روابط مصاحف م الكاب الاسلامي

روابط مصاحف م الكاب الاسلامي
 

ب ميك

المدون

 

الخميس، 2 يونيو 2022

مجلد 3.الضوء اللامع لأهل القرن التاسع الإمام السخاوي

 

 مجلد 3.الضوء اللامع لأهل القرن التاسع

الإمام السخاوي

 

كتاب مهم لمؤلف فذّ جمع فيه كلّ من علمه من أهل القرن التاسع من سائر العلماء والقضاة والصلحاء والروّاة والأدباء والشعراء والخلفاء والملوك والأمراء والمباشرين والوزراء من النّظر الى أقطارهم أو أديانهم. وقد ذكر أسماء الشخصيات التي تناولها وأنسابها والعلوم التي اشتهرت بها

تم نسخه من موقع الوراق

( 3)

 

عثمان بن عبد الله بالتكبير بن عثمان بن عفان بن موسى بن عمران بن موسى الفخر أبو عمرو بن الجمال الحسيني بلد أنسبة لمنية أبي الحسين من الشرقية ثم القاهري المقسي الشافعي الماضي أبوه ويعرف بالمقسي. ولد في رابع عشري ذي القعدة سنة ثماني عشرة وثمانمائة بمنية فضالة وانتقل منها وهو صغير صحبة والده فاستوطن معه القاهرة وحفظه القرآن والعمدة والتنبيه والمنهاج الأصلي وألفية النحو وعرض على البساطي والمحب بن نصر الله في آخرين وأخذ الفقه أولاً عن الشهاب المحلي خطيب جامع ابن ميالة والبدر النسابة ثم عن الشرف السبكي والونائي واتفق له أنه انتهى في قراءته على كل منهما إلى أدب السلطان وحضر أيضاً في الفقه اليسير عند العلم البلقيني وأكثر من ملازمة الشرف المناوي في التقاسيم وغيرها حتى كان جل انتفاعه في الفقه به وكان يقرأ عنده الحديث في رمضان وغيره ولم ينفك عنه حتى مات ولازم شيخنا أيضاً في سماع الحديث في رمضان وغيره عدة سنين وحضر دروسه في علوم الحديث وغيرها وسمع على الشمني بل أخذ عنه في العضد والمغني وحاشيته والمطول والبيضاوي وغيرها وكذا قرأ المنهاج الأصلي على القاياتي وألفية النحو وتوضيحها على الحناوي وشرح العقائد على الكافياجي وحضر في التفسير وغيره عند السعد بن الديري وجوده بعض القرآن على الشهاب بن أسد وكتب الخط المنسوب وأكثر من ملازمة المرور على الكتب الأربعة التنبيه والمنهاج والبهجة وأصلها قراءة وإقراء حتى صارت له بها ملكة قوية مع مشاركة في الأصول والعربية، وأول ما نشأ أقرأ الأطفال في زاوية الشيخ علي المغربي ثم في زاوية ابن بطالة بقنطرة الموسكي وأم بها زمناً وتكسب بالشهادة وقتاً رفيقاً للزين قاسم الزفتاوي في الحانوت المجاور لحبس رحبة العيد فلما ناب الزين في القضاء وجلس بالجورة وتحول معه وربما حضر معه عند الولوي السفطي، كل ذلك مع المداومة على الاشتغال والكتابة لنفسه بحيث كتب بخطه الروضة ومختصر الكفاية وجملة وتكررت كتابته لشرح الشواهد وكان يرتفق بثمنه في معيشته وربما قرأ في الجوق مع الشمس المتبولي الضرير وابن طرطور لكنه لم ينتدب لذلك ونوه شيخه المناوي به جداً حتى كان يقول: هو معي كالمزني مع الشافعي واستنابه في القضاء وجلس بأيوان الصالحية وقتاً وصار يسند القضايا والوقائع المهمة من الوصايا ونحوها وتكلم عنه في أوقاف كالحلي والطاهر وطيلان وأقبل على الأحكام وشبهها وحسنت معيشته بعد خشونتها جداً حتى سمعت أن عمه عتبه على قبوله القضاء وقال له:

أدخلت القضاء في بيتنا أو كما قال وكذا بلغني أن والده عتب عليه قبوله لوظيفة الجمالية وتعاطيه خبزها وكانا مذكورين بالصلاح؛ ومن العجيب سؤاله العلم البلقيني في النيابة عنه مع شدة اختصاصه بالشرف بل وناب عن المكيني فيما قيل وكذا عن الأسيوطي ثم عزل نفسه لما زاحمه ابن مظفر في تكلمه في وصية عبد القادر الفاخوري، وتكلم بفجوره فيما لا يليق وأعرض عن ذلك كله وكذا باشر قضاء الركب الموسمي غير مرة واستصحب الحمل معه وكان حج قبل ذلك مع والده وهو صغير ثم جاور مع الرجبية، ولما مات الشهاب الشطنوفي استنيب عن ولده أخي زوجه ابن شيخه المناوي في تدريس الحديث بالشيخونية بإشارة شيخه في ذلك ثم انتقل به بعد وفاة زين العابدين ببذل يسير للولد لعدم أهلته وكذا استنيب في وظيفة الإسماع بها عن ابن الزين رضوان وفي تدريس الفقه بجامع الخطيري عن ابني زين العابدين المناوى وفي الخطابة بجامع عمرو عن شيخه ثم عن ولده وابنيه وفي زاوية الابناسي بالمقسم مع مباشرة النظر إلى غيرها مما كان باسمه من الجهات كالتصوف بالصلاحية والبيريبية والجمالية وخزن كتب الزينة الاستادارية وإمامة الصلاحية المجاورة للشافعي وقراءة الحديث بجامع الأزهر يوقف ابنه الطبندي وتصدى للتدريس والإقراء في حياة شيخه وحلق بجامع الأزهر وكثر الانتفاع به خصوصاً بعد وفاته فإنه تزاحم عليه الطلبة واستمر أمرهم يتزايد إلى أن كانت السنة الأخيرة فحصل تنافس في تعيين أحد القراء وقصد بالرسائل في ذلك ونحوه مما لم يقع مثله الآن لغيره وصار غالب الفضلاء من تلامذته ولم يكونوا يتجرءون عليه كغيره وكذا قصد بالفتاوي وانتفع به فيها أيضاً كل ذلك مع الدين والتواضع والفصاحة وجودة التقرير والتمييز في الفقه وحسن الملكة فيه والمشاركة في غيره والعقل وعدم المراهنة والانجماع على نفسه والقيام بوظائفه والارتفاق مع ذلك ببعض معاملات وربما قرأ الحديث بجامع التركماني المجاور له وكثيراً ما كان يقصدني بالأسئلة الحديثية ويصرح بأنه لا يفي بغرضه وأزيد سواي إلى غير ذلك من الثناء مات في رجب سنة سبع وسبعين ولم يخلف بعده في حسن تقرير الفقه مثله رحمه الله وإيانا.
عثمان بن عبد الله بن يعقوب الدمشقي القاري أخو محمود وعبد الكريم يأتي فيمن لم يسم أبوه عثمان بن عبد الله ويلقب بالفيل أحد من كان يعتقد بمصر. مات في جمادى الأولى سنة خمس. قاله شيخنا في أنبائه.
عثمان بن علي بن إبراهيم الفخر التليلي - نسبة لتليل قرية من البقاع من ضواحي دمشق من جملة أوقاف مدرسة أبي عمر - الدمشقي الصالحي الحنبلي ويعرف بالتليلي. ولد على رأس القرن وسمع على عبد القادر الأرموي النسائي بفوت المجلس الأول بروايته عن ابنه الكمال عن السبط، وحدث سمع منه بعض الطلبة وأم بجامع الحنابلة بالسفح وعلم وخطب به وهو ممن لازم أبا شعر واختص به ثم بابن قندس وغيرهما، وحج وجاور وكان فقيهاً غاية في الورع والزهد درس وأفاد مع التجرد للعبادة من تلاوة وقيام حتى فاق في ذلك وتجلد له مع كبر سنه حتى مات في سنة ثلاث وتسعين إما في رجبها أو غيره وصلى عليه بالجامع الجديد ثم بالجامع المظفري وكان له مشهد عظيم والثناء عليه مستفيض رحمه الله ونفعنا به.
عثمان بن علي بن أحمد بن عبد الله المنشاوي المصري الشافعي القادري ويعرف بابن زلقا بزاي مفتوحة ثم لام ساكنة بعدها قاف المزين هو ووالده. قرأ على البهاء بن القطان كثيراً من كتب الحديث وغيرها وعلى شيخنا الختم من كل مسلم والترمذي والنسائي وغيرها بجامع عمرو وكنت ممن سمع بقراءته بعضها مع الكتابة عنه في مجلس الإملاء؛ وتميز قليلاً وأظنه تكسب بالشهادة.
عثمان بن علي بن إسماعيل بن غانم الفخر بن القطب المقدسي. ولد سنة سبع وخمسين وسبعمائة وأحضر في الرابعة على البياني المستجاد من تاريخ بغداد وغير ذلك، وحدث لقيه ابن موسى ومعه الأبي في سنة خمس عشرة فسمعا عليه وأجاز لجماعة كالتقي بن فهد وولده. قال شيخنا في معجمه: أجاز لبنتي رابعة.

عثمان بن علي العلامة الفقيه العفيف أبو عمر الأنصاري الزبيدي الشافعي الأحمر أحد أعيان فقهاء زبيد ممن اشتغل في ابتدائه على الموفق علي بن عبد الله الشاوري ثم انتقل للشهاب أحمد بن أبي بكر الناشري رفيقاً لولده الطيب ولذا كان صديقاً له حتى مات. ومهر في الفقه بحيث درس وأفتى واقتنى الكتب النفيسة وكان ذكياً فهامة حتى أنه عرض له طرش فكان يكتب له على السجادة ما يقصد إخفاؤه فيفهم المراد منه. ومات بعد سعال تمكن منه في ليلة الجمعة ثامن عشري جمادى الثانية سنة ثمان وثلاثين وبنو الأحمر جماعة فقهاء أخيار دخل جدهم وكان فقيهاً صالحاً باستدعاء بعض ملوك الدولة الرسولية للتدريس ببعض مدارسهم واستمر عليه بنوه من بعده؛ وقد ذكره العفيف الناشري في أثناء ترجمة بل أثبته في ترجمة مستقلة فقال أحد المفتين بزبيد والمدرسين بها ولي تدريس السابقية بزبيد والمحالبية بها وكان لا يدرس إلا بعد المطالعة وإذا انتهى لما طالعه قطع الدرس ولذا انتفع به جماعة وكنت ممن استفاد منه وحصل له صمم فكان لا يسمع شيئاً مع سرعة الفهم وحضور الذهن بحيث لا تفوته الإشارة وهو رفيق الجمال الطيب في الطلب.
عثمان بن عمر بن أبي بكر بن علي بن محمد بن أبي بكر بن عبد الله بن عمر بن عبد الرحمن بن عبد الله العفيف الناشري المقري الشافعي ابن أخي القاضي موفق الدين علي وابن عم القاضي الطيب بن أحمد بن أبي بكر وتلميذه. له تصنيف في الناشريين سماه البستان الزاهر في طبقات علماء بني ناشر طالعته وهو مفيد واستطرد فيه لغيرهم مع فوائد ومسائل بل وعمل شرحاً على الحاوي والإرشاد في مجلدين مات عنه مسودة؛ وأخذ القراءات عن ابن الجزري تلا عليه ختمة للعشر والشهاب أحمد بن محمد الأشعري وعلي بن محمد الشرعبي وصنف فيها الهداية إلى تحقيق الرواية في رواية قالون والدوري والدر الناظم في رواية حفص عن عاصم وغير ذلك، وحج وجاور وكان فقيهاً مقرئاً مولده سنة خمس وثمانمائة ومات بعد الأربعين. أفادنيه حمزة الناشري وفي أثناء كتابه في الناشريين مما يدخل في ترجمته أشياء ومولده إنما هو في ربيع الثاني سنة أربع، وكان فقيهاً عالماً محققاً لعلوم جمة منها الفقه والقراءات والفرائض وغيرها مع مشاركة في الأدب والشعر. ويقال أنه بلغ في شرح الإرشاد إلى إثناء الصداق ودرس بمدارس في زبيد ثم رتبه الظاهر في تدريس مدرسته وكان مبارك التدريس انتفع به جماعة كثيرون وولي أيضاً إمامة الظاهرية فلما اختل الأمر انتقل إلى أب في أواخر جمادى الأولى سنة ثمان وأربعين باستدعاء مالكها أسد الدين أحمد بن الليث السيري الهمذاني صاحب حصن جب فرتبه مدرساً بمدرسة الأسدية التي نشأها هناك وأضاف إليه إمامتها وتدريس القراءات بها وكذا أعطاه تدريس غيرها كالجلالية وتصدر للفتوى والإقراء فلم يلبث أن مات في يوم الأحد تاسع عشري ذي الحجة منها بالطاعون وكان آخر كلامه الإقرار بالشهادتين وتأسف الخلق على فقده وشهد جنازته من لا يحصى ورثاه بعض الشعراء رحمه الله وإيانا.
عثمان بن عمر بن محمد القمني ثم القاهري خطيب جامع صاروجا الشافعي. تلا للسبع رفيقاً للجمال الزيتوني على عثمان المنوفي وأذن له في الإقراء واشتغل في غيره يسيراً وتكسب بالشهادة وقتاً وجلس لتأديب الأبناء فانتفع به جماعة. وممن قرأ عنده الجد أبو الأم والخال وآخرون بعضهم في الأحياء وخطب بجامع ناصر الدين أخي صاروجا، وكان خيراً ثقة صارماً حج وجاور غير مرة وصاهره الشمس ابن الخص على ابنته بركة فأولدها إبراهيم وإخوته وكذا وزج ابنه الشهاب الماضي أحمد بالوالدة ولم يلبث أن مات الابن فصبر ومات بعد ذلك بعد الثلاثين أو قبلها رحمه الله وإيانا.
عثمان بن عيسى بن موسى بن علي بن قريش الهاشمي المكي. ممن انتمى للمجد بن أبي السعادات وكان يعمل العمر ويزرع. مات في شعبان سنة ثمان وسبعين ببلاد كالبرقة من الهند. أرخه ابن فهد.

عثمان بن فضل الله بن نصر الله الفخر بن الزين البغدادي الأصل الحنبلي شيح الخروبية بالجيزة. ولد في صفر سنة ثلاث عشرة وثمانمائة. وأجاز له جماعة استقر في المشيخة بعد أبيه وسمع بها على ابن ناظر الصاحبة والعلاء بن بردس وابن الطحان بحضرة البدر البغدادي القاضي شيئاً من مرويهم ولم تزل المشيخة معه حتى رغب عنها بأخرة شركة بين ابن طه وغيره واستناباه فيها وجلس شاهداً بحانوت الحلوانيين وسيرته غير مرضية وأصوله سادات أئمة مات في سنة أربع وتسعين.
عثمان بن قطلوبك بن طور غلى الفخر التركي الأصل التركماني أمير التركمان بديار بكر وصاحب آمد وماردين وغيرهما ويعرف بقرايلوك. كان أبوه من جملة الأمراء في الدولة الأرتقية أصحاب ماردين ثم انتمى ابنه لتيمورلنك وصار من أعوانه ودخل معه البلاد الشامية لما طرقها ثم رجع إلى بلاده واستولى على آمد وولاه الناصر فرج نيابة الرها لما قتل جكم وأرسل إليه برأسه فقوى بذلك وضخم أمره ولا زال في نمو إلى أن تجرد المؤيد شيخ إلى البلاد المشرقية وتوجه إلى إبلستين وعاد على كختا وكركر رحل قرا يوسف بن قرا محمد صاحب تبريز وبغداد إلى جهة قرا يلوك هذا فبادر وأرسل قصاده إلى السلطان يعتذر عن نفسه في ذنب منه سابق ويقول:

إن لم يعف عني السلطان لا أجد لي بداً من موافقة قرا يوسف فأجابه وجهز إلى قرا يوسف يستعطفه عليه ويأمره بالرجوع عنه ولم تنحسم مادة العداوة بذلك بل توجه صاحب الترجمة بعد إلى أرزنكان وبها بير عمر نائب قرا يوسف فخرج إليه وتقاتلا فانكسر بير عمر وقتل وجهز قرا يلك برأسه إلى المؤيد ثم لما مات قرا يوسف استمرت العداوة بين بنيه وهذا فتوجه إلى أرزنكان وحاصرها ووقائعه مع اسكندر بن قرا يوسف مشهورة وكان من الرجال قوة وشجعة وإقداماً قتل ملوكاً كجم من عوض نائب حلب الملقب بالعادل بسهم أصابه منه في المعركة والبرهان أحمد صاحب سيواس وبير عمر ولما تسلطن الأشرف برسباي وطالت أيامه تغير ما بينهما وجهز لقتاله عسكراً غير مرة وأخذت الرها منه وقبض على ابنه هابيل وحبس بقلعة الجبل حتى مات ثم تجرد هو بنفسه إليه في سنة ست وثلاثين ووصل إلى آمد ونزل عليها وحاصرها زيادة على شهر ثم رحل عنها بعد وقوع الصلح بينهما وأرسل له بخلعة وفرس بسرج ذهب وكنبوش زركش مع نائب كاتب السر الشرف أبي بكر بن الأشقر واستمر قرا يلوك على حاله بديار بكر إلى سنة تسع وثلاثين فسار إسكندر من تبريز إلى قتاله هارباً من أمير زه شاه بن تيمور حتى نزل بالقرب من أرز الروم وبلغ قرايلك فجهز علي بك ابنه في فرقة من العسكر وهو بأثرهم فالتقى الفريقان فاستظهر عسكر هذا أولاً فثبت إسكندر بمن معه ثم حملوا حملة رجل واحد على عسكر هذا فكسروه وذلك خارج أرز الروم وساق إسكندر خلفهم فقصد عسكر قرايلك أرز الروم ليتحصنوا بها فحيل بينهم وبينها فرمى قرايلك بنفسه إلى خندق القلعة ليفوز بمهجته وعليه بدلة الحرب فوقع على حجر فشدخ دماغه ثم حمل وعلق إلى القلعة بحبال فدام بها أياماً قلائل ثم مات وذلك في العشر الأول من صفر سنة تسع وثلاثين وقد بلغ التسعين أو زاد عليها ودفن خارج أرز الروم فاجتهد اسكندر حتى عرف قبره فأخرجه وقطع رأسه ورأس ولديه وثلاثة رؤوس من أمرائه وأرسل بالجميع مع قاصده إلى الأشرف فطيف بها ثم علقت على باب زويلة ثلاثة أيام ثم دفنت كل ذلك وقد زينت القاهرة ودام في الإمرة زيادة على خمسين سنة ومستراح منه، وقد لخصت ترجمته في التاريخ الكبير فقلت أمير التركمان بديار بكر وافق تمرلنك على أفعاله القبيحة وكان في مقدمته ثم رجع إلى بلاده واستولى على آمد وولاه سلطان مصر نيابة الرها ومن أجله خرج الأشرف برسباي في سنة ست وثلاثين وصحبته من العساكر ما يفوق الوصف وآل الأمر إلى الصلح واستمر بعد يخادع ويظهر الخضوع والإذعان إلى أن كان بينه وبين إسكندر بن قرا يوسف مقتله انهزم قرايلك منها ورمى بنفسه إلى الخندق فوقع على حجر فشدخ رأسه وكان ذلك سبب موته وذلك في العشر الأول من صفر سنة تسع وثلاثين وسيرته طويلة كما عند ابن خطيب الناصرية ومن تبعه وكذا طولها شيخنا في أنبائه، ونقل عن البدر بن سلامة أنه لما استولى على ماردين استصحبه فوجده في عيشة شطة إلى الغاية وفي غالب زمانه مشتغل بالشر وتفرق أولاده بعده البلاد وانكسرت شوكته جداً فجهز ولده علي بك ينتمي إلى سلطان مصر ويلتزم أن يكون في جهته، وهو في عقود المقريزي مختصر.

عثمان بن محمد بن عبد العزيز بن أحمد بن محمد بن أبي بكر بن يحيى بن إبراهيم ابن يحيى بن عبد الواحد بن أبي حفص عمر المتوكل على الله أبو عمرو وقيل أبو سعيد بن أبي عبد الله بن أبي فارس بن أبي العباس الهنتاتي - بفتح الهاء ثم نون بعدها مثناة ثم مثلها بعد ألف قبيلة من البربر - الحفصي نسبة لجده الأعلى أبي حفص الذي كان يقال له التاب أحد العشرة من أصحاب محمد بن تومرت المعروف بالمهدي لا لعمر بن الخطاب إذ هم من برابر المصامدة صاحب المغرب. ولد تقريباً بعد العشرين وثمانمائة بتونس وبها نشأ في كنف أبيه وجده وقرأ القرآن وشيئاً من العلم ويقال أن جده أبا فارس كان يتوهم فيه النجابة وأنه صرح مرة بمصير الأمر إليه فكان كذلك فأنه لما مات تسلطن حفيده الآخر شقيق هذا أبو عبد الله محمد ولقب المنتصر وكان متمرضاً فلم يتهن بالملك بل ولم تطل أيامه حتى مات وقول من قال إن أخاه عثمان قتله باطل بل هو المتولي لتمريضه حيث أرسل إليه فأحضره عنده لذلك وربما قيل أنه عهد إليه بالملك مع كونه ابن أربع عشرة سنة أو فوقها بيسير وبعد موته قتل القائد الهلالي وفتك بجماعة من أقاربه الحفاصة فخذ السلطنة وثار به عمه أبو الحسن صاحب بجاية وظفر به وتمهدت له الأمور وطالت في أيامه فإنه ولي ملك تونس وهو ابن ثمان عشرة سنة في سنة تسع وثلاثين ودام في الملك أربعاً وخمسين سنة ودانت له البلاد والرعية وضخم ملكه جداً واجتمع له من الأموال وغيرها ما يفوق الوصف وأنشأ الأبنية الهائلة والخزانة الشرفية بجامع الزيتونة وجعل بها كتباً نفيسة للطلبة وبعد وصيته وطارت شهرته وهادته ملوك تلك الأقطار وكذا ملوك الفرنج وخطب له بالجزائر وتلمسان وجرى له مع صاحب تلمسان محمد بن أبي ثابت العبد الوادي أمور ومشى عليه غير مرة وتملك تلمسان وصالح صاحبها، أثنى عليه غير واحد ممن لقيه وآخر من حدثني ممن قدم من عنده أبو الخير بن الفاسي المكي ولم يزل على مكانته بحيث عهد لولده مسعود فمات في شعبان سنة ثلاث وتسعين فحزن عليه جداً وعهد ليحيى بن مسعود المذكور، ولم يلبث أن مات صاحب الترجمة في ليلة عيد الفطر منها رحمه الله وعفا عنه.
عثمان بن محمد بن عبد الله بن عمر بن أبي بكر بن عمر بن عبد الرحمن بن عبد الله أبو عمر الناشري الزبيدي الشافعي والد أبي بكر الآتي. ولد سنة أربع وسبعين وسبعمائة وتفقه بأبيه في آخرين كأخيه العفيف عبد الله وسافر له إلى تعز حين قضائه لها فاجتمع به أيضاً وبمن بها من العلماء ولكنه عجز عن شدة بردها فتحول لموزع فأخذ عن محمد بن علي بن نور الدين وله إجازات من جماعة وكان جيد الفقه وقواعده والأصول والنحو متقدماً في المناظرة بليغ المحاورة فقيه النفس كريماً لطيف الإشارة حسن العبارة مقتدراً على استنباط المعاني البديعة مملوء كمالاً وعقلاً وعلماً وفضلاً مع خبرة بالشروط وصلاح رهيبة بحيث خلصت امرأة من الجنون برؤيته وعد ذلك في بركته ولي قضاء القمحة مدة وعمر بها مسجداً ثم المهجم بعد موت أخيه العفيف مع تدريس جامعها المظفري. مات بجزيرة كمران في توجهه للحج ثاني شوال سنة سبع وثلاثين ودفن جوار ابن المبرك وحكوا عنه قرب موته أموراً تدل على ولايته. ترجمه العفيف عثمان الناشري بما هذا ملخصه.
عثمان بن محمد بن عثمان بن محمد بن موسى بن جعفر بن خلف الفخر الأنصاري السعدي العبادي - بالضم والموحدة الخفيفة - الكركي ثم الدمشقي الشافعي الكاتب. ولد في جمادى الآخر سنة سبع وعشرين وسبعمائة بالكرك ونشأ بها وقدم دمشق في سنة إحدى وأربعين فأسمع بها على الشهاب أحمد بن علي الجزري والسلاوي وأبي عبد الله محمد وزينب ابني ابن الخباز وعمتهما نفيسة ابنة إبراهيم بن الخباز وفاطمة ابنة العز في آخرين ثم عاد إلى بلده وحفظ التنبيه ثم رجع إلى دمشق في سنة خمس وأربعين فاستوطنها واشتغل بالفقه وجود الكتابة إلى أن اشتهر بذلك ثم قدم القاهرة فتزوج ابنة الجمال بن هشام ورزق منها ولداً وجاور بمكة ثم عاد إلى دمشق فأقام بها حتى مات في الكائنة العظمى في شعبان سنة ثلاث، وحدث قديماً سمع منه الياسوفي وغيره ثم شيخنا وأورده في معجمه وإنبائه وتبعه المقريزي في عقوده.

عثمان بن محمد بن عثمان بن ناصر الفخر أبو عمرو الديمي الأصل - بالمهملة المكسورة ثم تحتانية مفتوحة بعدها ميم - الطبناوي ثم القاهري الأزهري الشافعي ويعرف أولاً بالبهوتي لكون أمه منها ثم بالديمي وديمة بلد والده مع كونه من فلاحي بهوت انتقلت أمه إلى طبنا بفتح المهملة والموحدة وتخفيف النون ثم واو من عمل سخا من الغربية - وكان انتقالها وهي حامل به فوضعته ثم؛ وذلك فيما كتبه بخطه وسمعته من لفظه في المحرم سنة إحدى وعشرين وثمانمائة ثم انتقل معها إلى ديمة وصار يتردد بين الثلاثة لتجاورها جداً؛ وحفظ فيها القرآن عند جماعة منهم الفقيه أبو بكر بن البواب البانوبي نزيل ديمة والجمال عبد الله بن السمريقي البهوتي وأحمد بن عباس وعبد الله بن عبد الواحد الطبناويان الضريران وكانا مع ضررهما يخيطان ويظفر ثانيهما الخوص فتدرب به في الظفر ثم تشاغل عن القرآن بالحرث والزرع ومتعلقاتهما حتى نسيه إلى أن كانت سنة اثنتين وأربعين وقد جاوز العشرين فانتقل حينئذ فراراً من الفلاحة إلى القاهرة فقطنها وجاور بالأزهر وجود حينئذ القرآن حتى حفظه في مدة لطيفة وحفظ أيضاً العمدة وألفية الحديث والنحو ومنهاج الفقه والأصل وجود القراءات على الشهاب السكندري وأخذ الفقه في التقسيم عن العبادي وكان أحد قرائه واليسير عن الجمال بن المجير وابن المجدي وكذا عن القاياتي والونائي وقرأ على النور الوراق المالكي في ابن عقيل وكذا حضر في العربية عند الزين طاهر ولازم الشهاب الهيتي وأكثر معه من مطالعة شرح مسلم للنووي فعلق بذهنه الكثير منه وصار يستعير منه ما كان عنده من الأكل لابن ماكولا فيدرس فيه بحيث يأتي على الورقة منه سرداً، وقرأ نحو نصف البخاري على الشمس محمد بن عمر الدنجيهي الأزهري خازن المؤيدية وقال أنه انتفع بصحبتهما وتوجه صحبه أولهما إلى النور التلواني نزيل الأقمر فجلس معه يسيراً وسمع منه أبياتاً وأول ما سمع العشرة الأولى من عشاريات الزين العراقي على العز بن أبي التائب بإرشاد التلواني إمام المالكية ثم أكثر من القراءة في حدود سنة تسع وأربعين وما بعدها على عدة من المسندين ولازمه الرشيدي والصالحي حتى كاد استيفاء مسموعهما وزاد حتى قرأ على ثانيهما المسند لأحمد بتمامه اعتماداً على أخباره وقرأ أيضاً على ابن الفرات وسارة ابنة ابن جماعة والزين رضوان والصلاح الحكري ومجير الدين بن الذهبي الدمشقي والزين بن السفاح في آخرين بإرشادي إياه في كثير منه وكذا قرأ على شيخنا مسند الشهاب وغالب النسائي وما علمته قرأ عليه غير ذلك إلا أن يكون جزءاً حديثاً أو شبهه لكنه سمع عليه بقراءتي وقراءة غيري أشياء ولم يتيسر له أخذ الإصلاح عنه نعم سمع دروساً فيه مما كان يقرأ عنه بل ولم يأخذه عن غيره فيما أخبرني به ونزل في صوفية سعيد السعداء وغيرها من الجهات، وحج في سنة ثلاث وخمسين صحبة الركب الرجبي فزار في جملته أولاً بالمدينة وأخذ بها يسيراً عن المحب المطري وأبي الفرج الكازروني والجمال التستري وعبد الوهاب بن محمد بن صلح وقرأ وهو هناك الصحيح بتمامه في الروضة الشريفة في أربعة أيام وما حمدت منه هذا وسمع الشفا من لفظ البدر البغدادي قاضي الحنابلة وكان يكثر من الرد عليه ويعارضه في رده غالباً أبو حامد القدسي والجمال حسين الفتحي واشتد تأثر القارئ من هذا كله ثم أخذ بمكة اليسير أيضاً عن أبي الفتح المراغي والزين الأميوطي وكان أخذ عنه أيضاً بالقاهرة والتقى بن فهد والبرهان الزمزمي رفيقاً لأبي حامد المذكور وبعضه مع الكمال بن أبي شريف، ورجع إلى القاهرة فأقام بها على عادته وكان قد اشتهر بين المجاورين بحفظ الرجال لكونه يرى الواحد منهم فينتدبه غالباً بقوله باب جرير وجرير وحرير وحرير وحريز وحزير وحريز ويسرد تفصيلها من الأكمال وتارة يقول مسدد بن مسرهد بن ممربل بن مغربل بن عرندل بن أرندل ونحو ذلك مما لا يعلم سامع كل منها أهو خطأ أم صواب، وعينه شيخه العبادي لإسماع الحديث بالمقام الأحمدي بطنتدا فتوجه إليه مرة بعد أخرى فاشتهر صيته بمعرفة الرجال وصار يطن على سمع شيخنا حفظه للرجال وهو يعلم حقيقة الأمر فأراد إعلام بعض من يخفي الأمر فيه عنده فمر في صحيح ابن حبان قوله ثنا أبو العباس الدمشقي فقال: من هذا فجمد فقلت:

هو ابن حوصا الحافظ الشهير فلم يعجبه مبادرتي لتفويتها غرضه؛ ثم أعرض عن التوجه لطنتدا وصار يجتمع عنده جماعة ممن لا يدري للقراءة عليه حتى قرأ عليه كسباي المجنون وأكثر التنويه بذكره فعرف بين جماعة من الأمراء وتردد هو لجماعة منهم فحسن حاله وأنعم عليه الظاهر خشقدم بعباية قانم التاجر والعلمي بن الجيعان بتحبيس ما كان يتعرض له كل قليل بسببه من الفلاحة عليه وعد ذلك من الغرائب وكانت لثانيهما اليد البيضاء في ذلك لكون ولده استنابه في مشيخة التصوف بمدرسة عمه الزيني عقب موت الشمس الفيومي بل قرأ عليه دلائل النبوة للبيهقي فيها وترددها ولجماعة من النسوة والكتاب والأتراك وبعض الزوايا ونحوها للقراءة وغيرها على هيئة المواعيد سيما في الأشهر الثلاثة وكان كالمسترزق من ذلك بل قرأ عليه غير واحد من الفضلاء في شرح الألفية ونحوها، وبالجملة فهو مستحضر لجملة من مشاهير الرجال وكذا المتون مع كثير من الغريب والمبهم ولكنه مع كونه لم يوجه لجمع ولا تأليف بعيد عن الوصف بالمحدث فضلاً عن الحفظ الاصطلاحي بحيث أنني وصفته به في بعض الطباق فأصلح شيخنا الحافظ بالفاضل هذا مع أنه أحد التسعة الذين أوصى إليهم ووصفهم بكونهم أهل الحديث ولا تنافى بينهما وهو إلى الصالحين أقرب منه إلى المحدثين وإن كان يتحرى إيراد حكايات وكلمات ووقائع تتضمن إطراءه لنفسه ولكنه غالباً إنما يبديها للقاصرين والأمر في كل ما أشرت إليه ظاهر لمن تدبره ولا يخالفه إلا من لا تمييز له وهم أكثر من يعتقد فيه المعرفة ولا أطيل بتفصيل الأمر خصوصاً وبيننا مودة قديمة وإخاء بل لم يزل يراسلني بالأسئلة ويرجع لما أبديه له ويتضح له ما كان خافياً عنه؛ وقرئ عليه مصنفي القول البديع وغيره من تآليفي وأرسل لي ولده فقرأ علي في شرحي للألفية وغير ذلك وصار لذلك أمس منه في الاصطلاح ولذا كتبت له عدة أجاين وتقاريض وفيها الثناء على أبيه بما هو عند العلمة وأوراقه عندي شاهدة لأزيد مما قلته، ومما كتبه لي ما أورده ابن ماكولا في البشري لأبي جعفر محمد بن يزيد الآمدي الشاعر من نظمه:

ليمض بك الصنع الجميل مصاحـبـاً

 

فأن دخيل الهم منصـرف مـعـي

ومن أعظم الأشـياء أن قـلـوبـنـا

 

صحاح سخت بالبين لم تتـقـطـع

ولو أن مجرى الدمع كان مشـاكـلاً

 

لغرز الأسى لا رفض من كل مدمع

وسمعته ينشد من قصيدة له ما أثبته في موضع آخر ولما توفي الجمال الكوراني رام الاستقرار عوضه في مشيخة سعيد السعداء فما تيسر وصارت للزين عبد الرحمن السنتاوي المستقر قبل في النيابة عن ابن المحب السيوطي في مشيخة الجمالية فأعطاها للفخر والله تعالى يديم النفع به وينفعنا بمحبته.
عثمان بن محمد بن محمد بن أبي الخير محمد بن فهد الفخر أبو هريرة بن التقي الهاشمي المكي أخو النجم عمر وإخوته ويعرف كسلفه بابن فهد. مات قبل استكمال أربع سنين في ربيع الآخر سنة ثلاثين.
عثمان بن محمد الفخر بن ناصر الدين الحاجب بحلب كان الأمير بن الأمير ويعرف بابن الطحان مات في منتصف المحرم سنة ست وثلاثين خارج حلب وأحضر إليها بعد يومين ودفن بها. أرخه شيخنا.
عثمان بن محمد الفخر بن ناصر الدين الأيوبي القاهري ويعرف كآبائه بابن الملوك ولذا كان ناظر الكاميلية مع كونه كان يحمل الطير على يده على هيئة البزادرة مات في ربيع الآخر سنة أربع وثمانين عن سبعين فأزيد عفا الله عنه.
عثمان بن محمد الأقفهسي ثم القاهرة رأيت خطه في شهادة سنة سبع وثلاثين.
عثمان بن محمد الدنديلي. في محمد بن عثمان.
عثمان بن محمد الشغري الحنبلي. قال شيخنا في معجمه: فاضل في فنون يقول الشعر الحسن سمعت من نظمه وهو بالشيخونية مرثيته في السراج البلقيني أولها:

آليت لا يبدي التبسم مبسمي

 

والعين لا تنفك بعدك تنهمي

يقول فيها في وصف الحمام حال طيرانها:

واستعصمت بسطوها فكأنها

 

نون أجادتها يد المستعصم

يعني ياقوت الكاتب الشهير وهجا الكمال بن العديم ثم نزح إلى بلاد الروم ومات قبل العشرين وثمانمائة وهو عند المقريزي في عقوده.
عثمان بن محمود البهاء الذيراوي العجمي نزيل مكة. أم بمقام الحنفية بها نيابة عن الشهاب المعيد ومات بها في ذي القعدة سنة أربع وأربعين. أرخه ابن فهد.

عثمان بن يوسف بن محمد بن علي الصنهاجي المغربي نزيل مكة في رباط الموفق منها وأحد المعتقدين. ولد تقريباً سنة خمس وتسعين وسبعمائة وقدم مكة حاجاً وتردد بينها وبين المدينة زماناً وتزايد اعتقاد الناس فيه مع انجماعه عنهم وجمعه بين العلم والدين والصلاح. مات بمكة سنة ثلاث وستين.
عثمان فخر الدين البكري التلاوي ثم القاهري ويعرف بالطاغي خازن الكتب بالمدرسة المحمودية بالموازيين من الشارع ظاهر القاهرة فاستقر فيها بعد عزل السراج عمر أمام واقفها بتفريطه ثم عزل هو أيضاً عنها بتفريطه بعد أن عزر بالضرب بين يد السلطان واستقر عوضه شيخنا وحكى قصته في حوادث سنة ست وعشرين من أنبائه وأفاد أن الكتب التي بها من أنفس الكتب الموجودة الآن بالقاهرة وهي من جمع البرهان بن جماعة في طول عمره فاشتراها محمود الاستادار من تركة ولدها ووقفها وشرط أن لا يخرج منها شيء من مدرسته واستحفظ لها أمامه سراج الدين ثم انتقل ذلك لصاحب الترجمة بعد أن رفع على السراج أنه ضيع كثيراً منها واختبرت فنقصت نحو مائة وثلاثين مجلدة واستمر الفخر يباشرها بقوة وصرامة وجلادة وعدم التفات إلى رسالة لكبير أو صغير حتى أن أكابر الدولة وأركان المملكة كان الواحد منهم يحاوله على عارية كتاب واحد وربما بذلوا المال الجزيل فيصمم على الامتناع بحيث اشتهر ذلك إلى أن رافع فيه شخص أنه يرتشي في السر فاختبرت الكتب وفهرست فنقصت العشر سواء لأنها كانت أربعة آلاف مجلدة فنقصت أربعمائة فألزم بقيمتها فقومت بأربعمائة دينار فباع فيها موجودة وداره وتألم أكثر الناس له قال شيخنا: ولم يكن عتبه سوى كثرة الجنف على فقراء الطلبة وإكرام ذوي الجاه وقال حين أرخ وفاته من الأنباء أيضاً أنه كان شديد الضبط لها ثم حصل له من تسلط عليه بالخديعة إلى أن وقع التفريط فذهب أكثر نفائس الكتب قال: وكان في أول أمره أقرأ الجلال البلقيني القرآن وتمشيخ بالمشهد النفيسي ولقي جماعة من الأكابر. ومات في رابع عشر المحرم سنة ثمان وعشرين.
عثمان الحداد ممن أخذ القراءات عن صدقة الضرير تلا عليه أحمد بن محمد بن عيسى الفولازي. عثمان الحطاب. في ابن محمد بن أحمد بن محمد بن عطية.
عثمان الدخيسي المغربي. كان صالحاً عالماً جاور بمكة سنين ومات بها في سنة ست وستين. أرخه لي بعض المغاربة ممن أخذ عني.
عثمان الدمشقي التاجر نزيل مكة وأخو محمود الآتي وعبد الكريم الماضي يعرف بالقاري نسبة لقارا المعروف أهلها. وهو ابن عبد الله بن يعقوب قطن مكة وتزوج بها ابنة الشهاب بن خبطة بعده واستولدها ومات بجدة وقد قارب الخمسين في حياة أمه في جمادى الثانية سنة ثمان وثمانين وحمل إلى مكة ودفن بها، وكان متمولاً غير متبسط كعادة نظرائه غالباً رحمه.
عثمان الديمي. هو ابن محمد بن عثمان بن ناصر.
عثمان المغربي نزيل القاهرة صحب الظاهر جقمق وقربه متعقداً فيه الصلاح والخير بحيث صار ذا وجاهة وقصد في الشفاعات والحوائج ثم أبعده وأهين من ناصر الدين ابن المخلطة بما نسب إليه في القاياتي ونحوه واستمر خاملاً حتى مات وقد أسن في أول جمادى الأولى سنة تسع وسبعين أو في أواخر ربيع الثاني وكان قد عمل شيخ المغاربة بيت المقدس وقتاً ولم يكن بالمرضي عفا الله عنه. عثمان المغربي الشيخ الصالح هو ابن يوسف بن محمد بن علي الماضي. عثمان المقسي الفقيه هو ابن عبد الله بن عثمان تقدم.
عثمان الموله. مات بمكة في رمضان سنة اثنتين وستين سقط في بير زمزم.
عثمان الناسخ أحد الشهود بالكعكيين ممن قدم مكة في سنة ثمان وتسعين بحراً صحبة نائب جدة على إمامته وغيرها ثم رجع معه مع الراكب ومات في الطريق في المحرم من التي تليها وفد كتب أشياء من تصانيفي وكان لا بأس به ويقال أنه كان عند أزدمر تمساح أيضاً.

عجلان بن نعير بن منصور جماز بن منصور بن شيحة بن هاشم ابن قاسم بن مهنا بن حسين بن مهنا العلوي الحسيني أمير المدينة النبوية. قبض عليه في سنة إحدى وعشرين وسجن ببرج في القلعة ثم أفرج عنه لمنام رآه العز عبد العزيز بن علي الحنبلي القاضي الماضي وقصه على المؤيد ثم قتل في حرب في ذي الحجة سنة اثنتين وثلاثين. أرخه شيخنا في أنبائه، وقال المقريزي أنه ولي المدينة مراراً إلى أن قبض عليه المؤيد في موسم سنة إحدى وعشرين وحمل في الحديد إلى القاهرة وحبس بالبرج ثم أفرج عنه برؤيا العز المذكور في المنام كأنه بالمسجد النبوي وإذا بالقبر قد انفتح وخرج منه النبي صلى الله عليه وسلم وجلس على شفيره وعليه أكفانه وأشار بيده إلى الرائي فقام إليه حتى دنا منه فقال له: قل للمؤيد شيخ يفرج عن عجلان فلما انتبه صعد إلى القلعة وكان من جملة جلساء المؤيد فجلس على عادته وقص عليه الرؤيا وحلف له بالأيمان العظيمة أنه لم ير عجلان قط ولا بينهما معرفة فبادر المؤيد وخرج بنفسه بعد انقضاء المجلس إلى مرمى النشاب الذي استجده بطرف الدركاه بالقرب من باب المدرج تحت الأبراج واستدعى بعجلان من محبسه ثم أفرج عنه وأحسن إليه ورجع إلى بلاده ووقعت له حوادث إلى أن قتل في ذي الحجة عفا الله عنه. وهو في عقود المقريزي.
عجل بن رميح الحسني من بني أبي نمي وأمه شمسية ابنة حسن بن عجلان أخت السيد بركات. توفي خارج مكة وجيء به إليها في جمع منهم ابنا السيد محمد دون أبيهما فجر يوم السبت سادس ربيع الآخر سنة سبع وثمانين فغسل وكفن ووضع عند باب الكعبة حتى صلى عليه الشافعي ضحى اليوم وشهده خلق ثم توجهوا به إلى المعلاة ودفن بمقبرة جده أبي نمى منها، وكان قد تزوج ابنة خاله بركات وماتت معه بعد أن أولدها شهوان وغيره ثم تزوج ابنة السيد محمد ابن خاله فمات وهو والد عزيز وممن أرسله ابن خاله في كثير من السنين قاصداً لصاحب مصر عفا الله عنه.
العجل بن عجلان بن نعير بن منصور بن جماز بن منصور بن جماز بن شيحة بن هاشم العلوي الحسيني الماضي أبوه قريباً. تنازع بعد قتل مانع بن علي في إمرة المدينة هو وعلي بن مانع في سنة تسع وثلاثين ولم تحصل لواحد منهما بل استقر بعده ابنه الآخر أميان.
العجل بن نعير بن حيار بن مهنا بن عيسى بن مهنا بن مانع بن حديثة بن عصية ابن فضل بن بدر بن ربيعة أمير آل فضل بالشام والعراق. نشأ في حجر أبيه فلما جاز العشرين خرج عن طاعته ثم لما كان جكم بحلب وخرج لقتال ابن صاحب الباز إلى جهة إنطاكية توجه إليه العجل نجدة له وآل الأمر إلى أن انكسر نعير وجيء به إلى جكم فلما رآه قال لابنه: انزل فقبل يد أبيك فجاء ليفعل فأعرض عنه أبوه ثم إن جكم رسم على نعير وجهزه إلى حلب واستمر العجل في خدمة جكم إلى أن توحش منه فهرب ولم يزل يحارب ويقاتل إلى أن قتل على يد طوخ في ربيع الأول سنة ست عشرة وحمل رأسه فعلق على باب قلعة حلب وسنه نحو ثلاثين سنة وبقتله انكسرت شوكة آل مهنا ويقال أنه كان عفيفاً عن الفروج. ترجمه ابن خطيب الناصرية ثم شيخنا في إنبائه مطولاً وقيل اسمه يوسف بن محمد فالله أعلم.
عجل بن نعير آخر من أقربائه أمير عرب آل فضل بالبلاد الشامية. مات وهو معزول عن الإمرة قريباً من أعمال حلب في سنة تسع وستين.
عذراء بن علي بن نعير أمير آل فضل. قتل في المحرم سنة إحدى وثلاثين واستقر بعده في الإمرة أخوه مدحج.
عرار - بمهملات مخففاً - بن جخيدب بن أحمد بن حمزة بن جار الله بن راجح بن أبي نمي السيد الحسني. مات بمكة في صفر سنة إحدى وستين.
عربشاه بن علي بن يحيى بن إسحاق ركن الدين أبو الفتح بن الجمال ابن العلاء بن العز الحسيني. ولد في ليلة الجمعة سابع ربيع الأول سنة خمس وخمسين وسبعمائة وسمع على المجد الفيروزابادي والشرف الجرهي وآخرين من الطبقة فما دونها؛ أخذ عنه الطاوسي وأثنى عليه؛ ومات في ضحى الاثنين خامس المحرم سنة ثمان وعشرين.
عرفات بن محمد بن خليل الزين خطيب منية حمل من الشرقية. ممن سمع مني بالقاهرة. عرفات. في محمد بن خضر.
عرفة بن حسن الغمري ثم البلبيسي الفقيه للأبناء ابن الفقيه. ممن قرأ عليه القرآن إبراهيم بن يوسف بن إبراهيم البلبيسي كما في ترجمته.
عصفورة التاجر الشامي وكان لقبه. مات سنة ستين.

عطا الله بن أحمد بن علي المحمود أبادي ثم الرومي الحنفي سمع مني المسلسل وغيره بمكة عطا الله بن أمير يوسف جليل بن أمير علي السيد السمرقندي. سمع مني بالمدينة.
عطاء بن عبد العزيز بن عبد الكريم بن عبد اله بن الكمال محمد بن سعد الدين محمد بن أبي الفرج بن أبي العباس بن زماخة - بمعجمتين الأولى مضمومة. الأديب شجاع الدين أبو حسين بن العز الجلال القحطاني البصري الشافعي ويعرف بابن اللوكة - بضم اللام المشددة ثم بعد الواو كاف أي القطن الكثير وشهروا به لما كان لهم من المال العظيم. ولد في ربيع الأول سنة أربع وتسعين وسبعمائة بالبصرة ونشأ بها فحفظ القرآن وعني بالأدب وطالع دواوين أربابه وأضاف ذلك لما اشتمل عليه أهل بلاده من الفصاحة فنظم الشعر الجيد وربما أتى منه بالبديع الذي استكثر عليه ولكن الظن الغالب أنه له فربما تكلم على بعض غريبه كلام عارف واهتز في المواضع الجيدة لدفع المخالف ودخل بلاد فارس ششتر وأعمالها وكذا الحلة وبغداد وتلك الأعمال وبلاد الهند واليمن والحجاز غير مرة ثم قطن مكة من سنة سبع وثلاثين مع تردد منها إلى اليمن غير مرة للاسترزاق وزار المدينة النبوية ثلاث مرات وكتب عنه ابن فهد وغيره من أصحابنا أجاز لي ومات بكالكوط في شوال سنة ستين، ومن نظمه:

لما تبدى وقد أكبرت صورته

 

بدر يحير المعنى في معانيه

فقلت يا لائمي في محبـتـه

 

فذلكن الذي لمتننـي فـيه

وعندي من نظمه غير هذا.
عطية بن إبراهيم بن محمد بن حسن بن نصر بن شمخ بن كليب الأبناسي ثم القاهري الأزهري الشافعي. ولد سنة خمسين وثمانمائة تقريباً بأبناس وحفظ بها القرآن ثم تحول في سنة ست وستين إلى القاهرة فقطنها عند بلدية الزين عبد الرحيم وحفظ الشاطبية والبهجة والمنهاج الأصلي وألفية ابن مالك والتلخيص وعرض على البلقيني والمناوي والعز الحنبلي والأمين الأقصرائي والمحب بن الشحنة وكنت ممن عرض علي قط ولازم بلديه في فنون وكذا أخذ عن البدر ابن خطيب الفخرية بل أخذ عن شيخهما التقي الحصني وصحب ابن أخت الشيخ مدين تبعاً لبلديه وصار داعية لابن عربي مع نقصه في الفقه وغيره من العلوم النافعة في صرف كثير من التلبيسات وربما أقرأ بعض الطلبة في المنطق ونحوه بل كان يطلع للمتوكل على الله العز بن عبد العزيز يومين في الأسبوع لذلك، وحج مع شيخه ودخل الشام وغيرها وليس بمحمود عندي وقد سمعت من شيخه تقبيحه وتوهين أمره غير مرة وفقه الله.
عطية بن أحمد بن جار الله بن زايد بن يحيى بن محيا بن سالم الزين بن الشهاب السنبسي المكي ويعرف بابن زائد. ولد بمكة في رمضان سنة سبع وتسعين ونشأ بها وسمع من ابن صديق والزين المراغي وتنزل بالباسطية بل كان يركن للسيد بركان صاحب الحجاز ولقاضيه أبي اليمن النويري لمصاهرته له على أخته ويتولى الصرف عليه في أمور كثيرة. مات بمكة في عصر يوم الأربعاء سلخ المحرم سنة ثمان وخمسين. أرخه ابن فهد وكان في مستهل صفر بمصر.
عطية بن خليفة بن عطية الزين المكي كبير تجارها ويعرف بالمطيبيز. ولد قبيل سنة ستين وسبعمائة واعتنى بالتجارة فتمول جداً من النقد وأصناف المتاجر البهار وغيره مع كثرة العقار وكان يذكر أنه يكسب في الدرهم ستة أمثاله ونحوها ولم يكن حاله في لباسه ومأكله وسائر شئونه على قدر غناه بل لم يكن معتنياً بالزكاة ويرى أن إحسانه لأقاربه وما يأخذه منه أرباب الدولة من المال يقوم مقامها إلى غير ذلك مع التشديد في مطالبته هذا مع تقرير صدقة للفقراء الوافدين من اليمن وعلى زوار المدينة في درب الماشي وعلى مواراة الطرحى وأشياء كوقف على رباط الموفق وسبيل بقرب المروة وبمنى ورباط للنساء بسوق الليل وغير ذلك من القربات المرجو له الخير بسببها. مات في رمضان سنة سبع وعشرين بمكة ودفن بالمعلاة ترجمه الفاسي مطولاً. وبلغتني عنه حكاية في سبب بنائه للمكان الذي وقفه على الطرحى استبعدتها وهي أن شخصاً جاءه وهو في الترسيم فقال له: ادفع الكيس الذي أودعته عندك فقال: كم فيه فذكر قدراً منعني من تعيينه استكباره فدخل ووضعه له في كيس ثم دفعه إليه فلما خلص وذلك بعد مدة جاء إليه بالمبلغ وقال: خذه فقال: إنني لم أدفعه ونيتي استرجاعه فألح عليه فاقتضى الحال بناء المحل المشار إليه فالله أعلم.

علان اليحياوي الظاهري برقوق. ممن صار في أيام ابن أستاذه الناصر فرج من أعيان الأمراء ثم ترقى لنيابة حماه ثم حلب. ووقعت له بهما حوادث إلى أن انكسر من جكم وانضم إلى شيخ حين كان نائب الشام ثم قتل في ذي الحجة سنة ثمان بعد أن تولى نيابة طرابلس وكان مشهوراً بالشجاعة والإقدام إلا أنه كان كثير الفتن والشرور عفا الله عنه.
علان. في حوادث سنة عشر، وأظنه الذي قبله.
عليباي بن برقوق الظاهري نائب الشام أبوه. شاب عاقل مقبل فيما قبل على الخير ويشتمل على محاسن من كتابة وقراءة جوق وفهم وربما يجتمع بابن الأسيوطي بل أراني الشريف الوفائي شيخ القجماسية قصيدة له امتدحه بها كتبها له بخطه أولها:

من قصده كنز العلوم ليهتدي

 

بالوفق والتوفيق والتعويف

وله اعتناء بالخيول النفيسة والأقمشة الهائلة وأنشأ ببيت أبيه في الرملة مقعداً هائلاً وربما تردد إليه الفضلاء بل اجتمع هو بي مرة. وهو القائل فيما بلغني لابن الأسيوطي لما ادعى الاجتهاد ما أسلفته في ترجمته مما يستكثر على مثله، ولما وقع الطاعون أخذ في ضبطه وندب ناساً لذلك إلى أن مات في يوم الأحد ثامن رجب سنة سبع وتسعين ولم يلبث أن مات أخوه وحيز موجودهما من كتب وغيره وكذا منزل عفا الله عنه وعوضه الجنة.
عليباي بن خليل بن دلغادر قتل على يد نائب حلب جار قطلو في سنة تسع وعشرين.
عليباي بن طرباي العجمي نسبة لخاله بردبك العجمي الجكمي نائب حماة الجركسي المؤيدي شيخ. أصله من مماليكه فأعتقه وعمله خاصكياً إلى أن أمره الظاهر جقمق عشرة وجعله رأس نوبة وحظي عنده ثم نفاه بعد سنة ثمان وأربعين إلى البلاد الشامية ثم قدمه بحلب ثم جعله أتابكها واستمر حتى مات بها في أواخر ذي الحجة سنة سبع وخمسين وقد زاد على الخمسين وكان أميراً جليلاً متجملاً في مركبه وملبسه عارفاً بأنواع الفروسية مع كثرة كذبه ودهائه وإسرافه على نفسه وماله فيما قيل عفا الله عنه.
عليباي الدوادار. مات مقتولاً في سنة أربع وعشرين، وكان عنده طيش وكثرة كلام لكنه كان قليل الطمع في أحكامه متعصباً لمن يلوذ به. قاله العيني.
عليباي العزيزي. ممن سمع مني.
عليباي العلائي الأشرفي برسباي الساقي. اختص بأستاذه ورقاه إلى الخازندارية وأنعم عليه بأمرة عشرة وضخم أمره في أيامه ثم صار بعده من جملة الطبلخاناه وشاد الشربخاناه وحبسه السلطان سنين ثم أطلقه وأعطاه إمرة هينة بالبلاد الشامية فدام بها مدة ثم صيره أمير عشرة بالقاهرة حتى مات بها في ربيع الأول سنة أربع وخمسين وشهد السلطان الصلاة عليه بمصلى المؤمني، وقد حج في سنة تسع وأربعين، وكان شاباً طوالاً حسن الشكالة كثير الوقار والسكون شجاعاً مقداماً محبباً إلى الناس حسن السيرة رحمه الله.
عليباي المحمدي الأشرفي قايتباي. رقاه أستاذه لنيابة سيس ثم لنيابة إسكندرية بعد شغورها بموت جكم قرا فدام وتكرر طلبه للحضور فلم يجب إلى أن توعك فأجيب ووصل في المحرم سنة إحدى وتسعين ثم عاد إليها إلى أن كثر التشكي منه وركب عليه أهل البلد كافة وجيء به في جمادى الأولى سنة ست وتسعين فتوصل إلى الرضى عنه ثم عاد وبلغني في سنة تسع وتسعين أنه.
عليباي بابي. في علي بن خليل بن قراجا.

من اسمه علي

علي بن آدم بن حبيب نور الدين الكناني الحبيني البوصيري ثم القاهري الشافعي المقري ويعرف بالحبيني وبالبوصيري. ممن أخذ من الشمس العسقلاني القراءات وتصدر لها فقرأ عليه الزين طاهر وابن أسد والهيثمي وغيرهم وكان مقيماً بالهلالية وأحد الصوفية بسعيد السعداء.
علي بن إبراهيم بن أحمد بن إبراهيم بن سعد بن سعيد أبو مدين الرملي ثم المقدسي الشافعي القادري الماضي حفيده خليل بن محمد ورأيت شيخنا سماه إبراهيم سهواً وهو ممن قرأ عليه الأربعين المتباينة وبعض الصحيح وغيرهما في سنة خمس وثلاثين.
علي بن إبراهيم بن إسماعيل بن الشحنة الداري. يأتي في ابن إسماعيل بن إبراهيم.

علي بن إبراهيم بن أبي بكر نور الدين الأنصاري المقسي الشافعي ويعرف بالكلبشي وبالكلبشاوي وربما قيل له الصالحي. ولد في ليلة حادي عشر شعبان سنة أربعين وثمانمائة بالقاهرة في المقسم فنشأ وحفظ القرآن والعمدة والمنهاج الفرعي والأصلي وألفية النحو واشتغل في فنون وتميز ومن شيوخه المناوي والعلم البلقيني والشرواني قرأ عليه في العضد وحاشيتيه وكذا التقى الحصني قرأ عليه في العضد وحاشية سعد الدين فقط والشمني في الأصلين والتفسير وغيرهما واليسير جداً عن الكافياجي ولازم البقاعي في مناسباته وغيرها وعظم اختصاصه به ثم تنافر والتقى القلقشندي والولوي البلقيني وابن قاسم وزكريا وطائفة وصحب الشيخ مدين وتردد إلى الناس وأقرأ الطلبة وناب في القضاء وما حصل منه على طائل ولذا أعرض عنه وانجمع عن الناس وقطن جامع الزاهد قائماً بوظائف العبادة مع التقنع باليسير وربما خطب به وأم، وسافر الصعيد ودمياط وغيرهما بل حج غير مرة وجاور وكذا دخل دمشق قديماً مع شيخه الولوي حين ولي قضاءها وناب عنه هناك ثم دخله بأخرة واستقر به الأشرف قايتباي في مشيخة الفقراء بالمكان الذي أنشأه بدمياط وتوجه لتربية المريدين والتصدر للذاكرين بعد أن أقام بالمنزلة مدة وراج أمره في تلك الناحية جداً واعتمدوا فتواه لإقبال قاضيها أمام الدين عليه وحضوره عنده بل وبنى له بيتاً وكان ولده يقرأ عليه وبعد موته فوض الزيني زكريا أمرها إليه وعز ذلك على كثيرين منهم لرعاية جانب المتوفى في ولده فكفهم الولد عنه وكان ذلك سبباً لإعراضه عنها وانحطاط مرتبته فيها ثم استعفى من مكان السلطان لعدم سياسته ورجع إلى المنزلة ثم أعرض عنهما ونزل جامع الزاهد بعد أن ورث من أخ له شيئاً رام إدارته فيما يتكسب منه فما أنجح به وتردد لابن الزمن وطمع أن يكون شيخ المكان الذي شرع في بنائه ببولاق فمات قبل إكماله وبالجملة فهو مع تفتنه وفضله وسكونه قوي النفس جداً وما أظن صحة ما ينسب إليه؛ وقد أكثر من التردد إلي وسمع علي ومني أشياء وأوقفني على تصنيف له سماه الفيض القدسي على آية الكرسي في كراريس أجاد فيه علي بن إبراهيم بن سليمان بن إبراهيم نور الدين القليوبي ثم القاهري الشافعي ويعرف قديماً بابن غنيمة بضم المعجمة ثم نون مفتوحة وبالقباني ثم بالقليوبي ولد في رمضان سنة خمس وستين وسبعمائة بقليوب وانتقل منها إلى القاهرة فحفظ بها القرآن والمنهاج الفرعي وعرضه على السراج البلقيني والشمس القليوبي والصدر الأبشيطي وأذن له في التدريس وسمع على الجمال الباجي أماكن من دلائل النبوة في سنة خمس وثمانين وعلى التقي الدجوي وأبي علي المطرز وعزيز الدين المليجي والشرف بن الكويك وكان يذكر أنه سمع على ابن رزين والصلاح البلبيسي وأنه دخل الثغر السكندري وسمع به على الشمس ابن يفتح الله والجمال الدماميني جد الشمس ناظر الجيش بالقاهرة وليس في كله ببعيد وناب في القضاء عن ابن خلدون المالكي ثم عن العماد الكركي الشافعي فمن بعده واستقر في أمانة الحكم ونظر الأوقاف، وحج في سنة سبع وثلاثين وزار بيت المقدس غير مرة وحدث باليسير سمع منه الفضلاء أجاز لي، وكان ربعة نير الشيبة منسوباً للتساهل في القضاء وهو الذي كان يتحدث في نظر المدرسة الفخرية بسويقة الصاحب وقصر في شأنها حتى سقطت منارتها على الربع المجاور لها بعد تحذير سكانه من ذلك وتهاونهم في النقلة وبلغ ذلك الظاهر جقمق فتغيظ عليه وتعدى لشيخنا كما بسطته في محل آخر؛ مات في سادس عشر شوال سنة خمس وخمسين رحمه الله.
علي بن إبراهيم بن صدقة التاجر السكندري. في ابن صدقة.
علي بن إبراهيم بن عبد الوهاب بن عبد السلام نور الدين بن البرهان البغدادي الأصل القاهري الحنبلي الماضي أبوه وهو سبط الشمس محمد بن معروف التاجر. نشأ في كنف أبويه فقرأ القرآن وسمع الحديث وجلس بعده للتجارة في حانوته وما قنع بل تعانى السكر وغيره ولم يحصل على طائل. مات في ربيع الأول سنة ست وثمانين بعد وفاة أخت له بأيام وأظنه جاز الثلاثين عفا الله عنه.
علي بن إبراهيم بن عدنان. يأتي قريباً فيمن جده علي بن عدنان.

علي بن إبراهيم بن علي أبي البركات بن ظهيرة القرشي المكي أخو الجمال أبي السعود محمد الآتي وولد عالم الحجاز البرهان، أمه غزلان الحبشية فتاة أبيه. ولد في ليلة الأربعاء ثالث عشر رجب سنة أربع وسبعين ونشأ فحفظ القرآن وغيره وحضر عند أبيه وعمه وأخيه وزوجه ابنة عمه أبي البركات ودخل بها في سنة أربع وتسعين وماتت تحته وورثها وسكن في قاعة أبيها التي ملكها قبل موته للصلاحي ابن أخيه وهو ممن سمع علي في هذه المجاورة والتي قبلها وكان مجلي يتردد إليه ليقرئه وكذا حضر عند الوزيري وزار المدينة ولا توجه له لشيء من ذلك والله يصلحه.
علي بن إبراهيم بن علي بن راشد الموفق أبو الحسن الإبي - بكسر الهمزة ثم موحدة مشددة - اليماني ثم المكي الشافعي ويعرف بالإبي. ولد قبيل التسعين وسبعمائة بتعز من بلاد اليمن ونشأ بها فحفظ القرآن وصلى به على العادة وهو ابن ثمان وانفرد في تلك النواحي بصلاته به في هذا السن وكذا حفظ الملحة والتنبيه إلا اليسير من آخره ونحو أربعين مقامة من مقامات الحريري ولازم الفقيه عبد المولى بن محمد بن حسن الخولاني حتى قرأ عليه التنبيه ومختصر السن والجمل للزجاجي، وقدم مكة مراراً للحج أولها في سنة خمس وجاور بها في كثير منها وكذا زار النبي صلى الله عليه وسلم غير مرة أولها في سنة ثمان ولقي بهما جمعاً من الأعيان فكان ممن لقيه بمكة الزين أبو بكر المراغي والجمال بن ظهيرة وقريبه الخطيب أبو الفضل بن ظهيرة والشهاب أحمد بن إبراهيم المرشدي والزين الطبري وابن سلامة في آخرين وبالمدينة المراغي أيضاً والزين عبد الرحمن بن علي بن يوسف الزرندي ورقية ابنة يحيى بن مزروع فأخذ عنهم وعن غيرهم بقراءته وقراءة غيره وحضر دروس العلماء منهم ولقي بزبيد المجد الشيرازي والشرف بن المقري فانتفع بهما وارتحل في موسم سنة أربع عشرة رفيقاً للجمال بن موسى المراكشي الحافظ صحبة الركب الشامي فسمعا بالمدينة ثم بدمشق وحلب وحمص وحماه وبعلبك والرملة وبيت المقدس والخليل والقاهرة ومصر وإسكندرية فكان ممن سمع عليه بدمشق عائشة ابنة ابن عبد الهادي وعبد القادر بن إبراهيم الأرموي وعبد الرحمن بن طلوبغا والحفاظ الثلاثة ابن حجي والحسباني وابن الشرائحي والشمس بن المحب وخلق بحلب حافظها البرهان والعز الحاضري والشهاب بن العديم وطائفة وبحمص خطيبها الشمس محمد بن محمد بن أحمد السبكي والبدر العصياتي وغيرهما وبحماة العلاء ابن المغلي والشهاب بن الرسام والشرف بن خطيب الدهشة ونحوهم وببعلبك محدثها التاج بن بردس وغيره وبالرملة الزاهد الشهاب بن رسلان وببيت المقدس البرهان بن الحافظ أبي محمود والشمس محمد بن أبي بكر بن كريم والبدر حسن بن موسى وجماعة وببلد الخليل أحمد بن موسى الحبراوي والعماد إسماعيل بن إبراهيم بن مروان وغيرهما وبالقاهرة الشرف بن الكويك والعز بن جماعة والجلال البلقيني والولي العراقي وشيخنا ومما أخذه عنه النخبة والشمس بن الزراتيتي وابن زقاعة وغيرهم وبإسكندرية التاج محمد بن التنسي والكمال بن خير والبدر بن الدماميني ورجع من هذه لرحلة بمسموع كثير وشيوخ جلة وفوائد جملة واستوطن مكة من أثناء سنة أربعين وبرع في فنون خصوصاً الأدب وطارح شيخنا وغيره وجمع مجاميع حسنة وفوائد مهمة وكتب بخطه الحسن كثيراً لنفسه وغيره وحدث سمع منه الفضلاء وأخذت عنه الكثير بجدة ثم بمكة ومنى وكان إماماً مفنناً أديباً بارعاً متواضعاً حسن الهيئة والمحاضرة جميل الصورة والعشرة كثير الفكاهة والنوادر والاستحضار صبوراً على الإسماع حسن الود والمذاكرة سريع النادرة وعلى ذهنه فضائل وفوائد مع الاجتهاد في الطواف ومداومة التلاوة وغيرهما من أسباب الطاعة لكنه كان كثير النعاس وأظنه من السهر. مات في ذي الحجة سنة تسع وخمسين بمكة وصلى عليه من الغد ودفن بالمعلاة رحمه الله وإيانا؛ ومما كتبته عنه من نظمه:

إذا العشرون من رمضان ولت

 

فواصل ذكر ربك كل حـين

ولا تغفل عن التطواف وقتـاً

 

فأنت من الفراق على يقـين

علي بن إبراهيم بن علي بن عدنان بن جعفر بن محمد بن عدنان العلاء أبو الحسن بن البرهان بن الشرف الحسيني الدمشقي الشافعي والد الشهاب أحمد وأبي بكر ويعرف بابن عدنان وبابن أبي الجن. ولد سنة خمسين وسبعمائة؛ وولي نقابة الأشراف بعد أبيه ثم كتابة السر بدمشق غير مرة. قال شيخنا في أنبائه: ولم يكن ماهراً لكنه كان متواضعاً بساماً رئيساً وأصيب قبل موته بقرحة في إحدى عينيه فانقطع لها مدة بداره إلى أن مات في ربيع الأول سنة ثلاث عشرة، وهو في عقود المقريزي رحمه الله.
علي بن إبراهيم بن علي بن محمد العلاء أبو الحسن الحموي الحنفي بن القضامي ولد سنة أربعين وسبعمائة أو بعدها وأخذ النحو عن السري أبي الوليد المالكي والفقه عن الصدر بن منصور الدمشقي وبرع فيهما وفي الأصلين والأدب والإنشاء وله نظم ليس بذلك ولكنه كان غاية في المعرفة بالشعر وإدراك المعاني الدقيقة فيه وكتب الحكم للناصري بن البارزي الشافعي بحماة وكذا ناب عنه ثم استقل بقضاء الحنفية بها وانفرد برياستها فيه وكان إماماً رئيساً محتشماً صدراً كبيراً ديناً عادلاً في حكمه عالماً فاضلاً، ومن نظمه:

عين على المحبوب قد قال لي

 

راح إلى غيرك يبغي اللجين

فجئته بالتبر مـسـتـدركـاً

 

فقلت ما جئتـك إلا بـعـين

ومنه وقد جردت حمام تقي الدين وسيق لها الماء من الناعورة الحاجبية:

يا أيها الحمـام بـشـراك قـد

 

عدت إلى عصر الصبا الذاهب

كنت قليل الما بغـيضـاً لـنـا

 

فصرت كالعين من الحاجـب

ذكره شيخنا في معجمه وقال أنه قدم القاهرة فاجتمعت به وسمعت من فوائده وسمع من نظمي وأنشدني شمس الدين بن المصري في سنة إحدى عشرة قال: أنشدني القاضي علاء الدين بن القضامي قال: أنشدني ابن حجر لنفسه مضمناً فذكر بيتين كان سمعهما مني سنة ثلاث وثمانمائة وحدث عني بهما بحماة؛ مات بها في ربيع الآخر سنة تسع؛ وقال فيها من أنبائه أنه أخذ الفقه عن أثير الدين بن وهبان وتمهر وبهرت فضائله وولي قضاء بلده وقدم القاهرة سنة الكائنة العظمى فاشتهرت فضائله وعرفت فنونه وحدث وأفاد وسمعت منه وسمع من نظمي وأكثر الثناء عليه ومن نظمه:

خذ بيدي يا كـريم خـذ بـيدي

 

قد عيل صبري وقد وهى جلدي

إن لم تجد لي فمن يجود علـي

 

ضعفي بلا أمـره ولا بـلـدي

بل ذكره أيضاً في سنة سبع منه وقال أنه كان من أهل العلم والفضل والذكاء مع الدين والخير والرياسة قلت: وتسع بتقديم التاء هو الصواب؛ وكذا ذكره المقريزي في عقوده وابن خطيب الناصرية، وقد حج في بعض السنين في محفة فقال الأديب شمس الدين محمد بن بركة المزين:

محفة المجلس الـعـلائي

 

تبث علياه في المشاهـد

تقول هذا أعطى وأفنـى

 

وحج في الناس وهو قاعد

علي بن إبراهيم بن علي بن يعقوب بن محمد بن صقر العلاء أبو الحسن الكلبي الحلبي من بيت الرياسة. ولد في صفر سنة خمس وثلاثين وسبعمائة وسمع الأربعين المجيرية تخريج ابن بلبان من سماع أبي عبد الله محمد بن أحمد بن إبراهيم القرشي ابن المجير على أبي عبد الله محمد وصافي ابني نبهان الجبريين في سنة أربعين بسماعهما منه وحدث بها سمعها منه ابن خطيب الناصرية في ذي الحجة سنة اثنتين وثمانمائة وقال أنه كان إنساناً حسناً رئيساً عاقلاً وكذا سمع بقراءة الزين العراقي من سليمان بن إبراهيم بن سلمان بن سالم بن المطوع ثاني الغيلانيات بسماعه من أحمد بن شيبان وزينب ابنة مكي وزينب ابنة أحمد بن كامل، قال شيخنا في معجمه أجاز لي وكان موسراً من رؤساء الحلبيين وباشر وظائف بها، أثنى عليه البرهان المحدث. ومات في كائنة حلب العظمى بأيدي التتار في حادي عشر ربيع الأول سنة ثلاث رحمه الله، وذكره شيخنا أيضاً في أنبائه وقال أنه حدث عنه يعني في قرية جبرين بالأربعين المذكورة رفيقاً للعلاء في سنة ست وثلاثين وأنه خرج عليها بأسانيده إلى من في أثناء كل حديث منها بعلو، وهو في عقود المقريزي.

علي بن إبراهيم بن علي المغربي الأصل ثم الدميري ويعرف بالأديب. ولد سنة سبعين وسبعمائة تقريباً في دميرة القبلية وأسلمه والده إلى الشيخ علي بن الوحش يؤدبه فعلمه الخط وأقرأه إلى سورة الصافات ثم سافر به أبوه إلى الحجاز وهو صغير فلما عاد علمه صنعة الأدم فارتزق منها إلى آخر وقت وحج سبع مرات وزار القدس وتردد إلى القاهرة مراراً وسكن بها عند أخيه القاضي شهاب الدين أحمد بن الإسكافي ولقيه ابن فهد والبقاعي في سنة ثمان وثلاين بدميرة فكتبا عنه قوله:

بكى الغيم ضحك الروض

 

ورأيت فــي ذا دلائل

والعجب أسقاه دمـوعـو

 

فضحك من دمع سـائل

علي بن إبراهيم بن علي الأقفاصي ثم المناوي نزيل القاهرة وبرد دار الأتابك أزبك. ولد بأقفاص ثم تحول منها لمنية ابن سلسيل فتكسب بخياطة العراقي ثم انتقل لمصر فعمل الرسلية بباب قانم تحت نظر إسماعيل البرددار وتزوج ابنته نانعة وماتت تحته وناب عنه في البرددارية فلما مات قانم استقر في برددارية الأتابك حين كان حاجباً إلى أن مات في صفر سنة.
علي بن إبراهيم بن المؤرخ الشمس محمد بن إبراهيم بن أبي بكر بن عبد العزيز العلاء أبو الحسن القرشي الدمشقي الشافعي ويعرف كسلفه بابن الجزري ولد سنة ثمان أو تسع وأربعين وسبعمائة وبالأول جزم شيخنا في أنبائه، وقال: ومات أبوه وله سنة فرباه عمه نصير الدين محمد وأسمعه عليه التاسع عشر من أمالي الحسن بن رشيق وحضر على المرداوي خاتمة أصحاب عمر الكرماني بالحضور مجالس المخلدي وأربعي عبد الخالق الشحامي وسمع على الكمال بن حبيب وابن قواليح وابن أميلة ومحمد بن الحسن بن محمد بن عمار الحارثي واشتغل بالفقه وبرع فيه وأعاد بالتقوية وعمل الميعاد وقرأ الحديث بجامع بني أمية وباشر نظر الأيتام فحمدت سيرته وحج مراراً وجاور وحدث سمع منه الفضلاء، وأورده التقي بن فهد في معجمه وكذا شيخنا وقال: أجاز لي غير مرة زاد في أنبائه مع خفض الجناح وطهارة اللسان ولين العريكة قال: وعلق في الوفيات واجتيح في شيء كثير من ماله في فتنة اللنك ولم يكن فيه ما يعاب به إلا مباشرته مع قضاة السوء. مات بدمشق في ذي الحجة سنة ثلاث عشرة، وهو في عقود المقريزي رحمه الله.
علي بن إبراهيم بن محمد بن سعيد بن عبيد الله السيد غلاء الدين الحسيني البقاعي الأصل الدمشقي الصالحي الحنفي إمام الريحانية بدمشق ووالد إبراهيم الماضي ممن كان يحضر مجالس العلماء مات في عشر ذي الحجة سنة اثنتين وتسعين قبل إكمال الثمانين.
علي بن إبراهيم بن محمد بن عبد الرحيم بن عبد الكريم بن عبيد بن مسلم بن سلامة العلاء أبو الحسن الرباوي الأصل - نسبة للربة بفتح المهملة وتشديد الموحدة قرية بكرك الشوبك - ثم المقدسي قاضيه الشافعي. ولد سنة اثنتين وسبعين وسبعمائة وسمع من أبي الحسن علي بن محمد بن العفيف النابلسي بها المسلسل وجزاء ابن الطلاية وجزءاً من غرائب ابن ماجه انتقاء الذهبي وحدث سمع منه الفضلاء، وذكره التقي بن فهد في معجمه؛ وولى قضاء بيت المقدس في أوائل سنة اثنتين وثلاثين عن الفوعى بعناية العز عبد السلام القدسي فاستمر إلى أوائل سنة خمس وثلاثين ثم صرف بالقاضي ناصر الدين البصروي؛ ودخل القاهرة ساعيا في العود فما أجيب فناب فيها عن شيخنا في باب الشعرية بسفارة الولوى ابن قاسم ثم عاد إلى القدس فكانت منيته به في أحد الجمادين ظنا سنة إحدى وأربعين رحمه الله.

علي بن إبراهيم بن محمد بن أبي يزيد بن أحمد بن المؤيد ركن الدين بن عماد الدين الأيجي الشافعي. ولد في شوال سنة أربع وستين وثمانمائة بأيج ونشأ بها فاشتغل بالفقه والنحو والصرف عند أبي يزيد محمد بن رضي الدين الداواني ثم الشيرازي ارتحل إليه من بلده وبينهما نحو أربع مراحل وكذا أخذ بها عن الركن محمد بن أحمد الأنصاري القره خيري ثم الشيرازي أصول الفقه والمنطق والنحو وببلده عن تاج الدين حسن بن الشمس محمد بن التاج حسن الأيجي الصرف والنحو والمنطق والمعاني وجل العلوم العقلية والشرعية وأجاز له وكلهم شافعية والأولان ماتا والحديث عن السيد معين الدين بن صفي الدين وحفيد عمه السيد عبيد الله بن العلاء بن العفيف بل أخذ عن هذا الفقه أيضاً وارتحل للحج فكان وصوله مكة في رجب سنة ثمان وتسعين وثمانمائة ولقيني في شوال فأخذ عني بقراءته أشياء من الكتب الستة وغيرها وسمع مني المسلسل وحديث زهير وكتبت له إجازة في كراسة واغتبط بذلك جداً.
علي بن إبراهيم بن محمد السيد الزين الحسيني العجمي الجويمي - نسبة لجويم بضم الجيم وسكون الواو وكسر التحتانية وسكون الميم قصبة من قصبات شيراز - الشيرازي الشافعي المكتب شيخ الباسطية بالمدينة النبوية ويدعى بضياء. ولد في حدود سنة خمس وثمانين وسبعمائة بجويم وقرأ بها القرآن وتلا به لعاصم على الشيخ حسن بن داود وأخذ النحو والصرف عن والده؛ ثم انتقل إلى شيراز فأخذ عن محمود السروستاني في الفقه والنحو وعن العفيف الكازروني الحديث؛ ثم إلى خراسان فأخذ عن يوسف الحلاج الفقه والأصلين ومما أخذه عنه في أصل الدين شرح المقاصد للتفتازاني وفي أصل الفقه العضد وكذا قرأ عليه شرح المفتاح للتفتازاني وعليه سمع جميع شرح السير له وصحيح البخاري بسماعه له على الكرماني الشارح وسمع في هراة على السيد الجرجاني غالب الزهراويين من الكشاف وشرحه للمواقف في أصول الدين وكان يقول عن الشيخ يوسف الحلاج: لسنا من طبقته إنما هو من طبقة الفخر وأمثاله والشيخ يوسف يقول عنه السيد بحر كل منهما يقول ذلك في غيبة الآخر؛ وأخذ المعاني والبيان عن الصدر الفراحي في آخرين غير هؤلاء وكتب على السيد مجد الدين الشيرازي ففاق في الكتابة؛ وحج قبل سنة ثلاثين على طريق الشام وجاور بها وزار بيت المقدس ثم حج أيضاً وجاور بالمدينة في حدود سنة أربعين وقطنها ومات له أخ فيها وكانا ملتزمين أن من مات منهما قبل الآخر يقيم الآخر فيها حتى مات، وقرره الزين عبد الباسط في مشيخة مدرسته بها بل لم يبنها فيما قيل إلا له وكان ابتداء عمارتها حين حج في سنة ثلاث وخمسين وأقام السيد بها على قدم عظيم في سلوك الصلاح والتصدي لإقراء العلوم والتكتيب والتكرم على أهلها والواردين إليها مع لسان فصيح وقدرة على التعبير حتى كان الشيخ أحمد بن يونس المغربي الماضي يقول هو جوهرة بين البصل، ولم يختلف في تقدمه في العلم والصلاح من أهل المدينة اثنان وقد لقيه البقاعي بالمدينة في أوائل سنة تسع وأربعين وقال أنه شرح إيساغوجي في نحو أربعة كراريس قال: وهو رجل خير دين متواضع شديد الازدراء لنفسه، ووصفه بالإمام العلامة الكاتب الزاهد، والجمال حسين فتحي ووصفه بالسيد الإمام العلامة وكتب عنه بالباسطية أبياتاً وهي:

إذا شئت أن تستقرض المال منفقـاً

 

على شهوات النفس في زمن العسر

فسل نفسك الأنفاق من كنز صبرها

 

عليك وإرفاقاً إلى زمـن الـيسـر

فإن فعلت كنت الغـنـي وإن أبـت

 

فكل منوع بعدها واسـع الـعـذر

مات وقد أسن في سنة ستين ورأيت من أرخه في أوائل سنة اثنتين وستين ودفن بالبقيع رحمه الله وإيانا.
علي بن إبراهيم بن محمد الصحراوي الضرير أخو عبد الكريم الماضي، ممن أجاز له الشرف بن الكويك وجماعة واستجازه الطلبة.
علي بن إبراهيم بن يوسف الفاقوسي الأصل البلبيسي الشافعي الماضي أبوه. إنسان خير سليم الفطرة جداً زائد الفاقة قرأ القرآن واشتغل يسيراً في العربية وغيرها وقرأ على جل الصحيح في سنين وكذا قرأ على الديمي والبهاء المشهدي بل قرأه على العامة في بلده ولهم فيه اعتقاد ونعم الرجل.

علي بن إبراهيم العلاء أبو الحسن الغزي ويعرف بابن البغيل. ولد سنة إحدى وعشرين وثمانمائة وسمع الكثير على الجمال بن جماعة وكان في خدمته وكذا سمع على التقي القلقشندي والسراج عمر الحمصي والزين عبد الرحمن بن الشيخ خليل والزين عبد الرحمن بن داود وغيرهم وبالقاهرة مع العماد بن جماعة وأخيه على شيخنا وابن الفرات وغيرهما، وأجاز له العيني والعلاء القلقشندي وعمر القمني والشهاب الحجازي وسعد الدين بن الديري وأخوه الشمس محمد والعلم البلقيني والمناوي والأمير الأقصرائي وابن الهمام والشهاب القلقيلي المقري والشهاب بن زيد والبرهان إبراهيم بن محمد بن القاضي عجلون ويوسف ابن ناظر الصاحبة وأحمد بن أحمد الأزدي وأحمد بن محمد بن حامد وآخرون. مات في يوم الثلاثاء ثامن عشر جمادى الثانية سنة إحدى وتسعين.
علي بن إبراهيم نور الدين الماملي الأصل الزيلعي الزبيدي الشافعي ومامل من بلاد الحبشة قدم أبوه منها فتزوج بزبيد وولد له بها صاحب الترجمة في سنة بضع وتسعين وسبعمائة فتفقه قليلاً بالشهاب أحمد بن أبي بكر الناشري ثم لازم الجمال محمد للطيب الناشري قراءة وسماعاً إلى أن أذن له بالإفتاء والتدريس وقرأ الفرائض والحساب على الفقيه الشهاب الكردي وبرع في ذلك وانتفع به فيه جماعة وصار مدار الفتيا فيه عليه مع صلاحه وخيره مات منتصف شعبان سنة ثمانين رحمه الله.
علي بن إبراهيم نور الدين البدرشي الأصل القاهري البحري نسبة لباب البحر وربما يقال له المقسي المالكي. حفظ الرسالة ونصف المختصر وغيرهما من كتب الفنون وأخذ في الفقه عن أبي الجود وأبي الفضل المغربي ولازم العلمي والسنهوري وأجازه وكذا لازم الفخر المقسي في العربية وفرائض الروضة وبرع وفضل مع ديانة وفاقة وعمل المواعيد وقتاً وتكسب بالشهادة ثم ناب في القضاء عن السراج بن حريز وولي قضاء بيت المقدس واتفق أنه عزر نصرانياً متجوهاً فعزل بسببه ولم يلبث سوى نحو خمسة عشر يوماً وهو متمرض ثم مات في يوم السبت مستهل جمادى سنة ثمان وسبعين ودفن بباب حطة وقد جاز الأربعين وكان قد اختلى وقتاً عند الشيخ محمد الفوي فحصل له نوع اختلال ويقال أن سببه أكله حب البلاد وأدخل البيمارستان لكونه كلم العلمي البلقيني وهو في هذه الحالة بكلمات فيها خشونة بما خرج بعد أسبوع، وحج مع الرجبية وقرأ هناك الميعاد بل دار على بعض الشيوخ كالمحيوي عبد القادر المالكي والنجم ابن فهد وغيرهما وأخذ عني هناك أشياء بل قد سمع بقراءتي بالقاهرة على بعض مسنديها ونعم الرجل كان رحمه الله وإيانا.
علي بن إبراهيم الغزي نزيل بيت المقدس والمتوفي به في.
علي بن أحمد بن إبراهيم بن محمد بن عيسى بن مطير الحكمي اليماني أصغر من أخيه أبي القسم وغيره من إخوته ممن لم يحكم الفقه وتوفي شاباً. قاله الأهدل.
علي بن أحمد بن إبراهيم نور الدين بن السدار أخو عبد الرحمن الماضي وخال شمس الدين الشهير. تدرب به ابن أخته في فنونه وكتب بخطه الحسن الكثير خصوصاً حين مجاوراته بمكة، وكان خيراً أثنى عنه مظفر الأمشاطي وحكى لنا عنه القاضي بدر الدين السعدي شيئاً. مات بعد الخمسين تقريباً.
علي بن الشهاب أحمد بن أحمد بن محمد بن محمد بن علي بن عبد الكريم بن يوسف ابن سالم بن دليم القرشي البصري المكي. مات بها في ربيع الأول سنة اثنتين وسبعين وهو ثمل عفا الله عنه. أرخه ابن فهد.

علي بن أحمد بن إسماعيل بن محمد بن إسماعيل بن علي العلاء أبو الفتوح ابن القطب القرشي القلقشندي الأصل القاهري الشافعي الماضي عبد الرحمن وغيره من إخوته وأبوهم وابناه إبراهيم وأحمد. ولد في ذي الحجة سنة ثمان وثمانين وسبعمائة بالقاهرة وأمه شريفة فيما بلغني. ونشأ بها في كنف أبيه فحفظ القرآن وكتباً وأخذ الفقه عن ابن الملقن والبلقيني ثم عن ولده الجلال والبيجوري والشمس البرماوي وقريبه المجد وجماعة أقدام من هؤلاء الأربعة بل ودونهم كالزين القمني والتلواني والحديث عن الزين العراقي أخذ عنه أكثر شرح ألفيته ولازمه حتى كتب عنه الكثير من أماليه وقد رأيت المملى أثبت اسمه في عدة مجالس منها ثم عن ولده الولي بل وعن شيخنا والقراءات عن الفخر البلبييسي إمام الأزهر والتنوخي ثم عن الزراتيتي وكثيراً من الفنون كالأصلين والمعاني والبيان والمنطق عن العز بن جماعة ولازمه كثيراً حتى كان يتوجه إليه إلى الجامع الجديد بمصر ماشياً وربما يرتفق بجمال السقايين وكذا لازم في الفنون البساطي وقرأ عليه في المختصر أو جمعيه ومن قبلهما حضر الدروس الشيخ قنبر والعربية عن الشمس الشطنوفي وغيره والفرائض عن الشمس الغراقي بل أخذ فيها أيضاً وفي الحساب والجبر والمقابلة عن الشهاب بن الهائم وكذا عن الجمال المارداني مع اليسير من الميقات بل قرأ عليه إقليدس وعن ابن المغلي الحنبلي في الأصلين والعربية وسمع عليه في الحديث، كذا سمع على الهيثمي وابن حاتم والتنوخي وابن أبي المجد والحلاوي والدجوي والشرف بن الكويك والجمال عبد الله العسقلاني والشموس الشامي والحبتي ومحمد بن قاسم السيوطي والنور الفوي في آخرين منهم الشمس المبتولي وعائشة الكنانية، وحج في سنة إحدى عشرة وجاور بمكة وأخذ فيها العروض عن المجد إسماعيل الزمزمي ولازم الجمال بن ظهيرة حتى أخذ عنه معجمه وفضائل مكة للجندي وغيرهما وسمع أيضاً على الزينين المراغي والطبري وابن سلامة وأبي الحسن بن عبد المعطي والكمال بن ظهيرة في طائفة وبالمدينة النبوية على النور المحلي سبط ازبير والجمال الكازروني وغيرهما، وارتحل إلى الشام في سنة أربع وثلاثين فأخذ بها عن حافظها ابن ناصر الدين ولازم العلاء البخاري حتى قرأ عليه رسالته في الموضوع وكتابه نزهة النظر في كشف حقيقة الإنشاء والخبر ورسالته المدعوة فاضحة الملحدين وغير ذلك وبالغ العلاء في تعظيم صاحب الترجمة وأذن له في إقرائها مع غيرها مما سمعه منه وغيره وزار بيت المقدس والخليل وأخذ بكل منهما عن جماعة وأجاز له خلق منهم المجد اللغوي، وجد في هذه العلوم وغيرها حتى برع وأشير إليه بالفضيلة التامة وتنزل في الجهات وسكن الصيرمية برأس سوق أمير الجيوش مدة طويلة وكان تلقاها عن رفيقه النور القمني بحكم وفاته، ونشأ متقللاً من الدنيا إلى أن استقر به الدوادار الكبير تغرى بردى المؤدي في مشيخة مدرسته التي أنشأها بخط صليبة جامع ابن طولون وتدريسها وبعنايته استقر في تدريس الصلاحية المجاورة للشافعي ونظرها بعد وفاة التلواني وفي وظيفة خزانة الكتب بالأشرفية برسباعي عقب الشمس بن الجندي وكان يحكي لنا في شأنها أنه حضر مبيع كتب مخلفة عن بعضهم ومن جملتها لسان العرب في اللغة بخط مؤلفه فلم يتنبه له كبير أحد فرام أخذه لحسن موقعه عنده وزاد فيه فانتدب عند ذلك للزيادة فيه بعض الأعيان بحيث بلغ ثمناً كثيراً لا ينهض الشيخ بالوفاء به وخشي من الزيادة فيه أن يلزم في الحال بثمنه فلا يقدر فربما يكون ذلك سبباً لشيء فأعرض عنه مع تعلق خاطره به فلما صارت إليه هذه الوظيفة كانت النسخة بعينها أول شيء أخرج له حين التسليم والعرض والأعمال بالنيات، ثم استقر بعده في تدريس الفقه بالشيخونية بعد وفاة القاياتي والحديث بجامع طولون بعد وفاة شيخنا وكذا في تصدير القراءات بالمدرسة الحسنية وعرض عليه قضاء الشافعية بدمشق فامتنع وترشح له بالديار المصرية فما قدر وما كان يكره ذلك وقرر في الخشاية في حياة العلم البلقيني فاستعفى منه وتصدى للتدريس قديماً وسنه دون العشرين فانتفع به خلق من الأعيان وأخذ الناس عنه طبقة بعد طبقة فكان ممن أخذ عنه النور البلبيسي إمام الأزهر والشهاب الكوراني والبدر أبو السعادات البلقيني ونعمة الله الجرهي والبرهان بن ظهيرة وابن أبي السعود والجلال بن الأمانة والشرف بن

الجيعان والنجم بن قاضي عجلون وفي غير الشافعية السنهوري وقريبه العز الكناني الحنبلي ولم يزل متصدياً للإقراء والإفتاء إلى أن أخذ منه تدريس الصلاحية لشيخنا فكثر تألمه بسببه لا سيما وقد باشره أحسن مباشرة وتحرى فيه إلى الغاية وزاد في الأحكار وفي معاليم كثير من الطلبة وشرع في عمارة أوقافه والنظر في مصالحه وكان السبب في انفصاله عنه أنه التمس منه قطعة من الرحاب المجاورة له فامتنع فسلط عليه ناظر القرافة أبو بكر الشاطر فأفحش في حقه ثم تسببوا في انفصاله فتقلل من الإقراء من ثم بل يقال أنه ما سلك القرافة بعد هذا وكذا أوذي من قبل أخيه فصبر، وكان إماماً علامة متقدماً في الفقه وأصوله والعربية والمعاني والبيان والقراءات مشاركاً في غير ذلك ذا أنسة بالفن سريع القراءة والكتابة حسنهما متضلعاً من علوم شتى نظاراً بحاثاً بحيث كان العز الكناني يقول ما رأيت أبحث منه وكان يرجحه على أبي الفضل المغربي وربما يقول قصارى أمره أن يصل لمرتبته يعني في أشياء وقال له العلاء بن المغلي أنت كثير التفف صحيح التأمل قوي الفكر مع التواضع وحسن العشرة ولطيف المماجنة والمداومة على التهجد والقيام والاعتكاف في شهر رمضان بتمامه في خلوته علو الأزهر وصحة العقيدة والمحاسن الجمة؛ ولم يكن يأكل في رمضان اللحم إنما كان قوته فيه الخل والعسل والبقل والجبن الأقفاصي ونحو ذلك بل كان يقول أنه مكث نحو عشرين سنة لا يأكل من أطعمة الثوم شيئاً ولم يشغل نفسه مع تقدمه بالتأليف بل كان يكتب على كثير من دروسه الكتابة المحكمة المتقنة التي يبالغ فيها في استيفاء النظر والتحقيق وعمل منسكاً لطيفاً متقناً، وقد شهد له شيخنا في ترجمة والده من تاريخه أنه أمثل بني أبيه طريقة ووصفه في بعض ما قرأه عليه في سنة أربع وثلاثين بالشيخ الفاضل الأوحد مفيد الطالبين صدر المدرسين جمال الطائفة عمدة المفيدين انتهى. وكان يحكي لنا أنه رام أن يدربه ليكون معه كالهيثم مع العراقي فما تيسر، وقد لازمته مدة وقرأت عليه جملة بل كتب لي تقريظاً على بعض تصانيفي وكان يقدمني على أخيه. مات بعد تعلله بالإسهال أشهراً في يوم الاثنين مستهل المحرم سنة ست وخمسين وصلى عليه في يومه بالأزهر تقدم الناس المناوي ودفن بتربة يقال لها تربة المولود خارج الباب الجديد وكانت جنازته مشهودة وحمل على أعناق الأمراء والفضلاء فمن دونهم وكثر الثناء عليه وعظم الأسف لفقده رحمه الله وإيانا.

علي بن أحمد بن إينال نور الدين بن المؤيد بن الأشرف. ولد في شوال سنة سبع وسبعين وثمانمائة بإسكندرية كان أملك على ابنة محمد بن بردبك ابن عمته فماتت وطعن هو ثم تخلص وتحرك للمجيء للحج في موسم سنة سبع وتسعين ثم بطل.
علي بن أحمد بن أبي بكر بن أحمد وقيل عبد الله والأول أصح النور أبو الحسن الآدمي ثم المصري الشافعي. تفقه بالولي الملوي وتأدب بآدابه واشتغل كثيراً عليه وعلى غيره كالتاج السبكي أخذ عنه مصنفه جمع الجوامع تحقيقاً وكذا الكثير من منع الموانع ومن التنبيه والمنهاج والتسهيل وأذن له في إقراء جمع الجوامع وإنه لم يأذن لأحد في ذلك قبله وكذا أخذ القراءات السبع عن المجد إسماعيل الكفتي وأذن له فيها وسمع على العرضي في جامع الترمذي وعلى المظفر بن العطار والقلانسي في آخرين كالصلاح الزفتاوي، قال شيخنا في معجمه: وأقام مدة بريف مصر يشغل الناس فانتفعوا به كثيراً ثم قدم مصر فقطنها وسمعنا منه على الصلاح الزفتاوي بل قرأت عليه في الفقه والعربية، وكان عالماً بالفقه والتفسير وآداب الصوفية حسن العقيدة على طريقة مثلى من الدين والعبادة والخير والانجماع والتقشف وربما تكلم على الناس من شدة الخوف والمراقبة سمعت عليه من صحيح البخاري بسماعه من القلانسي، وقال في إنبائه أنه تنبه وشغل وأفاد ودرس وأفتى وأعاد وشارك في الفنون وانتفع به أهل مصر كثيراً مع الدين المتين والسكون والتقشف والانجماع وكان يتكلم على الناس بجامع عمرو ثم تحول إلى القاهرة وسكن جوار الأزهر، ومات في يوم الثلاثاء رابع شعبان سنة ثلاث عشرة عن نحو سبعين سنة وصلي عليه بالأزهر ثم بمصلى المؤمني ثم بالقرافة ودفن بها بالقرب من تربة التاج بن عطاء الله؛ وتأسف الناس عليه ويقال أن الدعاء عند قبره مستجاب ويحكى أن الناصر فرج دخل يوماً جامع عمرو وهو في حلقته فجاء إليه فلم يعبأ به بقيام ولا غيره بل منع جماعته من القيام له، وكان زاهداً في الوظائف بحيث لم يكن باسمه تدريس سوى تدريس شخص يقال له التلواني بجامع الأزهر وأقام به وكذا بجامع عمرو نيابة في كل منهما احتساباً. ذكره المقريزي في عقوده وكرره وقال في أولهما أنه لما ولي خطابة جامع عمرو وذلك في سنة خمس كان يقول في الخطبة: وصلى الله على سيدنا محمد فقال له صاحب الترجمة: مثلك لا يقول هكذا وإنما يقول: اللهم صل على محمد وعلى آل محمد قال: فجزاه الله خيراً فلقد نبهني على اتباع ما أمرنا به النبي صلى الله عليه وسلم في كيفية الصلاة عليه، قال: وكان ينوب عني في إمامة الخمس به، ولم يخلف بعده من الفقهاء مثله في سمته وهديه وحسن طريقته انتهى. وقد ذكرت في ترجمته من ذيل القراء جملة من ثناء الناس عليه رحمه الله وإيانا.
علي بن أحمد بن أبي بكر بن حسين العلاء المصري ثم المكي الحنفي ويعرف بالوشاقي. ولد في سنة ست وثمانين وسبعمائة وتفقه بالسراج قارئ الهداية وتلا بالسبع أو بعضها على الشمس النشوي وأخذ فنوناً عن العز بن جماعة، وقدم مكة في آخر سنة اثنتين وعشرين فأقام بها قريباً من أربع سنين، وجاور بالمدينة النبوية غالب سنة ست وعشرين، وكان ذا معرفة بالقراءات والعربية والفقه وأصوله وغيرها طارحاً للتكلف متقشفاً مكثراً من العبادة مع حدة خلق. مات برباط ربيع في سادس عشري رمضان سنة سبع وعشرين، ودفن بالمعلاة رحمه الله. ترجمه الفاسي في مكة.
علي بن أحمد بن إبراهيم بن خالد بن إبراهيم نور الدين بن الشهاب القاهري المرجوشي التاجر صهر البدر السعدي الحنبلي وابن عمه ويعرف بابن الإمام. ممن حفظ القرآن والمنهاج وعرضه واشتغل يسيراً وسمع على شيخنا وغيره وتكسب بالتجارة في سوق أمير الجيوش وتأثل وأنشأ عدة دور وجهز كلاً من بنتيه، وكان لين الجانب عديم الشر فيه معروف وخير، حج غير مرة وأصيب في بعض سفراته. ومات غريقاً في بعض النيل في المحرم ظناً سنة ثلاث وسبعين وقد زاحم السبعين فأكثر رحمه الله.
علي بن أحمد بن أبي بكر النور أبو الحسن المصري الشافعي نزيل البندقدارية ووالد محمد الآتي أخذ عن الملوي رفيقاً للآدمي الماضي قريباً وكان أحد الأعيان في المذهب مع الصلاح والخير. قاله لي ولده.

علي بن أحمد بن الأمير بيبرس الحاجب علاء الدين بن الأمير شهاب الدين بن الأمير ركن الدين المعروف بأمير علي بن الحاجب المقرئ تلا بالسبع وكان حسن الأداء طري النغمة مشهوراً بالمهارة في العلاج يقال أنه عالج بمائة وعشرة أرطال على والده وفي كلام المقريزي في عقوده بمائتين وثمانية عشر رطلاً وأنه أم هو وأبوه بسعيد السعداء في قيام رمضان زماناً. مات في ربيع الآخر سنة إحدى وقد شاخ.
علي بن أحمد بن ثقبة بن رميثة الحسني المكي. مات ببعض نواحيها في شوال سنة ست وأربعين وحمل إليها فدفن بها.
علي بن أحمد بن حسن الخواجا نور الدين البصري المشهدي نزيل مكة ويعرف بالمغيربي. ترقى حتى صار يتجر وسافر للهند ثم ندبه البرهاني ين ظهيرة لقبض ما لبنى الحموي بهرمز وهو شيء كثير فأحضره. ومات عن نقد كثير في المحرم سنة ثمان وسبعين بمكة بعد أن أسند وصيته للبرهاني بن ظهيرة مع كونه بالديار المصرية. أرخه ابن فهد وهو والد يحيى الآتي.
علي بن أحمد بن حمزة بن راجح. مات سنة تسع وعشرين.
علي بن أحمد بن خلد النجار بباب الخرق والشهير بحب الرمان ممن سمع مني بالمدينة.
علي بن أحمد بن خليفة نور الدين الأزهري الحنفي الأسمر أحد العدول بخطته. ممن أخذ القراءات عن النور إمام الأزهر والشهاب السكندري وقرأ على البهاء المشهدي شرح النخبة في سنة ثمانين وأذن له في إفادتها ولم يزل يتكسب بالشهادة وآخر مرة جلس لها بحانوت في الوراقين. مات سنة اثنتين وتسعين.
علي بن أحمد بن خليل بن أحمد بن عابد النور المغربي الشافعي ويعرف بابن عابد بالموحدة ممن أخذ عن النجم بن قاضي عجلون وتكسب بالتجارة في حانوت.
علي بن أحمد بن خليل بن ناصر بن علي بن طيء نور الدين السكندري الأصل القاهري الشافعي ويعرف أولاً بابن السقطي - بمهملتين بينهما قاف مفتوحة - ثم بابن البصال بموحدة ومهملة ثقيلة. ولد في المحرم سنة ثلاث وسبعين وسبعمائة بحارة بهاء الدين من القاهرة وحفظ القرآن والتبريزي في الفقه والملحة وقال أنه عرضهما على المجد اللغوي وابن الملقن والأبناسي والبرهان بن جماعة القاضي وأنه اشتغل بالفقه على البهاء أبي الفتح البلقيني والشهاب الحسيني والبيجوري وأنه حضر دروس البلقيني وفي النحو عند الشمسين البرماوي وابن الديري وسمع في رمضان سنة تسع وثمانين على النجم بن رزين صحيح البخاري وكذا سمعه خلا من أوله إلى الصيام على البلقيني وبعض مسلم على الصلاح البلبيسي وسمع أيضاً على ابن الشيخة وابن الملقن وكتب كثيراً من تصانيفه وجلس مع الشهود وتعانى التوقيع ووقع في الإنشاء وفي بيوت الأمراء، وحج في سنة ست وثلاثين وسافر إلى دمشق فما دونها وزار القدس والخليل؛ ودخل إسكندرية ودمياط وطوف بلاد الصعيد وربما نظم وفي نظمه ما يضحك كقوله في سقوط منارة المؤيدية:

بني سلطاننا المـؤيد جـامـعـاً

 

حوى حسنـاً وبـهـجة رونـق

سما بها على كل جامع بمـصـر

 

له منارة قد بنيت على برج عتيق

مالت من ثقل أحجار بها عـلـى

 

سفل يقول بلسان الحال نـاطـقة

تمهلوا على ضعفي فما ضرنـي

 

سوى ذلــك الـــبـــرج

ولذا تلاعب به الشهاب الحجازي حيث قرضه له بما هو في ديوانه؛ وجرت له كائنة مع الظاهر جقمق بعد تقدم صحبته له وحدث باليسير أجاز لي لفظاً. ومات في رجب سنة سبع وأربعين بالقاهرة وهو ممن أورده شيخنا في إنبائه رحمه الله وإيانا.
علي بن أحمد بن خليل النور القاهري الحنفي نزيل الحسنية وفقيه الأيتام بها ويعرف لذلك بالحسني وكذا يعرف بابن عين الغزال ممن اشتغل عند الزين قاسم ونظام وشارك في الفضائل وصحب ابن أخت مدين وتسلك به ولازم الذكر وانضم إليه جماعة واختص بعبد الرحيم الأبناسي وتردد إليه الخطيب الوزيري، واستقر في مدرسة مشيخة الخروبية بالجيزة شريكا لغيره وجاور غير مرة وقرره السلطان في مشيخة رباطه بمكة فأقام بها قليلاً واجتمع على هناك في موسم سنة اثنتين وتسعين ثم رجع فيه بعد استخلافه الشهاب أحمد ابن شيخه وزار بيت المقدس و.

علي بن أحمد بن داود أبو الحسن البلوي الوادياشي المالكي نزيل تلمسان ممن أخذ عن إبراهيم بن فتوح الغرناطي المتقدم في العقليات ونحوها وكذا أخذ عن محمد السرقسطي في الفقه وغيره وتميز في الفقه والعربية وتصدى للإقراء وولى الإمامة والخطابة والتدريس وغيرها بجامع بلده وكذا ولي الإمامة والخطابة والتدريس وغيرها بجامع بلده وكذا ولى الإمامة بمسجد غرناطة الأعظم مع القضاء بها وغير ذلك ثم تورع عن القضاء بعد نحو شهر وهو الآن في سنة ست وتسعين لم يكمل الستين خير متواضع.
علي بن أحمد بن دحية ثم القاهري الأزهري ويعرف بالصبوة، وسمع في مسلم بالكاملية وتكسب بالكتب فلم ينتج ثم صار يسافر لمكة بالصر، ولا زال يسترسل حتى بقي يكري الناس معه إلى أن انهبط جداً وأتلف للناس ولنفسه شيئاً كثيراً وتسحب من الديون غير مرة. ومات سنة ثمان وتسعين.
علي بن أحمد بن سالم. يأتي فيمن جده محمد بن سالم بن علي.
علي بن أحمد بن سعيد بن هارون علاء الدين المحمدي اليزدي الأصل ثم القاهري الحنفي والد العلاء علي الآتي ويعرف بالتزمنتي ويلقب بشيخ المشايخ أخذ عن أبيه وغيره، ومات بالطاعون في المحرم سنة ثلاث عن أزيد من تسعين سنة ودفن بمنزله بالقرب من جامع آل ملك.
علي بن أحمد بن سعيد المكي الحلفاوي أحد خدام درجة الكعبة. مات في ربيع الآخر سنة ثمانين أرخه ابن فهد.
علي بن أحمد بن سليمان بن عمرو النور أبو الحسن الفاسي الأصل الديروطي الشافعي. عرض على أماكن من المنهاج والرحبية وألفية النحو والملحة بل قرأ على بعض البخاري وسمع علي غير ذلك.
علي بن أحمد بن سليمان السطاسي. سمع هو وولده أحمد العشاري على شيخنا في سنة اثنتين وخمسين أشياء.
علي بن أحمد بن سنان القائد العمري المكي من القواد العمرة. مات بها في ربيع الأول سنة تسع وخمسين. أرخه ابن فهد.
علي بن أحمد بن سويدان. في ابن أحمد بن محمد بن خلف.
علي بن أحمد بن شقير المصري الأصل البديوي الحمصاني والده ويعرف بجده. مات بمكة في ليلة سلخ المحرم سنة اثنتين وثلاثين.
علي بن أحمد بن عامر الجدي. مات في ذي القعدة سنة أربع وخمسين خارج مكة وحمل فدفن بها. أرخهما ابن فهد.
علي بن أحمد بن عبد الرحمن بن محمد بن أبي بكر بن علي بن يوسف النور الأنصاري المكي الشافعي أخو محمد وعمر الآتيين ويعرف كل منهم بابن الجمال المصري. ولد في سنة اثنتين أو ثلاث وثلاثين بمكة ونشأ بها وحفظ القرآن وقام به على العادة غير مرة وغيره، وتردد للقاهرة ودخل الشام واليمن وزار المدينة وله همة ومروءة وهو أحد شهود القيمة بمكة والمتصدين لرؤية الهلال بها.
علي بن أحمد بن عبد الرحمن بن محمد بن محمد بن العلاء بن الشهاب الدمشقي الحنفي ويعرف كسلفه بابن قاضي عجلون. ناب في القضاء بدمشق عن حسام الدين بن بريطع في سنة أربع وخمسين ثم استقل به عوضه في أواخر ذي القعدة سنة إحدى وستين وعزل مرة بالشمس محمد بن أحمد بن الحلاوي في أول سنة ست وسبعين بشوال نائب الشام برقوق للسيد علي الكردي واستمر حتى مات في أوائل شعبان سنة اثنتين وثمانين، وكان عاقلاً ساكناً محتملاً لديه دهاء ومكر وتدبير مع سوء تصرف في الأوقاف ونقص بضاعة في العلم عفا الله عنه.
علي بن أحمد بن عبد الرحمن السكندري الحنفي. يأتي فيمن جده محمد بن عبد الرحمن.
علي بن أحمد بن عبد العزيز بن عبد الواحد بن عمر بن عياد الأنصاري المغربي ثم المدني الماضي أبوه. حضر في سنة عشرين وهو في الثانية مع أبيه ما يذكر في عمه محمد.
علي بن أحمد بن عبد الله بن أحمد بن الناصح عبد الرحمن بن محمد بن عياش - بالتحانية والشين المعجمة - العلاء بن الشاهب السوادي الأصل الصالحي القطان بها ويعرف بابن الناصح لقب جد جده. سمع على العماد أحمد بن عبد الهادي المقدسي جزء الحايري بسماعه له على الفخر وكذا سمع من عبد الرحمن بن محمد بن عبد الهادي ومحمد بن عبد الله بن المحب وآخرين وأجاز له والده والبياني وابن أميلة وابن القواس والسيرجي والماكسيني وجماعة وحدث ولقيه الحافظ بن موسى المراكشي في سنة خمس عشرة فأخذ عنه ومعه الموفق الأبي عدة أجزاء، وقال شيخنا في معجمه أجاز لنا.

علي بن محمد بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أحمد الغمري الماضي جده ويعرف بابن المداح. ممن قرأ القرآن واشتغل يسيراً وصحب إبراهيم العجلوني وابن سبع ونحوهما وتعانى التسبب وقام وقعد إلى أن مات في أثناء سنة تسع وثمانين عن بضع وخمسين بمنية غمر، وهو ممن حضر كثيراً من مجالسي وانتمى لجماعة الغمري بل كان من جماعة ولده عفا الله عنه.
علي بن أحمد بن عبد الله بن محمد بن إبراهيم بن نصر بن فهد الدير اسطياري سمع في سنة سبع وستين من الصلاح بن أبي عمر وجوزت إدراكه لهذا القرن.
علي بن أحمد بن عبد الله السكندري الحاسب. قال شيخنا في إنبائه كان يتعانى علم الميقات فبرع في معرفة حل الزيج وكتابة التقاويم وأقبل على الكيمياء فأفنى عمره في أعمالها ما بين تصعيد وتقطير وغير ذلك ولم يصعد معه شيء. ومات في آخر سنة اثنتين عن نحو خمسين سنة، وذكره المقريزي في عقوده أطول مما هنا.
علي بن أحمد بن عبد الواحد نور الدين العكام. ذكره المقريزي في عقوده وقال أنه كان يحفظ شعراً كثيراً وساق عنه منه مما حدثه به في عوده من الحج سنة تسع وثلاثين:

رأيت ماءً وناراً فوق وجنتـه

 

والنمل مزدحم ما بينها ساري

فقلت سبحان ربي لا شريك له

 

مسير النمل بين الماء والنار

علي بن أحمد بن عثمان بن محمد بن إسحاق النور بن البهاء بن الفخر ابن التاج السلمي المناوي الأصل القاهري الشافعي الماضي أبوه والآتي أخوه السراج عمر ويعرف كسلفه بابن المناوي وهو سبط النور بن السراج بن الملقن أمه خديجة وجده تاج الدين هو أخو الشرف إبراهيم والد الصدر محمد الآتي. ولد في ثالث عشري ربيع الأول سنة ثلاث عشرة وثمانمائة بالقاهرة ونشأ بها فحفظ القرآن والعمدة والمنهاج الفرعي والأصلي وألفية ابن مالك والبردة وبانت سعاد وغيرها وعرض على الولي العراقي وجماعة وعرف بفرط الذكاء بحيث أنه كان يحفظ في كل يوم مائة سطر وأما البردة وبانت سعاد فحفظهما في ثلاثة أيام وأعطاه والده لذلك بندقتين ذهباً وذكر لي أنه استعمل في صغره اليسير من حب البلاد وأن بعض أقربائه رام قتله بالماء الحد فرأت أمه النبي صلى الله عليه وسلم فشكت ذلك إليه فرقاه فشفي، وأخذ الفقه عن المجد والشمس البرماويين والشرف السبكي ومما أخذه عن الثاني التنبيه والحلاوي تقسيماً وكذا حضر عند الولي العراقي في تقسيمي الروضة والتنبيه وسمع عليه الحديث في آخرين وانتفع في الأصلين ببعض المذكورين وفي الفرائض والحساب وغيرهما بابن المجدي وعليه حضر في الميقات أيضاً بل أخذه عن غيره من الأئمة فيه وممن أخذ عنه في الجملة النجم ابن حجي والمقريزي والبرهان بن حجاج الأبناسي والقاياتي والونائي والمحلي ولازم الحضور عند السعد بن الديري في الميعاد والتفسير والحديث وكان يقع بينهما مباحثات ومضايقات وسمع على ابن الجزري وابن مغلي والشمس بن الديري وشيخنا وأخبرني أنه سمع على الشرف بن الكويك وتلقن الذكر من البرهان الأدكاوي بل قرأ عليه أبواباً من الأحياء وصحبه مدة وأخذ في طريق لقوم أيضاً عن ناصر الدين الطبناوي وفيه وفي غيره من العقليات عن العلاء البخاري وأذن له الشمس البرماوي والسبكي في الإفتاء والتدريس واستقر هو وأخوه في وظائف والدهما بعد موته في سنة خمس وعشرين وهي التدريس بالجاولية والسعدية والسكرية والقطبية والعتيقة والمجدية والمشهد الحسيني وإفتاء دار العدل وغيرها وناب عنهما فيها خالهما الجلال بن الملقن إلى أن استقل هو بمباشرتها وكذا ناب في القضاء عن العلم البلقيني قبل الثلاثين واستمر ينوب عن من بعده ومن الأماكن التي ناب في قضائها الأعمال الخيرية والدجوية والدمنهورية وكان معه فيها تصدير والقليوبية والمنوفية بل فوض له المناوي الحكم حيث حل وجعل له عزل من شاء وتقرير من شاء، وحج سبع مرار وزار بيت المقدس مرتين ولقي هناك الشهاب بن رسلان وبالمدينة النبوية المحب المطري وأخذ عنهما ودخل إسكندرية وغيرها وقرره الزين الاستادار في مشيخة جامعه ببولاق فقطنه وكذا ولي التصدير بجامع البارزي هناك أيضاً وتصدى للتدريس فأخذ عنه الفضلاء وربما أفتى، وكان وافر الذكاء خفيف الحركة كثير التواضع طارح التكلف خامل الذكر بحيث استقر في وظائف خاله من هو أتم فضلاً منه غاية في الكرم مع التقلل جداً وكثرة اشتغاله بالتوعك بأخرة والرغبة في الانجماع والميل إلى المماجنة ذا نظم ونثر؛ ورغب عن جل وظائفه بحيث لم يبق معه سوى الاستادارية والبارزية والتصدير بدمنهور وله تعاليق يسيرة لم يكمل شيء منها كعكاز المحتاج لتوضيح المنهاج وكتعليق على الحاوي وعلى أبي شجاع وقال أنه لو كمل لكان في عشرين مجلداً؛ اجتمعت به كثيراً وسمعت من فوائده ومباحثه وكتبت عنه من نظمه أشياء منها:

إن الزمان كميزان بـلا ريب

 

يحط كل ثقيل العقل والـدين

لذاك قصرت عن دنياي يا أملي

 

لأن لي ثقة بالله تكـفـينـي

مات يوم الجمعة سلخ ربيع الأول سنة سبع وسبعين وصلى عليه من الغد ودفن بحوش سعيد السعداء عند قبر ابن الميلق قريباً من الكمال الدميري رحمه الله وإيانا.
علي بن أحمد بن علوان نور الدين النحريري شاهد الطواحين السلطانية. مات في أواخر جمادى الأولى سنة ثمان وكان كثير التودد ممن سمع من الشيخ محمد القرمي وحدث عنه. ذكره شيخنا في أنبائه والمقريزي في عقوده وأنشد عنه عن شيخه القرمي أبياتاً منها:

لا تضيق لمضيق الصدر من حرج

 

فللحوائج عـنـد الـلـه أوقـات

واغضض بطرفك لا تنظر إلى أحد

 

فالله حي وكل الـنـاس أمـوات

علي بن أحمد بن علي بن أحمد نور الدين السكندري القاهري بواب الخانقاه البيبرسية وليها دهراً غير مقتصر على البوابة بل مع الوقيد وغيره، وقد سمع على شيخنا وغيره، وأجاز له في استدعاء ابن فهد المؤرخ برجب سنة ست وثلاثين خلق، وأسن وذكره بالثروة مع إمساكه وتشدده على كثير من القاطنين بالخانقاه وبالجملة فكانت منضبطة به، وقد حدث باليسير سمع منه جماعة من المبتدئين؛ ومات بعد تعلل طويل في يلة الاثنين سلخ جمادى الأولى سنة تسعين وصلى عليه من الغد ثم دفن بحوش البيبرسية عن بضع وسبعين ويقال أنه خلف تركة وأوصى بقرب وغيرها للخانقاه وغيرها بل عمل في حياته بالتربة صهريجاً رحمه الله وعفا عنه.
علي بن أحمد بن علي بن أبي بكر بن سعد بن نور الدين اليماني ثم المكي الملحاني الخراز - بمعجمتين بينهما راء مهملة. ولد بمكة ونشأ بها وأجاز له في سنة خمس وثمانمائة فما بعدها الحفاظ العراقي والهيثمي وابن الشرايحي وابن حجي والحسباني وكذا ابن صديق والمراغي وعائشة ابنة ابن عبد الهادي وآخرون؛ أجاز ي وكان خيراً مباركاً ساكناً يتكسب بالخرز في المسعى. مات في عشاء ليلة الأربعاء مستهل ربيع الأول سنة تسع وخمسين بمكة وصلى عليه بعد الصبح عند باب الكعبة ودفن بالمعلاة.
علي بن أحمد بن علي بن أبي بكر موفق الدين الناشزي اليماني الشافعي أخو الجمال الطيب. أخذ الفقه عن بني عمه ولازم الوجيه عبد الرحمن بن الطيب فقرأ عليه الحاوي وبعض الروضة والفرائض عن البدر حسن بن عبد الرحمن الصباحي وعبد الرحمن الشويهر الحنفي وعن ثانيهما أخذ النحو حتى مهر فيه، وولي القضاء بعد أخيه في شعبان سنة أربع وسبعين فباشر بعفة ونزاهة وقدمه أخوه على غيره ممن هو أحق منه عنده بعناية ولده صهر صاحب الترجمة العفيف عبد الله إلى أن صرفه الشيخ عبد الوهاب بن ماهر وألزمه بالسفر معه وإزعاجه عن أوطانه فلم يجد بداً من ذلك واختص بولده عامر بن عبد الوهاب واستأذنه في الوصول إلى بلده بزبيد فأذن له فلم يلبث أن مات في ضحى يوم الثلاثاء ثامن شعبان سنة ست وثمانين وكان من أذكياء العالم فقيهاً فاضلاً أديباً رحمه الله وعفا عنه.
علي بن أحمد بن علي بن حسين بن محمد بن حسين بن محمد بن حسين بن محمد بن زيد الشرف أبو حسين بن الفخر أبي علي بن الشرف أبي محمد الحسيني الأرموي الأصل نزيل القاهرة ويعرف بابن قاضي العسكر وسمي بعضهم والده محمداً وأمه خاص ابنة الظاهر أنس بن العادل كتبغا. ولي نقابة الأشراف كآبائه وكان معدوداً في الرؤساء لثروته وأفضاله ومكارمه وسعة عيشه وبشره وطلاقة وجهه ولذا كان محبباً للناس ولكنه كان عارياً من العلم والنسك منهمكاً في اللذات ولم يزل في النقابة حتى مات في تاسع عشر ربيع الأول سنة إحدى وعشرين عن نحو الستين عفا الله عنه. ذكره شيخنا في أنبائه باختصار والمقريزي في عقوده وأنه جاز الستين.
علي بن أحمد بن علي بن حسين بن البدر محمد سيف الدين بن النجم بن الرفاعي الصحراوي الماضي أبوه. ولد في عاشر جمادى الأولى سنة ثمانين ونشأ في كنف أبيه فقرأ القرآن والمنهاج وعرضه علي في سنة ست وتسعين وحدثته بالمسلسل ومات في طاعون سنة سبع وتسعين عوضه الله الجنة.

علي بن أحمد بن علي بن خليفة نور الدين الدكماري المولد المنوفي ثم القاهري الأزهري الشافعي ويعرف بأخي حذيفة الآتي في المحمدين. ولد سنة أربع عشرة وثمانمائة بدكما من المنوفية وتحول منها إلى منوف ثم إلى القاهرة فقطنها وحفظ القرآن والمنهاج وألفية النحو وغالب تلخيص المفتاح وبعض ألفية الحديث واشتغل في الفقه على القاياتي ولازمه في العقليات وغيرها والونائي ولازمه وابن المجد وعنه أخذ في الفرائض والحساب وغيرهما والبدرشي وعنه أخذ في النحو أيضاً والشرف السبكي والمحلي والمناوي وبعضهم في الأخذ عنه أكثر من بعض وفي النحو أيضاً على ابن قديد والأمين الأقصرائي والزين طاهر والكرماني شيخ السعدية وسمعه يقول أنه وقف على مائة شرح للحاجبية وفي الفرائض أيضاً على البوتيجي وفي المعاني والبيان والمنطق وغيرها على التقي الشمني ولازم العيني حتى أخذ عنه ما كتبه على المقامات وحمله من شرحه للبخاري وغير ذلك والسعد بن الديري في كثير من مجالسه التفسيرية وغيرها وسمع عليهما وكذا على القاياتي والأقصرائي وشيخنا والرشيدي والبدر النسابة الحديث بل وعلى الزركشي معظم صحيح مسلم وبمكة على الزين الأميوطي والبرهان الزمزمي؛ وأجاز له جماعة من مكة وهم ابن عياش والقاضيان أبو اليمن وأبو البقاء بن الضياء والتقي بن فهد وزوجته خديجة وزينب ابنة اليافعي وجود القرآن على الزين عبد الدائم الأزهري بل سمع الكثير منه جمعاً على الشهاب السكندري وتلقن الذكر من البرهان الأذكاوي وعلى الرفاعي وصحب الشيخ مدين وابن الهمام وغيرهما من السادات وكذا اختص بغير واحد من الأمراء كالدوادار الكبير يونس والطاهر تمر بغا وباشر عندهما في عدة جهات وناب عنهما في التحدث بكثير من الأماكن بل باشر نظر المقام المنسوب لعقبة رضي الله عنه بالقرافة وفي البيبرسية وجامع الحاكم والشهادة بالبيبرسية وحمد في ذلك كله لمزيد عقله وسياسته وتواضعه وتودده وميله للفقراء وإحسانه سيما بالإطعام وقربه من طريق السلف وربما أقرأ الطلبة حتى أن ممن قرأ عليه الشمس الجوجري والقمني الصحراوي وابن الزواوي، وقد حج ودخل إسكندرية وغيرها وسافر إلى قبرص مع الغزاة في سنة أربع وستين. مات في يوم الثلاثاء سادس صفر سنة تسعين وصلى عليه من الغد ونعم الرجل كان رحمه الله وإيانا.
علي بن أحمد بن علي بن سالم. يأتي فيمن جده محمد بن سالم بن علي.
علي بن أحمد بن علي بن سنان بن راجح بن محمد بن عبد الله بن عمر بن مسعود نور الدين العمري القائد. مات في ربيع الأول سنة تسع وخمسين صوب اليمن ودفن به. أرخه ابن فهد.
علي بن أحمد بن علي بن عبد الله بن سند نور الدين الطنتدائي ثم القاهري الشافعي الفرضي أخو الشمس محمد التاجر ويعرف بالطنتدائي. ولد قبيل الثلاثين وثمانمائة وحفظ القرآن وغيره وأخذ الفرائض عن الزين البوتيجي وعنه وكذا عن الشمس الشنشي والبدر النسابة أخذ في الفقه وأخذ في الأصول عن إمام الكاملية وتميز في الفرائض والحساب وأقرأهما الطلبة فأجاد مع ظواهر الفقه وتنزل في صوفية سعيد السعداء والبيبرسية وغيرهما؛ وحج وجاور بمكة واستقر به ابن الزمن في مشيخة رباطه بعد ابن عطيف وأقرأ الطلبة هناك وكذا جاور بالمدينة أشهراً وقد سمع على الشاوي بقراءة المنهلي صحيح البخاري وتردد إلي بمكة ونعم الرجل صلاحاً وسلامة فطرة وانعزالاً عن الناس. مات بمكة في مجاورة بها على المشيخة مرة أخرى في صفر سنة ثلاث وتسعين ودفن بالمعلاة ويقال أنه قارب التسعين رحمه الله وإيانا وقد رأيت اسم جده في موضع آخر بخطى محمداً والأول أصح.
علي بن أحمد بن علي بن عبد الله بن علي بن أبي راجح محمد بن إدريس القرشي العبدري الشيبي الحجبي. مات بها في رجب سنة اثنتين وثمانين. أرخه ابن فهد.
علي بن أحمد بن علي بن عبد المغيث نور الدين النشرتي القاهري الحسيني الشافعي والد الشهاب أحمد الماضي. قرأ القرآن وأتقنه وأدب به الأبناء مع فضل وصلاح كثير وممن قرأ عليه ولده العلاء التزمنتي. مات.
علي بن أحمد بن علي بن عمر بن أحمد بن أبي بكر بن سالم نور الدين بن الشهاب أبي العباس الكلاعي الحميري اليماني المكي مولداً الشافعي الماضي أبوه والآتي أخوه محمد ويعرف بابن الشوائطي - بمعجمة وتحتانية ثم مهملة - المقرئ.

ولد سابع جمادى الأولى سنة عشرين وثمانمائة بمكة ونشأ بها فحفظ القرآن والشاطبيتين وبهجة الحاوي وغالب ألفية النحو وقطعة من ألفية ابن معطى وسمع علي بن الجزري والتقي الفاسي وابن سلامة في آخرين من أهل مكة والقادمين إليها كالولي العراقي سمع منه ما أملاه بها في ذي الحجة سنة اثنتين وعشرين وأطلق كاتب الطبقة سماعه فأما أن يكون سها في كونه حضوراً أو يكون مولده قبل؛ ومما سمعه على ابن الجزري نحو نصف عدة الحصن الحصين له بل حضر عليه في الرابعة أحاسن المنزلة؛ وهو ممن سمع على شيخنا وأجاز له جماعة واشتغل علي أبيه في الفقه والعربية وغيرهما بل تلا عليه للسمع وأذن له وكتب عنه صاحبنا ابن فهد من نظمه وكذا لقيته بمكة في عدة مرار فكتبت عنه قوله:

بادر إلى الخير يا ذا اللب واللسن

 

واشكر لربك ما أولى من المنن

وارحم بقلبك خلق الله كـلـهـم

 

ينلك رحمته في الموقف الخشن

وقوله أيضاً:

بادر إلى الخير يا ذا اللب واسع به

 

لكل خل تراه نالـه الـعـدمـا

واشكر لربك ما أعطيت من نعـم

 

تنال رحمته في موقف عظـمـا

وكتب على بعض الاستدعاءات بل حدث في سنة ثلاث وتسعين ونسخ فيها وفي التي تليها أشياء من تصانيفي وأخذ عني ومدحني بأبيات ولا يخلو من فضيلة.
علي بن أحمد بن علي بن عيسى العلاء أبو الحسن الحصكفي - نسبة لحصن كيفاً على جانب دجلة - ثم المارداني المقدسي نزيل مكة. ذكر أنه سمع بدمشق على العماد أبي بكر بن أحمد بن السراج البخاري أنا الحجار وعلى البدر بن قواليح صحيح مسلم وحدث بمكة ببعضه سمع منه الفضلاء كالتقي بن فهد؛ وقال الفاسي في تاريخ مكة أنه كان من أعيان بلده ماردين ثم تزهد وقصد مكة للحج والمجاورة وسكن فيها المدرسة البنجالية مدة سنين ثم انتقل منها إلى الرباط خوزي فأقام به إلى أن مات في شوال سنة خمس وعشرين ودفن بالشعب الأقصى من المعلاة عن سبعين سنة ظناً وكان شيخاً صالحاً خاشعاً ناسكاً عابداً زاهداً ورعاً متقشفاً مديماً صوم داود مقبلاً على شأنه لا يقبل من أكثر الناس شيئاً حتى ولا الأكل أقام بمكة نحو عشر سنين رحمه الله وإيانا.
علي بن أحمد بن علي بن محمد بن داود نور الدين أبو الحسن البيضاوي ثم المكي الحنفي ابن أخي البدر حسين ويعرف بالزمزمي. ولد ببلاد الهند وحمل إلى مكة صغيراً فنشأ بها وحفظ القرآن وكتباً في الفقه وغيره وسمع من ابن صديق وأبي الطيب السحولي والمجد اللغوي بمكة وكذا قرأ بها على شيخنا تخريجه للأربعين النووية ومن الزينين المراغي والزرندي بالمدينة، وأجاز له في سنة ثمان وثمانين وسبعمائة فما بعدها النشاوري وابن حاتم والتاج الصردي والمليجي وابن عرفة وغياث الدين العاقولي والتنوخي والعراقي والهيثمي وفاطمة ابنة ابن المنجا وعائشة ابنه عبد الهادي في آخرين، وتفقه وأخذ الفرائض والحساب عن عمه وبرع فيهما وفي الفقه مع اعتنائه بالعبادة وحسن طريقته، وقد دخل للاسترزاق إلى شيراز ثم إلى اليمن والهند غير مرة وتأثل دنيا إلى أن أدركه الأجل بالغرق وهو مسافر إلى صوب الهند من عدن وذلك في رمضان سنة أربع وعشرين وهو في آخر عشر الأربعين ظناً رحمه الله. ذكره الفاسي في مكة ثم النجم عمر بن فهد في معجمه.
علي بن أحمد بن علي بن محمد بن علي بن عيسى بن ناصر بن علي بن عبد الله بن محمد بن أبي بكر بن ناصر بن يحيى بن بجير نور الدين القرشي العبدوي الحجي الشايبي المكي ويعرف بالعراقي لكون والده وجده سافرا إلى العراق مع الشريف أحمد بن رميثة بن أبي نمي وأقاما معه هناك مدة فعرفا ثم ولدهما بذلك ومولده بمكة ومات أبوه وهو صغير في سنة تسع وثمانين وسبعمائة وسمع من الزينين المراغي والطبري ونور الدين بن سلامة وأجاز له في سنة ثمان وثمانين فما بعدها جميع المجيزين للذي قبله، ودخل القاهرة للاسترزاق وولي مشيخة الكعبة بعد موت قريبه الجمال محمد بن علي بن محمد بن أبي بكر في سنة سبع وثلاثين، ولم يلبث أن مات في يوم الاثنين ثالث عشري شعبان سنة تسع وثلاثين بمكة ودفن عند أسلافه بالمعلاة وكانت جنازته حافلة واستقر بعده أخوه يحيى. ذكره بن فهد في معجمه وقال كان شهماً مقداماً جريئاً له كرم وأفضال.

علي بن أحمد بن علي بن محمود بن نجم بن هلال بن ظاعن بالمعجمة بن دغير بمهملة ثم معجمة وآخره راء العلاء الهلالي الحموي الشافعي المقرئ أخو عمر ومحمد الآتيين. ويعرف بابن الخدر بمعجمة مفتوحة ثم مهملتين الأولى مكسورة أخذ القراءات فيما ذكره لي ثاني أخوته عن جماعة وتميز فيها وفضل. مات في المحرم سنة أربع وأربعين ودفن بمرج الدحداح عن ثمان وثلاثين سنة قال وقد رأيته في المنام فسألته ما فعل الله بك فقال عاملني بحلمه وكرمه وغفر لي بحرف واحد من القرآن من رواية ابن عامر انتهى. قال: وكتبه عني التقي بن قاضي شهبة رحمه الله.
علي بن أحمد بن علي بن يوسف الخصوصي زوج ابنة الزين جعفر المقري مذكور بالشرف وأبوه شيخ الخصوص. ممن حج بعد التسعين موسمياً وكان يتردد إلي في مسيرنا ثم تردد إلي بالقاهرة.
علي بن أحمد بن علي العلاء أبو الحسن الكومي ثم القاهري الأزهري الشافعي ويعرف بالكومي. حفظ القرآن وجوده واشتغل بالفقه عند العبادي وغيره وسمع ومعه ابنه على أم هاني الهورينية وغيرها بعض الصحيح وتنزل في الصلاحية والبيبرسية وغيرهما وأم بجامع الفكاهين دهراً وهو أحد القائمين على البقاعي حين كان ناظره ومس ابن أخيه بسعايته بعض المكروه وندم الدوادار يشبك الفقيه على انجراره معه في شأنه ولم يلبث أن انتقم من البقاعي، وكان العلاء خيراً متودداً مشاركاً كتب بخطه الكثير. ومات في شوال سنة ثمان وثمانين وقد جاز الستين رحمه الله.
علي بن أحمد بن علي العلاء الميموني ثم القاهري الحنفي. حفظ القرآن وغيره واشتغل عند ابن الديري وابن الهمام والأمين الأقصرائي والزين قاسم وآخرين بل سمع البخاري في الظاهرية القديمة وقرأ على الديمي شرح ألفية العراقي مما لم يحسن قراءته ولا شيخه إقراءه وناب في القضاء عن أول شيوخه فمن بعده وعرف بالتساهل والخفة ولذا توجه إلى القدس بسبب الحكم باحترام ما أحدثه اليهود فكان ذلك من الموبقات وعاد فلم يلبث أن غضب السلطان عليه ونفاه إلى الميمون ثم عاد فاستمر خاملاً مصروفاً.
علي بن أحمد بن علي النور السويقي قم القاهري المالكي. ولد في رجب سنة أربع أو سبع أو في سابع المحرم سنة ست وثمانين وسبعمائة حسبما كتب ذلك بخطه وحفظ القرآن واشتغل يسيراً وسمع على العراقي والهيثمي والتنوخي وابن أبي المجد والحلاوي وغيرهم وصحب الأشرف برسباي في حدود العشرين وثمانمائة وأم به وصار في سلطنته أحد أئمته وقارئ الحديث في مجلسه على العادة ثم ولاه العزيز في أول دولته معها الحسبة بالديار المصرية فباشرهما ثم عزله الظاهر جقمق منهما وصادره وأبعده فلزم داره إلى أن استقر الأشرف إينال فأعاده إلى الإمامة واستمر إلى أن أعفاه الظاهر خشقدم لعجزه وشيخوخته من المباشرة مع تناول معلومها إلى أن مات في رجب سنة إحدى وسبعين، وقد حدث باليسير سمع منه الفضلاء أخذت عنه، وكان ساكناً متواضعاً قليل البضاعة جامد الحركة رحمه الله. وله ذكر في عبد السلام البغدادي.
علي بن أحمد بن علي التاجر نور الدين الشيرازي نزيل مكة ويعرف براحات؛ رأيت بخطه مجموعاً فيه مختصر أبي شجاع وتصريف الزنجاني ومقدمة ابن الجزري في التجويد كتبه في سنة خمس وتسعين وخطه مجيد وأخبرني مؤدب ولده يحيى أنه يحفظ القرآن وقرأ الشاطبية وغيرها واشتغل وأهل مكة وغيرهم يقولون أنه كان في خدمة بنتي راحات التي كانت زوجاً لعبد المعطي وأنه كان روى ثم ترقى في التجارة وسافر فيها وصار ذا وجاهة وسمعة بين التجار ونحوهم وربما ذكر، ودخل صحبة حافظ عبيد بهدية صاحب دابول إلى ملك مصر سنة سبع وثمانين ونسبا لصندوق فيه أحجار أخفى من المخلف عن ملك التجار فرسم علي بالطشتخاناه حتى صالح وعاد لمكة فأقام بها متخوفاً ثم تسحب مختفياً مع الناخوذة سعدان إلى عدن. وحج في سنة سبع وتسعين ثم رجع وعاد لمكة.
علي بن أحمد بن علي نور الدين الفارقي الشاذلي. سمع في ابن ماجة على الأبناسي والغماري والجوهري ولقيه بعض أصحابنا.
علي بن أحمد بن علي السعودي ويعرف بالترابي. ممن سمع مني بالقاهرة.
علي بن أحمد بن علي المكي الدهان ويعرف بالشقيري. مات بمكة في رمضان سنة اثنتين وثمانين. أرخه ابن فهد.

علي بن أحمد بن علي المحلي - نسبة لمحلة علي من المحلة الكبرى - الشافعي ويعرف بابن القريط، رأيته أجاز خليل بن إبراهيم الدمياطي في سنة تسع وخمسين وثمانمائة وقال أنه قرأ عليه عقيدة الإسلام من قواعد العقائد من الأحياء.
علي بن أحمد الميقاتي ويعرف بالمقسي. مات سنة ثلاث وثلاثين.
علي بن أحمد بن عماد الدمياطي العلاف ويعرف بابن العطار. قال شيخنا في إنبائه: كان يجيد نظم المواليا ويحفظ منها شيئاً كثيراً. كتب عنه التقي المقريزي وقال: لقيته شيخاً مسناً:

قلبو لكل المنى عقد الجفـا حـلـي

 

وسكر الوصل في دست الوفا حلي

قالت جمالي بأنواع البهـا حـلـي

 

والغير قد حاز حشو وأنت في حلي

وذكره في عقوده وأنه لقيه في سنة سبع وهو عامي مطبوع يبيع علف الدواب وساق عنه له ولغيره أشياء. مات في سنة إحدى عشرة.
علي بن أحمد بن عمر بن حسن المهجمي اليماني بن حشيبر. كان يسكن بيت الفقيه ابن حشيبر من عمل بيت حسين باليمن وهو من بيت الصلاح وللناس فيه اعتقاد كبير وتحكى عنه مكاشفات وكرامات مع وفور حظ من الدنيا. مات سنة إحدى وعشرين. قاله شيخنا في إنبائه.
علي بن أحمد بن عمر بن محمد بن أحمد النور أبو الحسن بن الخطيب العز أبي العباس البوشي - نسبة لقرية بوش بالموحدة والمعجمة من الوجه القبلي من أداني الصعيد - المصري ثم الخانكي الشافعي ويعرف قديماً بالخطيب وأخيراً بالبوشي. ولد تقريباً بعيد التسعين وسبعمائة بمصر القديمة ونشأ بها فقرأ القرآن وحفظ المنهاج الفرعي وجمع الجوامع وألفية ابن مالك وعرضها على جماعة وتفقه بالزكي أبي بكر الميدومي وأثنى عليه جداً وبالتقي بن عبد الباري والنور الآدمي والبدر بن الخلال ولازم بالقاهرة الزين القمني وسمع عليه الحديث والشمس البرماوي والولي العراقي وحضر عنده في أماليه وغيرها وكذا أخذ الفقه عن البيجوري في آخرين وأخذ توضيح ابن هشام تقسيماً كان أحد القراء فيه عن الشطنوفي وشذور الذهب عن الشمس بن العجيمي سبط ابن هشام والنحو أيضاً عن الشمس بن عمار وهو مع الأصول عن الشمس بن عبد الرحيم بن اللبان والبرهان بن حجاج الأبناسي بل وعنه أخذ أيضاً الصرف والمنطق ولازمه في هذه العلوم وغيرها كثيراً وكذا لازم البساطي في الأصلين والمنطق والمعاني والبيان والقاياتي في أصول الدين وغيره والسيد علي العجمي شيخ الباسطية بالمدينة النبوية وسمع الحديث على الأدمي وغيره ممن ذكر والتفهني وآخرين وفضل وتميز وقطن بالخانقاه السرياقوسية في حدود سنة ثلاثين مديماً للإشغال والإقراء والإفتاء وانتفع به الفضلاء، وممن أخذ عنه القاضي شمس الدين لونائي وكتب على الأنوار للأردبيلي شرحاً حافلاً كمل منه ما عدا ربع العبادات في أحد عشر مجلداً ضخمة وكتب من الربع الأول يسيراً، وحج غير مرة وعرض عليه قضاء مصر فأبى، وكان فقيهاً عالماً خيراً متواضعاً قانعاً باليسير على طريق السلف رضي الأخلاق حسن العشرة لقيته غير مرة وسمعت من فوائده؛ ومات بالخانكاه في يوم الاثنين خامس ربيع الأول أو بكرة الثلاثاء سادسه سنة ست وخمسين، وكانت جنازته حافلة جداً ودفن في حوش بالقرب من الشيخ مجد الدين من الخانقاه وعظم الأسف عليه إذ لم يكن هناك من قاض أو محتسب أو نحوهما إلا وهو كاف عن الأذى لأجله وكفاه فخراً كون قاضيها الشمس الونائي من حسناته رحمه الله وإيانا.
علي بن أحمد بن فرح الطبري مولاهم الكي شيخ الفراشين بها تلقاها عن محمد اليماني الكتبي واستمر حتى مات في شوال سنة ست وأربعين كما أرخه ابن فهد فتلقاها عنه محمد بن أحمد بن عبد العزيز الملقب بيسق. وكان ساكناً مباركاً نجاراً يعمل بداره الصناديق لذوي حسن، وهو ممن سمع على التقي بن فهد من آخر الشفا سنة تسع وثلاثين وجده فرج عتيق الخطيب تقي الدين عبد الله بن الحافظ محب الدين.

علي بن أحمد بن فضل الله بن أبي بكر بن عبد الله النمراوي ثم القاهري أخو عبد اللطبف الماضي ووالد الآتي محمد وأحد أصحاب الشيخ محمد الغمري. ويعرف بالسعودي كان خيراً مقدماً ماله صدع وطلاقة وقد سمعته ينشد ما أخبر أنه من نظمه ولكن ما كتبته مات في أواخر ربيع الأول سنة ست وخمسين رحمه الله وبلغني أنه قال للمناوي وقد جاء لزيارة شيخه مالك وللتعرض لأخلاء المريدين أما علمت أنه إن حصل لأحد منهم خلل تضمن وأن المناوي سأل الشيخ عن ذلك فوافقه.
علي بن أحمد بن محمد بن إبراهيم بن الجلال أحمد الخجندي المدني الأصل المكي الحنفي الماضي أبوه اللآتي شقيقه أبو البقاء محمد وأخوه لأبيه أبو الوفاء محمد وعلي أصغر الثلاثة. ولد في سادس عشر رمضان سنة إحدى وثمانين وثمانمائة بمكة واشتغل في حفظ الكنز ويحضر دروس الحنفي وقرأ على أربعي النوري وسمع على غيرها في شوال سنة سبع وتسعين بمكة وأجزت له.
علي بن أحمد بن محمد بن إبراهيم النور البكتمري القاهري الشافعي سبط الشمس الغماري النحوي ويعرف بالبكتمري. ولد كما بخط جده المشار إليه في ربيع الآخر سنة ثمانين وسبعمائة بالقاهرة وحفظ القرآن والعمدة والتنبيه والمنهاج الأصلي وألفية ابن مالك وعرضها على ابن الملقن والعراقي وغيرهما وأخذ الفقه عن الزين الشهابي - بكسر المعجمة وآخره لام - وعن غيره والنحو عن جده والجمال يوسف الضرير وعنه وعن الشهاب بن المحمرة أخذ الأصول بحث عليهما جمع الجوامع والبيضاوي وسمع على جده والمطرز والجوهري والتنوخي والأبناسي وابن أبي المجد والعراقي والهيثمي وابن الشيخة وابن حاتم والمجد إسماعيل الحنفي والفرسيسي في آخرين وتنزل في صوفية الشيخونية وتكسب بالشهادتين، وحج مرتين الأولى في سنة خمس عشرة، ودخل إسكندرية وحدث سمع منه الفضلاء، قرأت عليه أشياء وكان فاضلاً خيراً صالحاً متقللاً قانعاً باليسير حسن السيرة مرضي الطريقة عين العدول بسويقة الفيل. مات في العشر الأول من رمضان سنة تسع وخمسين، وكان أبوه بارعاً في الميقات رحمه الله.
علي بن أحمد بن محمد بن أحمد بن حيدرة بن عمر بن محمد بن موسى بن عبد الجليل بن تميم بن محمد النور بن الشهاب الدجوي ثم القاهري الشافعي. سمع على الحلاوي وابن الشيخة وغيرهما وأكثر من الحضور في أمالي الولي العراقي، وحدث سمع منه الطلبة. ومات في يوم الخميس سادس عشري رمضان سنة خمس وأربعين. أرخه النجم ابن فهد في معجمه، وسيأتي ابن عمه علي بن المحب محمد بن العز أحمد.

علي بن أحمد بن محمد بن عبد القادر بن عثمان بن ظهير الدين النور بن الشهاب المنوفي ثم القاهري البهائي الشافعي والد أحمد ومحمد ويعرف بابن أخي المنوفي. ولد في ربيع الأول سنة ثلاث وعشرين وثمانمائة بمنوف ونشأ بها فحفظ القرآن والعمدة والمنهاج الفرعي والأصلي وألفية الحديث والنحو وعرض على شيخنا والمحب بن نصر الله والتفهني والسعد بن الديري والقاياتي والعيني والعلم البلقيني، وقطن القاهرة من أول سنة إحدى وأربعين في كنف أبيه وعمه وبحث المنهاج الفرعي والأصلي بقراءته على البرهان بن خضر وثانيهما فقط على العز عبد السلام البغدادي ومجموع الكلائي على الزين البوتيجي بل سمع عليه فرائض الروضة بقراءة ابن أبي السعود وقرأ ألفية النحو بحثاً على الحناوي وشرحها لابن المصنف على الجمال بن هشام وشرح النخبة على شيخنا مصنفه بل سمع عليه شرح ألفية شيخه مع أصلها دراية والكثير رواية كقطعة من كل من البخاري والدلائل والحلية والطبراني الأوسط ومسند الشافعي وفتح الباري ومقدمته وتخريجه للأذكار ولازمه في كتابته عنه في الإملاء وسمع قطعة من تلخيص المفتاح ومن شرح الألفية لابن أم قاسم على ابن حسان وقطعة من المنهاج الأصلي على القاياتي ومن الروضة على الونائي ومن المنهاج على العلاء القلقشندي والعلم البلقيني وكذا سمع عليه قطعة من التدريب وتكملته وغير ذلك ثم أخذ عن طبقة تليها فلازم البدر أبا السعادات البلقيني في تقسيم الكتب الثلاثة التنبيه والمنهاج والحلاوي والصلاح المكيني في تقسيم التنبيه والمنهاج وشرح البهجة وكان أحد القراء فيها عليهما بل قرأ بأخرة على أولهما المنهاج الأصل والمنهاج، وحج قبل أخذه عن هذين مع الرجبية في سنة سبع وأربعين فوصل مكة في أول رمضان فتلا لأبي عمرو على الزين بن عياش ولعاصم على الشمس محمد الكيلاني وسمع على التقي بن فهد بقراءة ولده أشياء ثم رجع فوصل القاهرة في أول التي تليها وتدرب قبل ذلك وبعده في الشروط بعمه التقي عبد الغني المنوفي وتصدى لذلك ببابه بل كتبه أحياناً في باب شيخنا رفيقاً لابن المهندس ونحوه ثم بباب العلم البلقيني واستقر عنده في النقابة شريكاً لغيره ولم ينتج له فيها أمر وناب عنه في القضاء وكذا عن المناوي والمكيني واختص به وبأبي السعادات دون من بعدهم، وكتب بخطه الكثير جداً لنفسه وغيره ومما كتبه فتح الباري غير مرة والإصابة وما يفوق الوصف وأنشأ داراً متوسطة تلو أخرى لطيفة ولم يمت العلم البلقيني حتى أخذ في الانخفاض ثم لا زال أمره في انخفاض وعيشه في ضيق وبدنه في تناقص مع استمرار تكدره من جهة أم أولاده وتكليفه له بل ومن جهة ولديه منها أيضاً وهو مكابد بحيث باع ما كان عنده من كتب ومعظم دار سكنه التي أنشأها وجل ثياب بدنه، كل هذا مع عدم انفكاكه عن الاشتغال والمطالعة والكتابة حتى أنه لازم الزين زكريا حين كان قاضياً في شرحه على البهجة وكتب منه قطعة وفي غيره وقرأ على الجلال البكري النصف الأول من المنهاج وأماكن مفرقة من شرحه للدميري وجميع حاشيته على المنهاج وعلى الروضة وما كتبه على الدميري والبخاري وكتابته لذلك كله بل وسمع قطعة من الروضة ومختصرها الروض وجملة وأذن له في التدريس والإفتاء في رجب سنة سبع وسبعين وكذا أذن له قبل ذلك في التدريس العلم البلقيني وأخذ عني أشياء وكتب جملة من تصانيفي وكان زائد الاغتباط بها بل يقول الدعاء بحياتك وحياة البكري من الواجبات ونحو ذلك ومما كتبه القرآن وسائر متونه التي حفظها في صغره وكتب بهامش جميعها من التفاسير والشروح ما يحسن أن يكون شرحاً مستقلاً وربما راجعني في كثير من شرح الألفية الحديثية وكذا لخص شرح التعرف في التصوف للعلاء القونوي وقرأه على الزين عبد الرحيم الأبناسي ولخص أيضاً بداية الهداية للغزالي وغير ذلك، كل ذلك مع سلامة الفطرة وكونه لوناً واحد وفضيلته في الفقه والعربية وتقدمه في الشروط وحسن كتابته ومشاركته في الفضائل ونقص حظه عن أقرانه بل عن من يليه بكثير واستمراره فيما بلغني على القيام والتهجد إلى أن تعلل بالإسهال ونحوه حتى مات في ليلة الأربعاء عاشر شعبان سنة تسع وثمانين وصلي عليه من الغد ثم دفن بتربة كوكاي وظهرت بركته في إسراع موت ولديه بعد وفاة زوجته رحمه الله وإيانا.

علي بن أحمد بن محمد بن محمد بن عبد الوهاب بن البهاء نور الدين بن الشهاب الأنصاري الخزرجي الأخميمي الأصل القاهري الحنفي أحد أئمة السلطان والماضي أبوه والآتي أخوه قاضي الحنفية الناصري محمد وذاك الأكبر ويعرف بابن الأخميمي. ولد واشتغل قليلاً عند المحب بن الشحنة والبرهان الكركي الإمام والصلاح الطرابلسي وغيرهم كالسنهوري قرأ عليه في النحو ومقته فانقطع وأخذ عني دروساً في شرح الألفية وكذا تردد للبقاعي ونحوه وأكثر من الجلوس مع أخيه والانتفاع به مع عدم مزيد الأنس بهما وجود القرآن وفهم يسيراً وصار أحد أئمة السلطان وحسن حاله مع الطلبة ونحوها ورام أخوه إعطاءه مشيخة القراآت في البرقوقية بعد أبي الفضل بن أسد فعورض.
علي بن أحمد بن محمد بن أيوب الشرملو الأصل العثماني جق الرومي الحنفي القادم من ابن عثمان في الرسلية في جمادى الثانية واجتمعت به فذكر ما يدل على أنه ولد بعد الأربعين وثمانمائة وأنه اشتغل عند مولانا عبدين المقيم بأماصية بها وخطيب زاده الأرنيقي وهو الآن حي باستنبول وخدم سلطانهم بالإمامة في حياة أبيه وبعده وشهد معه عدة غزوات ثم بأخرة استقر به في قضاء برصا بعد صرف مولى كسدلو وذلك في أثناء سنة خمس وتسعين ولما قدم بولغ في إكرامه بحيث لم نعلم في هذه المدد إكرام قاصد كهو، ولم أر له فضيلة ولا فهمت عنه مشاركة نعم هو متين العقل قليل الكلام وما أظنه مر به في عمره مثل الأيام التي مرت به في مصر والعز الذي كان فيه.
علي بن أحمد بن محمد بن أبي بكر الأنصاري المرجاني المكي. مات بها في ذي القعدة سنة ست وسبعين. أرخه ابن فهد.
علي بن أحمد بن محمد بن سالم بن علي الموفق الزبيدي المكي الشافعي ابن أخي القاضي سراج الدين عبد اللطيف بن محمد بن سالم ويعرف بابن سالم. ولد بين صلاتي الظهر والعصر من يوم الأربعاء سابع عشر جمادى الثانية سنة سبع وأربعين وسبعمائة بزبيد ونشأ بها معتنياً بالعلم بحيث أخذ فيها عن غيره واحد ثم رحل إلى مكة فأقام بها نحو ثلاثين سنة وسمع بها من الكمال بن حبيب والجمالين ابن عبد المعطي والأميوطي والعفيف النشاوري في آخرين ثم إلى دمشق بعد الثمانين فسمع بها من المحب الصامت وغيره وسمع بمصر أيضاً من غير واحد وأخذ الفقه بمكة عن الجمال الأميوطي وغيره والنحو عن أبي العباس بن عبد المعطي وغيره وكان بصيراً بهما وبالفرائض والحساب والعروض وغير ذلك وولي نظر المطهرة الناصرية بمكة وناب في نظر المدارس الرسولية بمكة عن عمه في أيام غيبته باليمن وكذا درس بها أيضاً في بعض أيام نظر عمه وكان يتولى نفرقة ما ينقذه عمه لأجلها ولعياله ولما بلغه موته رحل إلى اليمن فلم يبلغ أمله بل لم يحصل له في اليمن سوى إعادة المجاهدية ومع ذلك فأقام بها معتنياً بالزراعة مع كونه لم يحصل منها على طائل، وقد حدث سمع منه التقي الفاسي وذكره في تاريخه وكذا ذكره التقي بن فهد في معجمه. ومات بزبيد بعد أن ضعف بصره في ذي القعدة سنة ثمان عشرة ووصل نعيه لمكة في ربيع الأول من التي بعدها؛ وكان خيراً ديناً ذا مروءة؛ وهو في عقود المقريزي باختصار رحمه الله وإيانا.

علي بن أحمد بن محمد بن سلامة بن عطوف بن يعلى النور أبو الحسن السلمي المكي الشافعي ويعرف بابن سلامة. ولد في سابع شوال سنة ست وأربعين وسبعمائة بمكة ونشأ بها وسمع من خليل المالكي والعز بن جماعة والعفيف اليافعي والجمال بن عبد المعطي والكمال بن حبيب ومما سمعه عليه مسند الشافعي والطيالسي وسنن ابن ماجه وأسباب النزول وغيرهم، وارتحل إلى بغداد فسمع بها من عبد الدائم بن عبد المحسن الدواليبي والسراج عمر بن علي القزويني ومحمد بن عبد الرحمن بن عسكر وطائفة ثم سافر منها إلى دمشق فسمع بها من العماد بن كثير والتقي بن رافع وابن أميلة والصلاح بن أبي عمر والجمال الحارثي وابن قاضي الزبداني والبدر بن قواليح ومحمد بن عبد الله الصفوي والشمس بن قاضي شهبة وغيرهم بها وكذا بالقدس والخليل ونابلس وإسكندرية وعدة وسمع بالقاهرة من الزين بن القارئ والبهاء بن خليل وأبي البقاء السبكي والجمال الباجي وجمع وأقام بها سنين ثم رجع إلى مكة وأجاز له جماعة من كثير من البلدان التي سمع بها ومن غيرها يجمع شيوخه بالسماع والإجازة مشيخته المتضمنة لفهرست مروياته أيضاً تخريج التقي بن فهد ومما سمعه على ابن قواليح صحيح مسلم وعلى ابن أميلة مشيخة الفخر وعلى الصلاح من مسند أحمد وعلى ابن القارئ جزء ابن الطلاية، وتلا بالسبع بمكة على يحيى بن صفوان الأندلسي وبالقاهرة على التقي البغدادي وتوغل في القراءات وأذن له في الإقراء وقال ابن قاضي شهبة أنه أخذ عن الأذرعي وكذا يفقه بابن الملقن والأبناسي وأذنا له في الإفتاء والتدريس وفي الشام كما ذكر بالشمس بن قاضي شهبة وأنه أذن له أيضاً، وتصدى لإقراء القراءات والفقه وغيرهما بمكة زمناً طويلاً وكذا أفتى لكن قليلاً باللفظ غالباً تأدباً مع قضاة مكة وكتب لأمراء مكة كالسيد حسن بن عجلان وباشر في المسجد الحرام سنين وأعاد في مكة بالمنصورية، وكان شيخاً عارفاً بالقراءات السبع والفقه ذا فوائد حديثية وأدبية يذاكر بها كثير التواضع حسن العشرة ذا حظ من عبادة ومداومة على ورد في الليل وفيه خير ومروءة وله نظم وحدث بالكثير من مسموعاته أخذ عنه الأئمة كشيخنا والزين رضوان والتقي بن فهد والجمال بن موسى والأبي وخلق فيهم من هو بقيد الحياة بمكة والقاهرة جماعة وصار بأخرة مسند الحجاز.مات في رابع عشري شوال سنة ثمان وعشرين بمكة وصلي عليه ثم دفن بالمعلاة وكانت جنازته حافلة وبلغنا أنه مازال يقول عند احتضاره أحبه الله حتى فارق الدنيا؛ وممن ترجمه وأثنى عليه التقي الفاسي في مكة وشيخنا في معجمه وقال أنه كان شيخاً عارفاً اشتغل كثيراً وعلى ذهنه فوائد فقهية وأدبية وحديثية قال وباشر الشهادة فلم يحمد فيها انتهى. ومما كتب به إلى ابن الجزري مع هدية ماء زمزم من نظمه:

ولقد نظرت فلم أجد يهدى لـكـم

 

غير الدعاء المستجاب الصالـح

أو جرعة من ماء زمزم قد سمت

 

فضلاً على مد الفرات السـائح

هذا الذي وصلت له يد قـدرتـي

 

والحق قلت ولست فيه بمـازح

فأجابه بقوله:

وصل المشرف من إمام مرتضى

 

نور الشريعة ذي الكمال الواضح

وذكرت أنك قد نظرت فلم تجـد

 

غير الدعاء المستجاب الصالـح

أو جرعة من ماء زمزم حـبـذا

 

ما قد وجدت ولست فيه بمـازح

أما الدعاء فلست أبغـي غـيره

 

ما كنت قط إلى سواه بطـامـح

والمقريزي في عقوده قال: وكان له حظ من العبادة ونظم الشعر، وصحبني مدة أعوام بالقاهرة ومكة وكان لي به أنس وفوائد، وصار مسند الحجاز حتى مات وكتب إلي من مكة مع هدية:

خير الهدايا مـن أبـاطـح مـكة

 

دعوات صدق من أخ لك قد صفا

وقت الطواف وفي السجود وعندما

 

يمضي إلى المسعاة من باب الصفا

علي بن أحمد بن محمد بن سليمان بن أبي بكر القاضي علاء الدين ويلقب في بلده بنور الدين بن الخواجا شهاب الدين البكري فيما قال الدمشقي ثم القاهري الشافعي الماضي أبوه والآتي ابن عمه عمر بن محمد ويعرف كل منهما بابن الصابوني نشأ كأبيه تاجراً فحفظ القرآن بل بلغني أنه جاور بمكة سنة إحدى وأربعين وأنه تلا فيه تجويداً على الزين بن عياش وأنه تولع بالنشاب حتى تميز فيه؛ وقدم القاهرة على الظاهر خشقدم لاختصاصه به وبأبيه فولاه نظر الإسطبل في المحرم سنة ست وستين عوضاً عن الشرف بن البقري ثم أضاف إليه نظر الأوقاف ولم يلبث أن رجع إلى بلاده فاستقر عوضه فيهما سعد الدين البكري كاتب العليق في شعبانها ثم عاد بعد يسير فقرره وكيل بيت المال وناظر الكسوة والجوالي في صفر التي تليها عوض الشرفي الأنصاري ثم ناظر البيمارستان عوض ابن المرخم ثم ناظر الأحباس، ولا زال يترقى ويتأدب مع الناس ويحسن لمنقطعي العلماء وربما حضر إليه بعضهم للقراءة فقط والتحديث كالعبادي والبهاء بن المصري وأبي العباس القدسي وقرأ علي بحضرته شيئاً من تصانيفي والتمس مني حين نظره للجوالي جمع العهود فعملت له كراسة ووصل إلى من صلته شيء كثير سيما في سنة سبعين والتي بعدها وأنا بمكة حتى استقر في قضاء الشافعية بدمشق عوض الجمال الباعوني وفي نظر جيشها عوض البدري حسن بن المزلق وكلاهما في المحرم سنة سبعين وصار نظر الجوالي للكمالي بن ناظر الخاص والأحباس لابن الشرفي الأنصاري والبيمارستان لابن البقري، ولم يسمح بمفارقة القاهرة بل استناب والده في علق وظيفة القضاء وابن عمه الزين عمر بن الشمس محمد في نظر الجيش ولم يعلم بإقامة متوليهما بالقاهرة ومباشرة نوابه لهما لأحد قبله، واستمر كذلك إلى أن أمسكه الأشرف قايتباي في أواخر شوال سنة اثنتين وسبعين بدون سبب ظاهر ورسم عليه بطبقة الزمام وغيرها وأعاد ابن المزلق لنظر الجيش والخيضري للقضاء بل اعتقل والده هناك ثلاثة أشهر متصلة بموته الكائن في محرم التي تليها وكان ذلك باعثاً على الحث في استخلاص المال بحيث ضرب صاحب الترجمة في ربيع الأول التالي له بقاعة الدهيشة على رجليه إلى أن أذعن للمطلوب منه وهو فيما قيل مائة ألف دينار وأورد من ذلك بالجهد ما أمكنه ثم في منتصف الشهر بعده سافر لدمشق مع السيفي جانبك الخاصكي للسعي في باقيه، وأقام بالخليل مدة واستقر في نظر الخاص عقب البدري بن مزهر وتزايد تعبه وتحمله وهو لا يرحم وقام ببابه غير واحد ممن عم الضرر بهم كعبد الوهاب والصفدي وزاحم العصبات لاتفاقه مع الوزر في إضافة المواريث الحشرية إليه على قدر معين يحمل إليه؛ وابتنى تربة بالقرب من جامع آل ملك ولما مات الجلال البكري دفنه بها.
علي بن أحمد بن محمد بن سويدان بالتصغير ابن خلف بن ظهير بالتكبير نور الدين المنزلي الشافعي ويعرف بابن سويدان وهو لقب جسده محمد وربما يجعل أبا لمحمد وهو غير ناصر الدين محمد بن محمد بن يوسف بن يحيى المنزلي أيضاً المعروف بابن سويدان. ولد تقريباً سنة ثمانين وسبعمائة بمنزلة بني حسون جوار منية بدران ونشأ بها فحفظ القرآن والعمدة والملحة وبعض الحاوي الفرعي وحضر دروس الشمس الغراقي وابن المجدي والشمس الحنفي الصوفي ومواعيد السراج البلقيني واشتغل بالعروض على أحمد البجائي، وحج في سنة ست وثلاثين وزار بيت المقدس مراراً وكذا سافر إلى دمشق للتجارة غير مرة وإلى القاهرة؛ وكان شيخاً وقوراً مقبول الشكل بهياً فكهاً حلو النادرة جميل الطريقة محمود السيرة له مشاركة في النحو وغيره مع ذكاء وسرعة جواب وغوص على النكت ونظم جيد منسجم، وممن لقيه ابن فهد والبقاعي فكتب عنه الكثير ومن ذلك ما نظمه لمن ختم القرآن وأوله:

طوبى لمن قرأ القرآن فأحكمه

 

ولمن وعاه بسمعه وتفهمـه

ولمن تهجد في مصـلاه بـه

 

ولمن تدبره وحل مترجـمـه

ولمن أحل حلاله وأتى علـى

 

تحريم ما فيه الحرام فحرمه

إلى آخرها ومنه:

لاعبتها الشطرنج ثم ضربتهـا

 

بالرخ شاه سترت بـالـفـيل

قالت فنفسك قلت قد حسنتهـا

 

لكن خذي فرسي فداك وفا لي

وقوله:

ومليح أتمنى طول عمري منه وصلاً

 

قلت صلني قاله مه لن قلت مهـلاً

مات في ذي القعدة سنة ثلاث وأربعين بالمنزلة رحمه الله.
علي بن أحمد بن محمد بن شعيب الغمري ثم المحلي الماضي أبوه. قرأ القرآن وصحب الفقراء؛ وهو طويل اللحية خفيف الروح من أصحاب أبي العباس بن الغمري. ترك له أبوه ما لم يكن الظن أنه يملكه، وهو ممن سمع مني.
علي بن أحمد بن محمد بن عبد الحق العلاء بن الشهاب الغمري الأصل القاهري الماضي أبوه والآتي أخوه محمد ويعرف كأبيه بابن عبد الحق. ممن قرأ القرآن وسمع مني وتكسب بالتجارة وسافر فيها إلى الشام وغيرها ولا بأس به قيما أرجو به هو أصلح من أخيه جزما.
علي بن أحمد بن محمد بن عبد الرحمن النور بن الشهاب بن ناصر الدين بن الوجيه السكندري الحنفي ويعرف بابن عبد الرحمن الغزولي. ولد سنة ثمان وخمسين وثمانمائة تقريباً بالإسكندرية وقدم القاهرة غير مرة فقرأ علي في الشفا وفي الإصلاح كشرح النخبة والتقريب وكذا قرأ علي في البخاري وغيرها وأخذ أيضاً عن ابن قاسم والبدر بن الديري في آخرين كالصلاح الطرابلسي ومن قبل الإسكندرية عن النوبي ومما أخذه عنه القراءات السبع إفراداً وجمعاً وكذا جمع اليسير على الهيثمي وجعفر وغيرهما وحفظ الشاطبية وألفية النحو وغالب المجمع وغير ذلك، ودخل دمياط وغيرها، وعنده عقل وتؤدة ولطف مع فهم وتودد بل أوقفني على تعليق له على الجرمية قرضه لي النوبي وابن قاسم وابن الديري شيوخه والعفيف قاضي بلده وقرضته له أيضاً في جمادى سنة إحدى وتسعين.
علي بن أحمد بن حمد بن عبد الله بن محمد بن محمود العلاء المرداوي ثم الصالح الحنبلي سبط أبي العباس أحمد بن محمد بن المحب. ولد سنة ثلاثين وسبعمائة وأحضر في صغره على جده لأمه بل أسمع عليه وعلى زينب ابنة كمال وحبيبة ابنة الزين والعماد أبي بكر بن محمد بن الرضي وأبا محمد عبد الله بن أحمد بن المحب وأخيه محمد والبدر أبا المعالي بن أبي التائب وسليمان بن محمد بن أحمد بن منصور والشهاب أحمد بن علي الجزري وعائشة ابنة محمد بن المسلم الحرانية والحافظ المزي وعبد الله بن عبد الرحمن ابن الخطيب محمد بن إسماعيل المرداوي ومحمد بن داود بن حمزه وعبد الله بن علي بن الحسين التكريتي وأحمد بن يوسف بن السلار وخلق وروى عنه شيخنا فأكثر ومن مروياته الشمائل النبوية للترمذي حضرها في الرابعة على شيوخ عبد الله بن خليل الحرستاني الماضي، قال شيخنا: وكان حسن الأخلاق. مات في رمضان سنة ثلاث بعد الكائنة وهو في عقود المقريزي وفي الأحياء آخر سنة تسع وثمانين من له منه إجازة رحمه الله.
علي بن أحمد بن محمد بن علي بن أحمد بن ناصر نور الدين بن الشهاب الدرشابي الأصل السكندري المالكي الماضي أبوه. ممن اشتغل قليلاً وقرأ على مجالس من البخاري.
علي بن أحمد بن محمد بن علي الخطيب أبو الحسن بن درباس أخو الفخر أحمد الماضي. ممن سمع على شيخنا وغيره.

علي بن أحمد بن محمد بن عمر بن محمد بن وجيه بن مخلوف بن صلح بن جبريل بن عبد الله نور الدين بن الشهاب بن القطب أبي البركات الششيني - نسبة لششين الكوم من قرى المحلة - المحلي الأصل القاهري الشافعي ثم الحنبلي والد الشهاب أحمد الماضي ويعرف بابن قطب وبالششيني. ولد في مستهل رمضان سنة سبع وثمانمائة بالقاهرة ونشأ بها فحفظ القرآن وشرع في حفظ التنبيه ليكون شافعياً كأسلافه فأشار عبد الكريم الكتبي على أبيه أن يحوله حنبلياً ففعل وحفظ الخرقي ثم المحرر وتفقه بالمحب بن نصر الله والنور بن الرزاز المتبولي وبه انتفع والبدر البغدادي والزين الزركشي وعليه سمع صحيح مسلم والتقي بن قندس لقيه بالشام وغيرها وأذن له هو وغيره بالإفتاء والتدريس وأخذ عن أبي الفضل البجائي المغربي في أصول الفقه والعربية وسمع على شيخنا أشياء بل كتب عنه في الإملاء وكذا سمع على الشرف أبي الفتح المراغي والشهاب الزفتاوي بمكة وسمع بالقاهرة على ابن ناظر الصاحبة والطحان وابن بردس في صفر سنة خمس وأربعين بحضرة البدر البغدادي بل كان يخبر أنه سمع في صغره على الجمال الحنبلي فالله أعلم، وحج مرتين الثانية في سنة خمسين وجاور التي بعدها وكذا دخل الشام وحماه وغيرهما وناب في العقود والفسوخ عن العز القدسي ثم في الأحكام عن البدر البغدادي بل استنابه شيخنا في ناحية ششين الكوم ونشأ وعملهما وجلس ببعض الحوانيت منتدباً للأحكام وتنزل في صوفية الأشرفية برسباي أول ما فتحت واستقر في تدريس الحنابلة بالصالح بعد موت شيخه ابن الرزاز ثم انتزع منه بعنف بالترسيم والإهانة بقيام القاضي مذهبه العز الكناني والشمس الأمشاطي محتجين بوجود حفيدين للمتوفي ليست فيهما أهلية وما كان بأسرع من موتهما واستقر الدرس باسم العز وقد أدمن صاحب الترجمة من مطالعة الفروع لابن مفلح بحيث كان يأتي على أكثرها عن ظهر قلب وصار بأخرة من أجل النواب مع جفاء قاضيه له مما لم أكن أحمده منه؛ واتفق له قديماً مما أرخه شيخنا أنه انفرد برؤية هلال رمضان في سنة سبع وثلاثين مع إجماع أهل الميقات على أنه يغيب مع غيبوبة الشمس فأرسل به شيخنا إلى السلطان ليعلمه بذلك فسأل عنه فأثنوا عليه لكون قريب جليسه الولوي بن قاسم فأمر بعمل ما يقتضيه الشرع فأقام الشهادة عند قاضي الحنابلة وحكم به بمقتضى شهادته ثم أن الناس ما عدا شيخنا وبقية رفقته تراءوا هلال شوال بعد استكمال ثلاثين استظهاراً فلم يروه ولكن اتفق أن غالب الجهات المتباعدة وكثيراً من المتقاربة عيدوا كذلك وكأنهم رأوه إما أولاً أو آخراً، وبالجملة فنعم صاحب الترجمة كان. مات فجأة في صفر سنة سبعين وصلى عليه برحبة مصلى باب النصر تقدم الناس ولده مع كون الشافعي ممن حضر وتألم لذلك ظناً أن الحنبلي هو المقدم له فخففت عنه رحمه الله وإيانا.
علي بن أحمد بن محمد بن عمر أبو الحسن بن أبي العباس الغمري المحلي وهو بكنيته أشهر. يأتي في الكنى إن شاء الله. علي بن أحمد بن محمد بن عيسى بن محمد بن محمود المقدسي. هكذا قرأته بخط بعضهم؛ وقد مضى فيمن جده محمد بن عبد الله بن محمد قريباً.
علي بن أحمد بن محمد العلاء البغدادي الأصل الغزي الحنفي نزيل القاهرة وإمام إينال ويعرف بالغزي. ولد سنة عشر وثمانمائة بغزة ونشأ بها فحفظ القرآن والكنز والمنظومة للنسفي وقرأ في الفقه على ناصر الدين الإياسي مدرس غزة ومفتيها وصحب في صغره البرهان بن زقاعة وتدرب به ويقال أنه كان يدري القراءات واتصل بخدمة الأشرف إينال لما ولي نيابة غزة وعلم أولاده القرآن ثم ترقى حتى أم به وعظم اختصاصه به وبجماعته ووثقوا بأمانته وديانته فلما تسلطن و صار من أئمته وولاه نظر الأوقاف وعظم أمره وجمع أموالاً جمة كان ينفدها إما في عمارة أو في هبة فإنه كان غاية في الكرم بل يرتقي إلى التبذير مع تحر في الطهارة ووسواس زائد وتدين وعفة وطيش وخفة وقد سمعت منه ما نقمته جداً عليه لما شافهته بإنكاره سراً وكذا حكى عنه غيري شيئاً من نمطه. مات في يوم الاثنين ثالث عشر جمادى الثانية سنة سبع وستين رحمه الله وعفا عنه.

علي بن أحمد بن محمد العلاء الشيرازي ثم المكي الشافعي. ولد في سنة ثمان وثمانين وسبعمائة ببغداد واشتغل بالعلم في كبره وأخذ عن غير واحد وجال وصحب الرجال إلى أن برع في الفقه وأصوله والنحو والمنطق والتصوف وغيرها وصنف تفسيراً وشرحاً على الحاوي وغير ذلك وتكلم على الناس في علم التوحيد بعبارة بليغة فصيحة دالة على غزارة مدده وتحققه بكلام القوم وأما في علوم الأوائل فكان لا يجارى فيها وكذا كان إليه المنتهى في علم الرمل؛ وقد قطن مكة بعيد الثلاثين فسكن الزاوية المعروفة بالجنيد بجبل قعيقعان وأخذ عنه غير واحد وصار له صيت، لقيته بينبع سنة ست وخمسين فسمعت من لفظه خطبة شرحة على الحاوي وشيئاً من أول تفسيره وأشياء من تصانيفه، وكان نير الشيبة فصيحاً مفوهاً حسن المظهر وسريرته في تصوفه إلى الله. مات في شوال سنة إحدى وستين بمكة وصلي عليه عند باب الكعبة ودفن بالمعلاة رحمه الله.
علي بن أحمد بن محمد نور الدين القاهري الحنفي والد محمد الآتي ويعرف بالصوفي. ولد تقريباً سنة تسع وعشرين وثمانمائة بالقاهرة ونشأ بها يتيماً فحفظ القرآن والعمدة والكنز والمنار ويقول العبد وألفية ابن مالك وعرض بعيد الأربعين فما بعدها على شيخنا ومستمليه والقاياتي والزين عبادة والمحب بن نصر الله في آخرين وعمل العرافة في مكتب السبيل بالأشرفية عند الشمس الكركي وتخرج به قليلاً واشتغل فتفقه بابن الدويري والعضدي الصيرامي والشمني وابن الجندي والزين قاسم والشمس الكريمي والبرهان الهندي في آخرين وأكثر من ملازمة ثانيهم في ذلك وفي الأصلين وغيرها وكان مقيماً عنده لتأديب بنيه ولغير ذلك، وحج معه في سنة إحدى وخمسين وجاور التي تليها وسمع على أبي الفتح المراغي بل جود في القرآن على الزين بن عياش وكذا جوده على الزين طاهر وابن كزلبغا وعبد الرزاق الطرابلسي وكتب عليه وعلى البرهان الفرنوي وكذا لازم ابن الديري كثيراً جداً في الفقه وفي الأصول وفي التفسير والحديث وغيرها وكتب عنه قصيدة من نظمه فيها بدائع وأخذ عن الكريمي والهندي أيضاً في الأصول وعن ابن الجندي والأبدي والخواص في العربية وقرأ على الخواص مقدمته في العروض والقوافي وأخذ مختصر شرح الشواهد عن مؤلفه العيني سماعاً وكذا قراءة بل قرأ عليه شرحه لخطبة هذا المختصر وسمع عليه وعلى شيخنا وابن الديري والرشيدي وآخرين وأذن له غير واحد بالإفتاء والتدريس كابن الديري وذلك في سنة إحدى وستين وجلس ببابه فكان أحد أهل الحل والعقد هناك بل ناب عنه وعن من بعده في القضاء وسافر في سنة اثنتين وستين صحبة برسباي البجاسي على قضاء المحمل ثم جاور بعد أيضاً سنة ثلاث وثمانين واستقر في تدريس الجانبكية برغبة العز عبد السلام البغدادي وفي الإعادة بالأبو بكرية برغبة الشمس الأمشاطي له عنه حين أخذ مشيخة البرقوقية وفي تدريس المهمندارية برغبة الشمس الجلالي خازن المحمودية وفي تدريس الأقبغاوية بعد السيف بن الحوندار وفي تدريس الطحاوي بالمؤيدية بعد الأمين الأقصرائي وفي الإعادة بالمنصورية بعد أفضل الدين القرمي وفي الصرغتمشية وغيرها من الجهات وصار أحد أعيان النواب مع دربة وسياسة وعقل وتودد وخبرة بالأحكام والمصطلح ويقال أنه ينتمي للشمس محمد بن أحمد بن عمر السعودي أحد أعيان الحنفية الآتي في المحمدين وهو ممن كثر تردده إلي وعملت له مجلساً حين أخذ الطحاوي وكثرت مراجعته لي في ذلك وحمدت أدبه.
علي بن أحمد بن محمد نور الدين الطنتدائي الفرضي. مضى فيمن جده علي بن عبد الله بن سند.
علي بن أحمد بن محمد الحنبلي القطان. رجل فقير يتكسب ويشتغل يسيراً وسمع الحديث وهو ممن أخذ عني. مات في.
علي بن أحمد بن مفتاح بن فطيس القباني والد أبي بكر ومحمد. مات في شعبان سنة أربع وستين بساحل جدة وحمل فدفن بالمعلاة.
علي بن أحمد بن مفتاح النور بن الشهاب القفيلي - نسبة إلى القفيل من أعمال حلى - بن يعقوب المكي. كان جده عبد أمير مكة ثقبة بن رميثة الحسنى واحتاط هذا على تركة والده وكان تاجراً وتسبب وعرف عند الناس وصار يتردد للتجارة إلى اليمن. ومات بمكة في سنة سبع وثلاثين.
علي بن أحمد بن هلال بن عثمان بن عبد الرحمن الدمشقي الحنفي الشهير بابن القصيف. مات بمكة في رمضان سنة إحدى وثمانين. أرخهم ابن فهد.

علي بن أحمد بن يوسف السيد العلاء أبو الحسن بن العلامي الشهابي أبي العباس. الرومي ثم المقدسي الحنفي. ممن أخذ عني أشياء وكتبت له إجازة.
علي بن أحمد نور الدين الأزهري الحنفي الأسمر. مضى فيمن جده خليفة.
علي بن أحمد نور الدين القجطوخي ثم القاهري الأزهري المالكي المقرئ أحد الشهود الجالسين تجاه حانوت المجهزين بالقرب من الجوانية ويعرف بين أهل بلده بابن فليفل. ولد تقريباً سنة تسع وثلاثين وثمانمائة بقوج طوخ من الغربية غربي طنتدا ونشأ بها فحفظ القرآن ثم تحول إلى الأزهر فجاور به وقرأ الرسالة والشاطبيتين وغيرها واشتغل في الفقه وغيره قليلاً وتنزل في سعيد السعداء وغيرها، واعتنى بالقراءات فأخذها عن عبد الغني الهيثمي والزين جعفر وناصر الدين الأخميمي حتى أتقن السبع بل وأخذ عن السنهوري وأجيز، وحج وجاور وسافر عيداب وغيرها وكان لا بأس به ممن يتكسب بالشهادة حتى مات في ربيع الأول سنة اثنتين رحمه الله.
علي بن أحمد الموفق بن سالم. فيمن جده محمد بن سالم.
علي بن أحمد المصري ثم الشامي الشافعي الأشعري ويعرف بابن صدقة. ولد سنة تسعين وسبعمائة وأخذ الفقه عن الولي العراقي والتقي بن قاضي شهبة وحضر دروس العلاء البخاري وبرع وصنف معالم الأحكام في الفقه والكوكب الوهاج في شرح المنهاج وأسرار العبادات والقربة إلى رب البريات والجمع المنتخب في الوعظ والخطب أثنى عليه الدوماطي بالتواضع والتودد وكرم النفس مات في.
علي بن أحمد الزيادي - بالتشديد نسبة لمحلة زياد بالغربية، وهو والد محمد وأحمد وعزيزة وأحمد صوفية سعيد السعداء. مات سنة ثمان وأربعين وكان خيراً.
علي بن أحمد الشيبي العراقي. فيمن جده علي بن محمد بن علي بن عيسى.
علي بن أحمد الصنعاني اليماني. قال شيخنا في معجمه لقيته بالمهجم فأنشدني قصيدة رثى بها البرهان المحلي ومدح في آخرها ابنة الشهاب أولها:

هي المنايا فلا تبقي على أحد

 

لا والد مشفق بر ولا ولـد

قال: ومن العجائب أن الشهاب مات في تلك السنة أعني سنة ست فمات الوالد والولد.
علي بن أحمد الطناني ثم القاهري الغزولي. قرأ القرآن وجوده على الوالد وأقبل على التكسب في سوق الغزل وغيره وتمول ولا سيما بالمعاملات مع التقلل من المصروف وقد حج كثيراً. ومات في العشر الأخير من ذي القعدة سنة ثلاث وسبعين وهو سائر بطريق الحجاز قبل الوصول إلى رابغ ودفن بها وتفرقت أمواله حتى أوقافه فلم تصرف فيما عينها له وقد كان جعل النظر فيها إلي فما التفت لذلك؛ وكان كثير التلاوة محافظاً على الجماعة وزيارة الصالحين وحسنت حاله كثيراً قبيل موته سامحه الله ورحمه وإيانا.
علي بن أحمد الوزروالي المغربي كان صالحاً. مات في صفر سنة ثمان وستين. أرخه لي بعض المغاربة.
علي بن أحمد اليمني من أهل أبيات حسين ويلقب بالأزرق. كان كثير العناية بالفقه وجمع فيه كتاباً كبيراً. مات في سنة تسع. أرخه شيخنا في أنبائه والظاهر أنه غير الصنعاني الماضي قريباً.
علي بن إدريس العلاء الرومي العلائي ثم القاهري الحنفي جد البدر محمد بن البدر أحمد الآتي. مات في شعبان سنة اثنتين وسبعين عن بضع وسبعين وكان ممن قدم من الروم شاباً فاشتغل عن ابن القباني والبدر بن العيني والطبقة في الفقه وأصله والعربية وتنزل في المؤيدية أول ما فتحت ثم لما قدم الكافياجي لزمه في ذلك حتى مات بحيث نزله في التربة الأشرفية. وحج غير مرة وكان الظاهر جقمق يسعفه في ذلك ودرس ببعض الأماكن من نواحي النيابة وكان طارح التكلف خيراً فاضلاً. أفادنيه حفيده. علي بن الأرزق. في ابن أبي بكر بن خليفة.
علي بن إسحاق بن محمد بن حسن بن محمد بن مصلح بن عمر بن عبد العزيز بن حجي العلاء التميمي الخليلي الشافعي والد أحمد وعبد الرحمن. ولد سنة ثلاث وستين وسبعمائة واشتغل وأخذ عن البلقيني وابن الملقن وغيرها وأذنا له بالإفتاء والتدريس وسمع على العراقي والتنوخي وطائفة، وولي قضاء القدس وكذا الخليل وأعاد بالصلاحية أيام قضائه بالقدس بل ناب في القضاء بالقاهرة وكان عالماً فاضلاً جيداً حسن السيرة والملتقى. مات في سنة ثلاثين بالخليل رحمه الله وإيانا.

علي بن إسكندر ويعرف بابن الفيسي - بالفاء المفتوحة ثم تحتانية ساكنة وبعدها سين مهملة لكون والده كان ابن أخت زوجة كمشبغا الفيسي. باشر المعلمية ثم الحبسة ثم الولاية ونقابة الجيش في أوقات وكان ظالماً وضيعاً. مات في ذي الحجة سنة ثلاث وسبعين ومن الغريب سكناه ببيت سميه ابن رمضان بحارة برجوان بعد موته فاتفق له كما اتفق له فإن هذا خرج مع السلطان إلى السرحة فمات فجأة وحمل إلى القاهرة وذلك كما سيأتي خرج مع الشهابي بن العيني إلى الغريبة فمات شبيه الفجأة وحمل إلى القاهرة أيضاً وسائر أحوالهما المتقاربة.
علي بن إسلام بن يحيى بن مكرم العلائي الحنفي أحد فضلائهم ويعرف والده ببالجه. ممن سمع على شيخنا.
علي بن إسماعيل بن إبراهيم بن الشحنة الداري القصراوي الخليلي. ولد كما أخبر في سنة أربعين وسبعمائة وأسمع على الميدومي المائة المنتقاة من جامع الترمذي انتقاء العلائي بسماعه من ابن خطيب المزة والقسطلاني وحدث، ذكره شيخنا في معجمه وقال: أجاز لابني من الخليل في سنة إحدى وعشرين.
علي بن إسماعيل بن حسن بن أحمد بن يوسف بن عبد الله الحلبي الشافعي الكعكي حرفة نزيل مصر ويعرف بنقيش لقب لقب به لطلوع جدري في وجهه بقي أثره فيه. ولد بحلب سنة خمس وخمسين وسبعمائة تقريباً وقرأ قليلاً من القرآن وسافر إلى القاهرة قبل القرن ثم قطنها عند الفتنة التمرية، وحج وجاور وزار بيت المقدس كثيراً والخليل، وخالط الأدباء وطارح الشعراء فنظم في البحور ومهر في الزجل حتى فاق الأقران وسبق في حلبة الأدب فحول الرهان، وكان شيخاً هماً زري الهيئة والمنظر يحسبه من رآه لا يحسن الكلام العرفي فإذا انطلق كان كالبحر وأتى بالغرائب باعه في الأدب طويل ومادته واسعة وذوقه نهاية مع حسن همة وشرف نفس، قد لقيه البقاعي في سنة ست وأربعين بالقاهرة فكتب عنه من نظمه كثيراً ومن ذلك مضمناً:

ولما أنعمت ليلـي بـلـبـل

 

بطيب الوصل مذ شط المزار

حديث خرافة يا أم عـمـرو

 

كلام الليل يمحوه الـنـهـار

ومقتبساً:

عيون الحب ما للكحل فيكـم

 

وما للسحر في الأجفان سار

تبارك من توفاكـم بـلـيل

 

ويعلم ما جرحتم بالنـهـار

ومرض بعد ذلك مرضاً احتاج في علاجه إلى لزوم المكث في الحمام. وأظنه مات عن قرب عفا الله عنه.
علي بن إسماعيل بن عبد المجيد الأبياري. ممن سمع مني بالقاهرة.
علي بن إسماعيل بن علي بن إسماعيل نور الدين أبو إسماعيل النبتيتي الشافعي أحد أصحاب الغمري ويعرف بابن الجمال والد إسماعيل الماضي. أظن مولده قريباً من سنة عشرين وثمانمائة. إنسان خير مديم للتلاوة مكرم للوافدين سائل عن مسائل دينية له جلالة وقدم في العبادة والانجماع واهتمام بالزرع وحرص على إخراج حق الله منهم، وقد حج غير مرة براً وبحراً وجاور بكل من الحرمين وزار بيت المقدس وحضر عندي في الإملاء وغيره وكذا سمع على جل السيرة النبوية وقصدني بالسلام كثيراً وأهدى إلي أوقاتاً ونعم الرجل نفعنا الله به.
علي بن إسماعيل بن محمد بن بردس بن نصر بن بردس بن رسلان العلاء بن الحافظ العماد البعلي الحنبلي أخو التاج محمد ويعرف كسلفه بابن بردس. ولد سنة اثنتين وستين وسبعمائة ببعلبك ونشأ بها فسمع من جماعة من أصحاب الفخر كابن أميلة والصلاح بن أبي عمر سمع عليهما مشيخة الفخر مع الذيل وعلى أولها فقط سنن أبى داود الترمذي وعلى ثانيهما الشمائل للترمذي ومسند ابن عباس من مسند أحمد وكأبي علي بن الهبل سمع عليه ثاني الحربيات وكأبي عبد الله محمد بن المحب عبد الله المقدسي سمع عليه جزء ابن نحيت وجزء بقرة بني إسماعيل في آخرين، وحدث ببلده وبدمشق واستقدم القاهرة فحدث بها أيضاً وأخذ عنه الأعيان وفي الرواة عنه كثرة وسافر منها فمات بدمشق في العشر الأخير من ذي الحجة سنة ست وأربعين ودفن بتربة الشيخ رسلان ووهم من أرخه في سنة خمس، وكان شيخاً نحيفًا دينا خيراً يتعانى الأذان ببلده مع خفة روح وحلاوة لفظ، وقد ذكره شيخنا في معجمه فقال: أجاز لابني في سنة خمس وعشرين رحمه الله وإيانا.
علي بن إسماعيل بن يوسف الخواجا نور الدين الرومي المكي الشهير بابن البهلوان. ملك دورا بمكة وعمرها. ومات في شعبان سنة ثلاث وخمسين. أرخه ابن فهد.

علي بن اقبرس. في ابن محمد بن أقبرس.
علي بن أمين الدين بن محمد بن علي بن عباس بن فتيان البعلي الحنبلي الشهير بابن اللحام. ولد في صفر سنة اثنتين وخمسين وسبعمائة واشتغل ببلده على الشمس بن اليونانية وسمع بها جماعة وكذا اشتغل بدمشق في الفقه وأصوله ومات بالقاهرة في يوم الجمعة عيد الأضحى سنة ثلاث.
علي بن أيبك بن عبد الله علاء الدين التقصباوي الناصري الدمشقي الأديب ولد سنة ثمان وعشرين وسبعمائة وتعانى الشعر ومدح الأكابر وطارح الأدباء، وكان أديباً ماهراً بارعاً بليغاً له النظم الرائق الفائق كتب عنه البرهان الحلبي من نظمه موشحاً أوله:

إن كنت غضبان يا حبيبـي

 

ارجع إلى الله من قـريب

واجعل نصيبي رضاك يا من

 

خدوده وردها نـصـيبـي

واعطف على ضـعـفـي

 

يا مـائس الـعـطــف

وله:

كأن الراح لما راح يسعى

 

بها في الراح مياس القوام

سنا المريخ في كف الثريا

 

يحيينا به بدر الـتـمـام

وقوله:

في حلب الشهباء ظبي سطا

 

بحاجب أفتك من طرفـه

لقوسه في جوشني أسـهـم

 

والقصد عين التل من ردفه

وله قصيدة لأمية في مدح النبي صلى الله عليه وسلم على وزن بانت سعاد انتقد عليه فيها أشياء العلامة الصدر بن العز الدمشقي الحنفي وكان ذلك سبباً لمحنة الصدر وظهر الحق مع صاحب الترجمة كما بسط في محل آخر. ذكره ابن خطيب الناصرية وأرخ موته في سنة ثلاث وقيل في ربيع الأول سنة إحدى، وذكره شيخنا في معجمه باختصار وقال: أجاز لي بخطه وهو القائل:

ما أكرم الغصن في الخريف وقد

 

أثـرت الـريح فـيه تـأثـيرا

لما أتى النهـر سـائلاً مـلأت

 

أوراقـه كـفـه دنـانــيرا

مات في ربيع الأول سنة إحدى وله ثمان وسبعون سنة، وذكره في أنبائه فقال الشاعر: اشتهر بالنظم قديماً وطبقته متوسطة، وقال في موضع آخر منه وقال الشعر الفائق ولكنه بالنسبة إلى طبقة فوقه متوسطة وله مدائح نبوية وغيرها وقد يقع له المقطوع النادر كقوله مضمناً:

مليح قام يجذب غصن بـان

 

فمال الغصن منعطفاً عليه

ومال الغصن نحو أخيه طبع

 

وشبه الشيء منجذب إلـيه

وعلق تاريخاً لحوادث زمانه. مات في ثاني عشر ربيع الأول وممن ذكره المقريزي في عقوده.
علي بن إينال الأمير علاء الدين أحد خواص الظاهر جقمق أرسل به لملك الروم مراد ابن عثمان بهدية في سنة ثلاث وأربعين. قاله المقريزي في الحوادث.
علي بن أيوب بن إبراهيم بن عمر نور الدين البرماوي الأصل المكي الشافعي ويعرف بابن الشيخة لكون أمه واسمها فائدة كانت شيخة رباط الظاهرية بمكة. ولد رابع ذي الحجة سنة سبع عشرة وثمانمائة بمكة ونشأ بها فقرأ القرآن على ناصر الدين السخاوي المقريزي أخي الغرس خليل وجوده واشتغل يسيراً في الفقه على إبراهيم الحلبي الكردي والعلاء الشيرازي وغيرهما وفي العربية على السخاوي المذكور وابن حامد الصفدي وطاهر الخجندي في آخرين وسمع الحديث على ابن الجزري وابن سلامة والشهاب المرشدي وطائفة كالتقي ابن فهد ولازم قراءة الحديث عند أبي الفتح المراغي وقرأ عليه وعلى القضاة أبي اليمن والبرهان السوبيني وأبي حامد بن الضيا البخاري بل قرأ على أبي الفتح أشياء ثم عند البرهان بن ظهيرة وكذا قرأ يسيراً على غيرهما من شيوخ بلده والقادمين إليها وبالمدينة النبوية على المحب المطري وأدمن قراءة الصحيحين والشفا بحيث صار ماهراً بقراءتها ولكنه يتعانى في قراءته تتبع الغرائب ليخجل من لعله يرد عليه وهي طريقة قبيحة وقد لا تكون الرواية بما يجوز لغة، وأجاز له الجمال الكازروني وآخرون ولقيته بمكة في مجاورتي الأوليتين فكتبت عنه من نظمه أبياتاً أولها:

ألا ليت شعـري هـل أزورن روضة

 

بها خيرة الله المهيمن من خـلـقـه

وألتمس الإحسان من باب فضـلـهـم

 

فهم أهل كل الفضل لا شك في صدقه

وسمع بقراءتي يسيراً وكذا سمعت البعض بقراءته وتناول مني القول البديع وصليت خلفه؛ وهو حسن الهيئة والفهم والقراءة صحيحها شجي الصوت نير الهيئة ثم الشيبة لما شاب كتب الخط الحسن وتكسب بالشهادة وأثرى؛ وولى مشيخة التصوف بالزمامية لكنه كما قال بعض أصحابنا كثير المجون يغلب عليه الهزل مع التشدق في كلامه وملازمة التهكم بالناس والوقيعة فيهم ولو كان شيخه الذي يقرأ عليه أو ممن له وجاهة في العلم أو الدين والزهو والإعجاب وصحبة للأحداث وكونه ينام على قفاه في المسجد وهم يمرجونه إلى غير ذلك من طيش وخفة ودعوى عريضة وجرأة وإقدام سيما عند الأتراك وقد كثر اختصاصه بغير واحد منهم وآخر من اختص به منهم طوغان شيخ أمير الراكز بها ثم أبعده وأخرج عنه مشيخة الزمامية وقرر فيها غيره وحسن حاله في تلقيه لفقراء قوافل المدينة وإكرامه لهم بالإطعام وغيره ومزيد التلاوة والتلفت لمحاللة بعض من مسه منه مكروه. مات في ظهر ثالث عشري رجب سنة ثمان وسبعين بمكة وصلي عليه في عصر يومه ثم دفن عند أمه ومؤدبه ناصر الدين السخاوي بمقبرة أهل رباط ربيع الأقدمين رحمه الله وإيانا.
علي بن أيوب الماحوزي الدمشقي النساج الزاهد والد الجمال عبد الله الماضي ويعرف بأبيه. قال شيخنا في إنبائه: كان يسكن بقرب قبر عاتكة وينسج بيده ويبيع ما ينسجه بأغلى ثمن فيتقوت منه هو وعائلته ولا يرزأ أحد شيئاً مع مشاركة في العلم وحسن عشرة وطلاقة وجه ولذا قال ابن حجي أنه عندي خير من يشار إليه بالصلاح في وقتنا. مات في عاشر ربيع الآخر سنة ثلاث وللناس فيه اعتقاد زائد وتذكر عنه كرامات ومكاشفات رحمه الله.
علي بن برد بك نور الدين القاهري الفخري الحنفي كان أبوه من مماليك الناصر فرج ابن برقوق فولد له هذا في صفر سنة ثمان وثلاثين وثمانمائة بالقاهرة وحفظ القرآن والقدوري في الفقه والكافية في النحو وأخذ الفقه عن الشمني والنحو والصرف عن ابن قديد ولازم التقي الحصني حتى سمع عليه غالب ما قرئ عليه في الأصلين والمنطق والحكمة والجدل والمعاني والبيان والصرف وأخذ حساب الغبار عن الشمني والمفتوح عنه وعن السيد علي الأزهري تلميذ ابن المجدي والعروض عن الشهاب الأبشيطي والشمني وحضر دروس الأمين الأقصرائي والشرواني وكذا أخذ عن أبي الفضل المغربي في الكافية لابن ملك وسمع الحديث على جماعة ولازم المشايخ بذهنه الفائق وفهمه الرائق وقريحته الوقادة وفكرته المنقادة وطبعه السليم ونظره المستقيم إلى أن فاق الأقران في زمن يسير وربما قرأ عليه بعض الطلبة مع الاسترواح وقلة الكتب وميل إلى المجون لمزيد ظرف وتهتك وعدم تصون لا سيما في نظمه فقداني فيه بقبائح حتى أنه عمل في معشوق له مقامة استعمل فيها كثيراً من ألفاظ اليهود وعباراتهم التي لا يحسنها قسيسهم لظنه أن أصوله منهم ويقال أن ابن عثمان ملك الروم راسل في إنكار أمور تبلغه فاستعين به في جوابه فكان نهاية في معناه وقد أهانه الشرف المناوي مرة ولذا هجاه غير مرة بما لا تجوز حكايته فضلاً عن إنشائه إلا مقروناً ببيانه، ولم يحصل من الدنيا على طائل ولا كان في الشكل والهيئة بكامل نعم كان كثير التفنن نادرة من نوادر الدهر وقد كتبت عنه من نظمه ورأيت مباحثه وسمعت من يحكي أنه ما مات حتى حسن حاله لا سيما وقد تعلل مدة مما أرجو التفكير عنه به. مات في ليلة الأحد سابع عشر رمضان سنة اثنتين وسبعين وصلي عليه بباب النصر في جمع كثير سامحه الله وإيانا ومما كتبته من نظمه في شيخه الحصني:

أرى الجهل قد عم البلاد وأهلـهـا

 

ولم أر فيها من يقـرر فـي فـن

فيا معشر الإخوان بالله حـصـنـوا

 

نفوسكم من عسكر الجهل بالحصنى

ومن نظمه غير هذا.

علي بن بركات بن حسن بن عجرن بن صاحب الحجاز وشقيق صاحبه الجمال محمد، قدم القاهرة سنة إحدى وسبعين مفارقاً لأخيه فلم يلبث أن أعيد في موسم التي بعدها صحبه الكمالي بن ظهيرة ثم أعيد إلى المشاققة أيضاً ودخل القاهرة في شوال سنة إحدى وثمانين من جازان من بلاد اليمن وكان أخوه سيره إليها محتفظاً به فأكرمه السلطان ورتب له راتباً في كل يوم لا نسبة له مما يصل إليه من أخيه وحاول أخوه إرساله فما اتفق، وهو فطن بهي كثير الأدب محسن لإنشاد الشعر متودد للعلماء والصالحين وقد زارني مرة بمنزلي ورأيت من لطافته ما امتلأت به عيني منه وما أحسن ما بلغني من إنشاده إما له أو لغيره:

لولا الضرورات لم تنقل لنا قدم

 

إلى وجوه لها بالكفر إلـمـام

مات في منزل سكنه بالقرب من جامع البشيري بعد أن أثكل ولده أبا القاسم من نحو ثمانية أيام وبعد أن تعلل أيامنا في فجر يوم السبت ثالث عشر رجب سنة إحدى وتسعين وصلي عليه في يوم بمصلى باب النصر ثم دفن عند ولده بحوش الأشرف برسباي عوضهما الله الجنة.
علي بن بطيخ القاهري الضرير أحد رؤساء قراء الجوق. ممن جود على الشيخ حبيب وبرع في الموسيقا ولذا كان يسلك في قراءته اقتفاء الأنغام وغير ملاحظ أدب التجويد وما كنت أحمده في ذلك ولكنه كان أستاذاً بحيث أنه ربما يسد بآحاد المهملين. وليس بطيخ اسم أبيه وإنما كتبته هنا لعدم معرفة اسمه فاكتفيت بشهرته. مات في عاشر المحرم سنة ست وخمسين عن نحو السبعين وهو عم الشهاب أحمد بن البدر محمد بن بطيخ أحد الأطباء هو وقراء السبع والده.
علي بن أبي بكر بن إبراهيم بن محمد بن مفلح بن محمد بن مفرج العلاء حفيد التقي أبي عبد الله بن الشمس صاحب الفروع المقدسي ثم الدمشقي الصالحي الحنبلي والد الصدر عبد المنعم وقريب إبراهيم بن محمد بن الشرف عبد الله الماضيين وابن أخي النظام عمر الآتي ويعرف كسلفه بابن مفلح. ولد سنة خمس عشرة وثمانمائة بصالحية دمشق ونشأ بها فقرأ القرآن عن الشمس بن كاتب الغيبة وسالم وغيرهما وحفظ المقنع والملحة وغيرهما وعرض على عم والده الشرف عبد الله بن مفلح والعز البغدادي المقدسي وعن الشرف المذكور وغيره أخذ الفقه بل سمع عليه في الحديث وأجاز له ابن المحب الأعرج والتاج بن بردس وغيرهما وناب في القضاء بدمشق عن عمه وبالقاهرة عن البدر البغدادي ثم استقل بقضاء حلب وتكرر له ولايتها وكذا ولي كتابة السر بالشام في أول سنة ثلاث وستين عوضاً عن الخيضري ثم انفصل عنها بعد سنتين به وولي قضاءها مرة بعد أخرى ثم نظر الجيش بحلب، وحج وزار بيت المقدس مراراً، لقيته بحلب وغيرها وحمدت لقيه واحتشامه. وكان إنساناً حسناً متواضعاً كريماً متودداً خبيراً بالأحكام ذا إلمام بطريق الوعظ وكذا بالعلم في الجملة أقام بحلب منفصلاً عن القضاء وغيره نحو ثلاث سنين حتى مات شهيداً بالبطن بل وبالطاعون بعد إقامته نحو خمسين يوماً متعللاً في عشية ليلة السبت عاشر صفر سنة اثنتين وثمانين وصلي عليه من الغد بالجامع الكبير في محفل تقدمهم أبو ذر بن البرهان بوصية منه ودفن ظاهر باب المقام رحمه الله وإيانا.

علي بن أبي بكر بن أحمد بن شاور العلاء البرلسي البلطيمي الشافعي الضرير. ولد سنة ست أو سبع وثمانمائة ببلطيم من البرلس وقرأ بها غالب القرآن وحصل له جدري في السابعة من عمره وكف وصار يحضر مجالس الصالحين فعادت عليه بركتهم وأشار عليه واعظ ممن قدم عليه بالارتحال من هناك فتحول إلى القاهرة فأكمل بها القرآن ثم انتقل إلى صفد ثم إلى دمشق ثم إلى طرابلس فحفظ بعض الحاوي وجود القرآن على الشهاب بن البدر المعري وبحث في الفقه على الشمس ابن زهرة وفي الفرائض على السوبيني وفي النحو على التقي بن الجوبان النحوي ثم انتقل إلى حمص فأكمل بها حفظ الحاوي وحفظ غالب الإلمام لابن دقيق العيد وفرائض الخبري ولازم البدر بن العصياتي في الفقه والفرائض والحساب والنحو وانتفع به كثيراً ثم قدم عليه أبوه فرده إلى البرلس فلم تطب له فانتقل بأبويه إلى القاهرة وحضر في بحث الأصول وغيره على البساطي ثم سافر بأمه وقد طلقها أبوه وبأخوته إلى دمشق ثم إلى بعلبك فبحث في الفقه على البرهان بن المرحل وفي النحو على الشهاب بن القعوري والشمس بن الجوف وفي الفرائض على القطب بن الشيخ وحضر على ابن البحلاق في التفسير وسمع الحديث على التاج بن بردس ثم رجع إلى دمشق فتولع بجامع المختصرات فكان يبحث فيه على التاج بن بهادر في حدود سنة تسع وعشرين، ثم قدم القاهرة في سنة ستين بعد سفره إلى الروم مرتين وإقامته به نحو عشرين سنة بحيث تعلم لسانهم وحضر فتح ورنة ولوشا وقسطنطينية المشهورة الآن باسطنبول، وبحث في الفنون على عدة من علمائها كالفخر الرازي وكان أعلم من بتلك البلاد، ولما قدم القاهرة امتدح ابن مزهر حيث كان ناظر الإسطبل والجوالي بقصيدة أولها:

ثوى بين أحشائي هوى غادة لهـا

 

قوام كغصن البانة الخضل النضر

كتبها عنه البقاعي وتوقف في كونها له وقال أنه رافقه في بعض الدروس وأنه كان يحفظ شعراً كثيراً وله محاضرات حسنة ورقة طبع راج بها حتى اتصل بجانم أخي الأشرف حين كان نائب دمشق في حدود سنة أربع وستين وانتقل لأجله لدمشق وأقام بها حتى مات في أوائل سنة أربع وسبعين.
علي بن أبي بكر بن أحمد بن علي نور الدين الدنبي الشافعي تلميذ صاحبنا ابن سلامة الأدكاوي. ولد تقريباً سنة خمس وستين بدنبي من المزاحميتين ونشأ بها وحفظ القرآن وجل المنهاج وألفية النحو وأخذ عن ابن سلامة شرحه لأبي شجاع والمنهاج والجرومية وحفظها وكذا قرأ على العلاء بن الخلال، وقدم القاهرة فأخذ عني في التقريب والشفا وغيرهما ولازم الجلال البكري والزين زكريا في الفقه وغيره وقرأ على ابن قاسم في العربية وأصول الدين وشارك غيره في الفقه وغيره وحضر بعض دروس الجوجري، وتميز وأذن له غير واحد كالبكري والذين بعده في التدريس؛ وحج في سنة ثلاث وتسعين وزار بيت المقدس وتكرر قدومه القاهرة وهو خير ساكن.

علي بن أبي بكر الأزرق بن خليفة بن نوب موفق الدين ونور الدين أبو الحسن الهمذاني الأصل الحسيني اليماني الشافعي ويعرف بابن الأزرق. تفقه ببلده أبيات حسين على الفقيه يحيى العامري وإبراهيم بن مطير وغيرهما وقرأ في الفرائض على خاله أبي بكر بن عمران ثم ارتحل إلى زبيد فسمع بها الحاوي على الفقيه أبي بكر الزبيدي وقرأ الجبر والمقابلة على ابن الجلاد أمام أهل الفن في وقته، وحج وأخذ بمكة عن العفيف اليافعي ثم عاد إلى بلده ومهر في الفقه والحساب وأكثر من مطالعة كتب المذهب وفرغه الله من الشواغل فما كان يبرح مطالعاً أو مدرساً أو مذاكراً أو محصلاً للفائدة أو مصنفاً، ودرس وأفتى نحو خمسين سنة وتعين في بلده نحو خمس عشرة سنة وصار المرحول إليه والمعول في الفتوى عليه في تلك الجهات قريبها وبعيدها من الجبال والتهائم كزبيد وعدن وصنعاء وغيرها وتفقه به كثيرون من أهل بلده وغيرها وألف كتباً مفيدة كنفائس الأحكام المشتمل على خمسة أقسام الأول في تخريج المسائل الفرعية على النحوية الثاني في الفروعية على الأصولية الثالث في تناقض تصحيح الشيخين الرابع في المسائل اللغويات الخامس في مسائل منثورة نفيسة. قلت والثلاثة الأول تصانيف للاسنوي والرابع فلعله من التهذيب للنووي واختصر المهمات للاسنوي في نحو ثلاثة أرباعه مع مناقشات يسيرة وشرح التنبيه في مطول سماه التحقيق الوافي بالإيضاح الشافي في نحو أسفار ومتوسط سماه التحقيق في جزءين محقق كاسمه وشرح الكافي في الفرائض شرحاً حسناً سماه بغية الخائض في شرح الفرائض وكذا له نكت على الكافي أيضاً، وممن أخذ عنه من شيوخنا البدر حسين بن عبد الرحمن الأهدل وأبو الفتح المراغي قرأ عليه في سنة اثنتين وثمانمائة قطعة من أول نفائس الأحكام له والتقى بن فهد قرأ عليه في سنة خمس وثمانمائة من أول شرحه الكبير للتنبيه وأجاز لهم ومات في يوم السبت خامس عشري رمضان سنة تسع بأبيات حسين عن نحو ثمانين سنة رحمه الله.

علي بن أبي بكر بن سليمان بن أبي بكر بن عمر بن صلح نور الدين أبو الحسن الهيثمي القاهري الشافعي الحافظ ويعرف بالهيثمي كان أبوه صاحب حانوت بالصحراء فولد له هذا في رجب سنة خمس وثلاثين وسبعمائة ونشأ فقرأ القرآن ثم صحب الزين العراقي وهو بالغ ولم يفارقه سفراً وحضراً حتى مات بحيث حج معه جميع حجاته ورحل معه سائر رحلاته ورافقه في جميع مسموعه بمصر والقاهرة والحرمين وبيت المقدس ودمشق وبعلبك وحلب وحماه وحمص وطرابلس وغيرها وربما سمع الزين بقراءته ولم ينفرد عنه الزين بغير ابن البابار التقي السبكي وابن شاهد الجيش كما أن صاحب الترجمة لم ينفرد عنه بغير صحيح مسلم على ابن الهادي وممن سمع عليه سوى ابن عبد الهادي الميدومي ومحمد بن إسماعيل بن الملوك ومحمد بن عبد الله النعماني وأحمد بن الرصدي وابن القطرواني والعرضي ومظفر الدين محمد بن محمد بن يحيى العطار وابن الخباز وابن الحموي وابن قيم الضيائية وأحمد بن عبد الرحمن المرادي فمما سمعه على المظفر صحيح البخاري وعلى ابن الخباز صحيح مسلم وعليه وعلى العرضي مسند أحمد وعلى العرضي والميدومي وابن الخباز وجزء ابن عرفة، وهو مكثر سماعاً وشيوخاً ولم يكن الزين يعتمد في شيء من أموره إلا عليه حتى أنه أرسله مع ولده الولي لما ارتحل بنفسه إلى دمشق وزوجه ابنته خديجة ورزق منها عدة أولاد وكتب الكثير من تصانيف الشيخ بل قرأ عليه أكثرها وتخرج به في الحديث بل دربه في إفراد زوائد كتب كالمعاجم الثلاثة للطبراني والمسانيد لأحمد والبزار وأبي يعلى على الكتب الستة وابتدأ أولاً بزوائد أحمد فجاء في مجلدين وكل واحد من الخمسة الباقية في تصنيف مستقل إلا الطبراني الأوسط والصغير فهما في تصنيف ثم جمع الجميع في كتاب واحد محذوف الأسانيد سماه مجمع الزوائد وكذا أفرد زوائد صحيح ابن حبان على الصحيحين ورتب أحاديث الحلية لأبي نعيم على الأبواب ومات عنه مسودة فبيضه وأكمله شيخنا في مجلدين وأحاديث الغيلانيات والخلعيات وفوائد أبي تمام والإفراد للدار قطني أيضاً على الأبواب في مجلدين، ورتب كلاً من ثقات ابن حبان وثقات العجلي على الحروف وأعانه بكتبه ثم بالمرور عليها وتحريرها وعمل خطبها ونحو ذلك وعادت بركة الزين عليه في ذلك وفي غيره كما أن الزين استروح بعد بما عمله سيما المجمع. وكان عجباً في الدين والتقوى والزهد والإقبال على العلم والعبادة والأوراد وخدمة الشيخ وعدم مخالطة الناس في شيء من الأمور والمحبة في الحديث وأهله، وحدث بالكثير رفيقاً للزين بل قل أن حدث الزين بشيء إلا وهو معه وكذلك قل أن حدث هو بمفرده لكنهم بعد وفاة الشيخ أكثروا عنه ومع ذلك فلم يغير حاله ولا تصدر ولا تمشيخ وكان مع كونه شريكاً للشيخ يكتب عنه الأمالي بحيث كتب عنه جميعها وربما استملى عليه ويحدث بذلك عن الشيخ لا عن نفسه إلا لمن يضايقه ولم يزل على طريقته حتى مات في ليلة الثلاثاء تاسع عشري رمضان سنة سبع بالقاهرة ودفن من الغد خارج باب البرقية منها رحمه اله وإيانا؛ وقد ترجمه ابن خطيب الناصرية في حلب والتقي الفاسي في ذيل التقييد وشيخنا في معجمه وأنبائه ومشيخة البرهان الحلبي والغرس خليل الأقفهسي في معجم ابن ظهيرة والتقي بن فهد في معجمه وذيل الحفاظ وخلق كالمقريزي في عقوده. قال شيخنا في معجمه: وكان خيراً ساكناً ليناً سليم الفطرة شديد الإنكار للمنكر كثير الاحتمال لشيخنا ولأولاده محباً في الحديث وأهله ثم أشار لما سمعه منه وقرأه عليه وأنه قرأ عليه إلى أثناء الحج من مجمع الزوائد سوى المجلس الأول منه ومواضع يسيرة من أنبائه ومن أول زوائد مسند أحمد إلى قدر الربع منه قال: وكان يودني كثيراً ويعينني عند الشيخ وبلغه أنني تتبعت أوهامه في مجمع الزوائد فعاتبني فتركت ذلك إلى الآن واستمر على المحبة والمودة قال:

وكان كثير الاستحضار للمتون يسرع الجواب بحضرة الشيخ فيعجب الشيخ ذلك وقد عاشرتهما مدة فلم أرهما يتركان قيام الليل ورأيت من خدمته لشيخنا وتأدبه معه من غير تكلف لذلك ما لم أره لغيره ولا أظن أحداً يقوى عليه وقال في أنبائه أنه صار كثير الاستحضار للمتون جداً لكثرة الممارسة وكان هيناً ديناً خيراً محباً في أهل الخير لا يسأم ولا يضجر من خدمة الشيخ وكتابة الحديث سليم الفطرة كثير الخير والاحتمال للأذى خصوصاً من جماعة الشيخ وقد شهد لي بالتقدم في الفن جزاه الله عني خيراً قال: وكنت قد تتبعت أوهامه في كتابه المجمع فبلغني أن ذلك شق عليه فتركته رعاية له. قلت: وكأن مشقته لكونه لم يعلمه هو بل أعلم غيره وإلا فصلاحه ينبو عن مطلق المشقة أو لكونها غير ضرورية بحيث ساغ لشيخنا الإعراض عنها والأعمال بالنيات. وقال البرهان الحلبي أنه كان من محاسن القاهرة ومن أهل الخير غالب نهاره في اشتغال وكتابة مع ملازمة خدمة الشيخ في أمر وضوئه وثيابه ولا يخاطبه إلا بسيدي حتى كان في أمر خدمته كالعبد؛ مع محبته للطلبة والغرباء وأهل الخير وكثرة الاستحضار جداً، وقال التقي الفاسي: كان كثير الحفظ للمتون والآثار صالحاً خيراً، وقال الأقفهسي: كان إماماً عالماً حافظاً زاهداً متواضعاً متودداً إلى الناس ذا عبارة وتقشف وورع انتهى. والثناء على دينه وزهده وورعه ونحو ذلك كثير جداً بل هو في ذلك كلمة اتفاق وأما في الحديث فالحق ما قاله شيخنا أنه كان يدري منه فناً واحداً يعني الذي دربه فيه شيخهما العراقي قال: وقد كان من لا يدري يظن لسرعة جوابه بحضرة الشيخ أنه أحفظ وليس كذلك بل الحفظ المعرفة ورحمه الله وإيانا.
علي بن أبي بكر بن عبد الله بن أبي البركات أحمد نور الدين بن الزين بن الجمال الأشموني ثم القاهري الشافعي ويعرف بابن الطباخ. ولد سنة سبع وسبعين وسبعمائة أو قريباً منه وحفظ القرآن والتنبيه والحلاوي كلاهما في المذهب وألفية النحو وغيرها؛ وعرض على ابن الملقن وغيره وتفقه بالأبناسي والبلقيني وسمع عليه الحديث وبالبدر الطنبدي والولي العراقي وحمل عنه الكثير وبرع في الفقه وأصوله والعربية وسمع الحديث على الزين العراقي والهيثمي والبرهان العداس وابن الكويك والشهاب البطايحي والجمال الحنبلي والشمس الشامي وجماعة. وأجاز له الزين المراغي والجمال بن ظهيرة وطائفة وأذن له غير واحد في التدريس والإفتاء فدرس وأفاد وانتفع به الطلبة وممن أخذ عنه السوهاي والتاج بن شرف وتكسب بالشهادة وولي مشيخة التصوف بمدرسة ابن غراب وكان ابن شرف تلقاها عنه؛ وحدث باليسير قرأت عليه أشياء وكتبت عنه من نظمه، وكان إماماً عالماً خيراً ديناً متواضعاً طارحاً للتكلف على طريقة السلف موصوفاً بالفضيلة بين القدماء مستحضراً لنوادر وحكايات لطيفة منجمعاً عن الناس. مات في ربيع الأول سنة أربع وخمسين رحمه الله وإيانا.
علي بن الزكي أبي بكر بن عبد الرحمن المصري ثم المكي القباني العطار أخو إبراهيم وأحمد وعمر. ممن سمع مني بمكة.
علي بن أبي بكر بن عبد الغني بن عبد الواحد نور الدين أبو الحسن بن الفخر بن نسيم الدين المرشدي المكي شقيق عبد الغني الماضي سبطا القاضي نور الدين علي بن الزين الآتي. ولد في ثامن عشري شعبان سنة إحدى وسبعين وثمانمائة بمكة ونشأ في كفالة أبيه فحفظ القرآن والأربعين النووية وألفية العراقي والكافية في النحو لابن الحاجب والكنز والمختصر الأصلي لابن الحاجب والعمدة في أصولهم والتلخيص وعرض في سنة خمس وثمانين فما بعدها على البرهان بن ظهيرة وولده وأخيه وأبي القسم بن الضياء ويحيى العلمي وعبد المعطي في آخرين واشتغل في الفقه عند إسماعيل الأوغاني وفي العربية عند البدر حسن المرجاني وأكثر من مجالس الجمالي أبي السعود بحيث سمع عليه ابن ماجة والشفا وغيرهما وحضر عندي في المجاورة الرابعة بل قرأ علي اليسير من البخاري ثم لازمني في التي بعدها حتى أكمله ويذكر بمعاملات مع ضبط وربط وقرض ورفض وذكاء وحذق.
علي بن أبي بكر بن عز العرب البكاري المفسر. مات سنة أربع وستين.
علي بن أبي بكر بن علي بن أبي بكر بن عبد الملك المقدسي الكوري. هكذا كتبه بعضهم وصوابه علي بن غازي بن علي وسيأتي.

علي بن أبي بكر بن علي بن أبي بكر محمد بن عثمان نور الدين أو موفق الدين بن الزين أبي المناقب البكري البلبيسي الأصل القاهري الشافعي أخو عبد القادر ومحمد وفاطمة وقريب السراج البلقيني فجدة أمه لأمها هي أخته ويعرف بالبلبيسي ويقال إنها ليست التي بالشرقية وإنما هي لبليبسة بالتصغير قرية من قرى حلب وكذلك رأيته مجوداً في إجازة والده.ولد كما قرأته بخطه في سابع شوال سنة اثنتين وثمانين وسبعمائة بالقاهرة ونشأ بها فحفظ القرآن والعمدة ومختصر الجمع بين الصحيحين للدشنائي والشاطبيتين والمنهاج الفرعي وألفية النحو، وعرض في سنة إحدى وتسعين فما بعدها على البلقيني والأبناسي والعراقي وناصر الدين بن الميلق وبدر الدين القويسنس والكمال الدميري والقراء الثلاثة العسقلاني والفخر البلبيسي الضرير وابن القاصح والشرف عبد المنعم البغدادي الحنبلي وأجازوا له في آخرين منهم الزين القمني والنور التلواني وممن لم يجز كالبدر بن أبي البقاء وولده والتقي عبد الرحمن الزبيري وجود القرآن على أبيه بل أظن أنني سمعت منه أنه قرأ على العسقلاني والفخر الضرير القراءات وحضر دروس البلقيني وولده وابن الملقن والدميري ولازم العراقي في أماليه وغيرها نحو عشر سنين وأثبت اسمه بخطه في بعض مجالس إملاءه وصحب البرهان بن زقاعة فأخذ عنه، وسمع الحديث على غير واحد سوى من تقدم كابن أبي المجد والتنوخي والهيثمي والبلقيني والجمال عبد الله وعبد الرحمن ابني الرشيدي والحلاوي والتاج أحمد بن علي الظريف والنجم إسحاق الدجوي؛ وتنزل في الجهات بل كان نقيب الدروس في غير موضع أحد الصوفية بسعيد السعداء وتكسب بالشهادة وداوم عليها بحيث برع فيها وأكثر من النظر في كتب التواريخ وأيام الناس والحكايات لا سيما كتاب العقد لابن عبد ربه فعلق بذهنه من ذلك جملة، سمعت منه أشياء وعلقت من فوائده ومن ذلك أنه سمع البلقيني يقول لمن يصفه بشيخ الظاهرية قل المدرسة الظاهرية أو البرقوقية، وكان ثقة عدلاً مرضياً متحرزاً في شهاداته وألفاظه ضابطاً متقناً فيما يبديه فكه المجالسة كثير التواضع ولكنه كان ممتهناً لنفسه لا يتحامى الدنس من الثياب ويذكر بغير ذلك. مات في ليلة افتتاح سنة تسع وخمسين وصلى عليه من الغد بجامع الحاكم ودفن بحوش سعيد السعداء رحمه الله وعفا عنه وإيانا.

علي بن أبي بكر بن علي بن محمد بن أبي بكر بن عبد الله بن عمر بن عبد الرحمن بن عبد الله بن يعقوب بن جابر بن سعد بن جرى بن ناشر موفق الدين أبو الحسن بن الرضي بن الموفق بن الجمال اليماني الزبيدي الشافعي ويعرف بالناشري؛ وسقت في نسبه من التاريخ الكبير زيادة على هذا. ولد قبيل فجر يوم السبت منتصف ربيع الأول سنة أربع وخمسين وسبعمائة بزبيد ونشأ بها وحفظ الحاوي وتفقه بأبيه وعمه القاضي أحمد وبالفقيه أبي المعالي بن محمد بن أبي المعالي وكذا أخذ عن عمه محمد بن عبد الله المهذب والمنهاج وعن الجمال الريمي وغيره من أهل زبيد ولقي الجمال الأميوطي والأبناسي والزين العراقي والمراغي ونسيم الدين الكازروني فسمع عليهم ومما سمعه على الأميوطي مشيخته تخريج ابن العراقي بل سمع من العز بن جماعة الأربعين المتباينة له ولقي المجد الشيرازي بعد استقراره في اليمن، وأكثر من الحج والزيارة في شبيبته ثم ولي قضاء حيس في رجب سنة إحدى وتسعين وسبعمائة ثم انفصل عنها واستقر في قضاء زبيد ثم ولي تدريس الأشرفية بها، وحمدت سيرته في ذلك كله وعظمه السلطان بحيث ذكر لقضاء الأقضية في الممالك اليمنية فقال قد تصدقنا به على أهل زبيد فلا نغير عليهم فيه نعم أقامه فيها حين حج المجد الشيرازي سنة اثنتين وثمانمائة عنه نيابة وكذا أعطاه الأشرف تدريس مدرسته بتعز بل كان يطلع الجبال بطلوعه وينزل التهائم بنزوله، وكان حسن الخلق شريف النفس عالي الهمة أديباً لبيباً متواضعاً حسن السيرة ظاهر السريرة ماهراً في الأحكام محبباً عند الخاص والعام كتب بخطه الكثير وبرز في الفنون الزوائد لما أدرك في الروضة من الشرح وفي الشرح من الزوائد والجواهر المثمنات المستخرج من الشرح والروضة والمهمات والثمر اليانع وتحفة النافع تشتمل على فوائد منها ضد الأصح من منهاج النووي أنه من الوجهين أو الأوجه وضد الأظهر على هذين القولين أو الأقوال ومنها ما يحصل في المنهاج من العبارة بالأظهر والخلاف أوجه وعكس ذلك وهو كتاب جليل لا يستغني عنه مدرس المنهاج وطالبه وروضة الناظر في أخبار دولة الملك ناصر ومختصر في زيارة النساء للقبور. مات في عصر يوم الاثنين خامس عشري صفر سنة أربع وأربعين بتعز عن تسعين سنة، وهو ممن أجاز لصاحبنا النجم عمر بن فهد وترجمه الخزرجي في تاريخه وابن أخيه تلميذه العفيف عثمان بن عمر بن أبي بكر بل أرخ وفاته المقريزي.
علي بن أبي بكر بن عمران المكي العطار. كان ذا ملاءة تسبب فيها واستفاد أملاكاً بمكة وسير اءمن وادي نخلة وعمل بعضها للفقراء رباطاً فسكنوها بعد ثبوت الوفقية؛ ومات في سنة إحدى والظن أنه جاز الستين. ذكره الفاسي في مكة.
علي بن أبي بكر بن عيسى العلاء بن التقي الأنصاري المقدسي الحنفي الآتي أبوه ويعرف كهو بابن الرصاص - بمهملات مكسورة ثم مفتوحة. ولد في سنة اثنتين وعشرين وثمانمائة، ومات في يوم الاثنين سادس عشر رمضان سنة اثنتين وثمانين وصلى عليه من الغد ودفن بتربة ماملا بجوار عبد الله البسكري طاهر القدس؛ وكان فاضلاً منجمعاً عن الناس قليل الكلام جيد الخط كتب بخطه كتباً في الفقه والتفسير وغيرهما وخلف والده في مشيخة المدرسة المحمدية وتدريس النحوية كلاهما ببيت المقدس وفي التصديرية بالخليل رحمه الله وإيانا.
علي بن أبي بكر بن محمد بن إبراهيم نور الدين بن الشرف المناوي القاهري الشافعي الأسود أخو عبد الرحيم الماضي. ممن ناب في الحكم وخطب وكان أبح عديم الفضيلة. مات وقد استجاره سبط شيخنا وما علمت لماذا.
علي بن الرضا أبي بكر بن محمد بن عبد اللطيف اليمني ثم المكي الشهير بالرضا أخو السراج عمر. كتب بجدة يسيراً ثم ترك ومات في ربيع الأول سنة اثنتين وتسعين.
علي بن أبي بكر بن محمد بن علي الأشخر وصفه الناشري بالفقيه الصالح ونقل عنه عن جده العلامة الأوحد محمد شيئاً وأن صاحب الترجمة قدم عليهم زبيد سنة أربع وثلاثين.

علي بن أبي بكر بن محمد بن محمد بن علي بن أبي بكر بن أحمد نور الدين التكروري ثم القاهري المالكي وأظنه الذي كان يلقب بالماعز لكونه كان أسمر. ولد سنة أربع وستين وسبعمائة وسمع على ابن أبي المجد والتنوخي والأبناسي والتقي الدجوي والبدر النسابة والحلاوي والسويداوي ومما سمعه عليه الشمائل النبوية في آخرين وتكسب بالشهادة وقتاً وكتب عنه بعض أصحابنا. ومات في أواخر ربيع الأول أو أوائل الذي يليه سنة ثلاث وأربعين بالقاهرة.
علي بن أبي بكر بن محمد بن محمد المناوي - نسبة لمنية بني خصيب - ثم الأزهري الشافعي ويعرف قديماً بابن المحوجب والآن بالأزهري ممن سمع مني بالقاهرة.
علي بن أبي بكر بن محمد بن محمد نور الدين الأنصاري الأنبائي القاهري الشافعي نائب كاتب السر وأخو الشمس محمد الآتي ويعرف بالأنبائي. ولد في ثاني عشر ربيع الأول سنة ثلاث وثمانمائة بالقاهرة ونشأ بها فحفظ القرآن والعمدة والمنهاج والألفية وعرض على جماعة واشتغل قليلاً وخدم بالتوقيع عند المحب بن الأشقر وغيره، ولا زال يترقى حتى صار رأس الجماعة بل نائب كاتب السر كل ذلك مع تواضع وسياسة وبشاشة وحشمة وميل إلى المعروف ومحبة في الفضلاء وربما تردد بعضهم إليه لإقرائه، وقد حج غير مرة منها في صحبة الزيني عبد الباسط بل سافر في سنة آمدرزار مع الأشرف قايتباي بيت المقدس رأيت السبط استكتبه في بعض الاستدعاءات وما علمت لماذا. مات في ثاني عشر جمادى الآخرة سنة اثنتين وثمانين بعد أن تعلل مدة ودفن بالقرافة الصغرى رحمه الله وعفا عنه.
علي بن أبي بكر بن محمد العلاء أبو الحسن بن زرين. كان أبوه سوقياً يلقب زوين فنشأ ابنه في خدمة بعض السوقة ثم انتمى لبعض البريدية وتفقه في المظالم حتى ولي الكشف بالغربية وصار إلى مظالم ومخازن سيما في أيام يشبك الدوادار ثم بعده صرف بخير بك السيفي إينال الأشقر وقد كان في ركب المحمل سنة سبع وتسعين وحصلت منه بهذلة للخطيب الوزيري. ولم يلبث أن مات بمكة في رمضان سنة ثمان.
علي بن أبي بكر بن يوسف بن أحمد بن الخصيب الداراني الدمشقي خادم الشيخ أبي سليمان الداراني. ذكره شيخنا في معجمه وقال: ولد في سنة سبع عشرة وسبعمائة ولم يجد من يعتني به في السماع نعم سمع منتقى من الجزء الثالث من معجم أبي يعلى وجميع تاريخ داريا لأبي علي عبد الجبار بن عبد الله الخولاني على داود بن محمد بن عربشاه وأجاز لي في سنة سبع وتسعين. ومات في حادي عشر المحرم سنة إحدى يعني بداريا بعد أن تغير بأخرة يعني قليلاً وقال في الأنباء روى عن شاكر بن التقي بن أبي اليسر وغيره قال وكان معمراً، وهو في عقود المقريزي.
علي بن أبي بكر نور الدين البويطي ثم القاهري كاتب العليق ووالد المحمدين الشمس وكريم الدين وآمنة أم قاضي الحنابلة البدر السعدي وحاج ملك أم سعد كاتب المماليك أم ابن العجمي. برع في غنون وكان يجتمع مع الزين عبد الرحمن بن السدار والشمس بن عثمان ناظر جامع المارداني وغيرهما من الأستاذين فيتذاكرون ما يعرفونه من الفنون ويستفيد كل منهم من الآخر ما عنده؛ وكان لطيفاً. مات بعد الثلاثين واستقر بعده في كتابة العليق أخو زوجته وزوج ابنته عبد القادر بن أبي بكر البكري البلبيسي الماضي.
علي بن أبي بكر نور الدين الديمي ثم القاهري الصحراوي. حج مع الرجبية وكان إماماً الأمير الركب علان؛ ومات بعد زيارته المدينة النبوية ووصوله مكة بها في ذي القعدة سنة إحدى وسبعين رحمه الله.
علي بن أبي بكر نور الدين الطوخي ثم القاهري التاجر جارنا قديماً ووالد إبراهيم المتوفي قبله مات في أوائل ذي القعدة سنة ثلاث وثمانين بعد أن عمي وأقعد وفجع بولده المشار إليه؛ وكان شديد الحرص زائد الإمساك مع ذكره بمزيد المال عفا الله عنه.
علي بن أبي بكر الأبياري ثم القاهري أحد شهورها المزورين. له ذكر في محمد بن حسن بن إسماعيل.

علي بن بهادر بن عبد الله علاء الدين الدواداري النائب بصفد. كان جواداً ممدحاً عارفاً بالمباشرة دافع عن صفد أيام تمرلنك حتى سلمت من النهب ويقال أنه أحصى ما أنفقه في تلك الأيام فبلغ عشرة آلاف دينار فأكثر بل كان ينفق على الواردين إليها من قبل الكائنة وعلى الهاربين إليه بعدها واستقر بعد ذلك حاجباً بصفد فعمل عليه نائبها سودون الحمزاوي وضربه ضرباً مبرحاً واستأصل أمواله؛ ومات من العقوبة في أواخر سنة أربع وقتل به سودون بعد ذلك قصاصاً كما سبق في ترجمته.
علي بن البهاء بن عبد الحميد بن البهاء بن إبراهيم بن محمد العلاء الزريراني بالنون البغدادي الأصل العراقي المولد ثم الدمشقي الصالحي الحنبلي ويعرف بالعلاء ابن البهاء. ولد تقريباً سنة ثمان عشرة وثمانمائة وقدم الشام في سنة سبع وثلاثين فتفقه بالتقي بن قندس وبالبرهان بن مفلح وعنهما أخذ الأصول، وحج وزار بيت المقدس مراراً ولقيته بصالحية دمشق فسمع معنا على كثيرين بل قرأ الصحيحين على الشمس محمد بن أحمد بن معتوق والنظام بن مفلح وكذا سمع بعض المسند وغيره على ابن الطحان وابن ناظر الصاحبة وابن بردس ومن مسموعه على ابن الطحان مآخذ العلم لابن فارس، وقدم القاهرة في سنة سبع وسبعين وتردد لمدرسي الوقت لتمييز مراتبهم وحضر عندي في مجالس الإملاء وسمع مني وعلى الشهاب الشاوي بعض المسند، وأقام إلى أثناء ذي القعدة من التي تليها ثم توجه بعد أن درس جماعة من الطلبة كالتقي البسطي والسيد عبد القادر القادري وأذن لهما ولغيرهما ونزل في صوفية الخانقاه الشيخونية واستوحش من قاضي المذهب البدر السعدي ومن غيره ولما رجع ناب فيما بلغني عن النجم ابن البرهان بن مفلح في القضاء وما أحببته له ولكن الغالب عليه الصفاء والخير مع استحضار للفقه ومشاركة وكان مجاوراً بمكة في سنة تسعين وأقرأ هناك الفقه.
علي بن جار الله بن زائد بن يحيى السنبسي المكي أخو أحمد الماضي ويعرف بابن زائد. ولد تقريباً سنة اثنتين وثمانين وسبعمائة وأجاز له بعيد ذلك جماعة منهم. مات بمكة في شعبان سنة سبع وثلاثين. أرخه ابن فهد.
علي بن جار الله بن صالح بن أبي المنصور أحمد بن عبد الكريم بن أبي المعالي يحيى بن عبد الرحمن بن علي بن الحسين بن علي بن الحسين بن محمد بن شيبة بن إياد بن عمرو ابن العلاء نور الدين بن جلال الدين الشيباني الطبري الأصل المكي الحنفي أخو أحمد الماضي وأبوهما. ولد في ذي القعدة سنة اثنتين وتسعين وسبعمائة بمكة، ونشأ بها فحفظ القرآن وتلاه للسبع على الشمس الحلبي، وكذا حفظ العمدة والأربعين لليافعي والشاطبيتين وعقيدة النسفي والمنار في أصول الفقه والمختار في الفقه وألفية ابن مالك، وعرضها بمكة وبالقاهرة على جماعة، وسمع على أبيه وابن صديق الأبناسي والزين المراغي والشريف عبد الرحمن الفاسي والجمال بن ظهيرة وأبي اليمن الطبري في آخرين؛ وأجاز له في سنة خمس وتسعين فما بعدها عبد الله بن خليل الحرستاني وأبو بكر بن عبد الله بن عبد الهادي وأحمد ابن أقبرص وفاطمة ابنة المنجا وفاطمة ابنة ابن عبد الهادي وآخرون، وولي قضاء جدة بعد موت أخيه مدة عن قضاة مكة ثم ترك ولزم بيته لا يخرج منه إلا للجمعة والصبح والعشاء. وكان خيراً ساكناً. مات في ظهر الثلاثاء تاسع عشري شوال سنة إحدى وأربعين وصلي عليه بعد العصر عند باب الكعبة ودفن بالمعلاة رحمه الله. ذكره النجم بن فهد في معجمه.
علي بن جسار بن عبد الله بن عمر بن مسعود العمري المكي؛ كان من أعيان القواد العمرة مشهوراً بعقل وخير ووفاء في القول مقدماً عند صاحب مكة أحمد بن عجلان لكونه أخاه لأمه ثم لا زال مرعياً حتى مات في شوال سنة عشرين بالعد من منازل بني حسن ونقل إلى مكة فدفن بالمعلاة وأظنه بلغ الستين أو جازها وخلف عدة أولاد نجباء ودنيا. قاله الفاسي في مكة.
علي بن جعفر المشعري المكي. مات بها في رجب سنة اثنتين وستين أرخة ابن فهد.
علي بن أبي جعفر. في ابن محمد بن أحمد بن عمر بن محمد بن عثمان بن الضيا.

علي بن جمعة بن أبي بكر البغدادي خادم مقام الإمام أحمد كآبائه والخريزاتي هو. ولد سنة خمسين وسبعمائة أو بعدها ببغداد ونشأ بها وتعلم صنائع ثم ساح في البلاد وطوف العراق البحرين والهند وأرض العجم وما وراء النهر ثم حج وطوف البلاد الشامية ثم قدم القدس وسكن به وبالخليل ونابلس ثم قدم القاهرة وسكنها وطوف في ريفها وارتزق بها من صنعة الشريط وجلس لصنعه بحانوت تجاه الظاهرية القديمة وشاع عنه مما شاهده الثقات في سنة أربع وأربعين أن السباع إذا مر بها عليه تأتيه وتتلمس به هيئة المسلمين عليه بحيث يعجز قائدوه عن مرور السبع بدون مجيئه إليه بل وعن أخذه عنه سريعاً إلا إن أذن هو له وتكرر ذلك مدة إلى أن مل الشيخ فصار إذا سمع بالسبع من بعد يقوم ويفر إلى المدرسة أو غيرها رجاء زوال اعتقاد من لعله يعتقده بسبب ذلك، كل ذلك مع سكينته ونوره وكثرة تواضعه وهضمه لنفسه وإظهاره لمن يجتمع به أنه في بركة العلماء ونحو هذا ولا يخلو من قليل بله، وبلغني عنه أنه أخبر أن عم والده واسمه عبد الملك كان يركب السباع. مات في يوم الأربعاء عاشر رمضان سنة ثمان وستين بالقاهرة وكنت ممن تكررت رؤيتي له والتمست أدعيته بل أظن أنني شاهدت صنيع السبع معه رحمه الله وإيانا. علي بن حبيب البوصيري. في ابن آدم بن حبيب.
علي بن حجاج الحريري الدلال. ممن سمع مني بمكة.
علي بن حجاج الوراق أحد فضلاء المالكية. يأتي في أواخر العليين.
علي بن حسب الله الجزار. مات بمكة في جمادى الأولى سنة ثلاث وثمانين.
علي بن البدر حسن بن إبراهيم بن حسين بن عليبة الماضي أبوه وجده وشقيقه إبراهيم وهذا أكثرهما. مات في طاعون سنة سبع وتسعين ولم يكمل العشرين.
علي بن الحسن بن أبي بكر بن الحسن بن علي بن وهاس موفق الدين أبو الحسن الخزرجي الزبيدي اليمني المؤرخ. اشتغل بالأدب ولهج بالتاريخ فمهر فيه شيخنا في معجمه وقال: اعتنى بأخبار بلده فجمع لها تاريخاً على السنين وآخر على الأسماء يعني المسمى طراز أعلام اليمن في طبقات أعيان اليمن وسماه أيضاً العقد الفاخر الحسن في طبقات أكابر أهل اليمن وآخر على الدول. ولقيته بزبيد فطار حتى برسالة أولها: أمتع الله بطلعتك المضية وشمائلك المرضية وحزت خيراً ووقيت ضيراً. وهي طويلة من هذا النمط، وقال في أنبائه: كان ناظماً ناثراً مات في أواخر سنة اثنتي عشرة وقد جاز السبعين ويقال أن جده هو الذي عناه الزمخشري بقوله:

ولولا ابن وهاس وسابق فضله

 

رعيت هشيماً واستقيت مصردا

وهو في عقود المقريزي.
علي بن حسن بن أبي بكر نور الدين النمراوي الخطيب والد البدر حسن ويعرف بابن الطويل. مات في المحرم أو صفر سنة اثنتين وتسعين.
علي بن حسن بن عبد الحاكم بن علي الأجهوري نسبة لأجهور الكبرى بساحل البحر من عمل القليوبية، ثم القاهري الأزهري الشافعي. ولد سنة سبع وثلاثين وثمانمائة بأجهور وتحول إلى القاهرة حين ميز فحفظ القرآن وجوده على الزين طاهر بل تلا عليه لأبي عمرو إلى آخر النحل، والمنهاج وألفية النحو والجرومية والحاجبية وأخذ في الفقه عن الوروري وزكريا وغيرهما وفي النحو والمنطق عن المحب الحنفي القاضي شيخ الجوهرية وكذا قرأ لأبي عمرو إلى آخر النحل، والمنهاج وألفية النحو والجرومية والحاجبية وأخذ في الفقه عن الوروري وزكريا وغيرهما وفي النحو والمنطق عن المحب الحنفي القاضي شيخ الجوهرية وكذا قرأ شرح الشذور على السنهوري والمتوسط على علي بن برد بك ومجموع الكلائي على النور الطنتدائي والكتب الستة مع حل ألفية العراقي على الديمي ثم لازمني في شرح العمدة لابن دقيق العيد وغيره وسمع الحديث على السيد النسابة والتقي الشمني والقلقشندي وغيرهم بالزاوية الحلاوية بقراءة يحيى القباني وتنزل في سعيد السعداء والبيبرسية والجوهرية وغيرها وخطب ببعض المدارس وأقرأ بعض بني بعض الأمراء، وحج وجاور ولازم هناك البرهان بن ظهيرة، وهو عبد صالح له فهم وإحساس.

علي بن حسن بن عجلان بن رميثة بن أبي نمي محمد بن أبي سعيد الحسن بن علي ابن قتادة الحسني المكي أخو إبراهيم وأحمد وبركات وأمه حفيدة مغامس بن رميثة. ولد سنة سبع وثمانمائة تقريباً بمكة ونشأ متعانياً الشجاعة حتى بلغ الغاية وقرأ عنده البخاري مراراً واشتغل بالصرف ولم يلم بالعربية، وولى إمرة مكة عن أخيه بركات في جمادى الأولى سنة خمس وأربعين وسافر إلى مكة في رجبها واستمر إلى أن نقل عنه أعداؤه أشياء أوغروا بها قلب السلطان فقبض عليه وعلى أخيه إبراهيم في آخرين من جماعتهما في شوال سنة ست وأربعين وقدم بهم في البحر إلى الطور فوصلوا القاهرة في ذي الحجة منها فوضعا في برج القلعة، وكتب عنه بعض الفضلاء في ربيع الأول من التي تليها قصيدة طويلة جداً جزلة الألفاظ عذبتها جيدة المعاني ليست بعيدة عن تمكن قوافيها ولكنها فاشية اللحن، منها:

وإن نال العلا قرم بقـوم

 

رقيت علوها فرداً وحيداً

يقول فيها:

وقد جافى كتاب الله صدقاً

 

بقول عز قائله الحـمـيدا

ترى الحسنات نجزيها بخير

 

وبالسيا سـيات سـتـورا

وواعد أن بعد العسر يسراً

 

فلا عز يدوم ولا سعـودا

ثم أن السلطان نقله مع أخيه وجماعة إلى إسكندرية ثم إلى دمياط فمات بها في أوائل صفر سنة ثلاث وخمسين مسجوناً مطعوناً رحمه الله وعفا عنه، وكان حسن المحاضرة ذا ذوق وفهم حتى قيل أنه أحذق بني حسن وأفضلهم وبلغنا أنه تعلم بها طرفاً صالحاً من العربية وعمل هناك قصيدة على وزن بانت سعاد ورويها وقافيتها أجاد فيها.
علي بن الحسن بن علي بن أحمد نور الدين أبو الحسن البشبيشي الأزهري ويعرف بالميسروي لمجاورتهما لبلدة من أعمال الدقهلية. ممن اشتغل يسيراً وتكسب بالشهادة والنساخة وكتب مناسخات البقاعي وغيرها وكان ممن يجتمع عليه لذلك وربما أخذ عني. ومولده في رجب سنة سبع وثلاثين وثمانمائة وحفظ القرآن ومختصر أبي شجاع والرحبية والملحة عند أحمد بن المؤذن أحد أصحاب الخافي ثم قرأ على الشمس بن الفقيه حسن بدمياط بعض المنهاج ولبخاري وغيرهما وتحول إلى القاهرة فنزل الأزهر وقرأ على الشهاب السكندري والزين طاهر وسمع الحديث وخطب وشارك قليلاً.
علي بن حسن بن علي بن بدر النور أبو البقاء وأبو الحسن الباري - نسبة لمحلة بار بالقرب من النحرارية من الغربية كان جده خادم الضريح بها - الأزهري الشافعي المقرئ الضرير ويعرف بأبي عبد القادر وهو بها أشهر. ممن أخذ القراءات عن التاج بن تمرية وطاهر المالكي والنور الحبيبي وعبد الدائم الأزهري وتصدى للإقراء فانتفع به وشهد عليه الأكابر بل وأثبت شيخنا اسمه في القراء بمصر في وسط هذا القرن وكان ضيق العطن خيراً. مات بعد الخمسين أو قريبها.
علي بن حسن بن علي بن سليمان بن سليم نور الدين أبو الحسن البيجوري ثم القاهري الشافعي والد محمد وأخو محمد الآتيين وابن عم إبراهيم بن أحمد بن الماضي. إمام سمع من ابن القارئ وابن أبي المجد الصحيح ومن ابن حاتم الجمعة للنسائي ومن أبي اليمن بن الكويك مشيخة ابن الجميزي وغيرها، وحدث سمع منه الفضلاء، وذكره التقي بن فهد في معجمه وعرض عليه قريبه الشمس محمد بن البرهان شيخ الشافعية المنهاج وكان رفيقاً لابن عمه في الاشتغال. ومات قبل أخيه بمدة.

علي بن حسن بن علي بن محمد بن جعفر العلاء السلماني القريري من قرى حوران. ولد في ذي الحجة سنة ثلاث وستين وسبعمائة وقدم من بلده في سنة سبع وسبعين واشتغل بعمل السكر ثم قرأ القرآن بحلقة إبراهيم الصوفي وسمع الحديث ثم اشتغل بالبادرائية على الشرف بن الشريشي والزهري والقرشي وأخذ عن الشرف الغزي والملكاوي وأكثر عنه بخصوصه وحصل له وظائف ثم بعد الفتنة افتقر وساءت حالته وذهب إلى طرابلس وصفد وناب في الحكم بأعمالها ثم عاد إلى دمشق، وحج غير مرة وجلس في دكان يتجر في الثياب ثم مع الشهود بباب الشامية إلى أن مات وكذا جلس مدة للإقراء وكتب على الفتاوى وأم بالشامية البرانية وكان يقرأ في المحراب جيداً وللناس فيه اعتقاد كبير، ولم نجد له سماعاً على قدر سنه نعم سمع على الكمال أحمد بن علي بن عبد الحق بعض الاستيعاب لابن عبد البر وقال ابن اللبودي أنه سمع من جماعة وحدث سمع منه الفضلاء، ومات في شوال سنة اثنتين وأربعين بدمشق ودفن بمقبرة باب الفراديس. أرخه ابن اللبودي وغيره.
علي بن حسن بن علي بن معين العلاء السنباطي الأصل القاهري الماضي أبوه ويعرف بابن إمام المؤيد. ممن انتمى العلاء بن الصابوني ناظر الخاص وصار يتكلم له في أشياء كالمواريث للحاج وتكرر سفره لذلك وكذا تكرر دخوله الشام له مع عقل وأدب وقد خالطني في السفر لمكة بل رافقني من بطن مر إليها سنة ست وتسعين ثم بلغني أنه استقر في نظر الطور.
علي بن الحسن بن علي نور الدين الدهثوري ممن سمع مني بالقاهرة علي بن حسن بن علي المحلي الهيثمي ثم القاهري القصير خادم الشيخ محمد بن صالح الآتي بين الفقراء ونحوهم بكاتم السر. لازمخدمة المشار إليه وتردد إلى الأكابر وتنزل في بعض الجهات وسمع على بعض الشيوخ بقراءتي بل سمع مني في الإملاء وغيره.
علي بن حسن بن علي الغمري المراكبي أبوه ويعرف بابن خروب. ممن حفظ المنهاج وعرض علي في جملة من الجماعة، وحج واشتغل قليلاً عند الأمين ابن النجار ثم الحليبي وأهدي إليه فولاه الزيني زكريا قضاء منية غمر شركة لفارس ثم لغيره وعد من العجائب.
علي بن حسن بن عمر التلواني. هكذا ساق شيخنا نسبه في تاريخه وصوابه علي بن عمر بن حسن بن حسين وسيأتي.
علي بن حسن بن قاسم بن علي بن أحمد بن الخواجا نور الدين ابن عم الخواجا بدر الدين الملقب بالطاهر الماضي وكذا يلقب هو بها الصعدي اليماني ثم المكي. ولد في أوائل القرن بينبع في قدوم أبويه من القاهرة إلى مكة ونشأ ببلاده وولي في أيام الظاهر يحيى بعض الولايات بزبيد وغيرها وقدم مكة وعمر بها داراً. مات في صفر سنة سبع وخمسين بمكة. أرخه ابن فهد.
علي بن حسن بن محمد بن قاسم بن علي بن أحمد نور الدين بن الخواجا بدر الدين الطاهر الماضي وأخو الجمال محمد الآتي وهو أكبر. ولد سنة ثمان وثلاثين أو في التي قبلها ونشأ فقرأ القرآن عند الشهاب الشوايطي ثم ابن عطيف وصلى به على العادة مرة بعد أخرى ولا أستبعد أن يكون هو وأخوه سمعا على التقي بن فهد وأبي الفتح المراغي وغيرهما وأجاز لهما جماعة باستدعاء ابن فهد ولكنهما لم يتوجها لشيء من هذا، وكان في ظل أبيه وسافر إلى القاهرة في سنة خمس وتسعين مطلوباً فتكلف لعشرة آلاف دينار استدان أكثرها فيما قبل ورجع فدام منكسراً. ومات في أوائل صفر سنة تسع وتسعين عقب أخيه بيسير جداً، وكان كثير التلاوة والطواف والجماعة حتى الظهر الذي قل اعتناء كثيرين من أهل مكة لشهوده جماعة فيما بلغني مع ينتمي للشيخ عبد المعطي مع تقلل كبير وتظلم من أخيه. علي بن حسن الحاضري يأتي في ابن حسين بن علي.
علي بن حسين بن إبراهيم الدمشقي ويعرف بالغزاوي. ممن سمع مني بمكة.

علي بن حسين بن عروة العلاء أبو الحسن المشرقي ثم الدمشقي الحنبلي ويعرف بابن زكنون - بفتح أوله. ولد قبل الستين وسبعمائة ونشأ في ابتدائه حمالاً ثم أعرض عن ذلك وحفظ القرآن وتفقه وبرع وسمع من الكمال بن النحاس والمحيوي يحيى بن الرحبي وعمر بن أحمد الجرهمي والشمسين المحمدين ابن أحمد ابن محمد بن أبي الزهر الطرايفي وابن الشمس بن محمد بن السكندري وابن صديق ومن مسموعه على الثلاثة مسند عبد أنا الحجار في آخرين منهم الشمس محمد بن خليل المنصفي قرأ عليه مسند إمامهما أنابه الصلاح بن أبي عمر والتاج أحمد بن محمد بن محبوب سمع عليه الزهد لإمامه قال أخبرتنا به ست الأهل ابنة علوان وخديجة ابنة محمد بن أبي بكر بن أحمد بن عبد الدائم سمع عليها ابن حبان قالت: أنا ابن الزراد حضوراً في الرابعة وإجازة وكذا سمع على أبي المحاسن يوسف بن الصيرفي ومحمد بن محمد بن داود بن حمزة وجماعة منهم فيما أخبر ابن المحب، وانقطع إلى الله تعالى في مسجد القدم بآخر أرض القبيبات ظاهر دمشق يؤدب الأطفال احتساباً مع اعتنائه بتحصيل نفائس الكتب وبالجمع حتى أنه رتب المسند على أبواب البخاري وسماه الكواكب الدراري في ترتيب مسند الإمام أحمد على أبواب البخاري وشرحه في مائة وعشرين مجلداً طريقته فيه انه إذا جاء لحديث الإفك مثلاً يأخذ نسخة من شرحه للقاضي عياض فيضعها بتمامها وإذا مرت به مسئلة فيها تصنيف مفرد لابن القيم أو شيخه ابن تميمة أو غيرهما رضعه بتمامه ويستوفي ذاك الباب من المغنى لابن قدامه ونحوه كل ذلك مع الزهد والورع الذي صار فيهما منقطع القرين والتبتل للعبادة ومزيد الإقبال عليها والتقلل من الدنيا وسد رمقه بما تكسبه يداه في نسج العبي والاقتصار على عباءة يلبسها والإقبال على ما يعنيه حتى صار قدوة، وحدث سمع منه الفضلاء وقرىء عليه شرحه المشار إليه أو أكثره في أيام الجمع بعد الصلاة بجامع بني أمية ولم يسلم مع هذا كله من طاعن في علاه ظاعن عن حماه بل حصلت له شدائد ومحن كثيرة كلها في الله وهو صابر محتسب حتى مات، وقد ذكره في أنبائه فقال انه كان عابداً زاهداً قانتاً خيراً لا يقبل لأحد شيئاً ولا يأكل إلا من كسب يده وثار بينه وبين الشافعية شر كبير بسبب الاعتقاد. مات في يوم الأحد ثاني عشر جمادى الثانية سنة سبع وثلاثين بمنزله في مسجد القدم وصلى عليه هناك قبل الظهر ودفن ثم وكانت جنازته حافلة حمل نعشه على الرؤوس وكثر الأسف عليه ورؤيت له منامات صالحة كثيرة قبل موته وبعده، وهو في عقود المقريزي رحمه الله وإيانا.
علي بن حسين بن علي بن حسين علاء الدين الدمشقي المكي الماضي أبوه ويعرف كهو بابن مكسب. ممن سمع مني بمكة.
على بن حسين بن علي بن سلامة الدمشقي الشافعي. تفقه بالعماد الحسباني وغيره ودرس بدمشق وكانت له مشاركة في الأدب ونظم متوسط. مات بدمشق في سنة تسع عشرة.
قاله شيخنا في أنبائه.
علي بن حسين - ورأيته في غير موضع بالتكبير - ابن علي نور الدين الحاضري الحنفي. ولد في جمادى الأولى سنة خمس وخمسين وسبعمائة واشتغل وأجاز له العز عبد العزيز بن جماعة وباشر عدة وظائف سلطانية منها شهادة الديوان المفرد رفيقاً للتاج بن كاتب المناخات وأهين في دولة منطاش ونفي ثم عظم لما عاد الظاهر وتولى ابن أخته بيبرس الدوادارية، وكان كثير التودد طلق الوجه حسن العشرة. مات في عشري شعبان سنة اثنتين وثلاثين وقد شاخ ورق حاله، وممن أخذ عنه البدر الدميري؛ وذكره شيخنا في إنبائه باختصار وهو في عقود المقريزي وقال أنه أنشده قال: أنشدني طاهر بن حبيب وذكر من نظمه.
علي بن حسين بن علي الجراحي ثم الدمياطي بواب المعينية بها ممن سمع مني بالقاهرة.

علي بن حسين بن محمد بن حسن بن عيسى بن محمد بن أحمد بن مسلم نور الدين ابن البدر بن العليف المكي الشافعي سبط القطب أبي الخير بن عبد القوي والماضي أبوه وأخوه أحمد. ولد في المحرم سنة ست وأربعين وثمانمائة بمكة وحفظ الأربعين والألفية وغيرهما واشتغل بالفقه والعربية وغيرهما يسيراً عند النور الفاكهي وغيره وربما حضر عند القاضي عبد القادر في العربية وغيرها ولازم ابن يونس في العربية رفيقاً لأبي الليث وسمع على الزين الأميوطي والتقي بن فهد وغيرهما، وقدم القاهرة غير مرة فأخذ عني بها وكذا بمكة والمدينة وقطنها مدة وتولع بالنظم وسمعته ينشد ما كتب به لصاحبنا النجم بن فهد بل امتدحني بأبيات وأكثر من القصائد لأعيان الوقت البعيد بعيد التسعين حين إقامته بالقاهرة سنين وربما يكون فيها البليغ وأخوه أثبت منه عقلاً وفهماً. مات بها بالطاعون في سنة سبع وتسعين رحمه الله.
علي بن حسين بن محمد بن نافع الخزاعي المكي أخو محمد الآتي. ممن سمع مني بمكة.
علي بن حسين بن محمود نور الدين الحسيني البلخي الأصل المكي الشافعي ويعرف بالطيبي. ممن اشتغل قليلاً وقرأ على السوهائي وكذا أخذ عني في مجاورتي الثالثة أشياء منها القول البديع بعد أن كتبه لنفسه ولغيره وجلس بباب السلام شاهداً وفي أيام الثمان ونحوها يكون بجانبه أوراق العمر.
علي بن حسين بن مكي بن جدي الفارسكوري الحائك بها. ولد فيها تقريباً سنة ثمان وعشرين وثمانمائة ونشأ عامياً فولع بالمواليا ولقيته هناك فكتبت عنه منها قوله:

قامة قوامك سما فيها جمـيع الـفـلـك

 

مركبة والقمر وجهك وشعرك حـلـك

والصبح من فرقك الباهي برز في ملـك

 

قاتل جيوش الدجى يا غصن صار وأهلك

إلى غير ذلك مما أثبته في موضع آخر.
علي بن حسين نور الدين المنهلي الأزهري الشافعي ابن عم الزين بن عبد الرحمن الماضي. مات في ربيع الأول سنة إحدى وتسعين.
علي بن حمزة فقيه الزيدية. مات في ربيع الآخر سنة أربع وستين بواسط من وادي مر ودفن هناك. أرخه ابن فهد.
علي بن حيدر شيخ تربة الأعجام بالقرب من تربة تغرى برمش الزردكاش وإمام برقوق نائب الشام كان مات في جمادى الأولى سنة خمس وتسعين.
علي بن خضر بن جمعة التميمي المقدسي الحنفي. ممن أخذ عني بالقاهرة.
علي بن خليل بن رسلان الرملاوي ثم المكي العطار فيها بباب السلام وشيخ أحد الأسباع بها أخذ عن الشهاب بن رسلان وكان شيخاً مقرئاً صالحاً أخذ عنه أبو حامد المرشدي في القراءات وأخذها هو عن والده عمر المرشدي. ومات بمكة في ربيع الأول سنة ثمان وثمانين.
علي بن خليل بن علي بن أحمد بن عبد الله بن محمد نور الدين أبو الحسن القاهري الحكري الحنبلي والد البدر محمد الآتي ويعرف بالحكري. ولد سنة تسع وعشرين وسبعمائة بالحكر خارج القاهرة واشتغل بالفقه وعدة فنون وتكلم على الناس بالأزهر وكان له قبول وزبون وناب في الحكم ثم استقل بالقضاء في جمادى الآخرة سنة اثنتين وثمانمائة بعد صرف الموفق أحمد بن نصر الله بسعي شديد بعد سعيه فيه أيضاً بعد موت أخيه بدر الدين بل بعد موت والدهما ناصر الدين نصر الله ولم يتم له أمر إلي الآن ثم صرف بعد ذي الحجة منها بموفق الدين وعاد الحكري إلى حالته الأولى بل حصل له مزيد إملاق وركبته ديون فكان أكثر أيامه إما في الترسيم وإما في الاعتقاد وقاسى نوعاً من الشدة وأرفده من كان يعرفه من الرؤساء فما اشتدت خلته وصار يستمنح بعض الناس ليحصل له ما يسد به الرمق إلى أن مات وهو كذلك في المحرم سنة ست. قاله شيخنا في رفع الإصر وقال في الإنباء أنه أكثر من النواب وسافر مع العسكر في وقعة تنم يعني مع الناصر فرح، زاد غيره ولم يعرف قبله حنبلي زاد على ثلاثة نواب ومع هذا لم تشكر سيرته، وذكره المقريزي في عقوده ورأيت خطه بالشهادة على بعض القراء في إجازة الجمال الزيتوني سنة إحدى وتسعين عفا الله عنه.

علي بن خليل بن قراجا بن دلغادر علاء الدين الأرتقي التركماني أمير التركمان ببلد مرعش وما والاها وابن أميرهم وأخو الناصري محمد بك الآتي ويعرف بعلي باك. حاصر حلب مرة ونهب القرى التي حولها وأفسد في البر إفساداً كثيراً ثم انهزم وكان تارة يخضع للنواب ويجتمع بهم وتارة يخالفهم وولي نيابة عنتاب في أيام المظفر أحمد سنة أربع وعشرين فلما استقر الأشرف عزله عنها ثم استدعى به إلى مصر فتوجه إليه. ذكره ابن خطيب الناصرية مطولاً، وله ذكر في محمد بن علي بن قرمان ومات في.
علي بن خليل بن محمد بن حسن الحلبي الحنفي. لقيني في ذي الحجة سنة سبع وتسعين بمكة قرأ على البعض من الصحيحين وسمع مني المسلسل وغيره وكتبت له وقال أن مولده تقريباً سنة خمس وستين وثمانمائة بحلب وأنه جود القرآن على أبيه واشتغل في النحو على نصر الله العجمي نزيل حلب والمتوفى بها سنة اثنتين وتسعين وفي الفقه على أبيه المتوفي في المحرم سنة ثلاث وتسعين والمنطق والحكمة والكلام على الشمس محمد بن فخر الدين بن خير الدين الحلبي المتوفي سنة تسع وثمانين والحساب والهيئة والنجوم علي يوسف بن قرقماس الحمزاوي الحلبي أحد الأحباء كل ذلك بحلب وبملطية المعاني والبيان على أحد علمائها التاج إبراهيم المتوفي سنة ست وتسعين، وتميز وشارك في الفضائل؛ وحج قبل ذلك ثم الآن وصله الله سالماً.
علي بن خليل بن مسلم أبو الحسن المسلمي.

علي بن داود بن إبراهيم نور الدين القاهري الجوهري الحنفي الماضي أبوه ويعرف بابن داود وبابن الصيرفي. ولد في رابع عشر جمادى الآخرة سنة تسع عشرة وثمانمائة بالقاهرة ونشأ بها في كنف أبيه وكان صيرفياً في الدولة وزعم أنه حفظ القرآن والعمدة والقدوري وألفية النحو والخزرجية وأنه عرض على النظام يحيى الصيرامي والمحب بن نصر الله الحنبلي ونصر الله وغيرهم وأنه جود في القراءات على الزراتيتي وقرأ في الفقه على ابن الديري والزين قاسم والشمسي ومما قرأ عليه شرحه للنقاية وشرحه لنظم والده النخبة بل قرأ شرحها على مؤلفها شيخنا مع ديوان خطبه وغيره ولازم مجلسه في الإملاء وغيره وصلى شيخنا خلفه بجامع الظاهر وكان قد استقر في خطابته برغبة الشمس الطنتدائي نزيل البيبرسية له عنها وعظم ذلك على كثيرين ولزم الركوب في خدمة شيخنا مع استثقال جماعته لذلك سيما ولده وربما شافهه بما يكون سبباً للانكفاف وكذا قرأ في أصول الدين على الأمين الأقصرائي والشرواني وفي النحو على الأبدي واشتدت عنايته بملازمة الكافياجي في آخرين كالعز عبد السلام البغدادي وابن الهمام وابن قرقماس وقرأ عليه مصنفه الغيث المريع والنواجي وقرأ عليه العروض وتردد لغير هؤلاء وحج وزار بيت المقدس، ودخل دمياط وتنزل في صوفية البيبرسية والبرقوقية بعد أن ناب في خطابتها ولما مات والده بل وفي حياته تكسب بسوق الجوهريين وفي وظيفة المكس به وتعاطيه مع تولعه بالدوران على الشيوخ وابتنى بعض الدور بحكر الشامي ونسخ من بداية ابن كثير ونحوها أشياء في مجلدات يضحك أو يبكي عليه فيها والعجب أنه قرضها له كثيرون، ثم آل أمره إلى أن نفد غالب ما معه واحتاج فناب في القضاء عن ابن الشحنة في سنة إحدى وسبعين وجلس ببعض الحوانيت وصار يكتب الدرر أو الأنباء أو غيرهما من تصانيف شيخنا وغيره ويرتفق بذلك مع مخالطة بعض الرؤساء خصوصاً الزيني بن مزهر وكتب بخطه ما كتبه قاضيه في شرح الهداية وعدة تواريخ ليوسف بن تغرى بردى بل والذيل الذي عملته على رفع الإصر وتردد لي في مجالس الرواية والدراية وكتب علي أشياء ونصب نفسه لكتابة التاريخ فكان تاريخاً لكونه لا تمييز له عن كثير من العوام إلا بالهيئة مع سلوكه لما يستقبح بحيث أمسكه جماعة الوالي وصار الفقهاء والقضاة به مثله وصرف بأمر السلطان مرة بعد أخرى ومات الأمشاطي وهو مصروف فلما استقر ابن عيد لبس عليه حتى ولاه ثم لما تبين له أمره صرفه ولم يوله الذي بعده إلا بعناية القطب الخيضري بل حسن له عمل سيرة الأشرف قايتباي وتوسط في إيصالها له فكان ذلك من المضحكات واستدل من لم يعرف الواسطة بتقديمه على تأخره سيما وقد أخذ له من الملك مبلغاً لزعمه أنه تكلف على نساخته وتوابعه ما استدان أكثره ورحم الله يشبك الدوادار وأنه ليقظته لما علم بحقيقة شأنه بالغ في إبعاده ورام ضربه ومنعته رياسته من استرجاع ما كان أعطاه له حسبما بلغني؛ وبالجملة فهو من سيئات الزمان غني بشهرة سيرته عن مزيد البيان وجهله واضح الظهور وانطراحه لبطنه قاصم للظهور. وكنت قديماً سمعته ينشد لغزاً زعمه لنفسه في علي:

ما اسم ثلاثي أرى

 

لو كان حظي مثله

ثلثاه لي حقـاً يرى

 

وثلثه عـين لـه

ثم لما كثر تردده لي توقفت في كونه يحصل شيئاً وقيل لي أنه يستعين فيما يبديه من ذلك بالقادري والدماصي بواب المؤيدية وغيرهما ممن يبذل له ذلك وأما أنا فعملت له مقامة بعد أخرى للزيني بن مزهر ومع كونه كرر قراءتها علي غير مرة لم يحسن قراءتها عنده ومما نظمه الشهاب الحجازي فيه:

قال ابـن داود الأديب ألـم أكـن

 

فرداً أجيب لأنـت تـابـعـهـم

هلك السموءل وابن سهل وابن إس

 

رائيل قلـت وهـو رابـعـهـم

علي بن داود بن سليمان بن خلد بن عوض بن عبد الله بن محمد بن نور الدين الجوجري ثم القاهري الشافعي خطيب جامع طولون. ممن حضر عند الجلال المحلي وأخذ الفقه عن المناوي وكان للشيخ فيه حسن الاعتقاد والفرائض عن الشهابين الأبشيطي والشارمساحي والعقليات والتصوف عن الشرواني وكان يصفه بالصوفي في آخرين وقرأ على الديمي الترمذي وتميز في فنون وأشير إليه بالفضيلة سيما في العربية والفرائض والتصوف وأخذ عن الفضلاء كالنور الأشموني قاضي دمياط وابن الأسيوطي ثم جحده وكان أخذ عنه عبد القادر بن مغيزل وهو المفيد لترجمته؛ وكتب على ألفية ابن مالك والمطرزية وغيرهما؛ وحج وجاور وأقرأ هناك أيضاً وخطب بالجامع الطولوني وقتاً ثم استقر به الأشرف قايتباي بسفارة تغرى بردى القادري في خطابة مدرسته التي أنشأها بالكبش وإمامتها وكان مع فضيلته صالحاً متعبداً متقللاً قانعاً متودداً ساعياً مع من يقصده ذكر بمحاسن والغالب عليه التصوف. مات عن ثلاث وستين سنة بمقتضى ما بلغني في ليلة جمعة من أواخر سنة سبع وثمانين وصلى عليه بعد الجامع بالجامع الطولوني ثم دفن بالقرافة عند أبي العباس البصير رحمه الله واستقر بعده في الخطابة محمد بن يحيى الطيبي وفي الإمامة الفرياني.
علي بن داود بن علي بن بهاء الدين نور الدين بن الشرف الكيلاني الأصل المكي القادري أكبر بني أبيه. نشأ بمكة وحفظ المنهاج وعرضه وسمع على ابن سلامة وابن الجزري وغيرهما، وتفقه بابن سلامة والشمس الكفيري وأجازاه بالإفتاء والتدريس، وتلا بالعشر على ابن الجزري ودخل صحبته اليمن سنة ثمان وعشرين وناب في قضاء مكة واستقلالاً بجدة سنة خمس وثلاثين ولم يحمد وكان يقول الشعر بحيث كتب عنه من نظمه النجم بن فهد ووالده وذكره في معجمه. مات بعد أبيه بأيام بإسكندرية في سنة اثنتين وأربعين وفي الظن أنه لم يكمل الثلاثين ومن نظمه في الجلال أبي السعادات بن ظهيرة يهنئه بشهر:

شهر عزيز عزه بجلالـكـم

 

جل الذي قد عزكم بجلالكـم

يا أهل مكة هناكم بجلالـكـم

 

جل الجلال جلالكم فجلالكم

صعب العلوم تبينت فجلالكـم

 

جل الشروح جميعها فجلالكم

علي بن داود بن محمد الخواجا العلاء الرومي ثم المكي. مات بها في رجب سنة ست وخمسين ودفن بتربة أعدها لنفسه من المعلاة. ذكره ابن فهد.
علي بن دلغادر. هو ابن خليل بن قراجا. مضى.
علي بن راشد بن عرفة نور الدين العجلاني القائد. ممن عظم عند صاحبي بمكة علي وأبي القسم ابني حسن بن عجلان. مات بمكة في ثالث المحرم سنة ست وستين أرخه ابن فهد.
علي بن رمح بن سنان بن قنا بن ردين نور الدين الشنباري - بضم المعجمة ثم نون ساكنة بعدها موحدة - القاهري الشافعي. سمع من العز بن جماعة وابن القاري وكذا على الخلاطي سنن الدارقطني بفوت وصفوة التصوف لابن طاهر وعلى الشرف بن قاضي الجبل الأول من عوالي الليث بسماعه من التقي سليمان واشتغل بالفقه لازم ابن الملقن دهراً ولكنه لم ينجب وتنزل في صوفية البيبرسية وصار بأخرة يتكسب في حوانيت الشهود فلم يحمد في الشهادة وحدث سمع منه الفضلاء وممن روى لنا عنه التقي الشمني. مات في شهور سنة أربع وعشرين كما أرخه شيخنا بمعجمه ولكنه أرخه في أبنائه بسنة ست وعشرين وتبعه فيها المقريزي في عقوده وقد جاز الثمانين عفا الله عنه.
علي بن رمضان بن علي نور الدين الطوخي القاهري الأزهري الشافعي والد عبد القادر الماضي ويعرف بابن أخت الشيخ مهنا. تكسب بالشهادة بجوار الأزهر وكتب البخاري بخطه الجيد وغيره مات في المحرم سنة سبع وسبعين بعقبة أيلة وهو راجع من الحج ودفن بها وكان توجه في البحر رحمه الله

علي بن رمضان الأسلمي أبوه القاهري ويعرف بابن رمضان. كان حسن الشكالة فخدم الزين الاستادار وغيره كالتقي بن نصر الله فلما ولي جانبك الظاهر بندر جدة في سنة تسع وأربعين استقر به بسفارة ابن نصر الله صيرفياً فظهرت لمخدومه كفايته فحظي عنده وتمول جداً وظلم وعسف وفسق فما عف ولا كف لا سيما حين استقر هو في البندر بسفارة الشهابي ابن العيني فإنه انتمى إليه بعد قتل مخدومه بل تزايد من كل سوء وأنشأ في حارة برجوان داراً كانت مجمعاً للفسق وأخذ مسجداً كان بجانبها فعمله مدرسة. ومات في يوم السبت خامس عشري جمادى الأولى سنة إحدى وسبعين بالمحلة وكان خرج في خدمة الشهابي المذكور إلى السرحة فاعتراه من كثرة الشرب وهو بطنتدا قولنج فتوجه للمحلة ليتداوى وكانت منيته فحمل إلى القاهرة فقبر بها.
علي بن رمضان بن حسن بن العطار. مات في يوم الأضحى سنة ست وتسعين وعن نحو الثمانين وكان شيخ القراء المجودين ممن له نوبة بالدهيشة من القلعة، ذكر لي بخير وعقل وبراعة في فنه مع كونه كان يتكسب في حانوت بالوراقين وكان أبوه عطاراً من أهل القرآن.
علي بن ريحان العيني القائد. مات في المحرم سنة سبع وستين بمكة أرخه ابن فهد.
علي بن ريحان التعكري خال أبي بكر بن عبد الغني المرشدي. ممن أقام بالهند مدة. مات بمكة في المحرم سنة ثمان وسبعين. أرخه ابن فهد أيضاً.
علي بن زكريا بن أبي بكر بن يحيى نور الدين أبو محمد السهيلي ثم القاهري الشافعي والد الشمس محمد الناسخ ويعرف بالسهيلي. ولد في أول سنة أربع عشرة وثمانمائة بمنية سهيل من أعمال مصر وقدم القاهرة في سنة سبع وعشرين فقرأ القرآن والمنهاج الفرعي والأصلي وألفية النحو وأخذ عن البساطي فمن دونه كالونائي والقاياتي وابن حسان ولازمه كثيراً في فنون وكذا لازم الشمني في العقليات نحو خمس عشرة سنة والمحيوي والكافياجي وأخذ الفرائض عن أبي الجود وسمع الحديث على الزين الزركشي وشيخنا وآخرين؛ وحج وجاور مرتين ولازم التحصيل وحصل النفائس من الكتب وفضل لكنه كان بطيء الفهم مع خير وتودد وثروة وعدم تبسط، وقد كثر اجتماعي به في الخانقاه الصلاحية وغيرها وسمعت منه شيئاً من نظمه وليس بذلك. مات في ليلة الثلاثاء عاشر شوال سنة اثنتين وسبعين بعد أن كف وصلي عليه قبل الظهر من الغد بالأزهر رحمه الله وإيانا.
علي بن زكنون. في ابن حسين بن عروة.
علي بن زيد بن علوان بن صبرة بن مهدي بن حريز أبو الحسن اليمني الردماوي الزبيدي بالضم القحطاني. قال فيه شيخنا في أنبائه تبعاً للمقريزي يكنى أبا زيد ويدعى عبد الرحمن أيضاً ولد بردما وهي مشارف اليمن دون الأحقاف في جمادى سنة إحدى وأربعين وسبعمائة ونشأ بها وجال في البلاد ثم حج وجاور مدة وسكن الشام ودخل العراق ومصر وسمع من اليافعي والشيخ خليل وابن كثير وابن خطيب يبروذ وبرع في فنون من حديث وفقه ونحو وتاريخ وأدب وكان يستحضر كثيراً من الحديث والرجال ويذاكر بكتاب سيبويه ويميل إلى مذهب ابن حزم مع كثرة تطوره وتزييه في كل قليل بزي غير الذي قبله وخبرته بأحوال الناس ثم تحول إلى البادية فأقام بها يدعو إلى الكتاب والسنة فاستجاب له حيار بن مهنا والد نعير فلم يزل عنده حتى مات ثم عند ولده نعير بحيث كان مجموع إقامته عندهما نحو عشرين سنة فلما كانت رقعة ابن البرهان وبيدمر وفرط خشي على نفسه فاختفى بالصعيد ثم قدم القاهرة وقد ضعف بصره ومات في أول ذي القعدة سنة ثلاث عشرة بالينبوع؛ وهي في عقود المقريزي بأطول ومن نظمه:

ما العلم إلا كتاب الله والأثـر

 

وما سوى ذاك لا عين ولا أثر

إلا هوى وخصومات ملفـقة

 

فلا يغرنك من أربابها هـذر

فعد عن هذيان القوم مكتـفـياً

 

بما تضمنت الأخبار والسـور

وقد ذكره ابن خطيب الناصرية فقال قدم حلب وأقام بها مدة وسمع بها على الكمال بن العديم ومحمد بن علي بن محمد بن نبهان قال: وكان عالماً بالنحو قرأه بحلب مدة ثم رحل منها ونزل قوص فيما قيل وكان قد اتفق مع جماعة وتكلموا في ولاية الظاهر برقوق فطلبوا فاختفى واستمر مختفياً في البلاد منكراً نفسه حتى مات بالينبوع.
علي بن زيد الصناني المكي البناء مات بمكة في ربيع الآخر سنة ثمان وخمسين.

 

علي بن سالم بن ذاكر المكي الصائغ قريب رئيس المؤذنين بمكة. مات بها في رمضان سنة اثنتين وثمانين ودفن بالمعلاة. أرخهما ابن فهد.
علي بن سالم بن معالي نور الدين المارديني القاهري الشافعي والد المحب محمد الآتي ويعرف بابن سالم. ولد فيما كتبه بخطه سنة تسع وثمانين وسبعمائة تقريباً بنواحي جامع المارداني من القاهرة وكان أبوه زياتاً فنشأ طالباً وحفظ القرآن وكتباً واشتغل بالفقه وأصوله والعربية والفرائض والحساب وغيرها ومن شيوخه البرهان البيجوري والشموس البرماوي والشطنوفي والغراقي والبساطي ولازم الولي العراقي في الفقه والحديث وغيرهما وكذا لازم شيخنا أتم ملازمة وعظم اختصاصه به وقرأ عليه صحيح البخاري في سنة خمس عشرة ثم المسموع من صحيح ابن خزيمة ثم السنن الكبرى للنسائي مع كونه رفيقاً له في أسماعه وسمع عليه شرح النخبة له وغيرها وكان ممن سافر معه في سنة آمد وقرأ عليه شيئاً كثيراً وقدمه للإستملاء عليه بالديار الحلبية وأخذ عن كثير من الشيوخ في تلك الرحلة كالبرهان الحلبي بل سمع قبل ذلك على الشرف بن الكويك والجمال الحنبلي والنور الفوي والزراتيتي وطائفة وبعضه بقراءة شيخنا؛ وحج وناب في القضاء عنه وأهانه الأشرف ظلماً فإنه اشتكى له بسبب حكم فسأله عن الشهود لم لم تكتب أسماءهم في الحكم فقال أنه ليس بشرط فعارضه بعض الحاضرين بحيث كان ذلك سبباً للأمر بضربه خصوصاً وقد كلمه التركي بعد أن كلمه السلطان بالعربي بقصد التقدم بذلك وغفل عن كونه عيباً عندهم فضرب بحضرته وأخذ شاشه وأهين إهانة صعبة فخرج مكسور الخاطر لكونه مظلوماً وكثر التوجع له ولم يكن إلا اليسير وابتدأ بالأشرف توعك موته، واستقر في تدريس الحديث بالجمالية عوضاً عن العز عبد السلام القدسي وبالحسنية عوضاً عن شيخنا وفي الفقه بمدرسة أم السلطان وفي التصدير في الفرائض بالسابقية وولي قضاء صفد استقلالاً في سنة سبع وأربعين ثم انفصل عنه ثم أعيد وتوجه إليها بعد أن رغب عن تدريسي لحديث للنواحي وعن الفقه والفرائض لأبي البركات والهيثمي فأقام بصفد على قضائها حتى مات في العشر الأول من ذي الحجة سنة اثنتين وخكسين ولم يعلم واحد منه وشيخنا بموت الآخر بل كان ممن أوصى إليه شيخنا وغيره رحمهما الله وكتب في وصيته ما عليه من منجمات أصدقاء نسائه وأن يوفي ذلك عنه ففعل ولده ذلك؛ وقد سمعت بقراءته وسمع بقراءتي بل سمعت عليه بمشاركة شيخنا وغيره وكان فاضلاً بارعاً مشاركاً في فنون عارفاً باللسان التركي بحيث عمل قواعد النحو على اللغة التركية حريصاً على الفائدة مديماً للمطالعة خفيف الروح لطيف العشرة كثير التحري في الطهارة والأحكام والتردد في عقد النية بحيث يكاد يخرج من الصلاة وقد أغلظ له شيخنا بسبب ذلك فأخرجه في قالب مجون، واتفق له مع بعض ظرفاء العوام أنه أحرم معه بصلاة المغرب فأطال جداً ثم لما سلم قال له هل غلطت في الصلاة فقال له العامي أنا الذي غلطت بصلاتي معك؛ وقد أوردت في الجواهر وغيرها من تصانيفي من نوادره أشياء، وجمع في الحلم والغضب ومكارم الأخلاق جزءاً قدمه للظاهر. وبلغني أنه كان عمل مقامة للبدري بن مزهر يلتمس فيها لقراء ولده - وكان بديع الجمال - الفقه وأصوله والعربية وغيرها فلم يجبه مع وعده له بأنه إذا برع في هذه الفنون يرغب له عما باسمه من الوظائف لتخيل البدر منه ومنها:

إذا التمر البدري من فيض فضلكـم

 

جنيناه لا بدعاً وما ذاك مـنـكـر

لأنك فرع طاب أصلاً وكـيف لا

 

ترجى ثمار الفضل والأصل مزهر

نقبل الأرض بين يدي المقر العالي مالك رتبة المعالي حائز جواهر الألفاظ الثمينة والنفيس من الدر الغالي مولانا فلان ووقع له من جملة أوصافه المرشد من فضل تنبيهه الحسن إلى منهاج الهداية الحاوي روضة الفضائل التي ليس لها نهاية وهو الذي من حفظ منهاجه وراعاه حصل له من أنواع الخير والكفاية ما كفاه؛ وهو الراوي لفعله حسان الآثار عن سلفه الكرام ذوي الفضل والقبول والراوي لما اتصف من الخير المسموع بالموصول قيامه مع ذوي الحاجات مشهور متواتر ولسان الملحدين بين يديه مقكوع بسيف نطقه الباتر تفرد عن أقرانه بالأقوال المريضة وشذ عنهم بالأخلاق الطيبة الزكية ولا بدع في ذلك لأن أصوله الطيبة كانوا كذلك إلى أن قال: والبرهان عليه ظاهر لأخفاء فيه وقياس هذا الفرع على تلك الأصول جلي لا فارق فيه ثم هو فرع أصل يقاس فرعه الكريم به ولا يقاس لأنه جاز المعاني المفقودة في الخبر وهذه معارضة لذلك القياس وقد نسخ الله بهذا البيت السعيد آثار من عداه فالله يبقيه دائماً سلماً لمن سالمه وعاداه وقيد مبغضه بقيد الخمول وأطلق لسان من آوى إلى هذا البيت السعيد ينشد وبقول:

أصبحت من بعد خمولي الذي

 

قد كان مسموعـاً ومـروياً

أعمل في الأيام ما أشتـهـي

 

لأنني أصـبـحـت بـدرياً

إلى أن قال: ولما تمثل العبد بين يدي سيدي في الزمان الماضي قصد الأعراب عما في ضميره فوجد الوقت غير مضارع للحال المناسب فاختار على السكون بناء الأمر فيه.
علي بن سالم الرمثاوي البهنسي. مات بدمشق في ذي الحج سنة إحدى. أرخه شيخنا في إنبائه.
علي بن سالم الزبيدي. هو الموفق على بن أحمد بن محمد بن سالم مضى.
علي بن أبي سعد الحجر بن عبد الكريم بن أبي سعد بن عبد الكريم بن أبي سعد ابن علي بن قتادة الحسني المكي. مات في ربيع الآخر سنة اثنتين وثمانين بناحية اليمن. أرخه ابن فهد.
علي بن أبي سعد بن محمد بن أبي سعد الشريف الحلي النموي. مات في ليلة الجمعة حادي عشر ربيع الآخر سنة أربع وأربعين وحمل لمكة فدفن بمعلاتها. أرخه ابن فهد أيضاً.
علي بن سعيد بن عقبة المنور مات في مستهل ذي الحجة سنة سبع وستين أرخه ابن فهد علي بن سعيد بن عمر البطيني اليافعي الخراز. جرده ابن فهد.
علي بن سعيد بن محمد بن محمد بن عبد الوهاب بن علي بن يوسف نور الدين ابن الجمال بن فتح الدين أبي الفتح الأنصاري الزرندي المدني قاضيها الحنفي الماضي أبوه وعمه. ولد بعد الأربعين وثمانمائة بطيبة ونشأ بها فحفظ القرآن وأربعي النووي والشاطبية وألفية الحديث والكنز وأصول الشاشي والمنار ومختصر التفتازاني في علم الكلام وألفية ابن مالك وتوضيحها لابن هشام والشافية في الصرف وايساغوجي في المنطق؛ وعرض على جماعة وقرأ على أبيه في الفقه وغيره وعلى حميد الدين العجمي في الفقه فقط وعلى الشهاب الأبشيطي في العربية والمنطق وكذا على السيد شيخ الباسطية المدنية وابن يونس ومحمد بن مبارك فيهما وفي الصرف وعلى السيد مقيل الدين الأيجي في العربية وكذا على ملا محمد سلطان وتلا على الشمس الششتري وعمر النجار القرآن بل تلاه لنافع وأبي عمرو على السيد الطباطبي ثم جمع عليه للسبع إلى براءة وسمع على أبوي الفرج المراغي والكازروني بقراءته وقراءة غيره بل قرأ بالمدينة أيضاً على الأمين الأقصرائي وكذا سمع علي فيها، واستقر في القضاء والحسبة بعد أبيه ثم انفصل عن الحسبة يسيراً بقريبهم علي بن يوسف الآتي، وحلق في المسجد النبوي وقرأ عليه أخوه البخاري، وهو ساكن من بيت قضاء ووجاهة. ودخل القاهرة مطلوباً في سنة سبع وتسعين ولم يلبث أن عاد في البحر بورك فيه.
علي بن سفيان السيد أبو الحسن الحسيني من ذرية الشيخ سفين الأبيني الشهير بالولاية بل جميع أهله أخيار ولكن لاختصاص هذا بعلي بن طاهر قبل استيلائه على اليمن غلب عليه بعد تملكه بحيث صار هو المشار إليه، وحمدت سيرته وابتنى مدرسة عظيمة ورتب فيها دروساً وغيرها ووقف لها وقفاً جيداً وعوجل فقتل شهيداً في معركة بينه وبين العرب سابع المحرم سنة خمس وسبعين ودفن بلا غسل وتأسف ابن طاهر على فقده وظهر له شدة نصحه له وحسن تصرفه وكمال اجتهاده في الأمور فأقر أولاد علي ما بأيديهم. وكان شهماً عاقلاً حازماً كاملاً من رجال الدهر مع تواضع وسكون رحمه الله وعفا عنه.

علي بن سلام. في ابن عبد الله بن محمد بن الحسين بن علي بن إسحاق بن سلام.
علي بن سلامة. فيمن اسم أبيه أحمد بن محمد بن سلامة نسب لجده.

علي بن سليمان بن أحمد بن محمد العلاء المرداوي ثم الدمشقي الصالحي الحنبلي ويعرف بالمرداوي شيخ المذهب. ولد قريباً من سنة عشرين وثمانمائة بمردا ونشأ بها فحفظ القرآن وأخذ بها في الفقه عن فقيهها الشهاب أحمد بن يوسف ثم تحول منها وهو كبير إلى دمشق فنزل مدرسة أبي عمر وذلك فيما أظن سنة ثمان وثلاثين فجود القرآن بل يقال أنه قرأه بالروايات فالله أعلم وقرأ المقنع تصحيحاً على أبي الفرج عبد الرحمن بن إبراهيم الطرابلسي الحنبلي وحفظ غيره كالألفية وأدمن الاشتغال وتجرع فاقة وتقللاً ولازم التقي بن قندس في الفقه وأصوله والعربية وغيرها حتى كان جل انتفاعه به وكان مما قرأه عليه بحثاً وتحقيقاً المقنع في الفقه ومختصر الطوفي في الأصول وألفية ابن مالك وكذا أخذ الفقه والنحو عن الزين عبد الرحمن أبي شعر بل سمع منه التفسير للبغوي مراراً وقرأ عليه في سنة ثمان وثلاثين من شرح ألفية العراقي إلى الشاذ. وأخذ علوم الحديث أيضاً عن ابن ناصر الدين سمع عليه منظومته وشرحها بقراءة شيخه التقي والأصول أيضاً عن أبي القسم النويري حين لقيه بمكة في سنة سبع وخمسين فقرأ عليه قطعة من كتاب ابن مفلح فيه بل وسمع في العضد عليه والفرائض والوصايا والحساب عن الشمس السيلي الحنبلي خازن الضيائية وانتفع به في ذلك جداً ولازمه فيه أكثر من عشر سنين بل وقرأ عليه المقنع في الفقه بتمامه بحثاً والعربية والصرف وغيرهما من أبي الروح عيسى البغدادي الفلوجي الحنفي نزيل دمشق والحسن بن إبراهيم الصفدي ثم الدمشقي الحنبلي الخياط وغيرهما وقرأ البخاري وغيره على أبي عبد الله محمد بن أحمد الكركي الحنبلي وسمع الزين بن الطحان والشهاب بن عبد الهادي وغيرهما، وحج مرتين وجاور فيهما وسمع هناك على أبي الفتح المراغي وحضر دروس البرهان ابن مفلح وناب عنه؛ وكذا قدم بأخرة القاهرة وأذن له قاضيها العز الكناني في سماع الدعوى وأكرمه وأخذ عنه فضلاء أصحابه بإشارته بل وحضهم على تحصيل الإنصاف وغيره من تصانيفه وأذن لمن شاء الله منهم وقرأ هو حينئذ على الشمني والحصني المختصر بتمامه وفي الفرائض والحساب يسيراً على الشهاب السجيني وحضر دروس القاضي ونقل عنه في بعض تصانيفه واصفاً له بشيخنا؛ وتصدى قبل ذلك وبعده للإقراء والإفتاء والتأليف ببلده وغيرها فانتفع به الطلبة وصار في جماعته بالشام فضلاء. وممن أخذ عنه في مجاراته الثانية بمكة قاضي الحرمين المحيوي والحسني الفاسي. ومن تصانيفه الإنصاف في معرفة الراجح من الخلاف؛عمله تصحيحاً للمقنع وتوسع فيه حتى صار أربع مجلدات كبار تعب فيه واختصره في مجلد سماه التنقيح المشبع في تخريج أحكام المقنع والدر المنتقى والجوهر المجموع في معرفة الراجح من الخلاف المطلق في الفروع لابن مفلح في مجلد ضخم بل اختصر الفروع مع زيادة عليها في مجلد كبير وتحرير المنقول في تهذيب أو تمهيد علم الأصول أي أصول الفقه في مجلد لطيف وشرحه وسماه التحبير في شرح التحرير في مجلدين وشرح قطعة من مختصر الطوفي فيه وكذا له فهرست القواعد الأصولية في كراسة والكنوز أو الحصون المعدة الواقية من كل شدة في عمل اليوم والليلة قال أنه جمع فيه قريباً من ستمائة حديث منها الأحاديث الواردة في اسم الله الأعظم والأدعية المطلقة المأثورة قال أنه جمع منها فوق مائة حديث والمنهل العذب الغزير في مولد الهادي البشير النذير وأعانه على تصانيفه في المذهب ما اجتمع عنده من الكتب مما لعله انفرد به ملكاً ووقفاً. وكان فقيهاً حافظاً لفروع المذهب مشاركاً في الأصول بارعاً في الكتابة بالنسبة لغيرها متأخراً في المناظرة والمباحثة ووفور الذكاء والتفنن عن رفيقه الجراعي مديماً للاشتغال والإشغال مذكوراً بتعفف وورع وإيثار في الأحيان للطلبة متنزهاً عن الدخول في كثير من القضايا بل بما يروم الترك أصلاً فلا يمكنه القاضي متواضعاً مصنفاً لا يأنف ممن يبين له الصواب كما بسطته في محل آخر وقد تزحزح عن بلده قاصداً الديار المصرية إجابة لمن حسنه له إما ليكون قاضياً أو مناكداً للقاضي في الجملة أو لنشر المذهب وإحيائه فعاق عنه المقدور فإنه حصل له مرض وهو بجب يوسف وعرج من جله إلى صفد فتعلل بها يسيراً وعاد إلى بلده فنصل منه وأعرض حينئذ عن النيابة بالكلية وذلك قبل موت البرهان بن مفلح بيسير إما لتعلق أمله بأرفع منها

أو لغير ذلك وعلى كل حال فقد استعمل بعد موته ممن لعله فهم عنه رغبة حتى كتب بالثناء على النجم ولد البرهان بحيث استقر بعد أبيه ولعل قصده كان صالحاً. وعلى كل حال فقد حاز رياسة المذهب وراج فيه أمره مديدة وذكر بالانفراد خصوصاً بعد موت الجراعي ثم القاضي واستمر على ذلك حتى مات في جمادى الأولى سنة خمس وثمانين بالصالحية ودفن بالروضة رحمه الله وإيانا.
علي بن سليمان بن أحمد نور لدين الحوشي الفوي الشافعي ويعرف بالحوشي. ولد في سنة تسع عشرة وثمانمائة بفوة ونشأ بها فحفظ القرآن عند الشهاب المتيحي بل وتلاه عليه النافع وابن كثير وأبي عمر ثم بعضه لنافع على البرهان الكركي وحفظ بعض الحاوي والرائية ونحو نصف الشاطبية وجميع الرحبية وتفقه بالمتيحي المذكور وبالبدر بن الخلال، واشتغل بالعربية وغيرها وولى إمامة جامع ابن نصر الله ببلده مدة وخطب ببعض القرى ولقيته ببلده فسمع بقراءتي وأنشد، مخاطباً:

أنعشت بالقرب يا مـولاي أفـئدة

 

إذ كان مرويك العالي لها سنـداً

ومذ حللت كسينا من مـآثـر مـا

 

آثرته حللاً لـم تـنـتـزع أبـداً

وأصبح الكون مفتراً مبـاسـمـه

 

بسنة المصطفى الهادي لكل هدى

وعاد غيهبها نوراً وعسـرتـنـا

 

يسراً وفاقتنا أضحت غنى رغـدا

أكرم بها سنة صحت بلا سـقـم

 

عزيزة الحسن لم تسأم فتبتـعـدا

في أبيات أوردتها مع غيرها مما كتبته عنه في الرحلة وغيرها؛ ورأيته بالقاهرة بعد ذلك. وكان إنساناً حسناً ديناً متواضعاً عفيفاً ذا فضيلة واستحضار. مات بعد أن كف في سنة ست وثمانين على ما يحرر رحمه الله وإيانا.
علي بن سليمان بن عثمان النور الجبرتي المدني الشافعي ممن سمع مني بالمدينة النبوية علي بن سليمان بن يوسف بن أحمد بن عبد الملك واختلف قوله فيمن بعده فمرة قال ابن عبد الواحد بن عبد المنعم بن الشيخ معاني ومرة قال بن عبد المؤمن بن عبد الواحد بن معاني بالنون ابن عبد الواحد بن معاني نور الدين الأنصاري الهوريني التلواني القاهري الشافعي ويعرف بالتلواني. ولد في شوال سنة أربع عشرة وثمانمائة وحفظ القرآن والتنبيه وألفية الحديث والنحو والمنهاج الأصلي واشتغل بالعلم والطلب يسيراً ودار على شيوخ قبلنا قريبا من سنة أربعين ثم معنا يسيراً وترافق مع النفيس أبي الطاهر محمد بن محمد العلوي وضبط الأسماء عند شيخنا مرة وعند غيره ولكنه لم يتميز مع أنه قد قرأ على شيخنا شرح النخبة وغيرها. ومن شيوخه الزين الزركشي والفاقوسي والشرابيشي وابن ناظر الصاحبة وابن بردس وابن أبي التائب، وأجاز له جماعة باستدعاء ابن فهد في ربيع الأول سنة ثلاث وأربعين فما بعدها وباستدعاء غيره آخرون. وحج وزار بيت المقدس وأخذ في كل من المساجد الثلاثة عن بعض المسندين فممن أخذ عنه بمكة أبو الفتح المراغي والتقي بن فهد وأم بالمدرسة المكية ودهراً وسكن بها ثم بنواحيها؛ وصاهر ابن المجدي على ابنته وقرأ عليه في الفرائض والحساب وغيرهما فلما مات استقر في مشيخة الجانبكي ولازم العلم البلقيني وكان قارئ الحديث عليه في رمضان بعد العرياني ثم صحب الدوادار بردبك الأشرفي إينال وتقرر للقراءة عنده في الأشهر الثلاثة ولزم من ذلك تركه القراءة عند البلقيني وكذا ولي بعد ذلك قراءة الحديث بتربة الظاهر خشقدم، وراج أمره بكل هذا قليلاً وناب في القضاء عن البلقيني فمن بعده ثم أضيفت إليه منية ابن سلسيل وغيرها وربما لم يحمد في قضائه. مات غريقاً في العشر الثاني من ربيع الأول سنة ثلاث وسبعين، وكان إنساناً متواضعاً متودداً عاقلاً خبيراً بالعشرة مدارياً ذا أنسة في الجملة بالفن والعلم وربما أقرأ مع مزيد تبجيله لي وقد كتبت عنه مناماً رآه لي أثبته في موضع آخر رحمه الله وعفا عنه.

علي بن سليمان الطيبي. ممن أخذ عن الولي العراقي وكان يدرس بالمهمندارية ويسكن بالبياطرة. قرأ عليه الشمس الفارسكوري الظريف في سنة خمس وأربعين.
علي بن سميط. في ابن محمد بن علي.
علي بن سنان بن عبد الله بن عمر بن مسعود العمري المكي. كان أحد القواد العمرة وزيراً لأحمد بن عجلان. مات سنة خمس أو قريباً منها ذكره الفاسي.
علي بن سنقر العنتابي نقيب الجيش. مات في ربيع الآخر سنة إحدى. أرخه شيخنا في إنبائه.
علي بن سودون العلاء الإبراهيمي القاهري الحنفي نزيل الشيخونية وأحد صوفيتها ويعرف بأبيه. سمع على النور الفوي ختم السيرة الهشامية في رجب سنة عشرين وكذا سمع على الزين الزركشي وغيره ثم لازم شيخنا في شهر رمضان سنين وأخذ عن ابن الهمام وغيره وكتب بخطه الحسن أشياء؛ وكان متوسط الفضيلة محباً في الفائدة ممن يراجعني في أشياء ولا بأس به. مات في يوم الجمعة عاشر ذي القعدة سنة ثمانين وقد قارب السبعين وبيعت كتبه في شهره. رحمه الله وإيانا.
علي بن سودون العلاء اليشبغاوي القاهري ثم الدمشقي الحنفي ويعرف بأبيه. ولد في سنة عشر وثمانمائة تقريباً بالقاهرة، ونشأ بها فقرأ القرآن بالشيخونية عند الشهاب النعماني وحفظ الكنز وقرأ فيه على جماعة منهم السعد بن الديري مع شرح عقيدة النسفي وفي الميقات على ابن المجدي وغيره وفي العروض على الجلال الحصني والشهابين الخواص والأبشيطي في آخرين وسمع على الواسطي المسلسل وبقية مسموعه وعلى الزين الزركشي في مسلم وغيره كل ذلك من لفظ الكلوتاتي بل سمع منه أشياء، وفضل وشارك مشاركة جيدة في فنون، وحج مراراً وسافر في بعض الغزوات وأم ببعض المساجد وتعانى الأدب فبرع وكتبت عنه من نظمه في سنة ثلاث وخمسين ما أثبته في موضع آخر ولكنه سلك في أكثره طريقة هي غاية في المجون والهزل والخراع والخلاعة فراج أمره فيها جداً وطار اسمه بذلك وتنافس الظرفاء ونحوهم في تحصيل ديوانه، ودخل البلاد الشامية فلزم طريقته وقدرت منيته في دمشق يوم الجمعة منتصف رجب سنة ثمان وستين ودفن بمقبرة الفراديس عفا الله عنه ورحمه، ومن نظمه:

أقمار حسن من الأتراك لاذوا بـي

 

إن رمت يا نفس تخليصاً فلا ذوبي

مالت قدودهم تغري لواحـظـهـم

 

واستأسروا كل مطعوم ومضروب

شدوا مناطقهم أرخـوا ذوائبـهـم

 

فلم نزل بين مسلوب وملـسـوب

في أبيات. علي بن أبي سويد بن أبي دعيج بن أبي نمى.

علي بن سيف بن علي بن سليمان النور أبو الحسن بن الزين بن النور بن العلم اللواتي الأصل الأبياري القاهري ثم الدمشقي الشافعي النحوي ويعرف بالأبياري. ولد سنة بضع وخمسين وسبعمائة بالقاهرة ونشأ بغزة يتيماً فحفظ القرآن والتنبيه، ثم دخل دمشق فعرضه على التاج السبكي فقرره في بعض المدارس وقطنها وأخذ عن أبي العباس العنابي وغيره ومهر في العربية وشغل الناس بدمشق وأدب أولاد فتح الدين بن الشهيد وقرأ عليه في التفسير ودرس بالظاهرية نيابة عن أولاده، وسمع من ابن أميلة السنن لأبي داود وجامع الترمذي ومن الكمال بن حبيب سنن ابن ماجة ومسند الطيالسي وفصيح ثعلب ومن شيخه العنابي الصحاح للجوهري وعني بالأصول فقرأ مختصر ابن الحاجب دروساً على المشايخ بعد أن حفظه وأكثر من مطالعة كتب الأدب فصار يستحضر من الأنساب والأشعار والشواهد واللغة شيئاً كثيراً بل فاق في حفظ اللغة مع معرفته بأيام الناس وحسن خطه وكثرة انجماعه وولي خزن كتب السميساطية وتصدر بالجامع الأموي وحصل كثيراً من الوظائف والكتب وتمول بعد أن كان في أول أمره فقيراً مع كونه لم يتزوج قط ولكنه نهب جميع ما حصله في الفتنة اللنكية وبعدها، ودخل القاهرة فأقام بها وحصل كتباً أيضاً ثم عاد إلى دمشق ثم رجع إلى القاهرة فعظمه تمراز وهو يومئذ نائبها وتعصب له في مشيخة البيبرسية بعد موت البدر النسابة فعارضه الجمال الاستادار وانتزعها منه لأخيه شمس الدين البيري ثم قرره في مشيخة الصلاحية المجاورة للشافعي بعد موت الجلال بن أبي البقاء فعارضه الجمال وأخذها أيضاً لأخيه ولكنه عوض تدريس الشافعية بالشيخونية عوض ابن أبي البقاء أيضاً فدرس به يوماً فدرس به يوماً واحداً ثم رغب عنه بمال لشيخنا، واستمر على انجماعه مع حدة في خلقه وحدث في البيبرسية بمروياته الماضي تعيينها. ومما حدث به في سنة سبع وثمانمائة صحيح مسلم رواه عن البدر أبي عبد الله محمد بن علي بن عيسى الحنفي سماعاً بقراءة الشهاب أبي العباس أحمد بن الزين عمر بن مسلم القرشي أنابه أبو الفضل أحمد بن هبة الله بن عساكر بسنده، روى لنا عنه خلق بل قال شيخنا في معجمه: سمعت منه مجلساً من أبي داود وسمعت من فوائده كثيراً وعلقت عنه؛ وفي إنبائه سمعت منه يسيراً، وكان فقير النفس شديد الشكوى وكلما حصل له شيء اشترى به كتباً ثم تحول بما جمعه إلى دمشق فلم يلبث أن مات بها في يوم السبت سابع عشر ذي القعدة سنة أربع عشرة، وأرخه بعضهم في رابع عشر شوال ودفن بسفح قاسيون بالقرب من مغارة الجوع. قال شيخنا: وذكر لنا القاضي علاء الدين خطيب الناصرية أنه قرأ عليه جزءاً جمعه شيخه العنابي في الفعل المتعدي والقاصر وأنه لم يستوعبه كما ينبغي، قال: وذكر أن في الإصبع إحدى عشرة لغة فأنشدته البيت المشهور وفيه عشرة وطالبته بالزائدة فلم يستحضرها مع تصميمه على العدة، وذكر لي أنه جمع جزءاً في الرد على تعقبات أبي حيان لكلام ابن مالك انتهى. وقال أنه قدم حلب في سنة ثلاث وثمانين وسبعمائة مع فتح الدين بن الشهيد قال: وكان إماماً علامة في النحو واللغة لسناً يكتب خطاً حسناً ويتعصب لابن مالك وفي خلقه بعض حدة، وذكره المقريزي في عقوده باختصار رحمه الله وإيانا.
علي بن شاهين نور الدين القاهري الأزهري المالكي. مات في رجب سنة خمس وثمانين، وكان خيراً كثير العبادة والتلاوة والتهجد منقطعاً لذلك مع الاستعانة في معيشته بالنساخة وكذا بتأديب الأبناء وقتاً والمحافظة على وظيفة الصلاحية والبيبرسية، وممن كان يشتغل عنده في الفقه النور السنهوري واللقاني بل أظنه أخذ عمن قبلهما وكان يكثر التردد لي للاستعارة من فتح الباري ونعم الرجل كان رحمه الله.
علي بن شاهين نائب قلعة دمشق. مات بها في ليلة الخميس ثاني عشري رمضان سنة إحدى وتسعين. أرخه ابن اللبودي.
علي بن شرعان - بالمعجمة - بن أحمد بن حسن بن عجلان السيد الحسني المكي. مات بها في المحرم سنة ست وثمانين ودفن بالمعلاة.
علي بن شعبان بن الناصر حسن بن الناصر محمد بن المنصور قلاوون والد الناصري محمد الآتي ويعرف بأمير علي وبابن الأسياد. كان ممن أمره الأشرف بالنزول من القلعة فسكن بولديه في الحسنية مدرسة جدهم وانتعش حين صار ولده من أخصاء الظاهر جقمق ثم إنه فجع بموته وعاش إلى قريب الخمسين أو بعدها عفا الله عنه.

علي بن شكر الحسني حسن بن عجلان المكي أخو بديد الماضي وأحد كبار القواد المتمولين. مات بمكة في ذي الحجة سنة ثمان وخمسين. أرخه ابن فهد.
علي بن شهاب بن علي الشغراوي المنوفي ويعرف بأبيه. ممن سمع مني بالقاهرة.
علي بن شهاب الدين الكرماني ثم القاهري الشافعي نزيل القرافة ويعرف بملا علي. قدم القاهرة وأخذ عن المناوي بقراءته قطعة جيدة من القونوي شرح الحاوي بل حضر تقاسيمه. وزبر ابن الأسيوطي في خلوته فوقه ثم لازم بعده في الفقه الشمس البامي وقرأ على الشرواني شرح الطوالع للأصهابي في أصول الدين ولازمه في غير ذلك وكذا قرأ على التقي الحصني، بل قيل أنه أخذ عن العلاء الحصني والنجم بن حجي، وتميز في الفضائل سيما العقليات وشارك في غيرها، وحج وتنزل في الجهات وأقرأ الطلبة بزاوية نصر الله وغيرها على طريقة حسنة في التواضع والسكون والتودد واستقر بسفارة شيخه العلاء في مشيخة التصوف بالتربة الجانبكية بباب القرافة وسكن بها. وممن أخذ عنه الخطيب الوزيري بل كان يتردد لبني الشرفي بن الجيعان في حياة أبيهم للإقراء. وبلغني تقدمه في السن مع كون لحيته سوداء ولا بأس به.
علي بن الزين صدقة بن يوسف المسيري المؤذن بجامع الغمري في المحلة ويعرف بشبير. ممن سمع مني بالقاهرة.
علي بن صالح بن عبد الله المكي الجوهري نسبة لمولى لهم ممن كان يخدم القاضي أبا السعادات بن ظهيرة. مات في جمادى الآخرة سنة إحدى وستين. أرخه ابن فهد.
علي بن صدقة السكندري التاجر. جاور بمكة سنين ثم عاد من البحر سنة خمس وتسعين ثم رجع إليها في أثناء سنة سبع وتسعين، وزار في التي بعدها وكان في قافلتنا ثم رجع إلى القاهرة ولم يسلم من التعرض له مرة بعد أخرى ولا بأس بظاهره. وهو ابن إبراهيم بن صدفة.
علي بن صلاح بن علي بن محمد بن علي بن أحمد بن الحسين الحسني إمام الزيدية. قال شيخنا في إنبائه: مات سنة تسع وثلاثين وأقيم ولده بعده فمات عن قرب بعد شهر فقام بقصر صنعاء عبد من عبيد الإمام يقال له سنقر وأراد أن يجعلها مملكة بالسوكة فأنف الزيدية من ذلك وثاروا عليه وأقاموا مهدي بن يحيى بن حمزة قريب الإمام وجده حمزة هو أخو محمد جد صلاح، ويقال أن أم الإمام راسلت صاحب زبيد الملك الظاهر تسأله أن يرسل إليهم أميراً على صنعاء ولم نتحقق ذلك الآن.
علي بن صلاح بن محمد نور الدين الحانوتي ثم القاهري الأزهري الحنفي. ولد تقريباً سنة ثلاثين وثمانمائة وهو ممن حفظ القدوري واشتغل قليلاً وحضر إملاء شيخنا وغيره، وتنزل في الجهات وباشر بأماكن وتكسب بالشهادة تجاه أم السلطان. مات في جمادى الثانية سنة خمس وتسعين وكان من سنين أحضر إلى ولده حافظ الدين محمد فعرض علي الكنز وحدود الأبدي وغيرهما رحمه الله.
علي بن صلاح الغزي. ممن قد سمع على قريب التسعين.
علي بن طاهر بن معوضة بن تاج الدين الشيخ أبو الحسن ملك اليمن في عصرنا ويعرف بابن طاهر. ولد في سنة تسع وثمانمائة واستولى على مملكة اليمن مملكة بني رسول بالسيف وكان تملكه عدن في سنة ثمان وخمسين وزبيد في التي تليها وتعز فيما بينهما وملك حصن حب وهو حصن الملك ذورعين من ملوك حمير المعقل الذي ليس في اليمن مثله حضانة ومنعة بعد محاصرته إياه سبع سنين ودوخ العرب وضبط اليمن وأمنت الطرقات وأحيا البلاد بعد خرابها وأحبه الكافة، وكان ملكاً عادلاً شجاعاً عاقلاً وللمعروف باذلاً وعلى الفقراء ونحوهم غيثاً هاملاً، صدقاته ومبراته ومعروفه فوق الوصف. ومن مآثره إحياء المجرى الذي بزبيد بعد خرابها وتجديد جامع بيت الفقيه ابن عجيل مع الوقف عليه ومسجد الدرسة بعدن بعد تزلزله بل زاد فيه وعمل عليها من البساتين والنخيل داخل زبيد وخارجها ما عم الانتفاع به وأنشأ مدرسة بتعز وأخرى ببلده ويقال أنه وقف جميع ما في ملكه من عقار على المسلمين وجعل النظر في ذلك للمتولي من أولاد أخيه. وكان يرسل بألف دينار لفقراء مكة على يد ابن عطيف فلم يحمد في تفرقتها وظهر أثرها عليه. مات في ربيع الثاني سنة ثلاث وثمانين وترجمته عندي أبسط من هذا. ولقبه العفيف عثمان الناشري في ترجمة الطيب بالشيخ شمس الدين وأنه كان للطيب عنده حرمة عظيمة بحيث عاده في مرض موته ومعه الفقيه يوسف الجبائي. علي بن طعيمة. يأتي في ابن محمد بن طعيمة.

علي بن طوعان دوادار قانصوه خمسمائة أمير آخور وأظن والده هو الماضي وأنه قتل في نيابة الكرك سنة ست وخمسين. تقدم عند مخدومه واستبدل الدار العظيمة التي بالقرب من جامع بشتاك وسكنها.
علي بن طيبغا بن حاجي بك العلاء التركماني العنتابي الحنفي. قال شيخنا في أنبائه: كان فاضلاً وقوراً مهر في الفنون وقرره الأشرف برسباي مدرساً وخطيباً بتربته التي أنشأها بالصحراء. مات في طريق الحجاز ودفن بالقرب من الينبوع سنة ثمان وثلاثين.
علي بن عامر بن عبد الله نور الدين المسطيهي ثم القاهري الشافعي والد أحمد الماضي. كان مسناً خيراً تالياً للقرآن ساكناً مديم الجلوس بحانوت التوتة بالمقسم للتكسب، وقد سمع ختم الصحيح على التنوخي والعراقي والأبناسي والغماري وابن الشيخة وأجاز لنا. مات في يوم عيد الأضحى سنة ستين رحمه الله.
علي بن عبادة بن علي بن صالح بن عبد المنعم بن سراج بن نجم بن فضل بن فهد بن عمرو النور بن الزين الأنصاري الخزرجي الزرزائي الأصل القاهري المالكي الماضي أبوه وأخوه أحمد وصاحب الترجمة أكبرهما وأصلحهما. أخذ عن أبيه وغيره واستقر مع أخيه بعد أبيهما في تدريس المالكية بالأشرفية برسباي ثم استقل به بعده؛ وكانت فيه فضيلة في فروع الفقه مع سكون وانجماع وهو أحد صوفية المؤيدية. مات في ذي الحجة سنة سبع وسبعين عن نحو السبعين رحمه الله.
علي بن عباس الحنبلي. رأيته كتب في عرض سنة ثلاث وثمانمائة.
علي بن عبد الحق بن علي الحسني البلقسي شيخها والمتكلم على منى جعفر بلد خانقاه سرياقوس والماضي أبوه. ممن تعرض له بالغرامة غير مرة وبلغني أن من جملة من رافع فيه أخوه بركات وأخذ لأخيه أبي نصر منية حلفا ورسم على صاحب الترجمة لعمل حساب للأماكن الثلاثة.
علي بن عبد الحميد بن علي المغربي الأصل الغزي المولد والمنشأ. اشتغل بالنظم من البحور والفنون فأجاده وحصل له رمد قديم منعه الكتابة؛ وهو القائل:

سار الأحبة قلت لما ودعوا

 

حركت ساكن لوعتي يا بيننا

قالوا تمنى قبل حث ركابنـا

 

فأجبتهم الله يجمع بـينـنـا

كتب عنه من نظمه في سنة ثلاث وثلاثين. ومات بغزة بعد سنة خمسين.
علي بن عبد الحي القيوم بن أبي بكر بن عبد الله بن ظهيرة بن أحمد بن عطية بن ظهيرة القرشي المكي أخو المحب أحمد وعطية وأمهم زبيدية. ولد سنة خمس وثلاثين وثمانمائة وسمع من أبي السعادات بن ظهيرة إحياء القلب الميت أظنه بقراءتي وجلس عند أخيه بجدة شاهداً.
علي بن عبد الرحمن بن أحمد بن رمضان بن موسى البزار ويعرف بابن صلاح. مات في ربيع الثاني سنة سبعين بمكة.
علي بن عبد الرحمن بن أحمد بن يوسف العلاء الموسوي أو الموساوي الدمشقي أحد المنقطعين بها ويعرف بابن عراق. ولد سنة إحدى عشرة وثمانمائة أو قبلها وقد رأيت من قال أنه حضر على عائشة ابنة ابن عبد الهادي في الثالثة سنة إحدى عشرة وثمانمائة الصحيح بفوتين. ومات إما في سنة ست وتسعين أو قبلها بعد أن أخذ عنه بعض الطلبة.
علي بن عبد الرحمن بن أبي بكر بن عبد الله بن ظهيرة ابن عم الماضي قريباً وأمه أيضاً زبيدية مات صغيراً.
علي بن عبد الرحمن بن حسن بن علي بن منصور بن علي العلاء أبو الحسن البغدادي الأصل الغزي الشافعي ويعرف بابن المشرقي نسبة للمشرق ضد المغرب. ممن أخذ عني بالقاهرة بل أخذ ببلده عن الشمس بن الحمصي وغيره وبرع وناب في قضائها ونظم الشعر مع عقل وسكون؛ وكان قد عرض محافيظه علي في جملة الجماعة قبل السبعين ثم لازمني هو وأخوه بعد في الدروس وغيرها وأنشدني من نظمه كثيراً. ومن ذلك مرثية في الشرفي بن الجيعان وكتبها لي بخطه بل ومدحني بأبيات، وهو ممن امتحن في الدولة القايتبائية. مات في ربيع الأول سنة تسع وثمانين وكان له مشهد حافل وكثر الأسف عليه، ومولده كما قاله لي ولده الشمس محمد في سنة خمسين.
علي بن عبد الرحمن بن حسن نور الدين الغيثاوي الصالحي الحريري ويعرف بالصالحي. كتب عنه العز بن فهد قصيدة في الشرف بن عبد الحق القاضي أولها: لو كان حبي عاذلي في ظلمه وقصيدة عجاجة تقرأ على وجوه شتى مذكر ومؤنث جمعية وفردية أولها:

لو عرفتم كلامنا

 

ما جهلتم مقامنا

وأشياء غير ذلك.

علي بن الزين بن عبد الرحمن بن حسين بن حسن بن قاسم الزين المدني الشافعي المؤذن أخو إبراهيم الماضي وأبوهما ويعرف كسلفه بابن القطان. أجاز له في سنة أربع وسبعين وسبعمائة ابن أميلة وابن الهبل والصلاح بن أبي عمر والعماد بن كثير والكمال بن حبيب ومحمد بن علي بن قواليح ومحمد بن عبد الله الصفوي وغيرهم وسمع صحيح مسلم على البدر إبراهيم بن الخشاب وبعضه على الجمال الأميوطي والزين العراقي وعليه سمع صحيح البخاري وكذا عليه وعلى الزين المراغي سنن النسائي وبعضه على الجمال يوسف بن إبراهيم بن البنا والعلم سليمان السقا وأخذ العلم عن العز عبد السلام بن محمد الكازروني أخي الصفي أحمد والد الجمال محمد ومجالس من شرح ألفية العراقي عليه في سنة تسعين بالمدينة. ودرس وممن حضر دروسه في العمدة أبو الفرج المراغي وسمع عليه في مسلم والشفا وعرض عليه بعض محافيظه في سنة تسع عشرة وكذا عرض عليه حفيد شيخه الشمس محمد بن عبد العزيز الكازروني وآخر من علمته عرض عليه النجم عمر بن فهد في سنة أربع وعشرين ولوالده التقي منه إجازة.
علي بن عبد الرحمن بن سليم العسقلاني الأصل الجناني الأزهري أخو الشيخ سليم الماضي. مات قبل أخيه بقليل وكان خيراً. قاله شيخنا في ترجمة أخيه سنة أربعين من أنبائه قال: وأظنه جاز الثمانين رحمه الله.
علي بن عبد الرحمن بن عبد الرزاق بن عبد الكريم بن عبد الله العلاء البارزي الرومي الحنفي نزيل مكة. ولد بعد العشرين وثمانمائة بسنتين أو ثلاث ببلاد الروم ونشأ بها فاشتغل على ابن قاضي خصرشاه والصدر والسراج ويوسف الروميين وغيرهم، ثم ارتحل إلى القاهرة فوصلها في أثناء سنة أربع وأربعين فأخذ عن ابن الديري والأمين الأقصرائي وغيرهما ولازم شيخنا، ثم سافر لمكة مع الرجبية في أثناء سنة سبع وأربعين فأقام برباط ربيع منها إلى أثناء سنة سبعين فتوجه منها إلى القاهرة. ومات بها في طاعون سنة ثلاث وسبعين تقريباً وكان فاضلاً. ذكره ابن فهد.
علي بن عبد الرحمن بن عبد الله بن علي بن عبد المحسن بن جمال الثنا الخواجا نور الدين الشيباني البصري أخو الأمين عبد الله؛ روى عنه قوله:

لما سمعت بمكر اللائمات وقد

 

أعددت متكئاً ناديت أعـنـيه

أيوسف اخرج عليهن الغداة اتل

 

" فذالكن الذي لمتننـي فـيه"

علي بن عبد الرحمن بن علي بن عبد الرحمن بن عمر بن عبد الوهاب القاضي نور الدين أبو الحسن الأنصاري الدمياطي الشافعي أخو التقي محمد لأبيه ويعرف كأبيه بابن وكيل السلطان. ولد في المحرم سنة ثمانمائة وحفظ المنهاج وتفقه بناصر الدين البارزي، وحج وولي قضاء دمياط بعد أبيه. ومات في سابع عشر ذي القعدة سنة ثلاث وأربعين.
علي بن عبد الرحمن بن علي بن عبد الرحمن بن معالي بن إبراهيم نور الدين بن الزين بن العلاء المعري الأصل الحلبي الشافعي ويلقب أبوه كما مضى فيما بلغني بابن البارد. كان نقيب المحب بن الشحنة وفي خدمته مع عقل وفهم وحذق في المباشرة ونحوها ثم تنافرا؛ وولي قضاء الشافعية بحلب وكتابة سرها ونظر جيشها. ومات في شوال سنة ثمانين وأظنه جاز الخمسين أو قاربها رحمه الله وعفا عنه.
علي بن عبد الرحمن بن علي بن نور الدين القمني القاهري الشافعي صهر الزين القمني. قال شيخنا فيما علقته عنه: اشتغل كثيراً وصاهر الزين القمني ثم فارقه وقرأ علي في علوم الحديث وفي العروض ودرس للمحدثين بالبرقوقية وكذا درس في غيرها وكان فاضلاً مشاركاً في عدة فنون. مات في ليلة الجمعة ثامن عشري المحرم سنة ثلاثين واستقر بعده في تدريس الحديث القاياتي رحمه الله وإيانا.
علي بن عبد الرحمن بن محمد بن إبراهيم نور الدين بن الوجيه بن الجمال المرشدي المكي الحنفي الماضي أبوه والآتي جده. ممن اشتغل في الفقه والعربية وغيرهما ولازمني بمكة في شرحي للألفية وغيره رفيقاً لابن الزعيفريني وغيره، ودخل القاهرة وغيرها ولزم الجمالي أبا السعود والتفت إليه وقرأ على الخطيب الوزيري وغيره وفيه فضل مع سكون وعقل وقد حصل له صدع في عصبه انقطع له مدة وصار مشيه بتكليف كان الله له.
علي بن عبد الرحمن بن محمد بن أحمد نور الدين الربعي الرشيدي القاهري الشافعي. قال شيخنا في أنبائه:

إنه اشتغل ولازم البلقيني ثم الدميري، ودرس بعده في الحديث بقبة بيبرس، وكان يقظاً نبيهاً كثير العصبية فاق في استحضار الفقه مع كثرة النقل والمماجنة. مات في رجب سنة ثلاث عشرة وقد جاز الخمسين ودرست بعده بالقبة رحمه الله.
علي بن عبد الرحمن بن محمد بن اسمعيل الشلقامي. يأتي بزيادة محمد بعد جده قريباً.
علي بن عبد الرحمن بن محمد بن عبد الناصر بن تاج الرياسة العلاء بن التقي المحلي ثم الزبيري الأصل القاهري الشافعي الماضي أبوه وأخوه الشهاب أحمد ويعرف بابن الزبيري. اشتغل وحصل ومهر سيما في الفرائض والحساب وناب في الحكم بل درس بعد أبيه بالصالحية والناصرية وكان نزهاً عفيفاً في الأحكام شهماً له هنات وأثرى بعد فاقته من ميراث أخيه فلم يضبطه بل أسرف في إنفاقه كعادته. مات في سنة خمس وعشرين وأرخه بعضهم ظناً في أوائل التي قبلها والأول أثبت.
علي بن عبد الرحمن بن محمد بن محمد بن إسماعيل بن سلطان نور الدين أبو الحسن بن الكمال الشلقامي - بضمتين - ثم القاهري الشافعي. ولد سنة ست وأربعين وسبعمائة تقريباً فإنه كتب بخطه أنه قبل الطاعون بعامين أو ثلاثة، زكان الطاعون سنة تسع وأربعين وتفقه بالبلقيني والأبناسي وبالأسنوي فيما كان يذكره وبه جزم شيخنا في معجمه وبمقتضى ذلك يكون خاتمة من تفقه عنده؛ وأخذ الفرائض عن الكلائي والعربية وغيرها عن جماعة وسمع في سنة ستين على العرضي المجلس الأول من مسند أحمد وانتهى إلى حديث إبراهيم عن علقمة عن عمر كان صلى الله عليه وسلم يسمر عند أبي بكر الليلة الحديث، وكان يذكر أنه سمع على أبي الحرم القلانسي والبهاء بن خليل صحيح البخاري، وولي وظيفة إسماع الحديث في وقف الطنبذي بجامع الأزهر، وتكسب بالشهادة دهراً ولذا كانت بيده الشهادة بديوان الجوالي وبقي من أعيان الشهود بل ناب عن الولي العراقي سنة أربع وعشرين في الحكم بالنحرارية ولكنه لم يتم له فيها أمر ثم استقر في السنة التي تليها في مشيخة الفخرية بين الصورين بعد وفاة رفيقه في الشهادة كان البرهان البيجوري، وكان شيخاً عالماً فاضلاً بارعاً مشاركاً في العربية وغيرها مستحضراً طرفاً من اللغة والأدب عارفاً بالوثائق بحيث وضع فيها كتاباً مفيداً انتفع الناس به في زمنه وهلم جراً؛ كل ذلك مع حسن الشكالة والهيئة والكياسة والمداومة لملازمة حانوت الشهود، وقد حج وجاور بمكة مراراً، وذكره شيخنا في معجمه وتاريخه معاً وأثنى عليه وليس تكرار محمد عنده في نسبه بل هو عند ابن فهد. وقال شيخنا أنه أنشده لنفسه لغزاً لكنه لم يبينه وهو قوله:

سألت عن أحـجـية

 

تسمو كضوء القمر

وهي كقول القـائل

 

إطرح أصول البشر

وتفسيره القمني فإن أطرح مقابل ألق وأصول البشر مني. ورغب في آخر عمره عن الفخرية لابن المرخم وتوقف الواقف في إمضائه فألزمه الكمال بن البارزي بعناية القاياتي بذلك وعمل حينئذ فيها إجلاساً وكذا نزل عن شهادة الجوالي للبرهان السفطي وعن الإسماع للمحيوي الطوخي وتوجه صحبة الحاج فقوي عليه الضعف بحيث عجز عن ركوب المحارة فركب البحر من السويس إلى الينبوع وعجز عن التوجه صحبة الحاج فأقام به حتى رجعوا فعاد في البر معهم فمات قبل دخوله القاهرة في المحرم سنة اثنتين وأربعين، وذكره المقريزي في عقوده باختصار وقال: كان فاضلاً في فنون ممن درس، وقد أخذ عنه جماعة بل قرأ عليه الكلوتاتي البخاري وثنا البدر الدميري بكثير من أحواله وكرهت ما بلغني عنه من مناكدته لرفيقه في الجلوس البرهان البيجوري رحمهما الله وإيانا.
علي بن عبد الرحمن بن محمد المكناسي. ممن سمع مني بالقاهرة.
علي بن عبد الرحمن العلاء الموساوي. فيمن جده أحمد بن يوسف.
علي بن عبد الرحمن نور الدين البدماصي القاهري الشاهد الكاتب المجود جاور بمكة كثيراً. ذكره شيخنا في معجمه وقال أنه كان ماهراً في صناعة الخط تعلمت منه بمكة في سنة ست وثمانين وعاش بعد ذلك وكان يجلس للشهادة في بعض الحوانيت ظاهر القاهرة ويعلم الناس المنسوب. مات سنة اثنتين وذكره في أنبائه باختصار وكذا المقريزي في عقوده وقال: نعم الرجل كان.
علي بن عبد الرحمن نور الدين الصرنجي - بصاد أو سين مهملة ثم راء ساكنة ونون مفتوحة بعدها جيم. قال شيخنا في أنبائه:

سمع صحيح مسلم على ابن عبد الهادي والسنن لأبي داود على عبد العزيز بن عبد القادر بن أبي الدر سمعت منه قديماً وحديثاً وحدث قبل موته بيسير مع النور الأبياري الماضي بالسنن في البيبرسية وكان أحد صوفييها. مات في شعبان سنة ثلاث عشرة. وأما في معجمه فإنه قال: علي بن عبد الله بن عبد الرحمن السرنجي - بالسين - وأنه سمع عليه الأربعين تخريج ابن سعد من مسلم، وهو في عقود المقريزي في علي بن عبد الله بن عبد الله السرنجي.
علي بن عبد الرحمن البيروذي ثم الدمشقي ابن أخي العلامة الشمس بن خطيب يبرود. سمع من بقية أصحاب الفخر وأخذ عن ابن رافع كثيراً وتفقه على عمه وعلى ابن قاضي شهبة وكان يفهم جيداً لكن قال ابن حجي أنه كان مقتراً على نفسه جماعة للمال ولم يتزوج فيما علمت. مات في ذي القعدة سنة تسع بخليص وهو محرم.
علي بن عبد الرحمن الجنائي. مضى فيمن جده سليم.
علي بن عبد الرحمن القمني. فيمن جده علي.
علي بن عبد الرحيم بن محمد بن إسماعيل بن علي بن الحسن بن علي بن إسماعيل العلاء وربما قيل له التقي أبو الحسن القلقشندي المقدسي الشافعي أخو أحمد ووالد إبراهيم الماضيين. ولد سنة أربع وثمانمائة ببيت المقدس وقرأ القرآن على الزين أبي بكر الهيثمي والتنبيه وعرضه على إبراهيم العرابي والحاجبية وعرضها على عمر البلخي وحضر في الفقه عند الزين ماهر وغيره وسمع على إبراهيم بن الشهاب أبي محمود والشمس محمد بن سعيد ويوسف الغانمي ومحمد بن يوسف البازي في آخرين، وتنزل بالصلاحية طالباً ثم معيداً وتكمل له نصف خطابة المسجد الأقصى بعد موت أخيه ولقيته ببيت المقدس فقرأت عليه أشياء وكان خيراً. مات في يوم السبت ثاني ذي الحجة سنة أربع وسبعين رحمه الله.
علي بن عبد السلام بن الشيخ أحمد بن علي بن سيدهم النحريري الشافعي الرفاعي ويعرف بابن حمصيص - بمهملة مفتوحة وصادين مهملتين أولاهما مكسورة. ولد سنة إحدى وثمانمائة بالنحرارية. ومات في أواخر سنة أربع وخمسين بها ظناً.
علي شاه بن الخواجا عبد السلام بن حسن الجرجاني الأصل البحري الشافعي نزيل مكة والآتي شقيقه محمد. شاب سمع على مكة أربعي النووي وغيرها واشتغل قليلاً وهو عاقل لا بأس به.
علي بن عبد السلام بن موسى نور الدين البهوتي الأصل الدمياطي الشلفعي الواعظ الماضي أبوه وأخو الولوي محمد الآتي. ممن ولد تقريباً في سنة سبع وخمسين وثمانمائة بدمياط وحفظ القرآن والنحو النصف الأول وجميع الجرومية واشتغل بالفقه والعربية عند الشهاب البيجوري وغيره وتميز واعتنى بقراءة الحديث ولازمني في أشياء من تصانيفي وغيرها ولقيني بمكة فأخذ عني بها أيضاً وكذا أخذ عن الديمي وتكلم عن الناس ببلده وفي مكة وغيرهما وزار القدس والخليل وأخذ عن الشهاب العميري، والغالب عليه الخير وسلامة الفطرة وأظنه يتولع بالنظم وأخوه أفضل منه.
علي المدعو كمال الدين محمد بن عبد الظاهر الشريف الأخميمي القاهري نزيل البردبكية؛ ممن أخذ عن العلاء الحصني والزيني زكريا؛ وتميز مع خير وعقل وسكون وقد تردد إلي قليلاً.
علي بن عبد العزيز بن أحمد بن محمد بن أبي بكر أبو الحسن بن صاحب المغرب أبي فارس. ولاه ابن أخيه المنتصر أبو عبد الله محمد بن محمد بن أبي فارس بجاية. فلما مات وخلفه أخوه أبو عمرو عثمان امتنع هذا من مبايعته ورأى أحقيته به وساعده فقيه بجاية منصور بن علي بن عثمان فكانت حروب وخطوب آل الأمر فيها إلى. مات سنة خمس وخمسين.
علي بن عبد العزيز بن أحمد بن محمد بن علي التقي بن العز بن الصلاح المصري التاجر الكارمي ويعرف بالخروبي. ذكره شيخنا في أنبائه وقال: من أعيان التجار بمصر حج مراراً وكان ذا مروءة وخير عفيفاً عن الفواحش ديناً متصوناً أوصى بمائة ألف درهم فضة لعمارة الحرم الشريف المكي فعمر بها بعد الاحتراق، قال: وكان والدي قد تزوج أخته وماتت قبله وكان عمي زوج عمته وعمه زوج عمتي فكانت بيننا مودة أكيدة وكان بي براً محسناً شفوفاً جزاه الله عني خيراً. مات في رجب بعيد يوم الخميس ثاني عشرية سنة اثنتين. وقال في ترجمة عمه: إن هذا مات في سنة ثلاث؛ وفيها أرخه المقريزي، وما هنا أشبه وقد أكمل الستين رحمه الله؛ وقال غيره: إنه ولد سنة أربع وأربعين أنه كان هو وأبوه وجده من الأكابر تجار مصر قال:

وهو آخر تجار مصر من الخراربة وخلف مالاً كثيراً ولقبه نور الدين وسمي جده محمد بن أحمد والظاهر أن محمداً والد صاحب الترجمة وأن صاحب الترجمة ابن عم الزكي أبي بكر بن علي بن أحمد بن محمد.
علي بن عبد العزيز بن علي بن عبد العزيز بن عبد الكافي نور الدين بن عز الدين الدقوقي الماضي أبوه وابن أخي الخواجا الجمال محمد الآتي. ممن كان يتجر في السفر لسواكن بل سكنها وولد له بها وكان يتكرر منها لمكة. مات في صفر سنة اثنتين وسبعين بجزيرة سواكن. أرخه ابن فهد.
علي بن عبد العزيز بن عبد الكافي الدقدوقي جد الذي قبله، كان ذا ملاءة جاور بمكة وخلف بها عقاراً وأولاداً. ومات بها في يوم الخميس ثامن ذي الحجة سنة خمس ودفن بالمعلاة. قاله الفاسي في مكة.
علي بن عبد العزيز بن يوسف العلاء الرومي الحلبي نزيل بانقوسا منها ولذا يقال له البانقوسي الحنفي ويعرف باليتيم بالتصغير والتثقيل وبابن فاقرة بفاء ثم قاف مكسورة كعامرة. ولد في ربيع الأول سنة ثمان وخمسين وسبعمائة وسمع على ابن صديق وغيره بل قرأ على الشمس البسقاسي نسبة لمعتق أمه في الفقه وغيره ولازمه وبه انتفع وكذا أكثر عن البرهان الحلبي وكتب بخطه الصحيحين وولي الإمامة والخطابة بجامع العلاء الإستادار ببانقوسا ظاهر حلب، وكان خيراً مديماً للتلاوة والعبادة والقيام بربع القرآن كل ليلة غالباً والصوم منعزلاً عن الناس متعففاً عن وظائف الفقهاء سيما الخير عليه ظاهرة مات قبل سنة خمسين رحمه الله وإيانا.
علي بن عبد الغني نور الدين القاهري المقسي الحنفي السعودي ويعرف بابن عبيد الوقاد. نشأ في خدمة العضد الصيرامي ثم الشمس الأمشاطي وقرأ عليهما وكذا على البدر بن عبيد الله وغيره وأخذ عني في مختصر التركماني في الحديث يسيراً، وتنزل في الجهات وتكسب بالشهادة ثم بالقضاء ولم يكن بالمتصون بل هو إلى أجلاف العوام أقرب مع تقريب الأمشاطي له واعتماده إياه. مات مسموماً فيما قيل في جمادى الثانية سنة تسع وسبعين ودفن بحوش سعيد السعداء وأظنه قارب الخمسين عفا الله عنه فقد كان كبير الهمة ناصح الخدمة عديم الدربة، وترك ابناً فاق أباه في أوصافه وارتقى لأزيد منه.
علي بن عبد الغني النور المنوفي ثم القاهري الحنفي ممن له انتماء للزين خالد الذي كان شيخ سعيد السعداء اشتغل عند الصلاح الطرابلسي وغيره وتميز وناب عن القاضي ناصر الدين الأخميمي وأجلسه بجامع الفكاهين وله أخ اسمه أحمد يجلس عنده شاهداً بل هو كاتب في الوراقين لوفاء بن الجغينماتي وكان ممن فر لمكة في أثناء سنة سبع وتسعين فحج ثم رجع ولا تميز عنده.
علي بن عبد الغني بن عبد الله بن أبي بكر بن عبد الله بن ظهيرة القرشي المخزومي المكي. اشتغل وكان ذكياً. مات في ربيع الثاني سنة ثمان وسبعين بالقاهرة. أرخه ابن فهد.
علي بن عبد القادر بن أبي البركات بن علي أبو البركات بن محيي الدين العقيلي النويري المكي الحنفي. ممن اشتغل بالفقه وأصوله والعربية قليلاً وجل ذلك على الغرباء وسمع مني بمكة وهو دون أبيه في الحمق.
علي بن عبد القادر بن محمد بن محمد بن علي بن شرف تقي الدين أبو الحسن ابن المحيوي الطوخي الأصل القاهري الماضي أبوه والآتي أخوه الكمال محمد وذاك الأكبر. مولده في حادي عشر المحرم سنة خمس وستين بمكة وحفظ القرآن وصلى به والعمدة والمنهاج وألفية النحو، وعرض على جماعة واشتغل يسيراً عند أبيه ثم بعده على الزين عبد الرحيم الأبناسي ولازمه والسنتاوى وهو أحد قراء تقاسيمه وأخذ عني قليلاً في حياة أبيه بالعرض وغيره، خطب أحياناً بالأزهر بل درس بالحسنية شركة لأخيه بعد أن ناب عنه فيها شيخه الأبناسي وهو الذي حسن له مباشرتها وكذا اشترك الأخوان في قضاء طوخ وغيرها واستقر في العقود وجلس بجامع الصالح مع الحنفية وهو أشبه من أخيه.

علي بن عبد القادر بن محمد نور الدين القرافي القاهري النقاش الميقاتي. حضر دروس الولي العراقي وأخذ الميقات والهندسة عن ابن المجدي والنقش عن زوج أمه وبرع في كل منهما وتكسب بالنقش في حانوت بالصاغة وباشر الرياسة بجامع المقسي وبالجمالية الصاحبية وغيرهما كالتربة الأشرفية أينال بل درس الفن ببعض الأماكن وعمل عمدة الحذاقي في العمل في سائر الآفاق اختصره من كتاب له مبسوط في ذلك مع غيرهما من التآليف والأوضاع وانتفع به جماعة وممن أخذ عنه ابنه وعبد العزيز الوفائي. مات وقد أسن في جمادى الثانية سنة ثمانين ودفن بتربة جوار تربة سعيد السعداء عفا الله عنه ورحمه.
علي بن عبد القادر الشريف نور الدين الحسني الشامي الأصل القاهري الأزهري الفرضي الشافعي ويعرف بالسيد الفرضي. ولد في سنة ثمان وثمانمائة تقريباً بالقاهرة ونشأ بها وجلس ببعض حوانيت البز تاجراً كأخواله فنفد ما معه، وسافر إلى الشام ثم عاد فحضر مجالس شيخنا ولازم ابن المجدي في الفرائض والحساب والجبر والمقابلة ونحوها ملازمة كثيرة حتى أنه كما ذكر أخذ عنه قراءةً أو سماعاً أشكال التأسيس في الهندسة وكان يسأله عن كل ما يعسر عليه فهمه فيحققه له ولهذا برع. ولما مات تصدى للإقراء وتقدم في ذلك بحيث كاد أن ينفرد بفني الحساب المفتوح والغبار والجبر والمقابلة والفرائض لعلمه بأصول الفنون المذكورة وطرق أعمالها واستحضاره لذلك بدون تكلف حتى أنه يقرأ مشكلاتها بدون مطالعة ولا مراجعة مع سرعته في التقرير وعدم النهضة لمجاراته فيه إلا من إفراد، وصنف في الفن الأول شرحاً على الوسيلة سماه الفوائد الجليلة في حل الألفاظ الوسيلة في غاية الحسن وفي الفن الثاني شرحاً على المبتكرات لشيخه سماه الفوائد الربانية في شرح المبتكرات الحسابية غاية أيضاً بابه وكتب على مجموع الكلائي شرحاً لم يكلمه سماه عين المسموع في شرح المجموع إلى غير ذلك من بيان أعمال مشكلة وتنبيه على مناقشات مع أصحابها وتقييدات وإيضاحات وغير ذلك مما يقيده بهوامش الكتب لا سيما القالة الثانية من مختصر شيخه في الفرائض والمعرفة لابن الهائم بل كان عنده عليها أوراق كثيرة التمس منه جماعة من الفضلاء إفرادها في تأليف فما تيسر. واشتهر بهذا الفن جداً وقصد بالمناسخات ونحوها من الأعمال المشكلة وكان يأخذ الأجرة على ذلك واحتاج ابن البارزي إلى قسمة بلد فلم يجد من يعملها غيره فأثابه على عمله نحو خمسين ديناراً وكانت له مع ذلك مشاركة ما في الفقه حضر فيه عند القاياتي والونائي وسمع على أولهما من العلوم الآلية إلا أنه لم يتصد لغير ما قدمته بل ولا برع في غيره وقد أخذ عنه الفضلاء كالأبناسي وابن خطيب الفخرية والشرف السنباطي والمجيوي الزفتاوي والمحب بن هشام والقمني بل كان الزين قاسم الحنفي يستمد منه ويراجعه كثيراً ولو ألان كلمته وخفض جانبه وسمح بمعلوماته ولم يشح بها لكان كلمة إجماع ولهذا كان خاملاً فقيراً أجل ما معه وظيفة التصوف بالأشرفية برسباي ولكن كان يبدي أعذاراً والله أعلم بسريرته، وفي آخر أمره حصل له فهر من أمه كان يتسرى بها. وسافر لمكة لقضاء الفرض في البحر فدخلها وهو متوعك وقاسى شدة وباع عامة ما كان صحبته من الكتب أو جلها واستمر متضعفاً حتى حج وزار ورجع إلى وطنه فسلمت عليه وهو مكروب واستمر إلى أن مات في يوم الثلاثاء ثاني عشري ربيع الأول سنة سبعين وصلى عليه في يومه ثم دفن ولم يخلف عاصباً فبيعت تركته بعد يومين ولم يوجد فيها شيء من كتب فنونه، وقيل أنه كان يقول أنه باعها بمكة ولست أقبل منه ذلك بل عندي أنها إن لم يكن أوصى بها لأحد فقد اختلست، واستقر بعده في الأشرفية السنباطي أحد جماعته ورأيت بخطه نسخة بشرح ألفية العراقي انتهى من نسخها في سنة أربع وخمسين رحمه الله وعفا عنه وإيانا.
علي بن عبد الكريم بن إبراهيم بن أحمد نور الدين بن كريم الدين المصري الحنبلي الكتبي الماضي أبوه ويعرف بابن عبد الكريم. سمع على التنوخي والأبناسي وابن حاتم وابن الخشاب وابن الشيخة والمجد إسماعيل الحنفي والشهاب الجوهري في أخرة، وذكره شيخنا في أنبائه فقال أنه كان عارفاً بالكتب وأثمانها ولكنه تشاغل عن التكسب بها غالباً بغيرها بل ناب في الحكم مدة ثم ترك. ومات بعد أن تعلل عدة سنين في سنة اثنتين وقد قارب السبعين أو جاوزها.

علي بن عبد الكريم بن أحمد بن عبد الظاهر إمام الدين الكناني المنزلي الشافعي قاضيها وابن قضاتها ويعرف بابن عفيف الدين. كان وجيها في تلك الناحية ذا صيت تام بحيث لا يقنع بغيره بعيداً عن الرشوة مع مزيد الكرم والعقل التام والمداراة ودربة في الأحكام وفي الآخر ترك القضاء لولده أصيل الدين محمد ولم ينفك عن المطالعة وكتب العلم بل حفظ في صغره المنهاج وقرأ على الفرياني وآخر من نمطه يسمى عبد الباسط. ومات في يوم الثلاثاء سادس صفر سنة سبع وثمانين وقد قارب الثمانين ولم يخلف بعده في تلك النواحي مثله رحمه الله وإيانا.
علي بن عبد الكريم بن أحمد بن عطية بن ظهيرة نور الدين أبو الحسن القرشي المكي أخو أبي عبد الله محمد وأمه أم كمال ابنة ابن عبد المعطي سمع من العلائي والشيخ خليل المالكي والجمال محمد بن أحمد بن عبد المعطي وأجاز له العز بن جماعة وما ظنه حدث بل ولا أجاز. مات في سنة ست بمكة وقد بلغ السبعين أو قاربها سامحه الله وإيانا.
علي بن عبد الكريم بن علي بن عبد الكريم بن أحمد بن عطية بن ظهيرة القرشي حفيد الذي قبله وأمه زبيدية. بيض له ابن فهد.
علي بن عبد الكريم بن محمد بن محمد بن علي بن عبد الكريم بن دليم زين العابدين بن جلال الدين القرشي الزبيدي البصري نزيل مكة والتاجر ابن التاجر. ولد في ذي الحجة سنة ست وعشرين بهرموز. ونشأ بها فحفظ القرآن وهو ابن إحدى عشرة ثم سافر منها إلى مكة في أحد الجمادين سنة سبع وثلاثين واستوطنها حتى مات بها في سلخ شعبان سنة سبعين. أرخه ابن فهد. قال: ورأيت له تعليقاً بخطه فيه وقائع وحوادث ومواليد ووفيات متعلقة بمكة.
علي بن عبد الكريم الكتبي. فيمن جده إبراهيم بن أحمد.
علي بن عبد اللطيف بن أحمد بن محمد بن محمد بن محمد بن عبد الرحمن نور الدين الحسني الفاسي المكي الحنبلي إمام مقام الحنابلة بمكة. ولد في شوال سنة اثنتين وسبعين وسبعمائة قبل موت أبيه بيسير واستقر عوضه في الإمامة المشار إليها وناب عنه فيها عمه الشريف أبو الفتح الفاسي سنين إلى أن تأهل فباشر بنفسه حتى مات في جمادى الآخرة سنة ست بزبيد من بلاد اليمن ودفن بمقابرها وكان قد سمع على النشاوري وابن صديق وغيرهما واشتغل بالعلم مع خير. ذكره الفاسي في مكة.
علي بن عبد اللطيف بن محمد بن علي بن سالم الزبيدي الأصل المالكي. ولد بها ونشأ فسمع فيما أحسب على النشاوري وغيره وتعب بعد موت والده لقلة ما بيده. ومات بمكة في ربيع الأول سنة اثنتي عشرة عن نحو الثلاثين. ذكره الفاسي أيضاً.
علي بن عبد اللطيف البرلسي ثم السكندري التاجر أخو محمد الآتي. مات بمكة في مستهل شوال سنة سبع وثمانين وخلف أولاداً وشيئاً كثيراً، وكان قد ابتنى برشيد بيتين وصهريجاً تعلوه مدرسة لطيفة وبجدة داراً هائلة لم يكملها ويقال أنه كان بعيداً عن الخير قائماً مع نفسه مع تقصيره في أمور ديانته سامحه الله.

 

علي بن عبد الله بن أحمد بن أبي الحسن علي بن عيسى بن محمد بن عيسى نور الدين أبو الحسن بن الجمال الحسني السمهودي القاهري الشافعي نزيل الحرمين والماضي أبوه وجده ويعرف بالشريف السمهودي. ولد في صفر سنة أربع وأربعين وثمانمائة بسمهود ونشأ بها فحفظ القرآن والمنهاج ولازم والده حتى قرأ عليه بحثاً مع شرحه للمحلي وشرح البهجة لكن النصف الثاني منه سماعاً وجمع الجوامع وغالب ألفية ابن مالك بل سمع عليه جل البخاري ومختصر مسلم للمنذري وغير ذلك، وقدم القاهرة معه وبمفرده غير مرة أولها سنة ثمان وخمسين ولازم أولاً الشمس الجوجري في الفقه وأصوله والعربية فكان مما قرأ عليه جميع التوضيح لابن هشام والخزرجية مع الحواشي الأبشيطية وشرحه للشذور والربع الأول من شرح البهجة للولي وشرح شيخه المحلي للمنهاج قراءة لأكثره وسماعاً لسائره مع سماع غالب شرح شيخه أيضاً لجمع الجوامع بل قرأ بعضهما على مؤلفهما مع سماع دروس من الروضة عليه بالمؤيدية وأكثر من ملازمة المناوي وكان مما أخذه عنه تقسيم المنهاج مرتين بفوت مجلس أو مجلسين في كل منهما لكنه تلفق له منهما معاً والتنبيه والحاوي والبهجة بفوت يسير في كل منهما وجانباً من شرح البهجة ومن شرح جمع الجوامع كلاهما لشيخه وقطعة من حاشيته على أولهما، ومما كتبه على مختصر المزني في درس الشافعي وعلى المنهاج في درس الصالحية ومما قرأه عليه بحثا قطعة من شرح ألفية العراقي ومن بستان العارفين للنووي وبجامع عمر وجميع الرسالة القشيرية وسمع عليه المسلسل بشرطه والبخاري مراراً بأفوات وقطعة من مسلم ومن مختصر جامع الأصول للبارزي ومن آخر تفسير البيضاوي وألبسه خرقة التصوف وقرأ على النجم بن قاضي عجلون بعض تصحيحه للمنهاج وعلى الشمس البامي قطعة من شرح البهجة مع حضور تقاسيمه في المنهاج وعلى الزين زكريا شرح المنهاج الأصلي للأسنائي وغالب شرحه على منظومة ابن الهائم في الفرائض وعلى الشمس الشرواني شرح عقائد النسفي للتفتازاني بل سمعه عليه ثانية وغالب شرح الطوالع للأصفهاني وسمع عليه الإلهيات بحثاً بمكة وقطعة من الكشاف وغالب مختصر سعد الدين على التلخيص وشيئاً من المطول ومن العضد شرح ابن الحاجب ومن شرح المنهاج الأصلي للسيد العبري وغير ذلك؛ وحضر عند العلم البلقيني من دروسه في قطعة الأسنائي وعند الكمال إمام الكاملية دروساً وألبسه الخرقة ولقنه الذكر وقرأ عمدة الأحكام بحثاً على السعد بن الديري وأذن له في التدريس هو والبامي والجوجري وفيه وفي الإفتاء الشهاب الشارمساحي بعد امتحانه له في مسائل ومذاكرته معه وفيهما أيضاً زكريا وكذا المحلي والمناوي وعظيم اختصاصه بهما وتزايد مع ثانيهما بحيث خطبه لتزويج سبطته وقرره معيداً في الحديث بجامع الولوي وفي الفقه بالصالحية وأسكنه قاعة القضاة بها وعرض عليه النيابة فأبى ثم فوض إليه حين رجوعه مرة إلى بلده مع القضاء حيث حل النظر في أمر نواب الصعيد وصرف غير المتأهل منهم فما عمل بجميعه، ثم إنه استوطن القاهرة مع توجهه لزيارة أهله أحياناً إلى أن حج ومعه والدته في ذي القعدة سنة سبعين في البحر وكاد أن يدرك الحج فلم يمكن؛ وجاور سنة إحدى بكمالها وكنت هناك فكثر اجتماعنا وكتب بخطه مصنفي الابتهاج وسمعه مني وكذا سمع مني غيره من تصانيفي؛ وكان على خير كثير وفارقته بمكة بعد أن حججنا ثم توجه منها إلى طيبة فقطنها من سنة ثلاث وسبعين ولازم وهو فيها الشهاب الأبشيطي وحضر دروسه في المنهاج وغيره، وسمع جانباً من تفسير البيضاوي ومن شرح البهجة للولي وبحث عليه توضيح ابن هشام بل قرأ عليه من تصانيفه شرحه لخطبة المنهاج وحاشيته على الخزرجية وأذن له في التدريس وأكثر من السماع هناك على أبي الفرج المراغي بل قرأ على العفيف عبد الله بن القاضي ناصر الدين صالح أشياء بالأجايز وألبسه خرقة التصوف بلباسه من عمر العرابي وكذا كان سمع بمكة على كمالية ابنة محمد بن أبي بكر المرجاني وشقيقها الكمال أبي الفضل محمد والنجم عمر بن فهد في آخرين وبالقاهرة على سوى من تقدم ختم البخاري مع ثلاثياته بقراءة الديمي على من اجتمع من الشيوخ بالكاملية بل قرأ على النجم بن عبد الوارث في منية ابن خصيب شيئاً من الموطأ ومن الشفا وأجاز له جماعة ولم يكثر من ذلك وصاهر في المدينة النبوية بيت الزرندي فتزوج أخت محمد بن

عمر بن المحب ولها محرمية بالنجم بن يعقوب ابن أخي زوجها ثم فارقها وتزوج أخت الشيخ محمد المراغي ابنة الشيخ أبي الفرج وفارقها بعد موت أخيها، وانتفع به جماعة من الطلبة في الحرمين؛ وصنف في مسئلة فرش البسط المنقوشة رداً على من نازعه وقرضه له أئمة القاهرة وكذا عمل للمدينة النبوية تاريخاً تعب فيه قرضه له كاتبه والبرهان بن ظهيرة وقرئ عليه بعضه بمكة وكذا ألف غير ما ذكر ومن ذلك الكتابة على إيضاح النووي في المناسك، والتمس من صاحبنا النجم بن فهد تخريج شيء مما تقدم له ففعل وعظمه في الخطبة وزاد ومات قبل إكماله فبيضه ولده متمماً لما أمكنه فيه وقدم من المدينة إلى مكة في رمضان سنة ست وثمانين رفيقاً لابن العماد قبل وقوع الحريق بالمدينة فسلم من هذه الحادثة ولكن احترقت جميع كتبه وهي شيء كثير، وسافر إلى القاهرة في موسمها رفيقاً للمذكور أيضاً فدخلاها ولقي السلطان فأحسن إليه بمرتب على الذخيرة وغيره بل ووقف هو وغيره على المدينة كتباً من أجله ورسم بسعايته بسد السرداب المواجه للحجرة الشريفة والمتوصل منه لدور العشرة لما كان يحصل فيه من الفساد مع معاكسة ابن الزمن له فيه وكانت المصلحة في سده، وشهد موت ابن العماد ثم سافر لزيارة أمه فما كان بأسرع من موته بعد لقائه لها ثم توجه فزار بيت المقدس وعاد إلى القاهرة ثم إلى المدينة ثم إلى مكة فحج ثم رجع إلى المدينة مستوطناً مقتصراً على إماء وابتنى له بيتاً؛ ولقيته في كلا الحرمين غير مرة وغبطته على استيطانه المدينة وصار شيخها قل أن لا يكون أحد من أهلها لم يقرأ عليه واستقر به الأشرف بعناية البدري أبي البقاء في النظر على المجمع بمدرسته وما به من الكتب التي أوقفها فيه وصار المتكلم في مصارف المدرسة المزهرية فيها مع الصرف له من الصدقات الرومية كالقضاة وذلك مائة دينار وربما تنقص وما أضيف إليه من التدريس مما وقفه ملك الروم وانقياد الأمير داود بن عمر له في صدقاته لأهل الحرمين حين حج بل واشترى من أجله كتباً وقفها وكذا انقاد له ابن جبر وغيره في أشياء هذا لما تقرر عندهم من علمه وتدينه ومع ذلك فهو يتكسب بالبيع والشراء بنفسه وبمندوبه وربما عامل الشريف أمير المدينة، وبالجملة فهو إنسان فاضل متفنن متميز في الفقه والأصلين مديم العمل والجمع والتأليف متوجه للعبادة وللمباحثة والمناظرة قوي الجلادة على ذلك طلق العبارة فيه مغرم به مع قوة نفس وتكلف خصوصاً في مناقشات لشيخنا في الحديث ونحوه وربما أداه البحث إلى مخاشنة مع المبحوث معه وقد ينتهي في ذلك لما لا يطيق بجلالته ويتجرأ عليه من لم يرتق لوجاهته ولو أعرض عن هذا كله لكان مجمعاً عليه وعلى كل حال فهو فريد في مجموعه ولأهل المدينة به جمال والكمال لله. ولا زالت كتبه ترد علي بالسلام وطيب الكلام. وفي ترجمته من تاريخ المدينة والتاريخ الكبير والمعجم زيادة على ما هنا من نظم وغيره، ومما كتبته عنه من نظمه:

ألا إن ديوان الصبـابة قـد سـبـا

 

بما صب من حسن الصناعة إن سبا

نفوساً سكارى من رحيق شـرابـه

 

وألحاظ صب من صبابته صـبـا

علي بن عبد الله بن إسماعيل بن عبد القادر الديروطي. يأتي قريباً بدون إسماعيل.
علي بن عبد الله بن سنقر الحاج علاء الدين الحلبي. ممن سمع مني بالقاهرة.
علي بن عبد الله بن عبد الرحمن. في ابن عبد الرحمن الصرنجي.
علي بن عبد الله بن عبد العزيز النور أبو الحسن الدميري ثم القاهري المالكي ويعرف بأخي بهرام. اشتغل بالقراءات وغيرها. وكان ممن أخذ عنه القراءات ابن الجندي والشرف موسى الضرير والشمس العسقلاني والعربية الغماري ودرس القراءات بالشيخونية وأقرأ أخذ عنه الزين رضوان.
علي بن عبد الله بن عبد القادر نور الدين البحيري الديروطي المالكي المقري نزيل مكة ويعرف بالديروطي، ورأيت ابن فهد سمى جده إسماعيل بن عبد القادر بل وبخط نفسه أنه علي بن عبد القادر بن عبد الله فالتزلزل منه. ولد بعد الثمانمائة بيسير في البحيرة ونشأ بها ثم انتقل مع أبويه إلى ديروط فاستوطنها وكذا استوطن فوة ونطوبس ولكنه إنما اشتهر بالأولى، وحفظ القرآن والرسالة وتلا بالسبع إفراداً وجمعاً على البرهان التركي وببعضها على ابن الزين، وحج مراراً ثم استوطن مكة من نحو سنة أربعين تقريباً وتلا فيها بالعشر إفراداً وجمعاً على الزين بن عياش والشيخ محمد الكيلاني من طريق الشاطبية والطيبة وبالثلاثة عشر على أحمد المدعو حافظ الأعرج لكنه لم يكمل عليه الثلاثة الزائدة على العشر وهي الأعمش وابن محيصن وقتيبة وكذا قرأ على نائب إمام مقام الحنفية أحمد الأريجي وغيره وسمع على أبي الفتح المراغي وغيره بل قرأ بنفسه على المحيوي عبد القادر المالكي الصحيحين وغيرهما، وجاور بالمدينة النبوية فقرأ هناك على الأمين الأقصرائي صحيح البخاري وعلى المحب المطري صحيح مسلم والترغيب للمنذري ورجع إلى مكة وتصدر للإقراء في القراءات فانتفع به الناس خصوصاً بعد وفاة الشهاب الشوائطي وقرأ عليه أخي المحيوي عبد القادر في مجاورتنا يسيراً؛ وكان إنساناً خيراً عفيفاً منعزلاً عن الناس سيما بعد ضعف حركته فإنه صار لا يخرج للمسجد إلا للجمعة ونحوها قانعاً بما يستفيده من التكسب وله وللناس فيه اعتقاد وقد زرته وبالغ في إكرامي. مات في عصر يوم الجمعة عشري المحرم سنة اثنتين وسبعين وصلي عليه من الغد عند باب الكعبة رحمه الله وإيانا.
علي بن عبد الله بن علي بن أبي راجح محمد بن إدريس بن غانم بن مفرح بن محمد ابن عيسى بن محمد بن عبد الرحمن بن بركات بن عبد القادر الشيبي الحجبي المكي. مات في توجهه إلى الطائف مقتولاً في صبيحة يوم السبت مستهل المحرم سنة إحدى وأربعين وحمل لمكة فدفن بها عفا الله عنه. أرخه ابن فهد.

علي بن عبد الله بن علي نور الدين أبو حسن النطوبسي ثم السنهوري ثم القاهري الأزهري المالكي الضرير ويعرف بالسنهوري. ولد سنة أربع عشرة وثمانمائة تقريباً بنطوبس وانتقل منها الى سنهور فحفظ بها القرآن ثم تحول الى القاهرة فقطن الجامع الأزهر منها وحفظ الشاطبتين وألفية النحو وابن الحاجب الأصلي وشرحه للعضد والرسالة وابن الحاجب الفرعي إلا كراسين من آخره وعرض على جماعة وأقبل على الاشتغال فتلا بالسبع على الشهاب السكندري وعليه سمع التيسير والعنوان والعلاء القلقشندي وسمع عليه في البخاري والشفا وكان العلاء يثني على جودة آدابه والنور البلبيسي الإمام والى أثناء سورة هود علي الشمس العفصي وكذا قرأ في السبع علي التاج بن تمرية والزين رضوان العقبي والشمس الطنتدائي نزيل البيرسية وتلا لكل من أبي عمرو وابن كثير والكسائي على النور أبي عبد القادر ولكل من نافع وحمزة على الزين طاهر وقرأ عليه الشاطبية بحثاً بل أخذ عنه الفقه عليه المختصر وثلثي ابن الحاجب وقطعة من المدونة وكذا أخذ الفقه أيضاً عن الزين عبادة سمع عليه ابن الجلاب والمختصر والرسالة والكثير من ابن الحاجب وتفرس فيه النجابة وقال مرة للشيخ مدين خاطرك معه بقي فيه الخير وأبي القسم النويري ولازمه كثيراً فيه وفي غيره وأحمد اللجائي المغربي وإبراهيم الزواوي شارح الشامل من كتبهم والبساطي ويحيى العجيسي وأبي عبد الله الراعي والبدر بن التنسي والولوي السنباطي والزين سالم قاضي دمشق وأبي الفضل البجائي وأبي الجود والشهابين الحناوي والأبدي وبعضهم في الأخذ عنه أكثر من بعض بل كان أخذه عن العجيسي يوم إجلاسه في الشيخونية فقط وعن الراعي مذاكرة في مجالس يسيرة وعن أبي الجود أخذ الفرائض وكذا أخذها والحساب عن ابن المجدى سمع عليه الفصول والألفية كلاهما لابن الهائم وقطعة من المجموع ومن الجعبرية وعن الشهابين أخذ العربية وكذا أخذها عن ابن الهمام والشمني وطاهر فعن أولهم قطعة من شرح التسهيل لأبن أم قاسم وعن ثالثهم الألفية بقراءته وثلثي الشافعية لابن الحاجب وعن ثانيهم المغنى لابن هشام وشرح المصباح للعبري وثلاثة أرباع ابن المصنف ونصف الجاربردي وقطعة من ابن عقيل وكذا أخذ قطعة منه عن القاياتي وعن السراج الوروري والشمس البدرشي قطعة من توضيح ابن هشام وعن أولهما شرح الشذور وعن ثانيهما جميع الجاربردي وعن الأمين الأقصرائي من شرح اللباب للسيد عبد الله وكذا أخذ بعض العربية وبانت سعاد عن الزين مهنى والأصول عن القاياتي وابن الهمام وابن الشمني والأقصرائي فعن الأول مختصر ابن الحاجب سماعاً وقراءة واليسير من شرحه للعضد وكذا عن الأمين منه وعن الثاني نصف تحريره وعن الثالث العضد بقراءته حفظاً وعنهما قطعة من الكشاف انتهت على ثانيهما خاصة إلى "واذكروا الله" وعنه عن الأقصرائي قطعة من تفسير البيضاوي وعن الشمني وحده جميع المختصر شرح التلخيص وقطعة من المطول وعن الشرواني بعض المختصر وغيره وعن البدرشي المتن وعن الوروري الصرف والقطب في المنطق وكذا أخذ في المنطق عن الأبدي وعن القاياتي جل شرح ألفية العراقي في آخرين كالسعد بن الديري والعز عبد السلام البغدادي بل أخذ عن هؤلاء غير ما ذكر كمجلسين في الحديث ومجلس في التفسير عن الأقصرائي وسمع على شيخنا الموطأ لكل من يحيى بن يحيى وأبي مصعب والنسائي الكبير بفوت مجلسين فيه وكذا دلائل النبوة وقطعة من سيرة ابن هشام بل حضر عنده في الأمالي وغيرها وعلى المحب بن نصر الله الحنبلي الكثير من مسند أحمد وعلى الزين الزركشي الختم من مسلم وعلى الشيوخ الذين قرأ عليهم الديمي في الكاملية البخاري؛ ولا زال يدأب في الاشتغال حتى برع وأشير إليه بالفضيلة، وحج وجاور وأقرأ هناك في العضد وغيره بل درس للمالكية بالبرقوقية عقب أبي الجود بعد منازعة من الشرف أبي سهل بن عمار وكذا في الأشرفية برسباي نيابة عن حفيدي شيخه عبادة واستنابه الحسام بن حريز في بعض التداريس ويخرج به جماعة صاروا مدرسين وصار بأخرة شيخ المالكية بلا مدافع وازدحم في حلقته الفضلاء حتى صارت بعيد الثمانين من أجل حلق دروس العلم واستغرق أوقاته في ذلك كل هذا مع التحري في تقريره ومباحثه بحيث تطمئن النفس الزكية لما يبديه وحدة في خلقه ثم زالت، وممن أخذ عنه الشرف يحيى بن الجيعان وكان هو يتوجه لبيتهم

بالبركة وغيرها لإقرائه ومن شاء الله من بنيه مما تحمله عليه الحاجة وربما حضر إليه في الجامع والشرف عبد الحق السنباطي وغيره من فضلاء المذهب فضلاً عن مذهبه، وكتب على المختصر من كتبهم شرحاً لم يكمل، وكذا عمل شرحين للجرومية في العربية كتبا عنه وكثيراً ما كان يراسلني في السؤال عن أشياء تقع له من المتون والرجال سيما حين توجهه لتحرير ابن عبد السلام شرح ابن الحاجب ويصرح بأنه لا يطمئن لغير ما أبديه؛ وتكرر قصده لي بالسلام عقب سفري وفي ضعفي وكذا عدته في مرض موته وأظهر أتم بشر وصار مع شدة ما هو فيه يبالغ في الأدب معي، وبالجملة فهو خاتمة الحلبة. مات في ليلة الأربعاء تاسع عشر رجب سنة تسع وثمانين بعد توعكه أياماً وصلى عليه من الغد ثم دفن بحوش الشيخ عبد الله المنوفي وتأسف الناس على فقده ولم يخالف في المالكية مثله، ووجد له من النقد ما ينيف على أربعمائة دينار، ومن الكتب ما يوازيها سوى ما تصدق به عند موته وهو نحو عشرين ديناراً لجماعة من طلبته وغيرهم رحمه الله وإيانا.
علي بن عبد الله بن محمد بن الحسين بن علي بن إسحاق بن سلام بن عبد الوهاب بن الحسن بن سلام العلاء أبو الحسن الدمشقي الشافعي ويعرف بابن سلام بالتشديد. ولد سنة خمس أو ست وخمسين وسبعمائة وحفظ التنبيه والمختصر الأصلي لابن الحاجب وتفقه بالشمس بن قاضي شهبة والعلاء حجي وغيرهما كالشهابين الزهري والحسباني، ورحل إلى القاهرة فقرأ بها الأصول على الضياء القرمي وكذا قرأه على الركراكي المكي ولازم الاشتغال حتى تميز وأشير إليه بالفضل وهو صغير وكان يبحث في الشامية البرانية أيام ابن خطيب يبرود بل لم يكن يترك شيئاً يمر به في الدروس حتى يعترضه وينتشر البحث بين الفقهاء بسبب ذلك وكان إنساناً حسناً ديناً فاضلاً عالماً في الفقه وغيره حاد الخلق يستحضر كثيراً من الرافعي ويحفظ عليه إشكالات كثيرة وأسئلة حسنة ويعرف المختصر معرفة جيدة وكذا الألفية مع حفظ الكثير من تواريخ المتأخرين ويد طولى في النظم والنثر وتقلل من الكتابة على الفتوى وانجماع عن الناس ومداومة على التلاوة وحسن الصلاة والاقتصاد في ملبسه وغيره وشرف النفس وحسن المحاضرة ولم يكن فيه ما يعاب سوى إطلاق لسانه في بعض الناس وتعبيره عن ذلك بعبارات غريبة وبحثه أحسن من تقريره ومن نظمه:

لو أن أعضا صب خاطبت بشراً

 

لخاطبتك بوجدي كل أعضـائي

فارثي لحال فتى لا يبتغي شططاً

 

إلا السلام على بعـد بـإيمـاء

ولما أخذ التتار دمشق أسروه فتوجه معهم بعد أن حصل له نصيب وافر من العذاب والحريق؛ وأخذ المال ثم هرب منهم من ماردين ورجع إلى دمشق وأقام بها ودرس بالظاهرية البرانية وقرره النجم بن حجي عقب موت البرهان بن خطيب عذراء في نصف تدريس الركنية وكذا درس بالعذراوية. مات في العشرين من ذي الحجة سنة تسع وعشرين بوادي بني سالم ونقل إلى المدينة فدفن بالبقيع رحمه الله. ذكره ابن خطيب الناصرية في علي بن سلام باختصار عن هذا وهو في عقود المقريزي وساق عنه فيما وراءه له حكاية تدل لكونه عربياً

علي بن عبد الله بن محمد بن عبد الله بن خليل النور بن العفيف العثماني المكي ويعرف كسلفه بابن خليل. ولد في ربيع الثاني سنة سبع وثلاثين بمكة ونشأ بها فحفظ القرآن والحاوي الصغير وألفية النحو واشتغل عند البرهان. ودخل دمشق والقاهرة وغيرهما غير مرة، وكان من شهود باب السلام. مات بمكة في جمادى الثانية سنة خمس وثمانين. أرخه ابن فهد.
علي بن عبد الله بن محمد العلاء بن سعد الدين الطبلاوي. قال شيخنا في أنبائه أصله من طبلاوة قرية بالوجه البحري وكان عمه البهاء تاجراً بقيثارية جركس من البر فمات فورثه العلاء في جملة من ورثه فسعى في شد المرستان ووليه ثم في شد الدواوين وولاية القاهرة في سنة اثنتين وتسعين، واتفق أن الظاهر برقوق بعد رجوعه إلى الملك والحكم بين الناس كان يقف في خدمته ويراجعه في الأمور فعظم أمره واشتهر ذكره واستناب أخاه محمداً في الولاية ومحموداً في الحسبة سنة ست وتسعين ثم أمر في التي تليها طبلخاناه واستقر حاجباً وفي شعبان استقر في النظر على المتجر السلطاني ودار الضرب وخرج على محمود ورافعه وساعده ابن غراب حتى نكب واستقر ابن الطبلاوي استادار خاص للسلطان والذخيرة والأملاك ثم في نظر الكسوة في المحرم سنة ثمان وتسعين ثم في نظر المارستان في آخرها فعظم أمره وصار رئيس البلد والمعول عليه في الجليل والحقير، فلما كان في جمادى الآخرة استقر سعد الدين بن غراب في نظر الخاص فانتزع من الطبلاوي الكلام على إسكندرية ثم قبض عليه في شعبان منها في بيت ابن غراب وكان عمل وليمة مولود ولد له فلما مد السماط قبض يعقوب شاه الخزندار عليه وعلى ابن عمه ناصر الدين شاد الدواوين وأرسل ابن غراب إلى أخيه ناصر الدين وإلى القاهرة وإلى جميع حواشيهما فأحيط بهم وسلم ليلبغا المجنون فاجتمعت العامة بالرميلة ورفعوا المصاحف والأعلام وسألوا في إعادة ابن الطبلاوي فقوبلوا بالضرب والشتم وتفرقوا وأرسله يلبغا راكباً على فرس وفي عنقه باشة حديد وشق به القاهرة فوصل إلى منزله فأخرج منه اثنين وعشرين حملاً من القماش والصوف والحرير والفرش وغيرها ومن الذهب مائة وستين ألف دينار ونحو ستمائة ألف من الفلوس، ثم في سادس عشري شعبان طلب الحضور بين يدي السلطان فأذن له فسأل أن يسر إليه كلاماً فامتنع وأخرج فرأى خلوة فضرب نفسه بسكين معه فجرح في موضعين فنزعت من يده وتحقق السلطان أنه كان أراد ضربه بالسكين إذا ساره فنزل يلبغا وعاقبه فأظهر مائة وأربعين ألف دينار وبيع عقاره وأثاثه وأخذ من مواشيه نحو خمسمائة ألف درهم وسجن بالخزانة ثم أفرج عنه في رمضان وفرح به العامة وزينوا له البلد وأكثروا من الخلوق بالزعفران فأمر السلطان بنفيه إلى الكرك فأخرج إليها في شوال فبلغه موت السلطان وهو بالخليل فأقام بالقدس وأرسل يسأل الأمير ايتمش في الإقامة به فأذن له ثم أمر بإحضاره إلى مصر فوجدوا الأمير تنم طلبه إلى الشام فوافاه البريد يطلبه إلى مصر فاستجار بالجامع وتزيا بزي الفقراء فلما خامر تنم عمله استادار الشام فباشر على عادته في العسف والظلم وحصل لتنم أموالاً من التجار وغيرها فلما كسر تنم قبض عليه وقيد وأخذ جميع ما وجد له وأهين جداً. ثم قتل في ثاني عشر رمضان سنة ثلاث بغزة. قلت وأرخه العيني في سنة اثنتين وتنظر ترجمته من المقريزي فقد طولها في عقوده وفهمت منها أن قتله في رمضان سنة اثنتين؛ وقال العيني أنه كان من جملة العوام فآل به الأمر إلى أن صار شاد القصر السلطاني ثم المرستاني ثم عمل والي القاهرة ثم أضيفت إليها الحجوية وتقرب عند الظاهر إلى أن أدخله في أشغاله المتعلقة بالأمور السلطانية ثم غضب عليه لأمور صدرت منه ونفاه إلى القدس فلما خامر تنم نائب الشام ذهب إليه وجرى عليه ما جرى. فقتل بغزة في الحمام في العشر الأول من رمضان.

علي بن عبد الله بن محمد نور الدين الزربي - بضم المهملة وسكون الزاي ثم موحدة - المكي الفراش بالمسجد الحرام. أجاز له في سنة خمس وتسعين فما بعدها ابن صديق وابن قوام وابن منيع وابنتا ابن عبد الهادي وابنة ابن المنجا وابن فرحون وآخرون أجاز لي وناب في الفراشة بالمسجد الحرام ودخل بلاد الشام وحلب في سنة سبع وثلاثين. وذكر ما يدل على أنه ولد في سنة تسع وسبعين وسبعمائة أو التي تليها. ومات في رجب سنة ثمان وخمسين بمكة ودفن بمعلاتها رحمه الله. أرخه ابن فهد.
علي بن عبد الله بن محمد الفقيه نور الدين مؤدب الأطفال. مات في ثاني المحرم سنة خمس وستين ويقال أنه بلغ القرن. أرخه المنير.
علي بن عبد الله بن محمد الغزي الحنفي المقرئ نزيل بيت المقدس ويعرف بابن قمامو. ولد سنة اثنتين وعشرين وثمانمائة تقريباً فقد ذكر أنه سنة آمد كان مراهقاً واعتنى بالقراءات فتلا السبع على الفخر بن الصلف وابن عمران وسمع عليه وعلى الجمال وبن جماعة الحديث وكذا تلا بعض السبع على الشمس بن القباقبي في آخرين وتميز فيها وفي استحضار مسائلها وكتب بخطه مصحفاً على الرسم مع بيان القراءات السبع، وهو ممن أخذ بالقاهرة عن ابن أسد وشهد عليه في إجازة سنة سبع وستين. مات في ذي الحجة سنة تسعين ودفن بباب الرحمة.
علي بن عبد الله بن يوسف الكمبايتي الفيلي خادم الشلح. ممن سمع مني بمكة.
علي بن عبد الله بن الشقيف سمع من الزين المراغي المسلسل وختم البخاري. ومات بمكة في المحرم سنة إحدى وستين. أرخه ابن فهد.
علي بن عبد الله أمير علاء الدين بن الخواجا الدمشقي الأصل القاهري الزردكاش أحد من رقاه السلطان حتى جعله خاصكياً ثم من جملة الزردكاشية حتى مات بعد أن عظم وأثرى وضخم في منتصف ربيع الأول سنة أربع وخمسين وشهد الصلاة عليه بباب الوزير، وكان شاباً حسناً كريماً رحمه الله وعفا عنه.
علي بن عبد الله نور الدين النحريري الأديب ويعرف بابن عامرية كان شاعراً أديباً مكثراً سيما من المديح النبوي وللناس فيه اعتقاد. مات في ربيع الآخر سنة اثنتين وثلاثين بالنحرارية من الغربية رحمه الله.
علي بن عبد الله نور الدين المصري القرافي الحنفي. ناب في الحكم ومهر فيه وشارك في مذهبه. مات في رمضان سنة ست عشرة. قاله شيخنا في أنبائه.
علي بن عبد الله البهائي الدمشقي الغزولي. قال شيخنا في معجمه كان مملوكاً تركياً اشتراه بهاء الدين فنشأ ذكياً وأحب الأدبيات فلازم العز الموصلي فتخرج به وقدم القاهرة مراراً وكان جيد الذوق محباً في أصحابه أخذ عن ابن خطيب داريا وابن مكانس والدماميني وغيرهم، وجمع في الأدب كتاباً سماه مطالع البدور في منازل السرور في ثلاث مجلدات وتعانى النظم فلم يزل يقوم ويقعد إلى أن جاد شعره ولكن لم يطل عمره. ومات بدمشق سنة خمس عشرة سمعت منه قليلاً من نظمه وكتب عني الكثير ونظمت كثيراً باقتراحه. وفيه يقول أبو بكر المنجم في زجل هجاه به:

يسمع جيد ويفهـم

 

لكن ما يقول شي

وهو عند المقريزي في عقوده.
علي بن عبد الله نور الدين النفيائي القاهري والد أحمد وأخو أحمد ومحمد ممن دخلوا في الإسلام وقرءوا القرآن وحجوا، وتكسب هذا بالعطر ونحوه وتنزل في سعيد السعداء على خير وستر. مات في ربيع الآخر سنة تسع وثمانين وقد جاز الأربعين ظناً رحمه الله.
علي بن عبد الله التركي نزيل القرافة بالجبل المقطم وليس عبد الله باسم أبيه فقد بيض المقريزي في عقوده له ويستأنس له بكونه كان من مماليك السلطنة. قال شيخنا في إنبائه:

كان للناس فيه اعتقاد كبير وتحكى عنه كرامات وكانت شفاعته لا ترد. مات في ربيع الأول سنة أربع وثمانين، بل يقال إنه بلغ التسعين وذكر لي أنه كان يذكر ما يدل على أن عمره أربع وثمانون سنة؛ وقد زرته وأنا صغير وسمعت كلامه ودعا لي ولكني لا أتذكر أنني زرته وأنا كبير فالله أعلم، كان أبوه من المماليك السلطانية فنشأ هو في بيت الملك الناصر محمد بن قلاوون الكبير فلما كبر خرجت في وجهه قوبا فتألم وعالجها فلم ينجع فيها دواء فوجد شيخاً يقال له عمر المغربي فطلب منه الدعاء فاستدعاه ولحس القوبا بلسانه فشفاه الله سريعاً فاعتقده ورمى الجندية وتبع الشيخ المشار إليه وسلك على يديه وانقطع إلى الله مع كونه لم يترك زي الجند ولا أخذ في يده سبحة ولا لبس مرقعة بل كان مقتصداً في مأكله وملبسه وكلما يفتح به عليه يتصدق به ويؤثر غيره، وكان يقول: ما رأيت أورع من الشيخ عمر ولا أخيب من الناصر وأعرف الناس من أيام الناصر وما رأيت لهم عناية بأمر الدين ولكن كان فيهم حياء وحشمة تصدهم عن أمور كثيرة صارت بيد رئيس الرؤساء الآن، قال شيخنا بعد حكاية هذا: فكيف لو أدرك زماننا هذا وأقول فكيف لو أدرك زماننا هذا، وكان يقول أيضاً: إني أعرف من عباد الله من أذن له من أكثر من أربعين سنة أن يأكل من الغيب أو ينفق من الغيب فلم يفعل، ومما حكاه صاحب الترجمة أنه مشى مع شيخه عمر لزيارة القرافة في وقت القائلة فكان لا يمشي إلا في الشمس ولا يستظل فقلت له في ذلك فقال أن القرافة مقبرة للمسلمين لا تملك ولا يحاز منها موضع فهذه الترب قد وضعت بغير حق فكيف يحل الاستظلال بها.
علي بن عبد الله الغزي. مضى فيمن جده محمد. علي بن عبد الله القرشي المكي الشاهد بباب السلام منها. مضى فيمن جده محمد بن عبد الله بن خليل.
علي بن عبد المحسن بن عبد الدائم بن عبد المحسن بن محمد بن أبي المحاسن عبد المحسن بن أبي الحسن بن عبد الغفار العفيف أبو المعالي بن الجمال أبي المحاسن ابن النجم أبي السعادات أو أبي محمد بن محيي الدين أبي المحاسن بن العفيف أبي عبد الله بن أبي محمد البغدادي القطيعي ثم الصالحي الحنبلي ويعرف كسلفه بابن الدواليبي وبعض سلفه بابن الخراط وهما صنعة عبد الغفار جده الأعلى من بيت جليل. ولد في المحرم سنة تسع وسبعين وسبعمائة ببغداد ونشأ بها فقرأ القرآن واشتغل وكان يذكر أنه أخذ عن الكرماني الشارح أشياء منها الصحيح في سنة خمس وثمانين وأنه سمعه أيضاً قبل ذلك سنة اثنتين وثمانين على القاضي شهاب الدين أحمد بن يونس العبدالي البغدادي المالكي أحد من أخذه عن الحجاز وأنه سمع على أبيه المسلسل أنابه أبو حفص عمر بن علي بن القزويني ولم نقف على هذا بل ذكر شيخنا عن المحب بن نصر الله البغدادي الحنبلي ما يدل على اتهامه وبطلان مقاله بعد أن سمع من لفظه أحاديث من آخر البخاري عن شيخه الثاني. وقال شيخنا أيضاً أنه سمع من لفظه قصيدة زعم أنها له ثم ظهرت لغيره من العصريين وأنه سمع من لفظه قبلها وبعدها قصائد ما يدري ما أمرها قال: ولكنه ليس عاجزاً عن النظم خصوصاً وله استعداد واستحضار لكثير من التاريخ والأدبيات والمجون وقد أقام بالقاهرة مدة ثم سكن دمشق ثم رجع إلى القاهرة إنتهى. وجزم غير واحد ممن أخذ عنه من أصحابنا وغيرهم بكذبه وأنه مع ذلك وتركه للمروءة ومداومته السخرية بالناس كان يفتي بما ينسب لابن تميمية في مسئلة الطلاق حتى أنه امتحن بسببها على يد الجمال الباعوني قاضي الشافعية بدمشق وصفع وأركب على حمار وطيف به في شوارع دمشق وسجن؛ على أنه قد ولى فيما بلغني مشيخة مدرس أبي عمر بصالحية دمشق ثم رغب عنها لعبد الرحمن ابن داود الماضي وقد لقيته بالقاهرة والصالحية وكتبت عنه. ومات بعد في ليلة السبت سادس عشري رجب سنة اثنتين وستين بدمشق سامحه الله وإيانا.

علي بن عبد المحسن بن علي بن عمر بن محمد الأخطابي ثم الجارحي القاهري الشافعي صهر الدماصي ونزيل جامع الغمري ويعرف بالجارحي ولد في سنة خمسين وثمانمائة بإخطاب - بكسر الهمزة ثم معجمة ساكنة بعدها مهملة ثم موحدة من الشرقية، وتحول منها قبل بلوغه إلى كوم الجارح بين مصر والقاهرة وحفظ القرآن والمنهاج والشاطبيتين والألفيتين وجمع الجوامع وعرض على جماعة منهم ابن الديري والبلقيني والمناوي، وأخذ القراءات إفراداً وجمعاً عن السراج عمر النشار إمام مدرسة قانم بالكبش وكذا تلا بالسبع أيضاً على ابن الحمصاني وعبد الدائم الأزهري وبالعشر إلى الأعراف على ابن أسد ولازم الفخر المقسي في الفقه ثم الكمال بن أبي شريف في الأصول والأبناسي في الفقه والنحو والصرف والمنطق والفرائض والحساب وغيرها وابن قاسم حتى قرأ عليه ألفية ابن مالك وكذا قرأها علي الجوجري بل قرأ التوضيح وغيره على خالد الوقاد وأكثر مجموع الكلائي على الشهاب السجيني وحضر التقسيم عند عبد الحق السنباطي وكذا أكثر التردد إلى حتى قرأ صحيح مسلم والسنن لأبي داود وسيرة ابن هشام بحثاً ألفية العراقي وسمع أشياء كالبخاري بل قرأ على الديمي، وحج عوداً على بدء وكانت الثانية في سنة ثلاث وتسعين صحبة أبي العباس بن الغمري وخطب بالجامع الذي أنشأه الشريف الصبان عند معمل الصابون من مصره وبغيره وأم في الثانية بجامع الغمري، وناب في قراءة الحديث بالشيخونية وتكسب بالكتابة وتعليم بعض الأولاد في بيته ووقتاً ابن أبي شريف في بيت أخيه الكمال وكتب لنفسه أشياء مع تقنع وتعفف وديانة وجودة فهم.
علي بن عبد الملك البجائي الحسناوي. مات سنة بضع وعشرين.
علي بن عبد الوهاب بن أحمد بن عبد الرحيم بن الحسين التقي بن إنتاج ابن الولي أبي زرعة العراقي الأصل القاهري الشافعي الماضي أبوه وجده وأبوه ولد بعد سنة عشر وثمانمائة تقريباً ونشأ فحفظ القرآن وكتبا عند العماد إسماعيل بن شرف المقدسي وغيره، وعرض في سنة ست وعشرين على جماعة ابتدأهم بشيخنا حسب إشارة جده كما أخبرني به الزين البوتيجي وأجاز له باستدعاء الكلوتاتي فيها وقبلها جماعة كثيرون وأسمع على جده وغيره ومات جده فأضيفت جهاته كلها كمشيخة الجمالية وتدريسها إليه بعد وصية الجد باستنابة شيخنا عنه في دروس الحديث منها وباستنابة من عينه في دروس الفقه وقرر الناظر في الجمالية ناصر الدين البارنباري نائباً عنه في وظيفته فيها وباشروا بعد ذلك فوثب الشمس البرماوي عليهم بعناية من راسلهم النجم بن حجي في مساعدته للاستقرار نيابة جميعها بثلث المعلوم، ولبس لذلك تشريفاً وباشر من أثناء السنة التي تليها ولم يرعى من سبقه لذلك مع تأهلهم وما كان لأسرع من سفره لمكة في أواخر سنة ثمان وجاور التي تليها فباشر صاحب الترجمة وظائفه بعناية طلبة جده. واستمر حتى مات بالطاعون في ليلة الأحد سادس عشري رمضان سنة ثلاث وثلاثين وكان آخر الذكور من بينهم وتفرق الناس الوظائف ومنها تدريس الحديث بالظاهرية القديمة وبالقانبيهية والفقه بالفاضلية والحسنية، وما نطول ذكره رحمه الله وإيانا.
علي بن عبد الوهاب بن أبي بكر بن أحمد نور الدين العمري الغمري ثم القاهري الشافعي ويعرف بابن المصلية. ولد في سنة اثنتين وأربعين تقريباً بمنية غمر وقدم والقاهرة فاشتغل في فنون عند التقي والعلاء الحصنيين والزين الأبناسي ونحوهم كالبدر بن خطيب الفخرية والشرف موسى البرمكيني والفخر عثمان المقسي والشهاب العبادي، وكذا لازمني رواية ودراية وسمع بالقاهرة وغيرها على الشناوي وغيره كعلي حفيد يوسف العجمي وأخذ في أول أمره عن أخي أبي بكر وتميز بحسن الفهم والإدراك، وحج وجاور وكذا دخل دمشق وزار بيت المقدس واجتمع فيها بغير واحد من علمائها وأقبل على الوعظ ولم يرتق فيه وتزوج ابنة أخت أبي السعادات البلقيني مع فاقته وتقلله لمزيد رغتبها.

علي بن عبد الوهاب بن عبد القاهر بن عبد العزيز بن عبد القادر بن عبد العزيز بن مخلوف النور بن التاج بن مخلص بن العز النطوسي. ولد بعد سنة ثمانين وسبعمائة بنطوبس ونشأ بها وولي خطابتها كأبيه وجده وجد أبيه؛ وكان إنساناً جيداً فاضلاً حافظاً لجانب من الأشعار بل له نظم وسيما الخير والصلاح عليه ظاهرة وممن لقيه صاحبنا ابن فهد والبقاعي في سنة سبع وثلاثين وكتبا عنه قوله:

ولما جلسنا في الخميس جـمـاعة

 

بجانب قبر الغوث يوسف مرشدي

ففزنا بما نلناه من هدى نـجـلـه

 

وعدنا إلى الأوطان بالرشد نهتـدي

علي بن عبيد الله الدروشي البستاني شيخ جاز المائة، استجازها ابن موسى المراكشي لأبن شيخنا وغيره في سنة خمس عشرة بل سمع عليه مع ابن موسى شيخنا الأبي وغيره.
علي بن عبيد بن داود بن أحمد بن يوسف بن مجلي المرداوي ثم الصالحي الحنبلي أخو الفقيه الشمس محمد. ولد في سنة تسع وثلاثين وسبعمائة واشتغل وسمع على أبي العباس أحمد بن عبد الرحمن المرداوي وروى عنه، أخذ عنه شيخنا وذكره في معجمه وذكره وقال إنه كتب الخط الحسن وكان معتمداً في الشهادة في جمادى الآخرة سنة أربع، وهو في عقود المقريزي.
علي بن عبيد بن عبد الرحمن الفارسكوري الحائك بها ويعرف بابن المزين. ولد بعد القرن بيسير وتعانى النظم مع عاميته بحيث نظم مما كتبت عنه منه في فارسكور قوله في حليمة:

أقول لظبية ملكـت فـؤادي

 

طوال الدهر وهي به مقيمه

قتلت الصب بالهجران قالت

 

أتقتل بالجفا وأنا حـلـيمـه

وأشياء كتبتها في موضع آخر.
علي بن عثمان بن حسين بن محمد بن عيسى بن عبد القادر الربعي العراقي الشافعي. ولد في رمضان سنة إحدى وثمانمائة بالعراق وقرأ بها القرآن وانتقل منها إلى هراة فأقام بها دون سنة وقرأ فيها بعض الحاوي ثم إلى تبريز العجم ثم إلى حصن كيفا وقرأ بها تصريف العزي والكافية في النحو ثم إلى بلاد الروم ثم إلى دمشق واجتمع فيها بالتقي الحصني ثم إلى مكة فأقام بها تسع سنين وأكمل بها حفظ المنهاج على عمه زعم النجم محمد بن عبد القادر بن عمر السكاكيني الآتي بل وبحث عليه في الفقه وغيره وقرأ عليه المقامات الحريرية قراءة تحرير وإتقان ثم فارقه إلى بلاد الصعيد فقطنها وقدم القاهرة فلقيته بها في سنة خمسين بمجلس شيخنا وسمعت من لفظه قصيدة امتدحه بها أولها:

أشكر رب العلاء أحمد

 

أن خلف الشافعي أحمد

مجتهد العصر في زمان

 

لم يبق في أهله مقلـد

وأخرى نبوية في نحو سبعين بيتنا أولها:

أنافس في مدح الرسول بأنفاسي

 

فإني به أرجو النجاة من الناس

علي بن عثمان بن علي النور القاهري العبد الصالح ويعرف بابن عكاشة وبلغني أنها نسبة للصحابي الشهير. ممن تنزل في الجهات كالبيبرسية وسعيد السعداء وغيرهما وكان يحضر مجالس شيخنا في الإملاء وغيره ثم تغير خاطره منه ولكن تلافاه وكذا ممن كان يجله ويعتقده ابن الهمام والمناوي والظاهر جقمق وكثر توجهه إلى الخير بحيث كان يعتكف بخلوة الخطابة من جامع عمرو ويكثر التهجد والتلاوة، ولم يزل على حاله حتى مات في يوم السبت العشرين من شوال سنة ثمان وخمسين وقد أسن رحمه الله.

علي بن عثمان بن عمر بن صالح العلاء أبو الحسن الدمشقي ويعرف بابن الصيرفي. ولد سنة ثمان وسبعين وسبعمائة، وقال بعضهم سنة ثلاث بدمشق ونشأ بها فحفظ القرآن وكتباً زتفقه بالشهاب الملكاوي والشرف الغزي وبرع في الفقه وأصوله والعربية والحديث، وقدم القاهرة في سنة ثلاث وثمانمائة فلازم البلقيني والعراقي في الفقه والحديث وقرأ الأصول على العز بن جماعة وسمع عليهم وكذا على الكمال بن النحاس وابن أبي المجد وابن قوام وابنة ابن المنجا والبالسي والبدر حسن بن محمد بن محمد بن أبي الفتح بن القريشة، ومما سمعه عليه المغازي لموسى بن عقبة في آخرين ببلده وغيرها، وحدث ووعظ وأفاد ودرس وتصدر بالجامع الأموي وناب في الحكم في أواخر عمره واستقر في تدريس دار الحديث الأشرفية بدمشق عقب موت حافظها ابن ناصر الدين فلم تطل مدته وكذا ناب في تدريس الشامية البرانية بل درس بالغزالية وانتفع به جماعة من الشاميين كالرضى الغزي والزين الشاوي والشمس ابني سعد ومفلح وغيرهم، وكان إماماً علامة مفيداً متواضعاً متقشفاً في ملبسه مديماً للإشغال والإشتغال متودداً للناس سليم الخاطر واعظاً، وله تواليف منها الوصول إلى ما وقع في الرافعي من الأصول في مجلد ونتائج الفكر في ترتيب مسائل المنهاج على المختصر في أربع مجلدات وزاد السائرين في فقه الصالحين شرح التنبيه وتهذيب ذهن الفقيه الساري لما وافق مسائل المنهاج من تبويب البخاري هو كبير لم يكمل وكتاب في الوعظ مفيد وديوان خطب، وهو في عقود المقريزي. مات في رمضان سنة أربع وأربعين بدمشق وكانت جنازته حافلة وصلى عليه في مصلى العيد لكون سكنه كان خارج المدينة بالتعديل والعادة جارية بعدم إدخال من يموت خارجها وقال بعضهم بل لضيق الجامع الأموي عن المصلين رحمه الله وإيانا.
علي بن عثمان بن محمد بن أحمد نور الدين أبو البقاء العذري المقرئ ويعرف بابن القاصح - بقاف ثم مهملتين وسمى بعضهم جد أبيه حسناً لا أحمد. ولد في ثالث رجب سنة ست عشرة وسبعمائة وعرض الشاطبية على المجد إسماعيل الكفتي بعرضه لها على التقي ابن الصائغ وأجاز له الميدومي وابن أبي الحوافر والرحبي والمقدسي وتقدم في القراءات وكان ممن أخذها عنه الزراتيتي وأكثر عنه من شيوخنا البرهان الصالحي فسمع منه من تصانيفه مصطلح الإشارات في القراءات الست الزائدة عن السبع المروية عن النقات والقصيدة العلوية في القراءات السبع المروية وتذكرة لأصحاب في تقدير الإعراب ومن غيرها المستنير لأبن سوار والإرشاد للقلانسي والكافي لابن شريح، قال شيخنا الزين رضوان: سمعت عليه بعض القرآن بالروايات ولم يقدر لي القراءة عليه لكن قرأت بعض المصطلح له على ابن الزراتيتي عنه. قلت: ومن تصانيفه أيضاً شرح الشاطبية والرائية وشرح قصيدته العلوية والإمالة وغير ذلك. وقد ذكره ابن الجزري في طبقات القراء له باختصار فقال: ناقل متصدر قرأ العشر وغيرها على أبي بكر بن الجندي وإسماعيل الكفتي وألف وجمع قرأ عليه وبيض، وذكره شيخنا في إنبائه باختصار فقال علي بن محمد بن القاصح نور الدين المقري قرأ على المجد الكفتي ونظم قصيدة في القراءات وكان يقرئ بجامع المارداني. مات في ذي الحجة سنة إحدى انتهى. والصواب في نسبه ما قدمته رحمه الله وإيانا.
علي بن عثمان بن محمد بن الشمس لولو الحلبي ثم الدمشقي أخو زينب. ولد في سنة ست وعشرين وسبعمائة وأحضر على الحجار ثلاثيات البخاري وجزء أبي الجهم، وحدث روى لنا عنه غير واحد منهم شيخنا وذكر في معجمه فقال: أجاز لنا ومات ببيت لهيا في المحرم سنة إحدى رحمه الله.

علي بن عثمان العلاء الحواري الخليلي والد عمر الآتي ولد ببلد الخليل سنة أربع وخمسين وسبعمائة وسمع على البرهانين ابن جماعة والتنوخي والبلقيني وابن الملقن والبدر الزركشي والعراقي في آخرين وقطن ببيت المقدس من سنة سبعين وسافر إلى مصر وغيرها وعاد في الصلاحية بل ناب في تدريسها عن الهروي وفي القضاء ودرس بدار الحديث الهكارية وبالبدرية واللؤلؤية وغيرها وصنف في الفرائض كتاباً حسناً سماه كفاية الطلاب في علمي الفرائض والحساب وكان فاضلاً عالماً خيراً أمة في الفرائض والحساب سأله رجل يوماً كم خمس في خمسين فقال بديهياً بألف وخمسمائة وأحفظ فيها خمسين قاعدة. مات في أحد الجمادين سنة ثلاث وثلاثين وقد بلغ الثمانين.
علي بن عثمان المنجلاتي البخاري. مات سنة خمس عشرة.
علي بن عثمان أبو الحسن المطيب. قدوة الحنفية باليمن في عصره ووالد محمد الآتي. وولاه الأشرف قضاء مذهبه بزبيد في سنة إحدى وسبعين وسبعمائة ومات في سنة اثنتين. ذكره العفيفي الناشري. علي بن عراق. ابن عبد الرحمن.
علي بن عكاشة أحد الصلحاء. ممن أخذ عن شيخنا وهو ابن عثمان بن علي.
علي بن علي بن أحمد بن سعيد بن هرون العلاء بن العلاء المحمدي اليزدي الأصل ثم القاهري الحنفي الماضي أبوه ويعرف بالتزمنتي. ولد في يوم الجمعة سابع ربيع الأول سنة ثمان وثمانمائة بخط الريدانية بالقرب من جامع آل مالك والإسماعيلية من الحسينية، ونشأ بها فقرأ القرآن عند السراج عمر الحكري ثم نور الدين النشرتي جد صاحبنا شمس الدين وفي القدوري عند ناصر الدين بن مهنى وتردد للتفهني ثم العيني وابن الديري والعز عبد السلام البغدادي وسمع على شيخنا، وحج مع أبيه عند بلوغه ثم بعده في أيام الظاهر خشقدم، ودخل إسكندرية ودمياط وغيرهما وقرر حاجباً في أيام الأشرف برسباي فلامه بعض أصحابه فسعى حتى صرف في يومه وداخل غير واحد من الأمراء والمباشرين بل واختص بخطيب مكة أبي الفضل وبأمير المؤمنين المتوكل على الله قبل الخلافة وبعدها وربما جاء إلى منزله مع كثرة مطلوبه هو إليه وكثرة تردده إلي وإقباله علي وذاكر بكثير من أحوال الدولة مع تودد وفتوة وكان يقال له كأبيه شيخ المشايخ ثم لا زال أمره في انحطاط وتجرع فاقة ولزم محله.
علي بن علي بن إسماعيل الحنفي الصوفي. ممن أخذ عني بالقاهرة.
علي بن علي بن حسين السيد الزين الجرجاني. يأتي في علي بن محمد بن علي.
علي بن علي بن سليمان بن أيوب النور بن العلاء بن العلم بن النجم الفخري. كان القائم بأمور الحسبة حين مباشرة يشبك الجمالي لها مات في. وله ابن اسمه شمس الدين محمد يقرأ على الديمي. وقال أنه شافعي وقد حضر إلي وسمع مع الجماعة قليلاً.
علي بن علي بن مباركشاه الصديقي الساوجي الشافعي والد عبد الملك الماضي. ولد في سنة ست وستين وسبعمائة السنة التي توفي فيها أبوه ولذا سمي باسمه واشتغل وتقدم في الفنون، وكان جامعاً بين المعقول والمنقول مدار الفتيا في تلك النواحي عليه مع الذكر والصلاح والكرامات، مات في رجب سنة إحدى وأربعين عن خمس وسبعين سنة أفادنيه ولده. وهو ممن أخذ عنه.
علي بن علي بن محمد العلاء أبو الحسن الحميدي الحمصي الشافعي المقرئ. قدم القاهرة فعرض علي في جملة الجماعة البهجة وجمع الخواطر وألفية النحو والشاطبية ومقدمة ابن جزري في التجويد وكتب عني بعض مجالس الإملاء وسمع مني غير ذلك وجمع للسبع إلى الأعراف علي عبد الغني الهيثم وكان قد جمع ببلده على أبي البكر بن أحمد بن مقبل وأجاز له.

علي بن علي بن محمد بن أحمد بن الحاج نصر العلاء أو النور بن النور بن الفقيه ناصر الدين وقد يختصر فيقال ناصر الجوجري ثم الدمياطي القاهري الشافعي ويعرف بالحصري وبابن ناصر. ولد في رجب سنة تسع أو عشر وثمانمائة بجوجر ونشأ بها فقرأ القرآن عند النور الشامي الضرير وصلى به ثم تحول منها إلى القاهرة في حدود سنة ست وعشرين فقرأ في المنهاج وغيره. علي النور المناوي الماضي وفي الملحة علي الشهاب الأبشيطي وانتقل لدمياط في سنة ثمان وعشرين فحفظ بها شذور الذهب لابن هشام وربع العبادات من المنهاج والملحة وبحثها ما عدا المنهاج على ناصر الدين محمد بن سويدان وكذا بحث عليه عروض التبريزي وأخذ أيضاً في الفقه والعربية وغيرهما عن الشمس محمد بن الفقيه بن حسن البدراني وقطنها وكذا بولاق من القاهرة مرة وتكسب في كل منهما بالشهادة وكذا بصنعة الحصر في دمياط واعتنى بنظم الشعر والفنون ففاق ونظمه في الفنون أحسن وكتب عنه منه ابن الفهد والبقاعي في دمياط سنة ثمان وثلاثين ومما كتباه قوله:

بروحي أفدي من أحب ومالي

 

فما لعذول في الغرام ومالـي

أيجهل بي صبر وبالي لنحو من

 

به ذقت في أمر الغرام وبـال

إلى آخرها وكذا كتبت عنه بدمياط في القدمة الأولى قوله:

ثلاثين يومـاً بـت أرقـب وعـده

 

وعشر لـيال والـفـوائ كـلـيم

فقولوا لرب الحسن في طول وصله

 

يكلـمـنـي إنـي لـديه كـلـيم

وغير ذلك مما كتبته في الرحلة وغيرها. مات.
علي بن علي بن يوسف البهلوان، مات بمكة في المحرم سنة ثمان وستين أرخه ابن فهد.
علي بن علي ويعرف بابن القطان. ممن سمع مني بمكة.
علي بن عمران بن غازي بن محمد بن غازي النور بن الزين المغربي ثم المصري المالكي سبط أبي أمامة محمد بن أبي هريرة عبد الرحمن بن النقاش أمه فاطمة ويعرف بابن غازي. ولد سنة أربع وخمسين وثمانمائة تقريباً ونشأ فحفظ القرآن وبعض المتون كابن الحاجب فيما قيل واشتغل على جماعة ولازم حمزة المغربي نزيل الشيخونية وناب في القضاء عن اللقاني وتوجه على قضاء المحمل مره وتوسع في إتلاف مال كثير لأبيه حين كان غائباً قيل أنه كان يزيد على ثلاثين ألف دينار عمر منه داراً تجاه المقياس مصروفها خمسة آلاف فأكثر والباقي في شهواته وبلياته وتبذيره، فلما قدم أبوه كانت بينهما قلاقل وأهين هذا بالضرب عند الدوادار بل والسلطان ثم خلص وتوجه إلى مكة بعد كتابة أبيه عليه وعاد ولازم زكريا.
علي بن علي بن إبراهيم بن أبي بكر بن محمد بن عبد الله بن محمد القرشي نسبة للقرشية بالقرب من زبيد. شيخ المين ممن ذكر بالولاية والأخذ عن ناصر الدين بن الميلق ولذا نسبوه شاذلياً وأنجب عبد الرؤوف وعبد المحسن وغيرهما كأبي الفتح والد عبد المغني. مات سنة ثمان وعشرين.
علي بن عمر بن أحمد بن فتيان النور السكندري التاجر. ممن لازمني بمكة في المجاورة الثانية وكذا تردد إلي بعد بالقاهرة وصار بعد ثروته إلى هيئة إملاق مع تصونه وتستره وربما نقص عقله وزاد هذيانه.
علي بن عمر بن حسن بن أحمد السملائي القاهري. كان أبوه خادم الشرف بن الكويك فأسمع ولده هذا عليه أشياء ولكنه عرض له اختلال لغلبة السوداء عليه وتعاطيه ما لا يليق بحيث كثر هذيانه ونقص عقله وبيانه ومع ذلك فاستجاره بعض الطلبة وكان يقيم في مسجد شيخه بحارة برجوان. مات قريب الخمسين عفا الله عنه.

علي بن عمر بن حسن بن حسين بن حسن بن علي بن صالح النور أبو الحسن المغربي الأصل الجرواني التلواني القاهري الشافعي ويعرف بالتلواني ولد بعد سنة ستين وسبعمائة تقريباً بجروان لتحول أبيه من المغرب وسكناه فيها أو تلوانة وكلاهما من قرى المنوفية ثم قدم القاهرة فأقبل على العلم ولازم الأبناسي وابن الملقن والبلقيني في الفقه وغيره والغماري في العربية وكذا العز بن جماعة مع غيرها من الأصلين والفنون وكان مما أخذه عنه شرحه لجمع الجوامع المسمى الغرر اللوامع بعد أن كتبه بخطه والعراقي في الحديث دراية ورواية بل كتب عنه الكثير من أماليه وسمع عليه وعلى ابن أبي المجد والتنوخي والحلاوي والسويداوي والفرسيسي وابن الفصيح والهيثمي والمنصفي والشهاب الجوهري وابن الكويك والقاضي ناصر الدين نصر الله الحنبلي وآخرين؛ وأجاز له أبو هريرة بن الذهبي وأبو الخير بن العلائي والبدر بن قوام وأبو حفص البلسي وجماعة؛ وحج في سنة ست وتسعين هو ويلبغا السالمي وسمعا بالمدينة النبوية على الزين أبو بكر المراغي أطرافاً من كتب ولا أستبعد سماعهما بمكة أيضاً وأذن له البلقيني بالتدريس والإفتاء بل أذن له العز بن جماعة في إقراء شرحه السابق وغيره من كتب الأصول مطولها ومختصرها لعلمه بأنه في غاية الكمال والاستعداد والنفع وأنه أفاد في قراءاته أكثر مما استفاد لمن شاء في أي مكان في أي زمان شاء ووصفه فيها بالشيخ الإمام العالم العلامة البحر الفهامة أو حد المحققين وكهف المدققين وعمدة المتكلمين سيف المناظرين ملاذ القاصدين ورحلة الطالبين ذي العلوم المحققة والفنون المدققه والكمالات العظيمة والأدوات الجسيمة شيخ الإسلام ومفتي الأنام قدوة السالكين وبغية الناسكين، وتصدى للتدريس والتحديث قديماً في جامع الأزهر وغيره وهرع إليه الأئمة والفضلاء لكثرة أفضاله عليهم بل وعلى بعض شيوخه حتى كان بعضهم يسميه وزير الطلبة وكان البلقيني فيما بلغنا يشكره في الملأ عقب ذلك وينكره إذا بعد عهده بع، وممن قرأ عليه الشمس الحبتي وناهيك به. وكذا ممن حضر دروسه البرهان بن حجاج الأبناسي والعلاء القلقشندي والعبادي والأكابر وخرج له شيخنا الزين رضوان أربعين حديثاً من طريق أربعين فقيهاً شافعياً حدث بهما غير مرة، واستقر في مشيخة الرباط بالبيبرسية وفي تدريس الفقه بالصلاحية المجاورة للشافعي مع النظر عليها عوضاً عن الشمس أخي الجمال الاستادار حين القبض على أخيه انتزعها بعناية بعض الأمراء حيث جن العلماء إذ ذاك عن أخذه خشية من عوده لمنصبه ففاز باللذة الجسور وجرت له كائنة بسببه وكذا درس بالحاجبية ظاهر باب النصر وبجامع المقسي بباب البحر وعمل الميعاد بالمدرسة البقرية داخل باب النصر وأظنه تلقاها مع جامع المقسي عن شيخه الأبناسي فإنهما كانا معه وبجامع الأقمر محل سكنه وأظن النظر فيه كان له، إلى غيرها، وكان إنساناً حسناً خيراً ديناً صحيح البنية قوياً حسن السمت جيد الخط سليم الفطرة ولذلك تؤثر عنه ماجريات لا أطيل بإيرادها لاختلاق الكثير منها حتى قيل أنها أفردت في مصنف لقب الحطام الفاني ولما كثر تحاكي ما ينسب إليه من ذلك راسل بإزاحته من الميعاد الجلال البلقيني ومن الفتيا الشمس البساطي قال بعضهم: وكنت عنده حين إرسال الأول فتألم ولكنه ما تم، وادعى بأخرة أنه شريف بسبب منام رآه لا دليل فيه على ما ادعاه وهو كأن سبعة عبيد أرادوا قتله فجاء الإمام علي فخلصه منهم وأوقفهم في الشمس، وذكره شيخنا في إنبائه وقال أنه اشتغل قليلاً ومارس العربية، وكان جهوري الصوت مشهور الصيت قليل التحقيق كثير الدعوى حسن البشر مكرماً للطلبة؛ ودرس بعدة أماكن وأسمع البخاري مدة بالجامع الأزهر ووصفه في رسالة إليه بشيخ الإسلام وصرح بتأويل ذلك لمن أنكره. وكذا قال المقريزي أنه كان ديناً خيراً له مروءة وقوة وأفضال وكرم نفس وهمة عالية قل أن يوجد في أبناء جنسه في نوع الكرم مثله. مات في يوم الثلاثاء سادس عشري ذي القعدة سنة أربع وأربعين بمنزله من جامع الأقمر ودفن من الغد بتربة ابن جماعة بالقرب من الصوفية وقد ناف على الثمانين وحواسه سليمة رحمه الله وإيانا. ومما حكاه الشهاب الريشي أنه سأل في درسه سؤالاً ثم قال على عادته:

إذا كنت لا تدري ولم تك بالذييسائل من يدري فكيف إذاً تدري قال الشهاب وكنت أنعس فاستيقظت وقلت:

 

جهلت ولم تدري بأنك جاهل

 

فكـــن هــــكـــــــذا أرضـــــــاً يطـــــــأك الـــــــذي يدري

ومـــن عــــــجـــــــب الأشـــــــياء أنـــــــك لا تـــــــدري

 

وأنـــــــك لا تـــــــدري بـــــــأنـــــــك لا تـــــــــــدري

قال فبهت ولم يجب بكلمة. وذكره المقريزي في عقوده وأنه صحبه زيادة على خمسين سنة فما علم عليه إلا خيراً وبلي بحساد وضعوا عليه شناعات من الجهل وأراه بعيداً عنها.
علي بن عمر بن حسين بن علي بن شرف الزفتاوي الأصل القاهري المقسي الشافعي أخو عبد القادر وأحمد وذا أصغر الثلاثة. اشتغل يسيراً وقرأ علي شيئاً وولع بالميقات وخدم به عند قجماس وسافر معه إلى دمشق ثم فارقه وتوجه مع أبي البقاء بن الجيعان لذلك حين سافر في أوائل شوال سنة تسع وثمانين إلى طيبة للنظر في أمرها ثم يحج وكذا حج بعد مع جان بلاط في سنة ثلاث وتسعين؛ وكان لأبيه إليه أتم ميل ويتألم من أخويه لاختصاصهما دونه فلم يكن بأسرع من ذهاب ما معهما واستمر هذا مستوراً حتى صار أحد مؤذني السلطان لسكونه وعقله وتودده وأدبه وهو أحد الصوفية بالمؤيدية.
علي بن رسلان بن نصير البلقيني الأصل القاهري. هكذا رأيت اسمه بخطه في عرض محي الدين الأزهري مؤرخاً كتابته بسنة ثمانمائة وأنه أجاز للعارض ماله من تعليق وهو غريب فلما علمت في بني الشيخ من اسمه علي فالله أعلم.
علي بن عمر بن سليمان العلاء أبو الحسن بن الركن الخوارزمي المصري الطاهري. ولد سنة ست وستين وسبعمائة بمصر وكان أبوه من الأجناد فنشأ ولده على أكمل طريقة وأحسن سيرة وأكب على الاشتغال بالعلم وطالع في كتب ابن حزم فهوى كلامه واشتهر بمحبته والقول بمقالته وتظاهر بالظاهر؛ وكان حسن العبادة كثير الإقبال على التضرع والدعاء والابتهال ونزل عن إقطاعه في سنة بضع وثمانين وأقام بالشام مدة ثم عاد إلى مصر وباشر عند بعض الأمراء. وقال المقريزي أنه باشر شد الأقصر لبعض الأمراء فذكر أن مساحتها أربعة وعشرين ألف فدان وأنه لما باشرها في سنة إحدى وتسعين لم يكن يزرع بها إلا نحو ألف فدان وباقيها بور وخرس. مات في تاسع صفر سنة ست. ذكره شيخنا في الأنباء والمقريزي في عقوده.
علي بن عمر بن عامر نور الدين القاهري الحسيني الشافعي المقري ويعرف بابن الركاب بالتشديد. إنسان فاضل خير ممن أخذ عن الشمس البرماوي والولي العراقي والنور بن سيف الأبياري والبرهان البيجوري والطبقة وله من الولي سماع في أماليه كما أثبته بخطه وغيرها وكذا سمع في سنة عشرين على الكمال بن مخلص وأحمد بن ايدمر الأبار تصنيف شيخهما صدقة العادلي المسمى منهاج الطريق، وتعانى قراءة الجوق وصار أحد الأعيان فيها بل كان ممن قرأ الصفة بالبيبرسية والجمالية ذا حرص على الاشتغال ورغبة في اقتناء الكتب مع جمود ويبس، وهو ممن سمع معنا الكثير على شيخنا وسمعت قراءته كثيراً وربما قدم للإمامة في المحافل الجليلة سيما في وقت اجتمع فيه شيخنا والعلم البلقيني ونعم الرجل كان. مات في سنة ست وخمسين رحمه الله وإيانا.

علي بن عمر بن عبد العزيز بن معزوز بن إبراهيم بن عزاز بن أحمد النور الشنفاسي القاهري الأزهري الشافعي. ولد في سابع عشري رجب سنة خمس وعشرين وثمانمائة بشنفاس قرية من قرى مصر وانتقل منها إلى القاهرة في سنة إحدى وأربعين فأقام بالأزهر وحفظ القرآن والحاوي وألفية النحو والرحبية والمقنع والخزرجية وغيرها وجود القرآن على أبي عبد القادر الضرير وحميد العجمي وجماعة وقرأ في الفقه على البدر النسابة وإمام الكاملية وغيرهما وفي النحو على التقي الحصني والقرافي وفي العروض على أحمد الخواص وفي الفرائض على ابن المجدي والبوتيجي وأبي الجود والسيرجي في آخرين في هذه العلوم وغيرها وسمع على شيخنا والنسابة وطائفة وجد في الطلب حتى تميز وشارك ولازم أبا العدل البلقيني في تقاسيمه وكان أحد من يلبس الصوف من جماعته وتنزل في صوفية سعيد السعداء والبيبرسية وغيرهما، وتعانى النظم وامتدح غير واحد من الأعيان وتكسب في الشهادة وقتاً وما ظفر فيها بطائل وآل أمره إلى أن تحول إلى الريف بنواحي المنصورة فأقام ببعض الجوامع وانتفع به في تلك النواحي ولكنه غير موثوق بكثير مما يبديه وديانته معلولة وشهادته غير مرضية، وقد كف وقدم القاهرة ليتداوى فلم ينجع فرجع ثم عاد وأقرأ سبط العز الحنبلي بل ربما قرأ عليه أبوه وكذا أقام عند الشرف بن البقري مدة وأكثر التردد إلي مع مزيد الفاقة. مات في جمادى الأولى سنة تسعين بالقاهرة رحمه الله وعفا عنه. ومما كتبته عنه قديماً قوله حين عزل شيخنا عن البيبرسية:

عز الشهاب فجاءتنا الشياطين

 

وغابت الأسد فاغتر السراحين

وقد تواصوا على ما لا به سدد

 

ففي وصيتهم ضاع المساكين

وقوله:

حبيب بخديه من الحسن جوهر

 

له بين حبات القلوب ثبـوت

ولست برؤيا العين والله قانـع

 

وما القصد إلا قبلة وأمـوت

علي بن عمر بن عبد الله بن موسى بن محمود بن حاجي العلائين الركن ابن الجمال التركماني المرجي الحنفي ابن الصوفي. ولد بعد سنة خمس وتسعين وسبعمائة بالمرج ونشأ بها فقرأ القرآن وتلا به لأبي عمرو على الزراتيتي بالقاهرة وحضر مجلس السراج البلقيني وأجاز له عائشة ابنة ابن عبد الهادي وآخرون في استدعاء شيخنا أبو النعيم المستملي المؤرخ سنة أربع عشرة. ولقيته بالمرج بين الخانقاه والقاهرة فأخذت عنه وكان خيراً شهيراً بناحيته من مقطعي بلده دخل دمياط وإسكندرية والصعيد وغيرها. ومات بعد أن خرف بقليل بعد سنة ستين رحمه الله.
علي بن عمر بن علي بن أحمد بن محمد بن عبد الله نور الدين أبو الحسن بن السراج أبي حفص القاهري والد عبد الرحمن وأخته ويعرف كأبيه بابن الملقن ولد في سابع شوال سنة ثمان وستين وسبعمائة ونشأ في كنف أبيه فحفظ القرآن وكتباً وعرض على جماعة وأجاز له جماعة بل رحل مع أبيه إلى دمشق وحماة وأسمعه هناك على ابن أميلة وغيره من أصحاب الفخر وغيره وكذا سمع بالقاهرة على العز أبي اليمن بن الكويك وتفقه قليلاً بأبيه وغيره، ودرس في جهات أبيه بعد موته وناب في القضاء بالقاهرة والشرقية وغيرها، وتمول بأخرة وكثرت معاملاته، وكان ساكناً حيياً زاحم الكبار في عرض غير واحد ممن لقيناه عليه كالجلال القمصي. ومات فيما أرخه به العيني في أوائل رمضان سنة سبع بمدينة بلبيس وحمل إلى القاهرة فدفن بها يعني في تربة سعيد السعداء عند أبيه، قال: ولم يكن مثل أبيه ولا قريباً منه، وأرخه غيره يوم الاثنين سلخ شعبان منها وهو أشبه ولكن أرخه المقريزي في عقوده بأول رمضان وقال أنه أكثر ما له وتزايد حشمته وكانت بيني وبينه صداقة رحمه الله وإيانا. وقد رأيته اختصر المبهمات لابن بشكوال مع زيادات له فيها.
علي بن عمر بن علي بن شعبان المحب بن السراج القنائي الأزهري المالكي الآتي أبوه فأقرأه القرآن وبعض الكتب ودار به على الشيوخ فأسمعه وأخذ عني قليلاً ونشأ في الصلاح والخير ثم حصل له خلل في عقله وتعب أهله سيما والده إلى أن خلص منه بعد مدة وتزايد خيره ثم مات في حياة أبيه بعد أن حج غريقاً في حاصل جامع الأزهر ثالث رجب سنة تسع وثمانين عن إحدى وعشرين تقريباً وأسف كثيرون سيما والده وخلف ولدين عوضهم الله الجنة.

علي بن عمر بن علي بن عمر بن علي بن أحمد أبو الحسن بن السراج أبي حفص بن النور بن عرب وهو بكنيته أشهر. ولد في سنة ثمان وعشرين وثمانمائة وناب عن العلم البلقيني فمن بعده.
علي بن عمر بن علي بن غنيم بن علي أبو الحسن بن الشيخ النبتيتي الشافعي الضرير الآتي أبوه وأخوه محمد. ولد سنة أربع وثلاثين وثمانمائة تقريباً وحفظ القرآن عند عبد الله النشوي الضرير وجوده أو بعضه على الشهاب بن أسد وسمع منه المسلسل بصورة الصف وإنا أعطيناك الكوثر وعلى علي الجبرتي والسنهوري وزكريا في آخرين وبمكة حين حج حجة الإسلام إلى أثناء سورة هود على علي الديروطي.
علي بن عمر بن علي بن محمد بن علي بن خليل المصري الأصل المكي الشافعي الآتي أبوه وجده ويعرف كهو بابن السيرجي. ولد في رمضان سنة اثنتين وثمانين وثمانمائة بمكة ونشأ بها فحفظ المنهاج ومجموع الكلائي والجرومية وقرأ على الشمس البلبيسي الفرضي حين مجاورته المجموع المشار إليه وعلى السيد عبد الله الإيجي في الفقه وكذا حضر دروس السيد كمال الدين بن حمزة ولازم الجمالي أبا السعود في دروسه وتحديثه واليسير في الأصول عند العلاء المحلي الحنفي له إجازة وزار مع أبيه المدينة في سنة ثمان وتسعين.
علي بن خواجه عمر بن علي بن ناصر الحصني التاجر ويعرف بابن ناصر. ممن سمع مني بالقاهرة.
علي بن عمر بن علي العلاء الحسيني العجلوني ويعرف بابن قزلمي. ممن سمع مني في المحرم سنة تسعين.
علي بن عمر بن أبي موسى عمران بن موسى بن ناصر الدين محمد بن حمزة بن صالح بن عميرة نور الدين أبو الحسن الذيبي ثم القاهري الشافعي نزيل مكة ويعرف بالذيبي. ولد في خامس عشري شعبان سنة اثنتين وثلاثين وثمانمائة بمنية الذيبة من الغربية بين سخا وسنهور وقدم القاهرة فصحب الشيخ مدين وأخذ عن العبادي كثيراً وأذن له في التدريس والإفتاء في سنة ست وسبعين ثم في سنة ثمانين ووصفه بالعالم الفاضل والسابق المناضل مذكر الأوائل المقدم على الأماثل مقرب الشواسع ومقرر النافع صاحب الأبحاث الفائقة والعبارات الرائقة فائق الأقران نخبة الزمان فاتح مقفلات المشكلات وموضح ما أوهم من المعضلات وذكر غير ذلك من الأوصاف ووالده بالشيخ الإمام القدوة مربي المريدين نخبة الأولياء والصالحين محقق اليقين أبا حفص وجده بالمرتضى العدل الرضي الشرف أبا عمران، وكذا حضر كثيراً من دروس العلم البلقيني والمناوي وغيرهما كالفخر المقسي والزين زكريا والجوجري والنجم بن حجي والأبناسي وآخرين وحضر عندي في شرح الهداية وغيرها وتولع بالنظم وغلب عليه فن الأدب مع مشاركة في غيره وأظنه ممن يميل مع ابن عربي ويخوض في التوحيد، وتكسب بالشهادة وكتب بخطه أشياء. وحج غير مرة وجاور مراراً وجلس هناك في باب السلام شاهداً مع المداومة لحضور دروس البرهاني ثم ولده وربما حضر عندي ولكنه كان في غالب مجاورتنا الرابعة ضعيفاً بحيث أيس منه ثم عوف كل ذلك وهو صابر قانع مع تجرع فاقة تامة وتودد تام وفصاحة وعبارة، وله في البرهان وولده القصائد البديعة سمعت كثيراً منها بل كتب عنه النجم بن فهد بعضها ومما كتبته عنه قوله:

إن الأولى أذنوا بالمصطفى ذكروا

 

سبعاً فخذ عدها في در منظـوم

حبان سعد بلال ابن الأصـم أبـو

 

محذورة والصدائي ابن أم كلثوم

وقوله مما جمع فيه العشرة على ترتيبهم:

عتيق عمر عثمان علـي طـلـحة

 

زبير سعد سعيد وابن عوف وعامر

وهو ممن قرظ مجموع البدري فكان مما كتبه:

هو السيل إلا أن ذاك انسكـابـه

 

يحاكي لذا سكباً حلى حين صنفا

هو البحر إلا أنه العذب في اللهى

 

سوى أن فيه الدر يوجد أحرفـا

وقد نقل عني بحاشية آخر مفتاح الفلاح لابن عطا الله عند مسلسل بالله العظيم من كتابي الجواهر المكللة الحكم على هذا المسلسل فوصف بعلامة الحفاظ والمحدثين محيي سنة سيد الأنبياء والمرسلين السخاوي من البهجة فنون علوم الحديث أمسى الحاوي أيد الله تعالى به السنة الشريفة وأفاض عليه ومنه وبه المنن المنيفة ورأيته في مجاورتي الخامسة زائد التحري في تجنب الغيبة. وحكى لي أول ما قدم مكة وجد بين الفريقين الظهيريين والنويريين مزيد التشاحن والتباغض فأحب الانفراد عن الفريقين خوفاً من الخوض فيما يؤدي لها ثم بعد ثلثي شهر خشي من كونه يؤدي إلى جفاء فخالط وكان البرهان يعد ذلك من محاسنه ومع ذلك فلم يسلم ممن أنكر قوله في بعض قصائده التي امتدح بها الجمالي - فما النووي فما ابن الصلاح.
علي بن عمر بن قنان. هو ابن عمر بن محمد بن علي يأتي.
علي بن عمر بن عمران. يأتي فيمن جده محمد بن موسى.
علي بن عمر بن محمد بن إبراهيم بن محمد بن محمد نور الدين ابن الفخر البانباري ثم المصري الشافعي. ولد في سنة ثمان وسبعين وسبعمائة تقريباً ونشأ بها فقرأ القرآن عند الشمس الطيبي والأطروش والزكي بكر السوبياني وفتح الدين صدقة وعبد الله الخواص وجوده مع كون كلهم ممن قرأ السبع على الزكي أبي بكر الضرير وحفظ المنهاج والملحة وبعض العمدة وعرض على بعض إخوته وأخذ عن الشمس بن عمار طرفاً من العربية بل ومن الفقه أيضاً مع كونه مالكياً. وكذا تفقه بالزكي الميدومي والشمس بن القطان ثم بولده البهاء؛ وسمع الحديث على الصلاح الزفتاوي وناصر الدين بن الفرات والنجم البالسي والشهاب الجوهري والفخر القاياتي في آخرين، وحج وجاور ودخل دمياط في بعض ضروراته وصحب الكمال المجذوب واختص به بحيث كان أكثر أوقاته في مصر عنده. بل ما مات إلا في منزله وحدث وسمع منه الفضلاء وتكسب بالشهادة وقتاً ثم أعرض عنها وكان خيراً ساكناً متعففاً كثير التلاوة والتهجد محباً في الحديث وأهله راغباً في الإسماع أخذت عنه أشياء، في جسده بعض بياض. مات في سادس رجب سنة سبع وستين رحمه الله وإيانا.
علي بن عمر بن محمد بن أحمد بن محمد بن محمود النور بن السراج بن الجمال الكازروني المدني الشافعي الآتي أبوه وجده. ولد قبل موت أبيه بنصف سنة بالمدينة ونشأ بها ولازمني في سماع أشياء بالمدينة.
علي بن محمد بن علي بن قنان نور الدين الأسدي القرشي الزبيري الرسعني نسبة لرأس العين ثم المدني الشافعي والد عمر ومحمد ويعرف بابن قنان بكسر أوله. ولد في يوم الجمعة منتصف ذي الحجة سنة ستين وسبعمائة برأس العين، وقدم مكة سنة سبع وثمانمائة ثم انتقل منها بعد مدة إلى المدينة واشترى بها ملكاً وكان يتردد بين الحرمين حتى كانت وفاته بمكة، وذكر أنه سمع من البرهان الآمدي تلميذ ابن تيمية وأنه تلا بالسبع على محمد بن سالار الدمشقي وأبي المعالي بن اللبان والشمس العسقلاني وأبي سعيد محمود بن أيوب التبريزي والكمال بن عمر التبريزي، ورأيت سماعه على الزين المراغي في سنة اثنتي عشرة وثمانمائة بقراءة ولده أبي الفتح ووصفه بالشيخ المقرئ، وأشار ابن الجزري في ترجمة نفسه من طبقات القراء إلى أن صاحب الترجمة تلا عليه بالعشر لكنه لم يكتمل واستجازه صاحبنا ابن فهد وغيره. ومات في صبيحة يوم الجمعة ثاني عشر ذي الحجة سنة تسع وثلاثين بمكة وصلي عليه بعد الجمعة ودفن بالمعلاة رحمه الله.
علي بن عمر بن محمد بن علي بن محمد بن إبراهيم العلاء الجعبري الخليلي الشافعي أخو عبد القادر الماضي. ولد في ثامن شوال سنة إحدى وثلاثين وثمانمائة ببلد الخليل ونشأ فحفظ القرآن والمنهاج واشتغل قليلاً وأسمع على التدمري المسلسل ومجالس الخلال العشرة وجزء البطاقة والمنتقى من مشيخة ابن كليب ومنية السول، وأجاز له القباقبي وشيخنا، وحج ودخل القاهرة والشام وحدث باليسير سمع منه بعض الطلبة.
على بن عمر بن محمد بن الشمس لولو الحلبي ثم الدمشقي أخو زينب. ولد سنة ست وعشرين وسبعمائة وأحضر على الحجار وحدث. مات ببيت لهبا في المحرم سنة إحدى. ذكره المقريزي في عقوده، وينظر إن كان في كتابي.
علي بن عمر بن محمد بن موسى بن عمران المكي أخو حسن الماضي. مات في المحرم سنة ثمان وثلاثين بمكة. أرخه ابن فهد.

علي بن عمر بن محمد الفقيه الأجل الصالح شمس الدين الأهدل أخو عبد المجيد كانا كأبيهما من الصلحاء أفضل موجود في المراوغة من سهم. ذكره العفيف.
علي بن عمر بن محمد علاء الدين الحلبي قاضيها المالكي ويعرف بابن جنغل. كان أبوه تاجراً فنشأ هذا شافعياً ثم ساعده أبوه وبذل عنه حتى عمل قضاء المالكية وصرف به الجمال موسى بن النحريري وصار القضاء بينهما نوباً فتارة يسعى هذا وتارة ذاك إلى أن حصل الاتفاق بينهما على تركه السعي على صاحب الترجمة ويلتزم له بخمس محلقات أو نحوها في كل يوم ووفى له بها حتى مات في أثناء سنة ست وتسعين ولم يعش هذا بعده سوى نحو أربعة أشهر. ومات في صفر سنة سبع واستقر ابنه الشمس محمد في القضاء ببذل فيه وفي المصالحة عن تركه أبيه.
علي بن عمر بن محمد نور الدين بن البانياسي الدمشقي سبط الشيخ عبد الرحمن بن داود وشيخ زاوية جده، استقر فيها بعد صاحبنا الشيخ قاسم الحبشي بل نازعه في حياته ولو علم أهليته ما توجه للمنازعة. ومولده سنة بضع وأربعين.
علي بن عمر العلاء الحموي الشافعي ويعرف بابن الدنيف بمهملة مضمومة ثم نون مفتوحة وآخره فاء. ولد في سنة أربع وعشرين وثمانمائة فيما قيل بحماة ونشأ بها فحفظ القرآن والمنهاج وألفية النحو والحديث وجمع الجوامع والتلخيص وعرض بعضها على العلاء بن خطيب الناصرية في اجتيازه عليهم بحماة وعلى غيره، ولازم ناصر الدين محمد بن وهبة الله بن البارزي فانتفع بتربيته وأخذ عنه النحو وكذا أخذ الفقه عن الجمال يوسف بن سيف ولازمه والفقه والعربية وغيرهما عن الزين بن الخرزي والأصول عن بعض العجم ممن قدم عليهم، وكتب الخط الحسن وباشر التوقيع عند الصدر بن البارزي ولد ناصر الدين المذكور في ترجمته لما لأبيه عليه من حق التربية والمشيخة ثم عند ولده السراج عمر ثم عند غيره مقتصراً على معلومه ثم أعرض عنه وتصدى لإقراء الطلبة وصار شيخ البلد ومفتيه وخطيب الجامع الكبير الأعلى به نيابة، وحج مع السراج عمر المشار إليه في سنة كنا بمكة المجاورة الثالثة موسمها وتزوج ابنه بابنة له. ومات بعيد التسعين عن بضع وسبعين وخلف كتباً وتركة رحمه الله.
علي بن عمر الحضرمي مفتي عدن. مات سنة ثلاثين وثمانمائة.
علي بن عمر الكثيري من آل كثير. انتزع ظفار من العفيف عبد الله بن محمد بن عمر بن أبي بكر بن عبد الوهاب بن علي بن نزار الظفاري. واستمر فيها إلى أن مات في سنة ست وثلاثين. ذكره شيخنا في أنبائه ثم المقريزي في عقوده بأطول.
علي بن عنان بن مغامس بن رميثة بن أبي نمي العلاء أبو الحسن الحسني المكي. ولي إمرتها مرة للإشرف برسباي في المحرم سنة سبع وعشرين عوضاً عن البدر حسن بن عجلان وخرجت معه تجريدة من الممالك السلطانية مقدمهم قرقماس الشعباني الناصري فلم يلق حرباً وأقام على إمرته ثم انفصل ودخل الغرب فأكرمه أبو فارس ملكها ثم رجع إلى القاهرة فأقام بها، وكان حسن المحاضرة يذاكر بالشعر ونحوه، وذكره المقريزي في عقوده وأنه كان لين الجانب. مات بالقاهرة مسجوناً في قلعتها يوم الأحد ثالث جمادى الآخرة سنة ثلاث وثلاثين مطعوناً شهيداً غربياً وحيداً عفا الله عنه.
علي بن عنبر العمري نسبة لعمل العمر. مات بمكة في رجب سنة اثنتين وأربعين. أرخه ابن فهد.
علي بن عياد بن أبي بكر بن علي نور الدين أبو الحسن البكري البستريني الأصل الفاسي المغربي المالكي. ولد تقريباً سنة ثلاثين وثمانمائة بملوية من أعمال فاس وحفظ الرسالة وغيرها كالألفية وبعض التسهيل واللامية في الصرف وتلا لنافع على جماعة منهم محمد بن إبراهيم المزاني وعنه أخذ في العربية واللغة وأخذ في الفقه عن أبي بكر الدخيسي وأسئلة كثيرة عن محمد القوري وسمع الحديث على عبد الرحمن الثعالبي ومحمد الواصلي في آخرين؛ وقدم القاهرة سنة ست وستين ثم في سنة ثلاث وتسعين. وحج في كل منهما ولقيني بمكة في ثانيتهما فسمع مني في موسمها بحضرة الشيخ عبد المعطي وعظمه في الصلاح وكتبت له إجازة وأوقفني على لطائف الإشارات في مراتب الأنبياء في السموات في المعراج، والغالب عليه الخير وسلامة الصدر وقال إنه لقي الفخر الديمي ورجع.

علي بن عيسى بن عثمان بن محمد النور بن الشرف القاهري الشافعي والد الشرف محمد وأخو الفخر محمد وأحمد ويعرف كسلفه بابن جوشن. ولد سنة ثمان وثمانمائة ونشأ فحفظ القرآن والمنهاج واشتغل وتميز وأخذ عن شيخنا وغيره. مات سنة ثمان وثلاثين ودفن في زاويتهم الشهيرة من الصحراء رحمه الله وإيانا.
علي بن عيسى بن محمد بن قاسم الراجبي الماضي أبوه. ممن سمع مني بمكة.
علي بن عيسى بن محمد العلاء أبو الحسن بن أبي مهدي الفهري البسطي. ذكره شيخنا في إنبائه وقال انه اشتغل ببلاده ثم حج ودخل الشام ونزل بحلب على قاضيها الجمال النحريري وأقرأ التسهيل وعمل المواعيد بالجامع، وكان فاضلاً ذكياً أديباً يذكر في المجلس نحو سبعمائة سطر يرتبها أولاً في يوم الأربعاء ثم ينظرها يوم الخميس ثم يلقيها يوم الجمعة سرداً يطرزها بفوائد ومناسبات. قاله البرهاني المحدث وذكر أنه أنشده ابن الجباب الغرناطي اللغز الشهير في المسك:

كتبتم رموزاً ولم تكتبـوا

 

كهذا الذي سبيله واضحة

قال: وأنشدنا عنه أناشيد، ثم دخل الروم فسكنها وعظم قدره ببرصا وحصلت له ثروة ثم دخل القرم وكثر ماله. واستمر هناك حتى مات في سنة تسع عشرة. ذكره ابن خطيب الناصرية وغيره وهو ممن ذكره شيخنا في الدر سهواً فليس من شرطه.
علي بن عيسى نور الدين بن الخواجا الشرف القارئ الدمشقي شقيق محمد ويعرف كل منهما بابن القارئ؛ ولد سنة ثلاث وستين وثمانمائة بدمشق وحفظ القرآن واشتغل قليلاً وحج ولقيني بمكة بعد أن استجازني أخوه له ولبنيه التقي أبي بكر والشرف يحيى وسائر بناته في موسم سنة ست وتسعين وكان قدم مع الركب الشامي ليجاور فوجد المرسوم سبقه برجوعه لمصر ليكون مع أخيه في المصادرة لطف الله بهما، ثم لقيني بمكة سنة تسع وتسعين وقد قدمها في موسم التي قبلها وأقام هو وابن عمه الشمس محمد بن يوسف بجدة.
علي بن غازي بن علي بن أبي بكر بن أبي بكر بن عبد الملك الصالحي ويعرف بالكوري - بضم الكاف ثم راء مهملة. سمع زينب ابنة الكمال محمد بن يوسف الحراني والعز محمد بن العز إبراهيم بن أبي عمر، وحدث سمع منه شيخنا وغيره وقال: مات في شوال سنة أربع رحمه الله.
علي بن غريب. له ذكر في يوسف بن محمد بن إسماعيل.
علي بن فتح بن أوحد النور الخانكي حفيد شيخ الخانقاه السرياقوسية كان ووالد محمد الآتي. ناب في القضاء بها عن صهره عز الدين المنوفي وتأخر بعده حتى مات في ربيع الثاني سنة تسعين.
علي بن فخر الدين ويقال له فخير بن محمد بن مهنا إسكندري الأصل المكي العطار ويعرف بابن فخير، مات بمكة في ربيع الأول سنة اثنتين وتسعين وهو أكبر أخويه ويليه أحمد ويليهما عبد الكريم الشاهد.
علي بن أبي الفرج محمد بن محمود بن حميدان المدني الحنفي ويعرف كأبيه بابن حميدان. أحد المؤذنين بالحرم الشريف المدني وممن يحفظ القرآن. مات في ربيع الثاني سنة.
علي بن الفقيه الطهطاوي واسم أبيه. ممن سمع مني بمكة.
علي بن قاسم العلاء الأردبيلي الأصل الخليلي الشافعي المقرئ ويعرف كأبيه وبالبطائحي. اشتغل عند الكمال بن أبي شريف وغيره وتميز سيما في القراءات بحيث صنف فيها وأخذها عن جماعة مع تفنن في العربية والصرف والفرائض والحساب والقراءات والفقه؛ ومن محافيظه المنهاج والشاطبية وأقرأ الطلبة. مات بالخليل في يوم الأربعاء ثامن ربيع الأول سنة ست وتسعين، ووصفه الصلاح الجعبري بالشيخ الإمام العالم العلامة المقرئ وصدر ترجمته بأبي الحسن البطائحي وقد زاد على الخمسين.
علي بن القسم بن محمد بن حسين اليمني الزيدي ويعرف بابن شقيف. كان من أعيان الزيدية بمكة ممن يفتيهم ويعقد لهم الأنكحة. مات بها في ذي القعدة سنة ست عشرة ودفن بالمعلاة وهو في أثناء عشر الثمانين ذكره الفاسي في مكة.
علي بن أبي القسم بن محمد بن علي بن محمد بن جوشن المكي. ممن تكسب بالتجارة وسافر لأجلها إلى اليمن وغيرها مع اشتغال يسير بل تلا للسبع على الشوايطي وأذن له. مات بمكة في رجب سنة إحدى وسبعين. أرخه ابن فهد.

علي بن أبي القسم بن محمد بن محمد بن محمد العلاء بن الجلال الأخميمي الأصل القاهري الشافعي النقيب والده بل وهو أيضاً ثم أعرض عنها وذلك أنه التزم عدم تعاطي شيء على كتابة المراسيم ونحوها والتمس من القاضي تقرير شيء على ذلك فقرر له مالاً يكفيه فتحول لما هو منفرد به في رمي النشاب وقصر نفسه عليه وأقام عند عمر بن الملك المنصور ليهذبه فيه بل كان له اختصاص بقجماس نائب الشام وخطه لا بأس به، وله نظم رثي العلم البلقيني حسب ما سمعته يقوله.
علي بن أبي القسم بن يحيى المراكشي المغربي. ممن سمع مني بمكة.
علي بن أبي القسم المحجوب.
علي بن القاق شيخ بعض جبال عجلون. قتل في صفر سنة إحدى وتسعين.
علي بن قاسم العلاء أبو الحسن بن شيخ الخدام بالحرم المدني المحمدي الآتي. ممن اشتغل يسيراً ولازمني بالمدينة حتى قرأ علي الشفا وسمع علي أشياء.
علي بن قراقجة الأمير علاء الدين الحسني أحد العشراوات مات هو وأبوه في يوم واحد يوم السبت ثامن عشر صفر سنة ثلاث وخمسين بالطاعون وقد قارب هذا العشرين.
علي بن قردم العلائي المذكور وأبوه في المائة قبلها.
علي بن قرقماس بن حليمة المكي واليها؛ مات في ربيع الأول سنة اثنتين وتسعين وخلفه بعد أشهر في الولاية على القطان وهما مهملان.
علي بن قرمان، قدم على المؤيد فأمده في سنة اثنتين وعشرين بعسكر باشه ولده إبراهيم وطرد أخاه محمداً عن البلاد القرمانية واستقر هذا هناك وأحضر معه أخوه.
علي بن قنان، في ابن عمر بن محمد بن علي بن قنان.
علي بن كامل بن إسماعيل بن كامل بن يعقوب بن نهار العلاء السلمي بن تحتين ثم السرميني الشافعي. ولد في مستهل شعبان سنة إحدى وسبعين وسبعمائة كما سمعته من لفظه وقيل في سنة اثنتين وستين بسمية من أعمال حماة ونشأ بها فحفظ بعض القرآن ثم انتقل إلى سرمين بعد البلوغ فأكمله ثم المنهاج وتفقه بالبرهان إبراهيم بن مسلم الحوراني السرميني وأخذ العربية على العز الحاضري ومحمود السرميني وانتقل في الفتنة يوم الأحد حادي عشر ربيع الأول سنة ثلاث فأقام بالشام يسيراً ثم زار بيت المقدس وأخذ فيه عن الشهاب بن الهائم، وقدم القاهرة فاجتمع بالسراج البلقيني والبيجوري والشمس الغراقي والعز بن جماعة وحضر دروس بعضهم واستمر بها إلى ثامن رمضانها ثم رجع بلاده فأقام بها متصدياً للاشتغال والإفادة حتى برع وانتفع به جماعة وولي قضائها مسئولاً مدة يسيرة ثم ترك ولقيته بها فكتبت عنه كثيراً من فوائده ونظمه، وكان عالماً فقيهاً مستحضراً للروضة ولجملة صالحة من العربية واللغة والأدب والنوادر مع الدين والتواضع والتقشف والإحسان للغرباء والوافدين والتردد إليهم والمحاسن الجمة، أفتى ودرس وناظر العلاء بن مغلى وابن خطيب الناصرية وغيرهما وعمل منظومة سماها درر الأفراد في معرفة الأضداد نحو ثلاثمائة بيت وأولها مما كتبته عنه:

الحمد لـلـه وصـلـى أبـداً

 

على النبي العربـي أحـمـدا

من خصه الله بخير الألـسـن

 

وبالهدى إلى السبيل الحـسـن

وآله وصحـبـه مـن بـعـد

 

ليس لها حصـر ولا تـحـد

وبعد فالأضداد للصـاغـانـي

 

مستحسن في الوضع والمعاني

إلى غير ذلك مما كتبته عنه من نظمه ونثره حسب ما أوردته في الرحلة وغيرها. مات سنة ستين رحمه الله.
علي بن كبيش بن عجلان حسني نائب مكة ومن له حرمة وصولة فيها مات في ذي الحجة سنة ثمان وثلاثين. أرخه ابن فهد.
علي بن لولو نور الدين القاهري الشافعي ويعرف بابن لولو. ذكره شيخنا في إنبائه وقال: كان عالماً عاملاً متورعاً مديماً للإقراء بجامع الأزهر وغيره وانتفع به الناس ولم يكن يأكل إلا من عمل يده لم يتقلد وظيفة قط وله في العربية مقدمة سهلة المأخذ، مات سنة سبع وعشرين وهو في عشر الستين انتهى، ومن شيوخه علي بن أبي الليث، في ابن محمد بن محمد بن أحمد.
علي بن مانع بن علي بن عطية بن منصور بن جماز بن شيحا الحسيني المدني أخو أميان الماضي، رام بعد أبيه إمرة المدينة وتجاذب في سنة تسع وثلاثين هو والعجل بن عجلان الماضي فيها فما تيسرت لهما.

علي بن مبارك بن رميثة بن أبي نمي الحسني المكي، كان يأمل إمرتها وقوي رجاؤه لما انحرف الناصر فرج على صاحبها حسن بن عجلان فما كان بأسرع من رضاه واستمر هذا بالقاهرة حتى مات في آخر سنة خمس عشرة وهو معتقل بقلعة الجبل، ذكره الفاسي في مكة مطولاً.
علي بن مبارك بن عيسى المكي ويعرف بابن عكاشة. ورث عن أبيه شيئاً كثيراً من نقد وعقار فأتلفه واحتاج إلى أن صار يتقوت بكتابة الوثائق ونحوها فدام على ذلك نحو عشر سنين. ثم مات في شعبان سنة أربع عشرة بمكة ودفن بالمعلاة عن بضع وثلاثين سنة وبلغني أنه عمر مسجد التنضب بوادي نخلة عفا الله عنه. ذكره الفاسي في مكة.
علي بن محمد بن إبراهيم بن العلامة الجلال أحمد بن محمد بن محمد نور الدين أبو الحسن الخجندي ثم المدني الحنفي أخو أحمد الماضي. ولد في ليلة الجمعة منتصف رجب سنة اثنتين وأربعين وثمانمائة بالمدينة النبوية ونشأ بها فحفظ القرآن والكنز وألفية النحو وغيرها وعرض على المحب المطري وفتح الدين بن صلح وآخرين واشتغل على السيد المكتب شيخ الباسطية ثم الشهاب الأبشيطي، وقدم القاهرة فقرأ بها على الشرواني في المطول وعلى الكافياجي والتقي الحصني ولازم الأمين الأقصرائي وبرع في العربية والمعاني والبيان وغيرها مع ذكاء مفرط ونظم جيد كثير ونثر حسن أثبت منه في تاريخ المدينة والوفيات أشياء. مات بالشام غريباً في صفر سنة إحدى وسبعين بعد والده بسنة ولما بلغته وفاته أرسل إلى أهله كتاباً فيه:

إن مات والدي الشفيق فإن لـي

 

دمعاً يسيل عليه في الوجنـات

ولربما كف الحزين دمـوعـه

 

صوناً لهمته عن الـهـفـوات

خوف الوقيعة قبل فوت وقوعها

 

فإذا استقرت خيف ما هو آت

علي بن محمد بن إبراهيم بن حامد العلاء الصفدي الشافعي ابن عم الشمس محمد بن عيسى بن إبراهيم الداعية الآتي ويعرف بابن حامد. ولد في ذي القعدة أو الحجة سنة أربع وثمانمائة بصفد ونشأ بها فحفظ القرآن والمنهاج ومختصر ابن الحاجب الأصلي وألفية ابن مالك، وارتحل في الطلب إلى دمشق ثم القاهرة مجدداً في الاشتغال مشمراً عن ساعده إلى أن برع وأشير إليه بالفنون وتنزل في صوفية الأشرفية برسباي من واقفها بعد امتحان شيخ الشافعية بها القاياتي له بما أحسن جوابه وكذا ولي شهادة الشونة بسعيد السعداء عن السراج الحسباني أو تقي الدين بن فتح الدين بن الشهيد ثم رغب عنها لابن المرخم، وناب في القضاء عن شيخنا وجلس بحانوت القزازين بل ولي قضاء بلده صفد غير مرة أولها بسفارة الكمال بن البارزي مع ما بينه وبين الظاهر جقمق من الصداقة القديمة بحيث كان يؤمل منه أعلى من ذلك فشكرت سيرته ثم عزل بالشهاب الزهري ثم أعيد ثم في سنة ست وأربعين جرت بينه وبين حاجبها كائنة سجن الحاجب بسببها في قلعة صفد وأمر بنفي العلاء هذا إلى دمشق فصادف قدومه القاهرة فسمع بذلك فرام الاجتماع بالسلطان فما تمكن بل أمر بنفيه إلى قوص فتلطفوا به حتى أعيد إلى الأمر فسافر إلى دمشق في أواخر جمادى الأولى منها واستقر ابن سالم في قضاء صفد عوضه ثم أعيد إليها ثم انفصل بالمذكور أيضاً ثم أعيد إليها بعد وفاته، واستمر إلى أن صرف بالشهاب بن الفرعمي لكونه بذل أربعمائة دينار ملتزماً بمثلها في كل سنة. ثم أعيد العلاء فدام حتى مات وذلك في سنة سبعين بالإسهال رحمه الله وإيانا؛ وكان عالماً بفنون خصوصاً الطب وقد شهد له الشهاب بن المحمرة بمعرفة اثني عشر علماً ووصفه البقاعي في طبقة سماع الموطأ للقعنبي بالإمام العلامة الحفظة المفنن وهو كذلك مع وصفه بالكرم الزائد والعفة والشهامة حتى أنه لما قدم البقاعي من القدس آواه عنده ورتب له في كل يوم رغيفين بل قيل لي أنه عرض على القاياتي أن يرغب لولده عن تصوف كان باسمه إما بالأشرفية أو سعيد السعداء رحمه الله.
علي بن محمد بن إبراهيم بن عبد الله أبو الحسن بن أبي عبد الله بن أبي إسحاق الحلبي العدل بها. سمع مع ابن عشائر على الصلاح عبد الله بن الشمس بن المهندس شيئاً وحدث عنه بالإجازة إن لم يكن سماعاً بمجلسين هما الرابع والخامس من أمالي أبي مطيع وبمجلس من إملاء أبي الفرج القزويني قريب الثلاثين قرأها عليه المحب بن الشحنة.

علي بن محمد بن إبراهيم بن عثمان نور الدين أبو الحسن بن الشمس أبي عبد الله السفطرشيني ثم المصري الشافعي الشاذلي سبط النور الأدمي والآتي أبوه. ولد في عاشر ذي الحجة سنة إحدى وتسعين وسبعمائة بمصر ونشأ بها فحفظ القرآن وتلا به على والده لأبي عمرو ولما صاهر أبوه الأدمي جعله شافعياً فنشأ ابنه على مذهب أبيه وجده لأمه وإلا فأسلافهم كانوا مالكية؛ وحفظ التقريب للعراقي في أحاديث الأحكام والمنهاج الفرعي وألفية النحو وبعض التسهيل وغيرها، وعرض التقريب على مؤلفه وكذا عرض على والده أبي زرعة وجماعة أجازوا له والكمال الدميري والشهاب بن العماد وآخرين ممن لم يعين الإجازة في خطه وجود القرآن أيضاً على الشرف يعقوب الجوشني ومظفر وغيرهما وبحث في المنهاج على أبيه وجده لأمه وابن العماد والشمسين الغراقي وابن عبد الرحيم وغيرهم وفي الألفية والتسهيل على والده أيضاً ولم يكثر من ذلك؛ وتكسب بالشهادة وقتاً ثم أعرض عنها قبل موته بأزيد من ثلاثين عاماً، وحج وسافر إلى دمشق ودخل إسكندرية ودمياط وأم بمسجد صفي الدين بخط الصبانين من مصر، وكان خيراً منجمعاً عن الناس متقنعاً بوظائف تركها له أبوه، ولقيته بمصر فأخذت عنه بعض التقريب. مات في ذي الحجة رحمه الله وإيانا.
علي بن محمد بن إبراهيم بن محمد المحلي الأصل ثم الخانكي المتصرف عند القضاة أديب. مولده سنة إحدى وثلاثين وثمانمائة ولقيته بالخانكاه فأنشدني قوله موالياً في نور العين:

قصف من جماعا أعيان غصن

 

بدر كـامـل كـــان زين

بكيت سل دماً مـن عـينـي

 

عميت حن فقد نور الـعـين

علي بن محمد بن إبراهيم العلاء أبو الحسن الجعفري النابلسي الحنبلي أخو إبراهيم الماضي ويعرف بابن العفيف. ولد كما كتبه بخطه في سنة اثنتين وخمسين وسبعمائة، وسمع على الميدومي المسلسل وعلى صفية ابنة عبد الحليم الحنبلية في سنة خمس وسبعين جزء من ابن الطلاية قال: أنابه الأبرقوهي وعلى أبي الحسن علي بن أحمد بن إسماعيل الفوي في سنة تسع وسبعين جزءاً فيه منتقى أحاديث مسلسلات بحرف العين من مسند الدرامي وعلى أبي حفص بن أميلة أمالي ابن سمعون وغيرها، وحدث لقيه شيخنا في رحلته فسمع عليه الأول من أمالي ابن سمعون وكذا سمع عليه من شيوخنا التقي أبو بكر القلقشندي وحدثنا عنه في بيت المقدس بأشياء، وآخر ما وقفت عليه مما سمعه منه ما أرخ بجمادى الآخرة سنة تسع وثمانمائة ووقفت له على تصنيفين أحدهما في وصف الحمام سماه رشف المدام نقل فيه عن ابن رجب ووصفه شيخنا فكأنه أخذ عنه الفقه وقال أنه اجتمع في سنة تسع وتسعين بالقاقون بشخص هندي ذكر له أن عمره نحو مائة وثلاثين سنة وأنه سأله أببلاد الهند باقلاء فقال: لا وقال إن سبب تصانيفه أنه تذاكر هو والغياث أبو الفرج عبد الهادي بن عبد الله اليسطامي ما عندهما من ذلك فاقتضى جمعه وأورد فيه من نظمه:

عجبت لأصوات الحمائم إذ غدت

 

غناء لمسرور ونوحاً لمحزون

وندباً لمفقود وشجواً لعـاشـق

 

وشوقاً لمشتاق وتنهيد مفتـون

وقوله موالياً:

حمامة الدوح نوحي واظهري ما بك

 

وعددي واندبي من فرقة أحبـابـك

لا تكتمي واشرحي لي بعض أوصابك

 

أظن ما نابني في الحب قد نـابـك

ثانيهما في الوداع سماه كشف القناع في وصف الوداع أو توزيع المكروب في توديع المحبوب جمع فيه ما وقف عليه من الأشعار التي في الوداع يكون في نصف مجلد عمله عند وداع البسطامي المذكور وأخويه عبد اللطيف وعبد الحميد البسطاميين والشمس أبي عبد الله محمد الناصر وأورد فيه من نظمه قصيدة أولها:

إنسان عيني بالمدامع يرعـف

 

وأظنها كبدي تذوب فتنـزف

والقلب في جمر الغضا متقلب

 

إذ هددوه بالفراق وأرجفـوا

وأخرى أولها:

صب جرت مذ جرى التوديع أدمعه

 

وأحرقت بلهيب الشوق أضلـعـه

وفارق الصبر والسلوان حين نـأى

 

وأوحشت عنده والـلـه أربـعـه

علي بن محمد بن إبراهيم النور الحريري الوراق المقري ويعرف بابن المؤذن أخذ عنه العسقلاني السبع ولقيه الزين رضوان بل قال ابن أسد أنه أخذ عنه.

علي بن محمد بن إبراهيم أبو الحسن الحلبي الشاهد ممن سمع عليه المحب بن الشحنة مضى فيمن جده إبراهيم بن عبد الله.
علي بن محمد بن أبي بكر بن زيد العلاء الموصلي ثم الدمشقي الحنبلي أخو الماضي ويعرف كهو بابن زيد. سمع ثلاثيات مسند على علي وحدث بها سمعها بعض الطلبة عني وقال إنه مات في رجب سنة اثنتين وثمانين قال وكان صالحاً زاهداً ورعاً رحمه الله.
علي بن محمد بن أحمد بن أبي بكر بن عبد الله بن علي بن سليمان بن محمد بن أبي بكر نور الدين القرشي الهاشمي المكي النجار نزيل القاهرة وأخو عبد اللطيف الماضي ويعرف بالغنومي نسبة لفخذ من قريش كذا قال وفيه وقفة فلم يذكر بمكة أنه قرشي. ولد سنة ثمان وثمانين وسبعمائة بمكة ونشأ بها فحفظ القرآن وتلا به لأبي بكر بن عياش عن عاصم من طريق الشاطبية على الشمس محمد بن صديق المكي الشافعي وأجاز له وكان أبوه مالكياً وجده شافعياً فاختار هو مذهب جده فحفظ التنبيه وعرضه على الجمال بن ظهيرة وولده المحب وابن سلامة والنور المرجاني والعز النويري وسمع على الأول والثالث والزين الطبري وأبي الفضل بن ظهيرة في آخرين واشتغل في الفقه على الأول والثالث والعز النويري ووالده المجد وغيرهم، وحضر عند الكمال الدميري ولكنه لم يتميز ويحتاج كل هذا لتحرير، وأجاز له في سنة ثمان وثمانين النشاوري وابن حاتم وعزيز الدين المليجي والتاج الصردي والعراقي والهيثمي وابن عرفة وابن خلدون وأحمد بن أقبرص وعبد الله بن خليل الحرستاني وفاطمة ابنة ابن المنجا وفاطمة ابنة ابن عبد الهادي وآخرون وسافر من مكة إلى القاهرة في سنة ثلاث وعشرين وتعلم صنعة السروج فارتزق منها في بعض الحوانيت بالقرب من جامع الحاكم ولقيته فأجاز لي غير مرة؛ وكان خيراً. مات في شوال سنة أربع وخمسين بالقاهرة رحمه الله.
علي بن محمد بن أحمد بن بهرام. في ابن محمد بن علي عبد الله.
علي بن محمد بن أحمد بن جار الله بن زائد نور الدين السنبسي المكي أحد من يتجر ويعامل وله عقار ويشهر بدبوس. مات في ليلة السبت منتصف صفر سنة خمس وستين. أرخه ابن فهد.
علي الأكبر بن محمد بن أحمد بن حسن بن الزين محمد بن الأمين محمد بن القطب أبي بكر محمد بن أحمد بن علي القسطلاني أخو أبي البركات محمد الآتي ويعرف بابن الزين. بيض له ابن فهد ويحرر كونه من هذا القرن.
علي الأصفر بن محمد بن أحمد بن حسن النور أبو الحسن الحنفي أخو الذي قبله وأمه خديجة ابنة إبراهيم بن أحمد بن أبي بكر المرشدي. ولد في أحد الجمادين سنة ثمان وتسعين وسبعمائة بمكة ومات أبوه وهو صغير في سنة إحدى فكفله عمه العفيف عبد الله واعتنى به خاله الجمال المرشدي فأحضره على الشمس ابن سكر وابن صديق بل وسمع على ثانيهما والشهاب بن منبت والتقي الزبيري والزين المراغي والمجد اللغوي وآخرين؛ وأجاز له إبراهيم بن أحمد بن عبد الهادي والشهاب أحمد بن أقبرص وأبو حفص البالسي والمحب بن منيع وابن قوام وفاطمة وابنة ابن المنجا وفاطمة ابنة ابن عبد الهادي وجماعة؛ ونشأ فقيراً فسافر في التجارة إلى سواكن وغيرها من بلاد اليمن مراراً إلى أن أثرى وكثر ماله واستقر في نظر رباط السدرة ورباط كلالة والميضأة المنسوبة لبركة في أواخر سنة ثلاث وأربعين فعمر ذلك عمارة متقنة وبذل فيها جملة من ماله قرضاً ثم ولي التكلم في الجشيشة الجمالية بمكة في أثناء سنة أربع وخمسين وحدث وسمع منه الفضلاء وقرأت عليه بمكة أشياء وشكرت سيرته فيما تكلم فيه. مات في مغرب ليلة الأحد سابع عشري جمادى الأولى سنة ست وستين رحمه الله وهو والد زينب وفاطمة أم عبد الغني وعلي ابني أبي بكر المرشدي.
علي بن محمد بن أحمد بن شمس النور العسقلاني الأصل ثم الغزي الحنفي ويعرف بابن شمس. ممن قرأ على البدر بن الديري والصلاح الطرابلسي في الفقه وعلى البرهان بن أبي شريف في النحو وعلى البدر بن المارداني في الفرائض والحساب والميقات ونحوها وعلى الديمي البخاري وسمع مني المسلسل وغيره؛ وأنشدني من نظمه مخاطباً لي وكتبه بخطه:

ملأت جميع الأرض فضلاً ومنة

 

وفاز مريد تحت ظلك يمكـث

وهذا حديث عنك قد صح نقلـه

 

ومثلك عن كل الورى لا يحدث

وقال لي إنه ولد سنة ست وستين.

علي بن محمد بن أحمد بن عبد الرحمن بن حيدرة بن عمر بن محمد بن موسى ابن عبد الجليل بن إبراهيم بن محمد نور الدين بن المحب بن العز الدجوي ثم القاهري الشافعي حفيد عم الحافظ التقي محمد بن محمد بن عبد الرحمن سمع عليه وعلى الصلاح الزفتاوي والتنوخي والحلاوي والسويداوي والأبناسي والغماري والزين المراغي وابن الشيخة والمطرز في آخرين واشتغل يسيراً وحدث سمع منه الفضلاء أجاز لي وكان ساكن الحركة مباشراً بالبيبرسية. مات في منتصف المحرم سنة إحدى وخمسين ودفن بتربتهم وهو قريب علي بن أحمد بن محمد بن أحمد بن حيدرة الماضي رحمهما الله.
علي بن محمد بن أحمد بن عبد الله بن حسن بن محمد بن عبد الله بن الشيخ أبي عبد الله محمد بن جماعة بن عبد الله الهلالي الناصري السقاء وجده الأعلى قيل إنه كان يقال له العريان ممن أخذ عنه أبو القسم عبد العزيز المعربي المالكي المراغي ومات في رجب سنة إحدى وعشرين وسبعمائة. كان صاحب الترجمة يسقي الماء بالكوز كأبيه وللعامة فيهما اعتقاد فشاع بينهم أنه رؤى النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقول لشخص سلم على علي السقا أو اطلب منه الدعاء أو نحو هذا ولم يلبث أن وقع فكسرت بعض أعضائه فتداوى ثم وقع ثانياً ثم ثالثاً إلى أن امتنع من الحركة وصار لا ينهض لغير القعود وظهر على وجهه نور فتزايد اعتقاد الناس فيه وهرعوا لزيارته وطلب الدعاء منه واشتهر بالشيخ على السطيح وهو صابر شاكر عارف بهذه النعمة ويقال أنه كان قد قرأ القرآن أو أكثره وحفظ من مجالس الخير بعض الأحاديث وعرف بالخير. مات في يوم الأحد سابع رمضان سنة ست وسبعين وحمل نعشه من قريب سويقة عصفور إلى أن دخلوا به من باب الفرج من ظاهر المؤيدية حتى انتهوا به لجامع الأزهر فتقدم الزين زكريا للصلاة عليه ثم توجهوا به حتى دفن بتربة الأشرف قايتباي فكان أول من دفن بها ممن ينسب إلى الخير رحمه الله وإيانا.
علي بن محمد بن أحمد بن عبد الله نور الدين الأسفاقسي الغزي الأصل المكي المالكي ويعرف بابن الصباغ. ولد من ذ الحجة سنة أربع وأربعين وثمانين وسبعمائة ونشأ بها فحفظ القرآن والرسالة في الفقه ابن مالك وعرضهما على الشريف الرحمن الفاسي وعبد الوهاب بن العفيف اليافعي والجمال ابن ظهير وقربيه أبي السعود النووي وعلي بن محمد بن أبي بكر الشيبي ومحمد ابن سليمان بن أبي بكر البكري، وأجاز له وأخذ في الفقه عن أولهم والنحو عن الجلال عبد الواحد المرشدي وسمع على الزين المراغي سداسيات الرازي وكتب بخط الحسن وباشر الشهادة مع إشراف على نفسه لكنه كان ساكناً مع القول بأنه تاب وله مؤلفات منها الفصول المهمة لمعرفة الأئمة وهم اثنا عشر والعبر فيمن شفه النظر، أجاز لي. ومات في ذي القعدة وخمسين ودفن بالمعلاة سامحه الله وإيانا.
لعي بن محمد بن أحمد ب نعبد المحسن بن محمد نور الدين الكناني الزفتاوي المصر المصري الشافعي أخو أحمد الماضي. مات قبله بمدة، وصفه الولي العراقي بالعلم والفضيلة.
علي بن محمد بن أحمد بن علي بن محمد بن ضوء العلاء بن الكمال بن الشهاب الصفدي الأصل المقدسي الحنفي الآتي أبوه والماضي جده ويعرف كسلفه بابن النقيب. ولد سنة عشرة وثمانمائة وولي مشيخة التنكرية وغيرها بعد أبيه. ومات في يوم السبت عشري جمادى الثانية سنة ثمانين.
علي بن محمد بن أحمد بن علي بن محمد بن علي بن أحمد بن حجر نور الدين أبو الحسن بن البدر أبي المعالي ابن شيخنا الأستاذ الشهاب أبي الفضل بن حجر. ولد في ليلة السبت ثاني ذي القعدة سنة تسع وثلاثين وثمانمائة كما أرخه جده في إنبائه ودعا له بقوله أنشأه الله صالحاً في دينه، ونشأ في كشف أبويه في غاية من الرفاهية وأجاز له غير واحد باستدعاء طلبة جده بل أحضر مجلسة وتردد له الفقيه جعفر الشنهوري الماضي للتعليم وغيره، وحج مع أبويه وجاور ورزق عدة أولاد وليس له تدبير ولا قيض له من يدبره ففسد حاله.

علي بن محمد بن أحمد بن علي الملك صير الدين بن الملك سعد الدين بن أبي البركات ملك المسلمين بالحبشة ووالد محمد الآتي. ذكره شيخنا في أنبائه وقال أنه ملك بعد أبيه وجرت له مع كفرة الحبشة عدة وقائع وكان شجاعاً حتى قيل أنه زحر فرسه في بعض الوقائع وقد هزمه العدو فوصل إلى نهر عرضه عشرة أذرع فقطع النهر ونجا وكان عنده أمير يقال له حرب جوس من الأبطال. مات مبطوناً في سنة خمس وعشرين واستقر بعده أخوه منصور.
علي بن محمد بن أحمد بن علي العلاء بن الحطابي الحنفي. سمع على ابن الجزري ثم شيخنا ومما سمعه عليه رفيقاً لابن حسان وغيره شرح النخبة وتخريج الهداية والمتباينات كلها له وعلى المجد البرماوي كثيراً من سيرة ابن هشام وأجاز له المحب بن نصر الله والمقريزي والكلوتاتي، وكان ظريفاً فاضلاً قرأ على القاضي سعد الدين في الوافي والكنز وغيرهما وحضر عنده في الهداية ورافقه في بعض ذلك أبو الخير بن الفراء بل أظنه ممن انتفع به. مات بعد الأربعين.
علي بن محمد بن أحمد بن علي الأقواسي. يأتي بدون علي قريباً.
علي بن محمد بن أحمد بن علي المكي العطار ويعرف بالحجاري. سمع في سنة سبع وثلاثين مع ابن فهد على ابن الطحان وغيره وتكرر دخوله لمصر والشام وغيرهما.
علي بن أبي جعفر محمد بن أحمد بن عمر بن محمد بن عثمان الحلبي الآتي أبوه ويعرف بابن أبي جعفر. ممن حفظ القرآن وكتباً واشتغل قليلاً وسمع ولم ينجب بل ضيع وجاهة بيتهم وناب في القضاء. مات في شوال سنة ثلاث وتسعين بحماة ودفن بها وقد زاد على الخمسين.
علي بن محمد بن أحمد بن عمر نور الدين بن التاج بن الشهاب بن الزاهد سبط الفقيه السعودي أمه خديجة ابنة عائشة ابنة الفقيه.
علي الأصغر بن القاضي عز الدين محمد بن أحمد بن أبي الفضل محمد بن أحمد بن عبد العزيز الهاشمي النويري المكي. ولد سنة ست عشرة وثمانمائة بمكة ومات بها صغيراً.
علي بن محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن علي بن محمد بن علي بن محمد بن عبد الله بن جعفر بن زيد بن أبي إبراهيم محمد الممدوح الزين أبو الحسن الحسني سبط الزين علي بن محمد بن أحمد بن علي من بيت لهم جلالة وشهرة. كان إنساناً حسناً لطيفاً حسن الأخلاق كريماً باشر الإنشاء بحلب سنين وعد في الأعيان بحيث عين لنظر الجيش بها ولما عاقب التتار الناس أمسكوه وملئوا سطل نحاس من الماء والملح ليسقوه إياه وشرعوا في ربطه فجاء ثور فشربه في لحظة فتعجبوا وأطلقوه ولم يعاقبوه. ومات بعد ذلك بيسير بريحا في سنة ثلاث ونقل إلى حلب فدفن عند أجداده وأقاربه بمشهد الحسين. ذكره ابن خطيب الناصرية وتبعه شيخنا في إنبائه باختصار.
علي بن محمد بن أحمد بن محمد بن الكمال علي بن ناصر الدين محمد بن عبد الظاهر بن الكمال علي بن عبد الله الكمال الحسني الأخميمي ثم القاهري الشافعي ويعرف هناك بابن عبد الظاهر. ممن اشتغل ولازم زكريا وأخذ عني أشياء من جملتها مسلسل العيد في يوم عيد الفطر سنة خمس وتسعين وتنزل في الجهات كسعيد السعداء والجيعانية وهو إنسان ساكن خير.
علي بن محمد بن أحمد بن محمد بن عماد نور الدين الدمنهوري الأصل المكي العطار هو ووالده. صاهر عبد العزيز بن علي الدقدوقي على ابنته وأولدها محمداً. مات بمكة في شوال سنة اثنتين وسبعين. أرخه ابن فهد.
علي بن محمد بن أحمد بن محمد بن محمد بن أبي بكر العلاء بن البدر المصري الأصل الفوي الشافعي الآتي أبوه ويعرف كهو بابن الخلال بمعجمة مفتوحة ثم لام مشددة. ولد بفوة ونشأ يتيماً فحفظ القرآن وغيره وعرض واشتغل في الفقه وأصوله والغربية وغيرها ومن شيوخه الزين زكريا والجوجري وابن قاسم والبكري والعلاء الحصني وتميز في الفضائل وأخذ عني الألفية وغيرها بحثاً وكتبت له إجازة بديعة مرة بعد أخرى وكذا أذن له غير واحد في التدريس والإفتاء، وحج وخطب بجامع ابن نصر الله بفوة بل ناب في القضاء عن الزين زكريا في دمنهور وغيرها مع سكون ولطف ذات وما كنت أحب له القضاء بل سمعت من يتكلم في جانبه فإنا لله.

علي بن محمد بن أحمد بن محمد بن محمد بن محمد بن عطاء الله بن عواض النور أبو الحسن بن الشمس أبي أحمد بن القاضي ناصر الدين أبي العباس القرشي الأسدي الزبيري السكندري الأصل القاهري المالكي ابن أخي البدر محمد بن أحمد وشقيق الشهاب أحمد الماضي؛ أمهما ابنة قاضي القضاة الجمال بن خير ويعرف كسلفه بابن التنسي. ولد سنة إحدى وثلاثين وثمانمائة بالقاهرة ونشأ بها فحفظ القرآن والرسالة وألفية ابن مالك والخزرجية والغالب من كل من مختصري ابن الحاجب الفرعي والأصلي والشذور وبعض الشاطبية، وعرض على الزينين عبادة وطاهر وغيرهما وعلى الثاني جود الثلث الأول من القرآن بل أخذ عنه وعن أبي القسم النويري والأبدي وأبي الفضل المغربي الفقه وبعضهم في الأخذ أكثر من بعض وأخذ أصوله عن الثاني والثالث فقرأ على أولهما شرحه لتنقيح القرافي وعلى ثانيهما في العضد وكذا أخذ في العضد أيضاً بقراءة الشهاب بن الصيرفي عن الشرواني وعنه وعن الشمني أخذ أصول الدين وكذا عنهما وعن الأبدي والخواص أخذ العربية وعن الشمني فقط والكافياجي المعاني والبيان وعن الشمني وحده علوم الحديث ودأب في التحصيل وقرأ أيضاً في الفرائض والعروض والمنطق وغيرها وأخذ القطب عن التقي الحصني وسمع الحديث على شيخنا والزين الزركشي وفي البخاري بالظاهرية على الجماعة وكذا بالكاملية فيما ذكر، وحج في سنة خمسين وسمع هناك على أبي الفتح المراغي في مسلم ولم يمعن من ذلك جرياً على عادة كثيرين، وزار بيت المقدس والخليل بعد ذلك ودخل الشام وأشير إليه بالفضيلة والبراعة فلما مات عمه استقر في تدريس الفقه بالجمالية عوضاً عنه بعد منازعة من القرافي فيه وكذا استقر في تدريس الفقه بجامع ابن طولون بعد الحسام بن حريز؛ وناب في القضاء عن الولوي السنباطي فمن بعده لكن بأخرة ترفع عن تعاطيه وتصدى للإقراء وقتاً وقسم بعض كتب مذهبه كالمختصر والرسالة وتخرج به جماعة وربما كتب على الفتوى ولمامات المحيوي بن عبد الوارث نوه الزيني بن مزهر به في قضاء الشام عوضه وصعد معه لذلك مرة بعد أخرى وهو يرجع بدون غرض هذا مع ركوب القضاة ونحوهم لتلقيه فتألم هو وأحبابه لذلك وصار يجتهد في إمضائه بعد أن كان أظهر أولاً عدم الرغبة فيه ويقال إن السلطان فهم منه ذلك وعقب عليه في اعتذاره عن عدم الموافقة بخوف إدراك المنية غريباً كالذي قبله وكان ذلك سبب تأخير الولاية، كل ذلك والزيني لا ينثني عن مساعدته إلى أن تم الأمر وصعد في يوم الثلاثاء رابع شوال سنة خمس وسبعين فاستقر ورجع ومعه القضاة الأربعة والزيني وناظر الخاص وجماعة وهرع الناس لتهنئته وكنت ممن سلم عليه في آخر ثاني يوم الولاية واستخبرته عن العزم أهو فوري أو متراخ فقال: أرجو التراخي أو كما قال وما رأيته مستبشراً وكان الفأل بالمنطق فإنه مات بعد بيوم وليلة في أثناء ليلة الجمعة سابعه فجأة وصلى عليه من الغد بين الجمعة والعصر ودفن بحوش الصلاحية سعيد السعداء وأراحه الله مع تألم أكثر الناس لفقده لما اشتمل عليه من الفضيلة التامة والبيتوتة والعقل وحسن العشرة وإن نازع بعضهم في بعضها رحمه الله وإيانا وعوضه الجنة.
علي بن محمد بن أحمد بن محمد العلاء أبو الحسن بن العماد بن الشهاب الهاشمي العلوي الحلبي الحنفي. ولد سنة إحدى وثمانين وسبعمائة بحلب ونشأ بها فحفظ القرآن والمختار في الفقه وسمع الصحيح على ابن صديق بحلب والتساعيات الأربعين للقطب الحلبي على حفيده القطب عبد الكريم بن محمد بالقاهرة واشتغل يسيراً وولي كأبيه مشيخة الشيوخ بحلب ولقيته بها، وقد عرض له فالج من نحو ثمانية أشهر لكن مع صحة عقله وسمعه وبصره فقرأت عليه شيئاً، وكان ديناً خيراً عاقلاً حسن العشرة مع حدة في خلقه رئيساً حشماً من بيت مشهور بالرياسة والحشمة ممن صحب الظاهر ططر والأشرف برسباي لكن مع تقلله من الاجتماع بهما لكونه قليل التردد إلى الناس مع كثرة مواظبته لزيارة البرهان الحافظ والتردد إليه. مات في آخر ليلة الخميس رابع عشر المحرم سنة اثنتين وستين وصلي عليه من الغد بجامع حلب ودفن بتربة أسلافه خارج باب المقام رحمه الله وإيانا.
علي بن الشمس محمد بن أحمد بن محمد الخيري الأصل المكي أخو محمد الآتي والعطار بمكة وجدة. ممن سمع مني بمكة.

علي بن محمد بن أحمد بن يوسف بن محمد نور الدين الهيثمي ثم الطبناوي القاهري المالكي الأشعري ويعرف يالطبناوي. ولد في أول القرن بمحلة أبي الهيثم ونشأ بها فقرأ القرآن عند البرهان السنهوري المالكي وجوده عليه بل تلاه لأبي عمرو وحفظ عنده الرسالة الفرعية واشتغل يسيراً وأخذ الميقات عن الشمس محمد بن حسين الشرنبابلي وصحب ناصر الدين الطبناوي وأخته أم زين الدين عائشة المدعوة ريحان وبالقاهرة الشيخ محمداً الكويس وقال إنه كان من الأبدال وقرأ فيها الثلثين من شرح الرسالة للفاكهاني على المجد البرماوي الشافعي ولازمه حتى قرأ عليه األفية ابن مالك وقواعد ابن هشام وصحيح البخاري بتمامها وأخذ أيضاً عن الشمس البرماوي وكذا قرأ في الفقه والعربية وغيرهما على الزين عبادة وفيهما فقط عن الحناوي وعلى الشمس الحجاري شرح الشواهد للعيني في حياة مؤلفه وتصنيفه على الشفا وعلى ناصر الدين الفاقوسي الصحيح وانتهى في ذي الحجة سنة إحدى وثلاثين بل قرأه على شيخنا وتم في ذي القعدة سنة ثلاث وثلاثين مع مراعاة النسخة اليونينية ووصفه بالشيخ الفاضل البارع القدوة، وتنزل صوفيا بالأشرفية برسباي أول ما فتحت بعناية جكم صهر الواقف لاختصاصه به ثم تركها وأقام عند الأمير جميل مدة لمزيد اعتقاده فيه حتى كان لا اختيار له معه في مال ولا غيره واشترى له بيتاً هائلاً ببركة جناق وأوصاه بتزويج زوجته بعده والسكنى بها فيه حسبما بلغني ففعل وحصلت له محنة في أيام الظاهر جقمق وأدخله فيها سجن أولي الجرائم وأقام فيه مدة وكان يقول للساعين في إطلاقه رويدكم ويشير إلى أن شيخه ناصر الدين عين له الأمد في ذلك قبل وقوعه مع نسبته لمعرفة علم الحرف، والناس فيه فريقان وممن كان حسن الاعتقاد فيه المناوي وأبو السعادات البلقيني وبالغ معي في إطرائه بحيث حملني ذلك على الاجتماع به مرة بعد أخرى وكتبت عنه قوله:

طريقة أهل الخير كالسيف من يرم

 

على متنه مشياً يكن مشيه صدقـا

وإن طريق الصـادقـين طـويلة

 

ولكن سر الصدق قصرها حقـا

فإن كنتم من جملة القوم فاصبروا

 

وإلا فموتوا بالجهالة في الحمقـى

ومن يدعي الصدق الشريف فإنـه

 

سيكشفه الروياض يذهب أو يبقى

وقال لي أن له رسائل أراجيز اثنتان في الجيب وثالثة في المقنطرات وكان متقدماً في ذلك أقرأه لغير واحد وأن له وسيلة الخدم إلى أهل الحل والحرم في ترجمة ست البنين وغيرها من الفقراء والحمى الأحمدي والرباط الصمدي ضمنه أشياء منها الأبيات المذكورة، ورأيت له أرجوزة نحو خمسين بيتاً كتبها في إجازة لخليل بن إبراهيم بن عبد الرحمن الدمياطي إمام منصور. مات في يوم الجمعة عاشر ربيع الأول سنة ثمان وثمانين وصلي عليه في يومه ودفن بتربة النجم العيني من نواحي جامع آل ملك سامحني الله وإياه.
علي بن محمد بن أحمد العلاء السسكندري البراح بها ويعرف بأخي منصور الفخري ثم بخدمة الملك المنصور إنه كان وهو ابن نحو عشرين سنة أميناً على محبسه بإسكندرية بعد خلعه ولزم خدمته فيها وفي دمياط حين حول إليها وحج معه كشيخه العلامة التقي قاسم الحنفي وولده والبدر القدسي ثم مع ابنته الست خديجة حين حجت سنة ثمان وتسعين وجاور معها ورسم عليه بعض يوم لكذب بركات بن حسين الفتحي في قوله عن إبراهيم بن سالم أخ فلم يلبث أن بان بطلانه.

علي بن محمد بن أحمد بن نور الدين بن شمس الدين السكندري الأصل المصري الشافعي نزيل زاوية الشيخ مدين ويعرف بالمصري. ولد سنة تسع وثلاثين وثمانمائة تقريباً بدار التفاح بمصر ونشأ يتيماً فحفظ القرآن وجوده على علي الضرير المخبزي وتلاه لأبي عمرو وابن كثير علي الشمس بن الحمصاني وتدرب به وبالشهاب الشاب التائب في الكتابة بعدة أقلام وحفظ التبريزي ومقدمة في العربية واشتغل ولازم الجلال البكري والبهاء بن القطان وإبراهيم العجلوني في الفقه وأخذ في العربية عن أحمد بن يونس المغربي وشارك في الجملة وفهم الأدب وكتب من يجر له نفعاً، وقد تردد إلي وكتب بعض التصانيف وقرأها، وقطن زاوية الشيخ مدين بعد أن اشتغل بالتعليم حتى كان ممن قرأ عليه القرآن وكتباً البدر ابن عبد الوارث وصحب إبراهيم المتبولي. علي بن محمد بن أحمد الدمنهوري المكي. مضى فيمن جده أحمد بن محمد بن عماد. علي بن محمد بن أحمد نور الدين بن ناصر الدين البلبيسي ثم المكي. يأتي في علي بن ناصر.
علي بن محمد بن أحمد بن نور الدين السكندري القاهري الحريري ويعرف بابن أبي أصبع. كان يتعانى التجارة في الحرير وغيره وتكرر سفره لمكة بسببها حتى كانت منيته بها في جمادى الثانية سنة ثمان وثمانين، وكان عاقلاً عشيراً عفا الله عنه ورحمه.
علي بن شمس الدين محمد بن أحمد البصري الأصل المكي ويعرف بابن الأقواسي واسم جده أحمد بن علي. ممن تردد للقاهرة وغيرها كثيراً واشتغل قليلاً وتميز في الميقات ولازمني بمكة وغيرها. مات.
علي بن محمد بن أحمد نور الدين العبسي. ذكره شيخنا في معجمه فقال: كان أبوه فاضلاً ونشأ هو في طلب العلم وحفظ المصنفات وعرضها علي في سنة نيف وتسعين ومهر في الأدب ونظم الشعر سمعت منه من نظمه. ومات شاباً، وذكره المقريزي في عقوده وقال: أدبه المجد إسماعيل بن إبراهيم الحنفي القاضي وحفظ المقامات الحريرية ونظم الشعر ومهر في الأدب مات في سنة إحدى عشرة تخميناً.
علي بن محمد بن أحمد نور الدين أبو الحسن الفيشي الأصل القاهري المالكي. يأتي فيمن جده علي بن محمد بن إبراهيم.
علي بن محمد بن أحمد نور الدين الكومي الجارحي ثم القاهري السقطي بتحريكتين نسبة لبيع السقط ويعرف في بلده بابن حبلص والآن بالسقطي ممن حال إخوته وأقاربه معروف عند النور الجارحي الغمري والصلاح المتبولي أخي الشهاب ولكنه أقام عند إبراهيم المتبولي وصار بعده يدخل في كلمات فظيعة حتى أنه حسب ما حكاه لي غير واحد قال أنه رأى في كلام ابن عربي تكفيره لفرعون وذلك مخالف لما نقله النقات عن ابن عربي ونوه به عبد الرحيم الأبناسي وزعم أنه من محققي الصوفيه فاغتر به من لم يتهذب بل ممن كان يجله الزيني زكريا لموافقته له في اعتقاد ابن عربي بحيث أنه أعطاه حين حج في سنة تسعين في البحر ألف درهم مما قل أن يعهد له مثله مع الأكابر فضلاً عمن دونهم وقد اجتمع بي بالقاهرة ثم بمكة في سنة سبع وتسعين وقال لي إنه ولد بكوم الجارح سنة سبع وأربعين وثمانمائة تقريباً ونشأ بها ثم تحول قبل بلوغه مع والده إلى القاهرة فنزل زاوية المتبولي بالحسنية ولزم خدمته بها وببركة الحاج وبالحجاري وتكسب بالسقط تحت الربع وأنه مر مع الأبناسي على كتابين زعم أنه جمعهما أحدهما شرح فيه الحكم لبابا ظاهر الهمذاني وأنه هو وابن خطيب الفخرية وزكريا قرضوه له وأنه حج كثيراً مع أبيه وغيره وتكرر مجيئه على المحب المجهز للحرمين كاتباً، ودخل الصعيد ودمياط. وبالجملة فهو عامي لم يعجبني أمره مع مبالغته في الانخفاض معي.
علي بن محمد بن أحمد المقسي القزاز المدولب ابن عم الموفق محمد بن علي بن أحمد الآتي ويعرف بابن شيخون. ممن قرأ في صغره ثم تعانى التكسب وسافر بالقماش الأزرق إلى مكة غير مرة وجاور مراراً ودخل اليمن وغيرها. ومات هناك بعد التسعين. علي بن محمد بن أحمد الطبناوي أظنه غير الماضي فيمن جده أحمد بن يوسف ممن سمع مني بالقاهرة.
علي بن محمد بن أحمد القرشي القاياتي. رأيته كتب في عرض سنة ثلاث.

علي بن محمد بن أحمد شمس الدين أبو الحسن السرحي بمهملات مفتوحتين ثم مكسورة نسبة لقبيلة يقال لها بنو سرح ساكنة الراء اليحصبي اليماني الشافعي. ولد تقريباً سنة سبع وستين وثمانمائة ببلاد بني سرح وحفظ بها القرآن وتحول منها إلى جبن فحفظ بها الشاطبتين وتلا البقرة وآل عمران للسبع على المقرئ الرضي أبي بكر بن إبراهيم الحرازي نزيل جبن ثم انتقل معه حين ابتداء الفتنة بعد موت عبد الوهاب بن داود بن طاهر والد الشيخ عامر إلى المفرانة فأكمل القراءات عليه بها مع التفهم في الشاطبيتين وحفظ فيها أرجوزة ابن الجزري في التجويد وكذا البردة وتخميسها لناصر الدين الفيومي وقرأ ذلك على شيخه المذكور وتحول إلى المخادر بالخاء المعجمة فقرأ فيها على الفقيه بها عبد الوهاب بن عبد الرحمن بن عبد العليم بن سالم وأخيه في التنبيه والمنهاج ثم إلى صنعاء وقرأ بها في النحو على بعض شيوخها في مقدمة طاهر بن بابشاذ ثم ارتحل للحج فحج في سنة ست وتسعين ودام بمكة التي تليها ولقيني بها فقرأ علي الشفا ومؤلفي في ختمه والصحيحين ورياض الصالحين وأربعي النووي وسمع على سيرة ابن هشام وجل سيرة ابن سيد الناس وغيرهما واشتغل في أصول الدين عند السيد عبيد الله وفي الفقه على الشهاب الخولاني وابن أبي السعود، وهو مأنوس خير كان الله له.
علي بن محمد بن إسماعيل بن أبي بكر بن عبد الله بن عمر بن عبد الرحمن نور الدين أبو الحسن الناشري الزبيدي اليماني الشافعي من بيت كبير. ذكره الخزرجي مطولاً في تاريخه وكذا العفيف في الناشريين وقال أولها: كان شاعراً لبيباً حسن المحاضرة كثير المحفوظ عارفاً بالأخبار والتواريخ والسير وآداب الملوك مشاركاً في كثير من العلوم حصل الفقه والنحو وسمع الحديث ثم اختص بالأشرف سلطان اليمن وله فيه غرر المدائح ونال بسبب ذلك ثروة وكذا مدح غيره وشعره كثير وبلاغته منتشرة مع الكرم وعلو الهمة والتبذير بحيث لا يمسك شيئاً بل قل أن يوجد في عصره مثله ومن رسائله مما كتب به للأشرف وهو عار من النقط ولكنه لم يراع رسم الكتابة: أعلى الله سماء سمو علاك ورعاك صدوراً ووروداً وحماك وأسما أسماك علاء السماك وكلأك مدى الدهور وعمرك لكل معمور وأكمل لك مدى السرور وكمل عددك وسدد أودك وملكك هام الملوك وسهل لك وعر السلوك كم عدو سألك وكم سؤل أملك دام مدى السعود لك ما هلل الله ملك ومحررها أحال الدهر حاله وحرر سؤاله وأعلم رحاله مؤملاً أعلى الآمال ولا عمل له إلا المدح وهو أعلى الأعمال ومراده العود مسروراً وطوالع الأعداء حوراً وعوراً. وقال ثانيهما: كان قد اشتغل وفضل في الفقه والنحو وشارك في جل العلوم ومن شيوخه القاضيان أبوا بكر بن علي بن محمد وابن عمر بن عثمان الناشريان ولكن غلب عليه الشعر مع الفقه الجيد بحيث ولي تدريس الصلاحية بالسلامة والرشيدية في تعز ونظر فيها وفي مسجد كافور بتعز ومن تآليفه في الأدب السلسل الجاري في ذكر الجواري وديوان يشتمل على مقاطيع جيدة وممن روى لنا عنه التقى ابن فهد والأبي بل ذكره شيخنا في معجمه وقال: شاعر اليمن في عصره مدح الأفضل والأشرف لقيته بزبيد وسمعت من نظمه، ومات راجعاً من الحج في أول ربيع الأول سنة اثنتي عشرة؛ وهو مختصر في عقود المقريزي رحمه الله.
علي بن محمد بن إسماعيل بن علي بن محمد بن داود نور الدين البيضاوي الأصل المكي الزمزمي الشافعي بن أخي نابت وأبي الفتح ابني إسماعيل والمصاب بإحدى كريمتيه ويعرف كسلفه بالزمزمي. ولد بمكة ونشأ بها وقرأ على عم والده شيخنا البرهان الزمزمي وتدرب بعمه أبي الفتح وبرع في الميقات والفرائض ونحوهما وشارك في الفقه وأصوله وصار المعول عليه هناك في الميقات والروحاني ونحوها بل اشتهر بالحجب عن من يتعبث به الجان وقصد فيه وحكيت عنه في أخبار. وقد لقيته غير مرة في المجاورة الثانية وقصدني بالسلام حين قدومي المرة الثالثة ولم يلبث أن مات في ليلة الثلاثاء سادس ذي الحجة سنة خمس وثمانين ودفن عند سلفه بالمعلاة ولم يخلف في فنونه بعده مثله، وله في الفرائض والفلك مناظيم منها المشرع الفائض في الفرائض يزيد على ألف بيت وكنز الطلاب في الحساب وكذا تحفة الطلاب، وأقرأ الطلبة وباشر الأذان رحمه الله وعفا عنه.

علي بن محمد بن أقبرس العلاء القاهري الشافعي والد يحيى ويعرف بابن أقبرس. ولد في سنة إحدى وثمانمائة بالقاهرة ونشأ بها فحفظ القرآن ولم تعلم له فيما بلغني صبوة، وحبب إليه الطلب بعد أن أقام عنبرياً مدة وتنزل في قراء الصفة بالجمالية لطراوة صوته ثم اقتصر فيها على التصوف وصار بواسطة كونه من صوفيتها يحضر الدروس بها عند شيخها همام الدين ثم عند كل من الولي العراقي والشمس البرماوي بل قرأ على إمامها أمير حاج شرح الحاجبية للمصنف وتلا عليه وعلى الزراتيتي للسبع وكذا أخذ في النصوص الصدر العجمي وفي المنطق في ابتدائه عن أفضل الدين القرمي الحنفي ورافق ابن الهمام في أخذه له عن الجلال الهندي وأثنى على معرفته فيه وقرأ في الفقه وغيره على الشمس البوصيري ولازم البساطي ملازمة تامة في فنون كالنحو والصرف والمعاني والبيان والمنطق والأصلين وغيرها بقراءته وقراءة غيره حتى كان جل انتفاعه به ومن قبله لكن يسيراً العز بن جماعة وحضر عند العلاء البخاري وسمع الحديث على شيخنا وغيره وتعانى الأدب وناب في القضاء للشمس الهروي في سنة سبع وعشرين فمن بعده وأضاف إليه شيخنا بأخرة قضاء الجيزة عوضاً عن أبي العدل البلقيني وزاده الشرف المناوي النحرارية والفيوم والواح والنظر على ضريح أبي النجا بفوة وعلى جامع منوف وعمره من ماله وذلك أيام الظاهر جقمق فإنه صحبه قبل ولايته ولازمه حتى عرف به فلما استقر حصل له منه حظ وصيره من ندمائه وولاه وظائف منها نظر البيوت والأوقاف ومشيخة خانقاه قوصون بالقرافة بل الحسبة بالديار المصرية ثم نظر الأحباس ولم يحمد في مباشرته وتوسع في دنياه جداً وحاول أبو الخير النحاس إغراء السلطان به فما نهض لتكرر خدمته له بالمال وغيره نعم عزله عن الحسبة وعوضه عنها الأحباس ورام مرة فيما قيل إخراجه من الديار المصرية فما تم فلما مات صودر وأخذ منه جملة وعزل من جميع وظائفه واستمر ملازماً لبيته حتى مات، وقد حج وجاور في سنة سبع وثلاثين وزار في صغره بيت المقدس وسافر إلى دمشق ودخل إسكندرية ودمياط وقاسى في وقت فلقة فامتدح الشافعي بقصيدة وأنشدها عند ضريحه فلم يلبث أن استقر جقمق فانثالت عليه الدنيا وكذا امتدح الشافعي حين استقرار السقطي في القضاء، وكان سليم الباطن محباً للترفع في المجالس متواضعاً مع أصحابه معروفا ببر أمه جهوري الصوت مقداماً طلق العبارة مقتدراً على الدخول في الناس وصحبة الأتراك عالي الهمة ذا فضيلة في الجملة لكن الغالب عليه الأدب وله نظم كثير ومطارحات مع غير واحد وهو في الهجو أقعد منه في غيره وربما يقع في نظمه الجيد وكذا في نثره وهو يغوص على المعاني الحسنة إلا أنه يرضى عن التعبير عنها بأي عبارة سنحت له وقد كتب على الشفا شرحاً في مجلدين فيه فوائد وكذا على أربعي النووي وعلى قطعة من منهاجه وعمل نكتاً على نزول الغيث للدماميني وعلى التمهيد والكوكب كلاهما للأسنوي ولكن ليست تصانيفه بذاك ومما كتبه بآخر نكت نزول الغيث قوله:

تأمل ما كتبت وكن نصوحـاً

 

ولا تعجل بهجوي وامتداحي

فلا عار موافاتـي خـلـيلاً

 

ولا أني نسبت إلى الصلاح

وكذا من نظمه حين أشرك معه شيخنا في مجلس الشافعية بالكبش أثير الدين الخصوصي:

تركت الحكم حين رأيت فـيه

 

مشارمتي مع السفل اللصوص

وقالوا عم فيك العزل قـلـنـا

 

رضينا بالعموم ولا الخصوص

فأجابه أثير الدين بقوله:

تنحى عن قضاء الكبش تـيس

 

غوي ضل عن نقل النصوص

ولما زاد في البلوى عمـومـاً

 

أتاه العزل رغماً بالخصوص

ومنه:

أجج النحـاس نـاراً

 

في الورى لما تعدى

كلمـا لاح شـراراً

 

فنـفـاه وتـعـدى

فأجابه النحاس بما سيجيء في ترجمته وعندي من نظمه مما كتبته عنه أشياء بل لي معه ماجريات. مات في يوم الأحد منتصف صفر سنة اثنتين وستين رحمه الله وعفا عنه، وقد قال المقريزي في حوادث سنة ثلاث وأربعين إنه نشأ بالقاهرة في سوق العنبرانيين وطلب العلم وناب في الحكم عن الحافظ ابن حجر وصحب السلطان منذ سنين وصار ممن يتردد لمجلسه أيام سلطنته فداخل الناس منه وهم كبير ولم يبد منه إلا خير انتهى.

علي بن محمد بن بركوت الشيبكي المكي العجلاني أحد القواد بها. مات بمكة في المحرم سنة اثنتين وخمسين. أرخه ابن فهد.
علي بن محمد بن بكتمر نور الدين بن ناصر الدين القبيباتي الحنفي نزيل الشيخونية. ولد في يوم الأحد عشري شوال سنة ثلاث وعشرين وثمانمائة وحفظ القرآن وجوده وحضر دروس جماعة من مدرسي الشيخونية والصرغتمشية والقانبيهية لكونه منزلاً فيها وداوم التلاوة وهو ممن يحضر عندي بالصرغتمشية ولكن منع من الإقامة بالشيخونية لما نسب إليه فالله أعلم.
علي بن محمد بن بكر الشعبي بالضم اليماني. كان حياً في ذي الحجة سنة تسع وثلاثين وثمانمائة، رأيته صنف أربعين في فضل الأئمة العادلين والسلاطين المقسطين عروى فيها عن الجمل الأربعة ابن ظهيرة ومحمد بن علي البيضاوي وأبي عبد الله محمد الطيب بن أحمد بن أبي بكر الناشري وأبي حامد محمد بن الرضي بن الخياط وناصر الدين محمد بن عوض وابن الجزري وابن سلامة وأبي عبد الله محمد بن عمر بن إبراهيم المسبحي وأبي العباس أحمد بن علي اليمني ثم المكي وبالإجازة عن الشرف بن الكويك والجمال عبد الله الحنبلي والزين المراغي وعائشة ابنة عبد الهادي في سنة خمس عشرة.
علي بن محمد بن بيبرس حفيد بيبرس الأتابك ابن أخت الظاهر برقوق ووالد الركني بيبرس الماضيين. نشأ في كفالة أبيه وحفظ القرآن عند ابن صدر الدين واعتنى به الظاهر جقمق فجعله خاصكياً ثم كبير أهل الطبقة البرهانية بل أعطاه إقطاع إمرة أربعين وكان زائد التلفت لترقيه بحيث ينعم عليه بالمال وغيره وزوجه عدة من المعتبرات فلما مات تغير حاله ولزم التهنك والإسراف على نفسه وأتلف كثيراً من رزقه بحيث لم يتأخر سوى الوقف الذي من قبل جده وتزوج ستيتة ابنة الكمالي بن شيرين واستولدها بيبرس المشار إليه وغيره واستمر على إسرافه حتى مات عن بضع وثلاثين سنة ثمان وسبعين؛ وكان حسن الشكالة سامحه الله.
علي بن محمد بن أبي بكر بن علي بن إبراهيم بن علي بن عدنان بن جعفر بن محمد ابن عدنان العلاء أبو الحسن بن ناصر الدين بن العماد بن العلاء الحسيني الدمشقي الحنفي سبط البرهان الباعوني، أمه خديجة العثمانية ونقيب الأشراف بالشام كان كأبيه وجده ويعرف بابن نقيب الأشراف. ولد في شوال سنة اثنتين وخمسين وثمانمائة بدمشق ونشأ فحفظ القرآن والمختار والألفيتين وجمع الجوامع وغيرها؛ وعرض على حميد الدين وحسام الدين وغيرهما من الحنفية وغيرهم وأخذ في الفقه عن الشرف بن عيد ومولى حاجي والعز بن الحمراء والشمس البخاري وعنه أخذ أصول الفقه وأذن له في التدريس والإفتاء وأخذ العربية عن الشهاب الزرعي والطب عن حكيم الدين الشيرازي والمولى قطب الدين السمرقندي وعرف بمزيد الذكاء وتميز في العربية وبعض العقليات وشارك في الفقه بل أتقن الطب مع ثروة زائدة فيما قيل ورياسة وحشمة وحسن شكالة ورونق كلام وتواضع وعقل تام وأدب وملاحظة في تكمله للقواعد وإنصافه في المباحث وقد تلقى عن أبيه نقابة الأشراف بدمشق وتدريس الريحانية ونظرها وتدريس المقدمية وغير ذلك ثم صرف عن النقابة بالسيد إبراهيم بن القبيباتي بل أشيع أن الأشرف قايتباي خطبه لقضاء الحنفية بمصر بعد شيخه ابن عيد فأبى ولكنه لم يفصح لي بذلك حين اجتماعي به عقلاً خوفاً من أن يكون ذلك باعثاً على إلزامه للطمع فيه بل قال لي أنه كتب شيئاً في أصول الفقه وحاشية على ألفية النحو، وبلغني أنه امتدح البرهان بن ظهيرة بقصيدة فائقة، وقد كثر اجتماعنا بمكة في سنة ثلاث وتسعين سيما حين أيام الختوم عندنا وكان يبالغ في التحرك لما يسمعه في تلك المجالس تصنيفاً وتقريراً يقول ربما استشكل أو اعترض بما يكون في الكلام أو التقرير ما يدفعه ولو وفقت وسلكت اللائق لتأنيت أو نحو هذا مع إكثاره التأسف على عدم الملازمة لاشتغاله بالتوعك في معظم السنة وطالع من تصانيفي جملة كالجواهر والدرر وشرح الألفية وارتقاء الغرف والذيل على دول الإسلام ومناقب العباس وما لا ينحصر وكتب لي بخطه من نظمه:

وقال الناس لما قـل عـلـم

 

وحفاظ الحديث لنـا وراوي

أفي ذا العصر ترتحل المطايا

 

فقلت نعم إلى الحبر السخاوي

وهو ممن جاور بمكة سنين متوالية متصلة بالسنة المذكورة ثم رجع في موسمها معرضاً عن بلده لكثرة ما يطرقها من وارد ويخرقها من اختلاف المقاصد فتوجه إلى الكرك ثم ارتفق إلى بلد الخليل فلم ير راحة فيهما لمزيد تخيله وقبض يده فتحول إلى القدس فدام به ثم رجع إلى بلده؛ والثناء عليه مستفيض وأظنه يتعانى التجارة.
علي بن محمد بن أبي بكر بن علي بن يوسف نور الدين بن العلامة النجم الأنصاري المكي الشهير بالمرجاني. سمع على ابن صديق الصحيح في سنة اثنتين وثمانمائة ثم على أحمد بن محمد بن عثمان الخليلي في سنة أربع جزء البطاقة وكذا سمع على الشهاب بن مثبت جزء البطاقة ومجالس الخلال العشرة وفي سنة ثمان وعشرين على الجزري بعض أبي داود وأجاز له في سنة ثمانمائة الخزرجي مؤرخ اليمن ثم بعدها خلق وتزوج وولد له وسافر إلى اليمن وعاد منها في البحر فمات به غريقاً في.
علي بن محمد بن أبي بكر محمد بن أحمد بن ناصر نور الدين البدري الشيبي الحجبي المكي الشافعي. ولد في يوم الخميس ثالث عشر ربيع الأول سنة خمس وخمسين وسبعمائة وسمع من الجمالين ابن عبد المعطي والأميوطي والكمال بن حبيب والبدر بن الصاحب وغيرهم من شيوخ بلده والقادمين إليها، وأجاز له الأسنوي والأذرعي وأبو الفرج عبد الرحمن ابن القارئ وأبو البقائي السبكي في آخرين، واشتغل في فنون وكتب بخطه الحسن الكثير وكان يذاكر بأشياء حسنة في الأدب وغيره بل له نظم مع همة ومروءة وإحسان إلى أقاربه وقد ولي مشيخة السدنة بعد علي بن أبي راجح بن جهة صاحب مكة في صفر سنة سبع وثمانين وسبعمائة ثم عزل عنها بأخيه أبي بكر مرة بعد أخرى واستمر معزولاً حتى مات بعد علة طويلة في ثالث ذي القعدة سنة خمس عشرة ودفن بالمعلاة. ذكره الفاسي في مكة ثم ابن فهد في معجمه واختصره شيخنا في إنبائه.
علي بن محمد بن أبي بكر بن محمد بن حسين العلاء بن الشمس الأهناسي ثم القاهري الآتي أبوه وأخوه محمد. نشأ في كنف أبويه فتعانى الرسلية ثم خدم في شبيبته حين حلاوة وجهه وظرف حركته عند الزين الاستادار وحظي عنده حتى عمله بردداره فأثرى وعمر الأملاك ولا زال في نعمه وجاهه إلى أن غضب الزين عليه وتحول بعد أمور لخدمة الشهاب ابن الأشرف إينال في أيام سلطنة أبيه فعمل استاداره ثم رقاه للإستادارية الكبرى في شوال سنة سبع وخمسين إلى أن صرف بعد أشهر وولاه بعد ذلك الوزر أيضاً ثم صرف ثم أعيد إليه أيضاً وباشره مرة مع نظر الخاص بعناية جانبك الجداوي وتكررت مصادراته وأخذ جمل من الأموال التي ظلم وعسف في تحصيلها وكذا تكرر تسحبه وآل أمره إلى أن رسم لتوجهه لمكة فسافر إليها في البحر مكرهاً ووصلها فمرض بها أشهراً وكل من أبويه في قيد الحياة في ثاني عشري ذي القعدة سنة ثمان وستين وهو في أوائل الكهولة وكان فيه تكرم في الجملة وإظهار ميل للمنسوبين للصلاح وابتنى في سوق التدريس مدرسة وربما قرأ القرآن في بيته تجويقاً مع بعض من يتردد إليه وممن كان يعاشره ويصاحبه في لعب الشطرنج ونحوه البدر بن القطان الشافعي وغيره من الحنفية ويفضل عليهم كثيراً.
علي بن محمد بن أبي بكر بن محمد بن محمد أبو الحسن بن التاج السمنودي الأصل القاهري الشافعي الآتي أبوه ويعرف كهو بابن تمرية. ولد تقريباً من سنة خمس وثمانمائة بالقاهرة ونشأ بها فحفظ القرآن والعمدة والمنهاج وعرض في سنة سبع عشرة وثمانمائة فما بعدها على جماعة كالشموس البرماوي والبوصيري والحبتي والولي العراقي والعز بن جماعة وأبي هريرة بن النقاش في آخرين وأجازوا له بل سمع على ابن خير الكثير من الشفا وعلى الزين الزركشي وغيره وكان مات.
علي بن محمد بن أبي بكر نور الدين أبو الحسن الخانكي المقرئ الشافعي الضرير ويعرف بابن قشتاق ممن أخذ القراءات عن الزين جعفر السنهوري وتردد إلي فسمع.
علي بن محمد بن أبي بكر أبو النجا الأسيوطي. ممن سمع مني بالقاهرة.
علي بن محمد بن أبي بكر نور الدين الأسيوطي ثم القاهري الشافعي والد مسلم الآتي وأخو الشريف صلاح الدين الأسيوطي لأمه. سمع بأخرة على الشرف بن الكويك والتقي الزبيري والنور الأبياري والزراتيتي وآخرين ولازم الولي العراقي واشتغل يسيراً وتكسب بالشهادة، أجاز لي ومات بعد الخمسين وقد أسن، وما رأيت له سماعاً على قدر سنه.

علي بن محمد بن أبي بكر الحسيني القدسي ثم الدمشقي ويعرف بصحبة الشهاب بن الأخصاصي ومجاورته معه. لقيني بمكة في مجاورتي الثالثة فلازمني وسمع مني في موسم سنة خمس وثمانين بمنى المسلسل وحديث زهير وغير ذلك وسافر معي بعد إلى المدينة النبوية فأقام معي إقامتي بها وأكثر عني مع الجماعة وكذا لقيني في المجاورة بعدها وكان قدم من البحر وتخلف عنا في كلا المجاورتين بمكة وفيه خدمة وشفقة وأكثر إقامته بالطائف ونحوها.
علي بن محمد بن ثامر السفطي. يأتي في أواخر العليين فيمن لم يسم أبوه.
علي بن محمد بن جعفر بن علي بن عبد الله. هو هاشم يأتي.
علي بن محمد بن حسب الله نور الدين القرشي المكي التاجر ويعرف بالزعيم. كان أكثر تجار مكة مالاً ولاحتوائه على ما خلفه أبوه فلا زال به النقص حتى احتاج وسأل وتوجه إلى اليمن فأدركه الأجل بزبيد في ربيع الثاني ظناً سنة ست عشرة وكان قد سمع على العز بن جماعة ولم يحدث غفر الله له. ذكره الفاسي في مكة.
علي بن محمد بن حسن بن صديق نور الدين اليماني الشافعي نزيل مكة ويعرف بالفتي وبابن أبي تينة نشأ ببلده فاشتغل فيها بالفقه وغيره ثم قدم مكة ولازم يحيى العلمي المالكي في الأصول وغيره وابن عطيف والشرف عبد الحق السنباطي في الفقه وغيره والمحيوي عبد القادر الحنبلي في المعاني والبيان والنجم بن يعقوب المالكي في الحساب وبرع في الأصول وشارك في الفقه والعربية والفرائض والحساب وقرأ علي شرحي للألفية والمقاصد الحسنة وغيرهما من تآليفي وبلوغ المرام وغيره واغتبط بملازمتي، كل ذلك مع تمام الفضيلة وحسن الفهم ووفور الذكاء والعقل ولطف العشرة والرغبة في المزيد من الفضائل، وتجرع الفاقة إلى أن مات في يوم الأربعاء ثاني عشري ربيع الأول سنة ثمان وثمانين بمكة وقد جاز الثلاثين وتأسفت على فقده رحمه الله وعوضه الجنة.
علي بن محمد بن الحسن بن علي بن معنق نور الدين البهمي الصعدي اليماني الشافعي نزيل مكة. شاب كثير المحفوظ للشعر ونحوه حسن الفهم متميز في النحو غير متين العقل أقرأ بعض الأولاد بمكة ولقيني بها في المرة الثانية فقرأ علي صحيح مسلم وكتب لي بعض الكتب وقال لي أن مولده سنة إحدى وخمسين وأن والده في قيد الحياة يلي الوزارة بصنعاء، وأنشدني من نظمه ونظم غيره ما أودعته في محل آخر ونظمه متوسط. مات في ربيع الآخر سنة ثمانين بمكة رحمه الله وإيانا وعفا عنه.
علي بن محمد بن حسن بن علي بن الشمس بركات النطوبسي الأصل القاهري نزيل بولاق والمؤقت أبوه بجامع الزيني الاستادار، عرض على العمدة في أواخر رجب سنة تسعين بحضرة أبيه.
علي بن محمد بن الحسن بن عيسى اليمني ثم المكي الشاعر أخو البدر حسين الماضي ويعرف بابن العليف. ولد في سنة ثمانين وسبعمائة تقريباً بحلى من اليمن وقدم مع أبيه إلى مكة فقطنها وامتدح أهلها وأمرائها بما دل على فضله ومن ذلك قصيدة أولها:

إن نام بعد فراق الحي إنساني

 

فما أقل مراعاتي وإنسانـي

وقوله يمتدح مقبل بن نخبار بن محمد صاحب الينبع وقد آوى إليه:

حملتني والمدح قود المهـارا

 

وامتطينا نطوي عليها القفارا

إلى أن قال:

يا أبا ماجد عدتك الـلـيالـي

 

وتسعى بك العدو الـمـرارا

ما تمخضت بين فخذي لكـاع

 

من نزار ولا رضعت الجوارا

معرضاً بذلك لمخدومه ببركات بن حسن بن عجلان أمير مكة وعتب عليه قوله فلما بلغه توعده فخاف فارتحل إلى فاس ثم إلى بغداد وخراسان ثم إلى الهند حتى مات بها سنة سبع وأربعين، ومن العجب أنه قال حين مفارقته لمكة:

ولما رأيت العرب خانوا عن الوفـا

 

ومالوا عن المعروف صافيت فارسا

فكان الفأل موكلاً بنطقه لم ير مكة بعدها، وحكى ذلك عن أبي الخير بن عبد القوي رحمهما الله وختم هذه القصيدة بقوله:

ولي الفضل والضـيع إذا مـا

 

نزلت بي على الملوك المهارى

وبلغني أن له قصيدة بليغة نبوية أودعها في ديوان له مشتمل على قصائد غالبها صوفية أولها:

هذا النبي الذي في طيبة وقبا

 

له النبوة تاج والقرآن قبـا

وقال أنه ما قرأها أحد في ليلة جمعة عشر مرات إلا رأى النبي صلى الله عليه وسلم في منامه.

علي بن محمد بن حسن بن محمد بن حسن نور الدين بن ناصر الدين الغمري الأصل القاهري الشافعي ويعرف أبوه بابن بدير تصغير لقب أبيه. نشأ فحفظ القرآن والمنهاج وغيره وعرض علي وعلى خلق وتنزل في سعيد السعداء واشتغل يسيراً عند أخي ونحوه وكذا حضر عندي في علوم الحديث بل سمع علي في السيرة وغيرها، وأدب الأبناء بالمنكوتمرية ثم بغيرها وكذا خطب وأم بجامع ابن ميالة نيابة، وحج في موسم سنة تسع وثمانين ثم بعد ذلك أيضاً ولا بأس به.
علي بن محمد بن حسن الأشمومي ثم الفارسكوري الخامي. ولد تقريباً سنة سبعين وسبعمائة بمدينة أشموم ثم انتقل إلى فارسكور وقرأ بها القرآن وارتزق من الحياكة ونظم الكثير مع تقلل جداً وتدين وكثرة صوم وتلاوة وانجماع عن الناس بحيث لم يتزوج قط وله تردد إلى القاهرة ودمياط والمحلة، وقد لقيه ابن فهد والبقاعي في سنة ثمان وثلاثين فكتبا عنه من قوله:

إذا سمحت بوصلكم اللـيالـي

 

فلا خوف علي ولا أبـالـي

ولو أن الحشا والقلب يسلـى

 

بنار الهجر ليس القلب سالي

نصيب القوم فازوا بالتمـلـي

 

أنا المأسور في سجن اعتقالي

أيا ليلى فخلي الطـيف لـيلاً

 

يزور الصب في جنح الليالي

مات قبل دخولي فاسكور رحمه الله.
علي بن محمد بن حسن المحلي ويعرف بابن المؤيد كان معتقداً. مات برشيد في سنة ثمان وثمانين تقريباً.
علي بن محمد بن حسين العلاء بن النجم أو البدر بن الجمال السعدي الحصني ثم القاهري الشافعي ابن أخي عمر بن حسين ووالد يحيى الآتيين ويعرف بالعلاء الحصني. ولد بعيد الثلاثين وثمانمائة تقريباً بالحصن ونشأ به في كنف أبيه ولكنه لم يشغله إلا بعد مضي عشر سنين فقرأ القرآن وتلاه بروايات على جماعة ولازم أولاً الاشتغال في الصرف ثم في أصول الدين العربية والمنطق والحكمة والمعاني والبيان والتفسير وأصول الفقه والحديث وغيرها وانتفع فيها بملا الشمس الواسطاني أحد من قدم عليهم الحصن وظهرت براعته بحيث لم يمض عليه إلا يسير حتى صار بعض مشايخه الحصنيين يقرأ عليه في شرح الشمسية، وارتحل إلى بلاد الروم في حياة والده وما وصل الروم حتى بلغته وفاته مطعوناً وجد هناك في الاشتغال أيضاً على مشايخها والقادمين إليها ومن أمثل من أخذ عنه من أهلها ملاتكان وكان غاية في العقليات مع مشاركة في غيرها؛ وأقام في الروم نحو سبع سنين ثم ارتحل منها إلى الديار المصرية فدخلها وقد أشير إليه بالفضيلة فأقرأ الطلبة في الفنون وانتفع به الجم الغفير وممن قرأ عليه ملا علي شيخ الجانبكية في القرافة وصحب الدوادار الثاني بردبك الأشرفي أيضاً وحضر في المجالس التي كانت تقرأ عنده وظهرت فضائله وما سلم في مجلسه من حاسد وقرره في مشيخة جامعه الذي بناه تجاه درب التوريزي بالقرب من الملكية وكذا اختص بالخطيب أبي الفضل النويري ثم صحب الدوادار الكبير يشبك من مهدي الطاهري وسافر معه إلى الصعيد ثم إلى البلاد الشمالية في إحدى كوائن سوار وأرسله سفيراً لبعض ملوك الأطراف ثم سخط عليه وكاد أن يهلكه ثم رضي عليه بعد سنين وسافر معه إلى الصعيد أيضاً ثم لم يلبث أن مات ابن القاياتي فقرره عوضه في تدريس الفقه بالأشرفية برسباي ثم استرجعه ابنا الميت واستناباه بنصف المعلوم وامتحن بعد موته من الأتابك، وكان علامة مفتيا حسن التقرير والتعبير والشكالة بهي المنظر طلق اللسان قوي الجنان كريماً كثير التودد والأدب والتواضع موافياً في التعازي والتهاني عالي الهمة مع من يقصده قليل البضاعة من الفقه، حج وزار بيت المقدس. ومات في آخر يوم الخميس تاسع عشر المحرم سنة ثمان وثمانين ودفن من الغد بالتربة الدوادرية يشبك المشار إليه رحمه الله وإيانا.

علي بن محمد بن خالد بن أحمد بن محمد بن محمد نور الدين المخزومي البلبيسي ثم القاهري الشافعي ويعرف في بلده بابن أبي لاطية لكون أبيه كان مع كونه قزازاً فقيراً أحمدياً يلبس على طريقتهم لاطية. ولد في ليلة سابع عشري رمضان سنة سبع عشري رمضان سنة سبع عشرة وثمانمائة ببلبيس ونشأ بها فحفظ القرآن عند البرهان الفاقوسي وعمل العرافة عنده والتنبيه وغيره وعرض على جماعة واشتغل في بلده على الشمس البيشي وقدم على القاهرة فاشتغل أيضاً يسيراً وسمع على شيخنا وأدب بني البدر بن الرومي وجره معه في الشهادات ونحوها فتدرب به مع كونه كان يكتب الخط الجيد فلما استقر نقيباً للبدر بن التنسي أخذه موقعاً ببابه فزادت براعته في الصناعة وقصد في مهم الأشغال من الأعيان كالجمالي ناظر الخاص بانتمائه لنور الدين بن البرقي أيضاً فترقى وناب في القضاء عن العلمي البلقيني فمن بعده بل ضم إليه قضاء بلده وعملها وقتاً بعناية قانم التاجر لمزيد اختصاصه به وكذا ولي غيرها من الأعمال، بل استقل بقضاء إسكندرية يسيراً بعد وفاة البدر بن المخلطة، وحج غير مرة منها على قضاء المحمل وتمول بعد الفاقة والعدم واشترى داراً أنشأها البدر المذكور في باب سر الصالحية بعد موته وصار من أعيان النواب مع نقص بضاعته إلا من صناعته وتعرضه عند من يتردد إليه من الأمراء ونحوهم لأبناء حرفته بالتنقيص وربما جره ذلك لغيرهم بدون تكتم هذا مع بذله لغير واحد كالمكيني في استمراره على الشرقية ونحوها وتعاطيه من نوابه في عمليه واشتراط عليهم ولذا تخومل قبل موته وتجرأ عليه الشافعي مع كونه ممن لم يكن يقيم له وزناً بكلمات زائدة على الوصف، واستمر إلى أن تعلل طويلاً وحبس لسانه عن التكلم بعد أن قسم ميراثه بين بنيه الثلاثة ومات في يوم الخميس سابع رمضان سنة ثمان وثمانين وصلى عليه بجامع الأزهر ثم دفن في نواحي الباب الجديد رحمه الله وعفا عنه.
علي بن محمد بن خالد بن عبد الله بن علي بن عز الدين نور الدين القمني ثم القاهري نزيل الصالحية والنائب في إمامة شافعيتها وأحد العدول تجاهها بل صار الآن خير جماعتها ويعرف في بلده بابن خلد. رافق في الشهادة الأكابر ثم لتقدمه في السن الأصاغر وهو ممن سمع على شيخنا وغيره ونسخ بخطه أشياء وفيه خير وستر وسكون مات.
علي بن محمد بن خالد نور الدين البطراوي ثم القاهري الأزهري الشافعي الكتبي ويعرف بالبطراوي. قدم القاهرة فقرأ القرآن وأقام بالأزهر مدة في خدمة البدر الهوريني الكتبي وكان يقرأ عليه في المنهاج وأظنه حفظه وفي غيره واشتغل أيضاً يسيراً على ابن عباد والعبادي وسمع ختم البخاري بالظاهرية القديمة وغير ذلك ولكنه لم ينجب وزوجه البدر المشار إليه ابنته وما حصلت منه بعد طول الصحبة على طائل ولا راعى حق والدها وتربيته له، وتكسب بالتجارة في سوق الكتب وارتقى فيها حتى صار بعد العز التكروري كبير طائفته والناس فيه مختلفون وأكثر الفقراء لم يكونوا يحمدونه وأكبر القائمين معه صاحبنا السنباطي بحيث أنه لم يكن يقدم على مصلحته غالباً غيره مع لحاق اللوم الكثير له بسببه. مات فجأة في ليلة السبت ثاني شعبان سنة خمس وثمانين ودفن من الغد وما أظنه أكمل الستين سامحه الله تعالى ورحمه.

علي بن محمد بن خضر بن أيوب بن زياد العلاء بن الناصري بن الزين المحلي الحنفي القاهري ويعرف في بلده بابن الجندي نقيب زكريا. ولد في سنة أربعين وثمانمائة بالمحلة ونشأ بها محمود السيرة فحفظ القرآن وأربعي النووي والقدوري وألفية النحو ولازم أوحد الدين بن العجيمي فيما كان يقرأ عليه بل كان هو يقرأ حتى صار أحد المهرة من جماعته واستنابه في القضاء وبرع في الصناعة وقصد بهاسيما وليس بالغربية حنفي وأضيفت إليه عمل الشبراوية ثم عمل مسير وكذا لازم ابن كتيلة مدة في النحو والفرائض والبديع وعادت عليه بركة صحبته؛ وقدم القاهرة غير مرة وأخذ فيها عن ابن الديري والشمني والأمين الأقصرائي والكافياجي والعضد الصيرامي والزين قاسم وسيف الدين ونظام وغيرهم من أئمة مذهبه وعن الزين زكريا والتقي والعلاء الحصنيين والبامي وأبي السعادات البلقيني والفخر المقسي والنور السنهوري في الفقه والعربية والأصلين والمعاني والبيان وغيرهما وبعضهم في الأخذ عنه أكثر من بعض حتى برع في العربية وشارك في غيرها واشتدت عنايته بملازمة الزيني زكريا وقطنها بعد عزل قاضيه تاركاً النيابة عن المستقر بعده وتردد للأمشاطي في دروسه وغيرها واختص به كثيراً وأثنى على فضيلته ونوه به واعتذر عن عدم استنابته وكان يرتفق في إقامته فيها بمصاحبة الشهاب الأبشيهي وعمل ما يقصد به من الأشغال فلما استقر شيخه زكريا في القضاء عمله نقيبه مع كونه كان غائباً حين الولاية في مباشرة عمل يسير بل استنابه في القضاء بعد توقف قاضي مذهبه وساس الناس في النقابة وحمدت عقله وأدبه وفضيلته وبلغني أنه في أول أمره لما غير زي أبيه شق عليه خوفاً عليه خوفاً على إقطاعه وأعطاه قاضيه تدريس الفقه بجامع طولون بعد شيخه نظام وكذا استقر في غيره من الجهات وصاهره الشمس بن الغرابيلي الغزي على ابنته ثم كان ممن رسم عليه من جماعته وتزايد قلقه وبالجملة فهو أحسن حالاً من غيره وهو ممن سمع على أم هانئ الهورينية ومن حضر معها وكذا على السيد النسابة بعض النسائي بالكاملية وغير ذلك؛ وحج في سنة أربع وثمانين ثم في سنة ست وتسعين وجاور وحضر في الكشاف عند القاضي وكذا حضر عندي قليلاً واستجازني ومدحني بشيء من نظمه وأخذ عني الابتهاج من تصانيفي وكان كتب عني بالقاهرة التوجه للرب وأقرأ الطلبة وكان على خير وبلغني أنه تزوج بها سراً ولم يلبث أن تعلل بعد أشهر مديدة ثم مات في ليلة الأربعاء حادي عشري جمادى الأولى سنة سبع وتسعين وصلي عليه ضحى ثم دفن في المعلاة بالقرب من قبة الملك المسعود المعروفة بسماسرة الخير رحمه الله وإيانا وعوضه الجنة.
علي بن محمد بن رشيد- مكبر - بن جلال بن عريب - بالمهملة - مصغر السلسيلي الحصري ويعرف بابن رشيد. ولد سنة أربع عشرة وثمانمائة بمنية بنى سلسيل من أعمال الشرقية وحفظ القرآن وصلى به ثم ارتزق بعد موت أبيه من صنعة الحصر وتعانى النظم فأكثر، وتردد إلى القاهرة ولقيه ابن فهد والبقاعي في سنة ثمان وثلاثين ببلده فكتبا عنه من نظمه قصيدة نبوية طويلة أولها:

يا سادة ركبوا متون رحال

 

أرحلتم عني ولست بسال

وكان ذا فهم جيد وقريحة وقادة وبديهة سيالة مع عاميته وعدم اشتغاله لكنه مطبوع جداً علي بن محمد بن سالم الخامي المؤذن بالغمري ويعرف بعسل نحل. ممن سمع مني في سنة خمس وتسعين وله حرص على الجماعة.

علي بن محمد بن سعد بن محمد بن علي بن عثمان بن إسماعيل بن إبراهيم ابن يوسف بن يعقوب بن علي بن هبة الله بن ناجية العلاء أبو الحسن بن خطيب الناصرية الشمس الطائي الجبريني - نسبة لبيت جبرين الفستق ظاهر حلب من شرقيها - ثم الحلبي الشافعي سبط العالم المدرس الزين علي بن العلامة قاضي قضاة حلب الفخر أبو عمرو عثمان بن علي بن عثمان الطائي بن الخطيب بل والزين هذا ابن عم جده لأبيه ويعرف العلاء بابن خطيب الناصرية. ولد في سنة أربع وسبعين وسبعمائة بحلب ونشأ بها فحفظ القرآن وكتباً منها المنهاج الفرعي والأربعين المخرجة من مسند الشافعي الملقبة بسلاسل الذهب من رواية الشافعي عن مالك عن نافع عن ابن عمرو ألفية الحديث للعراقي وألفية النحو لابن معطي وانتفع في حفظها بوالده الآتي وفي القراءات بالفقيه الشمس محمد بن علي بن أحمد بن أبي البركات الغزي ثم الحلبي فإنه قرأ عليه وهو صغير جداً بعض القرآن ثم أكمله على غيره؛ وعرض الأولين في سنة تسع وثمانين على جماعة منهم الجمال عبد الله بن محمد بن إبراهيم بن محمد النحريري المالكي والمنهاج وحده فيها أيضاً على الشمس أبي عبد الله محمد بن نجم ابن محمد بن النجار الحلبي الحنفي وكتب له خطه بذلك وفي سنة ست وتسعين على السراج البلقيني بحلب والألفيتين على جماعة منهم الشمس محمد بن مبارك بن عثمان البسقاقي الحلبي الحنفي وأجاز له أبوه من شيوخ القاهرة حين دخلها في سنة ثلاث وثمانمائة الزين العراقي وكتب خطه بذلك، واستصحب معه ولده قبل ذلك سنة خمس وثمانين إلى بيت المقدس فزار الشيخ عبد الله بن خليل البسطامي وأضافهما ودعا لهما وجود العلاء القرآن على أحمد الحموي المقري وبعضه على محمد اليمني المقري نزيل حلب وأحمد بن محمد بن أحمد بن الشويش الجبريني الحلبي أحد من برع في القراءات وفي حل الشاطبية، ومن شيوخه في العلم التاج باح بن محمود الأصفهيدي العجمي قرأ عليه في الفقه والنحو وكثر اجتماعه به وقرأ فيهما أيضاً على الشمس محمد بن سلمان بن عبد الله الحموي بن الخراط وكذا سمع دروسه فيهما أيضاً وفي الأصول ولازمه مدة وقرأ في الفقه وغيره كالعربية على الجمال يوسف بن خطيب المنصورية بحلب وبحماة وطرابلس وحضر دروسه في التفسير وهو أول من أذن له في الإفتاء وكتب له خطه بذلك وهو ممن أخذ العربية عن السري المالكي وحضر دروس السراج البلقيني في سنة ثلاث وتسعين ثم في سنة ست وتسعين حين قدم عليهم حلب فيهما وقرأ غالب المنهاج بحثاً على الزين أبي حفص عمر بن محمود بن محمد الكركي ويقال أن البرهان الحلبي كان يلومه في أخذه عنه ويقول له إنك أفضل منه، وأخذ في الفقه أيضاً مدة عن الشمس أبي عبد الله محمد بن علي بن يعقوب النابلسي نزيل حلب ويسيراً عن الشرف الداديخي وكان يحاققه في أشياء يكون الظفر فيها بالمنقول مع صاحب الترجمة وقرأ طرفاً من النحو أيضاً على الشمس أبي عبد الله محمد بن أحمد بن علي بن سليمان المعري الحلبي الشافعي المعروف بابن الركن والعز أبي البقاء محمد بن خليل الحاضري الحنفي بل وسمع عليه أيضاً الحديث وكان رفيقه في القضاء بحلب سنين وطرفاً من الفرائض على الشمس محمد بن إسماعيل بن الحسن بن خميس البابي والسراج عبد اللطيف ابن أحمد القوي بحلب بل قرأ عليه تخميسة للبردة وكتب عنه من نظمه أشياء وقطعة من مختصر ابن الحاجب الأصلي وجانباً من الفقه على العلاء أبي الحسن علي بن محمد بن يحيى التميمي الصرخدي نزيل حلب وانتفع به كثيراً وكذا بالشمس البابي الكبير وطرفاً من المعاني والبيان على المحب أبي الوليد ابن الشحنة وحضر عنده كثيراً وكتب عنه من نظمه ونثره، ومن شيوخه أيضاً القاضي الشرف أبو البركات موسى الأنصاري الحلبي قاضيها الشافعي وأخذالحديث عن الولي العراقي والبرهان الحلبي ولازمه كثيراً وبه تخرج وعليه انتفع وكذا أخذ قديماً وحديثاً عن شيخنا وأحضر في الخامسة على البدر بن حبيب وسمع على الشهاب بن المرحل والشرف أبي بكر الحراني وابن صديق والعز أبي جعفر الحسيني وأبي الحسن علي بن إبراهيم بن يعقوب بن صقر والشهاب أبي جعفر أحمد وأم الحسن فاطمة ابنة الشهاب الحسيني الإسحاقي وجماعة من أهلها والقادمين عليها فكان من القادمين الغياث محمد بن محمد بن عبد الله العاقولي بل سمع من لفظه حديث الأعمال بالنيات والكلام

على فوائده وأحكامه وأنشده شيئاً من شعره وأجاز له وذلك في سنة ست وتسعين والبدر بن أبي البقاء السبكي اجتمع به وصحبه وقرأ على الجمال يوسف بن موسى الملطي السيرة النبوية والدر المنظوم من كلام المصطفى المعصوم كلاهما لمغلطاي بقراءته لهما على مؤلفهما وارتحل إلى القاهرة فقرأ بدمشق في ربيع الأول سنة ثمان وثمانمائة المسلسل علي الجمال بن الشرائحي وسمع منه ومن عائشة ابنة عبد الهادي وطيبغا الشريفي وأحمد بن عبد الله بن الفخر البعلي وحضر دروس جماعة فيها كالجمال الطيماني، قال ابن قاضي شهبا: حضر عنده وأنا أقرأ عليه في الحاوي فكان يستحضر كثيراً، وبالقاهرة من القطب عبد الكريم حفيد الحافظ القطب الحلبي والتقى الدجوي والشريف النسابه الكثير في آخرين كشيخنا علق عنه كثيراً من كتابه تعليق التعليق ثم سمع منه بعد ذلك أشياء وكالشرف بن الكويك والجلال البلقيني سمع عليه البعض من سنن النسائي الصغرى بل قرأ عليه بحلب البعض من مبهماته وأخذ بها على النور بن سيف الأبياري اللغوي قرأ عليه جزءاً من تصنيف شيخه العنابي اسمه الوافر في فعل المتعدي والقاصر بقراءته له على مؤلفه وذكر العلاء لشيخه حين قراءته عليه له أن مؤلفه فاته كثير من الأفعال التي تستعمل لازمه ومتعدية فاستحسن الشيخ ذلك وبالغ في تعظيمه ووصفه بخطه بالعلامة وحلف أنه لم يكتبها لأحد قبله، وكذا اجتمع بالقاهرة بالشمس بن الديري وكتب عنه في آخره منه الأديب الشمس أبو الفضل محمد بن علي بن أبي بكر المصري كتب عنه في ربيع الأول سنة تسع شيئاً من نظمه وكذا سمع بروس البيجوري والولي العراقي وسافر من القاهرة في هذا الشهر وكتب فيه بقاقون عن ناصر الدين بن البارزي القاضي شيئاً من نظمه أيضاً وببعلبك على التاج بن بردس وغيره وبطرابلس عن الشرف مسعود بن شعبان الطائي الحلبي الشافعي كتب عنه شيئاً من شعر غيره وكذا كتب فيها في رجب سنة أربع وثمانمائة عن البدر محمد بن موسى بن محمد بن الشهاب محمود شيئاً من نظمه وكتب لكاتب سرها الجمال عبد الكافي بن محمد بن أحمد بن فضل الله يستجيزه:

أسيدنا شيخ العلـوم ومـن غـدت

 

فواضله أندى من الغيث والبحـر

أجب وأجز عبداً ببـابـك لـم يزل

 

بإمداحكم رطب اللسان مدى الدهر

فأجابه بقوله:

أيا سيداً ما زال في الفضل واحداً

 

جبرت كسيراً بالسؤال بلا نكـر

نعم إذا بدأت العبد أنت مقـدمـاً

 

وفضلك أضحى بالتقدم ذي جبر

ثم لقيه بطرابلس وسمع منه من نظمه شفاهاً وتكرر قدومه بعد ذلك القاهرة وآخر قدماته في ربيع الآخر سنة ثلاث وأربعين فإنه كان صرف فأعيد وتوجه منها في حادي عشر شعبان منها فدخل بلده في أوائل شوال موعوكاً ولم يلبث أن مات، وقبل ذلك دخلها في شوال سنة أربع وعشرين بعد أن زار بيت المقدس وحينئذ ولي قضاء طرابلس كما سيأتي وقبل ذلك في سنة ست عشرة وولي فيها قضاء حلب كما سيأتي، وحج ثلاث مرات أولها في سنة ست عشرة واجتمع بالجمال بن ظهيرة وسمع خطبته لكنه لم يسمع عليه ولا على غيره هناك شيئاً للإشتغال بالمناسك وثانيهما في سنة ست وعشرين، وكان إماماً علامة محققاً متقناً بارعاً في الفقه كثير الاستحضار له إماماً في الحديث مشاركاً في الأصول مشاركة جيدة وكذا في العربية وغيرها مستحضراً للتاريخ لا سيما السيرة النبوية فيكاد يحفظ مؤلف ابن سيد الناس فيها؛ كل ذلك مع الإتقان والثقة وحسن المحاضرة وجودة المذاكرة والرياسة والحشمة والوجاهة والثروة مع صميم يسير، اشتهر ذكره وبعد صيته وصار مرجع الشافعية في قطره وقد كثر اعتناؤه بأخبار بلده وتراجم أعيانها بحيث جمع لها تاريخاً حافلاً ذيل به على تاريخ الكمال بن العديم وأكثر فيه الستمداد من شيخنا وقد طالعه شيخنا من المسودة في حلب ثم من نسخة كتبت للكمال بن البارزي وبين بهوامشها عدة استدراكات وكذا طالعته من هذه النسخة أيضاً غير مرة ونبهت على مواضع أيضاً مهمة وهو نظيف اللسان والقلم في التراجم لكن فاته مما هو على شرطه خلق وله غيره من التصانيف كالطيبة الرائحة في تفسير الفاتحة انتزعه من تفسير البغوي بزيادات وسيرة المؤيد وشرح حديث أم زرع وهو حافل وكذا كتب على الأنوار الأردبيلي كتابة متقنة جامعة يحاكي فيها شرح المهذب الفوي وأشياء غيرها وولي قضاء بلده غير مرة أولها سنة ست عشرة وبعد ذلك سأله الظاهر ططر شفاهاً بحضرة الولي العراقي قاضي الشافعية إذ ذاك في ولاية قضاء طرابلس فامتنع فألح عليه وكرره حتى قبل، وسافر من القاهرة إلى جهة طرابلس فوصلها في يوم عرفة سنة أربع وعشرين وكان فيها في السنة التي بعدها وحمدت سيرته في البلدين وولي الخطابة بالجامع الكبير ببلده مع إمامته ودرس قديماً وأفتى واستقر به يشبه المؤيدي نائب حلب في تدريس مسجده الذي بناه بالقرب من الشادبختية بحلب بعد العشرين فدرس فيه بحضرته وبحضرة الفقهاء وعمل لهم الواقف سماطاً مليحاً، وحدث ببلده وبالقاهرة وغيرهما أخذ عنه الأئمة وكانت دروسه حافلة بحيث كان شيخه البرهان الحلبي يقول: هي دروس اجتهاد لم أسمع شبهها إلا من شيخنا البلقيني وكان شيخنا العلاء القلقشندي يقول ما قدم علينا من الغرباء مثله ولم يزل يدرس ويفتي ويصنف حتى مات ببلده في يوم الخميس منتصف ذي القعدة سنة ثلاث وأربعين بعد عوده من القاهرة بيسير، ومن أرخه بشوال فقدسها، ولم يخلف بعده بها في الشافعية مثله وخلف مالاً جماً رحمه الله وإيانا. وقد ذكره شيخي في معجمه وقال: سمعت من فوائده وعلق عني كثيراً من كتابي تعليق التعليق في سنة ثمان وثمانمائة ولما دخلت حلب مع الأشرف أنزلني في منزله وحضر معي عدة مجالس الإملاء وحدثت أنا وهو بجزء حديثي في قرية جبر بن ظاهر حلب وله عناية كبيرة بأخبار بلده وتراجم علمائها كثير المذاكرة والاستحضار للسيرة النبوية ولكثير من الخلافيات، انفرد برياسة المملكة الحلبية غير مدافع؛ وذكره في أنبائه باختصار جداً وأثبت غيره في شيوخه الذين تفقهوا عليهم بالقاهرة ابن الملقن وهو غلط فلم يدخل القاهرة إلا بعد موته واجتماعه بالبلقيني إنما كان بحلب، وقال ابن قاضي شهبا: كان يحفظ مواضيع كثيرة من العلوم فإذا جلس عنده أحد يذاكره بها فإن نقله إلى غيرها أظهر الصمم وعدم السماع وثقل عليه ذلك قال وقد عرض عليه قضاء الشام في الدولة الأشرفية والأيام الظاهرية فلم يقبل إلا على بلده والإقامة بها ونحوه قوله فيما تقدم أنه كان يستحضر كثيراً؛ وقال المقريزي في عقوده أنه صار رئيس حلب على الإطلاق قدم القاهرة غير مرة فظهر من فضائله وكثرة استحضاره وتفننه ما عظم به قدره وقال ولم يخلف ببلاد الشام بعده مثله رحمه الله.
علي بن محمد بن سعيد جبروه القائد. مات بمكة في شوال سنة ست وستين. أرخه ابن فهد.

علي بن محمد بن سند المصري الفراش بالمسجد الحرام. وليها قبل سنة ثمانمائة ثم ولي البوابة بالمظهرة الناصرية سنة عشر ثم تركهما لزوجي ابنتيه وكان قد حضر بعض الدروس بمصر فعلق بذهنه شيء من مسائل الفقه وتكسب بزازاً في بعض القياسر ثم عانى التجارة بمصر ووقف كتباً اقتناها وجعل مقرها برباط ربيع من مكة وبها مات في ربيع الأول سنة سبع وعشرين وقد بلغ السبعين أو قاربها. ذكره الفاسي في مكة.
علي بن محمد بن صدقة نور الدين بن الشمس الدمشقي أحد أعيان تجارها كأبيه. مات في رجب سنة اثنتين وستين بعد مرض طويل انحطت قوته فيه إلى قدر عظيم ودفن من يومه عند أبيه بسفح قاسيون رحم الله شبابه. ذكره ابن اللبودي.
علي بن محمد بن طعيمة الشيخ نور الدين الجراحي القاهري وقد ينسب لجده. ممن لازم الولي العراقي في أماليه وغيرها وكذا لازم شيخنا مما سمعه عليه متبايناته وشيخه كل منهما بل كان كما قاله لي الجلال القمصي يحفظ الشفا لعياض.
علي بن محمد بن عبد البر بن يحيى بن علي بن تمام بن يوسف بن موسى العلاء بن البهاء أبي البقاء الأنصاري الخزرجي السبكي الأصل الدمشقي الشافعي أخو الولوي عبد الله والبدر محمد ووالد شيختنا باي خاتون الآتية في النساء ويعرف كسلفه بابن السبكي. ولد سنة سبع وخمسين وسبعمائة بدمشق ونشأ بمصر وقدم دمشق مع والده في سنة خمس وسبعين ودرس بالصارمية وولي قضاءها مرتين في دولة الظاهر ومرتين في دولة الناصر وأول ما استقر كان الظاهر في دمشق سنة ست وتسعين فحضر قراءة تقليده قضاة الشام وقضاة مصر، وكان يذاكر بالفقه ويشارك في غيره؛ قال ابن حجي: كان رئيساً محتشماً ذكياً فاضلاً خاتمة البيت السبكي، مات مختفياً من الناصر فرج. حكاه شيخنا في أنبائه، وقال هو إنه مات من رعب أصابه بسبب مال طلب منه على سبيل القهر فاختفى عند إبراهيم بن الشيخ أبي بكر الموصلي فمات مختفياً وذلك في سنة تسع، وقال في معجمه أنه أجاز له العز بن جماعة وغيره، وقدم القاهرة بعد اللنك سمعت من فوائده بدمشق في الرحلة، وذكر غيره أنه كان بدمشق في كنف أخيه عبد الله ثم قدم بعد موته إلى القاهرة فناب عن أخيه الآخر البدر ثم عاد إلى دمشق وكانت وفاته بها في ربيع الآخر، وهو في عقود المقريزي.
علي بن محمد بن عبد الحق نور الدين الغمري ثم القاهري الشافعي الخطيب التاجر أخو أحمد الماضي ويعرف بابن عبد الحق. ولد سنة سبع عشرة وثمانمائة بمنية غمر ونشأ بها فقرأ القرآن وتعانى البز كسلفه وصحب الشيخ محمد الغمري وتميز عنده بحيث جعله أحد الأوصياء على ولده وخطب بجامعه بالقاهرة دهراً، وحج غير مرة وجاور في بعضها واشتغل يسيراً وسمع على شيخنا وغيره وكذا لازمني في سماع القول البديع وغيره من تآليفي وغيرها وحصل كتباً بخط ابن العماد كالبخاري والشفا وأتقنهما وبخط غيره كالترغيب للمنذري والدميري والقول البديع وجملة، وكان فيه بر وخير ورقة ثم تضعضع حاله جداً وباع الكتب المشار إليها بعد وقفه إياها ولم يسعد بذلك بل لم يزل في افتقار واحتياج إلى التعرض للأخذ؛ ثم فلج ودام أشهراً منقطعاً ببيت بجوار جامع الغمري إلى أن حول منه لبيت بالقرب من خوخة سوق أمير الجيوش فلم يلبث أن مات في أوائل ذي القعدة سنة تسعين ودفن بتربة القرا سنقرية وخلف ذكراً وأنثى عوضهم الله الجنة.

علي بن محمد بن عبد الخالق بن أحمد بن أبي بكر بن محمد بن أبي الفوارس ابن علي بن أحمد بن عمر بن قطامي العلاء بن الشمس بن النجم القرشي التيمي البكري المعري ثم الحلبي الشافعي الضرير ويعرف بابن الوردي لكون جده الأعلى أبي بكر أخاً لجد الشيخ زين الدين عمر بن مظفر بن عمر بن محمد بن أبي الفوارس. ولد في نصف شعبان سنة إحدى وسبعين وسبعمائة بالمعرة وسمع من الشهاب بن المرحل وكان يقول أنه سمع من لفظ خال أبيه الشرف أبي بكر بن عمر بن الوردي البهجة لأبيه بسماعه من ناظمها بل ابن الوردي عم جد أبيه أحمد كما قدمناه أيضاً، وتفقه بالشرف المذكور والسراج عبد اللطيف الفوي وأذن له بالإفتاء والتدريس وكذا أخذ الحاوي عرضاً عن ابن الركن بل تفقهه به ممكن أيضاً، وحدث وسمع منه الفضلاء، وكان إماماً عالماً محققاً متقناً مفنناً غاية في الذكاء وسرعة الجواب حافظاً للحاوي مجيداً لاستحضاره عارفاً به مستحضراً لغالب البهجة ذا نظم حسن بحيث أنه لما رأى في شرح البهجة للولوي اعتراضه على ناظمها في إسقاطه من أصل الحاوي مالورد المقترض القرض بأحسن منه في غير بلده من غير شرط ذهولاً قال:

قرض بلا شرط يجوز أن يرد

 

أجود أو أكثر في غير بـلـد

ثم وجد بنسخة أخيرة من البهجة بخط ناظمها وفيها:

وإن يكن من غير شرط أقرضا

 

فرد في قطر سواه أو قضى

أجود أو أكثر لـم يحـرم ولا

 

يكره بل يندب في تـين كـلا

وكان الزيني زكريا وقف عليهما لشرحه لهما، ورغبة في مجالس العلم بحيث لازم البرهان الحلبي بعد انحرافه عنه وكثرت استفادته منه وسماعه عليه وتأسفه على ما فاته منه، وقد تكسب بالشهادة وقتاً فلما تلفت عينه في الفتنة بسبب كشفهم رأسه حتى صار لا يبصر بها إلا قليلاً وكانت الأخرى تالفة قبل ذلك لجدري عرض له بل بلغني أن تلفها من وقت الولادة فإن أمه كانت تستقي الماء على بئر فأدركها المخاض فخشيت من سقوطه في البئر فمالت على الحجر وضمته هو والمولود فصدعت رأسه بأماكن وأدى جبرها لتلف عينه عند كشفه ولزم من ذلك أن صار ضريراً ترك والتمس بعد من العلاء بن خطيب الناصرية أن يقرر له راتباً في وقف العميان فنازعه في ذلك فأثبت بذلك محضراً. ومات في ذي الحجة سنة تسع وأربعين بحلب ودفن بمقبرة الشهداء الصالحين قريباً من قبر عم جده المشار إليه الذي قبلي المقام الخليلي ولذا يقال في تعريفها خارج باب المقام رحمه الله وإيانا.
علي بن المحب محمد بن عبد الرحمن بن عثمان بن الصفي أحمد بن محمد ابن إبراهيم النور أبو الحسن الطبري المكي. ولد بها وسمع المراغي وأجاز له في سنة ثمان وثمانين جماعة وباشر الإمامة بقرية التنضب من وادي نخلة الشامية نيابة، وكان منطوياً على عقل وسكون وخدمة لأصحابه. مات في صفر سنة اثنتين وعشرين وهو في عشر الأربعين ظنا. ترجمة الفاسي في مكة ثم ابن فهد.

علي بن محمد بن عبد الرحمن بن عمر بن رسلان بن نصير العلاء أبو الحسن بن التاج أبي سلمة بن الجلال أبي الفضل بن السراج البلقيني الأصل القاهري الشافعي. ولد في رجب سنة أربع وثمانمائة بالقاهرة وحضر إليه جد والده السراج حينئذ فأذن في أذنه اليمنى وأقام في اليسرى وبرك عليه، ونشأ في كنف أبيه فحفظ القرآن والعمدة والمنهاج الفرعي والأصلي وألفية النحو وربع التسهيل وبعض الروضة وقطعة صالحة من البخاري وغيرها وعرض على جده والولي العراقي وأبي هريرة بن النقاش والزين القمني وشيخنا وخلق وأخذ الفقه عن البرهان البيجوري والبرماويين والشهاب الطنتدائي وحضر دروس جده ورام أن يجعله قارئ درس الخشابية بين يديه فما قدر وقرأ المنهاج الأصلي عن القاياتي وأخذ النحو والصرف عن العز عبد السلام البغدادي وكذا عن البرهان بن حجاج الأبناسي ومن قبلهما عن الشطنوفي وقرأ على الشمس البوصيري في الجمل للزجاجي في فرائض المنهاج وسمع عليه غير ذلك وأذن له المجد البرماوي في الإقراء وكذا القاياتي، واشتهر بسرعة الحفظ بحيث كان جده يناظر به في ذلك الهروي فيقول يذكرون عن حفظ الهروي وحفيدي هذا يحفظ كيت وكيت، ولكن كانت فاهمته قاصرة، ودرس الفقه بالجيهية برغبة والده له عنه وكذا استقر في الميعاد بها برغبة غيره وفي تدريس الفقه بالسكرية بمصر والإعادة فيه بالقبة المنصورية وفي الحديث بالقبة البيبرسية ثم رغب بعد عن ذلك كله وكتب بخطه أشياء والتقط ضوابط التدريب وغير ذلك، وحج في حياة جده مع والده في سنة إحدى وعشرين وناب في القضاء عن شيخنا فمن بعده، وكتب له شيخنا حين إذنه له ما نصه: أذنت له في ذلك لاستئهاله بالطريق الشرعي، وكان كثير الميل إليه والمحبة وكذا كان العلاء زائد الحب فيه بحيث أنه في ختم ولد له لم يدع عم والده مع كونه كان بمدرستهم واقتصر على شيخنا ولازم مجالسه كثيراً في الدراية والرواية وكذا سمع على العلاء بن بردس وابن ناظر الصاحبة وابن الطحان وغيرهم كالشمس البرماوي والشهاب البطائحي وقارئ الهداية والجمال الكازوني بل والشرف ابن الكويك، وشافهه بالإجازة ابن الجزري بل أجاز لي وسمعت دروسه وفوائده، وكان مفيداً متواضعاً كثير التودد متكرماً على نفسه وعياله لا يبقى على شيء راغباً في الانعزال محباً في الراحة وقد أنكل ولده الجلال عبد الرحمن الماضي وكيف بأخرة وافتقر جداً وتعلل مدة ثم مات في ليلة الاثنين ثامن عشري شعبان سنة ثلاث وثمانين وصلى عليه بجامع الحاكم ودفن عند أخيه الشهاب أحمد بمدرستهم رحمه الله وإيانا وعفا عنه.
علي بن محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله الزين بن المعيد بن الصفي الحسني الشافعي الآتي أبوه والماضي جده. ولد بايج ونشأ في كنف أبيه فاشتغل عليه وتميز في العربية والكلام ونحوهما وتزوج بعابدة ابنة عمته حليمة ابنة الصفي فاستولدها ثم فارقها وقدم مكة في سنة أربع وتسعين فحج وعاد وسنه الآن نحو الأربعين.
علي بن محمد بن عبد الرحمن العلاء بن البدر بن السمربائي الأصل القاهري شقيق سعادات زوج الصلاح المكيني. شاب خضر غير متوجه لصالحه سيما حين مخالطة زوج أخته في تنبوك تأنقه فلم يلبث أن قصف في نضارته سنة إحدى وستين عن عشرين سنة واشتد أسف أخته عليه عفا الله عنه وكان قد سمع معنا على أفضل الدين محمد المليجي المائة الشريحية.
علي بن محمد بن عبد الرحمن نور الدين الصهرجتي القاهري الشافعي قال شيخنا في إنبائه: مات في شوال سنة إحدى وأربعين عن نحو السبعين وكان مشهوراً بالخير من قدماء الشافعية وممن تكسب بالشهادة رحمه الله.

علي بن محمد بن عبد الرحمن نور الدين الإكداوي قاضيها ويعرف بالغويطي - بمعجمة ثم واو وآخره مهملة مصغر. ممن حفظ القرآن وتولع بالشهادة ثم ناب في بلده أدكو عن شعبان بن جنيبات ثم عن نور الدين البلبيسي ثم عن المحب أخي القاضي السيوطي ولم يحمد سيما وقد ضمن بحيرتها بمائتي ألف بعد أن كانت مباحة لخلق الله ودام سنين ثم راد عليه الشهاب بن محليس ثم أحمد بن عبد الله بن كنايف البرلسي واستمرت معه بثلاثة آلاف دينار فكان هذا من سيئاته وقد امتنع الزين زكريا من استنابته إلى أن عجز من دفع الرسائل مع تواليها وحينئذ أشركه مع عبد الرحمن بن إبراهيم بن أحمد وقيد عليه في عدم انفراده ومع هذا فالبلاء عليه مستمر وتعب شريكه معه، ثم لم يزل على طريقته حتى مات في أوائل سنة سبع وتسعين بأدكو عفا الله عنه.
علي بن محمد بن عبد الرحمن المنوفي ثم القاهري الشافعي نزيل مكة وشيخ رباط ربيع ويعرف بين أهل بلده بابن مصاص - بمهملتين بعد ميم مضمومة مخففاً. ولد في شعبان سنة اثنتين وأربعين بمنوف ثم تحول منها وهو صغير فنزل الأزهر وغيره وحفظ القرآن والبهجة وألفية النحو ثم بمكة التلخيص وجود القرآن بها على عمر النجار وتفهم البهجة على ابن الفالاتي وفي الألفية على ابني أبي شريف بل حضر دروس المناوي وغيره وسمع على الشيوخ الذين قرأ عليهم الديمي بالكاملية البخاري إلا اليسير منه وعلى الزين البوتيجي ومن كان معه بقراءتي جل ابن ماجه ومما سمعه على الزين المسلسل ولكنه لم يتسلسل له، وخطب ببلده وبجامع الأقمر وعدة أماكن نيابة ثم هاجر بحراً إلى مكة لقضاء فرضه فوصلها في رمضان سنة سبع وستين ومعه كتب بالوصية به إلى القاضي وغيره فأنزله ابن أبي اليمن برباط السدرة ثم الخطيب أبو الفضل ببيته وأقرأ أصغر ولديه واغتبط به الخطيب بحيث أنه لما أعيدت لهما الخطابة أرسل باستنابته فيها أن لم يكن المحب ابن أخيه حاضراً ورسخت قدمه بمكة وهو يقرئ الولد المشار إليه وحضر بها دروس أمام الكاملية وغيره ثم لما توجه الولد لأبيه بالقاهرة ذهب للزيارة النبوية فدام بطيبة سنة وحضر بها دروس صالحها الشهاب الأبشيطي وعاد فتصدى لإقراء الأبناء بالمسجد الحرام بل استقر في مشيخة رباط ربيع في سنة اثنتين وثمانين بعد موت إبراهيم بن مفلس الزبيدي وهو في غضون ذلك يحضر دروس البرهاني وأخيه الخطيب في الفقه وأصوله وغيرهما وربما يرغب إليه في غسل الأموات مع تبرمه من ذلك، وتكسب بالشهادة ثم اقتصر عليها رفيقاً لزائد معرضاً عن إقراء الأبناء، وهو إنسان خير لون واحد والغالب عليه السذاجة والغفلة وصلاحه مستفيض نفع الله به. علي بن محمد بن عبد العزيز بن الرفا.
علي بن محمد بن عبد العلي بن فخر - بضم القاف وسكون المهملة بعدها راء - موفق الدين العكي الزبيدي الشافعي. ولد سنة ثمان وخمسين وسبعمائة وتفقه بأحمد بن أبي بكر الحضرمي وبه انتفع وبالشهاب أحمد بن أبي بكر الناشري والجمال الريمي ومهر فيه وتقدم إلى أن صار مفتى زبيد وفقيهها والمرجوع إليه في ذلك وأكبر مفتيها سناً وأخذ الناس عنه وهو أول من ولي من الشافعية إمامة مسجد الأشاغر بها في سنة تسع وسبعين وسبعمائة. مات في ثاني أو أول شوال سنة اثنتين وأربعين. ذكره شيخنا في إنبائه ووصفه بالفقيه العالم الفاضل واقتصر بعض المؤرخين في إيراده على اسم أبيه وقال بعضهم علي بن محمد بن فخر الدين، وهو تحريف وزيادة؛ وقال المقريزي: إليه انتهت رياسة العلم والفتوى بزبيد، وقال العفيف الناشري: الفقيه العلامة أحد المفتين بزبيد تفقه بجماعة كثيرين واجتهد في طلب العلم فبرع فيه وطار ذكره وعظم قدره قرأت عليه منهاج النووي.
علي بن محمد بن عبد القادر بن أحمد بن محمد بن أحمد الميقاتي النقاش.

علي بن محمد بن عبد القادر بن علي بن محمد الأكحل بن شرشيق بن محمد بن عبد العزيز بن القطب المحيوي أبي محمد عبد القادر بن أبي صالح عبد الله نور الدين الحسني الكيلاني الأصل القاهري الحنبلي والد عبد القادر الماضي وشيخ القادرية لبس الخرقة القادرية من آبائه وألبسها جماعة منهم صاحبنا أبو إسحق إبراهيم القادري وقال أنه كان عين القادرية بالديار المصرية حسن الخلق ذا هيبة ووقار وسكينة وحلم. مات في صفر سنة ثلاث وخمسين ودفن بمحل سكنه بالتربة المعروفة بعدي بن مسافر من القرافة الصغرى رحمه الله وإيانا.
علي بن محمد بن عبد القوي بن محمد بن عبد القوي النور بن خير الدين أبي الخير المكي الحنبلي. ولد في صفر سنة خمس وأربعين بمكة ونشأ بها فحفظ القرآن وصلى به التراويح للأفضلية وألفية النحو والعمدة للموفق بن قدامة ومختصر ابن الحاجب، وعرض واشتغل بالقاهرة وقد دخلها غير مرة وله نظم. مات بمكة في شوال سنة إحدى وثمانين. أرخه ابن فهد.
علي بن محمد بن عبد الكريم بن حسن الخواجا العلاء الكيلاني ثم المكي ويعرف بالشيخ علي. ولد بكيلان وسافر منها وهو ابن أربع عشرة ودخل الشام ثم مصر ثم مكة ثم سافر منها إلى اليمن وتردد كثيراً لمصر وانقطع بمكة إما قبيل القرن أو بعده ثم خرج منها في أواخر سنة تسع وعشرين ودخل عدن من اليمن وأقام بها حتى مات في رجب سنة ثمان وأربعين عن مائة وثلاث سنين ودفن بالقطيع. ذكره ابن فهد.
علي بن محمد بن عبد الكريم النور أبو الحسن الفوي القاهري الشافعي نزيل خانقاه شيخو ووالد محمد الآتي ويعرف بالفوي. ولد في حدود الخمسين وسبعمائة وسمع على التقي البغدادي الصحيحين وعلى البياني ثانيهما وعلى الجمال بن نباتة سيرة ابن هشام والغيلانيات بفوت يسير فيها خاصة وعلى المحب الخلاطي السنن للدارقطني وصفوة التصوف لابن طاهر بفوت يسير فيها خاصة أنه لبس الخرقة من الشيخ يوسف لعجمي وتلقن منه الذكر؛ وحج فسمع بمكة في سنة أربع وستين وسبعمائة التيسير من أبي عبد الله محمد بن أبي العباس أحمد ابن إبراهيم التونسي المالكي وكذا سمع من آخرين وحدث وسمع منه الأئمة كشيخنا والموفق الأبي والزين رضوان وفي قيد الحياة الآن من أصحابه جماعة وكان أحد الطلبة والقراء بالشيخونية، وممن ذكره المقريزي في عقوده. مات في ذي الحجة سنة سبع وعشرين رحمه الله وإيانا.
علي بن محمد بن عبد الله بن عمر بن أبي بكر بن عمر بن عبد الرحمن بن عبد الله أبو الحسن الناشري أخو عبد الرحمن الماضي. أخذ عن أبيه وكان حسن السمت كريماً سليم الصدر ولي خطابة كدرا سهام. مات بالمهجم في أوائل سنة أربع وعشرين ومولده سنة اثنتين وثمانين. ذكره العفيف في أخيه.
علي بن محمد بن عبد الله بن محمد بن مجاهد نور الدين الدماصي ثم القاهري الشافعي الخطيب أخو عبد الله الماضي ويعرف بالدماصي. ولد في سنة خمس وعشرين وثمانمائة تقريباً بدماص ونشأ بها فقرأ القرآن عند أخيه وخطب ببلده ثم قدم القاهرة قريباً من سنة ست وستين وأثبت عدالته عند أبي البركات الغراقي ولكنه لم يجلس لذلك بل تصدى لتعليم الأطفال والتأذين بجامع الغمري بل وأم به في بعض الأوقات وخطب بشبرا الخيمة وقتاً وكذا بجامع الأزهر وحمدت خطابته لتحريه تصحيحها على الزين الأبناسي وكاتبه وكان يكثر مراجعته لي فيما يؤديه فيها من الأحاديث إلى أن اشتهر بذلك ونزله ابن مزهر في صوفيته به ثم حج هو وزوجته لقضاء الفرض من الموسم ورجعا إلى المدينة النبوية للزيارة فانقطعا بها، وتنزل هو في سبع خير بك ولم يلبث أن توعك واستمر إلى أن مات في عشري شوال سنة أربع وثمانين ودفن بالبقيع رحمه الله فقد كان خيراً متودداً.

علي بن محمد بن عبد الله نور الدين أبو محمد البهرمسي المحلي الشافعي. ولد تقريباً سنة خمس وستين وسبعمائة بالبهرمس من المحلة وحفظ القرآن وصلى به ونهاية الاختصار وبعض التنبيه وبحث النصف من الحاوي على الولي بن القطب وفي الملحة وقواعد ابن هشام الصغرى على ناصر الدين البارنباري وكذا بحث عليه في العروض وصحب الشهاب أحمد بن الزاهد وكان ممن أوصى إليه على جامعه وجماعته بل واختص بالشيخ محمد العمري بحيث تزوج ابنه بابنته، واعتنى بالأدب فنظم الكثير الحسن وجمع من نظمه ديواناً على حروف المعجم في مجلد كبير ونظم المعراج النبوي في قصيدة نبوية نحو خمسمائة بيت وعمل في المديح النبوي سبعة عشر بيتاً في أول بيت منها تسمية بحرها بل له في المديح النبوي قلائد النحور لمهور الحور نحو الوتريات وحدث بنظمه كتب عنه بعض أصحابنا من ذلك قوله:

جاءني من حبيب قلبي كتاب

 

عجب الناس إذ رأوا رساله

قلت لا تعجبوا فإن حبـيبـي

 

مالكي وهو متحفي بالرساله

وكان إنساناً حسناً خيراً راسخ الإسلام مع كونه من أولاد القبط يظهر على كلامه الخبر. مات في يوم السبت ثاني جمادى الثانية سنة إحدى وأربعين بالمحلة رحمه الله.
علي بن محمد بن عبد الله العلاء الحلبي بن القرمي الشافعي. نشأ بدمشق وتكسب بالنسخ ووقع لقضاتها بل عمل نقابة بعضهم؛ ثم قدم القاهرة وولي قضاء غزة سنين ثم دمياط ثم مشيخة البيبرسية. ومات في ذي الحجة سنة أربع عشرة. ذكره المقريزي في عقوده وقال: صحبناه دهراً وكانت بيننا مصاهرة وينظر فأظنه في كتابي هذا.
علي بن محمد بن عبد الله نور الدين السعودي. ممن حضر عند شيخنا بعض الأمالي القديمة.
علي بن محمد بن عبد الله نور الدين المناوي ثم القاهري الحنبلي ويعرف بباهو. مات في صفر سنة ثمان وثمانين عن بضع وستين؛ وأسند وصيته للشهاب الششيني الحنبلي؛ وكان ساكناً خيراً عاقلاً يتجر في السكر وغيره وينتمي لبني الجيعان وباسمه أطلاب ووظائف منها التصوف بالأشرفية، حج وباشر عقود الأنكحة مع المحافظة على الجماعة وطيب الكلام رحمه الله وله ولد ذكر تركه صغيراً فحفظ وصية الخرقي وعرضه على بعد ثمان سنين.
علي بن محمد بن عبد الله المرستاني الضرير. رجل عامي كان يكثر استفتاء شيخنا عن الأحاديث ونحوها بحيث اجتمع عنده من ذلك الكثير وأكثر من السماع عليه وكذا سمع من غيره قليلاً وصار يستحضر أشياء؛ وأظنه عاش إلى قريب الستين وتفرقت أوراقه مع كثرة ما فيها من الفوائد.
علي بن محمد بن عبد الله المؤذن بجامع كمال ويعرف بالهنيدي. ممن سمع مني بالقاهرة.
علي بن محمد بن الشرف عبد المؤمن نور الدين البتنوني ثم القاهري الشافعي ويعرف بدوادار الحنبلي. ولد في رابع عشر رمضان سنة أربع وعشرين وثمانمائة بالبتنون من المنوفية ونشأ بها ثم تحول إلى القاهرة فأقام عند أعمامه وتردد للجامع الأزهر فاشتغل فيه يسيراً ولازم البدر البدرشي ثم خدم البدر البغدادي الحنبلي إلى أن مات؛ وفي أثناء ذلك حج معه غير مرة وسمع على الزين الزركشي والمقريزي وابن الطحان وابن بردس وابن ناظر الصاحبة، ونزل في بعض الجهات وكتب عن شيخنا في الإملاء، وبعد موت البدر تردد للمحلي وكتب شرحه على المنهاج وغيره وصار يحضر درسه بل جلس مع الطلبة عند الشرواني وأشار عليه بالقراءة على الشرف عبد الحق السنباطي وكذا حمل عني أشياء من تصانيفي وغيرها كالقول البديع بعد أن كتبه بخطه وانتمى لأبي بكر بن عبد الباسط فنزله في مدرسة أبيه وأحسن إليه ودخل معه الشام لما ولى ابنه الجوالي صار يتحدث عنه فيها ولم يلبث أن استبد هو بالتكلم ورماه الناس عن قوس واحدة مع مزيد تودده واحتماله وتعبه بسبب من رافع فيه بحيث رسم عليه عدة أيام سيما وقد نقل أمره على جانم قريب السلطان لما جعل له النظر في تدبيره ثم بعده تمكن في الوظيفة بموت أكابر ديوانها وفاز فيما قيل بأسماء متوفرة بالدخول في ترك الحشريين بل والمزاحمة في غيرها وتقوى بإشراك أبي الطيب السيوطي معه في الضبط وبخدمته لرمضان المهتار مع تعلله بأمراض باطنية وقبل ذلك لزم التردد لأبي العباس بن الغمري والانتماء إليه بحيث زوج أصغر ولديه لابنته ومات أكبرهما فصبر كل ذلك وبدنه ضعيف.

علي بن محمد بن عبد النصير العلاء السخاوي الأصل الدمشقي ثم المصري الكاتب ويلقب بعصفور. هكذا قرأت نسبه بخط التقي بن قاضي شبهة. كان كاتباً مجيداً للكتابة بسائر الأقلام ممن كتب على الزين محمد بن الحراني ناظر الأوقاف بدمشق ودخل حلب فاجتمع به ابن خطيب الناصرية وقال إنه كان إنساناً حسناً عاقلاً ديناً ساكناً أقام بالقاهرة على توقيع الدست وهو الذي كتب العهد للناصر بسلطنته الثانية عوضاً عن أخيه عبد العزيز في سنة ثمانمائة. ومات في يوم الاثنين ثاني عشر رجب سنة ثمان بالقاهرة، ورثاه بعض الأدباء بقوله:

قد نسخ الكتاب من بعـده

 

عصفور لنا طار للخلـد

مذ كتب العهد قضى نحبه

 

وكان منه آخر العـهـد

وقد ذكره شيخنا مقتصراً على اسمه وبيض لنسبه تبعاً لابن خطيب الناصرية وقال: الكاتب المجود كاتب المنسوب الملقب بعصفور موقع الدست حتى كان بعضهم يقول ضاع عصفور في الدست، وكذا وقع عن جماعة من أكابر الأمراء ودخل صحبة سودون قريب السلطان دمشق ووصل معه إلى حلب فنهب مع من نهب بأيدي اللنكية ولكنه نجا من الأسر وكتب عليه جماعة من الأعيان وانتفعوا به، وكان يكتب على طريقة ياقوت بارعاً في كتابة المنسوب على طرية الشاميين، وكان شيخنا الزفتاوي صديقه ويكتب طريقة ابن العفيف رحمه الله وإيانا.
علي بن محمد بن عبد الوارث بن محمد بن عبد العظيم النور بن الجمال بن الزين القرشي التيمي البكري الشافعي عم النجم عبد الرحمن بن عبد الوارث. ولد سنة ثلاث وأربعين وسبعمائة واشتغل بالعلم وأخذ الفقه عن ابن عقيل وغيره وسمع من العز بن جماعة القاضي ومهر في الفقه خاصة وكان كثير الاستحضار قائماً بالأمر بالمعروف شديداً على من يطلع منه على أمر منكر بحيث جره الإكثار منه إلى أن حسن له بعض أصحابه أن يتولى الحسبة فولي حسبة مصر مراراً وامتهن بذلك حتى أضر ذلك به ومات منفصلاً عنها في ذي القعدة سنة ست عن ثلاث وستين سنة. ذكره شيخنا في أنبائه وقال في معجمه: أخذت عنه من فوائده، والمقريزي في عقوده باختصار.
علي بن محمد بن عثمان بن أيوب بن عثمان نور الدين العمري الأشليمي القاهري الشافعي أخو الشرف محمد الآتي ويعرف بالأشليمي. ولد بأشليم ونشأ بها فقرأ القرآن ثم قدم القاهرة على عمه أصيل الدين محمد فأقام تحت نظره حتى حفظ التنبيه واشتغل على طريقة استقامة وخير مع التكسب بالشهادة في حانوت الجورة وغيره بل ناب بأخرة في القضاء وكان من رفاق الجدابي الأم ساكناً خيراً راغباً في الانجماع مديماً للتلاوة كتب بخطه أشياء ومع شيخوخته كان يقرأ على الكمال إمام الكاملية. مات في يوم الأحد ثاني عشر رمضان سنة ست وستين ودفن بحوش سعيد السعداء وقد قارب الثمانين ولم يحج فحج عنه رحمه الله وإيانا.
علي بن محمد بن عثمان بن عبد الرحمن بن عثمان نور الدين حفيد شيخ القراء الفخر المخزومي البلبيسي ثم القاهري الأزهري الشافعي المقري والد المحب محمد الآتي ويعرف بإمام الأزهر. ولد سنة سبع وتسعين وسبعمائة بالقاهرة ونشأ بها فحفظ القرآن وكتباً منها التنبيه وعرض على الجماعة، ومات جده وهو مميز بعد أن سمع عليه بعض القرآن، وأخذ القراءات عن الزراتيتي والعفصي وكذا فيما قيل عن التاج بن تمرية يسيراً ولازم القاياتي قديماً وقرأ عليه في شرح التنبيه للزنكلوني وغيره وعلي بن قديد شرح الألفية لابن المصنف في آخرين، واستقر في الإمامة بالأزهر عقب موت والده بعد أن كان الكمال الدميري رام أخذها فعورض واستنيب عن هذا حتى ترعرع وكذا ولي تدريس القراءات بجامع الحاكم وتصدى للإقراء فانتفع به في القراءات خلق وممن قرأ عليه الزين زكريا وكنت ممن قرأ عليه اليسير لابن كثير وسمعت عليه في الجمع وغيره، وكان خيراً مهاباً متواضعاً قانعاً متودداً معتقداً حسن السمت ساكناً كثير البر والإحسان للمجاورين ونحوهم مع الإلمام بالتوجية ومشاركة ما. مات في يوم الأحد منتصف المحرم سنة أربع وستين رحمه الله وإيانا.

علي بن محمد بن عثمان بن عبد الله الجناني - بكسر الجيم ثم نون خفيفة وآخره نون أيضاً - ثم الصالحي المؤذن بجامعها المظفري ويعرف بابن شقير. حضر في الثالثة سنة أربع وسبعين وسبعمائة على الصلاح بن أبي عمر جزءاً فيه خمسة عشر حديثاً مخرجة في مشيخة الفخر الأنصاري انتقاء البرزالي قال أنا بها الفخر وحدث به وسمعه منه الفضلاء من أصحابنا ومات.
علي بن محمد بن ثمان البربهاري المكي العمري نسبة لعمل العمر. مات بمكة في ربيع الأول سنة تسع وسبعين. أرخه ابن فهد.
علي بن محمد بن عجلان بن رميثة بن أبي نمي الحسني المكي. مات في أوائل المحرم سنة اثنتين وخمسين. أرخه ابن فهد.
علي بن محمد بن عرب العلاء القاهري سبط الكمال التركماني القاضي. قال شيخنا في أنبائه: ناب في الحكم ببعض البلاد بل ولي قضاء العسكر، ومات في صفر سنة اثنتين.
علي بن محمد بن علي بن أبي بكر الأدمي القاهري الماضي جده وأخوه عبد الرحمن وقريبهما عبد الباسط بن محمد بن عبد الرحمن والآتي أبوه. ولد في سنة ثمان وعشرين وثمانمائة بالحسينية ونشأ فحفظ العمدة والمنهاج وألفية النحو وجمع الجوامع والكثير من التسهيل، وعرض على جماعة ولازم أبا القسم النويري وسمع على شيخنا وغيره وتكسب بالشهادة في حانوت الخضريين خارج باب زويلة بل ربما ناب في بعض القرى، وسافر في البحر غير مرة وصار يعتني بالمراكب والحمل فيها بالبحر المالح ويأخذ لأجل ذلك من أموال الناس بالربح وغيره ما يصرفه فيها وهو يصاب مرة بعد أخرى إلى أن كان في سنة تسعين أو التي بعدها فغرق له مسماري ثقيل بالقرب من بعض البنادر وعجز عن تخليص أخشابه وأقام لذلك بالطور ثم بالمدينة النبوية ثم بمكة وتعلل فيها بالإسهال وغيره حتى مات غريباً وحيداً زائد الفاقة في ربيع الأول سنة ثلاث وتسعين. وصلي عليه بعد صلاة الجمعة ثم دفن بالمعلاة سامحه الله وإيانا.
علي بن أبي عبد الله بن أحمد بن عبد العزيز النويري المكي أجاز له في سنة أربع وعشرين وثمانمائة الولي العراقي والفوي والفخر الدنديلي والشمس محمد بن حسن البيجوري في آخرين. مات صغيراً.
علي بن التاج محمد بن علي بن أحمد القادري. قال أنه سمع على عبد الرحيم بن عبد الكريم بن نصر الله الشيرازي الجرهي وساق سنده إلى البغوي وأنه يروي ألفية ابن مالك قراءة وسماعاً عن النور أبي الفضل علي بن الصالح بن أحمد الكيلاني الشافعي القاضي وساق سنده لناظمها كما أثبت ذلك في التاريخ الكبير، أجاز لابن أبي اليمن حين عرض عليه في سنة ثلاثين.

علي بن محمد بن علي بن ذي الاسمين أيوب عثمان بن ذي الاسمين عبد العزيز عبد المجيد الشهير بأبي المجد بن محمد بن عبد العزيز بن قريش نور الدين وربما كني بأكبر أولاده النجم فيقال أبو نجم الدين بن نجم الدين القرشي الأبودري - بفتح الهمزة ثم موحدة ودال مهملة ثم راء مشددة نسبة لأبي درة من أعمال البحيرة - ثم الدسوقي بضم المهملتين المالكي ويعرف بسنان لسن كانت له بارزة وأيوب في نسبه هو أخو الشيخ إبراهيم الدسوقي صاحب الأحوال. ولد تقريباً سنة خمس وسبعين وسبعمائة بأبي درة وانتقل منها وهو صغير بعد موت والده وحفظ القرآن عند الشهاب التروجي وتلاه لأبي عمر وعلي بن عامر بلقانه وحفظ عنده الشاطبيتين ثم قدم القاهرة فحفظ بها أيضاً العمدة والرسالة ومختصر ابن الحاجب كلاهما في المذهب والملحة وألفية ابن مالك، وعرض على الزين قاسم السمسطائي النويري ولازمه في بحث الرسالة والمختصر معاً بل رافقه في سماع الحديث وبحث العمدة على الزين عبيد البشكالسي ومن شيوخه في السماع الصلاح الزفتاوي والتنوخي وابن الشيخة وابن الفصيح والعراقي والهيثمي والأبناسي والدجوي والغماري والمراغي والنور الهوريني والجمال عبد الله الرشيدي وناصر الدين نصر الله الحنبلي والسويداوي والحلاوي وأكثر من المسموع وكان يخبر أنه أخذ الخرقة الدسوقية عن ابن عمه الجمال عبد الله بن محمد بن موسى المنوفي بدسوق في سنة نيف وثمانمائة عن أبيه عن جده موسى عن شقيقه إبراهيم، وقطن دسوق من سنة اثنتي عشرة إلى أن مات شيخ المقام الإبراهيمي بها وهو ابن عمه الشمس محمد بن ناصر الدين محمد بن جلود في سنة أربع وثلاثين فاستقر عوضه في المشيخة فباشرها وصرف عنها مراراً، وحج وزار بيت المقدس ودخل إسكندرية مراراً، وحدث سمع منه الفضلاء حملت عنه الكثير بالقاهرة ثم بدسوق وارتفق بما كان يصله به الطلبة في سني الغلاء لكونه كان كثير العيال جداً وكان حينئذ منفصلاً عن المشيخة، وكان خيراً ضابطاً صدوقاً ثقة ثبتاً ساكناً وقوراً صبوراً على إسماع متواضعاً سليم الفطرة مستحضر الفوائد. مات في ليلة الجمعة حادي عشر رمضان سنة تسع وخمسين بدسوق على مشيختها ودفن عند الضريح البرهاني وخلف أولاداً رحمه الله وإيانا.
علي بن محمد بن علي بن الحسين بن حمزة بن محمد بن ناصر الدين العلاء أبو الحسن وأبو هاشم بن الحافظ الشمس أبي المحاسن الدمشقي الشافعي والد أحمد الماضي. ولد في ربيع الأول سنة تسع وخمسين وسبعمائة وأمه عائشة ابنة محمد بن عبد الغني الذهبي، واعتنى به أبوه فأحضره في الأولى على عمر بن عثمان بن سالم بن خلف جزء الغطريف وغيره وعلى ناصر الدين محمد بن أزبك الخازنداري المهروانيات وغيرها وفي الرابعة على إسماعيل بن السيف أربعي أبي الأسعد القشيري وفي الخامسة على أحمد بن النجم السمعونيات وسمع من البياني جزء غلام ثعلب ومن ست العرب وغيرهما، وحدث سمع منه الفضلاء روى لنا عنه الموفق الأبي وكان رفيقاً للحافظ ابن موسى في الأخذ عنه، وأجاز لابن فهد وولدي شيخنا، وذكره في معجمه وكان ناظر الأوصياء بدمشق. مات بها في شوال سنة تسع عشرة رحمه الله.
علي بن محمد بن علي بن حسين بن محمد الشرف الأرموي. فيمن اسم أبيه أحمد.
علي بن محمد بن علي بن خليل نور الدين بن الشمس القاهري الأصل المكي والد عمر الآتي وأبوه ويعرف كهو بابن السيرجي. ولد في سنة سبع وثمانمائة بمكة وأمه أم الخير ابنة الجمال إبراهيم الأميوطي ونشأ بها، كان بيده التكلم على دار أم المؤمنين خديجة المعروفة بمولد السيدة فاطمة تلقاه عن أبيه، ومات مقتولاً بطريق وادي مر في ذي القعدة سنة ثمان وستين وحمل إلى مكة فدفن بمعلاتها ولم يكن محموداً عفا الله عنه.
علي بن محمد بن علي بن درباس العلاء بن العلاء ذكره البقاعي في شيوخه مجرداً. علي بن محمد بن علي بن سعدون التجيبي الجرائري قاضيها. مات سنة بضع وخمسين.
علي بن البهاء محمد بن علي بن سعيد بن سالم بن عمر بن يعقوب بن عبد الرحمن بن إسماعيل بن عبد الله بن طاهر بن محمد بن صبح البهاء الأنصاري ويعرف بابن إمام المشهد. ولد سنة ثلاث وأربعين وسبعمائة وأسمع على عبد الرحيم بن إسماعيل بن أبي اليسر ومحمد وزينب ابني ابن الخباز. ذكره شيخنا في معجمه وقال أجاز لي؛ ولم يؤرخ وفاته فذكرته ظناً.

علي بن محمد بن علي بن عباس بن فتيان العلاء البعلي ثم الدمشقي الحنبلي ويعرف بابن اللحام وهي حرفة أبيه. ولد بعد الخمسين وسبعمائة ببعلبك ونشأ بها في كفالة خاله لكون أبيه مات وهو رضيع فعلمه صنعة الكتابة ثم حبب إليه الطلب بنفسه وتفقه على الشمس بن اليونانية ثم انتقل إلى دمشق وتلمذ لبن رجب وغيره وبرع في مذهبه ودرس وأفتى وشارك في الفنون وناب في الحكم ووعظ بالجامع الأموي في حلقة ابن رجب بعده وكانت مواعيده حافلة ينقل فيها مذاهب المخالفين محررة من كتبهم مع حسن المجالسة وكثرة التواضع ثم ترك الحكم بأخرة وانجمع على الاشتغال ويقال إنه عرض عليه قضاء دمشق استقلالاً فأبى وصار شيخ الحنابلة بالشام مع ابن مفلح فانتفع الناس به، وقد قدم القاهرة بعد الكائنة العظمى بدمشق فسكنها وولي تدريس المنصورية ثم نزل عنها وعين للقضاء بعد موت الموفق بن نصر الله فامتنع فيما قيل، ومات بعد ذلك بيسير في يوم عيد الأضحى وقال المقريزي عيد الفطر سنة ثلاث وقد جاز الخمسين، ذكره شيخنا في أنبائه، وهو في عقود المقريزي.
علي بن محمد بن علي بن عبد الرحمن بن عبد العزيز السكندري أحد بوابيها ويعرف بابن حطيبة تصغير حطبة بالإهمال والموحدة. ولد سنة ثمانين وسبعمائة تقريباً بثغر إسكندرية وقرأ بها القرآن وصلى به فلما توفي أبوه أخذ عنه البوابة فاشتغل بها وعني بالشعر فأتقن الزجل وقدم عليهم التقي بن حجة في دولة المؤيد فاجتمع به وأخذ عنه واستفاد منه وأثنى عليه في الزجل، وحج مرتين الأولى قبل القرن وتردد إلى القاهرة واجتمع بشيخنا ومدحه بزجل ومن نظمه مما كتبه عنه البقاعي في سنة ثمان وثلاثين قصيدة مطلعها:

في مرتع القلب غزلان النقا رتعـت

 

وقطعت من حشاشات الحشا ورعت

ومات بعد سنة أربعين.
علي بن محمد بن علي بن عبد الكريم بن صالح بن شهاب نور الدين الهيثمي ثم القاهري الشافعي أخو عبد الكريم الماضي. نشأ فحفظ القرآن والمنهاج وغيره وعرض وتنزل في الجهات وباشر في جامع الحاكم وخطب بجامع الخشابين وتكسب بالشهادة وبكتابة الغيبة في سعيد السعداء وبرع في معرفة الصوفية بحيث كان يرفع الغيبة وهو غائب وطعن فيه أزبك وكان محتملاً حتى من زوجته وكان في بلاء من قبلها، حج غير مرة وجاور، وللعوام ميل لخطابته لطلاقته وجهورية صوته لكن يكثر فيها من إيراد الأحاديث الواهية مع اللحن البين. مات في ذي الحجة سنة خمس وثمانين وأظنه قارب السبعين رحمه الله وعفا عنه.
علي بن محمد بن علي بن عبد الله بن إبراهيم بن سليمان نور الدين الجوجري الأصل الخانكي القاهري الشافعي سبط المحب محمد بن يارغلي المحتسب كان ويعرف بابن الجوجري الآتي أبوه. ولد سنة ست وستين وثمانمائة بالخانقاه وحفظ القرآن وأربعي النووي ومنهاجه وهدية الناصح وعرض وسمع على عبد الغني ابن البساطي والتاج الأخميمي والخطيب بن أبي عمر الحنبلي وكذا سمع مني المسلسل وغيره وعقد له أبوه على ابنة الشهاب أحمد الششيني الحنبلي ولم يلبث أن مات مطعوناً في جمادى الأولى سنة سبع وتسعين في حياة أبويه عوضه الله الجنة.
علي بن محمد بن علي بن عبد الله بن بهرام العلاء الحلبي ثم الدمشقي المالكي ويعرف بابن القرمي. ذكره شيخنا في معجمه لكنه سمى جده أحمد بن بهرام وقال: نشأ بدمشق وتكسب بالنسخ ثم بالتوقيع ثم ولي قضاء غزة ثم دمياط ثم مشيخة البيبرسية اجتمعت به مراراً وسمع مني وذكر لي أنه سمع من ابن أميلة وغيره من أصحاب الفخر كالصلاح بن أبي عمر ووقفت على سماعه عليه في أمالي الجوهري، ونسبته في أنبائه كما هنا وقال أنه احترف بالنسخ وبالشهادة ثم وقع على الحكام وناب في الحكم عن البرهان الصهناجي المالكي وولي قضاء المجدل وتوقيع الدست ثم قضاء غزة بعناية فتح الله وكان صديقه قديماً، ثم أضيف إليه قضاء دمياط ومشيخة البيبرسية بالقاهرة وخطابة القدس، وكان متواضعاً بشوشاً كثير المداراة والخدمة للناس لا يمر به أحد بغزة إلا أضافه وخدمه بحيث يروح شاكراً وكان بيننا مودة. مات في ذي الحجة سنة أربع عشرة. قلت وما أظنه حدث.
علي بن محمد بن علي بن عوض بن محمد بن أبي قصيبة.

علي بن محمد بن علي بن عمر بن عبد الغفار نور الدين بن الشمس بن النور النحراري قاضيها كآبائه المالكي ويعرف بابن عديس تصغير عدس. ولد في أحد الجمادين سنة تسع وسبعين وسبعمائة بالنحرارية وقرأ بها القرآن وحفظ تنقيح القرافي، وحج مراراً في سنة إحدى وتسعين وجاور وقال أنه سمع بها على ابن صديق البخاري وعلى القاضي علي النويري الشفا وغيره قال: وحفظت هناك عمدة الأحكام والرسالة الفرعية وألفية ابن مالك في نحو عشرة أشهر وكنت إذا عسر علي الحفظ شربت من ماء زمزم وتوضأت وصليت في الملتزم ودعوت فأحفظ قال وعرضت هذه الكتب الثلاثة على المجد اللغوي وغيره وبحثت في الفقه وأصوله على والدي والشهاب النحريري، وولي قضاء بلده مدة طويلة وحمدت سيرته وكان ليناً هيناً عليه سكينة وعنده محاسنة ومسالمة للناس. مات ببلده في ليلة الجمعة ثاني ذي الحجة سنة أربعين وكان قد عزم على الحج فيها فعاقه المرض المستمر به حتى مات رحمه الله وعفا عنه.
علي بن محمد بن علي بن عمير بن عميرة العلاء بن الشمس المالكي نسبة لملك بن النضر الرملي الشافعي الآتي أبوه. ولد في شوال سنة عشر وثمانمائة بالرملة ونشأ بها فقرأ القرآن عند أبيه وغيره وحفظ المنهاج وغالب البهجة وعرض المنهاج على شيخنا وعليه وعلى غيره سمع الحديث وتفقه بأبيه وبالعز القدسي وكذا أخذ عن الشمس البرماوي في آخرين، وبرع وأذن له في التدريس والإفتاء واستقر في ذلك بالمدرسة الخاصكية العمرية بالرملة بعد موت والده وخطب بجامع السوق بها ولقيته هناك فكتبت شيئاً من نظمه ونظم أبيه وكان إنساناً حسناً فاضلاً. مات علي بن محمد بن علي بن محمد بن إبراهيم نور الدين أبو الحسن الفيشي الحناوي القاهري المالكي نزيل مكة وعين الموثقين بها ويعرف كسلفه بالحناوي وهو قريب شيخنا الشهاب الشهير ووالد الرضى محمد. نشأ بالقاهرة متكسباً بالشهادة فلم ينجح فيها وسافر إلى مكة قبيل السبعين فداوم التكسب بها وسمع علي في التي بعدها الشفا وغيره وحسنت معيشته هناك فقدم القاهرة فنزل عما كان معه وضم تعلقه وعاد سريعاً فاستوطنها وتميز بالشهادة ولا زال ترق فيها بحيث انفرد وخص بالوصايا ونحوها فأثرى وذكر بالمال الجزيل وعمر داراً هائلة وصار يقرض ويعامل كل ذلك لمزيد إقبال البرهان عليه لعقله وسكونه ومداراته وتنبته بالنسبة لمن لعله في الفضل أميز منه، ولما عرض ولده علي كتبت له ألفاظاً أودعت بعضها التاريخ الكبير لكن سميت جده هناك أحمد وأظن الصواب ما هنا؛ وقد قدم القاهرة مطلوباً في أثناء سنة خمس وتسعين لإنهاء صهر عنه أموالاً جمة وأحوالاً تقتضي شينه وذمه فضيق عليه بالترسيم وغيره ووضع للضرب غير مرة للتشديد في أمره ويقال أنه انفصل عن عشرة آلاف دينار فلما توجه استخلص من معاملاته الشهير أمرها خمسة آلاف دينار وتقاعد عن الباقي فجيء به مع الركب فضيق عليه ثم أودع المقشرة بالخشب ودام إلى أن أطلق ورجع فتراجع وتدافع.
علي بن محمد بن علي بن محمد بن عبد الرحمن النور أبو الحسن بن الشمس العدوي نسباً القاهري المالكي خال الآتي أبوه والماضي عمه عبد الرحمن وهو بكنيته أشهر. ولد قريباً من سنة عشرين وثمانمائة بالقاهرة ونشأ بها في كنف أبيه فقرأ القرآن وابن الحاجب الفرعي وغيره وعرض اشتغل يسيراً وجلس مع أبيه متكسباً بالشهادة وتميز فيها وجود الخط وكتب به أشياء وكذا جود القرآن وجوق وخطب بعدة أماكن؛ وحج مع أبيه مرة بعد أخرى ثم بعد موته لم أطرافه وتوجه تاجراً لاحتواء بعض عشرائه عليه في ذلك فتوغل في بلاد الهند ودام في الغربة مدة وكانت كتبه ترد علينا ثم انقطع خبره المعتمد قريباً من سنة ستين وعظم فقده على أمه وابنتها وأظنه قارب الخمسين عوضه وإيانا الجنة.
علي بن محمد بن علي بن محمد بن علي بن منصور بن حجاج بن يوسف نجاح الدين أبو الحسن بن الإمام صلاح الدين أبي عبد الله الحسني العلوي صاحب صنعاء اليمن وابن صاحبها ووالد الناصر محمد الآتي ويلقب بالمنصور؛ ملكها بعد أبيه في حدود سنة أربع وتسعين وسبعمائة بعهد منه وطالت أيامه وعظم شأنه وأضاف إلى صنعاء صعدة بعد محاصرته لملكها وعدة حصون للإسماعيلية أخذها من أربابها عنوة وصفت له تلك الممالك حتى مات بصنعاء في سابع عشري صفر سنة أربعين.

علي بن محمد بن علي بن محمد بن علي الفيومي الأصل القاهري الحنفي. ولد في سنة خمس وخمسين وثمانمائة بسويقة صفية من القاهرة ونشأ بها فحفظ القرآن والكنز وقال أنه عرضه على الأمين الأقصرائي والزين قاسم واشتغل عند أبي الخير ابن الرومي والصلاح الطرابلسي ونحوهما بل قرأ على الشمس الغزي القاضي واستنابه في آخر أيامه ولم يباشر عنه بل باشر عن الأخميمي وخالط فيروز الجمالي لمجاورته له فلما استقر في الزمامية لزمه، وحج غير مرة أولها سنة خمس وسبعين وجاور مراراً وسمع مني المسلسل واليسير من بعض تصانيفي.
علي بن محمد الأكبر بن علي بن محمد بن عمر بن عبد الله بن أبي بكر نور الدين المصري الأصل المكي الشافعي الآتي جده قريباً وأبوه وأخواه المحمدان أبو الخير وأبو البركات وأبوهم ويعرف بابن الفاكهي. ولد في ذي الحجة سنة ست وثلاثين وثمانمائة بمكة ونشأ بها فحفظ القرآن وأربعي النووي والمنهاج الفرعي والأصلي وألفية النحو والحديث والشاطبية والتلخيص والعمدة للنسفي والشافعية لابن الحاجب في الصرف وعرض على شيخنا فيما زعم وابن الديري وابن الهمام وغيرهم واشتغل في بلده والقاهرة والشام وغيرها ومن شيوخه في الفقه العلم البلقيني والمناوي والمحلي والعبادي وإمام الكاملية والفخر عثمان المقسي وزكريا بن قاضي شهبة والزين خطاب وإبراهيم العجلوني وفي العربية الشهاب ابن الزين عبادة المالكي وابن الزرعي وخطاب وابن يونس المغربي وفي الأصول الشرواني والكافياجي والمقسي وفي أصول الدين الشرواني وعنه وعن التقي والعلاء الحصنيين أخذ المعاني والبيان وكذا لازم الجوجري وبعضهم أكثر عنه أخذاً من بعض، وسمع الحديث على الزين الأميوطي والتقي بن فهد وآخرين كالولوي البلقيني وأخذ عن عبد المعطي في البيضاوي وغيره، وكثر اجتماعه بي وأنا بمكة وقبلها أيضاً وقرأ بعض تصانيفي عن شيخه ابن يونس وأخذ عني أشياء بل كتبت عنه من نظمه وبرع في الفقه والأصلين والعربية والمعاني والبيان وغيرها من الفضائل، وأذن له غير وأحد في التدريس والإفتاء وتصدى لإقراء الطلبة بالمسجد الحرام فانتفع به جماعة وأكثر من الحضور عند عالم مكة البرهاني والأخذ عنه، وكان مع تقلله مفوهاً طلق العبارة قادراً على التعبير عن مراده بحاثاً نظاراً ذا نظم ونثر ولكنه أذهب محاسنه فإنه قدم القاهرة مرافعاً في عالم مكة وما حمدته في هذا ولا في بعض أفعاله وبعد المرافعة المشار إليها رجع إلى مكة فأقام بها واتفق وجود خبيئة في خربة كانت بيده فنم عليه بعض العمال حتى أخذت أو جلها منه فتألم لذلك وهو الجاني على نفسه فإنه أساء التدبير ولم يلبث أن مات في مغرب ليلة الأربعاء خامس رمضان سنة ثمانين ودفن عند سلفه بالقرب من الفضيل بن عياض رحمه الله وعفا عنه.
علي بن أبي البركات محمد بن أبي السعود محمد ابن حسين بن علي بن أحمد بن عطية بن ظهيرة القرشي المكي وأمه أم هانئ ابنة ابن حريز الحسني المصري. ولد في جمادى الأولى سنة إحدى وخمسين وثمانمائة وأجاز له أبو جعفر بن العجمي وغيره، ودخل مع أمه إلى القاهرة وهو طفل في أوائل سنة خمس وخمسين فمات بها في النصف الأول منها.
علي بن محمد بن علي بن محمد بن ملك بن أنس النور بن التقي السبكي الأصل القاهري الآتي أبوه وجده ويعرف كهما بابن السبكي. ممن تكسب بالشهادة سيما الجرائد وهو سبط العز بن عبد السلام. ولد بالقاهرة بالقرب من الجعبري من سوق الدريس سنة سبع وأربعين وثمانمائة ونشأ في كنف أبويه فحفظ القرآن وبعض المنهاج الفقهي واشتغل قليلاً، وحج مرتين وراج أمره فيها وله وظائف وجهات من قبل أبويه تمول منهما.
علي بن محمد بن علي بن محمد بن محمد بن مكين نور الدين النويري القاهري الأزهري المالكي أخو الزين طاهر الماضي أخذ الفقه عن الزين عبادة ولازم أخاه في الفقه وغيره بل وقرأ عليه القراءات وفضل واستقر بعده في تدريس الفقه بالحسينية وغيرها ثم رغب عن الحسنية في مرض موته للخطيب الوزيري ولم يلبث أن مات سنة ثمان وسبعين رحمه الله وإيانا.

علي بن محمد بن علي بن محمد نور الدين النفيائي ثم القاهري الأزهري الشافعي. ولد سنة خمس وخمسين وثمانمائة تقريباً بنفيا من الغربية بالقرب من طنتدا وانتقل منها لخاله فقطن الأزهر فحفظ القرآن ومختصر أبي شجاع والشاطبية وجمع على عبد الغني الهيثمي للسبع بعد أن أفردها عليه وعلى الزين جعفر، واشتغل بالفقه وأصوله والعربية وغيرها مع دين وخير وتعفف ومحبة في إخوانه، ومن شيوخه الزين الأبناسي وخالد الوقاد وعبد الحق السنباطي ولازمني في الألفية وشرحها ثم بمكة في سنة ثمان وتسعين فأخذ عني أشياء وهو على طريقته في الخير.
علي بن محمد بن علي بن منصور العلاء أبو الفضل بن أبي اللطف الحصفكي الأصل المقدسي المولد والدار الشافعي نزيل دمشق والآتي أبوه وكل منهما بكنيته أشهر. ولد في العشر الأول من جمادى الثانية سنة سبع وخمسين وثمانمائة ببيت المشيخة الصلاحية المقدسية ونشأ يتيماً فحفظ القرآن عند الفقيه عمر المقدسي الحنبلي الأشعري وصلى به في قبة السلسلة في رمضان سنة خمس وستين على العادة وكذا حفظ الشاطبيتين والألفيتين والمنهاج وجمع الجوامع وعرض على أبي مساعد والكمال بن أبي شريف وغيرهما وقرأ على عبد القادر النووي في المنهاج تصحيحاً ثم حلاً ولازمه مدة، وحضر في صغره عند الزين ماهر دروساً متعددة، وسمع على التقي القلقشندي والجمال بن جماعة والزين عمر بن عبد المؤمن الحلبي ثم المقدسي والشمس بن عمران وتلا عليه إفراداً للسبعة ما عدا نافع وحمزة بل قرأ عليه مقدمة شيخه ابن الجزري من نسخة كتبها له بخطه وقرأ عليه جميع الشاطبية حفظاً في ساعة زمن من سنة ثمان وستين وكذا سمع على جماعة ممن قدم عليهم ببيت المقدس كإمام الكاملية ولازم ابن أبي شريف نحو عشر سنين حتى قرأ عليه البخاري غير مرة وجزء أبي الجهم وألفية الحديث بحثاً وسمع عليه غير ذلك وأخذ عنه الفقه والأصلين والنحو والمعاني والبيان؛ وارتحل إلى القاهرة غير مرة أولها في سنة ثلاث وسبعين فسمع بها من الشهابين الشاوي والحجازي والناصرين الزفتاوي وابن قرقماس والجلال القمصي والنجم القلقشندي والزكي مسلم والمحب بن الشحنة والولي الأسيوطي وأبو الفضل النويري الخطيب والفخر الديمي وابنة البرهان الشنويهي في آخرين وأخذ في الفقه عند السراج العبادي والفخر المقسي والزين زكريا والجلال البكري وفي أصوله عن المحيوي الكافياجي وقرأ عليه عدة من تصانيفه كالأنوار في التوحيد والتقي والعلاء الحصنيين وعنهما وعن الزين السنتاوي أخذ في النحو وعن الكافياجي والعلاء الحصني في المعاني والبيان وعن ثانيهما في المنطق، وكذا دخل الشام في سنة أربع وسبعين وأخذ فيها في الفقه عن الزين خطاب والنجم بن قاضي عجلون وقرأ عليه عدة من تصانيفه كرسالته في السنجاب، واستوطنها من سنة ثمان وسبعين ولازم التقي بن قاضي عجلون في الفقه وأصوله والنحو والتفسير واختص به ولازمه في السفر والحضر وسمع بها من البدر حسن بن نبهان والشهاب أحمد بن الفخر عثمان بن الصلف والعلاء الخليلي إمام جامع الجوزة بالشاغور والعلاء علي بن عراق والسيد العلاء بن السيد عفيف الدين قدمها عليه في سنة تسع وسبعين في آخرين، وولي ببلده معيداً في الصلاحية تلقاها عن شيخه ابن أبي شريف، وبدمشق معيداً بالبادرائية والركنية، وباشر خطابة جامع يلبغا من رمضان سنة ثمانين وأذن له العبادي وابن أبي شريف وزكريا وغيرهم بالإفتاء والتدريس؛ وتميز في الفضيلة وتولع بفن الأدب ونظم الشعر وقيد الوفيات، ولقيني بالقاهرة غير مرة وأخبرني بترجمته وكتبت عنه قوله:

قال الرفاق استعـدوا

 

من أجل أهل ومال

فقلت من عظم ما بي

 

يا أكرم الخلق مالي

وقوله:

يا من يخاف عداه

 

إذا المذاهب أعيت

بالله ثق وتحصـن

 

وقاية الله أغنـت

علي بن محمد بن علي بن هبيص بن غيلان النور أبو الحسن الغيلي الشجري اليماني. سمع علي بعض الهداية الجزرية بحثاً وأجزت له في أوراق مطولة.

علي بن محمد بن علي بن يوسف بن الحسن بن محمود بن الحسن بن محمود بن الحسن القاضي نور الدين أبو الحسن بن فتح الدين أبي الفتح الأنصاري الزرندي المدني الحنفي ولد تقريباً سنة خمس وسبعين وسبعمائة ومات أبوه وهو صغير فنشأ نشأة حسنة في حجر عمه الزين عبد الرحمن وسمع عليه واشتغل بالعلم على الجلال الخجندي الحنفي ولازمه كثيراً وسمع عليه جزءاً من حديث العلاء بقراءة أبي الفتح المراغي ووصفه بالفقيه البارع وكذا قرأ عليه البخاري وبالنحو على المحب بن هشام وغيره وكذا سمع على العلم سليمان السقاء والزين المراغي وابن الجزري في آخرين. وحدث ودرس وممن أخذ عنه أبو الفرج المراغي والشمس محمد بن عبد العزيز الكازروني وفتح الدين بن صالح، وأجاز للتقي بن فهد وولده، وكان إماماً عالماً بارعاً ديناً شهماً بشوشاً جميل الهيئة بارعاً في العربية والتفسير، ولي قضاء المدينة بعد موت عمه في سنة سبع عشرة واستمر حتى مات بها في سنة ثلاث وعشرين ودفن بالبقيع رحمه الله.
علي بن محمد بن علي بن صلاح النور بن صلاح العزي - نسبة لمنية العز بناحية فاقوس من الشرقية - الأزهري الشافعي. ولد سنة أربع وخمسين وثمانمائة تقريباً بمنية العز وقرأ بها القرآن ثم تحول وهو كبير إلى الأزهر فحفظ أبا شجاع والبعض من الشاطبية وألفية النحو وحضر في الدروس عند العبادي ثم عبد الحق وغيرهما، ودخل إسكندرية وغيرها ثم حج في سنة سبع وتسعين وجاور التي بعدها ثم الأخرى وكان ملازماً لي في سماع أشياء في البحث وغيره ويحضر دروس القاضي، وتزوج هناك وأسكنه ابن أبي الفرج برباطهم وجعل له التكلم فيه وهو فقير قانع ربما تكسب بالخياطة.
علي بن محمد بن علي الزين الأنصاري الزرندي المدني الحنفي. ولد سنة أربع وسبعين وأخذ الفنون عن الجلال الخجندي وسمع على الجمال الأميوطي وحدث ودرس. مات في سادس عشري ذي الحجة سنة تسع عشرة. قلت وينظر مع الماضي قريباً.
علي بن محمد بن علاء العلاء الدمشقي الحنفي بن الحريري. ولد سنة تسع وثلاثين وسبعمائة واشتغل على مذهب الحنفية وتعانى حفظ السير والمغازي وكان يستحضر منها شيئاً كثيراً، وصاهره الشهاب الغزي على ابنته. مات سنة ثلاث عشرة ولم تلبث ابنته إلا قليلاً وماتت. ذكره شيخنا في أنبائه.
علي بن محمد بن علي العلاء الطرسوسي المزي. استجازه لي إبراهيم العجلوني في سنة خمسين وقال أنه حضر على ابن أميلة والزين القرشي وابن رجب وأنه سمعه يقول: أرسل إلي الزين العراقي يستعين بي في شرح الترمذي قال وكان العلاء هذا ناظر الجامع المرجاني بالمزة. قلت ومات بعد يسير فالله أعلم.
علي بن محمد بن علي العلاء النمراوي ويعرف بابن النجاري ممن سمع مني بالقاهرة علي بن محمد بن علي نور الدين الجعبري الدمشقي ثم القادري الذهبي. ممن سمع على شيخنا وعلى ابن الجزري وغيرهما.
علي بن محمد بن علي السيد الزين أبو الحسن الحسيني الجرجاني الحنفي عالم الشرق ويعرف بالسيد الشريف وقال لي ابن سبطه حين أخذه عني بمكة في سنة ست وثمانين أنه علي بن علي بن حسين؛ والأول أعرف. اشتغل ببلاده وأخذ المفتاح عن شارحه النور الطاووسي وعنه أخذ الشرح المشار إليه وبعض الزهراوين من الكشاف مع الكشف للسراج عمر البهيماني وكذا أخذ شرح المفتاح للقطب عن ولد مؤلفه مخلص الدين أبي الخير علي، وقدم القاهرة وأخذ بها عن أكمل الدين وغيره وأقام بسعيد السعداء أربع سنين ثم خرج إلى بلاد الروم ثم لحق ببلاد العجم ورأس هناك بحيث وصفه العفيف الجرهي في مشيخته بالعلامة فريد عصره ووحيد دهره سلطان العلماء العاملين افتخار أعاظم المفسرين ذي الخلق والخلق والتواضع مع الفقراء؛ وقال غيره أن من شيوخه بالقاهرة العلامة مباركشاه قرأ عليه المواقف لشيخه العضد وقال أبو الفتوح الطاووسي وهو ممن أخذ عنه بعد أن عظمه جداً:

شهرته تغنيني عن ذكر نسبه وصيت مهارته في العلوم يكفيني في بيان حسبه سمعت عليه من شرحي التلخيص مع حاشيته التي كتبها على المطول وكذا مؤلفه شرح المفتاح، وقال فيه البدر العيني كان عالم الشرق علامة دهره وكانت بينه وبين التفتازاني مباحثات ومحاورات في مجلس تمرلنك تكرر استظهار السيد فيها عليه غير مرة وآخر من علمته ممن حضرها وأتقنها العلاء الرومي الآتي في علي بن موسى وكان له أتباع يبالغون في تعظيمه ويفرطون في إطرائه كعادة العجم وله تصانيف يقال إنها تزيد على الخمسين قلت عين لي ابن سبطه منها تفسير الزهراويين ومن الشروح شرح فرائض الحنفية السراجية والوقاية والمواقف للعضد والمفتاح للسكاكي والتذكرة للنصير الطوسي والجغميني في علم الهيئة والكافية بالعجمية وحاشية على كل من تفسير البيضاوي والمشكاة والخلاصة للطيبي والعوارف والهداية للحنفية والتجريد لنصير الدين الطوسي وحل مشكله والمطالع وشرح الشمسية والمطول والمختصر وشرح طوالع الأصبهاني وشرح هداية الحكمة وشرح حكمة العين وحكمة الإشراق والتحفة والرضى في النحو وشرح نقركار والمتوسط والخبيصي والعوامل الجرجانية ورسالة الوضع وشرح شك الإشارات للطوسي والتلويح أو التوضيح والنصاب في لغة العجم ومتن أشكال التأسيس وشرح العضد وتحرير إقليدس للطوسي وعلى قصيدة كعب بن زهير وله مقدمة في الصرف بالعجمية وأجوبة أسئلة إسكندر سلطان تبريز ورسالة للوجود وأخرى للوجود في الموجود بحسب القسمة العقلية وأخرى في الحرف وأخرى في الصوت وأخرى في الصغرى والكبرى في المنطق بالعجمية وعربهما ابنه السيد الشمس محمد وأخرى في مناقب الخواجة بهاء الدين الملقب بنقش بند وأخرى في الوجود والعدم وهما بالعجمي بهست ونيست وأخرى في الآفاق والأنفس يعني " سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم" وأخرى في علم الأدوار؛ وفي بعض ما تقدم ما لم يكمل وبلغنا أنه الذي حرر الرضى شرح الحاجبية وكان فيه سقم كثير؛ وقد تصدى للإقراء والتصنيف والفتيا وتخرج به أئمة نحارير وكثرت أتباعه وطلبته واشتهر ذكره وبعد صيته ولقينا غير واحد من أصحابه. مات كما قال العفيف الجرهي وأبو الفتوح الطاوسي في يوم الأربعاء سادس ربيع الآخر سنة ست عشرة بشيراز ودفن بتربة وقب داخل سور شيراز بالقرب من الجامع العتيق المسمى بمحلة سواحان في قبر بناه لنفسه، وأرخه العيني ومن تبعه في سنة أربع عشرة والأول أصح ووصف بأنه كان شيخاً أبيض اللحية نيراً وضيئاً ذا فصاحة وطلاقة وعبارة رشيقة ومعرفة بطرق المناظرة والمباحثة والاحتجاج ذا قوة في المناظرة وطول روح وعقل تام ومداومة على الإشغال والاشتغال وربما رجح على السعد التفتازاني رحمهما الله وإيانا، وقد ذكره المقريزي في عقوده باختصار قال وابنه محمد برع في علوم عديدة. ومات ولم يبلغ الأربعين في سنة ثمان وثلاثين ودفن عند أبيه بشيراز.
علي بن محمد بن علي الدمشقي ويعرف بالدقاق شيخ معتقد في الشاميين. ولد تقريباً أول القرن وأخذ عن الشيخ محمد القادري تلميذ أبي بكر الموصلي. جاور بمكة في سنة ست وثمانين ورأيته هناك وهو ثقيل السمع بل جلست معه وحصل منه إكرام وتزوج هناك وضعف بحيث أشرف على الموت فطلق نساءه بل ماتت له زوجة فورثها ثم قدم القاهرة في سنة تسعين ولم يلبث أن رجع وما ظفر بكبير أمر وكذا كتب إلى السلطان معاكساً للتقي بن قاضي عجلون وغيره ممن قام في هدم المكان الذي بباب جيرون فقيل له إن كتابته لا تصادم قول العلماء.
علي بن محمد بن علي السيرجي ثم المكي. فيمن جده علي بن خليل.
علي بن محمد بن علي الشكيوي الدرعي المغربي المالكي ممن سمع مني بالمدينة علي بن محمد بن علي الغزولي شقيق أحمد الماضي ويعرف بالهنيدي مات في جمادى الثانية سنة خمس وتسعين وكان عامياً مسرفاً على نفسه عفا الله عنه.
علي بن محمد بن علي الطياري القاهري صهر المحب بن نصر الله البغدادي الحنبلي زوج ابنته. رجل صالح معتقد ساكن ممن سمع الحديث على شيخنا وغيره ومما سمعه في البخاري بالظاهرية، وتنزل في الجهات وكان ينسب لثروة، وآخر عهدي به سنة ثلاث وستين وفي الظن أنه قارب الستين رحمه الله.

علي بن محمد بن علي القباني أبوه ويعرف بابن بهاء. مات في رمضان سنة ست وتسعين بعد ضعف مدة عفا الله عنه وأعطى السلطان جواليه لولد له من أمة ولم يسمح الشافعي بذلك في جهاته التي تحت نظره بل أعطاها لجماعته من بنيه ونحوهم حسبما بلغني.
علي بن محمد بن علي القلصادي الأندلسي الحيسوب، قال ابن عزم صاحبنا. مات سنة بضع وخمسين.
علي بن محمد بن علي الكفرسوسي. مات في رمضان سنة ثلاث وقد ناهز السبعين. ذكره شيخنا في أنبائه.
علي بن محمد بن علي المزي الدمشقي ويعرف بابن جديا. استجازه لي إبراهيم العجلوني في سنة خمسين وترجمه بأنه كان يواظب ابن أميلة وأنه كان يحكى أنه كان إذا أذن على المنارة يسمع من جولان فلما ضعف وصار يؤذن على البئر التي بباب الجامع المرجاني كان يسمع من المقصورة وقال أن ابن أميلة أجاز له فالله أعلم.
علي بن محمد الملقب سميط بن علي الملقب سبيع القاهري ويعرف بالحريري. ولد في سنة تسع وعشرين وثمانمائة بالقاهرة ونشأ بها فأخذ فيها عن الشهاب بن الغباري القزازي وبرع فيه وطوف وصار راجح الرجاح؛ لقيته بأم دينار فكتبت عنه قوله:

يا باعثاً شعره انـتـظـاراً

 

لقامة ما لـهـا نـظـير

الموت من ناظريك لكـن

 

من شعرك البعث والنشور

وغير ذلك؛ وكان كثير المحفوظ سريع النظم مع ذوق وفهم وثقل سمع سامحه الله وإيانا.
انتهى الجزء الخامس، ويتلوه الجزء السادس أوله: علي بن محمد بن عمر بسم الله الرحمن الرحيم علي بن محمد بن عمر بن أحمد بن محمد بن أحمد البطائحي القاهري الحنبلي المدير الشهير بالبطائحي. كان جده السراج عمر خادم البيبرسية قبل الجنيد ووالده الشهاب أحمد شيخ الرباط بها قبل التلواني. وولد بالقرب من جامع الحاكم قريباً من سنة عشرين وثمانمائة وحفظ القرآن عند ناصر الدين القاصدي نسبة للقاصدية عند جامع الحاكم، وحفظ الشاطبية وألفية النحو المنهاج الأصلي ومختصر الخرقي وعرض على شيخنا والمحب بن نصر الله والزين الزركشي وسمع عليه في آخرين وحضر دروس المحب فمن بعده، وتنزل بالشيخونية من زمن باكير وفي غيرها من الجهات وتكسب من الإدارة بالإعلام بالموتى وبرع في ذلك مع نصحه فيه بحيث يدور الأماكن البعيدة ويعرف من يوافي أصحاب الميت غالباً وقل أن يمضي يوم بغير شغل بحيث تمول جداً فيما قيل، وحج مراراً وقال لي أن والده حج نحو ستين.
علي بن محمد بن عمر بن سليمان بن عبد الرحمن نور الدين بن صلاح الدين المليجي ثم القاهري الأزهري الشافعي ويعرف بالمليجي. ممن سمع مني في يوم عيد الفطر سنة خمس وتسعين بمنزلي المسلسل بيوم العيد.
علي بن محمد بن عمر بن عبد الله بن أبي بكر نور الدين المصري الأصل المكي جد علي بن محمد علي الماضي ويعرف بالفاكهاني. ولد بمكة ونشأ بها وسافر عقب بلوغه إلى مصر والشام للرزق فسمع بمصر من محمد بن عمر البلبيسي صحيح مسلم عن الموسوي، ومال إلى الأدب وعني بمتعلقاته من العرض والنحو وغيرهما فتنبه فيه ونظم الكثير من القصائد وغيرها وفيه ما يستجاد ومن شيوخه فيه يحيى التلمساني المدني، وله إقبال على الفقه وأخذه عن الجمال بن ظهيرة وصحب الصوفية بزبيد الشيخ إسماعيل الجبروتي وجماعته، ودخل اليمن غير مرة وحصل له بر من الأشرف وولده الناصر وغيرهما. ذكره الفاسي في مكة وقال سمعت منه شيئاً من نظمه بوادي الطائف وكان ذا دين وحياء ومروءة صحبناه فرأينا منه ما يحمد. مات في ليلة الخميس سادس عشري رمضان سنة ثمان عشرة بمكة ودفن بالمعلاة ولعله بلغ الخمسين رحمه الله.

علي بن محمد بن عمر بن عبد الله العلاء أبو الحسن بن الأمير ناصر الدين بن ركن الدين الردادي القاهري الحنفي والد المحمد بن أبي اليسر وأبي الفضل وشرف الدين والشهاب أحمد. أخذ الفقه عن أكمل الدين وطبقته والعربية عن الجمال بن هشام ولازم الحضور عند البلقيني وقال أنه مما قرأ عليه تفريعات كثيرة من أبواب متعددة أقام فيها للفهم والبحث مستند وأظهرت له فيها المباحث الدقيقة والنكت اللطيفة على مذهب إمامه الإمام أبي حنيفة ووصفه بالشيخ الفاضل المحصل المحقق المفتي جمال المدرسين، وكذا وصفه الزين العراقي وقد سمع عليه صحيح مسلم بالعالم الأوحد مفتي المسلمين خليفة الحكم وابنه الولي بالشيخ الفقيه الفاضل البارع مفيد الطلبة وذلك في سنة إحدى وثمانين وسبعمائة، وأذن له البلقيني بالتدريس والإفتاء وإطلاق قلمه بها سنة ست وتسعين، ودرس بالسميساطية من الريدانية وبالكرامة وغيرهما وأفتى وناب في القضاء، وممن أخذ عنه الشهاب الكلوتاتي ووصفه بشيخنا الإمام العالم العلامة مفتي المسلمين وقال أنه مات في حادي عشري رجب سنة ثمان ورأيته فيمن عرض عليه ناصر الدين الزفتاوي ولكنه لم يجز رحمه الله وإيانا.
علي بن محمد بن عمر بن علي بن إبراهيم المكي ويعرف بابن الوكيل. كان أبوه من أعيان تجار مكة وخلف مالاً جزيلاً من نقد وعقار فلما بلغ أذهب غالب العقار في غير وجهه ثم توفيت أمه وتركت أيضاً عقاراً فأذهبه. ومات في حدود سنة ست ودفن بالمعلاة. ذكره الفاسي في مكة.
علي بن محمد بن عمر الموفق أبو الحسن الشرعبي اليماني الشافعي. تلا للسبع على الزرتيتي وابن الجزري تلا عليه أبو بكر بن إبراهيم البغلائي الحراري اليماني الآتي.
علي بن محمد بن عمر نور الدين البوصيري القاهري الشافعي. نشأ في بلده فحفظ القرآن والتبريزي والجرومية وقرأ في التقسيم عند الجلال السمنودي وكذا أخذ عن الشمس بن كتيلة وغيره، وقدم القاهرة فاشتغل قليلاً عند أخي أبي بكر وملا علي في الفقه والنحو وغيرهما وتردد إلي في الإملاء وغيره ثم تشاغل بالتعليم زين العابدين القادري وأخيه وابن عمهما وربما قرأ عليه في القرآن تغرى بردى القادري وفيه خير وسكون. علي بن محمد بن عمر الحافي ثم القاهري.
علي بن محمد بن عميرة المصطيهي ثم القاهري ويعرف بالكريدي بضم الكاف مصغر. ولد سنة ست أو سبع وثمانمائة تقريباً وقدم القاهرة فقرأ بها القرآن وتعلم الخط ورباه جدي لأمي لقرابة بينهما، وحج غير مرة معه ومع قاضي المحمل رسولاً وكذا عمل الرسلية عند قضاة قليوب وشبري والمنية ونحوها في خدمة الولوي البلقيني فمن دونه، وتزوج ابنة خالتي واستولدها وسمع مني وعلي أشياء؛ وعمر وكف وتناقص حاله وافتقر جداً إلى أن مات شهيداً بالإسهال في صفر سنة ست وتسعين ودفن بحوش البيبرسية رحمه الله وعفا عنه وإيانا.

علي بن محمد بن عيسى بن عمر بن عطيف نور الدين العدني اليماني الشافعي نزيل مكة ويعرف بابن عطيف بمهملتين وآخره فاء مصغر. ولد سنة اثنتي عشرة وثمانمائة باللامية ونشأ بها فقرأ على أبيه الكافي للصردفي نحو ثمانين مرة، ثم تحول إلى عدن فأخذ عن قاضيها الجمال بن كبن الفقه ولازمه نحو ثلاث سنين من آخر عمره حتى كان جل انتفاعه به وكان مما قرأه عليه التنبيه بتمامه وبعض الحاوي ومما سمعه المهذب والمنهاج وكل ذلك بحثاً والسيرة لابن إسحق وعدة الحصن الحصين بل سمع من لفظه البخاري ثلاث مرات وبعد موته لزم قاضي عدن أيضاً الجمال محمد بن مسعود الأنصاري حتى قرأ عليه المنهاج وعمدة الأحكام وأربعي النووي ونفائس الأحكام للأزرق وسمع البعض من التنبيه ومن الحاوي وجميع الشفا بل سمع من لفظه البخاري وكذا لزم قاضي عدن أيضاً أبو عبيد الله محمد بن عمر الجزيري حتى قرأ عليه المهذب ومن أول الوجيز للغزالي إلى الربا والنصف الثاني من الحاوي الصغير بل سمعه عليه تاماً مرتين وكذا الأذكار للنووي وأخذ الفرائض عن والده ودرسها في حياته، وقطن مكة دهراً وزار المدينة النبوية وارتحل إلى الديار المصرية في سنة أربع ثم في سنة ثمان وخمسين وأخذ بها عن الجلال المحلي والشرف المناوي وبالشام عن البلاطنسي والبدر بن قاضي شهبة وأذن له في الإفتاء والتدريس، وزار بيت المقدس وقرأ فيه على أبي اللطف الحصفكي في المنهاج الأصلي ورجع إلى مكة فتصدى لإقراء الفقه بها وكذا للفتيا وانتفع به جماعة؛ واستقر في صوفية الزمامية والجمالية ثم تركها بعد تباينه مع شيخها البرهاني ونوه به عند علي بن طاهر صاحب اليمن بحيث صار يرسل له بصدقته وهي ألف دينار ليفرقها على فقراء مكة فتبسط واتسع حاله من ثم وابتنى له دوراً عظيمة عند مولد علي وكان ذلك سبباً لقطعها ثم بدا له التوجه لبلاده للزيارة أو غيرها فوجد المدرسة التي جددها عبد الوهاب بن طاهر بزبيد قد انتهت فعينه لتدريس الفقه بها فأقرأ بها في شهر رمضان سنة خمس وثمانين البخاري، وسافر في شوال إلى مكة بعد أن استناب في تدريسها الفقيه الكمال موسى بن الرداد ودخل مكة وهو متوعك فأقام كذلك مدة إلى أن مات في ليلة الاثنين رابع جمادى الأولى سنة ست وثمانين وصلي عليه عقيب الصبح ودفن بالمعلاة على أبيه بالقرب من أبي العباس بن عبد المعطي الأنصاري المالكي رحمه الله وإيانا.
علي بن محمد بن عيسى بن يوسف بن محمد النور أبو الحسن بن الشمس بن الشرف الأشموني الأصل ثم القاهري الشافعي ويعرف بالأشموني. ولد في شعبان سنة ثمان وثلاثين وثمانمائة بنواحي قناطر السباع ونشأ فحفظ القرآن والمنهاج وجمع الجوامع وألفية النحو واشتغل من سنة أربع وخمسين بعد حضوره إملاء شيخنا فيما قال فأخذ في الفقه عن المجلي والعلم البلقيني والمناوي والبامي ولازمه كثيراً والنور الجوجري وهو أول شيوخه وكذا أخذ في الأصلين والعربية والفرائض وغيرها عن جماعة ومن شيوخه في ذلك وغيره الكافياجي وسيف الدين التقي الحصني والشارمساحي، وتميز وبرع في الفضائل وتصدى في تلك النواحي للإقراء من سنة أربع وستين فانتفع به الطلبة وحضر بعض ختومه العبادي والفخر المقسي وجميعها الزين عبد الرحيم الأبناسي، وتلقن الذكر من علي حفيد يوسف العجمي وسمع الحديث وشرح ألفية ابن مالك وقطع من التسهيل ونظمه لجمع الجوامع ومجموع الكلائي وإيساغوجي في المنطق وعمل حاشية على الأنوار للأردبيلي وغيره، ورد على البقاعي انتقاده قول الغزالي ليس في الإمكان أبدع مما كان، وكنت ممن قرض نظمه لجمع الجوامع وراج أمره هناك ورجح علي الجلال بن الأسيوطي مع اشتراكهما في الحمق غير أن ذلك أرجح، وقد حج في سنة خمس وثمانين موسمياً كل ذلك وهو متكسب بالشهادة ثم ولاه الزين زكريا القضاء بل أرسله لدمياط عقب موت الولوي البارنباري فدام ثلاث سنين وانتفع به هناك وكان المنصور يذاكره ثم امتحن بالترسيم مدة كان الاستادار يمده فيها ويسعفه إلى أن خلص وأقام مستمراً على نيابته وأشغاله ولأهل تلك النواحي به غاية النفع كان الله له.

علي بن محمد بن عيسى العلاء الدمشقي ثم المحلي النمراوي نسبة لنمر البصل الشافعي والد إبراهيم وأخيه ويعرف بالقطبي نسبة لشيخه قطب الدين الأصفهبندي كان فقيهاً فاضلاً أخذ الفقه عن بعض الشاميين وصحب القطب المذكور ولبس منه الخرقة الصوفية وتلقن منه الذكر بلباسه من البرهان السمرقندي، وكذا لبس الخرقة القادرية من الشهاب بن الناصح بلباسه لها من الجمال عبد الله بن أحمد العجمي بسندهما في التاريخ الكبير، وقدم القاهرة بعد الفتنة وأخذ عن الشمس البلالي وكان صوفياً تحت نظره في سعيد السعداء ثم أعرض عنها فيما قال للجمال يوسف الصفي لأخوة كانت بينهما ولزم الشهاب أحمد الزاهد كثيراً مع اشتراكه معه في الأخذ عن القطب المذكور وأذن له في الإرشاد فقطن نمرى وتصدى بها للتدريس والإفتاء وانتفع به في تلك النواحي، وحج وزار بيت المقدس وصنف منسكاً ومختصراً في الفقه لطيفاً سماه كفاية المبتدي رأيت صاحبنا البدر الأنصاري سبط الحسني شرع في شرحه وآخر سماه تحرير التبريزي وعلق على عمدة لفقيه في تصحيح التنبيه شيئاً ولخص الفتاوي للنووي ويقال أن الشيخ محمد الغمري حكى في مصنف له في المردان عنه أنه كان سحراً بمكان قريب من بركة لوط وإذا بشخص مكفن بكفن مخطط بزعفران على العادة وهو يسير في الهواء إلى أن سقط على أم رأسه في وسط البركة أو كما قال، وكان خيراً متقشفاً صوفياً متواضعاً كثير العبادة والزهد حسن الخلق رضياً، مات بنمري في أحد الجمادين سنة ثلاث ودفن بجوار ضريح سيدي علي البدوي رحمه الله وإيانا.
علي بن محمد بن غضنفر بن حسب الله بن مفرج بن عرفطة بن محمود بن موسى الشريف الحسني العرفطي الزيدي صاحب سروعة. مات في رجب سنة ثلاث وستين بالمرة وحمل إلى ضيعة سروعة بوادي مر من أعمال مكة فدفن بها عند سلفه، وكان معتقداً. ذكره ابن فهد.
علي بن محمد بن فتح الموصلي الحنفي نزيل طرابلس. ممن عرض عليه الصلاح الطرابلسي بها في سنة ست وأربعين وكتب له إجازة بخط جيد وقال الصلاح إنه كان يفتي على المذاهب الأربعة وأقام عنده مدة يسيرة.
علي بن محمد بن فخر الدين فخر بن ناصر الدين بن خالد بن صالح المنوفي ثم القاهري نزيل البيبرسية ويعرف بالشيخ علي المنوفي وقبل ذلك بابن فخر. شيخ مسن كان إقباعياً معروفاً بالخير ثم أعرض عن التكسب وانقطع بالبيبرسية وتردد لإمام الكاملية فنوه به حتى صار أحد المعتقدين وقصد بالزيارة وغيرها، وأظنه ممن سمع على شيخنا نعم سمع بقراءتي وعلي ونعم الرجل. مات في جمادى الأولى سنة تسعين ووجد له بعض نقض وتركة يجتمع منها مائة وخمسون ديناراً.
علي بن محمد بن فرج السبتي الوادياشي المالكي والد أبا القاسم القادم علينا والآتي، مات بقلعة المرية من الأندلس سنة اثنتين وتسعين عن بضع وخمسين وكان فاضلاً ولي قضاء وادياش ثم خطابتها وتدريسها والنظر على الجامع به.
علي بن محمد بن فضل نور الدين السنيكي ثم القاهري الأزهري الشافعي المسلمي. ممن سمع على شيخنا وفي البخاري بالظاهرية.
علي بن محمد بن أبى الفضل بن علي العلاء بن جلال بن الردادي الحنفي المبتلي الماضي جد أبيه قريباً. ممن سمع على التقي الشمني والعلم البلقيني وغيرهما مع أبيه بل سمع مني، ومات في ربيع الأول سنة اثنتين وتسعين وقد جاز الثلاثين عوضه الله الجنة.
علي بن محمد بن فلاح الخارجي الشعشاع. مات سنة ثلاث وستين.
علي بن محمد بن قاسم الحاج علي بن المرخم والد الشمس محمد بن المرخم. كان عامياً خيراً مديم الجماعة والذكر. مات بعد الثلاثين وقد قارب السبعين ظناً فيهما.
علي بن محمد بن قحر - بقاف مضمومة ثم حاء مهملة وآخره راء. مضى فيمن جده عبد العلي قحر وهو مع الماضي قريباً يدخل في المتفق والمفترق والمؤتلف والمختلف على أن بعضهم صحفه كالأول. علي بن محمد بن قوام. مضى في ابن قوام.
علي بن محمد بن الشيخ الفاضل كحل المغربي الحميضي. كان جده من موالي السيد حميضة، سمع في سنة أربع عشرة على الزين المراغي ختم مسلم وغيره منه. ذكره ابن فهد.

علي بن محمد أبي البركات بن ملك بن أنس السبكي الأصل القاهري الشافعي والد التقي محمد الآتي. حفظ القرآن وغيره واشتغل عند البيجوري والبرشنسي وغيرهما، وناب في الحكم عن الجلال البلقيني فمن بعده إلى أن غلب عليه الجذب وحكى من يوثق به عنه أنه عندما توجه للحج إلى العقبة رأى النبي صلى الله عليه وسلم في النوم وأمره بزيارته ذلك العام فتهيأ مع عدم أهبة بزاد قليل وتوجه في البحر قال الحاكي عنه وصحبني معه فسبقنا إلى دخول مكة وحججنا وزرنا ورجعنا مع الركب، وكان يكتب الخط البديع وله باع في النثر الفائق والنظم الرائق. ومات سنة سبع وأربعين وثمانمائة ودفن بحوش سعيد السعداء عند والده بجوار جدهما شيخ لإسلام تقي الدين رحمه الله.
علي بن محمد بن أبي اليمن محمد بن أحمد بن الرضي إبراهيم بن محمد بن إبراهيم الطبري المكي، وأمه فاطمة ابنة الشمس محمد بن علي بن سكر البكري. سمع من الشريف أحمد الفاسي وابن سلامة في سنة ثماني عشرة. بيض له ابن فهد.
علي بن محمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن محمد أبو الحسن بن الغياث أبي الليث بن الرضي أبي حامد الصاغاني المكي الحنفي الآتي أبوه وجده. ولد في ظهر يوم الخميس حادي عشر رجب سنة سبعين وثمانمائة بمكة ونشأ بها فحفظ القرآن وصلى به في المقام الحنفي سنة إحدى وثمانين ثم حفظ أربعي النووي وألفية العراقي والعمدة في أصول الدين والمنار في أصول الفقه كلاهما لحافظ الدين النسفي والمجمع في الفقه لابن الساعاتي وألفية ابن ملك والتلخيص للقزويني والتهذيب في المنطق للتفتازاني وعرضها على كاتبه وغيره، وسمع على جملة وتفهم على أبيه وغيره وحضر دروس القاضي وجماعة وزوجه أبوه، ولم يلبث أن مات فقدم القاهرة في أثناء سنة خمس وتسعين وقرأ على البرهان الكركي والشمس الغزي الذي كان قاضياً والصلاح الطرابلسي وابن الديري في الفقه وأصوله والعربية وأذنوا له وكذا قرأ علي من أول القول البديع إلى أثناء الباب الثاني منه وسمع على قطعة من سيرة ابن هشام وغير ذلك وحضر دروس الزيني زكريا والقاضي الحنفي في آخرين وقرأ على عبد الحق السنباطي وأخذ عن عبد النبي المغربي والنور البحيري ثم الخطيب الوزيري المالكيين في مجاورتهم ورأيت منه براعة ومشاركة ولو توجه كما ينبغي للاشتغال لكان مرجواً.
علي بن محمد بن محمد بن أحمد بن محمد نور الدين بن ناصر الدين أبي الفرج بن الجمال الكازروني الأصل المدني الشافعي أخو عبد السلام الماضي وذاك الأكبر. ولد في سنة خمس وستين وثمانمائة أو التي قبلها بالمدينة ونشأ بها فحفظ القرآن وكتباً واشتغل عند السيد السمهودي والشمس البلبيسي وغيرهما وسمع على أبي الفرج المراغي وغيره، ولازمني في إقامتي الأولى بالمدينة وكتب بخطه غير نسخة من المقاصد الحسنة من تأليفي وقرأه علي وكتبت له إجازة أودعت بعضها تاريخ المدينة، وهو فهم ذكي فطن حسن الخط والعقل. مات في يوم الخميس رابع شعبان سنة اثنتين وتسعين عوضه الله الجنة.
علي بن محمد بن محمد بن أحمد الصدر أبو الحسن بن الأمير الدمشقي الحنفي ويعرف بابن الآدمي. ولد في سنة سبع أو ثمان وستين وسبعمائة بدمشق ونشأ بها وأحضر في الثالثة على ابن أميلة قطعة مجهولة الآخر من المائة المنتقاة من مشيخة الفخر انتقاء العلائي بل أسمع على الصلاح بن أبي عمر وغيره وقرأ على كتابه تعليق المختصرات، وتفقه قليلاً وتلا بالسبع على إسماعيل الكفتي، وكتب الخط الحسن وقال الشعر الجيد المليح الرائق وترسل في الحكم ثم باشر بدمشق كتابة سرها ونظر جيشها ثم قضاءها، ثم لما قدم الحنيفة المستعين بالله أبو الفضل العباسي من دمشق لمصر ولاه قضاء الحنيفة بها وجمع له في دولة المؤيد بين القضاء والحسبة وكان قد دخل معه القاهرة وهو فقير جداً بحيث أنه احتاج إلى نزر يسير للنفقة فاقترضه من بعض أصحابه ثم تمول جداً بحيث خلف من المال جملة مستكثرة ولما مد الله له العطاء وأسبغ عليه النعماء لم يقابلها بالشكر فإنه كان مسرفاً على نفسه متجاهراً بما لا يليق بالفقهاء غير متصون ولا متعفف وقد أصيب مراراً وامتحن من أجل اختصاصه بالمؤيد. ذكره شيخنا في معجمه وقال:

سمعت من نظمه وطارحته وكانت بيننا مودة قديمة وعليه نزلت بدمشق لما نزلتها، وممن كتب عنه من شعره الحافظ ابن موسى المراكشي ورفيقه الأبي وأنشدنا عنه أشياء، وهو عقود المقريزي. مات بعلة الصرع القولنجي كأبيه في رمضان سنة ست عشرة عفا الله عنه وإيانا. قال شيخنا في إنبائه وكنت اقترحت عليه أن يعمل على نمط قولي:

نسيمكم ينعشنـي والـدجـى

 

طال فمن لي بمجيء الصباح

ويا صباح الوجه فارقتـكـم

 

فشبت هماً إذ فقدت الصباح

فعمل ذلك في سنة سبع وتسعين وأنشدنيه عنه جماعة ثم لقيته فسمعته منه فقال:

يا متهمي بالصبر كن منجدي

 

ولا تطل رفضي فإني عليل

أنت خليلي فبحق الـهـوى

 

كن لشجوني راحماً يا خليل

ولما ولي كتابة سر دمشق قال فيه الأديب الشمس محمد بن إبراهيم الدمشقي المزين:

ولاية صدر الدين للسر كـاتـبـاً

 

لها في النفوس المطمئنة موقـع

فإن يضعوا الأشيا إذاً في محلهـا

 

فلا يك غير السر للصدر موضع

وقال شيخنا:

تهن بصدر الدين يا منصباً سما

 

وقل لعلاء الدين فلـيتـأدبـا

له شرف عال وبيت ومنصب

 

ولكن رأينا السر للصدر أنسباً

وقال غيرهما:

كتابة السـر غـدت

 

وجودها كالـعـدم

وأصبحت بين الورى

 

مصفوعة بالأدمـي

ونظمه سائر فلا نطيل بايراده.
علي بن محمد بن محمد بن حجاج العلاء بن التاج بن الشمس الجوجري الأصل الدمياطي الشافعي صهر الشهاب البيجوري زوج ابنته والآتي أبوه. حفظ كتباً وعرض علي مع الجماعة ولازم صهره ولما مات أبوه وذلك في شوال سنة ثلاث وتسعين رسم عليه ووضع في الحديد حتى تكلف لزيادة على سبعمائة دينار ولولا عناية أمير سلاح تمراز به بل ونائبه من قبل لفحش الأمر وعرض عليه السلطان شفاهاً قضاء دمياط الذي أباه كل أحد خوفاً من الكلفة وقال إني أضعف عن هذا.
علي بن محمد بن حسين بن علي بن أحمد بن عطية بن ظهيرة نور الدين بن الكمال أبي البركات بن الجمال أبي السعود القرشي المكي الشافعي والد البرهان إبراهيم الماضي وأخوته ويعرف كسلفه بابن ظهيرة وأمه كمالية ابنة التقي الحراري. ولد سنة إحدى وثمانمائة بمكة ونشأ بها وأحضر علي ابن صديق جزء أبي الجهم وسمع من محمد بن عبد الله البهنسي والزين المراغي والجمال بن ظهيرة والوالي وغيرهم كأبيه، وأجاز له العراقي والهيثمي وعائشة ابنة عبد الهادي وخلق وناب في القضاء بمكة عن أخيه أبي السعادات ودخل القاهرة مراراً ودمشق مرة وما علمته حدث بل أجاز لخلق وروى عنه ولده وكان سمحاً كريماً مفضالاً وفي خلقه حدة. مات في جمادى الأولى سنة أربع وأربعين بمكة رحمه الله وإيانا.

علي بن محمد بن محمد بن حسين بن علي بن أيوب نور الدين بن الشمس بن الصلاح المخزومي القاهري الحنفي الآتي أبوه ويعرف بابن البرقي. ولد في جمادى الأولى سنة سبع وتسعين وسبعمائة بالقاهرة ونشأ بها فحفظ القرآن عند ناصر الدين القاياتي عم العالم الشهير والعمدة والكنز والمنار والتلخيص وتصريف العزى وألفية النحو، وعرض على الجلال البلقيني والعز بن جماعة وغيرهما، وأخذ في الفقه عن السراج قاري الهداية وكذا عن سعد الدين بن الديري وعن غيرهما من قضاة مذهبه وفي العربية عن الشهاب أحمد بن منصور الأشموني ثم عن الحناوي ولم يمعن من الاشتغال، وسمع على ابن الكويك والجمال الحنبلي وغيرهما وأخذت عنه بالخطارة بعض مسموعه؛ وحج مراراً أولها سنة إحدى وعشرين، وناب في القضاء عن العيني فمن بعده وبرع في الصناعة وولي تدريساً بجامع الأزهر والشهادة بالإسطبل السلطاني ولازم خدمة الجمال ناظر الخاص أزيد من ملازمة أبيه للجمال البيري فإنه اختص به وانقطع لضروراته ومهماته حتى زاد وثوق الجمال به وعول عليه وصار يصفه بالوالد فراج أمره بصحبته ولم ينفك عنه ثم عن ولديه وخازنداره يشبك حتى مات واقتفوا أثر رئيسهم في اعتماده تدبيراً وإشارة خصوصاً وهو لا يمشي في غير أربهم حتى أنه قل الانتفاع به فيما لا غرض لهم فيه؛ وسافر مكة مع الولدين ثم مع يشبك إذ سافر أمير المحمل، كل ذلك مع المداومة على التهجد وطول القيام ومداومة الصيام وكثرة التودد بالكلام ومزيد التواضع والمداراة والعقل وبعد الغور، وقد صحب البدر البغدادي قاضي الحنابلة وكذا السفطي لوثوقه به وأودعه مبلغاً ثقيلاً لكنه أخل في حفظه وأكثر من ملازمة الأميني الأقصرائي وبسفارته عنده تعين رفيقه الأسيوطي لقضاء الشافعية طمعاً في استقراره هو أيضاً في قضاء الحنفية فما تم له وحمد ذلك. وقد تعلل مدة ومات في ليلة الأحد مستهل جمادى الآخرة سنة خمس وسبعين، وصلي عليه من الغد بجامع المارداني في مشهد حافل ودفن بالقرافة رحمه الله وإيانا وعفا عنا.
علي بن محمد بن محمد بن سالم. يأتي بزيادة محمد ثالث.
علي بن محمد بن محمد بن عبد البر العلاء بن أبي البقاء. هكذا ذكره شيخنا في معجمه ثم المقريزي ومحمد الثاني زيادة وقد مضى بدونه.
علي بن محمد بن نجم الدين محمد بن عبد المغيث بن محمد العوفي المصري المناوي الدلال نزيل مكة. عامي ظريف ينظم ويتكسب بسمسرة الرقيق. كتب عنه التقي بن فهد وابنه وأورداه في معجميهما وأوردا من نظمه قوله:

جازت فقلت اعبري قالت مشيك بان

 

فقلت كافور يطلع بعد مسكوفـان

قالت صدقت ولكن فاتك العرفـان

 

المسك للعروس والكافور للأكفان

وقوله لما وقع السيل في مكة سنة سبع وثلاثين:

أتى لمكة سيل قد أحاط بـهـا

 

فأغرق الناس ليلاً وهو يغشاهم

فعند هذا لسان الحال أخبـرنـا

 

هذا جزاؤهم مما خطـاياهـم

وقوله لما وقع الحريق بجدة في شوال سنة أربعين:

لما طغوا ساكني جـده

 

وصيروا لعبهم تجـاره

بهم أحاط الجحيم صارت

 

وقودها الناس والحجارة

إلى غيرها. مات في ربيع الآخر سنة ثلاث وأربعين بمكة ودفن بالمعلاة.
علي بن البهاء محمد بن محمد بن عبد المؤمن بن خليفة الفقيه نور الدين أبو الحسن الدكالي الأصل المكي أخو عبد الله الشهير بابن البهاء. ولد في رجب سنة اثنتين وأحضر على ابن صديق أشياء، وكان مسرفاً على نفسه. مات في طاعون بالقاهرة في شوال سنة إحدى وأربعين ودفن بحوش الصوفية. أرخه ابن فهد.

علي بن محمد بن الصلاح محمد بن عثمان بن محمد النور أبو النجم الأمدي القاهري الشافعي أخو الشهاب أحمد الماضي ويعرف بابن المحمرة. ولد في أحد الربيعين سنة أربع وثمانين وسبعمائة بالقاهرة ونشأ بها فحفظ القرآن والعمدة والمنهاج الفرعي والكافية الشافية لابن ملك وجمع الجوامع وعرضها على البلقيني والبدر بن أبي البقاء وغيرهما بالقاهرة والأبناسي بمكة في سنة إحدى وثمانمائة، وكان حج مع أخيه فيها ومرة أخرى بعدها وجاور وقد أسمعه أخوه الكثير على التنوخي وابن أبي المجد والحلاوي وآخرين، وأجاز له أبو هريرة بن الذهبي وأبو الخير بن العلائي وخلق، وبحث المنهاج على الزين الفارسكوري والنحو عن الشمس ابن صدفة. وسافر إلى دمشق حين كان أخوه قاضيها وزار القدس والخليل ودخل إسكندرية ودمياط وتردد إلى المحلة وتكسب بالشهادة بباب القنطرة، وتنزل في الجهات وكانت معه خلوة بالمنكوتمرية. حدث أخذ عنه الفضلاء ولم يكن بمحمود في ديانته. مات في ليلة الأربعاء ثاني عشري رمضان سنة ست وأربعين بعد أن اختلط نحواً من أربعة أشهر.
علي بن محمد بن محمد بن علي بن أحمد بن عبد العزيز بن القسم بن عبد الرحمن الشهيد الناطق أبي القسم بن عبد الله نور الدين أبو الحسن بن الأمين أبي اليمن بن الجمال أبي الخير العقيلي النويري المكي المالكي أخو عمر الآتي وأبوهما وأمه عيناء المدعوة توفيق ابنة أحمد جار الله بن زائد السنبسي ويعرف بابن أبي اليمن. ولد في شعبان سنة خمس عشرة وثمانمائة بمكة ونشأ بها فحفظ القرآن والعمدة والشاطبية والرسالة لابن أبي زيد ومختصر ابن الحاجب الفرعي والتنقيح للقرافي وألفية ابن ملك؛ وعرض على عمه التقي الفاسي وهو الملتمس من أبيه أن يكون مالكياً وإلا فأبوه فمن فوقه شافعية وكذا عرض على الجمال الكازروني وأبي الحسن سبط الزبير ويوسف بن محمد الزرندي وابن سلامة وابني المرشدي والجمال الشيبي وغيرهم ممن أجاز وتلا لأبي عمر ومن طريقتيه على الشيخ محمد الكيلاني والشوائطي وتفقه في بلده بأبي الطاهر المراكشي والبساطي وراسله ثانيهما بالإذن له في الإفتاء والتدريس على ما قرأته بخطه قال:

وقد لازمني مدة وقرأ علي جملة من الفقه قراءة تحقيق وتدقيق وإيراد أسئلة لا تحصل إلا ممن هو موسوم بالفقه حقيق وبأحمد بن محمد الماقري عرف بالمصمودي وأحمد اللجائي في آخرين وأخذ العربية عن الجلال المرشدي والشمس بن حامد الصفدي والقاياتي وغيرهم كالشمني وعنه أخذ في أصول الفقه وقرأ عليه شرح النخبة لوالده وأذن له في الإقراء وقرأ شرح الشواهد للعيني على مصنفه وقال أنها قراءة بحث وتحقيق وفحص عن كل ما فيه من التدقيق بحيث صار ممن يؤخذ عنه هذا الكتاب وممن يتصدى إلى إقرائه بلا ارتياب ثم أذن له، وكذا أخذ أصول الفقه أيضاً عن أبي القسم النويري وإمام الكاملية والتقي الحصني والمعاني والبيان عن النويري والتصوف عن البلاطنسي قرأ عليه مختصره لمنهاج العابدين مع كتاب شيخه العلاء البخاري في الرد على ابن عربي وصحب الشيخ مدين وغيره والحديث عن شيخنا رواية ودراية فمما قرأه عليه شرح النخبة والخصال المكفرة وبذل الماعون وغيرها من تآليفه والترغيب للمنذري وغيره من مروياته وسمع عليه جملة وأذن له في الإقراء غير ما مرة وبالغ في وصفه حتى كتب له مفخر أهل عصره في مصره، وكان شيخنا كثير الميل إليه ونقل عنه في حوادث تاريخه وقرأ على أبي الفتح المراغي الكثير وعلى والده والمقريزي والزين والزركشي والمحب بن نصر الله الحنبلي والعز بن الفرات والبدر النسابة وغيرهم بل كان سمع قبل ذلك من جده محمد بن علي وابن سلامة والجمال المرشدي والشمس البرماوي وحسين الهندي وأحمد بن محمود في آخرين، وأجاز له من القاهرة ابن الكويك والجمال الحنبلي وابن عمه الشمس الشامي والعز بن جماعة والجلال البلقيني والولي العراقي وأبو هريرة بن النقاش والزراتيتي والمجد البرماوي وحماد التركماني والفوي والحبتي والفخر الدنديلي والصدر السويفي والسراج قاري الهداية والشمس محمد بن حسن البيجوري وطائفة من دمشق النجم بن حجي ومحمد بن محمد بن المحب المقدسي وابن طولوبغا وغيرهم ومن مكة أحمد بن الضياء والمرجاني وآخرون، وقدم القاهرة مراراً أولها في سنة اثنتين وأربعين وآخرها في سنة ستين وناب في القضاء عن أبي عبد الله النويري بمرسوم من الأشرف في سنة أربعين ثم عن والده في سنة ثلاث وأربعين، وولي تدريس الحديث بالمنصورية بمكة تلقاه عن عم أبيه العز النويري وما باشره إلا في تسع وأربعين وكذا باشر الإمامة بمقام المالكية نيابة مدة عشر سنين ثم ترك ثم عاد وتصدى للإقراء من سنة ثمان وثلاثين وخطب لقضاء المالكية بمكة فاستقر في ربيع الأول سنة ثمان وستين ولم يلبث أن صرف عنه في جمادى الأولى منها وتألم أحبابه لذلك خصوصاً والذي صرف به شاب، ولكن لم يلبث أن توفي بعد أشهر وعد ذلك في النفسيات عنه ثم أعيد في شوال سنة خمس وسبعين ثم انفصل ثم أعيد في شوال سنة إحدى وثمانين ولكن احتيل في إخفائه إلى ربيع الأول واستمر على القضاء حتى مات، وكان مصمماً في قضائه على نصر الضعيف وإغاثة الملهوف وتلصق به أشياء سخيفة وألفاظ ظريفة بعضها ثابتة، وهو من قدماء الأحباب كتبت عنه من فوائده ووصفني بحافظ العصر وغير ذلك وحضر لي عدة مجالس بمكة ونعم الرجل علماً وتفنناً وفصاحة وتواضعاً وشهامة على أعدائه وعدم انقياد لهم وحرصا على الطواف والتلاوة والتودد للغرباء ومواساتهم جهده ولكنه لم يسلم من لسانه فيما قيل إلا القليل ولولا محبتي فيه لزدت نعم طولتها في موضع آخر. مات في ليلة السبت سادس عشر ربيع الأول سنة اثنتين وثمانين وصلي عليه صبيحة الغد ودفن بالمعلاة عند قبورهم وتأسف أهل الخير على فقده ورثاه الشهاب بن العليف وغيره رحمه الله وإيانا.
علي بن محمد بن محمد بن علي بن عمر بن علي بن أحمد القرشي أبو الحسن بن عرب قاضي الرساميين. في الكنى.

علي بن محمد بن محمد بن علي بن عبد الرحمن بن عبد القادر نور الدين أبو الحسن التميمي الجيزي الشافعي ويعرف بابن الجريش - بجيم مضمومة ثم راء مفتوحة بعدها تحتانية مشددة مكسورة ثم معجمة. ولد قبيل الثلاثين وثمانمائة بالجيزة ونشأ بها فتعانى إدارة المعاصر والدواليب والزراعات ونحوهما مما كان أبوه يعانيه فأثرى جداً وصار لذلك يهادن ويهادي ويصادق ويعادي وهو في أثنائه يشتغل يسيراً عند الشهاب البني مؤدب الأطفال بالجيزة بل أخذ عن العلم البلقيني وحسين اللاري والكمال السيوطي والجلال البكري وغيرهم، وسمع على شيخنا وأجاز له جماعة باستدعاء ابن فهد والتمس مني كتابة كل من فهرست شيخنا ورفع الإصر له بخطى ثم ألح علي في ذيلي على ثانيهما وكذا في ترجمة النووي من تصنيفي أيضاً؛ وحصل هو من تصانيفي عمدة المحتج والقول البديع والابتهاج وغير ذلك، وكان مغرماً بتحصيل الكتب بحيث اقتنى منها نفائس من كل نوع شراء وانتساخاً مما قيل أنها تساوي أربعة آلاف دينار، وكان زائد الذكاء تام العقل محكماً لدنياه حسن الفهم كثير الأدب والتودد مشتملاً على أفضال وفضائل كتب إلى غير مرة يسأل عن أشياء مهمة بعبارة حسنة رشيقة فأحببته عنها بل سمعت أنه كان ينظم الشعر، وحج مراراً منها في الرجبية وفي الآخر سافر في البحر وحمل معه جل كتبه حتى وصل إلى مكة فأقام بها حتى حج ثم عزم على الاستيطان بها من كثرة ما كان يقاسيه من جماعة من الأعيان وصار يحضر دروس قاضيها البرهاني إلى أن ابتدئ به الضعف فأقام مدة ثم مات في جمادى الثانية سنة ثمانين ودفن بالمعلاة بالقرب من الفضيل بن عياض رحمه الله وإيانا وعفا عنه.

علي بن محمد بن محمد بن علي أبو الحسن القرشي الأندلسي البسطي - نسبة لبسطة بفتح الموحدة ثم مهملة مدينة من جزيرة الأندلس - المالكي ويعرف بالقلصاوي - بفتح القاف وسكون اللام ثم مهملة. ولد قبل سنة خمس عشرة وثمانمائة في مدينة بسطة وقرأ بها القرآن لورش من قراءة نافع على الفقيه عزيز - بزايين معجمتين مكبر - ثم بحث على محمد القسطرلي - بضم القاف وإسكان السين وضم الطاء وإسكان الراء المهملات ثم لام - في الحساب وقرأ على الفقيه جعفر فيه وفي الفرائض والفقه أبي بكر البياز - بفتح الموحدة وتشديد التحتانية وآخره زاي - في العربية ومنظومة ابن بري في قراءة نافع وعلى الأستاذ محمد بن محمد البياني - بفتح الموحدة وتشديد التحتانية وآخره نون - الفقه والنحو وعلى علي القراباقي - بفتح القاف والمهملة ثم موحدة وقاف - في النحو والفقه وبحث عليه أدب الكاتب لابن قتيبة والفصيح لثعلب وشرحه للخزرجية في العروض ثم رحل إلى مدينة المنكب - بفتح النون والكاف ثم موحدة - فقرأ على خطيبها أبي عبد الله البجلي في النحو وفي قرية الموز من ضواحي المنكب على أبي حسن العامري في الفقه ثم إلى تلمسان سنة أربعين فوجد أبا الفضل المشدالي هناك فرافقه في الاشتغال فلازم الشيخ أحمد بن زاغو - بزاي وغين معجمتين - وقاسما العقباني - بضم المهملة وسكون القاف ثم موحدة - ومحمد بن مرزوق فدرس عليه في التفسير والحديث والفرائض والنحو وعلى العقباني في التفسير والحديث والفقه والأصلين وعلى ابن زاغو في التفسير والحديث والفقه والفرائض والحساب والهندسة والنحو والمعاني والبيان وعلى عيسى بن أمزيان - بفتح الهمزة وكسر الميم والزاي المشددة - في الفرائض والحساب والمنطق وعلى محمد بن النجار في أصول الفقه والمعاني والبيان وغيرهم وقرأ بعض مستصفى الغزالي على رفيقه أبي الفضل المذكور لما رأى من نبله وتقدمه وفضله وثناء مشايخه عليه ولم يزل إلى أن برع في الفرائض والحساب وصنف في ذلك في تلمسان كتاب التبصرة في الغبار وشرح أرجوزة الشران - بفتح الشين المعجمة وتشديد المهملة وآخره نون - في الفرائض وأرجوزة التلمساني فيها في مجلدة لطيفة وشرح الحوفي في مجلدة، ثم رحل عن تلمسان في آخر سنة سبع وأربعين فدخل تونس فيها فدرس فيها على قاضي الجماعة محمد بن عقاب - بضم المهملة وفتح القاف - في التفسير والحديث والفقه وروى عنه كتب شيخنا الفقيه أبي عبد الله بن عرفة عنه ثم على قاضي الجماعة بعده أحمد القلشاني أخي عمر قراءة وسماعاً في التفسير والفقه وعلى أحمد المنستيري - بفتح النون وإسكان المهملة وكسر الفوقانية وسكون التحتانية - في النحو والأصلين وصنف في تونس عدة تصانيف منها القانون في الحساب كراسة وشرحه في مجلدة لطيفة والكليات في الفرائض نحو كراسة وشرحها في نحو أربعه كراريس وكشف الجلباب في علم الحساب نحو أربعة كراريس وغير ذلك، ثم رحل من تونس سنة خمسين فدخل القاهرة وفي التي بعدها حج فيها وعاد وأقام بها فقرأ عليه الناس وكتبوا من مصنفاته وهو مع ذلك يتردد إلى المشايخ ويقرأ في غير الحساب والفرائض لا سيما العقليات وهو رجل صالح. قاله البقاعي وقال إنه أجاز له في سنة اثنتين وخمسين رواية جميع مصنفاته ومروياته وأنه حضر معه عند أبي الفضل المذكور في شرح القطب على الشمسية. قلت وهو ممن سمع على شيخنا مع أبي عبد الله الراعي في سنة اثنتين وخمسين.

علي بن محمد بن محمد بن عيسى نور الدين أبو الحسن بن الشمس بن الشرف المتبولي ثم القاهري الحنبلي ويعرف بابن الرزاز. ولد قبل حجة أم السلطان شعبان بن حسين بسنة بالقاهرة ونشأ بها فحفظ القرآن وعمدة الأحكام والمقنع في الفقه والطوفي في أصوله وعرضها في سنة تسع وثمانين على ابن الملقن والغماري والعز بن جماعة والشمس بن المكين البكري المالكي وأجازوا له في آخرين وأخذ الفقه عن الشرف عبد المنعم البغدادي ولازمه حتى أذن له في الإفتاء والتدريس في سنة ست وتسعين بل أفتى بحضرته وكتب بخطه تحت جوابه كذلك يقول فلان وكذا أخذ عن النجم الباهي والصلاح بن الأعمى ثم عن المحب بن نصر الله وكان يجله كثيراً بحيث لأنه قال له مرة عقب استحضاره لشيء لم يستحضره غيره من جماعته أحسنت يا فقيه الحنابلة. واشتغل في النحو عند الشمس البوصيري وابن هشام العجمي وبعد ذلك على كل من شيخنا الحناوي والعز بن عبد السلام البغدادي، وسمع الحديث على التنوخي والعراقي والهيثمي والتقي الدجوي وابن الشيخة والسويداوي والشرف بن الكويك والجمالين الحنبلي والكازروني المدني والشهابين أحمد بن يوسف الطريني والبطائحي والسراج قاري الهداية والشمس البرماوي في آخرين منهم مما كان يخبر به السراج البلقيني، وحج مراراً أولها في سنة سبع وثمانمائة وجاور غير مرة وناب في القضاء عن المجد سالم فمن بعده ولكنه تقلل منه بعد موت ولده البدر محمد في طاعون سنة إحدى وأربعين لشدة تأسفه على فقده وصار بأخرة أجل النواب ودرس الفقه بالمنصورية والمنكوتمرية والقراسنقرية. وولي إفتاء دار العدل وتصدى للإفتاء والإقراء فانتفع به جماعة وسمع منه الفضلاء أخذت عنه أشياء، وكان إنساناً حسناً مستحضراً للفقه لا سيما كتابه ذا ملكة في تقريره مع مشاركة يسيرة في ظواهر من العربية متواضعاً ثقة سليم الفطرة طارحاً للتكلف. مات في ليلة الخميس ثاني عشري ربيع الأول سنة إحدى وستين ودفن بتربة الشيخ نصر خارج باب النصر رحمه الله وإيانا.
علي بن محمد بن محمد بن محمد بن سالم بن موسى بن سالم بن أبي المكارم بن إسماعيل بن عبد السلام إمام الدين بن المحب بن الصدر بن الجمال الكناني الدمياطي قاضيها وابن قضاتها الشافعي ويعرف بابن العميد وهو لقب جده الأعلى عبد السلام وكان قاضي دمياط وولي عدة من آباء إمام الدين القضاء. ولد في ثالث رمضان سنة إحدى وخمسين وسبعمائة وجلس بالقاهرة مع الموقعين مدة حتى برع في الشروط والسجلات وكتب التوقيع وناب بدمياط وغيره من الأعمال ثم استقل به في جمادى الأولى سنة ثلاث وتسعين وكان يصرف ثم يعاد وناب في الحكم بالقاهرة بل ولي قضاء المحلة ومات على قضائها وهو بدمياط في مستهل شعبان سنة ست وعشرين عن خمس وسبعين. كره شيخنا في أنبائه باختصار؛ وكان مع قلة علمه بشوشاً سيوساً ليناً جميل العشرة صاحب دهاء وخبرة بأمور الدنيا له ثراء فيه سماح. ذكره المقريزي في عقوده وحكى عنه أنه أخبره أنه تنكر ما بين والده والمحب بن فاتح الأسمر لأنه بلغه عنه قوله أنا ما أجيء لزيارة المحب إنما أجيء لزيارة أبيه بحيث تهاجرا بعد الصداقة ثم ابتدأ والده المحب بالمصالحة وجاءه لسكنه بجامع دمياط فامتنع فمضى لأبيه الشيخ فاتح فجاءه المحب إليه وعانقه وأخبره بأنه رأى والده في النوم وهو يقول: ليس هذا من الإنصاف أن يأتيك وتعتذر إليه ولا تقبله وينبغي أن تذهب إليه وتستغفر له فتباكيا وعادا لصحبتهما، قال المقريزي: وقلت له عن شيء ليفعله فقال: ما أحسنني لو أمكنني.
علي بن محمد بن محمد بن محمد بن عبد المنعم بن عمر بن غدير العلاء بن الشرف بن البدر الطائي القواس. مات في المحرم سنة إحدى وعم جده عمر بن عبد المنعم مسند شهير. ذكره شيخنا في أنبائه.

علي بن محمد بن محمد بن محمد بن عبد الوهاب بن أبي بكر بن يفتح الله النور بن العر القرشي السكندري المالكي ويعرف بابن يفتح الله. ولد في رمضان سنة ثمان وثمانين وسبعمائة بإسكندرية ونشأ بها فقرأ القرآن عند خطيب جامعها الغربي وإمامه الزين عبد الرحمن بن منصور الفكيري وتلا بالسبع على النور علي بن محمد بن عطية السكندري المالكي بن المرخم وتفقه بالنور بن مخلوف والشمس الفلاحي وغيرهما وأخذ العربية عن شعبان الآثاري والشمس محمد الفرضي الحريري وسمع بعض الصحيح وجميع الشفا على جده والشفا بتمامه وبعض الموطأ على الكمال بن خير وبعض الترمذي على التاج ابن التنسي وكذا سمع على أم محمد فاطمة ابنة التقي بن غرام وأجاز له ابن الملقن وابن صديق وغيرهما ولقي ابن الجزري فأخذ عنه القراءات وغيرها، وحج في سنة اثنتي عشرة وجاور التي تليها وتلا حينئذ بالعشر على ابن سلامة والزين بن عياش وبالسبع إلى سورة الفتح على الشمس أبي عبد الله الحلبي البيري نزيل مكة وسمع على الزينين المراغي وأبي الخير محمد بن أحمد الطبري والجمال بن ظهيرة وأبي عبد الله بن مرزوق وتفقه هناك بالتقي الفاسي وغيره، وأذن له غير واحد في الإقراء ورجع إلى بلده فأقام بها وولي خطابة جامعها الغربي من سنة ثلاث وثلاثين إلى أن مات وكذا أم برباط سيدي داود وكتب بخطه الصحيح غير مرة وتصدى لنفع الطلبة فكان غالب قراء البلد من تلامذته وممن أخذ عنه الإمام أبو القسم النويري والشمس المالقي. وقد لقيته بالثغر فسمعت خطبته وقرأت عليه أشياء، وكان إنساناً جليلاً فاضلاً خيراً حسن السمت كثير التواضع والتودد مكرماً للغرباء والوافدين مشاراً إليه بالصلاح والمشيخة، وعرض له في بصره شيء فقدم القاهرة في سنة سبع وخمسين ليتداوى فاجتمع به بعض الفضلاء وأخذ عنه ثم رجع وحج وجاور بمكة فقدرت وفاته بها في صفر سنة اثنتين وستين ودفن بالمعلاة رحمه الله وإيانا.

علي بن محمد بن محمد بن محمد بن علي النور أبو الحسن المحلي ثم القاهري الشافعي تلميذ بقاعي ويعرف بابن قريبة - بقاف مضمومة ثم راء بعدها تحتانية ثم موحدة - وبعد ذلك بالمحلي. قيل إنه ولد سنة خمسين ونشأ فقرأ القرآن عند الشهاب بن جليدة وحفظ المنهاج وألفية النحو وسافر البرلس فأقام بزاوية هناك معروفة بابن قصي فأخذ عن ابن الأقيطع في النحو والمعاني والبيان ثم تحول إلى القاهرة فأقام بزاوية ابن بكتمر إلى أن طرده منها جماعة الشيخ مدين بسبب ذكر فأقام بجامع الزاهد وأخذ عن إمامه الشمس المسيري في الفقه وغيره ثم ترقى إلى ابن قاسم وابن القطان والمقسي ثم صحب البقاعي واختص به وارتبط بجانبه وخاض معه في جميع أسبابه وقرأ عليه مناسباته وغيرها من الحديث وغيره وكذا أخذ فيما زعم عن التقي الشمني في حاشية المغني قليلاً وعن الأمين الأقصرائي والتلويح من أصولهم وعن الكافياجي في شرح العقائد ثم طراده وحضر عند إمام الكاملية في بعض دروس الشافعي وعند أبي السعادات وابن الشحنة الصغير ولازم التقي الحصني في الرضى وشرح المواقف وأخذ عن المحب بن الشحنة بل عن الكمال بن أبي شريف وأخيه البرهان وقرأ في التقسيم على العمادي والفخر المقسي والجوجري وتكرر له ذلك عليه بخصوصه مع ما ضبط عنه من تنقيصه له بالكلمات الفظيعة والتلويحات القبيحة حتى وهو بين يديه وكذا جحد ابن قاسم أتم الجحد مع قوله قرأت عليه ما ينيف على عشرين كتاباً في فنون ما علمته أحسن تقرير شيء منها وكون جل انتفاعه فيما قيل إنما هو به وادعى ممن لم يعلم له عنه أخذ كالمناوي بحيث سمعت ثقات أصحابه يكذبونه في ذلك نعم يمكن حضوره مع شيخه عنده في درس الشافعي، ودخل الشام مع شيخه البقاعي حين اضطراره إلى الخروج إليها ثم لأخذ ما أوصى له به من كتبه وغيرها بعد موته، وتنزل في الجهات في حياته وبعده وتمول جداً، وحج غير مرة منها مرة على السحابة المزهرية لمزيد ترداده إليه حتى قرأ بين يديه الحلية والأحياء وغير ذلك ونزله في عدة وظائف بمدرسته منها قراءة الحديث بل توجه في سنة اثنتين وتسعين شريكاً لغيره في السحابة ومشرفاً على عمارته في المدينة النبوية وفعل ما ل يجمل وكذا قرأ دلائل النبوة وغيرها عند يشبك الجمالي بسفارة اليمن بن البرقي لاختصاصه به وانضمامه بعياله إليه ولذا أعطاه مشيخة التصوف بمدرسة أستاذه الجمالي ناظر الخاص بعد إسماعيل الحياني وأقرأ جماعة من الصغار بل قسم الفقه بالأشرفية برسباي في سنة تسع وثمانين واستمر وكذا عظم اختصاصه بشيخه ابن الشحنة الصغير وعشرته معه بحيث أنه لما تجاذب هو ونسيبه النجم القلقيلي وادعى عليه عند قاضي المالكية البرهان اللقاني أحضره للشهادة له فلم يقبل القاضي شهادته لأجل من شهد بعداوتهما ولغير ذلك مما صرح به القاضي في كائنة شهد فيها عنده أيضاً مع شيخه وبالجملة فعنده من الجرأة ما اقتفى فيه أثر شيخه ولكن امتاز عليه بمزيد النفاق بحيث لا يثق به أحد من الناس لا له ولا عليه مع مزيد المجازفة وإيمانه الحانثة ولقد أفسد بهما عليه دينه ودنياه ووالله إن في تعاليق شيخه ما ليس له أصل أصلاً مما هو أصله ومن مجازفات شيخه أنه يكون مع الكوراني الرومي على محقق العصر ووليه الجلال المحلي وينقل عن هذا واصفاً له بالعلامة المحقق مع كونه حقيقة أمره ما أشرت إليه وما ركن خاطري إليه يوماً من الدهر حتى حين اجتماعه علي وعلى أخي وما علمت من يزاحمه في مجموعه أو يساويه في مساويه وقد عرف بالاستهزاء والسخرية بالناس مع الملق ظاهراً والإيذاء باطناً وتناوله على المشي في بعض الحوائج وانحطت منزلته عند كثير من الناس حتى عند بعض الأكابر ممن كان أبوه كثير الإحسان إليه لتلونه وركونه ظاهراً إلى بعض مبغضيه باطناً.
علي بن محمد بن محمد بن أبي الخير محمد بن فهد أسد الدين أبو الحسن بن التقي الهاشمي المكي شقيق النجم عمر وإخوته. ولد في صفر سنة أربعين بمكة ومات بها في ذي الحجة فيها. ذكره أخوه.

علي بن محمد بن محمد إمام الدين محمد بن سراج الدين عثمان الفاضل عيان بن بيان ابن عيان بن بيان الكرماني الأصل الفارسي الكازروني وسراج من ذرية أبي الحسين كما أن أبا الحسين من ذرية شاه المذكور في طبقات الأولياء لشيخ الإسلام الأنصاري صاحب ذم الكلام ابن شجاع؛ وصاحب الترجمة هو أخو القطب محمد بن محمد بن محمد بن أبي نصر الله الآتي لأمه ممن لقيني بمكة في أول سنة سبع وتسعين وكتب لي أنه أخذ عن أبيه ومحمد بن أسعد الصديقي والسيدين نور الدين أحمد ومعين الدين محمد ابني السيد صفي الدين وحفيد عمهما مرشد الدين محمد بن القطب عيسى بن عفيف الدين وأبي إسحاق بن عبد الله الكوباني وآخرين ولزم صحبة القطب عبيد الله بن محمود الشاشي أربع سنين. وتميز في الفضائل ثم قدم مكة بعد وفاته بل ووفاة أبيه فحج وجاور وأقرأ بها الطلبة في كثير من العقليات وتردد إلي في صحيح مسلم وغيره ولازمني كثيراً وكتب إلي بترجمة آخر شيوخه وبكائنة موت السلطان يعقوب ثن إنه توجه إلى طيبة فأقام بها مديدة وأقرأ هناك أيضاً ثم حج في سنة ثمان وتسعين ورجع مع الركب إلى القاهرة وفيه كلام كثير مع جرأة إقدام وعدم تثبت وتحر. علي بن محمد بن محمد بن محمد بن محمد بن محمد العلاء البخاري. صوابه محمد يأتي. علي بن محمد بن محمد بن محمد بن وفا. يأتي بدون محمد الثالث.
علي بن محمد بن محمد بن محمد تقي بن الشيخ محمد بن روزبة ويلقب بالمذكور ابن شمس بن فتح الدين أبي الفتح الكازروني المدني أخو أحمد الماضي ويعرف كسلفه بابن تقي. ممن سمع مني بالمدينة وقبل ذلك سمع على فاطمة ابنة أبي اليمن المراغي.
علي بن محمد بن محمد بن محمد أبو الخير بن الشيخة. في الكنى.
علي بن محمد بن محمد بن محمد الفرخي التجافيفي المكي أحد المتمولين المعاملين حضر على المجد اللغوي في صفر سنة ثلاث وثمانمائة الأول من مسلسلات العلائي وغيره، ومات بمكة في رجب سنة أربع وستين. ذكره ابن فهد.
علي بن محمد بن محمد بن محمود بن غازي العلاء أبو الحسن بن الكمال الحلبي الحنفي أخو المحب أبي الوليد وعبد الرحمن ويعرف كسلفه بابن الشحنة. ولد سنة ست وخمسين وسبعمائة وحفظ القرآن والمختار وأخذ عن أبيه وأخيه المحب وناب عنهما واستقل بقضاء الغربيات العشرة من معاملات حلب، وكان فاضلاً له نظم من أحسنه ما أنشدنيه ابن أخيه المحب أبو الفضل عنه:

وقط كليث كامل الحسن صـائد

 

وفي عزمه واللون يشبه عنترا

يفوق على قط الزياد تفضـلاً

 

وسميته من نشره المسك عنبرا

وقوله مما نفذ ابن أخيه وصيته بإلقائهما معه في قبره:

إلهي قد نزلت بضيق لحـد

 

بأوزار ثقال مـع عـيوب

وعفوك واسع وحماك حصن

 

وأنت الله غفار الـذنـوب

قال ومن العجيب كونه لم يكن يلحن مع عدم اشتغاله بالعربية ولكنه كان يحكي أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم وسأله في إصلاح لسانه فأطعمه حلوى عجمية فكان لا يخطئ العربية. مات في سنة إحدى وثلاثين.
علي بن محمد بن محمد بن النعمان نور الدين بن كريم الدين بن الزين الأنصاري الهوى نسبة له بالقرب من قوس بالصعيد الأعلى. ولد في حدود الأربعين وسبعمائة واشتغل بالفقه ثم تعانى التجارة ثم انقطع وكان كثير المحبة في الصالحين يحفظ كثيراً من مناقبهم سيما أهل الصعيد ويكثر التردد إلى القاهرة وهو عم كريم الدين محتسب القاهرة في سلطنة الناصر فرج. ذكره شيخنا في إنبائه وقال: ذكر لي بعض أقاربه أنه مات سنة إحدى وقال اجتمعت به في مصر وفي مدينته هو وكان يحكي عن ابن السراج قاضي قوص في زمانه أنه كان في منزله فخرج عليه ثعبان مهول المنظر ففزع منه فضربه فقتله فاحتمل في الحال من مكانه بحيث فقد من أهله فأقام مع الجن إلى أن حملوه إلى قاضيهم فادعى عليه ولي المقتول فأنكر فقال له القاضي على أي صورة كان المقتول فقيل في صورة ثعبان فالتفت القاضي إلى من بجانبه وقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من تزيا لكم فاقتلوه فأمر القاضي بإطلاقه فرجعوا به إلى منزله.
 علي بن محمد بن محمد بن وفا أبو الحسن القرشي الأنصاري - كذا رأيته بخط بعضهم السكندري الأصل المصري الشاذلي المالكي الصوفي أخو أحمد الماضي ويعرف كسلفه بابن وفا؛ ومن ذكر في آبائه محمداً ثالثاً فقد وهم. ولد سنة تسع وخمسين وسبعمائة بالقاهرة ومات أبوه وهو صغير فنشأ هو وأخوه في كفالة وصيهما الشيخ محمد الزلعي فأدبهما وفقههما، وكان هذا على أحسن حال وأجمل طريقة فلما بلغ سبع عشرة سنة جلس مكان أبيه وعمل الميعاد وشاع ذكره وبعد صيته وانتشر أتباعه وذكر بمزيد اليقظة وجودة الذهن والترقي في الأدب والوعظ. قال شيخنا في إنبائه: كانت أكثر إقامته في الروضة قريب المشتهى، وكان يقظاً حاد الذهن. اشتغل بالأدب والوعظ وحصل له أتباع وأحدث ذكراً بألحان وأوزان يجمع الناس عليه، وله نظم كثير واقتدار على جلب الخلق مع خفة ظاهرة اجتمعت به مرة في دعوة فأنكرت على أصحابه إيماءهم إلى جهته بالسجود فتلا هو وهو يدور في وسط السماع " فأينما تولوا فثم وجه الله" فنادى من كان حاضراً من الطلبة كفرت كفرت فترك المجلس وخرج هو وأصحابه قال: وكان أبوه معجباً به وأذن له في الكلام على الناس وهو دون العشرين انتهى. وهذا غير مستقيم مع كونه في الدرر أرخ موت والده في سنة خمس وستين وسبعمائة فالله أعلم ثم قال شيخنا: وله من التصانيف الباعث على الخلاص في أحوال الخواص والكوثر المترع من الأبحر الأربع يعني في الفقه وديوان شعر وموشحات وفصول مواعظ وشعره ينعق بالاتحاد المفضي إلى الإلحاد وكذا نظم أبيه في أواخر أمره نصب في داره منبراً وصار يصلي الجمعة هو ومن يصاحبه مع أنه مالكي المذهب يرى أن الجمعة لا تصح في البلد ولو كبر إلا في المسجد العتيق من البلد قال ومن شعره:

أنا مكسور وأنتـم أهـل جـبـر

 

فارحموني فعسى يجبر كسـري

يا كرام الحي يا أهل العـطـايا

 

انظروا لي واسمعوا قصة فقري

وقال في معجمه أنه اشتغل بالأدب والعلوم وتجرد مدة وانقطع ثم تكلم على الناس ورتب لأصحابه أذكاراً بتلاحين مطبوعة استمال بها قلوب العوام ونظم ونثر وكان أصحابه يتغالون في محبته وفي تعظيمه ويفرطون في ذلك، لقيته مرة أو مرتين وسمعت كلامه؛ وقال في ترجمة أبيه: من درره أنه أنشأ قصائد على طريق ابن الفارض وغيره من الاتحادية ونشأ ابنه على طريقته فاشتهر في عصرنا كاشتهار أبيه ثم أخوه أحمد من بعده ثم ذريتهم ولأتباعهم فيهم غلو مفرط، وقال المقريزي أنه كان جميل الطلعة مهاباً منظماً صاحب كلام بديع ونظم جيد وتعددت أتباعه وأصحابه ودانوا بحبه واعتقدوا رؤيته عبادة واتبعوه في أقواله وأفعاله وبالغوا في ذلك مبالغة زائدة وسموا ميعاده المشهد وبذلوا له رغائب أموالهم هذا مع تحجبه وتحجب أخيه التحجب الكثير إلا عند عمل الميعاد أو البروز لقبر أبيهم أو تنقلهم إلى الأماكن بحيث نالا من الحظ ما لم يرتق إليه من هو في طريقهم حتى مات يعني بمنزله في الروضة في يوم الثلاثاء ثاني عشري ذي الحجة سنة سبع ودفن عند أبيه بالقرافة قال: ولم أر قط جنازة من الخفر ما رأيت على جنازته وأصحابه أمامه يذكرون الله بطريقة تلين لها قلوب الجفاة؛ وقال غيره: كان فقيهاً عارفاً بفنون من العلم بارعاً في التصوف حسن الكلام فيه يعجب الصوفية غالبه مستحضراً للتفسير بل له تفسير ونظم جيد وديوانه متداول بالأيدي وجيد شعره أكثر من رديئه وأما نظمه في التلاحين والخفائف وتركيزه للأنغام فغاية لا تدرك وتلامذته يتغالون فيه إلى حد يفوق الوصف انتهى. وللحافظ الزين العراقي الباعث على الخلاص من حوادث القصاص قرأته على من سمعه منه؛ أشار فيه للرد على صاحب الترجمة؛ وقال لي شيخنا التقي الشمني إن مصنفه الماضي عمله لرده، وهو في عقود المقريزي.
علي بن محمد بن محمد بن يحيى بن سالم الخشبي المدني. ولد بها في جمادى الآخرة سنة إحدى وثمانين وسبعمائة، وأجاز له في جملة إخوته في سنة سبع وتسعين محمد بن عبد الله البهنسي ومحمد بن أبي البقاء السبكي وسعد بن يوسف النووي ومحمد بن أبي بكر البكري وغيرهم. ومات بالقاهرة في طاعون سنة ثلاث وثلاثين. أرخه ابن فهد في معجمه.

علي بن محمد بن محمد بن يوسف العلاء الدمشقي بن الجزري أخو شيخ القراء الشمس محمد الآتي. كان فيما بلغني عالماً مقرئاً وهو جد الشريف ناصر الدين محمد بن أبي بكر بن علي نقيب الأشراف لأمه.
علي بن محمد بن محمد العلاء بن البهاء بن البرجي الآتي أبوه وهو سبط البدر بن السراج البلقيني، أمه بلقيس وعم أوحد الدين محمد بن البرجي. كان أحد صوفية سعيد السعداء. مات في رمضان سنة خمس وسبعين وعن نحو سبعين سنة عفا الله عنه.
علي بن محمد بن محمد الصدر الأدمي. فيمن جده محمد بن أحمد.
علي بن محمد بن محمد العلاء بن ناصر الدين بن ناصر الدين التركماني. ممن سمع مني بالقاهرة.
علي بن محمد بن محمد العلاء بن ناصر الدين القاهري بن الطبلاوي. باشر ولاية القاهرة في زمن الناصر فرج ثم بعده ثم خمل مدة إلى أن استقر فيها في جمادى الأولى سنة ثمان وثلاثين ثم عزل وأعيد إليها أيضاً في ربيع الأول سنة اثنتين وأربعين عوضاً عن دمرداش ثم انفصل ثم أعيد في أول ولاية الظاهر جقمق وجمع له الزعر فبالغوا في القتال معه في معركة فحمد له ذلك وولاه نقابة الجيش في رمضان سنة ثلاث وأربعين بعد موت ناصر الدين محمد ابن مرطبر ثم انفصل ومكث دهراً خاملاً منجمعاً ببيته وربما كان يركب وهو في هيئة رثة حتى مات وقد جاز المائة فيما قليل في المحرم سنة تسع وسبعين؛ وقد مضى أحمد بن محمد في الهمزة فيحتمل أن يكون أخوه. علي بن محمد بن محمد أبو الحسن البسطي. مضى فيمن جده محمد بن علي. علي بن محمد بن محمد الأدمي. فيمن جده محمد بن أحمد. علي ابن محمد بن محمد الأندلسي القلصاوي الحيوب هو البسطي مضى فيمن جده محمد بن علي.
علي بن محمد بن محمد نور الدين القاهري الحنفي العقاد. ممن سمع مني وعلي أشياء من ذلك في جمادى الثانية سنة ست وتسعين المسلسل وكان يصحب المحب بن جناق وله سماع معه. علي بن محمد بن محمد الدلجي الأصل القاهري الوزيري المهتار فطيس. يأتي له ذكر في أبيه. علي بن محمد بن محمود بن حميدان. في ابن أبي الفرج.
علي بن محمد بن محمود بن عادل الحسيني المدني الحنفي أخو أبي الفتح الآتي. حفظ القرآن وجود الخط وهو الآن حي مع صغر سنه.
علي بن محمد بن محمود العلاء الرميني ثم الحلبي الشافعي نزيل القاهرة والآتي ولده محمد وخده. سمع من الزين العراقي وغيره، ومات قريب سنة أربعين.
علي بن محمد بن مفضل أبو الحسن المسلمي ثم القاهري الشافعي. ممن سمع على شيخنا وغيره، وحج وناب في القضاء وسكن زاوية أبي السعود بموقف المكارية داخل باب القنطرة لكونها تحت نظره؛ وخالط غير واحد من الأمراء سيما أزبك الخازندار رأس نوبة النواب. بحيث تكلم له في مشيخة سعيد السعداء بعد الكوراني وطمحت نفسه لأعلى منها مع نقصه جداً ويذكر بثروة من جهة النساء.
علي بن محمد بن مفلح البليني القائد. مات بمكة في حادي عشري ذي الحجة سنة إحدى وستين. أرخه ابن فهد.
علي بن محمد بن موسى بن عميرة بن موسى نور الدين القرشي المخزومي اليبناوي المكي الشافعي ابن عم أحمد بن عبد اللطيف الماضي. أجاز له في سنة ثمان وثمانين وسبعمائة العفيف النشاوري والبرهان بن علي بن فرحون والتقي بن حاتم وابن عرفة والأبناسي والعراقي والهيثمي وآخرون. مات في صفر سنة تسع وثلاثين بمكة. أرخه ابن فهد أيضاً.

علي بن محمد بن موسى بن منصو النور أبو الحسن المحلي المدني الشافعي سبط الزبير الأسواني؛ ولد في جمادى الأولى سنة أربع وخمسين وسبعمائة بمصر فيما وجد بخطه وقيل بالمدينة واقتصر عليه شيخنا في أنبائه ونشأ بها فسمع بها على سعد الدين الإسفرايني والشمسين السستري ومحمد بن صلح بن إسماعيل الكناني والجمال الأميوطي والبهاء بن التقي السبكي وبمكة على الكمال بن حبيب والجمال بن عبد المعطي والقاضي أبي الفضل النويري والأمين بن الشماع. ودخل القاهرة فسمع بها على البهاء بن خليل والحراوي وأبي الفرج بن القاري والجمال الباجي والشمس بن الخشاب والشهاب أحمد بن حسن الرهاوي وخليل بن طرنطاي والتقبين ابن حاتم والبغدادي والعراقي والهيثمي في آخرين وأجاز له الشهاب الأذرعي وابن كثير وابن الهبل وابن أميلة والصلاح بن أبي عمر وجماعة وخرج له صاحبنا النجم بن فهد مشيخة وقال إنه لم يخلف ببلاد الحجاز أسند منه، وكذا قال شيخنا، وحدث سمع منه الأئمة وممن سمع منه أبو الفرج المراغي وآخرون ممن هم بقيد الحياة في مصر ومكة وقال شيخنا: أجاز لنا. قلت: ورأيت بخطه أشياء من مجاميع وغيرها بل قرأ على البدر الزركشي مصنفه الإجابة لإيراد ما استدركته عائشة على الصحابة ووصفه بالشيخ الإمام الفاضل المحصل الأصيل الرحال، وقال غيره: كان إماماً عالماً عاملاً مسنداً مكثراً معمراً رحلة الحجاز. ومات في شوال سنة ثمان وثلاثين بالمدينة وصلي عليه بالروضة ودفن بالبقيع رحمه الله، وقد ترجمته في تاريخ المدينة بأطول مما هنا، وذكره المقريزي في عقوده.
علي بن محمد بن ناصر بن قيسر المارداني - نسبة لخط جامع المارداني من القاهرة - الشافعي ويعرف بالرسام ثم بالضاني وكان لقباً لأخ له لظرفه في صغره فشهر به. ولد قريباً من سنة سبعين وسبعمائة بالقاهرة ونشأ بها فحفظ القرآن وجوده ببيت المقدس على عبد الله البسكري وغيره واشتغل بالفقه على الشمس الغراقي وغيره وسمع على الشرف السبكي وغيره وأجاز له عائشة ابنة ابن عبد الهادي وطائفة وصحب التاج محمد بن يوسف العجمي وتلقن منه ومن غيره، ودخل إسكندرية في سنة ثمان وتسعين وصحب به جماعة صلحاء فعادت بركتهم عليه واكتسب من جميل أحوالهم؛ ثم رحل إلى دمشق سنة ثلاث وثمانمائة وجود بها القرآن على أحمد بن العلبي وتحول سنة خمس إلى خانقاه سرياقوس فقطنها حتى مات وباشر بوابة الخانقاه بل وقرأ بها الأطفال، وحج في سنة تسع عشرة، وكان خيراً صالحاً معتزلاً عن الناس من محاسن أهل الخانقاه بل قال البقاعي أنه كان من أولياء الله وقد لقيته بها وأجاز لي. ومات بها في أحد الربيعين سنة خمس وخمسين.
علي بن محمد بن وفا أبو الحسن الشاذلي. مضى في ابن محمد بن وفا.
علي بن محمد بن وهيب الفاسكوري الفران بها ويعرف بالحشاش. عامي يزعم مع شدة عاميته أنه قيم زمانه في فن الأدب بحيث يسخر به أهل بلده وهو حقيق بذلك وقد لقيته بها فكتبت عنه قوله:

نار العجاج وأمطار السـمـا تـزكـي

 

على الأراضي لأقوات الأمم تسـقـي

والرعد والبرق ذا يضرب وذا يحكـي

 

سيف انجبذ في سمات الحرب ما يشكي

وغير هذا من نمطه عفا الله عنه.
علي بن محمد بن يحيى بن محمد بن محمد بن محمد بن أحمد بن مخلوف النور بن زين العابدين بن الشرف المناوي الأصل القاهري الشافعي أخو محمد الآتي وأبوهما وجدهما وسبط الشهاب بن الشطنوفي. نشأ فحفظ القرآن والمنهاج وغيره وعرض علي في جملة الجماعة واشتغل قليلاً وحضر بعض دروس جده وعليه خفر وأنس وروح وقد ضعف حاله لمزيد تقلله.
علي بن محمد بن يحيى بن مصلح المنزلي أخو أحمد الشهير. كان مقيماً بمنية راضي من المنزلة معتقداً مبجلاً يتلو القرآن ويبحث عما يهمه من أمور عبادته مع استحضار المسائل ممن حج ومات ببلده في عشر ذي الحجة وقد زاد على السبعين.

علي بن محمد بن يحيى العلاء أبو الحسن التميمي الصرخدي ثم الحلبي الشافعي. تفقه بدمشق والقاهرة وأخبر أنه سمع المزي بدمشق وقدم حلب فسكنها وناب في القضاء عن الشهاب بن أبي الرضى وغيره، وكان عالماً مستحضراً فاضلاً في الفقه وأصوله نظاراً ذكياً بحيث كان يبحث مع الشهاب الأذرعي بنفس عال وأثنى البلقيني عند قدومه حلب على علمه وفضيلته ومع ذلك فكان يتورع عن الفتيا ولا يكتب إلا نادراً مع ملازمة بيته وعدم التردد إلى أحد غالباً وكان يحضر المدارس مع الفقراء فلما بنى تغرى بردى النائب جامعه فوض إليه تدريس الشافعية به فحضره ودرس فيه بحضور الواقف يوم الجمعة بعد الصلاة، وممن أخذ عنه ابن خطيب الناصرية وترجمه بما هذا ملخصه وقال أنه انتفع به كثيراً. ومات في الفتنة التمرية سنة ثلاث، وتبعه شيخنا في أنبائه وقال أنه تفقه وهو صغير وسمع من المزي وغيره وجالس الأذرعي وكان يبحث معه ولا يرجع إليه رحمه الله وإيانا.
علي بن محمد بن يحيى الشيخ الصالح نور الدين البعداني اليمني المكي قطنها أكثر من أربعين سنة، وأجاز له في سنة ثمانمائة إبراهيم بن أحمد بن عبد الهادي وأحمد بن أقبرص وعمر بن محمد بن أحمد بن عبد الهادي والمحب بن منيع وجماعة وكان صالحاً مديماً للعبادة ويعتمر كل يوم من الأشهر الثلاثة مرتين ويحيى الليل بالطواف والصلاة والتلاوة وينام في الربع الأخير منه قائماً بحوائج من يقصده زائد الاحتمال كثير السخاء والبشاشة سيما أهل الحرمين بل أهل المدينة بحيث يكون يوم قدومه على أهلها عندهم كالعيد وزاد في بدايته صحبة صاحبه الشيخ عمر العرابي من طريق الماشي وما كان قوتهما إلا ورق الشجر وهو السبب في نقله عمر من اليمن لمكة واشترى له داراً بالمروة وبناها له وأخرى لولده محمد وزوجه ابنته، وزار القدس واعتمر منه وهو القائم بعمارة الرباط المشهور به لجهة فرجان امرأة الأشرف بن الأفضل بل صارت ترسل إليه في كل سنة بوقر جلبه من الطعام والطيب والفرش والشمع والسليط وما يحتاج إليه فيعمل للفقراء الأسمطة في رمضان وربيع والأعياد بل شرع في عمارة ما تقدم من مسجد الخيف ثم في بناء بئر على التي بدرب الماسي وكانت قد انهدمت، كل ذلك مع الكمال في لباسه وريحه وطعامه ونحافة جسمه وشدة ورعه وهو كلمة اتفاق معتقد بين سلاطين اليمن وشرفاء صنعاء ومكة وأمراء مصر بل بينه وبين أبي فارس صاحب المغرب مكاتبة وصحبة بحيث كان يرسل إليه للبيمارستان كل عام مبلغاً جيداً وأما صاحب مكة حسن بن عجلان فكان يجله ويعظمه حتى قال: ما رأيت في المشايخ أعرف بأحوال الطوائف على اختلاف طبقاتهم منه، وترجمته محتملة للتطويل. مات في شوال سنة إحدى وثلاثين وقيل في التي قبلها ودفن بالشبيكة أسفل مكة بوصية منه رحمه الله وإيانا. ذكره ابن فهد مطولاً.
علي بن محمد بن يعقوب الخواجا نور الدين الطهطاوي المكي والد أبي بكر وأخوته، وكان ذا ملاءة وتوجه للتجارة وله دور متعددة بمكة. مات بها في المحرم سنة إحدى وثمانين. أرخه ابن فهد.
علي بن محمد بن يعيش الزين الواسطي الشافعي. ولد في ثامن عشر شعبان سنة خمس وخمسين وسبعمائة وسمع ثلاثيات الصحيح على البدر عبد الجبار بن المجد محدث واسط العراق وفقيهها والعلاء بن التقي الواسطي وأبي العباس أحمد بن معمر البكري القرشي وجميع الصحيح بالشام على الجمال عبد الله بن محمد بن إبراهيم المصري الحلبي وبالمسجد الأقصى عن القلقشندي ثم المقدسي الراوي عن الحجار ووزيرة، لقيه الطاووسي فأخذ عنه الثلاثيات وأجاز له بل أذن له في الإفتاء وذلك في شوال سنة تسع عشرة ووصفه الطاووسي بالعالم الزاهد.

علي بن محمد بن يوسف بن عبد الله بن عمر بن علي بن خضر النور ابن التاج بن الجمال أبي المحاسن الكوراني العجمي الأصل ثم القرافي القاهري الشافعي الآتي أبوه وأخوه محمد ويعرف بحفيد الشيخ يوسف العجمي. ولد قبيل القرن بيسير بالقرافة ونشأ بها فحفظ القرآن عند الفقيهين محب الدين ولم ينسبه وعلى العوفي المغربي وصلى به في زاويتهم بالقرافة، وعمل له عمه الشهاب أحمد الماضي خطبة بليغة ضمنها أسماء سور القرآن سمعتها منه، وكان والده يحضه على بيان إعجام الذال، وكذا حفظ التنبيه وعرض على جماعة واشتغل يسيراً على غير واحد من فضلاء جماعة جده كالشيخ محمد العطار وتلقن من أبيه وغيره، وأجاز له ابن صديق وابن قوام والبالسي وابن منيع وابنة ابن المنجا وسائر من أجاز لأخيه في سنة إحدى وثمانمائة تفرد بالرواية عن جمهورهم، وحج في سنة خمس وعشرين ثم مع الرجبية ولقيته هناك بعد أن لقيه بالقاهرة وأجاز لي وسمعت من فوائده، وأكثر من الرواية بأخرة ممن لا يحسن القراءة ويقرأ عليه ما ليس من مروي شيوخه فكان ذلك باعثاً للشهاب المنزلي أحد فضلاء جماعتنا على تخريج شيوخه مستوعباً ما علمه من مروياتهم بمراجعتي ثم قرأها عليه بحضرتي مع إخباري في كل حديث من أحاديثها بسندي وسمع ذلك الجم الغفير وهو خير متواضع وقور سليم الفطرة محب في الطلبة يستحضر أشياء، عمر إلى أن مات في ليلة الخميس عاشر جمادى الثانية سنة تسعين بمنزله بمصر القديمة كان تخول إليه قبيل موته بيسير وصلي عليه من الغد ودفن بزاويتهم داخل المقصورة تحت رجلي والديه بوصية منه رحمه الله وإيانا.
علي بن محمد بن يوسف بن محمد نور الدين القاهري الشافعي نزيل المدرسة البقرية بالقرب من باب النصر ويعرف بابن القيم وبابن شقير. ولد تقريباً سنة خمس وسبعين وسبعمائة في جامع التركماني من المقس بالقاهرة وحفظ القرآن وتلا به لأبي عمرو على الفخر الضرير والشرف يعقوب الجوشني وغيرهما والمنهاج الفرعي وعرضه على الأبناسي ونصر الله الحنبلي القاضي والبدر بن أبي البقاء وابن منصور الحنفي وابن خير وغيرهم واشتغل بالفقه على الأبناسي والبدر القويسني وجماعة بالنحو على الشمس الحريري وكتب الكثير بخطه الحسن، وحج مراراً أولها قبل القرن وسمع على التنوخي والمطرز والفرسيسي وطائفة ومما سمعه على الأول جزء أبي الجهم، وحدث سمع منه الفضلاء وممن قرأ عليه الولوي الزيتوني بمشاركة والده الجمال عبد الله معه في التحديث، وكان إنساناً حسناً خيراً أحد صوفية الأشرفية برسباي وقيم جامع التركماني. مات في رجب سنة ثمان وأربعين بالقاهرة رحمه الله.

علي بن محمد بن يوسف نور الدين التوريزي. نشأ في كنف أبيه وكان كبير التجار فلما مات اشتهر بالتجارة أخواه الجمال محمد والفخر أبو بكر وتعانى هذا السفر إلى بلاد الحبشة والتجارة بها إلى أن اشتهر وصارت له عندهم منزلة وصورة كبيرة ووجاهة وكلمة مقبولة لقيامه في خدمته بما يرومونه من النفائس التي يحضرها لهم من القاهرة وغيرهما فلما أكثر ذلك نقم عليه بعض الناس موالاته للكفار منهم ونسب لشراء الأسلحة والخيول لهم وعثر عليه مرة بشيء من ذلك في الدولة المؤيدية فاستتيب وأقسم أنه لا يعود فلما كان في أثناء سنة إحدى وثلاثين زعم بعض المتعصبين عليه أنه توجه رسولا من ملك الحبشة إلى ملك الفرنج يستحثه على المسلمين، وهذا عندي غير مقبول لأن معتقد الطائفتين مختلف ويقال انه دخل بلاد الفرنج بسبب تحصيل صليب عندهم بلغ أمره ملك الحبشة فأحب رؤيته ولما شاع ذلك عنه خشي على نفسه فنزل بمكان قريب من خانقاه سرياقوس فنم عليه عبد السلام الجبرتي ووشى به إلى السلطان فأمر والي القاهرة فقبض عليه فوجد معه أمتعة من ملابس الفرنج وشيء من سلاح وناقوسين من ذهب وكتاب بالحبشية فعرب فكان إليه مراسله من صاحب الحبشة يستدعي منه أشياء يصوغها له من صلبان ونواقيس ويحضه على شراء مسمار من المسامير التي سمر بها المسيح بزعمهم فحبس ثم عقد له مجلس ففوض السلطان أمره للمالكي فتسلمه وسمع عليه الدعوى فأنكر فشهد عليه الصدر العجمي والشيخ نصر الله وآخرون ومستند أكثرهم الاستفاضة فأعذر إليه فيمن شهد فادعى عداوة بعضهم وأعذر لبعضهم فحكم بقتله بشهادة من أعذر لهم فضربت عنقه بين القصرين تاسع عشر جمادى الأولى سنة اثنتين وثلاثين وهو يعلن بالشهادتين وتبين لأكثر الناس أنه مظلوم ولم يمتع من شهد عليه بل لحق به بعد قيل. هكذا ترجمه شيخنا في إنبائه، قال: ذكر لي خادمي فاتن الطواشي الحبشي وكان هو الجالب له من الحبشة إنه كان هناك يواظب على الصلاة والتلاوة ويؤدب من لم يصل من أتباعه وعنده فقيه يقرئ أولاده وأتباعه القرآن وللمسلمين به نفع وهم بسببه في بلاد الحبشة في إكرام واحترام والله أعلم بغيبه.
علي بن محمد بن يوسف العلاء بن فتح الدين بن جمال الدين القجاجقي - نسبة لأمير كان أبوه في خدمته بل قال له ابن قجاجق - الجوهري الطبيب تدرب في الطب بعمه التاج عبد الوهاب القوصوني الماضي وخدم به الزيني عبد الباسط وسافر معه للحج وغيره ومشي للمعالجة مع اشتغاله بالتكسب في سوق الجوهر على طريقة حسنة. ومات في ليلة السبت ثاني عشر جمادى الثانية سنة تسعين وقد قارب الثمانين رحمه الله.
علي بن محمد بن يوسف الأميوطي القاهري البزار ويعرف بابن الخطيب ثم بابن يوسف. كان يتجر في حانوت الطرحي ويحضر الأسواق ويعامل الناس على خير وسداد وصدق لهجة مع سماع ورغبة في الإطعام والمعروف، وقد حج غير مرة ودخل الشام وزار بيت المقدس ولكنه لم يمت حتى افتقر وكف وثقل سمعه جداً. مات بالإسهال شهيداً في رجب سنة أربع وسبعين وقد جاز السبعين ودفنته بحوش البيبرسية بالقرب من أبنائي فهم أسباطه عوضه الله الجنة ورحمه.
علي بن محمد بن العلاء بن الشمس الكردي الشرابي - نسبة للشرابية من أعمال القصير - الشافعي نزيل حلب. التمس مني تلميذه الجمال يوسف بن التقي أبي بكر الحلبي إمام تمراز كان الإجازة له ووصفه له بالشيخ الإمام العالم العلامة الزاهد الورع المتوجه للمصالح العامة كبناء المساجد وإيقاف كتب العلم على طلبته بما يصل إليه مما يقصد بره به فكتبت له في رمضان سنة ست وتسعين كراسة أرسل بها إليه.
علي بن محمد بن الصفي العلاء بن الصدر بن الصفي الأردبيلي شيخ الصوفية بالعراق. قدم دمشق سنة ثلاثين ومعه أتباع فحج وجاور ثم قدم ولده أيضاً دمشق ومعه جمع كثير وذكروا أن له ولوالده بتلك البلاد أكثر من ألف مريد ولهم فيهم من الاعتقاد ما يجل عن الوصف رحمه الله وإيانا. مات العلاء بعد رجوعه من الحج ودخوله بيت المقدس في ربيع الآخر سنة اثنتين وثلاثين. ذكره شيخنا في إنبائه، وأرخه غيره في أواخر جمادى الأولى عن نحو الستين ودفن في تربة بباب الرحمة وعمل عليه قبة كبيرة.

علي بن محمد العلاء بن القصير الدمشقي دلال العقار بها بل باشر قضاء الركب الشامي وقتاً. وكان قد سمع عبد القادر الأرموي وحدث سمع منه اللبودي وأرخ وفاته في ربيع الأول سنة خمس وستين عفا الله عنه.
علي بن محمد علاء الدين بن القصير الحنفي، ولد في يوم عيد الفطر سنة إحدى وثمانمائة. هكذا في معجم التقي بن فهد وبيض له فيحرر أهو الذي قبله أم غيره.
علي بن محمد العلاء الحلبي ثم القاهري نزيل الجمالية ويعرف بابن شمس. كان بارعاً في الكتابة على طريقة العجم كتب بخطه الكثير. ومات في حياة أبيه سنة ست وخمسين رحمه الله. علي بن محمد نور الدين المقري ابن القاصح. كذا ذكره شيخنا في إنبائه. وصوابه ابن عثمان بن محمد بن أحمد وقد مضى.
علي بن محمد بن الشريف نور الدين الحسني الصحراوي نائب يشبك الجمالي في الحسبة ويعرف بابن ولي الدين، كان أبوه صالحاً بل هم من بيت صلاح واستقر في خدمة شيخ الصوفية بتربة الأشرف قايتباي ثم صرف بغيره وقرره كاتب السر ابن مزهر في تربته وسكنها.
علي بن محمد الكمال بن الشمس النايني - بنونيين بينهما تحتانية مهموزة. ممن قرأ القراءات عن ابن الجزري وأخذ عن العفيف الكازروني تلا عليه الفاتحة وغيرها السيد عبيد الله بن عفيف الدين بل سمع عليه أشياء.
علي بن محمد النور بن الجلال الطنبدي المصري. قال شيخنا في إنبائه: انتهت إليه رياسة التجار بالديار المصرية وكان مع كثرة حجه وحسن معاملته بحيث شاهدته غير مرة يقرض المحتاج بغير ربح وبره لجماعة ومروءة في الجملة كثير الإسراف على نفسه. مات في ليلة الجمعة رابع عشر صفر سنة ست وثلاثين وقد جاز السبعين. قلت وهو صاحب القاعة المطلة على البحر بالقرابيص داخل درب السنبكية المعروفة بالطنبذية والتربة التي بالصحراء بالقرب من الروضة من باب النصر والقيسارية مع الربع بالقرب من جامع الواسطي من بولاق وكذا بالقرب من ميدان الغلة خارج باب القنطرة والحمامين داخل باب الشعرية وغير ذلك؛ وقال بعض المؤرخين إنه استوطن القاهرة قبل موته بسنين وكف عن التجارة إلا اليسير وأنه كان على عادة التجار مسيكاً حريصاً وخلف عدة أولاد ليسوا بذاك افتقر غالبهم بعد مدة يسير عفا الله عنه.
علي بن محمد العلاء أبو الحسن بن الجندي المحلي الحنفي النقيب. فيمن جده خضر بن أيوب علي بن محمد العلاء أبو الحسن القابوني الدمشقي الحنفي شيخ النحاة بدمشق ومن شيوخه العلاء البخاري وكان يقول لم أنتفع في النحو بغيره مع قراءتي فيه على جماعة قبله وتصدى للإقراء فانتفع به الفضلاء من الدماشقة ودرس بأماكن كالريحانية، وكان ظريفاً متواضعاً طارحاً للتكلف متقدماً في النحو خصوصاً شرح الألفية لابن المصنف فكان زائد الإتقان فيه بل بلغني أنه كتب على الألفية شرحاً مطولاً وامتنع من النيابة في القضاء. ومات في رجب سنة ثمان وخمسين ودفن بمقبرة باب الفراديس وكانت جنازته حافلة رحمه الله وإيانا.
علي بن محمد النور أبو الحسن الإشليمي. فيمن جده عثمان بن أيوب بن عثمان.
علي بن محمد النور أبو الحسن الأشمعوني. مضى فيمن جده عيسى.
علي بن محمد نور الدين الميقاتي المنجم ويعرف بابن الشاهد. انتهت إليه الرياسة في حل الزيج وكتابة التقاويم مع معرفة بالرمل وغيره وتكسب بذلك في حانوت فاشتهر وحظى عند الأكابر بل راج أمره بأخرة على الظاهر برقوق وقربه ونزله في مدرسته، مات في المحرم سنة إحدى. ذكره شيخنا في إنبائه ومعجمه وقال: لقيته مراراً والمقريزي في عقوده علي بن العلاء البلاطنسي الدمشقي الشافعي شيخ السبع البارزي بالكلاسة ممن كتب وجمع وقرض قريب السبعين للبدري مجموعه بخط حسن ونثر ونظم فمن نظمه:

قد أطربت أسماعنا لما شـدت

 

ورق البديع بروضة الأوراق

كم شوقت قلب المشوق فيا لها

 

ورق تبثك لـوعة الأشـواق

وأنشد له البدري في مجموعه:

عاتبت عباساً فأظهر لي الحـيا

 

ورداً تفتح في غصـون الآس

وافتر مبتسماً فقلت لعـاذلـي

 

قل لاح بشر الفضل من عباس

وقوله:

من ذا يباهي في الجمال سوى الذي

 

قد حل في قلبي مع التـمـكـين

فيه سما فخري فيا طوبى لـمـن

 

قد فاز في الدنيا بفـخـر الـدين

علي بن محمد النور الشرعبي التعزي اليماني المقري. كان آخر من بقي باليمن من شيوخ القراء أهل الضبط والإتقان وممن جمع حسن الأداء والتحقيق بحيث أنه كان إذا قرأ لا يتمكن من قراءة الفاتحة من المأمومين إلا من لا ذوق له وتفرد بذلك في اليمن مدة. وهو ممن لقي ابن الجزري بالديار المصرية وقرأ ببعض الروايات ثم أكمل عليه العشر باليمن وكذا قرأ بمصر على ابن الزراتيتي في آخرين فيهم كثرة وخطب بالجامع المظفري بتعز وأقرأ به؛ وكان يتوسوس في الطهارة ويتردد في النية تردداً زائداً مع صدق وجد وصدع بالحق. مات سنة إحدى وسبعين تقريباً رحمه الله وإيانا.
علي بن محمد النور القزازي المقري جد التقي محمد بن البدر محمد القزازي الحنفي. ذكر لي أنه قرأ القرآن على الشمس العسقلاني وأن ابن أسد قال له أنه قرأ عليه قال: وكان يؤم بمسجد الطواشي الشهير بالجعبري في الوراقين وأظنه كان في حانوت بالقزازين ولكن ذكر لي حفيده أنه لسكناه هناك فقط. مات في سنة ست وثلاثين أو التي بعدها.
علي بن محمد نور الدين المنزلي الشافعي ويعرف بابن سراج، كان مشاراً إليه في المنزلة بالصلاح ممن يديم التلاوة والعبادة وعنده أتباع يقوم بكلفتهم مع إلمام بالفضل، مات بعد سنة ثمانين.
علي بن محمد النور الويشي - بكسر الواو وسكون التحتانية بعدها معجمة - ثم القاهري. كان قد طلب العلم واشتغل كثيراً ونسخ بخطه الحسن شيئاً كثيراً ثم تعانى الشهادة في القيمة فدخل في مداخل عجيبة واشتهر بالشهادات الباطلة. مات في ذي القعدة سنة خمس وأربعين عفا الله عنه. ذكره شيخنا في أنبائه.
علي بن محمد أبو الحسن البجري البجائي المغربي أحد عدولها. أقرأ الفقه والأصلين وغيرها وهو الآن في سنة تسعين حي.
علي بن محمد أبو الحسن الدمياطي المقري أمام جامع حسن بن الطويل الشهيد بدمياط. تصدى لإقراء القرآن فكان ممن قرأ عليه التقي بن وكيل السلطان وقال أنه مات في شعبان سنة عشرين.
علي بن ناصر الدين محمد الغمري. مضى في ابن محمد بن حسن بن محمد بن حسن.
علي بن محمد الكاتب ويلقب مشيمش. شيخ مسن بالقرب من جامع المارداني متميز في الكتابة من فقهاء الطبقة السنبلية من القلعة وممن تصدى للتكتيب فانتفع به جماعة منهم ابن السهيلي.
علي بن محمد بن الأخميمي البغدادي الأصل. مات سنة أربع عشرة. أرخه شيخنا وقال أنه ولي الوزارة وشد الدواوين وغير ذلك وكان يدعى الشرف.
علي بن محمد بن الأدمي الحنفي. فيمن اسم جده محمد بن أحمد. علي بن محمد القاضي. فيمن جده. علي بن محمد الأقواسي. فيمن جده أحمد.
علي بن محمد الحبشي البليني القائد. مات في ذي الحجة سنة إحدى وستين أرخه ابن فهد.
علي بن محمد الحمصاني المقرئ. مات مقتولاً في ليلة الجمعة سلخ ذي الحجة سنة اثنتين وثلاثين بمكة. أرخه ابن فهد. علي بن محمد الرسام. كتب في سنة ست وأربعين على استدعاء لابن الصفي، ومضى فيمن جده ناصر.
علي بن محمد الركاب أحد المجاذيب بالقاهرة. مات في شعبان سنة ثلاث وستين؛ ودفن بزاويته على الطريق برأس ميدان القمح وكان قبل جذبته ركاب السلطان. أرخه المنير.
علي بن محمد الزبيدي الشافعي. فيمن جده عبد العلي بن قحر.
علي بن محمد السطيح. فيمن جده أحمد بن عبد الله بن حسن.
علي بن محمد الشاذلي. رأيته كتب من نظمه على شرح البهاء بن الأبشيهي المختصر من كتب المالية:

لله درك من حبر مزجـت لـنـا

 

عقد الجواهر بالياقـوت والـدرر

وغصت بحرأ عزير الدر ملتقطـاً

 

نفائساً منه لا تحصى بمنحـصـر

بدت معانيه بالتوضـيح واضـحة

 

بحسن تدوين تهذيب لمختـصـر

حباك ربى بهاء الدين مـرتـقـياً

 

أعلى المنازل بالدارين في زمـر

واغفر لناظمها يا رب مغـفـرة

 

تمحو ذنوباً مضت في سائر العمر

علي بن محمد الشامي المدني أحد فراشيها. ممن سمع مني بها.
علي بن محمد الطائي، فيمن جده سعد بن محمد بن عثمان.
علي بن محمد العلائي الصالحي الدمشقي الغيثاوي - نسبة لغيثا بالقرب من الزبداني - قيم الموالة. كتب عنه البدري في مجموعة قوله:

حبيت كوسى ينور بالملاحة دعد

 

حلو المحيا فحم قلبي بفاحم جعد

خلتو ووجهو وفي بدور حميو يا سعد

 

قمر لعب بقضيب البرق فوق الرعد






وكان راغباً في نقل التصانيف الغربية إلى مصر من الشام وعكسه وبيده بعض جهات مات سنة خمس وسبعين تقريباً، يحرر أهو من ترجمة هذا.
علي بن محمد القمني البنهاوي الأصل. ممن اشتغل قليلاً وتكسب بالشهادة رفيقاً للزين عبد القادر بن شعبان وغيره عند جامع أصلم وكذا بالنسخ وأقرأ المماليك بالطباق وغير ذلك بل وخطب بالجامع المذكور.
علي بن محمد المرحومي ثم القاهري الشافعي المقري أحد الشهود بقنطرة الموسكي. ممن قرأ على ابن أسد وجعفر القراءات.
علي بن محمد المهاجري المقري. رأيته شهد على علي بن موسى في إجازته لابنه أمين الدين محمد بالقراءات في سنة ثمان وعشرين وكتب شهادته نظماً فكان منها:

والله يغفر لي والسامعين ومـن

 

يقول آمين من ذنب مضى وخلا

علي بن محمد الناسخ الكاتب. مضى فيمن جده عبد النصير.
علي بن محمد اليماني مستوفي الديوان بجدة. كان اسمه عمر فغيره لما خدم السيد حسن. مات في صفر سنة أربعين. ذكره ابن فهد.
علي بن محمود بن أبي بكر بن إسحق بن أبي بكر بن سعد الله بن جماعة العلاء الحموي ثم الدمشقي الشافعي بن القباني. قال شيخنا في أنبائه: اشتغل بحماة ثم قدم دمشق في حدود الثمانين وشارك البرهان الحلبي في بعض السماع سنة ثمانين بحلب وبدمشق وولي إعادة البادرائية ثم تدريسها عوضاً عن الشرف الشريشي وكان قليل الشر كثير البشر طويلاً بعيد ما بين المنكبين يفتي ويدرس ويحسن المعاشرة وربما أم وخطب بالجامع الأموي، وحج مراراً وجاور. مات في ذي القعدة سنة اثنتين رحمه الله؛ وتبع شيخنا في ذكره ابن خطيب الناصرية قال شيخنا: وربما يلتبس في ثبت البرهان بابن المغلي المذكور بعده وليس به.
علي بن محمود بن أبي بكر العلاء أبو الحسن بن النور أبي الثناء بن التقي أو البدر أبي الثناء وأبي الحود السلمي - بالفتح نسبة إلى سلمية وربما كتب السلماني - ثم الحموي الحنبلي نزيل القاهرة ويعرف بابن المغلي. كان أبوه تاجراً من العراق وسكن سلمية فعرف بذلك نسبة إلى المغل وولد له قبل هذا ولد نشأ على طريقته ثم ولد له هذا سنة إحدى وسبعين وقيل سنة ست وستين ظناً وسبعمائة بحماه فحفظ القرآن وله تسع سنين وأذهب عليه أخوه ما خلفه أبوهما له من المال وكان غاية في الذكاء وسرعة الحفظ وجودة الفهم فطلب العلم وتفقه ببلاده ثم بدمشق ومن شيوخه فيها الزين بن رجب ولم يدخلها إلا بعد انقطاع الأسناد العالي بموت أصحاب الفخر فسمع من طبقة تليها ولكنه لم يمعن وسمع كما أثبته ابن موسى المراكشي في سنة اثنتين وثمانين على قاضي بلده الشهاب المرداوي عوالي الذهبي تخريجه لنفسه بسماعه منه وسمع مسند أحمد على بعض الشيوخ ورأيته حدث بالبخاري عن السراج البلقيني سماعاً إلا اليسير فأجازه وعن العزيز المليجي سماعاً من قوله في الأطعمة باب القديد إلى آخر الكتاب في سنة إحدى وتسعين ومن محافيظه في الحديث المحرر لابن عبد الهادي وفي فروعهم أكثر الفروع لابن مفلح وفي فروع الحنفية مجمع البحرين وفي فروع الشافعية التمييز للبارزي وفي الأصول مختصر ابن الحاجب وفي العربية التسهيل لابن ملك وفي المعاني والبيان تلخيص المفتاح وغير ذلك من الشروح والقصائد الطوال التي كان يكرر عليها حتى مات ويسردها سرداً مع استحضار كثير من العلوم خارجاً عن هذه الكتب بحيث كان لا يدانيه أحد من أهل عصره في كثرة ذلك وأن كان يوجد فيهم من هو أصح ذهناً منه وكان المحب بن نصر الله البغدادي يعتمده وينقل عنه في حواشيه من أبحاثه وغيرها وأما العز الكناني فكان يعظم فهمه أيضاً وينكر على من لم يرفعه فيه لكنه يقول مع ذلك عن شيخه المجد سالم أنه أقعد في الفقه منه، كل هذا مع النظم والنثر والكتابة الحسنة والتأني في المباحثة ومزيد الاحتمال بحيث لا يغضب إلا نادراً ويكظم غيظه ولا يشفي صدره وإكرام الطلبة وإرفادهم بماله وعدم المكابرة لكن وصفه شيخنا بالزهو الشديد والبأو الزائد والإعجاب البالغ بحيث أنه سمعه يقول للجلال البلقيني مرة وقد قال له: أنت إمام العربية فقال له: لا تخصص وسمعه يقول للشمس بن الديري وقد قال عنه: هذا عالم بمذهب الحنفية فقال:

قل شيخ المذاهب انتهى. ووصفه بعضهم فيما قيل بأنه يحيط علماً بالمذاهب الأربعة فرد عليه وقال: قل بجميع المذاهب، واتفق أنه بحث مع النظام السيرامي وناهيك به بحضرة المؤيد فقال العلاء يا شيخ نظام الدين اسمع مذهبك مني وسرد المسئلة من حفظه فمشى معه فيها ولا زال ينقله حتى دخل به إلى علم المعقول فتورط العلاء فاستظهر النظام هذا وصاح في الملأ طاح المحفوظ هذا مقام التحقيق فلم يرد عليه ومع ذلك فاتفق له مع الشمس البرماوي أنه قال له: هل في مذهب أحمد رواية غير هذا فقال: لا فقال له الشمس: بل عنه كيت وكيت فعد ذلك من الغرائب، وأول ما ولي قضاء بلده بعد التسعين وهو ابن نيف وعشرين سنة ثم قضاء حلب في سنة أربع وثمانمائة واستمر بها أثناء التي تليها ثم تركها ورجع إلى حلب على قضائه وعرف بالعلم والدين والتعفف والعدل في قضائه مع التصدي للأشغال والإفتاء والإفادة والتحديث حتى أنه قد كتب عنه قديماً الجمال بن موسى وسمع معه من شيوخنا الأبي، واستجازه لجمع ممن أخذت عنهم فولاه المؤيد قضاء الحنابلة بالديار المصرية مضافاً لقضاء بلده بعناية ناصر الدين بن البارزي حيث نوه بذكره وأشار عليه بولايته وذلك في ثاني عشر صفر سنة ثماني عشرة بعد صرف المجد سالم فتوجه إلى القاهرة وكان يستنيب في قضاء بلده، وسافر بعد ذلك في سنة عشرين صحبة المؤيد إلى الروم وعاد معه ولم يزل على قضائه وجلالته إلى أن ابتدأ في التوعك إذ سقط من سلم وذلك بعد أن كان عزم على الحج في هيئة جميلة وتأنق زائد فانقطع وفاسخ الجمال واستمر متمرضاً ثم عرض له قولنج فتمادى به إلى أن أعقبه الصرع ومات منه في يوم الخميس العشرين من صفر سنة ثمان وعشرين ولم يخلف بعده في مجموعه مثله فقد كان في الحفظ آية من آيات الله قل أن ترى العيون فيه مثله رحمه الله وإيانا وخلف مالاً جماً ورثه ابن أخيه محمود؛ وممن ترجمه ابن خطيب الناصرية والتقي المقريزي وتردد في مولده أهو بحماة أو بسلمية، وكان شديد الميل إلى التجارة والزراعة ووجوه تحصيل الأموال كما قاله شيخنا قال: ومع طول ملازمته للاشتغال ومناظرة الأقران والتقدم في العلوم لم يشتغل بالتصنيف وكنت أحرضه على ذلك لما فيه من بقاء الذكر فلم يوفق لذلك، وممن أخذ عنه من أئمة الشافعية في الأصول والعربية وغيرهما النور القمني شيخ المحدثين بالبرقوقية والبرهان الكركي والبرهان بن خضر وكان يقرأ عليه في رمضان وغيره والعلاء القلقشندي والشمس النواجي في آخرين وأوردت في ترجمته من ذيل رفع الأصر من نظمه وفي ترجمة العلم البلقيني شيئاً من نثره وأنه كان ممن تعصب له حتى ولي بصرف الولي العراقي ولم يحمد ذلك، وهو عند المقريزي في عقوده.
علي بن محمود بن علي بن عبد العزيز بن محمد الهندي الأصل الخانكي الشافعي أبوه الحنفي هو. ولد في ليلة الأربعاء ثامن عشري ذي القعدة سنة إحدى عشرة وثمانمائة بالخانقاه وسمع بها فحفظ القرآن عند أبيه والعمدة والمنهاج وعرضهما على جماعة واشتغل شافعياً ثم تحول وقرأ بعض كتبهم وتردد لشيخنا بحيث قرأ عليه الموطأ لأبي مصعب وغيره وكذا سمع على البدر حسين البوصيري بعض الدارقطني بل كان استصحبه أبوه معه حين حج لمكة في سنة إحدى وعشرين فأسمعه على ابن سلامة شيئاً من الصحيح وغيره وأجاز له، وحج وزار بيت المقدس ودخل دمشق واجتمع بابن ناصر الدين وتكسب في بلده بالشهادة وحدث باليسير قرأ عليه العز بن فهد ونحوه وكتبت وكتبت عنه من فوائده وليس كأبيه بل هو فيما قيل غير محمود.

علي بن محمود بن محمد بن أبي بكر بن الجنيد بن شبلي بن الشيخ خضر - نسبة لبقابرص من معاملات حلب فلذا يقال له أيضاً الحلبي - القصيري الشافعي ويعرف بالشريف الكردي. ولد سنة إحدى عشرة وثمانمائة أو التي تليها ببابزيا من عمل القصير لفتنة كانوا رحلوا بسببها من قريتهم بقابروص - بموحدة وقاف ثم موحدة ومهملة مضمومتين وآخره مهملة، وقرأ بها القرآن وبحث المحرر على عمه السيد خليل، ثم قدم القاهرة في جمادى الأولى سنة أربع وثلاثين وهو فقير جداً فلازم الونائي وسافر معه إلى بيت المقدس وغيرها وندبه للكشف عن الكنائس الشامية في سنة ست وأربعين وسمع هو بالقاهرة على شيخنا وغيره وصحب القاياتي والشرواني والبدر البغدادي الحنبلي والكمال إمام الكاملية والمتواخيين الزين قاسم وإبراهيم القادريين ثم خطيب مكة أبا الفضل النويري في آخرين من الأتراك كدولات باي واستقر به في مشيخة التصوف بالطيبرسية بعد موت زين الصالحين الخطيب المنوفي؛ وحج في سنة ثلاث وأربعين صحبه البدر الحنبلي وسافر مع الغزاة إلى رودس وغيرها غير مرة أولها في سنة أربع وأربعين ثم في سنة سبع وأربعين والتي بعدها ورافقه البقاعي فيهما؛ وأثرى وكثر ماله لا سيما وقد أودعه شخص ممن كان يصحبه قرب موته مالاً وأعلمه بأن له عاصباً في بلاده ومات عن قريب فلا العاصب جاء ولا هو اعترف بحيث أن الوزراء لا زالوا يتعرضون له بسبب ذلك ولا يصلون منه لشيء واقترض منه الجمالي ناظر الخاص في بعض الأحايين بواسطة البدر البغدادي وارتهن عنده كتباً، ولا زال في ترق من المال والوجاهة خصوصاً حين تعين بواسطة الجمالي المذكور رسولاً عن الأشرف إينال في سنة تسع وخمسين إلى صاحب المغرب ومعه له هدية ثم رجع في المحرم سنة ستين وتزايدت وجاهته حتى أن اشرف المشار إليه زبر البقاعي مرة عن الوقوف فوقه زبراً فاحشاً وكان ذلك سبباً لإخماده ولما استقر الأشرف قايتباي زاد في ترقيه لصحبة كانت بينهما وقرره في نظر الخانقاه السرياقوسية ثم في ديوان الأشراف بل وأرسله إلى قلعة حلب ليكون نائباً بها فأقام مدة؛ واتسعت دائرته في الأموال جداً وتكرر طلبه للمجيء والحاجة فيه إلى أن أجيب وقدم القاهرة فهرع الناس للسلام عليه واستمر مقيماً على وظائفه إلى أن تعلل بدمل تكون فيه ثم لا زال يتسع إلى أن مات في ليلة الجمعة رابع جمادى الثانية سنة اثنتين وثمانين وصلي عليه من الغد ودفن بحوش سعيد السعداء جوار قبر صاحبه البدر البغدادي وترك شيئاً كثيراً يفوق الوصف؛ وكان رحمه الله خيراً صافي البطن لوناً واحداً مظهراً للمحبة في وأصحابه ينسبونه إلى إمساك وربما ذكر بالتزيد في الرقم، ووصفه البقاعي قديماً بالشريف الفاضل المجاهد قال: وهو شكل حسن وبدن معتدل صحبته في الجهاد غير مرة فوجدته ينطوي على كرم غزير وشجاعة مفرطة وأخلاق رضية وعشرة حسنة ونية جميلة. قلت: كان هذا من البقاعي قبل تقديم صاحب الترجمة خطيب مكة للصلاة على ولد له بحضرته وقبل زبر الأشرف له بسببه نسأل الله كلمة الحق في السخط والرضى وأشار بعد سياق نسبه لسقط فيه وحكى عنه أنه قال: نمت مرة في شهر رمضان سنة ست وأربعين في دمشق فإذا قائل يقول لي: يا شريف يا شريف فلان أخذ مفتاح خزانتك وهو الآن يسرق مالك قال: فقمت فافتقدت المفتاح فلم أجده فذهبت إلى خلوتي فإذا فيها نور ففتحت الباب رويداً فإذا بذلك الرجل قد فتح خزانتي وهو يأخذ ما فيها فأخذت ما أخذه وحذرته فالله أعلم.
علي بن محمود بن محمد بن أحمد بن قاوان ملك التجار بن خواجا جهان الكيلاني. قدم القاهرة بعد موت ابني عمه ثم عاد سريعاً لمكة في البحر هو والشريف إسحق فداما بها ثم سافر إلى عدن ثم إلى كنباية وتوفي بها قيل مسموماً إما في سنة خمس وتسعين أو التي بعدها ويذكر بفضل ونظم ولكنه كان مسيكاً وقد جاز الستين.
علي بن محمود الضياء الكرماني الشافعي. أخذ عن أبي الفتوح الطاووسي والمعين نصر الله بن الظهير أبي النجاشي عبد الرحمن والمجد اللغوي وجماعة، وشرح المشارق في أربع مجلدات وسماه ضوء المشارق، وولي قضاء الشافعية بكرمان ولقيه الطاووسي في سنة ثلاثين وثمانمائة فاستمد منه فوائد وأجاز له بل أذن له في الإفتاء وكان حينئذ قد زاد على التسعين ووصفه بالمولى المحدث الأعظم الأعلم الرباني المفتي المصنف.

علي بن مخارش - بضم الميم وفتح المعجمة وآخره شين معجمة بعد راء مهملة على وزن مخاصم - الزيدي. فارس مشهور بالنجدة والفروسية يعد بمائة قتله عبد الوهاب بن طاهر الذي صارت إليه مملكة اليمن بمعركة في رمضان سنة إحدى وستين.
علي بن مرعي بن علي البرلسي شقيق محمد الآتي وهذا أكبرهما وذاك أكثرهما وهو الآن سنة تسع وتسعين في الأحياء.
علي بن مسعود بن علي بن عبد المعطي بن أحمد بن عبد المعطي بن مكي بن طراد نور الدين أبو الحسن الأنصاري الخزرجي المكي المالكي. ولد سنة تسع وثلاثين وسبعمائة وسمع بمكة من إبراهيم بن محمد بن نصر الله بن النحاس والصارم أزبك الشمسي وعثمان بن الصفي الطبري والسراج الدمنهوري وعثمان النويري والعز بن جماعة والفخر ابن بنت أبي سعد والشهاب الهكاري والكمال ابن حبيب وعلي بن محمد الهمداني والقطب بن المكرم في آخرين، ومما سمعه على ابن المكرم جزء الخرقي والتنوخي وعلى الأول مشيخة العشاري بروايته عن أحمد بن المكرم جزء الخرق والتنوخي وعلى الأول مشيخة العشاري بروايته عن أحمد بن شيبان وعن الثاني مجلس رزق الله بروايته عن الأبرقوهي، وحدث سمع منه الفضلاء كالتقي الفاسي ترجمه في مكة وابن موسى والأبي بل بمكة الآن من سمع منه وروى لنا عنه العلاء القلقشندي، وكان كما قال شيخنا في أنبائه مشاركاً في الفقه مع الديانة والمروءة. مات في تاسع المحرم سنة ثلاث عشرة بمكة ودفن بالمعلاة رحمه الله وإيانا.
علي بن مسعود بن علي الدمشقي ثم العرضي ثم القاهري الشافعي الفراء. شيخ مسن لازم السماع عند شيخنا وكذا سمع على الشهاب الواسطي وغيره بل زعم أنه سمع مواعيد ابن رجب في سنة خمس وثمانين وأنه سمع فيها أيضاً بالقاهرة بباب كامليتها على الصدر الياسوفي بعض تصانيفه وأنه سمع قبلها في سنة ثمانين على الشمس محمد بن إسماعيل الكفر بطناوي الدمشقي قطعة كبيرة من البخاري تحت قبة النسر من الجامع الأموي، وفي رمضان سنة اثنتين وثمانمائة بالجامع الأموي أيضاً بقراءة الجمال عبد الله الفرخاوي على الصفي العجمي صحيح مسلم أنا البياني وعلى البرهان بن جماعة بالقراءة أيضاً الشفا وعلى ابن الرحبي مواضع من السيرة ولم نقف على شيء مما سمعه فلذا لم نلتفت لذلك وأن كان قد أخذ عنه بعض من لا يحسن كابن المنير المزور وربما استجازه ابن قمر. ومات قريب الخمسين رحمه الله وإيانا وعفا عنه.
علي بن مسعود بن محمد بن أبي الفرج الشرف بن التاج الأبرقوهي سبط القاضي أبي نصر. ولد في ذي القعدة سنة خمس وأربعين وسبعمائة ولقيه الطاووسي بأبرقوه في جمادى الآخرة سنة تسع عشرة فأجازه.
علي بن مسعود البعداني. مات في صفر سنة خمسين بمكة. أرخه ابن فهد.
علي بن مصباح بن محمد بن أبي الحسن نور الدين بن ضياء الدين اللامي والد الشمس محمد وأم الزين عبد الرحيم الأبناسي. ذكره شيخنا في إنبائه وقال: كان أحد الفضلاء في الفقه خيراً كثير الإطعام يتعانى في الزراعة وتنزل في زاويته بمنية الشيرج مع تردده في القرى. مات في ثالث عشر شوال سنة ثلاث عشرة رحمه الله وإيانا.
علي بن المصلية. هو ابن عبد الوهاب بن أبي بكر.
علي بن المعلى. رأيت خطه في سنة ست وعشرين لبعض من عرض عليه.
علي بن مفلح نور الدين الكافوري الحنفي الشديد السمرة ويعرف بابن مفلح. قال المقريزي: كان أبوه عبداً أسود للطواشي كافور الهندي فأعتقه وقرأ ابنه القرآن وترقى حتى صار فقيه المماليك ببعض الطباق، ثم أكثر من مداخلة الأتراك والتردد للزيني عبد الباسط بحيث ارتفع به قدره وولي وكالة بيت المال ونظر البيمارستان، وعد في الرؤساء مع مروءة وعصبية وتقعير في كلامه من غير إعراب ولا علم، وقال غيره أنه اختص بخدمة الصارمي إبراهيم ابن المؤيد أولاً بحيث اشتهر ثم تزايد اختصاصه بالزيني لمقاساته الشدائد التي كان يعامل بها في مجلسه حتى أنه في بعض منتزهاته رأى بعض ثناياه بارزة فقال له:

دعني أقلعها فامتنع أشد امتناع فلم يلتفت لذلك بل أمر بإلقائه على الأرض غصباً وربطت سنه بخيط حرير مبروم ثم ديس برجل على صدره بحيث لا يتمكن من الحركة وجبذ سنه فانقلع وانتشرت الدماء فانشرح الزيني وكل من هناك غير ملتفت لتضمنه لزوم الدية إلى غير ذلك مما تقدم عنوانه، وكان مع قلة بضاعته في العلم بل عدمها وكونه عريض الدعوى من دواهي العالم، حتى أنه ربما غطى دهاؤه وحسن تأتيه في الكلام على مخدومه جهله بحيث يساء من عنده من فضلاء مجلسه كيحيى بن العطار بذلك وينتدبون لإظهار جهله عند كبيرهم فيسألونه مسائل مشكلة أو غيرها وهو يتخلص منهم بكل طريق ممكن وفي الغالب يقول لهم: حتى نكشف ثم يأتي الزين قاسم الحنفي وكان نزيلاً له فيجيبه ويذهب من الغد بالجواب إليهم ووصل علم ذلك للزيني فكان يقول مشيرأ لهذا: من العجائب أن ابن مفلح عنده كتاب ابن أم قاسم يكشف منه عن كل شيء في الدنيا نحو وفقه وألغاز وغيرها وكان مما سأله عنه يحيى المشار إليه:

نظري فقحة الصبـي حـلال

 

وكذاك اجتماعنا للـجـمـاع

يجوز النكاح في الجحر شرعاً

 

للنسا والشباب بـالإجـمـاع

فقال له الزين قاسم: يجوز أن يكون الصبي ممن لم تعتبر عورته عورة أو أن الفقحة راحة الكف كما في القاموس والجماع القدر العظيمة كما في الصحاح على أن لفظة نا هي ضمير المتكلم لا يلزم أن يكون المراد بها المتكلم والصبي بل المتكلم ومن يحل له وطؤها والجحر المغار ويجوز فيه وطء الشباب النساء بشروطه وقال يحيى: ثم نظمت هذه الأبيات وأرسلتها إليه فلم يجب عنها وهي:

قل لمن كان في الورى ذا اطـلاع

 

واعتراف بالخلـف والإجـمـاع

أي عضو من بعض أعضا وضوئي

 

قائم سـالـم مـن الأوجـــاع

غسله لا يجوز والمسـح أيضـاً

 

 

وكذا إن عممته ليس يجزي

 

لانعـدام الـشـروط والأوضـاع

فأبن ذا بـقـيت فـي كـل خـير

 

وبلغت المـنـى بـغـير دفـاع

وذكره شيخنا في أنبائه فقال أنه ولي مشيخة الجامع الجديد بمصر مدة، وكان عارفاً بصحبة الرؤساء كثير الخدمة لهم والتودد لأصحابه والإعانة لهم وفيه لبعض الطلبة خير منهم الأتابك جقمق والمحب قاضي الحنابلة والبدر العيني وهو الذي أم بهم عفا الله عنه.
علي بن منصور بن زين العرب الحصفكي ثم المقدسي والد أبي اللطف محمد. كان تاجراً في القماش ذا ثروة مات بالقدس سنة خمس وخمسين وخلف لولده دنيا واسعة.
علي بن موسى بن إبراهيم بن حصن - بمهملتين ونون - بن خضر الدولة القرشي البلفيائي ثم الغزي الشافعي ويعرف بالكتاني بالمثناة؛ ولد سنة سبعين وسبعمائة بقرية بلفيا - بكسر الموحدة والام ثم فاء ساكنة بعدها تحتانية من ريف مصر - ثم انتقل به أبوه إلى غزة فقرأ بها القرآن وحفظ العمدة والمنهاج الفرعي والورقات لإمام الحرمين والملحة وعرضها على جماعة منهم محمد بن طريف بالمهملة مكبر، وأخذ الفقه عنه وعن البرهان بن زقاعة والعلاء ابن نعامة قاضي الشافعية بها وسمع علي الحديث وكذا أخذ عن ابن طريف الأصول، ثم ارتحل إلى القدس فأخذ به النحو عن المحب بن الفاسي والبدر العليمي وغيرهما ولما تحول شيخه ابن زقاعة إلى القاهرة وتوطن بها طلبه من غزة فقدم عليه ولازم خدمته إلى أن مات الشيخ بحيث عرف بخدمته واستقر في خدمة الباسطية بالقاهرة، وحج بأخرة من القاهرة في سنة اثنتين وأربعين وجاور وتلا بالعشر على الزين بن عياش بما تضمنه نظمه في الثلاثة والشاطبية، وكان جيد الذهن ذا نظم كثير وفضيلة ومشاركة في العلوم واستحضار للكثير من علوم شتى مع شجاعة واعتناء بفنون الحرب. مات بالقاهرة في يوم السبت سابع عشر شوال سنة تسع وأربعين بعد أن اختلط من قبيل رمضان سنة ست وصار ملقى لا يعي شيئاً رحمه الله وإيانا.

علي بن موسى بن إبراهيم العلاء أبو الحسن بن مصلح الدين الرومي الحنفي نزيل القاهرة. ولد سنة ست وخمسين وسبعمائة واشتغل ببلده وتفنن في العلوم ودخل بلاد العجم وأدرك كما قال العيني الكبار بسمرقند وشيراز وهراة وغيرها ولازم السيد الجرجاني مدة زاد غيره والسعد التفتازاني وقدم الديار المصرية في سنة سبع وعشرين فأكرم ونالته الحرمة الوافرة من الأشرف برسباي واستقر به في مشيخة مدرسته التي أنشأها وتدريسها فباشرها مدة ثم صرفه لكونه وضع يده على مال جزيل لبعض من مات من صوفيتها ولأمور فاحشة نقلت له عنه وأمر بإخراجه وقرر فيها شيخنا ابن الهمام وذلك في ربيع الآخر سنة تسع وعشرين وتوجه هذا فحج وسافر من هناك إلى الروم ثم عاد إلى مصر في سنة أربع وثلاثين فكانت حوادث ستأتي في الإشارة إليها، ذكره شيخنا في معجمه وقال: أنشدني من لفظه في قصة اتفقت له قال: أنشدني الشيخ شهاب الدين نعمان الحنفي العالم المشهور بما وراء النهر وهو والد القاضي عبد الجبار:

إذا اعتذر الفقير إليك يومـاً

 

تجاوز عن معاصيه الكثيره

فإن الشافعي روى حـديثـاً

 

بأسناد صحيح عن مغـيره

بأن قال النبي يقـيل ربـي

 

بعذر واحد ألفى كـبـيره

قال: وحضر مجلس الحديث بالقلعة في رمضان سنة أربع وثلاثين فوقعت منه فلتات لسان حمله عليها بعض الناس فيما زعم ثم اعتذر عن ذلك ورام من السلطان أمراً فلم يصل إليه فتوجه في آخرها إلى بلاد الروم في البحر ثم عاد في أثناء سنة تسع وثلاثين وحضر جلس أيضاً وجرى على سننه المعروف في حدة الخلق والشراسة وغير ذلك مما يشاهده الحاضرون وليس بمدفوع عن العلم والاستعداد ولكنه يحب الشهرة ورام الاستقرار في مشيخة الشيخونية فلم يتهيأ له فلما كان سنة أربعين جرى الكلام في المجلس فحط على شيخها يعني الشرف أبا بكر بن إسحق الملطي باكيراً بمجلس السلطان وكفره فجر ذلك إلى إحضاره لمجلس الشرع وادعى عليه فأنكر وزعم أن الأعوان أهانوه ثم عقد له مجلس بحضرة السلطان فأصلحوا بينهما؛ وضعف بعد ذلك وانقطع مدة إلى أن شارف العافية وأراد دخول الحمام فسقط من سريره فانفك وركه فانقطع مدة أخرى إلى أن مات والله يعفو عنه في سنة إحدى وأربعين يعني في ليلة أحد العشرين من رمضان، وتقدم للصلاة عليه الحنفي وشق ذلك على الشافعي يعني العلم البلقيني، زاد غيره ودفن بمقبرة باب النصر، وكان متضلعاً من العلوم ممن حضر في ابتداء مناظرات التفتازاني والسيد بحضرة تيمور وغيره فحفظ تلك الأسئلة والأجوبة الفخمة وأتقنها غير أنه كان مبغضاً للناس لطيشه وحدة مزاجه وجرأته واستخفافه بمن يبحث معه وما وقع منه في حق شيخنا معروف، وتصدى في القدمة الثانية للإشغال وانضم إليه الطلبة فلم تطل أيامه، وكذا قال العيني: كان عالماً محققاً بحاثاً ديناً، وقال المقريزي في عقوده وغيرها: كان فاضلاً في عدة علوم مع طيش وخفة وجرأة بلسانه على ما لا يليق وفحش في مخاطبته عند البحث معه عفا الله عنه.
علي بن موسى بن أبي بكر بن محمد الشيبي من بني شيبة حجبة الكعبة قريب محمد بن أحمد بن حسين بن أبي بكر الآتي. دخل جد أبيه محمد اليمن فوصل إلى حرض فخرج إلى الحادث ساحل مور وهو واد عظيم به عدة قرى منها الحسانية قرية أبي حسان بن محمد الأشعري؛ وكان ممن يعتقد فأتفق وقوع فتنة بين طائفتين من قومه قتل فيها قتيل فاستوهب دمه فقالوا له:

بشرط أن تسكن معه فأسس لهم مكان قرية فسكنوه وهو معهم فنسبت إليه، واتسعت دنياه لقصده بالنذور من عدة بلاد وكانت له أخت فزوجها بمحمد المذكور لتفرسه فيه الخير فأقامت عنده إلى أن حملت، وتوجه لمكة بعد أن عاهد امرأته أنها إن ولدت ذكراً تسميه أبا بكر ففعلت، ومات خاله أبو حسان فخلفه في زاويته وظهرت له كرامات ثم خلفه في زاويته ابن له يسمى علياً، وكان كثير العبادة والتجريد ويقال أنه قعد مدة لا يأكل في الأسبوع غير مرة ولم يتعلق بشيء من أمور الدنيا ثم خلفه عمه موسى وكان عابداً صاحب مكاشفات وكرامات ذكياً مذاكراً فلما مات قام ولده علي فاشتهر بالصلاح والذكاء والسخاء وحسن الخلق وكثرة الخير وطول الصمت مع إدمانه لسماع الحديث والتفسير على الفقيه أحمد العلقي وكان نزل فيهم بل تزوج الفقيه علي أخته وكان أعني علياً يذاكر بكثير من الحديث والتاريخ والسيرة مع المحافظة على الوضوء وصلاة الجماعة وكونه موسعاً عليه في الدنيا متجملاً بأحسن الثياب. مات سنة إحدى عشرة وخلفه ابنه عبد الله الماضي. ذكره شيخنا في أنبائه تبعاً للشيخ حسين بن الأهدل في ذيله علي الجندي.
علي بن موسى بن جلال بن أحمد بن جلال بن أحمد نور الدين البحيري الأزهري المالكي. ولد في سنة إحدى وخمسين وثمانمائة بالبحيرة ونشأ فحفظ بالقاهرة القرآن والمختصر في فروعهم وألفية ابن ملك والتلخيص وجمع الجوامع في الأصول وغيرها وأخذ عن البرهان اللقاني في الفقه وكذا عن السنهوري وربما أخذ عنه غيره ولم يكن الشيخ يحمده بل ربما يطرده حتى أنه أبطل تقسيماً كان اشترك مع البدر بن المحب والشهاب الفيشي فيه لأجله وقرأ على التقي الحصني في شرح العقائد وسمع دروسه وبعض دروس الكمال بن أبي الشريف وأقامه من مجلسه وتردد للمحب بن الشحنة في شرح ألفية العراقي؛ وكانت تبلغني عنه مضحكات أو مبكيات ولزم صحبة ولده الصغير وأشباهه وأكثر من الجلوس عند الخيضري وتغرى بردى القادري ثم برسباي قرار قيل أنه كان يقرأ عليه وسمع اتفاقاً على الشاوي وحفيد يوسف العجمي وذكر بجودة الخط وكثرة الإقدام والاستعجال والاقتدار على التعبير مع كونه ليس في الفهم بذاك ولا أتقن علماً ولكن قد راج بين العوام غالباً سيما حين مشاهدته في مجالس القاصرين ونقلت لي عنه كلمات حين حضوره مجلس شيخه الخيضري يستحق فيها الأدب بل أزيد وربما تألم السنهوري حين يحكي له بعضها وقبحه السلطان في جماعة المؤيدية بل رام ضربه ووصفه بالفجور وحلف الخطيب الوزيري بالطلاق الثلاث أنه لا يتكلم معه في هذا مع تماثلهما في كثير من الأوصاف وأهانه الإمام الكركي لمخاطبته للزيني زكريا قبل قضائه في مجلس القلعة بما لا يليق جرياً على عادته بحيث فعل مثل ذلك مع قاضي الحنفية الأمشاطي في مجلس بجامع الأزهر ورام القيام من المجلس فتلطفوا به؛ وحج سنة خمس وتسعين منتمياً للشريف إسحق صهر الخواجا ابن قاوان وجاور وتزوج هناك وأقرأ قليلاً ثم عاد معه في موسم سنة سبع وتسعين وبالجملة فلم يتهذب بمرشد ولا تأدب بمسعد.
علي بن موسى بن علي بن قريش بن داود الهاشمي الحارثي المكي. ولد بها ونشأ فسمع من أبي اليمن الطبري وأجاز له في سنة خمس فما بعدها ابن صديق والعراقي والهيثمي وعيرهم، ودخل مصر والصعيد ثم اليمن وأقام بها دهراً عند الرضى أبي بكر بن محمد بن عبد اللطيف بن سالم والد الشجاع عمر، وحصل في أيامه أموالاً وذهبت منه لما غضب عليه ورجع إلى مكة بعيال الرضى وأولاده في سنة خمس وأربعين فلم يلبث أن مات في المحرم من التي بعدها عن خمس وسبعين ظناً. ذكره ابن فهد وأسقط علياً من نسبه في موضع آخر.
علي بن موسى بن عيسى بن عبد الله بن الوردي. ولد تقريباً في سنة تسع وثمانين وسبعمائة. ومات قبل خمسين. ذكره البقاعي هكذا مجرداً.
علي بن موسى بن قريش المكي. فيمن جده علي قريباً علي بن الشرفي موسى بن المتوكل على الله محمد بن أبي بكر العباس الهاشمي ابن عم المتوكل العز عبد العزيز الخليفة الآن والآتي أبوه. مات في ربيع الثاني سنة إحدى وتسعين.

علي بن موسى بن هرون أبو الحسن بن الزيات المقري أخو الشهاب أحمد الماضي ويعرف بابن الزيات. كان خيراً نيراً من صوفية سعيد السعداء يتولى تقديم نعالهم فيها كل يوم غالباً وربما فعل بصوفية البيبرسية ذلك مع مداومة التلاوة والعبادة والحرص على شهود وقت الشافعي ونحوه. مات في أواخر سنة ست وسبعين ونعم الرجل كان رحمه الله.
علي بن موسى النور أبو الحسن القرافي ثم القاهري الشافعي المقرئ والد الأمين محمد الآتي تلا بالسبع على ابن المشبب أفراداً وجمعاً وانتهى في سنة ثلاث وتسعين وسبعمائة وكان حياً قريب الثلاثين أخذ عنه ابنه وكذا زعم الشهاب بن أسد أنه قرأ عليه رحمه الله.
علي بن موسى الحنفي. رأيته كتب في عرض سنة ثلاث وهو غير الماضي فيمن جده إبراهيم.
علي بن ناصر بن محمد بن أحمد النور أبو الحسن البلبيسي ثم المكي الشافعي والد الحسن والحسين والنجار أبوه وأخوه ويعرف بالحجازي وبابن ناصر، وكتبه النجم بن فهد علي بن محمد بن أحمد وقال: نور الدين بن ناصر الدين ويعرف بابن ناصر. ولد في ثالث عشر رجب سنة إحدى وأربعين وثمانمائة بمكة ونشأ فحفظ القرآن وكتباً واشتغل في الفقه وأصوله والعربية وغيرها من الفنون وقرأ على التقي بن فهد وولده؛ ودخل القاهرة غير مرة وزعم أنه أقام بها من سنة إحدى وخمسين إلى ستين، وكذا دخل الشام وغيرها وزار بيت المقدس ومن شيوخه العبادي والجوجري والبرهان بن ظهيرة وأخوه والمحيوي المالكي وكذا فيما زعم العلم البلقيني والمناوي والتقي الحصني والزين خالد المنوفي ولازمني في قراءة شرح ألفية العراقي للناظم وكذا أخذ عني غير ذلك وقرأ على المحب بن الشحنة سنن ابن ماجة وعلى ابنه الصغير العروض وتكسب بالشهادة وتولع بالنظم وأكثره سفساف وربما لا يكون موزوناً كما سيأتي الإلمام بشيء منه في ابنة ابن سيرين من النساء؛ وامتدح ابن وولده وغيرهما بل امتدحني غير مرة، وتكلم على الناس وأكثر من الخوض فيما لم يتأهل له والصياح بما لا يتكلم به إلا مخبط مثله ولذا لم يكن البرهاني يلتفت لكلامه بل توسل بي عنده في القراءة عليه فما وافق وعلل ذلك بما ظهر من أمره شيئاً فشيئاً إلى أن تكامل وذكر ما يؤول إلى الأرجاء وفضل حمزة على علي إلى غير ذلك من مفردات لا طائل تحتها، وأدبه ابن أبي اليمن وأغلظ عليه في سنة أربع وتسعين شاهين الجمالي وقال له البدري أبو البقا بن الجيعان مع كون هذا ممن قرأ عليه الشفا بالروضة النبوية ومدحه بقصيدة لو وجد معك آخر بمكة يفتح لهم باب التأويا لم تقف قضية ولكن مشى حاله قبل ذلك عند ابن الزمن بحيث تكلم في مباشرة رباط السلطان بل وفي عمائره هناك، وتزوج عدة زوجات بعد مزيد الفاقة وكانت بينه وبين الشيخ الرباط نور الله العجمي مسافهات ومقابحات كان هو الرابح فيها لمزيد جرأته ووقاحته وكون ذاك ليس بحجة وأدى الأمر إلى مجيئهما القاهرة ولم ينتج شيئاً، وبالجملة فهو ممن اشتغل وشارك وقام وقعد وصاح وناح لما انتقل ذاك الدور صار يحلق ويجتمع عنده بعض المبتدئين والغرباء بل أخذ في التصنيف فقيل أنه شرح البهجة وغيرها مما لم أره ولا يؤهله الفضلاء لشيء من هذا كله سيما مع إقدامه وعدم تأدبه حتى مع مشايخه بحيث انقطع السيد أصيل الدين الأيجي عن درس المدرسة عند القاضي معه، وتجاذب في محرم سنة ثمان وتسعين مع الخطيب الوزيري في أمن سهل فكان بينهما بحضرة القاضي ما لا أحب ذكره، وحاصله الوصف بعدم الفهم وكثرة التخبيط وأنه يأمر بعض خدمه فيعزره لتسويغ ذلك في مذهبهم للعالم فرد عليه بنحوه هذا، وقد سافر في موسم السنة المشار إليها مع الركب الشامي إلى الشام ثم إلى حلب ووصل إلى الروم فأكرم بما سمعت من يبالغ في كثرته مما قال أنه وفى به دينه أو جله وعاد في موسم التي تليها ولزم أمره في الشهادة والتحليق وكتبت إليه قبل ذلك الفاضلة فاطمة ابنة الكمال محمود بن شيرين سائلة مما هو مكتوب بخطه مع جوابه وهو:

يا أيها الحـبـر الإمـام الـذي

 

كل بـه الـورى مـقـتـدي

اسئلك أن تفرج مـا نـالـنـي

 

بالأمس من ضيق وكن منجدي

واروي حديثاً معرضاً وافتـنـي

 

واجل فدتك الروح قلبي الصدي

ولا تشـدد أمـر مـا قـلـتـه

 

من نقل أخبار عن الـحـسـد

إذ لـم أجـد مـخـلـصـــاً

 

أضـل إذ ذاك ولا أهـتــدي

فتكتسب إثمـي مـذ جـئت أن

 

أنال فضـلاً مـنـك ردت يدي

مملوكـه يا سـيدي يبـتـغـي

 

بيان نـطـق فـيه أقـتــدي

فالنفس لا تمـلـك إلـزامـهـا

 

حيث اشمأزت من خبـيث ردي

واللـه لا يظـلـم بـل عـادلاً

 

وهو إلهـي رازقـي سـيدي

سبحانه قد قال مـن فـضـلـه

 

على لسان المنذر الـمـرشـد

من في الورى ظلماً عليك اعتدى

 

فمثله عدلاً عـلـيه اعـتـدي

الجواب:

يا سائلي بـمـدحـه مـبـتـدي

 

هديت للخيرات يا مـسـعـدي

ومبتغـي تـفـريج مـا نـالـه

 

من ضيق صدر صار منه صدي

من أجل ما قلنـاه فـي حـسـد

 

ووصـفـنـا عـلاجـــه ال

في حـق مـن آذاك لا يرعـوي

 

عن خبثه ظلـمـاً ولا يبـتـدي

إن رمت أفتيك حـديثـاً جـلـي

 

ينفعـك الـلـه بـه فـي غـد

فاصغ لما أبديه مسـتـسـلـمـاً

 

بحكم مولى راحـمـاً مـرشـد

قد حرم الـلـه عـلـى عـبـده

 

أن يحسد الناس عـلـى سـودد

وهو بأن يضمر فـي قـلـبـه

 

كراهة النعمة لـلـمـعـتـدي

ويشتهي بـقـلـبـه زوالـهـا

 

عنـه وهــذا حـــســـد

وضربـه وشـتـمـه وعـيبـه

 

ما آثـم زائدة لـلـحـســـد

رجـح قـوم أنـه مـتــى إذا

 

لم يبـد هـذا بـلـسـان أو يد

فإنـه لا ضـرر عـلـيه فـي

 

دين وإلا فهو عاص مـعـتـدي

والـحـق أنـه لا بـد مـــع

 

كف الأذى في نفي عصيان ردي

من أن يلوم نفسه عـلـى الـذي

 

يحبه من هتك ستر المعـتـدي

ويشتهـي بـعـقـلـه زوالـه

 

عن طـبـعـه ويرتـجـــي

أمـا إذا قـابـلـه بـفـعـلـه

 

لكف لكف شره فليس معـتـدي

مع كونه يكره هـذا إن جـرى

 

ويسأل الـلـه لـه أن يهـتـدي

وإن عفا فهو طريق المصطفـى

 

وقد أمرنا بـهـداه نـقـتـدي

ليس ورا ما قلـتـه مـذهـبـاً

 

فاطلب من الله صلاح الـبـدي

وقال هذا ناظمه ابـن نـاصـر

 

عبد غدا للشافعـي مـقـتـدي

سائلاً الـلـه بـجـاه أحـمــد

 

أن يصـلـح الـــشـــأن

فلم يرتضه العقلاء ولا الفضلاء أجابها الشهاب الحرفوش بما ترجمتها.
علي بن أبي النجا بن علي الفاضلي الدلال بسوق أمير الجيوش. ممن سمع علي في سنة خمس وتسعين وقبلها

علي بن نصر الله الخراساني العجمي ويعرف بالشيخ علي الطويل ويقال له يار علي المحتسب، ولد بخراسان في حدود الثمانين وسبعمائة ونشأ بها فكتب المنسوب وتعانى الطلب قليلاً ثم خرج منها سائحاً على طريقة فقراء العجم المكدين، وصحب الأتابك سودون من عبد الرحمن لما خرج هارباً من المؤيد وتوجه إلى قرا يوسف بالعراق فلما عاد إلى القاهرة قدم عليه ماشياً من بلاد الشرق وبيده عكاز فأكرمه ونزله في صوفية خانقاه سرياقوس ثم لما بنى مدرسته هناك جعله شيخها وذلك في سنة ست وعشرين فحسن حاله وركب الفرس وتردد إلى الناس وكثر اختلاطه بالظاهر جقمق قبل تسلطنه لكونه وهو أمير آخور كان نظر المدرسة إليه فلما تسلطن زاد تقربه إليه بالهدايا وغيرها فولاه حسبة مصر القديمة ثم بعد مدة حسبة القاهرة عوضاً عن العيني وذلك في ربيع الأول سنة خمس وأربعين واستمر فيها مدة يعزل ثم عاد مع مصادراته وإهانته في كثير من عزلاته وغيرها والأمير ينفيه غير مرة، وآخر ولاياته في سنة وفاته وقد أحكم في هذه الوظيفة مظالم وتقريرات صار عليه وزرها ووزر من تبعه عليها إلى يوم القيامة، وابتنى الأملاك الكثيرة بخانقاه سرياقوس وغيرها، وولي مشيخة الخانقاه وقتاً عوضاً عن الشهاب بن الأشقر، وحج في سنة ست وأربعين؛ وكان مفرط الطول أسمر فصيحاً بالعجمية والتركية عرياً عن الفضائل إلا أنه يعرف طرفاً من الكتابة ويكتب عقداً جيدة حتى أنه في مبدأ أمره كتب عقدة فيها الآية الشريفة "وانظر إلى حمارك" وصور الحمار وقام بعض الناس عليه لذلك وكفره، ذا همة وقدرة على خدم الأكابر مع التجمل في ملبسه والتعاظم على الفقراء والسوقة مع البطش بهم والطمع في أموالهم. مات معزولاً في ذي القعدة سنة اثنتين وستين وهو في عشر التسعين سامحه الله وإيانا.
علي بن نصر القاهري الفوال بسوق رأس حارة برجوان أحد من يعتقد. مات فجأة في ذي الحجة سنة ثمان وخمسين ودفن ظاهر باب النصر. أرخه المنير.
علي بن نصر المنوفي ثم القاهري الخياط نزيل المنكوتمرية ويعرف بالمنوفي. ممن قرأ القرآن وبعض رسالة المالكية وصحب الشيخ مدين وتكسب بالخياطة ثم بحمل خبز صوفية سعيد السعداء وغيرها، وسمع مني وبقراءتي قليلاً واستقر في الفراشة بالمنكوتمرية وغيرها من وظائفها وفي الطلب بدرس الشافعي وقصر في ذلك كله بحيث تناقص حاله وضعف بصره بل كف وافتقر جداً وصار له ثلاثة أولاد من جارية له، كل ذلك مع ملازمته للتلاوة ومحافظته على الجماعة سيما الصبح والعشاء ومجيئه لأجلهما جامع الغمري مع عماه حتى مات في أواخر ربيع الثاني سنة ست وتسعين بالبيمارستان وكان توجه إليه ماشياً فلم يلبث أن مات وأظنه جاز الخمسين أو نحوها رحمه الله وعوضه الجنة.

علي بن نور الله بن عبد الله الزين المدعو ملا علي البخاري الحنفي نزيل مكة وحفيد العالم المدرس المفتي شمس الدين حسبما قاله لي. ولد تقريباً بعيد الأربعين وثمانمائة ببخارى ونشأ بها فأخذ الصرف عن ملا بدر الدين الصرافاني والنحو عن درويش ويسيراً في المنطق عن ملا محمد الكيلاني ثم تحول منها وخدم السيد العلاء بن السيد عفيف الدين وقرأ بعض الكافية عليه ثم اختص بولده السيد عبيد الله وأخذ عنه في المختصر وغيره ورافقه لمكة وغيرها، وكذا زار القدس والخليل وطاف البلاد، وكان دخوله مكة في سنة ست وسبعين فدام بها ست سنين ثم سافر منها لجهات ثم عاد إليها بعد أربع سنين واستمر بها إلى أن فارقناه في موسم سنة أربع وتسعين وأخذ فيها عن عبد المحسن الشرواني في شرح العقائد والمطول مع حاشية السيد وبعده لازم لطف الله في أشياء منها الطب بل قرأ عليه فقه الحنفية مع كون الشيخ شافعياً وكذا قرأ على غيره في الفقه وأصوله، وزوجه عبيد الله أم ولده إبراهيم فرباه ولزم بيته بحيث عرف بهم وأقرأ في النحو والصرف وغيرهما المبتدئين ولازمني في سنة ثلاث وتسعين والتي تليها بل وفي المجاورة قبلها وأخذ عني أشياء وكتب الابتهاج من تصانيفي وقرأه، وفي غضون إقامته بمكة زار المدينة غير مرة، وهو إنسان خير كثير الأدب والسكون مديم الطواف، كتبت له إجازة هائلة بل سمع علي قبل ذلك في ربيع الثاني في سنة ست وثمانين قطعة من أول البخاري وآخره مع مصنفي في ختمه عمدة القارئ والسامع وثلاثيات البخاري وثلاثيات الدارمي وفي جمادى الأولى المجلس الأخير من المشكاة للخطيب ولي الدين أبي عبيد الله التبريزي وأوله ذكر اليمن والشام وذكر أويس القرني وختم المشارق وأوله عن أبي هريرة اللهم بارك لنا في تمرنا وبارك لنا في مدينتنا الحديث وفي جمادى الثانية جميع مسند الشافعي وقصيد أبي حيان ورياض الصالحين ومن الباب الثالث في القول التام إلى آخر الكتاب وفي رجب جميع الشفا وذخر المعاد في وزن بانت سعاد للبوصيري والختم من شرحي للألفية وفي رمضان سبعة مجالس من أبي داود، ثم سخط عليه عبيد الله وأمه وأبعداه فسافر بزوجته إلى الهند بعد أن أخذ إبراهيم من أمه ثم عاد لمكة وقد تريش قليلاً فحج في سنة ثمان وسبعين ورجع.
علي بن هاشم بن علي بن مسعود بن غزوان بن حسين نور الدين أبو الحسن القرشي الهاشمي المكي الشافعي أخو مسعود ووالد أبي سعد محمد الآتيين. ولد سنة أربع وتسعين وسبعمائة بمكة وسمع بها من العفيف النشاوري والجمال الأميوطي وغيرهما كابن صديق ومما سمعه على العفيف الثقفيات وتفقه بالجمال بن ظهيرة ولازمه كثيراً وانتفع به، وكان بصيراً بالفقه حسن المذاكرة خيراً سافر إلى اليمن في التجارة غير مرة. ومات في جمادى الأولى سنة خمس وعشرين وصلي عليه بعد صلاة الجمعة ودفن بالمعلاة. ذكره التقي بن فهد في معجمه تبعاً للفاسي.
علي بن هلال الحضا. مات بمكة في رجب سنة ثلاث وسبعين. أرخه ابن فهد.

علي بن يس بن محمد الداراني الأصل الطرابلسي المولد الحنفي نزيل القاهرة. ولد بطرابلس وتحول منها وهو دون البلوغ يقصد الاشتغال لدمشق فتنزل بزاوية أبي عمر من صالحيتها فحفظ القرآن والمختار وعرضه على ابن عيد حين كان قاضياً بالشام وقاسم الرومي الحنفي وغيرهما وكان يصحح فيه على أولهما وربما حضر دروسه، وجود القرآن هناك ثم عاد لبلده وارتحل منها إلى القاهرة فنزل زاوية عثمان الخطاب بالقرب من رأس سوق الجوار وحفظ الجرومية والملحة ولازم الغزي قبل القضاء حتى أخذ عنه المختار بحثاً وكذا لازم أبا الخير ابن الرومي في الفقه والعربية وسمع في الأصول وغيره وقرأ على المحب بن حرباش الزيلعي على الكنز بعد قراءة ربعه على أبي الخير وعلى المحب أيضاً قطعة من الأخسيكتي في الأصول وحضر يسيراً عند البدر بن الديري وقرأ على عبد البر بن الشحنة في شرح المختار وعلى عبد الرحمن الشامي نزيل المزهرية التوضيح لابن هشام وأيساغوجي وسمع جل ألفية النحو عند النور بن قريبة وكذا أخذ الصرف عن البدر خطيب الفخرية؛ وحج في سنة تسع وثمانين ثم في سنة اثنتين وتسعين وجاور التي تليها وقرأ على الكتب الستة وتصانيفي في ختومها وكتبها وكذا الابتهاج وسمع بعضه ومني دراية الكثير من شرحي للتقريب وللألفية ومن شرح الناظم ومن شرح النخبة وقبل ذلك المسلسل بالأولية وبيوم العيد بشرطهما وحديث زهير العشاوي وحديثاً عن أبي حنيفة وغالب الشفا مع قراءته مؤلفي في ختمه وسمع جميع المقاصد الحسنة والتوجه للرب كلاهما من تصانيفي والشمائل للترمذي والتبيان والأربعين مع ما بآخرها ونحو النصف الأول من الرياض وقطعة كبيرة من أول الأذكار أربعتها للنووي وجل عمدة الأحكام والكثير من مسند الشافعي ومن الاستيعاب لابن عبد البر ومن جامع الأصول لابن الأثير ومن المصابيح والمشكاة والمشارق وعدة الحصن الحصين والقصيدة المفرجة وأولها اشتدي أزمة تنفرجي وجادت قراءته مع تميزه في الفقه والعربية ومشاركته فيهما بجودة فهم، وسمع ختم مسلم على المحب الطبري إمام المقام بسماعه له فقط على الزين أبي بكر المراغي وكذا قرأ في القاهرة على الديمي وكتبت له إجازة في كراستين وعظمته بل أذنت له في التدريس والإفادة لملتمسه من الطلاب واستشهدت بالعلاء الحنفي نقيب الأشراف الدمشقي في فقهه ونحوه لأنه ممن قرأ عليه بمكة أيضاً في أصولهم ورجع في موسم سنة ثلاث وتسعين فلازم شيخه ابن المغربي الغزي القاضي كان في الفقه وأصوله والبدر بن الديري بل وخلد الوقاد في المغني والتلخيص وغير ذلك وهو أحد صوفية الأزبكية بل شيخ الصوفية بمدرسة خشقدم الزمام بنواحي الرميلة منجمع عن الناس متوجه للازدياد من الفضائل.
علي بن ياقوت العجلاني أحد القواد. مات بمكة في رجب سنة ست وسبعين. أرخه ابن فهد. علي بن يحيى بن جميع. يأتي قريباً بدون جده.
علي بن يحيى بن عبد القادر بن محمود نور الدين الحسني القادري ممن سمع على شيخنا.
علي بن يحيى القاضي نور الدين الطائي الصعيدي اليماني والد عبد الرحمن ومحمد المذكورين في محليهما ويعرف بابن جميع بالتصغير. ذكره شيخنا في أنبائه وقال: أحد أعيان التجار باليمن ولاه الأشراف على أمر المتجر بعدن ثم فوض إليه جميع أمورها فكان الأمير والناظر من تحت أمره، وكان محباً للغرباء مفرطاً في الإحسان إليهم محبباً إلى الرعية زيدي المعتقد ولكنه يخفي ذلك، اجتمعت به وسر بي كثيراً لأنه كان صديق خال قديماً وبالغ في الإحسان إلي. مات في ليلة عيد الفطر سنة ثلاث وقد جاز الستين.
علي بن يحيى الزواوي. مات سنة بضع وأربعين. علي بن يس تقدم قريباً. علي بن أبي اليمن. مضى في ابن محمد بن علي بن أحمد.

علي بن يوسف بن إبراهيم بن عبد الله بن عبد القادر بن أحمد العلاء الحلبي المالكي ويعرف بالناسخ. ذكر أنه ولد تقريباً سنة إحدى وثمانين وسبعمائة بالقاهرة ثم رحل به أبوه إلى حلب فقرأ بها القرآن وبحث في الفقه على التاج الأصبهيدي والسراج الفوي والشمس بن الركن، وعلى مذهب مالك على الشمس التواتي وأخذ عنهم العربية وغيرها، ورحل إلى القاهرة سنة ثلاث وثمانمائة في الفتنة وسمع بها على ابن الملقن وغيره، وحج في سنة خمس عشرة وولي كتابة سر حماة عن المستعين بالله ثم كتابة سر طرابلس من نوروز وحضر معه قي قلعة دمشق وامتحن مع الناصري بن البارزي وتطلبه لقيته فأعمل الحيل وهرب وركب البحر فأسره فرنج الكيتلان فأقام معهم نحو أربعين يوماً ثم احتال حتى تخلص هو وغيره من الأسر، وقصد القاهرة فأقام بها حتى مات المؤيد فولي عن ابنه كتابة سر طرابلس وكاتب السر بالقاهرة حينئذ العلم بن الكويز ثم عزل عن قرب ورجع إلى القاهرة فأقام بها حتى ولي قضاء المالكية بطرابلس عن الأشرف ثم انتقل لنظر الجيش بحلب ثم انفصل لعدم إجابته في دفع ما طلب منه من المال وقصد القاهرة فصادف وهو في سعسع القاصد إليه بتولتيه قضاء المالكية بحماة وذلك في سنة خمس وثلاثين ثم عزل عنه في سنة سبع وثلاثين؛ كل هذا بإملائه وليس بثقة بل هو فرد في المكر والخداع والحيل وكثرة المجازفة وقلة الوثوق بقوله ويحكى عنه في ذلك عجائب وله نظم ومنه مرثية التاج بن الغرابيلي أولها:

تشتت شملي بعد جمع وألـفة

 

فوا غربتي من بعدهم وتشتتي

وقد ولي قضاء المالكية بحلب ثم انفصل عنه وولي قضاء دمشق عن الظاهر جقمق بسفارة الكمال بن البارزي وحسنت سيرته ثم عزل نفسه ونزح إلى بلاد الروم. ومات هناك في حدود سنة خمس وأربعين رحمه الله.
علي بن يوسف بن أحمد المصري ثم المكي ثم اليمني الشافعي ويعرف بالغزولي. فاضل مصنف أقام بمكة وأقرأ وصنف، وأجاز له شيخنا والعلم البلقيني وابن عمار وابن الخلال وابن اللبان وغيرهم، وشرح مختصر أبي شجاع فرغه في سنة خمس وأربعين وسماه مائدة الجياع وسكردان الشباع وممن قرضه له القاياتي في ذي الحجة وابن البلقيني في جمادى الثانية كلاهما من سنة تسع وأربعين وقال ابن البلقيني أنه لازمه قديماً وحديثاً وحضر مجلس إقرائه في العلوم وأذن له في التدريس والإفتاء انتهى. وقد قرأه مراراً أولها في سنة ثمان وأربعين وآخرها في سنة تسع وخمسين قرأه عليه البرهان الرقي بالمسجد الحرام وكذا قرأ غيره من الفضلاء كالنور الفاكهي، وقرض هو بهجة المحافل للشيخ يحيى العامري في ذي القعدة سنة ستين وذكر فيها إجازة المشار إليهم وقال يحيى أن من مؤلفاته سوى الماضي شرف العنوان المشتمل على خمسة علوم وطراز شرف العنوان يشتمل على كل سطر من ومرشد الهادي من إرشاد الغاوي في مسلك الحاوي والحجة على البهجة نحو ألفي بيت وزبد الفرائض نحو مائتي بيت وأربعين بيتاً وشرحها والفصول الأثرية على الفرائض الرحبية وتقريب النائي من مجموع الكلائي والإيجاز اللامع على جمع الجوامع في أصول الفقه والمناسك. والظاهر أنه مات بعد الستين بقليل.
علي بن يوسف بن إسماعيل بن إبراهيم بن علي بن غشم بن محمود بن فهد ابن غشم بن عطاف بن ملك بن غشم العلاء العامري البعلي الحنفي. ولد في جمادى الأولى سنة إحدى وستين وسبعمائة ببعلبك وسمع بها من أحمد بن عبد الكريم البعلي صحيح مسلم أخبرتنا به زينب ابنة عمر بن كندي عن المؤيد وعلى الجمال يوسف بن عمر بن أحمد بن السقا الإصابة في الدعوات المستجابة لأبي الفتح محمد بن الحافظ عبد الغني أنابه أبو حفص عمر بن عبد المنعم بن غدير القواس أذنا عن مؤلفه وحدث سمع منه الفضلاء مات.
علي بن يوسف بن إسماعيل الخواجا بن البهلوان. مات سنة بضع وخمسين.
علي بن يوسف بن أبي البركات الملطي. فيمن جده موسى بن محمد.
علي بن يوسف بن حسب الله البزاز. سمع على ابن الجزري في سنة ثلاث وعشرين ختم نشره، ومات بمكة في ذي الحجة سنة ثمان وأربعين. أرخه ابن فهد.
علي بن يوسف بن داود الخضري الشافعي.
علي بن يوسف بن زيان أبو حسون المغربي الوزير. مات فجأة في ثامن رمضان سنة خمس وستين وبموته افتتحت الفتن بالمغرب قاله لي بعض المغاربة من أصحابنا.

علي بن يوسف بن سالم بن عطية بن صالح بن عبد النبي الجهني ويعرف بابن أبي أصبع. سمع من العز بن جماعة والفخر التوزري في سنة ثلاث وخمسين وسبعمائة بعض النسائي وكان يتردد إلى اليمن في التجارة فأدركه أجله بعدن منها في آخر سنة أربع. قاله الفاسي في مكة.
علي بن يوسف بن صبر الدين بن موسى الجبرتي ثم الأزهري الشافعي المقري ويعرف بالجبرتي. قدم القاهرة نحو الخمسين فقرأ بها القراءات على الشهاب السكندري والشمس بن العطار وابن كزلبغا وسمع على جماعة ومما سمعه ختم الصحيح على الأربعين في الظاهرية القديمة وسافر منها ودخل دمشق في سنة ست وسبعين وقرأ فيها القراءات على ابن النجار ثم توجه منها إلى بغداد وصحب فضل القادري من ذرية الشيخ عبد القادر ولبس منه الخرقة ونحوها ثم سافر منها إلى حلب فقطنها مدة من سنة ثمان وستين وسمع فيها من ابن مقبل وأبي ذر ثم عاد إلى القاهرة فقطنها من سنة سبعين وعقد ناموس المشيخة وجلس في خلوة بسطح الأزهر وتردد إليه غير واحد من الخدام فصار يتوسل بهم في حوائج من يقصده من تجار الحلبيين ونحوهم وقصده بالزيارة المناوي فمن دونه عند كثيرين وابتنى في سنة ثمان وسبعين بأدكو جامعاً كانت البلد في غنية عنه وصار يكثر التردد إليها والله أعلم بقصده وكثرت مساعدته لقاضيه ابن الغويطي، وربما أخذ عنه بعض الطلبة القراءات وحاله أصلح من كثيرين.
علي بن يوسف بن العباس بن عيسى الأندلسي الأصل المكي المؤدب والده ويعرف بالجيادي. مات بمكة في ذي الحجة سنة سبع وأربعين. أرخه ابن فهد.
علي بن يوسف بن علي بن أحمد العلاء البصروي الأصل الدمشقي الشافعي أحد المفتين بدمشق ووالد أبي البقاء محمد ممن ناب في القضاء ودرس بحيث يرجح فهمه على كثيرين.
علي بن يوسف بن علي بن خلف بن محمد بن أحمد بن سلطان نور الدين ابن الجمال الدميري الأصل القاهري الشافعي أخو البدر محمد الآتي وأبوهما ويعرف بالدميري. ولد فيما بلغني سنة ثمان عشرة وثمانمائة بالقاهرة ونشأ فحفظ القرآن وغيره واشتغل يسيراً وسمع على الشمس الشامي والزركشي وشيخنا في آخرين ومن ذلك جميع البخاري في الظاهرية القديمة وعلى عبد الكافي بن الذهبي ونحوه وتكسب بالشهادة وترقى فيها بحيث صار أحد أعيان الموقعين وتمول وناب في القضاء وكان من موقعي الدست وممن باشر في جهات، وحج غير مرة آخرها مع الرجبية المزهرية ولم يكن به بأس بالنسبة لأخيه. مات في ربيع الآخر سنة اثنتين وثمانين عفا الله عنه وله ولد من سيآت الدهر وإن كان قد أسمعه البخاري في الظاهرية وغيره.
علي بن يوسف بن عمر بن أنور. ذكره شيخنا في إنبائه وقال صاحب مقدشوه في عصرنا ويلقب المؤيد بن المظفر بن المنصور. مات سنة ست وثلاثين.
علي بن يوسف بن محمد بن علي النور بن الجمال الأنصاري الزرندي المدني الحنفي الآتي أبوه. ولد في جمادى الثانية سنة تسع وعشرين وثمانمائة وسمع على أبي الفتح المراغي ثم أخيه في آخرين وكذا كان ممن سمع مني بالمدينة وولي حسبتها يسيراً عن قريبه قاضي الحنفية علي ابن سعيد الماضي بسعاية عمر بن عبد العزيز بن بدر. مات بها في سنة اثنتين وتسعين.

علي بن يوسف بن محمد بن يوسف بن أبي بكر بن هبة الله العلاء أو النور وهو الأكثر البزري الأصل القاهري الشافعي الكتبي الآتي أبوه والمذكور جده في الثامنة ويعرف بابن المحجوب. ولد كما قرأته بخطه في سابع المحرم سنة تسع وسبعين وسبعمائة ويتأيد بتحديد أنه في صفر سنة ثلاث وثمانين ابن أربع بالقاهرة ونشأ بها فحفظ القرآن وتلاه لأبي عمر وعلى الشمس الزراتيتي والنشوي وعرض العمدة والشاطبيتين والمنهاجين وألفية ابن ملك على البلقيني وابن الملقن في آخرين،واشتغل في الفقه عند الكمال الدميري وغيره وسمع دروس النحو عند الشمس الغماري ولكنه لم يتميز وأحضر على الجمال الباجي والسويداوي وسمع على التنوخي والغزي والحلاوي والشمس الرفا والجمال العرياني ونصر الله بن أحمد الحنبلي والمجد إسماعيل الحنفي وطائفة بل كان يذكر أنه سمع البخاري على ابن الكشك ومسلماً على الصلاح البلبيسي ورفيقيه ولكنه لم يكن بالضابط، وقد حج مراراً أولها سنة خمس وثمانمائة وزار القدس والخليل وسافر إلى حلب فما دونها، وتنزل في صوفية البيبرسية ولازم مشهد الليث سنين وكان أحد رؤساء قراء الجوق فيه وتكسب بالكتب قديماً كأبيه ثم أعرض عن ذلك وعمل شاهد الزردخاناه، وحدث سمع منه الفضلاء قرأت عليه أشياء، وكان ظريفاً متودداً ربعة ذا صحبة قديمة مع شيخنا بحيث كان يماجنه ويلاطفه. مات في ربيع الثاني سنة إحدى وخمسين رحمه الله وعفا عنه.
علي بن يوسف بن مزروع المصري نزيل مكة والعطار بها؛ مات بها في ربيع الأول سنة أربع وثمانين. أرخه ابن فهد.
علي بن يوسف بن مكتوم بن ثابت بالمثلثة بن ربيع مكبر بن محمد العلاء الشيباني الرحبي الحلبي الشافعي نزيل حماة ويعرف بابن مكتوم، ولد تقريباً بعد سنة ستين وسبعمائة وحفظ القرآن والتنبيه والتمييز والمختصر الأصلي وألفية الحديث والنحو وتفقه بجماعة ببلده وبالشام كالشرف الغزي والشهاب بن الجباب وابن الجابي والزين عمر القرشي وأذن له في الإفتاء والتدريس، واجتمع بالصدر الياسوفي وغيره وسمع بحلب على الشهاب بن المرحل وعمر بن أيدغمش ومن مسموعه عليه عشرة الحداد والتاج عبد الله بن أحمد بن عشار وغيرهم كالبلقيني وكان يذكر أنه سمع في رحلته من المحب الصامت وأبي الهول ومحيي الدين بن الرحبي وصالحة ابنة المطعم في آخرين، وحدث وسمع منه الفضلاء، وكان ديناً خيراً قوي الحافظة بحيث عزم في وقت على حفظ جامع الترمذي مستحضراً لكثير من الفنون لكن نحوه ضعيف وكلامه يزيد على علمه وكان البرهان الحلي لتطوره وسرعة انتقالاته يكنيه أبا العقول، وقد ولي قضاء الرحبة عدة سنين وناب في الحكم بحلب عن قضاتها؛ وأورد عنه شيخنا في ترجمة الصدر الياسوفي من درره حكاية، ومات في سنة تسع وأربعين أو التي بعدها رحمه الله.
علي بن يوسف بن مكي بن عبد الله نور الدين بن الجلال الحلبي الأصل الدميري ثم المصري المالكي ويعرف بابن الجلال لقب أبيه وكان جده يعرف بابن نصر. أصله من حلب وقدم جده القاهرة ثم سكن دميرة فولد له ابنه فنشأ مالكياً وسكن القاهرة وناب عن البرهان الأخنائي وعرف بجلال الدميري. وولد له صاحب الترجمة فاشتغل حتى برع في المذهب واقتصر على الفقه بحيث لم يكن يدري شيئاً سواه وكان كثير النقل لغرائب مذهبه شديد المخالفة لأصحابه حتى اشتهر صيته بذلك مع جودة الكتابة على الفتاوى وناب في الحكم مدة ثم استقل بالقضاء في المحرم سنة ثلاث بعد صرف ابن خلدون ببذل مال اقترضه بفائدة لحنقه منه وعيب بذلك حيث حمله حنقه على هلاك نفسه ببذل الرشوة، وكان منحرف المزاج مع المعرفة التامة بالأحكام والمكاتيب فاتفق أنه حضر مع الصدر المناوي فعارضه في قضية فغضب الصدر وكلمه بكلام فاحش فتأثر من ذلك ولم يقدر على الانتصار وحصل له انكسار من ذلك الوقت، ثم سافر مع العسكر إلى دفع اللنك فمات قبل الوصول في جمادى الأولى سنة ثلاث ودفن باللجون وقد زاد على السبعين ولم يستكمل نصف سنة بيعت داره وبستانه وكانا موقوفين في وفاء دينه رحمه الله وعفا عنه. ذكره شيخنا فيإنبائه ولم يذكره في رفع الإصر فاستدركته في ذيله، وقال المقريزي:

كان ينوب عن القضاة المالكية بالقاهرة ولا يفارق قاض إلا بشر طويل عريض حتى عرف بشراسة الخلق وكثرة المشارة وهجاه بعضهم بقطعة طويلة منها يا ابن الجلال شنقك حلال وقال في عقوده أنه ما زال يروم القضاء حتى تقلده فلم يمتع به ولا حمد فيه عفا الله عنه.
علي بن يوسف بن موسى بن محمد بن محمد بن أحمد بن أبي تكين بن عبد الله النور أبو الحسن بن قاضي القضاة الجمال بن أبي البركات الخيربرتي الأصل - بفتح المعجمة ثم تحتانية مهملة وموحدة مكسورة ثم مهملة بعدها مثناة فوقانية نسبة إلى خرت برت - الحلبي الحنفي الآتي أبوه ويعرف بابن الملطي وأحمد في نسبه ليس عند شيخنا. ذكره النجم بن فهد في معجمه وبيض له.
علي بن يوسف الخواجا نور الدين البهلوان. مضى فيمن جده إسماعيل.
علي بن يوسف نزيل الظاهرية القديمة وأخو القاضي شهاب الدين الصوفي. مات في يوم الأحد تاسع عشر رجب سنة.
علي بن يوسف النووي. فقيه فاضل شافعي شهد في إجازة النوبي في سنة خمس وستين وبلغني أنه ممن يدرس الفقه ويتكسب بالشهادة مع الخير والتقلل والتقنع وحج.
علي بن يونس بن يوسف بن مسعود القلعي الدمشقي الشافعي نزيل العقيبة الصغرى بدمشق. ولد قبل سنة خمسين وسبعمائة وقال أنه سمع البخاري على أبي المحاسن يوسف بن محمد القباني وبعض مسلم على الياسوفي وخليل القدسي والشفا على المحيوي الرحبي وحدث أخذ عنه بعض أصحابنا وكان يؤدب الأصفال جوار حمام القواس.
علي شاه بن فخر الدين بن علي الشغنارقي. ذكره التقي بن فهد في معجمه وبيض.
علي بن سعد الدين ملك الحبشة. في ابن محمد.
علي بن صدر الدين الأردبيلي ثم المقدسي. في ابن محمد بن الصفي.
علي بن البرهان المصري. مات في ذي القعدة سنة تسع وأربعين بمكة. أرخه ابن فهد. علي نور الدين بن بطيخ المقري. ذكرته في الموحدة من الآباء.
علي العلاء بن الجزري. في ابن محمد بن محمد بن يوسف. علي العلاء بن الجندي المحلي الحنفي نقيب الشافعي. في ابن محمد بن خضر بن أيوب. علي بن السدار.
علي بن شيخون اثنان: مدولب وهو ابن محمد بن أحمد وعكام وهو ابن وهما ابنا عم. علي علاء الدين بن الصابوني. في ابن أحمد بن محمد بن سليمان.
علي علاء الدين بن الطبلاوي الوالي. في ابن عبد الله بن محمد علي بن عراق الدمشقي. في ابن عبد الرحمن.
علي بن العنبري الدمشقي. بنى بها غربي سويقة صاروجا على بستان المتوجه إلى الصالحية مسجداً وعمل فيه مع صغره خطبة فلما بنى برسباي جامعه الشهير بالسويقة المذكورة بطلت الخطبة منه. مات في مستهل ربيع الأول سنة اثنتين وأربعين ودفن بالمقبرة التي تجاه مسجده. ذكره ابن اللبودي.
علي بن عين الغزال الحسيني سكناً. في ابن أحمد ابن خليل.
علي العلاء الكركي المالكي ويعرف بابن المزوار. مات فجأة في جمادى الأولى سنة خمس وثمانين بالقاهرة وكان قد باشر حسبة نابلس ثم قضاء بلده وكتابة سرها بعناية الجمال ناظر الخاص وكذا ولي قضاء غزة ثم القدس غير مرة سامحه الله وإيانا.
علي العلاء بن مفلح الدمشقي الحنبلي قاضيها. كان جيداً عفيفاً مقبولاً بين الناس. مات بقرية ديماس من قرى دمشق في شعبان سنة ثلاث من أثر كي كواه له تمرلنك على ظهره، قاله العيني، قلت وهو ابن.
علي العلاء بن المكللة متولي منفلوط. قتله عرب بني كلب في أواخر ربيع الأول سنة أربع. قاله العيني أيضاً. علي بن الوردي اثنان: ابن محمد بن عبد الخالق بن أحمد وابن موسى بن عيسى بن عبد الله.
علي العلاء أبو الحسن الكرماني الشافعي. قدم من كرمان إلى دمشق بعد الأربعين فنزل البادرائية منها وقرئ عليه التلخيص وتفسير البيضاوي وغير ذلك وكان ممن أخذ عنه النجم بن قاضي عجلون، ثم تحول إلى القاهرة وصار بها شيخ الشيوخ بالبسطامية واشتهر بمزيد الفضيلة فاستقر به الظاهر جقمق بسفارة الشيخ على العجمي المحتسب في مشيخة سعيد السعداء بعد عزل أبي الفتح بن القاياتي إلى أن مات بالطاعون في ثاني صفر سنة ثلاث وخمسين، وكان فاضلاً علامة صالحاً خيراً ساكناً منجمعاً محمود السيرة حضرت دروسه مع الفتحي وبلغني أن من شيوخه سعد الدين لر من طلبة التفتازاني وأنه كان يحفظ المشكاة ويجيد إقراء الكشاف والبيضاوي وأنه لما مات وجدت له دراهم كثيرة وأنكر السلطان ذلك فالله أعلم.

علي نور الدين أبو الحسن السنيكي ثم القاهري الأزهري الشافعي. قدم القاهرة فقرأ القرآن وحضر دروس المناوي وغيره بل سمع على شيخنا رفيقاً لبلديه الزين زكريا وعاش حتى أدرك ولايته فلم يحصل منه على طائل مع شدة فقره وضرره وانقطاعه. مات في ليلة الجمعة تاسع ربيع الآخر سنة ثمان وثمانين وقد قارب السبعين رحمه الله.
علي المدعو ملا علي الكرماني. في ابن شهاب الدين.
علي الأسيوطي ويعرف بأبي الحلق. شيخ ذكره شيخنا في أنبائه وقال: كان ممن يعتقد وتذكر عنه مكاشفات كثيرة. مات سنة ثلاث وثلاثين.
علي ويعرف بالشيخ حدندل. ذكره شيخنا في أنبائه أيضاً وقال: كان أحد من يعتقد وهو مجذوب. مات في صفر سنة أربع وعشرين انتهى، وأظنه صاحب الضريح بالروضة خارج باب النصر. علي العلاء عصفور المكتب. في ابن محمد بن عبد النصير. علي السيد زين الدين الجرجاني. في ابن محمد بن علي.
علي العلاء القابوني. في ابن محمد. علي العلاء المكتب. أشير إليه قريباً.
علي العلاء والي الغربية وكاشف الوجه البحري ويوصف بالأمير. مات في حادي عشري ربيع الأول سنة أرخه المقريزي.
علي نور الدين البحيري المالكي. في ابن موسى بن جلال بن أحمد.
علي نور الدين البرلسي ثم الأزهري المالكي. ممن لازم السنوري بل وأخذ عن التقي الشمني وغيره وجلس شاهداً، وهو فقير جداً يرجع لدين وخير.
علي نور الدين البنيثم القاهري الأزهري المالكي الخطيب. ذكره شيخنا في أنبائه وقال: كان حسن السمت سليم الفطرة خطب في جامع الأزهر مرات نيابة عني واغتبطوا به. مات في سادس عشري ذي الحجة سنة أربع وأربعين.
علي نور الدين البيري القاهري الشافعي نزيل سعيد السعداء وأحد صلحاء صوفيتها، مات في رجب سنة أربع وسبعين وأظنه جاز الستين وكان يتكسب من النساخة ويراجعني في أشياء من الحديث وغيره مما يمر به ولا يلوي على أهل ولا مال وكنت أحبه رحمه الله. علي نور الدين السطحي نسبة لسطح جامع الحاكم. شيخ معتقد من رفقاء البوصيري ويوسف الصفي، مات في سنة أربع وعشرين.
علي نور الدين السفطي. كان يتعانى الشهادة عند الأمراء بل باشر نظم البيمارستان مدة ثم ولي وكالة بيت المال والكسوة مات في سلخ جمادى الآخرة سنة اثنتين وثلاثين وقد جاز الخمسين. ذكره شيخنا في أنبائه والعيني وأرخه في مستهل رجب بالنظر لخروج جنازته وقال أنه كان جيداً مشكور السيرة ولكنه كان عرياً عن العلم واستقر بعده في الوكالة الشمس الحلاوي. قلت: وهو ابن محمد بن ثامر القرشي الأموي. ولد بسفط الحنا من الشرقية وكان أبوه خطيبها وحفظ عنده القرآن ثم تحول منها لأخيه شمس الدين محمد وحفظ المنهاج وعرضه على شيوخ عصره ومما باشره الصرغتمشية والحجازية والشهادة بيبرس، وكان طوالاً جداً مع حسن الخط والشكالة والوجاهة بحيث ترشح لكتابة السرفي أيام الأشرف ولما مات قال سميه ابن مفلح: الآن آمنت على وظائقي.

علي نور الدين السفطي - نسبة لسفط قليشان بالبحيرة - ثم القاهري الأزهري المالكي ويعرف بالوراق لنزوله حين قدومه من بلاده عند أحمد الوراق واسم والده حجاج. حفظ القرآن وكتباً واشتغل كثيراً ولازم الزين عبادة بل أخذ يسيراً عن البساطي وغيره وانتفع بابن المجدي في الفرائض والحساب وغيرهما وبالحناوي وغيره في العربية وبالمحلى في الأصول قرأ عليه شرحه لجمع الجوامع وكذا أخذ عن الأمين الأقصرائي ولازمه وابن الهمام والشمني وسمع الزين الزركشي وغيره والكثير على شيخنا ومن ذلك الشاطبية بقراءة التاج السكندري وتصدى لإقراء الطلبة في الفقه وأصوله والعربية وغيرها فانتفع به جماعة وممن قرأ عليه العربية أخي الزين أبو بكر وكان كثير الابتهاج به والثناء عليه والشرف عبد الحق السنباطي والزين يس البلبيسي والخطيب الوزيري، وتنزل في صوفية الأشرفية برسباي أول ما فتحت وتكلم في وقف طوغان دوادار تغرى بردى البكلمشي وعظم اختصاصه بالحسام بن حريز بحيث استنابه في تدريس الصالحية بل يقال أنه فوض إليه القضاء وأن الوراق قرأ عليه، وكان إنساناً خيراً متواضعاً قانعاً منجمعاً متودداً محباً في الفضلاء بلغني أنه كتب شيئاً في الحساب وعمل منسكاً ولم يكن بالذكي مع اعتنائه بالرمي ووقوفه مع الرماة بالمرمى التي بالمخيمين. مات في شعبان سنة أربع وستين عقب موت أولاده بالطاعون وقد جاز الستين وصلي عليه في باب الوزير ودفن بالقرب من تربة قلمطاي رحمه الله وإيانا.
علي نور الدين الصوفي. في ابن أحمد بن محمد.
علي نور الدين الضرير المقري مؤدب الأطفال بالمسجد المجاور لجامع المغاربة داخل باب الشعرية وإمام الجامع المذكور. مات عن قريب السبعين ظناً في صفر سنة ثلاث وخمسين، وكان حسن التعليم خيراً طري النغمة انتفع به جماعة في ذلك.
علي نور الدين الطيبي الشافعي تلميذ الأدمي؛ تميز في الفقه وغيره وأقرأ في الطباق وشهد وتخرج به أبو الحجاج السيوطي.
علي نور الدين مؤدب الأطفال آخر سوى الضرير المذكور قبله. كان شيخ الميعاد بزاوية الشيخ علي البطائحي السدار برأس حارة الروم من القاهرة. مات في ذي الحجة سنة اثنتين وخمسين رحمه الله.
علي نور الدين النهياوي القاهري الواعظ أحد صوفية الجمالية. مات في رجب سنة خمس وسبعين وكان ساكناً لا بأس به من خيار الوعاظ؛ صاهره عبد القادر الفاخوري على ابنته وصبرت على بليته.
علي نور الدين الهوى التاجر. توسل حتى اتصل بابنة البرهان بن عليبة على كره منه ومن ولديه وآل أمرهم إلى افتدائها منه بنحو خمسمائة دينار فأكثر وسافر إلى المدينة النبوية فكانت منيته بها في رجب سنة خمس وسبعين بعد فعله بها بعض القرب وخلف شيئاً كثيراً سامحه الله وإيانا.
علي نور الدين الوراق: اثنان أحدهما الماضي قريباً وأنه من فضلاء المالكية واسم أبيه حجاج والآخر كاتب غيبة الأشرفية. مات في شوال سنة اثنتين وثمانين وقد زاد على السبعين ظناً، وكان ساكناً لا بأس به في طائفته.
علي الأسطا الأرزنجاني والد يعقوب شاه الآتي. قدم من بلاده إلى الروم ثم إلى القاهرة في أول سلطنة المؤيد واختص بخدمة الناصري بن البارزي ثم انتقل لبيت السلطان وتقدم في القوس علماً وعملاُ بحيث عرف بالأسطا، وحج سبع مرار وعمر نحو المائة حتى مات؛ وكان خيراً من ولده.
علي الشهير بولد أبي العطار المصري المكي. مات في رجب سنة ثمانين. أرخه ابن فهد.
على أبو فروة الجبرتي، مات بمكة في رمضان سنة ثمان وسبعين. أرخه ابن فهد. علي بدوي. يأتي في علي الثقفي قريباً. علي برددار أزبك. في إبراهيم بن علي. علي البسطي المغربي. هو ابن مضى.
علي البغدادي الفران مات بمكة في ذي الحجة سنة سبع وستين. أرخه ابن فهد.
علي البهائي الغزولي مولاهم الدمشقي الأديب، مات سنة خمس عشرة.

علي التركي ويعرف بالشيخ علي. فقير معتقد كان أبوه من المماليك السلطانية فاستقر بعده في خدمة الناصر محمد بن قلاوون لكنه أخذ في سلوك طريق الخير من صغره بحيث اجتمع برجل يقال له عمر المغربي وتسلك به حتى صار إماماً يقتدى به في الزهد والورع والمعارف الإلهية والعلوم الربانية من غير دعوى ولا تزيي بطريق المرابين مع الاقتصاد في اللبس والتقنع والرغبة في الانفراد واشتغاله بما يعنيه وكلما عرف بجهة تحول إلى غيرها حتى مات في ربيع الأول سنة أربع وثمانين سنة وقد مضى في ابن عبد الله.
علي الثقفي المكي السمان بها ويعرف بعلي بدوي. مات في المحرم سنة إحدى وثمانين وقد رأيته وكان يحب خدمة الصالحين والعلماء ويقضي حوائجهم وكنت ممن فعل معي ذلك، أرخه ابن فهد.
علي الجبالي الولي الشهير نزيل جبل المنارة خارج تونس. مات به في المحرم سنة ثمان وأربعين أرخه ابن عزم. علي الجبرتي نزيل سطح جامع الأزهر. في ابن يوسف بن صير الدين بن موسى.
علي الجبرتي آخر شيخ صالح مات بمكة في صفر سنة خمس وخمسين أرخه ابن فهد.
علي الحموي الخواجا الأعرج. مات بمكة في المحرم سنة أربع وثمانين أرخه ابن فهد.
علي الحيحي المغربي شيخ رباط المغاربة بمكة. مات في المحرم سنة أربع وثمانين. أرخه ابن فهد.
علي الخباز الضرير المقرئ. تلا بالسبع على ابن أسد وأقرأ الطلبة وكان ممن قرأ عليه عمر بن قاسم إمام مسجد قانم. مات قريباً من سنة ستين أو بعدها.
علي الشهير بخروعة يماني، شيخ صالح معتقد مجذوب تحكى له كرامات؛ كان في أول أمره ذا صورة حسنة ويغني غناء حسناً ثم انجذب وكان بعد العشرين مقيماً خارج باب الندوة لا يكلم أحداً وعليه أثواب خلقة متضمخة بالقاذورات ومهما أعطى من الدراهم يضعه في الجدرات فيأخذه الناس وكانت إحدى يديه ملفوفة فكان يظن أنها مقطوعة أو نحو ذلك، ثم انتقل بعد الثلاثين إلى المعلاة فأقام في بعض الأفران الخالية وظهر أن يده صحيحة وتزايد اعتقاد العامة فيه. مات بمكة في سلخ رمضان سنة أربع وأربعين وحمل نعشه على الرءوس وبني قبره وصار مقصوداً للتبرك والزيارة. ذكره ابن فهد مطولاً وقد رآه أولاً وثانياً.
علي الدجوي: اثنان ابن أحمد بن محمد بن أحمد بن حيدرة وابن محمد بن أحمد.
علي الدورسي البستاني. لقيه الحافظ ابن موسى في سنة خمس عشرة فذكر له أن له من العمر مائة سنة وسنة وهو قوي البنية شديد الحواس يصعد شجر الجوز فقرأ عليه بالإجازة العامة وسمع الأبي واستجازه لجماعة كابن شيخنا وبني ابن فهد وأظنه ابن فينظر.
علي الديروطي المقري. في ابن عبد الله بن عبد القادر.
علي الرفاعي. مات في وسط جمادى الثانية سنة ثلاث وثلاثين بالقاهرة وكان متواضعاً متأدباً حسن العشرة مع الناس والطائفة الأحمدية عار من الفضيلة، ذكره العيني. علي الرملاوي ثم المكي العطار فيها. مضى في ابن خليل بن رسلان.
علي الرومي. مات بمكة في صفر سنة ست وخمسين. أرخه ابن فهد.
علي السطيح. في ابن محمد بن أحمد بن عبد الله.
علي الشلبي. مات بمكة في صفر سنة سبع وستين. أرخه ابن فهد. وهو ابن حمدان.
علي شيخ العجمي نزيل مكة وأحد جماعة الشيخ محمد بن قاوان، تاجر يلقب بالخواجا. مات بمكة في ذي الحجة سنة إحدى وتسعين وأوصى للشافعي بأربعين ولكل واحد من باقي القضاة الأربعة بعشرين.
علي العريان كانت له معرفة حسنة بالتعبير. مات بمكة في ذي القعدة سنة خمس وخمسين. أرخه ابن فهد.
علي الصامت العريان. شاب معتقد بين العوام. مات في ربيع الأول سنة اثنتين وخمسين.
علي القادري اللبان أحد من يعتقد وممن كان يذكر أنه أخذ عن الشهاب بن الناصح. مات في المحرم سنة سبع وخمسين.
علي القدسي المؤدب مات في جمادى الأولى سنة اثنتين وستين أرخ الثلاثة المنير.
علي القرافي الحنفي نائب الحكم بمركز دار التفاح، مات سنة ست عشرة.
علي القزويني الفرخة، سقطت.
علي القلندري صاحب الزاوية خارج الصحراء وأحد من يعتقد. مات سنة ثلاث وعشرين. أرخه شيخنا في إنبائه.
علي القليوبي ثم القاهري شيخ مذكور بالجذب والأحوال الدالة على الكشف بحيث اتفق الجم الغفير على اعتقاده. مات فجأة في المحرم سنة تسع وثمانين ودفن بتربة الأمشاطي رحمه الله. طولته في الوفيات.

علي القمني اثنان شاهدان أحدهما اسم أبيه محمد بن خلد بن عبد الله بن علي مضى؛ والآخر ابن محمد مضى أيضاً. علي الكاتب عصفور. في ابن محمد بن عبد النصير. علي الكناني الحبيبي. في ابن آدم.
علي الكيلاني الشافعي. رأيته فيمن عرض عليه سنة خمس وتسعين وأظنه ملا علي الماضي فيمن أبوه نور الله.
علي كهنفوش. شيخ أعجمي معتقد يقال أنه جركسي الجنس سكن العجم وكان مشكور السيرة محمود الطريقة ذا حظ عند الأتراك بل ومن المؤيد نير الوجه عليه خفر وينتمي لإبراهيم بن أدهم وأتباعه يحكمون له الكرامات الهائلة وهو صاحب الزاوية بقبة النصر خارج القاهرة بناها له سودون الشيرخوني النائب وأسكنه فيها. مات بها في يوم الثلاثاء سادس عشري جمادى الآخرة سنة ثلاث وعشرين. وقد مضى مريده إبراهيم العجمي الكنفوشي. ذكره المنير وغيره والزاوية معروفة به إلى الآن وأظنه دفن بها.
علي المحلي ثم المكي العطار بباب السلام والساكن برباط العباس، كان مباركاً. مات بمكة في ذي القعدة سنة اثنتين وثمانين، أرخه ابن فهد.
علي المغربي العطار بمكة، مات بها في المحرم.
علي المغيربي، في ابن أحمد بن حسن. علي اليمني، مضى في علي خروعة.
عمار الكردي، هو عبد الغفار بن موسى، مضى.
عمار بن خمليش، شيخ أولاد حسين عرب فاس.
عمار بن عبد الرحيم بن حسن الغرياني - نسبة لبني غريان بمعجمة مكسورة ثم مهملة ساكنة بعدها مثناة تحتانية ثم نون بالقرب من تفهنا - ثم القاهري الشافعي أحد القدماء من عدول الصليبة تجاه الصرغتمشية بل هو أحد طلبتها؛ حمل عني شرح ألفية العراقي للناظم بعد أن كتبه.
عمار بن محمد بن عمار، يأتي في يحيى فهو اسمه وعمار لقبه ومع ذلك.
عمار الحوفي الشافعي نزيل صرد من الغربية. ممن سمع مني بالقاهرة.
عمران بن إدريس بن معمر بالتشديد الزين أبو موسى الكناني الجلجولي المقدسي الدمشقي الشافعي القادري المقري. ولد سنة أربع وثلاثين وسبعمائة بجلجوليا وسمع من ابن أميلة والصلاح بن أبي عمر وأحمد بن النجم ومحمد بن المحب عبد الله المقدسي ومما سمعه منه جزء ابن بخيت وعلى الأول الترمذي وعلى الثاني مشيخة الفخر ولازم التاج السبكي وغيره في الفقه وغيره وأخذ القراءات عن ابن اللبان وابن السلار وتميز فيها وأقرأ، وحصل له ثقل في لسانه فكان لا يفصح بالكلام ويجيد القراءة حسناً وكان مع علمه بالقراءات فاضلاً ظريفاً أكولاً جداً ذا نظم لكنه غير طائل ويحج على قضاء الركب الشامي فقير النفس لا يزال يظهر الفاقة وإذا حصلت له وظيفة نزل عنها، غير محمود في قضائه، مات بدمشق أيام الحصار في رجب أو شعبان سنة ثلاث. ذكره شيخنا في أنبائه والتقي بن فهد وابن خطيب الناصرية وقال أنه من بقايا الشيوخ كتب عنه البرهان الحلبي لما قدم حلب، وأرخ شيخنا مولده في معجمه بعد الأربعين والمعتمد الأول وكأنه رام أن يكتب بعد الثلاثين فسبق القلم وزاد في نسبة بعد إدريس أحمد وقال: أجاز لي ولم نجد له شيئاً على قدر سنه ولم يكن محموداً، وذكره المقريزي في عقوده فقال عمران بن موسى بن أحمد بن إدريس بن معمر، وتبع شيخنا في كونه ولد بعد الأربعين؛ وجزم في وفاته برجب قال: وكان له سماع من محمد بن عبد الحميد المقدسي كذا قال.
عمران بن غازي بن محمد بن غازي الزين المغربي المالكي نزيل القاهرة وأحد التجار المتمولين ويعرف بابن غازي، تزوج فاطمة ابنة أبي أمامة محمد بن النقاش واستولدها ابنة عليا الماضي فأتلف عليه أموالاً جمة وكانت بسببه حوادث أشير إليها هناك ومع ابتلائه بما تقدم كان كثير المرافعة في صاحبنا أبي عبد الله البرنتيسي حتى أتلف عليه ماله بحيث كان ذلك سبباً لقهره، بل وأخذ وخليفة المتجر السلطاني بإسكندرية ثم صودر ووضع في الحديد وقاسى شدائد والجزاء من جنس العمل.
عمران بن موسى بن أحمد بن معمر الجلجولي، هو الأول تحرف.
عمرو بن أحمد بن محمد بن أبي بكر بن يحيى بن أمير تونس، مات سنة بضع وعشرين ورأيت من سماه عمر فيحرر الصواب.
عمرو بن عثمان ابن لصاحبنا الفخر الديمي الأصل الأزهري. فطن ذكي سمع على جماعة بقراءة أبيه وبقرائتي بل سمع مني أيضاً. ومات قبل بلوغه في الطاعون سنة أربع وستين عوضه الله الجنة.

عمر بن إبراهيم بن أبي بكر البانياسي البباني - بموحدتين مفتوحتين ثم نون - الكردي ثم القاهري الشافعي ويعرف بعمر الكردي، نشأ ببلاده فحفظ القرآن واشتغل فيها وفي غيرها وقدم القاهرة بعد الأربعين وثمانمائة وتنزل في صوفية سعيد السعداء إلى أن انجذب وطال أمره في ذلك مع مداومته على الخمس والاغتسال لكل صلاة بالماء البارد صيفاً وشتاءً ولما استقر ابن حسان في مشيختها قلق من ذلك وصار يشافهه ببعض المكروه وهو يتحمل وما علمت سببه ثم بعد مدة تحول لجامع قيدان على الخليج الناصري ظاهر القاهرة وعمرت تلك الناحية لكثرة من يقصده من الخاصة والعامة للزيارة والتبرك بدعائه وربما تقع هناك مناكير ومفاسد لا يعلم هو بها، وكثيراً ما كان يحتجب ويقفل الجامع وقد اجتمعت به هناك بل وفي سعيد السعداء غير مرة وأحضر إلينا خبزاً كثيراً وجبناً وغير ذلك بدون تكلف بل بهمة وانشراح وكنت ألتذ بعبارته الرائقة وكلماته الفصيحة اللائقة مع مزيد تودده وتكرمه وإيثاره بما يرد عليه من الفتوحات بل ويستدين أيضاً من الباعة ما يطعمه لمن يرد عليه والناس يوفون عنه، مات بالجامع المذكور في صفر سنة ثمان وستين وصلي عليه هناك بعد أن غسل ثم غسل بتلك البركة ثلاثاً على عادته في مشهد حافل تقدمهم العلم البلقيني؛ ثم حمل حتى دفن بتربة الظاهر خشقدم في قبة النصر بعد أن تكررت الصلاة عليه مرة بعد أخرى وحمل نعشه على الأصابع مع بعد المسافة رحمه الله ونفعنا به.
عمر بن إبراهيم بن سليمان الزين الرهاوي الأصل الحلبي الشافعي، اشتغل بدمشق على الشمس الموصلي الشافعي وبحلب علي أبي المعالي بن عشاير وبرع في الأدب والنظم والنثر وصناعة الإنشاء وكتب خطاً حسناً وفي آخر عمره قرأ على العز أبي البقاء الحاضري الحنفي المغني وكتب الإنشاء بحلب، ثم استقل بصحابة ديوان الإنشاء بها عوضاً عن ناصر الدين أبي عبد الله محمد بن أبي الطيب سنين ثم ولي خطابة الجامع الأموي بحلب بعد وفاة أبي البركات الأنصاري وباشرها بنفسه، وكان فاضلاً ذا مروءة وعصبية، ومن نظمه:

وحائك يحيكه بـدر الـدجـى

 

وجهاً وتحكيه الـقـنـا قـدا

ينسج أكفـانـاً لـعـشـاقـه

 

من غزل جفنيه وقـد سـدا

طاف الأمالي دون أهل الهوى

 

وشقة البعـد لـهـم مـدى

فمن رآه ظـل فـي حـيرةٍ

 

إلى طريق الرشد لا يهـدى

وكلمـا هـم بـسـلـوانـه

 

من بـين أيديه يرى ســدا

ومنه متشوقاً من مصر إلى أهله وهم بحلب:

يا غائبين وفي سري محـلـهـم

 

دم الفؤاد بسهم البين مسـفـوك

أشتاقكم ودموع الـعـين جـارية

 

والقلب في ربقة الأسواق مملوك

مات في ربيع الآخر سنة ست بحلب وصلي عليه بعد الجمعة على باب دار العدل بحضرة نائب البلد ودفن بمشهد الحسين بسفح جبل جوشن وفيه قول الزين بن الخراط:

في الرهـاوي لـي مـديح

 

مسيراً عجـز الـحـلاوي

قد أطرب السامعـين طـراً

 

وكيف لا وهو في الرهاوي

ذكره ابن خطيب الناصرية، وتبعه شيخنا في إنبائه.

عمر بن إبراهيم بن محمد بن عمر بن عبد العزيز بن محمد بن أحمد بن هبة الله الكمال أبو حفص بن الكمال أبي إسحق بن ناصر الدين أبي عبد الله بن الكمال أبي حفص العقيلي الحلبي ثم المصري الحنفي ويعرف بابن العديم وبابن أبي جرادة. ولد سنة أربع وخمسين وسبعمائة كما جزم به شيخنا في إنبائه، وأما في رفع الأصر فقال في سنة إحدى وستين، وهو الذي في عقود المقريزي بحلب ونشأ بها فاشتغل وحصل طرفاً من الفقه وأصوله وسمع الحديث من أبن حبيب وأبيه، وولي قضاء العسكر ببلده وكذا ناب في الحكم فيها عن أبيه ثم استقل به في سنة أربع وتسعين وحصل أملاكاً وثروة كبيرة، ودخل القاهرة غير مرة للاشتغال وغيره ثم استوطنها لما طرق الططر البلاد الشامية وأسر مع من أسر وعوقب وأخذ منه مال واعتقل مع المعتقلين بقلعة حلب، ثم خلص مع بقية القضاة بعد رجوع اللنك فقدمها في شوال سنة ثلاث، وحضر مجلس الأمين الطرابلسي قاضيها ثم سعى حتى استقر عوضه في القضاء في رجب سنة خمس وثمانمائة وكذا انتزع مشيخة الشيخونية من الشيخ زاده بحكم الاحتلال عقله لمرض أصابه مع وجود ولد له فاضل اسمه محموداً كان ناب عن أبيه فيها مدة فما نهض لمدافعته وذلك في سنة ثمان؛ وخالط الأمراء وداخل الدولة وكثر جاهه وعظم ماله سيما ولم يكن يتحاشى عن جمع المال من أي وجه كان، قال شيخنا في إنبائه: وكان كثير المروءة متواضعاً بشوشاً كثير الجرأة والأقدام والمبادرة إلى القيام في حظ نفسه محباً جمع المال بكل طريق، وفي رفع الأصر: كان شهماً فصيحاً مقداماً يعاب بأشياء ويحمد بأشياء كثيرة من التصعب لمن يقصده والقيام مع من يلوذ به، قال: وقرأت بخط المقريزي كان من شره القضاة جرأة وجمعاً وحده وبادرة وتوثباً على الدنيا وتهافتاً على جمع المال من غير حله وتظاهراً بالربا وأفرط في استبدال الأوقاف؛ وكان يفرط في التواضع بحيث يمشي على قدميه من منزله إلى من يقصده من الأكابر، قال وفي الجملة كان من رجال الدنيا، وقال غيره من بيت رياسة وعلم وقضاء أفتى ودرس وشارك في العربية والأصول والحديث من رجال الدنيا دهاءً ومكراً خبيراً بالسعي في أموره يقظاً غير متوان في حاجته كثير العصبية لمن يقصده ماهراً في الحكم ذكياً؛ وقال ابن خطيب الناصرية أنه باشر بحرمة وافرة وكلمة نافذة وكان رئيساً كبيراً محترماً داهية وجيهاً عند الملوك وأرخ. مولده في سنة ستين وإحدى وستين. مات في يوم السبت ثالث عشر جمادى الآخرة سنة إحدى عشرة بعد أن مرض شهراً ونصفاً ورغب قبل موته لولده ناصر الدين محمد وهو شاب عن مشيخة الشيخونية وقبلها المنصورية وباشرهما في حياته وأوصاه أن لا يفتر عن السعي في القضاء فامتثل أمره واستقر بعده وفيه يقول عثمان بن محمد الشغري الحنفي:

ابن العديم الذي في عينـه عـور

 

وليس محمودة في الناس سيرتـه

أليس أن عليه سـتـر عـورتـه

 

لكن نزول القضاء أعمى بصيرته

عمر بن إبراهيم بن محمد بن مفلح بن محمد بن مفرح بن عبد الله النظام أبو حفص بن التقي أبي إسماعيل بن شيخ المذهب الشمس أبي عبد الله الراميني المقدسي الصالحي الحنبلي أخو الصدر أبي بكر الآتي وأبوهما ويعرف كسلفه بابن مفلح. ولد في سنة إحدى أو اثنتين وثمانين وسبعمائة بصالحية دمشق ونشأ بها فقرأ القرآن عند الشمس بن الأستاذ وأحمد البقعي وحفظ الزهد والجواهر كلاهما من تصنيف أبيه والحاجبية وغيرها وتفقه بوالده وعمه الشرف عبد الله وغيرهما وعنهما أخذ الأصول وقرأ في العربية على الشرف الأنطاكي والشمس الهروي والشهاب الفندقي ودخل القاهرة قديماً فحضر بها عند السراج البلقيني والصدر المناوي والولي بن خلدون وطائفة وسمع الحديث على المحب الصامت والشهاب المرداوي وناصر الدين محمد بن داود بن حمزة وغيرهم، وناب في القضاء عن أبيه في سنة إحدى وثمانمائة بدمشق وعن المجد سالم بالقاهرة ثم استقل بقضاء غزة في سنة خمس وثمانمائة وكان أول حنبلي ولي بها كما بلغني عنه ثم استقل بقضاء غزة في سنة ثلاث وثلاثين في حياة عمه مع حرصه هو كان عليه فما تم له وعزل عنه مراراً بالعز عبد العزيز بن علي البغدادي الماضي ثم زهد فيه حين صرفه بحفيد عمه البرهان الماضي وأذن لابن أخيه العلاء الماضي في السعي عليه وأراحه الله منه، وقد حج مراراً آخرها قريب الخمسين وزار بيت المقدس وابتنى بجوار منزله من الصالحية مدرسة لطيفة ورزق في ميراثه من النساء حظاً، وباشر عدة تداريس ومشيخات وغير ذلك وعقد مجلس الوعظ في كثير من البلاد كمصر والشام، بل وحدث بهما وببيت المقدس وغيره، أخذ عنه الفضلاء والأئمة، أكثرت عنه حين لقيته بالقاهرة والصالحية، وكان خيراً ساكناً واعظاً مستحضراً لما يلائم الوعظ مع مشاركة في الفقه ونحوه وحرص على العبادة والتهجد وصبر على الطلبة، وهو ممن كان لشيخنا به مزيد عناية بحيث أنزله بجواره في بعض قدماته. مات في ربيع الآخر سنة اثنتين وسبعين ودفن في الروضة بسفح قاسيون عند أسلافه مع والده وهو خاتمة أصحاب المحب الصامت بالسماع رحمه الله وإيانا.
عمر بن إبراهيم بن محمد السراج العبادي ثم القاهري الشافعي الشاهد برأس حارة برجوان تجاه المدرسة الطوغانية، اشتغل عند بلديه والجلال البكري وغيرهما كالجوجري والزيني زكريا ولازمني مدة وكتب شيئاً من تصانيفي وتكسب بالشهادة وتنزل في سعيد السعداء وغيرها، وحج وهو أحد القراء عند البدر ناظر الجميش حفيد الجمال ناصر الخاص.
عمر بن إبراهيم بن هاشم بن إبراهيم بن عبد المعطي بن عبد الكافي السراج أبو حفص القمني ثم القاهري الشافعي ابن أخت الزين أبي بكر الآتي، ولد قبيل سنة سبعين وسبعمائة بقمن وحفظ بها القرآن وصلى به ثم حوله خاله إلى القاهرة فحفظ التنبيه وألفية ابن مالك ومختصراً بن الحاجب والشاطبية وعرضها على ابن الملقن والأبناسي وتلا على الفخر الضرير لأبي عمرو وابن كثير واشتغل في الفقه على خاله بل حضر فيه عند الأبناسي والبدر الطنبذي وغيرهما وسمع دروس المحب بن هشام في العربية ولكنه لم يمهر وسمع على عبد الله بن العلاء مغلطاي والشمس بن الخشاب وأبي الكويك وأبي العباس بن الداية وعزيز الدين المليجي وابن الشيخة والمطرز وابن الفصيح والعراقي والهيثمي والأبناسي ونصر الله بن أحمد الكتاني والسويداوي والحلاوي وآخرين وأجاز له أبو هريرة بن الذهبي وإبراهيم بن أحمد بن عبد الهادي وعبد الرحمن بن أحمد بن إسماعيل بن الذهبي وطائفة، وحج ودخل الثغرين وتكسب بالشهادة وقتاً ثم أعرض عنها وأم بالظاهرية القديمة ولذا قطنها، وحدث سمع منه الفضلاء قرأت عليه الكثير، وكان خيراً ثقة عدلاً مديماً للتلاوة منجمعاً عن الناس، مات في ربيع الثاني سنة إحدى وخمسين وماتت زوجته فاطمة الآتية بعده بأيام رحمهما الله.
عمر بن إبراهيم بن القواس الدمشقي السكري العابر، كان يجيد تعبير المنامات ويجلس على كرسي بالجامع وقد طلب الحديث كثيراً وقرأ وسمع؛ مات فجأة وهو في الخلاء ولم يشعروا به إلا ثاني يوم وذلك في ذي القعدة سنة إحدى قاله شيخنا في أنبائه.
عمر بن إبراهيم الأخطابي، ممن سمع علي قريب التسعين.

عمر بن أحمد بن إبراهيم بن محمد بن عيسى بن مطير الحكمي اليماني الشافعي أخو أبي القسم وغيره ويلقب بالفتى، خلف أخاه في الوظيفة، وهو فقيه خير يدرس ويفتي؛ قاله الأهدل.
عمر بن أحمد بن أحمد الحلبي الدمياطي؛ رافق أبا الطيب بن البدراني في السماع على ابن الكويك وأثبته الزين رضوان كذلك بدون زائد.
عمر بن أحمد بن زيد السراج الجراعي الدمشقي الحنبلي ابن أخي أبي بكر بن زيد الآتي؛ لقيني بمكة في سنة ست وثمانين فرز مني في قراءة البخاري وغيره وسماع أشياء بل جاور قبل ذلك مع عمه وسمع بقراءته على النجم عمر بن فهد المسند.
عمر بن أحمد بن صلح بن أحمد بن عمر بن يوسف أو أحمد الزين بن الشهاب بن الصلاح أبي النسك الحلبي الشافعي الماضي أبوه وأخوه صلح ويعرف كل منهم بابن السفاح سبط الشرف موسى بن محمد الأنصاري. ولد في ذي الحجة سنة خمس وتسعين وسبعمائة بحلب ونشأ بها فقرأ القرآن عند الشمس الغزي والأعزازي وغيرهما، وحفظ التنبيه وألفية ابن مالك وغيرهما؛ عرض على جماعة وأحضر في الثالثة على عمر بن أيدغمش بل سمع على ابن صديق وبالقاهرة على الشرف بن الكويك في آخرين، وحج مراراً وزار بيت المقدس ودخل القاهرة قديماً وحديثاً غير مرة واشتغل بالمباشرات من سنة ثلاث وثلاثين أو قبلها بقليل وتنقل في الوظائف ككتابة السر ونظر الجيش وغيرهما ببلده ونظر الجيش بالشام، ولم يشتغل في العلم إلا قليلاً ولذا كان عارياً منه ووصفه ببعض أصحابنا بالمروءة التامة والشهامة والعقل والكرم، وقال شيخنا في ترجمة أبيه من معجمه وكان قد انتهت إليه رياسة الحلبيين بها ولأولاده انتهى. وقد حدث سمع منه الفضلاء بل سمع منه شيخنا في سنة ست وثلاثين حديثاً وكفاه فخراً بهذا وأما أنا فقرأت عليه بالقاهرة وبحلب أشياء ولاشتغاله بالديون والخمول بسبب توالي جره الأموال إلى أرباب الدولة تغير كثير من أوصافه وكان في أول أمره بزي الجند فلما استقر في المباشرات دور عمامته، ومات في رمضان سنة ست وستين عفا الله عنه وإيانا.
عمر بن أحمد بن عبد الرحمن بن علي الريمي المكي الماضي أبوه وجده والآتي أخوه محمد صغير سمع علي في المجاورة الثالثة بمكة أشياء وزار مع أبويه المدينة.
عمر بن أحمد بن عبد الرحمن بن الجمال المصري المكي. ولد في سنة إحدى وخمسين بمكة وحفظ القرآن والمنهاج، ودخل القاهرة غير مرة وحضر دروس البرهاني وولده وأخيه وسمع مني.
عمر بن أحمد بن عبد الواحد التقي الزبيدي شاد زبيد كان؛ له اعتناء بالعلم. مات في سنة اثنتين وعشرين، ذكره شيخنا في إنبائه.
عمر بن أحمد بن عثمان بن محمد بن إسحق السراج بن البهاء المناوي الأصل القاهري الماضي أخوه علي ويعرف بالمناوي. ولد في ليلة الأربعاء خامس عشري جمادى الثانية سنة خمس وعشرين وثمانمائة ومات أبوه وهو صغير فناب عنه وعن أخيه خالهما الحلال بن الملقن في الوظائف المنتقلة إليهما عنه وقرأ القرآن ولم ينجب. ومات في يوم الثلاثاء ثامن رمضان سنة ستين ودفن بحوش سعيد السعداء جوار جده السراج بن الملقن رحمه الله وعفا عنه.
عمر بن أحمد بن علي بن محمود بن نجم بن هلال بن ظاعن - بمعجمة ابن دغير بمهملة ثم معجمة مصغر - السراج الهلالي الحموي الشافعي العنبري ويعرف بابن الخدر - بمعجمة مفتوحة ثم مهملتين أولاهما مكسورة - أخو علي ومحمد وهذا الأصغر. ولد في سنة ست عشرة وثمانمائة بحماة ونشأ بها فحفظ القرآن وبعض المنهاج واشتغل في الميقات وباشر رياسة الجامع الكبير ببلده، وتولع بالنظم وعمل مجموعاً سماه العرائس الخدرية والنفحات العنبرية فكانت تسمية لطيفة. لقيته بحماة فكتبت عنه من نظمه أشياء منها:

رب شريف سألت مـنـه

 

ما الذي في صفاء خدك

فقال خال فقلت عـمـك

 

بالحسن يا بني وحق جدك

عمر بن أحمد بن علي السراج المحلي ثم القاهري الأزهري الشافعي والد عبد الناصر الماضي ويعرف في بلده بابن الدبيب - بمهملة ثم موحدتين بينهما تحتانية مصغر - وفي القاهرة بالمحلي. قدم القاهرة فلازم القاياتي وشيخنا وآخرين وتميز وشارك في الفضائل وتكسب في البز بتربيعة الجملون وكان يتكلم على العامة ويبحث في الدروس الحافلة وربما أقرأ. مات في سنة سبع وستين تخميناً وقد قارب السبعين ظناً رحمه الله.

عمر بن أحمد بن عمر بن ناصر بن أحمد السراج الصعيدي البلينائي الشافعي ويعرف بابن ناصر. ولد بعيد الأربعين وثمانمائة ببلينا ونشأ بها فحفظ القرآن والمنهاج والجرومية وعرض على جماعة وجود القرآن على الفقيه علي بن سمراء وتكسب بالتوقيع لحكام بلده وناب في الإمامة بجامعها الأوسط مدة وجلس شاهداً في بعض حوانيت القاهرة وتكرر قدومه لها وأخذ فيها عن الجوجري في العربية والفرائض والحساب ونسخ الكثير بخطه لنفسه ولغيره، وتعانى النظم وولع بالتاريخ بحيث ذيل على الطالع السعيد، وحج في سنة اثنتين وستين ثم في سنة إحدى وسبعين مع الرجبية ولقيته هناك فكتبت عنه قوله:

طالعت يوماً بديوان الصبـابة فـي

 

عصر الشباب فهاجت بي صباباتي

فقلت للنفس في لهو وفي لـعـبٍ

 

وطيب عيش بأيام الصبـا بـاتـي

وإن أدرنا هنا باب الطلا سـحـراً

 

أقول يا نفس طبتي في الهنا باتي

ولا تأوي خرابات ولو عـمـرت

 

فإن فعلت ففيها في الخرى باتـي

إلى غير هذا مما هو عنوانه.
عمر بن أحمد بن عمر بن يوسف بن علي النجم بن الشهاب بن الزين الحلبي الشافعي الموقع نزيل القاهرة والماضي أبوه والآتي أخوه المحب محمد الأسن ويعرف بنجم الدين الحلبي الموقع. ولد سنة بضع وعشرين وثمانمائة بحلب ونشأ بها فحفظ القرآن واشتغل يسيراً في العربية وغيرها وكتب المنسوب وسمع بقراءة شيخنا على البرهان الحلبي في مشيخة الفخر وبقراءة غيره غير ذلك وقدم القاهرة وسمع بها ومعه ولده عز الدين وهو في الخامسة ختم البخاري بالظاهرية القديمة وكتب التوقيع بباب الدوادار الثاني بردبك الأشرفي وغيره، وحمد الناس عقله وأدبه وسكونه، مات بحلب وكان توجه إليها في مصالحه في ربيع الأول سنة ثمانين رحمه الله.
عمر بن أحمد بن عمر التقي الزبيدي المنقش الشافعي الماضي ولده، كان فقيهاً خيراً فاضلاً ديناً متواضعاً كثير التبسم لين الجانب صابراً، مات في سنة ثلاث.
عمر بن أحمد بن عمر السراج العمريطي ثم القاهري الشافعي والد بدر الدين محمد ويعرف بالعمريطي، حفظ القرآن وكتباً واشتغل كثيراً وحضر دروس الشرف السبكي والونائي، وحج في سنته وقرأ على شيخنا يسيراً في آخرين كالمناوي وفضل وتكسب بالبر في حانوت بسوق طيلان وقتاً ثم بالشهادة مع المداومة على قراءة البخاري دهراً في الأشهر الثلاثة بجامع الغمري. مزيد حرصه على ذلك ومثابرته عليه في كل يوم مع أن سكنه بنواحي الأزهر بحيث أجاد قراءته بل أم به حين كان سكنه قريباً منه يسيراً، مات في ثاني ذي الحجة سنة ثمانين سامحه الله وإيانا.
عمر بن أحمد بن المبارك الزين الحموي الشافعي أخذ محمد الآتي هو وولده صاحب الترجمة كمال الدين محمد ويعرف بابن الخرزي - بمعجمة مفتوحة ثم راء بعدها زاي، ولد تقريباً قبل الثمانين وسبعمائة بحماة ونشأ بها فحفظ القرآن على جماعة منهم الزين عمر المؤذن وكان ابتدأ حنفياً وحفظ المجمع وأتقن الفقه ثم تحول شافعياً وحفظ المنهاج الفرعي والأصلي وألفية ابن مالك والحاجبية وغيرها وعرض المنهاج على السراج البلقيني وابن خطيب المنصورية وغيرهما وبالناني والعلاء بن المغلي تفقه وأخذ عنهما الأصول وعن الثاني أيضاً والتاج الأصفهيدي العجمي الحلبي أخذ العربية وأخذ الطب عن بلديه الشهاب بن زيتون قال وكان عارفاً به، وسمع على التاج بن بردس والزين الزركشي والشمس بن المصري وشيخنا في آخرين من هذه الطبقة لعدم اعتنائه بهذا الشأن؛ بل سمع بالقاهرة ختم البخاري في الظاهرية، وولي قضاء بلده غير مرة أولها في سنة ست عشرة وكذا ولي قضاء حلب على رأس الأربعين ثم صرف عنه في شعبان سنة ثلاث وأربعين بالعلاء بن خطيب الناصرية وعاد إلى قضائها أيضاً في أوائل سنة سبع وأربعين فأقام يسيراً ثم انفصل، وحمدت سيرته في قضائه، وقدم القاهرة غير مرة أولها في سنة إحدى وثلاثين وأقرأ بها الطب وغيره وممن أخذ عنه من أصحابنا الشهاب بن أبي السعود وصهره الشهاب البيجوري وكذا أقرأ ببلده وأفتى، وحج وأقام ببلده معرضاً عن القضاء إلى أن مات بها في يوم الجمعة عاشر ربيع الآخر سنة اثنتين وستين وقد لقيته بالقاهرة ثم بحماة وكتبت عنه شيئاً من نظمه ومن ذلك قوله في الثلاثة الذين تخلفوا وكل واحد منهم وافق اسم أبيه اسم من تخلف عنه:

كعب هلال مع مرارة خلفوا

 

عن مالك وأمـية وربـيع

وكان إماماً فقيهاً عالماً في فنون متعددة متقدماً في العربية والطب شديد العناية بالمشي على قانونه ومع ذلك فكان مصفراً متعللاً؛ أما عمامته فأكبر عمامة رأيتها وهي نازلة على عينيه وحواجبه وأمره في ذلك من أعجب العجاب، وكان يحكى أن ابتداء توعكه وضعف دماغه من أيام الفتنة التمرية فإنهم كشفوا رأسه فأعقبه ذلك وكذا كان يحكى أنه أول قدماته القاهرة كان التنازع حينئذ في مسئلة شراء السلطان من وكيل بيت المال بين شيخنا والعلم البلقيني واتفق حضوره عند شيخنا فتكلم معه فيه فوافقه واستحضر له النقل من كلام الأزرعي في القوت وأنه استكتب حينئذ على الفتيا وصعد مع شيخنا إلى السلطان فأثنى عليه عنده وعند غيره من الأعيان بالعلم؛ وهو ثقة في جميع ما يحكيه رحمه الله وإيانا.
عمر بن أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن عمر بن رضوان الدمشقي الحريري الشافعي الماضي أبوه ويعرف كهو بالسلاوي لكون أبيه سبط محمد بن عمر السلاوي وصفه البقاعي بخادم ابن مزهر وأنه كان بالقاهرة قبل الأربعين أو نحو ذلك ولم يذكر فيه شيئاً.
عمر بن أحمد بن محمد بن محمد بن محمد السراج بن الشهاب بن الشمس ابن الصدر البلبيسي الأصل القاهري الشافعي ويعرف بالبلبيسي. ولد في رابع عشري رمضان سنة ست وثمانمائة بالقاهرة وحمل وهو رضيع لمكة وقرأ بها بعض القرآن ثم أكمله بالقاهرة عند الشهاب الطلياوي وأخذ الفقه عن الشمس البوصيري والعلاء الكناني الشافعي نزيل الصالحية وأحد تلامذة السيد الجرجاني والعقليات عن العلاءين الرومي والبخاري والبساطي والهروي، وأكثر عن القاياتي والعز عبد السلام البغدادي وابن الهمام وكذا لازم الشرواني حتى أخذ عنه العضد وغيره وشيخنا في الحديث دراية وسمع عليه أشياء، بل سمع كما كان يخبر في سنة سبع عشرة على الكمال بن خير كثيراً من الشفا وكذا على الزين المراغي والبوصيري وأن الشرف بن الكويك أجاز له، وتفنن وبرع وأقرأ يسيراً؛ وممن أخذ عنه في ابتدائه الكمال أبو الفضل النويري المكي الخطيب؛ وشرح الأربعين النووية وغالب الإرشاد في الفقه، وجميع الورقات لإمام الحرمين وسماه التحقيقات واختصره فسماه التنبيهات إلى التحقيقات واللمع للشيخ أبي إسحق وسماه ضوء السراج الوهاج واختصره أيضاً والجمل للخونجي في المنطق وسماه تفصيل الجمل وصون الضوابط على الخلل وأسنى المقاصد إلى علم العقائد وغير ذلك؛ وحج وجاور وكان فاضلاً قاصر العبارة في تصانيفه حاد الخلق في مباحثه بل وفي غيرها بحيث يصل إلى الحمق والتفخيم، وكنت ممن سمع كلامه عند شيخنا وغيره لا سيما بمجلس الخطيب المشار إليه، ورام التزوج بحفيدة شيخنا فما تم، مات في شوال سنة ثمان وسبعين بإسكندرية ودفن بتربة باب البحر بعد أن شهد الصلاة عليه الأعيان والنائب فمن دونهم رحمه الله وإيانا.
عمر بن أحمد بن محمد بن محمد الدمشقي الشافعي نزيل كنباية ويعرف بالبطايني. ولد في سنة تسع وعشرين وثمانمائة بدمشق ونشأ بها وصحب الخضيري قبل ترقيه ودخل معه القاهرة ثم دخل كهنباية في سنة سبع وخمسين للتجارة وامتحن محناً اقتضت له الدخول في الديوان وآل أمره إلى أن ولي قاضياً على مذهب الشافعي سوى قاضيهم الحنفي وذلك في سنة تسع وستين واستمر إلى أن دخل مكة في غروب يوم الصعود من سنة ست وثمانين سفيراً من صاحبها بهدية لصاحب مصر ولقيني هناك فسمع علي أشياء من تصانيفي وغيرها، وأقام هناك سنة ثم دخل القاهرة بالهدية المشار إليها وسمع مني أيضاً وأقام قليلاً ثم رجع بعد أن كتبت له إجازة تعرضت لشيء منها في التاريخ الكبير وبالغ في الاغتباط والارتباط وأنه لولا التوصل بصاحبة لمقاصد لا نحل عنه لعدم تأهله؛ إلى غير ذلك وبلغنا انحلال صاحب كنباية بعد رجوعه عنه بإغزاء رفيقه في السفارة المشار إليها ثم تراجع أمره معه وصاهر حافظ عبيد ومشى الحال، وكان قد سمع بقراءتي بالقاهرة في شوال سنة ثلاث وخمسين على سارة ابنة ابن جماعة بعض المعجم الكبير للطبراني ولقبته هناك زين الدين وقلت سبط البطايني.
عمر بن أحمد بن محمد بن محمود بن يوسف بن علي الهندي الأصل المكي. سمع على الشهاب أحمد المرشدي في سنة اثنتين وثلاثين بعض مناسك ابن جماعة، ومات بمكة في جمادى الآخرة سنة ثلاث وستين، أرخه ابن فهد.

عمر بن أحمد بن محمد المغربي الأصل المدني الشافعي أخو عبد الرحمن الماضي ويعرف بالنفطي؛ أحد شهود الحرم وفراشي المسجد النبوي بل كان أمين الحكم. سمع على الزين المراغي في سنة خمس عشرة ثم قرأ الشفا على طاهر ابن جلال الخجندي في سنة إحدى وثلاثين وسمع على الجمال الكازروني والمحب المطري وغيرهما واختص بإبراهيم بن الجيعان وقتاً؛ وكان وجيهاً مرجوعاً إليه بالمدينة في العوايد ونحوها لكبر سه ذا حظ متوسط وفي أول أمره كان يتوجه لقبض إقطاع أمير المدينة سليمان بن عرير. مات في سنة خمس وثمانين بعد أن كف رحمه الله عمر بن أحمد بن محمود الجبرتي الأصل نزيل مكة. ممن سمع مني بمكة.
عمر بن أحمد بن يوسف العباسي الحلبي الحنفي ويعرف بالشريف النشابي جرياً على مصطلح تلك النواحي في عدم تخصيص الشرف ببني فاطمة بل يطلقونه لبني العباس بل وفي سائر بني هاشم، ولد في رجب سنة تسع وسبعين وسبعمائة في البياضة من محال حلب وقرأ بها القرآن على الشمس الغزي وسمع وهو ابن سبع عشرة سنة البخاري بقراءة البرهان الحلبي بجامع حلب على بعض الشيوخ وتعلم بحلب صنعة النشاب فبرع فيها، وتردد إلى الشام ثم قدم القاهرة فلازم الطنبغا المعلم المعروف بمملوك النائب وكان كل منهما يعرف من صنعة النشاب ما لا يعرفه الآخر فضم السيد ما عند الطنبغا إلى ما عنده فصار أوحد أهل زمانه والمرجع إليه فيه عند الملوك ومن سواهم ثم رجع إلى دمشق فتزوج بها؛ واشتغل في فقه الحنفية على الزين الأعزازي ولازم الشيخ عبد الرحمن الكردي الشافعي فانتفع بمواعيده ودينه وخيره ثم رجع إلى القاهرة في نحو سنة عشرين فقطنها ولازم السراج قاري الهداية وارتزق من صنعة النشاب وكان المقدم فيها عند المؤيد فمن بعده من ملوك مصر إلى أثناء أيام الظاهر وممن زعم أنه انتفع به في ذلك البقاعي وترجمه وكتب عنه عجائب وقال أنه كان مع ذلك خيراً حسن العشرة سخياً كثير التلاوة مواظباً على العبادة متواضعاً، مات في ليلة الثلاثاء تاسع عشر ربيع الأول سنة ثمان وخمسين ودفن خارج باب النصر رحمه الله.
عمر بن أحمد التعزي ويعرف بابن الحداد. كان ممن يتردد إلى مكة للتجارة بل قدمها مرة بتجارة لصاحب اليمن الناصر بن الأشرف وكان حظي عنده ثم تغير عليه وعلى أخويه العفيف عبد الله وإبراهيم وقدم مكة في سنة إحدى عشرة فقطنها حتى مات بها في آخر رجب سنة ثلاث عشرة بعد علة طويلة. ذكره الفاسي في مكة.
عمر بن إسحق بن عمر السراج السمهودي. شاب اشتغل ببلده على الجمال عبد الله بن أحمد بن أبي الحسن الماضي، وارتحل معه إلى القاهرة فأخذ عن االمحلي والبلقيني والبامي وزكريا والجوجري في آخرين ويقال أنه اجتمع بي وسمع بقراءتي في الكاملية فينظر، ولزم الاشتغال والتحصيل مع الانجماع والصبر على الفاقة وسترها بحيث لا يفطن له، واستمر بها حتى مات في سنة ثمان وستين أو بعدها، وله نظم فمنه:

من رام في شرع الهوى يعرف الهوى

 

ويحلو له وصل الحـبـيب ويعـذب

يطـالـع ديوان الـصـبـابة أنــه

 

وفى بما تهوى النفوس وتـطـلـب

وعندي من نظمه غير هذا رحمه الله وإيانا عمر بن أصلم، في ابن خليل بن حسن بن يوسف.
عمر بن إيدغمش النصيبي الحلبي ويعرف بالكبير. ولد سنة تسع عشرة وسبعمائة بحلب وكان أبوه من موالي البهاء أبي محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن محمد بن النصيبي فسمع ابنه هذا على مولى أبيه المذكور وغيره الشمائل للترمذي وعلى العز بن إبراهيم بن العجمي عشرة الحداد وجزء الجابري وكان خاتمة أصحابه، وحدث سمع منه الأئمة كالبرهان الحلبي والعز الحاضري والشهاب الحسيني وغيرهم، وثنا عنه جماعة منهم البهاء بن المصري والزين بن السفاح، وكان فراءً ثم صار جندياً ثم عاد إلى صنعة الفراء. مات في ذي القعدة سنة إحدى بحلب. أرخه ابن خطيب الناصرية، وقال شيخنا في إنبائه في تاسع عشر المحرم قال: وكان جندياً عارفاً بالصيد ثم ترك ذلك واستمر في صناعة الفراء المصص حتى مات وأكثر عنه الحلبيون والرحالة وكنت عزمت على الرحلة إلى حلب لأجله فبلغني وفاته فتأخرت عنها لأنه كان مسندها ودهم الناس اللنك رحمه الله.
عمر بن براق الدمشقي الحنبلي. ولد سنة إحدى وخمسين وسبعمائة. ذكره شيخنا في معجمه فقال:

اشتغل كثيراً وكان بزي الجند سريع الحفظ جيد الفهم قائماً بطريقة ابن تيمية وله ملك وإقطاع، لقيته بالصالحية واستفدت منه. مات بعد الكائنة العظمى في شوال سنة ثلاث بعد أن أصيب في ماله وأهله وولده فصبر واحتسب، ونحوه في أنبائه، وذكره المقريزي في عقوده رحمه الله. عمر بن أبي بكر بن أحمد المسلي اليماني، أحد المعتقدين، سيأتي في عمر العدني ممن لم يسم أبوه.
عمر بن أبي بكر بن خليل البلبيسي الأصل الشافعي ويعرف بالبطايني أحد المعتقدين ممن تأخر إلى أيام الأشرف قايتباي وكان لدولات باي أيام الظاهر جقمق فيه حسن اعتقاد.
عمر بن الزكي أبي بكر بن عبد الرحمن المصري القباني العطار أخو إبراهيم وأحمد وعلي. ممن سمع مني بمكة.
عمر بن أبي بكر بن علي بن عبد الحميد بن علي بن عبد المؤمن السراج الأندلسي الأصل القاهري الشافعي ويعرف بابن المغربل. ولد تقريباً سنة سبع وستين وسبعمائة وحفظ القرآن والعمدة والتنبيه والمنهاج الأصلي وألفية ابن مالك وعرض على جماعة وسمع الختم من الصحيح على ابن أبي المجد والتنوخي والعراقي والهيثمي ومن مسلم على ابن الكويك والشهاب البرماوي والسراج قاري الهداية من لفظ شيخنا ورافق في الطلب القاياتي والطبقة وكان خيراص معتقداً مبجلاً. مات في ذي القعدة سنة خمسين في زاويتهم بقنطرة الموسكي عن ثلاث وثمانين سنة وجده مذكور في سنة اثنتين وتسعين من أنباء شيخنا وكذا في الدرر رحمه الله وإيانا.
عمر بن أبي بكر بن علي بن محمد بن أبي بكر بن عبد الله بن عمر بن عبد الرحمن بن عبد الله أبو حفص الناشري الشافعي والد مصنف الناشريين العفيف عثمان. ولد في ربيع الأول سنة اثنتين وخمسين وسبعمائة وكان فاضلاً خيراً صابراً حسن السيرة صالح السريرة كثير التلاوة والحرص على الجماعة والذكر للموت. جلس في ابتدائه لتعليم الأبناء كتاب الله فانتفع به جماعة، وولي إمامة مسجد الزيات بزبيد وعقد الأنكحة بها وهو ممن حضر مجلس والده وسمع على أخيه الشهاب أحمد بل سمع على الوجيه عبد الرحمن بن أبي الخير؛ ومات شهيداً بالبطن في جمادى الأولى سنة ثمان ودفن بمقابر أهله من زبيد ورأى له أخوه الإمام علي مناماً حسناً طوله ابنه عمر بن أبي بكر بن علي الأنصاري الموصلي القادري، ممن سمع مني بالقاهرة.
عمر بن أبي بكر بن عيسى بن عبد الحميد بن المغربي الأصل البصروي الدمشقي، قدمها فاشتغل بالفقه والعربية والقراءات وفاق في النحو وشغل الناس كل ذلك وهو بزي أهل البر وكان قانعاً باليسير حسن العقيدة موصوفاً بالخير والدين وسلامة الباطن فارغاً من الرياسة؛ مات في رابع جمادى الآخرة سنة خمس وثلاثين. ذكره شيخنا في أنبائه.
عمر بن أبي بكر بن محمد بن أحمد بن محمد بن عبد القاهر بن هبة الله بن عبد القاهر بن عبد الواحد بن هبة الله بن طاهر بن يوسف الزين أبو حفص بن الشرف بن التاج أبي المكارم بن أبي المعالي الحلبي الشافعي ويعرف كسلفه بابن النصيبي، وكان رئيساً من بيت كبير معدوداً في الأعيان مع الثروة وحسن الخلق والخلق والكتابة الفائقة والمحاضرة الحسنة، سمع الحديث وحدث بل ودرس بالسيفية للشافعية وولي ببلده قضاء العسكر وكذا الحسبة مراراً مسئولاً في ذلك وحمدت مباشرته وعفته وحرمته، مات بعد الفتنة بأيام في ربيع الأول سنة ثلاث عن خمس وخمسين شهيداً، ذكره ابن خطيب الناصرية ثم شيخنا في أنبائه باختصار.
عمر المدعو عبد السلام بن أبي بكر بن محمد بن أبي بكر بن محمد أبي بكر بن علي بن محمد بن أبي بكر شجاع الدين الناشري الآتي أبوه؛ سمع على خاله القاضي الجمال الطيب كثيراً وانجمع للتلاوة وملازمة الجماعة، وحج سنة ست وعشرين وله أولاد.
عمر بن أبي بكر بن محمد بن أبي بكر فتح الدين أبو الفتح الحبشي الحلبي الآتي أبوه، ممن سمع مني بمكة.

عمر بن أبي بكر بن محمد بن حريز - بمهملة ثم راء وآخره زاي مصغر - القاضي السراج أبو حفص بن المجد الحسيني المغربي الأصل الطهطاوي المنفلوطي المصري المالكي أخو الحسام محمد الآتي مع نسبه ويعرف بابن حريز. ولد في سنة تسع عشرة بمنفلوط ونشأ بها فحفظ القرآن والرسالة والملحة وجود القرآن على الشهاب الطهطاوي وقرأ في الفقه على الزينين عبادة وطاهر والشهاب السخاوي وعليه قرأ في العربية والفرائض ولازمه وانتفع به، وأخذ في علم الكلام عن أبي عبد الله محمد البسكري المغربي وسمع الحديث على النجم بن عبد الوارث فمن دونه كأحمد بن يونس المغربي نزيل الحرمين وأجاز له العلم البلقيني وناب عنه ثم عن من بعده من الشافعية وعن الولي السنباطي المالكي؛ وحج وتعانى إدارة الدواليب والمعاصر ونحوها كأخيه وصار في قضاء أخيه يكتب على الفتوى بحيث ذكرت فضيلته واستحضاره للفروع مع معرفته بالديانة والأمانة والتصلب في أمر دينه ومزيد اليبس وحسن المعاملة وصدق اللهجة والوفاء بالعهد فلما مات استقر في منصبه وذلك في شعبان سنة ثلاث وسبعين فشكرت سيرته وصمم في قضايا وبرز في مواطن جبن فيها غيره لكن بدون دربة سيما وفكره مشتغل بما التزمه من يد أخيه بحيث كان سبباً للترسيم عليه، ودام في الكدر والضرر إلى أن صرف في صفر سنة سبع وسبعين فتزايد كدره ولم يزل في انخفاض ومخاصمات ومنازعات ونقص معيشة بحيث أنه شافهني قبيل موته بيسير بحالة آلمتني. مات في جمادى الأولى سنة اثنتين وتسعين رحمه الله وعفا عنه.
عمر بن الرضي أبي بكر بن محمد بن عبد اللطيف بن سالم السراج اليماني الأصل المكي ويعرف بابن الرضي. أحد مباشري جدة بل هو عينهم وموقع السيد بركات، ممن كان كثير المسامحة في منصبه والمحبة في الإطعام ممن صاهر التقي بن فهد على ابنته أم ريم واستولدها الجمال محمداً، وكان قدومه مكة سنة بضع وأربعين وهو من بيت شهير. مات بمكة في ذي القعدة سنة خمس وستين. أرخه ابن فهد.
عمر بن أبي بكر بن محمد بن عثمان الزين الحلبي الأصل الدمشقي الشافعي العبيي الصواف نزيل مكة ووالد أبي بكر ويعرف في بلده بابن عثمان. قدم مكة قريباً من سنة ثمانين فقطنها مكتسباً من عمل العب على طريقة جميلة في الخير وانتفع وتردد إلي وأنا بمكة في المجاورتين اللتين بعد الثمانين بل سمع علي البخاري بقراءة ولده وغيره، وهو إنسان خير نير ضيق الحال وذكر لي أن والده كان إمام المصلى بدمشق عالماً صالحاً من رفقاء الشهاب بل قرأ وأنه كان ينسج الحرير وعنده صناع فأشار عليه التقي الحصني بالصوف.
عمر بن أبي بكر بن محمد الدمشقي الحريري. ممن سمع مني بمكة.
عمر بن أبي بكر بن يوسف القاهري الوفائي. شيخ صالح سمع علي في سنة خمس وتسعين.
عمر بن أبي بكر الصيداوي الدمشقي الشافعي ويعرف بابن المبيض. شاب فاضل دين ساكن أقام بالقاهرة يسيراً واشتغل على بعض الجماعة وقرأ علي صحيح مسلم وبحثاً شرحي لهداية ابن الجزري وصحبه معه. عمر بن أبي بكر المسلي. فيمن جده أحمد. عمر بن جامع، هو ابن عثمان بن خضر بن جامع.
عمر بن أبي جرادة، في ابن إبراهيم بن محمد بن عمر بن عبد العزيز.
عمر بن جريعا. له ذكر في ولده يونس. عمر بن حاتم العجلوني الزاهد الولي له كلام يدخل في منقبته وجلالته مضى في أحمد بن حسين بن رسلان.
عمر بن حجاج بن يوسف الميموني الحنفي. ممن سمع على الولوي السنباطي.

عمر بن حجي بن موسى بن أحمد بن سعد النجم أبو الفتوح بن العلاء أبي محمد السعدي الحسباني الأصل الدمشقي الشافعي أخو أحمد الماضي ووالد البهاء محمد الآتي ويعرف بابن حجي. ولد في سنة سبع وستين وسبعمائة بدمشق. ومات أبوه وهو صغير فنشأ يتيماً وأحضره أخوه في الثالثة على محمد بن عبد الله الصفوي جزء القزاز وحفظ القرآن عند يوسف الأعرج وصلى به على العادة في سنة اثنتين وثمانين وكذا حفظ كتباً منها التنبيه قرأه في ثمانية أشهر؛ وعرض على جماعة وأسمعه أخوه من ابن أميلة والصلاح بن أبي عمر وغيرهما من أصحاب الفخر وغيره واستجاز له جماعة وسمع هو بنفسه واشتغل على أخيه وابن الشريشي و آخرين، ودخل مصر سنة تسع وثمانين فأخذ عن البلقيني وابن الملقن والبدر الزركشي والعز بن جماعة وطائفة ولازم الشرف الأنطاكي في العربية مدة وأذن له ابن الملقن في الإفتاء والتدريس وولي إفتاء دار العدل في سنة اثنتين وتسعين ثم جرت بينه وبين الشهاب الباعوني في سنة أربع وتسعين أمور ثم ولي مشيخة خانكاه عمر شاه ونزل له أخوه عن إعادة الأمينية ثم ولي قضاء حماة مرتين، وقدم القاهرة غير مرة منها سنة اللنك بعد أن نجا منهم بحيلة غريبة وناب فيها عن الجلال البلقيني، وكذا ولي قضاء طرابلس يسيراً والشام مراراً أولها في ربيع الآخر سنة تسع وثمانمائة فكان مجموع مدة قضائه فيها إحدى عشرة سنة، ورام القضاء بالديار المصرية فما تهيأ لكنه ولي سرها ولم تطل مدته فيها بل صرف عنها صرفاً فاحشاً وأخرج إلى بلده مهاناً وكذا امتحن قبل ذلك مراراً، وحج غير مرة أولها مع أخيه في سنة ست وثمانين وجاور سنة ثمانمائة وحدث بالقاهرة ومصر وغيرهما وسمع منه الأئمة كابن موسى المراكشي والأبي والقرافي وفي الأحياء من يروي عنه، وكان حاكماً صارماً مقداماً رئيساً ذا حرمة ومهابة قليل الاستحضار ذكياً جيد الذهن حسن التصرف فصيحاً يلقى الدروس بتأن وتؤدة مع التواضع وحسن الملتقى والمباسطة وكثرة التودد لطلبة العلم والإحسان إليهم وللواردين عليه بدمشق ولأهل الحرمين غير أنه كثير التلون سريع الاستحالة حاد الخلق سريع البادرة كثير الإسراف على نفسه، وقد ذكره شيخنا في معجمه وإنبائه والمقريزي في سلوكه وعقوده وغيرهم بما يراجع منها وطول ابن قاضي شهبة ترجمته في طبقاته وأثنى عليه بأحسن التصرف في العلوم إلى الغاية جيد الذهن حاد القريحة طالع شرح المحصول للأصفهاني وكتب منه كما ذكره لي أجوبة أسئلة ذكرها الأسنوي في شرحه ولم يتعرض لأجوبتها كل ذلك مع قلة استحضاره، وقال في آخرها: ومحاسنه جمة ومناقبه كثيرة وعليه مآخذ ورحمة الله واسعة؛ وكذا أثنى عليه ابن خطيب الناصرية وغيره، ودرس بالشاميتين والركنية والظاهرية والغزالية وكان يتعب في دروسه بحيث يفضل فيها على أخيه لاسترواحه. وقتل وهو نائم على فراشه ببستانه من النيرب خارج دمشق في ليلة الأحد مستهل ذي القعدة سنة ثلاثين فلم تعلم زوجته به إلا وهو مضطرب في دمه ودفن من الغد بجانب أخيه بالصوفية ورؤيت له منامات حسنة تشهد لها سعة رحمة الله وكونه شهيداً رحمه الله وعفا عنه وسامحه، وترجمته محتملة للبسط.
عمر بن الرباط حسن بن علي بن أبي بكر البقاعي والد إبراهيم صاحب تلك الأفاعيل. قال ابنه أنه ولد بعد سنة ثمانين وسبعمائة تقريباً بقرية خربة روحا من البقاع العزيزي من عمل بعلبك، وذكر له ترجمة طنانة وأنه قتل في شعبان سنة إحدى وعشرين هو وجماعة من أخوته وبني عمه.

عمر بن حسن بن علي بن الشرف عيسى السراج بن البدر القاهري الحميني سكناً الشافعي السعودي ويعرف بابن شهبة - بمعجمة ثم هاء وموحدة مصغر - وهي جدة أبيه فيما قال لنا، وأنه ولد سنة أربع وثمانين وسبعمائة فالله أعلم. كان محباً في سماع الحديث أكثر عن شيخنا ومن قبله عن الزين الزركشي وآخرين، وأجازه أبوه بالباس الخرقة وهو قد لبسها من الجمال عبد الله بن محمد بن موسى بن خليفة بن إبراهيم الدسوقي، وسمع في سنة عشرين على الكمال محمد بن الضيا مخلص بن محمد الطيبي وأبي العباس أحمد بن محمد بن إيدمر الأبار تصنيف شيخهما صدقة العادلي منها الطريق وحدث به عنهما سمعه عليه الكمال إمام الكاملية وغيره وكان هو ابن خالة الكمال وممن يكثر التردد إلي بحيث سمع علي القول البديع تصنيفي واتجر بسوق العبي وقتاً وكان شيخ مقام شرف الدين بالحسينية كأبيه، مات في ذي الحجة سنة إحدى وسبعين رحمه الله.
عمر بن حسن بن علي السراج النطوبسي ثم الدمياطي القاهري الحسيني الشافعي ويعرف بعمر الدمياطي؛ حفظ القرآن واشتغل بالفقه وأصوله والعربية والفرائض وغيرها، ومن شيوخه الونائي وابن حسان والبوتيجي والشريف النسابة والمناوي وكذا أخذ عن الحناوي وعبد السلام البغدادي ثم إمام الكاملية وغيرهم وسمع على شيخنا وآخرين وفضل وتنزل في سعيد السعداء وغيرها وقرأ الحديث بعدة أماكن بل خطب بجامع كمال من الحسينية وتكسب بالشهادة وكان متوسط الأمر فيها وربما لين لعدم تمام يقظته بل الغالب عليه سلامة الفطرة وبطء الفهم مع التقلل وضيق العيش وكونه من قدماء الطلبة، مات في المحرم سنة ثمان وثمانين ودفن بالخوخة ظاهر سوق الدريس من نواحي الحسينية وقد زاد على الستين ظناً رحمه اله وإيانا.
عمر بن حسن بن عمر بن عبد العزيز بن عمر السراج النووي ثم القاهري الشافعي والد البدر محمد الآتي؛ ولد تقريباً بعيد العشرين بنوى من القليوبية وحفظ بها القرآن والعمدة ثم قدم القاهرة فنزل عند أبي البركات الغراقي لكونه كان زوجاً لقريبة له بتربة الأشرف برسباي فأتقن عنده حفظ العمدة ثم حفظ المنهاج الفرعي والأصلي وألفية النحو وعرض على شيخنا والمحب بن نصر الله الحنبلي وابن الديري وغيرهم وزوجه أبو البركات ابنته ولازمه في الفقه والفرائض والحساب والعربية والبوتيجي في الفرائض والحساب وعثمان المقسي في الفقه وأصوله، وكذا مع العربية الجوجري وأبا السعادات في الفقه والعربية وغيرهما بل سمع عليه البخاري ومسلماً والعلم البلقيني وزكريا في الفقه ومما أخذه عن ثانيهما شرحه لروض وحضر تقسيم التنبيه عند المناوي والكثير من شرح المنهاج عند مصنفه المحلي وأكثر من ملازمة الجلال البكري في الفقه والحديث وأخذ عن كريم الدين العقبي في النحو والصرف والمنطق، وسمع على شيخنا في سنة إحدى وخمسين في المحمليات وأسمع معه ولداً له كان اسمه محمداً أيضاً وتكسب بالشهادة على خير واستقامة مع بعض جهات الصحراء وغيرها ثم ولاه زكريا القضاء، وحج في أثناء ذلك قارناً فاستأنست برؤيته.
عمر بن حسن بن محمد بن قاسم بن علي بن أحمد السراج بن الخواجا البدر لمعروف بالطاهر الماضي أبوه وشقيقه عبد الرحمن. تقدم في التجارة وكان أجل إخوته وسافر لبلاد الهند. مات في شعبان سنة ثمان وستين بجدة بعد سقوطه من إصقالة وتعطله بسبب كسر رجله قليلاً وحمل إلى مكة فدفن بها وفجع به أخوه أرخه ابن فهد.
عمر بن حسن الحموي شريف يتيم في كفالة ابن الحوراني التاجر. سمع مني معهم بعض الصحيح وغيره.
عمر بن أبي الحسن بن أحمد بن محمد بن الملقن. في ابن علي بن أحمد بن محمد.
عمر بن الحسين بن بوبان - بموحدتين أولاهما مضمومة وآخره نون الغزي الحنفي. ولي قضاء بلده في سنة ثمان وخمسين بعد صرف ابن عمر فدام دون سنة ثم أعيد وكذا وليه مرة أخرى، ومن شيوخه ناصر الدين الإياسي. وهو في سنة تسعين حي جاز الستين.
عمر بن حسين بن حسام الدين النجم بن القاضي جمال الدين السعدي نسبة لسعد بن أبي وقاص الحصني الشافعي عم العلاء علي بن البدر محمد بن حسين الماضي. قدم القاهرة فقرأ على شيخنا في البخاري وكان غاية في الكرم مع فضيلة وديانة. مات في سنة ثلاث وثلاثين بالطاعون رحمه الله.

عمر بن حسين بن حسن بن أحمد بن علي بن عبد الواحد بن خليل بن الحسن السراج أبو حفص بن البدر العبادي ثم الطنتدائي ثم القاهري الأزهري الشافعي. ورأيت من حذف أحمد من نسبه وأن علي بن عبد الدائم بن محمد والأول أثبت ويعرف بالعبادي. ولد تقريباً كما كتبه بخطه في سنة أربع وثمانمائة بمنية عباد من الغربية. ثم تحول منها وهو مميز إلى طنتدا فأكمل بها فحفظ بها حفظ القرآن وصلى به ثم حفظ العمدة وقدم القاهرة مرتين وقطنها في الثانية من جمادى الثانية سنة سبع عشرة وحفظ بها سوى ما تقدم ألفية الحديث والمنهاج الفرعي والأصلي وجمع الجوامع وألفية النحو والتسهيل ولامية الأفعال ثلاثتها لابن مالك وعرض على من دب ودرج وعرف بقوة الحافظة ومزيد الفطنة فأقبل على الاشتغال وتفقه بغير واحد فأخذ الفقه عن الشمس بن البصار المقدسي نزيل القطبية أخذ عنه الحاوي لمزيد خبرته به وتعليقه لنكت عليه في مجلدين وبالشمس البرماوي واشتدت ملازمته له وترافق مع المناوي في تقسيم مختصر المزني عليه والولي العراقي والبوصيري في آخرين منهم البرهان البيجوري وكان قد عرضه عليه جميع المنهاج من حفظه وقريبه والشهاب السخاوي والنور بن الشلقامي وابن لولو والجمال السمنودي أخذ عنه تقسيم التنبيه وكذا قرأه بتمامه على التلواني التماساً لمعروفه وحضر عند الزين القمني درساً واحداً وعند العلاء بن المغلي الحنبلي كثيراً وبحث معه والتقي الفاسي المالكي حين قدومه القاهرة بالقراسنقرية واستفاد منه وجود القرآن بل تلاه لأبي عمرو وابن كثير على الشمس الشراريبي، وسمع على الولي العراقي والواسطي والكمال بن خير والشمس الغراقي وهو أول حديث سمع عليه الحديث بل العلم والبدر حسين البوصيري والمجد البرماوي والعز بن جماعة في آخرين منهم الجمال الكازروني المدني وشافهه بالإجازة والشرف بن الكويك، وأجاز له البرهان الحلبي وغيره باستدعاء أبي البركات الغراقي، وصحب إبراهيم الأدكاوي وأخذ عنه طريق القوم ونقل لي كثيراً من كراماته وأحواله وأخذ العربية عن الشهاب الصنهاجي والشمسين الشطنوفي والعجمي ثم عن البرهان بن حجاج الأبناسي قرأ عليه الألفية وابن الهمام وقرأ عليه شرحها لابن أم قاسم وأصول الفقه عن أبي عبد الله وأبي القسم المغربيين وعلى ثانيهما قرأ المنطق وكذا أخذه مع غيره من الفنون عن الفتح الباهي الحنبلي وعلم الكلام عن بعض علماء العجم قرأ عليه في شروح العقائد والمقاصد والمواقف والمعاني والبيان عن البساطي مع جميع الجاربردي بل وحضر في كثير من الفنون لكن يسيراً عند العز بن جماعة والفرائض والميقات والعروض عن الشمس الغراقي ولازم ابن المجدي حتى أخذ عنه رسالة في الجيب وقلم الغبار بل وقرأ عليه في الحوفى أيضاً وكتب اليسير على الشمس الطنتدائي نزيل البيبرسية وأذن له غير واحد في التدريس وبعضهم في الإفتاء أيضاً، وتصدى للتدريس قديماً قي سنة اثنتين وعشرين، وكان أحد شيوخه الأبناسي يرسل إليه الشهاب المصطيهي وغيره للقراءة عليه وكتب على الفتيا في سنة ثمان وعشرين، وحج مراراً أولها في سنة خمس وعشرين وزار حراء وأول ما تنبه عمل فقيه ابن ططر حتى مات ثم أقرأ ابن الأشرف الملقب بعد بالعزيز وارتفق بذلك كله؛ وولي إمامة الجمالية في سنة ست وعشرين ومشيخة التصوف بالباسطية بعد الشهاب الأذرعي والأحباس بعد ابن العيني وتدريس الفقه بالبرقوقية بعد المحلى وبالقراسنقرية بعد ابن مسعود ومشيخة سعيد السعداء بعد التقي القلقشندي ورسم له يومئذ بلبلس خلعة ضمور في ختم البخاري بعد انقطاعه كان عن الحضور بسبب إهمالها، ورام الخلافة عن شيخنا في القضاء حين السفر لآمد فما أمكن كما أنه لم يمكنه الاستقلال به مع تلفته إليه؛ وأخذ عنه الفضلاء طبقة بعد طبقة واشتهر اسمه وبعد صيته وتقدم غير واحد من طلبته وصار شيخ الشافعية بدون مدافع عليه مدار الفتيا وإليه النهاية في حفظ المذهب وسرده خصوصاً الكتب المتداولة بحيث يكتب على أكثر الفتاوي بديهة بدون مراجعة وعبارته فيها جيدة بل وله نثر حسن وربما نظم ما يكون فيه المقبول، هذا مع تقلله من المطالعة وركونه إلى الراحة كثرة حركته بالمشي ونحوه مما يكون في الغالب سبباً لتوقف الحافظة بل والفاهمة أيضاً ويستحضر مع ذلك أيضاً جملة صالحة من الحكايات والرقائق والأشعار والنكت وأخبار الصالحين

ويشارك في غيرها من الفنون مع مزيد صفائه وتواضعه وعدم تأنقه في مأكله وملبسه وغالب شئونه وهمته مع من يقصده وجلادته في إيصاله لغرضه بحيث تسارع أهل الظنون في جر نفع إليه واحتماله لكثير ممن يجافيه وإعراضه عمن يؤذيه ولا ينصفه مع كثرتهم وكون فيهم من هو في عداد طبقته ورغبته في المنسوبين إلى الصلاح وحسن اعتقاده لهم وتبجيلهم حسبما كان يحكيه لي وقد بشره في صغره غير واحد منهم بخير كبير وكثرة موافاته في الجنائز وغيرها ومحاسنه كثيرة، وتوسع في الإذن لكثيرين بالإفتاء والتدريس ونال منه البقاعي بسبب فتياه في كائنة الكنيسة ما كان سبباً للمزيد من حط مقداره؛ وكنت ممن صحبه قديماً وقرض لي عدة من تصانيفي فأبلغ كما أثبته مع غير ذلك في موضع آخر؛ وحضرت بعض دروسه وكذا حضر معي في عدة ختوم بل حضر مع أخي. مات في ربيع الأول سنة خمس وثمانين بعد تعلله مدة وظهر عليه النقص في حركته ولزم الفراش منها أكثر من شهر وصلى عليه بباب النصر في مشهد حافل جداً ثم دفن بحوش سعيد السعداء وشهد دفنه خلق وبكى الناس عليه كثيراً وذكروا فضائله ومحاسنه ورثاه غير واحد رحمه الله وإيانا.
عمر بن حسين بن علي بن أحمد بن عطية بن ظهيرة السراج القرشي المكي المالكي ويعرف كسلفه بابن ظهيرة. ولد سنة إحدى وخمسين وسبعمائة بمكة ونشأ بها فسمع من العز بن جماعة والكمال بن حبيب والجمال بن عبد المعطي وآخرين، وأجاز له الصلاح بن أبي عمر وابن أميلة وابن الهبل والعماد بن كثير والصلاح العلائي والأسنائي والأذرعي وجماعة وقرأ في الرسالة الفرعية فلم ينجب، ودخل الديار المصرية والشامية للاسترزاق غير مرة، وكذا دخل اليمن ثم انقطع بمكة بعد ما حسن حاله في أمر دنياه حتى مات بها في ذي القعدة سنة ثلاث وعشرين. ذكره الفاسي في مكة والتقي بن فهد في معجمه.
عمر بن حسين بن علي بن شرف بن خطاب بن سعيد السراج الزفتاوي ثم القاهري أبو أحمد وعبد القادر وعلي الماضيين ويعرف بالتلياني. كان خيراً معتقداً ممن أخذ عن الزاهد وأوصى إليه صم صحب أصحابه كابن بكتمر والغمري ومدين في آخرين وقطن القاهرة وتعانى الدولاب في القماش الأزرق واشتهر بالملاءة مع المواظبة على الجماعات والإطعام والانجماع وسلامة الفطرة. مات في رمضان سنة سبع وسبعين وقد زاحم فيما قيل المائة بعد أن تضعضع حاله وكف رحمه الله وإيانا.
عمر بن حسين الشجاع الدمرداشي أمير زبيد. مات في سنة اثنتين وعشرين.

عمر بن خلف بن حسن بن علي - أو عبد الله على ما وقع في تاريخ شيخنا والأول أصوب - السراج بن الزين الأبشيطي الأصل القاهري الشافعي الماضي أبوه ويعرف كهو بالطوخي. ولد تقريباً سنة تسعين وسبعمائة بالقاهرة ونشأ بها فحفظ القرآن واشتغل بالعلم وأخذ عن الشموس البوصيري والبرماوي والطنتدائي نزيل البيبرسية وغيرهم وبرع في الميقات وغيره وسمع على الوالي العراقي وأثبت اسمه بخطه في أماليه والنور المحلي سبط الزبير والزين القمني وابن الجزري والنور الفوي في آخرين ولست أستبعد سماعه عن من قبلهم، وحج مراراً وسلك كوالده طرق الصلاح والزهد والورع وارتقى في ذلك كله وتخلى عن الوظائف بل الأوقاف التي من جهة والده فإنه هو وأخته يستبدلانها شيئاً فشيئاً حتى فنيت عن آخرها، وتجرد مع شدة رغبته في إيصال البر لكثير من الأرامل والمنقطعات وحرصه على صلة الرحم بالزيارة والتفقد وغيرهما واعتنائه بمطالعة كتب الحديث واقتفاء السنة والاجتهاد في الصيام والقيام والتلاوة والمرافقة ومزيد الذكر وحضور مجالس الوعظ والحديث خصوصاً مجلس شيخنا وكان كل منهما يبجل الآخر ورأيته مرة استعار منه مسودة الأوائل له وكذا كان يحضر عند الزين البوتيجي والمناوي أحياناً ولكثرة مطالعته وسماعه صار يستحضر جملة من المتون وغرر الأخبار وقصد للتبرك والدعاء، وحدث باليسير قرأ عليه التقي القلقشندي حديثاً لأبي عبيدة من معجم ابن قانع أودعه في متبايناته اقتفاء لشيخنا الزين رضوان حيث أسمع عليه ولده الحديث المشار إليه وخرجه في متبايناته أيضاً وكذا كتبته عنه مع بعض الأحاديث بل سمع بقراءتي على شيخنا وانتفعت برؤيته ودعواته وكان يكثر زيارتنا كل قليل لمزيد اختصاصه بالوالد بل والجد والعم وهو عم والد ابنة خالتي؛ ولم يزل على طريقته حتى مات في مستهل ربيع الأول سنة ست وخمسين ودفن بتربة سعيد السعداء وجوار قبر أبيه وأقاربه رحمه الله وإيانا. وفي سنة ست عشرة من أنباء شيخنا عمر بن خلف الطوخي سقط من سطح جامع الحاكم فمات، وهو وهم فالذي سقط هو محمد أخوه كما سيأتي.
عمر بن خليل بن حسن بن يوسف الركن بن الغرس الكردي الأصل القاهري الشافعي سبط الشهابي أصلم صاحب الجامع الشهير بسوق الغنم لأن أمه وهي ألف ابنة الشهاب أحمد الفارقابي أمها فرح خاتون ابنة أصلم فلذا يقال له ابن أصلم ويقال له أيضاً ربيب الجلال البلقيني لكونه كان زوجاً لأمه المذكورة تزوجها بعد والده المتزوج بها بعد أخيه البدر بن السراج وحظيت عند الجلال؛ وكان يقال له ابن المشطوب لشطب كان بوجه والده. ولد في سنة ثمانمائة بالقاهرة ونشأ بها فحفظ القرآن عند النور المنوفي والعمدة وعرضها على البرهان بن زقاعة وآخرين منهم زوج أمه الجلال ويسيراً من التنبيه وكثرت خلطته له فحفظ عنه أشياء من نظم وغيره وسافر معه إلى الشام المرة الأولى وسمع عليه وكذا على الشرف بن الكويك والجمال بن الشرائحي وغيرهم، وحج صحبة أمه في سنة عشرين وصاهر العلم البلقيني على أكبر بناته وأقام معها دهراً وولي نظر جامع أصلم والتحدث على أوقاف طرنطاي الحسامي وبنى داراً بالقرب من مدرسة الولوي البلقيني وحدث باليسير أخذ عنه الطلبة وكنت ممن أخذ عنه قديماً جزءاً، وكان كثير الحركة والكلام قائماً بعياله وأولاده مرتباً لكل منهم عليه راتباً يومياً، وقد كبر وهش ولزم بيته مديماً للتلاوة حتى مات في رمضان سنة ثمان وثمانين وصلي عليه بجامع الحاكم في مشهد لا بأس به ثم دفن بجامعهم في سوق الغنم رحمه الله وإيانا.
عمر بن داود بن أحمد الشامي. ممن سمع مني بمكة.
عمر بن دولات باي المؤيدي. مات في ذي الحجة سنة إحدى وثمانين وكان مسرفاً على نفسه غير متستر أتلف شيئاً كثيراً وكاد أن يفتقر فعوجل عفا الله عنه.

عمر بن رسلان بن نصير بن صلح بن شهاب بن عبد الخالق بن عبد الحق السراج أبو حفص الكناني البلقيني ثم القاهري الشافعي؛ ولد في ليلة الجمعة ثاني عشر شعبان سنة أربع وعشرين وسبعمائة ببلقينة من الغربية وأول من قطنها من آبائه صلح؛ وحفظ بها القرآن وصلى به وهو ابن سبع والشاطبية والمحرر والكافية والشافعية في النحو لابن مالك والمختصر الأصلي، وأقدمه أبوه القاهرة وهو ابن اثنتي عشرة سنة فعرض محافيظه على جماعة كالتقي السبكي والجلال القزويني وبهرهم بذكائه وكثرة محفوظه وسرعة فهمه ثم رجع به ثم عاد معه سنة ثمان وثلاثين وقد ناهز الاحتلام فاستوطن القاهرة وحضر الدروس، ومن شيوخه في الفقه التقي السبكي ولكن جل انتفاعه فيه إنما هو بالشمسين ابن عدلان وابن القماح والنجم ابن الأسواني والزين الكناني والعز بن جماعة وفي الأصول الشمس الأصبهاني صاحب التفسير وعنه أخذ كثيراً من العقليات وفي العربية والصرف والأدب الأستاذ أبو حيان ولازم البهاء بن عقيل وانتفع به كثيراً وتزوج ابنته؛ وسمع الحديث على ابن القماح وابن غالي والشهاب بن كشتغدي وأبي الفرج بن عبد الهادي والحسن بن السديد وإسماعيل بن إبراهيم التفليسي وعبد الرحيم بن شاهد الجيش والحسن بن السديد وإسماعيل بن إبراهيم التفليسي وعبد الرحيم بن شاهد الجيش والميدومي وأبي إسحق إبراهيم القطبي وأبي العباس أحمد بن محمد بن عمر الحلبي خاتمة أصحاب الكمال الضرير وآخرين كالجمال أبي إسحق التزمنتي وأبي الحرم القلانسي، وأجاز له الحافظان المزي والذهبي والشهاب أحمد بن علي بن الجزري وابن نباتة وخلق، وخرج له شيخنا أربعين حديثاً شطرها عن شيوخ السماع وباقيها بالإجازة وكذا خرج له الولي العراقي جزءاً من حديثه. وحج مع والده سنة أربعين ثم بمفرده بعدها وزار بيت المقدس واجتمع بالعلائي وعظمه وسكن الكاملية مدة وكان يحكي أنه أول ما دخلها طلب من ناظرها بيتاً فامتنع واتفق مجيء شاعر بقصيدة امتدحه بها وأنشده إياها بحضرته فقال له: قد حفظتها فقال له الناظر: إن كان كذلك أعطيتك بيتاً قال: فأوردتها له سرداً فأعطاني بيتاً، وأذن له الأئمة بالإفتاء والتدريس وعظمه أجلاء شيوخه كأبي حيان والأصبهاني جداً وناب في الحكم عن صهره ابن عقيل، وبلغني أنه جلس بالجورة بعده واستقر في تدريس الخشابية بجامع عمرو، وكذا درس بالبديرية والحجازية والخروبية البدرية والملكية والتفسير بجامع طولون وبالبرقوقية. وولي إفتاء دار العدل رفيقا للبهاء السبكي ثم قضاء الشام في سنة تسع وستين عوضاً عن التاج السبكي فباشره دون السنة وجرت له معه أمور مشهورة وتعصبوا عليه مع قول العماد بن كثير له حينئذ أذكرتنا سمت ابن تيمية ونحوه قول ابن شيخ الجبل ما رأيت بعد ابن تيمية أحفظ منك. ودخل حلب في سنة ثلاث وتسعين صحبة الظاهر برقوق ومرة أخرى بعدها واشتغل بها وعين لفضاء مصر غير مرة ولكنه لم يتم مع ارتقائه لأعظم منه حتى صار يجلس فوق كبار القضاة بل ولي ابنه في حياته وشاع ذكره في الممالك قديماً وحديثاً وعظمه الأكابر فمن دونهم، ومما كتبه له أبو حيان أنه صار إماماً ينتفع به في الفن العربي مع ما منحه الله من علمه بالشريعة المحمدية بحيث نال من الفقه وأصوله الرتبة العليا وتأهل للتدريس والقضاء والفتيا وقال صهره ابن عقيل: هو أحق الناس بالفتيا في زمانه؛ وقال الشمس محمد بن عبد الرحمن العثماني قاضي صفد في طبقاته: هو شيخ الوقت وإمامه وحجته انتهت إليه مشيخة الفقه في وقته وعلمه كالبحر الزاخر ولسانه أفحم الأوائل والأواخر. وقال ابن الحجي: كان أحفظ الناس لمذهب الشافعي واشتهر بذلك وطبقة شيوخه موجودون؛ قدم علينا دمشق قاضياً وهو كهل فبهر بحفظه وحسن عبارته وجودة معرفته وخضع له الشيوخ في ذلك الوقت واعترفوا بفضله ثم رجع وتصدى للفتيا فكان معول الناس عليه في ذلك وكثرت طلبته فنفعوا وأفتوا ودرسوا وصاروا شيوخ بلادهم وهو حي قال: وله اختيارات في بعضها نظر كثير وله نظم وسط وتصانيف كثيرة لم تتم يبتدئ كتاباً فيصنف منه قطعة ثم يتركه وقلمه لا يشبه لسانه، وقال الأذرعي: لم أر أحفظ لنصوص الشافعي منه بل قال البرهان الحلبي:

رأيته رجلاً فريد دهره لم تر عيناي أحفظ للفقه وأحاديث الأحكام منه وقد حضرت دروسه مراراً وهو يقرئ في مختصر مسلم للقرطبي يقرؤه عليه شخص مالكي ويحضر عنده فقهاء المذاهب الأربعة فيتكلم على الحديث الواحد من بكرة إلى قريب الظهر وربما أذن الظهر وهو لم يفرغ من الحديث؛ قال: ولم أر أحداً من العلماء الذين أدركتهم بجميع البلاد واجتمعت بهم إلا وهم يعترفون بفضله وكثرة استحضاره وأنه طبقة وحده فوق جميع الموجودين حتى أن بعض الناس يقدمه على بعض المتقدمين، ونحوه قول شيخنا في مشيخة البرهان أنه استمر مقبلاً على الاشتغال متفرغاً للتدريس والفتوى إلى أن عمر وتفرد ولم يبق من يزاحمه وكان كل من اجتمع به يخضع له لكثرة استحضاره حتى يكاد يقطع بأنه يحفظ الفقه سرداً من أول الأبواب إلى آخرها لا يخفى عليه منه كبير أمر وكان مع ذلك لا يحب أن يدرس إلا بعد المطالعة، وقال في معجمه: وذكر لي ولده الجلال أنه كان يلقى الحاوي دروساً في أيام يسيرة من أغربها أنه ألقاه في ثمانية أيام، وذكر لي البرهان أن الشيخ قال له أنه كان يحفظ من المحرر صفحة من وقت ابتداء فلان الأعمى صلاة العصر إلى انتهائه قال: ولم يكن يطول في صلاته وأنه كان يسرد مناسبة أبواب الفقه في نحو كراسة ويطرز ذلك بفوائد وشواهد بحيث يقضي سامعه بأنه يستحضر فروع المذهب كلها، ثم قال شيخنا: وذكر الكمال الدميري أن بعض الأولياء قال له أنه رأى قائلاً يقول أن الله يبعث على رأس كل مائة سنة لهذه الأمة من يجدد لها دينها بدئت بعمر وختمت بعمر، قال شيخنا: واشتهر اسمه في الآفاق وبعد صيته إلى أن صار يضرب به المثل في العلم ولا تركن النفس إلا إلى فتواه وكان موفقاً في الفتوى يجلس لها من بعد صلاة العصر إلى الغروب ويكتب عليها من رأس القلم غالباً ولا يأنف إذا أشكل عليه شيء من مراجعة الكتب ولا من تأخير الفتوى عنده إلى أن يحقق أمرها وكان ينقم عليه تفسير رأيه في الفتوى وما كان ذلك إلا لسعة دائرته في العلم وكان فيه من القوة الحافظة وشدة الذكاء ما لم يشاهد فيه مثله، وفي شرح ذلك طول قال: وكان وقوراً حليماً مهيباً سريع البادرة سريع الرجوع ذا همة عالية في مساعدة أصحابه وأتباعه قال: وكان مع توسعه في العلوم يتعانى النظم فيأتي منه بما يستحي من نسبته إليه وربما لم يقم وزنه، وصار يتعانى عمل المواعيد ويقرأ عليه ويتكلم في التفسير بكلام فائق وينشد من شعره الحسن المعني الركيك اللفظ العاري عن البديع ما كان الأول أن يصان المجلس عنه؛ زاد في إنبائه ويحصل له فيها خشوع وخضوع، وقال فيه أنه أفتى ودرس وهو شاب وناظر الأكابر وظهرت فضائله وبهرت فوائده وطار في الآفاق صيته من قبل الطاعون وانتهت إليه الرياسة في الفقه والمشاركة في غيره حتى كان لا يجتمع به أحد من العلماء إلا ويعترف بفضله ووفور علمه وحدة ذهنه، وكان معظماً عند الأكابر عظيم السمعة عند العوام إذا ذكر خضعت له الرقاب حتى كان الأسنوي يتوقى الإفتاء مهابة له لكثرة ما كان ينقب عليه في ذلك قال: وكانت آلة الاجتهاد في الشيخ كاملة إلا أن غيره في معرفة الحديث أشهر وفي تحرير الأدلة أمهر؛ وكان عظيم المروءة جميل المودة كثير الاحتمال مهيباً مع كثرة المباسطة لأصحابه والشفقة عليهم والتنويه بذكرهم، قال: ولم يكمل من مصنفاته إلا القليل لأنه كان يشرع في الشيء فلسعة علمه يطول عليه الأمر حتى أنه كتب من شرح البخاري على نحو عشرين حديثاً مجلدين وعلى الروضة عدة مجلدات تعقبات وعلق البدر الزركشي من خطه في حواشي نسخة من الروضة خاصاً مجلداً ضخماً ثم جمعها الولي العراقي بعد مدة في مجلدين وقد أفرد له ولده الجلال ترجمة سرد فيها من تصانيفه واختياراته جملة، قلت وكذا فعل ولده شيخنا العلم البلقيني وقرأتها عليه ولذا اختصرت ترجمته خصوصاً وقد سرد شيخنا من تصانيفه في معجمه عدة مما كمل منها محاسن الإصلاح. وقال الصلاح الأقفهسي في معجم ابن ظهيرة:

كان أحفظ الناس لمذهب الشافعي لا سيما لنصوصه مع معرفة تامة بالتفسير والحديث والأصلين والعربية مع الذهن السليم والذكاء الذي على كبر السن لا يريم يفزع إليه في حل المشكلات فيحلها ويقصد لكشف المعضلات فيكشفها ولا يملها ولولا أن نوع الإنسان مجبول على النسيان لكان معدوماً فيه فلم يكن في عصره في الحفظ وقلة النسيان من يماثله بل ولا يدانيه، ولي قضاء دمشق وهي إذ ذاك غاصة بالفضلاء فأقروا له بالتقدم في العلوم ولم ينازعه واحد منهم في منطوق ولا مفهوم. وقال التقي الفاسي في ذيل التقييد: كان واسع المعرفة بالفقه والحديث وغيرهما موصوفاً بالاجتهاد لم يخلف بعده مثله، وممن ترجمه ابن خطيب الناصرية وابن قاضي شهبة والمقريزي وحكى العلاء البخاري فيما سمعه منه العز السنباطي قال: قدم علينا من أخذ عن البلقيني فسألناه عنه فقال: هو في الفقه وكذا في الحديث بحر وفي التفسير أيضاً على طريقة البغوي وسألناه عنه في العقليات فقال: يقرئ البيضاوي للمبتدئ والمتوسط ولا يخرج عن عهدته للمنتهى، ونحوه ما حكاه البساطي عن شيخه قنبر أنه قال: ما جلست بمصر للإقراء حتى درت على حلق مشايخها كلهم حتى الخولاني يعني الذي كان نظير التلواني فلم أر فيهم مثل البلقيني في الحفظ قال: لكنه لم يكن عنده تحقيق، وهذا محمول على أنه كان يستروح وإلا فهو إذا توجه للتحقيق كان من أجل المحققين وقد بلغني أن العز بن جماعة المتأخر التمس منه قراءة الحاوي نظراً وتحقيقاً ملاحظاً استعمال الآلات فأقرأه فيه دروساً ثم طلع له الشيخ بعدها وعلى يديه حرارة فأراه إياها قائلاً له: انظر يا ابني يا محمد فقد أتعبتني أو كما قال، ومما بلغني من وفور همته قيامه هو والأبناسي في زوال ما حل بابن الملقن من المحنة وكذا في كفهما الولي العراقي عن ابن الملقن كما سأشير لذلك في ترجمته، وكذا مما بلغنا قول البدر البشتكي أن الشيطان وجد طرقه عن البلقيني مسدودة فحسن له نظم الشعر بل كان البدر سبباً لتحويل تسمية مصنفه بالفوائد المنتهضة على الرافعي والروضة إلى الفوائد المحضة حيث صار يقول على الرافعي والروضة - بفتح الواو - حتى تتم الموازنة مع عدم لزوم ذلك في الشعر فضلاً عن غيره، وفي كلام الولي العراقي في أواخر شرحه لجوامع ما يشير لأنه مجتهد أو كونه هو والتقي السبكي طبقة واحدة، وكان في صفاء الخاطر وسلامة الصدر بمكان بحيث يحكى عنه ما يفوق الوصف واعتقاده في الصالحين وراء العقل وتنفيره عن ابن عربي ومطالعة كتبه أشهر من أن أصفه وقيامه في إزالة المنكر من إبطال المكوس والخانات ونحوها شهير وردعه لمن يخوض فيما لا يليق مستفيض بحيث أنه أرسل خلف من بلغه عنه أنه يفسر القرآن بالتقطيع فزبره بحيث خاف وما وسعه إلا الإنكار وبالغ في زجر بعض الحلقية لما بلغه عنه أنه يحاكي الفقهاء في عمائمهم وكلامهم مما لو بسطته كله لطال وكان يقول: ما أحد يقرئ الفرائض إلا وهو تلميذي أو تلميذ تلميذي لكون الشيخ محمد الكلائي صاحب المجموع سأل مسألة، وقد أخذ عنه الناس طبقة بعد طبقة بل وأخذت عنه طبقة ثالثة فمن الأولى البدر الزركشي وابن العماد والعز بن جماعة ثم البرماوي والولي العراقي والبرهان الحلبي والجمال بن ظهيرة والزين الفاسكوري والمحب بن نصر الله والسراج قاري الهداية ثم شيخنا وابن عمار والأقفهسي والتقي الفاسي، ولقينا خلقاً ممن تفقه به خاتمتهم الشمس الشنشي وثنا عليه جماعة كثيرون ولست أتوقف في ولايته، وهو في عقود المقريزي، مات قبيل عصر يوم الجمعة حادي عشر ذي القعدة سنة خمس وثمانمائة بالقاهرة وصلى عليه ولده الجلال صبيحة الغد بجامع الحاكم ودفن بمدرسته التي أنشأها بالقرب من منزله في حارة بهاء الدين عند ولده البدر محمد ورثاه جماعة وأبدع مرثية فيه لشيخنا أولها:

يا عين جودي لفقد البحر بالمطـر

 

واذري الدموع ولا تبقي ولا تذري

وهي تزيد على مائة بيت مشهورة وكثر أسف الناس عليه، قال شيخنا: وبلغتني وفاته وأنا مع الحجيج رحمه الله وإيانا.

عمر بن سلامة بن عمر بن أحمد السكندري النجار والده ويعرف هناك بابن سيده الشافعي، شاب قدم من بلده فلازم الاشتغال عند عبد الحق وخالد الوقاد ونحوهما بل قرأ على الشمس البامي وابن قاسم؛ ولازمني حتى قرأ أكثر البخاري وكذا قرأ على الديمي في مسلم، وكان فطناً نبيهاً ذكياً؛ مات سريعاً قبل إكمال العشرين في حياة أبويه ليلة الثلاثاء ثاني شعبان سنة تسع وثمانين رحمه الله وعوضه الجنة.
عمر بن سليمان بن عمار الصردي ثم الغمري. ممن سمع مني بمكة.
عمر بن الشرف الغزولي الحنبلي. مات في ذي القعدة سنة أربع بحلب. أرخه شيخنا في إنبائه.
عمر بن المؤيد شيخ. مات في سنة ست عشرة وله عشر سنين أو دونها ودفن بتربة الناصر. ذكره شيخنا في أنبائه.
عمر بن صالح بن السراج البحيري الأزهري المالكي والد البدر محمد الآتي. ممن اشتغل وتكسب بالشهادة بل ناب في القضاء وقتاً وتنزل في الجهات وليس بمحمود قضاءً ومعاملة.
عمر بن صديق بن عمر السملائي المحلي. ممن سمع مني بالقاهرة.
عمر بن طرخان بن شهري الحاجب الكبير بحلب. مات في رجب سنة ثلاثين. أرخه شيخنا في أنبائه.
عمر بن عبد الحميد الزين المدني. سمع على ابن الجزري الشفا في ثلاث وعشرين وضبط الأسماء.
عمر بن عبد الرحمن بن أحمد المقراني اليماني الشافعي والد عبد الصمد الماضي له ذكر فيه وأنه قرأ على الأهدل وكان فقيهاً مات سنة ثمان وثمانين عن ست وسبعين سنة عمر بن عبد الرحمن بن أبي بكر بن أبي بكر التقي بن الوجيه الزوقري اليماني. ذكره التقي بن فهد في معجمه ووصفه بالإمام المفنن ووالده بالعلامة وبيض.
عمر بن عبد الرحمن بن زكريا الزواوي الميقاتي. مات سنة ثمان وخمسين.
عمر بن عبد الرحمن بن علي بن إسحق السراج أبو حفص بن الزين التميمي الخليلي الشافعي الماضي أبوه والآتي أخوه محمد وولده محمود. ولد سنة ثمان وثلاثين وثمانمائة تقريباً ببلد الخليل ونشأ فحفظ القرآن والعمدة والمنهاج وجمع الجوامع وألفية ابن مالك والشاطبية؛ وعرض على جماعة بالقاهرة وغيرها واشتغل على أبيه وآخرين من آخرهم الفخر المقسي بل حضر عند شيخنا ودخل الشام وغيرها كحماة ودرس ببلده وهو الآن في الأحياء أفادنيه ولده محمود أحد الآخذين عني عمر بن عبد الرحمن بن محمد بن محمد بن عبد الرحمن بن عمر بن إبراهيم الزين الأسدي الدمشقي الشافعي الماضي أبوه ويعرف بابن الجاموس. نشأ بدمشق فحفظ القرآن وغيره واشتغل وبرع وكتب الخط الحسن، وتكسب بالشهادة؛ وقدم القاهرة فسمع على بقايا من الرواة وتردد إلي يسيراً وكتب عني عدة مجالس من الأمالي وغيرها وتطارح مع الشهاب الحجازي وغيره وفرض للبدري مجموعة فأحسن، وكان رائق الأوصاف فائق الإنصاف متودداً لطيفاً متواضعاً كثير المحاسن جاور بمكة وانتقى واختصر ونظم ونثر، وسافر بأخرة إلى بيت المقدس. ومات على ما يحرر في إحدى الجمادين سنة سبع وثمانين وأظنه جاز الأربعين ونعم الرجل رحمه الله، ومما كتبته من نظمه:

إلهي إن أردت السوء يومـاً

 

بعبد من عبيدك قد طردتـه

قنا يا ربنا مـن كـل سـوء

 

فإنك من تقي الأسوا رحمته

عمر بن عبد الرحمن بن محمد السراج أبو حفص بن الوجيه الحضرمي التريمي الشافعي. شريف علوي يعرف كأسلافه أبا علوي. أخذ عن عبد الله بن أبي بكر أبا علوي وجمع جزءاً في كراماته واستدعى بالقول البديع وطلب مني الإجازة به وبغيره فكتب له وأنا بمكة منه نسخة وأثبت عليها خطي بالإجازة ووصفته بما في تاريخي الكبير. مات في ليلة السبت سادس عشري رمضان سنة تسع وثمانين بتعز عن نحو خمس وأربعين سنة، كتب إلي بذلك الكمال الذوالي قال وهو رجل كبير القدر مقبول عند العوام وأكثر الخواص وله بسلطان اليمن عبد الوهاب بن طاهر زيادة اختصاص وسماع قول وكان مقيماً بقرية الحمراء من وادي لحج من سنة ثمان وستين وإلى أن مات وحصل لأهل هذه الجهة به نفع عظيم واندفع بسبب إقامته فيهم شرور كثيرة من البدو المفسدين لاحترامهم له وقبولهم لكلامه ولهذه العلة عظمه ابن طاهر.

عمر بن عبد الرحمن الوشتاتي - بضم الواو ثم معجمة ساكنة بعدها مثناتين بينهما ألف نسبة لوشتاتة من عمل أربس - التونسي ويعرف بالحارثي. أخذ عن أبي القسم البرزلي وغيره وارتحل للحج سنة ست وأربعين ولقي هناك أبا الفتح المراغي وغيره، وأخذ بالقاهرة عن شيخنا حضر دروسه، وفيها دخل بيت المقدس والشام وأكرم البدر بن التنسي قاضي المالكية مورده وطلع به إلى الظاهر جقمق فأحسن إليه، ثم رجع إلى بلاده فأقبل عليه الفضلاء بأخرة في الرواية وصار محدث تلك الناحية. وشرح بانت سعاد في مجلدين قرضه له محمد الزلدوي ومحمد القفصي الشابي وغيرهما نظماً، وكان حسن العشرة دمث الأخلاق يستحضر المشارق لعياض وكذا الصحاح للجوهري. ومات سنة سبع وسبعين رحمه الله.
عمر بن عبد العزيز بن أحمد بن محمد بن علي السراج بن العز بن الصلاح المصري أخو علي الماضي ووالد المحمدين الأربعة الشمس والشرف والعز والبدر وفخر الدين سليمان ويعرف بالخروبي. ولد سنة إحدى وأربعين وسبعمائة أو التي بعدها ولم أجد له سماعاً على قدر سنه ولو اعتنى به لأدرك الأسناد، وقد كان له حرص على السماع فسمع بقراءتي كثيراً، وأول ما مات أبوه كان يعد من التجار ثم ورث هو وأخوه نور الدين والدهما فاتسع حاله وأثرى واشتهر بالمعرفة وحسن السيرة ثم تناقص حاله فمات عمه تاج الدين محمد بمكة في سنة خمس وثمانين وسبعمائة وأوصى إليه وورث منه فأثرى واتسع حاله ثم تناقص إلى أن مات قريبه محمد بن زكي الدين الخروبي في سنة أربع وستين وهو شاب فورث منه مالاً جزيلاً فتراجع حاله ثم تناقص إلى أن مات أخوه نور الدين فورث ماله واتسعت دائرته وحسن حاله ثم تناقص حاله بعد ثلاث سنين إلى أن ماتت أخته آمنة فورث منها مالاً جزيلاً فحسنت حاله ووفى كثيراً من دينه ولم يزل بسوء تدبيره إلى أن مات فقيراً إلا أن ابنته فاطمة ماتت قبله بيسير فورث منها شيئاً حسنت به حاله قليلاً ولكنه مات وعليه ديون كثيرة في سنة خمس وعشرين وقد جاز الثمانين ممتعاً بسمعه وبصره وعقله، وكان كثير العبادة من صلاة وصوم وأذكار، وتنقلت به الأحوال ما بين غنى مفرط وفقر مدقع كما شرحناه رحمه الله. ذكره شيخنا في أنبائه.
عمر بن عبد العزيز بن أحمد بن محمد السراج أو النجم بن العز الفيومي الأصل القاهري الشافعي الماضي أبوه ويعرف بعمر الفيومي. ذكي فاضل أحضره أبوه على شيخنا في رمضان سنة إحدى وخمسين وهو في الثالثة بعض المحامليات الأصبهانية بل وحضر في التي قبلها عليه في المجالسة؛ وكذا سمع بعد ذلك على جماعة منهم النسائي الكبير على السيد النسابة والأبودري والمجد إمام الصرغتمشية والزفتاوي واشتغل وتميز ونظم ونثر وتردد إلي يسيراً ولكنه لم يتصون بل عرف بالسفه والفجور والإقدام ثم نصب نفسه وكيلاً في الخصومات إلى أن منعه السلطان في سنة تسع وثمانين بعد ضربه المبرح وأكد عليه في المنع كما أكده على عمه شريف فمكث ثم عاد فأعيد الضرب المبرح بالمقارع في أثناء سنة خمس وتسعين حتى كاد أن يموت وأمر نفيه فأخرج على أسوأ حال فتوسل أبوه بكل من الأتابك وأمير سلاح فشفعا فيه فرسم بعوده فما عاد، وتوجه إلى الشام فمدح صدقة سامري هناك بقصيد يقال أنه بالغ فيه مبالغة تقتضي أمراً عظيماً والأمر وراء هذا، ولم يلبث أن مات في رمضان ظناً سنة ست وتسعين، وهو ممن قرض مجموع البدري بأبيات أولها:

يا فريداً فاضت معانيه نهـراً

 

وأذاق الأعداء زجراً ونهـرا

أشهر الله فضلك الجم في النـا

 

س فزنت الزمان عاماً وشهرا

عمر بن عبد العزيز بن بدر سراج الدين السابقي نسبة لسابق الدين أحد خدام المدينة فكان مولى لجده المدني والد محمد الآتي وأحد خدام الحرم كأبيه ويعرف بابن بدر. نشأ بطيبة فقرأ القرآن واشتغل في حفظ المنهاج وغيره، وسمع على أبي الفرج المراغي وحضر دروس الشهاب الأبشيطي والسيد الطباطبي وكان يقرأ فيسبعه؛ وتدرب بالقاضي عبد القادر بن محمد بن يعقوب واختص بمشايخ الحرم ونسبت إليه أشياء فسجنه الأشرف قايتباي مرة بعد أخرى إحداهما بالمقشرة بعد ضربه بالمقارع وذلك في سنة ست وثمانين ثم خلص بعد وشرط عليه أن لا يسار إلى المدينة إلا بإذن ولكن تكرر سفره للمدينة وغيرها، وقصدني وهو بالقاهرة مراراً حين كان ابنه يقرأ علي وهو زائد الإقدام ثم شفع فيه وعاد إلى المدينة ولم يتحول عن طباعه؛ وفيه محاسن معدودة، ورأيته في موسم سنة أربع تسعين بمكة ثم بالمدينة وجاء بأثر ذلك مرسوم بالقبض عليه فاختفى ثم توجه سراً ليصل القاهرة ترجياً لمساعدة الأمير شاهين له فبلغه الطاعون فرجع لمكة ودام بها من رمضان حتى حج وكان يجتمع علي ويبالغ في إظهار التودد هذا مع أني أغلظت عليه قبل ذلك بالمدينة بسبب الشهاب بن العليف ثم عاد مع الركب للمدينة وكأنه للوثوق بأميره فدخلها وقد استطلق بطنه فمات وذلك في أواخر ذي الحجة سنة سبع وتسعين عن بضع وخمسين عفا الله عنه وإيانا.
عمر ابن صاحبنا العز عبد العزيز بن عبد الرحمن بن إبراهيم بن محمد الكمال الحلبي الحنفي سبط أبي جعفر بن الضيا أمه عائشة ويعرف كسلفه بابن العديم اشتغل وتفقه بابن أمير حاج وأخذ عن أبي ذر وغيره سمع ببلده معي على جماعة وتميز وبرع ونظم ففاق وجمع ديواناً سماه بدر الكمال. مات في سنة كان الأتابك بحماة والدوادار بحلب في حياة أبويه ولم يكمل الثلاثين عوضه الله وإياهما الجنة.
عمر بن عبد العزيز بن عبد السلام بن موسى السراج المكي الزمزمي أخو محمد الآتي. ممن حفظ القرآن وسافر إلى القاهرة والشام واليمن وله نظم كأخيه. مات في رجب سنة ثلاث وتسعين وأنا بمكة.
عمر بن عبد العزيز بن عبد السلام السراج الأنصاري الزرندي المدني الشافعي. مات أبوه في صفر سنة ثلاث وستين فولد ابنه هذا بعده واشتغل يسيراً في العربية عند مسعود المغربي وفي غيرها عند غيره ولازمني في المدينة وحصل نسخة من المقاصد الحسنة بعد أن سمعه وكتبت له إجازة ثم رأيته في موسم سنة أربع وتسعين وهو باق على تودده ولكنه انحل عن اشتغاله وأظنه خالط شاهين أو غيره فلم تحمد عاقبته.
عمر بن الزين عبد العزيز بن عبد الواحد بن عمر بن عياذ - بتحتانية ومعجمة - الأنصاري المغربي الأصل المدني المالكي والد حسن الماضي ويعرف بابن زين الدين من بيت فيه فضلاء. اشتغل وسمع على الجمال الكازروني في سنة أربع وثلاثين وعلى أبي الفتح المراغي؛ ومات سنة ثمان وخمسين أو التي قبلها رحمه الله.
عمر بن عبد العزيز بن علي بن أحمد بن عبد العزيز السراج بن القاضي العز بن القاضي النور الهاشمي النويري المكي والد عبد الله الماضي وأمه أم كلثوم ابنة محمد بن عمر التعكري. ولد سنة ست وتسعين وسبعمائة بمكة وسمع من الزين المراغي وابن الجزري وأجاز له أبو هريرة بن الذهبي وابن العلائي والتنوخي وآخرون، وولي نصف الإمامة بمقام المالكية، وسافر في أوائل سنة اثنتين وثلاثين من مكة إلى القاهرة ثم إلى المغرب ثم التكرور، ومات هناك في السنة التي تليها أو في التي بعدها، وله ذكر في ابنه.
عمر بن عبد العزيز بن علي بن عبد العزيز بن عبد الكافي الدقوقي المكي. مات في يوم السبت تاسع شوال سنة إحدى وأربعين بالقرب من عجرود وحمل إليه فدفن به، ذكره ابن فهد.
عمر بن عبد العزيز ابن صاحبنا النجم عمر بن التقي محمد بن محمد بن فهد، تجدد في سنة تسع وثمانين فأرسلت لحفيد يوسف العجمي المسند علي فأجاز له وكتب في طبقة مسند عمر للنجاد ولم يلبث أن مات.
عمر بن عبد العزيز بن مسعود بن خليفة بن عطية المطيبير. مات في المحرم سنة خمس وخمسين بمكة. أرخه ابن فهد.
عمر بن المحيوي عبد القادر بن عبد الرحمن الشيباني المكي شقيق أبي الغيث محمد ويعرف بابن زبرق. سمع علي في القول البديع وغيره بمكة ومات بها في سنة ثمان وثمانين.
عمر بن عبد الكريم بن محمد الشجاع العدني الحيلاني. مات سنة تسع عشرة.

عمر بن عبد اللطيف بن أحمد.
عمر بن عبد الله بن عامر بن أبي بكر بن عبد الله السراج ولقبه بعضهم الزين الأسواني القاهري الشاعر. ولد بأسوان سنة اثنتين وستين وسبعمائة، وقدم القاهرة فأقام بها مدة ثم توجه إلى دمشق وأخذ الأدب عن ابن خطيب داريا ثم عاد إلى القاهرة وقطنها حتى مات، قال شيخنا في أنبائه: تعانى الآداب ودخل الشام فأخذ عن أدبائها ثم القاهرة واستوطنها من سنة تسعين وسلك طريق المتقدمين في النظم لكنه عريض الدعوى كثير الازدراء لشعراء أهل عصره لا يعد أحداً منهم شيئاً ويقول شعرهم بعرمقزدربل يقول: من يجعل لي خطراً على أي قصيد شاء من شعر المتنبي حتى أنظم أجود منها، ولم يكن نظمه بقدر دعواه إلا أن ابن خلدون كان يطريه ويشهد له بأنه أشعر أهل عصره بعد خطيب داريا، وكان مشاركاً في لغة وقليل عربية، وما علمته ولي شيئاً من الوظائف بل كان يحتذى بشعره ويقلد من يسمعه المائة، وقد حضر عندي في إملاء فتح الباري وأملى على الطلبة من نظمه أبياتاً من الرجز في معرفة أسواق العرب في الجاهلية، وسمعت من لفظه قصيدة امتدح بها المؤيد لما تسلطن بعناية الأدمي وغضب منه البارزي واتفق بأخرة أنه مدح أبا فارس صاحب تونس فأرسل إليه بصلة قيل أنها مائة دينار فقبضها وهو موعوك فنزل بالبيمارستان فطال ضعفه ثم عوفي فذكر لبعض أصحابه أنه كان دفنها هي وغيرها في مكان فلما رجع ووجدها جعلها في مكان آخر وانتكس فعاد إلى المرستان فأقام أياماً يسيرة ثم مات في ربيع الأول سنة ست وعشرين وقد جاز الستين ولم توجد الذهبية المذكورة ولا غيرها ومن نظمه قوله:

إن ذا الدهر قد رماني بقوم

 

هم على بلوتي أشد حثيثـا

إن أفه بينهم بشيء أجدهم

 

لا يكادون يفقهون حديثـاً

وأورد في معجمه الرجز المشار إليه وهو:

إن شئت أن تعرف أسواق العرب

 

لتقتفي الآثار مـن أهـل الأدب

فدومة الجنـدل والـمـشـعـر

 

وهذا القول عـنـدي أظـهـر

كذا فجـار ودثـار الـشـحـر

 

وعدن من دون هذي الـبـحـر

صنعاء منها وعكاظ الـزاهـية

 

وذو المجاز وحـبـاش تـالـيه

وآخر الأسواق عند ذي الـرشـد

 

مجنة بهـا فـكـمـل الـعـدد

وترجمه فيه باختصار فقال: مهر في الأدب وأكثر النظم على طريقة الأوائل، وكان فيه بأو زائد ودعوى عريضة وخطه حسن طارحته ببيتين قديماً ومدحني بعد ذلك وحضر مجلس الإملاء في شرح البخاري وأفاد الجماعة رجزاً في أسواق الجاهلية كتبوه عنه وسمعناه منه، وقال التقي المقريزي في عقوده: كان يقول الشعر ويشدو شيئاً من العربية مع تعاظم وتطاول وإعجاب بنفسه وإطراح جانب الناس لا يرى أن أحداً وإن جل يعرف شيئاً بل يصرح بأن أبناء زمانه كلهم ليسوا بشيء وأنه هو العالم دونهم وأنه يجب على الكافة تعظيمه والقيام بحقوقه وبذل أموالهم كلها له لا لمعنى فيه يقتضي ذلك سوى سوء طباع، وكان يحتذى بشعره فلا يجد من يوفيه ما يرى لنفسه من الحق بزعمه فيعود إلى هجاء من يمدحه ثم رأى أن الناس أقل من أن يمدحوا فهجا الكافة دهراً ثم أعرض عن هجائهم لاحتقاره إياهم فلذا كان مشنوءاً عند الناس مبغضاً إليهم يزهون لكثرة مدحه لنفسه ودعواه العريضة في فنون العلم التي لم يرزق منها غير شعر أكثره وبال عليه وقليل من نحو غير محتاج إليه هذا مع خلوه من العلوم الشرعية بأسرها وجهله بها، وتردد إلي زيادة على خمس وثلاثين سنة وأنشدني كثيراً من شعره وأورد من ذلك قوله في الصدر بن الأدمي القاضي:

بني أساكفة الدنـيا لـيهـنـكـم

 

قضاء نجل ذوي الكازات والقرم

الناتشين بأفـمـام تـسـيل أذى

 

على الذقون جلود الميت من غنم

لا أفلحت بلد قاضي القضاة بهـا

 

من جده بل أبوه شـغـلـه أدم

وقوله لما تحكم الشاميون بديار مصر في الدولة المؤيدية شيخ مما امتحن بسببه وضرب وسجن:

شكت الشآم ثقالة ممن بـهـا

 

جبلوا على شيء يفوق جبالها

فلذاك في مصر لقلة حظهـا

 

دون الأراضي خففت أثقالها

وقوله:

كم قلت لما مر بـي

 

مقرطق يحكي القمر

هذا أبـو لـؤلــؤة

 

منه خذوا ثأر عمـر

وأورد المقريزي عنه كثيراً من نظمه فمنه:

أن يحسدوني لما أوتيت من أدب

 

فذاك أعقبهم ما أعقب الواري

كذاك إبليس لما راح من حسـد

 

لآدم عقب الإدخال في النـار

وقوله:

سئمت حياتي بين من لا أحبـه

 

ومن عاش ما بين الأراذل يسأم

وفتية فتكوا بالـظـلـم أزمـنة

 

كأنما هادم اللـذات آمـنـهـم

حتى انتهوا وأتى ما كان يوعدهم

 

فأصبحوا لا ترى إلا مساكنهـم

عمر بن عبد الله بن علي بن عبد العظيم السراج الأقفهسي ثم القاهري الشافعي. نشأ بالقاهرة فحفظ القرآن واشتغل بالعلم وكان أولاً أحد القراء بالتربة الظاهرية ثم صار صوفياً بالمدرسة الفخرية ابن أبي الفرج ولذا كان يراجع خطيبها الصدر الفيومي فيما يشكل عليه من دروسه بل كان نائباً عنه في الإمامة الفخرية القديمة وأقرأ ولده البدر وسمع على الجمال عبد الله الحنبلي، وأجاز له عائشة ابنة ابن عبد الهادي وغيرها ولازم مجلس شيخنا في الإملاء وربما كان يحضر في غيره وناب عن العلم البلقيني يسيراً، وكان ساكناً خيراً مشاركاً أجاز لي. ومات في ربيع الآخر سنة أربع وستين رحمه الله.
عمر بن عبد الله بن عمر بن داود الزين بن الجمال الكفيري الدمشقي الشافعي، قال شيخنا في أنبائه: اشتغل كثيراً حتى قيل أنه كان يستحضر الروضة وعرض عليه الحكم فامتنع، وأفتى بدمشق ودرس وتصدر بالجامع الأموي، وكان قوي النفس يرجع إلى دين ومروءة. قتل في الفتنة التمرية سنة ثلاث وكان في أواخر المحرم منها حضر عند الجمال بن الشرائحي بالجامع قراءة كتاب الرد على الجهمية لعثمان الدرامي فأنكر عليهم وشنع وأخذ نسخة من الكتاب وذهب بها إلى القاضي المالكي فطلب القارئ وهو إبراهيم الملكاوي فأغلظ له ثم طلب المسمع فآذاه بالقول وأمر به في السجن وقطع نسخته ثم طلب القارئ ثانياً فتغيب ثم أحضره فسأله عن عقيدته فقال: الإيمان بما جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فانزعج القاضي لذلك وأمر بتعزيره فعزر وضرب وطيف به ثم طلبه بعد جمعة وقد بلغه عنه كلام أغضبه فضربه ثانياً ونادى عليه وحكم بسجنه شهراً ولم يلبث المشنع إلا يسيراً ومات عفا الله عنه.
عمر بن عبد الله بن محمد بن أحمد بن قاسم بن عبد الرحمن بن أبي بكر السراج ابن العفيف بن قاضي القضاة التقي القرشي العمري الحراري الأصل المكي. مات في ربيع الأول سنة خمسين بدولات باد من بلاد كلبرجة من الهند رحمه الله.
عمر بن عبد الله بن محمد بن بردس بن نصر بن بردس بن رسلان الزين البعلي الحنبلي الدهان ابن عم التاج محمد والعلاء ابني إسماعيل بن محمد المذكورين، ولد في سنة تسع وسبعين وسبعمائة ببعلبك ونشأ بها فقرأ القرآن عند الشيخ طلحة وحضر عند ابن عمه التاج وغيره في الفقه وغيره وسمع البخاري على عبد الرحمن بن محمد بن الزعبوب أنا به الحجار، وحج وحدث لقيته ببعلبك وقرأت عليه المائة منه مع ختمه؛ وكان خيراً يتكسب من صناعة الدهن، ومات قريب الستين.
عمر بن عبد الله بن محمد بن سليمان السراج بن الجمال الدمياطي ثم القاهري الشافعي صهر عبد الرحمن بن الفقيه موسى الماضي أبوه. نشأ فقرأ القرآن وغيره واشتغل وقرأ في الجوق وأقرأ في الطباق وخالط الناس سيما الخدام ونحوهم وباشر عند خير بك كاشف المحلة؛ وكتب الخط الجيد وتنزل في الجهات وتردد للكافياجي، وحج غير مرة وتردد لي وفي كلامه توقف. مات بالطاعون في رجب سنة سبع وتسعين بعد أن أهين من الدوادار عفا الله عنه.

عمر بن عبد الله بن محمد بن عيسى بن موسى بن عبد الرحمن شجاع الدين أبو حفص بن قاضي الطائف العفيف المغربي الأصل المصمودي الشافعي أمام قرية الأخيلة - بفتح الهمزة وسكون المعجمة وكسر التحتانية - وجده موسى كان مالكياً ونشأ ابنه كذلك ثم مات قاضي الطائف ابن المرحل تحول شافعياً وولي قضاءها وتبعه بنوه. ولد سنة عشرين وثمانمائة تقريباً بالطائف وقرأ بها القرآن وتلا به لورش على عبد الرحمن المغربي وحفظ مختصر أبي شجاع، وأجاز له في سنة ثلاث وعشرين وابن سلامة ونحوه، ولما مات أبوه انتقل إلى القرية المذكورة فأقام بها، ولازم الحج والزيارة ودخل نواحي بجيلة وزهران؛ ولقيه البقاعي في سنة تسع وأربعين بمسجد عداس من بلده وقرأ عليه وعلى الجمال محمد بن عيسى بن مكينة ومات.
عمر بن عبد الله السراج الهندي الفافا بفاءين، قال شيخنا في إنبائه: كان كثير النطق بالفاء فلقب بذلك، وكان عارفاً بالفقه وأصوله والعربية. أقام بمكة أزيد من أربعين سنة يفيد الناس فيها؛ ومات في ذي الحجة سنة خمس عشرة عن سبعين سنة.
عمر بن عبد الله العلبي الشافعي. اشتغل كثيراً وانقطع في الجامع الأموي يشغل الأبناء في القرآن وفي التنبيه ويشرح لهم بحيث انتفع به جماعة مع سكوت وانجماع. مات في رمضان سنة ثلاث. ذكره شيخنا في إنبائه.
عمر بن عبد الله البلخي. فيمن لم يسم أبوه.
عمر بن عبد الله المصري نزيل مكة أقام. بها نحو عشرين عاماً لا معلوم له ولا يسأل بل كثير الصمت والسهر والعزله بحيث ذكره محمد بن الشيخ عمر العرابي في ترجمة والده ونقل عن أبيه أنه كان يذكر أنه من الأبدال ممن كان يرى النبي صلى الله عليه وسلم كثيراً غير ذاكر للدنيا ولا يضحك ولا يلتفت ولا يجالس سوى أهل الآخرة. مات في سنة سبع وعشرين. أفاده ابن فهد.
عمر بن عبد المجيد تقي الدين الناشري الزبيدي الشافعي سبط الجمال الطيب الناشري. ولد ظناً في سنة أربع وثلاثين وثمانمائة. ونشأ فحفظ الشاطبية والحاوي وألفية ابن مالك وتلا بالقراءات إفراداً وجمعاً على بعض القراء حتى أتقنها وقرأ كلاً من المنهاج والحاوي على جده لأمه الطيب ومهر في فنون وفاق أقرانه ودرس وأفاد وولي القضاء في سنة وفاته فشكرت سيرته، وكان ذا مهابة ووقار وسكينة وعقل ممن جمع بين العلم والدين والتقوى مع صغر سنه. مات في أواخر شعبان سنة ثلاث وثمانين وتأسف الناس على فقده رحمه الله.
عمر بن عبد المؤمن بن عمر الزين الخليلي المقدسي الشافعي. ولد سنة تسع وثمانين وسبعمائة وروى عن الشهاب أحمد بن سعد الله الحراني ثم الآمدي الحنبلي والزين أبي الفضائل عبد الرحمن بن أبي بكر بن شجاع الحراني ثم الرهوني الشافعي المعروف بابن الحلبية البخاري قالا أنا الحجار وذلك في سنة ست وخمسين وسبعمائة سمع منه أبو الفضل بن أبي اللطف وقال أنه عمر ومات في.
عمر بن الزين عبد الواحد بن عمر بن عياد المدني. هو ابن عبد العزيز بن عبد الواحد. مضى.
عمر بن عثمان بن خضر بن جامع السراج البهوتي الأصل القاهري الشافعي ويعرف بابن جامع. ولد سنة ثلاث وستين وثمانمائة تقريباً بحارة السقاءين قريباً من بركة الناصري. ونشأ فحفظ القرآن والمنهاج وجمع الجوامع وألفية النحو والحديث، وعرض على جماعة واشتغل في الفقه عند البكري وابن قاسم وقرأ على من دونهما كالكمال الطويل والقمني في الأصول عند الكمال بن أبي شريف وتميز في الفقه وجلس شاهداً ثم أنه لازم دروس الشافعي فأذن له في الجلوس ببابه بل صيره أمين الحكم حين التضييق على جماعته وتمول في أسرع وقت بعد فقره فيما قيل وكان جده إمام جامع سنقر هناك وأحد الصوفية السعيدية والبيبرسية فأجلس حفيده هذا في حانوت هناك خرازاً كما كان هو أولاً ومهر فيها فلما مات أخرجتا عنه بحجة حرفته فسعى حتى أعيدتا إليه وترك الخرز من ثم، ثم ترقى إلى أمانة الحكم وسعى بالمهتار رمضان في شهادة الكسوة بعد موت الشهاب البيجوري فكان محركاً إعادة الترسيم على جماعة الشافعي حتى عملت المصلحة ولم يعط شيئاً.
عمر بن عثمان بن محمد الزين الحلبي الرأس عيني ويعرف بابن قصروه، ممن سمع مني بالقاهرة.
عمر بن عثمان بن السراج بن الفخر بن الجندي أحد أعيان التجار ووالد سميه عمر الآتي

عمر بن علي بن أحمد بن محمد بن عبد الله السراج أبو حفص بن أبي الحسن الأنصاري الوادياشي الأندلسي التكروري الأصل المصري الشافعي والد علي الماضي ويعرف بابن الملقن. ولد في ربيع الأول سنة ثلاث وعشرين في ثاني عشريه كما قرأته بخطه وقيل في يوم السبت رابع عشريه والأول أصح بالقاهرة، وكان أصل أبيه أندلسياً فتحول منها إلى التكرور وأقرأ أهلها القرآن وتميز في العربية وحصل مالاً ثم قدم القاهرة فأخذ عنه الأسنوي وغيره ثم مات ولصاحب الترجمة سنة فأوصى به إلى الشيخ عيسى المغربي رجل صالح كان يلقن القرآن بجامع طولون فتزوج بأمه ولذا عرف الشيخ به حيث قيل له ابن الملقن وكان فيما بلغني يغضب منها بحيث لم يكتبها بخطه إنما كان يكتب غالباً ابن النحوي وبها اشتهر في بلاد اليمن، ونشأ في كفالة زوج أمه ووصيه فحفظ القرآن والعمدة وشغله مالكياً ثم أشار عليه ابن جماعة أحد أصحاب أبيه أن يقرئه المنهاج الفرعي فحفظه وذكر أنه حصل له منه خير كبير وأنشأ له ربعاً فكان يكتفي بأجرته وتوفر له بقية ماله للكتب وغيرها بحيث قال شيخنا أنه بلغه أنه حضر في الطاعون العام بيع كتب بعض المحدثين فكان الوصي لا يبيع إلا بالنقد الحاضر قال: فتوجهت إلى منزلي فأخذت كيساً من الدراهم ودخلت الحلقة فصببته فصرت لا أزيد في كتاب شيئاً إلا قال: بع له فكان فيما اشتريته مسند الإمام أحمد بثلاثين درهماً، وقال المقريزي في عقوده أنه كان يتحصل له من ريع الربع كل يوم مثقال ذهب مع رخاء الأسعار وعدم العيال، وتفقه بالتقي السبكي والجمال الأسنائي والكمال النشائي والعز بن جماعة وأخذ في العربية عن أبي حيان والجمال بن هشام والشمس محمد بن عبد الرحمن بن الصائغ وفي القراءات عن البرهان الرشيدي ورافقه في بعض ذلك الصدر سليمان الأبشيطي واجتمع بالشيخ إسماعيل الأنبابي، بل قال البرهان الحلبي أنه اشتغل في كل فن حتى قرأ في كل مذهب كتاباً وأذن له بالإفتاء فيه وكتب المنسوب على السراج محمد بن محمد بن نمير الكاتب وسمع عليه وعلى الحفاظ أبي الفتح بن سيد الناس والقطب الحلبي والعلاء مغلطاي واشتدت ملازمته له وللزين أبي بكر الرحبي حتى تخرج بهما وقرأ البخاري على ثانيهما والحسن بن السديد وكذا سمع على العرضي ونحوه وابن كشتغدي والزين بن عبد الهادي ومما سمعه عليه صحيح مسلم ومحمد ابن غالي والجمال يوسف المعدني والصدر الميدومي وأكثر عن أصحاب النجيب وابن عبد الدائم وأجاز له المزي وغيره من مصر ودمشق وممن أجاز له الشمس العسقلاني المقري ودخل الشام في سنة سبعين فأخذ عن ابن أميلة وغيره من متأخري أصحاب الفخر بن البخاري، واجتمع بالتاج السبكي ونوه به بل كتب له تقريظاً على تخريج الرافعي له أظنه في مدحه وألزم العماد بن كثير فكتب له أيضاً؛ ورافق التقي بن رافع وقرأ في بيت المقدس على العلائي جامع التحصيل في رواة المراسيل من تأليفه ووصفه بالشيخ الإمام الحافظ؛ واشتغل بالتصنيف وهو شاب بحيث قرأت بخطه إجازة كتبها وهو بمكة في ذي الحجة سنة إحدى وستين وسبعمائة تجاه الكعبة قال فيها: إن من مروياته الكتب الستة ومسند الشافعي وأحمد الدارمي وعبد وصحيح بن حبان وسنن الدارقطني والبيهقي والسيرة تذيب ابن هشام وأن من مشايخه سماعاً أصحاب الفخر وأصحاب النجيب الحراني وآخرهم الصدر الميدومي ومن أصحاب النجيب الشهاب أحمد بن كشتغدي يروي عن جماعة قدماء بالإجازة منهم ابن مالك النحوي والمحيوي النووي وأن من مشايخه المعدني الحنبلي، أجاز له العز بن عبد السلام ومنهم الحافظ بن سيد الناس والقطب الحلبي شارح البخاري وصاحب تاريخ مصر وغيرهما من المؤلفات المفيدة قال: ووقع لي عدة أحاديث تساعيات ذكرت منها ثلاثة في آخر كتابي المقنع في علوم الحديث وهذا على ما يوجد اليوم، قال:

ومن تصانيفي يعني في الحديث تخريج أحاديث الرافعي في سبع مجلدات ومختصره الخلاصة في مجلد ومختصره المنتقى في جزء وتخريج أحاديث الوسيط للغزالي المسمى بتذكرة الأحبار لما في الوسيط من الأخبار في مجلد وتخريج أحاديث المهذب المسمى بالمحرر المذهب في تخريج أحاديث المهذب في مجلدين وتخريج أحاديث المنهاج الأصلي في جزء حديثي وتخريج أحاديث ابن الحاجب كذلك وشرح العمدة المسمى بالأعلام في ثلاث مجلدات عن نظيره وأسماء رجالها في مجلد غريب في بابه وقطعة من شرح البخاري وقطعة من شرح المنتقي في الأحكام للمجد بن تيمية وطبقات الفقهاء الشافعية من زمن الشافعي إلى سنة سبعين وسبعمائة وطبقات المحدثين من زمن الصحابة إلى زمني ومنها في الفقه شرح المنهاج في ست مجلدات وآخر صغير في اثنين ولغاته في واحد والتحفة في الحديث على أبوابه كذلك والبلغة على أبوابه في جزء لطيف والاعتراضات عليه في مجلد وشرح التنبيه في أربع مجلدات وآخر لطيف اسمه هادي النبيه إلى تدريس التنبيه والخلاصة على أبوابه في الحديث في مجلد وهو من المهمات وأمنية النبيه فيما يرد على التصحيح للنووي والتنبيه في مجلد ولخصته في جزء للحفظ سميته إرشاد النبيه إلى تصحيح التنبيه وهو غريب في بابه يتعين على طالب التنبيه حفظه وشرح الحاوي الصغير في مجلدين ضخمين لم يوضع عليه مثله وتصحيحه في مجلد وشرح التبريزي في مجلد قال: وقد شرعت في كتاب جمعت فيه بين كلام الرافعي في شرحيه ومحرره والنووي في شرحه ومنهاجه وروضته وابن الرفعة في كفايته ومطلبه والقمولي في بحره وجواهره وغير ذلك مما أهملوه وأغفلوه مما وقفت عليه من التصانيف في المذهب نحو المائتين سماه جمع الجوامع ثم تجدد له بعد ذلك الكثير فقال له شيخنا أن له في علوم الحديث المقنع، قلت: وقفت عليه وهو في مجلد وله أيضاً التذكرة في كراسة رأيتها، قال شيخنا: وشرح المنهاج في عدة شروح أكبرها في ثمان مجلدات وأصغرها في مجلد والتنبيه كذلك والبخاري في عشرين مجلدة اعتمد فيه على شرح شيخه القطب ومغلطاي وزاد فيه قليلاً وهو في أوائله أقعد منه في أواخره بل هو من نصفه الثاني قليل الجدوى، قلت: وقد قال هو أنه لخصه من شرح شيخه مغلطاي الملخص له من شرح القطب الحلبي وأنه زاد عليهما وأنه شرح زوائد مسلم على البخاري في أربعة أجزاء وزوائد أبي داود على الصحيحين في مجلدين وزوائد الترمذي على الثلاثة كتب منه قطعة صالحة وزوائد النسائي عليها كتب منه جزءاً وزوائد ابن ماجة على الخمسة في ثلاث مجلدات وسماه ما تمس إليه الحاجة على سنن ابن ماجة وقال في خطبته أنه لم ير من كتب عليه شيئاً وأنه يبين من وافقه من باقي الأئمة الستة وضبط المشكل في الأسماء والكنى وما يحتاج إليه من الغريب والغرائب مما لم يوافق الباقين ابتدأه في ذي القعدة سنة ثمانمائة وفرغه في شوال من التي بعدها وقفت عليه وعلى شرح زوائد أبي داود وليس فيهما كبير أمر مع أنه قد سبقه للكتابة على ابن ماجة شيخه مغلطاي وقفت منه بخطه على أربع مجلدات وقد أشار شيخنا إلى الشروح المعينة وأنه لم يقف منها على غير شرح البخاري وكذا شرح الأربعين النووية في مجلد قال: ومن تصانيفه ومما لم أقف عليه إكمال تهذيب الكمال ذكر فيه تراجم رجال كتب ستة وهي أحمد وابن خزيمة وابن حبان والدار قطني والحاكم، قلت: قد رأيت منه مجلداً وأمره فيه سهل وكذا من تصانيفه الخصائص النبوية مما قرأه عليه البرهان الحلبي وطبقات الشافعية والذيل على كتاب شيخه الأسنوي فيما التقطه من كتاب التاج السبكي من غير إعلام بذلك وطبقات القراء وطبقات الصوفية وقفت على جميعها والناسك لأم المناسك وعدد الفرق وتلخيص الوقوف على الموقوف وتلخيص كتاب ابن بدر في قول ليس يصح شيء في هذا الباب المسمى بالمغني وشرح المنهاج الأصلي وقفت عليهما وشرط فيه جميع مسائل الأصول وكذا شرح ابن الحاجب الأصلي وما لا أنهض لحصره، واشتهرت في الآفاق تصانيفه وكان يقول أنها بلغت ثلثمائة تصنيف وشغل الناس فيها وفي غيرها قديماً، وحدث بالكثير منها وبغيرها من مروياته وانتفع الناس بها انتفاعاً صالحاً من حياته وهلم جرا، قال الجمال بن الخياط:

وتوفر له الأجور بسعيه المشكور، وقال شيخنا في شرحه للحاوي أنه أجاد فيه ولكنه قال أنه كان يكتب في كل فن سواء أتقنه أو لم يتقنه قال: ولم يكن بالحديث بالمتقن ولا له ذوق أهل الفن رأيت بخطه غالباً في إجازته الطلبة برواية العمدة يوردها عن القطب الحلبي وابن سيد الناس عن الفخر بن البخاري عن المؤلف؛ وهذا مما ينتقده أهل الفن من وجهين أحدهما أن الفخر لم يوجد له تصريح من المؤلف بالإجازة وإنما قرئ عليه بها بالظن لأن آل الفخر كانوا ملازمين للحافظ عبد الغني فيبعد أن لا يكونوا استجازوه له، ثانيهما أن أهل الفن يقدمون العلو ومن أنواعه تقديم السماع على الإجازة والعناية تقديم السماع، والعمدة فقد سمعها من مؤلفها أحمد بن عبد الدائم وعبد الهادي بن عبد الكريم القيسي وكلاهما ممن أجاز لجمع جم من مشايخ السراج وحدث بها من شيوخه الحسن بن السديد بإجازته من ابن عبد الدائم فكان ذكره له أولى فعدل من عال إلى نازل وعن متفق عليه إلى مختلف فيه فهذا مما ينتقد عليه ومن ذلك أنه كان عنده عوال كثيرة حتى قال لي أنه سمع ألف جزء حديثي ومع ذلك فعقد مجلس الإملاء فأملى الحديث المسلسل ثم عدل إلى أحاديث خراش وأضرابه من الكذابين فرحاً بعلو الأحاديث وهذا مما يعيبه أهل النقد ويرون أن النزول حينئذ أولى من العلو وأن العلو كذلك كالعدم وحدث بصحيح ابن حبان كله سماعاً فظهر بعد أنه لم يسمعه بكماله، هذا مع وصف من تقدم من الأئمة له بما تقدم ولعله كان في ذلك الوقت كذلك لأنا لما شاهدناه لم يكن بالحافظ بل الذين قرءوا عليه ورأوه من سنة سبعين فما بعدها قالوا أنه لم يكن بالماهر في الفتوى ولا التدريس وإنما كانت تقرأ عليه مصنفاته غالباً فيقرر ما فيها، وبالجملة فقد اشتهر اسمه وطار صيته وكانت كتابته أكثر من استحضاره ولهذا كثر الكلام فيه من علماء الشام ومصر حتى قال ابن حجي: كان لا يستحضر شيئاً ولا يحقق علماً وغالب تصانيفه كالسرقة من كتب الناس، زاد غيره نسبته للعجز عن تقرير ما لعله يضعه فيها ونسبته إلى المجازفة وكلاهما غير مقبول من قائله ولا مرضي، وناب في الحكم ثم أعرض عنه وطلب الاستقلال به وخدعه أصحاب بركة الزيني حتى كتب خطه بمال على ذلك فغضب برقوق على الشيخ لمزيد اختصاصه به وكونه لم يعلمه بذلك حتى كان يأخذه بدون بذل وسلمه لشاد الدواوين ثم سلمه الله وخلص بعناية أكمل الدين الحنفي وجماعة وكان للبلقيني في ذلك يد بيضاء مع أنه سأله برقوق عنه ومن أولى بالحكم أهو أو ابن أبي البقا غض منه في العلم وقال: لا خير فيهما، وناب بعد ذلك أيضاً ثم ترك وأعرض عن قضاء السرقية لولده واقتصر على جهاته كتدريس السابقية والميعاد بها من واقفها وبجامع الحاكم في سنة ثلاث وستين بعد موت الشهاب أبي سعيد أحمد الهكاري ودار الحديث الكاملية وكان استقر فيها بعد سفر الزين العراقي لقضاء المدينة النبوية مع كونه كان رغب عنه لولده الولي وكذا نازعه الولي، وقال يخرج حديثاً وأخرجه ليظهر المستحق منا فتوسل السراج بالبلقيني والأبناسي حتى كف مع كون الولي من طلبته وندم الولي بعد دهر على المنازعة، وترجمه الأكابر سوى من تقدم فمنهم ممن مات قبله العثماني قاضي صفد فقال في طبقات الفقهاء أنه أحد مشايخ الإسلام صاحب المصنفات التي ما فتح على غيره بمثلها في هذه الأوقات وسرد منها جملة ذكر أنه كتب إليه بها سنة خمس وسبعين، ووصفه الغماري في شهادة عليه بالشيخ الإمام علم الأعلام فخر الأنام أحد مشايخ الإسلام علامة العصر بقية المصنفين علم المفيدين والمدرسين سيف المناظرين مفتى المسلمين، ومنهم ممن أخذ عنه البرهان الحلبي قال فيه أنه كان فريد وقته في التصنيف وعبارته فيها جلية جيدة وغرائبه كثيرة وكذا خلقه مع التواضع والإحسان لازمته مدة طويلة فلم أره منحرفاً قط، وذكر لي أنه رافقه في رحلته إلى دمشق شيخ حسن الهيئة والسمت فافتقدوه عند جسر الجامع قال: فذكر لي بعد ذلك شيخ من أهل القرافة أنه الخضر قال: وقال لي كنت نائماً بسطح جامع الخطيري فاستيقظت ليلاً فوجدت عند رأسي شاباً فوضعت يدي على وجهه فإذا هو أمرد فاستويت جالساً وطلبته فلم أجده قال: وكان باب السطح مغلقاً قال:

وكنت في بعض الأوقات إذا كنت أصنف وأنا في خلوة أسمع حساً حولي ولا أرى أحداً قال وكان منقطعاً عن الناس لا يركب إلا إلى درس أو نزهة وكان يعتكف كل سنة بالجامع الحاكم ويحب أهل الخير والفقر ويعظمهم، وكذا ترجمه ابن خطيب الناصرية وابن قاضي شهبة والمقريزي في غير سلوكه وآخرون، وقال شيخنا في إنبائه أنه كان مديد القامة حسن الصورة يحب المزاح والمداعبة مع ملازمة الاشتغال والكتابة حسن المحاضرة جميل الأخلاق كثير الأنصاف شديد القيام مع أصحابه موسعاً عليه في الدنيا مشهوراً بكثرة التصانيف حتى كان يقال أنها بلغت ثلثمائة مجلدة ما بين كبير وصغير وعنده من الكتب مالا يدخل تحت الحصر منها ما هو ملكه ومنها ما هو من أوقاف المدارس سيما الفاضلية ثم أنها احترقت مع أكثر مسوداته في أواخر عمره ففقد أكثرها وتغير حاله بعدها فحجبه ولده إلى أن مات، وقال في معجمة أنه قبل احتراق كتبه كان مستقيم الذهن. قلت وأنشده من نظمه مخاطباً له:

لا يزعجك يا سراج الدين أن

 

لعبت بكتبك ألسن النـيران

لله قد قربتها فتـقـلـبـت

 

والنار مسرعة إلى القربان

وحكى لنا مما كان يتعجب منه عن بعض من سماه أنه دخل عليه يوماً وهو يكتب فدفع إليه ذاك الكتاب الذي كان يكتب منه وقال له: أمل على قال: فأمليت عليه وهو يكتب إلى أن فرغ فقلت له: يا سيدي أتنسخ هذا الكتاب فقال: بل أختصره، قال: وهؤلاء الثلاثة العراقي والبلقيني وابن الملقن كانوا أعجوبة هذا العصر على رأس القرن: الأول في معرفة الحديث وفنونه والثاني في التوسع في معرفة مذهب الشافعي والثالث في كثرة التصانيف وقدر أن كل واحد من الثلاثة ولد قبل الآخر بسنة ومات قبله بسنة فأولهم ابن الملقن ثم البلقيني ثم العراقي، وقال الصلاح الأقفهسي: تفقه وبرع وصنف وجمع وأفتى ودرس وحدث وسارت مصنفاته في الأقطار وقد لقينا خلقاً ممن أخذ عنه دراية ورواية وخاتمة أصحابه تأخر إلى بعد السبعين، وهو عند المقريزي في عقوده وقال إنه كان من أعذب الناس ألفاظاً وأحسنهم خلقاً وأعظمهم محاضرة صحبته سنين وأخذت عنه كثيراً من مروياته ومصنفاته. مات في ليلة الجمعة سادس عشر ربيع الأول سنة أربع ودفن على أبيه بحوش سعيد السعداء، وتأسف الناس على فقده.
عمر بن علي بن أبي بكر التقي الزبيدي الناشري الشافعي. ولد في شوال سنة أربع وستين بزبيد وحفظ قطعة من التنبيه وقرأ البخاري والترمذي وسيرة ابن هشام وبعض مسلم على قاضي زبيد محمد بن عبد السلام وكذا تفسير البغوي والرسالة القشيرية وعلى الفقيه أحمد بن الطاهر أشياء، وحج في سنة ست وتسعين وسمع علي في بلوغ المرام ثم عاد وقدم في التي بعدها وسمع مني المسلسل وغيره وأثنى عليه حمزة بقوله أنه من طلبة الحديث رجل صالح مبارك وقال أنه كثير الثناء على والذكر لي يلتمس البركة.
عمر بن علي بن حجي البسطامي الحنفي. أصله من العجم وصحب بعض الفقراء ودخل القدس ولازم عبد الله البسطامي فعرف به وأخذ عن محمد القرمي ثم قدم مصر فقطنها وسكن قريب اللؤلؤة بالعارض بسفح المقطم من القرافة أكثر من ستين سنة، وكان ساكناً خيراً معتقداً بين الناس حتى قل أن ترد له رسالة ذا مدد من عقار ملكاً وإجارة ملازماً للصلاة والذكر حتى بعد إقعاده. مات في يوم عيد الأضحى سنة سبع وثلاثين وأرخه شيخنا في حادي عشر ذي الحجة كأنه بالنظر ليوم دفنه ودفن من منزله بالقرافة وقد قارب التسعين. قال شيخنا في إنبائه: وسمعت بعض الناس يذكر أنه جاز المائة وليس كما ظن انتهى. بل قرأت بخط بعضهم أنه كان يذكر أنه زاد على المائة وعشرين، وأعاده شيخنا في السنة التي بعدها وقال: كان كثير الذكر مستمراً عليه لا يفتر عنه لسانه وتحكى عنه كرامات وللناس فيه اعتقاد رحمه الله وإيانا. قلت: وممن أخذ عنه الشريف المناوي وخادمه الشهاب البوتيجي وقال لي أنه أعطى كل واحد منهما سبحة جميز.

عمر بن علي بن شعبان بن محمد بن يوسف الشرف الثنائي الأزهري المالكي الفقيه والد علي الماضي. ولد تقريباً سنة ست وعشرين بتتا، ونشأ بها فحفظ القرآن وتحول منها وهو ابن ثلاثين سنة أواخر أيام الظاهر جقمق فقطن الأزهر، وكان ممن اشتغل عند أبي القسم النويري والزين طاهر والنور الوراق والنور علي والشهاب أحمد ابني عبادة وأولهما وإن كان أكبر فآخذه عن ثانيهما أكثر والقاضيين الولوي السنباطي واللقاني ويحيى العلمي وعبد الغفار السمديسي والتريكي البيدموري قرأ عليه من أول ابن الحاجب إلى الزكاة وبجائي من العلماء ممن به مرض العشاء وهم متفاوتون في أخذه عنهم وربما أخذ عن بعضهم في غير الفقه من عربية وأصول وغيرهما بل أخذ عن عبد السلام البغدادي والتقي الشمني والشمس محمد الكيلاني وكان يجلس بمقصورة الجامع وغيرهم في العلوم العقلية وقرأ الشاطبية على الشهاب السكندري ثم لازم السنهوري في الفقه والأصلين والعربية وغيرها مقتصراً عليه حتى برع في الفقه وشارك في غيره، وطلب الحديث كثيراً وسمع ختم البخاري في الظاهرية القديمة، وأسمع أولاده، وكتب عني في بعض مجالس الإملاء؛ وحج وجلس لإقراء الأبناء في الأقبغاوية فانتفعوا به طبقة بعد طبقة وصار من جماعته عدة من فضلاء المذاهب بل أقرأ الطلبة وأفتى وهش وتناقصت حركته وصار من أفراد قدماء الجامع ونعم الرجل.
عمر بن علي بن طالوت بن عبد الله بن سويد ركن الدين النابتي ثم الدمشقي ناظر البادرية بها كان بزي الجند. مات في ذي الحجة سنة ست، قاله شيخنا في إنبائه.
عمر بن علي بن عبد اللطيف البرلسي. الماضي أبوه.
عمر بن علي بن عبد الله الحمامي الصوفي. كان حارساً بالحمامات ثم صار يدولبها، وأثرى مع جميل المحاضرة والصوت الشجي وخدمة الفقراء. مات في ربيع الآخر سنة إحدى عشرة. ذكره المقريزي في عقوده وأنه كان جاره وأورد عنه حكاية غريبة.
عمر بن علي بن عثمان بن عمر السراج بن العلاء بن الصيرفي الدمشقي الشافعي أحد نواب الشافعية بدمشق وفضلائها والماضي أبوه. ممن قدم القاهرة غير مرة ويعرف بابن الصيرفي، درس بالشامية البرانية لكون التقي بن قاضي عجلون رغب له عن الثلث فيها وحج ومن شيوخه البدر بن قاضي شهبة بل لا يبعد أخذه عن أبيه.
عمر بن علي بن عثمان الزين بن العلاء الحواري المقدسي الشافعي الماضي أبوه. ولد سنة ثلاث وثمانمائة، واستقر في جميع وظائف أبيه كالهكارية والبدرية واللؤلؤية والإعادة بالصلاحية. ومات في يوم الأربعاء عشري ربيع الأول سنة أربع وسبعين.
عمر بن علي بن عمر بن محمد بن قنان الرسعني الدمشقي المدني الشافعي. سمع مع أبيه وأخيه على الزين أبي بكر المراغي في سنة اثنتي عشرة، وتعانى التجارة فكان يتردد بين الحرمين وغيرهما فيها إلى أن مات غريقاً ببحر الهند إما في آخر سنة خمس وأربعين أو أول سنة ست.
عمر بن علي بن عمر السراج المناوي ثم القاهري الحنفي ويعرف بالمنيتيني. ممن لازم سيف الدين وكان قارئ الكشاف عنده في المنصورية وسمع على أمه وغيرها واشتغل كثيراً وفضل وناب في القضاء وجلس بالقرب من الجانبكية في القربيين، وتنزل في بعض الجهات وأعطا البرهان الكركي حين أخذه الأشرفية تدريس خشقدم بالأزهر، وكان كثير المباحثة والمشي والتساهل ممتهناً لنفسه مزري الهيئة والشكل زائد الغفلة سليم الفطرة بحيث تنسب إليه قضايا. مات في جمادى الأولى سنة ثلاث وتسعين عفا الله عنه.
 عمر بن علي بن عمر البحيري الخراشي - نسبة لأبي خراش بمعجمتين الأولى مكسورة قرية منها - ثم البرلسي؛ ثم السكندري المالكي نزيل مكة ورأيت من نسبه ديروطياً ويعرف في بلده بابن الفقير. ولد بأبي خراش ثم تحول منها في صغره إلى البرلس فحفظ القرآن وابن الحاجب الفرعي وتفقه بالشيخ محمد الرياحي نزيل البرلس ثم انتقل إلى إسكندرية فقطنها وتزوج بها، وأم بمدرسة الجرارة مدة ثم انتقل إلى مكة في سنة أربع وخمسين فحج وقطنها على طريقة حسنة بحيث صار مورداً للتجار من أهل بلده وغيرها وثوقاً منهم به؛ ولقيته بها في سنة إحدى وسبعين فكان يتودد إلي بالمساعدة محتسباً الخير وأخبرني أنه جود القرآن على ابن الزين النحريري وكذا على علي الديروطي؛ وكان خيراً متودداً عاقلاً. مات في يوم الثلاثاء تاسع ذي الحجة سنة ثلاث وسبعين رحمه الله وكان جده صالحاً له ضريح في أبي خراش يزار.
عمر بن علي بن عمر الشامي. ممن سمع مني بمكة.
عمر بن علي بن عمر العبادي ثم الغمري ويعرف بالبواب. ممن نشأ في خدمة الشيخ الغمري ثم ولده أبي العباس وقطن معه في القاهرة وتردد لغيرها وتزوج وقتاً وكان يحضر عندي في الإملاء مع تقلله وفاقته مات بعيد التسعين أو قبيلها.
عمر بن علي بن غنيم بن علي السراج أبو حفص بن أبي الحسن الدمشقي الأصل الخانكي المولد المشتولي المنشأ الشافعي والد علي ومحمد ويعرف بالنبتيتي بنون مفتوحة بعدها موحدة ثم مثناتين فوقانيتين بينهما ياء قرية بالقرب من خانقاه سرياقوس. ولد تقريباً بعيد الثمانين وسبعمائة بالخانقاه ونشأ مع أبويه بمشتول الطواحين من الشرقية ومات والده وكان مذكوراً بالصلاح وابنه صغير فحفظ القرآن وربع العبادات من التنبيه وأقبل على العبادة وصحب المجد صالحاً الزواوي المغربي الماضي وتسلك به حتى أذن له في الإرشاد ويوسف الصفي وإسماعيل بن علي بن الجمال وتزوج بعده بأم ولده علي واستولدها محمداً وحضر كثيراً من مواعيد أبي العباس الزاهد وتكسب بالزراعة ونحوها إلى أن اشتهر ذكره وارتفع محله وذكرت له أحوال صالحة وكرامات طافحة أفردها ولده محمد في جزء مع المداومة على التهجد والصوم وإكرام الوافدين وملازمة الصمت، وقد صحبه جماعة كإمام الكاملية والزين زكريا والشمس الونائي قاضي الخانقاه وكنت ممن تلقن منه الذكر على قاعدتهم وألبسني الطاقية وبالغ في التمنع تعظيماً وقال: أنت أحق أو نحو هذا؛ وقطن بنبتيت نحو خمسين سنة وبنيت له بالقرب منها زاوية ولكنه انتقل قبيل موته في سنة خمس وستين إلى الخانقاه وبنيت له بشرقيها بالقرب من ضريح الشيخ مجد الدين زاوية أيضاً. ومات فيها عن قرب قبيل الظهر ثالث المحرم سنة سبع وستين ودفن بها رحمه الله وإيانا.

عمر بن علي بن فارس السراج أبو حفص الكناني القاهري الحسيني الحنفي ويعرف بقاري الهداية تمييزاً له بذلك عن سراج آخر كان يرافقه في القراءة على العلاء السيرامي شيخ البرقوقية. ولد بالحسينية ظاهر القاهرة وقيل لكونه حلها على أكمل الدين ست عشرة مرة وصار أفضل منه فالله أعلم، ونشأ بالقاهرة وتقلد حنفياً حيث وعد يلبغا كل من تحنف بخمسمائة كما تقدم في عبيد الله بن عوض، واشتغل بالعلوم على أئمة عصره فكان ممن أخذ عنه العلاء المشار إليه ولازمه حتى قرأ عليه الهداية بل قرأها قبل ذلك مرتين أو ثلاثاً، وأكمل الدين وكذا رأيت بخط بعض الثقات أنه أخذ عن الشهاب محمد بن خاص بن حيدر الفقيه وبخطي مما يحتاج لتحرير أنه أخذ عن البدر بن خاص بك فأظنه الذي قبله في آخرين كالبلقيني فإنه قرأ عليه تصنيفه محاسن الإصلاح والزين العراقي لازمه في ألفيته وشرحها وغير ذلك وسمع السيرة لابن سيد الناس علي الفرسيسي بل وقرأها على ابن الشيخة وكلاً من الصحيحين على البلقيني وأولهما على التقي بن حاتم وثانيهما مع الشاطبية ومختصر ابن الحاجب الأصلي على الجمال الأسيوطي لقبه بمكة حيث حج وجاور في آخرين من الأكابر دراية ورواية وأكثر المطالعة والاشتغال طول عمره، وأقام بالظاهرية القديمة ومكث مدة عزباً؛ ولما ولي الكمال بن العديم قضاء الحنفية التمس منه إقراء ولده ناصر الدين محمد ففعل وأحسن إليه الكمال كثيراً ونزله في جهات من أطلاب وبعض تداريس وتزوج جارية من بيتهم ولا زال يترقى في الفقه وأصوله والعربية والتفسير وغيرها مع المشاركة في فنون كثيرة حتى انتهت إليه رياسة الحنفية في وقته بغير مدافع مع توقف في ذهنه وعدم إقبال على تصنيف ونحوه، وتصدى للإفتاء والتدريس فكثرت تلامذته والأخذ عنه، وانتفع به الأئمة وصار الأعيان في المذهب كابن الهمام والأقصرائي فمن دونهما من تلامذته بل لم يكن المعول إلا على فتياه لجلالته وعظمته في النفوس ومهابة السلطان فمن دونه له كل ذلك مع عدم التفاته لبني الدنيا وحرصه عليها فيما قيل واقتنائه الكتب الكثيرة ومزيد تواضعه وجميل سيرته واقتصاده في ملبسه ومركبه وعدم امتناعه من تعاطي شراء ما يحتاج إليه وحمله غالباً طبق الخبز أحياناً وكونه مع ذلك لا يزداد إلا وقاراً وأبهة وربما رفعت إليه الفتيا وهو بالسوق في قضاء حاجته فيخرج محبرة من جيبه ثم يكتب، ومحاسنه كثيرة وقد درس للمحدثين بالبرقوقية وللفقهاء بعدة مدارس كالناصرية والأشرفية القديمة والظاهرية القديمة محل سكنه والأقبغاوية المجاورة للأزهر وأعاد بجامع طولون وأثرى من كثرة وظائفه بعد التقلل بل استقر بأخرة في مشيخته الشيخونية بعد الشرف بن التباني في صفر سنة سبع وعشرين، وكان باشر الدرس فيها قبل ذلك نيابة عن تلميذه ناصر الدين بن العديم ورام التوجه إليها حين استقراره فيها من سكنه بالظاهرية ماشياً فبادر الأشرف وأرسل إليه فرساً وألزمه بركوبها ففعل لكن مع أخذ عصا بيده ليسوقها بها ونزوله عنها برجليه معاً من جهة واحدة كما ينزل راكب الحمار، والثناء عليه مستفيض. قال النجم بن حجي: كان فاضلاً في الفقه مشاركاً في العلوم العقلية يستحضر الهداية خيراً منجمعاً عن الناس، وقال المقريزي: لم يخلف بعده مثله في إتقان فقه الحنفية واستحضاره مع الدين والخير والعفة عما بأيدي الناس من الوظائف، وكان الجلال البلقيني يقول:

 

 

 

 

 

هو أبو حنيفة زمانه، وكان بعضهم يرجحه على شيخه أكمل الدين، وبلغنا من غير واحد أنه كان يتوضأ كثيراً على الفسقية بالبرقوقية كأنه ويعيد الماء فيها ويضع عمامته إلى جانبه ليمسح على جميع رأسه خروجاً من الخلاف وربما نسي عمامته ويصلي بدونها وربما ذهب بدونها حتى تحمل إليه وممن حملها إليه الشمس ابن عمران الغزي المقرئ وممن شاهده يتوضأ كذلك العز عبد السلام القدسي رحمه الله؛ ولم يزل على جلالته وعلو مكانته حتى مات بعد بيسير في يوم الأحد ثاني عشري ربيع الثاني سنة تسع وعشرين بالقاهرة وصلي عليه بمصلى باب النصر في محفل تقدمهم شيخنا ودفن بحوش الأشرف برسباي بجانب البرقوقية من الصحراء ووهم من قال بتربة جوشن خارج باب النصر ولم يخلف بعده مثله وقد زاد على الثمانين وخلف ابنة وابناً صغيراً وشيئاً من الدنيا، وممن سمع منه شيخنا الزين رضوان المستملي وروى لنا عنه في متبايناته الحديث السابع والثلاثين بل وأحضره في ختم صحيح مسلم حين قرأه شيخنا على ابن الكويك واستجازه للحاضرين، وذكره شيخنا في إنبائه باختصار وصدر ترجمته بالخياط الطواقي وقال أنه كان في أول أمره خياطاً بالحسينية ثم نزل في طلبة البرقوقية وتمهر في الفقه وغيره واستقر بعده في الشيخونية الزين التفهني وفي سائر وظائفه ولده وناب عنه فيها العز عبد السلام البغدادي، وكذا اختصر العيني ترجمته ووصفه فيها بتوقف الذهن والحرص جداً على الدنيا رحمه الله وإيانا.
عمر بن علي بن محمد بن علي بن خليل المصري الأصل المكي والد علي الماضي ويعرف بابن السيرجي خادم قبة الوحي ودار أم المؤمنين خديجة المعروفة بمولد السيدة فاطمة الزهراء بزقاق الحجر والماضي أبوه. ولد قبل الخمسين بمكة وقرأ علي بها الأربعين النووية وغيرها وسمع علي غير ذلك وكان في صغره قرأ القرآن والمنهاج أو بعضه ثم تشاغل عن ذلك. وقدم القاهرة؛ وهو كثير التطور عديم التصور يذكر بين أهل مكة بأمور الله أعلم بها.
عمر بن علي بن أبي البركات محمد بن أبي السعود محمد بن حسين بن علي بن أحمد ابن عطية بن ظهيرة القرشي المكي أخو إبراهيم وأبي بكر وإخوتهما وأمهم أم الخير ابنة القاضي عز الدين النويري. ولد توأماً مع أخيه أبي بكر في ليلة هلال رجب سنة ثمان وثلاثين وثمانمائة وأجاز له جماعة، ولم يلبث أن مات في رجب سنة أربعين.
عمر بن علي بن محمد سراج الدين القليوبي ثم القاهري التاجر أحد صوفية سعيد السعداء. مات في ربيع الثاني سنة إحدى وتسعين.
عمر بن علي المغربي السعودي نقيب الفقراء ويعرف بجريدة. مات في جمادى الآخرة سنة سبع وستين. أرخه ابن المنير.
عمر بن علي بن الشجاع القباطي. مات سنة اثنتين وعشرين.
عمر بن عمر بن عبد الرحمن بن يوسف السراج الأنصاري الدموشي الشافعي البسطامي. تفقه بالولي الملوي وبه تسلك، وكذا أخذ عن ابن الملقن شرحه للحاوي وقرأ على العز بن جماعة ألفية العراقي وعلى الولي العراقي تلخيص المفتاح وعد هذا في النوادر وقيل أنه لو عكس أجاد، وذكر أنه سمع البخاري على أبي البقاء السبكي بل سمع على التنوخي جزء أبي الجهم وغيره، وكان رأس صوفية الشافعية بخانقاه شيخو متقدماً في الفرائض والحساب مشاركاً في فنون وألف كتاباً في اللغة التركية على قواعد العربية، واختص بالظاهر جقمق قبل سلطنته وجرد عليه القرآن، بل أخذ عنه الفضلاء كالجلال القمصي. مات في شوال سنة تسع وعشرين وقد ناهز التسعين رحمه الله؛ ووهم من عمله حنفياً كابن فهد.
عمر بن عمر بن عثمان الزين بن التاجر السراج بن الفخر بن الجندي الماضي أبوه. مات سنة تسع وثمانين ولم يلبث أن مات ابنه ووضع السلطان يده على تركته.
عمر بن عيسى بن إبراهيم بن أبي بكر بن عبد الله بن عمر بن عبد الرحمن بن عبد الله أبو حفص الناشري. حفظ الشاطبية وأكثر المنهاج وأخذ عن جماعة من أهله وقرأ أكثر القراءات على الشهاب أحمد بن محمد الأسعردي وانتفع به في القراءات العفيف الناشري وهو المترجم له في آخرين ممن انتفع به سيما الصبيان الذين كان يعلمهم القرآن، وأم بمسجد خليجان عند الصلاحية بزبيد وقطنها؛ قليل المخالطة للناس لكونه لا يستطيع سماع الباطل لكونه كان يتعانى الكيمياء مع جودة الخط والشعر. مات في جمادى الأولى سنة اثنتين وثلاثين.
 عمر بن عيسى بن أبي بكر بن عيسى السراج الوروري ثم القاهري الأزهري الشافعي والد عبد القادر الماضي. ولد قبيل القرن تقريباً ونشأ بالقاهرة فحفظ القرآن عند خاله عز الدين والعمدة والتنبيه وعرض على الجلال البلقيني وغيره؛ وتفقه بالنور الأدمي والشمس البرماوي والولي العراقي وأخذ العربية والصرف عن الشمسين الشطنوفي والعجيمي سبط ابن هشام والأصلين عن البساطي وكذا عن ابن الهمام ومن قبله عن العلاء البخاري والفرائض والحساب المفتوح والقلم والمناسخات والميقات والجبر والمقابلة عن الشمس الغراقي والتصوف عن إبراهيم الأدكاوي، ولقي غير واحد من الصلحاء كأبي طاقية أحد أصحاب الجمال يوسف العجمي والحديث رواية عن الولي العراقي والزين الزركشي وشيخنا ومن قبلهم عن الشرف بن الكويك سمع عليه الأربعين النووية وغيرها، وجد في العلوم حتى أذن له غير واحد في الإفتاء والتدريس، وأخذ عنه الأماثل وأقرأ قديماً واستقر به شيخه ابن الهمام في تدريس الفقه بالشيخونية بعد موت العلاء القلقشندي وأنعم عليه السلطان حينئذ بسفارته بمبلغ، وكان عالماً مفنناً متواضعاً ورعاً خاشعاً ناسكاً قانتاً محباً للعلماء والصلحاء خصوصاً أهل البيت النبوي كثير البر والصدقة والشفقة على الأيتام والأرامل مع الحلم والصبر والاحتمال لجفاء المجاورين وغيرهم والمحاسن الجمة، كتب بخطه الكثير بحيث كانت معظم كتبه بخطه، وقد اجتمعت به غير مرة وأجاز لي وكنت أحب سمته وهديه. مات في ذي الحجة سنة إحدى وستين ولم يبلغ السبعين رحمه الله وإيانا.
عمر بن عيسى بن عمر السمنودي الشافعي والد عبد الرحمن الماضي. كان فقيهاً ذا معرفة بالفرائض والميقات مع الصلاح والزهد مذكوراً بالكرامات وشريف الخصال انتفع به أهل تلك النواحي كالعز عبد العزيز بن عبد الواحد المناوي فإنه أخذ عنه الفقه والفرائض والميقات بل كان جل انتفاعه به وكذا لقيه الكمال إمام الكاملية صحبة والده والجمال يوسف الصفي فلقنه:

يا أيها الراضي بأحكـامـنـا

 

لا بد أن تحمد عقبى الرضـا

فوض إلينا وابق مستسلـمـاً

 

فالراحة العظمى لمن فوضا

وإن تعلقـت بـأسـبـابـنـا

 

فلا تكن عن بابنا معـرضـا

فإن فينـا خـلـقـاً بـاقـياً

 

من كل ما يأتي وما قد مضى

لا ينعم المرء بمـحـبـوبـه

 

حتى يرى الخيرة فيما قضى

مات سنة سبع وعشرين وقد جاز المائة.
عمر بن قاسم بن جمعة الأمير زين الدين القساسي الحلبي نائب قلعتها والآتي أبوه. مات بها في شعبان سنة أربع وستين، واستقر بعده في النيابة ابن جبارة نائب البيرة.
عمر بن قاسم الأنصاري المصري الشافعي المقرئ ويعرف بالنشار حرفة له كانت. وتلا بالسبع على علي الخباز الضرير ثم الشمس بن الحمصاني والسيد الطباطبي وعلى الديروطي وابن عمران وابن أسد ولكنه لم يكمل على الثلاثة الأخيرين وأجازوا له، وتصدى لإقراء الأطفال بمصر مدة وانتفع به جماعة وممن قرأ عنده الشهاب القسطلاني والنور الجارحي بل أخذ عنه القراءات وهو إنسان خير بارع فيها يحفظ الشاطبية، ويميل للجلال بن الأسيوطي لقربه من نواحيه لأنه أمام مدرسة قانم بالكبش ولذا وصفه الشيخ العالم الفاضل شيخ القراء، قد حج وجاور غير مرة وكذا زار بيت المقدس والخليل مراراً.
عمر بن أبي القسم بن معيبد القاضي تقي الدين اليمني التعزي. ذكره العفيف عثمان الناشري في أثناء كلام وقال أنه صاحب الفضل الشهير والأدب الكثير كتب إلى عمي يثني على دروسي لما وردت عليه تعز فكتبت إليه:

ألم تر أن الكون والصمت طـبـعـه

 

يقول أين عـثـمـان مـن عـمـر

وأين السها يا صاحبي في غمـوضـه

 

من الزهرة الزهراء والشمس والقمر

قال: وكنت اجتمعت به في سنة ثمان وعشرين بزبيد وحصل لي منظومة في مشايخ شيخنا ابن الجزري ووزر في الدولة الظاهرية وكان مع ذلك يكابد العبادات ولا يفتر من الطاعات، وتوفي بمدينة تعز آخر سنة سبع وثلاثين وحضرت دفنه انتهى، وأظنه ابن عم عمر بن محمد بن معيبد الآتي. عمر بن قايماز في ابن قيماز قريباً.
 عمر بن قديد - بالقاف مكبر - الركن أبو حفص بن الأمير سيف الدين القلمطائي - بفتح القاف واللام وسكون الميم - القاهري الحنفي ويعرف بابن قديد ولد تقريباً سنة خمس وثمانين وسبعمائة بالقاهرة ونشأ بها في غاية الرفاهية والحشمة تحت كنف أبيه وكان من كبار الأمراء ولي نيابة الكرك واسكندر وعمل لالة الأشرف شعبان بحيث كان هو المسمى لصاحب الترجمة وغير ذلك ومع هذا كله فلم يكن يمانع له عن الاشتغال بل هانت عليه خشونة العيش فحفظ القرآن وتلا به لأبي عمرو وعلى التقي الحلاوي وحفظ غيره من الكتب العلمية وعرض بعضها على الصدر المناوي وأجازه والشمس السيوطي؛ وأخذ الفقه عن السراج قاري الهداية والبدر الأقصرائي، ولازم العز بن جماعة أكثر من عشرين سنة حتى أخذ عنه غالب العلوم التي كان يقرئها كالمنطق والحكمة والأصلين والجدل والمعاني والبيان والنحو وغيرها وأكثر ذلك بقراءته، وكذا أخذ عن البساطي وبحث في العروض وغيره على السيوطي المشار إليه وحضر دروس الشهاب بن الهائم حين زار بيت المقدس ولما قدم العلاء البخاري قرأ عليه قطعة من الهداية وأخذ عن سعد الدين الخادم، وحج مراراً أولها في أوائل القرن وجاور أكثر من مرة ودخل مع أبيه الكرك وإسكندرية وتقدم في الفنون وفاق في النحو والصرف بحيث قيل أنه كان أنحى علماء مصر، وكان علامة خيراً متعبداً منقطعاً عن الناس خصوصاً مع علو رتبته عندهم متواضعاً مع الفقراء بشوشاً عاقلاً ساكناً طارحاً للتكلف في مركبه وملبسه وسائر أحواله على طريقة السلف متزيياً بزي أبناء الجند في عمامته وملبسه يركب الحمار بل يمشي في الغالب، معتدل القد مستدير اللحية أبيضها زائد الخفر والوقار، انتفع به الفضلاء واشتهر اسمه، ولم يزل على أمثل حال وأقوم اعتدال إلى أن حج في سنة خمس وخمسين وجاور وأقرأ الطلبة هناك أيضاً ثم أدركه أجله فمات في ظهر يوم الاثنين سابع عشري رمضان سنة ست وخمسين بمكة عن ثمان وستين سنة وصلى عليه بعد صلاة العصر عند باب الكعبة ودفن بالمعلاة وكانت جنازته حافلة وتأسف الناس على فقده فقل من كان في وقتنا من أئمة الحنفية من اجتمع فيه من العلم والزهد واتباع السلف ما اجتمع فيه رحمه الله وإيانا.
عمر بن قيماز ركن الدين أبو حفص بن الأمير سيف الدين. ولد بالقاهرة وخدم جماعة من أعيان الأمراء وباشر وظائف كثيرة منها استادارية السلطان مراراً ولم ينتج أمره، مات في يوم الاثنين مستهل رجب سنة تسع. ذكره العيني وغيره، زاد المقريزي بحلب وهو صاحب السبيل والتربة تجاه خليج الزعفران المعروف بسبيل ابن قيماز.
عمر بن محفوظ بن حسن بن خلف السراج القاهري الأزهري المالكي ولد بعد سنة خمس وسبعين وسبعمائة تقريباً بالقاهرة وقرأ بها القرآن واشتغل بالنحو والفقه على الشهاب المغراوي وبالفقه فقط على الزين قاسم النويري وبالنحو وحده على الشهاب الصهناجي، وحج في سنة اثنتي عشرة ثم بعدها وجاور سنة اثنتين وعشرين، وكان المحب محمد بن مفلح السالمي اليماني أخاه من الرضاع فسمعه كثيراً على التنوخي والشرف بن الكويك وغيرهما ثم نقله إلى خانقاه سرياقوس فقطنها وقرره في مكتب وقفه للأيتام؛ واستمر هناك حتى مات في حدود سنة خمسين وكان جيداً متثبتاً مشهوراً بذلك بين أهلها لقيه البقاعي وغيره.
عمر بن محمد بن إبراهيم بن عباس الزين المرداوي المقدسي الصالحي، سمع في سنة ثلاث وتسعين على الزين عبد الرحمن بن محمد بن الرشيد نسخة أبي مسهر وما معها وعلى عبد الله بن خليل الحرستاني النصف الثاني من الأول من مسند عمار ليعقوب بن شيبة وغيره، وحدث سمع منه الفضلاء أجاز لي في سنة اثنتين وخمسين، ومات بعد ذلك رحمه الله.
عمر بن محمد بن إبراهيم بن علي السراج بن الكمال الأبياري السكندري الضرير الفقيه. سمع في سنة خمس وأربعين وسبعمائة على علي بن عبد الوهاب ابن الفرات منتقى من جزء عمرو بن زرارة اشتمل على خمسة أحاديث ومن ابن البوري جامع الترمذي بفوت ومن الفخر محمد بن محمد بن سليمان بن خير الدعاء للمحاملي في آخرين وحدث سمع منه الفضلاء كابن موسى والموفق الأبي وأجاز لابن شيخنا وابن فهد وذكره في معجمه وآخرين في سنة خمس عشرة.
 عمر بن محمد بن إبراهيم السراج الشامي القاهري الكتبي والد محمد ويعرف بالشامي. ولد سنة سبع أو ثمان وأربعين وسبعمائة، وذكر أنه سمع من العفيف النشاوري الصحيحين وغيرهما واستكتبه الطلبة في الاستدعاءات وكان خيراً يتكسب بصناعة التجليد ويخدم شيخنا في ذلك مع أنه لم يكن بالماهر في صناعته ووقع له أنه رأى أجزاء علي بن حجر في السوق فاشتراها وأحضر بها لشيخنا وقال له: قد وقع لي تصنيف لأبيكم فاشتريته فأخذه ولم يخجله فأبو هذا حجر - بضم المهملة وسكون الجيم - وشهرة شيخنا ابن حجر - بفتحتين. مات بالقاهرة سنة ثلاث أو أربع وأربعين رحمه الله.
عمر بن محمد بن أحمد بن عبد العزيز الدمشقي الأصل المكي المولد والدار شيخ الفراشين بها والآتي أبوه ويعرف بابن بيسق. ولد في سنة اثنتين وأربعين وثمانمائة بمكة ونشأ بها وخلف والده في المشيخة المشار إليها ولازم خدمة البرهاني القاضي حيث دخل معه القاهرة حين خطبه الأشرف قايتباي للقدوم عليه وكذا زار معه المدينة النبوية بل زارها غير مرة، ولا بأس به أدباً مع الغرباء وقياماً بوظيفته.
عمر بن محمد بن أحمد بن عبد الهادي بن عبد الحميد الزين بن الحافظ الشمس المقدسي ثم الصالحي الحنبلي ابن أخت فاطمة ابنة محمد بن عبد الهادي ويعرف بابن عبد الهادي. ولد في ذي القعدة سنة تسع وثلاثين وسبعمائة وأحضر على زينب ابنة الكمال مجلس الروياني وغيره، وأسمع على أحمد بن علي الجزري وعبد الرحيم بن أبي اليسر، وحدث قرأ عليه شيخنا وغيره وذكره المقريزي في عقوده. ومات بدمشق في الكائنة العظمى في شعبان سنة ثلاث.
عمر بن محمد بن أحمد بن علي بن الحسن بن جامع السراج بن الشمس أبا المعالي الدمشقي المقري ويعرف بابن اللبان. أخذ القراءات عن والده وتلا بالعشر على الشمس العسقلاني فيما أفاده ابن الجزري وتصدر للإقراء؛ وكان ساكناً سليم الباطن عالية في الشطرنج. مات في شعبان سنة ثلاثين عن نحو ثمانين سنة. ذكره شيخنا في إنبائه وأورده في معجمه باختصار وقال أنه سمع صحيح مسلم على أحمد بن عبد الكريم البعلي أجاز لنا.
عمر بن محمد بن أحمد بن عمر بن سلمان بن علي بن سالم الزين أبو حفص البالسي ثم الدمشقي الصالحي الملقن أخو عائشة الآتية ويعرف بالبالسي. ولد في ذي الحجة سنة اثنتين وثلاثين وسبعمائة وأحضره أبوه الكثير من أبي محمد بن أبي التائب وغيره وأسمعه على الحافظ المزي والبرازيلي والذهبي وزينب ابنة الكمال والطبقة فأكثر جداً وأجاز له أبو الحسن البندنيجي وآخرون، وكان منزلاً في الجهات يلقن القرآن بالجامع الأموي ويمشي بين الطلبة في النزول عن الوظائف ديناً خيراً متواضعاً محباً في الرواية والطلبة يقوم بأودهم ويوادهم ويدلهم على المشايخ ويفيدهم جهده، حدث بالكثير قرأ عليه شيخنا فأكثر جداً بل كان يتسمع منه على الشيوخ ولم يكن يضجر من التسميع، ترجمه بذلك كله شيخنا في معجمه وأنبائه،وحدثنا عنه خلق ممن تأخر عن شيخنا، وذكره المقريزي في عقوده. مات في الكائنة العظمى في دمشق في شعبان سنة ثلاث رحمه الله.
عمر بن محمد بن أحمد بن محمد بن محمد بن سعيد السراج أبو اليسر بن الرضا أبا حامد المكي الحنفي أخو أبي الليث محمد الآتي ويعرف كسلفه بابن الضياء. ولد في ذي القعدة سنة اثنتين وأربعين بمكة ونشأ بها فحفظ القرآن وصلى به التراويح بالمسجد الحرام سنة أربع وخمسين وغيرها وحضر عند ابن عمه في الدروس بل دخل مصر غير مرة وأخذ فيها عن الأمين الأقصرائي ونزل له والده عن تدريس أيتمش وكان ينوب عنه فيه ابن عمه الجمال محمد بن القاضي أبي البقا ثم أخوه أبو الليث؛ وسافر إلى الهند غير مرة مات في ثانيتهما سنة سبع أو ست وثمانين غريباً غريقاً واستقر أخوه في درس أيتمش بعده.

عمر بن محمد بن أحمد بن محمد بن محمود بن إبراهيم بن أحمد بن روزبا السراج أبو حفص بن الجمال أبي عبد الله الكازروني الأصل المدني الشافعي الآتي أبوه. ولد في سنة ثلاث وتسعين وسبعمائة بالمدينة ونشأ بها فقرأ القرآن عند ملك المغربي وجماعة وحفظ بعض المناهج وحضر دروس الزين المراغي ونور الدين علي الزرندي ووالده وسمع عليهم بل سمع الصحيح على ابن صديق والموطأ رواية يحيى بن يحيى والشفا على ابي إسحق إبراهيم بن علي بن فرحون، وسافر في حياة والده وبعده، ودخل الشام وحلب والقاهرة وبيت المقدس غير مرة وأخذ بالشام عن الشهاب بن حجي وغيره وبحلب عن البرهان الحلبي وغيره وبالقاهرة عن الجلال البلقيني في آخرين، وحج أزيد من ثلاثين مرة وآخر ما قدم القاهرة في سنة خمس وستين ولقيته في سعيد السعداء فسمعت عليه في شعبانها ثلاثيات البخاري؛ ورجع إلى بلده الشريف فمات به فجأة فيها، وكان خيراً ساكناً رحمه الله.
عمر بن محمد بن أحمد بن محمد أبو حفص التميمي الداري التونسي والد الشمس محمد نزيل مكة ويعرف بابن عزم. أرخ ابنه موته بليلة الخميس حادي عشر ذي القعدة سنة ست وأربعين بتونس ووصفه بالعلامة مع أنه كان مجلداً موقتاً بارعاً في ذلك.
عمر بن محمد بن أحمد الحوراني ثم المكي التاجر.
عمر بن أبي بكر محمد بن أحمد السكندري ثم القاهري دوادار شيخنا. سمع من لفظه على الشمس البيجوري جزء الدمياطي وسمع على غيره ولم يكن شيخنا يحمد خدمته ولذا لم يحصل بعده على طائل وكان عامياً أجاز لنا. ومات في رجب سنة ثلاث وستين وأظنه جاز الستين عفا الله عنه.
عمر بن محمد بن إسماعيل المكين المصري المالكي. صوابه محمد.
عمر بن محمد بن أبي بكر بن إسماعيل السراج بن الخواجا الشمس بن النحاس الدمشقي. ممن نبغ في التجارة وجاور بمكة مراراً بسببها فقدرت وفاته بها في جمادى الأولى سنة إحدى وستين وفجع به أبوه. أرخه ابن فهد عمر بن أبي سعيد محمد بن أبي بكر بن عبد الله بن ظهيرة بن أحمد بن عطية ابن ظهيرة القرشي وأمه زبيدية. أجاز لنا في سنة ست وثلاثين جماعة؛ وبيض له ابن فهد.
عمر بن محمد أبي بكر بن علي بن يوسف الأنصاري الدروري الأصل المكي الزبيدي ويعرف بابن الجمال المصري ويلقب بالشجاع؛ عني بالعلم قليلاً وبالتجارة وسافر لأجلها إلى بلاد شتى وتردد منها لمكة وللحج غير مرة منها في سنة موته وكان ينسخ وليس بخطه بأس واتفق أنه أودع شيئاً من دنياه مع بعض المسافرين فغرق فعظم أسفه وتعلل لأجله حتى مات في ذي الحجة سنة ثلاث وعشرين بمكة ودفن بالمعلاة وهو في عشر الأربعين أو بلغها. ذكره الفاسي.
عمر بن محمد بن أبي بكر بن علي بن يوسف المرشدي المكي. يأتي فيمن لم يسم جده.
عمر بن محمد المدعو مظفر بن أبي بكر التركماني الأصل القاهري الحنبلي المقري أخو أحمد الماضي والآتي والدهما ويعرف بابن المظفر. قرأ على أبيه وغيره غالب الروايات، وكانت بيده وظائف فتنزل في صوفية الأشرفية الحنابلة من الواقف وفي خانقاه يشبك وغيرهما، وأخذ عنه التاج عبد الوهاب بن شرف ورام أخذ الأشرفية بعده فلم يتمكن لكونه شافعياً مات قريب الستين إما قبلها وإما بعدها.
عمر بن عمر بن أبي بكر السراج أو الزين الصفدي ثم النيني - بنونين أولهما مفتوحة بينهما تحتانية - ثم القاهري نزيل المنكوتمرية الشافعي. أجاز لابن شيخنا وغيره في سنة اثنتين وعشرين؛ ولقي الزين رضوان وقال أنه كان فاضلاً أخبر بسماعه لصحيح مسلم على البدر بن قواليح ولغير ذلك، وذكره شيخنا في إنبائه فقال: اشتغل قديماً ومهر حتى صار يستحضر الكفاية لابن الرفعة وأخذ عن العلاء حجي وأنظاره بدمشق وسمع من ابن قواليح؛ وناب في الحكم في عدة بلاد من معاملات حلب ثم قدم القاهرة قبل عشرين سنة وتنزل في طلبة الشافعية بالمؤيدية. ومات بالقاهرة في جمادى الأولى سنة ست وعشرين وقد قارب الثمانين فأنه ذكر لي أن مولده في حدود الخمسين؛ وكان كثير التقتير على نفسه ووجد له مبلغ فوضع بعضهم يده عليه ولم يصل لوارثه منه شيء عفا الله عنه.
عمر بن محمد بن تغلب بن علي بن محمود الزين أبو حفص الزهري القيمري البيري الحلبي الشافعي الحكيم. ممن تعانى الأدب ونظم قصيدة في علم العروض؛ وكتب عنه العز بن فهد في سنة إحدى وسبعين قوله:

 

 

 

 

 

 

أحب ابن ناس ولا أشتهـي

 

أرى امرأة في دياري تلوح

 

 

لأني إذا شئت فـارقـتـه

 

وهي لا تفارقني عمر نوح

 










وغير ذلك مما أودعته في محل آخر، ومات بعد ذلك.
عمر بن محمد بن حسن بن شعبان بن أبي بكر الباعوري الأصل الحلبي الآتي أبوه ويعرف بابن الصوه. أحضره السلطان بعد قتل أبيه وسأله في الوكالة عنه بالبلاد الحلبية فاستعفى؛ وأقام بعد رجوعه على وجاهته حتى مات في شعبان سنة ست وثمانين، وكانت عمامته مدورة دون إخوته.
عمر بن محمد بن حسن الزين الدمشقي ويعرف بابن الزين. ممن سمع مني بالقاهرة.
عمر بن محمد بن حسن الحصني ثم القاهري الشافعي؛ أحد الفضلاء الملفتين المتجردين ممن صحب المناوي وإمام الكاملية، وكان حسن العشرة ممتهناً نفسه في خدمة الفقراء لتركه رعونات النفس، وهو ممن لازم الشهاب بن رسلان في قراءة شرحه لمنهاج البيضاوي وغيره بل حمل عنه في شرحه لأبي داود وفي الصحيحين وأبي داود والترغيب للمنذري؛ وكذا أخذ عن شيخنا النخبة وشرحها وكتب عنه في إملائه على الأذكار وسمع الزين عبد الرحمن بن الطحان الدمشقي الحنبلي وأكثر من لقي السادات حتى التحق بهم، وأقرأ الطلبة بل جعله إمام الكاملية واسطة بينه وبين ابن رسلان وكنت ممن أميل إليه؛ مات في ربيع الآخر سنة ست وستين بالقرافة الصغرى ودفن بزاوية صهره محمد الأندلسي رحمه الله وإيانا.
عمر بن محمد بن الشيخ حسين بن حسن الفتحي المكي الآتي أبوه. ولد في ذي القعدة سنة إحدى وتسعين وثمانمائة بمكة وسمع بها مع أبيه وعمه علي أنشأه الله صالحاً.
عمر بن محمد بن سعيد الزين البعلي الحنبلي القطان ويعرف بابن البقسماطي. ولد في سنة ثمان وثمانين وسبعمائة ببعلبك ونشأ بها فقرأ القرآن عند طلحة العنبري وحفظ الخرقي وعرضه على ابن الأقرب والتقي إبراهيم بن مفلح وغيرهما واشتغل في الفقه على الأول وسمع على أبي الفرج عبد الرحمن بن محمد بن الزعبوب ختم الصحيح وحدث به قرأته عليه ببعلبك، وكان إنساناً حسناً يتكسب فيها ببيع القطن. مات. عمر بن محمد بن سليمان الزين بن الصابوني الدمشقي. يأتي فيمن جده محمد بن سليمان.
عمر بن النجار محمد بن سليمان المكي. أحد القائمين بخدمة شافعيها ثم انقطع ولزم ولده وله حذق وسرعة وحركة، وله عم اسمه علي.
عمر بن محمد بن صلح البريهي اليماني الفقيه: مات في سنة عشر بذي السفال.
عمر بن محمد بن عبد الكريم القرشي. رأيته كتب لمن عرض عليه سنة اثنتين وثمانمائة. عمر بن محمد بن عبد الله القلشاني المغربي. يأتي فيمن لم يسم جده.
عمر بن محمد بن عبد الوهاب بن عبد الله بن أسعد السراج اليافعي المكي الآتي أبوه والماضي جده. ولد في ذي القعدة سنة أربع وثلاثين وثمانمائة بعدن، وقدم مكة وقرأ القرآن وكتب الخط الحسن، ومات بها في جمادى الثانية سنة أربع وستين. أرخه ابن الفهد.
عمر بن محمد بن عثمان السراج الحسباني. مذكور بالجلالة ووصفه أبو السعادات البلقيني بالشيخ الإمام وأن المترجم طاف به أسبوعاً سنة خمس وعشرين.
عمر بن محمد بن علي بن أبي بكر بن محمد السراج أبو حفص بن الشمس الحلبي الأصل الدمشقي الشافعي الخواجا بن الخواجا أخو البدر حسن الماضي والآتي أبوهما ويعرف بابن المزلق - بضم الميم وفتح الزاي وكسر اللام المشددة. ولد تقريباً سنة ست وثمانين وسبعمائة بدمشق ونشأ بها في رفاهية ونعمة فحفظ القرآن وسمع على الحافظ الزين بن رجب مجلس البطاقة وسمع على غيره؛ وحدث سمع منه الفضلاء، وكان خيراً سالكاً طريق أبيه في تعاني التجارة بل رأيت وصفه بالجناب العالي الخواجكي ملجأ الفقراء والمساكين، ولما خربت عين المدينة النبوية وسئل الظاهر ططر في عمارتها أرسل صاحب الترجمة بخمسمائة دينار لعمارتها ومدحه الزين بن عياش مقرئ الحرمين بما في ترجمته. مات في الطاعون سنة إحدى وأربعين بدمشق رحمه الله.
 عمر بن محمد بن علي بن محمد بن إبراهيم بن عمر بن إبراهيم بن خليل بن أبي العباس السراج أبو حفص الربعي الجعبري الأصل - نسبة لقلعة جعبر - الخليلي الشافعي المقرئ شيخ بلد الخليل. ولد كما أخبرني به في سنة خمس وثمانمائة ببلاد الخليل. ونشأ بها فحفظ القرآن عند الجولاني - بالجيم - وصلى به أجمع على قاعدة الشاميين وخطب، والمنهاج والشاطبية والملحة وعرض المنهاج على الخطيب التاج إسحق بن إبراهيم التميمي وأجاز له والملحة على العلاء قاضي الخليل وتفقه بالتاج الخطيب وبابن رسلان والشمس البرماوي وغيرهم وتلا لنافع وابن كثير وأبي عمرو على الشمس محمد بن صلح الزرعي وللسبع جمعاً لبعض ختمة علي أبي القسم النويري وكذا بالشام على الفخر بن الصلف وقرأ عليه بعض البخاري وبحث في النحو على موسى المغربي وغيره، ثم انتقل إلى القدس فبحث عليه طرفاً من المنهاج الفرعي، وسمع دروسه في غير وأجاز له ولازم التاج الغرابيلي في سماع غالب منظومة ابن الحاجب لمقدمته في النحو بل قرأ عليه شرح النخبة لشيخنا وكذا لازم ماهراً وابن شرف وبحث عليه غالب ألفية ابن مالك وسمع على الشمس التدمري وإبراهيم عظيمات وابن الجزري ومحمد بن علي بن البرهان وأحمد ابن حسين النصيبي وعلي بن إسماعيل بن إبراهيم القصراوي المسلسل وجزء ابن عرفة وعلى الثلاثة الأولين تسعة أحاديث منتقاة من جزء الأنصاري والمسلسل بالمصافحة وعلى الأولين منتقى من مشيخة ابن كليب ومن ثمانيات النجيب وجميع نسخة إبراهيم بن سعد وجزء البطاقة وحديث الهميان وعلى الأول فقط منتقى من الغيلانيات وعلى الثلاثة الأخيرين مشيخة قاضي المرستان الصغري والحديث الأول من عشرة الخلال ومن الغيلانيات ومن المنتقى من ثمانينات النجيب ومن نسخة إبراهيم بن سعد، وارتحل إلى القاهرة فأخذ القراءات أيضاً عن التاج بن تمرية والحديث عن شيخنا قرأ عليه الأربعين المتباينة ومن شرح النخبة وكذا حضر دروس الونائي والجمال الأمشاطي وغيرهما وإلى الشام فأخذ بها عن الفخر بن الصلف كما تقدم وعن الشمس بن ناصر الدين ونزل الصالحية وسمع دروس شيخها العز القدسي وأجاز له القبابي وغيره، وحج غير مرة وولي مشيخة بلده كأسلافه والتدريس به وكذا خطب به نيابة وانتفع به جماعة من أهلها، وكتب عنه البقاعي وغيره، وتكرر قدومه القاهرة، ولقيته بها غير مرة أولها ببولاق سنة سبع وستين وكتبت عنه ما أنشده لشيخنا يمدح به نخبته فقال:

أبدعت يا حبر في كل الفنون بـمـا

 

صنفت في العلم من بسط ومختصر

علم الحديث به أصبحت مـنـفـرداً

 

وللأنام فقد أبـرزت مـن غـرر

لقد جلوت عروس الحسن مبتـكـراً

 

فيما أتيت به من نخـبة الـفـكـر

إذا تأملها بالـفـكـر نـاظـرهـا

 

تهمي فوائدها للفكر كالـمـطـر

وسألني عن بعض الأحاديث فأجبته بما احتفل به ووقع عنده موقعاً بحيث قرأه علي بلفظه بل قصدني غير مرة في سنة تسع وثمانين وحدثت في منزلي أنا وإياه بعدة أجزاء وتزايد اغتباطه بي، وهو إنسان خير راغب في الحديث ولقاء أهله ذو فكر صائب وذهن جيد متواضع حسن العشرة كثير التودد جميل الطريقة بهي الرؤية صحيح العقيدة مشارك في الفضيلة من بيت مشيخة وجلالة، أثنى عليه شيخنا فيما قرأته بخطه في بعض تعاليقه فقال: قدم علي شخص كهل اسمه عمر بن علي بن محمد بن الشيخ برهان الدين إبراهيم بن عمر الجعبري من أهل الخليل وذكر لي أن أباه حي وهو كثير المحبة للحديث والتطلع إلى الاشتغال فيه فقرأ على الأربعين المتباينة ومن شرح نخبة الفكر وذلك في سنة خمس وثلاثين، وهو ممن خطب في بلد الخليل نيابة وأجزته انتهى. مات في ضحى يوم الاثنين ثالث رمضان سنة ثلاث وتسعين وصلي عليه في مشهد حافل تقدمهم ابن أخيه الزين عبد الباسط ودفن بمقبرة الرأس، واستقر في وظيفته مشيخة الحرم بنوه الخمسة رحمه الله وإيانا.
 عمر بن محمد بن علي بن محمد بن إدريس بن غانم بن مفرح السراج أبو حفص بن الجمال أبي راجح بن أبي الحسن بن أبي راجح بن أبي غانم العبدري الشيبي الحجبي المكي الشافعي شيخ الحجبة كسلفه. ولد في سنة اثنتي عشرة وثمانمائة بعدن من اليمن ونشأ بمكة فحفظ القرآن وتلا به على بعض القراء في التنبيه على الشمس البرماوي وفي الحاوي على النجم الواسطي بن السكاكيني وحضر في الفقه وغيره عند الجمال الشيبي القاضي وأخذ في العربية عن الجلال المرشدي والبساطي وغيرهما وسمع على ابن الجزري وابن سلامة والشمس البرماوي وأبي شعر وآخرين كأبي الفتح المراغي والتقي بن فهد، ودخل مصر في سنة أربعين وحضر إملاء شيخنا والشام وأخذ عن ابن ناصر الدين وابنة ابن الشرائحي وابن المحب وجماعة وزار بيت المقدس والخليل وكذا زار المدينة النبوية غير مرة؛ وولي مشيخة الباسطية المكية من واقفها في سنة اثنتين وأربعين ثم تركها في سنة أربع وخمسين وكذا ولي حجابة الكعبة عقب موت أخيه الجمال يوسف في سنة ثلاث وأربعين واستمر حتى مات وراج أمره فيها ونال وجاهة وقبولاً وتأثل أموالاً وبنى دوراً كل ذلك مع مزيد العقل والسكون والتودد والإجلال لبيت الله وتعظيمه واحترام كثيرين له لا سيما من يجيء من الهند والعجم والروم نحوها واعتقادهم صلاحه بل ولايته مع كلام كثير فيه من جماعة أهل بلده وعلى كل حال فهو نادرة في وقته وما أظن الزمان يسمح بمثله، وصاهر الشريف عبد اللطيف قاضي الحنابلة بمكة ثم قاضي الشافعية أبا اليمن على ابنتيهما وله من ثانيتهما أبناء؛ وتزوج القاضي نور الدين بن أبي اليمن ابنته واستولدها أولاداً، واجتمعت به كثيراً وكان يظهر تعظيمي ومحبتي ومكنني من دخول البيت منفرداً ولم يكن ذاك بالقصد ابتداءً، ولم يزل على وجاهته إلى أن عرض له فالج أبطل نصفه وأسكت فلم يتكلم وأقام كذلك أشهراً حتى مات في صبح يوم الخميس سادس عشري رجب سنة إحدى وثمانين وصلي عليه ثم دفن بالمعلاة في مشهد حافل رحمه الله وإيانا.
عمر بن محمد بن علي بن يوسف بن الحسن السراج بن المحب الأنصاري الزرندي المدني أخو عبد الوهاب ومحمد. أحضر في الرابعة على الجمال الأميوطي ثم سمع على الزين المراغي.
عمر بن محمد بن علي السراج الحميري الدندري. ذكره شيخنا في معجمه فقال: اشتغل بالعلم وسمع العز بن جماعة وغيره وكتب الكثير بخطه لقيته بمجلس شيخنا ابن الملقن وأجاز لي. مات فيما أحسب سنة أربع، وذكره المقريزي في عقوده وقال أنه مات عن سن عالية.
عمر بن محمد بن عمر بن أحمد بن المبارك الزين بن الكمال بن الزين الحموي الشافعي الماضي جده والآتي أبوه ويعرف كسلفه بابن الخرزي بمعجمتين مات بعد أبيه بأشهر في سنة ثلاث وتسعين عن بضع وثلاثين وقيل لي أنه لم يكن بذاك عفا الله عنه.
عمر بن محمد بن عمر بن الرضي أبي بكر بن عبد اللطيف بن سالم المكي الآتي أبوه. ممن سمع مني بمكة.
عمر بن الضيا محمد بن عمر بن أبي بكر بن محمد بن أحمد الزين النصيبي الحلبي الشافعي زوج ابنة المحب بن الشحنة ووالد الجلال أبي بكر محمد الآتي وجده وأخو أبي بكر. ولد سنة ثلاث وعشرين وثمانمائة بحلب ونشأ بها فحفظ القرآن عند الشيخ عبيد وصلى به هو وأخوه في عام واحد والمنهاج وجمع الجوامع وألفية الحديث والنحو وعرض على البرهان الحلبي بل هو الذي كان يصحح عليه وكرر حسناً في وصف عرضه وصحح على ثانيهما وكذا عرض على ابن خطيب الناصرية وأبي جعفر بن الضيا والشمس الغزولي في آخرين وأخذ عن الأخير في الفقه وعن عبد الرزاق الشرواني فيه وفي أصوله والعربية وغيرها اشتغل وقدم القاهرة فأخذ بها عن المحلي شرحه لجمع الجوامع وعن إمام الكاملية، ودرس بالظاهرية والسيفية تلقاهما عن أخيه وأعاد بالعصرونية، وحج وسمع على التقي بن فهد، وناب في القضاء. مات ببلده في يوم عيد النحر سنة ثلاث وسبعين رحمه الله.
 عمر بن محمد بن عمر بن النفيس أبي الحسن علي بن أحمد بن محمد بن عبد الباقي السراج أبو حفص بن الجمال أبي عبد الله بن أبي حفص الحسيني القرشي الطنبدي القاهري الشافعي الآتي أبوه ويعرف كسلفه بابن عرب. ولد في شوال سنة ثمان وسبعين وسبعمائة بالقاهرة ونشأ بها فقرأ القرآن والعمدة والتنبيه وألفية النحو وعرض على البلقيني والأبناسي وابن الملقن والكمال الدميري وأجازوه واشتغل يسيراً فحضر في الفقه عند الأولين والبدر الطنبدي وسمع على الصلاح البلبيسي قطعة من صحيح مسلم وعلى الشمس الرف صحيح ابن حبان إلا اليسير، وحج وناب في القضاء عن الجلال البلقيني وشيخنا ثم ترك ذلك بأخرة وانجمع عن الناس وحدث بمسموعه من مسلم سمعته عليه، وكان خيراً لكنه أحمق عارياً. مات في جمادى الثانية سنة سبع وستين رحمه الله.
عمر بن محمد بن عمر بن محمد بن مسعود العرابي المكي الآتي أبوه وجده. مات بها في صفر سنة ثمانين ودفن بتربة جده من المعلاة.
عمر بن محمد بن عمر الزين أبو حفص الدمشقي الشافعي نزيل السبعة ويعرف بابن الخردفوشي. ولد في سنة ثمان وسبعين وسبعمائة وسمع على الشهاب أحمد بن علي بن يحيى الحسيني وابن صديق مسند الدارمي وعلى عبد الله بن خليل الحرستاني وأبي حفص عمر البالسي؛ وحدث سمع منه الفضلاء. مات في يوم السبت ثاني عشر صفر سنة أربعين ودفن من يومه بمقبرة باب توما رحمه الله.
عمر بن محمد بن عمر البلخي الأصل المحلي المالكي الحداد الأديب. ولد تقريباً سنة ثلاثين وثمانمائة وحفظ بعض القرآن وجميع العمدة وعرض على شيخنا وغيره نبذة من المختصر للشيخ خليل وغيره ولكنه لم يشتغل بل هو عامي يتعاطى نظم الشعر كتبت عنه منه بالمحلة ما أودعته في المعجم وغيره.
عمر بن محمد بن عيسى اليافعي الخير قاضي عدن. مات سنة ثلاث وعشرين.
عمر بن أبي القسم محمد بن أبي الفضل محمد بن أحمد بن أبي الفضل محمد بن أحمد بن عبد العزيز النويري المكي الآتي أبوه. أجاز له في سنة أربعين زينب ابنة اليافعي وغيرها. ومات في ربيع الآخر منها.
عمر بن محمد بن محمد بن سليمان بن أبي بكر الزين بن ناصر الدين البكري الدمشقي ابن عم العلاء علي بن أحمد بن محمد ويعرف كل منهما بابن الصابوني ممن استقر به الظاهر خشقدم في نظر قلعة دمشق والأسوار وغيرهما وناب عن ابن عمه العلاء في نظر الجيش، وكان تاجراً وهو والد الولد النجم محمد الذي عرض على محافيظه وقال لي أن أباه مات سنة أربع وثمانين وثمانمائة تقريباً بدمشق.
عمر بن محمد بن محمد بن عبد الله بن مجد الدين العيني الحموي النجار المقرئ الشافعي نزيل مكة ويعرف فيها بالشيخ عمر النجار ويقال له زين الدين وسراج الدين أحد مشايخ الإقراء والقراءات. ولد بحماة ليلة نصف شعبان سنة خمس عشرة وثمانمائة ونشأ بها فحفظ القرآن والملحة والنبيه مختصر التنبيه والغاية المنسوبة للنووي، وعرض على الشمس الأشقر وحضر دروسه وتلا لأبي عمرو على الشيخ محمد الفرا، وحج في سنة ست وثلاثين، وسكن في كل من بيت المقدس والقاهرة ثلاث سنين ثم استوطن مكة من آخر سنة خمس وأربعين وحفظ بها الشاطبية وتلا للسبع إفراداً وجمعاً على الشيخ محمد الكيلاني ولنافع أربع ختمات على الزين ابن عياش وكذا جمع للسبع ثم للعشر على العليين الديروطي وابن يفتح الله وللسبع فقط على محمد الزعفراني الشيرازي حين مجاورته بها وكذا على محمد النجار الدمشقي لكن لثلاثة أحزاب من أول البقرة فقط، وتكسب من النجارة - بالنون - ومن نقش القبور ونحوها وأقرأ الناس بالمسجد الحرام وببيته وربما أم بمقام الحنابلة نيابة وقد اجتمعت به بمكة ونعم الرجل كان؛ مات بها في المحرم سنة ثلاث وسبعين ودفن بالمعلاة رحمه الله.
 عمر بن محمد بن محمد بن علي بن أحمد بن عبد العزيز السراج بن الأمين أبي اليمن ابن الجمال القرشي العقيلي النويري المكي الشافعي شقيق أبي بكر الآتي أخو قاضي المالكية النور علي الماضي ويعرف بابن أبي اليمن، وأمه أم كلثوم ابنة القاضي أبي عبد الله محمد بن علي النويري. ولد في جمادى الأولى سنة خمسين وثمانمائة بمكة ونشأ بها فحفظ القرآن والعمدة والمنهاج الفرعي والأصلي وألفية ابن مالك والشاطبية وغيرها وعرض على جماعة واشتغل في الفقه وأصوله والعربية والحديث والمنطق وغيرها ومن شيوخه بمكة النور ابن عطيف وعبد المحسن الشرواني والشمسان الجوجري والمسيري وعبد الحق السنباطي وأبو العزم القدسي والشهاب بن يونس ويحيى العلمي وحمزة المغربي، ثم قدم القاهرة فأخذ عن الجوجري أيضاً ولازمني بها وكذا بمكة في مجاورتي الثانية والثالثة وكتبت له إجازة حسنة وأجاز له في سنة مولده فما بعدها والده وأعمامه أبو البركات وكمالية وأم الوفا وأبو الفضل وخديجة ابنا عبد الرحمن النويري وشيخنا والعيني وابن الديري والرشيدي والصالحي وابن الفرات وسارة ابنة ابن جماعة والسيف عفيف الدين الأيجي والمحب المطري والبدر عبد الله بن فرحون والشهاب المحلي وأبو جعفر بن العجمي والضيا بن النصيبي والجمال بن جماعة والتقي أبو بكر القلقشندي وست القضاة ابنة ابن زريق وأحمد بن عبد الرحمن بن سليمان بن حمزة وأحمد بن عمر بن عبد الهادي والشهاب بن زيد وعبد الرحمن بن خليل القابوني ومحمد بن محمد بن جوارش، وزار المدينة وأكثر من التلاوة والطواف والصيام والبر بأهله، وكان حاد اللسان مع مزيد تودد الغرباء. مات فجأة شهيداً في يوم الخميس منتصف ذي القعدة سنة سبع وثمانين بمكة سقط من شباك ببيته فأخذه السيل وذهب به لبركة ماجن ثم جيء به وقد جرد اللصوص أثوابه فغسل من الغد وصلي عليه في طائفة قليلة جعل نعشه فوق شاذروان الحجر لتعذر وضعه عند باب الكعبة وغيره من المسجد، ودفن عند قبورهم من المعلاة وتأسف عليه كثيرون رحمه الله وعوضه الجنة.
عمر بن محمد بن محمد بن علي بن عبد الواحد السراج بن البدر بن ناصر الدين بن الرئيس العلاء القاهري الطبيب ويعرف كسلفه بابن صغير؛ وأمه أمة. ممن أخذ عن عمه والعز بن جماعة وصحب البدر الطنبدي وتميز في الطب بحفظ جعل منه نافعة وعالج المرضى بل قيل أنه استقر في الرياسة قليلاً بعد توسيط خضر وابن العفيف، وكان ظريفاً لطيف العشرة ممن كف بصره ثم قدح له فأبصر وعمر ستاً وتسعين سنة وما شابت له شعرة ولم يتيسر له الحج. مات في المحرم سنة سبع وستين وهو قريب الكمال محمد بن محمد ابن علي بن عبد الكافي بن صغير.
عمر بن محمد بن محمد بن محمد بن حسين بن علي بن أحمد بن عطية بن ظهيرة السراج بن القاضي جمال الدين أبي السعود بن قاضي القضاة الكمال أبي البركات بن القاضي الجمال أبي السعود القرشي المكي شقيق أبي الخير محمد الآتي أمهما أم الخير ابنة القاضي أبي القسم بن أبي العباس بن عبد المعطي. ولد في المحرم سنة ثلاث وخمسين وثمانمائة بالمدينة النبوية وقدم مع أبيه إلى مكة فسمع من الشهاب أحمد بن علي المحلي؛ وأجاز له في سنة أربع وخمسين فما بعدها أبو جعفر بن العجمي وآخرون وتكرر قدومه للقاهرة وكان قد حفظ القرآن وصلى به هو وشقيقه أبو بكر تناوباً في رمضان على عادة الأبناء وربما حفظ غيره وقرأ على خاله عبد القادر في النحو ويطالع له درسه ولم ينجب.
عمر بن محمد بن محمد بن أبي البركات محمد بن أبي السعود محمد بن حسين بن علي بن ظهيرة القرشي المكي، أمه أم هاني ابنة العز النويري. بيض له ابن فهد وكأنه مات صغيراً.
عمر بن الجمال أبي المكارم محمد بن النجم أبي المعالي محمد بن قاضي القضاة الكمال أبي البركات محمد بن الجمال أبي السعود محمد بن ظهيرة. هو الزين عبد الباسط مضى.

عمر بن محمد بن محمد بن أبي الخير محمد بن محمد بن عبد الله بن فهد صاحبنا بل مفيدنا شيخ الجماعة النجم والسراج أبو القسم ويسمى محمداً لكنه بعمر أشهر ابن شيخنا التقي القرشي الهاشمي المكي الشافعي والد عبد العزيز ويحيى ويعرف كسلفه بابن فهد. ولد في ليلة الجمعة سلخ جمادى الثانية سنة اثنتي عشرة وثمانمائة ونشأ بها فحفظ القرآن ثم كتاباً في الحديث ألفه له والده ثم حفظ إلى أثناءالفرائض من الخرقى على مذهب أحمد ثم حوله أبوه شافعياً وحفظ النصف الأول من المنهاج ونحو ثلثي ألفية ابن ملك ونصف ألفية العراقي وبكر به أبوه فأحضره وأسمعه الكثير بمكة على مشايخها والقادمين إليها فكان ممن أحضره عليه الزين أبو بكر المراغي والزين عبد الرحمن الزرندي والجمال بن ظهيرة وأقرباؤه الكمال أبو الفضل محمد بن أحمد وأبو البركات وظهيرة بن حسين وفتح الدين محمد بن محمد بن محمد المخزومي والزين محمد بن أحمد الطبري وعبد الله بن صلح الشيباني والشمس بن المحب المقدسي وممن أسمعه عليه بها الولي العراق وابن سلامة والعز محمد بن علي القدسي وعبد الرحمن بن طولوبغا والشمس الشامي وابن الجزري والنجم بن حجي والجمال محمد بن حسين الكازروني والشريف أبو عبد الله الفاسي وطاهر الخجندي واستجاز له خلقاً من أماكن شتى فمن المدينة رقية ابنة يحيى بن مزروع ومن الشام عائشة ابنة محمد بن عبد الهادي والشهاب بن حجي والشهاب الحسباني والجمال بن الشرايحي وعبد القادر الأرموي ومن بيت المقدس البرهان بن أبي محمود وأخته فاطمة والبدر حسن بن موسى والشهاب بن الهائم ومن الخليل أحمد بن حسين النصيبي وأحمد بن موسى الحبراوي ومن القاهرة الشرف بن الكويك والعز بن جماعة والجلال البلقيني والجمال الحنبلي والشمس البلالي ومن إسكندرية البدر بن الدماميني والتاج بن التنسي والكمال بن خير ومن حلب العز الحاضري ومن حمص الشمس محمد بن محمد بن أحمد السبكي ومن حماه البدر محمود بن خطيب الدهشة ومن بعلبك التاج بن بردس والشمس بن اليونانية ومن زبيد المجد اللغوي والنفيس العلوي والموفق علي ابن أحمد الخزرجي وأحمد بن علي بن شداد ومن تعز الجمال بن الخياط في آخرين من هذه الأماكن وغيرها، وأقبل على الطلب بنفسه وتخرج بوالده وغيره وقرأ ببلده قليلاً، ثم رحل إلى القاهرة في موسم سنة خمس وثلاثين صحبة الركب المصري فدخل المدينة النبوية وأقام بها ثلاثة أيام ولم يسمع بها شيئاً؛ وكان دخوله القاهرة في رابع عشري المحرم من التي تليها فسمع بها على الواسطي والبدر حسين البوصيري وآخرين، ولازم شيخنا حتى أخذ عنه جملة وتدرب به وكذا بمستمليه الزين أبي النعيم العقبي أيضاً وسافر منها إلى الشام في رمضانها فسمع بغزة من الشمس مملوك الأياسي وبالخليل من الشمس التدمري وبالقدس من الزين القبابي وبالرملة من ابن رسلان وبالشام من عائشة ابنة ابن الشرايحي، وانتفع بالحافظ ابن ناصر الدين وحمل عنه أشياء، وسافر معه من بلده إلى حلب وكان من جملة ما وصفه به: السيد الشريف الحسيب النسيب الشيخ العالم الفاضل البارع المحدث المفيد الرحالة سليل العلماء الأماثل فخر الفضلاء الأفاضل جمال العترة الهاشمية تاج السلالة العلوية نجم الدين ضياء المحدثين الهاشمي العلوي، ووالده بالشيخ الإمام العلامة الحافظ تقي الدين مفيد المحدثين فسمع في توجهه إليها ببعلبك من العلاء بن بردس وبطرابلس من الشمس محمد بن عمر النيني الفامي وبحلب من حافظها البرهان ولتقيده بمرافقة شيخه ابن ناصر الدين لم يبلغ غرضه من البرهان لرجوعه معه سريعاً، وسمع في رجوعه بحماة من التقي بن حجة وبغيرها من البلاد وفارق ابن ناصر الدين واستمر راجعاً إلى القاهرة فوصلها بعد دخوله القدس والخليل أيضاً ولم يلبث أن رجع إلى البلاد الشامية لكونه لم يشف غرضه من البرهان فلقي شيخنا بدمشق وهو راجع صحبة الركاب السلطاني فسمع عليه بل ومعه أيضاً على بعض المسندين وكذا سمع في توجهه بقارة وحمص وحماة ووصل حلب في أواخرها فأنزله البرهان ببيت ولده أبي ذر بالشرفية واستمر إلى أواخر صفر من التي تليها وانتفع به وأخذ عنه في هذه المرة شيئاً كثيراً جداً، وسمع في رجوعه منها أيضاً بحماة وحمص وطرابلس وبعلبك وغزة؛ ثم ارتحل من القاهرة إلى إسكندرية فسمع في طريقه إليها بمدينة أشموم الرمان وثغر

 

 

 

 

 

دمياط وبالمنصورة وسمنود والمحلة الكبرى والنحرارية ودسوق وفوة ودمنهور الوحش، وما تيسر له دخول إسكندرية لتنافس حصل بينه وبين رفيقه؛ ثم رجع إلى بلاده صحبة الحاج في موسم سنة ثمان وثلاثين وقد تحمل شيئاً كثيراً بهذه البلاد وبغيرها عن خلق كثيرين وتزايدت فوائده فأقام بها إلى أن ارتحل منها إلى القاهرة أيضاً عوداً على بدء فوصلها في أواخر جمادى الآخرة سنة خمسين فقرأ بها على شيخنا لسان الميزان وأشياء وسمع عليه وعلى غيره من بقايا المسندين ورافقته حينئذ في جميع ذلك، ثم عاد إلى بلده صحبة الحاج منها وسمع في توجهه بعقبة أيلة على الكمال بن البارزي وأصيل الخضري وكتب الكثير بخطه من المطولات وغيرها وعرف العالي والنازل وقمش في طول هذه المدة بل وبعدها أيضاً عمن دب ودرج وأخذ عمن هو مثله بل وممن دونه ممن هو في عداد من يأخذ عنه ولم يتحاش عن ذلك كله حتى أنه سمع مني بمكة جملة من تصانيفي وحضر عندي ما أمليته بها وسلك في صنيعه هذا مسلك الحفاظ الأئمة وصار كثير المسموع والمروي والشيوخ وخرج لنفسه ولأبيه المعجم والفهرست وكذا خرج لأبي الفتح ثم أبي الفرج المراغيين ولوالدهما ولابن أختهما المحب المطري ولبلديهم النور المحلي سبط الزبير ولزينب ابنة اليافعي وعمل لها العشاريات وللعز بن الفرات ولسارة ابنة ابن جماعة حتى أنه خرج لأصحابه فمن دونهم، وعمل لنفسه المسلسلات وانتقى وحرر الأسانيد وترجم الشيوخ ومهر في هذا النوع واستمد الجماعة قديماً وحديثاً من فوائده وعولوا على اعتماده وذيل على تاريخ بلده للتقي الفاسي وعمل الألقاب وتراجم شيوخ شيوخه وجمع تراجم ست بيوت من بيوت مكة وأفرد كل بيت منها في تصنيف لكنه أكثر فيه من ذكر المهملين والأبناء ممن لم يعش إلا أشهراً ونحو ذلك مما لا فائدة فيه وهم الفهديون واستطرد فيه إلى من تسمى بفهد أو نسبه فهد ولو لم يكن من بيتهم مع فصله لهؤلاء عنهم وسماه بذل الجهد فيمن سمي بفهد وابن فهد والطبريون وسماه التبيين للطبريين والظهيريون وسماه المشارق المنيرة في ذكر بني ظهيرة والفاسيون وسماه تذكرة الناسي بأولاد أبي عبد الله الفاسي والنويريون وسماه بأولاد أحمد النويري يعني به أحمد بن عبد الرحمن بن القسم بن عبد الرحمن والقسطلانيون وسمي غاية الأماني في تراجم أولاد القسطلاني إلى غير ذلك مما أكثره في المسودات ووقفت على أكثره كالمعجم لمن كتب عنه من الشعراء ورتب أسماء تراجم الحلية والمدارك وتاريخ الأطباء وطبقات الحنابلة لابن رجب والحفاظ للذهبي والذيول عليه على حروف المعجم حيث يعين محل ذاك الاسم من الأجزاء والطبقة ليسهل كشفه ومراجعته وهو من أهم شيء عمله وأفيده، كل ذلك مع صدق اللهجة ومزيد النصح وعظيم المروءة وعلى الهمة وطرح التكلف والعفة والشهامة والأعراض عن بني الدنيا وعدم مزاحمة الرؤساء ونحوهم وكونه في التواضع والفتوة وبذل نفسه وفوائده وكتبه وإكرامه للغرباء والوافدين بالمحل الأعلى، ومحاسنه جمة ولم يعدم مع كثرتها من يؤذيه حتى من أفنى عمره في صحبته وعادى جمعاً بمزيد محبته ولكنه اعتذر واستغفر وعد ذلك من التقصير الذي لا ينفصل عنه الكثير من صغير وكبير ولو أعرض عن الطائفتين بالكلية وجمع نفسه على التصنيف والإفادة والتحديث لاستفاد وأفاد ولكنه كثير الهضم لنفسه، وقد عرض عليه شيخنا في سنة خمسين الإقامة عنده ليرشده لبعض التصانيف فما وافق وكان رحمه الله كثير الميل إليه والإقبال عليه وأثنى عليه كما نقلته في الجواهر ومما كتبه إليه: وقد كثر شوقنا إلى مجالستكم وتشوقنا إلى متجدداتكم ويسرنا ما يبلغنا من إقبالكم على هذا الفن الذي باد جماله وحاد عن السنن المعتبر أعماله:

 

 

 

 

 

 

وقد كنا نعدهـم قـلـيلاً

 

فقد صاروا أقل من القليل

 










فلله الأمر، إلى أن قال: ويعرفني الولد بأحوال اليمن ومكة ووفيات من انتقل بالوفاة من نبهاء البلدين وتقييد ذلك حسب الطاقة ولا سيما منذ قطع الحافظ تقي الدين تقييداته وإن تيسر للولد الحضور في هذه السنة إلى القاهرة فليصحب معه جميع ما تجدد له من تخريج أو تجميع ليستفاد انتهى. ولما قدم رأيته استعار منه أسماء شيوخه ورأيته ينتقي منها بل ونقل عنه في ترجمة رتن من كتاب الإصابة فقال: وجدت بخط عمر بن محمد الهاشمي وذكر شيئاً وكفى بهذا مدحه لكل منهما ووصفه بقوله مرة من أهل البيت النبوي نسباً وعلماً وأنه جد واجتهد في تحصيل الأنواع الحديثية النبوية وأخرى بأنه محدث كبير شريف من أهل البيت النبوي وأخرى أنه من أهل العلم بالحديث ورجاله ومن أهل البيت النبوي إلى غيرها مما بينته في الجواهر والدرر ولو علم منه تلفته للأوصاف والثناء لما تخلف عن وصفه بالحافظ الذي وصف به ما لم ينهض لمجموع ما تقدم ممن يسعى ويتوسل ويعادي ولا يسلم في وصفه لهم بذلك من إنكار والأعمال كلها بالنيات، وكذا رأيت التقي المقريزي روى عنه في كراسة له في فضل البيت فقال: وكتب إلى المحدث الفاضل أبو حفص بن عمر الهاشمي وشافهني به غير مرة فذكر شيئاً؛ بل وصفه في ترجمة فتح الدين محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن صالح المدني قاضيها من عقوده بصاحبنا وقال في ترجمة أبيه منه أنهما محدثا الحجاز كثيرا الاستحضار وأرجو أن يبلغ عمر في هذا العلم مبلغاً عظيماً لذكائه واعتنائه بالجمع والسماع والقراءة بارك الله له فيما آتاه؛ وساق في عقوده في ترجمة أبيه نسبه إلى علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وذكره ابن أبي عذيبة في ترجمة والده فقال: الحافظ نجم الدين من أعيان فضلاء تلك البلاد وإليه المرجع في هذا الفن وهو ممن كتب عنه أيضاً واغتبط به حفاظ شيوخه كابن ناصر الدين، وسافر معه من بلده إلى حلب والبرهان الحلبي وأنزله في بيت ولده كما قدمته عنهما؛ وقال ثانيهما كما قرأته بخطه أنه قرأ علي شيئاً كثيراً جداً واستفاد وكتب الطباق والأجزاء ودأب في طلب الحديث، وقراءته سريعة وكذا كتابته غير أنه لا يعرف النحو رده الله إلى وطنه مكة سالماً، وقال الزين رضوان فيما قرأته بخطه أيضاً في بعض مجاميعه أنه نشأ في سماع الحديث بمكة على مشايخها والقادمين إليها من البلاد ثم رحل إلى الديار المصرية فأكثر بها من العوالي وغيرها ثم رحل إلى القدس والخليل وأخذ عن الموجودين بهما إلى دمشق فأخذ عمن لقيه بها وكان قد كتب كثيراً عن حافظ العصر والموجودين بمصر وبلغني أنه كتب كذلك بالشام وغيرها فالله تعالى ينفعه وإيانا وجميع المسلمين بل وأسمع الزين المذكور عليه ولده بعض الأحاديث في رحلته الأولى كما أورده في مسودة المتباينات للولد ولخص تراجم أكثر شيوخ رحلته وكذا صنع التقي القلقشندي في بعض التراجم، وممن انتفع به وبمرافقته القطب الخيضري وغيره كالبقاعي وما سلم من أذاه بعد مناكدته التي امتنع صاحب الترجمة من أجلها لدخول إسكندرية رغبة في عدم مرافقته بحيث نتف من لحيته شعرات واستمر البقاعي مع إظهار الصلح حاقداً وبالخفية مناكداً على جاري عوائده حتى مع كبار شيوخه؛ وأما أنا فاستفدت منه كثيراً وسمعت منه في سنة خمسين وبعدها أشياء بل قرأت عليه في الطائف ومكة أشياء وكذا سمع عليه غير واحد من أهل بلده والقادمين إليها، وحدث بالكتب الكبار وقرأ عليه التقي الجراعي أحد أئمة الحنابلة في مجاورته مسند الإمام أحمد وعمل القاري يوم الختم قصيدة نظم فيها مسند المسمع وامتدحه فيها بل امتدحه أيضاً غير واحد، وبيننا من المودة والإخاء ما لا أصفه وله رغبة تامة في تحصيل كل ما يصدر عني من تأليف وتخريج ونحو ذلك بحيث اجتمع عنده من ذلك الكثير، وكتب لبعض أصحابه مراسلة مؤرخه بربيع الأول سنة ثلاث وثمانين قال فيها:

والسلام على سيدنا وشيخنا وبركتنا سيدي الشيخ الإمام العلامة الحافظ الكبير فلان جمع الله به الشمل بالحرم الشريف قريباً غير بعيد وإني والله العظيم مشتاق كثيراً إلى رؤيته ووالله أود لو كنت في خدمته بقية العمر لأستفيد منه ولكن على كل خير مانع، وفي أخرى إلى مؤرخة برجب قبل موته بشهر لما بلغه ما عرض في ذراعي بسبب السقوط في الحمام ثم حصول البرء منه ما نصه: ولله الحمد على العافية والله يمتع بوجودك المسلمين ويديم بقاءك فوالله الذي لا إله إلا هو عالم الغيب والشهادة لا أعلم لك في الدنيا نظيراً ووالله كلما اطلعت في مؤلفاتك وما فيها من الفوائد أدعو لكم بطول الحياة ولم أزل أبث محاسنكم في كل مجلس وأدعو لكم بظهر الغيب فالله تعالى يتقبل ذلك بمنه وكرمه؛ وكلامه في هذا المهيع كثير جداً. ولم يزل على طريقته مع انحطاطه قليلاً وضعف بصره حتى مات في وقت الزوال من يوم الجمعة سابع رمضان سنة خمس وثمانين وصلي عليه بعد عصرها ثم دفن عند قبورهم وتأسف القاضي وجميع أحبابه على فقده ولم يخلف بعده في مجموعه مثله ورثاه السراج معمر المالكي وغيره رحمه الله وإيانا وعوضنا وإياه خيراً.
عمر بن محمد بن محمد بن هبة الله بن عمر بن إبراهيم السراج بن الصدر بن ناصر الدين الحموي الشافعي الآتي أبوه وجده ويعرف كسلفه بابن البارزي. ولد في ثاني عشر جمادى الأولى سنة أربع وأربعين وثمانمائة بحماة ونشأ بها فحفظ القرآن وغيره واشتغل قليلاً وباشر كتابة سر بلده من حياة والده ثم قضاءها ثم أعرض عن ذلك ولقيته بمكة حين مجاورته بها أيضاً في سنة سبع وثمانين هو وولده عبد الباسط فأخذ عني يسيراً.
عمر بن محمد بن مسعود بن إبراهيم الشاوري اليمني نزيل مكة ويعرف بالعرابي بالتخفيف والإهمال. أخذ باليمن عن أحمد الحرضي المقيم بأبيات حسين ونواحيها وكان من جلة أصحابه وعن غيره من صلحاء اليمن؛ ثم قدم مكة في سنة إحدى عشرة فاستوطنها حتى مات لم يخرج منها إلا لزيارة المدينة النبوية غير مرة ومرة في سنة تسع عشرة إلى اليمن ورزق حظاً وافراً من الصلاح والخير والعبادة وتزايد اعتقاد الناس حتى صاحب مكة حسن بن عجلان فيه بل كان يكثر من زيارته ويرجع إليه في بعض ما يقوله؛ واتفق في سنة ست وعشرين أنه خالفه في شيء وبلغني تغير خاطره وأنه فهم أنه بذلك تتغير حاله في ولايته فبادر إلى استعطافه فقال له: قد فات الأمر، فلم يلبث أن عزل في أوائل التي تليها بل ما تمت السنة حتى مات الشيخ في آخر يوم الأربعاء سابع عشري رمضان سنة سبع وعشرين ودفن من الغد بالمعلاة وازدحموا على نعشه؛ وكان منور الوجه حسن الأخلاق والمعاشرة مقصوداً بالزيارة والفتوح من الأماكن البعيدة، وتاب على يده من الجبال وتهامة وغيرها من اليمن فوق مائة ألف؛ وابتنى داراً بمكة على المروة قبل موته بسنين وبه كانت وفاته رحمه الله وإيانا، ذكره الفاسي في مكة والتقي بن فهد في معجمه.
عمر بن محمد بن مسعود الغزي بن المغربي والد المحمد بن قاضي الحنفية وأخيه. كان مالكي المذهب خيراً. مات بعد الأربعين.

عمر بن محمد بن معيبد السراج أبو حفص الأشعري نسباً واعتقاداً الزبيدي بلداً ومولداً اليماني الشافعي ويعرف بالفتى من الفتوة وهو لقب أبيه، ولد في سنة إحدى وثمانمائة بزبيد ونشأ بها فحفظ القرآن وكتباً وأول اشتغاله على بلديه الفقيه محمد بن صالح وكان كثير الدعاء له وهو ممن عرف بإجابة الدعوة بحيث ظهرت فيه بركته وثمرة دعائه ثم قرأ على الكمال موسى بن محمد الضجاعي المنهاج وسمع عليه أشياء من كتب الفقه إلى أن تميز ثم انتقل في سنة ست وعشرين إلى الشرف بن المقري ببلد ابن عجيل اليماني فقرأ عليه الإرشاد وشرحه بل وسمعهما أيضاً ونظم ذلك كما سيأتي مع جواب الشيخ له ولازمه أتم ملازمة دهراً طويلاً إلى أن خرج في حياته إلى بلاد أصحاب شرقي زبيد على نحو يوم منها فمكث ببعض قراها وقرأ عليه بعض أهل تلك الجهة مدة ثم انتقل إلى قرية من قراها أيضاً وتعرف بالمشراح - فتزوج امرأة من فقهائها وقطنها عاكفاً على الأشغال والتصنيف كل ذلك في حياة شيخه؛ وقصده الطلبة من الأماكن النائية فلما استولى علي بن طاهر على اليمن وملك زبيد وقرر الفقهاء في الأوقاف قدم عليه صاحب الترجمة فأكرمه ورتب له في الوقف ما يكفيه وعياله، واستنابه الشمس يوسف المقري في تدريس النظامية ثم عينت له الهكارية استقلالاً وباشر ذلك فانتفع به الطلبة وتفقه عليه من لا يحصى من بلاد شتى وكثرت تلامذته وقصد بالفتاوى من الأماكن البعيدة ثم قلده ابن طاهر أمر الأوقاف وصرفها لمستحقيها والإذن في النيابة لمن لا يحسن المباشرة وأشرك معه في تقليدها غيره ممن كان يتستر به في نسبة ما لم يكن له فيه اختيار فتغيرت لذلك قلوب الخاصة على الشيخ بعد أن كان مشكوراً عند الخاص والعام ملاحظاً بعين التبجيل والإعظام ونسبوه إلى الغفلة وعدم الكفاءة في ذلك، واستمر الأمر في تزايد إلى أن توفي ابن طاهر واستولى بعده ابن أخيه عبد الوهاب بن داود فقلد ذلك غيره ورجع صاحب الترجمة لما كان عليه من التدريس والإفتاء والتأليف غير منفك عن مباشرة وظائف التدريس بنفسه إلا لعذر من مرض وغيره بل لما ضعف عن المشي صار يركب، وقرره عبد الوهاب بعد ابن عطيف في تدريس مدرسته التي أنشأها فلم تطل مدته فيها. ومن تصانيفه مهمات المهمات اختصر فيها المهمات للأسنوي اختصاراً حسناً اقتصر فيه على ما يتعلق بالروضة خاصة مع مباحثات مع الأسنوي واستدراك كثير وكان قد شرع فيه من حياة شيخه وقرئ عليه غير مرة ونقحه وحرره حتى صار في نهاية الإفادة والنكيتات الواردات على مواضع من المهمات والإبريز في تصحيح الوجيز الذي قال أنه لم يسبق لمثله والإلهام لما في الروضة لشيخه من الأوهام، وكان يرجح مختصر الروضة للأصفوني عليه لعدم تقيده فيه بلفظ الأصل الذي قد يؤدي لتباين ظاهر بخلاف الأصفوني فهو متقيد بلفظ الأصل ولكنه يرجح الروض من حيث التقسيم وأفراد زوائد الأنوار على الروضة وسماه أنوار الأنوار وكذا فعل في جواهر القمولي وشرحي المنهاج والعمدة والعجالة كلاهما لابن الملقن وكان يقول:

من حصلها مع الروضة استغنى عن تلك الكتب سمى أولها جواهر الجواهر وهو في نحو ثلاثة وأربعين كراسة وثانيها تقريب المحتاج في زوائد شرح ابن النحوي للمنهاج وثالثها الصفاوة في زوائد العجالة وبمكة من تصانيفه الكثير. وقد انتفع به في الفقه أهل اليمن طبقة بعد أخرى حتى أن غالب فقهاء اليمن من تلامذته وأصحابه وارتحل الناس إليه فيه وما لقيت أحداً من أصحابه إلا ويذكر عنه في الفقه أمراً عجباً وأنه في تفهيم الأشياء الدقيقة وتقريبها إلى الأفهام لا يلحق وأما الإرشاد وشرحه فهو المنفرد بمعرفتهما مع غيرهما من تصانيف مؤلفهما حتى تلقى الإرشاد عنه من لا يحصى كثرة بحيث كان يقرأ عليه غير واحد في المجلس الواحد من مكان واحد وكان يقصد من المحققين بالسؤال عما يقف عليهم منها؛ وكذا كان يعرف الروضة كما ينبغي لأنها أقرأها غير مرة مع مراجعة مختصرة للمهمات وأصله؛ وبالجملة فكان الأذكياء من الطلبة يرجحون فقهه على سائر المشهورين في عصره وصار فقيه اليمن قاطبة؛ كل ذلك مع النهاية في الذكاء والذهن الثاقب والاقتدار على رشيق العبارات مع حبسة في كلامه بحيث لا يفهمه إلا من مارسه، هذا مع لطافة الطبع ونظم لكن على طريقة الفقهاء وكونه في حسن الخلق بالمحل الأعلى ومزيد الشفقة على سائر الناس وانقياده للمرأة والصغير والمسكين وسعيه في إزالة ضرورة من يقصده في ذلك بكل طريق. مات في صفر سنة سبع وثمانين وارتجت النواحي لموته، وخلف من الأولاد عبد الله ومحمداً وكان له ابن نجيب اسمه عبد الرحمن مات قبله وأظلمت البلاد كما كتبه لي بعض طلبته ممن أخذ عني لفقد السراج ونال العباد من التأسف لفراقه ضد ما كانوا فيه من الابتهاج لأن الناس كانوا يفزعون إليه في كل معضلة من ظلم ظالم أو قهر حاكم أو عناد مخاصم فلا يقصر عن نفعهم جهده قال: وفي آخر مرة صار من أهل المعرفة بالله والنور يذكر من يلقاه بالآخرة ويحقر عنده الدنيا ويسليه عنها ولا يلتفت إلى ما فاته منها ولم يمسك طول عمره ميزاناً ولا مكيالاً ولا تعاطى بيعاً ولا شراءً ولا ملك داراً ولا عقاراً وجميع أهله وخدمه أمراء عليه يرجع إلى قولهم في أمر الدنيا والمعيشة دون غيره وهذا حال الزهاد في الدنيا بل كان تاركاً لاختياره مع اختيار طلبته في القراءة ومقدارها وإجابته كل من سأله في القراءة مراعياً لجبر خاطرهم رحمه الله وإيانا ونفعنا به، وكتب لشيخه في أبيات منها:

ثم على من اقتفاهم في الأثـر

 

وبعده فقد قرأت المختصـر

أعنى به الإرشاد فرع الحاوي

 

مع شرحه عمدتي الفتـاوي

قراءة بالبحث والتـحـقـيق

 

محكمة بالفحص والتـدقـيق

ثم سـمـعـت مـرة هـذين

 

مع الفقيه الفاضل الحـسـين

على الإمام شيخنا المصـنـف

 

الفاضل الصدر البليغ الشرف

شيخ الشيوخ المفهم العلامـه

 

اللوذعي المصقع الفهـامـه

أبي الذبيح إسماعيل بن المقري

 

الشاوري الشغدري المقـري

لا برحت أفـكـاره تـجـول

 

في كل ما لا تدركه العقـول

فكم به من معضل قد اتضـح

 

وحاسد معاند قد افـتـضـح

لا زال بالأقلام والـلـسـان

 

مدمر المزور الـبـهـتـان

يصدع بالحـق وبـالـقـرآن

 

معتصماً بـالـلـه والإيمـان

مناصراً في اللـه لـلإسـلام

 

يذب عنـه ولـه يحـامـي

من لم يسلم كـل مـا أقـول

 

فهو حسـود وبـه جـهـول

إلى أن قال:

وبعدها أجاز لي الـروايه

 

بشرطها عند أولي الدرايه

في كل ما صنفه أو قالـه

 

نثراً ونظماً وجميع مالـه

أجازه فيه كروض الطالب

 

وغيره من حسن المناقب

فأجابه شيخه بقوله:

هذا صحيح كان ما قـد ذكـرا

 

من أنه قرا عـلـي مـا قـرا

وما حكاه من سماع قـد جـرى

 

قراءة أوسـعـهـا تـدبــرا

بفطنة أغنى بها من حـضـرا

 

عن أن يطيل البحث فيما قد قرا

حقق معـنـاه بـهـا وحـررا

 

وصار فيه اليوم أدرى من درى

 

أجزته أن يروي الـمـخـتـصـرا

 

وشرحه والروض ثـم مـا جـرى

به من العلم لسـانـي فـي الـورى

 

أو جـاز أن أرويه أو أنـشـــرا

علماً به امـتـاز بـه واسـتـأثـرا

 

به من التقوى وفضل ظهرا في أبيات

عمر بن محمد بن موسى بن عبد الله ناصر الدين بن الشيخ شمس الدين الشنشي القاهري الحنفي والد خير الدين محمد الآتي وأخو الشمس محمد الذي أرخه شيخنا في سنة ثمان وتسعين وسبعمائة. ولد سنة خمس وسبعين وسبعمائة؛ ومات في رمضان سنة إحدى وخمسين.
عمر بن محمد بن موسى بن عمر بن عوض بن عطية بن أحمد بن محمد بن عبد الرحمن السراج بن الشمس بن الشرف اللقاني ثم القاهري الأزهري المالكي الآتي أبوه وجده. مات في ذي القعدة سنة ثمانين عن ثلاث وخمسين فأكثر وصلي عليه في الأزهر، وكان غالب عمره يتكسب بالشهادة في حانوت بالمكارية بالقرب من الأزهر إلا شهراً في أول ولاية قريبه البرهان الماضي قضاء المالكية لمباشرته النقابة نيابة فيها ثم جاء الأمر بمنعه فعاد إلى حاله، وهو ممن سمع على شيخنا ولم يكن بالمحمود سامحه الله وإيانا.
عمر بن محمد بن يحيى بن شاكر السراج بن البدري أبي البقا بن الجيعان. شاب نضر خضر نجيب لبيب فطن لقن، تميز في المباشرة وقام عن أبيه فيها بما دربه فيه بحيث صار في ذلك رأساً بعد اعتنائه به حتى حفظ القرآن وبعض كتب العلم وأشغله في العربية وغيرها وأسمعه مني وكتبت له إجازة نوهت به فيها وزوجه أبوه بحفيدة عم أبيه ابنة أمير حاج بن المجدي عبد الرحمن، ولم يلبث أن مات في شعبان سنة أربع وتسعين وأظنه زاحم العشرين وارتجت الديار المصرية ونواحيها بل ومكة وتأسف الناس عليه ورثى لأبيه كل من علمه بل قال الشعراء في رثائه القصائد الطنانة كالمحيوي القرشي وكتبت لأبيه من مكة أعزيه فيه عوضهما الله الجنة.
عمر بن الشمس محمد ويعرف بابن اللبان. مضى فيمن جده أحمد بن علي بن حسن.
عمر بن الخواجا الشمس محمد الدمشقي ويعرف بابن النحاس. مضى فيمن جده أبو بكر بن إسماعيل.
عمر بن محمد السراج أبو حفص النويري الشافعي. حفظ كتباً وأخذ عن الجمالين بن خطيب المنصورية والطيماني وجمع مختصراً فيه مسائل كثيرة، وولي قضاء طرابلس بعد أبيه وكانت مباشرته جيدة لا بأس بها. مات فيها مطعوناً في جمادى الآخرة سنة ثلاث وثلاثين وقد قارب الخمسين، وهو في أنباء شيخنا باختصار بدون اسم أبيه.
عمر بن محمد الزين الحمصي ثم الدمشقي الشافعي. أحد فضلاء دمشق في مذهبه ممن يستحضر الكثير من الروضة مع الدين والخير وتكسبه من أنوال حرير يدولبها. مات في شوال سنة ثلاث. ذكره شيخنا في إنبائه.
عمر بن محمد بن الزين الصفدي النيني. مضى فيمن جده أبو بكر.
عمر بن محمد السراج الطريني المحلي المالكي والد محمد وأبي بكر ويعرف بالطريني. كان يعرف بالعلم والصلاح وله مؤلف كبير في تعبير الرؤيا، وكان فقيهاً فاضلاً زاهداً أخذ عنه ابنه أبو بكر وممن أخذ عنه الولوي السنباطي الفقه؛ ومات في يوم الاثنين ثامن عشري ذي الحجة سنة اثنتين ورأيت من أرخها سنة عشرين وأظنه غلطاً.
عمر بن محمد السراج الدهتوري ثم القاهري الأزهري الشافعي، ودهتورة بالغربية قريباً من زفتا. أحد الخيار من قدماء الأزهر ممن يصحح عليه الأبناء ألواحهم وربما أقرأ لكثرة دبكه وتوجهه للاستفتاء لما يعرض له من مشكل وغيره بحيث اجتمع عنده جملة من ذلك، وهو ممن لازم المناوي بل أخذ عمن أقدم منه كالونائي والقاياتي مع جموده وتجرعه الفاقة حتى أنه أقرأ في مكتب الأيتام لخير بك من حديد بالقرب من مدرسته بزقاق حلب وكان يذهب إليه ماشياً فلما عجز صار يركب والغالب عليه الخير. مات في جمادى الثانية سنة سبع وتسعين بالطاعون عن بضع وسبعين، وكان زوجاً لابنة خاله الشيخ عمر الزفتاوي رحمهما الله وإيانا وصاهره ناصر الدين العجماوي على ابنته واستولدها.
 عمر بن محمد النجم النعماني - نسبة للإمام أبي حنيفة النعمان - البغدادي ثم الدمشقي الحنفي. قدم القاهرة في سنة خمسين وبيده حسبة دمشق ووكالة بيت المال وعدة وظائف فنزل في زاوية التقي رجب العجمي تحت قلعة الجبل فلم يلبث أن مات في رابع صفر منها فأسف السلطان عليه وأمرهم بالصلاة عليه في مصلى المؤمني ونزل فصلى عليه ودفن بتربة التقي المذكور من القرافة الصغرى عفا الله عنه، وينظر أهو قريب حميد الدين محمد بن تاج الدين القاضي.
عمر بن محمد البعلي ويعرف بابن التركماني. ذكره شيخنا في إنبائه فقال: أحد الشهود ببعلبك ممن لا يشاقق رفقته ولا يشاطط في الأجرة وله نظم نازل. مات في ثامن عشر المحرم سنة إحدى وقد جاز الثمانين رحمه الله.
عمر بن محمد الغمري ويعرف بابن المغربية أحد أصحاب أبي عبد الله المغربي. مات في ربيع الأول سنة ست وخمسين وكان إنساناً حسناً منور الشيبة بهي الهيئة حسن العبارة متودداً محبباً إلى الناس، حج وقارب الثمانين رحمه الله.
عمر بن محمد الطرابلسي الحنفي. ذكره شيخنا في معجمه وقال: شاعر مقبول قدم القاهرة فمدح بها الأكابر وأنشدني كثيراً من شعره ومدحني بأبيات. مات في رجب سنة ثلاث عشرة، زاد في الأنباء عن نحو الخمسين ووصفه بالشاعر الماهر، وذكره المقريزي في عقوده.
عمر بن محمد الطرابلسي فقيه بعلبك ونزيل دمشق. ممن درس فيها بالمجاهدية الجوانية برغبة البدر بن قاضي شهبة له عنه ثم رغب هو عنه للبرهان بن المعتمد.
عمر بن محمد القلشاني - بفتح القاف وسكون اللام ثم معجمة أو جيم - المغربي التونسي الباجي الأصل - باجة تونس لا الأندلس فتلك منها شارح الموطأ - المالكي والد قاضي الجماعة محمد الآتي وأخو أحمد الماضي. أخذ عن أبيه وغيره وولي قضاء الجماعة بتونس وأقرأ الفقه والأصلين والمنطق والمعاني والبيان والعربية وحدث بالبخاري عن أبي عبد الله بن مرزوق وشرح الطوالع شرحاً حسناً لم يكمل انتهى منه أكثر من مجلد إلى الإلهيات، وأخذ عنه خلق منهم ولده إبراهيم الأخضري وغالب الأعيان وأبو عبد الله التريكي وآخرون ممن لقيناهم كابن زغدان وكانت ولايته أولاً قضاء الأنكحة ببلده كأبيه ثم قضاء الجماعة بعد موت أبي القسم القسنطيني وكان يكون بينهما ما بين الأقران فدام به قليلاً حتى مات سنة ثمان وأربعين ورأيت من أرخه في سنة سبع وسمى جده عبد الله وكان أبو القسم قام على أخيه أحمد بسبب ما وقع منه من نقل كلام بعض المفسرين في قصة آدم عليه السلام وأفتى بقتله بل أفتى أخوه أيضاً بذلك قبل علمه به فلما تبن أنه أخوه قام في الدفع عنه، وكان فصيحاً في التقرير بحيث يستفيد منه من يكون بمجلسه من الأعلى والأدنى ولا يمكن كبير أحد من الكلام، ورأيت من قال أن سبب دخوله في القضاء أن عمه أحمد لم يسر سيراً بن عقارب الذي كان قبله فعز على الملك واقتضى رأيه صرفه بابن أخيه هذا وحصل لعمه نكاية عظيمة ولكن أعطوه أمامة جامع الزيتونة واستمر حتى مات فالله أعلم.
عمر بن محمد المالقي شاعر الأندلس.
عمر بن محمد المرشدي المكي المقرئ والد أبي حامد محمد الآتي. شيخ خير تلا بالسبع أفراداً وجمعاً على الزين بن عياش ثم جمعاً على ابن يفتح الله السكندري حين مجاورته التي مات فيها وأذن كل منهما له بل قل أن ابن عياش كان يقرئ إلا من يقرأ عليه أولاً، وكانت عنده شعرة مضافة للنبي صلى الله عليه وسلم تلقاها عن أبيه المتلقي لها عن شيخ بيت المقدس كانت عنده ست شعرات ففرقها عند موته بالسوية على ثلاثة أنفس هو أحدهم فضاعت شعرة منهما، وقد تبركت بها عنده في سنة ست وخمسين، ولم يلبث بعد قراءته على ابن يفتح الله ووفاته إلا يسيراً، ومات في ليلة الخميس سادس عشر ذي القعدة سنة اثنتين وستين رحمه الله. أرخه ابن فهد وسمى جده أبا بكر بن علي بن يوسف وأرخ مولده في ذي القعدة سنة ثماني عشرة وثمانمائة بمكة، وهو ممن سمع على أبيه التقي بن فهد، وقد صاهره المحب الطبري الإمام على أخته فاستولدها أولاده الذكور الثلاثة وغيرهم وكان يستنيبه في إمامة المقام بل استناب أبا حامد ابنه، وولى نظر الظاهرية بمكة إما بنزول من شيخه ابن عياش أو بعده.
عمر بن محمد اليماني مستوفي الديوان بجدة. مضى في علي.
 عمر بن محمود بن محمود السراج البرديني الأزهري الشافعي الضرير. ممن سمع مني بالقاهرة.
عمر بن مصلح السراج المحلي. أخذ عنه الفرائض الجلال محمد بن ولي الدين أحمد المحلي السمنودي وقال أنه توفي تقريباً سنة خمس وأربعين.
عمر بن مظفر الحنبلي. في ابن محمد بن أبي بكر.
عمر بن أبي المعالي الفقيه تقي الدين الزبيدي أخو أبي بكر الآتي. ولد في حدود سنة سبعين وسبعمائة وكان فقيهاً فاضلاً كريم النفس حسن الأخلاق عذب المجالسة يحفظ كثيراً من التواريخ والأخبار ولي القضاء بحيس وتدريس السيفية بزبيد بعد أخيه. مات سنة تسع وثلاثين.
عمر بن منصور بن سليمان السراج القرمي ثم القاهري الحنفي والد أفضل الدين محمود الآتي ويعرف بالعجمي ويقال له عمر فلق لأنه كان إذا أراد تأديب أحد قال: هاتوا فلق، ترافق مع الجمال محمود القيصري بحيث كان لشدة صحبته له يظن أنه أخوه فلما ولي الجمال حسبة القاهرة قرره في حسبة مصر ثم ولي هو حسبة القاهرة ودرس بجامع ابن طولون في الفقه وبالمنصورية في التفسير وكذا ولي مشيخة الأيتمشية بباب الوزير وتدريسها من واقفها وغيرها، وكان حسن العشرة والصلاة محمود المباشرة جميل الصورة مليح الشكل طلق المحيا؛ قاله شيخنا في إنبائه، زاد في معجمه: وكان مزجي البضاعة من العلم وله مهابة قرأت عليه أشياء وأنا شاب، وكذا قال العيني أنه كان يعرف بعض العلوم ولكنه كان عريض الدعوى ولي حسبة القاهرة في دولة منطاش فتأخر بسبب ذلك عند الظاهر برقوق. مات في يوم الاثنين منتصف جمادى الأولى سنة تسع؛ وأرخه شيخنا في إنبائه في العشر الأول من جمادى الآخرة، وفي معجمه بجمادى الأولى وهو الصواب ولذا تبعه المقريزي في عقوده وترجمه بأنه كان حسن الصلاة يعدل أركانها ويطيل القيام في القراءة ويبالغ في الطمأنينة في ركوعه وسجوده وجلوسه مخالفاً لحنفية زماننا؛ والغالب عليه الخير وسلامة الباطن مع جمال الصورة وملاحة الشكل اجتمعت به مراراً ونعم كان بشراً وطرقة وجه؛ وقد تلقى عنه الإيتمشية البدر الأقصرائي ظناً؛ وقال المقريزي أيضاً: كان فقيهاً بارعاً فاضلاَ مشكور السيرة في دينه ودنياه ذا عبارة وأوراد من صلاة وقراءة وصدقات والغالب عليه الخير وسلامة الباطن مع جمال الصورة والبشاشة والطلاقة تصدى للإقراء والتدريس رحمه الله.
عمر بن منصور بن عبد الله السراج القاهري الحنفي ويعرف بالبهادري. ولد سنة اثنتين وستين وسبعمائة واشتغل بالفقه والعربية والطب والمعاني وغيرها حتى مهر واشتهر ودرس وصار يشار إليه في فضلاء الحنفية بحيث ناب في الحكم والأطباء بحيث انفرد فيه؛ واستقر في تدريسي البيمارستان وجامع طولون في الطب ولكنه لم يكن محمود العلاج. مات في يوم السبت ثاني عشر شوال سنة أربع وثلاثين. ذكره شيخنا في أنبائه، وقال غيره: كان إماماً بارعاً في الفقه والنحو واللغة انتهت إليه الرياسة في الطب وتقدم فيه على أقرانه حفظاً واستحضاراً ومع ذلك فغيره ممن لا نسبة له به فيه أمهر دربة لقلة مباشرته وعدم تكسبه منه وإنما يطلب للأكابر والأعيان في الأمراض الخطرة وكان شيخاً معتدل القامة مصفر اللون جداً ولم يخلف بعده مثله في الطب وقد ترشح للرياسة في الأيام المؤيدية فتعصب ناصر الدين بن البارزي عليه بعد أن عقد له مجلس ظهر فيه تقديمه على من نازعه بحيث قال البساطي: وكان ممن حضر ما كنت أظن أن ثم من يحسن تقرير الطب هكذا ومع هذا فأخرجت الرياسة عنه لابن بطيخ وممن انتفع به فيه الشرف بن الخشاب وأذن له بل رغب عن التدريسين المشار إليهما واتفق ما سيأتي في ترجمته، وهو في عقود المقريزي رحمه الله.
عمر بن منصور العجيسي الجزيري. مات سنة تسع وأربعين.
 عمر بن موسى بن الحسن السراج القرشي المخزومي الحمصي ثم القاهري الشافعي ويعرف بابن الحمصي. ولد بها في رمضان سنة سبع وسبعين وسبعمائة كما أخبرني به وأختلف النقل عنه فيه وفيمن بعد الحسن كما بينته في مكان آخر ونشأ بها فيما زعم فقرأ القرآن عند العلاء الرديني الضرير وقال أنه تلا به لعاصم على الشهاب البرمي - بفتح الموحدة والمهملة - الضرير وأنه حفظ الإلمام والمنهاج الفرعي والأصلي وألفية ابن مالك وغيرها، وعرض المنهاج على شيخه إمام حمص الشهاب أحمد بن الشيخ حسين أحد الآخذين عن الشرف البارزي تلميذ النووي فالله أعلم وتفقه به يسيراً واجتمع فيها بالسراج البلقيني والبدر بن أبي البقا وعرض عليهما بعض محفوظاته وكذا لقي البلقيني بعد ذلك في سنة أربع أو خمس وتسعين حين سفره مع الظاهر برقوق، وانتقل به أبوه إلى دمشق في سنة سبعين فأخذ الفقه عن الشرف الشريشي والشهاب الزهري وعنه أخذ الأصول والزين عمر القرشي والشهاب بن حجي والعربية عن الأنطاكي والأبياري وأنه سمع على الزينين القرشي المذكور وابن رجب، وفي بعلبك على العماد بن بردس وأنه سمع عليه مسلماً، ثم نقله أبوه إلى حماة سنة أربع وسبعين فاشتغل بالنحو أيضاً على الجمال بن خطيب المنصورية والعلاء بن المعلي، ثم عاد به إلى دمشق فحضر مجالس الجمال الطيماني وغيره وأنه ارتحل إلى القاهرة عقب الفتنة في سنة أربع وثمانمائة فلازم البلقيني حتى مات وولده الجلال أيضاً وأخذ عن الزين العراقي ألفيته رواية وأجاز له، ثم عاد إلى الشام في سنة سبع فقطنها مدة إلى أن قتل الناصر وناب فيها عن الشمس محمد بن محمد بن عثمان الأخنائي، ثم ولي قضاء طرابلس استقلالاً ثم انفصل عنها وعاد إلى القاهرة ونزل بمدرسة البلقيني، وصاهر الجلال على جنة ابنة أخيه البدر وأقام عندهم وأذن له في الإفتاء والتدريس فكان في العام الأول يدرس بها ثم ناب عنه في العام الثاني، وحج مراراً أولها في أوائل القرن وجاور في سنة ثلاث وعشرين واجتمع هناك بابن الجزري وسمع عليه مع شيخنا الزين رضوان وتوجه منها إلى اليمن فدخل تعز وزبيد ونظم هناك رداً على الفصوص لأبن عربي في مائة وأربعين بيتاً؛ وراج أمره على أهلها حتى أخذ عنه الجمال محمد المزجاجي وكتب له السراج هذا إجازة وقفت عليها بخط النفيس العلوي فيها من المختلقات ما لا يمشي على من له أدنى معرفة كما بينته في موضع آخر، ثم رجع إلى القاهرة وسافر مع الجلال لما كان صحبة الظاهر ططر إلى الشام وعاد معه ودخل إسكندرية وغيرها وبعد موت ابن البلقيني ناب عن الولي العراقي في شوال سنة خمس وعشرين بأسيوط عوضاً عن قاضيها ابن القوصية حين غضبه منه وحسبه فأقام في قضائها عنه ثم عن العلمي ثم عن شيخنا مدة طويلة وقال أنه عمر بها جامعاً وأخذ عنه هناك الكمال أبو بكر السيوطي بل أخذ عه بالقاهرة أيضاً، ثم ولي قضاء طرابلس أيضاً ثم قضاء دمشق عوضاً عن البهاء بن حجي في صفر سنة ثمان وثلاثين بأربعة آلاف دينار ثم صرف عنها وولي مرة أخرى في يوم الاثنين ثاني عشر محرم سنة أربع وأربعين ثم انفصل عنها في رجبها بالشمس الونائي بعد تعزز منه في القبول، وسافر إليها في ذي القعدة ثم وليها أيضاً عن الجمال الباعوني قبيل الستين، وفي خلال ذلك ولي أيضاً طرابلس وأضيف إليه مع قضائها نظر جيشها؛ وكذا ولي قضاء حلب ومشيخة الصلاحية ببيت المقدس ونظرها ثم الصلاحية المجاورة لضريح الشافعي تدريساً أيضاً ونظراً، ولم يحمد في شيء من مباشراته وذكر غير مرة لقضاء الشافعية بمصر بعناية زوج ابنته حواء أمير المؤمنين فما تم وكان يزعم لقي قدماء سوى كثير ممن تقدم مما لم يعتمد في شيء منه مع تدافعه واختلاف مقاله فيه بل قال شيخنا أنه لم يدخل القاهرة إلا في سنة أربع عشرة، وابن قاضي شهبة أنه أخبره أنه رأى ابن كثير يدرس بالجامع الأموي بعد ما عمى مع أن أرفع قوليه في مولده لا يلتئم مع هذا الموت ابن كثير قبله، نعم سماعه على ابن الجزري والولي العراقي والجلال اليلقيني وشيخنا والطبقة وغير مدفوع؛ بل أثبت صاحبنا النجم بن فهد سماعه في التيسير للداني على عبد الله بن خليل الحرستاني وكأنه وقف عليه وكذا كان يملى لنفسه تصانيف كثيرة لم أقف على شيء منها؛ نعم قال شيخنا في حوادث سنة ست وثلاثين من أنبائه أنه نظم وهو على قضاء طرابلس قصيدة تائية

تزيد على مائة بيت في إنكار تكفير العلاء البخاري لابن تيمية وموافقته للمصرين فيما أفتوا به من مخالفته وتخطئته في ذلك وفيها أن من كفر ابن تيمية هو الكافر وأن ابن زهرة قام على السراج بسببها وكفره وتبعه أهل البلد لحبهم في عالمهم ففر هذا منهم إلى بعلبك وكاتب أرباب الدولة فأرسلوا له مرسوماً بالكف عنه واستمراره على حاله فسكن الأمر وقال الشمس السيوطي الموقع أنه حفظ سطور الإعلام في معرفة الإيمان والإسلام تصنيفه وعمل أيضاً لما تزوج الجلال البلقيني هاجر ابنة تغري بردى صداقها عليه في نحو ثلثمائة بيت وقد كثر اجتماعي به ولما كنت بدمشق كان قاضيها حينئذ فسمعت من الشاميين في حقه قوادح بل كان البلاطنسي يرميه بأمر عظيم والبرهان الباعوني يهجوه بالعجر والبجر حتى أنه أعطاني من ذلك ما لو بيض لكان في مجلد. وبالجملة فكان إنساناً طوالاً مفوهاَ جريئاً مشاركاً في الفضائل ذا نظم ونثر متوسطين. مات في العشر الأخير من صفر سنة إحدى وستين ببيت المقدس ودفن بباب الرحمة وبلغني أنه لما وصل الخبر بذلك لدمشق سجد البدر بن قاضي شهبة لله شكراً وسر الخلق هناك بموته ولم يصلوا عليه صلاة الغائب عفا الله عنه وإيانا، وعندي في ترجمته من معجمي زيادة على ما هنا.
عمر بن يحيى بن أحمد بن الناصر يحيى السراج بن الشرف الرسولي المكي الحنفي أخو إسماعيل الماضي وسبط الجمال محمد بن الضياء الحنفي، أمه أم هانئ ويعرف كسلفه بابن سلطان اليمن. ولد بمكة في سنة ثمان وستين وثمانمائة ممن سمع مني بمكة وأثبت له ولأخيه في سنة بضع وتسعين نظر المدارس الرسولية بمكة حتى آجرا كاتب السر الزيني المدرسة المنصورية ثم حلا لهما ذلك فرافعا حتى أخذا المجاهدية والأفضلية ممن هما تحت يده ثم ما قنعا بذلك حتى استنجزا في سنة خمس وتسعين مرسوماً بقبض المعلوم الواصل للثلاثة المدارس ثم أجر الأفضلية للبدري بن جيعان ولم يستثن مسجدها ولا قوة إلا بالله.
عمر بن يحيى بن سليمان البوصيري الغمري الخطيب بن الخطيب. فقير حج وجاور معي في سنة إحدى وسبعين ولازمني في الإملاء وغيره وهو ممن يقرأ القرآن.
عمر بن يحيى بن عبد الله بن علي بن عمرون البعلي. سمع من عبد الرحمن بن محمد ابن الزعبوب صحيح البخاري وذكره التقي بن فهد في معجمه بدون زيادة.
عمر بن يعقوب بن أحمد أبو حفص الطيبي ثم الدمشقي المقرئ الضرير أخذ القراءات عن الزين عمر بن اللبان الماضي بأخذه لها عن أبيه وغيره وكان أخذ عن ابن الجزري وكان فقيهاً بالشامية البرانية وأحد القراء بدمشق ممن حفظ المنهاج والحاوي معاً وغيرهما وسكن الصالحية وتلا عليه غير واحد ويقال أنه حج ماشياً في قبقاب وأنه إذا سمع القرآن لا يتمالك نفسه من البكاء، وقد رأيته بالصالحية وعلمت علو همته وأجاز للشمس النوبي بعد السبعين.
عمر بن يعقوب الكمال البلخي. يأتي فيمن لم يسم أبوه.
عمر بن أبي اليمن. في ابن محمد بن محمد بن علي بن أحمد.
 عمر بن يوسف بن عبد الله بن محمد بن خلف بن غالي بن محمد بن تميم السراج أبو علي بن أبي كامل بن العلامة الجمال العفيفي - نسبة لعفيف الدين أحد أجداده - القبايلي اللخمي السكندري المالكي ويعرف بالبسلقوني لنزوله بها وقتاً شيخ الفقراء الأحمدية. ولد في شعبان سنة إحدى وستين وسبعمائة بإسكندرية وخرج به جده إلى إقطاعه قرية البسلقون بقليل فأقام بها إلى أن توفي جده وقرأ بها القرآن وقال أنه حفظ البقرة في يوم واحد ثم رحل به أبوه إلى الثغر وسنة دون العشر فيجع أبوه إلى البسلقون وتخلف هو بالثغر فحفظ الرسالة والشاطبية وألفية ابن ملك وعرض على جماعة وتفقه بالشهاب أحمد بن صلح بن حسن اللخمي والشمس محمد بن علي الفلاحي وأخذ النحو عنه وعن منصور بن عبد الله المغربي وأصول الفقه عن الشمس محمد بن يعقوب الغماري المالكي وأصول الدين عن المحيوي يحيى الهني قال: وانتفعت به كثيراً والمعاني والبيان عن السراج عمر بن نبوه الطنتداوي وتلا بالسبع على الوجيه أبي القسم عبد الرحمن بن ناصر الدين أبي علي منصور بن محمد بن سعد الدين مسعود الفكيري خطيب الجامع الغربي بالثغر إفراداً ثم جمعاً إلى آخر سورة الأنعام ويعقوب من أوله إلى آخر المائدة وعرض عليه الشاطبية حفظاً في مجلس وكذا جميع الرسالة والرائية وعدة المجيد وعمدة المفيد في التجويد للسخاوي وقصيدة الخالقاني في مجالس متفرقة وأجاز له وكذا أجاز له محمد بن يوسف الكفرائي وتلا على عمه الشهاب أحمد للدوري عن أبي عمرو وعلى الشرف يعقوب الجمشني لأبي عمرو تامة ومن أول الفاتحة إلى " يسألونك عن الخمر والميسر" للسبعة وأذن له في الإقراء وعلى محمد بن يوسف بن عبد الخالق اللخمي إفراداً لكثير من السبعة ثم جمعاً لها ببعض القرآن وقرأ عليه الشاطبية حفظاً وأذن له في الإقراء أيضاً في سنة ثمان وتسعين ولأبي عمرو فقط على البرهان إبراهيم بن محمد القافري والشمس محمد بن محمد السلاوي؛ وأخذ الفرائض عن الشمس أبي عبد الله محمد بن الجمال أبي محمد يوسف الحريري الشافعي قرأ عليه جميع الرحبية وكفاية الناهض في علم الفرائض للفاكهاني ومجموع الكلائي وأذن له في الإفتاء والتدريس فيها وفي مذهب مالك وذلك في سنة إحدى عشرة وكذا أذن له بذلك أبو بكر بن خليل الحنفي وبحث على محمد بن يعقوب بن داود الغماري المالكي كثيراً من مسائل الفروع المالكية والأصول الفقهية والقواعد النحوية وأذن له في الإفتاء والتدريس في المذهب وإقراء ما رام من كتب النحو وغيرها وذلك في سنة عشرين وكذا أذن له أبو القسم عبد العزيز بن موسى بن محمد العبدوسي بعد أن تكلم معه فوجده أهلاً لإقراء كل علم من حديث أو قراءة أو تفسير أو فقه أو فرائض أو عدد أو عربية في ربيع الأول سنة إحدى وعشرين، وخدم العلم ودأب وعلق وصنف في أنواع العلوم جواهر الفوائد وكتب الخط المنسوب، ثم حصل لعينيه ضرر في حدود سنة خمس وثلاثين فكان لا يبصر إلا قليلاً ونظم المنظومات المتباينة كالجوهرة الثمينة في مذهب عالم المدينة أرجوزة في نحو ستمائة بيت وأرجوزة أخرى في العبادات في نحو خمسين وله في الفرائض أراجيز أحسنها تحفة الرائض مائة واثنان وسبعون بيتاً وشرحها في مجلد قال: واشتهر ذلك في الحجاز واليمن وبهجة الفرائض تسعين بيتاً وشرحها أربعة كراريس ونظم في العربية عدة أراجيز وقصيدة على نحو الشاطبية في مائة بيت غريبة في فنها سماها بعض أصحابه العمرية وأرجوزة ضمنها ما في التلخيص من الزيادة عليه في مائتي بيت ونيف وعشرين وأفرد أصول قراءة أبي عمرو في نحو الشاطبية وروبها قال: وبلغني أنها شرحت بتونس وهو كثير النظم وفسر الفاتحة ومن أول سورة النبأ إلى آخر القرآن في مجلد سماه بعضهم سراج الأغراب في التفسير والمعاني والبيان شحنه فوائد وأجاد فيه، ولقيه البقاعي في سنة ثمان وثلاثين ثم في سنة أربع وأربعين، ووصفه بالعلامة الثقة الضابط وقال أيضاً: رأيته إنساناً جيداً عنده مروءة وعقل معيشي وأدب وكيس وهو ضابط متقن ثقة متيقظ قال: وربما يقع له البيت المكسور فيخبر به فينكر أن يكون مكسوراً ولا يرجع، قلت:

وكأنه لعدم وثوقه بالمخبر قال وقال أنه سمع الموطأ على القروي بقراءة الكمال الشمني وأنه قرأه على الكمال بن خير وأجاز له ابن عرفة وأنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم في المنام وقرأ معه الفاتحة وأنه قصر مد المستقيم في الوقف فردها صلى الله عليه وسلم بمد طويل وقرأ عليه أيضاً بعض سورة مريم في منام طويل وقرأ عليه كذلك الفاتحة، قال: وكان ذا ثروة عظيمة ثم نزل به الحال، وقد تردد إلى القاهرة مراراً ولقي الزين العراقي فشافهه بالإجازة وكذا أجاز له البلقيني وابن الملقن والأبناسي وابن الشيخة والتنوخي والشهاب الجوهري والفخر عثمان بن محمد بن وجيه الشيشيني وكان حياً سنة أربع وأربعين ورأيت ابن عزم أرخ وفاته سنة اثنتين وأربعين ووصفه بشيخنا.
عمر بن يوسف البالسي المؤذن. قال شيخنا في إنبائه: اشتغل بالحديث ومهر فيه وسمع الكثير مع الخير والدين. مات بوادي الصفراء وهو متوجه إلى مكة في آخر ذي القعدة سنة إحدى.
عمر بن يونس بن عمر بن جربعا الزيني الآتي أبوه والماضي جده. شاب حسن الشكالة كتب الخط الحسن وتردد إليه الزين قاسم الحنفي لإقرائه وأعانه على تفسير سورة الكهف واختص به الشهاب أحمد بن العز السنباطي كثيراً، وأرسله الأشرف قايتباي إلى الشام في بعض الأشغال الخصوصية كانت له بأبيه، وسيرته ذميمة وفاقته متجددة ثم صاهره التقي بن الزيتوني على ابنته وشبه الشيء منجذب إليه.
عمر بن بهاء الدين سليمان الكنبايتي. ممن سمع مني بمكة.
عمر بن النجار خادم الجمالي أبو السعود الشافعي. هو ابن محمد بن سليمان.
عمر بهاء الدين السجستاني الأصل الجفاري؛ وجفارة قرية من حومة هراة. لقيه الطاووسي في سنة ست وثلاثين وثمانمائة فسمع منه حديثاً ما أعرفه وهو: من قال الله وقلبه غافل عن الله فخصمه في الدارين الله. رواه عن خاله ومرشده مولانا محمد شاه عن أخيه محمد عن علاء الدولة السمناني؛ قال: وكان شيخاً ناسكاً فاضلاً معتزلاً عن الخلق منقطعاً إلى الحق.
عمر زين الدين الدمشقي الحنبلي نقيب الرسل وخادم قضاة الحنابلة. كتب عنه البدري في مجموعة قوله:

إن إدريس حبيب

 

قد ألفناه زمانـا

وحفضنا الضد فيه

 

ورفعناه مكانـا

عمر الزين الشاغوري الدمشقي الشافعي الفرضي. ممن تميز في الفرائض والحساب وأشير إليه بدمشق فيهما مع خير ومشاركة في الفضائل، وولي قضاء الركب الشامي مرة؛ وقدم القاهرة مع الشرف بن عيد حين طلب لقضاء الحنفية بمصر لمصاهرة بينهما بل ربما أخذ عنه ابن عيد في الفرائض والحساب. ومولده تقريباً سنة خمس عشرة وهو ممن حل عليه نظر التقي الحصني بحيث يحكى عنه، وهو في سنة إحدى وتسعين في الأحياء. عمر بن السراج بن الصيرفي الدمشقي أحد نواب الشافعية بها. فيمن اسم أبيه علي بن عثمان بن عمر.
عمر السراج المارديني الدمشقي الحنفي والد عبد القادر الجوهري الماضي. رأيت له مصنفاً في المولد النبوي. عمر السراج المناوي أحد نواب الحنفية وفضلائهم. فيمن اسم أبيه علي بن عمر.
عمر السراج النويري الطرابلسي قاضيها الشافعي. فيمن أبوه محمد.
عمر الكمال البلخي الحنفي نزيل القدس. قال العيني: كان عالماً فاضلاً زاهداً ديناً متعبداً تاركاً للدنيا. قدم القدس فقطنه واشتغل الطلبة في مذهبه وغيره من العلوم، وكان من أكثر تلامذة السيد الجرجاني. مات سنة ست وعشرين. قلت: وممن أخذ عنه الشمس بن عمر قاضي غزة وسمي والده يعقوب وغيره وسمى والده عبد الله وقال: إن القائم به في بيت المقدس كان الهروي وأن الهروي أوصى بدفنه لجانبه وأرخ وفاته في جمادى الآخرة وأنه دفن بحوش البسطامي بماملا، ونقل عن تغرى برمش الفقيه ترجيحه على أكمل الدين شيخ الشيخونية فالله أعلم.
عمر البحيري اثنان مالكيان: ابن صالح وابن علي بن عمر.
عمر البسطامي. في ابن علي بن حجي.
عمر البطايني اثنان: ابن أبي بكر بن خليل وابن أحمد بن محمد بن محمد.
عمر البهرمشي المحلي الغمري. أحد القدماء من أصحاب أبي عبد الله الغمري مات في ذي القعدة سنة تسع وسبعين وقد زاحم المائة أو جازها وصلينا عليه صلاة الغائب، وكان مديماً للطهارة والتلاوة بحيث استفيض أنه كان على الختم في ليلة ولم يتزوج قط فيما بلغني رحمه الله وإيانا.
 عمر الحسني البجائي المالكي نزيل مكة. ممن شهد على الوانوغي في إجازة القاضي عبد القادر.
عمر الخليلي شيخ رباط ربيع مكة. مات بها في ربيع الثاني سنة ثلاث وأربعين. أرخه ابن فهد. عمر الدموشي. في ابن عمر بن عبد الرحمن بن يوسف.
عمر الرجراجي المغربي المالكي - براء مهملة ثم جيمين نسبة لقبيلة بالمغرب الأقصى. إمام جامع الأندلس من فاس كان الغالب عليه الزهد والورع مع تقدمه في الفقه. مات سنة عشر، أفادنيه بعض أصحابنا المغاربة.
عمر الزيني القجاجقي الطواشي نائب شيخ الخدام بالحرم المدني. ممن سمع مني بالمدينة. عمر السكندري نزيل مكة؛ في ابن علي بن عمر البحيري.
عمر السمديسي ثم القاهري والد الشمس محمد الآتي. مات في صفر سنة ست وثمانين بباب الوزير.
عمر الشيحي الجيار. مات بمكة في المحرم سنة اثنتين وسبعين. أرخه ابن فهد.
عمر الضرير المصري نزيل مكة، مات بها في المحرم سنة إحدى وستين. أرخه ابن فهد. عمر الطريني. في ابن محمد.
عمر العدني اليماني نزيل مكة ويعرف بالمسلي - بفتح الميم ثم مهملة ساكنة ثم بعدها لام. شيخ صالح عابد معتقد منفرد عن الناس فرد في كثرة العبادة والزهد بحيث كان يشبه بعباد بني إسرائيل وكان يغتسل لكل صلاة. مات بمكة في ربيع الأول سنة خمس وستين ودفن بمقابر باب شبيكة وهو ابن أبي بكر بن أحمد رحمه الله وإيانا. أرخه ابن فهد. عمر الفتى. في ابن محمد بن معيبد.
عمر القرمي ثم الحلبي. كان ماهراً في العلم عارفاً بالأدب والنظم، قدم من بلاده فأقام بحلب ثم تحول إلى دمشق فأقام بها مدة ثم توجه منها إلى مصر فمات بها في الطريق سنة إحدى. أرخه شيخنا في إنبائه. عمر القرشاني. في ابن محمد.
عمر الكردي ثم المصري الأباريقي. كان بمصر يبيع الأباريق المدهونة وللشرف المناوي فمن يليه فيه اعتقاد. مات في سلخ ذي القعدة سنة ستين ودفنه المناوي بتربته المجاورة لباب مقام الشافعي القبلي المسمى بباب الصعيد. أرخه المنير.
عمر الكردي آخر؛ في ابن إبراهيم بن أبي بكر.
عمر اللولوي الدمشقي الصالحي الحنبلي كان خيراً يقرئ الأبناء مع فضيلة وخير.
عمر المسلي. في العدني قريباً. عمر النجار المقري في ابن محمد بن محمد بن عبد الله.
عمر النجار آخر مؤذن بمنارة باب العمرة أحد أبواب المسجد الحرام وخادم بيت أم المؤمنين بزقاق الحجر من مكة. مات سنة إحدى وخمسين. أرخه ابن فهد.
عميد بن عبد الله الخراساني الحنفي قاضي تمرلنك. مات بعد رجوعه من الروم سنة خمس. أرخه شيخنا في إنبائه.
عنان بن علي بن عنان بن مغامس بن رميثة بن أبي نمي الحسيني. ممن سمع على ابن الجزري في سنة ثلاث وعشرين غالب كتابه الحصن الحصين. ومات بالقاهرة سنة ثلاثين. أرخه ابن فهد.
عنان بن قنيد بن مثقال القائد الحسني الآتي أبوه وأخوه مسعود. ممن ناب عن أخيه في نيابة مكة بل هو واليها وأخف وطأة من أخيه.
 عنان بن مغامس بن رميثة بن أبي نمي الزين أبو لجام الحسني المكي أميرها،ولد بها في سنة اثنتين وأربعين وسبعمائة؛ ولما قتل أبوه رباه عمه سند بن رميثة فلما مات استولى على خيله وسلاحه وأثاثه فرام عمه عجلان انتزاعه منه لكونه الوارث لسند ففر عنان ثم أرسل يؤمنه فعاد إليه فأكرمه وبالغ عنان في خدمته حتى كان عجلان يقول هنيئاً لمن ولد له مثله، ثم تزوج بابنة ابن عمه أم مسعود واختص بوالدها أحمد بن عجلان ثم تنكر له أحمد فذهب عنه عنان إلى صاحب حلي ثم توجه هو وحسن بن ثقبة إلى مصر وبالغافي الشكوى من أحمد واتفق كون كبيش بن عجلان بمصر فساس الأمر إلى أن رجع عنان ومعه مراسيم السلطان بإعطائه لحسن وعنان ما التمساه فلم يوافق أحمد بن عجلان على ذلك ففرا منه فردهما أبو بكر بن سنقر أمير الحاج فلما عادا ورجع أبو بكر بالحاج قبض عليهما أحمد بن عجلان وعلى أخيه محمد وأحمد بن ثقبة وابنه علي وسجن الخمسة ففر عنان إلى مصر وذلك في سنة ثمان وثمانين وجرت له في هربه خطوب فاتفق موت أحمد بن عجلان وولاية ابنه محمد فبادر إلى كحل المسجونين فبلغ ذلك الظاهر فغضب وأرسل إلى محمد بن أحمد بن عجلان من فتك به لما دخل الحاج مكة واستقر عنان أميرها ودخلها مع أقباي المارداني أمير الحاج ووقع الحرب بينه وبين بني عجلان فهزمهم فلما رجع الحاج تجمع كبيش بن عجلان ومن معه وكسبوا جدة ونهبوا أموال التجار فلم يقاومهم عنان واحتاج إلى تحصيل مال أخذه من المقيمين بمكة من التجار وغيرهم ليرضى به من معه وأشرك معه في الإمرة أحمد بن ثقبة وعقيل بن مبارك ودعا لهما معه ثم أشرك معهم علي بن مبارك فتفرق الأمر وكثر الفساد فبلغ السلطان ذلك فأمر علي بن عجلان على مكة فقابله عنان خارجها في رمضان سنة تسع وثمانين فقتل في المعركة كبيش وجماعة وانهزم علي ومن معه إلى الوادي فلما قدم الحاج فر عنان إلى نخله وقام علي بن عجلان بأمرة مكة فلما رجع الحاج غار عنان على وادي مر وجدة وكاتب السلطان فكتب بإشراك علي بن عجلان معه في الإمرة فلم يتم ذلك وقدم مصر سنة تسعين فلم يقبل عليه السلطان، وسجن في أيام تغلب منطاش فلما عاد الظاهر إلى المملكة أعاده إلى الإمرة شريكاً لعلي فسار إلى ينبع فحاربه أميرها وبير بن نخبار فظهر عليهم ونزل الوادي في شعبان سنة اثنتين وتسعين ثم أدخل مكة ودعي له إلى رابع صفر سنة أربع وتسعين ثم وثبوا عليه ليقتلوه وهو في الطواف ففر، وفي غضون ذلك فسدت الطرقات بالحجاز فأرسل السلطان فأحضر عناناً وعلياً فدخلا مصر في جمادى الآخرة فأفرد علياً بالإمرة وأمر الآخر بالإقامة في مصر ورتب له ما يقوم به ثم سجن بالقلعة في سنة خمس وتسعين ثم نقل في أواخر سنة تسع وتسعين إلى إسكندرية هو وجماز بن هبة أمير المدينة ومعهما علي بن مبارك بن ثقبة، ثم أعيد عنان إلى القاهرة في آخر سنة أربع وثمانمائة فمرض بها، ومات في يوم الجمعة مستهل ربيع الأول سنة خمس وله ثلاث وستون سنة، وكان شجاعاً كريماً ذا نظم لكنه كان قليل الحظ في الإمارة وافره في الخلاص من المهالك إلى أن حضر أجله. ذكره شيخنا في إنبائه، وطول الفاسي ترجمته ثم المقريزي في عقوده.
عنبر الحبشي الطنبذي الطواشي. من خدام التاجر نور الدين الطنبذي ثم خدم عند جماعة من الأمراء إلى أن اتصل بخدمة الظاهر جقمق وصار من مقدمي الطباق البرانية ثم رقاه لنيابة مقدم المماليك من غير تأهل لها بعد انتقال مرجان الحصني إلى المقدمية فأثرى وصلح حاله وعمر الأملاك بل بنى في أواخر عمره مدرسة بالباطلية. مات بعد صرف الظاهر خشقدم له عن النيابة في المحرم سنة سبع وستين عفا الله عنه ورحمه.
عنبر شجاع الدين العزي الطواشي أحد خدام الحرم الشريق النبوي. سمع على الزين أبي بكر المراغي والعلم سليمان السقا في سنة إحدى.
عنبر فتى زيرك. ممن سمع مني بمكة.

عنقاء بن وبير بن محمد بن عاطف بن أبي دعيج بن أبي نمي الشريف الحسني قريب صاحب الحجاز وصهره على ابنتيه واحدة بعد أخرى بل على أخته قبلهما ورسوله إلى سلطان مصر بالأعلام بانقضاء الحج وبغير ذلك من ضروراته ويجتمعا في أبي نمي فهما ابن عم؛ وذكر لي أن ذاك أسن منه باثني عشر عاماً فيكون مولد هذا سنة اثنتين وخمسين تقريباً وصارت له جلالة عند أعيان الديار المصرية بحيث يرجع محبوراً مجبوراً وربما أرسله لغير مصر من الجهات القريبة، ثم سخط عليه لتوهمه استمالته مع المصريين وأمره بفراق ابنته وكل منهما معذور، وهو ممن يحفظ كثيراً من سور القرآن ويكثر تلاوتها مع سرد البردة من حفظه أيضاً.
عودة بن مسعود بن جامع اللحياني شيخ وادي أبي عروة وأحد الأجواد. مات بمكة في المحرم سنة ثلاث وثمانين. أرخه ابن فهد.
عوض بن حسب الله بن مهاوش المكي التمار بها. ممن سمع مني بمكة وكان ذا ملاءة ثم افتقر. مات في ربيع الثاني سنة تسع وتسعين بمكة.
عوض بن عبد الله الزاهد. كان منقطعاً بجامع عمرو وللناس فيه اعتقاد. مات في رمضان سنة ست. ذكره شيخنا في إنبائه.
عوض بن غنيم بن صلاح. أحد فقهاء الزيدية.
عوض بن موسى المكي البزار. أحد التجار المعتبرين. ممن أجاز له في سنة خمس وثمانمائة العراقي والهيثمي وابن صديق والزين المراغي وعائشة ابنة ابن عبد الهادي في آخرين وكان بزازاً بدار الأمارة ثم ترك وسافر لسواكن ولبلاد اليمن للتكسب ثم ترك أيضاً وصار يتسبب بمكة، وصاهر عطية بن أحمد بن جار الله ابن زايد على ابنته هدية فولدت له محمداً الذي ورثه وأذهب ميراثه في أسرع وقت وصار يتكدى في هيئة رثة، ومات صاحب الترجمة بمكة في ليلة الجمعة سابع المحرم سنة ست وأربعين ودفن تحت رجلي اليافعي ذكره ابن فهد وقال: ما علمته حدث ولا أجاز.
عوض رجل صالح كان يلازم مجلس الإملاء عند شيخنا وله فيه حسن اعتقاد بحيث كان يشتري منه التفاصيل من نسخة تبركاً به وتبدو منه أشياء ظريفة كقوله وقد غاب الزين رضوان المستملي مرة يا ابني يا أحمد اتخذ لك رضوانين أو ثلاثة، وقال مرة وقد قال له شيخنا يا شيخ عوض: فعل الله بمن سماني عوضاً، وذكر شيئاً مستقبحاً فقال له شيخنا بديهة: إنما سماك أبوك وأمك، وبلغني أنه كان يحضر مجلس الولي العراقي والجلال البلقيني ولهما فيه اعتقاد واتفقت لهما معه ما جريات، ومن ظرفه أنه قال وقد أعطاه الشهاب بن يعقوب شيئاً من النفقة: يا سيدي يا أحمد إن شاء الله قاضي القضاة فقال له: يا شيخ عوض لا يجيء مني هذا فقال: أما علمت يا ابني أن الزمان أخبث من هذا، وأظنه مات بعد شيخنا بيسير وقد زاد على السبعين رحمه الله.
عويد بن منصور بن راجح بن محمد بن عبد الله بن عمر أحد قواد مكة. مات في مقتلة كانت في صفر سنة ست وأربعين وقطع رأسه وطيف به في ساحل جدة ثم دفن مع جسده بها. أرخه ابن فهد.
عويس الشاعر. هو عيسى بن حجاج بن عيسى. يأتي قريباً.
عيسى بن إبراهيم بن عيسى بن إبراهيم بن أبي بكر بن عبد الله بن عمر بن عبد الرحمن بن عبد الله أبو إبراهيم الناشري. كان فاضلاً خيراً ديناً ذا أخلاق طيبة وأحوال جيدة؛ أم بمسجد جليجان عند صلاحية زبيد بعد أخيه عمر وعلم القرآن حتى مات سنة سبع وثلاثين.
عيسى بن أحمد بن بدر الهراوي - نسبة لهرا من الشرقية بالقرب من العلاقمة - ثم القاهري الشافعي. ممن سمع مني بالقاهرة.
عيسى بن أحمد بن عيسى بن إبراهيم بن منصور بن حرار بن ناشئ الشرف أبو الروح الهاشمي العجلوني الشافعي نزيل مكة. ولد بالشام سنة بضع وثلاثين وسبعمائة وقرأ القرآن والمنهاج وكان يذاكر به، وسمع بعض عوارف المعارف على الشمس المعمر محمد بن عبد الرحيم الخابوري الخطيب وكان زاد على المائة بروايته له عن مؤلفه؛ وأجاز له الشرف بن البارزي ومسعود الحجار ومعمر ابن الصمعا العجلونيان وهم من أصحاب النووي، وكتب بخطه الجيد كثيراً ككل من الصحيحين في مجلد وشرح ثانيهما للنووي في مجلد ولقيه الشرف الجرهي فسمع منه ولبس منه الخرقة. ذكره الفاسي في مكة وقال أنه جاور بمكة سنين لم يحدث لكنه أجاز في بعض الاستدعاءات. مات بمكة في آخر صفر سنة ثلاث عشرة ودفن بالمعلاة رحمه الله.
 عيسى بن أحمد بن عيسى بن أحمد الشرف القاهري نزيل المقس ومؤدب الأطفال. اشتغل بتجويد القرآن والكتابة ونسخ بخطه من المصاحف نحو الخمسمائة خارجاً عن الربعات وغيرها وكنت ممن قرأ عنده في الصغر يسيراً، ولم يكن بذاك النير وكان مقصوداً من النساء بكتابة ما يروج به بينهن. مات في ليلة الجمعة سابع عشري رمضان سنة خمس وستين ودفن تجاه جوشن وهو والد أبي الفتح محمد الكتبي والد محمد الآتيين بل كان لصاحب الترجمة ابن اسمه أحمد قريب الشبه به عفا الله عنهما وإيانا.
عيسى بن أحمد بن عيسى بن عبد الكريم بن عساكر بن سعيد بن أحمد بن مكتوم القيسي الحنفي، ويعرف كسلفه بابن مكتوم. ولد تقريباً سنة خمس وسبعين وسبعمائة وسمع من البدر حسن بن محمد بن أبي الفتح البعلي والكمال محمد بن محمد بن نصر الله بن النحاس مسلسلات التيمي وحدث بها سمعها منه الفضلاء، وأجاز لي وخطه لا بأس به. مات قبل الستين ظناً.
عيسى بن أحمد بن عيسى بن عمران النخلي - بنون مفتوحة ثم معجمة نسبة لوادي نخلة من أعمال مكة - المكي ويعرف بعصارة - بمهملة مضمومة ثم أخرى مفتوحة لقب لبعض آبائه وأقاربه. سمع من العز بن جماعة والفخر النويري في سنة ثلاث وخمسين بعض النسائي، وكانت له أموال بنواحي وادي نخلة اليمانية خيراً ديناً له جهات بر في مكة، ومات بها في آخر رمضان سنة عشر ودفن بالمعلاة وأكثر إقامته كانت عند أمواله. ذكره الفاسي في مكة وقال ما علمته حدث وخلف ابنه عمران من أمة له فمحق التركة عفا الله عنه ورحم أباه.
عيسى بن أحمد بن نعيمة.
عيسى بن أحمد بن يحيى أبو مهدي الغبريني المالكي قاضي تونس وعالمها. ممن أخذ عنه أحمد بن محمد القلجاني وغيره كالعجيسي بل نقل عنه البرزلي في فتاويه ووصفه بصاحبنا. مات سنة ست عشرة.
عيسى بن أحمد الحنديسي - بفتح المهملة ثم نون ساكنة بعدها مهملة مكسورة ثم تحتانية ثم سين مهملة - ثم البجائي المغربي المالكي. تقدم في الفقه وأصوله والعربية وغيرها حفظاً لها وفهماً لمعانيها مع فروسيته وتقدمه في أنواعها وديانته. تصدى للإفتاء والإقراء وناب في الخطابة بجامع بجاية الأعظم وهو الآن في سنة تسعين وقدوة أهلها يزيد على الستين.
عيسى بن حجاج بن عيسى بن شداد الشرف السعدي القاهري الشاعر الشطرنجي العالية ويلقب عويساً أيضاً تصغير اسمه. ولد سنة ثلاثين وسبعمائة بالقاهرة وكان يذكر أنه من ذرية شاور بن مجبر ملك مصر. تعانى الأدب فمهر وقال الشعر الجيد ومدح الأعيان وترقى في لعب الشطرنج حتى لقب العالية بل كان مستحضراً للغة، وارتحل إلى الشام فلقي الصفدي وغيره بل كان يقول أنه سمع الصفي الحلي وعمل بديعية على طريقة الحلي لكنها على قافية الراء قرضها له المجد إسماعيل الحنفي وغيره؛ ومن نظمه:

تهن بشهر كم به من حـلاوة

 

وجد لي ببر لا يضيع ثوابـه

فان لساني صارم وفمي لـه

 

قراب فأرجو أن يحلى قرابه

وقوله:

أيا رب الجناب الرحب جدلي

 

وكثر في العطاء ولا تقلـل

وما تهديه لي من خشكنـان

 

نهار العيد كبر أو فهـلـل

وذكره شيخنا في معجمه فقال أنه مهر في الشعر ومعرفة اللغة سمعت منه فوائد ونوادر وسمعت من نظمه الكثير ومدحني بعدة قصائد؛ وقال المقريزي أنه قال المواليا فمهر فيها واشتهر بذلك فقيل له الأديب ثم نظم الشعر ومهر في فنونه وعرف طرفاً من اللغة وشارك في غيرها ومدح الأعيان ثنا عن الصفي الحلي وقد أخذ عنه شعره وعن الصلاح الصفدي وقد روى عنه كثيراً، وجمع شيخنا المجد إسماعيل الحنفي شعره وكان يجله بل شرح بديعيته التي عارض بها الحلي، وكان مستحضراً لكثير من اللغة عالية في الشطرنج يعرف اللسان التركي ويجيد تعليمه لمن يشارطه عليه، وكان يتمذهب للشافعي فلما أنشأ الظاهر برقوق مدرسته سأل في وظيفة فقيل له أن عدة الشافعية تكملت فتحول حنبلياً لعدم تكملة الحنابلة وكان يقنع ممن يمدحه بما تيسر وربما يمدح بالقصيدة رجلاً ثم يمدح بها غيره فإذا عوتب على ذلك قال: هن أبكار فكري أزوجهن من شئت، ولما مات المجد الحنفي وبيعت تركته وأخرج ديوان عويس الذي جمعه المجد قال بعض من حضر للدلال قل ديوان عويس بدرهمين فغضب عويس وقال: اشتريته بمائة وأخذه. مات في شعبان سنة سبع، وفيه يقول الشهاب أحمد بن العطار

عيسى ومن مدحـوه

 

ما شمت فيهم رئيسا

وما رأيت أنـاسـاً

 

إلا حميراً وعيسـا

وقوله:

قالت لي الفروة قم دفـنـي

 

حتى أدفـيك بـقـلـبـين

قلت لها بالله ما تشـتـهـي

 

قالت عيني فقلت على عيني

وقوله:

لفضلك يا بن فضل الله أشكـو

 

برأسي البرد في يومي وأمسي

وأرجو الشاش شمسياً فـإنـي

 

أروم الفوز من بدر بشـمـس

وسيأتي له ما جرية في النجم محمد بن محمد بن محمد بن أحمد بن غلام الله بن النبيه.
عيسى بن داود بن صالح بن غازي بن قرا أرسلان بن غازي بن أرتق بن أكسك الطاهر مجد الدين بن المظفر فخر الدين بن الصالح بن المنصور بن المظفر بن المنصور الأرتقي صاحب ماردين وابن صاحبها، ملكها بعد أبيه في ذي القعدة سنة ثمان وسبعين وسبعمائة واستمر حتى قدم عليه تيمور فقبض عليه وأهانه واستمر في أسره مدة ثم أكرم بالأموال الجزيلة والمماليك الكثيرة وشرط عليه عدم موالاة الظاهر برقوق صاحب مصر وسار إلى ماردين وقد غاب عنها قريباً من ثلاث سنين فأقام بها إلى أن نزل عليه تيمور أيضاً في سنة اثنتين فعصى عليه فتركه ثم كتب إليه يستدعيه وفي صدر كتابه:

سلام عليكم والعهود بحالها

 

لقد بلغ الأشواق منا كمالها

فرد جوابه مع تقادم جليلة واعتذار جميل وكان عنوان كتابه:

شوقي إليكم زائد الحد وصـفـه

 

ولكن تخاف النفس مما جرى لها

واستمر إلى أن قتل في وقعة جكم على آمد في ذي الحجة سنة تسع، وملك ماردين بعده ابن أخيه الصالح الشهابي أحمد بن إسكندر استخلفه فيها قبل إمساك تيمور له، وهو في عقود المقريزي مطول عفا الله عنه.
عيسى بن سعيد بن عبد الحميد القاضي المالكي، مات سنة ثلاثين.
عيسى بن سليمان بن خلف بن داود الشرف أبو محمد بن العلم أبي الربيع الطنوبي - بضم المهملة والنون وآخره موحدة نسبة لبلدة من إقليم المنوفية - القاهري الشافعي، ولد في نصف ذي الحجة سنة إحدى وثمانمائة بالقاهرة ونشأ بها فحفظ القرآن وكتباً واشتغل في فنون ولا أستبعد أخذه عن النور الأدمي ونحوه فقد رأيت الزين العراقي أثبت والده في أماليه ولقبه بما يدل على أنه كان ممن يذكر ومن شيوخه العز بن جماعة والمجد البرماوي والشموس الشطنوفي والبرماوي والغراقي والولي العراقي والبرهان البيجوري والجلال البلقيني والزين القمني والنور التلواني والبدر العيني واختص به وشيخنا ولازمه وسمع عليه الكثير وكذا على الولي العراقي والنور الفوي وأبي هريرة بن النقاش والشرف بن الكويك في آخرين، وقرأ بأخرة عند الناصري بن الطاهر على ابن بردس وابن ناظر الصاحبة وابن الطحان وأشياء وكان قد انضم إليه وحسنت حاله بإقباله عليه وكذا كان انتمى لفيروز الزمام واختص به حتى قرره في مشيخة التصوف بمدرسته التي أنشأها؛ وولي مشيخة الميعاد بجامع الحاكم، وقرأ على العامة في الأزهر البخاري وغيره ولكنه لم يكن يحضر عنده كبير أحد؛ وناب في القضاء عن شيخنا وكان النواجي يقول أنه نشأ كالوحش ولهذا كان فيه جفاء بحيث أنه شافه البرهان بن حجاج الأبناسي في حضرة التلواني بما لا يليق ورام مرة الجلوس فوق الشهاب الريشي بالمدرسة الجمالية في بعض الختوم فحمله وألقاه بصحنها فلم يتحرك حتى انقضى المجلس، وقد حدث باليسير سمع منه الفضلاء وكتبت عنه من نظمه فوائد وأشياء أثبت بعضها في ترجمته، وفي الجواهر وكان فاضلاً مفنناً بارعاً محباً في العلم والفائدة طارح التكلف غير متأنق في سائر أحواله لا يتحاشى دنس الثياب ولا يترفع عن المشي للأماكن النائية وربما ركب فرساً يناسبه عجلاً في حركته وكتابته وكلامه بحيث يصل فيه للعجمة وتعدى ذلك إلى قراءته فكان لا يفصح فيها غالباً؛ وقد صاهر الشمس الرازي الحنفي وهو قريب النمط منه في امتهان نفسه على ابنته وحصل له اختلال وخلل في عقله قبل موته بمدة وبيعت كتبه أو معظمها في حياته، واستمر كذلك حتى مات في صفر سنة ثلاث وستين رحمه الله وإيانا وورثه ولده من المشار إليها؛ ومما كتبته عنه من نظمه:

هل الهلال فهنوني بـمـقـدمـه

 

وفي الحقيقة عزوا بانقضا أجلي

لم يسعدوني وقد جاءوا لتـهـنـئة

 

سوى اتعاظي وتنبيهي على العمل

عيسى بن سليمان بن عبد الله الأنصاري. يأتي فيمن لم يسم أبوه.
عيسى بن عباس بن عمر المغربي التلمساني الخالدي الشيخ العالم الفاضل الورع الزاهد. مات بمكة في جمادى الأولى سنة اثنتين وعشرين. قال الجمال المرشدي: وقل أن رأيت على طريقته مثله في الورع والتقوى. ذكره ابن فهد.
عيسى بن عبد الله العماد القرشي المخزومي اليمني المهجمي نزيل مكة ويعرف بابن الهليس، كان من أعيان التجار ولاه الأشرف صاحب اليمن نظر عدن وجاور بمكة سنين؛ مات في رجب سنة اثنتين بأبيات حسين ذكره الفاسي ثم شيخنا في أنبائه.
عيسى بن عثمان بن عيسى بن عثمان بن محمد الشرف القاهري الشافعي والد الفخر محمد وعلي وأحمد المذكورين ويعرف بابن جوشن؛ كان من الفضلاء ممن درس وأقرأ وأخذ عن شيخنا، ومات قريب العشرين أو بعدها رحمه الله.
عيسى بن عطيفة - كحنيفة - بن محمد بن عيسى العتبي الحلوي - نسبة لحلى - اليماني الشافعي. ولد في سنة ست وستين وثمانمائة ولقيني في ذي الحجة سنة سبع وتسعين بمكة فقرأ على بعض المنهاج وسمع مني المسلسل وغيره وكتبت له.
عيسى بن عطية النعيمي أبو عزارة.
عيسى بن علي بن جار الله بن زايد بن يحيى بن محيي السنبسي المكي ابن عم موسى بن أحمد بن جار الله الآتي ويعرف بابن زائد. مات بمكة في ذي الحجة سنة ستين. أرخه ابن فهد.
عيسى بن علي بن شهريار الكردي، كان حسن السمت منور الشيبة سمع ببيت المقدس من الزيتاوي ابن ماجه ثم سمع فيه على الشهاب الجوهري بالقاهرة وأعلم شيخنا في أثناء ذلك بسماعه وأجاز للجماعة. ذكره شيخنا في معجمه قال: ورأيت سماعه على البهاء بن عقيل بقراءة الزين العراقي وكانت له زاوية على بركة الفيل زرناه فيها. مات سنة خمس أو ست فيما أحسب والمقريزي في عقوده وقال أنه كان مقبولاً حسن السمت ممن يتبرك بدعائه، وجزم في وفاته بخمس.
عيسى بن علي بن محمد بن غانم الشرف المقدسي نزيل نابلس. سمع البياتي والبدر محمود بن علي بن هلال العجلوني وغيرهما. ذكره شيخنا في معجمه وقال: لقيته بنابلس فقرأت عليه عشرة أحاديث من آخر المستجاد مع الأناشيد التالية لها بسماعه لجميعها على البياني ولم يؤرخ وفاته. وقد تقدم عثمان بن علي بن إسماعيل بن غانم فيحرر ما بينهما من القرابة أو عدمها.
عيسى بن علي الأخنائي الشافعي. رأيته فيمن عرض عليه سنة خمس وتسعين.
عيسى بن عوضة بن أحمد بن موسى بن مسعود الحميري من قبيلة بني مكرم الشاحذي اليمني العدوي نزيل مكة والدلال بها. ولد تقريباً سنة أربعين وقرأ القرآن بزاوية داود الحكمي وعادت بركته عليه وذكر من كراماته الكثير، وقدم مكة في سنة ثلاث وستين فقرأ في الفقه على ابن عطيف والمحب بن أبي السعادات وأبي السعادات بن الإمام الطبري وحضر عند الجوجري والعميري وغيرهما من الفضلاء والوعاظ وجود القرآن على صالح المرشدي وانتفع فيه وفي الشاطبية بأحمد الزبيدي وأخذ عنه في النحو، وسمع مني بمكة في مجاورتي الثالثة والرابعة وقرأ علي فيها البخاري بكماله ولازمني، كذا قرأه على عبد الله الشامي أحد الآخذين عني وكتبت له إجازة في كراسة، ويحفظ كثيراً من السيرة النبوية والمتون وغير ذلك وصار ذا عيال وأولاد يجتهد في القيام عليهن وربما غسل الأموات وزار المدينة.
عيسى بن علال المصمودي المغربي المالكي إمام جامع القرويين الأعظم. له تعليقة على مختصر ابن عرفة، وكان زاهداً ورعاً ولي القضاء؛ ومات قريباً من سنة عشرين. أفاده لي بعض أصحابنا المغاربة.
عيسى بن عيسى بن محمد العرابي - بفتح العين والراء المشددة المهملتين ثم موحدة الدمشقي الصالحي المغربل أبوه. سمع من المحب الصامت وأبي الهول الجزري جزءاً فيه موافقات أحمد في عبد الوهاب بن عطاء وغيره جمع الضياء ومن رسلان الذهبي من جزء البيتوتة، وحدث سمع منه الفضلاء وكان نقيب الوالي بالصالحية.
عيسى بن فاضل بن عبد الرحمن بن يحيى بن أحمد الشرف أبو الروح الحسباني ثم الدمشقي الشاغوري الصوفي، سمع من الخطيب أبي عبد الله محمد بن أحمد بن محمد بن إبراهيم الأذرعي المسلسل والأول من حديث أبي بكر الدارع ومن أبي الحسن علي بن أبي بكر الداراني جزء الدارع ونسخة وكيع وتاريخ داريا، وحدث ببيت المقدس وغيرها أخذ عنه بعض أصحابنا، وذكره التقي بن فهد في معجمه.
 عيسى بن قرمان. قتل في محاربته مع أخيه إبراهيم في سنة أربعين. أرخه شيخنا في إنبائه.
عيسى بن محمد بن عبد الله اليمني الأصل الطائفي المولد والدار المليساوي المالكي قاضي الطائف ويعرف بابن مكينة. ناب في قضاء قرية المليسا بوادي الطائف عن المحب النويري فمن بعده بل استنابه الجمال بن ظهيرة في جميع بلاد الطائف ثم العز النويري ثم قصره على قريته ورفع يده عن إمامة مسجد الطائف وخطابته بعد مباشرته لهما نحو أربع سنين، وكان يتردد إلى مكة للحج والعمرة ويقيم بها الأيام الكثيرة حتى كانت منيته فيها في منتصف المحرم سنة أربع عشرة ودفن بالمعلاة وقد بلغ الستين؛ وكان خيراً محمود السيرة. ذكره الفاسي في مكة.
عيسى بن محمد بن عيسى بن عمر بن يانس - بتحتانية ثم نون مكسورة ثم مهملة - بن صالح النفائي - بفتح النون والفاء الممدودة - السمنودي الرافعي الشافعي. قرأ القرآن واشتغل في القاهرة على العز بن جماعة وغيره، ولقبه البقاعي في سنة ثمان وثلاثين بسمنود ووصفه بالوقار والعقل والفضل وسعة الدائرة وأنه هو وأهل بيته مشايخ معروفون في بلاد الغربية وأعمال القاهرة معتقدون مشار إليهم مذكورون بالكرامات والأحوال وكتب عنه غرائب ومما كتبه عنه وكأنه لغيره في جده:

لما حثثت مـن الـمـطـايا عـيسـا

 

هطلت دموعي من فراقي عـيسـى

ذاك الذي أحيا المـكـارم بـعـدمـا

 

درس الفلاة والزمان دروسا في أبيات

عيسى بن محمد بن عيسى الشرف الأقفهسي ثم القاهري الشافعي. ولد في سنة خمس وسبعمائة واشتغل في الفقه وأصوله وغيرهما ولازم البلقيني وقرأ عليه المنهاج الأصلي؛ قال شيخنا في أنبائه: ورأيت خطه له بذلك في سنة خمس وسبعين وفيه أنه أذن له في التدريس وألحق صاحب الترجمة بخطه الفتوى فوق قشط وسمع عليه الصحيحين وكان أيضاً يذكر أنه حضر دروس الأسنوي وأنه ناب في الحكم ببعض البلاد عن البرهان بن جماعة وكذا ناب بالقاهرة مدة طويلة، وكان يعرف كثيراً من الفروع ويستحضرها ولم يكن مشكوراً. مات في ليلة الجمعة سادس عشري جمادى الآخرة سنة خمس وثلاثين وأظنه جاز الثمانين سامحه الله وإيانا. وقال غيره أنه ناب عن العماد الكركي في سنة اثنتين وتسعين وأنه كان فقيهاً عالماً بارعاً عفيفاً كثير الاستحضار لفروع مذهبه مشكور السيرة في أحكامه ديناً خيراً وقوراً، لم يقبل الشهاب بن النسخة أحد شهود القيمة منذ ولايته في شهادة مع قبول قضاة القضاة له تمشية لأرباب الشوكة وكان إذا طلب منه ما لا يرضاه عزل نفسه تكرر ذلك منه مراراً، ولم يخلف مثله عفة وديناً كذا قال.
عيسى بن محمد بن قاسم الموصلي الدمشقي الراحبي والد علي الماضي ممن سمع مني بمكة.
عيسى بن محمد بن محمد بن عبد الله القطب بن العفيف الحسيني الأيجي الشافعي أخو العلاء محمد ووالد مرشد الدين محمد. قرأ عليه ابن أخيه عبيد الله الخلاصة للطيبي في علوم الحديث وبعض شرح السيد على الكافية الحاجبية وكان علامة، حج وأكثر أخذه عن السيد صفي الدين. مات بأيج سنة تسع وخمسين عن بضع وأربعين.
عيسى بن محمد بن محمد أبو الروح الحجاجي الصوفي. ولد في ثالث عشر جمادى الآخرة سنة سبع وعشرين وسبعمائة، وكان لطيفاً ظريفاً معروفاً بذلك. مات سنة خمس. ذكره شيخنا في أنبائه.
عيسى بن محمد الشرف التجاني المغربي المالكي. سمع على الجمال الحنبلي وولي قضاء طرابلس ثم القدس؛ وذكره الزين رضوان فيمن يؤخذ عنه ووصفه بالشيخ الإمام وأظنه عيسى المغربي الآتي قريباً والسابق عنه في أحمد بن محمد بن محمد بن عبد الله المغراوي كلمات بينه وبين البساطي.
عيسى بن محمد العجلوني. ذكره شيخنا في معجمه فقال: ولد في سنة بضع وثلاثين وسبعمائة واشتغل بدمشق وتعانى النسخ وأكثر الحج والمجاورة وكان يذكر أنه سمع من الصفي الحلي شعره وأنشدنا عنه بمكة، مات في ربيع الأول سنة تسع عشرة وأظنه عيسى بن أحمد بن عيسى العجلوني الماضي ويكون الغلط وقع في اسم أبيه وفي وفاته والصواب أحدهما.
عيسى بن الشيخ محمود بن يوسف بن محمد بن عيسى الصيرامي ثم القاهري الحنفي أخو النظام يحيى الآتي، جود عليه القرآن ابن أخيه عضد الدين عبد الرحمن وأثنى عليه

عيسى بن موسى بن صبح الرمثاوي الشافعي أحد العدول بدمشق؛ مات في عشر السبعين سنة إحدى عشرة. ذكره شيخنا في أنبائه.
عيسى بن موسى بن علي بن قريش بن داود القرشي الهاشمي المكي ويلقب بالعماد. عني بحفظ القرآن وله بضع وعشرون سنة فجوده وأكثر التلاوة مع التجارة بحيث استفاد عقاراً بمكة ونواحيها؛ وصاهر النجم المرجاني على ابنته فولدت له أولاداً وتزوج قبلها بابنة السراج عبد اللطيف بن سالم ولازم خدمة أبيها أيام ولايته شد زبيد بحيث كان ذلك ابتداء تجمله، ومات سنة خمس وعشرين بمكة ودفن بالمعلاة وقد قارب الخمسين، ذكره الفاسي.
عيسى بن موسى الشرف الفيومي المصري التاجر السفار في البحر وغيره ويعرف بالعلاف؛ مات في ربيع الأول سنة خمس وستين بجدة ودفن بها وكان لا بأس به. أرخه ابن فهد.
عيسى بن يحيى بن عبد الله الحوراني ثم القاهري، ممن سمع مني بالقاهرة.
عيسى بن يحيى الريغي - بمثناة من تحت وغين معجمة - المغربي المالكي نزيل مكة، كان خيراً معتقداً معتنياً بالعلم نظراً وإفادة سمع الحديث بمكة على جماعة من شيوخها والقادمين إليها وله في النحو وغيره نباهة كثير السعي في مصالح الفقراء الطرحى وجمعهم من الطرقات إلى المرستان وربما حمل الفقراء المنقطعين بعد الحج إلى مكة من منى ويحصب حاشية المطاف بالمسجد الحرام من ماله؛ وقد جاور بمكة سنين وتأهل فيها بنساء من أعيانها ورزق الأولاد. مات في سلخ المحرم أو مستهل صفر سنة سبع وعشرين وهو عشر الستين ودفن بالمعلاة رحمه الله وإيانا، ذكره الفاسي ورأيت من أرخه سنة ثلاث وعشرين.
عيسى بن يوسف بن حجاج بن عيسى بن يوسف الشرف أبو النور الأشمومي ثم القاهري المديني المقري الشافعي الصرير، ممن اشتغل وعرف القراءات ومن شيوخه فيها الزين جعفر السنهوري وأذن له في سنة خمسين وسمع على شيخنا.
عيسى بن يوسف بن عمر بن عبد العزيز الشرف الهواري أمير هوارة ببلاد الصعيد وأخو إسماعيل ومحمد المذكورين، كان طوالاً جسيماً بديناً مليح الشكل عفيفاً عن المنكرات والفروج ذا مشاركة في الجملة في مسائل من مذهب مالك مع صدقات ومعروف بحيث يعد من محاسن أبناء جنسه، مات في ربيع الآخر سنة ثلاث وستين بعد عوده من حجة الإسلام رحمه الله.
عيسى بن يوسف بن محمد الخواجا العماد بن الجمال بن الشمس القرشي البكري البهنسي نزيل مكة وصاحب الدار بها التي صارت للجمال محمد بن الطاهر بباب الدريبة؛ مات بها في رجب سنة خمس وستين، أرخه ابن فهد.
عيسى أبو الروح البغدادي الفلوحي الحنفي نزيل دمشق أقرأ العربية والصرف وغيرهما وممن أخذ عنه العلاء المرداوي ووصفه بالعلامة الفقيه الفرضي الأصولي النحوي الصرفي المحرر المتقن وأنه كان حسن التعليم ناصحاً للمتعلم.
عيسى أبو مهدي الغبريني المالكي. في ابن أحمد بن يحيى.
عيسى الأرتقي. في ابن داود بن صلح.
عيسى الأنصاري المصري الحنفي المكتب نزيل مكة. سمع على ابن صديق وأبي اليمن الطبري وغيرهما وكان ديناً خيراً تعانى الكتابة فبرع فيها وتصدى لذلك احتساباً فانتفع به جمع كثير من أهل مكة، ومات شاباً بمصر في سنة سبع. ذكره التقي بن فهد في معجمه وسمى أباه سليمان بن عبد الله.
عيسى البلتيني البجائي. مات سنة خمس وعشرين.
عيسى البهنسي. في ابن يوسف بن محمد قريباً.
عيسى التلمساني المغربي الملقب هناك بالغندور عندنا بالزلباني. شيخ جاهل احتوى على ضعفاء العقول ممن يظهر اعتقاد المهملين كبرد بك وتمراز والأنصاري وامتحنوا به ثم امتحن هو في أيام الظاهر خشقدم، وعاد لبلاده فمات بتونس سنة ثمان وستين تقريباً بعد أن أصيب في وجهه بآكلة ويرمى بالعظائم بل بالكبائر وبلغه أن أبا الفضل المشدالي تكلم فيه فتهدده فيما بينه وبينه برميه بما يقتضي لمعتقديه قتله فلم يشك أبو الفضل في قدرته على ذلك فكف عنه بل سافر. عيسى الدلال بمكة. في ابن عوضة. عيسى الريغي. في ابن يحيى قريباً.
 عيسى الزواوي المغربي نزيل الأزهر. مات في شوال سنة ثمان وسبعين وأظنه جاز السبعين، وكان قد تهيأ للحج ونزل عن أكثر جهاته بحيث اجتمع له منها نحو مائة وخمسين ديناراً فاختلست منه إلا اليسير وتألم بحيث قيل أنه سبب ضعفه المستمر حتى مات ويقال أنه وقف كتبه وكان صالحاً صوفياً بسعيد السعداء ممن حج غير مرة وجاور وربما قرأ عليه بعض المبتدئين في الفرائض والحساب رحمه الله.
عيسى العلاف المصري. في ابن موسى قريباً.
عيسى القاري الدمشقي، أحد أعيان تجارها ممن حج وجاور غير مرة وفيه خير وبر ومعروف مع كونه دخيلاً مات بدمشق في أواخر شعبان سنة خمس وتسعين بعد أن أخذ منه حين طلب إلى القاهرة مبلغ كبير ثم أخذ من ولده بعد موته مع قرب.
عيسى المغربي قاضي المالكية ببيت المقدس. مات في شوال سنة أربع وخمسين. وأظنه ابن محمد التجاني الماضي.

حرف الغين المعجمة

غالب بن سعيد بن سعد الزبول المدجل. مات في شوال سنة إحدى وستين، أرخه ابن عزم.
غانم بن محمد بن محمد بن يحيى بن سالم بن عبد الله الجلال أبو البركات بن العلامة الشمس الخشبي - بمعجمتين مفتوحتين ثم موحدة - المدني الحنفي أخو عبد السلام. ولد سنة إحدى وأربعين وسبعمائة وسمع على العز بن جماعة منسكه الكبير وغيره ومن محمد بن يوسف العراقي بغية الظمآن لأبي حيان ومن عبد الرحمن بن يعقوب الكالديني عوارف المعارف للسهروردي ومن الزين العراقي والهيثمي وآخرين بل سمع بدمشق على ابن أميلة ونحوه وأذن بالحرم النبوي وقرأ فيه البخاري سنة ثلاث وثمانين وسبعمائة، وكتب الخط الجيد، وكانت له نباهة بحيث وصفه أبو الفتح المراغي بالإمام العالم ووصف والده بالعلامة، وحدث قرأ عليه عبد الرحمن بن أحمد النفطي المالكي الموطأ وروى عنه بالإجازة التقي بن فهد وابناه بل سمع عليه شيخنا وذكره في معجمه وقال في إنبائه: كان له اشتغال ونباهة في العلم ثم خمل وانقطع بالقاهرة حتى مات سنة تسع عشرة بالطاعون، وتبعه المقريزي في عقوده رحمه الله.
غانم بن مقبول السعدي الطائفي، ممن سمع من شيخنا بمكة في سنة أربع وعشرين المسلسل وغيره. غانم الحناشي القائد.
غريب بن عبد الله الهندي البنكالي الحنفي ويلقب أبوه نظام الدين. قدم القاهرة في سنة اثنتين وسبعين وثمانمائة فنزل البرد بكية ونقل عنه أنه اختلى في بعض خلاويها شهر رمضان كله بعد أن طين باب الخلوة ومنع نفسه من الطعام الشهر كله وأنه يفطر على قرنفلة؛ واجتمع به بعض الفضلاء ممن يعرف لغته وسأله عن سنه فقال: نحو تسع وأربعين سنة وأن شيخه في السلوك سنن الدين البنكالي وكان سنه حينئذ ثلاثاً وعشرين سنة فكان يطعمه في مبدأ أمره بالميزان وفي كل يوم ينقصه حتى صار يأكل في كل أربعين يوماً قرنفلة واحدة وأنه في كل ليلة عند الفطر يضع في كفه قليل ماء ويضع فيه قرنفلة ويلحس الماء مع بقاء القرنفلة فإذا مضى أربعون يوماً أكلها وأنه لا يفعل ذلك إلا في الخلوة فإذا خرج منها تناول بعض الشيء كما أن الفضلات لا تحصل له منها في الخلوة يحصل بحسب الحال وأنه يكون في خلوته بمكان مظلم فيه السراج ليلاً ونهاراً وأنه لم يتزوج قط ولا احتلم وأنه رحل لكل من خراسان وبغداد والروم وحلب والشام والمساجد الثلاث ومصر وذكر أنه أسمر خفيف اللحية أسودها رقيق البشرة نحيف البدن خفي الصوت يحسن بعض اللغة العربية بحيث يفهم ما يقال له أو يجيب بتواضع وسكون وأدب.
غرير - بمعجمة ثم مهملتين مصغر - ابن عجل بن رميح الحسني الماضي أبوه قريب صاحب الحجاز وزوج ابنته التي أمره بفراقها في سنة تسع وتسعين.
غرير بن هيازع بن ثقبة بن حماز الحسيني أمير المدينة وينبع. أقام في إمرة المدينة ثمان سنين ووقع بينه وبين ابن عمه عجلان بن نعير أخي ثابت اختلاف كما كان بين أسلافهما فهجم غرير على حاصل المسجد فأخذ منه مالاً جزيلاً فأمر السلطان أمير الركب بالقبض عليه ففعل؛ وذلك في ذي الحجة سنة أربع وعشرين وأحضره صحبة الركب إلى مصر فاعتقل بقلعتها فمات في صفر التي تليها بعد ثمانية عشر يوماً، وكان خاله مقبل بن نخبار أمير الينبوع قد جهز مع قصاده قدر المال المنسوب إليه أخذه فلما بلغهم موته رجع بعضهم إلى مرسله بما معه من المال واختفى بعضهم بالقاهرة. ذكره شيخنا في إنبائه.
 غفير الطنتدائي. هو عبد الغفار بن عبد المؤمن.
غمراشن ويدعى غمور بن أبي بكر بن عبد الواحد بن عمر المريني زعم.
غنائم بن عبد الرحيم بن غنائم التدمري الدمشقي الشافعي خادم قبر الست خارج دمشق، مات في العشر الأول من رجب سنة ثمان وثلاثين بدمشق.
غياث بن علي بن نجم الكيلاني. في محمد.
غيث بن ندى بن علي بن أبي الوحش أخو سليمان الماضي ويعرف بابن نصير الدين شيخ عرب المنوفية. كان ممن يذكر بالظلم والشح مع إظهاره التدين وانتمائه للشيخ مدين وجره له ولزاويته بل ولجماعة من أتباعه في كل سنة القمح الكثير وغيره بحيث كان له إليه الميل الزائد وربما يقيم في الزاوية مدة اجتهاده في إتلاف من يعلمه من قطاع الطريق، وتجرع غصة قتل ابنه ولم يمكث بعده سوى اثنين وعشرين يوماً، ثم مات بالقاهرة عند يشبك الفقيه في يوم الاثنين عاشر رجب سنة ست وستين عن نحو السبعين وصلى عليه بمصلى المؤمني ودفن خارج القاهرة من جهة باب النصر عفا الله عنه وإيانا.
غيث الخانكي. هو محمد بن علي بن محمد. يكنى أبا الغيث يأتي.

حرف الفاء

فاتن الطواشي الحبشي مولى شيخنا. نقل عنه ترجمة علي بن محمد بن يوسف النويري من إنبائه ما أسلفته فيه، وكان خيراً قرأ وكتب وسمع. مات وهو الذي أشار الفقيه السعودي إلى تصحيفه بنتاف.
فارح بن جاء الخير. قائد طرابلس.
فارح بن مهدي المريني القائد، كان مدبر دولة بني مرين في سلطنة أبي سعيد عثمان بن أحمد بن إبراهيم بفاس ومات بها في آخر سنة ست ذكره شيخنا في أنبائه.
فارس بن داود بن حسين الأطفيحي ثم الطنتدائي الغمري الشافعي واسمه حسن ولكنه بفارس أشهر. ولد في ليلة الجمعة عاشر المحرم سنة عشرين وثمانمائة بأطفيح مات أبوه وهو صغير فتحول بعد أن تميز مع جدته لأمه إلى طنتدا فقرأ بها القرآن والعمدة والتبريزي والبهجة وكلاهما في الفقه والملحة والوردية كلاهما في النحو، وعرض على جماعة منهم شيخنا بل قرأ عليه في البخاري وسمع عليه أشياء ولازم في طنتدا الشمس الشنشي في الفقه وغيره وقرأ عليه البخاري وكذا قرأه بمصر على البهاء ابن القطان وبحث عليه في المنهاج وأخذ في الفرائض والحساب عن ابن المجدي وفي الميقات عن النورين الدلاصي والنقاش وعبد العزيز الوفائي وجود القرآن على أبي عبد القادر الأزهري بل قرأ لنافع على الشمس بن الحمصاني، وتكسب بالشهادة وأظنه جلس عند التاج الميموني وأم بنكار وأقرأ ولده بل حج معه في سنة اثنتين وخمسين؛ وبسفارة أبيه ناب في القضاء عن المناوي وجلس بعدة مجالس وكذا ناب عن ابن البلقيني فمن بعده وأضيف إليه قضاء منية غمر وأعمالها نيابة عن عبد الرحيم وعلى ابني المناوي ثم استقل بها ودام مدة، وعرف بالكرم والإقدام في الأحكام وربما أفتى في تلك الناحية ولا يخلو من مشاركة في الجملة، وقد اجتمع بي وسمعته ينشد شيئاً من نظمه. مات في رمضان فيما قيل سنة ثمان وتسعين بعد أن أشرك معه ابن المراكبي المعروف بابن خروب واستقر بعده ابن عم له مع المشاركة عفا الله عنه.
فارس بن شامان بن زهير الحسيني ابن خال صاحب مكة وزوج ابنته والماضي أبوه وهو ابن عم الزبيري صاحب المدينة ووالد حسن صاحبها، رأيته معه في آخر جمادى الثانية سنة ثمان وتسعين حين زيارته للمدينة ومعه ابن له ابن خمس سنين ابنه الباز من ابنة الشريف وقال لي أنه كان حين موت أبيه ابن أربع وعشرين سنة فيكون مولده تقريباً سنة تسع وخمسين.
فارس بن محمد بن علي بن سنان العمري أحد القواد. مات في ربيع الأول أو الآخر سنة ست وسبعين ببعض بلاد اليمن ودفن هناك عن أربع وسبعين. أرخه ابن فهد.
فارس بن ميلب بن علي بن مبارك بن رميثة بن أبي نمي الشريف الحسني أمه فاطمة ابنة الشريف عنان بن مغامس بن رميثة. مات في رجب سنة ست وسبعين خارج مكة وحمل فدفن بها وكانت وفاة أمه في سنة ثمان عشرة بعد أن فارقها أبوه وتزوجها الشريف حسن بن عجلان وأولدها علياً. ذكره ابن فهد.

فارس بن صاحب الباز التركماني صاحب إنطاكية وما والاها وأمير التركمان بناحية العمق وابن أميرها لما انزاح التتار عن البلاد كثر جمعه فاستولى على إنطاكية وتلك النواحي ثم قوي أمره عند الاختلاف بين العساكر المصرية والشامية، واستولى على البلاد الغربية بأسرها وغيرها من أعمال حلب وعجز النواب عن دفعه إلى أن خذل وآل أمره إلى أن قتله جكم بعد أن سلب نعمته وخرب بيته في شوال أو ذي القعدة سنة ثمان وانكسرت شوكة التركمان ولله الحمد بموته، وكان كاسمه فارساً شجاعاً بنى بإنطاكية مدرسة بحضرة مقام سيدي حبيب النجار؛ ذكره ابن خطيب الناصرية ثم شيخنا في إنبائه وغيرهما مطولاً وأرخه بعضهم سنة تسع غلطاً.
فارس البكتمري بكتمر السعدي. خدم إينال في إمرته فلما تسلطن عمله من الدوادارية الصغار ثم امتحن بعده ولزم داره إلى أن أمره الأشرف قايتباي عشرة ثم تجرد لسوار فقتل هناك، وكان فيما قيل لا بأس به أدباً وحشمة رحمه الله.
فارس التازي الفاسي المالكي والد عبد الله قاضي بني جبر. مات سنة تسع وستين بمصر؛ مضى له ذكر في ولده. فارس الخزندار الرومي الطواشي تقدم في الدول فباشر الخازندارية للناصر ثم للمؤيد ثم لمن بعده ولم يشتهر، وجود الخط على الزين عبد الرحمن بن الناصر وكذا الرمي بالنشاب وحفظ القرآن وتلاه على جماعة، وكان يشتغل بالعلم ويجتمع الطلبة من أبناء العرب والعجم عنده وميله لأبناء العرب أكثر. مات في نصف المحرم سنة ست وعشرين وخلف شيئاً كثيراً احتاط عليه السلطان واستقر بعده في الخازندارية خشقدم. ذكره شيخنا في إنبائه باختصار.
فارس دوادار تنم نائب دمشق. مات سنة عشر.
فارس المحمدي الركني فيروز نائب المقدم. استقر في الوزر في صفر سنة أربع وستين بعد اختفاء ابني الأهناسي فأقام ثلاثة أيام ثم صرف بمنصور ابن صفي، وعين للاستادارية وغيرها فلم يتم وتقرب من الأشرف قايتباي وتزوج برأس نوبة خوند الكبرى.
فارس الأشرفي الرومي الطواشي، استقر في مشيخة الخدام بالمدينة في سنة اثنتين وأربعين عوضاً عن الولوي بن قاسم وتوجه في البحر إلى الينبوع ليسير منه إلى محل خدمته فوصلها في أثنائها واستمر إلى أن عزل في سنة خمس وأربعين ثم أعيد واستمر إلى ن عزل سنة أربع وخمسين.
فارس السيفي دولات باي المؤيدي. ترقى في حياة أستاذه أمير المحمل آخر سني الظاهر جقمق وتمول جداً وابتنى الأماكن الجليلة وآل أمره؛ إلى أن استقر به الأشرف قايتباي زردكاشاً بعد أن أمره وتوجه إلى الشام صحبة إينال الأشقر إلى سوار فجاء الخبر بموته في أثناء صفر سنة خمس وسبعين؛ ولم يكن بالمرضي سامحه الله.
فارس القطلو قجاوي الرومي الظاهري برقوق. أصله من مماليك خليل بن عرام اشتراه من بعض الخبازين بإسكندرية ممن كان يبيع الخبز عنده وآل أمره إلى أن صار من جملة مماليك الظاهر برقوق فحظي عنده ورقاه إلى إمرة عشرة ثم طبلخاناه ثم بعد قدومه من السفرة الثانية من الشام قدمه وولاه الحجوبية الكبرى عوضاً عن بخاص، وكان شجاعاً حسن الرمي مائلاً إلى المغاني والملاهي. قتل مع أيتمش في سنة اثنتين وقد ناهز الأربعين. ذكره العيني وغيره.
فارس المحمدي. مضى قريباً.
فارس نائب القلعة بدمشق وأمير السرحة التي خرجت من دمشق في غزاة ردوس، أصابته جراحة في وقعة الفشيتل بجبينه أزالت عقله واستمر متضعفاً منها حتى مات وهو راجعون في البحر وذلك في رجب سنة سبع وأربعين.
فارس أحد المقدمين بمصر. كان دوادار الظاهر ططر في حال إمرته فلما ملك أعطاه طبلخانات ثم ولي نيابة إسكندرية ثم انفصل عنها وصار مقدماً حتى مات في أوائل المحرم سنة ست وعشرين وكان جيداً متواضعاً متورعاً ذكره العيني فاضل بن مخلوف بن خلف بن سليمان الشمس التروجي السكندري نزيل القاهرة وأحد المؤذين بالقصر السلطاني، مات في ربيع الأول سنة ثلاث وثمانين وكان له قبول في أذان وتسبيحه ورزق في هذه الأيام حظوة زائدة وكثر تنقله إلى الأماكن ليؤذن فيها إجابة للسائلين له فيه وربما فعله في بعضها ابتداء بدون مسألة سمعته غير مرة رحمه الله.
فاضل السمي البناء مات بمكة في رجب سنة ثلاث وأربعين. أرخه ابن فهد.
فايز بن الفخر أبي بكر بن أحمد المدني الآتي أبوه ويعرف كهو بابن العيني. ممن سمع مني بالمدينة.
 فايز بن الفخر أبي بكر بن علي بن ظهيرة. في عبد العزيز.
فتح الله بن عبد الرحيم بن أبي بكر بن أحمد بن حسن المنفلوطي الحنفي نزيل الشيخونية وأحد صوفيتها ويعرف بابن الفرجوني نسبة لبلدة بالقرب من هو. ولد في صلاة العصر من يوم السبت رابع عشري ربيع الأول سنة ست وخمسين وثمانمائة بمنفلوط ونشأ بها فحفظ القرآن وكان يقرئ مماليك سيباي الكاشف ويؤم كأبيه بجامعها ثم قدم القاهرة سنة تسع وسبعين فقرأ على الديمي الكتب الستة والموطأ والشفا والتذكرة وغيرها وتنزل في الشيخونية من التي تليها وحفظ ثلثي القدوري وتفقه فيه على الصلاح الطرابلسي ولازمهما كثيراً ومما أخذه عن الصلاح أوقاف الخصاف وختم عليه كتابه وكذا قرأ على الغزي القاضي قبل قضائه وبعده، وكتب بخطه الحسن الكثير لنفسه ولغيره وشرع في كتابة مسند أحمد فكتب منه زيادة على مجلد، وناب في الخطابة بالبرقوقية وقتاً وخطب بأماكن وغيرها ولازمني في قراءة أشياء كتمثال النعل وأربعي المنذري في قضاء الحوائج وكذا قضاء الحوائج لابن أبي الدنيا والصمت له ومكارم الأخلاق للخرائطي وللطبراني واغتبط بذلك مع قوة في الدين وتقنع؛ ودخل دمياط للنزهة وماتت أمه فسافر إلى بلده لذلك ثم حكى لي عنه ما لم أرتضه والله أعلم.
فتح الله بن عبد الله بن نصر الله الهرموزي نزيل مكة ومولى الهرموزية. تكسب بالكتابة. ممن سمع مني بمكة.
فتح الله بن فرج الله بن حسن شاه بن إبراهيم البرهان أبو الخير بن الضياء أبي القسم بن العلاء بن البرهان الكرهلي - نسبة لكره قرية من أصبهان - الكرماني المولد والدار الشافعي نزيل مكة، ممن سمع مني أيضاً بمكة.
فتح الله بن مستعصم بن نفيس فتح الدين الإسرائيلي الداودي التبريزي الحنفي كاتب السر. ولد بتبريز سنة تسع وخمسين وسبعمائة وقدم مع أبيه القاهرة فمات أبوه وهو صغير فكفله عمه بديع بن نفيس فقرأ المختار في الفقه وتردد إلى مجالس العلم وتعلم الخط وعرف كثيراً من الألسنة ومن الأخبار، وتميز في الطب وباشر العلاج وصحب بيبغا الشافعي أيام الأشرف واختص به ورافقه من مماليكه الأمير الشيخ الصفوي وكان بارع الجمال فانتزعه لما قبض على الشافعي وصار من أخص المماليك عنده فزوج فتح الله أمه وفوض إليه أموره وأسكنه معه فاشتهر من ثم وشاع ذكره واستقر في رياسة الطب بعد موت عمه بديع فباشرها بعفة ونزاهة، ثم عالج برقوق فأعجبه وراج عليه بما كان يعرفه من الألسنة والأخبار واختص به وصار له عنده مجلس لا يحضر معه فيه غيره فلما مات البدر محمود الكلستاني قرره في كتابة السر مع سعي البدر بن الدماميني فيها بمال كثير فباشر بعفة ونزاهة أيضاً وقرب من الناس وبشاشة وحشمة وعمله الظاهر أحد أوصيائه واستمر في كتابة السر بعده لم ينكب إلا في كائنة ابن غراب ثم عاد، قال شيخنا: وكانت خصاله كلها حميدة إلا البخل والحرص والشح المفرط حتى بالعارية وبسبب ذلك نكب فإن يشبك لما هرب من الوقعة التي كانت بينه وبين الناصر ترك أهله وعياله بمنزله بالقرب منه فلم يقرهم السلام ولا تفقدهم بما قيمته الدرهم الفرد فحقد عليه ذلك وكان أعظم الأسباب في تمكين ابن غراب من الحط عليه فلما كانت النكبة الشهيرة لجمال الدين كان هو القائم بأعبائها وعظم أمره عند الناصر من يومئذ وصار كل مباشر جل أو حقر لا يتصرف إلا بأمره فلما انهزم الناصر وغلب شيخ استقر به وقام بالأمر على عادته إلى أن نكب في شوال سنة خمس عشرة من المؤيد لشيء نقل عنه ولم يزل في العقوبة والحبس إلى أن مات مخنوقاً في ليلة الأحد خامس ربيع الأول سنة ست عشرة وأخرج من الغد فدفن بتربة خارج باب المحروق من القاهرة. قال ابن خطيب الناصرية: وكان إنساناً عاقلاً ديناً محباً في أهل الخير والعلم وجمع كتباً نفيسة؛ زاد غيره: وكانت مدة ولايته كتابة السر أربع عشرة سنة ونحو شهر تعطل فيها أشهراً؛ وقال المقريزي:

كانت له فضائل جمة غطاها شحه حتى اختلق عليه أعداؤه معايب برأه الله منها فإني صحبته مدة طويلة تزيد على عشرين سنة ورافقته سفراً وحضراً فما علمت عليه إلا خيراً، بل كان من خير أهل زمانه رصانة عقل وديانة وحسن عبادة وتأله ونسك ومحبة للسنة وأهلها وانقياد إلى الحق مع حسن سفارة بين الناس وبين السلطان والصبر على الأذى وكثرة الاحتمال والتؤدة وجودة الحافظة وكان يعاب بالشح بجاهه كما يعاب بالشح بماله فإنه كان يخذل صديقه أحوج ما يكون إليه وقد جوزي بذلك فإنه لما نكب هذه المرة تخلى عنه كل أحد حتى عن الزيارة فلم يجد معيناً ولا مغيثاً فلا قوة إلا بالله، وقال: فتح الدين هذا كان جده يهودياً من أولاد نبي الله داود عليه السلام وقدم جده من تبريز أيام الناصر حسن إلى القاهرة واختص بالأمير شيخو وطبه وصار يركب بغلة بخف ومهماز ثم إنه أسلم على يد الناصر حسن وولد فتح الله بتبريز وقدم على جده نفيس فكفله عمه بديع لأن أباه مات وهو طفل، ونشأ معتنياً بالطب إلى أن ولي الرياسة بعد موت العلاء بن صغير، واختص بالظاهر حتى ولاه كتابة السر بعد ما سئل فيها بقنطار من الذهب مع علمه ببعده عن صناعة الإنشاء وقال: أنا أعلمه فباشر ذلك وشكره الناس، وطول في عقوده ترجمته.
فتح الله بن أبي يزيد بن عبد العزيز بن إبراهيم الشرواني الشافعي، حج بعد السبعين وثمانمائة وقدم القاهرة في رجوعه وذكره النجم بن قاضي عجلون بتمام الفضيلة ولما كان بمكة عرض عليه أبو السعود ابن قاضيها وكتب له إجازة حسنة؛ وبلغني أن له تصانيف منها تفسير آية الكرسي وشرح المراح والإرشاد في النحو للتفتازاني وكذا شرح الأنوار للأردبيلي بالفارسية لأجل ابن شاه رخ سلطان سمرقند في مجلدين فأفسده؛ وهو إلى بعد الثمانين في قيد الحياة.
فتح الله العجمي الخراساني نزيل تونس ويسمى أحمد، وكان أحد العلماء العارفين، دخل المغرب في سنة تسع عشرة وثمانمائة فأقام بتونس وله بها مآثر من زوايا ونحوها بل بجل المغرب، وصارت له جلالة وشهرة حتى مات سنة ثمان وأربعين ورأيت من أرخه سنة سبع وقد قارب الثمانين، وكان متجملاً كريماً محلاً للشارد والوارد بل ترد عليه الملوك والقضاة وغيرهم مع عدم تردده إليهم، وكثر الآخذون عنه بحيث كانوا طباقاً، وممن انتفع به عبد المعطي نزيل مكة وحدثني بكثير من أحواله بل أخبرني أنه أخذ عن غير واحد من مريديه كما سلف في ترجمته، ولم يعدم مع ذلك كله من متعنت ينكر عليه أشياء جائرة عند بعض العلماء سيما المالكية كوضع يديه على صدره في صلاته، ولم يزدد مع هذا إلا جلالة ووجاهة بحيث لم يمت حتى أذعن له المخالف، وأحواله مستفيضة والله أعلم بحقيقة أمره رحمه الله وإيانا. فتح خان الهراوي.
فتح ويقال له أبو الفتح أيضاً؛ كان معتقداً بين العامة وكثير من الخاصة كإمام الكاملية بحيث يجعلون حركاته ومزيد صياحه علامات لما يتفق بعدها وكان أكبر إقامته بجوار سعيد السعداء كما أن أكثر أوقاته التجرد والعري وقد أمر شيخنا مرة بإرساله للبيمارستان وما تم ولكن قيل مما جعل كرامة للمترجم أن شيخنا لم يقدر بعد ذلك مروره من تلك الخطة إلا في النادر لكونه عزل عن البيبرسية. مات في يوم الاثنين مستهل رمضان سنة ثمان وستين وغسل في الخانقاه وصلي عليه عند باب مصلى باب النصر في جمع وافر ثم دفن بتربة قانم.
الفتوح بن عيسى الزموري. فتيتة بن ساري شيخ الحنانشة فحيمة بن.
فرج بن أحمد بن عبد الله التركماني القاهري ثم الأنبابي الفاضلي نسبة لخدمة الأمير الفاضل. ولد تقريباً سنة سبع وسبعين وسبعمائة بمنشية المهراني من مصر وخدم الجمال يوسف بن إسماعيل الإنبابي وسكن معه إنبابة، وحج في خدمته مرتين وتردد معه إلى القاهرة لسماع الحديث مما سمعه على الحلاوي فضل الكلاب لابن المرزبان واستمر بعده قائماً بخدمة ضريحه بإنبابة مع تكسبه بالخياطة هناك، وزار بيت المقدس ودخل إسكندرية وغيرها؛ وحدث سمع منه الفضلاء وكانت سيما الخير عليه لائحة. مات في حدود سنة ثمان وأربعين رحمه الله.
 فرج بن أحمد بن أبي بكر بن محمد بن حريز المنفلوطي المالكي ابن أخي الحسام والسراج وأبوه أصغر الثلاثة وهو أصغر أخويه إسماعيل ومحمد وإسماعيل أوجه وله نظم فمنه تخميس البردة وهو عند صاحبنا المحيوي القرشي وينوب في قضاء بناحيته ونحوها، وهو سنة تسع وتسعين في الأحياء.
فرج بن برقوق بن أنس الناصر الزين أبو السعادات بن الظاهر الجركسي المصري، ولد في سنة إحدى وتسعين وسبعمائة في وسط فتنة يلبغا الناصري ومنطاش فسماه أبوه بلغاق ثم سماه فرجاً فكان اسمه الحقيقي هو الأول، وأمه أم ولد رومية، استقر في المملكة بعهد من أبيه وبعده في شوال سنة إحدى وثمانمائة وسنه دون عشر سنين. واختلف مماليك أبيه عليه كثيراً ونزل الشام مراراً في مماليك أبيه وغيرهم وتصافف هو في عسكره وشيخ ومن انضم إليه باللجون فانكسر وفر على الهجن إلى دمشق فدخل قلعتها وتبعه شيخ ومن معه فحاصروه إلى أن نزل إليهم بالأمان فاعتقل وذلك في صفر سنة خمس عشرة واستفتوا العلماء فأفتوا بوجوب قتله لما كان يرتكبه من المحرمات والمظالم والفتك العظيم فقتل في ليلة السبت سابع عشر صفر المذكور ودفن بمقابر دمشق؛ وكان سلطاناً مهيباً فارساً كريماً فتاكاً ظالماً جباراً منهمكاً على الخمر واللذات طامعاً في أموال الرعايا، وخلع في غضون مملكته سنة ثمان وثمانمائة بأخيه المنصور عبد العزيز نحو شهرين ثم أعيد في جمادى الآخرة منها وأمسك أخاه فحبسه ثم قتله وترجمته تحتمل كراريس فأكثر معروفة من الحوادث فلا نطيل بها، وهو في عقود المقريزي باختصار.
فرج بن نائب الشام تنم المؤيدي، ولد ببرج إسكندرية حين كان أبوه محبوساً به في الأيام الإينالية وقرأ القرآن وشارك في حرف كالنجارة والطبخ مع رمي النشاب ونحوه، وكان نابهاً، مات في ربيع الأول سنة ثمان وثمانين وهو شاب أمرد طري ابن ثلاث وعشرين فيما قيل وكان قد حج مع زوج أمه أزبك الخزندار أحد المقدمين في ذاك العام ورأيته هناك عوضه الله وأمه خيراً.
فرج بن سكزباي - بمهملة ثم كاف مكسورتين بعدها زاي ساكنة ثم موحدة - الزين المؤيدي شيخ رباه في حال إمرته فلما تسلطن عمله خاصكياً ثم أمير عشرة وقربه لجماله حتى صار من أعيان دولته؛ وكان طوالاً خفيف اللحية مليح الشكالة جميلاً، مات في رابع صفر سنة أربع وعشرين بالقاهرة بعد مرض طويل. ذكره المقريزي والعيني وغيرهما.
فرج بن سونجبغا نزيل درب الأتراك بجوار الأزهر. مات في المحرم سنة ست وثمانين، وكان مذكوراً بالشح مع المال الجزيل.
فرج بن عبد الرزاق سعد الدين بن تاج الدين بن البقري أخو يحيى وحمزة وأبي سعيد. تدرب في المباشرات وباشر تارة في الدولة وتارة في المفرد.
فرج عبد الله الشرابي الحبشي المكي التاجر صاحب دور وغيرها. ممن سمع على الزين المراغي في سنة أربع عشرة ختم الصحيح، وأنشأ في سنة سبع وأربعين بمنى سبيلاً لم يكمل. ومات بمكة في ربيع الثاني سنة ثلاث وخمسين.
فرج بن عبد الله المغربي الجرائحي. مات بمكة في ربيع الثاني سنة ثلاث وثمانين. أرخهما ابن فهد.
فرج بن فرج بن برقوق الأمير بن الناصر بن الظاهر. مات سنة عشرين.
فرج بن ماجد سعد الدين بن المجد القبطي المصري الآتي أبوه ويعرف بابن النحال - بنون ومهملة مشددة وآخره لام. ولد في أوائل القرن بمصر القديمة وأبوه يومئذ نصراني فنشأ مسلماً تحت كنف أبيه وتمهر في الديوان وخدم في عدة جهات، وولي بعد موت أبيه نظر الإسطبل ثم كتابة المماليك ثم نظر الدولة ثم الوزارة غير مرة والاستادارية وما أفلح ولا أنجح بل كان غير مسعود في ولاياته وحركاته حاد المزاج كثير الظلم مع صدق لهجة ومواظبة على الصلوات وكونه من أعيان الكتاب ورؤوس المباشرين. مات بطالاً في جمادى الآخرة سنة خمس وستين وقد زاد على الستين؛ وكان جامداً كريهاً سامحه الله وإيانا.
 فرج بن محمد بن محمد الزين بن الأمير ناصر الدين الحموي الشافعي أخو صاحبنا الجمال محمد الحنفي الآتي ويعرف بابن السابق. ولد في شوال سنة ثلاث عشرة وثمانمائة بحماة ونشأ بها فحفظ القرآن والبهجة الوردية والكافية وأخذ في الفقه ببلده عن الزين بن الخرزي وبحمص عن البرهان النقيراوي وقرأ في النحو والصرف مع قطعة من المنهاج الأصلي على حسن الهندي والكافية على الشمس الأندلسي حين كان قاضي حماة ومنظومة في الكتابة على ناظمها النور بن خطيب الدهشة والخزرجية على الشهاب بن عربشاه وباشر التوقيع ببلده عند عمه ثم استقل بكتابة سرها عوضاً عنه فدام ثلاث عشرة سنة وعرض عليه قضاء الشافعية فيها في سنة ثمان وستين فتمنع ثم أشير عليه بالقبول فأجاب وحمدت مباشرته وتعفف عن الأوقاف ثم أعرض عنه ثم أعيد، وقدم القاهرة في حياة أخيه وبعده غير مرة واجتمعت به مراراً، وذكر لي أن أول قدومه لها في سنة ثلاث وخمسين؛ وهو إنسان حسن سليم الفطرة محب في الحديث وأهله راغب في مطالعة التاريخ والأدبيات بحيث أفرد ملوك بلده في كتاب سماه بلوغ الطالب مناه من أخبار حماه وعمل ذيلاً لتاريخ المؤيد صاحب حماة وتعانى النظم وكتبت عنه في سنة ست وسبعين ما كتب به إلى الصدر محمد بن محمد بن هبة الله الآتي وقد هوى جارية له اسمها بنفشا فقال:

مولاي إن اسم التيوسط حشاك حلتإعكس وصحف رسمهتجده أنت ثقتي

وقوله وقد كتب إليه الصدر بقوله:

القلب من فرقتكمأصبح ضيقاً حرجامنقبضاً يسأل منأهل دمشق فرجـا

لا ضاق يوماً صدركموعشت دهراً بهجاممتعاً بنيل ماترجو رجاء فرجا

وغير هذا؛ وحج مرتين الأولى في سنة سبع وثلاثين وأجاز له باستدعاء أخيه الزين الزركشي وعائشة الكنانية وقريبتها فاطمة الحنبلية وناصر الدين الفاقوسي والمقريزي في آخرين وخرجت له بسؤال أخيه عنهم أسانيد في جزء وورث أخاه، مات في مستهل ربيع الثاني سنة ست وتسعين وهو قاض.
فرج بن الحاجب ممن اختص ببرسباي قرا وله في الجملة إقبال على التاريخ ونحوه.
فرج الرائي الصالح. مات بمكة في ربيع الآخر سنة ثلاث وخمسين.
فرج الزنجي فتى محمد بن علي بن أحمد الشغري الآتي. اعتنى به سيده فحفظه عدة مقدمات مع أربعي النووي والبردة وغيرها، وعرض علي وسمع مني بمكة في مجاورتي الثالثة أشياء.
فرج الزيلعي الصحراوي والد خديجة الآتية. كان صالحاً معتقداً كما ذكر في ابنته.
فرج الزين الحلبي. تنقلفي الخدم حتى ولاه الظاهر برقوق أستادار الأملاك والذخيرة ثم نقله لنيابة إسكندرية في جمادى الأولى سنة إحدى بعد قطلوبغا الخليلي واستمر إلى أن مات بها في آخر ربيع الأول سنة ثلاث واستقر بعده أرسطاي رأس نوبة. أرخه المقريزي.
فرج المغربي الجراعي المزين. مضى في ابن عبد الله.
فرج الناصري الحبشي. جارنا وأحد من عرف بخدمة شيخنا في جباية وقف الأشرفية وغيرها ولم يحصل بعده على طائل. مات في ربيع الأول سنة ست وخمسين ودفن بحوش البيبرسية عفا الله عنه وكان له ولد اسمه عبد الكريم بتجرد وشكالة فروخ الشيرازي. شيخ مسن جداً قدم قريب الخمسين فأخذ عن شيخنا وأظهر تبجحاً بلقيه واغتباطاً.
فصل البدوي. أحد الخارجين عن الطاعة القائمين بقطع الطرق وإخافة السبل مع شجاعته وشدة بأسه حتى أنه كان يجيء إلى البلد الكبير نهاراً فينزل خارجها ويرسل قاصده إلى أهلها يعلمه بأنه قرر عليهم كذا وكذا فلا يسعهم إلا إرساله ومتى تخلفوا طرقهم بعد ذلك وأخذ منهم ما شاء فأقام على هذا مدة وأعيا الحكام أمره إلى أن قدم بنفسه إلى السلطان تائباً فأمنه وأقام بالقاهرة أياماً فكان إذا مشى في طرقها تكثر العامة النظر إليه والتفرج عليه ويكثر هو التعجب من صنيعهم والضحك عليهم في ذلك؛ ثم توجه إلى بلاده فأقام على التوبة أشهراً ثم بلغ الزين الاستادار أنه نقضها وأنه يتخطف لكن سراً فاحتال حتى استقدمه بالأمان وطلع به إلى السلطان ومعه ابن عم له في يوم الأحد تاسع شعبان سنة ثمان وخمسين فأمر بضربهما بالمقارع وتسميرهما وسلخهما بعد ذلك وحشو جلدهما ففعل بهما ذلك كله وطيف بهما الشرقية مستراح منهما.

فضل الله بن روزبهان بن فضل الله الأمين أبو الخير ابن القاضي بأصبهان أمين الدين الخنجي الأصل الشيرازي الشافعي الصوفي ويعرف بخواجه ملا. لازم جماعة كعميد الدين الشيرازي وتسلك بالجمال الأردستاني وتجرد معه وتقدم في فنون من عربية ومعان وأصلين وغيرها مع حسن سلوك وتوجه وتقشف ولطف عشرة وانطراح وذوق وتقنع، قدم القاهرة فتوفيت أمه بها وزار بيت المقدس والخليل؛ ومات شيخه الجمال ببيت المقدس فشهد دفنه، وسافر إلى المدينة النبوية فجاور بها أشهراً من سنة سبع وثمانين ولقيني بها فسر بعد أن تكدر حين لم يجدني بالقاهرة مع أنه حسن له الاجتماع بالخضيري فما انشرح به وقرأ على البخاري بالروضة وسمع دروساً في الإصلاح واغتبط بذلك كله، وكان يبالغ في المدح بحيث عمل قصيدة بديعة يوم ختمه أنشدت بحضرتنا في الروضة أولها:

روى النسيم حديث الأحـبـاء

 

فصح مما روى أسقام أحشائي

وهي عندي بخطه الحسن مع ما قيل نظماً من غيره وكذا عمل أخرى في ختم مسلم وقد قرأه على أبي عبد الله محمد بن أبي الفرج المراغي حينئذ أولها:

صححت عنكم حديثاً في الهوى حسنا

 

أن ليس يعشق من لا يهجر الوسنا

وهي بخطه أيضاً في ترجمته من التاريخ الكبير، وكتبت له إجازة حافلة افتتحتها بقولي: أحمد الله ففضل الله لا يجحد وأشكره فحق له أن يشكر ويحمد وأصلي على عبده المصطفى سيدنا محمد، ووصفته بما أثبته أيضاً في التاريخ المذكور وقال لي أنه جمع مناقب شيخه الأردستاني وأن مولده فيما بين الخمسين إلى الستين ثم لقيني بمكة في موسمها فحج ورجع إلى بلاده مبلغاً إن شاء الله سائر مقاصده ومراده؛ وبلغني في سنة سبع وتسعين أنه كان كاتباً في ديوان السلطان يعقوب لبلاغته وحسن إشارته.
فضل الله بن عبد الرحمن بن عبد الرزاق بن إبراهيم بن مكانس المجد بن الفخر المصري القبطي الحنفي ويعرف بابن مكانس. ولد في شعبان سنة تسع وستين وسبعمائة ونشأ في عز ونعمة في كنف أبيه فتخرج وتأدب ومهر ونظم الشعر وهو صغير جداً فإن أباه كان يصحب البدر البشتكي فانتدبه لتأديبه فخرجه في أسرع مدة ونظم الشعر الفائق؛ وباشر في حياة أبيه توقيع الدست بدمشق وكان أبوه وزيراً به ثم قدم القاهرة فلما مات أبوه ساءت حاله ثم خدم في ديوان الإنشاء وتنقلت رتبته فيه إلى أن جاءت الدولة المؤيدية فامتدحه بقصائد فأحسن القاضي ناصر الدين بن البارزي لاعتنائه به وإحسانه إليه السفارة له عنده بحيث أثابه ثواباً حسناً؛ ذكره شيخنا في أنبائه قال: وكانت بيننا مودة أكيدة اتصلت نحواً من ثلاثين سنة وبيننا مطارحات وألغاز، وسمعت من لفظه أكثر منظومه ومنثوره، وشعره في الذروة العليا وكذلك نثره لكن نظمه أحسن مع أنه قليل البضاعة من العربية ولذا ربما وقع له اللحن الظاهر وأما الخفي فكثير جداً وقد جمع ديوان أبيه ورتبه، وقال في معجمه: الفاضل ابن الفاضل تعانى الأدبيات فمهر في النظم والنثر وباشر في الدواوين السلطانية، وكان غالب عمره في إملاق وبيننا صحبة ومودة ومطارحات كثيرة مدونة ودامت مودتنا ثلاثين سنة إلى أن فجئه الحمام فمات بالطاعون في يوم الأحد خامس عشري ربيع الآخر سنة اثنتين وعشرين رحمه الله، وقال غيره أنه تفقه وقرأ النحو واللغة وبرع في الأدب، ولأبيه فيه:

أرى ولدي قد زاده الله بـهـجة

 

وكمله في الخلق والخلق مذ نشا

سأشكر ربي حيث أوتيت مثلـه

 

وذلك فضل الله يؤتيه من يشـا

ومن نظم المجد يهنئ والده بعوده من السفر:

هنئت يا أبتي بعودك سالـمـاً

 

وبقيت ما طرد الظلام نهار

ملئت بطون الكتب فيك مدائحاً

 

حقاً لقد عظمت بك الأسفار

ومن زهدياته:

جزى الله شيبي كل خـير فـإنـه

 

دعاني لما يرضى الإله وحرضـا

فأقلعت عن ذنبي وأخلصت تائبـاً

 

وأمسكت لما لاح في الخيط أبيضا

ومنه:

قالوا وقد عشقت قاماتهم والأعـينـا

 

إن رمت تلقانا فلج بين السيوف والقنا

وقوله:

بحق الله دع ظلم المعـنـى

 

ومتعه كما يهوى بأنـسـك

وكف الصدر يا مولاي عمن

 

بيومك رحت تهجره وأمسك

وقوله:

تساومنا شذا أزهار روض

 

تحير ناظري فيه وفكري

 

فقلت نبيعك الأرواح حقاً

 

بعرف طيب منه ونشر

وقوله لما صودر

رب خذ بالعدل قوماًأهل ظلم متوالكلفوني بيع خيليبرخيص وبغالي

وشعره كثير سائر، وهو في عقود المقريزي وبيض لشعره.
فضل الله بن محمد بن حسن بن يعقوب البعلي؛ ولد في سنة ست وثمانين وسبعمائة ببعلبك وأحضر بها في الخامسة على محمد بن علي اليونيني والشريف محمد ابن محمد إبراهيم الحسيني ومحمد بن محمد بن إبراهيم الحسيني ومحمد بن محمد بن أحمد الجردي صحيح البخاري ثم سمعه على أبي الفرج عبد الرحمن بن محمد بن الزعبوب، وحدث سمع منه الفضلاء وكان بزازاً. مات قبل رحلتي.
فضل الله بن أبي محمد التبريزي أحد المتقشفين من المبتدعة. كان من الاتحادية ثم ابتدع النحلة التي عرفت بالحروفية فزعم أن الحروف هي غير الآدميين إلى خرافات كثيرة لا أصل لها، ودعا اللنك إلى بدعته فأراد قتله فبلغ ذلك ولده أمير زاده لأنه فر مستجيراً به فضرب عنقه بيده وبلغ اللنك فاستدعى برأسه وجثته فأحرقهما في سنة أربع وثمانمائة؛ ونشأ من أتباعه واحد يقال له نسيم الدين فقتل بعد وسلخ جلده في الدولة المؤيدية سنة إحدى وعشرين بحلب، قاله شيخنا في أنبائه وأظنه الآتي بعد اثنين.
فتح الله بن نصر الله بن أحمد بن محمد بن عمر التستري الأصل البغدادي الحنبلي أخو المحب أحمد وعبد الرحمن ووالد عثمان المذكورين، ذكره شيخنا في أنبائه فقال: خرج من بلاده مع أبيه وإخوته وطاف هو البلاد ودخل اليمن ثم الهند ثم الحبشة وأقام بها دهراً ثم رجع إلى مكة وصحب فيها الأمير يشبك الساقي الأعرج حين كان هناك منفياً من المؤيد وجاور بها صحبته فلما عاد الأمير إلى القاهرة وتأمر حضر إليه فأكرمه، واتفق موت الشمس الحبتي شيخ الخروبية الجيزية فقرر بعنايته في المشيخة عوضه بعد أن كان تقرر فيها غيره واستمرت بيده حتى مات في ربيع الأول سنة ثمان وعشرين وهو ابن ستين أو جاوزها، وقد روى عنه التقي بن فهد في معجمه.
فضل الله التاج بن الرملي القبطي. نشأ بالقاهرة وتنقل في الخدم حتى ولي نظر الدولة حتى مات في صفر سنة ست وعشرين وقد زاد على الثمانين، قال المقريزي: كان من ظلمة الأقباط وفساقهم.
فضل الله أبو الفضل الاسترابادي العجمي واسمه عبد الرحمن ولكنه إنما كان يعرف بالسيد فضل الله حلال جور أي يأكل حلال وينظر إن كان هو الماضي قبل اثنين. كان على قدم التجريد والزهد بحيث حكى عنه أنه لم يذق منذ عمره لأحد طعاماً ولا قبل شيئاً وأنه كان يخيط الطواقي الأعجمية ويقتات بثمنها مع فضيلة تامة ومشاركة جيدة في علوم ونظم ونثر؛ وحفظت عنه كلمات عقد له بسببها مجالس بكيلان وغيرها بحضرة العلماء والفقهاء ثم مجلس بسمرقند حكم فيه بإراقة دمه فقتل بالنجاء من عمل تبريز سنة أربع؛ وكان له أتباع ومريدون في سائر الأقطار لا يحصون كثرة متميزون بلبس اللباد الأبيض على رأسهموبدنهم ويصرحون بالتعطيل وإباحة المحرمات وترك المفترضات وأفسدوا بذلك عقائد جماعة من الجقناي وغيرهم من الأعاجم ولما كثر فسادهم بهراة وغيرها أمر القان معين الدين شاه رخ بن تيمور لنك بإخراجهم من بلاده وحرض على ذلك وثب عليه رجلان منهم وقت صلاة الجمعة بالجامع وضرباه فجرحاه جرحاً بالغاً لزم منه الفراش مدة طويلة واستمر به حتى مات وقتل الرجلان من وقتهما أشر قتلة، وهو في عقود المقريزي.
فضل بن عيسى بن رملة بن جماز أمير آل علي؛ دام في الإمرة خمساً وثلاثين سنة كان ممن نصر برقوق لما خرج من الكرك فصار وجيهاً عنده ولم يزل إلى أن قتله نوروز في ذي القعدة سنة ست عشرة. ذكره شيخنا في إنبائه.
 فضل بن يحيى بن محمد بن عبد القوي الكمال المكي المالكي شقيق معمر وجعفر وإدريس. ولد في شوال سنة ثلاث وخمسين بمكة ونشأ بها فحفظ القرآن وأربعي النووي ونور العيون والرسالة وألفية النحو وبعض مختصرهم؛ وعرض على ابن عبيد الله وابن إمام الكاملية وقضاة مكة والتقي بن فهد وسمع عليه وعلى الزين الأميوطي وغيرهما، واشتغل ببلده والقاهرة في الفقه والنحو وغيرهما فكان ممن أخذ عنه الفقه العلمي وابن يونس ومحمد بن سعيد المغربي الفاروسني وأخذ عنه شرح الحكم لابن عطاء الله وقرأ على المحيوي عبد القادر الحنبلي الألفية والكثير من توضيح ابن هشام على الجوجري وأخذ عن أخيه والنور الفاكهي وحضر دروس النجم قاضي المالكية بمكة وآخرين، ودخل القاهرة غير مرة وسمع مني بها وبمكة وكذا دخل اليمن وجال فيها، والغالب عليه الراحة ولذا كان كل من أخويه أميز منه واشتغل قليلاً ودخل القاهرة وغيرها وسمع مني بها وبمكة وهو متأخر عن أخويه مع.
فضيل بالتصغير - بن عبد السلام بن الشيخ أبي الفتح محمد بن محمد تقي بن محمد بن روزبة الكازروني المدني ويعرف بابن تقي. ممن سمع مني بالمدينة.
فهد بن عطية بن محمد بن أبي الخير محمد بن فهد أبو سعد الهاشمي المكي. هو محمد يأتي.
فواز بن عقيل بن مبارك بن رميثة بن أبي نمي الحسني المكي. كان ممن أغار على مكة مع بني عمه وغيرهم من الأشراف والقواد في رمضان سنة عشرين فقتل يومئذ وهو في عشر الثلاثين ظناً، وكان كثير التسلط على أهل قرية المبارك من وادي نخلة والتكليف لهم. ذكره الفاسي.
فواز. أحد الكشاف بالصعيد وغيرها هلك بالطاعون إما في آخر سنة إحدى وثمانين أو أول التي تليها غير مأسوف عليه. فولاد. في محمد بن عبد الله المغربي.
فياض زين الدين حاجب صاحب ماردين. قتل في وقعة جكم على آمد سنة تسع، أرخه العيني.
فيروز شاه قطب الدين بن تهمتم بن جردن شاه بن طغلق بن طبق شاه صاحب هرمز والبحرين والحسا والقطيف. مات في سنة تسع وثلاثين أرخه شيخنا في أنبائه.
فيروز شاه بن نصره شاه ملك دلي من الهند. كان فيما قيل شجاعاً مهاباً عاقلاً سيوساً ذا معرفة وتدبير وحزم ومهابة ورعب في قلوب ملوك الأقطار زائد الكرم مع رقة الحاشية وحلو المحاضرة والميل لأصحاب الكمال من كل فن ويد طولى في الموسيقا بحيث صنف فيها وممالك متسعة وهو من عظماء ملوك زمانه. مات سنة ثلاث واستقر بعده ابنه محمود شاه.
فيروز الخازنداري الرومي الساقي. تربى مع الناصر فرج من صغره فاختص به وولاه الخازندارية ونظر الخانقاه بسرياقوس وعمر أماكن كثيرة بل شرع في بناء مدرسة عند سام داخل باب زويلة فعوجل وكذا وقف وقفاً على تدريس بالأزهر وغيره، مات وهو شاب في تاسع رجب سنة أربع عشرة ودفن بتربة الظاهر برقوق فاستولى الناصر على جميع أوقافه فصيرها للتربة الظاهرية؛ وكان جميل الصورة نافذ الكلمة. أرخه شيخنا فيإنبائه وقال غيره أنه كان يميل لدين وخير، وطول المقريزي في عقوده ترجمته.
فيروز الرومي الجمالي القابوني نسبة لتاجره الأشرفي قايتباي رقاه للخازندارية الصغرى ثم شادية السواقي عن خشقدم الأحمدي ثم للزمامية بعده بسنتين حين إشرافه على التكهل وكان في سنة قدومه من الروم توجه في خدمة خوند حين حجت.
فيروز الرومي الساقي الجاركسي جاركس القاسمي المصارع، ترقى بعده إلى أن صار ساقياً في أواخر الأيام الناصرية فرج ثم في الولاية المؤيدية ودام إلى الأيام الأشرفية فحظي في أولها ثم نفاه إلى المدينة النبوية ثم رضي عنه وأعاده إلى وظيفته ثم عزله عنها في مرض موته لكونه تخيل حين امتنع من تعاطي الششيني من شيء أحضره إليه متعللاً بالصوم أنه سم وما سلمه من القتل كما وقع لابن العفيف ورفيقه إلا الله فلما تسلطن الظاهر استقر به زماماً وخاونداراً عوضاً عن جوهر القنقباي في سنة اثنتين وأربعين ولم يلبث أن عزله حين هرب العزيز من قاعة البربرية في أوائل رمضان منها لأنه نسب إلى التقصير في أمره مع براءته من ذلك بل ورام نفيه فشفع فيه، ولزم بيته حتى مات في شعبان سنة ثمان وأربعين ودفن بمدرسته التي أنشأها بالقرب من داره عند سوق القرب داخل باب سعادة بالقرب من حارة الوزيرية وقد أنشأ غيرها من الأماكن، قال العيني: ولم يكن مشكور السيرة مع طمع زائد، وقال غيره:

كان رئيساً حشماً وعنده مكارم وأدب وفهم وكان في شبيبته جميلاً ولكنه مخمول الحركات رحمه الله.
فيروز الرومي الركني. أصله من خدام الأتابك ببيبرس وتنتقل بعده إلى أن ولاه الأشرف برسباي في رجب سنة ثلاث وثلاثين نيابة التقدمة وأنعم عليه بأمرة عشرة واستمر حتى قبض عليه الظاهر في أول دولته هو والمقدم خشقدم اليشبكي وسجنهما بإسكندرية مدة ثم أطلقهما ودام فيروز في داره بالقاهرة بطالاً ثم ولاه مشيخة الخدام بالمدينة النبوية سنة خمس وأربعين عن فارس الرومي، واستمر فيها حتى مات سنة ثمان وأربعين أو في التي تليها واستقر بعده في المشيخة جوهر التمرازي، وكان طوالاً جسيماً وسيماً جميلاً كريماً جداً زائد التجمل في ملبسه ومركبه ومأكله متواضعاً رحمه الله.
فيروز الرومي العرامي - نسبة للغرس خليل بن عرام نائب إسكندرية - عمر دهراً طويلاً وأنشأ برجاً بثغر رشيد ووقف عليه وقفاً، وكانت له مشاركة في الجملة ويحفظ بعض تاريخ بل عمل كتاباً في الأتابكي يشبك الشعباني وما وقع له مع الناصر زعم أنه نظم وليس بكلام منتظم فضلاً عن النظم. مات بالقاهرة في حدود الخمسين.
فيروز الرومي النوروزي. اشتراه بعض تجار المماليك وخصاه بالبلاد الشامية وهو دون البلوغ ثم باعه لابن الدوادار بصفد فقدمه للظاهر برقوق فأنعم به على قلمطاي الظاهري الدوادار ثم ملكه بعد موته نوروز الحافظي فأعتقه وجعله من خازنداريته فلما مات أمسكه المؤيد وعاقبه وأخذ منه جملة ثم أطلقه واستقر به خجداشه أرغون شاه النوروزي الأعور حين ولي الوزارة في كشف إقليم البحيرة فساءت سيرته وأهين بعد ذلك بالمقارع والحبس ثم رسم بتوجهه إلى مكة ثم لدمشق وخدم عند نائبها جقمق الأرغون شاوي فلما قتل عاد لمصر وجعله الظاهر ططر من الجمدارية الخاص ثم الأشرف رأس نوبة الجمدارية وعد حينئذ من رؤوس الخدام، وأثرى وملك الأملاك الكثيرة إلى أن ولاه الظاهر الخازندارية في جمادى الأولى سنة ست وأربعين بعد جوهر التمرازي ثم أضيفت إليه الزمامية بعد هلال الرومي فعظم وضخم ونالته السعادة وجمع ما لم يجتمع لغيره من الخدام في الدولة التركية، وسافر في سنة ثلاث وخمسين أمير حاج المحمل وهو لا يزداد في ترقيه وكثرة ماله وكبر سنه إلا مزيد حرص وظلم ومساوي وقلة دين بحيث أقام عدة سنين لا يصلي المكتوبة ويعتذر بضعف بدنه وقوته مع كونه كل يوم يمشي من طبقته إلى الدهيشة ذهاباً وإياباً. ولم يزل كذلك إلى أن مرض حقيقة ولزم الفراش حتى مات في شعبان سنة خمس وستين عن أزيد من ثمانين سنة ودفن بتربته التي أنشأها بالصحراء، وخلف شيئاً كثيراً جداً ومما ينسب إليه تقرير قراء في تربته ثلاث نوب في النهار قراء وأما في ليالي الجمع فنوبة فيها ستة قراء وكذا تقرير أربعين صوفياً شيخهم نائبه الزيني عبد الغفار المالكي بجامع الأزهر ثم حول بعد وفاته إلى الجوهرية وربما كان الزيني يستمليه في فعل الخير وإلا فسيرته كما قدمنا.

حرف القاف

القاسم بن إبراهيم بن الحسين الزموري. مات في سنة تسع وثلاثين.
 قاسم بن إبراهيم بن عماد الدين الزفتاوي الأصل القاهري الشافعي ويعرف بالزفتاوي. ولد قريباً من سنة ثمان وثمانمائة بالقاهرة، ونشأ بها فحفظ القرآن وكتباً وأخذ عن البرهان البيجوري والشمسين البوصيري والبرماوي والولي العراقي والطبقة ثم الشرف السبكي والقاياتي والأبناسي والونائي والمحلي والشمني ثم الأبدي والكافياجي والتقي الحصني وأكثر من ملازمة شيخنا في رمضان وغيره، ولم يفتر عن الاشتغال ولا قصر عن الاستفادة حتى ممن دونه هذا مع كون شيخه البيجوري فيما بلغني أشار عليه بالتصدي لنفع الناس، وقد نوه به السفطي وساعده في مرتب بالجوالي ثم استنابه القاياتي في القضاء وأضاف إليه بعض الأعمال وحمدت سيرته في ذلك؛ وقام بنصر الشرع واستمر يلي عمن بعده إلى أن مات مع ملازمة الاشتغال والرغبة في الجماعات والحرص على شهودها وربما أم بجامع الحاكم وخطب فيه أحياناً، وحج وجاور على طريقة جميلة وأقرأ بعض الطلبة هناك وكذا أقرأ يسيراً بالقاهرة وألقى دروساً بجامع الغمري وغيره؛ وكان كثير الفوائد والنكت لطيف العشرة محباً في الفضلاء منوهاً بذكرهم مع توقف في لسانه وفهمه وصلابة في دينه، ولم ينل من الوظائف ما يستحقه بل مضى أكثر عمره وهو يتكسب بالشهادة مع مباشرة التصوف بالجمالية وبعض أطلاب، صحبته مدة وسمع بقراءتي وسمعت من نوادره ومباحثه، ونعم الرجل كان فضلاً وتواضعاً وديانة. مات في يوم الثلاثاء رابع عشري ذي الحجة سنة تسع وخمسين مبطوناً شهيداً وصلي عليه من الغد بجامع الحاكم ودفن بحوش البيبرسية وكان له مشهد جليل، وأثنى عليه الجم الغفير رحمه الله وإيانا.
قاسم بن إبراهيم بن محمد الراشدي. ممن سمع مني بالقاهرة.
قاسم بن أحمد بن أحمد بن موسى بن أحمد بن حسين بن يوسف ابن محمود الزين الحلبي العنتابي الكتبي ابن أخي البدر محمود بن أحمد الآتي، والذي قرأته بخطه بدون أحمد الثاني وهو سهو. قال شيخنا في أنبائه تبعاً لعمه: أحد الفضلاء في الحساب والهندسة والنحو والطلسمات وعلم الحرف مع فرط الذكاء. مات في حياة أبيه في رابع عشر المحرم سنة أربع عشرة مطعوناً بمصر وصلي عليه في جامع الأزهر، ومولده في عاشر جمادى الأولى سنة ست وتسعين وسبعمائة، وكان له صديق يقال له خليل بن إبراهيم الخياط من أهل بلده فقال لما رأى جنازته وقد صلى عليه من حضر الجمعة: يا رب اجعلني مثله فمات في ليلة الجمعة المقبلة وصلي عليه كما صلي على صديقه. قلت وقال عمه أنه دفن بمدرسته وأنه حفظ القرآن ومقدمات في الفقه والصرف وغيرهما، وكان جميلاً ذكياً فطناً جيد الرمي بالسهام والخط.
قاسم بن أحمد بن ثقبة الحسني المكي. مات في رمضان سنة سبع وأربعين. أرخه ابن فهد.
قاسم بن أحمد بن حسن الزين الصندفائي المحلي الشافعي المقرئ ويعرف بابن سوملك ممن حفظ القرآن والشاطبية ورسالة المالكية ثم تحول وحفظ المنهاج الفرعي وجمع الجوامع وألفية النحو والملحة وغيرها واشتغل وتلا على الشهاب بن جليدة ثم جعفر السنهوري وتميز في القراءات وأقرأ بالمحلة.
قاسم بن أحمد بن محمد بن أحمد بن عمر الحوراني. في أبي القسم.
قاسم بن أحمد بن فخر الدين محمد بن أحمد القرشي القاهري الحنفي الميقاتي نزيل جامع الحاكم ويعرف بابن السبع وهو لقب لجده الأعلى الشهاب أحمد. وقد رأيته شهد على بعض الحنفية في إجازة سنة إحدى وثمانمائة وابنه أبو هذا ممن باشر النقابة عند ناصر الدين بن العديم وابنه كمال الدين. ولد تقريباً قبل سنة ثمان وثمانمائة بالقاهرة ونشأ بها فحفظ القرآن والمقدمة لأبي الليث ومختصر القدوري والعمدة للنسفي وقرأ على السراج قارئ الهداية وغيره ممن تأخر وأخذ الميقات عن الأمين المناخلي وابن المجدي وجود في القرآن عند الزراتيتي وحضر عند الشمس البوصيري وغيره؛ وسمع على الولي العراقي في أماليه وأثبت اسمه بخطه في رجب سنة أربع وعشرين وكذا سمع على رقية وغيرها، وتنزل قديماً في صوفية سعيد السعداء وغيرها وباشر الرياسة بجامعي الظاهر والحاكم؛ ثم هش وهرم مع انعزاله عن أكثر الناس ومداومته للتلاوة وتجرعه أتم فاقة حتى مات بعيد التسمين قيل في سنة ثلاث رحمه الله وإيانا.
 قاسم بن أحمد بن محمد بن يعقوب الشرف بن الخواجا الشهاب الدمشقي ثم القاهري الحنفي ويعرف بابن هاشم أحد التجار بسوق الباسطية وأبوه صهر ابن الشيخ علي المقري. سمع مني المسلسل وثلاثة أحاديث من البخاري.
قاسم بن أحمد بن القرافي ثم القاهري شغيتة، كان أبوه طحاناً بالمراغة يعرف بأبي إصبع فولد له هذا في سنة ثلاث وثلاثين، ونشأ حتى عمل خبازاً بباب القرافة وعرف بحفيتة والأكثر يقولونه شغيته لكونه كان يستحذي من الطباخين قائلاً يا عم شغيتة، ثم خدم البباوي حين كان طباخاً بالطباق من القلعة فاستقر به عنده صيرفياً فلما ترقى مخدومه للوزر استقر في حمل عقدة الوزر وأظهر له الأمانة فركن إليه بل قرر عند الظاهر خشقدم كفاءته فلما غرق مخدومه استقر به دفعة واحدة عوضه فدام مدة من غير ناظر للدولة معه إلى أن استقر معه عبد القادر بن إبراهيم الطباخ في نظر الدولة ووقع بينهما مرافعات، فلما استقر يشبك الدوادار وزيراً كان قاسم هو القائم بأمره وقطع من الصرر ونحوها ما يفوق الوصف؛ وآل أمره إلى أن أمسكه وأخذ منه شيئاً كثيراً ورام قتله إلى أن ضمنه ابن مزهر وتسلمه على مال معين ورسم عليه في بيته ليستوفيها فلم يلبث أن هرب فاجتهد ابن مزهر في تحصيله إلى أن ظفر به وأودعه سجن الديلم مدة ثم أطلق ولزم بيته مدة فلما أكثر ابن كاتب غريب من التشكي استدعى به الأشرف قايتباي مع غيره وألبسه ناظر الدولة بعد امتناعه من الوزر ثم تعين خشقدم الزمام وباشرا مع كون المعول إنما هو على هذا وكان بينهما من المرافعات والأنكاد ما يطول شرحه؛ واستخفى مدة فاستقروا بموفق الدين بن البحلاق فدام سنة ثم أظهر العجز وهرب في رمضان سنة ثمان وثمانين فحينئذ ظهر قاسم على يدي تغرى بردى الاستادار على أن يستقل بالوزارة فلم يوافق بل أعيد إلى الدولة فقط من غير استقرار بأحد في الوزر وكثر تشكيه لذلك فجيء بيوسف بن الزرازيري الكاشف بالوجه القبلي فقرر في الوزر مع تكره وتمنع فعمل أياماً لم ينتج فيها وبالغ في طلب الاستعفاء فأعفى على مال جم سوى ما خسره، واستقر قاسم في الوزر ثم استقر الشرف بن البقري ناظر الدولة معه مرغوماً فيها وباشر إلى أثناء سنة إحدى وتسعين فقرر الدوادار الكبير أقبردي في الوزر وأعيد موفق الدين لنظر الدولة ثم صرف بقاسم وهو في الظلم بمكان وفي القسوة محلول البنان، وقد عومل ببعض ما عامل به الخلق وقاسى شدائد وصار إلى غاية من الذل والخزي مع ملازمة الترسيم والمدخر له أعلى.
قاسم بن بلال بن قلاون المكي. وكان قلاوون سيد أبيه. مات بها في شوال سنة خمس وخمسين. أرخه ابن فهد.
قاسم بن بيبرس بن بقر. أجل شيوخ العرب بالشرقية. سجنه الأشرف قايتباي مدة بالبرج ثم شنقه في جمادى الأولى سنة خمس وثمانين ولم يكمل الأربعين؛ وهو أصغر إخوته وحزن عليه العامة. وكان قد زوجه النور بن البرقي ابنته واستولدها أولاداً تخلف منهم بعده ولد مراهق وذهب جهاز أمه وحليها بضميمته وأبيه قاسم بن جسار الحسني. مات في رجب سنة تسع وثلاثين من جراحة أرخه ابن فهد.
قاسم بن جمعة الزين القساسي الحلبي نائب قلعتها وأتابكها من قبل. مات بها في رمضان سنة ثلاث وستين وكانت ولايته لكليهما بالبذل.
قاسم بن داود بن محمد بن عيسى بن أحمد الهندي الأحمد أبادي الحنفي أخو راجح الماضي وهذا أسن. ولد في سنة تسع وستين وثمانمائة واشتغل قليلاً، وله ذكر في أخيه وأنه ممن أخذ عني بمكة وساعده في كتابة شرحي للألفية.
قاسم بن زيرك الرومي نزيل مكة أبوه. ممن سمع مني بها.
قاسم بن سعد بن محمد الشرف الحسباني الشافعي ويعرف بالسماقي. ولد سنة ثمان أو تسع وأربعين وسبعمائة وقرأ الكتب واشتغل قليلاً وتعانى الشهادة ثم التوقيع على الحكام ثم استنابه ابن حجي ومع مباشرته القضاء لم يترك الجلوس مع الشهود ثم ولي قضاء حمص، وكان قليل البضاعة كثير الجرأة متساهلاً في الأحكام. مات في شعبان سنة سبع وعشرين. ذكره شيخنا في أنبائه.
قاسم بن سعيد بن حرمي ابن أخت البهاء بن حرمي. سمع على شيخنا وختم البخاري في الظاهرية.
 قاسم بن سعيد بن محمد العقباني - نسبة لبني عقبة - التلمساني المغربي المالكي ويدعى أبا القاسم. ولد في سنة ثمان وستين وسبعمائة، وقدم القاهرة فكتب لابن شيخنا وغيره بالإجازة في سنة ثلاثين وثمانمائة، وممن أخذ عنه في الفقه وأصوله أبو الجود البنبي وقال صاحب الترجمة أنه قرأ على والده وأنه كتب قطعة على ابن الحاجب الفرعي، وله أجوبة في مسائل تتعلق بالصوفية واجتماعهم على الذكر وأن مولد والده سنة عشر أو سبع عشرة وسبعمائة؛ وله مصنف في أصول الدين وتفسير لسورتي الأنعام والفتح وشرح للبرهانية للسلانكي في أصول الدين ولابن الحاجب الأصلي وللحوفي في الفرائض وللجمل في المنطق للخونجي وللبردة.
قاسم بن شعبان بن حسين بن قلاوون. مات في ربيع الأول سنة إحدى ودفن بمدرسة جدته أم السلطان من التبانة. أرخه العيني.
قاسم بن عبد الرحمن بن عمر بن رسلان بن نصير - بالنون مكبر - بن صالح الزين أبو العدل بن الجلال أبي الفضل بن السراج أبي حفص البلقيني الأصل القاهري الشافعي الماضي أبوه وجده. ولد في جمادى الأولى سنة خمس وتسعين وسبعمائة بالقاهرة ونشأ بها في كنف أبيه وجده فحفظ القرآن عند الفقيه نور الدين المنوفي والعمدة والتنبيه وغيرهما، وعرض على غير واحد واشتغل بالفقه على أبيه والبيجوري والمجد البرماوي وعنه أخذ في الأصول وبالعربية على الشمس الشطنوفي، وسمع على جده وأبيه والجمال بن الشرائحي لما قدم عليهم القاهرة في سنة ست وثمانمائة، وأجاز له عائشة ابنة ابن عبد الهادي وآخرون، وناب عن أبيه في القضاء وأضيف إليه قضاء سمنود، وكذا ناب عن عمه بالجيزة وغيرها واستمر ينوب لمن بعده فيها حتى أخرجها شيخنا عنه العلاء بن أقبرس ومن ثم أعرض عن القضاء؛ ودرس التفسير بجامع طولون والفقه بالناصرية والزمامية وغيرهما وباشر نظر الجوالي وقتاً بل تصدى للإقراء وجمع الطلبة وحضر عنده أكابر الفضلاء لما كان ينعم عليهم من الصوف في الختم وغيره وينعشهم به من المآكل الحسنة وأمره في هذا يفوق الوصف مع تحمله للدين بسببه واحتياجه في كثير من الأوقات إلى أدنى شيء كل ذلك رجاء قضاء الشافعية فما قدر؛ وكان أصيلاً طارحاً للتكلف ممتهناً لنفسه متواضعاً في الغالب مترفعاً على جماهير أقربائه ونحوهم متودداً إلى الطلبة وجماعته حسن الاعتقاد في الصالحين خصوصاً الشيخ محمد الكويس، ذكياً قوي الحافظة مشاركاً في ظواهر الفقه مع المذاكرة بجملة من المتون؛ بل وصفه شيخه البيجوري بالإمام العالم العلامة، لكن سمعت من يحكي عنه أنه قال: دخلت النار في كتابتي ذلك له برطل سيرج وأنه لما رام الحج قال له: لا بأس بقراءتك المناسك للنووي فقال له: أنا أعرفها فقال: والله لو مكثت ما لبثه نوح ما عرفت منها مسألة حق المعرفة فالله أعلم بذلك، وكان يكتب على دروسه فاجتمع له من ذلك على المختصرات الثلاث التنبيه والحاوي والمنهاج ما يسميه شروحاً وكذا رد على السوبيني في مسألة الساكت، وقد حضرت بعض دروسه وقرأت عليه بعض أجزاء الحديث كغيري من أصحابنا. ومات في شوال سنة إحدى وستين وصلى عليه بجامع الحاكم ودفن بمدرستهم عند أبيه وجده رحمهم الله وإيانا.
قاسم بن عبد الرحمن بن محمد بن علي بن أحمد الزين أبو محمد بن الشرف ابن النجم بن النور القاهري البرجواني الشافعي القباني أخو محمد الآتي ويعرف كسلفه بابن الكويك. ولد كما أخبرني به في خامس ذي الحجة سنة ست وثمانين وسبعمائة وقيل غير ذلك بالقاهرة ونشأ بها فحفظ القرآن ثم العمدة والمنهاج وعرضهما على جماعة، وحضر بعض الدروس وسمع على التنوخي وابن أبي المجد والعراقي والهيثمي والعماد أحمد بن عيسى بن موسى الكركي سمع عليه خاتم الشفا والشهاب الجوهري وقريبه الشرف بن الكويك والشمس المنصفي وآخرون؛ وحدث سمع منه الفضلاء أخذت عنه أشياء، وكان خيراً ساكناً صبوراً على الطلبة متكسباً بالوزن بالقبان وكذا بالخياطة أحياناً بل هو من صوفية سعيد السعداء وقراء الصوفية بها. مات في شعبان سنة اثنتين وسبعين ودفن بتربة ابن جماعة ظاهر باب النصر رحمه الله.
قاسم بن عبد القادر بن عبد الغني بن عبد الوهاب الزين أبو محمد القادري الشافعي التاجر. ممن سمع مني.
 قاسم بن عبد الله بن منصور بن عيسى بن مهدي الهلالي الهزبري - بكسر الهاء وفتح الزاي وسكون الموحدة ثم مهملة بطن من هلال بن عامر - القسنطيني المالكي. ولد بها في سنة ثمان وثمانين وسبعمائة وقرأ بها القرآن لنافع من طريقيه وأخذ الفقه عن عبد الرحمن الباز ومحمد الزلدوي قاضي قسنطينة ومحمد بن مرزوق ورحل إلى تونس فأخذه عن قاضيها عيسى الغبريني وأبوي القاسم البرزلي والعبدوسي وسمع من لفظه البخاري؛ وقدم علينا حاجاً في سنة تسع وأربعين فلقيته بالميدان في جماعة وأجاز لنا. وممن أخذ عنه أحمد بن يونس الماضي. مات.
قاسم بن عبد الوهاب بن أحمد بن محمد الشرف بن التاج الهواري الأصل القاهري ثم الينبوعي الشافعي أخو محمد الآتي لأبيه ويعرف بابن زبالة. ولد سنة ثلاثين وثمانمائة. وولي قضاء الينبوع بعد موت أخيه في سنة ثلاث وسبعين.
قاسم بن عبيد القاهري الجابي ويعرف بابن البارد. ابتنى مكاناً تجاه المنكوتمرية وكان يجبي قيسارية طيلان وغيرها وليس بمرضي. مات في ذي الحجة سنة خمس وسبعين وخلف ابنه بدر الدين محمد وهو خير منه.
قاسم بن علي بن حسين الحيزاني المقرئ والد إبراهيم الماضي قرأ على ابن عياش وأقرأ.
قاسم بن الخواجا شيخ علي بن محمد بن عبد الكريم الكيلاني. ولد في سنة عشرين وثمانمائة بالمدينة النبوية وانتقل إلى مكة في أثنائها فقطنها وسافر إلى كنباية من بلاد الهند في سنة اثنتين وخمسين ففقد في البحر. ذكره ابن فهد.
قاسم بن علي الشرف أبو القسم التنملي الفاسي المغربي المالقي الأندلسي المالكي. ولد سنة ثلاث وأربعين وسبعمائة بمالقة من الأندلس وذكر أنه سمع من أبي جعفر أحمد بن محمد الهاشمي الطنجالي وأبي القسم بن سلمون القاضي وأبي الحسين التلمساني الحافظ وأبي البركات محمد بن أبي بكر البلفيقي بن الحاج في آخرين يجمعهم برنامجه، وأجاز له لسان الدين بن الخطيب وغيره وتلا بالسبع على جماعة، وقدم حاجاً فخرج له الصلاح الأقفهسي جزءاً من مروياته سماه تحفة القادم من فوائد الشيخ أبي القسم وحدث به سمع منه الفضلاء، وكان عارفاً بالقراءات والأدبيات ذا نظم كثير. مات في النصف الأول من سنة إحدى عشرة بالبيمارستان من القاهرة. ذكره شيخنا في معجمه وقال: أجاز لي، وكذا أورده التقي بن فهد في معجمه، زاد شيخنا في إنبائه مما رواه عنه من نظمه إجازة:

معاني عياض أطلعت فجر فـخـره

 

لما قد شفي من مؤلم الجهل بالشفـا

معانـي رياض مـن إفـادة ذكـره

 

شذا زهرها يحيي من أشفى على شفا

قال: ومدح الجمال الاستادار وأثابه، والمقريزي في عقوده وقال: وله نظم كثير.
قاسم بن علي الجابي والد الشمس محمد الآتي. مات في جمادى الأولى سنة ثمان وسبعين وصلي عليه في طائفة يسيرة برحبة مصلى باب النصر ودفن قريب الغروب بتربة هناك، وكان عامياً كثير المرافعات زائد الشر بحيث تعدى إلى ولده مع ابتلائه بالبرص عفا الله عنه.
قاسم بن علي المعمار. عامي بيده وظائف بالجمالية والسعيدية والسابقية. سمع الحديث أحياناً ويحضر بعض المجالس ويفقد وقتاً ويطيب آخر ويقتر على نفسه بل يتعرض للطلب ويعادي على عدم الإعطاء مع تمول فيما قيل، ومما سمعه ختم البخاري وما معه عند أم هانئ ابنة الهوريني وغيرها؛ وسمع مني أماكن من الكتب الستة وغيرها. مات قبل التسعين؛ وكان يذكر بجمال مفرط في شبوبيته بحيث جب بعض الأعاجم ذكره من أجله لكونه خذله عند احتياجه إليه بعد عنائه في الموافقة، وعاش بعد ذلك عفا الله عنهما.
قاسم بن عمر بن محمد بن أحمد بن عزم التميمي أخو الشمس محمد الآتي لأبيه.
قاسم بن عمر الريمي. ممن سمع على شيخنا باليمن في سنة ثمانمائة.
قاسم بن أبي الغيث بن أحمد بن عثمان العبسي - بمهملتين بينهما موحدة - اليمني الزبيدي، ولد بها ونشأ فيها وتردد منها إلى عدن وغيرها من اليمن والهند ومصر في التجارة وحصل دنيا طائلة ثم ذهب الكثير منها في بعض سفراته إلى مصر سنة خمس وثمانمائة، وعاد إلى مكة فقطنها وعمر بها في السويقة داراً حسنة وقفها مع دور له بعدن وزبيد على أولاد له صغار؛ وكان خيراً حسن الطريقة. مات بمكة في شوال سنة أربع عشرة ودفن بالمعلاة وقد قارب السبعين.
 قاسم بن فرح بن حمزة الخياط الشاطر المثاقف البرزنجي الصوفي. ولد في حدود سنة ثمانمائة، ومات في يوم الجمعة حادي عشري ذي الحجة سنة خمس وخمسين بالقاهرة وصلى عليه من الغد في الأزهر؛ وكان ودوداً حسن العشرة أستاذاً في الخياطة والثقاف يلقب بينهم بردادة القيم رحمه الله.
قاسم بن قطلوبغا الزين وربما لقب الشرف أبو العدل السودوني نسبة لمعتق أبيه سودون الشيخوني نائب السلطنة الجمالي الحنفي الآتي أبوه ويعرف بقاسم الحنفي. ولد فيما قاله لي في المحرم سنة اثنتين وثمانمائة بالقاهرة، ومات أبوه وهو صغير فنشأ يتيماً وحفظ القرآن وكتباً عرض بعضها على العز بن جماعة، وتكسب بالخياطة وقتاً وبرع فيها بحيث كان فيما بلغني يخيط بالأسود في البغدادي فلا يظهر، ثم أقبل على الاشتغال فسمع تجويد القرآن على الزراتيتي وبعض التفسير على العلاء البخاري وأخذ علوم الحديث عن التاج أحمد الفرغاني النعماني قاضي بغداد وشيخنا والفقه عن أولى الثلاثة والسراج قاري الهداية والمجد الرومي والنظام السيرامي والعز عبد السلام البغدادي وعبد اللطيف الكرماني وأصوله عن العلاء والسراج والشرف السبكي وأصول الدين عن العلاء والبساطي، وكذا قرأ على السعد بن الديري في سنة اثنتين وثلاثين شرحه لعقائد النسفي والفرائض والميقات عن ناصر الدين البارنباري وغيره واستمد فيها وفي الحساب كثيراً بالسيد على تلميذ ابن المجدي والعربية عن العلاء والتاج والمجد والسبكي المذكورين والصرف عن البساطي والمعاني والبيان عن العلاء والنظام والبساطي والمنطق عن السبكي وبعضهم في الأخذ عنه أكثر من بعض، واشتدت عنايته بملازمة ابن الهمام بحيث سمع عليه غالب ما كان يقرأ عنده في هذه الفنون وغيرها وذلك من سنة خمس وعشرين حتى مات وكان معظم انتفاعه به ومما قرأه عليه الربع الأول من شرحه للهداية وقطعة من توضيح صدر الشريعة وجميع المسايرة من تأليفه، وطلب الحديث بنفسه يسيراً فسمع على شيخنا وابن الجزري والشهاب الواسطي والزين الزركشي والشمس بن المصري والبدر حسين البوصيري وناصر الدين الفاقوسي والتاج الشرابيشي والتقي المقريزي وعائشة الحنبلية والطبقة، وارتحل قديماً مع شيخه التاج النعماني إلى الشام بحيث أخذ عنه جامع مسانيد أبي حنيفة للخوارزمي وعلوم الحديث لابن الصلاح وغيرهما، وأجاز له في سنة ثلاث وعشرين وكذا دخل إسكندرية وقرأ بها على الكمال بن خير وقاسم التروجي كما قاله لي، وحج غير مرة وزار بيت المقدس وقال أنه شملته الإجازة من أهل الشام وإسكندرية وغيرهما، وأحسبه يكنى بذلك عن الإجازة العامة فقد رأيته يروي عمن أجاز في سنة ست عشرة وما كان له من يعتني باستجازة أهل ذاك العصر خصوصاً الغرباء له؛ ونظر في كتب الأدب ودواوين الشعر فحفظ منها شيئاً كثيراً وعرف بقوة الحافظة والذكاء وأشير إليه بالعلم، وأذن له غير واحد بالإفتاء والتدريس، ووصفه ابن الديري بالشيخ العالم الذكي؛ وشيخنا بالإمام العلامة المحدث الفقيه الحافظ وقبل ذلك في سنة خمس وثلاثين إذ قرأ عليه تصنيفه الإيثار بمعرفة رواة الآثار بالشيخ الفاضل المحدث الكامل الأوحد وقال: قراءة علي وتحريراً فأفاد ونبه على مواضع ألحقت في هذا الأصل فزادته نوراً؛ وهو المعني بقوله في خطبة الكتاب: إن بعض الإخوان التمس مني فأجبته إلى ذلك مسارعاً ووقفت عند ما اقترح طائعاً، وترجمه الزين رضوان في بعض مجاميعه بقوله من حذاق الحنفية كتب الفوائد واستفاد وأفاد انتهى. وتصدى للتدريس والإفتاء قديماً وأخذ عنه الفضلاء في فنون كثيرة وأسمع من لفظه جامع مسانيد أبي حنيفة المشار إليه بمجلس الناصري ابن الظاهر جقمق بروايته له عن التاج النعماني عن محيي الدين أبي الحسن حيدرة بن أبي الفضائل محمد بن يحيى العباسي مدرس المستنصرية ببغداد سماعاً عن صالح بن عبد الله بن الصباغ عن أبي المؤيد محمد بن محمود بن محمد الخوارزمي مؤلفه وكان الناصري ممن أخذ عنه واختص بصحبته بل هو فقيه أخيه الملقب بعد بالمنصور وكذا قرئ الجامع المذكور ببيت المحب بن الشحنة وسمعه عليه هو وغيره وحمله الناس عنه قديماً وحديثاً، وممن كتب عنه من نظمه ونثره البقاعي وبالغ في أذيته فإنه قال:

وكان مفنناً في علوم كثيرة الفقه والحديث والأصول وغيرها ولم يخلف بعده حنفياً مثله إلا أنه كان كذاباً لا يتوقف في شيء يقوله فلا يعتمد على قوله، قال: وكان من سنين قوياً في بدنه يمشي جيداً فلما وقعت فتنة ابن الفارض في سنة أربع وسبعين أظهر التعصب لأهل الاتحاد فقال له الشمس السنباطي: أليس في مباهلة ابن حجر لابن الأمين المصري عبرة فقال:

إنما كان موت ابن الأمين مصادفة فسلط الله عليه يعني على الزين قاسم عسر البول بعد مدة يسيرة واشتد به حتى خيف موته وعولج حتى صار به سلس بول فقام وقد هرم وكان لا يمشي إلا وذكره في قنينة زجاج واستمر به حتى مات وهو كالفرج انتهى. وأقبل على التأليف كما حكاه لي من سنة عشرين وهلم جرا، ومما صنفه في هذا الشأن شرح قصيدة ابن فرح في الإصلاح وقال أنه بحث فيه مع العز بن جماعة وشرح منظومة ابن الجزري وقال أنه جمع فيه من كل نوع حتى صار في مجلدين يعني وخرج عن أن يكون شرحاً لهذا النظم المختصر ولكنه لم يكمل وكان يقول أنه زردخانتي إشارة إلى أنه جمع فيه كل ما عنده، وحاشية على كل من شرح ألفية العراقي والنخبة وشرحها لشيخنا وتخريج عوارف المعارف للسروردي وأحاديث كل من الاختيار شرح المختار في مجلدين والبزدوي في أصول الفقه وتفسير أبي الليث ومنهاج الأربعين والأربعين في أصول الدين وجواهر القرآن وبداية الهداية أربعتها للغزالي والشفا وكتب منه أوراقاً وإتحاف الأحياء بما فات من تخريج أحاديث الأحياء ومنية الألمعي بما فات الزيلعي وبغية الرائد في تخريج أحاديث شرح العقائد ونزهة الرائض في أدلة الفرائض وترتيب مسند أبي حنيفة لابن المقري وتبويب مسنده للحارثي والأمالي على مسند عقبة بن عامر الصحابي نزيل مصر وعوالي كل من الليث والطحاوي وتعليق مسند الفردوس كله مقفص والذي خرجه منه قليل جداً ورجال كل من الطحاوي في مجلد والموطأ لمحمد بن الحسن والآثار له ومسند أبي حنيفة لابن المقري وترتيب كل من الإرشاد للخليلي في مجلد والتمييز للجوزقاني في مجلد وأسئلة الحاكم للدارقطني ومن روى عن أبيه عن جده في مجلد والاهتمام الكلي بأصلاح ثقات العجلي في مجلد وزوائد رجال كل من الموطأ ومسند الشافعي وسنن الدارقطني على الستة والثقات ممن لم يقع في الكتب الستة في أربع مجلدات وتقويم اللسان في الضعفاء في مجلدين وفضول اللسان وحاشية على كل من المشتبه والتقريب كلاهما لشيخنا والأجوبة عن اعتراض ابن أبي شيبة على أبي حنيفة في الحديث وتبصرة الناقد في كيد الحاسد في الدفع عن أبي حنيفة وترصيع الجوهر النقي كتب منه إلى أثناء التيمم وتلخيص صورة مغلطاي وتلخيص دولة الترك ومنتقى من درر الأسلاك في قضاة مصر وقال أنه لم يتم وتاج التراجم فيمن صنف من الحنفية وتراجم مشايخ المشايخ في مجلد وتراجم مشايخ شيوخ العصر وقال أنه لم يتم ومعجم شيوخه ومجلد من شرح المصابيح للبغوي ومنها في غيره شروح لعدة كتب من فقه مذهبه وهي القدوري تقيد فيه بكونه من رواية أبي حنيفة وأبي يوسف ومحمد بن الحسن والطحاوي والكرخي والنقاية، وكان شيخنا الشمني يذاكر أنه سلخ فيه شرحه لها ولذا أعرض التقي عن شرحه المسلوخ منه وابتكر شرحاً آخر لم يفرغ منه إلا قبيل موته ومختصر المنار ومختصر المختصر ودرر البحار في المذاهب الأربعة وهو في تصنيفين قال أن المطول منهما لم يتم وأجوبة عن اعتراضات ابن العز على الهداية وأفرد عدة مسائل وهي البسملة ورفع اليدين والأسوس في كيفية الجلوس والفوائد الجلة في اشتباه القبلة والنجدات في السهو عن السجدات ورفع الاشتباه عن مسألة المياه والقول القاسم في بيان حكم الحاكم والقول المتبع في أحكام الكنائس والبيع وتخريج الأقوال في مسألة الاستبدال وتحرير الأنظار في أجوبة ابن العطار والأصل في الفصل والوصل يعني وصل التطوع بالفريضة وشرح الفرائض كل من الكافي ومجمع البحرين وقال أنه مزج وكذا شرح مختصر الكافي في الفرائض لابن المجدي وجامعة الأصول في الفرائض وقال أن تصنيفه له كان في سنة عشرين والورقات لإمام الحرمين وقال أنه كان في أواخرها وأول التي تليها ورسالة السيد في الفرائض وقال أنه مطول وله أعمال في الوصايا والدوريات وإخراج المجهولات وتعليقه على القصارى في الصرف وحاشية على شرح العزى في الصرف أيضاً للتفتازاني وعلى شرح العقائد وأجوبة عن اعتراضات العز بن جماعة على أصول الحنفية وتعليقة على الأندلسية في العروض وغير ذلك مما وقفت على أسمائه بخطه لأعلى هذا الترتيب كشرح مخمسة العز عبد العزيز الديريني في العربية واختصار تلخيص المفتاح وشرح منار النظر في المنطق لابن سينا. وهو إمام علامة قوي المشاركة في فنون ذاكر لكثير من الأدب ومتعلقاته واسع الباع في استحضار مذهبه وكثير من

زواياه وخباياه متقدم في هذا الفن طلق اللسان قادر على المناظرة وإفحام الخصم لكن حافظته أحسن من تحقيقه مغرم بالانتقاد ولو لمشايخه حتى بالأشياء الواضحة والإكثار من ذكر ما يكون من هذا القبيل بحضرة كل أحد ترويجاً لكلامه بذلك مع شائبة دعوى ومساححة ولقد سمعته يقول أنه أفرد زوائد متون الدارقطني أو رجاله على الستة من غير مراجعتها كثير الطرح لأمور مشكلة يمتحن بها وقد لا يكون عنده جوابها ولهذا كان بعضهم يقول أن كلامه أوسع من علمه، وأما أنا فأزيد على ذلك بأن كلامه أحسن من قلمه مع كونه غاية في التواضع وطرح التكلف وصفاء الخاطر جداً وحسن المحاضرة لا سيما في الأشياء التي يحفظها وعدم اليبس والصلابة والرغبة في المذاكرة للعلم وإثارة الفائدة والاقتباس ممن دونه مما لعله لم يكن أتقنه؛ وقد انفرد عن علماء مذهبه الذين أدركناهم بالتقدم في هذا الفن وصار بينهم من أجلة شأنه مع توقف الكثير منهم في شأنه وعدم إنزاله منزلته، وهكذا كان حال أكثرهم معه جرياً على عادة العصريين، وقصد بالفتاوى في النوازل والمهمات فبلغوا باعتنائه بهم مقاصدهم غالباً؛ واشتهر بذلك وبالمناضلة عن ابن عربي ونحوه فيما بلغني مع حسن عقيدته، ولم يل مع انتشار ذكره وظيفة تناسبه بل كان في غالب عمره أحد صوفية الأشرفة؛ نعم استقر في تدريس الحديث بقبة البيبرسية عقب ابن حسان ثم رغب عنه بعد ذلك لسبط شيخنا وقرره جانبك الجداوي في مشيخة مدرسته التي أنشأها بباب القرافة ثم صرفه وقرر فيها غيره ولكنه كان قبيل هذه الأزمان ربما تفقده الأعيان من الملوك والأمراء ونحوهم فلا يدبر نفسه في الارتفاق بذلك بل يسارع إلى إنفاقه ثم يعود لحالته وهكذا مع كثرة عياله وتكرر تزويجه، وبالجملة فهو مقصر في شأنه، ولما استقر رفيقه السيف الحنفي في مشيخة المؤيدية عرض عليه السكنى بقاعتها لعلمه بضيق منزله أو تكلفه بالصعود إليه لكونه بالدور الأعلى من ربع الحوندار فما وافق وكذا لما استقر الشمس الأمشاطي في قضاء الحنفية رتب له من معاليمه في كل شهر ثمانمائة درهم لمزيد اختصاصه به وتقدم صحبته معه ورتب له الدوادار الكبير يشبك من مهدي قبيل موته بيسير على ديوانه في كل شهر ألفين فما أظنه عاش حتى أخذ منها شهراً بل عين لمشيخة الشيخونية عند توعك الكافياجي بسفارة المنصور حين كان بالقاهرة عند الأشرف قايتباي وكذا بسفارة الأتابك أزبك فقدرت وفاته قبله، وعظم انتفاع الشرف المناوي به وكذا البدر بن الصواف في كثير من مقاصدهما بعد أن كان من أخصاء المحب بن الشحنة حتى أنه لعله أول من أذن لولده الصغير في الإفتاء ثم مسه منهم غاية المكروه جرياً على عادتهم بحيث شافهوه بمجلس السلطان بما لا يليق وانتصر له العز قاضي الحنابلة وهجرهم بسببه مدة حتى توسط بينهم العضد الصيرامي، وقد صحبته قديماً وسمعت منه مع ولدي المسلسل بسماعه له على الواسطي وكتبت عنه من نظمه وفوائده أشياء بل قرأت عليه شرح ألفية العراقي لتوهم مزيد عمل فيه ووقع ذلك منه موقعاً ولامني فيه غير واحد من الفضلاء، واستعار أشياء من تعاليقي ومسوداتي وغيرها وكثر تردده لي قبل ذلك وبعده بسبب المراجعة وغيرها صريحاً وكناية لحسن اعتقاده في بحيث صرح مراراً بتفردي بهذا الشأن وربما يقول:

أنا وأنت غرباء، ونحو هذا من القول وخطه عندي شاهد بأعلى من ذلك حسبما أثبته في موضع آخر مع كثير من نظمه وفوائده، وشهد على شينا بأنني أمثل جماعته وبالغ عقب وفاة الوالد رحمهما الله في التأسف عليه وصرح لكل من العز الحنبلي والأمشاطي بأنه من قدماء أصحابه وخيارهم وممن له عليه فضل قديم وأنه بقي من العالمين بذلك جارنا ابن المرخم وابن بهاء القباني ولهذا التمس مني الوقوف على غسله فلم أوافق أدباً مع الشيخ لكون الوالد لما أعلمه من إجلاله له وتعظيمه إياه بحيث كان يقول: ما أكثر محفوظه وأحسن عشرته، وربما يقول: هو سكردان لم يكن يرضيه ذلك، تعلل الشيخ مدة طويلة بمرض حاد وبحبس الأراقة والحصاة وغير ذلك وتنقل لعدة أماكن إلى أن تحول قبيل موته بيسير بقاعة بحارة الديلم فلم يلبث أن مات فيها في ليلة الخميس رابع ربيع الآخر سنة تسع وسبعين وصلى عليه من الغد تجاه جامع المارداني في مشهد حافل ودفن على باب المشهد المنسوب لعقبة عند أبويه وأولاده وتأسفوا على فقده رحمه الله وإيانا؛ ومما نظمه رداً لقول القائل:

إن كنت كاذبة التي حدثتنـي

 

فعليك إثم أبي حنيفة أو زفر

الواثبين على القياس تمـرداً

 

والراغبين عن التمسك بالأثر

فقال:

كذب الذي سب المآثم للـذي

 

قاس المسائل بالكتاب وبالأثر

إن الكتاب وسنة المختار قـد

 

دلا عليه فدع مقالة من فشر

وقد ذكره المقريزي في عقوده وأرخ مولده كما قدمنا ولكنه قال تخميناً قال: وبرع في فنون من فقه وعربية وحديث وغير ذلك وكتب مصنفات عديدة من شرح دور البحار للقونوي في اختلاف المذاهب الأربعة وشرح مخمسة الديريني في العربية وجامعة الأصول في الفرائض وورقات إمام الحرمين وميزان النظر في المنطق لابن سينا وكتب تعليقة على موطأ محمد بن الحسن وأخرى على آثاره واختصر تلخيص المفتاح وله حواش على حواشي التفتازاني على تصريف العزى وعلى الأندلسية في العروض وكتب غريب أحاديث شرح أبي الحسن الأقطع على القدوري وخرج أحاديث الاختيار شرح المختار ورتب مسند أبي حنيفة للحارثي على الأبواب.
قاسم بن الأمير كمشبغا الحموي الآتي أبوه. كان أحد الحجاب الصغار في أيام الأشرف برسباي. مات سنة ثلاث وثلاثين. أرخه شيخنا في إنبائه.
قاسم بن محمد بن عبد الله بن عبد اللطيف بن أحمد بن علي اليامشي العراقي الأصل العدني الشافعي الصوفي الماضي جده. أخذ عن جده عبد الله وكان يكتب ما يصدر عنه من المراسلات والشفاعات وخطه جيد وسجعه حسن وربما نظم وكذا تفقه في كتابه الحاوي بمحمد فأفضل والغالب عليه الصلاح بحيث يقصد للإصلاح مع وجاهته وجلالته، ورث ذلك عن أبيه، وهو سنة ثمان وتسعين حي.
قاسم بن محمد بن قاسم القسنطيني المالكي نزيل المدينة، ممن سمع مني بها.
قاسم بن محمد بن محمد بن أحمد الزين المنشاوي الأخميمي ثم القاهري الشافعي المقرئ ويعرف في بلاده بابن أبي طاقية. حفظ القرآن والمنهاج وألفية ابن مالك والشاطبية وغيرها واشتغل وتميز في القراءات وأخذها عن ابن الجزري والزين بن عياش أخذها عنه جماعة كالزين جعفر السنهوري وعمل مقدمة في التجويد سماها المرشدة؛ وكان خيراً مديماً للعبادة أثبت شيخنا اسمه في القراء بالديار المصرية وسط هذا القرن، ولم أعلم وقت وفاته رحمه الله.
قاسم بن محمد بن محمد بن قاسم بن عبد الله بن عبد الرحمن بن محمد بن عبد القادر الزين أبو العدل بن الشرف بن أبي المكارم بن أبي الفضل المحلي ثم القاهري المالكي سبط الشهاب بن العجمي والد أوحد الدين وحفيد أخي الولوي محمد بن قاسم الآتي وأبوه وجده ووالد الجلال وأبي الفضل عبد الرحمن الماضي ويعرف كسلفه بابن قاسم وهو زوج أخته الشهاب الأبشيهي الشافعي ابنا خالة فأماهما أختان. ولد بالقاهرة ونشأ بها فحفظ ابن الحاجب واشتغل يسيراً عند الزين طاهر وغيره ولازم حلقة السنهوري في الفقه والعربية مع الساكتين، وناب في القضاء وأضيف إليه قضاء سمنود وأعمالها وأكثر التردد للأمير تمراز فراج قليلاً؛ بل صار ممن يفتي ويذكر بحفظ ابن الحاجب واستحضاره مع إقدام وتناقض في فتياه ورام بعد المحيوي بن تقي القضاء وساعده الشافعي فلم ينجح وولي أخو الميت فأعرض هذا عن النيابة فلم يضر إلا نفسه.
 قاسم بن محمد بن محمد بن علي القاهري النحاس والمتصرف بباب شيخنا كأبيه في كليهما ووالد أبي الحسن الآتي ويعرف بابن المرضعة. ممن كان في خدمة ابن شيخنا بحيث حج معه وجاور بل سافر مع والده في سنة آمد تاجراً؛ وكان عامياً متميزاً في طريقته. مات بعد أن أضر في ثامن عشر شوال سنة ثلاث وتسعين عن ست وثمانين سنة ودفن بالقرب من ضريح الست زينب خارج باب النصر عفا الله عنه.
قاسم بن محمد الزين الحيشي الحلبي ثم القاهري الدمشقي ويعرف بالقادري. أقام بحلب مدة على قدم التجريد مواخياً لصاحبنا إبراهيم القادري الماضي وأخذا بها عن الشرف أبي بكر الحيشي وغيره ثم انتقلا إلى القاهرة وأخذا في غضون ذلك أيضاً بصفد عن الشمس محمد بن أبي بكر بن خضر الديري الناصري وبدمشق عن السيد عبد القادر بن محمد بن عبد القادر الجيلي وبالقاهرة عن أخيه النور علي ومدين الأشموني وأبي الفتح الفوي وصحبا الشهاب بن أسد وتليا عليه القرآن وسمعا عليه في العلم والحديث والكمال إمام الكاملية واختصا به دهراً وأخذا عنه في الفقه وأصوله وغير ذلك وسمعا على شيخنا والعز بن الفرات وطائفة وتزوجا من بيت سيدي عبد القادر الكيلاني واختص بغير واحد من الأمراء كدولات باي المؤيدي وجانم الأشرفي برسباي ومن غيرهم كالبدر البغدادي قاضي الحنابلة وبواسطته استقر في مشيخة زاوية ابن داود بصالحية دمشق وتحول إليها فتزايدت وجاهته، لا سيما وهو حسن العشرة طلق المحيا بسامة كثير التودد وابتنى هناك بالسهم داراً حسنة ونوزع في المشيخة من سبط ولد الواقف غير مرة وعقد بسبب ذلك مجالس، وكان فيما كتبه لي مواخيه صحيح الاعتقاد صحيح عمل الأركان عارفاً بمداخل الناس ومخارجهم مع سلامة صدر وسعة فيه، تجرد وساح وخالط المشايخ وتأدب بآدابهم واستقل بالعلم وفهم وتميز وسمع الحديث وأشير إليه بالجلالة والمشيخة ولم يكن يضمر لأحد سوءاً ولا في مقابل، ووصفه غيره بالشيخ المسلك المربى ونعم الرجل كان وبيننا مزيد مودة وصحبة وكانت أبهة المشيخة عليه ظاهرة؛ ووضاءة الصفاء في طلعته باهرة، مات في يوم الأحد ثالث ربيع الأول سنة أربع وسبعين ودفن من الغد بمقبرة كان أعدها لدفن جماعته وجماعة مواخيه وشرقي المقبرة المسماة بالروضة وملاصقة لها بسفح قاسيون أعلى الصالحية بعد أن صلي عليه بالجامع المظفري ولم يكن يقصر عن ستين سنة بل زاد عليها رحمه الله وإيانا.
قاسم بن محمد بن مسلم بن مخلوف التروجي الأصل الإسكندري. سمع الشفا على ابن الملقن، وذكره شيخنا في معجمه وقال: أجاز في استدعاء أبي حامد ابن الضيا لأولادي يعني سنة سبع عشرة قال: وكان يروى؛ وبيض.
قاسم بن محمد ابن يوسف بن البرهان إبراهيم الزين بن الشمس الزبيري النويري ثم القاهري الشافعي ويعرف بقاسم الزبيري. ولد سنة ثلاث وتسعين وسبعمائة بالقاهرة ونشأ بها فحفظ القرآن وتلا به لأبي عمرو على الشمس الشراريبي وكتبا واشتغل في فنون ولازم الولي العراقي حتى قرأ عليه بعض شرح تقريب الأحكام لوالده وجميع شرح جمع الجوامع في الأصلين وغيرهما وسمع كثيراً من شرحه لنظم المنهاج الأصلي لأبيه ومن تحرير الفتاوى وشرح البهجة وغيرهما من تصانيفه وكذا من مروياته وكتب له على شرح جمع الجوامع أنه قرأه قراءة بحث وإتقان وتحرير لألفاظه ومبانيه واستكشاف عن مشكلاته ومعانيه؛ وعلى شرح التقريب أنه أيضاً قراءة بحث وإتقان وتكلم على الألفاظ والمعاني وذكر مذاهب العلماء في المسائل المتعلقة بذلك فأجاد الاستماع لما ألقيه وفهم معانيه فهم معانيه وأذن له في إفادة ما علمه منهما وتحققه وإقراء ما كان منهما مستحضراً له ومحققه، وكذا أخذ الفقه عن النور الأدمي عن الشمسين الغراقي والبرماوي والبيجوري وغيرهم والنحو عن الشمسين العجيمي قريب ابن هشام والشطنوفي وغيرهما؛ ولازم العز بن جماعة في علوم وكذا الشمس البرماوي وأكثر من الحضور عند شيخنا في الأمالي وغيرها وكتب عنه غالب شرح البخاري وسمع أيضاً على الفوي والجمال الحنبلي وابن الكويك وأبي هريرة بن النقاش وآخرين، وكان فاضلاً بارعاً مفنناً خيراً ساكناً بطئ الحركة ثقيل اللسان تكسب بالشهادة وأقرأ بعض الطلبة مع التودد والتواضع والتقنع وسلامة الصدر كتبت عنه قليلاً، ومات في صف سنة ست وخمسين، ونعم الرجل كان رحمه الله وإيانا.
 قاسم بن محمد الأصيلي ويقال له ابن البابا. نشأ في خدمة بيت ابن أصيل وصار يتردد للكانلية وتنزل في الجهات واشتغل أولاً فيما زعم حنفياً وحضر عند ابن الهمام ثم شافعياً ولم ينتج في شيء بل هو كثير الشر إلى العوام أقرب.
قاسم بن هرون بن محمد بن موسى التتائي الأصل القاهري الأزهري المالكي شقيق محمد وأخو الجمال يوسف لأمه الآتيين. ممن اشتغل قليلاً وتدرب بأبيه في الحفظ وغيره، وأقبل على التكسب وسافر في ذلك له ولغيره إلى العراق ثم إلى الهرموز ثم إلى الهند وغيرها ودخل الشام وبيت المقدس وغاب نحو ست سنين ورجع بعد أهوال وأحوال بخفي حنين فجلس زموطيا تحت الربع مع كتابته بالأجرة ويذكر بصيانة وتعفف واستحضار لقليل من الفروع ومداومة على التلاوة والعبادة.
قاسم بن بهاء الدين الماطي المقري. ممن تلا القراءات على الزين عبد الغني الهيثمي وتكسب بحانوت في الماطيين بجوار المؤيدية. مات في المحرم.
قاسم بن المعمار. في ابن علي.
قاسم زين الدين البشتكي. ولد بعد الثمانين وسبعمائة واشتغل بالعلم وقرب أهله وأحبهم وتقرب منهم مع وسوسة وتزوج ابنة الأشرف شعبان بن حسين بن قلاوون فاشتهر وقربه المؤيد بحيث ولاه نظر الجوالي وباشره أحسن مباشرة إلى أن أخذ الناصري بن البارزي في أبعاده عنه حتى غضب عليه بل وضربه وأعانه بطيشه وخفته على ذلك فانحطت مرتبته وافتقر وركبه الدين، وداخل بعد هذا الأشرف فلم يحظ بطائل مع أنه سافر معه في سنة آمد إلى البيرة ثم رجع إلى حلب. مات بأرض يبنى من عمل غزة وكان توجهه لجهة هناك في يوم السبت ثامن رجب سنة أربع وأربعين وقد جاز الستين. ذكره شيخنا في أنبائه، وقال المقريزي أنه كان جسيماً سرياً فخوراً له ثراء واسع ومال جم ورثه وأفضال كثير وفضيلة ثم تردد لمجلس المؤيد واختص به مدة إلى أن تنكر له وضربه وشهره، إلى أن قال: فالله يرحمه ولقد شاهدنا منه كرماً جماً وإفضالاً زائداً ومروءة غزيرة ونعمة ضخمة.
قاسم الزين التركماني الدمشقي الحنفي أحد علماء دمشق ممن شرح مختصر الأخلاطي في الفقه واختصر الضوء شرح السراجية في الفرائض وصنف في أصول الدين، وكان متقدماً في الفقه والعقليات أفتى ودرس وأخذ عنه الفضلاء وجاور في سنة أربع وسبعين رفيقاً للشرف بن عيد، وقدم القاهرة بعد للسعي في القصاعية بعد موت جلال الدين بن حسام الدين فأجيب إليها وكان ديناً. مات في سنة ثمان وثمانين تقريباً عن نحو الثمانين.
قاسم الزين المؤذي الكاشف بالوجه القبلي غريم السفطي في الحمام. أحضر في أوائل سنة أربع وخمسين محمولاً على جمل ليدفن بالقاهرة بعد تمرضه يوماً واحداً. غير مأسوف عليه.
قاسم الحنفي اثنان: مصري وهو ابن قطلوبغا ودمشقي مضى قريباً.
قاسم الدمني اليماني الشافعي العلامة الفقيه المفتي بتعز. انتهت إليه رياسة الفتوى فيها، مات في سنة اثنتين وثلاثين وخلفه بتعز الجمال بن الخياط الآتي.
قاسم الرومي تاجر السلطان والخصيص بالدوادار يشبك بحيث سمح له بترك المكس مما يرد له وكان محتشماً خيراً، مات بمكة في إحدى الجماديين سنة ثمانين، وهو أستاذ زيرك الماضي.
قانباي الأبو بكري الناصري فرج ويعرف بالبهلوان. تنقل بعد أستاذه حتى اتصل بالظاهر ططر قبل سلطنته فلما تسلطن أمره ورقاه ثم صار في الأيام الأشرفية رأس نوبة ثانياً ثم مقدماً ثم نائب ملطية مضافاً للتقدمة ثم انفصل عنهما واحدة بعد أخرى وصار أتابك حلب ثم أتابك دمشق بعد موت تغرى بردى المحمودي ثم نقل إلى نيابة صفد ثم إلى حماة، إلى أن مات في ربيع الأول سنة إحدى وخمسين، وكان ذا حشمة وجمال.
قانباي الأشرفي قيتباي ويعرف بالبوز. استقر في كشف البحيرة ولم يلبث أن مات مطعوناً في سنة إحدى وثمانين.
قانباي البكتمري. أصله لجكم من عوض المتغلب على حلب ثم ملكه بكتمر جلق وأعتقه واتصل بعده بخدمة السلطان وصار بعد المؤيد خاصكياً ثم ولاه الظاهر جقمق نيابة قلعة صفد مرة بعد أخرى تخلل بينهما ولاية أتابكيتها ثم نيابة البيرة. فلم يلبث أن مات بها في أواخر ربيع الأول أو أوائل الثاني سنة ست وتسعين وهو في عشر الثمانين تقريباً.
قانباي البهلوان. هو الأبو بكري مضى.
قانباي البهلوان آخر صاحب طرابلس. ورد الخبر في منتصف المحرم سنة إحدى وستين بوفاته فاستقر عوضه في الحجوبية شاذبك الصارمي.
 قانباي الجركسي. أصله من مماليك الأتابك يشبك الشعباني ثم أنعم به على جاركس المصارع أخي الظاهر جقمق فأعتقه وصار بعد قتله من المماليك السلطانية ثم خاصكياً في أيام الظاهر ططر فلما صار الأمر للظاهر جقمق من حين كونه نظاماً لزمه بوسيلة كونه من مماليك أخيه حتى رقاه لأمره عشرة ثم جعله من رؤوس النوب فلما تسلطن عمله شاد الشربخاناه على ما معه من إمرة العشرة ولا زال يرقيه حتى قدمه مع المشدية ثم عمله دواداراً كبيراً ثم أمير آخور كبير، ونالته السعادة وعظم وصارت له كلمة نافذة ووجاهة تامة مع تدوين ووثوق برأي نفسه وظنه التفقه ومزيد طيش وخفة وهذيان كثير ورفع صوت بما يستحيا منه حتى أنه قال لشيخنا: أنت شيخ الإسلام وأنا فارس الإسلام، وبالجملة فقد كان ديناً وله في كائنة شيخنا اليد البيضاء واستمر إلى أن قبض عليه الأشرف إينال أول ما تسلطن وحبسه بإسكندرية إلى أن أطلقه الظاهر خشقدم وأرسله إلى دمياط فأقام بها بطالاً حتى مات وقد قارب الثمانين في ربيع الآخر سنة ست وستين وحمل ميتاً منها إلى القاهرة فغسل بها وكفن ثم صلي عليه بمصلى المؤمني وشهده السلطان بل مشى معه إلى باب المدرج ودفن بتربته التي جددها وبناها بالقرب من دار الضيافة وبها أستاذه جارك وولد لصاحب الترجمة وابن الظاهر جقمق ثم أبوه ثم ولده الآخر المنصور وصارت محلاً للملوك وقرر فيها شيخنا الشمني مخطوباً شيخاً وخطيباً وغير ذلك من وظائفها بل كان المستقل بها وكان له فيه حسن الاعتقاد ويبالغ في إكرامه وكان طوالاً نحيفاً طويل اللحية رحمه الله وإيانا.
قانباي الجكمي نسبة لجكم من عوض المتغلب على حلب، كان حاجب الحجاب بحلب فاحترق سنة تسع وأربعين في بيته بالنار التي يتدفأ بها بتلك البلاد أيام الشتاء في حال كونه سكراناً وكان معه مملوكه وكتب محضر بذلك إلى القاهرة دفعاً لتوهم خلافه؛ أقام خاصكياً بعد موت أستاذه مدة إلى أن رقاه الظاهر جقمق إلى الحجوبية وليم في ذلك وصرح هو حين بلغه موته هكذا بسببه ولعنه ولعن من أشار عليه بتوليته لمزيد إهماله.
قانباي الحسني الظاهري أحد أمراء العشرات ووالي القاهرة وهو من عتقاء الأشرف إينال باشر الولاية أقبح مباشرة ومات بالطاعون في رمضان سنة ثلاث وسبعين قانباي الحسني المؤيدي شيخ. صار خاصكياً في أيام ابن أستاذه المظفر إلى أن أمره الظاهر جقمق عشرة ثم نقله إلى أتابكية حماه؛ ثم عمله الظاهر خشقدم من الطبلخاناه ثم ناب طرابلس، ولم يلبث أن تجرد لكائنة سوار وكانت منيته هناك في ربيع الأول سنة اثنتين وسبعين وقد ناهز السبعين، وكان لا بأس به عارفاً بلعب الرمح متحركاً.
قانباي الحمزاوي. أصله لتنم الحسني نائب الشام ثم لسودون الحمزاوي الظاهري في الدولة الناصرية فأعتقه ونسب إليه وجعله شاد الشربخاناه وبعد موته خدم عند بعض الأمراء ثم عند شيخ فلما تسلطن أمره عشرة ثم طبلخاناه ثم تقدم بعد موته، وناب في الغيبة لابنه المظفر ثم حبسه الظاهر ططر ثم أطلقه الأشرف وولاه أتابكية دمشق ثم قدمه بالقاهرة ثم نقله لنيابة حماة ثم حوله الظاهر لطرابلس ثم لحلب ثم أعاده مقدماً بالقاهرة ثم رجع به إلى نيابة حلب ثانياً ثم نقله الأشرف إينال إلى نيابة دمشق حتى مات في ربيع الآخر سنة ثلاث وستين ودفن بخانقاه تغرى برمش تحت قلعتها وقد ناهز الثمانين وسر الدمشقيون بوفاته لكثرة جنايات مماليكه الذي استكثر منهم جماعة بابه ومع ذلك فهو شديد الإسراف على نفسه سامحه الله.
قانباي السيفي شاذ بك الجكمي نائب حماة ويعرف بسلاق ومعناه الأعسر. تقدم في أيام الأشرف قايتباي حتى صار أحد الأربعينات لكونه جيء إليه بسرية ليتسرى بها فظفر له أنها من أقاربه فأعتقها ثم زوجها لصاحب الترجمة وذلك في حال إمرته فلما استقر في المملكة ارتفع بها. مات بحلب في إحدى الجماديين سنة خمس وثمانين وسمعت من يذكره بمحبة العلم وأهله بل وقرأ بعض المقدمات على النجم القرمي وغيره مع دين وكرم في الجملة. رحمه الله.
قانباي الصغير هو المحمدي يأتي قريباً.
قانباي الظاهري الساقي حاجب ميسرة، مات في منتصف صفر سنة ثمانين ونزل السلطان فصلى عليه.
 قانباي العلائي أحد المقدمين بالديار المصرية. مات بعد أن تعلل أشهراً في ليلة الأحد حادي عشري شوال سنة ثمان ودفن من الغد بعد الظهر وكان يكثر الاختفاء في مصر والشام خوفاً من جهة السلطنة فكانت العامة تسميه لذلك بالغطاس. ذكره العيني.
قانباي العمري الناصري فرج بن قانقز أخت الظاهر برقوق ووالد فاطمة أم خوند الآتية. ممن وأرسل الناصر وهو بدمشق لنائب الغيبة بالقاهرة بخنقه فاتفق قتل الناصر قبل وصول القاصد ولكن لم يعلم النائب بذلك إلا بعد إمضائه الأمر فلما قدم المؤيد وقفت أمه إليه فأمر بقتل النائب فقتل فبادرت إلى كبده فصارت تنهمه، وقد ذكره شيخنا في أنبائه فقال: قانباي قريب بيبرس ابن أخت الظاهر برقوق، وكان خاصكياً ثم في دولة الناصر أميراً إلى أن عصى عليه فسجنه بالقلعة فلما وصل الخبر إلى القاهرة بكسر الناصر قتله سنبغا نائب القلعة وذلك في سنة خمس عشرة ويقال أن الناصر كان قرر معه ذلك انتهى. وهو والد زوجة جرباش الكريمي قاشق. قانباي قريب بيبرس ابن أخت الظاهر برقوق وهو الذي قبله.
قانباي المحمدي الظاهري برقوق ويعرف بقانباي الصغير سيف الدين. تنقلت به الأحوال إلى أن قدم مع المؤيد في سنة خمس عشرة واستقر دويداراً كبيراً ثم نقل لنيابة الشام في سنة سبع عشرة فأقام بها مدة ثم عصى هو وجماعة ونزل السلطان لقتالهم فاقتتلوا هم وشاليشه فانتصر ثم أدركه السلطان فانهزم قانباي في ماعة وآل أمره إلى أن أمسك فحبسه السلطان ثلاثة أيام أو دونها ثم قتل بقلعة دمشق في أواخر شعبان سنة ثمان عشرة، وكان حسن الصورة جميل الفعل بنى برأس سويقة منعم مدرسة فقرر فيها مدرساً للشافعية وآخر للحنفية ووقف لهما وقفاً جيداً. ذكره شيخنا في إنبائه وابن خطيب الناصرية.
قانباي المؤيدي شيخ ويعرف بالساقي وبقراسقل. تأمر عشرة في أيام الأشرف إينال أو قبلها يسير وصار رأس نوبة بطرابلس. مات في توجهه إلى الجولان في البحر المالح سنة ثلاث وستين وقد ناهز الستين وكان متوسط السيرة مسرفاً على نفسه.
قانباي الناصري فرج ويعرف بالأعمش. صار في أيام الأشرف برسباي خاصكياً ثم في أيام الظاهر أمير عشرة ثم من رؤوس النوب في أيام الأشرف إينال نائب القلعة ثم زيد أقطاع يونس العلائي، واستمر عليهما حتى مات في ذي القعدة سنة ستين.
قانباي اليوسفي المهمندار واسمه الأصلي الحاج خليل، أصله فيما زعم من مماليك قرا يوسف التركماني صاحب بغداد وأنه جاركسي الأصل وقيل أنه من شماخي ممن لم يسمهم رق، ثم قدم الديار المصرية في أيام الأشرف برسباي فسأله عن اسمه فقال: خليل فقال له: أنت مملوك أم حر فقال: من مماليك قرا يوسف قال: فما جنسك فقال وقد علم أن الدوله للجراكسة: جركسي فمشى عليه ثم سأله عن اسمع وبلاده فقال له: قانباي فبقاه عليه وكتبه خاصكياً ثم بعد مدة جعله مقدم البريدية ثم نكب بعد موته بالحبس والضرب الشديد والنفي؛ وقدم القاهرة أيام الأشرف إينال وولي المهمندارية ثم حسبة القاهرة في أواخر أمره حتى مات في خامس عشري شوال سنة اثنتين وستين وهو في عشر الستين عفا الله عنه.
قانباي أحد رؤوس النوب الصغار والأمراء العشرات بالديار المصرية. مات في يوم الخميس مستهل جمادى الآخرة سنة سبع. أرخه العيني.
قان بردى الأشرفي إينال أحد الدوادارية الصغار ورؤوس الفتن والظلم في أيام أستاذه ثم امتحن بعده بالنفي والحبس إلى أن قدم في أيام الظاهر تمربغا وأمره الأشرف قايتباي عشرة ثم جعله دواداراً ثانياً ثم نقله بعد شهر إلى تقدمة ألف، واستمر حتى مات وقد قارب الثلاثين أو جازها بالطاعون في شوال سنة ثلاث وسبعين وشهد السلطان الصلاة عليه بالمؤمني ودفن بتربته التي أراد إنشاءها بالريدانية عند الحوض الخراب وكان ظلم فيها وعسف ولم يكن بالمرضي شكلاً وفعلاً.
قان بردى الأشرفي قايتباي أحد الخازندارية الخواص مات في أوائل الطاعون سنة سبع وتسعين واغتنم لذلك ودفن بتربته ووجد له فيما قيل نحو عشرين ألف دينار.
 قانبك العلائي شيشحة الظاهري جقمق رأس نوبة ثاني. قتل في مصاففة بين العسكر المصري وعلى دولات في صفر سنة تسع وثمانين؛ وكان متقدماً في الرمح والرمي زائد الإمساك غير مذكور بكثير خير. أنشأ بيتاً هائلاً بدرب الخدام بالقرب من سويقة العزى وبجانب البوابة الكبرى مسجد عتيق فجدده وأخذ منه جانباً فيها ووقف عليه ربما لطيفاً مقابله بعد أن رممه باشر شد الشون ثم الحجوبية الثانية ثم رأس نوبة وهو الذي سار بالحج من العقبة إلى مصر حين جهز أميره جانبك منها إلى القدس منفياً.
قانبك الظاهري برقوق. كان من خاصكيته وممن وثب بعده وتأمر باليد في أيام تلك الفن واستمر في رواج حتى صار مقدماً ثم رأس نوبة النوب فلم تطل مدته وقبض الناصر عليه وقتله في سنة أربع عشرة، ولم يكن مشكور السيرة، وذكره العيني باختصار.
قانبك المحمودي المؤيدي شيخ. كان من صغار خاصكيته ثم عمله الأشرف برسباي أمير طبلخانات بدمشق ثم الظاهر أمير عشرة بمصر ثم صار مقدماً بدمشق ثم أمسك وسجن ثم أطلق وأعطى في أيام إينال تقدمة بدمشق فلما تسلطن خجداشه الظاهر خشقدم صيره مقدماً بالقاهرة ثم أمير سلاح وأمسك في أيام بلباي وسجن بإسكندرية أكثر من سنة ثم أطلق مع استمراره بها بطالاً حتى مات في ربيع الأول سنة أربع وسبعين وقد جاز السبعين.
قانصوه الأحمدي الأشرفي إينال ويعرف بالسخيف. ممن رقاه الأشرف قايتباي للحسبة وشد الشربخاناة ثم قدمه كل ذلك مع ترفعه وسخفه وجرأته بحيث أفضى به إلى أن ضرب الوزير. ونفاه السلطان لدمياط وكثر التشكي منه فحوله لمكة فدام بها حتى مات في عصر يوم الجمعة ثالث عشري المحرم سنة اثنتين وتسعين، ودفن من الغد بالمعلاة في قبة الأمير بردبك الدوادار ومستراح منه.
قانصوه الإسحاقي الأشرفي إينال أحد العشروات ورؤوس النوب؛ مات مطعوناً في سنة إحدى وثمانين.
قانصوه الأشرفي برسباي ويعرف بالمصارع كان أحد الخاصكية الأفراد في القوة وفن الصراع مع الشجاعة والإقدام وحسن الشكالة وتمام الخلقة والتواضع والمحبة في الفقهاء، مات في ربيع الأول سنة ست وخمسين في أوائل الكهولة عفا الله عنه.
قانصوه الأشرفي برسباي أيضاً أقام خاصكياً دهراً ثم تأمر عشرة في أيام خشقدم إلى أن تجرد لسوار فعاد مريضاً. حتى مات في ربيع الآخر سنة أربع وسبعين عن نحو الستين.
قانصوه الأشرفي إينال أحد العشرات وصهر السيفي الحنفي على ابنته ويلقب جريبات مات في المحرم سنة اثنتين وثمانين وكان يذكر بتقدم في النشاب مع اختصاص بالسلطان قانصوه الأشرفي إينال أحد العشرات أيضاً وأخو سيباي نائب حماة، مات في طاعون سنة سبع وتسعين.
قانصوه الأشرفي قايتباي ويعرف بالألفي. ترقى إلى أن صار أحد المقدمين.
قانصوه الأشرفي قايتباي أيضاً ويعرف بخمسمائة وترقى إلى أن صار دواداراً ثانياً ثم أمير آخور وصاهر الأتابك على ابنته سبطة الظاهر جقمق واستولدها ثم ماتت في الطاعون بعد ولديها وحج بأثر ذلك أمير الركب سنة ثمان وتسعين قانصوه الأشرفي قايتباي قريبه ويعرف بالشامي. ترقى إلى معلمية الأسواق ثم صار أحد المقدمين وسافر في بعض التجاريد.
قانصوه الألفي، وجريبات، والخسيف، وخمسمائة، والشامي. مضوا كلهم تقريباً.
قانصوه المحمدي الأشرفي برسباي. كان من خاصكيته ثم من سقاته وامتحن بعده بالحبس وغيره إلى أن أمره المنصور عشرة ثم أخرجه الظاهر خشقدم لدمشق على تقدمة فيها لحقده عليه واستمر إلى أن خرج لسوار فمرض بالبلاد الحلبية أياماً. ثم مات في صفر سنة اثنتين وسبعين وهو في عشر الستين وكان حسن الشكالة كثير الأدب عاقلاً ساكناً شجاعاً ديناً عفيفاً نادرة في أبناء جنسه.
قانصوه المصارع. مضى قريباً.
 قانصوه النوروزي نوروز الحافظي. صار خاصكياً في الدولة المؤيدية ثم في أيام الظاهر ططر أمير عشرة ثم طبلخاناه ثم قبض عليه الأشرف وحبسه يسيراً ثم أطلقه على إمرة طبلخاناة ثم أعطاه نيابة طرسوس ثم حجوبية الحجاب بحلب ثم تقدمة بدمشق، فلما خرج إينال الحكمي على الظاهر جقمق كان ممن وافقه وامتحن بسبب ذلك واختفى مدة ثم ظهر بأمان وقدم القاهرة وولي نيابة ملطية ثم عزل عنها وعاد إلى دمشق أمير ثمانين ثم أعطاه الأشرف إينال بها تقدمة فلم يلبث إلا دون شهرين. ومات بها في أواخر جمادى الأولى سنة سبع وخمسين عن نحو الستين وكان شجاعاً مليح الشكل معتدل القدر أسا في رمي النشاب مع نقص حظه وفقره وخموله.
قانصوه اليحياوي الظاهري جقمق نائب الشام. ممن ولي نيابة إسكندرية ثم طرابلس ثم حلب في ربيع الآخر سنة أربع وسبعين بعد إينال الأشقر وجاءت تقدمته في سنة ثمان وسبعين وفيها لكل من القضاة الأربعة وكاتب السر بغلة وبعضهم ورد بعضهم ثم نفي لبيت المقدس ثم ولي نيابة الشام عوداً على بدء وهو الآن نائبها.
قانصوه أحد الطبلخاناه بدمشق وحاجبها الثاني. قتل مع المجردين لسوار سنة ثلاث وسبعين. قانم الأشرف برسباي. وهو قانم نعجة.
قانم البواب أحد الأشرفية الإينالية. ممن اتهم بالاتفاق مع طائفة على الفتك بالسلطان فوسط في سنة ثمان وستين. قانم التاجر. يأتي قريباً.
قانم الدهيشة الأشرفي قايتباي ممن ناب عن أخيه جانم في الدوادارية الثانية حين عينت له وهو بحلب ولم يلبث أن عين للبلاد الشامية بمراسيم نوابها وليحضر مع أخيه فظلم وعسف. ومات هناك في شوال سنة.
قانم الظاهر جقمق ويعرف بقانم نبصا لفظة جاركسية. تأمر عشرة ثم لم يلبث أن سافر مع المجردين لسوار فقتل هناك في سنة ثلاث وسبعين وكان من الأشرار.
قانم الظاهري أحد العشرات وممن عمل أمير شكار وقتاً. مات في رجب سنة إحدى وتسعين.
قانم قشير نائب إسكندرية. مات سنة إحدى وثمانين وكان استقراره في النيابة بعد قجماس وكثر التشكي من دواداره بحيث كتب بطلبه فبادر فيما قيل لشنق نفسه.
قانم المحمدي الظاهر جقمق والد علي الماضي. ولد تقريباً سنة إحدى وثلاثين وثمانمائة واستقر في مشيخة الخدام بالحرم النبوي بعد موت إينال الإسحاقي ولزم التخلق بالخير مع التلاوة وحضور مجالس العلم مع التواضع ولين الجانب بل كان يقرأ في شرح القدوري على الفخر عثمان الطرابلسي ويجتمع عنده علماء الحنفية وغيرهم. ولما كنت بالمدينة أخذ عني أشياء من الكتب الستة وغيرها كشرح معاني الآثار للطحاوي وحصل القول البديع والرمي بالنشاب وغيرهما من تآليفي وكتبت له إجازة وأخبرني أنه تلا القرآن بروايات على التاج السكندري المالكي بعد تلاوته على غيره من أئمة القراء بل قرأ بعده على الشهاب بن أسد في آخرين؛ وكان يقرأ في مشهد الليث في الجوق رياسة وكذا بالمدينة الشريفة وقرأ في المذهب الحنفي على غير واحد من أئمة القاهرة وغيرها كحسن وعلي الروميين والشمس المحلي وعنه أخذ تفسير النسفي والصلاح الطرابلسي وعنه أخذ الجيرومية في النحو، وكتب الخط الحسن وظهر بذلك بركة رؤية النبي صلى الله عليه وسلم في سنة ثلاث وخمسين في منامه ومثوله بين يديه وأمره إياه بقراءة الفاتحة بحضرته الشريفة فامتثل وقرأها بتمامها والمنام عندي بخطه في ترجمته من التاريخ الكبير. وفاضت عليه البركات من ثم إلى أن صار رأس خدام الحضرة الشريفة واستمر بالمدينة قائماً بذلك ويحج منها كل سنة إلى أن مات في عصر يوم الأحد سادس عشر ذي الحجة سنة تسعين ونعم الرجل رحمه الله وإيانا.
 قانم من صفر خجا الجركسي المؤيدي شيخ ويعرف بالتاجر. اشتراه المؤيد في سلطنته فأعتقه وصيره من المماليك السلطانية ثم صار خاصكياً في أيام ابنه إلى أن أرسله الأشرف لبلاد جركس لإحضار أقاربه فتوجه ثم عاد في حدود سنة ثلاثين فأقام دهراً ثم صار من الدوادارية الصغار ثم تأمر عشرة في أيام العزيز ثم تأمر على الركب الأول غير مرة وتوجه في الرسلية لمتملك الروم ثم لمتملك العراقين ثم جعله إينال من أمراء الطبلخاناه، ثم قدمه ثم صار في أيام المؤيد رأس نوبة النوب ثم جعله خجداشه الظاهر خشقدم أمير مجلس، وعظم جداً ونالته السعادة وقصد في الحوائج وشاع ذكره، وعمر الأملاك الكثيرة بل أنشأ مدرسة على ظهر الكبش بالقرب من جامع طولون وتربة بالصحراء خارج القاهرة وصار أتابك العساكر. ولم يزل في ازدياد حتى مات فجأة في صفر سنة إحدى وسبعين حين دخوله الخلاء وتحدث الناس في كونه مسموماً وفي غير ذلك وجهز وأخرج من داره المجاورة للزمامية في سويقة االصاحب حتى صلي عليه بمصلى المؤمني بحضرة السلطان فمن دونه ودفن بتربته وقد قارب السبعين. وكان طوالاً تام الخلقة مليح الوجه كبير اللحية أبيضها ضخماً مهاباً وقوراً ذا سكينة معظماً في الدول قليل الكلام طالت أيامه في السعادة ولم يرتق لما كان يحدث به نفسه هو وأصحابه وله بجاهه الشرف المناوي مزيد العناية رحمه الله وعفا عنه.
قانم نيصا هو الظاهر جقمق. مضى قريباً.
قانم الملقب نعجة الأشرفي برسباي. كان من خاصكية سيده ثم تأمر عشرة في أيام إينال إلى أن مات في جمادى الأولى سنة إحدى وسبعين وقد ناهز الستين أو جازها بقليل، وكان مسرفاً على نفسه عفا الله عنه.
قايتباي الجركسي المحمودي الأشرفي ثم الظاهري أحد ملوك الديار المصرية والحادي والأربعين من ملوك الترك البهية ويلقب بدون حصر بالأشرف أبي النصر، خاتمة العظام ونابغة العظام؛ بارك الله تعالى للمسلمين في حياته؛ وتدارك باللطف سائر حركاته وسكناته. ولد تقريباً سنة بضع وعشرين وثمانمائة وقدم مع تاجره محمود بن رستم والد نزيل مكة الآن مصطفى في سنة تسع وثلاثين فاشتراه الأشرف برسباي ودام بطبقة الطازية إلى أن ملكه الظاهر جقمق وأعتقه وصيره خاصكياً ثم دواداراً ثالثاً بعد ماميه المظفري صهر الشهابيبن العيني ثم امتحن في أول الدولة الأشرفية إينال ثم تراجع واستمر على دواداريته ثم ارتقى لإمرة عشرة ثم في أول سلطنة الظاهر خشقدم لطبلخاناه مع شد الشربخاناه عوضاً عن جانبك المشد ثم للتقدمة صار في أيام الظاهر بلباي رأس نوبة النوب عوضاً عن خجداشه أزبك من ططخ المتوجه لنيابة الشام ثم لم يلبث أن استقر الظاهر تمربغا في الملك فعمله أتابكاً عوضه ثم لم يلبث أن خلع به مع تعزز وتمنع وصار الملك وذلك قبل ظهر يوم الاثنين ثالث شهر رجب سنة اثنتين وسبعين فدام الدهر الطويل محفوفاً بالفضل الجزيل وظهر بذلك تحقيق ما سلف تصريح المحب الطوخي أحد السادات به مما أضيف لما له من الكرامات حين كون سلطاننا مع كتابية الطبا لما تزاحم جماعة على الحمل معه لما يحصل به له الارتفاق قم أنت أيها الملك الأشرف قايتباي فكان ذلك من أفصح المخاطبات. ونحوه مشافهته من محمد العراقي خادم المجد شيخ خانقاه سرياقوس كان، بقوله استفق فإنك الملك وكن من الله على حذر وإيقان، وكذا قال له حسن الطبندي العريان في سنة إحدى وسبعين: أنت الملك تلو هذا الآن، وهذا يعني يشبك هو الدوادار المختار بل أرسل له في أثناء إمرته الظاهر خشقدم مع بعض خاصته بالبشارة بذلك إما بالفراسة أو بغيرها من المسالك فأعرض عن ذلك وتخيل وخشي من عاقبته معه لما تأمل ثم أكد تحقيق هذه المكرمة بإرسال ذلك القاصد بعينه لما ولي التقدمة مقترناً بالسؤال في أن يكون نظره على أوقافه وبنيه وأخلافه جازماً بذلك عازماً على عدم الكتم لما هنالك:

إن الهلال إذا رأيت سمـوه

 

أيقنت أن سيصير بدراً كاملا

بل حكى لي السيد العلامة الأصيل الفهامة العلاء الحنفي نقيب الأشراف بدمشق كان وهو في الصدق بمكان أن الأمير قجماس حين كونه نائب الشام بدون إلباس أخبره أنه رأى في بعض الطواعين كأن أناساً توجهوا لطعن جماعة بحراب معهم فكان هو وصاحب الترجمة قبل ترقيهما ممن راموا قصدهما بالطعن فكفهم عنهما شخص قيل أنه أنس بن مالك خادم النبي صلى الله عليه وسلم رضي الله عنه وأخبر بارتقائهما لأمر عظيم وبزيادة هذا عليه في الارتقاء أو كما قال وأن الرائي قصها على السلطان حينئذ فأمره بكتمها عقلاً ودربة وكذا بلغني عن بعض نواب المالكية ممن كان في خدمته حين الإمرة بإقراء مماليكه وغير ذلك أنه رأى كأن شجرة رمان ليس بها سوى حبة واحدة وأن صاحب الترجمة بادر وقطعها فتأوله الرائي بأخذه للملك وأعلمه بذلك واستخبره عماذا يفعل به إذا صار الأمر إليه وأمره بالسكوت عن هذا المنام والاستحياء من ذكر هذا الكلام لأنه ليس في هذا المقام؛ وعني في تأويله أيضاً أنه خاتمة العنقود إذ من عداه لا يفي المقصود لما اجتمع فيه من الخصال التي لا توجد مفرقة في سائر الأقران والأمثال وأيضاً ففي خصوصية الرمان مكثه طويل الزمان؛ ولما استقر في المملكة أخذ في الإبقاء والعزل والأخذ والبذل والتحري لما يراه العدل والتقريب والترحيب والتهديد والتمهيد والإرشاد والإبعاد والتلبث والتثبت برأيه وتدبيره وسعيه وتقريره مع الحرمة الزائدة والهمة للتب بالشهامة شاهدة والخضوع لمن يعتقد فيه العلم والصلاح، والرجوع لمن لعله يستند إليه بالارتياح وعدم التفاته لجل الشفاعات وتخيلاته من تلك المعارضات والمدافعات. بل كلامه هو المقبول وملامه لا يدفع بمعقول ولا منقول وحدوده ماضية الإبرام ونقوده دفعها لا يرام، ولذا خافه كل أحد وأحجم ووافاه العظماء فضلاً عمن يليهم بالاسترضاء والخدم والتفت للمشي في الجوامك والرواتب ونحوها على العوائد المؤيدية ثم الأشرفية مع إنصافه للعارفين بأنواع الفروسية ومن به النهضة في كل قضية وبلية مما رام سلوكه غير واحد ممن قبله فجبن عن هذا القطع المقتضى للديوان باستمرار الوصلة بل نقل بعض المضافات للذخيرة من الأشرف وغيره في القلعة وغيرها إلى أوقافهم معللاً بكون ثوابها يتمحض لهم وبرها لأنه في الحذق المتوصل به لمقاصده، وفي الصدق بالعزم والتجلد والثبات منتصب الراية، سيما وله تهجد وتعبد وأوراد وأشعار وأذكار مزيلة للأكدار وتلحينات تسر النظار وتعفف وتعرف ويقظة وتصرف وبكاء ونحيب وإنكاء لمن بمراده لا يجيب وارتقاء في تربية من شاء الله من مماليكه وخدمه وانتقاء لمن يسامره في دفع ألمه؛ وميل لذوي الهيئات الحسنة والصفات المثنى عليها بالألسنة حتى إنه يتشوق لرؤيته لشيخنا ابن حجر وابن الديري في صغره ويتلذذ بذكره لهما في كبره بل كثيراً ما ينشد ما تمثل به أولهما حين استقرار القاياتي في القضاء بعد صرفه وقوله استرحنا وقول الآخر أكرهونا مشيراً لكونه على رغم أنفه:

عندي حديث طريف بمثله يتغنـى

 

من قاضيين يعزى هذا وهذا يهنـا

فذا يقول أكرهونا وذا يقول استرحنا

 

ويكذبان جميعاً ومن يصدق مـنـا

ويقول مما يروم به تعظيم أولهما وتشريفه:

موته يعدل موت الإمام أبا حنيفة وتلاوة ومطالعة في كتب العلم والرقائق وسير الخلفاء والملوك يرجى كونها نافعة بحيث يسأل القضاة وغيرهم الأسئلة الجيدة ولا يسمع في الكثير جواباً يستفيده عنده وربما يقال له منكم يستفاد حيدة عن المراد وينكر كثرة الصياح بدون فائدة ويكرر عتبهم في غيبتهم والمشاهدة، سيما حين يعلم تقصير كثيرين في الجهات وعدم التصوير لسنى الهيئات والمخاطبات مما يقتضي مزاحمته لهم في المرتبات ونقص تلك المبرات القديمة والصلات؛ كل هذا مع حسن الشكالة والطول والبهاء الذي شرحه يطول ومزيد التوكل ومديد التضرع وللتوسل والاعتراف من نفعه بالتقصير والإنصاف الذي لا يؤخره عن مقتضاه إلا القادر القدير والاعتماد لمن يعلم عقله وتدينه من الشباب والقدماء، والاعتقاد فيمن يثبت عنده صلاحه من الصلحاء والعلماء. بحيث جر هذا إلى التلبيس عليه من بعض الشياطين في شخص من المعتقدين حتى أنزله ليلاً ماشياً مصطحباً معه مبلغاً وافياً للمكان الذي زعم فيه المعتقد له فبالغ في الخضوع لذلك وبالمبلغ وصله ثم بان له كذبه وهان حين علم أنه ليس بالمعتقد فاضمحل بسببه وعدم المسارعة لمن يوليه ممن هو تحت نظره وميله كان إلى الاستفتاء فيما يجب فعله للخوف من عاقبة ضرره وحياء يتمحل فيه معه لمضضه وربما يفتقر من أجله إلى الاحتياج لمن يتوصل به لغرضه وترك التفات كلي للزوجات والسراري استبقاء لقوته في الغزوات والبراري. بل كان لا يشرب الماء القراح إلا في النادر لهذا المقصد الطاهر حتى صار هو الأسد الضرغام والأسد الهمام والفارس البطل والسايس الحبل والرامي الذي لا يجارى والسامي الذي لا يشكك ولا يمارى. وكان أول تصرفاته الحسنة إكرامه للمنفصل المستيقظ من تلك السنة بحيث أرسله بدون مسفر ولا ترسيم بل وصله بالإكرام والتكريم عزيزاً محترماً راكباً فرساً بهياً معظماً على هيئة جميلة روية مجانبة للخيلاء والمخيلة إلى أن ركب البحر لدمياط محل الغنائم والرباط فقام بها قليلاً ثم هام للتخلص مما رأى كونه فيه ذليلاً رجاء لتمكنه من رجوعه لتعيينه للأمر بزعمه في يقظته وهجوعه فما كان بأسرع من خذلانه وعود الأشرف عليه كبدئه بأمانه فإنه لما أمسك من قرب غزة وزالت تلك الشهامة والعزة أمر بإرساله لإسكندرية ليكون في بيت العزيز منها على الهيئة المرضية بدون ترسيم ولا عتب وتأثيم بل يحضر الجمعة والعيدين ونحو ذلك من هذه المسالك ثم لم يلبث أن جاءت مطالعته وفيها يعتذر يترقق ولا يفتخر بل يكرر فيها وصفه بالمملوك كما سبقه لمكاتبته بها المؤيد أحمد وبلباي وغيرهما من الملوك وكم له في إمرته فضلاً عن سلطنته من قومات مهمات وتكرمات عليات كحركته في الرجوع بالمشار إليه وبخجداشه أزبك المعول عليه بعد إرسال الظاهر خشقدم بهما لإسكندرية حتى فرج الله عنهما به هذه البلية إن المهمات فيها تعرف الرجال وتزول بهم الأهوال والأوجال وكعتبه على صاحبه خطيب مكة أبا الفضل حيث كتب له وثيقة بخمسمائة دينار ينكشف بها عن العضل ثم جهز له المبلغ مع الوثيقة ليفوز بالصلة وحسن الوثيقة، ولمحاسنه كان ينتمي إليه إذ ذاك السيد النور الكردي ويعقوب شاه والشمسي ابن الزمن والبدري أبو الفتح المنوفي ومن شاء الله من الصلحاء والنساك ثم في أثناء ما سلف قام في التدبير للأمر الذي أكره عليه وله اعترف فاشتغل بجمع الأموال مما رأى أنه غير مناف للاعتدال فإنه كان في إمرته ينكر على الظاهر خشقدم ارتشاءه من قضاة مصر في توليته ويقول متى يجتمع له من هؤلاء المساكين ما يوصل لغرض التمكين مع الإشلاء عليه والابتلاء بما يلصق به من النقص ويضاف إليه:

أنا أعرف من أحمل منه جزيل المال الحادث والقديم بدون تأثيم، وكان كذلك إلى أن اجتمع له ما يفوق الحصر والبيان من بني الأمراء والأعيان والمباشرين والخوندات والخدام والدهاقين وغيرها من الجهات الغنية عن التنبيهات بحيث أنفق على المماليك السلطانية العوائد الملوكية على المجردين لسوار بالتسليم والاختبار بل تكرر إنفاق الأموال الجزيلة في التجاريد المهولة غير مرة إلى أن أزيلت تلك المحنة والمعرة وقتل أسوأ قتلة وانقضت تلك المهلة وكذا جهز عدة تجاريد منها غير مرة لصاحب الروم حسبما بسطته في أماكنه في أماكنه مما هو مقرر معلوم. ورأى بعض الفضلاء في المنام إبراهيم الخليل عليه السلام وهو يقول له: بشره يعني بالانتصار وعلمه دعاء الكرب الآتي في الآثار وجهز طوائف إلى البحيرة وغيرها مما قل خلو وقت عنها مع اشتغاله بعمل الجسور واحتفاه بما هو غاية في الظهور ولم يحاب في التعرض خليفة ولا أميراً ولا مدرسه ولا مشيراً ولا صاحباً ولا مجانباً ولا فقيهاً ولا وجيهاً ولا صالحاً ولا طالحاً ولا غنياً ولا فقيراً، بل توسع في جلب الأموال وتوجع لنفسه من العاقبة والمآل مع تصريحه بالاعتذار وتلميحه بما يقتضي الإنكار وتكرر دعاؤه على نفسه بالموت وأظهر تبرمه مما هو فيه بالفوت وربما برز ليفوز بالفرار بل صرح بخلع نفسه في بعض المرار ثم يعاد بالتلطف والتسييد لأنه الأوحد الفريد وقد أبطل مكس قتيا واحتفل بما يعيه وعيا وأزال كثيراً من الفساق وأطال الجري في ميدان السباق وقال على سبيل التحدث بالنعمة حظى أتم ممن يفر مني لقطع الخدمة لزعمه مزيد الكلف وضعف الهمة فإنهم لم يمض عليهم إلا اليسير ويفجأهم الموت النذير ثم تحمل إلى أموالهم ويضمحل تعلقهم ومآلهم كالأنصاري وابن الجريش والكمال ناظر الجيس ويحيى الريس التاجر المتعيش ويركب كثيراً إلى النزهة كالربيع والقبة الدوادارية ونحوهما من الجهات القصية وربما يبيت الليلة فما فوقها ويميت ما لعله يراه غير مناسب من أمور فيودي حقها وأدركه أذان المغرب مرة عند الجامع العلمي ذي البهاء والشهرة فطلعه لصلاتها لضيق وقتها والخوف من فوتها فرأى المصلين ولم ير الإمام فتقدم فصلى بهم وارتفع الملام وكانت في ذلك الإشارة إلى أنه هو الإمام، وتكرر توجهه هو إلى أماكن ملاحظاً التوكل الذي هو إليه راكن كبيت المقدس والخليل وثغور دمياط وإسكندرية ورشيد وأدكو لبلوغ التأمل وأزال كثيراً من الظلامات الحادثات وزار من هناك من السادات وعيد بجهات من الديار المصرية كالأضحى مرة بعد أخرى سنيه والفطر مع كثير من الجمع الرضي يبرز الشافعي للخطبة به في الأعياد امتثالاً للمراد، بل حج في طائفة قليلة سنة أربع وثمانين تأسياً بمن قبله من الملوك كالظاهر بيبرس والناصر محمد قلاوون الأمين؛ ووهب وتصدق وأحكم كثيراً من العلق وأظهر من تواضعه وخشوعه في طوافه وعبادته ما عد في حسناته سيما عند سقوط تاجه عن رأسه بباب السلام ليندفع عنه ما لعله زها فيه الملام وقال مظهراً للنعمة وصرف العين حين مشى في المسعى بين إمامه وقاضي الحجاز:

أنا بين برهانين. بل بلغني عند بعض الصالحين أنه أخبر برؤية النبي صلى الله عليه وسلم في المنام تلك الأيام وأخبر أنه من الفرقة الناجية مع أنه حج قبل ترقيه في زمن الظاهر الوجيه وذلك فيما قيل بالتعيين سنة سبع وأربعين وسافر بدون مين قبلها بسنتين لقلعة الروم ثم ركب على ظهر الفرات إلى البيرة على الوجه المعلوم وتوعك في رجوعه ثم سلمه الله لرعيته وجموعه وبالغ في إكرام المنصور بالإذن له في الحج المشهور وكذا بمجيئه القاهرة وركوبه بالسكينة في طائفة من الأمراء بداخل المدينة وكذا أكرم المؤيد أحمد مما بجموعه تفرد حسبما بسطناه وضبطناه في أماكنه من التاريخ الكبير مع غيره مما هو شهير. وله تلفت غالباً لتقديم المستحقين مما يشغر من الوظائف والمرتبات وربما أكره نفسه بتقرير من يعلمه من أهل البليات إما بمغالبته بالدريهمات أو غيرها من المناكدات واجتهد في بناء المشاعر العظام وأسعد بما لم يتفق لغيره فيه الانتظام كعمارة مسجد الخيف بمنى المبلغ فيه بالإخلاص كل المنى وعملت فيه قبتان بديعتان إحداهما على المحراب النبوي الذي بوسطه والثاني على المحراب المنفرد في نمطه مع المنارة الفائقة والبوائك الأربعة الرائقة والبوابة المرتفعة العظيمة سوى بابين للمسجد شرقي ويمني بالكيفية المستقيمة إلى غيرها من سبيل له ولاصق بعلو الصهريج الكبير الموافق وارتقى لمسجد نمره من عرفة المعروف بالخليل إبراهيم فعمره للتبجيل والتكريم واشتمل على بائكتين لجهة القبلة لإظلال الحجيج وقبة على المحراب المرتفع بجوانبه العجيج وحفر بوسطه صهريجاً ذرعه عشرون ذراعاً مع بناء المسطبة التي في وسطه ففاقت بهجة واتساعاً ورممت قبة عرفة وبيضت مع العلمين التي تميزت بهما ونهضت وكذا سلالم مشعر المزدلفة بعد إصلاحه وتجديد تلك الصفة وعمر بركة خليص المعول عليها وأجرى العين الطيبة الصافية إليهما. بل أصلح المسجد الذي هناك بحيث عم الانتفاع بكله للقاطن والسلاك وذلك جميعه بيقين في سنة أربع وسبعين ثم في التي تليها عمر عين عرفه بعد انقطاعها أزيد من قرن عند من أتقنه وعرفه وأجرى إليها المياه للمزدرعات والشفاه وأصلح تلك الفساقي فارتقى بها على المراقي وعمر بدون إلباس سقاية سيدنا العباس وأصلح بئر زمزم والمقام بل وعلو مصلى الحنفي الإمام وجهز في سنة تسع وسبعين للمسجد منبراً مرتفعاً عظيماً مرتفعاً مستقياً ونصب في ذي القعدة منها وقرت به أعين النبهاء إلى غيرها من الكسوة المتأنق فيها كل سنه والمتشوق لرؤيتها الحسنه بل أنشأ بجانب المسجد الحرام عند باب السلام مدرسة جليلة ليكون لرضا الله ورسوله بها صوفية وتدارس وفقراء محاويج مفاليس وخزانة للربعات وكتب العلم ذخيرة في الحرب والسلم وبجانبها رباط للفقراء والطلبة مع تفرقة خبز ودشيشة كل يوم يحضره الأكلة والكتبة وسبيل هائل ليرتوي منه الغني والسائل ويعلوه للأيتام مكتب للفوز بما به فيه احتسب وله رتب. وكذا أنشأ بالمدينة النبوية مدرسة بديعة بهية بل بنى المسجد الشريف بعد الحريق وأحكم تلك المعاهد بالإمكان والتوثيق وجدد المنبر والحجرة المأنوسة وما يجاورها من الجهات المحروسة والمصلى النبوي بالتحقيق المتحرك له بالتشويق إلى غيرها من المحراب العثماني والمنارة الرئيسية بدءاً على عود بدون تواني بل رتب لأهل السنة من أهلها والواردين عليها من كبير وصغير وغني وفقير ورضيع وفطيم وخادم وخديم ما يكفيه من البر ومن الدشيشة والخبز ما يسر وعمل أيضاً ببيت المقدس مدرسة كيسة بها شيخ وصوفية ودرسه وبكل من غزة ودمياط للاشتغال والرباط وبصالحية قطيا جامعاً بهياً واسعاً للمكاره دافعاً تكرر نزوله فيه بل خطب به بحضرته يوم عيد الفطر الشافعي الوجيه يوم الجمعة الخضيري المحصن بالرفعة وبالقرين دونها مسجداً للمسلمين متعبداً وحوضاً قائماً للبهائم وجدد من جامع عمرو بن العاص بعض جهاته رجاء الفوز من المولى بصلاته وجميع الإيوان النفيس المجاور لضريح إمامنا الشافعي بن إدريس بل زخرف القبة وجددها وأساطينها وعمرها والمنارة التي تضيق عنها العبارة وفعل كذلك بالمشهد النفيسي بالمقصد التأسيسي لما علم أن مصر في خفرهما بالحراسة مع من بها من الصحابة الفائقين في النفاسة وعمر إيوان القلعة مع قصرها ودهيشتها وحوشها وسائر جهاتها والبحرة وقاعتها والمقعد الذي يعلو

بابها وقصراً هائلاً مشرفاً على القرافة وذاك البهاء بل عمل علو أبواب الحوش قصراً مم لا يمكن له استيفاء وحصراً وعمر جامع الناصري بعمل قبته بعد سقوطها ومنبره رخاماً وغيرهما من أركانه وجهاته مع تبييضها وتبليطها وفسقية هائلة إلى الاشتهار بالمعروف مائلة وسبيلاً وصهريجاً مجاورين للزردخاناه وعدة سبل ليبلغ بكله متمناه إلى غيرها كالمقعد الذي بحدرة البقر عند المكان الذي تفرق به الضحايا من العشر المعتبر بحيث صارت القلعة من باب المدرج إلى سائر ما اشتملت عليه حتى دور الحريم ومعظم الطباق غاية في البهجة لناظرها الأمن من الحرج وأصلح المجراة الواصلة من البحر إليها وكمل منها المنظر والبها وعمر الميدان الناصري بمشارفة الأتابك فريد العسكر الظاهري بل وعمل هناك قصراً بديعاً وإن تأخر إكماله لكونه ليس عجلاً ولا سريعاً وأنشأ بالصحراء بالقرب من الشيخ عبد الله المنوفي تربة بالرونق البهج تفي وبجانبها مدرسة للجمعة والجماعات ولاجتماع الصوفية بها في سائر الأوقات وشيخهم قاضي جماعة كان ثم ابن عاشر الساكن الأركان وخطيبها البهاء بن المحرقي وبها خزانة كتب شريفة جليلة منيفة وعمل بكل من جانبها وتجاهها ربعاً للصوفية موطناً ووضعاً وسبيلاً وصهريجاً وحوضاً للبهائم بهجاً يعلوه كتاب للأيتام مزيل للأكدار والآثام كل هذا سوى الربع الذي عمله الدوادار الكبير ليتسع به الصوفي والفقير والصهريج العظيم للقاطن المقيم وكان المشارف للسلطان البدر بن الكويز بن أخي عبد الرحمن وللدوادار تغرى بردى الخازندار ثم جدد في الرحبة التي يظهر الربع المذكور صهريجاً متسعاً جداً غير منكور وبالكبش مدرسة للجمعة والجماعات بل جدد باب الكبش وعمل علوه ربعاً وقفه على ما بها من الشعائر والطاعات وحوضاً للدواب المزيد الثواب كان المشارف على المدرسة والحوض الاستادار وعلى الباقي نانق المؤيدي المختار وجدد للمجاولية ربعاً وحوضين إما من الوقف أو من فائض النقدين بمشارفة إمامه الناصري الأخميمي وبالدقي تجاه الجزيرة الوسطانية جامعاً حسناً رائعاً وبالروضة جامعاً هائلاً كان من قديم مع صغره ساقطاً مائلاً فهدمه وعمل بجانبه ربعاً وأنشأ خلفه قاعة صيرها مسجداً جليلة تزييناً ووضعاً بل هناك عدة دكاكين وطاحون وغيرها محكم التمكين بمشارفة البدر بن الطولوني تعمل فيه بدرية بهية علية وجامع سلطان شاه هدمه ووسعه بحيث صار هو والذي قبله كالمنشئ لهما وعمل تجاهه ربعاً علو المطهرة التي أنشأها له بمشارفة الاستادار وجامع الرحمة الذي صار في بستان نائب جدة جدده بمشارفة شاذبك من صديق الأشرفي برسباي والجامع الذي بجانب قنطرة قديدار يعرف بشاكر وأنشأ جامع سلمون الغبار ومنارته وبجانبه سبيلاً وعدة مزارات كالمنسوب للشيخ عماد الدين بحارة السقايين عمل قبته ومنارته بل وسع أبوابه والمقام الدسوقي والمقام الأحمدي بمشارفة مغلباي الأشرفي إينال ويعرف بالبهلوان لهما وزاوية اليسع قبلي جامع محمود تحت العارض والزاوية الحمراء تجاه جامع قيدان بمشارفة البدري أبي البقاء بن الجيعان لهذه، والمقام الزيادي بين دهروط وطنبدا من الوجه القبلي بل أنشأ بطنبدا زاوية بها خطبة وغيرها للعريان المنقول عنه بشارته أولاً وكذا عمل زاوية ظاهر الخانقاه بجوار زاوية النبتيتي بها فقراء مقيمون شيخهم محمود العجمي وعدة جسور كالجسر الهائل بين الجيزية وما به من القناطر بل أنشأ فيه قناطر منها في موضع منه عشرة متلاصقة كان الأتابك أزبك المباشر لها وبرجاً محكماً بالثغر السكندري وكذا برشيد باشر أولهما البدري بن الكويز والعلائي بن خاص بك وغيرهما وثانيهما مقبل الحسني الظاهر جقمق وسوراً لتروجة وعدة سبل كالذي بزيادة جامع ابن طولون التي كان الظاهر جقمق هدم البيت الذي بناه ابن النقاش بها وآخر يعلوه كتاب للأيتام بجوار الجامع المسمى بجامع الفتح بالقرب من القشاشين تحت الربع بل عمر منارة الجامع وساعد في عمارته وآخر بسويقة منعم عمله بعد هدم سبيل جانبك الفقيه أمير آخور بحجة أنه كان في الطريق بمشارفة تنبك قرأ وآخر عند مقطع الحجارين من الجبل المقطم بالقرب من القلعة ع مسجد هناك وآخر عند درب الأتراك بجوار جامع الأزهر سقى الناس عقب فراغه السكر أياماً ويعلوه مكتب للأيتام وبجواره ربع متسع جداً وخان للمسافرين وحوض لسقي البهائم بل

جدد بمشارفة الاستادار مطهرة الجامع وجاءت حسنة عم الانتفاع بها وبنى منارته التي تعلو بابه الكبير وأمر بهدم الخلاوي المتجددة بسطحه بعد عقد مجلس فيه بحضرته لضعف عقوده وسقفه وغير ذلك وكذا حضر إلى المدرسة السيوفية من العواميد وطلب القضاة لاسترجاع المغصوب منها وعمرت لإقامة الجمعة والجماعات واستيطان الفقراء بخلاويها وما أجراه عليهم من البر وآخر بين المرج والزيات مع قبة وحوض تعرف بقبة مصطفى لإقامته بها بمشارفة قانصوه دوادار يشبك الدوادار وبعد مصطفى قام بشأنها امرأة ثم ملا حافظ نزيل زاوية تقي الدين بالمصنع وأحد صوفية الشيخونية وابتنى بالبندقانيين عدة أرباع متقابلة وخانين وحوانيت وجدد مسجداً مرتفعاً كان هناك وبالقرب منها أماكن بالزجاجيين كان بوسطها مسجد عند بئر عذبة وفسقية وبالخشابيين ربعين متقابلين وحواصل وبيوت وحوض للبهائم وغير ذلك مع بناء مسجد كان أيضاً هناك أرضى فرفعه وحسنه مما كان الشاد على جميعه شاهين الجمالي وبباب النصر ربيعاً ووكالة وحوانيت صار بعضها في رحبة حاجب الحاكم بل عمل بجانبه أخلية ومطهرة صارت خلف بيت الخطابة سواء بالقرب من قنطرة أمير حسين بالشارع ربعاً وبيت إمرة سبيلاً وصهريجاً بل جدد مسجداً لطيفاً كان هناك بمشارفة كاتب السر عليهما والكاتب في الأول عبد العزيز الفيومي وحسن لهم جعل طبقة علو قاعة الخطابة لكنه بها فإنه كان نائب الخطيب فلما انفصل عن الخطابة زعم أنها إنما بنيت لأجله خاصة فرد عليه وقال:

إنما هي للخطيب وفي الثاني عبد الكريم بن ماجد القبطي وبالدجاجين بالقرب من الهلالية ربعين متقابلين وحوانيت ووكالة وغيرها وفي وسطهما سبيل وحوض للدواب بل حفر بئراً هناك بمشارفة جانم دوادار يشبك الدوادار كما أنه شارف عمارة بيت أركماس الظاهري المطل على بركة الفيل أيضاً وعمارة بيت جرباش بالقرب من حدرة البقر بل اقتطع منه ما بني فيه رواقاُ ومقعداً ودواراً ليكون بيتاً لطيفاً لأمير وكانت مشارفة جانم لهذا خاصة في الأول ثم أكملها شاذبك الماضي وعمل بمباشرة كاتب السر هناك خاناً وطاحوناً وفرناً وحوانيت بل ربما وشارف شاذبك أيضاً عمارة بيت الطنبغا المرقبي بخط سويقة اللالا المطل على الخليج وبيت في درب الخازن معروف ببرد بك المعمار مطل على بركة الفيل مجاور لبيت إمامه البرهاني الكركي وابتنى عمارة عظيمة على البركة أيضاً مضافة لبيت خير بك من حديد وبيتاً تجاهه أيضاً بمشارفة الحاج رمضان المهتار لهما وآخر بباب سر جامع قوصون مطل عليها أيضاً بمشارفة جانم وصار إليه المكان الذي كان شرع فيه مثقال المقدم بجوار المصبغة بالقرب من قاعته فأكمله وأسكن فيه بعض المقدمين من مماليكه، إلى غيرها مما لا يمكنني حصره كمكان من جهة سويقة العزى يسكنه الآن ابن الظاهر خشقدم؛ وأما الأماكن المبنية والقصور العلية التي صارت إليه فمما لا ينحصر أيضاً كبيت مثقال الساقي المجاور للأزهر تملكه عند نفيه وزاد فيه ربعاً وقاعات وغير ذلك وربما احتج فيما يكون وقفاً بتصييره أيضاً كذلك وبيت ابن عبد الرحمن الصيرفي من بين الدرب وبيت ناصر الدين بن أصيل تجاه جامع الأقمر وبيت محمد بن المرجوشي وله في عمائره وغيرها الغرام التام في توسعة الشوارع وزوال ما يكون لذلك من الموانع بحيث أمر لهذا المقصد بهدم أماكن من بيوت وحوانيت ونحوها وإزالة ما كان تحت شبابيك المؤيدية من جهة باب زويلة من الأخصاص والأشرفية ولكنه حصل في غضونه التعدي لأشياء موضوعة بحق مع الاستناد في جميعه لقضاء أبي الفتح السوهاني وجر ذلك لتجديد الدوادار الكبير وهو المنتدب له لكل من جامع الفكاهين والصالح وغيرهما إما منه أو من أربابه، وبالجملة فلم يجتمع الملك ممن أدركناه ما اجتمع له ولا حوى من الحذق والذكاء والمحاسن مجمل ما اشتمل عليه ولا مفصله وربما مدحه الشعراء فلا يلتفت لذلك ويقول: لو اشتغل بالمديح النبوي كان أعظم من هذه المسالك. وترجمته تحتمل مجلدات من الأمور الجليات والخفيات وقد أشرت إليه في مقدمات عدة كتب وصلت إليه من تصانيفي كرفع الشكوك بمفاخر الملوك والقول التام في فضل الرمي بالسهام والتماس السعد في الوفاء بالوعد والسر المكتوم في الفرق بين المالين المحمود والمذموم والقول المسطور في إزالة الشعور والامتنان بالحرس من دفع الافتتان بالفرس والبستان في مسألة الاختتان وقرأ علي من سادسها بفصاحته وطلاقته قطعة صالحة بالثواب إن شاء الله رابحة وهو المرسل لي بالسؤال عما تضمنه الرابع من المقال ولقد قال لي بعض الأعيان حين وقوفه على السادس بالبرهان: كانت حادثة سقوطه عن الفرس يعدها العدو المخذول نقصاً فصيرتها مكرمة بما أرشدت إليه نصاً وأما السابع فكان عند حركته لولده بالختان الذي اهتزت له الأركان وسارت بشأنه الركبان وقد تكرر جلوسي معه وأكثر في غيبتي بما يشعر بالميل من الكلمات المبدعة ولكن الكمال لله والأحوال لا احتمال فيها ولا اشتباه حسبما أشرت إليها في وجيز الكلام والتبر المسبوك الانتظام فالله تعالى يحسن العاقبة ويمن علينا بدفع المألومات المتعاقبة بدون كدر ولا مجانبة ويغفر لنا أجمعين، ويرضي عنا الأخصام من المتظلمين المتوجعين.
قجاجق الظاهري برقوق؛ كان من خاصكيته ثم رقاه ابنه الناصر إلى التقدمة ثم إلى الدوادارية الكبرى، قال شيخنا في إنبائه: كان حسن الخلق لين الجانب مسرفاً على نفسه ولي الدوادارية الكبرى فباشرها بلطف ورفق. مات في أواخر سنة اثنتي عشرة وقيل في سادس المحرم من التي تليها وبالثاني جزم غيره وأن الناصر صلى عليه ودفن بتربته التي أنشأها بالصحراء وسماه بعضهم قجاقج.
قجقار البكتمري بكتمر جلق ويقال له جفطاي وربما كتبت بالشين المعجمة بدل الجيم وبالمثناة بدل الطاء. قال شيخنا في إنبائه:

مما أدرجت فيه ما ليس منه أحد الأمراء الصغار تقدم في دولة المؤيد وقرر رأس نوبة ولده إبراهيم، وتوجه رسولاً إلى ملك الططر وعظم قدره في دولة الأشرف وصار زردكاشاً وأعطاه في آخر عمره طبلخاناه. مات في رجب سنة إحدى وثلاثين وهو في عشر السبعين؛ وخلف موجوداً كثيراً وكان مشكور السيرة كثير الرفق بالفلاحين عارفاً بعمارة الأرض.
قجقار القردمي قردمر الحسني. تنقل بعد أستاذه إلى أن انضم للمؤيد شيخ حين كان نائب الشام فلما استقر في السلطنة قدمه ثم عمله أمير سلاح ثم ولاه نيابة حلب في سنة عشرين ثم غضب عليه ونفاه لدمشق معزولاً ثم أعيد إلى التقدمة وجعله في جملة الأوصياء على ولده فأمسكه ططر قبل دفن المؤيد وحبسه بإسكندرية ثم قتل بها في سنة أربع وعشرين عن ستين فأزيد، وكان كريماً محترماً عنده أدب مع انهماك في لذاته واشتهار بالفروسية. ذكره ابن خطيب الناصرية وشيخنا في إنبائه مطولاً وآخرون.
قجقار رأس نوبة أحد الأمراء العشرات. مات في ربيع الأول سنة ثلاث. ذكره العيني.
قجق بضمتين - الشعباني الظاهري برقوق. ترقى في الأيام الناصرية حتى صار مقدماً ثم عصى عليه وتوجه لشيخ ونوروز فلما تسلطن شيخ قدمه أيضاً ثم ولاه الحجوبية الكبرى ثم قبض عليه وحبسه بإسكندرية وبعده أطلقه ططر وأعطاه تقدمة ثم إمرة مجلس ثم في أيام الأشرف صار أمير سلاح ثم في سنة سبع وعشرين ونزل السلطان فصلى عليه تقدم العيني الناس ثم دفن بحوش السلطان عند تربة برقوق من الصحراء واستقر عوضه في الأتابكية يشبك الساقي الأعرج، وكان أميراً جليلاً وافر الحرمة معظماً في الدول رأساً في ركوب الخيل وفنون الفروسية مع حسن الشكالة والشيبة والعقل والسكون والتواضع والحلم والخوف على دينه. أثنى عليه العيني وغيره رحمه الله.
قجق - بضم ثم فتح - الظاهري برقوق من صغار مماليك أستاذه وممن تأخر في أيام المؤيد وصار أمير عشرة ورأس نوبة إلى أن نفاه الأشرف إلى صفد ثم أعطاه فيها أقطاعاً هيناً. ومات بعد بيسير في سنة نيف وثلاثين وكان أطلس عارفاً بلعب الرمح ممن ساق المحمل باشا سنين.
قجق نائب القلعة. هكذا بخطي في تاريخ شيخنا وصوابه ممجق وسيأتي في الميم.
قجق النوروزي الجركسي نائب قلعة الجبل. مات سنة أربع وأربعين ويحرر فكأنه ممجق.
قجماس بن قرقماس المعروف أبوه بسيدي الكبير. كان أعظم من أبيه وعمه تغرى بردى وعمهما درمداش المحمدي في الشجاعة والكرم إلا أنه لم يعط حظهم، وعظم اختصاصه بالجمالي يوسف بن تغرى بردى وقال أنه كان أسن منه بأشهر. مات بالقاهرة في شوال سنة إحدى وأربعين مطعوناً.

قجماس الإسحاقي الظاهري جقمق نائب الشام. نشأ في خدمة أستاذه وجود الخط في طبقته بحيث كتب بردة وقدمها له فاتهم بأنها خط شيخه وكان كذلك فامتحنه فكتب بحضرته بسملة فاستحسنها سيما وقد أشبهت كتابة شيخه فيها وصرف له أشياء؛ وحج رفيقاً لتمربغا أظن في أيام أستاذهما ثم عمله الظاهر خشقدم خازندار كيس ثم أمره بلباي عشرة بعد أن توجه لنقل المنصور لدمياط للإذن للمؤيد بالركوب فلما استقر الأشرف قايتباي رقاه وأسكنه في بيته بالباطلية ثم أرسله الشام لتركه نائبها بردبك البشمقدار ودواداره أبي بكر ثم استقر به في نيابة إسكندرية وأضاف إليه وهو بها تقدمة ثم نقله من النيابة لإمرة آخور وتحول إلى الديار المصرية فسكن ببيت تمر الحاجب بالقصر تجاه الكاملية ثم تحول لبيت الدوادار الكبير بالقرب من الحسنية والألجهية، وسافر في أثنائها أمير الحاج وكان معه من الفقهاء الصلاح الطرابلسي والشمس النوبي وكذا توجه في أثنائها لعمارة برج السلطان بها بل وعمر لنفسه حين نيابته بها جمعاً ظاهر باب إسكندرية المسمى بباب رشيد للجمعة والجماعات مع تربة وخان بقربه كان السبب فيه عدم أمن من يبيت من المسافرين ممن يصل إلى الباب بعد الغروب وغلقه وحصل به نفع كبير؛ ودفن بتربة الظاهر تمربغا وأنشأ بجانب ذلك بستاناً هائلاً، وجدد أيضاً جامع الصواري ظاهر باب السدرة وأقيمت به الشعائر وعمر خارجها بالجزيرة خارج باب البحر على شاطئ بحر السلسلة هيئة رباط وأودع به أسيلة ونحوها وبنى وهو أمير آخور مدرسة هائلة بالقرب من خوخة أيدغمش للجمعة والجماعات وجعل بها متصدراً وقارئاً للبخاري ونحو ذلك بل نقل ما كان قرره من التصوف بجامع الأزهر إليها، وعمل تربة بالقرب من تربة قانم التاجر وبها أيضاً تصوف ووظائف وكذا جدد بالقرب من الروضة في نواحي باب النصر مكاناً يعرف بالشيخ موسى وغير ذلك وأرصد لكلها أوقافاً، ثم نقل إلى نيابة الشام بعد أسر قانصوه اليحياوي في المجردين وظهر صدق منامه الماضي في الأشرف قريباً، وجدد بجوار باب السعادة داخل باب النصر منها مدرسة وقرر فيها صوفية بل عمل بجانبها مطبخاً للدشيشة وسافر لعدة غزوات. ومات في آخر يوم الخميس ثاني شوال سنة اثنتين وتسعين وصلى عليه من الغد ودفن بتربة وجاء الخبر بذلك في ثامنه، ولم يخلف ولداً وإنما ترك زوجته ومن شاء الله وتعرض الملك لسائر جماعته حتى العماد العباسي، واستقر بعده في النيابة قانصوه عوداً على بدء، وكان ساكناً خيراً من خيار أبناء جنسه متثبتاً متواضعاً متأدباً مع العلماء والصالحين شجاعاً بحيث كانت له اليد البيضاء في كسر عسكر ابن عثمان رحمه الله وعفا عنه.
قجماس المحمدي الظاهري شاد الشربخاناه. قتل في وقعة إيتمش في ثامن ربيع الأول سنة اثنتين بالقاهرة. أرخه المقريزي وغيره.
قجماس أمير الراكز بمكة. مات بها في رجب سنة ست وستين. أرخه ابن فهد.
قديد كحديد القلمطاي الحاجب والد عمر الماضي أحد الأمراء الكبار بالقاهرة. له ذكر في ابنه وأنه ولي نيابة الكرك وإسكندرية وعمل لالة الأشرف شعبان وغير ذلك. مات بالقدس بطالاً في ربيع الأول سنة إحدى.
قرابغا الأسنبغاوي الحاجب الصغير بمصر. كان تركياً أو تركمانياً. مات في يوم الأحد سادس عشر ربيع الأول سنة اثنتين لجراحات حصلت فيه في وقعة أيتمش. ذكره العيني؛ وقال غيره: أحد المقدمين في دولة الظاهر برقوق قتل في وقعة إيتمش بالقاهرة.
قرابغا مفرق والي القاهرة. مات من جراحة كانت به في سنة اثنتين ذكره المقريزي في الحوادث وكذا شيخنا.
قرا بك بن أوزار أمير التركمان بالجون. قتل صبراً في المشاققة التي بين العسكر المصري وعلى دولات في صفر سنة تسع وثمانين.
قرا تنبك أحد الطبلخانات وأحد الحجاب بالديار المصرية. مات في شوال سنة ثلاث عشرة وكان عين لإمرة الحج فمات قبل أن يخرج ذكره شيخنا في أنبائه والعيني.
 قراجا الأشرفي برسباي. ملكه في أيام إمرته فلما تسلطن عمله خاصكياً وخازنداراً ثم عمله عشرة وخلع عليه بالخازندارية الكبرى ثم نقله إلى شد الشربخاناه وأنعم عليه بإمرة طبلخاناه، واستمر إلى أن قدمه في سنة ثمان وثلاثين تقريباً وتجرد صحبة الأمراء إلى البلاد الشامية ثم عاد معهم وقد تسلطن العزيز ثم كان ممن وافق قرقماس الشعباني في الركوب على الظاهر ثم فر عند المصاف ولحق بالظاهر فأقره على إمرته بعد القبض على قرقماس ثم خلع عليه بعمل الجسور بالغربية فتوجه إلى المحلة فأقام بها فلما تسحب العزيز أرسل بالقبض عليه وحبس مدة ثم أطلق بالقاهرة بطالاً إلى أن أنعم عليه بإمرة هينة بطرابلس فتوجه إليها فأقام بها حتى مات بها في سنة تسع أو ثمان وأربعين وهو في أوائل الكهولة، وكان رومياً أسمر معتدل القد مليحاً مستدير اللحية صغيرها مسرفاً على نفسه.
قراجا الأشرفي إينال من سبي قبرس ويعرف بالطويل أحد المقدمين ولي نيابة حماة فأقام بها مدة، وعسف وتجبر ثم غضب عليه الدوادار الكبير فرسم بنفيه إلى بيت المقدس فأقام به حتى مات في صفر ظناً سنة خمس وثمانين.
قراجا الجانبكي الجداوي. باشر نيابة جدة عن أستاذه ثم بعده استقلالاً، وكان فاتكاً ظالماً. مات.
قراجا الخازندار الظاهري جقمق. ملكه في إمرته ثم عمله في سلطنته خاصكياً ثم خازنداراً صغيراً ثم أمير عشرة ثم خازنداراً كبيراً بعد قانبك الأبو بكري ثم عينه لنيابة طرابلس فاستعفى ثم طبلخاناة ثم قدمه ابن ثم قدمه ابن أستاذه في أيامه ثم أعطاه الأشرف الحجوبية الكبرى ولم يلبث أن أمسك وحبس بالقدس وغيره ثم أخرج إلى الشام على أتابكيته إلى أن خرج لسوار فقتل في الوقعة في ربيع الأول سنة اثنتين وسبعين وقد زاد على الخمسين، وكان عاقلاً ساكناً ديناً متواضعاً ذا إلمام بالفقه وغيره في الجملة مقرباً للفضلاء والفقهاء مع حشمة وصيانة وعفة ومزيد كرم يتحمل الدين بسببه، ومحاسنه جمة وهو صاحب الدار التي أنشأها بالقرب من الأزهر ولكنه لم يمتع بها رحمه الله وإيانا.
قراجا الدوادار الظاهري برقوق. ترقى في أيام أستاذه ابن الناصر حتى صار أمير الطبلخاناة ثم قدمه ثم استقر به شاد الشربخاناة ثم بعد قجاجق في الدوادارية الكبرى في المحرم سنة ثلاث عشرة فلم تطل مدته وتوعك واشتد مرضه عند خروج الناصر للبلاد الشامية بحيث ركب في محفة فمات بمنزلة الصالحية في يوم الأربعاء ثالث عشر ربيع الأول منها ودفن بجامعها، وكان شاباً مليح الشكل متواضعاً كريماً شجاعاً، وقال العيني إنه خلف موجوداً كثيراً قال: وكان قليل الخير مشتغلاً بالمنكرات ولم يعرف له معروف ووهم من أرخه في ربيع الآخر. قراجا الطويل. تقدم قريباً.
قراجا الظاهري جقمق أحد من كان في خدمة ناظر الخاص الجمالي بحيث عمله شاد الطور؛ وتمول وعسف وليس ممن يذكر. مات في ليلة الأربعاء ثاني عشر المحرم سنة إحدى وتسعين.
قراجا العمري الناصري فرج. أقام في الجندية إلى أن استقر به الظاهر جقمق وهو خاصكي في ولاية القاهرة ثم أضاف إليها إمرة عشرة ثم عزله عن الولاية بمنصور بن الطبلاوي، وحج رجبياً فلم تحمد سيرته، وآل أمره إلى النفي إلى البلاد الشامية ثم أنعم عليه بتقدمة في دمشق ثم عيد وولي في سنة ثلاث وخمسين نيابة القدس وأنعم عليه بمال فلم تطل مدته بل عزل وحبس بقلعة دمشق مدة ثم أفرج عنه واستمر هناك بطالاً ثم طلب هناك للقاهرة إلى أن ولاه المنصور نيابة بعلبك ثم عزله قبل خروجه وولاه كشف الشرقية وعزله أيضاً بعد أيام وقدم في أثناء الركوب عليه فكان ممن حضر مع إينال فلما تسلطن أعطاه إمرة عشرة وصار من رءوس النوب ثم رأس نوبة ثاني في أوائل أيام خشقدم ثم أخرجه إلى دمشق على تقدمة بها ضعيفة فدام بها حتى مات في مستهل صفر سنة سبعين وقد ناهز الثمانين، ووهم من أرخه في المحرم، وكان طوالاً أسمر مذكوراً بالشجاعة مع انهماك في الخمر سامحه الله.
 قراسنقر الشمس الظاهري برقوق. ترقى في أيام ابن أستاذه ثم صار في أيام المؤيد طبلخاناه؛ وسافر أمير حاج المحمل في الدولة الأشرفية غير مرة ثم تعطل وبطل أحد شقيه وأخرج الأشرف أقطاعه فلم يلبث أن مات في يوم الأربعاء تاسع عشري ذي الحجة سنة تسع وثلاثين، وكان مشكور السيرة عنده حشمة ودعابة وله صدقات ومعروف أنشأ مدرسة صغيرة بالقرب من ميدان الخليل ببركة الناصري تجاه داره القديمة وعمل لأرباب الوظائف فيها وقفاً وكذا وقف وقفاً لحمل المنقطعين بطريق الحجاز رحمه الله. قراقاش. هو سودون مضى.
قراقجا الحسني الظاهري برقوق. تأمر بعد المؤيد وصار في أيام الأشرف من الطبلخانات وثاني رؤوس النوب بل تقدم إلى أن استقر به الظاهر رأس نوبة النوب في سنة اثنتين وأربعين ثم نقله فيها إلى الأخورية الكبرى فأقام فيها سنين وبنى أملاكاً حبس أكثرها على مدرسته التي أنشأها بالقرب من قنطرة طقزدمر الحموي وعمل بها تصوفاً وشيخاً وأرباب وظائف وقرر في خطابتها وكذا في مشيختها ظناً السيد الصلاح الأسيوطي وكذا عمل أيضاً مسجداً ببعض الأماكن قرر في إمامته بعض طلبة المالكية؛ وكان ديناً متواضعاً عفيفاً حسن السيرة وقوراً حشماً أسمر معتدل القد شيق الحركة أبيض اللحية مستديرها متقدماً في الفروسية من محاسن أبناء جنسه فرداً فيهم. مات هو وابن له في يوم السبت ثامن عشر صفر سنة ثلاث وخمسين بالطاعون وشهد السلطان الصلاة عليهما من الغد ودفنا في قبر واحد رحمهما الله. قرايلوك هو عثمان بن قطلبك بن طرغلي.
قرا يوسف بن قرا محمد بن بيرم خجا التركماني والد جهان شاه الماضي كان في أول أمره من التركمان الرحالة فتنقلت به الأحوال إلى أن استولى بعد اللنك على عراق العرب والعجم ثم ملك تبريز وبغداد وماردين وغيرها واتسعت مملكته حتى كان يركب في أربعين ألف نفس وكان نشأ مع والده الذي تغلب على الموصل وملكها بعد موته سنة إحدى وتسعين وسبعمائة وصار ينتمي لأحمد ابن أويس لتزوج أحمد بأخته ويكاتب صاحب مصر وأباه وينجد أحمد في مهماته ثم وقع بينهما بحيث قتل أحمد رسله فغزاه فهرب أحمد منه لدمشق فملك بغداد سنة خمس وثمانمائة فأرسل إليه اللنك عسكراً فهرب وقدم دمشق فلقي بها أحمد فتصالحا ثم توجه قرا يوسف مع يشبك زمن معه إلى القاهرة فلما كان من وقعة السعيدية سنة سبع وثمانمائة ما كان رجع وتوجه من دمشق في صفر سنة ثمان إلى الموصل ثم إلى تبريز ثم واقع مرزا بن بكر بن مرزاشاه بن اللنك فقتله في ربيع الآخر سنة ثلاث عشرة واستبد بملك العراق وسلطن ابنه محمد شاه ببغداد بعد حصار عشرة أشهر، ثم ثار أهل بغداد وأشاعوا أن أحمد بن أويس حي فخرج محمد شاه من بغداد وكاتب أباه فما اتفق فرجع ودخل بغداد وفر آل أحمد إلى تستر ودخلها محمد شاه في جمادى الأولى سنة أربع عشرة، وفي غضون ذلك كانت لقرا يوسف مع أيدكي ومع شاه رخ ابن اللنك مع إبراهيم الدربندي وقائع ثم سار إلى محاربة قرايلك وكان بآمد ففر منه ثم تبعه ودامت الحرب مدة ثم حصر شاه رخ بتبريز فرجع قرا يوسف إليه وتبعه قرايلك فنهب سنجار ونهب قبل أهل الموصل وأوقع بالأكراد واختلف الحال بين شاه رخ وقرا يوسف حتى تصالحا وتصاهرا ثم انتقض الصلح سنة سبع عشرة وتحاربا وفي سنة عشرين طرق البلاد الحلبية ثم صالحه قرايلك ثم رجع يريد تبريز خوفاً من شاه رخ وفي التي تليها كانت بينه وبين قرايلك وقعات حتى فر قرايلك فقدم حلب وانتقل الناس من حلب خوفاً من قرا يوسف وكان قد وصل إلى عينتاب وكتب إلى المؤيد يعتذر بأنه لم يدخل هذه البلاد إلا طلباً لقرايلك لكونه هجم على ماردين وهي من بلاد قرا يوسف فأفحش في الأسر والقتل والسبي بحيث بيع صغير بدرهمين وحرق المدينة فلما جاء قرا يوسف أحرق عنتاب وأخذ من أهلها مالاً كثيراً مصالحة وتوجه إلى البيرة فنهبها ثم بلغه أن ولده محمد شاه عصى عليه ببغداد فتوجه إليه وحصره واستصفى أمواله وعاد إلى تريز فمات في ذي القعدة سنة ثلاث وعشرين وقام من بعده ابنة اسكندر بتبريز واستمر ابنه محمد شاه ببغداد، وكان قرا يوسف شديد الظلم قاسي القلب خربت في أيامه وأيام أولاده مملكة العراقين لا يتمسك بدين واشتهر عنه أن في عصمته أربعين امرأة. ذكره شيخنا في إنبائه قال: وتقدم كثير من أخباره في الحوادث، وذكره ابن خطيب الناصرية فقال:

صاحب أذربيجان وديار بكر وبغداد وماردين وما والاها كان أولاً مع أبيه فلما قتل كان من أمراء حلب وبعد ذلك عاث بمن معه من التركمان في بلاد حلب بالفساد ونهب القرى ثم توجه إلى إنطاكية ففعل بها نحو ذلك وعاقب الناس؛ وآل أمره إلى أن أمسك واعتقل بقلعة دمشق ثم أفرج عنه المؤيد قبل سلطنته وتوجه معه إلى الديار المصرية فانهزم الناصر بعساكره فاستمر في إثرهم ولم يلبث أن قويت شوكة الناصر وانهزم المؤيد وقرأ يوسف إلى الشام وبعد ذلك توجه هذا إلى جهة الشرق فقاتل التتار بعد موت تمرلنك وكسرهم ثم وقع بينه وبين صاحب بغداد فانكسر صاحب بغداد وملك قرا يوسف بغداد وتبريز وماردين وما والاها من البلاد الجزرية وديار بكر واستمر بها وعظم شأنه وكثرت بلاده وكثر عسكره حتى مات، وكان أميراً كبيراً شجاعاً عارفاً ملك العراق وأذربيجان وغيرها من تلك البلاد وكانت بلاده آمنة الطرقات بين ملك البلاد ووطأته خفيفة على التجار بالنسبة لقرا يلوك وملك بعده ابنه اسكندر.
قردم الحسني. كان مقداماً وتولى أيضاً خازنداراً كبيراً. مات سنة أربع عشرة ولم يكن به بأس. قاله العيني؛ وفي المائة قبلها قردم الحسني.
قرقماس ابن عرر بن نعير بن حبار بن مهنا. مات سنة أربعين.
قرقماس الأشرفي برسباي ويعرف بالجلب - بجيم ولام مفتوحتين ثم موحدة. كان من معارف أستاذه في بلاد جركس ويقال له أخو الأشرف ويظن أنه رضيعه فجلبه إلى مصر وعمله خاصكياً ثم أمير عشرة ثم أمره الظاهر طبلخاناه ثم قدمه ولده ثم عمله أينال رأس نوبة النوب ثم ولده المؤيد أمير مجلس ثم الظاهر خشقدم أمير سلاح ودام فيها طويلاً وتعداه خمسة بل ستة للأتابكية مع كون الحق فيها له إلى أن أمسكه بلباي وحبسه بإسكندرية ثم أطلقه الظاهر تمربغا وخيره فاختار الإقامة بدمياط فتوجه إليها على أحسن وجه إلى أن طلبه الأشرف قايتباي وأنعم عليه بإمرة مائة وجعله أمير مجلس فانحط بذلك درجة ثم عينه لتجريدة فاستعفى فلم يجب وكانت منيته هناك في سنة ثلاث وسبعين ولم توجد له رمة، عاقلاً ساكناً حشماً وقوراً محتملاً صبوراً عديم الشر بالكلية رحمه الله.
قرقماس الإينالي الظاهري برقوق ويعرف بالرماح. قتل في دمشق بسيف الناصر في أواخر رمضان سنة خمس وثمانمائة وكان قد خرج من القاهرة على إقطاع الأمير صرق ثم تولى كشف الرملة ثم أرادوا مسكه فهرب حتى لحق بنائب حلب فأمسك عند بعلبك وجيء به إلى دمشق فحبسه نائبها ثم جاء المرسوم بقتله فقتله هو وجماعة مماليك. ذكره العيني وقال غيره: كان في الأيام الناصرية أحد الطبلخانات ورءوس الفتن ثم أخرج إلى الشام على أقطاع صرق فأقام بدمشق مدة وولي كشف الرملة ثم أحس بالقبض عليه ففر إلى جهة حلب فأخذ عند بعلبك، وكان رأساً في لعب الرمح شجاعاً مقداماً لكنه قليل الحظ.
قرقماس الجلب وقرماس الرماح، تقدما.
قرقماس المدعو سيدي الكبير تمييزا له عن أخيه تغرى بردى فذاك سيدي الصغير. قدما مع أمهما بطلب من عمهما دمرداش المحمدي وهو إذ ذاك نائب حماة وتزوج بأمهما وكلفهما حتى صارا من جملة الأمراء وذكر بالشجاعة والفروسية وحظي هذا عند الناصر وكان يخرج عن طاعته ثم يرجع فعل ذلك غير مرة، وولى ولايات كنيابة صفد وحلب ولم يجتمع الثلاثة عند سلطان بل يكون واحد مع شيخ ونوروز وآخران مع السلطان أو بالعكس إلى أن أعيا الناصر أمرهم وقتل وهم كذلك فلما تسلطن المؤيد شيخ قرب هذا وأعطاه نيابة الشام بعد خروج نوروز عن الطاعة فراسل حينئذ عمه وكان ببلاد التركمان قائلاُ له: يا عم ها أنا قد خرجت إلى الشام وأخى إلى غزة فجئ أنت وكن بمصر عند المؤيد ولا تخف فانه لا يمكنه القبض عليك وكلانا بالبلاد الشامية فحسن ذلك بباله وركب البحر حتى طلع من الطينة فوجد خام قرقماس بالصالحية وقد عاد من صفد لعجزه عن مقابلة نوروز فقال له دمرداش: أيش هذا الذي عملته يا ولدي فقال له:

دع عنك هذا فالمؤيد لا يمكنه القبض علينا وخلفه مثل نوروز فلم يعجبه هذا ورام الرجوع فقوي عليه قرقماس وقدما القاهرة وتوجه تغرى بردى لغزة فرحب بهما المؤيد وبالغ في تعظيمهما وأجلس دمرداش على الميسرة وهذا تحته ثم خلع عليهما وجهز سراً من قبض على تغرى بردى ثم بادر للقبض على الآخرين وسجنهما حتى قدم الآخر ثم بعث بهذين فحبسا بإسكندرية وقتل تغرى بردى في شوال سنة ست عشرة وكذا قتل قرقماس بإسكندرية في السنة وأخر عمهما إلى أن قتله في سنة ثماني عشرة، وكان قرقماس شاباً جميلاً لطيف الذات شجاعاً كريماً مفرطاً فيهما بحيث أن المؤيد لما رأى على بعض مماليكه حين عرضهم سلارى مفرى بوشق من إنعام سيده امتنع من استخدام أحد منهم قائلاً: ماذا أفعل أنا بعد هذا أو نحو هذا؛ منهمكاً في اللذات يقول الشعر بالتركي ويحب سماع الملاهي والمطربات وهو والد قجماس الماضي قريباً، وستأتي حكاية في يحيى بن أحمد بن عمر بن العطار لهذا وتحتاج إلى تحقيق.
قرقماس الشعباني الظاهري برقوق ثم الناصري ويعرف بقرقماس أهرام ضاغ يعني جبل الأهرام لتكبره. أصله من كتابية الظاهر ثم ملكه ابنه فأعتقه وعمله خاصكياً ثم صار في دولة المؤيد من الدوادارية الصغار ثم تأمر بعده عشرة ثم دواداراً ثانياً مع إمرة طبلخاناه، ودام إلى سنة ست وعشرين فأنعم عليه بتقدمة وتوجه لمكة مع علي بن عنان كالشريك له في إمرتها وأقام بها نحو سنة تخميناً، وطلب إلى القاهرة على إمرته إلى أن خلع عليه في منتصف شوال سنة تسع وعشرين بالحجوبية الكبرى فباشرها بحرمة زائدة وعظمة وبطش في الناس بحيث هابه كل أحد؛ وسافر مع السلطان إلى آمد فلما رجع وذلك في سنة سبع وثلاثين استقر به في نيابة حلب بعد قصروه المنتقل لنيابة الشام فباشرها على عادته ثم صرف حين ظهر جانبك الصوفي من الروم وقدم القاهرة مسرعاً على النجب في سنة تسع وثلاثين على أقطاع جقمق العلائي ووظيفته إمرة سلاح إلى أن تجرد في جماعة أمراء إلى أرزنكان سنة إحدى وأربعين فكان حضورهم بالطلب حين ترشح جقمق للسلطنة فقام معه حتى تسلطن ذاك وعمل هذا عوضه أتابكاً فلم يلبث إلا أياماً ووثب عليه وكان ما شرح في الحوادث، وآل أمره إلى أن جرح في وجهه بالنشاب وفر عنه غالب أصحابه ثم انهزم واختفى من يوم الأربعاء رابع ربيع الآخر سنة اثنتين وأربعين ولم يلبث أن قبض عليه في يوم الجمعة سادسه ثم قيد وجهز إلى إسكندرية من الغد فحبس بها إلى خامس رجب وعقد له مجلس بالقصر وأقيمت البينة عند القاضي المالكي على منصوب عن قرقماس هو الشهاب بن يعقوب نقيب شيخنا بحكم غيبته بإسكندرية بخروجه على السلطان بعد مبايعته وخلفه له وإشهاره السلاح فحكم عليه بموجب الشهادة فقيل له: فما يجب عليه قال: يتخير السلطان في ذلك فجهز بريدي بأن يقرأ عليه المحضر ويعذر له فيه فقرئ عليه وأمر بقتله بسيف الشرع فضربت عنقه وذلك بإسكندرية في يوم الاثنين ثاني عشره وهو ابن نيف وخمسين سنة؛ وكان أميراً ضخماً متعاظماً متكبراً ظالماً مع تدبير ومكر وشجاعة وإقدام وكونه يتفقه ويتحفظ بعض المسائل ويظهر التدين ولتكبره وتعاظمه وعدم بشاشته سر العامة بإمساكه وإتلافه، وقد أشار شيخنا لترجمته في حوادث رجب وغيرها من أنبائه، وقال في ترجمة جارقطلي من سنة سبع وثلاثين منه: ومن الاتفاق الغريب أن رفيقاً لي رأى لما كنا في سفرة آمد قبل أن ندخل حلب وذلك في رمضان أن الناس اجتمعوا فطلبوا من يؤم بهم فرأوا رجلاً ينسب إلى صلاح فسألوه أن يؤم بهم فقال: بل يؤم بكم قرقماس ففي الحال حضر قرقماس فتقدم فصلى بهم فقدرت ولايته لها بعد بدون سنة، وقد ترجمه ابن خطيب الناصرية وغيره.
قرقماس المعلم. مات في التجريدة.
قرقمش الظاهري برقوق ويعرف بالأعور. ترقى في أيام الفتن وتقلب الدور حتى صار مقدماً بعد موت شيخ ثم كان ممن انضم مع جانبك الصوفي وأجاب برسباي حين قال له: كن معنا لا معه بقوله:

كيف لا أكون وقد حملته على كتفي في بلاد جركس وربيته كالولد فلما أمسك جانبك أخرج هذا مقدماً في دمشق ولما تسلطن برسباي أقره فلما خرج عليه تنبك البجاسي نائب الشام في سنة ست وعشرين وافقه هذا على العصيان وركب معه وقاتل عسكر السلطان ثم فر بعد انكسار تنبك واختفى إلى أن ظهر مع جانبك الصوفي وآل الأمر إلى أن قبض عليه بعد اختفائه زيادة على عشر سنين وسجن بقلعة حلب ثم قتل في المحرم سنة أربعين، وكان أعور طوالاً كثير الشر قليل الخير يحب الفتن. وقد ذكره شيخنا في إنبائه باختصار.
قرم خجا الظاهري برقوق. كان من خاصكيته ثم تأمره بعده عشرة مدة ثم ترك حتى مات في رجب سنة أربع وستين وهو في عشر المائة بعد أن حج وجاور غير مرة، وكان ديناً خيراً ذا أنسة في الفقه وغيره رحمه الله.
قريش بن محمد بن محمد بن أبي بكر الشمس بمحمد بن الشمس أبي يزيد الدلجي الصعيدي ثم القاهري الشافعي المقرئ الضرير ولد في ثاني عشر ربيع الأول سنة اثنتين وستين وثمانمائة بدلجة ونشأ بها فحفظ القرآن والعمدة وأربعي النووي ونظم الجعبرية في الفرائض، وقدم القاهرة في سنة تسع وسبعين فحفظ الشاطبية وتلا للسبع ثم للأربعة عشر على الزين جعفر السنهوري وتميز فيها، وحضر عندي كثيراً رواية ودراية ومن ذلك مسلسل العيد في عيد الفطر سنة خمس وتسعين وكذا أخذ عن الشهاب الدلجي بل وحضر تقسيماً للعبادي وكذا للبكري وسمع على الشاوي وأبي حامد بن التلواني وأبي سعود الغراقي والخيضري والديمي وقاضي الخانقاة الشمس الونائي وخادمتها تاج الدين، وله ذوق وفهم جيد وخبرة بلقاء الناس وإقبال من كثير ممن يميل إلى الخير عليه وخطب ببعض الجوامع وربما أقرأ ونعم الرجل.
قسطيل بن زهير بن سليمان الحسيني أمير المدينة. وليها بعد انفصال ضغيم في سنة ثلاث وثمانين بمعاونة صاحب الحجاز فدام إلى أثناء سنة سبع وثمانين ثم انفصل بدعوى بتعويض المشار إليه لإضافة صاحب مصر أمر بلاد الحجاز إليه.
قسيط بن أشعار الجدي. مات بها في ليلة الجمعة ثاني عشر شعبان سنة إحدى وأربعين وحمل إلى مكة فدفن بها. أرخه ابن فهد. قشتام. في الذي بعده.
قشتمر بن قجماس أخو إينال باي وابن عم الظاهر برقوق وأحد الطبلخاناة بمصر. مات في يوم الجمعة حادي عشري ربيع الأول سنة اثنتين من خراجة حصلت فيه في وقعة أيتمش وقد ناهز العشرين. ذكره العيني وصورة اسمه بخطه قشتام، وقال غيره أنه ولد بجركس وقدم مع أخيه وأبيهما إلى مصر فأنعم الظاهر على الأب ورقاه حتى جعله مقدماً وأمر ابنه هذا عشرة فلما كانت فتنة الأتابك ايتمش كان هذا من جهة الناصر فقتل في الوقعة في ثامن ربيع الأول. أرخه المقريزي وغيره.
قشتمر المؤيدي شيخ أحد خاصكيته وصغار دواداريته ثم بعد موته ناب بإسكندرية من قبل ولده المظفر أحمد عزله ططر بداوداره فارس ثم قبض عليه وحبسه إلى أن أخرجه الأشرف وعمله الأتابك حلب وتوجه إليها فدام حتى قتل في وقعة كانت بين التركمان وعسكر حلب في سنة ثلاثين، وكان أشقر معتدل القد ساكناً لا بأس به.
قشتمر أو بدون راء - المحمودي الناصري فرج ولي نيابة البحيرة وقتل بها في وقعة كانت بينه وبين عرب لبيد بالقرب من تروحة في أواخر رجب سنة سبع وخمسين وقد ناهز الستين، وكان أميراً عاقلاً شجاعاً كريماً متواضعاً جواداً مليح الشكل بشوشاً محبباً إلى الناس مشكوراً في ولايته عارفاً مقداماً من محاسن أبناء جنسه رحمه الله.
 قصروه من تمراز الظاهري برقوق. ممن تأمر عشرة الأيام المؤيدية بعد خطوب وحروب قاساها ثم قدمه ططر ثم عمله رأس النوب ثم عمله الأشرف في سنة خمس وعشرين أمير آخور كبير ثم أعطاه في التي بعدها نيابة طرابلس ثم نقله إلى نيابة حلب في سنة ثلاثين ثم نقله في سنة سبع وثلاثين منها إلى دمشق بعد جارقطلي واستمر حتى مات بها في ربيع الآخر سنة تسع وثلاثين، وكان ضخماً عارفاً عاقلاً شجاعاً مقداماً مديراً سيوساً صاحب دهاء ومكر مع شكالة وحشمة وبهاء ووقار وهو أحد الأسباب في سلطنة الأشرف. ذكره ابن خطيب الناصرية وغيره بل أورده شيخنا في إنبائه باختصار في سنة تسع وكذا في سنة أربعين سهواً، وذكره العيني فقال أنه لم يكن مشكوراً وخلف عليه جملة ديون للناس أنه ترك من النقد والخيول والقماش وسائر الأصناف ما قيمته ستمائة ألف دينار جمعها من حرام وسماه في الموضعين خسرو فوهم؛ وله ذكر في فاطمة ابنة قانباي.
قطج من تمراز الظاهري برقوق. صار خاصكياً في أيام المؤيد ثم تأمر بعد عشرة إلى أن تقدم في أيام الأشرف ثم قبض عليه وأرسل به مقيداً إلى إسكندرية في شوال سنة إحدى وثلاثين ثم أطلقه وأنعم عليه بتقدمة حلب واستمر إلى أن سافر إلى آمد فأنعم عليه بأتابكيتها، وقدم في أيام الظاهر فأقام بالقاهرة بطالاً ملازماً للخدمة السلطانية مظهراً للفقر مكثراً من الشكوى مستمنحاً الأمراء، ولم يلبث أن مات في العشر الأوسط من رمضان سنة ثلاث وأربعين ووجد له نحو ثلاثين ألف دينار نقداً ومن غيره أشياء، وكان جركيساً كبير اللحية بخيلاً جباناً غير محبب إلى الناس عفا الله عنه. ذكره شيخنا في أنبائه باختصار. وقال المقريزي: طقج الناصري أحد مماليك الناصرية فرج. ترقى في الخدم حتى صار من مقدمي الألوف ثم أخرج إلى الشام فتنقل في أمريات بحلب ودمشق ثم قدم القاهرة ووعد بإمرة فلم تطل إقامته حتى مات وترك مالاً جزيلاً؛ وكان من الشح المفرط والطمع الزائد بغاية يستحيا من ذكرها.
قطلباي المحمودي العزيزي الأشرفي برسباي، من مشترواته الذين أعتقهم ابنه وصار خاصكياً ثم ساقياً في الأيام الإينالية ثم أمير عشرة ومن رءوس النوب في الخشقدمية بسفارة حممه الظاهر بلباي إلى أن مات قتيلاً في الوقعة السوارية في سنة اثنتين وسبعين ولم يكمل السبعين. قطلبك. في قطلو بك.
قطلوبغا حجي البانقوسي حمو الظاهر ططر. ولي نظر الأوقاف في أيام الأشرف برسباي مدة فباشر بعنف شديد ثم لانت عريكته ثم انفصل، ومات في يوم السبت خامس عشري صفر سنة سبع وثلاثين. ذكره شيخنا في إنبائه.
قطلوبغا الزين التركي المفتي الحنفي أحد مشايخهم. مات بالقاهرة سنة ثلاث. أرخه شيخنا أيضاً، زاد المقريزي في نصف جمادى الأولى.
قطلوبغا العلاء التنمي تنم الحسني نائب الشام. رقاه المؤيد لكونه كان زوجاً لابنته تنم بعد موته حتى جعله مقدماً ثم أعطاه نيابة صفد في شوال سنة اثنتين وعشرين واستمر إلى أن قدم على ططر فخلع عليه باستمراره فيها ثم صرف وأقام بدمشق بطالاً حتى مات بها في ربيع الأول سنة ست وعشرين.
قطلوبغا الخليلي. ولي الحجوبية في أيام برقوق ثم تعطل مدة إلى أن طلبه المؤيد وولاه نيابة إسكندرية واستمر بها محمود السيرة حتى مات في ذي الحجة سنة إحدى وعشرين وكأنه من مماليك جركس الخليلي أمير آخور، وذكره شيخنا في أنبائه وقال: إن له ولأبيه ذكر في الحوادث ولم تطل مدته في السعادة واستقر بعده في نيابة إسكندرية ناصر الدين محمد بن العطار الدمشقي صهر كاتب السر نقلاً له من دوادارية نائب الشام إليها.
قطلوبغا السودوني سودون الشيخوني والد الزين قاسم الحنفي الماضي. يقال أنه كان من رءوس النوب ويلقب بالزراف. مات وابنه صغير.
قطلوبغا الكركي لكونه كان صحبة أستاذه الظاهر برقوق بالكرك. عمله بعد رجوعه إلى الملك خاصكياً وقربه وأدناه ثم أمره عشرة ولما استقر ابنه الناصر قدمه ثم قبض عليه جكم من عوض وسجنه بإسكندرية مع يشبك ثم بعد سنة أطلق وأعيد إلى تقدمته حتى مات في شعبان سنة تسع وحضر الناصر جنازته بمصلى المومني، وكان خيراً ديناً تالياً للقرآن مربوع القامة رأساً في الرمي؛ وذكره شيخنا في أنبائه فقال:

كان شاباً حسناً في دولة الظاهر حفظ القرآن وكان يحسن القراءة بالألحان ممن يحب في إمرته العلماء ويجمعهم ويحسن إليهم ويتذاكرون عنده؛ وله ذكر في مواضع من الحوادث رحمه الله.
قطلو بك بن صديق بن علي القونوي الرومي. نزيل مكة وأحد التجار ووالد عبد الرحمن الماضي وصهر ابن حمام. ذكره ابن فهد. مات.
قطلو بك الحسامي منجك اليوسفي نائب الشام. ممن صار من أعيان أمراء الدولة الظاهرية برقوق حتى مات بالينبوع في سنة اثنتين أرخه المقريزي وغيره.
قطلو بك العلائي الأيتمشي. خدم استاداراً عند غير واحد من الأمراء حتى اتصل بالأتابك أيتمش البجاسي فاشتهر به وأثرى لطول خدمته له فلما كان في سنة ثمان وتسعين استقر به الظاهر برقوق في الاستادارية عوضاً عن محمود وأنعم عليه بإمرة عشرين، ثم بعد قليل بتقدمة وباشر بعجز إلى أن صرف في التي تليها بيلبغا المجنون واستمر أمير عشرين مع بقائه في خدمة أيتمش إلى أن قتل أستاذه؛ وكان مشكور السيرة قليل الشر ولي إمرة الأول مرة والمحمل أخرى وصاهره سعد الدين بن غراب فنال قطلو بك الوجاهة به. ومات في ربيع الآخر سنة ست وأرخه شيخنا في ربيع الأول وقال أنه ولي الاستادارية للسلطان مراراً، وأما العيني فأرخه كما تقدم وقال: كان صاحب دواليب كثيرة وأموال جزيلة ولم يشتهر بمعروف.
قطلو خجا أمير عشرة ورأس نوبة صغير. مات في أواخر جمادى الأولى سنة ثلاث وثلاثين. ذكره العيني.
قلمطاي الإسحاقي الأشرفي برسباي صهر الجمال يوسف بن تغرى بردى وأحد أمراء العشرات. حج مرتين وكان ممن يذكر بخير. مات ليلة الأربعاء عاشر المحرم سنة سبع وسبعين عن نحو السبعين رحمه الله.
قماري كان أمير الركب الأول فمات متوجهاً إلى الحج في شوال سنة تسع عشرة وكان شاد الزردخاناه. ذكره شيخنا في أنبائه.
قمش أحد الأمراء المقدمين من الظاهرية برقوق ونائب طرابلس. ممن قتله المؤيد سنة سبع عشرة، أرخه العيني.
قنباك. في قانباك. قنباي في قانباي.
قنبر بن عبد الله العجمي السبزواني - وبخط العيني بالراء بدل النون - ثم القاهري الأزهري الشافعي وسمى بعضهم والده محمد بن عبد الله.اشتغل في بلاده وتمهر في العلوم العقلية وقدم الديار المصرية قبيل التسعين فأقام بالأزهر مدة يشغل الطلبة فانتفع به الأئمة كالبساطي، وكان حسن التقرير جيد التعليم متقناً معرضاً عن الدنيا قانعاً باليسير لا يزيد في الصيف والشتاء على قميص ولباد وكوفية لبد على رأسه ولا يتردد لأحد ولا يسأل أحداً شيئاً وإذا فتح عليه بشيء أنفقه على من حضره وإذا حضر مجلساً جلس حيث ينتهي ولا يتصدر، كل ذلك مع محبة السماع والرقص والتنزه في أماكن النزه وهو على هيئته وذكره بالتشييع حتى أنه شوهد مراراً يمسح على رجليه من غير خف. مات في شعبان كما لشيخنا والمقريزي أو ثاني رجب كما للعيني سنة إحدى. ذكره شيخنا في إنبائه وقال: اجتمعت به وسمعت دروسه وكذا ذكره في معجمه وقال: كان عارفاً بالمعقولات حضرت دروسه بالأزهر وكان ينبز بالتشيع، وهو في عقود المقريزي باختصار جداً رحمه الله وعفا عنه.
قنيد بن مثقال القائد الحسني مولى السيد حسن بن عجلان نائب مكة ووالد مسعود وعنان. مات بها في رجب سنة خمس وستين. أرخه ابن فهد.
قوام بن عبد الله الرومي الحنفي ويلقب قوام وكأن اسمه مختصره قال شيخنا في أنبائه: قدم الشام وهو فاضل في عدة فنون فصاهر البدر بن مكتوم وولي تصديراً بالجامع وشغل وأفاد وصحب النواب وكان سليم الباطن كثير المروءة والمساعدة للناس. مات في ربيع الأول سنة ثمان بدمشق رحمه الله.
قوزي الظاهري جقمق من مماليكه قبل تملكه فلما تملك عمله خاصكياً ثم ساقياً ثم أمير عشرة ثم امتحن إلى أن أمره خشقدم عشرة وجعله من رؤوس النوب وتجرد لسوار فعاد مريضاً إلى أن مات في جمادى الأولى سنة ثلاث وسبعين وهو في الكهولة وحضر السلطان الصلاة عليه بالمؤمني، وكان ساكناً مليحاً ليناً.
قوماط شاه بن إسكندر بن قرا يوسف بن قرا محمد الماضي أبوه. قتل أباه في سنة إحدى وأربعين وهو محاصر بقلعة النجا وراسل عمه جاهنشاه بذلك.
قيت الساقي الأشرفي الوالي أحد العشرات. ممن يذكر بالفروسية أعطاه أستاذه الولاية بعد مغلباي. ومات في جمادى الثانية سنة سبع وتسعين بالطاعون.
قيت الرحبي. استقر بعد الذي قبله في الولاية.
 قينار أحد الطبلخاناه وأمير آخور صغير بالديار المصرية. مات في يوم الأربعاء خامس عشري جمادى الأولى سنة ثمان. ذكره العيني ويحرر اسمه.
قيس بن ثابت بن نعير. مات سنة إحدى وثلاثين.

حرف الكاف

كافور الجمالي الطواشي أحد خدام المسجد النبوي. ممن سمع مني بالمدينة.
كافور الصرغتمشي الرومي الطواشي الزمام من عتقاء منكلي بغا الشمسي وكأنه ملكه بعد قتل صرغتمش الأشرفي فإنه كان ينسب إليه. كان صاحب الترجمة أصيلاً في بيت السلطان خدم عند الظاهر برقوق في أوائل سلطنته بواسطة زوجته خوند هاجر ابنة منكلي بغا، واستمر في كبار الخدام إلى أن استقر به الناصر فرج في سنة عشر وثمانمائة زماماً بعد مقبل الرومي ثم انفصل عنها في حدود سنة أربع وعشرين ثم أعيد بعد يسير وأضيفت إليه الخازندارية حتى مات بالقاهرة في يوم الأحد خامس عشرى ربيع الآخر سنة ثلاثين بعد أن كبر واحدودب وقد زاد على الثمانين ودفن بتربته، وخلف شيئاً كثيراً وأملاكاً أكثرها وقف على مدرسته وتربته؛ واستقر بعده في الزمامية خشقدم الظاهري وفي الخازندارية قراجا الأشرفي برسباي، وكان قصيراً رقيقاً مغرماً بالعمائر أنشأ تربة بالصحراء معروفة به وعمل فيها خطبة وصوفية ووقف عليها عدة أوقاف وكان لا يزال يزخرفها ويجدد ما زالت زخرفته منها ويغضب ممن يسميها تربة وكذا أنشأ مدرسة بحارة الديلم من القاهرة وفيها أيضاً خطبة وصوفية إلى غيرهما من العمائر التي يسمح فيها للصناع وأتباعهم علمه بتقصيرهم ومزيد شحه بالصدقة ونحوها رحمه الله وعفا عنه.
كافور الهندي الطواشي رأس نوبة الجمدارية. كان ساقياً. مات في المحرم سنة أربع وخمسين، ودفن بتربة معتقته خوند هاجر ابنة الأتابك منكلي بغا الشمسي زوجة الظاهر برقوق.
كافور الهندي المؤيدي شيخ. استقر في الزمامية عوضاً عن سميه الصرغتمشي الماضي قريباً في حدود سنة أربع وعشرين ولم يلبث أن عزل به ومات.
كبيش - بمعجمة - بن جماز الحسيني. كان قصد القاهرة ليتولى إمرة المدينة النبوية فظفر به قوم لهم عليه ثأر فقتلوه قبل أن يدخلها في سنة تسع وثلاثين. قاله شيخنا في إنبائه.
كبيش بن سنان بن عبد الله بن عمر القائد العمري المكي. مات سنة سبع أو ست وعشرين، أرخه ابن فهد.
كبيش بن مظفر بن محمد بن مبارك العصامي الحميضي القائد المكي. مات في المحرم سنة أربع وأربعين خارج مكة وحمل فدفن بها. أرخه بن فهد.
كبيش بن هبة بن جماز الحسيني. هو ابن جماز الماضي قريباً.
كرتباي الأشرفي برسباي. تأمر عشرة في أيام الظاهر خشقدم ثم نفاه ثم أعطاه إقطاعاً بطرابلس إلى أن قتل في الوقعة السوارية سنة اثنتين وسبعين وكان جباراً.
كرتباي الأشرفي قايتباي أحد خاصكيته بل قريبه وأخو جانم. مات في المحرم سنة تسع وثمانين وصلى عليه في مصلى المؤمني ودفن بتربة السلطان.
كرتباي السيفي جانبك نائب جدة. كان من أقرباء السلطان فاستقر به في كشف البحيرة عقب توسيط خشقدم ولم يلبث أن مات مطعوناً في سنة إحدى وثمانين.
كرد مير البصري البزار بمكة وجدة. مات في شعبان سنة أربع وثمانين بمكة. أرخه ابن فهد.
كردي بن كندر الشهير بكردي باك التركماني. أمير التركمان بالعمق من أعمال حلب بعد ابن صاحب الباز. جرى بينه وبين نواب حلب وقائع وآل أمره إلى أن أمسكه ططر وكان إذ ذاك أحد أمراء حلب فأمر بشنقه فشنق تحت قلعة حلب في رجب أو شعبان سنة أربع وعشرين وكانت القوافل في أيامه آمنة. ذكره ابن خطيب الناصرية مطولاً وتبعه شيخنا في أنبائه.
كرسجي بن أبي يزيد بن مراد بن عثمان. يأتي في المحمدين.
كرلبغا وخدم عند يروز الساقي ثم توجه للعبادة والتلاوة وبنى جامعاً على الخليج الحاكمي بالقرب من شق الثعبان وقنطرة سنقر وانقطع به. مات في أيام الظاهر جقمق.
كزل الأرغون شاوي وأرغون شاه أمير مجلس. ترقى في أيام المؤيد إلى أن صار أميراً ثم ولاه نيابة الكرك بسفارة والد زوجته الناصري بن البارزي ثم عزله وجعله مقدماً بدمشق فمات قبل وصوله بعد مرض طويل في المحرم سنة اثنتين وعشرين، وذكره شيخنا في أنبائه وقال أنه ناب في الكرك ثم في إسكندرية ثم عزل

كزل السودوني سودون نائب دمشق ويعرف بالمعلم، تنقل بعده حتى عمله المؤيد من جملة معلمي الرمح وعرف بحسن اللعب ونالته السعادة منه سيما في أيام الأشرف فإنه قربه وجعله من رءوس النوب وصارت له كلمة مسموعة وتخرج به غالب مماليكه وأمرائه بل وغالب أمراء الدولة وبعد صيته واستمر إلى أن وجهه الظاهر في حدود سنة خمسين إلى مكة لشيء قديم في نفسه أميراً على الراكز بها فدام بها إلى أواخر سنة إحدى وخمسين فأخرج أقطاعه وعاد في السنة التي بعدها إلى القاهرة فدام بها إلى أن أنعم عليه المنصور بإمرة عشرة إلى أن مات في جمادى الآخرة سنة خمس وستين ودفن بتربته التي أنشأها بالصحراء عن نحو التسعين وكان قصير القامة مليح الشكالة فصيحاً ذا أدب وحشمة انتهت إليه رياسة الرمح وتعلمه ولم ينفك عن تعليمه حتى مات رحمه الله.
كزل بالعجمي الظاهري برقوق المعلم أيضاً. كان خاصكياً لسيده ثم بجمقداراً ثم أمره عشرة وجعله استادار الصحبة ثم قدمه الناصر وولاه الحجوبية الكبرى، وحج في أيامه أمير المحمل ثم بقاه المؤيد على التقدمة خاصة وجعله أمير جدار إلى أن نفاه لدمشق بعد مدة ثم أمسكه ووقعت له حوادث إلى أن بقي أمير طبلخاناه في أيام الأشرف وسكن بداره في البرقية على عادته أولاً، ثم حصل له بعد سنة ثلاثين فالج تعطل به ولزم الفراش إلى أن أخرج إمرته وأعطاه أقطاعاً جيداً يأكله طرخانا حتى مات بعد أن ذهل وصار لا يتكلم في ربيع الأول سنة تسع وأربعين وقد ناف على الثمانين فيما قيل، وكان عارفاً بأنواع الفروسية كالرمح والنشاب والبرجاس قوي اللعب إلى الغاية لكن بغير ترتيب ولا رونق وكونه غير شجاع ولا مشكور السيرة في دنياه ودينه متعاظماً مستخفاً بالناس خصوصاً المعلمين مع كون فيهم من هو أعرف منه وأحسن لعباً؛ ويذكر بمروءة وعصبية عفا الله عنه. كزل المعلم اثنان تقدما قريباً.
كزل الناصري نسبة لتاجره الخواجا ناصر الدين الظاهري برقوق. كان رأساً في تعليم الرمح ولعبه، ترقى في الدول حتى صار في أيام المؤيد مقدماً مدة ثم استعفى ولزم داره حتى مات في سنة نيف وعشرين رحمه الله.
كزل نائب البهنسا. ممن تأمر في أيام المؤيد ثم عصى مع تغرى بردى المؤذي نائب حلب في سنة خمس وعشرين والظن أنه قتل في تلك الوقعة.
كسباي الششماني الناصري ثم المؤيدي أحد أمراء الطبلخاناه ومعلمي الرمح. كان من مماليك الناصر ثم ملكه المؤيد وأعتقه وصار خاصكياً في أيام ولده المظفر ثم دواداراً في أيام الظاهر جقمق ونالته منه محن ونفي للبلاد الشامية غير مرة بدون ذنب يقتضيه وقد عمله إينال أمير عشرة وساق المحمل باشا؛ ثم سافر أمير الركب الأول في سنة ثلاث وستين فحمد تدبيره ثم صار أمير طبلخاناة في دولة الظاهر خشقدم إلى أن مات في جمادى الآخرة سنة سبعين وشهد السلطان الصلاة عليه ودفن بتربة أنشأها بالصحراء خارج القاهرة وقد زاد على السبعين، وكان رأساً في أنواع الفروسية كالرمح والرمي وضرب السيف لكنه كان إذا تكلم يروم إبراز كلامه بعبارة حسنة فيأتي بأرك شيء فيسأمه غالب الناس لذلك مع كرمه وسلامة باطنه وتواضعه وإقباله على الفضائل واشتغاله بالعلم ورغبته في الحديث بحيث كان صاحبنا الديمي يجيئه لذلك وقد رأيته بمجلس القاضي سعد الدين بن الديري وهو يقرأ عليه في الشفا ظناً فكنت أكثر الرد عليه بحيث انزعج لذلك وما وسعه إلا أن جاء لي بالنسخة معتذراً بخطها فعذرته رحمه الله وإيانا.
كسباي الظاهري خشقدم. قدم من جركس بنفسه وانتمى له فجعله من دواداريته ثم أمره عشرة في سنة سبعين، ومات في ذي الحجة سنة إحدى وثمانين ودفن بتربة أستاذه.
كسباي المؤيدي؛ تأمر في آخر دولة الأشرف برسباي ثم ولاه نيابة قلعة الجبل لا لرفع منزلته بل لسمنه وعجزه عن الحركة بحيث لم يكن يستطيع الثبات على الفرس لسمنه ثم ولاه نيابة إسكندرية فطالت أيامه فيها ومات.
كسباي النوروزي؛ أحد أمراء العشرات بدمشق ثم استقر من الطبلخاناة ولم تنفصل السنة حتى مات في شعبان سنة اثنتين وأربعين. أرخه ابن اللبودي.
كسو الظاهري برقوق من الجراكسة المعظمين بينهم إلى الغاية بحيث كان أحد من رشح للأمر وهو جندي، مات في آخر الدولة الناصرية فرج.
كمال بن موسى الدميري، في المحمدين.

كمال الخواجا الرومي. مات في المحرم سنة ست وأربعين بجدة وحمل فدفن بالمعلاة كمال الخواجا الكيلاني. مات في صفر سنة أربعين بجدة وحمل فدفن بالمعلاة أيضاً. أرخهما ابن فهد.
كمشبغا الأحمدي الظاهري برقوق. تركي الجنس من أصاغر مماليكه ثم تأمر بعد موت المؤيد ثم استقر به الأشرف رءوس النوب وساق المحمل باشا، وكان خفيف اللحية شهماً قوي النفس مقداماً له قدرة على بغض الجراكسة. مات في ليلة الاثنين حادي عشر ربيع الأول سنة ثمان وثلاثين كما أرخه العيني وهو في عشر الستين.
كمشبغا التنمي نائب قلعة دمشق. مات سنة ثلاثين.
كمشبغا الجمال الظاهري برقوق كان في أيامه خاصكياً ثم أمير عشرة ثم في أيام الناصر ولد أمير طبلخاناه ونائب القلعة فلما تسلطن المؤيد أخرج إقطاعه وأمره بلزوم داره مدة ثم أعيد إلى الطبلخاناه ثم في حدود الثلاثين أخرج الأشرف إقطاعه ولزم داره إلى أن مات في جمادى الأولى سنة إحدى وثلاثين، وأرخه شيخنا في إنبائه في سادس ربيع الآخر منها بحلب وقد جاز الثمانين وقال أنه كان عاقلاً وقوراً متديناً واستنابه الناصر فرج في بعض سفراته إلى الشام وولي في أيام المؤيد النظر على الخانقاه السرياقوسية وحمدت سيرته قلت: وممن أم به الشيخ عز الدين المالكي مواخي ابن الهمام وهو صاحب الربع الذي بالإقباعيين بالقرب من الأشرفية.
كمشبغا من خجا الظاهري برقوق من أصاغر مماليكه. حفظ القرآن في صغره واشتغل بالعلم وكتب المنسوب، وتأمر في أيام الناصر عشرة إلى أن صيره الأشرف من جملة الحجاب بعد تمنع زائد؛ واستمر إلى أن قتله بعض مماليكه الأجلاب وهو نائم على فراشه ليلاً في حدود الثلاثين ووسط المملوك بعد ضربه وإشهاره وقد زاد هذا على الستين، وكان ديناً خيراً عفيفاً تالياً لكتاب الله ولذا أكرمه الله بالشهادة رحمه الله.
كمشبغا الحموي اليلبغاوي والد رجب الماضي. اشتراه ابن صاحب حماة وهو صغير فرباه ثم قدمه للناصر حسن ثم أخذه يلبغا العمري الحسني بعد قتله وصيره رأس نوبة عنده وسجن بعد مسكه ثم أفرج عنه في دولة الأشرف شعبان وخدم في بيت السلطان فلما قتل الأشرف أمر عشرة بحلب ثم عمل بدمشق تقدمة ثم بحماة نائباً ثم بدمشق سنة ثمانين ثم بصفد ثم بطرابلس مرة بعد أخرى، وتنقلت به الأحوال ثم قبض عليه بطرابلس وسجن فيها ثم أفرج عنه يلبغا الناصري وتوجه معه لمصر وولاه نيابة حلب فلما خرج منطاش على برقوق قدم على برقوق من حلب وقاتل معه وقام بنصرته ثم رجع إلى حلب فلما استقر الظاهر في المملكة ثانياً أحضره إلى القاهرة وعمله أتابك العساكر ثم غضب عليه في أول سنة ثمانمائة واعتقله بإسكندرية حتى مات في أواخر رمضان سنة إحدى ولم يلبث أن مات الظاهر، وكان شكلاً حسناً مهاباً عالي الهمة مدبراً محمود السيرة في ولاياته وهو الذي جدد سور حلب وأبوابها وكانت خراباً من وقعة هولاكو ولما قام عليه أهل حلب فتك بأهل بانقوسا فلما انتصر الظالم على منطاش قبض على القاضي شهاب الدين بن أبي الرضي واستصحبه معه كالأسير إلى أن هلك معه من غير سبب ظاهر فاتهم بأنه دس عليه من خنقه لكونه أشد من ألب عليه في تلك الفتنة فانتقم منه لما قوي عليه. ذكره شيخنا في أنبائه وابن خطيب الناصرية والمقريزي في عقوده وغيرهم مطولاً وقال العيني ما ملخصه: إنه كان مشتغلاً بنفسه ومني أكثر عمره في ملاذ الدنيا ولم يشتهر عنه من الخير إلا القليل مع العسف والظلم وسفك الدماء، زاد غيره أنه لضخامته لم يكن يحمله إلا الجياد من الخيول وأنه ولي نيابة السلطنة بالديار المصرية قديماً.
كمشبغا طولو. أصله من مماليك طولو بن علي باشا الظاهري، تنقل بعده إلى أن صار من أمراء الطبلخاناة بدمشق وحاجباً ثانياً ثم ولي نيابة قلعة دمشق بعد صرغتمش يابو وأثرى وعمر الأملاك ومات في حدود الأربعين وخلف مالاً كثيراً.
كمشبغا الظاهري برقوق. أحد أمراء حلب المعروف بأمير عشرة. تنقل في الإمرة والولايات إلى أن انتمى للأتابك جانبك الصوفي وقام معه ثم قتل في المحرم سنة أربعين، وكان كثير الشر محباً للفتن.
كمشبغا الظاهري. في الفيسي قريباً.
كمشبغا العديمي الكمالي محمد بن إبراهيم بن محمد بن عمر بن العديم الحلبي. سمع على ابن صديق الصحيح بفوت، وحدث باليسير سمع منه أصحابنا وهو رفيق أقبغا الماضي، مات.
 كمشبغا الفيسي - بالفاء والمهملة - الظاهري برقوق. ممن ترقى في أيام الناصر فرج إلى أن صار مقدماً ثم في جمادى الأولى سنة عشر أمير آخور كبير ثم أمسكه المؤيد وحبسه مدة ثم أطلقه وتخومل بحيث كان في أيام الأشرف من أمراء العشرات ثم ولاه كشف الوجه البحري، واشتهر بالظلم والعسف إلى أن عزل على أقبح وجه وعقد له مجالس بسبب سفك الدماء ثم آل أمره إلى أن خرج للبلاد الشامية على أقطاع هين حتى مات هناك في ربيع الآخر سنة ثلاث وثلاثين وقد ناهز الثمانين؛ وذكره شيخنا في إنبائه وقال: كان جريئاً على سفك الدماء ووصفه بالكاشف؛ زاد غيره المزوق الظاهري.
كمشبغا مملوك لأمير آخور بخشباي المقتول بالشرع في إسكندرية ثم صار من المماليك السلطانية إلى أن ولي نيابة قلعة حلب ببذل للظاهر خشقدم في سنة سبع وستين، ثم نقل إلى نيابة البيرة، ولم يلبث أن مات بها في أواخر شوال سنة ثمان وستين.
كوثر الظاهري خازندار المسجد النبوي؛ كان ممن سمع مني بالمدينة.
كوير بالراء المهملة تصغير كور بن أبي سعد بن حازم بن عبد الكريم الحسني، مات في المحرم سنة أربع وأربعين بجدة وحمل فدفن بالمعلاة، أرخه ابن فهد.
كيلان بن مبارك شاه السمرقندي العجمي الآتي أبوه. كان قد حضر هو وأبوه ومعهما ثالث قصاداً عن شاه رخ بن تيمور لنك ملك العجم ومعهما هدية للظاهر جقمق فاتفق موت الأب بغزة وحضر ولده مع الآخر فأكرم موردهما ولم يلبث أن لحق بأبيه فمات في جمادى الأولى سنة أربع وأربعين غريباً ودفن خارج باب النصر ثم نقل هو وأبوه بعد مدة إلى القدس فدفنا به واحتفل الناس بجنازة هذا وبختمه؛ وكان شاباً حسناً ذا سمت حسن وعقل وتؤدة رحمه الله، وذكره المقريزي باختصار.

حرف اللام

لاجين الجركسي ويعرف بالشيخ لاجين. كان بقلة عقله يزعم أنه يملك الديار المصرية ويظهر ذلك ولا يتكتمه والجراكسة يعظمونه ويعتقدون صحة ذلك ويعد بإبطال الأوقاف التي على المساجد والجوامع وإحراق كتب الفقه ومعاقبة الفقهاء، إلى غير ذلك من الهذيانات. ومات وهو جندي في ربيع الآخر سنة أربع عن أزيد من ثمانين سنة. ذكره شيخنا في إنبائه فقال: كان معظماً عند الجراكسة وكانوا يتحاكون بينهم أنه يلي المملكة وهو يتظاهر بذلك ولا يكتمه ويبلغ السلطان والأكابر فلا يكترثون به بل يعدون كلامه من سقط المتاع وكان قد عين جماعة لعدة وظائف ويعد أنه تملك أن يبطل الأوقاف كلها وأن يخرج الإقطاعات كلها وأن يعيد الأمر إلى ما كان عليه في عهد الخلفاء وأن يحرق كتب الفقهاء كلها وأول من يعاقب البلقيني فحال الله بينه وبين هذا كله ومات قبل البلقيني بسنة وقد قارب الثمانين أو جازها وكفى الله شره، وكان له أقطاع تغل كل سنة عشرة آلاف وهي إذ ذاك قدر ثلثمائة دينار ورزقة أخرى تغل هذا القدر أو أكثر منه؛ وكان منقطعاً في بيته والأمراء يترددون إليه وغيرهم يفعل ذلك تبعاً لهم وشاع أن الظاهر أراد أن يقرره في نيابة السلطنة فلم يتم ذلك وقيل بالامتناع منه وكان مشهوراً بسوء العقيدة يفهم طريق ابن العربي ويناضل عنها أتباع في ذلك.
 لاجين الظاهري جقمق حسام الدين الزردكاش ويعرف باللالا وقد يقال بالشين بدل الجيم. اشتراه أستاذه قبل سنة ست وثلاثين في حال إمرته وأعتقه فلما تسلطن كتبه خاصكياً ثم جعله خاصكياً ثم أمير عشرة وجعله لالة ولده الفخري عثمان المستقر بعده في السلطنة فدام على ذلك سنين، وعمر جامعاً بالجسر الأعظم بالقرب من الكبش على بركة الفيل في سنة أربع وخمسين وأوائل التي بعدها وجعل عليه أوقافاً جمة؛ ثم استقر بعد موت تغرى برمش اليشبكي بمكة في سنة أربع وخمسين زردكاشا وهو على إقطاعه الأول إمرة عشرة، واستمر إلى أن رقاه المنصور لشد الشربخاناه؛ ولم يلبث أن أمسك بعده فأقام بإسكندرية ثم حول منها إلى طرابلس وأنعم عليه بعد ذلك فيها بشيء يسير إلى أن أحضره الظاهر خشقدم وتقدم ثم صار في أيام الأشرف قايتباي أمير مجلس وتأمر على المحمل في سنة ثمانين وسافر معه زوج ابنته البدري بن مزهر، وكان عاقلاً ساكناً فيه فضل وتقريب لبعض الأخيار وإحسان إليهم في الجملة؛ ولما كبر وظهر عجزه أعفي عن الخدمة إلا في أول الشهور أو ما لا بد منه ولزم أكبر أولاده الشهابي أحمد المشي عنه فيما عدا ذلك ثم أخرج عنه الإقطاع لأزدمر الخازندار الظاهري صهر يشبك الفقيه ويعرف بالمسرطن في أوائل شهور سنة خمس وثمانين وأوقفت الإمرة إلى أن استقر فيها بعد موته بمدة ازدمر الظاهري قريب السلطان نقلاً له من نيابة حلب وقرر لصاحب الترجمة بعد إخراجهما عنه على الذخيرة في كل يوم ألف درهم إلى أن مات في يوم الأربعاء ثاني عشر جمادى الأولى سنة ست وثمانين ودفن بتربته في القرافة وأخرج عن أولاده من أوقافه جملة رحمه الله.
لر سعد الدين أوحد تلامذة السيد الجرجاني. ممن أخذ عنه العلاء الكرماني شيخ سعيد السعداء وسلام الله.
لطف الله بن يعقوب بن إسماعيل بن إسحاق بن مسعود الهمذاني ثم التبريزي الشافعي نزيل مكة. ولد تقريباً سنة خمس وأربعين وثمانمائة بهمدان وهاجر منها لتبريز فقطنها للطلب وأخذ بها عن حاجي محمد الفراز في الأصلين وعن ظهير الدين الأردبيلي في أصل الدين خاصة وعن يوسف المراغي في المعاني والبيان وبغيرها من أعمالها عن إسماعيل البابي في الفقه والنحو والصرف وعن الصدر الشيرازي في الطب، وسافر بقصد الحج فورد حلب فما دونها وتوجه مع الركب الشامي في سنة ثمان وثمانين أو التي قبلها فقطن مكة وتصدى رها إقراء الطلبة في كثير من الفنون بل كان يقرئ في فقه الحنفية، وعالج جماعة في الطب كأخي وامتنع من الأخذ لشيء؛ وكان فاضلاً خيراً متواضعاً منجمعاً تردد إلي غير مرة ورجع مع موسم سنة ثلاث وتسعين.
لطف الله الكمال السمرقندي أحد تلامذة التفتازاني، قال الطاووسي: أجاز لي في شهور سنة خمس عشرة.
لهيب رجل من العرب، قتل كما ذكرته في حوادث شوال سنة ثلاث وستين.
لولو الرومي الأشرفي برسباي الطواشي؛ كان من جمدارية أستاذه ثم صار بعده ساقياً ثم ولي تقدمة المماليك في أيام إينال ثم صرف ثم ولي زماماً وخازنداراً في أيام خشقدم ثم عزل ولزم داره حتى مات بعد مرض طويل في ليلة الجمعة سادس عشري شعبان سنة ثلاث وسبعين وقد ناهز الستين وهو ممن صودر غير مرة؛ وكان حشماً رئيساً وقوراً في الدول مع إسراف على نفسه عفا الله عنه.
لولو الرومي الغزي الطواشي. كان في ابتدائه من جملة الخدام السلطانية ثم ولي كشف الوجه القبلي في سنة ثلاث عشرة ثم عزل ثم أعيد في سنة ثمان عشرة ثم عزل وصودر مع شديد العقوبة، ويقال أن الفخر بن أبي الفرج لما رام عقابه أمر بفرش بساط تحته فقال له: تعلم الرياسة هذا لما أجلس بجانبك وأما الآن فالأرض أليق ثم أفرج عنه وأقام بطالاً وولي الدواليب السلطانية بالوجه القبلي أيضاً حتى مات في شوال سنة إحدى وعشرين؛ وكان بخيلاً حتى بالأكل على سماطه حريصاً على جمع الأموال ظالماً عارفاً بطرقه مع إظهار التدين والتنسك والعبادة وكان ذا رأي أحداً من جماعته يساعد شخصاً عاكسه وقال له:

أخذت فلوسه يا قشمر فلما ألفوا منه ذلك صاروا يحطون على من يرومون قضاء أربه فيصلون بذلك لمقاصدهم. وقد ذكره شيخنا في إنبائه باختصار فقال الطواشي المجبوب كاشف الوجه القبلي وليه مرتين ثانيتهما في رجب سنة ثمان عشرة ثم عزل وصودر وأخذ منه مال جزيل بعد العقوبة الشديدة ثم ولي شد الدواليب، ومات على ذلك، وكان من الحمقى المغفلين والظلمة الفاتكين في صورة الناسكين.
لولو خادم ابن يلبغا. مات في جمادى الأولى سنة ثلاث. أرخه العيني.

حرف الميم

ماجد بن عبد الرزاق فخر الدين القبطي السكندري وسمى نفسه محمداً أخو سعد الدين إبراهيم الماضي والفخر أكبر وكان جدهما نصرانياً كما سلف ويعرف بابن غراب. ولد بإسكندرية ونشأ بها فباشر في ديوانها ثم ولي نظرها حين عمل أخوه ناظر الخاص إلى أن استدعاه أخوه بعد موت الظاهر برقوق إلى القاهرة فقدمها في سنة إحدى وثمانمائة واستقر في الوزارة في ذي الحجة منها عوضاً عن الشهاب أحمد بن عمر بن قطينة وكذا ولي نظر الخاص مضافاً للوزر ولم يحمد فيهما وعزل وسلم بعد أخيه إلى الجمال البيري الاستادار فعاقبه أشد عقوبة وسجنه عنده إلى نصف ذي القعدة سنة إحدى عشرة ثم سلمه إلى الوالي وحرضه عليه حتى مات تحت العقوبة في ليلة العاشر من ذي الحجة منها، وكان سيء السيرة في مباشرته ظالماً عسوفاً جاهلاً ألكن مع حدة وقبح شكالة وضخامة ولذا قال شيخنا في إنبائه ولم يكن فيه من آلات الرياسة شيء بل كان يلثغ لثغة قبيحة يجعل الجيم زاياً والشين المعجمة مهملة ويسير سيرة جائرة، ولما مات أخوه خمل وخمد وآل أمره إلى أن قتل في حبس جمال الدين غيلة، وذكره ابن خطيب الناصرية أيضاً والمقريزي في عقوده ولكنه قال إنه مات في أول ليلة ذي الحجة.
ماجد بن أبي الفضائل بن سناء الملك فخر الدين المدعو عبد الله بن السديد القبطي ويعرف بابن المزوق. كان من أولاد الكتبة وخدم عند سعد الدين بن غراب وبعنايته ولي نظر الجيش وكتابة السر واحدة بعد أخرى في أيام الناصر فرج بعد عزل فتح الله مدة يسيرة ثم صرف إلى أن ولي نظر الإسطبل ثم عزل واتضع قدره وتعطل في الدولة المؤيدية وما بعدها وأهين بعد بالمقارع في الدولة الأشرفية برسباي لكونه اتهم بخبيئة لجانبك الصوفي لصحبته به؛ ولزم داره حتى مات بالقاهرة في رجب سنة ثلاث وثلاثين. ذكره شيخنا في أنبائه باختصار.
ماجد مجد الدين بن النحال والد فرج الماضي. أصله من نصارى مصر القديمة وبها نشأ وتدرب في الديوان والحساب الأسعد البحلاق واتصل بخدمة توروز الحافظي مدة أظهر الدخول في الإسلام حين ألزمه به ومعه ابنه وغيره ثم بعد قتله خدم عند جقمق الأرغو نشاوي واستقر بعد موته في أوائل الأيام الأشرفية في كتابة المماليك فدام مدة صودر فيها غير مرة إلى أن مات في ليلة السبت سادس ذي الحجة سنة ثلاث وأربعين وبلغني أن تغرى برمش الفقيه حضر الصلاة عليه لصحبة بينهما وقال إنه نوى الصلاة عليه أن كان مسلماً، وكان شيخاً قصيراً دميماً أعور ولكنه كان ماهراً في فنه مع مروءة وحذق بخلاف ابنه فكان جامداً كريهاً كما تقدم وقال المقريزي إنه لا دين ولا دنيا. ماجي بن نزيل جامع الأزهر.
مالك العربي المغربي من تلامذة علي الوزرو إلى الماضي. مات في سنة سبعين بين الحرمين؛ وكان صالحاً. أفاده لي بعض المغاربة.
مامش المحمدي المؤيدي شيخ. اشتراه في أيام إمرته ثم جعله لما تسلطن خاصكياً ثم بعد مدة أمير عشرة ثم صار بعد موته طبلخاناة ورأس نوبة فدام أشهراً ثم قبض عليه الأتابك ططر بدمشق وحبسه في جملة المؤيدية إلى أن أطلقه الأشرف وأعطاه إمرة هينة بحماة فدام بها حتى مات بعد الثلاثين تقريباً، وكان قبيح السيرة متجاهراً بالمعاصي بحيث يهجم البيوت من الأبواب أو الطيقان سيما في أيام أستاذه وضربه مرة على ذلك ثم صار يعتذر لمن يشتكيه له بجنونه فقد كان ما تقدم مع جنون وعفة.
مامية السيفي بيبغا المظفري. كان دواداراً ثالثاً في أيام الظاهر جقمق واستقر فيها بعد نفيه أو موته قايتباي المحمودي وكان يسكن بقرب الغنامية ممن يذكر بالخير والفروسية، تزوج بإحدى بنات الطنبذي واستولدها أولاداً منهم زوجة الشهابي حفيد العيني أم أولاده.
 ماميه من حمزة الظاهري. ممن تأمر عشرة في أيام الأشرف قايتباي، واستقر به أمير آخور الجمال ثم أمير جمدار، وحج في العام الماضي. مات في ذي القعدة سنة أربع وثمانين فجأة سقط من حائط ومشى الأتابك فمن دونه في جنازته، وكان يذكر بخير عفا الله عنه.
ماميه الأشرفي قايتباي. سافر بعد الصلح مع ابن عثمان إليه بهدية ثم رجع وعمل الدوادارية الثانية بعد شاذ بك ويذكر بحذق وعقل.
مانع بن علي بن منصور بن جماز بن شيحة الحسيني أمير المدينة ووالد أميرها أميان الماضي، وليها مدة إلى أن قتله حيدر بن دوغان الماضي بدم أخيه حشرم في عاشر جمادى الآخرة سنة تسع وثلاثين؛ وكان مشكور السيرة واستقر ابنه بعده في الإمرة بعد تنازع بين علي بن مانع والعجل بن عجلان فيها.ذكره شيخنا في إنبائه باختصار.
ماهر بن عبد الله بن نجم بن عوض بن نصير - بفتح النون ثم مهملة ككبير - ابن نصار - بالفتح والمهملة الثقيلة - الزين أبو الجود الأنصاري البلقسي الأصل ثم البلهيائي - نسبة إلى بلهية من بركة لواثة السفطي نسبة لسفط رشيد القاهري الشافعي نزيل بيت المقدس. ولد في سنة تسع وقيل أربع وسبعين وسبعمائة بقرية بلهية في بركة لواثا من البهنساوية من أعمال القاهرة ونشأ بها فحفظ القرآن عند جماعة ثم انتقل إلى القاهرة بعد موت والده في آخر سنة تسع وتسعين أو التي قبلها فحفظ الحاوي والشامل الصغير والثلث من التنبيه وتفقه بالأبناسي ونزل بزاويته ولازمه كثيراً وبالسراجين ابن الملقن والبلقيني والبدر القويسني وغيرهم، وأجاز له الزين العراقي وغيره وانتقل إلى بيت المقدس في رجب سنة اثنتين وثمانمائة فلازم الشهاب بن الهائم في الفرائض والحساب وكذا في العربية والفقه وأصوله والمنطق بقراءته وقراءة غيره حتى حمل عنه علماً جماً وحضر أيضاً عند الشمس القلقشندي وطائفة وبرع في العلم وتمكن في فنون خصوصاً الحاوي وعرف باستقامة الفهم وسرعة التصور والتثبت في النقل وولي تصديراً بالمسجد الأقصى وتصدى للإقراء فانتفع به خلق منهم ابن حسان وعبد الكريم القلقشندي ومن دونهم أو مثلهم مع أن ميله كان في العبادة أكثر من الإقراء؛ وصار شيخ البلد بدون مدافع لمتين ديانته ومزيد ورعه وتقشفه في مأكله ومشربه ومسكنه وسائر أحواله وتقنعه باليسير وانعزاله عن بني الدنيا بل وعن أكثر الناس إلا من يفيده وسلامة صدره ومزيد صمته وبشاشته وطلاقته ووفور عقله وحسن فطرته ومشيه على قانون السلف ممن جمع بين العلم والعمل والزهد ولم يكن يكتب على فتيا تورعاً وما علمت بعد ابن رسلان بتلك النواحي مثله ولذا قال العز القدسي: لا أعلم ببيت المقدس وغيرها من يستحق الصلاحية بشرط الواقف سواه، وكان الشهاب بن المحمرة كثيراً ما يقول: الصلاح عبارة عن اثنين صامت ومتكلم فشار ويشير إلى أن الصامت صاحب الترجمة، وقد لقيته ببيت المقدس وانتفعت بدعائه ورؤيته وقرأت عليه جزءاً. مات بعد أن اعتراه ضيق النفس مدة في يوم الأربعاء سابع عشر ربيع الأول أو قبيل العشاء من ليلة الأربعاء سلخ ربيع الآخر سنة ست وستين ودفن بمقبرة باب الرحمة شرقي المسجد الأقصى وكانت جنازته حافلة ولم يخلف بعده هناك في طبقته مثله رحمه الله ونفعنا به وقد أنشد البرهان العينوسي الكتبي به:

ألا من كان يبغي نيل عـلـم

 

فلا ينفك طول الليل ساهـر

ومن يطلب عروس العلم تجلى

 

فإن الشيخ زين الدين ماهـر

وكتب الزين عبد الرحمن القرشي لغزاً في ماهر وأرسل به إلى الهائم من غير أن يعلم مضمونه وقد أجاب عنه بعد دهر أبو اللطف بما لا أطبل بإيرادهما.
مبارك شاه السمرقندي العجمي والد كيلان الماضي قاصد شاه رخ بن تمرلنك إلى الظاهر جقمق، بغته الأجل بغزة قبل وصوله القاهرة في ربيع الآخر سنة أربع وأربعين وهو كهل ثم جيء بعد بولده وهو ميت ونقل هذا معه إلى بيت المقدس فدفنا به كما تقدم في كيلان ويقال أنه كان عاقلاً سيوساً ذا تؤدة وحسن سمت وله طلب وأدب. رحمه الله. ذكره المقريزي باختصار عن هذا.
مبارك شاه الظاهري برقوق. كان من أتباعه أولاً فلما تسلطن قربه ثم ولاه الحجوبية ثم الوزارة ثم استادارية وغيرها من الوظائف ككشف الجيزية رواية الوجه القبلي ثم نكبه، ولزم داره حتى مات في رمضان سنة ست عشر. ذكره العيني وغيره.
 مبارك شاه نائب القدس، له ذكر في أحمد بن حسين بن علي أبي البقاء الزبيري.
مبارك بن أحمد بن قاسم الدويد. مات في صفر سنة خمس وأربعين خارج مكة وحمل فدفن بمعلاتها.
مبارك بن أحمد بن مفتاح القفيلي أخو علي ومحمد، مات بمكة في ذي الحجة سنة ثلاث وخمسين.
مبارك بن أحم بن مفلح المكي ويعرف بابن حليمة. مات بمكة في شوال سنة تسع وسبعين.
مبارك بن جار الله. لعله ابن مبارك السقطي مات في شوال سنة ثمان وستين.
مبارك بن عبد الكريم بن عبد الله بن حسن بن أبي عفيف السيد أبو عفيف الحسني. مات بمكة في شعبان سنة سبع وثلاثين.
مبارك بن علي بن جار الله المعني شيخهم ويعرف بالمغاني، مات في ذي القعدة سنة ست وستين بمكة.
مبارك بن قفيف بن فضيل بن دخين بالتصغير فيها العدواني، مات في شوال سنة خمس وستين بطريق جدة وحمل إلى مكة فدفن ببيت عبد الكبير الحضرمي بسوق الليل بوصية منه ثم نقله الشيخ في تربته بالشبيكة.
مبارك بن محمد بن سعيد بن عقبة المنور. ممن كان في خدمة أبي السعادات القاضي زائد الوجاهة عنده. مات في جمادى الثانية سنة إحدى وستين بمكة.
مبارك بن محمد بن عطيفة بن أبي نمى الحسني المكي؛ شريف حسن الشكالة توجه إلى القاهرة سنة سبع وتسعين مع السيد حسن بن عجلان صاحب مكة فقبض عليهما ثم أطلق حسن واستمر هذا محبوساً بالقاهرة ثم نقل إلى إسكندرية فسجن بها في جماعة إلى أن أطلق ولم يلبث أن مات في أواخر سنة تسع بظاهر القاهرة، ذكره الفاسي.
مبارك بن ميليب بن علي بن مبارك بن رميثة بن أبي نمي الحسني المكي الماضي جده. مات يوم الخميس تاسع عشري ذي الحجة سنة ست وستين وهو قادم إلى مكة من وادي مر ودفن بالمعلاة، أرخه ابن فهد.
مبارك بن وهاس بن علي بن يوسف المكي، كان من أعيان القواد المعروفين باليواسفة ونال مكانة عند السيد عنان بن مغامس في ولايته الثانية على مكة ثم أظهر بأخرة التزهد عن خدمة السلطنة والاستغناء عنهم ودام على ذلك حتى مات سنة عشر، ذكره الفاسي أيضاً.
مبارك المكي الخياط بن غثرا، مات بمكة في ذي الحجة سنة اثنتين وستين.
مبارك الحبشي عتيق التقي الفاسي، مات في ربيع الأول سنة أربع وأربعين وهو ممن سافر إلى العجم وأثرى بحيث كان يعامل لما رجع واختص بصاحب الحجاز.
مبارك عتيق أبا البركات بن الضيا، مات في المحرم أو صفر سنة خمس وسبعين. أرخهم ابن فهد.
مبارك المجنون. ممن قتل مع أيتمش في سنة اثنتين.
متى الهندي المعتقد. مات سنة إحدى وستيمن.
مثقال الظاهري جقمق الحبشي الطواشي مقدم المماليك وسافر إلى الحبشة رسولاً واستقر نائب مقدم المماليك مدة ثم مقدماً في ربيع الآخر سنة سبعين بعد صرف جوهر النوروزي إلى أن صرفه الأشرف قايتباي بنائبه خالص التكروري ونفاه إلى طرسوس ثم نقله لمكة ثم مع ركب سنة تسع وثمانين لبيت المقدس فوصله مع أمير الغزاوي في أول التي بعدها فدام هناك ثم حول لغزة، وكان يظهر اعتقاد العلماء والصالحين وينتمي للسيد عفيف الدين الأيجي وأنه مما كان ابنه العلاء يوافقه عليه كان يسميه بالخواجا ولذا كان يجل خطيب مكة أبا الفضل النويري بحيث كان ينزله بدرب الأتراك في بيت من جملة أوقاف جوهر القنقباوي ورام تقريره في مشيخة السابقية بعد الجلال بن الملقن لينتقل للسكنى فيها لا رغبة في المشيخة فوثب عليه الزين زكريا بقوة الظاهر وكان صاحب الترجمة يسكن ببيت يعرف بإنشاء جوهر المشار إليه بدرب الأتراك أيضاً وقد أخذ بيت كزل العجمي بباب البرقية فجدده للسكنى فيه فأمر السلطان بإعطائه لبعض خاصكيته فشرع في عمارة متسعة جداً بجوار المصبغة فما أمهله القضاء لتكملتها، وقد أخذه السلطان في سنة خمس وتسعين حيث نسب لابن بركات أحد التجار أنه اختلس منه شبابيك نحاس ورخام ونحو ذلك فألزمه بإعادته ثم اشتغل بعمارته حتى كمل وأسكن فيه مملوكه جانم الذي صار أمير آخور ثان وأحد المقدمين بعد أتابكية الشام.
 مثقال السودوني الظاهري جقمق الحبشي الطواشي الساقي رأس نوبة السقاة، وكان ذا ضخامة وجلالة بين الأتراك والأمراء والخدام وأخذ داراً بالقرب من الأزهر فجددها وزاد فيها زيادات كثيرة، وخالط الناس غير متصون مع لطف وأدب مع العلماء ونحوهم ومداومة على الجماعة، وامتحن من الأشرف قايتباي مرة بعد أخرى وعينه سنة ثلاث وسبعين بمشيخة الخدام بالمدينة النبوية بعد سرور الطرياي فاستعفى وخدم حتى استقر غيره فلما كان في أثناء سنة تسع وثمانين اتهم بعمل الكيماء ووجدت إمارات ذلك فرسم عليه ثم أخذت داره وأرسل مع الحج لمكة يقيم بها بطالاً وكان يتوقع له أزيد من هذا فدام بها قليلاً ثم أذن له في الرجوع لبيت المقدس فقبل وصوله له عثر على عمل جريمته أيضاً فأمر به للكرك فأقام بها حتى مات في سنة خمس وتسعين وأخذ السلطان أقطاعه لولد نفسه عفا الله عنه.
مثقال الناصري بن منحك. كان خصياً ذا وجاهة وأموال جمة مات في ذي الحجة سنة تسع وخمسين بدمشق. أرخه ابن اللبودي.
مجلي بن أبي بكر بن عمر الضياء أبو المعالي بن الزين الشباسي الأصل القاهري الشافعي الشاذلي سبط الشمس محمد بن عبد الملك الدميري المالكي. ولد في سنة أربع وخمسين وثمانمائة أو التي قبلها بالقاهرة ونشأ بها في كنف والده - وكان صالحاً فاضلاً ممن يتكلم على العامة بجامعي المارداني والأزهر ونحوهما؛ وأخذ عن شيخنا ثم عن المناوي، وكانت وفاته سنة أربع وستين - فحفظ العمدة والمنهاج الفرعي والأصلي وألفية الحديث والنحو وعرض على العلمي البلقيني وابن الديري والأمين الأقصرائي والعز الحنبلي في آخرين وأخذ الفقه عن الفخر المقسي والعبادي وزكريا والبكري واشتدت عنايته بملازمته حتى كان جل انتفاعه به وأذن له في الإفتاء والتدريس، وجاور بمكة غير مرة أولها في سنة ثمان وسبعين ثم في سنة إحدى وثمانين واستقر حينئذ في مشيخة الزمامية برغبة الشمس بن الجلال المدني له عنها ثم رغب عنها ليحيى بن سلطان اليمن وأخذ الأصل والعربية عن الجوجري وفي العربية فقط عن إبراهيم الحلبي مع الفرائض والحساب وكذا أخذهما عن الشهاب السجيني، ودخل إسكندرية مع شيخه البكري وتكررت مجاوراته، وحج في موسم سنة اثنتين وتسعين وتكرر اجتماعه بي في المسير وجاور في التي تليها وفي جمادى الثانية منها توجه إلى الزيارة النبوية مع قافلة الحنبلي ثم عاد فحج ثم رجع في موسمها ودرس بمكة والقاهرة وغيرهما وأخذ عنه الطلبة، وكان متميزاً باستحضار الفقه كشيخه وجلس متكسباً بباب زكريا وربما عمل الصنعة بمكة.
محرز بن مسعود بن موسى بن زياد بن إبراهيم الشريف أبو محفوظ الحسني المغربي المالكي نزيل إسكندرية ويعرف بابن الرفا. إمام عالم مفتي. ذكره البقاعي وقال إنه ولد سنة خمس وتسعين وسبعمائة بتونس، ومات.
محسن الفتحي أبي الفتح المنوفي ثم الأشرفي قايتباي الطواشي الحبشي. استقر به خازناً عوض سنبل.
محفوظ بن مبارك بن منصور بن إبراهيم الزعبي المغربي المالكي. قدم القاهرة فسمع على أم هانئ الهورينية ومن شاركها في البخاري في آخرين، وهو ممن حضر عندي وسمع علي بقراءة ابنة له في الموطأ حين عرضها له، وكان فاضلاً سافر لمكة ثم لجهة اليمن ثم لمندوة وزوج ابنته للشيخ نور الدين الجرهي شيخ الجماعة، ووصفه ابن عزم بصاحبنا.

ذكر من اسمه محمد

محمد بن إبراهيم بن أحمد بن إبراهيم بن عبد الرحمن الشمس بن البرهان الأبودري الأصل القاهري المالكي نزيل الصحراء، ويعرف كأبيه الماضي بالأبودري. ولد في رمضان سنة خمس وأربعين وثمانمائة بسويقة المنصوري بالقرب من الأزهر ونشأ فحفظ القرآن والعمدة وابن الحاجب الفرعي والأصلي وألفية ابن مالك وغيرها وعرض في سنة ست وخمسين فما بعدها على جماعة من أعيان مذهبه كناصر الدين بن المخلطة والتريكي وأبي الفضل المغربي والقرافي ومن غيرهم كالعلم البلقيني والمحلي والمناوي وابن الديري والأمين الأقصرائي والعز الحنبلي وسمع من جماعة كالصلاح الحكري والشهاب الحجاري سمع منهما المسلسل ولازم السنهوري في الفقه وأصوله والعربية وغيرها واختص منه بما لم يزاحمه فيه غيره وكذا أخذ عن النور الوراق في الفقه والصرف وحضر دروس الولوي السنباطي واللقاني ثم بعد شيخه أخذ في البيضاوي عن الكمال بن أبي شريف وفي فنون الحديث عني واغتبط بذلك، وتميز وشارك في الفضائل وربما أقرأ في العربية وتمرن به فيها كل من ولدي أبي البقاء وصلاح الدين ابني الجيعان وحج وأم بتربة الست مع التواضع وسرعة الحركة والهمة في مآربه وهو أحد نواب المالكية.
محمد بن إبراهيم بن أحمد بن أحمد المقدسي ابن أخي الهمامي الماضي أبوه وعمه حفظ كتباً ولقيني مع أبيه بمكة في المجاورة الثالثة فعرضها علي وسمعا مني المسلسل وغيره.
محمد بن إبراهيم بن أحمد بن أبي بكر بن عبد الوهاب الجمال أبو عبد الله وأبو المحاسن وأبو حامد الفوي الأصل المكي الحنفي والد عبد الأول وعبد الرحمن وأخو عبد الواحد ويعرف بالمرشدي. ولد في ربيع الأول سنة سبعين بمكة وكان أبوه قدمها بعد سنة خمسين، ونشأ بها فحفظ القرآن وتفقه وطلب الحديث بنفسه فسمع من النشاوري والأميوطي وأبي العباس بن عبد المعطي وأبي الفضل النويري وابن صديق والمجد اللغوي ولازمه كثيراً وانتفع به في اللغة وغيرها وأذن له بالتدريس والإفتاء في ربيع الأول سنة ثلاث ووصفه بأوصاف جليلة أولها الإمام العالم العامل الأوحد العلامة أسد المناظرين وأشد الناظرين وبالغ في وصفه، وارتحل إلى القاهرة غير مرة وسمع بها من ابن رزين والتنوخي والمطرز وابن حاتم وابن الشيخة وآخرين وبالمدينة النبوية من العلم سليمان السقاء والزين المراغي وكذا دخل اليمن وغيرها، وأجاز له ابن النجم وابن الهبل والنقبي وابن أميلة والصلاح بن أبي عمر وابن السوقي وأحمد بن عبد الكريم البعلي والكمال بن حبيب وأخوه الحسن والأذرعي والأسنوي وأبو البقاء السبكي؛ وآخرون وأخذ الاصطلاح عن الزين العراقي وأجاز له ووصفه بالشيخ العالم الفاضل المفنن المحقق المدقق وأنه قرأ عليه جملة من تصانيفه وسمع وأرخ بشوال سنة خمس وتسعين وسبعمائة، وتفقه في القاهرة بالزين التاجر الكارمي والبدر حسن بن خاص بك والشهاب العبادي فقرأ عليه في سنة سبع وثمانين في البحث من الهداية وغيرها وأخذ عنه في الأصول والعربية وأذن له في الإقراء وبالعلاء والسيف الصيراميين وبمكة بالعلاء الرومي والفريد أبي بكر بن عطاء الله الهندي والشمس المعيد وعنه وعن الأول أخذ العربية وعن الهندي والعلاء الصيرامي وأصول الفقه ولبس الخرقة من إسماعيل الجبرتي ولازمه وتسلك به وأحمد بن الرداد والشهاب بن الناصح والمعيد والشمس بن سكر وآخرين، وأذن له العراقي في الحديث وغير واحد في الإفتاء والتدريس؛ وحدث ودرس وأفتى وانتفع به الفضلاء وتلقى عن أخيه عبد الواحد مشيخة الكلبرجية عند الصفا، وممن أخذ عنه من أصحابنا النجم بن فهد وأورده في معجمه بل ذكره شيخنا في معجمه وقال: أجاز لأولادي، هذا مع أنه سمع على شيخنا في سنة أربع وعشرين بمكة أشياء ووصفه بالإمام العلامة مفتي المسلمين رأس المحدثين واللغويين، وخرج له الجمال بن موسى فهرستاً بالسماع والإجازة والصلاح الأقفهسي أربعين من طريق أربعين من الفقهاء الحنفية؛ وكان إماماً علامة متودداً حسن المحاضرة كثير النوادر والنكت الحسنة حافظاً لكثير من الأشعار واللغة يتعاناها في كلامه وفي مراسلاته محباً للطلبة جميلاً بهياً خفيف الروح بشوشاً ديناً صيناً محباً في ابن عربي

مات في حادي عشري رمضان سنة تسع وثلاثين بمكة ودفن بالمعلاة بقبر والده قريباً من الفضيل بن عياض وكانت جنازته مشهودة وتأسف الناس على فقده. وقال شيخنا ولم يتأخر فيها من له معرفة بالفقه والنحو مع الديانة والصيانة نظيره، وهو في عقود المقريزي قال: ولا أعلم بعده بمكة مثله في معناه وحكى عنه حكاية رحمه الله.
محمد بن إبراهيم بن أحمد بن ثابت النابلسي ثم القاهري الشافعي الماضي أبوه. غرق بشاطئ جزيرة أروى من بحر النيل في عصر يوم الخميس تاسع عشر ربيع الأول سنة إحدى وثمانين وصلي عليه من الغد بمصلى باب النصر في مشهد حافل جداً ثم دفن بتربة الصيرامي تجاه تربة جمال الدين عن سبعة عشر عاماً، وكان قد حفظ القرآن والمنهاج الفرعي وعرضه علي في طائفة عوضه الله الجنة فقد استراح من أبيه وأخيه.
محمد بن إبراهيم بن أحمد بن خلف الشمس بن البرهان النيني الأصل ثم القاهري المالكي الماضي أبوه وأخوه أحمد يعرف بالفتوحي. قرأ القرآن وصار بعد أن كان يقرأ في الأجواق يتكسب بالتجارة لنفسه ثم لغيره كابن المرجوشي وصهر ابن الجندي وسافر له إلى جدة فكانت منيته بها في أحد الربيعين سنة خمس وثمانين رحمه الله وعفا عنه.
محمد بن إبراهيم بن أحمد بن داود بن عمر بن علي الشمس الأنصاري السويدي الحلبي ثم الدمشقي الشافعي الموقع نزيل القاهرة. ولد بحلب سنة ثلاث أو أربع ورأيت بخطه أنه في شهور سنة ثمان وسبعين وسبعمائة بحلب وانتقل إلى دمشق وهو صغير فقرأ القرآن على أبيه وحفظ كتباً منها بزعمه التقريب للنووي وفي الفقه غاية الاختصار والمنهاج والتقريب لأبي الحسن الإصبهاني وفي أصوله المنهاج وفي النحو ألفية ابن ملك، وعرض على البرهان بن جماعة والشهب الأحمدين الزهري وابن حجي والملكلوي والجمال محمود بن الشريشي والشرف عيسى الغزي وآخرين ممن لم يعين أحد منهم بخطه الإجازة، وقدم القاهرة فحضر مع أبيه دروس البلقيني والأبناسي ثم الشمس الغراقي والشهاب أحمد بن شاور العاملي وأثنى عليه في الإجازة جداً وكتب خطه بذلك في سنة ثمان وتسعين وكذا أثنى عليه البلقيني في إجازته لأبيه وأذن لهما في الإفادة وقال أنه حضر عنده بقراءة أبيه الكثير من المنهاج ومن الروضة وغيرهما من التفسير والأصول والعربية وغيرها بالقاهرة ودمشق وأرخها بجمادى الأولى سنة ثمانمائة وكتب ابن الملقن تحت خطه كذلك يقول فلان في آخرين، وتعانى الكتابة فبرع فيها وأجيز بها وكتب قديماً في الإنشاء واشتغل بخدمة الأتابك يشبك في الدولة الأشرفية برسباي في التوقيع وغيره فلما توفي رتب له معلوم بالديوان المفرد وباشر الإنشاء بالقاهرة حتى مات ورأيت بخطه أنه قرأ على الحافظ الشمس بن سند كثيراً من الكتب الكبار ومن جملتها مسند أحمد فسألته فلم يبد مستنداً بل ظهر لي بقرائن كذبه كما بينته في المعجم وغيره؛ وكان يكثر إنشاد قول القائل:

صم إذا سمعوا خيراً ذكرت به

 

وإن ذكرت بشر عندهم أذنوا

ويقول إنه منطبق على طائفة الموقعين، وأجاز لي. ومات في صفر سنة أربع وستين سامحه الله وإيانا.
محمد بن إبراهيم بن أبي العباس أحمد بن عبد الله التونسي الأصل المكي ويعرف والده بالزعبلي. ولد بمكة وحفظ بها القرآن وحضر دروساً كثيرة في النحو عند الجلال المرشدي وتصدى للاشتغال وتصدى للاشتغال مدة، وكان فيه خير. مات في ذي القعدة سنة خمس وعشرين بمكة ودفن بالمعلاة وفجع به أبوه. ذكره الفاسي في مكة.
محمد بن إبراهيم بن أحمد بن علي بن سليمان بن سليم الشمس بن فقيه المذهب البرهان البيجوري الأصل القاهري الشافعي والد إبراهيم وأحمد الماضيين وجدهما. ولد تقريباً قبيل القرن

بالقاهرة ونشأ بها فحفظ القرآن والعمدة والمنهاج وجمع الجوامع وألفية ابن ملك، وعرض على جماعة كزوج أخته الشمس البرماوي بل قرأ عليه المنهاج بتمامه والعز بن جماعة وأجاز له وسمع على الشمسين ابن عمه محمد بن حسن بن علي والشامي الحنبلي والشرف السبكي وآخرين وأخذ الفقه عن والده والبرماوي والقمني والولي العراقي وبه انتفع وأذن له في الإفتاء والتدريس وكان القمني يقول إنه فقيه النفس وحضر عند الونائي مرة فرد عليه في شيء قرره بخلاف المنقول فكان كذلك ولازم صهره البرماوي في فنون وسافر معه إلى الشام؛ وحج غير مرة وزار بيت المقدس وكذا دخل دمياط وإسكندرية وغيرهما للتجارة، وحدث بالبيسير قرأت عليه وسمع منه الفضلاء، وكان بارعاً في الفقه والعربية والعروض والفرائض والحساب والشروط اختصر المغنى لابن هشام وعمل منسكاً وربما نظم ودرس بعد أبيه بالغرابية والعشقتمرية كما بلغني ثم تركها وتألم حين أعطيت الفخرية للشلقامي، وتكسب بالشهادة في حانوت الجمالية وعرض عليه نيابة القضاء فامتنع، كل ذلك مع الدين والتواضع والانفراد والتحري في الطهارة والمداومة على التهجد والتلاوة خصوصاً في رمضان فكان له في كل يوم أزيد من ختم واستمر يحفظ المنهاج إلى آخر وقت ويفتي من يسأله لفظاً وممن انتفع به ولده الشهاب. مات في سابع ربيع الآخر سنة ثلاث وستين رحمه الله وإيانا.
محمد بن إبراهيم بن أحمد بن علي بن عمر البدر أبو الوفاء بن المليجي القاهري الماضي أبوه. اشتغل قليلاً وكتب الخط المنسوب وقابل معنا على شيخنا في فتح الباري يسيراً واستقر في جملة الموقعين ومد يده لأصحاب الحوائج فأثرى ثم سافر مع الزيني بن مزهر في الرجبية فكانت منيته قبل وصوله وذلك في العشر الثاني من رجب سنة إحدى وسبعين وأظنه قارب الخمسين عفا الله عنه.
محمد بن إبراهيم بن أحمد بن غانم بن علي النجم بن البرهان المقدسي الشافعي الماضي أبوه والآتي ابنه أبو البركات محمد ويعرف كسلفه بابن غانم. ولد سنة أربع عشرة وثمانمائة واستقر كسلفه في مشيخة الخانقاه الصلاحية ببيت المقدس ونظرها بتفويض من أبيه في شعبان سنة ست وثلاثين. ومات بالقاهرة في يوم الجمعة مستهل شعبان سنة اثنتين وستين؛ وقد لقيني ببيت المقدس وسمع بقراءتي على ابن جماعة والقلقشندي واستقر بعده في المشيخة ولده.
محمد بن إبراهيم بن أحمد بن غنائم. يأتي في أبي الفتح.
محمد بن إبراهيم بن أحمد بن أبي الفتح بن درباس الشمس بن البرهان بن الشهاب القدسي ويعرف بابن درباس وبابن الشحنة؛ أجاز له في جملة إخوته ولم يسم الحافظ أبو محمود القدسي وأبو الحرم القلانسي والبياني وحدث بذلك كتب عنه ابن موسى والأبي في سنة خمس عشرة وغيرهما؛ وأجاز لجماعة وذكره شيخنا في معجمه فقال: أجاز له ابن الخباز والقلانسي وجماعة، وكان أحد خدام المسجد الأقصى ويقال له ابن الشحنة، أجاز لأولادي.
 محمد بن إبراهيم بن أحمد بن محمد بن محمد بن محمد الشمس والجمال والمحب أبو الفتح بن البرهان بن الجلال أبي الطاهر الخجندي الأصل المدني الحنفي الماضي أبوه وجده وكل أولاده إبراهيم وأحمد وعلي. ولد في ليلة الجمعة عاشر ربيع الأول سنة عشر وثمانمائة بالمدينة ونشأبها فحفظ القرآن وأربعي النووي والكنز وأصول الشاشي وألفية ابن ملك، وعرض على الجمال الكازروني وغيره بل قرأ الأربعين بتمامها في مجلس واحد على ابن الجزري في ربيع الآخر سنة ثلاث وعشرين بالحرم النبوي وأجاز له، واشتغل على عمه وأبيه وعليه قرأ البخاري في سنة سبع وأربعين وكذا حضر دروس ابن الهمام حين مجاورته بالمدينة وأخذ أيضاً عن الأمين والمحب الأقصرائيين وسمع على ثانيهما الشفا في رمضان سنة إحدى وخمسين بالروضة وقبل ذلك سمع وهو طفل على الزين أبي بكر المراغي في سنة خمس عشرة ثم على ولده أبي الفتح بل وقرأ عليه الشمائل للترمذي ووصفه بالفقيه الفاضل الأصيل ووالده بالفقيه العالم. ودخل القاهرة غير مرة منها في سنة خمس وثلاثين وأخذ عن شيخنا بعض الخصال الممكفرة له وغيرها وكذا دخل حلب التي تليها وسمع فيها من البرهاني حافظها اليسير من شرحه على البخاري وأجاز له والشام وجزيرة ابن عمر ورجال وولي إمامة المقام الحنفي بالمدينة حين قام الأمين الأقصرائي في إحداثه في سنة إحدى وستين شركة لمحمد بن علي الزرندي ولكن لم يباشرها إلا صاحب الترجمة ثم استقل بها حتى مات وبقيت في ذريته، وقد حدث أخذ عنه بعض الطلبة وكان فاضلاً أصيلاً ناظماً ناثراً منجمعاً في آخر عمره عن الناس وجمع في سرقة قناديل المدينة سنة ستين. مات في ليلة الجمعة عاشر ربيع الأول سنة سبعين عن ستين سنة سواء ودفن عند جده بأحد رحمه الله. ومن نظمه:

أمل يطول وفي آجالنا قصـر

 

والدهر ينكى وفي الأيام معتبر

والنفس في غفلة عما يراد بها

 

والقلب من قسوة كأنه حجـر

وقوله:

أضام وأوفى للعـالـمـين بـذمة

 

خفير وحاشى أن يضام له جـار

فيا مصطفى يا ين الذبيحين غـارة

 

إليك متبع الجار من معشر جاروا

محمد بن إبراهيم بن أحمد بن مخلوف بن غالي بن عبد الظاهر بن قانع بن عبد الحميد بن سالم بن عبد البارئ بن راضي بن حامد بن عطاء الشمس أو السعد أبو الفتح البرسيقي نسبة لبعض أعمال إسكندرية ثم القاهري الوزيري الحنفي ويعرف بالسمديسي وليس هو منها وإنما هو من أبي خراش فتحامى النسبة خراشياً وانتسب كذلك مع عدم تجاورهما فلو انتسب لما يجاورها كان أشبه. ولد في رابع عشر ربيع الأول سنة ثلاث وخمسين وحفظ القرآن وتلا به للسبع على جعفر السنهوري، ويقال أنه حكم الفن وحقق التجويد، وقرأ على الفخر الديمي متوناً وغيرها كشرح ألفية العراقي شبه رواية بحيث كتب إلى بعض من قرأ على أنه كان يسأله عن أماكن منها فيوضحها له وتفقه قليلاً بالأمين الأقصرائي ونظام وصلاح الدين الطرابلسي وكذا اشتغل في الأصول والعربية عند حمزة المغربي وغيره وقرأ على حمزة المطول وربما أخذ عن الخطيب الوزيري بلديه؛ وتميز قليلاً ووثب بعد الأمين فاستقر دفعة واحدة في مشيخة الحنفية بالجانبكية حين كان تنبك قرا دواداراً ثانياً بعناية مغلباي البهلوان الأشرف إينال وقام شيخه نظام و قعد سيما وهو شيخ المقرر أيضاً وهو والله معذور بل وأعطاه قبل ذلك مسجداً جدده بالقرب من الأيتمشية وأسكنه قاعدة به وحج صحبته حين كان يشبك جل أمير الحاج ثم استنزل الشمس الجلالي عن مشيخة الأيتمشية نفسها وهو أحد صوفية الأشرفية ويوصف بالدين والخير والعقل بل قرأت بخط من أشرت لأنه كان يسأله أنه جلس معه في ابتدائه فوجده مجموع فضائل غير أن في لسانه رخاوة، قال:

ونعم الرجل صلاحاً وعملاً لولا تكبر زائد فيه أعاذه الله من شر نفسه انتهى. وقد قدم مكة بحراً سنة سبع وتسعين صحبة أميره بردبك الخازندار حين مجيئه لجدة على نيابتها وكان مقيماً تحت ظله بها لم يجئها إلا معه وفوت رمضان كله ثم لما قدم لقيني وصار يسألني عن أشياء فكتب له أجوبتها ورام نسخة من شرحي للألفية فما تهيأ له ذلك ورجع وعزمه مستقر على استكتابه فإنه التمس كتابي لولد أخي بعارية النسخة التي بخط والده لمقابلة الولد معي بعضها بحيث صارت آخر النسخ بالنسبة لما قوبل وكذا أخذ مؤلفي الخصال الموجبة للظلال وجود عليه بعض الطلبة القرآن.
محمد بن إبراهيم بن أحمد بن منصور القاضي سري الدين الدمشقي باني الحمام المشهور داخلها الحنفي. مات بها في أحد الربيعين سنة أربع وأربعين. أرخه ابن اللبودي.
محمد بن إبراهيم بن أحمد بن هاشم الكمال أو الشمس بن البرهان بن الشهاب أبي العباس الأنصاري المحلي ثم القاهري الشافعي جد الجلال المحلي الآتي. ولد سنة ثلاثين وسبعمائة بالمحلة وقدم منها وهو شاب في الطاعون سنة تسع وأربعين فنزل بخلوة في الخانقاه البيبرسية مجاورة للمزملة عند الباب على يمين الداخل لصحن المدرسة ودامت معه ثم مع بنيه مائة وعشرين سنة؛ وعرض بعض محفوظاته من التنبيه وألفية النحو على العز عبد العزيز بن جماعة فأكرمه وكذا عرضهما في سنة تسع وخمسين على الجمال الأسنوي وأخيه العماد محمد والبلقيني وابن الملقن وأجازوه والبدر حسن بن العلاء القونوي والبهاء أحمد بن التقي السبكي والجمال عبد الله بن يوسف بن هشام وكتبوا له ولم يصرحوا بالإجازة وقبل ذلك بيسير سنة سبع وخمسين بالمحلة عرض جميع الشاطبية على أحد شيوخ القراء محمد بن عمر بن محمد بن موسى بن موسى الحكري الشهير بابن البزار تلميذ البرهانين الحكري والرشدي وأذن له في روايتها وفي القراءة والإقراء بها ووصفوا والده بالإجلال ولقبوه هو شمس الدين واشتغل وأخذ عن الكمال النشائي شرحه على جامع المختصرات وكتبه بخطه وعن الشهاب السمين وابن عقيل وابن النقيب والأسنوي وأبي البقاء السبكي والكلائي الفرضي والقرمي وغيرهم، وبرع وتفنن وكتب بخطه أشياء وخطه جيد لكن غلب عله الورع والانعزال فلم يشتهر وممن أخذ عنه حفيده، وعمر دهراً حتى مات بمسجد منسوب للأشراف كان منقطعاً فيه للعبادة برأس الجوانية ودفن بحوش تجاه تربة جوشن خارج باب النصر رحمه الله.
محمد بن إبراهيم بن أحمد القطب بن الكافي بن الفخر الخفري. ولد في سلخ صفر سنة اثنتين وثلاثين وسبعمائة ولقيه الطاووسي في سنة تسع عشرة وثمانمائة بشيراز وقال إنه كان شيخاً فاضلاً مكاشفاً عاش أكثر من تسعين سنة وسافر كثيراً وأدرك جمعاً من كبار الشيوخ رحمه الله.
محمد بن إبراهيم بن أحمد الشمس القاهري الشهير بابن الخص والد إبراهيم وإخوته. ممن صحب ناصر الدين بن الكيلق وغيره وسمع ختم الدارقطني من الغماري والأبناسي والشمس الحريري إمام الصرغتمشية والنور الفوي والشهاب أحمد بن عبد الله بن رشيد السلمي الحجازي الحنفي الضرير والزين بن النقاش.
محمد بن إبراهيم بن أحمد الشمس الصوفي الضرير ناظر البيمارستان. ولد سنة تسع وأربعين وسبعمائة واشتغل بالعلم وأحب المذهب الظاهري والانتماء إلى الحديث ورافق البرهان بن البرهان لما دخل بغداد ثم اتصل بالظاهر برقوق وقام معه فلما عاد إلى السلطنة رعى ذلك له وولاه نظر البيمارستان ثم خشي منه فاستأذنه في الحج وتوجه إلى اليمن وجال في البلاد ثم عاد بعد موت الظاهر بمدة فأقام بالقاهرة منجمعاً؛ وكان يرجع إلى دين وتعبد. مات بعد أن عمي في مسجده بالكافوري في ليلة الثلاثاء ثالث عشر المحرم سنة اثنتين وثلاثين. ذكره شيخنا في أنبائه والمقريزي في عقوده بأطول.
محمد بن إبراهيم بن أحمد الشمس المنجكي الباسطي ويعرف هو وأبوه بأبي الهائم. ولد في شعبان سنة ست وثلاثين وثمانمائة ونشأ يتيماً. مات أبوه وهو ابن ست فقرأ القرآن وتعانى التكسب في الجوهريين والأذان بالبيمارستان وغيرها وخالط الناس بالمعاملة، وحج غير مرة وجاور وأثرى. مات بعد أن أوصى باشتراء عقار يوقف على بعض الجهات الصالحة في سنة تسع وثمانين عفا الله عنه.
 محمد بن إبراهيم بن أحمد البرماوي القاهري أخو عثمان وعبد الرحمن وعبد الغني المذكورين. أسمعه أخوه على جماعة؛ وذكره البقاعي مجرداً.
محمد بن إبراهيم بن أحمد ويعرف بابن الطواب. أحد المجاورين للمدرسة المنكوتمرية. تصرف في باب شيخنا والعلم البلقيني وسمع عليهما ورغب في ذلك بأخرة ولزم الجماعة بالمدرسة المذكورة وتقلل من الرسلية وأناب. مات في صفر سنة ست وسبعين بعد تعلله مدة وقد أسن.
محمد بن إبراهيم بن أحمد الكردي. يأتي فيمن جده عبد الله.
محمد بن إبراهيم بن أحمد المدني. في أبي الفتح بن علبك من الكنى.
محمد بن إبراهيم بن إسحق بن إبراهيم بن عبد الرحمن الصدر أبو المعالي بن الشرف السلمي المناوي نسبة لمنية القائد فضل بن صلح من أعمال الجيزية ثم القاهري الشافعي القاضي سبط الزين عمر البسطامي القاضي. ولد في ثامن رمضان سنة اثنتين وأربعين وسبعمائة وأبوه حينئذ ينوب في القضاء عن العز بن جماعة فنشأ في حجر السعادة وحفظ القرآن والتنبيه وغيره، وسمع من الميدومي والحسن بن السديد وابن عبد الهادي وعبد الله بن خليل المكي ومحمد وإبراهيم ابني الفيومي وآخرين تجمعهم مشيخته وهي في خمسة أجزاء تخريج الولي العراقي، وناب في الحكم وهو شاب وولي إفتاء دار العدل والتدريس بالشيخونية والمنصورية والسكرية؛ ودرس وأفتى قليلاً وخرج أحاديث المصابيح وتكلم على أماكن منه وسماه كشف المناهي والتناقيح في تخريج أحاديث المصابيح وكذا كتب شيئاً على جامع المختصرات وغير ذلك كتأليف في القولين، وولي القضاء بالديار المصرية استقلالاً في أيام المنصور حاجي ومدبر المملكة منطاش عوضاً عن الناصري بن الميلق وذلك في يوم الخميس سلخ شوال سنة إحدى وتسعين وسبعمائة فباشره بشهامة واستقامة إلى أن صرف بعد دون شهرين في سابع عشري ذي الحجة منها بالبدر بن أبي البقاء ثم أعيد في ثاني المحرم سنة خمس وتسعين ثم صرف في التي تليها بالبدر أيضاً ثم أعيد في شعبانها ثم صرف بأحد نوابه التقي الزبيري في جمادى الأولى سنة تسع وتسعين ثم أعيد في رجب من التي تليها؛ ودرس أيضاً بجامع طولون والشافعي وغيرهما من الوظائف المضافة للقضاء، ومات الظاهر برقوق في أثناء ولايته هذه فآمن على نفسه لكونه كان لا يطمئن إليه لما اتفق أن ابتداء ولايته كان من قبل منطاش والناصري وفي أيام غيره لا يتجرأ أحد عليه لما تقرر له في القلوب من المهابة؛ فلما سافر الناصر فرج إلى البلاد الشامية لقتال الطاغية تيمور لنك في سنة ثلاث وثمانمائة كان ممن برز معه ولم يحسن المداراة مع عدوه فأهانه وباغ في ذلك حتى مات وهو معهم في القيد غريقاً في نهر الزاب بالفرات عند قنطرة باشا في شوال منها وكان بعض التمرية أسروه فلما جازوا به النهر خاض الأمير هو وأتباعه لأجل ازدحام وغيرهم على القنطرة فغرق القاضي لتقصيرهم في حقه بعد أن قاسى أهوالاً عسى أن يكون كفر بها عنه ما جناه عليه القضاء، والعجب أنه كان شديد الخوف من ركوب البحر إما لمنام رآه أو رؤي له أو اعتماداً على قول بعض المنجمين بحيث كان لا يركبه إلا نادراً فقدر موته غريقاً، وقد حدثنا عنه خلق منهم شيخنا وذكره في معجمه وأنبائه ورفع، الإصر وذكره ابن قاضي شهبة في الطبقة الثامنة والعشرين من طبقات الشافعية، وابن خطيب الناصرية في تاريخ حلب والتقي الفاسي في ذيل التقييد والأقفهسي في معجم ابن ظهيرة والمقريزي في عقوده وطوله وآخرون؛ وكان ذا هيبة عظيمة ونزاهة وقوة نفس وحشمة ودنيا متسعة كثير التودد إلى الناس معظماً عند الخاص والعام محبباً إليهم وقبل ولايته كان يسلك طريق ابن جماعة في التعاظم وفي الاعتناء بتحصيل نفائس الكتب بحيث حصل منها شيئاً كثيراً فلما استقل بالقضاء لان جانبه كثيراً مع تكرم على الطلبة بالإطعام ومداراة لمن لعله يقصر في حقه بالستر مع قدرته على هتكه بالانتقام وعندي في ذلك حكايات، ولم يعقب رحمه الله وإيانا.
محمد بن إبراهيم بن إسحق أبو عبد الله الحضرمي والد أبي بكر ممن جمع بين الشريعة والحقيقة وكان أثر الخير عليه ظاهراً مات سنة أربع وثلاثين ودفن بمدينة المهجم.
 محمد بن إبراهيم بن أيوب البدر الحمصي الشافعي والد محمد الآتي ويعرف بابن العصياتي وسقط من نسبه محمد قبل أيوب. سمع من عمر بن علي البقاعي وغيره من أصحاب الحجار وتفقه وبرع وشارك في الفضائل، وكتب على التنبيه تعليقاً تلف في الفتنة؛ وكان ذا فضيلة تامة في الفقه وذكاء مفرط وسمع منه الطلبة بحمص وأثنى عليه ابن موسى وهو وكذا شيخنا الأبي ممن أخذ عنه وأجازا لابن فهد وجماعة من أصحابنا فمن فوقهم، وذكره شيخنا في معجمه وقال: أجاز لأولادي، وابن قاضي شهبة في الطبقة التاسعة والعشرين وهي الأخيرة من طبقاته. مات في مستهل ربيع الأول سنة أربع وثلاثين بحمص وقال شيخنا في صفر والأول أثبت، وسمى المقريزي في عقوده والده عبد الله بن محمد وهو غلط وقال مولده قبل السبعين؛ وكان فقيهاً عالماً بارعاً قوي الحفظ بأخرة لأنه سقط من مكان مرتفع وهو راكب فرسه فانفلق دماغه فعولج حتى تعافى فعظم حفظه لهذا بحيث حفظ عدة كتب وبرع في مدة يسيرة؛ ودرس وأفتى ومهر في العقليات والأدبيات وتصدر للإقراء وانتفع به الطلبة وكثر الآخذون عنه مع الدين المتين والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وإكبابه على الإشغال والاشتغال حتى مات. قلت: ومن شيوخه بدمشق الجمال الطيماني وابن الشريشي وبدمشق صحبة أبيه جماعة ونظم تاريخ ابن كثير فيما قيل وقد اختصر الأصل ولده الآتي في أربع مجلدات. وأيوب وجده ممن يذكر في الفضلاء.
محمد بن إبراهيم بن بركة بن حجي بن ضوء الشمس العبدلي الدمشقي الجراعي المزين الشاعر الشهير. ولد في رمضان سنة خمس وثلاثين وسبعمائة وقيل سنة إحدى واشتغل بالجراحة ثم تعانى النظم فمهر فيه وله في ذلك مقاطيع مخترعة؛ وقد كتب عنه ابن محبوب في تذكرته ومات قبله بمدة وكذا كتب عنه شيخنا وذكره في معجمه فقال: أنشدني من لفظه عدة مقاطيع؛ وكان طيب النادرة حلو المفاكهة مطبوعاً على عامية فيه؛ وأسره اللكنية ووصل معهم إلى سمرقند وأقام بتلك البلاد سنين ثم خلص ورجع إلى دمشق فمات بها في جمادى الآخرة وبه جزم المقريزي في عقوده وقيل في شعبان سنة إحدى عشرة وقيل في التي بعدها وله ست وسبعون سنة ومن نظمه في مليح قاضي:

قاض لنا يعلم أن الـورى

 

تعشقه وهو كثير العفاف

وددت لو طاع لكن قضى

 

عليهم مع علمه بالخلاف

وقوله في مليح شافعي:

للشافعي عذاريقول قولاً زكيالا خير في شافعيإن لم يكن أشعريا

وقوله:

تقول مخدتي لما اضطجـعـنـا

 

ووسدني حبيب القلـب زنـده

قصدتم عند طيب الوصل هجري

 

خذوني تحت رأسكـم مـخـده

وقوله:

أنا دواة يضحك الجود مـن

 

بكا يراعي جل من قد براه

دلوا على جودي من مسـه

 

داء من الفقر فإنـي دواه

وكان قد لقي الفضلاء كابن الوردي والصفدي وقفى أثرهما في مائة مليح بكتاب سماه شين العرض بالملاح بعد الزين والصلاح وكذا لقي الجمال بن نباتة وكان بينه وبين أبي بكر المنجم أهاج، وممن كتب عنه البرهان الحلبي حين قدم عليهم حلب وذكره ابن خطيب الناصرية والمقريزي في عقوده.
محمد بن إبراهيم بن بركة شمس الدين المعروف بشفتر كان نقيب السقاة. مات في ليلة الجمعة ثامن ذي الحجة سنة تسع وسبعين ببيته تجاه جامع ابن ميالة بين السورين وصلى عليه جاره العبادي وغيره عفا الله عنه واستقر بعده ابن أخيه لأمه الناصري محمد بن عبد الغني وسيأتي.
محمد بن إبراهيم بن أبي بكر بن إبراهيم بن محمد بن إسماعيل بن محمد بن حسن الجمال المدعو الطيب العامري الحرضي اليماني الشافعي قريب يحيى العامري الآتي والماضي أبوه إبراهيم. قدم مكة في ذي القعدة سنة ثلاث وتسعين ليحج فلقيني فقرأ علي أربعي النووي، وسمع مني المسلسل وجل مؤلفي في ختم ابن ماجة وعلى المسلسل بالمحمدين وبعض البخاري وقطعة من مؤلفي في ختمه وبعض المقاصد الحسنة وشرح النخبة وكتبت له كراسة.
 محمد بن إبراهيم بن أبي بكر الجمال الصالحي ويعرف بابن الحجاج - بضم المهملة ثم جيم مشددة بصيغة الجمع. ولد سنة سبع وستين وسبعمائة وسمع من الشهاب أحمد بن عبد الرحمن المرداوي المخرجة من مسموعاته وغيرها، حدث سمع منه ابن فهد وغيره، وكان خطيباً. مات في ظهر يوم الاثنين خامس ذي الحجة سنة سبع وثلاثين بالصالحية وصلي عليه بع العصر ودفن في الروضة بسفح قاسيون وكانت جنازته حافلة رحمه الله.
محمد بن إبراهيم بن أبي بكر الشمس الحلبي. ما علمته ولكن رأيت العلاء علي بن سودون الإبراهيمي نسب إليه في طبقة سماع السيرة على الفوي في سنة عشرين وأنه كان معه محمد بن إبراهيم بن أبي بكر الشمس الشطنوفي. فيمن جده عبد الله.
محمد بن إبراهيم بن جامع البوصيري. صوابه ابن جامع بن إبراهيم انقلب.
محمد بن إبراهيم بن خضر المحب بن البرهان المحلي ثم العنتابي الدمشقي الحنفي نزيل القاهرة وأخو العماد إسماعيل قاضي الحنفية بدمشق ويعرف بين الطلبة بكبيش العجم لقبه به فيما ذكر عبد الله الكوراني وقارضه هو فلقيه تيس الكرد وقال إن كبش القوم سيدهم، ممن فضل في العقليات وأخذ عن جماعة بدمشق والقاهرة منهم العلاء الحصني والكافياجي؛ وناب في قضاء الحنفية عن العلاء بن قاضي عجلون قليلاً بدمشق ثم عن ابن الشحنة وغيره بالقاهرة وامتنع الأمشاطي من استنابته واختص بمقدم المماليك مثقال وأم عنده وعرف بالإقدام؛ وتردد إلي كثيراً وتشدد وتفيهق وانتقى من الصحاح وكان يراجعني في أشياء يظهر انتقاد القاموس فيها، وآل أمره لشدة فقره إلى أن سافر إلى الشام فأقام في ظل أخيه.
محمد بن إبراهيم بن خطاب. فيمن جده محمد بن خطاب.
محمد بن إبراهيم بن خلف الشمس القمني ثم القاهري الأزهري الشافعي خازن كتب المؤيد ويعرف بالقمني. مات بعد أن كف ولزم بيته مديدة في يوم الأربعاء رابع عشري رجب سنة ثلاث وثمانين عن نحو الثمانين، وكان ممن حضر عند القاياتي وابن المجدي وشيخنا وتردد إلى الأعيان كابن البارزي وابن العطار وكتب بخطه أشياء ونسب إليه تفريط في بعض كتب المؤيدية فطلبه الدوادار الكبير قبل موته بيسير في حال انقطاعه وأقام ببابه مرسماً عليه أياماً حتى شفع فيه بعد جمع ما كان عوده كالمعتذر بل المستحيل وهو المحضر لشيخنا مراسلة البقاعي من سفره إلى القاياتي وأيام قضائه وفيها التعريض بشيخنا لمزيد اختصاص صاحب الترجمة بالقاياتي وبنية حيث اختلسها من بيته فأمره شيخنا بعودها إلى محلها رحمه الله وعفا عنه. محمد بن إبراهيم بن درباس خادم الأقصى. في ابن إبراهيم بن أحمد بن أبي الفتح. محمد بن إبراهيم بن الظهير أو المظهر على ما يحرر الجزري الدمشقي. يأتي فيمن جده محمد بن علي.
محمد بن إبراهيم بن عبد الحميد بن علي تقي الدين الموغاني الأصل المدني نزيل مكة ويعرف بابن عبد الحميد. اشتغل بالأدب ونظم الشعر وكان فيه صمم فكان لذكائه يدرك ما يكتب له في الهواء وما يكتب في كفه بالإصبع ليلاً. مات بمكة سنة عشر قاله شيخنا في إنبائه وقال: وقد حاكاه في ذلك صاحبنا عبد الرحمن ابن علي الحلبي الأصل سبط أبي أمامة بن النقاش يعني الماضي في محله وذكره التقي الفاسي في مكة فقال أنه سمع بمصر من جويرية الهكارية والجمال عبد الله الباجي وغيرهما بدمشق كما ذكر من ابن أميلة والصلاح بن أبي عمر، وله اشتغال بالعلم ونباهة في الأدب وغيره وذكاء مفرط بحيث أنه لما أصابه الصمم كان يكتب له في الهواء ثم في يده ليلاً فلا يفوته شيء من فهمه غالباً بحيث يتعجب الناس من ذلك وكانت له مكانة عند أمير المدينة ثابت بن نعير بن منصور بن جماز بن شيحة ثم نال مكة عند صاحب مكة حسن بن عجلان وأعيان جماعته وكان يكتب عنه إلى مصر وغيرها وأقام على ذلك سنين وله تردد كثير لمكة من قبل ولايته ثم قطنها حتى مات وكذا دخل اليمن فنال منه خيراً وترافقنا مرة إلى الطائف للزيارة وسمعت من لفظه بالسلامة حديث الأعمال من الغيلانيات عن ابن أميلة وابن عمر إجازة إن لم يكن سماعاً وعدة حكايات مات في المحرم ودفن بالمعلاة وقد بلغ السبعين أو قاربها وشهد الصلاة عليه ودفنه صاحب مكة المشار إليه؛ وهو في عقود المقريزي.
 محمد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن حسين بن قاسم الشمس بن البرهان المدني الشافعي الماضي أبوه ويعرف بابن القطان. ممن حفظ المنهاج واشتغل قليلاً وسمع مني بالمدينة. مات في ثاني ربيع الثاني سنة إحدى وتسعين.
محمد الجمال أخو الذي قبله وذاك الأكبر، ممن سمع مني بالمدينة أيضاً.
محمد الصلاح أخو اللذين قبله. ولد في سنة إحدى وسبعين وثمانمائة بالمدينة ونشأ فحفظ القرآن وأربعي النووي ومنهاجه واشتغل عند السمهودي والبلبيسي وغيرهما وسمع على أبي الفرج المراغي والشهاب الأبشيطي وقرأ على والده صحيح مسلم والرياض للنووي وعلى الشيخ محمد المراغي الأذكار، ودخل القاهرة مع أبيه فقرأ على الديمي البخاري واشتغل في العربية على النور البحيري وفي الفقه على عبد القادر الصعيدي الذروي وحضر عند القاضي زكريا ورجع فلازمني حتى قرأ مسلماً وسمع غير ذلك وحصل بعض تصانيفي.
محمد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن محمد بن محمد بن شرف بن منصور بن محمود بن توفيق بن محمد بن عبد الله المحب أبو الفضل بن البرهان أبي إسحق بن الزين الزرعي الأصل الدمشقي الشافعي الماضي أبوه ويعرف كسلفه بابن قاضي عجلون، وأجاز له البرهان الحلبي وابن خطيب الناصرية وأبو جعفر بن الضياء وآخرون، وناب عن الباعوني فمن بعده ولكنه ترفع عن من بعد الخضيري، نعم ناب في الخطابة بالجامع الأموي عن الشهاب بن الفرفور مسئولاً في ذلك ودرس بالظاهرية الجوانية وبالعذراوية ثم رغب عنهما لابن المعتمد، وكان حسن الشكالة والعبارة والأداء والخطابة بل قيل إنه جمع ديواناً، وقدم القاهرة مراراً آخرها في سنة سبع وثمانين وبذل مالاً ثم رجع. ومات في ثاني عشر ربيع الأول سنة إحدى وتسعين بدمشق ودفن بمقبرة الباب الصغير عند أسلافه وكانت جنازته حافلة.
محمد بن إبراهيم بن عبد الرحمن الشمس بن البرهان القاهري والد عبد الخالق الحنفي الماضي ويعرف بابن العقاب بضم المهملة وتخفيف القاف. وحفظ القرآن وسمع على الزين الزركشي صحيح مسلم بقراءة الجمال بن هشام وغيره وانتهى في رمضان سنة إحدى وأربعين وختم البخاري بإجازته من البياني وختم الشفا بسماعه له على ابن حاتم، وكذا سمع على شيخنا وغيره، وتنزل في بعض الجهات وتكسب ثم انقطع بالفالج وغيره. محمد بن إبراهيم بن عبد الرحمن أبو الفضل بن الإمام المغربي المالكي وسمي المقريزي والده يحيى وسيأتي محمد بن إبراهيم بن عبد الرحيم الصلاح القاهري الشافعي الحريري ويعرف بابن مطيع. ولد في ربيع الأول سنة اثنتين وستين وسبعمائة، وكان أبوه حريرياً فمات وهو ختين فتزوج الشهاب بن مطيع أمه فاشتهر بالنسبة إليه ونشأ كأبيه حريرياً ثم تركها بعد أن أتقنها، وحفظ القرآن والعمدة والمنهاج الأصلي وألفية ابن ملك وقال أنه عرضها على السراج بن الملقن والزين العراقي وغيرهما وأنه بحث في الفقه على البرهان الأبناسي والشهاب بن العماد والشمسين البرماوي والأسيوطي والبرهان البيجوري في آخرين ولازم الولي العراقي، وحج مرتين أولاهما بعد الثمانين رجبياً وزار بيت المقدس مراراً أولها سنة ثمان وستين مع زوج أمه وكان يذكر أنه سمع بها ابن ماجه على الزيتاوي، قال شيخنا: ولم يكن معه ثبت والزفتاوي والنجم بن رزين وابن حديدة وابن الشيخة وابن الملقن والسويداوي في آخرين كالتنوخي وابن أبي المجد والعراقي والهيثمي والحلاوي وبمكة في سنة ثلاث وثمانين على الجمال الأميوطي وفقد شيئاً من ماله فحصل له بسببه فالج انقطع منه نحو سنة ثم تراجع ولكن صارت الأمراض تعتريه إلى أن مات بإسهال أصابه في آخر علته ليلة السبت ثاني عشر ربيع الآخر سنة أربع وأربعين عن اثنتين وثمانين سنة سواء وصلى عليه شيخنا ولم يكن له وارث إلا زوجه فأقر أن في ذمته من الزكاة أربعين ألف درهم فلوساً عنها مائة وأربعون ديناراً ثم أوصى بثلث ما بقي وأن يفرق نصفاً نصفاً فامتنع شيخنا من تنفيذها كذلك وفرقها ديناراً ديناراً، وقد حدث سمع منه الفضلاء وكان زوجاً لأخت زوجة شيخنا ممن عرف بكثرة النوادر والمداعبات ولطف العشرة بحيث يستطرف وله وجاهة وربما داعبه شيخنا ويسميه ابن نهر حماة يعني العاصي من باب المضاد رحمه الله وإيانا وعفا عنه. ذكره شيخنا في إنبائه باختصار عما هنا.
محمد بن إبراهيم بن عبد العزيز الحجاري العطار أبوه. سمع مني بمكة.
 محمد بن أمين الدين إبراهيم بن عبد الغني بن إبراهيم بن الهيصم الماضي أبوه. مات سنة ثلاث وسبعين.
محمد بن إبراهيم بن عبد الله بن الصاحب الزين أحمد بن الفخر محمد بن الوزير البهاء على بن محمد بن سليم بن حنا شمس الدين القاهري خال الشمس القرافي المالكي ويعرف بابن أبي جمرة. بلغني أنه كان يكتب في دواوين الأمراء ثم ترك وكان شيخاً خيراً ساكناً نيراً محباً في العلماء والصالحين صوفياً بالبيبرسية.
مات في أواخر ربيع الأول سنة اثنتين وسبعين وقد قارب الثمانين أو زاد وكنت أحب سمته وسكونه رحمه الله وإيانا.
محمد بن إبراهيم بن الجمال عبد الله بن خليل بن يوسف بن عبد الله المحب المارداني الأزهري الشافعي المؤذن حفيد الجمال الشهير وأخو عبد الرحمن الماضيين. ممن سمع على شيخنا وغيره ودار على الشيوخ وحضر دروس العلاء القلقشندي ثم ترك وأقبل على شأنه مع فضيلته في الميقات ونحوه بحيث أقرأ، وقد سافر في بعض التجاريد ثم رجع وهو متضعف فدام كذلك مدة. ومات في ثالث عشر صفر سنة ست وثمانين ومولده سنة ثلاث وثلاثين وثمانمائة رحمه الله وعفا عنه.
محمد بن إبراهيم بن عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن النجم بن البرهان ابن شيخنا الجمال المقدسي الشافعي ابن جماعة الماضي أبوه وجده وأخوه إسماعيل. ولد في صفر وبخطى في موضع آخر ربيع سنة ثلاث وثلاثين وثمانمائة ببيت المقدس وتفقه بجده قليلاً ثم ارتحل فأخذ عن المحلي شرحه لجمع الجوامع وعن شيخنا شرحه للنخبة وعشارياته وثلاثيات البخاري كل ذلك بقراءة أخيه، وسمع على جده فأكثر وقرأ عليه أشياء وكذا سمع على التقي القلقشندي والشمس البرموني والشهاب بن حامد والتقي بن قاضي شهبة والعز الحنبلي وابن خاله الشهاب والزينين ابن خليل القابوني وابن داود والشهابين ابن الشحام وابن محمد ابن حامد في آخرين من أهل بلده والقادمين عليها وشيخنا ونقيبه ابن يعقوب والعز بن الفرات وساره ابنة ابن جماعة والمحلي وطائفة بالقاهرة بل قال أنه سمع على التدمري المسلسل وعلى عائشة الكنانية بعض مسند الشافعي وأجاز له ابن الطحان وابن بردس وابن ناظر الصاحبة وزينب ابنة اليافعي وخلق بل أذن له في التدريس شيخنا والمحلي والتقي بن قاضي شهبة وقال إن شيوخه يزيدون على ثلاثمائة؛ واستقر في مشيخة الصلاحية ببيت المقدس بعد صرف الكمال بن أبي شريف وكذا خطب بالمسجد الأقصى وحدث ودرس وأفتى وذكرت له أوصاف حسنة.
محمد بن إبراهيم بن عبد الله أو أبو بكر ووجدته بخطه ولعلها كنية عبد الله الشمس الشطنوفي ثم القاهري الشافعي والد أحمد الماضي. ولد بعد الخمسين وسبعمائة بشطنوف في المنوفية من الوجه البحري وقدم القاهرة شاباً فاشتغل بالفقه والفرائض والعربية والقراءات وغيرها ولم يرزق الأسناد العالي إنما كان عنده عن التقي الواسطي ونحوه؛ ومهر في العربية والفرائض وتصدر في القراءات بالجامع الطولوني وفي الحديث بالشيخونية وانتفع به الطلبة سيما في العربية لانتصابه لأشغالهم بجامع الأزهر تبرعاً؛ وكان كثير التواضع مشكور السيرة. مات في ليلة الاثنين سادس عشري ربيع الأول سنة اثنتين وثلاثين بعد علة طويلة وقد قارب الثمانين. ذكره شيخنا في إنبائه والمقريزي في عقوده وكرره وقال: كان مشكور السيرة معروفاً بالفضيلة خيراً متواضعاً امتنع من نيابة الحكم وغيرهما وممن أخذ عنه العربية العلم البلقيني والشرف المناوي والشمني وخلق ممن لقيته وجود عليه القرآن الجلال القمصي رحمه الله وإيانا.
 محمد بن إبراهيم بن عبد الله الشمس الكردي الأصل ثم المقدسي ثم القاهري المكي الشافعي وسمى المقريز جده أحمد لا عبد الله. ولد سنة سبع وأربعين وسبعمائة ببيت المقدس ونشأ تحت كنف أبويه فتفقه، ومال إلى التصوف بكليته وصحب الصالحين ولازم الشيخ محمد القرمي ببيت المقدس وتلمذ له ثم قدم القاهرة فقطنها وأقبل على الزهد، وكان لا يضع جنبه بالأرض بل يصلي في الليل ويتلو فإن نعس أغفى إغفاءة وهو محتب ثم يعود ويواصل الأسبوع بتمامه ويذكر أن السبب فيه إنه تعشى مع أبويه قديماً فأصبح لا يشتهي أكلاً فتمادى على ذلك ثلاثة أيام فلما رأى أن له قدرة على الطي تمادى فيه فبلغ أربعاً إلى أن انتهى إلى سبع وذكر أنه يقيم أربعة أيام لا يحتاج إلى تجديد وضوء، وكان يعرف الفقه على مذهب الشافعي وكذا التصوف وله نظم ونثر فمن نظمه:

ولم يزل الطامـع فـي ذلة

 

قد شبهت عندي بذل الكلاب

وليس يمتاز عليهـم سـوى

 

بوجهه الكالح ثم الـثـياب

وكان يكثر في الليل من قوله:

قوموا إلى الدار من ليلي نحييها

 

نعم ونسألها عن بعض أهليها

ويقول أيضاً: "سبحان ربنا إن كان وعد ربنا لمفعولا" ومات بمكة في ذي القعدة سنة إحدى عشرة. ذكره شيخنا في إنبائه وأثنى عليه هو والمقريزي وآخرون، وسافر مرة لدمياط فلم يحتاج لتجديد وضوء لعدم تناوله الأكل والشرب وأضافه شخص بها فأكل عنده أكلة ثم سافر في البحر إلى الرملة ثم منها إلى القدس فلم يأكل إلا به؛ وكراماته وزهده وأحواله مشهورة، ودخل اليمن والعراق والشام وهو أحد الأفراد الذين أدركناهم، وجاور بمكة سنة مع القطب بن قسيم الدمياطي، وسمى التقي بن فهد في معجمه جده علي بن إبراهيم، وبيض لترجمته رحمه الله وإيانا.
محمد بن إبراهيم بن عبد الله أبو الخير المحلي السيوفي. ممن سمع مني بالقاهرة.
محمد بن إبراهيم بن عبد الله الأخميمي. فيمن جده عبد الوهاب قريباً.
محمد بن إبراهيم بن عبد المهيمن الشرف بن الفخر القليوبي ثم القاهري الشافعي أخو أحمد الماضي وأبوهما ويعرف بابن الخازن لكون أبيه كان خازن حاصل البيمارستان المنصوري. ممن عرف بصحبة الرؤساء ومداخلتهم بحيث كثرت جهاته وخلف والده في الخزن المشار إليه وكثرت مخالطته للشمس الحجازي بلديه ومختصر الروضة والشرف السبكي وإمام الكاملية وذكر بهمة عالية وإقدام ومعرفة بطرق التحصيل كل ذلك مع تكسبه بالشهادة على باب الكاملية واختص بالأشرف إينال في حال أمرته ولو أدرك تملكه لأرتق للوظائف حسبما كان يعده به مملوكه بردبك ولكنه مات في منتصف سنة ثلاث وخمسين وأظنه قارب الستين وخلف ولده فخر الدين محمد فلم يعمر بعده، وقد سمع صاحب الترجمة على سارة ابنة السبكي في سنة أربع وثمانمائة بقراءة شيخنا بعض الأجزاء وما علم به أحد من أصحابنا، وقد استجزته عفا الله عنه.
 محمد بن إبراهيم بن التاج عبد الوهاب على الأكثر أو الجمال عبد الله - كما رأيته في بعض ورق عرضه - تاج الدين الأخميمي الأصل القاهري الشافعي سبط القاضي الشهاب أحمد الأخميمي الشافعي ووالد البدر محمد الآتي ويعرف أبوه بالسيوفي وهو بالتاج الأخميمي. ولد في يوم أربع وثمانمائة بالقرب من بركة الرطلي من القاهرة ونشأ بالصالحية فحفظ القرآن والعمدة والمنهاجين الفرعي والأصلي وألفية ابن ملك وعرض في سنة سبع عشرة فما بعدها على جماعة أجازه منهم العز بن جماعة والبرهان البيجوري وشيخنا والبدر بن الأمانة والجمال بن عرب والتلواني والحمصي في آخرين لم يصرح واحد منهم في خطه بها كالولي العراقي وعجبت لذلك منه وقاري الهداية والشمسين البوصيري والبرماوي والجلال البلقيني لكنه سمع دروسه ومواعيده واختص بالتقي ابن أخيه ثم بولده الولوي وكذا حضر عند البيجوري في دروسه وسمع على الجمال الحنبلي والشمس الشامي مسند المكيين والمدنيين من مسند أحمد وكذا سمع ممن تأخر عنهما، وحدث بأخرة سمع منه بعض الطلبة، وحج وجاور وسافر على السحابة الزينية الإستادارية لاختصاصه به وملازمته لخدمته بحيث أنه لما فوض أمر الحسبة إليه استنابه فيها ودار القاهرة على العادة وبين يديه الرسل وأمر ونهى وكذا ناب في القضاء وأضيف إليه ظنان وقليوب وغيرهما واستنزل الولوي عن خطابة منية الشيرج ونظر جامعها ثم رغب عنهما وعمل أمين الحكم في بعض ولايات المناوي لكونه أقرضهم مالا، ولم يحمد تصرفه في ذلك وقد أهانه الأتابك في وقت، وثروته مستفيضة بعد فاقته في ابتدائه وجهاته كثيرة سيما بعد موت ابنه المتجرع ألم فقده ولكنه لما ماتت زوجته وهي ابنة ناصر الدين الزفتاوي تزوج بعدها شابة مع علو سنه لوفور عزمه ونشاطه واستولدها ابنة وفارقها ثم تزوج غيرها مع تردده لبعض رؤساء الوقت وموافاته؛ ولديه حشمة وأدب وتودد وهمة وربما بر بعض الفقراء بالأكل ونحوه وتعلل مدة رغب في انتهائها عن كثير من جهاته. ومات في يوم الخميس تاسع عشري رمضان سنة إحدى وتسعين وصلى عليه من الغد بالأزهر بعد صلاة الجمعة ودفن عند ولده رحمه الله وعفا عنه.
محمد بن إبراهيم بن عبد الوهاب كمال الدين بن سعد الدين اللدي الأصل الغزي ابن كاتب سرها وابن أخي ناظر جيشها. ولد في سنة أربع وخمسين وثمانمائة بغزة ونشأ بها في كنف أبويه فأخذ عن الشمس الحمصي ثم بالقاهرة عن الجوجري وابني أبي شريف وغيرهم بل وأخذ عن الأخيرين ببيت المقدس وسمع على يسيراً وتزوج ابنة ابن الطنبذي سبطة المناوي، وكان عاقلاً حريصاً على الاشتغال فهماً حفظ البهجة وغيرها وعرض. مات في ليلة الأحد حادي عشري ربيع الأول سنة ست وثمانين وصلى عليه ضحى الغد في مشهد فيه من ذكر من شيوخه عوضه الله الجنة.
محمد بن إبراهيم بن عبيد الله بن مخلوف بن رشيد الشمس أبو عبد الله العفصي القاهري الحنفي المقري ممن أخذ القراءات عن الفخر الضرير والمشبب والزراتيتي واستقر بعده في مشيخة القراء بالبرقوقية وتميز فيها وتصدى للإقراء فأخذ عنه خلق كابن أسد ورغب له عن البرقوقية وقال أنه يروى أيضاً عن البغدادي والتنوحي وأم بالزمامية؛ وشهد عليه الأكابر كالزينين طاهر ورضوان وإمام الجامع وعظموه ووصفه الأخير بشيخنا وأثبت شيخنا اسمه في القراء بالديار المصرية وسط هذا القرن؛ ومات قبل الخمسين رحمه الله.
 محمد بن إبراهيم بن عثمان بن سعيد الشمس بن الفقيه الصالح البرهان الخراشي الأصل - نسبة لأبي خراشة - القاهري المالكي ويعرف أبوه بابن النجار وهو بالخطيب الوزيري لسكناه في تربة قلطماي من باب الوزير. ولد سنة سبع وأربعين وثمانمائة واشتغل في ابتدائه بالعربية على النور الوراق وكذا أخذ عن العلاء الكرماني ثم أخذ في الفقه والعربية عن السنهوري ولازم الأمين الأقصراني والتقي الحصني في آخرين كحفيد الفنري قال أنه لازمه بمكة والزين زكريا وفي شبوبيته الشمس بن أجا الحلبي ونحوه ثم أبا الفضل النويري الخطيب المكي وقرأ بين يديه في الأزهر وغيره فراج بذلك وقال أنه سمع على السيد النسابة والجلال بن الملقن والمحب الفاقوسي والجمال بن أيوب والنور البارنباري والشمس التنكزي وأم هانئ الهورينية في آخرين كالقطب الخيضري والشاوي؛ وسافر لدمشق مع الشهاب بن المحوجب ظنا فسمع بها صحيح البخاري على البرهان التاجي بعموم إجازته من عائشة ابنة ابن عبد الهادي وتردد للأكابر كالزيني بن مزهر مع البدر بن الغرس وغيره وسلك طريقه في الانخفاض والترفع وتزايد اختصاصه بالشرف بن البقري وبكاتب المماليك بن جلود الصغير جداً وخاض من لم يتثبت في أمور كثيرة منكرة نعم صح لي أنه كان يلبس بعض الرؤساء ولم يتحاش عن سائر أعضائه ومع ذلك فتصوفه وأخذ عن ابن أخت الشيخ مدين ولوى العذبة وحضر المجالس الوفائية وخالف أمر شيخهم الآن إبراهيم في المحل الذي عينه له لجلوسه لكونه يرى جلالته أعظم من ذلك، واستقر في تدريس الفقه بالجمالية عقب النور بن التنسي وكاد اللقاني أن يقد غبناً وبالحسنية برغبة النور أخي الزين طاهر وفي تدريس الكشاف بالمؤيدية عقب الأمين الأقصرائي بعد أن عين للنجم بن حجي وذكر له الجمال الكوراني ولكنه ليس عليهما وأسس ما تقرب به دونهما وتحاكى الطلبة تحريفه قول الكشاف كأنهار دجلة بقوله كأنها ردجلة واستخباره عن معناه؛ وفي مشيخة صوفية الفيروزية بالوزيرية ونظرها وفي أشياء بتربة قلمطاي محل سكنه وفي غير ذلك، وكثرت جهاته ومرتباته لمزيد دورانه ومزاحمته حتى قال ابن الغرز أنه فاقنا في ذلك وأكثر من حضور دروس ناظر الجيش البدر بن كاتب جكم، وحج وجاور سنة إحدى وثمانين وأهين هناك من الباش وكذا أهين بالقاهرة من شيخ الأشرفية الإمام الكركي ودار عليه أعوان الدوادار الكبير ليوقع به فاختفى إلى أن تلطف ابن أجا بالقضية؛ ومن المحب بن الشحنة بسبب مسألة ابن الفارض في وقائع لا حاجة بنا فيها، وممن كان يحاققه ويناقشه النور علي البحيري بحيث حلف هذا بالطلاق أنه لا يكلمه وكذا تجاذب الكتابة مع الجلال بن السيوطي في غير مسألة وامتنع من سماعه عرض ولده وعلل ذلك بكونه لا يسمح بالكتابة له بما في نفسه وتخابط مع الجلال ابن الأبشيهي مع أنه يراه في عداد طلبته، ودخل الشام كما قدمت وغيره وأقرأ الطلبة قليلاً، وممن لازمه المحب القلعي لكونه تزوج أخت زوجته والشهاب بن العاقل والسديسي مع إنكاره ذلك فيما قيل وكذا قرأ عليه أبو المكارم بن ظهيرة وكتب في مسألة ابن الفارض و "ليس في الإمكان" ونحو ذلك، وربما أفتى، وسمعت أنه كتب على تفسير البيضاوي وقال لي أنه شرح رسالة صوفية من رأسه وأنه سيريلها لأقف عليها وأختصر شرح الأسماء الحسنى للغزالي وقرضه له الإمام الكركي وابن عاشر وتوسل به في إيصاله للسلطان فأثابه قليلاً هذا مع كثرة مقته له قبل ذلك وبعده وطرده له عن الدخول مع جماعة عليه بل كاد ضربه وهو لا ينفك عن المهاجمة والمزاحمة وأبعده أمير سلاح تمراز وتنبك قرا وهو يبالغ في التوسل والتطفل، وكذا أغلظ عليه البدر بن مزهر والتتائي أحد فضلاء المالكية وانتصر له قاضي الحنفية منه وصار يحضر دروسه وينقل صاحب الترجمة أنه يقول له:

لو علمناك بهذه المثابة ما ساعدنا غيرك ولذا تلفت إلى القضاء وأشيع أيضاً الأغلاظ عليه من الدوادار الكبير أقبردي ومن لا أحصرهم حتى كان بينه وبين الصلاح الطرابلسي شيخ الأشرفية ما لم يعجبني، ومات له في طاعون سنة سبع وتسعين بنون أكبرهم كان حنفه حاز به جهات ثم رغب عن بعض جهاته وحج في موسمها وجاور وأرسل إلي برأسي سكر فما قبلتهما إلا بجهد وتردد لابن حسن بك في أيام الثمان ثم لابن النيربي ونحوهما فضلاً عن القاضي وأهين في مسيره من كاشف المحلة كان العلاء بن زوين ووقع بينه وبين حسن بن الظاهري بسبب غير مرضي وبين ابن ناصر بل وصاحبنا الشهاب المنزلي وبالمدينة بينه وبين العلامة السيد السمهودي ما في شرح كله جفاء وهو مبين في الحوادث، وقد تجرد مرة عن الثياب ومشى كذلك من عارض فضبطه أهله ودام منقطعاً به أياماً ثم تراجع، ولم يزل سيدي أحمد بن حاتم يقول لي أنه يحسن الدخول دون الخروج وعندي أنه لا يحسنهما، والغالب عليه الخفة وسلامة الفطرة ولذا لم يلتزم طريقه؛ وصاهره على ابنة له الجلال الصالحي وكان بينهما كلام وعلى أخرى التقي بن البرماوي، وسيرته طويلة وأحواله مستحيلة ورأيت من يحكي في مزيد احتياله أنه أظهر وهو بين يدي تنبك قرا هزيرة فأحضر له من ملبوسه قصير كم فقام به ثم لم يعد به إليه والأمر أعلى من ذلك؛ لكن بالجملة هو فاضل متميز في فنون يقال له نظم ونثر وحواش والغالب عليه الإقدام وعدم التأدب بحيث فجر على مربيه ابن الغرس ورام فعل ذلك مع قاضي المالكية اللقاني فأمر بإقامته مع كونهما في مجلس ابن مزهر وساعده رفيقه الحنفي الأمشاطي قائلاً له رفع صوتك بحضرته قلة أدب أو نحو ذلك وفي شرح ماجرياته طول سيما بالحرمين في مجاورته سنة ثمان وتسعين التي زار في أثنائها وكان بينه وبين جماله ما ينافي العقل وآخر أمره أنه لما رفع مع الركب قعد في الينبوع ولم يزر وقال فيه الشعراء نسأل الله التوفيق.
محمد بن إبراهيم بن عثمان الشمس أبو عبد الله السفطرشبني ثم المصري المالكي ثم الشافعي الشاذلي والد علي الماضي، صاهر النور الأدمي وبه تحول شافعياً وأخذ عنه وعن الزين العراقي وغيرهما وفضل مع الصلاح والخير. مات بصالحية دمشق بعد الثلاثين رحمه الله.
محمد بن إبراهيم بن علي بن إبراهيم بن يوسف الكمال أبو الفضل بن أبي الصفا الحسيني العراقي الأصل الحلبي المقدسي ثم القاهري الحنفي الماضي أبوه وأخوه سيف المستفيض الثناء عليه ويعرف بابن أبي الصفا وربما لقب بدموع. ولد بحلب وتحول منها مع أبيه إلى القدس فحفظ القرآن والجزرية في القراءات والمنار والكنز وألفية ابن ملك وتدرب بوالده في فنون وانتفع به وبأبي اللطف الحصكفي ولازم سراجاً الرومي في الفقه وأصوله وجود القرآن على ابن عمران وسمع معنا هناك على التقي القلقشندي والجمال بن جماعة وغيرهما، وسافر إلى الشام فأخذ عن حميد الدين النعماني القاضي ثم إلى القاهرة فأخذ عن ابن الهمام قبل حجته الأخيرة ثم وردها أيضاً وأخذ عن ابن الديري والشمني والأقصرائي والكافياجي والعضد الصيرامي والزين قاسم وكذا التقي الحصني في آخرين وفي بعض هذا نظر؛ وحج مع أبيه وهو صغير وناب عن المحب بن الشحنة في القضاء ولم تحمد سيرته بل كان هو القائم بجل الاستبدالات في أيامهم لا محبة فيه بل لأنه يتلف ما يرتشيه بسببها مع بني القاضي وغيره فيما لا يرضى غير متستر ولا متكتم بحيث أتلف فضيلته وربما كانوا يتجرءون به على الأماثل كالنجم القرمي ولم يحصل على طائل، وقد سوعد في تدريس الناصرية وغيرها كالأشرفية القديمة ظناً وكلاهما بعد السيفي وصار يرتفق بالشهادة عند ابن القرافي ونحوه وبالمبرة من ابن مزهر؛ وبالجملة فله مشاركة في الفضائل ونظم حسن سمعته ينشد منه بل ذكر لي أنه شرح الجرومية والقطر لابن هشام والقسم الأول من تهذيب الكلام للتفتازاني في المنطق والأكثر من ثلاثة أرباع الهداية وقطعة من ألفية ابن ملك كلاهما مزجا وقطعة جيدة من خلاصة الخلاصة لابن الهائم في النحو وكتب على التوضيح حاشية وأقرأ بعض الطلبة.
محمد بن إبراهيم بن علي بن إبراهيم الكردي ثم المقدسي. مضى فيمن جده عبد الله.
 محمد بن إبراهيم بن علي بن أحمد بن إسماعيل الرضي أبو الفضل بن الجمال القلقشندي الأصل القاهري الشافعي الماضي كل من أبيه وجده وأبيه. ولد في ثاني ذي الحجة سنة تسع وستين وثمانمائة وحفظ القرآن والشاطبيتين وأربعي النووي ومنهاجه وجمع الجوامع وألفية ابن مالك وغيرها وعرض علي في الجماعة ولازم البدر المارداني في الفرائض والحساب حتى تميز وعمل له أجلاساً وأذن له واشتغل أيضاً في الفقه والعربية والمنطق وغيرها ومن شيوخه الزين زكريا والجوجري والكمال بن أبي شريف والسنهوري ونظام، وحج في سنة تسع وثمانين مع أبيه وزوجه قبلها ثم فسد حاله بعد محنة أبيه وصار إلى هيئة مزرية وحالة غير مرضية ليكون في ذلك للمتعاظمين الاعتبار وسلوك التواضع وترك الفشار.
محمد بن إبراهيم بن علي بن أحمد بن بريد عفيف الدين أبو الطاهر ابن صاحبنا البرهان الدمشقي القادري ممن أسمعه والده مني، ومات بعد أبيه بقليل وهو صغير.
محمد بن إبراهيم المحب أبو بكر أخو الذي قبله وهو الأكبر يأتي في الكنى.
محمد بن إبراهيم بن علي بن عثمان بن يوسف بن عبد الرزاق بن عبد الله أصيل الدين أبو الفتح بن البرهان أبي إسحق الهنتاتي - بفتح الهاء ثم نون ساكنة وفوقانيتين بينهما ألف نسبة لبلدة بمراكش - المراكشي الموحدي - نسبة إلى الموحدين القبيلة الشهيرة بالمغرب - المصري المولد والدار المالكي الشاذلي ويعرف بابن الخضري بمعجمتين مضمومة ثم مفتوحة. ولد كما قال لي في ليلة الأربعاء سادس عشري المحرم سنة أربع وثمانين وسبعمائة وكتبه مرة بخطه سنة أربع وثمانين وسبعمائة وكتبه مرة بخطه سنة اثنتين وتسعين وقيل ثمان وثمانين أو أربع وتسعين بخط جامع ابن طولون. وقال المقريزي في عقوده بعد أن أسقط من نسبه عثمان إنه بظاهر القاهرة في يوم الأربعاء سابع عشري المحرم سنة ثمان وسبعين فالله أعلم، ونشأ فحفظ القرآن وتلا به لعدة قراء على التقي الدجوي والغماري وتجويداً بل ولنافع وأبي عمر وعلى النور علي أخي بهرام وحفظ العمدة والإلمام لابن دقيق العيد والشاطبيتين والطوالع في أصول الدين وابن الجلاب والرسالة كلاهما في الفقه والحاجبية والملحة وغالب ألفية ابن ملك والتلخيص في المعاني والقصيدة الغافقية وغيرها، وعرض على السراج البلقيني والتاج بهرام والغماري والبشكالسي في آخرين وتفقه بأبي حفص عمر التلمساني والشمس الساطي وأخذ العربية عن سعد الدين الخادم والغماري والمنطق عن عثمان الشغري ولازم العز بن جماعة في فنونه وخدمه سنين وانتفع به؛ وسمع الحديث على الشهاب الجوهري والمطرز والغماري والشرف بن الكويك بل أخبر أنه سمع على ابن أبي المجد الفرسيسي والتقي الدجوي فالله أعلم، وحدث وأفاد ودرس وأعاد وقال الشعر الحسن وطارح الأدباء ونادم الأعيان واشتهر بالمجون الزائد والتهتك وخلع العذار وخفة الروح وسرعة الإدراك مع التقدم في السن لكنه كان يحكي أنه استعمل البلادر، كل ذلك مع الفضيلة التامة والمشاركة في النحو واللغة والفقه والطب والهيئة، ولي قديماً تدريس الفقه بجامع الحاكم والقراسنقرية والحسنية والحديث فيما زعم بالفاضلية والإعادة بالكاملية والمنصورية والتصدير بجامع عمرو وغير ذلك وباشر الشهادة بالمفرد والخاص وغيرهما، وحج بضع عشرة حجة أولها في سنة أربع عشرة وآخرها بعد الستين، وكتب عنه ابن فهد في توجهه سنة خمسين، وهو ممن قرض لابن ناهض نظم سيرة المؤيد، وقد كتبت عنه قديماً من نظمه ونثره وأسمعت ابني عليه ولم يكن بحجة، وذكره المقريزي في عقوده وأنه لزم ابن جماعة فأخذ عنه عدة علوم ما بين منطق وجدل وغيرهما وشارك في الفقه وأصوله والطب والنحو ثم أقبل على طلب الدنيا ولو استمر على الاشتغال لجاد وساد لما عنده من الذكاء والفطنة وسرعة الحفظ وجودة التصور وهو مع ذلك يجيد نظم الشعر ويغوص على معانيه ولا يكاد يخفى عليه من دقائقه إلا اليسير، صحبني قديماً وتردد إلي مرارا وترافقنا في الحج سنة خمس وعشرين فما علمت إلا خيراً، وفيه دعابة وعنده مجون وخفة روح تستحسن ولا تستهجن؛ ثم روى عنه أن شيخه العز بن جماعة حكى له أنه كثيراً ما كان يحوك في صدره الوقوف على كلام ابن عربي من أصحابه والتابعين له ليعرف ما عندهم فيه قال:

فرأيته ليلة في المنام فقال لي اقرأ كتبي على هذا وأشار لشخص فنظرت إليه وعرفته واستيقظت فمكثت مدة طويلة ثم سمعت بأن شخصاً يسمى محمد بن عادل بن محمود التبريزي ويعرف بشيرين قد ورد ونزل مدرسة السلطان حسن وهو يدعي معرفة كتب ابن عربي ويحققها فمضيت إليه فلما وقع بصري عليه رأيته كأنه الشخص الذي أرانيه ابن عربي في منامي فتعجبت بحيث ظهرت إمارة التعجب علي وتأنيت في السير إليه قليلاً فسألني عن السبب فأخبرته فأخبرني أنه أيضاً رأى ابن عربي في النوم وأنه أمره بالمسير لمصر لإقراء شخص وأشار إليه وهو أسبه الناس بك قال: وحينئذ قرأت عليه فلما انتهت القراءة وعلمت ما هم عليه تجهز وقال: قد حصل ما جئنا بسببه ولم يقم وأن والده أبا إسحق إبراهيم قال له: سمعت من لفظ البرهان الجعبري بميعاده في زاويته خارج باب النصر يقول: كان الجمال بن هشام معتقداً يعني فيه ممن يواظب ميعاده فلامه أبو حيان على ذلك فقال له: امش معي واسمع كلامه ففعل فوقع منه في بعض كلامه لحن فأنكره أبو حيان بقلبه فقام الجعبري قائماً وهو ينشد:

سر الخليقة كائن في المعـدن

 

بحقائق الأرواح لا بالألـسـن

والجوهر الشفاف خير يقينـنـا

 

إذ كانت الأصداف ما لم يجبن

ماذا يفيد أخا لسـان مـعـرب

 

إن يلق خالقه بقلـب ألـكـن

فإذا ظهرت برسم ما أخفـيتـه

 

فقل الصواب ولو تكن بالأرمن

انتهى والله أعلم بصحتهما. مات في أوائل رجب سنة اثنتين وسبعين وقد جاز التسعين على أحد الأقوال عفا الله عنه ومما كتبته عنه قوله:

إن غاب أوزار كان القلب في تعب

 

لا خير في عشقه إن جاء أو سارا

قال العواذل قد أتعبت من شغـف

 

على الحبيب فقد حملـت أوزارا

محمد بن إبراهيم بن علي بن عمر بن حسن بن حسين التلواني الأصل القاهري شقيق يوسف الآتي أمهما جان خاتون ابنة ابن الحاجب.
محمد بن إبراهيم بن علي بن فرحون سنة أربع عشرة وثمانمائة.
محمد بن إبراهيم بن علي بن محمد بن أبي السعود محمد بن حسين بن علي بن أحمد ابن عطية بن ظهيرة الجمال أبو السعود، عالم الحجاز ورئيسه وابن عالمه المضمحل لديه تزييف المبطل وتلبيسه البرهاني القرشي المكي الشافعي الماضي أبوه وجده والراضي بالقدر وكل ما يتحفه المولى به وفيه يسدده سبط عم والده الجلال أبي السعادات المتمكن من الاستنباط في علومه والتوليدات، أمه زينب تزوجها أبوه في ربيع الأول سنة ثمان وخمسين فالجمال بكرهما وفخرهما، ومولده في ليلة الثلاثاء ثامن عشري ذي الحجة من التي تليها في حياة جده لأمه وماتت أمه في ربيع الآخر سنة اثنتين وستين فنشأ مع كونه كريم الجدين وقديم بل مديم السعدين في كفالة أبيه في رفاهية وعز وشريف تربية وأحصن حرز واحتفل بختانه في سنة سبعين ثم فيها توجه به أبوه مع الشريف صاحب الحجاز إلى طيبة للزيارة ولما تم حفظه للقرآن وهو فيها أو في التي تليها تهيأ للاحتفال بالصلاة به في رمضان على جاري العادة فعاق عنه الاشتغال بالركب الرجبي ولكن رأيت بخط النجم بن فهد أنه صلى به في المسجد الحرام وكأنه عني بوالده، وحفظ الأربعين مع إشارتها والمنهاج كلاهما للنووي وألفية الحديث والنحو ومختصر ابن الحاجب والتلخيص وغيرها كالطوالع وجانباً من الشاطبية وعرض في سنة اثنتين وسبعين فما بعدها على قضاة بلده الثلاثة بل على خاله الشافعي المنفصل وإمام مقامه بل على خلق من الأئمة الغرباء القادمين عليه كالشمس الشرواني والسيد معين الدين بن صفي الدين وفتح الله بن أبي يزيد الشرواني وأبي إسحق بن نظام بن منصور الشيرازي الواعظ والجمال يوسف الباعوني الدمشقي الشافعيين ومحمد بن سعيد الصنهاجي ثم المراكشي ويحيى بن محمد بن علي بن عمر الزواوي ثم البجائي الفراوسني وأحمد بن يونس وعبد المعطي المغربيين المالكيين وخير الدين الشنشي الحنفي في آخرين كالشمس الطنتدائي الضرير والسيد السمهودي وأجازوه كلهم وذكروا من أوصافه وأوصاف أبيه ما هم جديرون به حتى تمثل بعضهم بقول القائل:

أولئك آبائي فجئني بمثلهـم

 

إذا جمعتنا يا جرير المحافل

وآخر بما قيل:

نسب بينه وبـين الـثـريا

 

نسب في الظهور والعلياء

وأنه من بيت لم يتكل رؤساؤه على ما لهم من نسب ولا فاخر أحدهم إلا بنفسه ولو شاء لأدلى إلى المعالي بأم وأب وآخر:

إذا طاب أصل المرء طابت فروعه البيت وآخر:

 

لسنا وإن أحسابنا شرفت

 

يومـاً عـلـى الأحـسـاب نــتـــكـــل

نبـنـي كـمـا كــانـــت أوائلـــنـــا

 

تبـنـي ونـفـعـل مـثـل مـا فـعـلـــوا

وأيضاً:

إن السري إذا سرى فبنفـسـه

 

وابن السري إذا سرى أسراهما

وقال كل من الأولين والمتنكر له ظناً ثانيهما ما نصه مع زيادة كلمتين: إن قرة عين الفضل والأفضال وغصن دوحة العلم والكمال الفطن اللوذعي والذهن الألمعي من له البشرى بالسعادة والحسنى والزيادة الذكي النجي الأمجد أبا السعود جمال الرفعة والدين محمد بن الهمام الكامل والعالم العامل القمقام إمام قضاة الإسلام ومقتدى ولاة الأنام من هو للمفاخر والمآثر مجمع وللعلم والحلم منبع:

وجدت به ما يملأ العـين قـرة

 

ويسلى عن الأوطان كل غريب

أعني السيد العظيم البحر القرم الكريم برهان العلم والفضل والتقوى والحلم والدين والفتوى فرد يا رب بفضلك فواضل الولد لمزيد حبور الوالد وأعذهما بحفظك الواقي من شر كل حاسد حاو لحفظ أربعي النبوي للإمام النووي ولضبط متين منهاجه بأعضائه وأوداجه وألفيت منه ألفية النحو كآي من الفرقان على طرف من اللسان ألقيت وداده في سواد فؤادي وأخذت أحمده وأمدحه فوق المرام بل وفق المراد في كل نادي ثم أجزت له أن يروي عني هؤلاء الكتب مع كل كتاب قرأته أو طالعته بالشروط المعتبرة عند المهرة والله أسأل أن يجعل ألفاظ الكتب لجنابه مجازاً إلى درك حقائق لبلبه ليكون من العلماء وأعاليهم لا من سفلتهم وأدانيهم فخراً للقبائل ذخراً للأماثل. وقال ثانيهما فقط: فلما صادفت أن تحبه الفطانة والكياسة الحقيق عند التحقيق بالتقدم والرياسة الذي قد ترعرع بنعمة الله في ظليل ظلال العلم والتقوى ويتزعزع بفضله أحرف الدرس والفتوى فرع الدوحة الشامخة وريع الريغ الناضخة جلاء أحداق الحذاق وغشاء أبصار الحساد الأغساق الحامد المحمود جمال الفضل والدين أبا السعود وجه الله ركاب الأكابر نحو جنابه وأطرح سفائنهم في عبابه له ابتدار من السعود متواصل واقتدار على الصعود متكامل قد سلك طرق الجد في تحصيل الفضائل وملك رقاب الفواضل بحيث نطقت بفضله كلمة الكملة من الأماثل. وقال ثالث من جملة وصف جليل ووصف أثيل: لا زالت الشهادات له بالفضل متناسقة والسعادات إليه متسابقة وفي أبيه:

قاض إذا التبس الأمران عن لـه

 

رأي يخلص بين الماء واللبـن

القائل الصدق فيه ما يضر بـه

 

والواحد الحالين في السر والعلن

والرابع: السيد المنتجب الرشيد والسند المنتخب السديد البالغ درجة الأفاضل في عدة سنين قلائل قد حفظها حفظاً متيناً وفهم معانيها فهماً مفهماً مبيناً فلله دره محفوظاً في علانيته وسره مد الله تعالى في عمره وهيأ له أسباب الكمال بيسره ووفقه بجوده لمراضيه وجعل مستقبل عمره خيراً من ماضيه. والخامس: أنه آذن إن شاء الله تعالى ببلوغ درجة ولده متع الله بوجوده وبلغه سائر مقاصده وأنشد:

إن الهلال إذا رأيت نـمـوه

 

أيقنت أن سيصير بدراً كاملا

والسادس: أنه المشاهد بالقوة عين كمال فيه وكيف لا يكون كذلك والولد سر أبيه فلا يستغرب إن زهى بفرعه وفضله إذ مرجع كل شيء على الحقيقة إلى أصله. والسابع:

مع كرم شيم وطبـاع

 

وحسن سمت وانطباع

وإمام المقام سيدنا الفقيه الفاضل نجل العلماء وخلاصة الكرماء وقرة عين الأقرباء والأحباء شرف العلماء أوحد الفضلاء أعزه الله بعز طاعته وجعل العلوم الشرعية أشرف بضاعته ثم أنشد في عزة وجود مثله:

وفي تعب من يحسد الشمس نورها

 

ويجهد أن يأتي لهـا بـضـريب

وقاضي الحنفية: أنه أنبأ مع حفظه لها عن إدراك معانيها وإن له بها مساس فلا ينبغي أن غيره في الحفظ عليه يقاس. وخاله: إنه ليس أحسن وأعرب ومن أشبه أباه فما أغرب نجل الكرام وخلاصة السلف الصالح من السادة الأعلام معلم الطرفين وكريم الجدين ظاهر النباهة والنجاح الذي لاحت عليه بحمد الله أعلام الفلاح والأخير: الحمد لله الذي استجاب لإبراهيم في ذريته ورزقه من السعود نهاية أمنيته بمقامه بمكة على الدوام محفوظاً وببنائه المشيد لم يزل ملحوظاً. والذي قبله: ذو القريحة التي لا تضاهى والفكرة التي لا يتناهى ثناها ليث اقتناص ظباء المباني بازي افتراس شوارد أبكار المعاني. وقال بعض من وصف والده بشيخنا منهم:

قل لقاضي القضاة برهان دين الله

 

شيخ الأئمة الأعـــــــلام

أنت بحر وإن نجلـك أضـحـى

 

قرة لـلـعـيون فـرد ســام

في أبيات. غيره:

قل للمعاني تهني وارقصي وطب

 

فقد أتاك أصيل سابق النـجـب

يهنيك يهنيك من قد جاء مبتـدراً

 

يسعى إليك بجد ليس باللـعـب

واستبشري ثم حثي السير مسرعة

 

إلى علاه وقولي مرحا تصـب

أبا السعود رعاك الله ما طلعـت

 

شمس وزادك إقبالاً على الطلب

وقال:

وخصك الله بالتـوفـيق مـنـه عـلـى

 

رغم الحسود مع العـلـياء فـي رتـب

يهنيك جمع عـلـوم لا نـظـير لـهـا

 

في رأس مال نفيس جـل عـن ذهـب

وقد عرضت فشنفت المـسـامـع فـي

 

حفظ ولفظ بتـحـقـيق بـلا نـصـب

وأن فـيهـا كـتـابـاً لـو يقـاس بـه

 

بين العلوم لأم الكـل فـي الـكـتـب

وبهجة العلـم لا شـيء يشـابـهـهـا

 

من الـفـضـائل والأخــلاق والأدب

فانهض وجد وبادر كي تـفـوز بـمـا

 

فاز الجـدود بـه والأهـل مـن أرب

واسلم ودم وارق واسعد واحفظ وابق على

 

مر الـزمـان بـلا كـــيد ولا ريب

 

في أبيات. وفي استيفاء جميع هذا طول. ولازم والده في الفقه وأصوله والعربية والحديث والتفسير وغيرها كالمعاني والبيان وتهذب بمخالطته وتهذب به في رياسته وبلاغته ورأى أنه كفاية عن غيره ممن لم يسر في العلم والتحقيق كسيره كما اتفق لجماعة من الأئمة كالجلال البلقيني في الاقتصار على أبيه الأمة ونحوه التاج السبكي في كون جل انتفاعه بأبيه المجتهد المزكي والولي العراقي مع أبيه بالنسبة إلى الحديث إلى غيرهم من العلماء في القديم والحديث لا سيما ومجلسهكان محط الرحال من الوافدين الفائقين في الفضائل والاعتدال فضلاً عن أهل بلده المذكورين بالكمال فاستفاد من مباحثهم ومناظراتهم السديدة المقال ما انتفع به في الاستقبال مع شهادتهم له بشريف الخصال وكان مما قرأه على والده العجالة شرح المنهاج بكمالها في سنة ست وسبعين وجانباً من المتن والروضة والحاوي وحاشية والده على شرحه للقونوي وشرح البهجة للولي العراقي والمفصل للزمخشري بكماله وكان يغتبط به وقطعة من جمع الجوامع مع ملاحظة شرحه للمحلي ومن كتب الحديث صحيح البخاري ومسلم والسنن لأبي داود والترمذي والموطأ لملك والسيرة النبوية لابن هشام والشفا والترغيب والترهيب للمنذري وما لا ينحصر دراية ورواية مع أن مجالسه في الإسماع إنما كانت غالباً دراية وربما تكرر له بعضها غير مرة ومن القصائد جملة كبانت سعاد والبردة والهمزية له بل كان قارئ دروسه أيضاً دهراً في الروضة والكشاف بمدرسة السلطان وغيرها وكذا أكثر من ملازمة دروس عمه الفخر أبي بكر حتى أخذ عنه جميع الحاوي والمنهاج وابن الحاجب الأصلي وقطعة من الإرشاد لابن المقري ومن جمع الجوامع ومن التلخيص في المعاني والبيان وجميع صحيح البخاري وغير ذلك وكان مجلسه أيضاً بغية الغرباء والعلية من النجباء وربما أخذ عن غيرهما في الفنون كمذاكرته مع عبد الغفار بن موسى الجزري في العربية والمنطق ومع عثمان بن سليمان الحلبي في أصول الفقه حين مجاورتهما في سنة ثلاث وثمانين بل دخل قبلها مع أبيه الديار المصرية فلقي بها الأمين الأقصرائي والكافياجي وغيرهما من الأئمة؛ فكان مما أخذه عن الأمين بعض ختومه وعن المحيوي من مصنفه مفتاح السعادة في شرح كلمتي الشهادة وعن الزين زكريا بعض شرحه للبهجة ومن ذلك المجلس الأخير وخالط السراج العبادي والبقاعي وغيرهما ممن كان يتردد لأبيه وسمع حينئذ على الشهاب الشاوي؛ والزكي أبي بكر بن صدقة المناوي والشمس الهرساني في آخرين بل حضر بمكة قبل ذلك في سنة اثنتين وسبعين عند الشرواني في مجاورته بعض دروسه وقبلها على الكمال إمام الكاملية في الشفا ومجمع الأحباب وغيرهما من دروسه وبعدها على النجم عمر بن فهد المسلسل بالأولية والأربعين التي خرجها شيخنا لشيخه الزين أبي بكر المراغي والمجلس الأخير من الحلية لأبي نعيم وكان النجم كثير التنويه به والبث لأوصافه وحسن طلبه بحيث كان يكتب بذلك إلي في الديار المصرية وأجاز له بإفادته خلق من المسندين المعتبرين والعلماء المذكورين من أهل الحرمين وبيت المقدس والخليل ومصر والقاهرة ودمشق والصالحية وحلب وغزة وغيرها رأيت سرد أسمائهم بخط النجم وفيهم من اشترك مع والده في الرواية عنه؛ فمن مكة البرهان الزمزمي والتقي بن فهد والزين عبد الرحيم الأميوطي وأبو حامد وأبو عبد الله ابنا ابن ظهيرة وأم هانئ ابنة أبي القسم بن أبي العباس. ومن المدينة أبو الفرج المراغي. ومن بيت المقدس التقي أبو بكر القلقشندي وعبد القادر النووي والشمس بن عمران المقري. ومن الخليل الزين عبد الرحمن بن علي بن إسحق التميمي ومن مصر الزين عبد الرحمن الأدمي والنعماني. ومن القاهرة العلم البلقيني والشرف المناوي والبدر النسابة والجلال بن الملقن وأختاه خديجة وصالحة والجلال القمصي والبهاء بن المصري والشهاب الحجازي والزين عبد الرحمن بن الفاقوسي وعبد الرحمن سبط الشيخ يوسف العجمي وعبد الرزاق من بني الحافظ القطب الحلبي الشافعيون والسعد بن الديري والتقي الشمني والشمس الرازي الحنفيون والقرافي وابن حريز المالكيان والعز الحنبلي وقريبته نشوان وأم هانئ الهورينية وأنس اللخمية جهة شيخنا ابن حجر وهاجر القدسية. ومن دمشق صالحيتها البرهان الباعوني والنظام بن مفلح الحنبلي وست القضاة ابنة ابن زريق وأسماء ابنة ابن المهراني وفاطمة ابنة

خليل الحرستاني. ومن حلب إبراهيم بن أحمد بن يونس الضعيف والمحب بن الشحنة وأبو ذر محدثها. ومن غزة عالمها الشمس أبو الوفا بن الحمصي. ثم لما تحقق منه أبوه الارتقاء في الفضائل ومزاحمة الأعيان بما اشتمل عليه من الوسائل وعلم طمأنينة الأنفس الزكية به وفهم منه الخبرة بإيضاح كل مشتبه استنابه في قضاء مكة الفائقة في البركة وكذا في قضاء جدة ليزول به عن الضعفاء ما لعله يحل بهم من الكرب والشدة وينتفع بسياسته من قصده وأمه مع طلب ذلك له منه من بعض الأئمة فحسنت سيرته ومداراته وظهرت في كله كمالاته مع عدم تهالكه على ذلك وتصديه لهذه المسالك بل هو مقبل على التكميل لنفسه والتحصيل الصارف له عن التكلم بحدسه حتى عرف بوفور الذكاء وقوة الحافظة والقدرة على التعبير بالألفاظ التي هي بالقانون العربي محافظة وجودة قراءته وطلاقته واستحضاره لنفائس من فنون الأدب والشعر والنكت والتاريخ ومزيد أدبه وتواضعه وصفائه واستجلابه لكل أحد ومزيد خدمته لأبيه وتمشية حال كثير ممن يعاديه عنده فمال إليه كل من استقام من الخاص والعام وكذا باشر مشيخة المدرسة الجمالية اليوسفية وغيرها بمكة وكان قارئ الحديث بين يدي أبيه فكان مع كونه مشتغلاً بالقراءة مصغياً للمباحث بحيث يتكلم باليسير الواضح التصوير الغني عن طول التقرير. ولما كنت بمكة في سنة إحدى وسبعين رام والده حضوره عندي فما تيسر ثم حضه على ملازمتي ومساومتي في سنة ست وثمانين حتى حتى قرأ علي شرحي لألفية الحديث قراءة متقنة وأخذ عني غيرها وامتلأت عيني منه وتصورت تفرده بحمل العلوم عنه وكتبت له إجازة هائلة تزايد سرور أبيه بها أثبتها في موضع آخر، وتصدى قبل ذلك وبعده للإقراء في الفقه والعربية والأصلين والمعاني والبيان والحديث بالمسجد الحرام وغيره وحضر عنده الأكابر ووردت علي مطالعات غير واحد منهم تخبر بما أعلم أزيد منه وكذا تكررت علي مشرفاته الدالة على مزيد التودد والتأدب المشتملة على العبارة الفائقة والإشارة الرائقة مع الخط النير المنسوب واللفظ الذي يملك به القلوب وهو بحمد الله في ترق من المحاسن إلى أن استقر عقب موت والده في القضاء استقلالاً وفي مشيخة مدرسة السلطان وسائر ما كان معه فباشر ذلك أحسن مباشرة سيما في إقراءه الكشاف والروضة المتواترة وتحديثه بكتب الحديث مطولها ومختصرها سيما صحيح البخاري بأماكن من المسجد الشريف المتشرف به السامع والقاري حتى أطبق عليه الموافق والمخالف واتفق في الثناء على محاسنه القادم والعاكف، وجاورت غير مرة بعد أبيه فما تحول عن آدابه وأياديه وإن كان في تعب كثير ونصب لما الوقت به جدير وله في تفرقة ما لعله يصل لمكة من المبرات والتوثقة المتوصل بها لجلب المسرات التصرف السديد والتلطف الذي يسترق به الأحرار فكيف بالعبيد حتى صار رئيس الرؤساء وجليس البرامكة والخلفاء زاده الله من أفضاله وأعاذه من كل سوء وبلغه نهاية آماله. ورأيته كتب في صفر سنة خمس وثمانين صدر إجازة لعلي بن الفخر أبي بكر المرشدي بما نصه: الحمد لله الذي نوع الفخر فجعل جلاله وكماله في فخر الدين وأعلى قدر من شاء من عباده وزينه بالعلم المبين ورفق من أراد به الخير وأرشده إلى الصراط المتين الغني الذي لا يبخل على عبده مع تطاول السنين والأمر وراء هذا فخطبه تصدع القلوب وأدبه يرتدع به الحاسد المغبون وشكله من المفرحات وعدله مع المداراة من المحاسن الواضحات كتوقفه في تنفيذ الحكم الثابت في مصر بأرشدية عبد القادر بن عبد الغني القباني وكذا بإقرار أبي بكر بن عبد الغني بما في جهته لأم ولديه الأول والثاني ونحوه الحكم بالبراءة بين ابن قاوان ووصيه العالي المكان وترك الوصف بالشرف المجحود حين مباشرته بعض العقود ممن اجتمع له بديع الفهم وقوة الحافظة وانتفع الأجلاء ببديهته فضلاً عن رؤيته التي على التحقيق محافظة ولشعراء بلده والقادمين عليه فيه غرر المدائح ودور المنائح وقد تكررت زيارته لطيبة وبشارته من الصالحين بدفع كل كرب وريبة فلله دره من بحر علم لا تكدره الدلاء ونحر لحاسده بسهم لا ينفك مدى الدهر عنه به الابتلاء إن تكلم في الفقه فالجواهر قاصرة عن بحر علمه والمطلب بل الكفاية من وافر سهمه فتقريره فيه واضح جلي وتعبيره عن دقائق مشكله راجح على أوفى أصوله فالفخر أو الولي أو في العربية فبلسان شاهد

بتضلعه وبيان يعجب منه كل بليغ كلما سمعه أو المعاني فالفريد في المفردات والمباني أو الصرف فتصريفه إليه المنتهي أو الكلام فتحريه مثبت ليفين الإيمان الذي يشتهى أو التفسير فالكاشف لدسائس كشافه والعارف لما يزيل الألباس عن المناظر باعترافه أو الحديث فالفائق الرائق في تقريره الشاسع وتحريره النافع أكرم به من فريد جبلت القلوب الصافية على حبه ووحيد عطفت عليه السادة فكلهم يرجو القربة بقربه جمع بين المعقول والمنقول ودفع الجهل عن نواحيه بقطع كل مشكك سول ومن يجعل الله نوراً فلا استطاعة لإطفائه ومن شنع على محاسنه وجب الدعاء بطول بقائه.
محمد بن إبراهيم بن علي بن محمد الشمس المغربي الأصل النشيلي ثم القاهري الأزهري الشافعي نزيل مكة ويعرف بالنشيلي. ولد في سنة خمس وثلاثين وثمانمائة بنشيل من الغربية ونشأ بها ثم تحول مع شقيقه أحمد الماضي إلى الأزهر فجود القرآن على الفقيه إبراهيم الظني نسبة لقرية قريبة من طرابلس وحضر تقاسيم العبادي سنين وقرأ على الزيني زكريا في المنهاج وعلى النور السهلي الشذور لابن هشام وسمع في العربية أيضاً على الشرف موسى البرمكيني وأخذ الفرائض والحساب عن الشهاب السجيني والوسيلة لابن الهائم عن البدر المارداني بقراءة عبد العزيز الميقاتي وتميز فيهما بحيث أقرأهما، وحج رجبياً في سنة الزيني عبد الباسط وهي سنة ثلاث وخمسين وأمير الركب جرباش فاسق وحكى لنا أن جملاً مر وهو مثقل على عانة الفخر عثمان الديمي وهو نائم فانزلعت وكانت حياته على خلاف القياس وأن ممن حج حينئذ الشمس النشائي وتكرر حجه بعد ذلك إلى أن كان في سنة اثنتين وثمانين فقطنها وعينه الشمسي بن الزين لشهادة العمائر السلطانية ومباشرة أوقاف المدرسة والدشيشة وغيرها شركة لابن ناصر ودخلا القاهرة سنة تسع وثمانين بحراً حيث مرافعة شيخ الرباط نور الله العجمي إذ ذاك فيهما فلم البدري أبو البقاء القضية ورجع ابن ناصر معه وتخلف هذا قليلاً عن الركب ثم توجه ليدركه فسمع بعجرود خوف الطريق فعرج إلى الطور فوجد جماعة ابن الزمن قد عوقتهم القدرة فركب البحر معهم فكان وصولهم إلى بندر الينبوع في خمسة أيام وركب معه إلى القرية فأقام بها عشرة أيام وتزوج هناك. ولما ورد عليه الركب رافقهم فكانت مدة مسيره من القاهرة إلى الينبع براً وبحراً بضعة عشر يوماً كما قال وأقام بمكة وله أولاد وربما أقرأ الفرائض والحساب.
محمد بن إبراهيم بن علي بن محمد البيدموري البكتمري. في ابن إبراهيم يأتي.
محمد بن إبراهيم بن علي بن المرتضى بن الهادي بن يحيى بن الحسين بن القسم ابن إبراهيم بن إسماعيل بن إبراهيم بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب العز أبو عبد الله الحسني اليماني الصنعاني أخو الهادي الآتي. ولد تقريباً سنة خمس وستين وسبعمائة وتعانى النظم فبرع فيه؛ وصنف في الرد على الزيدية العواصم والقواصم في الذب عن سنة أبي القسم واختصره في الروض الباسم عن سنة أبي القسم وغيره؛ ذكره التقي بن فهد في معجمه وأنشد عنه قوله:

العلم ميراث النبي كـذا أتـى

 

في النص والعلماء هم وراثه

فإذا أراد حقيقة تدرى لـمـن

 

وراثه فكيف مـا مـيراثـه

ما ورث المختار غير حديثـه

 

فينا وذاك متاعـه وأثـاثـه

قلنا الحـديث وراثة نـبـوية

 

ولكل محدث بدعة إحـداثـه

وكان لقيه له بمنزله من صنعاء سنة عشر. ومات في المحرم سنة أربعين وأرخه بعضهم في التي قبلها بصنعاء اليمن وله ذكر في أخيه الهادي من أنباء شيخنا فإنه قال: وله أخ يقال له محمد مقبل على الاشتغال بالحديث شديد الميل إلى السنة بخلاف أهل بيته رحمه الله.
 محمد بن إبراهيم بن علي الشمس بن البرهان القاهري الحنبلي ويعرف بابن الصواف. ممن اشتغل قليلاً وتكسب بالشهادة بحانوت باب الفتوح رفيقاً لعبد الغني بن الأعمى الماضي وغيره وولي العقود. مات قريباً من سنة خمسين بعد أن أسند وصيته للبدر البغدادي الحنبلي ووجد له من النقد نحو مائتي ألف مع كونه نائماً على قش القصب عفا الله عنه.
محمد بن إبراهيم بن علي المحيوي بن البرهان الناصري الحلبي ثم القاهري الحنفي أحد الفضلاء كان كل من جده وأبيه يخطب بالناصرية وجده يقرئ الأطفال.
محمد بن إبراهيم بن علي اليافعي اليماني الأصل المكي والد إبراهيم الماضي ويعرف بالبطيني ممن كان يتجر ويسكن مكة. وله بها وبمنى دار. مات بمكة في سنة إحدى وسبعين.
محمد بن إبراهيم بن عمر بن علي بن عمر بن محمد بن أبي بكر الجمال بن البرهان أبي إسحق العلوي نسبة لعلي بن راشد بن بولان الزبيدي اليماني الحنفي والد أبي القسم الآتي وأخو النفيس سليمان الماضي. تفقه بأبيه وبالفقيه محمد بن أبي يزيد وعلي بن عثمان المطيب وقرأ الحديث على أخويه النفيس وعمر الرفاعي والجمال محمد بن عبد الله الريمي وعبد الرحمن بن عبد الله بن أحمد بن أبي الخير، وبرع وأقرأ الحديث بمدرسة أبيه ودرس الزبيدية. وذكره الخزرجي في ترجمة أبيه من تاريخه وشيخنا في أنبائه والتقي بن فهد في معجمه وهو ممن أخذ عنه. مات بتعز في سنة اثنتين وعشرين رحمه الله.
محمد بن إبراهيم بن عمر بن يوسف بن علي المرداوي البرزي الصالحي ابن أخي الشاعر. سمع من الصلاح بن أبي عمر في سنة ست وستين وبعدها من مسند أحمد ومن مشيخة الفخر ومن المحب الصامت، وحدث سمع منه الفضلاء كابن فهد وكان خيراً مقيماً ببرزة ظاهر دمشق. مات بها كما أرخه اللبودي في جمادى الآخرة سنة إحدى وأربعين ودفن بمقبرتها رحمه الله.
محمد بن إبراهيم بن عمر البيدمري نشأ نشأة حسنة وقرأ القرآن ونظم الشعر وتأمر وباشر الخاص وكانت له معرفة بالأمور. مات في ربيع الآخر سنة ست. قاله شيخنا في أنبائه.
محمد بن إبراهيم بن غباش المقدسي الخادم بالأقصى. ولد سنة ثمان عشرة وثمانمائة وسمع في سنة خمس وعشرين بقراءة الزين القلقشندي على ناصر الدين محمد بن محمد الطوري ثلاثيات الدرامي أنابها جدي الصلاح محمد بن عمر أخبرتنا زينب ابنة شكر وحدث بها وقرأها عليه الصلاح الجعبري وقال أنه مات في يوم الأحد سابع عشر ذي الحجة سنة تسعين وصلى عليه الإمام عبد الكريم بن أبي الوفا ودفن بماملا وكان كثير الخدمة للمسجد والنظر في مصالحه، ويحرر اسم جده فقد رأيته بخط الصلاح بمعجمة وقال إنه سمع أيضاً على الجمال بن جماعة.
محمد بن إبراهيم بن فرج الشمس أبو الخير البياني الحموي الشافعي ويعرف بابن فريجان - بضم الفاء مهملة مفتوحة وجيم ونون مصغر. ولد بحماة ونشأ بها فتفقه بالزين الخرزي وبأبي الثناء محمود خطيب الدهشة ولازمه حتى سمع عليه الصحيح وكتب شرحه للمنهاج المسمى لباب القوت وسمع من بلدية الشمس بن الأشقر وانتفع بتربيته وشيخنا وآخرين؛ وبرع وصار من فضلاء بلده مع فهم في العربية وديانة وخير؛ لقيه العز بن فهد فكتب عنه ومات بعده بيسير في الطاعون سنة أربع وسبعين ودفن قريباً من الشيخ عبد الله بن الفرات صاحب الأحوال والكرامات رحمه الله.
محمد بن الخواجا إبراهيم بن مباركشاه بن عبد الله الأسعردي الدمشقي. ولد في أوائل القرن أو آخر الذي قبله. ومات في أوائل سنة إحدى وخمسين بدمشق. قاله البقاعي مجرداً.
محمد بن إبراهيم بن محمد بن إبراهيم بن أحمد أبو الفتح بن البرهان المقدسي الشافعي الماضي أبوه وجده ويعرف كسلفه بابن الخص. ممن سمع مع أبيه ختم البخاري بالظاهرية وحضر عندي قليلاً وتكسب بالشهادة وخطب وتنزل في صوفية البيبرسية.
محمد بن إبراهيم بن إبراهيم بن صلح الكمال بن البرهان النيني ثم الدمشقي القاهري الشافعي الماضي أبوه ويعرف بابن القادري. حفظ القرآن وكتباً واشتغل يسيراً عند الجوجري وغيره وأحضره والده في الثانية خامس المحرم سنة أربع وخمسين ختم البخاري بالظاهرية وقرأ علي في الألفية وغيرها وما سلك مسك أبيه.
محمد بن إبراهيم بن محمد إبراهيم الجذامي البرنتيشي المغربي ابن عم أبي القسم بن محمد والد عبد الله محمد الآتيين. ممن اشتغل وقرأ.
 محمد بن إبراهيم بن محمد بن أحمد البصري الشافعي الماضي أبوه وأخوه إبراهيم وإسماعيل ويعرف بابن زقزق. ممن اشتغل ببلده وبالشام وتميز في الفقه والعربية وغيرهما وشرح الجواهر مختصر الملحة شرحاً جيداً مختصراً، وممن أخذ عنه وعن أبيه عبد الله البصري صاحب البرهاني بن ظهيرة.
محمد بن إبراهيم بن محمد بن أيوب البدر بن العصياتي. مضى بدون محمد الثاني.
محمد بن إبراهيم بن محمد بن حطاب الشمس أبو العباس الوسط الحلبي الكتبي ويعرف في صغره بالقاضي وربما حذف من نسبه محمد. ولد كما كتبه لي بخطه في ثامن عشر جمادى الأولى سنة سبع وسبعين وسبعمائة بحلب ونشأ بها فحفظ القرآن وصلى به ولم تعلم له صبوة وأحضر في الرابعة على الجمال إبراهيم بن محمد بن عمر بن العديم الموطأ وفي الخامسة على محمد بن محمد بن رباح غالب البخاري وسمع على الشهاب بن المرحل ونسيبة الشرف أبي بكر الحراني والحسين بن عبد الرحمن التكريتي في آخرين وأجاز له الصلاح بن أبي عمر وجماعة كالحراوي وجويرية، وحدث سمع منه الفضلاء كابن فهد أجاز لي وكان خيراً بارعاً في التجليد مع كرم وأخلاق حسنة وعفة زائدة وكذا كان أبوه إنساناً حسناً بيته مأوى الطلبة. مات صاحب الترجمة سنة اثنتين وخمسين أو بعدها رحمه الله.
محمد بن إبراهيم بن محمد بن عبد الرحمن بن يحيى بن أحمد بن سليمان بن مهيب الصدقاوي الزواوي الأصل ثم البجائي المالكي نزيل مكة ويلقب سراجاً. ولد سنة ست وأربعين وثمانمائة وقطن مكة دهراً قبل أبيه وبعده وناب فيها عن البرهان بن ظهيرة بالطائف ثم أعرض عنه ودخل مصر وغيرها، وهو إنسان ساكن فيه فضيلة بل أوقفني على أشياء جمعها وتكرر تردده لي بمكة في سنتي ثلاث وأربع وتسعين واستفدت منه ترجمة أبيه وجده. ومات بعد انفصالنا عنه في رمضان سنة خمس وتسعين رحمه الله.
محمد بن إبراهيم بن محمد بن عبد الله بن إبراهيم بن محمد الأرموي ثم الصالحي. سمع من فاطمة ابنة العز وغيرها وحدث سمع منه شيخنا وآخرون. ومات بدمشق سنة أربع. ذكره في المعجم والأنباء.
محمد بن إبراهيم بن محمد بن عبد الله بن محمد بن الجمال عبد الله الشمس أبو عبد الله الغماري ثم القاهري القرافي خليفة أبي العباس أحمد بن محمد بن عبد الرحمن بن جزي الأنصاري الخزرجي البلنسي الأندلسي الضرير المعروف بالبصير. لبس في سنة تسع وتسعين الخرقة من البرهان الأبناسي بسنده أخذها عنه الشمس ابن المنير وجماعة، وكان خيراً معتقداً جليلاً وجده عبد الله ممن أخذ عن البصير. مات في رمضان سنة ثلاث وخمسين رحمه الله.
محمد بن إبراهيم بن محمد بن عبد الله بن يوسف بن يونس الشمس أبو عبد الله السلامي - بالتثقيل - البيري الأصل الحلبي الشافعي. ولد تقريباً سنة إحدى عشرة وثمانمائة بالبيرة وقرأ بها القرآن على عمه وقدم حلب فحفظ المنهاج الفرعي والألفيتين وغيرها على جماعة ولازم البرهان الحلبي فأكثر عنه وكذا أخذ عن شيخنا النخبة وشرحها والأربعين وغير ذلك بل قرأ عليهما مجتمعين مسند الشافعي في آخرين، وأجاز له الشرف عبد الله بن محمد بن مفلح الحنبلي القاضي وعائشة ابنة ابن الشرائحي وخلق، وتفقه بعبد الملك بن أبي المنى وابن خطيب الناصرية وأخذ العربية والأصلين وغيرها عن جماعة وكتب المنسوب على ابن مجروح وكتب التوقيع عند ابن خطيب الناصرية بل ناب في القضاء عنه بالبيرة ثم بحلب عن التاج عبد الوهاب الحسيني الدمشقي وتصدى للإقراء فانتفع به جماعة؛ وحج وزار بيت المقدس. وقدم القاهرة فأقام بها مدة وتكرر اجتماعي معه بها؛ وكان فقيهاً فاضلاً مفنناً ديناً متواضعاً حسن الخط لطيف العشرة كتب على الرحبية شرحاً ونسخ بخطه الكثير بالأجرة وغيرها، وممن أخذ عنه أبو ذر ابن شيخه. مات في ربيع الأول سنة تسع وسبعين ولم يخلف في الشافعية بحلب مثله رحمه الله وإيانا.
محمد بن إبراهيم بن محمد بن علي بن محمد بن إبراهيم الشمس بن المعتمد الدمشقي والد إبراهيم الماضي. مات في ربيع الثاني سنة ثلاث وسبعين بدمشق عن تسع وخمسين.
 محمد بن إبراهيم بن محمد بن علي الشمس بن الظهير بن المطهر على ما يحرر الجزري الدمشقي. سمع من ابن الخباز وغيره وأكثر عن أصحاب الفخر بطلبه، وكان فاضلاً خيراً متغالياً في مقالات ابن تيمية متعصباً للحنابلة. مات في تاسع عشر شوال سنة ثلاث عن ستين سنة. ذكره شيخنا في أنبائه وفي معجمه لكونه ممن أجاز له. ووصفه المقريزي في عقوده بالحنبلي فقال: كان فقيهاً حنبلياً وأنه مات في ذي القعدة فالله أعلم.
محمد العز الطيب بن إبراهيم بن محمد بن عيسى بن مطير الحكمي اليماني والد إبراهيم الماضي. تفقه وسمع الحديث والتفسير. ومات بعد أخيه محمد.
محمد بن إبراهيم بن محمد بن محمد بن سليمان البدر بن البرهان البعلي الشافعي عرف كأبيه بابن المرحل. درس بعد أبيه بالمدرسة النورية ببعلبك. ومات في سنة تسع وسبعين فتلقى النصف فيها عنه ابن أخته البهاء بن الفصي.
محمد بن إبراهيم بن محمد بن محمد الشمس الياسوفي الأصل الدمشقي الشافعي أحد النواب بالقاهرة ووالد محمد الآتي. باشر النقابة للباعوني بدمشق بل وباشر حسبتها وأستادارية ناظر الخاص وغير ذلك ولم يكن محموداً ولكنه اختص بالظاهر خشقدم لسابق معرفة به فكان قضاة مصر يستنيبونه لذلك. مات في جمادى الآخرة سنة أربع وسبعين عفا الله عنه.
محمد بن إبراهيم بن محمد بن مقبل أبو الفتح البلبيسي ثم القاهري الشافعي الوفائي. ممن أخذ عني بالقاهرة.
محمد بن إبراهيم بن محمد بن يحيى بن محمد بن إبراهيم قوام الدين بن غياث الدين الحسيني الكازروني. ولد في غزة في ذي القعدة سنة ثلاث وأربعين وسبعمائة وأخذ عن الأمين محمد البلياني وروى عن سعيد الدين الكازروني، قال الطاووسي: أجاز لي في سنة تسع وعشرين.
محمد بن إبراهيم بن محمد البدر أبو البقاء الأنصاري الدمشقي الأصل المصري الشاعر الشهير الطاهري ويعرف بالبدر البشتكي. كان أبوه فاضلاً فولد له هذا في أحد الربيعين سنة ثمان وأربعين وسبعمائة بجوار جامع بشتك الناصري ونشأ بخانقاه بشتك وكان أحد صوفيتها فعرف بالنسبة إليها وحفظ القرآن وكتاباً في فقه الحنفية ثم تحول شافعياً وصحب البهاء محمد بن عبد الله الكازروني وكان عجباً في جذب الناس للإقامة عنده بحيث يهجروا أهاليهم ونحوهم خصوصاً المردان فاجتمع به صاحب الترجمة وهو كذلك مع كونه من أجمل أهل عصره صورة فلم يتمكن من مفارقته بل أقام عنده ينسخ له كتب ابن العربي بحيث كتب منها الكثير وغيرها ثم امتحن بسبب ذلك فأظهر الرجوع وأمعن النظر في كلام ابن حزم فغلب عليه حبه وتزيا بكل زي وسلك كل طريق واشتغل في فنون كثيرة ولكنه لم يتقن شيئاً منها وأخذ عن الجمال بن نباتة جملة من شعره وكاد حكاية في الرقة والجزالة وعن غيره من معاصريه كالقيراطي والصفدي والبدر بن الصاحب، وتعانى الأدبيات فمهر فيها وقال الشعر الجيد الكثير السائر ومدح الأعيان كالقاضي برهان الدين بن جماعة ولذا كان البرهان يعظمه جداً وجمع كتاباً حافلاً في طبقات الشعراء وقفت على بعضه وكذا جمع نظم شيخه ابن نباتة في مجلدين تعب في تحصيله ومع ذلك فقد فاته منه جملة بحيث استدرك عليه شيخنا مما فاته مجلداً رأيته أيضاً، ولم يعتن هو بجمع نظم نفسه وهو شيء كثير فانتدب لجمع ما أمكنه منه الشهاب الحجازي وذيل عليه بعض الطلبة وقد حدث البدر بالكثير من نظمه كتب عنه الأئمة، وممن كتب عنه ابن موسى المراكشي ومعه الموفق الأبي كراسة من نظمه وكان بينه وبين الجلال بن خطيب داريا مكاتبات لطيفة وله قدرة على اختراع الحكايات والنوادر غاية في ذلك مع نزاهة نفس وإيثار للانفراد والوحدة والجلادة على النسخ مع الإتقان والسرعة الزائدة بحيث كان يكتب في اليوم خمس كراريس فأكثر وربما يتعب فيضطجع على جنبه ويكتب، وكتب بخطه من المطولات والمختصرات لنفسه ولغيره ما لا يدخل تحت الحصر كثرة خصوصاً النهر لأبي حيان وأعراب السمين والكرماني وتاريخ الإسلام للذهبي حتى كتب من تصانيف شيخنا ووجد له بآخر نسخة من النهر أنها الثانية والعشرون بعد المائة مما كتبه بخطه منه وليس في خطه الحسن بذاك وبلغنا أنه رام الكتابة على بعض الأستاذين فرأى سرعة يده وقوة عصبه فقال له:

كم تكتب في اليوم فذكر له قدراً فأشار عليه بترك الاشتغال بملاحظة قوانين الكتابة لأنه لا ينهض بعد انتهائه إلى مرتبة الكتاب لتحصيل ما يتحصل له الآن فما خالفه، ولسرعة كتابته وملازمته لها كان موسعاً عليه ولا يكاد يتقلد مانة كل أحد حتى أنه بلغنا أنه أرسل يستعير من الكمال بن البارزي بيته ببولاق فأرسل له بالمفتاح ومعه عشرة دنانير فقبح بالقاصد وقال له: لم أرسل أستحذيه ثم أخرج جرابه ونثر ما فيه من ذهب وفضة وفلوس بحضرته ولكن عد هذا في سوء طباعه ولذا كان لا يقدر كل أحد على مصاحبته لحدة خلقه وسرعة استحالته وإنكاء جليسه بلسانه نظماً ونثراً، وهو في عقود المقريزي بقوله أنه تزيا بكل زي وسلك كل طريقة ويؤثر الانفراد ويلازم التوحد ولا يقدر كل أحد على معاشرته، وذكر معنى ما تقدم وأنشد عنه من نظمه أشياء ويحكى عنه قال للكمال الدميري حين شرح ابن ماجه سمه بعثرة الدجاجة وكان حين سمي البلقيني الفوائد المنتهضة على الرافعي والروضة يقول والروضة بفتح الواو ليكون موازياً للمنتهضة ولذا غير البلقيني التسمية إلى المحضة بل كان يقول: لما لم يكن للشيطان سبيل للبلقيني حسن له نظم الشعر فأتى بما يضحك منه ونحو هذا، وعلت سنه وهو مقيم بخلوة علو المنصورية يرتقى إليها بسبعين درجة فعرض عليه شيخنا أن يعطيه خلوته السفلية قصد التخفيف للمشقة عليه فما أجاب بل صرح بما لا يناسب، ولم يزل على طريقته إلى أن مات فجأة خرج من الحمام واتكأ فمات في يوم الاثنين ثالث عشري جمادى الأولى سنة ثلاثين عفا الله عنه ورحمه، وقد انتفع به شيخنا ابتدائه في الأدبيات بل قرأ عليه في العروض وصار يمده بالأغاني ونحوها، وحضه على الإقبال على الحديث ثم قرأ عليه البدر بعد ذلك الكثير من صحيح البخاري وترجمه في طبقات الشعراء له بترجمة جليلة، ومن نظمه مما أنشدنيه بعض أصحابه عنه يهجو التقي بن حجة:

صبيغ دعاويه ما تنتـهـي

 

ويخطي الصواب ولا يشعر

تفكرت فيه وفـي ذقـنـه

 

فلم أدر أيهـمـا أحـمـر

وقوله يهجو البدر الدماميني:

تباً لقاضٍ لا ترى أحكامه

 

إلا على المنثور والمنظوم

وقوله يهجو ابن خطيب داريا:

لحى الله داريا فنجل خطـيبـهـا

 

على الله في هذا الزمان قد افترى

تنبأ فينا بـالـضـراط وشـعـره

 

فكان على الحالين معجزة خـرى

ومما كتبه عنه شيخنا أبو النعيم المستملي ما أنشده إياه في صفر سنة اثنتين وعشرين من نظمه

يا أخلاي والحـياة غـرور

 

اذكروا الموت فالمصير إليه

واعملوا صالحاً يسر فلا ب

 

د يقيناً من القـدوم عـلـيه

ومن نظمه:

وكنت إذا الحوادث دنستني

 

فزعت إلى المدامة والنديم

لأغسل بالكؤوس الهم عني

 

لأن الراح صابون الهموم

وقوله:

بدا بـوجـه جـمـيل

 

قد شرف الحسن قدره

في شمسه كل صـب

 

يود يبـذل بـــدره

وكتب له شيخنا في رمضان:

أليس عجيبـاً بـأنـا نـصـوم

 

ولا نشتكي من أذى الصوم غما

ونسغب والله في نـسـكـنـا

 

إذا نحن لم نرو نثراً ونظـمـا

فأجابه بقوله:

أيا شهاباً رقى في الـعـلا

 

فأمطرنا نوؤه العذب قطرا

إلى فقرة منك يا فـقـرنـا

 

ونستغن إن قلت نظماً ونثرا

وقد كثر ولع الشعراء به مما هو مشهور فلا نطيل به ومن ذلك قول عويس العالية:

أيا معشر الصحب مني اسمعوا

 

مقالي ولس أخت من ينتكـي

ألا فالعنوا آكلين الـحـشـيش

 

وبولوا على شارب البشتكـي

والبشتكي ضرب من المسكرات كالتمر بغاوي ونحوه.
محمد بن إبراهيم بن محمد الشمس بن البرهان بن الأدمي المصري الشافعي. ولد سنة سبعين وسبعمائة وسمع من ابن الفصيح بعض مسند أحمد ومن ناصر الدين بن الفرات بعض الشفا، وحدث أخذ عنه النجم بن فهد وقال إنه مات في حدود سنة أربعين. وقال البقاعي أنه كان متكلماً في اعتقاده شاع عنه ما دل على تمذهبه بمذهب ابن عربي قال: وقد أخذ عنه بعض أصحابنا وإنما كتبته للتحذير منه فعليه من الله ما يستحق ووقع في حق السيد يوسف الصديق عليه السلام بما يوجب ضرب العنق. انتهى فالله أعلم.
 محمد بن إبراهيم بن محمد الشمس المرداوي ثم الصالحي الدمشقي نزيل الجامع المظفري. ولد سنة إحدى أو اثنتين وثمانين وسبعمائة وسمع المحب الصامت وأحمد بن إبراهيم بن يونس وموسى بن عبد الله المرداوي وعبد الله بن خليل الحرستاني وآخرين وحدث سمع منه الفضلاء كابن فهد وكان يخالط الأكابر. مات في جمادى الآخرة سنة خمسين ودفن بأعلى الروضة من سفح قاسيون رحمه الله.
محمد بن إبراهيم بن محمد فتح الدين أبو الفتح الشكيلي المدني أحد فراشيها ومؤذنيها وعم محمود بن أحمد الآتي. ممن سمع مني بالمدينة. محمد بن إبراهيم بن محمد بن الأرموي ثم الصالحي. مضى فيمن جده محمد بن عبد الله بن إبراهيم بن محمد.
محمد بن إبراهيم بن محمد بن محمد السلامي. فيمن جده محمد بن عبد الله بن يوسف.
محمد بن إبراهيم بن محمود بن عبد الرحيم البدر بن البرهان الحموي الأصل القاهري الشافعي أخو محمد الآتي والماضي أبوه وجده ويعرف بابن الحموي. رجل ذو أولاد. ولد في سنة سبع وأربعين بالقاهرة واشتغل وعقد الوعظ بعد أبيه وفي حياته واستجازني وحج غير مرة.
محمد بن إبراهيم بن المطهر. فيمن جده محمد بن علي على ما يحرر.
محمد بن إبراهيم بن معمر أبو الفتح الأنصاري المباشري ومباشر في الشرقية ثم القاهري المالكي نزيل الدريس من باب النصر وهو بكنيته أشهر. نشأ فقرأ على ابن قمر في البخاري بل كان يزعم أنه قرأ على شيخنا وليس ببعيد وكذا قرأ على غيره واشتغل يسيراً وقرأ في بعض الجوامع وغيرها وتسمى بين العوام ونحوهم بالواعظ؛ وقصده كثير من الناس في ضروراتهم فكان يأخذ منهم لبعض الخدام والأمراء ما يوصلهم به لمقاصدهم فراج أمره وجلس ببعض الزوايا مع كثرة تودده وتلمقه وإطعامه أحياناً فاعتقده بعض الأتراك وحصل؛ وحج قبل ذلك كله بل سمعت أنه كان يقرئ الأبناء مع كونه لم يحفظ القرآن وما كان بالمحمود. مات في ربيع الأول سنة ثمان وثمانين وأظنه قارب الستين عفا الله عنه.
محمد بن إبراهيم بن مكرم بن إبراهيم بن يحيى بن إبراهيم بن يحيى بن إبراهيم ابن يحيى بن إبراهيم بن مكرم العلاء بن العز بن السراج بن العز بن ناصر الدين بن العز الفالي الشيرازي - وفال بلدة من عملها بينهما عشرة أيام - الشافعي الماضي أبوه وابن أخته أحمد بن نعمة الله ومكرم الأعلى هو خال الصفي مسعود والد القطب محمد شارح اللباب والتقريب والكشاف. ولد في يوم الجمعة ثاني عشر رمضان سنة ست وثلاثين وثمانمائة بفال ونشأ بها فحفظ القرآن وجوده على جماعة من أصحاب ابن الجزري وأخذ عن أبيه وابن عم والده الجمال إسحق بن يحيى بن إبراهيم الثاني في نسبه، وحج مراراً ولقيني بمكة في سنة ست وثمانين فقرأ علي بعض البخاري ولازمني فيها وفي المدينة النبوية دراية ورواية وكتبت له إجازة ذكرت منها في التاريخ الكبير مقصودها؛ وهو خير فيه فضيلة مع تعبد كثير وتلاوة وتقنع. مات بمكة في شعبان سنة إحدى وتسعين رحمه الله وإيانا.
محمد بن إبراهيم بن منجك ناصر الدين بن صارم الدين بن الأتابك سيف الدين اليوسفي والد إبراهيم الماضي ويعرف بابن منجك. ولد بعد الثمانين وسبعمائة تقريباً بدمشق ونشأ بها وصار من جملة أمرائها في دولة الناصر فرج، وصحب شيخاً وهو نائب الشام فاختص به وامتحن بسببه بحيث رام الناصر قتله فلما تسلطن المؤيد رعى له ما مسه من أجله وأنعم عليه بتقدمة بدمشق وبإقطاع في مصر وعظمه جداً ونالته السعادة وعرض عليه زيادة على ما ذكر الوظائف والأعمال فأبى، وصار يصيف بدمشق ويشتي بالقاهرة مقتصداً في هيئته غير مراع لناموس الأمراء في لبسه حتى حين لعبه مع السلطان الكرة ونحوها بل ولا يحضر الخدم السلطانية، وحكى سودون الحكمي أنه رآه حضر مرة إلى القاهرة فأكرمه المؤيد على عادته بالجلوس فوق أكابر الأمراء ونحوه وأراد أن يخلع عليه فامتنع تنزهاً فحنق المؤيد منه وقال:

والله إن لم تلبسها وليتك الآن نيابة الشام فما وسعه إلا لبسها ثم خلعها خارج باب القلعة واقتفى أثر المؤيد كل من بعده بل صار في أيام الأشرف برسباي إلى عظمة زائدة بحيث كان يجلسه على يساره وأمير سلاح دونه وكأنه لكونه لم يكن يتكلم مع غيره في مجلسه إلا لحاجة واقتفى أثر من قبله في التعظيم وإن زاد عليهم فإنه كان إذا توجه معه للصيد تنحصر الكلمة فيه دون سائر الأمراء لتقدمه في معرفة الصيد بالجوارح وضرب الكرة ومزيد غرامه بذلك، وقد قدم على الظاهر جقمق فعظمه جداً وسلك مسلك من قبله وأقام بالقاهرة يسيراً ثم رجع بعد استئذانه في التوجه إلى الحجاز وشفاعته في الزيني عبد الباسط ليرجع معه من مكة إلى البلاد الشامية فأذن له في الأمرين معاً، وحج في موسم سنة ثلاث وأربعين وعاد بالزيني ولم يلبث إلا يسيراً. ومات في يوم الأحد منتصف ربيع الأول سنة أربع وأربعين، وكان شكلاً حسناً مسترسل اللحية إلى الطول أقرب حلو المحاضرة رشيق الحركة رأساً في الكرة والجوارح عاقلاً ساكناً عارفاً بمداخلة الملوك، وذكره المقريزي فقال: مات عن نحو السبعين بدمشق وكان يوصف بدين وعفة وحظي في الدولة المؤيدية ثم الأشرفية وكان يقدم في كل سنة إلى السلطان بهدية ويشاور وله غناء وثراء وإفضال على قوم يعتقدهم بدمشق، وقال غيره: كان كثير المال جداً ساكناً كثير الصمت والظاهر أنه يقصد ستر جهله بذلك كل ذلك مع مزيد شحه بحيث يضرب به في ذلك المثل وكونه جمع من الأموال والأملاك ما يضاهي به جده أو أزيد عفيفاً ديناً مائلاً للمعروف وله من الآثار الجامعان اللذان أنشأهما بظاهر بدمشق؛ وبالجملة فكان به تجمل لبني الدنيا عفا الله عنه ورحمه.
محمد بن إبراهيم بن ناصر الجمال الحسيني بلداً ثم الزبيدي الشافعي. لازم الشرف بن المقري وقرأ عليه كثيراً من تصانيفه وتفقه عليه حتى كان من أجل تلاميذه وسمع منه وكذا من الفقيه موسى الضجاعي وبه تفقه أيضاً ومن ابن الجزري؛ ولم ينفك عن الاشتغال ليلاً ونهاراً حتى تقدم في الفقه وعلق أشياء مفيدة واختصر القوت للاذرعي والتفقيه للجمال الريمي ولم يكملها كاختصاره للجواهر للقمولي وتصدى للتدريس والإفتاء بزبيد وانتفع الناس به. مات في ربيع الثاني سنة أربع وخمسين وأرخه بعضهم سنة ثلاث وخمسين وبالأول كتب إلى حمزة الناشري وهو أشبه.
محمد بن إبراهيم بن يوسف القاهري الشافعي أحد فضلاء الشيخونية ويعرف بابن يوسف. ممن اشتغل في الفقه والعربية ولازم سيف الدين والكفياجي في فنون، وبرع وسمع الحديث على أم هانئ الهورينية ومن كنا نحضره معها واختص ببعض الخدام ثم بالإمام الكركي وعرف بالمداعبة واللطافة والتذنيب مع انطراح النفس والتقلل وربما أفاد الطلبة. مات سنة تسعين رحمه الله وعفا عنه.
محمد بن إبراهيم بن يوسف بن خلد بن أيوب بن محمد العز أبو البقاء الربعي الحسفاوي الحلبي الشافعي الماضي أبوه والآتي عمه أبو بكر بن يوسف. ممن ولي قضاء حلب في أيام الأشرف قايتياي مرة بعد أخرى بالبذل المستدان أكثره وجده أيضاً ممن ولي قضاءها.
 محمد بن إبراهيم بن يوسف بن سليمان الشمس المناوي منية بني سلسيل المنزلي الشافعي أحد الفضلاء ويعرف بالعسيلي. ولد تقريباً سنة ست وخمسين بالمنية وحفظ القرآن والعمدة والشاطبية والملحة ومثلث قطرب وغالب المنهاج وقطعة من جمع الجوامع ومن أليفة النحو ومن التلخيص بها وبجامع الأزهر حين هاجر إليه للاشتغال في سنة أربع وسبعين ولازم البدر حسن الأعرج حتى بحث عليه المنهاج والوسيلة في الحساب لابن الهائم بكمالهما وقطعة من مجموع الكلائي وغيرها وكذا المحيوي عبد القادر بن الوروري الفقه وأصوله والعربية وعبد الحق السنباطي في عدة تقاسيم والنور الكلبشي في العربية والأصول وغيرهما وانتفع بمذاكرة الشهاب الحديدي، وتميز وأذن له غير واحد ممن ذكر وقرأ البخاري على الشاوي وسمع على الخيضري والديمي قليلاً وناب في قضاء المنزلة ومنية وبدران عن أصيل الدين بن إمام الدين وتكسب مع ذلك بالشهادة هناك بل قرأ على العامة البخاري والسيرة وغيرهما بعدة أماكن من المنية وغيرها وأشير إليه بالفضيلة في تلك الناحية، وحج في سنة ثلاث وثمانين ثم في سنة ثمان وتسعين وجاور التي تليها بعياله وتجدد له هناك ذكر في ليلة المولد بعد أن رجع من سماع مصنفي في المولد النبوي بمحله وتفالت له به ولازمني في قراءة شرحي على التقريب بحثاً وكتبه بخطه وكذا قرأ على السيرة النبوية لابن هشام بالمسجد الحرام تجاه الكعبة وكذا التذكرة للقرطبي وكان يلازم درس القاضي بحيث اشتهرت فضيلته مع جودته واستقامة طريقته ولقد كتب إلى الأمين بن النجار أنه من أهل العلم والبر والصلاح ليس له نظير في البحر الصغير وأن والده المتوفي في سنة ست وثمانين من أصحاب الشيخ محمد الغمري.
محمد بن إبراهيم الصدر جمال الدين أبا حنان الحضرمي الكندي محمد بن أحمد الآتي. كان مقيماً ببندر زيلع ثم عاد إلى عدن وسكنها حتى مات بها في سنة خمس وستين، وكان ذا مال كثير جداً فلما أحس بالموت أوصى من ثلثه للحرمين بألف أوقية ذهب وجعل وصيه على بنيه عامر بن طاهر سلطان اليمن فقلد ذلك بعض الفقهاء المقيمين بعدن فقلده لثالث فضاع في أسرع وقت عفا الله عنهم.
محمد بن إبراهيم الجمال العلوي. فيمن جده عمر بن علي بن عمر.
محمد بن إبراهيم الجمال المرشدي. فيمن جده أحمد بن أبي بكر.
محمد بن إبراهيم الشمس أبو عبد الله المقدسي ثم الدمشقي الصالحي الحنبلي ويعرف بالسيلي - بكسر المهملة ثم تحتانية بعدها لام. كان إماماً في الفرائض والحساب والوصايا انتفع به في ذلك وأخذ عنه الأئمة بل وقرأ أيضاً وممن أخذهما عنه العلاء المرداوي وكان خازن كتب الضيائية لقيته بالصالحية ونعم الرجل كان. مات قريب الستين تقريباً.
محمد بن إبراهيم الشمس التروجي الخانكي التاجر والد أبي البركات محمد الآتي ويعرف بجحا بجيم مضمومة ثم مهملة مات في شعبان سنة ثمان وثمانين عفا الله عنه.
محمد بن عبد الرحمن بن إبراهيم الشمس القبطي أخو التاج عبد الرزاق وعبد الغني والد إبراهيم الماضي ذكرهم ويعرف بابن الهيصم. مات في جمادى الأولى سنة خمسين ودفن بتربة ظاهر باب النصر.
محمد بن إبراهيم صفي الدين القصار المروستي. كان من ذوي المكاشفات لقيه الطاووسي في سنة ثلاث وثلاثين بمزار وهو يومئذ ابن مائة وسبع عشرة سنة فاستجازه.
محمد بن إبراهيم صلاح الدين وكيل ابن الحزمي. ممن أسلم أبوه ونشأ هو في ثم عمل وكيلاً لشهاب الدين أحمد الحزمي فيقال أن الشهاب ترك عنده مالاً كثيراً ولذا اشتهر بالملاءة الزائدة بعد سفره وصار إلى وجاهة يتردد إلى السلطان فمن دونه ويخدمه اختياراً وكرهاً وكان يسكن بالقرب من رأس حارة زويلة ثم تحول لبيت القباني بالقرب من الأزهر ثم لدرب الأتراك في بيت جوهر القنقباي وبه مات بعد تعلله مدة ثم أشرف على الشفاء وطلع إلى السلطان فألبسه خلعة فكانت المنية في يوم الخميس رابع رمضان سنة خمس وتسعين وصلى عليه ثم دفن عفا الله عنه.
محمد بن إبراهيم السيد عز الدين الحسني. مضى فيمن جده علي بن المرتضى.
محمد بن إبراهيم أبو البركات العسقلاني الخانكي. في الكنى.
محمد بن إبراهيم نزيل الحسينية ويعرف بابن درباس. مات في ربيع الأول سنة إحدى وتسعين عن سن عالية. محمد بن إبراهيم البطيني. مضى فيمن جده علي.
 محمد بن إبراهيم السمديسي. مضى فيمن جده أحمد بن مخلوف.
محمد بن إبراهيم الشافعي كتب في عرض سنة اثنتين وثمانمائة وأظنه الشطنوفي.
محمد بن إبراهيم الشطنوفي. فيمن جده عبد الله.
محمد بن إبراهيم العجمي. عرض عليه المحب بن أبي السعادات بن ظهيرة أربعي النووي وأجاز له في سنة تسع وثلاثين.
محمد بن إبراهيم العرضي - نسبة للعرضي من نواحي حلب - الحلبي. شاب قرأ علي التوجه للرب في شوال سنة ست وتسعين وبلغني أن والده من فضلاء حلب المتعيشين في حانوت البز بها.
محمد بن إبراهيم الغزي. كان يذكر أنه من أولاد إبراهيم بن زقاعة ولم يصح فأبوه فيما قاله أهل بلده كان مزيناً. مات في المحرم سنة ست وخمسين بمكة. أرخه ابن فهد. محمد بن إبراهيم الكردي. فيمن جده عبد الله.
محمد بن إبراهيم الكردي ثم المكي. ممن سمع مني بمكة.
محمد بن إبراهيم المنرازي. مات سنة بضع عشرة.
محمد بن إبراهيم المغربي إمام جامع القرويين. مات قريباً من سنة سبع وأربعين.
محمد بن أحمد بن إبراهيم بن أحمد بن عيسى بن عمر بن خلد بن عبد المحسن المخزومي القاهري الشافعي ويعرف كسلفه بابن الخشاب. ولد في ثالث شوال سنة ثلاث وتسعين وسبعمائة بالقاهرة ونشأ بها فحفظ القرآن وجوده على الشمس النشوي والعمدة وقطعة من المنهاج الفرعي وجامع المختصرات وجميع جمع الجوامع والتحفة في أصول الفقه أيضاً ونظم الجلال البلقيني لمختصر ابن الحاجب الأصلي وألفية ابن ملك والحديث والنخبة لشيخنا ونظم الشمس البرماوي في الفرائض ومنظومة ابن سينا في كليات الطب ومنظومة الخزرجي في الكحل والخزرجية في العروض وقطعاً مفرقة من التلويح للخجندي في كليات الطب وغير ذلك، وعرض بعض محافيظه على السراج بن الملقن وأجاز له وكذا أجاز له الجلال نصر الله البغدادي والد المحب، وأقبل على الاشتغال فأخذ في الفقه عن البرهان البيجوري والشمسين الغراقي والبوصيري والشرف السبكي والولي العراقي آخرين وحضر دروس العلاء البخاري في الحاوي الصغير وفي غيره من العلوم والعروض عن السراج الأسواني والنحو عن العز بن جماعة بحث عليه مقدمة من تصنيفه وعن الشمسين ابن العجمي بن هشام والبرماوي والزينين الفارسكوري والسندبيسي والشهاب الصهناجي والطب بأنواعه عن إسماعيل التبريزي والسراج البلادري والأصلين والتصريف والمنطق والطبيعي والجدل وغيرها كالعربية أيضاً عن العز عبد السلام البغدادي ولازمه وعلم الوقت عن الجمال المارداني والشهب السطحي والبرديني والأستاذ ابن المجدي وأبي طاقية، وسمع الحديث على ابن الكويك والجمال الحنبلي وقرأ بنفسه على المحب بن نصر الله وتزوج ابنته واختص بشيخنا وعظمت رغبته فيه، وأجاز له كل من شيخيه في الطب بالإقراء والمعالجة وأثنيا عليه كثيراً واختص بثانيهما حتى رغب له عن تدريسي البيمارستان وجامع ابن طولون فيه وأمضى ذلك في حياته وباشره فلما مات قام ابن العفيف مساعداً لابن خضر وابن البندقي وقرر عند الأشرف برسباي عدم أهلية الشرف لذلك فأمر بإعطاء البيمارستان لابن خضر والآخر فوقف للسلطان في رمضان أيام قراءة البخاري وتظلم وتلا قوله تعالى "يا داود إنا جعلناك خليفة في الأرض" الآية فرسم بعقد مجلس وتقديم المستحق فاتفق طلوع البدر العيني على عادته للسلطان فحكى له المجلس فأعلمه بأن تلاوة الشرف للآية مخاطباً للسلطان إساءة يستحق الضرب عليها ولم يعلم الشرف بهذا فلما اجتمعوا للموعد مال السلطان عليه وأمر بضربه بين يديه ولم يعطه شيئاً بل استمر حتى مات فانتزعهما منهما في أيام الظاهر وعمل فيهما أجلاساً أما الآن أو أولا بحضرة قضاة القضاة وأكابر العلماء اشتمل على علوم وفوائد واستمرتا معه حتى مات وكذا أقت في الأشرفية برسباي وجامع الصالح والمنصورية بل كان يجيء شيخنا في يوم الجمعة فيعلمه بالوقت ليركب للخطبة، وباشر خزن الكتب بالظاهرية القديمة محل سكنه، وحج مراراً أولها في سنة أربع وعشرين ومرة رفيقاً لشيخنا ابن خضر جاور فيها بعض سنة، وكذا جاور سنة تامة في سنة إحدى وخمسين وماتت أمه وسرق بيته فلم يبق له شيء يعز عليه؛ ورجع إلى القاهرة، وكان إنساناً حسناً فصيحاً مقداماً لطيف العشرة ثقة شديد التثبت عالي الهمة اجتمعت به كثيراً وسمعت من فوائده ونوادره، ومن نظمه:

في سبيل الله عمري

 

ضاع في لهو شديد

لم أحصل قط شـيئاً

 

نافعاً يوم الـوعـيد

لا ولا أمراً لـدنـيا

 

من خيول وعبـيد

غير أني أتـرجـى

 

من إلهي ومعـيدي

رحمة لـي ولآبـا

 

ئي ونسلي وجدودي

مات في سنة ثلاث وسبعين رحمه الله وعفا عنه. محمد بن أحمد بن إبراهيم بن أبي بكر بن محمد الشمس الطائي البياني الحموي ويعرف بابن الأشقر. يأتي بدون إبراهيم.
محمد بن إبراهيم بن داود المفعلي - بفتح الميم ثم فاء ومهملة ولام - الصالحي النجار ويعرف بالمسلوت - بمهلة وآخره مثناه. ولد تقريباً سنة تسع وسبعين وسبعمائة وأحضر على المحب بن صامت للنصف الثاني من بلدانيات السلفي ثم سمع عليه غيرها، وحدث سمع منه الفضلاء كابن فهد ومات.
محمد بن أحمد بن إبراهيم بن عبد الله الجلال بن المحب بن القاضي البرهان ابن جماعة. حفظ المنهاج والألفية واشتغل في النحو والفقه، واستقر في نصف مشيخة التصوف بالخانقاه بالقدس عن والده وكذا في ربع الخطابة بالأقصى. ومات فيه بالطاعون في سنة سبع وتسعين واستقر بعده.
 محمد بن إبراهيم بن علي بن محمد الشمس أبو عبد الله البيدموري التركي التونسي المالكي ويقال له التريكي بالتصغير. كان علي جد أبيه من آمد ونشأ ابنه بدمشق وكانت له بها رياسة لاتصاله بنوروز أو غيره وانتقل ابنه إلى المغرب فاراً من المؤيد فسكن تونس وتزوج بها فولد له صاحب الترجمة سنة عشرين وثمانمائة أو قبلها تقريباً ونشأ بها فحفظ القرآن وهو ابن سبع ثم تلاه للسبع على أبي القسم البرزلي فأتقنها وهو ابن عشر وأجازه بجميع ما اشتملت عليه فهرسته وهو في نحو ست كراريس، وحفظ الشاطبيتين وعرضهما بكمالهما على أبي عبد الله محمد بن محمد بن القماح الأنصاري الأندلسي العسقلاني وأجاز له والرسالة وبعض ابن الحاجب الفرعي وغير ذلك وأخذ الفقه عن جماعة منهم البرزلي المذكور وبالقاسم الوشتائي القسنطيني وكان يحذف الهمزة والواو من كنيته خروجاً من الخلاف وعمر القلشاني وعن ثانيهم وأبي عبد الله محمد الرملي وغيرهما أخذ العربية وعن الأخيرين وعبد الله البحيري وغيرهم المعاني والبيان وعن الأخيرين والرملي وغيرهم أصول الفقه وعلى الرملي وأبي يعقوب المصمودي ومحمد بن عقاب قاضي تونس المنطق وعن القلشاني والرملي وأبي الفضل المعلقي أصول الدين ومما أخذه عن القلشاني فيه قطعة من شرحه على الطوالع وعن محمد بن أبي بكر الوانجريسي والحاج المصري الحساب والفرائض وعن أولهما العروض وبرع في جلها، وقدم القاهرة هارباً مما اتفق له في سنة تسع وأربعين فحج ورجع فأقام بها وتردد لأعيانها كشيخنا وأخذ عنه واغتبط كل منهما بالآخر واجتمعت به في مجلسه وقبل ذلك أول ما قدم مراراً وسمعت من نظمه ومباحثه وقال أنه شرح جمل الخونجي في سفر سماه كمال الأمل في شرح الجمل جمع فيه بين الكلام ابن واصل والشريف التلمساني وسعيد العقباني ومحمد بن مرزوق مع زيادات من شرح الشمسية وشراح ابن الحاجب وشرح ابن الرشيد لكلام المعلم الأول أرسطو وغير ذلك من غير تكرير وأثنى على شرح سعيد جداً وكذا لازم التردد للكمالي بن البارزي ونوه به حتى ولاه قضاء المالكية بدمشق عوضاً عن الشهاب التلمساني في جمادى الأولى سنة اثنتين وخمسين ثم لم يلبث أن صرف عنه وانتمى لأبي الخير النحاس بحيث كاد أن يلي قضاء مصر وأعطاه خزانة المحمودية بعد شيخنا ولذا امتحن ومسه غاية المكروه مما لا حاجة لشرحه ورجع إلى بلاده وهو الآن فيما أخبرت ناظر جامع الزيتونية بتونس بل ولى قضاء المحلة الذي هو في الحقيقة قضاء العسكر وكذا نظر الجيش؛ وكان من خواص مسعود بن صاحب المغرب له ضخامة ووجاهة مع رسوخ في الفقه واستحضار كثير له ولغيره من كثير من العلوم وحافظة جيدة حتى كان ابن الهمام يقول أنه معجون فقه؛ وأدبه كثير ومحاضراته حسنة وكذا طلاقته وشكالته ولكن الظاهر أنه معلول الديانة غير مثبت ولا متحر؛ وقد أفحش البقاعي في شأنه حمية لشيخه أبا الفضل البجائي واعتمد في كثير مما أثبته على أعدائه كأبا الفضل ولم يفعل نظير هذا فيه نسأل الله السلامة ثم بلغنا في أواخر سنة أربع وتسعين وفاته فيها؛ واستقر عوضه في قضاء المحلة أبو محمد عبد اللطيف بن الحسن بن عمر القلجاني رحمه الله وعفا عنه.
محمد بن أحمد بن الرضي إبراهيم بن محمد بن إبراهيم بن أبي بكر بم محمد بن إبراهيم الأمين؛ وقال المقريزي:

الزين أبو اليمن بن الشهاب أبا المكارم بن أبي أحمد الطبري المكي الشافعي أحمد أخو المحب أبا البركات محمد من ذاك القرن وأمه حسنة ابنة محمد بن كامل بن يعسوب الحسني. ولد سنة ثلاثين وسبعمائة بمكة وأجاز له ابن المصري وإبراهيم بن الخيمي وغيرهما من مصر وأبو بكر بن الرضي وزينب ابنة الكمال والمزي والبرازاني وآخرون من دمشق والشرف الأميوطي بل سمع عن والده وعيسى بن عبد الله الحجي والزين الطبري والأقشهري وابن مكرم وعثمان بن الصفي وعثمان بن سجاع الدمياطي والفخر التوزري والسراج الدمنهوري والجمال عبد الوهاب الواسطي والعز بن جماعة والتاج ابن بنت أبي سعد والنور الهمذاني والشهاب الهكاري وآخرين وتفرد بالسماع من عيسى وبالرواية عن الزين والأقشهري وعثمان الدمياطي والواسطي وكذا بالإجازة الشرف الأميوطي وغيرهم، وحدث سمع منه شيخنا وذكره في معجمه، والمقريزي في عقوده وكرره وأنه سليم الباطن، والتقي الفاسي وترجمه في تاريخ مكة وغيره، والصلاح الأقفهسي وخرج من حديثه جزءاً، والتقي بن فهد وأورده في معجمه وآخرون. ودخل القاهرة مراراً وولي إمامة المقام بمكة بعد أخيه المحب شركة لابن أخيه الرضي بن المحب وناب عنه أخيه المحب في الإمامة وكذا في التراويح كل سنة غالباً، وكان منور الوجه مشهوراً بالخير بحيث يقصد للزيارة والتبرك وله وقع في القلوب مع الانقباط عن الناس، وقد صحب جماعة من الفقراء ورؤي النبي صلى الله عليه وسلم في المنام وهو يأمر بالسلام عليه قال: لأنه من أهل الجنة أو قال: من سلم عليه دخل الجنة. مات في صفر سنة تسع بمكة ودفن بالمعلاة رحمه الله وإيانا.
محمد بن أحمد بن محمد الفاسي المغربي. ذكره ابن عزم وقال: في موضع والد هبة وفي آخر ويدعى هبة. يأتي في الهاء.
محمد بن إبراهيم بن مفلح الشمس القلقيلي نسبة لقلقيلة من أعمال جلجوليا - المقدسي الشافعي جد النجم محمد بن أحمد الآتي. ولد في سنة ست وسبعين وسبعمائة كما كتبه بخطه والملحة وقدم بيت المقدس بعد إقرائه الأطفال بجلجولية دهراً فتكسب بالخياطة مدة ثم ضمه إليه البرهان بن غانم فأقرأ أولاده وتنزل في مدارس وأكب على الكتابة والاشتغال ولزم الجمال الفرخاوي في سماع الصحيحين وغيرهما وعلى كبر وكذا سمع على غيره وأكثر من قراءة الحديث وكان يستحضر السيرة لابن هشام والمقامات، كل ذلك مع الفضيلة وكثرة العبادة وإطراح النفس وحسن المذاكرة بحيث اعتقده الناس وأثكل ولداً له فأسف، وله مآثر وأحوال صالحة. مات بعلة الاستسقاء في يوم الثلاثاء ثالث عشر شعبان سنة اثنتين وخمسين ببيت المقدس رحمه الله.
محمد بن إبراهيم بن موسى الشمس بن الشهاب بن البرهان الأبناسي الأصل القاهري المقسي الشافعي والد إبراهيم الماضي وأبوه وجده. نشأ فحفظ القرآن واشتغل قليلاً وسمع على شيخنا ولم يمهر ولا كاد لكنه استقر في النظر على زاوية جده الشهيرة وناب عنه في التدريس بها شيخنا ابن خضر وغيره وكان يحضر عند ابن خضر والفخر المقسي وكتب بخطه أشياء وتميز في الرمي والشطرنج وغيرهما من الصنائع والحرف وصار ذا يقظة في ذلك ونحوه مع شكالة حسنة وبشاشة. مات في سنة اثنتين وسبعين وقد زاحم الخمسين ولم يتيسر له الحج رحمه الله وعفا عنه.
محمد بن أحمد بن إبراهيم المحب أبو الفضل المشهدي القاهري الشافعي. مان ممن يكتب الإملاء عن شيخنا ويتكسب بالشهادة رفيقاً للبرهان المنصوري بحانوت الزجاجين ثم كتب التوقيع بباب الحسام بن حريز، ولم يلبث أن مات عن قريب الخمسين عفا الله عنه.
محمد بن أحمد بن إبراهيم الفيومي ثم القاهري يأتي في أبي الخير من الكنى.
محمد بن أحمد بن أحمد بن إبراهيم بن حمدان الشهاب الأذرعي. يأتي في ابن أحمد بن محمد بن إبراهيم بن إبراهيم بن داود بن حازم.
 محمد بن أحمد بن أحمد بن حسن الشمس بن الشهاب المسيري ثم القاهري الشافعي الماضي أبوه ويعرف بابن الفقيه. ولد بمسير وحفظ القرآن وبعض المنهاج الفرعي وألفية النحو، وأقام بالمحلة في جامع الغمري وتحت نظره مدة وخدمه كثيراً مع اشتغاله بالذكر والتلاوة والعبادة وبعد موته تحول إلى القاهرة وسمع على شيخنا وغيره وقرأ في الفقه على الشمس البامي وحضر دروس العلم البلقيني وتردد للولوي البلقيني وجماعة، وحج وجاور وكان صالحاً خيراً تجرد واختلى ولزم الخير والسداد إلى أن مات بالقاهرة في ربيع الأول سنة ست وخمسين ولم يكمل الأربعين رحمه الله.
محمد بن شمس الدين أخو الذي قبله وهو الأفضل ويعرف بالشمس المسيري وذاك الأسن. ولد في سنة ثلاث وثلاثين وثمانمائة بمسير، ونشأ بها فحفظ القرآن وغالب المنهاج والألفية وأقام في المحلة بجامع الغمري وتحت نظره وانعرك بين الفقراء وتخرج بهم في المداومة على الذكر والتلاوة والأوراد ووظائف العبادة ثم تحول بعد موته إلى القاهرة فقطنها ولازم الاشتغال في الفقه والأصلين والعربية والصرف والمعاني والبيان والمنطق وغيرها، ومن شيوخه العلم البلقيني والمناوي والشمس البامي والشهاب الزواوي والتقي الحصني والأبدي ثم الفخر المقسي والجوجري وابن قاسم وآخرون كالولوي البلقيني واختص به ثم الكمال إمام الكاملية وقصر نفسه بأخرة عليه وقرأ بين يديه حين استقر في تدريس الشافعي وانتفع كل منهما بالآخر وسمع الحديث على شيخنا وغيره ولازمني مدة مغتبطاً بذلك وكتب عني في مجالس الإملاء وأخذ عني في الإصلاح وغيره، وبرع في الفنون لوفور ذكائه وفطنته وأم بجامع الزاهد وقتاً وكذا خطب به وتصدى لإرشاد المبتدئين فانتفع به جماعة، وحج غير مرة وجاور وقرأ هناك على التقي بن فهد وحضر عند الخطيب أبي الفضل النويري وسافر مع شيخه الكمال في سنة أربع وسبعين فمات شيخه في توجهه واستمر هو إلى أن وصل إلى مكة فأقام بها وصار يجتمع عليه بعض الطلبة وطابت له الإقامة ولكن حسن له بعض بني الكمال والرجوع فلم يجد منه بداً وقرره جوهر المعيني بمدرسته التي أنشأها بغيظ العدة فضاق صدراً بذلك وبادر إلى الرجوع لمكة سريعاً في البحر بعد قطع جميع علائقه وأقبل هناك على الإقراء ومالت الأنفس الزكية إليه ومشى على طريقة حسنة في سلوك التودد وعدم الخوض فيما لا يعنيه والتقنع باليسير لمزيد دربته وعقله وانتفع الطلبة سيما المبتدئون به لجودة تقريره وحسن تعليمه وتفهيمه؛ وصار كثير من التجار ونحوهم يقصده بالبر، واستمر في نمو من الاشتغال والإشغال والتعفف بل كان يكثر الاستدانة لمعيشته، وخطبه الخواجا ابن الزمن لمشيخة رباط السلطان وأثتى عليه عنده وأحضره إليه حين كان هناك فأكرمه بالقيام والكلام وقال له: قد خرج أمر الرباط مني وصار يتعلق بك فقال له: بل اجعله للقاضي فخر الدين أخي القاضي وكانا حاضرين فقال له: إنه مشتغل بجدة وغيرها وأنت مقيم فحينئذ قبل وباشره أحسن مباشرة ملاحظاً التأدب وسلوك التواضع فزادت وجاهته؛ ولم يلبث أن مات في ليلة السبت خامس عشري صفر سنة خمس وثمانين وصلي عليه بعد الصبح من الغد عند باب الكعبة ودفن بالمعلاة في شعب النور عند الشيخ عبد الله الضرير وشهد القاضي فمن دونه وتأسف الناس على فقده رحمه الله وإيانا ونفعنا به وخلفة في ولديه خيراً.
محمد بن أحمد بن طوق النصيبي الكاتب. مات سنة عشر.
محمد بن أحمد بن أحمد بن عبد العزيز بن عبد الكريم بن أبي طالب بن علي بن سيدهم الشمس اللخمي النستراوي الأصل المصري ابن أخي كريم الدين عبد الكريم بن أحمد الماضي. ولد سنة سبعين وسبعمائة تقريباً وباشر الديوان مدة إلى أن ولي عمه نظرة الجيش فباشر قليلاً ثم ترك وتزهد ولبس الصوف وسمع معنا على الكثير من مشايخنا، وكان يحب أهل الخير وينفر غاية النفرة ممن يتزوكر واستمر على قدم التصوف سبعاً وثلاثين سنة مع صحة العقيدة وجودة المعرفة والصبر على قلة ذات اليد. مات في ليلة الجمعة الثاني عشر شعبان سنة ثمان وعشرين. قاله شيخنا في أنبائه ووقع عنده تسمية جده محمداً والصواب ما قدمته.
 محمد بن أحمد بن أحمد بن علي بن عبد الله بن علي ناصر الدين بن الشهاب بن الطولوني المعلم ابن المعلم الماضي أبوه، كان يلي معلمية السلطان وتزوج الظاهر بأخته. مات بعد أبيه بأشهر في ليلة الخميس خامس عشري رجب سنة إحدى ودفن من الغد في تربتهم من القرافة بعد أن صلى عليه في مشهد حضره الخليفة المتوكل على الله وغالب الأمراء والأعيان، وكان شاباً جميل الوجه طويل القامة له مشاركة وله اعتقاد في الفقراء. ذكره العيني وغيره.
محمد بن أحمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن علي بن محمد بن علي بن محمد بن عبد الله بن جعفر بن يزيد بن جعفر بن أبي إبراهيم محمد الممدوح البدر أبو عبد الله بن العز الحسيني الحلبي الماضي أبوه نقيب الأشراف بها وكاتب سرها معاً. كان إنساناً حسناً بارعاً يستحضر شيئاً من التاريخ ويذاكر به. مات بالطاعون في جمادى الآخرة سنة خمس وعشرين وقد جاز الأربعين وكان الجمع في جنازته مشهوداً؛ أثنى عليه البرهان الحلبي وابن خطيب الناصرية وقال إنه كان كتب وصيته وجعلها في جيبه وصار يلهج بذكر الموت إلى أن مات رحمه الله وإيانا.
محمد بن أحمد بن أحمد بن محمد بن محمد بن شرف الشمس أبو المعالي بن الشهاب أبي العباس البكري القاهري الشافعي السعودي والد محمد الآتي ويعرف بابن الحصري - بمهملتين مضمومة ثم ساكنة - وبابن العطار أيضاً وكان يقال لبعض أجداده الخطيب السعودي. ولد في صفر سنة اثنتين وقيل إحدى وسبعين وسبعمائة بالقاهرة ونشأ بها فحفظ القرآن والعمدة والشاطبيتين والمنهاج الفرعي والأصلي وألفية ابن مالك وعرض على الأبناسي وابن الملقن والعراقي والغماري وعبد اللطيف الأسنائي وأجازوا له في آخرين وتلا بالسبع على الفخر البلبيسي الضرير والشمس العسقلاني وكان يذكر أنه يقيد الإجازات عنه وسمع عليه الشاطبية وكذا سمع على التنوخي والشرف بن الكويك بأخباره، وأخذ علم الحديث عن الزين العراقي والفقه عن الأبناسي وابن الملقن ولازمه حتى حمل عنه جملة من تصانيفه كالعجالة وهادى التنبيه وشرح الحاوي وأشياء من غيرها وكتب بخطه الكثير منها وقرأ في العربية على الشمس الغماري وفي الأصول عن الشمس الشطنوفي وأخذ الفرائض عن الشمس الكلائي ثم عن الشمس الغراقي؛ وسمع الحديث على العزيز المليجي والصلاح أبي عبد الله البلبيسي والتاج الصردي والشهاب أحمد بن الداية والتنوخي وناصر الدين بن الفرات في آخرين؛ ومما سمعه على الأول مسند الشافعي وعلى الثالث جزء سفيان وعلى الرابع فضائل الصحابة لوكيع؛ وحج قديماً في سنة إحدى وثمانمائة وتكسب بالشهادة إلى آخر الوقت وحدث وأقرأ القراءات أخذ عنه الفضلاء أخذت عنه أشياء؛ وكان خيراً ساكناً ضابطاً ثقة قديم الفضيلة صبوراً على الإسماع. مات في يوم الثلاثاء سلخ المحرم سنة ثمان وخمسين رحمه الله وإيانا.
محمد بن أحمد بن أحمد بن محمد الجمال بن الشهاب البوني. ولد بعيد الأربعين بمكة ونشأ كأبيه في خدمة صاحب مكة في الترك وغيرها وتمول بالعقارات وغيرها.
 محمد بن أحمد بن أحمد بن محمود بن موسى الشمس المقدسي ثم الدمشقي الشافعي المقري أخو إبراهيم وعبد الرحمن الهمامي وعبد الرزاق الأشقاء الماضيين وثانيهم هو المفيد له. ولد سنة خمس وعشرين وثمانمائة ببيت المقدس وحوله أبوه قبل استكماله نصف سنة إلى دمشق فنشأ بها وحصل له توعك أدى إلى خرسه فلما بلغ السادسة من عمره توجه به للشيخ عبد الله العجلوني بل للتقي الحصني ملتمساً بركته ودعاءه فدعا له وبشره بعافيته وألزمه بتقليده شافعياً وإقرائه المنهاج مع كونه سلفه وأخوته كلهم حنفية فامتثل وعوفي عن قرب وحفظ القرآن والمنهاج في أربع سنين بحيث صلى للناس التراويح في رمضان بالقرآن بتمامه كل عشر منه إمام من العشرة، وكذا حفظ العمدة وأربعي المنذري والودعانية المكذوبة والشاطبيتين وألفية الحديث والنحو والمولد لابن ناصر الدين وجمع الجوامع ونظم القواعد لابن الهائم وتصريف العزى والتلخيص والأندلسية في العروض وغيرها وعرض على العلاء البخاري وآخرين منهم شيخنا حين اجتيازه بدمشق في سنة آمد وأخذ القراءات عن أبيه والفقيه عن التقي بن قاضي شهبة وولده البدر والعربية عن العلاء القابوني والمعاني والبيان عن يوسف الرومي وحضر مجلسه في أصول الفقه وبرع في المعاني والبيان وكتب الخط الحسن المتقن السريع بحيث كتب القاموس مضبوطاً في ثلاثة أشهر وكان الجمال بن السابق يتبجح ببعض كتبه كونه بخطه، وقال الشعر الجيد بحيث عمل في شيخه التقي الشهبي مرثية وتقدم في صناعة التوقيع؛ وكان يتكسب منها ومن كتابة المصاحف على طريقة والده، وحج مراراً أولها في سنة ثمان وأربعين وأخذ هناك القراءات عن الزين بن عياش وأذن له وكذا أذن له غيره، وتصدر في القراءات ورأيت بخطه تقريظاً لمجموع البدري أرخه سنة تسعين اشتمل على نثر ونظم فكان من نظمه فيه:

وما لي في بحور الشعر شيخ

 

طويل لا ولا بـاع مــديد

بل كتب عنه البدري في المجموع قوله:

شبهت زهر اللون لمـا بـدا

 

في كف عبد لابس أحمـرا

فصوص كافور على عنبـر

 

من حولها ورد زهى منظرا

ثم توقفت في ذلك. مات بمكة يوم التروية سنة خمس وثمانين ودفن بالمعلاة رحمه الله.
محمد بن أحمد بن أحمد التاج النويري الباهي نزيل مصر. مات سنة إحدى وأربعين.
محمد بن أحمد بن أحمد الشمس الجوجري القاهري قريب زوجة شيخنا.
ممن سمع من شيخنا ثم مني، وكان فقيراً عسيراً.
محمد بن أحمد بن إدريس بن أبي الفتح الشمس الدمشقي بن السراج أخو العماد أبي بكر. سمع على الحجار الصحيح وحدث. مات بدمشق في رجب سنة اثنتين. ذكره المقريزي في عقوده، وينظر ففي الظن أنه عندي.
 محمد بن أحمد بن أسد بن عبد الواحد البدر أبو الفضل بن الشهاب الأميوطي الأصل القاهري الشافعي الماضي أبوه ويعرف كهو بابن أسد. ولد ظناً سنة أربع وثلاثين وثمانمائة بحارة بهاء الدين من القاهرة ونشأ بها في كنف أبويه فحفظ القرآن وكتباً جمة كالشاطبيتين والألفيتين والبهجة وجمع الجوامع والتلخيص؛ وعرض على من دب ودرج، وأجاز له في جملة بني أبيه من في استدعاء النجم بن فهد وهم خلق من جل الآفاق وسمع الكثير على شيخنا بل وفي الظن أن والده أسمعه على ابن بردس وابن الطحان وابن ناظر الصاحبة وغيرهم ولازم والده في الفقه وأصوله والعربية والقراءات وكذا حضر تقاسيم الشرف المناوي وربما حضر عند العلم البلقيني وربيبه ثم لازم الفخر المقسي في الفقه وفرائض الروضة والعربية وقرأ على الزين زكريا أشياء وأكثر عن ابن قاسم بل قرأ على التقي الحصني في فنون وعلى الزين الأبناسي في آداب البحث وعلى الكافياجي في مؤلفه في علوم الحديث وتردد للبدر أبي السعادات في العربية وغيرها وللجوجري والبقاعي وآخرين ولازم المجيء إلي والأخذ عني ومراجعاتي في كثير وما كنت أحمد كثيراً من أموره مع يبس وبلادة وإظهار لمحبة الفائدة والشح بالعارية وغيرها؛ وحج في سنة ست وخمسين وسمع معي بالمدينة النبوية على أبي الفرج المراغي وغيره وكذا سمع بمكة، وناب في القضاء عن المناوي فمن بعده وتنقل في مجالس بل لما مات والده صارت إليه جهاته وفيها تدريس القراءات بالبرقوقية وبالمؤيدية وما يفوق الوصف كالخطابة بالأهناسية والإمامة بالزينية فباشرها وربما أقرأ الطلبة وسمعت أنه كان يكتب على البهجة الفقهية وكذا على منظومة للسخاوي في علوم الحديث ولم يكن من أهل هذه الزمرة وقد أعرض عنه الولوي الأسيوطي في النيابة فتفوه بالسعي عليه بسبعة آلاف دينار وكثرت القالة بذلك ودفع للعلاء بن الصابوني خمسمائة دينار على يد يهودي عنده افترضها منه فيما أخبرني به وما نهض لترقيه لذلك ثم نزل حتى ولي قضاء قليوب في الأيام الزينية ملتزماً عن أوقاف الحرمين بزيادة على من قبله وصار يتوجه إليها في بعض أيام الأسبوع مع ثروته من الأملاك والوظائف واتهامه بمال كثير ولكنه كان ينكره بالحلف وغيره؛ ولم يلبث أن تعلل ولزم الفراش نحو سبعين يوماً بالإسهال والربو ونحوهما، ثم مات في ليلة الأحد ثالث عشري ذي القعدة سنة تسع وثمانين وصلي عليه من الغد ودفن عند أمه بالقرب من الأهناسية وخلف أولاداً ولم يوجد له من النقد فيما قيل شيء وخرج من وظائفه جملة رحمه الله وعفا عنه.
محمد بن أحمد بن إسماعيل بن أحمد الشرف البدماصي المصري. قدم مكة فأقام بها نحو عشر سنين وسمع بها من ابن صديق وتكسب بالوثائق ولم يحمد في ذلك. مات بها في ذي الحجة سنة ثمان وقد جاز الأربعين ظناً وكان يذاكر أنه من ذرية الصديق رضي الله عنه، ذكره الفاسي في مكة.
محمد بن أحمد بن إسماعيل بن محمد بن إسماعيل الجلال بن القطب القلقشندي الأصل القاهري الشافعي الماضي أبوه وأخوته إبراهيم وعبد الرحمن والعلاء علي وهو شقيقه، أمهما شريفة. ولد سنة ست وثمانين وسبعمائة تقريباً بالقاهرة ونشأ بها فحفظ القرآن وسمع من الزين العراقي في أماليه ومن غيره، أجاز لي وكان خيراً يتكسب بالشهادة. مات سنة خمس وخمسين رحمه الله.
محمد بن أحمد بن إسماعيل بن يحيى ناصر الدين آغا التركماني العبطيني ثم الحلبي نزيل مصر. قال العيني في تاريخه: كان فاضلاً اشتغل في علوم كثيرة وحصل علوماً كثيراً وكان بزي الجند وله اتصال بالأمير منكلي بغا الشمسي وتحدث عنه في البيمارستان لما كان ناظره في دولة الأشرف وذكر أنه تلقن الذكر ولبس الخرقة من الأمين الخلواتي وساق سنداً أثبته في التاريخ الكبير وقال أنه فقد في الشام في الكائنة العظمى سنة ثلاث مع العسكر. وقال شيخنا في أنبائه: كان استنابه الجمال الملطي لما سافر السلطان في وقعة اللنك ففقد مع المفقودين.
محمد بن أحمد بن إسماعيل التاجر الحسباني. مات سنة ست وعشرين.
محمد بن أحمد بن إسماعيل الشمس الدمشقي المقري ويعرف بابن الصعيدي وبالأحدب. جاور بمكة سنين وانتصب للإقراء، وكان خيراً مباركاً. مات بها في جمادى الأولى سنة تسع وقد بلغ الخمسين أو قاربها. ذكره الفاسي في مكة.
 محمد بن أحمد بن إينال العلائي الأصل القاهري الحنفي دوادار برسباي قرا الماضي أبوه. كتب لي بخطه أنه ولد في حدود سنة سبع وثلاثين وثمانمائة وأنه حفظ القرآن والكنز والمنار في الأصول والعمدة في أصول الدين والملحة وأنه اشتغل على البدر عبيد الله وعبد السلام البغدادي والكافياجي والزين قاسم وعضد الدين الصيرامي والقاضيين سعد الدين بن الديري وإبراهيم والأمين الأقصرائي وابن الهمام وأنه سمع على السيد النسابه والعلم البلقيني والشهاب الشاوي وبإسكندرية على النور بن يفتح الله قرأ عليه الجزء الأول من ثلاثين من البخاري ورأيته يقرأ على الشمس الأمشاطي قبل القضاء وبعده وكثر تردد خير الدين بن الرومي أحد الفضلاء وغيره له للإقراء والمذاكرة ويأكلون عنده مع نوع إحسان وحج وعرف بالعقل والتودد لكنه ذكر بالإقبال على التحصيل حتى من نفائس كتب العلم والتاريخ خصوصاً حين كان بباب الأمير برسباي قرا؛ ثم كان ممن نهب في كائنته وتحدث الناس بفقد شيء كثير له ولم يفصح هو بمجموعه وبعد ذلك شرع في الاستخلاف له ولأميره وتوصل للأمور الشريفة بالبذل الأراذل وعينه الأشرف لقبض الخمس من منوف وما حمد سيره فيه.
محمد بن أحمد بن إينال القاهري الحنفي نزيل الشيخونية ويعرف بابن الشحنة لكون أبيه كان شحنة جامع شيخو ثم ترقى الأب فصار خادم السجادة بالمدرسة ثم خادماً كبيراً ونشأ ولده هذا ففضل مع سرعة حركة ونوع خفة فلما مات أبوه وذلك في ربيع الآخر سنة اثنتين وثمانين امتنع الناظر من تقرير هذا في الخدمة مع كونه مقرراً فيها تعليقاً من الكافياجي ثم سيف الدين فيما قيل وقرر أبا الطيب الأسيوطي مع إظهاره تسخطها وكاد أن يهلك لكونه فيما قيل كان يرى أن المشيخة دونه بل من قريب كان ينازع الصلاح الطرابلسي في مشيخة الصرغتمشية ووقع بينه وبين الجلال الأسيوطي مخاصمات أدت إلى طلبه للجلال من الأمشاطي فتلطف أبو الطيب بالقاضي وأصلح بين الخصمين وتردد هذا إلى إذ ذاك وأخذ عني قليلاً.
محمد بن أحمد بن بطيخ بن بدر الدين القاهري رئيس الأطباء بها ممن قدم في الرياسة على البهادري مع تقدم ذلك في الفن. مات بها في رابع شوال سنة ثمان وأربعين.
محمد بن أحمد بن أبي بكر بن أحمد المحب أبو الوليد بن الشهاب الحموي المالكي أخو عبد القادر الماضي ووالده نجم الدين الموجود الآن ويعرف كأبيه بابن الرسام. ولي قضاء المالكية ببلده مع قصور مرتبته، ومات بها سنة بضع وستين وقد جاز الكهولة.
محمد بن أحمد بن أبي بكر بن إسماعيل ناصر الدين ولقبه بعضهم نور الدين أبو الفتح بن الشهاب البوصيري ثم القاهري الشافعي الماضي أبوه ويعرف بالبوصيري. ولد في خامس عشري رجب سنة خمس عشرة وثمانمائة بالقاهرة ونشأ بها فحفظ القرآن وتقريب الأسانيد للعراقي ومختصر المتباينات لشيخنا والنخبة له وألفية العراقي في الحديث وفي السيرة والجرومية والشذور وتنقيح اللباب للولي العراقي وعرضه عليه بل عرض على جماعة فمنهم ممن أجاز له النجم بن حجي والشمس الشطنوفي والعلاء البخاري والتقي الفاسي وخلق وسمع على الزين الزركشي ورقية الثعلبية والنور الفوي سمع عليه ختم السيرة لابن هشام وشيخنا ومن لفظ الشهاب الكلوتاتي وأحضر في الثالثة من لفظ الولي الأول من أماليه وعليه الثلاثيات وبعض الصحيح وفي الشهر السابع من الخامسة على الشرف بن الكويك سداسيات الرازي وألبسه الزين الخوافي الطاقية، وأجاز له في سنة ست عشرة فما بعدها خلق سوى من تقدم كالعز بن جماعة والجمال عبد الله الحنبلي والشهاب المتبولي والمجد البرماوي وحماد التركماني والجلال البلقيني والجمال بن ظهيرة والصدر السويفي وأبو هريرة بن النقاش والفخر الدنديلي والنور والشمس البيجوريين وقاري الهداية وغانم الخشبي وأبي القسم العبدوسي والشمسين الشامي والحبتي ومن أوردته في المعجم؛ وقد حج مراراً أولها في سنة اثنتين وأربعين وسافر للجون صحبة الأمير يشبك الفقيه ثم لقشتيل وغيرها ودخل إسكندرية ودمياط وطرابلس ولقي بها ابن مزهر شيخها وتشاغل بنسخ تصانيف أبيه وغيرها مع نقص بضاعته ومزيد فاقته وانجماعه عن أكثر الناس وإقامته بالحسينية غالباً وخبرته باللسان التركي وقد قصدني مراراً وأجاز في بعض الاستدعاءات وحدث بأشياء ولفاقته كان يبر.
 محمد بن أحمد بن أبي بكر بن جبير الحلبي الخياط. ذكر ما يدل لأن مولده سنة إحدى وستين وسبعمائة وسمع على ابن صديق بعض الصحيح، وحدث سمع منه النجم بن فهد وذكره في معجم أبيه وغيره وأثنى عليه بالجودة والعبادة والبراعة في الخياطة والنصح فيها قال: وعليه سمت الصالحين. مات في.
محمد بن أحمد بن أبي بكر بن رسلان أوحد الدين أبو الخير وكناه بعضهم أبا الفتح بن الشهاب البلقيني الأصل المحلي الشافعي الماضي أبوه والآتي ولده أبو السعادات محمد ويعرف كل منهم بابن العجمي. ولد في يوم الثلاثاء ثامن عشري شوال سنة ثلاث وعشرين وثمانمائة بالمحلة ونشأ بها فحفظ القرآن والعمدة والمنهاج الفرعي وألفية النحو وغيرها؛ وعرض على جماعة وسمع على الزين الزركشي والمحب بن نصر الله وشيخنا وعلى المشايخ الأربعين بالظاهرية القديمة ختم الصحيح، وأجاز له خلق واشتغل على الولي بن قطب والشمس الشنشي وغيرهما، وقدم القاهرة فأخذ عن العلم البلقيني والقاياتي والشرف السبكي وتميز في الفرائض والحساب وشارك في العربية وغيرها بل كان فقيه النفس وافر الذكاء فهامة درس وأفتى وحدث وولي قضاء المحلة شركة لأبيه ثم بعده استقلالاً إلى أن مات مع انفصاله في أثناء المدة غير مرة بغير واحد كما بينته في غير هذا المحل، وكذا ولي قضاء إسكندرية وقتاً وبالغ البقاعي في الحط عليه والأمين الأقصرائي، والثناء وهو في أواخر أمره أحسن منه قبلاً بحيث بلغني أنه كان يتلو في كل يوم ثلث القرآن سيما حين إقامته الأخيرة بالقاهرة معزولاً. مات فجأة في يوم الجمعة تاسع عشر رمضان سنة سبع وثمانين بالمحلة رحمه الله وعفا عنه وإيانا.
محمد بن أحمد بن أبي بكر بن عبد الله بن ظهيرة بن أحمد بن عطية بن ظهيرة الكمال أبو الفضل القرشي النبكي. ولد باليمن وأمه منها ونشأ بها ثم حج وأجاز له باستدعاء ابن فهد في سنة ست وثلاثين فما بعدها خلق كالواسط والزركشي والقبابي والبرهان الحلبي ومات بعد ذلك.
محمد بن أحمد بن أبي بكر بن علي بن محمد بن أبي بكر بن عبد الله بن عمر بن عبد الرحمن بن عبد الله الجمال أبو عبادة الصامت بن الشهاب بن الرضي بن الموفق بن الجمال اليماني الزبيدي الناشري الشافعي الماضي أبوه ولقبه بالصامت لجده لأمه المتوفى سنة إحدى وسبعين وسبعمائة. ولد في شوال سنة ثمان وسبعين وسبعمائة ونشأ في حجر أبيه فحفظ القرآن ثم المنهاج ولم يترعرع حتى مات أبوه فكفله أخوه الطيب ووجه عنايته إليه فبرع في أسرع مدة بحيث كان فقيهاً عالماً عاملاً ذكياً ممن جمع بين العلم والدين وسمع من النفيس العلوي والتقي الفاسي وابن الجزري بل قرأ كثيراً من أمهات الحديث والتفسير وجملة من المختصرات والأجزاء وكتب العارفين على عمه الموفق علي ولازمه حتى مات، وأجاز له جماعة كعائشة ابنة ابن عبد الهادي والزين أبي بكر المراغي باستدعاء ابن موسى المراكشي وغيره وقرأ العربية على الشرف إسماعيل بن إبراهيم البومة وجود القراءات وولي الإعادة والإمامية بالفرحانية وناب عن أخيه في تدريسها والصلاحية وفي الأحكام الشرعية عن ابن عمه كل ذلك بزبيد ونظر في الجرجانية خارج زبيد؛ وله شعر جيد وخط حسن ومدح الناصر وغيره، ثم أعرض عن ذلك وتزهد وتقلل ولبس الخشن من الثياب وداوم الصيام والقيام والتلاوة ولزم الصلاة بمسجد الأشاعر وهو مسجد شهير بزبيد وتعانى النظم والنثر وامتدح النبي صلى الله عليه وسلم وغيره بقصائد؛ وحج وجاور. مات في شوال سنة ثلاث وسبعين. طول العفيف الناشري في ترجمته وهو في ترجمة أبيه من صلحاء اليمن باختصار فقال: اشتغل بالعلوم ومهر في الفقه وغيره ثم سلك طريق النسك والعبادة ولبس الخشن وزهد في المناصب ولازم الصلاة بمسجد الأشاعر وفيه يقول يعني مقتفياً للسبكي:

وفي هذا الأشاعر لطف معنى

 

به بين الأنام أظـل سـاجـد

عسى أني أمس بحر وجهـي

 

مكاناً مسـه قـدم لـعـابـد

 

محمد الجمال أبو عبد الله الشافعي أخو الذي قبله ووالد العفيف عبد الله الماضي ويعرف هذا بالطيب. ولد في ذي القعدة سنة اثنتين وثمانين وسبعمائة بزبيد ونشأ بها فتفقه بأبيه وأخذ عنه عدة علوم وسمع الحديث من عمه الموفق علي والمجد اللغوي والنفيس العلوي وغيرهم كالبدر الدماميني وابن الجزري حين قدومهما اليمن وأجاز له جماعة باستدعاء الجمال المراكشي وغيره كابنة ابن عبد الهادي والزين المراغي؛ وكتب الكثير بخطه الغاية في الصحة والضبط بل ألف نكتاً على الحاوي مفيدة سماها إيضاح الفتاوى في النكت المتعلقة بالحاوي في ثلاث مجلدات واختص بالظاهر يحيى بن إسماعيل صاحب اليمن وقلده أمر مدرسته التي أنشأها بتعز تدريساً ونظراً وحضه على وقف كتب فيها ففعل وأقر بها من نفائس الكتب ما يتعجب منه كثرة وحسناً وهي تقريباً نحو خمسمائة مجلدة، وكذا استقر في تدريس الأشرفية إسماعيل بن العباس والفرحانية كلاهما بتعز؛ وكذا كان له عند علي بن طاهر حرمة عظيمة بحيث عاده في مرضه ومعه القاضي الشمس يوسف ابن يونس الحبابي، وكان فقيهاً محققاً تصدى للإقراء والإفتاء بل أفتى وهو ابن عشرين سنة وانتفع به الناس وقال لي بعض فضلاء الحنفية ممن لقيه هناك إنه رأى له بعد الخمسين حلقة عظيمة وحافظة في الفقه قوية، وولي قضاء الأقضية بزبيد بعد موت عمه المشار إليه في سنة أربع وأربعين فدام حتى مات بزبيد في شوال سنة أربع وسبعين على الأصح الذي كتبه ولده بخطه، وهو ممن أجاز لصاحبنا ابن فهد، وترجمه العفيف الناشري فطول جداً وسرد من درس من طلبته جمعاً قال: وهو أبرع من درس الحاوي وكان من يحضر عنده يشهد بأنه لا نظير له فيه بل استحضر مظان الروضة لخدمته لها أتم خدمة وله عليها حواش، ودرس بعد موت أبيه بالصالحية والفرحانية كلاهما بزبيد وفي حياته باللطيفية بل ألزمه بالفتوى ولم يعذره في تركها حياءً منه مع القيام بوظائف العبادات والمحاسن المتكاثرات وإليه انتهت رياسة الفتوى والأحكام وكثرت تلامذته وانتشرت فتاواه؛ وهو وأبوه وجده وجد أبيه ووالده علماء وقل أن يتفق ذلك، وامتدحه الأكابر وهو مع ما هو عليه من العلم والرياسة على قدم عظيم من التواضع وخفض الجناح والقرب وقضاء حوائج الناس ما أمكن وله نظم على طريقة الفقهاء فمنه مما كتب به لعمه الموفق علي بن أبي بكر:

قلبي بكم أهل الغوير مـتـيم

 

لا يشتهي طعم الطعام له فم

من يوم ما رحل الحداة بعيسكم

 

نحو العذيب حمامهم يتـرنـم

إلى أن قال:

ولي اختصاص دون كل مجالس

 

وفوائد ليست لغيري مـنـكـم

تجري الدموع من المآقي عندما

 

والقلب ينكى والمنية تهـجـم

محمد بن أحمد بن أبي بكر بن محمد الشمس الطائي البياني الحموي الشافعي ويعرف بابن الأشقر. ولد سنة سبع وستين وسبعمائة وقيل سبعين والأول أثبت بحماة ونشأ بها فحفظ القرآن والحاوي وأخذ عن الجمال يوسف بن خطيب المنصورية وقرأ عليه الصحيح والتمس منه الإذن له بقراءته على العامة فأشار باستئذان العلاء القضامي أيضاً في ذلك للأمن من معارضته بعد، قال: فتوجهت إليه فاختبرني بثلاثة أماكن من مشكلات الصحيح وهي المساجد التي على الطريق وحديث أم زرع والتفسير قال: ففتح الله بالمرور الحسن فيها وكان ذلك سبباً لإذنه أيضاً، وسمع بدمشق بعض الصحيحين مع ثلاثيات البخاري على عائشة ابنة ابن عبد الهادي، وحدث سمع منه الفضلاء كالجمال بن السابق وأفادني ترجمته والنجم بن فهد وناصر الدين بن زريق وكان لقيه في سنة سبع وثلاثين بل كتب عنه شيخنا وناهيك بهذا. ورأيت من سمى جده إبراهيم بن أبي بكر فالله أعلم؛ وكان إنساناً حسناً زاهداً عابداً منعزلاً عن بني الدنيا مستحضراً لكثير من الفقه كثير التلاوة معظماً في بلده مشاراً إليه بمشيختها. مات في ثامن عشري أو رابع عشري شوال سنة خمسين رحمه الله وإيانا. محمد بن الشهاب أحمد بن أبي بكر بن محمد بن الحزمي الشافعي الماضي أبوه ويعرف كأبيه بابن جبيلات.
 محمد بن أحمد بن أبي بكر الشمس أبو الفتح بن الشهاب الفوي ثم القاهري الشافعي الصوفي. ولد قبل التسعين وسبعمائة تقريباً وحفظ القرآن وسمعت أنه اشتغل في المنهاج يسيراً وصحب إبراهيم الأدكاوي والشمس محمد بن علي بن عافية بن أحمد الغزالي والزين أبا بكر المداوي وآخرين وقرأ والمرسلات والتي تليها على أحمد بن علي بن موسى الأدكاوي الصوفي وتلقن منه ذكراً وخصوصاً وقال إنه تلقنه من النبي صلى الله عليه وسلم في المنام، واختص بشيخه الأول وانتفع بصحبته وبسلوكه وإرشاده وعرف بالخير والصلاح، وعمل رسالة سماها سلاح المسالك وسد المهالك في علم الطريق لأهل الأمانة والتصديق وتصدى للإرشاد فأخذ عنه الأكابر فمن دونهم وكنت ممن صحبه وتلقن منه الذكر على طريقتهم، وحج وجاور غير مرة آخرها في سنة ثلاث وستين؛ وكان خيراً كثير الصمت حسن السمت ملازماً للعبادة والتلاوة منجمعاً عن الناس مذكوراّ بالصلاح له أتباع يعتقدونه ويعظمونه ويؤثرون عنه الكرامات مما أوردت بعضها في التاريخ الكبير. مات في مساء يوم السبت تاسع عشري ربيع الأول سنة ست ودفن بتربة الحلاوي بالقرب من الروضة ظاهر باب النصر رحمه الله ونفعنا به.
محمد بن أحمد بن أبي بكر البيري الشافعي بن الحداد. صوابه محمد بن أبي بكر بن محمد بن أبي الفتح وسيأتي.
محمد بن أحمد بن أبي بكر الدمشقي النحاس. ممن سمع مني بمكة.
محمد بن أحمد بن جار الله بن زائد الجمال بن الشهاب السنبسي المكي. ولد في سنة ثمان وسبعمائة وحفظ القرآن وتعلم الكتابة بحيث صار يكتب الوثائق لنفسه ولغيره، وتعانى التجارة فأثرى جداً. مات في جمادى الأولى سنة ثلاث وعشرين بمكة؛ وحصل له قبل موته حرارة عظيمة جوفية بحيث أقام أياماً وليالي جالساً منغمساً في ماء بارد في قدر من نحاس ولا يستطيع مع ذلك شربة ماء بل أقام اثني عشر يوماً ينظره ولا يسيغه؛ وطلق قبل موته إحدى زوجتيه ليخص الأخرى بميراثه. ذكره الفاسي في مكة مطولاً.
محمد بن أحمد بن جار الله بن صالح الشيباني المكي. أجاز لي فيما رأيته بخطه فيحرر.
محمد بن أحمد بن جار الله البناء. مات في رجب سنة خمس وثمانين بمكة أرخه ابن فهد.
محمد بن أحمد بن جعفر بن أحمد بن علي الديواني المكي. خدم عنان بن مغامس بن رميثة وغيره من أمراء مكة؛ ومات بها ظناً في سنة ست أو في التي بعدها. ذكره الفاسي في مكة.
محمد بن أحمد بن حاجي مولانا شمس الدين التبريزي ثم المقدسي الشافعي ويعرف بابن عذيبة لملازمته العذبة. ولد قبيل سنة خمس وخمسين وسبعمائة بتبريز واشتغل قديماً وارتحل إلى أقصى العجم والهند والروم واليمن والحجاز للتجارة مع اشتغاله بالفقه والعربية والصرف والقراءات؛ ودخل مصر في زمن الأسنوي وحلب في زمن الأذرعي والشام في زمن ابن كثير وابن رافع وحضر عندهم وعند غيرهم وحصل كتباً جيدة ودخل القدس في سنة خمس وتسعين وعرف بالخواجا وجاور سنين بمكة قبل الفتنة. ذكره ابن أبي عذيبة وقال إنه به عرف وأنه قرأ عليه في العربية والتفسير والقراءات وجاور معه بمكة سنة أربع وثلاثين، وكان أحد رجال الدهر كرماً وديانة وتصوفاً وتخشعاً ومحبة في أهل العلم والخير وفضلاً ذا نعمة طائلة وثروة مع سرقة كثيرة من ماله وغرفه. مات بمكة في المحرم سنة خمس وثلاثين بعد مرض طويل رحمه الله.
محمد بن أحمد بن حبيب الشمس الغانمي المقدسي ويعرف بابن دامس. شيخ حسن من أهل القرآن، لقيته ببيت المقدس وأخبرت أنه سمع على أبي الخير بن العلائي والشمس القلقشندي وغيرهما، وقرأ عليه بعض الأجزاء وكان صوفياً بالصلاحية هناك وخازن الكتب بالأقصى؛ ومولده في عشر الثمانين وسبعمائة. ومات قريب الستين تقريباً.
محمد بن أحمد بن حسن بن أحمد بن عطية البدر بن عطية المنوفي قاضيها الشافعي. ولد بها تخميناً في سنة ثمانين وسبعمائة وقرأ بها القرآن عند الشمس أبي عبد الله المعروف بكنيته والشهاب الهيثمي وغيرهما وحفظ كتباً عرضها على الصدر الهيثمي والولي العراقي وحضر مجلسه في الإملاء وادعى أنه حضر عند والده أيضاً، لقيته بمنوف فأجاز لي وما علمت حاله. مات قريب الستين أيضاً تقريباً.
 محمد بن أحمد بن حسن بن إسماعيل بن يعقوب بن إسماعيل الشمس بن الشهاب الكجكاوي العينتابي الأصل القاهري الحنفي شقيق محمود الآتي، أمهما فردوس ابنة الشمس محمد بن سليمان بن موسى ويعرف بالأمشاطي نسبة لجده أبي أمه لكونه هو الذي رباه لموت والده وابنه صغير وكان الجد يتجر فيها وكان خيراً. ولد كما قرأته بخطه في سادس عشري ذي الحجة أو القعدة سنة إحدى عشرة وثمانمائة مقابل صهريج منجك بالقاهرة وقرأ القرآن وجود بعضه على حبيب العجمي وحفظ القدوري وبعض المجمع وغيرهما وقرأ تصحيحاً على قارئ الهداية بل حضر دروسه ودرس التفهني وابن الفنري وتفقه بالشمس بن الجندي وعبد اللطيف الكرماني وابن الديري والأمين الأقصرائي وأذنا له في التدريس والإفتاء وعليهما قرأ في الأصول وكذا على الكرماني وعن ثانيهما وابن الجندي وكذا الشمني والراعي أخذ العربية وانتفع بابن الديري وناب عنه في القضاء وكان كثير التبجيل له وحاول وسائط السوء تغيير خاطره عليه لكونه لا ينجر معهم فيما يخوضون فيه فأبى الله إلا تقديمه عليهم بحيث صار في قضاء مذهبه كالشاملة؛ وكذا انتفع بملازمة الأمين وأخذ عن ابن الهمام وكان أيضاً يجله حتى أنه لما عين له تصوفاً بالأشرفية وقرر جوهر فيه غيره غضب وكان ذلك هو السبب في خلع الكمالي نفسه من الوظيفة واسترضوه بكل طريق فما أذعن، وسمع على الولي العراقي فيما يغلب على ظنه والشموس بن الجزري والشامي وابن المصري والشهاب الواسطي والزين الزركشي وابن ناظر الصاحبة وابن بردس وابن الطحان والمحب بن يحيى والشرابيشي وشيخنا وابن أبي التائب والمحبين ابن الإمام والقمني وعلي بن محمد بن يوسف بن القيم وعائشة وفاطمة الحنبليتين وسارة ابنة ابن جماعة وأخيها الجمال عبد الله في آخرين، بل رأيت له حضوراً في الثالثة مع والده على الشرف بن الكويك لبعض الجزء الأول من مسند أبي حنيفة للحارثي بقراءة الكلوتاتي ولذا لا أستبعد أن يكون عنده أقدم من هؤلاء، وأجاز له غير واحد ترجمت له أكثرهم في مجلد، ودرس للحنفية بالفخرية ويدرس بكلمش وبالفيروزية مع مشيخة الصوفية بها وبالمنكوتمرية والباسطية وبالمسجد المعروف بإنشاء الظاهر جقمق بخان الخليلي وبمدرسة سودون من زاده وناب في مشيخة التصوف بالأشرفية وتدريسها في غيبة ابن شيخه الأقصرائي وكذا في تدريس الصرغتمشية فقهاً وحديثاً في غيبة أبيه وهو من جملة معيديها، وحج مراراً وجاور في بعضها أشهراً. وسافر دمياط وغزة وغيرهما وأقرأ الطلبة وحلق بل أفتى بإلزام شيخه الأمين له بذلك وربما كتب الأمير تحت خطه وعرف بالثقة والأمانة والديانة والنصح وبذل الهمة والقيام مع من يقصده وتأييد طلبة العلم في الأماكن التي ربما يحصل لهم فيها امتهان والتواضع مع من يحبه وحمل الأذى والتقلل من الدنيا مع التعفف وشرف النفس والتصميم في الحق وعدم المحاباة وترك قبول الهدية فاشتهر ذكره وقبلت شفاعته وأوامره خصوصاً عند كل من يتردد إليه من الأمراء كبيرهم وصغيرهم وباشر العقد لغير واحد من الأعيان ومنهم فيما بلغني الظاهر جقمق رغبة منهم في ديانته وثقته مع حرص بعض مستنيبيه على مباشرة بعضها وسعيه في ذلك ولا يحاب وما انفك مع هذا كله عن مناوئ وهو لا يزداد مع ذلك إلا عزاً، ولما مات شيخه سعد الدين تعفف عن الدخول في القضايا إلا في النادر ثم ترك أصلاً؛ كل ذلك مع الفهم الجيد وحسن التصور وذوق العلم والإتقان فيما يبديه والمشاركة في فنون والرغبة في إخفاء كثير من أعماله الصالحة، وقد جود الخط على الزين بن الصائغ وكتب به كثيراً لنفسه ولغيره من كتب العلم وغيرها وانتفى وأفاد وكذا كتب بخطه ماربعة ومصحف ووقف بعضها قصداً للثواب بل أهدى لكل من الأشرف قايتباي وجانبك الدوادار ويشبك الدوادار وغيرهم ربعة وامتنع من قبول ما يثيبونه في مقابل ذلك وهو شيء كثير، وكتب فيما أخبرني به ربع القرآن وضبطه في ليلة لاضطراره لذلك في الارتفاق بثمنه في ملاقاة شيخه ابن الجندي حين حج، وبالجملة فهو حسنة من حسنات الدهر وقد صحبته قديماً فما أعلم منه إلا الخير وأشهد منه من مزيد الحب ما لا أنهض لبثه، وسمع مني بالقاهرة جملة وعين للقضاء غير مرة بإشارة شيخه الأمين وغيره وهو لا يذعن حتى كانت كائنة شقراء ابنة الناصر فرج بن برقوق وانحراف السلطان عن المحب بن الشحنة بسبب قيام ابنه

الصغير في التعصب معها وغير ذلك حسبما شرحته في الحوادث صرح بعزل القاضي وأخذ بيده فأقامه من مجلسه ثم ولى صاحب الترجمة إلزاماً وذلك في يوم الخميس حادي عشر جمادى الأولى سنة سبع وسبعين من غير سبق علم بذلك فيما قيل مع استدعاء السلطان له أمس تاريخه وتكلم معه في الكائنة وغيرها وركب ومعه المالكي والحنبلي في جمع من نواب كل منهم حتى وصل الصالحية على العادة وهي محل سكنه وهرع الناس للسلام عليه واستقر بالشريف جلال الدين الجرواني نقيب شيخه في النقابة. ورام التخفيف من النواب والاقتصار على من يكون منهم أشبه فلم يتم لكن مع التأكيد على جماعة منهم ثم باشر على طريقته في التصميم وما تمكن من منع الاستبدالات بعد معالجة ومراجعة كما بينته في تراجم القضاة وغيرها ولكن مع احتياط وضبط بالنسبة، ثم قرره السلطان في مشيخة البرقوقية ونظرها بعد موت العضدي الصيرامي وأعرض حينئذ عن كثير من وظائفه الصغار لجماعة من الفضلاء والمستحقين مجاناً لارتقائه عن مباشرتها بل رام فيما بلغني إعطاؤه الشيخونية فما وافق كما أنه لم يوافق على المؤيدية قبل، واستمر في القضاة وهو يكابد ويناهد ويدافع ويمانع ويخاصم ويسالم ويتعصب ويغضب ويقوم ويقعد ويشدد ويتودد ويملك ما يمدح به أو يذم أو يغضب صديقه أو يطم كقيامه مع البقاعي في حادثة "ليس في الإمكان أبدع مما كان" وعدم التفاته في الخوض في جانبه بما يقاربها وكاد أمره أن ينحط عند الملك فلطف الله به. ومات في عزه ووجاهته في ليلة الاثنين خامس عشري رمضان سنة خمس وثمانين بعد عتق بعض ما في ملكه وصلي عليه من الغد برحبة مصلى باب النصر في مشهد متوسط ثم دفن على قارعة الطريق بين تربة قجماس أمير آخور والأشرف إينال؛ وقال البدري بن الغرس: ساءت وفاته كل عدل أو نحو هذا، وقال الولوي الأسيوطي: إن ذممنا فيه خصلة أو خصلتين حمدنا منه كثيراً رحمه الله وإيانا وأرضى عنه أخصامه فلم يخلف بعده مثله.
محمد بن أحمد بن حسن بن داود بن سالم بن معالي الكمال أبو الفضل ابن الشهاب العباسي الحموي المكي أخو الموفق عبد الرحمن الماضي وذاك الأكبر. ولد في سنة ثلاث وثلاثين وثمانمائة ونشأ فحفظ القرآن وأربعي النووي والرسالة لابن أبي زيد والألفيتين وشذور الذهب؛ وأخذ العربية عن أبيه وابن تقصيا والفقه عن بعضهم، واستقر في قضاء حماة سنة خمس وستين عوضاً عن المحب محمد بن الرسام ذبكلوشا ثم انتقل إلى قضاء دمشق في سنة ثمان وسبعين ثم انفصل عنه بالشهاب المريني وهو

محمد بن أحمد بن حسن وقيل موسى بن عبد الواحد أبو عبد الله الأموي المغربي التونسي المالكي ويعرف بالقباقبي. ولد في سنة ست وتسعين وسبعمائة يوم استقرار أبي فارس في مملكة تونس وقدم القاهرة فحج وسمعت من نظمه قوله في شيخنا:

لي مالك مهما استعنت به سمح

 

وإذا توجه في مناجدة نـجـح

أنبئت عـنـه أن فـي سـيادة

 

فاعلم بقلبك أنه نـبـأ رجـح

وقد سبقه فقيهنا الشمس محمد بن أحمد السعودي الآتي لما فيهما وكذا مدح تغرى برمش الفقيه بقصيدة همزية سمعها منه صاحبنا التقي القلقشندي حسبما قرأته بخطه وكتب عنه أيضاً غيره من أصحابنا. مات في رجب سنة خمسين بإسكندرية رحمه الله.
محمد بن أحمد بن حسن بن علي بن محمد بن عبد الرحمن الكمال بن الإمام الشهاب الأذرعي الأصل القاهري وأمه دمشقية. قرأ القرآن وسمع معنا على غير واحد وكتب بخطه القول البديع وخالط ذوي الظرف ثم انجمع ببولاق. ومات في المحرم سنة خمس وتسعين عن بضع وخمسين تقريباً وهو والد فاطمة زوج النجم بن حجي.
محمد بن أحمد بن حسن بن علي الشمس البابي ثم الحلبي الشافعي. ولد بالباب ثم قدم حلب سنة ست وثلاثين فنزل الحلاوية النورية وسمع فيما قال البرهان الحلبي: ثم أخذ عن ولده أبي ذر والفقه عن يوسف الكردي والقراءات عن عبيد بن أبي المنى والتقى أبي بكر بن أبي بكر البابيلي بن الحيشي وبمكة حين جاور بها سنة اثنتين وأربعين عن الزين بن عياش وسمع عليه الحديث وتزوج في سنة ثلاث وأربعين ابنة الشمس محمد الحيشي وسكن عنده ولازمه وأجار له شيخنا وكتب بخطه أشياء كالصحيحين والدميري لنفسه ولغيره وناب عن العز النحريري المالكي في الإمامة بمقصورة الحجازية من جامع حلب ثم عن بني الشحنة بمحرابه الكبير. مات بحلب في مستهل رجب سنة سبع وثمانين بعد تمرضه بالفالج قليلاً ودفن بالناعورة بزاوية الأطعاني وصلينا عليه بمكة صلاة الغائب وكان كثير العبادة والتلاوة يقرأ في كل يوم غالباً ختماً رحمه الله.
محمد بن أحمد بن حسن بن عمر ناصر الدين بن الشهاب الدمشقي الشويكي - نسبة لحارة بها - الشافعي ويعرف بالقادري وبالصارم وبالطواقي، ممن سمع مني بمكة كثيراً وكتبت له إجازة وأودعت محصلها التاريخ الكبير.
محمد بن أحمد بن حسن بن محمد بن محمد بن زكريا بن يحيى بن مسعود بن غنيمة ابن عمر السويداوي القاهري الماضي أبوه. ممن أخذ الميقات وغيره عن الجمال المارداني وله مؤلف سماه إرشاد البشر إلى العمل بالكواكب والقمر. مات محمد بن أحمد بن حسن بن الزين محمد بن الأمين محمد بن القطب محمد بن أحمد ابن علي الجمال أبو عبد الله القيسي القسطلاني المكي الحنفي والد الكمال محمد الآتي ويعرف بابن الزين. سمع بمكة من الجمال الأميوطي والنشاوري وغيرهما كعبد الرحمن بن الثعلبي ظناً وكذا بمصر والشام من آخرين، وكان له اشتغال بالعلم ونباهة وكتب بخطه كتباً مع كتابته الوثائق. مات في ذي الحجة سنة إحدى عن أربعين أو قريبها. ذكره الفاسي.
محمد بن أحمد بن حسن الحجازي ثم المصري، كان يؤدب الأطفال ويقرأ القرآن في الأجواق وله صوت حسن ونغمة شجية مع لطف روح وجميل عشرة. ذكره هكذا المقريزي في عقوده وقال أنه رافقنا لمكة ذهاباً وإياباً ومجاورة في سنة ثمان وثمانين وسبعمائة وكان معدوداً من جملتنا فإنه كان يقرئ أخي ناصر الدين محمد القرآن، وما علمنا عليه من سوء حتى مات في ليلة مستهل رجب سنة تسع. ثم حكى عنه أن بعض معارفه بمكة حدثه أن صاحباً له رأى بعد طوافه وصلاته الصبح وجلوسه بمصلاة في مقام الحنفي يذكر أخذته سنة فرأى كأنه يجامع امرأة جميلة فلما انتبه إذا بتلك المرأة بعينيها تطوف فارتقبها حتى قضت طوافها وتوجهت لبيتها فسأل عنها فإذا هي خلية فتزوج بها على أن يكون لها في كل يوم دينار وكان يملك مائة فلما فرغت اشتد غمه لاستمرار حبه لها ونفاد ما معه وخرج ليعتمر فوجد بطريقه كيساً فيه ألف دينار فسر به ثم عرفه فلما عرفه صاحبه أخذه معه لمنزله وأخرج له ثلاثة أكياس فيها ثلاث آلاف دينار وقال لي: إن صاحب هذه الأربعة أمرني بإلقاء واحد منها ومن عرفه دفعت إليه الثلاثة فانصرف فرجع إلى أهله مسروراً وتهنى بها والله أعلم.
 محمد بن أحمد بن حسين بن إبراهيم عماد الدين بن عز الدين بن جمال الدين بن حسام الدين الخنجي الأصل اللاري المولد والدار الشافعي. من بيت يعرف بالصلاح لهم زاوية وأتباع فتولع هذا من بينهم بالتكسب مع اشتغال يسير، وقدم مكة في سنة اثنتين وتسعين فحج ورجع مع الشامي لبلاده ولقيني إذ ذاك ثم سمع مني بها في أواخر شعبان سنة ثلاث المسلسل وحديث زهير وقرأ هو ثلاثيات البخاري وحكى لي السيد عبد الله أنه متميز في الحساب والهيئة مع محبة في الصالحين وانتماء للسيد معين الدين بن السيد صفي الدين الأيجي وربما رأى في كتبه له ما يشهد لتبجيل سلفه وقد سافر في شعبان وهو ممن جاز الثلاثين كتب الله سلامته.
محمد بن أحمد بن البدر حسين بن عبد الرحمن بن محمد بن علي أبي بكر اليماني الأصل المكي الشافعي الشريف الحسيني الماضي جده وابن عمه حسين بن صديق والآتي محمد بن عبد الله بن عمه الآخر؛ ويعرف بابن الأهدل وبابن السيد ويسمى أيضاً عبد المحسن تبركاً بعبد المحسن الشاذلي. ولد بمكة في المحرم سنة إحدى وسبعين وثمانمائة ونشأ فحفظ القرآن والإرشاد لابن المقري وبحث فيه على الفقيه أحمد الزبيدي وكذا حضر دروس قاضي مكة أبي السعود في الفقه ولازمني في سنة ثلاث وتسعين فسمع علي غالب البخاري وبعض جامع الأصول وغير ذلك وهو فقير خير زوجه مفرج الصباغ المذكور بالخير ابنته وقام بكلفتهما بل توجه بهما في أواخر جمادى الثانية منها للزيارة النبوية، وكتبت له إجازة.
محمد بن أحمد بن حسين بن ناصر الدين بن الشهاب النبراوي القاهري الحنفي أحد النواب ويعرف بالنبراوي، كان أبوه يقرئ الأبناء فنشأ هو وحفظ القرآن والمختار وغيره واشتغل قليلاً وبرع في التوثيق وتدرب فيه بالمحيوي الأزهري والقرافي وأخرين وقصد فيه، وناب في القضاء وراج أمره فيه خصوصاً مع اختصاصه بالدوادار دولات باي المحمودي وكان ينفذ ما يحصله من ذلك أولاً فأولاً لمزيد كرمه ومحبته في الاجتماع المذموم مع همة ومروءة وبه تدرب جماعة وتزوج بأخرة خديجة ابنة التقي البلقيني. ومات معها في يوم الثلاثاء تاسع عشرى جمادى الأولى سنة ثلاث وستين سامحه الله وإياناً.
محمد بن أحمد بن حسين الشمس أبو عبد الله الحلبي ويعرف بابن الحمال، ممن حفظ القرآن وتلا به ولما عدا ابن عامر وحمزة إفراداً على المقرئ محمد ابن الدهن أحد أئمة الجامع الكبير بحلب وقرأ في الصرف والعربية والفقه والفرائض على سعد الدين سعد الله بن عثمان نزيل حلب؛ ودخل الشام ثم مكة من البحر في شوال سنة سبع وتسعين فقرأ علي قطعة من أول البخاري ومن تنبيه الغافلين للسمرقندي وأعلمته بما فيه من الموضوع والواهي وسمع علي من الرياض للنووي كل ذلك بعد أن حدثته بالمسلسل وكتبت له إجازة وهو من المبتدئين.
محمد بن أحمد بن حمزة السمنودي الشافعي خال صاحبنا الجلال الآتي. أخذ عنه ابن أخته الفقه وقال لي إنه مات في شعبان سنة ثلاث وأربعين بسمنود.
محمد بن أحمد بن خلد بن خلد الشمس أبو عبد الله الخمي الأندلسي المغربي المالكي نزيل الجمالية ثم الصالحية ويعرف بابن خلد. ولد في ليلة السبت سابع عشر رمضان سنة ثمان وتسعين وسبعمائة بغرناطة وقرأ القرآن ثم قدم القاهرة في سنة تسع وعشرين فحج وقطنها ولازم فيها بعض الشيوخ وسمع على شيخنا رفيقاً لصاحبه الراعي وغيره؛ وتنزل في بعض الجهات وكان خيراً ذاكراً لنوادر. مات بعد الستين.
محمد بن أحمد بن خلد الشمس القاهري أحد المؤذنين للسلطان ويعرف بابن خلد. ولد في خامس عشري ذي الحجة سنة اثنتي عشرة وثمانمائة وحفظ القرآن وتنزل في الجهات كالجانبية والصرغتمشية والشيخونية والبيمارستان والحسنية وجامع المارداني وصار وجيهاً ساكناً يتقلد لأبي حنيفة ويحضر وظائفه مع حشمة وذكر بثروة وقلة مصروف؛ وهو ممن كان يكثر الحضور عندي بالصرغتمشية وأظنه كان يدري الميقات ويجلس أحياناً في بعض مراكز الشهود. مات في أواخر رجب سنة تسع وثمانين رحمه الله وإيانا.
محمد بن أحمد بن خلف الشامي. ممن أخذ عن شيخنا.
 محمد بن أحمد بن خليل الشمس أبو عبد الله الغراقي - بالمعجمة ثم المهملة الثقيلة ثم قاف نسبة لقرية من قرى مصر البحرية - ثم القاهري الشافعي ويعرف بالغراقي. قدم القاهرة فسمع من العز بن جماعة والموفق الحنبلي جزء ابن نجيد ومسند عبد واشتغل في فنون ولازم البلقيني وبه انتفع وعليه تخرج وأذن له في الإفتاء والتدريس وأخذ الفرائض عن الكلائي وبرع فيها وفي الفقه والحساب، وتصدر للإقراء بأماكن كمدرسة سعد الدين إبراهيم بن غراب بالقرب من جامع بشتك وجاور بمكة ودرس بها أيضاً وانتفع به خلق في الفرائض وغيرها: وكان حسن الإلقاء للدرس خيراً ديناً صدوقاً إذا سمعت حسن ومهابة ووقار كثير التلاوة بحيث كان في مجاورته يتلو كل يوم وليلة ست ختمات، وممن سمع منه هناك التقي ابن فهد وذكره في معجمه وكذا ذكره ابن قاضي شهبة في الشافعية وشيخنا في إنبائه وقال إنه اشتغل كثيراً وتمهر في الفرائض وشغل الناس فيها بالأزهر وأم به نيابة، وكثرت طلبته مع الدين والخير وحسن السمت والتواضع والصبر على الطلبة وكان يقسم التنبيه والمنهاج فيقرن بينهما جميعاً في مدة لطيفة. وقد سمع من العز ابن جماعة بمكة وحدث وجاور كثيراً وكان يعتمر في كل يوم أربع عمر ويختم في كل يوم ختمة. قلت: وكأن اقتصاره على الختم في اليوم الذي يعتمر فيه أربعاً ليلتئم مع ما تقدم إن صح؛ وهو في عقود المقريزي. مات في خامس شعبان سنة ست عشرة بالقاهرة عن نحو السبعين رحمه الله وإيانا.
محمد بن أحمد بن خواجا الحموي ثم المصري الخياط ربيب الخلاطي، سمع عليه وحدث سمع منه التقي الفاسي وشيخنا، وذكره في معجمه وآخرون، مات في سنة سبع فيما أحسب.
محمد بن أحمد بن أبي الخير بن حسين بن الزين محمد الكمال أبو البركات القسطلاني الأصل المكي الشافعي. يأتي فيمن جده محمد بن حسين.
محمد بن أحمد بن داود الشمس أبو عبد الله الدمشقي الشافعي المقرئ ويعرف بابن النجار. ولد سنة ثمان وثمانين وسبعمائة تقريباً وأخذ القراءات عن صدقة الضرير تلميذ ابن اللبان وبرع فيها وتصدر لها بجامع بني أمية وغيره فأخذها عنه الفضلاء كالسيد حمزة الحسيني وانتفعوا به فيها؛ وكان مع ذلك ماهراً في الحساب وله مجلس يلبغا يعظ فيه الناس وكتب شرحاً على باب وقف حمزة وهشام من القصيد وكذا كتب في الأوجه الواقعة من آخر البقرة أول آل عمران وعارضه فيها بعض تلامذته وغلطه في بعض مقالاته. ومات ظناً قريباً من سنة سبعين.
محمد بن أحمد بن دينار الفقيه جمال الدين المكي. أحد خدام الدرجة. أجاز له في سنة سبع وثمانمائة الشهاب الجوهري وعبد الكريم بن محمد الحلبي وأبو اليمن الطبري وعائشة ابنة محمد بن عبد الهادي وغيرهم. ومات بمكة في المحرم سنة ثلاث وأربعين. ذكره ابن فهد.
محمد بن أحمد بن رجب ناصر الدين ويعرف بالنشاشيبي حرفة. ولد في ربيع الأول سنة إحدى وعشرين وثمانمائة بالقاهرة ونشأ بها فحفظ القرآن وجوده على ابن كزلبغا والزين طاهر ولأبي عمرو على ابن عمران والفاتحة على أبي الفتح النعماني وكان تبعاً لأبيه في خدمة الظاهر جقمق حين إمرته بل كان خازنداره فلما تسلطن استقر في الخازندارية بقراجا، ثم أعيدت لهذا في عاشر رمضان سنة اثنتين وخمسين إلى أن ولاه الأشرف قايتباي نظر القدس والخليل في سادس المحرم سنة خمس وسبعين فدام ثماني عشرة سنة ثم صرفه بدقماق، وهو خير محب في العلماء والصالحين ممن حج وخالط الفضلاء والصلحاء.
محمد بن أحمد بن سالم بن حسن الجمال بن القاضي شهاب الدين الجدي ويعرف بابن أبي العيون. كان والده يذكر أنه من ربيعة الفرس وسمع هو من الزين المراغي الصحيح. مات بمكة في رجب سنة خمس وسبعين. ذكره ابن فهد.

محمد بن أحمد بن سعيد العز المقدسي الأصل النابلسي ثم الدمشقي الحلبي المكي قاضيها الحنبلي. ولد فيما كتبه لي بخطه في سنة إحدى وسبعين وسبعمائة بكفر لبد - بفتح اللام والموحدة من جبل نابلس - ونشأ به فحفظ القرآن ثم انتقل في سنة تسع وثمانين لصالحية دمشق فتفقه بها على التقي بن مفلح وأخيه الجمال عبد الله والعلاء بن اللحام والشهاب الفندقي ثم لحلب في سنة إحدى وتسعين فحفظ بها عمدة الأحكام ومختصر وعرضهما وتفقه فيها أيضاً بالشرف بن فياض وسمع بها على ابن صديق؛ وناب بها في القضاء وفي الخطابة بجامعها الكبير ثم لبيت المقدس في سنة اثنتي عشرة وأقام به إلى أثناء سنة ثماني عشرة ثم لدمشق أيضاً، وحج وجاور مراراً وسمع من الجمال بن ظهيرة وكتب له بخطه جزاءاً من مروياته؛ ثم قطن مكة من سنة اثنتين وخمسين وناب في إمامة المقام الحنبلي بها بل ولي قضاء الحنابلة فيها بعد موت السيد السراج عبد اللطيف الفاسي، وكان إماماً عالماً كثير الاستحضار لفروع مذهبه مليح الخط ديناً ساكناً منجماً عن الناس مديماً للجماعة مع كبر سنة متواضعاً حسن الخلق عفيفاً نزهاً محمود السيرة في قضائه. وله تصانيف منها الشافي والكافي في مجلد وكشف الغمة بتيسير الخلع لهذه الأمة في مجلد لطيف والمسائل المهمة فيما يحتاج إليه العاقد في الخطوب المدلهمة وسفينة الأبرار الجامعة للآثار والأخبار في المواعظ في ثلاث مجلدات والآداب وزعم بعضهم أنه حدث بالروضة النبوية وأخذ عنه فيها الونائي والبدر البغدادي وهو الساعي له في قضاء مكة وأنه سمع من الحافظ بن رجب بحيث كان آخر من روي عنه بالسماع فالله أعلم بهذا كله، أجاز لي. ومات بمكة في ليلة الخميس رابع عشر صفر سنة خمس وخمسين وصلى عليه من الغد ودفن بالمعلاة رحمه الله.
محمد بن أحمد بن سلام ناصر الدين بن الشهاب. ولي دمياط في أواخر سنة اثنتين وأربعين عوضاً عن سودون المغربي ثم صرف عنها في التي تليها حين انتصر لبعض النصارى لما وثب عليه الدمياطيون وقتلوه فكاتب في إغراء الدولة عليهم فلما اتضح خبره للسلطان صرفه.
محمد بن أحمد بن سليمان بن أحمد بن عمر بن عبد الرحمن الشمس بن الشهاب المغربي الأصل المقدسي المالكي قاضيها وابن قاضيها الماضي ووالد المحب محمد الآتي وخال الكمال بن أبي شريف. ولد سنة خمس وتسعين وسبعمائة، وكان عرياً من العلم، ولي القضاء مدة ثم صرف فكمد على نفسه. ومات في ذي الحجة سنة اثنتين وأربعين. ذكره ابن أبي عذيبة في أبيه.
محمد بن أحمد بن سليمان بن نصر الله البدر أبو الخير بن الشهاب الزواوي القاهري الماضي أبوه وأخوه سليمان. ولد سنة ثمان وأربعين وثمانمائة ونشأ فحفظ القرآن والعمدة والمنهاج وجمع الجوامع والألفية وغيرها واشتغل قليلاً وسمع علي وبقراءتي وبقراءة الديمي أشياء بل سمع مع أبيه على شيخنا في مسند أبي يعلى. ومات في شعبان سنة خمس وستين عوضه الله الجنة.
 محمد بن أحمد بن سليمان بن يعقوب بن علي بن سلامة بن عساكر بن حسين بن قاسم ابن محمد بن جعفر الجلال أبو المعالي بن الشهاب الأنصاري البياني الأصل ثم الدمشقي الشافعي ويعرف بابن خطيب داريا. ولد في ليلة الأربعاء ثالث ربيع الأول سنة خمس وأربعين وسبعمائة واشتغل بالفقه والعربية واللغة وفنون الأدب وغيرها من العلوم العقلية، وشارك في العقليات والنقليات وكثر استحضاره للغة وعرف بوفور الذكاء وصحة التصور حتى قيل إنه لفرط ذكائه كان يقتدر على تصوير الباطل حقاً وعكسه ولذا كان متلاعباً بالأكابر متصرفاً بلسانه في الكلام كيف شاء ويستعمل إذا قصد ذلك نوعاً من الكلام يسميه سرياقات وهو عبارة عن كلام منسجم تفهم مفرداته أما تراكيبه فمهملة يتحير سامعها لخروجه من علم إلى علم بحيث يظن أنه سرد جميع العلوم. ومن الغريب أنه كان يشهد في قيمة الأملاك بدمشق فكتب كتاب قيمة دار وصفها وحددها وقدمه للبرهان بن جماعة القاضي ليأذن في عمله فبان له تلاعبه به وأن هذه الدار هي الزاوية المعروفة بالغزالية من جامع بني أمية وأنه سلك في صنيعه طريقته في التصرف في الكلام وسماها الغزانية ليتمكن بعد من إصلاحها الغزالية ويبلغ مراده من التشنيع على القاضي في كونه أذن في بيع قطعة من الجامع الأموي ففطن القاضي لصنيعه ورام الإيقاع به ففر منه إلى القاهرة. وبالجملة فالغالب عليه المجون والهزل مع تقدمه جداً في فنون الأدب حتى صار شاعر الشام في وقته بدون مدافع ولكن لم تكن طبقته في النثر عالية، وسلك بأخرة الطريق المثلي وتصون وتعفف وكان كثير المروءة؛ وله تصانيف كثيرة منها الإمتاع بالاتباع رتبه على الحروف والإمداد في الأضداد ومحبوب القلوب وملاذ الشواذ ذكر فيه شواذ القرآن من جهة اللغة العربية وطرف اللسان بطرق الزمان بفتح الطاء في الأولى ذكر فيه أسماء الأيام والشهور الواقعة في اللغة أجاد فيه وكتاب اللغة رتبه على الحروف وخاتمه في النوادر والنكت وأرجوزة نحو ثلثمائة بيت ذكر فيها من روى عن النبي صلى الله عليه وسلم من الصحابة وعدد ما لكل منهم من الحديث سماها رونق المحدث مرموزة بالجمل وتحصيل الأدوات بتفصيل الوفيات في بيان من علم محل موته من الصحابة ومطالب المطالب في معرفة تعليم العلوم ودربتها ومعرفة من هو أهل لذلك ونهاية الأمنيات في الكلام على حديث الأعمال بالنيات وشرح ألفية ابن ملك المسمى طرح الخصاصة بشرح الخلاصة مزج فيه المتن مع الشرح، وكان قد صاهر المجد اللغوي فلازمه وسمع معه على جماعة كأبي الحرم القلانسي وعبد الوهاب بن أبي العلاء، وحدث سمع عنه الفضلاء روى لنا عنه غير واحد بل سمع منه شيخنا وذكره في معجمه فقال: سمعت عليه جزءاً وأنشدني من نظمه كثيراً من قصائده ومقاطيعه وطارحته بلغز فأجابني عنه، وقال في إنبائه إنه عني بالأدب ومهر في اللغة وفنون الأدب وشهد في القيمة وقال الشعر في صباه ومدح الأشرف شعبان لما فتح مدرسته بقصيدة أنشدت بحضرته وكذا مدح أبا البقاء وولده والبرهان بن جماعة بل هجاه أيضاً فمن بعدهم كالجلال البلقيني فإنه امتدحه بقصيدة لامية طويلة جداً سمعتها من لفظه وفيها جلال الدين يمدحه الجلال وتقدم في الإجادة حتى صار شاعر عصره بغير مدافع، وقد طلب الحديث بنفسه كثيراً وسمع من القلانسي فمن بعده ولازم المجد الشيرازي صاحب اللغة وصاهره، وكان بعد الفتنة أقام بالقاهرة مدة في كنف ابن غراب ثم رجع إلى بيسان من الغور الشامي وكان له بها وقف فسومح بخراج ذلك وأقام هناك حتى مات في ربيع الأول أو صفر سنة إحدى عشرة سمعت منه من شعره ومن حديثه وطارحته ومدحني. قلت: وطول المقريزي في عقوده ترجمته بالأشعار وغيرها وهو القائل:

يا عين إن بعد الحبيب وداره

 

ونأت مرابعه وشط مـزاره

فلقد حظيت من الزمان بطائل

 

إن لم تريه فـهـذه آثـاره

قال شيخنا: وأقمنا دهراً نستحسن ذلك منه ولا سيما إذ رأيناه قد كتبهما على حائط الآثار النبوية التي بالمعشوق قبلى الفسطاط إلى أن وجدت بخط محمد بن عبد الرحمن الأنصاري ما صورته: نقلت من خط الصفدي ما صورته وقلت وقد زرت الآثار التي بالمعشوق بمصر في المكان الذي بناه الصاحب تاج الدين بن حنا في سنة تسع وعشرين وسبعمائة:

أكرم بآثار الـنـبـي مـحـمـد

 

من زارها استوفى السعود مزاره

يا عين دونك فالحظي وتمتـعـي

 

إن لم تريه فهذه آثاره. إنتـهـى.

ومن نظمه:

شهدت جفون معذبي بملالـه

 

منـي وإن وداده تـكـلـيف

لكنني لـم أنـأ عـنـه لأنـه

 

خبر رواه الجفن وهو ضعيف

وقوله:

يا معشر الأصحاب قد عن لي

 

رأى نزيل الحمق فاستظرفوه

لا تحضروا إلا بأخفـافـكـم

 

ومن تثاقل بينكم خـفـفـوه

وقوله:

تقول وقد أتـتـنـي ذات يوم

 

مخبرة عن الظبي الجمـوح

يسرك أن أروح إليه أخـرى

 

فقلت لها خذي مالي وروحي

وقوله:

تصفحت ديوان الصفي فلم أجد

 

لديه من السحر الحلال مرامي

فقلت قلبي دونك ابـن نـبـاتة

 

ولا تقرب الحلي فهو حرامي

وقوله:

عاذلــي فـــي مـــقـــلة

 

رق لـي فـيهـا الـــغـــزل

خل عن عذلك لي سبق السيف العذل

 

 

وقوله:

يا مفرداً كلما تـثـنـى

 

جاءت معانيه بالـبـيان

ترادف الحزن في فؤادي

 

وما التقى فيه ساكنـان

وقوله:

إذا المرء أبدى فيك فرط محبة

 

وبالغ في بذل الوداد وأكثـرا

فإياك أن تغتر مـن بـذل وده

 

ولو مد ما بين الثريا إلى الثرى

فما حبه للذات فـيك وإنـمـا

 

لأمر إذا ما زال عنك تغـيراً

وقوله:

اقبل نصيحة واعظ

 

ولو أنه فيها مرائي

فلربما نفع الطبيب

 

وكان أحوج للدواء

وقوله:

لعمرك ما في الأرض من تستحي له

 

ولا من تداري أو تخاف له عتـبـاً

فعش ملقياً عنك التكلـف جـانـبـاً

 

ولا ترض بين الناس من أحد قربـاً

محمد بن أحمد بن سليمان بن عيسى تقي الدين البدماصي ثم القاهري الحنبلي الحنفي والده البسطي ويعرف بتقي الدين البسطي. ولد سنة خمس وثلاثين بخوخة أيدغمش من القاهرة ونشأ فقرأ القرآن على أبيه وجوده على ناصر الدين الحمصي أمام المحمودية والعلاء العزي إمام الإينالية؛ وحفظ الخرقي وألفية النحو وأخذ عن الشهاب الأبشيطي بل قرأ التيسير على التقي بن قندس حين قدم القاهرة وكذا على العلاء المرداوي لكنه أكثر عنه والجمال يوسف بن المحب بن نصر الله بل حضر فيما زعم عند المحب أبيه وقرأ على العلاء علي بن البهاء البغدادي حين قدومه القاهرة وكذا أخذ الكثير عن التقي الجراعي وسمع بقراءته جزء الجمعة على العلم البلقيني، وتنزل في الجهات وحضر عند العز الكناني وسمع عليه في دروسه أوقاتاً وسمع مع الولد قليلاً وكتب من تصانيفي القول البديع ورواه عني ثم استقر في تدريس الحنابلة بالمؤيدية برغبة الجمال المذكور عند سفره، كل هذا مع تكسبه بسوق الفاضل حتى صار كهف جماعته واختص بالطائفة القادرية بحيث لازم تغرى بردى الذي صار استاداراً بل وأمير المؤمنين المتوكل على الله بحيث تكلم عنه في المشهد النفيسي بتؤدة وعقل؛ وحج وجاور سنة ست وستين وسمع التقي بن فهد بل أخذ عن القاضي عبد القادر في العربية وحضر دروس الخطيب أبي الفضل والبرهان بن زهيرة ولا بأس به.
محمد بن أحمد بن سليمان الشمس الاذرعي الحنفي. أخذ عن ابن الرضى والبدر المقدسي ثم تحول بعد الفتنة شافعياً وولى قضاء بعلبك وغيرها ثم رجع إلى مذهبه الأول، وناب في الحكم ودرس وأفتى وكانت كتابته على الفتاوى حسنة وخطه جيداً وكذا قراءته في البخاري ونحوه، توجه إلى مصر في آخر عمره فلم يلبث أن مات بها مطعوناً غريباً في جمادى الآخرة سنة ثلاث وثلاثين رحمه الله وعفا عنه.
 محمد بن أحمد بن سنجر بن عطاء الله المحب الفيومي ثم المصري الشافعي ويعرف بالفيومي. كتب بخطه الكتب الستة وغيرها وقرأ الحديث بالجامع العمروي على العامة معتقداً بين العامة والخاصة، سمعت المناوي وغيره يثنى عليه وكان يعجبني سمته وهديه؛ وقد حج بأخرة بعد أن باع الكتب الستة التي انتسخها برسمه وأظنها صارت لرباط ابن الزمن بمكة فقد رأيت عدة منها فيه ومات في صفر سنة ثلاث وسبعين بعد توعكه أسبوعاً انقطع لأجله عن الجامع المذكور وصلى عليه ودفن بتربة البهاء بن حنا جوار مسلم السلمي بن الفيومي من القرافة الصغرى وكان مشهده حافلاً رحمه الله ونفعنا به.
محمد بن أحمد بن الشيخ البهاء الأنصاري الأخميمي. ذكره النجم بن فهد في معجم أبيه التقى هكذا مجرداً.
محمد بن أحمد بن صالح بن محمد بن عبد الله بن مكي الشمس بن الشهاب الشطنوفي الأصل القاهري الشافعي ويعرف بالشطنوفي. نشأ بالقاهرة وحفظ القرآن وغيره واشتغل يسيراً؛ ووصفه شيخنا في ترجمة والده سنة إحدى وأربعين من أبنائه بالنجابة، وتنزل صوفيا بالبيبرسية وسمع في صغره على الجمال الحنبلي العمدة وغيرها وحدث بالعمدة غير مرة سمعها عليه بعض الفضلاء، وأجاز لنا وتعانى كأبيه المباشرة في عدة جهات كجامع طولون والحاكم والحرمين، وهو الذي حاقق ابن شيخنا وأفحش وصمم على المعارضة وتألم والده شيخنا من ذلك وكان موصوفاً بالتحري في مباشراته متديناً تهجد وأوراد لكن نقم عليه الخيرون صنيعه المشار إليه مع تصريحه لي غير مرة ببراءة ذمة شيخنا؛ وآل أمره بعد إلى أن أقعد ولزم منزله حتى مات وقد زاد على السبعين في صفر سنة ثلاث وسبعين عفا الله عنه ورحمه.
محمد بن أحمد بن صلح القيرواني. ممن سمع مني بمكة.
محمد بن أحمد بن صدقة وسمى جده مرة عبد الله الشمس القاهري الحسيني ويعرف بابن الشاهد. كان تاجراً حسن الخط فغرق في أموال الناس وأملق فانقطع للنسخ ثم جلس شاهداً فلم يظفر بطائل وساعده العز بن المراحلي في كثير من رفاء ديونه وحمله معه في سنة خمس وثمانين لمكة فأقام فيها تحت ظله وربما شهد في باب السلام إلى أن مات بعد تعلله مدة في جمادى الأولى سنة ست وثمانين بالبيمارستان ودفن بالمعلاة وهو ممن سمع على بالقاهرة ثم بمكة وكتب من تصانيفي أشياء، وقد حج قبل فقره أيضاً براً وبحراً وجاور، وتنزل في صوفية البيبرسية وكان ساكناً لا بأس به رحمه الله وعفا عنه.
محمد بن أحمد بن طاهر بن أحمد بن محمد بن محمد بن محمد الشمس بن الجلال ابن الزين بن الجلال الخجندي الأصل المدني الحنفي ويعرف بابن الجلال. ولد في صفر سنة إحدى وخمسين وثمانمائة بطيبة ونشأ بها فحفظ القرآن وغيره وأقبل على التحصيل فأخذ ببلده عن محمد بن مبارك العربية ولازم أحمد بن يونس فيها وفي المنطق والمعاني والحساب وكذا أخذ العربية مع الصرف عن الشهاب الأبشيطي والفقه في الابتداء عن عثمان الطرابلسي والأصلين عند السيد السمهودي قرأ عليه شرح جمع الجوامع للمحلي وشرح العقائد ومما أخذه عنه في العربية وكذا لازم ابن الأمير ابن أمير حاج الحلبي وقرأ عليه المسايرة لشيخه ابن الهمام وسمع على أبي الفرج المراغي وخاله الشمس حفيد الجلال الخجندي. وارتحل إلى القاهرة غير مرة أولها في سنة أربع وسبعين وأخذ عن الأمين الأقصرائي والزين قاسم الفقه وغيره من الأصلين والعربية وغيرها وكذا عن التقي الحصني في عدة فنون وعن الجوجري في الأصول في آخرين كالعلاء الحصني والزين زكريا ونظام حسبما بينته في تاريخ المدينة، ولازمني حتى قرأ علي ألفية الحديث بحثاً وغيرها من الكتب رواية وكذا في مجاورتي بالمدينة ثم قرأ علي في سنة أربع وتسعين بمكة قطعة من شرحي على الألفية وكتبت له إجازة حافلة، وولي مشيخة الزمامية بمكة وقتاً ثم أعرض عنها لعدم رغبته في الإقامة بغير طيبة، وهو فاضل علامة ذكي بارع كثير الأدب وليس بالمدينة حنفي مثله ممن درس وأفاد، وله نظم فمنه:

مثل محبوبي جمال ما نشـا

 

حاز من لين قوام ما نشـا

وحشى منذ تبـدى قـمـراً

 

شغفاً كل فـؤاد وحـشـا

وفشا دمعي بسري علـنـاً

 

يا شفا المهجة بالوصل شفا

وسافر إلى الروم لأخذ أموال الحرمين بهائم رجع في موسم سنة ثمان وتسعين وقد تجدد له تدريس الحنفية وللسيد السمهودي تدريس الشافعية مع طلبة لكل منهما ولغالب الجماعة بالمدينة أشياء بينت تفصيلها في الحوادث؛ ونعم الرجل زاده الله من فضله.
محمد بن أحمد بن ظهيرة بن أحمد بن عطية بن ظهيرة الكمال أبو الفضل بن الشهاب المخزومي المكي الشافعي ابن عم الجمال محمد بن عبد الله بن ظهيرة الآتي وأمه أم كلثوم ابنة الجمال محمد بن عبد الله بن فهد الهاشمي. ولد في ربيع الأول سنة ست وخمسين وسبعمائة بمكة ونشأ فحفظ القرآن والعمدة وأربعي النووي مع إشارتها والتنبيه وغيرها وحضر على الشيخ خليل المالكي وسمع من العز بن جماعة والموفق الحنبلي والجمال بن عبد المعطي والكمال بن حبيب واليافعي والتقي البغدادي وأحمد بن سالم وأم الحسن فاطمة ابنة أحمد بن قاسم الحرازي في آخرين، ورحل إلى دمشق فسمع بها من الحافظ الشمس بن المحب الصامت وجماعة، وأجاز له ابن القطرواني وابن الرصاص وابن القيم والصلاح بن أبي عمر وابن أميلة والقلانسي وطائفة وحدث بالكثير سمع منه صاحبنا النجم بن فهد وترجمه في معجم والده وغيره وفي الأحياء الآن هناك من يروي عنه وناب في الخطابة بمكة عن أبيه وعن العز النويري وباشر الحرم وكان مديماً للصيام ولبيته عديم الشر. مات في صفر سنة تسع وعشرين وترجمه الفاسي باختصار مع تعيين لبعض مسموعه وكذا ذكره شيخنا في معجمه وقال: أجاز لأولادي. والمقريزي في عقوده.
محمد بن أحمد بن عبد الحق بن أحمد المحب أبو السعود بن الخطيب البليغ الشهاب أبي العباس بن الزين التلعفري الأصل الدمشقي الشافعي سبط الشهاب بن المحوجب ويعرف بأبيه. أحضره أبوه فعرض علي الشاطبية والجزرية في التجويد والعمدة والمنهاج وجمع الجوامع وألفية النحو وتصريف العزى الزنجاني والتلخيص والخزرجية لعبد الله، ورجع إلى بلده فلم يلبث أن مات بالطاعون سنة سبع وتسعين عوضه الله الجنة؛ وقد جاور أبوه في سنة تسع وتسعين ولازمني في سماع أشياء وذكر أن أحمد جده كان شاعراً شهيراً فينظر.
محمد بن أحمد بن عبد الحميد بن محمد بن غشم الشمس المرداوي المقدسي ثم الصالحي. سمع من أبي العباس المرداوي وعبد الرحيم بن إبراهيم بن الملقن وزينب ابنة الكمال وجماعة؛ وحدث سمع منه الفضلاء روى لنا عنه بعض شيوخنا بل أجاز لشيخنا وأورده في معجمه وغيره. ومات في شوال سنة إحدى؛ وتبعه المقريزي في عقوده.
محمد بن القاضي المحب أحمد بن عبد الحي القيوم بن أبي بكر بن عبد الله بن ظهيرة المكي الماضي أبوه. ولد في إحدى الجماديين سنة تسع وستين بمكة ونشأ بها في كنف أبويه وأمه كمالية ابنة عبد الرحمن أخت عبد الكريم وهما ابنا عم أبيه فحفظ القرآن وغيره واشتغل قليلاً عند إسماعيل بن أبي يزيد وسمع مني بمكة في المجاورة الثالثة بل لازمني في المجاورة بعدها حتى سمع جملة كتبت له كراسة، وهو ذكي متأدب لطيف في أقرانه.
محمد بن أحمد بن عبد الخالق بن عبد المحيي المحب أبو الخير الأسيوطي الأصل القاهري الناصري - نسبة للمدرسة الناصرية - الشافعي الماضي أبوه وأخوه الولوي أحمد القاضي. ولد في سنة ثلاث وثمانمائة ونشأ فحفظ القرآن والمنهاجين وغيرهما وعرض على شيخنا والمحب بن نصر الله في آخرين وأجاز له في سنة مولده الكمال بن خير بالشفا وغيره من المرويات بل سمع على والده بقراءة البقاعي وعلى شيخنا الرشيدي وظائفه وحضر مع أخيه في دروس المناوي ولم يمعن في الاشتغال نعم خطب في أماكن وربما كان يراجعني في الخطبة وأحاديثها بل سمع علي في بعض تصانيفي وناب عن أخيه في القضاء وأضيفت إليه عدة أعمال وكذا ناب عن أخيه في القضاء وأضيفت إليه عدة أعمال وكذا ناب عنه في مشيخة الجمالية مدة وعن الزين زكريا وباشر النوبة مع عقل وسكون واحتمال ولم يحصل له بعد أخيه راحة وإن استقر في غالب جهاته كالجمالية واستمر يكابد مع تعلله حتى مات في جمادى الأولى سنة أربع وتسعين رحمه الله وإيانا وعفا عنه.
 محمد بن أحمد بن عبد الدائم الشمس الأشموني ثم القاهري المالكي ابن أخت الشيخ مدين ووالد أحمد الماضي ويعرف بين جماعة خاله بابن عبد الدائم. ولد في سنة أربع عشرة وثمانمائة بأشمون جريس من المنوفية؛ ونشأ بها فحفظ القرآن وتلاه فيما قال مع جميع ما أثبته في ترجمته تجويداً وكذا لابن كثير على التاج بن تمرية ولأبي عمرو على الزين طاهر وحفظ الرسالة وابن الحاجب الفرعي والأصلي إلا قليلاً منه وألفية ابن ملك ولازم الزين عبادة في الفقه وكذا أخذ عن البساطي جانباً من مختصر الفقيه خليل وقرأ في العربية على البرهان بن حجاج الأبناسي والصحيحين على البدر بن التنسي والشفا على الولوي االسنباطي والرسالة القشيرية والعوارف السهروردية على الزين الفاقوسي وسمع على الشلقامي والتلواني والرشيدي والمناوي وابن حريز والبخاري على المشايخ الأربعة عشر بالظاهرية القديمة في آخرين سماهم استدللت بنفيه في البخاري بخصوصه لكوني كنت الضابط فيه على اختلال باقيه وصحب خاله وتلقن منه واختلى عنده وألبسه الخرقة وأذن له في ذلك وتصدى له بعده بل ولقن في حياته جمعاً من النسوة ونحوهن، وهو ممن صحبه بعده الزين عبد الرحيم الأبناسي وهو الذي نوه بذكره وبالغ في إطرائه، ورام بعد موت خاله الإقامة بزاوية عبد الرحمن بن بكتمر التي كانت إقامة خاله أولاً بها فما مكن ثم لا زال يتنقل من مكان حتى استقر بالمدرسة البقرية داخل باب النصر وله الخلاصة المرضية في سلوك طريق الصوفية يشتمل على أبواب قرضها له العبادي والحصني وزكريا والزين الأبناسي والكافياجي والزين قاسم وابن الغرس والسنهوري، وبالجملة فهو كثير الذكر والتلاوة مع مزيد التواضع والاحتمال والرغبة في إلفات الناس للأخذ عنه والتردد إليهم لذلك والمبالغة فيه حتى لمن لا يناسبه حاله، وقد حضر عندي عدة مجالس في الإملاء وسألني عن غير حديث وتبرم عندي مما يخالف عقيدة أهل السنة وحلف على ذلك. تعلل مدة بضيق النفس والربو والسعال ونحوها. ومات في ليلة الثلاثاء سادس جمادى الأولى سنة إحدى وثمانين وصلي عليه من الغد في جمع متوسط تجاه مصلى باب النصر ودفن بتربة فقراء خاله وقام بتكفينه وتجهيزه تغرى بردى القادري خازندار الدوادار الكبير وكان التاج بن المقسي القائم بأكثر كلفه عفا الله عنه.
محمد بن أحمد بن عبد الرحمن بن أحمد الشمس القمصي الأصل القاهري ثم المناوي الشافعي أخو الجلال عبد الرحمن الماضي وأبوهما. ولد كما قرأته بخط أبيه في ليلة الخامس والعشرين من جمادى الثانية سنة اثنتين وثمانمائة بالقاهرة ونشأ فحفظ القرآن والعمدة والمنهاج وعرض على جماعة وسمع على الشريف بن الكويك من قوله فضل المدينة إلى آخر الترمذي ومن لفظه المسلسل بقراءة شيخنا الختم من مسلم والمقدمة منه مع بعض الإيمان وعلى الجمال الحنبلي بعض المسند وكذا سمع على الشهاب البطائحي والجمال الكازروني والسراج قاري الهداية والشمس البرماوي وأجاز له الشمس الشامي وعلى البرماوي والبرهان البيجوري والشمس الشطنوفي وغيرهم، واشتغل بالفقه وغيره، وناب في القضاء بمنية ابن سلسيل عن قضاتها وقطنها وتزوج بها؛ وحج مرتين وجاور. ولقيته بالقاهرة وكان يقدمها أحياناً فأجاز لي بل سمع منه بأخرة بعض الطلبة، وكان خيراً صالحاً. مات بعد الثمانين تقريباً ودفن في ضريح جده بمنية القمص.
محمد بن أحمد بن عبد الرحمن بن علي بن أبي بكر بن أحمد نزيل الكرام الريمي الأصل المكي الماضي أخوه عمر وأبوهما. ممن سمع مني بمكة في المجاورة الثالثة ثم في التي تليها قرأ على القصيدة المنفرجة وسمع على غيرها. كان يحضر عند حنبلي مكة وله ذوق وبعض خبرة بالتجليد ونحوه؛ وزار المدينة مع أبويه في سنة أربع وتسعين وقبلها بانفراده.
محمد بن أحمد بن عبد الرحمن بن محمد بن أبي بكر بن علي بن يوسف الجمال الأنصاري المكي الشافعي ابن حفيد الجمال المصري وأخو علي وعمر المذكورين. ممن حفظ القرآن والمنهاج وغيره. ومولده سنة ثمان وأربعين وثمانمائة بمكة. ودخل القاهرة وزار المدينة ثم مات بمكة في ذي الحجة سنة اثنتين وثمانين. أرخه ابن فهد.
محمد بن أحمد بن عبد الرحمن الشمس الزرندي المدني الحنفي ابن أخت القاضي. ممن سمع مني بالمدينة.
 محمد بن أحمد بن عبد العزيز بن عبد الله بن الفضل العماد الهاشمي. شيخ الشيوخ بحلب، وليها بعد أبي الخير الميهني وباشر مدة وكان من بيوت الحلبيين وأحد أعيانها. مات في الكائنة العظمى مع اللنكية في الأسر سنة ثلاث. قاله شيخنا في إنبائه.
محمد بن أحمد بن عبد العزيز بن عثمان البدر أبو محمد الأنصاري الأبياري ثم القاهري الشافعي والد أحمد وعبد الرحمن وغيرهما ممن تقدم ويأتي وكذا مضى ذكر أبيه مع التعرض فيه لوفاة جده، ويعرف بابن الأمانة لقب جد أبيه. ولد كما بخطه والده في سادس صفر سنة ست وستين وسبعمائة بابيار ونشأ بها فحفظ القرآن ثم تفرس فيه أبوه النجابة فقدم به القاهرة وهو ابن عشر للاشتغال وسكنا بقاعة إمامة الصالحية النجمية وحفظ التنبيه والشاطبيتين وغيرهما وعرض على جماعة وأقبل على التحصيل فتفقه بالعز عبد العزيز بن عبد المحيي الأسيوطي ولازمه حتى أذن له بالإفتاء وذلك في سنة أربع وثمانين وكذا لازم البلقيني وابن الملقن في الفقه وغيره، ومما قرأه على أولهما فروع ابن الحداد وانتفع بالزين العراقي في الحديث وبالشمس الغماري والمحب بن هشام والمحب بن هشام في العربية وبسرجان المغربي الأكول في الفرائض وكذا أخذ الفرائض مع الحساب وطرف من الفقه أيضاً عن والده وبآخرين في الأصول، ومن شيوخه في الدراية بل والرواية أيضاً الصدر السويفي الشافعي والمجد إسماعيل الحنفي القاضي وقرأ عليه المقامات الحريرية في مجالس آخرها في سنة ثمان وثمانين وتلا للسبع على الفخر عثمان البلبيسي مع قراءته للشاطبيتين عليه وانتهى ذلك في رمضان سنة اثنتين وثمانمائة، وأذن له في الإقراء وكتب له الإجازة عنه الشرف عبد المنعم البغدادي الحنبلي وقال فيها إنه كان قد هذب نفسه بفنون المعارف وتفيأ من العلوم الشرعية كل ظل وارف واقتصر على الفتوى ونشر العلم فلم يكن له إلى سواهما باعث ولاعن حماة صارف، وبرع في العلوم والفضائل وشهد بفضائله الأفاضل والأماثل وناظر النظراء فكان أنظرهم وشارك في العلوم العلماء فكان أنضرهم وجمع إلى الفروع أصولاً وإلى المنقول معقولاً واجتهد فأثمر اجتهاده وعلق بمحبة العلم فؤاده وسمع مناقبه الشريفة ولمح هذه المراتب المنيفة وتحقق أن بساحة العلوم تلتقي أطراف معاني الفضائل وبفنائه تنتظم عقود مناصب الوسائل وأنه حجة الله العليا ومحجته العظمى وموروث النبوة ومنصب الرسالة قضاءً وحكماً وتيقن أن كتاب الله العزيز متنوع العلوم ومنشؤها ومفتاح الفوائد ومبدؤها بادر إلى طلب علومه مبادرة السيل الجاري وانقض إلى تحصيل فنونه انقضاض الكوكب الساري إلى آخر ما كتبه ووصفه بالشيخ الإمام العالم العلامة والبحر الفهامة فخر العلماء وصدر الفقهاء جمال المدرسين بقية المصدرين مفتى المسلمين. وأثنى عليه أبيه وجده وقال:

سقى الغمام ضريحاُ ضم أعظمهم

 

حتى تـقـلـده مـن دره دررا

ودبجت راحة الأنواء تربتـهـم

 

وأطلعت زهرها في أفقه زهرا

وشهد على المجيز بالإذن وكذا شهد عليه الزين عبد الرحمن الفارسكوري ووصفه بالشيخ الإمام العلامة مفيد الطالبين صدر المدرسين مفتي المسلمين بدر الدين. قال: وهو بحمد الله بذلك أي بالمداومة على الشغل والاشتغال حري وبحمل أعبائه ملي مع ما ضم إليه من فروع الفقه وأصوله والتفنن في منقوله ومعقوله حتى عد ذلك من حاصله ومحصوله فليحمد الله على هذه النعمة منتصباً لإفادة الطالبين بأعلى همة. والشمس الزراتيتي وقال إن الفخر كان يقول في الدرس:

نحن نستفيد من الشيخ بدر الدين وسمع الحديث على الجمال عبد الله الباجي والسراج الكومي وجويرية وابن أبي المجد التنوخي والهيثمي وطائفة، ومن مسموعة على الأول كتاب الأربعين لمحمد بن أسلم الطوسي وعلى الثاني الرسالة للشافعي ولم يزل يدأب حتى تقدم وناب في القضاء في سنة خمس وثمانمائة بعد أن وقع على الحكام بالصالحية مدة مع أنه عرض عليه النيابة قبلها فأبى إلى أن اتفق جلوس بعضهم مع نقصه فوقه محتجاً بكونه قاضياً فكان ذلك باعثاً له على القبول، وأضيف إليه قضاء الجيزة مدة وغيرها كالبرلس والقليوبية في أوقات مختلفة، وكذا ناب في تدريس الفقه بالشيخونية عن الشهاب بن المحمرة ثم استقل به في شعبان سنة ثلاث وثلاثين حين رام بعضهم الوثوب عليه وقد فيه سيما وقد أقام الشهاب على قضاء دمشق ولم يلبث أن جاء فما نازعه البدر في عوده له ودرس أيضاً الفقه بالتنكزية والمجدية والكهارية والحاكم مع التفسير به أيضاً والحديث بالمنصورية والمنكوتمرية وتصدر بجامع عمر وإلى غير ذلك، وحج قبل موته بقليل وتصدى للتدريس والإفتاء والأحكام وصار أحد الأعيان وحدث بالرسالة للشافعي وغيرها سمع عليه الأئمة؛ وأثنى عليه المقريزي في تاريخه وابن قاضي شهبة وسمى جده عبد الغني غلطاً وكان علامة بارعاً في الفقه وأصوله وغيرهما ذكياً متقناً لما يعلمه حسن المحاضرة والمذاكرة كثير الاستحضار لاسيما للفقه عارفاً بالأحكام وله نوادر لطيفة مع وقفة في لسانه تعيقه عن سرعة الكلام سيما في الأحكام والمباحث ورأيت من قال إنه كان يهزأ به من أجلها، وقد أثبت شيخنا اسمه فيمن سمع عليه في عشاريات الصحابة من أماليه ووصفه بالشيخ الإمام العلامة مفيد الجماعة ولما رغب له عن تدريس الحديث بالمنصورية وللشهاب بن المحمرة عن تدريس الفقه بالشيخونية وقال الناس: إنه لو عكس كان أولى، قال شيخنا: إنما أردت انتشار كفاءة كل من الرجلين فيما لم يشتهر به وناهيك بهذا من مثله. وقال في إنبائه أنه كان في آخر عمره كبير النواب مع قلة الشر وحسن المحاضرة والمذاكرة واستحضار كثير من أخبار القضاة الذين أدركهم وماجرياتهم ونوادر ظريفة؛ وأنجب أولاداً. مات فجأة في ليلة الثلاثاء سابع عشر شعبان سنة تسع وثلاثين بالقاهرة وشكوا في وفاته وكثرت في ذلك الأقاويل واضطربت فيه الآراء فأخر حتى دفن قرب ظهر يوم الأربعاء رحمه الله وإيانا؛ ومن نظمه في الجمال الاستادار مما أثبته بعضهم في ترجمته:

وقائلة هل في كافة مـصـرنـا

 

أمير به يعطى الجزيل ويعسـف

فقلت لها حقاً تقـولـين هـكـذا

 

وفيها جمال الدين ذو العقل يوسف

وأثبت في ترجمته في معجمي بعضاً من فوائده.
محمد بن أحمد بن عبد العزيز بن محمد بن عبد الرحمن بن أبي بكر العز بن الشهاب الجوجري الأصل القاهري الحنبلي سبط العز الحنبلي والماضي أبوه المعروف بأخي ابن هشام لأمه. ولد واستقر في جملة من جهات جده كتدريس الصالح ولم يجتهد أهله في إقرائه مع تردد غير واحد من الفقهاء له بحيث لم يتكامل له حفظ القرآن وربما قرأ عند القاضي البدر السعدي وحضر دروسه وزوجه ابنته فما أظنه أزال بكارتها وكانت محاربات حتى فارقها بعد سنتين وتزوج بابنة للشمس الفرنوي من أمة؛ وحج مع أبويه وجاور سنة ورجع في أول سنة أربع وتسعين فجلس مع الشهود عند الصالحية، وله فهم وتمهر.
محمد بن أحمد بن عبد العزيز الدمشقي الأصل المكي المولد والدار ابن أخت أحمد الدوري وشيخ الفراشين بها ووالد عمر ويلقب بيسق لكونه ولد في سنة إحدى أو اثنتين وثمانمائة أو ثلاث حين كان أمير آخور كبير بيسق متولي العمارة بها لما احترق المسجد الحرام بمكة، ونشأ بها وسمع على ابن الجزري تصنيفه المصعد الأحمد في ختم مسند أحمد ونزل له خاله أحمد بن عبد الله الدوري الفراش بالحرم الشريف عن وظيفة الفراشة قبل موته بقليل في سنة تسع عشرة فباشرها ثم ولي مشيخة الفراشين به وأمانة الزيت والشمع بعد موت نور الدين على ابن أحمد بن فرح الطبري مولاهم في شوال سنة ست وأربعين، واستمر حتى مات في ربيع الآخر سنة خمس وستين بمكة، وخلفه ولده المذكور.
محمد بن أحمد بن عبد الغني بن الأمانة، صواب جده عبد العزيز. مضى قريباً.
 محمد بن أحمد بن عبد الغني البدر بن الشهاب بن الفخر بن أبي الفرج سبط الشرفي يحيى ابن بنت الملكي والماضي أبوه وجده. ولد في جمادى الأولى سنة ثلاث وخمسين وثمانمائة ببيتهم جوار الفخرية، ونشأ في كفالة أمه فقرأ القرآن عند الزين عبد الدائم الأزهري ثم الفقيه هرون التتائي وقرأ عند الجلال البكري في المنهاج وغالب الأذكار وحضر دروسه وكذا دروس الجوجري وسمع على الشاوي وغيره واستقر في إمامة مدرستهم وقراءة الحديث والتصوف بها عقب الجلال القمصي، وحج مع أمه في الرجبية سنة إحدى وسبعين فقدرت منيتها بمكة؛ وصاهر الشرفي الأنصاري وكان زوج أمه على ابنته وسافر معه إلى الشام وزار بيت المقدس حينئذ، ثم حج في سنة سبع وتسعين في البحر وجاور التي تليها واجتمع بي فيها، ولا بأس به سمعت الثناء عليه من جماعة ثم قرأ علي الأذكار وسمع الموطأ والختم من صحيح مسلم مع مؤلفي في ختمه ومن لفظي المسلسل وقطعة من أول ترجمة النووي تأليفي وتناولها مني ومسلماً وغير ذلك، وأجزت له وكذا سمع على المجالسة للدينوري والأدب المفرد للبخاري وجملة؛ ورجع في موسم سنة ثمان وتسعين ونعم الرجل. محمد بن أحمد بن عبد القادر بن أبي العباس ابن عبد المعطي الجلال أبو السعادات بن الشهاب المحيوي الأنصاري المالكي ممن قرأ علي بمكة. وهو بكنيته أشهر يأتي هناك.
محمد بن أحمد بن عبد القادر أكمل الدين أبو الفضل بن الشهاب بن المحيوي القاهري الشارعي الحنفي نزيل الجيعانية بالبركة وابن أخي عبد اللطيف الماضي ويعرف كسلفه بابن عثمان. ممن اشتغل في فنون عند التقي الحصني وغيره وفهم قليلاً وانجمع بمنزله في الجيعانية بالبركة كعمه وتردد لي أحياناً مع أدب كثير ونيابة عن الحنفية في العقود وإلمام بالمزارات كسلفه.
محمد بن أحمد بن عبد اللطيف بن محمد بن يوسف الأنصاري الزرندي المدني أخو عبد الله الماضي. سمع على الزين المراغي.
محمد بن أحمد بن عبد الله بن أحمد بن عبد الله بن إسماعيل بن سليمان النجم أبو الفضل بن الشهاب بن الجمال أبي اليمن القلقشندي القاهري الشافعي الماضي أبوه سبط عبد الله الغماري خليفة أبي العباس البصير ويعرف بابن أبي غدة - بضم المعجمة ثم مهملة مشددة - وبالنجم القلقشندي. ولد في ربيع الأول سنة سبع وتسعين وسبعمائة كما قرأته بخطه ولكن مقتضى وصفه في ربيع الآخر سنة تسع وتسعين بكونه في الرابعة أن يكون قبل ذلك إما في سنة ست أو خمس بالقاهرة. ونشأ بها فحفظ القرآن والعمدة والمنهاج الفرعي وألفية ابن ملك وعرض على العز بن جماعة والجلال البلقيني والولي العراقي وابن النقاش ونحوهم وأحضر قبل ذلك الصحيح على ابن أبي المجد وختمه على التنوخي والعراقي والهيثمي وتفقه بأبيه وبالشرف عيسى الأقفهسي الشافعي وقرأ في الفرائض على الشمس الشطنوفي وعليه وعلى أبيه قرأ في النحو وتعانى النظم وخمس البردة بما كتبه بعض الفضلاء عنه، وحدث باليسير سمعت عليه، وناب في القضاء عن الجلال البلقيني والولي في البلاد التي كانت باسم أبيه ثم عن العلمي وشيخنا بالقاهرة أيضاً، وباشر الأحباس التوقيع للأمراء، وحج في سنة أربع وأربعين وسافر قبل ذلك إلى آمد في عسكر الأشرف ودخل إسكندرية وغيرها وكان ساكناً مات غريقاً ببحر النيل في ربيع الأول سنة ست وسبعين رحمه الله ومما كتبته من نظمه في الحلاوي المحتسب:

لما غدا الناس في غلاء

 

وأعوزوا الخبز للتداوي

وعالجوا منه مر الصبر

 

أتاهم الله بالـحـلاوي

محمد بن أحمد بن عبد الله بن أحمد بن محمد بن محمد بن محمد بن يوسف بن قاضي القضاة الشمس محمد الجلال بن الشهاب القزويني القاهري الحنفي ويعرف بالقزويني. ولد في سنة سبع وثمانين وسبعمائة بالقاهرة ونشأ بها فحفظ القرآن عند الشهاب النبراوي والمختار في الفقه وعرضه في سنة اثنتين وثمانمائة على الكمال الدميري وأجاز له بل سمع على الشرف ابن الكويك والجمال الحنبلي والفوي وأخذ في الفقه عن الأمين الطرابلسي وقارى الهداية؛ وحج وتكسب بالشهادة وتميز في التوقيع والشروط وانتفع في ذلك بأخيه وباشر النقابة عند الجمال الأقفهسي المالكي من سنة سبع عشرة إلى أن مات ثم عند البساطي مدة وكذا باشر عند غيره بل وباشر أيضاً كتابة الوصولات بالخشابية وكان رغب عنها في وقت لعجزه عن المجيء لباب الناظر يوم النفقة فأنه أقعد زمناً طويلاً فامتنع الناظر من الإمضاء لكونه لم يمكنه من غير كتابة أسماء الطلبة وقد لا يوافق المنزول له في الاقتصار على ذلك وسمح له الناظر حينئذ بالإقامة ببيته فصار أكثر الطلبة يتوجه إليه لأخذ وصوله ولم يلبث أن مات الناظر فرغب عنها حينئذ ثم مات عن قرب وذلك في العشر الثاني من ربيع الثاني سنة ثلاث وسبعين، وكان إنساناً ساكناً محتشماً وجيهاً باشر النقابة أبوه عند الجلال البلقيني وأخوه عند البدر العيني وحدث هذا باليسير أخذ عنه بعض الطلبة وأجاز لي رحمه الله.
محمد بن أحمد بن عبد الله بن أحمد الطبيب الفاضل شمس الدين بن الصغير بالتصغير وسمى شيخنا في الأنباء والده محمداً أيضاً. ولد في منتصف جمادى الأولى سنة خمس وأربعين وسبعمائة بمكة وكان أبوه فراشاً فمال إلى الطب وحفظ الموجز لابن نفيس وشرحه وتصرف في معالجة المرضى وصحب البهاء الكازروني وغيره من المتصوفة فمهر وتعلق بالزكي الخروبي التاجر وجاور معه بمكة فأجزل له من المال بحيث إنه دفع له مرة في مجاورته معه ألف مثقال ذهب هرجه دفعة. ذكره المقريزي في عقوده وقال: كان يتردد إلي كثيراً وله ثروة وحسن شكالة. مات بعد مرض طويل في عاشر شوال سنة ثلاث وعشرين؛ ثم ساق عنه أشياء جملتها أنه رأى في مباشرته المرستان شاباً حسن الهيئة جميل الصورة غل في عنقه بسلسلة فقال له: ما حالك فأنشده:

يعاندي دهـري كـأنـي عـدوه

 

وفي كل يوم بالكريهة يلقـانـي

فأن رمت شيئاً جاءني منه ضـده

 

وإن راق لي يوماً تكدر في الثاني

وهو في الأنباء لشيخنا فسمى والده محمداً أيضاً وقال الشهير والده بالصغير. كان حسن الشكالة ذا مروءة، وفي الدرر محمد بن محمد بن عبد الله بن صغير ناصر الدين طبيب أيضاً ابن طبيب. مات سنة تسع وأربعين وسبعمائة وهو والد هذا ويكون قد سقط منه محمد الثالث ويحتمل أن يكون أخاً لهذا ويحتمل أن يكون غيره وهو الظاهر فصغير هنا بالتكبير وفي المترجم بالتصغير.
محمد بن أحمد بن عبد الله بن بدر بن مفرج بن بدر بن عثمان بن جابر رضى الدين أبو البركات بن الشهاب أبي نعيم العامري الغزي ثم الدمشقي الشافعي الماضي أبوه ووالد إبراهيم ورضي الدين ويعرف بالرضى بن الغزي. ولد في رمضان سنة إحدى عشرة وثمانمائة بدمشق ونشأ فيها فحفظ القرآن والمنهاج وغيرهما وأخذ عن والتقي بن قاضي شهبة وقدم القاهرة فأخذ عن شيخنا بقراءتي وغيرها وناب في القضاء بدمشق وصار بأخرة أحد أعيان الشافعية بها وأخذ عنه الطلبة وأفتى ودرس وعمل كتاباً سماه بهجة الناظرين إلى تراجم المتأخرين من الشافعية المعتبرين أوقفني عليه بدمشق وسيرة للظاهر جقمق وقد رأيت شيخنا ينتقي منها، وكان جيد الاستحضار مع سرعة حركة ونوع خفة. مات في يوم الخميس مستهل ربيع الأول سنة أربع وستين وصلي عليه عقب الظهر بجامع دمشق ثم بجامع تنكز ودفن بمقبرة الصوفية عند رجلي الشهاب بن نشوان بوصية منه رحمهما الله وإيانا.
 محمد بن أحمد بن عبد الله بن رمضان الشمس أبو النجا وأبو المعالي بن الشهاب القاهري الشافعي ويعرف بالمخلصي. ولد تقريباً سنة خمس وخمسين وثمانمائة بالقاهرة ونشأ بها في كنف أبويه فحفظ القرآن والشاطبية والعمدة والمنهاجين الفرعي والأصلي وألفية النحو وعرض في سنة ثمان أو تسع وستين على الجلالين ابن الملقن والبكري والعبادي والبامي وابن أسد والفخر بن السيوطي وعثمان المقسي والبهاء المشهدي وأمام الكاملية والمحيوي الطوخي وخطيب مكة أبي الفضل والصلاح المكيني والولوي الأسيوطي والزين زكريا والنجم يحيى بن حجى والشرف ابن الجيعان والبقاعي والتقي القلقشندي والديمي وسبط شيخنا ومحمد بن قاسم الطنبذاوي وكاتبه الشافعيين والتقي الشمني والأمين الأقصرائي وابن قاسم والبرهان ابن الديري والمحب بن الشحنة الحنفيين واللقاني وعبد الغفار والنور بن التنسي المالكيين والعز الكناني والنور الشيشيني الحنبليين وأجازوه في آخرين وتلا للسبع إفراداً ثم جمعاً على الزين الهيثمي وقرأ عليه الشاطبية حفظاً وجمعاً على الشمس ابن الحمصاني ولنافع وحمزة والكسائي وأبي عمرو ثم للعشر جمعاً إلى "قول معروف" من البقرة على الزين جعفر السنهوري وأذنوا له وشهد على الأخير في المحرم سنة اثنتين وتسعين زكريا وكذا هو والشمس الجوجري وعبد الغني الفارقي على الأول وعمر النشار وزكريا بن حسن الطولوني والجلال بن السيوطي على الثاني واعتنى بالرواية فقرأ أو سمع على الجلال القمصي الكثير ومن ذلك البخاري ومسند الشافعي وسننه والشفا وسيرة ابن سيد الناس وألفية العراقي وجمع الجوامع لابن السبكي بل قرأ عليه بعض شرح المنهاج للدميري بقراءته لبعضه على مؤلفه وعلى الزكي المناوي والملتوتي وهاجر ونشوان، ومما سمعه عليها فضل الخيل للدمياطي بقراءة أبي الطيب النقاوسي وعلى التي قبلها الرسالة للشافعي بقراءة عبد الحق السنباطي وعليها وعلى التي قبلها جزء أبي الجهم وعلى الزكي بعض ابن ماجة وأبي داود بل سمع على الشمني العمدة وقطعة من شرحه لنظم النخبة ومن لفظه المسلسل ولازم الديمي في قراءة أشياء كالصحيحين وأربعي النووي واشتغل في الفقه وأصوله والعربية والفرائض والحساب وغيرها وممن لازم في الفقه البدر حسن الأعرج وحضر قليلاً عند ابن هاشم وزكريا ولازم الكمال بن أبي شريف سنين عديدة حتى أخذ عنه المنهاج الأصلي وشرح جمع الجوامع للمحلي ما بين سماع وقراءة لكليهما وأذن له في إفادتهما بل وإفادة فن الأصول وأنه لازمه في الفقه والبخاري وغير ذلك وشهد له بأنه شارك في المباحثة الفقهية مشاركة جيدة دلت على طول الممارسة وإجادة المدارسة وأذن له في الإقراء من كتب الفقه ما تحرر وتقرر لديه أيضاً في سنة تسعين ومن شيوخه في العربية خالد الوقاد وفي الفرائض والحساب الزين عبد القادر بن شعبان والبدر المارداني وشارك في الفضائل، وتنزل في الجهات كالمؤيدية، ولم ينفك عن الاشتغال على طريقة جميلة مرضية حتى مات في ربيع الثاني سنة ست وتسعين في حياة أبويه ودفن بتربة فيروز النوروزي لكونه كان أحد صوفيتها بل فقيهاً لبني خشكلدي أحد عتقاء الواقف.
محمد بن أحمد بن عبد الله بن عبد الرحمن بن عبد القادر القاضي شمس الدين أبو عبد الله الدفري الأصل القاهري المالكي والد إبراهيم الماضي وابن أخت علم الدين وجمال الدين البساطيين ولذا قرأت بخطه سبط عدي بن حاتم ويعرف بالدفري. قال شيخنا:

إنه ولد سنة بضع وستين وسبعمائة وتفقه وأحب الحديث فسمعه وطاف على الشيوخ وسمع معنا كثيراً وكان حسن المحاضرة جيد الاستحضار درس بالناصرية الحسنية وغيرها مع قلة الحظ ووصفه في عرض ولده بالشيخ الإمام العلامة أقضى القضاة، بل رأيت الولي العراقي أثبته في سامعي أماليه ووصفه بالعلامة ابن أقضى القضاة وكذا درس بأم السلطان وولي بعد أبيه إفتاء دار العدل وبرغبة التاج أحمد بن علي بن إسماعيل مشيخة القمحية والنظر إليها ثم مشيخة الشيخ عبد الله الجبرتي بالقرافة وآل إليه النظر في تربة مقدم المماليك مختار الحسامي بالقرافة أيضاً، وناب في الحكم ثم ترك، وحج وزار بيت المقدس ودخل دمياط، وحدث بالبخاري سمعه عليه الشمس الجلالي خازن المحمودية ومدرس الألجيهية وكان ممن قام على بعض معتقدي ابن عربي واستكثر من الاستفتاء في ذلك وخاشن الشمس البساطي لامتناعه من الكتابة بتفكيره معللاً ذلك بانتقاله إلى الآخرة ونحو هذا واستمر الدفري قائماً في ذلك مبايناً للبساطي حتى مات. وكانت وفاته في ليلة الثلاثاء العشرين من جمادى الأولى سنة ثمان وعشرين ودفن عند أبيه بالقرب من الطويلية وأبوه ممن توفي في آخر ذلك القرن؛ ولم يزد شيخنا في أنبائه في نسبه على اسم أبيه ولما ترجم أباه في الأنباء أيضاً سمى والده محمداً والصواب ما قدمته وكذا رأيته بخط صاحب الترجمة وولده إبراهيم، وقد تزوج صاحبنا البهاء المشهدي ابنته بعد موته وأنجبها أولاداً أمثلهم الفاضل بدر الدين محمد.
محمد بن أحمد بن عبد الله بن عبد القادر بن عبد الحق القطب أبو الخير بن النور الأبرقوهي الطاووسي الشافعي الماضي أبوه. أخذ عن أبيه الصرف الفارسي للعلامة الجرجاني ومقدمتي ابن الحاجب الكافية مع ما كتبه عليها والشافية مع شرحها للنيسابوري وبعض الحاوي مع حله وبحث في ذلك ودقق مع حفظه لمتونها وأذن له أبوه في الإفتاء وألبسه الخرقة وأذن له في إلباسها وذلك في سنة خمسين. ومات صاحب الترجمة بعد ذلك في حياة أبيه. ورأيت السيد العلاء ابن عفيف الدين يثني عليه ويتأسف على فقده رحمه الله وإيانا.
محمد بن أحمد بن عبد الله بن قديدار. يأتي بدون قديدار.
محمد بن أحمد بن عبد الله بن محمد بن إبراهيم البلقيني الأصل المكي الشاذلي صهر علي بن الجمال المصري. ممن كان يحفظ القرآن ويؤم بقرية سولة من وادي نخلة ويتبرك به فيها بل يحسنون إليه بالزكاة وغيرها. مات بمكة في شوال سنة سبع وستين. أرخه ابن فهد.
محمد بن أحمد بن عبد الله بن محمد بن علي اليمني الأصل المكي. له ذكر في أبيه وأنه مات بمكة في سنة سبع عشرة.
محمد بن أحمد بن عبد الله بن محمد بن عيسى التقي بن الولوي بن الجمال الزيتوني الأصل القاهري الشافعي سبط كريم الدين الهيثمي الماضي وكذا أبوه وجده ويعرف كهما بابن الزيتوني. ولد كما قاله لي في رجب سنة أربع وأربعين وثمانمائة ونشأ في كنف أبويه فحفظ القرآن وكتباً منها البهجة فيما أظن وأسمعه أبوه على شيخنا وغيره وأخذ الفقه عن الشرف المناوي وغيره؛ وناب في القضاء وجلس بحانوت باب الشعرية وشرع في عمارة دار تجاه جامع الطواشي فما نهض لإكمالها مع استدانته لها ولغيرها وإتلافه على أبويه الكثير ولم يحصل على طائل سيما بعد موتهما بحيث سافر لدمشق فراراً من الديون فقطنها يشهد أو يقضي وليس بالمرضي.
محمد بن أحمد بن عبد الله بن محمد الشمس بن أبي العباس المجدلي النابلسي المولد المقدسي الشافعي الماضي أبوه وعمه خليل ويعرف بابن أبي العباس. ولد في سلخ ربيع الآخر سنة ثمان وثلاثين وثمانمائة بنابلس وانتقل منها إلى القاهرة مع أبيه فحفظ القرآن والمنهاج وجمع الجوامع وألفية النحو وعرض واشتغل عند الشهاب الخواص وغيره وسمع على جماعة وهو ذكي متزيد كتبت عنه قوله في علمي مليح:

رام العذول سلوى عنه قلـت لـه

 

أقصر ملامك إن السمع في صمم

كيف السبيل إلى السلوان عنه وقد

 

أضحى غرامي به نار على علـم

ولقيني بمكة سنة أربع وتسعين وكأنه عزم على المجاورة ثم إنه جاور في سنتي ثمان وتسع وتسعين؛ ومات عمه في أثنائهما وربما حضر عند الشيخ عبد المعطي المغربي.
 محمد بن أحمد بن عبد الله - وقال شيخنا في أنبائه محمد بن موسى والأول أصح - الشمس الشافعي والد إبراهيم الماضي ويعرف بابن قديدار. ولد سنة اثنتين وخمسين وسبعمائة تقريباً فإنه قال: كنت في فتنة بيبغاروس رضيعاً، وقرأ القرآن في صغره والعمدة والمنهاج وألفية النحو وعرض على جماعة وتلا بالسبع على ابن اللبان وغيره وصحب أبا بكر الموصلي وقطب الدين وغيرهما وتفقه لكن غلب عليه التصوف وأقبل على العبادة فاشتهر بالصلاح من بعد سنة تسعين حتى إن تمر لما قرب من دمشق أرسل إليه هو وجماعته بالأمر من حماة فلم يصبهم مكروه وكذا كان يكاتب الفرنج في مصالح المسلمين فلا يخالفونه غالباً، وكانت له عند المؤيد وهو نائب الشام منزلة كبيرة بحيث بعث به مع الشهاب به حجي في الرسالة إلى الناصر وبنى له بدمشق زاوية وسكنها حتى مات وصارت كلمته نافذة وله أتبلع ومريدون ومحبة في قلوب العامة والخاصة وهو مع هذا لين الجانب حسن الخلق كثير العبادة جيد البزة شجي الصوت؛ وقد قدم مصر في سنة ثمان وثمانمائة رسولاً من شيخ إلى الناصر. قال شيخنا في معجمه: وكانت بيننا مودة؛ مات بدمشق بعد ضعف بدنه وثقله في ليلة عيد شوال سنة ست وثلاثين، ودفن يوم العيد وكانت جنازته مشهودة تقدم العلاء البخاري ودفن على والده بخشخاشة بمقبرة باب الصغير إلى جانب قبة معاوية وصلي عليه بحلب وغيرها صلاة الغائب. وقال بعضهم إنه كان يكثر التردد لساحل بيروت للرباط وبنى له زاوية هناك وعمل بها عدة للسلاح كثيرة ولم يكن يبقى على شيء بل مهما حصل له أنفقه على مريديه وأتباعه. وقدم القاهرة أيضاً في سنة ثلاث وعشرين لتعزية المؤيد في ولده إبراهيم، ونزل في قاعة الخطابة بالباسطية وأما في المرة الأولى فنزل هو ورفيقه الشهاب بن حجي بمدرسة البلقيني ثم بمدرسة المحلي على شاطئ النيل وحصل له في آخر عمره ضعف في بدنه وثقل في سمعه والثناء عليه كثير، وكان ديناً خيراً محباً في العلم وأهله كثير التواضع والمرابطة ببيروت وبنى بها زاوية ووقف بها عدداً للحرب ونعم الرجل وهو ممن في عقود المقريزي رحمه الله وإيانا.
محمد بن أحمد بن عبد الله القاضي جمال الدين أبا حميش قاضي عدن. أخذ عنه فقهاء عدن كالفقيه موفق الدين علي بن عمر بن عفيف الحضرمي والقاضي تقي الدين عمر بن محمد اليافعي وغيرهما. ومولده بغيل أبي وزير من الشجر سنة ثمان وتسعين وسبعمائة وتولى قضاء عدن من قبل علي بن طاهر. ومات وهو على القضاء في رمضان سنة إحدى وستين وانتفع به كثير من الفقهاء كالفقيهين محمد أبا الفضل وعبد الله أبا مخرمة من تلك الناحية وشرح الحاوي شرحاً حسناً مبسوطاً بيض ثلثه الأول ومات عن باقيه مسودة ينتفع بها كالانتفاع بالمبيضة وإن كان في تلك زيارات كثيرة. كتب إلي بذلك حمزة الناشري، وهو ممن أخذ عنه.
محمد بن أحمد بن عبد الله الشمس القزويني ثم المصري؛ وسمى شيخنا في معجمه جده محمداً وهو الصواب وسيأتي.
محمد بن أحمد بن عبد الله ناصر الدين الدمشقي النشنوي المؤذن بجامع المارداني بالمزة ويعرف بابن الحكار. ولد في شعبان سنة إحدى وستين وسبعمائة، أجاز لي في سنة خمسين من دمشق وزعم البرهان العجلوني أنه سمع على ابن أميلة وكذا قال ابن أبي عذيبة وأنه تأخر إلى بعد الخمسين وليسا بمعتمدين.
محمد بن أحمد بن عبد الله الأنصاري الأندلسي التونسي المغربي المالكي ويعرف بالشرفي - بفتح المعجمة والمهملة بعدها فاء نسبة لبلدة بالأندلس تسمى الشرف. ولد في سنة عشر - وبخطي في موضع آخر عشرين - وثمانمائة بتونس وحفظ القرآن لورش وبعض ابن الحاجب الفرعي وبحث فيه على إبراهيم الأخضري ومحمد القفصي الشابي وآخرين وفي النحو على ثانيهما وأبي عبد الله القرشي وعليه في المعاني والبيان وعلى الثاني في العروض وخدم أحمد بن عروس أبا السرائر المجذوب فعادت عليه بركته، وقدم القاهرة سنة تسع وأربعين حاجاً فلقيته في جماعة بالميدان فكتبت عنه من نظمه قصيدة أولها:

قف بالمعالم بين البان والـعـلـم

 

ولا تعج عن حمى سلمى وذي سلم

واحبس قلوصك بالروحاء مـتـئداً

 

هناك قلبي بين الهضـب والأكـم

وإن أتيت إلى وادي العقيق فقـف

 

أذرى عقيق دموعي فيه كـالـديم

وأبياتاً مدح بها شيخنا أثبتها في الجواهر.
 محمد بن أحمد بن عبد الله الحبيشي المدني المادح أبوه أخو عبد الرحمن الماضي، ممن سمع مني بالمدينة.
محمد بن أحمد بن عبد الله الشاذلي الذيبي. ممن سمع مني بالقاهرة.
محمد بن أحمد بن عبد الله النحريري أخو عبد الغني الماضي كذلك.
محمد بن أحمد بن عبد الله. فيمن جده صدقة.
محمد بن أحمد بن عبد الملك بن أبي بكر الموصلي الدمشقي الشافعي. استقر في مشيخة زاوية الأمين الأخصاصي بعد أخيه الشهاب برغبة منه وهو شاب جميل الطريقة من بيت مشيخة، ممن يشتغل ويحفظ المنهاج وأبوه شيخ زاوية الموصلي وهما في الأحياء.
محمد بن أحمد بن عبد الملك الشمس الدميري ثم القاهري المالكي ناظر البيمارستان ومفتي دار العدل. ولي الحسبة مراراً أولها في أيام الأشرف شعبان وكذا ولي نظر الأحباس وقضاء العسكر مع نقص بضاعته ولكنه كان عارفاً بالمباشرة وحصل في المرستان مالاً كثيراً جداً وفره مما كان غيره يصرفه في وجوه البر وغيرها فاتفق أن الناصر أخذ منه في بعض التجاريد جملة مستكثرة. مات في رمضان سنة ثلاث عشرة. ذكره شيخنا في إنبائه وقد زاد عليه في صنيعه في البيمارستان الولوي السفطي كما سيأتي.
محمد بن أحمد بن عبد المهدي الجمال الصيرفي المكي شيخ القوافل إلى المدينة النبوية ويقال له ابن مهدي. سمعت من يذكره ببر وإحسان لمن يكون معه وتحمل لكثير من الكلف التي يتوجه إليهم أهل الدرب فيها غير مقتصر على هذا في سفره بل يتحف كل من قدم مكة من الفقراء بعد الزيارة إما بالإطعام أو غيره. مات بمكة في ليلة الثلاثاء مستهل رجب سنة ثمان وثمانين بعد أن افتقر رحمه الله وعفا عنه.
محمد بن أحمد بن عبد النور بن أحمد بن أحمد الصدر أبو الفضل بن البهاء أبي الفتح الخزرجي الأنصاري المهلبي الفيومي ثم القاهري الشافعي سبط الحسام أبي عذبة قاضي الفيوم والمذكور بكرامات بحيث يزار ضريحه هناك ووالد البدر محمد الآتي والماضي أبوه ويعرف بخطيب الفخرية وأبوه بكنيته. ولد على رأس القرن تقريباً وحفظ القرآن والعمدة وألفية النحو وعرض على جماعة وأخذ عن الولي العراقي وشيخنا ولازمهما في الأمالي وكذا أخذ عن الجلال البلقيني وأخيه العلم والمجد البرماوي وقريبه الشمس والشمس الغراقي وابن المجدي وغيرهم وبرع في العربية وغيرها من النقلي والعقلي حتى الميزان بحيث كان المحلي يلومه على عدم تصديه للإقراء وربما كان يراجعه بعض الفضلاء فيما يشكل عليه فيحققه ويقول: هذا شيء تركناه لكم، وأدمن النظر في الروضة والمهمات والشرح الكبير لابن الملقن على المنهاج وغالبه بخطه وخط أبيه وشرح مسلم للنووي والعمدة لابن دقيق العيد وتفسير البغوي وشرح الألفية لابن أم قاسم وتوضيحها لابن هشام مع المغني له والتسهيل وغيرها وكان خيراً متعبداً منجمعاً عن الناس متحرياً في مأكله وطهارته استقر في خطابة الفخرية ابن أبي الفرج بعد بعض بني أبي وفا بتقرير عبد القادر ابن الواقف، وكان زائد الاعتقاد فيه وفي إمامة الفخرية القديمة تلقاها عن والده، وتنزل في غيرهما من الجهات، أثنى عليه ولده فيما كتبه لي بخطه وأنه لم ير مثله وطريقه. مات في جمادى الثانية سنة سبعين ودفن بالقرافة بجوار الشيخ محمد الكيزاني؛ وحج عنه بعد موته رحمه الله وإيانا.
محمد بن أحمد بن عبد الواحد بن محمد بن الشيخ عبد السلام الشمس أبو عبد الله بن أبي العباس القليبي، حج في سنة تسع وثمانمائة وكتب عنه شيخنا أبو النعيم من نظمه بحضرة الشيخ يوسف الصفي وجماعة:

ياخيرة الله من كل الأنـام ومـن

 

له على الرسل والأملاك مقدار

رزحي الفداء لأرض قد ثويت بها

 

بطيب مثواك طاب الكون والدار

إني ظلوم انفسي في اتباع هـوى

 

وقد تعاظمـنـي ذنـب وأوزار

في أبيات أنشدها تجاه النبي صلى الله عليه وسلم بالحجرة الشريفة.
 محمد بن أحمد بن عبد الوهاب الشمس أبو عبد الله البرلسي التاجر ويعرف بابن وهيب، ممن صحب الشهاب بن الأقيطع وأبا العباس بن الغمري؛ وحج هو وإياه في موسم سنة ثلاث وتسعين وجاور التي تليها فلازمني وسمع مني أشياء بل أحضر ولده علي وأسمع ابن أخيه محمد بن عبد الرحمن وكتبت له كراسة واستمر بمكة بعدي حتى عاد في البحر في أول سنة ست وتسعين، ولم يلبث أن رجع في البحر أيضاً ولقيني في موسمها وبعده صرف الله عنه من يؤذيه.
آخر الجزء السادس؛ ويتلوه الجزء السابع، أوله: محمد بن أحمد بن عثمان //بسم الله الرحمن الرحيم محمد بن أحمد بن عثمان بن خلد شمس الدين الأشموني الأصل القاهري المديني المالكي ويعرف بابن الموله. ولد في جمادى الأولى سنة سبع وخمسين وثمانمائة وحفظ القرآن والشاطبيتين والرسالة والمختصر الفرعيين والكثير من شرح ثانيمهما للبساطي وجميع المنهاج الأصلي وأخذ الفقه عن نور الدين التنسى والعلمى والمنهوري واللقاني وداوود شخص شرح الرسالة وكان في رواق الجبرت ولأصول عن الفخر عثمان المقسى والعربية وغيرها عن الزين الأبناسي والمنطق عن العلاء الحصني وكذا قرأ على خاله النور الكلبشي وابن قاسم في آخرين، ولا زمنى في الرواية والدراية وكتب بعض تصانيفى، وتميز في الفضائل وتكسب بالشهادة ثم ناب في القضاء عن اللقاني ثم ابن تقي،وجلس في بولاق وبباب قاضية عند المشهد النفيسي أياماً لوثوقه به وشكرت سيرته ، وشرع في نظم المختصر وسرد بحضرتي الكثير منه، وحج في سنة تسع وثمانين لا بأس به.
محمد بن أحمد بن عثمان بن خلف بن عثمان المحب البهوتى بالضم القاهري الشافعي السعودي نسبة لطريقة الفقراء السعودية ويعرف بالبهوتي. ولد سنة ست وسبعين وسبعمائة بالقاهرة ونشأ بها فحفظ القرآن وتلاه لأبى عمر وعلى النور على السفطى - بالفاء - الضرير وعرض العمدة والمنهاج وألفية ابن ملك على البلقيني وابن الملقن والأبناسي والعراقي بل سمع عليه وعلى غيره واشتغل في الفقه على شمس الغراقى وحضر في النحو عند الشهاب الخواص؛ وحج في سنة خمس وثمانمائة، ودخل دمياط وغيرها وأجاز له عائشة ابنة ابن عبد الهادي وخلق باستدعاء الزين رضوان ووصفه بأحد القراء بالخانقاه الناصرية المستجدة بالصحراء وتكسب بالشهادة في حانوت الجزازين أجازلى. ومات في ذي الحجة سنة أربع أو المحرم سنة خمس وخمسين رحمه الله .
محمد بن أحمد بن عثمان بن عبد الله بن سليمان بن عمر بن الشيخ محمد صاحب الخضر المشهور قبره بالقرافة ابن سيدي أبي العباس الحراز العز التكروري الأصل القرافى القاهري المالكي الكتبي ويعرف بالعز التكروري وربما كان يقال له قديماً الغاني نسبة إلى لغانة مدينة بالتكرور. ولد في أوائل سنة أحدى وتسعين وسبعمائة بالقرافة الكبرى وحفظ القرآن وتلا به لأبي عمر وعلى الزراتيتي والعمدة والرسالة وألفيه ابن ملك وعرضها على جماعة لم يجز منهم غير التلواني وأخذ الفقه عن الشهاب الصنهاجى والشمس بن عمار والنحو والعروض وعلم الغبار عن ناصر الدين البارنبارى والفرائض عن الشمس الغراقي. وحج سنة تسع عشرة وبعدها وكتب على الشمس والوسيمى واسناد الزين عبد الرحمن بن الصائغ فأجاد وصار له خط حلو جداً متقن قال وقلت في حال كتابتي عليه وعمري إذ ذاك دون العشرين في مليح ناسخ وأشرت إلى قلم الأشعار وقلم المحقق والريحان والغبار:

لما شغفت بناسـخ نـاديتـه

 

في ميم ثغرك تنشد الأشعار

نادى قلام الخد قلت محققـا

 

ريحان خدك ما عليه غبار

وشارك في الفضائل وله نوادر وأخبار ظريفة، وتنزل في الجهات وسمع على التنوخي أشياء منها جزء أبى الجهم وأجاز له أبو هريرة بن الذهبي وأبو الخير بن العلائي وجماعة ونبهنا عليه العلاء القلقشندي وكان يجلس عنده في سوق الكتب وأخذ عن التقى بن حجة شرح البديعية له وكتب بخطه منه عدة نسخ وتعانى النظم وتقدم في صناعة الكتب بحسب الوقت وصار في سوقه عين الجماعة وراج أمره بسببها ولزم الكمال بن البارزي والجمال ناظر الخاص فأثرى وجرت على يديه من قبلهما مبرات كل ذلك مع الديانة والأمانة والتواضع والعقل والتودد والخبرة بالزمان وحسن الصمت وملازمة التلاوة والعبادة وقد حدث باليسير أخذت عنه أشياء وكتبت عنه قوله:

سكنت القلب يا رحمة

 

وبى من عذلى غمه

فان لاموا فـلا بـدع

 

فما في قلبهم رحمه

مات في جمادى الأولى سنة سبع وخمسين وصلى عليه بمصلى باب النصر ثم دفن في الصحراء، وكان صديقاً للبدر البغدادي القاضي قلم يتم بعده شهراً رحمه الله وإيانا.
محمد بن أحمد بن الفقيه عثمان بن عمر بن عمران الدمشقي الصالحى الحنبلي ويعرف بشقير. ولد سنة خمس وسبعين وسبعمائة تقريباً وذكر أنه سمع بجامع بني أمية المحب الصامت وابن السراج فاستجازه صاحبنا ابن فهد مات في.
محمد بن أحمد بن عثمان بن عمر أبو عبد الله التونسي المالكي نزيل الحرمين ويعرف بالوانوغى بتشديد النون المضمومة وسكون الواوا وبعدها معجمة. ولد ظنا في سنة تسع وخمسين وسبعمائة بتونس ونشأ بها فسمع من مسندها ومقرئها وأبي الحسن بن أبي العباس البطرنى خاتمة أصحاب ابن الزبير بالإجازة ومن ابن عرفة وانتفع به في الفقه والتفسير والأصلين والمنطق وعلوم الحساب والهندسة وعن أبي العباس القصار عدة كتب في العربية وعن آخرين واعتنى بالعلم وأتم عناية وكان عارفاً بالتفسير والأصلين والمنطق والعربية والفرائض والحساب والجبر والمقابلة وغيرها وأما الفقه فمعرفته به دون معرفته بها مع حسن الإيراد للتدريس والفتوى والاستحضار لنكت طريفة وأشعار لطيفة وطراوة نغمة في إنشادها ومروءة تامة ولطف عشرة وكونه لشدة ذكائه وسرعة فهمه إذا رأى شيئاً وعاه وقرره وإن لم تسبق له به عناية، وقد درس وأفتى وحدث وأذن في الرواية لجماعة ممن لقيتهم وله أجوبة عن مسائل عند صاحبنا النجم بن فهد بل له تأليف على قواعد ابن عبد السلام زاد عليه فيه وتعقب كثيراً وكذا أرسل من المدينة النبوية بأسئلة عشرين دالة على فضيلته ليكتب عليهما علماء مصر أجاب عنها الجلال البلقيني إلى غير ذلك من فتاو كثيرة متفرقة يقع له فيها بل وفي كل ما تقدم مخالفات كثيرة للمنقول ومقتضى القواعد مما ينكر عليه سيما مع تلفته لمراعاة السائلين بحيث يقع له بسبب ذلك مناقضات، وكذا عيب بإطلاق لسانه في أعيان من العلماء خصوصاً شيخه ابن عرفة ومن هو أعلى وأقدم كالتقى والسبكي بل والنووى. وجاز كتباً كثيرة ودنيا واسعة بالنسبة لمثله فأذهبها بإقراضها للفقراء مع معرفته بحالهم ولكن يحمله على ذلك رغبته في الربح الملتزم فيها وناله بسبب ذلك ما لا يليق بالعلماء من كثرة تردده للباعة وأغراض بعضهم عنه حال طلبه. مات بمكة في ربيع الآخر سنة تسع عشرة بعد علة طويلة ودفن من قبر الشيخ أبي الحسن الشولى بالمعلاة. ترجمه الفاسي في مكة مطولا وهو ممن أخذ عنه وفي ترجمته عنده فوائد وكذا ترجمته في تاريخ المدينة، والتقى بن فهد في معجمه، والمقريزي في عقوده؛ وشيخنا في إنبائه وقال إنه برع في الفنون مع الذكاء المفرط وقوة الفهم وحسن الإيراد وكثرة النوادر المستظرفة والشعر الحسن والمروءة التامة والبأو الزائد وشدة الإعجاب بنفسه والإزدراء بمعاصريه وكثرة الوقيعة في أعيان المتقدمين وعلماء العصر وشيوخهم فلهجوا بذمة وتتبعوا أغلاطه في فتاويه وجرت له محن أقام بمكة مجاوراً ثم بالمدينة دهراً مقبلاً في كليهما على الأشغال والتدريس والتصنيف والإفتاء والإفادة اجتمعت به فيهما وسمعت من فوائده وله أسئلة مشكلة كتبها للقاضي جلال الدين البلقيني فأجابه عنها ثم بعث هو بنقض الأجوبة عفا الله عنه: محمد بن أحمد بن عثمان بن محمد المحب بن الشهاب الريشي الأصل القاهري الشافعي نزيل الظاهرية القديمة والماضي أبوه ويعرف بابن الكوم الريشى. مات في شعبان سنة ثمان وسبعين غير مأسوف عليه.
 محمد بن أحمد بن عثمان بن - نعيم بالفتح ثم الكسر - ابن مقدم - بكسر الدان المشددة ووجدته أيضاً بفتحها - ابن محمد بن حسن بن غانم بن محمد بن عليم بضم العين وآخره ميم - الشمس أبو عبد الله البساطي ثم القاهري المالكي عالم العصر ووالد عبد الغني ومحمد وهكذا قرأت نسبة بخطه وأسقط مرة محمداً قبل عليم، ويعرف بالبساطي.ولد في سنة ستين وسبعمائة قيل في المحرم وقبل في سلخ جمادى الأولى - وقيل في صفر وهو المعتمد ورأيت العفيف الجرهي لأرخه في مشيخته بآخر المحرم سنة اثنين وستين فالله - أعلم ببساط من قرى الغربية بالأعمال البحرية من أعمال مصر بها ونشأ فحفظ القرآن والرسالة لابن أبي زيد ثم ارتحل إلى القاهرة في سنة ثمان وسبعين فعرضها على ابن عم أبيه العلم سليمان بن خالد بن نعيم واشتغل بالعلم وأول من أخذ عنه من المشايخ كما قرأته بخطه النور الجلاوى المغربي المالكي ولازمة نحو عشر سنين في الفقه والعقليات وغيرها وكان يذهب إليه لمصر ماشياً ولما مرض أشار عليه بالقراءة في العقليات على العز بن جماعة فلازمه فيما كان يقرئه من العلوم عقليها ونقليها وكذا انتفع في الفقه مع فنون كثيرة وأكثرها أصول الفقه لابن خلدون وفي العقليات بالشيخ قنبر العجمي واشتدت ملازمته وأحبه الشيخ حتى أنه خصه بالاجتماع به دون رفقائه لما رأى من مزيد اهتمامه بالعلم دونهم وأخذ أيضاً كثيراً من الفنون عن أكمل الدين والعز الرازي وزاده الحنفيين وأصول الفقه مع الفقه والعربية عن الشمس أبي عبد الله الركراكي قرأ عليه مختصرى ابن الحاجب الفرعي والأصل وغالب الحاجبية، والعربية وحدها عن الشمس الغماري والفقه أيضاً عن ابن عم أبيه العلم سليمان التاج بهرام والزين عبيد البشكالسي ويعقوب الراكراكي والفرائض والحساب عن الشهاب بن الهائم والهندسة عن الجمال المارداني والقراءات عن النور الدميري أخي بهرام في آخرين، وسمع البخاري على ابن أبي المجد وكان يذكر أنه سمعه على التقى البغدادي في سنة تسع وسبعين وهو مع مسلم على التقى الدجوى والجمال بن الشرائحي والصدر الأبشيطى بفوت فيهما على الثاني فقط وبفوت في البخاري فقط على الأخير وصحيح البخاري فقط على الغمارى وابن الكشك والتقي بن حاتم بفوت على الأخير وحده وبعض سنين أبى داود على الغماري والمطرز وسنن ابن ماجه على الشهاب الجوهري وثمانيات النجيب على الجمال الحنبلي وسمع أيضا على النجم بن رزين والتنوخي والابناسي ابن خلدون وابن خير في آخرين واستفاد من الزين العراقي، ولم يكثر بل كما قال شيخنا لم يطلب الحديث أصلاً ولا اشتغل به وإنما وقع له ذلك اتفاقاً، وكان في شبيبته نابغة في الطلب ولم يزل يدأب في العلوم ويتطلب المنطوق منها والمفهوم حتى تقدم في الفقه والأصلين والعربية واللغة والمعاني والبيان والمنطق والحكمة والجبر والمقابلة والطب والهيئة والهندسة والحساب وصار إمام عصره وفريد دهره ويقال أنه قال مرة أعرف نحو عشرين علماً لي نحو عشرين سنة ما سئلت عن مسئلة منها، مع تجرع ما كان فيه من الفاقة والتقلل الزائد بحيث أخبر عن نفسه كما قال المقريزي أنه كان ينام على قش القصب وبما مضت الأيام وليس معه الدرهم بحيث يضطر لبيع بعض نفائس كتبه إلى أن تحرك له الحظ وأقبل عليه السعد فأثنى عليه البنان واللفظ فكان أول تدريس وليه تدريس الفقه بالشيخونية في سنة خمس و ثمانمائة ثم بالصاحبية وولاه جمال الدين تدريس الفقه بمدرسته أول ما فتحت سنة إحدى عشرة وعظمه جداً مع كونه أفتى بالمنع من قتل من كان غرضه قتله مخالفاً في ذلك أهل مذهبه حتى قاضيهم و ما اقتصر على ذلك بل أحسن إليه أيضاً، ثم مشيخة التربة الناصرية فرج بن برقوق بالصحراء في سنة ثماني عشرة بعناية نائب الغيبة الأمير ططر ثم قضاء المالكية بالديار المصرية في خامس عشرى جمادى الأولى سنة ثلاث وعشرين بعد موت الجمال عبد الله بن مقداد الأقفهسي وذلك في آخر أيام المؤيد و قدمه على قريبه الجمال يوسف رغب فيما ذكر له عنه من الفاقة والتعفف مع سعة العلم و كونه أفقه و أكثر معرفة بالفنون منه وإن كان الجمال أسن و أدرب بالأحكام وأشهم كما قاله شيخنا فيهما، هذا بعد أن كان ناب قديماً عنه حين كان قاضياً بل وناب أيضاً عن غيره كما قال شيخنا ثم ترك، وكانت لشيخنا في ولايته البد البيضاء على ما بلغني مع

قيام ططر أيضاً وكذا استقر فيما كان مع الجمال المذكور من التداريس بالبرقوقية و الفخرية و القمحية ورغب عن الشيخونية حينئذ للشهاب بن تقى لكونه كان عين للبرقوقية فاختارها القاضي لقربها منه وأعطاه الصاحبية أيضاً واستمر على ولايته إلى أن مات، وسافر مع السلطان في جملة القضاة والخليفة مرة بعد أخرى، بل و جاور بمكة سنة بينهما وكان القاضي هناك على قدم عظيم من العبادة وكثرة التلاوة وأقرأ كتباً وانتفع به جماعة امتدحه منهم أبو السعادات بن ظهيرة، وكان إماماً علامة عارفاً بفنون المعقول والعربية والمعاني والبيان والأصلين متواضعاً لينا سريع الدمعة رقيق القلب محباً في الستر والصفح والاحتمال طارحاً للتكلف ربما صاد السمك. اشتهر أمره وبعد وصيته وصار شيخ الفنون بلا مدافع وتخرج به خلق طار اسمهم في حياته وتزاحم الأئمة من سائر المذاهب والطوائف في الأخذ عنه وحدث بالقاهرة ومكة سمع منه الجلة واستدعى شيخنا الإجازة منه لولده وأثنى عليه ابن خطيب الناصرية وشيخنا والمقريزي وآخرون في تصانيفهم، ومن تصانيفه المغنى في الفقه لم يكمل وشفاء الغليل على كلام الشيخ خليل يعني في مختصره الفرعي لم يكمل أيضاً بقى منه اليسير جداً فكلمه أبو القسم النويري وتوضيح المعقول وتحرير المنقول على ابن الحاجب الفرعي لم يكمل أيضاً وحاشية على المطول للتفتازاني وعلى شرح المطالع للقطب وعلى المواقف للعضد ونكتاً على الطوالع للبيضاوي ومقدمة مشتملة على مقاصد الشامل في الكلام وأخرى في أصول الدين وفي العربية وكتب على مفردات ابن البيطار وله قصة الخضر ورسالة في المفاخرة بين الشام ومصر بديعة فيما بلغني وتقريض على الرد الوافر بن ناصر الدين بسبب التقى بن تيمية أجاد فيه ولمح بالحط على العلاء البخاري لأجل تجاذبهما في ابن عربي، وغير ذلك مما لم يظهر كمصنف في ابن عربي وشرح للتائية والفارضية فيما قيل مما لم يثبت أمرهما عندي، ونظم ونثر من قسم المقبول فما علمته من نظمه امتداحه لشيخنا قديماً كما هو في مكان آخر وقوله عقب رجوعه من المجاورة بمكة:

لم أنس ذاك الأنس والقوم هجع

 

ونحن ضيوف والقراء منـوع

 

وعشاق ليلى بـين بـاك وصـارخ

 

وآخر مسرور بالوصال مـمـتـع

وآخر في الستر الآلـهـي مـتـيم

 

تغوص به الأمواج حيناً وتـرفـع

وآخر قرت حـالـه فـتـمـيزت

 

معـارفـه فـيمـا يروم ويدفـع

وآخر أفنى الكل عـن كـل ذاتـه

 

فكل الذي في الكون مرءا و مسمع

وآخـر لأكـون لـديه ولا لـــه

 

رقيب بقاحـط يثـنـى ويجـمـع

ومما علمته من نثره ما قرض به سيرة المؤيد لابن ناهض مما أثبته في ترجمته مع غيره من الفوائد من ذيل رفع الأصر، وقد سلف في أحمد بن محمد بن عبد الله المغراوي حكاية تدخل في ترجمته، ولم يزل على علو مكانه وارتفاع كيوانه حتى مات في ليلة الجمعة ثالث عشر رمضان سنة اثنتين وأربعين بالقاهرة وصلى عليه بباب النصر ثم دفن بجانب شيخه العز ابن جماعة في تربة بنى جماعة بالقرب من تربة سعيد السعداء. وقال شيخنا وهو جالس بين القبرين أنا الآن بين بحرين وأوصى أن لا يعلم قبره بأحجار وأمطرت السماء مطراً خفيفاً في حال مغتسلة وتكاثر حالة الدفن وبعدها ولم يخلف بعده في فنون مثله؛ وقد ذكره المقريزي في عقوده وأنه شرح المختصر وابن الحاجب والمغنى ثلاثتها في الفقه وعمل حاشية على المطول وعلى شرح الطوالع للقطب ونكتاً على المواقف للعضد ومقدمة في أصول الدين وأنه أقرأ المختصر الفرعي لابن الحاجب بمكة في نحو مائة وعشرين مجلسا ًمن خمسة أشهر والمختصر الأصلي والطوالع في أصول الدين وأنه أنشده في سنة أربع عشرة مما كتب به وهو بالسجن بحماة إلى أصحابه وقد انقطعت مكاتباتهم عنه قال ثم كتبتها من خطة وساقها وما رأيت من ذكر أنه سجن غيره فيحرر رحمه الله وإيانا.
محمد بن أحمد بن عثمان الشمس التتائي الأزهري المالكي ويعرف بالهنيدي. ولد بتتا أو بناحيتها وقرأ القرآن عند الفقيه هرون وحضر في الفقه عن أبي القسم النويري وطاهر والنور والوراق والتريكي المغربي ثم السنهوري في آخرين وأقرأ في الطباق وتكسب بالشهادة وباشر لمثقال الساقي ثم لقايتباى في إمرته وأبعده قبيل سلطنته بل ضربة ، وكان ذا نظم ومعرفة بالتركي مع جراءة وحج. مات في جمادى الأولى سنة ست وتسعين وقد جاز السبعين رحمه الله وعفا عنه.
محمد بن أحمد بن أبي العز بن أحمد بن أبي العز بن صالح الأذرعي بن الثور.هكذا كتبه بعضهم؛ ومحمد زيادة بل هو أحمد وقد مضى .
محمد بن أحمد بن عطيف الفقيه الأجل الصالح الجمال الأمين؛ تفقه بعد حفظه المنهاج بخاله الوجيه عبد الرحمن بن محمد الناشري وبابن خاله القاضي أحمد ابن أبي القسم. ذكره العفيف ولم يؤرخه.
محمد بن أحمد بن علوان بن نبهان بن عمر بن نبهان بن عباد ناصر الدين بن الشهاب الجبريني الناصري الحلبي ويعرف بأبن نبهان. ولد سنة خمس وتسعين وسبعمائة تقريباً.ومات ظناً بعد سنة خمسين.
محمد بن أحمد بن علي بن أحمد بن عبد المحسن السخاوي المؤدب نزيل مكة.سيأتي في محمد بن أحمد بن علي قريباً.
 محمد بن أحمد بن علي بن أحمد بن محمد بن عبد المغيث بن مصطفى ابن فضل بن حماد بن إدريس الشمس بن الشهاب النشرتي الأصل القاهري الشافعي الماضي أبوه وجده. ولد كما قرأته بخط أبيه في ليلة الجمعة سابع عشرى رمضان سنة إحدى وعشرين وثمانمائة وحفظ القرآن وجوده على بعض القراء والعمدة والتنبيه وغيرهما وعرض واشتغل في الميقات والحساب والعربية ونحوها؛ ومن شيوخه في ذلك نور الدين النقاش وعبد العزيز الوفائي والمحب بن العطار وسمع الحديث مع الولد على جماعة بل أخذ في مكة عن التقى بن فهد وغيره ولازمني حتى قرأ على القول البديع وترجمة النووى وغيرهما من تصانيفى وبذل الماعون والخطب وغيرهما من تصانيف شيخى وألفية السيرة للعراقي وأشياء وكذا كتب عنى في مجالس الإملاء وحصل أشياء من تصانيفى وأجوبتي وقرأ أيضاً على الفخر الديمى جملة وعلى البقاعي مختصر الروح له وعلى أبي حامد القدسي ، واعتنى بتحصيل الكتب واشتدت رغبته في الاستفادة حتى صار متقناً مفيداً بارعاً في الميقات والحساب ذا إلمام بالعربية وغيرها مجيداً لقراءة الحديث مع تواضع وخير وثقة وإقبال على شأنه؛ أقرأ في الطباق، وحج وتنزيل في صوفية الصلاحية والبيبيرسية والجمالية، وباشر التوقيع في جامع آل ملك بل أم به. مات بعد توعكه مدة بطرف استسقاء في ليلة الثلاثاء منتصف رمضان سنة إحدى وثمانين وصلى عليه من الغد تجاه جامع آل ملك ودفن بالقرب منه عند أسلافه، ولم يخلف بتلك الخطة في معناه مثله رحمه الله وإيانا. ورأيت ألفية العراقي السيرة بخط شمس الدين محمد بن علي بن محمد بن علي بن محمد بن عبد المغيث بن مصطفى ابن فضل بن حماد بن إدريس النشرتي المالكي كتبها بالمدينة الشريفة وسمعها من ناظمها في شوال سنة إحدى وتسعين وسبعمائة وهو قريب لهذا.
 محمد بن أحمد بن علي بن أحمد بن محمد بن التقي أبي الفضل سليمان بن حمزة بن أحمد بن عمر بن الشيخ أبي عمر محمد بن أحمد بن قدامة الشمس أبو عبد الله بن النجم بن الفخر بن النجم بن العز المقدسي الدمشقى الصالحي الحنبلي نزيل القاهرة. ويعرف بالخطيب ابن أبي عمر. ولد في عشية عيد الفطر سنة خمس وثمانمائة بصالحية دمشق ونشأ بها فقرأ القرآن على إبراهيم الخفاف الحنبلي أحد الصلحاء وحفظ الخرقى، وقال أنه قرأ في الفقه على زوج أمه أبي شعر وغيره بدمشق وعلى المحب بن نصر الله بالقاهرة وأنه سمع على عائشة ابنة ابن عبد الهادي في السيرة بقراءة ابن موسى؛ زاد غيره من الطلبة أنه وقف على سماعه عليها لقطعة من ذم الكلام للهروى بقراءة ابن موسى أيضاً وأنه سمع على الجمال بن الشرائحي والشهاب بن حجي، ومما سمعه على أولهما الجزء الأول من مشيخة الفخر. وقدم القاهرة مراراً أولها في سنة سبع وعشرين وسمع بها في صفر سنة خمس وأربعين بحضرة البدر البغدادي على ابن ناظر الصاحبة وابن الطحان وابن بردس وكذا حج جاور غير مرة أولها في سنة عشرين مع زوج أمه ثم في سنة ثمان وعشرين وسمع على ابن الجزري في مسند أحمد ومن ذلك الختم وعلى عائشة الكنانية عارية الكتب لليزدى، وناب في القضاء ببلده عن ابن الحبال ثم بالقاهرة عن العز البغدادي فمن بعده وجلس بحانوت القصر وقتاً، وأضيف إليه بعد موت الشرف بن البدر البغدادي قضاء العسكر ثم بعد موت البدر نفسه تصدير بجامع عمرو وجهة يقال لها بلاطة بنابلس وولى خطابة الجامع الجديد بمصر والإمامة به وإعادة بالمنصورية واستيفاء جامع طولون وصار يكثر الخلطة بأهل المناوآت لذلك والإقامة عندهم وابتنى هناك مكاناً والتصوف بالبرقوقية بل تحدث في استقراره في القضاء عقب البدر المشار إليه ثم ترشح له أيضاً في أيام العز الكناني فكف الجمال ناظر الخاص السلطان عن ولايته وعرفه بمكانته وكذا ذكر بعد موته لذلك فما تهيأ وتألم جداً؛ وقد كتب بخطه الكثير كتاريخ ابن كثير وطبقات الحفاظ للذهبي والمغنى لابن قدامة والفروع لابن مفلح وربما أفتى بأخرة وهش وانجمع مع عدم دربة خبرة وسرعة بادرة ورغب من الاستيفاء وغيره وتردد إليه صغار الطلبة للسماع بحيث حدث بمسموعة من ذم الكلام وبغير ذلك، وكتب على الاستدعاءات؛ وكنت ممن حدث بحضرته بأشياء من جملتها مسموعة من ذم الكلام وهو من باب في ذكر أشياء من هذا الباب ظهرت على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الطبقة السادسة ومن قوله فيه إلى وأجاز لنا ولا زال في تناقض مقيماً بالبرقوقية.
محمد بن أحمد بن علي بن أحمد البعلي الحنبلي ويعرف بابن حبيب وهو لقب أبيه. ولد في مستهل شعبان سنة أربع وعشرين وثمانمائة ببعلبك. ومات بها في حدود سنة وسبعين. قاله البقاعي.
محمد بن أحمد بن علي بن أحمد الشمس السفطرشيني- نسبة لسفط رشين من البهنساوية -نزيل سويقة عصفر ومن القاهرة؛ ممن أخذ عن البرهان النعماني و أرسل به إلى فسمع منى المسلسل في جمادى الثانية سنة ست وتسعين.
محمد بن أحمد بن علي بن إدريس البدر أبو الفضل بن البدر العلائي الرومي الأصل القاهري الحنفي نزيل تربة قانم وربيب سعد الدين الكماخي، والماضي جده. ولد في ليلة رابع عشر ذي الحجة سنة ست وخمسين وثمانمائة بالديلمية، ومات أبوه وهو طفل فكفله جده المشار إليه، وحفظ القرآن والقدورى والمنار والكافية وبعض الشاطبية وتلا للعشر فأزيد على الزين جعفر وابن الحمصاني وغيرهما وأخذ عن الزين قاسم والأمين الاقصرائي وتلميذه الصلاح الطرابلسي في الفقه ولازم في العربية والصرف والمنطق والمعاني وغيرهما التقى والعلاء الحصنيين واعتنى بالتردد للقادمين كملاً حسن شلبي وملا أبي القسم الليثي السمرقندي وحبيب الله، وطلب الحديث وقتاً وسمع الحديث وطلب يسيراً وأخذ عني أشياء دراية و رواية بقراءته وقراءة غيره وكذا لازم الديمي وقرأ عليه شرح النخبة ولبس الخرقة من علي حفيد يوسف العجمي وأخذ عنه ريحان القلوب لجده وغير ذلك؛ وحج وأخذ بمكة عن النجم بن فهد وبالمدينة عن أبي الفرج المراغي، مع عقل وسكون وتعفف وميل للغرباء وخضوع لهم أكثر من خضوعه لمن هم في مرتبة شيوخهم، وصار إليه بعض الجوامع بالروضة فتوجه لإصلاحه والسكنى هناك وربما خطب به، ونعم الرجل.
 محمد بن أحمد بن علي بن اسحق بن محمد القاضي شمس الدين الخليلي الداري، عرف بابن المحتسب. ولد سنة شرة وثمان وثمانمائة ببلد الخليل وحفظ المنهاج وعرضه على جماعة من المصريين وغيرهم وسمع على إبراهيم بن حجي والشمس محمد بن أحمد التدمري ولكنه لم يشتغل، وولى قضاء بلده بعد أبيه فلم يحمد، وأضر بأخرة فولى أخوه إبراهيم. مات في سنة اثنتين وتسعين بالقاهرة لما طلب هو وأخوه بسبب صهره أبي بكر أمير جرم بعلة البطن.
محمد بن أحمد بن أبي الحسن علي بن أبي بكر بن حسن الشمس البتوكي - بضم الموحدة ثم المثناة وآخره كاف وبتوكة من البحيرة - القاهري الظاهري المالكي ويعرف بالنحريري لكون بعض أجداده من قبل أمه منها. ولد قبل سنة عشرين تقريباً بالظاهرية القديمة ونشأ بها فحفظ القرآن وهو ابن تسع وقرأ على الشمس العفصي وحبيب والشهاب بن هاشم والنور الإمام وغيرهم بعضهم تجويداً وبعضهم لأبي عمرة وكذا حفظ العمدة والرسالة وألفية النحو وبعض ابن الحاجب وعرض فيما قال على الولي العرافي والبيجوري والبساطي والمحب بن نصر الله وشيخنا والشهاب الصنهاجي وصالح المغربيين في آخرين، وحضر في دروس البساطي بلى قرأ كثيراً في الفقه على الزين عبادة وفي العربية على يحيى الدماطي وكذا أخذ عن طاهر وغيره، وسمع على شيخنا وابن نصر الله وعائشة الحنبلية وجماعة قرأ الشفا وغيره على بعض المتأخرين فأحسن القراءة فيما يكون مضبوطاً، وأجاز له باستدعاء ابن فهد في ذي الحجة سنة سبع وثلاثين خلق، وتزوج البقاعي أم زوجته فنقم عليه الطلبة كونه وصفه بزوج حماتي، وتنزل في بعض الجهات وتكسب بالشهادة بل استنابه الولوى السيوطي في الجيزة لاختصاصه به ثم تركها وتردد إلى أوقاتاً وقرأ على الزين زكريا؛ وحج وأثكل ابنه عبد القادر فصير وقد انقطع وكان أبوه خيراً تاجراً يتكسب بالتجارة في الشرب وغيره ممن حفظ القرآن والرسالة واشتغل قليلاً وصحب الزين عبادة . ومات أعنى أباه في ليلة سابع عشرى رجب سنة ست وخمسين عن ثلاث وستين سنة.
محمد بن أحمد بن علي بن أبي بكر القاضي جمال الدين بن القاضي أبي الفضل لن القاضي موفق الدين الناشري اليماني الشافعي. ولى قضاء زبيد بعد وفاة عمه عبد المجيد إلى أن مات في أواخر شعبان سنة أربع وسبعين مع كونه غير مشكور في قضائه لكنه كان جواداً مطعاماً مفضالاً على حسب وسعة وكان قد تفقه قليلاً بالجمال محمد بن ناصر الحسيني بلداً أحد تلامذة ابن المقري. أفاده لي بعض ثقات اليمانيين.
محمد بن أحمد بن علي بن حسين تقي الدين بن الشهاب العبادي الأصل القاهري الشافعي الماضي أبوه. مات وقد ناف على الثلاثين في يوم الجمعة مستهل رجب سنة أربع وثمانين وصلى عليه بعد الجمعة بالازهر، وكان قد اشتغل عند أبيه وعم والده السراج وقرأ في بعض تقاسيمه وآخرين، وجلس مع الشهود وتنزل في الجهات عفا الله عنخ ورحمه.
محمد بن أحمد بن علي بن خليفة الشمس الدكماوي المنوفي ثم القاهري الازهري الحنفي أخو على الماضي ويلقب حذيفة لمحبة أبيه في حذيفة بن اليمان الصحابي. ولد في سنة اثنتي عشرة وثمانمائة تقريباً بدكما، ونشأ فحفظ القرآن وتحنف لما استقر في امامة المدرسة السودونية في سويقة العزى وخطابتها عوضاً عن البدر حسن القدسي بل كان يتكلم في أوقافها وأخذ عن الأمين الاقصرائي وغيره وحج واختص بغير واحد من الأمراء وكان حسن الشكالة تام الكرم عظيم الهمة مع من يقصده كثير التودد والعقل. مات في أوائل ذي القعدة سنة أربع وثمانين رحمه الله.
محمد بن أحمد بن علي بن خليل السنهوري الدمنهوري. ولد في شعبان سنة ست وثمانين وسبعمائة بدمنهور الوحش وقدم القاهرة فكان صانع حمام بحلق ويغسل مع محبة في العلم وأهله ومعارف. ذكره المقريزي في عقوده وقال تردد إلى سنين وحكى عنه من صنائع أبناء حرفته ما لا أطيل به، ولم يؤرخ وفاته.
 محمد بن أحمد بن علي بن سليمان الشمس أبو عبد الله بن الركن المعري ثم الحلبي الشافعي ممن ينتسب إلى أبي الهيثم التنوخي عم أبي العلاء المعري.ولد سنة بضع وثلاثين وسبعمائة وتفقه وأخذ عن الزين الباريني والتاج بن الدريهم وبدمشق عن التاج السبكي، وكتب بخطه من الكتب الكبار الكثير المتقن مع ضعفه وخطب بجامع حلب مدة وأنشأ خطباً في مجلده، وكان حاد الخلق كثير البر والصدقة وله نظم وسط بل نازل فمنه في معالج:

جسمي سقيم من هوى مهفهف يعالج

كيف تزول علتي وممرضى معالج

ومنه :

أحببت رساماً كبدر الـدجـى

 

بل فاق في الحسن على البدر

فقلت ما تـرسـم يا سـيدي

 

قال بتعذيبـك بـالـهـجـر

مات في الكائنة العظمى سنة ثلاث. ذكره ابن خطيب الناصرية وأنشد من نظمه غير ذلك وهو ممن أخذ عنه النحو وغيره وكذا أخذ عنه ابن الرسام أيضاً وهو ابن عم الجمال السابق لأمه، ورأيت له مصنفاً سماه روض الأفكار وغرر الحكايات والأخبار وكتب على ظهره قريب له أنه مات مقتولاً شهيداً على يد تمرلنك لكونه لقيه بكلام شديد قال وكان عالماً صالحاً مفتياً رحمه الله.
محمد بن أحمدبن علي بن عبد الخالق الشمس الاسيوطي ثم القاهري الشافعي المنهاجي. ولد كما قال لي في جمادى الآخرة سنة ثلاث عشرة وثمانمائة وقيل سنة عشر بأسيوط، ونشأ بها فحفظ القرآن عند سعد الدين الواحى وغيره والعمدة وأربعى النووى الشاطبية والمنهاج الفرعي والأصلي وسطور الأعلام في معرفة الإيمان وا
لإسلام للحمصي فيما زعمه وأنه عرض على الجلال البلقيني والولي العراقي والبيجوري والشرف الأقفهسي والتفهني وقاري الهداية والبساطي وابن مغلى في آخرين منه انجم بن عبد الوارث والحمصي وأنه تلا لأبي عمرو على الشمي البوصيري، وقرأ في الفقه على الزكي الميدومي والشمس بن عبد الرحيم والبدر بن الخلال وعن الزكي أخذ النحو أيضاً وعن الشهاب السخاوي القادم عليهم أسيوط مجموع الكلائى والملحة وقيل الشهاب العجيمي وهو الذي سمعته منه والحديث عن شيخنا والتقي بن عبد الباري الكفيف وغيرهما، وتكسب بالشهادة وتعاني الأدب وتميز فيه وامتدح شيخنا بقصيدة دالية سمعتها منه مكة والقاهرة وكتبتها أوجلها في الجواهر وكذا كتبها عنه البقاعي منها:

ياكعبة قبل الوقوف دخلتهـا

 

من باب شيبة حمدك المتأكد

وجمع في الشروط كتاباً سماه جواهر العقود ومعين القضاة والشهود في مجلد ضخم وأذن له شيخنا في العقود، وصحب الأمير جامم قريب الأشرف برسباي فاختص به وسافر معه لحلب ثم للشام وكتب عنه الفضلاء من نظمه ونثره وجمع مجاميع في الأدب والتاريخ ولكنه يرمي بالمجازفة ولا يحمد في شهاداته وقد أهين بسببها في مكة وغيرها، ولما كان مجاوراً بمكة قرض للتقي بن فهد كتابه نهاية التقريب وقرأ بها البخاري مرة بعد أخرى ثم لقيه حفيده العز بحلب بعد دهر وكتب عنه من نظمه قصائد، ولقيني بمكة ثم بالقاهرة.
محمد بن أحمد بن علي بن عبد الرحمن الفاسي فيمن جده علي بن محمد بم محمد بن عبد الرحمن .
 محمد بن أحمد بن علي بن عبد الله بن أبي الفتح بن هاشم بن اسماعيل ابن إبراهيم بن نصر الله بن أحمد الشمس أبو عبد الله بن الشهاب أبي العباس بن العلاء الكناني الرملي العسقلاني القاهري الحنبلي ويعرف أولا بالرملي ثم بالشامي.ولد في صفر سنة أربعين وسبعمائة بالرملة، وانتقل وهو صغير إلى مصر فحفظ القرآن والمقنع وحضر دروس القاضي موفق الدين ولازم ابن عمه القاضي ناصر الدين نصر الله بن أحمد بن محمد بن أبي الفتح وخدمه ثم أولاده وسمع على العرضى مسند أحمد الا اليسير منه مشيخة الفخر بن البخاري ورباعيات الترمذي وعلى أبي الحرم القلانسي ذيل مشيخته تخريج العراقي والحربيات الخمسة ما عدا أولها وجزء الآثار وهو الأول من حديث الزهري وعلى العز بن جماعة الادب المفرد للبخاري وعلى الجمال بن نباتة السيرة لابن هشام وعلى المحب الخلاطي سنن الدارقطنى بفوت وسمع من آخرين، وأجاز له خلق واجتمع بابن شيخ الجبل حين قدم القاهرة وسمع كلامه، وحدث بالكثير بالقاهرة ومكة وغيرهما سمع منه خلق كشيخنا وابن موسى والأبي وفي الأحياء سنة خمس وتسعين بعض من سمع منه، وتفرد في الدنيا بسماعه من العرضى، وناب في القضاء مدة وصار عين النواب وأكبرهم، وحج وجاور؛ وكان شيخاً مفيداً حافظاً للمقنع مذاكراً به مع جموده وقصوره، قال شيخنا : قرأت عليه وأجاز لأولادي. مات في شعبان سنة إحدى وثلاثين؛ وهو في عقود المقريزى وإن الشامي تردد إليه دهراً رحمه الله.
محمد بن أحمد بن علي بن عبد الله جمال الدين أبو عبد الله الخصرمي التريمى العدني الدار الشافعي ويعرف بابا فضل. أرسل في سنة ست وثمانين يستدعى منى الإجازة وأنا بمكة فكتب له ولد في سلخ شعبان سنة أربعين بتريم - بفتح المثناة ثم راء ككريم أعظم قرى حضر موت - وارتحل منها لعدن فاستوطنها وحفظ القرآن والحاوي، وتفقه بقاضيها محمد بن أحمد الدوعاني الهجراني باحميش وقرأ صحيح مسلم وغيره على قاضيها أيضاً محمد بن مسعود بن سعد الأنصاري الخزرجي النجار المكني بأبي شكيل، واشتغل على غيرهما ممن تقدم عليهم في العربية وغيرها، وبرع وتفنن وتصدى للاقراء فانتفع به جماعة وشرح ألفية البرماوي في الأصول وعمل العدة والسلاح في أحكام النكاح وغير ذلك؛ وحج غير مرة وزار وعرف مع فضيلته بالصلاح والورع واعتقده أهل تلك النواحي وهو سنة ثمان وتسعين في الأحياء.
محمد بن أحمد بن علي بن عبد الله الشمس الحجازي الشريفي العطار بمكة وشيخ المقرئين بالجامع ووالد عبد اللطيف الماضي وغيره. مات بمكة في ذي العقدة سنة وخمس وستين.أرخه ابن فهد.
محمد بن أحمد بن علي بن علي الشمس أبو المعالي بن الشهاب المقرى والده ويعرف بابن الشيخ علي. ولد عرض على بحضرة أبيه وجماعة المنهاج والألفية في ربيع الثاني سنة تسعين وأجزته.
 محمد بن أحمد بن علي بن عمر بن أحمد بن أبي بكر بن سالم الجمال أبو الخير ابن الشهاب أبي العباس الكلاعي الحميري الشوائطي - نسبة لشوائط بلد بقرب تعز- اليماني المكي الشافعي الماضي أبوه وأخوه على. ولد في جمادى الأولى سنة ثماني عشرة بمكة، ونشأ بها فحفظ القرآن وتلا به بالسبع والعشر على والده وأربعى النووى والملحة ومساعد الطلاب في الكشف عن قواعد الإعراب للنجم المرجاني والبردة والشاطبيتين وألفية النحو والحديث وتلخيص المفتاح وإيساغوجى والنخبة لشيخنا والمنهاج الأصلي والبهجة الوردية وعروض ابن الحاجب وتتمة الشاطبية في القراءات الثلاث للواسطى وثلاثة أرباع تحبير التنبيه للزنكلوني، وسمع بمكة من وبالمدينة من الجمال الكازروني وتفقه فيها به وفي مكة بأبيه بحث عليه التنبيه والوجيز للغزالي وبالشهاب الضراسي اليماني حين كان مجاوراً بمكة بحث عليه البهجة وبإبراهيم الكردي الشوساري وإمام الدين أحمد بن عبد العزيز الشيرازي بحث عليهما مفترقين نحو الربع الأول من الحاوى الصغير وأخذ الأصول عن الكردي المذكور والنجم الواسطي قرأ على كل منهما منهاج البيضاوي وسمع على ثانيهما بقراءة أبيه شرحه له، وأجازهما بإقرائهما وقرأ على إمام الدين المشار إليه قطعة من منهاج البيضاوي وغالب التلخيص وشيئاً من الكافية في النحو وعلى السيد الشريف أصول الدين قرأ عليه رسالة الزين الخوافي وعقائد النسفى وشرحها للسعد التفتازاني وشيئاً من الطوالع للبيضاوي وأجاز له، وتوجه إلى الديار المصرية في أثناء سنة خمس وأربعين فأخذ عن جماعة من أعيانها كالتقي الشمني والشرف المناوي وإمام الكاملية وقرأ على شيخنا النخبة وشرحها في مجالس آخرها سابع صفر سنة سبع وأربعين وأذن له في إفادتها لمن أراد ووصفه في مراسلة عزى فيها أباه به بأنه أسف عليه كلما عرفه لما انطوى عليه من الخير والعبادة وطلاقة الوجه وحلاوة اللسان وقلة الفضول وكثرة الاحتمال والإقبال على الاشتغال بحيث أنه لا يتفرغ لتناول ما يسد رمقه. مات بالقاهرة في رمضان سنة بضع وأربعين ودفن بالزيادة من حوش سعيد السعداء وفجع به والده عوضهما لله الجنة.
محمد بن أحمد بن علي بن عمر أو محمد سعد الدين أبو البركات بن حرب أرغد بن صير الدين بن ولسع الجبرتي الحبشي ويعرف كسلفه بابن سعد الدين والد صير الدين محمد الآتي ملك المسلمين من الحبشة كان أخوه حق الدين محمد المذكور في الدرر قد حبسه مدة فاتفق أنه ملك بعده سنة ست وسبعين وسلك مسلكه في محاربة الحطى وتمكن في الملك بتؤدة وسياسة واتسعت مملكته وكثرت جيوشه، ودام في الملك حتى استشهد في سنة خمس عشرة فمده مملكته نحو أربعين سنة. وهكذا استفدته من بعض تعاليق شيخنا ولم يذكره في إنبائه نعم هو مذكور في سنة ربع وثمانمائة من حوادثه، وكان خيراً ديناً، وبعد ثمانية أشهر من وفاته انتظم شمل مملكته بأحد أولاد صير الدين فان الناصر أحمد ابن الأشرف صاحب اليمن جهزه ومعه اخوته التسعة إليها.
محمد بن أحمد بن علي بن عواض. يأتي بدون أحمد.
محمد بن أحمد بن علي بن عيسى تاج الدين بن زين الدين الانصاري الدهروطي الأصل الريشي المولد القاهري البهائي الشافعي سبط المجد إسماعيل الحنفي ووالد الشهاب أحمد الماضيين وأبوه ويعرف بالأنصاري. حفظ المنهاج وعرضه واشتغل فيه عند البيجوري والبرماوي وغيرهما وناب في تفهنة وغيرها لذا نسب تفهنيا بل ناب عن شيخنا بالقاهرة وكان جاره. مات بعد مرض طويل في صفر سنة اثنتين وأربعين وأرخه شيخنا في يوم الأحد تاسع عشري المحرم سنة ثلاث وأربعين وقال إنه لم يجاوز الستين ودفن بحوش لجده لأمه يعرف بالعلاء التركماني تجاه الشيخ حسن الجاكى رحمه الله.
 محمد بن أحمد بن علي بن محمد بن علي بن تقي الدين أحمد بن زكي بن عبد الخالق بن ناصر الدين منصور بن شرف الدين طلائع الجلال بن الولوى المحلى ثم السمنودى الشافعي الرفاعي ويعرف بابن المحلى. ولد في العشر الأخير من رمضان سنة خمس وعشرين وثمانمائة بسمنود ونشأ بها فحفظ القرآن عند ابن ناصر الدين محمد بن محمود العجمي تلميذ الشيخ مظفر وعليه جوده والنهاية المنسوبة للنووى في الفقه ومعظم التنبيه وجميع الرحبية في الفرائض وألفيه ابن ملك والملحة وتصريف العزى، وعرض على قاضي المحلة الشهاب العجمي وأخذ الفقه عن خاله الشمس محمد بن أحمد بن حمزة الماضي والشمس الشنشى والورورى وتردد لدرس المناوى والعبادى، والفرائض عن السراج عمر بن مصلح المحلى وأبي الجود وكذا أخذها مع العربية عن بلدية العز المناوى، وحضر في العربية أيضاً وفي غيرها دروس الشمني والميقات عن عبد الرحمن بن الشيخ عمر السمنودى وسمع بقراءتي على شيخنا اليسير من آخر الجزء الأول من حديث ابن السماك في ربيع الثاني سنة إحدى وخمسين ثم على أبي حامد بن الضياء المكي بها سنة وست وستين داخل الكعبة شيئاً وكان مجاوراً في تلك السنة ثم جاور التي تليها وقرأ بترغيب صاحبنا السنباطي فأنه جاور فيها على أبي الفتح المراغى والزين الأميوطي والتقي بن فهد والبرهان الزمزمي والأبى والشوائطى وآخرين، ثم قدم القاهرة وقد احب الطلب فقرأ على الزين البوتيجي والزكي المناوى وطائفة بحيث أكمل الكتب الستة وغيرها، وأكثر من التردد إلى في مجالس الإملاء والإقراء وغيرها، وأقام ببلده متصدياً للإفادة فأخذ عنه جماعة وأقرأ الأولاد وقتاً وأفتى ووعظ وولى العقود بها وامتنع من الدخول في القضاء وصارت له وجاهة وشهرة في تلك الناحية؛ وصنف كتاباً في أدب القضاء مفيداً قرضته له وشرح تائية البهاء السبكي وكتب بخطه أشياء؛ وهو إنسان خير قانع متعفف مع فضيلة وعقل وتودد وحسن عشرة وإكرام للوافدين مع مزيد فاقته ورغبة في إزالة المنكر، كتبت عنه في بلده وغيرها من نظمه وكذا سمع منه البقاعي في ربيع الأول سنة إحدى وستين قصيدة عملها في كنيسة أحدثت بسمنود وكتب لي مناماً بخطه سمعه من رائية وبالغ في إثباته في الوصف؛ وخطبه الخيضري ليكون شيخ المكان الذي عمله بجوار ضريح الشافعي فقدم في سادس ذي الحجة فلم يتهيأ له أمر بل حصل له صدع في رجله فأقام للتداوي منه ثم بمجرد أن تصل عاد لبلده فابتدأ به الضعف في الطريق واستمر حتى مات بها في يوم الأحد سابع عشرى المحرم التالي له سنة وتسعين ودفن بالزاوية المعروفة بهم على شاطئ البحر وحصل التأسف على فقده رحمه الله وإيانا.
محمد بن أحمد بن علي بن محمد بن ضوء الكمال بن الشهاب بن العلاء الصفدي ثم المقدسي الحنفي والد العلاء على الماضي وجده ويعرف بابن النقيب.اشتغل وفضل وسمع على أبيه وجده والعلاء المفعلي والشهاب بن العلائي وجماعة ودرس بالتنكزية والارغونية وولى قضاء الرملة نحو خمس عشرة سنة بحرمة وصرامة، مات بها في منتصف شعبان سنة اثنتين وثلاثين عن ثلاث وستين سنة.
 محمد بن أحمد بن علي بن أبي عبد الله محمد بن محمد بن عبد الرحمن بن محمد ابن أحمد بن علي بن عبد الرحمن بن سعيد بن عبد الملك التقي أبو عبد الله وأبو الطيب وبها اشتهر ابن الشهاب أبي العباس بن أبي الحسن الحسنى الفاسي المكي المالكي شيخ الحرام والماضي أبوه ويعرف بالتقي الفاسي. ولد في ربيع الأول سنة خمس وسبعين وسبعمائة بمكة ونشأ بها بالمدينة لتحوله إليها مع أمه في سنة ثلاث وثمانين وقتاً وحفظ القرآن وصلى به على العادة بمقام الحنبلي وأربعى النووى باشاراتها والعمدة والرسالة والمختصر الفرعيين وألفية ابن مالك وجانباً كبيراً من المختصر الأصلي ، وعرض على جماعة بالمدينة ومكة بل لما كان بالمدينة سمع بها من فاطمة ابنة الشهاب الحرازي ثم طلب بنفسه فسمع ببلده من ابن صديق والشهاب بن الناصح والقاضي نور الدين علي بن أحمد النويري وجماعة وبالمدينة أيضاً من البرهان بن فرحون وغيره؛ ودخل القاهرة غير مرة أولها في سنة سبع وتسعين فقرأ بها على البلقيني وابن الملقن والعراقي والهيثمي والتنوخي ومريم ابنة الأذرعي؛ وكذا دخل دمشق مراراً أولها في التي تليها فقرأ بها وبصالحيتها وغيرها من غوطتها على أبي هريرة بن الذهبي وابن أبي المجد وخديجة ابنة ابن سلطان في آخرين وببيت المقدس على الشهاب بن العلائي وغيره وبغزة والرملة ونابلس واسكندرية وغيرها، ودخل اليمن مراراً أولها في سنة خمس وثمانمائة وسمع بها من الوجيه عبد الرحمن بن حيدر الدهقلي والشهاب أحمد بن محمد بن محمد بن عياش الدمشقي وطائفة، وأجاز له قبل هذا كله آبو بكر بن المحب والتاج أحمد بن محمد بن عبد الله بن محبوب والزين عبد الرحمن بن الأستاذ الحلبي و القيراطي، وبلغت عدة شيوخه بالسماع والإجازة نحو الخمسمائة، وأخذ علم الحديث عن العراقي والجمال بن ظهيرة والشهاب بن حجي وأذنوا له في تدريسه ووفه الولي العراقي وشيخنا ومن بينهما بالحفظ، والفقه عن ابن عم أبيه الشريف عبد الرحمن بن أبي الخير الحسنى والتاج بهرام والزين خلف وأبي عبد الله الوانوغى وأذنوا له أيضاً في الافتاء والتدريس واصول الفقه عن أبي الفتح صدقة التزمنتى والوانوغى أيضاً والبرهان الابناسي والشمس القليوبى وعنه أخذ النحو أيضاً، وعني بعلم الحديث أتم عناية وكتب الكثير وأفاد وانتفع الناس به وأخذوا عنه، ودرس وأفتى وحدث بالحرمين والقاهرة ودمشق وبلاد اليمن بجملة من مروياته ومؤلفاته سمع منه الأئمة وفي الأحياء بمكة جماعة ممن أخذ عنه، قال شيخنا في معجمه: حدثني من لفظة بأحاديث وأجاز لأولادي ولم يخلف بالحجاز مثله، وقرض له شيخنا غير ما تصنيف وكان هو يعترف بالتلمذة لشيخنا وتقدمه على سائر الجماعة حتى شيخهما العراقي كما بينت ذلك في الجواهر، وخرج له الجمال ابن موسى معجماً مات قبل إكماله، وكان ذا يد طولى في الحديث والتاريخ والسير واسع الحفظ؛ واعتنى بأخبار بلده فأحيا معالمها وأوضح مجاهلها وجدد مآثرها وترجم أعيانها فكتب لها تاريخاً حافلاً سماه شفاء الغرام بأخبار البلد الحرام في مجلدين جمع فيه ما ذكره الأزرقي وزاد عليه ما تجدد بعده بل وما قبله واحتصره مراراً وعمل العقد الثمين في تاريخ البلد الأمين في أربع مجلدات ترجم فيه جماعة من حكام مكة وولاتها وقضاتها وخطبائها وأئمتها ومؤذنيها وجماعة من العلماء والرواة من أهلها وكذا من سكنها سنين أو مات بها وجماعة لهم مآثر فيها أو فيما أضيف له، رتبه على المعجم ثم اختصره وكذا ذيل على سير النبلاء وعلى التقييد لابن نقطة وكتاباً في الأخريات سود غالبه وفي الأذكار والدعوات وفي المناسك على مذهب الشافعي وملك اختصر حياة الحيوان للدميري وخرج الأربعين المتباينات والفهرست كلاهما لنفسه وكذا خرج لجماعة من شيوخه، وتصانيفه كثيرة ضاع أكثرها لاشترطه في وقفها أن لا تعار لمكي سيما وقد تعدى الناظر بالمنع لغيرهم خوفاً منهم، وولى قضاة المالكية بمكة في شوال سنة سبع وثمانمائة من قبل الناصر فرج ولم يستقل به قبله غيره وعزل مراراً . ومات وهو معزول بمكة في شوال سنة اثنتين وثلاثين بعد أن عمي في سنة ثمان وعشرين ومكن من قدحه فما أطاق ذلك ولا فاده وكان الأصل أعشى، ولم يكن ذلك يمانع له عن التأليف بل هو لقوة حافظته ومعرفته بالمظان يرشد من يطالع له وهو يملي على من يكتب؛ وبالجملة فتصانيفه إذ ذاك

ليست كما ينبغي ولم يخلف بالحجاز بعده مثله؛ وقد ترجم نفسه في تاريخ مكة بزيادة على كراس وفي ذيل التقييد وأورده ابن فهد في معجم أبيه مطولا وفي غيره، وشيخنا في أنبائه و معجمه وكذا ذكرته في تاريخ المدينة وغيرها، والمقريزي في عقوده وقال أنه تردد إليه بمكة وبالقاهرة وهو بحر علم وكنز فوائد لم يخلف بالحجاز مثله، وكان إماماً علامة فقيهاً حافظاً للأسماء والكنى ذا معرفة تامة بالشيوخ والبلدان ويد طولى في الديث والتاريخ والفقه وأصول مفيد الحجاز البلادية وعالمها لطيف الذات حسن الأخلاق عارفاً بالأمور الدينية والدنيوية له غور ودهاء وتجربة وحسن عشرة وحلاوة لسان بحيث يجلب القلوب بحسن عبارته ولطيف إشارته؛ قال شيخنا: وافقني في السماع كثيراً بمصر والشام واليمن وغيرها وكنت أوده وأعظمه وأقوم معه في مهماته ولقد ساءني موته وأسفت على فقد مثله رحمه الله وإيانا.
محمد بن أحمد بن علي بن محمد بن محمد بن علي بن احمد البدر أبو المعالي ابن شيخنا العسقلاني المصري الأصل القاهري الشافعي الماضي أبوه، ويعرف كهو بابن حجر . ولد في صفر سنة خمس عشرة وثمانمائة، ووجدته بخطى في موضع آخر سنة أربع عشرة، وأمه أم ولد تركية ، ونشأ فحفظ القرآن وصلى به على العادة في رمصان سنة ست وعشرين بالبيبرسية وأسمعه والده على الشهاب الواسطي تلك الأجزاء والفخر الدندلي جزء ابن حذلم في آخرين وكتب عن والده في الإملاء وأكثر عنه، وأجاز له خلق من الشام ومصر وغيرهما منهم عائشة ابنة ابن عبد الهادي والزين أبو بكر المراغى، ولما ترعرع اشتغل بالقيام بأمر القضاة والأوقاف ونحوهما حتى فاق وصارت له خبرة تامة بالمباشرة والحساب وتزايدت محبة والده له، وولى في حياته عدة وظائف أجلها مشيخة الخانقاة البيبرسية وتدريس الحديث بالحسنية وناب عنه فيهما والده والإمامة بجامع طولون، وكان حسن الشكالة قوى النفس شهماً متكرماً على عياله أمضى أكثر ما أوصى به أبوه من الصدقات ونحوها لكنه ضيع المهم من ذلك وهو تصانيفه ونحوها مما كتبه بخطه كما بسطته في مكان آخر؛ أنشأ عدة دور وأملاك ونحوها، وحج في حياة أبيه وبعده غير مرة وجاور، وحدث باليسير وخرجت له جزءاً وكتب على الاستدعاءات وما كان له توجه لشيءٍ من هذا ونحوه. مات وقد كاد أن يضيق حاله بالنسبة لاتلافه مبطونا شهيداً في جمادى الثانية سنة تسع وستين ودفن بتربة جوشن عفا الله عنه وسامحه وإيانا.
محمد بن أحمد بن علي بن محمد بن موسى المحلى المدني الماضي أبوه وجده. سمع على جده.
محمد بن أحمد بن علي بن محمد أمين الدين المصري الشافعي المنهاجي سبط الشمس بن اللبان. ولد سنة بضع وثلاثين وسبعمائة وحفظ القرآن والتنبيه وغيره واشتغل بالعلم وأسمع على ابن عبد الهادي في صحيح مسلم وعلى جده لأمه؛ وكان معه عدة جهات من الأوقاف الجكمية يباشر فيها وانقطع إلى الصدر المناوى فاشتهر بصحبته وصارت له وجاهة، ثم تعانى التجارة واتخذ له مطبخ سكر وكثر ماله: مات في رمضان سنة ست. ذكره شيخنا في إنبائه وقال سمعت منه قليلاً، وتبعه المقريزي في عقوده وأنه ولد سنة اثنتين وأربعين وسبعمائة.
 محمد بن أحمد بن علي بن محمود بن نجم بن ظاعن بن دغير الشمس الهلالي الشيحى - نسبة لشيح الحديد من معاملات حلب - الحموي ثم الدمشقي الحنبلي المقرى أخو علي وعمر الماضيين ويعرف بابن الخدر وبامام قانم. ولد في سنة عشر وثمانمائة بالشيح وانتقل إلى حماة فحفظ القرآن وكتبا وأخذ الفقه عن البرهان ابن البحلاق وناصر الدين اليونينى البعليين وغيرهما واعتنى بالقراآت فأخذها عن غير واحد بعدة أماكن وقال أنه تلا الفاتحة فقط على ابن الجزري وسمع الحديث على العلاء بن بردس والشمس بن الأشقر الحموي وجماعة؛ وحج وجاور وزار بيت المقدس ودخل الروم وكذا القاهرة مراراً ثم استوطنها وأم فيها قانما التاجر وغريم خير بك الظاهري خشقدم وتصدر وأقرأ فأخذ عنه جماعة منهم الشمس النوبي، وقصدني غير مرة وأخبرني أنه ولى بعض التداريس بجامع بني أمية وأنه ناب في القضاء عن البرهان بن مفلح ثم انفصل عن القاهرة وبلغني أنه الآن بدمشق ينوب عن النجم ولد البرهان وأنه توجه في بعض السنين قاضياً على الركب الشامي؛ وهو مستحضر للقراءات مشارك في غيرها في الجملة خبير بعشرة الرؤوساء؛ وفي سمعه نقل وقي نقله تزيد وقال لي أنه رأى أخاه علياً الماضي بعد موته وسأله ما فعل الله بك فقال عاملني بحلمه وكرمه وغفر لي بحرف واحد من القرآن من رواية ابن عامر، وأن التقى بن قاضي شهبة كتب هذا المنام عنه. مات سنة ثلاث وتسعين بدمشق.
محمد بن أحمد بن علي بن موسى الصاحب فخر الدين سليمان بن السيرجي وكان يعرف بالأنصاري. صحب أبا بكر الموصلي وتلمذ له. ومات بمكة في ذي الحجة سنة ست. ذكره شيخنا في أنبائه.
محمد بن أحمد بن علي بن نجم. يأتي فيمن جده محمد بن علي.
محمد بن أحمد بن علي أمام الدين بن المحيى بن الرضى المحلى السمنودي سبط المحب بن الإمام ويعرف كجده بابن الإمام. ممن سمع منى بالقاهرة.
محمد بن أحمد بن علي البدر المناوى الأصل القاهري الشافعي ويعرف بابن جنة وهي أمه نسب إليها بحيث هجر انتسابه لأبيه بكونها ابنة البدر محمد ابن السراج البلقيني. مات بعد تعلله مدة في ربيع الآخر سنة ست وسبعين بمنزله من حارة بهاء الدين وصلى عليه من الغد بجامع الحاكم ودفن بفسقية كان ابن خاله والولوى بن تقي الدين البلقيتي أعدها لنفسه بمدرسته التي أنشأها بالقرب من الشريفية ويقال ان الولوى دفن بالشام في فسقية كان هذا أعدها لنفسه فكانت اتفاقية عجيبة، كان باشر النقابة بالشام عند قاضية زوج أمه السراج الحمصي وقتاً وخطب عنه بالجامع الأموي وكان غير واحد من الأعيان كالبلاطنسي يقدم الصلاة خلفه على قاضيه؛ وحصل هناك وظائف وتمول وأنشأ بالقاهرة داراً متوسطة بجوار محل دفنه، وناب في القضاء عن العلم البلقيني ولكنه لم يتعاط الأحكام بالقاهرة إلا نادراً، كل ذلك مع كونه عرياً من الفضائل وان شارك ابن خاله في مسمى الأخذ عن المجد البرماوي وغيره عفا الله عنه.
محمد بن أحمد بن علي تاج الدين الأنصاري. فيمن جده علي بن عيسى.
محمد بن أحمد بن علي التقى الفاسي. فيمن جده علي بن محمد بن عبد الرحمن .
محمد بن أحمد بن علي خير الدين أبو الخير القاهري الحريري نزيل البيبرسية ويعرف بابن البيطار. ممن اشتغل قليلاً وتردد لبعض الشيوخ وحضر عندي وتكسب في سوق الشرب وقتاً وخالط أهل السفه ثم كف فيما أظن.
 محمد بن أحمد بن علي الشمس الأبياري ثم القاهري ويعرف بابن السدار وهي شهرة خاليه علي وعبد الرحمن وكان يقال له أولاً ابن أخت ابن السدار ثم خفف. نشأ يتيماً فكلفه خاله النور علي وحفظ القرآن وتخر به في الكتابة والتذهيب وبغيره كالشمس المالكي وربما كتب على ابن الصائغ بل تخرج بخاله الآخر عبد الرحمن وبرع في الكتابة والتجليد مع صناعة التذهيب وما يتعلق بها من الزنجفر واللازورد بل انفرد بمعرفة استخراج عكر العصفر وغير ذلك ورزق تمام القبول في كله فكان صاحب الحظوة فيه حتى سمعت القاضي عز الدين الحنبلي غير مرة يقول لا أعلم الكيمياء الاصنعة ابن السدار، وتمول واقتنى تحفا كثيرة من الآلات مع سلوك طريق الاستقامة والمحافظة على الجماعات بالا زهر وغيره والمداومة على التلاوة والبر لأقاربه والصدقة وتسبيل الماء في الحمامات وغيرها والإحسان للأيتام بتعمير أدويتهم وإعطائهم الأقلام وشهود المواعيد وزيارة الصالحين ومزيد العصبية مع المنتمين إليه والإضاءة وملاحة الشكل والملبس. مات في جمادى الثانية سنة أربع وثمانين ودفن بالقرب من حوش صوفية البيبرسية عن نيف وسبعين سنة ولم يخلف في مجموعة مثله رحمه الله وأيانا.
محمد بن أحمد بن علي الشمس بن الفخر الديسطي القاهري الأزهري المالكي ويعرف أبوه بابن البحيري وهو بالديسطي. وكان أبوه مدركا ففارقه وقدم القاهرة قريباً من سنة ثلاث وثلاثين وتوجه منها إلى الشام فأقام بها مدة ثم عاد إليها فحفظ القرآن وكتباً واشتغل بالفقه والأصلين والعربية والمعاني والبيان وغيرها، وبرع وأشير إليه بالفضيلة والطلاقة ، ومن شيوخه الزين عبادة والشمس الغراقي وأبو القسم النويري وأبو الفضل المشدالي المغربي، وسمع على شيخنا وغيره وتردد لكمالي بن البارزي ونحوه ووثب بتحريك البقاعي وشيخهما أبي الفضل على قاضي المالكية البدر بن التنسي مع كونه من شيوخه حيث عارضه في قتل الشريف الكيمياوي حسبما شرحته في الحوادث ، وتقرب من الظاهر جقمق بذلك، وناب حينئذ في القضاء وغيره وصارت له حركات وقلاقل أنبأ فيها عن كامن طيش وخفة وتساهل ومجازفة وجرأة وآل أمره إلى أن أهين جداً وطيف به على أسوأ حال وعاد كما بدأ بل أسوأ فأنه خمد كأن لم يكن، وسافر إلى مكة فحج وكذا حج قبل محنته ثم عاد مظهراً للإنابة، ولا زال في خمود وانخفاض حتى مات في وقد تنافر مع البقاعي وقتاً ومد كل منهما لسانه في الآخر كما هي سنة الله في الصحبة الفاسدة غفا الله عنهما .
محمد بن أحمد بن علي الشمس القاهري الحسيني سكنا الحنبلي ويعرف بالغزولي . ولد سنة ثمان وسبعين وسبعمائة بالقاهرة ونشأ بها فحفظ القرآن وجوده على الشمس بن الأعمى- قال وكان تاجراً متقدماً في القراءات - والفخر البلبيسي الإمام وحفظ كتباً منها ألفية ابن مالك وقرأ في النحو على عبد الحق ولم ينسبه وفيه وفي المنطق والمعاني والبيان والحكمة على المجد اسماعيل الرومي نزيل البيبرسية وفي الفقه على البرهان الصواف ولازم ابن زقاعة في أشياء وعرض عليه الألفية وكتب له الإجازة نظما رواه لي عنه؛ وكان أحد صوفية البيبرسية ممن ينسب لعلم الحرف ولذا لم يكن بالرضى وكأنه لذاك اختص الشيخ محمد ابن سلطان القادري فقد كان أيضاً يذكر به، وحج ودخل الشام لأجل تركة أبيه وزار القدس واقتنى كتباً في فنون مع مشاركة في الجملة وسكون. مات بعد تعلله نحو ثلاث سنين في ربيع الأول سنة ثمان وخمسين وهو جد الشمس محمد ابن بيرم الحنبلي لأمه رحمه الله وعفا عنه.
محمد بن أحمد بن علي ناصر الدين المقدسي نزيل مكة ويعرف بالسخاوى.سمع من ابن صديق الصحيح ومسندى والدار قطنى وعبد وفضائل القرآن بفوت فيه والامالي والقراءة لابني عفان، وحدث بالصحيح قرأ عليه النور بن الشيخة وكان له إلمام بالقراءات؛ أدب الأطفال بمكة مدة ناب عن الزين بن عياش في المدرسة الكلبرقية في إقراء عشرة من القراء كل يوم. مات في المحرم سنة أربعين بمكة . أرخه ابن فهد ووصفه بالشيخ وقال سمعت عليه وسمى جده علي بن عبد المحسن وسيأتي فيمن لم يسم جده آخر شاركه في الأسم وأسم الأب واللقب والبلد وكونه مات بمكة وفارقه بالسبق.
 محمد بن أحمد بن علي أبو علي الزفتاوي ثم المصري المكتب. ولد في سنة خمسين وسبعمائة وسمع على خليل بن طرنطاوى الصحيح وتعانى الكتابة وأخذها عن الشمس محمد بن علي بن أبي رقيبة فبرع، وصنف في أوضاع الخط كتاباً سماه منهاج الإصابة في أوضاع الكتابة، وانتفع به المصريون في تجويد الخط وصار غاية في معرفة الخطوط المنسوبة لا يرى خطاً منها إلا ويعرف الذي كتبه لا يلحق في معرفة ذلك، وكان مع هذا حسن المحاضرة ممتع المذاكرة له ما جريات مطربة لا تمل مجالسته، وممن تعلم منه الكتابة شيخنا وذكره في معجمه وقال لازمته مدة وتعلمت الخط المنسوب منه وناولني مصنفة المشار إليه. ومات في نصف المحرم سنة ست، وقيل أنه كان يقول أنا أكتب المنسوب بذراع الحديد الذي يقاس به، وتبعه المقريزي في عقوده.
محمد بن أحمد بن علي الأقواسي البصري نزيل مكة ووالد علي الماضي والمتسبب في دارالامارة بمكة ومات بها. ذكره ابن فهد مجرداً.
محمد بن أحمد بن علي الحوراني نزيل الصالحية ويعرف بابن الحوازى.سمع هو وأخ له اسمه عمر من المحب الصامت في ربيع الأول سنة خمس وثمانين وسبعمائة النصف الأول من فوائد أبي يعلي الصابوني ولقيه ابن فهد، ورأيت في طبقة علي بن المحب في التاريخ المعين محمد وعمر ابنا أحمد بن محمد الحوراني وسألت في رحلتي لدمشق من أهلها عنه فقيل لي عن شخص اسمه أمين الدين محمد بن أحمد الجوراني كان له أخ اسمه عمر ولكن لم يحقق القائل اسم جدهما ومع ذلك فما أمكن لقيه.
محمد بن أحمد بن علي الدمشقي ويعرف بابن المعاجيني. ولد في سنة ثمان وسبعين وسبعمائة، وفي موضع آخر بخطي في سنة ثمان وتسعين وأحدهما غلط. تكسب بالنساخة وبتأديب الأطفال بزاوية الشيخ عبد الله بن الشيخ خليل ولقيه ابن فهد وغيره وأجاز له ولغيره ي استدعاء مؤرخ بشعبان سنة سبع وثلاثين. ومات بعد ذلك.
محمد بن أحمد بن علي العسقلاني. مضى فيمن جده علي بن عبد الله بن أبي الفتح.
محمد بن أحمد بن علي القلقشدي. هكذا رأيته في سماع البخاري في الطبقة التي بها البكتمري وكأنه النجم محمد بن أحمد بن عبد الله بن أحمد الماضي وهم الكاتب في اسم جده.
 محمد بن أحمد بن عماد بن يوسف بن عبد النبي الشمس أبو الفتح بن الشهاب أبي العباس الأفقهسي القاهري الشافعي الماضي أبوه ويعرف كأبيه بابن العماد. ولد في ليلة مستهل رمضان سنة ثمانين وسبعمائة بالقاهرة ونشأ بها فقرأ القرآن والعمدة والشاطبية والمنهاجين الفرعي والأصلي وألفية ابن ملك، وعرض على البلقيني وغيره وسمع على التنوخي والسراج الكومى وأبي عبد الله الرفا والفرسيسي وناصر الدين بن الميلق والحلاوي والسويداوي وآخرين، وأجاز له أبو الخير بن العلائي وأبو هريرة بن الذهبي وناصر الدين بن حمزة ويوسف بن السلار وجماعة وأخذ الفقه عن أبيه وغيره وبحث عليه في الأصول والعربية وعلى الفخر الضرير إمام الأزهر الشاطبية وكتب عن الولى العراقي كثيراً من أماليه وحضر دروسه ودروس جماعة وبرع في الفقه وشارك في العربية وغيرها، وتكسب بالشهادة فاستفعلوه، وتنزل بسعيد السعداء؛ وكان ساكناً ظاهراً الجمود حريصاً على الاشتغال والجمع والمطالعة والكتابة عجباً في ذلك مع كبر سنه تام الفضيلة لكن لا يعلم ذلك منه إلا بالمخالطة، وقد أقرأ في الفقه وغيره بالقاهرة وبمكة حين مجاورته بها وولي بعد أبيه التدريس ببعض مدارس منية ابن خصيب وكان يتوجه إليها أحياناً ويقيم هناك أشهر، وحدث سمع منه الفضلاء وكنت أول من أفاد سماعه لأصحابنا وقرأت عليه أشياء، وحج مرتين الأولى مع أبيه في سنة ثمانمائة والثانية في موسم سنة أربع وخمسين وجاور التي بعدها وفيها قرأ عليه المحب بن أبي السعادات بن ظهيرة تنوير الدياجير بمعرفة أحكام المحاجير والإعلام بما يتعلق بالتقاء الختانين من الأحكام كلاهما من تأليفه وله أيضاً الذريعة إلى معرفة الأعداد الواردة في الشريعة يذكر مثلاً ما ورد في لفظ الواحد في الكتاب والسنة وكذا الاثنان والثلاثة وهكذا والشرح النبيل الحاوي لكلام ابن المصنف وابن عقيل وايقاظ الوسنان بالآيات الواردة في ذم الانسان والألفاظ العطرات في شرح جامع المختصرات كتب منه من أوله إلى آخر اللقيط ومن أثناء الجنايات إلى آخر الكتاب؛وقد طالع شيخنا تصنيفه الذريعة وسمعته يقول لعله من تصانيف أبيه ظفر به في مسودته، وكان ممن يحضر عنده في مجلسه ويقال انه كان يتكلم عنده بما ينسب من أجله لعدم البراعة. مات فجأة وهو متوجه لمكان له يصلحه تجاه باب الخرق في يوم السبت خامس ربيع الأول سنة سبع وستين رجمه الله وإيانا.
محمد بن أحمد بن عماد بن الهائم. في محمد بن أحمد بن محمد بن عماد بن علي.
محمد بن أحمد بن عمران ناصر الدين البوصيري ثم القاهري الحنفي مباشر مدرسة الجائي والبارع في الشروط والتوقيع بحيث جلس بباب الحنفي وقتاً، ممن اشتغل وحضر دروس الأمين الأقصرائي وغيره وناب في القضاء مع عقل ودربة.
محمد بن أحمد بن عمر بن إبراهيم بن أبي بكر الشمس الخليل الشافعي نزيل القاهرة ويعرف بابن الموقت. حفظ القرآن والمنهاج وغيرهما واشتغل على جماعة منهم الكمال بن أبي شريف وتوكل له في الصابون ونحوه؛ وتميز في الفضل وقطن القاهرة وحضر عندي في بعض المجالس مع سكون وعقل، وأبوه من أهل القرآن ممن يؤدب الأبناء في بلده.
 محمد بن أحمد بن عمر بن إبراهيم بن هاشم البدر القمنى الأصل القاهري الوكيل حفيد شيخنا السراج وسبط الفخر عثمان البرماوي والد شهاب أحمد. ولد سنة ثمان وعشرين وثمانمائة بالظاهرية القديمة ونشأ فحفظ القرآن والمنهاجين والشاطبيتين وألفية النحو، وعرض على التلواني والونائي والقاياتي وشيخنا والعلم البلقيني وغيرهم وحضر دروس الشمس الشنشى وقاسم البلقيني وجود القرآن على ابن كزلبغا بل قرأ عليه الشاطبيتين بتمامهما وكذا وجود بعضه على الزين طاهر وقرأ في النحو على الابدي وسمع الحديث على فاطمة الحنبلية بقراءة البقاعي وعلى القادمين من الشام عند نائب القلعة تغرى برمش الفقيه بقراءة القلقشندي وعلى شيخنا وغيرهم، وتنزل في المؤيدية وغيرها بعد أبيه تنزيل الواقف ثم أعرض عن الاشتغال ووقف بباب العلم البلقيني ثم ابن الديري وراج أمره بذلك في باب ابن الشحنة وسافر له إلى حلب في بعض ضروراته، وحج غير مرة أولها في سنة اثنتين وخمسين وجاوز كثيراً وكان هناك يجلس بباب السلام ويتوكل ويحضر دروس البرهان ثم ولده وكذا أكثر من السماع عندي وحضور كثير من دروسي في مجاورتي وأكثر من الطواف والتلاوة؛ وتناقض حاله جداً وكان مجاوراً أيضاً في سنة ثمان وتسعين ورجع أحد ولديه مع الركب وفارقه من الينبوع فركب البحر ثم رجع هو في البحر في جمادى الأولى من التي تليها ومعه زوجته وابنة الآخر كتب الله سلامتهم.
محمد بن أحمد بن عمر بن أحمد بن عبد الله الجمال المدعو بالظاهر الصريفي الدوالي اليماني والد أحمد الماضي ويعرف كسلفه بابن جمعان؛ وهو خال الفقيه إبراهيم بن أبي القسم شقيق أمه وهو أسن من ذاك بعشر سنين وتأخر عنه إلى الآن. ولد سنة اثنتي عشرة وثمانمائة ببيت ابن عجيل وهو فقيه متعبد متجرد ممن درس التنبيه والبهجة وهي محفوظة؛ تفقه على صهره أبي القسم بن جعمان وهو على أبي صاحب الترجمة وهو على إبراهيم جد إبراهيم بن جعمان وقد أخذ عنه في العربية وفيهما عن الطيب الناشري وحضر في صغره دروس أبيه، وحج في سنة تسع وخمسين ولقي شخصا رومياً فقرأ عليه في عوارف المعارف وأقرأ وأفتى وانتفع به جماعة أشهرهم ابنه الشهاب أحمد مفتي زبيد وهو الآن مقيم ببيت ابن عجيل ولم يجاوزها لغير الحج نفع الله به .
محمد بن أحمد بن عمر بن بدر كمال الدين بن شهاب الدمشقي الشافعي نزيل مكة ويعرف بابن الجعجاع. حفظ القرآن والمنهاج وعرضه وقرأ على بمكة من حفظه إلى صلاة الجماعة وجميع أربعى النووي وسمع مني غير ذلك وكان قرأ على أبي العزم الحلاوي في مجاورته بمكة وكتبت له إجازة بما سمعه وقرأه.
 محمد بن أحمد بن عمر بن شرف الشمس أبو الفضل بن الشهاب القاهري القرافي المالكي سبط بن أبي جمرة والماضي أبوه ويعرف بالقرافي. ولد في العشر الأخير من رمضان سنة إحدى وثمانمائة يدرب السلامي من القاهرة ونشأ بها فحفظ القرآن عند أبيه وصلى به في سنة عشر، والعمدة والرسالة والشاطبية وألفية العراقي وابن مالك والملحة والحاجبية وغالب التسهيل، ممن كان يصحح عليه الشاطبية البرهان الحريري، وعرض على الولي العراقي وشيخنا ومحمد بن أحمد بن عبد الله بن عبد الرحمن المالكي وآخرين وأخذ النحو عن والده وناصر الدين البارنباري والشمس الشطنوفي والشهاب أحمد الصنهاجي والفقه عن الجمال الأقفهسي والشمس الدفري وأصوله عن المجد البرماوي والصنهاجي والفرائض والحساب عن البارنباري والشمس السكندري جنيبات وعبد المنعم المراغي ومصطلح الحديث عن شيخنا ولازم البساطي كثيراً وانتفع به في الفقه والنحو والأصلين والمنطق والمعاني والبيان وسمع عليه غالب شرحه لمختصر الشيخ خليل وكذا من شيوخه في العلم الدنيسري، وجود الخط على ابن الصائغ وسمع الحديث على غير واحد كالشرف بن الكويك والجمالين الحنبلي وابن فضل الله والشموس الشامي وابن البيطار وابن المصري الزراتيتي وابن الجزري والنور والفوى والزين الزركشي والولي العراقي والنجم بن حجي والكمال بن خير لقبه باسكندرية وقد دخلها مراراً أولها في سنة ثمان وعشرين في آخرين منهم شيخنا وأكثر من ملازمته، وحج مرتين الأولى في سنة إحدى وثلاثين وجاور سنة ست وثلاثين وسمع هناك على الجمال الشيبي؛ ودخل دمشق في سنة ثلاث وثلاثين فسمع بها على الحافظ ابن ناصر الدين ؛ وزار بيت المقدس والخليل ودخل دمياط غير مرة، وأجاز له جماعة وخرجت له قديماً ما علمته من مسموعة في جزء ولازم الاشتغال إلى أن صار أحد الأعيان وبرع في الفقه وأصوله والعربية وغيرها وفاق الناس في التوثيق بحيث كان يملي في آن واحد على اثنين في مسطورين مختلفين بل على ثلاثة ولا يجف لواحد منهم فيما بلغني قلم؛ وقصد في القضايا الكبار من الأعيان فأنهاها وتمول من ذلك جداً وتدرب به جماعة في الصناعة كل ذلك مع الخط الحسن البديع الفائق والعبارة البليغة الرائقة والذهن الصافي الذي هو في غاية الجودة يتوقد ذكاءً مع الرياضة الزائدة والعقل التام والتواضع والاحتمال والمدارة وبعد الغور والصبر على الأذى وتجرع الغصة إلى إمكان انتهاز الفرصة والصحبة الحسنة للناس بحيث أنه قل أن اجتمعت محاسنه في غيره بل هو حسنة من حسنات، وقد ناب في القضاء عن شيخه البساطى بعد سنة خمس وثلاثين فحمدت سيرته، ولم يمض عليه إلا اليسير حتى صار أحد أعيان النواب وتردد إلى الناس لا سيما الأكابر حتى كان عندهم بالمحل الجليل مع بذل الجهد في إنقاذ الأحكام وردع الجبابرة من العوام ونحوهم حتى ضرب به المثل في ذلك ثم ناب للبدر بن التنسى وصار أروج نوابه ولولا وجود المعارض لكان قاضي المذهب بعده مع أنه لم يتخلف عن النيابة عمن بعده إلى أن مات، ودرس للمالكية بالفخرية عقب البساطى وبالبرقوقية عقب أبي الجود وتصدر بجامع عمرو وكانت عينت له الجمالية بعد البدر بن التنسى ولكن لم ينتظم أمرها له،وأقرأ الطلبة وأفتى وصار الاعتماد في الفتاوى عليه لمزيد إتقانه واختصاره وتحريره وحسن إدراكه لمقاصد السائلين، وحدث وعظمت رغبته في السماع والإسماع وعلت همته في ذلك سمع منه الأئمة وحملت عنه جملة وبالغ في الثناء على بلفظه وخطه، وكتب على الجرومية شرحاً دمجاً وكذا على الملحة لكنه لم يكمل وله غير ذلك، وهو من رفقاء الجد أبي الأم وقدماء أصحابه وما كنت أنقم عليه إلا امتهانه لنفسه بالتردد للأراذل ومساعدتهم فيما يحتاجون إليه وربما جر ذلك لمالا يليق بأمثاله وهذا هو الذي قعد به عن التقدم لما كان هو المستحق له، وقد أنشأ قاعة جليلة صارت من الدور المذكورة ولم يمتع بها لكونه لم يزل متوعكاً بالربو وتارة بالسعال وبحبس الإراقة وتارة بضيق النفس حتى مات في ليلة الاثنين رابع عشر ذي الحجة سنة سبع وستين وصلى عليه من الغد ودفن بالقرافة عند ابن أبي حمزة وكان يقرأ عند ضريحه أول كل عام منتقاه من البخاري ويهرع الناس لسماع ذلك قصداً للتبرك بزيارة الشيخ رحمه الله وإيانا.
 محمد بن أحمد بن عمر بن كميل - بضم الكاف - بن عوض بن رشيد - بالتكبير - بن محمد - وقيل علي - الشمس المنصوري الشافعي الشاعر والد البدر محمد ويعرف بابن كميل. ولد في صفر سنة خمس وسبعين وسبعمائة بالمنصورية - قرية قريبة لدمياط؛ ونشأ بها فحفظ القرآن والحاوي وغيره وتردد للقاهرة للاشتغال وغيره فتفقه بالبلقيني وابن الملقن والشهاب القلقشندي والزين بن النظام والشهاب الجوجري وأخذ في الفقه والأصول عن بعض هؤلاء بل وعن غيرهم، وتميز وتعانى الأدب ففاق في النظم وولي قضاء بلده مناوبة بينه وبين ابن عم والده الشمس محمد بن خلف بن كميل الآتي واستقل به عن المؤيد لكونه امتدحه بقصيدة تائية طنانة لما رجع من سفره نوروز وأضيف إليه معها سلمون بل زاده شيخنا أيضاً منية أبن سلسيل وشكرت سيرته في ذلك كله وكذا امتدح الناصري بن البارزي وغيره من الأعيان التماساً لمساعدتهم والتوجه إليه بعنايتهم بل له قصائد نبوية وغيرها سائرة، واشتهر اسمه وبعد صيته بذلك وكتب الناس عنه من نظمه، وترجمه شيخنا في معجمه ووصفه بالفضل واستحضار الحاوي وقال لقيه بطريق مكة يعني سنة أربع وعشرين وطارحني بنظم منسجم ثم كثر اجتماعنا وسمعت من نظمه كثيراً، ونحوه قوله في أنبائه وكنا نجتمع ونتذاكر في الفنون؛ وقال غيره إنه مدح الملوك والأكابر وكان حافظاً للشعر كثير الإستحضار للأبيات والتطلع إليها معدوداً من المكثرين في ذلك مع مشاركة في الفقه وغيره وثروة من الزرع والتجارة وكثرة تودد وحلو محاضرة وحشمة وطرح تكلف؛ وممن ترجمه شيخنا في معجمه وأبنائه وابن فهد وكاتبه. مات فجأة في شعبان سنة ثمان وأربعين سقطت منارة جامع سلمون من ريح عاصف على خلوته وهو بها فمات وهو جالس غماً تحت الردم رحمه الله وإيانا. ومن نظمه في هاجر:

هل كاشف كربة اكتئابي

 

أو راحم ذلتي وعـاذر

لسوء حظي سقام جسمي

 

مواصل والحبيب هاجر

وقوله:

لله ثغر حبـيب زانـه فـرم

 

ومثله رمت لما أن لثمت فما

وحين فوق سهم اللحظ قلت له

 

لا ترم قلب محب مشته فرما

وقوله:

يقولون بالساقي شغفت محـبة

 

فقلت لما بالقلب من نبل أحداق

فكم ليلة بات السرور منادمـي

 

بطلعته والتفت الساق بالسـاق

وقوله:

ولما أتى الكذاب دجال وقتـه

 

وقد فتنت ألفاظه كل مسـلـم

فقولوا له إن ابن مريم قد أتى

 

وهل يقتل الدجال إلا ابن مريم

وأوردت في ترجمته من التبر المسبوك والمعجم غير هذا وشعره منتشر فلا نطيل به، وهو في عقود المقريزي باختصار .

محمد بن أحمد بن عمر بن الضياء محمد بن عثمان بن عبيد الله بن عمر بن الشهيد أبي صالح عبد الرحيم بن عبد الرحمن بن الحسن بن عبد الرحمن بن طاهر بن محمد ابن محمد الشهاب أبو جعفر بن الشهاب أبي العباس بن أبي القسم القرشي الأموي الحلبي الشافعي ويعرف بابن العجمي. ولد في العشر الأول من ربيع الأول سنة خمس وسبعين وسبعمائة بحلب ونشأ بها فسمع على الشهاب بن المرحل والشرف أبي بكر الحراني وأبي حفص عمر بن ايدغمش وخليل بن محمود الشهابي وأبي جعفر الأندلسي والعز الحسيني وابن صديق في آخرين؛ وبدمشق على عائشة ابنة ابن عبد الهادي وبالقاهرة على البلقينى وغيره، وأجاز له الصلاح بن أبي عمر وجويرية الهكارية والحراوي وخلق، وكان قد تفقه بالزين بن الكركى والشرف الداديخى، وولى قضاء حلب عقب الفتنة في إمرة دمرداش فسار فيه أحسن سيرة قم عزل نفسة بعد أربعة أشهر لكون نائبها طلب منه القرض من الأوقاف أو من مال الأيتام ولم ينفك عن النيابة عمن يليه وكذا باشر نظر عدة مدارس وتدريسها كمدرسة جدة الشرفية والزجاجية والشمسية والظاهرية، وحدث كتب عنه شيخنا وأورده في معجمه وقال أجاز لأولادي ثم سمعت عليه بحلب أشياء ذكرتها في فوائد الرحلة انتهى.وممن سمع منه من أصحابنا ابن فهد ومن شيوخنا الأبي مع ابن موسى في سنة خمس عشرة أجاز لي، وكان من رؤوساء بلده وأصلائها لطيف المحاضرة حريصاً على ملازمة البرهان الحلبي حتى أنه حج هو وإياه في سنة ثلاث عشرة ثم حج بمفرده بعد ذلك وكتب عن البرهان شرحه للبخاري وغيره من تصانيفه وسمع عليه غالب الكتب الستة، ذا شكالة حسنة رأى الناس وتأدب بهم لكن مع الإمساك وحدة الخلق. مات في بكرة يوم الأربعاء منتصف رمضان سنة سبع وخمسين وصلى عليه بالجامع الكبير ودفن المدرسة الكاملية بالجبيل الصغير، وهو في عقود المقريزي وبيض له رحمه الله وإيانا.
محمد بن أحمد بن عمر بن محمد بن عمر الشمس النحريري ثم القاهري الشافعي المؤدب الضرير، ويعرف بالسعودي نسبة لقريب له كان يخدم الشيخ أبا السعود ورأيت من قال ممن نسخ له شيئاً قديماً أنه يعرف بابن أخي السعودي فكأنه ترك تخفيفاً.
 ولد سنة ست وخمسين وسبعمائة بالنحرارية ونشأ بها فحفظ القرآن والعمدة والتنبيه وغيرهما واشتغل بها في الفقه على قضاتها البرهان بن البزار والتاج عتيق والشهابين المنصوري وابن الإمام وعليه بحث في الكشاف أيضاً ثم انتقل إلى القاهرة فتكسب فيها بزازا ببعض حوانيتها وكذا بالشهادة مع أخذه في الفقه أيضاً عن الشمس البكري وفي الفرائض عن الشمس الغرافي وكذا أخذ عن ابن الملقن الفقه أيضاً والتذكرة له في علوم الحديث وسمع عليه المسلسل وغيره وعن البلقيني ولازمة وخدمه في جمع أجرة أملاكه وغيرها، وتلا لأبي عمرو على الفخر البلبيسي وسمع على التنوخي والصلاح الزفتاوي وابن الشيخة والحلاوي والسويداوي والأبناسي والغماري والمراغي وغيرهم؛ ورام الحج مع الأشراف شعبان بن حسين فكانت تلك الكائنة فرجع مع من رجع وتوجه من هناك إلى القدس فأقام به شهراً ونصفاً وتلا فيه لأبي عمر وأيضاً على الشمس الفيومي، ثم عاد لبلده فأقام مدة ثم رجع إلى القدس أيضاً فأخذ الفقه عن النجم بن جماعة والبدر العليمي والأخوين الشمس والبرهان ابني القلقشندي وبحث على كل منهما التقريب في علوم الحديث للنووي؛وعلى المحب الفاسي في العربية والفرائض وسمع هناك في صفر سنة ثلاث وثمانين على أبي الخير بن العلائي الجزء الأول من مسلسلات والده الصلاح بل قال وهو ثقة ضابط أنه سمع بالقدس مع البرهان القلقشندي الدارمي على العماد بن كثير يعني في المرة الأولى في غالب ظنه، ودخل اسكندرية فسمع بها من لفظ العلامة ناصر الدين محمد بن أحمد بن فوز الأمدى الشافعي شيئاً من أول كل من صحيح البخاري والرسالة القشيرية وحديثاً مسلسلاً موضوعاً؛ ولو وجد من يعتني به ويرشده لأدرك إسناداً عالياً، واستوطن القاهرة وتنزل في صوفية البيبرسية وتكسب بتأديب الأطفال بالمسجد الملاصق لسكن شيخنا جوار المدرسة المنكوتمرية وانتفع به من لا يحصى كثرة كشيوخنا ابن خضر والجلال بن الملقن والبهاء البالسي وابن أسد وابن عمر الطباخ المقري والوالد والعم وكان القاضي كريم الدين بن عبد العزيز ناظر الجيش وصهر شيخنا ينفعه كثيراً ولا يعتمد غيره في الإشهاد على قضاياه، وأشير إليه بالتقدم في التأديب مع الحرمة الوافرة وشدة البأس على الأطفال حتى أن بعضهم رام أن يدس عليه سما وكاد يتم فلطف الله به لحسن مقصده، وقد حدث باليسير سمع منه الفضلاء، ورأيت شيخنا علق في تذكرته شيئاً من نوادره فقال سمعت جارنا الفقيه السعودي وساق شيئاً، بل قرأ بحضرته شيخنا البرهان بن خضر في سنة ثلاث وثلاثين عليه المسلسل المشار إليه، وكان شيخاً جيداً فاضلاً مفيداً يقظاً ظريفاً فكها منقبضاً عن الناس ملازما للمسجد المذكور، فلما كان في حدود سنة ثلاثين حصل له مرض شديد ثم ماتت زوجته عقبه وابناه منها فانزعج وذهب إلى المقبرة ثم رجع في حر شديد فأطعمه بعض أصحابه عسل نحل فغارت عينه اليمنى ثم بعد برهة تبعتها الأخرى مع ثقل سمعه، وانقطع ببيته في حدود سنة سبع وثلاثين فكان حلساً من أحلاسه مع ادامته التلاوة وعدم التشكي وكان شيخنا كثير البرله والتفقد لأحواله وكذا من شاء الله ممن قرأ عنده كالوالد وحصل له مرة مرض الدرب ومل منه أهله فنقلوه إلى البيمارستان إلى أن نصل منه مع أنه قل أن يدخله درب ثم يخرج حياً. وقد جودت عليه القرآن بتمامة حين انقطاعه بمنزله ودربني في آداب التجويد، وقرأت عليه تصحيحاً في العمدة وغيرها والمسلسل المشار إليه وكنت شديد المهابة منه لشدة بأسه وصولته. مات في ليلة الأربعاء منتصف رمضان سنة تسع وأربعين بعد أن هشم وتحطم؛ ودفن من الغد بالتربة البيبرسية، وقد ذكره شيخنا في أبنائه وأثنى عليه بكثرة المذاكرة وبأنه خرج من تحت يده جماعة فضلاء وأنه كان لا يفتر لسانه عن التلاوة، ومن الطائفة أنه قال: نقل لي أن شخصين تماشياً وأحدهما يقال له جلال الدين جعفر فتذاكرا قول العماد الكاتب للقاضي الفاضل مما لا يستحيل بالإنعكاس سر فلا كبابك الفرس وقول الفاضل له دام علا العماد فقال أحدهما بديها رفع جلال جغفر فلما بلغني ذلك قلت رجح نبأ ابن حجر وكذا قال وقد بعث الطواشي فاتن إلى شخص اسمه نتاف وآخر اسمه بلبل فاتن قال لبلبل لاق نتاف، وقال أيضاً مصحفاً لقولك ابن حجر شيخ محدثي زمانه أتت حجر بنت نجم جدتي رمانة. رحمه الله وأيانا.
 محمد بن أحمد بن عمر بن يوسف بن عبد الله بن عبد الرحمن بن إبراهيم ابن محمد بن أبي بكر الأمير ناصر الدين التنوخي الحموي الحنفي والد الشهابي أحمد وفاطمة وسارة وعائشة وأخو يحيى ويعرف بابن العطار. ولد سنة أربع وسبعين وسبعمائة بحماة وكان أبوه يباشر بها أستادارية الأمراء ثم اتصل بنائبها مأمور القلمطاى وتوجه معه لما عمل نيابة الكرك فلازم خدمة الظاهر برقوق حين كان بها؛ ومات قبل عودة للملك فلما عاد قدم عليه صاحب الترجمة والتمس منه رزقاً فراغي أباه فيه وأعطاه رزقاً بحماة ثم الحجوبية بها، وعمل دوادار نائب دمشق قانباي وغيره ن الأكابر الأمراء إلى أن تسلطن المؤيد فنوه الناصري بن البارزي عنده به ولمصاهرة بينهما حتى استقر به في بيابة اسكندرية فباشرها مدة وحسنت سيرته فيها وأحبه أهلها ثم صرف بعد المؤيد ولزم داره إلى أن استقر به الأشراف في نظر القدس والخليل، واستمر حتى مات في بلد الخليل في شوال سنة ثمان وعشرين ؛ وكان فاضلاً ردينا عاقلاً سيوساً ذاكراً لنبذة من التاريخ وأيام الناس فصيحاً وقوراً رحمه الله، وله ذكر في ولده.
محمد بن أحمد بن عمر بن يوسف بن علي المحب بن شهاب بن الزين الحلبي ثم القاهري الشافعي الماضي أبوه. ولد في ليلة نصف شعبان سنة خمس عشرة وثمانمائة بحلب ونشأ بها فحفظ القرآن وكتباً واشتغل عند أبيه وغيره؛ وسمع البرهان الحلبي وشيخنا وآخرين، وقدم القاهرة فقطنها، وكان لطيف العشرة حسن الفهم له مشاركة في فنون الأدب وتطلع لكتبه. مات بالطاعون في ثامن رجب سنة أربع وستين بالقاهرة بعد أن توفي له عدة أولاد فصبر واحتسب رحمه الله وعفا عنه وإيانا.
محمد بن أحمد بن عمر بن جعمان. مضى فيمن جده عمر بن أحمد بن عبد الله.
محمد بن أحمد بن عمر الشرف أبو بكر الجعفري -لكون أبيه كان يقول أنهم جعفريون - العجلوني نزيل حلب ويعرف بخطيب سرمين وهو بكنيته أشهر ولذا كتبه غير واحد في الكنى كابن خطيب الناصرية والمقريزي في عقوده قال: أبو بكر بن محمد بن عمر، وسمي شيخنا في معجمه والده محمداً وهو سهو؛ كان أصله من عجلون ثم سكن أبوه عزاز وولى هذا خطابة سرمين العقبة -قرية من عملها - كأبيه وقرأ بحلب على الزين أبي حفص الباريني وسمع من الظهير بن العجمي وغيره وكتب عن أبي عبد الله بن جابر الأعمى بديعيته وحدث بها سمعها منه سيخنا بمكة سنة موته وقال أنه كان بنتسب جعفرياً لكونه من ذرية جعفر بن أبي طالب، وكانت له عناية بقراءة الصحيحين ويحفظ أشياء تتعلق بذلك ويضبطها، ووعظ على الكرسي بحلب ومكة وروى بها عن الصدر الياسو في شيئاً من نظمه كتبه مع البديعية عنه التقى الفاسي بمكة، وحج وجاور غير مرة وانقطع سنين بمكة حتى كانت وفاته بها في سادس عشرى صفر سنة إحدى ودفن بالمعلاة، وقد ذكره الفاسي في تاريخ مكة وأثنى على فضيلته أيضاً وكذا أثنى عليه ابن خطيب الناصرية مع الخير والديانة والمواظبة على العبادة رحمه الله وإيانا.
محمد بن أحمد بن عمر الشمس أبو عبد الله بن الشهاب أبي العباس القاهري السعودي الحنفي.ناب في الحكم وتصدى للتدريس وبلغني أن النور الصوفي ينتمي له بقرابة، وممن أخذ عنه الجمال عبد الله بن محمد بن أحمد الرومي الماضي وأذن له في التدريس وأرخ الإجازة في سنة إحدى وخطه حسن وكذا عبارته، ورأيت له كراريس من مصنف سماه تهذيب النفوس شبه الوعظ وقد رافق البرهان الحلبي في السماع على الحراوي صاحب الدمياطي في فضل العلم وخماسيات ابن النقور فتوهمه بعض أصحابنا فقيهنا الشمع السعودي الماضي قريباً لاشتراكهما في الاسم واسم الأب والجد والشهرة، وهو غلط فذاك شافعي تأخر عن هذا؛ وسيأتي محمد بن أحمد بن محمد وأظنه هذا الصواب في جده عمر.

محمد بن أحمد بن عمر الشمس الشنشى القاهري الشافعي ويعرف بالشنشي وقديماً بين أهل البلاد بقاضي منية أسنا. ولد في سنة ثمان وسبعين وسبعمائة بسويقة الريش ظاهر القاهرة وحفظ القرآن وكتباً منها المنهاج والشمسية في المنطق وأخذ الفقه عن البرهان الأنبانسي والبلقيني فكان خاتمة أصحابهما وعن غيرهما والفرائض عن الشمسين الغراقي والعاملي والمنطق عن بدر القويسني وحضر كثيراً من دروس الشمس الشطنوفي في العربية وغيرها وكان يسابقه بالتقرير بحيث يصفه الشيخ نفسه بأنه من معيديه، وكذا كان يحضر عند الولي العراقي ويعظمه الولي جداً؛ وصحب الشيخ عليا المغربل، وسمع الحديث على شيخه الأبناسي والزين العراقي وغيرهما، وبرع في الفقه وأصوله والفرائض والعربية وشارك في الفضائل وذكر بالعلم قديماً حتى سمعت العلاء القلقشندي يقول عنه أنه كان يحضر حلقة البلقيني وهو لابس الصوف يشير بذلك لقدمه وتقدمه، وناب في القضاء بالمحلة وسنباط في سنة ثمان ثم بجوجر وعملها عن الولي العراقي ثم بالقاهرة عن شيخنا، وجلس بحانوت باب اللوق شركة لغيره ثم أعرض عن ذلك واقتصر على إضافة منية أسنا وعملها له، وتصدى للاقراء بالأزهر وغيره فأخذ عنه القدماء طبقة بعد أخرى وكنت ممن قرأ عليه قديماً قطعة من التنبيه وغيره؛ ورام جماعة بعد موت القاياتي ملازمته فرأوا الاسترواح وحب الخمول أغلب عليه، وسمعت أن الجلال المحلي تقصد مرة سماع درسه ليختبر أهو باق على ما يعهد منه أم لا، ولما توجه الحمصي لقضاء الشام بأخرة استتابه في تدريس الصلاحية المجاورة لضريح الشافعي ولكنه لم يبث أن عزل الحمصي واستقر به الزين الاستادار في مشيخة مدرسته، وكان كثير المحفوظ في الفقه وأصوله والعربية كثير التقشف والتواضع متقللاً من الدنيا طارحاً للتكلف وربما طعن فيه حتى احتيج إلى اعتذار بعض الصوفية عنه بأنه ملامتي؛ وانقطع عن الإقراء والحركة مدة ولزم الإقامة بالمدرسة الزينية وهو حالة شبيهة بالاختلال إلى أن مات في جمادى الأولى سنة ثلاث وسبعين وصلى عليه الأزهر رحمه الله وإيانا.
محمد بن أحمد بن عمر تاج الدين بن الزاهد والد علي الماضي. ممن تكسب بالشهادة وبالقراءة في الجوق ونحو ذلك وحصل الجهات والدور وحج. ومات قريب التسعين.
محمد بن أحمد بن عمر الكمال بن الجعجاع. مضى فيمن جده عمر بن بدر.
 محمد بن أحمد بن عيسى بن أحمد بن موسى الأمين البدراني الأصل الدمياطي القاهري الشافعي إمام جامع الغمري بها وخطيبه ويعرف بابن النجار حرفة أبيه. ولد في رابع عشر ذي الحجة سنة خمس وأربعين بالقاهرة وتحول منها لدمياط في أيام رضاعة فدام بها لسنة الشراقي ثم عاد إليها فحفظ القرآن وجوده بل أخذ القراءات عن جماعة كابن أسد وعبد الدائم والنور الإمام والشمسين ابن عمران وابن الخدر وحبيب العجمي وجمع على غير واحد منهم كالاولين بل بحث على الرابع في مقدمة ابن الجزري في التجويد، وسمع الحديث على السيد النسابة والزين البوتبجي والشمس بن العماد والنور والبارنباري والعز الحنبلي والشاوي والشهاب الشارمساحي والشهاب الحجازي والجلال بن الملقن وأم هانئ الهورينية وابنى الفاقوسي وأكثر عن الفخر الديمي، وأخذ في الاصطلاح عن قاسم الحنفي وعبد الدائم والبقاعي والأبناسي والكمال بن أبي شريف وكاتبه وكتب شرحه للألفية ولازم دراية ورواية، وتفقه بالزين عبد اللطيف الشارمساحي في الابتداء ثم بالمناوى ولازمه سنين ما بين قراءة وسماع وكذا أخذ في الفقه عن الشريف النسابة والعلم البلقيني والعبادى وابن أسد والبرهان العجلوني والشهاب البيجوري والزين زكريا والشرف البرمكيني والفخر المقسى والجوجري وابن قاسم والنجم بن قاضي عجلون وابني أبي شريف في آخرين منهم الشمس البامي والجلال البكري وبعضهم في الأخذ أكثر من بعض وكذا لازم البرهان الشرواني القادم في سنة خمس وستين في الفقه وعن الكمال بن أبي شريف والزين الأبناسي وابن حجي أخذ في الأصلين وعن ثانيهم وابن أسد في النحو وكذا عن ابن قاسم مع أصول الفقه وفيه عن البدر بن خطيب الفخرية وابن الاقيطع وعن ابن حجى في المنطق وعن الشريف الفرضي والبدر المارداني في الحساب ولازم البدر القطان في الفقه والعربية وغيرهما وأخذ عن التقى الحصنى والكافياجي أشياء وعن الجمال الكوراني وابن حجي في التفسير وعن غيرهم في المعاني والبيان، وأكثر من الاشتغال والتحصيل؛ وشارك في الفضائل بل تدرب بأبيه في صناعته وقتاً؛ وحج في سنة ست وستين وكانت الوقفة الجمعة؛ وتنزل في السعيدية والبيبرسية وغيرهما وأم بجامع الغمري مع الخطابة به وانقطع فيه لذلك ولاقراء الطلبة فانتفع به جماعة واستدعي للخطابة في المزهرية حين مجيء بعض القصاد لحسن تأديته، وهو في ازدياد من الخير وتقنع باليسير وانجماع وهمة فيما يوجه إليه أو يعول فيه عليه.
محمد بن أحمد بن عيسى المصري الوراق خادم غازي ويعرف بابن عيسى.كان وراقاً ثم خدم ضريح غازي المجاور للمعزية واغتبط بذلك وصار يتفحص عن أخبارهو يكثر مراجعتي ومراجعة غيري في ذلك بحيث صار كثير من البطالين يهزأ به فيه ويخوض معه بما يحرج منه لأجله، واستمر في تزايد وعدم انثناء عن اعتقاد كون غازي هذا هو صاحب ملك ونافع وكونه ممن اجتمع بالليث وتنبه كثير من الناس لهذا الضريح وصار يجتمع عنده القراء وغيرهم في كل جمعة بعد الصلاة غير منفكين عن ذلك نحو مشهد الليث ويعمل له خبز وقمحية تفرق على جيران المكان ونحوهم بمساعدة البدر بن الونائي وغيره في ذلك، وكان يحكي له مناقب وكرامات ويذكر لصاحب الترجمة مزيد توجه واهتمام بالقيام والصيام مع مزيد تقنع وفاقه زائدة وتعفف تام واستحضار لأشياء كثيرة من مناقب بعض السادات وإلمام بقبور كثير منهم ورغبة كثيرة في كاتبه وكنت زائد التعب معه لكون أسئلته المهملة لا تنقضي، وهو ثقيل السمع جد أمي ومع ذلك فكنت أرجو فيه الخير والبركة. مات في ليلة الأربعاء ثاني جمادى الثانية سنة تسعين شهيداً نزل عليه اللصوص وهو بالمعزية فقتلوه وصلى عليه من الغد ثم دفن بأبي العباس الحرار وكان له مشهد جليل، وأثنى عليه كثيرون وأظنه قارب الثمانين وكان يحكى أن شيخنا كان يبره كثيراً رحمه الله.
 محمد بن أحمد بن فارس الشمس بن الشهاب المنشاوي ثم القاهري الشافعي ولد في سنة سبع وستين بالمنشية الكبرى من الشرقية من ريف مصر وتحول إلى القاهرة وحفظ القرآن والتنبيه وغيره، وعرض على جماعة واشتغل قليلاً وسمع البخاري علي ابن أبي المجد وختمه على التنوخي والعراقي والهيثمي، وتنزل في صوفية البيبرسية بل كان أحد قراء الصفة بها، وحدث أخذ عنه الفضلاء أخذت عنه، وكان خيراً ساكناً كثير التلاوة. مات في يوم الجمعة تاسع المحرم سنة اثنتين وخمسين وصلى عليه بالحاكم رحمه الله.
محمد بن أحمد بن أبي الفتح بن ادريس بن شامة الشمس الدمشقي أخو العماد أبي بكر ويعرف بابن السراج. سمع على الحجار ومحمد بن حازم والبرزالي والشهاب أحمد ابن علي الجزري في آخرين، وحدث سمع منه الفضلاء؛ قال شيخنا في معجمه أجاز لي ومات قبل دخولي دمشق بيسير في رجب سنة اثنتين وقد قارب الثمانين، وتبعه المقريزي في عقوده، وهو عم محمد بن أبي بكر بن أحمد بن أبي الفتح الآتي.
محمد بن أحمد بن أبي الفرج السكندري المالكي الخطيب هكذا جرده البقاعي.
محمد بن أحمد بن فضل الله التركماني الدلال. مات في المحرم سنة ثلاث وأربعين بمكة. أرخه ابن فهد.
محمد بن أحمد بن أبي الفضل بن علي بن أبي بكر بن علي بن محمد بن أبي بكر ابن عبد الله بن عمر بن عبد الرحمن بن عبد الله الناشري. بيض به العفيف.
محمد بن أحمد بن أبي الفضل العمري الحراري المكي الحنفي. يأتي فيمن جده محمد بن عبد الله .
محمد بن أحمد بن فطيس الغزاوي الأصل البزار نزيل مكة. مات بها في سنة خمس وأربعين. أرخه ابن فهد.
محمد بن أحمد بن أبي القسم بن سعيد العقباني. مات سنة ست وستين.
محمد بن أحمد بن أبي القسم كمال الدين بن المقري الزبيدي الوزير. ناب في الوزارة باليمن بل ناب في القضاء عن المجد الشيرازي، وكان فاضلاً. مات سنة اثنتي عشرة. قاله شيخنا في انبائه.
محمد بن أحمد بن قديدار الدمشق. مضى فيمن جده عبد الله .
محمد بن أحمد بن قياس بن هند وناصر الدين أبو عبد الله بن الشهاب ابن الفخر الشيرازي الأصل القاهري الشافعي ويعرف بابن قياس -بكسر أوله ثم مثناة وآخره مهملة. ولد في رابع عشر صفر سنة سبع عشرة وثمانمائة أو التي قبلها بالقاهرة وكفله عمه الشمس محمد بن قياس الاتي وحفظ القرآن وجوده بل قرأه لأبي عمرو وغالبة لابن كثير على بعض القراء والعمدة والمنهاج وألفية ابن ملك والشاطبية والخزرجية، وعرض على البساطي والتفهني وجماعة وقرأ في الفقه علي الشرف السبكي والبدر بن الأمانة وكان زوجا لخالته والشهاب بن المجدى ولازمه في غير ذلك والعلاء القلقشندي وكان أحد من قرأ عنده في التقسيم والبدر النسابة وسمع عليه النسائي الكبير بتمامه والزين البوتيجي وكان زوج عمته وعليه وعلى أبي الجود قرأ في الفرائض وفي النحو علي الحناوي والشهاب الخواص وعليه قرأ في العروض أيضاً وسمع الحديث علي ابن الجزري وشيخنا وناصر الدين الفاقوسي وابن الطحان وابن بردس وابن ناظر الصاحبة وآخرين وأجاز له خلق باستدعاء ابن فهد؛ وتنزل في صوفية سعيد السعداء وغيرها من الجهات، ووصف بالفضل ثم تكسب بحانوت في الوراقين وانسلخ من ذلك كله، ولكثرة الوثوق به كانت تدفع له الأموال قراضاً وغيره ويشتري من الأصناف والبضائع مالا يقتصر فيه على شيء واحد ويدفع من ربح ذلك أو غيره للمقارضين ما يحصل الرضا به، ودام على ذلك دهراً ثم بأن أنه سبق، ولا زال في انحطاط مع حجو في غضون ذلك إلى أن افتقر جداً وصار يكتب في عمائر ابن مزهر وغيره بما يرتفق به في معيشته وربما شهد؛ وأخذ عنه صغار الطلبة بعض مروية واستكتب على الاستدعاءات، وهو مع ما يتجرعه من العدم بعد التقلب في تلك الأموال والسلطنة صابر راغب في المطالعة والانتقاء لما يعجبه مع الإكثار من التردد إلى حتى انحط ونفض قواه بحيث يعتمد على عكاز وصار يعتريه شبه الزحير ونحوه ومكث كذلك مدة إلى أن عجزعن الحركة أصلاً، ثم مات في ظهر يوم الأحد تاسع عشر ذي الحجة سنة ثمان وثمانين شهيداً ودفن في يومه قريب الغروب بتربة الاسنائي عند أولاده وذكر بخير، وكان قد حصل له في وجهه جرح فقطب فجاء صورة جلالة صريحة اتفاقاً فكان يستبشر بذلك رحمه الله.
 محمد بن أحمد بن كمال الشمس الدجوى القاهري الشافعي الشاعر قاضي الشطرنج. ولد تقريباً سنة اثنتين وسبعين أو قبل السبعين بالقاهرة ونشأ بها فحفظ القرآن واشتغل في فنون، وفضل ونظم الشعر فأجاد ومدح الأكابر كشيخنا وله في ختم الباري قصيدة نبوية أثبتها في الجواهر، والكمال بن البارزي وكثر تردده إليه في الشطرنج وكان فائقاً فيه بحيث لقب قاضي الشطرنج، وتكسب مع ذلك بالشهادة سمعت منه قصيدة لامية امتدح بها شيخنا في مجلس الإملاء، وكان حسن العشرة ظريفاً كثير النوادر استجازه شيخنا لولده، ومات بعد مرض طويل بعلة البطن في ليلة الأربعاء حادي عشر ذي الحجة سنة تسع وأربعين رحمه الله، ومن نظمه ساقى خمر بيده سبحة:

يا من غدا في زعمه متنـسـكـاً

 

ومسالك النهم الكبـار تـدورهـا

فإذا حضرت على المدام بسبـحة

 

وجلست تسقى الخمر كيف تديرها

وهو في عقود المقريزي فيمن جده كمال الدين فكمال مختصر من لقبه، وأنشد عنه قوله في شجرة سنط:

أي دوحة قامت على الأرض خيمة

 

ولأن لها الحر الشديد أبو لـهـب

أجت بحمل ورد تبـر وسـنـدس

 

ولكنها للنار حمـالة الـحـطـب

محمد بن أحمد بن المبارك الحموي الحنفي أخو الزين عمر الشافعي الماضي ويعرف بأبن الخرزي بمعجمين بينهما مهملة. وقد ولد قبل سنة ستين وسبعمائة واشتغل على الصدر بن منصور وغيره من أشياخ الحنفية بدمشق ثم سكن حماة وتحول إلى مصر بعد اللنك وناب في القضاء ثم رجع إلى دمشق ودرس؛ وكان كثير المرض مشاركاً في فنون مع ضعف في الفقه. مات في شعبان سنة سبع وعشرين. قال له شيخنا في أنبائه.
محمد بن أحمد بن محمد بن إبراهيم بن آفش الرومي الأصل القاهري الحنفي القادري ويعرف بابن الشماع . فقير صحب ابن الشيخ يوسف الصفى وتردد معه للسماع منى في الإملاء وغيره وكذا سمع على طائفة وهو أحد صوفية سعيد السعداء.
محمد بن أحمد بن محمد بن إبراهيم بن إبراهيم بن داود بن حازم الأذرعي الأصل القاهري الحنفي أخو مريم. ساق شيخنا نسبة في معجمه وسقط من نسبة أحمد أيضاً فهو محمد بن أحمد بن أحمد بن محمد إلى آخره. ولد سنة ثمان وثلاثين وسبعمائة بدمشق وأحضر على صالح الاشنهي وأسمع على الصدر الميدومي والعز ابن جماعة وأبي الحرم القلانسي وأخذ عن الشيخ شمس الدين الموصلي وأجاز له نظم المطالع إجازة خاصة مع غيره من تصانيفه وسمع منه قصائد من نظمه وولى مشيخة الجامع الجديد بمصر وخطابة جامع شيخو، وحدث سمع منه غير واحد من شيوخنا أعظمهم شيخنا العسقلاني وذكره في معجمه وقال كان وقوراً ساكناً وقال المقريزي في عقوده أنه لما قدم القاهرة اختص بشيخه فاستقر به خطيب جامعة فعز جانبه عند الأمراء وتمكن من اقتمر الحنبلي نائب السلطنة وإليه وإلى أبي وكان صديقه أسند جدي لأمي الشمس بن الصائغ وصيته ولذا كنت أنزله منزلة العم وحدثني بأشياء وأجاز لي وكان خيراً فيه سكون وحشمة مع رأي وديانة وشهرة ورياسة. مات في ذي القعدة سنة خمس.
 محمد بن أحمد بن محمد بن إبراهيم بن أحمد بن هاشم الجلال أبو عبد الله بن الشهاب العباسي بن السكمال الأنصاري المحلي الأصل -نسبة للمحلة الكبرى من الغربية - القاهري الشافعي الماضي أبوه وجده ويعرف بالجلال المحلى. ولد كما رأيته بخطه في مستهل شوال سنة إحدى وتسعين وسبعمائة بالقاهرة ونشأ بها فقرأ القرآن وكتباً واشتغل في فنون فأخذ الفقه وأصوله والعربية عن الشمس البرماوي وكان مقيماً معه بالبيرسية فكثر انتفاعه به لذلك، والفقه أيضاً عن البيجوري والجلال البلقيني والولي العراقي والأصول أيضاً عن العز بن جماعة والنحو أيضاً عن الشهاب العجيمي سبط ابن هشام والشمس الشطنوفي والفرائض والحساب عن ناصر الدين بن أنس المصري الحنفي والمنطق والجدل والمعاني والبيان والعروض وكذا أصول الفقه عن البدر الأقصرائي ولازم البساطي في التفسير وأصول الدين وغيرهما وانتفع به كثيراً والعلاء البخاري فيما كان يقرأ عليه وكان العلاء يزيد في تعظيمه لكون مع علمه يتسبب بحيث يجلسه فوق الكمال ابن البارزي سيما وقد بلغه أنه فرق ما أرسل به إليه وهو ثلاثون شاشاً مما أرسل به صاحب الهند إلى الشيخ، وحضر دروس النظام الصيرامي والشمس بن الديري وغيرهما من الحنفية والمجد البرماوي والشمس الغراقي وغيرهما من الشافعية والشهاب أحمد المغراوي المالكي بل بلغني أنه حضر مجالس الكمال الدميري والشهاب ابن العماد والبدر الطنبدي وغيرهم وأخذ علوم الحديث عن الولي العراقي وشيخنا وبه انتفع فأنه قرأ عليه جميع شرح ألفية العراقي بعد أن كتبه بخطه في سنة تسع عشرة وأذن له في إقرائه وكان أحد طلبة المؤيدية عنده بل كان كل ما يشكل عليه في الحديث وغيره يراجعه فيه مما أثبت ما اجتمع لي منه في موضع آخر، وسمع عليه وعلى الجمال عبد الله بن فضل الله والشرف بن الكويك والفوي وابن الجزري في آخرين ولكنه لم يكثر وقيل أنه روى عن البلقينى وابن الملقن والأبناسي والعراقي فالله أعلم، ومهر وتقدم على غالب أقرانه وتفنن في العلوم العقلية والنقلية وكان أولاً يتولى بيع البزفى بعض الحوانيت ثم أقام شخصاً عوضه فيه مع مشارفته وله أحياناً وتصدى هو للتصنيف والتدريس والإقراء فشرح كلا من جمع الجوامع والورقات والمنهاج الفرعي والبردة وأتقنها ما شاء مع الاختصار والاعتناء بالذي عنها وكذا عمل منسكاً وتفسيراً لم يكمل وغيرهما ممالم ينتشر والمتداول بالأيدي مما أنتفع به ما أثبته، ورغب اللأئمة في تحصيل تصانيفه وقراءتها واقرائها حتى أن الشمس البامي كان يقرأ على الونائي في أولها بل حمله معه إلى الشام فكان أول من أدخله إليها ونوه به وأمر الطلبة بكتابته فكتبوه وقرءوه، وكذا بلغني عن القاياتي أنه أقرأ فيه؛ وأما أنا فحضرت دروساً منه عند شيخنا ابن خضر بقراءة غيري وكان يكثر وصفه بالمتانة والتحقيق وقرأ عليه من لا يحصى كثرة؛ وارتحل الفضلاء للأخذ عنه وتخرج به جماعة درسوا في حياته ولكنه صار بأخرة يستروح في إقرائه لغلبة الملل والسآمة عليه وكثرة المخبطين ولا يصغى إلا لمن علم تحرزه خصوصاً وهو حاد المزاج لاسيما في الحر وإذا ظهر له الصواب على لسان من كان رجع إليه مع شدة التحرز، وحدث باليسير سمع منه الفضلاء وأخذت عنه وقرض لي غيره تصنيف وبالغ في التنويه بي حسبما أثبته في موضع آخر، وقد ولي تدريس الفقه بالبرقوقية عوض الشهاب الكوراني حين لقيه في سنة أربع وأربعين حتى كان ذلك سبباً لتعقبه عليه في شرحه جمع الجوامع بما ينازع في أكثره وبما تعرض بعض الآخذين عن الشيخ لانتقاده وإظهار فساده، وبالمؤيدية بعد موت شيخنا بل عرض عليه القضاء فأبى وشافه الظاهر العجز عنه بل كان يقول لأصحابه إنه لا طاقة لي على النار، وكان إماماً علامة محققاً نظاراً مفرط الذكاء صحيح الذهن بحيث كان يقول بعض المعتبرين إن ذهنه يثقب الماس وكان هو يقول عن نفسه إن فهمي لا يقبل الخطأ؛ حاد القريحة قوي المباحثة حتى حكى لي إمام الكاملية أنه رأى الونائي معه في البحث كالطفل مع المعلم معظماً بين الخاصة والعامة مهاباً وقوراً عليه سيما الخير؛ اشته ذكره وبعد وصيته وقصد بالفتاوى من الأماكن النائية وهرع إليه غير واحد من الأعيان بقصد الزيارة والتبرك بل رغب الجمالي ناظر الخاص في معاونته له على بر الفقراء والمستحقين فما خالف مع مخالفته بعد لغيره

فيه وأسندت إليه عدة وصايا فحمد فيها وعمر من ثلث بعضها مضأة بجوار جامع الفكاهين انتفع الناس بها دهراً،والأمر وراء هذا ولم أكن أقصر به عن درجة الولاية؛ وترجمته تحتمل كراريس مع أني قد أطلتها في معجمي، وقد حج مراراً؛ ومات بعد أن تعلل بالإسهال من نصف رمضان في صبيحة يوم السبت مستهل سنة أربع وستين وصلى عليه بمصلى باب النصر في مشهد حافل جداً ثم دفن عن آبائه بتربته التي أنشأها تجاه جوشن وتأسف الناس عليه كثيراً وأثنو عليه جميلاً ولم يخلف بعده في مجموعة مثله، ورثاه بعض الطلبة بل مدحه في حياته جماعة من الأعيان، ومما كتبه هو على شرحه لجمع الجوامع مضمناً لشعر لشيخنا:

يا سيداً طالع إن فاق بحسنه فعـد

ثم اتئد في فهمه وخذ جواهراً وجد

وقال نال منه ومن العلاء القلقشندي وغيرهما من الأئمة المتفق على جلالتهم البقاعي مع تلمذة لكثير منهم بما لا يقبل من مثله تسأل الله السلامة وكلمة الحق في السخط والرضا.
محمد كمال الدين أخو الذي قبله من أبيه. ولد في ربيع الأول سنة ثلاث وأربعين وثمانمائة بالقاهرة وحفظ القرآن وجوده عن الزين عبد الغني الهيثمي وكذا وجود الخط عن ابن الحمصاني المقري ويس وكتب به كثيراً من تصانيف أخيه وغيرها بل قرأ بحثا على المحيوي الدماطي المنهاج وغالب شرح الألفية لابن أم قاسم وعلى الجوجري جمع الجوامع وعلي الشرواني في أصول الدين والمنطق، وتكسب مع النساخة بحانوت في البر مع خير واستقامة وتقنع. وكثر تردده إلى بل كتب لي ولغيري من تصانيفي. ونعم الرجل ديناً وانجماعاً وسكوناً.
محمد بن أحمد بن محمد بن إبراهيم بن الجلال الخجندي المدني الأصل المكي الحنفي شقيق على الماضي وابن أخي إبراهيم بن محمد. ولد في سنة أربع وسبعين وثمانمائة بمكة واشتغل في الكنز وسمع منى بمكة في المجاورة الثالثة بل قرأ على في التي تليها قطعة من سنن أبي داود ولازمني في أشياء، وفي غضون المدتين دخل القاهرة واختص بالزيني عبد الغني بن الجيعان وبعض من يلوذ به ثم سافر لدابول فأحسن إليه صاحبها ودخل عدن ودام بها مدة وهو الآن سنة تسع وتسعين غائب في.
محمد أبو الوفا المدني أخو الذي قبله لأبيه. ولد في المحرم سنة إحدى وسبعين وثمانمائة بالمدينة وسمع مني بها ثم قرأ علي بمكة شيئاً وباشر إمامه الحنفية بالمدينة عن نفسه وإخوانه وبني عمه ولا بأس به.
محمد بن محمد بن إبراهيم البدر بن الشهاب بن الشمس الشطنوفي الأصل القاهري الشافعي الماضي أبوه وجده، وأمه أخت لناصر الدين بن غانم المقدسي. نشأ في كنف أبيه فحفظ القرآن وغيره وسمع على شيخنا والرشيدي وخلق، وأجاز له جماعة باعتناء فقيه البدر محمد الأنصاري؛ وتغير حاله بعد موت أبيه جداً بحيث استنزله نائب الفخر عثمان المقسى عن تدريس الحديث بالشيخونية بل كاد أخذه منه مجاناً مع كونه أخا لزوجه زين العابدين ابن شيخة المناوي.
محمد بن أحمد بن محمد بن إبراهيم الشيكلي المدني الماضي أبوه. ممن سمع منى بالمدينة.
 محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن إبراهيم بن مفلح نجم الدين حفيد الشمس القلقيلي المقدسي ثم القاهري الشافعي الماضي أبوه وجده ويعرف بالقلقيلي. نشأ ببيت المقدس فحفظ القرآن واشتغل قليلاً وسمع هناك حين كنت به على الجمال ابن جماعة والتقى القلقشندي وقريبيه أبي حامد أحمد والعلاء على ابني عبد الرحمن القلقشندي والجمال يوسف بن منصور حسبما بينته في موضع آخر؛ ثم قدم القاهرة فأخذ عن ابن قاسم والفخر المقسي والجوجري وزكريا وقرأ عليه في القرآن وكذا قرأ على ابن لحمصاني والسنهوري وحضر عندي في رجب سنة أربع وسبعين مجلساً من الأمالي وكذا سمع بعض ترجمة النووي من تأليفي، ثم انتمى للبقاعي فزاد فساده وعاد ضرره على المسلمين وعناده وصار يغريه لما علم من جرآته على الناس خصوصاً أهل الاستقامة واحداً واحداً ثم لم يلبث أن جاهره بكل قبيح وعمل فيه قطعة نظماً ونثراً قالها بمجلس ابن مزهر بمعاونة ابن قاسم ثم تخاصم مع المعين. وكذا رافع في عبد البر بن الشحنة بعد مزيد الصداقة والاتحاد بينهما وزعم أنه لا يحسن الفاتحة بحيث قرأها بحضرة السلطان علي الزين جعفر والاخميمي وقال أولهما إنها قراءة تصح بها الصلاة، وأهين هذا بالضرب والترسيم وأسيع أن الفخر أذن له في التدريس وأنكر العقلاء المتقون وذلك وحمد والجوجري حيث لم بنجز معه لذلك، وسيرته شهيرة وربما لبس ببهتانه وتصنعه في إظهار إحسانه بحيث يروج على بغض ضعفاء العقول ممن لا فهم له ولا معقول كبعض الخدام وغيرهم من الأغنياء اللئام ومع ذلك فسنة الله جارية فيه ولا زال أمره في انخفاض.
محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن جعفر بن قاسم الشمس أو عبد الله العثماني البيري ثم الحلبي الشافعي أخو الجمال يوسف الاستادار الآتي. ولد في حدود الستين وسبعمائة بالبيرة وسمع من أبي عبد الله بن جابر وأبي جعفر الغرناطي ولازمهما وحفظ الحاوي الصغير وعرضه على أبي البركات الأنصاري. وولي قضاء الحيرة إلى بعد الفتنة ثم قضاء حلب في سنة ست وثمانمائة ثم عزل ثم أعيد فلما استقر حكم في نيابتها شوش عليه وعزله فتوجه إلى مكة فجاور بها ثم قدم القاهرة في عز أخيه فعظم قدره، وولي خطابة بيت المقدس بل عين لقضاء مصر ثم ولي بعد الشريف النسابة مشيخة البيبرسية ثم تدريس الشاقعي بعد جلال الدين بن أبي البقاء، وحدث بصحيح البخاري عن شيخه ابن جابر عن المزى سماعا قال شيخنا سمعت أكثره منه وحدث به رفقياً له، وكان صرف البيبرسية والتدريس لما قتل أخوه ثم أعيدت له البيبرسية خاصة ثم انتزعت منه وقرر في مشيخة سعيد السعداء بعد الشمس البلالي فاستمر فيها حتى مات. وكان ساكناً وقوراً لين الجانب. ونحوه قول المقريزي: كان غير عالم لكن يذكر عنه دين مع سكون. وقال ابن خطيب الناصرية: كان إنساناً حسناً ديناً ساكناً قليل الشر كثير الثروة. وأرخ وفاته في العشر الثاني من المحرم سنة تسع وعشرين بالقاهرة عن نيف وسبعين سنة. وأرخه شيخنا والعيني في ذي الحجة من التي قبلها فشيخنا في سحر يوم الجمعة رابع عشره والعيني في حادي عشرية. وذكره المقريزي في عقوده وقال: كان فيه سكون ويذكر عنه تدين ولين جانب اجتمعت به مراراً فلم أر إلا خيراً.
محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد رضوان بن عبد المنعم بن عمران بني الحجاج الشمس بن الشهاب الأنصاري السفطي المصري الشافعي الآثاري -نسبة لخدمة الآثار النبوية - والد فتح الدين محمد الآتي ويعرف بابن المحتسب. ولد قريباً من سنة ثمانمائة وحفظ القرآن وكتباً واشتغل في الفنون وبرع، ومن شيوخه في الفقه شرف السبكي وفي الفرائض ونحوها ابن المجدى ولازم القاياتي في العقليات وغيرها وسمع خلد الآثاري، وتنزل في صوفية الأشرفية أول فتحها ثم ولي مسيخة الآثار في سنة خمس وأربعين بعد وفاة ابن عمه الضياء محمد بن محمد ابن محمد وصار يتوسل بها عند الرؤساء ويبالغ حتى أثري مع الخير والستر والحرص على الاشتغال وملازمة درس الشرواني وابن الهمام وغيرهما إلى آخر رقت مع بعد مكانه وبطوء فهمه. مات في شعبان سنة سبع وستين رحمه الله.
 محمد بن أحمد بن أبي الفضل محمد بن أحمد بن ظهيرة ابن أحمد بن عطية بن ظهيرة الكمال أبو الفضل القرشي المكي الشافعي وأمه خديجة ابنة الجمال محمد بن عبد الوهاب اليافعي ويعرف كسلفه بابن ظهيرة. ولد في إحدى الجماديين سنة ست وثلاثين وثمانمائة بمكة ونشأ بها فأحضر على المقريزي وسمع أبا الفتح المراغي التقي بن فهد وأبا المعالي الصالحي وأبا شعر وزينب اليافعية وآخرين وأجاز له ابن الفرات وأبو جعفر بن الضياء وسارة ابنة ابن جماعة وغيرهم، وكتب الكثير بخطه وحضر دروس قريبيه البرهان والمحب وغيرهما من شيوخ بلده وكذا اشتغل بالقاهرة وتميز في الفرائض مع مزيد الجماعة وخيره بحيث وصف بالخفة كوالده، وكتب المنهاج وشرحه للذميري وحكى لي الثقة عنه أنه كان يقول لولقى السخاوي زمناً ورجالاً ولم يكن يتحرك إلا ووراءه جنائب وإلا فهو مع من لا يعرف وفي وقت ليس به من ينصف جوزى خيراً وكأنه يشير إلى استواء الماء والخشبة. مات في أثناء المحرم سنة ثلاث وتسعين بمكة وشهدت الصلاة عليه وكثر الثناء عليه بالخير رحمه الله وإيانا.
محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن عبد الرحمن الشمس بن ولي الدين المحلي الشافعي صهر الغمري الماضي أبوه ويعرف بصهر الغمري وبابن ولي الدين. ولد بالمحلة ونشأ فحفظ القرآن والمنهاج وعرضه، وقدم القاهرة فقرأ على شيخنا البخاري وكذا قرأ على العلم البلقيني وسمع على جماعة من المسندين وتردد للناس وخطب بجامع أبيه وغيره، وكان بارعاً في الميقات تلقاه عن ابن النقاش مع مشاركة في الوثائق ونحوها؛ وعمل مجموعاً فيما يحرم ويباح من السماع أطال فيه ثم اختصره ولم يكن بالماهر، وقد أخذ الميقات عنه جماعة؛ ومات في حياة أبيه ليلة رابع عشرى شعبان سنة ثمان وستين عن إحدى وأربعين سنة رحمه الله وإيانا.
محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن عبد العزيز بن القسم بن عبد الرحمن العز أبو المفاخر بن المحب أبي البركات بن الكمال أبي الفضل القرشي الهاشمي العقيلي النويري الأصل المكي الشافعي ويعرف بابن القاضي محب الدين، وأمه حبشية فتاة أبيه. ولد في مضان سنة خمس وسبعين وسبعمائة بطيبة حين كان أبوه قاضيها؛ ونشأ بها وأجاز له في التي تليها ابن أميلة وابن الهبل والصلاح بن أبي عمر وجماعة وسمع ظناً بالمدينة من أم الحسن فاطمة ابنة أحمد بن قاسم الحرازي وبمكة من ابن صديق وغيره بل سمع على شيخنا بمكة النخبة في سنة خمس عشرة وعني بالفقه كثيراً وكان فيه نبيهاً وحفظ التبيه والحاوي أو أكثر؛ وكان يذاكر به وتفقه مدة طويلة بالجمال بن ظهيرة ويسيراً بالأبناسي لما قدم مكة في سنة إحدى وثمانمائة وأذن له في الإفتاء والتدريس، وناب عن أبيه في الخطابة والحكم وفي درس بشير، وكذا درس بالأفضلية واستقل بعده بها وكذا ولي الحسبة والنظر على الأوقاف والربط، وصرف مراراً بالجمال بن ظهيرة، وكان صارماً في الأحكام عارفاً محتملاً ذا مروءة مديم التلاوة تمرض بالفالج وغيره. ومات في ربيع الأول سنة عشرين وكثر الأسف عليه ودفن عند جده الكمال أبي الفضل. ذكره الفاسي مطولاً والمقريزي في عقوده وقال كان صارماً عارفاً بالأحكام سمحاً محتملاً للأذى كثير التلاوة فيه مروءة، والتقى بن فهد في معجمه وشيخنا في أنبائه وقال أنه كان مشكور السيرة في غالب أموره والله يعفو عنه، وقد ترجمته في تاريخ المدينة أيضاً.
محمد الكمال أبو الفضل الهاشمي أخو الذي قبله ووالد أبي القسم والكمال أبي الفضل محمد الخطيب الآتي وأمه ست الكل ابنة إبراهيم الجيلاني. ولد في المحرم سنة سبع وتسعين وسبعمائة بمكة وحفظ القرآن وكتباً وحضر دروس الجمال ابن ظهيرة وقرأ في الفقه على الشهاب أحمد بن عبد الله الغزي وأذن له في الإفتاء والتدريس بل درس بحضرته في الأفضلية واستمرت بيده حتى انتزعها منه الوجيه عبد الرحمن بن الجمال المصري، وناب عن أخيه العز في الخطابة بمكة وكذا ناب في نظر الحرم واستقل بهما مع الحسبة بعد موته وعزل مراراً. مات في ربيع الأول سنة سبع وعشرين بمكة وكان قد سمع من ابن صديق والزين المراغي وغيرهما حتى سمع من شيخنا، وأجاز له ابن الذهبي وابن العلائي والتنوخي وجماعة؛ وطول الفاسي ترجمته، وذكره المقريزي في عقوده.
 محمد بن أحمد بن محمد بن الشيخ أحمد بن المحب عبد الله بن أحمد بن محمد المقدسي ثم الصالحي الحنبلي. سمع بعناية أبيه من ابن الخباز وغيره وكان يعمل المواعيد. مات في سلخ رمضان سنة ثلاث عن ثمان وخمسين سنة. قاله شيخنا في أنبائه.
محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن عبد الله بن محمد بن أبي بكر بن محمد ابن إبراهيم الزين أبو الخير أبي الطاهر بن الجمال أبي المفاخر بن الحافظ المحب أبي جعفر الطبري الأصل المكي الشافعي وأمه أم كلثوم ابنة أبي عبد الله محمد بن عليم بن يحيى بن عليم الغرناطي. ولد في جمادى الأولى سنة تسع وثلاثين وسبعمائة بالمدينة النبوية وسمع بمكة من السراج الدمنهوري والفخر عثمان بن يوسف النويري والعز بن جماعة والشهاب الهكارى والعفيف المطري وجماعة وأجاز له الشهاب أحمد بن علي الجزري وابن القماح وابن كشتغدي وابن غالي والمشتولى والأسعردي والبدر الفارقي وأبو حيان والمزي وحفيد ابن عبد الدائم وابن عبد الهادي وخلق، وتلا بالسبع علي المقرىء ناصر الدين العقيلي وأبي عبد الله محمد بن سليمان المكدى وأذنا له وحفظ كتباً في فنون وحضر مجالس القاضي أبي الفضل النويري بل اختص به حتى كان يقرأ عليه صحيح البخاري في غالب السنين واستقر به أميناً على أموال الأيتام واستنابة في الأنكحة وكذا ناب عن غيره أيضاً وربما حكم في بعض القضايا وأعاد ببعض مدارس مكة، وحدث بالإجازة بالكثير سمع عليه التقي بن فهد وذكره في معجمه وكذا الأبي في سنة اثنتي عشرة، وكانت له نباهة في العلم ومروءة طائلة تؤدي إلى ضيق. ومات في رمضان سنة خمس عشرة، وذكره التقي الفاسي مطولاً وشيخنا في أنبائه باختصار وسقط من نسختي أحمد الثاني في نسبه. وقال إنه تفرد بإجازة الجزري بمكة وبرع في العلم وكذا أوردته في تاريخ المدينة، وهو في عقود المقريزي رحمه الله.
محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن علي بن أحمد الولوى بن الشهاب الذروي المنفلوطي المكي الماضي أبوه. ولد بذروة من صعيد مصر الأعلى، وقدم مكة مع أبيه قبل إكمال سنتين في سنة اثنتي عشرة وحفظ القرآن وأدب به الأطفال بأخره. وكان كثير التلاوة، وسافر إلى اليمن ولم يكن مرضياً. مات بمكة في ربيع الأول سنة ثمان وسبعين ودفن بجانب قبر أبيه من المعلاة. ذكره ابن فهد عفا الله عنه.
 محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن عمر بن محمد بن ثابت بن عثمان بن محمد بن عبد الرحمن بن ميمون حميد الدين أبو المعالي بن التاج النعماني - نسبة للإمام أبي حنيفة النعمان - البغدادي الأصل الفرغاني الدمشقي الحنفي الماضي أبوه مع سياق نسبة ويعرف بحميد الدين. ولد في سابع عشرة صفر سنة خمس وثمانمائة بمراغة من أعمال تبريز ونشأ ببغداد وتفقه فيها على أبيه والشريف عبد المحسن البخاري ونحول مع أبيه لدمشق في أواخر ذي القعدة سنة إحدى وعشرين ثم دخل القاهرة في التي تليها فتفقه فيها بالشمس بن الديري والعز عبد السلام البغدادي قرأ عليه في الكشف الصغير ثم عاد لدمشق سنة أربع وعشرين وقطنها وتفقه بها على العلاء البخاري والشرف قاسم العلائي ولازم أولهما نحو ثمان سنين واقتصر على ملازمته وأخذ عنه علم الشريعة والطريقة وسائر فنون المعقولات، وولى قضاء الحنفية بدمشق في سنة ثلاث وخمسين عوضاً عن الحسام بن العماد وصرف عنه غير مرة، وكذا حج مراراً أولهما في سنة ثمان عشرة مع أبيه وآخرها في سنة أربع وستين وأسمع فيها صاحبنا ابن فهد أولاده وغيرهم عليه بعض ترتيب مسانيد أبي حنيفة للخوارزمي رواه لهم عن أبيه بالسند الذي أورده شيخنا في جده حسام بن أحمد من سنة ثلاث وثمانين من أنبائه، وكتب له صاحب الترجمة في ترجمة نفس حاصل ما أثبته وقال أنه ولي تداريس وأنظاراً عدة كالعزية والخاتونية والمرشدية والمعينية والسيفية والقصاعين وأنه ألف الرد على ابن تيمية في الاعتقادات وشرحاً للكنز لم يكمل بل شرع في شرح للهداية وأن له عدة رسائل في مسائل، وكان عالماً بالنحو والصرف والمعاني والبيان والأصول وغيرها مشاركاً في الفقه، بلغنا أن العلاء البخاري كان يقول للشهاب الكوراني حين قراءته عليه وبحثه معه اصبر إلى أن يجيء حميد الدين فهو الحكم بيننا، وله ذكر في حوادث سنة أربع وأربعين من أنباء شيخنا وطعن في نسبه. مات في ليلة الأحد سادس ربيع الأول سنة سبع وستين بالمدرسة المعينية من دمشق وصلى عليه من الغد بجامع يلبغا ثم بالصالحية ودفن بسفح قاسيون رحمه الله وإيانا. قال شيخنا: وكان أبوه يدعى أنه من ذرية الإمام أبي حنيفة وأملى لنفسه نسباً إلى يوسف بن أبي حنيفة كتبه عن التقي المقريزي يعرف من له أدنى ممارسة بالأخبار تلفيقة والله الموفق.
محمد بن أحمد بن أحمد بن عمر بن يوسف بن علي بن عبد العزيز المحب أبو الطيب بن الشهاب الحلبي الأصل القاهري الموقع الماضي أبوه وجده وجد أبيه. ولد في ذي الحجة سنة خمس وسبعين وثمانمائة بالقاهرة ونشأ بها واستقر في التوقيع كأبيه واشتغل قليلاً عند السنتاوي وغيره وقصدني غير مرة.
محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن جعفر بن قاسم جمال الدين بن الشهاب العثماني البيري ثم الحلبي الماضي أبوه وجده ويعرف بابن أحنى جمال الدين.أجاز له باستدعاء ابن فهد جماعة، وسكنه بجانب قاعة البغاددة بالقرب من وكالة قوصون، ويوصف بجمال بحيث قال فيه الشمس بن عبد الرحيم اللبان قصيدة رائية مراراً.
محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن القاضي أبي الفضل محمد بن أحمد ابن عبد العزيز العز بن المحب بن العز بن المحب الهاشمي العقيلي النويري المكي الماضي جده قريباً، وأمه حبشية فتاة لأبيه. ولد في رجب سنة ثلاثين وثمانمائة وسمع من زينب اليافعية وأبي الفتح المراغي وجماعة؛ وأجاز له الزين الزركشي وابن الفرات وابن الطحان وابن ناظر الصاحبة القباني والتدمري وعائشة الكنانية وابنة الشرائحي وآخرون؛ وهو أخو الشرف أبي القاسم الآتي سافر الهند مع بعض الخدام ولم نسمع خبره.
 محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن الفقيه أحمد بن قريش الشمس ابن الشهاب المخزومي البامي الأصل - بموحدة ثم ميم نسبة لبلدة بالصعيد - القاهري الشافعي الماضي أبوه ويعرف كهو بالبامي، هكذا قرأت نسبة بخطه. ولد في سنة عشر وثمانمائة بالقاهرة ونشأ بها فحفظ القرآن والعمدة والتنبيه والمنهاج الأصلي وألفية النحو وعرضها على الجلال البلقيني والولي العراقي والشمس ابن الديري وآخرين وأخذ الفقه عن القاياتي والونائي ولازمهما، وقرأه على ثانيهما شرح جمع الجوامع للولوي العراقي قيل وللمحلى كما تقدم فيه والنحو عن ابن قديد وبه انتفع فيها، وحضر يسيراً من قبلهم عند الشمس الشطنوفي في النحو وعند الولي العراقي والشمس البرماوي في الفقه وأخذ الفرائض عن ابن المجدى وسمع على شيخنا وغيره، وحج في سنة خمس وستين وتنزل في الشيخونية وتقدم وأذن له القاياتي في التدريس والافتاء والونائي في التدريس وتصدى لذلك فأخذ عنه جماعة، ودام حتى ألحق الابناء بالآباء وفي طلبته أعيان وكان يقول أن ممن قرأ عليه في التنبيه الزين زكريا، ومع ذلك فلم يحمد أمره معه في قضائه وكان يكثر الدعاء عليه؛ ودرس بالشريفية محل سكنه بالجودرية مع النظر عليها بعد أبيه وبالمجدية في جامع عمرو بعد النور المناوي مع تصدير فيه أيضاً وبمسجد عبد اللطيف بقنطرة سنقر بعد الزين البونيجى وبالخروبية بمصر بعد البدر بن القطان وغير ذلك كتدريس الزينية بعد الشنشى، وناب بترسة وأعمالها عن شيخنا والقاياتي ثم أعرض عنه وأضيف لولده وأفتى قليلاً، وعمل مختصراً في الفقه قدر التنبيه سماه فتح المنعم وشرحه ورأيت بخطه أنه عمل تصحيح التنبيه وكتب حاشية على كل من شرح البخاري والكرماني والقطعة اللاسنوي والعجالة وابن المصنف، وهو خير منجمع عن الناس قانع متعفف لم ينهيأ له وظيفة تناسبه مع مساعدة الأميني الأقصرائي له وغيره في الاستقرار في بعض ما يصلح له ولم يتيسر بل أعطاه الاستادار تغرى بردى القادري بأخره تصوفاً في سعيد السعداء، كل ذلك مع العلم والدين والتودد أحياناً وسرعة الانحراف ومزيد الوسواس، وقد أوقفني على استدعاء بخط الكلوتاتي مؤرخ بشوال سنة ست عشرة باسم نجم الدين محمد بن أحمد البامي وقال أنه هو أجاز فيه جماعة كالجمال عبد الله الحنبلي والعز بن جماعة والفخر الدندلي والشرف بن الكويك وآخرين، هو ممكن مع توقف في أوراقه وان كان بعض طلبته - ممن أخذ عني ونافرأ معاً - قد خرج له عنهم جزءاً، مات في شوال سنة خمس وثمانين وصلى عليه بمصلى باب النصر ثم دفن بالتربة السعيدية ولم يخلف بعده في طبقته مثله رحمه الله وإيانا.
 محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن علي البدر أبو الفتح بن المحب ابن فتح الدين القاهري المالكي الماضي أبوه ويعرف بابن الخطيب وبابن المحب. ولد في ربيع الأول سنة خمسين وثمانمائة وأحضره أبوه في الثالثة في جمادى الأولى سنة اثنتين وخمسين من لفظ شيخنا المسلسل بشرطه وعليه غير ذلك ثم في الرابعة وبعدها على غير واحد حسبما أثبته له بخطى؛ وأجاز له الزين ورضوان المستملي أخرون وحفظ القرآن والعمدة والرسالة والمختصر وألفية ابن ملك والمنهاج الأصلي وعرض على العلم البلقيني والمحلي والمناوي والسعد بن الديري والعز الحنبلي في أخرين وأخذ في العربية عن الوراق ثم فيها وفي الفقه عن البدر بن المخلطة والنور بن التنسي وقرأ على التقي الحصني التصريف العزي والقطب والمتوسط وعلى العلاء الحصني القطب أيضاً وحاشيته للسيد وشرح العقائد وشرح الطوالع للأصبهاني وغالب المختصر وقطعة من أول المطول مع سماع الكثير منه ومن العضد وغير ذلك، وقرأ الرسالة وقطعة من المختصر بالقاهرة والمناسك منه بمكة على العلمي وأكثر من ملازمة السنهوري في الفقه أصوله والعربية والصرف وغير ذلك، ومما قرأه عليه في الفقه المختصر والإرشاد وابن الحاجب تقسيماً ولكنه لم يكمل وقطعة من المدونة ونصف ابن الجلاب مع سماع باقيه وجميع العمدة لأبن عسكر والرسالة والمختصر وفي العربية شرحه الصغير للجرومية وفي الصرف شرح تصريف العزي للتفتازاني وقرأ على عبد الحق السنباطي الألفية وتوضيحها وحاشيته لسبط ابن هشام وغالب ابن عقيل وجود عليه القرآن في آخرين وتميز وأذن له العلمي وغيره؛ وقرأ على قطعة من البخاري وغيره وسمع مني بعض الدروس واستقر في جهات أبيه بعدة منها الخطابة وكتب بخطه الحسن أشياء، وحج وناب عن اللقاني فمن بعده وجلس بحانوت باب الشعرية بعد أبي سهل وغيره؛ ثم أعرض عن المجالس واقتصر على الصالحية وصار من أماثل النواب بل ما علمت الآن أكمل منه فضلاً وإن كان فيه من يترجح بالصناعة والإقدام؛ كل ذلك مع حسن الشكالة والتؤدة والأدب ومتانة البحث وربما أقرأ بعض الطلبة.
 محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن محمد بن أبي بكر بن محمد بن مرزوق أبو عبد الله العجيسي التلمساني المالكي ويعرف بحفيد ابن مرزوق وقد يختصر بابن مرزوق. ولد في الثالث عشر ربيع الأول سنة ست وستين وسبعمائة واشتغل ببلاده، وتلا لنافع على عثمان بن رضوان بن عبد العزيز الصالحي الوزروالي وانتفع به في القراءات والعربية وبجده وبن عرفه في الفقه وغيره؛ وأجاز له أبو القسم محمد بن محمد بن الخشاب ومحدث الأندلس محمد بن علي بن محمد الأنصاري الحفار ومحمد بن محمد بن علي بن عمر الكناني القيجاطي وعبد الله بن عمر الوانغلي وأخرون، وحج قديماً سنة تسعين رفيقاً لأبن عرفة وسمع من البهاء الدماميني باسكندرية ونور الدين العقيلي النويري بمكة وفيها قرأ البخاري على ابن صديق ومن البلقيني وابن الملقن والعراقي وابن حاتم بالقاهرة ولازم بها المحب بن هشام في العربية، وكذا حج في سنة تسع عشرة ولقية الزين رضوان بمكة وقرأ عليه ثلاثيات البخاري بقرأته لها على ابن صديق؛ وكذا لقيه شيخنا قريباً من هذا الوقت بالقاهرة وقال في ترجمة جده من درره: نعم الرجل معرفة بالعربية والفنون وحسن الخط والخلق والخلق والوقار والمعرفة والأدب التام حدث بالقاهرة وشغل وظهرت فضائله؛ زاد في معجمه: سمع مني وسمعت منه وأخذ عني قطعة من شرح البخاري ومن نظمي وأجاز لابني محمد ولم يطل الإقامة بالقاهرة، وكان نزهاً عفيفاً متواضعاً. قلت وكذا قال المقريزي في عقوده أنه قدم حاجاً فأقام بالقاهرة مدة ثم سافر لبلاده ثم رجع في سنة تسع عشرة فحج أيضاً وعاد، قال وكان نزهاً عفيفاً متواضعاً. وممن أخذ عنه الأمين والمحب الأقصرائيين وأكثر عنه وناصر الدين بن المخلطة والشريف عيسى الطنوبي وأحمد بن يونس وكان أخذه عنه لما قدم عليهم بلدة قسنطينة وأقام بها ستة أشهر. وله تصانيف منها المتجر الربيح والمسعى الرجيح والمرحب الفسيح في شرح الجامع الصحيح لم يكمل وأنواع الذراري في مكررات البخاري وإظهار المودة في شرح البردة ويسمى أيضاً صدق المودة واختصره وسماه الاستيعاب لما في البردة من المعاني والبيان والبديع والإعراب والذخائر القراطيسية في شرح الشقراطسية ورجز في علوم الحديث سماه الروضة وأختصره في رجز أيضاً وسماه الحديقة وأرجوزة في الميقات سماها المقنع الشافي ونور اليقين في شرح حديث أولياء الله المتقين تكلم فيه على رجال المقامات كالنقباء والنجباء والبدلاء وانتهاز الفرصة في محادثة عالم قفصة وهو أجوبة عن مسائل في فنون العلم وردت عليه من المشار إليه والمعراج إلى استمطار فؤاد ابن سراج والنصح الخالص في الرد على مدعي رتبة الكامل للناقص والروض البهيج في مسايل الخليج جمع مسيل والمفاتح المرزوقية في استخراج خبر الخزرجية وشرح التسهيل وكذا ألفية ابن ملك ومختصر السيخ خليل وسماه المنزع النبيل ولم يكملا وابن الحاجب والتهذيب وسماه روضة الأديب ومنتهى أمل اللبيب في شرح التهذيب والجمل للخونجي وسماه منتهى الأمل ونظم المتن وعمل عقيدة أهل التوحيد المخرجة من ظلمة التقليد والآيات البينات في وجه دلالة المعجزات والدليل الواضح المعلوم على طهارة ورق الروم وجزء في إثبات الشرف من قبل الأم، وغير ذلك مما أخذ عنه بعضه بالقاهرة. ومات بتلمسان في عشية الخميس رابع عشر شعبان سنة اثنتين وأربعين عن ست وسبعين سنة، وأرخه بعض في ربيع منها والأول أضبط رحمه الله.
محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن محمد بن سعيد بن عمر أبو الفضل بن الشهاب بن أبي البقاء بن الضياء المكي الحنفي الآتي جده. ولد في رجب سنة تسع وخمسين وثمانمائة بمكة وسمع مني بها ودخل اليمن ومصر والشام وقيل أنه فقد به في طاعون سنة سبع وتسعين.
 محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن محمد بن عبد الوهاب بن البهاء القاضي ناصر الدين أبو الخير الأنصاري الخزرجي الأخميمي الأصل القاهري الحنفي ويعرف بابن الأخميمي. ولد في يوم السبت منتصف ربيع الأول سنة سبع وثلاثين وثمانمائة بالقاهرة وقال أن جدته لأمه شريفة حسنية وأملي علينا نسبها. نشأ فحفظ القرآن والعمدة والمجمع وألفية النحو والشاطبية وبعض الطيبة الجزرية، وعرض على جماعة منهم العز بن الفرات وشيخنا بل قرأت بخطه أنه أجاز له في سنة تسع وأربعين بالمنكوتمرية والبرهان بن خضر والبدر العيني وأنه قرأ عليه في شرحه على المجمع وابن الديري والعز عبد السلام والبغدادي في آخرين وأخذ في الفقه عن الشمس محمد بن عبد اللطيف المحلي وكان صديق أبيه وفي العربية وغيرها عن التقي الشمني، وكذا قرأ في العربية كافية ابن الحاجب مع أصول الفقه على التقي الحصني واعتنى بالقراءات فأخذها في ابتدائة عن التاج السكندري، وكذا أخذها عن الشهاب بن أسد جمع عليه سبعة الشاطبية مع ستة المصطلح لابن القاصح واليزيدي وإمان العطار في اختيارهما والزيون جعفر جمع عليه للأربعة عشر والهيثمي للعشر فقط وزكريا لها لكن لليسير ورام القراءة على إمام فما تهيأ. بل لما سافر لزيارة بيت المقدس أدرك الشمس بن عمران فقرأ عليه للأربعة عشر بمجمع السرور للقباقبي لكن لخمس البقرة فقط ثم للعشر إلى خاتمة والزخرف ومات قبل اكماله ولم يقتصر على السبع بل تلا للعشر وللأربعة عشر فقط وللأربعة عشر فأزيد؛ وتميز فيها اتقاناً وأداءً مع طراوة نغمة ومعرفة بالطرق ومشاركة في العربية والصرف بل سمعت من يثني على فضائله وذكائه. واستقر كأبيه أحد أئمة السلطان وباشرها بشهامة وعزة نفس ولم يتردد لأمير من الأمراء ونحوهم إلا يشبك الفقيه لخيره مع قلته بل لم يعلم تردده لكبير أحد من آحاد الشيوخ بل كان ابن أسد وجعفر ونحوهما يترددون إليه لقراءته عليهما وكان أولهم ينوه به، وكذا ولي الخطابة بجامع الحاكم مع المباشرة به توقيتاً وأوقافاً ثم رغب عن مباشرة الأوقاف لأخيه وعن الخطابة لابن الشحنة الصغير لما استقر في الخطابة بالتربة الاينالية من واقفها ومشيخة الخانقاة المنجكية ثم التصدير بالباسطية ومشيخة البرقوقية كلاهما عن الشمس الأمشاطي لكونه كان حين استقراره في المشيخة بعد موت العضد الصيرامي لم يزعج أبنته وأمهما وعيالهما عن السكنى بها على عادتهم قبل موته واتفق تزوج صاحب الترجمة بها فكان ذلك حجته في السعي فيها حتى استقر هذا مع اجتهاد المحب بن الشحنة فيها بعد العضدي متمسكاً بأن ابنه الصغير كان زوجاً لأبنة العضدي وله منها ولد حين موته مع انفصاله عن أمها فلم يسعد بذلك والأعمال بالنيات، وكان في أبعاد أبنة العضدي عنهم أولاً ثم عدم وصولهم للوظيفة وتيسرهما لصاحب الترجمة الذي لم يزن بريبة كرامة لأبيها، وكذا استقر صاحب الترجمة في النظر على الجاولية بالكبش حين علم السلطان تقصير ناظرها ومباشريها وأهانهم مرة بعد أخرى فباشرها واسترجع بعض أوقافها وعمر فيها، وكذا حسنت مباشرته للبرقوقية وصمم في أمورها جداً وسوى بين المستحقين وألزمهم الحضور ولم يلتفت لرسالة وغيرها بحيث سمعت ينظم منه تجاه وجه النبي صلى الله عليه وسلم واستوحش منه أمير أخور وغيره وكاد أمره أن ينخرم فيها ثم تراجع عينه السلطان لعمل حساب الشمس محمد بن عمر الغزي بن المغربي الآتي، ثم ولاه عوضه قضاء الحنفية في يوم السبت منتصف شوال سنة إحدى وتسعين يعد شغوره أزيد من شهر ونزل في ركبة حافلة إلى الصالحية على العادة ولكنه لم يسمع عادة ثم توجه والقضاة الثلاثة ومن شاء الله معه لسكنه عند بيت البشيري من البركة ولم يركب لأحد ممن ركب معه بل ولا استنابة في أول يوم أحداً ثم في ثاني يوم فوض الشنشي والصوفي والصدر الرومي والتقي بن القزازي ونقبه هو والبدر السعودي ثم بعد بيوم استناب البدر بن فيش وحضه على التجمل في ملبسه ومركبه ثم الشهاب بن إسماعيل الجوهري وخصه بالصالحية والشهاب القليجي، ولم يلبث أن عزل نفسه حين أدرجة فيمن قيد عليه ولكنه أعيد عن قرب ثم ابن اسماعيل الصائغ وغيره، وجدد بعض النواب. والتزم ترك معلوم الأنظار في شهر ولايته بل والذي يليه وصرف متحصلهما مع الشهر قبلهما في العمارة وتوسع في الاستبدالات حيث لم يمكنه الترك.
 وقد أخذ عنه غير واحد القراءات بالقاهرة ومكة حين مجاورته بها وكذا أقرأ غيرها كالعربية والصرف وسمعت أن الشهاب السعودي الصحراوي أحد المتقدمين فيها كان يتردد إليه أما لقراءة صاحب الترجمة أو لسماع قراءة أخيه وكذا لازمه الزين بن رزين وقبله أحياناً العز الوفائي وكلاهما من علماء التوقيت فكأنه كان يأخذه عنهما لما أخبرت من براعته فيه بحيث صارت له ملكة في استخراج أعمال السبعة السيارة من مقوماتها وخطب مخطوباً بعدة أماكن تبرعاً وكذا أم في التراويح بجامع الحاكم وغيره ليالي وتزاحم الناس لسماعه والصلاة خلفه وهذا هو الذي طار أسمه به مع مزيد صفائه وتفننه وبديع إدائه وله في مجلس الملك حركات فيها بركات وكلمات مفيدة في المهمات، ولازال يذكرني بالجميل ويتحفني بالمجاورة بالفضل الجزيل جمل الله بوجود وحمل ذاته على نجائب كرمه وجوده.
محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد الشمس السكندري الشافعي التاجر ويعرف كأبيه بابن محليس- بفتح أوله ثم مهملة ولام وآخره مهملة - شاب سناط عاقل أخذ عن الشمس النوبي ثم عنى.
 محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد الشمس بن الشهاب الخواجا بن الخواجا الكيلاني الأصل نزيل مكة والماضي أبوه ويعرف بابن قاوان. ولد تقريباً قبل العشرين وثمانمائة ونشأ في كنف أبيه فقرأ على بعض الفضلاء متدرباً به في النحو والصرف ونحو ذلك، بل حضر مجلس الشرف على اليزدي واستفاد منه وأكثر الرواية عنه، وقدم القاهرة مع أبيه في سنة ست وثلاثين فأخذا عن الزين الزركسي في صحيح مسلم ثم عن شيخنا ورجعا وقطن مكة وبلغني أنه أخذ فيها تائية ابن الفارض وبعض شروحها عن بعض المغاربة خفية، ولقي غير واحد من الفضلاء وانتفع بمذاكرتهم وغيرها مع مداومته في خلوته المطالعة في كتب الحديث والرقائق والتصوف والتاريخ بل قرئ عنده الكثير من ذلك بمحضر من الفضلاء وربما وقعت المباحثة فيه وتزايدت براعته بهذا كله لوفور ذكائه وحسن تصوره، ثم قدم القاهرة في سنة سبع وسبعين فأكرم الأشرف قايتباي مورده وأقام مدة ثم سافر لبيت المقدس فزاره والخليل ورجع حتى سافر لمكة في موسم التي تليها وكثر تردد الأماثل فمن دونهم لبابه وغمرهم بنواله وبره ولذيذ خطابه ورأوا من أدبه وتواضعه ورياسته ما يفوق الوصف، وكنت ممن شملني فضله ووسعني معروفه وزاد في الثناء علي جداً حتى في الغيبة بحيث يقدمني على سائر أهل العصر، وينسب الملك فمن دونه إلى التقصير في شأني ويغتبط بتصانيفي كثيراً وربما قرأ من لفظه بعضها بحضرتي وشهرها في غيبتي، ورام مني وهو بالقاهرة إسماع مسلم عنده فاعتذرت عن ذلك وكذا تكرر استدعاؤه لي في كثير من مهماته التي يخص بها من يعتقده فما أذعنت وهو لا يزداد في مع ذلك إلا محبة وقال لي مرة لم أرمن سلم من لسان البدر الدميري سواكم. ثم قدم بعد الثمانين فأقام قليلاً وتوفيت له ابنة متزوجة بالشريف اسحق الماضي فدفنت بجوار المشهد النفيسي وانتفع لدفنها هناك الجدام والمجاورون بل والخليفة وأقرباؤه والمكان فإنه أرصد نحو ألفي دينار لعمارته وكانت لها جنازة حافلة وأوقات هنك طيبة هائلة، ثم رجع إلى مكة وكان له في السيل الشهير بها اليد البيضاء. ومحاسنه جمة. ومات في شوال سنة تسع وثمانين وصلى عليه ثم دفن بتربتهم من المعلاة وارتجت النواحي لموته وصلي عليه صلاة الغائب بجامع الأزهر وغيره؛ وأوصى ببر وخير كثير، وكان رئيساً جليلاً متواضعاً شهماً متعبداً بالطواف والصيام والصلاة نيراً مكرماً لجليسه معظماً للعلماء والصالحين سيما أبو العباس بن الغمري بحيث سمى ولده باسمه فائقاً في الكرم والبذل وافر العقل زائد الأدب ممدحاً سار ذكره في الآفاق وطار اسمه في السباق؛ وفي مجيئه الأخير للديار المصرية خرج العرب على نائب جده والركب فلما أبصروه كفواً حياءً منه وطمعاً في إحسانه فما خيبهم من معروفه، وبالجملة فقل أن ترى الأعين في معناه مثله رحمه الله وإيانا.
محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد الكمال بن المعلم الشهاب القاهري المقسي الحريري الشافعي الماضي أبوه ويعرف كهو بالقافلي.ممن لازم عبد الرحيم الأبناسي في قراءة أشياء يقصر عنها. وكذا تردد للفخرعثمان المقسي وأخذ عن نور الدين الصالحي الكلبشي في الفقه وغيره عني وعن البقاعي يسيراً، وتكسب في بعض الأسواق ولم ينجب في شيئ. وحج وتزوج كثيراً وكاد بعض القضاة أن يعزره لولا الأيناسي وخمد بعده. وكان أبوه مع عامتيه أدين منه.
محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد الماضي أبوه ويعرف بابن الشيخ. ممن سمع مني بالقاهرة.
محمد بن أحمد بن محمد بن أيوب وإلياس. يأتي فيمن جده محمد بن محمد بن أيوب.
 محمد بن أحمد بن محمد بن أيوب المحب أبو الفضل بن اشهاب بن الشمس الصفدي الأصل الدمشقي الشافعي ويعرف بأبي الفضل بن الأمام لكون جده كان إمام ببعض جوامع صفد وهو بكنيته أشهر ولد في ثالث عشر شعبان سنة أربعين وثمانمائة بدمشق ونشأ بها فحفظ القرآن وصلى به وهو ابن عشر وخطب بجامع بني أمية؛ والعمدة والعقيدة للغزالي والشيباني والشاطبية وألفية الحديث والنحو مع الملحة والمنهاج الفرعي والأصلي مع الورقات والرحبية في الفرائض وتلخيص المفتاح وغيرها، وعرض على جماعة منهم ببلدة البلاطنسي والزين عبد الرحمن بن خليل والبرهان الباعوني وأخوه الجمال والبدر بن قاضي شهبة والتقى الأذرعي والشمس بن سعد والقوام الحنفي والنظام الحنبلي والشمس محمد بن موسى الحمصي السبكي وبالقاهرة في سنة خمس وخمسين الظاهر جقمق والبلقيني والمناوي والقلقشندي والمحلي والشنشي والكمال بن البارزي والخواص وزكريا وابن الديري وعبد السلام البغدادي والأقصرائي وابن الهمام والكافياجي والزين طاهر، وكان في أثناء درسه لمحافيظه تولع بالفرائض والحساب بالمفتوح والقلم والجبر والمقابلة واستخراج المجهول وأخذ ذلك عن البرهان النووي والفخر بن الحاري بحيث برع فيه فلما دخل القاهرة قرأ مجموع الكلائي فيما كتب على العلم البلقيني وزكريا وأجازاه بالإفتاء والتدريس في الفرائض ومتعلقاته بعد امتحان أولهما له بقسمة مسئلة، وأخذ القراءات ببلده جمعاً وافراداً عن الشمس بن النجار وابن عمران حين قدمها عليهم والزين خطاب وبالقاهرة عن ابن أسد وجعفر والهيثمي وسمع عليه المسلسل بسورة الصف عن ابن الجزري وأخذ البخاري بقراءته عن ناصر الدين أبي الفضل محمد بن موسى بسط أبي بكر عبد الله الموصلي بسماعه له على السراج أبي بكر ابن أحمد بن أبي الفتح الدمشقي وعائشة ابنة ابن عبد الهادي وقراءة وسماعا عن الشمس اللولوي بروايته له عن الحافظين الجمال بن الشريحي وابن ناصر الدين بل سمع عليه مسلماً وبقية الستة والموطأ والشفا ومسند مسدد وعدة مسلسلات وأجزاء وغير ذلك بل قرأ مسلماً علي ابن خليل مع أربعي الصابوني وفضائل الشام للربعي وجزء النيل ومسند الشافعي والبعث وجزء ابن عرفة والبطاقة وسي المسلسل بالقبض على اللحية وغير ذلك بل قرأ عليه البخاري أوجله، ومما سمعه عليه وعلى البرهان الباعوني المسلسل بالأولية ومن ابن خيل لبس الخرقة وكذا من ناصر الدين سبط الموصلي كلاهما عن الشهاب بن الناصح وثانيهما عن جده أبي بكر الموصلي وأولهما عن الزين الخوافي في آخرين ببلده كالشمس بن هلال الأزدي والشهاب بن الشحام والنظام بن مفلح، ومما سمعه عليه أجزاء مما يرويه عن ابن المحب والشمس الجرادقي وأكثر عنه مما رواه له عن الشرف بن الكويك وغيره وترافق مع ابن الشيخ يوسف الصفي في هؤلاء وكثيرين غيرهم وبالقاهرة كالعز الحنبلي وابنة خاله نشوان والشاوي والملتوتي وبالمدينة النبوية كأبي الفرج المراغي قرأ عليه الأربعين التي خرجها شيخنا لوالده وبمكة ككمالية ابنة المرجاني وزينب ابنة الشوبكي قرأ عليهما أشياء بحضرة النجم عم بن فهد وهو ممن أخذ عنه أيضاً وأجاز له فيما قال شيخنا ومن مكة أبو الفتح المراغي والتقي بن فهد والبرهان الزمزمي ومن حلب الشمس بن مقبل القيم ومن بيت المقدس التقي القلقشندي ومن بلده ابن ناصر الدين في آخرين باستدعاء ابن الصفي وغيره وفي الأول والأخير توقف، وأخذ الفقه ببلده عن البلاطنسي وخطاب وابن الشاوي والبدر بن قاضي شهبة والشمس بن سعدو النجم بن قاضي عجلون وبالقاهرة عن المناوي، ومما أخذه عنه القطعة التي كتبها على شرح البهجة لشيخه وعن زكريا والعروض عن الثاني وأصول الفقه عنه وعن الثالث والشهاب الزرعي وعنه أخذ أصول الذي بل أخذه بعد بالقاهرة عن الشرواني والعربية عن العلاء القابوني ثم الزرعي وبه انتفع في ذلك وفي كثير من العلوم كالمعاني والبيان والمنطق والصرف والحكمة وكذا أخذ المنطق عن التقي الحصني وكتب المنسوب على المحب بن المجروح والشمس الحبشي، وتكرر دخوله للقاهرة وكذا للحرمين وبيت المقدس بل جاور في المساجد الثلاثة وتكررت له في جلها وأقرأ بها وبغيرها وتلقى عن شيخه خطاب تصديراً بالجامع الأموي وعن والد مشيخة التصوف بمدرسة الخواجا الشمس بن النحاس وكان قد باشرها نحو عشرين سنة يقرأ القرآن فإنه كان

تلاه لأبي عمرو وابن كثير وعاصم على صدقة وابن اللبان بل اشتغل في الفقه وغيره ورافق في اشتغاله مشايخ الوقت، وتكسب بالتجارة على طريقة جميلة حتى مات سنة ثمانين بدمشق عن نيف وثمانين سنة فانه كان ممن أسر وهو ابن سبع مع أمه في الفتنة التمرية من صفد إلى حمص ثم أنقذها الله حيث وجدت غفلة فاحتملته على عنقها إلى دمشق وقطنتها به ويومئذ حتى صار من أعيانها وكذا استقر به الخيضري في مشيخة مدرسته بداخل دمشق في القطانين تدريساً وتصوفاً ثم أعرض عنها، وكذا رغب عن مدرسة ابن النحاس لابن الواقف، وكان قد اجتمع بي في القاهرة بعيد السبعين ثم لما كنت بمكة في سنة ثلاث وتشعين كتب إلي وهو متوعك:

أليس انتساب العلم يقضي لأهله

 

بعود مريض منهم في التسقم

وإن لم يكن ود جرى قط بينهم

 

فحسبي هذا القول ياذا المعلـم

فيا أيها الشمس يا شيخ وقـتـه

 

ويا خادماً علم الحديث المعظم

أبن لي جواباً شافياً عن مقالتي

 

وإلا فعذراً واضحاً للتفـهـم

عليكم سلام الله في كل حـالة

 

وإن عدتم أو لم تعودوا لمسقم

فبادرت لعبادته معتذراً ورأيت من تواضعه وأدبه ورغبته في المذاكرة وتميزه في فنون العلم ما رغبني في محبته ثم لما أشرف على الشفاء زارني وكتب إلي بحاصل ما أثبته مما يحتاج لمراجعة في أشياء منه واستعار مني معجمي وغير ذلك من تعاليقي وانتقى منها كثيراً وكتب على كلها من نظمه ثناءً بل تكرر حضوره في مجالسي والسماع علي والاستمداد من تآليفي وحصل نسخة من شرحي للألفية ومن القول البديع وغيره ووصفني غير مرة في مراسلاته وغيرها بشيخ الإسلام حافظ الوقت، وهو من محاسن الزمان وأعلمني بكثير من أسماء تصانيفه وعرض على ولده منها تحفة العباد بما يجب عليهم في الاعتقاد نظماً وشرع من أجله في جمع مؤلف في أحاديث الأحكام كان يعرض علي ما يكتبه منه ويراجعني في أشياء بعد أن عينت له مما يستمد منه مختصرات كثيرة ولا بأس به أن كمل ومما كتبه من نظمه في المسلسل:

إن شئتم يرحكم من في السمـا

 

وأن تنالوا في الجنان أنعمـاً

فأهل الأرض أوسعوهم رحمة

 

لعل أن يرحمكم من في السما

ثم أنشدني ذلك من لفظه مع جوابه عن لغز أوله:

يا عالم الإسلام أوضح لـنـا

 

جواب ما نلغزه بـالـدلـيل

فيك خلاف لخـلاق الـذي

 

فيه خلاف لخلاف الجمـيل

وغير من أنت سوى غـيره

 

وغير من غيرك غير البخيل

لا زلتم أعظم شهـب رمـى

 

بثاقب الفهم مطل السـبـيل

فقال:

إن جوابـاً عـن سـؤال بـدا

 

ملخصاً مضمون لغز جلـيل

جوابه في نصف بـيت أتـي

 

أنت جميل وسواك البـخـيل

فالله رب العرش يبقـى لـنـا

 

ملغزه فهو بـهـذا كـفـيل

لكي ننال العلم من فـضـلـه

 

ونقبس النور السنى الجـلـيل

نظم أبي الفضل المحب الـذي

 

يرجو بذا حسن الثواب الجزيل

مصلياً على نـبـي الـهـدى

 

مسلماً عليه مـن كـل قـيل

إلى أن قال:

والحمد لله على فضله

 

وحسبنا ونعم الوكيل

محمد بن أحمد بن محمد بن بركوت البدر بن الصلاح المكيني الأصل القاهري الشافعي الماضي أبوه ويعرف بابن المكيني ولقب قذار ربيب ابن البلقيني. ولد في سابع عشرة شعبان سنة إحدى وأربعين وثمانمائة بحارة بهاء الدين ونشا بها فحفظ القرآن عند الفقيه نجم الدين البديوي والمنهاج والمختصر الأصلي لابن لحاجب والتسهيل لابن ملك والتلخيص للقزويني والشمسية ومختصر ربيع الأبرار، وعرضها ما عدا الأخير بتمامها على عم والده لعلم البلقيني فالمنهاج في شوال سنة خمس وخمسين وابن الحاجب في ذي الحجة من التي تليها والتسهيل في جمادى الآخرة سنة ثمان وخمسين والشمسية في جمادى أيضاً من التي تليها وعليه قرأ المنهاج بحثاً وتحقيقاً وأذن له في التدريس في رمضان سنة سبع وستين بل استتابه في القضاء في شوالها ثم في الافتاء في محرم التي تليها وكذا أخذ الفقه عن العبادي والبكري وأكثر من الحضور عنده ولازم تقاسيم والده وكان أحد القراء فيها وأخذ عن الشمنى في العربيةوعن التقي الحصني والكافياجي في أصول الفقه وعن العلاء الحصني في المنطق وغيره، وناب في القضاء كما تقدم عن والده وأضيف إليه قضاء دمنهور وسبك. غيرهما بل لما انتقد زين العابدين ابن المناوي بعض فتاوى والده وكتب بخطهبجانب خطه ورتب هذا في كتابه كتبها على بعض فتاوى المناوي وكانت مضحكة، واستقر بعد أبيه في تدريس الصالح وكذا في الجاولية مع نظرها وأهين من أجلها من السلطان بالضرب والترسيم وبغير ذلك ثم أخرج النظر عنه ولم يلبث أن مات عمه فتح الدين بن القاضي علم الدين فاستقر به في الخشابية والشريفية تدريساً ونظراً وقضاء العسكر بكلفة تزيد على أربعة آلاف دينار أخذ الكثير منها من عمته واقترض، ورغب عن تدريس الصالح وباشرها بدون حرمة ولا أبهة بل صار يبيع المرثيات، وهو قوي الحافظة مديم المطالعة له إلمام كأبيه بالموسيقى.
محمد بن أحمد بن محمد بن بركوت جلال الدين بن الصلاح المكيني سبط البدر السمرباي وأخو الذي قبله. نشأ في كنف أبويه وحفظ القرآن والمنهاج الأصلي. ومات مطعوناً بعد بلوغه بقليل في سنة اثنتين وثمانين بعد أن اشترك مع أخيه في جهات أبيهما حين سافر للصعيد لأجل تقرير الدوادار الكبير لهما في تدريس الصالح بعناية العلاء الحصني عوضه الله الجنة.
محمد بن أحمد بن محمد بن بشر بن الشيخ محمد ناصر الدين المطري ثم الصحراوي. ولد سنة خمس وثمانين وسبعمائة ظناً بالمطرية، وأجاز له عائشة ابنة ابن عبد الهادي وغيره باستدعاء الزين رضوان؛ أجاز لنا. ومات ظناً قريب السبعين.
محمد بن شمس الدين أخو الذي قبله. ولد سنة تسعين وسبعمائة تقريباً بالمطرية. ذكره البقاعي مجرداً.
محمد بن أحمد بن محمد بن البصيري - بالموحدة أو النون - تاج الدين المصري الشافعي النقيب بالخشابية ويعرف بابن الحراق. ذكره شيخنا في معجمه وقال إنه سمع من البهاء بن عقيل فمن بعده وله نظم وسط خط سريع ونوادر وحذق سمعت من فوائده كثيراً، وكان يلقب فار الخلاء. مات بمصر في ربيع آخر سنة ثلاث ولم يكمل الستين، ومن النوادر أن النجم البالسي قال لنا إن لقبه إذاً صحف وعكس بقى فار خلا وكان الحراق.
محمد بن أحمد بن محمد بن أبي بكر بن أحمد الشمس بن الشهاب القاهري الحنفي ويعرف بابن الخازن الماضي أبوه. ولد في سنة خمس وسبعين وسبعمائة تقريباً بمنشية المهراني لتوجه أبويه إليها في زيارة، وحفظ القرأن وصلى به، ثم العمدة وبعض النافع في الفقه، وتلا لأبي عمرو وابن كثير على السراج عمر الضرير نزيل مدرسة أيتمش. واشتغل بعلم الوقت على الشمس التونسي وأقت بمدرسة الجاي اليوسفي، وسمع على الزين العراقي والهيثمي والأبناسي والشمس الفرسيسي والتنوخي والمطرز والشرف المقدسي والسويداوي في آخرين، ومما سمعه على التنوخي جزئ أبي الجهم، وحج في سنة سبع عشرة وتكسب بالشهادة. وولي خزن صهريج منجك بعد والده، وحدث سمع منه الفضلاء وأخذت عنه، وكان خيراً بارعاً في الميقات ونحوه أمثل بني أبيه طريقة. مات في المحرم سنة ثمان وخمسين رحمه الله.

محمد بن أحمد بن محمد ابن شارح التنبيه وغيره المجد أبي الفتوح أبي بكر بن اسمعيل بن عبد العزيز المحب بن التاج بن المحب الزنكلوني القاهري الشافعي ويعرف بالمحب الزنلكوني. ولد في ربيع الأول سنة أربع وثمانين وسبعمائة بالقاهرة ونشأ بها فحفظ القرآن والتنبيه وعرضه على ابن الملقن والعراقي والكمال الدميري وأجازوا له واشتغل في الفقه على الشمس البوصيري وغيره، وحج في سنة اثنتي عشرة وناب في القضاء عن الجلال البلقيني فمن بعده بالصالحية النجمية وغيرها، وكان ساكناً محتشماً خبيراً بالمباشرة تعلل مدة وتكررت إشاعة موته مراراً حتى كانت في سادس شعبان سنة ست وخمسين رحمه الله.
محمد بن أحمد بن المرجاني محمد بن أبي بكر بن علي بن يوسف الأنصاري المرجاني المكي. ولد في شوال سنة ستين. ومات بمكة في جمادى الأولى سنة ستين. أرخه ابن فهد.
محمد بن أحمد بن محمد بن أبي بكر بن محمد بن علي غياث الدين بن فخر الدين الأيحبي الشافعي سبط السيد قطب الدين محمد الأيحبي أخي السيد نور الين والد الصفى والعفيف بل أبوه ابن أخت السيد نور الدين المذكور. كان متميزاً في العربية بحيث لم يكن يلقب في شيراز إلا بسيبوية الثاني مع مشاركة في غيرها وزهد وورع وتجرد وإعراض عن الدنيا، وممن أخذ عنه السيد أحمد بن الصفي الأيحبي. مات وقد أناف على الستين ظناً بشيراز وكان قد قطنها في وكان أبوه صالحاً يعرف بابن الخطيب على رحمه الله.
محمد بن أحمد بن محمد بن أبي بكر الدباعي المصبري اليماني الشافعي ممن لقيني بمكة في ذي الحجة سنة أربع وتسعين فسمع مني المسلسل بالمسجد الحرام وهو من الخيار.
محمد بن أحمد بن محمد بن بهرام الشمس بن الفخر الشهر بابكي الكرماني الشافعي نزيل مكة ويعرف بصحبة الشيخ محمد بن قاوان. ولد تقريباً سنة ثمان وأربعين وثمانمائة بشهر بابك وسافر وقد بلغ مع والده إلى البلاد الشامية فمات أبوه قبل دخوله حلب والشام فاشتغل بدمشق في العربية على نزيلها مولانا شيخ البخاري وعلى مولى حاجي محمد الفرهي الشسماني وعنه أخذ في المنطق وببيت المقدس في الكلام والحكمة على الشرف الرازي وقطنه نحو ثلاث سنين، ولقي به حسين ابن قاوان فاستصحبه معه إلى مكة ولزمه بها حتى أخذ عنه الحاوي والأصلين وبواسطته انتمى لأخيه الشيخ محمد المشار إليه واستمر في خدمته سفراً وحضراً بحيث تكرر له دخول الديار المصرية معه وقرأ عليه في الأحياء وغيره وكتب لهما ولغيرهما، أشياء؛ وخطه جيد وفهمه حسن مع ذوق وعقل عاش به مع مخدومه ولكنه لم يحصل من دنياه على طائل وربما لم يحمد كثيرون أمرهم معه عند مخدومه واستمر بعدها قاطناً بمكة مع تقلل وانجماع غالباً واجتماع قبل ذلك وبعده على عبد المعطي المغربي وهو ممن سمع مني بمكة وغيرها وانفصل عن مكة من سنين يتردد بين عدن وزبيد.
محمد بن أحمد بن محمد بن جمعة بن مسلم عزيز الدين الدمشقي الصالحي الحنفي ويعرف بابن خضر. ولد سنة اثنتين وسبعين وسبعمائة واشتغل ومهر وأذن له في الإفتاء، وناب في الحكم، وصار المنظور إليه من الحنفية بالشام.مات في شوال سنة ثمان عشرة. ذكره شيخنا في إنبائه.
 محمد بن أحمد بن أبي الخير محمد بن حسين الزين محمد بن الأمين محمد ابن القطب أبي بكر محمد بن أحمد بن علي بن محمد بن الحسين بن عبيد الله بن أحمد بن ميمون الكمال أبو البركات القيسي القسطلاني المكي الشافعي والد المحمدين الكمال أبي الفضل والنجم والأمين والمحب الآتيين ويعرف بابن الزين. ولد في المحرم سنة إحدى وثمانمائة بمكة ونشأ بها فحفظ القرآن وأربعي النووي والحاوي وعرض على جماعة وسمع الزينين المراغي والطبري والشمسين الشامي وابن الجزري والجمال بن ظهيرة وابن سلامة في آخرين.وأجاز له ابن قوام وابن منيع وابن صديق والحافظان العراقي والهيثمي وابنتا ابن عبد الهادي وابنة ابن المنجا وعمر البالسي والسويداوي والحلاوي وآخرون، وتفقه بالنجم الواسطي بحيث عليه في الحاوي وأذن له في الإفتاء والتدريس وكذا تفقه بإبراهيم الكردي الحلبي، وحضر دروس الشهاب بن المحمرة بالقاهرة ومكة وكذا دروس المحب بن ظهيرة بمكة وباشر التوقيع عنده وعند غيره ممن بعده، وصار عين أهل البلدة في المكاتيب مع اشتهاره بالعدالة وأعرض عنه البرهاني بعد أن كان ناب في العقود عن أبي اليمن النويري ثم ولي القضاء عنه أيضاً لكن في مرض موته ولقيته بمكة فأجاز لي. مات في جمادى الأولى سنة خمس وستين بمكة وصلى عليه ثم دفن عند أهله بالمعلاة رحمه الله.
محمد بن الشيخ أحمد بن محمد بن حسين البعلي المؤذن هو وأبوه ويعرف أبوه لطوله وضخامته بالمأذنة. ولد قبيل التسعين وسبعمائة ببعلبك. ونشأ بها فسمع على الزين عبد الرحمن بن الزعبوب صحيح البخاري بفوت. وحدث قرأت عليه ببعلبك ثلاثيات الصحيح. وكان إنساناً حسناً. مات قريب السبعين.
محمد بن أحمد بن خضر الشمس أبو الوفا الغزي الشافعي ويعرف بابن الحمصي. ولد في سنة اثنتي عشرة وثمانمائة بغزة. ونشأ بها فقرأ القرآن عند الشهاب بن الجوبان. وحفظ المنهاج وجمع الجوامع والألفيتين والشاطبية والشمسية والخزرجية وغيرها. وعرض على جماعة وأخذ عن الشمس البرماوي والعز القدسي وابن رسلان وغيرهم. وارتحل إلى القاهرة فأخذ بها عن شيخنا وقرأ عليه في كل من بلوغ المرام والنخبة وشرحها له والقاياتي والونائي، وسافر منها إلى الصعيد وأخذ ببوش منها عن ابن المالكي. وكذا ارتحل لدمشق فأخذ بها عن.التقي بن قاضي شهبة أشياء منها شرحه للمنهاج وأصلح فيه أماكن بتنبيهه وأشار لقراءته عليه في ترجمة ابن الأعسر فقال وولي عوضه شمس الدين الحمصي وهو شاب فاضل كان عندي من مدة قريبة وقرأ على بعض شرحي للمنهاج انتهى.ولقي فيها ابن زهرة فأخذ عنه وسمع الحديث على والده وابن ناصر الدين ومن قبلهما على ابن البرزي، وكذا أخذ عن ابن خطيب الناصرية إما بدمشق أو في مروره عليهم. وأجاز له ناصر الدين بن بهادر الأياسي وابن الأعسر الغزيان وجماعة واشتدت عنايته بملازمة أبي القسم النويري وهو المشير عليه بالتحول من مذهب الحنفية إلى الشافعية، وبرع في الفقه وأصوله والعربية وغيرها وشارك في الفضائل وولى قضاء بلده بعد موت ابن الأعسر مسئولاً فيه بعناية شيخه أبي القسم فباشره مباشرة حسنة وصرف عنه غير مرة بعضها بالشرف موسى بن مفلح وتوجه في هذه المرة إلى مكة فاسترجع من العقبة وجمع بينه وبين خصمه فبان بطلان ما أنهاه في حقه فأعيد على وجه جميل، واستمر حتى مات الظاهر. وكذا ولي قضاء حماة مرتين وعقد فيها مجلساً للتفسير، ثم أعرض عن ذلك كله حين تفاقمت الأحوال بالرشا، وأقام منعزلاً عن الناس مديماً للاشتغال والأشغال والإفتاء وقراءة الصحيح في الجامع القديم ببلده في الأشهر الثلاثة والوعظ والخطابة وصار شيخ البلد بغير مدافع ومع ذلك فلم يخل من طاعن في علاه ظاعن عن حماه، كل ذلك مع حسن الشكالة ولطيف العشرة ومزيد التواضع. وقد حدث وممن لقيه بأخرة العز بن فهد وقرأ عليه في سنة سبعين وثلاثيات الصحيح. وسمع من لفظه خطبة منظومة ابن الحسين لتمييز الشرف بن البارزي في الفقه بسماعه من والده بسماعه من ناظمها وكتب عنه الشمس بن حامد المقدسي ما كتب به إليه في مراسلة:

يا غائباً شخصه عنى مسكنـه

 

على الدوام بقلب الواله العاني

هو المقدس لما أن حللت بـه

 

لكنه ليس فيه عين سـلـوان

وكذا كتب إلي في مراسلة:

يا خادماً أخبار أشرف مرسل

 

وسخا فنسبته إليه سـخـاوى

وحوى السياسة والرياسة ناهجاً

 

منهاج حبر للمكارم حـاوي

وبالغ في الثناء حتى أنه لقب بمشيخة الإسلام. مات في آخر يوم الاثنين ثامن ربيع الأول سنة إحدى وثمانين ودفن بتربة التفليسى ولم ير في تلك النواحي أعظم مشهدأ من جنازنه ولا أكثر باكياً فيها ولم يخلف بها مثله رحمه الله وإيانا.

محمد بن أحمد بن محمد بن خلف الزين أبو الخير القاهري الشافعي ويعرف أولاً بابن الفقيه وبابن النحاس حرفه أبيه ثم حرفته. ولد في رجب سنة خمس عشرة وثمانمائة بالقاهرة ونشأ بها فحفظ القرآن عند أي عبد القادر المقري بل وجوده عليه والتبريزي وبعض الحاوي وحضر يسيراً عن الشرف السبكي والجمال الأمشاطي ولكنه لم يتميز ولا كاد بل استمر على عاميته؛ وسمع بالقاهرة على شيخنا وغيره وسافر لحلب وأخذ الشفا عن حافظها البرهان وجود الخط على الزين بن الصائغ وتكسب كوالده بسوق النحاس من تحت الربع وكثر طلبه بديون عليه للقضاة وغيرهم وهو مع ذلك يتردد للمزارات كالليث وغيره ويتلو مع قراء الجوق إلى أن رافع عند الظاهر جقمق في أبي العباس الوفائي الذي كان جوهر القنقباي الخازندار ألقى بمقاليده إليه وأكثر من الاعتماد عليه مع كونه منتمياً إليه ولكن حمله على ذلك كثرة مطالبة المشار إليه بماله عليه من الديون فرأى الظاهر من جرأته وإقدامه أمراً عجباً وفهم هو من تقحم الظاهر على الإحاطة بحواصل جوهر ومخبآته ما تمكن معه من المرافعة، وكان مما أبداه أن عنده من آلات السلاح كالخود ونحوها للطائفة العزيزية شيء كثير وعنده تنور وتحف تفوق الوصف فأرسل معه من أحضر سيئاً من ذلك بعد إمساك المشار إليه فوقع هذا عند السلطان موقعاً عظيماً وأعطى أبا الخير خمسين ديناراً وبعض صوف وبعلبكي ونحو ذلك وحصنه على ملازمة خدمته فصار يطلع إليه أحياناً وربما أخذ معه بعض الأشغال من الأمور السهلة فتزايد ميل السلطان إليه، ولازال يسترسل في هذا المهيع حتى رافع في الولوي السفطي أيضاً وطلبه بإذن من السلطان لباب القاياتي قاضي الشافعية حينئذ ونزع منه ثريا مكفته ادعى استمرارها في ملكه واعترف له السفطي بها وأنها معلقة بالجمالية واستقر به السلطان في وكالته ثم لما استقر السفطي في القضاء انتزع له منه وكالة بيت المال ثم أعطاه أيضاً نظر سعيد السعداء ثم جامع عمرو ثم الجوالي ثم الكسوة ثم البيمارستان ثم المواريث ونظر السواقي ولم يلبث انفصاله عنهما خاصة؛ وزاد اختصاصه بالسلطان إلى الغاية واشتهر وتعدى طوره وفعل كل قبيح لاسيما فيما له عليه التحدث والولاية وصارت الأمور جليلها وحقيرها مفوضة إليه لا ينبرم أمر دونه ولا يعول إلا عليه وكثر السعي من بابه وزيد في التنويه بذكره وخطابه وازدحم عنده الناس من سائر الأصناف والأجناس ونادمه غير واحد من أهل الأدب ذوي الفضائل والمتعالين في الرتب إلى غيرهم ممن لايراعي للعلم حقه بل ربما يصرح الواحد منهم بكونه في عبوديته قد ملك رقه وتطبع هو الحشمة فتكلف وتنطع في ألفاظه التي ليس بها يعرف وأغلط حتى في تخيله وحدسه وصار إلى رياسة وضخامة وغفلة عما يلاقيه أمامه ونفوذ كلمته وشدة شكيمته وهابته الأمراء والقضاة فضلاً عن المباشرين والنظار وهادته الرؤساء من سائر الأقطار والسلطان فيما يعيده ويبديه يزيد في إرخاء العنان له والتصريح بشكر أياديه والدعاء الذي يجهر به بحضرة عدوه فكيف عند من يواليه لقيامه بما لم ينهض به غيره من جلب الأموال والتحف ولباسه لأجله من المظالم ما ارتدي به والتحف مع اشتغال هذا بالدندنة بالجمالي ناظر الخاص واشتغال قلب المشار إليه بما يشافهه به من الذم والانتقاض وهو مظهر التغافل عن أمره مبطن تدبير رأيه في طمس أثره وخفض قدره إلى أن اتفق مجيء البلاطنسي في محنة الشاميين بأحد أعوان صاحب الترجمة أبي الفتح الطيبي وما به كل منهم يقاسي فصعد إلى السلطان في أواخر جمادى الأولى سنة أربع وخمسين وأعلمه بمزيد الضرر من الطيبي على المسلمين فبادر بعد الإصغاء للمقال بعزله وكان هذا ابتداء إهانة صاحب الترجمة وذله فانه بعد بيسير وثب طائفة من المماليك فضربوه وهجموا بيته وأخذوا ما به من جليل وحقير وأعانتهم العامة حتى أحرق بابه وعظم صراخ كل من أعوانه وانتحابه ولم يلبث أن جاء إليه نقيب الجيش فأخذه ماشيا ابعد ذلك التيه والطيش وذهب به لقاضي الشافعية المناوي وانطلقت الألسن بما اشتمل عليه من القبائح والمساوئ ورام السلطان بذلك تسكين الفتنة ويأتي الله إلا صرف تلك المحنة فاستميل السلطان حتى رسم بنقله لباب المالكي لتحتم قتله فما وافق القاضي على ذلك بل أمر بسجنه في الديلم لتتضح له في قتله المسالك فأخذوه على حمار وفي عنقه جنزير وأودعوه فيه

بعد إهانة من العامة وذل كبير فأقام به إلى أن أمر السلطان بعوده للمناوي لكونه أقرب للغرض الذي مضمره وله ناوي فحينئذ بادر إلى الحكم باسلامة وحقن دمه وتعزيره ورفع ألمه ومع ذلك كله فكف الله السلطان عن عوده لمنزله وأهله وأمر باخراجه من القاهرة منفياً إلى طرطوس فأخرج ليلاً خوفاً من اغتياله الذي به ترتاح النفوس ثم صار يؤمر في كل قليل بضربه مع التبريح به والتنكيل بل ينقل أيضاً من مكان إلى مكان قصداً لتوالي الذل بذلك والامتهان ولله در القائل:

يا من عـلا عـلـوه

 

أعجوبة بين البشـر

غلط الزمان برفع قد

 

رك ثم حطك واعتذر

ثم بعد بيسير لم يشعر الناس إلا وقد أشيع أنه ببيت أمير المؤمنين ليطلع معه في غد للشفاعة فيه بالتعيين ووصل العلم به للجمالي المعين فدبر إفساد ما تقرر وتعين وجاء قاصد السلطان إلى الخليفة يأمره بالكف عن الطلوع معه رديفة فصعد هذا منفرداً ولم يبلغ بذلك مقصداً بل بادر السلطان لإنكار مجيئه بدون علمه فأجاب بسبق الأذن فيه برقمه وكادر وحاقق فجحد وشاقق وأمر بضربه بين يديه ولم يجن بصنيعه عليه ثم أخرجه منفيا وتكلف الجمال في هذا ما يفوق الوصف نشراً وطياً واستمر في نفيه وإبعاده وحبسه عن تعديه وفساده حتى مات الظاهر ثم الجمالي المذكور وراسل يستدعي المجيء والحضور ظاناً هو وأتباعه عوده لأعظم مما كان لخلو الجو بعزل الأنصاري وموت الجمالي أعظم الأركان فرسم حينئذ بمجيئه بيقين ووصل في رمضان سنة ثلاث وستين وهو متوعك مكروب وبالوفاء بما ألزم به نفسه مطلوب فأحدث كثيرا ًمن الظلامات التي باء باثمها في الحياة وبعد الممات ولكن حبسه الله عن البلوغ لكثير من قصده وبغيته خصوصاً لمن أضمر السوء به ممن كان السبب في إبقائه مهجته فأنه أول ما قدم انتزع منه خطابة جامع عمرو ونظره ووالي التعرض فيه وكرره هذا بعد مجيء المشار إليه أول قدومه للسلام عليه وقطعة الاعتكاف من أجله بل وأهدى له ما يكتفي بدونه من مثله. وبالجملة فلم يصل لشيء مما كان في أمله ولا رأى مسلكا للولوج في تلك المسالك المألوفة من قبله بل خاب ظنه وظن جماعته وطاب له الموت بصريحة وكنايته وصار ألمه في نمو وتدبيره في انتقاض وعلمه في انحطاط وانخفاض إلى أن ظهر عجزه واشتهر وتعرض له بالامتهان صبيان الوزر وجيء به وهو مريض لا حركة فيه سوى اللسان محمولاً في قفص امتثالاً لأمر السلطان لباب المحب كاتب السر الشريف لعمل حسابه المشمول بالتبديل والتحريف فلم يتم له أمره بل قصم ظهره وانقضى عمره. ومات عن قرب سنة أربع وستين في ليلة الجمعة العشرين من المحرم ولا تمكن وارثه من كفن مما هو في حوزته ولا له تسلم حتى تصدق محمد بن الأهناسي عليه بالكفن الجالب لكل مكروه وعفن وصلى عليه من الغد عقب الصلاة بجامع الحاكم الشهير ومشى في جنازته فيما قيل نحو سبعة أنفس بالتقدير أو بالتحرير ولسان حاله ينشد:

إلى حتفي سعة قدمى

 

أرى قدمي أراق دمى

وبكى العوام لأجل قلة من تبعه لما رأى من العز والجاه فسبحان القادر القاهر، وقد لقيته بجامع طيلان من طرابلس في رحلتي إليها وبالغ في الإكرام والاحترام وأرسل إلى بدراهم لها وقع فامتنعت من قبولها بحيث أنه لما قدم القاهرة حكى ذلك لغرضه وأكثر حين اجتماعي به من التعجب من كوني لم أجيء إليه أيام عزه وأنشدني ما زعم أنه خاطب به العلاء بن أقبرس فقال:

أجج النحاس ناراً أحرقت فلس ابن أقبرس

فلذا صار ينادي أحرق النحاس ذا الفلـس

عفا الله عنه وعن سائر المسلمين .
 محمد بن أحمد بن محمد بن داود بن سلامة أبو عبد الله وأبو المواهب ابن الحاج اليزلتيني - نسبة لقبيلة -التونسي المغربي ثم القاهري المالكي ويعرف بابن زغدان - بمعجمتين أولاهما مفتوحة ثم مهملة وآخره نون. ولد في سنة عشرين وثمانمائة تقريباً بتونس وحفظ القرآن وكتباً وتلا لنافع على بعض القراء من أصحاب ابن عرفة وبحث العربية على أبي عبد الله الرملي وعمر الشلشاني وغيرهما وعن ثانيهما وعمر البرزلي أخذ في الفقه وأخذ المنطق عن محمد الموصلي وغيره والأصلين مع الفقه أيضاً عن إبراهيم الأخضري، وقدم القاهرة في سنة اثنتين وأربعين فيما بلغني؛ وتنزل في صوفية سعيد السعداء؛ وحج وجاور وأخذ عن شيخنا اليسير وامتدحه بقصيدة حسنة سمعت منه أكثرها وكتبت له الإجازة عنه وكذا صحب يحيى بن أبي الوفاء وفهم كلام الصوفية ومال إلى ابن عربي بحيث اشتهر بالمناضلة عنه، وآل أمره بعد أحداث البقاعي ما كان الوقت في غنية عنه إلى أن عقد ناموس المشيخة وصار يذكر ويتظاهر وبتقريرات وكلمات بحضرة من يجتمع عنده خصوصاً بعض الطواشية، وربما قرئ عنه المدخل وغيره من الكتب المستقيمة وله اقتدار على التقرير وبلاغة في التعبير بحيث شرح الحكم لابن عطاء وعمل كراسة في جواز السماع وحزب أدعية وأوراد يتداوله أصحابه ورسالة قوانين حكم الإشراق إلى صوفية جميع الآفاق وسلاح الوفائية بثغر الإسكندرية وديوان شعر سماه مواهب المعارف وعدة أحزاب وغير ذلك. وقد قال فيه البقاعي أنه فاضل حسن الشكل لكنه قبيح الفعل أقبل على الفسوق ثم لزم الفقراء والوفائية وخلب بعض أولى العقول الضعيفية فصار كثير من العامة والنساء والجند يعتقدونه مع ملازمته للفسوق أراني مرة كتاباً اسمه بغية السول من مراتب الكمال في التصوف أبان فيه صاحبه عن عقيدة صحيحة وذوق سليم في طريق القوم المستقيم في مجلد لطيف وزعم أنه تصفيفه فالله أعلم وصرح بتكذيبه، وقال في موضع آخر أنه قدم القاهرة على ما ادعى سنة إحدى وخمسين حاجاً فمرض ولم يحج بعد وصحب بني الوفاء حتى مات؛ وكتب عنه من نظمه:

ضرغام نفسك طلاب فريستـه

 

ونائل منك ما يرجو ويقتصـد

وأنت ترجو المعالي دون معملها

 

فليس دون قتال يؤخـذ الأسـد

وقوله:

وهيفاء دبت عقرب فوق صدغها

 

تصد عميد القلب عن جلـنـاره

وقد شعلت في القلب نار غرامها

 

فلو واصلتني أطفأت جل نـاره

انتهى. وقد قمت عليه حتى أخرج من المدرسة النابلسية لكونه آجر مجلسها لمن ينسج فيه القماش ولغير ذلك وما كنت أحمد أمره. مات في ظهر يوم الاثنين ثالث عشر صفر سنة اثنتين وثمانين وصلى عليه بعد صلاة العصر بالأزهر ثم دفن بالتربة الشاذلية من القرافة قريباً من حسين الحبار والصلاح الكلائي عفا الله عنه.
محمد بن أحمد بن محمد بن رضوان. مضى فيمن جده محمد بن أحمد بن رضوان.
محمد بن أحمد بن محمد بن روزبة. فيمن جده محمد بن محمود بن إبراهيم بن روزبة.
محمد بن أحمد بن محمد بن سلامة بن عطوف بن يعلي الجمال السلمي المكي الشافعي أخو على الماضي ويعرف بابن سلامة. ولد بمكة ونشأ بها وارتحل مع أخيه في سنة سبعين إلى بغداد فسمع بها على أبي المحامد محمد بن سليمان الشيباني أشياء وأجاز له العماد بن كثير و ابن رافع وابن القارى والصلاح بن أبي عمرو ابن أميلة وابن الهبل و جويرية الهكارية وآخرون؛ وحدث سمع منه الفضلاء كابن فهد وذكره في معجمه ولم يذكر وفاته لكنه قرأ عليه في سنة أربع عشرة.
 محمد بن أحمد بن محمد بن صديق الشمس الطوخي الشافعي الحائك. ولد سنة ثمان وعشرين وثمانمائة تقريباً بطوخ. ونشأ بها فحفظ القرآن والحاوي ومختصر التبريزي وألفية الحديث والنحو، وعرض على جماعة كالشهاب بن رسلان وماهر وعبد الكريم القلقشندي ببيت المقدس ولقي بالشام البلاطنسي واشتغل يسيراً بالقاهرة على ابن المجدي والخواص في الفرائض والفقه وغيرهما، وتلا بمكة لأبي عمرو علي ابن عياش. وسمع هناك على أبي شعر وبالقاهرة على شيخنا ومعنا غالب الصحيح على البرهان الصالحي وختمه على جماعة، ثم أعرض عن ذلك وأقام ببلده مكتسباً بالحياكة. وقدم القاهرة في سنة تسع وسبعين ومعه ولد له حفظ الحاوي والورقات فعرض علي في جملة الجماعة وسمعا علي يسيراً ولم يلبث أن فجع به في طاعة سنة إحدى وثمانين.

محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الرحمن بن عبد الله بن أبي القسم بن عبد الرحمن ابن علي بن الحسين بن محمد بن أبي النصر فتوح بن المعتمد على الله أبي القاسم محمد بن المتضد بالله أبي عمر وعباد بن القاضي بأمر الله أبي القسم محمد بن إسماعيل ابن محمد بن أسماعيل بن قريش بن عباد بن عمرو بن أسلم بن عمرو بن عطاف ابن نعيم - بالتصغير - الشمس أبو عبد الله وأبو علي بن أبي العباس بن أبي عبد الله ابن أبي زيد بن أبي محمد بن أبي القسم بن أبي الحسن بن أبي الحسين اللخمي الفرياني - بضم الفاء وراء مشددة مكسورة ثم تحتانية وآخره نون نسبة لفريانة إحدى. مدائن إفريقية فيما بين قفصة وبيشة بالقرب من بلاد قسطنطينية بلاد اليمن التي ينسب إليها القسطلاني نزلها أبوا جده الأعلى حيث خرج من القاهرة وتزوج بها فعرف بها - التونسي المالكي. ولد كما قرأته بخطه في صبيحة يوم الأحد ثالث عشرى ربيع الأول سنة ثمانين وسبعمائة بتونس، ونشأ بها فحفظ القرآن وتلاه لابن كثير ونافع وأبي عمرو على أبي عبد الله بن عرفة وللحرميين على أبي عبد الله محمد بن ابن أبي العباس أحمد بن موسى البطرني الأنصاري مسند المغرب وأبي عبد الله محمد ابن محمد بن محمد بن مسافر العامري القفصي،وللسبع على أبي محمد عبد الله بن مسعود بن علي القريشي المكي الأصل التونسي بل قال مرة إنه أخذها عن اللذين قبله، وكذا الغبريني الآتي وأخذ الفقه عن ابن عرفة بحث عليه مختصر ابن الحاجب وقاضي الجماعة أبي مهدي الغبريني سماه مرة عيسى ومرة محمداً بن أحمد ابن يحيى بحث عليه الرسالة وعن غيرهما كأبيه وأبي القسم محمد بن أحمد بن يحيى الإدريسي الحسني عرف بالسلاوى وعنه وأبي العباس أحمد بن محمد بن عبد الرحمن الأزدي عرف بابن القصار أخذ العربية والأصول؛ وسمع الحديث على الخمسة الأولين من شيوخه وعلى أبيه فارس عبد العزيز بن مسعود بن عبد العزيز العجيسي التلمساني وأبي عبد الله محمد بن عبد الربعي الصقلي وقال أن أول سماعه له كان في سنة ثمان وثمانين وهو ابن تسع وأول اشتغاله في القراءات في سنة تسعين وفي الفقه في سنة أربع وتسعين؛ وارتحل في سنة اثنتي عشرة فقدم القاهرة في شوالها فحج ثم عاد فقطن القاهرة وكان يتردد إلى بلاد الشام فطوف غالبها. ونزل في كثير منها وحصلت له حظوة منبني البارزي وبني الكويز وغيرهم. وتحول شافعياً ثم ولي قضاء نابلس في سنة سبع وثلاثين استقلالاً وكان كما قال المقريزي أول من استقل فيها وسافر إليها مرة بعد أخرى وفي المرة الثانية جعل بها نائباً قرر عليه ضريبة معينة بحيث عزله الكمال بن البارزي لذلك، وجال البلاد ولقي الرجال واشتهر أمره وكثر أخذ أهل البلاد عنه وأسفر عن كذب كثير واختلاق غزير حتى في نسبة فأنه مرة ساقه كما قدمناه ومرة خالف فيه وقال مرة أنه سفياني ومرة وصل به إلى علي بن أبي طالب بعد انتسابه لخميا وكذا اختلف كلامه وشيوخه وفي المأخوذ عنهم وشحن البلاد بمختلفاته ومركباته. وقال شيخنا في حرف الفاء من توضيح المشتبه أنه من أهل الفضل يستحضر كثيراً من الأخبار ويجول البلاد يقصه، وأنه أخبره بمولده وأنه سنة ثمانين وسبعمائة وبأنه سمع من البطرني وحدث عنه وعن غيره بالسماع، قال كثيراً ما يطلق الأخبار في الإجازة الخاصة والعامة وله في ذلك تراكيب موهمة وقد سئلت في بعضها وأنا بحلب ونبهت على خطأ بعضها؛ وكان السائل له ابن خطيب الناصرية فانه قال بعد أن ذكر أنه قدم حلب مراراً وأنزله عنده بالمدرسة الشرفية وعمل مواعيد بجامعها الكبير وغيره وأثنى عليه بالفضل واستحضار طرف من التاريخ وغيره وقال أنه سمع منه بعض الطلبة المسلسل بالأولية بسند أوقفت عليه وسمي شيخنا في سنة ست وثلاثين فانكره وقال أنا أشك في صحة قوله أنه سمع من البطرني لأنه كان صغيراً حين توفي ولم يكن بلدية بل ذكر أن أكثر من سمي من شيوخ السند لا وجود له في الخارج، ثم قرأت بخط شيخنا ما نصه: وقفت له على أسانيد لعدة من الكتب المشهورة كلها مفتعلة وقد بينت خللها مع الذي أملاها عليه يعني به الجمال بن السابق الحموي. وقال في سنة ثمان وأربعين من إنبائه أنه أطنب الجولان في قرى الريف الأدنى يعمل المواعيد ويذكر الناس وهو يستحضر من التاريخ والأخبار الماضية شيئاً كثيراً ولكن كان يخلط في غالبها ويدعى معرفة الحديث النبوي

ورجاله ويبالغ في ذلك عند من يستجهد ويقصر في المذاكرة به عند من يعرف أنه من أهل الفن وراج أمره في ذلك دهراً طويلاً وذكر انه ولي قضاء نابلس بعناية الكمال بن البارزي ثم هجره، وصحب الزين عبد الرحمن بن الكويز وانقطع إليه مدة ثم فارقه. وكذا قال في سنة سبع وثلاثين منه أنه تحول شافعياً ولما ولي قضاء نابلس وأنه كثير الاستحضار للتواريخ وكان يتعانى عمل مواعيد بقري مصر وبدمياط وبلاد السواحل وصحب الناس وهو حسن العشرة ونزه عفيف، وقد حدث بحلب عن البطرني وما أظنه سمع منه فأنه ذكر لنا أن مولده سنة ثمانين ببلده وكان البطرني بتونس ومات بعد سنة تسعين قال ورأيت له عند أصحابنا بحلب إسناداً للمسلسل مختلقاً إلى السلفى وآخر أشد اختلاقاً منه إلى أبي نصر الوائلي وسئلت عنهما فبينت لهم فسادهما ثم وقفت مع جمال الدين بن السابق الحموي على كراسة كتبها عنه بأسانيده في الكتب الستة أكثرها مختلق وجلها مركب، وأوقفني المقريزي له على تراجم كتبها به بخطة كلها مختلفة إلا لشيء اليسير غفر الله له، وقد كان المقريزي يعظمه جداً ووصفه بالشيخ الحافظ الرحال ذي الكنيتين، وأكثر من الاعتماد عليه فيما كان يخبره به مما يتعلق بالتاريخ ونحوه من غير إفصاح عنه على عادته. وقال غيرهما ممن أخذ عنهما لم أزل أسمع عنه الأعاجيب من كثرة الحفظ للأخبار القديمة والقوة على جوب البلاد والقدرة على مداخلة الناس حتى اجتمعت به ذي القعدة سنة سبع وثلاثين فوجدته من دهاة العالم فصيحاً مفوهاً قوي الحافظة عديم النظير في ذلك بحيث أنه يأخذ كتاب العلم فيطلع فيه اطلاعةً يحفظ غالبه منها، وبالغ شيخنا في تكذيبه واختلاقه وأما المقريزي فعلى الضد من ذلك في اعتماده وتلقيبه يا لحافظ، وترجمه في عقوده باختصار وأنشد عنه لغيره:

لعمرك ما عدمت لواء مجد

 

ولا كل الجواد عن السباق

ولكني بليت بحـظ سـوء

 

كما تبلى المليحة بالطلاق

وقد خرج في سنة ثمان وأربعين في بعض بلاد نابلس وأظهر أنه السفياني واحتوى على عقول الفلاحين فراج عليهم وتبعه خلق منهم ثم أحسن منهم بانحلال عنه فانسل نحو بلاد الشمال حتى مات باللاذقية من بلاد طرابلس الشام سنة تسع وخمسين يعني في المحرم قال بعضهم ثم أخبرت أنه في صفر سنة اثنتين وستين انتهى. وقد أرخه في سنة تسع الشمس المالقي بن المنير ويحتاج إلى تحقيق، وجازف من قال إنه مات بمصر في ربيع الأول سنة أربع وخمسين وقال وقد اتهمه ابن حجر في سماعه من البطرني ولا وجه لاتهامه انتهى. ويحتاج هذا القائل إلى تأديب كثير سيما وقد علمت وجهه.
محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الرحمن بن عمر بن رسلان البدر بن الشهاب ابن التاج بن الجلال بن السراج البلقيني الأصل القاهري الشافعي والد عبد الباسط الماضي وإبراهيم. ولد في ذي القعدة سنة أربع وثلاثين وثمانمائة بجوار مدرسة جده السراج بحارة بهاء الدين، ونشأ بين أبويه فحفظ القرآن والعمدة وألفية العراقي والمنهاج الفرعي وابن الحاجب الأصلي والتوضيح لابن هشام والتلخيص للقزويني وكان يصحح بعضها على الشمني وبعضها على العز عبد السلام البغدادي، وعرض على شيخنا وغيره وأخذ الفقه عن السيد النسابة والعلاء القلقشندي والمحلى والمناوي وعم جده العلمي وعمه أبي السعادات وبعضهم في الأخذ أكثر من بعض وكذا عن الوين البوتيجي وقابل معه نصف النكت لشيخه الولي العراقي وعنه وعن إبي الجود في أخذ الفرائض وأخذ في العربية عن ابن خضر بمرافقتي وعن الأبدي والعز عبد السلام وفي أوصل الفقه عن ابن حسان والتقي الحصني وأخذ في هذه العلوم وفي غيرها عن غير هؤلاء، وأذن له عم جده في الإفتاء والتدريس بل ناب عنه وعن من بعده وتصدى لذلك مقبلاً عليه بكليته ولذا تميز في الشروط مع المداومة على الكتابة بحيث كتب فتح الباري مرتين والخادم والتوسط وإعراب السين ونحو مائة مجلد وخطه ليس بالطائل وصار يستحضر من كتابته كثيراً سيما الفقه وكثيراً ما كان يراجع في الجلال البكري، وأكثر من الحضور عن الصلاح المكيني والخيضري وكذا تردد إلى كثيراً وراجعني في أشياء واستعان بي عن المناوى وغيره؛ ودرس بالآثار برغبة أبيه به عنه وعمل فيه اجلاساً بحضرة عم جده تكلم فيه على بعض الآيات وكذا بجامع أصلم نيابة عن ولدي التقي بن الرسام وبالظاهرية القديمة نيابة عن أبي اليسر بن النقاش وقرر بعد عمه أبي السعادات في وقف طقطجي وغيره مما ليس فيه كبير أمر وحرم مع أحقيته من جميع من أخذ، وحج في سنة ست وثمانين وكان على قضاء المحمل ولم يتأنق في ملبسه ولا مأكله ولا كان يركب إلا نادراً مع يبس وإقبال على شأنه ونسبة لتسامح وابتلاء بأم أولاده إلى أن تعلل أياماً ثم مات في ليلة ثامن من جمادى الأولى سنة اثنتين وتسعين وصلى عليه بجامع الحاكم ثم دفن عن أبيه بمدرسة جده رحمه الله وإيانا.
 محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن عمر بن عثمان بن أبي بكر ناصر الدين أبو الفضل بن البهاء أبي حامد بن الشمس التميمي المصري الشافعي والد أحمد ويعرف بابن المهندس. ولد كما قرأته بخطه في سنة إحدى وتسعين وسبعمائة بمصر ونشأ بها فحفظ القرآن عند الشهاب الأشقر وتلا به لأبي عمر وعليه وعلى الزكي أبي بكر السعودي الضرير وحفظ العمدة والتنبيه وألفية ابن ملك وعرض العمدة على السراجين البلقيني وابن الملقن والعراقي والهيثمي والفخر القاياتي والشمس بن القطان والشرف القدسي المحدث والتنبيه على الضياء محمد بن محمد بن محمد السفطي شيخ الآثار والولي العراقي والعز بن جماعة وأجازوه وبحث في الفقه على النور الأدمي والعز بن جماعة ثم الشرف السبكي؛ وسمع الحديث على أولهم والولي العراقي ونحوهما، وأكثر عن شيخنا وكتب عنه من فتاويه جملة ولازم كتابه أماليه والنيابة عنه في خطابة جامع عمرو، وكذا التوقيع ببابه والملازمة لخدمته حتى أنه سافر معه إلى حلب في سنة آمد؛ وسمع هناك على البرهان الحلبي الحافظ وغيره وبالشام وغيرها ودخل عنتاب وزار القدس والخليل؛ وحج غير مرة أولها في سنة إحدى وثلاثين وجاور بعدها، وكان ذا مشاركة في الجملة وبراعة في التوثيق مع حرص على التلاوة والجماعة ورغبة في المنسوبين للصلاح ولكن لم نحمد شهادته في كونه شيخنا أوصى بالدفن في تربة بني الخروبي؛ وقد أجاز له قديماً سنة ثلاث وتسعين أبو الفرج بن الشيخة الغزي وبعد ذلك في استدعاء مؤرخ بسنة ثمان وتسعين أبو هريرة بن الذهبي وأبو الخير بن العلائي وطائفة، وحدث باليسير أخذت عنه أشياء ولم يحصل له رواج بعد شيخنا. ومات عن قرب في المحرم سنة خمس وخمسين. ودفن بالقرافة عن أبيه رحمه الله وإيانا. محمد بن أحمد ابن محمد بن عبد العزيز بن عبد الكريم. صوابه ابن أحمد بن أحمد بن عبد العزيز مضى.
محمد بن أحمد بن محمد بن عبد العزيز بن عبد الله بن الفضل العماد الهاشمي الحلبي. ولي مشيخة الشيوخ بحلب بعد أبي الخير الميهني فباشرها عدة سنين، وكان إنساناً حسناً من ذوي البيوت الأعيان وله ثروة. مات أسيراً بأيدي التتارفي سنة ثلاث ودفن بمشهد الحسين ظاهر حلب. ذكره ابن خطيب الناصرية.
 محمد بن أحمد بن محمد بن عبد القادر بن حسن بن محمد المحب أبو الفضل الموصلي ثم الدمشقي الأصل القاهري الحنبلي ويعرف بابن جناق - بضم الجيم وكان يزعم عن شيخنا أن الفتح أصوب ثم نون خفيفة وآخره قاف. ولد في ليلة النصف من شعبان سنة سبع وثلاثين وثمانمائة بالقاهرة ورام أهله أن يكون عقاداً فأقام عند بعض أربابها يسيراً ثم تحول وحفظ بعض القرآن وجميع العمدة وكان يقول أنه حفظها في أربعين يوماً وأنه عرضها على جماعة منهم شيخنا وأجاز له فالله أعلم، وانتقل إلى الشام في صفر سنة ثلاث وخمسين فأقام بها سنة وأشهراً وأكمل بها حفظ القرآن عند الفقيه عمر اللولوي الحنبلي قال وكنت أقرأ كل يوم منه ربع حزب بداية وانتفعت بملازمته وحضني على التحنبل فحضرت دروس البرهان بن مفلح وكذا التقي بن قندس ولزمته حتى سمعت عليه بحث المقنع والمحرر والخرقي إلا يسيراً منه وأنه قرأ في الحساب على الشمس السيلي الحنبلي، ثم عاد إلى القاهرة في آخر سنة أربع وخمسين فحفظ بها كما زعم أيضاً التسهيل في الفقه لابن البلاسلار البعلي والهداية في علوم الحديث لابن الجزري وبحث فيها على الزين قاسم الحنفي وأخذ الفقه يسيراً عن ابن الرزاز المتبولي والعز الكناني ولازمه واشتغل بغيره يسيراً فحضر دروساً في العربية عن التقيين الشمني والحصني وفي الأصول عن ابن الهائم والجلال المحلي وأبي لفضل المغربي وقرأ على السيد على الفرضي الفصول في الفرائض والنزهة في الحساب كلاهما لابن الهائم وجالس الشهاب الحجازي في الأدب وانتفع بيحيى الطشلاقي في بعض فنونه كثيراً؛ وطلب الحديث وقتاً ودار على متأخري الشيوخ فسمع جملة وكان يستمد مني في ذلك وفي غيره بل سمع منى في الإملاء وغيره، وأجاز له غير واحد وكتب بخطه بعض الطباق ورام محاكاة ابن ناصر الدين في خطه كالخيضري، وأذن له المرداوي والجراعي في التدريس والإفتاء بل كتب قاسم الحنفي تحت خطه في بعض الفتاوى وكذا أذن له العز الكناني حيث علم من نفسه التآهيل لذلك؛ وتنزل في صوفية الشيخونية وهي أول وظائفه ثم الأشرفية والبيبرسية وغيرها وولى الإعادة بالمنصورية والحاكم وبعد حفيد ابن الرزاز إفتاء دار العدل وتدريس الفقه بالقراسنقرية والمنكوتمرية وناب في القضاء عن شيخة العز وامتنع من التعاطي على الأحكام وأقرأ الطلبة وكذا أفتى خصوصاً بعد وفاة النور الششيني، وكان فاضلاً ذاكراً مستحضراً، لكثير من فروع المذهب ذائقاً للأدب حريصاً على التصميم في الأحكام وإظهار الصلابة وتحري العدل مع قوة نفس واقدام وإظهار تجمل مع التقلل واحتشام ولطف عشرة وتواضع وميل للماجنة مع من يختاره، وقد حج وجاور بمكة بعض سنة وكتب عنه صاحبنا ابن فهد يسيراً ولم يكن قاضية يحمد أكثر أفعاله بل ينسبه إلى حمق وتصنع ولعدم اعتنائه بشأنه مسه بعض المكروه من العلم البلقيني بسبب خلوه بالمطلع الملاصق لا يوان الحنفية من الصلاحية النجمية اقتات في عمارتها من ماله وغيره بارتكاب مالا يجوز ولذلك لم يمتع بها بل مات عن قرب في عاشر شوال سنة اثنتين وسبعين وصلى عليه في مشهد حسن ودفن بحوش البغاددة تربة السلام بالقرب من ضريح المحب بن نصر الله أثنى الناس عليه جميلاً وأظهر العز التأسف على فقده عوضه الله الجنة ومما أنشدنيه من نظمه:

ووصل الذي أهواه من بعد بعده

 

وساقيه مع ساقي لما أن التووا

ووجنته مـع ثـغـره وعـذاره

 

وطرته مع مقلتيه ومـا حـووا

وودى ولهفي لا سلوت ولو سلوا

 

فؤادي ولبي قد قلوا والحشاشووا

محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الله بن الحسين بن أبي التائب بن أبي العيسى ابن أبي علي العز الأنصاري الدمشقي الأصل القاهري الحنفي ابن حفيد البدر المسند الشهير ويعرف كسلفه بابن أبي التائب. ولد في شعبان سنة خمس وسبعين وسبعمائة بالقاهرة ونشأ بها فحفظ القرآن وتلاه لأبي عمرو علي الشمس النشوى والعمدة والكنز الفرعي والمغني في الأصول وألفية النحو والتخليص وعرض بعضها على الصدر المناوي والمجد إسماعيل الحنفي ومحمود العجمي وغيرهم وأخذ الفقه عن البدر ابن خاص بك الشهاب العبادي وسمع دروسه في المنطق والشمس الحجازي الضرير والنحو عن المحب بن هشام والشمس البوصيري، ولازم قارئ الهداية كثيراً فانتفع به في الفقه وأصله والعربية وغيرها وسمع علي ابن حاتم والشهابين ابن بنين والسويداوي والتنوخي وابن الشيخة والمليجي وابن أبي المجد والمجد إسماعيل الحنفي والسراج الكومي والتاج بن الفصيح والحلاوي وفتح الدين ابن الشهيد في آخرين، وأجاز له النشاوي وجماعة، وحدث سمع منه الفضلاء.وناب في القضاء عن البدر العيني فمن بعده وجلس بالمدرسة السيفية تجاه الصنادقيين بل ولى قضاء اسكندرية وقتاً وشكرت سيرته في قضائه ودخل دمشق وحج نحو ست عشرة حجة وجاور وسمع بمكة على الجمال بن ظهيرة وتوجه للطائف لزيارة ابن عباس. ومات بمكة بعلة البطن في ثالث شوال سنة ست وأربعين ودفن بالمعلاة رحمة الله وسامحه.
محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الله بن ظهيرة بن أحمد بن عطية بن ظهيرة التقى أبو الفتح بن المحب بن الجمال القرشي المكي الشافعي وأمه حبشية فتاة لأبيه. ولد في ذي القعدة سنة ثمان وثمانمائة بمكة وحفظ القرآن والمنهاج وجمع الجوامع وألفية ابن ملك وغيرها وسمع الزين المراغي وجده وأباه وابن سلامة وابن الجزري وغيرهم، وأجاز له عائشة ابنة بن عبد الهادي وعبد القادر الأرموي والمجد اللغوي وخلق. وكان ذا فهم وذكاء رام تداريس أبيه بعده فأدركته المنية بعد خمس وخمسين يوماً في جمادى الآخرة سنة سبع وعشرين بمكة. ذكره الفاسي باختصار عن هذا.
محمد أبو البقاء شقيق الذي قبله. مات قبل سن التمييز في سنة أربع عشرة.
محمد أبو الفضل أخوهما وأمه أم الحسن ابنة أبي بكر بن عبد الله بن ظهيرة. مات عن نحو نصف سنة في رمضان سنة أربع عشرة أيضاً .
محمد أبو بكر شقيق الذي قبله. بيض له ابن فهد.
محمد أبو عبد الله أخوهم. أمه الشريفة كمالية ابنته عبد الرحمن الفاسي. بيض له أيضاً .
محمد أبو حامد أخوهم أمه أم الحسين ابنة عبد الرحمن بن عبد الوهاب اليافعي. مات معها تحت ساقط في ذي الحجة سنة خمس وعشرين قبل إكماله سنة.
 محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الله بن عبد المنعم الشريف جلال الدين بن الشهاب الحسني الجرواني - بجيم ثم مهملة وواو مفتوحات وآخره نون نسبة القرية قريبة من طنتدأ بالغربية - القاهري الشافعي النقيب ويعرف بالشريف الجرواني النقيب. ولد في عاشر المحرم سنة خمس وتسعين وسبعمائة وحفظ القرآن والعمدة والمنهاج وغيرهما، وعرض على جماعة كالجلال البلقيني ولازم الشهاب الطنتدائي وكان يقرأ عليه في الروضة وكذا أخذ في الفقه عن البرهان البيجوري والشمس البوصيري وآخرين رفيقاً لشيخنا ابن خضر ونحوه وأخذ في النحو عن الحناوي وفي الفرائض وغيره عن ابن المجدي، وجلس مع الشهود كأسلافه فبرع في التوثيق وبهم تدرب فأبوه كان متقدماً فيها وجده هو صاحب الوراقة الشهيرة كما ستأتي ترجمته، وتنزل في بعض الجهات كالمؤيدية والبيبرسية والمنكوتمرية وباشر النقابة عن العلم البلقيني وقتاً فلم يرج عنده ثم عند شيخنا وعمل في المودع وقتاً. وكان ممن اختص بشيخنا وقرأ عليه في تقسيم المنهاج وغيره بل قرأ عليه شرح النخبة بكماله وفي القبة البيبرسية ثم تغيظ عليه لأجل ولده فلما ولي ابن الديري أشار شيخنا عليه باستقراره به نقيباً، وحينئذ أقبل عليه السعد فكانت الأمور جليها وخفيها جليلها وحقيرها معذوقة به وتزايدت بين النواب وجاهته وبعد موته لم يظفر بطائل، مع أنه باشر عند ابن الشحنة قليلاً ثم عند ابن الصواف والبرهان بن الديري أيامهما كلها بل عند الأمشاطي حتى مات وقد أسن في ليلة الثلاثاء رابع عشر ذي القعدة سنة اثنتين وثمانين ودفن من الغد بحوش البيبرسية؛ وكان بهج الهيبة عارفاً بالصناعة سيما في الأسجال والمكاتيب لمباشرته النقابة دهراً وبمقادير الناس وأحوال القضاة والشهود طلق العبارة في ذلك كثير الثناء على الوالد والعم والجد في غيبتي وحضرتي قائلاً أصول طيبة وفروع طيبة،جوزي خيراً، وأول ما حج سنة إحدى وعشرين ثم سنة إحدى وخمسين مع مخدومه ابن الديري رحمه وعفا عنه وإيانا. محمد بن محمد بن عبد الله بن محمد ابن أي بكر الزين أبو الخير بن الزين أبي الطاهر بن الجمال بن الحافظ المحب الطبري. مضى فيمن جده محمد بن المحب أحمد بن عبد الله فسقط من هنا أحمد.
محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الله بن محمد بن أحمد بن قاسم بن عبد الرحمن بن أبي بكر جمال الدين بن شهاب الدين أبي العباس بن كمال الدين أبي الفضل بن العفيف بن القاضي التقى القرشي العمري الحرازي الأصل المكي الحنفي والد أحمد وعبد الله وأخو عبد القادر الماضيين. ولد في جمادى الأولى سنة ثلاثين وثمانمائة بمكة ونشأ بها فحفظ القرآن وأربعى النووي ومختصر القدوري والألفية وبعض المجمع؛ وعرض على جماعة منهم أبو البقاء وأبو حامد ابنا الضياء والزين بن عياش وأخذ عن ثانيهم وأبي الوقت عبد الأول وغيرهما وفي العربية عن الزين طاهر المالكي في مجاورته والقاضي عبد القادر وصاهره على إحدى ابنتيه وآخرين، وسمع بمكة على أبي الفتح المراغي وبالمدينة. على المحب المطري، ولم يخرج من مكة لغيرها ولما كان ابنه أحمد بالقاهرة في سنة خمسة وتسعين طلع مع شيخه أحمد بن حاتم المغربي للسلطان فأنعم عليه بعشرين ديناراً وعلى أبيه حين ذكر صلاحه بخمسين فحملت له إلى مكة وقرأ بها النحو وأخذه عنه جماعة.
محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الله الشمس النحريري ثم الدواخلي - نسبة لمحلة الدواخل من الغربية - نزيل جامع الغمري وأخو حسن الماضي وأحد أصحاب أبي العباس ممن أقام عنده بجامع أبيه بالمحلة حتى حفظ القرآن ونظم الزبد ثم بجامعه بالقاهرة واشتغل في الفقه والعربية وغيرهما وفهم ولازمني في التقريب للنووي وغيره وسمع على أشياء، وأقرأ بعض بني شيخة أبي العباس ثم بإشارته أقرأ عمر بن أبي البقاء بن الجيعان، وتنزل في الجهات بعنايتهم بل صار على عمائر الأشرفية وكان يتضرر من ذلك، وحج ورزق أولاداً. ومات في ربيع الثاني سنة ست وتسعين ونعم الرجل رحمه الله وإيانا.
 محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الله المظفري - نسبة لسويقة المظفر خارج باب الشعرية - الفاخوري أبوه الشافعي نزيل جامع الغمري ويعرف بالمظفري وبابن الفاخوري. ولد سنة تسع وسبعين بسويقة المظفر وحفظ القرآن والبعض من كان من الحاوي والمنهاج وألفية ابن ملك وألفية العروض وغير ذلك ممن قرأ على بحثاً في التقريب للنووي إلى أثناء ثاني أقسام ورواية صحيح مسلم وغير ذلك وسمع ثلاثيات البخاري والكثير من دلائل النبوة وأشياء كأماكن من القول البديع ومن شرحى للألفية وشرح العمدة لابن دقيق العيد والعمدة والموطأ وغير ذلك وكتبت له إجازة في كراسة وقرأ على الديمي وغيره؛ واشتغل قليلاً ولازم فضلاء الوقت كالبدر المارداني في فنون وجاور بجامع الغمري وربما أذن به وحرص على القراءة في السبع وله همة ورغبة في الاشتغال.
محمد بن أحمد بن محمد بن عبد المجيد بن أبي الفضل بن عبد الرحمن بن زيد بن عبد الباقي بن زيد الفقيه النجم الأنصاري الخزرجي البعلي الشافعي أحد أعيان بلده. مات بها في رجب سنة خمسين. وفي شيوخ الجمال بن ظهيرة ممن ترجمه شيخنا في الدرر من أتوهم أنه أخ لهذا وافقه في اسمه أو غير ذلك.
محمد بن أحمد بن عثمان بن أيوب ناصر الدين بن الشهاب بن أصيل الدين العمري فيما قيل الأشليمي الأصل القاهري الشافعي الماضي أبوه والآتي جده ويعرف بابن أصيل بفتح الهمزة ثم مهملة مكسورة، ويقال أن جدته لأمه ابنة عم والده الفخر عثمان بن الملوك فهو على هذا من ذرية الملك الكامل. نشأ فحفظ القرآن والعمدة والمنهاج والألفية وغيرها. وعرض على جماعة واشتغل يسيراً عن الشرف السبكي والشمس الحجازي وتلميذهما الكمال إمام الكاملية وخدم الشيخ محمد بن سلطان وقتاً حتى بكنس بيته ومسحه فيما كان يحكيه، وأقبل على التوقيع وأتقن المباشرة واختص ببيت ابن خاص بك، وتقدم في أيام الأشراف اينال فولى نظر الزردخاناه والجوالي والبيمارستان وغيرهما وولاه العلم البلقيني القضاء في أيام عزه ولم تسعه مخالفته، وتأثل أموالاً جمة ووظائف جملة وابتنى داراً هائلة تجاه جامع الأقمر وما حمد الطلبة ونحوهم صنيعة، ولما زال عزه أعرض عما كان يقترفه على نفسه واقتصر على التلاوة ونحوها مع الحرص على الصدقة والمحبة في الاطعام والتبسط في المعيشة ومزيد الاعتقاد في المنسوبين إلى الصلاح خصوصاً المسمون بالمجاذيب اقتفاءً للكمال إمام الكاملية فقد كان له بد مزيد اختصاص بحيث لم ينفك عنه وأظنه كان فقيهه وما عدم من ينكر عليه صحبته سيما قبل توبته وإنابته والظاهر أن تحوله ببركته. مات في صفر سنة إحدى وثمانين ودفن بحوش سعيد السعداء وقد جاز الستين فموت أبيه كان في سنة تسع عشرة رحمه الله وعفا عنه.
محمد بن أحمد بن محمد بن عصفور. فيمن لم يسم جده.
محمد بن أحمد بن محمد بن علوان أبو الطيب التونسي ثم السكندري المالكي الوفائي ويعرف بابن المصري. ولد في ظهر يوم التروية سنة ست وستين وسبعمائة وسمع بعد السبعين المفتى أبا القسم أحمد بن محمد الغبريني البجائي الأصل نزيل تونس وعرض عليه الرسالة؛ وأجاز له أبو عبد الله محمد بن أحمد البطرني؛وحدث رفيقاً للكمال بن خير ومما رواه عن الغبريني الموطأ حضوراً لبعضه وإجازة منه بباقيه، سمع عليه بإسكندرية الشهاب بن هاشم المقري والجمال أحمد بن محمد بن أبي بكر بن قرطاس الماضي؛ وقال شيخنا في معجمه لقيته بالقاهرة وسمعت من فوائده وأجاز لأولادي يعني في سنة سبع عشرة. ومات باسكندرية سنة سبع وعشرين .
 محمد بن أحمد بن محمد بن علي بن إبراهيم فتح الدين بن المحب القاهري الشافعي الخطيب والد المحب أحمد المالكي الماضي وولده البدر محمد ويعرف بابن المحب. ولد تقريباً سنة إحدى وسبعين وسبعمائة بالقاهرة ونشأ بها فحفظ القرآن والعمدة والشاطبية والتنبيه والمنهاج الأصلي وألفية النحو، وعرض في سنة خمس وثمانين فما بعدها على الأبناسي والبلقيني والعراقي والدميري والصدر الشيطي وأجازوا له بل ذكر لي أنه كتب عن الزين العراقي من أماليه بالظاهرية العتيقة وأنه سمع من ولده الولي واشتغل يسيراً وحضر الدروس وتكسب بالشهادة وكان ساكناً خيراً خطب بجامع القيمري في سويقة صفية وقرأ الميعاد والحديث بين يدي الشيخ محمد الحنفي، وأجاز لي. ومات في أواخر جمادى الثانية سنة أربع وخمسين بعد أن تعلل مدة وصار يمشي على عكازين رحمه الله.
محمد بن أحمد بن محمد بن علي بن الحسن بن محمد بن عبد العزيز بن محمد المحب أبو الشفاء بن الشهاب بن ناصر الدين المقرئ المالكي ويعرف بابن الفرات باسم النهر. ولد في سنة سبعين وسبعمائة تقريباً بالقاهرة وقرأ بها القرآن وتلا به لأبي عمرو علي الفخر الضرير وللسبعة إلا حمزة على الشمس الشراريبي وأخذ الفقه عن عبيد البشكالسي والشهاب المغراري وفي النحو عن المحب بن هشام قرأ عليه جميع التوضيح لأبيه وسمع على قريبه ناصر الدين محمد بن الحسن ابن الفرات الحنفي وأبي الفرج بن الشيخة وجلس يؤدب الأطفال برأس الزجاجيين أخذ عنه ابن فهد والبقاعي وقال أنه مات بالقاهرة في يوم الاثنين ثامن جمادى الثانية سنة ثمان وأربعين ودفن من الغدو وجمهور أسلافهم مالكيون رحمه الله وإيانا.
محمد بن أحمد بن محمد بن علي بن سعيد بن سالم بن نمر بن يعقوب بن عبد الله بن صبح البهاء أو حامد بن الصدر أبي الطيب بن البهاء الأنصاري الخزرجي الدمشقي الشافعي ويعرف بابن أمام المشهد.ولد سنة سبع وستين وسبعمائة وأسمع من بعض أصحاب الفخر وابن القواس؛ وأجاز له العز بن جماعة وأحمد بن سالم المكي والكمال بن حبيب وعلي بن يوسف الزرندي وغيرهم؛ ونشأ نشأة حسنة فاشتغل بالفقه وتميز فيه وتأدب وأفتى ودرس وناب في الإمامة بالجامع الأموي بدمشق وفي القضاء أيضاً لكنه امتنع منه في ولاية الشهاب الحسباني، وكان ليناً خيراً حسن السيرة لديه فضيلة. مات في ذي القعدة سنة خمس عشرة. ذكره شيخنا في أنبائه ومعجمه والمقريزي في عقوده وابن فهد في معجمه.
محمد بن أحمد بن محمد بن علي بن سليمان الشمس المصري الصوفي نزيل مكة ويعرف بابن النجم. سمع بمصر فيما أحسب من قاضيها أبي البقاء السبكي وصحب يوسف العجمي وصار من مريديه ونظر في كتب الصوفية وغيرها من كتب العلم ومال فيما بلغني لابن عربي وكتب بخطه كتباً وفوائد منها على ما ذكر لحفظ النفس والمال: الله حفيظ قديم أزلي حي قيوم لا ينام، وذكر أن من قال ذلك إلى جهة مال له غائب حفظ، وجاور بمكة نحو ثمانية عشر عاماً وتأهل بها وولد له وسمع الحديث بها من بعض شيوخنا بالسماع والإجازة وتعبد كثيراً واشتهر، ثم انتقل إلى المدينة فسكنها عامين وأشهراً ثم توفي بها في شهر ربيع الأول سنة إحدى ودفن بالبقيع. ذكره الفاسي بمكة وقال هكذا أملي على نسبة ولده محمد سبط يوسف بن علي القروي. وقال ابن حجي أنه جاز الستين وكان على طريقة ابن عربي وغيره مع كثرة العبادة، وهو في الأنباء باختصار. وقال المقريزي في عقوده: كان كثير العبادة ترتاح النفس عند رؤيته، ولقيته بمكة في سنة ثلاث وثمانين ثم في سنة سبع وثمانين رحمه الله.
محمد بن أحمد بن محمد بن علي بن عمر بن علي بن أحمد الصلاح بن الشهاب ابن البدر بن النور القرشي الطنبدي القاهري أخو أبي الفضل محمد الآتي واخوته وهو أولهم مولداً والماضي أبوه ويعرف كسلفه بابن عرب بكونه سبط الجمال ابن عرب. مات في حياة أبيه سنة سبعين عن دون الثلاثين.
محمد المحب أبو الفضل أخو الذي قبله. نشأ القرآن وغيره واشتغل عند العبادي والبكري وغيرهما في الفقه وغيره واختص بفتح الدين بن البلقيني وخالطه، وناب في القضاء وتردد لتمراز وغيره.

محمد بن أحمد بن محمد بن علي بن الزين محمد بن الأمين محمد بن القطب أبي بكر محمد بن أحمد الجمال أبو عبد الله القسطلاني الأصل المكي ويعرف كسلفة بابن الزين، أمه عائشة ابنة محمد بن علي العجمي، أجاز له سنة ثمان وثمانين وسبعمائة فما بعدها النشاوري وابن حاتم والعراقي والهيثمي والأميوطي ورسلان الذهبي وابن الشيخة وآخرون. ومات بمكة سنة ثمان وعشرين.
محمد بن أحمد بن محمد بن علي بن هرون بن علي البدر بن الشهاب المحلي السكندري ثم القاهري الشافعي الماضي أبوه ويعرف بابن المحلى قاضي سكندرية وابن قاضيها. ممن ذكر بين الناس عقب موت أبيه قليلاً؛ وابتنى بيتاً بالقرب من خان الخليلي؛ وحج وجاور ثم خمد.
محمد بن أحمد بن محمد بن علي البدر أبو السعادات بن الشهاب المحلي الماضي أبوه ويعرف كهو بابن المصري. نشأ فحفظ القرآن وكتباً وعرضها على جملة الجماع بل سمع مني.
محمد بن أحمد بن محمد بن علي المكي بن الفيومي جابي وقف الزمام بمكة كأبيه وجبى بعده أخوه أبو بكر. مات بها في رمضان سنة ست وسبعين. أرخه ابن فهد.
محمد بن أحمد بن محمد بن عماد الشمس الدمنهوري المكي العطار. مات غريقاً بالمويلحة في ليلة سابع عشر رجب سنة خمس وثلاثين ودفن بجزيرة هناك. أرخه ابن فهد وقال أنه أجاز له في سنة ثمان وثمانين بعدها النشاوري والعراقي والهيثمي وابن حاتم وآخرون.
محمد بن أحمد بن محمد بن عمر بن محمد بن هاشم بن محمد بن عبد الله الشمس بن الشهاب الصنهاجي السكندري القاهري المالكي الأشقر نزيل الحسينية ويعرف كأبيه الماضي بابن هاشم. حفظ القرآن وغيره وأسمعه أبوه على ابن الحرزي، وكذا سمع على شيخنا وأجاز له في استدعاء ابن فهد المؤرخ برجب سنة ست وثلاثين خلق. وتكسب بالشهادة وبرع في الشروط مع نقص كتابيه وقصد بالأشغال ونال فيها حظاً بحيث كان مرجع تلك الدائرة كلها عليه. وكان مذاكراً بكثير من الفوائد محباً في الصالحين متبسطاً في معيشته مغرماً بتحصيل الكتب بحيث استكتب من تصانيفي عدة وسمع على منها، وربما قصدني ببعض الأسئلة ويصرح بالانفراد بوفاء غرضه في أجوبتها. وتزوج بعدة زوجات ورثهن إلا أم أولاد للعلم البلقيني فهي التي ورثته وكان زائد الرغبة فيها. مات في يوم الأحد تاسع عشر رمضان سنة ست وثمانين وأظنه جاز الستين سامحه الله وإيانا.
محمد بن أحمد بن محمد بن عمر فتح الدين أبو الفتح بن الشيخ أبي العباس الغمري الأصل المحلي الشافعي الماضي أبوه وكل منهما بكنيته أشهر.ولد في رابع عشر رمضان سنة أربع وخمسين وثمانمائة بالمحلة وحفظ القرآن والمنهاجين الفرعي والأصلي وعرض على جملة الجماعة بل وسمع مني ومن الشاوي والقمصيم وآخرين ومما سمعه على القول البديع وقرأ دروساً في التقريب للنووي واشتغل على الشهاب بن المصري في الفقه وعليه وعلى أبي عبد الله التونسي في العربية بل قرأ دروساً في الفقه على الفخر المقسي وكذا أخذ فيه وفي النحو عن الشرف البرمكيني حين سافر إليهم المحلة وفيهما وفي الأصول عن الشهاب بن الأقيطع وأكثر من ملازمته وحضر عند الكمال بن أبي شريف والبدر بن القطان والأبناسي وابن قاسم وزكريا وغيرهم، وخلف والده حين قطن القاهرة في المحلة وصار رأساً وله مزيد نوجه إلى الاشتغال والمذاكرة.
محمد المحب أبو الفضل شقيق الذي قبله. ولد تقريباً سنة ثلاث وستين وثمانمائة بالمحلة وحفظ القرآن والمنهاج وجمع الجوامع وعرض علي أيضاً وكذا على المحب بن الشحنة والعضد الصيرامي والشمس الامشاطي وعبد الغني الهيثمي والجوجري والجلال البكري وآخرين في سنة ثمانين بل قرأ علي في البحث عدة مقدمات في علوم الحديث وعلى ابن سولة في الفقه وأصوله والشيخ محمد العجمي في العربية والصرف والمنطق، والزين الأبناسي في الفقه وغيره كثيراً في آخرين كالشرف موسى البرمكيني وزوجة ابنته واستولدها عدة أولاد ، ثم عرض له ما يشبه الجذب فكان يفيق منه تارة ويعاوده أخرى ودام به سنين وفي كل حالة استأنس به وأبتهج برؤيته عافاه الله.
 محمد بن أحمد بن محمد بن أبي الفتح بن سالم البدر أو الشمس بن الشهاب بن البدر الحلبي بن الاطعاني والد أحمد الماضي. ولد في صبيحة يوم الخميس خامس شعبان سنة ثمان وأربعين وسبعمائة بحلب، ونشأ بها فحفظ المنهاج وعرضه في سنة ثلاث وستين على الشهاب الأذرعي والزين عمر بن عيسى بن عمر الباريني وبه تفقه ونسخ بخطه شرحه لابن الملقن، وعرض عليه النيابة في القضاء ببعض البلاد كأبيه فامتنع، وتزهد وسلك طريق التصوف، وسافر إلى القدس فلبس الخرقة من عبد الله البسطامي، ثم رجع إلى بلده وانقطع بزاوية خارج باب الجفان وصار معتقداً مقبلاً على شأنه ديناً بهي المنظر، وتلمذ له جماعة ولبس منه غير واحد الخرقة، وحج مراراً وجاور في بعضها واشتهر بين الحلبيين وبنيت له زاوية وتردد إليه الأكابر لزيارته والتبرك به هو لايزداد مع ذلك إلا تواضعاً وتعبداً، وكان منور الشيبة حسن الخلق والخلق كثير الحياء بهي المنظر وسكن بعد الكائنة العظمى في دار القرآن المجاورة للجامع الكبير حتى مات بعدصلاة الجمعة تاسع ذي القعدة سنة سبع وحضر جنازته من لايحصى. ذكره شيخنا في إنبائه نقلاً عن ابن خطيب الناصرية. وقال لي بعض الحلبيين أنه ابتنى بحلب زاويتين أعين فيهما من أهل الخير.
محمد بن أحمد بن محمد بن فهيد. يأتي بدون فهيد. محمد بن أحمد بن محمد ابن المجد أبي الفتوح السنكلوني. مضى فيمن جده محمد بن أبي بكر بن إسماعيل.
محمد بن أحمد بن محمد بن كامل بن محمد بن تمام بن شعبان بن معالي ابن سالم الشمس أبو عبد الله بن الشهاب بن الشمس التدمري - بفتح الفوقانية ثم دال مهملة بعدها ميم مضمومة - الخليلي الشافعي. ولد في سنة إحدى وخمسين وسبعمائة وقيل سنة خمسين وبه جزم شيخنا والنجم بن فهد كأنه تبعاً وله وأحضر في الثالثة أو الثانية على الصدر الميدومي المسلسل وجزء ابن عرفة ومنتقى العلائي من مشيخة ابن كليب، وعمر حتى تفرد وكأن خاتمة أصحابه ويقال أنه سمع من والده وطبقته فالله أعلم، وخطب ببلد الخليل وحدث سمع منه الأئمة كابن موسى والأبي والنجم بن فهد وفي الخليليين وغيرهم الآن غير واحد ممن سمع منه؛ وكان عسراً في التحديث أجاز لي؛ وذكره شيخنا في معجمه وقال: أجاز لنا مع أولادي، وتبعه المقريزي في عقوده ولكنه قال: التدمري ثم المقدسي فغلط قال ولعله آخر من بقي ممن أخذ عن الميدومي. مات بعد سنة عشرين، قلت قد مات ببلده في ليلة الثلاثاء مستهل ذي الحجة سنة ثمان وثلاثين، وقد ترجمت والده وجده في التاريخ الكبير.
محمد بن أحمد بن محمد بن محمد بن احمد بن محمد الكازروني المدني ابن أخي محمد وعبد السلام وعلى المذكورين في محالهم. ولد في سنة أربع وستين وثمانمائة أو التي قبلها وسمع على أبي الفرج المراغي ثم علي بطيبة أشياء.
محمد بن أحمد بن الشرف محمد بن محمد بن أحمد الشمس الششتري المدني الشافعي ويعرف بابن شرف الدين. ولد سنة اثنتين وستين وثمانمائة تقريباً بالمدينة ونشأ بها فحفظ القرأن والطيبة وقرأ ببعض الروايات على عمه الشمس محمد بن شرف الدين واشتغل بالفقه والعربية يسيراً؛ ولازمني وأنا بالمدينة حتى قرأ على مسند الشافعي وأشياء وسمع مني وعلى جملة وكتبت له ثبتاً، ثم سافر إلى الروم لاستخلاص الأوقاف بها وعاد وقد ترقع حاله.
محمد بن فتح الدين أبو الفتح أخو الذي قبله. ممن أخذ عني بطيبة أيضاً.
 محمد بن أحمد بن محمد بن محمد بن أيوب بن الياس ناصر الدين بن الشهاب ابن ناصر الدين بن شمس بن النجم بن الفخر العراقي الأصل الفارسكوري.تحول أيوب من العراق إلى القاهرة فسكنها وكان حفيد ولده مقطعاً بمنية النصارى بالقرب من أشموم فتزوج امرأة منها وانتقل بها إلى القاهرة فولدت له بها صاحب الترجمة وذلك في سابع رجب سنة سبعين وسبعمائة ونشأ بها فقرأ القرآن وصلى به وذكر أنه قرأ على السراج البلقيني تدريبه تصحيحاً، وحضر دروس ابن الملقن، وأنه سمع على الزين العراقي والبخاري على الغماري بدرب السلسلة مع الفاقوسي وكان يؤدب أولاده وأنه حج في سنة ثمان وتسعين وزار بيت المقدس مرتين وتعانى النظم وان أمه كان لها أقرباء بفارسكور فكان يسكن بها تارة وباشموم أخرى ثم استوطن فارسكور ولقيه بها ابن فهد والبقاعي وقالا إن أهل بلده يثنون عيه بكثرة الصوم والتلاوة والخير وكتباً عنه قوله الذي أضافه لقول البرهان البوصيري الشاعر حين استضافه بعضهم وكأنه قصر في خدمته سيما في المكان الذي أنزله به لكثرة ما فيه من البراغيث :

فما كان أطولها لـيلة

 

نرجو الإقالة من ربنا

فما ضيفونا ولكنهـم

 

براغيثهم ضيفوهم بنا

فقال:

مررنا بقوم نروم القـرى

 

بلينا بكرب على كربـنـا

فجاءوا بفرش كوينـا بـه

 

كأنا مغازون في حربنـا

وجاءوا بأكل غصصنا بـه

 

فلا الأكل طاب ولا شربنا

مات. ورأيت من ساق نسبه بدون محمد الثاني بعد جده فالله أعلم.
محمد بن أحمد بن محمد بن محمد بن أبي بكر البدر أو الشمس بن الشهاب ابن البدر بن الصدر المصري الشافعي والد علي وأبي بكر الماضيين ويعرف بابن الخلال بمعجمه ثم لام مشددة. ولد في ربيع الأول سنة ست وسبعين وسبعمائة بمصر ونشأ بها فحفظ القرآن والعمدة والتنبيه وألفية النحو وغيرها، وعرض على البلقيني وابن الملقن والفخر القاياتي وأجازوا له وتلا لأبي عمرو على الشيخ مظفر ثم لنافع وغيره على الجلال ولم ينسبه، وتفقه بالنورين الأدمي والبكري والشمس بن القطان والبلقيني قرأ عليه في الخروبية وغيرها وقال أنه لازمه عشر سنين، وقصد الكمال الدميري للأخذ عنه فقال له مكانك بعيد والأولى أن تجمع ما يشكل عليك ثم تراجعني فيه، وأخذ العربية عن ابن القطان والأدمي وعلم الحديث عن الزين العراقي وعلم الفلك عن ابن ادريس ولازم العز بن جماعة كثيراً، وأخذ عنه الأصول والعربية والفقه وغيرها وحضر في المنطق عند البساطي وغيره؛ وعرض عليه الشيخ محمد العطار الخلوة فامتنع لكونه حينئذ كان في تفهم كتابه فلما تم حضر إليه والتمسها منه وألح فقال أنه فات الوقت، وسمع على الصلاح الزفتاوي وناصر الدين بن الفرات والمطرز والأبناسي والعراقي والهيثمي والنجم البالسي والسويداوي والفخر القاياتي والشرف القدسي وآخرين، وباشر بمصر عدة وظائف ودرس وخطب بمدرسة ابن سويد ثم استدعى لفوة في سنة أربعين وقرر في الخطابة والتدريس بجامع ابن نصر الله بها؛ وتصدى للتدريس والإفتاء فانتفع به غير واحد من أهل تلك الناحية وغيرها، وناب في القضاء هناك عن السفطي مع امتناعه من قبوله عن من قبله وبعده لمزيد إلحاح المشار إليه عليه فيه، وقد لقيته بفوة وقرأت عليه أشياء، وكان فقيهاً حافظاً للمذهب مشاركاً في الفنون بارعاً في الميقات طارحاً للتكلف خيراً متواضعاً متقشفاً. مات وهو ساجد بفوة في عصر يوم السبت حادي عشر رمضان سنة سبع وستين ودفن من الغد بجوار ضريح أبي النجا بعد أن صلى عليه بالمصلى رحمه الله وإيانا.
 محمد بن أحمد بن محمد بن محمد بن حامد بن أحمد بن عبد الرحمن الشمس أبو حامد بن الشهاب بن الشمس المقدسي الشافعي الماضي أبوه ويعرف كسلفه بابن حامد. ولد كما أخبر به في نصف ربيع الآخر سنة سبع وثمانمائة ببيت المقدس ونشأ فقرأ القرآن عند أبيه وجماعة وحفظ المنهاجين والألفيتين وقطعة من مختصر ابن الحاجب الأصلي، وعرض على البرماوي وابن الجزري وابن رسلان والعز القدسي في آخرين وسمع على والده القباني والتدمري وطائفة وأخذ الفقه عن ماهر وابن رسلان قرأ عليه تصنيفه الزبد وكذا قرأ على التقي بن قاضي شهبة حين قدم عليهم وراسله بالاذن له بالافتاء والتدريس وكذا أذن له أبو بكر الأذرعي وقرأ بعضاً من توضيح ابن هشام على الشمس البرماوي، وارتحل إلى القاهرة في سنة سبع وثلاثين فأخذ عن شيخنا وسمع حينئذ على البدر حسنين البوصيري ثلاثة مجالس من آخر سنن الدارقطني من عشرة بقراءة شيخنا ابن خضر ووصفه بالشيخ الفاضل، وأخذ بعدها عن القاياتي البعض من عقيدة النسفي وقابل مع العلاء القلقشندي ناصحة الموحدين لشيخه العلاء البخاري؛ وحج في سنة أربع وعشرين ثم صحبه أبيه في سنة سبع وخمسين؛ وسافر لدمشق مراراً وأخذ بها عن ابن ناصر الدين وكذا دخل حماة وغيرها، وناب في الإعادة بالصلاحية بل استقر في مشيخة الفخرية بعد أبيه، اجتمع بي وسألني في ترتيب ما أوقفني عليه من أثباته فأجبته وسمعت من فؤاده وعلقت عنه أشياء، وكان محباً في الفائدة مع التوضع والشيبة النيرة. مات بدمشق في يوم السبت سابع ربيع الآخر سنة أربع وسبعين رحمه الله.
 محمد بن أحمد بن محمد بن محمد بن سعيد بن محمد بن محمد بن عمر بن يوسف بن علي بن إسماعيل البهاء أبو البقاء بن الشهاب أبي العباس وأبي الخير بن الضياء أبي عبد الله بن العز العمري الصاغاني الأصل المكي الحنفي الماضي أبوه ويعرف كأبيه بابن الضياء. ولد في ليلة تاسع المحرم سنة تسع وثمانين وسبعمائة بمكة ونشأ بها فأحضر علىالجمال الأميوطي وسمع على والده ولمحب أحمد بن أبي الفضل وعلي بن أحمد النويريين وابن صديق والشمس بن سكر والزين المراغي وجماعة، وارتحل غير مرة إلى القاهرة فقرأ بها على الشرف بن الكويك لكثير وعلى الجمال الحنبلي والشمسين الزراتيتي والشامي وشيخنا وآخرين؛ وأجاز له أبو هريرة بن الذهبي وأبو الخير بن العلائي ورسلان الذهبي والبلقيني وابن الملقن والعراقي والهيثمي وابن قوام والتنوخي وابن أبي المجد وطائفة، وحفظ القرآن ومتوناً وتلا لأبي عمرو على الشمس الحلبي ثم جمع سبع على محمد الصعيدي وأخذ الفقه بمكة عن أبيه، ومما أخذه عنه بحثاً بالمسجد الحرام المجمع عوداً على بدء بقراءته له على أبيه الضياء عن النظام أبي الفتوح مسعود ويقال بزغش بن البرهان إبراهيم بن الشرف محمد الكرماني إجازة عن مؤلفة المظفر أحمد ابن علي تغلب بن الساعاتي، وبالقاهرة عن قارئ الهداية، والنحو بمكة عن الشمس المعيد وبالقاهرة عن العو بن جماعة وعنه وعن والده والنجم السكاكيني الأصول والمعاني والبيان عن الشمس بن الضياء السنامي والشهاب أحمد الغزي الشامي والشمس البرماوي الأصول فعن الأخير جميع ألفيته مع غالب شرحها وعن الذي قبله مختصر ابن الحاجب وعن والده والشمس بن الضياء أصول الدين،وتقدم وضرب في العلوم بنصيب وافر، وناب في القضاء بمكة عن أبيه ثم استقل به بعده ثم أضيف إليه نظر الحرم والحسبة ثم انفصل عنهما خاصة، وصنف المشرع في شرح المجمع في أربع مجلدات والبحر العميق في مناسك حج البيت العتيق كذلك وتنزيه المسجد الحرام عن بدع جهله العوام في مجلد وشرح الوافي في مطول ومختصر ومقدمة الغزنوى في العبادات وسماه الضياء المعنوي في مجلدين والبزدوي ولم يكمل وصل فيه إلى القياس والمتدارك على المدارك في التفسير وصل فيه إلى آخر سورة هود طالعت أماكن منه ونقل أن والده أكمله والشافي في مختصر الكافي لم يكمله، وله نظم كتبت منه في معجمي أبياتاً. وكان إماماً علامة متقدماً في الفقه والأصلين والعربية ومشاركاً في فنون حسن الكتابة والتقييد عظيم الرغبة في المطالعة والانتقاء بحيث بلغني عن أبي الخير بن عبد القوي أنه قال أعرفه أزيد من خمسين سنة وما دخلت إليه قط إلا ووجدته يطالع أو يكتب، حدث ودرس وأفتى وصنف وأخذ عنه الأئمة كالمحيوي عبد القادر المالكي وعظمه جداً وبالغ البقاعي في الإساءة عليه وعلى أخيه. وقال ابن أبي عذيبة: قاضي مكة المشرفة وعالم تلك البلاد ومفتيها على مذهبه مع الجودة والخير والخبرة بدنياه سافر وطوف البلاد ومع ذلك لم تفته وقفة بعرفة منذ احتلم إلى أن مات، ودخل بيت المقدس مرتين انتهى. أجاز لي. مات في ذي القعدة سنة أربع وخمسين بمكة، وهو في عقود المقريزي وأثنى على سيرته وذكر شيئاً من تصانيفه رحمه الله وعفا عنه إيانا.
 محمد الرضى أبو حامد بن الضياء الحنفي شقيق الذي قبله. ولد في أواخر رمضان سنة إحدى وتسعين وسبعمائة وقيل في التي قبلها بمكة ونشأ بها فأحضر على الشمس بن سكر وسمع على والده والمحب وعلى النويريين وابن صديق وأبي الطيب السحولي ثم ابن الجزري والزين المراغي وبالقاهرةعلى ابن الكويك والجمال الحنبلي وابن الزراتيتي وشيخنا وباسكندرية على الكمال بن خير والتاج بن التنسي والشهاب أحمد بن محمد بن محمد بن اللاج وأبي البركات بن أبي زيد عبد الرحمن المكناسي والشرف قاسم بن محمد التروجي، وأجاز له أبو الخير بن العلائي وأبو هريرة بن الذهبي وابن أبي المجد والبلقيني والعراقي والهيثمي وآخرون، وتلا بالسبع علي محمد الصعيدي وتفقه بأبيه وبقارئ الهداية وغيرهما، وأخذ النحو عن أبيه والشمس البوصيري وغيرهما وحضر دروس العز بن جماعة فيه وفي الأصول والمعاني والبيان وغيرها وشارك أخاه في الأخذ عن شيوخه، وناب في القضاء عن أبيه ثم عن أخيه ثم بعد موته استقل به، وكتب على الكنز شرحاً وصل فيه إلى الظهار في نحو مجلدين وصنف غير ذلك وجمع مجاميع وأشياء مهمة، وله نظم أثبت منه من مدحه في شيخنا في الجواهر ومما كتبه على بعض الاستدعاءات في المعجم، وحدث ودرس وأفتى؛ وممن اخذ عنه المحيوي المالكي أيضاً عظمه وكان الرضى زوج أخته وكذا تزوج ابنة التقي بن فهد واستولد كلا منهما، ونقل البقاعي تكذيبه عن أهل مكة حتى أنهم لا يسمونه إلا مسيلمة فالله حسيبه بل كان هو وأخوه جمال الحرم وإن كان لا يخلو من مشى في الكلام وله كان يتأول أو يوري. وقد لقيته بمكة فحملت عنه أشياء وبالغ في الثناء، وكان إماماً علامة مشاركاً في فنون حسن والكتابة والتقييد عظيم الرغبة أيضاً في المطالعة والانتقاء. مات بمكة في رجب سنة ثمان وخمسين رحمه الله وإيانا.
محمد الجمال أبو الوفاء بن الضياء الحنفي أخو اللذين قبله. ولد في ربيع الثاني سنة ست وتسعين بمكة، وكان قاضياً وإماماً وخطيباً بسولة بوادي نخلة، أجاز له في سنة خمس وثمانمائة فما بعدها ابن صديق والشهاب بن مثبت والفيروزابادي والجمال بن ظهيرة وآخرون. مات في يوم الجمعة حادي عشر ربيع الآخر سنة أربع وأربعين بخيف بني عمير من أعمال مكة وحمل إليها فدفن بالمعلاة. أرخه ابن فهد .
محمد الضياء الكمال أبو البركات أخو الثلاثة قبله. سمع النشاوري فمن بعده وكذا من الجمال الأميوطي صحيح مسلم في سنة تسع وثمانين وحفظ المختار والكافية في النحو وغيرهما، وأجاز له العراقي والهيثمي وابن حاتم وابن عرفة وغيرهم؛ وناب عن أبيه ثم عن أخيه ونزل له أبوه عن تدريس يلبغا ومشيخة رباط السدرة ونصف تدريس الزنجيلي وغيرها. مات بمكة في ليلة خامس المحرم سنة ثلاثين بضيق النفس بعد حكم حكمه نهاراً. أفاده شيخنا في بعض تعاليقه لكن بزيادة محمد ثالث في نسبه غلطاً. وذكره ابن فهد في ذيله.
محمد بن أحمد بن محمد بن محمد بن عبد الوهاب بن البهاء الأنصاري الأخميمي الماضي ولده وحفيده. يأتي في أواخر محمد بن أحمد فيمن لم يسم جده بل وصف بالشيخ.
 محمد بن أحمد بن محمد بن محمد بن عثمان بن موسى بن علي بن شريك ابن شادي بن كنانة المحب بن الشهاب أبي العباس بن الشرف بن الظهير بن الفخر الكناني العسقلاني الطوخي الأصل - طوخ بني مزيد - القاهري الشافعي الماضي أبوه والآتي والده أبو السعود ويقال له السعودي لانتمائه لأبي السعود الواسطي ويعرف بالطوخي. ولد كما سمعه منه شيخنا في سنة أربع وسبعين وسبعمائة بالمدرسة الكهارية من القاهرة ونشأ بها فقرأ القرآن على أبيه والعمدة التنبيه والمنهاج الأصلي وألفية ابن ملك، وعرض الكل على ابن الملقن والبلقيني والأبناسي والعراقي والدميري وأكمل الدين الحنفي في آخرين واشتغل في الفقه على الأبناسي والصدر الابشيطي وأبي الفتح البلقيني والعلاء الأقفاصي والشمس بن القطان وفي النحو علي الأبشيطي والبدر الزركشي وبحث منهاج الأصول على ابن الملقن مع شرحه له ولازم العز بن جماعة في فنونه حتى أخذ عنه الشعوذة ولم يسافر قط إلا إلى بلبيس ركبه دين فاختفى لأجله مدة سنين ثم ظهر في قالب الجذب وصار يستعير كل يوم شيئاً يركبه وغالبه الخيل إما من الطواحين أو غيرها ثم يدور جميع نهاره وهو يقول الله الله الله ويسلم على الناس سلاماً عالياً ثم يقول بسم الله والحمد الله وما شاء الله لاقوة إلا بالله أستغفر الله الهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم، واستمر على ذلك مدة مديدة فصار الناس يعتقدونه. قال شيخنا بعد وصفه بكثرة الاشتغال وأنه مهر ثم ترك وتشاغل بالمباشرة عن كبير التجار البرهان المحلي إلى أن انكسر له عليه مال فضيق عليه فأظهر الجنون وتمادى به الحال حتى صار جدافاً تخبل عقله وصار يمشي ويركب في الأسواق وبيده هراوة يقف فيذكر الله جهراً ويهلل، ودام على ذلك أكثر من أربعين سنة بحيث كثر من يعتقده وفي بعض الأحيان يتراجع وينسخ بالأجرة ثم يعود لتلك الحالة انتهى. وربما أقرأ المماليك ببعض الطباق وبلغني أنه لم يكن يبرز من بيته غالباً إلا حين ينفد ما معه، وقد رأيته كثيراً وسمعت تهليله وكان عليه أنس مع وضاءة وأحوال تؤذن بصلاح وناهيك بما أسلفت حكايته عنه في الأشراف قايتباي، وكان شيخنا كثير المحبة فيه حافظاً لعهده القديم ومرافقته السابقة له، وله معه حكاية غاية في اتصاف شيخنا بالفتوة أوردتها في الجواهر، ولم يزل المحب على حاله إلى أن سقط في بئر مدرسة الهكارية في يوم الخميس سادس رجب سنة اثنتين وخمسين فمات وصلى عليه ثم دفن، وكان له مشهد حسن رحمه الله وإيانا.
محمد ولي الدين أبو الفتح الطوخي أخو الذي قبله. حفظ العمدة وعرضها في سنة إحدى وتسعين وسبعمائة على البدر الرزكشي والصدر بن المناوي والأبشيطي وابن الملقن والأبناسي والدميري وغيرهم كالبرشنسي والركراكي. واشتغل وتميز وتلا بالسبع على بعض القراء وكتب علىالزين بن الصائغ. ونسخ كثيراً لشيخنا وغيره وكتب عنه الأمالي وكان سريع الكتابة خيراً. مات في سنة ثمان وثلاثين. محمد التاج أبو بكر الطوخي والد المحب محمد الآتي وأخو اللذين قبله وهو الأصغر ولكنه بكنيته أشهر.
محمد بن أحمد بن محمد بن محمد بن عمر بن غازي بن قجماس الصلاح بن الشهاب بن ناصر الدين بن صلاح الدين بن سابق الدين بن غرز الدين القاهري الشافعي السلاخوري ويعرف بالشاذلي. ولد سنة ثلاث وسبعين وسبعمائة بالقاهرة ونشأ بها فحفظ القرآن وأخذ في الفقه عن الشمس الغراقي والولي العراقي في آخرين فيه وفي غيره، وتميز وسمع على الولي والفوي، وحج وجاور وسمع هناك على الجمال ابن ظهيرة والرضى أبي حامد محمد بن التقي عبد الرحمن المطري والزين محمد بن أحمد الطبري وابن سلامة وبالمدينة النبوية على بعضهم، وزار بيت المقدس وسمع بغزة وغيرها بل ذكر لنا أيضاً أنه سمع على ابن صديق والطبقة وأن أثباته بذلك ضاعت وقد لقيته قديماً فأجاز لي، وكان خيراً ثقة سلاخوريا بالاسطبلات السلطانية.مات في المحرم سنة أربع وستين رحمه الله.
 محمد بن أحمد بن محمد بن محمد بن محمد بن أحمد بن علي بن محمد بن سليم ابن هبة الله بن حنا الشمس بن العز بن الشمس أو الزين بن الشرف بن الزين ابن المحيوي بن البهاء المصري الشافعي ويعرف بابن الصاحب. ولد سنة أربع وستين وسبعمائة بالقاهرة واشتغل قليلاً وتميز في الفقه والعربية وشارك في فنون وتقدم في ديوان الإنشاء وخدم بالتوقيع عند جماعة من الأمراء بل ناب في كتابه السر مدة أقام بالشام زمناً ثم درس بعد أبيه بالشريفية وغيرها، وكان وجيهاً ذا ثروة وبر ومعروف وله شعر وسط ولكنه لم يكن متصوناً وينسب لتعاطي المنكر فالله أعلم بسره. مات فجأة يقال مسموماً في ليلة الأربعاء تاسع عشرى جمادى الثانية سنة ثلاث عشرة وتمزق ماله من بعده سامحه الله. قال شيخنا في إنبائه وزاد غيره أنه درس بالصالحية وكتب على الحاوي الفرعي، ومن شعره:

يا من تسمي أسـيراً

 

أحسن فكاك الخليقه

سموك إسماً مجازاً

 

أنا الأسير حقيقـه

وذكرة المقريزي في عقوده وقال كان لي به نفع وأنس وانشد عنه من نظمه في الرثاء:

شققت على أعظم من شقـيقـي

 

فدمعي بعد فقدك كالـشـقـيق

وكنت لصاحـب أولـى رفـيق

 

فروحك في التراضي في رفيق

وقوله موالياً:

أوصى النبي بجاره فارحموا ضعفي

 

يا من قووا بالجمال الوارث المصفى

يا فاطم الوصل يا منكي بقى مخفـي

 

عشقك بجنبي ومن قدامي ومن خلفي

محمد بن أحمد بن محمد بن محمد بن محمد بن حسين بن علي بن أحمد بن عطية بن ظهيرة أمين الدين أبو اليمن بن المحب بن الجلال أبي السعادات بن الكمال أبي البركات بن أبي السعود القرشي المكي الشافعي الماضي أبوه ويعرف كسلفه بابن ظهيرة. ولد في رجب سنة تسع وخمسين وثمانمائة في حياة جده وبخط ابن فهد في شعبان من التي بعدها، وأمه زينب ابنة النجم محمد بن أبي بكر المرجاني. نشأ فحفظ القرآن والمنهاج وعرضه على البرهاني وحضر عند أبيه وكذا عندي دروساً في شرح الألفية وسمع على أشياء؛ وهو جامد لم يزل متعللا حتى مات في مستهل ذي الحجة سنة أربع وتسعين واستقر في تصوفه بمدرسة السلطان حسن الطلخاوي وعز ذلك على عمه وابن عمه.
محمد أبو السعادات أخو الذي قبله مات وهو ابن اشهر في ذي الحجة سنة ثلاث وستين.
محمد بن أحمد بن محمد بن محمد بن محمد بن سعيد الضياء أبو البركات بن الشهاب ابن الضياء. صوابه بدون محمد الثالث وقد مضى.
 محمد بن أحمد بن محمد بن محمد بن محمد بن عبد العزيز الشرف بن الشهاب ابن الصدر القاهري الشافعي الماضي أبوه ويعرف كسلفة بابن روق. ولد في ربيع الأول سنة خمس وثمانمائة فنشأ وحفظ القرآن وكتباً وأخذ عن ابن الفالاتي وابن قاسم والبدر حسن الأعرج ثم عن العبادي وأبي السعادات والمقسى والبكري وزكريا والجوجرى في الفقه وغيره وعن الثالث في الفرائض وعن التقى والعلاء الحصنيين والبدر السعدي الحنبلي في العربية وعن الحصنيين في المعاني والبيان وغيرهما، وتردد للخيضري وتغري بردى الاستادار والبقاعي، وتنزل في بعض الجهات كالإمامة بالفاضلية بل رغب له أبو السعادات البلقيني عن تدريس الحسامية ونظرها بأطفيح، وتميز وشارك في أشياء وعمله في الفقه أكثر ولذا كان فيه أمهر ولكنه كثير العجلة قليل التحري في النقل والشهادة بحيث نقل في بعض دروس شيخة ابن قاسم عن الروضة كلاماً وهمه فيه شيخة فمضى وقد كشط كلام الروضة وكتب موضعه ما وهم فيه وحضر به فعرف شيخه صنيعه فحط عليه ومقته وامتنع من الحضور عنده لذلك مدة؛ مس غير واحد من شيوخه منه المكروه كابن الفالاتي بل الجوجري وجرأه البقاعي على غيرهما وتعدى حتى سمعته يقول لقائل وأنا أسمع مما أستغفر من حكايته لو قاله لي الشافعي ما قبلته وكذا قال أنا لا رى شهود الجماعات ولولا أن الجماعة شرط في انعقاد الجمعة ما شهدتها وعلل ذلك بكون يشهدها من لا يحضر إلا لسرقة النعل فكيف ترجى الرحمة لمن هو معهم، إلى غيرها من الخرافات التي يحمله عليها الخفة والجرأة وعدم المسكة؛ وبالجملة فقد تناقض حاله من المشاركة في العلم والتفت إلى الزراعة وصارت أغلب أوقاته غيبة في الريف ويزعم أنه ليس في طائل، وله غوغات أحسنها قيامه على ابن حجاج حتى أخرج من السابقية وكنت ممن أعانه بما كتبته في ذلك وصار هو المتكلم فيها ولم يحمد هوولا رفيقه في ذلك والله يحسن العاقبة.
محمد بن أحمد بن محمد بن محمد بن محمد بن عطاء الله بن غواض بن نجا بن أبي الثناء حمود بن نهار الشمس بن ناصر الدين أبي العباس القرشي الأسدي الزبيري السكندري ثم القاهري المالكي والد الشهاب أحمد والنور على الماضيين ووالده ويعرف كسلفه بابن التنسي. ولد سنة سبع وسبعين وسبعمائة أو التي بعدها ونشأ يتيماً فاشتغل وتقدم وبرع في الشروط ونحوهما وتخرج به الفضلاء في ذلك؛ وناب في الحكم مدة وجلس بمجسد الفجل وغيره ثم عين لقضاء الشام فلم يتم ولما استقر أخوه البدر في القضاء استنابه فأظهر بعد قليل عدم القبول وتوجه مع الرحيبة لمكة فأقام بها إلى أن قدم مع الركب أول السنة وقد أصابه ذرب فطال به حتى مات في ربيع الآخر سنة أربع وأربعين وكانت جنازته حافلة، ذكره شيخنا في أنبائه وتوقف في سياق نسبهم للزبير.
 محمد البدر أبو الإخلاص أخو الذي قبله. ولد بعد سنة ثمانين وسبعمائة تقريباً باسكندرية وقرأ بها بعض القرآن ثم انتقل مع أبيه إلى القاهرة حين ولي قضاءها فأكمل بها حفظ القرآن وحفظ التلقين للقاضي عبد الوهاب وألفية ابن ملك وغيرهما؛ وعرض على جماعة واشتغل بالعلم فأخذ الفقه عن الجمال الأفقهسي ومحمد بن مرزوق المغربي، ومما أخذه عنه بعض شرحه على المختصر والشمس البساطي وعنه أخذ أصول الفقه والنحو والمنطق وكذا أخذها مع أصول الدين والمعاني والبيان وعلوم الحديث عن العز بن جماعة ولازمهما كثيراً وبهما انتفع، وأخذ الأصول والنحو عن الشهاب العجيمي الحنبلي وأخذ أيضاً عن المحب أبي الوليد ابن الشحنة وكتب له بلغز سيأتي، والحديث عن الولي العراقي أخذ عنه ألفية والده وشيخنا واشتدت ملازمته له حتى قرأ عليه الصحيح وكتب عنه قديماً غير مجلد من شرح البخاري وحكى لنا عنه حكاية ليست غريبة بالنسبة لعلو مقامه أثبتها في الجواهر، وسمع قبل ذلك على الكمال بن خير سداسيات الرازي وغيرها على الشرف بن الكويك صحيح مسلم ومن لفظه المسلسل وعلى الشمس البرماوي والشهاب البطائحي والجمال الكازروني والسراج قاري الهداية ختم صحيح مسلم ورأيت بخط بعض الطلبة أنه سمع من لفظ الزين العراقي وكان هو يذكر أن ابن عرفة أجاز له وليس ذاك فيهما ببعيد فقد رأيت اسمه في استدعاء بخط البدر بن الدماميني مؤرخ بشعبان سنة إحدى وثمانمائة أجاز فيه أبو الخير ابن العلائي، وخرج له شيخنا أبو النعيم العقبى جزءاً وفيه روايته عن التنوخي ونحوه، وباشر التوقيع في الدولة المؤيدية عند ناصر الدين بن البارزي، وحج في سنة ست وعشرين وكذا بعد ذلك، وناب في القضاء في سنة سبع عشرة عن الجمال الأقفهسي وكان يتناوب هو وأخوه الذي قبله بمسجد الفجل والبغلة مشتركة بينهما لكونه نشأ فقيراً حتى قيل أن أول من كساه الصوف الجمال بن الدماميني أعطاه جنده بوجهين فلما قدم القاهرة فصل كل وجه عن الآخر بحيث صار اجندتين؛ واستمر ينوب في القضاء عن من بعده إلى أن استقل بذلك بعد وفاة شيخة البساطي في رمضان سنة اثنتين وأربعين وسار فيه سيرة حميدة وتثبت في الأحكام والشهود وقيد عليهم وعلى النواب تقاييد نافعة وكسد سوق المتلوثين في أيامه وصاروا معه في عناء وتعب وذل، ودام على ذلك حتى مات، وتصدى للقضاء والافتاء والتدريس ودرس بالجمالية وكذا بغيرها من المدارس المضافة للقضاء كالصالحية وأقرأ في المدونة وغيرها، وحدث سمع منه الفضلاء أخذت عنه أشياء بل قرض لي بعض تصانيفي وكذا قرأ عليه الزين أبو النعيم رضوان العقبي لأجل ولده، ولضخامته وأمانته كان كثير من التجار يتجوهون بالأنتساب إليه في متاجرهم ومعاملاتهم ونحو ذلك بل أودع السفطي عنده مبلغاً وكلهم لذلك لا أختيار لهم معه وقد لا يكون لهم اسم حتى جر ذلك لفوات أشياء عليهم بعد موتهم أو موته فيما قيل؛ وكان إماماً رئيساًعالماً فصيحاً طلقاً مفرط الذكاء جيد التصور شهماً محباً في إسداء المعروف للطلبة كثير المدارة تام العقل مهاباً متثبتاً في الدماء والفروج وسائر أحكامه لكن ما كنت أحمد معارضته لشيخنا مع كونه من تلامذته، وقد ندم على ذلك وتجرع ما لعله عرف سببه. ومات عن قرب في ليلة الاثنين ثالث عشر صفر سنة ثلاث وخمسين وصلى عليه من الغدفى مصلى المؤمنى بحضرة السلطان في مشهد حافل تقدمهم أمير المؤمنين ودفن بتربة المحب ناظر الجيش بالقرب من الشيخ عبد الله المنوفي رحمه الله وإيانا. ومما كتبته عنه ما ذكر أنه نظمه في منامه أيام الطاعون سنة سبع وأربعين وأوصى بدفنه معه فقال:

إله الخلق قد عظمت ذنوبـي

 

فسامح ما لعفوك من مشارك

أغث ياسيدي عبـداً فـقـيراً

 

أناخ ببابك العـالـي ودارك

وقد أطلت ترجمته في القضاء والوفيات والمعجم وفيها أيضاً من نظمه ونثره وغير ذلك.
محمد جمال الدين أخو اللذين قبله ووالد أحمد. غرق في سنة أربع عشرة مع جماعة منهم ابن وفا.محمد عفيف الدين. أخو الثلاثة قبله.
محمد بن أحمد بن محمد بن محمد بن محمد بن محمد بن عبد الله بن محمد ابن فهد. يأتي في أبي القسم بن أبي بكر.
 محمد بن أحمد بن محمد بن محمد بن النجم محمد فتح الدين أبو الفتح بن الشهاب أبي العباس السكندري الأصل القاهري المالكي الشاذلي وهو بكنيته أشهر ويعرف بابن وفا وأظنه النجم ثالث المحمدين وقد يحذف محمد الثالث بل ربما يحذف الثاني ويقتصر فيهما على ابن وفاء. ولد قريباً من سنة تسعين وسبعمائة بالقاهرة ونشأ بها فحفظ القرآن وكتباً وأخذ عن العز بن جماعة والبساطي والبرماوي وغيرهم وسمع مجلس الختم من البخاري على ناصر الدين الفاقوسي في سنة إحدى وثلاثين وبرع وقال الشعر الحسن وتكلم على الناس بعد عمه على بن محمد وفا وصار أعلم بني وفاء قاطبة وأشعرهم وكان على يشير إلى أن مدد أبي الفتح من أبيه مع كون الأب لم يتكلم، وحضر مجلسه الأكابر كالبساطي والبرماوي وغيرهما من شيوخه والشرف عيسى المالكي المغربي بل وممن حضر عنده الظاهر جقمق قبل سلطنته. وقد حضرت مجلسه وسمعت كلامه، وكان له رونق وحلاوة ولكلامه عشاق. مات بالروضة في يوم الاثنين مستهل شعبان وقيل رابعة سنة اثنتين وخمسين وحمل إلى مصر فصلى عليه بجامع عمرو ودفن بتربتهم بالقرافة وقد زاد على الستين وكانت جنازته مشهودة، ومن نظمه:

يا من لهم بالوفا يسار

 

بأنسكم تعمر الديار

لخوفنا أنتـم أمـان

 

لقلبنا أنتـم قـرار

بوبلكم جدبنا خصيب

 

بوجهكم ليلنا نهـار

لكم تشد الرحال شوقاً

 

وبيتكم حقـه يزار

وله أيضاً قصيدة أولها:

الروح مني في المحـبة ذاهـبة

 

فاسمح بوصل لأعدمتك ذاهـبة

عرفت أياديك الكرام بـأنـهـا

 

تأسو الجراح من الخلائق قاطبة

قد خصك الرحمن منه خصائصاً

 

فحللت من أوج الكمال مراتبـه

ومن نظمه اكتفاءً:

لقد تعطشنا فروحـوا بـنـا

 

نرو بهذا الوقت وقت الرواح

وإن نأى الساقي فنوحوا معي

 

عوناً فأني لا أطيق النـواح

محمد بن أحمد بن محمد بن محمد بن محمد الشمس بن الشهاب بن ناصر الدين أبي الفرح بن الجمال الكازروني المدني الشافعي. ممن سمع مني بالمدينة.
محمد بن أحمد بن محمد بن محمد بن محمد الخجندي. في إبراهيم.
محمد بن أحمد بن محمد بن محمد بن وفا.مضى قريباً بزيادة محمد.
محمد بن أحمد بن محمد بن محمد بن الخلال. فيمن جده محمد بن أبي بكر.
 محمد بن أحمد بن محمد بن محمد شمس الدين وجلال الدين أبو السعادات المصري الأصل المدني الشافعي الريس بن الريس سبط إبراهيم بن علبك المدني ووالد أحمد الماضي ويعرف قديماً بابن الخطيب. ولد في ليلة الجمعة ثامن عشرى شعبان سنة سبع وثلاثين وثمانمائة بالمدينة ونشأ بها فحفظ القرآن والمنهاج والألفية وغيرهما؛ وعرض في سنة اثنتين وخمسين فما بعدها على أبوي الفرج الكازروني والمراغي وأبي الفتح بن صالح والبدر عبد الله بن فرحون والمحب المطري والمحيوي عبد القادر بن أبي القسم المالكي وأبي القسم النويري والأمين. الأقصرائي والبدر البغدادي الحنبلي وأجازوه كلهم والسيد علي شيخ الباسطية ولم يجز؛ وقرأ على أبي الفرج المراغي الموطأ ومسند أحمد والكتب الستة وجامع الأصول والأذكار ومعالم التنزيل للبغوي والأحياء وجملة وعلى أبي الفتح بن التقي الشفا، وسمع بقراءة أبيه على المحب المطري البعض من الموطأ ومسند الشافعي وأبي داود وعلى أبي السعادات بن ظهيرة بعض الصحيحين؛ وكان يقرأ الشفا في النوازل وشبهها وربما قرأه في اليوم الواحد،ولازم الشهاب الأبشيطي حتى قرأ عليه شرح المنهاج الفرعي للمحلي والمنهاج الأصلي بحثاً والعربية وغيرها وأذن له في الإقراء وعظمه جداً والشهاب بن يونس حتى أخذ عنه الحساب، ودخل القاهرة غير مرة منها في سنة اثنتين وثمانين فاجتمع بي وأخذ عني شيئاً وقرأ على الجلال البكري موضعاً من الروضة وأذن له في الإقراء والإفتاء بشرط أن لا يخرج ترجيح الشيخين فان اختلف عليه ترجيحهما فلا يخرج عن ترجيح النووي. وكان ذكياً فاضلاً فقيهاً ذا نظم متوسط امتدح به ابن مزهر وغيره؛ وقرره خير بك من حديد في تدريس الشافعية من الدروس التي جددها بالمدينة النبوية فكان يجهد نفسه في المطالعة والتحفظ لذلك وإلقائه لجماعة الدرس بحيث انتفع به جماعة فيه، وبيده رياسة المؤذنين بالمسجد النبوي تلقاها عن أبيه. مات في رمضان سنة ست وثمانين في الحريق الكائن بالمدينة رحمه الله وإيانا.
محمد بن أحمد بن محمد بن محمد الشمس أبو عبد الله بن الشهاب البرموني الدمياطي المالكي ويعرف بابن صنين - بفتح المهملة ثم نون مشددة مكسورة بعدها تحتانية ثم نون. ولد في ربيع الآخر سنة اثنتين وسبعين وسبعمائة بقرية البرمون من أعمال الدقهلية والمرتاحية بين دمياط والمنصورة؛ وحفظ بها لقرآن عند الجمال عبد الله البرموني المقري الضرير وصلى به. ثم انتقل مع أبيه إلى القاهرة سنة ست وثمانين وحفظ العمدة والرسالة في المذهب والمنهاج الأصلي، وعرض على الأبناسي وابن الملقن والعز عبد العزيز الطيبي والسراج عبد الخالق بن الفرات والبدر القويسني وأجازوا له في آخرين وأخذ الفقه عن قاضي مذهبه الراكراكي والزين قاسم النويري والفرائض عن الشهاب العاملي وأذن له فيها وانتفع بملازمة الأبناسي، وكذا حضر دروس البلقيني وغيرهما، وحج غير مرة أولها مع أبيه في سنة خمس وثمانين وسبعمائة وزار بيت المقدس ودخل حلب وطرابلس فما دونها واسكندرية وغيرها في التجارة، وناب في قضاء دمياط عن الجلال البلقيني في سنة ست وثمانمائة وكانت إذ ذاك مضافة للشهاب بن مكنون فكأنه كان نائبه، وفي غضون ذلك ناب عن قاضي مذهبه الشمس البساطي، وجلس في حانوت باب الخرق من القاهرة في سنة تسع وعشرين ولكونه من جيران شيخنا والمنتمين إليه كأنه بواسطة صهره ابن مكنون المشار إليه استقل عن شيخنا بقضاء دمياط في سنة أربع وثلاثين ولكن لم يلبث أن وقع بينه وبين نائبها تنافر فعزل نفسه في ذي الحجة من التي تليها ؛ وكذا ولاه شيخنا قضاء المحلة وحمدت سيرته في قضائه مع كراهة أهل دمياط فيه ليبسه وعدم سماحه ولم يتحاشى بعد انفصاله عنها عن النيابة عن بعض قضاتها واستمراره في الاقامة بها حتى مات في سنة ثمان و خمسين ودفن بالعمارة بالقرب من ضريح سيدى فتح و قد لقيته بها و بالقاهرة غير مرة فأجاز لي وقرأ عليه بعض الفضلاء من قبلي، وكان ساكنا بارعاً في الفرائض ذاكراً للرسالة إلى آخر وقت رحمه الله .

محمد بن أحمد بن محمد بن محمد المسند الشمس بن الشهاب الدمشقي القباقبي أبوه الحريري ويعرف بابن قماقم. ولد بدمشق وسمع بالقاهرة من الزين العراقي بعض أماليه وعلى مريم الأذرعية، وحدث سمع منه الطلبة، أجاز لي. ومات بدمشق في ذي القعدة سنة أربع وستين ودفن بمقبرة باب توما رحمه الله.
محمد بن أحمد بن محمد بن محمد المحب بن الشهاب القاهري الحنفي الماضي أبوه ويعرف بابن المسدى وبالمحب الإمام. ولد في سابع عشرى رمضان سنة أربعين وثمانمائة بالقاهرة وحفظ القرأن وتلا به بمكة للسبع علي علي الديروطي وعمر النجار وقرأ في الفقه على إمام الحنفية الشريف البخاري،وأقام بمكة أربع سنين وصار بعد أحد مؤزنيها ثم عاد إلى القاهرة وحضر دروس الأمين الأقصرائي وأخذ القراءات أيضاً عن الشمس بن الحمصاني والتاج السكندري وخدم مؤذناً بل إماماً للظاهر خشقدم قبل سلطنته مع إقراء مماليكه ونحوهم وعظم اختصاصه به وصلح حاله بعد تقلله فلما تملك صار أحد أئمته ثم أعطاه الأشرف قايتباي مشيخة تربة خشقدم بعد الشريف المغربي، وقدم على الجوجري، واستمر على الإمامة، وقرأ في غضون ذلك في الفقه على البرهان الكركي؛ وكذا ظناً على جاره في الروضة تغرى بردى، ويتأنق في الثياب والمركوب والخدم مع عقل وسكون وإقبال على شأنه. وصاهر الشمس بن السطان المنزلي السكري على ابنته فلما كان أثناء شوال سنة خمس وتسعين طرده بن السطان عن الإمامة بالسبب المشار إليه في الحوادث وبالغ في تمقته بالأعراض عن الاشتغال وإقباله على الصيد وراجعه فيه غير واحد فما أذعن نعم أنعم عليه بخمسمائة دينار لوفاء دينه. وعلى كل حال فنعم الرجل عقلاً وأدباً جبره الله.
محمد بن أحمد بن محمد بن محمد أبو الطيب بن الشهاب القاهري الشافعي ويعرف بابن الزعيم. ممن سمع على التنوخي والفرسيسي وغيرهما وأجاز. مات في.

محمد بن أحمد بن محمد بن محمود بن إبراهيم بن أحمد بن روزبة - هكذا رأيته بخطه - الجمال المحب والشمس أبو عبد الله وأبو البركات بن الصفي أبي العباس بن الشمس أبي الايادي بن الجمال أبي الثناء الكازروني الأصل المدني الشافعي. ولد في ليلة الجمعة سابع عشر ذي القعدة سنة سبع وخمسين وسبعمائة بالمدينة النبوية ومات أبوه وهو صغير فكفله عمه العز عبد السلام؛ وحفظ الحاوي وعدة مختصرات منها العمدة وسمع بها من أهلها والقادمين عليها كالعز أبي عمر بن جماعة سمع عليه غالب السنن الصغرى للنسائي والعفيفين اليافعي والمطري والعليين ابن العز يوسف الزرندي والنويري القاضي والجمال الأميوطي والجلال الخجندي وابن صديق الشمس أبي عبد الله محمد بن أحمد الششتري وسعد الله الاسفرائي والأمين بن الشماع وابن عرفة والزينين العراقي والمراغي والبدرين إبراهيم بن الخشاب وعبد الله بن فرحون ويحيى بن موسى القسنطيني ويوسف ابن إبراهيم بن البناء وأبي العباس أحمد بن محمد المدني والمؤذن وبعد ذلك بقراءته في آخرين؛ وأجاز له في سنة اثنتين وستين فما بعدها العماد بن كثير والشمس الكرماني وابن قواليح والكمال بن حبيب وأخوه البدر حسين ومحمد بن الحسن الحارثي وابن قاضي شهبة وابن الهبل وابن أميلة والصلاح بن أبي عمر وأحمد ابن سالم المؤذن والعفيف النشاوري والبرهان القيراطي وجماعة، وتفقه ببلده بجماعة وأخذ فنون الحديث عن الرعاقي في ألفيته وشرحها والنحو عن الجمال محمد بن الشهاب أحمد بن زين عبد الرحمن الشامي والتاج عبد الواحد بن عمر ابن عياذ الانصاري المالكي وقرأ على جلال الخجندي الحنفي رسالة له في بيان فضيلة كثرة الصلاة على صاحب أكرم الخلق المتضمنة لبيان بعض ما هو من أفضل الأعمال وأقرب الطرق في ورقتين وأجازه بها ووصفه بالولد الرشيد صاحب الهدى السديد الشاب الفاضل شمس الدين أصلح الله شأنه وصانه عما شانه. وارتحل إلى الديار المصرية والشام وغيرهما وأخذ عن البهاء أبي البقاء السبكي الفقه والعربية وغيرهما ولازمه وكذا لازم السراج البلقيني والبرهان الأبناسي بل أخذ بحلب عن الشهاب الأذرعي، وأذن له البهاء والبلقيني وغيرهما في الإفتاء والتدريس، وكذا أجاز له بل ولجميع فقهاء المدينة الشرف إسماعيل بن المقري رواية تصانيفه إرشاد الغاوي في مسالك الحاوي وشرحه والروض والرقائق وعنوان الشرف والبديعية وشرحها وماله من تصنيف ومنظوم ومنثور ومروي؛ وذلك في سنة ست وثلاثين وثمانمائة؛ وتصدى للإقراء والإفتاء والتحديث فانتفع به الأئمة وصار فقيه المدينة وعالمها حتى كان الزين المراغي يقول أنه قام عنا فيها بفرض كفاية لإقباله على الإقراء وشغل الطلبة؛ ووصفه النجم السكاكيني في إجازة ولده بشيخ الإسلام مفتي الأنام الجامع بين المشروع والمعقول البارع في الفروع والأصول ذي الهمة العلية مدرس الروضة النبوية، وقد اختصر المغني للبارزي وشرح مختصر التنبيه للشرف عيسى بن أبي غرارة البجلي في ثلاثة أسفار لم يبيضه وكذا كتب في آخر حياته شرحاً على شرح التنبيه وقبل ذلك شرحاً مختصراً في مجلد على فروع ابن الحداد وكتب تفسيراً اعتمد فيه على القرطبي وكان له كالمرآة ينظر فيه وينقل منه الأحكام والأحاديث وأسباب النزول، وولي قضاء المدينة في ربيع الثاني أو رجب سنة اثنتي عشرة بعد موت أبي حامد المطري وأفردت الخطابة لناصر الدين بن صالح ثم لم يلبث أن استقر في القضاء أيضاً قبل وصوله وذلك في إحدى الجماديين من التي تليها واستناب في غيبته ابن عمه الشرف تقي بن عبد السلام الكازروني. واستمر مقتصراً على الأشغال والعبادة والإقبال على نفسه حتى مات في عشاء ليلة الاثنين ثاني عشري شوال سنة ثلاث وأربعين وصلى عليه صبح الاثنين في الروضة الشريفة ثم دفن بالبقيع رحمه الله وإيانا. وقد ترجمه شيخنا في أنبائه باختصار فقال: انتهت إليه رياسة العلم بالمدينة ولم يبق هناك من يقاربه وكان ولي قضاء المدينة والخطابة مرة ثم صرف ودخل القاهرة مراراً منها في سنة ثمان وعشرين، وسمي والده عبد الله سهواً، وممن سمع منه التقى بن فهد وأبناه وأبو الفرج المراغي وأخذ عنه دراية وعالم لايحصى؛ وفي الأحياء غيرواحد ممن يروي عنه كحسين الفتحي فإنه أكثر عنه؛ وكان مجتهداً في العبادة حريصاً على التهجد لم يضبط عنه تركه في سفر ولا حضر إلا

ليلة في مرض موته، وهوفي عقود المقريزي ناختصار وقال صحبته زماناً ونعم الرجل رحمه الله.
محمد بن أحمد بن محمد بن محمود بن محمود بن محمد بن عمر بن فخر الدين بن نور شيخ بن الشيخ ظاهر الخوارزمي الأصل المكي الحنفي إمام مقام الحنفية بها ويعرف كسلفه بابن المعيد لكون جده كلن معيداً بدرس الحنفية ليلبغا الخاصكي. ناب في الإمامة بمقام الحنفية عن والده مدة ثم استقل بها بعده في رمضان سنة خمسين إلى أن مات في المحرم سنة سبع وخمسين بعد تعلله مدة بحصر البول. أرخه ابن فهد.
محمد بن أحمد بن محمد بن منصور المحب الفوي الأصل القاهري الحسيني الشافعي أخو عبد الرحيم الماضي ويعرف بابن بحيح بموحدة مضمومة ومهملتين بينهما تحتانية وهو لقب لجده. حفظ المنهاج وعرضه واشتغل قليلاً عند الحناوي والسيد النسابة والعز عبد السلام البغدادي، وتكسب بالشهادة وكان متحرياً فيها. مات في سنة أربع وستين.
محمد بن أحمد بن محمد بن موسى بن محمد البهاء بن الشهاب المغراوي الأبشيهي الأصل القاهري المالكي الماضي أبوه ويعرف بابن الأبشيهي. ولد في ليلة الأربعاء حادي عشري رمضان سنة أربع وثلاثين وثمانمائة بين السورين من القاهرة ونشأ فحفظ القرآن وغيره واشتغل في الفقه وغيره وأخذ عن أبي القسم النويري وطاهر والأبدي وعبد الله الكتامي وغيرهما وحضر عند شيخنا في الإملاء بل قرأ على الشمني الشفا وسمع منه المسلسل ولازمه في المغنى وغيره وكذا أخذ عن البوتيجي، وتميز وكتب على المختصر شرحاً لخص فيه البساطي وغيره واستكتبه عبد المعطي المغربي حين مجاورته بمكة سنة خمس وثمانين وقرضه ووصفه بالشيخ العلامة النحرير الفهامة المحقق الأمجد وكذا كتب له عليه زوج أخته المحب بن الزاهد نظماً في آخرين كعلي بن محمد الشاذلي وابن شادي، وهو كثير الأنجماع والأنفراد متقلل جداً أثنى عليه عندى البدر بن البهاء المشهدي ولكن له خلطة بابن حجاج. مات في سنة ثمان وتسعين بالقاهرة.
محمد بن أحمد بن محمد بن موسى الخواجا شمس الدين المكي الأصل الغزي والد الشمس محمد الآتي ويعرف بابن النحاس، كان متمولاً خيراً. مات في يوم الأحد رابع عشرى المحرم سنة ثمان وسبعين وقد جاز الثمانين.
محمد بن أحمد بن محمد بن النصير بالنون أو بالموحدة. أسلفته هناك.
محمد بن أحمد بن محمد بن هلال بن إبراهيم ركن الدين أبو يزيد الأردبيلي ثم القاهري الشافعي وهو بكنيته أشهر. ولد في سنة إحدى وثمانمائة تقريباً بالجبلة وقرأ في العربية على مولى محمود المرزباني الشافعي، ثم انتقل لسيواس فقرأ الأصلين على القاضي أفضل الدين الأزنكي الحنفي والحكمة على محمد الأيذجاني، ودخل الروم فقرأ فيها على الفنري شرحي المواقف والمقاصد وبعض الكشاف؛ وقدم القاهرة فنزل البرقوقية وأخذ عن شيخنا ودرس بالقوصية وغيرها بل استقر به الظاهر جقمق في تدريس مسجد خان الخليلي ثم لم يلبث أن رغب عنه لأبي الخير الزفتاوي، وشرح المنهاج الأصلي وسماه نهاية الوصول والحاوي وسماه تحرير الفتاوى والمصابيح وغيرهما كمرشد العباد في الأوقات والأوراد رأيته مراراً سيما بين يدي شيخنا وكثير من الطلبة يذنب بقوله الشرح السعيد لأبي يزيد، وكان شكلاً طوالاً ذا عذبة بين كتفيه كالقضاة عريض الدعوى مع استحضار وإكثار مباحثة، وله مزيد اختصاص بالكافياجي ولذا كانا متفقين على منافرة الشمس الكاتب؛ واستنابه شيخنا في قضاء الطور ورسم لمن هناك من النصارى بإعطائه من خراج تلك الأراضي قدراً معيناً؛ ثم سافر إلى الهند وانقطع خبره رحمه الله وإيانا.
 محمد بن أحمد بن محمد بن يوسف بن سلامة بن سعيد الشمس بن الشهاب العقبي الأصل القاهري الماضي أبوه. ولد تقريباً سنة ثمانين وسبعمائة بصليبة جامع ابن طولون، ونشأ فحفظ القرآن ثم تحول إلى الصحراء وسمع علي ابن أبي المجد والعراقي والهيثمي والحلاوي والشرف بن الكويك والجمال الحنبلي والكمال بن خير في آخرين، وأجاز له في سنة اثنتين وثمانمائة فما بعدها الشهاب أحمد بن علي الحسيني وابن قوام وأبو حفص البالسي وفاطمة ابنة ابن المنجا وخديجة ابنة ابن سلطان وعائشة ابنة عبد الهادي والزين المراغي وخلق؛ وتنزل في صوفية الشيخونية وغيرها، أخذت عنه. وكان خيراً مديما للتلاوة وربما قرأ مع الجوق وأقرأ المماليك بالطباق، وحج وجاور غير مرة. ومات في رجوعه من الحج بالعقبة في المحرم سنة اثنتين وستين ودفن هناك رحمه الله.
محمد بن أحمد بن محمد بن يوسف بن محمد بن منصور بن موسى الشمس ابن الشهاب الشويكي الأصل الخليلي الأزرقي الماضي أبوه ويعرف بالشافعي. ولد ظناً في سنة ثلاث وثلاثين وثمانمائة وقرأ صحيح البخاري على الجمال بن جماعة وسمع على أحمد بن الشحام وغيره وتفقه بالكمال بن أبي شريف ولازمه مدة. وأجاز له العلم البلقيني. مات في يوم عاشوراء سنة ثلاثة وتسعين ووصفه الصلاح الجعبري بالشيخ العالم.
محمد بن أحمد بن محمد غياث الدين أبو الفتح بن الفخر بن الشمس الكازروني أخو طاهر. كان من خير الصوفية، صحب جماعة. ومات في يوم الأحد السادس عشرة صفر سنة اثنتين وثلاثين عن ست وسبعين سنة. قاله الطاووسي في مشيخته.
محمد بن أحمد بن الشيخ محمد وفا فتح الدين أبو الفتح بن وفا. مضى فيمن جده محمد بن محمد بن محمد.
محمد بن أحمد بن محمد المحب أبو الخير بن أبي العباس بن الشمس أبي عبد الله الدموهي ثم القاهري الشافعي. اشتغل بالقراءات وغيرها وناب في القضاء وجلس بالمسجد الذي يعلوا الحوض من السيوفيين الذي بناه الأشرف برسباي تجاه مدرسته فسموه قاضي الحوض ولم يلبث ان كثر التشنيع على القضاة الذين من أمثاله فأمر السلطان بعزلهم وكان الدموهي من جملتهم فتمثلوا له بقول بعضهم:

توليت قاضي الحوض كدرت ماءه

 

فلو كنت شيخ البئر أضحت معطلة

فكمله الشهاب بن صالح ببيت قبله فقال:

أيا قاضياً قد عكس الله نجمه

 

وأتعسه بين القضاة وأخمله

وقال النجم بن النبيه رأس الموقعين:

وتسعى بجهل أن تكون معذباً

 

دواؤك يا مجنون قيد وسلسله

وأشار بذلك إلى أنه يجب إن يجعل له عذبة، قال البقاعي فقلت:

توليت قاضي الحـوض كـدرت مـاءه

 

فلو كنت شيخ البئر أضحت معـطـلة

ومذ صرت كلب الماء غيض عن الورى

 

فلو عدت ضبع البر أفنيت مـأكـلـه

سعيت بجهـل أن تـكـون مـعـذبـاً

 

دواءك يا مجنون قيد وسلـسـلـه؟؟؟

في أبيات. وولع الشعراء بالنظم في ذلك بما لا نطيل به ولم يكن بذلك مات في أواخر ذي القعدة سنة خمسين عفا الله عنه.
محمد بن أحمد بن محمد البدر أبو عبد الله بن المحب بن الصفى أبو العز العمري الدميري ثم القاهري المالكي السعودي شيخ زاوية أبي السعود بموقف المكارية خارج باب القوس. أخذ عن خليفة المغربي في سنة ثمان وعشرين وقبله سنة ست عشرة عن فتح الدين صدقة بن أحمد بن أبي الحجاج يوسف الأقصري بل أخذ عن الزين الخافي وكان الزين يعظمه جداً وينوه به، واشتغل قليلاً وسمع ختم الصحيح بالظاهرية القديم وسميت والده هناك محمداً فالله أعلم؛ وتنزل في سعيد السعداء وجمع الفقراء على الاطعام والذكر بالزاوية المشار إليها وجدد لها منارة؛ وكان نيراً ساكناً حسن الملتقى رأيته كثيراً. ومات بحارة برجوان في شعبان سنة سبع وستين وصلى عليه بمشهد حافل بباب النصر.وأظنه قارب السبعين رحمه الله. وسيأتي قريبه محمد بن محمد بن محمد الدميري.
محمد بن أحمد بن محمد البدر القريشي المصري الشافعي ويعرف بابن البوشي ممن كتب المنسوب وحصل مجاميع وأخذ عني عدة من تصانيفي وكثر تردده إلي وولي حسبة الديار المصرية وقتاً بالبذل فلم تطل مدته فيها وآل أمره إلى أن افتقر جداً.
 محمد بن أحمد بن محمد التاج الباهي النويري ثم المصري. كان يخدم الزين البوشي المجذوب ثم انقطع بمنزله بالنخالين من مصر ولم ينفك عنه مع استيلاء الخراب عليه من جميع جوانبه وصار يظهر منه الخوارق فتزايد اعتقاد الناس فيه. مات في رمضان سنة إحدى وأربعين بعد أن أضر مدة وأظنه بلغ السبعين أو دونها. قاله سيخنا في أنبائه. محمد بن أحمد بن محمد الجلال الجرواني الشريف النقيب. مضى فيمن جده محمد بن عبد الله بن عبد المنعم.
محمد بن احمد بن محمد الشرف الفيومي ثم القاهري أخو العز عبد العزيز الماضي ويعرف بشريف - بالتصغير . ولد في سنة أربع وعشرين وثمانمائة، ونشأ فحفظ وسمع مع أخيه على شيخنا في سنة إحدى وخمسين، وتعاني الرسلية ثم التوكيل بأبواب القضاة. ودخل كل مدخل وأهين غير مرة من السلطان فمن دونه لمزيد جرأته وإقدامه وأوصافه. وحج مع ابن مزهر في الرجبية ومع ابن الشحنة في خدمتهما وزوج ولده لابنه المحيوي عبد القادر الحمامي بعد موته فورث منها بعد موتها في الطاعون جملة وهو الآن مبعد عن باب أمير سلاح وكاتب السر.
محمد بن أحمد بن محمد الخواجا شمس الدين الأبوقيري السكندري. نزيل مكة وله بها دار. ممن يسافر إلى كلكوت للتجارة وكان ساكناً. مات في ربيع الأول سنة أربع وستين بمكة. أرخه ابن فهد.
محمد بن ومحمد بن أحمد الشمس الأنصاري المقدسي ويعرف بابن قطيبا. ممن سمع مني. محمد بن أحمد بن محمد الشمس البامي. فيمن جده محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن قريش.
محد بن أحمد بن محمد الشمس البرلسي ثم القاهري نزيل مدرسة حسن مالكي سمع على ابن الكويك وابن خير والفوي وأسمع الزين رضوان ولده عليه ووصفه بالصلاح وأشار إلى موته بدون تعيين وقته.
محمد بن أحمد بن محمد الشمس البلبيسي ثم القاهري الأزهري الشافعي ويعرف بالعجيمي. أدمن الاشتغال عند الشريف النسابة والزين البوتيجي وغيرهما وكثر انتفاعه في الفقه والعربية والأصلين وغيرها بابن حسان مع الديانة والإنجماع والإقبال على شانه وتأخر ظناً إلى قريب الستين.
محمد بن أحمد بن محمد الشمس الجيزي القاهري الأزهري الناسخ أخو أبي بكر الآتي ونزيل مكة. ممن قرأ القرآن واشتغل قليلاً كتب بخطه الكثير لنفسه ولغيره من الكتب الكبار وغيرها بحيث لا أعلم الآن من يشاركه فيها كثرة وملازمة؛ وسمع مني بالقاهرة ثم بمكة وقطنها، وكان ممن قام على نور الله العجمي الذي باشر مشيخة الرباط السلطان هناك بحيث انفصل عنها وامتحن بعد التسعين بسبب ولد له اتهم بقتل امرأة وقاسى شدة سيما بالغرامة والكلفة التي باع فيها موجوده أو أكثره ولم يجد معيناً ثم توالت عليه بعد ذلك أنكاد من قبله، كل ذلك مع ملازمته النساخة وخبرة بالكتب وقيمها وربما اشترى منها ما يربح فيه أو يكسد عليه، وقد كتب جملة من تصانيفي وحرص على تحصيلها والله تعالى يلطف بنا وبه.
محمد بن أحمد بن محمد الشمس بن زبالة الهواري الأصل القاهري البحري والد أحمد الماضي. ولد في سنة أربع وثمانين وسبعمائة تقريباً بباب البحر ظهر القاهرة وحفظ القرآن وجوده على الفخر الضرير والشرف يعقوب الجوشني وتلا به لحفص من قراءة عاصم على أحمد اللجائي المغربي وأخذ الفقه عن بد القويسني والأبناسي والبيجوري والشمس الغراقي وآخرين والنحو عن الفتح الباهي وسمع لزين العراقي وكتب عنه كثيراً من آماليه والبلقيني والتنوخي؛ وسافر في سنة ثلاث وعشرين سفيراً للنور الطنبدي على مركب قمح ثم أردفه بأخرى فأقام، وحج من ثم مراراً وأكثر الزيارة والعود إلى القاهرة غير مرة إلى أن استقر مسؤولاً في قضاء الينبع قبل سنة ثلاثين أول أيام الأشرف، وحسنت سيرته ونصر السنة بإقامة الجمعة وغيرها مما رفض هناك وصار المشار إليه في تلك النواحي مع العقل والمداراة والدربة والكرم، وقد كان لجدي لأمي به اختصاص ولذا زاد إكرامه له حين حج بعد الأربعين وحدث باليسير.لقيه البقاعي بن ينبوع سنة تسع وأربعين واعتمد قوله فيما تقدم وقال أنه ثقة المأمون وقرأ عليه بإجازته من التنوخي إن لم يكن سماعاً وكتب عنه مما أنشده له عن العراقي فيما أنشده له من نظمه لفظاً عقب حديث "رضيت بالله رباً":

رضينا به ربـاً ومـولـى وسـيداً

 

وما العبد لولا الرب يرضى به عبداً

 

ولولا رضاه عنهم ما هدوا إلـى

 

مقام الرضا عنه فطاب لهم ورداً

كذاك رضينا بالنبـي مـحـمـد

 

نبياً كريماً من هدينا بـه رشـداً

ولما ارتضى الإسلام ديناً لنـا إذاً

 

رضينا به ديناً قويماً به نـهـدى

مات على قضائه بها في أوائل سنة خمس وخمسين رحمه الله.
محمد بن أحمد بن محمد الشمس أبو عبد الله القاهري الشراريبي الحريري الشافعي المقرئ ويعرف بالشراريبي لعقده لها. تلا للسبع إفرادا وجمعاً على الشمس النشوى الحنفي، وأثبت الولي العراقي أسمه فيمن سمع منه أماليه وذلك في سنة عشر وثمانمائة وشيخه، وتصدى للإقراء بمسجد بالبندقانيين بالقرب من حاصل قلمطاي وكان إمامه فأخذ عنه الزين طاهر المالكي ولأبي عمرو فقط الجلال القمصي في آخرين، وكان إنساناً خيراً متصوفاً متقشفاً وعظ الناس بالمسجد المشار إليه وقرأ فيه البخاري حتى مات واستقر بعده فيه تلميذه طاهر رحمه الله وإيانا. وهو جد الشمس محمد بن عبد الرحمن الصيرفي الآتي.
محمد بن أحمد بن محمد الشمس أبو عبد الله الطيبي ثم القاهري الشافعي ووجدت بخطى في موضع آخر أنه محمد بن علي فالله أعلم. حفظ القرآن والمنهاج وأخذ الفقه عن العلم البلقيني وأخذ له في الإقراء، وصحب أبا عبد الله الغمري وأم بجامعه وقتاً وكذا قرأ على السوبيني أشياء من تصانيفه وكتبها وأذن له؛ ولازم العبادة والتهجد والأوراد والأنعزال عن الناس مع التقلل بحيث أشتهر بالصلاح وأم بصوفية سعيد السعداء العصر خاصة لكونه كان أحد صوفيتها وكذا تنزل في صوفية الطنبذية بالصحراء وخطب في جامع المتبولي بالبركة وجامع الزاهد وكان على خطبته حلاوة وله نورانية وقبول؛ وكتب بخطه نكتاً وفوائد وربما أقرأ. مات في آخر يوم من رمضان سنة اثنتين وسبعين وأظنه قارب الستين ودفن من الغد بعد صلاة العيد بتربة ابن شرف الوراق بالقرب من الاهناسية بباب النصر ونعم الرجل كان فقد كان يحبنا ونحبه رحمه الله ونفعنا به.
محمد بن أحمد بن محمد بالشمس القزويني نزيل مكة. يأتي قريباً.
محمد بن أحمد بن محمد الشمس المصري السعود الحنفي ويعرف بابن الشيخ البئر. كتب الخط الحسن وبرع في مذهبه ودرس وأفتى وناب في الحكم عن الجمال الملطي وأحسن في إيراد الميعاد بجامع الحاكم، وجمع مجاميع مفيدة بل خرج أربعى النووي. ومات في سلخ صفر سنة اثنتين وهو في الأربعين وتأسف الناس عليه. قاله شيخنا في أنبائه وتبعه المقريزي في عقوده وأظنه الماضي فيمن جده عمر.
محمد بن أحمد بن محمد الشمس بن الشهاب القرافي الصحراوي الشافعي أمام تربة الظاهر برقوق. ولد سنة ثلاث وتسعين وسبعمائة بالقرافة وحفظ القرآن وتلا به لأبي عمرو على شيخنا الزين رضوان وحضر مجلس الشرف يعقوب الجوشني في القراءات، واشتغل في الفقه عند البرهان بن حجاج الأبناسي والشمس بن عبد الرحيم بن اللبان المنهاجي وسمع على الجمال الحنبلي؛ وأجازيله عائشة ابنة ابن عبد الهادي في آخرين. وحج مرتين الأولى في سنة إحدى عشرة ولقيه البقاعي. مات في.
محمد بن أحمد بن محمد الشمس القرماني الصحراوي. ولد سنة خمس وتسعين وسبعمائة وسمع على الفوي في الشيخونية بقراءة الكمال الشمني الصحيحين والشفا. وهو حي في سنة ثمانين ويحرر فلعله الذي قبله. محمد بن أحمد بن محمد الشمس بن ولي الدين المحلي صهر العمري. فيمن جده محمد بن أحمد بن عبد الرحمن.
محمد بن أحمد بن محمد الشمس المرعشي السقاء خادم المصلي بنابلس.كتبه عنه العز بن فهد في سنة سبعين بمصلى نابلس قصيدة نبوية من نظمه أولها:

محبكم أتي من غير مـنـه

 

عسى أن تقبلوا ما كان منه

وقصيدة زجل أولها:

كنوز الصـلاح

 

مالك محمد إمام

منها:

بماج الدوام تجري

 

بحار السـمـاح

محمد بن أحمد بن محمد الشمس أخو النور على الصوفي الحنفي. ولد سنة سبع وعشرين تقريباً وسمع قليلاً بالظاهرية ونحوها ويلقب مقيتاً.
محمد بن أحمد بن محمد الصدر بن أفضل الدين بن الصدر الأصفهاني ويعرف بتركه. قال الطاووسي: حضرت مجلسه يسيراً وسمعت عليه كثيراً من شرحه للمواقف وأجاز لي وذلك في شهور سنة ست وثمانمائة وكان إماماً في الأصلين ورعاً وديناً.
 محمد بن أحمد بن محمد الصلاح بن الشهاب القرشي الطنبدي القاهري أخو أبي الفضل وسبط الجمال بن عرب ويعرف بابن عرب. مضى فيمن جده محمد بن علي بن عمر. محمد بن أحمد بن محمد المحب.
محمد بن أحمد بن محمد محي الدين بن الزين بن أصيل الدين السيوطي الشافعي. ممن أخذ عني بالقاهرة.
محمد بن أحمد بن محمد أبو الطيب المصري السكندري. مضى فيمن جده محمد بن علوان.
محمد بن أحمد بن محمد أبو عبد الله المغربي. فيمن جده محمد بن داود.
محمد بن احمد بن محمد البابا ويعرف بالعاقل. ممن سمع على قريب التسعين.
محمد بن أحمد بن محمد الحسيني سكناً ويعرف بابن سحاب بفتح المهملتين وآخره موحدة. ممن تصوف ولازمني في الإملاء وقتاً، وصحب ابن الشيخ يوسف الصفي. محمد بن أحمد بن محمد الحوراني. فيمن جده علي.
محمد بن أحمد بن محمد الدمشقي الصالحي الإسكاف الأدمي ويعرف كابيه بابن عصفور وسمع في سنة خمس وثمانين وسبعمائة على أبي الهول الجزري وفي التي تليها على موسى بن عبد الله المرداوي، وقال البرهان العجلوني أنه ممن سمع من المحب الصامت. قال وكان المحب يمازحه، وحدث سمع منه الفضلاء كابن فهد، وأجاز لي. وكان له حانوت أدم بقرب مرستان الصالحية القيمري. مات بعد سنة خمسين.
محمد بن أحمد بن محمد الطوخي. هكذا ذكره شيخنا في سنة اثنتين وثمانمائة من أنبائه وبيض، وأجوز كونه آخا آخر للمحب محمد بن أحمد ابن محمد بن عثمان بن موسى الماضي مع أخوين له. محمد بن أحمد بن محمد العطري الشافعي أحد النواب. رأيته فيمن عرض عليه سنة خمس وتسعين.
محمد بن أحمد بن محمد القزويني ثم المصري الصوفي؛ وسمي بعضهم جده عبد الله والصواب ما هنا، ذكره الفاسي في تاريخ مكة وقال ذكر لنا أنه سمع من المظفر محمد بن يحيى العطار ولم يحرر ما سمعه منه، وسمع وهو كبير بديار مصر والحجاز من جماعة وصحب جماعة من الخيار منهم الجمال يوسف العجمي وأخذ عنه الطريق وكانت له معرفة بطريق الصوفية ومواظبة على العبادة مع حسن الطريقة، جاور بالحرمين غير مرة منها بمكة نحو خمس سنين متوالية أو أزيد متصلة بوفاته. وكان يسكن برباط ربيع ثم انتقل عنه قبيل وفاته لأجل من يمرضه. ومات بها في شعبان سنة إحدى عشرة ودفن بالمعلاة وقد جاز الستين. ذكره شيخنا في معجمه وأنبائه. وقال أنه أقام في زاوية العجمي بالقرافة مدة وكان يحب الحديث ويطلبه وسمع الكثير لكن لم تكن له عناية بجمعه ولا له ثبت، وقد رأيت له سماعاً على الشمس محمد بن علي بن أبي زبا الريس بل ذكر لي أنه سمع الترمذي على المظفر العسقلاني العطار فقرأت عليه منه ومن غيره بخليص من أرض الحجاز واجتمعت به مراراً. وكان خيراً صالحاً حسن العقيد كثير الإنكار على مستدعي الصوفية كثير الحج والمجاورة بالحرمين.
محمد بن أحمد بن محمد المروعي اليماني. ممن سمع مني بمكة.
محمد بن أحمد بن محمد المصري الوفائي. مضى فيمن جده محمد بن علوان.
محمد بن أحمد بن محمد الشمس المغيربي المالكي ويعرف بابن فهيد بفاء مصغر. كان له نسك وعبادة في مبادئه وخدم العفيف اليافعي بمكة ثم صحب طشتمر الدوادار في أيام الأشرف شعبان فنوه به حتى سار معدوداً في الأعيان الأغنياء. ومات في جمادى الثانية سنة تسع وقد ذكره شيخنا في أنبائه فقال: محمد بن فهيد المصري الشيخ شمس الدين المغيربي. نشأ في خدمة الصالحين ولازم اليافعي بمكة، وكان كثير الحج والمجاورة وصحب طشتمر الدوادار فنوه بذكره، وكان الظاهر برقوق يعظمه وكذا الأشرف شعبان من قبله ودخل مع الظاهر دمشق فكان يصلي بجانبه في المقصورة فوق جميع الأمراء وكان حسن العشرة كثير المخالطة لأبناء وله مع أهل الحرمين مواقف. مات في يوم الاثنين رابع عشرة جمادى الآخرة وقد جاز الستين. وهو في عقود المقريزي وقال أن مدنياً يقال له أبو الطيب محمد بن نور الدين الفوى وكان يعاديه فملأ حيطان القاهرة ومصر والقرافتين بالكتابة عليها لعن الله محمد بن فهيد المعيربي آكل وقف الحرمين.
 محمد بن أحمد بن محمود بن أحمد بن إسماعيل بن محمد الشمس الدمشقي قاضيها الماضي أبوه والآتي جده ويعرف بابن الكشك. ولد في حدود سنة عشر وثمانمائة بدمشق ونشأ بها في كنف أبيه وتفقه به وبغيره وولي قضائها بعد أبيه في ربيع الأول سنة سبع وثلاثين فلم تطل مدته وصرف بالشريف ركن الدين ثم لم يلبث أن مات معزولاً في يوم الثلاثاء ثالث عشر ربيع الأول سنة أربعين عن نحو ثلاثين سنة وبه انقرض بيتهم وهو بيت كبير. أرخه شيخنا في إنبائه.
محمد بن أحمد بن محمود بن عبد السلام بن محمود بن عبادة الشمس ابن الشهاب العدوي الدمشقي الشافعي الماضي أبوه. ولد في سنة ست أو سبع وثمانمائة، ونظم الشعر وهو من وجوه الناس وأعيان الشاميين ممن ولى نظر قلعة دمشق مدة ثم أعرض عنها بل عرض عليه غيرها فأبى. ومات سنة أربع وسبعين.
محمد بن أحمد بن محمود بن عماد بن عمر العماد أبو البركات بن الشهاب بن الشرف بن العماد الهمذاني الأصل - بالتحريك والأعجام - القاهري الشافعي ويعرف بلقبه. ولد كما قرأته بخطه في سنة أربع وثمانين وسبعمائة بالقاهرة ونشأ بها فحفظ القرآن وقال أنه جوده على الفخر الضرير الإمام والعمدة وعرضها في رجب سنة ثمان وتسعين على ابن الملقن ولقب جده شرف الدين؛ وسمع في جمادى الثانية منها على البدر حسن النسابة الكبير المسلسل بالأولية بشرطه وجزء البطاقة وفي التي تليها على ابن أبي المجد الصحيح وعلى التنوخي والعراقي والهيثمي ختمه، وحدث باليسير سمع منه الفضلاء سمعت عليه؛ وكان من قدماء صوفية سعيد السعداء بل كان كأبيه جابياً على أوقافها. مات بعد اختلاطه يسيراً في ذي القعدة سنة ثلاث وستين رحمه الله.
محمد بن أحمد بن محمود الشمس النابلسي ثم الصالحي الحنبلي. ولد في حدود الأربعين وسبعمائة بنابلس ونشأ بها فتعاني الخياطة ثم اشتغل فيها على الشمس ابن عبد القادر، وقدم دمشق بعد السبعين وحضر دروس أبي البقاء واشتغل بالفقه والعربية وغيرهما، وشهد على القضاة واشتهر فصار يقصد بالاشغال بحيث استقر كبير الشهود ثم وقع بينه وبين العلاء بن المنجافسعي عليه في القضاء فولي سنة ست وتسعين واستمر القضاء نوباً بينهما، ثم دخل مع التمرية في أذى الناس ونسبت إله أمور منكرة حكم بفسقه من أجلها وقدر أخذهم له أسيراً معهم إلى أن نجا منهم من بغداد ورجع إلى دمشق في المحرم سنة أربع فلم يبال بالحكم بل سعى في العود إلى القضاء فأجيب بعد صرف تقي الدين أحمد بن المنجا ولم يلبث إلا أياماً يسيرة ثم مات في المحرم سنة خمس ولم يكن مرضياً في الشهادة ولا في القضاء وهو أول من أفسد أوقاف دمشق وباع أكثرها بالطرق الواهية. ذكره شيخنا في انبائه والمقريزي في عقوده. محمد بن أحمد بن محمود الشمس بن الكشك الدمشقي الحنفي. فيمن جده محمود بن أحمد بن إسماعيل.
محمد بن أحمد بن مسلم الشمس الباهي الحنبلي. هكذا ذكه شيخنا في سنة إحدى من إنبائه وبيض.
 محمد بن أحمد بن معالي الشمس الحبتي - بمهلة ثم موحدة مفتوحتين ثم مثناه مشددة ورأيت من أبدل الموحدة ميما وقال إنه الصواب - الدمشقي الحنبلي. ولد في ربيع الأول سنة خمس وأربعين وسبعمائة بدمشق وسمع بها من متأخري أصحاب الفخر كابن أميلة وكذا سمع من العماد بن كثير وغيره وتفقه بابن قاضي الجبل وابن رجب وغيرهما، وتعانى الأدب فمهر، وكان فاضلاً مستحضراً مشاركاً في الفنون. وقدم القاهرة في رمضان سنة أربع وثمانمائة فقطنها حتى مات وناب بها في الحكم وجلس في بعض المجالس وقص على الناس في عدة أماكن بل حدث ببعض مسموعاته، وكل ذلك مع محبته في جمع المال ومكارم الأخلاق وحسن الخلق وطلاقة الوجه وجميل المحاضرة والخشوع التام سيما عند قراءة الحديث بل كان حسن القراءة يطرب إذا قرأ لطراوة صوته وحسن نغمته عارفاً بقراءة الصحيحين مجيداً عمل المواعيد. قاله شيخنا في إنبائه ، وقال وقد سمعنا بقراءته الصحيح بالقلعة في عدة سنين وكان قد اتصل بالمؤيد حتى صار ممن يحضر مجلسه من الفقهاء واستقر به في قراءة الصحيح في رمضان وسمعنا من مباحثه وفوائده ونوادره ومجرياته وكان بنقل عن شيخة ابن كثير الفوائد الجليلة، وولي بالقاهرة مشيخة الغرابية بجوار جامع بشتك والخروبية بالجيزة ولاه إياها المؤيد حين استجدها، وبها مات فجأة فأنه اجتمع بي في يوم الثلاثاء سادس عشرة المحرم فهنأني بالقدوم من الحج ورجع إليها في آخر يوم الأربعاء فمات وقت العشاء ليلة الخميس ثامن عشريه سنة أربع وعشرين وقد أكمل السبعين وحمل إلى القرافة فدفن بها، وكان لايتصون بحيث قرأت في حوادث سنة اثنتين وثمانمائة من تاريخ ابن حجر مانصه: في ذي القعدة وقع حريق بدمشق فانتهى إلى طبقة بالبراقية وهي بيد صاحب الترجمة ولم يكن يسكنها فوجدوا بها جراراً ملأا خمراً فكثرت الشناعة عليه عند تنم النائب. قال شيخنا وكنت في تلك الأيام بدمشق وبلغني أنهم شنعوا عليه وأنه برئ من ذلك وبعضهم كان ينكر عليه ويتهمه وأمره إلى الله. وقد ذكره شيخنا في معجمه وقال أجاز لابني محمد. وكذا ترجمه المقريزي في عقوده وغيرها وابن فهد في معجمه وآخرون. وكان يقرأ عند التلواني الحديث مع كونه أفضل منه رحمه الله وعفا عنه.
محمد بن أحمد بن معتوق بن موسى بن عبد العزيز أمين الدين الكركي الأصل الدمشقي الصالحي الحنبلي ويعرف بابن الكركي. ولد تقريباً سنة سبع وسبعين وسبعمائة، وذكر أنه سمع على الشهاب بن العز والبهاء رسلان الذهبي والزين بن ناظر الصاحبة وفرج الشرفي والشمس البالسي الملقب بالدبس والطحينة والعماد أبي بكر بن يوسف بن عبد القادر الخليلي الحنبلي، وحدث سمع عليه ابن فهد وغيره كالعلاء المرداوي الحنبلي وقال أنه كانت له مسموعات كثيرة. وكان محدثاً متقناً أجاز لي في سنة إحدى وخمسين ودفن بسفح قاسيون بطرف الروضة الشرقي وكان ينزل مسجد التينة بالصالحية رحمه الله وعفا عنه.
محمد بن أحمد بن مفتاح القائد الجمال بن الشهاب القفيلي - نسبة إلى القفيل من أعمال حلي - بن يعقوب. كان جده مولى ثقبة بن رميثة أمير مكة. مات صاحب الترجمة بمكة في شوال سنة ثلاث وخمسين.أرخه ابن فهد.
محمد بن أحمد بن منصور بن أحمد بن عيسى البهاء أبو الفتح بن الشهاب أبي العباس الأبشيهي المحلي الشافعي والد أبي النجا محمد الآتي. ولد سنة تسعين وسبعمائة بأبشويه. وحفظ بها القرآن وصلى به وهو ابن عشر ثم التبريزي في الفقه والمحلة في النحو وعرضهما على الشهاب الطلياوي نزيل النحرارية وغيره، وحج سنة أربع عشرة ودخل القاهرة غير مرة وسمع بها دروس الجلال البلقيني وولي خطابة بلده بعد والده وتعانى النظم والتصنيف في الأدب وغيره ولكنه لعدم إلمامه بشيء من النحو يقع فيه وفي كلامه اللحن كثيراً. ومن تصانيفه المستطرف من كل فن مستظرف في جزءان كبار وأطواف الأزهار على صدور الأنهار في الوعظ في مجلدين وشرع في كتاب في صنعة الترسل والكتابة وتطارح مع الأدباء، ولقيه ابن فهد والبقاعي في سنة ثمان وثلاثين بالمحلة وكتبا عنه قوله وقد عمل العلم البلقيني ميعاداً بالنحرارية إذ كان قاضي سنهور عن أخيه:

وعظ النام إمامنا الحـبـر الـذي

 

سكب العلوم كبحر فضل طافـح

فشفى القلوب بعلمه وبوعـظـه

 

والوعظ لا يشفي سوى من صالح

مات بعد الخمسين قريباً من قتل أخي الأستادار.
محمد بن أحمد بن منصور محي الدين الطرابلسي الحنبلي أخو عثمان الماضي. حفظ القرآن وكتباً جمة وقدم القاهرة فاشتغل بالفقه وغيره ولازمني في الألفية الحديثية وغيرها ثم رجع إلى بلده.
محمد المالكي أخو الذي قبله وهو الأصغر. ممن سمع مني أيضاً.
محمد بن أحمد بن مهنا بن أحمد الشمس القاهري المقري ويعرف بابن طرطور بمهملات الأولى مفتوحة لقب لوالده، وكان رجلاً صالحاً استدعى في عقيقة ولده هذا بجمع كثير من قراء الأجواق وذلك في سنة عشر وثمانمائة ظناً ثم اخرج به إليهم على يديه ملتمساً منهم قراءة الفاتحة والدعاء له بأن يكون منهم محبة منهم فيهم فاستجيب دعاؤهم وبلغ أمنيته في ولده فأنه حفظ القرآن وجوده على أخ لأمه من الرضاعة اسمه شهاب الدين الأبشيهي من فضلاء القراء وسمع قراءته الشمس بن الصياد شيخ القراء بجامع ابن الطباخ حيث قرأ هناك فشكرها بعد ذمة لها قبل، وسافر في البحر إلى مكة فطلعها في جمادى الأولى وكان بها أبو العباس القدسي وقرأ في ميعاده ورتب له شخص وظيفة هناك بعد اعطائه ديناراً ضيافته فلم يلبث أبو العباس أن تعصب عليه الشافعي والمالكي ومنعاه من عمل الميعاد فتوجه صاحب الترجمة للمالكي لظنه جر المنع إليه فقال له: بل اقرأ فلا حرج عليك والمنع خاص بذاك فاستمر، وجود أيضاً هناك على الشيخ محمد الكيلاني وشكا من حدة خلقه وتمقته لقراء الجوق، وكذا حضر عند الزين بن عياش ولزم طريقته حتى صار أحد قراء الجوق والمعتبرين اجادة وتأدية، وتنزل في الجهات ودار بيوت جماعة من الرؤساء كبني الجيعان للقراءة عندهم. بل قرأ بجامعهم بالبركة، وعمر وهش مع سكون وخير وكنت أحب قراءته وقد قصدني وهو كذلك للزيارة. مات في أول المحرم سنة خمس وتسعين رحمه الله وإيانا.
محمد بن أحمد بن موسى بن إبراهيم بن طرخان الشمس بن الشهاب بن الضياء القاهري البحري الحنبلي ويعرف بابن الضياء. ولد فيما كتبه بخطه في سابع صفر سنة سبع وسبعين وسبعمائة بالقاهرة. ونشأ بها وتكسب بالشهادة في حانوت السويقة ظاهر باب البحر؛ وكان نير الشيبة حسن الهيئة كثير القيام بخدمة شيخنا. لقيته مع بعض طلبة الحديث بناءً على ما وجد في بعض الطباق المسموعة على الحراوي ولكن قيل أن السماع لأخ له كان أكبر منه مشاركه في اسمه وهو محتمل وإن جزم البقاعي بأنه لأخيه وحط على ابن قمر فقال: وقد اغتر بعض المتهافتين بما رآه في الطبقة بدون بحث. مات في رجب سنة اثنتين وخمسين رحمه الله.
محمد بن أحمد بن موسى بن أحمد بن عبد الرحمن الشرف بن الشهاب المتبول الحسيني سكناً الشافعي الماضي أبوه ممن اشتغل قليلاً وتكسب بالشهادة على طريقه جميلة. ومولده سنة أربع وستين تقريباً، وأجاز له في استدعاء بخط أبيه البرهان الباعوني والنظام بن مفلح وابن زيد وآخرون وأكثر من التردد إلي كأبيه ونعم هو.
 محمد بن أحمد بن موسى بن أبي بكر بن أبي العيد الشمس أبو عبد الله السخاوي ثم القاهري المالكي قاضي طيبة ونزيلها سبط الشهاب أبي العباس أحمد ابن أبي يزيد بن نصر البكري السخاوي ووالد خير الدين محمد الآتي ويعرف بابن القصبي - بفتح القاف والمهملة ثم موحدة وربما قيل له السخاوي. ولد في سنة تسع عشرة وثمانمائة بسخا ونشأ بها فحفظ القرآن والشاطبية ومختصر الشيخ خليل وتنقيح القرافي وألفية ابن ملك وغيرها، وقدم القاهرة في سنة إحدى وثلاثين فعرض بعض محفوظاته وقطنها زيادة على سبع سنين ثم رجع إلى بلده ولم يلبث أن حج في سنة أربعين وعاد إليها ثم رجع إلى القاهرة في سنة تسع وخمسين واشتغل فيها أولاً وثانياً فكان ممن أخذ عنهم الفقه البساطي والزين عبادة وأبو عبد الله الأندلسي قاضي حماة وأبو عبد الله الراعي وأبو القسم النويري وبعضهم في الأخذ عنه أكثر من بعض؛ وتردد لغير أرباب مذهبه أيضاً في العربية والأصلين وغيرهما كالأمين ولأقصرائي وابن قديد والشمني وابن الهمام وابن المجدي وسمع على شيخنا والشمس الرشيدي والبرهان الصالحي وآخرين وتكسب في بلده بالشهادة وناب في العقود وغيرها وتعاني نظم الشعر وامتدح به الأكابر وارتفق به في معيشته وراج أمره فيه حتى كان جل ما يذكر به، واستقر في قضاء المدينة النبوية في سنة ستين عقب وفاة التاج عبد الوهاب بن محمد ابن يعقوب المدني بعناية الجمال ناظر الخاص بتربة الأمير يشبك الفقيه وغيره له عنده، وسافر لمحل ولايته فباشر من ثاني عشرى ذي الحجة على طريقة حميدة من السياسة والتوضع والبشاشة والعفة ونصر كلمة الشرع بحيث اغتبط به أهلها، وتزوج ابنة المحب المطري وأكثر حينئذ بل وقبل ذلك من القصائد النبوية ورسخت قدمه فيها مع انفصاله قليلاً في أثناء المدة مرة بعد أخرى وكثرت أمواله بها وكانت له اليد البيضاء في الحريق الكائن بها وفي قتل بعض الرافضة وغير ذلك وكنت ممن صحبه قديماً بمجلس شيخنا وبعده وسمع مني في القاهرة جل القول البديع ثم جميعه بالروضة النبوية وامتد حتى يوم ختمه بقصيدة قيلت بحضرتنا وكذا أخذ عني غير ذلك. وكتبت عنه من نظمه أشياء منها عدة قصائد في نحو كراسة سمعتها منه بمنى، ونعم الرجل تودداً وبشاشة واستجلاباً للخواطر وإكراماً للوافدين وصفاءً. ولما أسن وانقطع بالفالج ونحوه استقر ابنه - وهو أفضل منه وأمتن تدبيراً ورأياً - في القضاء فكان كلمة اتفاق واستمر هذا في تعلله حتى مات في ليلة خامس المحرم سنة خمس وتسعين وترك أولاداً كشقيقين للمشار إليه هما أحمد ومحمد وغيرهما من ابنه المحب، وكنت في أواخر ذي الحجة م التي قبلها زرته في بيته من المدينة وأضافني رحمه الله وإيانا.
محمد بن أحمد بن موسى بن عبد الله الشمس أبو عبد الله الكفيري العجلوني ثم الدمشقي الشافعي. ولد في سابع عشرة شوال سنة سبع وخمسين وسبعمائة بالكفير - مصغر - من عمل دمشق وانتقل إليها فسمع من ابن أميلة بعض سنن أبي داود ومن ابن قواليح صحيح مسلم ومن المحب الصامت ويحيى ابن يوسف الرحبي في آخرين، وأجاز له غير واحد واشتغل عند الزهري وابن الشرشي وابن الجابي والشهاب الغزى ولزمه كثيراً وتخرج به حتى صار عين جماعته واشتهر بحفظ الفروع من شبيبته وبرع في الفقه وبقي أحد الأعيان؛ وناب في الحكم عن العلاء بن أبي البقاء فمن بعده، وكان مع علمه عارفاً بصنعة القضاء أشعري الاعتقاد سليم الصدر بشوشاً حسن الشكالة مليح القمامة كث اللحية مهابا متواضعاً مع الطلبة وغيرهم طارحاً للتكلف، درس وأفتى وكتب الكثير بخطه لنفسه وغيره وصنف التلويح إلى معرفة الجامع الصحيح واستمد فيه من البدر الزركشي والكرماني وابن الملقن وزاد فيه أشياء مفيدة وهو شرح جيد في خمس مجلدات والأحكام في أحكام المختار واختصره وسماه منتخب المختار في أحكام المختار واختصر الروض للسهيلي وسماه زهر الروض ومعين النبيه على معرفة التنبيه ورأيت من قال إنه عمل نكت التنبيه وهي حسنة في أربعة أجزاء فيحتمل أن يكون غير المعين وله نظم كثير بالطبع لا عن معرفة بالعروض وغيره من أسبابه فمنه:

خرجت من الدنيا كأني لـم أكـن

 

دخلت غليها قط يوماً من الدهـر

تبلغت فيها باليسير وقـد كـفـى

 

وحصلت منها ما عمرت به قبري

 

يؤنسني منه إذا مـا سـكـنـتـه

 

ونعم رفيق صاحب لي إلى الحشر

فيا عامر الدنيا رويدك فاقتـصـر

 

فإن سهام الموت تأتي وما تـدري

وإياك التفريط فالـغـبـن كـلـه

 

لمن منح الدنيا وراح بـلا أجـر

وقد حج غير مرة وجاور بمكة سنة سبع وعشرين وحدث بها وببلده سمع منه الفضلاء. قال شيخنا في معجمه: أجاز لنا نظماً وولي تدريس العزيزية شركة لغيره والصارمية وعمرها بعد الفتنة، وممن تفقه به الشمس الباعوني الآتي قريباً. ومات بدمشق بعد مرض طويل في يوم الإثنين ثالث عشر المحرم سنة إحدى وثلاثين ودفن بمقبرة الصوفية وكان يوماً مشهوداً وشيعه خلق. ذكره شيخنا في معجمه وإنبائه وابن فهد في معجمه وابن قاضي شهبة والمقريزي في عقوده وآخرون رحمه الله وإيانا. محمد بن أحمد بن موسى بن عبد الواحد القباني المغربي. فيمن جده حسن بن عبد الواحد.
محمد بن أحمد بن موسى بن نجاد ناصر الدين أبو عبد الله بن الأمير الشهاب أبي عبد الله بن أبي بكر النابلسي المقدسي، أجاز له في سنة ست وخمسين الحفاظ الثلاثة ابن كثير والعلائي والشهاب أبو محمود والرمثاوي وأبو الحرم القلانسي وناصر الدين التونسي والبياني وابن الخباز وأبو العباس بن الجوخي وآخرون؛ وحدث سمع منه الفضلاء كابن موسى والآبي في سنة خمس عشرة.وذكره شيخنا في معجمه وقال: أجاز لأولادي. وكذا ذكره ابن فهد وآخرون.
محمد بن أحمد بن موسى الشمس الطولوني الشافعي ويعرف بابن المشد كتب لي بخطه ما حاصله أنه ولد في سنة ثمان وعشرين قبل مجيء صاحب قبرس بسنة وشهر وحفظ العمدة وعرضها على شيخنا وأجازه واشتغل في صغره على العلامة في فنه شعيب في الأنغام؛ وعرض على الظاهر حقمق فنزله في المولد واعظاً ودام سنين وأخذ في الفقه عن العلم البلقبني والعلاء والقلقشندي ولازم البامي والبكري وأذنا له في التدريس والفتوى فأولهما في سنة ستين وثانيهما سنة سبعين وكذا أخذ في صغره عن الكمال السيوطي والشهاب الشارمساحي وأذن له في إقراءمجموع الكلائي في سنة خمسين، وسافر إلى الشام فاخذ عن الزين خطاب والبدر ابن قاضي شهبة وقال أنه أحضر إليه من تصانيفي المسائل المعلمات على المهمات واذن له في اصلاح ما ينبغي فيه، وقرأ على الديمي ألفية الحديث والبخاري والأذكاروكذا سمع على أم هانئ الهورينية وغيرها كالزكي أبي بكر المناري وقرا المنهاج الأصلي على الكمال إمام الكاملية بل سمعه في الشيخونية على العلاء القلقشندي وشرحه للعبري مع العضد وشرح الشمسية والمتوسط والجار بردى والمختصر والمطول وأدب البحث للمسعودي وغيرها من نحو وصرف وحكمة وهيئة على ملأ على نزيل الجامبكية وقرأ ألفية النحو في صغره على البدر بن العداس الحنفي ثم الشمس إمام الشيخونية بل قرأ عليه تصريف العزي في ثلاثة أيام وعلى العلم الحصني الأندلسية في العروض وايساغوجي وشرح التصرف وأجازه بها، وسمع على البدر المارداني الوسيلة وكشف الغوامض له والياسمينية في الجبر والمقابلة وغيرها من مقدمات وغيرها في الحساب والفرائض وأجازه بجميعها وكذا قرأ بعض المقدمات في الميقات على بعض الشيوخ وعلى أبي الجود مجموع الكلائي وسمع عليهه الفرائض والحساب وكذا سمع الفرائض مع الفقه على الشمس الشنشي بمدرسة الطواشي، ومن شيوخه النجم بن حجي وغيره، وتميز في الفضائل وتكسب بالتجارة بسوق جامع طولون وكثرت معارضته للجلال بن الاسيوطي.
محمد بن أحمد بن موسى التونسي القباقبي. فيمن جده حسن بن عبد الواحد.
محمج بن احمد بن موسى الكفيري. فيمن جده موسى بن عبد الله قريباً.
محمد بن أحمد بن منير الشمس المقدسي الصوفي التاجر. مات في سابع عشر صفر سنة ست وتسعين بالرملة وهو قافل من دمشق ونقل لبيت المقدس فدفن بماملا وكان مشهده حافلاً، وهو ممن سمع على الجمال بن جماعة وأجاز له القاضي سعيد الدين بن الديري والشريف النسابة والشهاب السكندري المقري وسارة ابنة ابن جماعة؛ وكان كثير العبادة مديحاً للجماعة بالمسجد الأقصى رحمه الله.
 محمد بن أحمد بن موسى البدر أبو عبد الله الرمثاوي الدمشقي الفقيه الشافعي. اشتغل كثيراً وفضل ونسخ بخطه الكثير ودرس بالعصرونية والأكرية وحج وجاور ومات في ربيع الأول سنة إحدى وقد جاز الأربعين وكان منجمعاً عن الناس قليل الشر بل بعيداً عنه خلافاً لأخيه موسى، ذكر سيخنا في إنبائه باختصار عن هذا.
محمد بن أحمد بن ناصر بن خليفة بن فرح بن عبد الله بن عبد الرحمن الشمس بن الشهاب الباعوني الدمشقي الشافعي أخو إبراهيم ويوسف. ولد بدمشق في عشر الثمانين وسبعمائة. ونشأ بها فحفظ القرآن والمنهاج وعرضه على جماعة وأخذ الفقه عن أبيه والشهاب والغزي والشمس الكفيري واشتغل في غيره أيضاً وسمع الحديث على الشمس محمد بن محمد بن علي خطاب وعائشة ابنة ابن عبد الهادي وغيرهما وتعاني النظم فاكثروا أتى فيه بالحسن ونظم السيرة النبوية للعلاء مغلطاي وسماه منحة اللبيب في سيرة الحبيب يزيد على ألف بيت وعمل تحفة الظرفاء في تاريخ الملوك والخلفاء وينابيع الأحزان في مجلد عمله بعد موت وبد له وغير ذلك، وكتب الكثير من كتب الحديث ونحوه بخطه. وخطب بالجامع الناصري بن منجك المعروف بمسجد القصب، وكذا بجامع دمشق وباشر نظر الأسرى والأسوار وغيرهما مدة ثم انفصل عنها وجمع نفسه على العبادة وحدث بشيء من نظمه وغير ذلك. وممن كتب عنه أبو العباس المجدلي الواعظ بل نقل ابن خطيب الناصرية في تاريخ من نظمه ووصفه بالإمام الفاضل العالم ولقيته بدمشق، فكتب عنه من نظمه أشياء بل قرأت عليه بعض مروياته وكان مجموعاً حسناً. مات في رمضان إحدى وسبعين ودفن عند والده خلف زاوية ابن داود رحمه الله. ومما أنشدنيه في رثاء ولد له مضمناً:

أمحمداً إن كان قد عز اللـقـا

 

ومضت مسرات الحياة بأسرها

فلأبكينك ما حـييت وإن أمـت

 

فلتبكينك أعظمي في قبرهـا

محمد بن الشهاب أحمد بن ناصر الدين بن الفقيه الدمياطي نزيل القاهرة يدعى ولي الله. ممن سمع على قرب التسعين.
محمد بن أحمد بن نجاد المقدسي. في أحمد بن موسى بن نجاد.
محمد بن أحمد بن نصر الله بن أحمد بن محمد بن عمر موفق الدين بن المحب البغدادي الأصل الحنبلي أخو يوسف وهذا الأكبر، نشأ فحفظ القرآن وغيره وأخذ عن أبيه بل سمع معه على الشرف بن الكويك في مسلم بقراءة شيخنا وكذا سمع بعده على ابن ناظر الصاحبة وابن بردس وابن الطحان بحضرة البدر البغدادي الحنبلي في صفر سنة خمس وأربعين، وصاهر الشمس محمد بن علي بن عيسى البغدادي على أخته، وتعاني التجارة؛ وكان حياً في سنة أربع وخمسين أو قريبها ثم مات باسكندرية.
محمد بن أحمد بن يحيى بن علي بن محمد بن أبي زكريا جلال الدين أبو النجاح ابن الشهاب الصالحي القاهري الشافعي الماضي أبوه والآتي عمه ويعرف بجده وربما قيل له ابن رسلان لكون يوسف بن رسلان الآتي عم والدته وأما كونه صالحياً وباقي نسبة فقد مضى في أبيه. ولد ونشأ فحفظ القرآن والعمدة والشاطبية والحاوي وجمع الجوامع، وعرض على العلم البلقيني وابن الديري والأقصرائي في آخرين؛ وحضر دروس العبادي والمناوي وقرأ عليه في شرح البهجة وكذا الجلال البكري وأذن له في التدريس والإفتاء وأخذ في الابتداء الفقه عن عبد اللطيف الشارمساحي والفرائض والحساب عن السيد على تلميذ ابن المجدي وسمع مني قليلاً، وتكسب بالشهادة ثم ناب في القضاء، وسافر على قضاء المحمل في سنة ثمان وثمانين وفي التي بعدها وغيرهما بل كان استقر شريكاً لأخيه بعد موت أبيهما في نصف إمامة القصر وفي غيرها من جهاته، كل ذلك مع سكون وتواضع وستر وعقل ودربة وتودد وسماح، ولذا اختص بجماعة زكريا وصارت له نوبة وأفرد بالجورة وعمل النقابة عنده وقتاً ورسم عليه الملك مديدة لتوهم أنه يستأدى الترك الحشرية ممن يموت بدرب الحجاز.
 محمد بن أحمد بن أبي يزيد بن محمد المحب أبو السعادات بن الشهاب بن الركن السرائي - بفتح المهملتين وألف مدينة ببلاد الدست - العجمي الأصل القاهري الحنفي سبط الشمس الأقصرائي والد البدر محمود والأمين يحيى، ولذا يعرف بابن بنت الأقصرائي وأبوه بمولانا زاده. ولد في سابع عشرى ذي الحجة سنة تسعين وسبعمائة بالقاهرة ونشأ بها في كفالة جده لأمه لكون أبيه مات وهو صغير فحفظ القرآن وكتباً وتفقه بخاله البدر المشار إليه وأخذ عنه العربية وأصولهم ايضاً وبالسراج قاري الهداية قرأ عليه الكنز بتمامه وبابن الفنري سمع عليه من أول تلخيص الجامع الكبير وأبوابه لمحمد بن أحمد بن عباد بن ملكداد الخلاطي وأخذ عنه في الأصول قطعة من أوائل العضد وتوضيح صدر الشريعة، وكذا من أوائل فصول البدائع في أصول الشريعة من تأليفه وقرأ العربية والصرف على أبي عبد الله محمد بن أحمد بن محمد بن مرزوق المغربي الماضي قرأ عليه مواضع من التسهيل بل قرأ عليه من تصانيفه شرح الخزرجية والبعض من شرح البردة والكثير من تفسير هود وسافر معه إلى إسكندرية، ولازم العز بن جماعة تسع سنين حتى كان جل انتفاعه به وعنه أخذ جل العلوم، ومما أخذ عنه من تصانيفه في الحديث شرح مختصر جده البدرلابن الصلاح وشرح أربعي النووي وفي النحو الجامع الصغير وشرح قواعد ابن هشام الكبرى وفي الأصول رسالته التي لخص فيها الإعتراضات الخمسة وعشرين المذكورة في أواخر ابن الحاجب والمنهاج وشرحه للجار بردى ومختصر ابن الحاجب وشرحه لابن المطهر الحلي وجمع الجوامع بتمامها وفي أصول الدين وشرح الطوالع للأصفهاني وفي المعاني والبيان شرح التلخيص وما علمت أيهما وفي المنطق رسالته الصغرى وتحرير ابن واصل والرسالة الشمسية وشرحها للقطب الرازي وللحلي وفي الجدل رسالته الصغرى أيضاً وكذلك الرسالة السمرقندية وشرحها للفخر البهشتي ولحميد الدين الشاشي وفي تخريج الفروع الفقهية على القواعد الأصولية التمهيد للاسنوي وفي تخريج الفروع الفقهية على القواعد النحوية الكواكب له أيضاً، وكان الشيخ يحبه ويؤثره لمزيد خدمته وله وشدة ملازمته، وأخذ أيضاً عن البساطي وطريق القوم عن الزين الخوافي وبحث في الهندسة على ابن المجدي وتلا القرآن لأبي عمر وعلى الزين طاهر المالكي مع كونه أسن منه وسمع على ابن ابي المجد وابن الكويك وتغرى برمش التركماني وغيرهم، وأجاز له عائشة ابنة ابن عبد الهادي والزين المراغي والكمال بن خير التاج بن التونسي وآخرون، ولازال يدأب في العلوم المنطوق منها والمفهوم حتى تقدم وأذن له العز بن جماعة في إقراء العلوم الماضية لعلمه بعموم الاحتياج إليه والانتفاع به وكتب له خطه بالثناء البالغ وكذا أن له ابن مرزوق في إقراء ما قراه عليه بل وفي اقراء ما اذن له ابن جماعة في إقرائه والسراج وقال أنه استدل بقراءته لما قرأه على معرفة باقي الكتب المذكورة، وصار أحد أعلام البلد ومشاهيرهم وكتب على الكشاف حاشية جمع فيها ما رآه من حواشي الطيبي والجار بردى والقطب والتفتازاني وأكمل الدين وإعراب السمين وغيره مع التوفيق بين ما ظاهره الاختلاف من كلامهم وصل فيها إلى آخر سورة النساء وعلى الهداية أيضاً حاشية جمعها من شروح خمسة النهاية للسغناقي والكافي على الوافي وشرح الكنز للزيلعي وشرح القوام الإتقاني وشرح أكمل الدين وصل فيها إلى ثلاثة أرباع الهداية وعلى البديع لابن الساعاتي قطعة، ودرس التفسير بالمؤيدية بعد خاله البدر والفقه والحديث بالصر غتمشية بعد الشمس التفهني المتلقي لهما عن أبيه والفقه بجامع المارداني وقف صرغتمش انتزعه له الأشراف من السعدي بن الديري بالجانبكية حين انتقال خاله الأمين للأشرفية وبالايتمشية مع مشيخة الصوفية بها إلى غيرها من الزظائف؛ وحج غير مرة أولها في حدود سنة خمس عشرة وجاور وسمع هناك على ابن الجزري، وسافر إلى إسكندرية ودمشق وحلب وآمد فما دونها وغزا مع العسكر لفتح قبرس سنة ثمان وعشرين وزار بيت المقدس، وحدث وأقرأ الطلبة وهرع إليه الفضلاء للاستفادة ولكن لم يكثروا عنه كخاليه، وكنت ممن أخذ عنه أشياء، وأم بالأشراف برسباي مدة أولها قريب من سنة ثلاثين وبعده لكن بالظاهرية ثم أستعفي منها وأكب على العبادة والأشغال والتدريس ثم التمس منه الأشراف أينال في أوائل دولته مباشرتها على عادته فأجاب

امتثالاً ثم أستعفي أيضاً ولزم منزله على عادته في الإقراء والعبادة إلى أن توجه للحج سنة تسع وخمسين فعرض له إسهال وهو بقرب مكة فبادر حينئذ وتجشم المشقة حتى سبق الحاج لدخولها بأيام فطاف طواف القدوم وسعى واستمر محرماً إلى أن مات في عصر يوم الجمعة ثالث أو رابع ذي الحجة منها وصلى عليه بعد صلاة العصر عند بابه الكعبة ودفن بالمعلاة في مقبرة بني الضياء وكانت جنازته حافلة وتأسف الناس على فقده رحمه الله وإيانا، ومحاسنه جمة، وكان مهاباً بهي المنظر كثير التودد راغباً في الاجتماع على الذكر والأوراد والاطعام، وقد ذكره ابن خطيب الناصرية في ترجمة والده من تاريخه فقال: وترك ولداً صغيراً من بنت الأقصرائي أنجب بعده وتفقه وولي إمامه الأشرف وقدم معه إلى حلب في رمضان سنة ست وثلاثين واجتمعت به فوجدته إنساناً حسناً فاضلاً ذا شكالة حسنة.
محمد بن أحمد بن يعقوب بن أحمد بن عبد المنعم بن أحمد المحب بن الشهاب الأطفيحي الأصل القاهري الشافعي سبط الزين العراقي الماضي أبوه وشقيقاه عبد الرحيم وعبد القادر. ولد قبل سنة عشرين وثمانمائة ونشأ في كنف أبويه فحفظ القرآن وغيره؛ وعرض على جماعة وسمع أو أحضر على خاله الولي ابن العراقي وكذا على ابن الجزري ختم مسند الشافعي وشيخنا وآخرين، وأجاز له في سنة ست وعشرين باستدعاء الكلوتاتي التاج محمد والعلاء على ابنا ابن بردس والنور ابن سلامة والخطيب أبو الفضل محمد بن أحمد بن ظهيرة والنجم بن حجي وعبد الرحيم بن حمد بن المحب والشمس الكفيري والشهاب بن ناظر الصاحبة وعائشة ابنة ابن الشرائحي في آخرين؛ وحج غير مرة واشتغل بالمباشرة فمهر فيها خصوصاً في أوقاف الحرمين وعول عليه القضاة سيما السفطي وصار هو المرجوع إليه مع جودة الخط والظرف النسبي وكثرة الأدب والتواضع ولين الكلمة والاحتمال ومزيد الكرم والتودد ولكنه كان منهمكاً في لذاته بحيث كان ذلك سبباً لانخفاضه وتناقصه شيئاً فشيئاً وكاد أن يكف بعد أن كان أعور إلى أن مات وقد زاحم السبعين في ليلة الخميس ثالث عشر جمادى الأولى سنة ثمان وثمانين وصلى عليه من الغد بمصلى باب النصر ولم يخلف بعده في براعته مثله، وما أحسن قوله عن القاضي زكريا أنه طبع على الحرمان، وقد أخذ عنه بآخرة بعض الطلبة وكتب على الاستدعاءات عفا الله عنه.
محمد بن أحمد بن يعلي السيد الحسني. شرح الجرومية وقال أن مؤلفها صنفها لولده أبي محمد وأنه قرأها على الولد المشار إليه بفاس، وأظنه من أهل هذا القرن فيحرر.

محمد بن أحمد بن يوسف بن حجاج الولوي السفطي - بسكون الفاء بين مهملتين نسبة لسفط الحناء من الشرقية - القاهري الشافعي. ولد في سنة ست وتسعين وسبعمائة وقيل سنة تسعين وهو أقرب بالصليبة من القاهرة، ونشأ فحفظ القرآن والعمدة والتنبيه وألفية ابن مالك وغيرها وعرض على جماعة وتلا لأبي عمرو ونافع على الشرف يعقوب الجوشني والشمس النشوي وأخذ في الفقه عن الجلال البلقيني والبيجوري وفي النحو عن الشمس الشطنوفي وفتح الدين الباهي وغيرهم في ذلك كله ثم لازم العز بن جماعة في الفقه والأصلين والعربية والمنطق والمعاني والبيان وغيرهما مما كان يقرا عنده، وبحث الحاوي عند الهمام العجمي شيخ الجمالية بل أخذ عنه في الكشاف وغيره وعن العز عبد السلام البغدادي في كثير من العقليات وكان يبر العز بطعام الشيخونية أول ما قدم فانه كان من صوفيتها، ورأيت شيخنا وصفه بذلك في طبقة سنة أربع وعشرين، وربما حضر عن العلاء البخاري ومع ذلك فامتنع من إعطائه الشاشات الواصلة إليه من الهند مع سؤاله له فيه؛ وقرأ على شيخنا في البخاري وغيره بل سمع قبل ذلك على الحافظين الهيثمي والتقي الدجوي وسعد الدين محمد ابن محمد بن محمد القمني والحلاوي والشهاب بن الناصح والعز بن جماعة وبعض ذلك بقراءة شيخنا، وحدث بالبخاري عن الزين العراقي سماعاً وبالشفا عن التنوخي سماعاً والشرف بن الكويك اجازة وبغير ذلك، وخرج له أبو النعيم المستملي شيئاً، وناب في القضاء عن الجلال البلقيني وربما ناب عن بعض الحنفية لاختصاصه بالصدر بن العجمي ولم ينب لمن بعد الجلال بالقاهرة بل قال حينئذ فيما بلغني والله لا أليه إلا استقلالاً، وحج غير مرة وجاور. وسمع بمكة والمدينة جماعة وعرف بمداخلة الكبار والحرص على الادخار والاستكثار ونال منهم حظاً لقدرته على جلبهم وأن تكلفوا في ميلهم إليه وحبهم، ولي تدريس التفسير بالجمالية في سنة سبع وعشرين ثم مشيخة التصوف بها في سنة ثلاث وثلاثين، وكانت له بالظاهر جقمق قبل سلطنته خصوصية بحيث أنه كان وهو أمير آخور يجيئه إلى بيته ويأكل عنده فلما تسلطن لازمه جداً وانقطع إليه فولاه في سنة اثنتين وأربعين وكالة بيت المال ثم في التي تليها نظر الكسوة وحينئذ هرع الناس إليه للتوسل به عنده ودخل في قضايا فانهاها حتى أنه كان يصمم على المنع ثم يسهله بسفارته ويلتزم الفعل ثم ينقضه بشفاعته، وصار له عند من دونه الكلمة النافذة والشفاعة المقبولة فتزايدات ضخامته وارتفعت مكانته وانثالت عليه الدينا بسبب ذلك من كل جانب من القضاة والمباشرين والترك فضلاً عمن دونهم فأثرى جداً وكثرت أمواله خصوصاً وهو غير متبسط في معيشته ولا سمح البذل بالذي في حوزته لجماعته ورعيته فضلاً عمن ليس من أهل مودته؛ وقصد بالانتماء لولائه والحلول بساحته وفنائه حتى أن المحب بن الشحنة الحنفي رئيس مملكته صاهره على ابنته وقرره السلطان أيضاً في نظر البيمارستان المنصوري في ربيع الآخر سنة تسع وأربعين فازداد وجاهة وعزاً اجتهد في عمارته وعمارة أوقافه والحث على تنمية مستأجراته وسائر جهاته حتى الاحكار وما ينسب إليه من الآثار مع التضييق على مباشريه والتحري في المريض المنزل فيه بحيث زاد على الحد وقل من المرضى فيه العد وتحامى الناس المجيء إليه بأنفسهم أو بمرضاهم فصار لذلك مكنوساً ممسوحاً ومنع الناس من المشي فيه إلا حفاة وحجر في كل ما أشرت إليه غاية التحجير فاجتمع في الوقف بسبب هذا كله من الأموال مايفوق الوصف وكذا اجتهد في عمارة الجمالية وأوقافها وتحسين خبزها والزيادة في معاليم صوفيتها ومستأجراتها لكن مع التحجير عليهم في الحضور وقفل الباب بحيث أن من تخلف لا يمكن الفتح له، ودرس بالمدرسة الصلاحية المجاورة للشافعي حيث وليه مع النظر بعد القاياتي، بل استقر في القضاء الأكبر بعد العلم البلقيني وباشره بحرمه مهابة وصولة زائدة وشدد في أمر النواب وابتكر جماعة من الفضلاء ممن كان شيخنا ينزه الكثير منهم عن استنابته واجتهد في ضبط المودع الحكمي وعمارة أوقاف الحرمين والصدقات ونحوها وتنمية دلت بزيادة المستأجرات والمسقفات والاحتكار على عادته المشروحة وتحري بالصرف من يعرف استحقاقه وارتدع به المباشرون والجباة ونحوهم، كل ذلك بالعنف والشدة والبطش المخرج عن حيز الاعتدال والملجئ إلى التصريح بما ل لا يناسب

منصبه حتى في الطرقات والركوب بدون شعار القضاة إلى غير ذلك مما أنزه قلمي عن إثباته هنا مخافة الكبير والصغير والشريف والحقير ولم يستطع أحد مراجعته؛ وتعدى حتى تعرض لولد شيخنا بالترسيم وغيره قصداً لابعاده عن المنصب لينفرد به بعد أن كان من أعظم المنكرين لصنيع القاياتي فيه وعمل شيخنا حينئذ جزءاً سماه ردع المجرم، وانتزع منه تدريس الصالحية ونظرها إلى أن حاق فيه السم القاتل وذاق مرارة حنظلة في المقاتل فكان أول مبادئ انحطاط قدره وارتباط المحن بجانب قدره في أول بيع الأول سنةاثنتين وخمسين واستمر حتى عزل شيخنا عن القضاء وبالشرف المناوي عن تدريس الصلاحية ونظرها وبأبي الخير النحاس غريمه عن البيمارستان وبالواوي الاسيوطي عن الجمالية ووضع السلطان يده على أكثر ما نماه من متحصل المرستان وغيره بل وأدخله المقشرة، وآل أمره إلى أن اختفى فلم يظهر إلا بعد نكبه النحاس ومضى ثمانية أشهر وأياماً في الاختفاء، سمعته يقول إنه أتي على متونه التي كان أنسيبا حفظاً وطلع حينئذ إلى السلطان مرة بعد أخرى وأكرمه وأعاد له في المرة الثانية وذلك في ثالث شوال سنة أربع وخمسين الجمالية وباشر حضورها على العادة ماشياً في الأغلب من درب الأتراك إليها قاصداً تواضعه بذلك ويصعد إلى السلطان في كلك شهر للتهنئة كآحاد الناس، ولم يلبث أن مرض في آخر يوم الاثنين، ومات في يوم الثلاثاء مستهل ذي الحجة سنة أربع وخمسين وصلى عليه المناوي في الأزهر ودفن بتربة أقاربه الاسيوطيين في ناحية باب الوزير رحمه الله عفا عنه وأيانا؛ وأرجو له الانتفاع بما حل به من المحن والرزايا سيما وقد ندم على صنيعه مع شيخنا وتوسل إليه بكشف رأسه ونحوه وعزم على الأسباب المخففة عنه مع كونه كان مديماً للتلاوة حريصاً علىالمداومة على التعبد والصيام والتجهد راغباً في إحياء ليالي رمضان بجامع الأزهر بركعتين يقرأ فيهما كل القرآن في كل ليلة مع التضرع إلى الله وكثرة البكاء والتعفف عن كثير من المنكرات محباً في إغاثة الملهوف والميل لمساعدة الفقهاء والطلبة وبجاهه بحيث جرت على يده مبرات منها تجهيز خمس من العميان في كل سنة لقضاء فريضة الحج بمائة دينار، كل ذلك مع الفصاحة في الكلام وجهورية الصوت وطلاقة العبارة وقوة الحافظة وبقصد الانتفاع بجاهه تزاحم الفضلاء في حضور درسه ببيته وغيره وقرأ عنده في الكشاف ونحوه وقرأت عليه لا بهذا القصد جزءاً من الغيلا نبات وسر بذلك وكذا حدث بالكثير مما كان القارئ عنده في أكثره الجلال بن الأمانة ولذلك قرره في القراءة بالقلعة بعد عزل البقاعي وقدحه بكلمات حسبما شرحته في مكان آخر واقتضى ذلك مبالغة البقاعي وتعديه لما أكثره مختلق بل ولو كان صحيحاً كان الزائد على القدر الحاجة منه غير جائز وصرح بتكذيبه قال: وكان الله دابة سوء وقد كان الجلال الوجيزي ينشد فيه نظماً أوله:

لحاك الله يا سفطي فكم تجـنـي

 

وكم تخطي وكم تمنع وما تعطي

وقد أطلت ترجمته في ذيل القضاة وفي المعجم والوفيات وغير ذلك من تعاليقي.
محمد بن أحمد بن يوسف بن عبد المجيد البدر المحلي ثم القاهري المالكي إمام مسجد قراقجا الحسنى. اشتغل وقتاً في الفقه والعربية ونحوهما وشارك في الجملة فلازم التقي الشمني فقرأ عليه في المسند وغيره رواية وكذا سمع على العز الحنبلي وعبد الكافي بن الذهبي وطائفة بقراءتي، وكان مع مشاركته فيه ديائة وخير. مات شاباً بعد الستين رحمه الله وإيانا.
محمد بن أحمد بن يوسف بن محمد بن أحمد أوحد الدين بن الشهاب أبي العباس المحلي الأصلي القاهري الشافعي الماضي أبوه وولده الجلال عبد الرحمن ويعرف بابن السيرجي. ولد في عاشر شعبان سنة خمس عشرة وثمانمائة بالقاهرة وأخذ عن أيه وغيره وجود الخط وتميز في الفرائض والحساب وبرع في التوقيع وتكسب بذلك وراج أمره فيه وناب في القضاء عن المناوي فمن بعده وامتنع من قبوله عن الأسيوطي وكان قد استقر في التصدير الذي قرره فيروز الناصري بجامع الأزهر برغبة والده له عنه وعمل فيه إجلاساً بحضرة شيخنا وغيره من الأعيان وكذا رغب له أبوه عن تدريس الطوغانية واستقر في الخطابة بالمنجكية عوضاً عن الشهاب بن صالح وفي الشهادة بالكسوة برغبة الشرف بن العطار وبالبرقوقية وغيرها وخطب أيضاً بالصالحية، وكان جهوري الصوت مقداماً. مات فجأة في سادس عشر ذي القعدة سنة سبع وسبعين وهو بالبرقوقية فحمل لبيته وصلى عليه من الغد ثم دفن بتربة أبيه بالباب الجديد عفا الله عنه.
محمد بن أحمد بن يوسف بن محمد بن معالي بن محمد الشمس أبو الفتح بن الشهاب أبي العباس بن أبي المحاسن القرشي المخزومي الزعيفريني الأصل ثم الدمشقي ثم القاهرة الشافعي الماضي أبوه وابنه أحمد ويعرف كسلفه بالزعيفريني. ولد في ربيع الأول سنة ثلاث عشرة وثمانمائة بالقاهرة ونشأ بها فحفظ القرآن والحاوي والمنهاج الفرعيين وألفية النحو، وعرض على جماعة وأخذ في العربية والأصول وغيرهما من الفنون عن العز عبد السلام البغدادي وفي الفقه عن الجلال المحلي في آخر ممن قبلهما ونحوهم وطلب الحديث وقتاً؛ وقرأ كل من الزين الزركشي بن العز بن الفرات، ومما قرأ عليه مسند أبي حنيفة ورافقه الزين قاسم الحنفي وصاحبنا السنباطي في سماعه وشرح معاني الآثار للطحاوي وسمعه معه أبنه أحمد وكذا قرأ على شيخنا وحضر أماليه، وجود الخط على ابن الصائغ بحيث أذن له في التكتيب، وحج مراراً وجاور في بعضها سمع على الشرف أبي الفتخ المراغي والتقي بن فهد بل أسمع ابنه عليه سنة ثلاث وأربعين، وقرأ القراءات على الزين بن عياش وزار بيت المقدس وقرأ الحديث هناك على التقي أبي بكر القلقشندي والجمال بن جماعة ورافقه في سماع أكثره ابن الجمال يوسف الصفي وباشر التوقيع عند ناظره، ثم ناب بأخره عن الشرف المناوي في القضاء؛ وصاهر البدر حسن البرديني على ابنته واستولدها أولاداً منهم أحمد وبواسطة ذلك كان هو القائم في المدافعة عن زوجته حيث تردد الأئمة فهم كلام الواقف فكان شيخنا والعلم البلقيني والمناوي والعبادي والكافياجي في جانب والمحلي بمفرده في جانبها وعقدت بسبب ذلك مجالس بين يدي السلطان وعند كاتب السر بالصالحية وبين يدي شيخنا في المنكوتمرية وكنت حينئذ في خدمته وذلك في سنة اثنتين وخمسين وسأل الخصم وهو شمس الدين محمد بن محمد ابن عبد الله البرديني شيخنا في الحكم بما أفتى به مما وافقه عليه الجمهور فسكت ثم قال قد نوزعت في فهمي يشير إلى مخالفة المحلي، وبلغني أن المحلى قال إذا ذاك عن شيخنا انه منصف ولم يلبث أن وافق المحلي السعد بن الديري بل ظفروا بفتوى للسراج البلقيني وولده وابن خلدون المالكي بموافقته فرجع شيخنا وغالب المفتين إليه، وكان خيراً فاضلاً حسن القراءة والشكالة وربما نظم. مات في يوم الاثنين ثاني عشر بيع الأول سنة ست وخمسين ودفن بتربة جوشن بقبر والده رحمهما الله وإيانا.
 محمد المحب أبو بكر أخو الذي قبله. ولد سنة ثمان وعشرين وثمانمائة ونشأ فحفظ القرآن عند الشمس محمد بن علي بن صلاح المناوي وسمع مع أخيه بمكة على التقي بن فهد في سنة ثلاث وأربعين، وتعاني التجليد في بيته وتكسب بالشهادة واسترفقه أبو الطيب الأسيوطي فصار بذلك وجيها. ومات في جمادى الأولى سنة ثلاث وتسعين بعد رفيقة بقليل؛ وأظنه جاز الستين.
محمد بن أحمد بن يوسف البدر القاهري الشافعي التاجر بسوق أمير الجيوش ويعرف بابن يوسف. ممن اشتغل وتميز وسمع الحديث قليلاً؛ ومما سمعه حتم البخاري عند أم هانئ الهورينية وفقتها، وكان عاقلاً ساكناً حسن البزة. مات شاباً قبل السبعين ظناً .
محمد بن أحمد بن يوسف الشمس القاهري الشافعي سبط نور الدين البسطي وإمام سيدي مسعود بالقرب من بين السورين. ولد تقريباً سنة ثلاث وثلاثين وثمانمائة بالقاهرة وقرأ القرآن وجوده بل تلاه لأبي عمرو ونافع على بعض القراء وقرأ شرح الشاطبية وغيره على زوج خالته البدر حسن الطنتدائي الضرير وحضر دروس الشرف المناوي في الفقه وغيره بل قرأ على الزين عبد اللطيف الشارمساحي ولازمه وكذا حضر دروس الوروري وأبي القسم النويري والبوتيجي ومما اخذه عنه الفرائض، وفهم الفقه والعربية وحفظ المنهاج وألفية النحو وسمع الحديث على الشريف النسابة ولازمه وقتاً بل لازمني حتى قرأ على كلا من البخاري ومسلم والشفا وناب عني في الأشرفية وفي الأشهر الثلاثة وكذا قرأ البخاري للعامة احتساباً في محل إمامته وباشر سقىى الماء في وقف الشيخي بذاك الخط مع القيام بمسجده أيضاً ونعم الرجل مداومة على التلاوة والزيارة لقبر أمه بعد موتها في كل يوم صباحاً بحيث خرج عليه بعض اللصوص في توجهه إليها وضربه حتى كاد يموت وتعلل لذلك مدة؛ وتقنعاً وعفة وانعزالاً عن الناس وربما ارتفق به الطلخاوي وغيره في الشهادة احتساباً ولكثير من الناس فيه اعتقاداً وكان زائد الاغتباط بي. مات في شعبان سنة أربع وتسعين ودفن مع أمه بالقرب من القلندرية رحمه الله وإيانا. وله نظم فمنه:

ما موجب الهجر لم أعرف له سببا

 

باشرت من عظم أشواقي بكم تلفى

إن تدعوا سبباً للهـجـر أنـكـره

 

فبينوه وألا فارتضـوا حـلـفـى

محمد بن أحمد بن يوسف الشمس الغمري - بالمعجمة - والد أبي البركات داود التقي بن نصر الله. صحب الشهاب الزاهد واشتغل يسيراً وتنزل في الجمالية عند شيخنا أول ما فتحت. قاله لي الجلال القمصي وكان رفيقه؛ وسيأتي الشمس محمد ابن عمر الغمري الوالي الشهير فربما التبس به.
محمد بن أحمد بن يوسف البزاز بقيسارية الطرحي وشريك صهري ويعرف بأبي إبراهيم. حج وكان أصلح حالاً من كثيرين. مات قبيل السبعين.
محمد بن أحمد بن يوسف المعلم شقير الفيشي الخياط. ولد سنة أربعين وسبعمائة وتقدم في صناعته بحيث يقترح على الخياطين فنوناً مع محبة في العلم وأهله. مات في أخريات سنة ست وعشرين. ذكره المقريزي في عقوده وأورد عنه دعاءً أملاه عليه عرف بركته وروى عنه غير ذلك وأرخ بعض ما كتبه عنه بسنة ثلاث عشرة بدمشق.
محمد بن أحمد بن يونس الجمال المكي ويعرف بالكركي. كان عاقلاً خيراً ذا مروءة وصيانة وأخلاق حسنة. قال الفاسي في تاريخه، وقال كتبت عنه بمكة دعاءً ذكر لي أنه ينقع من الأعداء على ما بلغه من شيخ اليمن علماً وعملاً وأحمد بن العجيل يقال ثلاثاً عند الصباح وعند المساء وهو: اللهم يا مخلص المولود من ضيق مخاض أمه ويا معافي الملدوغ من شدة حمه وسمه ويا قادراً على كل شئ بعلمه أسئلك بمحمد وأسمه أن تكفيني كل ظالم بظلمه. مات في العشر الأخير من شوال سنة تسع بالقاهرة وقد بلغ الخمسين أو قاربها.
محمد بن أحمد بن الشيخ البهاء الأنصاي الأخميمي. ذكره التقي بن فهد في معجمه هكذا مجرداً وهو جد قاضي الحنفية الآن ناصر الدين محمد بن أحمد وحينئذ فجده محمد بن محمد بن عبد الوهاب بن البهاء.
محمد بن أحمد بن كمال الدين. مضى فيمن جده كمال.
محمد بن أحمد بن البدر بن الشهاب البنهاوي القاهري الشافعي أخو ناصر الدين بن أصيل لأمه وصهر ابن الهمام على ابنته الكبرى حج معه وجاور وكان مفرط السمن جداً بعيداً عن الفهم وكل فضيلة وما اكتسب من صهره حبة. مات بعد الستين ظناً.
محمد بن أحمد البدر بن جنة. فيمن جده على.
 محمد بن أحمد الشمس العزازي الأصل الحلبي ويعرف بابن سفليس. قرأ القرآن واستغل بالعلم وطلب الحديث بنفسه ورحل وحصل بحيث اشتهر به في حلب مع المشاركة في غيره وكونه خيراً ديناً بتكسب بالمتجر حتى مات في ليلة الخميس تاسع عشر ربيع الآخر سنة سبع وثلاثين وقد لقيه البقاعي هناك وكتب عنه قوله قال حسان بن ثابت يرثي إبراهيم بن النبي صلى الله عليه وسلم رضي الله عنه مخاطباً النبي صلى الله عليه وسلم بذلك

مضى ابنك محمود العواقب لم يشب

 

بعيب ولم يذمم بقـول ولا فـعـل

رأى أنه عاش وساواك في العـلا

 

فآثر ان تبقى فـريداً بـلا مـثـل

محمد بن أحمد الشمس بن القاضي الشهاب الدفري القاهري الماض. مضى فيمن جده عبد الله بن عبد الرحمن بن عبد القادر.
محمد بن أحمد الشمس الحريري العقاد بالوراقين والمجدد للجامع المعروف بابن مدين بالقرب من الجنينة وكان يلقب بالحنبلي. مات في صفر سنة ثلاث وستين.
محمد بن أحمد الشريف الشمس الحسيني القبيباتي الدمشقي والد إبراهيم الماضي ونزيل القاهرة. كان من أعيان التجار وممن صار بالقاهرة مرجعاً للشاميين وكهفاً لهم مع خير ووضاءة وتلاوة للقرآن ورغبة في العلماء والصالحين وتودد، ابتنى خانا بالقرب من الخيميين بجامع الأزهر، ومات قبل إكماله في خامس عشرة ذي الحجة سنة خمس وستين وأذهب ابنه ما خلفه له فيما يحصل منه على طائل رحمه الله.
محمد بن أحمد الشمس الزعيفريني. فيمن جده يوسف بن محمد بن معالي.
محمد بن أحمد الشمس السعودي الحنفي. فيمن جده عمر.
محمد بن أحمد الشمس القباني ويعرف بابن بهاء والد علي ذاك المدبر حفظ القرآن وغيره واشتغل قليلاً وكان بديع الجمال ممن يصحبه الزين قاسم الحنفي والوالد على الاستقامة؛ ثم أقبل على التكسب بالوزن بالقبان في باب الفتوح وبالتجارة والمعاملة، وسافر غير مرة لمكة وجاور وتزوج أم الشهاب بن خيطه أخت عبد الغني القليوبي وأثرى مع مداومته للجماعة والتلاوة ورغبته في الصدقة والبر ومحبة الصالحين. مات في رجب سنة ثمانين رحمه الله. محمد بن أحمد الشمس المديني المالكي ويعرف بابن الموله. مضى فيمن جده عثمان بن خالد.
محمد بن أحمد فتح الدين النعاس - بمهملتين ونون - المالكي أحد موقعي الحكم. كن حسن الخط عارفاً بالوثائق؛ ولي الخطابة بالباسطية وانتمى لأبي الفتح بن وفاء. مات في سنة سبع وثلاثين وتقدم شيخه للصلاة عليه بإشارة الزيني عبد الباسط مع حضرة الحنبلي وغيره من الأعيان. أرخه شيخنا في إنبائه.
محمد بن أحمد قطب الدين أبو عبد الله بن التاج البحايلي. مات في ربيع الثاني سنة ست وستين بمصر وصلى عليه بجامع عمرو وكان معتقداً في العامة. أرخه المنير.
محمد بن أحمد قطب الدين بن الركن السمرقندي رفيق نعمة الله الآتي.
محمد بن أحمد المحب الحلبي ثم الدمشقي الكاتب ويعرف بابن المجروح، كتب على ابن الشمس الحلبي؛ وتميز في الكتابة وتصدى للتكتيب في المجاهدية وغيرها وكان ممن كتب عنه أبو الفضل بن الإمام قال وكان عشيراً حسن الشكالة والبزة ماجناً. مات في سنة بضع وستين وقد جاز الخمسين.
محمد بن أحمد محيى الدين الرومي الحنفي ويعرف بين أهل بلاده بفلبوي. شاب قدم القاهرة في البحر من مكة فأقام وقرأ على بعض المشارق للصغاني وسمع مني المسلسل بشرطه وله فضيلة وكتبت له إجازة وكان عزمه الإقامة والملازمة فلم يجد ما ستعين به لذلك فرجع إلى الشام.
محمد بن أحمد ناصر الدين بن الشهاب الخطاي المهمندار سبط أمير المؤمنين المتوكل على الله. مات في صفر سنةرثلاث وخمسين بالطاعون.
 محمد بن أحمد ناصر الدين الحموي الحنفي ويعرف بابن المعشوق. ولد في سنة ثمان وستين وسبعمائة بحماه ونشأ بها فحفظ القرآن وقرأ على قاضيها العلاء ابن القضامي مجمع البحرين وألفية بن ملك وحضر مجلس الشمس الهيتي وكان يقرأ الصحيحين قراءة حسنة ويديم التلاوة مع التكسب بالتجارة بل كان في أول أمره خيمياً ثم ترك؛ أثنى عليه بلدية صاحبنا الجمال بن السابق فقال: كان خيراً ديناً لا أعلم فيه عيباً تلقنت منه قطعة كبيرة من المجمع. ومات بحماة في رجب سنة إحدى وخمسين. وقد لقي شيخنا بحماة في سنة آمد شمس الدين محمد بن محمد بن أحمد بن المعشوق وقرأ عليه في البخاري وكأنه ابن لهذا ويحتمل أن يكون هو ووقع التغيير في لقبه مع إسقاط اسم أبيه ولكن الأول أشبه.
محمد بن أحمد ناصر الدين المصري الشافعي ويعرف بالسخاوي وهو غير الماضي فيمن جده على. حفظ القرآن وكتباً وعرضها في عشر السبعين على جماعة من علماء القاهرة كالجمال الاسنائي وحضر دروسه ودروس غيره، وكانت فيه نباهة ويذاكر بفوائد حسنة، جاور بمكة غير مرة وكانت وفاته بها في شعبان سنة عشر ودفن بالمعلاة عن بضع وستين سنة. قاله الفاسي في مكة .
محمد بن أحمد ناصر الدين المصري. ممن سمع مني بمكة.
محمد بن أحمد ناصر الدين الهذباني الكردي الشافعي الطبردار، كان من أبناء الجلد فتعلق بمجالسة العلماء وصحب كمال الدين الدميري ونورالدين الرشيدي وتدين وصار يسرد الصوم ويواظب الجماعة بل لا يقطع الصبح بالأزهر ويقوم إليه كل ليلة من نحو ربع الليل مشياً من منزله بحارو بهاء الدين مع تكسبه بالتجارة في الحوايص ثم ترك لما كبر، وكان على ذهنه أشياء. مات سنة أربع وعشرين؛ ذكره شيخنا في أنبائه وقال: لازمني مدة.
محمد بن أحمد همام الدين الخوارزمي الشافعي نزيل القاهرة وهو بلقبه أشهر. اشتغل ببلاده ثم قدم حلب قبل الفتنة فأنزله الشرف أبو البركات الأنصاري القاضي في دار الحديث البهائية ثم تحول إلى القاهرة في أوائل أيام الناصر واستمل عليه بعض الإملاء فحصل له بعض المدارس ثم رغب عنها للحاجة وعلم جمال الدين به فاستحضره إليه بعد أن بولغ عنده في وصفه واستخص به وأسكنه بالقرب منه ورتب له الرواتب الجزيلة فلما تمت مدرسته استقر به شيخها وتحول إلى المسكن الذي عمره له فيها وقرر له معاليم ورواتب خارجاً عن ذلك وصار ينعم عليه بالهدايا والعطايا مع مراعاة جانبه وسماع كلامه فنبه بعد أن كان خاملاً وتحلى بما ليس فيه بعد أن كان عاطلاً وأنهال عليه الطلبة لأجل الجاه فكان يحضر درسه منهم إضعاف المنزلين فيه وأقرأ بها الحاوي والكشاف ثم طال عليه الأمر فاقتصر على الكشاف وكان ماهراً في إقرائه إلا أنه بطئ العبارة جداً يمضي قدر درجة حتى ينطق بقدر عشر كلمات مشاركاً في العلوم العقلية مع سلامة الباطن وإطراح التكلف بحيث يمشي في السوق ويتفرج في الحلق وبركة الرطلي وغيرها بل كانت له ابنة ماتت مها فصار يلبسها بزي الصبيان ويحلق شعرها ويسميها سيدي علي وتمشي معه في الأسواق إلى أن راهقت وهي التي تزوجها الهروي فحجبها بعد. هكذا ذكره شيخنا في أنبائه وقال في معجمه أنه ولد في حدود الأربعين. وقدم القاهرة وهو شيخ فأقرأ الكشاف والعربية وغيرهما وسمعت كثيراً من الفضلاء يطرونه في تقرير الكشاف مع التحرز في النقل وصحة الذهن والمعتقد، وقد حضرت دروسه وسمعت من فوائده؛ زاد في موضع آخر أنه كان يقول أن الهروي صهره من طلبته ولذا انتدب معه وكان ما شرح في محاله. وقال ابن خطيب الناصرية في تاريخه: كان إماماً عالماً فاضلاً فقيهاً ذا يد في الأصول والمعاني والبيان وغيرها. وقال المقريزي في عقوده: كان متحرزاً في الد وصحيح الذهن سليم المعتقد مع الصيانة والإنجماع وتعدد الفضائل. ققلت وقد أخذ عنه غير واحد من محققي شيوخنا. مات في العشر الأخير من ربيع الأول سنة تسع عشرة وقد جاز السبعين رحمه الله.
محمد بن أحمد أبو عبد القادر النابتي الغمري نزيل جامعة بالقاهرة. ممن سمع في سنة خمس وتسعين.
محمد بن أحمد أبو عبد الله الجبرتي. كان فقيهاً عالماً تفقه بالقاضي أحمد بن أبي بكر الناشري وناب عن القاضي موفق الدين في أحكام زبيد فكان الناس إذا علموا أنه القاعد لذلك تحاموه لغلظته. ومات قبل وفاة شيخه المذكور في حدود سنة أربع عشرة.
 محمد بن أحمد أبو عبد الله الوانوغي المالكي.فيمن جده عثمان بن محمد.
محمد بن أحمد أبو الفضل القدسي الشافعي ويعرف بابن النجار حرفة أبيه. نسأ فأخذ عن ماهر ثم عن البرهان العجلوني والكمال بن أبي شريف حتى برع وتميز في الفضائل وتصدى للإقراء والإفتاء، وكان ورعاً متواضعاً فقيراً قانعاً ترك الإفتاء بأخرة واستقر به ابن الزمن شيخ مدرسته بالقدس. ومات في الكهولة في شعبان سنة سبع وثمانين واستقر في المشيخة النور محمود بن العصياتي.
محمد بن أحمد الكيلاني البجارنبيه - بكسر الموحدة ثم جيم وآخره راء اسم لبلد مكأنه قال ابن البلد الفلاني - الأزهري الشافعي.قدم القاهرة فجاور بالأزهر وكان عالماً محققاً صالحاً؛ أخذ عنه الفضلاء وقرأ عليه الزين زكريا شرح الشافية للجار بردي وشرح تصريف العزي للتفتازاني. ومات بالقاهرة قريباً من سنة خمسين.
محمد بن أحمد البلخي الدمشقي ويعرف ببكيبكة؛ أجاز لى في سنة خمسين من دمشق، وذكر البرهان العجلوني أنه سمع من المحب الصامت فالله أعلم.
محمد بن الشهاب أحمد البنهامي التاجر. مات في ذي القعدة سنة إحدى وأربعين. أرخه شيخنا وقال أن المتحدث عليه استولى على موجود أبيه ولعله يزيد على عشرين ألف دينار فقام اثنان فادعيا أنهما ولدا عمه عصبة فصالحهما وكذا ناظر الخاص بما مجموعه لايفي بثلث الموجود قال وكان المخبر بذلك من باشر العرض والبيع وضبطه ومع ذلك فلم يلتفت المحدث لهذا وركب طريق الإنكار وإن الذي دفعه هو الذي استولى عليه من غير زيادة.
محمد بن الشهاب أحمد العباسي الحلبي أحد أجناد الحلقة بها. مات بها في إحدى الجماديين سنة خمس وتسعين عن نحو الخمسين.
محمد بن أحمد الجرواني نزيل القاهرة، ذكره شيخنا في إنبائه فقال: ولد سنة تسع عشرة وسبعمائة وكان يذكر أنه سمع من الحجار فلم نظفر بسماعه، نعم كان حسن الخط عارفاً بالوثائق وله فيها تصنيف ونظم فيما يزعمه وإلا فهو بغير وزن ولا معنى. وقد انتسب إلى الحسن بن علي وصار شريفاً فكان يطعن في نسبه ويقال أنه كان أولاً يكتب الأنصاري. مات سنة ثلاث عشرة. قلت وقد مضى محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الله بن عبد المنعم وأجوز كون صاحب الترجمة جده وأنه محمد بن عبد الله بن عبد المنعم فقد أجاز لشيخنا ابن الفرات وحينئذ فأحمد غلط والله أعلم.
محمد بن أحمد الزبيدي نزيل مكة ويعرف بالجندار. مات بها في ربيع الثاني سنة اثنتين وثمانين. أرخه ابن فهد.
محمد بن أحمد الزفتاوي ابن أخت القاضي ناصر الدين والدلال أبوه ويلقب بالثور. ممن جلس بالحانوت المجاور لحبس الرحبة في حياة خاله ثم بعده وكان يتكلم في وقف الحجازية ومولده ظناً سنة عشر وثمانمائة وفارقته في سنة ست وتسعين حياً.
محمد بن أحمد بن السبع - وهو لقب أبيه - القرشي القاهري الحنفي فخرالدين بن شهاب الدين جد قاسم بن أحمد الماضي. شهد على بعض الحنفية في إجازة سنة إحدى. محمد بن أحمد السعودي الحنفي. فيمن جده عمر ومحمد.
مجمد بن أحمد السميعي - نسبة لقرية من قرى أبو تيج يقال لها قرية بني سميع - البوتيجي يعرف بالفرغل. رجل مجذوب له شهرة في الصعيد وغيره وزاوية بأبوتيج وأخرى بدوينة، كان يتنقل بينهما وأكثر إقامته بالأولى وبها دفن وتحكي له كرامات. قدم القاهرة أيام الظاهر جقمق شافعاً في ابن قرين العزال أحد مشايخ العربان فأجابه وإكرامه وأمر بانزاله عند الزين الاستادار ورجع فأقعد وأضر ومات رحمه الله.
محمد بن أحمد الشقوري العجمي ويعرف بالبايزيدي. ممن سمع مني بمكة.
محمد بن أحمد الطوخي. رأيته كتب بالشهادة على الزين طاهر في إجازته لأبي عبد القادر سنة ثلاث وثلاثين وأظنه ولي الدين الماضي فيمن جده محمد بن محمد بن عثمان بن موسى.
محمد بن أحمد بن الطولوني المهندس. مضى فيمن جده أحمد بن علي بن عبد الله.
محمد بن أحمد القاهري الغزي. الحنفي ويعرف بابن المزين ممن سمع مني بالقاهرة.
محمد بن أحمد بن الفرات. شهد على الزين طاهر المالكي في إجازته لأبي عبد القادر سنة ثلاث وثلاثين وأظنه الماضي فيمن جده محمد بن علي بن الحسن.
 محمد بن أحمد الفخري. مات بمكة في جمادى الثانية سنة سبع وخمسين. أراخه ابن فهد. محمد بن أحمد القمقام. محمد بن أحمد الكركي ثم الدمشقي الحنبلي. فيمن جده معتوق. محمد الجمال الصامت بن أحمد الناشري. فيمن جده.
محمد بن أحمد الهاروني المصري. كان مجذوباً معتقداً في المصريين ويلقبه أهلها خفير البحر. مات في صفر سنة خمس. ذكره شيخنا في إنبائه محمد بن أحمد اليزليتني التونسي ويعرف بابن زغدان، مضى فيمن جده محمد بن داود.
محمد بن أرغون شاه النوروزي أستاذ الظاهر جقمق بدمشق. مات في سنة ثلاث وخمسين.
محمد بن أرغون ناصر الدين المارداني القبيباني الشافعي. ولد سنة اثنتين وخمسين وسبعمائة وخدم جندياً عند أقطمر عبد الغني النائب وتنقلت به الأحوال حتى عمل الاستادارية عند جماعة من كبار الأمراء ثم ولاه الجيزية ثم الحجوبية، وكان عارفاً بالأمور صحب الناس وعرف أخلاق أهل الدولة وعاشرهم ومازحهم بل هو من رجال العالم مع كونه اشتغل بالعلم وجالس العلماء وخالطهم وحفظ كثيراً من المسائل الفقهية وكان يذاكر بها ويقرأ عنده الروضة وغيرها ويكثر من مسائلة من يلقاه من العلماء؛ أضر في سنة أربع عشرة وانقطع بمنزله في التبانة حتى مات في ثاني عشرة رمضان سنة أربع وثلاثين، ذكره شيخنا في معجمه وانبائه وقال: سمعت منه فوائد ولطائف وكان ينتمي لأصهارنا بقرابة من النساء. وتبعه في ذلك المقريزي في عقوده رحمه الله.
محمد بن الأتابك أزبك الظاهري من ططخ سبط الظاهر جقمق، أمه خديجة وهي سبطة الناصري بن البارزي وزوجه أبوه ابنة قراجا الخزندار واستولدها علياً وصار من أمراء الأربعين ويخلف والده إذا كان غائباً في التقريرات ونحوها وحسنوا له الأخذ على ذلك، وحج أمير ركب الأول سنة ثمان وتسعين.
محمد بن اركماس اليشبكي عضد الدين النظامي نسبة لنظام الحنفي لكونه ابن أخته. ولد سنة اثنتين وأربعين وثمانمائة ومات أبوه وهو صغير فرباه خاله مكافأة لأبيه أركماس فهو المربي لنظام وحفظ القرآن والشاطبيتين والمنار والكنز وألفية ابن ملك وغيرها فيما زعم، وأنه عرض بعضها وهو ابن عشر على شيخنا وغيره واشتغل على ابن الديري وسيف الدين الزين قاسم في آخرين منهم خاله وكتب على ياسين، وحج غير مرة منها في سنة إحدى وتسعين في البحر وجاورحتى رجع مع الموسم في أول التي تليها. ودخل دمياط واسكندرية وكتب بخطه الكثير لنفسه وغيره وجمع تذكرة في مجلات، واختص بالشهابي بن العيني بعد أيامه ولذا قرره في خزن الكتب بمدرسة جده ثم فصله عنها، واجنمع بي غير مرة وحضر بعض الدروس، وهو لطيف الذات كثير الادب.
محمد بن اسحق بن أحمد بن اسحق بن أبي بكر غياث الدين أبو المعالي العز بن أبي الفضل بن أبي العباس الأبرقوهي الشيرازي وكان أبوه قاضيها المكي ويعرف بالكتبي. ولد سنة خمس وعشرين وسبعمائة للترمذي. وقدم مكة فقطنها نحو ثلاثين سنة على طريق حسنة من كف الأذى والأقبال على الخير والعبادة وجرت على يديه من قبل شاه شجاع صاحب فارس لكونه كان من جماعته صدقات لأهلها ومآثر بها. وكان بارعاً في الطب وانتفع به أهل مكة فيه كثيراً سيما وهو يحسن إليهم بما يحتاجونه من أدوية وغيرها وصنف فيه كتاباً حسناً.مات بعد انقطاعة في بيته لضعفه وعجزه عن الحركة في جمادى الأولى سنة خمس ودفن بالمعلاة. ذكره الفاسي في مكة ثم التقى بن فهد في معجمه وشيخنا في إنبائه والقريزي في عقوده وآخرون.
 محمد بن اسحق بن محمد قاضي مدينة لامو - إحدى مدائن الزنج على بحر بربرا غربي مدينة مقدشوه على نحو عشرين مرحلة منها وقد غلب على أهل هذه المدينة الرمل فهو بها قامات عديدة - الشافعي. ولد سنة سبع وثماني وسبعمائة. قال المقريزي في عقوده وغيرها: قدم مكة وأنا بها في أخريات سنة تسع وثلاثين وثمانمائة فبلوت منه معرفة بالفقه وبالفرائض بحيث أنه يحل الحاوي، مع عبادة ونسك. وأخبرنا أن القردة غلبت على مدينة مقدشوه من نحو سنة ثمانمائة بحيث ضايقت الناس في مساكنهم وأسواقهم وصارت تأخذ الطعام من الأواني وغيرها وتهجم الدور على الناس وتأخذ ما تجده من آنية حتى ان صاحب تلك الدار يتبع القرد ويتلطف به في رد الإناء فيرده بعد أكل ما فيه وإذا وجد امرأة منفردة وطئها قال ومن عادة متملكها أن أرباب دولته يقفون تحت قصره فإذا تكاملوا فتحت طاقة بأعلاه فيقبلون له الأرض ثم يرفعون رؤوسهم فيجدون الملك قد أشرف عليهم من تلك الطباق فيأمر وينهي. فلما كان في بعض الأيام كان المشرف عليهم قرداً، قال وتمر القردة طوائف كل طائفة لها كبير يقدمها وهي تابعة له بتؤدة وترتيب، قال فيرون ذلك عقوبة من الله لهم وإن البحر يلقى بساحل مدينة لامو العنبر فيأخذه الملك ومرة كانت زنة قطعة منه ألف رطل ومائتي رطل، قال وشجر الموز عندهم كثيراً جداً وأنه عدة أنواع منها نوع تبلغ الموزة منه في الطول ذراعاً ويعمل عندهم منه دبس يقيم أكثر من سنة ويعقدون منه أيضاً حلوى انتهى. وعندي توقف في صحة هذا على هذا الوجه بالله أعلم.
محمد بن اسحق الشمس الخوارزمي الحنفي نزيل مكة ونائب إمام مقام الحنفية. كان فاضلاً في العربية ومتعلقاتها وغير ذلك كثير التصدي للإشعال والإفادة والنظر والكتابة وكأنه أخذ العربية عن صهره إمام الحنفية الشمس المعيد والد الشهاب أحمد وكان ينوب عنهما في الإمامة غيبة وحضوراً سنين كثيرة وجمع في فضائل مكة والكعبة شيئاً استمد فيه من تاريخ الأزرقي وكتب المناسك وكان يرسم صفة الكعبة والمسجد في أوراق ويهديها للهنود وغيرهم بل سافر للهند طلباً للرزق، كل ذلك مع دين وخير وسكون وانجماع عن الناس. مات في سلخ ربيع الأول سنة سبع وعشرين ودفن بالمعلاة بكرة يوم الجمعة، وهو في عشر الستين ظناً أو جازها. قاله الفاسي في مكة.
محمد بن أسعد مورنا جلال الدين الصديقي الدواني - بفتح المهملة وتخفيف النون نسبة لقرية من كازرون- الكازروني الشافعي القاضي باقليم فارس والمذكور بالعلم الكثير ممن أخذ عن المحيوي اللاري وحسن بن البقال، وتقدم في العلوم سيما العقليات وأخذ عنه أهل تلك النواحي وارتحلوا إليه من الروم وخراسان وما وراء النهر. وسمعت الثناء عليه من جماعة ممن أخذ عني؛واستقر به السلطان يعقوب في القضاء، وصنف الكثير من ذلك شرح على شرح التجريد للطوسي عم الانتفاع به وكذا كتب على العضد مع فصاحة وبلاغة وصلاح وتواضع وهو الآن في سنة سبع وتسعين حي ابن بضع وسبعين.
محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن حسن المحب أبو البركات بن المجد أبي الفداء القلعي سبط الشريف كريم الدين عبد الكريم بن الشيخ الصالح المملك الزين أبي بكر الحياتي والماضي أبوه، نشأ في كنفه فحفظ القرآن وكتباً وعرض على جماعة بل اسمعه أبوه الكثير، وكان ممن سمع مني وأجاز له جماعة ومات صغيراً بعد الستين.
محمد بن أمين الدين أبو النور شقيق الذي قبله. نشأ أيضاً في كنف أبيه فقرأ القرآن وغيره وأسمعه كثيراً وأخذ عني جملة في الإملاء، وخلفه في جهاته بجامع القلعة بل نيابة، وفيه حشمة ولديه عقل وجود الخط ونعم الخلف.
 محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن جمعة البحيري الأصل القاهري برددار الأتابك أزبك وشقيف أحمد الماضي ويعرف كل منهما بابن إسماعيل. نشأ دهاناً قليلاً ثم وقف مع أيبك بباب قانم التاجر الأتابكي ثم موته خدم مع صهره على برددار الأتابكي حين كان حاجباً إلى أن سافرا معاً حين عمل نائب الشام وعادا حين استقر أتابكياً فداما حتى مات أولهما وانفرد هذا بالتكلم وارتقى في بابه لما لم ينهض له غيره وصار المعمول عليه إلى أن نكبه لكونه قيل عنه أنه أخذ من المشاة كلهم بحلب ديناراً ديناراً وبلغ ذلك السلطان فأعلم أستاذه فنكبه ووضعه في الحديد وضربه باطناً وظاهراً واستخلص منه فيما قيل زيادة على أربعين ألف دينار وهو لا يصغي له في كونه تقدماً معه بل يطالب ويضارب مع الترسيم والتشديد المديم وآخر ما بلغني كونه مرسما عليه بباب حاجب الحجاب تنبك قرأ في رجب سنة ثمان وتسعين وهو كأخيه من العوام وينسب لإطعام وبر وغير ذلك مع كونه حج غير مرة.
محمد بن المجد إسماعيل بن إبراهيم بن محمد بن علي بن موسى الكناني البلبيسي الأصل القاهري الحنفي الماضي أبوه. ذكره شيخنا في إنبائه وقال له مات قبل أبيه بشهرين في أول سنة اثنتين وكان قد اشتغل ومهر.
محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن موسى بن سعيد بن علي شمس بن أبي السعود المنوفي ثم القاهري الشافعي أخو أحمد الماضي ويعرف بابن أبي السعود.ولد في سنة عشر وثمانمائة تقريباً بمنوف ونشأ فحفظ القرآن والعمدة والمنهاجين وألفية النحو وبداية الهداية للغزالي، وعرض على الولي العراقي والزين القمني والطبقة وقطن القاهرة بعد أبيه تحت نظر الشريف الطباطبي بمصر فتهذب به وتسلك على يديه واختلى عنده عاماً وكذا أكثر من التردد لصاحب والده الشيخ مدين بحيث اختص به وكان الشيخ يعظمه جداً، وأخذ في غضون ذلك في الفقه عن المحلي والمناوي وفي العربية عن ابن قديد ولازمه وفيها وفي الأصلين وغيرهما عن ابن الهمام وقبل ذلك أخذ عن البدرشي وبورك له في اليسير، واستقر أولاً في وظيفة والده التصوف بسعيد السعداء ثم أعرض عنها لأخيه، وتنزل في صوفية الشيخونية وقرأ فيها صحيح مسلم والشفا علي الزين الزركشي، وحج وجاور وداوم العبادة والتقنع باليسير والانعزال عن أكثر الناس واقتفاء طريق الزهد والورع والتعفف الزائد والاحتياط لدينه حتى أنه من حين استقر المناوي في القضاء لم يأكل عنده شيئاً بعد مزيد اختصاصه به وكذا صنع مع أخيه لما ناب في القضاء مع تكرر حلفه له أنه لا يتعاطى منه شيئاً، وأبلغ من هذا عدم اجتماعه بشيخنا أصلاً؛ وذكرت له إكرامات وأحوال صالحة مع حرصه على إخفاء ما يكون هذا القبيل وميله إلى الخمول وعدم الشهوة ومثابرته على عدم تصنيع أوقاته إلا في صلاة أو كتابة أو مطالعة وما رأيت أحداً ممن يعرفه إلا ويذكره بالأوصاف الجميلة وقد سمع على التقي الفاسي حين قدم القاهرة الأربعين المتباينات من تخريجه لنفسه وحدث ببعضها. مات في ربيع الآخر سنة ست وخمسين ودفن بحوش سعيد السعداء جوار الشيخ محمد بن سلطان بالقرب من البدر البغدادي الحنبلي وكان له مشهد عظيم وكثر الثناء عليه ونعم الرجل كان رحمه الله ونفعنا به.
محمد بن إسماعيل بن إبراهيم محي الدين بن المجد المكراني أخو أحمد الماضي وهذا أفضلهما. نشأ وقطن مكة مع أهله مشتغلاً بالنحو والصرف والمنطق وغيرها ولازمني بها في سنة ست وثمانين وبعدها وفهم مع عقل وسكون وأدب وانتماء لبيت ابن السيد عفيف الدين وصغر السن ثم رجع إلى بلاده وأظنه عاد إليها بل هو الآن بنواحي كنباية هو وأخوه وأبوهما يقرئ ولداً لصاحبها.
محمد بن إسماعيل بن إبراهيم أبو الوفا القاهري الطبيب ويعرف بوفا. ولد بعد الثلاثين وثمانمائة بالقاهرة، ونشأ بها وتدرب في الطب بخاله الشهاب أحمد بن خليل وناصر الدين بن البندقي، وصار من ذمي النوب بالبيمارستان ممن يشار إليهم بالبراعة والمتانة وخفة الوطأة والتدبر في العلاج، وقد حج غير مرة وجاور مرتين ودخل دمياط وربما لاطفني واستد حرصه على كتابة الخصال الموجبة للظلال من تأليفي.
 محمد بن إسماعيل بن أحمد بن إسماعيل بن محمد بن إسماعيل بن علي البدر القلقشندي الأصل القاهري الشافعي الماضي أبوه. ولد سنة أربع وثلاثين وثمانمائة ونشأ فسمع على شيخنا وغيره كالجمال بن جماعة ونسوان وتكسب بالشهادة ثم ناب ببعض بلاد الصعيد عن الأسيوطي؛ وحج غير مرة وجاور مراراً وكان يشهد هناك أيضاً. مات بعد أن كسر ذراعه ببركة الحاج في توجهه وهو راجع ليلة الأحد سادس المحرم سنة تسعين بالحنك ودفن باكري؛ ولم يكن مرضياً وقد أحضر لي ولداً له عرض على كتباً وكان شريك إبراهيم ابن عمه العلاء في ميراث عمهما التقي عبد الرحمن وتزرج هو بزوجته خالة إبراهيم ومات معها رحمهم الله.
محمد بن إسماعيل بن أحمد بن جلبان الشمس الضبي القاهري الشافعي ويعرف بالضبي. ذكره شيخنا في إنبائه فقال: صاحبنا الشيخ شمس الدين كان خطيباً بجامع يونس بالقرب من قنطر السباع بين مصر والقاهرة ديناً خيراً مقبلاً على شأنه لازمني نحو ثلاثين سنة وكتب أكثر تصانيفي كأطراف المسند وما كمل من فتح الباري وهو أحد عشر سفراً والمشته ولسان الميزان وتخرج الرافعي وعدة كتب والأمالي وهي في قدر أربع مجلدات بخطه وكتب لنفسه من تصانيف غيري، واشتغل بالعربية ولكن له نهمة في غير الكتابة مع التقلل من الدنيا والتقنع باليسير والصبر وقلة الكلام. مات في يوم الثلاثاء ثاني عشر رمضان سنة أربعين وكثر الثناء عليه من جيرانه وتأسفوا عليه رحمه الله.محمد بن إسماعيل بن أبي بكر الجمال بن الشرف الجبرتي الأصل اليماني الزبيدي. خدم عن أبيه وأبوه عن الجمال محمد بن محمد المزجاجي عن والداعية إسماعيل الجبرتي، ولقيه عبد الله بن عبد الوهاب الكازروني المدني وقال لي أنه شيخ الصوفية الآن بزبيد وأنه لم يتكهل.
محمد بن إسماعيل بن الحسن بن صهيب بن خميس الشمس البابي ثم الحلبي الشافعي وكان أسمه أولا سالم. تفقه بعمه العلاء أبي الحسن على البابي وبالزين أبي حفص عمر الباريني وبرع في الفرائض والنحو وشارك في غيرهما من العلوم ودرس بالمدرسة السيفية بحلب وشغل الطلبة وأفتى، وكان ديناً قنوعاً عفيف النفس فقيهاً ذكياً غير أنه اشتغل بأخرة بالعبادة والفاقة عن الاشتغال ولما اشتدت فاقته ولاه شرف أبو البركات الأنصاري قضاء ملطية ورغب حينئذ عما كان باسمه من خطابة البكتمرية واستناب في إمامه التربة الأرغوانية وتوجه إليها فأقام بها مدة إلى أن حاصرها ابن عثمان صاحب الروم وانفصل عنها فرجع إلى حلب فأقام بها على إمامته المذكورة حتى مات بها في سنة ثلاث. ذكره ابن خطيب الناصرية وهو ممن قرأ عليه طرفاً من الفرائض؛ وكذا ذكره شيخنا في إنبائه تبعا له لكن باختصار. محمد بن إسماعيل بن أبي الحسن البرماوي. يأتي قريباً.
محمد بن إسماعيل بن طوغان السنهوري البرلسي ويعرف بجده طوغان الميموني. ممن سمع مني بالقاهرة.
محمد بن إسماعيل بن عبد الله بن عمر بن أبي بكر بن عبد الرحمن بن عبد الله أبو عبد الله الناشري. قال عمه القاضي أبو عبد الله: كان فقيهاً فاضلاً صالحاً سليم الصدر مباركاً له في معيشته . مات بالكدراء سنة تسع. زاد العفيف وله حواش كثيرة دالة على فضله وحسن اشتغاله؛ وناب عن عمه في الأحكام بسهام وكان آمراً بالمعروف ناهياً عن المنكر.
محمد بن إسماعيل بن علوان الزبيدي ثم المهجمي. ولي قضاء المهحم مدة وكان نبيهاً في الفقه مشكور السيرة. مات في سنة تسع عشرة. قاله شيخنا في إنبائه. وفي اليمانيين آخر شاركه في الاسم والأب والجد ولكنه مات قبيل القرن.
 محمد بن إسماعيل بن علي بن السحن بن علي بن إسماعيل بن علي بن صالح بن سعيد الشمس أبو عبد الله بن التقي أبي الفدا القلقشندي المصري الأصل المقدسي الشافعي سبط الحافظ الصلاح العلائي وأخو إبراهيم ووالد عبد الرحمن والتقي أبي بكر. ولد سنة ست وأربعين وسبعمائة فيما كتبه بخطه بيت المقدس وتخرج في الفقه وغيره بأبيه وبالعلائي وكان يحبه كثيراً ويثني عليه وعلى فهمه ويدعو له ويفرح به ويقول عنه وعن أخيه هما ريحانتاي من الدينا، وقرأ الأصول على العلم إسماعيل الشريحي الحنفي والضياء بن سعد الله القزويني ولازمه؛ ورحل إلى القاهرة فلقى بها البهاء السبكي وغيره من علمائها وبحث معهم؛ والي الشام فلقى بها أخاه التاج فأقبل عليه جداً ولازمه بحيث كان ينام معه على وسادة وأذن كل منهما له في الإفتاء والتدريس بل أصلح ثانيهما في كتابه جمع الجوامع أماكن باستدراكه، وسمع منهما ومن جده والميدومي والزيتاوي والبياني والحراوي والتونسي والاذرعي وآخرين كالبدر محمد بن عبد الله بن سليمان بن خطيب بيت الآبار سمع عليه جزء الانصاري، ودرس في سنة ثمان وستين وأفتى بعد ذلك بيسير كل ذلك في حياة أيبه وانتفع به الاماثل لقوة ملكته في الإيصال إلى الطالب، وكان أماماً في المذهب مطلعاً على النصوص عارفاً بدقائقه قائماً بالانتصار للشيخين مستحضراً للروضة وأصلها كثير المطالعة فيهما، مع التجهد والصيام والتلاوة والقيام مع الأيتام والأرامل وأرباب البيوت والشفاعة المقبولة وتأييد أهل السنة وقمع المبتدعين ومحبة الفقراء والصالحين وزيارتهم، ومحاسنه جمة. مات في بكرة يوم الجمعة ثاني عشر رجب سنة تسع ودفن بماملا بجانب والده وكانت جنازته مشهودة وصلى عليه بمكة والمدينة وبلاد العجم وأنشد قبل موته بثمانية أيام قول أبي نواس:

أقمنا بها يوماً ويوماً وثالثـاً

 

ويوماً له يوم الترحل خامس

فكان كذلك لم تمض ثمانية أيام حتى مات وعد من كراماته رحمه الله وإيانا؛ وذكره شيخنا في إنبائه وأرخ مولده سنة خمس وخمسين وأما العيني فقال أنه في سنة خمس وأربعين، والصواب ما قدمته سيما وقد نقل في المعجم أنه كان في شعبان سنة تسع وأربعين في الرابعة وأنه مات وله أربع وستون وتبعه المقريزي في عقوده وكذا وصف شيخنا في الأنباء والمعجم العلائي بكونه خاله والصواب أنه جده، وقال في الأنباء أنه مهر وبهر وساد حتى صار شيخ بيت المقدسي في الفقه عليه مدار الفتيا. وقال في المعجم: انتهت إليه رياسة الفقه ببلده وأنه قرأ عليه المسلسل وجزء البطاقة سماعة لهما على الميدومي وطول حفيده كريم الدين عبد الكريم الماضي ترجمته بما أثبته في بعض المجاميع رحمه الله وإيانا.
محمد بن إسماعيل بن أبي الحسن علي بن عبد الله البدر بن المجد البرماوي الأصل القاهري الشافعي الماضي أبوه. ولد تقريباً سنة ست وتسعين وسبعمائة بالقاهرة ونشأ بها فحفظ القرآن واشتغل يسيراً عند أبيه وغيره وأحضر على ابن أبي المجد التنوخي والعراقي والهيثمي، وسمع على والده والولي العراقي وشيخه وآخرين ، وتنزل بعد أبيه في جهات كالخانقاه السعيدية ولازم الحضور عند شيخنا في الإملاء ورمضان وأحياناً في غيرهما واغتبط بمزيد محبته ورغب له عما كان باسمه في خطابة جامع عمرو، وكان خيراً شديد التحري في الطهارة متزايد الوصف في ذلك بحيث يفضي إلى التنطع مع حسن عشرة ولطف وتواضع وتقنع باليسير ومزيد تعفف وبأخرة صار يتردد للجمال ناظر الخاص راجياً الاستعانة به في ما كان يتكلم فيه بطريقة الوصاية من بني ابن الحاجب مما تعب بسببه ولم يضبط عنه فيه إلا الجميل فكان المشار إليه يستظرفه ويكثر من المشي معه في أسباب تقتضى مزيد الانبساط وجرت من قبله على يديه لكثير من الفقراء مبرات؛ وأجاز لنا غير مرة وقل أن كان يوافق على ذلك فضلاً عن الاسماع، وعندي من ماجرياته جملة. ومات في جمادى الثانية سنة أربع وستين رحمه الله وإيانا.
 محمد بن إسماعيل بن علي بن داود بن شمس بن رستم بن عبد الله جمال الدين بن العلامة المجد البيضاوي المكي الزمزمي الماضي أبوه وولده علي . ولد سنة إحدى عشرة وثمانمائة- وقال ابن فهد تسع - بمكة وحفظ القرآن وسمع على الزين المراغي البعض من الصحيحين وأبي داود وابن حبان في سنة ثلاث عشرة والتي بعدها وعلى الجمال بن ظهيرة الختم من ابن حبان. وباشر الأذان ورأيته كتب على استدعاء في سنة إحدى وتسعين. وعمر حتى مات في ليلة الاثنين سابع عشر ذي الحجة سنة اثنتين وتسعين وأنا بمكة.
محمد بن إسماعيل بن علي البغدادي الأصل القاهري الحنبلي نزيل القراسنقرية ومؤدب ابن الأشقر.
محمد بن إسماعيل بن كثير البدر بن العماد البصروي ثم الدمشقي الشافعي ويعرف كأبيه بابن كثير ولد سنة تسع وخمسين وسبعمائة بدمشق ونشأ بها فاشتغل وطلب وتخرج بابن المحب وسمع الكثير من ابن أميلة والصلاح بن أبي عمر وغيرهما من أصحاب الفخر وغيرهم بل سمع مع شيخنا، ورحل إلى القاهرة فسمع من بعض شيوخها؛ وتميز في هذا الشأن قليلاً وشارك في الفضائل مع خط حسن معروف جيد الضبط، ودرس بعد أبيه في مشيخة الحديث بتربة أم الصالح وعلق تاريخاً للحوادث التي في زمنه ذكر فيه أشياء غريبة. قال شيخنا: سمعت من فوائده وسمع بقراءتي بدمشق. ومات في سن الكهولة في ربيع الآخر سنة ثلاث فاراً عن دمشق بالرملة وله أربع وأربعون سنة. عوضه الله الجنة. قال ابن حجي ولم يكن محمود السيرة. ذكره شيخنا في إنبائه والمقريزي في عقوده.
محمد بن إسماعيل بن عمر بن مزروع الشمس العمريطي ثم القاهري الشافعي أخو خليل الماضي وابن أخي الشيخ رمضان تلميذ إبراهيم الأدكاوي. ولد بعد العشرين وثمانمائة بعمريط من الشرقية وتحول منها وهو صغير لعمه المذكور فسافر به إلى ادكو فأقام بها حتى حفظه القرآن ولقنه شيخه المشار إليه الذكر ولحظة وعادت بركته عليه فحفظ المنهاج والألفية وغيرهما، وعرض على جماعة وتزوج بابنة عمه وأخذ القراءات عن بعض القراء بل لازم الاشتغال حتى برع في الفقه والعربية وشارك في الفضائل؛ ومن شيوخه في العربية الشهاب الحناوي. وفي الفقه الشمس الونائي والشرف المناوي؛ وبواسطة انتمائه للشيخ ابن مصباح كان ابن أخته الزين عبد الرحيم الأبناسي يقرأ عليه القرآن وغيره وهو صغير، وسمع على شيخنا وغيره بل قرأ على العلم البلقيني البخاري وغيره، واختص بالبدر أبي السعادات البلقيني ثم بالواوي بن تق الدين وقرأ عليهما في الفقه والحديث وغير ذلك، وناب عن ثانيهما في خزن الكتب بالباسطية وفي القضاء بجزيرة الفيل والمنية وشبرا، بل ناب في القاهرة عن العلمي وغيره وكتب بخطه الكثير، وكان مديماً للتحصيل مع الديانة والتحري والاحتمال والسكون والأوصاف الجميلة، سافر مع الولوي المشار إليه حين توجهه للشام قاضياً على نقابته مرغوماً فلم يلبث بعد ددخولها إلا يسيراً. ومات في ذي القعدة ظناً سنة أربع وستين في حياة أبويه ففجعا به رحمه الله وإيانا.
محمد بن إسماعيل بن محمد بن أحمد بن مبارز الجمال أبو النجا اليماني الزبيدي الشافعي الماضي أبوه ويلقب بالطيب. ولد في ربيع الأول سنة ثلاث وأربعين وثمانمائة بزبيد وهو سبط الجمال محمد بن علي الزمزمي ممن تلا بالسبع على محمد ابن بدير وعبد الله الناشري بل قرأ الفقه على محمد بن حسين القماط قاضي عدن الآن والقاضي عبد الرحمن بن الطيب الناشري وبه انتفع والفرائض على أخيه الجمال محمد المعروف وعلى بن إبراهيم الزيلعي وبرع فيهما وفي القراءات، وممن أجازه بالقراءات على بن عبد الله الشرعي المقرئ وانتفع به في ذلك، وولي التدريس بأماكن في زبيدة كالياقوتية والسابقية والمحالبية والمنصورية التي لصاحب اليمن عبد الوهاب، وهو الآن في الأحياء أحد المدرسين في الفقه وغيره.
 محمد بن اسماعيل بن محمد بن أحمد بن يوسف الشمس الونائي - بفتح الواو والنون وبالقصر نسبة لقرية بصعيد مصر الأدنى - ثم القرافي القاهري الشافعي الآتي ولده البدر محمد ويعرف بالونائي. ولد في شعبان سنة ثمان وثمانين وسبعمائة في بساتين الوزير من ضواحي القاهرة بناحية القرافة عند خاله الفخر الونائي وحفظ القرآن والعمدة والتنبيه والشاطبية وجمع الجوامع وألفية ابن ملك والتلخيص والشمسية وغيرها، وعرض على الأنباسي وابن الملقن والعراقي والكمال الدميري والتقي الزبيري وأجازوا له، وبحث في علم القراءات على الشمس القليوبي شيخ خانقاة سرياقوس، وعنه وعن الصدر السويفي والشمسين الزركشي والبرماوي أخذ الفقه واستدت عنايته بملازمة الأخير حتى أخذ عنه الكثير من الفقه وأصله والعربية وغيرها بل كان جل انتفاعه به وأخذ النحو أيضاً عن السراج الدموشي والبدر الدماميني سمع عليه بحث الغنى والشمس العجيمي سبط ابن هشام وانتفع به فيها بل وفي كثير من الأصول والمعقولات والمنطق وعن القطب البعض من ابن الحاجب الأصلي ومن حاشيته على المطالع وحضر أيضاً دروس النظام الصيرامي في فنون والجمال المارداني في أشياء ولازم العز بن جماعة طويلاً حتى أخذ عنه غالب ما كان يقرأ عنده كالفقه والأصلين والمعاني والبيان والمنطق وكذا لما قدم العلاء البخاري القاهرة لم ينفك عنه بحيث أخذ عنه المختصر والحاشيتين وجملة، ملما توجه لدمياط سافر لإليه وقرأ على البساطي أشياء وأكثر من التردد لشيخنا والأستفادة منه حتى أنني رأيت بخطه؛ وأروي الكتب الستة عن شيخنا قاضي القضاة حافظ العصر فلان، بل سمع على الجلال البلقيني والولي العراقي وشيخه البرقاوي وآخرين وجد حتى تقدم في الفنون وتنزل ببعض الجهات طالباً ثم مدرساً بالتنكزية بالقرافة بعد تكسبه بالشهادة كأبيه في حانوت بباب القرافة ولكنه أعرض عنها وتصدى للأشغال والإفادة مع التقلل من الدنيا والتقنع اليسير من التجارة وعدم الالتفات لما يشغله عن ذلك من الوظائف وغيرها والتقلل من صحبة الأعيان حتى صار أحد من يشار إليه بالعلم والعمل وانتفع به الأمائل؛ واستتابه الشهاب بن المحمرة في تدريس الفقه بالشيخونية حين توجه للصلاحية في بيت القدس ثم استقل به بعد موته؛ وبعد بيسير خطبه الظاهر جقمق لسابق معرفة به من مجلس العلاء البخاري لقضاء دمشق فأجاب بعد شدة تمنعه واختفائه وكتب في توقيعه ما كان في توقيع البرهان بن جماعة وجهز بجميع ما يحتاج إليه من مركوب وملبوس وغيرهما، وسافر في إحدى الجماديين سنة ثلاث وأربعين فسار فيه أحسن سيرة ولكنه صرف لشكوى نائبها منه عن قرب وتوجه للحج ثم رجع منه إلى القاهرة أول التي تليها ولم يلبث أن عين لقضاء مصر في ثاني صفرها فما تم بل عاد لدمشق على قضائها أيضاً بعد تمنع وتعلل واشتراط منه لإعادة ما أخرج عن القاضي من الوظائف فأجيب، وسافر في ذي القعدة منها فلزم طريقته في تحري العدل إلى أن قدم القاهرة في ذي الحجة سنة ست وأربعين وهو على قضائة ثم استعفى منه بعد يسير إلى أن استقر في تدريس الصلاحية المجاورة للشافعي في المحرم سنة ثمان وأربعين؛ وتصدى من حين قدومه على عادته للإقراء فازدحم عليه الأعيان وأقرأ في الروضة من موضعين في مجلس حافل وغير ذلك حتى أنه أقرأ شرح جميع الجوامع للمحلي، واستمر حتى مات في يوم الثلاثاء سابع صفر من التي تليها؛ وصلى عليه رفيقه القاياتي قاضي الشافعية حينئذ بجامع المارداني ودفن بالتنكزية المذكورة، وكان أماماً علامة فقيهاً أصولياً نحوياً قوي الحافظة سيما لفروع المذهب ما سمعت في تقرير الفقه أفصح منه ولا أطلق عبارة، شهماً عالي الهمة غزير المروءة متين الديانة معروفاً بالصيانة والأمانة ذا أبهة وشكالة وتودد وحرص على العبادة والتهجد، ومحاسنه جمة، وأخذ الناس عنه طبقة بعد أخرى وهو أحد الأئمة الذين أحيا الله بهم العلم؛ قال أبو البركات الغراقي: لما توجه شيخنا البرماوي لدمشق قلت له ياسيدي لمن تتركنا فقال الزم فلانا - وأشار إليه - فانه عالم صالح: وقد ترجمته في المعجم والوفيات وغيرهما وترجمة العيني بما يعجب منه والمقريزي وآخرون. وقال بعض الشاميين أنه باشر بعفة وحرمه وصرامة وشدة بأس على الظلمة وشبههم لكن مع عدم دربة بالأمور وقلة دخول في الأحكام بل إذا رفعت له قضية عقدها ما أمكنه

ثم لا يعمل فيها شيئاً، ونقم عليه أنه لما عاد المرة الثانية قبض معاليم الأنظار والتداريس مدة غيبته وهي طويلة، ودرس في الغزالية والعادلية والبادرائية ودار الحديث الاشرفية ولم يقتف أثر من قبله في أيام التدريس وكتب محضراً في الحمصي بسبب مغل. التمسه البيمارستان المنصوري.
محمد بن إسماعيل بن محمد بن الطنبغا ناصر الدين الدمرداشي الحنفي. مما أخذ عني بالقاهرة.
محمد بن إسماعيل بن محمد بن بردس بن نصر بن بردس بن رسلان التاج أبو عبد الله بن العماد الحنبلي أخو علي الماضي ويعرف كسلفه بابن بردس. ولد في ثامن عشرة جمادى الآخرة سنة خمس وأربعين وسبعمائة ببعلبك وسمع من أبيه بل أسمعه الكثير من ابن الخباز كصحيح مسلم والشمائل للترمذي وجزء ابن عرفة. وقال شيخنا في أنبائه إنه تفرد بالسماع منه وسمع أيضاً مسند أحمد بكمالة على البدر محمد بن يحيى بن عثمان بن الشقيراء وسيرة ابن اسحق علي أبي طالب عبد الكريم بن المخلص ويوسف بن الحبال وكذا سمع الكثير على البدر أبي العباس بن الجوخي وأحمد بن عبد الكريم البعلي وعبد الله بن محمد بن القيم ومحمود المنيجي وابن أميلة وآخرين، وأجاز له العرضي والبيساني وابن نباتة والصلاح العلائي والصفدي ومحمد بن أبي بكر السوقي وغيرهم، وحدث سمع منه الفضلاء، وممن سمع منه ابن موسى الحافظ والأبي وانتفع به الرحالة، وكان بارعاً في المذهب محباً لنشر العلم والرواية طلق الوجه حسن الملتقى كثير البشاشة مع الدين والعبادة وملازمة الاوراد والصلابة في الدين. وله نظم وتأليف في صدقة البر. مات في شوال سنة ثلاثين؛ ذكره شيخنا في إنبائه ومعجمه وقال: أجاز لي من بعلبك غيرة مرة. وابن فهد في معجمه وآخرون وهو في عقود المقريزي في موضعين. محمد بن إسماعيل ابن محمد بن عبد الله الشمس القلهاتي المكي الشافعي والد محمود زائد. يأتي فيه.
محمد بن إسماعيل بن محمد بن محمد بن علي بن عبد الله بن هانئ ناصر الدين أبو عبد الله بن سري الدين أبي الوليد بن البندر اللخمي الغرناطى المالكي. ولد سنة نيف وأربعين واشتغل قليلاً، وناب عن أبيه في قضاء الشام فعيب أبوه بذلك لسوء سيرته ثم إنه استقل بعده بقضاء حما ثم حلب في سنة ست وسبعين عوض البرهان التاذلي؛ ثم رجع إلى حماة وطرابلس وكذا إلى حلب وغيرها مراراً، ثم ولاه نوروز قضاء دمشق في سنة ست عشرة فساءت سيرته جداً ثم صرفه المؤيد إلى قضاء طرابلس في السنة التي بعدها فاستمر فيها عدة سنين. ذكره شيخنا في إنبائه وابن خطيب الناصرية في تاريخ حلب وقال كان ظريفاً كريماً مسناً جواداً حسن الأخلاق كتبت عنه بطرابلس لما وليت قضاءها وكان هو قاضي المالكية بها. ومات بها في أوائل سنة ثمان وعشرين .
محمد بن إسماعيل بن محمد أبو الرضا المصري ثم الطرابلسي الشافعي ممن سمع مني بالقاهرة.
محمد بن إسماعيل بن محمد المقدسي. ممن سمع منى مكة.
محمد بن إسماعيل بن محمد الشمس بن العماد الدمشقي الشافعي ويعرف أبوه بابن السيوفي ثم هو بابن خطيب جامع السقيفة؛ مفتي الشافعية بدمشق ووالد الصدر محمد. ممن سمع في سنة تسع وخمسين مع أبيه وهو صغير معنا على بعض الشيوخ وحفظ المنهاج وغيره واشتغل عند البدر بن قاضي شهبة والزين خطاب والنجم بن قاضي عجلون، وتميز في الفقه مع مشاركة في غيره وتوجه للتصوف وسلوك الديانة والإنجماع عن الوظائف وتصدي للتدريس والافتاء؛وصاهر ابن النابلسي على ابنته واستولدها وقدم القاهرة، وحج وزار بيت المقدس. ورأيت ابن عيد وصفه في عرض ولده نجم الدين في سنة ثلاث وثمانين بالشيخ الإمام العلامة القاضي صدر العلماء والمدرسين عين البلغاء المعتبرين نخبة الفقهاء المتبحرين وبلغنا وفاته في سنة سبع وتسعين وأنها في صفرها.
 محمد بن إسماعيل بن محمود الركن الخوافي سبط شارح اللباب. ولد في خامس ذي القعدة سنة ست وأربعين وسبعمائة، وأخذ عنه الطاووسي شرح المختصر له والمواقف للايجي، وقال كان رأساً في سائر العلوم محققاً لطيف الطبع ممن أخذ عنه بمكة وزبيد الجلال عبد الواحد المرشدي النحو والأصول والمعاني والبيان وكتب به إجازة بليغة بخط حسن في سنة ثلاث وثمانمائة. ومات بهراة يوم الأحد ثامن عشرة شوال سنة أربع وثلاثين.
محمد بن إسماعيل بن أبي يزيد اليماني الأصل المكي الماضي أبوه. ولد بها في سنة خمس وسبعين. ممن سمع مني دراية ورواية بل قرأ على الشمائل بمكة وبالروضة النبوية أيضاً وغير ذلك، وهو متميز فاضل ملازم دروس القاضي كأبيه.
محمد بن إسماعيل بن يوسف بن عثمان الشمس الحلبي المقري الناسخ نزيل مكة ووالد محمد الآتي. كتب بخطه أنه لما بلغ سبع عشرة سنة حببه الله في كتابه القرآن ووفقه له وأنه حفظ كتباً وعرضها واشتغل بعلوم وبكتابة المنسوب على غير واحد وكذا بالقراءات السبع بحلب وغيرها فكان من شيوخه في القراءات الشمس الأربلي في بلده وهو أولهم والعسقلاني وعنه أخذ الشاطبية وهو آخرهم والأمين ابن السلار والشمس محمد بن أحمد بن علي بن اللبان بل كتب بخطه أنه قرأ بالعشرة وكانت له بها موضع ويكتب من آخر وقارئ ويقرأ عليه من آخر في آن ويصيب في ذلك تلاوة وكتابة ورداً لا يفوته شئ في الردمع جودة الكتابة وسرعتها، وقد كتب بخطه كثيراً وبلغنا أنه قال: كتبت مصحفاً على الرسم العثماني في ثمانية عشر يوماً بلياليها في الجامع الأزهر سنة خمس وستين، وأنه قال في آخر سنة ثلاث عشرة أنه نسح مائة وأربعة وثمانين ما بين مصحف وربعة جميع ذلك من صدره على الرسم العثماني بل أكثر من الربع منه بالقراءات السبع وعدة علوم كتب لبيان اصطلاحه فيها في كل مصحف ديباجة في عدة أوراق وأنه كتب ما يزيد على خمسمائة نسخة بالبردة غالبها مخمس، وقد جاور بالحرمين مدة سنين وأقام بمكة نحو خمس عشرة سنة وسافر منها إلى اليمن في سنة خمس وثمانمائة ثم عاد لمكة فلم يزل بها حتى مات. ذكره الفاسي في مكة. وقال شيخنا في أنبائه: كان ديناً خيراً يتعانى نسخ المصاحف مع المعرفة بالقراءات أخذ عن أمين الدين بن السلار وغيره وأقرأ الناس وانتفعوا به وجاور بالحرمين نحو عشر سنين ودخل اليمن فأكرمه ملكها وكان قد بلغ الغاية في حفظ القرآن بحيث أنه يتلو ما شاء منه ويسمع في موضع آخر ويكتب في آخر من غير غلط شوهد ذلك منه مراراً. مات وقد جاز السبعين في ربيع الآخر سنة أربع عشرة ودفن بالمعلاة. وهو عم الشرف أبي بكر الموقع المعروف بابن العجمي، وذكره في معجمه باختصار وكذا المقريزي في عقوده؛ وترجمته في المدنيين.
محمد بن إسماعيل تاج الدين بن العماد البطرني المغربي الأصل الدمشقي المالكي. ذكره شيخنا في إنبائه وقال: كان في خدمة القاضي علم الدين القفصي بل عمل نقيبة ثم بعد موته ولي قضاء طرابلس ثم رجع وناب عن المالكي. وكان عفيفاً في مباشرته يستحضر طرفاً من الفقه. مات بالطاعون في صفر سنة ثلاث وثلاثين.
محمد بن إسماعيل ركن الدين الخوافي. مضى فيمن جده محمود قريباً.
محمد بن إسماعيل الشمس الأثروني ثم الحلبي الشافعي. ولد بقرية الأثرون من عمل الشغر وارتحل لحلب فنزل بها عند الشرف أبي بكر الحيشي بدار القرآن العشائرية ولازمه، وأخذ الفقه وأصوله عن عبد الملك البابي ثم عن محمد الغزولي، وأجاز له شيخنا وغيره، وناب عن القاضي ابن الخازوق الحنبلي في الإمامة بمقصورة الحنابلة من الجامع الكبير بحلب ثم استقل بها مع قراءة الحديث بالجامع وملازمة الإقراء بالدار المشار إليها للمنهاجين والكافية إلى سنة أربع وستين فتأهل بابنة الشهاب الانطاكي عين عدول حلب وانتقل حينئذ عنها واستقر إماماً عند الشيخ صالح عبد الكريم بمدرسته إلى أن مات في أوائل رجب سنة ست وثمانين، وكان كثير التلاوة والعبادة كارهاً للغيبة لا يمكن جليسه منها رحمه الله .
 محمد بن إسماعيل الشمس الحسني القاهري نزيل تربة سعيد السعداء بل تربتها وأحد صوفية الخانقاة ممن سمع بقراءتي بالقرا سنقرية الشمائل وغيرها. مات عن أزيد من ثمانين سنة فيما قبل في ربيع الثاني سنة أربع وثمانين ويذكر باعتقاد ابن عربي وبإدخاله غير الصوفية في التربة طمعاً في ما يصل إليه عفا الله عنه.
محمد بن إسماعيل المدعو بكمال الخوافي. كذا في معجم التقي بن فهد مجرداً وقد تقدم قبل باثنين ركن الدين الخوافي ولكن الظاهرية أنه غيره.
محمد بن إسماعيل أبو الفتح الأزهري. في ابن محمد بن علي بن إسماعيل.
محمد بن اسنبغا ناصر الدين الكلبكي نزيل الحسينية. ممن سمع علي بالقاهرة.
محمد بن البغا ناصر الدين ثاني حجاب حلب. كان مشكور السيرة مع ثروة ونعمة حادثة. مات في يوم السبت سابع عشرة رمضان سنة خمس وخمسين بالقاهرة غريباً عن وطنه وعياله.
 محمد بن الجيبغا نظام الدين أبو اليسر وأبو المعالي الناصري الحنفي ويختصر فيقال له نظام. كان أبوه كما أخبر من أمراء الدولة الناصرية فولد له وقت صلاة الجمعة حادي عشرة شعبان سنةأربع عشرة وثمانمائة ولم يلبث أبو أن ذبحه الناصر لا لذنب في رمضانها مع جملة المذبوحين فنشأ يتيماً في كفالة زوج أخته أركماس اليشبكي الطويل فحفظ القرآن والقدوري واللب، ولازم البدر حسن القدسي سيخ السيخونية فأخذ عنه واختص بخدمته ثم لازم ابن قديد في العربية وغيرها وكان مما أخذه عنه من كتب النحو شرح الحاجبة للسيد الركن المسمى بالوافية بقراءته والتوضيح لابن هشام ما بين قراءة وسماع وقطعة من شرح الألفية لابن المصنف وجميع متن اللب وشرحه لنقركار ومن غيره جميع الرسالة الشمسية في المنطق للكاتبي وشرحها للتفتازاني وقرأ البعض من توضيح التنقيح لصدر الشريعة ومن توضيح التلويح للتفتازاني علي محمد بن بهاو الخوافي السمرقندي وجميع شرح المنارللكاكي علي ابن الهمام، وكذا قرأ على الشمني وأخذ الفقه والأصلين وغيرهما عن الأمين الأقصرائي والفقه والتفسير عن سعد الدين بن الديري بل سمع عليه البخاري، ولم يقتصر على أئمة مذهبه بل قرأ على البساطي ملازاده في الحكمة وسمع عليه إلى القياس من العضد وإلى مبادئ اللغة من الحاشية وأخذ عن القاياتي وآخرين وأنه قرأ على شيخنا والمحب بن نصر الله الصحيح وسمع بعضه على ابن عمار والتلواني وابن خطيب الناصرية ومسلماً علي الزين الزركشي، وأجاز له الرواية المقريزي وناصر الدين الفاقوسي والبساطي وأجاز له في استدعاء بخط ابن فهد مؤرخ بسابع ذي الحجة سنة سبع وثلاثين خلق، وتميز في العربية وأشير إليه بالبراعة فيها وشارك في المنطق والمعاني والبيان وغيرها من الفضائل واذن له غير واحد من شيوخه واختص بابن الظاهر جقمق وقتاً، وتصدر للإقراء فأخذ عنه الفضلاء وحدث بالصحيحين وغيرهما، واستقر في تدريس الفقه بالجامع الطولوني عوضاً عن الظهير الطرابلسي وبالحسنية برغبة الشمس الرازي وربما أفتى وهو ممن كتب في كائنة ابن الفارض وفي مسألة إرضاع ونقل فيها عن شيخة ابن الهمام، وأكثر من زيارة قبور الصالحين ودام على ذلك سنين، ولما رأى من هو دونه ترقى لما كان الظن تعينه له سيما حين أعطى تنبك قرا الدوادار الثاني مشيخة الجانبكية بعد الأمين الأقصرائي لمن هو من أصاغر طلبته مع كونه ممن كان يتردد للأمير ليقرأ عنده إنجمع بالكلية إلا نادراً وقنع برزقه من أقطاع وغيره لم يقصر عن الطلبة ونحوهم بالإطعام ونحوه بل ربما يحصل منه المدد للغرباء؛ والغالب عليه الصفاء مع البهاء والحرص على الخير وسرعة الحركة التي تؤدي إلى نوع خفة وعدم التحري في المقال ولذا لا تركن النفس لكثير من كلامه، وقد حج في سنة ثمان وخمسين وأصيب قبل ذلك بإحدى عينيه من لفح بغلة الولوي البلقيني عند باب الجمالية ويقال أنه كان أجرى ذكر بعض الأئمة بمالاً يرتضى فكان ذلك كرامة لذاك الإمام. وبلغني أنه كتب حاشية على التوضيح وأخرى على الجار بردي وغير ذلك، ولم يزل متوجهاً للإقراء مع الإنجماع إلى أن مات في سادس عشر صفر سنة اثنتين وتسعين بعد توعك يسير ودفن بتربة تجاه تربة أزبك الخارندار رحمه الله وإيانا؛ واستقر في تدريس جامع طولون علاء الدين ابن الجندي المحلي نقيب الشافعي وفي الحسنية الشهاب بن اسماعيل وكلاهما من جماعته وقد كتبت في الشهادة عليه بالإذن لثانيهما خطبة افتتحها بالحمد لله الذي جعل حياة العلم في نظام الدين وفضل العلماء بالاجتهاد في الإيضاح والتبيين مع الإخلاص والتوجه لنفع الموحدين، ثم قلت وبعد فقد تشرفت بحضور الدرس الأخير من الشرح المشار إليه المعول في إزاحة ما يشكل من الفن عليه عند سيدنا ومولانا وعالمنا وأولانا الشيخي الإمامي الهمامي العلامي الفهامي المحقق المدققي شيخ المذهب الحنفي ومبرز الملبس الخفي بل شيخ الإسلام أوحد الأئمة الأعلام فارس فنون اللغة العربية التي هي تاج العلوم الآلية وحارس القوانين الأصولية والفروعية من انتشرت تلامذته في جل البلاد واشتهرت سيادته بانقطاعه عن ذوي المناصب من العناد نظام الدنيا والدين وزمام الفرسان في الميادين واضع خطة أعلى هذه السطور وجامع المحاسن التي بها مذكور بقراءة سيدنا الشيخ الإمام ذي المحاسن الوافرة الأقسام الفاضل الكامل

العالم العامل الأوحد العلامة المحدث البسامة صدر المدرسين مفتي المسلمين أقضى القضاة المعتبرين الشهابي المعين فيه من له الوجاهة والتوجيه والتأصيل والتفريع والبحث الجيد والفهم السريع أبقاه الله بقاءً جميلاً ووقاه في طول حياته ببلوغ قصده أملاً وتأميلاً.
محمد بن الطنبغا الشمس الجندي المالكي. ممن سمع على شيخنا.
محمد بن الطنبغا ناصر الدين القرشي الأمير الكبير والده. كان شاباً حسناً شهماً شجاعاً. مات مسلولاً ويقال إنه سقي السم وأسف عليه أبوه جداً. أرخه شيخنا من سنة ثلاث وعشرين من أنبائه والصواب أنه مات في يوم الخميس عاشر رجب من التي قبلها كما أرخه العيني وقال إنه دفن عند تربة بكتمر الساقي بالقرافة. قال وكان أحد الطبلخاناة بمصر شاباً طرياً خصيصاً بالمؤيد ولذا كان القائم بمهم تزويجه ويقال أنه غرم عليه قريباً من عشرة آلاف دينار.
محمد بن الطنبغا التمرازي. مات في جمادى الثانية سنة خمس وتسعين.
محمد بن ناصر الدين الطنبغادوادار سودون المارداني. ممن كان يتعانى التجارة مع عقل وتؤدة وبروستر اشترى رزقة بأراضي المحلة ووقفها على ابنته فاطمة التي تزوج أمها ستيتة ابنة الكمال بن شيرين ومات تقريباً سنة اثنتين وسبعين شاباً.
محمد بن أمير حاج بن أحمد بن آل ملك ناصر الدين القاهري ويعرف بقوزي - بضم القاف وبعد الواو زاي مكسورة. من بيت إمرة وخير فجده الحاج سيف الدين كان نائب السلطنة بالديار المصرية له مآثر كالجامع بالحسينية والمدرسة المجاورة للدار الحسنة اللتين بقرب المشهد الحسيني بالقاهرة؛ وتنقل بعده ولده في النيابات بغزة وغيرها ثم طرح الإمرة ولبس زي الفقراء وصار يمشي في الطرقات ويكثر الحج والمجاورة، كان مولد صاحب الترجمة تقريباً سنة ثمان وثلاثين بالقاهرة ونشأ بها، وسمع في جمادى الأولى سنة أربع وتسعين الختم من الصحيح على الصلاح الزفتاوي وابن الشيخة والأنباسي والمراغي والحلاوي والسويداوي وحفظ القرآن، وحدث سمعت عليه. وكان خيراً يتكلم على أوقاف جده، مات في المحرم سنة خمس وخمسين وصلى عليه بباب النصر وكانت جنازته حافلة رحمه الله. محمد بن أمير حاج المؤقت. هو ابن محمد بن حسن بن علي.
محمد بن القاضي أمين الدين أمين بن أمير اسليم بن محمد بن زائد بن محمود الحصاري السمرقندي الشافعي رفيق فضل الله الماضي ويعرف بصحبة الشيخ سلطان. ممن سمع بالمدينة وكان خيراً.
محمد بن أنس بن أبي بكر بن يوسف ناصر الدين أبو عبد الله الطنتدائي ثم القاهري الحنفي. ذكره شيخنا في إنبائه وقال إنه كان عارفاً بالفرائض أقرأها لجماعة وانتفعوا به مع كثرة الديانة وحسن السمت والمحبة في الحديث بحيث كتب منه الكثير وسمع من ناصر الدين الحراوي وغيره. ومات في سنة تسع ولم يكمل الأربعين. وقال غيره أنه مات في ربيع الآخر وإنه كان بارعاً فقيهاً نحوياً أصولياً عارفاً بالفرائض والحساب تصدر للإقراء سنين مع الديانة والصيانة ومداومة خدمة العلم. قلت وكان إمام المجلس بالخانقاة البيبرسية، وممن أخذ عنه بلدية الشمس محمد بن عبد الرحمن الطنتدائي وأظنه تلقى الإمامة عنه فقد كانت له به عناية بحيث انه حنفه بعد أن كان كأخيه شافعياً وأخذ عنه الفقه والفرائض والحساب وكذا أخذ عنه الفرائض والحساب الجلال المحلي محقق الوقت لكونه كان من صوفية البيبرسية. وذكره المقريزي في عقوده وقال أنه برع في الفقه والفرائض والحساب والعربية وتصدى للأشغال سنين مع الديانة والصياغة والإنجماع عن الناس والإقبال على ما هو بصدده، صحبته سنين ونعم الرجل رحمه الله.
محمد بن أوحد استقر في مشيخة الخانقاة الناصرية بسرياقوس بعد موت الشمس القليوبي في سنة اثنتي عشرة وكان نائبه في حياته فدام في المشيخة إلى أوائل سنة خمس عشرة فرغب عنها للمحب الأشقر. ومات في.
 محمد بن الأشرف إينال العلائي ناصر الدين شقيق المؤيد أحمد الماضي. مات باسكندرية في مستهل ذي الحجة سنة ست وستين عن نحو سبع عشرة سنة وحملت رمته إلى القاهرة فدفن في تربة والده بالفسقية المدفون بها.
محمد بن إينال. في ابن علي بن إينال.
محمد بن أيوب بن سعيد بن علوي الحسباني الأصل الدمشقي الشافعي الماضي أبوه. ولد سنة بضع وسبعين وحفظ القرآن والمحرر لابن عبد الهادي والمنهاج وغيرهما وتفقه بالشهاب الزهري والشريشي والصرخدي وغيرهم ولازم الملكاوي حتى قرأ عليه أكثر المنهاج ومهر في الفقه والحديث، وجلس للأشغال بالجامع وانتفع به الطلبة، وكان قليل الغيبة والحسد بل حلف أنه ما حسد أحداً. مات مطعوناً في ربيع الآخر سنة تسع عشرة. قاله شيخنا في إنبائه.
محمد بن أيوب بن عبد القادر بن أبي البركات بن أبي الفتح البدر الحنفي. ذكره شيخنا في سنة خمس من إنبائه وبيض له وليس هو من شرطه فوفاته إنما هي في سنة خمس وسبعمائة لا ثمانمائة وجده عبد القاهر لا عبد القادر.
محمد بن بحر اليمني أحد من يتسبب بشيئ يسير من جدة إلى مكة وكان مشهوراً بالخير والصلاح يقصد بالدعاء لطلب الأولاد فيحصل.مات بمكة في شوال سنة خمس وأربعين ودفن بقرب تربة عمر الأعرابي رحمهما الله.
محمد بن بختي بن محمد بن يوسف بن موسى الستوسي -قبيلة - التلمساني الأصل التونسي المالكي. ولد سنة ثمان وثلاثين وثمانمائة تقربياً بتونس وأخذ الفقه عن أحمد النخلي وإبراهيم الأخضري وقاضي الجماعة محمد القلشاني وأحمد بن حلولو وعن الأولين أخذ الأصلين والمنطق وعن الأول ومحمد الرصاع وغيرهما المعاني والبيان وعن الثالث التقريب في علوم الحديث للنووي وأخذ العربية عن الأحمدين السلاوي والمنستيري والفرائض والحساب عن أحمد الهواري وجمع القراءات السبع ثم ضم إليها قراءة يعقوب على إبراهيم زعبوب وأحمد بن الحاجة ومحمد بن العجمي، وحج في سنة ست وستين ورجع إلى القاهرة فأقام بها مدة ولقيه البقاعي وقال إنه من أهل الفضل التام والتفنن والذكاء والتصور الحسن فالله أعلم.
محمد بن بخشيش بن أحمد ناصر الدين الجندي. مات بمكة سنة سبع وثلاثين.
محمد بن بدل بن محمد الشمس بن البدر الأردبيلي التبريزي الشافعي.حفظ القرآن والشاطبية والمصابيح للبغوي والحاوي الصغير والمنهاج والطوالع كلاهما للبيضاوي والتلخيص وشرحه المختصر، وعرضها على جماعة كشيخنا في رمضان سنة ثلاث وأربعين بل وقرأ عليه قطعة جيدة من أول البخاري ووصفه بالشيخ الفاضل الحفظة الكامل العالم الباهر الماهر مفخر أهل مصره وغرة نجوم عصره وقال أعانه الله على الإنتفاع بما حفظه وأوزعه شكر نعمته لما أودعه واستحفظه.
محمد بن بريد بن شكر الحسني المكي القائد. قتل في صبيحة الخميس سابع المحرم سنة ثلاث وسبعين بقرب مسجد الفتح من بطن مر، فتك به صاحب مكة الجمال محمد بن بركات مع خال المترجم أحمد بن قفيف في آن واحد وحملا في بقية يومهما إلى مكة فدفنا ليلة الجمعة بالمعلاة بتربة جده شكر وأسف الناس عليه.
محمد بن بردبك الأشرفي إينال سبط الأشرف المشار إليه أمه بدرية. كان ممن يعتني بمطالعة التاريخ وله غرباء يجتمعون به، وفارق زوجته ابنة دولات باي المؤيدي بعد مخاصمة ومناكدة وكانت رغبتها في فراقه أكثر. مات فجأة في أول جمادى الولى سنة ثمان وتسعين بعد أخذ النظر منه لابن خاله؛ ولم يكن محموداً.
محمد الناصري بن الأشرف برسباي، وأمه خوند الكبرى زوجة دقماق المحمدي المنسوب أبوه إليه. تسلطن وهو ابن خمس سنين تقريباً ثم أنعم عليه سنة تسع وعشرين بعد أمير سلاح إينال النوروزي بتقدمة واستخدم عنده عدة مماليك وجعل له أرباب وظائف من الأمر والخاصكية ورسم لهم بسلوكهم معه طريق من سلف من أبناء السلاطين في الأسمطة والخيول وغيرها فامتنلوا وصار ينزل في وفاء النيل لتخليق المقياس وفتح السد على العادة بتجمل وبين يديه أكابر الأمراء والخاصكية إلى أن مات بالطاعون في نصف جمادى الآخرة سنة ثلاث وثلاثين وقد ناهز الحلم ودفن بمدرسة أبيه وكان قد عين للسلطنة بعده فأراحه الله وماتت أمه قبله بمدرسة أبيه أيضاً، وذكره شيخنا في إنبائه باختصار.
محمد أخو الذي قبله. أرخ شيخنا وفاته في إنبائه سنة أربع وثلاثين ولم يزد.
 محمد بن بركات بن حسن بن عجلان السيد جمال الدين الحسني الماضي أبوه وجده ملك الحجاز وابن ملوكه وسلك النظام المرتبط بسلوكه الطاهر الأصل والاحساب والظاهر العدل والانتساب ربيب مهد السعد والسعادة ونسيب الأصل والحشمة والسيادة السلالة النبوية رداؤه والأصالة العلوية انتهاؤه وابتداؤه اجتمع فيه من المحاسن الكثير وارتفع ذكره بين الصغير والكبير واندفع به المكروه عن أهل الحرمين ومن إليهما يسير آمن الله بفضله وعدله في أيامه الطرقات ومن على المسلمين بحفظهم وما حووه فكان من أعظم الصدقات حبه للتنزيل غير منكور وحبه فضلاً عنه بالصفاء مأثور مذكور شيمة طاهرة وعلمه غير مطوى عن الفئة الفاجرة لا يصرفه عن إتلاف المفسد ولا يحرفه عن ائتلاف المرشد تليد ولا طارف يجول على الأعداء ويصول ويقول لهم في مخاطباته ما يدهش به العقول ويتطول ويتفضل حتى انطاعت له عصيات الرؤوس وأبيات النفوس وارتاعت من فروسيته وشدة بأسه الحماة الكماة فتخلخلت منهم الضروس أسعدته درج الصعود فأصعدته لمراقي السعود فكان له الظهور بالبرهان أبي السعود بحيث دانت له ممالك الحجاز وما حولها وزانت بحرمته تلك الجهات صعبها وسهلها فلا يجاري ولا يباري ولا يجسر أحد لمقاومته في المدن والصحاري اقتنص المخالفين بخيله ورجله وخصص من تألفه لرجوليته منهم بتوالي إحسانه عليه وفضله فالرعايا ما بين راغب فيه ومنه راهب والمزايا الحسنة مقترنة معه وله تصاحب فهو شديد بدون عنف في اللين غير ضعف إليه يسعى الأمراء والكبراء وعليه معول الأغنياء والفقراء كثير المداراة والاحتمال غير خبير بالمماراة المجانبة لكرام الرجال بل هو صابر غير مكابر متدبر للعواقب المصاحبة لمن يخف الله وله يراقب ولهذه الأوصاف والمآثر تشرفت بذكره المنابر وخطب بالتنويه باسمه على المنبرين ونصب رسمه بذينك العلمين ليفوز في الدارين إن شاء الله بالخيرين وكيف لا وقد اجتمع فيه بدون لبس وتخمين وحدس وشرق النسب وعراقة الأصل في المملكة وعلى الرتب وصباحه الوجه ونوره فصاحة اللسان وتأمله وتصويره البلد التي هي الوسيلة لمن أم وقصد فهو شريف نسباً وأوصافاً ولطيف الأدوات المشتمل عليها تودداً واتصافاً فالوصف الرضى لا يستغرب من البيت الطيب والعرف الذكي غير مستبعد من البلد الصيب كم أنشأ من دور وقصور وقرب ترتفع بها الرتب كرباط بمكة معدن والرحمة والبركة وسبل عديدة كجملة بطريق جدة المفيدة وبالمعلاة الذي شرفه الله وأعلاه وفي جهة اليمن وآخر بطريق الوادي الحسن وآبار بأماكن شتى يردها من صيف أو شتى أعظمها المستورة بين رابغ وبدر المذكورة لنفع الحجيج والقوافل من الأعالي والأسافل إلى غيرها مما لا ينحصر لمطوله ولا مختصره واقتنى من حدائق وستور وإبل وخيول وفروع وأصول وأجرى من مياه لأراض منقطعة وأسرى فكان المشار إليه بالاتساع والسعة وكثرت كلفة لعساكره وجنده وانتشرت أتباعه فزاد على المرحومين والده وجده له في زيارة جده المصطفى صلى الله عليه وسلم وشرف وكرم كل قليل حركات وإلى عمارة جيرانه التفات بالانعام والبركات ويزاد حينئذ من التواضع وخفض الرأس ما يحق لكل الاقتداء به فيه ويكاد الانفراد به بدون تمويه وكذا له في الطواف الوصف الشريف الواف ويحق لنا أن ننشد مما نرويه ولقائه نسند:

يا أهل بيت رسو الله حـبـكـم

 

فرض من الله في القرآن أنزله

كفاكم من عظيم لقـدر أنـكـم

 

من لم يصل عليكم لا صلاة له

وأسأل الله أنا وسامع وكريم نعته طول بقائه ومدته في نعمة سابغة عليه وإحسان من ربنا إليه وأن يمن عليه لكل محبوب في نفسه وجماعته وبنيه خصوصاً قسيمة المنطوية على محبته القلوب ويصرف عنهم كل مكروه ويلطف بهم في سائر ما يحذروه ويرجوه ويرحم سلفهم رحمة واسعة وينفعنا بمحبتهم التي للخيرات جامعة. ولد في رمضان سنة أربعين وثمانمائة بمكة، وأجاز له خلق من الأعيان كعبد الرحمن بن خليل القابوني إمام الجامع الأموي وأسماء ابنة المهراني وأم هانئ ابنة الهوريني ونشوان الحنبلية وهاجر القدسية والعلم البلقيني وابن الديري والعز الكناني والشهاب الشاوي والجلال بن الملقن وأخته صالحة والبهاء بن المصري والجلال القمصي وآخرين ممن بعدهم بل وأجوز من قبلهم؛ ونشأ في كنف أبيه وكان قاصده إلى الظاهر جقمق في سنة خمسين فأكرمه ثم أعاد الإمرة لأبيه وصرف أبا القسم فلما كبر أبوه وهش التمس من شاد جدة جانبك الجداوي الظاهري في منتصف سنة تسع وخمسين أن يكاتب السلطان في إشراكه معه في الإمرة فأجيب وأن يكون مستقلاً بها بعده ووصل العلم لمكة بذلك في يوم الثلاثاء عشرة شعبان منها وهو اليوم الثاني من وفاة أبيه فدعا له على زمزم بعد صلات المغرب في ليلة الأربعاء مع كونه كان غائباً ببلاد اليمن. ولما وصل إليه العلم بذلك مع القاصد المجهز إليه وغيره وصل إلى مكة في أثناء ليلة الجمعة سابع رمضان فاجتمع القضاة والأمراء وأعيان المجاورين وغيرهم في صبيحة يومها وقرأ مرسومه بذلك، حمدت سيرته جداً وتوجه لبلاد الشرق غير مرة وكذا أكثر من زيارة النبي صلى الله عليه وسلم مصاحباً ذلك بالإحسان إلى أهل المدينة والقاطنين بها والوافدين إليها على قدر مراتبهم وربما تفقد أهل مكة سيما الغرباء وكنت ممن وصله بره في الموضعين، ودخل المدينة في أواخر جمادى الثانية سنة ثمان وتسعين للزيارة وأنا بها ومعه أولاده وعياله فالذكور من أولاده السيد بركات وهزاع وشرف الدين وجازان وحميضة وفايتباي وناهض وهم في الترتيب هكذا أولاد أولهم وهو قسيمة وشريكه في السلطنة وهم عجلان ثم أبو القسم إبراهيم ثم علي في آخرين من الاناث وابن ثانيهم وهو صغير وثالثهم جاز البلوغ وهو مملك على ابنه على عمه واطمأن الناس في أيامه كثيراً وتمول جداً وكثرت أتباعه وأراضيه وأمواله وفاق خلقاً من اسلافه، واستمر أمره في نمو وجاهته في ازدياد وسعده في ترق وإسعاد بحيث أضيفت إليه سائر بلاد الحجاز ليستنيب فيها من يختار ودعي له على المنبرين كما سمعته في المسجدين بل كنت أول وقوعه على منبر المدينة بجانبه في الروضة وفرحت له بذلك بما أعجبني من شدة تواضعه ومزيد أدبه بتلك الحضرة، وكذا وقع لجده السيد حسن أنه فوض إليه سلطنة الحجاز ودعى له على المنبرين وأذعن له الموافق والمشاقق وأمعن في تمهيد جهاته التي هو بها سابق بحيث أنه سار بنفسه في عساكره لأهل ينبوع لما ياينوه وخرجوا عن طاعته بالمقاطعة وعدم الخضوع وأجلي بني إبراهيم عن بلادهم وأعلى مقامه بإفساد مقاصدهم فما وسعهم إلا الانقياد لسلطانه واعتماد أوامره والترجي لفضله وإحسانه وكذا لجازان حين أمدوا أخاه وعاونوه على العصيان ومكنوه من التوجه إلى الديار المصرية وأمنوه في تلك المشاققة حمية وعصبية فسبى واجتبى وصار صاحبها من اتباعه حين علم ما صدر منه في تعنته وابتداعه وأتى على زبيد فأجلاهم أيضاً وصاروا طوعاً لسلطانه وله أرضاً ثم تزوج منهم مقتدياً بخيار الملوك في تأمينهم والرضا عنهم كل هذا حتى لا يطمع في جهاته ولا يترفع عليه في جميع توجهاته مما إليه تتوجه الهمم العليات والأعمال بالنيات، ومداومة على الجماعات والطواف حين كونه بمكة ومزيد سكون وكفاً لأتباعه وجماعته عن الرعية وعدم تلفت بما بأيدي التجار سيما حين تكليفه لما لم نسمع بمثله في دولة وهو صابر مبادر بل إذا أخذ منهم شيئاً يكون قرضاً؛ كل هذا بتهذيب عالم الحجاز البرهاني ولذا راعى ولده بعد موته واستمر عل سلطنته وحمد صنيعه زادهما الله فضلاً وأيدهما بدفع ما لا طاقة لهما به تحنناً منه وعدلاً.
محمد بن بركات بن علي بن خليل بن رسلان فتح الدين بن الزين الرملاوي المكي الشافعي العطار أبو وجده بمكة، وعرض علي بها أحد عشر كتاباً في فنون متعددة وسمع على وكتبت له.
 محمد بن أبي بركات بن أحمد بن علي بن عمر المقب ولسمع جمال الدين بن سعد الدين الجبرتي الحنفي الآتي أبوه ويعرف بابن سعد الدين سلطان المسلمين بالحبشة. أصلهم فيما قيل من قريش فرحل من شاء الله من سلفهم من الحجاز حتى نزل بأرض جبرة المعروف الآن بجبرت فسكنها إلى أن ولي الحطى ملك الحبشة مدينة دقات وأعمالها منها ولولسمع فعظم وقويت شوكته وحمدت سيرته وتداولها ذريته حتى انتهت لصاحب الترجمة بعد فقد أخيه منصور في سنة ثمان وعشرين وحارب الحطى وشن الغازات ببلادهم حتى ملك كثيراً من بلاده وأطاعه خلق من أعوانه وامتلأت الأقطار من الرقيق الذي سباهم، ودام على ذلك حتى مات شهيداً في بعض غزواته في جمادى الآخرة سنة خمس وثلاثين فكانت مدة مملكته سبع سنين؛ وكان ديناً عاقلاً عادلاً خيراً وقوراً مهاباً ذا سطوة على الحبشة أعز الله الإسلام في أيامه، وملك بعده أخوه بدلاي بن سعد الدين فاقتفى أثره في غزوة وشدته؛ وقد ذكره شيخنا في إنبائه فقال: محمد بن سعد الدين جمال الدين ملك المسلمين من الحبشة كان شجاعاً بطلاً مديماً للجهاد عنده أمير يقال له حرب جوشن كان نصرانياً لا يطاق في القتال فأسلم وحسن إسلامه فهزم الكفار من الحبشة مراراً وأنكى فيهم وغزاهم جمال الدين مرة وهو معه فغنم غنائم عظيمة بحيث بيعت الرأس من الرقيق بربطة ورق وانهزم منهم الحطى صاحب الحبشة مرة بل من جملة سعدة هلاك الحطى اسحق بن داود بن سيف أرغد في أيامه ثلاث وثلاثين وأقيم بعده اندراس ولم يزل صاحب الترجمة على طريقته في الجهاد حتى ثار عليه بنو عمه فقتلوه؛ وكان من خير الملوك ديناً ومعرفة وقوة وديانة ويصحب الفقهاء والصلحاء وينشر العدل في أعماله حتى في ولده وأهله وأسلم على يده خلائق من الحبشة، واستقر بعده في مملكة المسلمين أخوه الشهاب أحمد ويلقب بدلاي فأول ما صنع جد حتى ظفر بقاتل أخيف فاقتص منه، وطول المقريزي في عقوده ترجمته.
محمد بن أبي البركات بن الزين. في محمد بن أحمد بن الزين.
محمد بن أبي البركات الخانكي أبو الخير. في ابن محمد بن محمد بن محمد.
محمد بن بركوت جمال الدين بن الخواجا شهاب الدين المكيني والد الصلاح أحمد الماضي. تردد لمصر، مات في ليلة الخميس رابع عشرة شوال سنة خمس وأربعين بمكة بعد أن أملق جداً.
محمد بن بركوت الشبيكي العجلاني القائد. مات بمكة في شوال سنة اثنتين وثلاثين. أرخه ابن فهد.
محمد بن بكتمر ناصر الدين القبيباتي الحنفي والد على الماضي. ولد تقريباً سنة تسعين وسبعمائة وحفظ القرآن وحضر دروس الشيخونية وكان من صوفيتها وعرف بمزيد الوسواس مع العبادة والتلاوة ووظائف الخير حتى مات في جمادى الأولى سنة خمس وسبعين وأوصى أن يغسل بالطهر الشيخوني في الخانقاه رحمه الله.
محمد بن أبي بكر بن إبراهيم. فيمن اسم جده إسماعيل بن عبد الله.
محمد بن أبي بكر بن أحمد بن إبراهيم بن خليل الغزي الأصل المكي البنا. مات بها في أحد الربيعين سنة سبع وأربعين؛ أرخه ابن فهد.
 محمد بن أبي بكر بن أحمد بن إسماعيل بن عبد الوهاب بن عبد الغفار بن يحيى بن إسماعيل الشريف الحسنى المغربي الفاسي الأصل الصعيدي المالكي نزيل الحجاز ويلقب أبوه بالناظر. ولد في يوم الجمعة سابع عشر جمادى الثانية سنة إحدى وعشرين وثمانمائة في نواحي الصعيد من بلاد مصر وربى في نواحي أسيوط من بلاد الصعيد فقرأ بها القرآن وتلا به لأبي عمرو على مؤدبه الشريف محمد بن أحمد بن علي التلمساني وحفظ العمدة وأربعي النووي والرسالة وأكثر المختصر الفرعيين وجميع جمع الجوامع وألفية ابن ملك والملحة والجرومية وتصريف العزى والرحبية في الفرائض وايساغوجي والنفحة الوردية والبعض من المفصل والحاجبية وأكثر ناظر العين والصدقات في علم الهيئة وألفية العراقي وللشاطبيتين والساوية في العروض، وارتحل للقاهرة في سنة ثلاث وأربعين فأخذ النحو عن الزين عبادة والشهاب الابشيطي والشرواني وعن الأول والشهاب بن تقي الفقه وأخذ الفرائض عن أبي الجود وابن المجدي وعنهما عن النور الوراق والشهاب الخواص الحساب وعن ابن المجدي فقط المقنطرات وعلم الوقت وبحث غالب ألفية العراقي على القاياتي وعنه وعن عبد الدائم الأزهري والعبادي أخذ الأصول وأخذ المعاني والبيان عن العز الكناني الحنبلي والنور البوشي الخانكي والشرواني وعنه وعن الابشيطي المنطق، وارتحل لدمشق في سنة أربع وأربعين فسمع العلاء الصيرفي وأبا شعر ثم عاد لمصر وركب البحر من القصير في سنة ثمان وأربعين فدخل لبندر ينبع فاتصل بصاحبها الشريف معزى فجهزه للحج ثم زار النبي صلى الله عليه وسلم وأقام عند معزي يقرأ أولاده إلى أن لقيه البقاعي في ربيع الآخر من التي بعدها. فكتب عنه من نظمه مما مدح به ابن حريز:

هنيئاً مريئاً يا ذوي العلم والرتـب

 

بجمعكم للأصل والفرع والحسب

إلى آخر القصيدة وأرجوزة في عد المكي والمدني وما علمت شيئاً من خبره بعد ذلك.
محمد بن أبي بكر بن أحمد بن أبي الفتح بن إدريس بن سلامة أمين الدين أو شمس الدين بن المحدث العماد أو الكمال الدمشقي المذكور أبوه في الثامنة ويعرف بابن السراج ابن أخي محمد الماضي؛ سمع عبد الرحيم بن أبي اليسر وزينب ابنة الخباز في آخرين ولقيه شيخنا بدمشق فقرأ عليه. ومات في رمضان أو شوال سنة ثلاث، وهو في معجمه وانبائه وتبعه المقريزي في عقوده. وممن سمع منه قطعة جيدة من مسند الفريابي التقي أبو بكر القلقشندي.
محمد بن أبي بكر بن أحمد بن محمد بن عمر بن محمد بن عبد الوهاب الفقيه البدر أبو الفضل بن فقيه الشام التقي الأسدي الدمشقي الشافعي ويعرف كسلفه بابن قاضي شهبة. ولد في طلوع فجر الأربعاء ثاني صفر سنة ثمان وتسعين وسبعمائة ونشأ فحفظ كتباً منها المنهاج لرؤيا رآها أبوه وتفقه بأبيه وغيره وأسمعه أبوه على عائشة ابنة ابن عبد الهادي والشهاب بن حجي وابن الشرائحي وغيرهم فيما قاله ابن أبي عذيبة، وقرأ على شيخنا في سنة ست وثلاثين بدمشق الأربعين المتباينات له، وارتحل إلى القاهرة بعد أبيه وحضر مجلس شيخنا وتناظر هو والبرهان بن ظهيرة بين يديه فكان الظفر للبرهان واستنابه السفطي، وبرع في الفقه استحضاراً ونقلا، وشرح المنهاج بشرحين سمى أكبرهما إرشاد المحتاج إلى توجيه المنهاج والآخر بداية المحتاج وعمل سيرة نور الدين الشهيد وصنف غير ذلك، وتصدى للإقراء فانتفع به الفضلاء ودرس بالظاهرية والناصرية والتقوية والمجاهدية الجوانية والفارسية وكذا في الشامية البرانية نيابة عن النجم بن حجي وولي إفتاء دار العدل، وناب في القضاء من سنة تسع وثلاثين حتى مات، وصار بأخرة فقيه الشام بغير مدافع عليه مدار الفتيا والمهم من الأحكام وعرض عليه قضاء بلده فأبى؛ لقيته بدمشق وسمعت كلامه، وكان من سروات رجال العالم علماً وكرماً وأصالة وعراقة وديانة ومهابة وحزامة ولطافة وسودداً؛ وللشاميين به غاية الفخر. مات في ليلة الخميس ثاني عشر رمضان سنة أربع وسبعين ودفن من الغد بمقبرة الباب الصغير عند أسلافه بعد الصلاة عليه بعدة أماكن وكانت جنازته حافلة وكثر الثناء عليه؛ ولم يخلف بدمشق في محاسنه مثله رحمه الله وإيانا.
 محمد بن أبي بكر محمد بن أحمد بن محمد بن محمد بن عثمان بن موسى المحب ابن التاج الكناني العسقلاني لطوخي ثم القاهري الشافعي الماضي في المحمدين أبوه وعمه المحب. مات أبوه -وهو بكنيته أشهر - وهو صغير فحفظ القرآن والشاطبية والعمدة والمنهاج الفرعي بعد مختصر أبي شجاع جمع الجوامع وألفية ابن مالك وعرضها على خلق كثيرين واشتغل عند الشريف النسابة والبوتيجي والعلم البلقيني وغيرهم كالبامي والشهاب الأبشيطي أخذ عنه بطيبة؛ وجود القرآن عند الزين عبد الغني الهيثمي وسمع أشياء ولازم التردد إلى بل كتب من تصانيفي جملة وكان يرتزق بالنساخة غالباً مع كون خطه ليس بالطائل؛ والغالب عليه سلامة الفطرة، وهو أحد صوفية المؤيدية ممن حج غير مرة وجاور. ومات في حياة أمه وقد جاز الثلاثين بجدة في يوم الأربعاء سلخ المحرم سنة سبع وسبعين ونقل منها إلى مكة فوصلوا به ضحى يوم الخميس فدفن بمعلاتها؛ وهو من بيت صالحين وعاشت أمه بعده أزيد من عشر سنين رحمهما الله وإيانا.
محمد بن أبي بكر بن أحمد الشمس بن التقي بن الشهاب الصعيدي الأصل المقدسي الحنفي أخو البدر حسن الماضي ويعرف بابن السوداني وبابن البقيرة وهو لقب أبيه. ولد سنة تسع وستين وسبعمائة وأخذ عن عمه الشهاب والشريحي وخير الدين في طائفة؛ وتميز في الفقه مع الخير والتعفف والورع وطرح التكلف وجودة البحث. مات في رمضان سنة تسع وثلاثين.
محمد بن أبي بكر بن أحمد الشمس بن التقي بن الشهاب الجهيني الدمشقي سبط الزين خطاب الماضي. ممن سمع مني بمكة في سنة ست وثمانين.
محمد بن أبي بكر بن أحمد الشمس بن التقي بن الشهاب الجهيني الدمشقي سبط الزين خطاب الماضي. ممن سمع مني بمكة في سنة ست وثمانين.
محمد بن أبي بكر بن أحمد الشمس القاهري الحنفي ويعرف بابن السقاء، اشتغل بالفقه وأصوله والعربية والصرف والمعاني والبيان والحديث وغيرها، ومن شيوخه ابن الديري وابن الهمام والأقصرائي وشيخنا ولازمه حتى قرأ عليه شرح النخبة وسمع عليه أشياء وأشير إليه بتمام الفضيلة، وتنزل في الجهات وناب في القضاء ولم يظفر منه بطائل. مات وقد قارب الستين أو جازها في ربيع الأول سنة ثمان وثمانين عفا الله عنه.
محمد بن أبي بكر بن أحمد بن النحريري القاهري المالكي أخو خلف الماضي. ذكره شيخنا في إنبائه وقال: ناب في الحكم وتنبه في الفقه ودرس. مات في جمادى الآخرة سنة تسع.
محمد بن أبي بكر بن إسماعيل بن عبد الله الشمس الجعبري الحنبلي القباني العابر والد العماد محمد الآتي. قال شيخنا في إنبائه وقد سمي جده فيه إبراهيم: كان بتعانى صناعة القبان وتنزل في دروس الحنابلة وفي صوفية سعيد السعداء وفاق في تعبير الرؤيا. مات في جمادى الآخر سنة ثمان، وتبعه المقريزي في عقوده، وحكى من المنامات التي عبرها وأنه دفن بحوش الصوفية.
 محمد بن أبي بكر بن أيدغدي بن عبد الله الشمس بن السييف الشمسي القاهري الحنفي المقرئ أبوه ويعرف بابن الجندي. ولد تقريباً سنة خمس وستين وسبعمائة بالقاهرة ونشأ بها فحفظ القرآن والمجمع والألفية وغيرها، وعرض على جماعة وسمع على النجم بن رزين والتقي بن حاتم والصلاح البلبيسي والعراقي والحلاوي والسويداوي والشهاب الجوهري والشمس الحريري إمام الصرغتمشية والشرف ابن الكويك في آخرين، ومما سمعه على الأول والرابع البخاري بفوت المجلس الأول على ثانيهما وعلى الثاني الشفا بفوت وعلى الثالث صحيح مسلم، واشتغل في الفقه وأصوله والعربية والفرائض والحساب وغيرها على أئمة عصره فكان من شيوخه في الفقه وغيره الجلال التباني والعز يوسف الرازي شيخ الشيخونية والسراج الهندي وحكى أنه كان يركب من الصالحين والطلبة والنواب ونحوهم بين يديه مشاة ويكون انتهاؤهم عند السيوفية وفي العربية المحب بن هشام وأشير إليه بالتقدم في العربية والبراعة في الفقه وأصوله والعلم بالفرائض والحساب والمعاني والبيان مع الخبرة بالفروسية كالرمح والدبوس والمعالجات بالمقايرات اللبخة وكذا بلعب الشطرنج وغيرها من الفضائل، كل ذلك مع الخير والديانة والأمانة والعفة والتواضع وعدم التكثر بفضائله وحل المشكلات بدون تكلف وحسن العشرة، ولمزيد اختصاصه بشيخنا الرشيدي ومجاورته له في السكنى بالقرب من جامع أمير حسين كان يكثر اللعب معه بالشطرنج لتقارب طبقتهما فلما مات تركه شيخنا؛ وممن أخذ عنه العربية الشرف السبكي والخواص والشهاب الهائم المنصوري ومدحه بأبيات كتبتها في ترجمته والبدر الدميري في آخرين من الشافعية وهي مع الفقه الامشاطي والمحب الأوجاقي والشمس المحلي والد أبي الفضل والشمس الكركي وآخرون من أئمة الحنفية؛ وحدث باليسير سمع منه الفضلاء، وممن قرأ عليه منتقى ابن نسعد من مسلم وهو أربعون حديثاً التقي القلقشندي. واختصر المغني لابن هشام اختصاراً حسناً متحرياً فيه ابدال العبارة المنتقدة وعمل مقدمة سماها مشتهى السمع في العربية ومنتهى الجمع وهو شرحها قرأهما عليه الأمشاطي وكان عنده بخطه وكذا له الزبدة والفطرة قرأهما عليه الطلبة ومقدمة في الفرائض ومختصر في المعاني والبيان وشرح كلا منهما بل شرح المجمع في مجلدين ملتزما توضيح ما فيه من مشكل من حيث العربية لكن فقد غالبه، وولي مشيخة المهمندارية وتدريسها وأعاد للحنفية بالظاهرية القديمة عن قاري الهداية وبالالجيهية واستقر به خشقدم في تدريس الدرس الذي جدده بجامع الأزهر ثم انتزعه منه للبدر بن عبيد الله فقرره جوهر اللالا شيخاً بمدرسته التي أنشأها بالمصنع بالقرب من قلعة الجبل وضاعف له معلومة مراراً، وولي خزانة الكتب بالأشرفية برسباي من واقفها بعد عرض مشيختها عليه حين إعراض ابن الهمام عنها فامتنع قائلاً لا نأخذ وظيفة صاحبنا، وقد حج في السنة التي كان الخيضري أمير الركب فيها، ولم يتزوج إلا قبيل موته، وحصل له في سمعه ثقل، قم قبيل موته رفسه جمل فانكسرت رجله ولزم الفراش حتى مات في يوم الخميس مستهل المحرم سنة أربع وأربعين وتفرقت أوراقه بعد موته رحمه الله وإيانا.
 محمد بن أبي بكر بن أيوب القاضي فتح الدين أبو عبد الله بن القاضي زين الدين بن نجم الدين المخزومي المحرقي - نسبة للمحرقية قرية بالجيزة - القاهري الشافعي والد البدر محمد أبي البهاء أحمد وأخيه المذكورين. ولد تقريباً سنة خمسين وسبعمائة كما كتبه لي حفيده البهاء ويحتاج إلى تحقيق وقال لي إنه ولي نظر المسجد النبوي وكذا الجوالي في دولة الظاهر برقوق ونظر سعيد السعداء في أيام الأشرف ثم الظاهر ونظر مواريث أهل الذمة ثم وقفت على توقيع باستقرار الظاهر برقوق له في وظيفة استيفاء الحرم المدني ويقال لها نظر ديوان الخدام به بعد موت الشهاب أحمد السندوبي في ربيع الآخر سنة سبع وتسعين ثم أضيف إليه نظر الجوالي المصرية والمواريث الحشرية من أهل الذمة واستيفاء البيمارستان المنصوري واستقر به ابنه الناصر فيها على عادته في ثاني شوال سنة عشر ثم أشرك معه. المؤيد في الجوالي مرجان الخازنداري المؤيدي في ربيع الثاني سنة ست عشرة وعين المعلوم عن نظرها عشر مثاقيل ذهباً ثم أضاف إليه الظاهر جقمق أوائل سلطنته في ثاني جمادى الأولى سنة اثنتين وأربعين نظر سعيد السعداء وكان باشره في إمرته نيابة عنه سنين ورأى جودة تصرفه فخصه الآن بالأصالة فيه ثم كتب له بذلك كله في مستهل رمضان سنة خمس وأربعين وباستقرار ولده البدر فيه بعده مضافاً لم هو باسمه ومن ذلك شهادة أوقاف الخانفاه ونيابة النظر بها على الجوالي ويكون ذلك باسم ولديه المحب محمد والبهاء أحمد ثم في سابع عشرة شوال سنة سبع وأربعين كتب باستقرارهما في الشهادة والنظرين ومن مات منهما انتقل نصيبه للآخر وبتقرير أبيهما على تلك الظائف كلها حسبما كانت معه في الأيام الأشرفية. ولما ولي صاحب الترجمة الجوالي في أيام الظاهر امتدحه الشهاب الحجازي بقصيدة بائية في ديوانه رأيتها بخطه وكذا مدحه غيره، وحكى لي حفيده أنه اتفق أن يشبك الشعباني أحد الأمراء أودع عنده حين بعض أسفاره صندوقاً كبيراً من غير إعلام أحد به وقدرت وفاته فبادر بالطلوع به إلى الناصر فرج ففتح بحضرته فكان شيئاً يفوق الوصف فتعجب الناصر ومن حضره في إظهاره له وألبسه خلعة وأنعم عليه بحصة في استيوم بالغربية هي مع حفيديه إلى الآن؛ وقد ذكره العيني وقال إنه صحب ابن سنقر أستاذ قلمطاي فقرره شاهداً عند أستاذه ثم ترقي حاله عن السلطان حتى استقر به نظر الجوالي المصرية والخانفاه الصلاحية قال وكان مشهوراً بالمباشرات عرياً عن العلوم. مات في ليلة الخميس سلخ شوال سنة سبع وأربعين ودفن في مقابر الصحراء خارج باب الحديد وسماه صدقة وفوهم؛ وقال بعض المؤرخين أنه سمع من جماعة من أصحاب الحجاز ووزيرة فمن بعدهم، وعرض العمدة علي ابن الملقن والبلقيني والعراقي والهيثمي وكان يكثر التلاوة ممتعاً بإحدى عينيه، ولم يكن ينتسب في خطه محرقياً بل يكتب محمد الشافعي، ووصفه شيخنا في عرض ابنه بناظر الحرم الشريف النبوي، والبيجوري بالشيخ الإمام العالم العلامة، والبرماوي بالقضائي العالمي العاملي الرئيسي الفتحي بركة المسلمين والشمس محمد بن عبد الماجد سبط ابن هشام وابن المجدي وآخرون بل رأيت شيخنا كتب له رسالة نصها: المملوك ابن حجر يقبل الأرض وينهي استمراره على ما ألف من محبته وثنائه ووده ودعائه وأن المتفضل بها فلانا ذكر للملوك ما تفضلتم به عليه من إجابة سؤاله إلى ما عينه من الجهة القبلية إلى أن قال: ولقد سر المملوك بانتمائه إليكم والمسؤول من فضلكم تمام الإحسان ولا بد أن يحمد المخدوم عاقبه ذلك انتهى. وكفى بهذا فخراً في رياسته وجليل مكانته رحمهما الله وإيانا.
محمد بن أبي بكر بن جعفر بن الحريري الدمشقي. ولد في سابع رمضان سنة ست وستين وسبعمائة، وزعم ابن أبي عذيبه أنه سمع من أبي أميلة أبا داود والترمذي والنسائي وأنه عاش إلى بعد الخمسين.
 محمد بن أبي بكر بن حسن بن علي بن أحمد بن خلف الشمس الجوجري ثم القاهري الشافعي الضرير ويعرف بابن دشيشة. ولد سنة عشر وثمانمائة تقريباً بجرجرمن أعمال القاهرة وقرأ بها القرآن والتبريزي وبعض المنهاج الفرعي وجميع العمدة والملحة وبحث الملحة علي الشمس الحريري والعز بن جميل - بالتصغير - قاضي بلده، ثم رحل إلى القاهرة في سنة ثلاث وثلاثين فحضر دروس الفقه والنحو عند جماعة؛ ومدح شيخنا بما أثبته في الجواهر، وكتب عنه البقاعي وقال أنه نزيل خط بركة قرموط ذكي يسترزق بتأديب الأطفال بل ولقيته كثيراً عند الجمال الكرماني وسمعت من نظمه جملة بل سمع ختم البخاري بالظاهرية وكان غاية في الذكاء. مات في العشر الأخير من شعبان سنة سبع وسبعين.
محمد بن أبي بكر بن حسن بن محبوب ناصر الدين البعلي الشافعي الذهبي ويعرف بابن عز الدين. ولد في سنة تسع وسبعين وسبعمائة تقريباً ببعلبك ونشأ بها فقرأ القرآن عند الشمس الأكرومي الحنبلي وسمع جميع الصحيح على الشمس اليونيني والشريف الحسيني والجردي وإلا ورقتين من أوله على ابن الزعبوبي، وحدث سمع منه الفضلاء قرأت عليه في بلده بعضه، وحج وكان خيراً يتكسب من صناعة الذهب. مات قريب الستين ظناً.
محمد بن أبي بكر بن حسن غياث الدين الحسيني القاهري الحنفي أخو نقيب الأشراف البدر حسين الماضي. ولد في سنة تسع عشرة وثمانمائة بالقاهرة ممن اشتغل وأخذ عن الأمين الأقصرائي والتقي الحصني وغيرهما كالشمني والسعد ابن الديري وناب عنه وكان يجله ولازم الفخرر عثمان الديمي في شرح ألفية الحديث وغيرها بل سمع على البدر بن الخلال بفوة الرشيدي، وجمع كتاباً فيه ما يقع في مجالس البخاري أما بالقلعة أو بمجلس الشهابي بن العيني فأنه كان القارئ عنده من المباحث الجديدة وكذا بلغني أنه عمل منسكاً وكتاباً في اللغة التركية فى قاعدة التصريف وأنه قدمه للملك فقال لمن حضره أن الشريف جاء يعلمني اللسان التركي ثم أرسله إليه مع بعض البابية، ورام الاستقرار في النقابة بعد أخيه فلم يسعد بعد أخذ رزقتين منه؛ ومن الغريب أن صهراً له توفي بعد أن كان رغب له عن رزقه وأعطاه من الثمن عشرين ديناراً فطلع إلى الملك يسأله فيها فقال له كم أعطال فذكر له قال فهاته وخذ رزقتك فاقترضها ثم طلع بها إليه، وبالجملة فقد تناقص حاله جداً وصار كالأهبل وسافر وهو كذلك بعد الطاعون في شوال سنة سبع وتسعين فوصل لمكة بعد العشرين من ذي الحجة ففاته الحج بل ولم يعتمر معللاً بعدم اقتداره على السعي والطواف.
 محمد بن أبي بكر بن الحسين بن عمر بن محمد بن يونس بن أبي الفخر بن عبد الرحمن بن نجم بن طولون الشمس والبدر والنبيه ولجمال - وهو أكثر- أبو اليمن القرشي العثماني المراغي القاهري الأصل المدني الشافعي الآتي أبوه ويعرف بابن المراغي، هذا هو المعتمد في نسبه، وجعل بعضهم بعد أبن أبي الفخر عبد الوهاب بن محمد وشيخنا بعد عمر عبد الرحمن بن أبي الفخر بن نجم بن طولون بإسقاط محمد بن يونس. ولد سنة أربع وستين وسبعمائة أو التي بعدها بالمدينة النبوية ونشأ بها فحفظ القرآن والعمرة والمنهاج الفرعي والأصلي وألفية ابن ملك، وعرض في سنة خمس وسبعين وسبعمائة فما بعدها على شيوخ بلده والقادمين عليها بل سافر لمكة وكذا للديار المصرية في سنة ثمان وسبعين فعرض هناك على جماعة، وممن أجازه من مجموعهم البدر محمد بن أبي البقاء السبكي في موسم سنة سبع وسبعين بالمدينة ومحمد بن أحمد بن عبد الرحمن الدمشقي الشافعي نزيلها وأحمد ابن محمد بن محمد بن محمد الحنفي المدعو بجلال الخجندي وعلي بن أحمد الفوى المدني والمجد اللغوي وأحمد بن محمد بن أحمد القرشي العقيلي النويري المكي الشافعي وأحمد بن محمد بن عبد المعطي المالكي لقيه بمكة والأبناسي والبلقيني وابن الملقن والدميري لقيهم بالقاهرة؛ وممن لم يجز الصدر المناوي والبرهان بن جماعة وعبد السلام بن محمد الكازروني المدني الشافعي ومحمد بن صالح نائب الإمامة بالمسجد النبوي وعبد الواحد بن عمر بن عياد الأنصاري المالكي وناصر الدين بن الميلق وأحمد بن سلمان بن أحمد الشهير بالصقلي؛ وتفقه بوالده وقرأ على البدر الزركشي أحكام عمدة الأحكام من تأليفه في سنة ثمان وثمانين وأجازه به وبمروياته ومؤلفاته ووصفه بالشيخ الإمام الفاضل العالم سليل الأكابر ومعدن المفاخر وقال قراءة وتحريراً وتصنيفه زهر العريش في تحريم الحشيش، وسمع على العز أبي اليمن بن الكويك بعض الموطأ رواية يحيى بن يحيى في التي تليها بل سمعه تاماً على البرهان ابن فرحون وقرأ على الزين طاهر بن الحسن بن عمر بن حبيب كتابة وشي البردة وأجازه به وبغيره من تأليفه وعلى الزين العراقي شرحه لألفيته في التي تليها بالمدينة وأذن له في روايته وإفادته ووصفه بالشيخ الفقيه المشتغل المحصل الأصيل الأثيل جمال الدين وأقر له بأنها قراءة تدبر وتأمل فأجاد وأحسن، وأخذ بالقاهرة أيضاً عن شيخنا وامتدحه بما أثبته في الجوهر، وبرع في الأدب بل كان أماماً عالماً كثير الفوائد ظريف المحاضرة والمحادثة ناب في الخطابة والإمامة والقضاء بالمدينة عن والده وتزوج خديجة ابنة الإمام العز عبد السلام الكازروني أم أولاده، وله شعر حسن فمنه في آبار المدينة ونقلت من خطه:

إذا رمت آبار النبـي بـطـيبة

 

فعدتها سبع مقالا بـلا وهـن

أريس وغرس رومة وبضاعة

 

كذا بصة قل بيرحاء مع العهن

سمعهما منه والده وأخواه بل قرأ عليه أبو الفرج ثانيهما المنهاج الفرعي، وأسند والده وصيته إليه ولكن لم يعش بعده إلا يسيراً فأنه سافر إلى الشام فقتله بعض اللصوص وهو متوجه في اللجون سنة تسع عشرة وقتل معه ابناه أبو الرضا محمد وأبو عبد الله الحسين رحمهم الله، وقد ذكره شيخنا في معجمه باختصار وفال أنه تفقه بأبيه ومهر في الأدب ونظم الشعر المقبول وطاف البلاد واجتمع بي كثيراً وسمعت من فوائده ومدحني بأبيات لما وليت مشيخة البيبرسية منها:

يا حافظ الوقت ويا من سما

 

بالعلم والحلم وفعل الجميل

وتبعه في ذكره المقريزي في عقوده.
 محمد الكمال أبو الفضل أخو الذي قبله. ولد في خامس ذي القعدة سنة ثلاث وثمانمائة بالمدينة، وأمه رقية ابنة الشيخ محمد بن تقي الكازروني وأحضر في الثالثة على أبيه سنة ست جزءاً من حديث نصر المرجي بل سمع عليه وعلى أخويه وغيرهم كالنور المحلي سبط الزبير وحفظ المنهاج وغيره، واشتغل على أبيه والجمال الكازورني ومما قرأ عليه الموطأ والنجم محمد بن عبد القادر الواسطي ابن السكاكيتي أخذ عنه الفقه والمعاني والبيان شريكاً لأخيه أبي الفرج ووصفه بالعالم العلامة، ودخل مصر وغيرها؛ روى عنه النجم بن فهد وذكره في معجمه ومات مقتولاً لا بمكانهم في العوالي خارج المدينة في ضحى يوم السبت سادس ذي القعدة سنة ثلاث وأربعين على يد بعض الرافضة لكونه طالبه بدين لمحاجير له مطلة فألح عليه؛ وحمل للبقيع فغسل به وصلى عله ودفن بعد صلاة العصر عوضه الله الجنة.
محمد الشرف أبو الفتح أخو اللذين قبله وأمه هي ابنة إبراهيم بن عبد الحميد المدني أخت التقي محمد. ولد في أواخر سنة خمس وسبعين وسبعمائة بالمدينة ونشأ لها فحفظ القرآن وتلا به لنافع وابن كثير وأبي عمرو على الشمس الحلبي والعمدة والشاطبية وألفية الحديث والمنهاج الفرعي والأصلي ولمع الأدلة في أصول الدين لإمام الحرمين وألفية ابن مالك، وعرض في سنة ست وثمانين فما بعدها على شيوخ بلده والقادمين عليها وغيرهم؛ فمن عرض عليه محمد بن أحمد الشافعي بن الظاهري وقال إن مولده سنة عشر وسبعمائة وناصر الدين بن الميلق وأجاز له؛ وكان ممن عرض عليه البلقيني وابن الملقن والأبناسي بل سمع عليهم وذلك في سنة ثلاث وتسعين واللتين بعدها في رحلته مع أبيه إلى القاهرة وقد دخلها أيضاً في أثناء سنة تسع وتسعين وأقام بها التي تليها، وممن سمع منه بالمدينةمن أهلها والقادمين إليها أبوه والجمال الأميوطي والعراقي والهيثمي والتاج عبد الواحد بن عمر بن عياذ والشمس محمد بن محمد بن يحيى الخشبي والجمال يوسف ابن البنا والعلم سليمان السقاء وزوجته أم الحسن فاطمة ابنة مزروع وابنة عمها رقية والقضاة الأربعة البرهان بن فرحون وعلى بن أحمد النويري والتقي محمد بن صالح الكناني والتاج عبد الوهاب بن أحمد الاخنائي والجلال الخجندي وعبد القادر ابن محمد الحجار وبالقاهرة سوى من تقدم التنوخي وابن الشيخة والمطرز والحلاوي والسويداوي والصدر والصلاح والزفتاوي وابن الفصيح والفرسيسي والغماري والنجم أحمد بن الكشك القاضي وستيتة ابنة ابن غالي وقرأ على الكمال الدميري فيها سنة خمس وتسعين جواباً له عن مسئلة ظريفة شبه اللغز وبمكة ابن صديق وكان سمع منه بالمدينة أيضاً والزين عبد الرحمن الفاسي والجمال بن ظهيرة، وتكرر دخوله لها وأول مراته سنة ثمانمائة وجاور بها عدة سنين ثم قطنها من سنة أربع وأربعين ونمى والده، ودخل اليمن مراراً أولها في سنة اثنتين وثمانمائة فاجتمع بالفقيه موفق الدين الأزرق كما سيأتي، وصحب إسماعيل الجبرتي وتأدب به وألبسه الخرقة وكذا صحب الشهاب أحمد بن أبي بكر بن الرداد وسمع عليه كثيراً من مؤلفاته كتلخيص القواعد الوفية في أصل حكم خرقة الصوفية وعدة المسترشدين وعصمة أولي الألباب من الزيغ والزلل والشك والارتياب والشهاب الثاقب في الرد على بعض أولي المناصب والسلطان المبين والبرهان المستبين وموجبات الرحمة وعزائم المغفرة ورسالة في معنى قول أبي الغيث بن جميل: إن البلاد التي كنا فيها قديماً ليس فيها مطيع لله ولا عاص بحال ورسالته إلى الموفق الناشري في قول بعض الصوفية خضنا بحراً وقف الأنبياء على ساخله وجوابه عن أبيات:

ليس من لوح بالوصـل لـه

 

مثل من سير به حتى وصل

وقصيدته المسماة بالوسيلة الاحدية في الفضيلة الأحمدية. وممن لقي بزبيد سوى هذين المجد الشيرازي والنفيس العلوي والبدر حسن الابيوردي وبأبيات حسين الموفق على بن أبي بكر الخزرجي، واستمر باليمن إلى انتهاء سنة خمس وولي بها تدريس السيفية بتعز ومدرسة مريم بزبيد. وأجاز له في سنة ست وتسعين وما بعدها الشهاب الأذرعي والكرماني والشارح والبهاء بن خليل والحراوي وأبو الخير بن العلائي وأبو هريرة بن الذهبي وناصر الدين محمد بن محمد بن داود بن حمزة والشهاب أحمد بن أبي بكر بن أحمد بن عبد المجيد القرشي وأبو بكر بن محمد ابن عبد الرحمن المزي ويوسف بن عبد الوهاب بن السلار وعلى بن محمد بن أحمد الأموي وابن أبي المجد وآخرون يجمع الكل أعني شيوخ السماع والإجازة مشيخته تخريج صاحبنا النجم بن فهد، وتفقه بوالده بحث عليه العمد في شرح الزيد ثلاث مرات وكذا قرا عليه تكملته لشرح شيخه الاسنوي المسماة الوافي بتكملة الكافي مع القطعة الأولى له أيضاً وعلى الموفق على بن أبي بكر بن خليفة اليماني الشافعي عرف بابن الأزرق قطعة من أول كتابه نقائس الأحكام وتفقه أيضاً بالدميري والبلقيني وآخرين وأخذ الأصول عن الولي العراقي قرأ عليه المنهاج الأصلي والنحو عن والده والمحب بن هشام وجماعة والحديث عن العراقي بحث عليه الفيته وشرحها والتقييد والإيضاح له أيضاً وكذا أخذ عنه من تصانيفه الاستعاذة بالواحد في إقامة جمعتين في مكان واحد والكلام على مسألة قص الشارب وعلى تحريم الربا والرد على الصغاني فيما زعم أنه موضوع من الشهاب وألفية السيرة وغير ذلك وأذن له في الإقراء وكذا اذن له غيره وأجاز له الأزرق وكتب له الولي العراقي كتابة حافلة أثبتها في موضع آخر، وطلب الحديث وقتاً بقراءته وقراءة غيره وكتب الطباق وضبط الأسماء بل كتب بخطه الحسن المتقن من الكتب والأجزاء جملة، وكأنه تخرج بالصلاح الأقفهسي فقد وصفه بخطه بمفيدنا؛ وتنبه وبرع في الفقه وأصوله والنحو والتصوف وأتقن جملة من ألفاظ الحديث وغريب الرواية وشرح المنهاج الفرعي شرحاً حسناً مختصراً في أربع مجلدات سماه المشرع الروي في شرح منهاج النووي واختصر فتح الباري لشيخنا في نحو أربع مجلدات وسماه تلخيص أبي الفتح لمقاصد الفتح، وحدث باليمن ودرس بها كما تقدم وبنى لأجله بعض ملوكها مدرسة وجعل له فيها معلوماً وافراً كان يحمل إليه بعد انتقاله عنها برهة؛ وكذا حدث بالمدينة بعد سؤال أخيه أبي الفرج له في ذلك انتقاله عنها برهة؛ وكذا حدث بالمدينة بعد سؤال أخيه أبي الفرج له في ذلك وتوقفه فيه تأدباً مع الجمال الكازروني لتقدمه في السن عليه فقرأ عليه أخوه المذكور الصحيحين والشفا بالروضة وأبو الفتح بن تقي وآخرون، ولم يلبث أن قتل أخوه الكمال المذكور قبله فكان ذلك سبب انتقاله لمكة واستيطانه إياها من سنة أربع وأربعين حتى مات، وولي بها مشيخة التصوف بالخانقاة الزمامية بعد موت شيخها أحمد الواعظ في سنة خمسين ثم مشيخة الصوفية بالجمالية مع اسماع الحديث أول ما أنشئت في سنة سبع وخمسين وجعل وقت حضورها عقب صلاة الصبح لأجله، وكذا استقر به الظاهر جقمق في إسماع الحديث وحدث فيها بالكتب الستة وبجل مروياته وأخذ عنه الأكابر وقرأ عليه التقي بن فهد باليمن، وكنت ممن أخذ عنه الكثير وبالغ في الإكرام حتى أنه التمس مني حسبما كتبه بخطه الإجازة لولده؛ وكان يسلك في تحديثه التحري والتشدد ويصلي على النبي صلى الله عليه وسلم ويترضى عن الصحابة كلما جرى ذكرهم ويفتتح المجلس بالفاتحة وبسورة الإخلاص ثلاثاً ويهديها لمشايخه، كل ذلك مع الثقة والأمانة والصدق والعبادة والزهد والورع والهيبة والوقار وسلوك الأدب وتسكين الأطراف ونور الشيبة والتواضع والهضم لنفسه وكثرة التلاوة وطرح التكلف في مسكنه ومطعمه وملبسه والتقنع باليسير والاقتصاد وحسن التأني والإنجماع عن الناس والإقبال على ما يهمه وقلة الكلام فيما لا يعنيه وشدة التحري في الطهارة والغضب لله وعدم الخوف فيه من لوم لائم وحسن الاعتقاد في المنسوبين للصلاح، سالكاً طريقة شيخه في تحسين الظن بابن عربي مع صحة عقيدته وربما عيب بذلك بحيث سمعت من شيخنا إنكاره عليه وعدم ارتضائه لاختصار فتح الباري، وكان الشيخ محمد الكيلاني المقري وغيره يناكده وينكر إقامته برباط ربيع في سفح أجياد الصغير وهو

صابر، ولشدة تحريه قل من كان يحسن القراءة عليه سيما وفي خلقه وشدة. وقد قال البقاعي إنه تقدم في العلوم وبرع جداً سيما في الفقه وغلب عليه الانقطاع عن الناس والتخلي والعزلة ولزوم بيته مع حسن سمته وكثرة تواضعه وهضم نفسه واقتصاده وحسن تأنيه، وقتل الرافضة أخاه يعني كما تقدم فعفا عن القاتل إلى القيامة انتهى. ولم يزل على أوصافه حتى مات وهو ممتع بحواسه شهيداً بالبطن بمكة في ليلة الأحد سادس عشر المحرم سنة تسع وخمسين وصلى عليه ضحى عند باب الكعبة ودفن بالمعلاة بالقرب من خديجة الكبرى والفضيل بن عياض،وكان له مشهد عظيم وصلى عليه بالجامع الأموي من دمشق وبغيره صلاة الغائب، وهو في عقود المقريزي وقال أنه جال في البلاد وبرع ف الفقه وغيره رحمه الله وإيانا.
 محمد ناصر الدين أبو الفرج أخو الثلاثة قبله وشقيق ثانيهم ووالد الشمس محمد الآتي. ولد في صفر سنة ست وثمانمائة بالمدينة النبوية ونشأ بها فحفظ القرآن وقام به على العادة في سنة عشرين بمكة والعمدة والمنهاج وألفيتي الحديث والنحو، وعرض في سنة تسع عشرة فما بعدها بمكة والمدينة على خلق، فمن أجاز له من الشافعية ابن الجزري والولي العراقي والشمس محمد بن أحمد الكفيري وعبد الرحمن ابن محمد بن صالح بن عبد الرحمن بن حسين القطان المدنيان وابن سلامة والمحب ابن ظهيرة، ومن الحنفية علي بن محمد بن علي الأنصاري الزرندي والجمال محمد بن إبراهيم المرشدي وحسن بن أحمد بن محمد بن ناصر الهندي المكي، ومن المالكية التقي الفاسي وأبوه أحمد بن علي، وجود القرآن على الزين بن عياش وغيره، وتفقه بالجمال الكازروني والنجم الواسطي والشمس الكفيري وبأخيه الشرف أبي الفتح وبه كان جل انتفاعه وعنه وعن الجمال والنجم أخذ النحو وكذا عن النور الزرندي والجلال المرشدي وعن النجم وحده أخذ المعاني والبيان وأصول الفقه وعن الجمال والزرندي وغيرهما في التفسير وعن الزين بن القطان دروساً من شرح العمدة، ولازم أخاه في قراءة الحديث بحيث قرأ عليه كثيراً وتدرب به في المتون والرجال وكذا قرأ كثيراً على الجمال الكازروني وأذنا له والنجم وغير واحد في الإفتاء والتدريس، وسمع على الشموس محمد بن محمد بن محمد بن المحب وابن الجزري وابن البيطار والشرف الجرهي والنور المحلي وأبي عبد الله الفاسي والجلال المرشدي والتقي بن فهد وبعض ذلك بقراءته؛ ودخل القاهرة في سنة ثلاث وأربعين وأقام التي بعدها وأخذ بها عن شيخنا وأشياء وكتب عنه الامالي بل كتب قطعة من فهرسته وقراها وكذا قرأ الخصال وشح النخبة كلاهما وله والأربعين التي خرجها لوالده والجمعة للنسائي وجملة، ووصفه بالشيخ الإمام العلامة المفنن الأوحد مفيد الطالبين صدر المدرسين، بل سمع على والده في صغره الكثير كالصحيحين وجامع الترمذي وسنن أبي داود والدارقطني بفوت فيهما ومجالس الخلال العشرة ونسخة إبراهيم ابن سعد وجزء ابن قلبنا وجزءاً ابن مقسم ونسخة همام والأولين من فوائد سخنام والأربعين التي خرجها شيخنا له والأربعين لابن سعد النيسا بوري وسداسيات الرازي والجزء الذي انتقاه الذهبي للعفيف المطري ومسلسل، وأجاز له الشهاب الواسطي والقباني والتدمري والزين الزركشي وخلق. ومن القدماء عائشة ابنة ابن عبد الهادي وغيرها، وخرج له ابن فهد مشيخة وفهرستاً، وحدث بالكثير من لفظه وبقراءة ولده وغيره أخذ عنه أهل بلده والغرباء وشيخ شيخ المدينة والنبوية ومسندها بدون مدافع؛ وكنت ممن لقيه بمكة ثم بالمدينة في سنة ست وخمسين وأخذت عنه أشياء، وكان حسن الشكالة نير الشيبة مهاباً مع فضيلة وسكون خدم من كتب العلوم المنهاج الأصلي وألفية ابن ملك والتلخيص والجمل في المنطق وعروض الأندلسي وغيرها بحواش مفيدة بعد كتابته لها بخطه. وقال في ضبط بحور النظم

إذا رمت ضبطاً للبحـور فـهـاكـهـا

 

فعدتها سـت وعـشـر كـذا نـقـل

طويل مـديد مـع بـسـيطٍ ووافــر

 

كذا كامل هزج ورزج مـع الـرمـل

سريعاً شرحت للخفـيف مـضـارعـاً

 

قضيب اجتثثت القرب داركت في العمل

مات في صبيحة يوم الجمعة العشرين من المحرم سنة ثمانين وصلى عليه بعد الجمعة بالروضة ودفن بالبقيع عند والده رحمهما الله وإيانا.
 محمد بن أبي بكر بن خضر بن موسى بن حريز بن حراز الشمس أبو عبد الله الصفدي الناصر الشافعي القادري ويعرف بابن الديري. ولد في العشر الأول من جمادى الأولى سنة ثمان وثمانين وسبعمائة فيما كتبه بخطه بدير الخليل من الناصرة بقرب صفد وقال إنه لبس الخرقة وتلقن الذر في سنة عشرين من الشيخ محمد القادري الشامي وفي سنة اثنتين وعشرين من والده عن القطب الأردبيلي وفي سنة أربعين بسعيد السعداء من الشرف موسى بن محمد القادري. وقلت ولقي شيخنا في سنة سبع وثلاثين وقرا عليه في موطأ مالك رواية أبي مصعب ووصفه بالشيخ الفاضل القدوة المفنن بل حكى لي والده الشمس محمد وهو ممن أخذ عني أنه لقيه بالقاهرة غير مرة وقرا عليه أشياء وكتب عنه من أماليه وضبط من فوائده جملة وقرض له على تصنيفه اختصار الترغيب الآتي وأنه كان يرشد العامة ويقرأ عليهم وأنه أخذ عن ابن رسلان في الفقه وغيره وأقام عنده مدة طويلة وتردد في أخذه عن ابن ناصر الدين انتهى. وممن أخذ عنه الزين قاسم الحيشي ومؤاخيه في الله البرهان القادري وقال إنه أول شيخ لبس منه الخرقة ووصفه بشيخنا وقدوتنا الإمام العالم العلامة القدوة المربي وأنه من كان له تصانيف منها التقريب إلى كتاب الترغيب والترهيب. قال وكان نور تلك البلاد، ووصفه البقاعي بالإمام وبيض له وكذا بيض له النجم عمر بن فهد في معجمه. مات في حادي عشرة ذي الحجة سنة اثنتين وستين ببلده ودفن عند آبائه برحبة الزاوية وقبورهم تزار رحمه الله وإيانا.
محمد بن أبي بكر بن رسلان بن نضير بن صالح ناصر الدين البلقيني القاهري الشافعي ابن أخي السراج عمر وأخو رسلان وجعفر وأحمد. ذكره شيخنا في أبيه من إنبائه استطراداً وقال إنه كان يحفظ المحرر للرافعي، وناب في الحكم بعد أن كتب التوقيع مدة.
محمد بن أبي بكر بن سلامة. فمن حده محمد بن عثمان بن أحمد بن عمر.
محمد بن أبي بكر بن سليمان بن أحمد بن الحسن بن أبي بكر بن أبي علي بن الحسن المتوكل على الله أبو عبد الله بن المعتضد بالله أبي الفتح بن المستكفي بالله أبي الربيع ابن الحاكم بأمر الله أبي العباس الهاشمي العباسي.ولد في سنة نيف وأربعين أو نحوها وبويع بالخلافة بعهد من أبيه له في سابع جمادى الآخر سنة ثلاث وستين وسبعمائة فاستمر إلى ثالث صفر سنة تسع وسبعين وخلعة الأمير إينبك البدري بزكريا بن إبراهيم ثم أعيد بعد يسير في عشرة ربيع الأول منها، ودام إلى سنة خمس وثمانين فأمسكه الظاهر برقوق لكونه بلغه مساعدته على القيام في خلعه وقيده وسجنه ببرج القلعة وعزله بقريبه عمر بن إبراهيم ولقب بالوثق ثم مات عمر فقرر أخاه زكريا ولقب المستعصم واستمر المتوكل محبوساً إلى أن أطلقه في صفر سنة إحدى وتسعين لكونه يلبغاً الناصري جعل حبسه من جملة الأسباب المقتضية لخروجه عليه وأعاده إلى الخلافة مع التضييق عليه والحجر الزائد فلما أخذ الناصري الديار المصرية واستقر أتابكاً أحسن إليه جداً وأمره بالأنصراف إلى داره وركب معه الأمراء والقضاة ونشرت على رأسه الأعلام السود وفرح الناس به شديداً ولم يبق أحد حتى خرج لرؤيته فكان يوماً مشوداً، فلما مات الظاهر جدد له الخليفة الولاية بالسلطنة فاحسن إليه وأكرمه. واستمر على حاله إلى أن مات الظاهر فقلد السلطنة لولده الناصر فرج مات الخليفة في أيامه وذلك في يوم الثلاثاء ثامن رجب وقيل في شعبان سنة ثمان، واستقر بعده ولده العباس بعهد منه ولقب بالمستعين بالله رحمه الله وإيانا. ذكره ابن خطيب الناصرية وغيره. وطوله شيخنا في انبائه وقال أنه كان قد عهد قبل ولده العباس لولده الآخر المعتمد على الله أحمد ثم خلعه واستمر مسجوناً حتى مات؛ وكذا المقريزي في عقوده، وهو والد الخلفاء الخمسة بحيث انفرد بذلك بل مات عن العباس وحمزة وهما شقيقان وداود وسليمان وهما شقيقان ويعقوب وخليل وهما شقيقان وأحمد ويوسف وأيوب وموسى وكل منهم من أم وعن مريم وخلفا وهما شقيقان وخديجة وفاطمة وهما شقيقان وعائشة وسارة ومريم وكل مهم من أم فهؤلاء سبعة عشر من الذكور والإناث.
محمد بن أبي بكر بن سليمان بن إسماعيل بن يوسف بن عثمان بن عماد الحلبي الأصل القاهري أخو عبد اللطيف الماضي وسبط بني العجمي. ممن سمع على ابن الجزري.
 محمد بن أبي بكر بن سليمان الشرف بن الإمام الزكي البكري المصري الشافعي صاحب الاعتناء في الفرق والاستثناء وإحياء قلوب الغافلين في سيرة سيد الأولين. ممن أخذ عنه التقي بن فهد وغيره ممن أخذنا عنه كالشمس أبي عبد الله البنهاوي الأشبولي، وما وقفت له على ترجمة.
محمد بن أبي بكر بن سليمان الشمس بن الزين المحلي ويعرف بابن السمنودي. ممن أخذ عني.
محمد بن أبي بكر بن صدقة بن علي بن محمد بن عبد الرحمن المحب بن الزكي المناوي الأصل المصري الحنفي الآتي أبوه. اشتغل في العلوم وتفنن وفضل، وتنزل في الجهات وربما أقرا الطلبة، واختص بالبرهان الكركي الإمام وهو أحد المنعم عليهم من قبل الحنفية الأمشاطي حين استقراره في مشيخة البرقوقية بالوظائف. مات في شوال سنة ثمانين بعد أبيه بيسير رحمهما الله.
محمد بن أبي بكر بن عباس بن أحمد البدراني الآتي أبوه وهو سبط الشمس محمد بن محمد بن محمد بن أمين الآتي أيضاً. ولد فطن عرض على المنهاج في سنة اثنتين وتسعين ثم قرأ على ثلاثة أحاديث من أول البخاري بعد أن سمع مني المسلسل وأجزت له.
محمد بن أبي بكر بن عبد الباسط بن خليل الماضي جده الآتي أبوه. ولد سنة تسع وأربعين وثمانمائة ونشأ فقرأ القرآن وبعض التنبيه وألفية النحو وغير ذلك، واشتغل يسيراً وكتب على الشمس المالكي وتميز في الخط قليلاً، وحج في تجمل بواسطة أبيه ثم وثب عليه بتحسين أحمد بن جبينة الصيرفي له نكاية فيه حتى استقر في نظر الجوالي، وحمل نفسه مما التزم به المشار إليه مما كان سبباً لاتلاف ابن جبيبة ولذل هذا بربقة الديون ولم يحمد أحد صنيعهما، وتكرر سفره لدمشق وطرابلس وحماه في حياة أبيه وبعده ولم يظفر بطائل؛ والغالب عليه الحمق وخفة العقل مع كونه لم يشارك أباه فيما يرمي له. مات في ربيع الثاني سنة اثنتين وتسعين عفا الله عنه.
محمد بن أبي بكر بن عبد الخالق الشمس القاهري الشافعي ويعرف بابن المخللاتي، مؤدب الأطفال على باب قصر بشتاك بالقاهرة. مات بها في المحرم سنة خمسين وكان خيراً .
 محمد بن أبي بكر بن عبد الرحمن بن محمد بن أحمد بن التقي أبي الفضل سليمان بن حمزة بن أحمد بن عمر بن الشيخ أبي عمر محمد أخي الموفق عبد الله صاحب المغني ابني أحمد بن عمر بن الشيخ أبي عمر محمد أخي الموفق عبد الله صاحب المغني ابني أحمد بن محمد بن قدامة ناصر الدين أ
بو عبد الله بن العماد بن الزين أبي الفرج بن ناصر الدين أبي عبد الله القرشي العمري العدوي المقدسي الدمشقي الصالحي الحنبلي أخو عبد الله وعبد الرحمن الماضيين ويعرف كأبيه بابن زريق - بضم الزاي وآخره قاف مصغر. ولد في شوال سنة اثنتي عشرة وثمانمائة بصالحية دمشق ونشأ بها فحفظ القرآن عند زيد بن غيث العجلوني الحنبلي والخرقي وعرضه على الشرف بن مفلح والشهاب بن الحبال وأخذ في الفقه عن أبي شعر وغيره وطلب الحديث وكتب الطباق والأجزاء وتدرب يسيراً بابن ناصر الدين وسمع عليه وعلى أخويه وابن الطحان وابن ناظر الصاحبة والعلاء بن بردس والزين بن الفخر المصري والشموس المحمدين ابن سليمان الأذرعي وابن يوسف النيربي والمرداوي ابن أخي الشاعر والمحب عبد الرحيم بن أحمد بن المحب في آخرين من أهل دمشق والواردين إليها، وقرأ في سنة سبع وثلاثين بجامع قارا على خطيبها النجم عبد الكريم بن صفى الدين وغيره وبمسجد الحاج بدر خارج حماة على الشمس محمد بن أحمد بن الأشقر وكذا بزاوية العبيسي خارجها أيضاً على العلاء بن مكتوم وبحمص على الشمس محمد بن محمد بن محمد بن أحمد بن علي السلمي القادري وبحلب على حافظها البرهان الكثير كسنن النسائي وابن ماجه والمحدث الفاضل ومشيخة الفخر وعشرة الحداد وغيرها قراءة وسماعاً ووصفه بالشيخ الفاضل المحدث الرجال سليل السادة الأخيار العلماء الأحبار وأنه إنسان حسن ذو أخلاق جميلة ويقرأ سريعاً لكن نحوه ضعيف، ووصفه ابن ناصر الدين بالعالم الفاضل في آخرين سمع عليهم بحلب كالعلاء بن خطيب الناصرية وأبي جعفر بن الضياء وأبي اسحق إبراهيم بن العلاء علي بن ناصر اللقاضي أبي العباس أحمد بن إبراهيم بن العديم والشرف الحسن أبي بكر بن سلامة الشاهد بها، وبالقاهرة في سنة ثمان وثلاثين على شيخنا والمحب بن نصر الله الحنبلي والجمال عبد الله الهيثمي وفاطمة ابنة الصلاح خليل الكنانية وآخرين ولكنه لم يمعن وكان أخذ عن شيخنا قبل ذلك بدمشق، وحج مراراً أولها في سنة سبع وعشرين وزار بيت المقدس؛ وناب في القضاء عن النظام بن مفلح فمن بعده ثم رغب عنه أيام البرهان بن مفلح واستقر في مدرسة جده أبي عمر بعد ابن داود ودرس بها واجتمعت به بدمشق وبالقاهرة غير مرة وحدثني من لفظه الزبداني بأحاديث من مشيخة الفخر، ثم حدث بعد ذلك بكثير من الكتب بقراءة التقي الجراعي وغيره، وممن سمع منه العلاء البغدادي، وكذا حدث بأشياء في القاهرة حين طلبه إليها من الإشراف قايتباي في سنة تسع وثمانين بسبب مرافعة بعض مستحقي المدرسة وأقام في الترسيم مدة على مال قرر عليه شبه المصادرة وقاسي شدة وهدد غير مرة بالتقي وغيره وتألمنا له ثم رجع إلى بلاده، وهو إنسان حسن فاضل متواضع ذو أنسة بالفن واستحضار ليسير من الرجال والمتون من بيت كبير.
محمد بن أبي بكر بن عبد الرحمن بن محمد بن أبي بكر بن عثمان زين العابدين ابن أخي السخاوي وهو بلقبه أشهر. يأتي هناك.
محمد عز الدين أبو اليمن شقيق الذي قبله. ولد في عصر يوم الثلاثاء رابع عشر جمادى الآخرة سنة سبع وثمانين بالقاهرة، ونشأ في كنف أبويه ثم مات أبوه وانتزع من أمه وأخذته معي إلى مكة في موسم سنة ست وتسعين فجاور معي وربما سمع علي بل سمع معظم البخاري وختنته في ربيع الأول سنة ثمان وتسعين والله يسير له حفظ كتابه ويجعله من أهل العلم وأربابه.
 محمد بن أبي بكر بن عبد الرحمن بن محمد بن الحسين بن يحيى بن أحمد ابن يحيى بن طاهر بن عبد الله بن عبد الرحمن بن عبد الرحيم بن إبراهيم بن إسحاق بن أحمد بن أبي بكر بن عبد القاهر بن طاهر بن عمر بن تميم الشمس أبو عبد الله بن العفيف بن الكمال التميمي الداري الدار كاني الفركي الشافعي. ولد في صفر سنة تسع وعشرين وسبعمائة وأخذ العلم عن القوام أبي المحاسن عبد الله ابن النجم أبي الثناء محمود بن الحسين القرشي العثماني الأموي الشافعي الشيرازي عرف بابن الفقيه نجم وقرأ عليه القراءات السبع وكان ماهراً بها والحاوي والمصابيح والشاطبية وكذا قرأ على حمزة بن محمد بن أحمد بن ككوك التبريزي، وحج مراراً وجاور بمكة وأقام ببغداد مدة؛ وحدث بالإجازة العامة عن الحجار والمزي ولقيه الطاوسي فاستجازه ووصفه بالمحدث العلامة الورع الجليل الزاهد.مات في يوم سبت ثامن عشر المحرم سنة سبع برستاق فرك. ذكره الطاوسي باختصار والجرهي بأطول منه في مشيخته.
محمد بن أبي بكر بن عبد الرحمن الشمس الحلبي الساسكوني - وهي قرية منها - الشافعي ويعرف بالذاكر أحد المعتفدين. قدم القاهرة فأقام بها على طريقة حسنة من العبادة والذكر حتى مات بعد توعك يزيد على شهرين بعد غروب ليلة الثلاثاء خامس شوال سنة ست وثمانين وصلى عليه من الغد خارج المقصورة من الأزهر في مشهد حافل ثم دفن بتربة ابن مزهر رحمه الله وإيانا.
 محمد بن أبي بكر بن عبد العزيز بن محمد بن إبراهيم بن سعد الله بن جماعة بن حازم بن صخر بن عبد الله العز أبو عبد الله بن الشرف بن العز بن البدر الكناني الحموي الأصل المصري الشافعي الآتي أبوه ويعرف كسلفه بابن جماعة. ولد سنة تسع وأربعين وسبعمائة بينبع وأحضر على الصدر الميدومي ثم سمع من جده العز الكثير ومن ذلك تساعياته الأربعين من العرض والبياني وأبي الفرج بن القادري بن القاري وناصر الدين الحراوي والقلانسي ومما سمعه عليه الأول من مسند أنس للحنيني وبعض المعجم الصغير للطبراني،وأجاز له خلق من الشاميين والمصريين بعناية الزين العراقي منهم الشهاب أحمد المرداوي وخلق من أصحاب الفخر وغيره، واشتغل صغيراً ومال لفنون المعقول فأتفنها إتقاناً بالغاً ولما قدم العلاء السيرامي وولي البرقوقية لازمه حتى مات وكذا أخذ عن البلقيني في الحاوي وغيره وعن العلاء علي بن عبد الواحد بن صغير في الطب وغيره في آخرين كالعز الرازي شيخ الشيخونية فيما بلغني ولا أستبعد أن يكون أكمل الدين منهم، ورأيت بخطه أن من شيوخه المحب ناظر الجيش والشمس بن الصائغ الحنفي بل قال والبرهان التنوخي، وقال المقريزي أنه أخذ عن ابن خلدون فأكثر وكان يتبجح بذكرذلك في دروسه وأنه مع ذلك لم ير ابن خلدون يجل أحداً كإجلاله إياه وأنه ترافق هو وإياه في الأخذ عن ابن صغير كان العز يقرأ عليه شرح الفصول لابن أبي صادق؛ ومضى في ترجمة أصيل بن الخضري محمد بن إبراهيم بن علي أنه قرأ على محمد بن عادل بن محمود التبريزي شيرين كتب ابن عربي في حكاية الله أعلم بصحتها، ونظر في كل فن حتى في الأشياء الصناعية كلعب الرمح ورمي النشاب وضرب السيف والنفط حتى الشعوذة حتى في علم الحرف والرمل والنجوم ومهر في الزيج وفنون الطب وكان من العلوم بحيث يقضي له في كل فن بالجميع وصار المشار إلبه في الديار المصرية في العقليات والمفاخر به لعلماء العجم تخضع له الرجال وتسلم له المقاليد بل هو في ذلك أمة وحده وفضلاء البلد كلهم عيال فيه، وكان يقول أعرف خمسة عشرعلماً لا يعرف علماء عصري أسماءها، وصنف التصانيف الكثيرة المنتشرة التي جمع هو أسماءها في جزء مفرد يقضي الواقف عليه العجب من كثرتها ولكن ضاع أكثرها بأيدي الطلبة والموجود منها النصف الأول من حاسية العضد وشرح جمع الجوامع وله على كل كتاب أقرأه - مع أنه كاد أن يقرئ جميع المختصرات - التصنيف والتصنيفان ما بين حاشية ونكت وشرح حتى أنه كتب على كل من علوم الحديث لابن الصلاح ومختصر جده البدر له شرحاً وعلى أربعي النووي وقصيد ابن فرج ثم لخص تخريج الرافعي لابن الملقن على ما ظهر له ومات عقبه؛ ولكنه لم يرزق ملكة في الإختصار ولا سعادة في حسن التصنيف، وكذا كان ينظم شعراً عجيباً غالبه غير موزون ولذا كان يخفيه كثيراً إلا عن من يختص به ممن لا يدري الوزن، وهو ممن قرض سيرة المؤيد لابن ناهض بلى كان أعجوبة دهره في حسن التقرير بحيث كان بين لسانه وقلمه كما بينه هو وآحاد طلبته، وأقرأ التنبيه والوسيط وشرح الألفية لابن المصنف وكتب عليه تصنيفاً والتسهيل والكشاف والمطول وكتب عليه شرحاً سماه المعول والمختصر وكتب عليه شيئاً سماه سبك النضير في حواشي الشرح الصغير؛ كل هذا مع الإنجماع عن بنيالدنيا وترك التعرض للمناصب ومهابته في النفوس. وقد نفق له سوق في الدولة المؤيدية وكارمه السلطان عدة مرار بجملة من الذهب ومع ذلك فكان يمتنع من الاجتماع به ويفر إذا عرض عليه ذلك؛ وحضر المجلس المعقود للهروي فلم يتكلم في جميع النهار كله مع التفاتهم إليه واستدعائهم للكلام منه بل سأله السلطان يومئذ عن تصنيفه في لعب الرمح فجحد أن يكون صنف فيه شيئاً، وكان يبر أصحابه ويساويهم في الجلوس ويبالغ في إكرامهم ويديم الطهارة فلا يحدث إلا توضأ ولا يترك أحداً يستغيب عنده أحداً؛ هذا مع ما هو فيه من محبة الفكاهة والمزاح واستحسان النادرة وكونه لا يتحاشى عن مواضع النزه والمفترجات ويمشي بين العوام ويقف على حلق المناقفين ونحوهم وربما يركب الحمار إذا ابعد ويقتصد في ملبسه، ولم يتفق له الحج مع حرص أصحابه له عليه ولا تزوج بلى كانت عنده زوجة أبيه فكانت تقوم بأم بيته وهو يبرها ويحسن إليها؛ وكان يعاب بالتزين بزي العجم من طول الشارب وعدم السواك حتى سقطت أسنانه. ذكره شيخنا في انبائه

ومعجمه بحاصل ما تقدم، وقال في الأنباء: لازمته من سنة تسعين إلى أن مات وكان يودني كثيراً ويشهد لي في غيبتي بالتقدم ويتأدب معي إلى الغاية مع مبالغتي في تعظيمه حتى كنت لا أسميه في غيبته إلا إمام الأئمة، وكذا قال في المعجم: أخذت عنه شرح منهاج الأصول وفي جمع الجوامع وفي المختصر ابن الحاجب وفي المطول وقرأت عليه يعني أشياء منها الخامس من مسند السراج ووصفه بالإمام العلامة الفهامة الفريد الأصيل، وأجاز لي غير مرة ولأولادي. مات في العشرين من ربيع الآخر سنة تسع عشرة بعد انقضاء الطاعون وكان هو في غاية الاحتراز منه بحيث أنه لم يدخل في تلك الأيام الحمام وامتنع من مأكولات ومشروبات عينها لأصحابه فلما ارتفع وظن السلامة منه دخل الحمام وتصرف فيما كان احتمى منه فأصيب واشتد أسف الناس عليه ولم يخلف بعده مثله، وممن ترجمه ابن قاضي شهبة والمقريزي في عقوده وأنه كان في آخر عمره على خير من النسك وقيام الليل وحفظ اللسان والإعراض عن الدناسات التي طلب لها فزهد فيها ولم أزل أعرفه فان أباه كان يسكن بجوارنا، قال وقد تخرج به في الأصول والمنطق والمعاني والبيان والحكمة خلائق من المصريين والغرباء وطار اسمه وانتشر ذكره في الأقطار وقصده الناس من الشرق والغرب ولم يخلف في فنونه بعده مثله والعيني بل عمل لنفسه جزءاً اسماه ضوء الشمس في أحوال النفس ؛ وأخذنا عن خلق ممن أخذ دراية ورواية كابن الهمام وابني الأقصرائي والزين رضوان والأبي والسفطي وشعبان ومن قبلهم التقي الفاسي وابن موسى المراكشي ومن لايحصى كثرة كالبرهان بن حجاج الأبناسي والتلواني، وأول تحديثه سنة بضع وتسعين رحمه الله وإيانا.
محمد بن أبي بكر بن عبد الكريم الشمس المقدسي العطار بها ويعرف بابن كريم بالتصغير. سمع من الصدر الميدومي مشيخته تخريج الحسيني وأولها المسلسل؛ وحدث سمع منه الفضلاء، قال شيخنا في معجمه: وكان خادم القبة المعراج بالمسجد الأقصى أجاز لأولادي في سنة إحدى وعشرين. وذكره المقريزي في عقوده وقال أنه ولد بغزة بعد الثلاثين وسبعمائة وكان عامياً صدوق اللهجة. مات سنة إحدى وعشرين كذا قال.
 محمد بن أبي بكر بن عبد الله بن جلال الدين وربما خفف فقيل جلال ابن شمس الدين الأسعردي الدمشقي الصالحي النشار بها ويعرف بابن الخياطة. ولد فيما أخبرني به في أول المحرم سنة سبع وسبعين وسبعمائة - وقيل في التي بعدها - بأسعرد وانتقل منها في صغره مع سلفه فقطن صالحية دمشق وسمع بها من أبي الهول الجزري؛ وحدث سمع منه الفضلاء ولقيته بها فقرأت عليه بعض الأجزاء وكان قد تكسب بالنشارة وأذن بالخانقاة القلانسية مع كون قيمها ثم أضر وشاخ وانقطع حتى مات في ربيع الأول سنة ست وستين بالصالحية وصلى عليه بالجامع المظفري ودفن بالسفح رحمه الله وقد ذكر لي أن لبعض سلفه مدرسة بأسعرد وذكر.
محمد بن أبي بكر بن عبد الله بن ظهيرة بن أحمد عطية بن ظهيرة أبو سعيد القريشي المكي ويعرف كسلفه بابن ظهيرة، وأمه عائشة ابنة أحمد بن محمد بن أحمد بن عبد المعطي الأنصاري. ولد بمكة ونشأ بها وسمع بها من عمه الجمال ابن ظهيرة وأجاز له في سنة خمس وتسعين ابن صديق وابن فرحون والمراغي والشهاب أحمد بن علي الحسيني وابنا ابن عبد الهادي وابنة ابن المنجا والعراقي والهيثمي وابن الكويك وآخرون. ومات سنة خمس عشرة بزبد ووصل نعيه لمكة في رمضان.
محمد البدر أبو البركات بن ظهيرة أخو الذي قبله، وأمه حسان ابنة راجح بن حسان الكناني. أجاز له في سنة تسع وثمانمائة ابن الكويك وابنة ابن عبد الهادي وجماعة منهم عمه. ومات صغيراً.
محمد بن أبي بكر بن عبد الله بن محمد بن أحمد بن ناصر الدين. هكذا نسبة بعضهم وهو غلط فأبو بكر كنية عبد الله لا ابنه.
محمد بن أبي بكر بن عبد الله ناصر الدين الفاوي بن الزكي. ولد سنة اثنتين وأربعين وسبعمائة أو بعدها واشتغل قليلاً وأجاز له العز بن جماعة، وقال شيخنا في معجمه: سمعت منه عنه حديثاً استفدت من نوادره وكان صاحب دعابة ونوادر. مات في شوال سنة ست.
محمد بن أبي بكر بن عبد الوهاب بن أحمد بن عبد الوهاب بن أبي القسم ابن إبراهيم بن عطية الشمس أبو عبد الله بن الزين القابسي الأصل النشيني - نسبة لنشين القناطر بالغربية- ثم المحلى الشافعي والد أبي الطيب عبد الناصر ويعرف بابن أبي الشيخ موفق الدين وبابن الشيخ أبي بكر. ولد سنة سبع وسبعين وسبعمائة تقريباً بالمحلة وحفظ بها القرآن وصلى به والمنهاج والتبريزي والملحة والرحبية وعرضها إلا المنهاج على الشهاب المنصوري قاضي المحلة والمنهاج على القاضيين التاج عتيق والعز بن سليم وبحث مواضع متفرقة منه على أولهما، ورحل إلى القاهرة فسمع دروس الأبناسي والبلقيني وابن الملقن والنور والبكري، وعرض عليهم المنهاج في سنة خمس وتسعين وعلى الشهاب بن الناصح؛ ولقيه ابن فهد والبقاعي بالمحلة في سنة ثمان وثلاثين فأخذا عنه بعض الأجزاء وكان من عدول حانوت القطانين بها بارعاً في التوثيق مستحضراً للمنهاج بل ولى الحكم بها من سنة اثنتين وثلاثين إلى أن مات في آخر سنة أربع أو أول سنة خمس وخمسين، وكان أبوه صالحاً عاقداً للأنكحة بالمحلة وأما عمه موفق الدين واسمه عمر فكان من كبار الأولياء ترك قضاء نشين وذلك أنه كان يليه فعزل فتوجه للقاهرة للسعي في عوده فرافقهم نصراني يلقب الشيخ لعظمه فيهم فكان سبباً لرجوعه عن السعي وكأنه لاشتراك أهل الكفر معهم في التعظيم الدنيوي، ورجع فأقرأ الأطفال مدة ثم انقطع للعبادة والاشتغال بالعلم حتى صار عين الناس بحيث كان السراج البلقيني يكاتبه بل يمدحه ومن ذلك قصيدة أولها:

سلام على الخل الولي الموفق

 

ولي بفضل الله ما زال يرتقي

محمد بن أبي بكر بن عثمان جدي الشمس أبو عبد الله البغدادي الأصل. السخاوي ثم القاهري والد الوالد عبد الرحمن الماضي ويلقب بابن البارد. قيل إن أصله من بغداد وأنه ولد بسخا ثم قدم القاهرة فجاور السراج البلقيني وسكن ببيت من أملاكه وأوقافه مجاور للدرب من ظاهره وقنع الشيخ عن أجرته بريحان وشهه يضعه على ضريح ولده البدر محمد في كل جمعة واختص بالشيخ بحيث أنه كان يلاطفه ويقول له كما سمعته غير مرة من الزين قاسم حفيد السراج اجعل هذه الدراهم بمكان مرتفع خوفاً م اللص فلان مشيراً لبعض أولاده، ثم اختص بعده بولده القاضي جلال الدين وحضر كثيراً عندهما في المواعيد والحديث وغيرها وكذا حضر مجالس غيرهما من العلماء والصلحاء؛ وأكثر من سماع السيرة النبوية وغيرها من كتب الحديث صار يستحضر أشياء من المتون والمغازي ويتلوا سوراً من القرآن ويسأل عماً يشكل عليه من أمر الدين وغيره من التحري في العبادة والمداومة على التجهد والأوراد من الأذكار ونحوها والتكسب لعياله بالغزل في سوق ابن جوشن من ميدان القمح بمبلغ يسير جداً، وحج وسافر مرة إلى الشام للتجارة ولا أستبعد أنه زار بيت المقدس والخليلي حينئذ واغتبط بصحبة جماعة من الأولياء كالشمس البوصيري وخلف الطوخي ويوسف الصفى والزين السطحي بحيث اندرج فيهم وعد واحداً منهم فوصفه الفخر عثمان البرماوي بالشيخ الصالح القدوة والأخ في الله تعالى وأشار إلى تقواه وخيره وولايته في آخرين ممن وصفه بالصلاح كشيخنا بل قال لي العلاء البلقيني أنه كان من يراه يشهد بولايته وصلاحه وما لقيت أحداً ممن يعرفه إلا وأثنى عليه بالصلاح والخير كالشمس بن المرخم والشريف جلال الدين الجرواني. ولما قدم الشيخ محمد بن سلطان القادري الآتي القاهرة وأنزله الجلال البلقيني بمدرسة والده التمس من الجلال رفيقاً صالحاً يتأنس به فأشار بالجد لعلمه بخيره ورغبته في صحبة الصالحين حتى أنه قال مرة للوالد وكان أبوهما صالحاً فكان يتردد إليه في كثير من الأوقات خصوصاًفي طرفي النهار، وقدرت وفاة أم الشيخ فاجتمع من تركتها نحو أربعمائة ناصري ذهباً فعرضها عليه ليتوسع بها لعلمه بقلة رأس ماله فامتنع بكونه في غنية عنها لأنه بورك له فيما معه وربما يفضي به التوسع إلى إشغال الذمة بزائد أو ناقص فقال له أنا لا أعطيه لك قراضاً بل هبة واستخر الله في ذلك فعاوده وصمم على الامتناع وقال أنما صحبتك لله فأمره بالتوجه به معه حتى فرقه على يديه فكانت كرامة لهما بل هي للجد أعظم، وكذا لما قدم الملك الجليل العالم صلاح الدين يوسف بن الناصر أحمد الأيوبي الآتي بعد رغبته عن الملك وزهده في الدنيا وإقباله على الآخرة في سنة سبع عشرة وأنزله الجلال أيضاً بالمدرسة صحبة الجد أيضاً واغتبط كل منهما بالآخر؛ ولم يزل على أشرف حال حتى مات بعد أن صعد الغرس خليل الحسيني والفقيه نور الدين المنوفي لعيادته واستبشر بقدومهما وقال لهما أشهد كما أني أشهد أن لا إله إلا الله وفاضت نفسه، وكان ذلك بعد سنة ثماني عشرة وصلى عليه القاضي جلال الدين ودفن بحوش صوفية البيبرسية رحمه الله وإيانا.
محمد بن أبي بكر بن علي بن إبراهيم بن علي بن عدنان الشريف ناصر الدين بن عماد الدين بن علاء الدين الحسيني الدمشقي الحنفي سبط العلاء بن الجزري أخي الشمس المشهور، أمه خديجة أو عائشة العمرية والماضي عمه أحمد وولده العلاء علي والآتي أبوه. ولد في يوم الخميس حادي عشر جمادى الأولى سنة ست وعشرين وثمانمائة بدمشق، ممن تفقه بيوسف الرومي وعنه أخذ الأصلين وتميز فيهما وتلقي نقابة الإشراف بالشام وتدريس الريحانية والمقدمية وغير ذلك عن والده. مات في صفر سنة خمس وستين مسموماً من بعض الأعراب ولم يكمل الأربعين.
 محمد بن أبي بكر بن علي بن أبي بكر بن محمد بن عثمان بن أبي الفتح نصر الله بن محمد بن عبد الله بن عبد الغني بن محمد بن أبي بكر بن يوسف بن أحمد ابن علي بن أبي بكر بن عبد الغني بن القسم بن عبد الرحمن بن القسم بن محمد بن أبي بكر الصديق إمام الدين بن الزين البكري البلبيسي المحلي ثم القاهري الحنبلي أخو عبد القادر وعلى الماضيين. ولد في سنة أربع وستين وسبعمائة ونشأ فحفظ القرآن وسمع مع أبيه على العسقلاني الشاطبية في مستهل ربيع الأول سنة خمس وثمانين ووصف بالفقيه الفاضل فكأنه كان قد اشتغل وكذا سمع على البلقيني والعراقي ولازمه في كثير من مجالس أماليه والهيثمي والأبناسي والغماري والصلاح الزفتاوي والتنوخي وابن أبي المجد وابن الشيخة والمراغي والحلاوي والسويداوي في آخرين، وتنزل في صوفية الحنابلة بالبرقوقية أول ما فتحت وكان بشرة بذلك بعض الأولياء قبل وقوعه فأنه كان يحكي أنه اجتاز حين عمارتها وهم يكلفون من يمد يحمل شئ من آلات العمارة فتوقف وتقاعد عنه فقال له شخص احمل يا فقير ولك منها نصيب أو كما قال؛ وكذا تنزل في بعض الجهات ولزم الأقامة بالمسجد الذي برأس حارة بهاء الدين بجانب الحوض والبئر يكتب المصاحف وغيرها ويطالع مع اشتغاله بالعبادة وصلة رحمه حتى مات في تاسع شعبان سنة ست وأربعين ودفن بحوش سعيد السعداء، وكان خيراً أربعة نير الشيبة منعزلاً عن لناس، رأيته كثيراً ولم يكن خطه في الصحة بذاك رحمه الله.
محمد بن أبي بكر بن علي بن حسن بن مطهر بن عيسى بن جلال الدولة بن أبي الحسن الصلاح الحسني السيوطي ثم القاهري الشافعي. ولد في شوال سنة ثلاث وثمانين وسبعمائة بأسيوط من الصعيد ونشأ بها فقرأ القرآن تلا به لورش على الشرف عبد العزيز بن محرز بن أبي القسم الطهطاوي بن حريز قال وكان شجي الصوت بالقراءة ومناقبه ومناقب أبيه جمة، ولأبي عمر وعلي الشهاب الدويني الضرير وبحث بها عليه في النحو، ثم انتقل به أبوه إلى مصر قبل القرن فعرض العمدة على الزين العراقي بعد أن صحح جميعها عليه وأجاز له، ثم عاد به فأقام إلى سنة ست فلقي تركياً سكراناً فراجعه كلاماً فطغى عليه فقتله فانتقل بأهله إلى القاهرة فقطنها وسكن بالصحراء ولازم الولي العراقي في الفقه والحديث والأصول والنحو والمعاني والبيان وكتب أماليه وأخذ الفقه أيضاً عن النور الأدمي والشمس البرماوي والبرهان البيجوري والنحو عن الشمسين الشطنوفي وابن هشام والعروض وغيره من علوم الأدب عن البدر الدماميني وقرأ عليه شرحه على الجرومية إلا اليسير من آخره، وحضر دروس العز بن جماعة وسمع رابع ثمانيات النجيب على التقي الزبيري وعلى الولي العراقي والنور الفوي الختم من الصفوة لابن طاهر وعلى النور الأبياري اللغوي أكثر أبي داود وابن ماجة وعلى ابن الجزري والزين القمني في آخرين وقرأ حزب النووي على يحيى بن محمد الشاذلي أخي أبي بكر الشهير، ولم ينفك عن الاشتغال حتى برع في فنون وتقدم في الأدب وجمع فيه مجاميع كرياض الألباب ومحاسن الآداب والمرح النضر والأرج العطر ومطلب الأديب ونظم في الخليل أرجوزة في خمسمائة بيت ونخبة شيخنا وغير ذلك فأكثر، وكتب الخط الحسن ونسخ به الكثير لنفسه ولغيره وكان يلم شعثه منه لتخليه عن الوظائف الدنيوية، لكنه ولي بعد سنة خمس وثلاثين تدريس مدارس بأسيوط وهي الشريفية والفائزية والبدرية الخضيرية ونظرها فلم يتم له ذلك فاستمر منقطعاً عن الاقتيات بالكتابة إلى أن بنى قراقجا الحسنى مدرسة بخط قنطرة طغز دمر وجعله خطيبها وإمامها وكفاه مؤونة كبيرة وأنشد مشيراً لارتقائه بالكتابة:

كتابتي أشكرها كم لها بي عائده

 

فرأس مال أخذها وأستزيد فائده

وربما كان شيخنا يستنيبه في الخطابة بالسلطان وقد لازمه كثيراً حتى قرأ عليه ديوانه الكبير وما علمت قرأه عليه غيره وطارحه غير مرة بل وعمل صداق المحب ابن الأشقر على ابنته رابعة أرجوزة أثبتها مع بعض مطارحاته معه في الجواهر، وكان شيخنا يجله ويصغي لمقاله وكذا وصفه الولي العراقي بالفاضل؛ اجتمعت به كثيراً وسمعت بقراءته على شيخنا في الديوان بل علقت عنه من نظمه، وكذا كتب عنه صاحبنا ابن فهد وغيره، وحج مراراً أولها في سنة ست وعشرين وجاور مرتين ، وسافر لدمشق وزار القدس والخليل ووصل في الصعيد إلى قوص ودخل اسكندرية وغيرها، وكان خيراً فاضلاً منجمعاً عن الناس حسن الهيئة والبزة نير الشيبة صنف سوى ما تقدم فضل صلاة الجماعة في جزء لطيف وشرح أربعي النووي في مجلدة في المسودة وفضل السيف على الرمي في كراسه. مات في صفر سنة ست وخمسين بمدرسة قراقجا وصلى عليه المناوي ودفن. ونظمه سائر ومنه مما كتب به على بعض المجاميع:

يا نعم مجموع حوى ضمنه

 

كل المعاني فاغتدى أوحدا

أصبح فرضاً لا يرى مثله

 

فأعجب لمجموع غدا مردا

ومنه في إبراهيم:

حبيبي قد فاق الملاح بحسـنـه

 

وراح به كل كئيب وولـهـان

يا عذلى دعواي هذى وحـسـد

 

وإن أنكروار ما قلته فهو برهان

محمد بن أبي بكر بن علي بن صلح الطرابلسي الحنبلي ويعرف بابن سلانة بالمهملة. رأيته يكتب ببعض الاستدعاءات في سنة أربع وخمسين بل رأيت بعض المكيين قرأ عليه البخاري سنة تسع وستين وأجاز؛ وكان فيما بلغني يستحضر قواعد ابن رجب مع ذكاء وفهم.
 محمد بن أبي بكر بن علي بن عبد الله بن أحمد بن محمد بن إبراهيم البهاء أبو الفتح ابن الزين المشهدي القاهري الأزهري الشافعي والد البدر محمد الآتي وأبوه. ولد في ليلة الجمعة ثاني عشر صفر سنة إحدى عشرة وثمانمائة بالقرب من الأزهر وحفظ القرآن والعمدة والمنهاج الفرعي وجانباً من المنهاج الأصلي ومن ألفيتي الحديث والنحو وعرض العمدة على الولي العراقي والشمس البرماوي والبرهان البيجوري والسراج قاري الهداية والجمال يوسف البساطي وأبي القسم بن موسى بن محمد بن موسى العبدوسي في آخرين ممن أجاز له والشموس البوصيري والشطنوفي والعجيمي سبط ابن هشام وابن الديري والجلال البلقيني والجمال الأقفاصي والشهاب الصنهاجي والعلاء بن المغلي وغيرهم ممن لم يجز، واعتنى به أبوه فاسمعه من لفظ الولي العراقي على الشهاب الواسطي المسلسل وعليهما جزء الأنصاري وعلى ثانيهما فقط جزء ابن عرفة وجزء البطاقة ونسخة إبراهيم بن سعد وعلى النور الفوي ختم مسلم ومن لفظ أبي القسم العبدوسي غالب الشقا وعلى الكمال بن خير بعضه وعلى ابن الجزري أشياء وعلى الشمس بن المصري ختم ابن ماجة ومنتقى من مشيخة الفسوى، وطلب هو بنفسه بعد فأخذ معنا ومن قبلنا على جماعة بقراءته وقراءة غيره ولكنه لم يتميز في الطب، وبلغني أن سبط شيخنا خرج له شيئاً وهو أو أكثره وهم، وجود القرآن على الشهاب السكندري ولازم الشرف السبكي والقاياتي في الفقه ومن قبلهما أخذ فيه عن الشمس البرماوي وبأخره عن الونائي لكن يسيراً، واشتدت عنايته بملازمة القاياتي في الفقه والأصلين والعربية والمعاني والبيان وغيرها ورافق الزين طاهر في قراءته عليه لقطعة من الكشاف بل وأخذ عن طاهر نفسه غالب شرح الشاطبية للفاسي وعن المحلي شرحه لجمع الجوامع ما بين قراءة وسماع مع غيره من تصانيفه، وقرأ في حضره كثيراً من ألفية النحو بحثاً على الشمس الشطنوفي، وفي كبره مجموع الكلائي بتمامه على ابن المجد وحضر كثيراً من دروسه في الفرائض والحساب والميقات وغيرها ولازم الشمس البدرشي وقرأ في المنطق وغيره على الشمس الشرواني وكذا سمع فيه على أبي الفضل المغربي وأخذ أيضاً عن الكافياجي، ولازم شيخنا حتى قرأ عليه النخبة وشرح الألفية والمقدمة وغالب المشتبه وغيرها رواية ودراية، وكتب عنه أكثر أماليه وقطعة من آخر فتح الباري وأذن له في الأقراء والإفادة ووصفه في سنة سبع وأربعين بالفاضل العلامة البارع المحدث المفنن فخر المدرسين عمدة المتفننين، وكذا وصفه المحلي بالفقيه المحدث العالم في الأصول وغيره وقال إنه فهم منه أي من شرحه المعين المراد وتحققه وأفاد واستفاد وأذن له في الإفادة أيضاً؛ وممن أذن له في التدريس القاياتي ووصفه البقاعي في أبيه بالمحدث الفاضل المفنن، وحج صحبة والده ودخل معه أيضاً الشام واستقر في تدريس الاقبغاوية بعد وفاة ابن أخته أبي البقاء بن عبد البر السبكي وفي مشيخة التصوف لخشقدم بعد الظهر برواق الريافة من الأزهر وفي مشيخة الحديث بالزينية المزهرية أول ما فتحت من واقفها؛ وناب عن ولدي ابن القاياتي في تدريس الحديث بالبرقوقية وأعاد بالصالح والأبجيهية، وتنزل في غيرها من الجهات كسعيد السعداء وأقرأ بعض الطلبة بل حدث باليسير وربما كتب على ألفيتا وعلق على مختصر ابن الحاجب الأصلي شرحاً وكذا على جامع المختصرات وصل فيه إلى الفرائض وعلى أماكن من المنهاج الفرعي واعتنى بجمع الأوائل وعمل جزءاً في التسلي عن موت الأولاد والتقط من النقود والردود للكرماني ما يتعلق بالعضد سماه تلخيص المقصود في مجلدين في تعاليق سواها وكتب بخطه الكثير وقيد وحشى، كل ذلك مع الدين والخير والثقة والعدالو والأوصاف الجميلة والقناعة والتعفف والأنجماع عن الناس وصبر على ما يقاسيه من تربية البنات وتجهيزهن وخدمة العيال وكثرة الأمراض والرغبة في الاستفادة والمطالعة والتصدي لتلاوة الحديث في أوقات بالأزهر، وقراءته متقنة وصوته بها شجي مع التأني والإيضاح وجمود الحركة العتب على الدهر، وقد صحبته قديماً وسمع كل منا بقراءة الآخر على شيخنا وغيره؛ وسمعت من فوائده وكتب عني أشياء بل كتب على بعض الاستدعاءات، ولم يزل يطالع ويكتب إلى أن تعلل أياماً ثم مات في يوم السبت عاشر جمادى الثانية سنة تسع وثمانين وصلى عليه في عصر يومه ثم دفن بحوش سعيد السعداء رحمه

الله وإيانا.لله وإيانا.
محمد بن أبي بكر بن علي بن أبي البركات أمين الدين أبو النصر وأبو اليمن بن الفخر بن ظهيرة القرشي المكي الحنفي أخو عبد العزيز وعبد المعطي، أمه قدم الخير الزنجية فتاة أبية. ولد وحفظ القرآن والمجمع أوجله واشتغل قليلاً عند العلاء بن الجندي نقيب زكريا في مجاورته وعند غيره وأخذ عن إسماعيل بن أبي يزيد في النحو وعن عبد النبي المغربي في أصول الدين ولازمني في سنة سبع وتسعين في البخاري وغيره بل كان سمع علي في حياة أبيه سنة ست وثمانين وسمع على ابن عمه.
محمد جلال الدين أبو البقاء أخو الذي قبله. ممن سمع علي وكذا على ابن عمه أيضاً وحفظ القرآن وأربعي النووي.
محمد بن أبي بكر بن علي بن محمد بن علي بن محمد المحب بن القاضي التقي الحريري الدمشقي الآتي أبوه. ممن سمع على شيخنا في سنة ست وثلاثين بدمشق.
محمد بن أبي بكر بن علي بن يوسف بن إبراهيم بن موسى بن درغام بن ظعان بن حميد الجمال أبو عبد الله الأنصاري الذروي المصري ثم المكي الزبيدي الشافعي ويعرف بالجمال المصري. ولد في سنة تسع وأربعين وسبعمائة أو التي قبلها أو بعدها بالذروة من صعيد مصر ونشأ بها إلى أن بلغ أو راهق فقدم مكة فاستوطنها وسمع بها على العز بن جماعة منسكه الكبير بفوت وغيره ومن أحمد بن سالم والجمال ابن عبد المعطي والاميوطي وزينب ابنة أحمد بن ميمون التونسي؛ وأجاز له الصلاح الصفدي وابن الهبل وعمر الشحطبي وست العرب وخلق؛ واشتغل قليلاً وصحب أبا الفضل النويري القاضي وخدمه كثيراً فلما علم نجابته صار يرسله في مصالحه وهديته لصاحب اليمن فاشتهر ذكره وقبل موته تغير عيله، وسكن زبيد واستوطنها وخدم إسماعيل الجبرتي فناله بسببه شئ كثير وداخل الاعيان من أهلها فنمى أمره إلى الأشرف صاحب اليمن فقر به وأدناه واتصل فاستظرفه لكثرة مجونه وأقبل عليه وصار يحضر مجلسه وولاه حسبة زبيد ثم صحب السراج بن سالم لما ولي شد زبيد بعد عودة من مكة وحصل دنيا وأملاكاً وتزايد أمره وقويت مهابته وحرمته في مبادئ أيام الناصر بن الأشرف لأنه صار يرسله إلى عدن وغيرها لإحضار الأموال منها بحيث ولي إمرة زبيد في بعض السنين ثم صرف عنها ومع ذلك فكان أمره بها أنفذ من الأمير ثم انحط عن الناصر وولي نظر أوقاف المدارس التي بمكة عدة سنين، وحدث سمع منه الطلبة وكان كثير التلاوة شجي الصوت كثير الفكاهة والمزاحة ملجأ القاصدين الواردين حسن السفارة لهم سيما الحجازيين، وابتلى قبل موته بكثرة البرد حتى صار يحمل إلى الحمام فيمكث فيه الزمن الطويل وإذا خرج منه يوضع في قدر فيه ماء حار فيما قيل. مات في ليلة الجمعة منتصف ذي القعدة سنة عشرين بزبيد ودفن بمقبرة إسماعيل الجبرتي عفا الله عنه؛ وخلف عشرين ولداً ذكراً، ذكره الفاسي ثم ابن فهد في معجمه وهو باختصار في أنباء شيخنا وقال في معجمه: لقيته مراراً في الدولتين يعني الأشرفية والناصرية وهو على ما عهدته من المودة والمروء، وسمعت منه قليلاً بوادي الحصيب. وكذا ذكره المقريز في عقوده وكرره وأنه رزق زيادة على عشرين ولداً ذكراً؛ قال وكان إذا قام حول الكعبة في رمضان يكاد الناس يفتتنون به من الازدحام على سماعه مع مروءة وإحسان للغرباء، وابتلى بكثرة البرد حتى كان يغلي له الماء في قدر ويجلس فيه مع شدة حرارته.
 محمد النجم الأنصاري الذروي الأصل المكي أخو الذي قبله ويعرف بالمرجاني. ولد في إحدى الجماديين سنة ستين وسبعمائة بمكة ونشأ بها فسمع العز ابن جماعة والكمال بن حبيب وأحمد بن سالم والجمال بن عبد المعطي والعفيف النشاوري في آخرين بل قرأ جملة من الكتب والأجزاء على الجمال الأميوطي، ورحل إلى دمشق فقرأ بها على محمد بن أحمد المنبجي بن خطيب المزة أشياء كمسندي عبد والدارمي ومسند الشامي وسمع المحب الصامت وغيره من أصحاب التقي سليمان بن حمزة وكذا من ابن الصيرفي والكمال بن النحاس وجماعة بإفادة الياسوفي وغيره وكان يثني عليه وعلى فضائله؛ وأجاز له جماعة تجمعهم مشيخته تخريج التقي بن فهد بل هو الذي استجاز للتقي الفاسي. واشتغل كثيراً فحضر الفقه والأصلين عند القاضي أبي الفضل النويري والجمال الأميوطي وغيرهما والنحو عند نحوي مكة أبي العباس ابن عبد المعطي وأبي عبد الله المغربي النحوي وغيرهما؛ وتميز في الفقه ومهر في العربية ومتعلقاتها بحيث لم يبق في الحجاز من يدانيه فيها مع معرفة بالأدب ونظم ونثر وكتب الشروط عند المحب النويري وقرأ عليه بعض كتب الحديث لمزيد من المودة بينهما بل كان يلائم من قبله والده القاضي أبا الفضل كثيراً، ودخل اليمن مراراً وولي تدريس المنصورية بمكة سنة إحدى وثمانمائة مع نظر المدارس الرسولية بمكة واستمر إلى أن مات غير أنه انفصل عن النظر نحو سنة ورغب عن التدريس لولده الكمال أبي الفضل، وكان حسن الايراد لما يلقيه لجودة عبارته وقوة معرفته بالعربية، مليح الكتابة سريعها ذا مروءة كثيرة وحياء وتواضع وانصاف مع تخيل يزيله أدنى شئ وانجماع وانقباض وعدم تصد للأشغال وإقبال على شأنه واهتمام بأمر عياله؛ وتمول بعد تقلل بسعي جميل وكتب كثيرة نفيسة يسمح بعاريتها بل ربما يبر بمعلومه في النظر والتدريس من ليس له في المدارس اسم من الطلبة ونحوهم؛ وجمع شيئاً في طبقات الشافعية كأنه اختصره من طبقات الأسنوي ونظم قصيدة مفيدة سماها مساعد الطلاب في الكشف عن قواعد الأعراب ضمنها ما ذكره ابن هشام من معاني الحروف في كتابه مغنى اللبيب وقواعد الإعراب وما لغيره في المعنى وشرحها وكذا نظم أبياتاً في دماء الحج وشرحها؛ وحدث سمع منه الطلبة وكانت وفاته بعد تمرض نصف سنة في وقت عصر يوم السبت خامس رجب سنة سبع وعشرين بمكة، وصلى عليه صبح الأحد ثم دفن بالمعلاء رحمه الله وإيانا، ذكره الفاسي ثم ابن فهد في معجمه وشيخنا في إنبائه باختصار فقال وتصدى للتدريس والإفادة وله نظم حسن ونفاذ في العربية وحسن عشرة، سمعت منه قليلاً من حديثه ومن نظمه كانت بيننا مودة، وقال في معجمه أنه سمع منه حديثا ًبالطور وأنشدنا كثيراً لنفسه ولغيره ومهر في العربية حتى لم يبق في بلاد الحجاز من يدانيه فيها لكنه كان يؤثر الانجماع ولا يتصدى للأشغال، ودخل اليمن مراراً وقدم القاهرة سفيراً لصاحبيها في تحصيل كتب استدعياها وأجاز لأولادي مراراً آخرها سنة إحدى وعشرين، قلت والجمع بين التصدي وعدمه ممكن؛ وهو ممن أخذ عن شيخنا أيضاً. وذكره المقريزي في عقوده وأنه حدثه بكثير من أحوال السلف.
 محمد الجمال أبو عبد الله الأنصاري أخو اللذين قبله وهو أصغرهما ويعرف بالمرشدي وهو جد أبي حامد محمد بن عمر الآتي والماضي أبوه. ولد في سنة ثلاث وستين وسبعمائة بمكة وسمع بها من العز بن جماعة السيرة الصغرى له وغيرها كالبردة ومن الجمال بن عبد المعطي والنشاوري في آخرين، وأجاز له الصلاح وابن أميلة وابن الهبل وابن النجم وغيرهم تجمعهم مشيخته للتقي بن فهد. وتلا لأبي عمرو ثم لابن كثير علي يعقوب بن عبد الرحمن بن عبد الكرم العمري المالكي ولقي شخصاً يسمى محمد بن علي بن محمد الخطيب الصوفي فصافحه وشابكه وألبسه الخرقة كما سيأتي في ترجمته. وحدث سمع منه الطلبة وكان خير ديناً ورعاً زاهداً منجمعاً عن الناس زار النبي صلى الله عليه وسلم أكثر من خمسين سنة شيئاً على قدميه. وكذا زار بيت المقدس ثلاث مرار ولقي بها رجلاً صالحاً كانت عنده ست شعرات مضافة للنبي صلى الله عليه وسلم ففرقها عند موته على ستة أنفس بالسوية كان هذا أحدهم كما سبق في ترجمة ولده عمر. ودخل القاهرة وبلاد اليمن. وهو أحسن إخوته ديانة وأكثرهم إنجماعاً. مات بالمدينة النبوية في رمضان سنة تسع وعشرين.ذكره ابن فهد في معجمه. وباختصار المقريزي في عقوده وعين وفاته بمكة فوهم قال وكان منجمعاً عن الاختلاط بالناس. وقال شيخنا في معجمه: سمعت منه قليلاً ببعض بلاد اليمن قال وهؤلاء الأخوة الثلاثة اشتهر كل منهم بنسبة غير نسبة الآخر أما الأكبر وهو المصري فنسبته حقيقة لأن أصله وأما الأوسط وهو المرجاني فانتسب إلى بعض أجداده من قبل الأم وأما هذا فلا أدري لمن انتسب. قلت لقول الشيخ أحمد المرشدي لأبيه وأمه حامل به: هو ذكر فسمه محمداً المرشدي.
محمد بن أبي بكر بن علي ناصر الدين الديلي المقدسي الشافعي نزيل سعيد السعداء. أخذ عن ابن حسان وغيره ونبل؛ وكان خيراً متواضعاً. مات قبل التكهل في يوم الأحد تاسع ربيع الأول سنة خمس وخمسين ودفن بحوش الصوفية السعيدية رحمه الله.
محمد بن أبي بكر بن علي الشطنو في ابن عم الشهاب أحمد بن محمد بن إبراهيم الماضي. ممن سمع مني بالقاهرة.
محمد بن أبي بكر بن علي الشامي الصواف. ممن سمع مني القاهرة أيضاً.
محمد بن أبي بكر بن علي الغزي الحنفي سبط أخي العلاء الغزي أمام الأشرف اينال ويعرف هذا بابن بنت الحميري. قدم القاهرة مراراً في التجارة وغيرها وقرأ علي بعض قدماته الأذكار وأربعي النووي وعمدة القاري في ختم البخاري من تصانيفي وغالب شرحي على الهداية الجزرية في البحث مع سماع باقية وغير ذلك مما أثبته له في كراسة، وتشبه بالطلبة وقتاً ثم تزوج واشتغل بما يهمه.
 محمد بن أبي بكر بن عمر بن أبي بكر بن محمد بن سليمان بن جعفر ابن يحيى بن حسين بن محمد بن أحمد بن أبي بكر بن يوسف بن علي بن صالح ابن إبراهيم البدر القرشي المخزومي السكندري المالكي ويعرف بابن الدماميني وهو حفيد أخي البهاء عبد الله بن أبي بكر شيخ شيوخنا وأخيه محمد شيخ الزين العراقي وسبط ناصر الدين بن المنير مؤلف المقتفي والانتصاف من الكشاف، والثلاثة من المائة الثامنة. ولد سنة ثلاث وستين وسبعمائة باسكندرية وسمع بها من البهاء بن الدماميني قريبه المشار إله وعبد الوهاب القروي في آخرين وكذا بالقاهرة من السراج بن الملقن والمجد إسماعيل الحنفي وغيرهما وبمكة من القاضي أبي الفضل النويري، واشتغل ببلده على فضلاء وقته فمهر في العربية والأدب وشارك في الفقه وغيره لسرعة ادراكه وقوة حافظته، ودرس باسكندرية في عدة مدارس وناب بها عن ابن التنسي في الحكم وقدم معه القاهرة وناب بها أيضاً بل تصدر بالأزهر لإقراء النحو، ودخل دمشق مع ابن عمه سنة ثمانمائة وحج منها ثم رجع إلى بلده وأقام بها تاركاً النيابة بل ولى خطابة جامعها مع إقبال على الاشتغال وإدارة دولاب متسع للحياكة وغير ذلك إلى أن وقف عليه مال كثير بل واحترقت داره ففر من غرمائه إلى جهة الصعيد فتبعوه أحضروه إلى القاهرة مهاناً فقام معه التقي بن حجة وأعانه كاتب السر ناصر الدين بن البارزي حتى صلح حاله وحضر مجلس المؤيد، وعين لقضاء المالكية بمصر فرمى بقوادح غير بعيدة عن الصحة، واستمر مقيماً إلى شوال سنة تسع عشرة فحج وسافر لبلاد اليمن في أول التي تليها فدرس بجامع زبيد نحو سنة ولم يرج له بها أمر فركب البحر إلى الهند فاقبل عليه أهلها كثيراً وأخذوا عنه وعظموه وحصل دنيا عريضة فلم يلبث أن مات، وكان أحد الكملة في فنون الأدب أقر له الأدباء بالتقدم فيه وبإجادة القصائد والمقاطيع والنثر، معروفاً باتقان الوثائق مع حسن الخط والمودة، وصنف نزول الغيث انتقد فيه أماكن من شرح لامية العجم للصلاح الصفدي المسمى بالغيث الذي انسجم قرضه له أئمة عصره فأمعنوا وكذا عمل تحفة الغريب في حاشية مغنى اللبيب وهما حاشيتان يمنية وهندية وقد أكثر من تعقبه فيها شيخنا التقي الشمني وكان غير واحد من فضلاء تلامذته ينتصر للبدر، وشرح البخاري وقد وقفت عليه في مجلد وجلة في الإعراب ونحوه، وشرح أيضاً التسهيل والخزرجية وله جواهر البحور في العروض وشرحه والفواكه البدرية من نظمه ومقاطع الشرب وعين الحياة مختصر حياة الحيوان للدميري وغير ذلك وهو أحد من قرض سيرة المؤيد لابن ناهض. مات في شعبان سنة سبع وعشرين بكلبرجا من الهند ويقال أنه سم في عنبا ولم يلبث من سمه بعد إلا يسيراً، ذكره ابن فهد في معجمه وشيخنا لكن في السنة التي تليها من انبائه. وأما في معجمه فأرخ وفاته كما هنا وقال إنه كان عارفاً بالوثائق حسن الخط رائق النظم والنثر جالسته كثيراً وطارحته بها وكثر اجتماعنا في ذلك؛ أجاز لي ولأولادي مراراً، وذكره المقريزي في عقوده وأنه ممن لازم ابن خلدون وكان يقول لي أنه ابن خالته وأشار لأن ما رمى به من القوادح غير بعيد عن الصحة وأرخ وفاته في شعبان سنة سبع وعشرين. قلت وممن أخذ عنه الزين عبادة ورافقه إلى اليمن حتى أخذ عنه حاشية المغني وفارقه لما توجه إلى الهند. ونظمه منتشر ومنه وقد لزمه في دين شخص يعرف بالحافظي فقال للمؤيد وذلك في أيام عصيان نوروز الحافظي نائب الشام:

أيا ملك العصر ومـن جـوده

 

فرض على الصامت واللافظ

أشكو إليك الحافظ المعـتـدي

 

بكل لفظ في الدجـى غـائظ

وما عسى أشكو وأنت الـذي

 

صح لك البغي من الحافـظ

ومنه :

رماني زماني بما سـاءنـي

 

فجاءت نحوس وغاب سعود

وأصبحت بين الورى بالمشيب

 

عليلا فليت الشبـاب يعـود

وقوله:

قلت له والدجـى مـول

 

ونحن بالأنس في التلاقي

قد عطس الصبح يا حبيبي

 

فلا تشمته بـالـفـراق

وقوله:

يا عذولي في مغن مطرب

 

حرك الأوتار لما سفـرا

كم يهز العطف منه طرباً

 

عند ما تسمع منه وتـرى

وقوله:

بدا وكان قد اختفى من مراقبه

 

فقلت هذا قاتلي بعينه وحاجبه

وقوله:

لا ما عذاريك همـا أوقـعـا

 

قلب المحب الصب في الحين

فجد له بالوصل واسمـح بـه

 

ففـيك قـد هـام بـلامـين

وقوله:

مذ تعانت صناعة الجبن خود

 

قتلتنا عيونهـا الـفـتـانة

لا تقل لي كم مات فيها قتيل

 

كم قتيل بهذه الـجـبـانة

وقوله:

قم بنا نركب طرفاللهو سبقاً للمدامواثن ياصاح عنانيلكميت ولجام

وقوله:

الله أكبـر يا مـحـراب طـرتـه

 

كم ذا تصلى بنار الحرب من صاب

وكم أقمت باحشائي حروب هـوى

 

فمنك قلبي مفتـون بـمـحـراب

وقوله وقد ولاه ناصر الدين بن التنسي العقود:

يا حاكماً لـيس يلـفـي

 

نظيره فـي الـوجـود

قد زدت في الفضل حتى

 

قلدتنـي بـالـعـقـود

وقوله في البرهان المحلي التاجر:

يا سرياً معروفة ليس يحصى

 

ورئيساً زكا بفـرع وأصـل

مذ علا في الورى محلك عزاً

 

قلت هذا هو العزيز المحـل

وقوله في الشهاب الفارقي:

قل للذي أضحى يعظم حاتمـاً

 

ويقول ليس جوده من لاحـق

إن قسته بسماح أهل زمانـنـا

 

أخطأ قياسك مع وجود الفارق

وله مع شيخنا مطارحات كثيرة كان جلها في القرن قبله أودعت منها في الجواهر جملة بل أورد البدر بعضها فيما كتبه على البخاري متبجحاً به.
محمد بن أبي بكر بن عمر بن عثمان بن أبي بكر بن عمر بن عبد الرحمن بن عبد الله البدر الناشري والد أبي بكر وعلي. مات بعد الثمانمائة. حكى عنه أبو الحسن الخزرجي في ترجمة أبيه المتوفي في سنة ستين وسبعمائة أنه لما حج المجاهد مدحه بقصيدة ضمنها مناسك الحج.
محمد بن أبي بكر بن عمر بن عرفات المحب أبو اليمن بن الزين الأنصاري القمني الصل القاهريالشافعي الآتي أبوه. ولد في جمادى الثانية سنة إحدى وتسعين وسبعمائة بالقاهرة ونشأ بها فحفظ القرآن عند الشهاب أحمد بن محمد بن عماد البنبي وغيره وجوده على الفخر البلبيسي الضرير ثم تلا به لأبي عمرو على الفخر البرماوي وحفظ المنهاج الفرعي والأصلي وألفية ابن ملك وعرضها على النور الدمي وغيره، واعتنى به أبوه فأحضره على التاج بن الفصيح والصلاح الزفتاوي والأبناسي والغماري والمراغي والجمال الرشيدي وابن الداية وغيرهم، وأسمعه على التنوخي وابن أبي المجد وابن الشيخة والحافظين العراقي والهيثمي وسمع من أولهما كثيراً من أماليه؛ والتقي الدجوى والفرسيسي والحلاوي والسويداوي والجمال بن الشرائحي والولي العراقي وستيتة ابنة ابن غالي في آخرين وأجاز له أبو هريرة بن الذهبي وأبو الخير بن العلائي وآخرون من الشاميين بل وطائفة من اسكندرية، وأخذ الفقه عن أيه والبرهان البيجوري والشموس البرماوي والشطنوفي والغراقي ومن قبلهم عن بعضهم؛ والعربية عن الشطنوفي والفخر البرماوي، ودرس بعد أبيه بالمنصورية؛ وممن كان يحضر عنده فيها العلاء القلقشندي وبالشريفية المجاورة لجامع عمرو وكانت بعد أبيه عينت اللقاياتي فتلطف به الزين عبد الباسط حتى تركها له وبالظاهرية القديمة وباشر النظر عليهما وقتاً وانتزع النظر منه وكذا ولي غيرها، وناب في القضاء وقتاً ثم أعرض عنه؛ وسافر مع أبيه إلى مكة وهو في الثالثة ثم حج معه أيضاً في سنة تسع عشرة ودخل اسكندرية وغيرها، وحدث سمع منه الفضلاء أخذت عنه شياء؛ وكان خيراً سمحاً متعبداً بالتهجد في الصوم والإعتكاف متواضعاً متودداً لين الجانب شبيهاً بشكل أبيه ولكن مادته في العلم ضعيفة ولذا عيب أبوه بقوله عنه الرافعي والروضة نصب عينه وربما اعتنى بتوجيهه بكونهما مقابلة في الكتيبة. مات وقد عرض له انتفاخ زائد بأنثييه من مدة في يوم الاثنين رابع عشر رجب سنة تسع وخمسين رحمه الله وإيانا.
 محمد بن أبي بكر بن عمر بن عمران بن نجيب بن عامر الشمس أبو الفضل الأنصاري الأوسي السعدي المعاذي الدنجاوي ثم القاهري الدمياطي الشافعي الصوفي القادري الجوهري الشاعر ويعرف بالقادري. ولد في سنة تسع عشرة وثمانمائة تقريباً - وجزم في نظمه بأنه في سنة عشرين وحينئذ فمن قال خمس عشرة فقد أبعد - بدنجية قرب دمياط ثم نقله عمه إلى بهنسا من صعيد مصر فقرأ بها القرآن عند البهاء بن الجمال وتلاه عليه لأبي عمرو وحفظ الشاطبية ثم انتقل قبل إكماله العشرين مع عمه أيضاً إلى القاهرة فقطنها واشتغل يسيراً ولازم المناوي وغيره، وحج في سنة أربع وثلاثين وزار وسافر إلى الصعيد وغيرها وتردد لدمياط وقطنها مراراً؛ وناب في القضاء بها عن الأشموني أيام الزيني زكريا، وعني نالدب فلم يزل ينظم القصائد حتى جاد نظمه وغاص في بحاره عن المعاني الحسنة وأتى بالقصائد الجيدة وخمس البردة ومدح كثيراً من الرؤساء كالحسام بن حريز، وله في شيخه المناوي غرر المدائح؛ بل امتدح شيخنا بقصيدة أثبت غالبها في الجواهر وكذا امتدحني بأبيات وناظر الجيش في سنة إحدى وتسعين فيما بعدها بقصائد عند ختومه بل مدح الكمال الطويل وغيره مما الحامل له على أكثرة وعلى القضاء مزيد الحاجة ولذا نزله تغري بردى الاستادار في صوفية سعيد السعداء، وهو ممن طارح الشهاب الحجازي وابن صالح والمنصوري فمن دونهم، وكتب الخط الحسن من غير شيخ فيه، وتكسب في سوق الجوهريين وقتاً، لقيته بدمياط وغيرها وقصدني بالزيارة، وهو إنسان حسن متواضع جيد الذكاء والفهم بارع في النظم مشارك في العربية، بل قال البقاعي أنه لو اشتغل فيها لفاق في الأدب؛ ومما كتبته عنه بدمياط:

يا من تنزه عن شبـيه ذاتـه

 

وصفاته جلت عن التشبـيه

أمنن علي بفيض رزق واسع

 

واجعل لمنهاج التقي تنبـيه

وقوله:

يا من أحاط بكل شئ علـمـه

 

والخلق جمعاً تحت قهر قضائه

إرحم مسيئاً محسناً بك ظـنـه

 

يرجوك معتمداً بحسن رجـائه

وعندي من نظمه أشياء وكاد الانفراد عن شعراء وقته من مدة.
محمد بن أيب بكر بن عمر بن محمد القباني. قال شيخنا الزين رضوان ينظر أهو ابن الباهي الذي بسر ياقوس أو غيره. وسمي البقاعي جده محمداً وعمر أشبه.
محمد بن أبي بكر بن عمر الزرحوني ويعرف بسماقة. كان في الحفظ للاشعار والملح والنوادر وعمل الصناعات الكثيرة بيده آية من آيات الله ولكنه وس خ الثياب زري الهيئة لا يترفع عما يستقذر ولا يتنزه عما يستقبح بل يتكسب بالحرف الدنية حتى مات قبيل سنة عشر. ذكره المقريزي في عقوده وقال إنا كنا عند السالمي في سفر فمر بوسطنا فأر فثار الجماعة فقتلوه فأنشد هذا ارتجالاً:

في خيمة السالمي الحبـر سـيدنـا

 

ما زال عرس موت بالأكف خطب

مؤذياً دائمـاً أبـداه مـن حــرم

 

وكل مؤذ أتى للسالمـي عـطـب

محمد بن أبي بكر بن عيسى الصحراوي القاهري الهرساني. ممن سمع على الميدومي وروى عنه شيخنا وغيره وصحب الفقراء. مات في المحرم ستة ثمان، ذكره المقريزي في عقوده وينظر معجم شيخنا.
محمد بن أبي بكر بن أبي الفتح بن عمر بن علي بن أحمد بن محمد شجاع الدين أبو عبد الله بن الإمام نجيب الدين السجزي الحنفي إمام المسجد الحرام. مات في رجب سنة ست. هكذا أرخه أبو البقاء بن الضياء ووهمه صاحبنا ابن فهد وقال إن والده حدث في سنة ست عشرة وستمائة بتاريخ الأزرقي وترجمة التقي الفاسي.
محمد بن أبي بكر بن أبي الفتح بن السراج. مضى فيمن جده أحمد بن أبي الفتح.
محمد بن أبي بكر بن محمد بن إبراهيم بن جعمان اليماني الشافعي.تفقه ببلده قرية الفقيه أحمد بن موسى بن عجيل على خاليه الفقيه رضى الدين الصديق بن إبراهيم بن جعمان والشرف أبي القسم، ودرس وأفاد وتقدم في الفرائض والجبر والمقابلة وكان فقيهاً علامة. مات في رمضان سنة ست وخمسين وأرخه الكمال موسى الدوالي وهو ممن أخذ عنه في منتصف شوالها وأطال ترجمته في صلحاء اليمن من تأليفه.
 محمد بن أبي بكر بن محمد بن إبراهيم بن محمد المحب القاهري الزرعي الشافعي ويلقب بيضون النغرور. ولد في سنة ثمان وثمانمائة بالقاهرة ونشأ بها وجلس بحانوت الحنابلة المجاور للبيسرية بين القصرين ولازم كتابة الأشعار والنظر في دواوينها فاطلع من ذلك على شئ كثير بحيث كان يخرج للناس مقاطيع وقصائد فائقة جداً وفيها المرقص والمطرب ويدعيها لنفسه فاغتر به كثير من الجهال وكتب عنه البقاعي في سنة ثمان وثلاثين مبايعتة رجزا وبالغ في ذمها فالله أعلم بسبب ذلك. مات في حدود سنة خمسين أو بعدها بدمشق. محمد بن أبي بكر بن محمد بن أحمد بن محمد بن محمد بن عثمان المحب الطوخي. صوابه ابن أبي بكر محمد بدون ابن بينهما وسيأتي.
محمد بن أبي بكر بن محمد بن أحمد بن مجاهد بن يوسف. في ابن عبد الله بن محمد بن أحمد. محمد بن أبي بكر بن محمد بن إسماعيل القلقشندي القدسي. في أبي الحرم من الكني.
محمد بن أبي بكر بن محمد بن أبي بكر بن الحسين الكمال أبو الفضل حفيد أبي الفرج بن الزين المراغي الأصل المدني الماضي جده. ولد سنة ثمان وخمسين وثمانمائة سنة مات والده بالمدينة ونشأ بها وسمع على جده وابنه أخي جده فاطمة ابنة أبي اليمن المراغي، وسافر إلى الهند فدام مدة ثم قدم في سنة ثمان أو تسع وثمانين. ومات بالروم وكان دخلها لقبض أوقافهم فمات بها سنة أربع وتسعين وخلب ابنه عبد الحفيظ .
محمد بن أبي بكر بن محمد بن أبي بكر بن محمد بن أحمد بن محمد بن ناصر الجمال القرشي العبدري الشيبي المكي. مات بها في يوم الثلاثاء تاسع ذي القعدة سنة ثمان وثلاثين. أرخه ابن فهد.
محمد بن أبي بكر بن محمد بن أبي بكر الشمس أبو الفتح بن الشرف بن ناصر الدين المنوفي السرسي الأصل القاهري الشافعي المقري ويعرف بابن الحمصاني وربما يقول الحمصي نسبة لحرفة جده لأمه. ولد تقريباً سنة إحدى عشرة وثمانمائة ونشأ فحفظ القرآن والعمدة والتنبيه والشاطبيتين ألفية النحو وبعض جمع الجوامع والمنهاج الأصليين وغيرهما وعرض العمدة على الولي العراقي في سنة اثنتين وعشرين ثم التنبيه في سنة ست وعشرين وهو معزول وأمره بالتوجه للقاضي المستقر ليعرض عليه قبل كتابته لئلا تكون رؤيته لخط أحد وتقديم غيره عليه مانعاً لسماعه في آخرين كشيخنا والبساطي وابن المغلي ممن أجازه منهم البدر بن الأمانة والزين القمني والشهاب بن المحمرة والتاج الميموني؛ واعتنى بالقراءات فكان من شيوخه بالقاهرة فيها الشيخ حبيب ثم التاج بن تمرية ثم الأمين بنموسى والثلاثة كانوا شيوخ القراءات بالشيخونية على الترتيب هطذا وابن كزلبغا بل سمع على ابن الجزري وأخذها بمكة حين مجاورته بها عن الزين بن عياش وقرأ عليه قصيدته غاية المطلوب وعن علي الديروطي وتلا لعاصم وغيره في ختمتين على محمد الكيلاني، وتميز في القراءات واشتغل بغيرها يسيراً فأخذ الفقه عن الشرف السبكي والجمال يوسف الامشاطي وقرأ المتوسط شرح الحاجبية مع المتن على السيفي الحنفي ولازمه في فنون وكتب على الزين بن الصائغ وسمع على الزين الزركشي صحيح مسلم وعلى شيخنا في جامع طولون وأم هانئ الهورينية وآخرين بالقاهرة وحسين الأهدل وأبي الفتح المراغي وابن عياش بمكة وقرأ ألفية النحو على الشهاب السكندري المقري؛ وولي الإمامة بجامع ابن طولون تلقاها عن ابن شيخنا وهو شحنة آلاته ووقف للسلطان غير مرة للشكوى من عدم الصرف له ، وتدريس القراءات بالشيخونية بعد شيخة الأمين، وتصدى للأقراء فانتفع به خلق وممن قرأ عليه الزين زكريا الدميري إمام الحسنية والشمس النوبي وصحب خير بك حديد فكان يقرأ عليه، وهو إنسان خير ساكن متواضع قصدني للاشهاد عليه في إجازة ومرة لعرض ابنه علي وسمعت كلامه، ومسه مكروه من ابن الاسيوطي مع كونه في عداد طلبته فصبر ورأيته شهد عليه في إجازة فوصفه فيها بالشيخ الإمام العالم الفاضل الكامل الصالح شيخ الإقراء وأستاذ القراء الإمام بالجامع الطولوني نفعنا الله ببركته. مات في رجب سنة سبع وتسعين بالطاعون رحمه الله وإيانا.
 محمد بتت أبي بكر بن محمد بن أبي قوام الدين أبو يزيد بن الشرف الحبشي الأصل الحلبي الآتي أبوه وجده وهو أكبر إخوته. حفظ الشاطبية وعرضها بحلب في سنة ثلاث وثمانين وثمانمائة وسافر مع أبويه وإخوته إلى مكة فزار بيت المقدس وعرض أماكن منها ومن الرائية على إمام الأقصى عبد الكريم بن أبي الوفاء في جمادى الأولى سنة خمس وثمانين ثم قدمها فجاور بها سنتين واشتغل بها يسيراً وسمع مع أبيه علي ومني أشياء وعرض أيضاً على القاضي الحنبلي السيد محي الدين أوقفني على نظم ركيك عمله في السيل، أم بالجامع الكبير نيابة.
 محمد بن أبي بكر بن محمد بن حريز ويدعى محرز بن أبي القسم بن عبد العزيز بن يوسف حسام الدين أبو عبد الله الحسني المغربي الأصل الطهطاوي المنفلوطي المصري المالكي أخو عمر الماضي ويعرف بابن حريز - بضم المهملة ثم راء مفتوحة آخه زاي. ولد في العشر الأخير من رمضان سنة أربعع وثمانمائة بمنفلوط وانتقل منها وهو صغير مع أبيه إلى القاهرة فقرأ بها القرآن عند الشهاب جمال الدين بن الإمام الحسني وتلاه لأبي عمرو من طريق الدوري على الجمال يوسف المنفلوطي أحد تلامذة جده الأعلى أبي القسم المذكور بالإمامة في القراءات وغيرها ثم على الشهابين ابن البابا والهيثمي؛ وتلاه بعده وهو كبير في مجاورته بمكة للسبع إفراداً وجمعاً على محمد الكيلاني وحفظ قبل ذلك العقدة والشاطبية والرسالة وألفية النحو وعرضها على الجمال الافقهسي والبدر بن الدماميني والبساطي وابن عمه الجمال وابن عمار والولي العراقي والعز بن جماع والجلال البلقيني والشمس والمجد البرماويين وشيخنا التلواني في آخرين، وتفقه بالزين عبادة والشمس الغماري المغربي نزيل الصرغتمشية؛ وكذا أخذ عن البساطي وغيرهم وسمع على الولي العراقي وكذا الزين بن عياش وأبي الفتح المراغي بمكة بل قرأ بها على البدر حسين الأهدل الشفا، وحج غير مرة وولي قضاء منفلوط عن شيخنا فمن بعده وأورد شيخنا في حوادث سنة اثنتين وأربعين أن البهاء الاخنائي حكم بحضرة مستنيبه بقتل بخشباي الأشرفي حداً لكونه لمن أجداد صاحب الترجمة بعد قوله له: أنا شريف وجدي الحسن بن فاطمة الزهراء، واتصل ذلك بقاضي اسكندرية فأعذر ثم ضربت عنقه؛ ولازم الحسام المطالعة في كتب الفقه والتفسير والحديث والتاريخ والأدب حتى صار يستحضر جملة مستكثرة من ذلك كله ويذاكر بها مذاكرة جيدة مع سرعة الادراك والفصاحة والبشاشة والحياء والشهامة والبذل لسائله وغيرهم والقيام مع من يقصده في مهماته واقتناء الكتب النفيسة والتبسط في أنواع المآكل ونحوها والقيام بما يصلح معيشته من مزدرع الغلال والقصب وطبع السكر وغير ذلك وحمد الناس معاملته في صدق اللهجة والسماح وحسن الوفاء حتى رغب أرباب الأموال في معاملتهثم لم يزل هذا دأبه إلى أن ارتقى لقضاء المالكية بالديار المصرية بعد موت الولوي السنباطي وباشره بعفة ونزاهة وشهامة وزاد في الإحسان سيم لنوابه وأهل مذهبه فازدحموا ببابه، وقرأ عنده البدر بن المخلطة في مدارك القاضي عياض وفي جواهر ابن شاس؛ وناب عنه في تدريس المنصورية يحيى العلمي وفي الناصرية السنهوري وفي الصالحية الوراق وممن تردد إليه الشهاب ابن أسد وابن صالح الشاعر وسمعت العز الحنبلي يقول أنه لا ينهض أن يغرب عليه في الأدب فنه إشارة إلى ملاءة الحسام، وكنت ممن صحبه قديماً وأمرني الزين البوتيجي باسماعه شيئاً من تصانيفي ثم استجازني له بل ولنفسه وكذا استجازني هو بالقول البديع وتناوله مني وكتب بخطه ما نصه: وقد استجزته منه لأورية عنه بسند صحيح وتناولته من يده بقلب منشرح وأمل فسيح، ثم التمس مني بعد ولايته القضاء كتابه سنده بالبخاري فخرجت له فرستاً وقراءة جامع الترمذي عنده في رمضان ففعلت وكذا رغب في تبييض كتابي في طبقات المالكية وشرعت في ذلك فمات قبل انهاء تبييضه؛ واستقر في تدريس الشيخونية وجامع طولون عند موت العجيسي وولده وباشرهما وكذا باشر تدريس المؤيدية نيابة عن ابن صاحبه البدر بن المخلطة، ولم يزل عل جلالته وعلو مكانته حتى حصل بينه وبين العلاء بن الأهباسي الوزير ما اقتضى له السعي في صرفه بيحي بن صنيعة كان سبباً لتحمله الديون الجزيلة وانحطاط مرتبته بل كاد أمره أن يتفاقم. ومات في ليلة الاثنين مستهل شعبان سنة ثلاث وسبعين بمنزلة بمصر وصلى عليه من الغد بجامع عمرو رحمه الله وإيانا وعفا عنه.
 محمد بن أبي بكر بن محمد بن حسين الشمس بن الأهناسي الوزير والد العلاء علي والبدر محمد. ولد تقريباً قبل القرن بيسير ونشأ فتنقل حتى عمل الرسيلة في الدولة ثم ترقى حتى صار مقدمها عند كريم الدين بن كاتب المناخاة واختص به بحيث كان هو المستبد بغالب الأمور لكفايته ونهضته في ذلك بل كان هو المستقل بالتكلم حين أضيف الوزر للزين عبد الباسط وأثنى على همته في ذلك وكذا باشر عند الأمين بن الهيصم ثم ترك بعد أن اتفقت له كائنه في أول ولاية الظاهر جقمق وهي أنه ضرب كاتباً من كتاب الوزر بسبب مال صار في جهته فقدر أنه أصبح بعد الضرب ميتاً فاستغاث أهله فأحضره السلطان فضرب بحضرته بالمقارع وأشهره ثم أرسل به إلى المالكي فعفا بعض مستحقي الدم وبقي حق البنت فحبس بسببه ثم أطلق ولم يباشر بعدها لكنه تمول من هذه المباشرات كثيراً وتزايد حين استقر ابنه في الاستادارية وكذا الوزر لكونه كان المدبر لأمره فيهما غالباً إلى أن كان في صفر سنة أربع وستين فاختفيا معاً إظهاراً للعجز واستقر في الوزر فارس الركني فأقام يوماً ثم منصور بن صفى فيها وعجز كل منهما وفي غضون ذلك ظهر هذا فألبس في آخر يوم من صفر المذكور خلعة الرضا وطمن رجاء التلطف بولده ليظهر ويعاد فلم يمكنه ذلك مع مباشرة صاحب الترجمة الشد في هذه الأيام بدون ولاية؛ ثم استقل بالوزر في ثامن ربيع الأول فأقام أياماً ثم اختفى فأعيد منصور. ولما رجعت الوزارة لولده باشر تدبيره على عادته لكن مع تغير خلط كل منهما من الآخر إلى أن كان مااتفق لولده من المصادرة ثم النفي؛ ومات بمكة كما في ترجمته وآل الأمر إلى استقرار الاشراف قايتباي بهذا بعد تسحب قاسم شغيتة في شعبان سنة اثنتين وسبعين واستقر بولده محمد ناظر الدولة عنده عوضاً عن عبد القادر بحكم القبض عليه وباشر هذا الوزر أتم مباشرة ثم إنه في ذي الحجة شكا الخسارة وتبكى فرسم عليه بطبقة الزمام فأقام أياماً وهو يباشر ويشد ثم أطلق وألبس خلعه الاستمرار وأعيد عبد القادر لنظر الدولة عوضاً عن ولده لتضرره بالخسارة فباشر قليلاً وعاد إلى التشكي فقرر الدولدار الكبير عوضه واحتاط على هذا ورسم عليه بطبقة عنده أياماً بل علقه بقنب في إبهامه حتى أخذ منه شيئاً كثيراً سوى ما تكلفه في ولايتيه وسوى ما تاخر له من الغلال وغير ذلك ثم أطلقه ولز ببيته بطالاً مع تردده في رأس الأشهر وغيرها للأمراء وغيرهم إلى أن كان في ربيع الآهر سنة ثلاث وسبعين فابتدأ به المرض حتى مات في يوم السبت سادس عشر جمادى الأولى عن أزيد من ثمانين سنة وهو صحثح البنية قوي الحركة سليم الحواس، وكان آخر كلامه النطق بالشهادتين فيما بلغني وصلى عليه من الغد بمصلى باب النصر ودفن بمدرسة ابنة بسوق الدريس، وكان يظهر التسبيح والقيام والصيام وحسن الاعتقاد في الصالحين والعلماء، وقد حج مراراً وجاور وأحواله في الظلم غير خفية والله يغفر لنا وله. محمد بن أبي بكر بن محمد بن الخياط الجمال بن الرضى. يأتي فيمن جده محمد بن صالح قريباً. محمد بن أبي بكر بن محمد بن سلامة. في ابن أبي بكر بن محمد بن عثمان بن أحمد بن عمر بن سلامة.
 محمد بن أبي بكر بن محمد بن صالح بن محمد الجمال أبو عبد الله بن الرضي الهمذاني الجبلي - بكسر الجيم ثم موحدة ساكنة - التعزي الشافعي ويعرف بابن الخياط. ولد بجبلة من بلاد اليمن في سنة سبع وثمانين وسبعمائة ونشأ بها على عفة ونزاهة فتفقه بأبيه وغيره حتى مهر وحصل فنوناً من العلم وأجيز بالإفتاء والتدريس واعتنى بهذا الشأن ولازم النفيس العلوي فيه فلم يمض إلا اليسير وفاقه بحيث كان لا يجاريه في شيء، وتخرج بالتقي الفاسي وأخذ عن المجد اللغوي واغتبط به حتى كان يكاتبه بقوله إلى الليث بن الليث والماء ابن الغيث، وكذا أخذ عن ابن الجزري لما ورد عليهم اليمن في سنة ثمان وعشرين قرأ عيه صحيح مسلم وغيره، وحج مرتين وزار النبي صلى الله عليه وسلم وقرأ بمكة على الزين أبي بكر المراغي والجمال بن ظهيرة وابن سلامة، وآخرين وأجاز له جماعة من الحرمين وبيت المقدس واسكندرية ومصر والشام وغيرها باستدعاء ابن موسى وكان قد صحبه وانتفع به سيما بعد موته فان غالب كتبه زأجزائه صارت إليه؛ وحدث سمع منه الفضلاء. وممن أخذ عنه التقي بن فهد وابناه، وكان من الفقهاء المعتبرين بالقطر اليماني المنفردين بالحفظ فيه بالاجماع والمرجوع إليهم فيه عند النزاع مع وجاهه واتصال بالناصر أحمد صاحب اليمن. مات بالطاعون في ليلة الجمعة سابع ذي القعدة سنة تسع وثلاثين بتعز، ذكره ابن فهد وشيخنا في إنبائه لكن باختصار وقال أنه درس بتعز وأفتى وانتهت إلأيه رياسة العلم بالحديث هناك، وكذا ترجمة شيخه النفيس العلوي في حياته بحافظ الوقت وان والده كان مسروراً به، ولما سافر لمكة رأى في المنام سراجاً خرج من منزله ثم رجع إليه فحمد الله لكونه كان السرج وأن حصل في مكة والمدينة علوماً جمة وكتباً مفيدة وأخذ مشايخ الحرمين وهو على الإفادة والإستفادة؛ وقال غيره: الإمام المحقق المدقق الحافظ انتهت إليه رياسة الحديث في اليمن وكذلك رياسة الفتوى بتعز بعد موت قاسم الدمني المتوفي في سنة اثنتين وثلاثين، ولما وصل ابن الجزري عرف له فضله وقدمه على غيره، وهو في عقود المقريزي ووصفه بالمحدث المفيد الضابط وأنه تفقه بالجمال العوادي واستولى على فوائد شيخة الجمال بن موسى المراكشي وهي جمة زثيرة النفع فاستعان بها على ما هو بصدده واشتهر لذلك بالمعرفة التامة.

محمد بن أبي بكر بن محمد بن عثمان بن أحمد بن عمر بن سلامة البدر المارديني ثم الحلبي الحنفي عالم حلب واخو حسن الماضي، ويختصر من نسبه فيقال ابن أبي بكر بن سلامة ومرة ابن أبي بكر بن محمد بن سلامة. ولد في سنة ثمان وخمسين وسبعمائة. وقال شيخنا إنه أخبره أنه في سنة خمس وخمسين. ونشا ببلاده وكان أبوه فيما أخبر عالماً مفنناً يتكسب من عمل يده في التجارة فحفظ ابنه عدة مختصرات ولقي أكابر فأخذ عنهم كسريجا والحسام بن شرف التبريزي وأحمد الجندي وآخرين فقد قرأت بخطه: وشيوخي كثيرون، إلى أن مهر وظهرت فضائله بحيث شغل الطلبة ثم تنافر مع قاضي ماردين الصدر أبي الطاهر السمرقندي بعد صحبته معه فارتحل قبل الفتنة التمرية إلى حلب واختص بأبي الوليد بن الشحنة ولازمه حتى أخذ عنه جانباً من الكشاف وغيره ثم رجع إلى بلاده وتكرر قدومه لحلب إلى أن قطنها من سنة عشر وثمانمائة وتنزل في عدة مدارس بل درس بالجاولية وبها كان سكنه وبالحدادية، وتصدى للإقراء فانتفع به الفضلاء، وكان كما قاله ابن خطيب الناصرية فقيهاً فاضلاً مستحضراً لمحفوظاته في العلوم لكنه كان يكثر الوقيعة في الناس واغتيابهم وربما يمقت لأجل ذلك.وقال غيره إنه كان إماماً عالماً علامة أديباً بارعاً مفنناً حامل لواء مذهب الحنفية بحلب من غير منازع مع القدم الراسخ في بقية العلوم والنظم الرائق والنثر الفائق والقدرة الزائدة على التعبير عما في نفسه، وقد أعطى شيخنا بعض تصانيفه ليقرظها له عند حلوله بحلب فعاجله التوجه إلى أمد فأرسل إليه بقصيدة وافق وصولها له يوم رحيله من البيرة إلى حلب وأجابه عنها حسبما أثبتهما في الجواهر.وذكره في إنبائه وقال أنه لما غلب قرايللك على ماردين نقله إلى أمد فأقام بها مدة ثم أفرج عنه فرجع إلى حلب قال وحصل له فالج قبل موته بنحو عشر سنين فانقطع ثم خف عنه لكنه صار ثقيل الحركة؛ قال وكان حسن النظم والمذاكرة فقيها فاضلاً صاحب فنون من العربية والمعاني والبيان وقد مدحني بقصيدة رائية وأجبته عنها. ومات بعدنا في صفر؛ زاد غيره بعد عصره يوم الاثنين سادس عشريه سنة سبع وثلاثين وله اثنتان وثمانون سنة ولم يخلف بعده بحلب مثله؛ وقد ذكرت له ترجمة حسنة معجمي. قلت ما وقفت عليه فيه نعم رأيته علق عنه وقد ذكرت له ترجمة حسنة في معجمي. قلت ما وقفت عليه فيه نعم رأيته علق عنه في فوائد رحلته من فوائده شيئاً وافتتحه بقوله: أفادني فلان.
محمد بن أبي بكر بن محمد بن علي بن أحمد بن داود التاج أبو الوفا ابن التقي بن التاج البدري المقدسي الشافعي أخو أحمد الماضي والآتي أبوهما ويعرف كسلفه بابن أبي الوفا. ولد سنة إحدى وأربعين وثمانمائة ببيت المقدس وخلف أباه في المشيخة ببيت المقدس فصار شيخ الزاوية الوفائية والمدرسة الحسنية بعد إقامته بالقاهرة مدة أخذ فيها عن المناوي وأذن له فيما بلغني وكذا قدم القاهرة غير مرة وتزوج ابنة البدر العيني واستولدها، ولا يخلو من مشاركة في الجملة مع كياسة ونظم بل وتصنيف في التصوف، وقد سمع معنا ببيت المقدس على أبيه والتقي القلقشندي وغيرهما وتكرر اجتماعه معي بالقاهرة. مات برمل ولد في يوم الاثنين تاسع أو عاشر المحرم سنة إحدى وتسعين وحمل إلى القدس فدفن في أواخر اليوم الذي يليه عند أبيه بماملا رحمه الله ووصفه الصلاح الجعبري بالشيخ الإمام العالم.
محمد بن التقي أبي بكر بن الشيخ الصالح محمد بن علي بن جمعة الحلبي الشافعي المقرئ قرأ على ختم البخاري والكلام على الميزان كلاهما من تصنيفي من نسختين بخطه وأجزت له.
محمد بن أبي بكر بن محمد بن علي بن عبد لرحيم القوصي ثم القاهري خادم المقريزي ويعرف بالسعودي. ولد بقوص قبل سنة خمسين وسبعمائة وخدم الفقراء مدة وكانت لديه معارف وعنده فوائد، ذكره في عقوده وقال أنهفارقه في سنة سبع وقد أسن فلم يقف له على خبر وأورد عن أشعاراً لغيره وربما بعضها له. ومن ذلك أنه أنشده حين إعراضه عنه:

عفا الله عنكم أين ذاك التودد

 

وأين جميلاً منكم كنت أعهد

بما بيننا لا تنقضوا العهد بيننا

 

وعودوا لنا بالود فالعود أحمد

وحكى عنه عن الشيخ محمد بن الشيخ سيف الدين بن مفرج الدماميني ونور الدين ابن عبد العزيز بن شقير عن أبي ثانيهما حكاية في الاعتماد على الله والاستغائه به.
محمد بن أبي بكر بن محمد بن علي بن التقي محمد بن صلح المدني ابن عم بني صالح قضاتها وخادم ضريح السيد حمزة بها. نشأ بها فحفظ المنهاج الفرعي والأصلي وألفية النحو واشتغل وقدم القاهرة.
محمد بن أبي بكر بن محمد بن علي بن محمد بن نبهان بن عمر بن نبهان بن علوان بن غباو الشمس أبو عبد الله وأبو نبهان بن الشرف بن الشمس أبي عبد الله بن العلاء أبيالحسن بن الإمام القدوة الشمس أبي عبد الله الجبريني - بجيم مكسورة ثم موحدة ساكنة قرية بظاهر حلب - الحلبي. ولد سنة خمس وثمانمائة بجبرين ومات أبوه وهو صغير كما سيأتي فنشأ في كنف أخيه وتعلم الكتابة وارمي والفروسية، وأجاز له باستدعاء ابن خطيب الناصرية لصداقته مع أبيه في سنة ثمان أحمد بن عبد القادر البعلي والبدر حسن النسابة وعائشة ابنة ابن عبد الهادي والولوي بن خلدون والشرف بن الكويك وآخرون، واستقر في مشيخة زاوية جبرين بعد أخيه، ودخل القاهرة وزار بيت المقدس ولقيته بالزاوية المشار إليها فقرأت عليه شيئاً، وكان شيخاً حسناً متواضعاً مكرماً للوافدين ذا شجاعة وهمة ومروءة من بيت مشيخة وجلالة. مات بعد سنة ستين رحمه الله.
محمد بن أبي بكر بن محمد بن عيسى الشيخ الصالح الزيلعي العقيلي صاحب اللحية وابن صاحب الخال - بالمعجمة - ويعرف بالمقبول كان خيراً صالحاً. مات سنة خمس وخمسين.
محمد بن أبي بكر بن محمد بن أبي الفتح الشمس البيري الشافعي الضرير ويعرف بابن الحداد. ولد بالبيرة بشاطئ الفرات وحفظ القرآن والمنهاج الفرعي وأخذ بحلب عن أبي جعفر وأب عبد الله الأندلسيين؛ وتفقه بالزين أبي حفص عمر الباريني وطبقته وأخذ بالقاهرة وغيرها عن جماعة وتصوف وتهذب بمشايخ الفن، وكان شيخاً حسناً ديناً حسن المحاضرة يذاكر بأشياء نفسية حفظها من المشايخ ونحوهم، وحدث عن الشرف بن قاضي الجبل وغيره. مات بالبيرة في ثاني عشر رجب سنة تسع عشرة ودفن بزاويته. ذكره ابن خطيب الناصرية وشيخنا في أنبائه، وسماه بعضهم محمد بن أحمد بن أبي بكر والصواب ما هنا.
محمد بن أبي بكر بن محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الخالق بن عثمان البدر بن الزين بن البدر الأنصاري الدمشقي الأصل القاهري الشافعي الماضي أخوه إبراهيم ويعرف كسلفه بابن مزهر. ولد كما أخبرني به والده في رمضان سنة ستين وثمانمائة وأمه رومية اسمها شكرباي ونشأ في كنفهما في أوفر عز ورفاهية بحيث كان لختانه وليمة هائلة، وقال فيه شيخ الشعراء الشهاب الحجازي وغيره وأكمل حفظ القرآن ثم صلى به بمقام الحنفية من المسجد الحرام في سنة إحدى وسبعين لما حج به والده في الرجبية بملاحظة فقيهه الشمس بن قاسم المنهاج وجمع الجوامع وغيرهما، وعرض على جماعة كثيرين وكنت ممن سمع عرضه وأخذ عن فقيهه ابن قاسم والجمال الكوراني وكذا عن الكمال بن أبي شريف وأخيه والنجم بن عرب والزين زكريا في آخرين بعضهم في الأخذ أكثر من بعض؛ وسمع على الشاوي ونشوان وطائفة وأجاز له طائفة ممن عرض عليهم وغيرهم، وتميز بذكائه وولي نظر الخاص بعد التاج بن المقسي فباشرها مدة تكلف أبوه بسببها كثيراً ثم الحسبة بعد يشبك الجمالي مدة، وناب عن والده في كتابه السر بالديار المصرية ثم استقر بها بعد موته وحمدت إذ ذاك مباشرته وذكرت كفايته وتودده وأدبه ولطفه وإقباله على الفضلاء والطلبة مع حسن شمائله ورقة طباعه، كل ذلك مع اشتغال فكره بالقيام بما كلف به مما يفوق الوصف، وكثر الدعاء له من أحباب والده، وزوجة والده ابنة الأمي لاشين واستولدها عدة أولاد أثكلاهم أولاً فأولاً؛ وفي غضون ذلك حج حين كون صهره أمير الحاج سنة إحدى وثمانين في أبهة وتجمل ثم لما انفصل عن الحسبة جدد الاشتغال فقسم المنهاج عند الزيني زكريا كان أحد القراء فيه وعند ابن قاسم وتم وحضر في الختم أبوه والبدر ناظر الجيش واتفق ما أرخته ثم حضر بمدرسة أبيه في تقسيمه أيضاً عند البرهان بن أبي الشريف. وزبر بعض من يحضر ممن له جرأة واقدام مع نقصه وشكرت صنيعه فيه، وشرع في بناء مدرسة بالقرب من سويقة اللبن كانت الخطة فيما بلغني مفتقره إليها.
 محمد بن أبي بكر بن محمد بن محمد بن أحمد بن محمد الكمال أبو الفضل ابن الخطيب فخر الدين بن الكمال أبي الفضل العقيلي النويري الآتي أبوه وأخوه يحيى ورر وهم من أمهات ثلاث. سمع مني المسلسل وغيره بمكة وتردد إليه وإلأى أخويه الشمس البصري بن الزقزق أحد الفضلاء للتعليم والاشتغال ثم لم يلبث أن تزوج من عدا يحيى بابنتب ابن عم ابيهم المحب النويري وذلك كله في سنة تسع وتسعين بعد أن دخلا القاهرة وخطبا بجامع الغمري وغيره وراما الأذن في مباشرتهما الخطابة بمكة فقيل حتى يكبرا ويشتغلا بحيث كان ذلك مقتضياً لترددهما في الاشتغال عند الزيتي الشافعي يسيراً حتى عادا في سنتهما مع الركب.
محمد بن أبي بكر بن محمد بن محمد بن علي بن محمد ويعرف كأبيه بابن الشريف بالتصغير. ولد في ذي القعدة سنة ثمان وأربعين وسمع على أم هانئ الهورينية وغيرها وتدرب في الطب بأبيه وغيره وعالج وتنزل في الجهات وقدم مكة في موسم سنة ثمان وتسعين في خدمة أمير المحمل ثم رجع معه بعد انقضاء الحج، ورأيت من يميزه على أبيه ولكن ذاك أدين.
محمد بن أبي بكر بن محمد بن محمد بن عمر بن أبو عبد الله الشغري ثم الحلبي الشافعي ابن أخي الشهاب أحمد بن محمد الماضي ويعرف بابن طنبل. فقير سائح سمع مني بالقاهرة وغيرها.
محمد بن أبي بكر بن أبي الفتح محمد بن محمد تقي بن محمد بن روزبة الكازروني المدني الآتي أبوه ويعرف كسلفه بابن تقي. ممن سمع بالمدينة مني وقبل ذلك سمع على فاطمة ابنة أبي اليمن المراغي.
محمد بن أبي بكر بن محمد بن محمد بن محمد بن علي التاج السمنودي الأصل القاهري الشافعي المقرئ أخو أحمد الماضي ويعرف بابن تمرية. ولد قبل الثمانين بيسير ونشأ فحفظ القرآن والعمدة والمنهاج الفرعي والأصلي وألفية النحو والحديث والشاطبية، وعرض في سنة أربع وتسعين ننفما بعدها على جماعة منهم العراقي واستوفى عليه قراءة ألفيته وأخذ عنه دراية وكذا عرض على ولده الولي وصاحبه الهيثمي وابن أبي البقاء وابن الملقن والأبناسي وابن الملق والغماري وابن العماد والعز محمد بن جماعة والنور الهوريني وأبي هريرة بن النقاش وعبد اللطيف ابن أخت الاسنائي وأجازوه، وتفقه بالكمال الدميري وكتب شرحه على المنهاج وحياة الحيوان له وسمع على ابن أبي المجد والتنوخي والعراقي والهيثمي وطائفة، وأخذ القراءات عن الفخر البلبيسي الإمام والنور بن القاصح جمع عليهما للثلاثة لا نظير له في التجويد خصوصاً في النطق بالعين مع البراعة في الفقه والعربية والمشاركة في الفضائل والجلالة والمهابة في النفوس ومزيد الديانة والمداومة على التلاوة والكتابة، ورأيت بخطه أشياء مفيدة؛ وخطه ظاهر الوضاءة زائد الصحة، وقد حج وولي الخطابة بمدرسة السلطان حسن وبجامع بشتاك وكان يتناوب هو والمليجي فيهما وتدريس الفقه بالعشقتمرية بعد البيجوري والقراءات بالشيخونية بعد الشيخ حبيب ورام ناصر الدين بن كزلبغا التقي عليه فيه كونه من تلامذته فما بلغ؛ وتصدى للإقراء خصوصاً في جامع الأزهر فانتفع به الأئمة، وما قرأ عليه وأبو عبد القادر في سنة خمس وثلاثين وابن كزلبغا وكذا الزين جعفر لكن لعاصم وإلى رأس الحزب في الصافات لابن كثير ومن لا يحصى وفي الحياء منهم ابن الحمصاني، ووصفه شيخنا حين شهد عليه في بعض الاجايز بالشيخ الإمام المجود المحقق الأوحد البارع الباهر شيخ القراء علم الأداء بقية السلف الأتقياء تاج الدين صدر المدرسين مفيد الطالبين،والسعد بن الديري الإمام عمدة القراء، والمحب بن نصر الله بالإمام العلامة بل أثبت شيخنا اسمه في القراء بالديار المصرية في وسط هذا القرن وقال: قرأ على الفخر، وترجمه في الأنباء فقال: المقري كان أبوه تاجراً بزازاً فنشأ هو محباً في الاشتغال مع حسن الصورة والصيانة وتعانى القراآت فمهر فيها ولازم فخر الدين بالأزهر والكمال الدميري وأخذ أيضاً عن خليل المشبب وولي خطابة جامع بشتاك. مات في يوم الجمعة عاشر صفر سنة سبع وثلاثين رحمه الله وإيانا.
محمد بن أبي بكر بن محمد بن محمد بن أبي الخير محمد بن فهد أبو القسم بن المحب المسمى بأحمد بن فهد الهاشمي المكي، هو بكنيته كأبيه أشهر. يأتي في الكنى.
 محمد بن أبي بكر بن محمد بن محمد الشمس بن الزين بن ناصر الدين السنهوري القاهري الشافعي ويعرف بالضاني وجده بابن السميط - بفتح المهملة وآخره مهملة بينهما ميم مكسورة ثم تحتانية. ولد في خامس رمضان سنة تسع وتسعين وسبعمائة ونشأ فحفظ القرآن والمنهاج وألفية النحو والحديث وغيرهما، وعرض على جماعة وأخذ الفقه عن البيجوري والشمس البرماوي والولي العراقي وأكثر عنه في الحديث وغيره، والعربية عن حفيد ابن مرزوق والشمسين الشطنوفي والبوصيري وشرح الشواهد عن مؤلفه العيني؛ والفرائض عن الشمس الغراقي ولازم العز بن جماعة في الأصلين وغيرهما وكذا أخذ عن البساطي وآخرين منهم الشمس بن الديري وابن المغلي وشيخنا وسمع على الثلاثة وابن الكويك والشمس محمد بن قاسم السيوطي وآخرين، ولازم الاشتغال حتى برع وأشير إليه بالفضيلة والنباهة وممن وصفه بذلك الولي العراقي بل أذن له هو وغيره في التدريس وكان أيضاً يجله ابن الهمام ثم المناوي، وولي قراءة الطحاوي في التربة الناصرية بالصحراء والتصدير في الأشرفية القديمة وكتب بخطه أشياء من تصانيف شيوخه وغيرها، ويكسب أولاً بالشهادة ثم النيابة في القضاء عن شيخنا بعناية السفطي وجلس بحانوت باب الشعرية واستمر ينوب لمن بعده، وتنقل في عدة مجالس بل كان ؟أحد العشرة الذين اقتصر عليهم القاياتي وقبل هذا كله كان ينوب عن شيخه الولي بدنجية وغيرها وكان لإقدامه وفضيلته يندبه للتوجه في الرسائل المهمة؛ وكذا باب عن العيني في حسبه بولاق غير مرة، وأجاز لنا غير مرة وقل أن التقيت به إلا ويسأل عن شئ من متعلقات الحديث مما يشهد لفضيلته؛ وبالجملة فكان فاضلاً بارعاً في الفقه والعربية مشاركاً في الفضائل متثبتاً في أحكامه عارفاً بالصناعة درباً في التناول من الأخصام بهى الشكالة مفرط اسمن خصوصاً في أواخر أمره؛ وداوم بأخرة الجلوس بحانوت جامع الفكاهين وأوذي من البقاعي ولم ينقطع عنه سوى يوم. ثم مات في يوم سادس عشر رجب سنة أربع وسبعين بعد أن خمل وافتقر جداً وصار القمل يتناثر عليه وصلى عليه من الغد وسامحه الله وإيانا. وفي ترجمته من المعجم والوفيات نكيتات.
محمد بن أبي بكر بن محمد بن محمد الشمس الأنبابي ثم القاهري الشافعي شقيق النوري علي الماضي وهو أسن ووالد البدر محمد الآتي ويعرف بالأنبابي وهما من ذرية سالم أبي النجا من قبل الأم. حفظ القرآن والمنهاج الفرعي والأصلي وألفية ابن ملك والتلخيص، وعرض على جماعة واشتغل قليلاً وناب في القضاء عن شيخنا فمن بعده أليه قضاء أنبائه وغيرها بل باشر أوقاف الحنفية ولم يكن بمحمود فيها واشتد ألم الامشاطي من قبله مع كثرة ملقه وسعة باطنه بحيث حاكى البدر بن عبد العزيز مباشر جامع طولون، وقد حج وجاور.مات في إحدى الجماديين سنة خمس وثمانين وقد جاز السبعين ودفن بالقرافة عفا الله عنه.
محمد بن أبي بكر بن محمد بن القباني. فيمن جده عمر.
محمد بن أبي بكر بن محمد بن الشهاب محمود بن سلمان فهد الشمس ابن الشرف وأحضر في الرابعة على زينب ابنة الكمال وفي الخامسة بطريق الحجاز سنة تسع وثلاثين على البرزالي والعلم سليمان بن عسكر بن عساكر المنشد وأبي بكر بن محمد بن قوام والشمس محمد بن أحمد بن تمام السراج وبعد ذلك علي عم أبيه الجمال إبراهيم بن الشهاب ومحمود وعبد الرحيم بن أبي اليسر والشرف عمر بن محمد بن خواجا إمام ويعقوب بن يعقوب الحريري والعز محمد بن عبد الله الفاروثي في آخرين وحدث؛ وكان حسن الشكالة كامل البنية مفرط السمن منجمعاً عن الناس مكباً على الاشتغال بالغلم، ودرس بالبادرائية نيابة واعتمده كثيرون لأمانته وتحققه ثم ضعف بعد الكائنة العظمى وتضعضع حاله بعد الثروة الزائدة. مات في خامس عشرة جمادى الأولى سنة ثمان وكان أبوه موقع الدست بدمشق بل ولي قبلها كتابة اسر، ولصاحب الترجمة نظم فمنه:

زدتني هماً على همي الذي

 

أنا فيه فاصطبر يا ولـدي

لاتضق ذرعاً لأمر قد جرى

 

جمرة الليل رماد في غـد

ذكره شيخنا في معجمه وقال أجاز لي ولابنتي رابعة في سنة سبع وثمانمائة باستدعاء التقي الفاسي، وتبعه في ذكره المقريزي في عقوده.
محمد بن أبي بكر بن محمد بن تاج الدين الباقوري بيرة وصفه ابن عزم بصاحبنا.
 محمد بن أبي بكر بن محمد المدعو شرف الدين اللاري الشافعي نزيل مكة وأحد من يشتغل بالنحو والصرف ونحوهما مع التكسب بالقماش وملازمة جماعة السيد صفى الدين وعفيف الدين. لازمني وسمع مني وعلى أشياء من جملتها معظم المصابيح بل قرأ على أربعي النووي وكتبت له إجازة، وفارقته في سنة أربع وتسعين.
محمد بن أبي بكر بن محمد الشمس حفيد لجمال والتاج البكري الطنبذي. ممن سمع مني بالمدينة.
محمد بن أبي بكر بن محمد الشمس الطائي - نسبة لطه بالقرب من انباس بالغربية - ثم القاهري الشافعي إمام الزينية الأولى ويعرف بالأبناسي لكون جده لأمه الزين الحازمي من جماعة البرهان بن حجاج الأبناسي. ولد بطه ونشأ بها فقرأ القرآن وتحول إلى القاهرة فنزل عند جده المشار إليه كان يصحح على الأبناسي المذكور في المنهاج ظناً حتى حفظه بل وحفظ غيره واشتغل عن القاياتي والونائي وابن المجد والحناوي وابن الهمام وآخرين وسمع على شيخنا وجماعة، وبرع في الفقه وأصوله والعربية وغيرها وأقرأ وقتاً واستقر في الإمامة المشار إليها بعد التقي الحصني أو غيره وكف بصره فكان بعض طلبته يطالع له وممن قرأ عليه على العلم. مات في جمادى الثانية سنة ثمان وثمانين ظناً رحمه الله وإيانا.
محمد بن أبي بكر بن محمد أبو الطيب القابسي الأصل المحلي أخو نوابها الآن. من بيت بها.
محمد بن أبي بكر بن محمد المنوفي. سمع اليسير على الفوي م عبد الرحمن بن محمد بن إسماعيل الكركي.
محمد بن أبي بكر بن نصر بن عمر بن هلال الشمس أبو عبد الله الطائي الحيشي الأصل المعري ثم الحلبي الشافعي البساطي الآتي أبوه وولده معاً في الكنى والماضي أخوه عبد الله ويعرف بابن الحيشي. ولد سنة تسع وتسعين وسبعمائة بمعرة النعمان ونشأ بها في كنف أبيه وتحول معه إلى حلب وبه تسلك وعليه تهذب وكذا صحب الزين عبد الرحمن بن أبي بكر بن داود وأخذ القراءات عن عبد الصمد العجمي نزيل حلب والحديث عن البرهان الحلبي وشيخنا لما قدمها عليهم، وخلف والده في المشيخة بدار القرآن العشائرية، وكان معمور الأوقات بالتلاوة والذكر والمطالعة مع الزهد والانجماع عن بني الدنيا وتقنع باليسير، وللناس فيه مزيد اعتقاد بحيث يقصد بالزيادة والإفادة بما يكون عوناً على سماطه، وقل أن ترد له رسالة. ما في يوم الثلاثاء تاسع ذي القعدة سنة خمس وسبعين ودفن عند أبيه بتربة الناعورة بحلب رحمه الله. أفادنيها ولده.
محمد بن أبي بكر بن يعزا - بفتح المثناة التحتانية والعين المهملة وتشديد الزاي المنقوطة بعها ألف - بن محمد بن أبي بكر بن محمد بن أبي بكر الجمال الجابري المغربي التاذلي المكي أحد خدام الدرجة وكبرائهم ويعرف بالقصي - بفتح القاف والصاد المهملة - ويشتبه بالفصي بفتح الفاء وتشديد الصاد. بعض أعيان البعليين. ولد ف أوائل إحدى وثمانمائة بمكة ونشأ بها، وأجاز له في سنة خمس البرهان ابن صديق والزين المراغي وعائشة ابنة ابن عبد الهادي والعراقي والهيثمي وآخرون وكان يظهر الفقر المدقع فوجد له لعد موته أشياء من نقد وغيره، ولم يخلف وارثاً بحيث أوصى به لكبير الشيبيين. مات في ربيع الآخر سنة ثمان وستين ودفن بالمعلاة عند أبيه.
محمد بن أبي بكر بن زين الدين بن اسحق بن عثمان الهمداني الخياط هو ووالده ثم الفراش بالحرم المكي. مات بها في صفر سنة خمس وثمانين. أرخه ابن فهد.
محمد بن أبي بكر البدر بن الدماميني. فسمن جده عمر بن أبي بكر.
محمد بن أبي بكر المسند شمس الدين الدمشقي بن الصيرفي البزار قريب الحافظ ابن ناصر الدين. مات بدمشق في عاشر جمادى الآخرة سنة اثنتين وستين ودفن بمقبرة باب الفراديس الشرقي على حافة الطريق. ذكه ابن اللبودي قال ولم يسمع منه سواي رحمه. وينظر محمد بن أبي بكر المنبجي.
 محمد بن أبي بكر شمس الدين الصندلي ثم القاهري المالكي وبالمالكي يعرف. حظ القرآن وجوده والرسالة وغيرها واشتغل يسيراً ولازم العز بن جماعة وتخرج في الكتابة بالزين بن الصائغ ومن قبله بالوسيمي وكتب نحو خمسمائة مصحف ومن نسخ البخاري كثيراً وكذا من البحر لأبي حيان وتصدى لتعليم الكتابة فانتفع به جماعة، وتنزل في صوفي الباسطية أول ما فتحت بل كان أحد من شهد عليه بوقفية كتبها وغيره رفيقاً للعز السنباطي، وكان خيراً كثير التلاوة والصدقة طارحاً للتكلف. مات قبل السبعين ظناً وقد جاز السبعين بعد أن تزوج نفيس زوجة الأبدي وقاسى منها نكداً حتى كان يقول ياسيدتي نفيسة خليصيني من نفيسة.
محمد بن أبي بكر الشمس الضبعي الحنفي. أخذ عن الأياسي وولي قضاء غزة ثم رجع إلى الشهادة وهو الآن حي.
محمد بن أبي بكر الشمس الكتامي - بضم الكاف وتخفيف المثناة نسبة لحارة كتامة بالقاهرة - القاهري المالكي. قال شيخنا في إنبائه: مات فجأة على ما قيل في ثاني عشرى ذي القعدة سنة اثنتين وأربعين وقد شرف الثمانين وهو جلد، ويقال أن خلف مالاً جزيلاً، وكان نقيب الحسبة عن البدر العيني ثم صار نقيب الحكم عنده ولم ينفك عن التردد إليه بعد عزله حتى مات مع اكثاره من تلاوة القرآن عفا الله عنه.
محمد بن أبي بكر أبو الخير القيلوبي ثم القاهري المخبزي الآتي أبوه وابنه صلاح الدين محمد، وأمه حجيج أخت زوجة الشيخ مدين واسم أبيه محمد بن علي بن إبراهيم بن موسى بن طاهر فكأن أب بكر كانت كنيته له. نشأ في كنف أبويه فحفظ القرآن والعمدة والمنهاج واستمر يحفظهما؛ بل اشتغل عند السيد النسابة والبوتيجي وتكسل قبانيا ثم عمل مخبزياً بالصلاخية ثم كتب الغيبة بالبيبرسية ودرب ولده الصلاح فيها، وحج وخطب بجامع الحاكم وأماكن كثيرة وكان له بذلك مزيد اعتناء وتنزل في كثير من الجهات مع التجارة في الزيت والجبن ونحوهما بحيث أثري من ذلك كله مع المداومة على التلاوة بل مكث مديدة يقوم بجمعية في جامع الحاكم في كل ليلة من رمضان إلى أن كف وأقام كذلك مدة؛ ثم مات في ليلة السبت تاسع عشرة ذي الحجة سنةأربع وثمانين وصلى عليه من الغد بمصلى باب النصر ثم دفن بتربة الشيخ نصر بسوق الدريس خارج باب النصر عن بضع وستين رحمه الله. محمد بن أبي بكر بن الحمصي. شهد في إجازة على جعفر المقري سنة ثمان وثمانين، وقد مضى فيمن جده محمد بن أبي بكر.
محمد بن أبي بكر الجرتي المدنين الحنفي.
محمد بن أبي بكر السمنودي الخطيب. فيمن جده محمد بن محمد بن محمد بن علي.
محمد بن أبي بكر الشريف. ممن سمع مني بمكة.
محمد بن أبي بكر الغزاوي الأصل البوتيجي ثم القاهري الفاعل أحد العوام وابن عمه سليمان بن سيد البناء ويعرف بالمؤذن. خادم زاوية الشيخ تركي من الكداشين، ومات بالبيمارستان في أحد الربيعين سنة اثنتين وتسعين؛ وقد حج وجاور غير مرة.
محمد بن أبي بكر المنبجي. سمع من العماد أبي بكر بن محمد بن أبي غانم الحبال الصائغ جزءاً وحدث به لقيه ابن فهد وغيره. وينظر محمد بن أبي بكر بن الصيرفي الماضي.
محمد بن أبي بكر الوانسرتي نزيل تونس. ذكره ابن عزم وأرخه سنة بضع وخمسين.
 محمد بن بهادر بن عبد الله التاج أبو حاد الجلال الدمشقي الشافعي سبط فتح الدين بن الشهيد، أمه فاطمة. ولد في أواخر القرن الثامن تقريباً ومات أبوه وه صغير فكلفته أمه، وحفظ القرآن وصلى به والمنهاج الفرعي وغيره من مختصرات الفنون وكانت لوائح نجابته ظاهرة لكونه لم يكن يلعب كالأطفال بل عليه السكينة والوقار فأكب على الاشتغال وتخرج بفقيه الشام البرهان بن خطيب عذراء ثم لازم الشمس البرماوي حين إقامته بالشام في الفقه وأصوله والعربية وغيرها من العلوم وأذن كل منهما له بالافتاء والتدريس وكذا من شيوخه مساعد نزيل عقربا كان يتوجه إليه ماشياً؛ وأخذ العقليات عن البدر حسن الهندي قدم عليهم دمشق في آخرين فيهم كثرة؛ وقرأ صحيح مسلم على الجمال الشرائحي وسمع على غيره ورحل لأجله واشتغل بتحشية كتبه حتى برع في فنون كثيرة جداً وفاق أقرانه بفهمه الثاقب زذكائه الصائب وإقباله على العلوم المنطوق منها والمفهوم منجمعاً عن الناس مرتفعاً عن طرق اللوم والإلباس إلى أن أشير إليه بالتقدم في الفضائل وتصدى وشيوخه متوافرون للاشغال وجلس لذلك بجامع العقيبة المسمى بجامع التوبة ثم بالجامع الأموي وطول النهار حتى تخرج به جماعة، وتزوج بابنة الشيخ خليل القعي واستولدها، كل ذلك مع حسن الشكالة والتواضع والسكينة والديانة وعدم الغيبة بل لا يمكن منها أحداً من طلبته ولا يتكلم فيما لا يعنيه وضبط أوقاته وصرفها في أنواع الخيرات كالصوم وختم القرآن في كل أسبوع ثم بعد وفاة أمه صار يختمه في الأسبوع مرتين، والتقلل من الأكل وسائر التفكهات وعدم مزاحمته للفقهاء في شئ من وظائفهم تورعا وزهداً بل كان فيما حكاه باسمه في صباه بعضها فلما عقل تركه؛ وله نظم في مدح شيخة البرماوي وغيره وكان ينشد لعضهم:

لك الحمد يا ربي على كل نعـمة

 

ومن جملة الأنعام قولي لك الحمد

ولا حمد إلا منك تعطـيه نـعـمةً

 

تعاليت أن يقوى على شكرك العبد

وبالجملة فهو جم الفضائل رفيع القدر أصيل المجد عالي الهمة متقدم في فنون متعدد المزايا شديد البحث صحيح التصور بارع الخط حسن العشرة؛ ومحاسنه جمة وقد سمعت الثناء عليه من غير واحد، وممن قال إنه عنه البقاعي. مات في يوم الثلاثاء تاسع رمضان سنة إحدى وثلاثين عن ثلاث وثلاثين سنة ودفن في الصوفية بتربتهم عن القلندرية، وعظم تأسف أهل دمشق عليه واشتد كاؤهم لفرقته ورفعوا نعشه على الأكف وحضر جنازته من يفوت الحصر رحمه الله وإيانا.
محمد بن بهادر اللطيفي. أحد الأمراء باليمن وقد ناب في وصاب وغيرها وكان محباً في أهل الخير. مات في سنة تسع عشرة ذكره شيخنا في انبائه.
محمد بن بهادر المسعودي الصلاحي الدمشقي. ولد سنة إحدى وعشرين وسبعمائة وسمع على الحجاز جزء أبي الجهم وغيره، وحدث سمع عليه شيخنا وغيره وقال: مات في الكائنة العظمى سنة ثلاث؛ وتبعه المقريزي في عقوده.
محمد بن بهاء الدين بن حجاج الجبرتي. ممن سمع مني بمكة.
 محمد بن بهاء الدين بن محمد العباسي السنقري الهمذاني نزيل القاهرة وأحد أصحاب ابن الغمري؛ قال لي أنه قرأ على أبيه المحرر والايجاز والعزي والمراح الحاجبية والمتوسط وشرحها وحفظ كفاية المتحفظ لابن الاجدابي وفقه اللغة للثعالبي وأتقنهما بمعاونة أبيه ثم أخذ علىم الكتابة مع فن الانشاء عن السيف البروجردي، وارتحل لساوة فقرأ على الشرف يعقوب علي اليزدي تصنيفه الحلل ثم إلى تبريز فكتب على عبد الرحيم الخلوتي جميع الأقلام السبعة مع قراءة سائر تصانيفه وتصانيف شيخه محمد الحلو في التصوف وغيره، ودار ديار بغداد كلها وقرأ على ناصر الدين عمر المارينوسي المصابيح مع سماع الحاوي ثم القاهرة فقرأ على ابن أسد المنهاج وعلى البامي التنبيه مع سماع البخاري وعلى عبد القادر بن شعبان أمام جامع أصلم الكافي في العروض والقوافي والخزرجية وغيرها من كتب العروض والفرش للخليل ومختصره لابن عبد ربه وعلى العلم الحصني بزاوية خشقدم الوزير من القرافة الكبرى شرح الاصطلاحات للقشاني وعلى الشرواني لفصوص والرموز والأمثال اللاهوتية في معرفة الأنوار المجردة الملكوتية، وعليه وعلى أصحابه كالجمال عبد الله الكوراني الموشحة المسمى بالخبيصي وشرح الشافية لجار بردى وتلخيص المفتاح والمختصر والمطول كلاهما عليه والأصلين مع الكتب المعتبرة.في المنطق والطبيعي والألهي وعلة بعض أكابر الغرب النصوص والفكوك وكتاب الرتبة للمجريطي ولازم النظر فيه وفي كتب الرموز والرتبة والكنز لابن مسكويه الاصبهاني مدة ثم أعرض عن ذلك كله وقطن زاوية تقي الدين عند الصبوة ينسخ ويقرئ، ولزم أبا العباس بن الغمري وأكثر التردد إليه وكتب له صحيح البخاري ومسلم وغير ذلك، وعرض عليه ولده محمد في سنة ثمانين ثم أقرأه وغيره في جامعة النحو والصرف، وكثر تردده إلي أيضاً مع السؤال عن أشياء، وفيه تودد ولطف عشرة وعلى همه واستحضار لنكت وفوائد مع تقلل وتجرد وجودة خط ومشاركة في الجملة؛ وقال فيما رأيته بخطه من كلماته حبسته يد التقدير في ظلمات مصر ومهاويها؛ لكلما أراد أن يخرج منها أعيد فيها.
محمد بن بورسة البخاري ويلقب نبيرة - بنون وموحدة وزن عظيمة.ذكر أنه من ذرية حافظ الدين النسفي ونشا ببلاده وقرأ الفقه وسلك طريق الزهد؛ وحج في سنة ثلاث وعشرين وأراد الرجوع إلى بلاده فذكر أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم في المنام فقال له أن الله قد قبل حج كل من حج في هذا العام وأنت منهم وأمره أن يقيم بالمدينة فأقام بها فاتفقت وفاته يوم الجمعة من ذي الحجة منها ودفن بالبقيع. قاله شيخنا في انبائه. وقيل إنه مات في التي قبلها.
محمد بن بو والي الأمير ناصر الدين. ولي الاستادارية في الأيام المؤيدية ثم استقر في أستادارية دمشق. مات بها في جمادى الأولى سنة أربع وأربعين وكان معدوداً في الظلمة. ذكره المقريزي.
محمد بن بلال الغزي الشيخ الصالح. ما بمثر في مستهل صفر سنة ست وثلاثين. أرخه ابن فهد.
محمد بن بيبرس الظاهري برقوق، وفجدته أم أبيه عائشة شقيقة الظاهر برقوق. كان ضخماً في الرياسة نحيفاً ظريفاً منجمعاً عن الناس بارعاً في صنائع وحرف كالسكاكين ونحوها من آلات الكتابة وغيرها متقدماً في عمل العود والضرب به بل بارعاً في الطب والكيماياء مع بر للفقراء وكرم بحيث يتردد إليه من يتعلم منه التركي وغيره من فضائله قل أن يتردد إلى الأمراء. وعمر زيادة الثمانين. ومات قريباً من شنة أربع وستين ودفن بقبة البرقوقية وهو والد العلاء الماضي.
محمد بن بيلبك الشمس التركي أخو أحمد خازندار بيبرس قريب الظاهر برقوق. مات في صفر سنة ثلاث وكان موقع الحكم؛ ذكره شيخنا في إنبائه.
محمد بن التاج الهندي المحمودا بادي الحنفي. ممن أقرأ الفضلاء الهيئة والكلام كراجح، وقال لي في سنة أربع وتسعين أنه حي ابن نحو أربعين سنة.
محمد بن تاج الدين السمنودي. مات بمكة في صفر سنة سبع وأربعين. أرخه ابن فهد.
محمد بن تغري برمش ناصر الدين الجندي ويدعى بشوربة. كان أبوه مؤيدياً أحد حجاب حماة وأمه فرح خاتون ابنة ناظر الجيش كريم الدين عبد الكريم أخت جهة شيخنا فولد في سنة سبع عشرة وثمانمائة. ومات في صفر سنة خمس وسبعين ودفن بحوش البيبرسية؛ وكان شديد الاسراف على نفسه لا يذكر وإنما أثبته لبيتوتة وعسى أن يكون أناب سامحه الله وإيانا.
 محمد بن تقي الكازروني. في محمد بن محمد بن عبد السلام.
505 محمد بن جابر بن عبد الله اليمني نزيل مكة ويعرف بالحراشي الماضي أبوه. سكن مكة حين كان أبوه أمير جدة ثم دخل بعد بمدة اليمن فأكرمه صاحبها ووقع بينه وبين أهل الشرجة منها فتنة قتل فيها بعضهم ثم استدعى به أبوه إلى مكة بعد أن لايم صاحبها فوصلها في موسم سنة ست عشرة وثمانمائة فلم يلبث أن قبض عليهما بمنى وشنقا بعد المغرب من ليلة نصف ذي الحجة منها فهذا بباب شبيكة وأبوه بباب المعلاة بل قيل إن هذا فاضت روحه قبل شنقه من الخوف وقبر بالمعلاة وسنة ثلاثون ظناً ويقال إن صاحب اليمن قال له حين استأذنه في الرجوع لمكة إنكما تشنقان أو تكحلان أو كما قال، ذكره الفاسي في مكة وكذا المقريزي في عقوده باختصار.
506 محمد بن جاجق؛ أمه الشريفة فاطمة ابنة الشريف الفخري ابنة أخت جهة شيخنا. ممن يتكسب بالباسطية مع ذكره بما لا يليق؛ وهو من جيراننا ممن سمع على شيخنا وغيره.
507 محمد بن جار الله بن صالح بن أبي المنصور أحمد بن عبد الكريم بن أبي المعاي يحيى بن عبد الرحمن بن علي بن الحسين بن علي بن الحسين بن محمد بن شيبة بن إياد بن عمرو بن العلاء بن مسعود الجمال بن الجلال الشيباني الطبري الأصل المكي الحنفي الماضي أبوه، ذكره الفاسي أيضاً وقال سمع من بعض شيوخنا بمكة وحفظ بعض المختصرات في الفقه واشتغل بالعلم وسافر مع أبيه إلى مصر في موسم سنة أربع عشرة. قلت فسمع مع ابني ابن الضياء وأكبرهما زوج أخته اسية على ابن الكويك أشياء منها شرح معاني الآثار للطحاوي. قال الفاسي: ومات بها بخانقاه سعيد السعداء في آخر سنة خمس عشرة في ذي الحجة فيما أحسب ودفن بمقبرة الصوفية بها وقد جاز العشرين وكان خيراً انتهى. وكذا أرخ وفاة والده كما تقدم.
509 محمد بن جامع بن إبراهيم بن أحمد الشمس البوصيري ثم القاهري الشافعي وسمي شيخنا في إنبائه والده إبراهيم. اشتغل بالفقه والعربية وغيرهما وسمع على التقي بن حاتم جزء أبي علي الصفار وعلى المعين عبد الله بن محمد بن علي قيم الكاملية ثلاثة مجالس ابن عبد كويه وعلي المطرز والمجد إسماعيل الحنفي من لفظ الجمال الرشيدي السنن لأبي داود وعلى الزين العراقي في آخرين وحج وجاور بمكة وسمع بها على الجمال الأميوطي مسند ابن أبي أوفى لابن صاعد وعلى العفيف النشاوري أجزاءً من الثقفيات في آخرين، وحدث ودرس وأفاد وانتفع به الفضلاء، وكان مذكوراً بالولاية واستفيض رؤية بعضهم للنبي صلى الله عليه وسلم وهو يقول من قرأ عليه دخل الجنة فسارع الأماثل ممن لم يكن قرأ عليه لذلك، وممن أخذ عنه الوالد وعرض عليه محافيظه بل سافر معه إلى مكة في سنة اثنتين وعشرين وما لقيت أحداً إلا ويذكر عنه أحوالاً وكرامات. وقال لي العز الحنبل: كنت أقرأ عليه ابن المصنف فيقرره أحسن تقرير وهو نائم أو نحو هذا؛ ذكره شيخنا في إنبائه فقال: كان خيراً ديناً كثير النفع للطلبة يحج كثيراً ويقصد الأغنياء لنفع الفقراء وربما استدان للفقراء على ذمته ويوفي الله عز وجل، وكانت له عبادة وتؤثر عنه كرامات. مات في سادس ربيع الآخر سنة أربع وعشرين رحمه الله ونفعنا به.
510 محمد بن جبريل الصفوي الحنفي أحد الفضلاء من جماعة ابن الهمام وصوفية الشيخونية. سمع بقراءتي على شيخه الأربعين التي خرجتها له وأقرأ بعض الطلبة بل يقال إن شيخه أشار إليه بكتابة شرح على مصنفه في الأصول. مات في ربيع الآخر سنة ست وخمسين رحمه الله.
 511 محمد بن جرياش محب الدين المحمدي الأشرفي الحنفي. ممن اشتغل في الفقه وغيره على خير الدين أبي الخير بن الرومي الفراء ووصفه بالفضل؛ وكذا أخذ عن نظام ولازم الديمي في شرح الألفية للعراقي وغيرها وقرأ على شرحي عليها بكماله مع شرح معاني الآثار للطحاوي وغيرهما، وطلب قليلاً وقرأ على البدر الدميري مسند الشافعي وغيره وعينه في وصيته لقراءة بعض الكتب وكذا قرأ على السنباطي؛ وسمع على أبي الحسن على حفيد يوسف العجمي وآخرين، وحج في موسم سنة اثنتين وتسعين وجاور التي بعدها، ولازمني حتى أكمل شرحي المشار إليه وقرأ اليسير من سنن البيهقي وكتب من تصانيفي أشياء ومدحني بقصيدة وغيرها وكذا قرأ على المحب الطبري الإمام وغيره رواية بل أقرأ هناك بعض المبتدئين في الفقه وأصوله والعقائد وغير ذلك ولم يختلط بكبير أحد هناك مع قوة النفس في المباحثة وخروجد عن السنن حتى قل أن يتزحزح وربما توقف على المنقول فلا يرجع ويذكر عنه في ذلك ما لا أحبه له، وسافر من مكة لجدة ليحصل هديته شراءً وعاد مع الركب واستنزل المظفري محمود الأمشاطي عن تدريس الفقه بالظاهرية القديمة، وكان بينه وبين بدر الدين العلائي أحد جماعة الدرس ما تحاكاه الطلبة.
512 محمد بن جرباش كرت المحمدي الناصري فرج سبط الناصر أستاذ أبيه، أمه شقراء. ولد تقريباً سنة تسع وثلاثين ونشأ في كنف أبويه وسافر أمير الركب الأول في سنة تسع وخمسين. مات وأنا غائب بمكة في سنة وثمانين وكان قبيح السيرة مقداماً جريئاً.
513 محمد بن جرير. رجل مجذوب كان بعدن له أحوال وكشف. مات سنة اثنتين وأربعين.
514 محمد بن جسار بن علي الحميضي. قتل مع السيد رميثة بن محمد بن عجلان ببلاد الشرق في رجب سنة سبع وثلاثين ودفن هناك. أرخه ابن فهد.
515 محمد بن جعفر بن حسب الله المدني المادح. ممن سمع مني بالمدينة.
516 محمد بن جعفر بن علي بن عبد الله بن طاهر بن هاشم بن عربشاه بن ناصر بن زيد السيد شمس الدين أبو عبد الله بن الجلال بن التاج بن أصيل الحسني الجرجاني الأصل الشيرازي المولد والدار الحنفي وأبوه سبط الأستاذ السيد الشريف الجرجاني الشهير لقيني بمكة في سنة ست وثمانين فقرأ على بعض البخاري وسمع مني وعلى أشياء وكتبت له إجازة هائلة؛ وهو رئيس وجيه فاضل إلى الترك أقرب.
517 محمد بن جعفر بن علي البعلي اليونيني ويعرف بابن الشويخ. سمع على بشر وعمر ابني إبراهيم البعلي وأبي الطاهر محمد بن عبد الغني الدريبي. وحدث سمع منه الفضلاء كابن موسى وشيخنا الأبي وكان سماعهما في سنة خمس عشرة؛ وقال شيخنا في معجمه أجاز في استدعاء ابنتي رابعة وكان شيخ زاوية عبد الله اليونيني ببعلبك.
518 محمد بن جعفر بن محمد بن خلف الشامي الجدي أحد المتسببين المنتمين لبديد. مات بمكة سنة إحدى وسبعين. أرخه ابن فهد.
 519 محمد بن جقمق الأمير ناصر الدين أبو المعالي بن الظاهر أبي سعيد الجركسي الأصل القاهري الحنفي أخو المنصور عثمان الماضي، وأمه الست قراجا ابنة أرغون شاه أمير مجلس الظاهري برقوق. ولد في رجب سنة ست عشرة وثمانمائة ورأيت من قال قبل العشرين بالقاهرة؛ وقرأ بها القرآن وحفظ كتباً واغتبط بمحبة العلم والعلماء وقربهم وأحسن إليهم، واشتغل بغالب الفنون الفقه والفرائض والتفسير والحديث والأصلين والمنطق والعربية وغيرها حتى مهر في أقرب مدة لحسن ذكائه ومزيد صفائه وصار مشاركاً في فنون بل عد من نوابغ الفضلاء فلما ملك أبوه عظم أمره واتسعت دائرته وتأمر بعد قليل وصار عين المقدمين وجلس رأس الميسرة وسكن في الغور من القلعة وفي البيت المواجه له من الرميلة وأقبل على الناس وزاد طلبه للعلم حتى كانت غالب أوقاته مصروفة فيه فيوماً لشيخنا في الحديث علوماً أو متوناً ويوماً لسعد الدين بن الديري في الفقه أو التفسير ويوماً للسكافياجي في علوم أخرى وكلاهما مع غيرهما ممن أخذ عنهم قبل تملك الرمح والكرة وغيرها من أنواع الفروسية والعقل الغزير والتدبير والسياسة والتواضع والبشاشة وحسن الشكالة والمحاضرة ومزيد البر وقلة الأذى والسيرة الحسنة والحرص على التجمل في مماليكه وحشمه والسير على قاعدة الملوك في ركوبه وجلوسه بحيث تأهل للسلطنة بلا مدافعة، بل لقبه جماعة من الشعراء بالناصر في قصائدهم وانفراده بأوصافه عن سائر أبناء جنسه وكثرة إنكاره على ما لا يليق بالشرع وشدة بغضه للبدع وعيبه لمن يفعلها سيما الرافضة خفيف الوطأة على الناس لم نسمع عنه بمظلمة لأحد ولا دخولاً فيما لا يعنيه ولا تعصباً في باطل؛ وكان يحضر كل ما ذكر من الدروس جماعة من الفضلاء ويقع بينهم البحث فيجاريهم أحسن مجاراة ويداري كلاً منهم أجمل مداراة حتى كأنه أحدهم وربما اقترح على بعضهم ما ينعش به الخاطر ويجبر به القلب فكان منزله مجمع الفضلاء ومربع النبلاء لا سيما من الشافعية حتى تكلم فيه عند أبيه بسبب جعل إمامه منهم فلم يؤثر ذلك فيه وتعاقب عنده ثلاثة أئمة كلهم شافعية، وقرأ الشرف الظنوبي عنده على المشايخ الشاميين ابن الطحان وابن بردس وابن ناظر الصاحبة بحضرته فسمع عليهم، وكذا حدثه الزين قاسم الحنفي بمسند أبي حنيفة في آخرين، وكان ينظم لكنه لعدم ارتضائه له لم يكن يثبته ولا يعتني بتهذيبه سيما وأكثره بديهة؛ وقد قال لمن رام مدح كريم الدين بن كاتب المناخات اجعل قصيدتك ميمية ويكون مخلصها:

وافتخرت مصر على غيرها

 

بطلعة الصاحب عبد الكريم

وكذا من نكته في محل أنسه في الربيع قوله لبعض الثقلاء ممن امتدت إليه ألسن الجماعة بالبسط والخلاعة فكان من قولهم هو جبل مقطم فقال هو لا بل جبل حراء إلى غير هذا مما أوردت منه في الجواهر والوفيات بعضه، ومع ما سل من أوصافه كان منجمعاص عن معارضة أبيه فيما لا يرتضيه بل كان يكظم غيظه ويصبر ولا يبعد عن الميل إلى اللهو والطرب على قاعدة العقلاء والرؤساء من الملوك مع إقامة الناموس والحرمة لشهامة كانت فيه وقد انتفع شيخنا بمساعدته كثيراً ولو عاش لم يتفق له ما وقع وكان شيخنا يثني عليه بالفهم والحفظ وتعجب من اجتماعهما، ولم يزل على جلالته وعلو مكانته إلى أن ابتدأ به الوعك في سنة سبع وأربعين فدام قدر نصف سنة ثم عوفي ثم انتكس في أوائل شوال وأصابه السل فصار ينقص كل يوم ثم انقطعت عنه شهوة الأكل وخرج إلى التنزه في الربيع وهو بتلك الحال فما رجع إلا وهو لما به وطرأ به الإسهال واستحكم السل وهو مع ذلك يحضر الموكب إلى أن صلى صلاة العيد ونزل لبيته بالرميلة فضحى ورجع؛ واستمر حتى مات بدون وصية في حياة أبويه وذلك في سحر يوم السبت ثاني عشرة ذي الحجة منها شهيداً بالبطن ويقال أنه سحر فمرض من ذلك السحر ووجد السحر والساحر فمنعهم أبوه من الاعتماد على ذلك ومنهم من يزعم أ،الله سقى ولم يثبت من ذلك شيء، وصلى عليه خارج باب القلة من قلعة الجبل في مشهد لم يتخلف عنه أحد، ودفن بقرب القلعة في تربة عمه جركس المصارع بقرب دار الضيافة بالقبة التي أنشأها قانباي الجركسي لولده محمد وكان من أقرانه ومشكور السيرة أيضاً كما سيأتي، وقد ذكره العيني فقال: وكان له صيت وحرمة عظيمة يتردد إليه الناس سيما الشافعي والحنفي في الجمعة مرتين أو ثلاثاً ويقاسيان مشقة السلالم والمدرج حتى كان الناس يسمونهما فقهاء الأطباق، قال وكل هذا من عدم حفظ العلم ولكنهما وسائر المترددين إليه كانوا يؤملون استقراره في السلطنة عن قرب إما في حياة والده أو بعده فأتى القضاء بعكس ما في خواطرهم. انتهى. وكأنه رحمه الله لم يستحضر حين كتابته لهذا ملازمته التردد للأشرف وغيره في قراءة التاريخ ونحوه بل لو كان في أيامه قاضياً لبادرهما إلى الطلوع وأرجو أن يكون قصد الجميع حسناً رحمهم الله وإيانا؛ وذكر بعضهم من شيوخه ابن الهمام والشرواني بل قال إنه حضر دروس العلاء البخاري فالله أعلم.
520 محمد أخو الذي قبله وأمه أم ولد. مات في يوم السبت عاشر ربيع الأول سنة ثلاث وخمسين بالطاعون عن أربع سنين.
521 محمد أخو الأولين من أم ولد أيضاً. مات في يوم السبت ثامن عشر صفر من السنة بالطاعون أيضاً عن خمس سنين.
522 محمد رابع الثلاثة قبله من أم ولد أيضاً. مات في يوم الأربعاء ثاني عشري صفر منها بالطاعون أيضاً عن ست سنين.
523 محمد خامس الأربعة قبله. مات في يوم الاثنين ثالث عشر ربيع الآخر سنة أربع وخمسين ولم يكمل عشرة أشهر وصلى عليه أبوه بالقلعة ثم شيعه الأعيان من الأمراء والمباشرين وغيرهم إلى أن دفن بالبرقوقية بين القصرين لكون أمه خوند إبنة أمير سلاح رجباش الكريمي التي أمها ابنة قانباي قريب الظاهر برقوق، ودخلوا بنعشه من بابي زويلة.
 524 محمد بن جلال بن أحمد بن يوسف الشمس التركماني الأصل القاهري الحنفي أخو الشرف يعقوب الآتي والمذكور أبوهما في الدرر ويعرف بابن التباني - بمثناة وموحدة ثقيلة - نسبة لنزول التبانة ظاهر القاهرة وجلال مختصر من لقب أبيه جلال الدين غلب عليه واسمه رسول. ولد في حدود السبعين وسبعمائة بالتبانة، وأخذ عن أبيه وغيره ومهر في العربية والمعاني والبيان وشارك في غيرها وأفاد ودرس، واتصل بالمؤيد حين كونه نائب الشام فقرره في نظر الجامع الأموي وفي عدة وظائف وباشرها مباشرة غير مرضية، ثم ظفر به الناصر فأهانه وصادره فباع ثيابه واستعطى باليد فساءه وأحضره إلى القاهرة ثم أفرج عنه، فلما قدم المؤيد القاهرة عظم قدره ونزل له الجلال البلقيني عن درس التفسير بالجمالية، واستقر في قضاء العسكر؛ ثم رحل مع السلطان في سفرته لنوروز فاستقر قاضي الحنفية بدمشق وباشرها مباشرة لا بأس بها، ولم يكن يتعاطى شيئاً من الأحكام بنفسه بل له نواب يفصلون القضايا على بابه بالنوبة؛ ودرس بأماكن واستدعى به السلطان وهو بحلب من دمشق ليرسله إلى ابن قرمان فاستعفى وأجيب وعاد إلى دمشق، وكانت له في كائنة قانباي اليد البيضاء. مات بدمشق في رابع عشري رمضان سنة ثمان عشرة وكان جيد العقل، ذكره شيخنا في إنبائه وأرخه المقريزي بيوم الأحد ثامن عشري شعبان فالله أعلم.
محمد بن جلال المدني. هو ابن أحمد بن طاهر. مضى.
525 محمد بن جلبان ناصر الدين أحد أمراء الشام وابن نائبها المؤيدي. مات في الوقعة السوارية سنة اثنتين وسبعين وهو في عنفوان الشبيبة.
محمد بن جماعة. هو ابن أبي بكر بن عبد العزيز بن محمد بن جماعة. مضى.
526 محمد بن جمعة بن محمد بدر الدين بن الزين الحصني الأصل القاهري الحنفي المعروف بأبيه. ولد كما أخبرني به في ثاني عشر صفر سنة اثنتين وأربعين وثمانمائة وترجح عنده أنه في سنة ست وأربعين؛ وكان أبوه دلالاً فنشأ ابنه ذكياً واشتغل وأخذ عن السنهوري في العربية والبيان ثم عن التقي الحصني في المنطق والمعاني وابيان والصرف والتفسير وأصول الفقه وكذا أخذ عن التقي الشمني والأمين الأقصرائي والكافياجي والعلاء الحصني، ومما أخذه عن الأمين تقسيم الكافي شرح الوافي والفقه عن الزين قاسم، وحج مراراً وجاوز في الحرمين وقرأ بالمدينة على أبي الفرج المراغي، وزار بيت المقدس مراراً من جملتها في سنة تسع صحبة ابن الطرابلسي، ودخل الشام غير مرة وأخذ عن الشهاب الزرعي وخطاب وغيرهما كالبرهان الباعوني وكذا دخل حلب، وله عدة مقدمات في النحو والصرف وكذا في الفقه لكنها لم تكمل وغير ذلك، وتلمذ لابن أخت الشيخ مدين وأقرأ ابن الكمال وعد في الفضلاء البارعين المتميزين بحيث رد عل البقاعي، وهو ممن ينتمي إلى ابن عربي كالزين الابناسي؛ وقد استقر في إمامة قبة الدوادار وخطابّها عقب إعراض ابن دمرداش عنها، ورتب له السلطان خمسمائة زيادة على معلومهما بل عينه برفقة الرسول لملك الروم ابن عثمان وأعطاه مبلغاً مع كونه لو انفرد لكفاه سنة كثيرة، وفضائله شهيرة وأدبه كثير وعقله غزير ومحاضرته متينة ومحاورته محكمة رزينة، وقد تكرر تردده إلي بالقاهرة ثم لقيته بمكة حين قدومه لها هو وحسين نزيل القبة الدوادارية من أثناء سنة ثمان وتسعين ورأيت منه تفصيل ما أجملته ولم يلبث أن رجع بحراً بعد انفصال الموسم وجاء كتابه من الينبوع المشتمل على أبلغ عبارة وأفصح إشارة زاده الله من إفضاله ووصله سالماً إلى انتهاء آماله، وقد رأيته قرض مجموع التقي البدري وأطال وكان من قوله:

يا جامعاً أنـا فـي نـبـاه واصـف

 

وهو الخطيب لذاك فيما حاز؟ جمعه

خذها عروساً بنت وقت تنـجـلـي

 

في وصف حليك بالبيان مرصعـه

وقوله:

يا جامعاً مجموعه قد حوى

 

كل المعاني فاغتدي أوحدا

جمعت جمعاً ماله مشبـه

 

فيا له جمعاً غدا مفـردا

وهو الذي كتب عن العلاء بن بردبك تقريضه البديع للمجموع المشار إليه وافتتحه بوصفه بشيخنا، وقد سمع هو وأبوه على السيد النسابة والنور البارنباري والشمس التنكزي الحريري في مسلم بقراءتي، وتلاعب به الشعراء كالشهاب بن صالح ابن الكماخي بما لم يتدبروا عاقبته.
 527 محمد بن جمعة الهمذاي الخواجا نزيل مكة وصاحب الدور بها الموقوفة أوجلها منه على درس المحنفية بالمسجد الحرام، عين لمشيخة شيخ الباسطية وإمام الحنفية الشمس البخاري وباشره ثم تعطل بها مدة ولد الواقف. مات فجأة في آخر ليلة الاثنين ثاني ربيع الأول سنة ثمان وستين. أرخه ابن فهد.
528 محمد بن الجنيد بن أحمد بن محمد بن عمر بن محمد بن عمر النور بن أبي القسم الكازروني البلياني الأصل الشيرازي الماضي أبوه والمذكور جده في الثامنة. قدم القاهرة في سنة ثمان وأربعين رسولاً عن ملك الشرق بكسوة الكعبة واجتمع بشيخنا صحبة حسين الفتحي وصنف لأجله جزءاً في الأذكار وآخر في إصلاح مشيخة أبيه لابن الجزري وأذن له في الرواية عنه ووصف بالعلامة.
529 محمد بن الجنيد بن حسن بن علي الشمس بن المحب الأقشواني الأصل القاهري الشافعي خادم البيرسية وابن خادمها والماضي أبوه. ولد تقريباً سنة خمس عشرة وثمانمائة بالقاهرة ونشأ بها في كنف أبيه فحفظ القرآن وسمع الكثير على النور الأبياري نزيل البيبرسية، وكذا حضر دروس شيخنا وغيره بقبتها واستقر في أيامه بها، وكان خيراً كثير التلاوة منجمعاً عن الناس ساكناً. مات في ليلة الجمعة رابع جمادى الأولى سنة تسع وسبعين بعد أن وقف ما يملكه من عقار على الخانقاه رحمه الله.
530 محمد بن جوهر المدير في الجيش. مات في رمضان سنة ست وثلاثين بحلب. أرخه شيخنا في أنبائه.
531 محمد بن حاجي بن أحمد الشمس بن خواجا شهاب الدين بن الشهاب الهرموزي الأصل المكي الحنفي. ممن سمع مني بها في المجاورة الرابعة أربعي النووي وكثيراً من المصابيح وأشياء كالمشارق والبخاري ثم جميع الشفا وقرأ ما فاته، وهو فطن لبيب قرأ على ثلاثيات البخاري وغيرها.
532 محمد بن حاجي بن محمد بن قلاوون المنصور ناصر الدين أبو المعالي بن المظفر بن الناصر بن المنصور. ولد سنة ثمان وأربعين وسبعمائة واستقر في المملكة بعد القبض على عمه الناصر حسن في تاسع جمادى الأولى سنة وستين وسبعمائة وهو ابن نحو أربع عشرة سنة بقيام الأتابك يلبغا العمري الخاصكي وتدبيره بل لم يكن هذا معه سوى بالاسم؛ ولم يلبث أن خرج به إلى البلاد الشامية حين خروج بيدمر الخوارزمي نائب الشام عن الطاعة وعاد به سريعاً بعد أخذ بيدمر صلحاً إلى أن خلعه بابن عمه الأشرف شعبان بن حسين في منتصف شعبان سنة أربع وستين لأنه بعد رجوعه كثر أمره ونهيه فخشي يلبغا منه وأشاع أنه مجنون وجعل ذلك سبب خلعه فكانت مدته سنتين وثلاثة أشهر وخمسة أيام وألزمه داره من القلعة إلى أن مات في ليلة السبت تاسع المحرم سنة إحدة وقد زاد على الخمسين وصلى عليه الظاهر برقوق بالحوش السلطاني من القلعة وقرر لأولاده وهم عشرة راتباً ودفن بتربة جدته أم أبيه بالروضة خارج باب المحروق؛ وكان محباً للطرب واللهو عفا الله عنه، ذكره شيخنا في أنبائه باختصار وامعريزي في عقوده. محمد بن أبي حامد المطري. في ابن محمد بن عبد الرحمن بن محمد.
533 محمد بن أبي الحجاج واسمه يوسف بن محمد بن يوسف الأسيوطي الأصل القاهري الشافعي الآتي أبوه. ولد في ليلة رابع عشر رمضان سنة إحدى وخمسين بالقاهرة ونشأ بها في كنف أبيه فحفظ القرآن وأربعي النووي والبهجة وألفية النحو وغيرها، وعرض على جماعة وأخذ في النحو عن خلد الوقاد وفي الفقه عن الجوجري وتدرب بأبيه في الصنعة وجلس بباب الحنفي، وحج مع أبيه شاهد المحمل، وكان معه في سنة ست وخمسين بمكة وهو صغير فأحضره اليسير بقراءتي، وهو عاقل كيس. محمد بن حجاج. في ابن عبد الله بن حجاج.
534 محمد بن حرير - بمهملات ككبير - جمال الدين؛ كان مقيماً بثغر عدن وللجمال محمد بن كبن فيه اعتقاد لكونه بشره في بعض عزلاته بالعود في غدفكان كذلك فرتب له راتباً وكان يسأله الدعاء. مات سنة اثنتين وأربعين.
محمد بن حسان. في ابن محمد بن علي بن محمد بن حسين.
535 محمد بن حسب الله جمال الدين المكي الزعيم التاجر. قال شيخنا في أنبائه: مات في ثالث جمادى الأولى سنة اثنتين؛ وكان واسع المال جداً معروفاً بالمعاملات وضبط من ماله بعده أكثر من عشرين ألف دينار سوى ما أخفى.
 536 محمد بن حسب الله الحريري المؤذن بجامع الحاكم وغيره ورأس المخاصمين للبقاعي في يا دائم المعروف، وكان مقداماً جريئاً عريض الصوت جداً. مات بعد الثمانين ظناً.
537 محمد بن حسن بن إبراهيم بن عبد المجيد بن محمد بن يوسف الشمس التاد في الأصل الحلبي الشافعي. ولد في رمضان سنة ست وتسعين وسبعمائة بحلب ونشآ بها فقرأ القرآن عند منصور وغيره وتفقه بعبيد بن علي البابي ومحمد الأعزازي وغيرهما وسمع على ابن صديق بل قرأ بنفسه على البرهان الحلبي وغيره وتكسب في حانوت بالبسطيين وقرأ البخاري وغيره على العامة. لقيته بحلب فقرأت عليه ثلاثيات الصحيح؛ وكان خيراً متعبداً متواضعاً متودداً ساكناً حسن السمت راغباً في الخير. مات ظناً قريب الستين رحمه الله.
538 محمد بن حسن بن أحمد بن إبراهيم بن خليل بن عبد الرحمن بن محمد أبو العزم العجلوني الأصل المقدسي الشافعي ويعرف بابن أبي الحسن وبكنيته أكثر. ولد في ربيع الأول سنة سبع وأربعين وثمانمائة ببيت المقدس ونشأ به فقرأ القرآن وجل المنهاج وأخذ عن صهره الزين ماهر والكمال بن أبي شريف وقرأ على الجمال بن جماعة في البخاري وكذا على القلقشندي، وقدم القاهرة في سنة سبع وسبعين فاستوطنها مع فاقة وتقلل وخبرة بكثير من الأحوال والأشخاص وربما تعدى لما لا يليق، وقد حضر عند البكري والعبادي والبامي والجوجري وزكريا في آخرين وبعضهم أكثر من بعض ولم يتميز، ولازمني وسمع على الشاوي وغيره وكانت أكثر إقامته في خلوة بالبيبرسية.
539 محمد بن حسن بن أحمد بن حرمي بن مكي بن موسى البهاء أبو الفتح - واقتصروا في عرضه في تسميته على أبي بكر وجعلوا أبا الفتح كنية - أبن البدر العلقمي القاهري الشافعي الماضي أبوه ويعرف ببهاء الدين العلقمي. ولد في ربيع الآخر سنة خمس وثمانمائة بالقاهرة ونشأ بها فحفظ القرآن عند الشهاب الدموهي وجوّد بعضه على الزراتيتي والعمدة والنخبة لشيخنا وألفية العراقي والمنهاج الفرعي ومختصر ابن الحاجب الأصلي ونظمه للجلال البلقيني المسمى بالتحفة وهو في ألف بيت وثلثمائة وألفية ابن مالك والتسهيل والجعبرية والياسمينية في الجبر والمقابلة ومنظومة ابن سينا في الطب؛ وعرض على خلق منهم العز بن جماعة والجلال البلقيني وعليه قرأ جميع التحفة له في ثلاثة مجالس وأعطاه جائزتها ألفاً وبالغ في إكرامه بحيث أنه ركب من باب منزله وهو واقف، واشتغل في الفقه على البيحوري والبرماوي بل هو الذي كان يصحح له محافيظه والشهاب الطنتدائي والشرف السبكي وابن المجدي وعنه أخذ في الفرائض والحساب والشطنوفي وعنه أخذ في العربية أيضاً؛ وعرف في صغره بقوة الحافظة بحيث كان لوحه مائة سطر ولا يتكلف لحفظه، وقد وصفه شيخنا في عرضه بالحفظة المدرة أعجوبة العصر ذكاءً نادرة الدهر نجابة ورواءً أسعد الله جده وأقربه عين أبيه ورحم جده، وسمع علي ابن الكويك والولي العراقي وشيخنا ولازمهما بمجلس إملائهما والواسطي وغيرهم وتكسب بالشهادة وبالمباشرة في عدة جهات وناب في القضاء، وحج غير مرة وتنزل في الجهات وحدث باليسير سمعت منه قطعة من التحفة وحضر عندي بعض مجالس الإملاء؛ وكان ساكناً متودداً عاقلاً حسن العشرة والأخلاق بساماً حصل له ارتعاش فدام به حتى مات في شوال سنة اثنتين وثمانين رحمه الله وإيانا.
540 محمد بن حسن بن أحمد بن حسن بن علي بن محمد بن عبد الرحمن بدر الدين بن بدر الدين بن الإمام الشهاب الأذرعي القاهري الماضي أبوه وجده ويلقب مامش. ولد في سنة اثنتين وأربعين وثمانمائة، نشأ ظريفاً في خدمة ابن حجي متميزاً عنده فاشتغل قليلاً؛ وحج ثم بعده سكن ثم انتمى للبدري بن مزهر.
541 محمد بن حسن بن أحمد بن عبد الهادي بن عبد الحميد بن عبد الهادي الشمس المقدسي الأصل البقثاعي الدمشقي الصالحي أخو أحمد الماضي ويعرف بابن عبد الهادي. أحضر في الثانية سنة ثمانين وسبعمائة على أبيه وجده وعمه إبراهيم بن أحمد وموسى بن عبد الله المرداوي ثم سمع على عمه وغيره ومما حضره على أبيه ثاني الحربيات، وحدث سمع منه الفضلاء كابن فهد؛ وكان خيراً ساكناً ماهراص في التجليد من بيت حديث ورواية. مات سنة ثلاث وأربعين بدمشق. أرخه ابن اللبودي.
 543 محمد بن حسن بن أحمد بن محمد بن سلامة بن عطوف بن يعلي السلمي المكي. مات بمكة في شوال سنة أربع وأربعين. أرخه ابن فهد.
543 محمد بن حسن بن أحمد بن محمد الشمس أبو عبد الله الكردي ثم المقدسي نزيل مكة ويعرف بابن الكردية. ولد في سنة إحدى وثمانين وسبعمائة ببلاد الأكراد، وقدم مع أبويه وهو ابن سبع لبيت المقدس فسمع به الصحيح من أبي الخير من العلائي ومن إبراهيم بن أبي محمود والشمس بن الديري والزين عبد الرحمن بن محمد القلقشندي والشهاب بن الهائم والشمس الهروي وأحمد ويوسف ابني علي بن محمد بن ضوء بن النقيب، وأقام ببيت المقدس عشرين سنة ومات أبوه هناك فقدم بأمه إلى مكة فقطنها وصار يتردد منها إلى بيت المقدس وإذا جاء منه لمكة أحرم من هناك بالحج، ثم انقطع بأخرة بمكة وسمع بها في سنة أربع عشرة من الزين المراغي وبدمشق من عائشة ابنة ابن عبد الهادي جزء أبي الجهم وغيره، وصحب التاج محمد بن يوسف العجمي وأخذ عنه النجم بن فهد وذكره في معجمه وذيله وقال إنه كان حين مجاورته بالحرمين يؤدب أولاد النور علي بن عمر العيني نزيلهما، وكان مباركاً منجمعاً عن الناس له معرفة بالطب مبالغاً في حب ابن عربي بحيث اقتنى جملة من كتبه. مات في ظهر يوم الثلاثاء عشري شعبان سنة ثلاث وأربعين وصلي عليه بعد العصر ودفن بالمعلاة رحمه الله.
 544 محمد بن حسن بن إسماعيل البدر بن البدر البنبي القاهري الشافعي ابن أخت البدر والكمال ابني ابن الأمانة. ولدكما ذكر في ذي الحجة سنة إحدى وثمانمائة ونشأ فحفظ القرآن وغيره واشتغل كثيراً، وأخذ عن خاله والشمس البرماوي والبيجوري والونى العراقي ولازمه وكتب عنه من أماليه وأثبت الشيخ اسمه بظاهر كثير من مجالسه؛ وكذا سمع على الشهاب الواسطي وابن الجزري والكمال بن خير والقوي والمتبولي في آخرين، بل كان يزعم أنه سمع على ابن صديق والطبقة، ولكنه ليس بمقبول القول ولا محمود الطريقة سيما والتاريخ لا يوافقه في أكثره، مع فضيلة واستحضار للفقه ومشاركة في غيره وبراعة في الشروط بحيث أنه عمل فيها كما بلغني مصنفاً حافلاً إلى غيره من التعاليق، وتنزل في صوفية الأشرفية وغيرها، ولكنه ضيع نفسه حتى أن خاله البدر امتنع من قبوله بعد ملازمته له وقتاً وجلوسه عنده للتكسب بالشهادة ورافق في شهادته علي بن أبي بكر الأبياري المشهور وأدى ذلك إلى أن نجز شيخنا مرسوماً لشهود المراكز والنواب ونحوهم بالمنع من مرافقته وقبوله إلا ثالث ثلاثة لكن بواسطة انتمائه للكمال بن البارزي خصوصاً بعد رجوعه من دمشق أول سلطنة الظاهر وركوبه معه لشيخنا واستئذانه إياه في عوده لتحمل الشهادة أعاده بل ولاطفه لأجل مخدومه بقوله كن من أمة أحمد ولا تكن من قوم صالح فأجابه بقوله: شرع من قبلنا شرع لنا ما لم يرد ناسخ. هذا مع ما أفحش في صنيعه مع شيخنا مما كان سبباً لحقد كثيرين منه فإنه توسل بالخواجا ابن شمس في أخذ نسخة صاحبنا ابن فهد بمعجم شيخنا ممن كانت عنده ثم طاف به على العلمي البلقيني وابن البارزي والعيني وابن العطار ونحوهم ممن ذكر أو قريبه أو أبوه ونحو ذلك في الكتاب بعد زيادة ألفاظ في التراجم فيما قيل؛ وتألم شيخنا كثيراً لذلك وقد أشار لشيء من ترجمته في حوادث سنة أربع وأربعين من أنبائه وقال إنه مشهور بالتجوز في شهادة الزور ولكن كان كاتب السر قربه وأدناه وسافر به معه إلى دمشق فحصل به مقاصد كثيرة وتمول هو بجاه كاتب السر وعاد فكانت له في بابه حركات كثيرة والناس معه في حنق شديد القضاة ومن دونهم، قال وأرسل كاتب السر يعلم الحنفي أن القضاة لا تقبل البنبي انتهى. ثم كان ممن حج مع مخدومه الكمال بل حج قبل ذلك في سنة ثلاث وعشرين صحبة خاله الكمال ومع انتمائه للمشار إليه لم ترتفع رأسه واستمر مشهور الأمر بالوقائع الشنيعة حتى آل أمره إلى المشي في تزوير في تركة البهاء بن حجي والد سبط الكمال الذي رقاه وكان رداءاً له فتطلبه الأمير أزبك الظاهري صهر الكمال حتى ظفر به فضربه ضرباً مؤلماً؛ وقبل ذلك رام التزوير على وكيل بيت المال الشرفي الأنصاري فبادر لإعلام الأشرف إينال بذلك فألزم نقيب الجيش بتحصيله فاختفى إلى أن سكنت القضية، وأحواله غير خفية، وبالجملة فكان فاضلاً لكنه ضيع نفسه؛ وقد كثر اجتماعي به اتفاقاً وسمعت من فوائده وحكاياته وتنديباته وتزايد خموله حتى مات في سنة خمس وستين عفا الله عنه.
545 محمد بن حسن بن إلياس الجمال الرومي الحنفي. مات بمكة في رجب سنة ستين. أرخه ابن فهد، وهو ممن اشتغل وتميز في الفقه وغيره وترافق مع أبي الوقت المرشدي بحيث كان يكاتبه وحصل كتباً، وكان مع ذلك جيد الخط وباسمه نصف تكبير مقام الحنفية مع السبيل الذي أنشأه المؤيد بالمسجد تجاه الحجر الأسود إلى غير ذلك من مرتبات. ومات عن نحو الأربعين.
546 محمد بن حسن بن أبي بكر بن محمد جمال الدين العامري اليماني الحرضي الشافعي. لقيني في المحرم سنة أربع وتسعين بمكة وسنه دون الأربعين بقليل فقرأ على الأربعين للنووي قراءة طالب علم وسمع من لفظي المسلسل وكتبت له، وهو من جماعة الشيخ يحيى العامري.
547 محمد بن حسن بن أبي بكر بن منصور الشمس الفارقي السلاوي ربيب الشمس السمرقندي العطار ولوجاهته عند تمر صارت لصاحب الترجمة وجاهة في أيام الفتنة فلما رحل عن دمشق أخذ وعوقب حتى مات في رجب سنة ثلاث. ذكره شيخنا في أنبائه.
548 محمد بن حسن بن حاتم الشمس النشيلي ثم القاهري الشافعي ربيب بواب سعيد السعداء. ممن اشتغل. مات في شعبان سنة إحدى وتسعين.
 549 محمد بن حسن بن حسن بن حسين بن عقبة المدني المالكي نزيل حلب ويعرف بابن عقبة وبابن حسن أيضاً. ولد في حدود سنة ثمانين وسبعمائة بالمدينة وقدم حلب على رأس القرن فقطنها وسمع على ابن صديق بعض الصحيح، وكان خيراً محافظاً على الجماعة كثير الحج له اشتغال يسير في الفقه. مات في حدود سنة خمسين. ونسبه بعضهم محمد بن حسن بن حسين بن علي بن عقبة.
550 محمد بن حسن بن حسين بن علي بن عبد الدائم المحب بن البدر الأميوطي الأصل القاهري الحسيني سكناً الماضي أبوه. ولد في ثالث عشر ذي الحجة سنة خمس وثلاثين وثمانمائة ولازمني في الإملاء وغيرها مدة وتكسب بالشهادة وتجرع فاقة.
551 محمد بن حسن بن حمزة بن يوسف الشمس أبو الأسعد الحلبي الحنفي نزيل القاهرة ثم مكة وأخو عبد الرحمن الماضي ويعرف بابن الأمين الكاتب. قدم مع أبيه القاهرة فطلب الحديث ودار على جماعة من الشيوخ وكتب الطباق وانتقى وتميز قليلاً واستعان بي في كثير من مقاصده في ذلك، وخطه حسن وفهمه جيد وفضائله متنوعة ولكن الغالب عليه فن الأدب، مع حسن عشرة وتودد وستر وقد أنشدني أشياء من نظمه ورأيته كتب على مشيخة التقي الشمني تخريجي له ثناءً، وسافر إلى مكة فحج وأقام بها على طريقته حتى مات في ليلة الخميس عاشر ربيع الأول سنة اثنتين وستين رحمه الله وإيانا. محمد المحب أبو الفضل الكاتب نزيل القاهرة وأخو الذى قبله واسمه المدعو به عبد الرحمن. مضى.
552 محمد بن حسن بن أبي الخير البلبيسي ثم القاهري الأزهري المالكي. ممن اشتغل، وله ولد عرض علي كتباً في سنة ست وتسعين.
 553 محمد بن حسن بن سعد بن محمد بن يوسف بن حسن ناصر الدين أبو محمد بن البدر بن سعد الدين بن الشمس القرشي الزبيري القاهري الشافعي والد محمد وعبد الرحمن ويعرف بابن الفاقوسي لقب لبعض آبائه. ولد بين العشاءين ليلة الجمعة خامس عشري صفر سنة ثلاث وستين وسبعمائة بدرب السلسلة بالقرب من الصالحية النجمية من القاهرة ونشأ بها في كنف أبيه في نعمة ورفاهية عيش فحفظ القرآن وعدة مختصرات وتلاه لأبي عمرو على الفخر الضرير إمام الأزهر واشتغل بالفقه على السراجين البلقيني وابن الملقن ولازم ثانيهما وكذا أخذ الوجيز للغزالي سماعاً وقراءة لبعضه عن البدر بن أبي البقاء والتنبيه وثلاثة أرباعه الأولى بقراءتهعن عباس بن أحمد الفقيه الشافعي نزيل جامع أصلم وبالحديث على الزين العراقي أخذ عنه علوم الحديث لابن الصلاح وبعضه بقراءته في سنة سبع وثمانين بحثاً وتحقيقاُ والعربية عن الشمس الغماري أخذ عنه الفصول ليحيى بن عبد المعطى في سنة سبع وتسعين مع حسن التوسل إلىصناعة الترسل لأبي الثناء محمود بن فهد؛ وأذن له ابن الملقن فمن بعده في الإقراء كل وأخذ للفن وغيره؛ ولبس الخرقة الصوفية من الشمس أبي عبد الله محمد بن منصور المقدسي وأخذ عنه العوارف للسهروردي وجود الخط على بعض الكتاب، وحج به أبوه وهو صغير ثم حج بنفسه مرتين وسمع بمكة على قاضيها علي النويري الشافعي وغيره، وسافر إلى بلاد الشام مراراً أولها صحبة الظاهر برقوق، وسمع بدمشق على أبي هريرة بن الذهبي والكمال بن نصر الله بن النحاس، وبحلب علي ابن أيدغمش وغيره، ودخل اسكندرية ودمياط وغيرهما وأكثر من السماع في صغره ثم كبره وتميز قليلاً وضبط الأسماء وكتب الطباق ودار على الشيوخ وربما جيء بهم إلى منزلهم، وكان جلداً على الأسماع صبوراً عليه ووقع في الدست وهو صغير عوضاً عن ناصر الدين بن الطواشي في أيام البدر بن فضل الله وعظم اختصاصه به وبغيره من الأعيان وراج أمره فيه؛ وقرأ بين يدي الظاهر برقوق نيابة بل ذكر لكتابة السر وأقام شيخ الموقعين مدة حتى عزله عنها البدر محمود الكلستاني صاحب ديوان الإنشاء لتشنيعه عليه حين رام تغيير المصطلح على طريقة أهل البلاغة مع الاعتناء بالمناسبات فلم يمكن عوده حتى مات البدر، هذا كله بعد أن وقع كما قال شيخنا على القضاة ثم في الدرج، وكذا ولي نظر الديوان الخاص بخاص السلطان وديوان المستأجرات والذخيرة السلطانية مدة، وعلت منزلته لكنها انحطت في الدولة المؤيدية بالنسبة لما تقدم وتناقصت كثيراً في الدولة الأشرفية وانقطع عن الخدمة في أواخر عمره وصار أقدم الموقعين وغيرهم يسير على قاعدة السلف بفوقانية طوقها صغير جداً ويركب بدون مهماز ولا دبوس ونحو هذا، وكان شيخاً حسناً ثقة محتشماً جميل الطريقة ديناً كثير التلاوة والصدقة متودداً لأصحابه مبادراً لقضاء حوائجهم متفقداً لهم سمحاً كريماً ذا مودة وأفضال وبر خصوصاً للطلبة والغرباء لكنه ضيق العطن وله في ذلك حكايات مع نظم وإنشاء متوسطين مترفها في مأكله وملبسه وسائر شؤونه محباً في الأسماع جليل الهمة في أمر العبادة بحيث أنه لم يقطع ورده في ليلة موته بل ساعة موته صلى الضحى قائماً متكئاً على بعض خدمه، ومن شيوخه بالسماع البرهان بن جماعة والأمدي والجمال الباجي وابن مغلطاي والجمال بن حديدة والعز أبو اليمن بن الكويك وحسين التكريتي والعز أبو عمر عبد العزيز الأسيوطي والشموس ابن الخشاب وابن حسب الله والرفا وابن أبي زبا والشرف ابن الكويك والشرف أبو الفضل المقدسي والزين بن الشيخة ومحمد بن عمر الكتاني والعفيف النشاوري والصلاح البلبيسي والمحيوي القروي والنجم بن رزين والتقي بن حاتم والمجد إسماعيل الحنفي والسراج عمر الكومي والبدر محمود العجلوني والسويداوي والحلاوي وأحمد بن هلال المكي وعبد الرحمن بن حسين التكريتي وجويرية ابنة الهكاري وأختها أسماء وعائشة ابنة أحمد بن إسماعيل بن الأثير وقطر النبات سكرة النوبية وأيملك ابنة تتر بن بيبرس في آخرين من شيوخ القاهرة والواردين إليها، وأاز له أبو الهول الجزري وابن المحب الحافظ والبهاء بن الدماميني ومحمد بن محمد بن داود بن حمزة والشمس العسقلاني وآخرون وأثنى عليه شيخنا في أنبائه وكذا التقي المقريزي في عقوده وغيرها وحكى عنه حكاية وآخرون. ومات مطعوناً في منزله الذي ولد به

في ضحى يوم الثلاثاء سابع عشري شوال سنة إحدى وأربعين ودفن من الغد في تربتهم خارج باب النصر بعد أن صلى عليه شيخنا في مشهد عظيم حضره أكابر العلماء والطلبة والأعيان وغيرهم رحمه الله وإيانا.
554 محمد بن حسن بن السمين اليمني. ولد في جمادى الثانية سنة ست وأربعين وسبعمائة، روى عن خاله المحدث أحمد بن إبراهيم العشيلي عن العفيف اليافعي إجازة، وذكره التقي بن فهد في معجمه. ويحرر اسم جده ونسبة شيخه.
555 محمد بن حسن بن سويد الشمس بن البدر المصري المالكي أخو الوجيه عبد الرحمن وصاحب الترجمة أكبر والوجيه أنبه لتقريب إبيهما له، وهو والد الصدر محمد وعائشة سبطي الجلال البلقيني. مات سنة أربع وثلاثين تقريباً.
556 محمد بن حسن بن شعبان بن أبي بكر الباعواري - قرية من أعمال الموصل - ثم الحصني نزيل حلب ويعرف بابن الصوة - بمهملة مفتوحة ثم واو ثقيلة. أقام بالحصن وخدم ملكها العادل خلفاً الأيوبي؛ ثم قدم القاهرة وحج منها مع الشمس بن الزمن وصحب الأشرف قايتباي قبل السلطنة فلما تسلطن تكلم عنه في كثير من الأمور السلطانية بحلب، وترقى إلى أن صارت أمور المملكة الحلبية بل وكثير من غيرها معذوقاً به مع عاميته فلما كان الدوادار الكبير هناك عزم على المسير إلى البلاد الشرقية أشار عليه بالترك لما رأى زعم المصلحة فيه وكاتب السلطان من غير علمه بذلك فراسله بالتوقف فيما قيل فحقد عليه حينئذ ودبر أن جعل له استيفاء ما فرضه على الدور الحلبية مما قيل أنه المحسن فعله له فكان ذلك سبباً لإثارة الفتنة واجتماع الجم الغفير والغوغاء في باكر عشري رجب سنة خمس وثمانين عند جاره ورجعها مع كونه ليس بها يومئذ وبلغ ذلك النائب فركب هو وغيره لكفهم ثم لم يلبث أن ركب هو بعد عصر اليوم المشار إليه من الميدان إلى تحت القلعة فخرجوا عليه ففر منهم فلحقوه فأدركوه بالكلاسة فقتلوه وحملوه لتحت القلعة فحرقوه، ويقال إنه كان شهماً بطلاً شجاعاً مقداماً ذا مروءة وعصبية وأنه جاز السبعين وتألم السلطان لقتله ولم ينتطح عنزان؛ وبالجملة فغير مأسوف عليه.
557 محمد بن حسن بن عبد الرحيم الصالي الدقاق. قال شيخنا في معجمه لقيته بالصالحية فقرأت عليه أخبار إبراهيم بن أدهم وغيرها بحضوره في الثالثة على الحجار؛ ومات في الكائنة العظمى سنة ثلاث، وتبعه المقريزي في عقوده.
558 محمد بن حسن بن عبد الله بن سليمان البدر أبو المعالي القرني - نسبة فيما قال لأويس - القاهري الشافعي الواعظ ويعرف بابن الشربدار حرفة والده وجده. ولد في ربيع الأول سنة سبع وتسعين وسبعمائة بالقاهرة ونشأ بها فحفظ القرآن وهو ابن سبع وتلا به على مؤدبه الشمس بن أنس، والعمدة والتنبيه وكذا جامع المختصرات والتسهيل فيما زعم وألفية ابن ملك والمنهاج وجمع الجوامع الأصليين وغيرها؛ وعرض على جماعة كالزين العراقي والسراج البلقيني وقريبه أبي الفتح البلقيني والبدر الطنبدي والزين الفارسكوري، وأخذ الفقه عن البيجوري والمجد والشمس البرماويين والعربية والصرف عن الشمسين الشطنوفي وابن هشام العجيمي الشافعي وغيرهما والأصلين وغيرهما عن العز بن جماعة ولازمه مدة طويلة في المنطق والمعاني والبيان وغيرها من المعقولات وقال أنه كان يشكر حافظته ونهاه عن كثرة الدرس ويقول له: أخشى عليك الاختلاط فلم ينته حتى اختلط في حدود سنة خمس عشرة فقال الناس أن ذلك من أكله حب البلادر، ثم تراجع ولازم التفهم في مجالس الدروس حتىب رع في غالب ما تقدم من العلوم، وشارك الناس في الفضائل وتكلم على الناس بالوعظ في الجوامع وغيرها حتى عرف بذلك وصار له فيه صيت عند العامة وتكسب منه وأكثر من المنازعة للمتصدين له مع تهاونه في أمور الدين ونسبته لهنات وزلات بحيث لا يؤتمن على نقل ولا يوصف بعقل، وقد سمع على ابن أبي المجد والعراقي والهيثمي والتنوخي بل كان يذكر أنه سمع على آخرين. وحدث باليسير سمع منه الفضلاء؛ سمعت منه وكتبت عنه من نظمه أبياتاً. مات في رجب سنة إحدى وسبعين رحمه الله وعفا عنه.

محمد بن حسن بن عبد الله أبو الفتح بن البدر القاهري سبط الشيخ محمد الجندي ويعرف بالمنصوري، وهو بكنيته أشهر. يأتي.
559 محمد بن الحسن بن عبد الله البهاء بن البدر البرجي ثم القاهري الشافعي. أصله من محلة البرج غربي القاهرة ثم سكن أبوه القاهرة؛ وولى قضاء المحمل ونشأ ولده هذا تحت كنفه وزوجه ابنة السراج البلقيني، وترقى وصحب الأكابر وولي الحسبة غير مرة ووكالة بيت المال ونظر الكسوة ثم باشر عمارة الجامع المؤيدي بواسطة ططر لمزيد اختصاصه به، وتولع به الشعراء حين ميل منارته فقال ابن حجة:

على البرج من بابي زويلة أنشئتْ

 

منارة بيت الله والمنهل المنجـي

فأخنى بها البرج اللعين أمالـهـا

 

ألا صرحوا يا قوم باللعن للبرجي

وقال غيره:

عتبنا على مـيل الـمـنـار زويلة

 

وقلنا تركت الناس بالميل في هرج

فقال قريني برج نحس أمـالـهـا

 

فلا بارك الرحمن في ذلك البرج

وكانت له رياسة وفضل وأفضال وكرم، ثم تعطل ومرض سنين حتى مات في يوم الخميس عاشر صفر سنة أربع وعشرين عن ثلاث وسبعين سنة ويقال أنه لو أدرك سلطنة ططر لصار إلى أمر عظيم، وقد ذكره شيخنا في إنبائه وقال إنه استولد ابنة السراج البلقيني ابنه البدر محمد ثم ماتت فتزوج بلقيس ابنة أخيها بدر الدين بن السراج فأولدها أولاداً.
560 محمد بن حسن بن عبد الوهاب ناصر الدين الطرابلسي ثم القاهري الشافعي. ولد كما بخطه في سنة أربع وستين وسبعمائة وقال إنه سمع بطرابلس على الشهاب أحمد بن الحبال وابن البدر؛ وقدم القاهرة فأخذ عن العز بن جماعة ولازم دروسه في فنونه ثم لازم بعده تلميذه الجمال الأمشاطي، لقيه ابن الأسيوطي قريب سنة سبعين وقال إنه كان مستحضراً.
561 محمد بن حسن بن علي بن أبي بكر خير الدين أبو الخير السبكي الريشي الأصل القاهري الطولوني الشافعي الماضي أبوه، ويعرف بالكوم الريشي. كان ممن اشتغل يسيراً واختص بالسراج الحمصي وبغيره وحضر بعض الدروس بل وكتب عن شيخنا في الأمالي؛ وأظنه حفظ متوناً وشارك في الجملة وبرع في التوقيع ونحوه وكتب الخط الجيد وكتب في الركبخاناه بعناية موسى مهتارها في الأيام الأشرفية ثم وقع لشرباس الناصري حين كان أمير آخرو ثاني وسافر في خدمته لمكة ثم كتب عند العلاء بن أقبرس، وتنزل في الجهات وأثرى وأهين مرة بعد أخرى ثم ولاه المناوي النقابة بل وناب عنه وعن من بعده في القضاء وكان يتقرب من القضاة بالأقراض لأن دائرته بالمال كانت متسعة مع إفحاشه في المعاملة وسلوكه فيها ما لا يرتضى، وبالجملة فهو غير مرضي، وقد حضر عندي بعض الدروس. مات في جمادى الأولى سنة ثلاث وسبعين وقد قارب السبعين وصلى عليه من الغد ثم دفن بجوار المشهد النفيسي عفا الله عنه.
562 محمد بن حسن بن علي بن جبريل المحلى ثم القاهري ويعرف بابن شطية. ممن سمع على شيخنا.
563 محمد بن حسن بن علي بن الحسن بن علي بن القسم الخطيب الشمس أبو عبد الله بن البدر أبي محمد بن العلاء المشرقي الأصل التلعفري المولد الدمشقي الدار الشافعي عم الشهاب أحمد بن عبد الرحيم الماضي ويعرف بابن المحوجب. ولد سنة ست وتسعين وسبعمائة تقريباً وحفظ القرآن والتنبيه وقرأ فيه على العلاء بن سلام وفي الحديث وفنونه على ابن ناصر الدين ولازمهما، وكتب بخطه سيما من تصانيف ثانيهما جملة وحمل عنه الكثير من الكتب الستة وغيرها، بل سمع قبل ذلك على عائشة ابنة ابن عبد الهادي والجمال بن الشرائحي والطبقة وقرأ بعد على الشهاب بن المحمرة؛ وكذا أخذ عن شيخنا حين قدم عليهم في سنة آمد وكتب من تصانيفه المتباينات؛ وحج مراراً وزار بيت المقدس والخليل، وأقبل على العبادة وانجمع عن الناس على طريقة حسنة بمسجد الخوارزمي من القبيبات وخطب بمصلى العيدين هناك وبغيره. مات في رمضان سنة ست وخمسين ودفن بالقبيبات جوار التقي الحصني رحمه الله.
564 محمد بن حسن بن علي بن سليمان بن عمر بن محمد الشمس الحلبي الحنفي الآتي ولده وحفيده المسمى كل منهم محمد؛ ويعرف بالموقت وبابن أمير حاج. كان فاضلاً في فنون من العلم مدرساً بالجردكية بارعاً في الوقت ولذا باشره بجامع بلده الكبير؛ وانتقلت وظيفة التوقيت والتدريس بعده لولده.
محمد بن حسن بن علي بن سليمان ويدعى زهيراً. مضى في الزاي.
 565 محمد بن حسن بن علي بن عبد الرحمن الشمس بن البدر الصردي الأصل اللقاني ثم القاهري الأزهري المالكي ويعرف في بلده بالصردي وهنا باللقاني. ولد وقت صلاة الجمعة عاشر المحرم سنة سبع وخمسين وثمانمائة بلقانة من البحيرة ونشأ بها فحفظ القرآن والشاطبية والرسالة ثم قدم القاهرة بإشارة بلدية البرهان القاضي فحفظ أيضاً مختصر خليل وألفية النحو وأخذ عنه وعن السنهوري الفقه ولازمهما وعن ثانيهما العربية وكذا أخذها مع الأصول عن الجوجري والمنطق عن التقي الحصني، وحضر دروس العلاء الحصني فيه وفي أصول الدين وأخذ جل المختصر عن الكمال بن أبي شريف، والفرائض والحساب عن البدر المارداني وبعضهما في الثغر السكندري عن الشمس محمد بن شرف المالكي وجلس بباب اللقاني أيام قضائه واختص به وبعد ذلك جلس ببعض الحوانيت، وحج في سنة أربع وتسعين وأثكل ولداً له اسمه أحمد قريب المراهقة في سابع عشر ربيع الثاني من التي بعدها وقرأ على بعض كتابي إرتياح الأكباد وتناوله مني، وهو إنسان فاضل عاقل ممن جدد من النواب.
566 محمد بن حسن بن علي بن عبد الرحمن الشمس القاهري الصوفي الشافعي ويعرف بابن الأستاذ لكون أبيه كان أستادار قرقماس الشعباني. ولد في سنة ست وعشرين ونشأ وكتب عند بعض المباشرين وسمع على بعض السيرة في سنة خمس وتسعين ثم بعض الدلائل في التي تليها، وأثكل ولداً له فصبر.
567 محمد بن حسن بن علي بن عبد الرحمن الشمس الفرسيسي المصري الصوفي المقريء ويعرف بالفرسيسي - بفتح الفاء وسكون الراء وكسر المهملتين بينهما تحتانية قرية شهيرة بين زفتا وتفهنا من الغربية. ولد في رابع رجب سنة تسع عشرة وسبعمائة وأسمع على أبي الفتح بن سيد الناس وأحمد بن كشتغدي وغيرهما، ومما سمعه على أولهما السيرة النبوية له يقال بفوت ومنتقى من الخلعيات وعلى ثانيهما جزء أبي جعفر المطيري؛ وحدث سمع منه الأئمة ومنهم شيخنا وقال: مات في رجب سنة ست. وهو في عقود المقريزي وأول ما علم به حين السماع على ابن حاتم في السيرة كان من جملة الحاضرين وحينئذ تصدر مع ابن حاتم للإسماع رحمه الله.
568 محمد بن حسن بن علي بن عبد العزيز بن عبد الرحمن بن عفاة - بمهملة مضمومة فيما قيل - الجمال أبو الطاهر البدراني ثم الدمياطي القاهري نزيل الحسينية الشافعي والد أبي الخير محمد الآتي. ولد في ليلة الجمعة ثالث عشري شوال سنة سبع وثمانين وسبعمائة بمنية بدران جوار المنزلة ونشأ فحفظ القرآن والعمدة والحاوي وألفية ابن ملك وغيرها، وعرض على جماعة واشتغل بالفقه والعربية والحديث؛ ولازم شيخنا حتى أخذ عنه شرح النخبة له ووصفه بالشيخ الفاضل البارع المتقن الأوحد وأذن له في إفادتها، وجود الخط عند ابن الصائغ وأتقنه ونسخ به كثيراً لنفسه وغيره ومن تصانيف شيخنا وغيره، وطلب وقتاً ودار على الشيوخ وضبط الأسماء وكتب الطباق ورأيت له ثبتاً في مجلد سمع فيه على ابن الجزري والنور القوي والولي العراقي والشهاب الواسطي والزين القمني في آخرةىتاغ76ين، وكذا سمع على الكمال بن خير والتقي الفاسي، ومما قرأه عليه المتباينات له بل والشرف بن الكويك والجمال عبد الله الحنبلي والعز بن جماعة والشمس البيجوري، وأجاز له عائشة ابنة ابن عبد الهادي وعبد القادر بن إبراهيم الأرموي والجمال بن الشرائحي وآخرون، وما أشك أنه أخذ عن أقدم من هؤلاء، وحدث سمع منه الفضلاء وأسمع الزين رضوان العقبي ولده عليه، وكان أحد صوفية سعيد السعداء وقارئ الحديث بجامع الحاكم في وقف المزي لكونه كان فقيه ولد مملوك المزي وكذا أقرأ أولاد التلاوي، وكان فاضلاً فصيحاً في قراءة الحديث وفي الخطابة أيضاً خطب بجامع الحاكم شريكاً للصدر ابن روق ثم لولده وأم بجامع كمال وحج. مات في العشرين من رمضان سنة سبع وثلاثين ودفن بحوش صوفية سعيد السعداء رحمه الله وإيانا.
569 محمد الزين أبو البركات شقيق الماضي والآتي وهو أصغر الثلاثة. سمع من الشرف بن الكويك وغيره باعتناء أخيه، وكان أحد صوفية سعيد السعداء ديناً خيراً كثير التلاوة ساكناً منجمعاً عن الناس بالقرب من رحبة العيد، ممن يقرأ في الأجواق رفيقاً لابن شرف المقرئ. حج وجاور في سنة اثنتين وأربعين وسمع على الزين بن عياش وأبي الفتح المراغي وغيرهما. ومات بعد سنة ستين ودفن بحوش السعيدية أيضاً بجانب أخيه.
 570 محمد الشمس أبو الطيب شقيق اللذين قبله ووالد ناصر الدين محمد الآتي ويعرف بابن الفقيه حسن. ولد في ذي القعدة سنة اثنتين وثمانين وسبعمائة بمنية بدران؛ ونشأ بها فقرأ القرآن عند والده وصلى به والعمدة والشاطبية والمنهاج الفرعي والأصلي وألفية النحو؛ وعرض على جماعة. وارتحل إلى القاهرة في سنة خمس وتسعين فتلا لأبي عمرو على الشمس النشوي والزين أبي بكر السكاكيني وبحث على ثانيهما أصول الشاطبية وعلى أولهما من الفرش إلى آخرها وعلى الشمس البرشنسي في المنهاج وفي الألفية وسمع عليه البخاري في سعيد السعداء وعلى الشمس العراقي في الفقه والفرائض وكذا بحث الفصول لابن الهائم والنزهة مع النحو ورسالة الجمال المارداني في الميقات والخزرجية في العروض ومقدمة في المنطق على ناصر الدين لابارنباري، وأخذ النحو أيضاً عن الشمس الشطنوفي وغيره والأصول عن الشمس العجيمي، ثم عاد إلى بلده فاستمر بها حتى مات والده فتحول إلى دمياط فقطنها وتردد منها إلى القاهرة غير مرة وسمع بها بقراءته وقراءة غيره على الشرف بن الكويك والجمال عبد الله الحنبلي والولي العراقي والتقي الفاسي في آخرين، وأجاز له عائشة ابنة ابن عبد الهادي وغيرها. وتصدى في دمياط للدريس فانتفع به جماعة كثيرون من أهلها والواردين إليها، وولي بها خطابة جامع الزكي وإمامته مع نظره وبه كانت إقامته؛ ولقيته فيه بل وفي القاهرة قبل ذلك وقرأت عليه أشياء. وكان فاضلاً خيراً ثقة كثير التلاوة آمراً بالمعروف ناهياً عن المنكر له جلالة ووجاهة وكلمة نافذة وسمت حسن وشيبة نيرة وإذا قرأ خشعت القلوب لقراءته مع التواضع والفتوة وحسن التودد وإكرام الغرباء والوافدين. مات بدمياط بعد أن حصل له نوع خبل في ثالث المحرم سنة ثمان وخمسين ولم يخلف بعده بها في مجموعة مثله رحمه الله ونفعنا به.
571 محمد بن حسن بن علي بن عثمان الشمس النواجي - نسبة لنواج بالغربية بالقرب من المحلة - ثم القاهري الشافعي شاعر الوقت ويعرف بالنواجي. ولد بالقاهرة بعد سنة خمس وثمانين وسبعمائة تقريباً، ونشأ بزاوية الأبناسي بالمقسم فحفظ القرآن والعمدة والتنبيه والألفية والشاطبية، وكان يصحح في التنبيه على أبي بكر الشنواني الآتي؛ وتلا القرآن تجويداً على الشمس الزراتيتي وأمير حاج إمام الجمالية وابن الجزري بل قرأ عليهم لبعض السبع، وعرض بعض محافيظه على الزين العراقي وغيره، وأجاز له هو والهيثمي وابن الملقن فكأنهما في العرض أيضاً، وأخذ في الفقه عن الشمسين العراقي والبرماوي والبيجوري والعربية عن الشمسين الشطنوفي وابن هشام العجيمي والعلاء بن المغلى قرأ عليه شرح الألفية لابن أم قاسم والنحو مع غيره من المعقولات عن العز بن جماعة والبساطي واللغة وغيرها عن النور بن سيف الأبياري نزيل البيبرسية وسمع عليه الحديث؛ والحديث عن الولي العراقي وكتب عنه من أماليه وحضر دروسه، وكذا أخذ عن شيخنا في آخرين سمع عليهم كابن الجزري فمن قبله فقد رأيت بخطه أنه سمع بعض ألفية العراقي عليه، وكتب الخط المنسوب على ابن الصائغ، وحج مرتين الولى في رجب سنة عشرين واستمر مقيماً حتى حج ثم عاد مع الموسم، والأخرى في سنة ثلاث وثلاثين وحكى كما أورده في منسكه الذي سماه الغيث المنهمر فيما يفعله الحاج والمعتمر أنه رأى شخصاً من أعيان القضاة الشافعية بالديار المصرية أراق دماً على جبل عرفات فقال له ما هذا فقال دم تمتع فقال إنه غير مجزئ هنا قال ولم قال لأن شرطه أن يذبح في أرض الحرم وعرفات ليست من الحرم فقال كالمنكر عليه هذا المكان العظيم ليس من الحرم قال فقلت له نعم ولا يقدح هذا في شرفه فقال إذا لم تكن عرفات من الحرم فما بقي في الدنيا حرم انتهى. ونحو هذا القاضي قاض آخر تأخر عن هذا كان يقصر المغرب وروجع في ذلك فأصر وأنشد في منسكه:

لا شيء أطيب عندي من مجاورتي

 

بيت ربي وسعيي فيه مشـكـور

قد أثرت في أفعال الكـرام ولـل

 

مجاورات كما قد قـيل تـأثـير

ودخل دمياط واسكندرية وتردد للمحلة وغيرها وأمعن النظر في علوم الأدب وأنعم حتى فاق أهل عصره فما رام بديع معنى إلا أطاعه فأنعم وأطال الاعتناء بالأدب فحوى فيه قصب السبق إلى أعلى الرتب، وكتب حاشية على التوضيح في مجلدة وبعض حاشية على الجار بردي وشرحاً للخزرجية في العروض وكتاباً يشتمل على قصائد مطولات كلها غزل والشفاء في بديع الاكتفاء وخلع العذار في وصف العذار وكأنه تطابق مع الصلاح الصفدي في تسميته، وصحائف الحسنات في وصف الخال وكأنه توارد أيضاً مع الزين بن الخراط فيها وروضة المجالسة في بديع المجانسة ومراتع الغزلان في وصف الحسان من الغلمان وحلبة الكميت في وصت الخمر وكان اسمه أولاً الحبور والسرور في وصف الخمور، وانتقد عليه الخيرون جمعه بل حصلت له محنة بسببه حيث ادعى عليه من أجله وطلب منه فغيبه واستفتى عليه العز السنباطي البليغ المفوه فتيا بديعة الترتيب قال العز عبد السلام القدسي إنها تكاد تكون مصنفاً وبالغ العز عبد السلام البغدادي في جوابه في الحط عليه وامتنع شيخنا من الجواب قيل لكون المصنف أورد له فيه مقطوعاً، وعقود اللآلا في الموشحات والأزجال والأصول الجامعة لحكم حرف المضارعة والمطالع الشمسية في المدائح النبوية وقد أنشد بعضها من لفظه بالحضرة النبوية حين حجته الثانية، وكان متقدماً في اللغة والعربية وفنون الأدب مشاركاً في غيرها حسن الخط جيد الضبط متقن الفوائد عمدة فيما يقيده أو يفيده بخطه، كتب لنفسه الكثير وكذا لغيره بالأجرة، وكان سريع الكتابة حكى العز التكروري أنه شاهده كتب صفحة في نصف الشامي في مسطرة سبعة عشر بمدة واحدة؛ وممن كان يرغب في كتابته ويجزل العطاء له بسببها وغيره التقي بن حجة الشاعر واختص لذلك بصحبته واستطال به على الجلال البلقيني فيما كان باسمه من مرتب وغيره ثم كان بعد من أكثر المؤذنين له في أول دولة الأشرف. وعمل كتاباً سماه الحجة في سرقات ابن حجة وربما أنشأ الشيء مما نظمه التقي وعزاه لبعض من سبقه؛ إلى غير ذلك مما تحامل عليه فيه، وقد جوزي على ذلك بعد دهر فإن بعض الشعراء صنف كتاباً سماه قبح الأهاجي في النواجي جمع فيه هجو من دب ودرج حتى من لم ينظم قبل ذلك وأوصل إليه علمه بطريقة ظريفة فإنه أمر بدفعه لدلال بسوق الكتب وهو جالس على عادته عند بعض التجار فدار به على أرباب الحوانيت حتى وصل إليه فأخذه وتأمله وعلم مضمونه ثم أعاده إلى الدلال وحينئذ استرجع من الدلال فكاد النواجي يهلك. وكذا رام المناوي في أيام قضائه الإيقاع به بسبب تعرضه بالهجو لشيخه الولي العراقي حيث قال إذا رأى سعداً يموت ويحيى فتوسل عنده بالعز السنباطي وغيره ثم امتدحه بقصيدة ظنانة أنشده إياها من لفظه، وبلغني أن شيخه أمير حاج كان يحكي أنه بينما هو واقف بعرفة في حجته ألقى الله في قلبه الدعاء عليه بسبب الولي وأنه فعل ولعل ما كان يذكر أنه به من البرص بسببه هذا. وأما شيخنا فإنه حلم عليه في أكثر الأوقات بل كان كثير البر له وأفادته إياه لما كان يشكل عليه حين مثوله بين يديه خصوصاً حين كان الفقيه حسن الفيومي إمام الزاهد الماضي يصحح على النواجي في الترغيب للمنذري فإنه كان يقف عليه التكثير في المتون والرواة ولا يهتدي لمعرفتها من بطون الدفاتر والكتب نعم أنهى إليه أهل الخانقاه البيبرسية عنه أمراً شنيعاً مما يتعلق بنفسه فأمر بمنعه منها، اشتهر ذكره وبعد صيته وقال الشعر الفائق والنثر الرائق وجمع المجاميع وطارح الأئمة، وأخذ عنه غير واحد من الأعيان كالشهاب بن أسد والبدر البلقيني والمحب الخطيب المالكي وكانت بينهما مصاهرة والبدر بن المخلطة ولولا ضيق عطنه وسوء مزاجه وسرعة انحرافه وتعرضه به للهجاء لكان كلمة إجماع، ومدح الأكابر وتمول من ذلك وأثرى خصوصاً مع مبالغته في الإمساك، وممن امتدحهم المحب بن الشحنة وسمعته يقسم أنه من بعد القاضي الفاضل ما ولي الإنشاء مثله، هذا مع مزيد إحسان الكمال بن البارزي كان إليه والزين بن مزهر وذلك حين كونه ناظر الإسطبل ولذا استغرب قوله:

ومن يكون السر في أصله

 

لا بد أن يظهرَ فيه حقيق

ومن قبلهما الزين عبد الباسط وقرره أحد صوفية مدرسته أول ما فتحت والكمال ابن البارزي وكان له عليه راتب والعلم البلقيني وشيخنا وله فيه غرر المدائح أودعت الكثير منها في الثلاثاءوكان بعد موته يقول ما بقي من اجتمع عليه الدين والدنيا هذا مع أنني سألته في رثائه فما أجاب، واستقر في تدريس الحديث بالجمالية والحسنية برغبة ابن سالم له عنهما وعمل في الأولى إجلاساً وكنت ممن حضر عنده فيه وكتبت الخطبة التي أنشأها له وكذا كتبت عنه غيرها من نظمه ونثره وسمعت من فوائده ونكته جملة مات في يوم الثلاثاء خامس عشري جمادى الأولى سنة تسع وخمسين بعد أن برص؛ وتغالى الناس في كتبه عفا الله عنه وإيانا. ومن نظمه في يوسف بن تغري بردى:

لك الله المهيمن كـم أبـانـت

 

حلاكَ اليوسفية عن معالـي

وسقت حديث فضلك عن يراع

 

تسلسل عنه أخبار العوالـي

وفي شيخنا:

أيا قاضي القضاة ومن نـداه

 

يؤثر بالأحاديث الصـحـاح

وحقك ما قصدت حمـاك إلا

 

لآخذ عنك أخبار السـمـاح

فأروي عن يديك حديث وهبٍ

 

وأسند عن عطا بن أبي رباح

وفي الناصري بن الظاهر:

أصابعه عشر تزيد عـلـى الـمـدى

 

فلا غرو إن أغنت عن النيل في مصر

فقم وارتشف يا صاح من فيض كفـه

 

لتروي حديث الجود من طرق عشـر

والفيض نيل مصر قاله الأصمعي ونهر البصرة أيضاً. وفي قصيدة نبوية:

يا من حديث غرامي في محبتهم

 

مسلسل وفؤادي منه معـلـول

روت جفونكم أنى قتلت بـهـا

 

فيا له خبراً يرويه مكـحـول

وقوله متغزلاً:

إذا شهدت محاسنـه بـأنـي

 

سلوت وذاك شيء لا يكون

أقول حديث جفنك فيه ضعف

 

يرد به وعطفك فـيه لـين

وشعره كثير مشهور.
572 محمد بن خليل بن محمد الشمس المارغي - نسبة لقرية من قرى البقاع من الشام - الشافعي المقرىء أخذ القراءات عن الفخر الضرير؛ وكان فاضلاً صالحاً زاهداً أم بتربة يونس بدمشق وأقرأ الناس. مات في سنة إحدى وعشرين وتقدم للصلاة عليه الزين عمر بن المبان المقري إمام جامع التوبة بدمشق ودفن عند قبر الأرموي بصالحية دمشق وحزن عليه الشاميون رحمه الله.
 573 محمد بن خليل بن هلال بن حسن العز أبو البقاء بن الصلاح الحاضري الحلبي الحنفي والد العز محمد والشهاب أحمد. ولد في إحدى الجماديين سنة سبع وأربعين وسبعمائة - وعند المقريزي سنة ست - ونشأ فحفظ خمسة عشر كتاباً في فنون، وأخذ عن حيدر والشمس بن الأقرب في آخرين كالجمال بن العديم والشرف موسى الأنصاري والسراج الهندي، وأخذ النحو عن أبي عبد الله وأبي جعفر الأندلسيين، ورافق البرهان الحلبي والشرف الأنصاري في الأخذ عن مشايخهما كثيراً سماعاً واشتغالاً في الرحلة وغيرها؛ وسمع كل منهم بقراءة الآخر قبل الثمانين وبعدها فممن سمع عليه: الظهير بن العجمي وقريبه العز والجمال بن العديم والكمال بن النحاس وابن رباح وأبو البركات موسى بن فياض الحنبلي والبرهان بن بلبان الصابوني، وارتحل لدمشق فقرأ بها على ابن أميلة سنن أبي داود والترمذي في آخرين، ودخل القاهرة غير مرة فأخذ عن الولي المنفلوطي وانتفع به والجمال الأسنوي وابن الملقن والجلال التباني ثم في مرة أخرى جمع القراءات السبع على الشمس العسقلاني وأذن له في الإقراء وسمع مفرداته على الشيخ يعقوب وقرأ على الزين العراقي في علوم الحديث وأجاز له وكذا أخذ علم الحديث عن الصدر الياسوفي والكمال بن العجمي؛ وتكسب في بلده بالشهادة كأبيه ثم ناب عن أبي الوليد بن الشحنة مدة ثم ولاه قاضيها الشافعي قضاء سرمين، ثم استقل بقضاء مذهبه في بلده سنة إحدى عشرة عوضاً عن أبي الوليد المشار إليه بعناية دمرداش نائبها ثم صرف بأبي الوليد في سنة خمس عشرة ولم يلبث أن مات فأعيد؛ وكان محمود الطريقة مشكور السيرة ولكنه عيب بما صدر منه في إعادة كنيسة سرمين وقيل فيه بعض الأبيات وتفرد في بلده وصار المشار إليه فيها؛ بل قال البرهان الحلبي لا أعلم بالشام كلها مثله ولا بالقاهرة مثل مجموعه الذي اجتمع فيه من العلم الغزير والتواضع الكثير والدين المتين والمحافظة على الجماعة والذكر والتلاوة والاشتغال بالعلم. زاد غيره وكان المؤيد يحبه ويكرمه ويعظمه وأقطعه أقطاعاً فلما كانت سنة ثلاث وعشرين سأل الإعفاء وأن يكون ابنه العز عوضه لفالج عرض له فأجيب، وكذا قال غيره كان حفظه علامة في فنون مشاراً إليه في فقه الحنفية ببلده مع كثرة التواضع والانبساط وحسن الخلق والديانة والصيانة وجميل الطريقة. وقال بعض الآخذير عنه ما ملخصه: كان إماماً عالماً بفنون من نحو وصرف وقراءات وفقه وحديث وغيرها سيما العربية متواضعاً طارحاً للتكلف، وضع شرحاً على توضيح ابن هشام وشذوره وحاشية على مغنيه واختصر جلاء الإفهام لابن القيم وشرح بعض المنار وهم بشرح الهداية فما اتفق. مات بحلب في يوم السبت عاشر ربيع الأول سنة أربع وعشرين بعد أن أصيب كما سبق بالفالج وتغير عقله يسيراً وتقدم للصلاة عليه البرهان الحلبي ودفن خارج باب المقام بالقرب من تربة سودون قريب المدرسة الظاهرية وكانت جنازته مشهودة. قال شيخنا في إنبائه ومعجمه: وصليت عليه صلاة الغائب بالجامع الأزهر في أواخر جمادى الأولى عقب صلاة الجمعة رحمه الله وإيانا، وممن ترجمه: ابن خطيب الناصرية والعز من شيوخه بل رفيقه في القضاء وكذا ترجمه ابن قاضي شهبة وآخرون كالمقريزي في عقوده وقال إنه صار المشار إليه في فقه الحنفية مع الديانة والصيانة وجميل الطريقة.
574 محمد بن خليل بن يعقوب بدر الدين الواعظ نزيل جامع الحاكم وأخو أحمد القاضي وصهر أخي. قرأ القرآن وتولع بالوعظ في المشاهد ونحوها، وانجمع إلى أن غرق بصهريج الحاكم في شوال سنة اثنتين وتسعين عفا الله عنه.
 575 محمد بن خليل بن يوسف بن علي أو أحمد بن عبد الله المحب أبو حامد البلبيسي الأصل الرملي المقدسي الشافعي نزيل القاهرة وهو بكنيته أشهر؛ وربما قيل له ابن المؤقت لأن أباه كان موقتاً. ولد في أواخر رمضان سنة تسع عشرة أو سبع عشرة وثمانمائة بالرملة ونشأ بها فحفظ القرآن وأربعي النووي وقطعة من المحرر لابن عبد الهادي وجميع ألفية العراقي والبهجة وجمع الجواع وألفية النحو واللامية في الصرف كلاهما لابن ملك واللامية المسماة بالمقنع والجبر والمقابلة لابن الهائم والخزرجية في العروض وأرجوزة في الميقات حسبما قرأته بخطه، وعرض على جماعة أجلهم الشهاب بن رسلان ولازمه من بعد موت أبيه بالرملة ثم ببيت المقدس تدرب به في الطلب وحمل عنه الكثير من تصانيفه وغيرها قراءة وسماعاً وكذا أخذ عن الزين ماهر الحاوي تقسيماً كان أحد القراء فيه والعز عبد السلام القدسي بقراءته اليسير من أول الحج من جامع المختصرات ورواية عن البرهان العرابي أحد فقهاء الصلاحية ثم عن شيخها الجمال بن جماعة بل قرأ عليه وسمع بعد ذلك؛ ومن قبله حضر عند الشهاب بن المحمرة دروسه التي أقرأها بها في الروضة بل قرأ عليه قطعة من جمع الجوامع مع غيره من مروياته وقرأ في التوضيح لابن هشام على أبي القسم النويري وايساغوجي في المنطق على سراج الرومي وألفية العراقي على الشمس بن القباقبي المقري تلميذ الناظم بل قرأ عليه من مؤلفه مفتاح الكنوز في الأربعة عشر إلى أثناء النساء؛ وأخذ أيضاً عن العماد بن شرف وسمع على ابن المصري والقباني وعائشة الحنبلية وعيسى بن فاضل الحسباني وربما كان بقراءته؛ وأجاز له أبو عبد الله الحكمي المغربي بل قال إنه أجاز له الشهاب الواسطي؛ ثم ارتحل إلى القاهرة في سنة أربع وأربعين صحبة القاضي ناصر الدين ابن هبة الله البارزي فقطنها، ولازم شيخنا حتى قرأ عليه شرح النخبة له وشرح ألفية العراقي وجملة من تصانيفه وغيرها وكتب عنه في الأمالي وغيرها والقاياتي وقرأ عليه قطعة من جمع الجوامع بحثاً وسمع عليه في شرح البهجة وفي الكشاف وحاشيته وغير ذلك قراءة وسماعاً والوفائي وقرأ عليه قطعة من شرح الولي لجمع الجوامع، ومما أخذه عنه ما أقرأه من الروضة والعلاء القلقشندي قرأ عليه في تقسيمي الحاوي والمنهاج والمحلى سمع عليه أشياء من تصانيفه وغيرها وابن المجدي سمع عليه تقسيم الحاوي وقطعة من شرح الجعبرية له وقرأ عليه اختصار مسائل الدور للأصفوني له والشهاب الخواص قرأ عليه الخزرجية في العروض وشرحها للسيد والمناوي قرأ عليه شرح البهجة مع ما بيضه من حاشيته عليها وجميع شرح جمع الجوامع للولي وغير ذلك قراءة وسماعاً واشتدت عنايته بملازمته له في التقاسيم وغيرها والشرواني أخذ عنه شرح العقائد والعلاء الكرماني أخذ عنه المختصر والمطول وقطعة من آداب البحث والعيني قرأ عليه لشرح الشواهد له والشمني سمع عليه في الكشاف وحاشيته لسعد الدين وفي تفسير البيضاوي وغالب المختصر الأصلي مع شرحه العضد وحاشيته لسعد الدين وجميع المغني مرتين الأولى بمراعاة حاشية البدر الدماميني والثانية بمراعاة حاشيته هو، وغير ذلك سماعاً وقراءة؛ ومما قرأه متن المقاصد في أصول الدين وشرحه لسعد الدين من أول المقصد الخامس إلى أثناء صفة الكلام ومن أول المواقف وشرحه للسيد إلى قريب أبحاث الوجود والأمين الأقصرائي قرأ عليه قطعة كبيرة من تفسير البيضاوي وسمع عليه أشياء والعز عبد السلام البغدادي قرأ عليه شرح تصريف العزي وسمع عليه جملة من العربية ويغرها والأبدي قرأ عليه ابن المصنف بتمامه ونحو ثلث المغني مع مراعاة حاشية البدر عليه وغير ذلك والزين طاهر سمع عليه في شرح الألفية لابن المصنف وفي العضد وغيرهما في آخرين؛ وسمع على طائفة سوى من تقدم كابن ناظر الصاحبة وابن الطحان وابن بردس والزركشي وابن الفرات وسارة ابنة ابن جماعة والرشيدي والزين رضوان والصلاح الحكري وابن الملقي وأخته صالحة والشمس بن أنس المقسي والعلم البلقيني وعبد الكافي بن الذهبي والبرهان الصالحي والمحب الفاقوسي والمجد إمام الصرغتمشية وشعبان ابن عم شيخنا والزين بن خليل القابوني وعمر بن السفاح والسيد النسابة والنور البارنباري والشمس التنكزي والمحيوي بن الريفي وأم هانيء الهورينية، وهو أحد من سمع ختم البخاري في الباسطية في أشياء، وأجاز

له جماعة، وحج في سنة ثلاث وخمسين صحبة الزين عبد الباسط فأخذ بالمدينة النبوية عن المحب المطري وعبد الله الششتري وأبي الفرج الكازروني والتاج عبد الوهاب بن صلح وبمكة عن أبي الفتح المراغي والتقي بن فهد والزين الأميوطي والبرهان الزمزمي؛ ووصفه الأبدي بأخينا الشيخ الفاصل، والونائي بالشيخ العلامة وقراءته بأنها قراءة بحث ودراية نفع الله به، وشيخنا بما أثبته في الجواهر مع ذكر تقريض له على شيء جمعه وأذن له في غير موضع في الإفادة، وكذا أذن له المناوي في إقراء شرحي البهجة وجمع الجوامع لشيخه وإفادتهما مع أي كتاب شاء من الكتب المؤلفة في المذهب وبالغ في أوصافه، وممن أذن له العيني وأثنى عليه بخطه غير مرة وكذا الشمني والأقصرائي، وأوردت بعض كتابتهم في موضع آخر، وتنزل في الخانقاه سعيد السعداء أول قدومه القاهرة وفي بعض الجهات وقرره الزين الاستادار في قراءة الحديث بجامعه ببولاق بإشارة شيخنا؛ وتعرض له ابن الديري بسبب شئ نقل عنه في إمامهم بل أفحش في حقه بأخرة البرهان اللقاني قاضي المالكية وعبد الله الكوراني شيخ سعيد السعداء قياماً من كل منهما مع حظ نفسه وما حمد أحد من العقلاء وأهل الخير صنيع واحد منهما، وقاسى في جل عمره فاقة ومكث عزباً مدة ثم تزوج ورزق الأولاد وترقع حاله، وزاحم عند كثير من الرؤساء كالبدر البغدادي الحنبلي والسفطي وابن البارزي بتربية ابن عمه ابن هبة الله له عنده حتى كان يصلي به إماماً بل عينه للقراءة في نسخته بفتح الباري على مؤلفه ثم أعرض عنه في كليهما بواسطة قرناء السوء ولكن لم يقطع عنه راتبه ولا انفك هو عن التردد إليه، واستنابه شيخنا في القضاء لمزيد إلحاحه عليه في ذلك ثم المناوي ولم يحصل فيه على طائل بل ربما عاد عليه بعض الضرر لكون المناوي ندبه للفسخ على الصلاح المكيني من ابنه السبرمائي وكاد أن يبت الحكم فخيل فبادر القاضي علم الدين وعوق عليه معلومه في الخشابية فلم يقدر على وصوله إليه إلا بعد موته، هذا كله مع مداومته للدروس وحرصه على الكتابة والانتقاء ونحو ذلك حتى أنه كتب بخطه الكثير بل شرح المنهاج والبهجة وجمع الجوامع وغيرها مما لم يتأهل له لعدم إتقانه وكثرة أوهامه وكلماته الساقطة وتراجمه الهابطة. وأخذ عدة من تصانيفي وتصانيف غيري فمسخها مع كتابة الشمني والأقصرائي وإمام الكاملية والخطيب أبي الفضل النويري بالثناء البالغ على بعضها بل وشيخنا قصداً منهم بذلك جبر خاطره وإحالة للأمر فيه على ناظره وكذا له نظم من نمط تأليفه وربما أخذ عنه بعض الطلبة، وبالجملة فكان مديماً للتحصيل مقيماً على الجمع والكتابة في التفريع والتأصيل لا أعلم عليه في دينه إلا الخير ولا أتكلم بما يتقول به الغير ولكنه ليس بالمتقن في حفظه ونقله ولا بالمتين في فهمه وعقله والغالب عليه سلامة الفطرة التي ينشأ عنها من أفعاله وأقواله ما يقدر العاقل قدره مما يقتضي حصول الاستثقال بمجالسته والاستهزاء بكثير من كلماته ومحاورته وربما مسوه ببعض المكروه وهو لا يتغير عن طبعه ولا يتصور استجلاب ما لعله يكون وسيلة لنفعه ويعتقد أن حسدهم إياه سبباً لصنيعهم فيخف عنه ما يشاهده منهم في تفريقهم وتجميعهم حتى أنني قرأت بخطه ما نصه: ووالله إنني لا أشك أن كل ما حصل لي من خيري الدنيا والآخرة إنما هو من بركة لحظ الشهاب بن رسلان وأنفاسه الزكية فمن بركته الظاهرة علي إلى وقتنا هذا أنني لم أصحب أحداً من الدنيا ولا من علماء الآخرة إلا وكان لي عنده من المحبة والقبول الغاية القصوى بحيث أني أحسد فيه من أعظم خواصه. قلت والعجب أنه استفيض أنه مقته وأن كل ما حصل له من الخمود والخمول بسبب ذلك؛ ولم يزل على حاله إلى أن مات بعد توعكه مديدة - وتكرر اجتماعه بي بعد قدومي من الحج غير مرة - في يوم الأحد حادي عشري صفر سنة ثمان وثمانين وصلى عليه من الغد ودفن بحوش سعيد السعداء وترك أولاداً رحمه الله وإيانا وعفا عنه وعوضه الجنة؛ ومن نظمه مما كتبه عنه الشهاب الحجاري شاعر الوقت:

إرحم إله الخلق عبداً مـذنـبـاً

 

بالجود يرجو العفو في كل زمن

وهب له يا رب رحـمةً بـهـا

 

ترحم كل الخلق سراً وعـلـن

576 محمد بن خليل المحب البصروي الدمشقي أحد أعيان شافعيتها. مات قريباً من سنة تسع وثمانين عن بضع وستين ودفن بمقابر باب التوتة عند أبيه وأقاربه. وهو ممن تقدم في النحو والفرائض والحساب والعروض مع الفقه والمشاركة في غيرها وتصدى للتدريس والإفتاء فانتفع به الفضلاء، وكان مبارك التدريس حسن التقرير مع براعة الخط وكتب قطعة على كل من الإرشاد والمنهاج بل أفرد شروحاً ثلاثة على فرائض الإرشاد وكذا له على الخزرجية مطول ومختصر وعلى المنفرجة وألفية البرماوي في الأصول مزجاً وعلى مختصر مصنف ابن الحاجب الأصلي وعلى القواعد الكبرى لابن هشام وإعراب من الطارقية إلى خاتمة القرآن بل كتب حاشية على ابن المصنف لم تكمل وعلى ألفية العراقي مزجاً ويغر ذلك مما أوصى به لتلميذ السيد العباسي البدر عبد الرحيم بن الموفق؛ وكان حصوراً لا يأتي النساء، وقد حج وجاور وأقرأ الطلبة أيضاً هناك؛ وممن قرأ عليه في البلدين العز بن فهد والثناء عليه مستفيض رحمه الله.
577 محمد بن خورشيد جمال الدين بن شمس - وهو معنى خورشيد بالفارسي - الشرواني الأصل السكنبايتي نزيل مكة. شاب قرأ على بعض الأربعين النووية وأكمل سماعها وسمع غير ذلك.
محمد بن أبي الخير بن أحمد بن علي. يأتي في ابن محمد بن أحمد بن علي بن عبد الله.
578 محمد بن أبي الخير بن محمد بن عمر الدمنهوري الأصل المكي الحريري الآتي أبوه ويعرف بابن أبي الخير الدمنهوري. اشتغل في الميقات وتميز فيه.
579 محمد بن أبي الخير بن كاتب البزادرة باشر الرسلية كأبيه في بولاق ثم ترقى في ذلك بباب جماعة من الأمراء بل عمل شريكاً لأخيه بردداراً عند أقبردي الأشرفي وتردد في غضونها للشهابي بن العيني فساعده في التوجه للطور ناظراً على مكوسها ثم إلى جدة في سنة ثلاث وتسعين صيرفياً بها ثم جاء في السنة التي بعدها على نظر المكوس ودخل في ترخم وكان وصوله في أواخر جمادى الثانية والشاد في السنتين شاهين الجمالي وما كان له مع الأمير كبير أمر ورجع مع الركب، ثم سافر في سنة خمس وتسعين على وظيفته في السنتين قبلها فما مكنه الشاد الجديد فعاد إلى القاهرة ووصلها في رمضانها، وهو الآن على خموله وبطلانه مع كونه مستمداً من جهات زوجته فهي ابنة الأمير شهاب الدين أحمد بن إينال ويقال إنه قادم في سنة تسع وتسعين لجدة.
580 محمد بن داود بن سليمان القاهري. المتكلم أبوه في حسبة مكة عن سنقر الجمالي وكان قبله في خدمة زين العابدين المناوي وأبيه وهو وإن قيل أنه دخيل فهو بالأدب والخدمة كفيل، عرض بمكة على بعض محافيظه وسمع مني أشياء ثم صلى بالناس في مقام الحنابلة التراويح في سنة سبع وثمانين وشهدته في بعض الليالي ثم التفت إلى التكسب وجلس في باب السلام مع العطارين وتزوج إلى أن رجع مع أبويه وهما الآن بالقاهرة.
581 محمد بن داود بن عثمان بن علي القرشي الهاشمس أحد مباشري جدة ويعرف أبوه بالنظام. مات بمكة في ربيع الأول سنة ثلاث وستين. أرخه ابن فهد وكان له أخ اسمه عبد الله سمع في سنة أربع عشرة على الزين المراغي ووصف أبوهما بالشيخ.
582 محمد بن الخواجا داود بن علي بن البهاء الكيلاني الماضي أبوه. مات في اسكندرية سنة اثنتين وأربعين كأبيه وأخويه سليمان وعلي. أرخهم ابن فهد.
 583 محمد بن داود بن فتوح بن داود بن يوسف بن موسى - وأملاه مرة بحذف داود وبإثبات يعقوب بدل موسى - الشمس بن البهاء بن الفتح السلمي الحلبي ثم القاهري الشافعي ويعرف قديماً بابن الرداد وأخيراً بقاضي الجن أو شيخ الجن. ولد سنة ثلاث وستين وسبعمائة بحلب ونشأ بها فحفظ القرآن والشاطبيتين والمنهاج الفرعي وألفية ابن معطي وتلا بالسبع على العز الحاضري وبيرو وأخذ في الفقه عن الزين عمر بن محمود الكركي والد التاج عبد الرحمن الماضي والشمس محمد الفوي وعليه اشتغل في النحو أيضاً وأذنا له في الإفتاء بل حضر دروس الشهاب الأذرعي وسمع صحيح البخاري على الجمال بن العديم، وناب في القضاء لابن أبي الرضي اعلحموي وغيره بأعمال حلب بل استقل بقضاء سيس، وحج قبل القرن من حلب ثلاث مرات وارتحل منها لدمشق والقدس وفيه سنة سبع وتسعين سمع على الشمس المفعلي الصحيح أيضاً أنا الحجار، ودخل القاهرة فقرأ في سنة إحدى وثمانمائة على ابن الملقن من أوله إلى نحو الزكاة، وحضر دروس البليقني ولازمه سنتين ونصفاً حتى شهد بصلاحيته لصلاحية بيت المقدس؛ واستقر به الظاهر برقوق فيه عوضاً عن الزين القمني فلم يزل الزين يسعى حتى أعيد قبل سفره وعوض هذا بوظائف في حلب، ورجع إليها فلما طرقت الفتنة تحول عنها وناب عن قضاة دمشق بصرخد وحمص، ثم جاء القاهرة فناب في قضائها، ثم ولاه الناصر قضاء طرابلس استقلالاً ثم انفصل عنه ورجع إلى القاهرة واستقر في قضاء المحمل بعد سنة خمس عشرة فدام نحو ثلاثين سنة. وكان مليح الكلام مضحك النادرة خفيف الروح عجيب الشكل كثير الاستحضار لنظم ونثر وأحاديث وفوائد ذا وقائع ومصادمات للرؤساء وهجو كثير لا يحاشى عنه أحداً حتى أنه هجا المؤيد وكذا هاجى ابن حجة وابن الخراط وغيرهما من الشعراء ولكنه لمزيد سلامة فطرته واستبعاد ترقيه لغالب المراتب كان يمتنع المتعرض لهجوهم عن إيذائه بل يحسنون إليه مع كون شعره سافلاً مما يعلم من قليل أوردته منه في المعجم، وكان في مبدأ أمره كثير اللهج بعلم الروحاني ويدعى استحضار الجان وصرع من أراد بحيث لقب لهذا شيخ الجن ولا حقيقة لذلك بل كثير مما ذكر في ترجمته متوقف فيه لكون الاعتماد فيه إنما هو عليه. وبالجملة فكان من النوادر. مات في ربيع الثاني سنة خمسين بالقاهرة سامحه الله وإيانا.
584 محمد بن داود بن محمد بن داود الشمس أبو عبد الله المكيسي - بميم وكاف ومهملة مصغر من قرى حوران - الدمشقي الشافعي. ولد سنة سبع وتسعين وسبعمائة ظناً؛ وسمع من عائشة ابنة ابن عبد الهادي وغيرها وتفقه ودرس. وناب في القضاء بدمشق؛ وأخذ عنه غير واحد منهم أبو العباس المقدسي ووصفه البقاعي بالعلامة. مات في ليلة الأحد تاسع عشر صفر سنة أربعين بدمشق ودفن بمقبرة الباب الصغير رحمه الله.
585 محمد بن داود بن محمد بن أبي القسم الحكمي اليماني الماضي أبوه. خلفه في القيام بزاويته على خير وبركة وهو الآن في الأحياء. ممن حج وزار وأخذ عنه الذي بعده بمكة وغيرها. وحكى لي عنه أحوالاً صالحة.
586 محمد بن داود بن ناجي بن مشرف الجمال الحراري اليماني الشافعي. ولد سنة خمس وستين وثمانمائة تقريباً بخراسان ونشأ بها وقرأ جل القرآن ثم تحول بعد موت أبويه إلى مكة في سنة سبع وتسعين فأكمل بها القرآن وجوّده عند أحمد الزبيدي وغيره بل قرأ على خير الدين بن عمران الغزي الحنفي حين مجاورته بمكة شرح مقدمة ابن الجزري لولد المؤلف بعد حفظه للمقدمة المشار إليها، بل والشاطبية والستين مسئلة للزاهد وعقيدة الشيباني والوردية والنصف الأول من الإرشاد وغير ذلك. واشتغل في النحو على البدر حسن المرجاني ثم على السيد عبد الله الأيجي والمحب بن ولازم كلاً من السيد المشار إليه والشهاب الخولاني بل الجمالي أبي السعود في الفقه وكذا لازمني في سنة سبع و وغيرها وقرأ على النور السافر للعيدروس، واشتغل في مكة بتعليم بني الخطيب بن ظهيرة فايز فمن يليه وتزوج ورزق أولاداً؛ وهو إنسان خير ساكن فهم يستحضر في ويذاكر فيه.
 587 محمد بن داود البازلي الكردي ثم الحموي الشافعي. ارتحل لتبريز فأقام بها نحو عشر سنين واشتغل بها وبرع؛ ثم قدم حلب ثم القصير وخطب بها وتزوج ونقلها لحماة فقطنها؛ وصار مدرسها وشيخها في العقليات مع فضيلة في الفقه وترقى بعد الفاقة وزوج بنته في بيت البارزي؛ وهو الآن حي في سنة خمس وتسعين ويقال إنه جاز الخمسين.
588 محمد بن داود البدراني شيخ تلك الناحية المنزلة ومنية بدران وما يجاورهما ووالد أحمد وعلي. أحد من لقيني بمكة في موسم سنة ثمان وتسعين وقرأ على أكبرهما وأجزت لهما ويعرف كل منهم بابن داود.
589 محمد بن الأمير دقماق ناصر الدين الماضي أبوه. ولاه الأشرف برسباي نيابة المرقب وأنعم عليه بأمرة طبلخاناه بطرابلس بعد أن استقدمه من حلب وبالغ في إكرامه لكونه منسوباً إلى أبيه كما تقدم فدام بالمرقب مدة ثم عزله وأنعم عليه بأمرة عشرة بالقاهرة، واستمر بها حتى مات في طاعون سنة ثلاث وثلاثين، وكان مليح الشكل رأساً في رمي النشاب.
محمد بك بن دلغادر. هو ابن خليل بن قراجا. مضى.
590 محمد بن الدمدمكي. شخص قاعد في مغارة بجبل قريب من إقليم ثروان وعليه ما يستره من الثياب وفوق رأسه قلنسوة تغطي عينيه والناس يدخلون عليه أفواجاً لرؤيته فإذا قربوا منه وصلوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم حرك رأسه ويزعم من يرد علينا من هناك أن خبره لشهرته قطعي وأنه مات في حدود سنة ست وثلاثين وأنه باق إلى تاريخه سنة ثلاث وأربعين على ما وصفنا. ذكره المقريزي في عقوده هكذا بل نقل عن بعضهم أنه مات من مدة تزيد على أربعمائة سنة وهو جالس على كيفية جلوس المتشهد في الصلاة مستقبل القبلة في مغارة، إلى آخر مما قيل وأن السبب في هذا أن شيخه أعلمه بدخول الوقت ليؤبذن فقال له بل اصبر ساعة فكرر عليه أمره وهو يعيد مقاله فقال له شيخه ما أنت إلا دمدمكي أي ساعاتي فقال له فضع رجلك على قدمي اليمنى وانظر نحو السماء ففعل فرأى باباً مفتوحاً إليها ورأى ديكاً قد فرش أجنحته وهو يؤذن فقال له صاحب الترجمة فإني لا أؤذن في الأوقات الخمسة إلا بعد هذا الديك فقال له شيخه مرزاً أي لا أبلاك الله أو لا تبلى فاستجيب دعاؤه فلبذا لم يبل؛ وهذه الحكاية تؤذن بأن الدمدمكي وصفه لا وصف أبيه، ومن جملة ما قيل إن تمر دفنه في التراب فأرسل عليه مطر عظيم وبرد أهلك من عسكره خلقاً بحيث صار يتمرغ بالأرض ويقول التوبة يا شيخ محمد. والله أعلم.
 591 محمد بن دمرداش المحب الأشرفي الفخري والده الحسيني سكنا الواعظ الحنفي سبط الشمس الأشبولي البنهاوي أحد من أخذنا عنه. ولد في سنة ست وثلاثين وثمانمائة تقريباً ونشأ فلازم العز عبد السلام البغدادي في الفقه وأصوله والعربية وغيرها بحيث انتفع به، ومما قرأه عليه الآثار لمحمد بن الحسن وأخذ العربية فقط عن الأبدي وقرأ نحو نصف المتوسط وقطعة من المسيلي على القرافي وبعض شرح قواعد ابن هشام على مؤلفه الكافياجي والعربية والصرف عن الشهاب بن عبادة وشرح التصريف لسعد الدين وقطعة من كل من القطب وشرح آداب البحث على العلاء الكيلاني ولازمه في غير ذلك وكذا أخذ عن ناصر الدين بن قرقماس وأبي السعادات بن البلقيني وطائفة؛ ولازم الزين جعفر السنهوري في ابتدائه في القراءات وسمع عليه بعض الشاطبية وغيرها وسمع أيضاً على جده لأمه وابن الخلال والعلم البلقيني والسيد النسابة وسعد الدين بن الديري وآخرين وبعض ذلك بقراءته، وبرع في فنون وأذن له العزفي الإفادة وولي عقود الأنكحة عن قضاة مذهبه بل ناب في القضاء عن شيخه ابن الديري وأذن العلم البلقيني لقاضي دمياط في استنابته فيها وكذا ناب بمنفلوط وغيرها. واقتصر بأخرة على العقود والتكسب بالشهادة وتشاغل بالوعظ وحصل من ذلك فوائد نفيسة استمد أكثرها مني؛ وجمع من المجاميع بخطه الكثير وكتب من تصانيفي جملة كالقول البديع وختم البخاري ومسلم وقص الظفر ومسئلة الخاتم والحبر السمين وقرأ كل ذلك مع غيره مما التقطه علي ولازم كتابة الإملاء مع الجماعة. وكان مع فهمه المتوسط في الحفظ بمكان بحيث يبهر سامعه كائناً من كان ولذا رغب الدوادار الكبير في جعله خطيب الجامع المجاور للقبة التي أنشأها بنواحي المطرية مع إمامته وأحسن إليه وأقام هناك مدة بل كان السلطان حين يكون هناك يقبل عليه ويصلي خلفه في الجمع وغيرها الثلاثاءوبعد موت الدوادار أعرض عن ذلك لسلس اعتراه وأنعم عليه السلطان حينئذ بستين ديناراً ولما نصل استقربه الزين ابن مزهر في الميعاد بمدرسته التي أنشأها بجامع بيته وكان يحضر هو وجماعة عنده ويقضون العجب من حفظه وطلاقته، وكذا عقد الميعاد بالأزهر وحضره الأكابر كاللقاني قاضي المالكية وبجامع الظاهر وغيرهما لا سيما في الأشهر الثلاثة. وسافر إلى الصعيد واسكندرية ومنوف والغربية والخانكاه وغيرها وعقد في كل منها مجلس الوعظ وأقر له كل من سمعه من الفضلاء والأعيان فضلاً عمن دونهم بالانفراد، هذا مع إتقانه فيما يبديه وتحريه؛ ولكنه كثير الامتهان لنفسه غير متصون ولا حلو اللسان بل كان متخيلاً بذيئاً وقد امتحن غير مرة ولم ينفك عن تجاهره وطريقته حتى عدي عليه ليلاً وهو نائم في بيته من درب طاز ليلة الثلاثاء ثالث عشر شعبان سنة ثمان وثمانين فخنق ولم يدر فاعل ذلك، وصلى عليه من الغد بمصلى باب النصر ثم دفن عند أبيه بجوار التربة السعيدية، وأرجو أن يكون كفر عنه بذلك سيما وهو كان كثير البكاء والاعتراف بالتقصير والخوف بل سمعت أنه تاب قبل وأناب؛ ورؤيت له بعد موته منامات صالحة، وأظنه قارب الستين عفا الله عنه ورحمه.
592 محمد بن دمرداش ناصر الدين الداودي المؤيدي شيخ. ولد في سنة اثنتين وثلاثين بباب الوزير من القاهرة ونشأ فحفظ القرآن وتلا به للسبع إفراداً وجمعاً على أبيه ثم لنافع وابن كثير وأبي عمرو جمعاً على ابن كزلبغا والزين طاهر وللسبع جمعاً على عبد الرزاق والشهاب بن أسد وناصر الدين الأخميمي وحفظ الشاطبيتين والقدوري والألفية وتصريف العزي وأكثر من التلاوة وتميز في الرمي والرمح وغيرهما وخدم للشهابي بن العيني أستاداراً، وكان يشبك الفقيه يجله، وقد لقيني غير مرة.
 593 محمد ناصر الدين بن الأمير دولات باي النجمي. له ذكر في أبيه وأنه كان في سنة إحدى وثمانين مميزاً، ومولده سنة إحدى وسبعين بدمياط ثم عرض علي بعد ذلك عدة كتب في نوبتين وهي العمدة والكنز وألفية النحو والجرومية في آخرين، ولازم الديمي فقرأ عليه البخاري والشفا والعمدة وأربعي النووي والحصن الحصين لابن الجزري بل قرأ على الصلاح الطرابلسي الكنز وشرحه للعيني بحثاً وعلى البدر بن الديري الكنز مع شرح المختار لمؤلفه، ولازم نور الدين المحلي في النحو وأخذ عنه عدة كتب وتلا للسبع إفراداً وجمعاً على الزيني جعفر وأجازوا له، وتميز وكتب الخط المنسوب مع أدب وعقل وديانة، وقد تردد لي في القاهرة وكتب بعض تصانيفي ثم لازمني بمكة في سنة سبع وتسعين حين مجاورتنا وقرأ عليه صحيح مسلم وباقي الكتب الستة وسمع على سيرة ابن هشام وغيرها وحصل شرح التقريب وبحث بعضه، وكان على خير والجماع مع فضيلة ثم جاور السنة التي تليها ونعم الفاضل كان الله له.
594 محمد بن راشد الخلاوي العجلاني أحد القواد. مات في جمادى الآخرة سنة سبع وخمسين بالليث من بلاد اليمن. أرخه ابنفهد.
595 محمد بن رجب بن عبد العال بن موسى بن أحمد بن محمد بن عبد الكريم ويسمى أبوه محمد أيضاً الشمس الزبيري القاهري الشافعي أخو يونس وسبط الشيخ يونس الواحي الآتيين واسم أمه فاطمة. ولد في سابع عشري شعبان سنة ست وأربعين وثمانمائة بالقرب من زاوية الخدام ظاهر باب النصر؛ ونشأ فحفظ القرآن ومختصر أبي شجاع والمنهاج والوسيلة في الفقه أيضاً نظم ناصر الدين بن رضوان ويعرف بابن الإسكاف وهي تزيد على ألف، وعرض المنهاج على المناوي والشمس الشنشي والبكري في آخرين واشتغل في الفقه على الآخرين وتكسب بالشهادة وخطب بجامع الزاهد في سويقة اللبن بل وقرأ على العامة فيه وفي غيره ولازمني في قراءة أشياء وكذا قرأ عند الفخر الديمي وغيره وتنزل في الجهات، وحج في سنة ثمان وسبعين ثم في سنة اثنتين وتسعين وجاور التي بعدها على خير واستقامة ملازماً لي في الروايات والدروس وكتب من تصانيفي المقاصد الحسنة وغيرها وسمع ذلك، وكتب الغيبة بالبرقوقية وعلى العمارة بالناصرية البرقوقية، كل هذا مع ميله إلى الكتابة والتحصيل ورغبة في الفائدة وسمعت أنه كتب على الجرومية، وقد تزوج زين العابدين ابن أخي ابنته وفارقها مرة بعد أخرى واستولدها. ومات الولد وكانوا له مكرمين.
596 محمد بن رسلان بن نضير بن صالح ناصر الدين البلقيني أخو السراج عمر الماضي. ولد سنة خمس عشرة وسبعمائة ولم يرزق من العلم ما رزق أخوه ولا ما يقاربه بل كان مقيماً ببلده يتعانى الزراعة ويقدم على أخيه أحياناً، ولو اتفق له سماع الحديث لكان عالي الإسناد. قاله شيخنا في إنبائه وقال رأيته وهو شيخ جلد صحيح البنية يظهر للناظر أن الشيخ أسن منه لأن الشيخ قد سقطت أسنانه كلها بخلاف هذا. مات في سنة أربع وكانت لهما أخت عاشت إلى سنة ثلاث وجازت التسعين. محمد بن رسول بن أحمد بن يوسف التباني. مضى في ابن جلال.
597 محمد بن رشيد العجلاني البهلوان القائد. مات في صفر سنة تسع وخمسين. أرخه ابن فهد.
598 محمد بن رشيد الأمير ناصر الدين محتسب دمشق. مات في مستهل ذي الحجة سنة سبع وثلاثين. أرخه ابن اللبودي.
599 محمد بن رمضان بن شعبان الشمس العامري - نسبة لقبيلة تسمى بني عامر بجبال القدس - القدسي نزيل غزة ثم الشام الشافعي. ولد سنة أربع وستين تقريباً بأطريا من عمل غزة وتحول منها فحفظ المنهاج والشاطبيتين وجمع الجوامع وغيرها. وعرض على الشمس بن حامد والبرهان بن أبي شريف والشهاب بن شعبان وقرأ عليه في الجزرية والجرومية وغيرهما، وحج ودخل دمشق وحضر عند التقي بن قاضي عجلون؛ ثم القاهرة وسمع مني وعلي في سنة ست وتسعين أجزاءً كالمسلسل وحديث زهير وبدء الوحي من البخاري وبعض مسلم والقول البديع، وجاور بعد ذلك بمكة وكان يحضر عند السيد الكمال بن حمزة وغيره ويلازمني في أشياء ويطالع لعبد الغفار النطوبسي.
600 محمد بن رمضان بن عبد الله التقي المصري الحنفي. ممن سمع مني بمكة.
601 محمد بن الزبير المقدسي العطار بها. ذكره التقي بن فهد في معجمه هكذا.
 602 محمد بن زكريا بن محمد بن أحمد بن زكريا المحب أبو الفتوح بن الزيني السنيكي الأصل القاهري الشافعي الماضي أبوه الآتي أخوه يحيى. ولد في يوم الخميس سادس عشري جمادى الثانية سنة إحدى وستين وثمانمائة بدرب قراجا بالقرب من الأزهر، ونشأ في كنف أبويه فحفظ القرآن والعمدة والشاطبيتين وألفيتي الحديث والنحو ومنهاجي الفقه وأصوله والتلخيص والجمل في المنطق والرامزة في العروض وعرضها علي مع الجماعة ولازم والده في الفقه والأصلين والعربية وغيرها وكتب بعض تصانيفه وفتاويه وقرأ على الزين عبد الغني الهيثمي القراءات إفراداً وجمعاً واجتمع في يوم ختمه عليه علماء وصلحاء وفضلاء وغيرهم، وتنزل في الجهات، وناب عن أبيه في مشيخة التصوف بالجيعانية وقرأ بين يديه في درس الشافعي وما سمع عنه كلام في باب أبيه أيام قضائه مع إضافة أشياء باسمه، وتعب خاطر أبيه من جهته قبل قضائه ثم بعده مما الحامل على أكثره اليبس، وبالجملة فله فهم ومشاركة حسنة مع سكون وعقل وقد أثكل عدة أولاد من امرأة هي كانت سبب تغير خاطر أبيه منه، ثم حج بها في سنة سبع وتسعين وجاور التي بعدها وكان على خير وانجماع وكان في القافلة التي توجهنا فيها للزيارة النبوية في أثناء السنة فحمدناه عقلاً وسكوناً وأدباً ورجونا فيه الترقي كما ترقى في الفضائل بحيث لا أقصر به عن التصدي للإقراء والإفتاء بل هو أشبه من كثيرين زاده الله من فضله.
603 محمد بن زكريا بن محمد بن أبي بكر بن يحيى بن إبراهيم بن يحيى بن عبد الواحد بن عمر بن يحيى أبو عبد الله بن أبي يحيى الهنتاتي المصمودي القفصي المريني صاحب بلد العتاب. لما مات أحمد بن محمد بن أبي العباس واستقر أخوه زكريا بدله فصدهم محمد وكان مقيماً بفاس وأعانه صاحبها أبو سعيد عثمان بن أبي العباس ابن أبي سالم وملكها فلم يزل أبو فارس يعمل عليه حتى انفض عنه جمعه وقبض عليه فقتله في ذي الحجة سنة عشر. قاله شيخنا في إنبائه، وترجمته في العقود طويلة.
604 محمد بن زمام أبو زمام الخلطي - نسبة لقبيلة يقال لها الخلوط - ثم المالكي نسبة لبني ملك المغربي، كان صالحاً. توفي في صفر سنة ست وستين. أفاده لي بعض أصحابنا المغاربة.
605 محمد بن زيادة بن شمس الدين الأنميدي القاهري المقرئ الحريري ويعرف بابن زيادة. ممن حفظ القرآن وقرأ به في الأجواق وربما قرأ في نوبة بالقلعة وتميز في ذلك، وتكسب حريرياً في حانوت بباب القنطرة، وهو ممن سمع مني في الإملاء، وحج في سنة تسع وثمانين.
606 محمد بن زياد الأمير بدر الدين الكاملي اليمني. تقدم عند الأشرف إسماعيل ثم عند ولده الناصر وزاد في إجلاله وإكرامه ثم أنه خرج عليه. مات في سنة اثنتين وعشرين، وهو في عقود المقريزي دون تاريخ موته.
607 محمد بن زيان المغربي المالكي نزيل المؤيدية. قرأ عليه في العربية قليلاً يحيى البكري.
608 محمد بن زين بن عبد الله الشمس بن الزين المرساوي الأصل التباني القاهري الجرائحي ويعرف بابن الريفي. ذكره شيخنا في إنبائه وقال إنه اشتغل في علم الجراحة وتحول إلى الديار المصرية قديماً فسكن التبانة وتقدم في صناعته بحيث استقر في الرياسة. مات في سنة اثنتين وأربعين بعد أن طعن في السن وادعى أنه جاز المائة ولكن قرائن الحال تشعر بأنها من المحال وفي شعر لحيته السواد الكثير.
 609 محمد بن زين بن محمد بن زين بن محمد بن زين الشمس أبو عبد الله الطنتدائي الأصل النحراري الشافعي ويعرف بابن الزين. ولد قبل الستين وسبعمائة بالنحرارية من الغربية ونشأ فحفظ القرآن بأبيار، وارتحل إلى القاهرة فحفظ الشاطبيتين والتنبيه والألفية، وتلا بالسبع وتمام إحدى وعشرين رواية على الفخر البلبيسي إمام الأزهر وأذن له وعليه بحث الشاطبيتين. وتفقه بالعز القليوبي والشمس الغراقي، وحضر دروس الأبناسي كثيراً بل أخذ عن البدر الزركشي ثم الكمال الدميري وآخرين وقرأ في النحو على عمر الخولاني المغربي وسمع بجامع الأزهر الصحيح على التاج محمد السندبيسي ونظم السيرة لفتح الدين بن الشهيد على ناظمها. وحج مرتين وشرح ألفية ابن ملك نظماً وكذا الرائية وأفرد لقراءة كل من القراء السبعة منظومة؛ وله نظم كثير في العلم والمديح النبوي وأفرد جملة منه في ديوان كبير جداً ومع ذلك فنظمه فوق الحصر وهو صاحب المنظومة المتداولة في الوفاة النبوية وكذا عمل قصة السيد يوسف عليه السلام في ألف بيت وسبك أربعي النووي في قصيدة وامتدح شيخنا بما أوردته في الجواهر وكانت له قدرة على النظم وملكة قوية ويستعمل الجناس إذا أراد، وهو مطبوع في غالب شعره على صناعة المعاني والبيان في المقابلات ونحوها ولا يتحامى أحياناً الألفاظ المطروقة على ألسنة العامة بل ربما وقع في شعره اللحن، والظاهر أنه لم يكن يمعن التأمل فيه ولكلامه وقع في القلوب وفيه حكم ومعان، كل ذلك مع الصلاح والزهد وكونه خيراً منوراً مهاباً ذا أحوال وكرامات، وقد حدث بالكثير من نظمه، وأخذ عنه غير واحد من أهل تلك النواحي وغيرها القراءات وممن أخذ عنه الشهاب بن جليدة والزين جعفر السنهوري وبلغنا أنه كان أصم فإذا قرئ عليه يدرك الخطأ والصواب بحركات شفاه القارئ لوفور ذكائه مع صلاحه؛ وممن كتب عنه من نظمه ابن فهد والبقاعي ويقال إنه كان في أول أمره جزالاص وأنه تزوج امرأة عمياء يقال لها ابنة معمر فحثته على قراءة القرآن فاعتذر بأنه فقير فأعطته ما دفعه لمن أقرأه القرآن فكان ذلك فاتحاً له إلى الخير حيث ارتحل وارتقى لما تقدم وحكى هو أنه عني بمدح النبي صلى الله عليه وسلم مدة ثم ترك وتشاغل بنظم غيره فرأى في منامه النبي صلى الله عليه وسلم منقبضاً عنه فحصل له هم عظيم فأشار عليه بعض الصالحين بالرجوع لما كان عليه فامتثل وأنه ورد عليه بعد ذلك مطالعة من شخص يقال له ابن ريحان من خدام المدينة فيها أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم فقال له بلغ سلامى محمد بن زين وقل له إني راض عنه ويرجع لما كان عليه ويقل من عشرة الناس ويأكل من خبز الشعير، وكذا حكي أنه قال في بعض نظمه ما معناه: أن الله يرضى الكفر للكفار فطلبه العيني للإنكار عليه فقال له قد قال جماعة من العلماء أن المراد بالعباد في الآية خاص أي لعباده المؤمنين، ذكر ذلك النووي في الأصول والضوا بطفأ حضر التفاسير فوجد الحق معه فأكرمه وعظمه والبيت المشار إليه هو:

ويرضى لأهل الكفر كفراً وإن أبوا

 

وما كان مقدوراً فلم يمحه الحـذر

مات في مستهل ربيع الأول سنة خمس وأربعين بعد رجوعه من الحج رحمه الله وإيانا. ومن الظمه:

تقطعت بمدى التبريح أوصالـي

 

كأن ذاك النوى بالقطع أوصالي

أصبحت للعين منكوراً وعرفني

 

سقم كسيت به أثواب أنـحـال

أنظر لحالي تراني بالضنى عجباً

 

تغيرت منه بين الناس أحوالـي

ومقلتي لم تزل بالليل سـاهـرةً

 

ترعى النجوم بإدبار وإقـبـال

وعندي في معجمي والوفيات من نظمه غير هذا ونظمه سائر.
610 محمد بن أبي الزين أبو الطيب القيرواني المغربي المالكي. قال شيخنا في معجمه: قدم مصر في سنة سبع وتسعين فنزل جامع مصر ولازمنا مدة وفيه يقظة ونباهة وسمع معنا، وحج فسمع من إبراهيم بن فرحون من الشفا بسماعه من الزبير بن علي الأسواني ثم حج في سنة خمس وثمانمائة وخرج متوجهاً في البحر فغرق بالقرب من مدينة حلي في صفر من التي تليها، وأظنه لم يكمل الثلاثين، أنشدني أبيات لسان الدين بن الخطيب التي قالها عند موته بل وحدثني بحديث من الشفا ونحن بالمرج ظاهر القاهرة. وتبعه المقريزي في عقوده.
 محمد بن السابق. هو خليل بن محمد بن محمد بن محمود. أخطأ من سماه محمداً.
611 محمد بن سالم بن حسن بن أحمد الطبربي الزناتي الإمام أبو عبد الله. مات بتونس في ليلة عاشر رمضان سنة ثمان وأربعين. أرخه ابن عزم.
612 محمد بن سالم بن خليل بن إبراهيم العبادي الأصل القاهري الأزبكي الماضي أخوه إبراهيم وأحمد وهذا أسن الثلاثة. مولده سنة خمس وخمسين تقريباً وتسمى حنفياً وليس بمحمود وهو الذي أشار إليه ابن الشحنة في بيتيه الآتيين في خديجة الرحابية والأمر فوق هذا.
613 محمد بن سالم بن ذاكر المكي الصائغ قريب الرئيس محمد بن أبي الخير. مات بمكة في جمادى الأولى سنة اثنتين وثمانين. أرخه ابن فهد.
614 محمد بن سالم بن سالم بن أحمد بن سالم الشمس المقدسي الأصل القاهري الصالحي الحنبلي الماضي أبوه ويعرف بابن سالم. ولد في رمضان سنة تسع عشرة وثمانمائة ومات أبوه وهو صغير فنشأ فحفظ القرآن وكان والده في مرضه استناب تلميذه العز الكناني في تدريس الجمالية والحسنية والحاكم وأم السلطان فلما مات استمر نائباً عن لوده إلى أن مات مع تعاطيه معلوم النيابة ولم يمكنه من مباشرتها لقصوره وعدم تأهله وإن ولاه قاضياً وبعده ساعده الشمس الأمشاطي حتى باشرها مع إمامة الصالحية وغيرها من الجهات؛ وحج في سنة ثمان وثمانين وجاور اتلي بعدها، وهو خير متقلل قانع عفيف سليم الصدر منجمع عن الناس متواضع له إلمام بالميقات وبشد المياكيب وعنده منها جملة.
615 محمد بن سالم بن محمد الشمس الرحبي الحلبي الواعظ إمام قانصوه اليحياوي. ارتحل إلى القاهرة فلازم شيخنا في البخاري ومقدمة شرحه وغير ذلك ثم سمع معنا في سنة تسع وخمسين بحلب على ابن مقبل وحليمة ابنة الشهاب الحسيني وعبد الواحد بن صدقة في آخرين، وكنا نعرفه بعدم التحري والضبط ثم بلغنا بعد أنه تكلم على العامة وإنه اختص بقانصوه المشار إليه وكان عنده بمكان حين نيابته بحلب ثم بالشام ثم كان معه ببيت المقدس حين إقامته به بطالاً وتكلموا فيه كثيراً وفر من أميره لعظم جرمه.
616 محمد بن سالم بن محمد البلدي شيخ المارستان بمكة. شيخ صالح حصل من فتوح البيمارستان مالاً وأرسله للشام فاشترى به أشياء وقفها عليه. ومات بمكة في ربيع الأول سنة أربعين. أرخه ابن فهد. وسبقه شيخنا فقال في إنبائه: الشمس محمد البلدي كان خيراً دأبه المشي بين الناس بالإصلاح بينهم وتآليف قلوبهم وبيده نظر البيمارستان بمكة فكان يخدم الفقراء ويبالغ في ذلك بنفسه. مات في يوم الخميس سلخ ربيع الأول فتألم الناس لفقده. محمد بن سالم الموقع بدمشق. هو المحب بن علي بن سالم يأتي.
617 محمد بن سراج بن محمد بن سراج أبو القسم بن سراج عالم الأندلس. مات سنة اثنتين وأربعين.
618 محمد بن سراج الدين محمد السلطاني العجمي أحد تجار مكة. مات في جمادى الأولى سنة.
619 محمد بن سعد الله بن حسين إمام الدين أبو السعود الفارسي الأصل السلماسي الحنفي. له ذكر في أبيه.
620 محمد بن سعد بن عبد الله القلعي أحد من عرف بخدمة المجد إسماعيل القلعي ويعرف بالزهر؛ ممن تردد لمكة كثيراً ثم قطنها وسمع مني ومن غيري أشياء. ومات بها في المحرم سنة ست وتسعين.
محمد بن سعد بن محمد بن عبد الله بن سعد. يأتي في ابن عبد الله بن سعد.
621 محمد بن سعد بن محمد بن علي بن عثمان بن إسماعيل الشمس الطائي الشافعي والد العلاء الماضي ويعرف بخطيب الناصرية، ذكره شيخنا في معجمه وقال: إنه ولد سنة ثلاث وأربعين وسبعمائة وتفقه بعد أن حفظ التنبيه على أبي الحسن علي البابي والكمال عمر بن العجمي والجمال بن الحكم التيزيني وسمع الحديث من البدر بن حبيب وغيره وولي خطابة الناصرية حتى مات واشتهر بها، وكان كثير التلاوة والعبادة سليم الصدر. مات في جمادى الأولى سنة ست رحمه الله.
622 محمد بن سعد الشمس أبو عبد الله العجلوني الدمشقي الشافعي. مات بدمشق في رابع عشري صفر سنة أربع وسبعين ودفن بمقبرة باب الصغير وكان مسناً مدرساً عالماً مفتياً أحد نواب الحكم، ممن أخذ عنه الطلبة.
623 محمد بن الشيخ سعد الشمس الحضرمي المدني أخو أبي الفرج المراغي لأمه، سمع على الجمال الكازروني وأبي الفتح المراغي ورافق أخاه المشار إليه في السفر إلى القاهرة فسمع معه على شيخنا أشياء. مات.
 624 محمد بن سعد الزعيم. مات بمكة في ذي الحجة سنة اثنتين وأربعين. أرخه ابن فهد.
625 محمد بن أبي سعد الحجر بن عبد الكريم بن أبي سعد بن عبد الكريم بن أبي سعد بن علي بن قتادة الحسني المكي الشهير بابن الحجر - بفتحتين. مات مقتولاً بالينبوع في رمضان سنة ثمان وأربعين.
محمد بن سعد الدين جمال الدين ملك المسلمين من الحبشة. مضى في ابن أبي البركات.
626 محمد بن أبي السعود بن أبي الفضل أبو الفتح المرجاني المكي الآتي أبوه. ممن سمع مني بمكة في سنة ست وثمانين.
627 محمد بن سعيد بن أحمد الجمال الذبحاني المذحجي اليماني العدني. من صلحاء اليمن هو وأبوه. كان صوفياً مباركاً، تفقه في بدايته واشتغل واجتهد ودرس قليلاً ثم تصوف وغلب عليه التصوف وطالع كتبه وعمل السماع. وكان منجمعاً قليل الخلطة لا يخرج إلا للجمعة أو لدعوة كثير الأنس بالغرباء والاستفادة منهم وللعامة فيه اعتقاد كبير، واقتنى كتباً كثيرة وكتب رسائل في التصوف غير سالمة من الخلل اللفظي ولا يقبل ممن يرشده إلى الصواب بل يتكلف لتوجيه ما يبديه. مات في جمادى الأولى سنة خمس وسبعين وقال لي عبد الله بن عبد الوهاب الكازروني المدني وهو ممن لقيه إنه مات في حياة أبيه.
628 محمد بن سعيد بن أبي بكر بن صلح المدني. ممن أخذ عني بالمدينة.
629 محمد بن سعيد بن عبد الله الشمس الصالحي نسبة للصالح صالح بن الناصر محمد بن قلاون لكون والده وهو عبد أسود مولى لبشير الجمدار مولى للصالح فنسب لمولى مولاه، ويلقب صاحب الترجمة لسواده سويدان، قرأ القرآن وكان ذا صوت شجي ونغمة حسنة فصار يقرأ في الأجواق تلاوة ويتردد إلى الطواشية بالقلعة فسمع الظاهر برقوق صوته فأعجبه فرتبه إمامه بالقصر في الخمس مع غيره وجعل له معلوماً سنياً ثم أم بولده الناصر فرج بعده وحظي في أيامه بحيث ولاه الحسبة بالقاهرة مدة غير مرة؛ واستمر على الإمامة حتى مات في صفر سنة اثنتين وثلاثين وقد زاد على السبعين. ذكره المقريزي في عقوده وشيخنا في إنبائه وهو آخر الحلية من تلامذة خليل المشبب وممن قرأ مع الززاري وابن الطباخ وكانت بيده مشيخة العلائية.
 630 محمد بن سعيد بن علي بن محمد بن كبن - بفتح الكاف ثم موحدة مشددة وآخره نون - ابن عمر بن علي بن إسحاق بن أبي بكر بن محمد بن إبراهيم الجمال القرشي الطبري الأصل اليماني العدني الشافعي القاضي ربيب القاضي محب الدين الطبري ويعرف بابن كبن. ولد في ذي الحجة سنة ست وسبعين وسبعمائة بعدن من اليمن، ونشأ بها وقرأ كما وجده النفيس العلوي بخطه في فنون شتى على قاضي عدن الرضي أبي بكر بن محمد الحبيشي وعلي بن محمد الأقعش الزبيدي والعفيف عبد الله بن علي أبا حاتم الشحري وأبي بكر بن محمد الكتع البجلي وعلي بن محمد الجميعي وسليمان بن إبراهيم العرري الكلبرجي وأبي بكر بن محمد الفراع النحوي الشافعي وعلي بن أحمد بن موسى الجلاد والنفيس العلوي وأبي بكر بن علي اليافعي الحريري وعلي بن محمد بن محمد الشافعي بمدينة زبيد قرأ عليه بعض الحاوي والشهاب بن الرداد وإبراهيم بن عبد الله بن إبراهيم بن أحمد بن أبي الخير الشماخي وعلي بن عبد العزيز المصري والشهاب أحمد اللاوي البصري والجمال محمد بن علي بن أحمد بن الجنيد الأموسي وأخيه النفيس سليمان ومحمد بن علي النويري القاضي وأبي بكر بن محمد البرني الزبيدي النحوي، وحج في سنة إحدى وثمانمائة واجتمع بالأبناسي في أواخر شوالها وحضر مجلسين أو ثلاثة من تدريسه وأجاز له ثم في سنة ثلاث فاجتمع بابن صديق والجمال محمد بن سعيد من ذرية البوصيري ونصر الله العثماني والبرهاني البيجوري وأجازوه أيضاً؛ ولبس خرقة التصوف من إسماعيل الجبرتي؛ وأجاز له عائشة ابنة ابن عبد الهادي وابن الشرائحي وآخرون، وخرج له التقي بن فهد أربعين حديثاً، ومهر في الفقه وتصدى للتدريس والافتاء؛ وعمل الدر النظيم في شرح بسم الله الرحمن الرحيم ومفتاح الحاوي المبين عن النصوص والفخاوي وهو نكت على الحاوي الصغير مفيد والرقم الجمالي في شرح اللآلي في الفرائض إلى غيرها من نظم ونثر، وولي قضاء عدن نحو أربعين سنة تخللتها ولاية القاضي عيسى اليافعي مدداً متفرقة، وكان إماماً عالماً فاضلاً فقيهاً مشاركاً في علوم كثيرة مجتهداً في خدمة العلم بحيث لا ينام من الليل إلا القليل كثير المذاكرة مع خفض الجناح ولين الجانب وحسن التأني والإصلاح بين الخصوم والمداراة وحسن الظن والعقيدة في الفقراء معتقداً في بلاد اليمن بأسره في التدريس والفتوى والحديث شديد التحرز في النقل جيد الحفظ حاد القريحة بصيراً بالأحكام. مات في سابع رمضان سنة اثنتين وأربعين بعدن وأسف الناس عليه، وممن لقيه ممن لقيناهم الجمال محمد بن عبد الوهاب اليافعي والمحب الطبري إمام المقامي وابن عطيف ولزمه حتى مات. وحكى لي عنه أنه ورد في تاسع عشري رمضان سنة تسع وعشرين إلى القاضي وجيه الدين عبد الرحمن بن جميع قاصد من جهة المنصور عبد الله بن الناصر أحمد بن إسماعيل بالقبض علي ويؤخذ مني ألف دينار قال فكتم ابن جميع ذلك إلى بعد صلاة العيد وأرسل إلي بأربعة رسمهم علي وأن أقيم ضامناً قال فأقمت ضامناً ومكنت في الترسيم وأنا في منزلي مدة ثم ضيق علي في طلب المال فاستمهلت إلى صبيحة اليوم الثاني ثم التجأت بعد صلاة الظهر إلى الله وأنا متوجه إلى القبلة ونظمت هذه الأبيات:

مالي سوى جاه النبي مـحـمـدٍ

 

جاه به أحمى وأبلغُ مقـصـدي

فلكم به زال العنا عـنـي وقـد

 

أعدمت في ظن العذول المعتدي

ولكم به نلت المنى من كـل مـا

 

أبغيه من نيل العلى والـسـودد

يا عين كفي الدمـعَ لا تـذرينـه

 

من ذا الأوان واحبسي بل اجمدي

يا نفس لا تأسي أسى وتـأسـفـاً

 

فلنعم وصف الصابر المتجـلـد

يا قلب لا تجزع وكن خير امرئ

 

أضحى يرجي غارة من أحمـد

فعسى توافيك الغوائر ممـسـياً

 

ولعل تأتيك البشـائر فـي غـد

قال فلما فرغت من نظمها والورقة في يدي ألقى علي نوم غالب فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم وصاحبيه أبا بكر وعمر رضي الله عنهما وقد دخلا علي فقبلت يد النبي صلى الله عليه وسلم اليمنى فرفع بيده اليمنى رأسي من تحت ذقني فرفعت رأسي وأطرقت ثم قال وهو قائم قد جئناك مغيرين والزم الصلاة علي في كل ليلة ألف مرة فانتبهت فرحاً مسروراً فما مضى النهار حتى وصل العلم بأن المنصور على خطه وأنه أمر الحكام بالنغر بإطلاق المحبوسين ظلماً والمرسم عليهم بغير وجه فأفرج عني الترسيم ولم يلبث المنصور أن مات بعد ثلاثة أيام أو نحوها وفرج الله عني ببركة النبي صلى الله عليه وسلم سمعتها من ابن عطيف وسمعها النجم بن فهد من الجمال اليافعي وكلاهما ممن سمعها من صاحب الترجمة، وقد ذكره شيخنا في إنبائه باختصار جداً وقوله ولعله قارب الثمانين سهو، وكذا ذكره العفيف الناشري في كتابه استطراداً وقال إنه أخذ عنه وأحسن ترجمته وأرخه في يوم الأحد ثامن رمضان. محمد بن سعيد بن أبي الفتح. يأتي قريباً. محمد بن سعيد بن فلاح بن عمر القباني التاجر. له ذكر في ولده يحيى. محمد بن سعيد بن كبن جمال الدين. مضى فيمن جده علي بن محمد قريباً.
631 محمد بن سعيد بن محمد بن سعيد بن موسى بن الزموري المغربي النامردي نزيل مكة وشيخ رباط الموفق بها ويعرف في بلده بابن سارة وهي أم أبيه. ولد في حدود سنة سبع وسبعين وسبعمائة ببلاد لازمور من بلاد المغرب الأقصى ونشأ بها فقرأ القرآن على عبد الله بن سعيد الدكالي الشيخ الصالح وتفقه بعالم بلاده القسم بن إبراهيم وأخيه أحمد وقدم تونس في رجب سنة إحدى وعشرين وأقام بها إلى أن انفصل عنها صحبة الركب في مستهل رجب سنة خمس وثلاثين فقدم مكة في موسمعها فقطنها وولي مشيخة رباط الموفق بها قبل الأربعين حتى مات، وكان كثير التلاوة صلباً في دينه لا يعرف الهزل فضلاً عن الكذب. مات في صفر سنة ستين بمكة وصلى عليه خارج باب أجياد من الحرم ثم ثانياً بالمعلاة ودفن بها، ووصفه ابن عزم بشيخنا وفي موضع بفقيهنا.
632 محمد بن سعيد بن محمد بن عبد الوهاب بن علي بن يوسف فتح الدين أبو الفتح بن الجمال بن الفتح أبي الفتح الأنصاري الزرندي المدني الحنفي ابن قاضي المدينة وأخو علي قاضيها الماضيين وهو بكنيته أشهر. ولد في بالمدينة ونشأ فحفظ القرآن والشاطبية والقدوري والمنار وألفية النحو، وعرض علي الأبشيطي وأبي الفرج المراغي وغيرهما كالأميني الأقصرائي حين دخل القاهرة صحبة والده سنة إحدى وسبعين بل أخذ عنه شرح المجمع لابن فرشتا تقسيماً وكان أحد القراء فيه وكذا قرأ عليه صحيح مسلم والشمائل وغيرهما، وتكرر دخوله للقاهرة بحيث أخذ عن الصلاح الطرابلسي وقرأ على البرهان الكركي الشفا وحضر دروسه واشتغل على والده بل قرأ عليه البخاري وكذا الشفا، وحضر في العربية عند الأبشيطي وسمع الكثير على أبي الفرج المراغي بل قرأ عليه البخاري وأخذ عن الشيخ حميد الدين النعماني في أيام الموسم، وسمع مني بالمدينة، وهو متحرك بالنسبة لأخيه وباشر الحسبة والقضاء عن أبيه ثم عن أخيه وكذا عن شاهين الجمالي.
محمد بن سعيد بن مسعود بن محمد يأتي في ابن محمد بن مسعود.
محمد بن سعيد الشمس الصالحي سويدان. مضى فيمن جده عبد الله.
633 محمد بن سعيد الشمس الوراق أبوه وأحد التجار هو. سافر لمكة وغيرها وأظنه نسب لجده. مات في جمادى الثانية سنة ثمان وثمانين وما أظنه بلغ الخمسين وكان طائشاً رحمه الله.
634 محمد بن سعيد التونسي ويعرف بالغافقي من نظرا أبي القسم القسنطيني ترافقا في الأخذ عن يعقوب الزغبي وغيره ممن تقدم في الفقه، ودرس وأفتى وانتفع به الناس. مات بعد الستين.
635 محمد بن سعيد جبروه الحبشي جمال الدين القائد نائب مكة عن السيد بركات. مات بها في شوال سنة سبع وثلاثين. أرخه ابن فهد وقال: كان شكلاً حسناً.
636 محمد بن سعيد المغربي الضرير. مات بمكة أيضاً في سنة ثمان وثمانين وبلغني أنه كان مقيماً برباط خوزي مشتملاً على فضائل من فقه ونحو وصرف وغيرها وأنه أعرض عن الدنيا وتوجه إلى الله تعالى متجرداً خائفاً باكياً حتى مات وقد قارب الثمانين.
 637 محمد بن سعيد الغزي نزيل مكة ويعرف بالمجرد. كان متعبداً وفيه سماح وكرم نفس وبلغنا ما معناه أنه دخل بلاد العجم وجال فيها نحو أربع عشرة سنة وضاق خاطره بها لكونه لا يعرف لسانهم فتعلمه ونسي كلام العرب وأنه أراد بعد ذلك استعلامهم فما عرف ما قالوا، وتردد لليمن مرات وصحب بها جماعة صالحين ونال بها براً طالاً إلى أن أدركه الأجل بتعز بعد قدومه إليها من مكة بقليل في جمادى الآخرة سنة ست وعشرين ودفن بمقبرة الأجناد وقد بلغ السبعين أو جازها. ذكره الفاسي في مكة.
638 محمد بن سفرشاه الخواجا الشمس العجمي نزيل مكة. كان شيخاً بهياً يذكر بعبادة كثيرة من طواف وتلاوة ومطالعة سيما في كلام الصوفية وإكرام للفقراء وغيرهم وهو ممن له حسن اعتقاد في عبد المعطي المغربي. مات في ليلة سابع ذي الحجة سنة إحدى وثمانين رحمه الله.
639 محمد بن سلامة بن محمد بن أحمد بن أبي محمد بن علي بن صدقة الشمس الأدكاوي الشافعي الماضي أبوه ويعرف بابن سلامة. ولد سنة ثمان وثلاثين وثمانمائة تقريباً بادكو ونشأ بها فقرأ القرآن وبعض الرسالة لابن أبي زيد على مذهب والده ثم تحول شافعياً وحفظ المنهاج وعرضه في جمادى الآخرة ورجب سنة إحدى وستين على العلم البلقيني وقريبه أبي السعادات والجلالين المحلى وابن الملقن والمناوي والسراجين العبادي والوروري والكمال إمام الكاملية والفخر عثمان المقسي وابن الديري وابن قرقماس وآخرين؛ وتفقه ببلديه رمضان أحد أصحاب الشيخ إبراهيم الأدكاوي وأخذ عنه أيضاً في الفرائض والأصلين والعربية وبه انتفع وتهذب بهديه وطريقته في السلوك ونحوه؛ ثم ارتحل لفوة فأخذ عن البدر بن الخلال كتباً كالمنهاج والتنبيه وتصحيحه للنووي وتهذيب التنبيه ومطلب الطالب النبيه للبكري بحثاً لكلها ولازمه أربع سنين في شرح الدميري والجمل للزجاجي وغير ذلك في الفقه وأصوله والنحو وحضر تقسيم التنبيه على السراج العبادي وقرأ في المنهاج على الزين زكريا وسمع من شرحه للبهجة دروساً وكذا أخذ النحو عن والده وعن الفقيه شمس الدين بن الترس قرأ عليه الجرومية والملحة وألفية ابن ملك وعنه أيضاً أخذ الرحبية وغيرها في الفرائض بل أخذ الفرائض والحساب حتى استوفى النزهة لابن الهائم مع الحاوي الفرعي وشرحه عن إسماعيل اليمني الزبيدي وفي علم الكلام أيضاً عن غير من ذكر وفي المنطق عن بعض الطلبة والتصوف عن أبي الفتح الفوي وقرأ عليه رسالته بالقاهرة مرتين وعلى الشهاب المتيجي الشفا والترغيب للمنذري وأكثر الصحيح وعلى إمام الكاملية بعض بداية الهداية للغزالي ولبس منه الخرقة وعلى بعض الفضلاء في شرح جمع الجوامع للمحلى وعلى القول البديع وترجمة النووي وأماكن من كتب وجميع شرحه لأبي شجاع المسمى النهاية في شرح كتاب الغاية وغير ذلك؛ وحضر عندي في الإملاء وتردد لكل من عبد الرحيم الأبناسي وابن قاسم وغيرهما؛ ومهر وتميز وأذن له ابن الخلال في سنة أربع وستين في تدريس الفقه والعربية وكذا أذن له غيره وكتبت له إجازة هائلة، وانتفع به أهل بلده بل وبعض الواردين وكتب على أبي شجاع شرحاً قرضه له كل من ابن الخلال بعد قراءته له عليه والعبادي؛ وعرض عليه المناوي قضاء بلده فأبى، وحج غير مرة أولها في سنة تسع وستين ولازم بأخرة أخذ قماش معه مع عدم حظ له في ذلك لغلبة سلامة الفطرة عليه وكونه في أكثر أوقاته متوجهاً وتمادى في ذلك حتى سافر من مكة لهرموز بمتجر أكثر مما استدانه فباعه أكرم بيع وأكرمه صاحبها وعاد على أحسن وجه فخرج عليهم السراق فسلبوهم فتوصل لعدن فأكرمه ابن طاهر وتبضع من هناك وركب البحر راجعاً راجياً الاستشراف على وفاء دينه فمات على ظهر البحر في أثناء سنة اثنتين وتسعين ودفن هناك، وتأسفنا على فقده فقد كان في الصلاح والخير بمكان ممن كنت أستأنس بلحظه وأسر باغتباطي به رحمه الله وعوضه وإيانا الجنة.
 640 محمد بن سلامة أبو عبد الله التوزري المغربي ثم الكركي نزيل القاهرة. ذكره شيخنا في معجمه فقال: اشتغل كثيراً وهر في الأصول والمعقول والتصوف وصحب الظاهر برقوق لما سجن بالكرك، وقدم عليه القاهرة بعد عوده إلى السلطنة فأنزله بيت الدوادار وبالغ في إكرامه بحيث أنه كان إذا أراد الاجتماع به أرسل إليه من مركوبه الفحل المطهم بالسرج الذهب والكنبوش الزركش مع كونه لابساً مسحاً أسود. وكان داعية إلى مقالة ابن عربي ووقعت له مع شيخنا البلقيني منازعات، اجتمعت به وسمعت كلامه. ومات في ربيع الأول سنة ست. وقال غيره إن السلطان كان يجلسه فوق القاضي الشافعي وأنه لم يكن يقبل من أحد شيئاً من المال ولا عدل عن لبس العباءة. قال المقريزي والناس فيه بين مفرط في مدحه ومفرط في الغض منه، ولما مات تولى يلبغا السالمي تجهيزه وبعث إليه السلطان بمائتي دينار للقراءة على قبره أسبوعاً ونحو ذلك.
641 محمد بن سلامة الحنفي. سمع على ابن صديق وابن ظهيرة وكأنه ابن أبي بكر بن محمد بن عثمان بن أحمد بن عمر بن سلامة الماضي نسب لجده الأعلى.
642 محمد بن سلطان بن أحمد الكمال الدمشقي أخو إبراهيم وأبي بكر المذكورين. ممن ينوب في قضاء الحنفية بدمشق وأجزت لولديه قطب الدين محمد ومحيي الدين عبد القادر. محمد بن سلطان القادري. هو ابن عبد الرحمن بن عيسى بن سلطان نسب لجده.
643 محمد بن سلمان بن عبد الله الشمس الحراني ثم الحلبي الشافعي ويعرف بابن الخراط. أصله من الشرق وقدم به أبوه وهو طفل فسكن حماة فولد له ابنه هذا فتعانى أولاً صنعة الخرط ثم تركها وأقبل على العلم فأخذ عن الشرف يعقوب خطيب القلعة والجمال أبي المحاسن بن خطيب المنصورية بحماة وزوجه أخته وبدمشق عن الزين عمر بن مسلم القرشي، ودأب حتى حصل من كل فن طرفاً جيداً، وقدم حلب بعد التسعين فنزل بالمدرسة الصلاحية وناب في الحكم عن ناصر الدين محمد الحموي ابن خطيب نقيرين ثم عن الشرف أبي البركات الأنصاري ثم عزله وولاه قضاء الرها فأقام بها مدة ثم ولي قضاء باب بزاعا فكان يتردد إليها من حلب؛ فلما مات الشمس بن النابلسي استقر في نيابة القضاء بحلب عوضه ثم ولاه القاضي نصف تدريس النورية التقوية شريكاً لأولاد النابلسي وباشرها أصلاً ونيابة ثم استق بجميعه بعد، واستمر يفتي ويدرس بل خطب بالجامع الكبير نيابة عن ابن الشرف الأنصاري، وكان فقيهاً فاضلاً ديناً ذكياً شديداً في أحكامه مع حدة في خلقه جفاه بعض الناس لها، وممن أخذ عنه ابن خطيب الناصرية وترجمه، وتبعه شيخنا في إنبائه باختصار وقال إنه ولي عدة تداريس. مات في ليلة الأربعاء سابع ربيع الأول سنة ست بفالج عرض له قبل بيوم واضطراب وإسكات. وصلي عليه من الغد ثم دفن جوار قبر الشهاب الأذرعي خارج باب المقام رحمه الله.
644 محمد بن سلمان بن محمد الشمس البغدادي الأصل الدمشقي الصالحي الشافعي الصوفي القادري نزيل القاهرة. ولد في حدود الخمسين وسبعمائة وحفظ القرآن وغيره، وعرض بعض محفوظاته في سنة خمس وستين على العماد الحسباني وأجاز له، وطلب العلم ولازم التاج السبكي وفتح الدين بن الشهيد والعماد ابن كثير وسمع منه مصنفه في علوم الحديث وفي فضل الجهاد وكتب له إجازة حسنة؛ وسمع على أبي عبد الله بن جابر وأبي جعفر الغرناطي البديعية وشرحها بل والشاطبية بقراءة ابن الجزري ورافقه على عدة مشايخ وكذا رافق الجلال بن خطيب داريا وتخصص به وكتب عنه أكثر شعره، قال شيخنا في معجمه: وكان حسن الأدراك في وزن الأدب كثير المحفوظ للشعر خصوصاً الحكم وذكر لي أنه صحب شخصاً يقال له عبد الوهاب فسلكه، ثم سكن القاهرة بعد الثمانين واستمر بها حتى مات في شوال سنة عشرين، وكان في أكثر أحواله ضيق اليد وربما تكسب من الكتب، أجاز في استدعاء ابني محمد. قلت في سنة موته ووصفه بعضهم بالصوفي شيخ زاوية ناصر الدين الحمصي بجوار الدكة من المقس كان، ورأيت بخطه قطعة من تهذيب النفوس للسعودي الحنفي ووصف نفسه بالصوفي بسعيد السعداء وشيخ رباط الحمصي بجوار الدكة من ضواحي القاهرة، وأرخ كتابته له في سنة إحدى عشرة وإن ولايته للمشيخة عقب احتراق يوسف ابن عبد القادر الحنبلي رحمه الله.
 645 محمد بن سلمان بن محمد الشمس الشنباري القاهري الشافعي. قرأ القراءات وقرأ على الديمي في البخاري من نسخة بخطه وكذا قرأ علي فيه، وحج سنة السلطان صحبة ابنة العلم البلقيني وكان منزلاً في سبعها وربما أقرأ الأبناء.
646 محمد بن سليمان بن أحمد بن إبراهيم بن عبد الملك الشمس بن العلم القاهري الأصل الدمياطي الشافعي ويعرف بابن الفقيه سليمان وأبوه بالسنباطي. ولد سنة سبعين وسبعمائة تقريباً بدمياط وحفظ بها القرآن وصلى به وهو ابن تسع سنين وشهر، والعمدة في أربعين يوماً والمنهاج الفرعي؛ وعرض على ناصر الدين بن الميلق وجماعة وبحث على قاضي بلده التاج عتيق؛ وتعاني نظم الشعر من غير تقدم اشتغال له في العروض والنحو مع كون كله موزوناً وعدم اللحن فيه، لقيه ابن فهد والبقاعي في سنة ثمان وثلاثين بدمياط وكتبا عنه أشياء منها:

إن التواضعَ أصل كل جميل

 

والعلم يوجبُ عز كل ذلـيل

من كثرته النفس فهو مقلـل

 

فالنفس في القرناء شر خليل

والعقل أعظم نعمةٍ تأتي الفتى

 

من ربه فالعقل خير دلـيل

ونظم المولد النبوي وأشياء، وكان خيراً بهياً منوراً ذا سكينة ووقار. مات بدمياط في سادس عشري ذي القعدة سنة اثنتين أو ثلاث وأربعين رحمه الله.
647 محمد بن سليمان بن أحمد بن عمر بن غنام الشمس بن العلم البرنكيمي الأصل القاهري الحنفي ابن أخي الشرف موسى وأحد نواب الحنفية بمجلس الواجهة من بولاق. ولد في سنة ست وأربعين وثمانمائة ومات أبوه قبل استكماله شهرين فنشأ في كفالة عمه سيما وقد تزوج أمه وهو الذي أشار بتحنفه لكون والده كان أحد طلبة درس خشقدم بالأزهر ففعل واستقر عوضه فيه واشتغل عنده في النحو وكذا في فقه الحنفية وربما أخذ في الفقه عن الزين قاسم حين سكنه ببولاق وحفظ القرآن وبعض القدوري؛ وحج وجاور واستنابه ابن الشحنة فمن بعده؛ وأذن له ابن الأخميمي في الجلوس بسوق الرقيق يومي السوق.
648 محمد بن سليمان بن أبي بكر بن محمد بن حامد بن محمود بن حامد الشمس أبو عبد الله الحراني ثم الأذرعي الدمشقي الشافعي. ولد سنة خمسين وسبعمائة بأرعات واشتغل ولازم الشيوخ الكبار والزهاد الأخبار كأبي بكر الموصلي ومحمد الجمال والتاج السبكي وكان يذكر أنه سمع منه الكثير وسمع من أبي محمد عبد الرحيم بن غنائم بن إسماعيل التدمري في سنة ثمان وستين صحيح مسلم أنابه أبو الحسن علي بن مسعود بن نفيس وأبو الفضل بن عساكر حضوراً عليهما في الرابعة وحدث به سمع منه الفضلاء والحفاظ، وممن أخذ عنه النجم بن فهد وسكن مسجد بني الفرفور بالعناية يؤم فيه ويؤدب به الإبناء؛ وكتب بخطه الكثير، وكان خيراً مديماً للتلاوة حافظاً لكثير من التاريخ والشعر. مات في يوم الجمعة منتصف ربيع الأول سنة أربعين بدمشق ودفن بمقبرة بيت لهيا وكانت جنازته حافلة.
649 محمد بن سليمان بن حماد الشمس السكندري الشافعي ويعرف بابن حماد. كان بارعاً في الفرائض والحساب أخذهما عن الشمس جنيبات وفي علم الميقات وكذا في الشروط أخذهما عن شعبان ولد الشمس شيخه وتكسب بها، وباشر في جامع صفوان بل يقرأ فيه البخاري، وكان خيراً خج وجاور ثم عاد فبمجرد وصوله لمنزله مات وذلك في مستهل جمادى الآخرة سنة خمس وسبعين رحمه الله.
 650 محمد بن سليمان بن داود بن محمد بن داود البدر أبو المكارم بن العلم أبي الربيع المنزلي الأصل الدمياطي الشافعي نزيل القاهرة وخطيب القجماسية المستجدة بها. ولد في منتصف رجب سنة ثمان وأربعين وثانمائة بدمياط ونشأ بها فحفظ القرآن والمنهاج والتمهيد للأسنوي وألفية ابن ملك وفصيح ثعلب وأخذ عن أبيه؛ وحج في سنة ثلاث وستين من البحر وجاور نحو ثلاثة أشهر ولازم في القاهرة الجوجري بحيث قرأ عليه المنهاج وسمعه أيضاً مع التنبيه في التقسيم بل تفهم منه المنهاج الأصلي وألفية النحو وأذن له في الافتاء والتدريس وأرخ ذلك بشعبان سنة خمس وثمانين، واستقر بعد أبيه في تدريس الناصرية بدمياط وكذا في نظرها ونظر المسلمية وبعد موت النابلسي في مشيخة قراقوش بخان السبيل وفي خطابة القجماسية أول ما فتحت. وانعزل عن الناس مع يبس وفاقة وديانة ومزيد تحر بحيث لا يأكل عند أحد من الأمراء ونحوهم غالباً شيئاً، وقد لخص الأغاني لأبي الفرج الأصبهاني، وكان يتردد إلي بسببها ويستحضر منها ومن أشباهها فوائد يذاكر بها، وآل أمره إلى أن رغب عن الخطابة للخطيب الوزيري ثم سافر في أثناء سنة خمس وتسعين لزيارة دمشق فاستعاد وظيفته.
651 محمد بن سليمان بن داود بن بشر بن عمران بن أبي بكر الجمال أبو عبد الله اعلجزولي المغربي ثم المكي المالكي. ولد في سنة ست وثمانمائة أو التي بعدها بجزولة من أعمال المغرب ومات أبوه وهو ابن ثمان سنين أو نحوها فتجول مع أخيه عيسى بمراكش فأكمل بها حفظ القرآن وأقام بها ستة عشر عاماً يشتغل في الفقه والعربية والحساب على أبي العباس الحلفاني وأخيه عبد العزيز قاضيها وآخرين؛ ثم انتقل صحبته أيضاً إلى فاس في سنة خمس وثلاثين فأقام بها أشهراً اجتمع فيها بعبد الله العبدوسي وغيره وكذا دخل صحبته أيضاً تلمسان في أول سنة أربعين وأقام بها نحو ثمانية أشهر اجتمع فيها بمحمد بن مرزوق وأبي القسم العقباني وأبي الفضل بن الإمام وآخرين؛ ولقي بتونس حين دخلها في سنة أربعين أبا القسم البرزلي وغيره وبطرابلس يحيى القدسي وبالقاهرة في أواخر سنة أربعين البساطي وغيره، وسمع الحديث في كثير من البلاد، ودخل مكة في موسم سنة إحدى وأربعين ثم سافر منها إلى المدينة فجاور بها إلى أثناء سنة اثنتين ثم عاد لمكة وتأهل بها ورزق الأولاد وتصدى للتدريس بهما مع الإفتاء؛ وأخذ عنه الأماثل وعرض عليه ظهيرة الماضي؛ وكان بارعاً في الفقه والأصلين متقدماً في العربية مشاركاً في غيرها مع الدين والخير والكرم ذا مال يعامل فيه. مات بمكة في ضحى يوم الأحد ثامن عشري ربيع الآخر سنة ثلاث وستين وصلى عليه بعد صلاة العصر عند باب الكعبة ودفن بالمعلاة رحمه الله وإيانا.
652 محمد بن سليمان بن داود بدر الدين بن بدر الدين بن علم الدين الشوبكي الأصل القاهري ابن أخي الزين عبد الرحمن الماضي وأبوه أيضاً ويعرف كسلفه بابن الكويز. نشأ في الرياسة وحفظ القرآن وتدرب في المباشرة بأقربائه وبرع فيها وفي الكتابة، وباشر نظر الدخيرة مدة ثم معلمية الصناع وجمع بينهما ثم أضيف إليه الخاص ونظر القرافتين وانفصل عنه بزكريا وأمره في المباشرات أخف من عمه ولذا أثنى على حشمته وحسن عشرته في الجملة. مات بعد تعلله مدة وأصيب إما بآكلة أو بقرحة جمرة أو نحو ذلك لسبب أزعجه في ليلة الخميس ثاني عشري شعبان سنة خمس وثمانين عن ثلاث وستين سنة ودفن من الغد بتربتهم.
653 محمد بن سليمان بن داود الطائفي الغمري ثم القاهري نزيل جامع الغمري بها. ممن خدم أبا العباس وعرف به وحج معه وسمع على أشياء ولا بأس به.
654 محمد بن سليمان بن داود اللاري المؤذن. ممن سمع مني بمكة.
 655 محمد بن سليمان بن سعيد بن مسعود المحيوي أبو عبد الله الرومي الحنفي ويعرف بالكافياجي. ولد بككجة كي من بلاد صروخان من ديار ابن عثمان الروم قبل التسعين وسبعمائة تقريباً؛ ومن قال سنة إحدى وثمانمائة فغلط، وأخذ عن الشمس الفنري والبرهان أمير حيدر الخافي أحد تلامذة التفتازاني وواجد وعبد الواحد الكوتائي وغيرهم وأكثر من قراءة الكافية لابن الحاجب وأقرأ بها حتى نسب إليها بزيادة جيم كما هي عادة الترك في النسب؛ وقدم الشام وأقرأ بها، وحج ودخل القدس ثم قدم القاهرة بعيد الثلاثين؛ وهو متقلل من الدنيا جداً فأقام بالبرقوقية سنين واجتمع بالبساطي وشيخنا وغيرهما من المحققين، وأقام عند المحب بن الأشقر قليلاً وظهرت كفاءته وكمالاته فأقبل عليه الفضلاء كابن أسد والبدر أبي السعادات البلقيني ومن شاء الله منهم الناصري بن الظاهر جقمق، واستقر به أبوه في مشيخة زاوية الأشرف شعبان بعد عزل حسن العجمي في جمادى الأولى سنة اثنتين وأربعين ثم في مشيخة التدريس بتربته عوضاً عن العلاء الرومي ثم الأشرف إينال سنة ثمان وخمسين في مشيخة الشيخونية حين إعراض ابن الهمام عنها؛ وتصدى للتدريس والإفتاء والتأليف وخضعت له الرجال وذلت له الأعناق وصار إلى صيت عظيم وجلالة، وشاع ذكره وانتشرت تلامذته وفتاواه وأخذ الناس عنه طبقة بعد أخرى بل والطبقة الثالثة أيضاً؛ وتقدمت طلبته في حياته وصاروا أعيان الوقت وتزاحموا عنده من سائر المذاهب والفنون، ويقال إن ممن أخذ عنه التقي الحصني أحد مشايخ الوقت. وزادت تصانيفه على المائة وغالبها صغير. ومن محاسنها شرح القواعد الكبرى لابن هشام كتبه عنه غير واحد من الفضلاء وزادت عدة كراريس بعض نسخه على الثلاثين وعتب على كاتبها لاستدعائه إعراض كثير من قاصري الهمم عنه إذا سمع أنه في هذا المقدار وهذا عكس ما وقع لابن الملقن حيث عتب من كتب شرحه على البخاري في مجلدين مع كونه في عشرين مجلداً، وشرح كلمتي الشهادة والأسماء الحسنى بل له المختصر في علم الأثر والمختصر المفيد في علم التاريخ وشرع في محاكمات بين المتكلمين على الكشاف وحاشية عليه مستقلة وعلى شرح الهداية وتلخيص الجامع الكبير والمجمع وكذا كتب على تفسير البيضاوي والمطول وشرح المواقف وشرح الجغميني في الهيئة وسارت فتاويه التي يسلك فيها البسط والإسهاب والتوسع في المعقول بحيث لا يحصل الغرض منها إلا بتكلف وربما لا يحصل وقد تصادم المنقول في الآفاق، كل ذلك مع الدين التام والصيانة والعفة بحيث امتنع من إقراء بعض المردان في خلوة، وسلامة الصدر والحلم على أعدائه والكرم وإكثاره الصدقة والإطعام واستحضار القرآن والبكاء الكثير عند سماعه وقوة الاستنباط منه والوجه البهي والشيبة المنورة ومزيد الرغبة في إلقاء العلم وتقريره وكذا في إطرائه وتعظيمه ولا يروج عنده غالباً إلا من يسلك معه ذلك والإعراض عما يسلكه غيره من التعزية والتهنئة إلا في النادر معتذراً بعدم الإخلاص في ذلك؛ وإليه النهاية في حسن العشرة والممازجة مع أصحابه ومداعبتهم وملاطفتهم لكنه لا يعترف لكبير أحد بالعلم، نعم كان شيخنا عنده في الذروة بحيث أنه أنشدني أبياتاً في مدحه وأثبتها لي بخطه، ووصفه شيخنا على نسخته من شرح النخبة من تصانيفه بالشيخ الإمام الأوحد الفاضل البارع جمال المدرسين مفيد الطالبين وأذن له في روايته عنه مع جميع مروياته وذلك في سنة اثنتين وأربعين، ولو كان طلق اللسان كان كلمة إجماع ولكن كتابته دالة على توسعه في العلوم ومزيد استحضاره لها وإن كان بعض من قصر عن حفظه أمتن في التحقيق منه، وهو ممن يميل إلى ابن عربي وربما ناضل عنه ومع ذلك فلما أبديت عنده شيئاً من كلماته انزعج وقال هذا كفر صراح لكن حتى يثبت عنه، وبالجملة فقد صار علامة الدهر وأوحد العصر ونادرة الزمان وفخر هذا الوقت والأوان الأستاذ في الأصلين والتفسير والنحو والصرف والمعاني والبيان والمنطق والهيئة والهندسة والحكمة والجدل والأكر والمرايا والمناظر مع مشاركة حسنة في الفقه والطب ومحفوظ كثير من الأدب واستعمال للنثر في كتاباته بل ربما اخترع بعض العلوم، وقد عظمه الملوك خصوصاً ملك الروم ابن عثمان فإنه لازال يكاتبه بما أثبت بعضه في مكان آخر ويهدي إليه الهدايا السنية، وامتدحه غير واحد من شعراء الوقت كالشهاب المنصوري. وقال

البدر حسن بن إبراهيم الخالدي الماضي:

لك الله محيي الدين بحر مكارم

 

وبحر علوم لا يحاط عمـيقـه

فيا مجمع البحرين قد فقت حاتماً

 

وفي الفضل للنعمان أنت شقيقه

وكان كثير الإجلال حسبما بينته في موضع آخر، ولم يزل على جلالته ووجاهته إلى أن ابتدأ به المرض في أوائل المحرم سنة تسع وسبعين بالزحير وتوالي الإسهال بحيث كان يعتريه غم بسببه ولا يمكن كبير أحد من الجلوس معه غالباً، ثم مات بعد أن سمعت منه أن السلطان عينه لمشيخة مدرسته في تتمات كتبتها في الوفيات وغيرها في صبيحة يوم الجمعة رابع جمادى الثانية منها وحمل نعشه حتى صلى عليه بسبيل المؤمني باستدعاء السلطان له وشهوده الصلاة عليه ثم دفن بحوش كان أعده لنفسه وحوطه قبل موته بثلاثة أيام بجوار سبيل التربة الأشرفية كان هو يدفن به الغرباء المترددين إليه ونحوهم، وتأسف الناس على فقده ولم يخلف مثله رحمه الله وإيانا.
656 محمد بن سليمان بن محمد بن أبي بكر الدمشقي الصالحي نزيل القاهرة. ولد بصالحية دمشق سنة بضع وأربعين وسبعمائة ولازم التاج بن السبكي والتقي بن الشهيد وابن كثير وسمع عليه وعلى العماد الحسباني وصحب الجلال بن خطيب داريا دهراً وكتب عنه، وكان حسن الإدراك كثير الفوائد مع إعجاب بنفسه، وقدم القاهرة في سنة اثنتين وثمانين ولزمته مدة وكنت له محباً ومنه مستفيداً. قاله المقريزي في عقوده وحكى عنه عن التقي عبد الله بن جملة أن شخصاً سماه لما حدث الوباء الكبير في سنة تسع وأربعين وسبعمائة أمر في الحال ببيع ثيابه وعقاره والتصدق بثمن ذلك ففي تلك الليلة التي تم فيها هذا رأى في منامه قائلاً يقول له في هذه الليلة كان انقضاء عمرك إلا أن الله قد زاد في عمرك لما فعلت ست عشرة سنة، إلى غيرها من الأشعار والحكايات. مات بالقاهرة في ذي القعدة سنة عشرين رحمه الله.
657 محمد بن سليمان بن مسعود الشمس الشبراوي - نسبة لشبرا النخلة بالمنوفية - القاهري الشافعي والد محمد الآتي. ذكره شيخنا في إنبائه مقتصراً على اسمه ونسبته وقال: اشتغل كثيراً وكان مقتدراً على الدرس فدرس كتاب الشفا وعرضه ثم مختصر مسلم للمنذري ولم يكن بالماهر. مات في سلخ سنة أربع عشرة. قلت وكذا حفظ غير ذلك كالتنبيه والألفيتين، وقد جاور في سنة سبع وتسعين بالمدينة وسمع بها على الزين المراغي والعلم سليمان السقاء، وكان إمام السنقورية بالقاهرة واتفق أنه كان جالساً بخلوته منها فلعبت النار من القنديل في عمامته وغيرها من أثوابه فبادر وألقى نفسه في بركة المدرسة.
658 محمد بن سليمان بن وهبان المدني عم سليمان الماضي. سمع على الزين المراغي في سنة خمس عشرة. محمد بن سليمان الحكري.
659 محمد بن سليمان الفيومي بواب الزمامية بمكة، ذكره ابن فهد مجرداً.
660 محمد بن سليم بن كامل الشمس الحوراني ثم الدمشقي الشافعي. قال شيخنا في إنبائه: تفقه وتمهر واعتنى بالأصول والعربية وكان من عدول دمشق وقرأ الروضة على العلاء حجي وكتب عليها حواش مفيدة وأذن له في الإفتاء ودرس وأعاد وتصدر وأفاد؛ وكان أسمر شديد السمرة أكثر أقرانه استحضاراً للفقه ممن يكتب الحكم وكتب للتاج السبكي كثيراً من مصنفاته. مات في رجب سنة ثلاث بعد أن عوقب بأيدي اللنكية وقد قارب الستين وليس في لحيته شعرة بيضاء رحمه الله. محمد بن سند. يأتي في ابن علي.
661 محمد بن سنقر أبو السعود الجمالي نزيل مكة وشاد عمارة السلطان مع الحسبة. سمع مني هو وأبوه المسلسل وحديث زهير العشاري وكتبت لهما إجازة بل قرأ على الأربعين النووية.
662 محمد بن سنقر الأمير ناصر الدين الاستادار، مات سنة تسع.
663 محمد بن سنقر الشرفي - نسبة لابن شرف الدين صاحب الجامع الشهير بالحسينية لكون والده مولاه ويعرف بلغيلغ. مات في جمادى الآخرة سنة ستين ودفن خلف تربة الصوفية الصغرى. أرخه ابن المنير وقال كان أمياً له كلمات حسنة وخبرة بالصالحين وللناس فيه اعتقاد رحمه الله.
664 محمد بن سنقر ابن أخت تغري بردى القادري. اعتنى به خاله فأسمعه مع ولدي شيئاً. ومات.
 665 محمد بن سودون دقماق ناصر الدين. أحد المقطعين والماضي أبوه والآتية أمه عائشة ابنة الأمير ناصر الدين محمد بن العطار وأخته لأمه فاطمة ابنة طيبغا، وهو الآن حي.
666 محمد بن سويد الشمس المصري أخو البدر حسن. مات سنة أربع وعشرين بالصعيد، ذكره شيخنا في أنبائه.
667 محمد بن سيف بن محمد بن عمر بن بشارة. مات مقتولاً بالقاهرة وحشي جلده تبنا وحمل إلى صفد في ذي الحجة سنة تسع عشرة. ذكره شيخنا أيضاً.
668 محمد بن سيف بن أبي نمى محمد بن أبي سعد حسن بن علي بن قتادة الشريف الحسني المكي؛ ذكره الفاسي وقال: كان من أعيان الأشراف آل أبي نمى وأقربهم نسباً إليه فإنه لم يكن بينه وبين أبي نمى إلا والده سيف. ودخل العراق طلباً للرزق ولم ينل طائلاً؛ وعرض له بياض بأخرة. ومات في جمادى الأولى سنة ست وعشرين بمكة ودفن بالمعلاة وهو في عشر السبعين ظناً.
669 محمد بن شاذي حجا ناصر الدين المحمدي - نسبة لتاجر أبيه - العنبري الحنفي. ولد في تاسع عشري شعبان سنة ست وعشرين وثمانمائة بدرب المرسينة من قناطر السباع؛ ونشأ فقرأ القرآن عند الشمس بن نعناع واشتغل في النحو وغيره عند الشمس بن خلف الحنفي، بل حضر عند ابن الديري والأقصرائي والشمني وسيف الدين وغيرهم بل عند طبقة تلي هؤلاءن وحج وتكسب في العنبر وبرع في صناعته وتولع بالأدب وخالط فضلاءه كالحجازي والمنصوري والشاب التائب وتطارح معهم، ومدح الأكابر فمن دونهم كالبارزي وابن مزهر وأثنى على إحسانهما والسلطان وسمح له بالمعتد في إقطاعه ببساط والعز الحنبلي وقال في أول قصيدته التي امتدحه بها:

عيون مهى كلمن قلبي بالـغـمـز

 

فجاوب دمعي عن فؤادي بما يجزي

ومخلصها:

أبثك يا من لامنـي فـي تـغـزلـي

 

وترك امتداحي أهل ذا الزمن المرزي

فإن اكتساب الـشـعـر ذل وأنـنـي

 

قنعت لمدحي من ذوي العلم بالـعـز

ومما قاله حين الغصب من أرباب الأملاك والأوقاف معلوم خمسة أشهر بعد شهرين فيما مضى بحجة مشي ابن عثمان ملك الروم على البلاد للاستعانة ببذلك في دفعه:

لولا العدو لما داس الخـبـيث بـنـا

 

في جمرةٍ لم يدسها قبـل دائسـهـا

في وزن شهرين لم نسطع فكيف بنـا

 

في خمسة وولي الوزن سادسـهـا

فادعوا بقلب لعل الله يكـشـف مـا

 

بكم ويطمع بعـد الـيأس آيسـهـا

وادعوا بخذلان من عادى المليك عسى

 

تنجاب عن غرة الدينيا عساعسـهـا

كتب إليه الشهاب المنصوري ملغزاً في فأر:

يا سيداً بالدر من نطـقـه

 

حل محل البدر في أفقه

ما قولكم في فاسق مفسد

 

لم ينهه الشارع عن فسقه

يأكل مال الناس غصباً ولا

 

إثم ولا تحريم في رزقه

وهو على إفساده مـتـق

 

ملازم والخوف من خلقه

فأعمل الفكرة في حلـه

 

لتوصل المعنى إلى حقه

فأجابه بقوله:

يا سيداً كاتب مـن رفـقـه

 

عبيده المعهـود فـي رقـه

إن الذي تعنيه يا ذا العـلـي

 

جواب آفاق علـى رزقـه

يأكل بالقـرض ولـكـنـه

 

لم يرض رب الحق في حقه

الفأر قاد اللـيل لـم يرضـه

 

فلازم التسهيد من حـذقـه

إن حزته ملكاً فلا تـبـقـه

 

فقتله أنسب مـن عـتـقـه

وله في كاتبه:

إذا ما قيل من تأتي الفتـاوي

 

لكهف علومه السامي فتاوي

وفي علم الحديث سخا قديماً

 

بإسناد إليه قل السـخـاوي

وقوله فيه أيضاً ارتجالاً:

إذا ما دجى ليل الشكوك على الـوزر

 

وضل هدي الإفهام في غيهب الحدس

كشفنا بشمس الدين ظلـمة لـيلـهـا

 

وهل يكشف الظلماء إلا سنى الشمس

بل خمس البردة وافتتحه بقوله:

يا مازجاً بدم ينهل كـالـديم

 

كؤوس دمع أدارتها يد الألم

بمن صبوت إليهم ملقى السلم

 

أمن تذكر جيران ببذي سلم

ورأيته فيمن قرض مجموع البدري ومن نظمه فيه:

حوى التقى مجموعاً فـريداً

 

تسامى في النثار وفي النظام

 

يود الدهر لو حاكى الحريري

 

على منواله نسج الـكـلام

وقوله:

تجلد كل مـجـمـوع رآه

 

مخافة أن يحد بألف جلـده

وأقسم من تلفظ فيه غـيبـاً

 

قطعت لسانه وسلخت جلده

بل كتب عنه صاحب المجموع قوله:

يا بارقاً راح يحكي

 

من الثغور مباسـم

لقد حكيت ولـكـن

 

شم برق مبسم هاشم

وكتب على شرح البهاء إلا بشيهي للمختصر:

قل للـبـهـاء الـذي

 

بالفضل والعلم اشتهر

زدت البساطي بسـطة

 

في علم هذا المختصر

وجلوت من بكر الفكر

 

حلي الجواهر والدرر

670 محمد بن شاش شرف الدين أحد الموقعين. مات في رمضان سنة ست وأربعين ودفن بتربتهم بالقرافة. ذكره العيني.
671 محمد بن شاه رخ بن تمرلنك ويعرف بألوغ بك صاحب سمرقند من قبل أبيه. قتله ولده عبد اللطيف في سنة أربع وخمسين واستقر عوضه فلم يلبث سوى شهر وقتله عمه هميان بن شاه رخ؛ وكان من نمط أبيه مع حذق وفهم ويحكى أنه لم يكن أحد يجدد في سمرقند بناءً يذكر إلا كتب عليه اسمه وأن محمد بن شهاب الخافي الآتي قريباً بني في سوق البراذعيين منها مدرسة فاجتاز بها صاحب الترجمة ومعه نديم له اسمه عبد المؤمن من أهل العلم حلو النادرة سريع الجواب فأعجبه فسأله عن صاحبها فسماه له قال فما اسمها فقال له مدرسة تكون في البراذعيين لا يصلح أن تسمى إلا بالحمارية فشاع هذا الكلام بحيث اشتهرت المدرسة بذلك وكان ذلك سبباً لتحامي الطلبة عن النزول بها ولو مات الواحد منهم جوعاً مع كثرة معاليمها.
672 محمد بن شعبان بن علي بن شعبان الشمس الغزي الشافعي نزيل البرقوقية من القاهرة وشقيق أحمد وعبد القادر الماضيين وهو أسن الثلاثة. اشتغل في الفقه وأصوله والعربية وغيرها، وأخذ عن العبادي والجوجري وأبي السعادات والزيني زكريا والشرف بن الجيعان وآخرين، وسمع مني أشياء ولا نسبة له من أخيه مع فاقته؛ وحج وجاور يسيراً ودخل الشام للتكسب وقطن القاهرة وسكن البرقوقية واستقر أحد المعيدين بالصالحية.
673 محمد بن شعبان بن محمد البوتيجي ثم القاهري الشافعي قريب شيخنا الزين البوتيجي. إنسان يخر أصيل وجيه قرأ القرآن وحفظ بعض الكتب واشتغل قليلاً وحضر دروس الولي العراقي بل سمع في أماليه كما رأيته مثبتاً بخط المعلى في مجالس. وتنزل في الجهات وباشر في بعض جهات الجوالي. مات قريباً من سنة سبعين ظناً.
674 محمد بن شعبان بن محمد السفطي ثم القاهري الشافعي ويعرف بابن الخطيب بالتصغير. ولد قبيل الستين تقريباً ونشأ بسفط. ثم قدم القاهرة قبل بلوغه مع أبيه؛ وحفظ القرآن والمنهاج وعرضه علي في جملة الجماعة واشتغل يسيراً، وكان أحد من قرأ على أخي في تقسيمين بل وأخذ عن موسى البرمكيني، وقرأ علي وسمع مني أشسياء ثم مال إلى الترك واسترسل في الراحة، وتزوج وصار يتعرض للمسئلة مع أدب ولطف وفهم وقد أقرأ بعض خدم الخواجا ابن قاوان وقرره قارئاً عند قبر ابنته ورتب له في كل شهر ديناراً وكان زائداً الإحسان إليه ودام ذلك مدة، وبعد سفره انتمى لصهره اسحق فكان يرتفق به في الجملة، وقد حج وجاور قليلاً ثم رجع في موسم سنة اثنتين وتسعين مع الصهر وتناقص حاله. ومات في طاعون سنة سبع وتسعين رحمه الله وعفا عنه.
675 محمد بن شعبان الشمس محتسب القاهرة. ولد تقريباً سنة ثمانين وسبعمائة وكان عرياً عن الفضائل بل عامياً محضاً ومع ذلك فولي الحسبة زيادة على عشرين مرة بالبذل بحيث كان يتبجح بذلك ويفتخر به مع أن المؤيد ضربه مرة على رجليه وألزمه بعدم السعي فيها وما انفك إلى أن افتقر وصار تعتريه المفاصل، ثم مات في حادي عشري شوال سنة أربع وأربعين قال المقريزي وكان لا فضل ولا فضيلة.
676 محمد بن شعبان الحسيني ويعرف بالطيبقي. ممن كتب على مجموع البدري بعد السبعين وما عرفته.
677 محمد بن شعبة بدر الدين الفارسكوري شيخ تلك الناحية ومدركها، ابتنى فيها مدرسة بقرب بيته وقرر الشهاب البيجوري مدرسها، وفيه ميل للخير ومحبة في الفقراء مع ما هو فيه.
678 محمد بن شعرة أبو الفضل الصعيدي الأزهري الشافعي. ممن أخذ عن السنتاوي.
 679 محمد بن شعيب الغمري والد أحمد الماضي. رجل صالح قانت متعبد ورع له أحوال وكرامات واختصاص بالشيخ محمد الغمري بل كان أجل أصحابه حتى أنه استخلفه عليهم وأقام عنده بالمحلة كثيراً؛ سمعت الثناء عليه من غير واحد من ضابطيهم. مات تقريباً سنة ثلاث وخمسين أو التي تليها. محمد بن شعيرات. في ابن حشين بن محمد.
680 محمد بن شفليش - بمعجمتين الأولى مفتوحة بعدها فاء ساكنة ثم لام وياء ورأيت من كتبه شفتيل - الشمس العزازي الحلبي. رافق الشمس السلامي وابن فهد في السماع على البرهان الحلبي وابن ناصر الدين وأبي جعفر وآخرين، ذكره شيخنا في إنبائه وقال: كان أحد فقهاء حلب اشتغل كثيراً وفضل وسمعت من نظمه بحلب وكتب عني كثيراً. مات في جمادى الأولى سنة سبع وثلاثين.
محمد بن شفيع. في محمد بن محمد بن محمد بن أحمد بن يوسف.
681 محمد بن شهاب بن محمود بن محمد بن يوسف بن الحسن الحسني - نسبة لجده المذكور - العجمي الخافي الحنفي نزيل سمرقند. ولدف ي ربيع الأول سنة سبع وسبعين وسبعمائة بمدينة سلومد - بفتح المهملة وضم اللام وكسر الميم وآخره مهملة كرسي خواف، وقرأ بها القرآن وأخذ الفقه عن مولانا محمد المدعو عبد الرحمن بن محمد البخاري خال العلاء البخاري والسراج البرهاني كلاهما ببخارى والجامع الكبير من كتبهم عن أبي الوقت عبد الأول بن محمد بن عماد الدين البرهاني بسمرقند في آخرين بأماكن متفرقة وأصول الفقه عن أولهم ومحمد بن محمد الحصاري والسيد الجرجاني وسمع منه من تصانيفه شرحه للمفتاح وللمواقف للعضد ولتذكرة الطوسي في الهيئة وحاشيته على شرح المطالع وبعض الكشاف والبيضاوي وأشياء وعنهما أخذ علم الكلام وعنهما وعن أول شيوخه أخذ العربية وكذا أخذها عن مولانا ركن الدين الطواشي الخوافي وهو أعلمهم وأزهدهم وعنه وعن السيد وغيرهما المنطق وعن أول شيوخه والسيد وابن عبد الحميد الشاشي المعاني والبيان والبديع وقرأ الطب على أول شيوخه ومولانا فضل التبريزي سمع عليه الموجز وشرحه له والهندسة على مولانا نصر الله الخاقاني الخوارزمي والسيد وعليهما قرأ الهيئة وكذا قرأها مع الهندسة وعلم الوقت على الخيوقي الخوارزمي الصوفي الزاهد المتجرد ولم يكن يعرف غيرها والحساب على أبي الوقت ثالث شيوخه ونصر الله القاآني؛ وسمع الحديث على ابن الجزري ومحمد بن محمد البخاري الحافظي الشعري ومحمد الحافظي الطاهري الأوشى في آخرين، وصنف كتاباً في العربية نحو ثلاثة كراريس متوسطة عمله في ليلة واحدة لم يراجع فيه كتاباً وآخر قدره أو أقل في المنطق عمله في يوم أو أقل، إلى غيرها مما لم يتم كحاشية لشرح المفتاح للتفتازاني وللعضد وللمنهاج الأصلي وللطوالع، وقدم حاجاً في سنة خمس وأربعين فاستدعاه الظاهر جقمق فوفد عليه ولقيه بعض الفضلاء فقال إنه كان عالماً مفنناً متقناً بحراً في العلوم يكاد يستحضر الكشاف بالحرف وكذا غيره من المعقولات، أجمع الأعاجم على أنهم لم يروا أحفظ منه مع حسن التصرف بل ممن كان يمدحه أبو الفضل المغربي فيما قاله البقاعي؛ وقال إنه كان حسن الكلام ذا عقل وافر وسياسة ظاهرة وخلق رضي يقطع مجلسه بشكر العرب وترجيح بلادهم على بلاده مع فصاحة وجودة ذهن وحسن تصرف في العلم ويقال إنه أحد شيوخ الشمس الشرواني وإن الناصري ابن الظاهر أضافه وجمع العلماء له فكان من إنصافه أنه ما تكلم مع أحد منهم إلا في الفن الذي يذكر به ولم يبد سؤالاً إنما كان يسأل فيتكلم وأنه جارى السعد بن الديري في التفسير ولم ينقله لغيره بحيث قضى منه العجب ويقال إنه كان متمولاً وأنه بنى مدرسة في سوق البراذعيين من سمرقند كما سلف في محمد بن شاه رخ قريباً وكذا أكرمه أبوه الظاهر، ثم رجع فزار بيت المقدس ودخل دمشق مريضاً ثم سافر منها إلى بلاده فقيل إنه مات في سنة اثنتين وخمسين والله أعلم بهذا كله.
682 محمد بن شهري الأمير ناصر الدين حاجب الحجاب بحلب. قتل في وقعة آمد مع حكم سنة تسع.
 683 محمد بن صالح بن عمر بن أحمد ناصر الدين بن صلاح الدين الحلبي ويعرف بابن السفاح؛ ولي كتابة الإنشاء بحلب ثم ترقى إلى كتابة سرها ثم لنظر جيشها وامتحن في أيام الظاهر برقوق وصودر ثم توجه إلى القاهرة بعد وقعة تنم مع الناصر فاستقر في التوقيع عند يشبك الشعباني فانتهت إليه الرياسة عنده بحيث يروم الترقي لكتابة سر مصر بل وعين لها فما تيسر. مات في تاسع عشر المحرم سنة سبع ومنهم من ورخه في التي بعدها غلطاً ومنهم من أسقط عمر من نسبه؛ قال ابن خطيب الناصرية وتبعه شيخنا: كان رئيساً عالي الهمة تام الخبرة بسياسة الملوك كثير المروءة والعصبية والصدقة محباً في العلماء والصالحين باراً بهم. زاد شيخنا: وقد رأيته عند يشبك وكان لطيف الشكل. وقال غيره: كانت له ولأسلافه حرمة وافرة بحلب بحيث كان بيتهم من جملة بيوتها المعدودة رحمه الله.
محمد بن صلح بن عمر بن رسلان البهاء أبو البقاء بن العلم البلقيني الأصل القاهري وهو بكنيته أشهر. يأتي.
684 محمد بن صلح بن عمر بن رسلان فتح الدين أبو الفتح بن العلم البلقيني الأصل القاهري البهائي الشافعي أخو الذي قبله وهو بلقبه أشهر. ولد في يوم الأربعاء حادي عشر جمادى الثانية سنة خمس وأربعين وثمانمائة بالقاهرة وأمه ابنة ابن باشا أم الصلاح المكيني فهو أخوه لأمه، ونشأ في كنف أبويه فحفظ القرآن وصلى به في مدرستهم وعمدة الأحكام والتدريب لجده وتكملته لأبيه وألفية ابن ملك وقطعة من ابن الحاجب، وحضر عند أبيه قليلاً بل كان بأخرة يقرأ بين يديه في الخشابية وغيرها؛ وذا أخذ في النحو قليلاً عن إبراهيم الحلبي وفي الفرائض عن البوتيجي وفي الأصول عن الكافياجي وفي المنطق والعربية عن التقي الحصني، كل ذلك قليلاً بالهوينا، وعرف بالذكاء، وأضيف إليه في أيام أبيه أشياء بل ناب عنه في القضاء وبعده استقر في الخشابية والشريفية والقانبيهية والبرقوقية وغيرها شريكاً لغيره بعد أن شهد ابن الفالاتي وابن قاسم بأهليته وباشرها وقرأ ابن قاسم بين يديه الحديث قليلاً ثم انقطع، ولو توجه للاشتغال وترك مخالطة من يحمله على ما لا يليق ببيتوتة بحيث خرج عن حده وترك طريق أبيه وجده وجر ذلك لتكليفه مالاً حين أمسك على هيئة غير مرضية لرجي له الخير وقد عذلته غير مرة وأفاد التستر قليلاً مع احتفاف قرناء السوء به وآل أمره مع عدم انفكاكه عمالاً يرتضي إلى استكمال الوظائف المشار إليها مع قضاء العسكر وغيره بعد موت شريكه أبي السعادات في ربيع الأول سنة تسعين بكليفة إلا القانبيهية فإنهما كانا نزلا عنها. وقال الشهاب الطوخي فيه:

لقد فتح الله العظيم على اورى

 

بأعظم فتح وهو أكرم فـاتـح

وولي عليهم ذا المكارم والحجى

 

ولا بدع في ذا إنه سر صالـح

وبالجملة فكان ساكناً مدارياً وهو في آخر عمره أحسن منه قبله سيما بعد موت المشار إليه فإنه بالغ في التودد والإحسان إلى الطلبة بالتقرير وغيره ولكنه لم يمتع، بل مات عن قرب في غروب يوم الجمعة ثامن رجب سنة اثنتين وتسعين وصلى عليه من الغد بجامع الحاكم ودفن بمدرستهم، واستقر بعده في الخشابية والشريفية وقضاء العسكر ببذل كثير ابن أخيه لأمه رحمه الله وعفا عنه وإيانا.
685 محمد بن صالح بن يحيى الشمس الكركي. أخذ القراءات عن الفخر الضرير كما أخبر، وكتب عنه شيخنا الزين رضوان ببعض الاستدعاءات سنة أربع وثلاثين.
686 محمد بن صالح التاج أبو الخير بن العلم القرشي الطنبدي الأصل القاهري الشافعي الفافا ويعرف كسلفه بابن عرب. اشتغل وبرع في الفرائض وكتب على المجموع تعليقاً، وحضر عند شيخنا في الإملاء وشارك في الفقه وغيره، ورافق الزين قاسم الزبيري في الشهادة وقتاً وكتب للشهود وراقه ثم استنابه العلم البلقيني فمن بعده في القضاء، وكان خيراً. مات في العشر الثاني من ربيع الأول سنة ثلاث وسبعين عن بضع وخمسين رحمه الله.
 687 محمد بن صالح النمراوي ثم القاهري والد عبد العزيز الماضي ويعرف بابن صالح. شيخ معتقد عند الغمري فمن دونه له أحوال صالحة وكرامات مذكورة مع ظرف ولطف وخفة روح بحيث كان شيخنا يستظرفه، وقد انجذب وقتاً ثم صار إلى الصحو أقرب، وسمعت من يقول إنه كان يتستر وهو ممن سمع بقراءتي وعلى أشياء بل كان يحضر عندي في الأمالي كثيراً ويبالغ في شأني فلا يسميني إلا ابن حجر. مات في ربيع الأول سنة ست وسبعين بعد تعلله مديدة بالفالج وغيره وصلي عليه بعد صلاة العصر بجامع الأزهر في مشهد حافل ثم دفن بتربة طشتمر حمص أخضر جوار الشيخ سليم وغيره وفي الظن أنه جاز السبعين أو قاربها رحمه الله ونفعنا به.
688 محمد بن صدقة بن خليل بن الحسن الشمس بن الزين بن البدر الحلبي ويعرف بابن الفرفور - بفاءين أولاهما مفتوحة. ولدكما قرأته بخطه في ليلة الاثنين منتصف شعبان سنة ست وستين وسبعمائة بحلب، ونشأ بها فسمع على الشهاب أحمد بن عبد العزيز بن المرحل فضل الرمي للقراب وغيره، وحدث سمع منه الفضلاء، أجاز لي في سنة إحدى وخمسين، وكان يتكسب بالشهادة ذا إلمام بالشروط مع حسن الخط والخير. مات بعد سنة إحدى وأبوه ممن قرأ القراءات وأما جده فكان كاتب الديوان بحلب.
689 محمد بن صدقة بن صالح المطري القاهري أحد جماعة بيت البلقيني ويعرف بالشمس المطري. ولد في شعبان سنة ثمان وثمانمائة وحضر المواعيد ومجالس الحديث؛ وتكسب بزازاً في بعض الحوانيت، وتنزل في سعيد السعداء وغيرها وفيه كلام. مات في ليلة ثاني عشري ربيع الثاني سنة اثنتين وتسعين عفا الله عنه.
690 محمد بن صدقة بن عمر الكمال الدمياطي ثم المصري القاهري الشافعي المجذوب ويعرف بلقبه. اشتغل وحفظ القرآن والتنبيه وألفية ابن ملك وتكسب بالشهادة بمصر وقتاً، وكان على طريقة حسنة كما سمعته من شيخنا ثم انجذب وحكيت عنه على الألسن الصادقة الكرامات الخارقة وكنت ممن شاهد بعضها، ومما حكى لي أن شخصاً سأله في حاجة فأشار بتوقفها على خمسين ديناراً فأرسلها إليه فبمجرد أن دفعها إليه القاصد وكان جالساً بباب الكاملية اجتازت امرأة فأمره بدفعها إليها وثقل ذلك عليه ثم علم منها أن ابنها في الحبس على هذا المبلغ عند من لا يرحمه بحيث يخشى عليه من إتلافه لو مضى هذا اليوم ولم يدفع إليه، إلى غير هذا من نمطه بحيث اشتهر صيته وهرع الأكابر لزيارته وطلب الدعاء منه وممن كان زائد الانقياد معه والطواعية له في كل ما يرومه منه الكمال إمام الكاملية لشدة اعتقاده فيه بحيث كان يضعه في الحديد ويمشي به معه في الشارع وهو كذلك ويبالغ في ضربه وربما أقام عنده بالكمالية ولذا كتب عن شيخنا بعض الأمالي وافتتح كتابته بثناء زائد على المحلى ولما أملى بحضرته حديث كان ابن الزبير يرزقنا تمرة تمرة قال هو إنما يرزقهم الله أو نحو هذا. مات وقد قارب السبعين في يوم الأحد سادس عشر شوال سنة أربع وخمسين بمصر وصلي عليه من الغد بجامع عمرو ودفن بجوار قبر الشيخ أبي العباس أحمد الحرار بالقرافة الكبرى وكان له مشهد حافل رحمه الله وإيانا ونفعنا به.
691 محمد بن صدقة بن محمد بن حسن الشمس القاهري الناصري المالكي ابن عمة الولوي الأسيوطي ويعرف بابن صدقة. ولد سنة ثلاث وثمانمائة تقريباً بالمدرسة الناصرية من القاهرة ونشأ بها فقرأ القرآن عند الدموهي والد محب الدين والعمدة والرسالة وغالب ابن الحاجب الفرعي وجميع ألفية النحو، وعرض على الجلال البلقيني والولي العراقي والشمس بن الديري في آخرين، وسمع على ابن الكويك والجمال الحنبلي والواسطي وابن الجزري وطائفة منهم التلواني وشيخنا البدر النسابة، وحج في سنة سبع وعشرين وقرأ الفقه على البساطي ولازمه كثيراً وأخذ من قبله عن الشهاب الصنهاجي ثم عن الزين عبادة، وتكسب بالشهادة وقتاً وتنزل في بعض الجهات وقرأ الرقائق على العامة بجامع أمير حسين وغيره، وكان خيراً لين الجانب كثير التواضع محباً في الحديث والعلم راغباً في الصالحين، ولما ولي قريبه القضاء لزم بابه وارتفق بذلك ونعم الرجل. مات في حادي عشري ذي القعدة سنة سبع وسبعين وصلي عليه ثم دفن بحوش سعيد السعداء رحمه الله وإيانا.
 692 محمد بن صدقة شمس الدين البحيري الأصل ثم القاهري الجوهري ويعرف بابن الشيخ لكون والده بل كانت أمه من ذرية الشيخ مصباح بل هو خال أمة الجبار أم الزين عبد الرحيم الابناسي، كان مقيماً بزاوية الشيخ شهاب خارج باب الشعرية ويقصد بالبر ونحوه، نشأ صاحب الترجمة كأبيه فقيراً جداً فقرأ القرآ واليسير من المنهاج بل وبعض جامع المختصرات وتفقه قليلاً وتزوج الوالد أخته قديماً وتزوج هو ابنة الحاج بليبل باني منارة جامع الغمري ثم ابنة أخت والده المشار إليها ثم ابنة عبد الله الكاشف وذلك ابتداء ترعرعه فإنه كان أخذ في التكسب بسوق الجوهر وحينئذ أقبلت عليه الدنيا واتسعت دائرته جداً واقتنى الدور وغيرها، وسافر لمكة غير مرة للتجارة ورزق حظاً مع سكون وعقل وعدم تبسط في معيشته وسائر أحواله بحيث يصل إلى التقتير. مات بمكة في يوم الثلاثاء ثالث عشري جمادى الأولى سنة خمس وثمانين وصلي عليه بعد العصر عند باب الكعبة ودفن بالمعلاة وقد زاد على الستين؛ ولم يوص بجهة بر ولذا اتفق في تركته ما حكيته في الوفيات عفا الله عنه.
693 محمد بن صدقة الخواجا شمس الدين الدمشقي؛ مات في يوم الأحد ثامن جمادى الأولى سنة ثلاث وخمسين ودفن من الغد بتربة الزيني عبد الباسط بسفح قاسيون رحمه الله.
694 محمد بن صدقة فتح الدين المنوفي الشافعي ويعرف بابن عطية ، وناب عن شيخنا وغيره في قضاء بلده وكان العز بن عبد السلام يصفه بالذكاء والخير والخبرة.
695 محمد بن صديق بن علي بن عمر بن محمد بن زكريا الشمس المكي الشافعي المقرىء. تلا بالسبع علي أبي الحسن علي بن آدم الحبيبي الماضي قرأ عليه بعض الروايات النور علي بن محمد بن أحمد بن أبي بر الغنومي في سنة اثنتين وثلاثين وأجاز له.
696 محمد بن صديق بن قديح المصري نزيل جدة ومكة. ممن سمع مني بمكة. محمد بن الصفي النجمي. في ابن عبد الله بن نجم.
697 محمد بن صلاح بن عبد الرحمن الشمس ويلقب قديماً ناصر الدين الرشيدي الأصل - نسبة لسفط رشيد بالصعيد الأدنى - القاهري المقسمي - لسكناه المقسم - الشافعي المؤدب ويعرف بابن أنس. ولد في مستهل ربيع الأول سنة خمس وستين وسبعمائة بالقاهرة ونشأ بها فحفظ القرآن وتلاه في كبره للسبع ما عدا حمزة ونافعاً على النور أبي عبد القادر الأزهري وقبله لابن كثير وأبي عمرو على الحكري ولعاصم والكسائي على يعقوب الجوشني، واشتغل في الفقه على الابناسي ثم البيجوري والبدر القويسني وفي النحو على الحناوي، وسمع على عبد الله وعبد الرحمن ابني الرشيدي الشافعيين وأبي العباس أحمد بن علي بن الظريف والنجم إسحق الدجوي المالكيين قطعة من أبي داود وعلى الفرسيسي معظم السيرة لابن سيد الناس وعلى ابن أبي المجد الصحيح بفوت يسير والختم منه على التنوخي واعراقي والهيثمي سمع على البلقيني والقويسني والشمس البرماوي والجمال الكازروني والشهاب البطائحي وقاري الهداية في آخرين؛ وتكسب بالشهادة وبتأديب الأطفال أم ببعض المساجد وخطب بجامع الزاهد الشهير، وكان خيراً مفيداً على الهمة لا ينفك عن كتابة الإملاء عن شيخنا مع شيخوخته وضعف حركته، وقد حدث باليسير سمع منه الفضلاء قرأت عليه ثلاثيات البخاري. ومات في يوم الأحد حادي عشري ربيع الآخر سنة خمس وخمسين رحمه الله وإيانا.
 698 محمد بن صلاح بن يوسف الشمس بن الصلاح الحموي الشافعي الموقع سبط الجمال خطيب المنصورية؛ وسمى بعضهم والده محمداً. ولد في أوائل صفر سنة ثمان وثمانمائة بحماة وقرأ بها القرآن وتلا به لأبي عمرو على إبراهيم المعري - بالمهملة والتشديد - وكذا حفظ الحاوي والحاجبية وأحضره جده في الثانية على عائشة ابنة ابن عبد الهادي الصحيح؛ واشتغل بالفقه على النور محمود بن خطيب الدهشة وبالنحو على الشمس بن خليل، ثم ارتحل إلى دمشق سنة ثمان وعشرين للاشتغال فأخذ النحو عن الشمس بن العيار الحموي فتقدم ونظم ونثر واستمر مقيماً بدمشق، وكتب الإنشاء بحماة ثم بدمشق أيام كاتب سرها البدر حسين ثم لما قدم الكمال بن البارزيعلى كتابة سرها وقضائها مدحه وصحبه وباشر عنده فأعجبه خطه وحظي عنده وتردد معه إلى القاهرة ودمشق في ولاياته بهما وصار أحد أخصائه؛ وولي نظر القدس والخليل في سنة اثنتين وخمسين؛ ولم يلبث أن مات به بذات الجنب في يوم الخميس ثاني عشر رمضان سنة ثلاث ودفن بالمدرسة المعظمية وكان مشهده حافلاً، ومن نظمه:

شكت سهراً في حب سيف مقلتي

 

بجفن قريح من جفاه وبـاكـي

فقلت أتبغي النوم في حبه وقـد

 

تجرد يا عيني لصيد كـراكـي

ومن قصائده التي امتدح بها الكمال:

كم ذا تموه بالشعبين والعـلـم

 

والأمر أشهر من نار على علم

أراك تسأل عن سلع وأنت بهـا

 

وعن تهامة هذا فعل متـهـم

وكذا منها قوله وهو أولها:

لمرسلات دموعي في الغرام نبا

 

وسيف عزمي إذا لاقى السلو نبا

بل ورأيت من نسب له ما قدمته في البدر محمد بن حسين بن علي ضفدع، وله لغز في المرآة يلعب فيه بضروب الأدب وختمه بقوله "يكاد سنا برقه يذهب بالأبصار" أجابه البرهان الباعوني عنه بجواب بديع أبرز اللغز فيه فقال بعد إطنابه في الغز وإذا نظرت إليه كأنك تنظر في مرآة صقيلة.
699 محمد بن طاهر بن أحمد بن محمد بن محمد غياث الدين ويدعى غياتا الخجندي المدني الحنفي حفيد العلامة الشهير جلال الدين. ولد في الثلث الأخير من ليلة الأربعاء سابع عشري رجب سنة ست وثمانمائة وسمع على الزين المراغي وغيره واشتغل على أبيه في الفنون وبرع في العربية، وعرف بجودة الذكاء وعلو الهمة، ودخل القاهرة غير مرة. ومات بها في الطاعون سنة ثلاث وأربعين. ورأيت في استدعاء بخط حسين الفتحي أجاز فيه شيخنا ذكر فيه محمد بن طاهر فأظنه هذا.
700 محمد بن طاهر بن قاضي القضاة الشمس بن يونس الشافعي. برع في الفقه والتفسير وغيرهما وعمر تفسيراً في مجلدين، وولي قضاء الموصل كآبائه من قبله سنين وتمول وفخم وحمدت سيرته إلى أن ثار أصبهان بن قرا يوسف وعاث بتلك البلاد فلما أخذ الموصل عذبه حتى هلك في العقوبة سنة ثلاث وثلاثين وخربت بعده ونزح عنها أهلها وصارت منزلاً للعربان، ذكره المقريزي في عقوده.
701 محمد بن طاهر تنظر حوادث رمضان سنة إحدى وستين.
 702 محمد بن ططر الصالح بن الظاهر أبي الفتح، وأمه ابنة سودون الفقيه. استقر وهو ابن تسع سنين بعد موت أبيه بعهد منه في يوم الأحد خامس ذي الحجة سنة أربع وعشرين وثمانمائة، وتولىالأتابك جانبك الصوفي تدبير الملكة فلم يلبث أن قبض على جانبك وصار التكلم لبرسباي الدقماق فدام أشهراً ثم خلع هذا وتسلطن ولقب بالأشرف وذلك في يوم الأربعاء ثامن ربيع الآخر سنة خمس وعشرين ولزم الصالح داره بالقلعة عند أمه من غير حافظ له بل كان يمشي في القلعة حيث شاء وربما يجيء للناصري محمد بن الأشرف بل كان يركب معه بالقاهرة ويكون على ميمنته كآحاد من في خدمته، وكانا متقاربين في السن، وعنده نوع بله وخفة وطيش، وقيل إنه كان لبلهه يسمى الفرس البوز الفرس الأبيض فنهاه بعض أتباعه وقال له قل فرسي البوز فاتفق أنه رأى في بعض الأيام سلطانية صيني بيضاء هائلة شفافة فسماها السلطانية البوز فليم فيه فقال لالتي علمنيه إلى غير هذا، ولما كبر زوجه الأشرف ابنة الأتابك يشبك الساقي الأعرج واستمرت تحته حتى مات بالطاعون في ليلة الخميس ثاني عشري جمادى الآخرة سنة ثلاث وثلاثين، وقد ذكره شيخنا باختصار جداً وقال إنه خلع في منتصف ربيع الأول وأقام عند الأشرف مكرماً حتى طعن. ومات في سابع عشري جمادى الآخرة. وكذا أرخ العيني وفاته وأنها في ليلة الخميس سابع عشريه قال وصلى عليه بمصلى المؤمني في مشهد في السلطان وأعيان المملكة، ودفن عند أبيه بالقرب من مشهد الليث. وسماه أحمد وهو غلط كما سها شيخنا في تاريخ خلعه مع كونه ذكره في الحوادث على الصواب.
703 محمد بن طقزق بن ناصر الدين الصالحي الحنفي. ممن سمع مني.
704 محمد بن طلحة بن عيسى الهتار. مات سنة تسع وعشرين.
705 محمد بن طوغان الحسني الماضي أبوه. مات أبوه وهو طفل فنشأ متشاغلاً باللهو واللعب وصاهر التاج البلقيني على ابنته جنة فلم يثبت معها، وتزوج ابنة أخت الشمس بن المرخم فاستولدها ولداً. ومات بالطاعون في صفر سنة ثلاث وخمسين وقد قارب الأربعين.
706 محمد بن طيبغا الشمس القاهري الحنفي. اشتغل ولازم الزين قاسماً الحنفي وقرأ على القول البديع وارتياح الأكباد وغيرها من تصانيفي وغيرها بل سمع قبل ذلك على شيخنا والبدر العيني وجماعة وكتب بخطه جملة، وتكسب بالشهادة دهره، وابتني بالقرب من قنطرة أمير حسين داراً، وكان يجلس هو ورفيقه على بابها ولم يكن بالبارع ولا بالمتقن في شهاداته. مات سنة أربع وثمانين رحمه الله وعفا عنه.
707 محمد بن طيبغا ناصر الدين التنكزي - نسبة لتنكز نائب الشام لكون أبيه كان من مماليكه - الدمشقي الشافعي. ولد في رمضان سنة إحدى أو اثنتين وستين وسبعمائة، وحفظ الحاوي واشتغل ولازم الشهاب بن الجباب مدة وهو بزي الجند ثم بعد اللنك صار يقرأ البخاري ويتكلم حين القراءة على بعض الأحاديث وانقطع عند المصلى فتردد إليه الناس؛ وكان يستحضر كثيراً من الفقه والحديث والتفسير إلا أنه عريض الدعوى جداً مع كونه متوسطاً وكان يغلظ للترك وغيرهم وربما آذاه بعضهم. مات في رمضان سنة تسع عشرة. ذكره شيخنا في إنبائه.
708 محمد بن الشيخ عامر بن محمد بن محمد الشمس الغمري المقدسي المادح الحائك. ممن سمع مني. محمد بن عامر. في محمد بن محمد بن عامر.
 709 محمد بن عباس بن أحمد بن إبراهيم أبو أحمد وأبو محمد بن الشرف الأنصاري العاملي القاهري الشافعي ويعرف بالعاملي. ولد بمنية العامل في أثناء سنة ستين وسبعمائة كما قرأته بخطه وانتقل منها إلى القاهرة مع أمه فقرأ القرآن عند الجمال النشائي الدميري وحفظ العمدة والمنهاج الفرعي والأصلي وألفية ابن ملك، وعرض على جماعة واشتغل في الفقه عند البلقيني والإبناسي وابن العماد والصدر الأبشيطي وابن الملقن ولازمه حتى قرأ عليه كما ذكر لي دلائل النبوة للبيهقي وبعض الصحيح وقرأ في الأصول على ابن خاص بك وفي العربية على الشمس الغماري وعليه قرأ البخاري بتمامه وكذا قرأ على عزيز الدين المليجي كما رأيته في الأصل من الجزء الحادي عشر من تجزئة ثلاثين إلى آخر الصحيح وكان يخبرنا أنه قرأه عليه بتمامه وليس ببعيد؛ وهو مع صحيح مسلم على كل من التقى الدجوي وابن الشرائحي والصدر الأبشيطي وحضر ختم مسلم خاصة البلقيني وقرأ الختم معه على ولده الجلال والجمال يوسف البساطي وابن ماجة بتمامه على الشهاب الجوهري وختمه على السويداوي والترمذي بكماله على الشرف بن الكويك وسمع الأخير من البخاري على الزفتاوي والحلاوي والسويداوي وابن الشيخة والابناسي والغماري والمراغي والأخير من مسلم من لفظ شيخنا على ابن الكويك والشمس البرماوي والشهاب البطائحي والجمال الكازروني وقارئ الهداية بل وقرأ على ابن الكويك المجلس الأول والأخير من مجالس شيخنا من مسلم والكثير من النسائي الكبير وغير ذلك، وأجاز له في سنة اثنتين وتسعين جماعة منهم من المغاربة ابن عرفة وابن خلدون وأبو عبد الله محمد بن محمد بن أحمد السلاوي وأبو القسم البرزلي والصدر فخر الدين أبو عمر وعثمان بن أحمد القيرواني ومن غيرهم التقي ابن حاتم والشهاب بن المنفر والتاج الصردي والتنوخي وأكثر من قراءة الصحيحين وغيرهما من كب الحديث ببيت الأمير إينال باي بن قجماس وبالأسطبل السلطاني وبغيرهما ولكنه لم يتميز في الطلب ولا رافق أحداً من أهل الفن فيه بل صار ذا إلمام بكثير من مشهور الأحاديث حسن الإيراد طري الصوت حتى أنه قرأ عند الظاهر جقمق حديث توبة كعب فأبكاه وأنعم عليه بمئة دينار، ولطراوة صوته تصدى للقراءة لعى العامة ولم يتحام عن قراءة ما نص الأئمة على كذبه ووضعه لعدم تمييزه بل وخطب في الأشرفية بخانقاه سرياقوس وغيرها وكذا بجامع الأزهر لكن نيابة وحمدت خطابته، وتكسب بالشهادة وكتب الخط المنسوب بحيث كتب بعض الناس عليه، وتنزل في صوفية البيبرسية وغيرها، وحج غير مرة وحدث بصحيح مسلم وجامع الترمذي وغيرهما أخذ عنه الفضلاء كالتقي القلقشندي بل أسمع شيخنا الزين رضوان عليه ولده وأثنى عليه ووصفه بالفاضل الواعظ، ووصفه في سنة تسع وتسعين الصلاح الأقفهسي بالشيخ وغيره بالعلامة وأدخله صاحبنا ابن فهد في معجمه وهو أحد الشيوخ الذين حضروا ختم الصحيح بالظاهرية القديمة لكنا لم نخبره بالسند مع إدراج التقي القلقشندي له معهم في ثبته؛ نعم قد قرأت عليه بعض الأحاديث وأجاز غير مرة، وقد قال فيه البقاعي إنه نشأ متكسباً من الوراقة مع تهافته فيها وفي غيرها من أمور الدين ثم ذكر أنه يأخذ من الخبز الذي يجاء به للمحابيس وكذا من الانخاخ وأنه ملازم قراءة سيرة البكري المجمع على كذبها وقال إلى غير ذلك من الأرصاف التي ربما تكون هذه أخف منها قال فاستحق بذلك أن لا تحل الرواية عنه فإن ذلك تغرير له وتجرئة على ما يرتكبه، وقد امتنع منه طلبة الحديث على علم بما سمع إلى أن كانت سنة أربع وخمسين فصدره بعض الطلبة لحظ نفس وقع له مع بعض الأقران فجرأه ذلك على التسميع واغتر به من لا علم له من المبتدئين فحصل الضرر البالغ. قلت وبالجملة فهو متساهل ولكن لا اعتداد بقل هذا فيه لما كان بينهما من المخاصمات مع مجاورتهما. مات في يوم الاثنين ثالث عشري شعبان سنة خمس وخمسين وصلي عليه من الغد تجاه مصلى باب النصر بحضرة جمع كثيرين كقاضي المالكية الولوي وقضاء القضاة البدري والأميني الأقصرائي، ودفن بالقرب من تربة ابن جماعة بباب النصر عفا الله عنه وإيانا.
 710 محمد بن عباس بن أحمد بن عبد الرحمن بن علي الشمس المرصفي الخانكي الشافعي. ولد بمرصفا وقدم وهو بالغ الخانكاه فقطنها واشتغل ولازم الشمس الونائي بالخانقاه وغيره في غيرها وتكسب بالشهادة وكتب بخطه الكثير لنفسه ولغيره؛ وأكثر من التردد إلي بل قرأ علي في سنة إحدى وسبعين وأنا بمكة الشفا وغيره؛ وهو خير لين الجانب له مشاركة. مات ببيت المقدس وقد توجه لزيارته في سنة خمس وتسعين وقد جاز الستين رحمه الله وإيانا.
711 محمد بن عباس بن محمد بن حسين بن محمود بن عباس الشمس الصلتي ثم المعري سبط البرهان بن وهيبة. ولد في سنة خمس وأربعين وسبعمائة أو قبلها ونشأ في حجر خاله البدر بن وهيبة فاشتغل قليلاً وأذن له الشمس بن خطيب يبرود في الإفتاء، وولي قضاء غزة في أوائل القرن مضافاص للقدس ومن قبل ذلك ولي قضاء بعلبك وحمص وحماة مراراً، ثم قدم القاهرة فسعى في قضاء المالكية بدمشق فوليه ولم يتم أمره، ثم ولي قضاء الشافعية بدمشق أيضاً بعد الوقعة مرة بعد أخرى سنة وشهراً في المرتين؛ وكان مفرطاً في سوء السيرة قليل العلم ولسوء سيرته كان يكتب له القضاء مجرداً عن الأنظار والوظائف فإنه كان أرضى بهما أهل البلد ورضي بالقضاء مجرداً، قال ابن حجي في حوادث سنة ثمان وثمانين: وفيها ولي ابن عباس قضاء بعلبك وهو رجل جاهل وكان الذي عزل به رجل من أهل الرواية يدرس بدار الحديث بها فجاء هذا لا دراية ولا رواية وإنما كان يتولى بالرشوة لبعض من لا خير فيه. مات معزولاً في أول جمادى الأولى سنة سبع؛ ذكره شيخنا في إنبائهز 712 محمد بن عباس بن محمد بن عباس الشمس البعلي العلاف أبوه. ولد تقريباً سنة ست وسبعين وسبعمائة ببعلبك وسمع بها الصحيح على أبي الفرج عبد الرحمن بن الزعبوب أنابه الحجار؛ ولقيته هناك فقرأت عليه المائة لابن تيمية منه مع ختمه، وكان إنساناً حسناً حج. ومات قريباً من سنة ستين.
713 محمد بن عباس الشمس الجوجري الشافعي. له ذكر في سبطه محمد بن محمد بن علي بن وجيه.
714 محمد بن العباس المغربي مفتي تلمسين - ومعناها اجتماع شيئين باللغة البربرية فغالب أقواتها كالقمح وفواكهها تكون جنسين. له تصانيف منها شرح لامية ابن ملك. ومات بالطاعون سنة إحدى وسبعين. أفاده لي بعض المغاربة من أصحابنا.
715 محمد بن عبد الأحد بن محمد بن عبد الأحد بن عبد الرحمن بن عبد الخالق بن مكي بن يوسف بن محمد الشمس أبو الفضائل بن القاضي الزين أبي المحاسن المخزومي الخالدي نسباً العلوي الحسيني سبط الحراني الأصل الحلبي ثم المصري الحنبلي ويعرف باسم أبيه وبابن الشريفة. ولد فيما قال ليلة الجمعة سادس شوال سنة اثنتين وتسعين وسبعمائة بحلب ونشأ بها فقرأ القرآن وتفقه بأبيه فبحث عليه نصف المقنع ثم أكمله إلا قليلاً في القاهرة على الشمس الشامي وكذا أخذ ألفية ابن عبد المعطي بحثاً عن أبيه وكثيراً من ألفية ابن ملك عن يحيى العجيسي وبحث في أصول الدين على الشمس بن الشماع الحلبي وفضل، ونظم الشعر وكتب في توقيع الدست بحلب والقاهرة، وسافر مع امرأة نوروز الحافظي فماتت في اللجون فلما لقيه زوجها أحسن إليه وضمه إلى بعض أمراء حماة فمكث عنده وانضم إلى بيت ابن السفاح، وتنقل حتى ولي كتابة سر البيرة ثم غزة وكذا نظر جيشها، وله أحوال في العشق مشهورة وتهتكات فيه وحظوة عند النساء، وجمع كتاباً في تراجم أحرار العشاق سماه صبوة الشريف الظريف ومنتخباً من شعره ومراسلات بينه وبين بعض المعاشيق سماه الإشارة إلى باب الستارة وكذا نظم العمدة لابن قدامة في أرجوزة، وامتدح الكمال بن البارزي وغيره ولقيه البقاعي فكتب عنه ما أسلفته في ترجمة أبيه. ومات بصفد وهو كاتب سرها في شعبان سنة إحدى وأربعين. محمد بن عبد الأحد العجيمي. في ابن عبد الماجد.
716 محمد بن عبد الباري تقي الدين المصري الشافعي الضرير، ممن أخذ عن السراج البلقيني، وكان فقيهاً صالحاً انتفع به المصريون سيما الجلال البكري بل جل تفقهه إنما كان به لكونه هو الذي كان يطالع له وقال إنه كان من الصالحين، وكذا ممن أخذ عنه الشرف الطنبدي نزيل حارة عبد الباسط. ومات قريب الأربعين ظناً.
 717 محمد بن عبد الباسط بن خليل الدمشقي الأصل القاهري الماضي أبوه والآتي أخوه أبو بكر. مات بالطاعون في صفر سنة ثلاث وخمسين عن نحو عشرين عاماً تقريباً.
718 محمد بن عبد الحفيظ بن محمد بن عبد الصمد المزبري الأصل الرباطي الذهوبي الأبي اليماني الشافعي، والمزبر بلد من أعمال الشوافي والرباط قرية نسبت لمرابطة الشيخ علي بن عيسى القرشي قريبة من الذهوب. ولد بعيد الخمسين وثمانمائة برباط وحفظ القرآن باب وجود بعضه هناك وباقيه في غيرها، وهاجر لمكة وكثر تردده إليها بحيث كانت إقامته بها إلى حين اجتماعه بي نحو اثنتي عشرة سنة وجلس لاقراء الأولاد بها وربما اشتغل بالنحو عند أبي الخير بن أبي السعود، وتكررت زيارته للمدينة وقد قرأ على الشفا من نسخة استكتبها ومؤلفي في ختمه من نسخة استكتبها أيضاً وسمع على أكثر صحيح مسلم وغيره كل ذلك بمكة سنة أربع وتسعين. محمد بن عبد الحق بن إبراهيم الشمس الطبيب. في عبد الحق بن إبراهيم.
719 محمد بن عبد الحق بن أحمد بن محمد بن محمد بن محمد بن عبد العال الشمس السنباطي ثم القاهري الشافعي والد عبد الحق الماضي ويعرف بابن عبد الحق ولد في سنة إحدى عشرة وثمانمائة تقريباً بسنباط ونشأ بها فحفظ القرآن والتبريزي وعرضه وتدرب ببلديه الولوي المالكي وبأخيه في الشروط وتعاناها بحيث صار عين أهل بلده فيها وتحول إلى القاهرة في أواخر سنة خمس وخمسين فقطنها وتزوج أخت بلديه صاحبنا الشمس السنباطي التي كانت تحت البقاعي، ولزم طريقته في التكسب بالشهادة وراج أمره بها فيها أيضاً ونسخ بخطه أشياء وتنزل في الجمالية وسعيد السعداء، وحج في البحر وجاور بعض سنة واشترى لولده الأكبر عدة وظائف بل وجارية بيضاء للتسري بها ولولده الآخر غير ذلك، وكان ممتهناً لنفسه. مات في ليلة العيد الأبر سنة سبعين ودفن من الغد بتربة الصلاحية وكان له مشهد حسن مع تشاغل الناس بالأضحية رحمه الله وإيانا.
720 محمد بن عبد الحق بن إسماعيل بن أحمد أبو عبد الله الأنصاري السبتي المغربي المالكي؛ ذكره شيخنا في أنبائه سنة ثلاث ثم في سنة ست كلاهما وثلاثين فقال في ثاني الموضعين: ولد سنة ثلاث وثمانين وسبعمائة وأخذ عن الحاج أبي القسم ابن أبي حجر ببلده ووصل إلى غرناطة فقرأ الأدب وقدم القاهرة في سنة اثنتين وثلاثين فحج؛ وحضر عندي في الإملاء وأوقفني على شرح البردة له وله آداب وفضائل وقال في أولهما: صاحبنا كتب إلي وكان حسن الطريقة له يد في النظم والنثر بل شرح البردة، وذكره في معجمه وقال: كتب الخط الحسن ونظم الشعر، وحج سمعت من نظمه. ومات في صفر سنة ست وثلاثين رحمه الله. قلت وذكره في ثلاث غلط؛ وهو في عقود المقريزي وأرخ مولده أيضاً في سوال سنة ثلاث، قال وتردد إلي مدة حتى مات وكان لي به أنس وأنشدني:

إذا نطق الوجودُ احتاج قوم

 

بآذان إلى نطقِ الوجـود

وذاك النطق ليس به انعجام

 

ولكن دق عن فهم البلـيد

فكن فطناً تنادي من قريبٍ

 

ولا تك من ينادي من بعيد

وقال إنه رأى بحائط مكتوباً: دواعي الأحزان الرغبة في الدنيا والاستكثار منها ومن أصبح ساخطاً على ما فاته منها فقد أصبح ساخطاً على الله ربه فلا تأس على ما فاتك منها فإنما تنال ما قدر لك وما قدر لك لا يناله أحد غيرك، ونقل عنه غير ذلك.
721 محمد بن عبد الحكم ويقال له حلي بن أبي علي عمر بن أبي سعيد عثمان بن عبد الحق المريني. كان أبوه صاحب سجلماسة ومات بتروجة بعد أن حج في سنة سبع وستين فنشأ ولده هذا تحت كنف صاحب تلمسان ثم أن عرب المعقل نصبوه في سنة تسع وثمانين أميراً على سجلماسة وقام عاملها علي بن إبراهيم بن عبوس بأمره ثم تنافرا فلحق صاحب الترجمة بتونس فلما استقر أبو فارس في المملكة توجه إلى الحج فدخل القاهرة فحج ورجع فصار يتردد إلى أبي زيد بن خلدون وساءت حاله وافتقر حتى مات في سنة عشر، ذكره شيخنا في أنبائه.
722 محمد بن عبد الحي القيوم بن أبي بكر بن عبد الله بن ظهيرة بن أحمد بن عطية بن ظهيرة أبو البركات القرشي المكي، وأمه زبيدية. درج صغيراً.
723 محمد بن عبد الخالق بن رمضان بن مرهف الدمياطي رفيق أبي الطيب بن البدراني على ابن الكويك. أثبته الزين رضوان فيمن يؤخذ عنه وكأنه مات قبل الأربعين.
 محمد بن عبد الخالق الشمس المناوي بدنة. يأتي في محمد بن محمد بن عبد الوهاب.
724 محمد بن عبد الدائم بن عمر بن عوض المحب أبو عبد الله وأبو البركات وأبو الخير بن الزين بن العلامة أبي حفص المرصفي ثم القاهري الشافعي. ولد تقريباً سنة ست وثمانين وسبعمائة وسمع الصحيح على ابن صديق أجاز لنا. ومات بعد الخمسين ظناً

725 محمد بن عبد الدائم بن موسى بن عبد الدائم بن فارس وقيل بدل فارس عبد الله بن محمد بن أحمد بن إبراهيم، وسمى شيخنا جده عيسى سهواً بل قال كان اسم أبيه فارساً فغيره - الشمس أبو عبد الله بن أبي محمد بن الشرف أبي عمران النعيمي - بالضم نسبة لنعيم المجمر - العسقلاني الأصل البرماوي ثم القاهري الشافعي. ولد في منتصف ذي القعدة سنة ثلاث وستين وسبعمائة، وكان أبوه يؤدب الأطفال فنشأ ابنه طالب علم فحفظ القرآن وكتباً، واشتغل وهو شاب وسمع الحديث على إبراهيم بن إسحاق الأمدي وعبد الرحمن بن علي ابن القاري والبرهان بن جماعة وابن الفصيح والتنوخي وابن الشيخة في آخرين وأول ما تخرج بقريبه المجد إسماعيل الماضي ولازم البدر الزركشي وتمهر به وحرر بعض تصانيفه، وحضر دروس البلقيني وقرأ عليه وأخذ أيضاً عن الأبناسي وابن الملقن والعراقي وغيرهم، وأمعن في الاشتغال مع ضيق الحال وكثرة الهم بسبب ذلك وصحب الجلال بن أبي البقاء، وناب في الحكم عن أبيه البدر ثم عن ابن البلقيني ثم عن الأخنائي، ثم أعرض عن ذلك وأقبل على الاشتغال وكان للطلبة به نفع؛ وفي كل سنة يقسم كتاباً من المختصرات فيأتي على آخره ويعمل وليمة ثم استدعاه النجم بن حجي وكان رافقه في الطلب عند الزركشي فتوجه لدمشق في جمادى الأولى سنة إحدى وعشرين فأكرمه وأنزله عنده وجلس فاستنابه في الحكم وفي الخطابة، وولي إفتاء دار العدل عوضاً عن الشهاب الغزي ثم تدريس الرواحية ونظرها عوضاً عن البرهان بن خطيب عذراء وتدريس الأمينية عوضاً عن العز الحسباني ودرس بها بخصوصها يوماً واحداً وعكف عليه الطلبة وأقرأ التنبيه والحاوي والمنهاج كل ذلك في سنة وغير ذلك فاشتهرت فضيلته، وقدر أن مات ولده محمد الآتي فجزع عليه وكره لذلك الإقامة بدمشق فزوده ابن حجي وكتب له إلى معارفه بالقاهرة فوصلها في رجب سنة ست وعشرين وقد اتسع حاله، وتصدى للإفتاء والتدريس والتصنيف وانتفع به خلق بحيث صار طلبته رؤساً في حياته، وباشر وظائف الولي العراقي نيابة عن حفيده ولبس لذلك تشريفاً بل كان عين لتدريس الفقه بالمؤيدية عوضاً عن شيخنا فلم يتم وكذا كان استقر في مشيخة الفخرية ابن أبي الفرج من واقفها وفي التفسير بالمنصورية ثم استنزله عنهما ابن حجي فعن الأولى للبرهان البيجوري وعن التفسير لشيخنا لتنقطع أطماعه عن القاهرة إلى غير ذلك من الجهات، وحج في سنة ثمان وعشرين وجاور التي بعدها ونشر العلم أيضاً هناك ثم عاد في سنة ثلاثين وقد عين له بعناية ابن حجي أيضاً تدريس الصلاحية ونظرها بالقدس بعد موت الهروي في آخر المحرم منها فتوجه إليها وأقام بها قليلاً وانتفع به أهل تلك الناحية أيضاً ولم ينفصل عنها إلا بالموت، وكان إماماً علامة في الفقه وأصوله والعربية وغيرها مع حسن الخط والنظم والتودد ولطف الأخلاق وكثرة المحفوظ والتلاوة والوقار والتواضع وقلة الكلام ذا شيبة نيرة وهمة علية في شغل الطلبة وتفريغ نفسه لهم، ومن تصانيفه شرح البخاري في أربع مجلدات ومن أصوله التي استمد منها فيه مقدمة فتح الباري لشيخنا ولم يبيض إلا بعد موته وتداوله الفضلاء مع ما فيه من إعواز، وشرح العمدة لخصه من شرحها لشيخه ابن الملقن من غير إفصاح بذلك مع زيادات يسيرة وعابه شيخنا بذلك وله أيضاً منظومة في أسماء رجالها وشرحها وألفية في أصول الفقه وشرحها استمد فيه من البحر لشيخه الزركشي ومنظومة في الفرائض وشرح لامية الأفعال لابن ملك والبهجة الوردية وزوائد الشذور وعمل مختصراً في السيرة النبوية وكتب عليها حاشية ولخص المهمات للأسنوي، ولم يزل قائماً بنشر العلم تصنيفاً وإقراءً حتى مات في يوم الخميس ثاني عشري جمادى الثانية سنة إحدى وثلاثين ببيت المقدس وتفرقت كتبه وتصانيفه شذر مذر، وهو في عقود المقريزي رحمه الله، وقد ذكره التقي بن قاضي شهبة وقال إنه كان في صغره في خدمة البدر بن أبي البقاء وفضل وتميز في الفقه والحديث والنحو والأصول وكانت معرفته بهذه العلوم الثلاثة أكثر من معرفته بالفقه؛ وأقام بمصر يشغل ويفتي في حياة شيخه البلقيني وبعده وهو في غاية ما يكون من الفقر. قلت: وقد انتشرت تلامذته في الآفاق ومنهم المحلي والمناوي والعبادي وطبقة قبلهم ثم طبقة تليهم، وحدث بالقاهرة ومكة ودمشق وبيت المقدس سمع منه الأئمة كالزين رضوان بالقاهرة والتقي ابن

فهد بمكة وابن ناصر الدين بدمشق وروى لنا عنه خلق رحمه الله وإيانا.
726 محمد بن عبد الرحمن بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن إبراهيم بن سعد الله بن جماعة الخطيب النجم بن الزين بن البرهان الكناني الحموي الأصل المقدسي الشافعي والد شيخنا الجمال عبد الله الماضي ويعرف كسلفه بابن جماعة، ممن تفقه وسمع على الميدومي وغيره، وحدث ودرس وخطب بالأقصى، تفقه به ابنه والفقيه الشمس السعودي وكذا روى لنا عنه ولده وكتبته هنا تخميناً فإنه كان قريباً من أول القرآن.
727 محمد بن عبد الرحمن بن أحمد بن إبراهيم بن جملة بن مسلم الكمال المحجي الأصل الدمشقي، ذكره شيخنا في إنبائه وقال: كان رئيساً محتشماً متمولاً باشر نظر ديوان السبع ثم تركه. ومات في المحرم سنة ثمان.
728 محمد بن الشيخ عبد الرحمن بن أحمد بن أحمد بن محمود الهمامي المكي الحنفي الماضي أبوه. ممن سمع مني بمكة.
729 محمد بن عبد الرحمن بن أحمد بن إسماعيل المحب بن التقي بن القطب القلقشندي الأصل القاهري الشافعي الماضي أبوه وجده. اعتنى به أبوه فأحضره على شيخنا وابن الفرات وغيرهما؛ وحفظ كتباً وعرض على جماعة واشتغل عند البهاء المشهدي وغيره. ومات ظناً بعد السبعين عوضه الله الجنة.
730 محمد بن عبد الرحمن بن أحمد بن حسين بن داود بن سالم بن معالي محيي الدين أبو الفضل بن الموفق أبي ذر العباسي الحموي الحنبلي الماضي أبوه وجده ولي قضاء حماة حين انتقل أبوه إلى دمشق على نظر جيشها سنة ثمان وسبعين ومات بدمشق حين رجوعه من القاهرة إلى بلده في طاعون سنة اثنتين وثمانين رحمه الله.
731 محمد بن عبد الرحمن بن أحمد بن عباس بن أحمد بن عباس الشمس البارنباري الأصل الدمياطي ثم القاهري الشافعي السكري ويعرف بابن سولة وهو لقب جده لكونه رام أن يقول سوسة فسبق لسانه لسولة فرجت عليه. ولد في شوال سنة إحدى وعشرين وثمانمائة بدمياط ونشأ بها فحفظ القرآن وصلى به بجامع المنزلة والحاوي وجمع الجوامع وألفية ابن ملك، وانتفع بالشمس بن الفقيه حسن في ذلك وغيره وأخذ في الفقه بدمياط عن النور المناوي وعبد الرحمن الحضرمي وفي العربية عن أحمد اللجائي والشمس محمد البخاري وفي العروض والبديع عن ابن سويدان، وقدم القاهرة في سنة إحدى وأربعين فلازم أحمد الخواص في الفقه والعربية والفرائض والحساب وغيرها وأخذ في الفقه أيضاً عن السيد النسابة وفي الفرائض عن ابن المجدي وحضر أيضاً دروس الونائي وكذا القاياتي لكن قليلاً ثم لازم المناوي في الفقه وأخذ عنه الحاوي وغيره وقرأ على ابن إمام الكاملية في الأصول، وتميز وشارك في الفضائل وأقرأ الطلبة بل شرح الروض لابن المقري واختصره وشرحه وعمل مقدمة في النحو وشرحها، وربما أفتى مع عدم مزاحمته في وظائف الفقهاء بل يتكسب بمعاناة طبخ السكر وتوابعه، وعرض عليه الزين زكريا قضاء دمياط فأبى وقبل عنه مجرد القضاء ولكن لم يتصد لذلك بل ما أظنه باشر إلا القليل. وهو ممن وافقه في الطلب في بعض الدروس، وحج في سنة خمسين وسمع على أبي الفتح المراغي والتقي بن فهد ثم في سنة سبعين كلاهما في البحر وجاور ولقي في الأولى أبا الفضل المغربي فحضر عنده في ا لأصول قليلاً، وكذا دخل الشام في التجارة سنة أربع وأربعين وحضر دروس التقي بن قاضي شهبة وسمع الحديث قليلاً على بعض المتأخرين بل قال لي أنه سمع على شيخنا في الحلية بقراءة البقاعي وحضر عندي بعض الدروس، وكان مديماً للتلاوة مقبلاً على شأنه والناس منه في راحة مع تعبه من قبل ولده بل بنتيه. مات بعد تعلل طويل في يوم الثلاثاء ثالث عشر المحرم سنة اثنتين وتسعين وصلى عليه من الغد ودفن بصوفية سعيد السعداء رحمه الله وإيانا.
732 محمد بن عبد الرحمن بن أحمد بن عبد الوهاب ابن أخي الشمس محمد بن أحمد ويعرف بابن وهيب. كان مع عمه وفي كفالته بعد موت أبيه بمكة سنة أربع وتسعين فسمع علي معه أشياء.
 733 محمد بن عبد الرحمن بن أحمد بن عمر بن عرفات الشمس بن الزين القمني الأصل القاهري الصحراوي الشافعي الماضي أبوه، وأمه أمة. ولد سنة أربع وثلاثين وثمانمائة أو بعدها تقريباً بالصحراء ونشأ بها فحفظ القرآن وصلى به في الظاهرية بالصحراء وحفظ المنهاج والألفية والعمدة وغيرها. واشتغل وتردد إلى المشايخ ولازم المناوي في تقاسيمه والسيد علي الفرضي في الحساب والفرائض ونحوهما وكريم الدين الصحراوي العقبي في العربية وغيرها، وأخذ فنوناً عن التقيين الحصني والشمني والشمس الشرواني والكافياجي والأمين الأقصرائي وسيف الدين. ودب ودرج ولكنه لم يتقن فناً ولا علماً مع كثرة تردده للزين عبد الرحيم الأبناسي للتفهم منه؛ وكذا حضر عند الجمال عبد الله الكوراني والنجم بن حجي وأخذ عن عبد الحق السنباطي والبرهان الكركي الإمام، وسمع حين قرأت للولد في مسلم والنسائي الكبير وجميع مسند الشافعي والموطأ وغيرها على السيد النسابة والبارنباري والشمس التنكزي والشهاب الحجاري وابن أبي الحسن والزين الأدمي في آخرين كأم هانيء الهورينية، واستقر في مشيخة الصوفية بتربة يونس الدوادار عقب أبيه، وحج في سنة خمس وثمانين رفيقاً لشيخه الأبناسي كالمتطفل عليه وكذا ترافق معه في أخذهما عن أبي الصفا وابن أخت الشيخ مدين وخاض في تلك المقالات وزاحم حين التعرض للكلمات المنكرات وليس بمرضى عقلاً وفهماً وطريقة مع إدراجه في الفضلاء وإقرائه لبعض المبتدئين، بل الغالب عليه الحسد وكراهة الناس والطيش؛ ولذا لم أمل إليه مع توسله عندي في تردده إلي بالإبناسي، وكان في أول عمره مشى مع الزعر وسلك مسالكهم والآن فقد بالغ حتى استنابه الزين زكريا في القضاء وصارت له نوبة في بابه وعين عليه بالشيخ من غير تمييز في الصناعة بل ولا دربة في الأحكام ولا مداراة وتحاكى الناس عنه في ذلك أشياء ثم خمد ورام في جماعة غيره أخذ مشيخة سعيد السعداء بعد الكوراني ونوه به قاضيه فيها فما تهيأ.
 734 محمد بن عبد الرحمن بن أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن عوض بن عبد الخالق بن عبد المنعم بن يحيى بن موسى بن الحسن بن عيسى بن عشبان بن عيسى بن شعبان بن داود بن محمد بن نوح بن طلحة بن عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق الجلال أبو البقاء بن العز أبي الفضل بن الزين أبي العباس بن ناصر الدين بن البكري الدهروطي ثم المصري ثم القاهري الشافعي الماضي أبوه وجده؛ ويعرف بالجلال البكري. ولد في ثاني صفر سنة سبع وثمانمائة بدهروط وأمه هي ابنة نور الدين علي بن عمر بن علي بن عرب؛ عمها الجمال والنجم محتسباً الديار المصرية، ونشأ بها فحفظ القرآن والتحرير في الفقه للواسطي وتلخيص ملخص لمع الشيخ أبي إسحاق لجد والده وألفية الحديث والنحو. وتفقه بجده وتحول بعد موته إلى مصر حين قارب البلوغ فاستوطنها وقرأ الفقه بها على التقي بن عبد الباري الضرير ثم على الشمس سبط ابن اللبان وعنه أخذ الأصول وعلوم الحديث أيضاً وكذا أخذ الفقه أيضاً عن الزكي الميدومي والزين القمني والشمس البرماوي، وحضر دروس الولي العراقي في الفقه وأصوله والحديث وغيرها والجلال البلقيني وأخيه العلم؛ وكان يكثر المباحثة معه في الخشابية وغيرها وشيخنا وكان يحبه، وأخذ الأصول أيضاً عن القاياتي قرأ عليه جمع الجوامع وغالب العضد والعربية والتفسير عن الشمس ابن عمار، وبرع في حفظ الفقه وشارك في أصوله والعربية في الجملة مع الديانة والبهاء والتواضع وسلامة الفطرة والبشاشة والكرم مع التقلل؛ وقد حج مرتين وجاور وأخذ هناك عن الأهذل؛ وكذا دخل دمشق وزار بيت المقدس وناب في القضاء عن شيخنا فمن بعده ويقال إن القاياتي اقتصر في مصر عليه، واستقل بقضاء اسكندرية في رابع عشر شوال سنة ثلاث وستين عوضاً عن الشهاب المحلى وحمدت سيرته فيها ولكنه لم يلبث أن عزل فتألم أهلها لذلك ورجع إلى القاهرة فلازم النيابة مع التصدي للإقراء والافتاء، ثم أعرض عن القضاء في سنة خمس وسبعين بسبب حادثة مسه من الدوادار الكبير من أجلها بعض المكروه وعاكسه السلطان في ذلك واقام مقتصراً على الإقراء والإفتاء ثم استقر في مشيخة البيبرسية بعد موت أبي الفتح بن القاياتي وتحول لسكناها ولم يلبث أن ماتت له زوجة فورث منها ما ينيف على ستمائة دينار استهلكها في أسرع وقت ورجع إلى تقلله، واشتهر بحفظ الفقه وصار يترفع فيه على أهل عصره لكونه لا يرى فيهم من يقاومه وكثر الآخذون عنه، وقد اجتمعت به مراراً وسمعت من أبحاثه وفوائده وأفادني ترجمة أبيه وجده وجد أبيه وأخبرني أنه شرح المنهاج ومختصر التبريزي وسماه الفتح العزيزي وبعض التدريب للبلقيني والروض لابن المقري وتنقيح اللباب وأفرد نكتاً على كل من الروضة والمنهاج بل شرع في شرح على البخاري؛ وبالجملة فهو الآن أحفظ الشافعية لفروع المذهب ولكنه ليس في الكتابة والفهم فضلاً عن التحقيق بالماهر حتى كان المناوي يبالغ في خفضه بل لم يصغ المحلي حين تكلم بحضرته في بعض المجالس لكلامه، مع حمق كبير وعدم تدبر في كثير من أفعاله وأقواله مما يلجئه إليه مزيد الصفاء وكونه لوناً واحداً بحيث أنه شافه غير واحد من الأماثل لكونهم قدموا عليه في الصلاة على الجنائز ببطلان صلاتهم بل أعاد الصلاة في أحدهم، في أشباه لذلك كثيرة ودافع العبادي عن الجلوس فوقه فترك العبادي جهته وجلس في محل آخر كما أن العبادي في مجلس الدوالدار دافع التقي الحصني عن الجلوس فوقه فجبذه التقي ودخل موضعه فتحول العبادي لجهة أخرى، هذا مع تسمحه في الأذن بالفتيا والتدريس وعلى كل حال فقد كان للشافعية به جمال في حفظ المذهب؛ وأخذ عنه الناس طبقة بعد أخرى واتفق أنه بعد موت زين العابدين بن المناوي باع الأوصياء وهم المقسي والجووجري والمنهلي حصة شائعة من قصب سكر قائم على أصوله لم يبد صلاحه لوفاء بعض الديون وعين الأسيوطي المستند على الجلال وجيء به إليه فقال هذا البيع باطل لكونه في حصة شائعة من ذرع أخضر وإن محل القول بجواز بيع الزرع بشرط قطعه إذا بيع كله وأحضر الروضة فكان فيها قبيل الصلح على الإنكار التصريح بذلك جازماً به فبادروا إلى الرجوع وغيروا المستند، إلى غير هذه من الوقائع. ولم يزل على انقطاعه للعلم حتى مات في يوم الخميس منتصف ربيع الثاني سنة إحدى وتسعين وصلى عليه من الغد برحبة

مصلى باب النصر ثم دفن بتربة أنشأها ابن الصابوني بخط الريدانية بالقرب من جامع آل مكل وحصل الأسف على فقده رحمه الله وإيانا ونفعنا ببركته.
735 محمد بن عبد الرحمن بن أحمد بن محمد بن أحمد بن عرندة الوجيزي القاهري الدلال بسوق الغزل الشرب والماضي أبوه وجده. ممن أكثر المجاورة بمكة وكان فقيراً يقرأ القرآن أحد صوفية سعيد السعداء. مات بالمدينة في ذي القعدة سنة إحدى وتسعين وأظنه جاز الستين.
محمد بن عبد الرحمن بن أحمد بن محمد بن محمد بن وفا أبو المراحم. في الكنى.
736 محمد بن عبد الرحمن بن أحمد بن محمد الأمين بن الزين الحسباني الأصل الدمشقي الحنفي الماضي أبوه. استقر في كتابة السر بدمشق في شوال سنة إحدى وتسعين بعد صرف الموفق الشريف الحموي ببذل كثير ثم صرف في جمادى الآخرة من التي تليها بابن اخي الشهاب بن الفرفور واستمر مخمولاً في عهدة الديون وعاد ضرره على زوجته التي كانت زوجاً للشيخ خطاب. مات في الطاعون سنة سبع وتسعين.
737 محمد بن عبد الرحمن بن أحمد بن الجمال يوسف بن أحمد ناصر الدين بن الزين البيري الأصل القاهري الماضي جده والآتي جد أبيه. ولد في ذي الحجة سنة اثنتين وثلاثين وثمانمائة ونشأ فقرأ القرآن وتكلم في أوقاف المدرسة الجمالية بعد القاضي معين الدين بن الأشقر سبط ابن العجمي فأتلفها إلا اليسير، واستقر أحد الحجاب في أيام الظاهر خشقدم وباشرها وقتاً ثم أعرض عن مباشرة الحكم فيها وقنع باسمها، وحج ودخل حلب فما دونها وزار بيت المقدس وعرف بالفجور وعدم التصون والكلمات الساقطة والكذب وأكثر من مخالطة المحب بن الشحنة وبنيه وكذا صحب البقاعي؛ وسمع الحديث على جماعة من المتأخرين، وأرسل بعياله وبنيه لمكة بحراً مع الفارين من الطاعون فسلموا ومات أكبر أولاده المتخلف عنهم مع زوجته وقفل بغيبتهم وبموته بيته، وبالجملة فهو معلوم الحال.
738 محمد بن عبد الرحمن بن أبي بكر بن عبد الله بن ظهيرة بن أحمد بن عطية بن ظهيرة القرشي المكي، وأمه خديجة ابنة القاضي سليمان بن علي بن الجنيد. درج صغيراً.
739 محمد أخو الذي قبله وأمه علما ابنة المحب بن ظهيرة. ولد في ذي الحجة سنة اثنتين وأربعين وثمانمائة؛ وهو أيضاً ممن مات صغيراً. بيض له ابن فهد.
740 محمد بن عبد الرحمن بن أبي بكر بن عمر الفاضل الشمس الدمشقي الكفرسوسي الشافعي، ممن سمع مني.
 741 محمد بن عبد الرحمن بن حسن بن سويد فتح الدين أبو الفتح بن الوجيه أبي هريرة بن البدر الكناني فيما يزعمون المصري الأصل والمنشأ المالكي الماضي أبوه وجده والآتي ولده محمد، ويعرف كسلفه بابن سويد ورأيت بعضهم سمي سويداص أيضاً محمداً. ولد في ذي الحجة سنة ثلاث وعشرين وثمانمائة بمر الظهران بالمنحني، وأمه فاطمة ابنة الفخر القاياتي جد أم هانئ ابنة الهوريني والدة السيف الحنفي لأمها، ونشأ بمصر في كنف أبيه فحفظ القرآن وأربعي النووي وتقريب الأسانيد في الأحكام وابن الحاجب الفرعي والأصلي والكافية والشافية، وعرض على البساطي وشيخنا وجماعة وأخذ الفقه والعربية وغيرهما عن الزين عبادة والأصول عن عمر بن قديد، ولازم العز عبد السلام البغدادي. والكريمي تلميذ السيد وابن الهمام وغيرهم في فنون؛ ومما قرأه على ثانيهم شرح الحاجبية، وتقدم في الفضائل، وحج رفيقاً للحسام بن حريز ثم لأخيه السراج وجاور مع الأول لمزيد اختصاصهما وقرأ بمكة على الحسين الأهدل الموطأ وعلى أبي الفتح المراغي الشفا وسمع على الزين بن عياش ومحمد الكيلاني وآخرين، وناب في القضاء بل ترشح للوظيفة وأقرأ بعض الطلبة ولكن كان انقباضه عن الناس وترفعه وإمساكه سبباً لتخلفه بل امتحن بأخرة وأهين، وكان كثير الميل إلي والإجلال لي مما لم أر فعله له مع غيري. مات في يوم الإثنين تاسع عشر ذي القعدة سنة ثلاث وسبعين وصلي عليه من الغد بجامع عمرو تقدم السيف الحنفي بوصية منه بذلك لقرابة بينهما، وقد قال فيه ابن تغري بردى أحد التجار ونواب المالكية كان معدوداً من فقهاء المالكية ولديه فضيلة ويتهم بمال كثير أخذ السلطان من ولده مصالحة نحو ستة آلاف دينار وكان مع تموله ساقط المروءة مبهذلاً في الدول وقصته مع كسباي الدوادار مشهورة من الضرب والحبس وحمله لبيوت الحكام كل هذا لشح فيه وبخل زائد وتقتير حتى على عياله ونفسه مع اجتهاد كبير في تحصيل الأموال وطباع تشبه طباع الأقباط، بل قيل لي أن جد أبيه سويد باشر دين النصرانية فعند ذلك تحققت ما شككت فيه، وعلى كل حال فهو ممن لا يتأسف أحد على موته. انتهى كلامه وفيه تخليط وخطأ كثير.
742 محمد بن عبد الرحمن بن حسن بن محمد أبو عبد الله الرعيني الأندلسي الأصل المولد المالكي نزيل مكة ويعرف هناك كسلفه بالحطاب؛ ويتميز عن شقيق له أكبر منه اسمه محمد أيضاً بالرعيني وذاك بالحطاب وإن اشتركا في ذلك لكن للتمييز ويعرف في مكة بالطرابلسي. ولد وقت صلاة الجمعة من العشر الأخير من صفر سنة إحدى وستين وثمانمائة بطرابلس ونشأ بها فحفظ القرآن والرائية والخرازية في الرسم والضبط ثم الرسالة وتفقه فيها يسيراً على محمد القابسي - وربما تحذف ألفه - وعلى أخيه في المختصر، ثم تحول مع أبويه وأخوته وجماعتهم إلى مكة سنة سبع وسبعين فحجوا ثم رجعوا - وقد توفي بعضهم - إلى القاهرة فأقاموا بها سنين ومات كل من أبويه في أسبوع واحد في ذي الحجة سنة إحدى وثمانين بالطاعون واستمر هو وأخوه بها إلى أن عاد لمكة في موسم سنة أربع وثمانين فحجا ثم جاورا بالمدينة النبوية التي تليها وعاد الأخ بعد حجه فيها إلى بلاده وهو إلى المدينة وقرأ بها على الشمس العوفي في العربية، وكذا حضر عند السراج معمر في الفقه وغيره ثم عاد لمكة فلازم الشيخ موسى الحاجبي وقرأ فيها القرآن على موسى المراكشي، وصاهر ابن عزم في سنة إحدى وتسعين على ابنته بل أخذ عن الشهاب بن حاتم وكثر انتماؤه لعبد المعطي وتكرر اجتماعه بي في سنة أربع وتسعين وقبلها وسمع مني وجلس للإقراء في الفقه والعربية وغيرهما، وولي مشيخة رباط الموفق وباشر التكلم في عمارة وقف الطرحا، كل ذلك مع الفاقة والعفة ونعم الرجل.
743 محمد أبو عبد الله أخو الذي قبله. ولد في سنة ست وخمسين وله فضيلة تامة مع الصلاح والخير، وهو الآن حي.
 744 محمد بن عبد الرحمن بن الخضر بن محمد بن العماد حسام الدين المصري الأصل الغزي الدمشقي الحنفي الماضي أبوه ويعرف بابن بريطع وهو من ذرية العماد الكاتب ولذا يكتب بخطه ابن العماد. ولد في ثامن عشري ذي الحجة سنة إحدى عشرة وثمانمائة بغزة ولازم ناصر الدين الإياسي فانتفع به، ثم ارتحل ولقي الأكابر؛ وتقدم في المنقول والمعقول، قال لي ولده إنه كتب بخطه الكثير كالصحيحين والاستيعاب والكشاف وأكثر من مائة مجلد وخطه جيد وحافظته قوية، وسمعت أنه كان يحفظ المعلقات السبع ومحلقاتها والحماسة؛ وصنف كثيراً وعمل منظومة في الفقه. ومن نظمه ما كتب به على تفكيك الرموز والتكليل على مختصر الشيخ خليل تصنيف ابن عامر المالكي:

لقد غدا التكليلُ أعجوبة

 

وأصبح التفكيك تحبيرا

رصعه دراً فتى عامر

 

فزاده الرحمن تعميرا

وكان إماماً مفنناً عالماً حسن الذات جم الفضائل غزير الفوائد أخذ الناس عنه وله ذكر في بعض الحوادث حتى في إنباء شيخنا وكان ممن قرأ عليه في سنة ست وثلاثين في شرح ألفية العراقي وسأله بعض الأسئلة نظماً فأجابه حسبما أوردت ذلك في الجواهر، وولي قضاء صفد ثم أضيف إليه نظر جيشها عن ابن القف ثم قضاء طرابلس ثم دمشق مراراً أولها في سنة إحدى وخمسين عوضاً عن قوام الدين، ولقيته غير مرة. مات بدمشق في يوم الاثنين ثاني رمضان سنة أربع وسبعين وصلى عليه بالجامع المظفري ودفن بأعلى الروضة بسفح قاسيون رحمه الله.
745 محمد بن عبد الرحمن بن داود صلاح الدين بن الكويز الماضي أبوه وجده، ممن حفظ القرآن والمنهاج وعرض على جماعة منهم شيخنا وسمع عليه ثم ترك.
محمد بن عبد الرحمن بن رجب. فيمن جده محمد بن رجب.
746 محمد بن عبد الرحمن بن سالم بن سليمان بن مشعل - بكسر الميم ثم معجمة ساكنة بعدها مهملة مفتوحة ثم لام - ابن غزي التقي أبو بكر الدمشقي الشافعي ابن أخت الشيخ محمد بن عبد الله بن الفخر البعلي ويعرف بابن غزي - بمعجمتين مضمومة ثم مثقلة. ولد تقريباً نحو السبعين وسبعمائة وسمع من المحب الصامت وأبي الهول والزين عبد الرحمن بن عبد الله بن محمد بن الفخر البلعي ومحمد بن محمد بن عبد الله بن عمر بن عوض وعمر بن محمد بن أحمد النابلسي في آخرين بل ذكر أنه سمع على الصلاح بن أبي عمر مسند أحمد وغيره وعلى ابن أميلة بقراءة المنصفي في جامع المزي جامع الترمذي، وسكن قريباً من جامع التوبة بدمشق، وحدث سمع منه الفضلاء كابن فهد. مات قبل الخمسين ظناً.
محمد بن عبد الرحمن بن سلطان. فيمن جده عيسى بن سلطان.
747 محمد بن عبد الرحمن بن سليمان بن أحمد بن هارون بن بدر البدر بن العماد العامري الجهني الببائي القاهري الشافعي أخو البهاء أحمد الماضي ويعرف بابن حرمي. حفظ القرآن والعمدة والمنهاجين وألفية النحو واشتغل عند البدر القويسني والصدر الإبشيطي؛ وقرأ في الفرائض والحساب عند ناصر الدين بن أنس وحسين الزمزمي وكأن قراءته عليه بمكة وأخذ عن السراج البلقيني في آخرين وتكسب بالشهادة وتمول منها ومن غيرها. مات في سنة ثلاث وأربعين.
 748 محمد بن عبد الرحمن بن سليمان بن داود بن عياد - بتحتانية - ابن عبد الجليل بن خلفون حافظ الدين أبو الفضائل بن الزين المنهلي الأصل القاهري الشافعي الماضي أبوه. ولد في عصر يوم الجمعة حادي عشر ذي القعدة سنة تسع وستين وثمانمائة، ونشأ في كنف أبويه فحفظ القرآن والمنهاج وجمع الجوامع والألفيتين وعرض علي في جملة الجماعة وأسمعه أبوه البخاري على الشاوي وبعضه على عبد الصمد الهرساني، وتعب والده في معالجته من رياح الشوكة حتى خلص وكان على غير القياس، وكذا سمع على غيرهما ولازمني في قراء الألفية وغيرها وكتب القول البديع وغيره من تآليفي وقرأ قليلاً على الشمس بن سولة والبدر حسن الأعرج وغيرهما كياسين البلبيسي والسمنودي في الفقه والعربية وعلى النور الطنتدائي في الفرائض والبدر المارداني في الوسيلة كل ذلك قليلاً وكذا حضر على الزين زكريا وغيره، واستقر في جهات أبيه بعده ومن ذلك تدريس النابلسية وناب عنه فيه ابن سولة وغيره، ثم زوجته أمه بأت زوج أخته ابن أصيل وتعبابها ففارقها واتصل بغيرها واحدة بعد أخرى، ولم ير راحة بحيث احتاج إلى التكسب في حانوت بسوق أمير الجيوش ورغب عن بعض وظائفه لذلك، وعلى كل حال فهو ضعيف الحركة مع فهم وعقل. وقد حج ومعه عياله في سنة ثمان وتسعين بحراً وجاور ثم رجع مع الموسم وبلغنا تخلفه بالينبع ثم لم أعلم ما اتفق له.
749 محمد بن عبد الرحمن بن عبد الخالق بن سنان بن عطاء الله الشمس أبو عبد الله البرشنسي - بفتح الموحدة وسكون الراء ثم معجمة مفتوحة بعدها نون ثم مهملة - القاهري الشافعي. اشتغل قديماً وسمع من القلانسي ونحوه وكذا من البهاء بن خليل وتصدر للإفادة والرواية مع الخير والديانة. قال شيخنا في معجمه: سمعت عليه قليلاً من آخر مسلم؛ ورأيت له منظومة في علوم الحديث وشرحها وكتاباً في أسماء رجال مسند الشافعي وآخر في فضل الذكر ومصباح الفلاح في التصوف ونحوه قوله في أنبائه مات في جمادى الأولى سنة ثمان وقد قارب السبعين روى له عنه جماعة؛ وذكره المقريزي في عقوده وأنه حدث عن الشرف أبي العباس أحمد بن عبد الرحمن بن عسكر البغدادي المالكي بالموطأ سماعاً عن أبيه أنا العز الفاروثي.
750 محمد بن عبد الرحمن بن عبد العزيز بن محمد بن أحمد بن عبد العزيز بن القسم بن عبد الرحمن علم الدين بن الرضي بن العز بن الشمس أبي الغيث بن الشهاب العقيلي النويري ثم المكي المالكي قريب الخطيب أبي الفضل وهو بلقبه أشهر. ولد قريباً من سنة أربع عشرة وثمانمائة بالنويرة من الأعمال البهنساوية بالوجه القبلي، وتحول حين بلوغه سن التمييز إلى مصر فأقام تحت نظر محمد والد الزين طاهر، وقرأ القرآن عند ولده الآخر النور علي وأكمله عند زين العابدين ابن عم الشهاب بن أبي السعود في مكتبه بالمشهد وحفظ عنده العمدة والرسالة في الفقه ثم قطعة من ابن الحاجب ومن ألفية ابن ملك وعرض بعضها على الشمس البرماوي والتفهني والبساطي وشيخنا، واشتغل في الفقه أولاً عند طاهر ثم الزين عبادة والبساطي في آخرين، وحضر اليسير من الأصول والعربية عند البساطي والقاياتي وطائفة وكذا قرأ على ابن الهمام والشهاب الأبشيطي في العربية وانتفع بأبي القسم النويري وتميز قليلاً وسمع الحديث على الزين الزركشي وفاطمة الحنبلية وقريبتها عائشة ابنة العلاء وشيخنا وكتب عنه من أماليه ولازمه مدة وابن عمار وطائفة، وتنزل في صوفية سعيد السعداء وقرأ بها الحديث وكذا تنزل في غيرها من الجهات؛ وحج غير مرة بعضها من القصير وكذا جاور مراراً ثم استوطنها من سنة ست وخمسين ولازم الحضور عند القاضي عبد القادر المالكي وجود القرآن على النور على الديروطي. ومات بها في يوم الجمعة ثامن عشري شعبان سنة أربع وسبعين وكان حسن العشرة متودداً قانعاً رحمه الله وإيانا.
751 محمد بن عبد الرحمن بن عبد الله بن أحمد بن علي الشريف الحسيني الحضرمي اليماني ويعرف بالشيخ باعلوي صهر الشريف عبد الله بن محمد بن علي بن محمد بن أحمد بن محمد بن علي الماضي.
 752 محمد بن عبد الرحمن بن عبد الله بن يوسف بن أحمد بن عبد الله ولي الدين أبو الفضل بن الزين بن العلامة سيبويه الوقت الجمال الأنصاري القاهري الشافعي التاجر والد المحب محمد الآتي ويعرف كسلفه بابن هشام. ولد سنة ست وثمانين وسبعمائة تقريباً بالقاهرة ونشأ بها فحفظ القرآن عند الشهاب الهيثمي وغيره والعمدة والمنهاج وعرضها على جماعة وحضر دروس البلقيني وكان يحكي عنه والبيجوري والشمس الغراقي فمن بعدهم واشتغل قليلاً في النحو على عمه المحب محمد الآتي والشمس البوصيري وسمع على التنوخي والحلاوي والشهاب الجوهري بل كان يخبرنا أنه سمع على البلقيني والزين العراقي وغيرهما، وتكسب بالشهادة أولاً ثم تركها؛ وحج في سنة تسع عشرة، وتعاني التجارة وسافر بسببها إلى الشام واسكندرية والصعيد وغيرها، وعرف بالديانة والثقة والأمانة والتحري في معاملاته وديانته ورغبته في شهود المواعيد وحلق العلم والجماعات وحدث سمع منه الفضلاء قرأت عليه. ومات في يوم الأربعاء مستهل جمادى الثانية سنة ست وستين رحمه الله وإيانا.
753 محمد بن عبد الرحمن بن علي بن أحمد بن أبي بكر أبو الفتح الأدمي القاهري الشافعي والد عبد الباسط الماضي. تكسب بالشهادة وتنزل في الجهات وتمول جداً بحيث كان يعامل ويقارض وله دار هائلة مع التقتير على نفسه. مات بعيد الثمانين ظناً عفا الله عنه.
754 محمد بن عبد الرحمن بن علي بن أحمد بن عبد العزيز بن القسم بن عبد الرحمن بن القسم النجم بن القاضي وجيه الدين بن القاضي نور الدين الهاشمي العقيلي النويري المكي وأمه فاطمة ابنة القاضي أبي الفضل النويري. ولد سنة أربع وتسعين وسبعمائة وأجاز له التنوخي وأبو الخير بن العلائي وأبو هريرة بن الذهبي وآخرون وما علمت متى مات.
755 محمد الكمال أبو الفضل الهاشمي العقيلي النويري المكي المالكي أخو الذي قبله وأمه فاطمة ابنة يحيى بن أبي الأصبع. ولد في رجب سنة سبع وتسعين وسبعمائة بمكة ونشأ بها وسمع على الزين المراغي وأجاز له التنوخي وابن الشيخة والبلقيني وابن الملقن والعراقي والهيثمي وآخرون، وناب في الإمامة بمقام المالكية عن عمه القاضي أبي عبد الله محمد بن علي النويري ثم نزل له عن نصفها ثم عزل ثم أعيد. ومات بعد عجزه عن الإمامة بحيث كان ينوب عنه ولده الفخر أبو بكر حتى مات في سنة سبعين فناب عنه غيره وبعد أن أجاز لي في ليلة الثلاثاء ثامن عشر ذي الحجة سنة أربع وسبعين بمكة رحمه الله.
756 محمد بن عبد الرحمن بن علي بن إسحاق الشمس بن الزين التميمي الخليلي الشافعي الماضي أبوه ويعرف بابن شقير؛ ممن ذكر أنه سمع على الزين القمني ولبس الخرقة من الخافي؛ وكانت فيه فضيلة. مات ببلده في شعبان سنة تسع وثمانين عن نحو السبعين رحمه الله.
757 محمد بن عبد الرحمن بن علي بن عبد الرحمن بن علي بن هاشم الشمس بن الزين التفهني الأصل القاهري الحنفي الماضي أبوه. ولد قبيل القرن واشتغل كثيراً ومهر؛ وكان صحيح الذهن حسن المحفوظ كثير الأدب والتواضع عارفاً بأمور دنياه مالكاً لزمام أمره، ولي في حياة أبيه قضاء العسكر وإفتاء دار العدل وتدريس الحديث بالشيخونية وبعد وفاته تدريس الفقه بها ومشيخة البهائية الرسلانية بمنشية المهراني ومشيخة الصرغتمشية وتدريس القانبيهية بالرميلة وغيرها وحصلت له محنة من جهة الدوادار تغري بردى المؤذي مع تقدم اعترافه بإحسان والده له. مات في ثامن رمضان سنة تسع وأربعين بعد تمرض طويل رحمه الله.
 758 محمد بن عبد الرحمن بن علي بن عبد الرحمن بن عمر بن عبد الوهاب بن صمصام - بمهملتين وميمين - بن أبي بكر بن محمد بن أحمد التقي أبو الفضل الأنصاري الخزرجي المنصوري الأصل الدمياطي ثم القاهري الشافعي ويعرف كأبيه بابن وكيل السلطان. ولد في ثاني عشر رجب سنة اثنتي عشرة وثمانمائة بدمياط ونشأ بها فقرأ القرآن ملفقاً على أبي الحسن علي بن محمد بن فريج وموسى بن عبد الله البهوتي بل رافق ثانيهما في التلاوة به لأبي عمرو على الشمس أبي عبد الله الطرابلسي وأخذ في الفقه وغيره عن ناصر الدين البارنباري والشمس أبي عبد الله محمد الجالودي والزين عبد الرحمن الشربيني والشمس التفهني الشافعي أخي القاضي الحنفي والجمال يوسف بن قعير الفارسكوري، وارتحل إلى القاهرة فحضر دروس الونائي وقرأ عليه وعلى العلم البلقيني والمحلي والعبادي وسمع من شيخنا المسلسل وغيره وكذا سمع على غيره وكتب الخط الحسن وولي القضاء بدمياط عوداً على بدء أولهما في ربيع الأول سنة ثمان وستين، وكذا ولي المحلة في ربيع الأول من التي بعدها ثم قطن القاهرة وناب عن قضاتها وخطب ببعض الأماكن بل استخلفه العلم البلقيني في الخطابة بالسلطان؛ وكتب بخطه جملة وربما خدم بذلك قاضيه؛ وهو إنسان حسن الملتقى والتأدية للخطابة زائد الأدب كثير التلاوة قانع باليسير مقصود بالأشغال مع إلمام بالمصطلح وسماح بالإطعام والبر وغير ذلك وفيه محاسن، وقد كثر اجتماعه بي واستفدت منه بعض تراجم وربما نسخ بعض تصانيفي؛ وحج في سنة إحدى وخمسين فبدأ بالمدينة النبوية وأقام بها دون شهرين وبمكة خمسة أشهر وأيام، وزار في سنة ثلاث وأربعين بيت المقدس وأقام به شهرين ونصفاً وقرأ على ابن رسلان حاشيته على الشفا وسمع على الجمال بن جماعة ولزم من مدة منزله إلا نادراً لعجزه وضعف حركته.
759 محمد جلال الدين أبو الخير شقيق الذي قبله وذاك الأكبر. ولد في رجب سنة ست وعشرين وثمانمائة وحفظ القرآن وتنقيح اللباب والرحبية والورقات والملحة واشتغل وخطب بجامع البدري بدمياط بل ناب في قضائها، وكتب الخط الحسن، وهو الآن حي أيضاً.
760 محمد بن عبد الرحمن بن علي بن يوسف بن منصور الشمس القاهري والد الكمال محمد إمام الكاملية الآتي، قرأ القرآن واشتغل قليلاً وسمع على الشرف ابن الكويك في الشفا وغيره، وتنزل في بعض الجهات، وكان يحضر عند شيخنا وغيره وأم بالكاملية، وكان خيراً وصفه البرماوي في إجازة ولده بالعلم والفضل.
761 محمد بن عبد الرحمن بن علي الشمس الغزي الأصل الخليلي ثم المقدسي سبط الشمس التدمري. ولد سنة أربع وعشرين وثمانمائة وأحضر في سنة ست وعشرين على جده لأمه وإبراهيم بن حجي بقراءة ابن ناصر الدين المسلسل وجزء ابن عرفة ومن لفظ القارئ جزءاً من عواليه، وناب في إمامة الكاملية بالأقصى، وكان صالحاً. مات في يوم الجمعة تاسع ذي القعدة سنة اثنتين وتسعين بالبيمارستان من القدس ودفن بباب الرحمة رحمه الله.
محمد بن عبد الرحمن بن العماد. فيمن جده الخضر قريباً.
 762 محمد بن عبد الرحمن بن عمر بن رسلان التاج أبو سلمة بن الجلال أبي الفضل بن السراج أبي حفص البلقيني الأصل القاهري الشافعي والد البدر أبي السعادات محمد وإخوته. ولد في نصف ذي القعدة سنة سبع وثمانين وسبعمائة بالقاهرة ونشأ بها فحفظ القرآن والعمدة والمنهاج وألفية النحو وعرض العمدة على جده والزين العراقي وغيرهما وسمع على أبيه وجده والجمال بن الشرائحي وآخرين وأجازت له عائشة ابنة ابن عبد الهادي وخلق وقرأ في الفقه على أبيه وفي النحو على الشمس الشطنوفي أخذ عنه غالب شرح الألفية لابن عقيل ووصفه في البلاغ بهامشه بالشيخ الإمام العلامة وقال إنها قراءة بحث وتحقيق؛ وأملى عليه شرحاً له على الأصل انتهى فيه إلى أثناء الإضافة، وناب عن أبيه في القضاء وتزايد ركونه له لما يعرفه من معرفته وحزمه وسياسته، ورغب له في ولايته الثانية بعد وفاة جده عن قضاء العسكر واستخلفه حين توجه صحبة المؤيد بمرسوم كتب عليه بالامتثال بقية القضاة بل كان هو القائم بجل أعباء المنصب في غالب ولاياته وحمدت سيرته في ذلك كله خصوصاً في خلافته لأبيه بحيث سارت كتب من تخلف عن العسكر من الأعيان بالثناء عليه، ورغب له أيضاً عن تدريس مدرسة الجاي والآثار واشترك مع أخيه بعد موت أبيهما في تدريس التفسير بجامع طولون ونظر وقف السيفي والطقجي واستقل هو بالنظر في وقفي بيلبك الخازنداري وأتابك العزي وغير ذلك، وحج مراراً وجاور في الرجبية ودخل الشام وحلب مع والده ولم يتيسر له زيارة بيت المقدس وكان يتمناها وكذا كان يتمنى دخول دمياط، وكان ديناً صادق اللهجة حسن المعاملة ذا دربة تامة بمنصب القضاء بحيث كان شيخنا فمن دونه ممن يعتمدونه بل حكمه شيخنا والقاياتي بينهما حتى انقطع التنازع والتمس منه السفطي التوجه للمناوآت ليسجلها وثوقاً بحسن تصرفه وجودة رأيه، ولما مات أبوه عرض عليه قضاء الشافعية وشافهه الأشرف بذلك فأبى بل انقطع من ثم عن التهنئة بالشهر خوفاً من إلزامه له به، وكذا انجمع عن التردد لبني الدنيا جملة، ولم ينفك عن ملازمة بيته لنزهة ولا غيرها غالباً ولكن كان الغالب عليه الإمساك. أثنى عليه ولده فقال: كان فقيه النفس حسن التصور سريع الإدراك كاشفاً عن كثير مما يعرض لي في دروسي أيام الطلب من إشكال ونحوه بأول نظر، هذا مع كونه المعنى بقول شيخنا:

مات جلال الدين قالوا ابنه

 

يخلفه أو فالأخ الكاشـح

قلت تـاج الـدين لا لائق

 

لمنصب الحكم ولا صالح

وقد سمعت عليه جزءاً بإجازته من جده إن لم يكن سماعاً، ولم يزل ملازماً لبيته على طريقته حتى مات في ليلة السبت سابع عشري رمضان سنة خمس وخمسين بعد تعلله مدة وتركه مالاً جماً ودفن من الغد بالزاوية المعروفة بزوجته بالقرب من باب القوس رحمه الله وإيانا. وقد قال فيه ابن تغري بردى إنه كان بخيلاً ذا شره زائد في جمع المال إلى الغاية بل كان بخله يتجاوز الحد فإنه كان يبخل حتى على نفسه وعياله ولعل نفقته ما كانت تصل في اليوم لربع دينار مع كثرة عياله وأولاده قال وكان مع بخله حسن المعاملة في الأخذ والعطاء لا طمع له في مال أحد بخلاف أخيه قاسم فإنه كان مسرفاً في الكرم وإذا أخذ من أحد قرضاً أو نحوه كان آخر العهد به ولا يصل من لعل له تحت نظره استحقاقه إلا بجهد.
 763 محمد بن عبد الرحمن بن عمر بن عبد العزيز بن عمر بن عامر بن الخضر بن هلال بن علي بن محمد الشمس بن القاضي الزين بن الزين بن العز القرشي البصروي الدمشقي الشافعي ويعرف بالبصروي. ولد في المحرم سنة أربع وتسعين وسبعمائة ببصرى ونشأ بها فحفظ القرآن والمنهاج الفرعي والأصلي وألفية ابن ملك وعرضها على أبيه. ثم تحول لدمشق سنة ثمان عشرة بعد ما تنبه فأخذ النحو عن العلاء القابوني وكذا أخذ في الفرائض وغيرها عن الشهاب بن الهائم وحضر عند البدر بن قاضي إذرعات ولازم البرهان بن خطيب عذراء فقيه دمشق لأخذ الفقه فتكلم معه في أول مجلس قال فلما قمت قال لي أنت فقيه جيد وجعل كل وقت يزيد إعجابه بي قال وقد كان وقع في نفسي قبل انتقالي لدمشق أنه لا يمضي على سنتان حتى يؤذن لي بالإفتاء فكان كذلك أذن لي البرهان به في سنة عشرين وأفتيت في حياته وأقرأت بإذنه في الجامع الأموي والجماعة متوافرون بل كان ربما يحمل إلى الفتيا وأنا بشباك التربة التي كنت نازلاً بها وهي بجانب منزله بخط دار الطعم ويقول لي انظر في هذه؛ وقرأت البخاري على الجمال بن الشرائحي في السنة التي قدمت فيها. وقال لي يا سيدي الشيخ إنك لتحفظ في البخاري حفظاً عظيماً بل كان يسألني عن أشياء في الفقه ومررت يوماً وإنه معه على شيخي البرهان فسأله البرهان عني فقال إنه نجيب أو معنى هذا، ولم أحضر عند أحد من أشياخ الشافعية في عصره لعلمي أنهم دونه في الفقه وكنت على مذهب الفقهاء يعني غالباً في حب الرياسة والتقدم على الأقران والمنافسة في المكان إلى أن ادركني الله بلطفه فأذهب ذلك عني وأنشدت جواباً لمن قال لي لم لا تنافس كأصحابك في المجالس:

قد كنت أرغب فيما فيه قد رغبوا

 

واليوم أرغب عنه رهبة النـار

إني رأيت أموراً خطبها خطـر

 

إن لم يلم بنا عفو مـن الـنـار

قال ورأيت بعد قدومي دمشق بسنين نسخة بمختصر ابن الحاجب الأصلي عليها عرض عم والدي له على التقي السبكي فوقع في نفسي أن هذا الكتاب لا يحفظه إلا فحول الرجال فحفظته قال البقاعي ولازال يقرأ ويدأب ويشمر عن ساق الجد حيث يجر غيره ذيل العجب ويسحب إلى أن وصف بحفظ مسائل الرافعي والتقدم في معرفة المذهب وإنشاء النثر المتين والنظم الرصين وجمع من ذلك كراريس بعد أن كان هذا الفن بدمشق قد درست رسومه وطمست أعلامه وعلومه ولذا ربما أنكر عليه ارتكابه وتفقره وتطلابه لأن من جهل شيئاً عاداه ومن باعده أمر أنكره وجفاه. ومن نظمه:

قومي قريش هم المعروف شأنهم

 

وفضلهم فذاك في أفضل الكتب

لا تستطاع مجاراة مكـارمـهـم

 

ولا لحاقهم في القول والنسـب

فكيف ينكر فضلي من له نظـر

 

أم كيف يجهل ما أبدى من الأدب

وبالجملة فكان علامة ناظماً ناثراً تصدى للإقراء فانتفع به؛ ومن أخذ عنه الولوي ابن قاضي عجلون، وكان شيخه البرهان علق على المنهاج الفرعي شرحاً حافلاً مات عنه وهو في المسودة ولم يسمه ولا عمل له خطبة فانتدب لتبييضه مراجعاً أصوله وتعب في ذلك جداً خصوصاً وقد زاد عليه زيادات مهمة وحرر ما حصل السهو فيه بحيث جاء في ثمانية أسفار كبار وعمل له خطبة وسماه، وهو من أقران التاج محمد بن بهادر الماضي ولكنه عمر حتى مات في أواخر سنة إحدى وسبعين في منزله من العنابة بدمشق؛ وكان قد دخل القاهرة في رمضان سنة خمس وأربعين رحمه الله وإيانا.
 764 محمد بن عبد الرحمن بن عوض بن منصور بن أبي الحسن الشمس الأندلسي الأصل الطنتدائي ثم القاهري الحنفي نزيل البيبرسية وأخو الشهاب أحمد الشافعي الماضي. ولد في سنة سبعين وسبعمائة بطندتا بفتح المهملتين بينهما نون ساكنة من الغربية - وقرأ بها القرآن والجعبرية في الفرائض وبعض الشاطبية وسمع بها على بعض الغرباء شيئاً، ثم تحول إلى القاهرة في سنة خمس وثمانين فأقام عند أخيه حتى أكمل الشاطبية وتلا بالسبع على الشمسين الزراتيتي والنشوي والنور علي بن آدم والشرف يعقوب الجوشني وأذن له الأول والثالث في الإقراء، وسمع في تلك السنة البخاري أو بعضه على النجم بن الكشك، وكان للشيخ ناصر الدين بن أنس الحنفي إمام البيبرسية به عناية فشغله حنفياً بعد أن اشتغل في مذهب الشافعي لأمر اقتضاه وحفظه المنظومة والمختار ونصف الهداية وجميع ألفية ابن ملك وأخذ عنه وعن البدر بن خاص بك والسراج قاري الهدية وغيرهم الفقه وعنه فقط الفرائض رفيقاً للجلال المحلى وعن الجلال المارداني الميقات وعن النور الأبياري اللغوي وغيره العربية، وسمع على الأبياري في سنن أبي داود وابن ماجة وغيرهما، وحج في سنة خمس عشرة ثم في سنة سبع وثلاثين حين حج جقمق العلائي وكانت له به عناية وحسن اعتقاد فلما استقر في السلطنة لم يكثر التردد إليه مع تفقده له وتقرير مرتب له في الجوالي، ولزم الإقامة في البيبرسية وكان إمام الحنفية بمجلسها وخطيب جامع الظاهر مديماً كتابة المصاحف ونحوها للاسترزاق مع الرغبة في الصدقة والإحسان للفقراء وبرهم بالإطعام وغيره وكثرة التلاوة، كل ذلك مع البراعة في الكتابة حتى كتب عليه السراج العبادي في خلق وفي الفرائض حتى كان ممن أخذها عنه أبو الجود المالكي وفي الميقات حتى كان ممن أخذه عنه النور النقاش والسراج عمر الطوخي وفي القراءات بحيث أخذها عنه النور السنهوري وقد قرأت عليه بعض الصحيح، وكان خيراً وقوراً طوالاً بهي الشبة طارحاً للتكلف. مات بعد أن رغب عن الخطابة لنور الدين بن داود في يوم الأحد ثالث عشري ذي القعدة سنة اثنتين وخمسين بخانقاه بيبرس وصلى عليه بها وقت الحضور تقدم السيد النسابة، ودفن خارج باب النصر عن اثنتين وثمانين سنة كأخيه وأبيهما وكلهم بعلة البطن رحمهم الله وإيانا.
 765 محمد بن عبد الرحمن بن عيسى بن سلطان الشمس أو ناصر الدين أبو الفيض الغز ثم القاهري الشافعي الصوفي القادري الماضي أبوه ويعرف بابن سلطان. ولد قبل سنة ستين وسبعمائة تقريباً وقول ولده أنه في المحرم سنة ثمان وسبعين غلط - بغزة ونشأ بها في كنفه فقرأ عليه القرآن وصلى به في بيتهم وهو ابن سبع والناس خلفه من وراء ستر فكان كل ليلة يقرأ بحزبين ونصف جمعاً للسبعة ولم يجتمع به أحد من الناس قبل طلوع لحيته؛ ودرس الفقه عليه وكذا أخذ عنه النحو، ثم ارتحل إلى القاهرة في سنة ثمان وسبعين وأقام بها مدة سنين فأخذ عن ابن البلقيني وسمع على ابن الملقن والأبناسي والعراقي ثم عاد لبلده، وتكرر دخوله القاهرة ورأيت سماعه فيها لجزء ابن فيل على السراج عمر الكومي في شعبان سنة اثنتين وتسعين بمنزل ناصر الدين بن الميلق وكأن صاحب الترجمة كان نازلاً حينئذ عنده ولا أستبعد أخذه عنه وكذا سمع في الستة على العزيز المليجي الختم من البخاري واشتغل إذ ذاك على المسائل وفضل في فنون، ودخل أيضاً الشام ولقي بها جماعة وصحب مع أبيه الشمس القرمي الشافعي والشهاب الناصح ولبسا منه الخرقة وغيرها، ودخل القاهرة بعد سنة خمس وثمانمائة وقد مات أبوه وأنزله الجلال البلقيني في مدرسة أبيه وقتاً وصحبه الجد حينئذ واغتبط كل منهما بصاحبه وكان يحكي عن الجد ما يدل لزهده وتقنعه، وسكن بعد حارة بهاء الدين بحارة برجوان وقتاً ثم بالأزهر؛ وحج قبل القرن وبعده غير مرة منها فيما قيل ماشياً ومرة صحبة الزين عبد الباسط إما حين حجته التي بعد العشرين أو التي بعد الثلاثين بتجمل زائد في محفة مع عدم تناوله له أشياء ذهاباً وإياباً، وعظم شأنه عند الملوك وأرباب الدولة وقبلت شفاعاته وامتثلت أوامره وزاره السلطان فمن دونه ولهو لا يتردد لأحد من بني الدنيا وغيرهم جملة حتى وصفه غير واحد بالمنقطع ببيته عن الخلق بل لا يخرج من منزله لغير الجمعة والعيدين وربما أنكر عليه عدم شهود الجماعة مع قرب سكنه جداً من جامع الأزهر وللناس أعذار، وسمعته يقول: أنا كلب عقور انعزلت عن الناس خوفاً من تأذيهم بمخالطتي؛ وكذا كان ينكر عليه تعيينه وقت خروج الدجال وتصميمه فيه وسأله العز السنباطي كما أخبرني عن مستنده في ذلك فقال خطبة وجدتها في أمور تتعلق باقتراب الساعة منسوبة للسيد علي رضي الله عنه، وكان الكمال المجذوب يكتب بخطه ويصرح بلفظه أنه خادمه وعد ذلك من خصوصياته، وبالجملة فكان إماماً عالماً صوفياً مفوهاً فصيحاً حسن الخط فكه المجالسة والمحاضرة مشاركاً في الفضائل منور الشيبة عطر الرائحة متجملاً في مأكله ومشربه وملبسه ومسكنه وسائر أموره مديماً للتلاوة والتسبيح والذكر والأوراد وقوراً بشوشاً كثير التعظيم لزائره والإطعام لقاصديه مع عدم قبوله من أكثرهم هدية أو صلة بحيث كان بعضهم ينسبه من أجل هذا لمعرفة الكيمياء، وله نظم منه ما أجاب العلاء بن أقبرس حين كتب إليه ابياتاً متعرضاً فيها لما رمزه الفلاسفة وأشار إليه علماء الحرف والبسط والتكسير من معرفة الحجر المكرم الذي لا قدرة لمعرفة اسمه إلا بمعرفة التدبير فقال المترجم:

أيا سائلاً عن سر رمز مكتـم

 

بوفق لذي قاف غداً ياؤه أصلاً

وذكر الأبيات كلها وهي أخفى من السؤال، وكذا له تأليف ومحبة في تصانيف الولوي الملوي واهتمام بتحصيلها، ومحاسنه جمة. ولم يزل في ازدياد من الجلالة حتى مات مطعوناً في يوم الأحد سادس عشري صفر سنة ثلاث وخمسين عن أزيد من تسعين سنة ممتعاً بحواسه وصلى عليه جمع تقدمهم العلم البلقيني الشافعي بجامع الأزهر ثم دفن بالقرب من الصوفيين، وقد لازمه جدي ثم عمي ووالدي وعرضا عليه وكذا عرضت عليه بل قرأت عليه جزء ابن فيل وأظهر السرور بذلك وقرأه بعدي عليه القلقشندي وغيره، والناس فيه فريقان وبلغني أن العز عبد السلام القدسي كان يقول إنه من بيت لم يزل فيهم الصلاح من ثلثمائة وعشرين سنة وكذا بلغني أن الكلوتاتي كفه حين جلس للإسماع لعدم اطلاعه على سنده رحمه الله وإيانا. محمد بن عبد الرحمن بن أبي الغيث. مضى فيمن جده عبد العزيز بن محمد بن أحمد قريباً.
 766 محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن أحمد بن خليف بن عيسى بن عساس بن بدر بن يوسف بن علي بن عثمان الرضي أبو حامد بن التقي بن الحافظ الجمال الأنصاري الخزرجي المطري المدني الشافعي والد المحب محمد الآتي وسبط الجمال محمد بن يوسف الزرندي. ولد كما رآه بخط أبيه بعد عصر يوم الأربعاء خامس ذي القعدة سنة ثمان وأربعين وسبعمائة بالمدينة. كان جده الجمال صيتاً فبعث به من القاهرة ثالث ثلاثة ليؤذنوا بالمسجد النبوي لخلوها من عارف بالميقات فباشروا ذلك ثم مات الجمال سنة إحدى وأربعين وسبعمائة فولي بعده ابنه العفيف عبد الله عم صاحب الترجمة، وقد سمع من عمه العفيف والعفيف النشاوري الصحيح ومن العز بن جماعة الموطأ رواية يحيى بن يحيى وجزء البيتوتة وأشياء ومن الأمين ابن الشماع جامع الأصول لابن الأثير بفوت ومن الشمس الخشبي إتحاف الزائر لابن عساكر ومن البهاء السبكي شفاء السقام لأبيه بفوت ومن البرهان بن فرحون والبدر بن فرحون وأبي بكر المراغي، وقرأ على محمد بن صالح المدني غالب تأليفه الدرة النفيسة الفصيحة بكرامات شيخ الصدق والنصيحة الذي ترجم فيه شيخه أبا عبد الله القصري وكذا قرأ على الجمال الأميوطي والعلم سليمان السقاء. وأجاز له في سنة مولده أبو الفتوح الدلاصي والميدومي وغيرهما بعد ابن الخباز وابن القيم ومحمود المنبجي وخلق منهم من بغداد في سنة إحدى وخمسين الشمس محمد بن عبد الرحمن بن عسكر والشرف محمد بن مكناس، وحدث ودرس وأفتى. وممن سمع عليه جملة وتفقه به ولده وكذا قرأ عليه التقي بن فهد وسمع منه التقي الفاسي بمكة وغيرها وترجمه، ووصفه أبو الفتح المراغي بسيدنا وشيخنا الإمام العلامة. وأبو عبد الله بن سكر بالفقيه العالم العامل الرئيس. وولي رياسة المؤذنين بالحرم النبوي كأبيه وجده وقضاء المدينة وخطابتها وإمامتها في سنة إحدى عشرة وكان حين مجيء الولاية له بالطائف للزيارة فرجع إلى المدينة فوصلها في أوائل جمادى الأولى منها فباشرها وحمدت مباشرته، ولم يلبث أن مات في ليلة الخميس سادس عشر ذي الحجة منها بمكة وكان قدمها للحج وهو عليل ودفن بالمعلاة، وكان خيراً ديناً له إقبال على الخير وأهله والعبادة وعناية بالعلم ذا معرفة حسنة بالفقه والعربية وغيرهما مع نظم حسن وخط جيد رحمه الله، وممن ترجمه شيخنا في إنبائه والمقريزي في عقوده وأنشد له:

إن عاب قوم حبيبي قلت منتصراً

 

هل نقص البدر ما فيه من الكلف

قالوا ثناياه سود قلـت ويحـكـم

 

لله في ذاك سر غامض وخفـي

أشار للخلق أن الريق منه شـفـا

 

سم الأساود فاستشفوا من التلـف

767 محمد الشمس أبو عبد الله وأبو الهدى المطري المدني أخو الذي قبله. ولد كما نقله أخوه عن أبيهما في صبيحة يوم الأحد عاشر رجب سنة اثنتين وستين وسبعمائة بالمدينة وسمع بها من العز بن جماعة جزءه الكبير تخريجه لنفسه ومن البدر بن فرحون في آخرين؛ قال التقي الفاسي في مكة وله اشتغال بالعلم ونباهة وكان يؤذن بالحرم النبوي كأبيه وجده بمنارة الرياسة ودخل ديار مصر والشام واليمين. ومات بمكة كأخيه في ثامن عشري ذي الحجة سنة ست ودفن بالمعلاة.
 768 محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن أحمد بن التقي سليمان بن حمزة بن أحمد بن عمر بن الشيخ أبي عمر ناصر الدين بن الزين أبي الفرج بن ناصر الدين أبي عبد الله القرشي العمري العدوي المقدسي ثم الدمشقي الصالحي الحنبلي أخو أبي بكر والد محمد الماضي ويعرف كسلفه بابن زريق تصغير أزرق. ذكره شيخنا في إنبائه فقال: سمع الكثير من بقية أصحاب الفخر يعني كالصلاح بن أبي عمر فمن بعدهم وتخرج بابن المحب وتمهر، وكان يقظاً عارفاً بفنون الحديث ذاكراً للأسماء والعلل ولم يكن له اعتناء بصناعة الرواية من تمييز العالي والنازل بل على طريق المتقدمين مع حظ من الفقه والعربية، رتب المعجم الأوسط للطبراني على الأبواب فكتبه بخط متقن حسن جداً وكذا رتب صحيح ابن حبان، ورافقني كثيراً وأفادني من الشيوخ والأجزاء، وكان ديناً خيراً صيناً لم أر من يستحق أن يطلق عليه اسم الحافظ بالشام غيره. ات أسفاً على ولده أحمد - الذي أسره اللنكية وهو شاب له نحو العشر في رمضان سنة ثلاث - قبل إكمال الخمسين. وقال في معجمه إنه مات في ذي القعدة وأنه سمع معه على الشيوخ بالصالحية وغيرها وسمع العالي والنازل وخرج. وهو في عقود المقريزي رحمه الله وإيانا.
769 محمد بن أبي هريرة عبد الرحمن بن الحافظ أبي عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان بن قايماز الشمس أبو عبد الله التركماني الأصل الدمشقي ثم الكفر بطناوي ويعرف كسلفه بابن الذهبي. ولد سنة اثنتين وثلاثين وسبعمائة؛ وأسمعه جده الكثير منه ومن زوجته فاطمة ابنة محمد بن القمر والحافظ المزي والشهاب أحمد بن علي بن حسن الجزري وزينب ابنة الكمال وأبي بكر بن محمد بن أحمد بن عنتر السلمي وفاطمة ابنة عبد الرحمن الدباهي وخلق، وأجاز له أبو حيان وغيره من مصر. قال شيخنا: وكان من شيوخ الرواية لقيته بدمشق فقرأت عليه، ومات في الكائنة العظمى في حادي عشري جمادى الأولى سنة ثلاث قيل قتلاً بالعقوبة وقيل بل ضربت عنقه صبراً، وكان ببلده كفر بطنا فأخذه العسكر التمري. ذكره في معجمه وإنبائه وتبعه المقريزي في عقوده؛ روى لنا عنه جماعة.
770 محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن إسماعيل بن علي بن الحسين خير الدين أو زين الدين أبو الخير بن الزين القلقشندي المقدسي الشافعي أخو عبد الكريم الماضي وابن أخي التقي أبي بكر الآتي وهو بكنيته أشهر. ولد في سنة اثنتين وعشرين وثمانمائة ببيت المقدس وأحضره أبوه ببلد الخليل وهو في الثانية على محمد بن علي بن البرهان وأحمد بن حسين بن النصيبي وعلي بن إسماعيل القصراوي المسلسل وجزء البطاقة وجزء ابن عرفة ومشيخة قاضي المرستان الصغرى والحديث الأول من كل من مجالس الخلال العشرة ومن المنتقى من الغيلانيات ومن ثمانيات النجيب للعلائي ومن نسخة إبراهيم بن سعد وكذا أحضر فيها على إبراهيم بن حجي والخطيب التدمري الخليليين أصحاب الميدومي وفي الثالثة في ربيع الآخر سنة خمس وعشرين جزء البيتوتة على محمد بن يوسف بن عثمان التازي المغربي وفي الرابعة على الأمير ناصر الدين محمد بن محمد بن صلاح الدين محمد بن عمر الطوري ثلاثيات الدارمي بسماعه على جده الصلاح المذكور بسماعه على زينب ابنة شكر وكذا سمع بعد ذلك وقبله أشياء على القبابي وابن المصري وعائشة الحنبلية وطائفة، ولما كنت في بيت المقدس لازمني في سماع ما حصلته؛ وأاز له جماعة منهم عبد القادر بن إبراهيم الأرموي وعبد الرحمن بن محمد بن طولوبغا والشمس الشامي والولي العراقي والنور الفوي، واستقر في تدريس الطازية والكريمية شريكاً لابن عمه أبي الحرم ومشيخة الحديث بالأقصى وغير ذلك من التصادير ونحوها كالإعادة بالصلاحية؛ وحج غير مرة منها في سنة ثلاث وخمسين صحبة الزين عبد الباسط وسمع بالمدينة ومكة أشياء ومما سمعه على أبي البقاء بن الضياء رفيقاً لابن أبي شريف بقراءة الديمي الأربعين المختارة لابن مسدي، ودخل الشلام وكذا القاهرة غير مرة منها في سنة تسع وثمانين ورسم عليه ونزل عن بعض وظزائفه وحدث باليسير ولم يتصون مع خفة عقل وسرعة حركة.

بسم الله الرحمن الرحيم

1 محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن أبي بكر بن عثمان بن محمد الملقب شمس الدين أبو الخير وأبو عبد الله بن الزين أو الجلال أبي الفضل وأبي محمد السخاوي الأصل القاهري الشافعي المصنف الماضي أبوه وجده ويعرف بالسخاوي، وربما يقال له ابن البارد شهرة لجده بين أناس مخصوصين ولذا لم يشتهر بها أبوه بين الجمهور ولا هو بل يكرهها كابن عليبة وابن الملقن في الكراهة ولا يذكره بها إلا من يحتقره. لد في ربيع الأول سنة إحدى وثلاثين وثمانمائة بحارة بهاء الدين علو الدرب المجاور لمدرسة شيخ الإسلام البلقيني محل أبيه وجده، ثم تحول منه حين دخل في الرابعة مع أبويه لملك اشتراه أبوه مجاور لسكن شيخه ابن حجر، وأدخله أبوه المكتب بالقرب من الميدان عند المؤدب الشرف عيسى بن أحمد المقسي الناسخ فأقام عنده يسيراً جداً، ثم نقله لزوج أخته الفقيه الصالح البدر حسين بن أحمد الأزهري أحد أصحاب العارف بالله يوسف الصفي فقرأ عنده القرآن وصلى به للناس التراويح في رمضا بزاوية لأبي أمه الشيخ شمس الدين العدوي المالكي، ثم توجه به أبوه لفقيهه المجاور لسكنه الشيخ المفيد النفاع القدوة الشمس محمد بن أحمد النحريري الضرير - مؤدب البرهان بن خضر والجلال بن الملقن وابن أسد وغيرهم من الأئمة وأحد من علق شيخه في تذكرته من نوادره وسمع منه الطلبة والفضلاء ويعرف بالسعودي وذلك حين انقطاعه بمنزله لضعفه - فجوده عليه وانتفع به في آداب التجويد وغيرها وعلق عنه فوائد ونوادر وقرأ عليه حديثاً التحق في قراءته عليه بشيوخه، وتلاه في غضون ذلك مراراً على مؤدبه بعد زوج عمته الفقيه الشمس محمد بن عمر الطباخ أبوه أحد قراء السبع هو، وحفظ عنده بعض عمدة الأحكام. ثم انتقل بإشارة السعودي المذكور للعلامة الشهاب بن أسد فأكمل عنده حفظها مع حفظ التنبيه كتاب عمه والمنهاج الأصلي وألفية ابن مالك والنخبة، وتلا عليه لأبي عمرو ثم لابن كثير وسمع عليه غيرهما من الروايات إفراداً وجمعاً وتدرب به في المجطالعة والقراءة وصار يشارك غالب من يتردد إليه للتفهم في الفقه والعربة والقراآت وغيرها.
 وكلما انتهى حفظه لكتاب عرضه على شيوخ عصره فكان من جملة من عرض عليه ممن لم يأخذ عنه بعد: المحب بن نصر الله البغدادي الحنبلي والشمس بن عمار المالكي والنور التلواني والجمال عبد الله الزيتوني وكذا الزين عبادة ظناً فقد اجتمع به وبالشمس البساطي مع جده، ثم حفظ بعد ألفية العراقي وشرح النخبة وغالب الشاطبية وبعض جامع المختصرات ومقدمة الساوي في العروض وغير ذلك مما لم يكمله. وقرأ بعض القرآن على النور البلبيسي إمام الأزهر والزين عبد الغني الهيثمي لابن كثير ظناً وسمع الكثير من الجمع للسبع وللعشر على الزين رضوان العقبي والبعض من ذلك على الشهاب السكندري وغيره؛ بل سمع الفاتحة وإلى المفلحون للسبع على شيخه بقراءة ابن أسد وجعفر السنهوري وغيرهما من أئمة القراء. ولزم الأستاذ الفريد البرهان بن خضر أحد أصحاب عمه ووالده حتى أملى عليه عدة كراريس من مقدمة في العربية مفيدة وقرأ عليه غالب شرح الألفية لابن عقيل وسمع الكثير من توضيحها لابن هشام وغيره من كتب الفن وغيره، وكذا قرأ على أوحد النحاة الشهاب أبي العباس الحناوي مقدمته المسماة بالدرة المضية وكتبها له بخطه إكراماً لجده، وتدرب بهما في الإعراب حيث أعرب على الأول من الأعلى إلى الناس وعلى الثاني مواضع من صحيح البخاري، وأخذ العربية أيضاً عن الشهاب الأبدي المغربي والجمال بن هشام الحنبلي حفيد سيبويه وقته الشهير وغيرهما وقرأ التنبيه تقسيماً على ابن خضر والسيد البدر النسابة وبعضه على الشمس الشنشي وحضر تقسيمه مراراً عند غير هؤلاء بل حضر عند الشمس الونائي تلك الدروس الطنانة التي أقرأها في الروضة ولم يسمع الفقه عن أفصح منه ولا أجمع. واليسير جداً عند القاياتي وكذا أخذ الكثير من الفقه عن العلم صالح البلقيني ومن جملة ذلك في الروضة والمنهاج وبعض التدريب لوالده والتكملة التي له؛ وسمع دروساً من شرح الحاوي لابن الملقن على شيخه وكذا من التفسير والعروض. وحضر تقسيم البهجة بتمامه عند الشرف المناوي وتقسيم المهذب أو غالبه عند الزين البوتيجي وتردد إليه في الفرائض وغيرها. بل أخذ طرفاً من الفرائض والحساب والميقات وغيرها عن الشهاب بن المجدي وقرأ الأصول على الكمال بن إمام الكاملية قرأ عليه غالب شرحه الصغير على البيضاوي وسمع عليه غير ذلك من فقه وغيره وقرأ على غيره في متن البيضاوي. وحضر كثيراً من دروس التقي الشمن في الأصلين والمعاني والبيان والتفسير وعليه قرأ شرحه نظم والده للنخبة مع شرح أبيه لها بل أخذ عن العز عبد السلام البغدادي في العربية والصرف والمنطق وغيرها وكذا أخذ دروساً كثيرة عن الأمين الأقصرائي وكثيراً من التفسير وغيره عن السعد بن الديري ومن شرح ألفية العراقي عن الزين السندبيسي بل قرأ الشرح بتمامه على الزين قاسم الحنفي وأخذ قطعة من القاموس في اللغة تحريراً وإتقاناً مع المحب بن الشحنة. وكتب يسيراً على شيخ الكتاب الزين عبد الرحمن بن الصائغ ثم ترك لما رأى عنده من كثرة اللغط ولزم الشمس الطنتدائي الحنفي إمام مجلس البيبرسية فيها أياماً. ولبس الخرقة مع التلقين من المحيوي حفيد الجمال يوسف العجمي وأبي محمد مدين الأشمومي وأبي الفتح الفوي وعمر النبتيتي في آخرين في هذه العلوم وغيرها كابن الهمام وأبي القسم النويري والعلاء القلقشندي والجلال المحلي والمحب الأقصرائي ومما حضره عنده التصوف، واجتمع بأبي عبد الله الغمري وغيره من الأكابر، وأذن له غير واحد منهم ومن غيرهم بالإفتاء والتدريس والإملاء بل كان الكثير منهم يرسل له بالفتاوى أو يسأله شفاهاً. وربما أخذ بعضهم عنه.
 وقبل ذلك كله سمع مع والده ليلاً الكثير من الحديث على شيخه إمام الأئمة الشهاب بن حجر فكان أول ما وقف عليه من ذلك في سنة ثمان وثلاثين وأوقع الله في قلبه محبته فلازم مجلسه وعادت عليه بركته في هذا الشأن الذي باد جماله وحاد عن السنن المعتبر عماله فأقبل عليه بكليته إقبالاً يزيد على الوصف بحيث تقلل مما عداه لقول الحافظ الخطيب أنه علم لا يعلق إلا بمن قصر نفسه عليه ولم يضم غيره من الفنون إليه، وقول إمامنا الشافعي لبعض أصحابه أتريد أن تجمع بين الفقه والحديث هيهات، وتوجيه شيخنا تقديم شيخه له فيه على ولده وغيره بعدم التوغل فيما عداه كتوجيهه لكثير ممن وصف من أئمة المحديثن وحفاظهم وغيرهم باللحن بأن ذلك بالنسبة للخليل وسيبويه ونحوهما دون خلوهم أصلاً منه حسبما بسط ذلك معنى وأدلة في عدة من تصانيفه؛ ولذا توهم الغبي الغمر ممن لم يخالطه أنه لا يحسنها وقال العارف المخالط إن من قصره على هذا العلم ظلمه.
وداوم الملازمة لشيخه حتى حمل عنه علماً جماً اختص به كثيراً بحيث كان من أكثر الآخذين عنه، وأعانه على ذلك قرب منزله منه فكان لا يفوته مما يقرأ عليه إلا النادر إما لكونه حمله أو لأن غيره أهم منه وينفرد عن سائر الجماعة بأشياء. وعلم شدة حرصه على ذلك فكان يرسل خلفه أحياناً بعض خدمه لمنزله يأمره بالمجيء للقراءة.
وقرأ عليه الاصطلاح بتمامه وسمع عليه جل كتبه كالألفية وشرحها مراراً وعلوم الحديث لابن الصلاح إلا اليسير من أوائله وأكثر تصانيفه في الرجال وغيرها كالتقريب وثلاثة أرباع أصله ومعظم تعجيل المنفعة واللسان بتمامه ومشتبه النسبة وتخريج الرافعي وتلخيص مسند الفردوس والمقدمة وبذل الماعون ومناقب كل من الشافعي والليث وأماليه الحلبية والدمشقية وغالب فتح الباري وتخريج المصابيح وابن الحاجب الأصلي وبعض إتحاف المهرة وتعليق التعليق ومقدمة الإصابة وجملة، وفي بعضه ما سمعه أكثر من مرة، وقرأ بنفسه منها النخبة وشرحها والأربعين المتباينة والخصال المكفرة والقول المسدد وبلوغ المرام والعشرة العشاريات والمائة والملحق بها لشيخه التنوخي والكلام على حديث أم رافع وملخص ما يقال في الصباح والمساء وديوان خطبه وديوان شعره وأشياء يطول إيرادها. وسمع بسؤاله له من لفظه أشياء كالعشرة العشاريات ومسلسلات الإبراهيمي خارجاً عما كتبه عنه في الإملاء مع الجماعة من سنة ست وأربعين وإلى أن مات. وأذن له في الإقراء والإفادة والتصنيف وصلى به إماماً التراويح في بعض ليالي رمضان. وتدرب به في طريق القوم ومعرفة العالي والنازل والكشف عن التراجم والمتون وسائر الاصطلاح وغير ذلك.
 وكذا تدرب في الطلبة بمستمليه مفيد القاهرة الزين رضوان العقبي وأكثر من ملازمته قراءة وسماعاً وبصاحبه النجم عمر بن فهد الهاشمي وانتفع بإرشاد كل منهم وأجزائه وإفادته، بل كتب شيخه من أجله إلى دمياط لمن عنده المعجم الصغير للطبراني بإرساله إليه حتى قرأه عليه لكون نسخته قد انمحى الكثير منها وما علم أنه في أوقاف سعيد السعداء إلا بعد؛ ولم ينفك عن ملازمته ولا عدل عنه بملازمة غيره من علماء الفنون خوفاً على فقده ولا ارتحل إلى الأماكن النائية، بل ولا حج إلا بعد وفاته، لكنه حمل عن شيوخ مصر والواردين إليها كثيراً من دواوين الحديث وأجزائه بقراءته وقراءة غيره في الأوقات التي لا تعارض أوقاته عليه غالباً سيما حين اشتغاله بالقضاء وتوابعه حتى صار أكثر أهل العصر مسموعاً وأكثرهم رواية، ومن محاسن من أخذ عنه من عنده الصلاح بن أبي عمر وابن أميلة وابن النجم وابن الهبل والشمس بن المحب والفخر بن بشارة وابن الجوخي والمنيجي والزيتاوي والبياني والسوقي والطبقة، ثم من عنده القاضي العز بن جماعة والتاج السبكي وأخوه البهاء والجمال الأسنائي والشهاب الأذرعي والكرماني والصلاح الصفدي والقيراطي والحراوي ثم الحسين التكريتي والأميوطي والباجي وأبو البقاء السبكي والنشاوري وابن الذهبي ابن العلائب والآمدي والنجم بن الكشك وأبو اليمن بن الكويك وابن الخشاب وابن حاتم والمليجي وابن رزين والبدر بن الصاحب ثم السراج الهندي والبلقيني وابن الملقن والغراقي الهيثمي والأبناسي والبرهان بن فرحون وهكذا حتى سمع من أصحاب أبي الطاهر بن الكويك والعز بن جماعة وابن خير، ثم من أصحاب الولي العراقي والوي وابن الجزري ثم من يليهم؛ وقمش وأخذ عمن دب ودرج، وكتب العالي والنازل حتى بلغت عدة من أخذ عنه بمصر والقاهرة وضواحيها كإنبابة والجيزة وعلو الأهرام والجامع العمري وسرياقوس والخانقاه وبلبيس وسفط الحناء ومنية الرديني وغيرها زيادة على أربعمائة نفس؛ كل ذلك وشيخه يمده بالأجزاء والكتب والفوائد التي لا تنحصر وربما نبهه على عوال لبعض شيوخ العصر ويحضه على قراءتها. وشكا إليه ضيق عطن بعضهم فكاتبه يستعطفه عليه ويرغبه في الجلوس معه ليقرأ ما أحبه.
وبعد وفاة شيخه سافر لدمياط فسمع بها من بعض المسندين وكتب عن نفر من المتأدبين، ثم توجه في البحر لقضاء فريضة الحج وصحب والدته معه فلقي بالطور والينبوع وجدة غير واحد أخذ عنهم، ووصل لمكة أوائل شعبان فأقام بها إلى أن حج، وقرأ بها من الكتب الكبار والأجزاء القصار ما لم يتهيأ لغيره من الغرباء حتى قرأ داخل البيت المعظم وبالحجر وعلو غار ثور وجبل حراء وبكثير من المشاهد المأثورة بمكة وظاهرها كالجعرانة ومنى ومسجد الخيف على خلق كأبي الفتح المراغي والبرهان الزمزمي والتقي بن فهد والزين الأميوطي والشهاب الشوائطي وأبي السعادات بن ظهيرة وأبي حامد بن الضياء وزيادة على ثلاثين نفساً فمنهم من يروي عن البهاء بن خليل والكرماني والأذرعي النشاوري والجمال الأميوطي وابن أبي المجد والتنوخي وابن صديق والعراقي والهيثمي والأبناسي والمجدين اللغوي وإسماعيل الحنفي ومن لا أحصره سوى من أجاز له فيها وهم أضعاف ذلك، وأعانه عليه صاحبه النجم بن فهد بكتبه وفوائده ونفسه ودلالته على الشيوخ وكذا بكتب والده ثم انفصل عنها وهو متعلق الأمل بها. وقرأ في رجوعه بالمدينة الشريفة تجاه الحجرة النبوية على البدر عبد الله بن فرحون وبغيره من أماكنها على الشهاب أحمد بن النور المحلى وأبي الفرج المراغي في آخرين ثم ينبوع أيضاً وعقبة أيلة وقبل ذلك برابغ وخليص.
ورجع للقاهرة فأقام بها ملازماً السماع والقراءة والتخريج والاستفادة من الشيوخ والأقران غير مشتغل بما يعطله عن مزيد الاستفادة إلى أن توجه لمنوف العليا فسمع بها قليلاً وأخذ بفيشا الصغرى عن بعض أهلها، ثم عاد لوطنه فارتحل إلى الثغر السكندري وأخذ عن جمع من المسندين والشعراء بها وبأم دينار ودسوق وفوة ورشيد والمحلة وسمنود ومنية عساس ومنية نابت والمنصورة وفارسكورود نجيه والطويلة ومسجد الخضر. ودخل دمياط فسمع بها.
 وحصل في هذه الرحلة أشياء جليلة من الكتب والأجزاء والفوائد عن نحو خمسين نفساً فيهم من يروي عن ابن الشيخة والتنوخي والصلاح الزفتاوي والمطرز وعبد الله بن أبي بكر الدماميني والبلقيني وابن الملقن والعراقي والهيثمي والكمال الدميري والحلاوي والسويداوي والجمال الرشيدي وابي بكر بن إبراهيم ابن العز وابن صديق وابن أقبرس وناصر الدين بن الفرات والنجم البالسي والتاج ابن موسى السكندري والزين الفيشي المرجاني وناصر الدين بن الموفق وابن الخراط والهزبر والشرف بن الكويك.
ثم ارتحل إلى حلب وسمع في توجهه إليها بسرياقوس والخانقاه وبلبيس وقطيا وغزة والمجدل والرملة وبيت المقدس والخليل ونابلس ودمشق وصالحيتها والزبداني وبعلبك وحمص وحماة وسرمين وحلب وجبرين ثم بالمعرة وطرابلس وبرزة وكفر بطنا والمزة وداريا وصالحية مصر والخطارة وغيرها شيئاً كثيراً من قريب مائة نفس؛ وفيهم من أصحاب الصلاح بن أبي عمر وابن أميلة وابن الهبل والزين عبد الرحمن بن الأستاذ وأبي عبد الله محمد بن عمر بن قاضي شهبة ويحيى بن يوسف الرحبي والحافظ أبي بكر بن المحب وناصر الدين بن داود وأبي الهول الجزري وأبي العباس أحمد بن العماد بن العز المقدسي وابن عوض والشهاب المرداوي وأبي الفرج بن ناظر الصاحبة والكمال بن النخاس ومحمد بن الرشيد عبد الرحمن بن أبي عمر والشرف أبي بكر الحراني والشهاب أبي العباس بن المرحل وفرج الشرفي فمن بعدهم؛ واستمد في بيت المقدس من أجزاء التقي أبي بكر القلقشندي وكتبه وإرشاده فقد كان ذا أنسة بالفن وفي الشام من أجزاء الضيائية وغيرها بمعاونة الإمام التقي بن قندس والبرهان القادري وآخرين، ثم في حلب بمحدثها وابن حافظها أبي ذر الحلبي فأعاره وأرشده وطاف معه على من بقي عندهم وساعده غيره بتجهيز ساع بإحضار سنن الدارقطني من دمشق حتى أخذها عن بعض من يرويها بحلب.
وأجاز له خلق باستدعائه واستدعاء غيره من جهات شتى ممن لم يتيسر له لقيهم أو لقيهم ولكن لم يسمع منهم بل كان وهو صغير قبل أن يتميز ألهم الله سبحانه بفضله بعض أهل الحديث استجازة جماعة من محاسن الشيوخ له تبعاً لأبيه فيهم من يروى عن الميدومي وابن الخباز والخلاطي وابن القيم وابن الملوك والعز محمد بن إسماعيل الحموي وأبي الحرم القلانسي وابن نباتة وناصر الدين الفارقي والكمال بن حبيب والظهير بن العجمي والتقي السبكي والصلاح العلائي وابن رافع ومغلطاي والنشائي وابن هشام وأبي عبد الله بن جابر ورفيقه أبي جعفر الرعيني المعروفين بالأعمى والبصير وشبههم، بل من يروى بالسماع عمن حدث عنه بالإجازة كالزيتاوي وابن أميلة والصلاح بن أبي عمر والعماد محمد بن موسى الشيرجي والعز محمد بن أبي بكر السوقي وأبي عبد الله البياني والشهاب بن النجم وأبي علي بن الهبل وزينب ابنة قاسم وغيرهم، وكذا دخل في استدعاء صاحبه النجم بن فهد الهاشمي بل وكثير من استدعاءات شيخه الزين رضوان وغيره إما لكونهمن أبناء صوفية الخانقاه البيبرسية أو نحو ذلك مما هو أخص من العامة بل تكاد أن تكون خاصة كما ألهم الله المحب بن نصر الله حين عرضه عليه كتابة الإجازة مع كونه إنما كتب له بالهامش وكونه لم يكتب بها لكل من أبيه وعمه مع كتابته لهما نحو ورقة؛ ولهذا كله زاد عدد من أخذ عنه من الأعلى والدون والمساوي حتى الشعراء ونحوهم على ألف ومائتين، والأماكن التي تحمل فيها من البلاد والقرى على الثمانين.
 واجتمع له من المرويات بالسماع والقراءة ما يفوق الوصف وهي تتنوع أنواعاً أحدها ما رتب على الأبواب الفقهية ونحوها وهي كثيرة جداً منها ما تقيد فيه بالصحيح كالصحيحين للبخاري ولمسلم ولابن خزيمة - ولم يوجد بتمامه - ولأبي عوانة الإسفرايني وهو وإن كان مستخرجاً على ثاني الصحيحين فقد أتى فيه بزيادات طرق بل وأحاديث كثيرة. وعنده من المستخرجات بالسماع المستخرج على صحيح مسلم لأبي نعيم؛ كما أن في مروياته لكن بالإجازة من الكتب التي تقيد فيها بالصحة كتاب المستدرك على الصحيحين أو أحدهما للحاكم وهو كثير التساهل بحيث أدرج في كتابه هذا الضعيف بل والموضوع المنافيين لموضوع كتابه، ومن الكتب الصحيحة الموطأ لمالك ووقع له بالسماع عن دون عشرة من أصحابه وإدراجه في الصحاح إنما هو بالنسبة للتصانيف قبله وإلا فلا يتمشى الأمر في جميعه على ما استقر الأمر عليه في تعريف الصحيح. ومنها ما لم يتقيد فيه بالصحة بل اشتمل على الصحيح وغيره كالسنن لأبي داود رواية أبي على اللؤلؤي وأبي بكر بن داسة عنه وقيل إنه يكفي المجتهد ولأبي عبد الرحمن النسائي رواية ابن السني وابن الأحمر وغيرهما عنه ولأبي عبد الله بن ماجة القزويني ولأبي الحسن الدارقطني ولأبي بكر البيهقي والسنن التي له أجمع كتاب سمعه في معناه ولمحمد بن الصباح وكالجامع لأبي عيسى الترمذي ولأبي محمد الدارمي ويقال له أيضاً المسند بحيث اغتر بعضهم بتسميته وأدرجه في النوع بعده وقد أطلق بعضهم عليه الصحة، وكان بعض الحفاظ ممن روى عن بعض الآخذين عنه يقول إنه لو جعل بدل ابن ماجة بحيث يكون سادساً للكتب الشهيرة أصول الإسلام لكان أولى؛ وكالمسند للإمام الشافعي وليس هو من جمعه وإنما التقطه بعض النيسابوريين من الأم له والسنن له رواية المزني ورواية ابن عبد الحكم وشرح معاني الآثار لأبي جعفر الطحاوي، ثم أن في بعض هذه ما يميز فيه مصنفه المقبول من غيره كالجامع للترمذي ونحوه السنن لأبي داود، ومما يلتحق بهذا النوع ما يقتصر فيه على فرد من أفراده أو غيره كالشمائل النبوية للترمذي ودلائل النبوة للبيهقي والشفا لعياض والمغازي لموسى بن عقبة والسيرة النبوية لابن هشام ولابن سيد الناس وبشرى اللبيب له وفضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم لإسماعيل القاضي ولابن أبي عاصم ولابن فارس وللنميري وحياة الأنبياء في قبورهم وفضائل الأوقات والأدب المفرد ثلاثتها للبيهقي، وكذا للبخاري الأدب المفرد؛ وفي معناهما مكارم الأخلاق للطبراني وكذا للخرائطي مع مساويها له، وكالتوكل وذم الغيبة والشكر والصمت والفرح واليقين وغيرها من تصانيف أبي بكر بن أبي الدنيا وكبر الوالدين والقراءة خلف الإمام ورفع اليدين في الصلاة ثانيها للبخاري والبسملة لأبي عمر بن عبد البر والعلم للمرهبي ولأبي خيثمة زهير بن حرب والطهارة وفضائل القرآن والأموال ثلاثتها لأبي عبيد والإيمان لابن مندة ولأبي بكر بن أبي شيبة وذم الكلام للهروي والأشربة الصغير والبيوع والورع ثلاثتها لأحمد وكالجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع للخطيب والمحدث الفاصل بين الراوي والواعي للرامهرمزي وعلوم الحديث لابن الصلاح ومن قبله للحاكم وشرف أصحاب الحديث ورواية الآباء عن الأبناء واقتضاء العلم العمل والزهد والطفيليين خمستها للخطيب. وفي مسموعاته أيضاً الزهد لابن المبارك وكالدعوات للمحاملي وللطبراني وهو أجمع كتاب فيها وعمل اليوم والليلة لابن السني وفضل عشر ذي الحجة للطبراني ولأبي إسحاق الغازي، وكذا في مسموعاته من التصانيف في فضل رجب وشعبان ورمضان جملة واختلاف الحديث والرسالة كلاهما للشافعي وعوارف المعارف للسهروردي وبداية الهداية للغزالي وصثفة التصوف لابن طاهر. ثانيها ما رتب على المسانيد كمسند أحمد وهو أجمع مسند سمعه وأبي داود الطيالسي وأبي محمد عبد بن حميد وأبي عبد الله العدني وأبي بكر الحميدي ومسدد وأبي يعلى الموصلي. وليس في واحد منها ما هو مرتب على حروف المعجم؛ نعم مما رتب فيه على الحروف من المسانيد مع تقييده بالمحتج به المختارة للضياء المقدسي ولكن لم يكمل تصنيفاً ولا استوفى الموجود سماعاً والمعجم الكبير للطبراني وهو مع كونه يلي مسند أحمد في الكبر أكثرها فوائد والمعجم لابن قانع والأحاديث فيه قليلة ونحوه الاستيعاب لابن عبد البر إذ ليس القصد فيه إلا

تراجم الصحابة وأخبارهم وقريب منه في كون موضوعه التراجم ولكن لم يقتصر فيه على الصحابة مع الاستكثار فيه من الحديث ونحوه حلية الأولياء لأبي نعيم وكذا مما يذكر فيه أحوال الصوفية الأعلام الرسالة القشيرية، وقد يقتصر على صحابي واحد كمسند عمر للنجاد وسعد للدورقي، كما أنه قد يقتصر على الفضائل خاصة كفضائل الصحابة لطراد ووكيع. ونحوه الذرية الطاهرية للدولابي؛ وقد يكون في مطلق التراجم لكن لأهل بلد مخصوص كأصبهان لأبي نعيم وبغداد للخطيب وعنده بالسماع منهما جملة وقد يكون في فضائل البلدان كفتوح مصر لابن عبد الحكم وفضائل الشام للربعي، ثالثها ما هو على الأوامر والنواهي وهو صحيح أبي حاتم بن حبان المسمى بالتقاسيم والأنواع والكشف منه عسر على من لم يتقن مراده، رابعها ما هو على الحروف في أول كلمات الأحاديث وهو مسند الشهاب للقضاعي، خامسها ما هو في الأحاديث الطوال خاصة وهو الطوالات للطبراني ولابن عساكر منها كتاب الأربعين، سادسها ما يقتصر فيه على أربعين حديثاً فقط ويتنوع أنواعاً كالأربعين الآلهية لابن المفضل وكالأربعين المسلسلات له وكالأربعين في التصوف لأبي عبد الرحمن السلمي إلى غيرها كالأحكام وقضاء الحوائج وما لا تقيد فيه كأربعي الآجري والحاكم وهي شيء كثير، وقد لا يقتصر على الأربعين كالثمانين للآجري والمائة لغيره، سابعها ما هو على الشيوخ للمصنف كالمعجم الأوسط والصغير كلاهما للطبراني ومعجم الإسماعيلي وابن جميع ونحوها كالمشيخات التي منها مشيخة ابن شاذان الكبرى والصغرى ومشيخة الفسوي وبعضها مرتب على حروف المعجم؛ ومنه ما لم يرتب ونحو هذا جمع ما عند الحافظ أبي بكر بن المقري وكذا الحارثي وغيرهما مما هو مسموع عنده مما عندهم من حديث الإمام أبي حنيفة وترتيبه على شيوخه ويسمى كل واحد منهما مسند أبي حنيفة، ثامنها ما هو على الرواة عن إمام كبير ممن يجمع حديثه كالرواة عن مالك للخطيب وممن روى عن مالك من شيوخه لابن مخلد، تاسعها ما يقتصر فيه على الأفراد والغرائب كالأفراد لابن شاهين وللدارقطني وهي في مائة جزء سمع منها الكثير ومنه الغرائب عن مالك وغيره من المكثرين. عاشرها ما لا تقيد فيه بشيء مما ذكر بل يشتمل على أحاديث نثرية من العوالي وغيرها وهو على قسمين: أولهما ما كل تخريج منه في مجلد ونحوه كالثقفيات والجعديات والحنائيات والخلعيات والسمعونيات والغيلانيات القطيعيات والمحامليات والمخلصيات وقوائد تمام وفوائد سموية وجملة؛ ونحوها المجالسة للدينوري وما هو دون ذلك كجزء أبي الجهم والأنصاري وابن عرفة وسفيان وما يزيد على ألف جزء. حادي عشرها ما لا إسناد فيه بل اقتصر فيه على المتون مع الحكم عليها وبيان جملة من أحكامها كالأذكار والتبيان والرياض وغيرها من تصانيف النووي وغيره، إلى غيرها من المسموعات التي لا تقيد فيها بالحديث كالشاطبية والرائية في علمي القراءة والرسم والألفية في علمي النحو والصرف وجمع الجوامع في الأصلين والتصوف والتنبيه والمنهاج وبهجة الحاوي في الفقه وتلخيص المفتاح في المعاني والبيان وقصيدة بانت سعاد والبردة والهمزية وليس ما ذكر بآخر التنبيه؛ كما أنه ليس المراد بما ذكر في الأنواع الحصر إذا لو سرد كل نوع منه لطال ذكره وعسر الآن حصره بل لو سرد مسموعه ومقروءه على شيخه فقط لكان شيئاً عجباً.
 وأعلى ما عنده من المروي ما بينه وبين الرسول صلى الله عليه وسلم بالسند المتماسك فيه عشرة أنفس وليس ما عنده من ذلك بالكثير. وأكثر منه وأصح ما بين شيوخه وبين النبي صلى الله عليه وسلم فيه العدد المذكور. واتصلت له الكتب الستة وكذا حديث كل من الشافعي وأحمد والدارمي وعبد بثمانية وسائط بل وفي بعض الكتب الستة كأبي داود من طريق ابن داسة وأبواب من النسائي ما هو بسبعة - بتقديم المهملة - واتصل له حديث مالك وأبي حنيفة بتسعة - بتقديم المثناة.
ولما ولد له ولده أحمد جدد العزم لأجله حيث قرأ له على بقايا المسندين شيئاً كثيراً جداً في أسرع وقت وانتفع بذلك الخاص والعام والكبير والصغير وانتشرت الأسانيد المحررة والأسمعة الصحيحة والمرويات المعتبرة وتنبه الناس لإحياء هذه السنة بعد أن كادت تنقطع فلزموه أشد ملازمة وصار من يأنف الاستفادة منه من المهملين يتسور على خطه فيستفيد منه وما يدري أن الاعتماد على الصحف فقط في ذلك فيه خلل كبير؛ ولعمري إن المرء لا ينبل حتى يأخذ عمن فوقه ومثله ودونه على أن الأساطين من علماء المذاهب ومحققيهم من الشيوخ وأماثل الأقران البعيد غرضهم عن المقاصد الفاسدة غير متوقفين عن مسئلته فيما يعرض لهم من الحديث ومتعلقاته مرة بالكتابة التي ضبطها بخطوطهم عنده ومرة باللفظ ومرة بأرسال السائل لهم نفسه وبغير هذا مما يستهجن إيراد مثله مع كونه أفرد أسماءهم في محل آخر، وطالما كان التقي الشمني يحض أماثل جماعته كالنجمي بن حجي على ملازمته ويقول متى يسمح الزمان بقراءته بل حضه على عقد مجلس الإملاء غير مرة ولذا لما صارت مجالس الحديث آنسة عامرة منضبطة ورأى إقبالهم على هذا الشأن ولله الحمد امتثل إشارته بالإملاء فأملى بمنزله يسيراً ثم تحول لسعيد السعداء وغيرها متقيداً بالحوادث والأوقات حتى أكمل تسعة وخمسين مجلساً.
ثم توجه هو وعياله وأكبر إخوته ووالداه للحج في سنة سبعين فحجوا وجاوروا وحدث هناك بأشياء من تصانيفه وغيرها وأقرأ ألفية الحديث تقسيماً وغالب شرحها لناظمها والنخبة وشرحها وأملى مجالس. كل ذلك بالمسجد الحرام، وتوجه لزيارة ابن عباس رضي الله عنهما بالطائف رفيقاً لصاحبه النجم بن فهد فسمع منه هناك بعض الأجزاء، ولما رجع إلى القاهرة شرع في إملاء تكملة تخريج شيخه للأذكار إلى أن تم، ثم أملى تخريج أربعي النووي ثم غيرها مما يقيد فيه بحيث بلغت مجالس الإملاء ستمائة مجلس فأكثر، وممن حضر إملاءه ممن شهد إملاء شيخه: النجم بن فهد والشمس الأمشاطي والجمال بن السابق. وممن حضر إملاء شيخه والولي العراقي: البهاء العلقمي، وممن حضر إملاءهما والزين العراقي: الشهاب الحجازي والجلال القمصي والشهاب الشاوي.
وكذا حج في سنة خمس وثمانين وجاور سنة ست ثم سنة سبع وأقام منها ثلاثة أشهر بالمدينة النبوية. ثم في سنة اثنتين وتسعين وجاور سنة ثلاث ثم سنة أربع. ثم في سنة ست وتسعين؛ وجاور إلى أثناء سنة ثمان فتوجه إلى المدينة النبوية فأقام بها أشهراً وصام رمضان بها، ثم عاد في شوالها إلى مكة وهو الآن في جمادى الثانية من التي تليها بها ختم له بخير. وحمل الناس من أهلهما والقادمين عليهما عنه الكثير جداً رواية ودراية، وحصلوا من تصانيفه جملة؛ وسئل في الإملاء هناك فما وافق نعم أملى بالمدينة النبوية شيئاً لأناس مخصوصين.
 ثم لما عاد للقاهرة من المجاورة التي قبل هذا تزايد انجماعه عن الناس وامتنع من الإملاء لمزاحمة من لا يحسن فيها وعدم التمييز من جل الناس أو كلهم بين العلمين وراسل من لامه على ترك الإملاء بما نصه: إنه ترك ذلك عند العلم بإغفال الناس لهذا الشأن بحيث استوى عندهم ما يشتمل على مقدمات التصحيح وغيره من جمع الطرق التي يتبين بها انتفاء الشذوذ والعلة أو وجودهما مع ما يورد بالسند مجرداً عن ذلك وكذا ما يكون متصلاً بالسماع مع غيره وكذا العالي والنازل والتقيد بكتاب ونحوه مع ما لا تقيد فيه إلى غيرها مما ينافي القصد بالإملاء وينادي الذاكر له العامل به على الخالي منه بالجهل. كما أنه التزم ترك الإفتاء مع الإلحاح عليه فيه حين تزاحم الصغار على ذلك واستوى الماء والخشبة سيما وإنما يعمل بالأغراض، بل صار يكتب على الاستدعاآت وفي عرض الأبناء من هو في عداد من يلتمس له ذلك حين التقيد بالمراتب والأعمال بالنيات، وقد سبقه للاعتذار بنحو ذلك شيخ شيوخه الزين العراقي وكفى به قدوة، بل وأفحش من إغفالهم النظر في هذا وأشد في الجهالة إيراد بعض الأحاديث الباطلة على وجه الاستدلال وإبرازها حتى في التصانيف والأجوبة، كل ذلك مع ملازمة الناس له في منزله للقراءة دراية ورواية في تصانيفه وغيرها بحيث ختم عليه ما يفوق الوصف من ذلك، وأخذ عنه من الخلائق من لا يحصى كثرة أفردهم بالجمع بحيث أخذ عنه قاضي المالكية بطيبة الشمس السخاوي بن القصبي ومدحه بغير قصيد ثم ولده قاضي المالكية أيضاً الخيري أبي الخير أيضاً ثم ولده المحبي محمد أو أحد النجباء الفضلاء ثم بنوه فكانوا أربعة في سلسلة كما اتفق لشيخنا حسبما أوردته في الجواهر، وقد قال الواقدي في أحمد بن محمد بن الضحاك بن عثمان بن الضحاك بن عثمان بن عبد الله بن خلة بن حرام إنه خامس خمسة جالستهم وجالسوا على طلب العلم يعني فيهم من شيوخه ومن طلبته.

وشرع في التصنيف والتخريج قبل الخمسين وهلم جرا فكان مما خرجه من المشيخات لكل من الرشيدي وسماه العقد الثمين في مشيخة خطيب المسلمين؛ وصغرى. ومن الأربعينيات لكل من زوجة شيخه والكمال بن الهمام والأمين الأقصرائي والتقي القلقشندي المقدسي والبدر بن شيخه والشرف المناوي والمحبين ابن الأشقر وابن الشحنة والزين بن مزهر. وللعلم البلقيني مائة حديث عن مائة شيخ، وأحاديث مسلسلات، وللأقصرائي وابن يعقوب والمحبين القمني والفاقوسي وأخيه والعلم البلقيني والمناوي والشمس القرافي وابنة الهوريني وهاجر القدسية والفخر الأسيوطي والملتوتي والحسام بن حريز وابن إمام الكاملية والعبادي وزكريا وابن مزهر فهرستاً وكذا الحفيد سيدي يوسف العجمي ولتغري بردى القادري وللشمس الأمشاطي معجماً وكذا لابن السيد عفيف الدين بسؤال الكثير منهم في ذلك وتوسلهم بما يقتضي الموافقة ولنفسه الأحاديث المتباينة المتون والأسانيد بشروط كثيرة لم يسبق لمجموعها بلغت أحاديثها نحو الستين وهي في مجلد كبير استفتحه بمن سبقه لذلك من الأئمة والحفاظ، والأحاديث البلدانيات في مجلد ترجم فيه الأماكن مع ترتيبها على حروف المعجم مخرجاً في كل مكان حديثاً أو شعراً أو حكاية عن واحد من أهلها أو الواردين عليها مستفتحة بمن سبقه أيضاً لذل وإن لم ير من تقدمه لمجموع ما جمعه فيها أيضاً والأحاديث المسلسلات وهي مائة استفتحها أيضاً بمن سبقه لجمع المسلسلات مع انفراده بما اجتمع فيها وسماها الجواهر المكللة في الأخبار المسلسلة، وتراجم من أخذ عنه على حروف المعجم في ثلاث مجلدات سماه بغية الراوي بمن أخذ عنه السخاوي وعزمه انتقاءه واختصاره لنقص الهمم، وفهرست مروياته وهو إن بيض يكون في أزيد من ثلاثة أسفار ضخمة شرع في اختصاره وتلخيصه بحيث يكون على الثلث منه لنقص الهمم أيضاً، وعشاريات الشيوخ مع ما وقع له من العشاريات في عدة كراريس، والرحلة السكندرية وتراجمها، وكذا الرحلة الحلبية مع تراجمها أيضاً والرحلة المكية، والثبت المصري في ثلاث مجلدات، والتذكرة في مجلدات وتخريج أربعي النووي في مجلد لطيف، وتكملة تخريج شيخنا للأذكار ويسمى القول البار، وتخريج أحاديث العادلين لأبي نعيم وأربعي الصوفية للسلمي والغنية المنسوبة للشيخ عبد القادر وتسمى البغية كتب منه اليسير؛ وتخريج طرق "إن الله لا يقبض العلم انتزاعاً" عمله تجربة للخاطر في يوم وإن سبق لجمعه فيما لم يقف عليه، والتحفة المنيفة فيما وقع له من حديث الإمام أبي حنيفة والأمالي المطلقة.
ومما صنفه في علوم هذا الشأن: فتح المغيث بشرح ألفية الحديث وهو مع اختصاره في مجلد ضخم وسبك المتن فيه على وجه بديع لا يعلم في هذا الفن أجمع منه ولا أكثر تحقيقاً لمن تدبره. وتوضيح لها حاذى به المتن بدون إفصاح في المسودة، والغاية في شرح منظومة ابن الجزري الهداية في مجلد لطيف؛ والإيضاح في شرح نظم العراقي للاقتراح في مجلد لطيف أيضاً، والنكت على الألفية وشرحها بيض منه نحو ربعه في مجلد؛ وشرح التقريب للنووي في مجلد متقن، بلوغ الأمل بتلخيص كتاب الدارقطني في العلل كتب منه الربع مع زوائد مفيدة، تكملة تلخيص شيخنا للمتفق والمفترق. ومنه في الشروح: تكملة شرح الترمذي للعراقي كتب منه أكثر من مجلدين في عدة أوراق من المتن، وحاشية في أماكن من شرح البخاري لشيخه وغيره من تصانيفه، وشرح الشمائل النبوية للترمذي ويسمى أقرب الوسائل كتب منه نحو مجلد، والقول المفيد في إيضاح شرح العمدة لابن دقيق العيد كتب منه اليسير من أوله، شرح ألفية السيرة للعراقي في المسودة ثم عدم، والجمع بين شرحي الألفية لابن المصنف وابن عقيل وتوضيحها كتب منه اليسير.
 ومنه في التاريخ التعريف به وتشعب مقاصده وسببه؛ بل اسمه الإعلان بالتوبيخ لمن ذم التوريخ، والتبر المسبوك في الذيل على تاريخ المقريزي السلوك يشتمل على الحوادث والوفيات من سنة خمس وأربعين وإلى الآن في نحو أربعة أسفار، والضوء اللامع لأهل القرن التاسع وهو هذا الكتاب يكون ست مجلدات؛ والذيل على قضاة مصر لشيخه في مجلد ويسمى الذي المتناه، والذيل على طبقات القراء لابن الجزري في مجلد، والذيل على دول الإسلام للذهبي نافع جداً، والوفيات في القرنين الثامن والتاسع على السنين يكتب في مجلدات واسمه الشافي من الألم في وفيات الأمم، ومعجم من أخذ عنه وإن كان هو بعض أفراد هذا الكتاب، والتحصيل والبيان في قصة السيد سلمان، والمنهل العذب الروي في ترجمة قطب الأولياء النووي، والاهتمام بترجمة النحوي الجمال بن هشام، والقول المبين في ترجمة القاضي عضد الدين. والجواهر والدرر في ترجمة شيخه شيخ الإسلام ابن حجر في مجلد ضخم وربما في مجلدين، والاهتمام بترجمة الكمال بن الهمام. وترجمة نفسه إجابة لمن سأله فيها. وكذا أفرد من أثنى عليه من الشيوخ والأقران فمن دونهم وما علمه مما صدر عنه من السجع. وتاريخ المدنيين في نحو مجلدين في المسودة. والتاريخ المحيط وهو في نحو ثلثمائة رزمة على حروف المعجم لا يعلم من سبقه إليه. وتجريد حواشي شيخه على الطبقات الوسطى لابن السبكي. وتقفيص قطعة من طبقات الحنفية كان وقع الشروع فيه لسائل، وطبقات المالكية في أربعة أسفار تقريباً بيض منه المجلد الأول في ترجمة الإمام والآخذين عنه. وترتيب طبقات المالكية لابن فرحون. وتجريد ما في المدارك للقاضي عياض مما لم يذكره ابن فرحون إجابة لسائل فيه وفي الذي قبله. تقفيص ما اشتمل عليه الشفا من الرجال ونحوهم. والقول المنبي في ترجمة ابن عربي في مجلد حافل، ومحصله في كراسة اسمها الكفاية في طريق الهداية نافعة جداً؛ تجريد أسماء الآخذين عن ابن عربي، وأحسن المساعي في إيضاح حوادث البقاعي؛ والفرجة بكائنة الكاملية التي ليس فيها للمعارض حجة، ودفع التلبيس ورفع التنجيس عن الذيل الطاهر النفيس، وتلخيص تاريخ اليمن؛ وكذا طبقات القراء لابن الجزري، ومنتقى تاريخ مكة للفاسي، عمدة الأصحاب في معرفة الألقاب ترتيب شيوخ الطبراني؛ ترتيب شيوخ أبي اليمن الكندي، ترتيب شيوخ جماعة من شيوخ الشيوخ ونحوهم؛ ومنه في ختم كل من الصحيحين وأبي داود والترمذي والنسائي وابن ماجة والبيهقي والشفا وسيرة ابن هشام وسيرة ابن سيد الناس والتذكرة للقرطبي، واسم الأول عمدة القاري والسامع في ختم الصحيح الجامع؛ والثاني غنية المحتاج في ختم صحيح مسلم ابن الحجاج، والثالث بذل المجهود في ختم السنن لأبي داود؛ والرابع اللفظ النافع في ختم كتاب الترمذي الجامع، والخامس القول المعتبر في ختم النسائي رواية ابن الأحمر، بل له فيه مصنف آخر حافل سماه بغية الراغب المتمنى في ختم سنن النسائي رواية ابن السني؛ والسادس عجالة الضرورة والحاجة عند ختم السنن لابن ماجة؛ والسابع القول المرتقي في ختم دلائل النبوة للبيهقي، والثامن الانتهاض في ختم الشفا لعياض، بل له مصنف آخر حافل اسمه الرياض، والتاسع الإلمام في ختم اليسرة النبوية لابن هشام، والعاشر رفع الإلباس في ختم سيرة ابن سيد الناس، والحادي عشر الجوهرة المزهرة في ختم التذكرة.
 ومنه في أبواب ومسائل: القول البديع في الصلاة على الحبيب الشفيع صلى الله عليه وسلم؛ الفوائد الجلية في الأسماء النبوية لم يبيض. الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم بعد موته. والي النبي صلى الله عليه وسلم. المقاصد الحسنة في بيان كثير من الأحاديث المشتهرة على الألسنة. الابتهاج بأذكار المسافر الحاج، القول النافع في بيان المساجد والجوامع وربما سمى تحريك الغني الواجد لبناء الجوامع والمساجد، الاحتفال بجمع أولى الظلال. الإيضاح والتبيين في مسئلة التلقين، إرتياح الأكباد بأرباح فقد الأولاد. قرة العين بالثواب الحاصل للميت وللأبوين، البستان في مسئلة الاختتان، القول التام في فضل الرمي بالسهام، استجلاب ارتقاء الغرف بحب أقرباء الرسول صلى الله عليه وسلم وذوي الشرف، عمدة الناس أو الإيناس بمناقب العباس، الفخر العلوي في المولد النبوي، عمدة المحتج في حكم الشطرنج، التماس السعد في الوفاء بالوعد؛ الأصل الأصيل في تحريم النقل من التوراة والإنجيل؛ القول المألوف في الرد على منكر المعروف، الأحاديث الصالحة في المصافحة، القول الأتم في الاسم الأعظم، السر المكتوم في الفرق بين المالين المحمود والمذموم، القول المعهود فيما على أهل الذمة من العهود؛ الكلام على حديث الخاتم، الكلام على قص الظفر، الكلام على الميزان. القناعة مما تحسن الإحاطة به من أشراط الساعة، تحرير المقال في الكلام على حديث كل أمر ذي بال، القول المتين في تحسين الظن بالمخلوقين، الكلام على قول لا تكن حلوياً فتسترط. الكلام على قول كل الصيد في جوف الفرا. الكلام على حديث إن الله يكره الحبر السمين. الكلام على حديث المنبت لا أرضاً قطع ولا ظهراً أبقى. الكلام على حديث تنزل الرحمات على البيت المعظم. الإيضاح المرشد من الغي في الكلام على حديث حبب من دنياكم إلي. المستجاب دعاؤهم. تجديد الذكر في سجود الشكر. نظم اللآل في حديث الأبدال. انتقاد مدعي الاجتهاد. الأسئلة الدمياطية. الاتعاظ بالجواب عن مسائل بعض الوعاظ. تحرير الجواب عن مسئلة ضرب الدواب. الامتنان بالحرس من دفع الافتتان بالفرس. المقاصد المباركة في إيضاح الفرق الهالكة؛ بل استقر اسمه رفع القلق والأرق بجمع المبتدعين من الفرق. بذل الهمة في أحاديث الرحمة، السير القوي في الطب النبوي شرع فيه. رفع الشكوك في مفاخر الملوك. الإيثار بنبذة من حقوق الجار، الكنز المدخر في فتاوي شيخه ابن حجر قص منه الكثير. الرأي المصيب في المرور على الترغيب كتب منه اليسير، الحث على تعلم النحو؛ الأجوبة العلية عن المسائل النثرية تكون في مجلدين، الاحتفال بالأجوبة عن مائة سؤال، التوجه للرب بدعوات الكرب، ما في البخاري من الأذكار، الإرشاد والموعظة لزاعم رؤية النبي صلى الله عليه وسلم بعد موته في اليقظة. ومنه جامع الأمهات والمسانيد إجابة لسائل فيه كتب منه مجلداً ولو تم لكان في مائة مجلد فأزيد. جمع الكتب الستة بتميز أسانيدها وألفاظها كتب منه أيضاً مجلداً فأكثر. ترتيب كل من فوائد تمام والحنائيات والخلعيات وكل من مسند الحميدي والطيالسي والعدني وأبي يعلى على المسانيد. تطريف مشيخة الزين المراغي وعدة أجزاء على المسانيد أيضاً. وكذا ترتيب الغيلانيات وفوائد تمام على الأبواب كتب منه قطعة قبل العلم بسبق الهيثمي له، تجريد ما وقع في كتب الرجال سيما المختصة بالضعفاء من الأحاديث وترتيبها على المسانيد كتب منه جملة.
 وقرض أشياء من تصانيفه غير واحد من أئمة المذاهب: فمن الشافعية شيخه والعلاء القلقشندي والجلال المحلى والعلم البلقيني والبدر حفيد أخيه الجلال البلقيني والشرف المناوي والعبادي والتقي الحصني والبدر بن القطان وعمه. وأئمة الأدب منهم الشهب الحجازي وابن صالح وابن حبطة. ومن الحنفية العيني وابن الديري والشمني والأقصرائي والكافياجي والزين قاسم وأبو الوقت المرشدي المكي ومن المالكية البدر بن التنسي قاضي مصر وابن المخلطة قاضي اسكندرية والحسام بن حريز قاضي مصر أيضاً؛ ومن الحنابلة العز الكناني، وأفرد مجموع ذلك نحوه في تأليف كما سلف اجتمع فيه منهم نحو المائتين أجلهم شيخه فقرض له على غير واحد من تصانيفه وكان من دعواته له قوله: والله المسئول أن يعينه على الوصول إلى الحصول حتى يتعجب السابق من اللاحق، وأثنى خطاً ولفظاً بما أثبته في التأليف المشار غليه، وضبط عنه غير واحد من أصحابه تقديمه على سائر جماعته بحيث قال أحد الأفراد من جماعته الزين قاسم الحنفي ما نصه: وقد كان هذا المصنف - يعني المترجم - بالرتبة المنيفة في حياة حافظ العصر وأستاذ الزمان حتى شافهني بأنه أنبه طلبتي الآن، وقال أيضاً: حتى كان ينوه بذكره ويعرف بعلي فخره ويرجحه على سائر جماعته المنسوبين إلى الحديث وصناعته كما سمعته منه وأثبته بخطي قبل عنه، وقال صهره وأحد جماعته البدر بن القطان عنه إنه أشار حين سئل من أمثل الجماعة الملازمين لكم في هذه الصناعة بصريح لفظه إليه قال ما معناه إنه مع صغر سنه وقرب أخذه فاق من تقدم عليه بجده واجتهاده وتحريه انتقاده بحيث رجوت له وانشرح لذلك الصدر أن يكون هو القائم بأعباء هذا الأمر، وكذا نقل عنه توسمه فيه لذلك قديماً الزين السندبيسي.
ومنهم الحافظ محدث الحجاز التقي بن فهد الهاشمي حيث وصف بأشياء منها: زين الحفاظ وعمدة الأئمة الأيقاظ شمس الدنيا والدين ممن اعتنى بخدمة حديث سيد المرسلين اشتهر بذلك في العالمين على طريقة أهل الدين والتقوى فبلغ فيه الغاية القصوى.
وكان ولده الحافظ النجم عمر لا يقدم عليه أحداً. ومما كتبه الوصف بشيخنا الإمام العلامة الأوحد الحافظ الفهامة المتقن العلم الزاهر والبحر الزاخر عمدة الحفاظ وخاتمتهم من بقاؤه نعمة يجب الاعتراف بقدرها ومنة لا يقام بشكرها وهو حجة لا يسع الخصم لها الجحود وآية تشهد بأنه إمام الوجود وكلامه غير محتاج إلى شهود وهو والله بقية من رأيت من المشايخ وأنا وجميع طلبة الحديث بالبلاد الشامية والبلاد المصرية وسائر بلاد الإسلام عيال عليه ووالله ما أعلم في الوجود له نظير.
والحافظ الرحلة الزين قاسم الحنفي ومن بعض كتابته الوصف بالواصل إلى دقائق هذا الفن وجليله والمروي فيه من الصدى جميع غليله:

تلقف العلمَ من أفواه مشـيخةٍ

 

نصوا الحديثَ بلامين ولا كذب

فما دفـاتـره إلا خـواطـره

 

يمليك منها بلا ريب ولا نصب

وهو الذي لم يزل قائماً من السنة بأعبائها ناصباً نفسه لنشرها وأدائها محققاً لفنونها ومضمون عيونها مع قلة المعين والناصر والمجاري له في هذا العلم والمذاكر لا يفتر عن ذلك طرفة عين ولا يشغل نفسه بغيبة ولامين.
والعلامة الموفق أبو ذر بن البرهان الحلبي الحافظ فوصف بمولانا وشيخنا العلامة الحافظ الأوحد قدم علينا حلب فأفاد وأجاد كان الله له؛ بل صرح بما هو أعلى منه.
والبرهان البقاعي وكان عجباً في التناقض حين الغضب والرضى فقال: إن ممن ضرب في الحديث بأوفر نصيب وأوفى سهم مصيب المحدث البارع الأوحد المفيد الحافظ الأمجد إلى آخر كلامه. وقال مرة: إذا وافقني فلان لا يضرني من خالفني؛ في ثناء كثير ذكر في التأليف المشار إليه، وقدم هؤلاء لاشتغالهم بالحديث أكثر.
وممن أثنى من الحفاظ المحدثين الزين رضوان المستملي وكذا التقي القلقشندي والعز الحنبلي ومنه الوصف بالإمام العلامة الحافظ الأستاذ الحجة المتقن المحقق شيخ السنة حافظ الأمة إمام العصر أوحد الدهر مفتي المسلمين محيي سنة سيد الأولين أبقاه الله للمعارف علماً ولمعالم العلم إماماً مقدماً وأحيا بحياته الشريفة مآثر شيخه شيخ الإسلام وجعله خلفاً عن السلف الأئمة الأعلام ويحرسه من حوادث الزمان وغدره ويأمنه من كيد العدو ومكره برسوله محمد صلى الله عليه وسلم.
 والمفوه البليغ البرهان الباعوني شيخ أهل الأدب فكان مما قال: الشيخ الإمام الحائز لأنواع الفضل على التمام الحافظ لحديث النبي عليه أفضل الصلاة والسلام أمتع الله بحياته وأعاد على المسلمين من بركاته هو الآن من الأفراد في علم الحديث الذي اشتهر فيه فضله وليس بعد شيخ الإسلام ابن حجر فيه مثله وقد حصل الاجتماع بخدمته والفوز ببركته والاقتباس من فوائده والاستمتاع بفرائده.
وقاضي القضاة العلم البلقيني فمن وصفه قوله: الشيخ الفاضل العلامة الحافظ جمع فأوعى واهتم بهذا الفن ولم يزل له يرعى، وصرح غير مرة بالانفراد.
وقريبه الولوي قاضي الشام فكان مما كتبه في أثناء مدح لغيره من أقربائه خصوصاً واسطة عقدها من انعقد الإجماع على أنه أمسى كالجوهر الفرد وأصبح في وجه الدهر كالغرة حتى صارت الدرر مع جواهره كالذرة بل جواد جوده شهد له جريانه بالسبق في ميدان الفرسان وحكم له بأنه هو الفرع الذي فاق أصله البديع بالمعاني ولا حاجة للبيان أضاء هذا الشمس فاختفت منه كواكب الذراري كيف لا وقد جاءه الفيض بفتح الباري فهو نخبة القمر والدهر وعين القلادة في طبقة الجود لأنه عين السخاء وزيادة فبدايته لها النهاية ومنهاجه أوضح الطرق إلى الغاية وهو الخادم للسنة الشريفة والحاوي لمحاسن الاصطلاح النكت المنيفة فبهجته زهت بروضتها وروضته زهت ببهجتها؛ إلى آخر كلامه.
وقريبه الآخر البدري قاضي مصر كان فكان مما كتبه في أثناء كلام: وكيف لا وإمامة مؤلفه في فنون الحديث النبوي لا تنكر وتقدمه فيه ليس بشاذ ولا منكر بل هو باستفاضته أشهر من أن يقال ويذكر وحفظه للرجال وطبقاتهم ومراتبهم سما فيه على أهل عصره وتصانيفه إليها النهاية في الشهادة له بمزيد علوه وفخره واستحضاره للأسانيد والمتون من أمهات الكتب لا يدرك قرار بحره ومعرفته بمظان ما يلتمس منه في جميع فنونه وإبراز المخدرات من مخبآت عيونه يقصر عن بيان الأمر فيه المقال ولا يحصر ذلك المثال فقد حاز قصب السبق في مضماره وميز صعاب القشر من لبابه بجودة قريحته وبنات أفكاره بحيث صار هو الكعبة والحجة في زمانه وشهد له الحفاظ بالتقدم على الشيوخ فضلاً عن أقرانه.
وفقيه المذهب الشرف المناوي، ومما كتبه أنه لما أشرف علم الحديث على الإندراس من التدريس حتى لم يبق منه إلا الأثر والانفصال من التأليف حتى لم يبق منه إلا الخبر انتدب لذلك الأخ في الله تعالى الإمام العالم العلامة والحافظ الناسك الألمعي الهامة الحجة في السنن على أهل زمانه والمشمر في ذلك عن ساعد الاجتهاد في سره وإعلانه فجد بجد في حفظ السنة حتى هجر الوسن وهاجر بعزم فيها حتى طلق الوطن وأروى العطاش من عذب بحر السنة حتى ضرب الناس بعطن.
وحافظ المذهب السراج العبادي فقال هو الذي انعقد على تفرده بالحديث النبوي الإجماع وأنه في كثرة اطلاعه وتحقيقه لفنونه بلغ ما لا يستطاع ودونت تصانيفه واشتهرت وثبتت سيادته في هذا الفن النفيس وتقررت ولم يخالف أحد من العقلاء في جلالته ووفور ثقته وديانته وأمانته بل صرحوا بأجمعهم بأنه هو المرجوع إليه في التعديل والتجريح والتحسين والتصحيح بعد شيخه شيخ مشايخ الإسلام ابن حجر حامل راية العلوم والأثر تغمده الله بالرحمة والرضوان وأسكنه فسيح الجنان والله أسأل وله الفضل والمنة أن يحفظ ببقائه هذه السنة ويزيده علواً ورفعة وسمواً ويتم عليه بمزيد الأفضال والنعم ويبقيه لإرشاد المبتدعين فهداية رجل واحد خير من حمر النعم وينفع ببركته ومحبته آمين.
 والعلامة فريد الأدباء الشهاب الحجازي فكان مما قاله: الإمام العلامة حافظ عصره ومسند شامه ومصره هو بحر طاب مورداً وسيد صار لطالبي اتصال متون الحديث على الحالين سنداً بل هو لعمري عين في الأثر وما رآه أحد ممن سمع به إلا قال قد وافق الخُبر الخبرَ لقد أجاد النقل من كلاميّ الله ورسوله القديم والحديث وسارت بفضله الركبان وبالغت بالسير الحثيث فلو رآه صاحب الجامع الصحيح رفع مناره وقدمه للإمامة وقال هذا مسلم على الحقيقة وزاد في تعظيمه وإكرامه ولو أدركه الحافظ الذهبي لم يتكلم معه إلا بالميزان أو البرهان القيراطي لرجح ما قاله وعلم أن بلدته قيراط بالنسبة عند تحرير الأوزان ولو لحقه المِزي ولى هرباً بعد ما لم أطرافه أو عاينه صاحب الذيل ملأ ردته من هذه الفوائد التي ليس لها بها طوق وطلب إسعافه نعم هو المأمول في الشدة والرخا والمليء من الفوائد والسخي بها ولا بدع إذ هو من أهل سخا.
والأستاذ شيخ الفنون في وقته التقي الحصني الشافعي فقال إنه أصبح به رباع السنة المصطفوية معمورة الأكناف والعرصات ورياض الملة الحنيفية ممطورة الأكمام والزهرات قد صعد ذرى الحقائق بأقدام الأفكار ونور غياهب الشكوك بأنوار الآثار، قارع عن الدين فكشف عنه الفوارع والكروب وسارع إلى اليقين فصرف عنه العوادي والخطوب وإذا قرع سمعك ما لم تسمع به في الأولين فلا تسرع وقف وقفة المتأملين وقل للمعاند فائت بمثله إن كنت من الصادقين فالله تعالى يغمره بجزيل بره في سائر أوقاته ويعصمه بالسداد في حركاته وسكناته ويبوئه من الفردوس الأعلى أعلى درجاته بمحمد وآله وأصحابه وأزواجه وذرياته.
وأوحد أهل الأدب الشهاب بن صالح فقال في كلام له: هو الحافظ الذي تمكن من الحديث دراية ورواية فاطلع وروى وتضلع وارتوى وأعان نفسه نفسه حيث طال فطاب على غوص ذلك البحر ولنعم المعين وأمده مديده بالجوهر الثمين فحبذا ابن معين جمع ما تفرق من فنون الاصطلاح فحكى ابن الصلاح بل أربى بنخبة الفكر في مصطلح أهل الأثر بل جلى كعبة فضل لو حجها أبو شيخه تهيب النطق حتى قيل ذا حجر فكأني عنيته بقولي في شيخه شيخ الحديث قديماً إذ نثرت عليه عقد مدحي نظيماً:

وقـد حـفـظ الـلـه الـحـديثَ بـــحـــفـــظـــه

 

فلا ضـــائع إلا شـــذى مـــنـــه طــــــيب

ومازال يملأ الطرس من بحر صدره لآليء إذ يملي علينا ونكتب

 

 

جعل الله تعالى مصر به موطناً لهذا العلم حتى تصاهي بغداد دار السلام وأثابه في الأخرى جنة النعيم دار السلام ورفع بها درجاته عدد ما كتب وسيكتب في الصحف المكرمة من الصلاة على الحبيب الشفيع والسلام.
والإمام المحب بن القطان فمن قوله: يا له من ندى نديم يجود على السائل بالعوم التي يبخل بمثلها ابن العديم لو رآه الخطيب أو ابنه لضربا بالسيف منبر تاريخهما إعراضاً ولسكنا عن كشف حال الرجال أعراقاً وأعراضاً جاب بالبلاد وجال واقتحم المهامه ولم يخف إلا وجال وجد في الرحلة آخذاً من تقلباتها بالدين المتين ماشياً في جنباتها عندما سمع قوله: "فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين" مقبلاً تارة بإقباله ومتصلاً تارة بجبهة مغرى بجمالها حال اتصاله واطئاً بعزمه فروج الثرى راغباً في قول القائل" عند الصباح يحمد القوم السرى" مستولداً من جنات جنان فوائد الموائد جنيناً شارباً من ماء حبات هبات هباته كيما يحيا معيناً دخل دمشق الشام دار ابن عامر فأحيا الذاكر بعد أن أمات ذكر ابن عساكر ولما قدم من حلب أغنى باطلاعه عن مطالعة الدر المجتلب فلله دره من حافظ رقي بسعيه وطوافه بزماننا هذا أسنى المراقي وأبان بمرامز إشاراته ما طواه بعد النشر الحافظ ابن العراقي.
 وقال ابن أخيه البدر عقب دعاء شيخهما بقوله الذي سلف والله المسئول. أن يعينه على الوصول إلى الحصول حتى يتعجب السابق من اللاحق ما نصه: وقد استجاب الله دعوته وحقق رجاءه وبغيته إذ تصانيفه وتعاليقه شاهدة لذلك ومبرهنة لما هنالك فكم من مشكل غامض بينه ومقفل أوضح الأمر فيه وأعلنه ومعلول كشف القناع عن علته وحقق ما لعله خفي عن أهل صنعته وهو الآن كما سبقني إليه الأعيان حافظ الوقت ومحدث الزمان وإن رغمت أنوف بعض الحساد لذلك فضوء شمسه يقتبس منه القاطن والسالك ومن جد وجد ومن قنع واعتزل ففي ازدياد من المعارف لم يزل ومن للتواضع سلك فجدير بأن للقلوب ملك ومن ترفع بالجهل هلك والله أسأل أن يزيده من فضله وأن يديم حياته لإحياء هذا الشأن ونقله. وهؤلاء شافعيون.
والعلامة المصنف البدر العيني قال عن بعض التصانيف: إنه حوى فوائد كثيرة وزوائد غزيرة وأبرز مخدرات المعاني بموضحات البيان حتى جعل ما خفي كاعليان فدل على أن منشئه ممن يخوض في بحار العلوم ويستخرج من دررها المنثور والمنظوم، وممن له يد طولى في بدائع التراكيب وتصرفات بليغة في صنائع التراتيب زاده الله تعالى فضلاً يفوق به على أنظاره وتسمو به في سماء قريحته قوة أفكاره إنه على ذلك قدير وبالإجابة جدير.
وفقيه المذهب سعد الدين بن الديري فوصف بالشيخ الإمام الفاضل المحدث الحافظ المتقن وقرض بعض التصانيف.
والتقى الشمني وآخر ما كتب الوصف بالشيخ الإمام العلامة الثقة الفهامة الحجة مفتي المسلمين إمام المحدثين حافظ العصر شيخ السنة النبوية ومحررها وحامل راية فنونها ومقررها من صار الاعتماد عليه والمرجوع في كشف المعضلات إليه أمتع الله بفوائده وأجراه على جميل عوائده.
والأميني الأقصرائي، ومما كتبه أخيراً قوله له متمثلاً:

إذا قالت حذام فصدقوها

 

فإن القول ما قالت حذام

وكيف لا ومؤلفه سيدنا ومولانا الشيخ الإمام العالم العلامة الحبر الفهامة الثقة الحجة المتقن المحجة حافظ الوقت وشيخ السنة ونادرة الوقت الذي حقق الفنون وفنه الشيخي العاملي الشمسي فهو المرجوع إليه والمعتمد والمعول عليه في فنون الحديث بأسرها والقائم بالذب عنها ونشرها بعد شيخه شيخ مشايخ الإسلام خاتمة المجتهدين الأعلام الكناني العسقلاني تغمده الله برحمته وأسكنه فسيح جنته والله أرجو أن يؤيده بمعونته ويكافئه بمثوبته ويكفيه شماتة الأعداء والحاسدين ويمد في حياته لنفع المسلمين.
وابن أخته المحبي فوصف بسيدنا ومولانا وأولانا العالم العلامة والبحر الفهامة المحدث البارع الحافظ المتقن الضابط.
والمحيوي الكافياجي ومنه الوصف بالإمام الهمام زين الكرام فخر الأام الصالح الزاهد العارف العالم العلامة النسابة العمدة الرحلة وارث علوم الأنبياء والمرسلين الموصوف بالمعارف القدسية المشهور بالكمالات السنية الأنسية الفرد الفريد الوحيد المشهود له بأنه إمام جليل أحفظ زمانه في المنقول والمعقول بالاتفاق المقدم على الكل بالاستحقاق في جميع البلدان والآفاق أحسن الله تعالى إليه ونفعنا به وببركات علومه والمسلمين آمين آمين ألف آمين يا رب العالمين.
والرضى أبو حامد بن الضياء؛ ومما كتبه الوصف بالإمام العالم المفيد الأوحد الفريد قدوة المحدثين وعمدة العلماء العاملين نفع الله به وأعاد من بركته ووصل الخير بسببه. قوال قدم بيت الله المحرم وجاور لدى بيت الله المعظم وتجرد للعبادة مجتهداً وواصل ذلك بالفحص عن رواة الحديث بها مستعداً تكميلاً لمراده وتحصيلاً لمفاده فأفاد واستفاد واشتغل وأشغل ورام الإحاطة بالتحصيل فحصل. وكلهم حنفيون.
والمحيوي الأنصاري المكي فوصف بسيدنا الإمام العالم العلامة المحدث حافظ الوقت بديع الزمان وعلامة علماء هذا الشان أبقاه الله تعالى على ممر الدهور والأزمان.
والشمسي القرافي سبط ابن أبي جمرة فقال: الشيخ الإمام المحدث الكامل الحافظ المتقن الباحث في هذا الفن عن حقائقه المبلغ في طلب التصحيح غاية دقائقه أفاض الله علينا من بركاته وعلومه وأدام نعمه عليه في حركاته وسكونه.
 والبدري بن المخلطة فقال: هو الإمام المنفرد في عصره المجتهد في إقامة الصلاة في مصره فقسماً لو رفعت إلى الحاكم قصته لقبل منه القول وأوجب له الجائزة ذات الطول وحكم على من نازعه بالتسليم ومناولة الكتاب باليمين وإنه إن شافه الناس بحديثه فيوثق به ولا يمين ولو تصفحه الذهبي لنقطه بذهبه أو رآه البيهقي لرفعه مع شعبه ولو سمع به القصري لأمر بالوقوف على أبوابه بل بالتوسد بأعتابه هذا وإني وجدت القول ذا سعة غير أن عبارتي قاصرة والفكرة مني مقصورة فاترة. والثلاثة مالكيون.
بل سمع منه بعض تصانيفه من شيوخه الزين البوتيجي واستجازه لنفسه وللقاضي الحسام بن حريز وأشار لهذا بقوله: فاستجزته منه لأرويه عنه بسند صحيح وتناولت من يده بقلب منشرح وأمل فسيح، وكذا سمع منه بعضها إمام الكاملية مع مناولة جميعه مقرونة بالإجازة، والمحب بن الشحنة واشتد غرامه بها وتكرر سؤاله في بعضها بخطه وبلفظه. وكتب الشرف أبو الفتح المراغي وكان في التحري واليبس والورع بمكان بخطه ما نصه: وكاتبه يسأل سيدي الحافظ أمده الله تعالى وعمره أن يجيز لولد عبده فلان. بل سمع منه جميع القول البديع منها شيخ المذهب الشرف المناوي وأحد أئمة الحنفية البدر بن عبيد الله وصالح الأمراء وأوحدهم يشبك المؤيدي الفقيه وقرأ عليه بعضه وتناول سائره منه التقي الجراعي الدمشقي الحنبلي وحدث به عنه الشهاب بن يونس المغربي والفخر عثمان الديمي والشرف عبد الحق السنباطي وهو بخصوصه ممن سمعه منه ثم قرأه بالروضة الشريفة عند الحجرة النبوية وكذا قرأه قبله فيها النجم بن يعقوب المدني وخير الدين بن القصبي المالكيان وأبو الفتح بن إسماعيل الأزهري الشافعي حسبما أخبره به كل منهم وبالغ الجلال المحلي في الثناء عليه والتنويه به حتى قال له قد عزمت على إشهاره وإظهاره، وكذا أثنى على غيره من التصانيف وتكرر ثناؤه في الغيبة كما أخبره به الشمس الجوجري والسيد السمهودي وغيرهما؛ واختصر التقي الشمني بعضها وأكثر عالم الحنابلة العز الكناني من مطالعتها والانتقاء منها وربما صرح بذلك في بعضه وقال في بعضها: إن لم تكن التصانيف هكذا وإلا فلا فائدة. وكتب الأكابر بعضها بخطوطهم كالعز السنباطي والشمس بن قمر والبرهان القادري أحد الأولياء والشمس بن العماد والأستاذ عبد المعطي المغربي نزيل مكة والنجم بن قاضي عجلون وقابل معه بعضها والسيد السمهودي وسمع بعضها والبرهان البقاعي ونقل منها في مجاميعه تناقهلا الناس إلى كثير من البلدان والقرى ولم يعدم من يأخذ منها المصنف بكماله سلخاً ومسخاً وينسبه لنفسه من غير عزو بل ومنهم من ينتقد والأعمال بالنيات والله يعلم المفسد من المصلح.
ولقب بمشيخة الإسلام المحيوي الكافياجي مشافهة غير مرة والشمسي بن الحمصي عالم غزة مراسلة والزيني زكريا الأنصاري في غير موضع والجمالي بن ظهيرة والبدري السعدي والمحيوي المكي الحنبليان وآخرون من الأئمة الأحياء والأموات.
وامتدحه بالنظم خلق أفردهم بالجمع ومنهم ممن مدح شيخه المحبان ابن الشحنة وابن القطان والبرهان الباعوني وغاب الآن نظمه عنه دون نثره والمليجي الخطيب والشهب الحجازي والمنصوري وابن صالح والجديدي والشمسي بن الحمصي والسخاوي قاضي طيبة والقادري وابن أيوب الفوي وأبو اللطف الحصكفي المقدسي وغاب الآن نظمه عنه دون كلامه وعبد اللطيف الطويلي والجمال عبد الله المحلى والزين عبد الغني الأشليمي وعدتهم ستة عشر نفساً بقيد الحياة منهم ثلاثة الآن بل اثنان فالمحب الأول قال وقد قلت فيه قول المحب في الحبيب:

وقف المحب على الذي

 

رقم الحبيب فـراقـه

قسماً ولم يسمـع بـه

 

من وصف إلا ساقـه

بل من وصفه له الحافظ الكبير والمحدث الذي ليس له في عصره نظير وأنه ظهر له بالقياس الصحيح من هذه الأوصاف أن إجماع أهل السنة لا يتطرق إليه الخلاف وأن المترجم جدير أن يترجم بطبقات فوق ما ترجم وجدير بالعلم بتقييد المهمل وتبيين المعجم فالله يبقيه لكشف مشكلات الأحاديث الغامضة وبيان معضلات الأسانيد العارضة وإحياء دواوين السنن السنية وإماتة أقوال أهل البدع الفتن والعصبية؛ في كلام طويل. والمحب الثاني قال:

على السخاوي دون حفظ الذي سما

 

بوقتي هذا رتـبة ابـن عـلـي

 

له من لجين الطرس نقد دوينه

 

مناقشة النقاش والـذهـبـي

بدا بسما العرفان شمس معارف

 

ويوم بيان كالرضى العـلـوي

وقال أيضاً:

وغير عجيب من محب بـديهة

 

سخبا بالمعاني في مديح سخاوي

روى عطشاً بالعلم عنـد رواية

 

فأكرم بري من روايتـه راوي

وقال أيضاً:

بلـيغ إذا مـا راح يتـلـو رواية

 

يشنف آذاناً ويشـرح خـاطـرا

يقر له عند القراءة خـصـمـه

 

فأكرم بمولى يبهج الخصم إن قرا

والمليجي قال من قصيدة:

أولاك فضلاً في حـديث نـبـيه

 

تبدي جميل الوصف من أنـبـائه

تملى ارتجالاً فيه وصف رجالـه

 

وتذيع ما قد شاع مـن أسـمـائه

يا شمس دين الله حسبك ما تـجـد

 

من خير خلق الله عنـد لـقـائه

فضلاً يجيزك وهـو أكـرم سـيد

 

أغنى الورى بنوالـه وسـخـائه

والفضل فضلك في الحديث وغيره

 

عجز المفيد الوصف عن إحصائه

والحجازي قال من أبيات:

أعني الإمام العالم العلامة

 

المسند المحدث الفهـامة

الحافظ المفوه السخـاوي

 

بعلم كل عـالـم وراوي

والمنصوري أثبت في الجمع المشار إليه وابن صالح تقدم مع نثره. والجديدي قال في أبيات:

وافي جوابك فاستـنـار ظـلام

 

وغدت بدور الأفق وهي تمـام

يا كاتباً كبت العدى لما كـبـت

 

من خلفه في شوطهـا الأقـلام

صلى وراءك في الحديث جماعة

 

ممـن يعـانـيه وأنـت إمـام

أهدت لنا طرساً سطور بـيانـه

 

روض ومغناه البـديع حـمـام

وكأنما تلك الحروف جـواهـر

 

فيها تأنق جـهـده الـنـظـام

لا بل كؤوس مدامة من فوقهـا

 

قد در من مسك المدام خـتـام

لا بدع إن مالت بعطفي نـشـوة

 

فمن الكلام إذا اعتبـرت مـدام

وابن الحمصي قال:

يا خادماً أخبار أشرف مرسل

 

وسخا فنسبته إليه سـخـاوي

وحوى السياسة والرياسة ناهجاً

 

منهاج حبر للمكارم حـاوي

وقال أيضاً:

أحببتكم مـن قـبـل رؤياكـم

 

لحسن وصف عنكم في الورى

وهكذا الـجـنة مـحـبـوبة

 

لأهلها من قبل أن تـنـظـرا

والسخاوي قال في قصيدة طويلة قيلت بحضرة كل منهما في الروضة النبوية:

وفي فضائله القول الـبـديع فـكـم

 

أبدى بديعاً لأرباب الحجـا حـسـنـا

فكم فوائد فيها لـلـورى جـمـعـت

 

من دعوة وصلاة أذهبـا الـحـزنـا

فاسمعه في الروضة الزهرا تنل رشداً

 

بحضرة المصطفى تظفر بكل منـى

فكل أقواله كـم فـرجـت كـربـاً

 

وكم بها خائف مـن بـأسـه أمـنـا

جمع الإمام السخاوي الشافعي فلـقـد

 

أجاد في جمعه إذ فارق الـوسـنـا

العالم الحافظ المـحـمـود سـيرتـه

 

أضحى بضبط على الأخبار مؤتمنـا

يقرأ ويقرئ مـا يقـريه يوضـحـه

 

للطالبين فما في العصر عنه غـنـى

يروي الأحاديث والآثـار مـتـصـلا

 

عن الأسانـيد لا ريبـاً ولا وهـنـا

والقادري وقوله في الجمع المشار إليه، وابن أيوب وقد غاب الآن عنه نظمه، والطويلي فقال:

بهذا العيد قد جئنا نـهـنـي

 

إمام العصر شيخ الناس طرا

أطال الله عمرك فـي ازدياد

 

من الخيرات للدنيا وأخـرى

والمحلى وقد غاب الآن عنه نظمه والزين الإشليمي فقال:

يا سيداً أضحى فريد زمـانـه

 

ودليل ما قد قلتـه الإجـمـاع

عندي حديث مسند ومسلـسـل

 

يرويه ذو الاتقان لا الوضـاع

ما في الزمان سواك يلفى عالماً

 

صحت بذاك إجازة وسـمـاع

الخير فيك تواتـرت أخـبـاره

 

وهو الصحيح وليس فيه نزاع

يا من إذا ما قد أتاه مـمـرض

 

يشكو يزول الضر والأوجـاع

في أبيات. وقد يكون فيما طوى أبدع وأبلغ مما أثبت ولكن إنما اقتصر على هؤلاء لما سبق. وقال له الشمس بن القاياتي مخاطباً له:

يا حافظاً سنة المختار مـن مـضـر

 

وباذلاً جـهـده فـي خـدمة الأثـر

ومن سما وعلا فـي كـل مـكـرمة

 

حتى استكان له من كان ذا بـصـر

إني أقول لمن أضحـى يشـانـئكـم

 

أقصر عن الطعن واسمع قول مختبر

قد تنكر العين ضوء الشمس من رمـد

 

وينكر الفم طعم المـاء مـن ضـرر

مازال ذو الجهل يبغي النقص من حسد

 

لذي الفضائل إذا فاتته في الـعـمـر

فاصفح بفضلك عنه واجتهد فـلـقـد

 

حباك ربك علماً صـادق الـخـبـر

واقتفى أثره بعض الآخذين عنهما فقال:

يا عالماً على الحديث قد جذا

 

وماحياً بحفظه ضرم الجذي

وباذلاً للسعي فيه جـهـده

 

وراكباً لأجله شط الشـذى

لا ينثني عن حبكم إلا فتـى

 

معاند أو حاسد ومن هـذي

إني أقول لـلـعـداة إنـه

 

لقد سما على العدا مستحوذا

وقال:

لعمرك ما بدا نسب المعلى

 

إلى كرم وفي الدنيا كريم

ولكن البلاد إذا اقشعـرت

 

وضوح نبتها رعى الهشيم

واستقر في تدريس الحديث بدار الحديث الكاملية عقب موت الكمال ولكن تعصب مع أولاده من يحسب أنه يحسن صنعاً وكانت كوائن أشير إليها في الفرجة ثم رغب الابن عنها لعبد القادر بن النقيب؛ وكذا استقر في تدريس الحديث بالصرغتمشية عقب الأمين الأقصرائي؛ وناب قبل ذلك في تدريس الحديث بالظاهرية القديمة بتعيينه وسؤاله، ثم في تدريس الحديث بالبرقوقية عقب موت البهاء المشهدي، وقرره المقر الزيني بن مزهر في الإملاء بمدرسته التي أنشأها فاستعفى من ذلك لالتزامه تركه كما قدمه؛ وكذا قرره المناوي في تدريس الحديث بالفاضلية لظنه أنه وظيفة فيها، كما أنه سأل شيخه بعد موت شيخه البرهان بن خضر في تدريس الحديث بالمنكوتمرية فأجابه بأنه لم يكن معه إنما كان معه الفقه وقد أخذه تقي الدين القلقشندي، بل عينه الأمير يشبك الفقيه الدوادار حين غيبته بمكة لمشيخة الحديث بالمنكوتمرية عقب التقي المذكور فلا زال به صهره حتى أخذها لنفسه وكذا ذكر في غيبته التالية لها لقراءة الحديث بمجلس السلطان بعد إمامه وما كان يفعل لأن الدوادار المشار إليه سأله في المبيت عند الظاهر خشقدم ليلتين في الأسبوع ليقرأ له نخباً من التاريخ كما كان العيني يفعل فبالغ في التنصل كما تنصل منه حين التماس الدوادار يشبك من مهدي له عند نفسه، ومن مطلق التردد لتمر بغا المستقر بعد في السلطنة وفي الحضور عند برد بك والشهابي بن العيني وغيرهما، نعم طلبه الظاهر نفسه في مرض موته فقرأ عنده الشفافي ليلة بعض ذلك بحضرته وفي غيبته التي بعدها لمشيخة سعيد السعداء بعد الكوراني، وعرض عليه الأتابك شفاهاً قضاء مصر فاعتذر له فسأله في تعيين من يرضاه فقال له لا أنسب من السيوطي قاضيك، إلى غير هذا مما يرجو به الخير مع أن ماله من الجهات لا يسمن ولا يغني من جوع، ولله در القائل:

تقدمتني أنـاس كـان شـوطـهـم

 

وراء خطوي لو أمشي على مهـل

هذا جزاء امرئ أقـرانـه درجـوا

 

من قبله فتمنـى فـسـحة الأجـل

فإن علاني من دوني فلا عـجـب

 

لي أسوة بانحطاط الشمس عن زحل

فاصبر لها غير محتال ولا ضجـر

 

في حادث الدهر ما يغني عن الحيل

أعدى عـدوك مـن وثـقـت بـه

 

فعاشر الناس واصحبهم على دخـل

فإنمـا رجـل الـدنـيا وواحـدهـا

 

من لا يعول في الدنيا على رجـل

وقال أحمد بن يحيى ثعلب النحوي فيما رويناه عنه يقول دخلت على أحمد بن حنبل فسمعته يقول:

إذا مـا خـلـوت الـدهـر يومـاً فـلا تــقـــل

 

خلـوت ولـكـن قـل عـــلـــي رقـــيب

إذا مـا مـضـى الـقـرن الـذي أت فــيهـــم

 

وخـلـفـت فـي قـرن فــأنـــت غـــريب

فلا تـك مـغـروراً تـعـلـل بـالـمـــنـــى

 

فعـلـك مـدعـو غـــداً فـــتـــجـــيب

ألم تر أن الدهر أسرع ذاهب وأن غداً للناظرين قريب

 

 

هذا كله وهو عارف بنفسه معترف بالتقصير في يومه وأمسه خبير بعيوبه التي لا يطلع عليها مستغفر مما لعله يبدو منها، لكنه أكثر الهذيان طمعاً في صفح الإخوان مع كونه في أكثره ناقلاً واعتقاد أنه فضل ممن كان له قائلا.
والله يسأل أن يجعله كما يظنون وأن يغفر له ما لا يعلمون، ولله در القائل:

لئن كان هذا الدمع يجري صبابة

 

على غير ليلى فهو دمع مضيع

وقول غيره:

سهر العيون لغير وجهك باطل

 

وبكاؤهن لغير فضلك ضائع

2 محمد بن عبد الرحمن بن الجمال المصري محمد بن أبي بكر بن علي بن يوسف الجمال بن العلامة الوجيه الأنصاري المكي الشافعي ويعرف بابن الجمال المصري وسمع من الزين المراغي في سنة ثلاث عشرة أشياء واشتغل على أبيه وغيره وفضل وجود الخط. مات بمكة في صفر سنة ستين. أرخه ابن فهد.
3 محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن أبي بكر بن عيسى الشمس بن الزين بن الشمس القاهري الصحراوي الشافعي أخو عبد الصمد الماضي ويعرف بالهرساني. ولد بالصحراء ونشأ بها فقرأ القرآن عند أبيه والسنديوني والتنبيه وغيره، وعرض على جماعةح وسمع على جده والحافظين العراقي والهيثمي والتنوخي وابن أبي المجد وابن الشيخة والأبناسي والغماري في آخرين. واشتغل قليلاً وتنزل في الجهات كالطلب بدرس وكان هو الداعي في حلقة مدرسه محفوفاً بالأنس في ذلك والخفر؛ وحدث باليسير سمع منه الفضلاء سمعت عليه. ومات بعد أن كف فصبر بعد الستين رحمه الله وإيانا.
4 محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن أبي بكر الشمس الصبيبي المدني الشافعي والد أحمد وأبي الحرم محمد وابن عمه الجمال الكازروني وابن أخت أبي العطاء أحمد بن عبد الله بن محمد. ولد في ربيع الآخر سنة صمان وخمسين وسبعمائة وسمع على البدر إبراهيم بن أحمد بن عيسى بن الخشاب في سنة سبعين فما بعدها؛ ووصفه النجم السكاكيني في إجازة ولده بالعالم الفاضل الكامل ووالده بالشيخ الصالح الزاهد العابد، وحدث بالبخاري لفظاً في الروضة سنة ست وثمانمائة فسمع من جماعة، وذكره شيخنا في إنبائه وقال إنه اشتغل بالفقه ودرس في الحرم النبوي. مات بصفد سنة سبع وقد بلغ الخمسين.
5 محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن حجي بن فضل الشمس بن الزين السنتاوي الأصل القاهري الشافعي سبط المحيوي يحيى الدمياطي والماضي أبوه. نشأ فحفظ القرآن وكتباً عرضها علي في جملة الجماعة واشتغل عند أبيه والجوجري وغيرهما في فنون، وفضل وبرع ولازمني مدة في قراءة الأذكار وغيره، وحج ورزق أولاداً. كل هذا مع أدب واقتفاء لطريقة أبيه وربما احتطب طلباً للحلال. مات في مستهل المحرم سنة ست وثمانين وصلى عليه عقب صلاة الجمعة بالأزهر في مشهد حافل وتأسف اللناس على فقده وأثنوا عليه وتوجعوا لأبيه من بعده عوضهما الله الجنة.
6 محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن حسن الفاقوسي الماضي أبوه وجده؛ ممن سمع هو وأخوه أحمد ختم البخاري بالظاهرية.
7 محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن خليل بن أسد بن الشيخ خليل صاحب الضريح الشمس النشيلي ثم القاهري الأزهري الشافعي ويعرف بالنشيلي. وأخذ عن العلم البلقيني في الفقه وغيره رفيقاً للشمس الطيبي وكذا أخذ عن المناوي وابن حسان وآخرين وسمع على شيخنا وغيره وأجاز له باستدعائي جماعة وصحب الشيخ محمد الغمري وأقام بجامعه مدة بل أم به قليلاً؛ وداوم التلاوة والعبادة والنظر في كتب الرقائق والتصوف فعلق بذهنه كثيراً من الفوائد والنكت وصار يذاكر بها ويبديها لمن لعله يجتمع به ونوه خطيب مكة أبو الفضل الويري به بحيث تردد له الشرف الأنصاري بل الأمير أزبك الظاهري وجلس في خلوة بسطح جامع الأزهر وتردد الناس إليه وربما حصل التوسل به في الحوائج، وقرأ عنده إبراهيم الحموي الميعاد في بعض أيام الأسبوع وكذا البهاء المشهدي ثم لما هدمت الخلاوي تحول لبيته الأول وتقلل مما كان فيه، كل ذلك مع كونه لم يتزوج قط ومزيد عفته وإكرامه للوافدين بحسب الحال بحيث لا يبقى على شيء وملازمته للتلاوة والعبادة، وهو من قدماء أصحابنا.
 8 محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن رجب بن صلح الشمس الطوخي الشافعي والد أحمد الماضي ويعرف بابن رجب. نشأ فحفظ القرآن والشاطبية وبعض التقريب للنووي أو جميعه والتبريزي والحاوي والملحة، وعرض على جماعة وأخذ في الفقه عن الشمس الشنشي وفي النحو عن ابن الزين بل تلا عليه للسبع إفراداً؛ وقدم القاهرة فأخذ عن شيخنا والعلم البلقيني والبدر النسابة وغيرهم، وحج مراراً وجاور في بعضها وقرأ بمكة على أبي الفتح المراغي في مسلم وولي عقود الأنكحة ببلده وكان عين أهلها فضلاً وديانة وصلاحاً وتعبداً، وقد حضر عندي في بعض مجالس الأملاء واغتبط بها وذلك حين قدومه القاهرة قبيل موته ليتداوى من مرض وأقام نحو شهرين، ثم رجع وقد نصل يسيراً فلم يلبث أن مات في يوم الجمعة سادس عشري جمادى الأولى سنة سبع وسبعين ودفن في عصره وهو ابن ثلاث وستين رحمه الله وإيانا.
9 محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن صالح بن إسماعيل بن إبراهيم بن أحمد بن حسن بن علي بن صلح فتح الدين أبو الفتح بن ناصر الدين أبي الفرج بن الشمس ابن الخطيب التقي أبي البقاء الكناني - بل زعم أنه هاشمي - المصري الأصل المدني الشافعي الماضي أبوه ويعرف كسلفه بابن صلح. ولد في ليلة ثاني عشر ربيع الأول سنة تسع وتسعين وسبعمائة بالمدينة ونشأ بها فحفظ القرآن وقال إنه تلاه للعشر من طريق النشر على ابن الجزري مصنفه والحاوي وجمع الجوامع والجمل للزجاجي وألفية العراقي الحديثية، وعرض على جماعة واشتغل في الفقه على والده والجمال الكازروني والنجم السكاكيني ويوسف الريمي اليمني والشمس الغراقي والجمال بن ظهيرة في آخرين وعن النجم أخذ الأصول مع المعاني والبيان وكذا أخذ الأصول مع العربية والمنطق عن أبي عبد الله الوانوغي وعنه وعن غيره أخذ النحو وكذا أخذ الحاجبية وغيرها عن أبي الحسن علي بن محمد الزرندي تلميذ المحب بن هشام وقرأ عليه الترمذي وكذا قرأ البخاري وغيره على أبيه وحسن الدرعي وفتح الدين النحريري وخلف المالكي وغيرهم كابن الجزري فإنه قرأ عليه في سنة ثلاث وعشرين بالمدينة الشفا وغيره وسمع عليه الحصن الحصين له وكذا سمع على أبي الحسن المحلي سبط الزبير وقبل ذلك جميع البخاري على الزين المراغي في آخرين من المدنيين والقادمين إليها كالجمال بن ظهيرة والمجد اللغوي؛ وأجاز له في سنة خمس فما بعدها ابن صديق وعائشة ابنة ابن عبد الهادي والعراقي وولده والهيثمي وابن الشرائحي والشهابان ابن حجي والحسباني وآخرون كالفرسيسي والجوهري وعبد الكريم بن محمد الحلبي وأبي الطيب السحولي وأبي اليمن الطبري وغيرهم تجمعهم مشيخته تخريج التقي بن فهد وهي في مجلد اقتصر فيها على المجيزين، وناب في القضاء والخطابة والإمامة ببلده طيبة عن أبيه ثم استقل بذلك بعد موته واستمر إلى أثناء سنة أربع وأربعين فترك القضاء لأخيه الآتي واقتصر على الخطابة والإمامة مع نظر المسجد النبوي حتى مات، وقدم القاهرة بسبب اتهامه بالمواطأة على قتل أبي الفضل المراغي أخي أبي الفتح وأبي الفرج الماضي ذكرهم؛ وزار بيت المقدس، وكان ذكياً مسدداً في قضائه كريماً من دهاة العالم ذا سمت حسن وملقي جميل مع فضيلة في الفقه ومشاركة في غيره وسهولة للنظم بحيث كان قد ابتدأ نظم القراآت العشر من طرق ابن الجزري في روي الشاطبية ونحوها مع التصريح بأسماء القراء نظماً منسجماً واختصاراً حسناً لو كان سالماً من اللحن؛ لقيته بالمدينة النبوية فأخذت عنده. ومات بها في ليلة الجمعة رابع عشري جمادى الأولى سنة ستين وصلى عليه بعد صلاة الصبح بالروضة ودفن بمقبرتهم بالقرب من السيد عثمان على قارعة الطريق، وهو في عقود المقريزي ونسب المشيخة لعمر بن فهد ووصفه بصاحينا رحمه الله وعفا عنه.
10 محمد ولي الدين أبو عبد الله بن صثالح أخو الذي قبله. ولي القضاء استقلالاً حين استعفى أخوه منه في سنة أربع وأربعين فدام حتى استعفى هو أيضاً منه وتركه لابن أخيه صلاح الدين محمد وشارك في الخطابة والإمامة وكان جيد الخطابة ممن سمع على أبي الحسن سبط الزبير وغيره؛ ولم يلبث أن مات في إحدى الجماديين سنة أربع وسبعين.
11 محمد شمس الدين أخو اللذين قبله. سمع على أبي الحسن سبط الزبير.
 12 محمد بن عبد الرحمن بن القاضي أبي عبد الله محمد بن القاضي ناصر الدين عبد الرحمن ابن محمد بن صالح معين الدين الكناني المدني الشافعي الماضي أبوه. شاب رأيته قرأ في الشفا على خير الدين قاضي المالكية بالمدينة في سنة ثمان وتسعين يوم ختمه في الروضة النبوية.
13 محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن عبد الرحمن أبو القسم الحميري الفاسي الأصل القسنطيني التونسي ثم المقدسي المالكي والد أحمد المعروف بالخلوف. جاور بمكة سنة ثلاثين فما بعدها ثم قدم بيت المقدس فقطنه حتى مات في سنة تسع وخمسين، وكان بارعاً في الفقه متقدماً فيه وكتب لصاحب المغرب. أفاده ولده.
14 محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله بن سعد البدر بن الزين بن الشمس بن الديري المقدسي الأصل القاهري الحنفي ابن أخي شيخنا القاضي سعد الدين. ولد في ذي القعدة سنة ثمان وثلاثين وثمانمائة وحفظ القرآن والكنز والمنتخب للأخسيكتي والحاجبية. واشتغل عند عمه والأمين الأقصرائي وأذن له أولهما بل ناب عنه في القضاء ثم لازم الكافياجي ورغب له عن تدريس التربة الأشرفية برسباي فوثب عليه البدر بن الغرس ثم رجع إليه بعد موته، وقبل ذلك رغب له العضدي الصيرامي عن تدريس صرغتمش بجامع المارداني. وناب عن ابن عمه التاج عبد الوهاب في مشيخة المؤيدية تصوفاً وتدريساً وأذن له فيها بعد موته ثم طلب منه بذل عليه فأبى فبادر ابن الدهانة للبذل وتألم لذلك الأحباب، هذا مع تصديه للتدريس والإفتاء وتكرمه مع تقلله ومحاسنه وتجمله في مركبه وملبسه ومزيد ذكائه وفضائله وترشحه لقضاء الحنفية، وحج مع الرجبية في سنة إحدى وسبعين؛ وهو ممن كتب في مسئلة المياه بعدم التطهر من البرك الصغيرة ونحوها كالفساقي ووافه الصلاح الطرابلسي وغيره وكتب في ضده البدر بن الغرس.
15 محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله بن عمر بن أبي بكر بن عمر بن عبد الرحمن بن عبد الله الناشري الماضي أبوه. ولد سنة خمس وثمانمائة وكانت له مشاركة في علوم مع حسن خلق وكرم ومواظبة على التلاوة. مات شاباً في شوال سنة اثنتين وثلاثين بالفخة ودفن عند أبيه، ذكره الناشري في أبيه.
16 محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله بن عمر أبو صهى الحضرمي ثم الشبامي الكندي الأشعري الشافعي. قدم مكة من اليمن في أثناء سنة ثلاث وتسعين فأخذ عني ولبس مني الطاقية وقرأ على أربعي النووي وغيرها وكتب الابتهاج وغيره من تصانيف؛ وأخبرني أنه ابن أربع وثلاثين تقريباً، وأخذ الفقه عن عبد الله بأفضل ومحمد بن أحمد الدوعني عرف باباجرفيل والرقائق عن الشريف علي بن أبي بكر باعلوي في آخرين، وخلف والده في الفتيا والصلح ونحو ذلك، وهو خير متعبد. كتب إلى: سيدنا وبركتنا ونورنا الشيخ الإمام العلامة بقية السلف وقدوة الخلف شيخ مشايخ الإسلام وقطب كافة علماء الأنام صدر المدرسين عين المحدثين شمس الدنيا والدين نفع الله به وبعلومه، واستجازني له ولأخيه أحمد وللفقهاء عمر بن عبد الله باجمان الغرفي نزيل شبام وعبد الله بن عبد الرحمن بافضل التريمي وعبد الرحمن وعبد الله ابني الشريف علي بن أبي بكر بن علوي التريمي ومحمد بن عبد الله بن خطيب باذيب الشبامي وعلي بن عبد الرحمن بابهير البوري وعبد الله بن محمد أبا عكابة الهبتي.
 17 محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله بن محمد بن عبد الله السيد معين الدين ابن السيد صفي الدين الحسني الحسيني الأيجي الشافعي الماضي أبوه وأخوه أحمد ويعرف بلقبه. ولد في جمادى الأولى يوم الجمعة ثامن عشرية - وبخطي أيضاً ثامن عشرة وهو فيما قيل أشبه - سنة اثنتين وثلاثين وثمانمائة بايج ولازم والده في الفقه والعربية والصرف والأصلين وغيرها، وابن عمه القطب عيسى في المعاني والبيان؛ ثم ارتحل إلى كرمان فقرأ على المولى على أحد تلامذة السيد الجرجاني حاشية شرح المطالع لشيخه. ثم إلى خراسان فأخذها أيضاً عن المولى خواجا على أحد العظماء من تلامذة السيد أيضاً بحيث قال فيه شيخه السيد: لو اجتمع في أحذ ذهنه وجدي في العلم وتقرير ولدي محمد لغلب العالم، وأخذ شرح المواقف عن المولى محمد الجاجرمي وقدمه خواجا علي للتدريس بحضرته وكذا أذن له غيره فتصدى لذلك وللإفتاء ببلده، وقطن مكة أكثر من عشر سنين متوالية أولها سنة سبع وستين على طريقة جميلة إقراءً وتصنيفاً وتقللاً من الخوض فيما لا يفيد، وانتفع به جماعة وعمل تفسيراً في مجلد ضخم وشرحاً لأربعي النووي في مجلد لطيف ورسالة في تفضيل البشر على الملك وأخرى في تفسير الكوثر وأخرى في الحيض وأخرى في قوله صلى الله عليه وسلم: "اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني وأنا عبدك" إلى غيرها. وأجاز له ولحفيد عمه ابن أخته السيد عبيد الله جماعة منهم زينب ابنة اليافعي وأبو الفتح المراغي والمحب المطري والتقي بن فهد ومحمد بن علي الصالحي المكي والشمس محمد بن محمد بن عمر بن الأعسر، ولقيته غير مرة في المجاورة الثانية ثم قدم في أيام الثمان من المجاورة الثالثة عابر سبيل ورجع فأقام ببار ثم انتقل إلى جهرم متوجهاً للإقراء والإفادة؛ ونعم الرجل أصلاً ووصفاً.
18 محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله الحضرمي. مات بمكة في صفر سنة أربع وخمسين.
19 محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن عبد الناصر بن هبة الله بن عبد الرحمن الصدر بن التقي الزبيري المحلي الأصل القاهري الشافعي سبط الجمال عبد الله بن العلاء التركماني الحنفي، أمه صالحة والماضي أبوه. ولد سنة اثنتين وثمانين وسبعمائة تقريباً وحفظ القرآن وغيره واشتغل قليلاً وفضل وسمع على الفرسيسي وأمه صالحة وغيرهما، وناب في القضاء وحدث سمع منه الفضلاء، وكان لطيفاً حسن العشرة كثير الأدب. مات مطعوناً مبطوناً في يوم تاسوعاء سنة ثمان وأربعين بعد مرض طويل ودفن بتربة بني جماعة رحمه الله.
20 محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن علي بن أحمد الشمس بن الشرف بن النجم بن النور بن الشهاب القاهري الشافعي القباني أخو قاسم ووالد عبد العزيز الماضيين، ويعرف كسلفه بابن الكويك. ولد في يوم الاثنين ثالث عشر جمادى الآخرة سنة إحدى وثمانين وسبعمائة - وقيل سنة ثمان وسبعين تقريباً والأول أصوب - بالقاهرة ونشأ بها فحفظ القرآن والعمدة والمنهاج والشاطبية، وعرض على جماعة واشتغل قليلاً وسمع على التنوخي وابن الشيخة وابن أبي المجد والمطرز والعراقي والهيثمي والعماد أحمد بن عيسى الكركي والتقي الدجوي والشرف بن الكويك في آخرين وتنزل في صوفية سعيد السعداء؛ وسافر إلى الثغر السكندري وتكسب كأبيه قبانيا ومهر فيها، ثم حصل له مرض بعد سنة أربعين أقعد منه مع ابتلائه أيضاً وتسليط النمل عليه ودخوله تحت أظفاره وأكل بعض لحمه وإسكاته فلا ينطق، وهو مع ذلك صابر حامد مشتغل بنفسه وبالتلاوة حتى مات، وحدث قبل ذلك وبعده باليسير سمع منه الفضلاء قرأت عليه شيئاً. ومات في آخر يوم الاثنين سابع أو ثامن عشر ربيع الثاني سنة ست وخمسين رحمه الله وإيانا.
21 محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن علي بن عبد الواحد بن يوسف بن إبراهيم بن عبد الرحيم أبو أمامة بن الزين أبي هريرة بن الشمس أبي أمامة الدكالي الأصل القاهري الشافعي ويعرف كسلفه بابن النقاش، ذكره شيخنا في إنبائه فقال: اشتغل قليلاً وهو شاب ثم صار يخالط الأمراء في تلك الفتن التي كانت بعد وفاة برقوق فجرت له خطوب وقد خطب نيابة عن أبيه بجامع طولون، وحج مراراً وجاور وتمشيخ بعد وفاة أبيه فلم ينجب وأصابه فألج في أوائل سنة وفاته ثم مات في يوم الثلاثاء سادس عشري شعبان سنة خمس وأربعين وقد قارب السبعين ودفن بجانب أبيه بباب القرافة رحمه الله.
 22 محمد الشمس أبو اليسر بن النقاش أخو الذي قبله. نشأ في كنف أبيه فحفظ القرآن وكتباً، وعرض وسمع على أبيه والفوى وشيخنا وفاطمة ابنة الصلاح خليل الحنبلي والزين القمني ولازمه في الفقه وغيره، وأذن له فيما بلغني في التدريس والإفتاء، واستقر شريكاً لأخيه بعد أبيهما في خطابة جامع طولون ثم استقل بها بعد أخيه ومنعه اغلظاهر جقمق محتجاً بلكنته وعدم فصاحته وقرر عوضه البرهان بن الميلق. وكذا استقر في تدريس الفقه بجامع أصلم وبرغبة المحب القمني له في تدريس الفقه بالظاهرية القديمة ودرس فيها وأعاد بالشريفية، وناب جامع أصلم في ليلة الأربعاء ثالث عشري جمادى الثانية سنة سبع وسبعين وصلى عليه من الغد بمصلى المؤمني ثم دفن بباب القرافة أيضاً وأظنه قارب السبعين رحمه الله.
23 محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن علي بن محمد بن القسم بن صالح بن هاشم التاج بن الزين القاهري، ويعرف كسلفه بابن العرياني. ولد قبل التسعين وسبعمائة بالقاهرة ونشأ بها وسمع على ابن الشيخة في سنة ثلاث وتسعين فما بعدها جزء الدراج ومستخرج أبي نعيم على مسلم بفوت يسير، وحدث بالقليل سمع منه الفضلاء قرأ عليه. وكان خيراً يسقى الماء في بعض الحوانيت. مات في سنة تسع وستين رحمه الله.
24 محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن علي حفيد الأمين الحمصي كاتب السر بدمشق وابن قاضي حمص الحنفي. ولد سنة خمس وعشرين وثمانمائة تقريباً وحفظ القرآن وقام به في رمضان سنة خمس وثلاثين قبل إكمال عشر سنين؛ ثم حفظ الملحة ثم مجمع البحرين ثم ألفية ابن ملك على شيخنا في ذي الحجة سنة ست وثلاثين بحمص حين اجتيازه في سنة آمد وأثنى على مزيد حفظه ونجابته وذكائه وبراعته.
25 محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن محمد بن عبد الرحمن بن عبد القادر بن الأسعد أفضل الدين أبو الفضل بن الصدر بن عزيز الدين القرشي الأسدي الزبيري المليجي الأصل القاهري الشافعي والد محمد وعبد الرحمن. ولد في جمادى الأولى سنة ثمانين وسبعمائة بالقاهرة ونشأ بها فحفظ القرآن وغيره. واشتغل، وتكسب بالشهادة بل كان مباشراً على أوقاف جامع الأزهر وشاهد الخاص رفيقاً فيه لأصيل الخضري، وولى خطابة الحسنية أظنه بعد التقي المقريزي؛ وكان قد سمع من حده المائة الشريحية وغيرها. وحدث قرأ عليه وسمع منه الفضلاء. مات في تاسع عشر شوال سنة إحدى وتسعين ودفن بتربتهم بالقرافة.
26 محمد بن عبد الرحمن بن أبي الخير محمد بن أبي عبد الله محمد بن محمد بن عبد الرحمن بن أحمد بن علي بن محمد بن عبد الرحمن أبو الخير الحسني الفاسي المكي المالكي. وأمه أم هانيء ابنة الشريف على الفاسي. حضر على العز بن جماعة وسمع من الجمال بن عبد المعطي وفاطمة ابنة الشهاب أحمد بن قاسم الحرازي والنشاوري والأميوطي والكمال بن حبيب وغيرهم. وأجاز له الصلاح بن أبي عمر وابن أميلة وابن الهبل والسوقي وابن النجم وعمر بن إبراهيم النقبي وأحمد بن عبد الكريم البعلي في آخرين. وتفقه بالشيخ موسى المراكشي وأبيه وخلفه في تصديره بالمسجد الحرام فأجاد وأفاد. وكان من الفضلاء الأخيار ذا حظ من العبادة والخير والثناء عليه جميل. مات في يوم الاثنين ثالث شوال سنة ست بطيبة ودفن بالبقيع وقد جاز الأربعين بيسير وعظمت الرزية بفقده فإنه لم يعش بعد أبيه إلا نحو سنة. ذكره الفاسي مطولاً وتبعته في تاريخ المدينة، والمقريزي في عقوده.
 27 محمد المحب أبو عبد الله الحسني الفاسي المكي المالكي شقيق الذي قبله. ولد سنة أربع وسبعين وسبعمائة بمكة وسمع بها من العفيف النشاوري وعبد الوهاب القروي والجمال الأميوطي وابن صديق وبالقاهرة من ابن أبي المجد والتنوخي والحلاوي والسويداوي في آخرين، وأجاز له ابن أميلة والصلاح بن أبي عمر وآخرون، وكان قد حفظ مختصر ابن الحاجب الفرعي وكذا الرسالة وغيرهما وحضر دروس أبيه كثيراً بل قرأ في الفقه بالقاهرة على بعض شيوخها وتميز فيه قليلاً. وتكرر دخوله لليمن وكذا للقاهرة ودخل منها اسكندرية ودرس بمكة يسيراً وكذا حدث، ثم عرض له قولنج تعلل به سنين كثيرة إلى أن مات - وقد عرض له إسهال أيضاً - في ربيع الآخر سنة ثلاث وعشرين وصلى عليه عقب طلوع الشمس عند قبة الفراشين كأبيه ودفن عليه بالمعلاة بقبر أبي لكوط، ذكره الفاسي قال وهو ابن عمتي وابن عم أبي. وذكره شيخنا في ترجمة الذي بعده من إنبائه وقال إنه مهر في الفقه. وهو في عقود المقريزي رحمه الله.
28 محمد الرضي أبو حامد الحسني الفاسي المكي المالكي شقيق اللذين قبله. ولد في رجب سنة خمس وثمانين وسبعمائة وقيل في سادس رجب من التي قبلها بمكة وسمع بها ظناً على العفيف النشاوري والجمال الأميوطي ويقيناً على ابن صديق والزين المراغي، وأجاز له جماعة وحفظ عدة من مختصرات الفنون وتفقه بأبيه وبالزين خلف النحريري وأبي عبد الله الوانوغي وقرأ عليه مختصر ابن الحاجب الأصلي بل وحضر دروسه في فنون من العلم بمكة وغيرها، وأخذ العربية عن الشمس الخوارزمي المعيد والشمس البوصيري حين جاور بمكة؛ وكثرت عنايته بالفقه فتميز فيه وفي غيره، وكتب بخطه الذي لا بأس به عدة كتب، وأذن له في التدريس والإفتاء وتصدر للتدرس والإفتاء وولي القضاء في رابع عشري شوال سنة سبع عشرة وثمانمائة عوضاً عن مستنيبه وابن عمه التقي الفاسي ووصل التوقيع لمكة في أوائل ذي الحجة منها فلبس خلعة الولاية وباشر فلما رحل المصريون جيء بتوقيع التقي الفاسي مؤرخ بسابع ذي القعدة منها فترك المباشرة واستمر حريصاً على العود فما تيسر له، وقد ناب عن الجمال بن ظهيرة وحكم في قضايا لا تخلو من انتقاد وكتب على مختصر الشيخ خليل وشارحيه الصدر عبد الخالق بن الفرات وبهرام شيئاً في قدر ثلاث كراريس فلم يقرض عليه علماء القاهرة شيئاً، بل قيل إنه علق على ابن الحاجب شيئاً بين فيه الراجح مما فيه من الخلاف وسماه الأداء الواجب في تصحيح ابن الحاجب؛ ذكره الفاسي وقال: ولديه في الجملة خير. مات بعد تعلله ثمانية أيام بحمى حادة دموية في وقت عصر يوم الخميس منتصف ربيع الأول سنة أربع وعشرين ودفن بكرة يوم الجمعة بالمعلاة عند قبر أبي لكوط؛ وقد ذكره شيخنا في إنبائه باختصار وقال: كان خيراً ساكناً متواضعاً ذاكراً للفقه. والمقريزي في عقوده.
29 محمد أبو السرور الحسني الفاسي المكي أخو الثلاثة قبله ووالد عبد الرحمن وأبي الخير. سمع الثلاثة على الفوى من لفظ الكلوتاتي في الدارقطني مات وإبناه في الطاعون بالقاهرة في جمادى الأولى سنة ثلاث وثلاثين، أرخهم ابن فهد وهو أيضاً والد عبد اللطيف. وكان مولد أبي السرور في صفر سنة ثمان وسبعين وسبعمائة بمكة وسمع بها من العفيف النشاوري والجمال الأميوطي صحيح مسلم بفوت يسير ومن الثاني فقط الترمذي وبعض السيرة لابن سيد الناس وغيرهما؛ ومن أولهما الأربعين المختارة لابن مسدي وأشياء وكذا سمع على ابن صديق البخاري ومسند عبد وبالمدينة من العلم سليمان السقا نسخة أبي مسهر، وأجاز له إبراهيم بن علي بن فرحون وابن خلدون وابن عرفة والعراقي والهيثمي وابن حاتم والمحب الصامت وخلق وتفقه بأبيه وجلس بعد موت أخيه أبي حامد للتدريس، ودخل القاهرة غير مرة فقدرت وفاته بها كما تقدم. وكان خيراً ساكناً منجمعاً عن الناس.
 
30 محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن محمد بن محمد بن محمد بن محمد بن محمد بن محمد بن محمد بن محمد التاج الكناني العسقلاني الأرسوفي الأصل المصري الشافعي. ولد تقريباً سنة خمس وتسعين وسبعمائة بمصر ونشأ بها فحفظ القرآن والعمدة والتنبيه والملحة وغيرها وعرض على العز محمد بن جماعة وغيره وأجاز له العز والشرف ابن الكويك واشتغل في الفقه على المجد البرماوي والسراج الدموهي والزكي الميدومي وغيرهم. وحج وتكسب بالشهادة وتعاني النظم واشتهر في ناحيته بإجادته مع فضيلته. لقيته بمصر فكتبت عنه قوله:

بمبسمه مر الـنـسـيم غـدية

 

وعاد وفي أرجائه الند والندى

وقال أما لولاه ما كنت ذا شذى

 

ولولاي ما كان الرضاب مبرداً

مات في ربيع الأول سنة ست وستين.
31 محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن محمد بن يحيى المحب بن الزين بن التاج السندبيسي الأصل القاهري الشافعي أحد الصوفية بالمؤيدية. مات في يوم الأحد تاسع ذي القعدة سنة ثلاث وسبعين ولم يتكهل. وكان خيراً يتكسب بالتجارة ممن أخذ يسيراً عن أبيه رحمه الله.
32 محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن يحيى بن حسين فتح الدين أبو الفتح العراقي الأصل القمني ثم القاهري الحنفي الشاذلي الواعظ. ولد في يوم الجمعة مستهل رمضان سنة إحدى وأربعين وثمانمائة بقمن وتحول منها مع أبويه وهو مرضع إلى القاهرة فحفظ مع القرآن المجمع والأخسيكتي والملحة وألفية ابن ملك وعرض على جماعة من الشافعية كالمحلي والبلقيني والمناوي والعبادي والديمي وكاتبه ومن الحنفية العيني وابن الديري وابن الهمام وابن قديد وأبي العباس السرسي وأقام تحت نظره بزاوية الشيخ محمد الحنفي ثم بجامع كزلبغا في حفظها، ومن المالكية الزين طاهر وابن عامر؛ وجود القرآن على الشمس بن الحمصاني واشتغل عند أبي العباس المذكور والأمين الأقصرائي وسيف الدين وغيرهم في الفقه والعربية، وحج غير مرة وكذا زار بيت المقدس وقرأ بعض القرآن على ابن عمران بل سمع عليه جزء ابن الجزري وتسلسل له ما فيه وذلك في سنة إحدى وسبعين، وكذا حضر دروس الكمال من أبي شريف وقرأ البخاري هناك على السراج أبي حفص عمر بن أبي الجود عبد المؤمن الحلبي المقدسي الشافعي؛ ودخل الصعيد فزار في طنبذا صالحها الشيخ حسن وكذا اجتمع في القاهرة بعمر الكردي وقدمه للإمامة بجامع قيدان فكان في ذلك إشارة إلى استقراره إماماً بمدرسة جانم المواجهة لجامع قوصون أصالة وبالجانبكية وغيرها نيابة، ولما كنت بمكة طلع في موسم سنة ثمان وتسعين فحج وتأخر مجاوراً السنة التي تليها فاجتمع بي وعقد مجلس الوعظ وكذا عقده بغيرها وسألني في شرح "غرامي صحيح" وفي كتابة شيء من تصانيفي والقراءة وكذا بلغني أنه أخذ عن ابن الأسيوطي. وبالجملة فعنده إحساس ومزاحمة مع سلامة صدر.
33 محمد بن عبد الرحمن بن محمد التاج بن التقي بن التاج القاهري المشهدي - نسبة لمشهد الحسين منها - المقرئ ويعرف بابن المرخم. ولد في ليلة رابع المحرم سنة خمس وستين وسبعمائة بالقاهرة ونشأ بها فحفظ القرآن وتلاه للسبع على والده بأخذه عن المجد الكفتي، وسمع على الجمال الباجي جزء أبي الجهم وحدث به سمعه منه الفضلاء. وكان شيخاً يقظاً خيراً ديناً مستحضراً أحد صوفية البيبرسية وقراء الشباك بها بل قارئ الصفة فيها كأبيه. ووصفه بعضهم بالشيخ الإمام الصالح المقرئ. مات في يوم الاثنين سلخ شوال سنة أربعين رحمه الله.
 34 محمد بن عبد الرحمن بن محمد الشمس القاهري الصيرفي حفيد المقري الشمس الشراريبي ويعرف كهو بابن عبد الرحمن. كان والده حريرياً كأبيه فحسن له نور الدين السفطي الجباية وأدخله فيها بالصرغتمشية والحجازية ولازم خدمة الزين عبد الباسط فاستقر به في جباية أوقافه وأوقاف الأشرف برسباي وأخرج له مرسوماً بصرف الأشرفية بل وبرد داريتها. واستمر حتى مات ف يالأيام الإينالية بعد انقطاعه مدة بالفالج بحيث استنيب عنه فيهما ثم استمر من كان ينوب عنه ينوب بعد موته عن ولده هذا بقدر معين لإضافتهما له إلى أن استبد الولد حين براعته واختبار صلاحيته لذلك وموت النائب بالتكلم، وسافر مع علي بن رمضان حين كان صيرفياً بجدة وناظراً بها ثم استقل بالصرف حين نظر شاهين الجمالي وترقى وتجمل مع الناس فركن إليه بنو الجيعان ونحوهم ووثقوا بنصحه وتدبيره مع مزيد حظ من جميع من يخالطه وسماح ومعرفة بالمتجر ولطف عشرة مع ما انضم له من قراءة القرآن في صغره فنمى وتزايدت وجاهته وتزوج ابنة ابن قضاة الجوهري الشهير بالملاءة وسكن قاعته الهائلة التي بناها ابن كدوف بحارة برجوان بل بنى هو داراً ظريفة بزقاق الكحل بين الدروب، وتكرر إلزام السلطان له بالاستقلال بجدة وهو يستعفي بالمال لكثرة ما يقرر عليها. فلما كان في سنة سبع وثمانين أرسله أميناً على أبي الفتح المنوفي ثم استقل في التي تليها على كره واستكثار لما كلف به مما لم يجد بداً للإجابة إليه وسافر فلم يجد ما كان يتوقعه من المراكب وراسل يعلم بذلك ثم لم يلبث أن جاء الخبر في عاشر رجب بموته في سابع جمادى الثانية سنة ثمان وثمانين وأنه تمرض ثمانية أيام لم ينقطع عن المباشرة فيها سوى أربعة ودفن بالمعلاة سامحه الله وعفا عنه. محمد بن عبد الرحمن بن محمد الشمس أو حميد الدين أبو الحمد المصري الأصل المقدسي الشافعي. يأتي فيمن لم يسم جده.
35 محمد بن عبد الرحمن المدعو خليفة بن مسعود بن محمد بن موسى الشمس أبو عبد الله المغربي الجابري - نسبة لبني جابر قبيلة من المغرب - المقدسي المالكي ويعرف بابن خليفة. ولد في حادي عشر رمضان سنة إحدى وثمانمائة ببيت المقدس ونشأ به فحفظ القرآن عند الفقيه عبد الله البسكري وتلاه على علي ابن اللفت وحسن العجلوني وحفظ غالب الرسالة وقرأ فيها على حسن الدرعي المالكي، وأخذ التصوف عن والده وسمع الحديث على محمد بن سعيد إمام الدركاة، وولي مشيخة المغاربة ببيت المقدس وكذا مشيخة الفقراء المنتسبين لأبي مدين والمدرسة السلامة والتوقيت بالمسجد الأقصى مع تصدير فيه، ولقيته هناك فقرأت عليه المسلسل ونسخة إبراهيم بن سعد بسماعه لهما على محمد بن سعيد أنا الميدومي وتبرأ بحضرتي مما ينسب لأبيه من انتحال مقالة ابن عربي مع كونه ليس في عداد من يفهم بل كان مسمتاً نير الشيبة جميل الهيئة شديد السمرة كثير التلاوة، حج غير مرة ودخل الشام. مات في ليلة الخميس منتصف جمادى الثانية سنة تسع وثمانين ودفن بمقبرة باب الله بحوش الموصلي بجوار أبيه.
36 محمد بن عبد الرحمن بن منصور بن محمد بن مسعود بن محمد الكمال بن الزين الفكيري - بفتح الفاء ثم كاف مكسورة نسبة لقبيلة بالمغرب - التونسي ثم السكندري المالكي أخو أحمد الماضي ويعرف بالعسلوني بمهملتين. ولد باسكندرية سنة تسعين وسبعمائة وقرأ بها القرآن على أبيه وحفظ بعض الرسالة في الفقه والملحة واشتغل يسيراً، وأجاز له باستدعاء ابن يفتح الله الزين المراغي، وتحول إلى القاهرة في سنة ثلاث وثلاثين فأقام بها مدة ثم سافر منها قريباً من سنة أربع وأربعين وقطن دمياط مديماً التكسب بالتجارة إلى أن عدي على حانوته فصار حينئذ ينسج على السرير، وربما شهد في بعض مراكز الثغر، ولقيته هناك فقرأت عليه، وكان خيراً سليم الفطرة محباً في العلم وأهله. مات بعد سنة سبعين.
37 محمد بن عبد الرحمن بن مؤمن ولي الدين القوصي الأصل القاهري الشافعي موقع الأتابك أزبك الظاهري. مات في غيبته مع أميره سنة ثمان وسبعين وكان قد باشر توقيع المفرد كأبيه وقتاً وتوقيع الدست عفا الله عنه.
38 محمد بن عبد الرحمن بن يحيى بن أحمد بن سليمان بن مهيب الصدقاوي الزواوي قاضيها المالكي الماضي ابنه إبراهيم وحفيده محمد. مات في سنة ثلاث وخمسين أو التي قبلها عن ثلاث وستين.
 39 محمد بن عبد الرحمن بن يحيى بن موسى بن محمد الشمس بن التقي العساسي - بمهملات - السمنودي الشافعي الماضي أبوه نزيل الأزهر ويعرف بالسمنودي. ولد في ثالث ذي الحجة سنة خمس وأربعين وثمانمائة بسمنود ونشأ بها فحفظ القرآن وغالب المناج وجميع ألفية النحو وأخذ عن خاله الجلال السمنودي المحلى والعز المناوي وأكثر عنه. ثم قدم القاهرة فلازم عبد الحق السنباطي وأخي الزين أبا بكر في الفقه وغيره وانتفع بالمطالعة للبدر حسن الضرير الدماطي بل كان يأخذه معه لدرس المناوي، وكذا لازم تقاسيم الفخر عثمان المقسي والجوجري وأخذ أيضاً عن ثانيهما العربية وعن الشرف البرمكيني وكذا عن الزين المنهلي الفقه وأصوله وعن الكمال بن أبي شريف غالب شرحه للإرشاد وفي الأصلين وعن أخيه إبراهيم في المعاني والبيان والفقه وغير ذلك وأخذ عن السنهوري في العضد وغيره وعن البدر المارداني في الفرائض قرأ عليه ترتيبه للمجموع، وجود القرآن على البرهان بن أبي شريف بل قرأ الزهراوين على أخيه الكمال وكذا أخذ عني شرحي للألفية وقرأ على صحيح البخاري وغيره وقرأ على الديمي في السيرة وحضر عند البهاء المشهدي قليلاً؛ وتميز في الفقه وشارك في الفضائل وإقراء الطلبة وتنزل في سعيد السعداء وغيرها وخطب بجامع الأزهر وانجمع مع عقل ودين وتواضع.
40 محمد أخو الذي قبله ويدعى بركات وهو بها أشهر. ممن سمع مني والله يوفقه لأبويه.
41 محمد بن عبد الرحمن بن يوسف بن سحلول ناصر الدين أبو عبد الله ابن الشمس الحلبي الماضي والده ويعرف بابن سحلول، كان إنساناً حسناً رئيساً كبيراً عنده حشمة ومروءة وكرم أخلاق؛ تولى مشيخة خانقاه والده الذي كان ناظر الخاص بحلب ثم مشيخة الشيوخ بحلب بعد موت السيد عماد الدين الهاشمي فباشرها مدة، وسمع على البرهان الحلبي بها وعلى أحمد بن عبد الكريم الأربعين المخرجة من مسلم وعلى ابن الحبال جزء المناديلي كلاهما في بعلبك، وسافر إلى القاهرة فحج ثم عاد فمات بعقبة إيلة في المحرم سنة اثنتي عشرة، ذكره ابن خطيب الناصرية وكذا شيخنا في إنبائه؛ وقال إنه لما ولي مشيخة خانقاه والده كان أهل حلب يترددون إليه لرياسته وحشمته وسودده ومكارم أخلاقه بحيث كان مواظباً على إطعام من يرد عليه، وعظم جاهه لما استقل الجمال الاستادار بالتكلم في المملكة فإنه كان قريبه من قبل أمه فأم جمال الدين هي ابنة عبد الله وزير حلب عم الشمس أبي هذا، بل لما قدم القاهرة بالغ الجمال في إكرامه وجهزه حين كان ابنه أحمد أمير الركب معه إلى الحجاز في أبهة زائدة فحج وعاد فمات بعقبة إيلة وسلم مما آل إليه أمر قريبه وآله.
42 محمد بن عبد الرحمن بن يوسف الشمس أبو عبد الله بن الزين بن الجمال الجوهري - نسبة للجوهرية بالقرب من طنتدا بالغربية - ثم القاهري الشافعي الأحمدي والد محمد الآتي ويعرف بابن بطالة - بكسر الموحدة، ممن حفظ القرآن وغيره وتفقه بالبرهان الأبناسي واختص به وكان مجاوراً معه بمكة سنة إحدى وثمانين وسبعمائة وقرأ عليه الفقه وأصوله والفرائض والعربية ففي الفقه مختصر الوجيز للأمين أبي العز مظفر بن أبي الخير الواراني التبريزي والحاوي وفي الأصول منهاج البيضاوي وفي الفرائض مختصر الكلائي وفي العربية المطرزية وأجازوه ووصفه بالشيخ الإمام المربي السالك الناسك الفاضل؛ وصاهر الشيخ على المغربل على ابنته خديجة وجلس لللمريدين، وابتني زاوية بفيشا المنارة وكان مشاراً إليه بالصلاح وإكرام الوافدين. مات في ليلة حادي عشر ربيع الأول سنة ثلاث وعشرين بالقاهرة ودفن بزاوية ولده بقنطرة الموسكي. وقد ذكره شيخنا في انبائه فقال: محمد الشهير بابن بطالة كان أحد المشايخ الذين يعتقدهم أهل مصر وله زاوية بقنطرة الموسكي؛ وكانت كلمته مسموعة عند أهل الدولة واشتهر جداً في ولاية علاء الدين بن الطبلاوي. ومات في خامس عشري ربيع الأول وقد جاز الثمانين وكانت جنازته مشهودة حملها الصاحب بدر الدين بن نصر الله ومن تبعه انتهى. وما سبق في تعيين وفاته وفي كون الزاوية لولده هو المعتمد.
 43 محمد بن عبد الرحمن بن يوسف الكمال أبو البركات بن أبي زيد الحسنى المسكناسي السكندري. أجاز لابن شيخنا وغيره في سنة سبع عشرة وأرخه المقريزي في عقوده في سنة اثنتين وعشرين وقال أنه ذكر أن أباه صافحه قال: صافحني أبو الحسن على الحطاب وعمر مائة وثمانين صافحني أبو عبد الله الصقلي صافحني أبو عبد الله معمر وكان عمره أربعمائة سنة صافحني النبي صلى الله عليه وسلم انتهى. وهو شيء لا يعتمده الحفاظ الإثبات.
44 محمد بن عبد الرحمن بن يوسف الشمس الطرابلسي ثم القاهري ابن النحال ويعرف بابن مزاحم. ممن يزعم قرابة بينه وبين الزيني الاستادار وهما دخيلان. خدم علي بن أرج الاستادار بطرابلس وتزوج زوجته بعده ثم اينال الأشقر حين كان نائب طرابلس ودام يباشر عنده بها ثم بالقاهرة حتى مات ووصل في خدمة الأتابك حين رجع من بعض التجاريد فرقاه لمباشرة منية ابن سلسيل والصرمون وغير ذلك كالعباسة والصالحية والتزم فيها بمال؛ ثم ارتقى لاستيفاء البيمارستان تلقاها عن عبد الباسط بن الجيعان حين نأى أقاربه عنها وقاسى الضعفاء من مستحقيه منه غلظة وربما شكر ممن يلين معه وكنت ممن اجتمع بي وأخذ عني التوجه للرب بدعوات الكرب وبلغني أنه اتصل بالملك وصارت له حركات.
45 محمد بن عبد الرحمن البدر أبو الفوز القاهري الحنفي ربيب الشمس الأمشاطي وهو بكنيته أشهر. مات في حياة أمه في المحرم سنة ست وسبعين وصلى عليه في مشهد حافل ثم دفن بتربتهم بالقرب من الروضة خارج باب النصر وقد زاد على الأربعين؛ وكان موصوفاً بعقل واحتمال وتواضع وفهم، ممن اشتغل قليلاً وحضر عند جماعة كزوج أمه؛ وحج معهما في الرجبية وجلس للشهادة عند زوج أخته المظفر محمود الأمشاطي بل ناب في القضاء ويقال إنه حفظ النقاية رحمه الله.
46 محمد بن عبد الرحمن الصدر جمال الدين الحضرمي اليماني ويدعى أبا حنان قريب عبد الله بن الخواجا الجمال محمد بن أحمد الماضي. مات في رجب سنة ثلاث وستين قافلاً من مكة بجزيرة كمران - بالتحريك - ووالده هو الذي رفع الخواجا محمد بن أحمد والد قريبه المشار إليه وأدناه وصرفه في ماله وزوجه باثنتين من بناته واحدة بعد أخرى وأسند وصيته إليه فتصرف وفتح عليه بحيث زاد على قريبه. أفاده بعض الآخذين عني.
محمد بن عبد الرحمن جمال الدين الأنصاري المكي. مضى فيمن جده محمد بن أبي بكر.
47 محمد بن عبد الرحمن جمال الدين بن وجيه الدين الحسيني العلوي اليماني. كتب مصنفي القول البديع وسمع علي منه جملة وكذا من غيره من تصانيفي ومروياتي بل سمع مني المسلسل وكتبت له وسافر قبل التسعين.
48 محمد بن عبد الرحمن عز الدين بن بهاء الدين القاهري الشافعي ويعرف بابن بكور. مات في المحرم سنة تسع وسبعين بعد تعلله بالفالج، وكان قد ناب عن العلم البلقيني فمن بعده مع كونه مزجي البضاعة متساهلاً في الأحكام وغيرها بحيث امتنع القاياتي من ولايته وأعرض هو بعده عنها، وهو ممن قربه الظاهر جقمق ثم أبعده وضربه وشهره وأدخله حبس أولى الجرائم ثم أطلقه في يومه وزعم أنه جمع تفسيراً وكان عامة الناس يسخرون به في ذلك.
49 محمد بن عبد الرحمن المحب الحسني القاهري الأزهري الحنفي. حفظ القرآن وغيره واشتغل وتميز في الأصلين والعربية والمنطق وغيرها وأقرأ وقتاً، وممن أخذ عنه في العربية حسن الأعرج بل أخذ عنه أحد الأفراد ابن بردبك والمحب بن هشام. وبلغني أن الكافياجي كان يجله واستقر في مشيخة الجوهرية الأزهرية، وناب في القضاء وكان ساكناً وقوراً. مات في ربيع الأول سنة اثنتين وسبعين وهو خال المحب بن الجليس الحنبلي.
50 محمد بن عبد الرحمن حميد الدين وبخطي في موضع آخر شمس الدين أبو الحمد المصري الأصل القدسي الشافعي. ولد في حادي عشر المحرم سنة ثلاث وثلاثين وحفظ المنهاج وألفية النحو وبخطي في موضع آخر بدل المنهاج الحاوي وعرض وتفقه بالبرهان العجلوني وأبي مساعد بل أخذ عن ماهر وغيره وبحث جمع الجوامع على العز عبد السلام البغدادي وتميز وأذن له في التدريس فدرس وكان عالماً مفتياً ناب في القضاء ببيت المقدس مدة وكان مفتيها. مات في رمضان سنة ثلاث وتسعين. وهو ممن سمع معنا ببيت المقدس واسم جده محمد ويقال إن ديانته معلولة.
 51 محمد بن عبد الرحمن أبو عبد الله بن أبي زيد المراكشي القسنطيني المغربي المالكي الضرير. ولد في جمادى الآخرة سنة تسع وثلاثين وسبعمائة ضريراً كما قرأته بخطه، ورأيت له عند البدر بن عبد الوارث المالكي مصنفاً ابتدأه في ذي القعدة سنة إحدى وثمانمائة سماه إسماع الصم في إثبات الشرف من قبل الأم صدره باختلاف علماء تونس وبجاية فيها سنة ست وعشرين وسبعمائة فمنعه التونسيون وأثبته البجائيون قال وأنا معهم بل هو قول ابن الغماز من علماء تونس وابن دقيق العيد وأشياخنا بني باديس رحمه الله.
52 محمد بن عبد الرحمن أبو منصور المارديني المقدسي الحنفي. سمع على الميدومي وحدث عنه بجزء البطاقة سماعاً سمعه منه التقي أبو بكر القلقشندي. ومات في خامس عشري المحرم سنة اثنتين.
53 محمد بن عبد الرحمن الحلبي ويعرف بابن أمين الدولة. قيم مصارع معالج له إجازة من الصلاح بن أبي عمر وغيره، وأجاز لابن شيخنا وغيره بعد الثلاثين واسم جده. محمد بن عبد الرحمن الصبيبي المدني. مضى فيمن جده محمد بن أبي بكر.
54 محمد بن عبد الرحيم بن أحمد بن محمد بن محمد بن عثمان الجمال أبو البقاء أمه تركية لأبيه. ممن حفظ المنهاج وابن الحاجب الأصلي وألفية ابن ملك، وعرض علي في جملة الجماعة بل سمع مني ترجمة النووي تأليفي وكذا سمع علي الشاوي وعبد الصمد الهرساني وغيرهما واشتغل عند الزين عبد الرحمن السنتاوي في الفقه والعربية بل قرأ على الجوجري ولازم قريبه النجم بن حجي كثيراً في الحساب والعربية وغيرهما، وتميز وشارك.
55 محمد بن عبد الرحيم بن أحمد الشمس المصري الشافعي المنهاجي وهي شهرة جده لكونه يحفظ المنهاج أما أبوه فكان أعجوبة في حسن الأذان مشهوراً بذلك يضرب به المثل في حسن الصوت، وهو سبط الشمس بن اللبان ولذا كان ابنه صاحب الترجمة يعرف أيضاً بسبط اللبان. ولد سنة اثنتين وسبعين وسبعمائة تقريباً أو التي قبلها ومات أبوه وهو صغير فنشأ يتيماً؛ ذكره شيخنا في إنبائه وقال إنه اشتغل قديماً وأخذ عن مشايخ العصر كالعز محمد ابن جماعة والشمس بن القطان وقرأ عليه صحيح البخاري بحضوري بل قرأ على ترجمة البخاري من جمعي يوم الختم، وتعاني نظم الشعر فتمهر فيه وأنشأ عدة قصائد ومقاطيع وكذا مهر في الفقه وأصوله وعمل المواعيد وشغل الناس، ولزم بأخرة جامع عمر ولذلك ولقراءة الحديث وكانت قراءته فصيحة صحيحة، وكان معه إمامة التربة الظاهرية بالصحراء فتركها اختياراً، وانتفع به أهل مصر سيما مع تواضعه؛ وكان حسن الإدراك واسع المعرفة بالفنون، حج في سنة ست وثلاثين من البحر ودخل مكة في رجب فأقام حتى قضى نسكه ورمى جمرة العقبة ثم رجع فمات قبل طواف الإفاضة في ذي الحجة منها يعني بعد أن كان أشرف في مجيئه على الغرق ثم نهب ما معه من أثاث وثياب بجدة، وحصل له قبول تام بمكة وعمل فيها المواعيد الجيدة بل وأقرأ العلم إلى أن مات كما سبق فجأة وحمل من الغد ودفن بالمعلاة جوار السيدة خديجة. قلت: ورأيته شهد بمكة على ابن عياش في سلخ ذي القعدة منها بإجازة عبد الأول. قال شيخنا: سمعت من نظمه وطارحني مراراً وكتب عني كثيراً. وقال في معجمه إنه اشتغل كثيراً ونظم الشعر ففاق الأقران؛ ولازم شيخنا العز بن جماعة ومهر في الفنون سمعت من شعره وطارحني ومدحني بقصيدة. قلت وهو في عقود المقريزي باختصار، وقد سمع على الصلاح الزفتاوي الصحيح وروي عن الزين العراقي وغيره. ومن نظمه:

أحبتي والخضوع يشهـد

 

أني به مغرم مسـهـد

ألطف من خامة إذا مـا

 

مرت به نسـمة تـأود

أودعتموا سمعه حديثـاً

 

كالسمط من جفنه تبـدد

فالدمع والسمع عن ملام

 

مسفه ذا وذا مـسـدد

وعاذل كلـمـا رآنـي

 

أركض خيل الدموع فند

أروغ من ثعلب ومن لي

 

أن لا أرى شكله المبرد

حمدت ذمي له ومدحي

 

لسيد المرسلين أحـمـد

56 محمد بن عبد الرحيم بن الحسين بن عبد الرحمن المحب أبو حاتم بن الزين أبي الفضل العراقي الأصل القاهري الشافعي أخو الولي أبي زرعة أحمد الماضي، ذكره شيخنا في إنبائه فقال: أسمعه أبوه الكثير واشتغل ودرس ثم ترك؛ وكان فاضلاً حسن الشكالة قليل الاشتغال. مات في صفر سنة اثنتين وكان توجه لمكة في رجب ثم رجع قبل الحج لمرض أصابه فاستمر به حتى مات.
57 محمد بن عبد الرحيم بن عبد الكريم بن نصر الله بن سعد الله بن أبي حامد عبد الله بن عبيد الله العلامة عفيف الدين أبو محمد وأبو السعادات بن الشرف القرشي البكري الجرهي - بكسر الجيم والراء - الشيرازي الشافعي الماضي أبوه والآتي نعمة الله ولده. ولد في يوم الخميس خامس عشري وبخطي في مكان آخر خامس رجب سنة سبع وسبعين وسبعمائة بشيراز؛ واعتنى به أبوه فاستجاز له من جماعة من شيوخ الآفاق ثم طلب بنفسه فقرأ على أبيه جملة وعلى غيره بمكة وغيرها، فممن أخذ عنه بمكة إمام المالكية النور أبو الحسن علي بن أحمد بن عبد العزيز العقيلي النويري وابن أخيه المحب أحمد بن محمد بن أحمد بن عبد العزيز وابن صديق وأبو عبد الله بن سكر وأبو اليمن وأبو الخير الطبريان والجمال بن ظهيرة والمجد اللغوي وابن سلامة وشيخنا ابن حجر والتقي الفاسي وابن الجزري وبشيراز محيي الدين أبو حامد محمد بن محمد بن محمد بن محمد الغزالي ونسيم الدين محمد بن محمد بن مسعود الكازروني البلياني والنور محمد بن عبد الله بن محمد بن عبد الله الأيجي وبكازرون أحمد بن عمر بن محمد بن عمر البلياني وبعدن عبد الرحمن بن حيدر الدهقلي وشيخنا حسبما قاله صاحب الترجمة في مشيخته وأن ذلك سنة ست وثمانمائة فقرأ عليه مسند الشافعي والبردة وسمع عليه أربعي النووي ولازم مجلسه قريباً من ثلاثة أشهر ثم لقيه أيضاً بمكة في سنة خمس عشرة فقرأ عليه المناسك للعلامة تقي الدين الجراحي وراسله بأسئلة أجابه عنها كما بينت بعض ذلك في الجواهر والدرر، وأخذ الفنون عن السيد الجرجاني لقيه بالمدرسة البهائية والفقه عن الغياث محمد بن علي بن أبي بكر الجيلي قرأ عليه بعض الحاوي، وكان ذا عناية بالحديث ولقاء الشيوخ وعلى يديه أجاز جماعة من المسندين لأهل نواحيه وانتفع به في ذلك كوالده؛ ومن شيوخه ظهير الدين عبد الرحمن بن أبي الفتوح الطاووسي بل حدث هو وإياه بالشمائل للترمذي بقراءة الطاوسي ابن أخي أحدهما وأجاز له وخرج له مشيخة وقفت على منتقى النجم بن فهد منها، وهو ممن أخذ عنه أبوه التقي. مات سنة تسع وثلاثين ببلاده رحمه الله وإيانا.
58 محمد بن عبد الرحيم بن علي بن الحسن بن محمد بن عبد العزيز بن محمد ناصر الدين المصري الحنفي والد عبد الرحيم الماضي ويعرف كسلفه بابن الفرات. ولد سنة خمس وثلاثين وسبعمائة، وأسمع وهو صغير على أبي الفرج بن عبد الهادي وأبي الفتوح الدلاصي وأبي بكر بن الصناج في آخرين، وأجاز له من دمشق الحافظان المزي والذهبي وأبو الحسن البدنيجي وجماعة، وحدث بالشفا وغيره وتفرد بالسماع من ابن الصناج وبإجازة البندنيجي، روى لنا عنه خلق أجلهم شيخنا. وقال في معجمه إنه اشتغل وتكسب بحوانيت الشهود وولي خطابة المدرسة المعزية بمصر وكان لهجاً بالتاريخ لا يزال مكباً على كتابته بحيث كتب فيه كتاباً كبيراً جداً بيض منه المئين الثلاثة الأخيرة في نحو عشرين مجلداً وأظن لو أكمله لكان ستين، ولكنه لم يكن يحسن الإعراب ولذا يقع فيه اللحن الفاحش إلا أن كتابته كثيرة الفائدة من حيث الفن الذي هو بصدده، وآخر ما كتب إلى انتهاء سنة ثلاث وثمانمائة وقد بيع مسودة لعدم اشتغال ولده بذلك. وقال في إنبائه: وتاريخه كثير الفائدة إلا أنه بعبارة عامية جداً، وكان يتولى عقود الأنكحة ويشهد في الحوانيت ظاهر القاهرة مع الخير والدين والسلامة. مات ليلة عيد الفطر سنة سبع. وهو في عقود المقريزي؛ وقال إنه تفقه وكتب في التاريخ مسودة تبلغ مائة مجلد بيض منها نحو العشرين وقفت عليها واستفدت منها، إلى أن قال وترك ولداً ينوب في الحكم وتشكر سيرته رحمه الله.
 59 محمد بن عبد الرحيم بن علي أبو الخير العقبي القاهري الشافعي. ولد تقريباً سنة ثمانمائة وحفظ القرآن وغيره وأسمع على الشمس الشامي ثلاثيات مسند أحمد وغيرها، وأجاز له جماعة واشتغل عند الزين البوتيجي في الفقه وغيره وكتب في الإملاء عن شيخنا ولكنه لم ينجب، وبلغني أنه حدث بأخرة وكان ساكناً. مات في سنة أربع وتسعين رحمه الله.
60 محمد بن عبد الرحيم بن محمد بن أحمد بن أبي بكر بن صديق المعين أبو الخير بن التاج أبي الفضل بن الشمس الطرابلسي القاهري الحنفي الماضي أبوه وجده والآتي ابنه محمد ويعرف كسلفه بابن الطرابلسي. ولد في ذي القعدة سنة اثنتي عشرة وثمانمائة بالقاهرة ونشأ بها فحفظ القرآن والمختار والمنار وغيرها، وعرض على جماعة وقرأ في الفقه على التفهني والعيني والعز عبد السلام البغدادي وعليه قرأ في الأصول أيضاً وكذا اشتغل في النحو عليه وعلى الحناوي وسمع على الشرف ابن الكويك والشمس الشامي في آخرين، وأجاز له جماعة؛ وناب في بعض البلاد عن شيخنا ثم بالقاهرة عن التفهني فمن بعده؛ وحج غير مرة آخرها مع الرجبية سنة إحدى وسبعين، واستقر في تدريس العاشورية عوضاً عن أبيه وفي تدريس الأزكوجية بسوق أمير الجيوش عوضاً عن ابن عمه ظهير الدين بل ناب عنه في تدريس جامع طولون ولم يكن في عداد المدرسين ولا كان محموداً في قضائه وغيره؛ وقد صحب الزين الاستادار وقتاً وعاونه في حل أوقافه من كتب وغيرها واختص بالاستبدالات وقتاً، وقيل إنه لما عاد من الحج أول سنة اثنتين وسبعين تنزه عن تعاطي الأحكام ولزم الصوم والبادة إلى أن مرض أسبوعاً ثم مات في الطاعون ليلة الأربعاء رابع رجب سنة ثلاث وسبعين بعد أن كتب على الاستدعاآت وربما حدث؛ ودفن بتربة سعيد السعداء عفا الله عنه.
61 محمد بن عبد الرحيم بن محمد بن أبي بكر بن سليمان بن أبي بكر بن عمر ابن صلح المحب أبو البركات بن الزين الهيثمي القاهري الشافعي الماضي أبوه ابن أخي الحافظ النور الهيثمي. ولد في صبيحة الجمعة مستهل ربيع الأول سنة اثنتين وثمانمائة بالخانقاه النجمية الدوادارية من الصحراء ظاهر القاهرة، ونشأ بها فقرأ القرآن عند جماعة منهم عمه العز عبد العزيز؛ وحفظ كتباً منها التوضيح لابن هشامن وعرض على جماعة وأجاز له حينئذ العز بن جماعة وغيره، وسمع على الفوى والولي العراقي وعنه وكذا عن الشمس البرماوي والشطنوفي أخذ الفقه وعن الأخير مع البساطي وناصر الدين البارنباي أخذ النحو وعن الأخير فقط علم العروض والقوافي وعن شيخنا الحديث وانتفع بالبساطي في فنون كالأصلين والمعاني والبيان وغيرها؛ وبرع وأذن له غير واحد في التدريس والإفتاء؛ وناب عن الولي العراقي في سنة ثلاث وعشرين ببعض البلاد وعن غيره بالقاهرة وأضاف إليه العلم البلقيني معها منوف وأعمالها؛ ودرس الفقه بجامع المارداني وأم السلطان بالحسنية والفرائض بالسابقية برغبة ابن سالم له عنها؛ وولي مشيخة الزمامية وتدريس الفقه والحديث بتربة الست كلاهما بالصحراء؛ وحج مراراً إماماً عالماً فقيهاً نحوياً أصولياً فصيحاً مفوهاً متقدماً في الأحكام والمكاتيب مشاركاً في فنون مع ذكاء وذهن مستقيم وحسن شكالة ومديد قامة ومداومة على الصيام والقيام والتلاوة والمحافظة على الجماعة وكثرة الطواف حين مجاورته بحيث يفوق الوصف ورغبة في النكاح وعدم التبسط في معيشته مع ثروته وكثرة وظائفه وأملاكه ومتحصله سيما من القضاء فإنه كان مقصوداً فيه لوجاهته وأحكامه ولذا دخل في قضايا وأحكام وأهين في بعضها، وأدخله الظاهر جقمق حبس أولى الجرائم ولو تعفف عن ذلك لكان أولى به. وبالجملة فكان بأخرة من أعيان الشافعية وممن يرشح للقضاء الأكبر، وقد كثر اجتماعي به وسمعت من فوائده وأبحاثه بين يدي شيخنا وغيره وأجاز لي مراراً، وكان يعترف بتقصير نفسه بحيث أخبرني بعض أعيان المكيين عنه أنه قال له في مجاورته التي مات عقبها: فكرت في شأني وحرصت على أن يكون وقوفي بعرفة بثياب وزاد من وجه حل فما أمكنني هذا. مات بمكة في يوم الثلاثاء من جمادى الأولى سنة ثلاث وستين ودفن بالمعلاة رحمه الله وسامحه.
 62 محمد بن التقي أبي الفضل عبد الرحيم بن المحب محمد بن محمد بن أحمد موفق الدين بن الأوجاقي الشافعي الماضي أبوه والآتي جده. مات في ذي القعدة سنة سبع وسبعين ودفن بالقرب من مقام الشافعي وقد جاز العشرين وكان قد قرأ وفهم وتأسف كل من أبويه عليه جداً عوضهم الله الجنة.
63 محمد بن عبد الرحيم بن محمد أبو عبد الله الموصلي الدمشقي المؤذن بالجامع الأموي. روى عن أبيه قوله مضاهياً للزيدونية:

بكى الزمان علينا من تنائينـا

 

وكان يضحك حيناً من تدانينا

أجاز، ويحرر من الاستدعاء ففي كلام العجلوني لبس.
64 محمد بن عبد الرحيم الحسيني الكتبي الفراش بالتربة الظاهرية برقوق. سمع على الجمال عبد الله الحنبلي وأثبت الزين رضوان اسمه فيمن يؤخذ عنه وقال إنه في الكتبيين ولم نره فكأنه مات قبل الخمسين.
65 محمد بن عبد الرزاق بن أحمد أبو الفضل المنوفي ثم القاهري الشافعي إمام جامع الزاهد بالمقس. نشأ فحفظ القرآن وغيره، ولازم الشمس المسيري ثم ابن سولة والبدر حسن الأعرج وأبا حامد التلواني وغيرهم في الفقه والعربية وأخذ أيضاً عن النور الكلبشي وقرأ على الديمي وكذا أكثر من القراءة علي وكتب القول البديع وغيره من مؤلفاتي، وولي إمامة جامع الزاهد وخطب به وقرأ فيه الحديث، وتكسب بالشهادة قليلاً مع خير ومشاركة في الفقه. مات في ليلة الثلاثاء رابع عشري جمادى الأولى سنة تسعين ودفن من الغد وأظنه جاز الأربعين رحمه الله وإيانا.
66 محمد بن عبد الرزاق بن عبد القادر بن جساس - بفتح الجيم ثم مهملتين أولاهما مشددة بينهما ألف - الشمس أبو عبد الله الأريحي الدمشقي الشافعي ويعرف كسلفه ببني نفيس - بفتح النون وآخره مهملة - ويقال إنه أنصاري. ولد في ثاني عشري رجب سنة اثنتين وثمانين وسبعمائة بالأريحة من معاملة أذرعات ونشأ بدمشق وسمع على عائشة ابنة ابن عبد الهادي جزء أبي الجهم والصحيح بكماله بل سمعه كما قرأته بخطه على ابن صديق في سنة ثمانمائة وسمع صحيح مسلم على أبي حفص البالسي، وارتحل إلى القاهرة في سنة أربع وثمانمائة فكتب عن الزين العراقي مجالس من أماليه وأجازه هو ورفيقه الهيثمي؛ ولقيته بالجامع الأموي في دمشق غير مرة وأجاز لنا، وكان خيراً حسن السمت محباً في الحديث وأهله مع فضيلة في الجملة. مات بدمشق في أواخر ربيع الأول سنة أربع وسبعين عن نيف وتسعين سنة رحمه الله.
67 محمد بن عبد الرزاق بن عبد الكريم بن عبد الغني بن يعقوب فتح الدين أبو الفتح بن التاج بن الكريم بن الفخر أخو عبد الكريم الماضي وهذا أكبر ويعرف كسلفه بابن فخيرة تصغير جده. وهو أحد شهود الإدارة بالبيمارستان تلقاها عن الشريف كمال الدين بن المحيريق بل باشر نيابة النظر فيه عن كاتب المماليك يوسف بن أبي الفتح وباسمه مباشرة في ديوان المماليك، ولا بأس به شارك أخاه في السماع علي وفي جميع ما ذكر هناك.
68 محمد بن عبد الرزاق بن عبد الله العلم أبو الخير بن الشمس أخي الصاحب العلم يحيى بن أبي كم والد يحيى الآتي ويعرف بابن أبي كم، ممن باشر في الدواوين ومات تقريباً سنة ستين عفا الله عنه.
69 محمد بن عبد الرزاق بن عبد الوهاب اعلجلال القاهري المرجوشي الشافعي المقري نزيل البيبرسية وهو بلقبه أشهر. حفظ القرآن وكتباً عند فقيهنا الشهاب ابن أسد وعرضها على جماعة واشتغل في فنون وترافق مع الشرف موسى البرمكيني في الأخذ عن الأمين الأقصرائي والتقيين الشمني والحصني وغيرهم، وتلا بالسبع على الزين رضوان والشهاب السكندري ومن قبلهما على الزين جعفر السنهوري وهو الذي دربه، وكتب المنسوب وتصدى للإقراء فانتفع به جماعة، وممن أخذ عنه الشمس المقسي الحنفي الشريف وكان، مميزاً في الفضائل عاقلاً ذا تؤدة وحسن سمت مات في يوم الجمعة من العشر الثاني من ربيع الثاني سنة اثنتين وستين وقد زاد على الثلاثين ظناً رحمه الله وإيانا.
70 محمد بن عبد الرزاق بن أبي الفرج ناصر الدين بن الوزير تاج الدين أخو الفخر عبد الغني صاحب الفخرية وعم الزين عبد القادر ووالد أحمد الماضين كلهم. ولد بالقاهرة سنة أربع وثمانمائة ونشأ بها فقرأ القرآن وتنقل في الخدم إلى أن عمل في أيام ابن أخيه الزين في الأيام الأشرفية ملك الأمراء بالوجه البحري سنين ثم عزل واستقر به الظاهر جقمق في نقابة الجيش في أوائل مملكته عقب موت أمير طبر فدام يسيراً ثم استقر به في الاستادارية في يوم السبت سلخ ذي الحجة سنة اثنتين وأربعين بحيث أرخه بعضهم في أول سنة ثلاث عوضاً عن جانبك الزيني عبد الباسط بعد القبض عليهما بعد أن كان دواداراً نيابة بإشارة سيده فإن صاحب الترجمة كان مديماً لخدمته فباشرها إلى أن انفصل عنها في ثامن المحرم سنة أربع وأربعين بقيز طوغان العلائي وامتحن وصودر وأخذ منه جملة، ثم أخرج إلى ولاية قطيا قدام بها قليلاً وصار له بها نخل ونحو ذلك، ثم شفع فيه إما الجمال ناظر الخاص أو الزين بن الكويز في عوده فدام بها يسيراً مقتصراً على التكلم في أوقاف الفخرية مدرسة أخيه، ثم أعيد لنقابة الجيش فباشرها بشدة وعسف وتردد الناس له في حوائجهم مع كراهة أكثرهم فيه وغضهم منه سيما الزين الاستادار مع كونه معروفاً بقريب ابن أبي الفرج فإنه جاهره بالمعاداة وتعب هذا من معاكسته إلى أن جمع المنصور في أول أيامه أعيان مملكته وشكا لهم عدم وجود ما ينفق منه على المماليك فانتهز هذا الفرصة وأشار بإمساك الزين على خمسمائة ألف دينار وباستقرار جانبك شاد جدة عوضه وضمن كل منهما ففعل ذلك بحيث كان مبدأ انحطاط الزين وتولي هذا الثلاثاءثم ولي بعد ذلك الاستادارية أيضاً فلم يسعد فيها ونهب بيته وأفحش في حريمه بل رجمه العامة قبل في أيام المنصور وأفحشوا في أمره ورضي في بعض الأوقات بولاية قطيا للخوف من فتك الزين به انتقاماً فلم يلبث إلا قليلاً وأعيد لنقابة الجيش واستمر فيها حتى مات في بيته بقرب قنطرة سنقر ليلة الثلاثاء سابع عشري المحرم سنة إحدى وثمانين عن نحو الثمانين وصلى عليه من الغد بسبيل المؤمني، وكان من سيئات الدهر جرأة وإقداماً وظلماً وجبرية مع قول ابن تغري بردى عن نقابة الجيش إنها وظيفة جليلة ومتوليها أجل، وقد حج صحبة الزين عبد الباسط وغيره عفا الله عنه.
71 محمد بن عبد الرزاق شمس الدين أخو الذي قبله والفخر بن أبي الفرج مات في حياة أخويه بعد أن باشر نظر قطيا فيما قي. محمد بن عبد الرزاق. في أبي البركات.
72 محمد بن عبد الرزاق القاضي بدر الدين القرشي البالسي المصري الشافعي والد التاج محمد الآتي ويعرف بابن مسلم أحد النواب؛ ممن سمع على الواسطي وشيخنا؛ وسمع منه بعض الطلبة، وكان ساكناً. مات في رجب سنة تسع وثمانين.
73 محمد بن عبد السلام بن إسحاق بن أحمد العز الأموي - بضم الهمزة - المحلى ثم القاهري المالكي ابن عم الولوي السنباطي الآتي. قرأ ابن الحاجب الفرعي بحثاً في تسعين يوماً على الجمال الأقفهسي ولازم العز بن جماعة في فنون وكذا أخذ عن البلقيتي والغماري وجمع غريب ألفاظ ابن الحاجب وانتهى منه في سنة سبع وتسعين وسبعمائة، وتفقه به قريبه المشار إليه بالقاهرة في أوائل هذا القرن.
74 محمد بن عبد السلام ويسمى أيضاً عمر بن أبي بكر بن محمد الجمال أبو عبد الله بن العز أو التقي بن الفقيه الزبيري اليماني الناشري الشافعي أحد قضاة زبيد. أرسل إلي في سنة ست وثمانين وأنا بمكة كتاباً يستدعي مني الإجازة له ولولديه الموفق على السباعي وعبد السلام المولود في سنته فكتبت له كراسة بل كتب إلي في سنة سبع وتسعين يسأل عن أشياء وكتبت له جوابها.
75 محمد بن عبد السلام بن حسن الشمس بن الخواجا الجرجاني الأصل البحري الشافعي نزيل مكة وأخو علي شاه الماضي. شاب سمع على أربعي النووي وكثيراً من المصابيح وغير ذلك كالكثير من البخاري والبعض من مسند الشافعي بل قرأ على المشارق للصغاني وكتبت له كراسة، ودخل مصر للتجارة في أول سنة ثمان وتسعين مع الركب ثم رجع بحراً في سنته.
76 محمد بن عبد السلام بن راجح القرشي القندهاري - نسبة لبعض قرى الهند. نزيل مكة ونائب إمام مقام الحنفية بها. مات بمكة شهيداً تحت هدم في ربيع الثاني سنة سبع وستين. أرخه ابن فهد.
 77 محمد بن عبد السلام بن عبد العزيز العزيزي المدني أحد شهود الحرم وممن سمع مني بها.
78 محمد بن عبد السلام بن أبي الفتح محمد أبو الفضل الكازروني المدني ويعرف بابن تقي، ممن سمع مني بالمدينة أيضاً.
79 محمد بن عبد السلام بن محمد بن روزبة التقي والشرف بن العز الكازروني الأصل المدني والد المحمدين فتح الدين وأبي حامد وعم الشمس محمد بن عبد العزيز. ولد في ثالث شعبان سنة خمس وسبعين وسبعمائة وحفظ القرآن والعمدة والتنبيه والمنهاج الأصلي وألفية ابن ملك؛ وعرض على أحمد بن محمد السلاوي الشافعي بالمدينة وأحضر على الشمس الششتري، وسمع على البدر بن الخشاب والعراقي والهيثمي والزين المراغي بل قرأ على ابن صديق؛ وأخذ العربية عن المحب بن هشام والفقه عن جماعة، وناب في القضاء والإمامة والخطابة عن ابن عمه الجمال الكازروني قليلاً لكون الجمال كان بالقاهرة، ووصفه أبو الفتح المراغي بالفقيه العالم أقضى القضاة. وقال شيخنا في إنبائه إنه كان نبيهاً في الفقه. مات في صفر سنة خمس عشرة.
80 محمد بن عبد السلام بن محمد بن عبد العزيز المدني سبط علي البواب. ممن سمع مني بالمدينة.
81 محمد بن عبد السلام بن موسى بن عبد الله ولي الدين أبو زرعة البهوتي الأصل الدمياطي الشافعي أخو عبد الله وعلى الماضيين وأبوهما وعمهما عبد الرحمن. ولد بدمياط في سنة سبع وستين وثمانمائة تقريباً ونشأ بها فحفظ القرآن والبهجة ومختصر أبي شجاع وجانباً من الألفية وغير ذلك، ولازم الشهاب البيجوري في الفقه والعربية والأصول وتميز وأجاد؛ وقدم القاهرة فقرأ علي يسيراً وكذا على الديمي، وناب في القضاء عن الولوي البارنباري والأشموني مدة ولايتهما ثم اقتصر على العقود لعدم قاض بها مع عقل وتؤدة، وقد حج في سنة ثمان وتسعين واجتمع بي ثم رجع.
82 محمد بن عبد السلام الشمس السعودي. ممن سمع مني.
محمد بن عبد السلام المنوفي. كذا في معجم النجم بن فهد مجرداً وأظنه العز محمد بن محمد بن عبد السلام نسب لجده وسيأتي.
83 محمد بن عبد الصمد بن أبي بكر بن عبد الرحمن بن محمد بن أبي بكر الجمال السكسكي البريهي - بضم الموحدة مصغر - الدملوي اليمني المكي الشافعي ويعرف بابن عبد الصمد. ولد سنة ثمان وثمانين وسبعمائة واشتغل في الفقه والنحو على أبيه وعمه وسمع ببلاد اليمن من النفيس العلوي وأخيه الجمال محمد والمجد اللغوي وابن الجزري؛ وحج في سنة ثمان وعشرين وجاور بمكة التي تليها فسمع بها من الشمس البرماوي والجمال المرشدي والتقي بن فهد ولازم أولهم كثيراً في الفقه وأصوله وبحث عليه شرحه للألفية في الأصول وغيره، وعاد إلى بلاده بعد حجه فيها أيضاً واشتهر بالفضيلة ببلاد اليمن، ثم حج في سنة ثلاث وخمسين وجاور التي تليها فقدرت وفاته بها فجأة في ظهر يوم الثلاثاء تاسع عشري جمادى الأولى سنة أربع وخمسين ودفن بالشبيكة رحمه الله وغفر له.
84 محمد بن عبد الصمد المغربي المالكي ويعرف بالتازي نزيل مكة. جاور بها قريب عشرين سنة أو أزيد واشتغل بالفقه قليلاً وكان يذاكر من حفظه بمواضع من موطأ إمامه رواية يحيى بن يحيى ويفهم أنه يحفظه، وسمع بمكة من النشاوري وابن صديق وغيرهما ولم يكن بالمرضى في دينه. مات في آخر ذي الحجة سنة خمس أو أول التي بعدها برباط السدة محل سكنه ودفن بالمعلاة، ذكره الفاسي في مكة.
85 محمد بن عبد العزيز بن أحمد بن قاسم ناصر الدين أبو الفرج التميمي المغربي الأصل المدني المالكي الطيب النغمة ويعرف بابن قاسم. ولد سنة سبع وخمسين وثمانمائة بالمدينة ونشأ بها فحفظ القرآن واشتغل قليلاً بالفقه والعربية عند مسعود المغربي ولازمني في مجاورتي بالمدينة في أشياء وسمعنا من أناسيده الطيبة هناك، وتكرر دخوله القاهرة.
 86 محمد بن عبد العزيز بن أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد العز أبو المفاخر ابن الشرف أبي القسم بن المحب النويري المكي الشافعي الماضي أبوه وجده. ولد في سابع شعبان سنة تسع وستين وثمانمائة بمكة ونشأ بها فقرأ القرآن والمنهاج وقرأه علي بتمامه بل سمع مني أشياء؛ ثم قرأ علي في سنة أربع وتسعين جميع البخاري ومؤلفي في ختمه، وقد اشتغل بالفقه والعربية وغيرهما وحضر عند الخطيب الوزيري ونحوه بل لازم القاضي في سنة تسع وتسعين؛ وهو ذكي فهم يقظ كان ممن زار المدينة وقرأ علي بالروضة الشريفة أشياء.
87 محمد بن عبد العزيز بن أحمد بن محمد بن أبي بكر أبو عبد الله بن صاحب المغرب أبي فارس ووالد المنتصر محمد الآتي. مات في حياة أبيه سنة خمس وثلاثين وثمانمائة بزاويته التي أنشأها بطرابلس المغرب وكان ولي عهده فأسف عليه جداً وكذا كثر أسف غيره عليه فإنه كان موصوفاً بالشهامة ومكارم الأخلاق لا تعرف له صبوة إلا في الصيد بل كان مغرماً بالجواري ويعلم أبوه بذلك فينهاه لأنه حدث له ورم في ركبتيه فكان يخشى عليه من كثرة الجماع بحيث يقول له إياك والنساء ويكرر ذلك في المجلس حتى يخجله ومع ذلك فلا يرتدع وقدر أن وفاته كانت فيما قيل بسببه، وقد تخلى له أبوه غير مرة عن الملك فكان يمتنع ويبالغ في الامتناع، ذكره شيخنا في إنبائه ولم يكن عند أبي فارس أخص منه وجرت على يديه بسفارته مبرات كثيرة بل بنى هو عدة زوايا؛ ورأيت من أرخه سنة اثنتين وثلاثين.
88 محمد بن عبد العزيز بن أحمد أخوه المعتمد. مات سنة خمسين.
89 محمد بن عبد العزيز بن أحمد بن محمد بن عبد الوهاب بن أسد جمال الدين ابن العز بن العماد الفيومي الأصل المكي ثم القاهري الشافعي أخو عمر الماضي وأبوهما ولد بمكة ونشأ بها فحفظ القرآن ثم قدم القاهرة وزوجه أبوه ابنة الشريف الوفائي الحنفي طمعاً في أن يكون شاهداً عنده فلم يحصل اتفاق ولازم زكريا فاستنابه في القضاء وجلس بمجلس النووي السراج فلم يحتمل ذلك فحوله لمجلس الجمالية ثم لغيره بل صار من قضاة النوبة عوض المحب الأسيوطي مع مجلس بقناطر السباع وعد كل هذا من القبائح وأنكر ولايته السلطان فمن دونه. مات بالطاعون في سنة سبع وتسعين وخلفه في مجلسه أبو الفوز بن زين الدين وقيل ردونا إلى الأول.
90 محمد بن عبد العزيز بن أحمد ناصر الدين المدني الحنفي الخواص. سمع مني بالمدينة.
 91 محمد بن عبد العزيز بن إسماعيل بن الشيخ إبراهيم بن محمد بن أحمد الشمس ابن العز البصري الأصل المكي المولد والدار الشافعي ويعرف بالزقزق وجده إسماعيل الماضي هو أخو إبراهيم المسمى باسم أبيهما الذي هو الآن في الأحياء. ولد سنة أربع وسبعين وثمانمائة بمكة ونشأ بها فحفظ القرآن والإرشاد وبحثه عند الشيخ أحمد الخولاني؛ ولزم الشيخ عبد الله البصري وبه عرف فقرأ عليه فرائض المنهاج ثم الأشنهية والحساب والفقه وغيرها وبه انتفع، وقرأ على الشمس النشيلي نزيل مكة الفصول لابن الهائم وعلى السيد أصيل الدين عبد الله عقيدة التقي وعلى أحمد بن المغربي نزيل مكة ألفية ابن ملك وعلى السراج معمر بعض الألفية ونحو ثلث المنهاج الأصلي، ولازمني في سنة ثلاث وتسعين وبعدها حتى قرأ على جميع الصحيحين وشرحي لتقريب النووي بحثاً وسمع مجالس من جامع الأصول وغير ذلك، وزار وأنا هناك المدينة ثم رجع وتزوج وكذا قرأ علي في سنة سبع وتسعين جميع ألفية العراقي بحثاً وسمع علي في المرتين أشياء أثبتها له في كراسة؛ وهو ممن يلازم درس الجمالي القاضي وكذا قرأ على السيد كمال الدين ابن صاحبنا السيد حمزة حين مجاورته فيها قطعة من الأرشاد وسمع أخرى ولازم في المطالعة على ذلك وغيره الزين عبد الغفار النطوبسي الأزهري وقرأ في أصول الدين على عبد النبي المغربي وكذا قرأ على عبد المعطي، وهو فقير خير يقظ فاضل متفنن راغب في التحصيل حسن الفهم كثير الأدب ممن ينظم الشعر، ومما كتبته له في المرة الثانية: اجتمع بي المشار إليه وقد ارتفع من سائر ما أثنيت به عليه بحيث صار بين فضلاء وقته كالشامة وصار في أقوم طرق الاستقامة من حرصه على لقاء الخير وتربصه لتأمل ما ينفعه في الإقامة والسير وعدم خوضه فيما لا يعنيه والندم على الوقت الذي في غير العلم يمضيه فسررت بوجود مثله وقررت ما علمته منه من عشيرته وأهله فالله تعالى يفتح عليه بما يعينه على القيام بما هو بصدده ويرجح ميزانه من فضله ومدده، وقد أقرأ في بيت بني الخطيب الفخري أبي بكر النويري ويصحح عليه في الإرشاد ابن أبي المكارم ويقرئ في الفرائض وغيرها.
92 محمد بن عبد العزيز بن إسماعيل الغزي الحنبلي. ممن سمع مني بمكة.

93 محمد بن عبد العزيز بن عبد السلام بن محمد بن روزبة بن محمود بن إبراهيم ابن أحمد الشمس وربما لقب المحب ويكنى أبا عبد الله وأبا الفتح بن العز بن العز الكازروني المدني الشافعي. ولد في جمادى الأولى سنة خمسي وتسعين وسبعمائة بالمدينة ونشأ بها فحفظ القرآن والعمدة والتنبيه والحاوي والمنهاج الأصلي وألفية ابن ملك، وعرض على الزينين خلف المالكي والمراغي بل وسمع عليه وحضر مجلسه في الفقه وانتفع به وكذا عرض على أبي حامد المطري وسمع عليهما صحيح البخاري وعرض أيضاً على أبي عبد الله الوانوغي وبحث عليه في الألفية والجمل للزجاجي والتقريب في النحو أيضاً وفي التنقيح في الأصول للقرافي وحضر دروسه أيضاً في التفسير وأخذ أيضاً عن ابن عم أبيه الجمال محمد بن الصفي الكازروني الفقه وأصوله وقرأ عليه من كتب الحديث أشياء ووصفه بالفقيه العلامة العالم صدر المدرسين وقرأ النحو والصرف والمعاني والبيان وإعراب القرآن على النور علي بن محمد الزرندي وحضر في الفقه والحديث بمكة في سنة أربع عشرة عند الجمال بن ظهيرة وبالمدينة عند الزين عبد الرحمن القطان وبحث الحاوي والمنهاج الأصلي مع شرحه وألفية ابن ملك والتلخيص على النجم السكاكيني وأذن له في الإقراء والتدريس والإفتاء ووصفه بالعلامة، وتلا على الزين بن عياش لأبي عمرو ثم لعاصم ثم لورش وأكمل الثالثة عند وجه النبي صلى الله عليه وسلم ثم لابن كثير ولقالون عن نافع ثم لابن عامر والكسائي ولحمزة وأكملها عند وجه النبي صلى الله عليه وسلم فكمل له بها ست ختمات ثم جمع للسبع من أول القرآن إلى "والوالدات" وأذن له وسمع عليه قصيدته غاية المطلوب وسمع بالمدينة على النور المحلى سبط الزبير والشمس محمد بن محمد بن أحمد بن المحب سمع عليه الصحيحين حين جاور عندهم بالمدينة والشرف الشيرازي والجرهي والولي العراقي حين قدم للحج في سنة اثنتين وعشرين وابن الجزري، ودخل الشام فأخذ عن التاج عبد الوهاب بن أحمد بن صالح الزهري والشهاب أحمد بن عبد الله بن بدر الغزي والجمال بن نشوان والشمس الكفيري والبرهان خطيب عذراء والنجم بن حجي وأبو بكر اللوبياني والشمس محمد بن أحمد بن إسماعيل الحسباني الشافعيين وعرض عليهم، وبالقدس عن الشمس الهروي وقرأ عليه بعض مسلم وساق له إسناده فكان بينه وبين مسلم سبعة كلهم حسبما كتبته في ترجمة الهروي نيسابوريون والزين القباني وسمع عليه بعض صحيح مسلم، وأجاز له في سنة إحدى وثمانمائة البلقيني والعراقي والهيثمي وابن الملقن والحلاوي والسويداوي والمجد إسماعيل الحنفي والنجم البالسي وغيرهم؛ وحدث وأجاز للتقي بن فهد وابنيه وغيرهم. ومات في المحرم سنة تسع وأربعين بالمدينة وصلى عليه بالروضة ودفن بالبقيع وقد ترجمته في الوفيات والمدنيين رحمه الله.
94 محمد بن عبد العزيز بن عبد السلام بن موسى بن أبي بكر الجمال بن العز الشيرازي الأصل المكي الزمزمي الشافعي نزيل القاهرة والماضي أبوه والآتي عمه موسى. ولد في شعبان سنة ست أو سبع وأربعين وثمانمائة بمكة ونشأ بها فاشتغل يسيراً بعد أن حفظ القرآن وصلى به هو وأخوه أبو بكر الآتي التراويح بالمسجد الحرام ليلة بليلة، وحفظ المنهاج وغيره وأخذ بها في الفلك عن نور الدين الزمزمي؛ وقدم القاهرة في سنة خمس وستين فأقام بها مدة واشتغل بالفرائض والحساب والميقات والهندسة وغيرها حتى برع وتميز في بعضها وحضر في الفقه عند المناوي وغيره وتردد للشمني وأئمة الوقت وكتب عني عدة أمالي بل سمع على غير ذلك ومدحني بما كتبه الجماعة عنه بحضرتي، وطلب الحديث يسيراً ودار على شيوخ الرواية ورغب في ذلك؛ وارتحل إلى الشام وأخذ بها عن الخيضري وغيره وولع بالنظم وانتفع بالشهاب الحجازي فيه، وكان ذكياً ظريفاً عشيراً ذا نغمة حسنة وطلاقة. مات بالقاهرة غريباً مطعوناً في ليلة الثلاثاء سلخ شعبان سنة ثلاث وسبعين ودفن من الغد في مشهد صالح رحم الله شبابه وعوضه خيراً. ومن عنوان نظمه:

كن راحماً للخلق كي تسلمـا

 

فحق للراحـم أن يرحـمـا

إرحم عبيد الله فـي أرضـه

 

ترحم من الرحمن رب السما

95 محمد بن عبد العزيز بن عبد الواحد بن عياذ - بتحتانية - الإمام الأوحد كمال الدين الأنصاري المدني المالكي والد حسين الماضي، سمع على صهره النور على المحلى في سنة عشرين وكتب عنه في إجازة سنة سبع وثلاثين بل عرض عليه بعضهم في سنة خمس وأربعين. ومات بعد ذلك وكان.
96 محمد عبد العزيز بن علي بن أحمد بن عبد العزيز الهاشمي النويري اليمني المكي وأمه قمرا الهندية فتاة أبيه. ولد سنة ست عشرة وثمانمائة بتعز أو زبيد من اليمن، وسافر مع أخويه عمر وعبد الرحمن إلى القاهرة في سنة اثنتين وثلاثين ثم إلى المغرب ثم التكرور ومات.
97 محمد بن عبد العزيز بن علي بن عثمان بن يعقوب بن عبد الحق السلطان السعيد أبو محمد بن أبي فارس بن أبي الحسن المريني صاحب مدينة فاس وبلاد المغرب. طول المقريزي ترجمته وأنه أقيم وهو ابن خمس سنين بعناية الوزير أبي بكر بن غازي بعد موت أبيه في ربيع الآخر سنة أربع وسبعين وسبعمائة واستبد الوزير بالتكلم فلم يلبث إلا يسيراً وتحركوا عليه فانتزع أبو حمو موسى بن يوسف تلمسان ومحا دعوة بني مرين من أعماله وأبو عبد الله بن الأحمر حبل الفتح ومحا دعوة بني مرين مما وراء البحر بل وأبو العباس أحمد بن أبي سالم إبراهيم على فاس في أول المحرم سنة ست وسبعين فكانت مدة السعيد سنة وتسعة أشهر إلا أياماً ثم بعد محاربات وفتن ودامت الحروب بعد ذلك إلى أن تقنطر به فرسه في بعضها بخندق وهو سكران فأدرك به فحز رأسه في محرم سنة ست عشرة وجئ به إلى أبي سعيد. محمد بن عبد العزيز بن محمد بن أحمد بن عثمان خير الدين أبو الخير بن البساطي. يأتي في الكنى.
98 محمد بن عبد العزيز بن محمد بن مظفر بن نصير بن صلح البهاء أبو البقاء ابن العز البلقيني الأصل القاهري الشافعي الماضي أبوه وولده عبد العزيز ويعرف بابن عز الدين ويلقب شفترا. ولد في رجب سنة خمس وتسعين وسبعمائة بالقاهرة ونشأ بها فحفظ القرآن والمنهاج الفرعي والأصلي وألفية ابن ملك، وعرض على جماعة منهم العز بن جماعة والجلال البلقيني والطبقة وأحضر على ابن أبي المجد معظم البخاري والختم منه على التنوخي والعراقي والهيثمي، واشتغل يسيراً على أبيه في الفقه وأصوله والحديث والنحو والفرائض وكان علامة فيها وزعم أنه أذن له في الإفتاء والتدريس، وأجاز له ابو هريرة بن الذهبي وأبو الخير بن العلائي وآخرون، وحج في سنة تسع عشرة ودخل دمياط والمحلة ونحوهما، وناب في القضاء عن الجلال البلقيني فمن بعده وترقب ولاية القضاء الأكبر وربما ذكر لذلك خصوصاً في الأيام المتأخرة وخوطب به وكاد أمره أن يتم في أيام الظاهر خشقدم؛ ودرس بمدرسة سودون من زادة بالتبانة عقب أبيه وكذا ولي بعده إفتاء دار العدل واشتهر بالثروة الزائدة التي جرها إليه الميراث من قبل أبيه وغيره مع التقتير الزائد والإزراء في ملبسه وإفراطه في البأو والتعاظم لا لموجب حتى أن الديمي سأله في المجيء للكاملية ليحدث بصحيح البخاري فأجاب بتكلف زائد ولما حضر خاطبه بشيخ الإسلام وقرأ بين يديه مع جماعة من الشيوخ المجلس الأول ثم أنف من إشراك غيره معه في الأسماع وانقطع عن الحضور إلا إن كان بمفرده ولو لم يمتنع كان أجمل في حقه وأجل، وقد حدث باليسير جداً قرأت عليه جزءاً وقرأ عليه غير واحد من الطلبة وليم من قرأ عليه بعد توعكه في سنة ست وسبعين لكونه كما قيل في حيز المختلطين، وكان قد امتحن في أوائل سلطنة الظاهر جقمق في ذي القعدة سنة اثنتين وأربعين بسبب جارية أفسدها عبده جر ذلك إلى إهانته وضربه وإشهاره على حمار وفي عنقه باشه وبذل ألف دينار وأكثر ولولا تلطف شيخنا في أمره لكان الأمر أشد. وآل أمره إلى عزله من نيابة الحكم، ولزم بيته حتى مات في يوم الخميس عاشر شعبان سنة ثمان وسبعين بعد توعك طويل يزيد على خمس سنين بحيث أقعد وصلى عليه بمصلى باب النصر ثم دفن في تربة سعيد السعداء رحمه الله وعفا عنه.
 99 محمد بن عبد العزيز بن محمد جلال الدين بن العز بن البدر الحراني الأصل القاهري القادري أخو عبد القادر الماضي لأبيه والمحب بن بلكا القادري لأمه. ممن حفظ القرآن والعمدة وسمع على شيخنا وغيره كالبخاري بالظاهرية حيث سمع فيه؛ وأجاز له جماعة باستدعاء ابن فهد وغيره وتكررت تسمية ابن فهد لأبيه بمحمد وهو غلط. ومات قبل أن يتكهل سنة ستين تقريباً رحمه الله.
100 محمد بن عبد العزيز بن مسلم الشمس أبو عبد الله المستناني المغربي السكندري المالكي الماضي أبوه. مات في سنة خمس وسبعين أو أوائل التي بعدها بدمياط فإنه توجه غليها صحبة المنصور لكونه كان إمامه وله فيه مزيد اعتقاد مع استفاضة ذكره بالصلاح والعلم وعقل وسكون، وقد كتب الكثير بخطه رحمه الله وإيانا.
محمد بن عبد العزيز أبي فارس صاحب المغرب. مضى فيمن جده أحمد بن محمد بن أبي بكر. محمد بن عبد العزيز الجمال المكي الشهير ببيسق الفراش. مضى في ابن أحمد بن عبد العزيز.
101 محمد بن عبد العزيز الشمس بن العماد الأبهري. ممن أخذ عن شيخنا.
محمد بن عبد العزيز زعيم تونس. مات سنة ثمان وثلاثين. كذا كتبه ابن عزم وأظنه الماضي فيمن جده أحمد بن محمد بن أبي بكر وإن لم تكن وفاته كذلك.
102 محمد بن عبد العزيز الشمس الجوجري ثم القاهري الشافعي ابن أخت الجمال عبد الله بن البحشور. قرأ القرآن وشيئاً من التنبيه وكتب شرحه للزنكلوني وتعاني الشهادة وجلس مع خاله في حانوت المراحليين وكذا كان شاهد العمائر في وقف البيمارستان، ولم يذكر عنه في ذلك إلا الخير مع كثرة تلاوته ورغبته في الجماعات وإقباله على شأنه وسكونه وقدم تبسطه. مات في ربيع الأول سنة سبع وثمانين وقد زاحم السبعين رحمه الله.
محمد بن عبد العزيز. أظنه محمد بن محمد بن أحمد بن عبد العزيز نسب لجده وسيأتي.
103 محمد بن عبد العظيم بن يحيى بن أحمد بن عبد العظيم الخانكي. ولد سمع علي بقراءة أبيه ثلاثيات البخاري في ربيع الثاني سنة ست وتسعين وأجزت له.
104 محمد بن عبد الغفار بن محمد بدر الدين السمديسي الأصل الأزهري المالكي وهو أكبر من موسى الآتي والذي يليه.
105 محمد جلالي الدين أخوه. ولد سنة ثلاث وخسين بالصحراء أيضاً وحفظ القرآن وبعض المختصر وجود على أبيه وقرأ على السنهوري مقدمة شيخنا الحناوي في النحو وسمع عليه بحث المختصر وابن الجلاب وبعض ابن الحاجب وقرأ على ابن يونس المغربي حين قدم القاهرة الجرومية بعد حفظه لها في ليلة ومعظم الرسالة؛ وعلى الزين السنتاوي غالب الفوى وعلى التقي الحصني تصريف العزي، وصاهر الشرف الأنصاري على ابنة أخته، وحج مراراً أولها في سنة ست وسبعين وغير مرة وكذا زار طيبة مراراً أقام في بعضها أشهراً، ومال إلى التجارة وسافر فيها إلى اليمن وهرموز ثم إلى كالكوت من الهند في سنة ثمان وتسعين بمكة، ولا بأس به.
106 محمد بن عبد الغني بن عبد الرزاق ناصر الدين بن الفخر بن أبي الفرج أخو أحمد الماضي وهو توءمه. ولي نيابة دمياط فدام بها سنة؛ وتنسب له ولأخيه معصرة، وحج وجاور. ومات بالقاهرة في سنة ثلاث وخمسين تقريباً.
107 محمد بن عبد الغني بن محمد بن أحمد بن عثمان بن نعيم بدر الدين البساطي الأصل القاهري المالكي الماضي أبوه وجده ويلقب ديبس. ولد في ربيع الأول سنة ست وثلاثين وثمانمائة بالقاهرة، وأجاز له البرهان الحلبي وغيره وحفظ بعض الكتب وتكسب بالشهادة وليس بمحمود السيرة. مات في ليلة الأحد ثاني عشري ربيع الأول سنة اثنتين وتسعين.
108 محمد بن عبد الغني بن محمد بن محمد الشمس التاجر ويعرف بابن كرسون. مات في ربيع الأول سنة خمس وسبعين وقد ناهز الثمانين وخلف دنيا طائلة، وكان يسكن بحارة الديلم ويوصف بخير في الجملة وهو والد أبي الفتح محمد الآتي، وفي طبقة بخط الشهاب بن الضياء بسماع الشفا على المشايخ الثلاثة أبي العباس ابن عبد المعطي والنشاوري والفخر القاياتي مؤرخة بسنة خمس وثمانين وسبعمائة ذكر فيها من سامعي جميع الكتاب الصدر الأجل شمس الدين محمد بن ناصر الدين محمد البزاز بمكة ويعرف بكرسون وابنه عبد الرزاق فينظر إن كان هو جد المذكور أو غيره رحمه الله.
 109 محمد بن عبد الغني ناصر الدين القاهري نقيب السقاة ووالد وفا وأمير حاج قاري النعماني ويوسف ويعرف بابن أخي شفتر. استقر نقيب السقاة عقب عمه أخي أبيه لأمه الشمس محمد بن إبراهيم بن بركة الماضي. مات في سنة اثنتين وتسعين واستقر بعده ابنه وفا.
110 محمد بن الخواجا الزين عبد القادر بن البرهان إبراهيم بن حسن المناوي القاهري الماضي أبوه وجده ويعرف كسلفه بابن عليبة. ممن حفظ القرآن وغيره وسمع مني المسلسل وغيره وكذا سمع من الشاوي وامتحن بعد أبيه ورق أحباب أبيه له.
111 محمد بن عبد القادر - أو إسماعيل والأول أشبه - بن إبراهيم محيي الدين بن مجد الدين المكراني الأصل المكي مديم للاشتغال عند عبد المحسن وغيره مع فهم وعقل؛ وقد لازمني كثيراً في سنة ست وثمانين وبعدها.
محمد الصدر أخوه. مضى في الأحمدين وذاك أفضل. محمد بن عبد القادر بن أبي البركات بن علي بن أحمد بن عبد العزيز. يأتي فيمن جده محمد.
112 محمد بن عبد القادر بن أبي بكر بن علي بن أبي بكر سعد الدين بن الزين البكري البلبيسي الأصل القاهري الحنبلي الماضي أبوه ويعرف بكاتب العليق. ولد في عاشر المحرم سنة خمس وعشرين وثمانمائة بحارة بهاء الدين ونشأ في كنف أبيه فحفظ القرآن والخرقي وكتب على الزين بن الصائغ ومهر في الكتابة وتدرب بأبيه في المباشرة ثم استقر بعده في كتابة العليق ثم أضيف إليه كتابة المماليك حين استقر متوليها صهره فرج في الوزر واستناب أخاه لأمه الشمس محمد بن علي البويطي في العليق ثم استقل به وباشر سعد الدين كتابة المماليك خاصة حتى صرف عنها بالتاج المقسي؛ ثم استقر في نظر الاسطبل والأوقاف بعد العلاء بن الصابوني ثم صرف عنهما واستقر في استيفاء الخاص أيام صهره الزين بن الكويز إلى أن صرف بصرفه، ثم لما مات عبد الكريم بن جلود واستقر ابن أبي الفتح المنوفي عوضه في كتابة المماليك صار هذا ثاني قلم فيها بل صرح له السلطان غير مرة بأن المعول في الديوان عليه وألزمه بديوان المفرد؛ وتقدم في المباشرة جداً مع عقل وسكون وأدب وشكالة وصاهر عدة من الأعيان، وهو بأخرة في ديانته وتصونه أحسن منه قبل، وعلى كل حال فهو ناقص الحظ عن كثيرين ممن لم يبلغ مرتبته ولا كاد، وقد حج سنة الزين عبد الباسط رجبياً.
113 محمد بن عبد القادر بن أبي بكر البدر أبو السعادات القابسي الأصل المحلى الشافعي من ذرية موفق الدين عمر بن عبد الوهاب القابسي، ممن عرض علي وأبوه ينوب عن قاضي المحلة بل هو نفسه. وقد تقدم عمه أبو الطيب محمد بن أبي بكر بن محمد. محمد بن عبد القادر بن حسين بن علي الغمري أخو أحمد الماضي هو وجده ويعرف بجلال.
114 محمد بن عبد القادر بن أبي الخير واسمه عبد الحق بن عبد القادر الحكيم غياث الدين أبو الفضل بن أبي الفتوح الطاوسي الأبرقوهي الأصل الشيرازي الشافعي عم أحمد بن عبد الله الماضي. سمع الكثير من أبيه وغيره، وأجاز له ابن أميلة والصلاح بن أبي عمر والشهاب أحمد بن عبد الكريم البعلي والزيتاوي والتقي ابن رافع والعز بن جماعة واليافعي وخلق روي عنه ابن أخيه. ومات في ثاني عشري رجب سنة اثنتي عشرة بشيراز.
115 محمد بن عبد القادر بن عبد الرحمن بن عبد الوارث بن محمد البدر أبو اليمن بن المحيوي البكري المصري المالكي والد زين العابدين محمد الآتي والماضي أبوه وجده ويعرف كسلفه بابن عبد الوارث. ولد في وحفظ القرآن ومختصر الفقيه خليل وتنقيح القرافي وألفية ابن ملك، وعرض في سنة إحدى وستين فما بعدها على العلم البلقيني والبوتيجي والعز الحنبلي وأبي الجود المالكي وأجازوا له، واشتغل قليلاً عند أبيه وسافر معه إلى الشام حين توجه على قضائها ثم قدم بعد موته فلزم النيابة عن قضاتها وأكثر من حضور دروس السنهوري، ويذكر بحشمة وعقل وربما نوه باسمه في القضاء الأكبر.
 116 محمد بن عبد القادر بن عبد الرحمن بن محمد بن أبي بكر بن عثمان بدر الدين السخاوي الأصل القاهري الشافعي الماضي أبوه وجده وجد أبيه وهو ابن أخي. ولد في ذي الحجة سنة أربع وستين وثمانمائة بسكننا الشهير ونشأ فحفظ القرآن وبعض المنهاج وسمع على الكثير خصوصاً حين كان معي بمكة في مجاورتين وجاور مع أبويه حين كنا جميعاً بمكة في سنة إحدى وسبعين، ثم حج بانفراده في سنة ست وثمانين فكانت حجة الإسلام وجاور التي تليها ورجع معي في موسمها فوصلنا القاهرة في أول سنة ثمان وجلس كأبيه للتكسب فتميز في البيع والشراء بسوق الغزل مع عقل وسكون وأدب وذوق وفهم ومحبة في الفضلاء ورغبة في سماع مذاكرتهم وإقبال على شأنه ثم أقبل على الاشتغل وقرأ علي في الفقه وفي كتابي المقاصد الحسنة ومسند الشافعي وكذا قرأ العربية مع بعض الفضلاء وفهمها، وممن قرأ عليه فيها السراج معمر وأتقن مع غيره شرحه للقطر والسيد عبد الله الأيجي قرأ عليهما في شرح عمه للقواعد وأكمله مع شرح الألفية وغيرهما من كتب الفن وغيره على الشهاب المنزلي وسمع عليه في الفقه كثيراً من الإرشاد لابن المقري ولو تفرغ لذلك لما سبقه غيره، وقد أثكل أمه في مجاورة تلي المشار إليها ثم والده بعد رجوعه منها وتجرع ألم فقدهما عوضه الله وإياهما خيراً.
117 محمد كمال الدين شقيق الذي قبله. مات صغيراً سنة وستين.
118 محمد بن عبد القادر بن عبد الرحمن أبو الغيث بن محيي الدين الشيباني المكي الحنفي أخو عمر الماضي ويعرف كسلفه بابن زبرق، ممن سمع مني بمكة وقد حفظ القرآن وبعض المختصرات ولازم زوج أخته أبا الليث بن الضياء في الفقه وحضر دروس قاضيهم.
119 محمد بن عبد القادر بن علي إمام الدين أبو المعالي الجزيري القاهري الشافعي، ممن قرأ المنهاج عند الأمين بن النجار إمام الغمري ثم عرضه على الجماعة مبتدئاً بي في يوم السبت ثاني عشري جمادى الثانية سنة إحدى وتسعين وسمع مني المسلسل بشرطه وأجزت له وكذا حفظ غيره واشتغل في الفقه والعربية وفهم.
120 محمد بن القادر بن عمر بن حسين بن علي المحب أبو البركات الزفتاوي الأصل المقسي الماضي أبوه وجده أسمعه أبوه الكثير على جماعة وكذا سمع علي وأثكل أباه.
 121 محمد بن عبد القادر بن عمر النجم السنجاري الشيرازي الأصل الواسطي المولد الشافعي المقرئ نزيل الحرمين وربما كتب له المدني ويعرف بالسكاكيني وسمى شيخنا والده عبد الله بن عبد القادر. ولد فيما بين سنة سبع وخمسين إلى ستين بواسط واشتغل في بغداد على جماعة منهم فريد الدين عبد الخالق بن الصدر محمد بن محمد بن زنكي الإسفرايني الشعيبي قرأ عليه المحرر للرافعي والحاوي الصغير والغاية القصوى للبيضاوي وينابيع الأحكام في المذاهب الأربعة لوالده وكذا قرأ في بغداد البردة على قاضي قضاة العراق على الإطلاق الشهاب أحمد بن يونس بن إسماعيل بن عبد الملك المسعودي التونسي المالكي وتلا للسبع والعشر بما تضمنه الإرشاد لأبي العز القلانسي على خضر العجمي عند قدومه من القاهرة إلى العراق وعرض عليه من حفظه الشاطبية وتلا على العلاء محمد بن التقي عبد الرحمن بن عبد المحسن الواسطي بما تضمنه الكنز من القراآت إلى آخر آل عمران وروي عنه الشاطبية أيضاً وأجاز له، ثم ارتحل في الطلب وتبحر في القراآت فقرأ الشاطبية على أبي العباس أحمد التروجي مدرس البرجانية ببغداد قراءة بحث واتقان وتحقيق لوجوه القراآت، ولما غارت أصحاب تمر على العراق أخذت كتبه جميعها مع مقروءاته ومسموعاته وإجازاته ولم يبق له شيء من الكتب، وحج في سنة تسع وثمانمائة وجاور بمكة التي تليها وتلا فيها للسبع إلى آخر آل عمران على النور بن سلامة بما تضمنه التيسير والشاطبية، وعرض عليه الشاطبية حفظاً وأذن له في الإقراء والتصدير وأخذ عن المجد اللغوي بعض شرحه للبخاري وبعض القاموس وغير ذلك؛ وعاد إلى العراق وتصدى بها لإقراء القرآن. ثم دخل دمشق قاصداً زيارة بيت المقدس سنة خمس عشرة فقرأ به إلى آخر آل عمران أيضاً على الزين أبي المعالي بن اللبان بما تضمنه الكنز في القراآت العشر والكفاية نظم الكنز كلاهما للإمام النجم عبد الله بن عبد الواحد الواسطي والإرشاد لأبي العز القلانسي والتيسير وأذن له في الإقراء والتصدير، ثم قدم مكة قبل الثلاثين بمدة يسيرة وانقطع بها للإقراء وصار يتردد في بعض السنين إلى المدينة النبوية ثم انقطع بها وصار يتردد إلى مكة في أيام الموسم للحج خاصة ثم قطنها بعد الحج في سنة سبع وثلاثين إلى أن مات بها في ليلة الأحد خامس عشري ربيع الآخر سنة ثمان وثلاثين ودفن بالمعلاة، وكان إماماً عالماً صالحاً متواضعاً حريصاً على نفع الطلبة مشهوراً بخبرة كتاب الحاوي وحسن تقريره؛ درس بالحرمين وأفتى بهما وانتفع به كثير من الطلبة فيهما وفي غيرهما، وممن أخذ عنه أبو الفرج المراغي والمحب الطبري إمام المقام بمكة والكثير من نظمه الشمس بن الشيخ علي بواب سعيد السعداء، وعرض عليه ابن أبي اليمن وغيره وقرأ عليه التقي بن فهد وجماعة. وله مؤلفات منها شرح المنهاج الأصلي وتخميس البردة وبانت سعاد وسماه تنفيس الشدة وبلوغ المراد في تخميس بانت سعاد وله قصيدة دون أربعين بيتاً فيما وقع من النهب بالمدينة النبوية وغير ذلك ونظم التتمة في القراآت العشر وجعلها في وزن الشاطبية وقافيتها وجعلها بين بيوتها أدخل كل شيء مع ما يناسبه وشرحها باختصار. وقد ذكره شيخنا في إنبائه باختصار وقال يقال إنه قرأ على العاقولي ومهر في القراآت والنظم والفقه بحيث قيل إنه أقرأ الحاوي ثلاثين مرة وله شرح على المنهاج الأصلي ونظم لبقية القراآته العشر تكملة للشاطبي على طريقته حتى يغلب على الظن أنه نظم الشاطبي وخمس البردة وبانت سعاد. مات بمكة في سادس عشري ربيع الآخر رحمه الله.
122 محمد بن عبد القادر بن محمد بن جبريل خير الدين أبو الخير بن المحيوي العزي الشافعي الماضي أبوه ويعرف بابن جبريل، ممن اشتغل قليلاً وقرأعلي قطعة من أول شرح ألفية العراقي للناظم ولازمني في غير ذلك وهو فهم تحول عن مذهبه لغيره وولي القضاء بغزة فيه.
 123 محمد بن عبد القادر بن محمد بن عبد القادر بن عثمان بن عبد الرحمن بن عبد المنعم بن نعمة بن سلطان بن سرور بن رافع بن حسن بن جعفر البدر أبو عبد الله بن الشرف بن الشمس أبي عبد الله بن الشرف بن الفخر بن الإمام الجمال أبي الفرج الجعفري المقدسي النابلسي الحنبلي والد الكمال محمد الآتي ويعرف بابن عبد القادر. من بيت كبير بينت من في عمود نسبه من الأعيان في ترجمته من معجمي. ولد في سنة إحدى وتسعين وسبعمائة بنابلس ونشأ بها فحفظ الخرقي وأخذ عن بلديه التقي المفتي أبي بكر بن علي بن أبي بكر بن حكم وسمع عليه وعلى القباني والتدمري وغيرهم ممن كان يمكنه السماع من أقدم منهم بل لا أستبعد أن يكون أجيز له من جده وغيره مع أني رأيت من قال أنه سمع من جده وأبي الخير بن العلائي ولكن قائله لا أعتمده. وقدم القاهرة مراراً فأخذ في سنة إحدى وأربعين عن المحب بن نصر الله في الفقه وغيره وناب عنه ثم عن البدر البغدادي بها، ثم ولاه النظام بن مفلح في سنة ثلاث وأربعين قضاء نابلس حين كان أمرها لقضاة الشام مع كون قضاء الحنابلة بها مما تجدد في أوائل هذا القرن أو أواخر الذي قبله، واستمر على قضاء بلده دهراً وانفصل في أثنائه قليلاً ثم أضيف إليه قضاء القدس وقتاً وقضاء الرملة. وأجاز لي بعد ثم لقيه العز بن فهد فأخذ عنه، ولما كبر أعرض عن القضاء لأولاده واقبل على ما يهمه. وحج أربع مرار ولقيته بنابلس في سنة تسع وخمسين فسمع بقراءتي على بعض الرواة. ومات في يوم الخميس سادس عشر رمضان سنة إحدى وثمانين رحمه الله.
124 محمد بن عبد القادر بن محمد بن عبد الملك البدر الدميري الأصل القاهري الحنفي الماضي أبوه. شاب لا بأس به كأبيه. اشتغل أيضاً وتميز قليلاً وجلس محمد ع الشهود.
125 محمد بن عبد القادر بن محمد بن علي بن أحمد بن عبد العزيز أبو البركات بن المحيوي بن الكمال أبي البركات النويري المكي الحنفي الماضي أبوه. ممن سمع مني بمكة والمدينة.
126 محمد بن عبد القادر بن محمد بن محمد بن علي كمال الدين بن المحيوي الطوخي الأصل القاهري الشافعي الماضي أبوه وأخوه علي. ولد في المحرم سنة خمسين وثمانمائة بالقاهرة وحضر القاياتي عقيقته فكان آخر مجتمع حضر فيه، ونشأ فحفظ القرآن والعمدة والتنقيح للولي العراقي؛ وعرض علي في جملة الجماعة كالعلم البلقيني والمناوي وحضر عند العبادي والجوجري والمقسي وغيرهم، وحج مع أبيه وخطب بالأزهر وباشر في الحسنية، وناب في القضاء عن العلم بطوخ وغيرها ثم عن المناوي فمن بعده وجلس بجامع الصالح مدة ثم ترك وأقبل على معيشته؛ وسافر لمكة بحراً ومعه زوجته ابنة الجمال يوسف بن نصر الله الحنبلي فوصلها في رجب فحج وجاور حتى السنة التي بعدها سنة تسع وتسعين.
127 محمد بن عبد القادر بن مدين الأشموني القاهري المالكي، حفظ القرآن وغيره واشتغل في الفقه على النور الوراق والعلمي وفي العربية على التقي الحصني قرأ عليه في الرضى وتردد للبقاعي وكذا قرأ علي في أشياء وتميز في الفضائل، وحج وقطن أشمون مع حسن العقيدة وصفاء الفطرة، ولو لزم الاشتغال لارتقى.
128 محمد بن عبد القادر بن يحيى بن عبد الرحمن بن أبي الخير محمد بن فهد أبو البقاء الهاشمي. مات في المهد قبل استكمال شهر في رمضان سنة خمس وستين.
129 محمد بن عبد القادر أحد مشايخ نابلس وأظن عبد القادر جدله أعلى. عزله الظاهر جقمق عنها بابن عمه وحبسه باسكندرية فاستمر إلى سنة ثمان وخمسين فاحتال بلبس زي النساء حتى خرج من محبسه ولا زال يستعمل الحيل حتى وصل لنابلس فانضم إليه جماعة من عشيره وخواصه وطرق ابن عمه المشار إليه فاصطدما فقتل هذا هو وجماعة ممن معه وأرسل برأسه فكان وصولها القاهرة في يوم الخميس رابع عشري شوال منها فسر السلطان بذلك وأمر فطيف بها في شوارعها على رمح ثم علقت أياماً.
 130 محمد بن عبد القوي بن محمد بن عبد القوي بن أحمد بن محمد بن علي بن معمر بن سليمان بن عبد العزيز بن أيوب بن علي الجمال أو القطب أبو الخير بن الشيخ أبي محمد البجائي المغربي الأصل المكي المالكي أخو أحمد الماضي وأبوهما ويعرف بابن عبد القوى وهو بكنيته وبقطب الدين أشهر. ولد في ليلة الأحد ثالث عشر شوال سنة إحدى وثمانين وسبعمائة ولكن سيأتي في نظمه أنه في التي بعدها بمكة ونشأ بها فحفظ القرآن والعمدة والرسالة وألفية ابن ملك، وعرض على الجمال بن ظهيرة وتفقه بأبيه والشريف عبد الرحمن بن أبي الخير الفاسي وسمع عليه صحيح ابن حبان والقاضي على النويري وكذا بالبساطي أيام مجاورته وبغلني أنه أذن له في الفتيا؛ وسمع من ابن صديق صحيح البخاري وكذا مسند عبد في سنة اثنتين وثمانمائة بقراءة أبي الفتح المراغي وسمع أيضاً من ابن سلامة والولي العراقي وابن الجزري وآخرين منهم فيما ذكر القاضي أبو الفضل النويري بل كان يقول إنه حضر مجلس ابن عرفة حين ورد عليهم حاجاً سنة تسعين وابن خلدون وغيرهما وإنه زار المدينة وقبر النبي صلى الله عليه وسلم وسمع على الزين المراغي كثيراً وكذا سمع على الشهاب بن الناصح وأنه أخذ النحو عن خليل بن هرون الجزائري والشمس الوانوغي وأبي القسم العقباني وإنه سمع من القاموس على مؤلف المجد واستفاد منه كثيراً من اللغة؛ وأجاز له جماعة منهم الشهاب أحمد بن أقبرص وأحمد بن علي بن يحيى بن تميم الحسيني وأبو بكر بن عبد الله بن أبي بكر بن عبد الهادي وعبد الله بن خليل الحرستاني ومحمد بن محمد بن محمد بن قوام ومحمد بن محمد بن محمد بن منيع وفاطمة ابنة ابن المنجا وفاطمة وعائشة ابنتا ابن عبد الهادي والعراقي والهيثمي والفرسيسي وسليمان السقاء وعبد القادر الحجار. وتعانى الشعر فتميز فيه وأكثر من مطالعة التاريخ بحيث صار يحفظ منه كثيراً لا سيما تواريخ الحجاز وما يتعلق بعربها ومحالها، وتميز في الأنساب الجاهلية وغيرها؛ وناب عن الكمال بن الزين وأبي عبد الله النويري في العقود، وكان ذا نظم جيد وحافظة قوية في التاريخ وذكاء يتسلط به على الخوض في كثير من الفنون بحيث يقضي له بالتقدم فيها مع قلة مطالعته إلا فيما أشير إليه بل لا يكاد يراه أحد ناظراً في كتاب باقعة في الهجاء ممن يخشى لسانه ويتقي؛ وقد كذبه البقاعي لبعض الأغراض. وذكره المقريزي في عقوده وقال إنه برع في الأدب وقال الشعر الجيد وشارك في عدة فنون وقدم علي بمكة لما حججت في سنة خمس وعشرين ولازمني مدة مجاورتي بها في سنة أربع وثلاثين فبلوت منه فضلاً وفضائل واستفدت منه أخباراً ونعم الرجل هو، وذكر غيره في محفوظه ابن الحاجب وقال إنه قرأ على شيوخ عصره وبرع في فنون من العلم وغلب عليه الأدب وقال الشعر الفائق الرائق ومدح أعيان مكة وأمراءها وكان حلو المحاضرة راوية للأخبار كثير الاطلاع يذاكر بكثير من التواريخ وأيام الناس سيما أحوال مكة وأعيانها فكان أعجوبة فيها مع معرفته بأراضي الحجاز وخططه هجاءً بذئ اللسان قل من يسلم من أهل مكة من هجوه وهو فيه أطبع وكثر بين المكيين تناشدهم له. قلت: بل كتب الناس عنه من نظمه الكثير وجمع النجم بن فهد منه مجلداً، أجاز لي وبلغني أنه كان يكاتب التقي بن قاضي شهبة بأخبار الحجاز بعد التقي الفاسي، وكان ابن قاضي شهبة يشكر حفظه ويقول إنه لما حج في سنة سبع وثلاثين جاءه بمنى بعد انقطاع الحج ليلة الرحيل ولامه في عدم إرساله إليه أول قدومه وقال له كنت أحج معك وأريك كل مكان بمكة وكل مزار ومن وقف به وما قيل فيه ومقابر كثيرة لا يعرفها الناس ومواضع يجهلونها إلى غير ذلك مما يدل على فضل كبير واطلاع كثير ومات بمكة بعد أن كف سنين وتمرض بإسهال مفرط في ليلة الأحد منتصف ذي الحجة سنة اثنتين وخمسين وصلى عليه بعد الصبح عند باب الكعبة ودفن عند أبيه في المعلاة سامحه الله وإيانا. ورثاه البدر بن العليف بما كتبت بعضه مع كثير من نظمه في ترجمته من معجمي. ومن نظمه:

ومايس شـبـهـت عـسـالـه

 

في روضة الحسن كغصن وريق

رشفت من ملمـضـه قـهـوة

 

قد مزجت منه بمـسـك وريق

وقوله:

فيا نفس عن كم زفرة تتنفسـي

 

ومن طيبة الجرعاء كم تتجرعي

 

أراك إذا ما الورق بالجزع غردت

 

بتذكارها عهد المحبة تجـزعـي

ويشجيك إن غنى أخو الشوق منشداً

 

حمامة جرعاً حومة الجندل اسمعي

وإن حن إلـف أو تـألـق بـارق

 

بكيت على سكان بجـد بـأدمـع

وقوله:

صب تنـاءت داره

 

لما جفتـه نـواره

كالربع يبعد أهلـه

 

إن لم ترش أشجاره

ولقد يكون ممتـعـاً

 

ومصونة أسـراره

أيام تقمن عـقـلـه

 

بالمنحنى أقمـاره

في أبيات. وأورد له المقريزي مما بعث به إليه من مكة افتتاح رسالة:

يا أحمد بن علي دمت فـي نـعـم

 

مدى الزمان مصوناً من تقلـبـه

هذا الذي كنت أرجو أن أفوز بـه

 

من فيض فضلك قد جاء البشير به

وقوله:

يا غافلاً عن نفـسـه

 

أخذتك ألسنة الورى

السهل أهون مسلكـاً

 

فدع الطريق الأوعرا

واعلم بأنك ما تـقـل

 

في الناس قالوا أكثرا

وقوله:

أجزت لهم ما قد رويت بشرطه

 

وما لي من نظم بديع ومن نثر

بثانية بعد الثمانـين مـولـدي

 

بمكة من شواله ثالثه العشـر

131 محمد بن عبد الكافي بن عبد الله بن أبي العباس أحمد بن علي بن محمد محب الدين وربما لقب شمس الدين أبو الطيب بن الصدر بن الجمال الأنصاري العبادي البنمساوي - بكسر الموحدة والنون وسكون الميم ثم مهملة نسبة لقرية تعرف قديماً ببنمسوية واشتهرت ببني سويف حتى صار يقال في النسبة إليها السويفي - القاهري نزيل القطبية الشافعي الماضي أبوه ويعرف كهو بالسويفي. ولد تقريباً سنة سبعين وسبعمائة أو بعدها بالقاهرة ونشأ بها فحفظ القرآن عند المؤدب الشمس القاياتي والشهاب بن البدر الحنفي وحفظ العمدة والتنبيه والصلاح البلبيسي والشمس بن ياسين الجزولي والمطرز والآمدي وابن حاتم وآخرين، ودخل اسكندرية والصعيد وغيرهما وأضر من سنة خمس وأربعين  =وأعلمت به الجماعة؛ وحدث بالكثير سمع منه الأئمة وسمعت منه أشياء وارتفق لفقره بذلك، وكان عالي الهمة صبوراً على الأسماع. مات بالقاهرة في ربيع الأول سنة اثنتين وخمسين رحمه الله.

=

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الفيزياء الثالث الثانوي3ث. رائع

الفيزياء الثالث الثانوي3ث. =============== . ...