محمد بن المعتصم بالله أبي بكر بن المستكفي بالله سليمان العباسي سبطة العلم البلقيني، أمها ألف. ولدت في سابع شوال سنة ستين وثمانمائة ونشأت في كنف أبويها ثم أمها وتزوجها خشكلدي الظاهري خشقدم ولم يدخل بها لنفيه وطال انتظاره ثم فسخ عليه واتصلت بالزيني بن مزهر فلم تسعد به وفارقها فتزوجها الخيضري ثم فارقها ثم أعادها ابن مزهر بعد تزوجها وبعده تزوجها الشريف اسحق صهر قاوان ولم ترزق في ذلك حظاً، وحجت مع أمها وهي مبذرة بل حصل لها ولابنة دولات باي كائنة والكلام كثير وقد تعب قلب أمها من أجلها صانها الله. ماتت في يوم الخميس ثامن جمادى الثانية سنة اثنتين وتسعين وهي في عصمة صهر ابن قاوان مع غيبته بمكة ولنفقة عليها مجراة والهدايا فيما قيل متواصلة ولم تمت حتى أتلفت شيئاً كثيراً من جهازها ومس جماعة من مخالطيها بسبب هذا بعض التكلف ودفنت عند جدتها لأمها وخالتها بالمدرسة البلقينية عوضها الله الجنة ورحم شبابها.
"ست الشام" ابنة أحمد بن أبي بكر بن عبد الله بن عطية بن ظهيرة بن أحمد ابن عطية بن ظهيرة القرشي شقيقة ست الجميع الماضية. ولدت سنة ثمان وثلاثين وثمانمائة.
"ست الشرف" ابنة علي بن كبيش أمها بيبي شاه ابنة المجد اللغوي ماتت بمكة في رجب سنة ستين. أرخها ابن فهد.
"ست العراق" ابنة الشهاب أحمد بن ناصر الدين محمد بن التقي محمد بن حسين بن مسلم البالسي المصري ابنة أخي تجار الماضية وزوج ناصر الدين بن مسلم. أجاز لها في سنة سبع وتسعين فما بعدها الصدر المناوي والزين العراقي وابن الشيخة والتنوخي والبرهان الأمدي ومريم الأذرعية وأخوها الشمس محمد وأبو هريرة بن الذهبي والشهاب أبو العباس أحمد بن أبي بكر بن العز وخلق، وحدثت باليسير قرأت عليها الأربعين لشيخنا أبي هريرة وكانت خيرة. ماتت في شعبان سنة سبع وستين بمكة. رحمها الله.
"ست العرب" ابنة الجمال ابرهيم بن ناصر الدين محمد بن الكمال عمر بن عبد العزيز بن أبي جرادة وابن العديم أيضاً الحلبي؛ حدثت في سنة تسع وعشرين وثمانمائة بأجزاء بإجازتها من أبي محمد عبد الله بن محمد بن ابرهيم بن المهندس أخذها عنها المحب محمد بن الشحنة وكانت أصيلة. ماتت في.
"ست العرب" ابنة محمد بن محمد بن أبي الخير محمد بن فهد أم البنين. في الكنى.
"ست العمائم" ابنة عبد الله بن أبي بكر بن عبد الله بن ظهيرة بن أحمد بن عطية بن ظهيرة القرشي. أجاز لها في سنة ست وثلاثين وثمانمائة جماعة.
"ست العيدين" الزريزر. ماتت في سنة ثمان وخمسين.
"ست العيش" جماعة ممن يسمون عائشة منهن ابنة العلاء علي بن محمد بن علي الكناني تأتي في عائشة.
"ست قريش" ابنة أحمد بن عبد الحي القيوم بن أبي بكر بن عبد الله ابن ظهيرة بن أحمد بن عطية بن ظهيرة القرشي المكية، أمها منصورة ابنة عبد الرحمن بن أبي بكر المذكور في نسبها. ماتت في ربيع الأول سنة ستين عن سنة فأزيد.
"ست قريش" ابنة علي بن محمد بن أحمد بن حسن بن الزين محمد بن الأمين محمد بن القطب القسطلاني المكي. أجاز لها في سنة ست وثلاثين وثمانمائة جماعة.
"ست قريش" ابنة محمد بن عبد اللّه بن محمد بن الرضي محمد بن أبي بكر ابن خليل القرشي العثماني. ولدت في ذي القعدة سنة ثلاثين بمكة ونزوجها الشمس ابن عزم المغربي فولدت له. وماتت في رمضان سنة أربع وستين بمكة.
"ست قريش" ابنة محمد بن عبد اللّه بن فهد. هي أم الحسن تأتي.
"ست قريش" ابنة أبي اليمن محمد بن محمد الطويل بن عبد الكريم بن محمد ابن أحمد بن عطية بن ظهيرة القرشي المكية، أمها زينب ابنة الشيخ يعقوب.
أجاز لها في سنة ست وثلاثين وثمانمائة جماعة. وماتت في رجب سنة ثمان وخمسين.
"ست قريش" ابنة النجم محمد بن أبي البركات محمد بن أبي السعود محمد بن حسين بن علي بن أحمد بن عطية بن ظهيرة القرشي، أمها رابعة ابنة داود بن علي الكيلاني. أجاز لها في سنة ست وأربعين وثمانمائة جماعة. وماتت في ذي القعدة سنة أربع وخمسين بمكة.
"ست قريش" ابنة التقي محمد بن محمد بن محمد بن فهد أم أبيها واسمها فاطمة الهاشمي المكية. ستأتي في الفاء.
 "ست قريش" ابنة الجمال محمد بن النجم محمد بن أبي البركات محمد بن أبي السعود محمد بن حسين ابنة أخي الماضية قريباً وشقيقة عبد الباسط واخوتها. ولدت في ذي الحجة سنة سبع وخمسين وثمانمائة وتزوجها الجمال أبو السعود بن البرهان بن ظهيرة وأنجبها أولاداً الصلاحي محمد والبهاء أحمد وسعادة وكمالية. وماتت في شعبان سنة خمس وثمانين في حياة أبويها عوضها الله الجنة.
"ست قريش" ابنة هاشم بن علي بن غزوان الهاشمية المكية ولسمها زينب. كانت خيرة متعبدة تزوجها العفيف عبد الله بن أحمد بن حسن بن الزين القسطلاني. وولدت له عشرة أولاد. وماتت في ربيع الآخر سنة سبع وعشرين بمكة ودفنت بالمعلاة.
ذكرها الفاسي. "ست القضاة" ابنة أحمد بن أبي بكر بن عبد الله بن ظهيرة. في مريم "ست القضاة" ابنة أبي بكر بن عبد الرحمن بن محمد بن أحمد بن سليمان ابن حمزة أم محمد ابنة العماد القرشي العمري المقدسي الصالحي الحنبلي أخت ناصر الدين محمد واخوته ويعرف أبوهم بابن زريق بتقديم الزاي. ولدت في ربيع الأول سنة سبع وتسعين وسبعمائة وأحضرت على فرج الشرفي وأسمعت علي أبي حفص البالسي وفاطمة ابنة محمد بن أحمد بن السيف وغيرهما، وأجاز لها أبو هريرة ابن الذهبي وأبو الخير بن العلائي وعبد الله بن الحرستاني وفاطمة ابنة ابن المنجا وفاطمة ابنة ابن عبد الهادي وآخرون وحدثت سمع منها الفضلاء ولقيتها بصالحية دمشق فحملت عنها أشياء، وكانت صالحة خيرة محبة في الحديث وأهله من بيت رواية وعلم. ماتت في ربيع الأول سنة أربع وستين وصلى عليها من الغد بالجامع المظفري ودفنت بمقبرة جدها الشيخ أبي عمر بسفح قاسيون، وهي جدة البرهان ابرهيم بن محمد بن ابرهيم بن المعتمد لأبيه رحمها الله وإيانا.
"ست القضاة" ابنة عبد العزيز علي بن أحمد بن عبد العزيز الهاشمي النويري المكي أجاز لها في سنة سبع وثمانمائة عائشة ابنة ابن عبد الهادي والشهاب الجوهري وآخرون.
"ست القضاة" ابنة عبد الوهاب بن عمر بن كثير ابنة أخي العماد ابن كثير الحافظ الدمشقي ثم البصروي. ولدت في حدود العشرين وسبعمائة وأجاز لها القسم بن عساكر والحجار والواني والمزي والشرف بن الحافظ وآخرون، خرج لها الحافظ الصلاح الاقفهسي أربعين حديثاً عنهم وسمع منها الفضلاء قال شيخنا في معجمه أجازت لي. وماتت في جمادى الآخرة سنة إحدى.
"ست القضاة" ابنة أبي البقاء محمد بن عبد الله بن أحمد بن حسن بن الزين محمد بن الأمين محمد بن القطب القسطلاني. ستأتي في سعادة.
"ست القضاة" ابنة محمد بن محمد بن أبي الخير محمد بن محمد بن عبد الله بن فهد أم الحسين، تأتي في الكنى "ست الكرم" ابنة عبد الرحمن بن أبي بكر بن عبد الله بن ظهيرة بن أحمد بن عطية بن ظهيرة القرشي. هي مباركة تأتي.
"ست الكل" ابنة الخواجا البرهان ابرهيم الجيلاني أم الخطيب أبي الفضل النويري. تزوجها المحب النويري قاضي الحرمين في سنة ست وتسعين وسبعمائة وولدت له المشار إليه ومات عنها فخلفه ابن عمه البهاء عبد الرحمن بن نور الدين النويري وولدت له فاطمة المدعوة بركة وغيرها ومات عنها فلم تتزوج حتى ماتت في جمادى الثانية أو رجب سنة سبع وعشرين بمكة ذكرها الفاسي وستأتي أمها عائشة العجمية.
"ست الكل" ابنة أحمد بن إمام الدين محمد بن الزين محمد بن الأمين محمد بن القطب محمد بن أحمد بن علي أم الحسين القسطلانية المكية وتعرف ببنت رحمة وهي أمها وهي مشهورة بكنيتها أكثر من اسمها وهي أم العفيف عبد الله وعائشة ابني الشهاب أحمد بن حسن بن الزين القسطلاني. أجاز لها في سنة ست وثلاثين وسبعمائة جماعة من الشام ومصر كيحيى بن المصري وزينب ابنة الكمال والمزي والبرزالي وابن القماح وابن غالي؛ خرج لها الحافظ الاقفهسي جزءاً وحدثت سمع منها التقي الفاسي وذكرها في تاريخه وشيخنا وذكرها في معجمه. وماتت في المحرم سنة ثلاث بمكة وقد بلغت السبعين، والمقريزي في عقوده.
"ست الكل" ابنة عطية بن محمد بن أبي الخير محمد بن فهد. هي أم كلثوم تأتي "ست الكل" وتدعى سعيدة وتلقب سعادة ابنة علي بن محمد بن عمر بن عبد الله بن أبي بكر الفاكهي. ولدت في رجب ظناً سنة ثمان عشرة وتزوجها أبو البركات بن أحمد بن الزين فولدت له عدة، وكانت صالحة مباركة. ماتت في سلخ المحرم سنة اثنتين وأربعين بمكة.

ست الكل" ابنة الخواجا بير محمد بن عمر بن علي الكيلاني المكي. ماتت في ذي القعدة سنة تسع وسبعين بمكة. أرخهما ابن فهد.
"فاطمة" ابنة الصلاح محمد بن الجمالي أبي السعود محمد بن البرهاني ابرهيم ابن ظهيرة وأمها صفية ابنة الزيني عبد الباسط حفيد عم جدها طفلة بكر أبويها. ماتت في عصر حادي عشر ربيع الأول سنة ثمان وتسعين عوضهم الله الجنة.
"ست الأهل" ابنة الرضى محمد بن المحب محمد بن الشهاب أحمد بن لرضى ابرهيم بن محمد بن ابرهيم الطبري، أمها عائشة ابنة أحمد بن حسن بن الزين. أجاز لها في سنة خمس وثمانمائة ابن صديق والمراغي والعراقي والهيثمي وعائشة ابنة ابن عبد الهادي وغيرهم؛ وتزوجها الشمس محمد بن محمد بن محمد بن عبد الرحمن الاقفاصي فأولدها ومات فتأيمت وفي عقلها بعض شيء. ماتت في رجب سنة سبع وستين بمكة.
"ست الكل" ابنة الجمال محمد بن النجم محمد بن أبي البركات محمد بن أبي السعود محمد بن حسين بن علي بن ظهيرة القرشي المكي زوج النجم بن يعقوب المالكي وشقيقة الزين عبد الباسط واخوته. ماتت فيما بين الظهر والعصر ثالث جمادى الثانية سنة ثلاث وتسعين فأخرت لثاني يوم فصلى عليها صبح الجمعة عد الحجر الأسود تقدم الشافعي ثم دفنت بالمعلاة عند والدها وكان الجمع حافلاً جداً وتوجع الناس لأمها عوضهما الله الجنة.
"ست الملوك" ابنة الظاهر ططر أخت الصالح محمد وزوج الاتابك يشبك السدوني، أمهما خوند ابنة سودون الفقيه كانت هي وأمهما من خيار الخوندات ديناً وعفة. ماتت في جمادى الآخرة سنة اثنتين وخمسين.
"ست من يراها" ابنة علي بن محمد بن ابرهيم المصري الشهير والدها بابن حلاوة أم عبد الرحمن بن أبي القسم بن فهد. ماتت في ذي الحجة سنة اثنتين وثمانين بمكة.
"الست نعمة" في نعمة. "ست الوزراء" في وزراء.
"ستيتة" ابنة السعدي ابرهيم بن عبد الغني بن شاكر بن ماجد بن الجيعان وأمها تركية. تزوجها سعد الدين ابرهيم بن مخاطة واستولدها ابنة أحمد فمات وترك ابنه الكمال محمد فتعبت جدته سيما حين جاور معها في سنة أربع وتسعين وكذا تعب غيرها من قبله وقد جاورت عدة سنين بمكة ثم بالمدينة سنة مع زوجها أمها أبي وعادت لمكة ثم رجعت في موسم سنة ست وتسعين وتوجهت لزيارة بيت المقدس في سنة ثمان وتسعين فبلغنا أنها توفيت فيها هناك بعد صوم رمضان وكانت رئيسى مباركة رحمها الله.
"ستيتة" ابنة الاتابك أزبك أخت محمد الماضي لأبيه وسبطة الظاهر جقمق أيضاً أمها فاطمة. تزوجها قانصوه أمير آخور وكان الدخول بها والمهم في أثناء سنة اثنتين وتسعين. وولدت ذكراً في أواخر سنة خمس وتسعين ولم يلبث أن مات المولود ثم هي في طاعون سنة سبع وتسعين وتوجعت أمها عوضهما الله الجنة.
"ستيتة" ابنة اينال باي بن قجماس بن عبد الله الظاهري زوج الناصري محمد ابن الفخري بن أبي الفرج الاستادار كانت قريبة الظاهر برقوق. ذكرها البقاعي مجرداً.
"ستيتة" ابنة جان بردى. في عائشة.
"ستيتة" المدعوة تيتي ابنة داود الكيلاني المكية شقيقة سعدانة أم النجم بن ظهيرة الآتية وهذه أسن وجدة الخطيب أبي بكر النويري لأمه. ماتت في ليلة الجمعة سادس عشر ذي الحجة سنة ثلاث وتسعين وهي في عشر الثمانين وصلى عليها ضحى عند باب الكعبة ودفنت بالمعلاة بالقرب من الفضيل بن عياض رحمها الله.
"ستيتة" ابنة صالح بن عمر بن رسلان البلقيني. في عمائم.
"ستيتة" ابنة الزين عبد الرحمن بن داود بن الكويز أخت ناظر الخاص البدر محمد لأمه وزوج سعد الدين بن عبد القادر كانت المماليك والعليق كان. ماتت في ليلة الجمعة خامس المحرم سنة خمس وثمانين وصلى عليها من الغد بعد الجمعة بجامع الحاكم ودفنت في تربتهم بالقرب من تربة الأشرف في مشهد حافل وما أظنها جازت الخمسين وجماعة من النسوة يذكرن حسن عشرتها وحشمتها وقد حجت مع خوند ابنة العلاء بن خاص بك لمزيد اختصاصها معها رحمها الله وعفا عنها.
"ستيتة" ابنة علي بن أحمد بن يسير، هي فاطمة تأتي.
"ستيتة" ابنة علي بن أبي البركات محمد بن أبي السعود محمد بن حسين بن علي ابن ظهيرة أم راجح، تأتي في الكنى.
 ستيتة" ابنة علي الطوخي القاهري زوج الشهاب السمخراطي التاجر وشقيقة ابرهيم. كانت عفيفة أثكلت أولاداً؛ وحجت غير مرة وجاورت مع زوجها العام الماضي فكانت جل إقامتها متضعفة ورجعت وهي كذلك فلم تلبث أم ماتت في يوم الأربعاء عاشر صفر سنة ثمان وثمانين وصلى عليها من الغد وقد جازت الخمسين، عوضها الله الجنة.
"ستيتة" ابنة الزين أبي عبد الله محمد بن محمد بن عبد العزيز بن روق أخت المحمدين الصدور والبدر. أحضرت وهي مرضع على والدها بقراءة أخيها البدر الأربعين النووية في يوم الخميس تاسع عشر جمادى الأولى سنة اثنتين وتسعين وسبعمائة وتزوجها الجمال الزيتوني الماضي في العبادلة فأولدها ابنه الولوي أحمد وغيره وكانت خيرة أجازت لنا، ماتت في ليلة السبت تاسع عشر رمضان سنة تسع وسبعين عن قريب السبعين وصلى عليها من الغد بمصلى باب النصر ودفنت بحوش البيبرسية رحمها الله وإيانا.
"ستيتة" ابنة البدر محمد بن الجمال يوسف بن عبد الله بن عمر بن علي بن خضر الكردي الكوراني الأصل حفيدة الجمال يوسف وأخت فاطمة وأم الحسن أجاز لها من أجازهما، وماتت.
"ستيتة" ابنة يحيى بن شاكر بن الجيعان؛ في فاطمة.
"ستيتة" ابنة أبي الفضل بن قطارة سبطة شاكر بن الجيعان أمها فرج. تزوجها بركات بن قريميط أحد كتاب المماليك.
"ستيت" بدون هاء ابنة أحمد بن أحمد بن ابرهيم المرشدي المكي، ماتت في جمادى الأولى سنة تسع وسبعين بمكة.
"ستيت" ابنة أبي البركات بن أحمد بن محمد بن كمال بن علي الدلوالي المكي. ماتت في شعبان سنة تسع وسبعين بالمدينة النبوية.
"ستيت" ابنة جار الله بن صالح بن أبي المنصور أحمد بن عبد الكريم بن أبي المعالي يحيى الشيباني. تزوجها جار الله الحراشي وطلقها فتزوجها أحمد بن علي بن موسى المزرق فولدت له ثم طلقها.
"ستيت" ابنة عبد الغني بن محمد القباني المكية زوج الشهاب بن خبطة وأم ابنته زوج عثمان القاري ثم ابن عمه أبي بكر. ماتت في شوال سنة اثنتين وتسعين بكنبايت وكانت سافرت إليها مع ابنتها.
"ستيت" ابنة عبد الله بن علي بن عبد الله بن علي بن محمد بن عبد السلام ابن أبي المعالي بن أبي الخير بن ذاكر بن أحمد بن الحسن الكازروني المكي المؤذن أبوها بالمسجد الحرام. ولدت بمكة وأجاز لها في سنة خمس وثمانمائة ابن صديق والمراغي والعراقي والهيثمي والفرسيسي وأبو الطيب السحولي وأبو العباس الجوهري وأحمد بن محمد بن عبد الغالب الماكسيني وآخرون، أجازت لي. وماتت في جمادى الثانية سنة تسع وخمسين دفنت بالمعلاة رحمها الله.
"ستيت" ابنة الشيخ عبد الله بن الشيخ الكبير عمر العرابي المكي زوج السراج معمر المالكي وأم أولاده كانت خيرة جاورت مع زوجها بالمدينة النبوية غير مرة، وماتت في عصر يوم الجمعة رابع عشر رمضان سنة ثمان وثمانين ودفنت من الغد بتربة جدها من المعلاة وتأسف زوجها عليها كثيراً عوضها الله الجنة.
"ستيت" ابنة عبد الله بن أبي السرور محمد بن عبد الرحمن بن أبي الخير محمد بن أبي عبد الله الحسني الفاسي المكي مات أبوها في رمضان سنة أربعين وهي حامل فولدت في أواخرها وأوائل التي تليها وأجاز لها فيها وفيما بعدها جماعة منهم زينب ابنة اليافعي. وماتت في ربيع الثاني سنة ثمانين بمكة.
"ستيت" ابنة عبد الهادي بن أبي اليمن محمد بن أحمد بن الرضى ابرهيم بن محمد بن ابرهيم الطبري المكي أخت أم هاني، وأمها زينب ابنة أبي عبد الله محمد ابن أبي العباس بن عبد المعطي الماضية وأبوها. حضرت في سنة سبع وثمانمائة على جدها وأجاز لها في سنة خمس جماعة.
"ستيت" ابنة عطية بن محمد بن أبي الخير محمد بن فهد الهاشمي المكي. ماتت في جمادى الآخرة سنة أربعين عن نحو شهرين.
"ستيت" ابنة علي بن أبي البركات محمد بن محمد بن حسين بن ظهيرة. في أم راجح من الكنى.
 ستيت" ابنة الشريف علي بن أبي عبد الله محمد بن محمد بن عبد الرحمن أم محمد الحسني الفاسي المكية. ولدت ببلاد التكرور وكان أبوها هناك وحملها إلى مكة فوصلت معه إليها في سنة تسع وخمسين وسبعمائة وهي متميزة ونشأت بها فتزوجها ابن عمها الشريف أبو الفتح محمد بن أحمد الفاسي ولدت له أولاداً وتأيمت بعده حتى ماتت في خامس جمادى الأولى سنة سبع وعشرين بمكة ودفنت بالمعلاة، وكان فيها دين وخير. وهي والدة السراج عبد اللطيف بن أبي الفتح الحنبلي واخوته.
"ستيت" ابنة أبي عبد الله محمد بن علي بن أحمد بن عبد العزيز النويري المكي. أجاز لها في سنة ست وثلاثين وثمانمائة جماعة.
"ستيت" ابنة الكمال محمد بن محمد بن أحمد بن حسن بن الزين محمد بن الأمين بن القطب القسطلاني. ماتت عن نحو سنتين سنة ست وأربعين بمكة.
"ستيت" ابنة أبي القسم محمد بن أبي الفضل محمد بن أحمد بن أبي الفضل محمد ابن أحمد بن عبد العزيز النويري المكية. بيض لها ابن فهد.
"ستيت" ابنة محمد بن أبي عبد الله محمد بن علي بن أحمد بن عبد العزيز النويري المكي. ولدت في رجب سنة أربع وأربعين وثمانمائة.
"ستيت" ابنة أبي حامد محمد بن أبي الخير محمد بن أبي السعود محمد بن حسين بن علي بن أحمد بن عطية بن ظهيرة أم الفرج القرشي أمها أم الحسين الصغرى ابنة المحب بن ظهيرة. ولدت في جمادى الآخرة سنة ثلاث وأربعين وثمانمائة وأحضرت عند أبي الفتح المراغي، وأجاز لها الزين الزركشي وابن الفرات وابن ناظر الصاحبة وابن بردس وأبو جعفر بن العجمي وآخرون. وماتت في ليلة مستهل ذي الحجة سنة ثمان وستين "ستيت" ابنة الخواجا الشمس محمد الحموي الأعرج زوج أبي الفضل بن العفيف عبد الله بن ظهيرة. ماتت بمكة في جمادى الثانية سنة سبع تسعين نفساء.
"ستيت" ابنة يحيى بن عبد الرحمن بن أبي الخير محمد بن فهد. ماتت في شهر مولدها ربيع الأول سنة سبع وعشرين.
"الست نعمة" في نعمة ابنة محمد بن محمد بن محمد بن أحمد بن الرضى ابرهيم الطبري المكي.
"سعادات" ابنة صرغتمش زوج المؤيد شيخ. ماتت سنة ثلاث وثلاثين.
"سعادات" أو بدون ألف وهو المدعوة به ابنة عبد الرحمن بن محمد بن ابن محمد بن عبد الله بن فهد. هي خديجة سلفت.
"سعادات" ابنة الشيخ نور الدين علي بن أحمد البوشي. تزوجها البقاعي بعد موت والدها بكراً حين مفارقة زوجته أخت الشمس السنباطي التي قاست معه من الفقر والذل مالا يعبر عنه بمجرد ترعرعه وكلف الناس بواسطة مخدومه بردبك الدوادار لشهود عقده عليها بخانقاه سرياقوس ونالها منه من الذل ما لم يكن لها في حساب بل نال طلبة أبيها من أجل مساعدتها ما شاء الله وكذا مس أخاها منه كل سوء فلم تحتمل وسألته الطلاق بعد ولادتها منه وأشهدت عليها أنها متى رامت نظر الولد أو أخذه كانت ملتزمة بخمسمائة دينار وسمحت بمفارقة ولدها ومهجتها مع مزيد حبه لها ولكن الطبع أغلب وتزوجها بعده يحيى بن أحمد ابن عبد العظيم الخانكي الماضي أحد طلبة أبيها وكاد البقاعي أن يموت ومات معها بعد أن أولدها ولداً ثم تزوجها محمد بن مزيريع صهر قاسم شغيتة، وهي الآن سنة تسع وتسعين حية.
"سعادات" ابنة الجلال محمد بن أحمد بن محمد بن ابرهيم بن أحمد المحلي تزوجها الشهاب الزعيفريني واستولدها. وماتت في عصر يوم الأحد ثامن عشري ربيع الأول سنة ست وسبعين بعد تمرضها أربعة أشهر لسقط ودفنت من الغد.
"سعادات" ابنة البدر محمد بن الزين عبد الرحمن ابنة السمرباي القاهري أخت علي وأم محمد الماضيين. تزوجها بردبك التاجي ناظر الحرم ثم فسخ عليه وتزوجها الصلاح المكيني وحصلت قلاقل وفتكت معه وأتلفت أموالاً جزيلة وسارت سيرة شهيرة واستولدها ولداً تخلف عنه ولم يلبث أن مات فاشتد حزنها عليه وتزوجها بعده غير واحد منهم الكمال بن ظهير وأبو الفتح السوهائي وأجلهم البدر أبو السعادات البلقيني خفية وفارقها قبيل موته ثم تزوجها شخص من خانقاه سرياقوس هو الشمس محمد بن سالم القاضي الحنفي بها وتحولت معه وصارت بعد ذلك العز في قل.
 سعادات" ابن المحب محمد بن محمد بن محمد القاياتي تاج الدين البلقيني وشقيقة مهجا بلقيس. ولدت تقريباً سن خمس وأربعين وثمانمائة بمصر وتزوجها أخ لنور الدين بن الجريش لكون أخيه كان متزوجاً حينئذ بأختها ثم تزوجها أكبر ولدي ناصر الدين بن أصيل ثم أبو الفضل بن أبي الوفا ثم ابن عبد الواحد المؤقت بجامع عمرو.
"سعادات" ابنة الشرف موسى الديسطي نزيلة الزمامية هي وأمها أمة الخالق الماضية. تزوجها عبد الكريم بن ابرهيم القباني ومات عنها.
"سعادة" ابنة ابرهيم بن أحمد بن أبي بكر بن عبد الوهاب المرشدي هي خديجة تقدمت.
"سعادة" ابنة أحمد بن جار الله بن زائد السنبسي المكي زوج أبي القسم ابن جوشن وأم أولاده، ماتت في جمادى الآخرة سنة أربع وستين بمكة.
"سعادة" ابنة البدر حسن بن الزين المدني الماضي أبوها. سمعت مني بالمدينة.
"سعادة" ابنة عبد الرحمن بن محمد بن محمد بن عبد الله بن فهد. في خديجة كما أشير إليه في سعادات قريباً.
"سعادة" ابنة عبد السلام بن موسى بن أبي بكر بن أكبر المكي الزمزمي زوج أبي الفتح الزمزمي وأم أولاده، ماتت في صفر سنة اثنتين وثمانين بمكة.
"سعادة" ابن المحيوي عبد القادر بن أبي القسم بن أبي العباس الأنصاري المالكي واسمها عائشة وتكنى أم السعد. ولدت في ليلة مستهل ذي القعدة سنة خمس وخمسين، وماتت بمكة في ربيع الأول سنة ثلاث وثمانين.
"سعادة" ابنة عبد اللطيف بن محمد بن أحمد بن أبي عبد الله الحسني الفاسي المكي؛ أجاز لها في سنة أربع وخمسين من أجاز استيت ابنة عبد الله بن أبي السور الفاسي وتزوجها الخواجا حسين بن قاوان، وماتت تحته في صفر سنة اثنتين وثمانين بالمدينة النبوية.
"سعادة" ابنة السراج عبد اللطيف بن محمد بن سالم الزبيدي المكية. تزوجها ابن عمها العفيف علي بن أحمد بن سالم فلم تلد له، ومات عنها فلم تتصل بأحد حتى ماتت في سنة سبع وعشرين وكان لها من الدنيا ما تتجمل به ثم ضعف حالها وصبرت قاله الفاسي.
"سعادة" ابنة عبد الله بن أحمد بن حسن القسطلاني، في أم الوفا.
"سعادة" ابنة عبد الملك بن محمد بن عبد الملك أم الحسين ابنة المرجاني، ماتت في سنة اثنتين وأربعين. وتأتي في الكنى.
"سعادة" أم الهدى ابنة الجمال أبي السعود محمد بن البرهان ابرهيم بن علي ابن أبي البركات بن ظهيرة المكي شقيقة الصلاح محمد والبهاء أحمد الماضيين. ولدت في رابع عشري ربيع الأول سنة ست وسبعين وزوجها أبوها عبد القادر بن نجم الدين بن ظهيرة وكان الميل لغيره من جهة أحبابه أكثر ولكنه معذور وولدت له ابنة ثم أقبلت عليه بالبغضاء والنفرة بحيث طردته هي وعيالها وتشتت وتفتت وحمل الأكابر حتى الشريف ولم توافق.
"سعادة" ابنة الجمال محمد المرشدي ابن أبي بكر بن علي بن يوسف بن ابرهيم الأنصاري المصري الأصل المكي، في أم الحسين.
"سعادة" أم الحسين ابنة الكمال أبي الفضل محمد بن أحمد بن عبد العزيز النويري ثم المكي أم التقي الفاسي. في الكنى.
"سعادة" ابنة أبي السرور محمد بن عبد الرحمن بن أبي الخير محمد بن أبي عبد الله أم الخير الحسني الفاسي. ولدت في أواخر ذي الحجة سنة عشرين وأجاز لها في سنة تسع وعشرين فما بعدها جماعة وتزوجها أبو السعادات بن ظهيرة في شعبان سنة أربعين فولدت له عبد الكريم الرافعي وزينب ثم طلقها بعد الخمسين بيسير فتزوجها الأمير محمد بن اينال في سنة أربع وخمسين فأقامت معه أياماً ثم تزوجها الفخر بن ذؤيب المصري في سنة ست وخمسين وأنا بمكة فحملت منه وأسقطت ومات عنها ودخلت القاهرة مرتين فماتت في عودها من ثانيتهما في ثامن عشر ذي القعدة سنة ست وسبعين بالقرب من الينبوع وحملت إليها فدفنت بها.
"سعادة" ابنة أبي البقاء محمد بن عبد الله بن أحمد بن حسن بن الزين محمد ابن الأمين محمد بن القطب القسطلاني المكية. أجاز لها في سنة ست وثلاثين جماعة وتزوجها أبو القسم بن محمد بن علي الفاكهي فولدت له محمداً وغيره ومات فتزوجها أخوه أبو البركات وغيره ثم عبد القادر بن النويري. وماتت تحته بمكة في ليلة السبت سابع عشر المحرم سنة اثنتين وتسعين.
"سعادة" ابنة الجمال محمد بن عبد الله بن ظهيرة أم كلثوم القرشية المكية. في الكنى.
"سعادة" ابنة محمد بن فتح الطائفي. هي عائشة تأتي.
 سعاد" الحبشية عتيقة الشريف بركات صاحبة مكة، تزوجها بعد موته القائد شهاب الدين بديد، وماتت تحته في يوم الثلاثاء سادس المحرم سنة خمس وستين.
"سعاد" زوجة علي الهنيدي، ماتت في جمادى الأولى سنة.
"سعاد" أمة مستولدة لفخر الدين الشلح المكي، ماتت بها في ربيع الآخر سنة ثمان وثمانين.
"سعدانة" ابنة داود الكيلاني وتدعى رابعة، مضت هناك.
"سعدانة" ابنة أمير مكة عجلان بن رمثية بن أبي نمى الحسني أم ميلب المكية. تزوجها ابن عمها الشريف علي بن مبارك بن رمثية وولدت له ميلباً وسبيعاً وهيازع ومنصوراً وغيرهم، وماتت بعد سنة عشرين بعد أختها شمسية الآتية ودفنت بالمعلاة وأمهما من بني ثقبة.
"سعيدة" ابنة أحمد بن الكمال أبي الفضل محمد ابن أحمد بن عبد العزيز بن القسم أم الحسن النويرية، في الكنى.
"سعيدة" ابنة أحمد بن محمد بن محمد أم الخير المطرية، في الكنى.
"سعيدة" ابنة أحمد بن محمد بن موسى الشوبكي المكية وتعرف بابنة المطرية زوج الشهاب أحمد بن النجم المرجاي أم أولاده علي وغيره، ماتت بمكة في جمادى الأولى سنة اثنتين وثمانين وهي أخت زينب الماضية.
"سعيدة" ابنة المحب محمد بن أحمد بن الرضى ابرهيم بن محمد بن ابرهيم الطبري. هي أم كلثوم في الكنى.
"سعيدة" واسمها عائشة ابنة الزين محمد بن أحمد بن محمد بن المحب أم الخير الطبرية المكية أمها حبشية لأبيها سمعت بمكة من الكمال بن حبيب وأجاز لها في سنة تسع وستين وسبعمائة فما بعدها جماعة، ماتت في أثناء سنة ست وعشرين بمكة.
"سعيدة" أم الخير ابنة الكمال أبي الفضل محمد بن أحمد بن الكمال أبي الفضل محمد بن أحمد بن عبد العزيز بن القسم في الكنى.
"سعيدة" ابنة القاضي عز الدين محمد بن أحمد بن أبي الفضل محمد بن أحمد النويري، هي أم الخير أيضاً تأتي في الكنى.
"سعيدة" ابنة الإمام الرضى محمد بن المحب محمد بن أحمد ابن الرضى ابرهيم بن محمد بن ابرهيم أم كلثوم الطبرية المكية، هكذا ساق نسبها ابن فهد في الوفيات وإنما هي ابنة المحب وستأتي في الكنى.
"سعيدة" الحبشية مستولدة الخواجا شمس العقعق أم ولده حسن وبه تعرف تزوجها الفقيه مكي وماتت عنده بعد أن مات ولدها بمكة في شوال سنة إحدى وثمانين وكانت مباركة.
"سلامة" ابنة عبد العزيز بن عبد السلام الزمزمي المكي الماضي أبوها وجدها وأخوها محمداً تزوجت غير واحد منهم بمكة ابن الاصيبعاتي المهتار وأولدها أبا السعود وفارقها ودخلت القاهرة مع بعض إخوتها لاستخلاص حق ولدها من تركة أبيه ورجعت ولم تلبث أن عادت إلى القاهرة ساعية لأخويها في مباشرة السقاية العباسية فكتب باشتراكهم مع بني اسمعيل الزمزمي وكانت قالات قبل ذلك وبعده.
"سلامة" ابنة الملك المجاهد علي بن المؤيد داود بن يوسف جهة مرشد. لها مدرسة بتعز كانت مارتها في أوائل الدولة الأفضلية وليها جماعة من الأعيان. وماتت في ربيع الثاني سنة أربع. أفاده العفيف عثمان الناشري.
"سلمة" وتسمى مسعودة ابنة المحب محمد بن الرضى محمد بن المحب محمد بن الشهاب أحمد بن الرضى ابرهيم بن محمد بن ابرهيم أم سلمة الطبرية، ولدت في شعبان سنة إحدى وخمسين وثمانمائة، وأجاز لها أبو الفتح المراغي والزين الأميوطي وأبو جعفر بن العجمي وجماعة.
"سلمى" ابنة القاضي شهاب الدين أحمد بن الزين عمر بن يوسف الحلبي الأصل أبوها واخوتها. اختلت في حدود سنة ستين. قاله البقاعي.
"سمراء" ابنة عبد الرحمن بن أبي بكر بن عبد الله بن ظهيرة بن أحمد بن عطية بن ظهيرة القرشية أمها زبيدية؛ ولدت سنة اثنتين وثلاثين وثمانمائة وأجاز لها في سنة ست وثلاثين جماعة.
"سودة" ابنة عبد الله بن علي، في نشوان.
"سورباي" الجركسية حظية الظاهر جقمق. توعكت فأريد تنزهها فنقلت إلى الحجازية ببولاق فكانت منيتها بها في يوم الجمعة سادس عشري ربيع الآخر سنة اثنتين وخمسين فحملت في صبيحة السبت إلى السبيل المؤمنى فصلى عليها السلطان وخلق ثم دفنت بتربة قانباي الجركسي ووجد السلطان عليها شديداً ويقال أنها خلفت من الحلي والحلل مالا يوصف كثرة بل ومبلغ خمسين ألف دينار، وهي صاحبة السبيل وما يعلوه ببولاق تجاه الزينية والحمامين وما يعلوهما من الربع وغير ذلك بقناطر السباع رحمها الله.
 سول" ربيت في دار الظاهر برقوق وعنى بها حتى تأدبت ثم صارت وهي ابنة نحو خمس عشرة سنة في بكارتها للمقريزي سنة تسع وتسعين وسبعمائة قال فبلوت منها أدباً ومعرفة بفنون منها الكتابة وضرب الرمل، ثم خرجت عن ملكه وصارت لمكة وأتت من مولاها بأولاد واشتهرت بسيادة ونبل ورأى وتدبير وافضال حتى ماتت في صفر سنة أربع وعشرين ودفنت بالمعلاة. ذكرها سيدها الأول في عقوده وأنشد عنها أبياتاً أولها:

تعلمت ضرب الرمل لما هجرتهم

 

لعلي أرى شكلاً يدل على الوصل

"سوملك" ابنة الفخر عثمان بن غانم بن محمد بن سلمان بن حمائل ابن غانم الجعفرية الكاتبة. سمعت العماد أبا عبد الله منصور بن سليمان الحميري البعلي وعبد القادر بن عيسى الأيوبي ومحمد بن يوسف بن دوالة فعلى الأخير المسلسل وعلى الثاني سداسيات الرازي وعلى الأول المناهي وذم الملاهي لليلداني وحدثت سمع منها الفضلاء سمع منها شيخنا وذكرها في معجمه، ماتت سنة اثنتين.

حرف الشين المعجمة

"شاذنة" ابنة حسن بن عجلان الحسني أمها فلاح، ماتت في شعبان سنة سبع وستين، أرخها ابن فهد.
"شبيثة" ابنة محمد بن بلال بن قلاوون المكي والدة أبي القسم بن محب الدين بن عز الدين النويري، ماتت بمكة في شوال سنة ثمان وسبعين.
"شرفية" زوج الشيخ يحيى المغربي أم ولده محمد. ماتت في صفر سنة ثلاث وستين بمكة. أرخها ابن فهد.
"شريفة" ابنة السراج عبد اللطيف بن أبي الفتح محمد بن أحمد الحسني الفاسي المكي الحنبلي أخت المحيوي عبد القادر قاضي الحرمين وسعادة الماضيين. ولدت في النصف الأول سنة عشر وثمانمائة وسمعت من الزين أبي بكر المراغي المسلسل وغيره وأجاز لها عائشة ابنة ابن عبد الهادي وابن الكويك وخلق وتزوجها السراج عمر بن عبد الله بن القاضي تقي الدين محمد بن أحمد الحرازي في سنة أربع وثلاثين وطلقت عليه لغيبته عنها فتزوجها السراج عمر بن أبي راجح الشيبي ثم طلقها وكانت شريفة نسباً واسماً. ماتت في صفر سنة اثنتين وثمانين بمكة. أرخها ابن فهد.
"شعثاء" ابنة التقي محمد بن محمد بن أبي الخير محمد بن محمد بن عبد الله بن فهد أم الكرم الهاشمية. ولدت في جمادى الأولى سنة ثلاث وستين وثمانمائة وسمعت على أبيها وأجاز لها جماعة، وتزوجها أبو السعادات بن المحب الطبري الإمام وولدت له. وماتت في ليلة الأحد رابع رجب سنة ثلاث وتسعين شهيدة فإنها كانت ولدت في الشهر قبله واستمرت متعللة حتى ماتت صلى عليها بعد طلوع الشمس عند باب الكعبة ودفنت من يومها بالمعلاة بتربة سلفها على أمها وكان الجمع في جنازتها وتأسف أهلها عليها لعقلها وخيرها رحم الله شبابها.
"شقراء" ابنة ابراهيم بن عبد الغني بن شاكر بن الجيعان سبطة كريم الدين عبد الكريم بن كاتب حكم أمها أخت الجمالي ناظر الخاص، تزوجها ابن خالها الكمالي ناظر الجيش ومات عنها فخلفه عليها حفيد عمها أبو البقاء بن الشرفي يحيى بن شاكر.
"شقراء" ابنة حسين بن الناصر محمد بن قلاوون أخت الأشرف شعبان. ماتت في المحرم سنة أربع ودفنت في مدرسة أمها أم السلطان شعبان من التبانة وخلفت موجوداً كثيراً. ذكرها شيخنا والعيني.
"شقراء" ابنة زهير إحدى الأشرف الحسينية وأم السيد محمد بن بركات صاحب الحجاز وشقيقة علي المتوفي بالقاهرة ماتت في ظهر يوم الجمع تاسع صفر سنة سبع وثمانين بالمحل الذي تنزل به ولدها وهو دون وادي الأبيار من صوب اليمن فغسلت هناك كفنت عمل لها نعش عال ثم حملت على أعناق الرجال حتى جيء بها إلى مكة فصلى عليها بعد الصبح ثم دفنت بالمعلاة بتربة ولدها ونزل فألحدها.
"شقراء" ابنة سالم العبادي الازبكي شقيقة بني سالم. ولدت بعيد الخمسين حين تزوج أستاذ أبيها بابنة أستاذه وتزوجها مملوكه نوروز ثم تزوجها غيره بعد طلاقه حجت غير مرة وكانت في موسم سنة ثمان وتسعين وتأخرت مع أختها أمهما ثم رجعوا في البحر في جمادى الأولى ولشقراء ابنة مع تمرباي كاشف الشرقية.
"شقراء" ابنة الناصر فرج بن برقوق أم محمد بن جرباش الماضي. زوجها أبوها لمملوكه جرباش.
"شقراء" ابنة الجمال محمد بن النجم محمد بن أبي البركات ابن أبي السعود أم الخير ابنة ابن ظهيرة. في الكنى.
 شقراء" ابنة ميلب بن علي بن مبارك الشريفة الحسنية. ماتت في ذي القعدة سنة اثنتين وستين بمكة. أرخها ابن فهد.
"شكرباي" الجركسية الناصرية الأحمدية زوجة الظاهر خشقدم كانت من سراري الناصر فرج ومحرريه ولكن لم تلد له وتزوجت بعده الأمير ابرك الجكمي فاستولدها ذكراً وأنثى هي أم الشهابي أحمد حفيد العيني، وبعد موته تزوجها خشقدم وهو حينئذ خاصكي فاستولدها ثلاثة ودامت معه حتى تسلطن وصارت خوند العظمى وراعى قدمها فلم يتزوج عليها بل تسري بعدة سرار صرن أمهات أولاد مع انعزاله عنها ومريد اختصاصها ومحبتها إلى أن ماتت وقد قاربت الثمانين في جمادى الأولى سنة سبعين وصلى عليها تحت طبقة الزمام تقدم الناس الخليفة ودفنت بتربة زوجها، وكانت منطوية على خير ودين محمودة الأفعال والأقوال معتقدة في سيدي أحمد البدوي متوجهة لمولده في كل سنة رحمها الله وإيانا.
"شمامة" ابنة القاضي الشهاب بن الضياء محمد بن محمد الحنفي المكي وأمها مريم ابنة أبي القسم الأنصاري، ماتت قريباً من أمها في ربيع الأخر سنة سبع وعشرين بمكة. ذكرها الفاسي في أمها وتزوجها علي بن جار الله بن صلح الشيباني فولدت له عدة ماتوا صغاراً.
"شمس الملوك" ابنة ناصر الدين محمد بن العماد ابرهيم بن أبي بكر بن يعقوب ابن العادل بن أيوب الدمشقية، ولدت بعد الثلاثين وسبعمائة وأحضرت علي المزي ومحمد بن أبي بكر بن أحمد بن عبد الدائم وعبد الرحمن وأحمد ابني ابراهيم بن أبي اليسر وعائشة ابنة محمد بن المسلم في آخرين وأسمعت على زينب ابنة ابن الخباز، وحدثت سمع منها جماعة قال شيخنا في معجمه: أجازت لي قديماً ولم يتهيأ لي لقاؤها؛ وماتت في شعبان سنة ثلاث، وتبعه المقريزي في عقوده.
"شمسية" ابنة حسن بن عجلان بن رمثية بن أبي نمى الحسني زوج رميح الشريف وأم ولده عجل وصاحبة رباط القيلاني المراغي الذي بباب الجناير وصار المدرسة الأشرفية. ماتت في جمادى الثانية سنة اثنتين وثمانين خارج مكة ودفنت هناك.
"شمسية" ابنة أمير مكة الشريف عجلان بن رمثية بن أبي نمى الحسنية المكية أخت سعدانة الماضية. تزوجها الشريف علي بن محمد من ذوي عبد الكريم ثم طلقها وتزوجها ابن عمها حسن بن ثقبة ثم طلقها بعد مدة ولم تلد لواحد منهما. وكانت حشمة رئيسة تبالغ في الطيب والعطر، ماتت في شعبان سنة اثنتين وعشرين ودفنت بالمعلاة "شمسية" ابنة علي بن محمد بن عجلان بن رمثية بن أبي نمى الحسني، ماتت في ربيع الأول سنة خمس وتسعين بمكة ودفنت بالمعلاة.
"شمسية" ابنة محمد بن أحمد بن عجلان بن رمثية بن أبي نمى الحسنية المكية؛ ماتت في ليلة الاثنين ثاني عشر ذي الحجة سنة خمس وأربعين.
"شمسية" ابنة محمد بن بركوت الشبيكي العجلاني، ماتت في ذي القعدة سنة تسع وخمسين بمكة.
"شمسية" ابنة الفاخراني، ماتت في جمادى الأولى سنة سبع وستين، أرخهما ابن فهد.
"شهدة" ابنة محمد بن علي بن محمد بن ابرهيم الأرموية.
"شيرين" الرومية أم الناصر فرج بن برقوق وكانت ابن عم سيدها ولما تسلطن ابنها صارت خوند الكبرى وسكنت قاعة العواميد بقلعة الجبل بعد أن تحولت منها خوندازد زوجة سيدها ولم تلبث إلا يسيراً وتعللت ولزمت الفراش وكثرت القالة بسببه واتهم جماعة بسحرها وظن ابنها أن ذلك من بعض الخوندات زوجات أبيه حسداً وبغضاً لأنها مع كونها بارعة الجمال سارت سيرة جميلة من الحشمة والرياسة والكرم مع الاتضاع الزائد والخير والدين، ولها معروف ومآثر حسنة جددت بمكة رباط الخوزي ووقفت عليه وقفاً وأصلحت ما كان تهدم منه، ماتت في ذي الحجة سنة اثنتين ودفنت بالمدرسة البرقوقية رحمها الله، ذكرها شيخنا في أنبائه باختصار وقال كثيرة المعروف البر، زاد العيني واتهمت جارية بسحرها فضربت حتى اتهمت نصرانياً كاتباً فعوقب فلم يقر فحبس حتى مات هو والجارية.

حرف الصاد المهملة

"صالحة" ابنة البهاء أحمد بن التقي علي بن عبد الكافي السبكي. أجاز لها ابن أميلة وطبقته فيما نقله الزين رضوان عن شيخنا، وقال الزين مرة أخرى أجاز لها جماعة من أصحاب أبي الفضل بن عساكر أجازت لابن شيخنا وغيره قريب العشرين.
"صالحة" ابنة صالح. في زينب.
 صالحة" ابنة الجمال عبد الله بن العلاء أبي الحسن علي المارديني التركماني الحنفي. سمعت علي العز بن جماعة جدها لأمها جزءاً فيه منتقى من حديث ابن نظيف وآخر فيه أحاديث أربعة من مرويات أبي روح الهروي، وتزوجها القاضي تقي الدين عبد الرحمن الزبيري فأولدها ابنه الصدر محمداً وغيره؛ وحدثت سمع منها جماعة منهم ابنها والعز أحمد بن ابرهيم بن نصر الله الحنبلي. ماتت في "صالحة" ابنة التاج عبد الوهاب بن علي بن عبد الكافي السبكي، أجاز لها العز بن جماعة في الاستدعاء المعين وكذا أجاز لها ابن أميلة ولقيها الزين رضوان فاستجازها وقال أظن أنني قرأت عليها شيئاً. ماتت وبيض لوفاتها.
"صالحة" ابنة النور علي بن السراج عمر بن أبي الحسن علي بن أحمد بن محمد الأندلسي الأصل القاهري المعروف جدها بابن الملقن ثم بابن النحوي أخت عبد الرحمن ووالدة الفاضل محمد بن المغربل الماضيين. ولدت سنة خمس وتسعين وسبعمائة وأحضرت في الثالثة في شوال سنة سبع وتسعين وبعدها على جدها بل سمعت عليه المسلسل وغيره وحدثت عنه سمع منها الفضلاء حملت عنها وكانت كاسمها ماتت في رمضان سنة ست وسبعين رحمها الله.
"صالحة" ابنة محمد بن ابرهيم بن أحمد بن الخص أخت ابرهيم واخوته ماتت في أوائل ذي الحجة سنة خمس وثمانين.
"صفية" ابنة العماد اسمعيل بن محمد بن العز محمد بن أبي العز بن الكشك الصالحية أخت النجم بن الكشك، روت عن الحجار وأيوب الكحال بالإجازة وسمعت من عبد القادر الأرموي وغيره. ذكرها شيخنا في معجمه وقال أجازت لي. وماتت في المحرم سنة إحدى، وتبعه المقريزي في عقوده.
"صفية" ابنة الزيني عبد الباسط بن الجمالي محمد بن ظهيرة الماضي أبوه وجدها وتزوجها قريبها الصلاح بن الجمالي أبي السعود في سنة سبع وتسعين.
"صفية" ابنة السراج عمر بن القاضي أبي اليمن النويري المكية. ماتت في ربيع الثاني سنة ثلاث وتسعين.
"صفية" ابنة الخواجا بير محمد بن علي بن عمر الكيلاني المكي زوج العز عبد العزيز بن المراحلي تزوجها بعد أخي الأنصاري واستولدها عدة أولاد. وكانت رئيسة مدبرة متمولة مذكورة بالعقل والجمال. ماتت في سنة ثمان وثمانين بعد أمها وكانت أمة بيسير عفا الله عنهما ورحمهما.
"صفية" ابنة محمد بن محمد بن عمر بن عنقة أم الحياء ابنة المحدث الشمس أبي جعفر السكرية الأصل المدنية سبطة الجمال يوسف بن ابرهيم بن البناء ونزيلة مكة. حضرت في الأولى في ربيع الآخر سنة تسع وثمانين وسبعمائة بالمدينة النبوية على جدها لأمها المشار إليه نسخة أبي مسهر وفي الرابعة على العراقي ألفيته في السيرة النبوية من نظمه بفوت وسمعت علي ابن صديق. وأجاز لها أبو هريرة بن الذهبي والتنوخي وابن أبي المجد وجماعة وحدثت وممن أخذ عنها النجم بن فهد وأرخ وفاتها في ليلة الجمعة رابع شوال سنة خمس وأربعين بمكة ودفنت بالمعلاة رحمها الله.
"صفية" ابنة محمد بن نافع. تزوجها شيخ الفراشين ببسق فولدت له أولاداً. ماتت في ذي القعدة سنة ستين بمكة أرخها ابن فهد.
"صفية" أخت محمد القادري المكي. ماتت هي وأولادها بالقاهرة في طاعون سنة سبع وتسعين.
" صفية" ابنة ياقوت الحبشي عتيق العماد يحيى بن محمد بن فهد وأم أحمد وعبد العزيز وخاله النجم بن فهد لأنها أخت أمه لأمها؛ ولدت في ليلة عيد الفطر سنة أربع وثمانمائة بمكة وأجاز لها ابن صديق والزين المراغي وعائشة ابنة ابن عبد الهادي والعراقي الهيثمي وآخرون بل سمعت علي ابن سلامة؛ أجازت لنا. وماتت في صبيحة يوم الأربعاء ثاني عشر ذي الحجة سنة اثنتين وسبعين بمكة.

حرف الضاد المعجمة

"ضوء الصباح" ابنة محمد بن أحمد بن عمر بن سلمان البالسي واسمها عائشة تأتي.
"ضيفة" ابنة غازي بن علي الكوري أخت علي. ذكرها شيخنا في معجمه وقال سمعت المسلسل من ابن دوالة.

حرف الطاء المهملة

"ططر" ابنة العز محمد بن أحمد بن محمد بن عثمان بن المنجا. في تتر.
"ططر" ابنة الكمال محمد بن الزين عبد الرحمن بن الصاحب الفرفور أم الكمالي بن البارزي وأبوها خال أنس ابنة الزين والدة زوجها الناصري بن البارزي كان مولد ولدها سنة ست وتسعين فكتبتها تخمينا.

حرف الظاء المهملة

ظريفاً" الصقيلية حجت غير مرة منها معنا في سنة سبعين وختنت سبطا لها هناك ثم عادت مع الموسم. وماتت في التي تليها وكانت تكثر زيارتنا، وفيها همة ومروءة وخبرة عفا الله عنها.

حرف العين المهملة

"عايدة" ابنة السيد جلال الدين عبد الله بن قطب الدين محمد بن المحب عبيد الله بن نور الدين محمد الحسيني الايجي سبطة السيد صفى الدين، أمها حليمة تزوجها ابن خالها السيد علي بن معين الدين فاستولدها ثم فارقها وتزوجت بالشريف رمثية بن بركات بن حسن بن عجلان ثم فارقها وهي الآن في كنف خالها السيد أحمد بن صفى الدين وغيره كوالدتها متأخر في الخير عن أقاربها.
"عابدة" ابنة علي بن يوسف بن حسب الله البزاز. تزوجها الجمال محمد بن عيسى بن قريش واستولدها زينب ثم طلقها، ودخلت القاهرة وماتت بها مطعونة في سنة ثلاث وسبعين. أرخها ابن فهد.
"عابدة" ابنة مبارك مولى أبي ابرهيم الأميوطي. كانت صافية خادم للأهل حجت وجاورت مع فقرها، وأول أزواجها حسن السقاء. وماتت عزباء في صبح الثلاثاء تاسع عشري ربيع الأول سنة إحدى وتسعين عن نحو الستين.
"عاض الكريم" عتيقة سعيدة ابنة الإمام المحب محمد بن الشهاب الطبري ووالدة الفخر أبي بكر الشلح ولم تتزوج بعد أبيه. ماتت بمكة بعد تعللها بالفالج مدة في ربيع الآخر سنة تسع وستين عن نحو سبعين وكانت مباركة متوددة رحمها الله.
"عاض الكريم" الزنجية مستولدة التقي بن فهد وأم ابنته شنعاء. ماتت بمكة في جمادى الأولى سنة خمس وثمانين. أرخهما ابن فهد.
"عائشة" ابنة ابرهيم بن أبي بكر القضامي. تزوجها أحمد بن أبي بكر بن عبد الله بن ظهيرة فولدت له.
"عائشة" ابن الصارم ابرهيم بن خليل بن عبد الله بن محمود بن يوسف ابن تمام أم عبد الله الزبيدية من بني السموءل السنجارية الأصل البعلية ثم الدمشقية أخت الجمال عبد الحافظ وأي ملك وتعرف كسلفها بابنة الشرائحي، ولدت في حدود سنة ستين وسبعمائة بدمشق وأسمعت الكثير من أصحاب الفخر بن البخاري وغيرهم بدمشق والقاهرة وبعلبك كابن أميلة والصلاح بن أبي عمر ومحمود المنبجي وأحمد بن عبد الكريم البعلي وأبي المحاسن يوسف بن عبد الله الحبال وابن المحب ويوسف بن الصيرفي فمن ذلك في سنة تسع وستين على الأول أبو داود والترمذي ومشيخة الفخر وعلى الثالث الذرية الطاهرة للدولابي وعلى الرابع مشيخة شيخه الشرف علي بن محمد اليونيني تخريج ابن أبي الفتح وعلى الخامس جزء المناديلي وما بآخره وعلى الأخير المسلسل بالأولية أنا ابن المهتار أنا ابن الصلاح، وأجاز لها الخلاطي وابن الجوخي ومحمد بن موسى بن السيرجي وابن السوقي وابن النجم وزغلش وابن الهبل وعمر بن ابرهيم النقبي وزينب ابنة الدماميسي وابن نباتة وابن قواليح وآخرون، وحدثت بالكثير سمع منها الأئمة كشيخنا وذكرها في معجمه فقال ويقال لها أي ملك سمعت معنا على بعض مشايخنا وسمعنا منها مع أخيها بدمشق وآخر ما أجازت في استدعاء ابني محمد في سنة خمس وعشرين؛ ثم لقيتها بدمشق في سنة ست وثلاثين وسمعت منها منتقى الذهبي من مشيخة الفخر وكذا المسلسل بالأولية بشرطه انتهى، وأي ملك أخت لها، وكذا سمع منها ابن ناصر الدين وابن موسى والأبي وخلق من أصحابنا وغيرهم. وكانت صالحة فقيرة. وذكرها المقريزي في عقوده باختصار جداً. ماتت بالبيمارستان النوري في يوم الأربعاء سادس عشري صفر سنة اثنتين وأربعين ودفنت بمقبرة باب توما رحمها الله وإيانا.
"عائشة" ابنة ابرهيم بن عبد الله أم عبد الله الحمامي الدمشقية الحلبية ثم البابية ابنة أخت البرهان الحلبي لأمه. ولدت قبل سنة سبعين وسبعمائة ظناً وأجاز لها في سنة ست وسبعين فما بعدها ابن أميلة والصلاح بن أبي عمر وابن الهبل والمحب الصامت وغيرهم، وكانت خيرة دينة محافظة على الصلوات في أوقاتها؛ أخذ عنها بعض أصحابنا. وماتت بعد سنة خمسين ظناً رحمها الله.
"عائشة" ابنة أحمد بن أحمد بن ابرهيم المرشدي. ماتت في رمضان سنة ثمان وسبعين بمكة.
"عائشة" ابنة أحمد بن أحمد الفيشي الجيزي النحال زوج الزين عبد الرحمن المنهلي وأم ولديه محمد وأمة العزيز. أسمعهم بقراءته البخاري علي الشاوي وبعضه علي عبد الصمد الهرساني وتزوجت بعده عدة أزواج ولم تنجب.
 عائشة" ابنة الشهاب أحمد بن حسن بن الزين محمد بن الأمين محمد بن القطب القسطلاني المكي. أجاز لها في سنة ثلاث وسبعين وسبعمائة القيراطي والقروي والنشاوري وآخرون. وماتت بمكة سنة سبع وعشرون وثمانمائة وهي زوج الرضى أبي السعادات محمد بن المحب محمد بن الرضى الطبري أم أولاده. ذكرها الفاسي في أمها باختصار وابن فهد.
"عائشة" ابنة القاضي شهاب الدين أحمد بن ظهيرة بن أحمد بن عطية بن ظهيرة أم كمال القرشية. في الكنى.
"عائشة" ابنة المحب أحمد بن محمد بن عبد الله بن ظهيرة بن أحمد بن عطية بن ظهيرة أم كمال القرشية المكية وأمها حبشية لأبيها. ماتت ولم تكمل شهراً في سلخ ربيع الأول سنة إحدى عشرة.
"عائشة" ابنة أحمد بن محمد بن محمد بن محمد بن فهد. في ابنة أبي بكر قريباً.
"عائشة" ابنة أحمد بن محمد بن محمد المطري المكية وتعرف بالمطرية. سمعت في سنة خمس من البدر محمد بن عبد الله بن حسن البهنسي غالب الشفا.
"عائشة" ابنة اسماعيل بن علي بن محمد بن داود المكي الزمزمي. ماتت في صفر سنة اثتنين وثمانين.
"عائشة" ابنة أنس الجركسية أخت الظاهر برقوق وعمة الناصر فرج ووالدة بيبرس أتابك العساكر. ماتت في ذي القعدة سنة تسع عشرة وقد أسنت فأنها كانت في السن قريباً من أخيها وعاشت بعده. ذكرها شيخنا في أنبائه ودفنت بقبة البرقوقية عند ابنتها التي قدمت بها معها من جركس ولم يبن خالها المدفن الالها.
"عائشة" ابنة أبي بكر بن الحسين بن عمر أم الطيبابنة الزين القرشي العثماني المراغي. سمعت في سنة سبع وستين وسبعمائة من العز بن جماعة جزءه الكبير تخريجه لنفسه والشقراطسية والبردة وختم الشفا، وأجاز لها الصلاح بن أبي عمرو بن أميلة وابن الهبل والبهاء بن خليل والحراوي وغيرهم، وحدثت سمع منها الفضلاء وممن أخذ عنها التقي بن فهد وذكرها في معجمه؛ ماتت.
"عائشة" ابنة أبي بكر بن عمر بن رفات بن عوض أم الخير ابنة الزين القمني ثم القاهري الشافعي أخت المحب محمد وفاطمة. ولدت سنة أربع وتسعين وسبعمائة تقريباً فإنها أحضرت في جمادى الأولى سنة ثمان وتسعين علي الجمال الحلاوي أشياء بل أسمعت عليه بعد ذلك، وأجاز لها أبو هريرة بن الذهبي وابن قوام وغيرهما من الشاميين والتاج بن موسى وأحمد بن محمد بن الخراط وآخرون من السكندريين وحدثت أخذت عنها أشياء وأملقت جداً بحيث أقامت في رباط أم الزيني بن مزهر مدة وكانت تقبل من الطلبة اليسير وربما ذهبت معهم إلى الحلاوية في الارين للأسماع. ماتت بعد ثقل سمعها قليلاً في ليلة الخميس حادي عشر ربيع الثاني سنة ثمانين وصلى عليها من الغد.
"عائشة" ابنة النجم أبي بكر بن أبي عبد الله محمد بن عمر بن قوام البالسية ثم الصالحية. سمعت علي أبي بكر بن أحمد بن أبي محمد المغاري وعبد القادر ابن القرشية وحدثت سمع منها الأئمة كشيخنا وذكرها في معجمه وقال: ماتت في ثالث عشر شعبان سنة ثلاث، وتبعه المقريزي في عقوده.
"عائشة" ابنة أبي بكر المسمى أحمد بن التقى محمد بن محمد بن أبي الخير محمد بن فهد الهاشمي المكي. ماتت قبل استكمال عشرة أشهر في ربيع الآخر سنة تسع وخمسين.
"عائشة" ابنة الشرف أبي بكر بن الحلاوي، كانت بالقاهرة في سنة سبع وثلاثين. ذكرها البقاعي مجرداً.
"عائشة" المدعوة ستيتة ابنة جان بردى بن فرج بن منجك اليوسفي وتعرف بابنة منجك. ممن حجت وجاورت، ماتت في صفر سنة خمس وتسعين، وكانت رئيسة حشمة وجيهة لها اتصال بالخوندات وغيرهن رحمها الله.
"عائشة" ابنة أبي جعفر، هي ابنة محمد بن أحمد بن عمر تأتي.
"عائشة" ابنة حسن البيجوري ابنة أخت فقيه الشافعية البرهان. تزوجها ابنه الشمس محمد واستولدها أحمد وابرهيم وفاطمة وأثكلت الثاني، وماتت بعده بنحو ثلاث سنين بعد أم حجت وجاورت، وكانت خيرة جازت الثمانين تقريباً.
:عائشة" ابنة خلف بن حسن الطوخي القاهري أخت عمر الماضي.
"عائشة" ابنة سعد بن عبد الله المغربي القاهرية. تزوجها الشهاب الاسيوطي فولدت له الولوي والمحيي وغيرهما وفارقها فتزوجت غيره ثم تأيمت حتى ماتت وقد عمرت وأدركت ولاية ولدها للقضاء في العشر الثاني من جمادى الثانية سنة خمس وسبعين وأمها فاطمة ابنة علي بن الجمال عبد الله الشهير بأبي مدين الغماري ويعرف بابن قريش.
 عائشة" ابنة التاج عبد الله بن الشهاب أحمد بن محمد بن هاشم بن عبد الواحد بن أبي حامد بن عشائر السلمي الحلبي. ولدت بعد الستين وسبعمائة وسمعت من جدها الخطيب الشهاب أحمد وابن صديق، وأجاز لها في سنة سبع وستين الأحمدون وابن عبد الكريم البعلي وابن يوسف الخلاطي وابن النجم وحسن بن الهبل والبهاء بن خليل والموفق الحنبلي ومحمود المنبجي والحراوي وخلق، وحدثت سمع منها الفضلاء كابن موسى والأبي، وذكرها شيخنا في معجمه وقال: أجازت في الاستدعاء الذي فيه رابعة انتهى؛ ماتت في رمضان سنة أربع وعشرين بحلب.
"عائشة" ابنة العفيف عبد الله بن ظهيرة بن أحمد بن عطية بن ظهيرة أم علي القرشي، أمها فاطمة ابنة عثمان بن يوسف بن أبي بكر النويري. تزوجها قريبها ظهيرة بن حسين ثم فارقها فتزوجها القاضي عز الدين النويري ولدت له ومات عنها فخلفه عليها أخو أولهما عمر ومات فتزوجها العز عبد العزيز بن علي النويري ثم طلقها تطيراً فلم يلبث أن مات، وكانت خيرة. ماتت بمكة في رجب سنة سبع وعشرين. ذكرها الفاسي ثم ابن فهد.
"عائشة" ابنة عبد الله بن محمد بن علي بن عثمان أم عبد الله وأم محمد ابنة الشيخ عفيف الدين العجمي المكي أخت كمالية. تزوجها النجم عمر بن فهد واستولدها يحيى وعبد العزيز وغيرهما ثم فارقت فبقيت أيماً على ولديها وفجعت بأولهما فصبرت وتكررت زيارتها للمدينة وهي خيرة صابرة.
"عائشة" ابنة عبد الله الحلبي تزوجها الصالحي فولدت له ولدين ثم مات عنها وتزوجت بعده، وماتت في ربيع الأول سنة إحدى وستين بمكة أرخها ابن فهد.
"عائشة" ابنة عبد الرحمن بن أبي بكر بن عبد الله بن ظهيرة بن أحمد بن عطية بن ظهيرة القرشية، أمها هدية ابنة سليمان بن علي بن الجنيد، درجت صغيرة.
"عائشة" ابنة الوجيه عبد الرحمن بن أبي الخير محمد بن محمد بن فهد الهاشمي، ولدت في شوال سنة ثلاث وتسعين وسبعمائة بمكة وسمعت بها من ابن سلامة، وأجاز لها في سنة خمس وثمانمائة فما بعدها العراقي والهيثمي وابن صديق والشهاب الجوهري والفرسيسي والقطب حفيد الحلبي وآخرون، وتزوجها العماد عيسى بن موسى بن علي بن قريش وأولدها ثم فارقها فتزوجها عمه عبد الله ابن علي وأولدها أيضاً ثم فارقها واتصلت بغيره حتى ماتت في سابع عشر ذي الحجة سنة اثنتين وعشرين بمكة ودفنت بقبر أبيها من المعلاة، وكانت ذات خير ودين وسكون. ذكرها الفاسي.
"عائشة" ابنة الزين عبد الرحمن بن الشمس محمد بن معروف جدة أولادي، ماتت في سابع ربيع الأول سنة إحدى وسبعين بعد انصباب ماء في إحدى عينيها عدم ضوءها منه وعرض عليها القدح فأبت ثم حصل لها فالج كان سببه إشاعة الصلاح المكيني لوفاتي في حال غيبتي أنا وابنتها بالحجاز فأقامت به تسعة أيام لاتعي إلا قليلاً ثم ماتت وصلى عليها من الغد في مشهد فيه علماء وصالحون تقدمهم أبو السعادات البلقيني ودفنت بالصوفية البيبرسة جوار قبور أسباطها. كانت خيرة حجت وزارت. ومولدها تقريباً سنة أربع وثمانمائة عوضها الله الجنة وجزاها عني خيراً.
"عائشة" ابنة عبد الرحيم بن البدر محمود بن أحمد العيني أخت الشهابي أحمد لأبيه وسبطة قلمطاي، أمها زينب ابن محمد بن قلمطاي.
"عائشة" ابنة عبد القادر بن أبي القاسم بن أبي العباس أحمد بن محمد بن عبد المعطي المالكي الماضي أبوها وأخوها أحمد.
"عائشة" ابنة عبد الوهاب بن عبد الله بن أسعد بن علي بن سليمان بن فلاح أم كمال ابنة التاج أبي محمد بن العارف بالله العفيف أبي محمد اليافعي المكي أخت الجمال محمد الماضي وأبوهما. ولدت في رجب سنة تسع وثمانين وسبعمائة بمكة وأجاز لها التنوخي وابن الذهبي ابن العلائي وآخرون؛ أجازت لنا. وماتت في المحرم سنة ست وستين بمكة رحمهما الله.
"عائشة" ابنة عطية بن محمد بن أبي الخير محمد بن فهد أم كلثوم، في الكنى.
"عائشة" ابنة علي بن أحمد البتنوني الأصل القاهرية أخت محمد الماضي، كانت محتشمة شديدة الاختصاص بخوند الاينالية ولها ثروة وملك من أنشئها. ماتت في صفر سنة ست وثمانين وورثها ابن أخيها المشار إليه وغيره عفا الله عنها ورحمها.
 عائشة" ابنة علي بن عبد العزيز بن عبد الكافي الدقوقي. تزوجها أبي الفضل ابن عبد الله الحرازي فولدت له أحمد ثم طلقها فتزوجها القاضي أو عبد الله محمد ابن علي النويري ولدت له أولاده كلهم، وماتت تحته في مكة، ذكرها ابن فهد.
"عائشة" ابنة علي بن عبد الله بن عطية الرفاعي وتعرف بالظاهرية. أنشأت رباطاً بأسفل مكة يعرف بها ووقفت عليه داراً بباب الصفا مطلة على المسجد صارت بعد لابرهيم ابن أخي ابن الزمن وكانت قائمة بالمشيخة على وجهها بينهن من تسبيح وأوراد وذكر واجتماعية لذلك في كل سبت واطعام بحيث لم تخلف مثلها في مجموعه، وماتت بمكة في جمادى الأولى سنة سبع وثلاثين ودفنت بفسقية من رباطها أعدتها لنفسها. أرخها ابن فهد.
"عائشة" ابنة علي بن محمد بن عبد الغني بن منصور أم علي ابنة الصدر الحرانية الدمشقية الذهبية زوج لحافظ الشمس الحسيني ووالدة ابنه العلاء علي؛ سمعت مع ولدها على عمر بن عثمان بن سالم بن خلف ومحمد بن أزبك الخارنداري ومحمد بن ابرهيم البياني والبدر أبي العباس بن الجوخي وابن الخباز وأحمد ابن عبد الرحمن المرداوي وغيرهم فما سمعته على الأول جزء الغطريف ومأخذ العلم لابن فارس وعلى الثاني تاسع المحامليات وعلى الثالث جزء أبي عمر الزاهد غلام ثعلب وعلى الرابع منتقى المزي من جزء محمد بن هرون الحضرمي وعلى الأخيرين جزء ابن عرفة، وحدثت سمع منها الفضلاء كابن موسى والأبي، وذكرها شيخنا في معجمه فقال أجازت لرابعها واخواتها في سنة خمس عشرة ولمن سمع صحيح مسلم علي ابن الكويك وكنت منهم. وماتت في رمضان سنة خمس عشرة عن بضع وسبعين سنة، وتبعه المقريزي في عقوده.
"عائشة" ابنة علي بن محمد بن علي بن عبد الله بن أبي الفتح بن هاشم بن اسمعيل بن ابرهيم بن نصر الله بن أحمد أم عبد الله وأم الفضل المدعوة ست العيش ابنة العلاء أبي الحسن الكناني القاهرية الحنبلية الماضي ولدها العز أحمد وشقيقها عبد الله هما سبطا أبي الحرم القلانسي أمهما سودة. ولدت في سنة إحدى وستين وسبعمائة بالقاهرة وأحضرت على جدها لأمها أبي الحرم خمسة مجالس من ثمانية من الفوائد الغيلانيات وعلي العز أبي عمر بن جماعة والموفق الحنبلي الأولين من فوائد ابن بشران وعلى أولهما فقط من مسند الشافعي وعلى الحراوي المجلس الأول من فضل الخيل للدمياطي في آخرين، وأجاز لها ابن قاضي الجبل الخلاطي وجماعة من الشاميين والمصريين وقرأت بعض القرآن وتعلمت الخط وحدثت سمع عليها الأئمة، وخرج لها الزين رضوان جزءاً فيه عشاريات وتساعيات مبتدئاً بالمسلسل، وذكرها شيخنا في معجمه فبين بعض مرويها، وقال في أنبائه أكثر عنها الطلبة بأخرة وكانت خيرة وتكتب خطاً جيداً، وكذا ذكرها المقريزي في عقوده وقال كانت امرأة خيرة صالحة تكتب كتابة حسنة ولها فهم مليح انتهى وكانت خيرة صالحة فاضلة كاتبة للمنسوب حسبما رأيت ورقة من خطها، فهمة مستحضرة للسيرة النبوية تكاد أن تذكر الغزوة بتمامها ذاكرة لأكثر الغيلانيات وغيرها من الأحاديث حافظة لكثير من الأشعار سيما ديوان البهاء زهير سريعة الحفظ بحيث كانت تقول حفظت خمسة أبيات مواليا بعشرين قرينة من مرة واحدة، من بيت علم ورواية؛ كل ذلك مع متانة الديانة وكثرة التعبد والمحاسن الجمة قل أن ترى العيون في النساء مثلها. وقد حجت وزارت مع ولدها بيت المقدس والخليل غير مرة وحدثت هناك أيضاً وأخذ عنها غير واحد من الأعيان، قال البقاعي كتبت الكتابة الحسنة وكانت من الذكاء على جانب كبير تطالع كتب الفقه فتفهم وتحفظ شعراً كثيراً مرت على ديوان البهاء زهير مصارع العشاق والسيرة النبوية لابن الفرات وسلوان المطاع لابن ظفر فكانت تحفظ غالبها وتذاكر به وكانت خيرة دينة من صباها إلى أن توفيت على سمت واحد في ملازمة الصلاة والعبادة والأذكار، ولم تتزوج بعد وفاة القاضي برهان الدين ورأت في صغرها في الخرقي أن جميع النجاسات تغسل سبعاً فرسخ ذلك عندها فكانت تشدد في أمر التطهير؛ ماتت بعد عصر يوم الأربعاء سادس عشري ذي القعدة سنة أربعين ودفنت من الغد رحمها الله وإيانا. وهي خاتمة أصحاب جدها والذين بعده بالسماع.
"عائشة" ابنة علي بن منصور العقبي والدها وهي ابنة أخت شيخنا الزين رضوان. ذكرها البقاعي مجرداً.
 عائشة" ابنة عمر بن محمد أخت الشمس محمد بن الزمن وزوج الشمس البخاري أمام الحنفية بمكة الماضيين، ماتت في ربيع الأول سنة ست وتسعين ودفنت بتربة أخيها عند زوجها، وكانت خيرة صابرة رحمها الله.
"عائشة" ابنة عمر كور الهندي المكية أخت حسين الباني؛ ماتت في صفر سنة خمس وثمانين بمكة.
"عائشة" ابنة محمد بن ابرهيم بن أحمد بن أبي بكر بن عبد الوهاب أم كلثوم ابنة المرشدي. ولدت في رمضان سنة ثمان وتسعين وسبعمائة بمكة وأحضرت علي ابن صديق والشمس بن سكر بل أسمعت على أولهما والمجد اللغوي والزين المراغي، وأجاز لها في سنة مولدها الشمس البسكري المدني ثم النور علي بن حسن الخزرجي وتزوجها الجمال محمد الأصغر بن علي بن عمر الفاكهي. وماتت بمكة في جمادى الأولى سنة ست وأربعين.
"عائشة" ابنة محمد بن أحمد بن عمر بن سلمان البالسية ثم الصالحية أخت عمر الماضي ويقال لها ضوء الصباح. أحضرت في الثانية على الشهاب أحمد بن علي الجزري مشيخته وسمعت على علي بن أبي بكر الحراني صفة الجنة لأبي نعيم وحدثت سمع منها الأئمة كشيخنا وذكرها في معجمه وقال ماتت في الكائنة العظمى سنة ثلاث، وتبعه المقريزي في عقوده.
"عائشة" ابنة الشهاب أبي جعفر محمد بن أحمد بن عمر بن الضياء محمد بن عثمان أم عمر القرشي الأموي الحلبي الشافعي ابنة ابن العجمي الماضي أبوها وزوجها العز عبد العزيز بن العديم وولدهما. ولدت في جمادى الآخرة سنة إحدى عشرة وثمانمائة وأجاز لها عائشة ابنة محمد بن عبد الهادي والشهاب بن حجي، وحدثت سمع منها الطلبة قرأت عليها بحلب وهي من بيت الرياسة وفخر بها. ماتت في "عائشة" ابنة الأمير ناصر محمد بن أحمد بن عمر بن العطار شقيقة سارة وفاطم المذكورتين في محليهما. تزوجها سودون وطيبغا البدري الخاصكيين واستولدها الأول ناصر الدين محمد أحد المقطعين والثاني فاطمة الآتية وكذا نزوجها السراج عمر البلبيسي العالم ومات فتأيمت بعده حتى ماتت في ذي الحجة سنة إحدى وتسعين، وقد حجت وكانت قارئة كاتبة.
"عائشة" ابنة الزين محمد بن الزين أحمد بن الجمال محمد بن المحب أحمد بن عبد الله الطبري المدعوة سعيدة. سلفت في السين.
"عائشة" ابنة الشمس محمد بن أحمد بن محمد بن علي النجم الصوفي المصري المكية وأمها زينب ابنة البرهان إبراهيم بن أحمد الإردبيلي. تزوجها الشهاب أحمد بن الشمس محمد المعيد الحنفي وأولدها عدة. وماتت وقد قاربت الأربعين في رمضان سنة ثمان وعشرين بمكة ودفنت بالمعلاة وقد قاربت الأربعين، ذكرها الفاسي في أمها.
"عائشة" ابنة القاضي أبي البقاء محمد بن أحمد بن الضياء محمد بن محمد بن سعيد المكي الحنفي. ولدت في ذي الحج سنة اثنتين وأربعين. وتزوجها أبو السعود بن الأقصرائي بمكة في سنة سبع وستين وسافر بها معه إلى القاهرة في موسمها وأولدها ثم فارقها في سنة اثنتين وسبعين ورجعت فيها لمكة مع أخيها الشهاب أحمد ثم تزوجها اسمعيل بن فارس في سنة أربع وسبعين بمكة ثم فارقها وتأيمت حتى ماتت في يوم الأربعاء ثامن ذي الحجة سنة خمس وسبعين بمنى وحملت إلى المعلاة فدفنت عند أهلها.
"عائشة" ابنة الشمس محمد بن حسن بن سويد سبطة الجلال البلقيني وأخت الصدر محمد الماضي أمهما عزيزة. ولدت تقريباً سنة أربع وعشرين وثمانمائة وتزوجها ابن عمها فتح الدين بن سويد ثم قريبها أبو البقاء بن العلم البلقيني وولدت له، وعبد القادر بن الرحبي بل تزوجها أبو السعادات البلقيني أياماً في سفر زوجته وتأيمت مدة وماتت في يوم عيد النحر سنة إحدى وتسعين بعد أن حصلت لها ماخولية أودعت بسببها البيمارستان أياماً ثم أخرجتها زينب خالتها حتى ماتت عندها.
"عائشة" ابنة البهاء محمد بن البدر حسن بن عبد الله بن البرجي، وأمها إما ابنة السراج البلقيني أو ولده البدر. تزوجها قاسم البلقيني وولدت له أولاداً ماتوا في حياتهما، وماتت قبل الخمسين.
 عائشة" ابنة أبي الخير محمد بن عبد الرحمن بن أبي الخير محمد بن محمد بن محمد بن عبد الرحمن الحسني الفاسي شقيقة خديجة الماضية، ولدت في رجب سنة إحدى وتسعين وسبعمائة، وأجاز لها في سنة خمس وتسعين ابن منيع وعبد الله ابن خليل الحرستاني وأبو الخير بن العلائي والتنوخي، وتزوجها الشريف عبد اللطيف بن أحمد بن علي الفاسي بعد أختها شقيقتها. وماتت في رمضان سنة ثلاث وعشرين بمكة، ذكرها الفاسي في أختها.
"عائشة" ابنة محمد بن عبد الهادي بن عبد الحميد بن عبد الهادي بن يوسف ابن محمد بن قدامة بن مقدام مسندة الدنيا أم محمد القرشي العمري المقدسي الصالحي؛ ولدت في رمضان سنة ثلاث وعشرين وسبعمائة وأسمعت على الحجار والشرف عبد الله بن الحسن وعبد القادر بن الملوك وخلق، فما سمعته على الأول الصحيح وعلى الثاني صحيح مسلم وعلى الثالث سيرة ابن هشام، وأجاز لها ابن الزراد واسمعيل بن عمر بن الحموي وست الفقهاء ابنة الواسطي ويحيى ابن فضل الله والبرهان الجعبري والبرهان بن الفركاح وأبو الحسن البدنيجي وعبد الله بن محمد بن يوسف والشرف بن البارزي وابراهيم بن صالح بن العجمي وآخرون، وعمرت حتى تفردت عن جل شيوخها بالسماع والإجازة في سائر الآفاق وروت الكثير وأخذ عنها الأئمة سيما الرحالة فأكثروا، وكانت سهلة في الأسماع لينة الجانب حدثنا عنها خلق، والرواة عنها الآن بالإجازة كثيرون وأما بالسماع ففي الشام بل والخطيب بن أبي عمر الحنبلي سمع منها بعض ذم الكلام للهروي وممن أكثر عنها شيخنا وذكرها في معجمه وقال إنها ماتت في ربيع الأول سنة ست عشرة يعني بصالحية دمشق بعد أن أجازت لزين خاتون ورابعة ومحمد أولاده، وهي آخر من حدث بالبخاري عالياً بالسماع، ومن الاتفاق العجيب أن ست الوزارء ابنة عمر بن أسعد بن المنجا كانت آخر من حدث من النساء عن ابن الزبيدي في الدنيا وماتت سنة ست عشرة وسبعمائة وزادت عليها بأن لم يبق من الرجال أيضاً ممن سمع على الحجار رفيق ست الوزراء في الدنيا غيرها وبين وفاتيهما مائة سنة سواءً، وهي في عقود المقريزي.
"عائشة" ابنة الكمال محمد بن عبد الواحد بن الهمام. وتزوجها البدر البنهاوي أخو ناصر الدين بن أصيل لأمه فولدت له، وحجت هي وزوجها مع أبيها في موسم سنة ست وخمسين وأظنها رجعت مع زوجها ولم تكن مجاورة مع أبيها. ولما مات البنهاوي تزوج بها البهاء بن المحرقي ثم فارقها وتعبت بسبب ولدها من الأول سيما بعد موت عبد الوهاب الهمامي وقدمت مكة في موسم سنة ثمان وتسعين فجاورت التي تليها وقدمت عليها أمها فاطمة ابنة أبي الخير بحراً فلم تلبث أن ماتت بعد يومين كما سيأتي.
"عائشة" ابنة محمد بن عيسى بن عبد الله أم محمد ابنة الإمام الشمس أبي عبد الله البعلي أجاز لها ابن القيم والقلانسي ومظفر وجماعة ماتت سنة تسع وعشرين.
"عائشة" المدعوة سعادة ابنة محمد بن فتح الطائفي. تزوجها عبد الواحد ابن الزين محمد بن أحمد بن محمد الطبري فولدت له فاطمة وأم الحسين وأم كلثوم.
"عائشة" ابنة أبي البركات محمد بن أبي السعود محمد بن حسين بن علي بن أحمد ابن عطية بن ظهيرة أم كمال القرشي. في الكنى.
"عائشة" ابنة أبي اليمن محمد بن محمد بن علي النويري. في أم كمال أيضاً.
"عائشة" ابنة محمد بن محمد بن محمد بن أحمد بن ابرهيم الطبري في أم كمال أيضاًً.
"عائشة" ابنة محمد بن محمد بن محمد بن عبد الوهاب بن أبي بكر بن بفتح الله السكندري أخت علي الماضي. ولدت في منتصف رمضان سنة ثمان وثمانمائة.
"عائشة" العجمية وتلقب خاتون والدة ست الكل ابنة ابرهيم الجيلانية الماضية. كانت ذات ملاءة وخير ومروءة تسكن بعدن من اليمن وترددت لمكة في التجارة مراراً. وماتت بها في أثناء سنة إحدى. ذكرها الفاسي.
"عائشة" ابنة الحريري أخت جارنا الشهاب أحمد وأم أحمد الحجازي. كانت خيرة أثكلت ولدها المشار إليه. وماتت وقد قاربت الثمانين فأكثر غروب ليلة الاثنين سادس رمضان سنة ثمان وسبعين بعد أو وقفت ملكها المجاور لنا على خبز في ليلة وقت الغمري وقراءة وغير ذلك ودفنت من الغد عند ولدها عوضهما الله خيراً.
"عزيزة" ابنة شاهين الكركي سبطة شيخنا وشقيقة يوسف الماضي. أجاز لها في سنة ثلاثين فما بعدها جماعة. وماتت في حياة أبويها.
 عزيزة" ابنة شعبان مهتار الركبخاناة الأشرافية اينال وزوج اقبردي التماسيحي أمير الراكز بمكة وأخت المؤيد أحمد من الرضاع. ماتت بمكة في عصر مستهل شعبان سنة سبع وتسعين بعد تعلل مدة ودفنت بتربة الأنصاري.
"عزيزة" ابنة الجلال عبد الرحمن بن مر بن رسلان البلقيني. تزوجها الشمس بن سويد فولدت له الصدر وعائشة. وماتت في حياة أبيها سنة ثلاث وعشرين.
"عائشة" ابنة علي بن أحمد الزيادي بالتشديد القاهري أخت محمد وأحمد الماضيين. ولدت تقريباً سنة ست وأربعين وثمانمائة وتزوج بها العلاء بن السيد عفيف الدين بالقاهرة بأخرة بعد غيره وسافرت بعده لأجله مع أخويها فجاورت معهما وما حصل الغرض لاطلاع ابنة عمه وعدم قدرته على غضبها بل كان سبباً لفراقها ثم عادت إليه بعد حتى مات وهي في عصمته ثم ماتت هي في شوال سنة تسع وسبعين رحمها الله.
"عزيزة" ابنة الزين قاسم بن قطلوبغا الحنفي زوج المحب محمد بن يونس أخي السيف الحنفي وأم أولاده وأخت المحمدين الماضيين. ماتت في يوم الثلاثاء ثالث عشر المحرم سنة تسع وثمانين بالبيت المعروف بعم زوجها من نواحي الصليبة وصلى عليها من الغد في سبيل المؤمنى في طائفة ثم دفنت عند أبيها بسيدي عقبة من القرافة. ومولدها سنة خمس وأربعين وثمانمائة وتعلمت الخط وقرأت ما تيسر وسمعت على جدة زوجها أم هانئ الهورينية وغيرها وكانت خيرة أثكلت عدة أولاد بل غرق لها ولد قبيل موتها بيسير في بركتهم فكظمت ولم تبث عوضهما الله الجنة.
"عزيزة" ابنة الشمس محمد بن علي بن محمد بن عبد الرحمن بن بلال العدوي القاهري المالكي شقيقة أمي آمنة ووالدة فاطمة ابنة محمد الآتية، ماتت سنة بضع وثلاثين بعد تعلل طويل رحم الله شبابها وعوضها الجنة.
"عزيزة" ابنة محمد بن محمد بن أبي بكر بن عبد العزيز. في هاجر.
"عزيزة" ابنة محمد بن محمد بن محمد بن أحمد بن ابرهيم الطبري. في علماء.
"عصمة" ابنة محمد بن رشيد الدين أم البركات ابنة المعمر الخواجا الشمس ابن الخواجا الشغري الابرقوهي. ولدت في رجب سنة إحدى عشرة وسبعمائة وعمرت حتى قرأ عليها الطاووسي بالإجازة العامة بعض ثلاثيات البخاري وغيرها في سنة ثلاث وثلاثين وقال أن أباها عمر أيضاً فإنه عاش مائة وأربعاً وعشرين سنة.
"عفيفة" ابنة القاضي أبي اليمن محمد بن محمد بن علي بن أحمد النويري. في أم هانئ.
"علا" بضم أولها ابنة المحب محمد بن محمد بن محمد بن أحمد بن الرضى ابرهيم الطبري. في خديجة.
"علما" ابنة أحمد بن أبي بكر بن عبد الله بن ظهيرة بن أحمد بن عطية ابن ظهيرة القرشي. درجت صغيرة.
" علماً ابنة الشهاب أبي العباس أحمد بن ظهيرة بن أحمد بن عطية ابن ظهيرة أم أحمد القرشية المخزومية المكية أمها أم كلثوم ابنة الجمال محمد بن عبد الله بن فهد الهاشمي. أجاز لها في سنة خمس وخمسين وسبعمائة فما بعدها العلائي والعز بن جماعة والقلانسي وناصر الدين الفارقي والخلاطي في آخرين كالمعين بن الرصاص ومحمد بن علي القطرواني، وحدثت سمع منها التقي بن فهد وأخوه وابنه أبو بكر وكان فيها خير ودين، تزوجها ابن عمها الجمال بن ظهيرة فولدت له أبناءه المحب أحمد وسعادة أم كلثوم وغيرهما ومات عنها ثم ماتت في سنة ثمان عشرة بمكة؛ وذكرها الفاسي وقال ما علمتها حدثت.
"علما" ابنة أحمد بن أبي البقاء محمد بن أحمد بن الضياء المكي الحنفي.
ماتت في ذي الحجة سنة تسع وسبعين بعد أن أسقطت جنيناً.
"علماء" ابنة المحب أحمد بن محمد بن عبد الله بن ظهيرة بن أحمد بن عطية بن ظهيرة أم محمد القرشية، أمها كمالية ابنة الشريف عبد الرحمن الفاسي. ولدت في رجب سنة ثماني عشرة وثمانمائة وأجاز لها ابن طولوبغا والتاج بن بردس والشمس العسقلاني وجماعة وتزوجها ابن عمها عبد الرحمن بن أبي بكر بن عبد الله بن ظهيرة وبعده قريبها أبو عبد الله محمد بن أبي الخير بن أبي السعود واستولدها كل منهما. وماتت في رمضان سنة اثنتين وثمانين بمكة.
 علما" ابنة أبي اليمن محمد بن أحمد بن الرضى ابرهيم بن محمد بن ابرهيم أم محمد الطبري المكية أخت حسنة الماضية، أمها أم هانئ ابنة أبي العباس بن عبد المعطي. ولدت سنة أربع وسبعين وسبعمائة أو التي قبلها وسمعت على عمتيها الفاطمتين أم الحسن وأم الحسين ابنتي أحمد بن الرضى، وأجاز لها النشاوري وابن حاتم وغيرهما وتزوجها يوسف بن أبي القسم اليماني الحنيفي وولدت له أولاداً ثم طلقها، وكانت خيرة دينة لكن تعتريها حالة يقل فيها ضبطها، روى عنها النجم ابن فهد، وماتت في جمادى الآخرة سنة ست وعشرين بمكة.
"علما" ابنة المحب محمد بن الرضى محمد بن المحب محمد بن الشهاب أحمد بن الرضى ابرهيم بن محمد بن ابرهيم وتسمى أيضاً أمة العزيز عزيزة أم البركات الطبرية أمها أم الحسين ابنة محمد بن أبي بكر المرشدي. ولدت في المحرم سنة ثلاث وخمسين وأجاز لها جماعة.
"علما" ابنة الهمام بن محمد بن عبد الرحمن العلوي. تزوجها عبد الرحمن بن أبي بكر بن عبد الله بن ظهيرة فولدت له مباركة الآتية.
"عمائم" وتدعى ستيتة ابنة العلم صالح بن السراج عمر بن رسلان البلقيني شقيقة ألف وفتح الدين محمد الماضيين. ولدت في أواخر سنة خمس وعشرين وثمانمائة أو أوائل التي بعدها بحارة آبائها ونشأت في كنف أبويها فتزوجها حفيد عمها أبو السعادات واستمرت تحته حتى ماتت بعد أن حجت واستولدها أولاداً قدماهم، وكانت خيرة صينة رئيسة متوددة. ماتت في ثامن عشر جمادى الآخرة سنة اثنتين وسبعين وصلى عليها بجامع الحاكم ودفنت عند أمها بمدرسة جدهم واتفق زوجها واخوتها على الغاء ما كانت حبسته في مرض موتها وتصيير ميراثاً رحمها الله "عمائم" ابنة نصر الله بن عبد الغني بن عبد الله عمة التاج المقسي. ماتت في ربيع الأول سنة إحدى وثمانين وصلى عليها بمصلى باب النصر في مشهد خفيف.
"عمائم" ابنة زوج الشمس الأمشاطي الحنفي ووالدة أبي الفوز الماضي. ماتت في ذي الحجة سنة أربع وثمانين بعد تعللها مدة وصلى عليها برحبة مصلى باب النصر في مشهد حافل ثم دفنت بحوش قريب من الروضة بتلك النواحي وتأسف زوجها عليها وظهر حزنه وكآبته وكان قد حفظ صحبتها وقدم عشرتها بحيث رام منه غير واحد التزوج فامتنع منه بل ومن التسري وغبطها النساء بهذا وقد حجت معه وجاورت في الرحبية وأثكلت عدة أولاد منه ومن غيره ولم يكن بها بأس رحمها الله ويانا.
"عنقاء" ابنة عبد الوهاب بن عبد الغني بن شاكر. تزوجها ابن عمها عبد الغني بن شاكر واستولدها ابنه التاج عبد اللطيف وحجت.
"عيناء" ابنة أحمد بن جار الله بن زائد السنبسي والدة القاضي نور الدين علي بن أبي اليمن وتدعى توفيق. تزوجها القاضي أبو اليمن النويري واستولدها ابنه المشار إليه. وماتت في شوال سنة ثلاث وسبعين بمكة. أرخها ابن فهد.

حرف الغين المعجمة

"غالية" ابنة شيخنا أبي الفضل أحمد بن علي بن محمد بن محمد بن حجر. ولدت في ذي القعدة سنة سبع وثمانمائة وأجاز لها جماعة. وماتت في الطاعون في ربيع الأول سنة تسع عشرة.
"غالية" ابنة الشهاب أحمد بن محمد بن مكنون سبطة شيخنا أمها رابعة. أجاز لها جماعة. وماتت في حياة أبويها.
"غالية" ابنة الحاج يوسف الاميوطي ابنة عم أم أولادي وأخت أحمد. تزوجت شمس الدين الشويهد واستولدها ثم غيره ولم يحصل على طائل. مات في شعبان سنة ست وتسعين وقد جازت الستين عوضها الله الجنة.
"غزال" أم عبد اللطيف النوبية القلقشندية تقي الدين اسمعيل المقدسي. سمعت من الميدومي المسلسل وجزء البطاقة ونسخة ابرهيم بن سعد وغيرها، وحدثت سمع منها شيخنا وذكرها في معجمه وكذا سمع منها غير واحد من شيوخنا. وماتت في سنة اثنتين.
"غزال" الحبشية مولاة النجم الأصفوني، كانت دينة خيرة عمرت نحو تسعين سنة، وماتت في أوائل سنة عشر ودفنت بالمعلاة. ذكرها التقي بن فهد في معجمه.
"غصون" ابنة النور أبي الحسن علي بن أحمد بن عبد العزيز بن القسم أم الوفا العقيلية النويرية المكية. ولدت بها في سنة أربع وتسعين وسبعمائة، وأجاز لها التنوخي وابن الشيخة والبلقيني والعراقي والهيثمي وابن الملقن ومريم الأذرعية وآخرون أجازت لنا وكانت صينة أصيلة. ماتت في شوال سنة خمس وخمسين ودفنت بالمعلاة.

حرف الفاء

"فاختة" ابنة محمد بن حسن بن علي أم الهدى ابنة الشيخ الحنفي. تزوجها خليل بن شاهين الشيخي بعد السبعين وثمانمائة ومات عنها وترجمها ولده بالواعظة المسلكة الخيرة. ماتت في.
"فاطمة" ابنة ابرهيم بن أحمد بن عبد اللطيف بن الشيخ نجم الدين بن عبد المعطي البرماوي ثم القاهري أخت عثمان وعبد الغني وغيرهما وزوج عمر بن ابرهيم القمني. ولدت سنة سبعين أو بعدها وأجاز لها في استدعاء مؤرخ بسنة ثمان وتسعين أبو هريرة بن الذهبي وابن العلائي وجماعة، وحدثت باليسير قرأت عليها جزء القزاز. وماتت في ربيع الثاني سنة إحدى وخمسين بعد زوجها بأربعة أيام.
"فاطمة" ابنة البرهان ابرهيم بن علي بن أبي البركات محمد بن محمد بن ظهيرة أخت الجمال أبي السعود وأمها أمة لأبيها. ولدت في جمادى الأولى سنة إحدى وسبعين وثمانمائة بمكة وتزوجها ابن عمها فائز بن الفخر أبي بكر وهي أسن منه بيسير وكان المهم في شعبان سنة سبع وثمانين وأنا بالمدينة النبوية ورزق منها الأولاد، وماتت تحته بعد النفاس في ربيع الأول سنة سبع وتسعين وكثر الثناء على حشمتها وتوددها وبرها وعقلها ولم يكن بأسرع من موت المولود عوضها الله الجنة.
"فاطمة" ابنة ابرهيم بن عمر بن محمد الزرعي ثم القاهري ابنة أخي التاج عبد الوهاب الماضي وأبوها. تزوجها غير واحد آخرهم السراج عمر القليوبي. وماتت في أواخر رجب سنة تسع وثمانين عن نحو السبعين فأكثر، وكانت حشمة خيرة عاقلة حجت غير مرة وجاورت، وفيها بر وصلة للفقراء والأرامل ولذا أوصت بمبرات وخيرات، وهي أم أبي الهائم الماضي رحمهما الله وإيانا.
"فاطمة" ابنة أحمد بن أحمد بن محمد البوني المكي أخت محمد الماضي وأبوهما. ماتت بمكة في رجب سنة ست وسبعين، أرخها ابن فهد.
"فاطمة" ابنة أحمد بن أرغون شاه الاشرفي شعبان بن حسين أخت خليل الماضي وأبوهما، وأمها مستولدة أبيها. تزوجها الناصري محمد بن الظاهر جقمق حين امرية أبيه وعمل أبوه لذلك مهماً حافلاً واستمرت تحته حتى مات وخلف منها ابنه وتزوجها بعده الناصري كسباي الشمسي. وماتت في سنة اثنتين وسبعين تقريباً.
"فاطمة" ابنة أحمد بن أبي بكر بن عبد الله بن ظهيرة بن أحمد بن عطية بن ظهيرة القرشية المكية، أمها زينب ابنة المحب بن ظهيرة. سمعت من حسن ابنة الحافي والتقي بن فهد وغيرهم، وأجاز لها في سنة ست وثلاثين جماعة؛ وتزوجها ابن عمها عبد الكريم بن عبد الرحمن بن أبي بكر بن ظهيرة فولدت له يحيى وغيره. وماتت في غرة المحرم سنة تسع وسبعين بمكة.
"فاطمة" ابنة أحمد بن حسن وأمها بركية ابنة أخت شيخنا الزين رضوان ذكرها البقاعي مجرداً.
"فاطمة" ابن الشهاب أحمد بن خلف بن حسن الطوخي. أخت أسماء.
"فاطمة" ابنة الشريف أحمد بن رمثية بن أبي نمى الحسنية المكية، كانت زوجاً للشريف عنان بن مغامس بن رمثية وطلقها وتوفيت ظناً غالباً في ربيع الأول سنة إحدى عشرة بمكة ودفنت بالمعلاة. ذكرها الفاسي.
"فاطمة" ابنة الشهاب أحمد بن سليمان بن أحمد بن عمر بن عوجان بمهملة ثم واو وجيم مفتوحات الماضي أبوها وجدها وأخوها محمد أم الكمال بن أبي شريف وأخيه ابرهيم وقطنت مع ولدها القاهرة مدة حتى ماتت في أول جمادى الأولى سنة تسعين عن أزيد من تسعين ودفنت بتربة المناوي بالقرب من ضريح الشافعي رحمها الله.
"فاطمة" ابنة الفقيه الشهاب أحمد بن الصديق. من قوم أخيار بل هي خير نساء وقتها في العقل والأمانة وهي والدة العفيف عثمان الناشري وإخوته، ماتت في جمادى الآخرة سنة خمس وأربعين رحمها الله وإيانا.
"فاطمة" ابنة أحمد بن عبد الله أم الخير ابنة الشهاب بن القماح لبنة أخت التاج الشرابيشي، ولدت تقريباً سنة أربع وسبعين وسبعمائة، وأجاز لها الحراوي وسمعت اليسير من دلائل النبوة للبيهقي علي الزين بن الشيخة وغيره مع أخيها، وحدثت سمع منها الفضلاء قرأ عليها البقاعي. وماتت في.
"فاطمة" ابنة البهاء أحمد بن عثمان بن محمد بن اسحق المناوي أخت النور علي وعمر؛ ولدت سنة سبع عشرة وثمانمائة وتزوجها السفطي ثم الشرف الطنبدي وماتت معه بعد الثمانين رحمها الله.
 فاطمة" ابنة أمير مكة الشريف أحمد بن عجلان بن رمثية بن أبي نمى الحسنية المكية، كان الشريف محمد بن محمود بن أحمد بن رمثية تزوجها في حياة أمها ثم طلقها وتزوجها بعده الشريف عنان بن مغامس بن رمثية في إمارته الثانية على مكة وذلك في آخر سنة اثنتين وتسعين أو سنة ثلاث ومات عنها ثم زوجها الشريف حسن بن عجلان ابنه الشريف بركات فماتت عنده بعد أن أقامت في عصمته سنين، وكانت ذات حشمة ورياسة وعقار كثير، ماتت في سنة أربع عشرة بمكة ودفنت بالمعلاة، ذكرها الفاسي.
"فاطمة" ابنة شيخنا أبي الفضل أحمد بن علي بن محمد بن محمد بن حجر، ولدت في ربيع الآخر سنة سبع عشرة، وأجاز لها جماعة، وماتت وهي طفلة في الطاعون في ربيع الأول سنة تسع عشرة عوضها الله الجنة وإيانا.
"فاطمة" ابنة الشهاب أبي محمود أحمد بن محمد بن ابرهيم بن هلال بن تميم بن سرور المقدسية أخت ابرهيم الماضية؛ ولدت سنة ستين وسبعمائة وأحضرت على البياني والبرهان ابرهيم بن عبد الرحمن بن جماعة جزء أبي بكر بن خزيمة وعلى أولهما فقط جزاء بن زبان والمستجاد من تاريخ بغداد وحديث النابغة من مشيخة الفخر وغيرها، وأجاز لها ابن الخباز، وحديث سمع منها موسى والأبي في سنة خمس عشرة ذكرها شيخنا في معجمه.
"فاطمة" ابنة أحمد بن أبي الفضل محمد بن أحمد بن ظهيرة بن أحمد بن عطية ابن ظهيرة القريشة أمها خديجة ابنة محمد بن عبد الوهاب اليافعي ولدت في أواخر سنة ثمان وثلاثين وثمانمائة أو التي بعدها وأجاز لها في أوائل سنة أربعين جماعة ولم تلبث أن ماتت في شوالها أو التي بعدها. "فاطمة" ابنة أحمد بن محمد بن احمد العلوية الحسينية الحلبية ستأتي قريباً فيمن جدها محمد بن علي بن محمد بن علي.
"فاطمة" المدعوة حليمة ابنة أحمد بن محمد بن اسمعيل بن ابرهيم بن محمد بن ابرهيم القرشي المخزومي الأصفوني المكية أم التقى بن فهد، أجاز لها باستدعاء ولدها ابن صديق وجمع، وحدثت مع منها ولدها وبنوه؛ وماتت عقب زيارتها النبي صلى الله عليه سلم في عاشر شعبان سنة سبع وثلاثين بمكة ودفنت بالمعلاة رحمها الله.
"فاطمة" ابنة أحمد بن محمد بن بشر بن الشيخ محمد المطري أخت بلقيس، ذكرها البقاعي مجرداً.
"فاطمة" ابنة أحمد بن أبي الخير محمد بن حسين بن الزين محمد بن الأمين محمد بن القطب القسطلاني المكي. أجاز لها في سنة أربع عشرة وثمانمائة جماعة.
"فاطمة" ابنة المحب أحمد بن محمد بن عبد الله بن ظهيرة أم الحسين، تأتي.
"فاطمة" ابنة الشيخ أبي العباس أحمد بن محمد بن عبد المعطي الأنصارية أخت الشرف أبي القسم الماضي، ماتت في سنة اثنتين وثلاثين بمكة. أرخها ابن فهد.
"فاطمة" ابنة أحمد بن محمد بن علي بن محمد بن علي بن عبد الله بن جعفر بن زيد بن جعفر بن أبي ابرهيم محمد أم الحسن ابنة النقيب الشهاب بن أبي المجد العلوية الحسينية الحلبية أخت نقيب الأشراف العز أحمد وهي أسن، ولدت سنة اثنتين وثلاثين وسبعمائة أو التي بعدها وأسمعت الكثير من جدها لأمها الجمال ابرهيم بن الشهاب محمود، وأجاز لها المزي وحدثت بحلب سمع منها ابن خطيب الناصرية وقال في تاريخه كانت عاقلة دينة، ماتت في يوم السبت من العشر الأول من ربيع الأول سنة ثلاث عشرة ودفنت بمشهد الحسين في سفح جبل جوشن عند أجدادها، وقد ذكرها شيخنا في معجمه باختصار وسمى جد والدها علي بن محمد بن علي وقال أجازت لي، وذكرها في موضع آخر على الصواب وهي عند المقريزي في عقوده ولكونه لم يعلم وقت موتها قال ماتت بعد سنة اثنتين.
"فاطمة" ابنة أحمد بن النجم محمد بن الجمال محمد بن المحب أحمد بن عبد الله بن محمد الطبري، ذكرها التقي بن فهد في معجمه وبيض، وستأتي في أم الحسن من الكنى.
"فاطمة" ابنة الشهاب أحمد بن محمد بن الصلاح محمد بن عثمان الأموي القاهري الماضي أبوها ويعرف بابن المحمرة سمعت الصحيح بفوات علي ابن أبي المجد والختم فقط على التنوخي والعراقي والهيثمي أجازت لنا، وماتت في.
"فاطمة" ابنة أحمد بن محمد المخزومي فيمن جدها محمد بن اسمعيل بن ابرهيم.

 

فاطمة" ابنة أحمد السلاوي الهلالية وتعرف بالسلاوية شيخة العوالم بمكة بعد إقليم الماضية وزوجة علي بن مزروع العطار. ماتت بها في ليلة سادس عشر صفر سنة اثنتين وتسعين صلى عليها بعد الصبح ثم دفنت بالمعلاة وخلفت تركة متسعة وورثة مستغرقين وخلفها ابنتها من ابن مزروع.
"فاطمة" ابنة الأتابك أزبك من ططخ الظاهري سبطة الظاهر جقمق، أمها خديجة، نشأت في كنف أبويها تعلمت الكتابة والقراءة.
"فاطمة" الكبري ابنة أمير علي بن الناصري محمد بن الجمال عبد الله بن بكتمر الحاجب.
"فاطمة" الصغرى أخت التي قبلها. تزوجها ابن برابخ وتكررت خصومته مع ابن عمها ناصر الدين محمد بن عمر.
"فاطمة" ابنة اينال الأحمدي الظاهري برقوق ابنة أخت الأمين الاقصرائي وأخت المحب الاقصرائي وتعرف بابنة الاقصرائي. ولدت علي رأس القرن ونشأت فتزوجها واحد بعد آخر ثم يشبك من مهدي في ابتدائه واستمرت معه حتى ترقى للدوادارية الكبرى وامرة سلاح بل صار فريد المملكة وراعى لها قدم صحبتها مع اعتقاده فيها البكة والخير وتمولت من قبله جداً، وحجت غير مرة منها بعد موته في سنة ست وثمانين وجاورت بمكة التي تليها ورجعت متوعكة فلم تلبث أن ماتت في ليلة الأربعاء خامس جمادى الثانية سنة ثمان وثمانين وصلى عليها من الغد بسبيل المؤمنى في جمع فيه السلطان ودفنت بتربة أسلافها خارج باب الوزير واحتيط على موجودها وهو شيء كثير؛ وكانت خيرة رحمها الله وإيانا.
"فاطمة" ابنة الأشرف اينال سبطة ابن خاص بك وشقيقة المؤيد أحمد وبدرية وهذه أصغر. تزوجها الأمير يونس الدوادار.
"فاطمة" ابنة السيد بركات بن حسن بن عجلان الحسني. تزوجها ابن عمها ادريس بن أبي القسم بن حسن بن عجلا في سنة خمس وخمسين كانت لجلالتها عند أخيها السيد محمد ينتسب إليها في الحروب ويقول أنا أخو فاطمة. ماتت خارج مكة في جمادى الأولى سنة خمس وسبعين ودفنت بالمعلاة. أرخها ابن فهد.
"فاطمة" ابنة أبي بكر بن علي بن أبي بكر محمد بن عثمان أم عبد الكريم البلبيسة الأصل القاهرية البهائية أخت محمد وعلي وعبد القادر وجدة البدر السعدي الحبلي لأمه، كانت خيرة ملجأ لمن يستعين بها من النساء ونحوهن لثقتها وخبرتها وزوجها كان كاتب العليق ثم بعده استقر فيها ثالث اخوتها، وماتت عن سن عالية ممتعة بحواسها وقوتها في يوم الأربعاء سادس ذي الحجة سنة أربع سبعين وصلى عليها من الغد بمصلى باب النصر ثم دفنت بتربة سعيد السعداء رحمها الله وإيانا.
"فاطمة" ابنة أبي بكر بن عمر بن عرفات أم الحسن ابنة الزي القمني القاهري الشافعي أخت عائشة ومحمد وأم يوسف بن الجاكي. ولدت سنة تسعين وسبعمائة تقريباً وسمعت من الحلاي، وأجاز لها من ذكر في أختها، وحدثت سمع منها الفضلاء حملت عنها أشياء. وماتت في سنة سبع ستين بعد أن أضرت رحمها الله.
"فاطمة" ابنة أبي بكر بن محمد بن جعوان. ماتت سنة اثنتين.
"فاطمة" ابنة أمير مكة الشرف ثقبة بن رمثية بن أبي نمى أم محمد الحسنية المكية. تزوجها الشريف أحمد بن عجلان فولدت له محمداً الذي ولى إمرة مكة وغيره ومات عنها فتزوجها علي بن عجلان بن رمثية ومات عنها ثم الشريف حسن بن عجلان. وكانت كثيرة الرياسة والحشمة والثرة واليسار والقرى للضيفان إكرامهم. ماتت في ليلة ثامن عشري رمضان سنة سبع وعشري ودفنت بالمعلاة عن سبعين سنة أو قريبها أوصت لعنقائها بأصلة حسنة غيرها، لم تخلف بعدها مثلها في الرياسة والحشمة. ذكرها الفاسي.
"فاطمة" ابنة الظاهر جقمق أخت خديجة الماضية وأم ولد. ماتت بالطاعون في صفر سنة ثلاث وخمسين عن خمس سنين.
"فاطمة" ابنة الظاهر جقمق أخت التي قبلها أمها تركية لأبيها. تزوجها جانبك الظريف ومات عنها وله منها ولد فتزوجها الأمير أزبك الظاهر بعد موت أختها خديجة السابقة واستولدها جماعة ماتوا في طاعون سنة سبع وتسعين وقبله بعد تزوج قانصوه أمير آخور واحدة منهم، وصاحبة الترجمة كاتبة قارئة متوددة متصدقة فيها محاسن حسبما بلغني حجت مع زوجها بعيد الثمانين ثم في سنة ثمان وتسعين وأثكلت في مجيئها واعظها البرهان الحموي، ونعمت الرئيسة.
 فاطمة" ابنة خليل بن أحمد بن محمد بن أبي الفتح بن هاشم بن اسمعيل ابن ابرهيم بن نصر الله بن أحمد أم الحسن ابنة الصلاح الكناني المقدسي العسقلاني القاهري الحنبلي زوج الشهاب غازي الحنبلي وابنة أخي القاضي ناصر الدين نصر الله. ولدت قبل الخمسين وسبعمائة تقريباً؛ وأجاز لها في سنة أربع وخمسين فما بعدها الشرف بن قاضي الجبل والصلاح العلائي والعز أبو عمر بن جماعة والتقي السبكي وابن الخباز والعرضي ومحمد بن اسمعيل بن الملوك ومحمد بن أزبك الخازنداري والميدومي وابن نباتة ومحمد بن عبد الله بن أبي البركات بن الأكرم وأحمد بن المظفر النابلسي وأحمد بن محمد بن أبي الزهر ومحمد بن محمد بن محمد بن الحرث ابن مسكين ومحمود المنبجي وابرهيم بن محمد بن يونس بن القواس وابن القيم النجم بن الشيرجي والصلاح بن أبي عمر وخلق، تفردت بالرواية عن الكثير منهم. وكانت أصيلة خرج لها مع القبابي شيخنا مشيخة وحدثت ولم يكثروا عنها كسلاً، وذكرها شيخنا في معجمه باختصار. ماتت في يوم الجمعة مستهل جمادى الأولى سنة ثمان وثلاثين بالقاهرة ودفنت من الغد رحمها الله.
"فاطمة" ابنة خليل بن علي الحرستاني الدمشقية الصالحية سبطة التقي عبد الله ابن خليل الحرستاني أحضرت عليه وعلى العلاء علي بن أحمد بن محمد المراودي والزين عمر البالسي الشمائل للترمذي في ذي الحجة سنة اثنتين وثمانمائة وحدثت بها سمعناها عليها بصالحية دمشق وكانت صالحة خيرة حجت وماتت بعد سنة ثلاث وسبعين على ما يحقق.
"فاطمة" ابنة خير بك من حتيت الأشرفي برسباي أحد المقدمين الخيار أبوها سبطة الأتابك جرباش؛ أمها خديجة. تزوجها بكراً جانبك حبيب ومات عنها بعد أن أثكلت أباها فتأيمت، وتذكر بعقل وخير.
"فاطمة" ابنة أبي الخير. تزوجها ابن الهمام استولدها عائشة الماضية وحجت معه ثم تزوجها صدقة المحرقي والد عبد الرحيم وأخوته ومات عنها ثم طلعت لمكة بحراً فتزوجها به بعض من كان معها شبيه عكام كأنها لقصد المخالطة وعدم إمكان التحرز، ولم تدخل مكة إلا بعد الحج وهي متعللة بسبب سقوطها فمكثت أياماً. وماتت وذلك في أول ربيع الأول سنة تسع وتسعين وكانت ابنتها بمكة فإنها طلعت في موسم التي قبلها فوارتها رحمها الله.
"فاطمة" ابنة الحاج بدر الدين سليمان بن أبي بكر المقدسية زوج البرهان ابرهيم بن الحافظ أبي محمود المقدسي. أجاز لها ابن الخباز والقلانسي وآخرون وحدثت سمع منها ابن موسى والأبى في سنة خمس عشر وذكرها شيخا في معجمه فقال أجازت في الاستدعاء الذي فيه ابنتي رابعة.
"فاطمة" ابنة شاهين سبطة ايتمش الخضري أمها فرح. تزوجها سيباي العلائي كاشف الصعيد ثالث زوج ومات عنها وهي في الأحياء لها ثروة وأمتعة.
"فاطمة" ابنة شاهين زوج محمد بن بركة الماضي، وكانت لها حشمة بحيث كان الشريف بركات بن حسن يقصدها للحديث معها؛ ماتت بمكة في المحرم سنة ست وستين. أرخها ابن فهد.
"فاطمة" ابنة صالح بن أبي بكر زوج شيخنا الزين رضوان، ذكرها البقاعي مجرداً.
"فاطمة" ابنة الظاهر ططر وأخت الصالح محمد وزوج الأشرف برسباي، كانت في البذل والكرم بحيث لا تزال تستدين إلى أن افتقرت واحتاجت "إلى السؤال وماتت في صفر سنة أربع وسبعين ودفنت على أبيها عند ضريح الليث وقد جازت الستين أو قاربتها وتركت عليها من الديون شيئاً كثيراً.
"فاطمة" ابنة طيبغا البدري أحد خاصكية الظاهر جمقمق بل باش الأربعين الذين يسوقون المحمل، وأمها عائشة ابنة الناصري محمد بن العطار الماضية، تزوجها بعض بني الديري ثم عبد العظيم بن درهم ونصف واستولدها خديجة الماضية ثم الشريف الاكفاني وقاموا عليه حتى فارقها وتزوجت بعده بغير واحد، وهي وابنتها ممن حجتا صحبة ابنة خالتها ابنة الكمالي بن البارزي وأم الكمالي ناظر الجيش في سنة سبع وتسعين وجاورتا سنة ثمان ثم تخلفتا بعدها سنة تسع وهما كاتبتان قارئتان.
"فاطمة" ابنة أبي الفضل العباس بن أبي المكارم محمد بن أبي البركات محمد بن أبي السعود محمد بن حسين بن علي بن أحمد بن عطية بن ظهيرة القرشي شقيقة عبد الله الماضي، أمهما أم هانئ ابنة علي بن أبي بركات؛ ولدت في ربيع الأول سنة خمس وأربعين وثمانمائة وأجاز لها جماعة، وماتت في ذي الحجة سنة ستين في حياة أبويها.
 فاطمة" ابنة عبد الله بن أحمد بن محمد بن عشائر الحلبي؛ ولدت سنة سبع وسبعين وسبعمائة وأجاز لها الصلاح بن أبي عمر وغيره، ذكرها التقي بن فهد في معجمه وبيض.
"فاطمة" ابنة عبد الله بن سعد الله بن عبد الكافي المصري المكية ويعرف أبوها بالشيخ عبيد الحرفوش، ماتت في حادي عشر ذي الحجة سنة سبع وأربعين بمنى ودفنت بالمعلاة.
"فاطمة" ابنة عبد الله بن محمد بن عبد الله بن خليل العثماني زوج ابن عزم، ماتت بمكة في جمادى الأولى سنة خمس وثمانين ودفنت عند والدها من المعلاة أرخها ابن فهد.
"فاطمة" ابنة عبد الله بن محمد بن عبد الله أم الخير الحجاجية الحورانية تربية ابن قوام. ولدت في المحرم سنة سبع وثلاثين وسبعمائة وسمعت من أبي بكر بن أحمد بن محمد المغاري سنن الدارقطني ومن عبد الرحمن بن محمد بن عبد الهادي وزينب ابنة ابن الخباز جزء المؤمل بن اهاب ومن المرأة فقط جزء أبي مسعود أحمد بن الفرات الرازي وغيره، وحدثت سمع منها شيخنا قديماً بصالحية دمشق وذكرها في معجمه وكذا ابن موسى والأبي في سنة خمس عشرة، وهي في عقود المقريزي وأرخ موتها في شعبان سنة ثمان وهو غلط ولعله سقط عشرة إن كان الواقع كذلك.
"فاطمة" ابنة عبد الله الحلبي، ماتت في ربيع الأول سنة إحدى وستين بمكة. أرخها ابن فهد.
"فاطمة" ابنة الزيني عبد الباسط بن خليل تزوجها بكراً الظاهر جقمق بعد أبيها وكان الوصي عليها البدر البغدادي قاضي الحنابلة.
"فاطمة" ابنة عبد الحي القيوم بن أبي بكر بن عبد الله بن ظهيرة بن أحمد ابن عطية بن ظهيرة القرشية، أمها زبيدية.
"فاطمة" ابنة عبد الرحمن بن أحمد بن علي بن يوسف بن عمر بن علي الورداني القاهرية الماضي أبوها. أسمعها بقراءتي ومنى أشياء.
"فاطمة" ابنة عبد الرحمن بن أبي بكر بن عبد الله بن ظهيرة بن أحمد ابن عطية بن ظهيرة القرشية. أجاز لها في سنة ست وثلاثين جماعة. وماتت في صفر سنة اثنتين وستين بمكة.
"فاطمة" ابنة البهاء عبد الرحمن بن القاضي نور الدين علي بن أحمد بن عبد العزيز النويري وتدعى بركة، وأمها ست الكل ابنة الخواجا ابرهيم الجيلاني.
ماتت في ربيع الآخر سنة سبع وعشرين قبل أمها بيسير ذكرها الفاسي في أمها.
"فاطمة" ابنة الجلال عبد الرحمن بن السراج عمر بن رسلان البلقيني وتدعى أم أصيل بأبيها. ماتت وقد جازت الثمانين في ليلة الجمعة مستهل المحرم سنة ثمان وسبعين وصلى عليها من الغد بعد الجمعة بجامع الحاكم ثم دفنت بمدرسة جدها علي العادة وكان والدها زوجها في صغرها التقي رجب بن العماد قاضي الفيوم في حياة أبيه وعزه بحيث كان الجمال الاستادار هو القائم بمهم العرس وأقامت تحته مدة وولدت منه في أول سنة خمس وعشرين بعد موت والدها ولداً خنثى له ذكر وفرج أنثى بل قيل إن له يدين زائدتين ثابتتين في كتفه وفي رأسه قرنان كقرني الثور مات بعد أن وضعته ويقال بل ولدته ميتاً؛ ثم تزوجت بغير واحد آخرهم خليفة المقام الأحمدي ومات معها فتأيمت ولزمت الإقامة بمدرسة جدها، وكانت قد أثكلت ولدها المعروفة به في طاعون سنة ثلاث وثلاثين واشتد حزنها عليه بحيث أضرت عوضها الله الجنة.
"فاطمة" ابنة التقي عبد الرحمن بن الجمال محمد بن أحمد بن خلف أم السعد المطري. ماتت في ربيع الأول سنة خمس ودفنت بالبقيع أرخها أخوها قال وكانت بي برة محسنة مشفقة كالوالدة.
"فاطمة" ابنة الوجيه عبد الرحمن بن محمد بن علي بن النحاس، ماتت في ربيع الثاني سنة خمس وتسعين ودفنت بتربتهم من المعلاة.
"فاطمة" ابنة الزين أبي هريرة عبد الرحمن بن الشمس أبي أمامة محمد بن علي بن النقاش أخت المحمدين أبي أمامة وأبي اليسر وسبطة النظام اسحق بن عاصم القرشي الاصبهاني صاحب المدرسة النظامية تجاه القلعة، تزوج بها بكراً الجمال محمود بن يوسف الرومي قريب ابن عثمان واستولدها الناصري محمد ثم خديجة ثم الشهابي أحمد ثم فاطمة وفارقها فتزوجت بعض الدوادارية ثم القاضي سعد الدين بن الديري واغتبط بها واستمرت معه حتى مات بعد أن استولدها ولداً مات في حياتهما، وعاشت أيماً حتى ماتت تقريباً قريب سنة تسعين عن سن عالية يقال نحو مائة كزوجها الأخير وكانت رئيسة.
 فاطمة" ابنة الزيني عبد الرحيم بن الناصري محمد بن محمد بن عثمان بن البارزي شقيقة عبد القادر، أمهما تركية تزوجها قريبها النجم يحيى بن حجى ومكثت تحته مدة ثم فارقها وهي بكر فتزوجها قربيها الآخر الشهاب أحمد بن الجمالي ناظر الخاص وولدت له ثم فارقها وكانت إحدى يديها قصيرة بدون كف فيما أظن مع اتقانها فيما تخطيه وتنبته ونحو ذلك وكونها غاية في الجمال، ماتت في سنة تسع وتسعين وثمانمائة وجاء الخبر بذلك لقريبة لها كانت مجاورة بمكة.
"فاطمة" ابنة عبد العزيز بن علي بن أحمد بن عبد العزيز النويري، أجاز لها في سنة ست وثلاثين جماعة.
"فاطمة" ابنة عبد القادر بن محمد بن ظريف الشاوي أم الخير أخت الشهاب أحمد الماضي. تأتي في الكنى.
"فاطمة" ابنة عبد القادر بن محمد بن عبد الله القرشي المكي زوج ياسين ابن عبد اللطيف الحجازي؛ ماتت في ربيع الأول سنة ثمان وتسعين بمكة.
"فاطمة" ابنة عبد الكريم بن أحمد بن عبد العزيز بن عبد الكريم بن أبي طالب بن علي بن سيدهم اللخمي النستراوي الأصل القاهري أخت أنس وآمنة وخديجة وفرج. تزوجها البدر بن عبد العزيز ابن خالها وتأيمت منه قبل موتها بمدة؛ وماتت في جمادى سنة تسع وأربعين وقد أكملت السبعين ودفنت بالتربة البيبرسية، وكانت كثيرة الأسقام.
"فاطمة" ابنة عبد الكريم بن علي بن عبد الكريم بن أحمد بن عطية بن ظهيرة القرشي أمها خديجة ابنة أبي بكر بن عبد الله بن ظهيرة، أجاز لها في سنة ست وثمانمائة عائشة ابنة ابن عبد الهادي والزين المراغي وعبد القادر الارموي وآخرون.
"فاطمة" ابنة الشرف أبي القسم عبد الكريم الرافعي بن أبي السعادات محمد بن ظهيرة القرشي المكي، تزوجها ابن عمها أبو اليمن محمد بن المحب أحمد بن أبي السعادات وولدت له، وماتت في ضحى يوم الخميس خامس عشري جمادى الأولى سنة ثلاث وتسعين وصلى عليها بعد صلاة العصر عند الحجر الأسود القاضي الشافعي ودفنت بالمعلاة عند جدها وكان الجمع حافلاً وعمل لها ربعة بالمسجد الحرام على عادتهم غالباً.
"فاطمة" ابنة عبد اللطيف بن أبي السرور محمد بن عبد الرحمن بن أبي الخير محمد بن أبي عبد الله محمد بن محمد بن عبد الرحمن الحسني الفاسي. ولدت في جمادى الأولى سنة خمس وأربعين بمكة وأمها كوكب الحبشية لأبيها، وأجاز لها في سنة مولدها المحب المطري والبدر بن فرحون وغيرهم من المدينة. وماتت في المحرم سنة سبع وسبعين بمكة.
"فاطمة" ابنة عبد الله بن محمد بن عبد الله بن خليل العثماني زوج ابن عزم. ماتت بمكة في جمادى الأولى سنة خمس وثمانين ودفنت عند والدها من المعلاة.
"فاطمة" ابنة عبد الله الحلبي. ماتت في ربيع الأول سنة إحدى وستين بمكة. أرخها ابن فهد.
"فاطمة" ابنة عبد الواحد بن الزين محمد بن أحمد بن محمد بن المحب أحمد بن عبد الله الطبري، أمها عائشة المدعوة سعادة ابنة محمد بن فتح الطائفي. أحضرت في الرابعة سنة أربع عشرة وثمانمائة على جدها الزين الطبري وأجاز لها في سنة ست وثلاثين فما بعدها جماعة، وتزوجها المحيوي عبد القادر المالكي فولدت له أحمد وعائشة. ماتت في ربيع الأول سنة إحدى وثمانين بمكة.
"فاطمة" ابنة عبد الوهاب بن العفيف عبد الله اليافعي أخت أم الخير وأم هانئ، ولدت في ربيع الأول سنة ست وثمانين بمكة. وأجاز لها ابن الصلاح العلائي وابن الذهبي وابن أبي المجد وغيرهم، وتزوجها أبو الخير محمد بن أبي اليمن محمد بن أحمد بن الرضى بن ابرهيم الطبري فولدت له أم الحسي الآتية. ومات في ربيع الآخر سنة سبع وعشرين بمكة.
"فاطمة" ابنة الفخر عثمان بن يوسف أم عمرو الأنصاري النويري المكي وتعرف ببنت حمامة وهي أمها. تزوجها الفقيه عبد الله بن ظهيرة القرشي فولدت له أولاداً ومات عنها فتأيمت بعده حتى ماتت بمكة سنة ثمان عشرة ودفنت بالمعلاة وكانت خيرة.
"فاطمة" ابنة علي بن أحمد بن علي بن يسير وتدعى أيضاً ستيتة وتشهر بابنة حياة النفوس ابنة أبي القسم البالسي المصري ويعرف بابن اليسير بمهملة ككبير. أجاز لها في سنة ثمان وتسعين أبو هريرة بن الذهبي وأبو الخير بن العلائي وآخرون وحدثت قرأت عليها وكانت أصيلة، ماتت في صفر سنة تسع وستين.
 فاطمة" ابنة نور الدين علي بن أحمد الطوخي ثم السنباطي أم الشمس محمد السنباطي وإخوته. ماتت في رجب سنة ثمانين وصلى عليها تجاه الحاجبية من باب النصر في مشهد حافل ثم دفنت بحوش سعيد السعداء، وكانت خيرة أنثى عليها أهلها وأقاربها ومن يعرفها، حجت وجاورت وعمرت حتى جازت التسعين وكان أبوها بزازاً سليم الفطرة بحيث أنه يوم عقد على ابنته طلب ليأذن فيه أو يباشره فصادف أنه ولع بأصبعه بمكان ضيق فلم يستطع إخراجه إلا بجهد رحمهما الله.
"فاطمة" ابنة علي بن عمر أم الحسن بن النور التلواني أخت أبي حامد محمد وابرهيم. أحضرت في الأولى في المحرم سنة ثمانمائة على الحلاوي ختم الشفا أجازت لنا. وماتت قريب الخمسين رحمها الله.
"فاطمة" ابنة علي بن محمد بن أحمد بن حسن بن الزين محمد بن الأمين محمد بن القطب القسطلاني. أجاز لها في سنة ست وثلاثين جماعة، وتزوجها أبو بكر بن عبد الغني المرشدي فأولدها أولاداً. وماتت شهيدة بالنفاس في شعبان سنة إحدى وسبعين بمكة.
"فاطمة" ابنة علي بن محمد بن عبد الغني الذهبي. سمعت من البياني جزءاً لطيفاً من رواية أبي عمر الزاهد غلام ثعلب وحدثت به سمعه منها بن موسى والأبي في سنة خمس عشرة.
"فاطمة" ابنة الشريف علي بن الشريف أبي عبد الله محمد بن محمد بن عبد الرحمن أم عبد الله الحسني الفاسي عمة التقي الفاسي، ذكرها ابن أخيها فقال ولدت ببلاد التكرور إذ كان هناك أبوها وحملها معه إلى مكة فوصلت معه في سنة تسع وخمسين ونشأت بها وتزوجها محمد بن البهاء محمد بن عبد المؤمن الدكالي في سنة سبع وثمانين وولدت له أولاداً، وماتت في ربيع الآخر سنة سبع وعشرين بمكة ودفنت بالمعلا.
"فاطمة" ابنة علي بن أبي اليمن محمد بن محمد بن علي بن أحمد بن عبد العزيز أم الغيث النويرية، ماتت قبل استكمالها نصف سنة في صفر سنة خمسين.
"فاطمة" أم الحسن أخت التي قبلها. ماتت قبل استكمال سنة في ذي القعدة سنة أربع وخمسين.
"فاطمة" ابنة علي بن منصور أم عبد الكريم وأمة الخالق العقبي القاهري شقيقة عائشة، ولدت تقريباً في عشر السبعين وسبعمائة كما قاله الزين رضوان، وأجازت لها عائشة ابنة عبد الهادي وغيرها أجازت لنا، وماتت سنة ثمان وخمسين.
"فاطمة" ابنة علي بن هاشم بن غزوان الهاشمية المكية أخت أبي سعد محمد وأم أحمد وعبد العزيز ابني عبد اللطيف بن أحمد بن زائد الماضيين، ماتت في يوم الثلاثاء سادس عشري رمضان سنة سبع وستين بمكة أرخها ابن فهد، وكانت قارئة خيرة زارت المدينة.
"فاطمة" ابنة علي الفيومي المكي زوج محمد النفطي وأم بناته، ماتت في ذي القعدة سنة إحدى وثمانين بمكة، وكانت خيرة.
"فاطمة" ابنة عمر بن حسن السملاني أخت علي خادم ابن الكويك أبوهما، ولدت سنة خمس عشرة وثمانمائة، ذكرها البقاعي مجرداً.
"فاطمة" ابنة عمر بن عبد العزيز علي بن أحمد بن عبد العزيز النويري زوج الخواجا زين العابدين بن جلال وأم ولده عبد القادر، أجاز لها في سنة ست وثلاثين جماعة؛ وماتت في ربيع الأول سنة اثنتين وستين بمكة.
"فاطمة" ابنة عمر بن عبد الله الحرازي، ماتت بمكة في ذي القعدة سنة ست وستين، أرخها ابن فهد.
"فاطمة" ابنة عمر بن محمد بن علي بن محمد بن إبراهيم الجعبري الخليلي أخت عبد القادر وعلي الماضيين، ولدت في ذي القعدة سنة خمس وعشرين وثمانمائة وأجاز لها التدمري والقبابي وشيخنا، وقد سلفت في أمة الكريم.
"فاطمة" ابنة عمر بن أبي راجح محمد بن علي بن أبي راجح محمد بن إدريس بن غانم بن مفرج القرشي العبدري شيخ الحجبة والدها وزوج القاضي نور الدين علي بن أبي اليمن، تزوجها في سنة سبع وستين وولدت له عبد القادر وعبد الحق؛ وماتت في ذي القعدة سنة اثنتين وثمانين بمكة.
"فاطمة" ابنة عمر بن محمد بن الزمن شقيقة الخواجا الشهير شمس الدين محمد وجده شيخ المقام الأحمدي، ماتت في شوال سنة خمس وتسعين وقد قاربت التسعين ودفنت بمكان أخيها بالقرب من تربة الشيخ عبد الله المنوفي رحمها الله، وقد مضت أختها عائشة.
 فاطمة" ابنة الشريف عنان بن مغامس بن رميثة بن أبي نمي أم علي الحسنية المكية، تزوجها الشريف حسن بن عجلان أمير مكة وولد له منها ابنه علي، وكان تزوجها قبله الشريف ميلب بن علي بن مبارك وولدت له فارساً؛ وكانت خيرة دينة متعبدة، ماتت قريباً من سنة عشر؛ ذكرها الفاسي. "فاطمة" ابنة فرج الشرابي.
"فاطمة" ابنة الخطيب أبي القسم محمد بن أبي الفضل محمد بن المحب أحمد بن القاضي أبي الفضل محمد بن أحمد بن عبد العزيز النويري المكية زوج عمر بن أبي اليمن كان ثم تزوجها غيره، ماتت في يوم الأربعاء حادي عشري رجب سنة ثلاث وتسعين وصلى عليها بعد صلاة العصر عند باب الكعبة ثم دفنت بالمعلاة عند سلفها، ومولدها في جمادى الآخرة سنة إحدى وأربعين، وأجاز لها جماعة.
"فاطمة" ابنة أبي القسم بن محمد بن علي بن محمد بن جوشن المكي، ماتت بها في المحرم سنة اثنتين وثمانين.
"فاطمة" ابنة قانباي العمري الناصري فرج، ولدت في ربيع الأول سنة إحدى عشرة وثمانمائة وخنق أبوها وهي صغيرة فنشأت في كفالة أمها شكرباي الجاركسية فتاة أبيها الماضية التي تزوجها بعد سيدها قصروه الذي صار نائب الشام وتزوج هذه تغرى بردى المؤذي رأس نوبة النوب ومات فخلفه عليها جرباش فاشق واستولدها أولاداً تخلف منهم زينب التي تزوجها في حياتهما الظاهر جمقمق واستولدها ولداً لم يكمل سنة وتزوجها بعده الشرف الأنصاري، وماتت شابة كما سلفت ترجمتها ولهذا كان يقال لهذه أم خوند، وبعد جرباش لم تتزوج وعمرت بالقرب من درب الكافوري وموقف المكارية داخل باب القنطرة مدرسة لطيفة تقام فيها الجمعة شرعت فيها في أيام الظاهر جمقمق ولكنها لم تكمل إلا بعد وعملت فيها درساً للحنفية وقراءة حديث وتفسير وغير ذلك ووقفت بها كتباً وكذا قررت بقبة البرقوقية حضوراً بعد الظهر لخمسة عشر نفساً سوى الشيخ وثلاثة أنفس لقراءة الكهف يوم الجمعة وقراءً كل يوم على قبرها كل ذلك بعد موت ابنتها، وحجت مع ابنتها وزوجها في حياة الظاهر جمقمق موسمياً وكذا تكررت حجاتها ومجاوراتها التي كان آخرها سنة اثنتين وثمانين؛ وكانت خيرة تقرأ القرآن وتطالع التفسير والحديث، ماتت في يوم الأحد ثاني جمادى الأولى سنة اثنتين وتسعين وصلى عليها من الغد بجامع يشبك بالقرب من بيتها ثم دفنت بقبة البرقوقية رحمها الله وإيانا ولم تلبث أن أخذ بعض الظلمة بيتها المشار إليه بسمى مسوغ الله أعلم به.
"فاطمة" ابنة قجا، في التي بعدها.
"فاطمة" ابنة قجقار زوج الأشرف برسباي وأم ولده الناصري محمد وسمى العيني أباها قجا، ماتت في جمادى الآخرة سنة سبع وعشرين ودفنت بمدرسة زوجها بالحريريين بعد أن صلى عليها أمام باب الستارة بحضرة الخليفة والسلطان والأمراء وغيرهم تقدمهم الشافعي وكانت جنازتها حافلة وقرئ عليها ليلاً ونهاراً ستة أيام، ذكرها شيخنا في أنبائه، وأثنى عليها العيني بالخير والدين وأرخ وفاتها في جمادى الأولى فالله أعلم.
"فاطمة" ابنة قلمطاي العثماني الظاهري وتدعى ستيتة عمة زينب ابنة الناصري محمد بن قلمطاي الماضية، مات أبوها في سنة ثمانمائة وتزوجها الصلاح الرحبي التاجر فولدت له عبد القادر الماضي ومات عنها فتزوجها أبو العدل قاسم البلقيني وماتت تحته فيما بين الخمسين والستين ظناً؛ وكانت رئيسة حشمة.
"فاطمة" ابنة محمد بن إبراهيم بن أحمد البيجوري القاهرية شقيقة أحمد وإبراهيم وهي وإياه في بطن تزوجها الشهاب بن أبي السعود فدامت معه دهراً وجاورت معه في الحرمين غير مرة وكانت معه حين موته ورجعت فأقامت متأيمة وحجت بعده أيضاً غير مرة وتعللت مدة إلى أن ماتت في جمادى الأولى سنة ست وتسعين وكانت خيرة.
"فاطمة" ابنة الرضي محمد بن الإمام الشهاب أحمد بن الرضي إبراهيم بن محمد بن إبراهيم أم الإمان ابنة إمام المقام الطبري المكي، سمعت من عمها أبي اليمن المطري، وأجاز لها في سنة سبعين وسبعمائة جماعة، وتزوجها عبد الهادي بن العفيف اليافعي ثم بانت منه لظهور محرمية بينهما وله فيها مدح، ثم تزوجها المحب النويري وأولدها أولاداً ثم طلقها ثم تزوجها عمر بن عبد الله بن ظهيرة ثم طلقها وتأيمت حتى ماتت في رمضان سنة عشرين ليلاً بضيق النفس ولم يشعر أحد بوقت موتها ذكرها الفاسي قال وهي صهرتي أم زوجتي أم الحسين ابنة المحب النويري وفيها لا خير وعقل.
 فاطمة" المدعوة مباركة ابنة أبي اليمن محمد بن الشهاب أحمد بن الرضي إبراهيم بن محمد أم الحسن الحسيني الطبري الآملي المكي ابنة عم التي قبلها وأمها حبشية لأبيها، أحضرت في الثالثة على جدتها أم أبيها حسنة ابنة محمد بن كامل خماسيات ابن النقور، وسمعت في سنة ست وسبعين وسبعمائة على عمتيها الفاطمتين ابنتي أحمد بن الرضي إبراهيم المسلسل وتساعيات جدهما الرضي ومن زينب ابنة أحمد بن ميمون التونسي بلدانيات السلفي، وأجاز لها ابن النجم وابن الهبل وعمر النقبي وابن أميلة والصلاح بن أبي عمر وابن السوقي والحافظان ابن رافع والمحب الصامت وغيرهم وحدثت سمع منها الفضلاء كالتقي بن فهد وبينه، وماتت بعد أن اضرت في سابع المحرم سنة ست وثلاثين بمكة ودفنت بالمعلاة.
"فاطمة" ابنة محمد بن أحمد بن أبي بكر بن عرام بن إبراهيم بن ياسين بن أبي القسم بن محمد بن اسمعيل بن علي أم الحسن ابنة الإمام تفي الدين الريغي الشيبابي الأسواني الأصل السكندري سمعت في سنة ست وخمسين وسبعمائة من الجمال محمد بن أحمد بن هبة بن البوري البعض من أول الترمذي وذكرها التقي بن فهد في معجمه.
"فاطمة" ابنة محمد بن أحمد بن حسن بن الزين محمد بن الأمين محمد بن القطب القسطلاني وتكنى أم الأمان. ولدت سنة تسع وتسعين وسبعمائة وأمها خديجة ابنة إبراهيم بن أحمد المرشدي، وأجاز لها عمر البالسني وابن قوام وعبد الله بن خليل الحرستاني وفاطمة ابنة ابن المنجار وفاطمة ابنة ابن عبد الهادي الزين المراغي وآخرون، وماتت في سنة اثنتين وثلاثين بمكة.
"فاطمة" ابنة الكمال محمد بن الشهاب أحمد بن حسن الأذرعي الماضي أبوها وجدها، تزوجها غير واحد من الآحاد ثم النجم بن حجي وولدت له عدة وأخذت بلبه بحيث فارق قريبته ابنة عبد الرحيم بن البارزي ومات عنها فتأيمت على كفالة ابنيها البهاء محمد وست القضاة حفصة مع أنهما عند عمتها الست زبيدة.
"فاطمة" ابنة محمد بن أحمد بن عثمان البساطي أخت عبد العزيز وعبد الغني، ولدت سنة إحدى وثمانمائة وتزوجها عبيد البشكالسي وولدت له وكذا تزوجت أحمد بن خير بك أخو محمد واسماعيل ابني يعقوب وتمولت فيما قيل وعمرت حتى.
"فاطمة" ابنة الناصري محمد بن أحمد بن عمر بن يوسف بن العطار أخت سارة وعائشة الماضيتين. تزوجها الكمال بن البارزي بعد أختها عائشة واستولدها زينب أم النجمي يحيى وأخته زبيدة ابني ابن حجي، وماتت.
"فاطمة" ابنة التقي محمد بن أحمد بن قاسم الحرازي المكية كانت زوجاً للنجم بن الشهاب أحمد الطبري وخلفه عليها الشهاب أحمد بن ظهيرة وولدت له ابنتين ومات عنها، وتوفيت سنة ثمان عشرة، ذكرها الفاسي.
"فاطمة" ابنة محمد بن أحمد بن السيف محمد بن أحمد بن عمر بن أبي عمر المقدسية ثم الصالحي، ولدت سنة نيف وعشرين وسبعمائة وأسمعت على جدها أحمد بن السيف ومحمد بن أبي بكر بن أحمد بن عبد الدائم وفاطمة ابنة العز، وأجاز لها الحجار وزينب ابنة الكمال وطائفة، ذكرها شيخنا في معجمه وقال أجازت لي، وماتت في رمضان سنة إحدى، وتبعه المقريزي في عقوده.
"فاطمة" ابنة أبي البركات محمد بن أحمد بن أبي الخير محمد بن حسن بن الزين محمد بن الأمين محمد بن القطب محمد أم الأمان ابنة القسطلاني قريبة الماضية قريباً، حضرت في الأولى سنة تسع وثلاثين وثمانمائة على خالها الجمال المرشدي وأجاز لها في سنة أربع وخمسين جماعة وتزوجها محمد بن أحمد الفاكهي وماتت.
"فاطمة" ابنة محمد بن أحمد بن محمد بن عثمان بن المنجا أم الحسن ابنة العز التنوخية الدمشقية، ولدت سنة اثنتي عشرة وسبعمائة تقريباً وأسمعت على عبد الله بن الحسين بن أبي التائب الثالث عشر من حديث الخراساني وجزء حنبل وثاني حديث علي بن حرب وغيرها وعلى غيره؛ وأجاز لها التقي سليمان وأبو بكر الدشتي والمطعم وابن عساكر وابن الشيرازي أبو بكر بن أحمد بن عبد الدائم واسمعيل بن يوسف بن مكتوم وست الوزراء ابنة عمر بن المنجا وجمع جم تفردت بالرواية عنهم في الدنيا وحدثت بالكثير سمع منها الأئمة ووصل عليها شيخنا بالإجازة جملة وقال ماتت في حصار دمشق في ربيع الآخر أو الذي بعده سنة ثلاث، وتبعه المقريزي في عقوده جازماً بربيع الآخر وما علمت مستنده رحمها الله.
 فاطمة" ابنة محمد بن أحمد بن محمد بن علي بن الزين محمد بن الأمين محمد بن القطب القسطلاني قريبة الماضيتين قريباً، ماتت بكراً في ذي القعدة سنة اثنتين وثلاثين بمكة.
"فاطمة" ابنة أبي البقاء محمد بن أحمد بن الضيا محمد بن محمد بن سعيد المكي الحنفي أم التقا، أجاز لها المجد اللغوي، وتزوجها ابن عمها السراج عمر ابن أبي حامد، وماتت في صفر سنة إحدى وستين بمكة.
"فاطمة" المدعوة شمامة ابنة أبي حامد محمد بن أحمد بن الضياء محمد بن محمد ابن سعيد ابنة عم الأولى، ولدت في سلخ شعبان سنة ثمان وثلاثين، وتزوجها ابن عمها أحمد بن أبي البقاء وأولدها، وماتت في رجب سنة إحدى وستين أيضاً.
"فاطمة" ابنة الخواجا الكارمي الشمس محمد بن الشهاب أحمد بن الشرف محمود الشامي الحلواني وتعرف بابنة الحلواني، ماتت في ربيع الأول سنة إحدى وثمانين بمكة.
"فاطمة" ابنة محمد بن أحمد المخزومي المكي جدة النجم عمر بن فهد، هي فاطمة ابنة أحمد بن محمد بن اسمعيل بن إبراهيم انقلب نسبها على حفيدها في وفياته.
"فاطمة" وتدعى ستيتة ابنة ناصر الدين محمد بن الشهاب أحمد المعروفة بالمسيكينة وقفت في سنة إحدى عشرة وثمانمائة على النسوة الأيمات الواردات لمكة رباطاً بأجياد الكبير.
"فاطمة" ابنة الجمال أبي اليمن محمد بن الزين أبي بكر بن الحسين أم الحسين ابنة المراغي، أحضرت في الرابعة في المحرم سنة اثنتي عشرة وثمانمائة على جدها مشيخة البروجردي وقرأ عليها ابن عمها محمد بن أبي الرج لأجل أسماع أولاده ثلاثة أحاديث من أولها، وماتت في سنة ثمان وسبعين رحمها الله.
"فاطمة" ابنة ناصر الدين أبي الفرج محمد بن أبي بكر بن الحسين ابنة عم التي قبلها، تزوجها أبو السعادات بن الكازروني فولدت له الجمال محمداً ثم تزوجها السيد العلاء بن السيد عفيف الدين وطلقها فتزوجها السيد السمهودي ثم فارقها وهي الآن تحت أبي الفتح بن الزرندي المحتسب وأخي القاضي الحنفي، وفيها رياسة وحشمة.
"فاطمة" ابنة محمد بن أبي بكر بن عثمان السخاوي القاهري عمتي شقيقة الوالد وكانت أسن منها، نشأت في عفة وصيانة فأتقنت التطريز والتنبيت وما أشبه ذلك وعكف عليها بنات جيرانها للتعليم ورزقت عدة أولاد ماتوا في حياتها، ولم تر حظاً من الأزواج بل كانت جل عمرها في رفد الوالد، وحجت غير مرة منها مرة معه وجاورت بأخرة ولا أستبعد حضورها ميعاد السراج البلقيني وولديه لمجاورتها لهم واختصاصها وأهلها ببيتهم، ماتت في رجب سنة سبع وخمسين وأظنها قاربت السبعين أو جاوزتها وكان لها مشهد حافل وصلى عليها في جامع الحاكم تقدم الناس العلم البلقيني ودفنت بجوار سلفها من حوش الصوفية البيبرسية رحمها الله وإيانا وعوضها الجنة.
"فاطمة" ابنة محمد بن حسن بن سعد بن محمد بن يوسف بن حسن أم هانئ ابنة ناصر الدين القرشي الزبيري الفاقوسي أخت محمد وعبد الرحمن الماضيين وأبوهم. ولدت في ليلة الثلاثاء ثالث رجب سنة ثمان وثمانين وسبعمائة وأسمعها أبوها من التنوخي مشيخة بن فضل الله، وأجاز لها أبو هريرة بن الذهبي وابن عرفة وعمر بن ايدغمش وأخذ عنها من أصحابنا النجم بن فهد، وماتت قريب الأربعين ظناً.
"فاطمة" ابنة أبي الخير محمد بن حسين بن الزين محمد بن الأمين محمد بن القطب محمد بن أحمد بن علي القسطلاني، أجاز لها في سنة تسعين رسلان الذهبي وابن حاتم وجماعة، وتزوجها عبد اللطيف بن موسى بن عميرة اليبناوي فولدت له عدة.
فاطمة ابنة الشمس محمد بن محمد بن أبي بكر النظام المقرئ الماضي ما سمعت مني.
"فاطمة" ابنة البدر أو المحب محمد بن الزين خلف بن حسن بن علي الطوخي الأصل القاهري ابنة أخي عمر الماضي، كانت حسناء خيرة تزوجت نور الدين. علي بن الإمام التاجر ولدت له عائشة وزينب؛ وفارقها وتزوجت بالشهاب بن الزين عبادة المالكي وماتت تحته شهيدة بالطاعون سنة أربع وستين وقد قارب الستين ودفنت بتربة لزوجها بالقرب من الجعبري خارج باب النصر رحمها الله.
"فاطمة" ابنة أبي الفضل محمد بن عبد الرحمن بن علي بن أحمد العقيلي النويري. أجاز لها في سنة ست وثلاثين جماعة.
"فاطمة" ابنة أبي السرور ومحمد بن عبد الرحمن بن أبي الخير محمد بن أبي عبد الله محمد بن محمد بن عبد الرحمن الحسني الفاسي ماتت في المحرم سنة سبع وسبعين بمكة أرخها ابن فهد.
 فاطمة" ابنة أبي أمامة محمد بن أبي هريرة عبد الرحمن بن أبي أمامة محمد بن النقاش الماضي أبوها وجدها تزوجها الزين عمران بن غازي المغربي واستولدها ابنه نور الدين علي المالكي.
"فاطمة" ابنة الشمس الأديب محمد بن عبد الله بن أحمد أم الحسن الأستجي. تزوجها عبد الوهاب بن العفيف عبد الله اليافعي فولدت له أم هانئ وماتت بعدها بقليل في جمادى الأولى سنة سبع وعشرين، وأمها آسية ابنة صالح بن أبي المنصور الشيباني.
"فاطمة" ابنة محمد بن عبد الهادي بن عبد الحميد بن عبد الهادي أم يوسف المقدسية ثم الصالحية أخت عائشة، ولدت سنة تسع عشرة وسبعمائة وأسمعت الكثير على الحجاز وابن أبي التائب وجماعة؛ وأجاز لها من دمشق ومصر وحلب وحماة وحمص وغيرها أبو نصر بن الشيرازي وأبو محمد بن عساكر؛ ويحيى بن محمد بن سعد وحسن بن عمر الكردي وعبد الرحيم المنشاوي وإبراهيم بن صلح بن العجمي والشرف بن البارزي وأحمد بن إدريس بن مزيز وعلي بن عبد الله بن يوسف بن مكتوم في آخرين وحدثت بالكثير وأكثر عنها شيخنا وذكرها في معجمه وغيره وقال كان أبوها محتسب الصالحية وهو عم الحافظ الشمس بن عبد الهادي ونعم الشيخة، ماتت في شعبان سنة ثلاث بصالحية دمشق أيام حصر تمر لها أو رحيله عنها؛ وتبعه المقريزي في عقوده.
"فاطمة" ابنة محمد بن علي بن محمد بن علي بن سكر، في مؤنسة.
"فاطمة" ابنة الجمال محمد بن علي بن عمر الفاكهي ماتت في ربيع الأول سنة ثلاث وتسعين بمكة.
"فاطمة" ابنة الكمال أبي البركات محمد بن علي بن أبي البركات محمد بن أبي السعود محمد بن حسين بن ظهيرة القرشي المكية، زوجها ابن عمها الجمال أبو السعود لأخيه علي ابن عمها وكان المهم في سنة أربع وتسعين، وماتت في عصر سلخ ذي الحجة سنة خمس وتسعين بمكة وصلى عليها ودفنت مستهل سنة ست وتسعين عفا الله عنها، ودفنت بقبة ولعلها شهيدة فاتها أثر نفاس.
"فاطمة" ابنة الشمس محمد بن علي الجوجري الخانكي زوج قريب أبيها عبد الغني، ماتت معه بمكة في سادس عشري صفر سنة خمس وتسعين عوضها الله الجنة.
"فاطمة" ابنة محمد بن عمر بن محمد بن أحمد بن عزم كتبها أبوها وإنها ماتت سنة سبعين.
"فاطمة" ابنة المحب محمد بن الرضي محمد بن أحمد بن الرضي إبراهيم الطبري، في أم كلثوم.
"فاطمة" ابنة الخطيب محمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن عبد العزيز مضت في ابنة أبي القسم.
"فاطمة" ابنة الشمس محمد بن محمد بن أبي بكر السعدي الحنبلي، ولدت في صفر سنة اثنتين وسبعين وثمانمائة وتعلمت الكتابة وقراءة ما تيسر، وتزوجها سبط العز الحنبلي عز الدين محمد بن الشهاب الجوجري أخي ابن هشام أبوه لامه فلم يحصل التئام ففارقها بعد بذل له وإبراء وذلك في أثناء سنة تسع وثمانين ثم تزوجها بعد مدة الرضي الإسحاقي المالكي وولدت له.
"فاطمة" ابنة أبي الخير محمد بن أبي السعود محمد بن حسين بن علي بن أحمد بن عطية بن ظهيرة القرشي سبطة الجمال بن ظهيرة أمها أم كلثوم، ولدت في أواخر سنة أربع وتسعين وسبعمائة بمكة، وأجاز لها التنوخي وابن الشيخة وابن الملقن والعراقي والهيثمي وآخرون؛ وتزوجها ابن عمها أبو السعادات في سنة عشرين، وماتت وهي حامل منه في سنة ثلاث وعشرين.
"فاطمة" ابنة محمد بن محمد بن خلف الطوخي الأصل القاهرية سبطة الشمس العدوي، أمها خالتي عزيزة الماضية بل هي أختي من الرضاع، ولدت في آخر سنة إحدى وثلاثين وثمانمائة ومات أبوها وهي صغيرة فكفلها جدها المشار إليه وسافر بها لمكة في البحر فجاورت ورجعت فزوجها وفارقها الزوج بعد موته وتعدد أزواجها ومنهم علي الكريدي واستولدها ابنتها زينب ولم يحصل على طائل؛ وسافرت في أثناء سنة إحدى وتسعين في البحر لمكة صحبة عبد الرحمن حفيد الأدمي زوج ابنتها المذكورة فحجتا وعادتا مع الركب الموسمي فدخلتا في محرم التي تليها، وبر الوالدة غير منقطع عنها من صغرها وإلى أن ماتت الوالدة.
"فاطمة" ابنة التقي محمد بن محمد بن أبي الخير بن فهد، ستأتي فيمن جد أبيها محمد قريباً.
"فاطمة" ابنة البدر محمد بن البهاء أبي البقاء محمد بن عبد البر السبكي. أجازت في بعض الإستدعاآت سنة أربع وستين وكتب عنها ابن الصفي ولم أعلم شيئاً من أمرها ولكن ذكر ابن قمر أنه ظفر باستدعاء أجاز لها فيه جماعة، وماتت.
 "فاطمة" ابنة محمد بن محمد بن عبد الله بن فهد ست قريش، ستأتي في أم الحسن.
"فاطمة" ابنة محمد بن محمد بن علي بن أحمد بن عبد العزيز في أم الحسين.
"فاطمة" ابنة الشيخ سيف الدين محمد بن محمد بن عمر بن قطلوبغا. هي مباركة تأتي.
"فاطمة" ابنة الفخر محمد بن محمد بن محمد بن أسعد القاياتي، تزوجها الوجيه عبد الرحمن بن حسن بن سويد في حياة أبيها حسبما يحرر واستولدها ابنه فتح الدين محمد ثم طلقها وتزوج ابنة أختها أم هانئ والدة السيفي الحنفي وأخوته. وماتت تحته واستمرت هذه إلى أن ماتت في شوال سنة سبع وتسعين وقد زاحمت المائة ظناً أو زادت إن كانت تزوجت في حياة أبيها.
"فاطمة" ابنة أبي حامد محمد بن أبي الخير محمد بن أبي السعود محمد بن حسين بن علي بن أحمد بن عطية بن ظهيرة أم الحسن القرشي أمها أم الحسين الصغري ابنة المحب بن ظهيرة. ولدت في شعبان سنة ثمان وثلاثين وثمانمائة وسمعت من أبي الفتح المراغي وأجاز لها البرهان الحلبي وأبو جعفر بن العجمي والزين الزركشي وابن الفرات وابن ناظر الصاحبة والعلاء بن بردس وآخرون.
"فاطمة" ابنة الكمال محمد بن الناصري محمد بن محمد بن عثمان بن البارزي أخت زينب وأم الكمال محمد والشهاب أحمد وخديجة بني الجمالي ناظر الخاص الماضين في محالهم أمها سارة ابنة ناصر الدين بن العطار تزوج فاطمة الجمالي واستمرت تحته حتى مات فتزوجها يشبك الجمالي أختها وغيرهم بمدة سنة سبع وتسعين وجاورت التي تليها وعادت وكانت قد أسمعت وهي صغيرة بعناية الجمالي بن السابق على بعض المسمعين أظنه الزين الزركشي وهي كأختها تقرأ وتكتب مع حشمة ورياسة. ومولدها تقريباً سنة ثمان وثلاثين أو قبل ذلك، ولما كانت بمكة في المرة الثانية كانت على خير وبر في الجملة وتوجهت لزيارة حراء وكان الأكل الكثير والاحتشام الغزير.
"فاطمة" ابنة العلم محمد بن محمد بن محمد بن أحمد بن مسعود أم الحسن السنباطية ثم القاهرية شقيقة محمد وعبد اللطيف وهي أكبر، ماتت في يوم الاثنين منتصف ربيع الآخر سنة أربع وثمانين وصلى عليها بباب النصر ثم دفنت بحوش سعيد السعداء، وكانت ممن تزوجت بالبقاعي في حال قله وفقره فبمجرد ترعرعه رفضها وطلقها فتزوجت بشمس الدين عبد الحق السنباطي والد الشرف عبد الحق ومات معها بعد أن حجت معه في البحر وجاورت فلم تتزوج بعده حتى ماتت رحمها الله وإيانا.
"فاطمة" ابنة محمد بن محمد بن محمد التجافيفي جدة أبي بكر بن عبد الغني المرشدي لأمه، ماتت بمكة في صفر سنة تسع وستين، أرخها ابن فهد.
"فاطمة" ابنة قاضي المالكية التاج محمد بن محمد الأخنائي، تزوجها الصدر المناوي وله نحو عشرين سنة في ربيع الأول سنة اثنتين وستين، وماتت بعده، وكانت من سروات النساء عقلاً وديناً ومعرفة، ذكرها المقريزي في زوجها من عقوده.
"فاطمة" ابنة أبي البركات محمد بن يحيى بن شاكر بن الجيعان تزوجها الكمال بن مخاطة ثم أحمد بن الناصري محمد بن الجمالي.
"فاطمة" ابنة الصلاحي محمد بن يحيى بن شاكر بن الجيعان ابنة عم التي قبلها، تزوجها يوسف بن عبد الرحيم بن البارزي وكانت فيما بلغني جميلة واستولدها أولاداً، وماتت تحته في شعبان سنة ست وتسعين عن خمس وعشرين سنة ودفنت بتربتهم وتركت أولاداً عوضها الله الجنة.
"فاطمة" ابنة الشمس محمد بن يوسف بن أحمد بن محمد الديروطي الماضي أبوها ويعرف بابن الصائغ، حفظت القرآن وعقيدة الغزالي وأربعي النووي والبردة والشاطبيتين ونونية السخاوي ومختصر أبي شجاع وتدربت بوالدها في القراآت إفراداً ثم جمعاً وقدم بها القاهرة فقرأت على الشهاب السكندري والزين جعفر وبرعت في القراآت مع استحضار الشاطبية وفهم جيد بحيث تبدي مباحث وفوائد حسنة وقد انتفع بها في ذلك جماعة من الرجال. والنساء وهي الآن مقيمة بديروط.
"فاطمة" ابنة البدر محمد بن الجمال يوسف بن عبد الله بن عمر بن علي بن خضر الكردي الكوراني الأصل أم الحسن حفيدة الجمال يوسف العجمي وهي بكنيتها أشهر، ولدت تقريباً سنة أربع وتسعين وسبعمائة وأجاز لها ابن صديق وابن قوام والبالسي وابن منيع وابنة ابن المنجا ومن أجاز لابني عمها محمد وعلي ابني التاج محمد، وتزوجها الشمس الشطنوفي المباشر، وكانت خيرة أجازت لنا، وماتت بعد زوجها المتوفي سنة ثلاث وسبعين رحمها الله.
 فاطمة" ابنة البدر محمد أخت التي قبلها وتميزت تلك بالكنية ولذا كانت بها أشهر، أجاز لها من آجاز، وماتت قبلها.
"فاطمة" ابنة التاج محمد بن يوسف بن عبد الله بن العجمي ابنة عم اللتين قبلها وأخت محمد وأحمد وعلي وزينب، أجاز لها من أجاز لهم، وماتت قديماً في سنة خمس وعشرين، ذكرها لي أخوها علي.
"فاطمة" ابنة محمد الصالحي زوج محمد بن حسان الدلال التي كانت أولاً زوج القاضي أبي الفضل بن أبي المكارم بن ظهيرة، ماتت في سنة خمس وتسعين ودفنت بالمعلاة، ومولدها فيما قبل بالهند وحولت لمكة وهي ابنة سنتين.
"فاطمة" المدعوة ستيتة وربما يقال لها ناجية ابنة القاضي كمال الدين محمود ابن ابن شيراين الحنفي، ولدت كما كتبته لي بخطها في سادس المحرم سنة خمس وخمسين وثمانمائة بالقاهرة ويظهر أنه قبل ذلك ونشأت فتعلمت الكتابة وما تيسر، وتزوجت الناصري محمد بن الطنبغا واستولدها ابنتها فاطمة وغيرها ثم مات عنها فتزوجها العلاء علي بن محمد بن بيبرس حفيد ابن أخت الظاهر برقوق فاستولدها بيبرس ولاحظ لها في ذلك مع براعتها في النظم وحسن فهمها وقوة جنانها حتى كانت فريدة فيما اشتملت عليه، وقد حجت سنة أربع وثمانين سنة حج الملك ثم سنة ست وثمانين ثم سنة أربع وتسعين وجاورت في هذه بجوارنا ثم في سنة ثمان وتسعين مع ابنها وجاورا في التي تليها ومما كتبت به إلى بعد مجيء الخير بموت أخوي من نظمها:

قفـا واسـمـعـا مـنـي حـديث أحـــبـــتـــي

 

فأوصـاف مـعـنـاهـم عـن الـحـسـن جـلـــت

أنـاس أطـاعـوا الـلـه نـارت قـلــوبـــهـــم

 

وأبـصـرت الأشـياء مـــن غـــير نـــبـــأة

وقـد كـوشـفـوا عـن كـل مـا أضـمـر الـفـتـى

 

ونـارت قـلـوب مـنـهــم بـــبـــصـــيرة

ينـفـعـنـي الـلـه الـعـظـيم بـمـن لـــهـــم

 

براهـين قـد أبـصـرتـهـا عـــن حـــقـــيقة

تنـاهـت إلـى أن كـدت أبـغـي ســؤالـــهـــا

 

فتـبـدأنـي إذ ذاك مـــن غـــير مـــهـــلة

وتـمـنـحـنـي مـا رمــتـــه غـــير مـــرة

 

رعـاهـا الـهـي فـي مـغــيب وحـــضـــرة

فإن قـيل لـلـخـير الـــجـــزيل مـــعـــادن

 

فهـا هـي أم الـخـير مــن خـــير فـــتـــية

تجـمـعـت الـخـيرات فـيهـم وقــد حـــبـــوا

 

من الـلـه مـولاهــم بـــأعـــظـــم مـــنة

نعـم هـي أهـل لـلـجــنـــاب الـــذي لـــه

 

علـوم حـديث فـي الـوجــود بـــحـــكـــمة

ومـن خـصـه الـلـه الـعـظـيم بـفـضـــلـــه

 

فروى حـديثـاً صــادقـــاً عـــن نـــبـــوة

فمـنـطـقـكـم أعـيا الـورى وبـــيانـــكـــم

 

علـى نـحـو إعـراب ومــن صـــرف هـــمة

جمـعـت عـلـوم الـلـه يا مــفـــرد الـــورى

 

ونـلـت اتـضـاعـاً مــن آلـــه بـــرفـــعة

وأمـا الـذي أدعـو لـهـــا الـــلـــه دائمـــاً

 

فآمـــنة فـــيكـــم لآخــــر مـــــــدة

وإن كـرهـت مـن حـادث الـــدهـــر فـــرقة

 

فجـنة عـدن بـالــمـــكـــاره حـــفـــت

أثـابـكـن ربـــي وعـــظـــم أجـــركـــم

 

علـى فـقـد أحـبــاب وأحـــســـن جـــيرة

كرام سموا علماً وحلماً وسودداً وكنتم بهم في غبطة ومسرة

 

 

قطعتم لذيذ العيش وصلاً بقربهم

 

فوا أسـفـاً عـنـد الـــفـــراق وحـــســـرة

نعـم هـكـذا أيدي الـمـــنـــية لـــم تـــزل

 

تفـرق إخـوانـاً عـلـــى حـــين غـــفـــلة

فكـرر لـذكـراهـم عـلـى الـسـمـع ربــمـــا

 

به سـيدي عـن رؤية الـــعـــين أغـــنـــت

فهـم فــي ســـويداء الـــفـــؤاد وإن نـــأوا

 

ومـنـزلـهـم مـنـي مـكـــان ســـريرتـــي

لهـم بـــرســـول الـــلـــه إذ ذاك أســـوة

 

أثـابـهـم الـلـــه الـــجـــزاء بـــجـــنة

وإن أفـلـت تـلـك الـبـدور الـتـي زهـــنـــت

 

فهـا شـمـس دين الـلـه خـــير الـــذخـــيرة

هو الـعـالـم الـحـبـر الإمـــام الـــذي لـــه

 

بفـضـل وجـود شـــهـــرة أي شـــهـــرة

فلـيس لـه فـي حـضــرة غـــير مـــنـــحة

 

ولـيس لـه فـي خـلــوة غـــير جـــلـــوة

ومـاذا عـسـى عـنـكـم أبـث مـحــاســـنـــاً

 

كثـيرات لـم تـحـصـي وإن قـلـت قـــلـــت

فأنـتـم خـيار الـنـاس حـقـاً بــلا امـــتـــرا

 

فديتـكـم مـن كــل ســـوء بـــمـــهـــجة

حمـاكـم آلـه الـعـرش مـــن كـــل حـــادث

 

لتـنـفـع بـالآداب جـمـــع الـــخـــلـــيقة

وأسـكـنـك الـفـــردوس مـــنـــه كـــرامة

 

ولـكـنـنـي أرجـوه مـن غـــير مـــحـــنة

بحـق نـبـي جـاء لـلـــخـــلـــق رحـــمة

 

محـمـد الـمـبـعـــوث مـــن أرض مـــكة

آل وصـحـب خـيرصــحـــب وعـــتـــرة

 

 

 

عليه صلاة الله ما هبت الصبا

 

وتحمل أشواقي إلى نحو طيبة

وكذا كتبت إلى بغير ذلك، ومنه وقد بلغها عن بعضهم بعض الكلام

يا سـيداً مـالـه مـثــيل

 

من في المهمات أرتجـيه

ماذا تقل في امرئ خبـيث

 

يحسـد ذا سـودد عـلـيه

يريد بالقول ينـتـقـصـه

 

وقـولـه راجـع إلــيه

فاسمع كلام امرئ لـبـيب

 

لجـاهـــل رام يزدريه

ماضر بحر الفـرات يومـاً

 

لو خاض بعض الكلاب فيه

ومنه حين طالعت كتابي ارتياح الأكباد لتتسلى عن ابنة أثكلتها سائلة عن شئ من الأبيات التي أوردتها فيه فقالت:

يا أماماً قد حاز علماً وفهمـاً

 

وله في الورى محاسن جلت

ما رأى الشاعر اللبيب بقـول

 

جرح القلب والدموع استهلت

فاصطبر وانتظر بلوغ مداها

 

فالرزايا إذا توالت تـولـت

أيتوالت له بعين استقـامـت

 

أو توالت عنه بعين اضمحلت

لم أطق سيدي بلوغ مـداهـا

 

ضعفت قدرتي لذاك وكلـت

أخبروني عن نطقه بـبـيان

 

نلت أجراً ورتبة قد تعـلـت

لا ترخص لما أصبت ولكـن

 

كثرت بلوتي وإن هي قلـت

وكذا النفس نالها ما دهـاهـا

 

فأشمازت وبعد عز فـذلـت

بنت عبد لعبدكـم يا مـفـدي

 

طربت في مصنف وتملـت

تسأل الله أن يزيدك فـضـلاً

 

بحبيب له الغمـام أظـلـت

فقلت يا بديعة المعاني ورفيعة المباني ومن فاقت الكثير من الرجال فضلاً عن النساء وراقت أبياتاً فحاكت الخنساء حفظ الله تعالى دينك ودنياك وأراك كل محبوب في بنيك وعقباك تجرع الصبر على المكروه مسبب لطمأنينة النفس ورضاها بما أوقعه مولاها ويكون تواليه لذلك مخففاً لألمه منزلاً له ومنزلة ارتفاعه وعدمه لألفة له وترجيه به لكل ما أمله ولذا حفت الجنة بالمكاره والتشاغل بالأولاد والأذكار الصحيحة الإيراد والعبادة والزهادة مانع من استرسالها في هواها سيما مع النظر في الآيات والأخبار الواردات النبويات المرغبة في الصبر التي منها بشارة الله سبحانه للقائمين فيه بما أمرهم به بهدايتهم للجنة والثواب والحق والصواب وقوله "ومن يؤمن بالله يهد قلبه" ولا أنفع في ذلك من مصنفي ارتياح الأكباد فهو غاية في الاعتماد بل مرهم للقلوب والأجساد ثم أنه لا مانع فضلاً من ارتفاع المكروه أصلاً مع الإثابة أن وجدت الإنابة فالمصائب مفاتيح الأرزاق والصبر عقباه الفرج وعند التناهي يكون الفرج بالقدوم وعلى الله سبحانه وتعويضه بالفضل الجزيل والفعل الجميل مما هو أعظم مفروج به ولكن الدعاء بطول عمر السائلة للازدياد من الخيرات والاجتهاد في الفضائل المتكاثرات الموجبة لجلب المسرات وسلب المضرات من المهمات على أن قول الشاعر مداها لا يتمحص للكثرة وإقامة الأمد الطويل فقد يكون مداها الذي قدره الله تعالى للمصائب لحظة أو نحوها كما أنه لا يتمحص تولت في اضمحلت لما قررناه يخف الاستشكال المقتضي للسؤال المفتقر للرجال والله المستعان وعليه التكلان قاله وكتبه السخاوي محمد بن عبد الرحمن راجياً الستر والغفران متوسلاً بسيد ولد عدنان صلى الله عليه وسلم تسليماً كثيراً، ثم كتبت إلى سائلة أيضاً بقولها:

يا أيها الحبر وبحـر الـنـدى

 

يا حافظاً نقـل حـديث قـديم

يا منحة فـي دهـره لـم يزل

 

ممتدحاً من كـل فـاء ومـيم

يا غاية الآمـال يا مـنـيتـي

 

يا من به أضحى غرامي غريم

يا شمس دين الله يا مـن غـدا

 

بكل علم في البـرايا عـلـيم

وياسخـاوى يا إمـام الـورى

 

من خصه الله بعلـم جـسـيم

أسئلك يا شيخ شيوخ النـهـى

 

ومن حوى في فيه در نظـيم

فيمن أتاها عـائق عـاقـهـا

 

عن أمل صارت به في حميم

قيامـهـا إذ ذاك ياســـيدي

 

بين مقام زمزم والـحـطـيم

في لـيلة أخـبـرنـا أنـهـا

 

يفرق فيها كل أمـر حـكـيم

وهل لها أجر الذي قـامـهـا

 

وهل يساوي مقعداً مستـقـيم

 

وهل ينلها مثل ما نـالـهـم

 

تكرماً من فضل رب كريم

أخبرني يا منيتـي عـاجـلاً

 

يا من ذكاه فاق فهم الفهـيم

يا من فتـاويه إذا أبـرزت

 

يكاد ذا فهم بـهـا أن يهـم

صلاحك الظاهر بين الورى

 

اتمامه إذ ذاك بـر الـيتـيم

يهنك شعبـان الـذي قـدره

 

ما زال عند الله قدر عظـيم

أحياكـم الـلـه لأمـثـالـه

 

تروي صحيحاً نقله لا سقيم

أنتم ومن لاذ بكم في الورى

 

بحق رب بالخفـايا عـلـيم

بجاه من أسرى به في الدجى

 

وكان للمولى كـلـيم نـديم

محمد المختار من هـاشـم

 

سيد سادات النقا والحطـيم

صلى عليه الله طول المـدى

 

ما ناح قمري بصوت رخيم

الحمد لله هذا أمر كتبه الله على بنات آدم فطيبي نفساً وقري عيناً بتفضل الله سبحانه إن شاء الله عليك بثواب ما كنت تؤملين فعله فقد صح قوله صلى الله عليه وسلم "من هم بحسنة فلم يعلمها كتبت له" أي سواء كان له عذر أو لا ولكنه في المعذور كهذا أغلى لأنه يكتب له ما كان يعمله قبل حصول العارض ففي الصحيح أيضاً أنه صلى الله عليه وسلم قال "ما من أحد من الناس يصاب ببلاء في جسده إلا أمر الله عز وجل الملائكة الذين يحفظونه بكتاب ما كان يعمل من خير في كل يوم وليلة له ما دام محبوساً بوثاقه" وفي لفظ عنه صلى الله عليه وسلم "إذا مرض العبد أو سافر كتب له ما كان يعمل مقيماً صحيحاً" فإن توجه هذا المبتلي بتفويت ما كان نواه وفاته الوقت المشروع لمن أداه وعمله فيما بعده من الأيام والليالي في شهره أو غيره كان الثواب أجزل والفضل أشمل ولا شك أن رب شعبان ورمضان واحد وهو الإله الواحد وفضله وجوده وكرمه للضعفاء من الموحدين في كل يوم بل لحظة وارد الأعمال بالنيات والفضل جزيل، وكذا كتب إلى بلغز في اسمي ونسبي في خمسة وعشرين بيتاً أوله:

يا إمام الناس يا أوحـد الـورى

 

ويا من حوى كل العلوم ولم يزل

ثم بلغز آخر في اسم محمد أوله:

يا مفرداً علومه مجمله

 

وعالماً مولاه قد جمله

فبادر الشهاب أحمد بن صحصاح محمد بن محمد بن علي بن عمر الفيومي الخانكي وأجابها عنهما إجمالاً في خمسة أبيات أولها:

فديتك يا من جاء باللغز معـربـاً

 

باسم إمام العصر في العلم والعمل

حسبما أسلفت ذلك كله عند ترجمته واتفق حضورها حين قراءة علي بن ناصر فكتبت إليه أبياتاً أولها:

يا أيها الحبر الإمام الذي

 

كل به بين الورى مقتدي

فأجابها بما هو مع السؤال بخطه عند اسمه مما تقدم فلم يرتض أحد جوابه مع أن فيه ما ليس بموزون وما هو من بحر آخر وحينئذ أجابها الشهاب المشار إليه بقوله:

الحـمـد لـلـه بـه أبـتـدي

 

يا سائلاً تفريج قلـب صـدى

اسمع هديت الخير طول المدى

 

ولا خلوت الدهر من حـسـد

فما رأينا قـط مـن حـاسـد

 

يغبـط إلا لـذوي الـسـودد

وخذ جوابـاً كـافـياً شـافـياً

 

في آخر النحل به فـاهـتـد

أو فخذ العفو وأعرض عن ال

 

جاهل ذي الفعل الخبيث الردي

ومثل ذا فانظر ترى جـمـلة

 

كثيرة تبدو لـمـسـتـرشـد

هذا جواب وفق مـا قـلـتـه

 

ذلك فضل الله يا مـسـعـدي

وقاله أحمـد حـرفـوش تـل

 

ميذ الإمام الـعـالـم الأوحـد

أعني السخاوي إمـام الـورى

 

وحافظ العصر الكـريم الـيد

ثم صلاة الله للمـصـطـفـى

 

وآله الغر بـهـم نـهـتـدي

ولما كتبت إليها لتخبرني بمولدها وبعض حالها كتبت إلي بما نصه: وأما ما أراده المولى بيان أمر ما هو به أولى فلذلك منه جود أو فضلاً فإنني لست لذلك أهلاً لكن إذا رأى سيد أن يرفع عبده فعل ويرقي به أبداً إلى أعلى محل، بل مدحت القاضي وابن عمه الزيني عبد الباسط والشهاب بن حاتم وغيرهم فقصيدة القاضي نحو سبعين بيتاً أولها:

يا بدر تم أزال الشك عن رائي

 

نعم بقرب محب فيك عن رائي

والذي قالته في ابن عمه الزيني وذلك حين توعكه وشفائه عدة أبيات أولها: والقصيدة في ابن حاتم أولها:

يا سيدي وإمام الناس كلهم

 

ومن حباه بعلم ثم بالحكم

وقد قدمتها عند اسمه، وتوسعت حتى كتبت لصالح أخي القاضي الحنفي بسبب سكناها في الخلوة المتعلقة به وقد جعلتها عند اسمه أيضاً، وطارحت الشهاب الحرفوش الخانكي وعلي بن ناصر وغيرهما بل أعلى من هذا الشهاب المنصوري كتب للزين سالم:

أيا سيداً قد حسن الخالق اسمه

 

وجمله والله بالخلق عـالـم

أعن بيد فيهـا أياد لـسـائل

 

ولا تخش حساداً فإنك سالـم

فقالت هذه بديها:

أيا سيداً عم الـخـلائق بـره

 

وإحسانه فرض تضاعف لازم

أعن سائلاً يأتيك والدمع سـائل

 

ولا تخش من سوء فإنك سالم

وكان ذلك بحضرة السراج العبادي وغيره فرجحوهما بل وافق المنصوري على ذلك.
فاطمة ابنة محمود بن محمد بن عمر الشيشيني ستأتي في أم الشهاب أحمد ممن لم يسم.
فاطمة" ابنة الجمال محمود بن يوسف الرومي أخت خديجة الماضية وخالة أكمل الدين ابن الشنشي وأمها فاطمة أيضاً ابنة أبي هريرة عبد الرحمن بن النقاش الماضية، تزوجها بيسق أحد العشرات ومات عنها فتزوجها الخواجا علم الدين داود الفتوحي واستولدها الزين عبد الرحمن الذي رأيته بمكة ولازمني في السماع بل قال لي أنه ممن حضر عند زوج جدته لأمه ابنة النقاش بن الديري وكذا عند غيره وجلس مع الشهود وقتاً ثم ترك.
فاطمة" ابنة أبي محمود، في ابنة أحمد بن محمد بن إبراهيم.
فاطمة" أم عمر ابنة الشرف موسى بن محمد بن محمد بن أبي بكر بن جمعة بن أبي بكر بن محمد بن اسمعيل بن حسن الأنصاري الحلبي ويعرف والدها بابن الحنبلي، أحضرت في الخامسة سنة سبع وثمانين على الشرف أبي بكر الحراني وابن المرحل وعمر بن ايدغمش، وأجاز لها الشمس العسقلاني المقري ومحمد بن محمد بن الطباخ ومحمد بن حمد بن عوض وآخرون؛ وكانت أصيلة تزوجها الشهاب أحمد بن السفاح وولدت له عمر وغيره، وماتت في رجب سنة اثنتين وأربعين بحلب.
فاطمة" ابنة نابت بن اسمعيل بن علي بن محمد بن داود المكي الزمزمي زوج ابن عمها محمد بن أبي الفتح، ماتت في صفر سنة اثنتين وثمانين.
فاطمة" ابنة اقوت الحبشي عتيق العماد يحيى بن فهد، ولدت في المحرم أو صفر سنة سبع وتسعين وسبعمائة، وماتت في رمضان سنة تسع عشرة بمكة؛ أرخها ابن فهد.
فاطمة" وتدعى ستيتة ابنة يحيى بن شاكر بن الجيعان شقيقة أبي البقاء وأخوته، ولدت في رمضان سنة خمس وخمسين وتزوجها يوسف ابن بنت الملكي وماتت تحته نفساء كما اتفقت وفاة حفيدة شيخنا تحته نفساء وتزوج أختها الثانية.
فاطمة" ابنة الشرفي يحيى بن عبد الله بن الملكي زوجة الشرفي الأنصاري وأخت إبراهيم ويوسف ووالدة البدر محمد بن الشهاب أحمد بن الفخر أبي الفرج تزوجها قريبها الشهاب بن أبي الفرج واستولدها المشار إليه، ثم بعده بسنين الناصري بن الجمالي ثم الشرفي واستولدها خمسة أولاد أكبرهم يحيى وأخيرهم أحمد المدني لكونه ولد بالقرب من المدينة في سنة موتها فإنها حجت مع الرجبية ودخلت مكة متوعكة بحيث طيف بها محمولة بين العتالين على سرير ويقال إن التوعك كان ملازمها طول الطريق حتى ماتت في ثامن شوال قبل قضاء فريضة الحج سنة إحدى وسبعين عن سبع وثلاثين سنة وبلغني عنها أنها صرحت بكون زوجها بمكة أيضاً فكان كذلك.
فاطمة" ابنة يحيى بن النجم عمر بن التقي محمد بن محمد بن فهد الهاشمي الماضي أبوها وجدها وأبوه، ماتت طفلة ي ذي القعدة سنة ست وثمانين ودفنت بمقبرة سلفها من المعلاة وبينها وبين أبيها نحو سنة كما أن بينه وبين أبيه دون شهرين رحمهم الله وعوضهم الجنة

فاطمة" ابنة يحيى بن عياد - بمثناة تحتانية - أم أحمد الصنهاجية المكية، وأمها عائشة ابنة محمد بن عبد المحسن البوتيجية، كانت زوجاً للبرهان إبراهيم بن أحمد المرشدي وولدت له ابنه الشهاب أحمد، وطلقها فتزوجها هاشم بن علي بن غزوان الهاشمي فولدت له زينب المدعوة ست قريش وطلقها فتزوجت الكمال الدميري وولدت له عدة أولاد وتوجهت إليه إلى القاهرة فمكثت بها عنده ثلاث سنين أو قريباً منها وعادت إلى مكة بعد سنة تسعين بقليل، وتوفيت بها بعد أن أضرب في سنة ست عشرة ودفنت بالمعلاة، وفيها دين وخير، ذكرها الفاسي.
فاطمة" ابنة الجمال يوسف بن سنقر زوج التاج البلقيني وأم البدر أبي السعادات محمد وبلقيس وجنة، كانت حسنة الاعتقاد في الصالحين راغبة في الإحسان إلى الأرامل ونحوهن بحيث اتخذت لها زاوية لإقامة كثير منهن فيها وصارت تلقب بالشخية ولها صيت بذلك وقد حجت، وماتت يوم الثلاثاء حادي عشري المحرم سنة خمس وخمسين ودفنت بزاويتها المشار إليها بالقرب من خوخة المغازلي داخل باب القوس رحمها الله وإيانا.
فاطمة" ابنة الشمس الواعظ زوج إبراهيم الحجازي العطار، ماتت في المحرم سنة سبع وستين بمكة، أرخها ابن فهد.
فاطمة" ابنة الشريف الفخري أم محمد بن جاجق، وأمها فرح ابنة ناظر الجيش كريم الدين عبد الكريم اللخمي الآتية، ماتت في حياة أمها شهيدة نفساء بعد صلاة الجمعة من ذي القعدة سنة اثنتين وخمسين وصلى عليها في جامع الأقمر بعد العصر قدم شيخنا للصلاة عليها السيد النسابة بحضرة قاضي الشافعية حينئذ العلم البلقيني قائلاً له يا سيداً هذه ابنة عمك وأنت أحق بها فتقدم فاستحسن ذلك العقلاء، ودفنت بتربتهم بالقرب من جامع المرداني وتركت ولدها وأمها وزوجها أبا البركات الشيشيني فإنه كان تزوجها بسفارة الولوي بن قاسم وصار مذكوراً بذلك رحمها الله وإيانا وعوضها الجنة.
فاطمة" ابنة الفوي، ماتت في ربيع الأول سنة أربع وثمانين بمكة، أرخها ابن فهد.
فاطمة" ابنة الأمير صاحب حلي وزوج أبي بكر البوتي ماتت بمكة في صفر سنة سبع وتسعين.
فاطمة" امرأة كانت مقيمة بالجبل المقطم وتكنى أم يحيى للناس فيها اعتقاد ماتت في شوال سنة خمسين ودفنت هناك.
فائدة" نزيلة مكة والملقبة بالشيخة لكونها كانت شيخة رباط الظاهرية بأسفل مكة؛ وتذكر بين النساء بالخير والحفظ والوعظ، ولم تكن أمة فيما بلغني بل كان اسمها هاجر ابنة الإمام العالم قاضي الفيوم محب الدين بن كريم الدين القرشي العقيلي السقراطشيني وتكنى أم مفيد، ولدت وهي قادمة من القاهرة بعد التسعين وسبعمائة، وأثنى عليها ابن فهد بالدين والخير والعبادة ومحبة الفقراء والإحسان إليهم وكانت مع ذلك قابلة لنساء أهل مكة كأمها الحاجة ستيت، ماتت في صفر سنة اثنتين وسبعين ودفنت بالمعلاة رحمها الله، وهي أم نور الدين علي بن أيوب المعروف بابن الشيخة.
"فرح" ابنة ايتمش الخضري سبطة ابن خاص بك، أمها تتر تزوجها شاهين واستولدها فاطمة الماضية، كانت فيما قيل تقرأ القرآن وتعرف الكتابة ولها أملاك ورزق وأوقاف وثروة زائدة، مات سنة أربع وثمانين.
"فرج" ابنة الظاهر خشقدم وأكبر أولاده الآن، وأمها سورباي الجاركسية الماضية، ماتت وهي ابنة ست في ظهر يوم السبت سابع عشري ذي الحجة سنة سبعين وصلى عليها تحت طبقة الزمام تجاه باب الستارة من القلعة الخليفة الناس ودفنت بتربة أبيها وأظهر هو وأمها وجداً زائداً عليها بحيث أبطل خدمة الأنيين ونزلت أمها إلى تربتها وأقاموا النوائح أياماً.
"فرج" ابنة العلم شاكر بن عبد الغني بن الجيعان، تزوجها أبو الفضل المتولي ديوان المرتجع وقتاً، وماتت تحته بعد أن استولدها أولاداً منهم ابنتان ماتت إحداهما وبقيت ستيتة.
"فرج" ابنة عبد الكريم بن أحمد بن عبد العزيز الأصيلة أم محمد القشتمرية أخت أنس جهة شيخنا وغيرها وأم الشريفة فاطمة، ولدت سنة ثمانين وسبعمائة.
تزوجها الشريف الفخري فأولدها فاطمة المشار إليها وكانت مقيمة في ظل إخوتها وأوصى لها شيخنا بمائة دينار في مقابل أجر حصتها من سكنه بجوار المنكوتمرية لمشاركتها في الاستحقاق، وماتت في ربيع الآخر سنة ثلاث وستين ودفنت باللاطنقشية بالتبانة.
 فرج" ابن الناصري محمد بن قجماس ابنة عم يوسف بن اينال باي الماضي، أجاز لها عائشة ابنة ابن عبد الهادي وغيرها، وكانت ريئسة استنزلها الأمير برسباي قر الظاهري عن نظر تربة جدها بالصحراء، وعاشت إلى سنة ثمانين وما علمت خبرها بعد.
"فرج" زوج المعلم عبد الرزاق بن عبد العظيم الطحان أم أولاده، ماتت في جمادى الآخر سن سبع وثلاثين بعلة الاستسقاء واللّه أعلم بأمرها.
"فرج" ابنة الناصري محمد بن قطلو بغا دلال المماليك أبوها، تزوجت غير واحد إلى أن اتصلت بعبد الوهاب مهيميز، ثم أحمد بن سو نجبغا سبط الناصري ابن البارزي وحج بها في تجمل، ثم الغرس خليل رأس نوبة النقباء وأنفد عليها شيئاً كثيراً، ثم الزين عبد الغني بن الطياري التي خلفه عليها في حياته الشرفي الأنصاري وسافرت معه إلى بيت المقدس ثم إلى مكة وجاورت معه ومات وهي تحته هناك، ثم بعده أبو الفتح المنوفي وغير واحد منهم السيد الكمال بن حمزة الحسيني وافتتنت بحبه وأنفدت عليه شيئاً كثيراً، ثم جماعة وهي الآن تحت على دوادار الوالي ولم تلد لواحد منهم مع حشمة ورياسة وشهرة ورأت عزاً مع كثير من أزواجها ولها لسان وكلام ولذا كاد ابن الأمان أن يحرم من ميراث ابنته المتوفا تحت ابن الشرفي الأنصاري لكونه في كفالتها.
"فرحة" ابنة شيخنا الشهاب أبي الفضل أحمد بن علي بن محمد بن حجر.
ولدت في رجب سنة أربع وثمانمائة، وأجاز لها في سنة سبع وثمانمائة فما بعدها جماعة بل سمعت من ابن الكويك وغيره، وتزوجها ابن الأشقر فاستولدها. وماتت في ربيع الآخر سنة ثمان وعشرين بعد أن حجت في العام قبله مع زوجها ورجعت متوعكة حتى ماتت عوضها اللّه الجنة.
"فريعة" ابنة قاسم بن علي الأسلمي المكي وتعرف بابنة الابيني. ماتت في ذي الحجة سنة ثلاث وستين بمكة.
"فريعة" ابنة مبارك بن رميث بن أبي نمى الحسيني المكي زوج الشريف أحمد بن عجلان بن رميثة أمير مكة، تزوجها وولدت له ابنته حزيمة وأقامت تحته سنين كثيرة وكان يميل إليها وتأيمت بعد وفاته حتى ماتت بعد سنة عشرين بعد ابنتها بقليل. ذكرها الفاسي.
"فضل العزيز" ابن أبي البقاء محمد بن يحيى بن شاكر بن الجيعان شقيقة عمر الماضي، تزوجها ابن عمها التاج عبد اللطيف بن عبد الغني بن شاكر قبل بلوغها مضافة لزوجة له أخرى.
"فقهاء" ابن علي بن محمد بن موسى المحلي المدني أخت أحمد ورقية الماضيين، أجاز لها جماعة وأجازت لي ولابن فهد، وماتت بالمدينة النبوي في سنة ست وخمسين ودفنت بالبقيع بعد الصلاة عليها بالروضة رحمها اللّه.
"فوز" ابنة محمد بن عمر بن عبد العزيز الخروبي المصري ابنة أخت شيخنا، وأمها ست الركب المذكور في ذاك القرن، أجاز لها باستدعاء خالها في أوائل سنة سبع وتسعين خلق منهم أبو هريرة بن الذهبي وأبو الخير بن العلائي وأبو الفرج ابنة الشيخ والشهاب أحمد بن أبي بكر بن العز، وماتت في يوم الخميس مستهل المحرم سنة اثنتين وصلى عليها خالها من الغد بجتمع عمر وعقب صلاة الجمعة وكان قد اختل عقلها نحو عشرين سن فكانت تغيب وتحضر فإذا حضرت تكلمت أحسن كلام بحيث أشبه حالها في هذا بما يحكي عن عقلاء المجانين رحمها اللّه وعوضها الجنة.

حرف القاف

"قانقز" ابنة أنس أخت الظاهر برقوق وأم قانباي العمري الناصري فرح الماضي. ماتت في الأيام المؤيدية بعد أن أمر بقتل قاتل ولدها وكان بكرها.
"قرة العين" ابنة شقيقي أبي بكر بن عبد الرحمن، ولدت في رابع مضان سنة خمس وثمانين ونشأت في كفالة أبويها ثم مات أبوها وانتزعت من أمها إلى أن زوجتها في رمضان سنة ست وتسعين "بابن لبدر الدين بن قاسم السكري ودخل بها في شوال وسافرنا أسمعنا اللّه عنها كل محبوب ثم بلغنا اجتهاد أخيها وأمهما حتى فارقته ولا قوة إلا باللّه واللّه يحسن العاقبة.
"قطر الندى" ابنة الشيخ محمد بن حسن الحنفي، تزوجها الشهاب أحمد بن البيدقي أحد العدول بقناطر السباع ومات عنها بعد السبعين ودامت.
 قطلومك" ابنة ناصر الدين محمد بن ابراهيم بن أبي بكر بن يعقوب بن الملك العادل السيف أبي بكر بن أيوب بن شاذي بن مروان الأيوبية الدمشقية أخت الشمس محمد، ولدت سنة أربع وأربعين وسبعمائة تقريباً وأحضرت على نفيسة ابنة ابن الخباز وعبد الغالب الماكسيني وعبد الرحيم بن أبي اليسر وأسمعت على جماعة، وحدثت سمع منها الفضلاء كابن موسى والابي في سنة خمس عشرة، وذكرها شيخنا في مجمعه وقال أجازت لنا، ماتت بدمشق. زاد غيره وكانت معمرة بكراً عذراء.
"قفجق" ابنة عبد اللّه بن أحمد بن محمد بن هاشم بن عبد الواحد بن أبي حامد بن عشائر السلمية الحلبية أخت فاطمة الماضية. ولدت في سنة سبع وسبعين وسبعمائة، وأجاز لها الصلاح بن أبي عمر وجويرية والجمال الباجي والصردي ورسلان الذهبي ومحمد بن عمر بن قاضي شهبة والحراوي والشمس العسقلاني المقري والمحب الصامت، وحدثت سمع منها الفضلاء كابن موسى والأبي في سنة خمس عشرة، وذكرها شيخنا في مجمعه وسماها قفجاق وقال أجازت في استدعاء رابعة انتهى؛ وماتت في شوال سنة ثلاث وثلاثين.
"قندولة" ابنة أبي الخير محمد بن ريحان المريسي زوج الجمال محمد بن الشهاب أحمد البوني أحد أعيان الدولة بمكة. ماتت في يوم السبت ثاني عشر جمادى الثانية سنة ثلاث وتسعين وصلى عليها بعد صلاة العصر عند باب الكعبة ودفنت من يومها بالمعلاة عند والدها بتربة سفين بن عيينة.
"قندولة" ابنة قفيف بن فضيل بن دخين - بتصغير الثلاثة - العدواني امرأة بديد. ماتت في شوال سنة سبعين بأسفل مكة وحملت إليها فدفنت بها. أرخها ابن فهد.
"قنقباي" خوند التركية الظاهرية برقوق أم ولده المنصور عبد العزيز. حظيت عند سيدها حتى مات وسكنت بعده لتربية ولدها لكونه دون البلوغ بقاعة العواميد فلما خلع وأخرج ثم مات كما تقدم تزوجت بنائب السلطنة تمراز الناصري ثم بعد قتله بالأتابك بيبغا المظفري ثم بعده بجانبك الحمزاوي وقد كبر سنها فلم تلبث أن ماتت في حدود سنة خمس أو ست وثلاثين وخلفت شيئاً كثيراً.

حرف الكاف

"كاذية" الحبشية فتاة أخي الأوسط. ماتت في مكة في ربيع الثاني سنة ثلاث وتسعين عوضها اللّه الجنة.
"كافية" ابنة أحمد بن التقي عبد الرحمن ناظر الجيش ابن ناظرة المحب محمد بن يوسف بن أحمد بن عبد الدائم الحلبي الأصل المصري ثم القاهري أخت ابرهيم الماضي ووالدة الولوي أحمد بن تقي الدين البلقيني. ماتت.
"كحلا" أم ولد لأبي حامد المطري، أرخ وفاتها في ثاني صفر سنة سبع شهيدة مبطونة عقب ولادتها بقليل.
"كراي" ابنة العلاي علي بن الناصري محمد بن باشا. كان والدها أستاداراً لبعض الأمراء، وتزوجها الجمال محمد بن بركوت المكيني فاستولدها الصلاح محمداً أمير حاج ثم تزوجها العلم البلقيني فولدت له فتح الدين محمد وعمائم وألف، وصارت لها وجاهة. ماتت في ربيع الآخر سنة ثلاث وخمسين ودفنت بمدرسة البلقيني والد زوجها رحمها اللّه وعفا عنها.
"كزل" ابنة الصدر محمد بن محمد بن محمد بن عبد العزيز بن روق أخت أحمد وأبي الطيب. ماتت في جمادى الآخر سنة سبع وثمانين.
"كلثم" ابنة الحافظ التقي محمد بن رافع بن أبي محمد السلامي وتكني أم عمر، ولدت بعد الأربعين وسبعمائة وأحضرت على عبد الرحيم بن أبي اليسر بل سمعت منه أيضاً، وحدثت سمع منها الفضلاء؛ ذكرها شيخنا في معجمه فقال أجازت لي قديماً. وماتت في ربيع الأول سنة خمس؛ وتبعه المقريزي في عقوده.
"كلثوم" ابنة أحمد بن علي بن عبد الخالق الأسيوطية أخت الشمس محمد الماضي، قال إنها حفظت القرآن والعمدة وأربعي النووي والشاطبية والتنبيه المنهاج الأصلي وغيرها وعرضتها فاللّه أعلم.
"كلثوم" ابنة عمر بن صالح أم محمد ابنة الزين أبي حفص بن الصلاح النابلسي الأصل القاهري الشافعي. ولدت تقريباً سنة اثنتين وسبعين وسبعمائة بالقاهرة وسافرت مع أبيها لدمشق وهي مرضع فأقامت معه هناك نحو عشر سنين وأسمعها الصحيح على أبي المحاسن يوسف بن الصيرفي وقرأت القرآن بتمامه وكتبت الخط الحسن ثم رجعت بعد وفاة أبيها إلى القاهرة فأقامت بها وحدثت بالصحيح سمعته مع غيره عليها وسمع منها الأئمة، وكانت خيرة ذات فهم وعقل وتثبت. وجد بخطها:

إحفظ لسانك واستعذ من شره

 

إن اللسان هو العدو الكاشح

 

وزن الكلام إذا نطقت بمجلس

 

وزناً يلوح لك الضياء اللائح

فالصمت من سعد السعود وإنه

 

زين الفتى والنطق سعد الذابح

ماتت في رمضان سنة ست وخمسين رحمها اللّه.
"كمالية" ابنة إبراهيم بن علي بن ظهيرة المكي عالم الحجاز أبوها. ماتت في ذي القعدة سنة ست وتسعين بكراً.
"كمالية" ابنة المحب أحمد بن الجلال أبي السعادات محمد بن أبي البركات محمد بن أبي السعود محمد بن حسين بن علي بن أحمد بن عطية بن ظهيرة القرشي المكية شقيقة الأمين محمد وأم الحسن وأم كلثوم، أمهم زينب ابنة النجم محمد بن أبي بكر المرجاني. ولدت في صفر سنة ثمان وخمسين بمكة وكأنها ماتت صغيرة.
"كمالية" ابنة المحب أبي بكر أحمد بن محمد بن محمد بن أبي الخير محمد بن فهد الهاشمي المكي. ولدت في ذي القعدة سنة سبع وستين، وأمها أمة لأبيها اسمها جوهرة، وتزوجها ابن عمها العز عبد العزيز بن النجم عمر فولدت له أولاداً.
"كمالية" ابنة أحمد بن محمد بن ناصر بن علي الكنانية المكية. أجاز لها في سنة خمس ابن صديق والزين المراغي والعراقي والهيثمي وآخرون؛ أجازت لنا في سنة خمس وستين، وماتت بعد.
"كمالية" ابنة أبي البركات بن أبي البقاء بن الضياء أخت خاتون الماضية وسبطتا عطية بن فهد أمهما أم كلثوم، تزوجها ابن عمتها أبو الغيث بن المحيوي بن زبرق واستولدها.
"كمالية" ابنة القاضي أبي البقاء بن الضياء المكي. ماتت في عشية يوم الخميس سادس عشر ربيع الأول سنة خمس وستين.
"كمالية" ابنة عبد الرحمن بن أبي بكر بن عبد اللّه بن ظهيرة بن أحمد بن عطية ابن ظهيرة القرشية المكية أخت الكريمي عبد الكريم بن ظهيرة لأبيه أمها علماً ابنة المحب ابن ظهيرة، ولدت في صفر سنة خمس وثلاثين وثمانمائة وأحضرت علي محمد بن علي الزمزمي وسمعت من التقفي بن فهد وغيره، وأجاز لها جماعة، وتزوجها ابن عمها المحب أحمد بن عبد الحي بن أبي بكر قاضي جدة الآن وأولادها عدة أولاد أكبرهم الجمال محمد، ولها حشمة وتودد وعقل.
"كمالية" ابنة الشريف عبد الرحمن بن أبي الخير محمد بن أبي عبد اللّه محمد الحسني الفاسي المكي، تزوجها أمير مكة الشريف حسن بن عجلان فأقامت عنده أياماً وطلقها فتزوجها المحب أحمد بن الجمال بن ظهيرة في سنة سبع عشرة وولدت له أولاداً وفارقها في سلخ رمضان سنة خمس وعشرين لعدم رضاها حين تزوج عليها أم الحسين ابنة عبد الرحمن اليافعي فما كان بأسرع من موت أم الحسين وتزوجه بصاحبة الترجمة أيضاً في محرم التي تليها ومات عنها، ثم ماتت بعده بشهرين وثلاثة أيام في حادي عشرى جمادى الآخرة سنة سبع وعشرين بمكة ودفنت بالمعلاة وقد بلغت الأربعين. ذكرها الفاسي.
"كمالية" ابنة عبد العزيز بن علي بن عبد العزيز بن عبد الكافي الدقوقي زوج علي الدمنهوري، وماتت في جمادى الأولى سنة خمس وستين بمكة.
"كمالية" ابنة العفيف عبد اللّه بن أحمد بن حسن بن الزين محمد بن الأمين محمد بن القطب القسطلاني المكي، أجاز لها في سنة أربع عشرة وثمانمائة المرغي والسريفي والجمال الحنبلي والعزب جماعة وابن الكويك وآخرون.
"كمالية" ابنة العفيف عبد اللّه بن محمد بن علي الهجمي المكي أم محمد الكاتبة أخت عائشة الماضية وخالة العز بن فهد واخوته، أكثر اقامتها في الوادي، أجاز لها ولأختها بإنضمامهما لأخويهما من غير إفصاح باسميهما خلق. وماتت في أثناء المحرم سنة ثمان وتسعين بمكة بعد تعلل مدة عند ابن أختها عن نحو الثمانين، وكانت راغبة في الخير وبر الفقراء ممن زارت المدينة غير مرة رحمها اللّه.
"كمالية" الصغرى ابنة علي بن أحمد بن عبد العزيز أم كمال ابنة النور العقيلي النويري المكي والدة المحب أحمد بن محمد. ولدت في سنة اثنتين وثمانين وسبعمائة أو التي قبلها بمكة، وأجاز لها النشاوري وابن حاتم والصردي وابن خلدون وابن عرفة وابن العلائي وابن الذهبي وابن الملقن والبلقيني وابن صديق والتنوخي وجماعة، وتزوجت بقريبها العز بن المحب النويري ثم بأبي البركات بن ظهيرة واستولدها كل منهما، أجازت لنا، وسقطت من سطح دارها فماتت شهيدة وذلك في ليلة ثامن ذي الحجة سنة سبع وستين بمكة ودفنت بالمعلاة.
 كمالية" ابنة علي بن عبد الكريم بن أحمد بن عطية بن ظهيرة أم الوفا القرشية، أمها عائشة ابنة عبد الرحمن بن حسن بن هرون القرشي المخزومي. أجاز لها في سنة ثمان وثمانين وسبعمائة فما بعدها النشاوري والصردي وابن حاتم والعراقي والهيثمي وآخرون، وتزوجها محمد بن عبد الملك بن محمد المرجاني ثم بعد موته أخوه عبد الرحمن ومات عنها فتأيمت حتى ماتت في ربيع الآخر سنة سبع وخمسين بمكة؛ أجازت لنا وروي عنها النجم بن فهد وقال كانت مباركة خيرة عرض لها حصر البول حتى قيل إنها أخرجت قبل موتها بيسير حجراً زنته بالمصري ستة وثلاثون درهماً فلما نشف نقص درهماً.
"كمالية" أم الحسن ابنة الجمالي أبي السعود محمد بن البرهاني ابراهيم بن علي ابن أبي البركات بن ظهيرة شقيقة سعادة والصلاحي محمد وأحمد. ولدت في ثاني عشر شوال سنة سبع وسبعين، وزوجها أبوها ابن عمه عبد المعطي بن الفخري أبي بكر.
"كمالية" ابنة محمد بن أحمد بن حسن بن الزين محمد بن الأمين محمد بن القطب أم كمال القسطلانية المكية. أجاز لها وهي في الثانية من عمرها سنة ثمان وثمانين وسبعمائة جماعة. وماتت بدمشق بعد العشرين.
"كمالية" ابنة محمد بن أحمد بن قاسم بن عبد الرحمن بن أبي بكر أم كمال ابنة القاضي تقي الدين القرشي العمري الحراري المكي والدة أبي السعادات بن ظهيرة واخوته. ولدت في أحد الربيعين سنة سبع وخمسين وسبعمائة بمكة وسمعت بها من عمتها فاطمة بعض المصابيح للبغوي، وأجاز لها القروي وابن حاتم وجويرية والباجي وآخرون، وكانت خيرة دينة من بيت حشمة ورياسية. ماتت في المحرم سنة تسع وأربعين بعد أن أضرت رحمها اللّه.
"كمالية" ابنة أبي البقاء محمد ابن أحمد بن الضياء محمد بن محمد بن سعيد العدوي القرشي المكي الحنفي. ولدت في رمضان سنة أربعين وتزوجها ابن عمها عمر بن أبي حامد. وماتت في ربيع الآخر سنة خمس وستين.
"كمالية" ابنة أبي الوفا محمد بن أحمد بن الضياء محمد بن محمد بن سعيد ابنة عم الاولى. ولدت سنة ثلاث وعشرين. وأجاز لها فيها ابن الجزري، وتزوجها الجمال محمد بن أبي يوسف بن أبي القسم الحنيفي ثم ابن عمها الجمال محمد بن أبي البقاء فولدت له أبا القسم وصالحاً وأم هانىء وأم الحسين. وماتت في ليلة التاسع من ذي الحجة سنة تسعين بعرفة وحملت لى مكة فدفنت بها.
"كمالية" ابنة النجم محمد بن أبي بكر بن لي بن يوسف الأنصاري الذروي ثم المكي ويعرف أبوها بالمرجاني أخت أبي الفضل محمد وزينب. ولدت في المحرم سنة أربع وتسعين وسبعمائة، وأجاز لها في سنة سبع وتسعين فما بعدها التنوخي وابن الشيخة وابن الذهبي وابن العلائي وابن قوام وابن منيع وآخرون، وحدثت سمع منها الأئمة، أجازت لنا. وماتت في ذي القعدة سنة ثمانين رحمها اللّه.
"كمالية" ابنة أبي عبد اللّه محمد بن أبي اليمن محمد بن أحمد بن الرضى ابراهيم ابن محمد بن ابراهيم الطبري المكي، أمها فاطمة بنت الشيخ عبد الوهاب اليافعي. سمعت في سنة سبع وثمانمائة من جدها أبي اليمن، وأجاز لها جماعة.
"كمالية" ابنة الريس محمد بن أبي الخير محمد بن أحمد بن علي بن عبد اللّه المكي. ماتت في صفر سنة اثنتين وثمانين بمكة.
"كمالية" ابنة الرضى محمد بن محمد بن عثمان أم الحسن الطبرية. في الكني.
"كمالية" ابنة محمد بن أبي عبد اللّه محمد بن علي بن أحمد بن عبد العزيز البويري المكي، ولدت في ذي الحجة سنة خمس وثلاثين وثمانمائة.
"كمالية" ابنة النجم محمد بن أبي الخير محمد بن محمد بن فهد أم كمال الهاشمية المكية أخت التقي بن فهد الماضي من الزينين المراغي والطبري وابن سلامة والشهاب المتبولي وابن الجزري والشمس والشامي في آخرين، وأجاز لها أبو اليمن الطبري وعائشة ابنة ابن عبد الهادي وعبد الهادي وعبد القادر الأرموي والمجد اللغوي والعز بن جماعة والشرف ابن الكويك وجماعة، ودخلت القدس والخليل وغزة والرملة ودمشق وقطنتها من أثناء سنة احدى وأربعين إلى أثناء سنة سبع وخمسين فقدمت القاهرة وأقامت بها مدة ثم رجعت إلى دمشق فاستمرت فيه حتى ماتت بعد أن أجازت لنا في يوم الأربعاء حادي عشر ذي الحجة سنة ست وستين، ودفنت بالباب الصغير قريباً من قبر سيدنا بلال الحبشي مؤذن الرسول صلى اللّه عليه وسلم بوصية منها بذلك رحمها اللّه وايانا.
 كمالية" ابنة أبي السعادات محمد بن أبي البركات محمد بن أبي السعود محمد بن حسين بن علي بن أحمد بن عطية بن ظهيرة القرشي المكية، أمها حبشية لأبيها. ماتت في سنة مولدها سنة خمسين.
"كمالية" ابنة الشيخ أبي حامد محمد بن أبي الخير محمد بن أبي السعود محمد ابن ظهيرة القرشي المكي. ماتت بكراً في رمضان سنة سبع وتسعين.
"كمالية" ابنة محمد بن مفتاح بن فطيس القباني ماتت بمكة في رمضان سنة احدى وثمانين.
"كمالية" ابنة محود بن يوسف بن أبي القسم الأنصاري الحنفي الحنيفي. ماتت بالمدينة النبوية في أواخر ذي الحجة سنة احدى وتسعين وجاء الخبر لمكة في أثناء محرم التي تليها.
"كوكب" الحبشية مستولدة السيد بركات بن حسن بن عجلان وأم ولده أبي سعد. ماتت في ربيع الأول سنة احدى وتسعين.

حرف اللام

"لطيفة" ابنة البدر محمد ابن شيخنا الشهاب أبي الفضل أحمد بن علي بن محمد بن محمد بن حجر. ولدت في ذي القعدة سنة ست وثلاثين وثمانمائة، واستجار لها جدها وغيره خلقا، وعاشت حتى تزوجها يوسف بن الشرف يحيى ابن بنت الملكي في حياة جدها وحضرنا معه ي الوليمة قبيل وته بقليل. وماتت شهيدة في رجب سنة أربع وخمسين بعد أن نجحت مع أبويها وزوجها؛ ودفنت بتربة قريبة لتربة صوفية البيبرسية ثم نقلت بعد مدة إلى مدة إلى تربة جوشن عوضها اللّه الجنة.
"لطيفة" ابنة العز محمد بن محمد بن محمد بن محمد بن عثمان بن رسل أم محمد الأماسي - بتخفيف الميم وبالمهملة - الصالحية، ولدت سنة أربع وأربعين وسبعمائة وأحضرت علي ابن الخباز جزاء ابن عرفة وغيره ثم أسمعت على غيره، وحدثت سمع منها الفضلاء كابن موسى والأبي في سنة خمس عشرة، وذكرها شيخنا في معجمه وقال أجازت لابني في سنة خمس عشرة ثم في سنة خمس وعشرين. قلت وماتت بعد ذلك قبل الثلاثين.
"لمياء" ابنة الصدر شمس الدينمحمد بن القزاز زوج الشهاب العقبي. سمعت بقراءة أخي زوجها الزين رضوان علي الجمال عبد اللّه الهيثمي الأول من فوائد الصقلي وأجاز لها جماعة من المتأخرين واستجزتها لأجل اسمها وأظهرت البشر لذلك. ماتت في.
"ليلى" ابنة عمر بن أبي بكر الناشري. تزوجها ابن عمها عبد اللّه بن محمد ابن اسمعيل بن عبد اللّه بن عمر واستولدها محمداً. وماتت في حدود سنة ست عشرة، ذكرها العفيف الناشري في والد زوجها.
"ليلى" ابنة محمود بن طوغان الحلبية، تزوجها شيخنا بحلب في سنة ست وثلاثين وهي ذات ولدين بالغين، وقدمت عليه القاهرة ثم رجعت إلى بلدها ثم عادت فأقامت في عصمته حتى ماتت عنها؛ وتزوجت عدة أزواج ثم ماتت في منتصف رجب سنة احدى وثمانين وقد قاربت الثمانين سامحها اللّه. وهي المشار إليها في قول شيخنا:

رحلت وخلفت الحبـيب بـداره

 

برغمي ولم أجنح إلى غيره ميلاً

أشاغل نفسي بالحديث تـعـلـلا

 

نهاري وفي ليلي أحن إلى ليلي

حرف الميم

"مباركة" ابنة عبد الرحمن بن أبي بكر بن عبد اللّه بم ظهيرة بن أحمد ابن عطية بن ظهيرة وتدعى ست الكرام. ولدت قبل العشرين وثمانمائة، وأمها علماً ابنة الهمام بن محمد بن عبد الرحمن العلوي، أجاز لها سنة ست وثلاثين وثمانمائة جماعة، وتزوجها عمر الريمي وطلقها بعد أن ولدت له فدامت عزباء حتى ماتت في جمادى الآخرة سنة ثمان وثلاثين.
"مباركة" ابنة أبي اليمن محمد بن أحمد بن الرضى ابراهيم الطبرية. هي فاطمة مضت.
"مباركة" ابنة المحب محمد بن الرضي محمد بن الشهاب أحمد بن الرضي إبراهيم، في أم كلثوم.
"مباركة" ابنة الشيخ سيف الدين محمد بن محمد بن عمر بن قطلوبغا الحنفي وتسمى فاطمة ولكنها بمباركة أشهر، وأمها بلقيس ابنة أحمد بن قشقار القردمي. نشأت في كنف أبويها وسمعت على جدتها أم هانئ الهورينية وغيرها ممن كان يجئ إلى الإسماع شريكاً معها، وتزوجت بغير واحد آخرهم المحب الطريني واستولدها. وماتت وقد قاربت الثلاثين ظناً في رجب سنة ست وثمانين فوضع الزوج يده على موجودها له ولأولادها منه وظهرت بركة أبيها في لحاقها به عاجلاً عفا الله عنها ورحمها.
"متى" ابنة فتح خان الهدوي زوج سلطان جانقور "مجيبة" ابنة حسن بن عجلان بن رميثة بن أبي نمى الحسني أخت بركات صاحب الحجاز، ماتت في المحرم سنة خمس وسبعين بمكة، أرخها ابن فهد.
"مرحبا" ابنة محمد بن عمر بن عبد الله الدمياطي أبوها المعروف بابن الكعكي شقيقة شيخنا عبد الرحمن الماضي، أمهما آمنة ابنة الجمال يوسف العجمي، أجاز لها من أجاز لأخيها وماتت قبله في سنة إحدى وستين.
"مرحبا" ابنة الشريف موسى بن محمد بن محمد بن جمعة الأنصاري بن الحنبلي أخت فاطمة وخالة ابن السفاح، جردها البقاعي.
"مريم" ابنة أحمد بن القاضي شمس الدين محمد بن إبراهيم بن إبراهيم بن داود بن حازم أم عيسى الأذرعي ثم المصري الحنفي أخت محمد الماضي. ولدت سنة تسع عشرة وسبعمائة بالقاهرة وكان أصلها من أذرعات فسكن جدها حلب ثم دمشق وولى القضاء بها ثم القاهرة ومات بها سنة اثنتي عشرة وتصدر أبوها بجامع الحاكم وناب في الحكم ومات سنة إحدى وأربعين وسبعمائة؛ وكلاهما في الدرر؛ وعاشت صاحبة الترجمة إلى أن انفردت برواية حديث السلفي بالسماع المتصل فهي آخر من حدث عن الواني والد بوسي بالسماع ومن مسموعها على أولهما صحيح مسلم وعلى ثانيهما في الخليعات وقد سمع من الدبوسي أبو العلاء الفرضي وبين وفاتيهما أعني مريم وأبا العلاء مائة وبضع سنين، أكثر عنها شيخنا وذكرها في معجمه وكذا في أنبائه وقال سمعت الكثير من الواني والدبوسي والقطب الحلبي وناصر الدين بن سمعون وغيرهم، وأجاز لها التقي بن الصائغ وغيره من مسندي مصر والحجاز وغيره من الأئمة بدمشق، خرجت لها معجماً في مجلد وقرأت عليها الكثير من مسموعاتها وأشياء كثيرة بالإجازة وعاشت أربعا وثمانين عاماً، ونعم الشيخة كانت ديانة وصيانة ومحبة في العلم وهي آخر من حدث عن أكثر مشايخها المذكورين ماتت سنة خمس؛ وتبعه المقريزي في عقوده في ذكرها رحمها الله.
"مريم" وتدعى ست القضاة ابنة أحمد بن أبي بكر بن عبد الله بن ظهيرة بن أحمد بن عطية بن ظهيرة القرشي، أمها عائشة ابنة إبراهيم بن أبي بكر القضامي. ولدت سنة ثماني عشرة وثمانمائة؛ وأجاز لها في سنة ست وثلاثين جماعة. وتزوجها عمر بن الرضي أبي بكر بن محمد بن عبد اللطيف بن سالم الزبيدي فولدت له وطلقها. وماتت في رمضان سنة ست وخمسين.
"مريم" ابنة عبد الرحمن بن محمد بن أبي بكر بن عيسى الصحراوية ثم القاهرية ابنة الهرساني وتدعى آسية أخت عبد الصمد ومحمد. أحضرت في الرابعة سنة سبع وتسعين على أبيها والحافظين العراقي والهيثمي الكثير من أبي داود، وتزوجها الشهاب أحمد بن الزين عبادة المالكي، وماتت تحته قريب الستين تخميناً، أجازت لنا.
"مريم" ابنة عطية بن محمد بن أبي الخير محمد بن فهد الهاشمية المكية، ولدت في شعبان سنة ثمان وثلاثين وثمانمائة بمكة، وأجاز لها الزين الزركشي وابن الطحان والعلاء بن بردس والبرهان الحلبي وتزوجها جماعة، وماتت في رمضان سنة خمس وسبعين بمكة عفا الله عنها. "مريم" ابنة علي بن عبد الرحمن هي أم هانئ الهورينية. في الكنى.
"مريم" ابنة علي بن أبي القسم بن محمد بن حسين اليمني ويعرف أبوها وكان من أئمة الزيدية بابن الشقيف، ماتت بمكة في المحرم سنة اثنتين وخمسين.
"مريم" ابنة الكمال أبي الفضل بن أبي الفرج محمد بن أبي بكر بن الحسين المراغي المدينة أخت عبد الحفيظ وأم الحسين، ممن سمعت مني بالمدينة.
"مريم" ابنة المقرئ أبي القسم بن أحمد بن عبد الصمد أم محمد الأنصاري الخزرجي اليماني والده شمامة ابنة الضياء، أجاز لها في سنة إحدى وسبعين فما بعدها، إبراهيم بن اسحق الأمدي والشهاب الأذرعي والأسنوي وأبو البقاء السبكي وابن القاري والعز بن الكويك وغيرهم، وكانت تقرأ وتكتب روى عنها التقي بن فهد وذكرها في معجمه، وكانت تزوجت بالشهاب بن الضياء قديماً وولدت له عدة ومات عنها، ماتت في ربيع الآخر سنة ست وعشرين بمكة، ودفنت بالمعلاة وكذا ذكرها الفاسي وتردد في شهر وفاتها بين هذا أو جمادى الأولى.
"مريم" ابنة أبي اليمن محمد بن أحمد بن الرضي إبراهيم بن محمد بن إبراهيم الطبري المكية، أمها حبشية لأبيها.
 
 مريم" ابنة المتوكل على الله محمد بن المعتصم بالله أبي بكر بن المستكفي بالله سليمان بن الحاكم بأمر الله العباسي أخت الخلفاء الأخوة الأربعة الذين آخرهم المستنجد بالله يوسف وكانت مختصة بزوجة العلمي البلقيني كراي ابنة ابن باشا ولذا رغبت أخاها في التزويج بابنتها ألف وائتلفت معها أيضاً بحيث أنها لما ماتت طلقها أخوها وكانت وفاتها في.
"مريم" ابنة أبي الخير محمد بن عبد القوي، سمعت في رجب سنة ثلاث وعشرين علي ابن الجزري أحاسن المنن له، وتزوجها جماعة ثالثهم البدر حسين بن محمد بن حسن العليف فولدت له علياً وأحمد وخديجة وزينب، وماتت في جمادى الأولى سنة ستين بمكة.
"مريم" ابنة الجمال أبي راجح محمد بن علي بن محمد بن إدريس العبدري الشيبي الحجبي المكي أخت عمر الشيبي، ماتت في ليلة الأربعاء سابع ذي الحجة سنة خمس وثمانين ودفنت من الغد بالمعلاة عند قبور أسلافها رحمها الله.
"مريم" ابنة الدين محمد بن سعد الدين محمد الحسني الإيجي أم الصفي عبد الرحمن الإيجي وأخوته، وأظنها من ذاك القرن فيحقق.
"مريم" ابنة ياقوت الحبشي عتيق العماد يحيى بن فهد الماضية أختها فاطمة ولدت في جمادىالآخرة سنة تسع أو سبع وثمانمائة بمكة، وماتت بها في شعبان سن تسع وعشرين، أرخها ابن فهد.
"مصباح" ابنة أحمد بن حسن بن عجلان بن رميثة بن أبي نمي الحسني هكذا جمع بينها وبين التي تليها ابن فهد فيحرر.
"مصباح" ابنة أحمد بن بن عجلان بن رميثة بن أبي نمي الحسني، ماتت في شوال سنة خمس وخمسين بمكة.
"مصباح" ابنة حسن بن عجلان الحسني أخت بركات وابنة عم التي قبلها ماتت في المحرم سنة إحدى وخمسين بمكة.
"مصباح" ابنة سليمان بن جار الله بن رائد، تزوجها ابن عمها عطية بن أحمد بن جار الله فولدت له، وماتت في ربيع الآخر سنة أربع وستين.
"مصباح" ابنة عبد الله بن جار الله بن زائد ابنة عم الأولى، ماتت تحته هدم في صفر سنة ستين بمكة، أرخهم ابن فهد.
"مغل" ابنة الخطيب العز محمد بن الخطيب الشمس عبد الرحمن بن العز محمد بن سليمان بن حمزة المقدسية الصالحية ثم القاهرية، أحضرت في الثالثة في ربيع الآخر سنة اثنتين وتسعين وسبعمائة وبعدها علي ناصر الدين محمد بن محمد بن داود بن حمزة ومن ذلك وهي في الرابعة نسخة فليج بما معها، وحدثت وقدمت القاهرة فقطنتها حتى ماتت في.
"مغل" ابنة محمد بن محمد بن عثمان خوند الكبري ابنة القاضي ناصر الدين بن البارزي شقيقة الكمال محمد، ولدت في رمضان سنة ثلاث وثمانمائة عقب انجفالهم من اللنك في مصر العتيقة بدار عبد الرحمن السمسار التي مع الكمال المحيريق الآن، وكانت بديعة في الجمال فتزوجها ابن الشهاب محمود لكنه مات قبل الدخول بها فتزوجها العلم داود بن الكويز بكراً على رغم من والدها لكون المؤيد هو الآمر بذلك، ثم تزوجها الظاهر جمقمق في أوائل الدولة الأشرفية وكان شاهد العقد القاياتي والشهاب بن هشام وولدت له خديجة وغيرها وحظيت عنده جداً ثم انهبطت بعد ما تسلطن وفارقها، واستمرت على رياستها وجلالتها حتى ماتت بعد أن حجت مراراً آخرها في سنة إحدى وسبعين في الركب الرجبي وتصدقت في الحرمين الشريفين بثلاثة آلاف دينار بل أرسلت في مرض موتها صحبة الخواجا الشمس بن الزمن ثلثمائة دينار ليفرقها على فقرائهما سوى ما فعلته من القرب في حجها وأوصت بفعله بعد موتها وكذا زارت بيت المقدس، كل ذلك مع متين الديانة والرياسة الوافرة، ماتت بعد أن أثكلت ابنتها المشار إليها في يوم الثلاثاء خامس ذي القعدة سنة ست وسبعين وصلى عليها في سبيل المؤمني شهدها السلطان فمن دونه ودفنت بحوشهم بجوار ضريح إمامنا الشافعي ولم يبق في الخوندات من يوازيها أصلاً وديانة وحشمة وكرماً عفا الله عنها ورحمها.
"مكية" ابنة علي بن عبد العزيز بن عبد الكافي الدقوقي أخت عائشة الماضية، تزوجها يحيى بن أحمد الشيبي فولدت له بنتاً ثم طلقها فتزوجها يحيى بن عبد الرحمن بن فهد فولدت عبد القادر ومات عنها فتأيمت بعده حتى ماتت ذكرها ابن فهد.
"مكية" ابنة عيسى. في آمنة.
"ملاح" مستولدة السيد حسن بن عجلان أم ولديه، إبراهيم وإدريس ماتت في جمادى الآخرة سنة اثنتين وأربعين بمكة.
 "ملكباي" الأشرفية برسباي أم ولده محمد، تزوجها بعده قريبه قرقماش الجلب رأس نوبة النوب، وماتت تحته في رجب سنة ستين ولهج العامة بإرسال ابنها المشار إليه إلى أخيه العزيز باسكندرية فما أظنه اتفق.
"ملكة" ابنة الشرف عبد الله بن العز إبراهيم بن عبد الله بن أبي عمر المقدسية ثم الصالحية، ولدت سنة نيف وعشرين وسبعمائة وأحضرت عند الحجار ومحمد بن الفخر بن البخاري وأسمعت علي ابن الرضي وزينب ابنة الكمال ومما سمعته عليها موافقاتها، وأجاز لها أبو محمد بن عساكر ويحيى بن سعد واسحق الآمدي وابن الشيرازي وآخرون، وحدثت بالكثير سمعه منها الفضلاء، وذكرها شيخنا في معجمه فقال أجازت لي، وماتت قبل دخولي دمشق بأربعة أشهر في جمادى الأولى سنة اثنتين وقد جازت الثمانين، وذكرها في أنبائه أيضاً وتبعه المقريزي في عقوده.
"منصورة" ابنة المحب أحمد بن الجمال محمد بن عبد الله بن ظهيرة بن أحمد بن عطية بن ظهيرة أم مروان القرشي المكية، وأمها الشريفة كمالية ابنة عبد الرحمن الفاسي، ولدت في ذي الحجة سنة تسع عشرة وثمانمائة بودان بين الحرمين وأمها متوجهة للزيارة النبوية، وأجاز لها جماعة منهم ابن سلامة وابن طولغوبا وابن الجزري.
"منصورة" ابنة المحب أحمد بن أبي السعادات محمد بن أبي البركات محمد بن أبي السعود محمد بن حسين بن محمد بن أحمد بن عطية بن ظهيرة، ماتت في رجب سنة اثنتين وستين بمكة.
"منصورة" ابنة عبد الله بن التقي محمد بن أحمد بن قاسم أم منصور العمري الحرازي المكي المالكي، أجاز لها في سنة خمس وتسعين فما بعدها التنوخي وابن العلائي وابن الذهبي وابن منيع وابن قوام وابن أبي المجد وآخرون أجازت لنا، وماتت في عشري رمضان سنة سبع وخمسين بمكة رحمها الله.
"منصورة" ابنة عبد الرحمن بن أبي بكر بن عبد الله بن ظهيرة بن أحمد بن عطية بن ظهيرة أم الغيث القرشية المكية، أمها علماً ابنة المحب بن ظهيرة، ولدت في شوال سنة تسع وثلاثين وثمانمائة بمكة وسمعت علي أبي الفتح المراغي، وأجاز لها جماعة منهم أبو جعفر بن العجمي، وتزوجها ابن خالتها المحب محمد بن أبي حامد بن ظهيرة ثم طلقها فتزوجت ابن عمها المحب أحمد بن عبد الحي، وماتت في صفر سنة تسع وخمسين.
"منصورة" ابنة أبي القسم بن أبي العباس أحمد بن محمد بن عبد الله بن عبد المعطي الأنصاري شقيقة القاضي عبد القادر وأم الخير؛ أمهم أم الحسين سعادة ابنة عبد الملك بن محمد بن عبد الملك بن عبد الله المرجاني، تزوجها أبو حامد بن الضياء فولدت له أبا بكر وعمر، وماتت بمكة في ربيع الأول سنة ست وأربعين.
"مهجا" ابنة المحب محمد بن محمد بن محمد القاياتي سبطة التاج البلقيني وشقيقة سعادات، أمهما بلقيس، ولدت سنة خمس وثلاثين وثمانمائة بمصر القديمة، وتزوجها عبد الكريم خليفة المقام الأحمدي ثم نور الدين بن الجريش ثم أحمد أحد بني أبي الرداد أمناء النيل ثم جماعة كقريبها بن أبي الفتح بن القاياتي الأكبر وأظن أبا الفضل بن أبي الوفا تزوجها وتعطلت بحيث تزوجت بالنور بن المصلبة وحجت.
"مهجا" ابنة سيف الدين موسى قريبة للوالدة ووالدة أم الفضل ابنة الحاج محمد زوج عبد القادر الزائر المحرقي، حجت وماتت بالجسر المنتزه الشهير في منتصف ربيع الثاني سنة سبع وسبعين ودفنت بتربة المحرقي بالباب الجديد للمصاهرة المشار إليها وأظنها زاحمت السبعين رحمها الله.
"موزة" ابنة بركات بن حسن بن عجلان ماتت بمكة في جمادى الثانية سنة سبع وسبعين، "موفقية" ابنة أحمد بن محمد بن محمد بن أحمد الطبرية في خديجة.
"مؤنسة خاتون" المدعوة فاطمة ابنة المحدث الشمس محمد بن علي بن محمد بن علي بن ضرغام بن علي بن بن عبد الكافي البكري الغضائري المكي الحنفي الماضي أبوها ويعرف بابن سكربضم المهملة وتشديد الكاف وهو لقب علي الثاني من آبائه، ولدت في سنة تسع وسبعمائة وأسمعت الكثير من أبيها والنشاوي وابن صديق، وأجاز لها الحافظ الزين بن رجب والبرهان القيراطي الشاعر ومحمود بن الشريشي ومحمد بن عمر بن محمد بن موسى بن النعمان وابن الذهبي وابن العلائي ومن لا يحصى كثرة، وحدثت باليسير أجازت لنا، وكانت خيرة صالحة، ماتت في ضحى يوم الجمعة سابع عشر ربيع الأول سنة إحدى وخمسين بمكة رحمها الله وإيانا.
 مي" ابنة يوسف بن محمد بن صالح أم اسمعيل ابنة الجمال القرشي النابلسي المقدسي الصالحي الشافعي حفيدة ابنة عمة شيخنا التقي أبي بكر القلقشندي ولدت في يوم الاثنين ثاني ربيع الآخر سنة أربع وتسعين وسبعمائة وأحضرت في الثانية في جمادى الثانية سنة خمس وتسعين على أبي العباس أحمد بن محمد بن أحمد بن عبد النور البوريني الحمامي جزءاً أخرجه محمد بن سعد المقدسي من حديث عبد الله بن العفيف محمد بن يوسف النابلسي بسماعه له منه بقراءة مخرجة قرأته عليها وماتت في ذي القعدة سنة ست وستين، وأرخها بعضهم سنة سبع رحمها اللّه وإيانا.

حرف النون

"ناقشة" ابنة عبد اللّه زوج الصارم ابراهيم بن أحمد فقيه الأمير اينال باي نزيلة ساقية مكة بقرب مدينة الجيزة. جردها البقاعي.
"نجلة" والدة أحمد ومحمد ابني علي اليافعي الخراز. ماتت في شعبان سنة ثلاث وأربعين بمكة. أرخها ابن فهد.
"نسيم" وتكني أم الحسن ابنة أبي اليمن محمد بن أحمد بن الرضى ابراهيم الطبري المكي. أمها أم هانىء ابنة أبي العباس بن عبد المعطي. سمعت من أبيها، وتزوجها أعجمي فاضل يقال له سعد الدين فولدت له ثم طلقها فتزوجها العفيف عبد اللّه بن محمد بن علي العجمي وولدت له أولاداً. وماتت في عصمته في جمادى الأولى سنة سبع وعشرين بمكة ودفنت بالمعلاة. ذكرها الفاسي قال وهي أختي من الرضاع وفيها خير ولم يلبث زوجها أن مات رحمها اللّه.
"نسيم" الحبشية عتيقة خديجة ابنة صالح بن أبي المنصور الشيباني وتعرف بالجنيدية لسكنها جوار زاوية الجنيد بمكة، ربتها سيدتها صغيرة فنشأت في عز ورفاهية ثم لم يكن يفتر لسانها عن ذكر الله، ماتت بمكة في ذي الحجة سنة تسع وخمسين وكانت صديقة لأم بني ابن فهد وأثنى عليها ابنها النجم.
"نشوان" وتسمى أيضاً سودة لكنه هجر حتى صارت لا تعرف إلا بهذا ابنة الجمال عبد الله بن العلاء علي بن محمد بن علي بن عبد الله بن أبي الفتح الكناني العسقلاني القاهري الحنبلي أخت أحمد وألف الماضيين، أجاز لها في استدعاء مؤرخ بذي الحجة سنة ثلاث وتسعين جماعة منهم إبراهيم بن أبي بكر بن عمر بن السلار الراوي بالإجازة عن الدمياطي ورسلان بن أحمد الذهبي وناصر الدين محمد بن العز محمد بن داود بن حمزة المقدسي وعبد الرحمن بن أحمد بن المقداد القيسي وسمعت بعد ذلك على أبيها وحدثت لا سيما بأخرة لتفردها بالتوصل إلى الدمياطي بواسطة واحدة وسمع منها الأكابر حملت عنها أشياء وكانت قد تعلمت الخط في صغرها، وتزوجها ابن عمها أمين الدين بن يحيى وحجت معه بعد العشرين وجاورت ثم حجت بعد موته مع خوند البارزية وكان لها مزيد اختصاص ولها عندها بل وعند غيرها من الرؤساء وجاهة لما اشتملت عليه من الدين والتدبير والعقل وعلو الهمة والكرم والمحاسن الجمة مع الأصل بحيث أن قريبها قاضي الحنابلة العز الكناني لم يكن يقوم لمن يدخل عليه بيته من النساء غيرها وحمد الطلبة محبتها فيهم وصبرها عليهم واستمرت على جلالتها حتى ماتت في ليلة الثلاثاء تاسع عشري رجب سنة ثمانين وصلى عليها من الغد ودفنت بحوش الحنابلة وأثنى عليها أخيراً رحمها الله وإيانا.
"نصيرة" ابنة الشريف مبارك بن رميثة بن أبي نمي الحسنية المكية، كانت زوجاً للشريف عنان بن مغامس بن رميثة وولدت له فاطمة، وكانت ذات خير ودين وعبادة، ماتت بمكة بعد الحج في آخر سنة اثنتي عشرة.
"نعمة" ابنة المحب محمد بن الرضي محمد بن المحب محمد بن الشهاب أحمد بن الرضي إبراهيم بن محمد بن إبراهيم الطبري المكي ويقال لها الست نعمة، ولدت في ربيع الآخر سنة تسع وخمسين وثمانمائة.
"نعيمة" ابنة الشيخ عبد الكبير بن عبد الله بن محمد بن أحمد الأنصاري الحضرمي، ماتت في المحرم سنة خمس وتسعين ودفنت عند أبيها بالشبيكة.
"نفيسة" ابنة محمد بن محمد بن أبي الخير محمد بن فهد الهاشمي المكية أم البنين، في الكنى.
"نفيسة" ابنة الأمير ناصر الدين بك بن دلغادر زوج الظاهر جمقمق، تزوجها الأتابك جانبك الصوفي حين شاقق الأشرف وقدم على أبيها بلاده ووافقه على المشاققة واستولدها بنتاً ثم فارقها وطلبها السلطان بعد ذلك فقدم بها أبوها عليه في سنة ثلاث وأربعين ومعها ابنتها المشار إليها فتزوجها واستمرت عنده حتى ماتت بالطاعون في صفر سنة ثلاث وخمسين وشهد الصلاة عليها.
 نور الصباح" الحبشية مولاة الجمالي أبي السعود بن ظهيرة وأم عدة من أولاده، ماتت في آخر يوم الإثنين خامس عشري شعبان سنة ثلاث وتسعين وسيدها حينئذ بأرض خالد من وادي مر كان سافر إليها أول الشهر فصلى عليها بعد صلاة الصبح عند باب الكعبة ثم دفنت في تربتهم من المعلاة.
"نور الصباح" الحبشية المكية فتاة عبد الغني القبابي وأم ولديه عبد القادر وزينب ماتت بمكة في منتصف ربيع الثاني سنة خمس وتسعين بعد وجع جمعة في غيبة ولدها.
"نور الصباح" الحبشية إحدى سراري الكمالي أبي البركات بن ظهيرة ثم تزوج ابن أخيه الجمالي أبي السعود، ماتت في رابع شعبان سنة ثمان وتسعين بمكة.
"نور الصباح" الحبشية مستولدة علي بن الظاهر، ماتت بمكة في رمضان سنة ثمان وتسعين.

حرف الهاء

"هاجر" ابنة البدر حسين بن علي بن سبع البوصيري الماضي أبوها، ذكرها التقي بن فهد في معجمه وبيض لها.
"هاجر" ابنة الجمال عبد الواحد الويشي - نسبة لويش الحجر - القاهري جدتي أم الوالدة، كانت خيرة مباركة سليمة الفطرة راغبة في الخير مقبلة على الأرامل قانعة باليسير حجت عشر حجج وجاورت في كثير منها مع زوجها الجد ولم تتزوج غيره ثم مع ولدها أبي الحسن ثم معي ثم بمفردها وأثكلت عدة أولاد وسافر ولدها المشار إليه إلى الهند فانقطع خبره ولم تزل أسيفة على فقده حتى ماتت في سنة سبع وستين وأظنها جازت السبعين رحمها الله وعوضها الجنة.
"هاجر" ابنة العلاء علي بن محمد بن سعد بن محمد الحلبية ابنة ابن خطيب الناصرية، أجاز لها جماعة منهم عائشة ابنة عبد الهادي وحدثت بأخرة سمع منها العز بن فهد وغيره بعيد السبعين، أجازت لنا.
"هاجر" وتسمى عزيزة - لكنه هجر - ابنة محمد بن محمد بن أبي بكر بن عبد العزيز بن محمد بن إبراهيم بن علي بن أبي الطاعة المكثرة أم الفضل ابنة المحدث الشرف أبي الفضل القدسي الأصل القاهري الشافعي الماضي، ولدت في ربيع الأول سنة تسعين وسبعمائة بعد وفاة أخت لها كانت تسمى باسمها ولذا ميزت هذه بالاسم الثاني، اعتنى بها أبوها فأحضرها وأسمعها الكثير جداً من عوالي الأجزاء والمشيخات والأربعينات والفوائد والكتب ولكن غاب عنا حصره وحصلت منه بالتتبع جملة وصارت بأخرة أسند أهل عصرها وتزاحم عليها الطلبة وكنت ممن حمل عنها قديماً أشياء قليلة استغناءً عنها خصوصاً وقد كانت على نمط كثير من العجائز في عدم التحجب ونحوه ثم حسن حالها وقرأت عليها سائر ما وقفت عليه لأجل الولد وغيره، ولشدة فاقتها لم تكن تمتنع من تناول ما ترتفق به في معيشتها بل ربما طلبت المزيد، ومن شيوخها بالسماع أو الحضور التنوخي والأمدي والأنباسي والشهاب بن الكشك وابن المنفر والسويداوي والولي العراقي وأبوه الزين وابن بنين والمجد اسمعيل الحنفي والزين المراغي والشرف أبو بكر بن جماعة والزين أبو بكر النشائي وسارة ابنة السبكي وستيتة ابنة ابن غالي وابن الشيخة وابن الفصيح والحلاوي والجمال بن مغلطاوي والصردي والهيثمي وابن أبي المجد والبلقيني وابن الملقن والكومي وفاطمة ابنة عمر المدينة والصدر المناوي والشمس الأذرعي وأبو علي المطرز والشمس الكفر بطناوي ومحمد بن حيان بن أبي حيان وابن الميلق وعزيز الدين المليجي والشمس إمام الصرغتمشية ووالدها والشرف بن الكويك والصلاح الزفتاوي والغماري والتاج المليجي ومريم الأذرعية وناصر الدين الكناني، وبالإجازة ابن صديق وجلال الخجندي وابن رزين والبهاء عبد الله الدماميني والعلاء بن السبع والشمس العسقلاني والتقي بن حاتم والعز بن الكويك والبدر بن أبي البقاء والغياث العاقولي والصلاح البلبيسي وابن يس الجزولي اللغوي ونافع الفيشي وخلق من أماكن شتى وقد يكون لها سماع أو حضور من بعضهم، ماتت في سادس المحرم سنة أربع وسبعين بالبيمارستان المنصوري رحمها الله وعفا عنها.
 هاجر" ابنة منكلي بغا الشمس الماضي أبوها وأمها خوند فاطمة ابنة الأشرف شعبان بن حسين بن قلاوون، تزوجها الظاهر برقوق ومات عنها وصارت إحدى الخوندات وسكنت بأخرة بخط الكعكيين من القاهرة حتى ماتت بالطاعون في رجب سنة ثلاث وثلاثين وليست بآخر زوجات الظاهر كما قال المقريزي بل تأخر عنها جماعة منهن خوند حاج آل ملك التي تزوجها والد يوسف بن تغري برد، "هاجر" ابنة قاضي الفيوم محب الدين بن كريم الدين القرشي العقيلي وتدعى فائدة، سلفت في الفاء.
"هدية" ابنة عبد القاجر بن يحيى بن عبد الرحمن بن فهد الهاشمي المكية ماتت ابنة ثلاثة أشهر في صفر سنة خمس وستين بمكة.
"هدية" ابنة عطية بن أحمد بن جار الله بن زائد، تزوجها عوض بن موسى البزاز فولدت له محمداً، ماتت في ذي الحجة سنة ثمان وخمسين بمكة، أرخها ابن فهد.
"هدية" ابنة محمد بن أبي الخير محمد بن فهد الهاشمي المكية، أحضرت في الرابعة في رمضان سنة خمس وثمانمائة على ابن صديق وسمعت من الشريف عبد الرحمن الفاسي والجمال بن ظهيرة وابن سلامة؛ وأجاز لها جماعة، وماتت قبل البلوغ في صفر سنة تسع بمكة.
"هدية" - بضم ثم تخفيف ثم تشديد - ابنة العفيف عبد الله بن أحمد بن حسن أم الهدى ابنة ابن الزين القسطلاني المكية، تزوجها ابن عمها نور الدين علي بن محمد بن الزين واستولدها زينب الماضية، أجاز لها في سنة خمس وتسعين فما بعدها إبراهيم بن أحمد بن عبد الهادي وفاطمة ابنة ابن المنجا وعمر البالسي وآخرون أجازت لنا، وكانت مباركة خيرة، ماتت في صفر سنة ستين عن قرب السبعين.
"هندة" وتدعى هند ابنة ناصر الدين محمد بن الشيخ أبي الحسن بن محمد بن الركن إبراهيم بن عبد الله بن يوسف الأرموي الصالحي، أحضرت في الرابعة سنة ست وخمسين وسبعمائة على ست العرب حفيدة الفخر بن البخاري المجلس الحادي والستين من أمالي الحسين بن هرون الضبي والثالث من حديث أبي روق الهزاني ومسلسلات الإبراهيمي، وأجاز لها في سنة سبع وخمسين أحمد بن عبد الرحمن المرداوي وابن قيم الضبائية والأعزازي والبياني وعمر بن عثمان بن سالم بن خلف وإبراهيم بن القوس ومحمد بن موسى الشيرجي ومحمود المنيحي والصفدي وابن كثير والقلانسي والعز بن جماعة والموفق الحنبلي ومظفر العطار في آخرين، وحدثت سمع منها الفضلاء كابن موسى والموفق الأبي في سنة خمس عشرة، وذكرها شيخنا في معجمه وقال أجازت في استدعاء ابنتي رابعة، ماتت.

حرف الواو

"وردشاه" العلمية بن الجيعان وكانت جل حظاياه، ماتت في ليلة الخميس حادي عشر صفر سنة إحدى وتسعين.
"وزراء" ابنة الشرف موسى بن مخاطة سبطة العلمي شاكر بن الجيعان وزوج حفيده الشرفي يحيى بن الجيعان وأم أولاده، كانت مفرطة السمن عزيزة أهلها وأقاربها ولبنيها ثم البر بها ممن حجت وزارت وتوسل بها في مآرب. وماتت في ذي الحجة سنة ثمان وتسعين.
"وزيرة" ابنة محمد بن عمر المعمرة ابنة الشمس بن الكمال بن العجمي الحلبي، عمرت وماتت بعد سنة ست وثلاثين.

حرف الياء الأخيرة

"يهب الله" أم محمد الحبشية المكية مستولدة التقي بن فهد الهاشمي المكي. قدمت مكة في أثناء سنة ست عشرة ولها نحو عشر سنين فأسمعها سيدها علي بن الجزري وابن سلامة وآخرين، وأجاز لها جماعة من أماكن شتى أجازت لي، وماتت في ليلة الأحد مستهل رجب سنة إحدى وثمانين بمكة، وكانت خيرة مباركة كثيرة التهجد.

كتاب الكنى من النساء

حرف الهمزة

"أم أبيها" هي فاطمة ابنة محمد بن محمد بن محمد بن فهد.
"أم أبي السعود" بن الشيخ مدين، ماتت في ليلة عاشر المحرم سنة أربع وثمانين ودفنت بفسقية داخل الزاوية عند زوجها وما حمد العقلاء هذا مع أنها كانت خيرة محبة في الخير ولفقراء الزاوية ونحوهم محسنة حجت مع الرجبية وغيرها وهي خالة أبي الخير القليوبي رحمها الله وإيانا. "أم أحمد" هي صفية ابنة ياقوت.
"أم أحمد" مولاة الشهاب بن محمود الحريري، ماتت في جمادى الثانية سنة ست وثمانين وكان لا بأس بها. حجت وجاورت مع زوجها مولى ابن النبيه.
"أم أصيل" هي فاطمة ابنة عبد الرحمن بن عمر بن رسلان البلقيني.
 أم الأمان" ابنة عبد السلام بن موسى بن أبي بكر المكي الزمزمي تزوجها علي بن يوسف البزاز وأولادها محمداً الماضيين وكانت ممن يتعانى عمل الأكحال للأجر بحيث تقصد فيها، ماتت في رجب سنة اثنتين وثمانين بمكة.
"أم الأمان" ابنة محمد بن أحمد بن حسن بن الزين محمد بن الأمين محمد القسطلاني هي فاطمة، "أم الأمان" أخرى هي أيضاً فاطمة ابنة محمد بن أحمد بن الرضي إبراهيم الطبري.
"أم الأمان" ثالثة ابنة محمد الحجازي العطار أخت عبد اللطيف وعبد العزيز الشاهدين، ماتت بمكة في ليلة الثلاثاء ثامن عشر ذي الحجة سنة اثنتين وتسعين.

حرف الباء الموحدة

"أم البنين" واسمها ست العرب نفيسة ابنة التقي محمد بن محمد بن أبي الخير بن فهد الهاشمية شقيقة النجم بن فهد وأخوته، ولدت في صفر سنة ثلاث وعشرين وثمانمائة بمكة وماتت بها صغيرة في ربيع الأول سنة ثلاثين.

حرف التاء المثناة

"أم تاج الدين" بن المقسي، في بلقيس ابنة محمد.

حرف الجيم

"أم الجمالي" ناظر الخاص وأخيه وهي ابنة الصاحب تاج الدين عبد الرزاق بن سعد الدين إبراهيم بن الهيصم من بيت شهير ويقال اسمها سادة بالسين والدال المهملتين، ماتت عن سن عالية في ليلة السبت سابع شعبان سنة أربع وثمانين وهرع القضاة فمن دونهم للصلاة عليها ثم دفنت بتربة ابنها، وكانت تذكر بشيء كثير بحيث صودرت على قدر لا أحصره وما أظنها مع ما كانت فيه من العز بولدها حجت فالله أعلم.

حرف الحاء المهملة

"أم حبيبة" ابنة أحمد بن احمد بن ابراهيم بن أحمد بن أحمد بن أبي بكر بن عبد الوهاب المرشدي، تزوجها الشيخ محمد الجزولي فولدت له. وماتت في جمادى الأولى سنة سبع وستين بمكة. أرخها ابن فهد "أم حبيبة" هي زينب ابنة أحمد بن محمد بن موسى.
"أم حبيبة" ابنة علي بن محمد بن عمر الفاكهي ولدت تقريباً سنة أربع عشرة وأمها زينب ابنة ابراهيم الرشدي أحضرت علي الزين أبي بكر المراغي وتزوجها جماعة منهم أبو البركات بن أحمد بن الزين فولدت له جملة، وماتت في شوال سنة اثنتين وستين بمكة.
"أم حبيبة" ابنة الكمال محمد بن موسى الدميري، أجاز لها في سنة سبع وتسعين وسبعمائة أبو الخير بن العلائي وأبو هريرة بن الذهبي وابن أبي المجد وآخرون؛ تزوجها الجمال محمد بن إبراهيم المرشدي فأولدها أبا الفضائل محمداً وعبد الرحمن وعائشة، وماتت بمكة في ربيع الآخر سنة تسع.
"أم الحسان" ابنة عبد الحي القيوم بن أبي بكر بن عبد الله بن ظهيرة بن أحمد بن عطية بن ظهيرة القرشي المكية، أمها زبيدية أجاز لها في سنة ست وثلاثين وثمانمائة جماعة.
"أم الحسن" ابنة أحمد بن أبي بكر بن عبد الله بن ظهيرة بن أحمد بن عطية بن ظهيرة ابنة عم التي قبلها بل أختها لأمها، ولدت سنة اثنتين وعشرين وثمانمائة وأجاز لها في سنة ست وثلاثين جماعة.
"أم الحسن" ابنة أحمد بن عيسى بن محمد بن عبد الله بن سعيد بن عامر بن جابر المذحجي اليمني الأصل الطائفي المالكي نزيلة العبلا ومن وادي لية وأخت عبد العزيز ومحمد وأم الخير، وتعرف ببنت ابن مكينة، ولدت في حدود سنة خمس عشرة وثمانمائة بقرية المليسا بضم الميم ثم مهملة مصغر ممدوداً، وأجاز لها ولأخوتها من في ترجمة محمد منهم وكذا أجاز لهم ابن سلامة والتقي الفاسي وغيرهما، ولقيها البقاعي فشافهته بالإجازة.
"أم الحسن" وتسمى سعيدة ابنة أحمد بن الكمال أبي الفضل محمد بن أحمد بن عبد العزيز النويري، أجاز لها في سنة سبع وتسعين وسبعمائة العراقي والهيثمي وابن الملقن وبعدها ابن الذهبي والتنوخي وابن الشيخة، وكانت حية في سنة ست وثلاثين.
 أم الحسن" ابنة أبي العباس أحمد بن محمد بن عبد المعطي بن محمد بن عبد المعطي الأنصارية الخزرجية المكية، ولدت في سنة أربع وأربعين وسبعمائة أو التي بعدها وسمعت من زينب ابنة أحمد بن ميمون التونسي بلدانيات السلفي وأجاز لها العلائي والعز بن جماعة وسالم المؤذن وغيرهم، وتزوجها المحب محمد بن أحمد بن الرضي الطبري وولدت له عدة منهم الرضي محمد وأم الحسين وفارقها فتزوجها والد التقي الفاسي وولدت له أم هانئ وطائفة ث فارقها في سنة ثمانمائة وتأيمت حتى ماتت بمكة بعد أن أثكلت جميع بينها وعظم ألمها بذلك في سنة أربع وعشرين ودفنت بالمعلاة، ذكرها الفاسي قال وفيها خير، وأوردها التقي بن فهد في معجمه وهو الذي أفاد ذكر سماعها وإجازتها رحمها الله.
"أم الحسن" ابنة المحب أحمد بن أبي السعادات محمد بن محمد بن محمد بن حسين بن علي بن أحمد بن عطية بن ظهيرة القرشي شقيقة أبي اليمن محمد وكمالية، ولدت في المحرم سنة أربع وخمسين؛ وأجاز لها جماعة منهم الجمال عبد الله بن محمد بن جماعة والتقي أبو بكر القلقشندي، وتزوجها ابن عمها أبو المكارم بن الرافعي واستولدها عدة.
"أم الحسن" ابنة أبي بكر بن عبد الله بن ظهيرة بن أحمد بن عطية بن ظهيرة القرشي وتسمى ست اليمن؛ أمها حسان ابنة راجح بن حسان الكناني من حلي ابن يعقوب، أجاز لها أبوها ومن أجاز لأختها خديجة في سنة خمس، وتزوجها ابن عمها المحب أحمد بن الجمال بن ظهيرة فولدت له المحمدين أبا الفضل وأبا بكر ومولده سنة ثلاث عشرة وأولهما سنة أربع عشرة.
"أم الحسن" ابنة الغرس خليل بن أحمد بن جمعة الحسيني - أصلها سكنا - ثم القاهري شقيقة الشمس محمد الماضي وأبوهما، ولدت في سنة عشر وثمانمائة، وتزوجها ابن عمها أبو السعود إبراهيم بن الشهاب الحسيني ثم غيره ولم تكن محظوظة من الأزواج، وممن تزوجها المحب بن سالم نزيل دمشق الآن، ماتت بعد أن أوصت بالحج عنها في ليلة الثلاثاء سادس عشري ربيع الآخر سنة ثمانين وصلى عليها من الغد بجامع الزاهد في طائفة حسنة ودفنت بالحوش المجاور لضريح صاحب الجامع رحمها الله وعوضها الجنة.
"أم الحسن" ابنة أبي الخير بن محمد بن أبي الخير الريس المكي، ماتت قبل أن تتزوج في صفر سنة اثنتين وثمانين.
"أم الحسن" ابنة عبد اللطيف بن موسى بن عميرة بن موسى القرشي المخزومي المكي اليبناوي أخت أم الخير الآتية، ولدت في ذي القعدة سنة ثلاث؛ وتزوجها ابن عمها علي بن محمد بن موسى وماتت عنده وكان موته هو في صفر سنة تسع وثلاثين فاستفدنا أن وفاتها قبل ذلك.
"أم الحسن" ابنة عبد الله بن أبي بكر بن عبد الله بن ظهيرة بن أحمد بن عطية بن ظهيرة القرشي المكية أمها زبيدية.
"أم الحسن" ابنة علي بن يوسف المعروف والدها بالمطرز وهي بابنة المطرز، ماتت في ربيع الأول سنة ثمان وسبعين بمكة.
"أم الحسن" ابنة الجمال محمد بن إبراهيم المرشدي المكي، ماتت بالقاهرة في طاعون سنة سبع وتسعين. "أم الحسن" وتلقب نسيم ابنة أبي اليمن محمد بن أحمد بن الرضي إبراهيم بن محمد بن إبراهيم الطبري، في نسيم.
"أم الحسن" ابنة المحب محمد بن الشهاب أحمد بن الرضي إبراهيم بن محمد بن إبراهيم الطبري المكية، أمها أم الحسن ابنة أبي العباس بن عبد المعطي، أجاز لها في جملة أخوتها سنة إحدى وسبعين وسبعمائة النشاوري والجمال الأميوطي والكمال بن حبيب وآخرون، ماتت في جمادى الأولى سنة خمس عشرة بمكة.
"أم الحسن" ابنة محمد الطويل بن عبد الكريم بن محمد بن أحمد بن عطية بن ظهيرة القرشي، أمها ست الأهل ابنة عبد الكريم بن أحمد بن عطية بن ظهيرة؛ أجاز لها في سنة خمس وثمانمائة جماعة.
"أم الحسن" ابنة الطاهر محمد بن الجمال المصري محمد بن أبي بكر بن علي بن يوسف الأنصاري المكي، وأمها خديجة ابنة المرشدي، ماتت في شوال سنة إحدى وثمانين بمكة.
"أم الحسن" ابنة أبي الخير محمد بن أبي السعود محمد بن حسين بن علي بن أحمد بن عطية بن ظهيرة القرشي المكية، أمها حبشية لأبيها، ولدت في ذي الحجة سنة عشر وثمانمائة بمكة، وأجاز لها عائشة ابنة عبد الهادي والزين المراغي وعبد القادر الأرموي وابن طولوبغا وابن الكويك وغيرهم، وماتت وهي بكر في جمادى الأولى سنة ثلاث وثلاثين بمكة.
 أم الحسن" ابنة أبي الخير محمد بن محمد بن عبد الله بن محمد بن عبد الله بن فهد أم علي ست قريش فاطمة الهاشمية المكية، أجاز لها في سنة تسع وخمسين وسبعمائة فما بعدها ابن القاري وابن عقيل وعمر النقبي والبهاء بن خليل والبهاء بن التقي السبكي وابن رافع والقيراطي والبياني والكمال بن حبيب والصلاح بن أبي عمر وابن أميلة وغيرهم، وحدثت سمع منها قريبها النجم بن فهد، وماتت بمكة في ربيع الآخر سنة سبع وعشرين ودفنت عند جدها لأمها النجم الأصفوني من المعلاة، وذكرها التقي بن فهد ي معجمه، قال الفاسي وكانت خيرة مباركة تزوجها جار الله بن صالح الشيباني وولدت له عدة ومات عنها.
"أم الحسن" وتسمى كمالية ابنة الرضي محمد بن محمد بن عثمان بن الصفي أحمد بن محمد بن إبراهيم أم محمد الطبرية المكية والدة الجمال محمد بن علي بن محمد الشيبي، تزوجها أبوه في سنة اثنتين وسبعين فولدت له عدة أولاد وماتت تحته في سنة عشر وثمانمائة في رجب أو جمادى الثانية بمكة ودفنت بالمعلاة، وفيها دين وخير، ذكرها الفاسي، وقال ابن فهد أجاز لها في سنة ثلاث وستين العز بن جماعة.
"أم الحسن" ابنة أبي اليمن محمد بن محمد بن علي بن أحمد بن عبد العزيز النويري المكية.
ولدت في سنة تسع وعشرين وثمانمائة. وماتت في سنة سبع وثلاثين بعد أن أجاز لها جماعة.
"أم الحسن" ابنة التقي محمد بن البدر محمد بن السراج عمر بن رسلان البلقيني أخت زينب لأمها شقيقة فتح الدين محمد وخديجة، وأمهم أم ولد لعم أبيهما الجلال البلقيني، ولدت قريب الثلاثين وثمانمائة، وتزوجها ابن قوبان من أجناد الحسينية ثم ابن شقطاي ثم سبط شيخنا ودامت تحته سنين واستولدها أولادا، ثم منصور بن صفي الإستادار فلم تتم عنده شهراً ثم ناصر الدين محمد بن الحاجب ودامت معه حتى مات، ولم يعش لها ولد، وقد حجت وجاورت هي وأخوتها الثلاثة ومات الذكر بمكة فجاور الثلاثة بالمدينة أشهراً، ثم حجت بعد أن أثكلت أخوتها وصارت فريدة في سنة ست وتسعين وجاورت التي تليها، وتزوج بها في أثنائها وهي هناك أقبردى التماسيحي أمير الراكز وما كان ظنها بعد اثكال أختيها شقيقتها خديجة ثم زينب التزوج ولها عقل وتدبير ومحبة في أهل الخير وتعفف واحتياط غالباً.
"أم الحسن" ابنة أبي الخير محمد بن أبي البركات محمد بن أبي السعود محمد ابن حسين بن علي بن أحمد بن عطية بن ظهيرة القرشي المكية أمها ست قريش ابنة التقي بن فهد. ولدت بمكة في ربيع الأول سنة تسع وثلاثين وثمانمائة بدون تردد وأحضرت على أبي المعالي الصالحي وأبي الفتح بن المراغي وزينب ابنة اليافعي وسمعت على جدها لأمها وأجازها الزين الزركشي وابن الفرات والبرها الحلبي وأبو جعفر بن العجمي والعلاء بن بردس وآخرون وتزوجها ابن عمها الفخر أبو بكر علي بن أبي البركات في سنة سبع وخمسين ثم أبانها في ربيع الأول سنة إحدى وستين وتزوجها ابن عمها أبو الخير بن أبي السعود محمد بن أبي البركات وهي كثيرة التبذير بحيث استدانت وقدمت القاهرة من البحر في سنة خمس وتسعين وفاء دينها فلم تصل لأدنى شيء مع طلوعها إلى جهتي السلطان والأتابك فعادت صقرة اليدين عارية الثديين.
"أم الحسن" ابنة التقي محمد بن أبي الخير محمد بن محمد بن عبد الله بن محمد بن فهد ست القضاة رابعة شقيقة النجم بن فهد ماتت عن دون سنة جمادى الأولى سنة تسع وعشرين بمكة. "أم الحسن" ابنة ابن العجمي هي فاطمة ابنة محمد بن يوسف.
"أم الحسين" بالتصغير ابنة الشهاب أحمد ابن إبراهيم بن أحمد بن أبي بكر بن عبد الوهاب المرشدي المكي أجاز لها العز بن جماعة الصغير في سنة خمس عشرة ماتت بكراً في صفر سنة أربع وثلاثين بمكة، أرخها ابن فهد. وقال أن أخاها أبا بكر لم يجب من سأله تزويجها.
"أم الحسين" ابنة أحمد بن أبي بكر بن عبد الله بن ظهيرة بن أحمد بن عطية بن ظهيرة القرشي المكية، درجت صغيرة.
"أم الحسين" ابنة أحمد بن حسين الخوارزمي المكي، ماتت بمكة في ذي القعدة سنة إحدى وثمانين.
"أم الحسين" ابنة أحمد بن أبي اليمن محمد بن أحمد بن الرضي إبراهيم بن محمد بن إبراهيم الطبري المكية؛ أمها زينب ابنة عبد الله بن الزين أحمد بن الجمال محمد بن المحب أحمد بن عبد الله الطبري.
 أم الحسين" ابنة المحب أحمد بن الكمال أبي الفضل محمد بن أحمد بن عبد العزيز النويري المكية، ولدت بها وسمعت من أبي اليمن الطبري، وأجاز لها البلقيني وابن الملقن وابن الشيخة والتنوخي وآخرون.
"أم الحسين" الكبرى ابنة المحب أحمد بن محمد بن عبد الله بن ظهيرة بن أحمد بن عطية بن ظهيرة القرشية المكية، أمها حبشية لأبيها، ماتت ابنة أشهر في سلخ ربيع الآخر سنة سبع.
"أم الحسين" الصغرى وتسمى فاطمة ابنة المحب أخت التي قبلها أمها كمالية ابنة الشريف عبد الرحمن الفاسي، ولدت في المحرم سنة اثنتين وعشرين وثمانمائة بمكة، وأجاز لها ابن الجزري وابن سلامة والشمس الشامي والقبابي وابن ناظر الصاحبة وابن بردس وعائشة وابن الشرائحي وآخرون، وتزوجها قريبها الماضي أبو حامد محمد بن أبي الخير بن أبي السعود بن ظهيرة فولدت له عدة، وماتت في المحرم سنة ستين شهيدة سقط عليها حائط بمنزلها رحمها الله.
"أم الحسين" ابنة أحمد بن أبي القسم محمد بن أبي الفضل محمد بن أحمد بن أبي الفضل محمد بن أحمد بن عبد العزيز النويري المكية، ولدت بها في رجب سنة سبع وخمسين وثمانمائة.
"أم الحسين" ابنة حسن المعروف بغياث الصغير وأمها حسنة ابنة الإمام أبي اليمن محمد بن أحمد بن الرضي إبراهيم الطبري، حصل في عقلها خلل بحيث تركت الأكل قبل موتها نحو عشرين يوماً ثم ماتت في سلخ جمادى الثانية سنة اثنتين وخمسين بمكة مع إكثارها من الشهادة حتى فارقت الدنيا.
"أم الحسين" ابنة الزين هي ست الكل ابنة أحمد بن محمد بن الزين وتعرف بابنة رحمة.
"أم الحسين" ابنة أبي الفضل العباس بن أبي المكارم محمد بن أبي البركات محمد بن أبي السعود محمد بن حسين بن علي بن أحمد بن عطية بن ظهيرة القرشي المكية الماضي شقيقها عبد الله، وأمهما أم هانئ ابنة علي بن أبي البركات، ولدت سنة ثمان وثلاثين وثمانمائة بمكة، وأجاز لها زينب ابنة اليافعي وسارة ابنة جماعة والزين الزركشي وابن الفرات وابن ناظر الصاحبة والعلاء بن بردس، وتزوجها الشرف أبو القسم وأولدها أبا المكارم وغيره، وماتت في ربيع الأول سنة ثلاث وسبعين بمكة.
"أم الحسين" الصغرى ابنة عبد الله بن أحمد بن حسن بن الزين محمد بن الأمين محمد بن القطب القسطلاني المكية، وأمها خديجة ابنة أبي عبد الله محمد بن حسن بن الزين أجاز لها في سنة أربع عشرة وبعدها عائشة ابنة ابن عبد الهادي والزين المراغي وابن الكويك وآخرون، وتزوجها الشريف عميد بن عاطف بن أبي دعيج بن أبي نمي الحسني ثم الشريف مقبل بن محمد بن عاطف وولدت لكل منهما، وماتت في سنة تسع وعشرين بمكة وفيها أرخت وفاة أختها أم الوفا إما غلطاً أو اتفاقاً.
"أم الحسين" ابنة عبد الرحمن بن عبد الله بن أسعد اليافعي المكية ابنة خالة التقي الفاسي زينب ابنة أبي الفضل النويري، نشأت في تربية أمها لكون والدها طلقها وهي حامل بها فعلمتها الكتابة وسوراً من القرآن وأربعي النووي وعرضتها، وتزوجها أبو حامد بن الشريف عبد الرحمن الفاسي فولدت له يحيى ومات عنها فتزوجها المحب بن الجمال بن ظهيرة فمال إليها وطلق كمالية ابنة عبد الرحمن الفاسي لأجلها فلم تلبث هذه أن ماتت في رابع عشر ذي الحجة سنة خمس وعشرين شهيدة سقط عليها هي وولدها من المحب حائط من منزلها فكانت منيتهما رحمها الله ذكرها الفاسي.
"أم الحسين" ابنة القاضي بن أبي الفتح محمد بن أحمد بن أبي عبد الله محمد بن محمد بن عبد الرحمن الحسني الفاسي واسمها رابعة؛ أجاز لها في سنة أربع وعشرين الولي العراقي وعلي الفوي وابن الزراتيتي وآخرون، وماتت بمكة في ربيع الآخر سنة ثلاث وثمانين.
"أم الحسين" ابنة عبد اللطيف بن أحمد بن جار الله بن زائد شقيقة أحمد وعبد العزيز الماضيين، ماتت بمكة في ليلة الجمعة من ربيع الآخر سنة ثمان وثمانين وقد قاربت الأربعين وهي بكر مذكورة بخير واتقان، وتكررت زيارتها المدينة عوضها الله الجنة.
"أم الحسين" ابنة السراج عبد اللطيف بن محمد بن سالم الزبيدي المكية أخت سعادة الماضية، تزوجها الشريف حسن بن عجلان ثم طلقها فتزوجها محمد بن جابر الحراشي ثم عيسى بن موسى بن علي بن قريش، وماتت عنده في سنة عشر أو قريباً منها في عشر الثلاثين ظناً ودفنت بالمعلاة، ذكرها الفاسي.
 أم الحسين" سعادة ابنة عبد الملك بن محمد بن عبد الملك بن عبد الله بن أحمد بن محمد البكري التونسي الأصل الشهير أبوها بالمرجاني، سمعت في سنة تسع وثمانين وسبعمائة من الجمال الأميوطي والأنباسي والشريف محمد بن قاسم التبريزي ختم ابن ماجه؛ وأجاز لها أبو هريرة بن الذهبي وابن العلائي وابن أبي المجد والبلقيني وابن الملقن وعبد الله الحرستاني وآخرون، وماتت في ذي القعدة سنة اثنتين وأربعين ودفنت بالقرب من قبر الفضل بن عياض من المعلاة.
"أم الحسين" ابنة عبد الواحد بن الزين محمد بن أحمد بن محمد بن المحب أحمد بن عبد الله الطبري المكية شقيقة فاطمة الماضية، أحضرت في الخامسة سنة سبع وثمانمائة على جدها وأجاز لها أبو اليمن الطبري وجماعة، وتزوجها غير واحد منهم المحب الطبري، ثم حصل في عقلها اختلال يقال بسبب تزوجه عليها وفارقها واستمرت أيما إلى أن وجدت ميتة في رمضان سنة خمس وثمانين.
"أم الحسين" ابنة عطية بن محمد بن أبي الخير محمد بن فهد الهاشمية المكية شقيقة حسن وحسين وأم كلثوم وست الجميع. ولدت في تزوجها نزيل الكرام أحمد من أهل المدينة وسكنت معه بها ثم شخص من مياسير أهلها يقال له محمد بن علي بن الطحان وولدت منهما وتريش جناحها.
"أم الحسين" ابنة القاضي نور الدين علي بن أحمد بن عبد العزيز النويري المكي وأمها أم الهدى ابنة الجمال محمد بن عيسى القرشية، أجاز لها في سنة خمس وتسعين وسبعمائة جماعة، وتزوجها الخطيب أبو الفضل بن المحب النويري وولدت له عدة، وماتت سنة سبع وعشرين.
"أم الحسين" ابنة الكمال أبي الفضل بن أبي الفرج محمد بن الزين أبي بكر بن الحسين المراغي المدني أخت مريم وعبد الحفيظ، ممن سمعت مني بالمدينة.
"أم الحسين" ابنة أبي القسم بن أحمد بن عبد الصمد الأنصاري الخزرجي الخولاني ماتت في ربيع الآخر سنة أربع وعشرين وكانت وفاة أبيها سنة اثنتين وثمانين وسبعمائة، وأمها هي زينب ابنة محمد بن أحمد بن إبراهيم بن يعقوب بن أبي بكر الطبري.
"أم الحسين" ابنة المحب محمد بن الشهاب أحمد بن الرضي إبراهيم بن محمد بن إبراهيم الطبري وأمها أم الحسن ابنة أبي العباس بن عبد المعطي، أجاز لها من جملة أخوتها في سنة إحدى وسبعين وسبعمائة العفيف النشاوري والكمال بن حبيب وغيرهما؛ وتزوجها النجم المرجاني فولدت له عدة، وماتت في جمادى الأولى سنة خمس عشرة بمكة ورثاها زوجها.
"أم الحسين" ابنة القاضي أبي الفضل محمد بن أحمد بن عبد العزيز بن القسم النويري المكية شقيقة زينب ووالدة التقي الفاسي واسمها سعادة، ولدت سنة أربع وأربعين وسبعمائة أو التي بعدها، وأجاز لها ابن أميلة والصلاح بن أبي عمران بن الهبل وآخرون، وكانت خيرة دينة، ماتت في شوال سنة اثنتين وثلاثين بمكة.
"أم الحسين" ابنة العز محمد بن أحمد بن أبي الفضل محمد بن أحمد بن عبد العزيز النويري المكية، ولدت سنة اثنتي عشرة وثمانمائة، وأجاز لها جماعة. وماتت بالمدينة النبوية في سنة ست وثلاثين ودفنت بالبقيع.
"أم الحسين" المدعوة سعادة ابنة الجمال محمد بن أبي بكر بن علي بن يوسف المرشدي المكية، تزوجها المحب محمد بن الرضي محمد بن المحب محمد بن أحمد بن إبراهيم الطبري الإمام وأنجبها أولاداً كثيرين منهم أبو السعادات محمد، وماتت في المحرم سنة إحدى وثمانين بمكة.
"أم الحسين" ابنة أبي الخير محمد بن عبد الله بن أحمد بن حسن بن الزين محمد بن الأمين محمد بن القطب القسطلاني، ولدت في ربيع الآخر سنة اثنتين وأربعين وثمانمائة، وأمها خديجة ابنة محمد بن عيسى الحلبي، وأجاز لها جماعة في سنة ثلاث فما بعدها كأبي جعفر بن الضياء وأبي الفتح المراغي؛ وتزوجها النجم محمد بن أبي البركات محمد بن أحمد بن أبي الخير بن الزين، وماتت في ربيع الآخر سنة خمس وستين بمكة.
"أم الحسين" ابنة عبد الله محمد بن عبد الكريم بن أحمد بن عطية بن ظهيرة القرشي المكية شقيقة أم الخير، أمهما أم كلثوم ابنة محمد بن يوسف ماتت قبل أختها المتوفاة سنة سبع وعشرين بسنين كثيرة، وقد سمعت من جدتها أم أبيها فاطمة ابنة أحمد بن قاسم الحرازي نسخة أبي معاوية ونسخة بكار في سنة اثنتين وستين وسبعمائة وغيرها؛ وأجاز لها جماعة.
 أم الحسين" ابنة أبي عبد الله محمد بن علي بن أحمد بن عبد العزيز النويري المكية، أجاز لها في جملة أخوتها سنة تسع وعشرين جماعة وكذا في سنة إحدى وأربعين فما بعدها.
"أم الحسين" ابنة أبي الخير محمد بن أبي اليمن محمد بن أحمد بن الرضي إبراهيم بن محمد بن إبراهيم الطبري المكية، أمها فاطمة ابنة عبد الوهاب اليافعي، أجاز لها جماعة في سنة ست وثلاثين، وماتت في رجب سنة ثمان وسبعين بمكة.
"أم الحسين" ابنة الرضى محمد بن المحب محمد بن الشهاب أحمد بن الرضى إبراهيم بن حمد بن إبراهيم المكية ابنة عم التي قبلها، أمها عائشة ابنة أحمد بن حسن بن الزين، أجاز لها في سنة خمس وثمانمائة جماعة.
"أم الحسين" ابنة الكمال محمد بن محمد بن أحمد بن حسن بن الزين محمد بن الأمين محمد بن القطب القسطلاني المكية، ماتت طفلة في صفر سنة ثلاثين بمكة.
"أم الحسين" ابنة الجمالي محمد بن البهائي أبي البقاء بن الشهاب أحمد بن محمد بن الضياء الحنفي المكي أخت القاضي أبي القسم الحنفي وزوج أصيل المتوفي قريباً. ماتت في ثاني شعبان سنة ثمان وتسعين بمكة.
"أم الحسين" ابنة أبي اليمن محمد بن محمد الطويل بن عبد الكريم بن محمد بن أحمد بن عطية بن ظهيرة القرشي المكية، أمها نوبية لأبيها، أجاز لها في سنة ست وثلاثين جماعة.
"أم الحسين" ابنة أبي اليمن محمد بن محمد بن علي بن أحمد بن عبد العزيز النويري المكية، ولدت يوم عرفة سنة ست وثلاثين وثمانمائة وأظن لذلك كنيت أم عرفة. وأجاز لها جماعة، وتزوجها السراج عمر الشيبي واستولدها عدة أولاد وتأيمت بعده على خير واستقامة وعبادة، سمعت الثناء عليها من غير واحد. وماتت في مستهل جمادى الثانية سنة أربع وتسعين ودفنت من يومها عند سلفها رحمها الله.
"أم الحسين" ابنة واسمها فاطمة ابنة محمد بن أبي عبد الله محمد بن علي بن أحمد بن عبد العزيز النويري المكية قريبة التي قبلها. ولدت في شعبان سنة ثمان وأربعين.
"أم الحسين" ابنة النجم محمد بن النجم محمد بن أبي البركات محمد بن أبي السود محمد بن حسين بن ظهيرة. ماتت في ربيع الثاني سنة سبع وتسعين في غيبة أبيها.
"أم الحسين" ابنة موسى بن زائد السنبسي المكي، ماتت بمكة في ربيع الآخر سنة خمس وثمانين.
"أم الحسين" ابنة الدوري، ماتت في جمادى الثانية سنة ثلاث وسبعين بمكة، أرخهما ابن فهد.

حرف الخاء

"أم الخير" ابنة إبراهيم بن خليل بن الشرائحي، في أي ملك.
"أم الخير" ابنة الجمال إبراهيم بن محمد بن عبد الرحيم الأميوطي، تزوجها الشريف حمد بن أبي الفتح الفاسي ثم محمد بن علي السيرجي وولدت لكل منهما، وكتبتها تخميناً بل هي من أهل هذا القرن تحقيقاً فإن ولدها علي بن محمد السيرجي ولد في سنة سبع.
"أم الخير" ابنة أحمد بن أبي بكر بن عبد الله بن ظهيرة بن أحمد بن عطية بن ظهيرة القرشي المكية، أمها حبشية لأبيها، ولدت سنة ست وثلاثين وثمانمائة وتزوجها ابن معمر البصري فولدت له، وماتت في رمضان سنة ستين.
"أم الخير" ابنة القاضي الفاضل الشهاب أحمد بن عيسى بن محمد بن عبد الله بن سعيد بن عامر بن جابر أخت أم الحسين الماضية وتعرف بابنة ابن مكينة، ولدت قبل سنة عشر وثمانمائة بالمليسا وحفظت القرآن وتلت به لنافع علي أبيها ودامت حافظة له، ولقيها البقاعي في صفر سنة تسع وأربعين وثمانمائة بقرية العبلا من وادي ليلة وقرأ عليها هناك شيئاً وقال إنها متزوجة بها كاتبة قارئة فاضلة أجاز لها جماعة ذكر بعضهم في أختها وبعضهم في أخيها محمد منهم بن سلامة، ماتت في.
"أم الخير" ابنة أحمد بن محمد بن محمد المطرية الأصل المكية واسمها سعيدة، أجاز لها في سنة خمس العراقي والهيثمي وابن صديق والزين المراغي وآخرون، وكانت خيرة مباركة ساكنة قابلة لأعيان نساء أهل البلد، أجازت لنا، وماتت في ربيع الآخر سنة إحدى وستين بمكة.
 أم الخير" وتسمى فاطمة ابنة المحيوي عبد القادر بن حمد بن طريف بالمهملة - مكبراً الشاوي - بالمعجمة - القاهرية ثم الرملية أخت أحمد الماضي وهي أكبر، سمعت الصحيح على العلاء بن أبي المجد وختمه علي التنوخي والعراقي والهيثمي وأجاز لها جماعة، وقطنت الرملة وقتاً مع زوج لها من أهلها ولقيتها هناك فقرأت عليها أشياء وتأخرت بعد نامدة حتى ماتت بعد مجاوزة التسعين بعد الستين رحمها الله.
"أم الخير" ابنة عبد اللطيف بن موسى بن عميرة بن صالح القرشي المخزومي اليبناوي لكية الماضي أبوها وأختها أم الحسين، ولدت في ذي الحجة سنة ثمان، وتزوجها ابن عمها علي بن محمد بن موسى ومات عنها ثم أضرت، وماتت في جمادى الأولى سنة خمس وسبعين بمكة، أرخها ابن فهد.
"أم الخير" ابنة عبد الوهاب بن العفيف عبد الله بن أسعد اليافعي المكية، أمها زينب ابنة أبي الخير بن أبي عبد الله الحسني الفاسي، تزوجها ابن خالها أبو عبد الله بن عبد الرحمن الفاسي في سنة تسعين ثم طلقها بعد سنين وتزوجها التاج السمنودي ثم طلقها فتزوجها أبو الخير بن عبد الرحمن الفاسي ثم أخوه أبو عبد الله في سنة ست وثمانمائة ومات عنها فلم تلبث أن توفيت قبل انقضاء عدتها في ثالث عشري جمادى الآخرة سنة ثلاث وعشرين بمكة ودفنت بالمعلاة ذكرها الفاسي.
"أم الخير" ابنة علي بن محمد بن سعيد. هي هاجر.
"أم الخير" ابنة علي بن محمد بن يوسف الأميوطي الأصل القاهرية البهائية. ولدت في أواخر سنة سبع وثلاثين وثمانمائة بمنزل أبيها اتجاه مدرسة البلقيني، وتزوجها كاتبه بكراً في سنة ثمان وأربعين واستجاز لها خلقاً كشيخنا والعز بن الفرات بل اسمعها على جماعة واستولدها أزيد من عشرة أولاد ما بين ذكور وإناث وهي صابرة على فقدهم أولاً فأولاً، وحجت معي غير مرة وجاورت سنة ثم سنتين وبعضهما بالمدينة النبوية ثم سنتين ثم سنين وبعضها بالمدينة النبوية أيضاً، وكانت في المسجدين على قدم عظيم من الاجتهاد في العبادة ولزمت ذلك بعد رجوعها مع مزيد احتمالها وتوددها عقلها وتدبرها لقولها وفعلها وحرصها على استجلاب الخواطر وتقنعها وعدم شكواها ورغبتها في البر والصلة والإطعام وتقديمها في كثير من هذا على نفسها وشدة خوفها من الله تعالى وهي في كل ما أشرت إليه بمكان جوزيت خيراً وختم لنا بخير.
"أم الخير" ابنة أبي الفتح بن اسمعيل بن علي بن محمد بن داود المكي الزمزمي زوج علي بن بيسق الفراش أم ولده إبراهيم، ولدت في ذي القعدة سنة أربعين، وماتت في صفر سنة اثنتين وثمانين بمكة.
"أم الخير" ابنة القاضي أبي القسم بن أبي العباس الأنصاري المكية شقيقة القاضي عبد القادر، تزوجها الجمال أبو السعود بن أبي البركات بن ظهيرة فولدت له أبا الخير وأبا بكر وعمر وأبا السعود وأم الحسين، وماتت بها في المحرم سنة ستين، أرخها ابن فهد.
"أم الخير" ابنة أبي اليمن محمد بن أحمد بن الرضى إبراهيم بن محمد بن إبراهيم الطبرية المكية، أمها حبشية لأبيها.
"أم الخير" أخت التي قبلها، أمها أم هانئ في ابنة أبي العباس أحمد بن حمد بن عبد المعطي الأنصاري، وكأنهما ماتتا صغيرتين.
"أم الخير" وتسمى سعيدة ابنة العز محمد بن أحمد بن الكمال أبي الفضل محمد بن أحمد بن عبد العزيز النويري المكية، ولدت سنة إحدى وثمانمائة وأجاز لها البلقيني والعراقي والهيثمي وآخرون، وماتت في شعبان سنة خمسين بمكة.
"أم الخير" وتسمى سعيدة أيضاً ابنة الكمال أبي الفضل محمد بن أحمد بن الكمال أبي الفضل محمد بن أحمد بن عبد العزيز النويري المكي أخت أبي الفضل وأبي القسم، أجاز لها في سنة تسع وعشرين وثمانمائة جماعة، وكانت خيرة ساكنة كثيرة المعروف، تزوجها السيد عفيف الدين الإيجي وقتاً ثم افتقرت وكفت، وماتت في ليلة الأربعاء حادي عشري صفر سنة تسعين بمكة رحمها الله.
"أم الخير" ابنة النجم محمد بن أبي بكر الأنصاري المرجاني المكية، ماتت بها في أواخر صفر سنة اثنتين وتسعين بعد أن عمرت وخرقت من سنين.
"أم الخير" ابنة أبي السرور محمد بن عبد الرحمن بن أبي الخير محمد بن محمد الحسني الفاسي، في سعادة من الأسماء.
 أم الخير" ابنة أبي عبد الله محمد بن عبد الكريم بن أحمد بن عطية بن ظهيرة القرشي المكية، أمها أم كلثوم ابنة محمد بن يوسف بن حسن بن محمود الزرندي، سمعت من جدتها لأمها أم الحسن ابنة أحمد بن قاسم الحرازي، وأجاز لها جماعة، وتزوجها العفيف عبد الله بن التقي الحرازي فولدت له عدة، وماتت سنة سبع وعشرين.
"أم الخير" ابنة الخواجا بير محمد بن علي الكيلاني، ماتت بمكة في ربيع الأول سنة إحدى وستين. أرخها ابن فهد.
"أم الخير" ابنة أبي عبد الله محمد بن أبي الخير محمد بن أبي السعود محمد بن حسين بن علي بن أحمد بن عطية بن ظهرة القرشي المكية، أمها علماً ابنة المحب بن ظهيرة، ولدت في ذي الحجة سنة ثلاث وخمسين وثمانمائة، أجاز لها في التي تليها فما بعدها أبو جعفر بن العجمي وآخرون.
"أم الخير" ابنة الجمال محمد بن النجم محمد بن أبي البركات محمد بن أبي السعود محمد بن حسين بن علي بن أحمد بن عطية بن ظهيرة القرشي المكية شقيقة عبد الباسط وعبد الوهاب وست قريش وغيرهم وتسمى شقراء، ولدت في ذي القعدة سنة ثلاث وخمسين وثمانمائة وأجاز لها جماعة وتزوجها ابن عمها العفيف عبد الله بن أبي الفضل واستولدها عدة منهم أبو الفضل وتوجهت مع أهلها للزيارة النبوية غير مرة ولها عقل وتودد.
"أم الخير" زوجة البدر محمود العيني، ماتت في ربيع الأول سنة تسع عشرة ودفنت بمدرسة زوجها وهو الذي أرخها.

حرف الدال

"أم دلال" الزبيدية زوج الشريف محمد بن بركات صاحب الحجاز، ماتت في شعبان سنة ثمان وتسعين خارج مكة وحملت فصلى عليها ثم دفنت بالمعلاة.

حرف الراء المهملة

"أم راجح" واسمها ستيت ابنة علي بن أبي البركات بن أبي السعود بن ظهيرة القرشية المكية شقيقة البرهان وأخوته، ولدت سنة أربع وثلاثين وثمانمائة بمكة، وأجاز لها أبواها وعماها النجم وأبو السعادات وأمهما كمالية ابنة التقي الحرازي والزين بن عياش والبدر بن العليف وخلق، بل أجاز لها من هو أقدم من هؤلاء في سنة ست وثلاثين حسبما أشير لبعضهم في أختها زينب، وخطبت غير مرة. فامتنعت، وزارت المدينة وجاورت بها، وكانت تذكر بكثرة الطواف ومزيد الإتقان والخير والبر والمحاسن الجمة؛ وهي القائمة بكفالة ولد أخيها أبي السعود بعد موت أمه فكانت كأمه حقيقة، ماتت بعد تعللها مدة في أواخر يوم السبت سلخ جمادى الأولى سنة ست وثمانين ودفنت بتربة أخيها بقبر مبتكر رحمها الله وعوضها الجنة.
"أم ريم" ويقال لها ست الأهل ابنة التقي محمد بن النجم محمد بن أبي الخير محمد بن فهد الهاشمية المكية شقيقة النجم بن فهد وأخوته، ولدت في سحر يوم الجمعة ثامن جمادى الأولى سنة ثلاثين وثمانمائة بمكة وسمعت من أبويها والشهاب أحمد بن إبراهيم المرشدي وغيرهم ومما سمعته على الشهاب جزء ابن الطلاية والبردة، وأجاز لها الزين الزركشي والبدر حسين البوصيري وابن ناظر الصاحبة وابن الطحان والعلاء بن بردس والبرهان الحلبي والقبابي والتدمري والتقي الفاسي والنور المحلى وابن الجزري وعائشة ابنة العلاء الحنبلي وعائشة ابنة الشرائحي والفاقوسي وغيرهم، وتزوجها عمر الرضى فولدت له محمداً وغيره ومات معها فتزوجت ومات أيضاً معها وتأيمت بعده حتى ماتت في ظهر يوم الخميس عشري ذي القعدة سنة إحدى وتسعين بمكة ودفنت عند أسلافها بالمعلاة.

حرف الزاي

"أم زين العابدين" القادري

حرف السين المهملة

"أم السعد" اثنتان زينب ابنة محمد بن محمد بن أحمد بن الرضى الطبري، وخديجة ابنة عبد الرحمن بن علي النويري.
"أم السعود" ابنة حسن بن عجلان الحسني، ماتت بمكة في رابع رمضان سنة خمس وستين، أرخها ابن فهد.
"أم سلمة" ابنة الكمال محمد بن موسى الدميري. تزوجها الجلال عبد الواحد بن إبراهيم المرشدي واستولدها عبد الغني وإبراهيم ومحمد وأم هانئ فأثكلت هي وأبوهم الأول والثالث.
"أم سليمان" صاحبة الزاوية بسوق الليل بمكة والحوض والسبيل والتربة بالمعلاة، جاورت بمكة مدة وحصل لها فيها شهرة، وماتت في صفر أو الذي بعده سنة اثنتين ودفنت بتربتها بالمعلاة، وهي مولاة إقليم الماضية.

حرف الشين المعجمة

أم شهاب الدين" الشيشيني الحنبلي وهي فاطمة ست حدق ابنة الصدر محمود بن محمد الماضي؛ حجت مع ابنها وأبيها في الرجبية، ودخلت مكة متوعكة فدامت حتى ماتت مبطونة قبل الحج في عصر يوم الجمعة ثاني ذي القعدة إحدى وسبعين ودفنت من الغد بجوار قبر سفين بن عيينة ومولدها سنة ست وعشرين، وتزوجها ابن عمها تلو زوج آخر فاستولدها عدة لم تأخر سوى المشار إليه رحمها الله.

حرف الصاد المهملة

"أم صالح" البلقيني. هي زينب ابنة صالح.
"أم الصفا" هي أمة العزيز ابنة عبد الرحمن بن سليمان المنهلي.

حرف العين المهملة

"أم عبد البر" بن الشحنة. هي ألف ابنة الولوي محمد بن أحمد بن يوسف السفطي.
"أم عبد العزيز" بن الظاهر برقوق خوند. في سنة ست وثلاثين.
"أم عرفة" ابنة القاضي عبد القادر بن أبي الفتح محمد بن أحمد بن أبي عبد الله الحسني الفاسي المكي، أجاز لها في سنة أربع وعشرين فما بعدها جماعة، وتزوجها ابن عمها موسى بن محمد بن أبي الفتح وأولدها، وماتت في جمادى الثانية سنة تسع وسبعين بمكة. "أم عمر". "أم عيسى" مريم ابنة أحمد.

حرف الغين المعجمة

"أم الغيث" اثنتان منصورة ابنة عبد الرحمن بن أبي بكر وفاطمة ابنة علي بن أبي اليمن محمد بن محمد بن علي.

حرف الفاء

"أم الفضل" ابنة ابن القدسي. هاجر ابنة محمد بن محمد بن أبي بكر.
"أم الفضل" خديجة ابنة عبد الرحمن بن محمد بن فهد.

حرف القاف

"أم القسم" ابنة خالة الوالد. كان بيتها مجمعاً للنسوة المنقطعات والأرامل متقنة في تعليم البنات ولم يكن الوالد يقطع زيارتها في كل يوم جمعة. حتى ماتت قريب الستين رحمها الله.

حرف الكاف

"أم الكامل" ابنة أمير مكة الشريف أحمد بن عجلان بن رميثة الحسنية المكية.
تزوجها قريبها الشريف محمد بن محمود بن أحمد بن رميثة وماتت سنة ثلاث ذكرها الفاسي.
"أم الكامل" ابنة أبي المكارم أحمد بن علي بن أبي راجح محمد بن يوسف بن ادريس بن غانم بن مفرج القرشي العبدري الشيبي، أجاز لها في سنة خمس وثمانمائة بعدها العراقي والهيثمي وابن صديق والزين المراغي وعائشة ابنة ابن عبد الهادي وآخرون، وتزوجها يوسف بن أبي راجح محمد بن علي فولدت له عدة، وماتت عنده في رمضان سنة اثنتين وأربعين.
"أم الكامل" ابنة أحمد الشقيري المكي والدة الوجيه عبد الرحمن بن محمد النحاس، ماتت بمكة في رجب سنة ثمانين.
"أم الكامل" ابنة السيد رميثة بن محمد بن عجلان بن رميثة بن أبي نمي الحسنية المكية، تزوجها السيد أبو القسم بن حسن بن عجلان فولدت له ادريس وزيلعة ومات عنها وتأيمت بعده بحيث امتنعت من إجابة أخيه السيد بركات وماتت بمكة في ذي القعدة سنة إحدى وستين.
"أم الكامل" ابنة المجد محمد بن يعقوب الشيرازي، مضت في بيبي.
"أم الكرام" ابنة أبي السعادات محمد بن المحب بن الرضي محمد بن المحب محمد بن الشهاب أحمد بن الرضي إبراهيم بن محمد بن إبراهيم الطبرية المكية وتسمى جامعة ومنى، أمها أم هانئ ابنة عبد الرحمن بن الجمال المصري، ولدت في المحرم سنة سبع وخمسين وثمانمائة، وماتت صغيرة في ذي الحجة سنة اثنتين وستين.
"أم الكرام" كمالية ابنة علي بن أحمد النويري.
"أم كلثوم" ابنة البرهان إبراهيم بن أحمد بن محمد بن أحمد الأردبيلي المكي، تزوجها الرضى محمد بن أحمد بن الرضى الطبري فولدت له أم الأمان فاطمة بعد موته أبو بكر بن علي بن عبد الله الطواشي فولدت له أحمد؛ ثم المحب محمد أخو الزوج الأول وولدت له وجمع بينها وبين أم الحسن ابنة أبي العباس بن عبد المعطي مدة ثم جنت أم كلثوم ولم تتزوج بعده أبداً حتى ماتت في شوال سنة أربع عشرة بمكة ودفنت بالمعلاة، وكان فيها خير ودين ذكرها الفاسي.
"أم كلثوم" ابنة إبراهيم بن أحمد بن محمد بن عبد الله الزعتلي أخت عبد الله الماضي، حضرت في الرابعة على الزين المراغي في رمضان سنة أربع عشرة مجالس من صحيح البخاري ومن مسلم والمسلسل وغير ذلك كختم أبي داود.
 أم كلثوم" ابنة المحب أحمد بن أبي السعادات محمد بن أبي البركات محمد بن أبي السعود محمد بن حسين بن علي بن أحمد بن عطية بن ظهيرة القرشية شقيقة أبي اليمن محمد وأخوته، ولدت في المحرم سنة ثلاث وخمسين، وأمها زينب ابنة النجم المرجاني، وأحضرت على أبي الفتح المراغي؛ وأجاز لها أبو جعفر بن العجمي وآخرون، وتزوجها ابن عم أبيها أبو بكر بن أبي السعود وأولدها ست قريش ومات عنها ثم ماتت بعده بأقل من شهر في رجب سنة خمس وثمانين بمكة.
"أم كلثوم" ابنة جميل الجدية تزوجها القائد سعد الدوادار العجلاني فولدت له الجمال محمداً، وماتت في شعبان سنة ثلاث وأربعين بجدة وحملت فدفنت بالمعلاة.
"أم كلثوم" ابنة حسن بن عبد المعطي، تزوجها عبد الكريم بن محمد بن أحمد بن عطية بن ظهيرة فولدت له.
"أم كلثوم" ابنة أبي الفضل العباس بن أبي المكارم محمد بن أبي البركات محمد بن محمد بن حسين بن علي بن أحمد بن عطية بن ظهيرة القرشية شقيقة العفيف عبد الله وأخوته، ولدت في سلخ جمادى الأول سنة إحدى وأربعين وثمانمائة بمكة، وأجاز لها جماعة منهم زينب ابنة اليافعي وأبو المعالي الصالحي وأبو جعفر بن العجمي.
"أم كلثوم" ابنة عبد الرحمن بن أبي بكر بن عبد الله بن ظهيرة بن أحمد بن عطية بن ظهيرة القرشية المكية، أمها علماً ابنة المحب بن ظهيرة، ولدت سنة سبع وثلاثين وثمانمائة أو التي بعدها.
"أم كلثوم" ابنة عبد القادر بن يحيى بن عبد الرحمن بن أبي الخير محمد بن فهد الهاشمي المكية، ماتت عن خمس أشهر سنة تسع وخمسين.
"أم كلثوم" ابنة عبد الله بن أحمد بن محمد بن أحمد بن قاسم العمري الحرازي، أجاز لها وهي في الأولى من عمرها باستدعاء تاريخه ربيع الآخر سنة سبع وتسعين وسبعمائة جماعة، وتزوجها الجلال أبو السعادات بن ظهيرة فولدت له المحب أبا الطيب أحمد، وماتت تحته سنة ثلاثين.
"أم كلثوم" ابنة عبد الواحد بن الزين محمد بن أحمد بن محمد بن المحب أحمد بن عبد الله الطبرية المكية شقيقة فاطمة وأم الحسين، سمعت من جدها الزين الطبري، وأجاز لها في سنة ثمان وثمانين وسبعمائة النشاوري وابن حاتم وآخرون، ماتت في جمادى الآخرة سنة خمس وخمسين بمكة.
"أم كلثوم" ابنة عبد الوهاب بن عبد الله بن أسعد اليافعي أخت أم هانئ، ولد في شعبان سنة سبع وثمانين وسبعمائة، وأجاز لها جماعة، ماتت بالقاهرة بالطاعون سنة ثلاث وثلاثين وكانت توجهت مع بناتها.
"أم كلثوم" ابنة عطية بن محمد بن أبي الخير محمد بن فهد الهاشمي المكية ست الأهل عائشة، ولدت في شوال سنة ثلاث وثلاثين وثمانمائة وأحضرت في الرابعة على محمد بن علي الزمزمي، وأجاز لها القبابي والتدمري والواسطي والزركشي والبدر البوصيري وابن الطحان وابن ناظر الصاحبة والعلاء بن بردس والبرهان الحلبي وعائشة الكنانية والشرائحية وآخرون، تزوجها بكراً أبو البركات بن أبي البقاء بن الضياء واستولدها واحدة بعد أخرى ثم بعده علي بن عبد الغني الغزولي وطلقها وتأيمت بعده حتى ماتت في ليلة الجمعة سادس عشري صفر سنة تسع وتسعين وصلى عليها عقب صلاة صبح الجمعة ثم دفنت عند قبورهم من المعلاة.
"أم كلثوم" ابنة علي بن ناصر الحجازي المكية الماضي أبوها، ممن سمعت مني بمكة.
"أم كلثوم" ابنة علي الفيومي والدة علي الأقواسي، من خيار النساء صوماً وتلاوة وطوافاً، ماتت في رمضان سنة ثمانين بمكة.
"أم كلثوم" ابنة عمر بن عبد العزيز بن علي بن أحمد بن عبد العزيز النويري، أجاز لها في سنة ست وثلاثين جماعة.
"أم كلثوم" ابنة المحب محمد بن أحمد بن الرضى إبراهيم بن محمد بن إبراهيم الطبري المكية وتسمى سعيدة، أمها زينب ابنة القاضي أبي الفضل النويري، أجاز لها في سنة إحدى وسبعين وسبعمائة جماعة منهم البلقيني وابن الملقن والعراقي والهيثمي وآخرون، وكانت دينة خيرة كاتبة قارئة حفظت أربعي النووي وعرضتها بكمالها على جماعة كأبيها وعم والدتها علي بن أحمد النويري وخالها المحب النويري وذلك في سنة ثلاث وتسعين ماتت في شعبان سنة سبع وثلاثين بمكة، ذكرها ابن فهد.
 أم كلثوم" ابنة التقي محمد بن أحمد بن علي بن أبي عبد الله محمد بن بن محمد بن عبد الرحمن الحسني الفاسي وتسمى سعيدة، حضرت في الرابعة سنة ثمان عشرة على جدها أحمد وابن سلامة، وأجاز لها جماعة منهم الشرف بن الكويك والعز بن جماعة، وتزوجها ابن عمها الشريف عبد اللطيف بن أبي السرور فحملت منه، وماتت حاملاً في سنة ثلاث أو أربع وثلاثين بمكة.
"أم كلثوم" ابنة محمد بن أحمد بن محمد بن علي بن الزين محمد بن الأمين محمد بن القطب القسطلاني المكية أجاز لها في سنة ست وثلاثين وثمانمائة جماعة وزوجها أبو الخير بن عبد القوي فولدت له علياً وماتت بالمدينة النبوية سنة ست وسبعين ودفنت بالبقيع.
"أم كلثوم" ابنة محمد بن عبد الرحمن بن الجمال المصري محمد بن أبي بكر بن علي بن يوسف الأنصاري، ماتت في ذي الحجة سنة سبع وثلاثين بمكة، أرخها ابن فهد.
"أم كلثوم" ابنة الشيخ أبي الخير محمد بن عبد القوي بن محمد بن عبد القوي المكي، تزوجها الكمال أبو البركات بن أحمد الدلوالي الشاهد بباب السلام وأولدها ثم فارقها، وماتت في مستهل جمادى الأولى سنة تسع وسبعين بالمدينة النبوية.
"أم كلثوم" ابنة محمد الطويل بن عبد الكريم بن محمد بن أحمد بن عطية بن ظهيرة القرشية المكية، أمها ست الأهل ابنة عبد الكريم بن أحمد بن عطية بن ظهيرة؛ أجاز لها في سنة ست وثلاثين جماعة.
"أم كلثوم" ابنة الجمال محمد بن عبد الله بن ظهيرة القرشي المكية واسمها أم الوفا وتدعى سعادة، أمها علماً ابنة الشهاب أحمد بن ظهيرة، ولدت في ذي الحجة سنة خمس وثمانين وسبعمائة بمكة وسمعت من أبيها، وأجاز لها في سنة ثمان وثمانين فما بعدها ابن حاتم والنشاوري والتنوخي وابن الشيخة وغيرهم وما كأنها حدثت لكن أجازت وممن روى عنها ابن فهد؛ وتزوجها قريبها أبو الخير بن أبي السعود بن ظهيرة ثم طلقها فتزوجت الشريف عبد اللطيف بن أبي الفتح الفاسي، وماتت عنده في شعبان سنة سبع وثلاثين بمكة، وكانت دينة خيرة كثيرة التحري في الطهارة رحمها الله.
"أم كلثوم" ابنة القاضي أبي عبد الله محمد بن أحمد بن عبد العزيز النويري المكية، ولدت في سنة ثمان وثمانمائة، وأجاز لها ابن العراقي والفوي والدنديلي وغيرهم، ماتت في شوال سنة خمسن بمكة.
"أم كلثوم" ابنة محمد بن أبي الفتح محمد بن أحمد بن أبي عبد الله الحسني الفاسي المكية، أجاز لها في سنة خمس ابن صديق والعراقي والهيثمي والزين المراغي وعائشة ابنة عبد الهادي وغيرهم، ماتت بها في يوم الإثنين تاسع المحرم سنة اثنتين وسبعين. أرخها ابن فهد.
"أم كلثوم" ابنة المحب محمد بن الرضى محمد بن الشهاب أحمد بن الرضى إبراهيم بن محمد بن إبراهيم الطبري المكية وتسمى فاطمة ومباركة وتدعى رئيسة شقيقة أبي السعادات محمد وأخوته. ولد في جمادى الأولى سنة اثنتين وأربعين وثمانمائة، وأجاز لها أبو الفتح المراغي والزين الأميوطي وأبو جعفر بن العجمي وآخرون.
"أم كلثوم" ابنة أبي حامد محمد بن أبي الخير محمد بن أبي السعود محمد بن حسين بن علي بن أحمد بن عطية بن ظهرة القرشي المكية؛ أمها أم الحسين الصغرى ابنة المحب الطبري، ماتت عن نحو نصف سنة في ذي الحجة سنة خمسين.
"أم كلثوم" ابنة التقي محمد بن محمد بن أبي الخير محمد بن فهد الهاشمي المكية شقيقة النجم عمر وأخوته ويقال لها ست الخطباء رقية، ماتت وقد زادت على سنة في ربيع الآخر سنة اثنتين وعشرين.
"أم كلثوم" ابنة نابت بن اسمعيل بن علي بن محمد بن داود المكي الزمزمي، مات في صفر سنة اثنتين وثمانين بمكة.
"أم كمال" ابنة أحمد بن أبي بكر بن عبد الله بن ظهيرة بن أحمد بن عطية بن ظهيرة القرشية المكية أمها زينب ابنة المحب بن ظهيرة، أجاز لها في سنة ست وثلاثين جماعة.
 أم كمال" ابنة الشهاب أحمد بن ظهيرة بن أحمد بن عطية بن ظهيرة القرشي المكية والدة الكمال أبي البركات محمد بن أبي السعود واسمها عائشة وأمها أم كلثوم ابنة الجمال بن عبد الله بن فهد، أجاز لها في سنة خمس وخمسين فما بعدها الصلاح العلائي والقلانسي والتونسي والقطرواني وابن الرصاص في آخرين، وتزوجها الجمال أبو السعود محمد بن حسين بن ظهيرة فولدت له عدة وتأيمت بعد موته حتى ماتت بمكة في شوال أو ذي القعدة سنة عشر، وكانت متعبدة خيرة وعندها وسواس كثير في الطهارة، ذكرها الفاسي وغيره.
"أم كمال" ابنة المحب أحمد بن أبي السعادات محمد بن أبي البركات محمد بن أبي السعود محمد بن حسين بن علي بن أحمد بن عطية بن ظهيرة القرشي المكية، ماتت في سادس ذي الحجة سنة ثلاث وستين بمكة.
"أم كمال" ابنة أبي الفضل العباس بن أبي المكارم محمد بن أبي البركات محمد بن أبي السعود محمد بن حسين بن علي بن أحمد بن عطية بن ظهيرة القرشي المكية شقيقة العفيف عبد الله، ماتت عن سنة وشهرين في ربيع الأول سنة إحدى وستين بمكة.
"أم كمال" ابنة العفيف عبد الله بن أحمد بن حسن بن الزين محمد بن الأمين محمد بن القطب القسطلاني المكية، ولدت في سنة اثنتي عشرة وثمانمائة وسمعت من الزين المراغي، وأجاز لها جماعة؛ وتزوجها الكمال أبو البركات محمد بن محمد بن حسن بن الزين وولدت له، وماتت في ليلة الأربعاء ثالث عشر رمضان سنة سبع وستين، أرخها ابن فهد.
"أم كمال" ابنة عبد الرحمن بن علي بن أحمد بن عبد العزيز النويري المكية وتسمى عائشة، ولدت في سنة اثنتين وتسعين وسبعمائة، وأجاز لها جماعة منهم البلقيني وابن الملقن والعراقي والهيثمي، وكانت خيرة مباركة متعبدة بالطواف وغيره، ماتت في شعبان سنة ثلاث وأربعين.
"أم كمال" ابنة عبد الوهاب بن عبد الله، في عائشة. "أم كمال" ابنة علي بن أحمد النويري وابنة علي بن عبد الكريم بن أحمد بن عطية بن ظهيرة، وابنة محمد بن أحمد بن قاسم، وابنة محمد بن محمد بن حمد بن فهد، اسم كل من الأربعة كمالية.
"أم كمال" ابنة الكمال أبي البركات محمد بن علي بن أبي البركات محمد بن أبي السعود محمد بن ظهيرة قريبة التي قبلها، أمها حبشية لأبيها، ماتت ولم تكمل سنتين في ذي الحجة سنة أربع وستين بمكة.
"أم كمال" ابنة القاضي أبي اليمن محمد بن محمد بن علي بن أحمد النويري المكي واسمها عائشة، ماتت عن زيادة على ثلاث سنين في سنة تسع وأربعين.
"أم كمال" ابنة المحب محمد بن الرضى محمد بن المحب محمد بن الشهاب أحمد بن الرضى إبراهيم بن محمد بن إبراهيم الطبري المكية وتسمى عائشة بركة سيده شقيقة أبي السعادات محمد وأخوته، ولدت في جمادى الآخرة سنة سبع وأربعين وثمانمائة بمكة، وأجاز لها أبو الفتح المراغي والزين الأميوطي وأبو جعفر بن العجمي وآخرون، تزوجها المحب عبد الله بن أبي البركات محمد بن أحمد بن الزين وأولدها، وماتت معه في ربيع الثاني سنة سبع وثمانين بمكة.
"أم كمال" ابنة الكمال أبي البركات محمد بن أبي السعود محمد بن حسين بن علي بن أحمد بن عطية بن ظهيرة القرشي المكية واسمها عائشة،وأمها كمالية ابنة القاضي علي النويري ولدت بمكة سنة أربع عشرة وثمانمائة، وأجاز لها محمد بن أحمد بن محمد بن مرزوق والتقي الفاسي وآخرون منهم النور المحلي، وتزوجها القاضي عبد القادر بن أبي القسم المالكي في سنة ست وثلاثين فولدت له ثم فارقها فتزوجها أبو الفتح بن عبد القادر الفاسي القاضي ثم طلقها فتزوجها الكمال أبو الفضل بن عبد الرحمن النويري، وماتت عنده بمكة في ذي الحجة سنة سبع وخمسين.
"أم كمال" ابنة الرضى أبي حامد محمد بن أبي الخير محمد بن أبي السعود محمد بن حسين بن علي بن أحمد بن عطية بن ظهيرة القرشي المكية، أمها أم الحسين الصغرى ابنة المحب بن ظهيرة، ولدت في جمادة الأولى سنة ثمان وأربعين وثمانمائة بمكة، وأجاز لها ابن الفرات وسارة ابنة ابن جماعة وأبو جعفر بن العجمي وآخرون.

حرف الميم

"أم محمد" بن حسن المرجوشي جارنا، كانت خيرة حجت وكفت زمناً وتأيمت بعد زوجها حتى ماتت في سنة إحدى وسبعين.
"أم محمد" هي آسية ابنة جار الله بن صالح.
"أم المسعود" ابنة أحمد بن إبراهيم بن حسن بن عجلان الحسني، ماتت في شعبان سنة ثلاث وثمانين بمكة.
 أم المسعود" ابنة الشريف أحمد بن عجلان بن رميثة الحسنية المكية. تزوجها الشريف عنان بن مغامس في حياة أبيها ثم طلقها بعد سنين فتزوجها الشريف محمد بن جار الله بن أبي سعد بن أبي نمى ثم مسور بن علي بن مبارك بن رميثة، وماتت عنده بعد سنة عشرة بقليل بمكة ودفنت بالمعلاة. ذكرها الفاسي.
"أم المسعود" ابنة حسن بن عجلان. ماتت في رمضان سنة خمس وستين بمكة.
"أم المسعود" ابنة عبد القادر بن علي بن جار الله بن زائد المكية تزوجها ابن عمها العز عبد العزيز بن عبد اللطيف بن أحمد بن جار الله الماضي بعد غيره، وزارت معه المدينة ولا بأس بها.
"أم المسعود" ابنة مليب الحسني أخت مبارك وأم شار بن إبراهيم ماتت في شوال سنة ثمانين بمكة.
"أم مصلح" ابنة السيد حسن بن عجلان الحسني. ماتت في سنة اثنتين وثلاثين. أرخها ابن فهد.
"أم الملوك" باليمن الظاهر يحيى بن اسمعيل وهي جهة الطواشي جمال الدين فرحان، لها مآثر بمكة وزبيد وتعز وغيرها، وكانت حرة صالحة. ماتت في سنة ست وثلاثين واحتفل ابنها الظاهر بشأنها.
"أم منصور" هي منصورة ابنة عبد الله بن محمد.

حرف النون

"أم نجم الدين" بن ظهيرة اسمها سعدانة ابنة داود الكيلاني وتدعى رابعة مضت.

حرف الهاء

"أم هانئ" ابنة الشريف أحمد بن علي بن أبي عبد الله محمد بن محمد بن عبد الرحمن الحسني الفاسي المكية أخت التقي الفاسي لأبيه خاصة، تزوجها الشريف حسن بن عجلان في المحرم سنة خمس وثمانمائة فولدت له بعد فراقه لها عبد الله ومات في التي تليها، وتزوجها الشريف جابر بن قاسم بن قاسم بن أبي نمى فولدت له جار الله ثم طلقها، وتزوجها حمزة بن جار الله بن حمزة فولدت له بنتاً ثم طلقها بعد أيام، وماتت في آخر المحرم سنة ست عشرة بمكة ودفنت بالمعلاة وهي في أوائل عشر الأربعين، ذكرها أخوها.
"أم هانئ" ابنة الشهاب أحمد بن أبي الفضل محمد بن أحمد بن ظهيرة بن أحمد بن عطية بن ظهيرة القرشي المكية شقيقة فاطمة، ولدت في أواخر سنة ثلاث وثلاثين وثمانمائة أو أوائل التي بعدها بمكة وسمعت من عمة أمها زينب ابنة الشافعي وأجاز لها جماعة، وماتت بكراً في ربيع الأول سنة اثنتين وستين.
"أم هانئ" ابنة أبي بكر بن أبي الفضل بن محمد بن عبد الرحمن بن علي بن أحمد بن عبد العزيز النويري المكية، ولدت في رمضان سنة خمس وخمسين.
"أم هانئ" ابنة ريحان التعكري أخت خديجة وزينب، ماتت في جمادى الثانية سنة أربع وخمسين بمكة، أرخها ابن فهد.
"أم هانئ" ابنة سعيد الزرندي شقيقة علي وأبي الفتح وزوجة القاضي صلاح الدين بن صالح استولدها عدة، وماتت في ربيع الأول سنة ثمان وتسعين بطيبة.
"أم هانئ" ابنة عبد الرحمن بن علي بن أحمد بن عبد العزيز النويري المكية، أجاز لها في سنة ثمان وتسعين ثم في سنة خمس وثمانمائة العراقي والهيثمي وابن صديق وابنة ابن عبد الهادي والمراغي وآخرون.
"أم هانئ" ابنة عبد اللطيف بن أبي السرور محمد بن عبد الرحمن بن أبي الخير محمد بن أبي عبد الله الحسني الفاسي، ولدت في صفر سنة تسع وأربعين وأمها ينصر الله الحبشية فتاة أبيها، وماتت بمكة في جمادى الثانية سنة ثلاث وثمانين.
"أم هانئ" ابنة عبد الهادي بن أبي اليمن بن أبي اليمن محمد بن أحمد بن الرضى إبراهيم الطبري المكية شقيقة ستيت، وماتت صغيرة.
"أم هانئ" ابنة الجلال عبد الواحد بن إبراهيم بن أحمد بن أبي بكر بن عبدى الوهاب المرشدي المكية، ولدت في ليلة ثاني رجب سنة ست وثمانمائة وأجاز لها أبو اليسر الصائغ وعبد القادر الأرموي وعائشة ابنة عبد الهادي وبهادر الأرمني وأبو اليمن محمد بن أحمد بن إبراهيم الطبري، أجازت لنا، وماتت في سلخ ربيع الآخر سنة ست وستين رحمها الله.
"أم هانئ" ابنة عبد الوهاب بن العفيف عبد الله بن أسعد اليافعي المكية أخت فاطمة وأم الخير ولدت في جمادى الأولى سنة خمس وتسعين وسبعمائة بمكة وأجاز لها في سنة سبع وتسعين جماعة، وماتت بعد ثانيتهما بأيام في ربيع الآخر سنة سبع وعشرين وكذا ماتت أمها فاطمة ابنة الأديب الشمس محمد بن عبد الله الإستجي في جمادى الأولى منها؛ ذكره الفاسي في أم الخير.
 أم هانئ" ابنة العلامة نور الدين أبي الحسن علي بن القاضي تقي الدين عبد الرحمن بن عبد المؤمن بن عبد الملك الهورينية الأصل المصرية الشافعية وتسمى مريم أيضاً وهي سبطة القاضي فخر الدين محمد بن محمد القاياتي، ولدت في يوم الجمعة ليلة نصف شعبان سنة ثمان وسبعين وسبعمائة بمصر واعتنى بها جدها لأمها فأسمعها بمكة في سنة خمس وثمانين على النشاوري الكثير وعلي أبي العباس بن عبد المعطي والشهاب بن ظهيرة والمحب الطبري المتأخر وبمصر علي بن الشيخة والسويداوي والنجم بن رزين والصلاح الزفتاوي وابن أبي زبا وسمعت منه نفسه ومن البدر بن الصاحب وآخرين؛ وأجاز لها العراقي والهيثمي وابن الملقن وابن حاتم والعزيز المليجي والصردي وأبو اليمن بن الكويك والصلاح البلبيسي والبرهان الأمدي والأنباسي والمجد اسمعيل الحنفي والغماري وغيرهم، وتزوجت بالحسام محمد بن الركن عمر بن قطلوبغا البكتمري فولدت له شجاع الدين محمداً الشافعي ثم سيف الدين محمداً الحنفي ثم فاطمة ثم الشرف يونس المالكي ثم منصور الحنبلي واشتغل كل من المذكورين وتمذهب لما وصف به ومهر من بينهم الحنفي ومات الحنبلي وهو صغير وكان غاية في الذكاء بحيث قيل قتله ذكاؤه، ولما مات زوجها تزوجها البدر حسن بن سويد المالكي واستولدها أحمد وعزيزة واستولى على تركه جدها القاياتي وتصرف فيها ما شاء ومات فورثته واشترت القاعة الشهيرة على تركه الفيل وتعرف بإنشاء الأكرم وهي غاية في الإتساع وكثرة المغازل وفيها ما يدل على أنها كانت في غاية التزخرف ونازع بعض ذرية الواقف في صحة استبدالها وجرت بسبب ذلك منازعات آل الأمر فيها إلى أن حكم المحب بن نصر الله الحنبلي بصحة الإستبدال وإبقائها بيدها، وقد حدثت قديماً سمع عليها الفضلاء وقرأت عليها جميع ما وقفت عليه من مرويها وعندي أنها سمعت أكثر مما وقفت عليه بل لا أستبعد أن جدها أسمعها باقي الكتب الستة ومن ذلك علي النشاوري صحيح البخاري لكن ما ظفرت بزيادة على ما علمته، وهي امرأة صالحة خيرة فاضلة كثيرة النحيب والبكاء عند ذكر الله ورسوله محبة في الحديث وأهله مواظبة على الصوم والتهجد متينة الديانة كثيرة التحري في الطهارة فصيحة العبارة مجيدة للكتابة ولديها فيهم وإجادة لإقامة الشعر بالطبع، حفظت القرآن في صغرها ومختصر أبي شجاع في الفقه والملحة في الإعراب وغيرها، وسمعنا من لفظها وحفظها سورة الصف بفصاحة وحسن تلاوة، وحجت ثلاث عشرة مرة وجاورت في بعضها وكفت من زمن طويل فصبرت واحتسبت ثم أقعدت وقام ولدها الحنفي بإكرامها وخدمتها أتم قيام حتى ماتت وأنا بمكة في يوم السبت الثلاثين من صفر سنة إحدى وسبعين ودفنت بتربة جدها الفخر القاياتي بالقرب من مقام إمامنا الشافعي من القرافة رحمها الله وإيانا.
"أم هانئ" ابنة علي بن محمد بن عمر الفاكهي. ولدت سنة تسع وتسعين وسبعمائة بمكة وحضرت في سنة إحدى بمني علي الإمام محمد بن عثمان بن عبد الله بن سكر النبحاني جزء الحسن بن عرفة وغيره، وأجاز لها الركن الخوافي. ماتت في رجب سنة تسع وخمسين بمكة.
"أم هانئ" ابنة علي بن أبي البركات محمد بن أبي السعود محمد بن حسين بن علي بن أحمد بن عطية بن ظهيرة القرشي المكية شقيقة قاضيها وعالم الحجاز البرهاني وأخوته وهي أكبر إناث أبويها، ولدت سنة ثلاث وعشرين وثمانمائة بمكة، وأجاز لها التقي الفاسي وابن سلامة والنور المحلي وغيرهم وفي جملة أخوتها النجم بن حجي والتاج بن بردس وغيرهما، وتزوجها ابن عمها أبو الفضل محمد بن أبي المكارم بن أبي البركات في سنة سبع وثلاثين فولدت له عدة تأخر منهم إلى الآن العفيف عبد الله ثم طلقها فتأيمت مقبلة على العادة طوافاً واعتماراً على قدميها وتنقلاً وقياماً في الليل مع بر الفقراء وتودد لهم، وزارت المدينة غيرمرة منها في سنة ثمان وثمانين في جماعة من أهلها منهم ابنها وعياله وتخلفت هي قائلة فيما قيل إن تربتي هنا فكيف أسافر، وأقام معها ولدها وإحدى أختيها فقدرت وفاتها في يوم الأربعاء تاسع عشر رمضان منها بعد توعكها من نصف شعبان وصلى عليها من الغد بالروضة ثم دفنت بالبقيع إلى جانب ابن عمها وزوجها، وكانت منزلتها عند سائر إخوتها وأهلها سيما القاضي بمكان ونعمت المرأة رحمها الله وإيانا.
 أم هانئ" ابنة الشرف أبي القسم بن أبي العباس أحمد بن محمد بن عبد المعطي الأنصاري المكية أخت عبد القادر الماضي، أجاز لها في سنة سبع وثمانمائة فما بعدها أبو اليسر بن الصائغ والشهاب الجوهري وعائشة ابنة عبد الهادي وأبو اليمن الطبري وعبد الكريم حفيد القطب الحلبي وآخرون، وكانت أصيلة صالحة، أجازت لنا، وماتت في آخر يوم السبت سادس رمضان سنة تسع وسبعين ودفنت من الغد بالمعلاة رحمها الله وإيانا.
"أم هانئ" ابنة العز محمد بن أحمد بن أبي الفضل محمد بن أحمد بن عبد العزيز النويري المكية،ولدت في سنة عشر،وأجاز لها في سنة خمس عشرة عائشة ابنة ابن عبد الهادي وعبد القادر الأرموي وابن طولوبغا وابن الشرائحي وغيرهم. وماتت في ذي الحجة سنة اثنتين وأربعين.
"أم هانئ" ابنة الجمال محمد بن عبد الله بن ظهيرة بن أحمد بن عطية بن ظهيرة القرشي المكية، حضرت في الثانية سنة اثنتين وثمانمائة على ابن صديق وأسمعت على أبيها وأجاز لها جماعة.
"أم هانئ" ابنة الجمال بن ظهيرة أختها وأمها زينب ابنة القاضي أبي الفضل محمد بن أحمد النويري المكية، ولدت في شعبان سنة ست وتسعين وسبعمائة بمكة، وأجاز لها البلقيني والعراقي والهيثمي وابنة ابن المنجا وفاطمة ابنة ابن عبد الهادي وآخرون، وماتت في ذي الحجة سنة بمنى ودفنت بالمعلاة.
"أم هانئ" ابنة أبي عبد الله محمد بن علي بن أحمد بن عبد العزيز النويري المكية، أجاز لها في سنة خمس عشرة عائشة ابنة عبد الهادي وعبد القادر الأرموي وابن طولوبغا وآخرون، وماتت في ربيع الأول سنة سبع وأربعين.
"أم هانئ" ابنة أبي البركات محمد بن علي بن أحمد بن عبد العزيز ابنة عم التي قبلها. ولدت سنة أربع وثلاثين. تزوجها ابن عمها القاضي أبو اليمن ثم غيره، وماتت في شوال سنة ست وسبعين.
"أم هانئ" ابنة القاضي أبي اليمن محمد بن محمد بن علي بن أحمد بن عبد العزيز النويري المكية واسمها عفيفة. ولدت في جمادى الأولى سنة ست وأربعين وثمانمائة وسمعت من أبي الفتح المراغي، وأجاز لها جماعة، وتزوجها محمد بن الشيخ عمر الشيبي وأولدها أبا المكارم وغيره.وماتت في ليلة الأربعاء سلخ ذي الحجة سنة خمس وثمانين ودفنت من الغد عند سلفها بالمعلاة.
"أم هانئ" ابنة الرضى أبي حامد محمد بن أبي الخير محمد بن أبي السعود محمد بن حسين بن علي بن أحمد بن عطية بن ظهيرة القرشي المكية واسمها فاختة شقيقة أم كمال، ولدت في شعبان سنة ست وأربعين وثمانمائة بمكة، وأجاز لها ابن الفرات وابنة ابن جماعة وآخرون؛ وتزوجها النجم بن ظهيرة وأولدها بنات انقرضن إلا واحدة، وماتت في رمضان سنة تسع وسبعين بمكة أثر نفاس.
"أم هانئ" ابنة التقي محمد بن النجم محمد بن أبي الخير محمد بن محمد بن عبد الله بن فهد الهاشمية المكية شقيقة النجم بن فهد وأخوته وتسمى زينب ستي بني هاشم ولدت في غروب يوم الخميس الثامن عشر ذي القعدة سنة سبع عشرة وثمانمائة بمكة وأحضرت بها في الثانية على الشريف أحمد الفاسي وابن سلامة مشيخة الفخر وغيرهما ومن الجمال المرشدي بعضها وجزء ابن الطلاية والبردة وسمعت من الشمسين ابن الجزري والكناني مفترقين جميع مسند أحمد ومن عبد الرحمن بن طولوبغا المسلسل والمائة الفراوية وجملة في آخرين من شيوخ بلدهم كالنجم المرجاني والقادمين عليها وبالمدينة من المحلى والشريف أبي عبد الله الفاسي المكي،وأجاز لها خلق من أماكن شتى منهم الشهاب المتبولي والزراتيتي والشمس البرماوي والتاج والعلاء ابنا بردس والنفيس العلوي والولي العراقي والفوي والزركشي وابنة الشرائحي والبرهان الحلبي، وتزوجها الخطيب أبو القسم بن أبي الفضل النويري فولدت له المحب أبا البركات أحمد الماضي وطلقها فتزوجها القاضي أبو حامد بن الضياء الحنفي فولدت له غياث الدين أبا الليث محمداً، وأجازت لنا، وكانت مباركة دينة كثيرة التودد والموافاة واحتمال الأذى، تعللت مدة إلى أن ماتت شهيدة بالبطن في أول يوم الخميس منتصف ذي الحجة سنة خمس وثمانين ودفنت في عصر يومها على أمها بقبور سلفها من المعلاة رحمها الله.
 أم هانئ" ابنة يوسف بن أبي القسم بن أحمد بن عبد الصمد الأنصاري الخزرجي المكي سبطة أبي اليمن الطبري وابنة خالة والدة العز بن فهد ويعرف بابن الحنيفي، ولدت ظناً في نحو سنة خمس، وتزوجها عبد الرحمن بن أبي بكر بن علي الريمي وأولدها أحمد ومات عنها فتأيمت حتى ماتت في ربيع الثاني سنة إحدى وثمانين بمكة، وكانت خيرة صابرة قانعة رحمها الله.
"أم الهدى" ابنة أحمد بن أبي بكر بن عبد الله بن ظهيرة بن أحمد بن عطية بن ظهيرة القرشي المكية، أمها حبشية لأبيها، ولدت في سنة ثمان وعشرين وثمانمائة، وأجاز لها في سنة ست وثلاثين جماعة.
"أم الهدى" ابنة الشهاب أحمد بن ظهيرة بن أحمد بن عطية بن ظهيرة القرشي المكية، أمها فاطمة ابنة التقي الحرازي، أجار لها في سنة ثمان وثمانين وسبعمائة النشاوري والعراقي والصدر المناوي وغيرهم، وتزوجت بالجمال محمد بن علي النويري في سنة ثمان وتسعين فأقامت تحته حتى ماتت في آخر ربيع الأول سنة سبع وعشرين بمكة ولم تلد، ذكرها الفاسي باختصار عما هنا.
"أم الهدى" ابنة عبد الله بن أحمد بن حسن بن الزين القسطلاني المكية، في هدية.
"أم الهدى" ابنة عبد الرحمن بن أبي بكر بن عبد الله بن ظهيرة بن أحمد بن عطية بن ظهيرة القرشي المكية أمها زبيدية. ماتت صغيرة.
"أم الهدى" ابنة عبد العزيز بن علي بن أحمد بن عبد العزيز النويري المكية. أجاز لها في سنة ست وثلاثين وثمانمائة جماعة، وماتت في ربيع الأول سنة اثنتين وستين بمكة.
"أم الهدى" ابنة علي بن أبي البركات محمد بن أبي السعود محمد بن حسين بن علي بن أحمد بن عطية بن ظهيرة القرشي المكية شقيقة البرهان وأخوته ولدت سنة ثلاثين وثمانمائة بمكة، وأجاز لها في سنة إحدى وثلاثين فما بعدها جماعة، وتزوجها ابن عمها أبو الخير محمد بن أبي السعود ووجدت مقتولة في فراشها في أواخر ليلة الأحد منتصف ربيع الثاني سنة أربع وسبعين بمكة وظهر أن قتلتها جواريها باعترافهن فطيف بهن البلد مسمرات ثم شنقن عوضها الله الجنة.
"أم الهدى" ابنة أبي الفتح محمد بن أحمد بن أبي عبد الله محمد بن محمد بن عبد الرحمن الحسني الفاسي الأصل المكي وتسمى زينب، ولدت بمكة، وأجاز لها في سنة ثمان وثمانين فما بعدها أبوها النشاوري والصردي وابن حاتم والتنوخي وابن أبي المجد وابن الذهبي وابن العلائي وابنة ابن المنجا وفاطمة ابنة عبد الهادي البلقيني والعراقي والهيثمي وابن الملقن والعاقولي وابن عرفة وآخرون، أجازت لنا. مات بعد أن أضرت سنين في عشاء ليلة الجمعة العشرين من شعبان سنة خمس وخمسين بمكة ودفنت بالمعلاة عند أهلها.
"أم الهدى" ابنة أبي السعود محمد بن حسين بن علي بن أحمد بن عطية بن ظهيرة القرشي المكية، أمها أم كمال عائشة ابنة الشهاب بن ظهيرة، أجاز لها في سنة ثمان وثمانين وسبعمائة النشاوري والعراقي والهيثمي والصدر المناوي وعائشة ابنة ابن عبد الهادي وخلق، وتزوجها قريبها يحيى بن أبي الفضل محمد بن أحمد بن ظهيرة القرشي فولدت له، وكانت حية في سنة خمس.
"أم الهدى" ابنة الجمال محمد بن عيسى القرشي المكية زوج القاضي نور الدين علي النويري، تزوجها في سنة سبعين فولدت له من الذكور والإناث جملة. وماتت في سنة أربع وعشرين بمكة. ذكرها الفاسي.

حرف الواو

"أم الوفا" ابنة أبي الفضل العباس بن أبي المكارم محمد بن أبي البركات محمد بن أبي السعود محمد بن حسين بن علي بن أحمد بن عطية بن ظهيرة القرشي المكية، أمها حبشية لأبيها، ولدت سنة سبع وخمسين بمكة، وماتت في جمادى الثانية أو الأولى سنة اثنتين وسبعين بمكة.
"أم الوفا" ابنة عبد الله بن أحمد بن حسن بن الزين محمد بن الأمين محمد بن القطب القسطلاني المكية وتدعى سعادة، أجاز لها في سنة أربع عشرة وثمانمائة عائشة ابنة ابن عبد الهادي وابن الكويك وجماعة وماتت سنة تسع وعشرين بمكة.
"أم الوفا" ابنة القاضي علي بن أحمد بن عبد العزيز النويري المكية، في عصون.
"أم الوفا" الصغرى ابنة القاضي علي بن أحمد بن عبد العزيز الهاشمي العقيلي النويري، ولدت سنة ست وتسعين بمكة، وأجاز لها وهي في الأولى فما بعدها العراقي والهيثمي والبلقيني وابن الملقن والتنوخي وغيرهم، وكانت خيرة مباركة ماتت في شعبان سنة خمس وخمسين.
 أم الوفا" ابنة الجمال محمد بن عبد الله بن ظهيرة في أم كلثوم.
"أم الوفا" ابنة الرضى محمد بن المحب محمد بن الشهاب أحمد بن الرضى إبراهيم بن محمد بن إبراهيم الطبري المكية، أمها عائشة ابنة أحمد بن حسن بن الزين. أجاز لها في سنة أربع عشرة فما بعدها عائشة ابنة ابن عبد الهادي والزين المراغي وابن الكويك وجماعة. وماتت في المحرم سنة إحدى وستين بمكة.
"أم الولوي" الأسيوطي. هي عائشة ابنة سعد.

حرف الياء الأخيرة

"أم يحيى" بن حجي، فيزينب ابنة محمد بن محمد بن عثمان.
"أم يحيى" امرأة معتقدة بالجبل، في فاطمة.
"المبهمات" "ابنة برك" الجكمي أحد أمراء دمشق الطبلخانات، وأمها خوند الأحمدية جهة الظاهر خشقدم، تزوجها الزين عبد الرحيم بن العيني فاستولدها ابنة الشهاب أحمد ومات أبوه فرباه زوج جدته الظاهر المشار إليه، وماتت هي في يوم السبت رابع ذي القعدة سنة ست وستين وحضر السلطان الصلاة عليها بالقلعة ثم دفنت بتربته.
"ابنة المؤيد أحمد" بن الأشرف اينال. ماتت في رمضان سنة تسع وسبعين باسكندرية وكانت مقيمة عند أبيها بها وكثر تأسفه فيما قيل عليها وكانت جدتها قد جهزتها جهازاً هائلاً لكونها أشرفت على التزويج فعوجلت عوضها الله الجنة.
"ابنة أخرى للمؤيد أحمد" كانت زوجاً للدوادار الكبير يشبك من مهدي ولدت له عدة تأخر منهم عنها ذكر ابن أشهر وأثنى. ماتت في يوم الخميس ثامن عشري ذي الحجة سنة اثنتين وثمانين بعد تعللها أشهراً حتى انتحلت وقاست أنواعاً، وصلى عليها من الغد في المؤمني بحضرة السلطان فمن دونه وما تخلف أحد بل مشى إلى التربة حاجب الحجاب ورأس نوبة النوب وجماعة من المقدمين وركب الأتابك ولاشين وستر نعشها ببخشاناه زركش بوجهين الباطن تماسيح على أخضر والظاهر زركش على مخمل أحمر، ودفنت بتربة زوجها رحمها الله.
"ابنة أخرى للمؤيد أحمد" ماتت في سنة اثنتين وثمانين.
"ابنة أحمد" بن عبد الرحمن بن قيم الجوزية زوج أبي الفضائل بن أحمد الحنفي. ماتت في رجب سنة خمس وثمانين.
"ابنة اسماعيل" بن الخازن البكتمرية واسمها آمنة، تزوجها الخطيب أبو الفضائل النويري وقبله الولوي الأسيوطي.
"ابنة لأمير حاج" بن المجد عبد الرحمن بن الجيعان، ماتت قبل إكمال سنة في يوم الجمعة تاسع ذي القعدة سنة إحدى وسبعين بمكة.
"ابنة للزيني أبي بكر" بن مزهر ثلاثية. ماتت في يوم السبت ثامن عشري شوال سنة خمس وثمانين وصلى عليها بعض الأعيان ومنهم الشافعي لعدم انتشار العلم بها.
"ابنة للخطيب أبي بكر" بن أبي الفضل النويري، أمها حبشية لأبيها ماتت وهي بكر بالغ في جمادى الأولى سنة اثنتين وسبعين.
"ابنة للبدر السمرباي" هي سعادات.
"ابنة تريكي الأزرق" زوج كباش واسمها مصباح، ماتت بمكة في صفر سنة ثمان وسبعين.
"ابنة للتقي اليونيني" ماتت في شعبان سنة اثنتين. ذكرها شيخنا في أنبائه.
"ابنة للظاهر جمقمق" تساعية شقيقة لأحمد الماضي، ماتت بالطاعون في عشري صفر سنة ثلاث وخمسين.
"ابنة أخرى للظاهر جمقمق" زوج الأميرأزبك وأم ولده. هي خديجة.
"ابنة حسين" بن علي الزمزمي ولعلها أم الخير، ماتت في المحرم سنة ثلاث وأربعين.
"ابنة سليمان" ابنة دلغادر وهي خوند زوج الظاهرجمقمق ثم المؤيد أحمد بن الأشرف اينال قبل سلطنته وتحته، ماتت بالطاعون في يوم الخميس خامس رجب سنة أربع وستين بعد أن حجت مع زوجها في ذاك التغالي والتفاخر.
"ابنة سيدي" وكانت زوجاً لجمقمق الحاجب ولها ثروة زائدة وجهات موقوفة عليها بحيث رغب غيرواحد في الإتصال بها كخطيب مكة المحب أحمد بن القسم النويري بعد أن كفت وظفر منها بشيء كثير في حياتها حيث حج معها وجاورت هناك ثم بعد موتها لكنه لم يبلغ كل أمله، وماتت تحته في ذي القعدة سنة إحدى وثمانين بالقاهرة عن ثمانين سنة فأكثر.
"ابنة شميلة" أخت راجح الماضي، ماتت في صفر سنة سبع وثمانين ودفنت بالمعلاة وكانت عجوزاً ذات أولاد.
"ابنة الشهاب المتبولي" سبطة نور الدين بن الرزاز الفقيه الحنبلي ماتت وهي بكر في منتصف جمادى الثانية سنة سبع وثمانين عوضها الله الجنة.
"ابنة للمؤيد شيخ" ماتت وسنها يقرب من تسع سنين في يوم الخميس تاسع ربيع الأول سنة ست عشرة، وكان قد زوجها من طوغان الحسني الدوادار قبل موتها بثلاثة أشهر.
 ابنة أخرى للمؤيد شيخ" زوج قرقماس، ماتت في تاسع عشر جمادى الأولى سنة اثنتين وأربعين وكانت نفساء عن سقط أسقطته عند كائنة زوجها فاستمرت في الضعف حتى ماتت، وتركت منه ولداً ذكراً له نحو سبع سنين وأسندت وصيتها لزوجها، ذكرها شيخنا في إنبائه.
"ابنة للزيني عبد الباسط" وهي خوند زوج الظاهر جمقمق اسمها فاطمة.
ابنة للعز عبد العزيز" بن المراحلي زوج الجمال محمد الفومني ظناً، ماتت بمكة في ثامن ذي القعدة سنة إحدى وسبعين.
"ابنة عبد القادر" الطهطاوي زوج النور علي بن الحناوي، ماتت في صفر سنة ثلاث وتسعين.
"ابنة العريس" ماشطة بالكداشين لها دور وأملاك، ماتت في أواخر المحرم سنة ثلاث وتسعين.
"ابنة عطية" بن مسعود المطيبز ماتت بمكة في ربيع الآخر سنة ثمان وخمسين.
"ابنة عنان" أبو لهب والدة القائد مسعود بن قنيد، ماتت بمكة في جمادى الأولى سنة سبع وسبعين.
"ابنة الناصر فرج" بن الظاهر برقوق زوج إبراهيم بن المؤيد، ماتت في ربيع الأول سنة تسع عشرة ودفنت في تربة أبيها بحذاء قبة النصر.
"ابنة أخرى للناصر فرج" زوج قرقماس حاجب الحجاب، ماتت في يوم الجمعة رابع ربيع الأول سنة ثلاثين ودفنت من الغد بتربة أبيها بالصحراء أيضاً.
"ابنة قرقماس" الجلب زوج تمراز العزيزي رأس نوبة النوب، ماتت في يوم الجمعة تاسع ذي القعدة سنة تسع وسبعين وهرع الناس للصلاة عليها قبل الجمعة في سبيل المؤمني وكان ممن شهدها السلطان ودفنت بتربته وقرر هناك جماعة يحضرون كل يوم للقراءة مع شيخ التربة، وحج عنها الشهاب البيجوري نزيل دمياط رحمها الله.
"ابنة قلمطاوي" العثماني الظاهر برقوق فاطمة وابنة أخيها زينب ابنة محمد بن قلمطاوي.
"ابنة محفوظ" بن مبارك بن منصور المغربي، عرضت علي بحضرة أبيها الموطأ وسافرت مع أبيها إلى الهند فتزوجت النوري الجرهي.
"ابنة الشيخ محمد" الخواجا بن الشهاب أحمد بن قاوان زوج الشريف اسحق الماضي وأبوها وجدها؛ ماتت في ليلة الأربعاء تاسع عشري ذي القعدة سنة اثنتين وثمانين بالقاهرة وأخرجت جنازتها من الغد فلم يتخلف عنها كبير أحد ودفنت بالقرب من المشهد النفيسي ونقلت بعد أسبوع إلى قبة الخلفاء المجاورة للضريح عند أم العزى عبد العزيز الذي صار بعد الخليفة وحصل للمكان ولأهله ولمجاوريه والمتحدثين عليه بسببها من قبل أبيها ما يفوق الوصف وكانت أوقات طيبة بل أعطى مالاً كثيراً لعمارة المشهد وجهاته وشرع في ذلك بعد عوضها الله الجنة.
"ابنة القاضي فتح الدين" محمد بن عبد الرحمن بن صالح المدني، تزوجها الشمس محمد بن عبد الوهاب بن أحمد بن زبالة قاضي الينبوع فولدت له ومات عنها فتأيمت حتى ماتت في سنة سبع وثمانين ودفنت بالبقيع وكنت ممن شهد دفنها والصلاة عليها رحمها الله.
"ابنة لكاتبه محمد" بن عبد الرحمن السخاوي، هي جويرية.
"ابنة الشمس محمد" بن عبد الله المقسي أخي الفخر عثمان وزوج محمد السكندري الحريري بن محمود. ماتت في صفر سنة ست وثمانين.
"ابنة الشمس محمد" بن عمر بن محمد بن أحمد بن عزم الماضي، ماتت في ليلة وفاة أبيها في سنة إحدى وتسعين بمكة وهي بكر مراهقة.
"ابنة ناصر الدين محمد" بن عوض الرهاوي زوج فخر الدين السكندري أم أولاده، ماتت في جمادى الأولى سنة خمس وثمانين.
"ابنة الناصر محمد" بن قلاون ويقال لها خوند التنكزية زوج تنكز ماتت في ثاني صفر سنة اثنتين أرخها المقريزي.
"ابنة القاضي ناصر الدين محمد" الزفتاوي اسمها زينب.
"ابنة أبي الفضل بن قطارة" سبطه العلمي بن الجيمان ماتت تحت روحها سعد الدين بن عبد القادر كاتب المماليك كان بعد تعللها مدة في العشر الثاني من ذي الحجة سنة ثمان وثمانين وكان مشهدها حافلاً ودفنت بتربة جدها.
"ابنة للخليفة المستكفي بالله" ماتت بالطاعون في صفر سنة ثلاث وخمسين.
"ابنة للملكي" زوج الاشريف الأنصاري هي فاطمة ابنة يحيى.
"ابنة نحيلة" المغنية والدة بن الكعكي اسمها خديجة.
"ابنة أخت للأشرف" قايتباي وكانت زوجاً لقابناني سلاق ماتت بالطاعون في ذي القعدة سنة إحدى وثمانين ودفنت بتربتها.
"ابنة خالة أبي الفتح" بن القطوري زوج سعود أحد تجار الجملون ماتت في يوم الجمعة سابع عشري شوال سنة خمس وثمانين.
 أخت لأمير المؤمنين" المستنجد بالله يوسف بن المتوكل علي الله محمد بن أبي بكر العباسي، ماتت في المحرم سنة سبع وسبعين ولم يحضر السلطان الصلاة بل ولا أخوها ودفنت عند سلفها بالمشهد النفيسي.
"أخت للأشرف" قايتباي وليست بأم الماضية قريباً، ماتت في الطاعون في ذي القعدة سنة إحدى وثمانين وصلى عليها في مصلى المؤمني في مشهد فيه أخوها ودفنها داخل القبة التي بالمدرسة الكبرى من تربته.
"أخت لقانصوه" خمسمائة، ذكرت في منصور بن يشبك.
"أخت ابني الزيادي" هي عزيزة ابنة علي بن أحمد" "أم أبي بكر" بن عبد الباسط وأخوته وهي من ذرية ابن الشهيد، ماتت في شوال سنة إحدى وثمانين وكانت مسنة تذكر بخير وستر رحمها الله.
"أم الشهاب" الطوخي. هي زينب ابنة علي بن محمد.
"أم الصلاح" الطرابلسي شيخ الأشرفية، ماتت في ذي القعدة سنة ثمان وثمانين.
"أم عبد العزيز" المدعو فائزاً ابن الخطيب أبي بكر بن علي بن ظهيرة حبشية ماتت في شوال سنة ست وثمانين ودفنت بتربتهم من المعلاة وتأسف سيدها على فقدها عوضهما الله خيراً.
"أم عبد القادر" ابنة عبد اللطيف السيد قاضي الجنابلة بالحرمين الحسني الفاسي الأصل المكي واسمها تفاحة حبشية خيرة لزمت الإقامة بالمدينة حتى ماتت بها في شوال سنة ثمان وثمانين. "أم العلاء" الأهناسي" وأخوته؛ هي آمنة.
"أم أبي الفضل" محمد بن أحمد بن أسد الماضي، ماتت في صفر سنة ست وثمانين رحمها الله.
"أم الكمال" بن أبي شريف وأخيه إبراهيم. هي فاطمة ابنة أحمد بن عوجان.
"والدة أحمد" الخوارزمي،ماتت بمكة في سلخ المحرم سنة ست وخمسين.
"والدة الخواجا" برهان بن قاوان الشريفة الدمشقية، ماتت بمكة في صفر سنة ثمانين.
"والدة برهان الدين" الرقي، ماتت بمكة في سلخ صفر سنة خمس وسبعين.
"والدة زين العابدين" بن جلال البصري، ماتت بمكة في مستهل شعبان سنة اثنتين وستين.
"والدة عمر الشيبي" ماتت بمكة في ربيع الأول سنة إحدى وستين.
"والدة القاضي جمال الدين" ماتت بمكة في شعبان سنة ثلاث وأربعين ذكرهن ابن فهد.
"جدة الزيني" بن مزهر أم أمه. ماتت في سنة ست وستين ببركة الرطلي وكان لها مشهد حافل رحمها الله.
"زوجة الجمال إبراهيم" بن العلاء القلقشندي أم ولده؛ ماتت في المحرم أو صفر سنة ست وثمانين.
"زوجة أزدمر" نائب حلب، حجت من حلب في موسم سنة اثنتين وتسعين ونسب إليها خير كثير في الركب وكف لبعض مظالم، وماتت في رجوعها بحمص ودفنت بالقرب من مشهد خالد رحمها الله.
"زوجة الأشرف اسمعيل" بن الظاهر يحيى ملوك اليمن وجهة الطواشي ياقوت، لها بزبيد مدرسة تشهر بالياقوتية وبغيرها عدة مدارس وعاشت إلى بعد الأربعين رحمها الله.
"زوجة اسمعيل" بن محمد بن اسمعيل الجبرتي، ماتت بمكة في ذي الحجة سنة سبع وسبعين.
"زوجة الأمير برسباي" قرأ، ماتت في صفر سنة ثمان وشهدها السلطان فمن دونه.
"زوجة البوني" أحد أعيان الدولة بمكة هي قندولة ابنة أبي الخير محمد بن ريحان الريسي.
"زوجة الجلال البكري" امرأة شريفة، تزوجها بعد الشهاب المحلى قاضي اسكندرية فأقامت معه مدة، وماتت في سابع عشر ذي الحجة سنة اثنتين وثمانين وصلى عليها من الغد بمصلى باب النصر ثم دفنت بحوش البيبرسية وفرق ثلثها وهو قدر كبير بل فرق أيضاً من حصته مع كونه أجحف فيها رحمها الله.
"زوجة الجمال الظاهري" ماتت بمكة في المحرم سنة اثنتين وتسعين وقد جاورت معه سنين.
"زوجة الشمس العذول" ماتت في أثناء يوم الخميس تاسع عشري ذي الحجة سنة أربع وتسعين وصلى عليها بعد صلاة العصر ثم دفنت بالمعلاة وحضرت الدفن والصلاة رحمها الله.
"زوجة عبد الرزاق" الناسخ أم أولاده ويقال لها جل الله وكان عظيم الحب لها مع مزيد تكليفها ونحوه ماتت سنة ثلاث وتسعين في حياة أبويها وتركت منه ولداً وتأسف عليها عفا الله عنها. "زوجة عبد الكريم" الدميري ماتت بمكة في رجب سنة ست وستين ولعلها زينب ابنة الدقوقي.
"زوجة علان" أمير الركب الرجبي، ماتت بمكة قبل الحج سنة إحدى وسبعين.
"زوجة علي الدقاق" الشامي الماضي، ماتت في صفر سنة ست وثمانين ودفنت بالقرب من قبر عمر العرابي من المعلاة.
"زوجة فخر الغمري" ماتت هي وإياه في سنة ثلاث وتسعين.
 "زوجة قانباي" الجركسي وهي أم ولد لأستاذه جاركس القاسمي المصارع تزوجها بعده، وماتت تحته في يوم الجمعة رابع عشري ربيع الآخر سنة أربع وخمسين ودفنت بتربة زوجها التي جددها عند دار الضيافة.
"زوجة البدر محمد" بن محمد بن عمر الزاهد الماضي، ماتت بعده بيسير في سنة إحدى وسبعين.
"زوجة محمد الطلخاوي" قيم جامع الغمري وهي فتاة للشرقي يحيى المزين تزوجها بعده وخلفت له ولداً، ماتت في سنة ثمان وتسعين.
"مستولدة حبشية" لصاحب الحجاز الجمال محمد بن بركات أم ولد، ماتت في شوال سنة ثمان وتسعين خارج مكة وحملت فدفنت بالمعلاة.
"مستولدة للحنبلي" بمكة، ماتت في المحرم منها وتركت له ابنة تساعية.
"مستولدة يحيى" بن الشيخ الشهير بميمي زنطر سبط الشيخ عبد القوي البجائي المكي أم ولديه، ماتت في جمادى الثانية منها ودفنت بتربة عبد القوي من المعلاة.
"مستولدة الفخري" أبي بكر بن ظهيرة أم ولده أفضل الدين ماتت في شوالها.
"عمة التاج المقسي" هي عمائم. "خوند البارزية" هي مغل.
"خوند الخاصكية" هي زينب.
"المطرية" داية مكة. هي أم الخير ابنة أحمد بن محمد بن محمد.
آخر ما يسر الله جمعه من أهل القرن التاسع وانتهى نقله من المسودة إلى هنا في ربيع الآخر سنة ست وتسعين وثمانمائة أحسن الله عاقبتهما وختم لنا بخير، قاله وكتبه محمد بن السخاوي.
هذا لفظ المؤلف بحروفه ومن خطه أمتع الله المسلمين ببقائه نقلته في مدة آخرها يوم الإثنين رابع ربيع الثاني من سنة تسع وتسعين وثمانمائة أحسن الله تقضيها في خير بمنزلي من مكة المشرفة، قاله وكتبه المفتقر إلى اللطف أبو الخير وأبو فارس عبد العزيز بن عمر بن محمد بن فهد الهاشمي المكي الشافعي لطف الله بهم آمين والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على سيدنا ونبينا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين.
ثم بخط المؤلف السخاوي: الحمد لله قرأه على كاتبه المستغني بشريف أوصافه عن تكرر التعريف به وبأسلافه زاده الله تعالى فضلاً وإفضالاً وأعاذه من المكروه حالاً ومآلاً ورحم أصوله وضم شمله بفروعه وبلغه فيهم مأموله وسمعه بقراءة من سلف الأعلام بذكره بحيث لم يكمل لغيره كان الله له وزان به في الأحوال الآتية والمستقبلة وانتهى في أوائل شعبان سنة تاريخه وأجزت لها روايته عني مع سائر مروياتي ومؤلفاتي قاله وكتبه مؤلفه وصلى الله على سيدنا محمد وسلم تسليماً.
أنهاه وما قبله مطالعة العبد الفقير مدين بن عبد الرحمن الطيب في مجالس آخرها في جمادى الأولى سنة 1001.
ثم أنهاه أيضاً مطالعة وما قله سوى الأول وجرد ما فيه من أحاسن الشعر وأطايبه ومعظم المنثور وغالبه العبد الحقير محفوظ المجدل في مدد توالت وأيام تولت غايتها غاية شوال سنة 1035 فرحم الله مؤلفه فما أصدعه بالحق وبحسن التركيب ما أعرفه فإن قلمه الشريف غاية في صوغ الكلام بأجزل عبارة وأدق بيان وأرق استعارة فنسأل الله سبحانه أن ينفعنا به وبعلومه ويدخلنا معه الجنة بمنه وكرمه آمين.
أنهاه وما قبله مطالعة الفقير محمد جمال القاسمي في أيام آخرها يوم الأحد 22 شوال سنة 1313.


قلت المدون سبحان الله وبحمده  عدد خلقه وزنة عرشه  ورضا نفسه ومداد كلماته} ما حييت وبعد موتي  والي يوم الحساب وارحم  واغفر اللهم لوالدي ومن مات من اخوتي واهلي والمؤمنين منذ خلقت الخلق الي يوم الحساب آمين وفرج كربي ورد الي عافيتي وارضي عني في الدارين  واعني علي أن انفقها في سبيلك يا ربي اللهم فرج كربي واكفني همي ورد إليَّ عافيتي وثبتني علي دينك الحق ولا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار وتوفنا مع الأبرار وألف بين قلوبنا اجمعين.اللهم واكشف البأساء والضراء عني وعنا .

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الفيزياء الثالث الثانوي3ث. رائع

الفيزياء الثالث الثانوي3ث. =============== . ...