روابط مصاحف م الكاب الاسلامي

روابط مصاحف م الكاب الاسلامي
 

ب ميك

المدون

 

الأحد، 5 يونيو 2022

مج 6.و7. السلسلة الضعيفة محمد ناصر الدين الألباني

 مج 6.و7. السلسلة الضعيفة محمد ناصر الدين الألباني


مج 6. السلسلة الضعيفة محمد ناصر الدين الألباني

1305 - " أوقد على النار ألف سنة حتى احمرت ، ثم أوقد عليها ألف سنة حتى ابيضت ، ثم
أوقد عليها ألف سنة حتى اسودت ، فهي سوداء مظلمة "
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 

 ( 3/470 ) :

ضعيف
أخرجه الترمذي ( 3/346 - تحفة ) و ابن ماجه ( 2/587 ) قالا : حدثنا عباس بن
محمد الدوري البغدادي ، و ابن أبي الدنيا في " صفة النار " ( ق 9/1 ) حدثني أبو
الفضل مولى بني هاشم قالا : نا يحيى بن أبي بكير : نا شريك عن عاصم عن أبي صالح
عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : فذكره .
و قال الترمذي وحده :
" حدثنا سويد بن نصر أنا عبد الله عن شريك عن عاصم عن أبي صالح أو رجل آخر عن
أبي هريرة نحوه ، و لم يرفعه و حديث أبي هريرة في هذا موقوف أصح ، و لا أعلم
أحدا رفعه غير يحيى بن أبي بكير عن شريك " .
قلت : يحيى هذا ثقة محتج به في الصحيحين ، فلا مجال للغمز منه ، و لا سيما
و فوقه شريك و هو ابن عبد الله النخعي القاضي و هو سيء الحفظ كما مر في هذه
السلسلة مرارا ، فهو علة الحديث ، و يؤكد ذلك اضطرابه فيه فتارة يرفعه و أخرى
يوقفه ، و تارة يجزم في إسناده فيقول : عن أبي صالح ، و تارة يشك فيه فيقول : "
عن أبي صالح أو عن رجل آخر " ، و ذلك من علامات قلة ضبطه و سوء حفظه فلا جرم
ضعفه أهل العلم و المعرفة بالرجال ، فالحديث ضعيف مرفوعا و موقوفا .
نعم قد صح بعضه عن أبي هريرة موقوفا ، أخرجه مالك في " الموطأ " ( 3/156 ) عن
عمه أبي سهيل بن مالك عن أبيه عن أبي هريرة أنه قال :
" أترونها حمراء كناركم هذه ؟ لهي أسود من القار . و القار الزفت " .
قلت : و هذا سند صحيح على شرط الشيخين ، و لولا أنه يحتمل أن يكون من
الإسرائيليات لقلت - كما قال غيري - إنه في حكم الموضوع . والله أعلم .
و الحديث قال ابن كثير في تفسيره ( 4/544 ) بعد أن ذكره من المصدرين السابقين :
" و قد روي هذا من حديث أنس ، و عمر بن الخطاب " .
قلت : حديث أنس ضعيف الإسناد ، و مع ذلك فهو مختصر ليس فيه إلا الجملة الأخيرة
منه في حديث آخر بلفظ :
" و نار جهنم سوداء مظلمة " .
قال الهيثمي في " مجمع الزوائد " ( 10/388 ) :
" رواه البزار ، و رجاله ضعفاء على توثيق لين فيهم " .
قلت : فيه تساهل ظاهر ، فإن من رجاله زائد بن أبي الرقاد كما تبين من الرجوع
إلى " كشف الأستار " ( 3489 ) .
و قد أورده الذهبي في " الضعفاء " و قال : " قال البخاري : منكر الحديث " .
و أما حديث عمر فواه جدا ، بل آثار الوضع عليه لائحة فلابد من ذكره على طوله ،
و هو الآتي بعده .
هذا الحديث من الأحاديث الكثيرة الضعيفة التي ضخم بها الشيخ الصابوني الحلبي
كتابه " مختصر تفسير ابن كثير " ( 3/670 ) و ما كنت لأهتم بذلك لولا أنه تشبع
بما لم يعط و زعم في مقدمته أنه اقتصر فيه على الأحاديث الصحيحة ، و واقع
الكتاب يكذبه . و قد كنت بينت ذلك بيانا شافيا ، مع بعض الأمثلة في مقدمة
المجلد الرابع من " الصحيحة " ، و هذا الحديث من الأمثلة الجديدة على ذلك ،
و تقدم غيره .
ثم اطلعت على " مختصر تفسير ابن كثير " للشيخ نسيب الرفاعي الحلبي ، فإذا به قد
سبق ابن بلده إلى هذا الزعم الكاذب في مقدمته ، و أخل به كإخلاله أو أشد ، فقد
زاد عليه في التشبع بما لم يعط : أنه وضع في آخر كل مجلد فهرسا لأحاديثه صدر كل
حديث منها بذكر مرتبته بقوله : " صح " ، " حسن " و أحيانا " مرسل " " ض " كل
ذلك بمحض رأيه غير مستند في ذلك إلى عالم بهذا الفن حتى و لا إلى ابن كثير نفسه
، و لا مجال الآن لضرب الأمثلة ، و قد مر شيء منها ، ثم إني أذكر أنني خرجت
مثالا واحدا منها صححه بجهل بالغ ، و في إسناده عند ابن كثير من قال فيه ابن
معين : كذاب يضع الحديث ، و سيأتي هذا الحديث برقم ( 5655 ) بإذن الله تعالى .
كتبت هذا نصحا للقراء و تحذيرا ، والله المستعان من المتاجرين بادعاء العلم في
آخر الزمان .

(3/304)


1306 - " يا جبريل مالي أراك متغير اللون ؟ فقال : ما جئتك حتى أمر الله عز وجل
بمفاتيح النار ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يا جبريل صف لي النار ،
و انعت لي جهنم ، فقال جبريل : إن الله تبارك و تعالى أمر بجهنم فأوقد عليها
ألف عام حتى ابيضت ، ثم أمر فأوقد عليها ألف عام حتى احمرت ، ثم أمر فأوقد
عليها ألف عام حتى اسودت ، فهي سوداء مظلمة ، لا يضيء شررها ، و لا يطفأ لهبها
، والذي بعثك بالحق لو أن ثوبا من ثياب النار علق بين السماء و الأرض لمات من
في الأرض جميعا من حره ، والذي بعثك بالحق لو أن خازنا من خزنة جهنم برز إلى
أهل الدنيا فنظروا إليه لمات من في الأرض كلهم من قبح وجهه و من نتن ريحه ،
والذي بعثك بالحق لو أن حلقة من حلق سلسلة أهل النار التي نعت الله في كتابه
وضعت على جبال الدنيا لا رفضت و ما تقارت حتى تنتهي إلى الأرض السفلى ، فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم : حسبي يا جبريل لا يتصدع قلبي فأموت قال : فنظر
رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى جبريل و هو يبكي ، فقال : تبكي يا جبريل ؟
و أنت من الله بالمكان الذي أنت به ! قال : و مالي لا أبكي ؟ أنا أحق بالبكاء
لعلي أن أكون في علم الله على غير الحال التي أنا عليها ، و ما أدري لعلي أبتلى
بمثل ما ابتلي به إبليس ، فقد كان من الملائكة ، و ما يدريني لعلي أبتلى بمثل
ما ابتلي به هاروت و ماروت ، قال : فبكى رسول الله صلى الله عليه وسلم و بكى
جبريل عليه السلام ، فما زالا يبكيان حتى نوديا : أن يا جبريل و يا محمد : إن
الله عز وجل قد أمنكما أن تعصيا . فارتفع جبريل عليه السلام ، و خرج رسول الله
صلى الله عليه وسلم فمر بقوم من الأنصار يضحكون و يلعبون ، فقال : أتضحكون
و وراءكم جهنم ؟ ! لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا ، و لبكيتم كثيرا ، و لما
أسغتم الطعام و الشراب ، و لخرجتم إلى الصعدات تجأرون إلى الله عز وجل . فنودي
: يا محمد : لا تقنط عبادي ، إنما بعثتك ميسرا ، و لم أبعثك معسرا ، فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم : سددوا ، و قاربوا " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/473 ) :

موضوع بهذا السياق و التمام
أخرجه ابن أبي الدنيا في " صفة النار " ( ق 9/1 ) و الطبراني في المعجم الأوسط
( 2750 - بترقيمي لمصورة الجامعة الإسلامية ) عن سلام الطويل عن الأجلح بن
عبد الله الكندي عن عدي بن عدي الكندي قال : قال : عمر بن الخطاب : جاء
جبريل إلى النبي صلى الله عليه وسلم في حين غير حينه الذي كان يأتيه فيه ، فقام
إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : فذكره . و قال الطبراني :
" لا يروى هذا الحديث عن عمر إلا بهذا الإسناد تفرد به سلام " .
قلت : و قال الهيثمي ( 10/386 - 387 ) بعد ما عزاه للطبراني :
" و هو مجمع على ضعفه " .
قلت : و قد اتهمه غير واحد بالكذب و الوضع كما تقدم غير ما مرة ، و قال ابن
حبان في " الضعفاء و المتروكين " :
" يروي عن الثقات الموضوعات كأنه كان المتعمد لها " .
قلت : و في هذا الحديث ما يؤكد ما اتهموه به أعظمها قوله في إبليس : *( كان من
الملائكة )* و هذا خلاف القرآن : *( و كان من الجن ففسق عن أمر ربه )* . ثم إن
الملائكة خلقت من نور كما في " صحيح مسلم " ، و هو مخرج في " الصحيحة " ( 458 )
، و أما إبليس فخلق من نار كما في القرآن و الحديث .
و نحوه قوله : " ما ابتلي به هاروت و ماروت ، فإنه يشير إلى ما يروى من قصتهما
مع الزهرة و مراودتهما إياها و شربهما الخمر و قتلهما الصبي ، و هي قصة باطلة
مخالفة للقرآن أيضا كما سبق بيانه في المجلد الأول برقم ( 170 ) .
و لا يفوتني التنبيه أن قوله : " لو تعلمون ... " إلى قوله : " تجأرون إلى الله
عز وجل " قد جاء طرفه الأول في " الصحيحين " ، و الباقي عند الحاكم و غيره ،
فانظر الحديث الآتي إن شاء الله برقم ( 4354 ) . و تخريج " فقه السيرة " ( ص
479 ) .

(3/305)


1307 - " استعيذوا بالله من المغاقر ، قيل : و ما المغاقر ؟ قال : الإمام الجائر الذي
إن أحسنت لم يقبل ، و إن أسأت لم يتجاوز ، و من جار السوء الذي عينه تراك
و قلبه يرعاك ، و إن رأى خيرا دفنه ، و إن رأى شرا أذاعه " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/474 ) :

ضعيف جدا
أخرجه ابن عدي في " الكامل " ( ق 174/1 ) عن أحمد بن إسماعيل المدني : حدثنا
سعد بن سعيد المقبري عن أخيه عن جده عن أبي هريرة مرفوعا . و قال :
" و هذا أخاف أن يكون البلاء فيه من أحمد بن إسماعيل المدني ، و هو الذي يقال
له : أبو حذافة ، ضعيف جدا ، لا من سعد بن سعيد " .
و تعقبه الذهبي بقوله في أحمد هذا في " الميزان " :
" لم ينقم على أبي حذافة متن ، بل إسناد ، و لم يكن ممن يتعمد " . يعني الكذب .
قلت : فالأرجح أن آفة هذا الحديث هو أخو سعد هذا المذكور في الإسناد ، و اسمه
عبد الله بن سعيد المقبري فقد قال فيه يحيى بن سعيد :
" استبان لي كذبه في مجلس " .
و قال الذهبي :
" ساقط بمرة " .
و للحديث طريق آخر عن أبي هريرة مرفوعا نحوه ، و إسناده ضعيف جدا أيضا ،
و سيأتي بيان ذلك برقم ( 3412 ) .

(3/306)


1308 - " من قال : لا إله إلا الله دخل الجنة ، و وجبت له الجنة و من قال : سبحان الله
و بحمده مائة كتب الله له ألف حسنة و أربعا و عشرين حسنة ، قالوا :
يا رسول الله إذا لا يهلك منا أحد ؟ قال : بلى ، إن أحدكم ليجيء بالحسنات لو
وضعت على جبل أثقلته ، ثم تجيء النعم ، فتذهب بتلك ، ثم يتطاول الرب بعد ذلك
برحمته " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/475 ) :

موضوع
أخرجه الحاكم ( 4/251 ) من طريق أحمد بن شريح أنبأ محمد بن يونس السامي <1> .
حدثنا يحيى بن شعبة بن يزيد : حدثني إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة الأنصاري
عن أبيه عن جده رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره
و قال :
" صحيح الإسناد شاهد لحديث سليمان بن هرم " .
قلت : و وافقه الذهبي ، و ذلك من أوهامه ، فإن يحيى بن شعبة بن يزيد ، و أحمد
ابن شريح لم أجد لهما ترجمة . و محمد بن يونس ; هو الكديمي ، و هو واه جدا ،
اتهمه غير واحد بالكذب و الوضع ، فأنى لحديثه الصحة ، و لا سيما من فوقه و من
دونه مجهول .
*--------------------------------------------------------------------------*
[1] الأصل ( اليمامي ) و التصحيح من " التهذيب " و " تاريخ الخطيب " و "
المشتبه " للذهبي . اهـ .
1

(3/307)


1309 - " ثلاثون خلافة نبوة ، و ثلاثون نبوة و ملك ، و ثلاثون ملك و تجبر ، و ما وراء
ذلك فلا خير فيه " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/475 ) :

ضعيف
أخرجه يعقوب بن سفيان في " تاريخه " ( 2/361 ) و الطبراني في " المعجم الأوسط "
( 9424 - بترقيمي ) من طريق مطر بن العلاء الفزاري قال : حدثنا عبد الملك بن
يسار الثقفي قال : حدثني أبو أمية الشعباني - و كان قد أدرك الجاهلية - قال :
حدثني معاذ بن جبل مرفوعا ، و اللفظ ليعقوب ، و ليس عند الطبراني الثلاثون
الأولى و قال :
" لا يروى عن أبي أمية إلا بهذا الإسناد ، تفرد به سليمان بن عبد الرحمن " .
قلت : هو ثقة ، لكن شيخه مطر بن العلاء الفزاري شبه مجهول ، لم يذكروا له راويا
غير سليمان هذا ، و قال ابن أبي حاتم ( 4/1/289 ) عن أبيه : " هو شيخ " .
و ترجم له ابن عساكر في " تاريخ دمشق " ( 16/295 - 296 ) و لم يذكر فيه سوى قول
أبي حاتم هذا . و أما ابن حبان فذكره في تبع أتباع التابعين من " ثقاته " (
9/189 ) .
و لم يقف الهيثمي له على ترجمة فقال ( 5/190 ) بعد أن عزاه لأوسط الطبراني :
" و فيه مطر بن العلاء الرملي و لم أعرفه ، و بقية رجاله الثقات " .
و في الإسناد علة أخرى ، و هي أبو أمية الشعباني و اسمه ( يحمد ) و هو مجهول
الحال كما يبدو من ترجمته في " التهذيب " ، فإنه ذكره من رواية ثلاثة عنه غير
معروفين : عمرو بن جارية اللخمي ، و عبد الملك بن سفيان الثقفي ، و عبد السلام
ابن مكلبة ، و لم يوثقه غير ابن حبان ذكره ( 5/558 ) من رواية الأول فقط عنه ،
و في " التقريب " :
" مقبول " .
و الأول منهم لم يوثقه أيضا غير ابن حبان ( 7/218 ) ، و قال فيه الحافظ :
" مقبول " . و بيض له الذهبي في " الكاشف " .
و الثاني عبد الملك بن سفيان الثقفي لم أجد له ترجمة و لا في " ثقات ابن حبان "
.
و الثالث عبد السلام بن مكلبة لم أجده إلا برواية واحد عنه عند ابن أبي حاتم (
3/1/47 ) فقط .
ثم إن في متن الحديث نكارة من وجوه أهمها قوله في آخره : " و ما وراء ذلك فلا
خير فيه " ، فإنه مخالف لقوله صلى الله عليه وسلم في حديث حذيفة بعد أن ذكر
الملك الجبري :
" ثم تكون خلافة على منهاج النبوة ، ثم سكت " .
و هو مخرج في " الصحيحة " ( 5 ) .

(3/308)


1310 - " أفضل الأعمال الحب في الله ، و البغض في الله " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/476 ) :

ضعيف
أخرجه أبو داود ( 4599 ) من طريق يزيد بن أبي زياد عن مجاهد عن رجل عن أبي ذر
قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
قلت : و هذا سند ضعيف من أجل الرجل الذي لم يسهم فهو مجهول . و أيضا فإن يزيد
ابن أبي زياد و هو القرشي الهاشمي مولاهم الكوفي ضعيف لسوء حفظه . و سيأتي من
رواية أحمد بلفظ : " أحب الأعمال ... " ( 1833 ) .

(3/309)


1311 - " مفاتيح الجنة شهادة أن لا إله إلا الله " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/477 ) :

ضعيف
أخرجه أحمد( 5/242 ) و البزار ( رقم - 2 كشف الأستار ) عن إسماعيل بن عياش عن
عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي حسين عن شهر بن حوشب عن معاذ بن جبل قال :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره . و قال البزار :
" شهر لم يسمع من معاذ " .
قلت : و هذا إسناد ضعيف ، شهر ضعيف لسوء حفظه ، ثم إنه منقطع بين شهر و معاذ ،
كما أفاده البزار .
و إسماعيل بن عياش ثقة ، و لكنه ضعيف في روايته عن غير الشاميين ، و هذه منها ،
فإن شيخه ابن أبي حسين مكي .

(3/310)


1312 - " جاءني جبريل فقال : يا محمد ! إذا توضأت فانتضح " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/477 ) :

منكر
أخرجه الترمذي ( 1/71/50 ) و ابن ماجه ( 1/157/463 ) و العقيلي في " الضعفاء "
( ص 85 ) من طريق الحسن بن علي الهاشمي عن عبد الرحمن الأعرج عن أبي هريرة
:
" أن جبريل عليه السلام علم النبي صلى الله عليه وسلم الوضوء فقال .. " فذكره .
و قال الترمذي :
" هذا حديث غريب . و سمعت محمدا ( يعني : البخاري ) يقول : الحسن بن علي
الهاشمي منكر الحديث " .
قلت : و هو متفق على تضعيفه . و قال العقيلي :
" لا يتابع عليه من هذا الوجه ، و قد روي بغير هذا الإسناد بإسناد صالح " .
قلت : و كأنه يعني ما رواه ابن لهيعة عن عقيل عن الزهري عن عروة قال : حدثنا
أسامة بن زيد عن أبيه زيد بن حارثة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" علمني جبرائيل الوضوء ، و أمرني أن أنضح تحت ثوبي لما يخرج من البول بعد
الوضوء " .
أخرجه ابن ماجه ( رقم 462 ) و البيهقي ( 1/161 ) و أحمد ( 4/161 ) من طرق عن
ابن لهيعة به ، و السياق لابن ماجه ، و سياق الآخرين ليس فيه الأمر بالنضح ،
و إنما هو من فعله صلى الله عليه وسلم ، و كأن هذا الاختلاف ، إنما هو من ابن
لهيعة فإنه سيء الحفظ ، و قد تابعه على رواية الفعل رشدين بن سعد إلا أنه خالفه
في السند فقال : عن عقيل و قرة عن ابن شهاب عن عروة عن أسامة بن زيد أن جبريل
عليه السلام .. الحديث نحوه من فعله صلى الله عليه وسلم .
أخرجه الدارقطني في " سننه " ( ص 41 ) و أحمد ( 5/203 ) و ليس في سنده " و قرة
" .
فالحديث الفعلي حسن بمجموع الطريقين عن عقيل ، و اختلاف ابن لهيعة و ابن سعد في
إسناده لا يضر لأنه على كل حال مسند ، فإن أسامة بن زيد صحابي كأبيه .
و أما الحديث القولي فمنكر . والله أعلم .

(3/311)


1313 - " الرفث : الإعرابة و التعريض للنساء بالجماع ، و الفسوق : المعاصي كلها ،
و الجدال : جدال الرجل صاحبه " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/478 ) :

ضعيف
أخرجه الطبراني في " المعجم الكبير " ( 3/102/2 ) : حدثنا يحيى بن عثمان بن
صالح : نا سوار بن محمد بن قريش العنبري البصري : نا يزيد بن زريع : نا روح بن
القاسم عن ابن طاووس عن أبيه ، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم في قول الله عز وجل : *( فلا رفث و لا فسوق و لا
جدال في الحج )* قال : فذكره .
و بهذا الإسناد أخرجه العقيلي في " الضعفاء " ( ص 174 ) في ترجمة سوار هذا
و نسبه العنبري و قال :
" و لا يتابع على رفع حديثه ، بصري كان بمصر " .
ثم ساقه من طريق إسماعيل بن علية قال : حدثنا روح بن القاسم به موقوفا و قال :
" هذا أولى " .
و قال الذهبي في ترجمة سوار هذا :
" محله الصدق ، رفع حديثا فأخطأ " .
يعني هذا الحديث ، فقد ساقه الحافظ العسقلاني بعد كلمة الذهبي هذه ، من طريق
العقيلي ، و نقل عنه ما حكيناه عنه آنفا .
و أورده الضياء في " المختارة " ( 62/282/1 ) من طريق الطبراني به . ثم رواه من
طريق سهل بن عثمان : حدثنا يزيد بن زريع به موقوفا . و هذا يؤكد خطأ سوار في
رفعه لهذا الحديث .
ثم رواه من طريق سفيان بن عيينة عن ابن طاووس به موقوفا ، و قال :
" أرى أن الموقوف أولى من المرفوع ، و روى البخاري نحو هذا تعليقا " .

(3/312)


1314 - " ليس منا من خصى ، أو اختصى ، و لكن صم و وفر شعر جسدك " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/479 ) :

موضوع
أخرجه الطبراني في " المعجم الكبير " ( 3/117/1 ) عن معلى الجعفي عن ليث عن
مجاهد و عطاء عن ابن عباس قال :
" شكى رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم العزوبة ; فقال : ألا أختصي ؟ فقال له
النبي صلى الله عليه وسلم : لا ، ليس منا .. " .
قلت و هذا إسناد موضوع آفته المعلى هذا و هو ابن هلال الحضرمي و يقال : الجعفي
الطحان الكوفي ، و هو كذاب وضاع ، شهد بذلك كبار الأئمة مثل السفيانين و ابن
المبارك و ابن المديني و غيرهم ، و قال الحافظ في " التقريب " :
" اتفق النقاد على تكذيبه " .
و به أعله الهيثمي ( 4/254 ) و قال فيه :
" متروك " .
قلت : فيا عجبا للسيوطي كيف لم يخجل من تسويد كتابه " الجامع الصغير " بهذا
الحديث ؟ ! و ليس هذا فحسب ، بل قواه أيضا فيما زعم شارحه المناوي :
" و رواه البغوي في " شرح السنة " بسند فيه مقال ، و رمز المصنف لحسنه " !
ثم إنني أخشى أن يكون في عزو المناوي إياه للبغوي شيء من الوهم ، أو التساهل ،
فقد روى البغوي حديثا آخر مطولا فيه الشطر الأول من هذا ، من حديث عثمان بن
مظعون ، لا من رواية ابن عباس ، و هو الذي في إسناده مقال كما كنت نقلته في
تعليقي على " المشكاة " ( 724 ) .
و أقول الآن بعد أن تم طبع كتاب البغوي : " شرح السنة " ، فإنه أورده ( 2/370 )
من طريق رشدين بن سعد : حدثني ابن أنعم عن سعد بن مسعود أن عثمان بن مظعون أتى
النبي صلى الله عليه وسلم فقال : ائذن لنا في الاختصاء ، فقال رسول الله
صلى الله عليه وسلم :
" ليس منا من خصى و لا اختصى ، إن اختصاء أمتي الصيام .. " الحديث فهذا الإسناد
فيه علتان :
الأولى : الإرسال ، فإن سعد بن مسعود تابعي لم يدرك القصة و لم يسندها كما هو
ظاهر ، و قد خفيت هذه العلة على المعلق على " الشرح " فلم يتعرض لها بذكر .
و الثانية : ضعف رشدين و ابن أنعم ; و اسمه عبد الرحمن بن زياد الإفريقي ، و قد
سبق تضعيفهما أكثر من مرة .
و مع ضعف إسناده فليس فيه الشطر الثاني من الحديث كما رأيت .
و من هذا التخريج و التحقيق يتبين أن المناوي أخطأ مرتين :
الأولى : أنه عزا حديث الترجمة للبغوي ، و الذي عنده حديث آخر متنا و مخرجا .
و الأخرى : أنه أقر السيوطي على رمزه - كما قال - له بالحسن ، و كان اللائق به
أن يتعقبه بأن فيه ذاك الكذاب الوضاع . على أنه لم يكتف بالإقرار المذكور ، بل
صرح في " التيسير " بأن إسناد الطبراني حسن ! و قلده الغماري كما سبق في
المقدمة ( 22 - 23 ) !

(3/313)


1315 - " من سبح الله مائة بالغداة ، و مائة بالعشي ، كان كمن حج مائة مرة ، و من
حمد الله مائة بالغداة ، و مائة بالعشي ، كان كمن حمل على مائة فرس في
سبيل الله ، أو قال : غزا مائة غزوة ، و من هلل الله مائة بالغداة و مائة
بالعشي لم يأت في ذلك اليوم أحد بأكثر مما أتى ، إلا من قال مثلما قال ، أو زاد
على مثل ما قال " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/481 ) :

ضعيف
أخرجه الترمذي ( 2/259 ) من طريق أبي سفيان الحميري - هو سعيد بن يحيى الواسطي
- عن الضحاك بن حمرة عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال : قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم : فذكره و قال :
" حديث حسن غريب " .
قلت : بل هو ضعيف الإسناد منكر المتن في نقدي ، فإن ابن حمرة بضم الحاء و فتح
الراء ضعيف كما قال الحافظ في " التقريب " و لذلك تعقب الذهبي الترمذي بقوله :
" و حسنه فلم يصنع شيئا " .

(3/314)


1316 - " يجيء يوم القيامة ناس من المسلمين بذنوب أمثال الجبل ، فيغفرها لهم ، و يضعها
على اليهود و النصارى " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/481 ) :

منكر بهذا اللفظ
تفرد به حرمي بن عمارة : حدثنا شداد أبو طلحة الراسبي عن غيلان بن جرير عن أبي
بردة عن أبيه ( يعني أبا موس الأشعري ) عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
فذكره و زاد آخره : " فيما أحسب أنا . قال أبو روح : لا أدري ممن الشك " .
أخرجه مسلم ( 8/105 ) من هذا الوجه ، و أخرجه من طريق طلحة بن يحيى و عون بن
عتبة و سعيد بن أبي بردة نحوه دون قوله : " و يضعها .. " و كذلك أخرجه أحمد (
4/391 ) عن عون و سعيد ، و ( 4/402 ) عن بريد و هو ابن عبد الله بن أبي بردة ،
و ( 4/407 ) عن عمارة و محمد بن المنكدر ، و ( 4/408 ) عن معاوية بن إسحاق ،
و ( 4/410 ) عن طلحة بن يحيى أيضا ، كلهم قالوا : عن أبي بردة به نحوه دون قوله
: " و يضعها .. " و من ألفاظهم عند مسلم :
" إذا كان يوم القيامة دفع الله عز وجل إلى كل مسلم يهوديا أو نصرانيا فيقول :
هذا فكاكك من النار " .
هكذا رواه الجماعة عن أبي بردة دون تلك الزيادة ، فهي عندي شاذة بل منكرة لوجوه
:
أولا : أن الراوي شك فيها ، و هو عندي شداد أبو طلحة الراسبي ، أو الراوي عنه
حرمي بن عمارة ، و لكن هذا قد قال - و هو أبو روح - : " لا أدري ممن الشك "
فتعين أنه الراسبي ، لأنه متكلم فيه من قبل حفظه ، و إن كان ثقة في ذات نفسه ،
و لذلك أورده الذهبي في " الضعفاء " و قال :
" قال ابن عدي : لم أر له حديثا منكرا . و قال العقيلي : له أحاديث لا يتابع
عليها " .
و قال الحافظ في " التقريب " :
" صدوق يخطىء " .
و ليس له في مسلم إلا هذا الحديث . قال الحافظ في " التهذيب " :
" لكنه في الشواهد " .
ثانيا : و لما كان قد تفرد بهذه الزيادة التي ليس لها شاهد في الطرق السابقة ،
و كان فيه ما ذكرنا من الضعف في الحفظ ، فالقواعد الحديثية تعطينا أنها زيادة
منكرة ، كما لا يخفى على المهرة .
ثالثا : أن هذه الزيادة مخالفة للقرآن القائل في غير ما آية : *( و لا تزر
وازرة وزر أخرى )* و لذلك اضطر النووي إلى تأويلها بقوله :
" معناه : أن الله يغفر تلك الذنوب للمسلمين و يسقطها عنهم ، و يضع على اليهود
و النصارى مثلها بكفرهم و ذنوبهم ، فيدخلهم النار بأعمالهم لا بذنوب المسلمين ،
و لابد من هذا التأويل لقوله تعالى : *( و لا تزر وازرة وزر أخرى )* ، و قوله :
" و يضعها " مجاز ، و المراد يضع عليهم مثلها بذنوبهم .. " !
و أقول : لكن التأويل فرع التصحيح ، و قد أثبتنا بهذا التخريج و التحقيق أن
الحديث بهذه الزيادة منكر ، فلا مسوغ لمثل هذا التأويل .
و ليس كذلك أصل الحديث فإنه صحيح قطعا ، و معناه كما قال النووي :
" ما جاء في حديث أبي هريرة : لكل أحد منزل في الجنة ، و منزل في النار ،
فالمؤمن إذا دخل الجنة خلفه الكافر في النار ، لاستحقاقه ذلك بكفره ، و معنى (
فكاكك من النار ) أنك كنت معرضا لدخول النار ، و هذا فكاكك ، لأن الله تعالى
قدر عددا يملؤها ، فإذا دخلها الكفار بكفرهم و ذنوبهم صاروا في معنى الفكاك
للمسلمين " . والله أعلم .

(3/315)


1317 - " أتاني جبريل عليه السلام لثلاث بقين من ذي القعدة فقال : دخلت العمرة إلى
الحج إلى يوم القيامة ، فعند ذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لو
استقبلت من أمري ما استدبرت لم أسق الهدى " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/483 ) :

ضعيف جدا
رواه المخلص في " الفوائد المنتقاة " ( 4/168/2 ) : حدثنا أحمد ( يعني ابن
عبد الله بن سيف ) : حدثنا يونس بن عبد الأعلى : حدثنا علي بن معبد : حدثنا
عبيد الله بن عمرو عن عمرو بن عبيد عن أبي جمرة عن ابن عباس مرفوعا .
و أخرجه الطبراني في " المعجم الكبير " ( 3/184/1 ) من طريق عبيد و هو المعتزلي
قال ابن حبان :
" كان يكذب في الحديث وهما لا تعمدا " .
و في " التقريب " :
" اتهمه جماعة ، مع أنه كان عابدا " .
و يبدو أن المناوي لم يقف على علة الحديث ، و لذلك لم يزد على قوله :
" رمز المؤلف لحسنه " ! ثم قلده في ذلك فقال في " التيسير " :
" و هو حسن " !
و من أجل ذلك خرجته ، و لما فيه من التأريخ .
و أما الشطر الثاني من الحديث فصحيح ثابت من حديث جابر الطويل في " مسلم "
و غيره ، و من حديث ابن عباس ، و هما مخرجان في " الإرواء " ( 4/152 و 201 -
203 ) .

(3/316)


1318 - " من صلى ركعتين لا يراه إلا الله عز وجل و الملائكة كانت له براءة من النار "
.

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/484 ) :

موضوع
رواه ابن عساكر ( 12/264/1 ) عن محمد بن مروان عن داود بن أبي هند عن أبي نضرة
عن جابر بن عبد الله مرفوعا .
قلت : و هذا موضوع ، محمد بن مروان و هو السدي الصغير ، قال الذهبي :
" تركوه ، و اتهمه بعضهم بالكذب ... " .
و قال الحافظ :
" متهم بالكذب " .
و هذا الحديث مما سود به السيوطي " جامعه " مع الأسف ، و من الظاهر أن المناوي
لم يقف على إسناد ابن عساكر ، و لذلك لم يتعقبه بشيء ، سوى أنه قال :
" و رواه أيضا أبو الشيخ و الديلمي ، فاقتصار المصنف على ابن عساكر غير جيد " .
و هذا التعقب ليس فيه كبير فائدة إلا لو كان من طريق أخرى ، و هذا مما لم يبينه
، أو لم يعلمه ، و إلا لوجب أن يبينه ، و لذلك بيض في " التيسير " له !

(3/317)


1319 - " إن الله لم يفرض الزكاة إلا ليطيب ما بقي من أموالكم ، و إنما فرض المواريث
لتكون لمن بعدكم " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/484 ) :

ضعيف
أخرجه أبو داود ( 1/264 ) و الحاكم ( 1/408 - 409 ) و الضياء المقدسي في "
المختارة " ( 67/112/1 ) من طريقين عن يحيى بن يعلى المحاربي : حدثنا أبي :
حدثنا غيلان عن جعفر بن إياس عن مجاهد عن ابن عباس قال :
لما نزلت هذه الآية : *( و الذين يكنزون الذهب و الفضة .. )* قال : كبر ذلك على
المسلمين ، فقال عمر رضي الله عنه : أنا أفرج عنكم ، فانطلق ، فقال :
يا نبي الله ! إنه كبر على أصحابك هذه الآية ، فقال رسول الله صلى الله عليه
وسلم : فذكره ، فكبر عمر ، ثم قال له :
" ألا أخبرك بخير ما يكنز المرء ؟ المرأة الصالحة ، إذا نظر إليها سرته ، و إذا
أمرها أطاعته ، و إذا غاب عنها حفظته " .
و قال الحاكم :
" صحيح على شرط الشيخين " ! و وافقه الذهبي ! و أقره ابن كثير ( 2/351 ) .
و قال الحافظ العراقي في " تخريج الإحياء " ( 2/36 ) :
" سنده صحيح " .
كذا قالوا ، و فيه نظر عندي ، أما كونه " على شرط الشيخين " فهو من الأوهام
الظاهرة ، لأن غيلان - و هو ابن جامع - ليس من رجال البخاري ، و إنما روى له
مسلم وحده .
و أما كونه صحيحا ، فهو ما يبدو لأول وهلة ، و لكني قد وجدت له علة ، و هي
الانقطاع ، فأخرجه الحاكم ( 2/333 ) من طريق إبراهيم بن إسحاق الزهري : حدثنا
يحيى بن يعلى بن الحارث المحاربي : حدثنا أبي : حدثنا غيلان بن جامع عن عثمان
ابن القطان الخزاعي عن جعفر بن إياس به . و قال :
" صحيح الإسناد " .
و تعقبه الذهبي فقال :
" قلت : عثمان لا أعرفه ، و الخبر عجيب " .
و أقول : و رجال إسناده ثقات معروفون من رجال " التهذيب " غير إبراهيم بن إسحاق
الزهري و هو ثقة كما قال الدارقطني ، و له ترجمة في " تاريخ بغداد " ( 6/25 -
26 ) و قال :
" و كان ثقة خيرا فاضلا دينا صالحا ، مات سنة ( 277 ) و قد بلغ ثلاثا و تسعين
سنة " .
قلت : فقد زاد في الإسناد بين غيلان و جعفر ( عثمان ) هذا فهي زيادة مقبولة ،
و لا سيما و قد توبع عليها كما يأتي ، فوجب أن نعرف حاله ، و قد رأيت قول
الذهبي فيه آنفا :
" لا أعرفه " .
و لم يورده هو في " الميزان " و لا الحافظ في " اللسان " . فمن المحتمل أن يكون
هو عثمان بن عمير أبو اليقظان الكوفي الأعمى المترجم في " التهذيب " ، فقد أورد
الحافظ ابن كثير ( 2/351 ) هذا الحديث من طريق ابن أبي حاتم قال : حدثنا أبي :
حدثنا حميد بن مالك : حدثنا يحيى بن يعلى المحاربي : حدثنا أبي : حدثنا غيلان
ابن جامع المحاربي عن عثمان بن أبي اليقظان عن جعفر به ، و هكذا رواه ابن
الأعرابي في " معجمه " ( ق 182/2 - 183/1 ) نا الترقفي : نا يحيى بن يعلى به .
و لا نعلم في الرواة " عثمان بن أبي اليقظان " فلعل لفظة ( بن ) زيادة من بعض
النساخ سهوا ، و الأصل : ( عثمان أبي اليقظان ) ، و يؤيده أن المناوي ذكر في "
الفيض " أن الذهبي قال في " المهذب " :
" فيه عثمان أبو اليقظان ، ضعفوه " .
قلت : و " المهذب " هذا للذهبي ، و هو كالمختصر لـ " السنن الكبرى " للبيهقي ،
و لكنه يتكلم على أحاديثه تصحيحا و تضعيفا بأوجز عبارة ، كما رأيت آنفا ، فهو
مثل " تلخيصه " على " المستدرك " . و هذا الحديث قد أخرجه البيهقي في " سننه "
( 4/83 ) من طريق الصفار : حدثنا عباس بن عبد الله الترقفي : حدثنا يحيى بن
يعلى بن الحارث فذكره فقال : " عثمان أبي اليقظان " .
ثم ساقه من روايته عن شيخه الحاكم بإسناده من طريق إبراهيم بن إسحاق الزهري
المتقدم .. و قال البيهقي :
" فذكره بمثل إسناده ، و قصر به بعض الرواة عن يحيى فلم يذكر في إسناده عثمان
أبا اليقظان " .
قلت : و في قول البيهقي هذا فائدتان هامتان :
الأولى : أن قول الحاكم في هذا الإسناد المتقدم : " عثمان بن القطان الخزاعي "
هو من أخطائه الكثيرة التي وقعت في " مستدركه " ، فحق للذهبي و غيره أن لا
يعرفه ، لأنه وهم لا حقيقة له .
و الأخرى : خطأ روايته الأولى التي ليس فيها ذكر لعثمان هذا ، و أنه سقط من بعض
الرواة ، و عليه فتصحيح من صححه خطأ أيضا ، كما هو ظاهر ، فالحمد لله الذي وافق
حكمي حكم الإمام البيهقي من حيث السقط ، و أيد بكلامه الصريح الاحتمال المتقدم
مني أن هذا الساقط هو عثمان بن عمير أبو اليقظان .
و يؤيده قول الضياء عقب الحديث :
" رواه أحمد بن إبراهيم الدورقي و سليمان بن الشاذكوني عن يحيى بن يعلى بن
الحارث عن أبيه عن غيلان بن جامع عن عثمان بن عمير أبي اليقظان عن جعفر بن إياس
" .
قلت : فزاد في الإسناد ( ابن عمير أبي اليقظان ) ، فهذا يحملنا على الجزم بأن
من قال فيه " عثمان بن القطان " ، أو عثمان بن أبي اليقظان " فقد أخطأ .
و الخلاصة : أن علة الحديث عثمان بن عمير أبو اليقظان ، و هو متفق على تضعيفه
كما يشعر بذلك قول الذهبي المتقدم في " المهذب " :
" ضعفوه " .
و كذلك قال في " الكاشف " و " الميزان " و " الضعفاء " ، و قال الحافظ في "
التقريب " :
" ضعيف ، و اختلط ، و كان يدلس ، و يغلو في التشيع " .
قلت : هذا الحديث جاء في بعض نسخ " الجامع الصغير " مرموزا له بالصحة ، و اغتر
بذلك اللجنة القائمة على تحقيق " الجامع الكبير " فقالوا ( 2/1600 ) :
الحديث في الصغير برقم 1774 و رمز لصحته " !
و قد أنبأناك مرارا أن رموز " الجامع " لا يعتد بها ، و هذا من الأمثلة العديدة
على ذلك . و من عجيب أمر هذه اللجنة أنها تركن إلى الرمز ، و لا تعتمد على
تضعيف الحافظ الذهبي الذي نقله المناوي في شرحه و هو من مراجعهم ، و الرقم الذي
ذكروه هو رقم الحديث في شرحه . فهل يعني إعراضهم عن تضعيف المناوي له تبعا
للذهبي أن تصحيحهم للأحاديث ذوقي ، و ليس على المنهج العلمي الحديثي ؟ !
ثم إنه قد وقع عندهم مرموزا للحديث بـ ( ش د ع ك ن ) ، و ( ن ) في اصطلاح
السيوطي إنما يعني النسائي ، و ليس عنده مطلقا ، و إنما هو محرف من ( ق ) أي
البيهقي ، و لو كان عند النسائي لقدم في الذكر على ( ع ك ) كما هي عادته تبعا
لعرف المحدثين لتقدمه عليهما طبقة و علما .
( تنبيه ) : هذا الحديث مما صححه الشيخ نسيب الرفاعي و الشيخ الصابوني في "
مختصر تفسير ابن كثير " بإيرادهما إياه فيه ، و زاد الأول على الآخر بأنه صرح
بصحته في فهرسه الذي وضعه في آخر المجلد الثاني ( ص 227 ) و لئن كان من الممكن
الاعتذار عنهما بأنهما اغترا بسكوت ابن كثير على تصحيح الحاكم المتقدم ، فما
عذرهما في غيره من الأحاديث التي صححاها دون الناس جميعا أو على الأقل دون ابن
كثير و أسانيدها بينة الضعف ؟ ! و قد تقدم بعضها ، و الحديث التالي مثال آخر
بالنسبة للرفاعي ، ثم رأيت الغماري قد سلك سبيل هؤلاء فأورده في " كنزه " ،
والله المستعان .

(3/318)


1320 - " إن الله لم يرض بحكم نبي و لا غيره في الصدقات حتى حكم هو فيها من السماء ،
فجزأها ثمانية أجزاء ، فإن كنت من تلك الأجزاء أعطيتك منها " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/488 ) :

ضعيف
أخرجه أبو داود ( 1/258 - 259 ) و الطحاوي في " شرح معاني الآثار " ( 1/304 -
305 ) و البيهقي ( 4/174 ) و الحارث بن أبي أسامة في " مسنده " ( ق 69/1 - 2
زوائده ) كلهم من طريق عبد الرحمن بن زياد بن أنعم أنه سمع زياد بن نعيم
الحضرمي أنه سمع زياد بن الحارث الصدائي يقول :
أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم على قومي ، فقلت : يا رسول الله ! أعطني من
صدقاتهم ، ففعل ، و كتب لي بذلك كتابا ، فأتاه رجل فقال : يا رسول الله ! أعطني
من الصدقات ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره .
و من هذا الوجه أخرجه يعقوب الفسوي في " التاريخ " ( 2/495 ) و الطبراني في "
المعجم الكبير " ( 5/302/5285 ) مطولا و فيه عندهما قصة .
قلت : و هذا إسناد ضعيف من أجل عبد الرحمن هذا ، فقد ضعفوه كما قال الذهبي في "
الضعفاء " :
" مشهور جليل ، ضعفه ابن معين و النسائي ، و قال الدارقطني : " ليس بالقوي " ،
و وهاه أحمد " .
و قال الحافظ في " التقريب " :
" كان ضعيفا في حفظه ، و كان رجلا صالحا " .
و به أعله المناوي في " شرحيه " . و أشار البغوي في " شرح السنة " ( 6/90 ) إلى
تضعيفه ، و ذكر السيوطي في " الجامع الكبير " ( 4975 ) أنه رواه الدارقطني
و ضعفه .
إذا عرفت هذا يتبين لك تهور الشيخ نسيب الرفاعي بإقدامه على تصحيح هذا الحديث
بإيراده إياه في " مختصر تفسير ابن كثير " و قد التزم في مقدمته أن لا يورد فيه
إلا الصحيح أو الحسن أحيانا ! بل أقول : حتى و لو لم يلتزم ذلك لم يجز له أن
يورده إلا ببيان ضعفه الذي ذكره ابن كثير نفسه بقوله ( 2/364 ) :
" رواه أبو داود من حديث عبد الرحمن بن زياد بن أنعم ، و فيه ضعف " .
و الحق - و الحق أقول - لقد كان موقف ابن بلده الصابوني تجاه هذا الحديث خيرا
من الرفاعي ، فإنه لم يورده في " مختصره " و إن كنت لا أدري إذا كان ذلك منه
وقوفا مع تضعيف ابن كثير و وفاءا بشرطه ، أم بدافع الاختصار فقط ؟
و قد مضى حديث آخر لعبد الرحمن هذا برقم ( 35 ) هو جزء من القصة المشار إليها
آنفا .

(3/319)


1321 - " لأن يتصدق الرجل في حياته بدرهم خير له من أن يتصدق بمائة عند موته " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/489 ) :

ضعيف
رواه أبو داود ( 2866 ) و ابن حبان ( 821 ) و المخلص في " الفوائد المنتقاة " (
198/1 - 2 ) و الضياء في " المختارة " ( 10/98/2 ) عن ابن أبي فديك : أنبأ ابن
أبي ذئب عن شرحبيل عن أبي سعيد الخدري مرفوعا به .
قلت : و هذا إسناد ضعيف رجاله كلهم ثقات غير شرحبيل و هو ابن سعد أبو سعد
المدني ، و هو ضعيف ، يكاد يكون من المجمع على ضعفه ، و قد اتهمه بعضهم ، و قال
الحافظ في " التقريب " :
" صدوق اختلط بآخره " . و منه تعلم أن قول المناوي :
" ثم قال : أعني ابن حبان : حديث صحيح ، و أقره ابن حجر " .
فإنما صدر عن غير تحقيق ، فإن ابن حبان ليس من عادته أن يعقب على الأحاديث
بقوله : " حديث صحيح " ، و لا نقله الهيثمي في " موارد الظمآن " عقب هذا الحديث
، و إنما أوقعه في هذا الخطأ قول الحافظ في " الفتح " ( 5/374 ) في هذا الحديث
:
" رواه أبو داود ، و صححه ابن حبان " .
و هذا لا يعني أنه قال : " حديث صحيح " لما ذكرنا ، و غنما يعني : رواه ابن
حبان . في " صحيحه " و هذا شيء معروف عند أهل العلم ، و جره هذا الخطأ إلى
التصريح بصحة سنده في " التيسير " . و تقدم غيره .
نقول هذا بيانا للواقع ، و إلا فلا فرق عند الباحثين و العارفين بتساهل ابن
حبان بين إخراجه للحديث في " صحيحه " و سكوته عنه ، و بين ما لو قال فيه : "
حديث صحيح " فإنه لابد في الحالتين من التأكد من صحة حكمه بالصحة ، و قد فعلنا
، فنقلنا قول الحافظ فيه الدال على ضعفه ، و أن إقراره لتصحيح ابن حبان لحديثه
لا حجة فيه بعد معرفة ضعف راويه ، و قد أورده الذهبي في " الضعفاء " و قال :
" اتهمه ابن أبي ذئب ، و ضعفه الدارقطني و غيره " .
ثم رأيت الغماري قلد المناوي - كعادته - فأورد الحديث في " كنزه " .

(3/320)


1322 - " مثل الذي يعتق عند الموت كمثل الذي يهدي إذا شبع " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/490 ) :

ضعيف
أخرجه أبو داود ( 3968 ) و النسائي ( 2/125 ) و الترمذي ( 2/17 ) و الدارمي (
2/413 ) و ابن حبان ( 1219 ) و أحمد ( 5/197 و 6/448 ) و عبد بن حميد في "
المنتخب من المسند " ( ق 28/1 ) و ابن الأعرابي في " المعجم " ( ق 190/2 ) عن
أبي إسحاق عن أبي حبيبة الطائي قال :
" أوصى إلي أخي بطائفة من ماله ، فلقيت أبا الدرداء ، فقلت : إن أخي أوصى
إلي بطائفة من ماله ، فإن ترى لي وضعه في الفقراء أو المساكين أو المجاهدين في
سبيل الله ، فقال : أما أنا فلو كنت لم أعدل بالمجاهدين ، سمعت رسول الله
صلى الله عليه وسلم يقول : ... " ، فذكره و السياق للترمذي و قال :
" حديث حسن صحيح " .
كذا قال . و أبو حبيبة هذا في عداد المجهولين ، فإنه لا يعرف له راو غير أبي
إسحاق ، و لذلك قال الحافظ فيه :
" مقبول " . يعني عند المتابعة ، و إلا فلين الحديث ، و لم يتابع فيما علمت .
و لذلك قال الذهبي في " الميزان " : " لا يدرى من هو ؟ و قد صحح له الترمذي " .
فتحسين الحافظ لإسناده في " الفتح " ( 5/374 ) غير حسن ، و إن وافقه المناوي
و قلده الغماري ، و أقره المعلق على " شرح السنة " ( 6/172 ) . والله المستعان
.

(3/321)


1323 - " يعظم أهل النار في النار ، حتى إن بين شحمة أذن أحدهم إلى عاتقه مسيرة
سبعمائة عام ، و إن غلظ جلده سبعون ذراعا ، و إن ضرسه مثل أحد " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/491 ) :

ضعيف
أخرجه أحمد ( 2/26 ) : حدثنا وكيع : حدثني أبو يحيى الطويل عن أبي يحيى القتات
عن مجاهد عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم .
قلت : و هذا سند ضعيف ، أبو يحيى القتات ، مشهور بكنيته ، و قد اختلف في اسمه ،
و هو لين الحديث . و مثله أبو يحيى الطويل و اسمه عمران بن زيد التغلبي لين
أيضا ، كما في " التقريب " . و مع هذا الضعف صححه الغماري ، فأورده في " كنزه "
.
و يعارض هذا الحديث ما عند مسلم في " صحيحه " ( 8/154 ) عن أبي هريرة قال : قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" ضرس الكافر أو ناب الكافر مثل أحد ، و غلظ جلده مسيرة ثلاث " .
و يعارضه أيضا حديث :
" إن بين شحمة أذن أحدهم و بين عاتقه مسيرة سبعين خريفا ... " .
أخرجه أحمد بإسناد صحيح كما بينته في الكتاب الآخر ( 560 ) .

(3/322)


1324 - " أفشوا السلام ، و أطعموا الطعام ، و اضربوا الهام ، تورثوا الجنان " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/491 ) :

ضعيف
أخرجه الترمذي ( 1/340 ) من طريق عثمان بن عبد الرحمن الجمحي عن محمد بن زياد
عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم به و قال :
" حديث حسن صحيح غريب من حديث ابن زياد عن أبي هريرة " .
كذا قال ! و الجمحي هذا ، لم يوثقه أحد ، بل قال البخاري :
" مجهول " . و قال أبو حاتم :
" ليس بالقوي ، يكتب حديثه و لا يحتج به " . و اعتمده الحافظ في " التقريب " .
و للحديث طريق أخرى دون الفقرة الثالثة ، يرويه قتادة عن أبي ميمونة عن أبي
هريرة قال :
" قلت : يا رسول الله ! إذا رأيتك طابت نفسي ، و قرت عيني ، فأنبئني عن كل شيء
، فقال : " كل شيء خلق من ماء " . قال : قلت : يا رسول الله ! أنبئني عن أمر
إذا أخذت به دخلت الجنة ، قال : " أفش السلام ، و أطعم الطعام ، و صل الأرحام ،
و قم بالليل و الناس نيام ، ثم ادخل الجنة بسلام " .
أخرجه ابن حبان ( 642 ) و أحمد ( 2/295 و 323 - 324 و 493 ) .
قلت : و هذا إسناد ضعيف ، قال الدارقطني :
" أبو ميمونة عن أبي هريرة ، و عنه قتادة ; مجهول يترك " .
لكن قوله : " أفش السلام ... " إلخ قد صح من حديث عبد الله بن سلام مرفوعا و هو
مخرج في " الصحيحة " ( 569 ) .
( تنبيه ) : قد وقع للسيوطي ثم للمناوي خبط في لفظ هذا الحديث و سياقه بينته في
المصدر الآنف الذكر برقم ( 571 ) . و كذلك أخطأ الغماري بإيراده في " كنزه " ،
و معزوا لابن ماجه .
ثم رأيت الحديث في " المستدرك " ( 4/129 ) من الوجه المذكور و قال :
" صحيح الإسناد " ! و وافقه الذهبي ! مع أن هذا أورد أبا ميمونة في " الميزان "
و نقل عن الدارقطني ما ذكرته عنه آنفا من التجهيل ! و أقره ! و أما الحاكم
فلعله ظن أن أبا ميمونة هذا هو الفارسي و ليس أبا ميمونة الأبار ، أو أنه ظن
أنهما واحد ، و الراجح التفريق ، و إليه ذهب الشيخان و أبو حاتم و غيرهم
كالدارقطني ; فإنه وثق الفارسي في " كناه " ، قال الحافظ في " التهذيب " عقبه :
" و هذا مما يؤيد أنه غير الفارسي " .
و وقع في ابن حبان " هلال بن أبي ميمونة " . و هو خطأ مطبعي أو من النساخ .
والله أعلم .
ثم رأيت ابن كثير جرى في " التفسير " على عدم التفريق ، فقال عقب الحديث و قد
ساقه من رواية أحمد ( 3/177 ) :
" و هذا إسناد على شرط الصحيحين ، إلا أن أبا ميمونة من رجال " السنن " و اسمه
سليم ، و الترمذي يصحح له . و قد رواه سعيد بن أبي عروبة عن قتادة مرسلا .
والله أعلم . " .
قلت : و هذه علة أخرى و هي الإرسال . والله أعلم .
و الحديث مما صححه الرفاعي في " مختصره " ( 3/40/30 ) فما أكثر تعديه ، و ظلمه
لنفسه و قرائه ؟ ! و شاركه في ذلك بلديه الصابوني ( 2/506 ) و زاد عليه أنه عزا
التخريج إلى نفسه حين جعله في الحاشية ، و ذلك من ديدنه كما كنت نبهت عليه في
مقدمة المجلد الرابع من " الصحيحة " ، فعد إليه إن شئت أن تعرف حقيقته .

(3/323)


1325 - " إن الجنة لتزخرف لرمضان من رأس الحول إلى الحول ، فإذا كان أول ليلة من
رمضان هبت ريح من تحت العرش فصفقت ورق الجنة عن الحور العين ، فقلن يا رب اجعل
لنا من عبادك أزواجا تقر بهم أعيننا ، و تقر أعينهم بنا " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/493 ) :

منكر
أخرجه الطبراني في " المعجم الأوسط " ( رقم 6943 ) و تمام في " الفوائد " ( ج1
رقم 34 ) و ابن عساكر في " فضل رمضان " ( ق /171 - 2 ) من طريق الوليد بن
الوليد : نا ابن ثوبان عن عمرو بن دينار عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله
عليه وسلم قال : فذكره و قال الطبراني :
" لم يروه عن ابن ثوبان إلا الوليد " .
قلت : و هو القلانسي واه . قال الذهبي في " الميزان " :
" قال أبو حاتم : صدوق . و قال الدارقطني و غيره : متروك . و روى له نصر
المقدسي في " أربعينه " حديثا منكرا ، و قال : تركوه " .
قلت : يعني هذا الحديث ، فقد رواه الذهبي في " تذكرة الحفاظ " من هذا الوجه ثم
قال ( 3/88 ) :
قال نصر المقدسي : تفرد به الوليد بن الوليد القلانسي ، و قد تركوه . قلت :
وهاه الدارقطني و قواه أبو حاتم " .
و من طريقه أورده ابن الجوزي في " الواهيات " ( 2/46 ) من رواية الدارقطني في "
الأفراد " و قال الدارقطني :
" إنه تفرد به و هو منكر الحديث " .
و أخرجه ابن خزيمة في " صحيحه " ( 1886 ) و الأصبهاني في " الترغيب " ( ق 179/2
) من حديث جرير بن أيوب البجلي عن الشعبي عن نافع بن بردة عن أبي مسعود الغفاري
مرفوعا به و زاد :
" قال : فما من عبد يصوم يوما في رمضان إلا زوج زوجة من الجور العين ، في خيمة
من درة مما نعت الله *( حور مقصورات في الخيام )* على كل امرأة سبعون حلة ليس
منها حلة على لون الأخرى ، تعطي سبعين لونا من الطيب ، ليس منه لون على ريح
الآخر ، لكل امرأة منهن سبعون ألف وصيفة لحاجتها .. " إلخ الحديث .
و فيه من مثل هذه المبالغات ما يدل على نكارته و وضعه و لذلك لم يسلم به ابن
خزيمة فإنه قال : " إن صح الخبر ، فإن في القلب من جرير بن أيوب البجلي " .
و عقب عليه الحافظ المنذري بقوله ( 2/72 ) :
" جرير بن أيوب البجلي واه ، و لوائح الوضع عليه . والله أعلم " .
قلت : و مع هذا الحكم الصريح بالوضع على هذا الحديث فقد صدره بصيغة ( عن )
المشعرة عنده بأنه فوق الضعيف كما نص عليه في المقدمة ، و هذا من تناقضه الذي
أوضحته في مقدمة كتابي " صحيح الترغيب و الترهيب " فراجعها فإنها مهمة جدا .
و هذا الحديث أورده ابن الجوزي في " الموضوعات " ( 2/188 - 189 ) و قال :
" هذا حديث موضوع على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، و المتهم به جرير بن أيوب
. قال يحيى : ليس بشيء ، و قال الفضل بن دكين : يضع الحديث . و قال النسائي
و الدارقطني : متروك " .
و عقب عليه السيوطي في " اللآلىء " ( 2/100 ) بما لا طائل تحته . و ذهل عنه ابن
عراق فلم يورده في " تنزيه الشريعة " لا في الفصل الأول ، و لا في الفصل الثاني
. و القول فيه قول ابن الجوزي و المنذري .
ثم إن من الممكن ربط علة الحديث بنافع بن بردة ; فإني لم أجد له ترجمة فيما
عندي من المصادر . و شيخه أبو مسعود الغفاري أورده في " الإصابة " في ( الكنى )
و قال يأتي في ( المبهمات ) و ليس عنده ( المبهمات ) ، و وقع في " الموضوعات "
( عبد الله بن مسعود ) و في " ترغيب الأصبهاني " و " اللآلىء " : ( ابن مسعود )
، و هذا لا ينافي أنه الغفاري لأنه أبو مسعود بن مسعود الغفاري كما في "
الإصابة " . والله أعلم .

(3/324)


1326 - " نعم السحور التمر ، و نعم الإدام الخل ، و رحم الله المتسحرين " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/495 ) :

ضعيف
رواه أبو عوانة في " صحيحه " ( 8/185/1 ) : حدثني أبو محمد بن العباس القطان
الدمشقي قال : حدثنا خالد بن يزيد العمري عن ابن أبي ذئب عن المقبري عن أبي
هريرة مرفوعا .
و من هذا الوجه أخرجه ابن عساكر في " تاريخ دمشق " ( 19/79/1 ) في ترجمة القطان
هذا و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا .
قلت : و هذا إسناد واه جدا ، العمري هذا قال الذهبي :
" كذبه أبو حاتم و يحيى ، قال ابن حبان يروي الموضوعات عن الأثبات " .
ثم ساق له بعض الموضوعات ، و ليس منها هذا ، فإن الجملة الأولى منه لها طريق
أخرى صحيحة عن أبي هريرة أوردتها في " الصحيحة " ( 562 ) ، و الجملة الثانية في
" صحيح مسلم " من حديث جابر و عائشة ، و هو مخرج هناك برقم ( 2220 ) .
و أما الجملة الأخيرة ، فأخرجها الطبراني في " الكبير " ( 6689 ) من حديث
السائب بن يزيد مرفوعا مع الجملة الأولى ، و فيه يزيد بن عبد الملك النوفلي
و هو ضعيف ، كما في " المجمع " ( 3/151 ) و " التقريب " .
و لم أجد لهذه الفقرة الأخيرة شاهدا آخر أشد به من عضدها ، و لذلك أوردته هنا ،
و إنما صحت بلفظ :
" إن الله و ملائكته يصلون على المتسحرين " .
و لذلك أوردته في " صحيح الترغيب و الترهيب " ( 1058 ) .

(3/325)


1327 - " من صام يوما لم يخرقه كتبت له عشر حسنات " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/496 ) :

ضعيف
رواه الطبراني في " الأوسط " ( 7653 - بترقيمي ) عن عبد الرحمن بن عبد الوهاب
الصيرفي : حدثنا إسحاق بن يوسف الأزرق عن أبي جناب الكلبي عن طلحة بن مصرف عن
عبد الرحمن بن عوسجة عن البراء بن عازب مرفوعا و قال :
" لم يروه عن طلحة إلا أبو جناب ، و لا عنه إلا إسحاق الأزرق ، تفرد به
عبد الرحمن بن عبد الوهاب " .
قلت : و من هذا الوجه أخرجه أبو نعيم في " الحلية " ( 5/28 ) و قال :
" غريب من حديث طلحة ، تفرد به إسحاق الأزرق " .
قلت : و الراوي عنه عبد الرحمن بن عبد الوهاب الصيرفي يبدو أنه العمي و هو بصري
، ترجمه ابن أبي حاتم ( 2/2/262 ) و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا ، و لكنه قال
:
" روى عنه أبو زرعة و موسى بن إسحاق الأنصاري " .
و أبو زرعة لا يروي إلا عن ثقة ، و من فوقه ثقات أيضا غير أبي جناب الكلبي
و اسمه يحيى بن أبي حية و هو ضعيف مدلس ، فهو علة الحديث .
و الحديث عزاه في " الجامع " لـ " الحلية " وحده فقصر .

(3/326)


1328 - " قل : اللهم غارت النجوم ، و هدأت العيون ، و أنت حي قيوم ، يا حي يا قيوم !
أنم عيني ، و أهدىء ليلي " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/496 ) :

ضعيف جدا
أخرجه الطبراني في " الكبير " ( 4817 ) من طريق عمرو بن الحصين العقيلي : حدثنا
محمد بن عبد الله بن علاثة : حدثنا ثور بن يزيد عن خالد بن معدان قال : سمعت
عبد الملك بن مروان يحدث عن أبيه عن زيد بن ثابت قال :
أصابني أرق من الليل ، فشكوت ذلك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : (
فذكره ) فقلتها فذهب عني .
قلت : و هذا إسناد ضعيف جدا ; عمرو بن الحصين متروك متهم ، و ابن علاثة فيه ضعف
، و بالأول فقط أعله الهيثمي في " مجمع الزوائد " ( 10/128 ) .

(3/327)


1329 - " لكل شيء زكاة ، و زكاة الجسد الصوم " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/497 ) :

ضعيف
روي من حديث أبي هريرة و سهل بن سعد .
1 - أما حديث أبي هريرة ، فأخرجه وكيع في " الزهد " ( 3/82/2 ) : حدثنا موسى بن
عبيدة عن جمهان عنه موقوفا .
و رواه ابن أبي شيبة في " المصنف " ( 3/7 ) و ابن ماجه ( رقم 1745 ) و ابن عدي
في " الكامل " ( ق 303/1 ) و أبو بكر الكلاباذي في " مفتاح المعاني " ( ق 157/2
) من طريق ابن المبارك و غيره عن موسى بن عبيدة به مرفوعا .
قال البوصيري في " الزوائد " ( 2/79 - بيروت ) :
" هذا إسناد ضعيف ، موسى بن عبيدة - و هو الربذي - متفق على تضعيفه " .
و خالف يحيى بن عبد الحميد فقال : نا ابن المبارك عن الأوزاعي عن جمهان به .
أخرجه عبد بن حميد في " المنتخب من المسند " ( ق 155/1 - ظاهرية ) .
قلت : و ذكره الأوزاعي مكان موسى منكر ، تفرد به يحيى هذا و هو الحماني . قال
الذهبي في " الضعفاء " :
" حافظ منكر الحديث ، و قد وثقه ابن معين و غيره ، و قال أحمد بن حنبل : كان
يكذب جهارا . و قال النسائي : ضعيف " .
و قال الحافظ في " التقريب " :
" اتهموه بسرقة الحديث " .
و لم يتنبه البوصيري لهذه المخالفة ، فجعل رواية الحماني عن ابن المبارك عن
موسى بن عبيدة ! و فيه علة أخرى و هي جمهان ، ترجمه في " التهذيب " برواية
اثنين آخرين عنه و وثقه ابن حبان ( 4/118 ) ، و قال في " التقريب " :
" مقبول " .
لكن ذكر البخاري في " تاريخه " ( 2/1/250 ) عن علي بن المديني أن هذا الذي روى
عنه موسى بن عبيدة هو غير الذي روى عنه الاثنان المشار إليهما ، و أحدهما عروة
ابن الزبير . والله أعلم .
و لعله لذلك بيض له الذهبي في " الكاشف " ، فلم يتبين له حاله .
2 - أما حديث سهل ، فيرويه حماد بن الوليد عن سفيان الثوري عن أبي حازم عنه
مرفوعا .
أخرجه ابن مخلد في " المنتقى من أحاديثه " ( 2/89/2 ) و ابن عدي في " الكامل "
( 73/1 ) و الطبراني في " المعجم الكبير " ( 6/237/5973 ) و ابن الجوزي في "
الأحاديث الواهية " ، و قال ابن عدي :
" لا أعلم يرويه عن الثوري غير حماد ، و لحماد أحاديث غرائب و أفرادات عن
الثقات ، و عامة ما يرويه لا يتابع عليه " .
و قال ابن حبان في " الضعفاء و المتروكين " ( 1/254 ) :
" يسرق الحديث ، و يلزق بالثقات ما ليس من أحاديثهم " .
و قال ابن الجوزي :
" هذا حديث لا يصح " .
ثم ذكر كلام ابن حبان و الجملة الأخيرة من كلام ابن عدي .
و قال الهيثمي ( 3/182 ) بعدما عزاه للطبراني :
" و فيه حماد بن الوليد ، و هو ضعيف " .
و قال الذهبي في " ضعفائه " :
" متروك ساقط " .

(3/328)


1330 - " من صام يوما ابتغاء وجه الله تعالى ، بعده الله عز وجل من جهنم كبعد غراب طار
و هو فرخ حتى مات هرما " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/498 ) :

ضعيف
أخرجه أحمد ( 2/526 ) : حدثنا عبد الله بن يزيد : حدثنا ابن لهيعة عن خالد بن
يزيد عن لهيعة أبي عبد الله عن رجل قد سماه : حدثني سلمة بن قيس عن أبي هريرة
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : فذكره .
قلت : و هذا سند ضعيف ، رجاله ثقات ، غير شيخ لهيعة الذي لم يسم .
و لهيعة هو والد عبد الله بن لهيعة لم يوثقه غير ابن حبان و قال الأزدي :
" حديثه ليس بالقائم " . و قال ابن القطان :
" مجهول الحال " .
و هذا هو الذي اعتمده الحافظ من الأقوال فقال :
" مستور " .
و قد اختلف في إسناده على ابن لهيعة و أبيه ، فرواه خالد بن يزيد عنه هكذا
و قال الطبراني في " الأوسط " ( 3270 ) : حدثنا بكر - هو ابن سهل - : حدثنا
عبد الله بن يوسف و شعيب بن يحيى قالا : حدثنا ابن لهيعة : حدثنا زبان بن فائد
عن لهيعة بن عقبة عن عمرو بن ربيعة الحضرمي : سمعت سلامة بن قيصر يقول : سمعت
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : فذكره و قال :
" لا يروى عن سلام إلا بهذا الإسناد ، تفرد به ابن لهيعة " .
قلت : و هو ضعيف في غير رواية عبد الله بن يزيد المقرئ - و هي الأولى -
و عبد الله بن المبارك و عبد الله بن وهب ، و أما رواية غير هؤلاء الثلاثة عنه
فهي ضعيفة ، لأنهم رووا عنه بعد احتراق كتبه ، و تحديثه من حفظه ، و هو فيه
ضعيف ، لكن شيخ الطبراني بكر بن سهل ضعيف أيضا ، بل إنهم وضعوه ، و شيخ ابن
لهيعة زبان بن فائد ضعيف ، فهو إسناد مظلم كما ترى ، فيه عدة علل تترى ،
و اقتصر الهيثمي على بيان علة واحدة منها ، فقال ( 3/181 ) بعد أن ذكره من حديث
سلمة بن قيصر :
" رواه أبو يعلى و الطبراني في " الكبير " و " الأوسط " إلا أنه قال : سلامة بن
قيصر ، و فيه ابن لهيعة و فيه كلام " !
قلت : قال الحافظ في " الإصابة " :
" سلامة بن قيصر ، و يقال : سلمة ; نزل مصر ، قال أحمد بن صالح : له صحبة .
و نفاها أبو زرعة . و قال ابن صالح : سلمة عندنا أصح ، و هو من أصحاب النبي
صلى الله عليه وسلم . و قال البخاري : لا يصح حديثه . و أخرجه حديثه مطين ،
و الحسن بن سفيان و الطبراني من طريق عمرو بن ربيعة الحضرمي سمعت سلامة بن قيصر
يقول : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : من صام .. و مداره على ابن
لهيعة ، فرواه ابن وهب و جل أصحابه عنه هكذا ، و رواية ابن وهب في " مسند أبي
يعلى " و قال عبد الله بن يزيد المقرىء عنه بهذا الإسناد عن سلمة بن قيصر عن
أبي هريرة و عنه أخرجه أحمد في مسنده ، و رجح أبو زرعة هذه الزيادة ، و أنكرها
أحمد بن صالح " .
قلت : و في قوله : " بهذا الإسناد .. " نظر ، فإن إسناد أحمد عن عبد الله بن
يزيد عن ابن لهيعة يختلف كل الاختلاف عن إسناد سائر أصحاب ابن لهيعة عنه كما
سبق بيانه .
و جملة القول : أن الحديث لا يصح كما قال البخاري ، لأن مداره على ابن لهيعة ،
و قد اختلفوا عليه في إسناده كما أوضحته بأتم توضيح والله تعالى ولي التوفيق .
( تنبيه ) : وقع في " المسند " كما رأيت " سلمة بن قيس " و الصواب " سلمة بن
قيصر " كما يفهم من كلام الحافظ المتقدم ، و كذلك ذكره في " تعجيل المنفعة " ،
و هذا الخطأ عينه وقع في " المشكاة " من رواية البيهقي في " الشعب " ، و قد نبه
عليه القاري في " المرقاة " .
ثم وقفت على خلاف آخر على ابن لهيعة ، فأخرجه البزار في " مسنده " ( 1037 - كشف
الأستار ) من طريق عبد الله بن يزيد أيضا عن ابن لهيعة عن زبان بن فائد عن أبي
الشعثاء عن سلمة بن قيصر عن أبي هريرة .
قلت : فأسقط من إسناده الرجل الذي لم يسم ، فلا أدري أهذا من ابن لهيعة ، أم
سقط من الناسخ أو الطابع ؟ فقد قال المنذري في " الترغيب " ( 2/61 ) و تبعه
الهيثمي :
" رواه أحمد و البزار ، و في إسناده رجل لم يسم " !

(3/329)


1331 - " أشعرت يا بلال ! أن الصائم تسبح عظامه ، و تستغفر له الملائكة ما أكل عنده "
.

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/500 ) :

موضوع
أخرجه ابن ماجه ( 1749 ) و البيهقي في " شعب الإيمان " و من طريقه ابن عساكر في
" تاريخ دمشق " ( 3/232/2 و 10/330 - ط ) من طريق أبي عتبة عن بقية : حدثنا
محمد بن عبد الرحمن عن سليمان بن بريدة [ عن أبيه ] قال :
" دخل بلال على رسول الله صلى الله عليه وسلم و هو يتغدى ، فقال رسول الله
صلى الله عليه وسلم : [ الغداء يا بلال ! قال : إني صائم يا رسول الله ] فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم : نأكل رزقنا ، و فضل رزق بلال في الجنة ، أشعرت
... " .
قلت : و هذا إسناد ضعيف جدا ; محمد بن عبد الرحمن هو القشيري ، قال ابن عدي :
" منكر الحديث " . ذكره الذهبي و قال :
" و فيه جهالة ، و هو متهم ليس بثقة ، و قد قال فيه أبو الفتح الأزدي : كذاب
متروك الحديث " .
قلت : و كذلك قال أبو حاتم الرازي ، و كأن الذهبي فاته ذلك ، و إلا لما عدل عنه
إلى الأزدي المنتقد في نقده ، فقد ترجمه ابنه في " الجرح و التعديل " ( 3/2/325
) و قال :
" و سألته عنه ، فقال : متروك الحديث ، كان يكذب و يفتعل الحديث " .
و إذن فلا وجه لقول الذهبي : " فيه جهالة " . فالرجل معروف ، و لكن بالكذب في
الحديث ، فمثله يكون حديثه موضوعا و لا كرامة .
و بقية ، مدلس ، و لكنه قد صرح هنا بالتحديث ، و ليس به حاجة إلى التدليس ،
فالشيخ الذي قد يدلسه ، لن يكون شرا من هذا القشيري !
و لكن الراوي عنه أبو عتبة ، ليس سالما من القدح كما تراه في ترجمته من "
الميزان " و " اللسان " إلا أنه لم يتفرد به ، فقد قال ابن ماجه في " سننه " (
1749 ) : حدثنا محمد بن المصفى : حدثنا بقية به . فآفة الحديث من القشيري .
( تنبيه ) : وقع في نسخة " التاريخ " سقط في هذا الحديث ، من الناسخ ،
فاستدركته من " مشكاة المصابيح " ( 2082 ) فإنه ذكره من رواية البيهقي في " شعب
الإيمان " عن بريدة ، و هو كعادته لم يتكلم بشيء على إسناده ، فحققت القول عليه
هنا ، و ذكرت خلاصته في تعليقي عليه للمرة الثانية ، أتيت فيها على الأحاديث
التي لم يتيسر لي الكلام عليها في المرة الأولى ، فحققت القول فيها أيضا ، عسى
أن يعاد طبعه مرة أخرى إن شاء الله تعالى .

(3/330)


1332 - " إن الصائم إذا أكل عنده صلت عليه الملائكة حتى يفرغوا ، و ربما قال : حتى
يقضوا أكلهم " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/502 ) :

ضعيف
أخرجه الترمذي ( 1/150 ) و النسائي في " السنن الكبرى " ( ق 62/2 ) و الدارمي (
2/17 ) و ابن خزيمة في " صحيحه " ( 2138 - 2140 ) و ابن ماجه ( 1748 ) من طريق
ابن أبي شيبة و هذا في " المصنف " ( 3/86 ) و ابن المبارك في " الزهد " (
500/1424 ) و في الجزء الثاني من " حديثه " ( ق 104/2 ) و أحمد( 6/365 و 439 )
و ابن سعد في " الطبقات " ( 8/415 - 416 ) و البغوي في " حديث علي بن الجعد " (
1/477/899 ) و أبو يعلى في " مسنده " ( 4/1704 ) و عنه ابن حبان ( 953 - موارد
) و الطبراني في " المعجم الكبير " ( 25/30/49 ) و أبو نعيم في " الحلية " (
2/65 ) و البيهقي ( 4/305 ) كلهم من طريق حبيب بن زيد الأنصاري قال : سمعت
مولاة لنا يقال لها : ليلى ، تحدث عن جدته أم عمار بنت كعب :
أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل عليها ، فدعت له بطعام ، فقال لها : " كلي " ،
فقالت : إني صائمة ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : فذكره . و قال الترمذي :
" حديث حسن صحيح " .
و أقره المناوي في " شرحيه " : " الفيض " و " التيسير " ، و كأنه لم يرجع إلى
إسناده ، فإن ليلى هذه لا تعرف ، فقد أوردها الذهبي في فصل " النسوة المجهولات
" و قال :
" تفرد عنها حبيب بن زيد " .
و قال الحافظ فيها :
" مقبولة " .
يعني عند المتابعة ، و إلا فلينة الحديث ، و ما عرفت لها متابعا ، بل إن من
الممكن أن يقال : إنها قد خولفت فرواه أبو أيوب عن عبد الله بن عمرو موقوفا
مختصرا بلفظ :
" الصائم إذا أكل عنده صلت عليه الملائكة " .
أخرجه ابن أبي شيبة و عبد الرزاق و ابن المبارك من طريق قتادة عن أبي أيوب عنه
.
و هذا إسناد صحيح على شرط الشيخين ، و هو موقوف في حكم المرفوع ، و يشهد له
دعاء الضيف :
" أفطر عندكم الصائمون .. و صلت عليكم الملائكة " الحديث ، و هو مخرج في " آداب
الزفاف " ( ص 91 - 92 ) .
فإن الصلاة هنا جملة دعائية كالجملتين الأخريين ، و إنما يدعى بشيء يمكن أن يقع
إذا توفر سببه ، و هذا ما أكده ابن عمرو رضي الله عنه بحديثه هذا . والله أعلم
.
ثم إن الحديث رواه شريك عن حبيب بن زيد بلفظ :
" الصائم إذا أكل عنده المفاطير صلت عليه الملائكة حتى يمسي " .
أخرجه الترمذي و ابن خزيمة بإسناد واحد عن شريك و ليس عند الترمذي : " حتى يمسي
" . و هو بهذه الزيادة منكر ، لأن شريكا و هو ابن عبد الله القاضي سيىء الحفظ ،
و بهذه الزيادة رواه الطبراني أيضا ( رقم 50 ) .
و الحديث علقت عليه اللجنة القائمة بتحقيق " الجامع الكبير " للسيوطي ( 5652 )
بأن السيوطي رمز في " الجامع الصغير " لحسنه ، و كفى ! كما أورده الغماري في "
كنزه " .

(3/331)


1333 - " من فطر صائما من كسب حلال ، صلت عليه الملائكة ليالي رمضان كلها ، و صافحه
جبريل ، و من يصافحه جبريل يرق قلبه ، و تكثر دموعه . قال رجل : يا رسول الله !
فإن لم يكن ذاك عنده ؟ قال : قبضة من طعام . قال : أرأيت من لم يكن ذاك عنده ؟
قال : ففلقة خبز . قال : أفرأيت إن لم يكن ذاك عنده ؟ قال : فمذقة من لبن . قال
: أفرأيت من لم يكن ذاك عنده ؟ قال : فشربة من ماء " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/503 ) :

ضعيف
أخرجه ابن عدي في " الكامل " ( ق 69/2 ) عن حكيم بن خذام العبدي : نا علي بن
زيد عن سعيد بن المسيب عن سلمان الفارسي قال : قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم : فذكره .
قلت : و هذا إسناد ضعيف جدا ، و له علتان :
الأولى : علي بن زيد - و هو ابن جدعان - ضعيف لسوء حفظه .
و الأخرى : حكيم هذا قال أبو حاتم : " متروك الحديث " .
و قال البخاري : " منكر الحديث " .
قلت : و هذا منه تضعيف شديد له ، كما هو اصطلاحه .
لكن تابعه الحسن بن أبي جعفر عند ابن عدي أيضا ( 87/1 ) و الأصبهاني في "
الترغيب " ( ق 179/2 ) ، و قال ابن عدي :
" لا أعلم يرويه عن علي بن زيد إلا الحسن بن أبي جعفر و حكيم بن خذام " .
قلت : و ثلاثتهم ضعفاء ، و حكيم أشدهم ضعفا ، فالحديث ضعيف .
و من طريق الحسن أخرجه الطبراني مختصرا ، و البزار نحوه كما في " مجمع الزوائد
" ( 3/156 ) .
قلت : في عزوه للبزار نظر لأسباب أهمها أنه ليس في " كشف الأستار عن زوائد
البزار " للهيثمي أيضا ، و هو أصل ما يعزوه للبزار في " المجمع " و كذلك ليس هو
في " زوائد البزار " للحافظ ابن حجر .
و أما الطبراني فقد أخرجه في " الكبير " ( 6162 ) من طريق الحسن بن أبي جعفر ،
باختصار ، و رواه قبيله ( 6161 ) من طريق حكيم بن خذام أيضا أخصر منه .
( تنبيه ) : ( خذام ) بكسر المعجمة الأولى كما في " الإكمال " ( 3/130 ) لابن
ماكولا ، و مثله في " تاريخ البخاري " و " الجرح و التعديل " و " الكامل "
و غيرها ، و وقع في " اللسان " و " الطبراني " : حزام " ، ! بالحاء المهملة
و هو تصحيف .

(3/332)


1334 - " فضل القرآن على سائر الكلام ، كفضل الرحمن على سائر خلقه " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/505 ) :

ضعيف
أخرجه أبو يعلى في " معجم شيوخه " ( ق 34/1 ) و ابن عدي في " الكامل " (
ق/246/1 ) و البيهقي في " الأسماء و الصفات " ( ص 238 ) من طريق عمر الأبح عن
سعيد بن أبي عروبة عن قتادة - زاد البيهقي : عن الأشعث الأعمى - عن شهر بن حوشب
عن أبي هريرة مرفوعا به .و قال البيهقي :
" تفرد به عمر الأبح و ليس بالقوي " .
قلت : بل هو ضعيف جدا كما يفيده قول البخاري فيه :
" منكر الحديث " .
و مع ذلك فقد اقتصر الحافظ في " الفتح " ( 9/54 ) على قوله فيه :
" و هو ضعيف " .
و لعل ذلك لعدم تفرد الأبح به كما يأتي .
و شهر بن حوشب ضعيف من قبل حفظه .
و أما الأشعث الأعمى فهو ابن عبد الله الحداني أبو عبد الله الأعمى ، و هو صدوق
. و قد اختلف في إسناده ، فقال البيهقي :
" و روي عن يونس بن واقد البصري عن سعيد دون ذكر الأشعث في إسناده . و رواه
عبد الوهاب بن عطاء و محمد بن سواء عن سعيد عن الأشعث دون ذكر قتادة فيه " .
ثم قال الحافظ ابن حجر :
" و أخرجه ابن الضريس من وجه آخر عن شهر بن حوشب مرسلا ، و رجاله لا بأس بهم "
.
قلت : و كذلك أخرجه الدارمي ( 2/441 ) : حدثنا سليمان بن حرب : حدثنا حماد بن
سلمة عن أشعث الحداني عن شهر بن حوشب قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
...
و الحداني صدوق ، و من دونه ثقات .
و بالجملة فالحديث ضعيف لاضطرابه ، و إرساله و ضعف راويه . و قد أشار البخاري
في " أفعال العباد " ( ص 91 ) ، إلى أنه لا يصح مرفوعا . و قد أخرجه العسكري عن
طاووس و الحسن من قولهما كما في " الفتح " ، و كذلك رواه ابن نصر في " قيام
الليل " ( ص 71 ) عن شهر بن حوشب و أبي عبد الرحمن السلمي ، و علقه البخاري في
" الأفعال " ( ص 72 ) عن السلمي ، و قد روي عنه عن عثمان مرفوعا .
أخرجه البيهقي من طريق يعلى بن المنهال السكوني : حدثنا إسحاق بن سليمان الرازي
عن الجراح بن الضحاك الكندي عن علقمة بن مرثد عن أبي عبد الرحمن عن عثمان
مرفوعا به .
و هكذا أخرجه ابن الضريس عن الجراح به كما في " الفتح " . و الجراح صدوق كما في
" التقريب " ، و قال الذهبي : " صويلح " ! و بقية رجاله ثقات غير يعلى بن
المنهال أورده ابن أبي حاتم في " الجرح و التعديل " ( 4/2/305 ) من رواية حاتم
ابن أحمد بن الحجاج المروزي فقط عنه ، و لم يذكر فيه توثيقا و لا تجريحا .
و قد تابعه الحماني عن إسحاق به مرفوعا .
أخرجه البيهقي أيضا و قال :
" و يقال : إن الحماني أخذ ذلك من يعلى والله أعلم " .
يعني أنه سرقه منه ، فإنه متهم بسرقة الحديث ، كما تقدم في الحديث ( 1329 ) .
و قد خالفهما يحيى بن أبي طالب ، فرواه عن إسحاق بن سليمان به إلى أبي
عبد الرحمن موقوفا عليه من قوله .
و تابعه على ذلك غيره كما قال البيهقي . و قال الحافظ ( 9/54 ) :
" و قد بين العسكري أنها من قول أبي عبد الرحمن السلمي " .
و جملة القول أن الحديث ضعيف لا يصح من طريقيه ، فالأولى ضعيفة جدا ، و الأخرى
ضعيفة ، و الصواب الوقف .
و قد روي من طريق أخرى مرفوعا في عجز الحديث الآتي :
" يقول الرب عز وجل : من شغله القرآن و ذكري عن مسألتي أعطيته أفضل ما أعطي
السائلين ، و فضلا كلام الله على سائر الكلام ، كفضل الله على خلقه " .

(3/333)


1335 - " يقول الرب عز وجل : من شغله القرآن و ذكري عن مسألتي أعطيته أفضل ما أعطي
السائلين ، و فضلا كلام الله على سائر الكلام ، كفضل الله على خلقه " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/507 ) :

ضعيف
أخرجه الترمذي ( 2/152 ) و اللفظ له ، و الدارمي ( 2/441 ) و ابن نصر في " قيام
الليل " ( ص 71 ) و العقيلي في " الضعفاء " ( 375 ) و البيهقي في " الأسماء
و الصفات " ( ص 238 ) من طريق محمد بن الحسن بن أبي يزيد الهمداني عن عمرو بن
قيس عن عطية عن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
فذكره . و قال الترمذي :
" حديث حسن غريب " .
قلت : بل هو ضعيف ، فإن عطية و هو العوفي ضعيف .
و محمد بن الحسن بن أبي يزيد متهم ، و به أعله العقيلي فقال :
" و قال أحمد : ضعيف الحديث ، و قال ابن معين : ليس بثقة . و قال في موضع آخر :
يكذب " .
و كذلك كذبه أبو داود كما في " الميزان " و ساق له هذا الحديث ثم قال :
" حسنه الترمذي فلم يحسن " .
و قال ابن أبي حاتم في " العلل " ( 2/82 ) عن أبيه :
" هذا حديث منكر ، و محمد بن الحسن ليس بالقوي " .
قلت : و كذلك لم يحسن الحافظ حين قال في " الفتح " ( 9/54 ) :
" أخرجه الترمذي و رجاله ثقات إلا عطية العوفي ففيه ضعف " .
فذهل عن الهمداني هذا و هو أشد ضعفا من عطية ، و قد قال العقيلي :
" و لا يتابع عليه " .
لكن خالفه البيهقي فقال :
" قلت : تابعه الحكم بن بشير ، و محمد بن مروان عن عمرو بن قيس " .
قلت : فإذا صح السند بهذه المتابعة ، فهي متابعة قوية ، يبرأ محمد بن الحسن هذا
من عهدة الحديث ، فالحكم بن بشير صدوق ، كما في " التقريب " ، و محمد بن مروان
إن كان هو العقيلي البصري ، فهو صدوق أيضا لكن له أوهام ، و إن كان هو السدي
الأصغر فهو متهم و كلاهما من طبقة واحدة . والله أعلم .
و بالجملة ، فقد انحصرت علة الحديث في العوفي .
و قد روي الحديث بشطره الأول عن عمر و حذيفة .
أما حديث عمر ، فأخرجه البخاري في " خلق أفعال العباد " ( ص 93 - هند ) : حدثنا
ضرار : حدثنا صفوان بن أبي الصهباء عن بكير بن عتيق عن سالم بن عبد الله بن عمر
عن أبيه عن جده مرفوعا به .
قلت : و هذا سند ضعيف جدا ، ضرار و هو ابن صرد - بضم المهملة و فتح الراء -
و شيخه صفوان بن أبي الصهباء ضعيفان ، و الأول أشد ضعفا ، فقد قال البخاري نفسه
:
" متروك " . و كذبه ابن معين .
و أما الآخر ، فقال الذهبي :
" ضعفه ابن حبان و قال : يروي ما لا أصل له ، و لا يجوز الاحتجاج بما انفرد به
" .
ثم ذكره في " الثقات " أيضا !
و قال الحافظ في " التقريب " :
" مقبول ، اختلف فيه قول ابن حبان " .
و الحديث قال في " الفتح " ( 9/54 ) :
" و أخرجه يحيى بن عبد الحميد الحماني في " مسنده " من حديث عمر بن الخطاب ،
و في إسناده حذيفة فأخرجه أبو نعيم في " الحلية " ( 7/313 ) و ابن عساكر في "
فضيلة ذكر الله عز وجل " ( ق 2/2 ) بإسنادين عن أبي مسلم عبد الرحمن بن واقد :
حدثنا سفيان بن عيينة عن منصور عن ربعي عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم :
" قال الله تعالى : من شغله ذكري عن مسألتي أعطيته قبل أن يسألني " . و قالا :
" حديث غريب تفرد به أبو مسلم " .
قلت : وثقه ابن حبان . و قال ابن عدي :
" يحدث بالمناكير عن الثقات ، و يسرق الحديث " .
و قال الحافظ :
" صدوق يغلط " .
قلت : و بقية رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين ، فالإسناد حسن عندي ، لولا ما
يخشى من سرقة عبد الرحمن بن واقد ، أو غلطه والله أعلم .

(3/334)


1336 - " من قرأ ثلاث آيات من أول الكهف عصم من فتنة الدجال " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/509 ) :

شاذ
أخرجه الترمذي ( 2/145 ) : حدثنا محمد بن بشار : حدثنا محمد بن جعفر : حدثنا
شعبة عن قتادة عن سالم بن أبي الجعد عن معدان بن أبي طلحة عن أبي الدرداء
عن النبي صلى الله عليه وسلم به . حدثنا محمد بن بشار : حدثنا معاذ بن هشام :
حدثني أبي عن قتادة بهذا الإسناد نحوه . قال أبو عيسى :
" هذا حديث حسن صحيح " .
قلت : الحديث صحيح بغير هذا اللفظ ، و أما هذا ، فشاذ أخطأ فيه شعبة أو من دونه
، و قد أخطأ شعبة في موضع آخر منه ، فالأول قوله : " ثلاث " و الصواب : " عشر "
. فقال أحمد ( 6/446 ) : حدثنا محمد بن جعفر و حجاج : حدثنا شعبة به بلفظ :
" من قرأ عشر آيات من آخر الكهف عصم من فتنة الدجال " .
و هكذا أخرجه مسلم ( 2/199 ) : حدثنا محمد بن المثنى و ابن بشار قالا : حدثنا
محمد بن جعفر به و لم يسق لفظه ، و إنما أحال به على لفظ هشام الدستوائي قبله
عن قتادة و هو بلفظ :
" من حفظ عشر آيات من أول سورة الكهف عصم من الدجال " .
ثم قال مسلم عقب سياقه لسند شعبة :
" قال شعبة : " من آخر الكهف " ، و قال همام : " من أول الكهف " ، كما قال هشام
" .
قلت : و هذا معناه أن رواية شعبة عند مسلم متفقة مع رواية همام و هشام في لفظة
" العشر " ، و مخالفة لها في لفظة " أول " و هي عند مسلم و الترمذي و كلاهما من
طريق ابن بشار ، و مع ذلك فقد اختلفت روايتاهما عنه في اللفظ الأول ، فمسلم قال
: " العشر " و الترمذي قال : " ثلاث " كما اختلفت في الحرف الأول ، فعند مسلم "
آخر الكهف " ، و عند الترمذي " أول الكهف " ، و في كل من الروايتين صواب و خطأ
، فقوله : " ثلاث " خطأ مخالف لعامة الرواة الثقات عن قتادة ، و كلهم قالوا : "
عشر " . و قد ذكرت أسماءهم في " السلسلة الأخرى " ( 582 ) و قوله : " أول الكهف
" صواب لموافقته الثقات ، و يبدو لي أن شعبة نفسه كان يضطرب في رواية هذا
الحديث فتارة كان يقول : " عشر " كما هي رواية أحمد و مسلم عنه ، و تارة يقول :
" ثلاث " كما في رواية الترمذي هذه ، و هي شاذة قطعا ، و تارة يقول : " آخر
الكهف " كما روايتهما ، و أخرى يقول : " أول الكهف " و هي الصواب كما بينته في
المصدر المشار إليه آنفا ، و كان الغرض هنا بيان الشذوذ في المكان الأول ، و قد
يسر الله لنا ذلك فله الحمد و المنة .
ثم وجدت لرواية " آخر الكهف " شاهدا من حديث أبي سعيد الخدري مرفوعا و موقوفا ،
خرجته في " الصحيحة " برقم ( 2651 ) ، و ملت هناك إلى العمل بأيهما شاء القاريء
، والله أعلم .
( تنبيه ) : لم يتنبه الحافظ ابن كثير لشذوذ رواية الثلاث ، فذكرها من رواية
الترمذي و أقره على تصحيحها ، فقلده مختصره الشيخ الرفاعي فصرح بصحتها في "
فهرسه " ( 2/563/615 ) و لقد كان بلديه الصابوني موفقا في هذه المرة لأنه لم
يوردها في " مختصره " !
و كذلك أقره المنذري في " الترغيب " و المناوي في " شرحه " ، و كان هذا من
دواعي هذا التخريج و التحقيق . والله تعالى ولي التوفيق ، و الهادي إلى أقوم
طريق .

(3/335)


1337 - " ثلاثة تحت العرش يوم القيامة : القرآن يحاج العباد ، له ظهر و بطن ،
و الأمانة ، و الرحم تنادي : ألا من وصلني وصله الله ، و من قطعني قطعه الله "
.

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/510 ) :

ضعيف
أخرجه العقيلي في " الضعفاء " ( ص 366 ) و حميد بن زنجويه في " كتاب الأدب "
كما في " هداية الإنسان " ( ق 99/2 ) و السياق له ، و من طريقه البغوي في " شرح
السنة " ( 13/22/3433 ) عن مسلم بن إبراهيم : حدثنا كثير بن عبد الله اليشكري :
حدثنا الحسن بن عبد الرحمن بن عوف القرشي عن أبيه مرفوعا .
أورده العقيلي في ترجمة اليشكري هذا و قال :
" و لا يصح إسناده ، و الرواية في الرحم و الأمانة من غير هذا الوجه بأسانيد
جياد بألفاظ مختلفة ، و أما القرآن ، فليس بالمحفوظ " .
قلت : و أورده ابن أبي حاتم ( 3/2/154 ) من رواية أربعة من الثقات ، و لم يذكر
فيه جرحا و لا تعديلا ، و ثمة خامس روى عنه أيضا و هو زيد بن الحباب كما جاء في
" الإصابة " ، و أما ابن حبان فذكره في " الثقات " ( 7/354 ) ، فمثله قد يحسن
حديثه إذا كان من دونه و من فوقه ثقة .
و شيخه الحسن بن عبد الرحمن ، لا يعرف ، فقد أورده ابن أبي حاتم أيضا ( 1/2/23
) من رواية اليشكري هذا فقط ! و كذلك صنع ابن حبان في " الثقات " ( 4/142 ) فهو
في عداد المجهولين ، فهو علة الحديث عندي ، و ليس اليشكري كما يشعر به كلام
العقيلي المتقدم ، و قلده فيه المعلق على " شرح السنة " ، و من قبله المناوي في
" الفيض " .
( تنبيه ) : وقع في ابن حبان : " الحسن بن عبد الرحمن بن عوف الزهري " وفي
إسناد هذا الحديث ( القرشي ) مكان " الزهري " و كذلك هو عند ابن أبي حاتم و قال
:
" و ليس هو بابن عبد الرحمن بن عوف الزهري ، لكنه آخر بصري " .
و على هذا جرى الحافظ في " الإصابة " فإنه ترجم أولا لعبد الرحمن بن عوف الزهري
ثم قال :
" عبد الرحمن بن عوف ; آخر إن لم يذكر إلا في هذا الحديث بهذا الإسناد فلا تثبت
صحبته ، بل هو أيضا لا يعرف ، و على هذا فهذه علة ثانية . والله سبحانه و تعالى
أعلم .

(3/336)


1338 - " هل تدرون ما يقول ربكم عز وجل ؟ قالوا : الله و رسوله أعلم ، قالها ثلاثا :
قال : قال عز وجل : وعزتي لا يصليها عبد لوقتها إلا أدخلته الجنة ، و من صلى
لغير وقتها إن شئت رحمته ، و إن شئت عذبته " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/512 ) :

منكر
أخرجه البيهقي في " الأسماء و الصفات " ( ص 134 ) من طريق يزيد بن قتيبة الجرشي
: حدثنا الفضل بن الأغر الكلابي عن أبيه عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه
قال :
" إن النبي صلى الله عليه وسلم خرج على أصحابه يوما فقال لهم : " فذكره .
قلت : و هذا إسناد ضعيف مظلم ، الفضل بن الأغر و أبوه لم أجد من ترجمهما .
و يزيد بن قتيبة الجرشي ، أورده ابن أبي حاتم ( 4/2/284 ) و قال :
" روى عن الفضل الأغر الكلابي ، روى عنه مسلم بن إبراهيم " و لم يزد .
و وقع عنده ( الحرشي ) بالحاء المهملة . والله أعلم .

(3/337)


1339 - " *( يوم يكشف عن ساق )* ، قال : عن نزر عظيم يخرون له سجدا " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/512 ) :

منكر
أخرجه أبو يعلى في " مسنده " ( 4/1751 ) و البيهقي في " الأسماء و الصفات " ( ص
347 - 348 ) عن روح بن جناح عن مولى عمر بن عبد العزيز عن أبي بردة بن أبي
موسى عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى : *( يوم يكشف عن
ساق .. )* .
قلت : و هذا سند واه جدا ، مولى عمر بن عبد العزيز مجهول ، و روح بن جناح قال
الحافظ :
" ضعيف اتهمه ابن حبان " .
و قال في " الفتح " ( 8/538 ) :
" أخرجه أبو يعلى بسند فيه ضعف " !
و لا يخفى ما في هذا التعبير من التساهل في تليين الضعف ! و أبعد منه عن الصواب
قول الهيثمي في " المجمع " ( 7/128 ) :
" رواه أبو يعلى ، و فيه روح بن جناح وثقه دحيم و قال فيه : ليس بالقوي و بقية
رجاله ثقات " .
و ذلك لأن في بقية ذلك المولى المجهول ، فمن أين لتلك البقية الثقة ؟ !
و قد صح في تفسير هذه الآية خلاف هذا الحديث المنكر بلفظ :
" يكشف ربنا عن ساقه فيسجد له كل مؤمن و مؤمنة .. " الحديث .
و هو مخرج في " الصحيحة " برقم ( 583 ) ، فراجعه ففيه بحث هام حول هذه الصفة
و طعن الكوثري في ثقات رواتها و الرد عليه و بيان بعده عن النقد العلمي النزيه
.

(3/338)


1340 - " إذا سأل أحدكم ربه مسألة فتعرف الاستجابة فليقل : الحمد لله الذي بعزته
وجلاله تتم الصالحات ، و من أبطأ عنه من ذلك شيء فليقل : الحمد لله على كل حال
" .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/513 ) :

ضعيف
أخرجه البيهقي في " الأسماء و الصفات " ( ص 136 - 137 ) من طريق عمرو بن محصن
ابن علي الفهري ( الأصل : النهري ) عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : إن
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : فذكره .
قلت : و هذا سند ضعيف ، محصن هذا مجهول الحال ، كما قال ابن القطان .
و قال الحافظ :
" مستور من السادسة " .
و هذا يعني أنه لم يسمع من أبي هريرة ، فهو منقطع ، و قد أشار ابن حبان إلى مثل
هذا حين قال في " ثقات التابعين " :
" يروي المراسيل " .
و قد روى له الحاكم ( 1/208 ) حديثا آخر عن عوف بن الحارث عن أبي هريرة و قال :
صحيح على شرط مسلم " . و وافقه الذهبي ، و ذلك من أوهامهما ، و قد وصف الذهبي
نفسه محصنا هذا بالجهالة في " الميزان " نقلا عن ابن القطان و أقره ! فالعجب
منه ما أكثر تناقض كلامه في " التلخيص " مع كلامه في غيره و هو الحافظ النقاد ،
الأمر الذي يحملني على أن أعتقد أنه من أوائل مؤلفاته ، و أنه لم يتح له أن
يعيد النظر فيه ، والله أعلم .
و الحديث عزاه السيوطي في جامعيه للبيهقي في " الدعوات " عن أبي هريرة ، و لم
نقف على هذا الكتاب بعد ، و إن كنت أظن أن إسناده هو نفس الإسناد المذكور نقلا
عن " الأسماء و الصفات " .
و لم يتكلم عليه المناوي بشيء ، فكأنه لم يقف عليه ، و لذلك انصرف إلى الكلام
عن غيره فقال عقب الحديث :
" و للحاكم نحوه من حديث عائشة ، قال الحافظ العراقي : و إسناده ضعيف " .
و قلده المعلقون على " الجامع الكبير " ( 1940 ) فنقلوه عنه ، دون أن يعزوه
إليه ! و زادوا على ذلك فقالوا - كعادتهم - : رمز السيوطي في " الجامع الصغير "
لضعفه !
و حديث عائشة الذي أشار إليه المناوي حديث آخر ، لا يمكن اعتباره شاهدا لهذا ،
فإنه من فعله صلى الله عليه وسلم ، و قد أورده السيوطي في " باب كان و هي
الشمائل الشريفة " و ضعفه المناوي هناك أيضا برقم ( 6028 ) و خفي عليه أن له
شواهد تقويه كما بينته في " الصحيحة " برقم ( 265 ) ، و بناء عليه ذكرته في "
صحيح الجامع الصغير " ( 4516 ) ، و لا أدري ماذا سيكون حكم المعلقين المشار
إليهم آنفا عليه ، إذا ما جاء دور تعليقهم عليه ؟ لأنهم لا يزالون إلى الآن في
حرف الألف من " الجامع " فيما وصلني من أجزائه التي طبعوها ، و إن كان يغلب على
الظن أنهم سيضعفونه تقليدا لمناويهم ، و لكني لا أجزم بذلك إلى أن نرى تعليقهم
عليه . والله ولي التوفيق .

(3/339)


1341 - " يا عمر ! أنا و هو كنا أحوج إلى غير هذا ، أن تأمرني بحسن الأداء ، و تأمره
بحسن اتباعه ، اذهب به يا عمر ! و أعطه حقه ، و زده عشرين صاعا من تمر مكان ما
رعته " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/514 ) :

منكر
أخرجه الطبراني في " المعجم الكبير " ( 47/51 ) قال : حدثنا أحمد بن عبد الوهاب
ابن نجدة الحوطي : حدثنا أبي ( ح ) ، : و حدثنا أحمد بن علي الأبار : حدثنا
محمد بن أبي السري العسقلاني : حدثنا الوليد بن مسلم : حدثنا محمد بن حمزة بن
يوسف بن عبد الله بن سلام عن أبيه عن جده عن عبد الله بن سلام قال :
" إن الله لما أراد هدى زيد بن سعنة ، قال زيد بن سعنة : ما من علامات النبوة
شيء إلا و قد عرفتها في وجه محمد صلى الله عليه وسلم حين نظرت إليه إلا اثنتين
لم أخبرهما منه ، يسبق حلمه جهله ، و لا تزيده شدة الجهل عليه إلا حلما ، فكنت
أتلطف له لأن أخالطه فأعرف حلمه من جهله . قال زيد بن سعنة :
فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما من الحجرات ، و معه علي بن أبي طالب
رضي الله عنه فأتاه رجل على راحلته كالبدوي فقال : يا رسول الله ! إن بصري قرية
بني فلان قد أسلموا و دخلوا في الإسلام ، و كنت حدثتهم إن أسلموا أتاهم الرزق
غدا و قد أصابتهم سنة و شدة و قحوط من الغيث ، فأنا أخشى يا رسول الله ! أن
يخرجوا من الإسلام طمعا ، كما دخلوا فيه طمعا ، فإن رأيت أن ترسل إليهم بشيء
تعينهم به فعلت . فنظر إلى رجل إلى جانبه أراه عليا رضي الله عنه فقال : يا
رسول الله ! ما بقي منه شيء .
قال زيد بن سعنة : فدنوت إليه فقلت : يا محمد ! هل لك أن تبيعني تمرا معلوما من
حائط بني فلان إلى أجل كذا و كذا ؟ فقال :
" لا يا يهودي ! و لكني أبيعك تمرا معلوما إلى أجل كذا و كذا ، و لا تسمي حائط
بني فلان " .
قلت : بلى فبايعني . فأطلقت همياني فأعطيته ثمانين مثقالا من ذهب في تمر معلوم
إلى أجل كذا و كذا . فأعطاها الرجل فقال : " اغد عليهم فأعنهم بها " .
فقال زيد بن سعنة : فلما كان قبل محل الأجل بيومين أو ثلاثة أتيته ، فأخذت
بمجامع قميصه و ردائه و نظرت إليه بوجه غليظ فقلت له : ألا تقضيني يا محمد حقي
؟ فوالله ما علمتكم بني عبد المطلب لمطل ، و لقد كان لي بمخالطتكم علم ، و نظرت
إلى عمر و إذا عيناه تدوران في وجهه كالفلك المستدير ، ثم رماني ببصره فقال :
يا عدو الله ! أتقول لرسول الله صلى الله عليه وسلم ما أسمع ؟ و تصنع به ما أرى
؟ فوالذي بعثه بالحق لولا ما أحاذر فوته لضربت بسيفي رأسك ! و رسول الله
صلى الله عليه وسلم ينظر إلى عمر في سكون و تؤدة ثم قال : فذكره .
قال زيد : فذهب بي عمر رضي الله عنه فأعطاني حقي و زادني عشرين صاعا من تمر .
فقلت : ما هذه الزيادة يا عمر ؟ فقال : أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن
أزيدك مكان ما رعتك ، قلت : و تعرفني يا عمر ؟ قال : لا ، من أنت ؟ قلت : أنا
زيد بن سعنة . قال : الحبر ؟ قلت : الحبر . قال : فما دعاك أن فعلت برسول الله
صلى الله عليه وسلم ما فعلت و قلت له ما قلت ؟ قلت : يا عمر ! لم تكن من علامات
النبوة شيء إلا و قد عرفته في وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم حين نظرت إليه
إلا اثنتين لم أخبرهما منه : يسبق حلمه جهله ، و لا يزيده شدة الجهل عليه إلا
حلما ، فقد خبرتهما ، فأشهدك يا عمر أني رضيت بالله ربا و بالإسلام دينا
و بمحمد نبيا ، و أشهدك أن شطر مالي - و إني أكثرها مالا - صدقة على أمة محمد .
فقال عمر رضي الله عنه : أو على بعضهم فإنك لا تسعهم . قلت : أو على بعضهم .
فرجع عمر و زيد إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال زيد : أشهد أن لا إله
إلا الله ، و أشهد أن محمدا عبده و رسوله صلى الله عليه وسلم . و آمن به و صدقه
و بايعه و شهد معه مشاهد كثيرة . ثم توفي زيد في غزوة تبوك مقبلا غير مدبر ،
رحم الله زيدا .
قلت : و أخرجه أبو الشيخ في " أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم " ( 81 - 83 )
بتمامه : أخبرنا ابن أبي عاصم النبيل : نا الحوطي : نا الوليد بن مسلم ..
و حدثنا الحسن بن محمد : نا أبو زرعة : نا محمد بن المتوكل : نا الوليد بن مسلم
به .
و أخرجه ابن حبان ( 2105 - موارد ) و أبو نعيم في " دلائل النبوة " ( 1/52 )
و الحاكم ( 3/604 - 605 ) و البيهقي ( 6/52 ) و في " دلائل النبوة " ( 6/278 )
من طريق محمد بن أبي السري العسقلاني به و قال الحاكم :
" صحيح الإسناد " !
و رده الذهبي بقوله :
" قلت : ما أنكره و أركه ! لا سيما قوله : " مقبلا غير مدبر " ، فإنه لم يكن في
غزوة تبوك قتال " .
قلت : و علته حمزة بن يوسف بن عبد الله بن سلام ، فإنه ليس بالمعروف و لذلك بيض
له الذهبي في " الكاشف " ، و قال الحافظ :
" مقبول " .
يعني عند المتابعة ، و إلا فلين الحديث كما نص عليه في مقدمة " التقريب " ،
و كأنه لجهالته لم يورده البخاري في " التاريخ " و لا ابن أبي حاتم في " الجرح
و التعديل " . و أما ابن حبان فذكره في " الثقات " ( 4/170 ) على قاعدته في
توثيق المجهولين التي نبهنا عليها مرارا في هذا الكتاب و غيره ، حتى صار ذلك
معلوما عند عامة طلاب هذا العلم الشريف ، و كان ذلك من قبل نسيا منسيا .
و الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات .
و قد ذهل الحافظ عن علة الحديث هذه ، و عن النكارة التي أشار إليها الذهبي في
آخره ، فقال في ترجمة زيد بن سعنة من " الإصابة " :
" رجال إسناده موثقون ، و قد صرح الوليد فيه بالتحديث ، و مداره على محمد بن
أبي السري ، وثقه ابن معين ، و لينه أبو حاتم ، و قال ابن عدي : محمد كثير
الغلط " .
قلت : و فات الحافظ أنه لم يتفرد به محمد هذا ، بل تابعه عبد الوهاب بن نجدة
الحوطي عند أبي الشيخ و الطبراني ، و هو ثقة ، فالعلة ممن فوقهما ، و قد عرفتها
، والله تعالى هو الموفق .
( تنبيه ) : قد أخرج الحاكم طرفا من الحديث ، و هو المتعلق بالتقاضي في مكان
آخر من " المستدرك " ، لكن سقط منه محمد بن حمزة ، فظهر إسناده إسناد آخر ، كما
حققته في " أحاديث البيوع " و بالله التوفيق .
( تنبيه ) : لقد علمت مما تقدم أن الذهبي رد على الحاكم في تصحيحه للحديث ،
و لقد دهشت حقا حين وقع بصري على قول الدكتور قلعجي المعلق على " الدلائل " (
6/280 ) :
" و قال الذهبي : صحيح " .
و هذا كذب على الذهبي ، و لا أقول إنه عن عمد ، فقد يكون عن جهل و سوء فهم أو
غفلة ، فإن الذهبي قال ما نصه بالحرف :
" صحيح . قلت : ما أنكره و أركه .. " إلخ .
فقوله : " صحيح " هو حكاية من الذهبي لتصحيح الحاكم ، و ليس تصحيحا من الذهبي
كما زعم الدكتور ، بدليل رده عليه بقوله :
" قلت : ما أنكره .. " إلخ .
و هذا واضح جدا عند كل من له معرفة باللغة العربية ، و معرفة ما بإسلوب الذهبي
في تعقبه على الحاكم ، فإنه يحكي قوله أولا ، ثم يعقب عليه بما عنده من نقد إن
كان عنده ، فلا أدري - والله - تعليلا لهذه الكذبة ، و أي شيء خطر في البال
فأحلاه مر !
و سيأتي أمثلة أخرى تدل على مبلغ علم هذا الدكتور ، فانظر مثلا الحديث ( 2208 )
.

(3/340)


1342 - " *( إذا زلزلت )* تعدل نصف القرآن ، و *( قل يا أيها الكافرون )* تعدل ربع
القرآن ، و *( قل هو الله أحد )* تعدل ثلث القرآن " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/518 ) :

منكر
أخرجه الترمذي ( 2/147 ) و الحاكم ( 1/566 ) من طريق يمان بن المغيرة العنزي :
حدثنا عطاء بن أبي رباح عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم : فذكره . و ضعفه الترمذي بقوله :
" حديث غريب ، لا نعرفه إلا من حديث يمان بن المغيرة " .
قلت : و هو ضعيف كما قال الحافظ في " التقريب " . بل قال فيه البخاري :
" منكر الحديث " .
و هذا منه في منتهى التضعيف له . و قال النسائي :
" ليس بثقة " .
و أما الحاكم فقال :
" صحيح الإسناد " ! فتعقبه الذهبي بقوله :
" قلت : بل يمان ضعفوه " .
قلت : و قد روي الحديث عن أنس بن مالك مرفوعا نحوه .
أخرجه الترمذي ( 2/146 ) و العقيلي في " الضعفاء " ( ص 89 ) عن الحسن بن سلم بن
صالح العجلي : حدثنا ثابت البناني عنه . و قال الترمذي :
" حديث غريب ، لا نعرفه إلا من حديث هذا الشيخ الحسن بن سلم " .
قلت : و قال العقيلي :
" الحسن هذا مجهول ، و حديثه غير محفوظ . و قد روي في *( قل هو الله أحد )*
أحاديث صالحة الأسانيد من حديث ثابت ، و أما في *( إذا زلزلت )* و *( قل يا
أيها الكافرون )* أسانيدها تقارب هذا الإسناد " .
و قال الذهبي في الحسن هذا :
" لا يكاد يعرف ، و خبره منكر . و قال ابن حبان : ينفرد عن الثقات بما لا يشبه
حديث الأثبات " .
قلت : و الفقرة الأولى من الحديث قد رويت من طريق أخرى عن أنس بلفظ : " ربع
القرآن " و سنده ضعيف ، و قد أوردته شاهدا في السلسلة الصحيحة الأخرى ( 588 )
و قد قواه بعضهم أعني اللفظ المذكور ، فقد ذكر الشيخ زكريا الأنصاري في " الفتح
الجليل " ( ق 248/1 ) الحديث بلفظ :
" من قرأ سورة *( إذا زلزلت الأرض )* أربع مرات كان كمن قرأ القرآن كله " .
و قال :
" رواه الثعلبي بسند ضعيف ، لكن يشهد له ما رواه ابن أبي شيبة مرفوعا : *( إذا
زلزلت )* تعدل ربع القرآن " .
و ذكر نحوه الخفاجي في حاشيته ( 8/390 ) و زاد :
" فظهر أنه حديث صحيح ، ليس كغيره من أحاديث الفضائل " .
قلت : و لم يظهر لي ذلك لأن الشاهد الذي عزاه لابن أبي شيبة ما أظنه إلا من
طريق سلمة بن وردان عن أنس مرفوعا و سلمة ضعيف ، و قد خرجته في " السلسلة
الأخرى " ( 588 ) شاهدا كما سبقت الإشارة إليه ، و لأن سند الثعلبي لم أقف عليه
. فالله أعلم .
ثم وجدت للحديث شاهدا من حديث أبي هريرة مرفوعا به .
أخرجه أبو أمية الطرسوسي في " مسند أبي هريرة " ( 195/2 ) عن عيسى بن ميمون :
حدثنا يحيى عن أبي سلمة عنه .
قلت : لكنه إسناد ضعيف جدا ; عيسى بن ميمون الظاهر أنه المدني المعروف بالواسطي
، ضعفه جماعة ، و قال أبو حاتم و غيره :
" متروك الحديث " .
و أبو أمية نفسه صدوق ، كما قال الحافظ ، فلا يصلح شاهدا .
و أما الفقرة الثانية فلها شواهد عدة ، و لذلك خرجتها في " الصحيحة " ( 586 ) .
و أما الفقرة الثالثة : " قل هو الله أحد تعدل ثلث القرآن " .
فهو حديث صحيح مشهور من رواية جمع من الصحابة ، في " الصحيحين " و غيرهما ،
و هو مخرج في " صحيح أبي داود " ( 1314 ) و " الروض 1024 " ، " التعليق الرغيب
" ( 2/225 ) .

(3/341)


1343 - " أنزل القرآن بالتفخيم كهيئة الطير : *( عذرا أو نذرا )* ، و *( الصدفين )*
و *( ألا له الخلق و الأمر )* و أشباه هذا في القرآن " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/520 ) :

منكر
أخرجه الحاكم ( 2/231 و 2/242 ) من طريق بكار بن عبد الله : حدثنا محمد بن
عبد العزيز بن عمر بن عبد الرحمن بن عوف : حدثني أبو الزناد عن خارجة بن زيد عن
زيد بن ثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : فذكره و قال :
" صحيح الإسناد " !
و رده الذهبي بقوله :
" قلت : لا والله ، العوفي مجمع على ضعفه ، و بكار ليس بعمدة ، و الحديث واه
منكر " .
قلت : و أخرجه ابن الأنباري في " الإيضاح " ( ق 3/1 ) من طريق عمار بن
عبد الملك قال : حدثنا محمد بن عبد العزيز القرشي قاضي المدينة قال : حدثنا أبو
الزناد دون قوله : " كهيئة .. " .
و هذا القاضي العوفي ضعيف جدا . قال البخاري :
" منكر الحديث " .
و قال النسائي :
" متروك " .
و عمار بن عبد الملك اثنان ، و الظاهر أنه الذي روى عن بقية ، و هو متروك
الحديث عند الأزدي . والله أعلم .
و ممن ضعف الحديث المناوي ، فإنه قال بعد أن نقل رد الحافظ الذهبي على الحاكم
المتقدم :
" و أنت بعد إذ عرفت حاله علمت أن المصنف في سكوته عليه غير مصيب " .
قلت : و لقد كان موقف السيوطي في " الجامع الكبير " خيرا من ذلك ، فإنه قال عقب
عزوه للحاكم :
" و تعقب " .
يشير بذلك إلى تعقب الذهبي السابق .
ثم إن كلام المناوي المذكور صريح في أن السيوطي لم يرمز له في " الصغير " بشيء
، و مع ذلك نرى عقب الحديث في شرح المناوي أنه رمز له بـ ( صح ) فلا أدري ماذا
كان موقف لجنة " الجامع الكبير " هل اعتمدوا على هذا الرمز ، أم على تضعيف
المناوي إياه مع إشارة السيوطي فيه إلى تضعيفه كما هو المرجو ؟ فإن كان كذلك
فهل اعتبروا بذاك الرمز المناقض للتضعيف فلا يعتمدون بعد على رموز " الصغير " ؟
ذلك ما نتمناه لهم . ثم رأيتهم قد حققوا الأمنية ( ص 1426 ) فنصحوا ، و عساهم
أن يستمروا .

(3/342)


1344 - " أعربوا القرآن " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/521 ) :

ضعيف
أخرجه أبو علي الصواف في " الفوائد " ( 3/161/2 ) و أبو علي الهروي في " الأول
من الثاني من الفوائد " ( 18/2 ) عن ليث عن طلحة بن مصرف عن إبراهيم عن علقمة
عن عبد الله مرفوعا .
قلت : و هذا إسناد ضعيف ، ليث هو ابن أبي سليم و هو ضعيف .
و له شاهد من حديث ابن عباس مرفوعا به ، و لكنه واه جدا .
أخرجه أبو بكر الشيرازي في " سبعة مجالس من الأمالي " ( 8/1 ) عن حفص بن سليمان
: نا سعيد بن المرزبان عن الضحاك بن مزاحم عنه . و قال :
" قال الحاكم : لم نكتبه من حديث أبي سعد البقال إلا بهذا الإسناد " .
قلت : و هو ضعيف جدا فيه علل :
1 - الضحاك لم يسمع من ابن عباس .
2 - و سعيد بن المرزبان ، و هو أبو سعد البقال ضعيف مدلس ، و قد عنعنه .
3 - و حفص بن سليمان و هو الأسدي الغاضري قال الحافظ :
" متروك الحديث مع إمامته في القراءة " .
ثم رأيت حديث ابن مسعود في " معجم الطبراني الكبير " من طريق ليث به موقوفا ،
و مرفوعا ( 8684 و 8685 ) و زاد في المرفوع :
" فإنه عربي " .
و زاد بعد هذه الزيادة من طريق أخرى :
" فإنه سيجيء قوم يثقفونه ، و ليسوا بخياركم " .
و إسناده هكذا ( 8686 ) : حدثنا عبد الله بن محمد بن سعيد بن أبي مريم : حدثنا
محمد بن يوسف الفريابي : حدثنا سعيد عن إسماعيل بن أبي خالد عن سيار أبي الحكم
عن ابن مسعود قال : فذكره موقوفا .
قلت : و هذا إسناد ضعيف جدا ، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الله هذا قال
ابن عدي في " الكامل " ( 4/1568 ) :
" حدث عن الفريابي و غيره بالبواطيل ، فإما أن يكون مغفلا ، لا يدري ما يخرج من
رأسه ، أو متعمدا ، فإني رأيت له غير حديث غير محفوظ " .
و به أعله الهيثمي ( 7/165 ) ، و أعل ما قبله بليث بن أبي سليم ، و وهم المناوي
في " الجامع الأزهر " فزعم أن في هذا أيضا ابن أبي سليم !
و له شاهد آخر ، و لكنه واه جدا ، و في متنه زيادة مستنكرة و هو الآتي بعده :
" أعربوا القرآن ، و التمسوا غرائبه ، و غرائبه فرائضه و حدوده " .

(3/343)


1345 - " أعربوا القرآن ، و التمسوا غرائبه ، و غرائبه فرائضه و حدوده " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/522 ) :

ضعيف جدا
أخرجه ابن أبي شيبة في " المصنف " ( 12/57/1 ) و أبو يعلى في " مسنده " ( ق
306/1 ) و أبو عبيد في " فضائل القرآن " ( ق 98/2 ) و الحاكم ( 2/439 )
و الخطيب في " التاريخ " ( 8/77 - 78 ) و أبو بكر الأنباري في " الوقف
و الابتداء " ( ق 4/2 إسكندرية ) و أبو الفضل الرازي في " معاني أنزل القرآن
على .. " ( 68 - 69 ) و السلفي في " معجم السفر " ( ق 124/1 ) عن عبد الله بن
سعيد المقبري عن أبيه عن أبي هريرة مرفوعا و قال الحاكم :
" صحيح الإسناد على مذهب جماعة من أئمتنا " !
و رده الذهبي بقوله :
" قلت : بل أجمع على ضعفه " .
قلت : و آفته عبد الله هذا ، فإنه شديد الضعف . و قال الهيثمي ( 7/163 ) بعدما
عزاه لأبي يعلى :
" و هو متروك " .
و أما قول المناوي في " الفيض " :
" و قال المناوي : فيه ضعيفان " .
فخطأ ، إذ ليس فيه إلا هذا ، و أما أبوه فثقة من رجال الشيخين .
نعم رواه عن عبد الله بعض الضعفاء بزيادة على ما رواه الثقات عنه و هو :
" أعربوا القرآن ، و اتبعوا غرائبه ، و غرائبه فرائضه ، و حدوده ، فإن القرآن
نزل على خمسة أوجه ، حلال ، و حرام ، و محكم ، و متشابه ، و أمثال ، فاعملوا
بالحلال ، و اجتنبوا الحرام و اتبعوا المحكم ، و آمنوا بالمتشابه ، و اعتبروا
بالأمثال " .

(3/344)


1346 - " أعربوا القرآن ، و اتبعوا غرائبه ، و غرائبه فرائضه ، و حدوده ، فإن القرآن
نزل على خمسة أوجه ، حلال ، و حرام ، و محكم ، و متشابه ، و أمثال ، فاعملوا
بالحلال ، و اجتنبوا الحرام و اتبعوا المحكم ، و آمنوا بالمتشابه ، و اعتبروا
بالأمثال " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/523 ) :

ضعيف جدا
رواه ابن جبرون المعدل في " الفوائد العوالي " ( 1/28/1 ) و الثقفي في "
الثقفيات " ( ج9 رقم 14 نسختي ) عن معارك بن عباد : حدثني عبد الله بن سعيد بن
أبي سعيد المقبري : حدثني أبي عن أبيه عن أبي هريرة مرفوعا .
و من هذا الوجه رواه الحافظ ابن ناصر الدين الدمشقي في جزء له بخطه ( ق 43/2 )
و سكت عليه ، و هو ضعيف جدا كما تقدم في الذي قبله ، لكنه الراوي عنه هنا معارك
بضم الميم - ضعيف أيضا كما قال الدارقطني ، و قال البخاري :
" منكر الحديث " .
لكن قال الحافظ ابن ناصر :
" له شاهد عن عبد الله بن مسعود " .
ثم ذكره مرفوعا بلفظ : " كان الكتاب الأول ينزل .. " فذكره نحوه ، لكن ليس فيه
طرفه الأول إلى قوله : و حدوده ، و هو من نصيب الكتاب الآخر ( 589 )
و الحمد لله تعالى .

(3/345)


1347 - " أعربوا الكلام ، كي تعربوا القرآن " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/524 ) :

منكر
أخرجه أبو عبيد في " غريب الحديث " ( 99/1 ) : حدثنا نعيم بن حماد عن بقية بن
الوليد عن الوليد بن محمد بن زيد قال : سمعت أبا جعفر يقول : قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم .
و عن نعيم أخرجه أبو بكر الأنباري في " الوقف و الابتداء " ( ق 6/1 ) .
قلت : و هذا إسناد مرسل أو معضل مظلم ، لم أعرف منه إلا نعيم بن حماد و بقية بن
الوليد و هما ضعيفان ، و هذا مدلس و قد عنعنه ، و الوليد بن محمد الظاهر أنه من
شيوخ بقية المجهولين . و قال المناوي في " الفيض " عن أبي جعفر هذا :
" هو أبو جعفر الأنصاري الذي قال : رأيت أبا بكر و رأسه و لحيته كأنهما جمر
الغضا " .
قلت : و لا أدري مستنده فيما ذكره ، و لو ثبت ذلك لكان الحديث مرسلا و هو ينافي
قوله أصله - أعني السيوطي - في " الجامع الصغير " :
" رواه ابن الأنباري في " الوقف " و المرهبي في " فضل العلم " عن أبي جعفر
معضلا " .
فلو كان أبو جعفر هو ذاك الأنصاري عند السيوطي لم يجعله معضلا . فالله أعلم .

(3/346)


1348 - " إن لكل شيء سناما ، و سنام القرآن سورة البقرة ، فيها آية سيدة آي القرآن ،
لا تقرأ في بيت فيه شيطان إلا خرج منه : آية الكرسي " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/524 ) :

ضعيف
أخرجه الترمذي ( رقم 2881 ) و ابن نصر في " قيام الليل " ( 68 ) و الحاكم (
1/560 ) و عبد الرزاق في " المصنف " ( 6019 ) و الحميدي في " مسنده " ( رقم 994
) و ابن عدي في " الكامل " ( ق 69/1 ) من طريق حكيم بن جبير عن أبي صالح عن
أبي هريرة به . و ضعفه الترمذي بقوله :
" لا نعرفه إلا من حديث حكيم بن جبير ، و قد تكلم شعبة في حكيم و ضعفه " .
و أما الحاكم فقال :
" صحيح الإسناد ، و الشيخان لم يخرجا عن حكيم لوهن في رواياته ، و إنما تركاه
لغلوه في التشيع " .
فأقول : ليس كما قال و إن وافقه الذهبي في " تلخيصه " ; فإن أقوال الأئمة فيه ،
إنما تدل على أنهم تركوه لسوء حفظه ، و ليس لفساد مذهبه ، فقال أحمد :
" ضعيف الحديث ، مضطرب الحديث " .
و قال عبد الرحمن بن مهدي :
" إنما روى أحاديث يسيرة ، و فيها منكرات " .
و قال أبو حاتم :
" ضعيف الحديث ، منكر الحديث " .
و لذا قال الذهبي في " الكاشف " :
" ضعفوه ، و قال الدارقطني : متروك " .
و قال الحافظ في " التقريب " :
" ضعيف رمي بالتشيع " .
و بالجملة فالحديث ضعيف ، غير أن طرفه الأول قد وجد ما يشهد له من حديث
عبد الله بن مسعود ، و هو مخرج في " الصحيحة " برقم ( 588 ) .

(3/347)


1349 - " إن لكل شيء سناما ، و إن سنام القرآن ، سورة البقرة ، من قرأها في بيته ليلا
لم يدخله الشيطان ثلاث ليال ، و من قرأها في بيته نهارا لم يدخله الشيطان ثلاثة
أيام " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/525 ) :

ضعيف
أخرجه العقيلي في " الضعفاء " ( ص 115 ) و ابن حبان ( رقم 1727 - موارد ) من
طريق أبي يعلى و هذا في " مسنده " ( 4/1826 ) و أبو نعيم في " أخبار أصبهان " (
1/101 ) عن خالد بن سعيد المدني عن أبي حازم عن سهل بن سعد قال : قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم ..
أورده العقيلي في ترجمة خالد هذا ، و قال :
" لا يتابع على حديثه " .
و أما ابن حبان فأورده في " الثقات " ( 2/72 ) على قاعدته في توثيق المجهولين .
و هو خالد بن سعيد بن أبي مريم التيمي كما في " اللسان " و قد جهله ابن القطان
، و قال ابن المديني :
" لا نعرفه " .
و لم نجد للحديث شاهدا نقويه به إلا طرفه الأول منه ، و هو مخرج في " السلسلة
الأخرى " كما ذكرت آنفا في الحديث الذي قبله .

(3/348)


1350 - " لكل شيء عروس ، و عروس القرآن [ الرحمن ] " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/526 ) :

منكر
أورده السيوطي في " الجامع الصغير " من رواية البيهقي في " شعب الإيمان " ،
و كذا في " المشكاة " ( 2180 ) و قد كشف عن علته المناوي فقال في " الفيض " :
" و فيه أحمد <1> بن الحسن ( دبيس ) عده الذهبي في " الضعفاء و المتروكين " ،
و قال الدارقطني : ليس بثقة " .
قلت : و ترجمه الخطيب في " تاريخه " ( 4/88 ) و قال :
" و كان منكر الحديث .. قرأت بخط الدارقطني .. ليس بثقة " .
و إن من عجائب المناوي أن يخالف بنفسه هذا التضعيف الذي استفدناه منه ، فيقول
في " التيسير " :
" و إسناده حسن " !
*--------------------------------------------------------------------------*
[1] الأصل " علي " و التصحيح من نسخة مخطوطة . اهـ .
1

(3/349)


1351 - " من قرأ *( قل هو الله أحد )* عشرين مرة بنى الله له قصرا في الجنة " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/527 ) :

منكر
أخرجه حميد بن زنجويه في " كتاب الترغيب " له من طريق حسين بن أبي زينب عن أبيه
عن خالد بن زيد رفعه .
ذكره الحافظ في ترجمة خالد هذا من " الإصابة " و حكى أنه غير أبي أيوب الأنصاري
، و لم يتكلم على إسناده بشيء ، و كذلك صنع المناوي في " فيض القدير " ، و كأن
ذلك لجهالته ، فإن الحسين هذا - و في " الفيض " : الحسن - و أباه لم أجد من
ذكرهما .
و في المتن نكارة ، فقد جاء الحديث من ثلاثة أوجه بلفظ :
" عشر مرات " . و قد خرجته في " الصحيحة " ( 589 ) .

(3/350)


1352 - " سيليكم أمراء يفسدون ، و ما يصلح الله بهم أكثر ، فمن عمل منهم بطاعة الله
فلهم الأجر ، و عليكم الشكر ، و من عمل منهم بمعصية الله فعليهم الوزر ،
و عليكم الصبر " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/527 ) :

ضعيف جدا
رواه الداني في " الفتن " ( ق 164/1 ) و ابن عدي ( 69/2 ) عن حكيم بن خذام :
حدثنا عبد الملك بن عمير عن الربيع بن عميلة عن عبد الله بن مسعود مرفوعا ،
و قال ابن عدي :
" حكيم بن خذام قال البخاري : منكر الحديث " .
و قال أبو حاتم : " متروك الحديث " .
و من طريقه أخرجه الطبراني في " المعجم الكبير " كما في " فيض القدير " و قال :
قال الحافظ العراقي : " ضعيف " .
و اعتمده في " التيسير " .
ثم رأيت الحديث قد أورده ابن أبي حاتم في " العلل " ( 2/414 ) ، و قال عن أبيه
: " هذا حديث منكر ، و حكيم متروك الحديث " .

(3/351)


1353 - " سيلي أموركم من بعدي رجال يعرفونكم ما تنكرون ، و ينكرون عليكم ما تعرفون ،
فلا طاعة لمن عصى الله ، فلا تعتلوا بربكم " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/528 ) :

ضعيف بهذا اللفظ
أخرجه الحاكم ( 3/357 ) و عبد الله بن أحمد في " زوائد المسند " ( 5/329 ) من
طريق مسلم بن خالد - و في " الزوائد " : يحيى بن مسلم و أظنه تحريفا - عن ابن
خثيم عن إسماعيل بن عبيد بن رفاعة عن أبيه عن عبادة بن الصامت قال : سمعت
أبا القاسم صلى الله عليه وسلم يقول : فذكره .
قلت : و مسلم بن خالد فيه ضعف من قبل حفظه ، لكن ذكر الحاكم أنه تابعه زهير بن
معاوية ، و يحتمل أن يكون يحيى بن مسلم الذي في طريق عبد الله بن أحمد هو غير
مسلم بن خالد ، و لكني لم أعرفه .
و قد أخرجه أحمد ( 5/325 ) من طريق إسماعيل بن عياش عن عبد الله بن عثمان بن
خثيم : حدثني إسماعيل بن عبيد الأنصاري به إلا أنه لم يقل : عن أبيه .
و إسماعيل بن عياض ضعيف في روايته عن غير الشاميين و هذه منها .
و قد روي عنه بإسناد آخر ، أخرجه العقيلي في " الضعفاء " ( 246 ) من طريق هشام
ابن عمار قال : حدثنا إسماعيل بن عياش قال : حدثنا عبد العزيز بن عبيد الله بن
حمزة بن صهيب عن شهر بن حوشب عن عبد الله بن عمرو بن العاص عن رسول الله
صلى الله عليه وسلم أنه قال فذكره بنحوه و قال :
" عبد العزيز ; قال يحيى - يعني ابن معين - : ضعيف لم يحدث عنه إلا إسماعيل بن
عياش " .
قلت : و هو شامي حمصي ، فحديثه هو المحفوظ من رواية إسماعيل بن عياش و لكنه
ضعيف لما عرفت من حاله . و قد قال العقيلي في الحديث :
" أما هذا اللفظ : " فلا تعتلوا " ، فلا يحفظ إلا في هذا الحديث . و قد روي في
هذا المعنى بخلاف هذا اللفظ رواية أحسن من هذه " .
قلت : و قد فاته رواية إسماعيل بن عبيد المتقدمة ، و هي أجود من هذه ، غير أن
إسماعيل هذا في عداد المجهولين كما أشار إلى ذلك الذهبي بقوله :
" ما علمت روى عنه سوى عبد الله بن عثمان بن خثيم " .
قلت : و مع ذلك ، فقد اختلفوا عليه في إسناده ، فمنهم من قال : " عن أبيه "
و منهم من لم يقل ، فهو علة الحديث . والله أعلم .
و أما اللفظ الذي أشار إليه العقيلي فالظاهر أنه يعني حديث أم سلمة رضي الله
عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
" ستكون أمراء ، فتعرفون و تنكرون ، فمن عرف برىء ، و من أنكر سلم ، و لكن من
رضي و تابع " ، قالوا : أفلا نقاتلهم ؟ قال : " لا ما صلوا " .
رواه مسلم و غيره ، و هو مخرج في " الصحيحة " برقم ( 3007 ) .
( تنبيه ) : قوله : " فلا تعتلوا " كذا وقع في حديث عبادة عند أحمد و ابنه
عبد الله ، و وقع في " المستدرك " و " تلخيصه " : " فلا تعتبوا " ! ! و في "
مجمع الزوائد " ( 5/226 ) : " فلا تقبلوا " ! و في " الجامع الكبير - المصورة "
" فلا تضلوا " ! و زاد في المخرجين " الشاشي " .
و هذا اختلاف شديد في هذه اللفظة ، و لعل الصواب فيها الوجه الأول لاتفاق رواية
أحمد مع رواية ابنه عليها ، و لموافقته لرواية العقيلي في حديث ابن عمرو بن
العاص .
و قد خفي أمر هذه الكلمة على الدكتور القلعجي ، فلم يستطع أن يقرأها على الصواب
في مخطوطة " ضعفاء العقيلي " الذي حققه في زعمه ، فجاءت في مطبوعته ( 3/22 ) في
موضعين منها بلفظ :
" فلا تقتلوا برأيكم " !
و علق عليه بقوله :
" في هامش الأصل : فلا تغلبوا " .
و هكذا فليكن تحقيق الدكتور ! و كم له في تعليقاته من مثل هذا و غيره من
الأخطاء و الأوهام التي تدل على مبلغه من العلم . والله المستعان .

(3/352)


1354 - " ما من امرىء يقرأ القرآن ، ثم ينساه إلا لقي الله عز وجل يوم القيامة و هو
أجذم " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/530 ) :

ضعيف
أخرجه أبو داود ( 1474 ) من طريق ابن إدريس عن يزيد بن أبي زياد عن عيسى بن
فائد عن سعد بن عبادة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم .
قلت : و هذا إسناد ضعيف ، و فيه ثلاث علل :
أولا : يزيد بن أبي زياد و هو الهاشمي مولاهم أبو عبد الرحمن كما قال المنذري (
2/213 ) و هو ضعيف ، تغير في كبره فصار يتلقن كما في " التقريب " .
ثانيا : عيسى بن فائد - بالفاء - قال ابن المديني :
" مجهول ، لم يرو عنه غير يزيد بن أبي زياد " .
ثالثا : الانقطاع . قال ابن عبد البر :
" هذا إسناد رديء ، و عيسى بن فائد لم يسمع من سعد بن عبادة و لا أدركه " .
قلت : و يؤيد ما قال ، أن شعبة رواه عن يزيد بن أبي زياد عن عيسى عن رجل عن سعد
ابن عبادة به .
أخرجه أحمد ( 5/284 ) و الدارمي ( 2/437 ) و ابن نصر في " قيام الليل " ( 74 )
.
و تابعه خالد و هو ابن عبد الله الطحان عند أحمد ( 5/285 ) ، فذكر الرجل بين
عيسى و سعد .

(3/353)


1355 - " من علم أن الله ربه ، و أني نبيه صادقا من قلبه - و أومأ بيده إلى خلدة صدره
- حرم الله لحمه على النار " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/530 ) :

ضعيف
أخرجه البزار ( رقم - 14 ) و ابن خزيمة في " التوحيد " ( 226 ) و أبو نعيم في
الحلية ( 6/182 ) من طريق أيوب بن سليمان بن سيار الحارثي صاحب الكرى قال :
حدثنا عمر بن محمد بن عمر بن معدان الحارسي عن معدان القصير عن عبد الله بن أبي
القلوص عن مطرف عن عمران بن حصين قال : ألا أحدثكم بحديث ما حدثت به أحدا
منذ سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ : فذكره . و قال البزار :
" ليس له إلا هذا الطريق ، و ابن أبي القلوص بصري ، و عمر بن محمد بصري لا بأس
به " .
قلت : و هذا إسناد ضعيف عبد الله بن أبي القلوص و من دونه - غير القصير - غير
مشهورين ، أوردهم ابن أبي حاتم ( 2/2/142 و 3/1/132 و 1/1/249 ) و لم يذكر فيهم
جرحا و لا تعديلا . و لا أستبعد أن يكون ابن حبان قد أوردهم في " كتاب الثقات "
له على قاعدته المعروفة .
و الحديث أورده الهيثمي في " المجمع " ( 1/22 ) : و قال :
" رواه البزار ، و في إسناده عمران القصير و هو متروك ، و عبد الله بن أبي
القلوص " .
و على هامشه ما نصه - و أظنه للحافظ ابن حجر - :
" عمران القصير أخرج له الشيخان ، و وثقه جماعة ، و ما علمت أحدا تركه ،
و عبد الله بن أبي القلوص ما علمت أحدا وثقه . كما في هامش الأصل " .
و أورده الهيثمي في مكان آخر ( 1/19 ) و قال :
" رواه الطبراني في " الكبير " و في إسناده عمر بن محمد بن عمر بن صفوان و هو
واهي الحديث " !
كذا قال ! و إنما هو ابن معدان ، و لعله تصحف عليه أو على ناسخ " الكبير " الذي
كان عنده ، فإني لا أعرف في الرواة من يدعى عمر بن محمد بن عمر بن صفوان ،
و لكن من أين أخذ الهيثمي وصفه إياه بأنه " واهي الحديث " ؟ فلابد أن يكون وقع
له فيه وهم ، لم يتبين لي إلى الآن سببه ، و لا سيما و البزار قال فيه : " لا
بأس به " كما سبق .
ثم وقفت على إسناده في " المعجم الكبير " ( 18/124/253 ) بعد أن طبع بتحقيق
أخينا حمدي السلفي ، فإذا هو فيه " .. ابن معدان " على الصواب . و الحمد لله
على توفيقه و أسأله المزيد من فضله .

(3/354)


1356 - " من قرأ القرآن يتأكل به الناس جاء يوم القيامة و وجهه عظم لي عليه لحم . قراء
القرآن ثلاثة :
رجل قرأ القرآن فاتخذه بضاعته فاستجر به الملوك ، و استمال به الناس .
و رجل قرأ القرآن فأقام حروفه ، و ضيع حدوده ، كثر هؤلاء من قراء القرآن لا
كثرهم الله .
و رجل قرأ القرآن فوضع دواء القرآن على داء قلبه ، فأسهر به ليله ، و أظمأ به
نهاره ، فأقاموا به في مساجدهم ، بهؤلاء يدفع الله بهم البلاء ، و يزيل الأعداء
، و ينزل غيث السماء ، فوالله لهؤلاء من قرء القرآن أعز من الكبريت الأحمر " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/532 ) :

موضوع
أخرجه ابن حبان في " الضعفاء و المتروكين " ( 1/148 ) من طريق أحمد بن ميثم بن
أبي نعيم الفضل بن دكين : حدثنا علي بن قادم عن سفيان الثوري عن علقمة بن مرثد
عن سليمان بن بردة عن أبيه مرفوعا . و قال ابن حبان :
" لا أصل له من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ، و أحمد هذا يروي عن علي بن
قادم المناكير الكثيرة ، و عن غيره من الثقات الأشياء المقلوبة " .
و أقره الذهبي في " الميزان " و العسقلاني في " اللسان " و من قبلهما ابن
الجوزي في " الأحاديث الواهية " و قد رواه ( 1/148 ) و قال :
" لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، و إنما يروى عن الحسن البصري " .
قلت : و لوائح الصنع و الوضع ظاهرة عليه ، و لقد أحسن السيوطي بإيراده إياه في
كتابه " ذيل الأحاديث الموضوعة " ( ص 29 ) من رواية ابن حبان و ساق كلامه عليه
، و كلام ابن الجوزي . و تبعه ابن عراق في " تنزيه الشريعة " ( 1/300 ) .
ثم تناقض السيوطي فأورد الجملة الأولى من الحديث في " الجامع الصغير " من رواية
البيهقي في " شعب الإيمان " و زاد في " الجامع الكبير " : ابن حبان في "
الضعفاء " ، فتعقبه المناوي في فيض القدير " بما تقدم عن ابن حبان و ابن الجوزي
، ثم نسي هذا أو تناساه فاقتصر في التيسير " على قوله : " إسناده ضعيف " !
( تنبيه ) : وقع في " الفيض " خطآن :
الأول : " ابن أبي حاتم " مكان " ابن حبان " ، و هو خطأ مطبعي .
و الآخر : " ضبير " محل " ميثم " ، و قام في نفسي أول الأمر أنه خطأ مطبعي أيضا
و لكني وجدته كذلك في مخطوطة الظاهرية من " فيض القدير " . والله أعلم .

(3/355)


1357 - " ما طلعت الشمس على رجل خير من عمر " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/533 ) :

موضوع
رواه الترمذي ( 2/293 ) و الدولابي في " الكنى " ( 2/99 ) و الحاكم ( 3/190 )
و كذا العقيلي في " الضعفاء " ( 241 ) و من طريقه ابن الجوزي في " الواهيات " (
1/190 ) و ابن عدي في " الكامل " ( ق 224/2 ) و ابن عساكر في " تاريخ دمشق " (
13/29/1 ) من طريق عبد الله بن داود التمار قال : حدثنا عبد الرحمن بن أخي محمد
ابن المنكدر عن محمد بن المنكدر عن جابر بن عبد الله قال :
قال عمر لأبي بكر : يا خير الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ! فقال
أبو بكر أما إنك إن قلت ذاك ، فلقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :
فذكره . و قال الترمذي :
" هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه ، و ليس إسناده بذاك " .
قلت : و علته التمار أو شيخه عبد الرحمن ، و في ترجمة الأول أورده ابن عدي ، و
بالثاني أعله العقيلي فقال :
" لا يتابع عليه و لا يعرف إلا به " .
و قال الذهبي في ترجمته من " الميزان " :
" لا يكاد يعرف ، و لا يتابع على حديثه " .
ثم ساقه .
و أعله بالأول أيضا فقال في جزء " موضوعات من المستدرك " :
" قلت : عبد الله هالك ، و هذا باطل " .
و قال في ترجمته من " الميزان " :
" قال البخاري : فيه نظر ، و قال النسائي : ضعيف . و قال أبو حاتم : ليس بقوي ،
و تكلم فيه ابن عدي و ابن حبان " .
ثم ساق له هذا الحديث ، ثم قال :
" هذا كذب " .
و لما قال الحاكم : " صحيح الإسناد " تعقبه الذهبي بقوله :
" عبد الله ضعفوه ، و عبد الرحمن تكلم فيه ، و الحديث شبه موضوع " .
و قال ابن الجوزي :
" هذا الحديث لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، و لا يتابع عبد الرحمن
عليه ، و لا يعرف إلا به ، و أما عبد الله بن داود فقال ابن حبان : منكر الحديث
جدا ، يروي المناكير عن المشاهير ، لا يجوز الاحتجاج بروايته " .
ثم إن الحديث ظاهر البطلان ، لمخالفته لما هو مقطوع به :
أن خير من طلعت عليه الشمس إنما هو نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ، ثم الرسل
و الأنبياء ، ثم أبو بكر ، و قد جاء من طرق عن ابن جريج عن عطاء عن أبي الدرداء
مرفوعا بلفظ :
" ما طلعت الشمس و لا غربت على أحد بعد النبيين و المرسلين أفضل من أبي بكر " .
أخرجه جمع من المحدثين منهم عبد بن حميد و الخطيب و غيرهما ، و هو أصح من الأول
سندا و متنا كما ترى ، و قد حسنه بعضهم ، و لكن الطرق المشار إليها بحاجة إلى
دراسة دقيقة ، و هذا مما لم يتيسر لي بعد . والله الموفق .

(3/356)


1358 - " ثلاثة لا ترد دعوتهم : الصائم حتى يفطر ، و الإمام العادل ، و دعوة المظلوم
يرفعها الله فوق الغمام ، و يفتح لها أبواب السماء ، و يقول الرب : وعزتي
لأنصرنك و لو بعد حين " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/534 ) :

ضعيف
أخرجه الترمذي ( 2/280 ) و ابن ماجه ( 1752 ) و ابن خزيمة ( 1901 ) و ابن حبان
( 2407 و 2408 ) و أحمد ( 2/304 - 305 و 445 و 477 ) من طريق سعد أبي مجاهد عن
أبي مدلة عن أبي هريرة به . و قال الترمذي :
" حديث حسن ، و أبو مدلة هو مولى أم المؤمنين عائشة ، و إنما نعرفه بهذا الحديث
" .
قلت : إذا كان كذلك فالقواعد تقتضي أنه رجل مجهول ، و ذلك ما صرح به بعض الأئمة
، فقال ابن المديني :
" لا يعرف اسمه ، مجهول ، لم يرو عنه غير أبي مجاهد " .
قلت : فمثله لا يحسن حديثه ، و لا سيما أنه مخالف لحديث آخر عن أبي هريرة خرجته
في " الصحيحة " ( 596 ) ; و لذلك فما أحسن الغماري بإيراده إياه في " كنزه " (
1545 ) .
( تنبيه ) : أبو مدلة هو مولى عائشة كما سبق عن الترمذي ، و كذلك هو في " الجرح
و التعديل " ( 4/2/444 ) و " التهذيب " و غيرهما ، و شذ ابن خزيمة فقال :
" و هو مولى أبي هريرة " ! ( و انظر صحيح ابن ماجه / " كتاب " الصيام " بقلمي ،
و هو وشيك الصدور ) .

(3/357)


1359 - " القبلة حسنة ، و الحسنة عشرة " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/359 ) :

موضوع
أخرجه ابن عدي في " الكامل " ( 11/2 ) و أبو نعيم في " الحلية " ( 7/255 ) من
طريق إسماعيل بن يحيى : حدثنا مسعر عن عطية عن ابن عمر قال :
" جاء أبو سعيد الخدري إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم و معه ابنه فقبله ،
فقال النبي صلى الله عليه وسلم : فذكره . و قال ابن عدي :
" هذا حديث باطل بهذا الإسناد " .
و قال أبو نعيم :
" غريب ، تفرد به إسماعيل " .
قلت : و هو ابن يحيى التيمي كذاب مجمع على تركه ، و هو من الأحاديث التي شان
بها السيوطي " الجامع الصغير " و بيض المناوي له فلم يبين حاله ! لا في " الفيض
" و لا في " التيسير " .
و من أحاديثه التي لا تعرف إلا من طريقه و شان بها أيضا السيوطي " جامعه " :
" التسويف شعاع الشيطان يلقيه في قلوب المؤمنين " .

(3/358)


1360 - " التسويف شعاع الشيطان يلقيه في قلوب المؤمنين " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/535 ) :

موضوع
أخرجه ابن عدي ( 11/2 ) و الديلمي في " مسند الفردوس " ( 2/1/50 ) من طريق
إسماعيل بن يحيى : حدثنا مسعر عن حميد بن سعد عن أبي سلمة عن أبيه رفعه ، و
قال :
" إسماعيل يحدث عن الثقات بالبواطيل " .
قلت : و فيه علتان أخريان :
إحداهما : الانقطاع بين أبي سلمة و أبيه عبد الرحمن بن عوف فإنه لم يسمع منه .
و الأخرى : حميد بن سعد لم أعرفه ، و به أعله المناوي و قد عزاه أصله للديلمي
فقط ، فقال :
" قال الذهبي في " الضعفاء " : مجهول " .
قلت : الذي في " الضعفاء " و " الميزان " و " اللسان " حميد بن سعيد ، و هذا
ابن سعد .
( تنبيه ) : وقع في " الجامع الصغير " : " شعار " و الصواب ما أثبتنا ، و هو نص
الديلمي كما ذكر المناوي و كذلك هو في " الجامع الكبير " .
و من أكاذيب ذاك التيمي :
" قريش على مقدمة الناس يوم القيامة ، و لولا أن تبطر قريش لأخبرتها بما
لمحسنها عند الله من الثواب " .

(3/359)


1361 - " قريش على مقدمة الناس يوم القيامة ، و لولا أن تبطر قريش لأخبرتها بما
لمحسنها عند الله من الثواب " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/536 ) :

موضوع
أخرجه ابن عدي ( 11/2 ) من طريق إسماعيل بن يحيى : حدثنا سفيان الثوري قال :
سمعت محمد بن المنكدر يقول : سمعت جابر بن عبد الله يقول : سمعت رسول الله
صلى الله عليه وسلم يقول : فذكره . و قال ابن عدي :
" و هذا الحديث بهذا الإسناد باطل ليس يرويه غير إسماعيل " .
قلت : و قد عرفت أنه كذاب ، و لقد شان السيوطي كتابه " الجامع " بإيراده فيه
هذا الحديث ، و أمثاله مما تقدم التنبيه عليه ، و قد أخذ المناوي عليه إيهامه
بسكوته عليه أن ابن عدي خرجه و سكت عليه ! فقال :
" الأمر بخلافه ، بل قال : هذا الحديث .. باطل ليس يرويه غير إسماعيل بن مسعدة
( ! ) <1> و كان يحدث عن الثقات بالبواطيل . و قال ابن حبان : يروي الموضوعات
عن الأثبات ، لا تحل الرواية عنه " .
ثم تجاهل هذا كله المناوي في " التيسير " فاقتصر على تضعيفه فقط ! !
*--------------------------------------------------------------------------*
[1] كذا و لعله خطأ مطبعي و الصواب " إسماعيل بن يحيى " كما سبق . اهـ .
1

(3/360)


1362 - " ليسأل أحدكم ربه حاجته كلها ، حتى يسأله شسع نعله إذا انقطع " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/537 ) :

ضعيف
أخرجه الترمذي ( 4/292 - تحفة و 22/126/1 - مخطوط ) و ابن حبان ( 2402 ) و ابن
السني في " عمل اليوم و الليلة " ( 348/2 ) و المخلص في " الفوائد المنتقاة " (
13/248/2 ) و ابن عدي في " الكامل " ( 331/2 ) و أبو نعيم في " أخبار أصبهان "
( 2/289 ) و الضياء المقدسي في " الأحاديث المختارة " ( 1/501 ) من طرق عن قطن
ابن نسير : حدثنا جعفر بن سليمان عن ثابت عن أنس قال : قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم : فذكره . و قال الترمذي :
" هذا حديث غريب ، و رواه غير واحد عن جعفر بن سليمان عن ثابت عن النبي
صلى الله عليه وسلم مرسل ، و لم يذكروا فيه : عن أنس . حدثنا صالح بن عبد الله
قال : حدثنا جعفر بن سليمان عن ثابت البناني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال .. " .
قلت : فذكره دون قوله : " كلها " . و زاد مكانها : " حتى يسأله الملح ، و حتى
يسأله .. " .
قلت : و هكذا مرسلا رواه ابن عدي أيضا من طريق القواريري : حدثنا جعفر به <1> .
دون الزيادة . و زاد عقبه :
" فقال رجل للقواريري : إن لي شيخا يحدث به عن جعفر عن ثابت عن أنس ؟ فقال
القواريري : باطل . و هذا كما قال " .
قلت : يعني أن وصله باطل ، و أن الصحيح إرساله .
و قال الضياء عقب الحديث :
" و قد ذكره علي بن المديني من مناكير جعفر بن سليمان ، قلت : و لا أعلم رفعه
إلا قطن بن نسير " .
قلت : و هو مختلف فيه ، روى له مسلم في " صحيحه " حديثا واحدا ، و ذكره ابن
حبان في " الثقات " ، و ضعفه أبو زرعة ، و قال ابن عدي :
" يسرق الحديث و يوصله " .
و قال ابن أبي حاتم ( 3/2/138 ) :
" سئل أبو زرعة عنه ؟ فرأيته يحمل عليه . ثم ذكر أنه روى أحاديث عن جعفر بن
سليمان عن ثابت عن أنس مما أنكر عليه " .
قلت : فالحديث من مناكيره ، لا من مناكير شيخه جعفر ، فما قاله ابن المديني فيه
نظر .
هذا و قد كنت حسنت الحديث فيما علقته على " المشكاة " رقم ( 2251 - 2252 )
و كانت تعليقات سريعة لضيق الوقت ، فلم يتح لي يومئذ مثل هذا التوسع في التتبع
و التخريج الذي يعين على التحقيق و الكشف عن أخطاء الرواة ، و أقوال الأئمة
فيهم و في أحاديثهم المنكرة منها . والله تعالى هو المسؤول أن يغفر لي خطئي
و عمدي ، و كل ذلك عندي !
( تنبيه ) : لم يرد الحديث في طبعة بولاق من " سنن الترمذي " ، فلا أدري أسقط
منها أو من أصلها إطلاقا ؟ أم من المكان الذي هو فيه في المخطوطة و نسخة "
التحفة " ؟ و هو آخر كتاب الدعوات ، و هو فيه في طبعة الدعاس رقم ( 3607 )
والله أعلم .
( تنبيه آخر ) : إن الحديث من الطريق المرسلة التي فيها الزيادة ، قد رواها
البزار موصولا من حديث أنس ، فقال الهيثمي في " المجمع " ( 10/150 ) .
" و رجاله رجال الصحيح غير سيار بن حاتم و هو ثقة " .
و نقل هذا عنه المناوي و أقره ، و في ذلك كله نظر ، فإن سيارا هذا حاله مثل حال
قطن تماما ، و قد أورده الذهبي في " الضعفاء " و قال :
" قال القواريري : كان معي في الدكان ، لم يكن له عقل ، قيل : أتتهمه ؟ قال :
لا . و قال غيره : صدوق سليم الباطن " .
فهو من الضعفاء الذين لا يحفظون ، فيقعون في الخطأ ، و لا يتعمدونه . ثم هو من
الرواة عن جعفر بن سليمان شيخ قطن في هذا الحديث ، فالظاهر أنه متابع لقطن في
وصله ، و لكني لا أقطع بذلك لأني لم أقف على إسناد البزار ، و لقول الضياء
المتقدم : " و لا أعلم رفعه إلا قطن " . والله سبحانه و تعالى أعلم .
ثم وقفت على إسناد البزار بطريق " كشف الأستار " - كتاب الأدعية - قال : حدثنا
سليمان بن عبيد الله الغيلاني : حدثنا سيار بن حاتم : حدثنا جعفر بن سليمان عن
ثابت عن أنس به و زاد :
" و حتى يسأله الملح " .
و قال الحافظ ابن حجر في " زوائده " ( ص 305 ) :
" و إسناده حسن " .
قلت : و فيما قاله نظر من وجهين :
الأول : مخالفته للذين أرسلوه ، منهم صالح بن عبد الله - و هو الباهلي الترمذي
، و القواريري ، و اسمه عبيد الله بن عمر - كما تقدم ، و كلاهما ثقة .
و الآخر : أن سيارا فيه ضعف كما تقدم عن القواريري ، و قد أشار إلى ذلك الحافظ
نفسه بقوله فيه في " التقريب " :
" صدوق له أوهام " .
فمن كان مثله في الوهم لا يرجح وصله على إرسال من أرسله من الثقات ، كما لا
يخفى على عارف بعلم مصطلح الحديث ، بل لو قيل فيه : إنه لا يحتج به مطلقا و لو
لم يخالف لم يكن بعيدا عن الصواب ، و إلى ذلك يشير كلام الحافظ في مقدمة كتابه
المذكور في فصل ( المراتب ) .
لا يقال : قد تابعه قطن بن نسير كما تقدم ، لأننا نقول : قد عرفت من قول ابن
عدي المتقدم فيه : أنه يسرق الحديث و يوصله . فمن الممكن أن يكون سرقه من سيار
هذا . والله سبحانه و تعالى أعلم .
و قد جاء الحديث عن عائشة رضي الله عنها نحوه موقوفا عليها ، فلا يصلح شاهدا ،
و لكن البعض ذكروه في المرفوع فوجب الكلام عليه ، و هو التالي :
" سلوا الله كل شيء ، حتى الشسع ، فإن الله إن لم ييسره ، لم يتيسر " .
*--------------------------------------------------------------------------*
[1] قلت : لكن وقع في النسخة موصولا أيضا ، و هو خطأ من الناسخ كما يدل عليه
كلام ابن المديني الآتي ذكره ، و قد نقله الذهبي عنه على الصواب ، و كذا الحافظ
في " التهذيب " . اهـ .
1

(3/361)


1363 - " سلوا الله كل شيء ، حتى الشسع ، فإن الله إن لم ييسره ، لم يتيسر " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/540 ) :

موقوف
أخرجه أبو يعلى في " مسنده " ( 216/2 ) : حدثنا محمد بن عبد الله : حدثنا هاشم
ابن القاسم عن محمد بن مسلم بن أبي الوضاح عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة
قالت : " سلوا الله .. " .
قلت : و هذا سند موقوف جيد رجاله كلهم ثقات رجال مسلم ، و في ابن أبي الوضاح
كلام يسير لا يضر إن شاء الله تعالى . و محمد بن عبد الله هو ابن نمير كما في
إسناد حديث عنده قبل هذا . و من طريق أبي يعلى رواه ابن السني في " اليوم
و الليلة " ( 349 ) موقوفا .
و قد أورده السيوطي في " الجامع " مرفوعا طبعا ، و تبعه المناوي و نقل عن
الهيثمي أنه قال :
" رجاله رجال الصحيح غير محمد بن عبد الله بن المنادي ( كذا ) و هو ثقة " .
فلا أدري أسقط من نسختنا المصورة من " أبي يعلى " رفعه ، أم وقع فيها مرفوعا في
مكان آخر ؟ ذلك ما سيتبين بعد فراغي من قراءة " مسند أبي يعلى " كله إن شاء
الله تعالى .
ثم فرغت من قراءة " المسند " كله ، فلم أعثر على الحديث في موضع آخر منه ، ثم
رجعت إلى " مجمع الزوائد " للحافظ الهيثمي ، فإذا به قد ذكره ( 10/150 ) من
طريق أبي يعلى موقوفا أيضا ، و قال في رجاله ما نقله المناوي عنه . فتأكدت من
كون الحديث موقوفا عنده و ازددت تأكدا حين رأيت ابن السني في " اليوم و الليلة
" ( 349 ) رواه عنه موقوفا ، فعلمت أن السيوطي وهم في إيراده إياه في " الجامع
الصغير " ، و أن المناوي ذهل عنه . كما أنني أنا نفسي كنت أخطأت أيضا في ذكري
إياه مرفوعا تحت الحديث المتقدم برقم ( 21 ) ( ص 29 ) ، و كان ذلك اعتمادا على
" الجامع الصغير " و شرحه قبل أن أقف على إسناد أبي يعلى ، فلما وقفت عليه
بادرت إلى تحقيق الكلام فيه ، و انتهى ذلك إلى أنه موقوف على السيدة عائشة رضي
الله عنها .
ثم رأيت السيوطي قد ذكر ذلك في " الجامع الكبير " ( رقم 14719 - طبع مصر -
تحقيق اللجنة ) فقال بعد أن ذكر الحديث بنحوه :
" رواه هب و ضعفه عن أبي هريرة ، هب عن عائشة موقوفا " .
فصرح أن حديث عائشة موقوف ، لكن فاته أنه عند أبي يعلى و ابن السني .
( تنبيه ) : وقع في " المجمع " ( .. ابن المنادي ) و تبعه عليه المناوي و هو
خطأ كما أشرت إليه ، و الصواب ( ابن نمير ) كما ذكرت آنفا ، و يؤكده أنه وقع
مصرحا به في رواية ابن السني المتقدمة عن أبي يعلى ، و خفي هذا الخطأ على لجنة
" الجامع الكبير " فنقلوه عن " المجمع " على خطئه ! و عن المناوي كذلك ،
و لكنهم وقعوا في خطأ آخر فقالوا فيه : " ابن المناوي " ! و هو خطأ مطبعي لم
يتنبهوا له . !

(3/362)


1364 - " خمس دعوات يستجاب لهن : دعوة المظلوم حتى ينتصر ، و دعوة الحاج حتى يصدر ،
و دعوة المجاهد حتى يقفل ، و دعوة المريض حتى يبرأ ، و دعوة الأخ لأخيه بظهر
الغيب " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/541 ) :

موضوع
أخرجه أبو محمد المخلدي في " ثلاثة مجالس من الأمالي " ( 71 - 72 ) و محمد بن
يوسف بن إلياس في " مشيخته " ( 180/2 ) و الضياء في " المنتقى من مسموعاته بمرو
" ( 51/2 ) عن عبد الرحيم بن زيد العمي عن أبيه عن سعيد بن جبير عن ابن عباس
مرفوعا . و قال الضياء :
" قال - يعني شيخ شيخه أبا بكر يعقوب بن أحمد بن محمد بن علي الصيرفي - : حديث
عزيز صحيح حسن عال " !
قلت : أنى له الحسن ، بله الصحة ; و عبد الرحيم هذا كذاب كما قال ابن معين ؟ !
و قال البخاري : تركوه . و قد مضى له عدة أحاديث .
و أبوه زيد العمي ضعيف أيضا ، و لكنه خير من ابنه . و به أعله المناوي ، و هو
تقصير ، موهم سلامته من علة أخرى أكبر ! و تعقب أصله السيوطي الذي عزاه للبيهقي
في " شعب الإيمان " فقط ، بأن الحاكم رواه عنه أيضا ، و من طريقه أورده البيهقي
مصرحا فكان عزوه إليه أولى .
قلت : و لم أره عند الحاكم الآن و لا بعد أن وضعت له فهرسا عاما لجميع أحاديثه
و آثاره و غير ذلك و سميته " بغية الحازم في فهارس مستدرك أبي عبد الله الحاكم
" فلعله في بعض كتبه الأخرى ، و في آخره عند البيهقي :
" و أسرع هذه الدعوات إجابة دعوة الأخ لأخيه بظهر الغيب " .
و قد روي الحديث بإسناد آخر عن ابن عباس مرفوعا بلفظ :
" دعوتان ليس بينهما و بين الله حجاب .. " الحديث .
و سيأتي تخريجه و بيان علته برقم ( 3602 ) .
لكن هناك شواهد لدعوة المظلوم ، و دعوة الأخ لأخيه في الغيب ، فراجعها إن شئت
في " الصحيحة " ( 767 و 1339 ) .

(3/363)


1365 - " من حلق على يمين ، فرأى غيرها خيرا منها ، فليتركها ، فإن تركها كفارتها " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/542 ) :

منكر
أخرجه ابن ماجه ( 1/648 ) عن عون بن عمارة : حدثنا روح بن القاسم عن عبيد الله
ابن عمرو عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أن النبي صلى الله عليه وسلم قال
: فذكره .
قلت : لكنه لم يتفرد به ، فقال الطيالسي في " مسنده " ( 221 - منحة ) : حدثنا
خليفة الخياط و يكنى أبا هبيرة عن عمرو بن شعيب به إلا أنه قال :
" فليأتها فهي كفارتها " .
و أخرجه أحمد ( 2/185 و 210 - 211 ) من هذا الوجه بهذا اللفظ دون قوله : "
فليأتها " ، هذا في الموضع الآخر ، و قال في الموضع الأول : " فتركها كفارتها "
.
و تابعه أيضا عبيد الله بن الأخنس عن عمرو بن شعيب به بلفظ :
" فليدعها و ليأت الذي هو خير ، فإن تركها كفارتها " .
أخرجه أبو داود ( 2/76 ) و عنه البيهقي ( 10/33 - 34 ) .
لكن أخرجه النسائي ( 2/141 ) من هذا الوجه بلفظ :
" فليكفر عن يمينه ، و ليأت الذي هو خير " .
فكان بعض الرواة عنده جرى فيه على الجادة ! لكن يشهد له أنه روي كذلك من طريق
أخرى عن ابن عمرو ، فقال الإمام أحمد في " المسند " و ابنه في " زوائده " (
2/204 ) : حدثنا الحكم بن موسى : حدثنا مسلم بن خالد عن هشام بن عروة عن أبيه
عنه به .
و هذا إسناد رجاله ثقات ، إلا أن مسلما هذا و هو الزنجي فيه ضعف من قبل حفظه ،
و قد مشاه بعض الأئمة ، و أخرج حديثه هذا ابن حبان في " صحيحه " ( 1180 - موارد
) .
عدنا إلى حديث عمرو بن شعيب ، فرواه عنه عبد الرحمن بن الحارث مختصرا بلفظ :
" من حلف على معصية الله فلا يمين له ، و من حلف على قطيعة رحم فلا يمين له " .
أخرجه البيهقي و قال :
" و قد روي في هذا الحديث زيادة تخالف الروايات الصحيحة عن النبي صلى الله عليه
وسلم " .
ثم ساق رواية عبيد الله بن الأخنس المتقدمة من طريق أبي داود .
و قد روي الحديث عن عائشة و أبي سعيد الخدري و أبي هريرة :
1 - أما حديث عائشة ، فيرويه حارثة بن أبي الرجال عن عمرة عنها مرفوعا بلفظ :
" من حلف في قطيعة رحم ، أو فيما لا يصلح ، فبره أن لا يتم على ذلك " .
أخرجه ابن ماجه ( 1/648 ) و قال البوصيري ( ق 130/2 ) :
" هذا إسناد ضعيف ، لضعف حارثة بن أبي الرجال " .
قلت : و قد روي من طريق أخرى عنها مرفوعا باللفظ المعروف ، و هو مخرج في "
إرواء الغليل " ( 2144 ) .
2 - و أما حديث أبي سعيد فيرويه ابن لهيعة : حدثنا دراج عن أبي الهيثم عنه بلفظ
" فكفارتها تركها " .
أخرجه أحمد ( 3/75 - 76 ) و إسناده ضعيف ، ابن لهيعة و شيخه ضعيفان .
3 - و أما حديث أبي هريرة فأخرجه البيهقي من طريق يحيى بن عبيد الله عن أبيه
عنه به مرفوعا بلفظ :
" فأتى الذي هو خير فهو كفارته " .
و بعد هذا التخريج أقول :
إن الحديث بهذا اللفظ المذكور أعلاه ، و الألفاظ الأخرى التي في معناه مما لم
يطمئن القلب لصحته ، لأن جميع طرقه ضعيفة كما رأيت ، و خيرها الأولى منها و هي
طريق عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده ، لكن الرواة قد اختلفوا عليه ، و هو نفسه قد
خالفه الزنجي عن هشام بن عروة كما سبق فلم ينشرح الصدر للأخذ بشيء من ذلك إلا
برواية النسائي : " فليكفر عن يمينه ، و ليأت الذي هو خير " ، لأنها هي
الموافقة لسائر الأحاديث في الباب عن جماعة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم
، و أكثرهم لحديثه عدة طرق عنه ، و قد خرجتها في المصدر السابق ، و هي صريحة في
وجوب الكفارة خلافا لهذا اللفظ فإنه لا يثبتها ، بل ظاهره يدل على أن مجرد ترك
اليمين هو الكفارة ، و عليه يكون الحديث بهذا اللفظ منكرا أو شاذا على الأقل ،
و في كلمة البيهقي المتقدمة ما يشير إلى ذلك . والله أعلم .
و لو صح الحديث لكان من الممكن تأويله على وجه لا يتعارض مع الأحاديث الصحيحة
فقد قال السندي في تعليقه على حديث عائشة المتقدم :
" قوله : ( فبره أن لا يتم على ذلك ) ظاهره أنه البر شرعا فلا حاجة معه إلى
كفارة أخرى كما في صورة البر ، لكن الأحاديث المشهورة تدل على وجوب الكفارة ،
فالحديث إن صح يحمل على أنه بمنزلة البر في كونه مطلوبا شرعا ، فإن المطلوب في
الحلف هو البر ، إلا في مثل هذا الحلف ، فإن المطلوب فيه الحنث ، فصار الحنث
فيه كالبر ، فمن هذه الجهة قيل : إنه البر ، و هذا لا ينافي وجوب الكفارة .
و هذا هو المراد في الحديث الآتي إن صح أن يراد بالكفارة البر . فليتأمل " .
قلت : يعني هذا الحديث ، و هو كلام وجيه متين لو صح الحديث ، فإذا لم يصح فلا
داعي للتأويل ، لأنه فرع التصحيح كما لا يخفى .

(3/364)


1366 - " كل كلام ابن آدم عليه لا له ، إلا أمر بمعروف ، أو نهي عن منكر ، أو ذكر الله
" .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/545 ) :

ضعيف
أخرجه البخاري في " التاريخ " ( 1/1/261 ) و الترمذي ( 2/66 ) و ابن ماجه (
2/274 ) و ابن السني في " عمل اليوم و الليلة " ( رقم 5 ) و ابن أبي الدنيا
و أبو يعلى في " مسنده " ( 4/1701 ) و عبد بن حميد في " المنتخب من المسند " (
ق 199/1 ) و القضاعي في " مسند الشهاب " ( ق 22/2 ) و البيهقي في " الشعب " (
1/316 - هند ) و الأصبهاني في " الترغيب " ( ق 246/2 ) و الخطيب في " التاريخ "
( 12/434 ) كلهم من طريق محمد بن يزيد بن خنيس المكي : حدثنا سعيد بن حسان قال
: حدثتني أم صالح عن صفية بنت شيبة عن أم حبيبة زوج النبي صلى الله عليه
وسلم مرفوعا به .
و في رواية عن ابن خنيس قال :
كنا عند سفيان الثوري نعوده ، فدخل عليه سعيد بن حسان المخزومي - و كان قاص
جماعتنا ، و كان يقوم بنا في شهر رمضان - فقال له سفيان : كيف الحديث الذي
حدثتني عن أم صالح ؟ قال : حدثتني أم صالح عن صفية بنت شيبة عن أم حبيبة رضي
الله عنها قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم .. ( فذكره بلفظ : " كلام
ابن .. " دون قوله : " كل " ) قال محمد بن يزيد : قلت : ما أشد هذا ؟ فقال :
و ما شدة هذا الحديث ؟ إنما جاءت به امرأة عن امرأة [ عن امرأة ] ، هذا في كتاب
الله عز وجل الذي أرسل به نبيكم صلى الله عليه وسلم ، فقرأ : *( يوم يقوم الروح
و الملائكة صفا لا يتكلمون إلا من أذن له الرحمن و قال صوابا )* و قال :
*( و العصر . إن الإنسان لفي خسر . إلا الذين آمنوا و عملوا الصالحات و تواصوا
بالحق و تواصوا بالصبر )* . و قال : *( لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر
بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس )* الآية .
أخرجه الطبراني في " المعجم الكبير " ( 23/246/484 ) و الحاكم ( 2/512 - 513 )
و السياق له و الخطيب ( 12/321 ) .
و في رواية أخرى له عن ابن خنيس قال :
دخلت مع سعيد بن حسان على سفيان الثوري نعوده ، فقال : كيف الحديث الذي حدثتني
به ؟ فقلت : حدثتني أم صالح .. فذكره و فيه الزيادة التي يسن المعكوفتين ،
و قال مكان : " أو ذكر الله " :
" أو الصلح بين الناس " .
و هذه الرواية شاذة متنا و سندا :
أما المتن فظاهر .
و أما السند ، فلأنه جعله من تحديث ابن خنيس عن أم صالح ، و الصواب أنه من
تحديثه عن سعيد بن حسان عنها كما في الروايتين المتقدمتين .
و على كل حال فالحديث بجميع رواياته ضعيف لا يصح ، لأن مدارها على ابن خنيس ،
و قد أعل به ، و إنما العلة عندي ممن فوقه ، فقال الترمذي :
" حديث غريب ( و في نسخة : حسن غريب ) لا نعرفه إلا من حديث محمد بن يزيد بن
خنيس " .
و قال الحافظ المنذري في " الترغيب " ( 4/10 ) :
" رواته ثقات ، و في محمد بن يزيد كلام قريب لا يقدح ، و هو شيخ صالح " .
قلت : و ما ذكره في ابن يزيد هو قول أبي حاتم فيه ، و قد تبناه الذهبي في "
الكاشف " ، و لذلك قال في " الميزان " :
" هو وسط " .
قلت : و أما قول المنذري آنفا : " رواته ثقات " فليس على إطلاقه بصواب ، لأن أم
صالح هذه لم يوثقها أحد فيما علمت ، بل أشار الذهبي إلى أنها مجهولة ، فقال في
" الميزان " :
" تفرد عنها سعيد بن حسان المخزومي " .
و قال الحافظ في " التقريب " :
" لا يعرف حالها " .
قلت : فهي مجهولة العين ، فهي علة الحديث . والله أعلم .
( تنبيه ) : لقد أورد الغماري هذا الحديث في جملة من الأحاديث الضعيفة
و المنكرة التي غص بها " كنزه " ! دونما بحث أو تحقيق ، بل ران عليه الجمود
و التقليد كما سبق التنبيه عليه مرارا تعليما و تحذيرا ، و هنا اغتر بكلام
المنذري السابق و توهم منه سلامة السند من الجهالة التي بينتها ... والله
المستعان .

(3/365)


1367 - " إن الشيطان واضع خطمه على قلب ابن آدم ، فإن ذكر الله خنس و إن نسي التقم
قلبه ، فذلك الوسواس الخناس " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/547 ) :

ضعيف
رواه ابن شاهين في " الترغيب " ( 284/2 ) و أبو نعيم في " الحلية " ( 6/268 )
و أبو يعلى و اللفظ له ( 204/1 ) و البيهقي في " الشعب " ( 1/326 - هندية ) من
طريق عدي بن أبي عمارة الذراع : حدثنا زياد النميري عن أنس بن مالك مرفوعا
. و قال الحافظ ابن كثير في تفسيره ( 9/307 ) :
" غريب " .
و قال الهيثمي ( 7/149 ) :
" رواه أبو يعلى ، و فيه عدي بن أبي عمارة و هو ضعيف " .
قلت : و شيخه زياد النميري ضعيف أيضا كما في " التقريب " و لذلك أشار المنذري
إلى تضعيف الحديث في " الترغيب و الترهيب " ( 2/230 - 231 ) و صرح بذلك الحافظ
كما يأتي .
و قد عزاه صاحب " المشكاة " ( 2281 ) للبخاري تعليقا من حديث ابن عباس مرفوعا .
و هو خطأ من وجوه عديدة :
الأول : أنه عند البخاري في آخر " التفسير " عن ابن عباس موقوفا ، و هذا مرفوع
.
و الثاني : أنه بلفظ :
" الوسواس : إذا ولد خنسه الشيطان ، فإذا ذكر الله عز وجل ذهب ، و إذا لم يذكر
الله ثبت على قلبه " .
فهذا غير حديث الترجمة كما هو ظاهر .
الثالث : قال الحافظ في صورة تعليق البخاري لهذا الحديث :
" قوله : و قال ابن عباس : الوسواس .. كذا لأبي ذر ، و لغيره . " و يذكر عن ابن
عباس " و كأنه أولى لأن إسناده إلى ابن عباس ضعيف .. " .
و لم يعلق الشيخ علي القارىء في " المرقاة " ( 3/11 ) على هذا العزو بشيء !

(3/366)


1368 - " والذي بعثني بالحق ما أخرتك إلا لنفسي ، فأنت عندي بمنزلة هارون من موسى ،
و وارثي " . فقال : يا رسول الله ! و ما أرث منك ؟ قال : " ما أورثت الأنبياء "
. قال : و ما أورثت الأنبياء قبلك ؟ قال : " كتاب الله و سنة نبيهم ، و أنت معي
في قصري في الجنة مع فاطمة ابنتي ، و أنت أخي و رفيقي " ثم تلا رسول الله
صلى الله عليه وسلم هذه الآية : *( إخوانا على سرر متقابلين )* ، " الأخلاء في
الله ينظر بعضهم إلى بعض " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/548 ) :

موضوع
أخرجه الطبراني في " الكبير " ( 5146 ) من طريق عبد المؤمن بن عباد بن عمرو
العبدي : حدثنا يزيد بن معن : حدثني عبد الله بن شرحبيل عن رجل من قريش عن
زيد بن أبي أوفى قال :
" دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم في مسجد المدينة فجعل يقول : " أين
فلان بن فلان ؟ " فلم يزل يتفقدهم و يبعث إليهم حتى اجتمعوا عنده فقال : " إني
محدثكم بحديث فاحفظوه ، و عوه و حدثوا به من بعدكم : إن الله اصطفى من خلقه
خلقا " ثم تلا هذه الآية : *( الله يصطفي من الملائكة رسلا و من الناس )* خلقا
يدخلهم الجنة ، و إني مصطف منكم من أحب أن أصطفيه و مواخ بينكم كما آخى الله
بين الملائكة ، قم يا أبا بكر ! فقام فجثا بين يديه فقال : " إن لك عندي يدا ،
إن الله يجزيك بها ، فلو كنت متخذا خليلا لاتخذتك خليلا ، فأنت مني بمنزلة
قميصي من جسدي " . و حرك قميصه بيده " . ثم قال : " ادن يا عمر ! " فدنا فقال :
" قد كنت شديد الشغب علينا أبا حفص ! فدعوت الله أن يعز الدين بك أو بأبي جهل ،
ففعل الله ذلك بك ، و كنت أحبهما إلي ، فأنت معي في الجنة ثالث ثلاثة من هذه
الأمة " .
ثم تنحى و آخى بينه و بين أبي بكر .
ثم دعا عثمان فقال : " ادن يا عثمان ادن يا عثمان ! " فلم يزل يدنو منه حتى
ألصق ركبته بركبة رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم نظر إليه ثم نظر إلى السماء
فقال : " سبحان الله العظيم " ثلاث مرات ثم نظر إلى عثمان فإذا إزاره محلولة
فزررها رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده ثم قال : " اجمع عطفي ردائك على نحرك
، فإن لك شأنا في أهل السماء ، أنت ممن يرد علي الحوض و أوداجه تشخب دما فأقول
: من فعل هذا بك ؟ فتقول : فلان و فلان ، و ذلك كلام جبريل عليه السلام ، و ذلك
إذ هتف من السماء : ألا إن عثمان أمين على كل خاذل " .
ثم دعا عبد الرحمن بن عوف فقال : " إن يا ( كذا الأصل ، و لعل الصواب : أنت )
أمين الله و الأمين في السماء يسلطك الله على مالك بالحق ، أما إن لك عندي دعوة
و قد أخرتها " . قال : خر لي يا رسول الله قال : " حملتني يا عبد الرحمن أمانة
أكثر الله مالك " .
قال : و جعل يحرك يده ثم تنحى و آخى بينه و بين عثمان .
ثم دخل طلحة و الزبير فقال : " ادنوا مني " فدنوا منه فقال : " أنتما حواريي
كحواريي عيسى ابن مريم عليه السلام " ثم آخى بينهما .
ثم دعا سعيد بن أبي وقاص و عمار بن ياسر فقال : " يا عمار ! تقتلك الفئة
الباغية " ثم آخى بينهما .
ثم دعا عويمرا أبا الدرداء و سلمان الفارسي فقال : " يا سلمان ! أنت منا أهل
البيت ، و قد آتاك الله العلم الأول و العلم الآخر و الكتاب الأول و الكتاب
الآخر " ، ثم قال : " ألا أرشدك يا أبا الدرداء ؟ " قال : بلى بأبي أنت و أمي
يا رسول الله . قال : " إن تنقد ينقدوك ، و إن تتركهم لا يتركوك ، و إن تهرب
منهم يدركوك ، فأقرضهم عرضك ليوم فقرك " ، فآخى بينهما .
ثم نظر في وجوه أصحابه فقال :
" أبشروا و قروا عينا فأنتم أول من يرد علي الحوض و أنتم في أعلى الغرف " .
ثم نظر إلى عبد الله بن عمر فقال :
" الحمد لله الذي يهدي من الضلالة " . فقال علي : يا رسول الله ! ذهب روحي ،
و انقطع ظهري حين رأيتك فعلت ما فعلت بأصحابك غيري ، فإن كان من سخطة علي ، فلك
العتبى و الكرامة ، فقال : ( فذكره ) .
قلت : و هذا إسناد ضعيف مظلم ; الرجل من قريش لم يسم . و اللذان دونه لم يترجم
لهما أحد .
و عبد المؤمن بن عباد بن عمرو العبدي ، قال ابن أبي حاتم ( 3/66 ) عن أبيه :
" ضعيف الحديث " .
و قال البخاري في " التاريخ الكبير " ( 3/2/117 ) و قد ساق له حديثا آخر :
" لا يتابع عليه " .
قلت : و لوائح الصنع و الوضع لائحة على هذا الحديث . والله أعلم .

(3/367)


1369 - " كان إذا جلس مجلسا فأراد أن يقوم استغفر الله عشرا ، إلى خمس عشرة " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/550 ) :

موضوع
أخرجه البغوي في " حديث علي بن الجعد " ( ق 91/2 ) و عنه ابن السني في " عمل
اليوم و الليلة " ( 446 ) و ابن عدي في " الكامل " ( 53/1 ) من طريق جعفر بن
الزبير عن القاسم عن أبي أمامة رضي الله عنه قال : فذكره مرفوعا .
قلت : و هذا إسناد موضوع آفته جعفر هذا ، فقد كذبه شعبة . و قال البخاري :
" تركوه " .
و قد مضى له جملة من الأحاديث ، و قال ابن عدي :
" و عامتها مما لا يتابع عليه ، و الضعف على حديثه بين " .

(3/368)


1370 - " كان إذا قام من المجلس استغفر عشرين مرة فأعلن " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/551 ) :

ضعيف
أخرجه ابن السني ( 447 ) أخبرني أبو أيوب الخزاعي : حدثنا أبو علقمة نصر بن
خزيمة : أخبرني أبي عن نصر بن علقمة عن أخيه محفوظ عن ابن عائذ قال : قال ابن
ناسخ عبد الله الحضرمي رضي الله عنه : فذكره .
قلت : و هذا إسناد ضعيف مرسل ، عبد الله بن ناسخ - بمهملتين - لا تصح له صحبة
كما قال أبو نعيم .
و نصر بن خزيمة أورده ابن أبي حاتم ( 4/1/473 ) و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا
، و لا ذكر له راويا سوى شيخ ابن السني هذا و سماه سليمان بن عبد الحميد الحمصي
. و أبوه هو خزيمة بن عبادة - و في نسخة جنادة - بن محفوظ ، ذكره في " التهذيب
" في الرواة عن نصر بن علقمة ، و أنه روى عنه نسخة كبيرة ، و لم أجد له ترجمة
و سائر الرواة ثقات ، و ابن عائذ اسمه عبد الرحمن .

(3/369)


1371 - " اللهم لا يدركني زمان ، و لا تدركوا زمانا ، لا يتبع فيه العليم ، و لا
يستحيى فيه من الحليم ، قلوبهم قلوب الأعاجم ، و ألسنتهم ألسنة العرب " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/551 ) :

ضعيف
أخرجه أحمد ( 5/340 ) و ابن عبد الحكم في " فتوح مصر " ( ص 275 - 276 ) و أبو
عمرو الداني في " كتاب السنن الواردة في الفتن " ( 8/2 ) عن ابن لهيعة : حدثنا
جميل الأسلمي عن سهل بن سعد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : فذكره .
قلت : و هذا إسناد ضعيف فيه ثلاث علل :
الأولى : الانقطاع ، فإن جميلا هذا لم يثبت لقاؤه لأحد من الصحابة مع كونه
مجهول الحال ، فقد ترجمه ابن أبي حاتم ( 1/1/516 - 517 ) من رواية ثلاثة عنه ،
و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا . و أورده ابن حبان في " ثقات أتباع التابعين "
( 6/147 ) و قال :
" شيخ يروي المراسيل ، روى عنه عمرو بن الحارث " .
الثانية : جهالة حال جميل هذا كما سبق .
الثالثة : سوء حفظ ابن لهيعة ، و قد خولف في إسناده ، فقال : عمرو بن الحارث عن
جميل بن عبد الرحمن الحذاء عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
فذكره .
أخرجه الحاكم ( 4/510 ) و قال : " صحيح الإسناد " ! و وافقه الذهبي ! كذا قالا
، و مع أن فيه العلتين الأوليين ، فهو أصح من الأول لأن عمرو بن الحارث ثقة ،
فهو أحفظ من ابن لهيعة .

(3/370)


1372 - " الحمد رأس الشكر ، ما شكر الله عبد لا يحمده " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/552 ) :

ضعيف
أخرجه البغوي في " شرح السنة " ( 144/2 ) و الخطابي في " غريب الحديث " ( 67/1
) من طريق قتادة عن عبد الله بن عمرو مرفوعا به .
قلت : و هذا إسناد ضعيف ، لانقطاعه بين قتادة و ابن عمرو ، فقد قال الحاكم :
" لم يسمع قتادة من صحابي غير أنس " . و عن أحمد مثله .
و الحديث عزاه السيوطي في " الجامع " لأبي يعلى و البيهقي في " شعب الإيمان " ،
و أعله بالانقطاع في شرح التقريب " كما نقله عنه المناوي .

(3/371)


1373 - " استعيذوا بالله من طمع يهدي إلى طبع ، و من طمع يهدي إلى غير مطمع ، و من طمع
حيث لا مطمع " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/552 ) :

ضعيف
أخرجه أحمد ( 5/232 و 247 ) و أبو عبيد في " الغريب " ( ق 102/2 ) و عبد بن
حميد في " المنتخب من المسند " ( ق 16/2 ) و الهيثم بن كليب في " مسنده " ( ق
166/1 ) و البزار أيضا ( 4/64/3208 ) و الطبراني في " المعجم الكبير " (
20/93/179 ) و القضاعي في " مسند الشهاب " ( ق 60/2 ) من طريق عبد الله بن عامر
الأسلمي عن الوليد بن عبد الرحمن عن جبير بن نفير عن معاذ بن جبل مرفوعا به
. و من هذا الوجه أخرجه الحاكم ( 1/533 ) و قال :
" مستقيم الإسناد " . و وافقه الذهبي !
قلت : و هذا من عجائبه ، فإنه قال في ترجمة الأسلمي هذا من " الميزان " :
" ضعفه أحمد و النسائي و الدارقطني ، و قال يحيى : " ليس بشيء " و قال البخاري
: " يتكلمون في حفظه " . و سئل عنه ابن المديني فقال : ذاك عندنا ضعيف ضعيف " .
ثم لم يحك عن أحد توثيقه . و لذلك قال في " الكاشف " :
" ضعيف " .
و كذا قال الحافظ في " التقريب " ، و من قبله شيخه الهيثمي في " مجمع الزوائد "
( 10/144 ) و به أعل الحديث ، و به استدرك المناوي في " الفيض " على الذهبي
إقراره المتقدم للحاكم فأصاب ، ثم رجع عنه في " التيسير " فذكر قول الحاكم : "
مستقيم الإسناد " و أقره ! و قلده الغماري كعادته فأورده في " كنزه " .
ثم رأيت البخاري قال في " التاريخ الكبير " ( 4/2/266 ) :
" قال إسحاق بن إبراهيم بن العلاء : نا عمرو بن الحارث قال : نا عبد الله بن
سالم عن الزبيدي عن يحيى بن جابر عن عبد الرحمن بن جبير أن أباه حدثهم أن عوف
ابن مالك خرج إلى الناس فقال : إن النبي صلى الله عليه وسلم يأمركم أن تتعوذوا
من ثلاث .. فذكرها . و قال أبو نعيم عن عبد الله بن عامر .. ( فساق إسناده
المتقدم ) . و قال وكيع : عن عبد الله بن عامر عن الوليد عن جبير عن النبي
صلى الله عليه وسلم مرسل و الأول أصح " .
يعني رواية أبي نعيم الموصولة ، لمتابعة جمع من الثقات لأبي نعيم على الوصل .
و يشهد للموصول حديث عوف بن مالك الذي علقه أولا ، و قد وصله الطبراني في "
الكبير " ( 18/52/94 ) من طريقين عن إسحاق بن إبراهيم بن العلاء . و هو صدوق
يهم كثيرا ، كما قال الحافظ في " التقريب " .
و لعله مما يدل على وهمه أن إسماعيل بن عياش قال : حدثني سليمان بن سليم
الكناني عن يحيى بن جابر عن عوف بن مالك الأشجعي مرفوعا به .
فلم يذكر بين يحيى بن جابر و عوف بن مالك عبد الرحمن بن جبير عن أبيه ، فهو
منقطع ، قال في " التهذيب " : " أرسل يحيى عن عوف " .
أخرجه الطبراني ( 18/69/127 - 128 و 2/274/647 ) من طرق عن إسماعيل بن عياش ،
و هو ثقة في روايته عن الشاميين و هذه منها ، فالسند صحيح لولا الانقطاع . و له
علة أخرى ، و هي الاضطراب عليه في إسناده ، فبعضهم قال : عن يحيى عن عوف ، و
هو الأكثر . و بعضهم قال : عنه عن المقدام بن معدي كرب . و هذا أخرجه الطبراني
في " مسند الشاميين " أيضا ( ص 276 - المصورة ) .
و بالجملة فقد اضطرب الرواة في ضبط إسناد هذا الحديث ، و يمكن تلخيص ذلك
بالوجوه التالية :
الأول : عبد الله بن عامر الأسلمي بسنده عن جبير بن نفير عن معاذ . و في رواية
عنه لم يذكر معاذا فأرسله .
الثاني : إسحاق بن إبراهيم بإسناده عن يحيى بن جابر عن عبد الرحمن بن جبير عن
أبيه عن عوف بن مالك . فذكر عوفا مكان معاذ !
الثالث : إسماعيل بن عياش بسنده عن يحيى بن جابر عن عوف بن مالك . فأسقط من بين
يحيى و عوف عبد الرحمن بن جبير و أباه ، و في رواية جعل المقدام مكان عوف .
و أصح هذه الوجوه الأخير منها على انقطاعه و اضطرابه .
و الخلاصة : أن الحديث ضعيف لا تطمئن النفس لشيء من هذه الطرق لاضطرابها و ضعف
بعض رواتها . والله سبحانه و تعالى أعلم .

(3/372)


1374 - " ذراري المسلمين يوم القيامة تحت العرش شافع و مشفع ، من لم يبلغ اثني عشر سنة
، و من بلغ ثلاث عشرة سنة فعليه و له " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/554 ) :

موضوع
رواه أبو بكر الشافعي في " الفوائد " ( 90/2 ) : نا محمد بن غالب : حدثني عبد
الصمد : نا ركن أبو عبد الله عن مكحول عن أبي أمامة رفعه . و من طريق أبي بكر
رواه ابن عساكر ( 6/139/1 ) في ترجمة ركن هذا ، و روى عن أبي أحمد الحاكم أنه
قال :
" حديثه ليس بالقائم " . و عن ابن معين :
" ليس بثقة " . و عن النسائي :
" متروك الحديث " . و قال الحاكم :
" يروي عن مكحول أحاديث موضوعة " .
و أخرجه أبو نعيم في " أخبار أصبهان " ( 2/15 ) و عنه الديلمي في " مسنده " (
156 ) من طريق أخرى عن محمد بن غالب به إلا أنه قال : " اثنتي عشرة سنة " .
و كذا هو في " الجامع الصغير " من رواية أبي بكر الشافعي و ابن عساكر ، و هو في
" التاريخ " كما في " الفوائد " . والله أعلم .
و الحديث مما سود به السيوطي " الجامع الصغير " و قد بين في " الجامع الكبير "
( 14132 ) أن فيه ركن بن عبد الله ; ربيب مكحول متروك . و مع ذلك تظل اللجنة
القائمة على نشر " الجامع " و التعليق عليه تتعلق برموز " الجامع الصغير "
فتقول نقلا عنه :
" و رمز له بالحسن " !
فما فائدة الركون إلى الرمز - لو صح أنه من السيوطي - و هو يصرح بنقيضه ، و هو
بين أيديهم و تحت أبصارهم ، و في الكتاب الذي كلفوا بالقيام بتحقيقه ، أم هم لا
يعلمون أن معنى قول السيوطي في الراوي : " متروك " يعني أنه شديد الضعف و أن
ذلك ينافي الحسن ؟ ! فإذا كان كذلك فهلا رجعوا إلى المناوي ليروا ما نقله عن
أهل العلم و أئمة الجرح و التعديل ؟ فقال في ركن هذا :
" قال في " الميزان " : وهاه ابن المبارك ، و قال النسائي و الدارقطني : متروك
. ثم ساق له هذا الخبر . و في " اللسان " عن الحاكم : أنه يروي أحاديث موضوعة "
.
و لهذا قال في " التيسير " :
" إسناده واه " .
( تنبيه ) : وقع في إسناد الحديث : " ركن أبو عبد الله " ، و في إسناد حديث آخر
عند ابن عدي ( 3/1020 ) " ركن بن عبد الله " كما تقدم عن " الجامع الكبير " ،
و هكذا ترجمه ابن عدي ، و لا منافاة بينهما كما قد يظن ، فهو ركن بن عبد الله
أبو عبد الله . والله أعلم .

(3/373)


1375 - " اذهب فاقلع نخله " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/555 ) :

ضعيف
أخرجه أبو داود ( 3636 ) من طريق أبي جعفر محمد بن علي عن سمرة بن جندب :
" أنه كانت له عضد من نخل في حائط رجل من الأنصار ، قال : و مع الرجل أهله ،
قال : فكان سمرة يدخل إلى نخله ، فيتأذى به ، و يشق عليه ، فطلب إليه أن يبيعه
، فأبى ، فطلب إليه أن يناقله فأبى ، فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فذكر له ،
فطلب إليه النبي صلى الله عليه وسلم أن يبيعه ، فأبى ، فطلب إليه أن يناقله ،
فأبى ، قال : فهبه له و لك كذا و كذا ، أمرا رغبه فيه ، فأبى ، فقال : أنت مضار
. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم للأنصاري : " . فذكره .
قلت : و هذا إسناد ضعيف ، رجاله ثقات رجال مسلم غير أن أبا جعفر هذا و هو
الباقر لم يسمع من سمرة ، فقد مات هذا سنة ثمان و خمسين . و ولد أبو جعفر سنة
ست و خمسين ، و قيل : سنة ستين . و كل من القولين وجههما الحافظ في " التهذيب "
. و أيهما كان الأرجح فهو لم يسمع من سمرة قطعا ، و قد صرح بذلك بعضهم .

(3/374)


1376 - " صاحب الدين مأسور في قبره يشكو إلى الله الوحدة " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/556 ) :

ضعيف
أخرجه الطبراني في " الأوسط " ( 880 - بترقيمي ) و الرافقي في " حديثه " ( 30/1
) و الروياني في " مسنده " ( 97/1 ) و نعيم بن عبد الملك الإستراباذي في " مجلس
من الأمالي " ( ق 160/1 ) و البغوي في " شرح السنة " ( 8/203 ) عن مبارك بن
فضالة عن كثير أبي محمد عن البراء مرفوعا . و كذا أخرجه ابن عساكر في "
حديث عبد الخلاق الهروي " ( ق 235/1 ) و قال الطبراني :
" لا يروى عن البراء إلا بهذا الإسناد ، تفرد به مبارك " .
قلت : و هو ضعيف لتدليسه ، و أشار المنذري إلى إعلاله به في " الترغيب " ( 3/37
) ، و قال الهيثمي في " المجمع " ( 4/129 ) :
" وثقه عفان و ابن حبان ، و ضعفه جماعة " .
قلت : و شيخه كثير أبو محمد ، أورده البخاري في " التاريخ " ( 4/1/26/913 )
و ابن أبي حاتم في " الجرح " ( 3/2/159 ) و ابن حبان في " الثقات " ( 5/332 )
من رواية ابن فضالة فقط عنه ، و عطف عليه في " التهذيب " حماد بن سلمة أيضا ،
فإن صح ذلك فهو مجهول الحال ، و إلا فهو مجهول العين . والله أعلم .

(3/375)


1377 - " صاحب الدين مغلول في قبره حتى يقضى عنه دينه " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/557 ) :

ضعيف
رواه ابن عدي ( 207/2 ) و الديلمي ( 151 ) من طريقين عن أبي سفيان السعدي عن
أبي نضرة عن أبي سعيد الخدري مرفوعا .
قلت : و هذا إسناد ضعيف ، أبو سفيان هذا اسمه طريف بن شهاب الأشل ، و في ترجمته
أورده ابن عدي و قال في آخرها :
" و قد روى عنه الثقات ، و إنما أنكر عليه في متون الأحاديث أشياء لم يأت بها
غيره " .
و قال الحافظ في " التقريب " :
" ضعيف " .
و الحديث أورده السيوطي في " الجامع " من رواية الديلمي عن أبي سعيد به إلا أن
قال : " لا يفكه إلا قضاء دينه " . و قال المناوي :
" و فيه أحمد بن يزيد أبو العوام ، قال الذهبي في " الذيل " : مجهول " .
قلت : فيه :
أولا : أن ابن عدي رواه من غير طريقه كما أشرت إليه أعلاه .
ثانيا : في " الديلمي " : " أحمد بن يزيد العوام " و الصواب ما في " المناوي "
لما يأتي .
ثالثا : لم أجد ترجمة لأبي العوام هذا في شيء مما عندي من كتب الجرح و التعديل
، و إنما ذكره الخطيب و وثقه ، فقال في " تاريخ بغداد " ( 5/227 ) :
" أحمد بن يزيد أبو العوام الرياحي . حدث عن مالك بن أنس و هشيم بن بشير و ...
و ... و ... ، روى عنه ابنه محمد ، و كان ثقة ، و كان يستملي على إسماعيل بن
علية " .
و إنما أوردت الحديث في هذه السلسلة للفظة " مغلول " ، و إلا فالحديث صحيح نحوه
بلفظ : " مأسور " و قد جاء فيه حديثان صحيحان ، خرجتهما في " أحكام الجنائز " (
ص 14 - 15 ) .

(3/376)


1378 - " للسائل حق ، و إن جاء على فرس " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/558 ) :

ضعيف
روي من حديث الحسين بن علي بن أبي طالب ، و علي بن أبي طالب ، و عبد الله
ابن عباس ، و أنس بن مالك ، و الهرماس بن زياد ، و أبي هريرة .
1 - أما حديث الحسين ، فيرويه مصعب بن محمد عن يعلى بن أبي يحيى عن فاطمة بنت
الحسين عن حسين بن علي قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره .
أخرجه البخاري في " التاريخ " ( 4/2/416 ) و أبو داود ( 1665 ) و أحمد ( 1/201
) و ابن أبي شيبة في " المصنف " ( 2/186/2 ) و أبو يعلى في " مسنده " ( ق 317/2
) و الطبراني ( رقم - 2893 ) و ابن زنجويه في " الأموال " ( 13/21/1 ) .
قلت : و هذا إسناد ضعيف ، و من جوده فقد أخطأ ، فإن يعلى بن أبي يحيى مجهول كما
قال أبو حاتم و تبعه الحافظ .
و مصعب بن محمد ، وثقه ابن معين و قال أبو حاتم :
" يكتب حديثه و لا يحتج به " .
قلت : و قد اختلف عليه في إسناده ، فرواه سفيان عنه كما ذكرنا .
و قال ابن المبارك : عنه عن يعلى بن أبي يحيى مولى لفاطمة ابنة الحسين عن
الحسين بن علي عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله فلم يذكر فاطمة في السند
و إنما المولى .
و قال ابن جريج : عنه عن يعلى عن سكينة بنت الحسين عليه السلام عن النبي
صلى الله عليه وسلم . و هذا مرسل .
أخرجهما ابن زنجويه .
و روي على وجه آخر و هو :
2 - حديث علي : يرويه زهير عن شيخ - قال : رأيت سفيان عنده - عن فاطمة بنت حسين
عن أبيها عن علي عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله .
أخرجه أبو داود ( 1666 ) و القضاعي في " مسند الشهاب " ( 19/2 ) .
قلت : و هذا إسناد ضعيف أيضا لجهالة هذا الشيخ الذي لم يسم ، و الظاهر أنه يعلى
بن أبي يحيى الذي في الطريق الأولى ، و قد عرفت جهالته .
و قد رواه محمد بن زكريا الغلابي البصري : حدثنا يعقوب بن جعفر بن سليمان بن
علي بن عبد الله بن عباس عن أبيه عن أمه أم الحسن بنت جعفر بن الحسن بن الحسن
ابن علي عن عبد الله بن الحسن عن أمه فاطمة بنت الحسين به .
أخرجه تمام الرازي في " الفوائد " ( ق 278/2 ) .
و الغلابي هذا كذاب وضاع .
3 - حديث ابن عباس ، يرويه إبراهيم بن عبد السلام المكي : حدثنا إبراهيم بن
يزيد عن سليمان عن طاووس عنه يرفعه .
أخرجه ابن عدي في " الكامل " ( 8/2 ) في ترجمة إبراهيم المكي هذا و قال :
" و هذا الحديث إنما يعرف بغير إبراهيم هذا عن إبراهيم بن يزيد ، سرقه ممن هو
معروف به ، و سليمان المذكور في هذا الإسناد هو سليمان بن أبي سليمان الأحول
المكي ، و إبراهيم هذا هو في جملة الضعفاء " .
و قال في مطلع ترجمته :
" ليس يعرف ، حدث بالمناكير ، و عندي أنه يسرق الحديث " .
قلت : و إبراهيم بن يزيد هو الخوزي المكي و هو متروك الحديث .
و أما سليمان الأحول هذا فلم أعرفه . و بالجملة فالسند ضعيف جدا .
4 - حديث أنس ، يرويه أبو هدبة عنه مرفوعا بلفظ :
" إن أتاك السائل على فرس باسط كفه ، فقد وجب الحق و لو بشق تمرة " .
أخرجه أبو جعفر الرزاز في " ستة مجالس من الأمالي " ( ق 119/1 ) و كذا الديلمي
، و من طريقه أورده السيوطي في " ذيل الأحاديث الموضوعة " ( ص 199 ) . و ذلك
لأن أبا هدبة هذا و اسمه إبراهيم بن هدبة ، قال الذهبي :
" حدث ببغداد و غيرها بالأباطيل . قال أبو حاتم و غيره : كذاب " .
5 - حديث الهرماس . أورده الهيثمي في " المجمع " ( 3/101 ) بلفظ الترجمة و قال
:
" رواه الطبراني في " الصغير " و " الأوسط " و فيه عثمان بن فائد و هو ضعيف " .
قلت : لم يورده الهيثمي في " زوائد المعجمين " و لا أنا في ترتيب " الصغير "
منهما ، فلا أدري أسقط مني أم من الناسخ ؟ و السيوطي إنما عزاه في " الجامع
الصغير " لـ ( طب ) يعني الطبراني في " المعجم الكبير " . فالله أعلم .
ثم رأيته في " المعجم الكبير " ( 22/203/535 ) من طريق عثمان المذكور . و قد
جزم صاحبنا الشيخ حمدي السلفي في تعليقه على تخريج الهيثمي المتقدم بنفي رواية
الصغير له ، و قطع بأنه في " الأوسط " . و لم أره في فهرسه الذي كنت وضعته
للنسخة المصورة التي عندي منه ، و فيها خرم . فالله أعلم .
ثم رأيت الحديث في ترجمة عثمان بن زائدة من " ثقات ابن حبان " قال ( 7/195 ) :
حدثنا محمد بن خالد البردعي ، بمكة من كتابه قال : حدثنا عبد العظيم بن إبراهيم
السالمي قال : حدثنا سليمان بن عبد الرحمن قال : حدثنا عثمان بن زائدة : حدثنا
عكرمة بن عمار قال : سمعت الهرماس بن زياد يقول : سمعت رسول الله صلى الله عليه
وسلم يقول : فذكره بلفظ :
" للضيف حق .. " إلخ .
و قال ابن حبان عقبه :
" أخاف أن يكون هذا عثمان بن فائد " .
قلت : هذا أورده ابن حبان في " الضعفاء " ( 2/101 ) و قال :
" روى عنه سليمان بن عبد الرحمن ، يأتي عن الثقات بالأشياء المعضلات حتى يسبق
إلى القلب أنه كان يعملها تعمدا " .
قلت : و هذا الحديث من رواية سليمان كما ترى عند ابن حبان ، و كذلك هو في "
كبير الطبراني " كما تقدم مصرحا بأنه ( ابن فائد ) ، و لذلك قال ابن حبان : "
أخاف .. " إلخ .
قلت : و هذا مما يذكر اللبيب بتساهل ابن حبان في التوثيق ، فإن هذه الترجمة
و حديث صاحبها ، تعني أنه لا يعلم شيئا عنه سوى وروده في هذه الرواية مع خوفه
أن يكون اسمه تصحف على أحد رواته من " عثمان بن فائد " الضعيف إلى " عثمان بن
زائدة " الذي لا يعرف إلا في هذه الرواية على شكه و خوفه المذكور . فتأمل !
6 - حديث أبي هريرة . قال ابن عدي في " الكامل " ( 216/2 ) : حدثنا علي بن سعيد
ابن بشير : حدثنا محمد بن عبد الله المخرمي : حدثنا معلى بن منصور : حدثنا
عبد الله بن زيد بن أسلم عن أبيه عن أبي صالح عنه أن رسول الله صلى الله عليه
وسلم قال :
" أعطوا السائل .. " الحديث .
أورده في ترجمة عبد الله هذا و قال :
" و هو مع ضعفه يكتب حديثه ، على أنه قد وثقه غير واحد " .
قلت : و في " التقريب " :
" صدوق فيه لين " .
و قد خولف في إسناده ، فرواه مالك في " الموطأ " ( 2/996/3 ) عن زيد بن أسلم أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : فذكره مرسلا ، و هو الصواب .
قال ابن عبد البر :
" لا أعلم في إرسال هذا الحديث خلافا عن مالك ، و ليس فيه مسند يحتج به " .
و قد روي عن زيد بن أسلم مرسلا على وجه آخر ، أخرجه ابن زنجويه ( 13/21/1 - 2 )
عن عثمان بن عثمان الغطفاني عنه عن عطاء بن يسار قال : قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم : فذكره .
و رجاله ثقات غير عثمان هذا ، قال الحافظ :
" صدوق ربما وهم " .
ثم رواه من طريق الهيثم بن جماز عن الحسن قال : قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم : فذكره .
قلت : و هذا مع إرساله ضعيف جدا ، فإن الهيثم هذا متروك متهم بالكذب .
ثم إن في طريق حديث أبي هريرة المتقدمة علي بن سعيد بن بشير قال الدارقطني :
" ليس بذاك " .
و قال ابن يونس :
" تكلموا فيه " .
و قد روي من طريق أخرى عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن أبي هريرة مرفوعا ،
و لا يصح كما يأتي بيانه برقم ( ) .
و له طريق أخرى ، أخرجه ابن عدي ( 243/2 ) عن عمر بن يزيد عن عطاء عن أبي هريرة
به . و قال :
" هذا الحديث عن عطاء غير محفوظ ، و عمر بن يزيد منكر الحديث " .
و الحديث قال المناوي :
" أورده ابن الجوزي في " الموضوعات " ، و تبعه القزويني ، لكن رده ابن حجر
كالعلائي " .
قلت : رد الوضع مسلم ، و أما الضعف فهو قائم ، لأنه لا يوجد في كل هذه الطرق ما
يمكن أن يشتد بعضه ببعض من المسندات ، و إنما صح إسناده مرسلا عن زيد بن أسلم ،
كما رأيت ، و المرسل من قسم الضعيف . والله أعلم .
( تنبيهان ) :
الأول : لم أر الحديث في " اللآلي المصنوعة " للسيوطي ، و لا في كتابه الآخر :
" التعقبات على الموضوعات " ، و لم يذكره ابن عراق في " تنزيه الشريعة " .
و الآخر : أن الشوكاني أورده في " الفوائد المجموعة في الأحاديث الموضوعة "
بلفظ الترجمة و قال : قال القزويني : " موضوع " ، ثم أورده بلفظ حديث أنس ( رقم
4 ) و قال :
" ذكره في " الذيل " و في " الوجيز " ، قال العراقي : أخرجه أحمد في " مسنده "
عن الحسين بن علي بسند جيد ، و أخرجه أبو داود عنه ، و عن علي رضي الله عنه " .
فلو أن الشوكاني قال هذا في تخريج اللفظ الأول ، لأصاب . و أما قول الحافظ
العراقي : " بسند جيد " ; فغير جيد ; لما فيه من الجهالة و الاضطراب كما سبق
بيانه . والله تعالى هو الموفق للصواب .

(3/377)


1379 - " تهادوا الطعام بينكم ، فإن ذلك توسعة في أرزاقكم ، و عاجل الخلف من جسيم
الثواب يوم القيامة " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/562 ) :

موضوع
رواه ابن عدي ( 261/2 ) من طريق هاشم بن محمد أبي الدرداء المؤدب : حدثنا عمرو
ابن بكر : أخبرنا ميسرة بن عبد ربه عن غالب القطان عن سعيد بن جبير عن ابن
عباس مرفوعا و قال :
" غالب بن خطاف القطان الضعف على أحاديثه بين " .
قلت : لكن الحمل في هذا الحديث على الراوي عنه ميسرة بن عبد ربه ; فإنه وضاع
باعترافه ، و لذلك فإن السيوطي أساء بإيراده الحديث في " الجامع الصغير " من
رواية ابن عدي ! و سكت عنه المناوي في " الفيض " ، و قال في " التيسير " :
" إسناده ضعيف " !
ثم إن السيوطي لم يذكر فيه قوله : " عاجل الخلف .. " بينما أورده بتمامه في "
الجامع الكبير " ( 12877 ) لكن من رواية الديلمي عن ابن عباس ، فلو أنه أورده
في " الصغير " من روايته أيضا لكان أقرب ، لأنه أخرجه ( 2/1/37 ) من طريق هاشم
ابن محمد عن عمرو بن بكر عن غالب به .
و عمرو بن بكر و هو السكسكي الشامي متروك ، و لكنه يروي عن ميسرة بن عبد ربه
فلعله تلقاه عنه ثم دلسه ، أو أنه سقط من الناسخ لـ " مسند الديلمي " ، و هذا
هو الأقرب ، لأنه عند ابن عدي من طريق هاشم نفسه كما سبق ، و سكتت اللجنة
القائمة على " الجامع الكبير " تبعا لسكوت المناوي في " الفيض " كما هي عادتها
معه سلبا و إيجابا ، لكنها زادت عليه فقالت :
" رمز له السيوطي بالضعف ! يعني في " الجامع الصغير " !
و هذا مبلغ علمهم و تحقيقهم !

(3/378)


1380 - " ما أفلح صاحب عيال قط " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/563 ) :

باطل
أخرجه ابن عدي في " الكامل " ( 1/193 ) و عنه السهمي في " تاريخ جرجان " (
284/488 ) و من طريقه ابن الجوزي في " الموضوعات " ( 2/281 ) عن أحمد بن حفص
السعدي : حدثني أحمد بن سلمة الكسائي : حدثنا سفيان عن هشام بن عروة عن أبيه عن
عائشة مرفوعا . و قال ابن عدي :
" هذا الكلام من قول ابن عيينة ، و هذا منكر عن النبي صلى الله عليه وسلم ،
و أحمد بن سلمة حدث عن الثقات بالبواطيل ، و يسرق الحديث " .
و قال في أحمد بن حفص :
" حدث بأحاديث منكرة لم يتابع عليها " .
ثم ساق له عدة أحاديث كلها من رواية هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة بأسانيد
لأحمد بن حفص إليه مختلفة كما قال الحافظ في " اللسان " .
و قال ابن الجوزي عقب الحديث :
" هذا حديث باطل عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ما قاله قط ، و أقواله على ضد
هذا " .
ثم ذكر ما تقدم عن ابن عدي . و أقره السيوطي في " اللآلي " ( 2/180 - 181 )
و ابن عراق في " تنزيه الشريعة " و غيرهم .
و رواه الديلمي في " مسند الفردوس " ( 39 - 40 ) من طريق ابن عدي بإسناده عن
أيوب بن نوح المطوعي : حدثني أبي : حدثني محمد بن عجلان ( الأصل : محمد بن محمد
ابن عجلان ) عن سعيد عن أبي هريرة مرفوعا به .
و بهذه الرواية ذكره السيوطي في " ذيل الأحاديث الموضوعة " ( ص 175 - 176 )
و قال :
" قال ابن عدي : هذا منكر " .
و تبعه ابن عراق في " تنزيه الشريعة " ( 2/203 ) قرنه مع حديث عائشة رضي الله
عنها ، و لم يتكلما على إسناده بشيء ، و كذلك فعل السخاوي في " المقاصد الحسنة
" ، و هو إسناد مظلم جدا ، كل من دون ابن عجلان لم أجد لهم ذكرا في شيء من كتب
التراجم ، و منها الكامل " لابن عدي ، و لا وجدت هذا الحديث فيه ، خلاف ما
يوهمه صنيع السيوطي في نقله عن ابن عدي إنكاره إياه ، فهو إنما قال هذا في حديث
عائشة كما تقدم .
ثم إن الحديث قال فيه الزرقاني في " مختصر المقاصد " ( رقم 865 - تحقيق الأستاذ
الصباغ ) :
" ضعيف جدا " .
فأقول :
يبدو لي أن الزرقاني في هذا القول نظر فقط إلى سند الحديث دون متنه ، فإنه لما
لم يجد في إسناده من صرحوا برميه بالكذب و الوضع ، و بخاصة إسناد الديلمي -
اقتصر على التضعيف المذكور ، و هذا ليس بجيد عند الأئمة النقاد كابن تيمية
و ابن القيم و الذهبي و غيرهم ، فإنهم في هذه الحالة لا يتوقفون عن الحكم على
الحديث بالوضع إذا كان باطلا في معناه ، و هذا هو واقع هذا الحديث ، و قد أشار
إلى ذلك ابن الجوزي و من تبعه بقوله :
" ما قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم قط ، و أقواله على ضد هذا " .
يشير بهذا إلى الأحاديث الواردة في فضل الإنفاق على الزوجة و العيال ، و هي
كثيرة معروفة في " الترغيب " ( 3/79 - 83 ) و غيره منها قوله صلى الله عليه
وسلم :
" أفضل دينار ينفقه الرجل ، دينار ينفقه على عياله ، و دينار ينفقه الرجل على
دابته في سبيل الله ، و دينار ينفقه على أصحابه في سبيل الله " .
أخرجه مسلم ( 994 ) و البخاري في " الأدب المفرد " ( 748 ) و الترمذي ( 1967 )
و صححه و ابن ماجه ( 2760 ) و أحمد ( 5/284 ) من طريق أبي قلابة عن أبي أسماء
عن ثوبان قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره . و زادوا جميعا إلا
ابن ماجه :
" قال أبو قلابة [ من قبله ] : و بدأ بالعيال . ثم قال أبو قلابة : و أي رجل
أعظم أجرا من رجل ينفق على عيال صغار يعفهم ، أو ينفعهم الله به و يغنيهم " .
و ما بين المعكوفتين لأحمد .
( تنبيه ) قول أبي قلابة هذا هو موقوف عليه ليس من تمام الحديث كما تراه مصرحا
مفصولا عن الحديث ، و قد وهم السخاوي رحمه الله فرفعه إلى النبي صلى الله عليه
وسلم لإبطال حديث الترجمة ، فقال عقبه :
" و صح قوله صلى الله عليه وسلم : و أي رجل أعظم أجرا من رجل .. " إلخ !
و نقله عنه الشيخ العجلوني في " كشف الخفاء " ( 2177 ) ، ثم الأستاذ الصباغ في
تعليقه على " الأسرار المرفوعة في الأخبار الموضوعة " ( رقم 396 ) !

(3/379)


1381 - " خير لهو المؤمن السباحة ، و خير لهو المرأة المغزل " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/565 ) :

موضوع
رواه ابن عدي في " الكامل " ( 57/1 ) : حدثنا جعفر بن سهل : حدثنا جعفر بن نصر
: حدثنا حفص : حدثنا ليث عن مجاهد عن ابن عباس مرفوعا به .
قلت : و هذا إسناد ظلمات فوق بعض ، و هو موضوع ، و آفته جعفر بن نصر هذا ، قال
ابن عدي :
" حدث عن الثقات بالبواطيل ، و ليس بالمعروف ، و هذا الحديث ليس له أصل في حديث
حفص بن غياث ، و له غير ما ذكرت من الأحاديث موضوعات على الثقات " .
و قال الذهبي :
" متهم بالكذب " .
ثم ساق له ثلاثة أحاديث هذا منها ، ثم قال :
" و هذه أباطيل " .
و أقره الحافظ في " اللسان " ، و سبقهم ابن الجوزي فأورده في " الموضوعات " (
2/268 ) و قال :
" لا يصح " .
قال المناوي :
" و أقره عليه المصنف في مختصر الموضوعات " .
قلت : و أما في اللآلي " فتعقبه بما لا طائل تحته فقال ( 2/168 ) :
" قلت : قال أبو نعيم .. " .
قلت : فذكر الحديث الآتي عقبه ، و هو مع أنه شاهد قاصر كما سترى ، لأنه لا يشهد
إلا للشطر الثاني من الحديث ; ففيه من هو كذاب أيضا ، و آخر متهم ، فكيف يستشهد
بمثله ؟ ! و العجب من المناوي ! فإنك تراه في " الفيض " يحكم على الحديث بالوضع
مقرا لابن الجوزي عليه ، فإذا به يقول في " التيسير " :
" إسناده ضعيف " !
و الحديث المشار إليه هو :
" نعم لهو المرأة المغزل " .

(3/380)


1382 - " نعم لهو المراة المغزل " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/566 ) :

موضوع
رواه الرامهرمزي في " الفاصل بين الراوي و الواعي " ( ص 142 ) : حدثنا موسى بن
زكريا : حدثنا عمرو بن الحصين : حدثنا ابن علاثة قال : خصيف : حدثنا عن مجاهد
عن ابن عباس مرفوعا .
قلت : و هذا إسناد موضوع ; آفته عمرو بن الحصين و هو كذاب ، و خصيف ضعيف .
و قد توبع من مثله عن مجاهد مرسلا أو موقوفا ، فقد ذكر ابن قدامة المقدسي في "
المنتخب " ( 10/194/2 ) من طريق حنبل : حدثنا أبو عبد الله : نا محمد بن فضيل
عن ليث عن مجاهد موقوفا عليه . قال أبو عبد الله : " كان في كتابه ( يعني ابن
فضيل ) : عن مجاهد عن النبي صلى الله عليه وسلم ، و لكنه أبى أن يرفعه ، و قال
: إنه سنع ، يعني ابن فضيل " .
قلت : كذا الأصل : " سنع " و لعل الصواب : " نسي " . والله أعلم .
و تمام الحديث في " المنتخب : " و نعم لهم المؤمن السباحة " .
و قد تقدم الكلام عليه آنفا .
و ليث هو ابن أبي سليم ، و كان قد اختلط .
و لعل الصواب في الحديث أنه موقوف على مجاهد . والله أعلم .
و للحديث طريق آخر ، فقال أبو نعيم : حدثنا أبو بكر عمر بن محمد بن السري بن
سهل عن عبد الله بن أحمد الجصاص عن يزيد بن عمرو الغنوي عن أحمد بن الحارث
الغساني عن بسام بن عبد الرحمن عن أنس رفعه بالجملة الأولى فقط دون زيادة "
المنتخب " .
ذكره السيوطي في " اللآلي " ( 20/168 - 169 ) شاهدا للحديث الذي قبله و سكت
عليه فأساء ، لأن إسناده ظلمات بعضها فوق بعض ! فعمر بن محمد بن السري قال
الذهبي :
" هالك اتهمه أبو الحسن بن الفرات ، و قال الحاكم : كذاب ، رأيتهم أجمعوا على
ترك حديثه ، و كتبوا على ما كتبوا عنه : كذاب " .
و أحمد بن الحارث ; قال ابن أبي حاتم ( 1/1/47 ) عن أبيه :
" متروك الحديث " . و اتهمه البخاري بقوله :
" فيه نظر " . و كذا قال الدولابي .
و بقية الرواة لم أعرفهم .
أفبمثل هذا الإسناد يدافع السيوطي عن الموضوعات ؟ !

(3/381)


1383 - " من فتح على نفسه بابا من السؤال فتح الله عليه سبعين بابا من الفقر " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/568 ) :

لا أصل له بهذا اللفظ
و قد أورده الغزالي في " الإحياء " ( 2/57 ) فقال مخرجه العراقي :
" رواه الترمذي من حديث أبي كبشة الأنماري :
" و لا فتح عبد باب مسألة إلا فتح الله عليه باب فقر " و قال :
" حسن صحيح " .
قلت : هكذا أخرجه الترمذي ( 3/262 - 263 ) ، و كذا أحمد ( 4/231 ) ، و فيه يونس
ابن خباب ، و هو متهم ، لكن له شواهد يرقى بها إلى درجة الحسن على الأقل ،
فأخرجه أحمد ( رقم 1674 ) من حديث ابن عباس و لفظه :
" من فتح على نفسه باب مسألة من غير فاقة نزلت به ، أو عيال لا يطيقهم فتح الله
عليه باب فاقة من حيث لا يحتسب " .
قال المنذري في " الترغيب " ( 2/3 ) :
" رواه البيهقي ـ و هو حديث جيد في الشواهد " .

(3/382)


1384 - " ثلاثة لا ينفع معهن عمل : الشرك بالله ، و عقوق الوالدين ، و الفرار من الزحف
" .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/568 ) :

ضعيف جدا
أخرجه الطبراني في " المعجم الكبير " ( رقم - 1420 ) من طريق يزيد بن ربيعة :
نا أبو الأشعث عن ثوبان عن النبي صلى الله عليه وسلم : فذكره .
قلت : و هذا إسناد ضعيف جدا ، يزيد بن ربيعة ; قال النسائي :
" ليس بثقة " . و قال هو و الدارقطني :
" متروك " . و قال البخاري :
" أحاديثه منكرة " .
و قال الهيثمي في " المجمع " ( 1/104 ) :
" رواه الطبراني في " الكبير " و فيه يزيد بن ربيعة ضعيف جدا " .
قلت : و لذا أشار المنذري في " الترغيب " ( 2/183 ) لضعف الحديث .
قلت : و قد ساق الطبراني بهذا الإسناد عدة أحاديث لعلي أوفق لذكر ما ليس له
شاهد منها قريبا إن شاء الله تعالى ، فانظر الأحاديث الآتية ( 1400 - 1402 ) .

(3/383)


1385 - " كان يدعو : اللهم اجعل أوسع رزقك علي عند كبر سني و انقطاع عمري " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/569 ) :

ضعيف جدا
أخرجه الحاكم ( 1/542 ) من طريق عيسى بن ميمون مولى القاسم بن محمد بن أبي بكر
الصديق عن القاسم بن محمد عن عائشة رضي الله عنها مرفوعا ، و قال :
" هذا حديث حسن الإسناد و المتن ، إلا أن عيسى بن ميمون لم يحتج به الشيخان " .
قلت : و لا غيرها ! و لذلك تعقبه الذهبي بقوله :
" قلت : عيسى متهم " .
قلت : لكن الظاهر أنه لم يتفرد به ، فقد قال الهيثمي في " المجمع " ( 10/182 )
:
" رواه الطبراني في " الأوسط " ، و إسناده حسن " .
ثم وقفت على إسناده في " الأوسط " ( 3755 - مصورتي ) فإذا هو عنده من طريق عيسى
ابن ميمون الذي في سند الحاكم ، فبقي الحديث على ضعفه الشديد ، فنقلته إلى هنا
بعد أن كنت أوردته في الكتاب الآخر ، تقليدا لتحسين الهيثمي ، أو اتباعا له كما
يقول الصنعاني في رسالته " تيسير الاجتهاد " ، و بناء على ذلك أوردته في " صحيح
الجامع الصغير " برقم ( 1266 ) ، فيرجى نقله من هناك إلى " ضعيف الجامع الصغير
" ، *( ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا )* .

(3/384)


1386 - " قلت : يا جبريل أيصلي ربك ؟ قال : نعم ، قلت : ما صلاته ؟ قال : سبوح قدوس ،
سبقت رحمتي غضبي ، سبقت رحمتي غضبي " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/570 ) :

موضوع بهذا التمام
رواه الطبراني في " الصغير " ( ص 10 ) من طريق عمرو بن عثمان قال : حدثنا أبو
مسلم قائد الأعمش ، عن الأعمش عن عمرو بن مرة عن عطاء بن أبي رباح عن أبي
هريرة مرفوعا . و قال :
" لم يروه عن الأعمش إلا أبو مسلم " .
قلت : و هو متهم كما أشار إليه البخاري بقوله :
" في حديثه نظر " .
و قال أبو داود :
" عنده أحاديث موضوعة " .
و قال ابن حبان :
" كثير الخطأ ، فاحش الوهم ، ينفرد عن الأعمش و غيره بما لا يتابع عليه " .
ثم تناقض ابن حبان فأورده في " الثقات " ! و قال ( 7/147 ) :
" يخطىء " !
و اغتر بهذا الهيثمي فإنه قال في " المجمع " ( 10/213 ) بعد أن ساق الحديث :
" رواه الطبراني في " الصغير " و " الأوسط " و رجاله وثقوا " !
كذا قال ، و أبو مسلم هذا متفق على تضعيفه ، بل اتهمه من ذكرنا من الأئمة ،
و لم يوثقه أحد غير ابن حبان في القول الآخر ، و الأول هو المعتمد لأنه جرح ،
و لموافقته لأقوال الأئمة .
ثم إن عمرو بن عثمان الراوي عن أبي مسلم أورده في " اللسان " و لم يذكر فيه
جرحا و لا تعديلا ، فمن أين جاء الهيثمي بتوثيقه إياه بقوله : " و رجاله وثقوا
" ؟ ! لعله في " ثقات ابن حبان " أيضا !
ثم رأيته فيه ( 8/484 ) ، و قال :
" ربما خالف " .
و بالجملة فالحديث لا يصح بهذا السياق ، و إنما صحت الجملة الأخيرة منه بلفظ :
" لما قضى الله الخلق كتب في كتابه على نفسه - فهو موضوع عنده - إن رحمتي تغلب
( و في لفظ : سبقت ) غضبي " .
رواه البخاري ( 4/73 ، 8/176 ، 187 ) و مسلم ( 8/95 ) و غيرهما من طرق عن أبي
هريرة رضي الله عنه ، ثم خرجته في " الصحيحة " ( 1629 ) و غيره .
و إذا عرفت ضعف الحديث الشديد ، يظهر لك ما في عمل السيوطي في " اللآلي " (
1/22 ) حين أورد الحديث شاهدا لحديث مرسل بمعناه ; أورده ابن الجوزي في "
الموضوعات " و هو :
" لما أسري بالنبي صلى الله عليه وسلم إلى السماء السابعة قال له جبريل : رويدا
فإن ربك يصلي ! قال : و هو يصلي ؟ قال : نعم . قال : و ما يقول ؟ قال : يقول :
سبوح قدوس رب الملائكة و الروح ، سبقت رحمتي غضبي " .

(3/385)


1387 - " لما أسري بالنبي صلى الله عليه وسلم إلى السماء السابعة قال له جبريل : رويدا
فإن ربك يصلي ! قال : و هو يصلي ؟ قال : نعم . قال : و ما يقول ؟ قال : يقول :
سبوح قدوس رب الملائكة و الروح ، سبقت رحمتي غضبي " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/571 ) :

منكر
أورده ابن الجوزي في " الموضوعات " ( 1/119 ) من طريق محمد بن يحيى الحفار :
حدثنا سعيد بن يحيى الأموي : حدثني أبي عن ابن جرير عن عطاء قال : فذكره ،
و قال ابن الجوزي :
" رجاله ثقات ، موقوف على عطاء ، فلعله سمعه ممن لا يوثق به ، و لا يثبت مثل
هذا بهذا " .
قلت : و تعقبه السيوطي في " اللآلي " ( 1/22 ) فقال :
" قلت : قال في " الميزان " : " محمد بن يحيى الحفار لا يدرى من ذا " و أورد له
هذا الحديث و قال : " هذا منكر " انتهى . لكن رأيت له طريقا آخر " .
قلت : ثم ساقه السيوطي من رواية ابن نصر بإسناد صحيح عن ابن جريج عن عطاء :
بلغني أن النبي صلى الله عليه وسلم لما أسري به .. الحديث نحوه ، و ليس فيه "
إن ربك يصلي " و هو الشيء المستنكر في الحديث .
و أنا أقول : إن إعلال الحديث بعنعنة ابن جريج أولى من إعلاله بإرسال عطاء له ،
ذلك لأن الإرسال و إن كان علة قائمة بنفسها كافية في تضعيف الحديث ، فإن ابن
جريج كان يدلس عن الضعفاء و المتروكين ، و لذلك قال الإمام أحمد :
" بعض هذه الأحاديث التي كان يرسلها ابن جريج أحاديث موضوعة ، كان ابن جريج لا
يبالي من أين يأخذها " ، كما سبق نقله مرارا .
ثم ذكر السيوطي للحديث شاهدا من حديث أبي هريرة ، و هو الذي قبله ، و قد ذكرت
هناك علته ، و قد روي بلفظ آخر و هو :
" قال بنو إسرائيل لموسى : هل يصلي ربك ؟ فتكابد موسى لذلك ، فقال الله تعالى :
ما قالوا لك يا موسى ؟ فقال : الذي سمعت . قال : فأخبرهم أني أصلي ، و أن صلاتي
تطفئ غضبي " .

(3/386)


1388 - " قال بنو إسرائيل لموسى : هل يصلي ربك ؟ فتكابد موسى لذلك ، فقال الله تعالى :
ما قالوا لك يا موسى ؟ فقال : الذي سمعت . قال : فأخبرهم أني أصلي ، و أن صلاتي
تطفىء غضبي " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/572 ) :

ضعيف
ذكره السيوطي في " اللآلي " ( 1/22 ) شاهدا للذي قبله من حديث أبي هريرة
يرفعه ، و لم يذكر من خرجه ، إلا أنه نقل عن الفيروزابادي صاحب " القاموس " أنه
قال :
" و إسناده جيد ، و رجاله ثقات يحتج بهم في الصحيحين ، و ليس فيه علة غير أن
الحسن رواه عن أبي هريرة ، و لم يسمع منه عند الأكثرين " .
قلت : فإذن فيه علة ، فأنى له الجودة ؟ ! على أنه لو سلم بثبوت سماعه منه في
الجملة لجاءت علة أخرى ، و هي عنعنة الحسن ، فقد كان مدلسا ، كما سبق مرارا ،
فالإسناد ضعيف إذن .
و لعل الحديث من الإسرائيليات ، أخطأ بعض الرواة فرفعه إليه صلى الله عليه وسلم
، والله أعلم .
ثم رأيت السيوطي في " الجامع الكبير " عزاه للديلمي و ابن عساكر .
و هو عنده في " تاريخ دمشق " ( 17/190/1 ) من طريق قتادة عن الحسن عن أبي هريرة
مرفوعا .

(3/387)


1389 - " كان إذا فقد الرجل من إخوانه ثلاثة أيام سأل عنه ، فإن كان غائبا دعا له ،
و إن كان شاهدا زاره ، و إن كان مريضا عاده " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/573 ) :

موضوع
أخرجه هكذا أبو الشيخ في " كتاب أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم و آدابه " ( ص
75 ) :
حدثنا أبو يعلى : نا الأزرق بن علي : نا يحيى بن أبي بكير : نا عباد بن كثير عن
ثابت عن أنس به .
قلت : و هذا إسناد واه جدا ، آفته عباد بن كثير ، و هو البصري ، قال الحافظ في
" التقريب " :
" متروك ، قال أحمد : روى أحاديث كذب " .
و الحديث أورده الهيثمي ( 2/295 - 296 ) من رواية أبي يعلى بزيادة طويلة في
آخره ، و قال :
" و فيه عباد بن كثير ، و كان رجلا صالحا ، و لكنه ضعيف الحديث متروك لغفلته "
.
و أورده السيوطي في " الجامع الصغير " من رواية أبي يعلى مختصرا كرواية أبي
الشيخ ، و تعقبه المناوي بما نقلته عن الهيثمي ، و الأولى تعقبه بما صنعه
السيوطي نفسه في " اللآلي " ( 2/404 - 405 ) فإن الحديث أورده بتمامه ابن
الجوزي في " الموضوعات " ( 3/206 - 207 ) من رواية ابن شاهين ، ثم قال ابن
الجوزي :
" موضوع ، و المتهم به عباد " .
فأقره السيوطي على ذلك ، و نقل كلام الهيثمي المتقدم ، ثم قال :
" و قال الحافظ ابن حجر في " المطالب العالية " : تفرد به عباد بن كثير ، و هو
واه ، و آثار الوضع عليه لائحة " .
و أقره أيضا ، و مع ذلك أورده في " الجامع " !
و أما المناوي فله موقفان مختلفان باختلاف كتابيه ، فهو في " الفيض " نقل كلام
الهيثمي و أقره ، و ذلك معناه عنده أنه ضعيف جدا ، و أما في " التيسير " فقد
قال :
" إسناده ضعيف " !
و مما لا شك فيه أن الأول أقرب إلى الصواب ، والله سبحانه و تعالى أعلم .

(3/388)


1390 - " اطلبوا الحوائج بعزة الأنفس ، فإن الأمور تجري بالمقادير " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/573 ) :

ضعيف
تمام في " فوائده " ( 2/62/1 ) : أخبرنا أبو زرعة محمد بن سعيد بن أحمد القرشي
يعرف بابن التمار : حدثنا علي بن عمرو بن عبد الله المخزومي : حدثنا معاوية بن
عبد الرحمن : حدثنا حريز بن عثمان : حدثنا عبد الله بن بسر المازني مرفوعا
به .
قلت : و هذا سند ضعيف ، من دون حريز لم أعرف أحدا منهم غير معاوية بن
عبد الرحمن ، فقد أورده هكذا ابن أبي حاتم في " الجرح " ( 4/1/387 ) و قال :
" روى عن عطاء ، و عنه محمد بن إسحاق ، سمعت أبي يقول ذلك ، و سألته عنه فقال :
ليس بمعروف " .
و أما ابن حبان فأورده في " الثقات " ( 7/468 ) على قاعدته المعروفة !
و الحديث أورده السيوطي في " الجامع " برواية تمام و ابن عساكر عن عبد الله بن
بسر ، و لم يتكلم عليه شارحه المناوي بشيء سوى أنه قال : " رمز لضعفه " !
ثم رأيت الحديث في " الأحاديث المختارة " للضياء ( 105/2 ) رواه من طريق تمام !
و هذا مما يدل على تساهله في الاختيار ، و قد مضى له أحاديث أخرى من هذا النوع
أقربها برقم ( 1319 ) .

(3/389)


1391 - " لكل شيء معدن ، و معدن التقوى قلوب العارفين " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/574 ) :

موضوع
أورده ابن الجوزي في " الموضوعات " ( 1/171 - 172 ) من رواية الخطيب ( 4/11 )
بسنده عن وثيمة بن موسى بن الفرات : حدثنا سلمة بن الفضل عن ابن سمعان عن
الزهري عن سالم عن أبيه عن عمر بن الخطاب مرفوعا .
و قال ابن الجوزي :
" لا يصح ، ابن سمعان كذبه مالك و يحيى ، و وثيمة ; قال ابن أبي حاتم : حدث عن
سلمة بموضوعات " .
قال السيوطي في " اللآلي " ( 1/124 ) :
" كذا قال في " الميزان " : إن هذا الحديث موضوع . أورده في ترجمة عبد الله بن
زياد بن سمعان ، ثم في ترجمة وثيمة ، و اتهم به في " اللسان " ابن سمعان خاصة ،
و قد أخرجه البيهقي في " الشعب " من هذا الطريق إلا أنه قال : " عن رجل ذكره عن
ابن شهاب " لم يسم ابن سمعان و قال :
هذا منكر ، و لعل البلاء وقع من الرجل الذي لم يسم انتهى .
و وجدت له طريقا آخر :
قال الطبراني ( يعني في " المعجم الكبير " 3/193/1 ) : حدثنا أبو عقيل أنس بن
سلمة الخولاني : حدثنا محمد بن رجاء السختياني .. " .
قلت : و ساق سنده إلى ابن عمر مرفوعا به ، و سكت عليه ، و ليس بجيد ، فإن أبا
عقيل هذا لم يذكروه ، و محمد بن رجاء متهم ، قال الذهبي :
" روى عن عبد الرحمن بن أبي الزناد خبرا باطلا في فضل معاوية اتهم بوضعه " .
و أقره الحافظ في " اللسان " فهو علة هذا الطريق ، فلا ينبغي أن يستشهد به ،
و لا يخرج به الحديث عن الوضع الذي وصفه به ابن الجوزي ثم الذهبي و العسقلاني .

(3/390)


1392 - " لن تخلو الأرض من ثلاثين مثل إبراهيم خليل الرحمن ، بهم يعافون ، و بهم
يرزقون ، و بهم يمطرون " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/575 ) :

موضوع
أخرجه ابن حبان في " الضعفاء و المتروكين " ( 2/61 ) و من طريقه ابن الجوزي في
" الموضوعات " ( 3/150 - 152 ) عن عبد الرحمن بن مرزوق : حدثنا عبد الوهاب بن
عطاء الخفاف عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة مرفوعا .
أورده ابن حبان في ترجمة ابن مرزوق هذا ، و قال :
" كان يضع الحديث ، لا يحل ذكره إلا على سبيل القدح فيه " .
و قال ابن الجوزي :
" لا يصح " .
ثم ذكر قول ابن حبان المذكور ، و زاد :
" و عبد الوهاب بن عطاء قال أحمد : هو ضعيف الحديث ، مضطرب " .
قلت : هذا و إن كان فيه ضعف ، فقد وثقه بعضهم ، و أخرج له مسلم ، فالأغلب أنه
لا دخل له في هذا الحديث ، و إن كان أقره السيوطي على ذلك كله في " اللآلي " 0
2/331 ) ، فالآفة ابن مرزوق ، كما هو ظاهر كلام ابن حبان ، و تابعه الذهبي ،
فأورد الحديث في ترجمته من " الميزان " و قال :
" و هذا كذب " .
و وافقه العسقلاني في " اللسان " ، و لكنه مال إلى توثيق ابن مرزوق هذا ، فقال
:
" فكأن هذا الحديث أدخل عليه ، فإنه باطل " .
و مع هذا كله و إقرار السيوطي لابن الجوزي على وضعه ، فقد أورده في " الجامع
الصغير " من رواية ابن حبان ، فتعقبه المناوي في " فيضه " بقوله بعد أن ذكر قول
ابن حبان المتقدم :
" و حكاه عنه في " الميزان " و أورد له هذا الخبر ، ثم قال : هذا كذب . اهـ .
و به يعرف اتجاه جزم ابن الجوزي بوضعه ، و من ثم وافقه على ذلك المؤلف في "
مختصر الموضوعات " مع بيان ضعفه ، و ما صنعه المؤلف هنا من عزوه لمخرجه ابن
حبان و سكوته عما عقبه به غير صواب " .
و أقول : هذا التعقب و إن كان سليما في ذاته ، و لكنه شكلي بالنسبة للمناوي ،
فلا يكون له قيمة ، ذلك لأن في " الجامع " حديثا آخر بعد هذا برواية ( طس ) عن
أنس مثله إلا أنه قال :
" أربعين بدل ثلاثين " و زاد :
" ما مات منهم أحد إلا أبدل الله مكانه آخر " .
و قد قال السيوطي في " الجامع الكبير " :
" و حسن " .
يشير بذلك إلى الهيثمي ، فإنه هو الذي حسنه ، فقال في مجمع " الزوائد " ( 10/63
) :
" رواه الطبراني في " الأوسط " ، و إسناده حسن " .
و نقله عنه السيوطي في رسالته " الأبدال " ( 2/460 - الفتاوى ) و كذلك نقله
المناوي في " الفيض " و تبنى تحسينه إياه في كتابه الآخر " التيسير " فقال دون
أن يعزوه لأحد :
" و إسناده حسن " !
قلت : فإذا كان حسنا عنده ; فما فائدة ذلك النقد الذي وجهه للحديث الأول و هو
موجود متنا في هذا الذي قواه ، بل و في زيادة على الأول كما رأيت ؟
و لكن هل أصاب الهيثمي و من تبعه في تحسين إسناده أم أخطأوا ؟ ذلك ما سيأتي
بيانه بإذن الله تعالى برقم ( 4341 ) ، و هو ولي التوفيق ، و الهادي إلى أقوم
طريق .
و اعلم أن أحاديث الأبدال كلها ضعيفة لا يصح منها شيء ، و بعضها أشد ضعفا من
بعض ، و قد سبق من حديث عبادة بن الصامت برقم ( 936 ) ، و تحته حديث عوف بن
مالك ، و سيأتي من حديث علي بن أبي طالب برقم ( 2993 ) .
ثم تتبعت أحاديث كثيرة من أحاديث الأبدال التي جمعها السيوطي في رسالته التي
سماها " الخبر الدال على وجود القطب و الأوتاد و النجباء و الأبدال " ، و تكلمت
على أسانيدها و كشفت عن عللها التي سكت السيوطي عنها ، و ذلك في آخر هذا المجلد
برقم ( 1474 - 1479 ) .

(3/391)


1393 - " كان يعجبه النظر إلى الأترج ، و كان يعجبه النظر إلى الحمام الأحمر " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/577 ) :

موضوع
و قد روي عن أبي كبشة ، و علي ، و عائشة ، و أنس ، و طاووس مرسلا .
1 - أما حديث أبي كبشة ، فيرويه بقية : حدثني أبو سفيان الأنماري عن حبيب بن
عبد الله بن أبي كبشة عن أبيه عن جده رفعه .
أخرجه يعقوب بن سفيان في " تاريخه " ( 2/357 ) و من طريقه ابن الجوزي في "
الموضوعات " ( 3/9 ) و ابن حبان في " الضعفاء " ( 3/148 ) و أبو العباس الأصم
في " حديثه " ( 1/140/ ) و ابن عساكر في " تاريخ دمشق " ( 12/299/2 ) و كذا
الطبراني في " المعجم الكبير " ( 22/339 ) .
ذكره ابن حبان في ترجمة أبي سفيان هذا ، و قال :
" يروي الطامات من الروايات " .
و به أعله ابن الجوزي و زاد :
" و قال أبو حاتم الرازي : مجهول " .
و كذا قال الذهبي في " الميزان " و الحافظ في " اللسان " .
قلت : و حبيب بن عبد الله بن أبي كبشة لم أجد له ترجمة ، و ذكره الحافظ في "
التهذيب " تمييزا ، و لم يذكر فيه شيئا ، فهو في عداد المجهولين ، و لم يورده
في " التقريب " .
و قد خالفه إسماعيل بن أوسط البجلي عن محمد بن أبي كبشة عن أبيه عن جده مرفوعا
به دون الشطر الأول منه .
أخرجه الدولابي في " الكنى " ( 1/50 ) .
كذا وقع فيه : " عن جده " و لعلها زيادة من بعض النساخ ، أو وهم من البجلي فإن
فيه ضعفا ، قال الذهبي :
" هو الذي قدم سعيد بن جبير للقتل ، لا ينبغي أن يروى عنه ، و وثقه ابن معين
و غيره " .
و زاد الحافظ في " اللسان " :
" و قال الساجي : كان ضعيفا " .
و ذكره ابن حبان في " ثقات أتباع التابعين " ( 6/30 - 31 ) .
و يرجح الأول ; أن لإسماعيل هذا حديثا آخر يرويه عن محمد بن أبي كبشة عن أبيه
قال : لما كانت غزوة تبوك .. الحديث ، لم يذكر فيه : " عن جده " . أخرجه
الدولابي و الطبراني ( 22/340 - 341 ) و كذا أحمد ( 4/231 ) و البخاري في "
التاريخ " ( 1/1/346 ) ، أورده في ترجمة إسماعيل ، و لم يذكر فيه جرحا و لا
تعديلا .
و أما محمد بن أبي كبشة ; فذكره البخاري ( 1/1/176 ) برواية إسماعيل فقط عنه ،
و أما ابن حبان فقال في " الثقات " ( 5/371 ) :
" يروي عن أبيه ، و له صحبة - و اسم أبي كبشة : سعد بن عمر ، و يقال : عمر بن
سعد - و هو أخو عبد الله بن أبي كبشة ، روى عن محمد بن أبي كبشة سالم بن أبي
الجعد ، و قد قدم محمد بن أبي كبشة الكوفة ، فكتب عنه ختناه إسماعيل بن أوسط
البجلي ( الأصل : ( العجلي ) و هو خطأ ) و سالم بن أبي الجعد " .
و نقله الحافظ في " التعجيل " ، و لم يزد عليه شيئا .
و بالجملة فهذه الطريق علتها الجهالة ، و لم أجد من تكلم عليها . والله سبحانه
و تعالى أعلم .
2 - حديث علي ; يرويه عيسى بن عبد الله بن محمد قال : حدثنا أبي عن أبيه عن جده
علي بن أبي طالب قال : فذكره .
أخرجه ابن حبان ( 2/122 ) و من طريقه ابن الجوزي و قالا :
" روى عن آبائه أشياء موضوعة ، لا يحل الاحتجاج به " .
و قال ابن عدي في " الكامل " ( 5/1883 ) :
" روى أحاديث ليست مستقيمة ، و عامة ما يرويه لا يتابع عليه " .
و قال أبو نعيم :
" روى عن آبائه أحاديث مناكير ، لا يكتب حديثه ، لا شيء " .
و قال الذهبي في " الضعفاء " :
" قال الدارقطني : متروك " .
3 - حديث عائشة ; يرويه عمرو بن شمر عن يحيى بن سعيد عن محمد بن إبراهيم بن
الحارث التيمي عنها به .
أخرجه ابن الجوزي ( 3/9 ) من طريق الحاكم بسنده عنه ، و قال :
" عمرو بن شمر ; قال يحيى : ليس بثقة ، و قال السعدي : كذاب ، و قال النسائي
و الدارقطني : متروك ، و قال ابن حبان : يروي الطامات عن الثقات ، لا يحل كتب
حديثه إلا على جهة التعجب " .
قلت : و لعله سرقه منه يحيى بن عبد الحميد الحماني ، فإنه معروف بالسرقة ، فقد
قال العقيلي في " ضعفائه " ( 4/413 ) : حدثنا عبد الله بن أحمد قال : قلت لأبي
: بلغني أن ابن الحماني حدث عن شريك عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة : أن
النبي صلى الله عليه وسلم كان يعجبه النظر إلى الحمام ، فأنكروه عليه ، فرجع عن
رفعه ، فقال : " عن عائشة " ، فقال أبي :
" هذا كذب ، إنما كنا نعرف بهذا حسين بن علوان . يعني أنه وضعه على هشام " .
زاد ابن قدامة في " المنتخب " ( 10/165/2 ) :
" قلت : إن بعض أصحاب الحديث زعم أن أبا زكريا السيلحيني رواه عن شريك ؟ فقال :
كذب ، السيلحيني لا يحدث بمثل هذا ، هذا حديث باطل " .
4 - حديث أنس ، يرويه غنيم بن سالم عنه مرفوعا به إلا أنه لم يذكر الشطر الأول
، و ذكر بديله :
" و كان يعجبه القرع " .
أخرجه الخطيب في " الموضح " ( 2/257 ) و قال :
" و هو يغنم بن سالم بن قنبر " .
قلت : و هو متهم ، قال ابن حبان في " الضعفاء " ( 3/145 ) :
" شيخ ، يضع الحديث على أنس بن مالك ، روى عنه نسخة موضوعة ، لا يحل الاحتجاج
به و لا الرواية عنه على سبيل الاعتبار " .
و قال ابن يونس :
" حدث عن أنس فكذب " .
5 - حديث طاووس يرويه عبد الرحمن بن بحر : حدثنا حازم بن جبلة بن أبي نضرة :
حدثني سالم الأصبهاني عن طاووس به .
أخرجه أبو نعيم في " أخبار أصبهان " ( 1/338 ) تعليقا فقال : حدث عمران بن
عبد الرحيم : حدثنا عبد الرحمن بن بحر .
قلت : و هذا إسناد مظلم مع إرساله ، ذكره في ترجمة سالم هذا ، و قال :
" روى عنه حازم بن جبلة بن أبي نضرة و قال : أراه سالم بن عبد الله ختن سعيد بن
جبير ، ذكره ابن منده " .
قلت : في " تاريخ البخاري الكبير " ( 2/2/115 و 184 - 186 ) و " الجرح
و التعديل " ( 2/2/18 و 120 ) جماعة يسمون ( سالم بن عبد الله ) و بعضهم لا
ينسبون ، و ليس فيهم من روى عن طاووس ، فالله يعلم من هو و ما حاله ؟
و حازم بن جبلة ; لم أجد له ترجمة .
و أما عمران بن عبد الرحيم ; فقد ترجمه أبو الشيخ في " طبقات الأصبهانيين " (
ترجمة 314 - نسختي ) فقال :
" كان يرمى بالرفض ، كثير الحديث ، حدث عن عمرو بن حفص و غيره بعجائب " . و ذكر
أن وفاته كانت سنة ( 281 ) .
و في " الميزان " و " اللسان " :
" قال السليماني : فيه نظر ، و هو الذي وضع حديث أبي حنيفة عن مالك رحمهما الله
تعالى " .
قلت : فلعله هو المتهم في هذا الحديث بهذا الإسناد المظلم ، والله سبحانه
و تعالى أعلم .
و جملة القول أن طرق هذا الحديث كلها واهية ، و بعضها أشد ضعفا من بعض ، و لذلك
حكم ابن الجوزي بوضعه من الطرق الثلاثة الأولى ، و ليس خيرا منها ما بعدها ،
و قال الإمام أحمد :
" كذب " .
و أقر ذلك كله السيوطي في " اللآلي " ( 2/229 - 230 ) فلم يتعقبه بشيء ، و كذلك
صنع المناوي في " فيض القدير " ، فإنه أقر ابن الجوزي على وضعه ، ثم تناقضا ،
فأورده السيوطي في " الجامع الصغير " ! و قال المناوي في " التيسير " :
" إسناده واه " !
( تنبيه ) : تقدم أن في حديث أنس رضي الله عنه مرفوعا :
" و كان يعجبه القرع " .
فاعلم أن هذه الجملة منه صحيحة عنه من طرق سقت بعضها في " الصحيحة " ( 2127 ) ،
و انظر كتابي الجديد " مختصر الشمائل المحمدية " ( 135 و 136 ) .

(3/392)


1394 - " لكل أمر مفتاح ، و مفتاح الجنة حب المساكين و الفقراء ، و هم جلساء الله يوم
القيامة " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/582 ) :

موضوع
أخرجه ابن عدي في " الكامل " ( 6/2375 ) و ابن حبان في " الضعفاء " ( 1/146 -
147 ) و عنه ابن الجوزي في " الموضوعات ( 3/141 ) من طريق أحمد بن داود بن
عبد الغفار : حدثنا أبو مصعب : حدثني مالك عن نافع عن ابن عمر مرفوعا .
و قال ابن حبان :
" موضوع " ، و أحمد بن داود كان يضع الحديث ، لا يحل ذكره إلا على سبيل الإبانة
عن أمره ، لينكب حديثه " .
و كذا قال ابن الجوزي و زاد :
" و قال الدارقطني : هذا الحديث وضعه عمر بن راشد الجاري ( الأصل : الحارثي )
عن مالك ، و سرقه منه هذا الشيخ فوضعه على أبي مصعب " .
قلت : أبو مصعب هذا اسمه مطرف بن عبد الله المدني ، و في ترجمته ساق الحديث ابن
عدي مع أحاديث أخرى منكرة ، و قال عقبه :
" هذا منكر بهذا الإسناد جدا " .
فتعقبه الذهبي بقوله :
" قلت : هذه أباطيل حاشا مطرفا من روايتها ، و إنما البلاء من أحمد بن داود ،
فكيف خفي هذا على ابن عدي ؟ فقد كذبه الدارقطني ، و لو حولت هذه إلى ترجمته كان
أولى " .
و ذكر نحوه الحافظ في ترجمة مطرف من " التهذيب " .
و مطرف هذا وثقه ابن سعد و ابن حبان و الدارقطني ، و أخرج له البخاري ، و قال
أبو حاتم :
" مضطرب الحديث صدوق " .
فمثله لا يتحمل هذا الحديث و إنما البلاء من الراوي عنه أحمد بن داود كما قال
الذهبي و العسقلاني ، فإنه لم يوثق مطلقا ، بل قال فيه ابن حبان كما تقدم :
" كان يضع الحديث " . و كذا قال ابن طاهر ، و لذا قال الذهبي في ترجمته من "
الميزان " و تبعه الحافظ في " اللسان " :
" هذا الحديث من أكاذيبه " .
و قد تقدم في كلام الدارقطني أنه سرقه من عمر بن راشد الجاري ، و قد ذكر
السيوطي في " اللآلي " أن رواية الجاري هذه رواها أبو الحسن بن صخر في " عوالي
مالك " و الخطيب في " رواة مالك " بإسناديهما عنه . قال ( 2/324 ) :
" و أخرجه ابن لال في " مكارم الأخلاق " و ابن عدي " .
قلت : ابن عدي لم يخرجه من طريق الجاري ، و إنما من طريق أحمد بن داود كما تقدم
، و قد قال فيه الحاكم و أبو نعيم :
" يروي عن مالك أحاديث موضوعة " .
و قال الدارقطني :
" كان يتهم بوضع الحديث على الثقات " .
و الحديث مما سود به السيوطي كتابه " الجامع الصغير " فذكره فيه برواية ابن لال
فقط مع أنه أقر ابن الجوزي على وضعه كما تقدم ! و كذلك أقره المناوي في " الفيض
" بقوله :
" و أورده ابن الجوزي من عدة طرق ، و حكم عليه بالوضع " .
لكن قوله : " من عدة طرق " ليس بدقيق ، لأنه ليس له إلا الطريق التي وضعها
الجاري عن مالك ، ثم سرقها منه أحمد بن داود فرواه عن أبي مصعب عن مالك ، فهل
يقال في مثل هذا :
" من عدة طرق " ؟
و الأعجب من ذلك أنه لم يصرح بوضعه في " التيسير " و إنما اقتصر على قوله :
" و فيه متهم " !
( تنبيه ) : ذكرت فيما سبق أن مطرفا أبا مصعب ثقة ، فما وقع في التعليق على
ترجمته في " الكامل " معزوا للتهذيب :
" كذبه الدارقطني " !
فهو كذب مخالف للواقع في " التهذيب " و غيره ، فقد تقدم ما قاله الذهبي في أن
البلاء في هذا الحديث من أحمد بن داود . قال : فقد كذبه الدارقطني . و قلت ثمة
: و ذكر نحوه الحافظ .. و الآن أذكر نص كلامه في ذلك ليتبين القارىء كيف وقع
هذا الخطأ الفاحش ! قال الحافظ في ترجمة مطرف ( 10/175 - 176 ) :
" ذكره ابن عدي في " الكامل " و قال : يأتي بمناكير . ثم ساق له أحاديث بواطيل
من رواية أحمد بن داود أبي صالح الحراني عنه ، و أحمد كذبه الدارقطني ،
و الذنب له فيها لا لمطرف " .

(3/393)


1395 - " أفضل الأعمال بعد الإيمان بالله التودد إلى الناس " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/584 ) :

ضعيف
رواه الطبراني في الجزء الثاني من كتابه " مختصر مكارم الأخلاق " ( ورقة 158 -
مجموع الظاهرية - 81 ) و رقم ( 139 - طبعة المغرب ) من طريق الوليد بن سفيان
القطان البصري : حدثنا عبيد بن عمرو الحنفي عن علي بن زيد بن جدعان عن سعيد بن
المسيب عن أبي هريرة مرفوعا .
قلت : و هذا إسناد ضعيف ، و له علتان :
الأولى : ابن جدعان ، فإنه ضعيف معروف به .
و الأخرى : عبيد بن عمرو الحنفي ضعفه الدارقطني و الأزدي ، قال الذهبي :
" أورد له ابن عدي حديثين منكرين " .
قلت : و هذا أحدهما ، و لفظه :
" رأس العقل بعد .. " إلخ . و سيأتي برقم ( 3631 ) .
و الحديث ذكره السيوطي في " الجامع الصغير " من رواية الطبراني في " المكارم "
، و بيض له المناوي في " فيض القدير " فلم يتكلم عليه بشيء ، و أما في "
التيسير " فقال :
" إسناده حسن " !
و هذا مما لا وجه له البتة كما يتبين للقارىء من التحقيق المتقدم ، و هو من
الأدلة الكثيرة على أن كتابه هذا ليس في الدقة و تحري الصواب ككتابه الأول : "
الفيض " ، بل هو في كثير من الأحيان ، يخالف فيه تحقيقه في الأول . و المعصوم
من عصمه الله عز وجل .

(3/394)


1396 - " للمرأة ستران : القبر و الزوج . قيل : و أيهما أفضل ؟ قال : القبر " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/585 ) :

موضوع
أخرجه الطبراني في " المعجم الكبير " ( 3/271/2 ) و في " الصغير " ( 448 -
الروض النضير ) ، و ابن عدي في " الكامل " ( ق 115/2 ) و اللفظ له ، و من طريقه
ابن عساكر في " تاريخ دمشق " ( 14/372/1 ) و كذا ابن الجوزي في " الموضوعات " (
3/237 ) عن خالد بن يزيد : حدثنا أبو روق الهمداني عن الضحاك عن ابن عباس
مرفوعا . و قال ابن الجوزي :
" حديث موضوع على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، المتهم به خالد ، و هو خالد
ابن يزيد عن أسد القسري ، قال ابن عدي : أحاديثه كلها لا يتابع عليها لا متنا
و لا سندا " .
قلت : و كذلك قال العقيلي في " الضعفاء " ( 2/15/424 ) :
" لا يتابع على حديثه " .
و قال أبو حاتم :
" ليس بالقوي " .
و ذكر الطبراني أنه تفرد به .
و فيه علة أخرى ، و هي الانقطاع بين الضحاك - و هو ابن مزاحم - و ابن عباس ;
فإنه لم يلقه ; كما تقدم غير مرة .
و قد تعقب السيوطي ابن الجوزي بأن له شاهدا من حديث علي رضي الله عنه ، و ما
أظن ذلك يفيده قوة كما يأتي بيانه في الحديث التالي :
" للنساء عشر عورات ، فإذا زوجت المرأة ستر الزوج عورة ، و إذا ماتت المرأة ستر
القبر تسع عورات " .

(3/395)


1397 - " للنساء عشر عورات ، فإذا زوجت المرأة ستر الزوج عورة ، و إذا ماتت المرأة ستر
القبر تسع عورات " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/585 ) :

منكر
أخرجه الديلمي من طريق إبراهيم بن أحمد الحسني : حدثنا الحسين بن محمد الأشقر
عن أبيه محمد بن عبد الله عن عبد الله بن محمد عن أبيه عن أبيه الحسن بن الحسن
ابن علي عن الحسن عن علي مرفوعا .
ذكره السيوطي في " اللآلي " ( 2/438 ) شاهدا للذي قبله ، و سكت عنه هو و ابن
عراق في " تنزيه الشريعة " ( 2/372 - 373 ) .
و أقول : إسناده مظلم ، من دون محمد الأشقر لم أعرفهم ، و شيخه عبد الله بن
محمد ; الظاهر أنه عبد الله بن محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب أبو محمد العلوي
قال الحافظ :
" مقبول " .
يعني عند المتابعة ، و إلا فهو لين الحديث .
و من فوقهم من أهل البيت معروفون بالصدق ، و مترجمون في " التهذيب " ، فالعلة
ممن دونهم .

(3/396)


1398 - " لو دعي بهذا الدعاء على شيء بين المشرق و المغرب في ساعة من يوم الجمعة
لاستجيب لصاحبه : لا إله إلا أنت ، يا حنان يا منان ! يا بديع السماوات و الأرض
! يا ذا الجلال و الإكرام ! " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/586 ) :

موضوع
رواه الخطيب في " التاريخ " ( 4/116 ) عن خالد بن يزيد العمري أبي الوليد :
حدثنا ابن أبي ذئب قال : حدثنا محمد بن المنكدر قال : سمعت جابر بن عبد الله
يقول : فذكره مرفوعا .
قلت : و هذا موضوع ، رجاله كلهم ثقات غير خالد هذا ، قال ابن حبان في " الضعفاء
و المتروكين " ( 1/284 - 285 ) :
" شيخ ينتحل مذهب أهل الرأي ، منكر الحديث جدا ، أكثر عنه أصحاب الرأي ، لا
يشتغل بذكره لأنه يروي الموضوعات عن الأثبات " .
و قال العقيلي في " الضعفاء " ( 2/18 ) :
" يحدث بالخطأ ، و يحكي عن الثقات ما لا أصل له " .
و قال ابن عدي في " الكامل " ( 3/890 ) :
" عامة أحاديثه مناكير " .
و قال الذهبي :
" كذبه أبو حاتم و يحيى " .
و ساق له في " الميزان " و " اللسان " بعض بلاياه و وضعه ! و هذا من أحاديث "
الجامع الصغير " ، و بيض له المناوي في " شرحيه " ، فكأنه لم يقف على إسناده .

(3/397)


1399 - " إذا مدح الفاسق غضب الرب ، و اهتز لذلك العرش " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/587 ) :

منكر
رواه أبو الشيخ الأصبهاني في " العوالي " ( 2/32/1 ) عن أبي يعلى و ابن عدي في
" الكامل " ( 3/1307 ) و أبو نعيم في " أخبار أصبهان " ( 2/277 ) و الخطيب في "
التاريخ " ( 7/298 و 8/428 ) و البيهقي في " الشعب " ( 2/59/1 ) و ابن عساكر في
" تاريخ دمشق " ( 7/2/2 ) من طريق سابق بن عبد الله عن أبي خلف خادم أنس عن
أنس بن مالك مرفوعا .
قلت : و هذا إسناد ضعيف جدا ، و له علتان :
الأولى : أبو خلف هذا ، قال الذهبي في " الميزان " :
" كذبه يحيى بن معين ، و قال أبو حاتم : منكر الحديث " .
و قال الحافظ في " التقريب " :
" قيل : اسمه حازم بن عطاء ، متروك ، و رماه ابن معين بالكذب " .
قلت : فقول الحافظ في " الفتح " ( 10/478 ) - و عزاه لأبي يعلى و ابن أبي
الدنيا في " الصمت " - :
" و في سنده ضعف " .
فهو منه تساهل أو تسامح في التعبير ، لأنه لا يعطي أنه شديد الضعف كما يعطيه
قوله في ترجمة أبي خلف : " متروك " . و ما نقله المناوي عنه أنه قال : " سنده
ضعيف " ; لعله في مكان آخر من " الفتح " و إلا فهو تصرف من المناوي غير جيد .
الثانية : سابق بن عبد الله ، رجح الحافظ في " اللسان " أنه واه ، و أنه غير
الرقي ، و في ترجمته ساق الذهبي حديثه هذا في كل من " الميزان " و " الضعفاء "
، و قال :
" و هذا خبر منكر " .
هذا ، و لفظ أبي نعيم :
" إن الله عز وجل يغضب إذا مدح الفاسق " .
و هو رواية للبيهقي . و قال الحافظ العراقي في " تخريج الإحياء " ( 3/139 ) :
" رواه ابن أبي الدنيا في " الصمت " و البيهقي في " الشعب " من حديث أنس ،
و فيه أبو خلف خادم أنس ; ضعيف " .
و زاد في التخريج في موضع آخر : " ابن عدي و أبو يعلى " .
و لم أره في " مسند أبي يعلى " و لا في " مجمع الهيثمي " و هو على شرطه ،
فالظاهر أنه في " مسنده الكبير " و قد عزاه إليه الحافظ في " المطالب العالية "
( 3/3 ) .
و الحديث روي هكذا مختصرا دون ذكر اهتزاز العرش من حديث بريدة مرفوعا .
أخرجه ابن عدي في " الكامل " ( 5/1917 ) من طريق محمد بن صبيح الأغر ( الأصل :
الأعز و هو خطأ مطبعي ) : حدثنا حاتم بن عبد الله عن عقبة الأصم عن عبد الله بن
بريدة عن أبيه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره .
ساقه في جملة أحاديث لعقبة - و هو ابن عبد الله الأصم الرفاعي البصري - و قال
فيه :
" و له غير ما ذكرت ، و بعض أحاديثه مستقيمة ، و بعضها مما لا يتابع عليه " .
و روى عن ابن معين أنه قال فيه :
" ليس بشيء " . و في رواية : " و ليس بثقة " .
و عن عمر بن علي قال :
" كان ضعيفا واهي الحديث ، ليس بالحافظ " .
قلت : و الراوي عنه حاتم بن عبد الله أورده ابن حبان في " الثقات " ( 8/211 )
و قال :
" يخطىء " .
و وقع عند ابن أبي حاتم ( 1/2/260 ) و أبي نعيم فيما يأتي " حاتم بن عبيد الله
" ، و قال ابن أبي حاتم عن أبيه :
" نظرت في حديثه ، فلم أر فيه مناكير " .
و محمد بن صبيح الأغر قال الخطيب في " التاريخ " ( 5/373 ) :
" يكنى أبا عبد الله ، و يعرف بـ ( الأغر ) ، و هو موصلي لا بغدادي ، حدث عن
المعافى بن عمران و سابق الحجام ، و العباس بن الفضل الأنصاري . روى عنه علي بن
حرب الموصلي و كانت وفاته في سنة ثمان و عشرين و مائتين " .
و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا ، و أنا أظن أنه الذي في " الميزان "
و " اللسان " :
" محمد بن صبيح ، عن عمر بن أيوب الموصلي ، قال الدارقطني : ضعيف الحديث " .
و لعل مما يدل على ضعفه أنه قد خالفه في متن هذا الحديث و لفظه أبو عبد الله
محمد بن إبراهيم بن يزيد الأخوين قال : حدثنا حاتم بن عبيد الله : حدثنا عقبة
ابن عبد الله الأصم .. فذكره بلفظ :
" إذا قال الرجل للفاسق : يا سيدي فقد أغضب ربه " .
أخرجه الحاكم و الخطيب في " التاريخ " .
و هو بهذا اللفظ صحيح ، لأنه قد تابعه قتادة عن عبد الله بن بريدة به نحوه ،
و هو مخرج في " الصحيحة " ( 371 و 1389 ) .
و من هذا التخريج و التحقيق يتبين خطأ عزو السيوطي لحديث الترجمة لرواية ابن
عدي عن بريدة و متابعة المناوي إياه ، فقد علمت أنه ليس في حديثه ذكر العرش
مطلقا فاقتضى التنبيه .
و شيء آخر ، فقد وقع في متن " التيسير " :
( عد ، عن أبي هريرة ) .
فذكر أبا هريرة بدل بريدة ، و هو خطأ مطبعي ، والله أعلم .
و خطأ مطبعي آخر وقع في تعليق الشيخ الأعظمي على " المطالب العالية " ، فإنه
عزاه للحاكم ( 2/154 ) ، و ليس له ذكر في هذا المجلد و صفحته ، و الصواب (
4/311 ) .
( تنبيه ) : لقد سبق تخريج هذا الحديث برقم ( 596 ) و لكن قدر الله أن أعيد
تخريجه هنا بزيادة تذكر ، و فائدة أكثر ، و الحمد لله عز وجل .

(3/398)


1400 - " ألا إن رحى الإسلام دائرة ، قيل : فكيف نصنع يا رسول الله ؟ قال : اعرضوا
حديثي على الكتاب ، فما وافقه فهو مني ، و أنا قلته " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/590 ) :

ضعيف جدا
أخرجه الطبراني في " المعجم الكبير " ( رقم 1429 ) بإسناد الحديث المتقدم (
1384 ) عن ثوبان .
و هو إسناد ضعيف جدا كما سبق بيانه هناك .
و عزاه السيوطي في " الجامع الكبير " للطبراني و سمويه عن ثوبان ، و أورد في "
الجامع الصغير " من رواية الطبراني وحده الشطر الثاني منه ، و هو اختصار لا وجه
له ، بل كان عليه أن لا يورده فيه مطلقا ، لأن هذا القدر منه باطل يقينا ، فإنه
من وضع الزنادقة و الملاحدة ، أو ممن تأثر بهم و استجابوا لضلالتهم ، شعروا
بذلك أو لم يشعروا ! كطائفة الخوارج و الإباضية ، و من جرى مجراهم في تحكيمهم
لأهوائهم ، فقد أورده الربيع بن حبيب إمام الإباضية في كتابه الذي سماه بعضهم
- على قاعدة : يسمونها بغير اسمها - : " الجامع الصحيح - مسند الإمام الربيع "
، و اعتمد عليه المسمى عز الدين بليق ، فنقل منه أحاديث كثيرة ، منها هذا
الحديث فأورده في منهاجه الذي سماه على القاعدة المذكورة " منهاج الصالحين " !
( رقم 1387 ) ، و هو كتاب ضخم عجيب في أسلوب تأليفه أو طريقة جمعه ، فإنه عبارة
عن فصول مختلفة مسروقة من كتب متعددة مصورة منها تصويرا ببعض الآلات الحديثة
مثل ( الأوفست ) ، و لذلك تراه كشكولا من حيث نوعية أحرفه و سطوره ، فبعضه كبير
و بعضه صغير ، و بعضه طويل و بعضه فصير ! ! و لذلك نجد فيه من البحوث المتناقضة
العجب العجاب ، لأنها لا تمثل رأي ملفقها ( بليق ) و إنما الذين سرقها منهم ،
و لذلك فمنها النافع و منها الضار ، و من أبرز ما فيه من النوع الثاني و أسوئه
كثرة الأحاديث الضعيفة و الموضوعة فيه ، و من مكره إن لم نقل كذبه أنه كساها
ثوب الصحة بزعمه في مقدمته : إنه استبعد منه الأحاديث الضعيفة و الموضوعة !
و لذلك كنت شرعت في الرد عليه في هذه الدعوى الكاذبة و غيرها حين وجدت المناسبة
و الظروف المواتية ، و تعهد بعضهم بنشره ، و فعلا نشر من أوله ثلاث مقالات
متتابعة في جريدة ( الرأي ) ، ثم لم يتح لبقيتها النشر لأسباب لا تخفى على أهل
العلم ، و لقد كان مما انتقدته منها هذا الحديث الباطل المخالف للكتاب و السنة
معا كما بينه علماؤنا رحمهم الله تعالى . من ذلك قول ابن عبد البر في " باب
موضع السنة من الكتاب و بيانها له " من كتابه القيم " جامع بيان العلم و فضله "
، قال ( 2/190 - 191 ) :
" و قد أمر الله عز وجل بطاعته و اتباعه أمر مجملا لم يقيد بشيء ، كما أمرنا
باتباع كتاب الله ، و لم يقل : وافق كتاب الله ، كما قال بعض أهل الزيغ ، قال
عبد الرحمن بن مهدي :
" الزنادقة و الخوارج وضعوا ذلك الحديث .. " فذكره بنحوه ثم قال :
" و هذه الألفاظ لا تصح عنه صلى الله عليه وسلم عند أهل العلم بصحيح النقل من
سقيمه ، و قد عارض هذا الحديث قوم من أهل العلم و قالوا . نحن نعرض هذا الحديث
على كتاب الله قبل كل شيء و نعتمد على ذلك ، قالوا : فلما عرضناه على كتاب الله
وجدناه مخالفا لكتاب الله ; لأنا لم نجد في كتاب الله أن لا يقبل من حديث
رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا ما وافق كتاب الله ، بل وجدنا كتاب الله يطلق
التأسي به و الأمر بطاعته ، و يحذر المخالفة عن أمره جملة على كل حال " .
و لقد أطال النفس في الكلام على طرق هذا الحديث ، و بيان بطلانه ، و أنه من وضع
الزنادقة ; الإمام ابن حزم رحمه الله تعالى في كتابه " الإحكام في أصول الأحكام
" ( 2/76 - 82 ) فشفى و كفى جزاه الله خيرا ، و من ذلك قوله :
" إنه لا يقول هذا إلا كذاب زنديق كافر أحمق ، إنا لله و إنا إليه راجعون على
عظم المصيبة بشدة مطالبة الكفار لهذه الملة الزهراء ، و على ضعف بصائر كثير من
أهل الفضل يجوز عليهم مثل هذه البلايا ; لشدة غفلتهم ، و حسن ظنهم لمن أظهر لهم
الخير " .
و لقد صدق رحمه الله و أجزل ثوابه ، فهذا هو المثال بين يديك ، فقد أورده
السيوطي في " الجامع الصغير " الذي ادعى في مقدمته أنه صانه عما تفرد به وضاع
أو كذاب ! و لما ذكره في " الجامع الكبير " ( 3487 ) برواية الطبراني أيضا لم
يزد على ذلك إلا قوله :
" و ضعف " !
و تبعه المناوي على ذلك في " شرحيه " ! ثم اللجنة الأزهرية القائمة على التعليق
على " الجامع الكبير " ! فاعتبروا يا أولي الأبصار .

(3/399)


1401 - " يقبل الجبار تعال يوم القيامة ، فيثني رجله على الجسر ، فيقول : وعزتي وجلالي
لا يجاوزني ظالم ، فينصف الخلق بعضهم من بعض ، حتى إنه لينصف الشاة الجماء من
العضباء بنطحة نطحتها " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/592 ) :

ضعيف جدا
أخرجه الطبراني في " الكبير " بالسند المشار إليه قبله .
لكن جملة الشاة صحيحة ، جاءت في أحاديث عديدة بعضها صحيح ، و قد سبقت الكثير
الطيب منها في " الصحيحة " ، فانظرها برقم ( 1588 ، 1966 ) .
و قوله فيه : " فيثني رجله " منكر جدا في نقدي ، فإني لا أعرف له شاهدا فيما
عندي ، و لا أجد فيه طلاوة الكلام النبوي ، والله سبحانه و تعالى أعلم .

(3/400)


1402 - " سيكون أقوام من أمتي يتعاطون فقهاؤهم عضل المسائل ، أولئك شرار أمتي " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/592 ) :

ضعيف جدا
أخرجه الطبراني بالإسناد المشار إليه آنفا .

(3/401)


1403 - " لو جاءت العسرة حتى تدخل هذا الجحر ، لجاءت اليسرة حتى تخرجه ، فأنزل الله
تبارك و تعالى : *( إن مع العسر يسرا )* "

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/593 ) :

ضعيف جدا
رواه البزار ( 2288 ) و ابن عدي في الكامل ( 80/2 ) و أبو نعيم في " أخبار
أصبهان " ( 1/107 ) و الحاكم ( 2/255 ) عن حميد بن حماد : حدثنا عائذ بن شريح
قال : سمعت أنس بن مالك يقول : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم جالسا
ينظر إلى جحر بحيال وجهه فقال : فذكره و قال ابن عدي :
" لا أعلم يرويه عن عائذ غير حميد بن حماد ، و هو يحدث عن الثقات بالمناكير ،
و هو على قلة حديثه لا يتابع عليه " .
و قال الحاكم :
" حديث عجيب ، غير أن الشيخين لم يحتجا بعائذ بن شريح " .
و تعقبه الذهبي بقوله :
" قلت : تفرد به حميد بن حماد عن عائذ ، و حميد منكر الحديث كعائذ " .
و قد روي عن ابن مسعود ، و لكنه واه جدا .
أخرجه الطبراني في " الكبير " ( 3/59/1 ) عن يزيد بن هارون : أنا أبو مالك
النخعي عن أبي حمزة عن إبراهيم عن علقمة عنه به نحوه .
قلت : و هذا إسناد ضعيف جدا ، أبو مالك النخعي و هو الواسطي متروك كما قال
الحافظ .
و ذكر الحافظ ابن كثير في " التفسير " أن شعبة رواه عن معاوية بن قرة عن رجل عن
عبد الله بن مسعود موقوفا .
رواه ابن جرير في " تفسيره " ( 30/151 ) .
و رجاله ثقات غير الرجل الذي لم يسم .
و أما حديث : " لن يغلب عسر يسرين " فقد جاء مرسلا ، و سيأتي تخريجه برقم (
4342 ) مع بيان جهل من صححه ممن اختصر تفسير ابن كثير ، و هو الشيخ الصابوني
الحلبي .
و قد صنع مثله ابن بلده الشيخ الرفاعي فأورد حديث عائذ هذا في " مختصره " أيضا
( 4/404 ) ، مع تصريحه أيضا في مقدمته بأنه التزم فيه الصحيح من الحديث ، بل إن
صنيعه أسوأ من صنيع الصابوني ; لأن هذا الحديث قد ضعفه ابن كثير و بين علته
بقوله عقبه و قد عزاه لابن أبي حاتم و البزار الذي قال :
" لا نعلم رواه عن أنس إلا عائذ بن شريح " ; فقال ابن كثير :
" قلت : و قد قال فيه أبو حاتم الرازي : في حديثه ضعف " .
فأين الالتزام المزعوم يا نسيب ؟ فاتق الله في حديث نبيك صلى الله عليه وسلم ،
و لا تدع ما لا تحسنه .

(3/402)


1404 - " كل مشكل حرام ، و ليس في الدين إشكال " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/594 ) :

موضوع
رواه الروياني في " مسنده " ( ق 163/2 ) و الطبراني في " المعجم الكبير " (
1259 - بغداد ) و ابن عدي في " الكامل " ( ق 96/1 ) و إسحاق بن إسماعيل الرملي
في " حديث آدم بن أبي إياس " ( ق 4/1 ) و القضاعي في " مسند الشهاب " ( ق 10/2
) عن إسماعيل بن أبي أويس : حدثني حسين بن عبد الله بن ضميرة عن أبيه عن جده عن
تميم الداري مرفوعا ، و قال ابن عدي :
" لا يروى إلا عن حسين هذا بهذا الإسناد ، و هو ضعيف منكر الحديث ، و ضعفه بين
على حديثه " .
قلت : و قد كذبه مالك و أبو حاتم و ابن الجارود .
و قال البخاري :
" منكر الحديث " .
و قال ابن حبان في " الضعفاء " ( 1/244 ) :
" يروي عن أبيه عن جده بنسخة موضوعة " .
ثم ساق له هذا الحديث و قال :
" و ليس تحفظ هذه اللفظة عن النبي صلى الله عليه وسلم من طريق صحيح " .

(3/403)


1405 - " تسحروا و لو بشربة من ماء ، و أفطروا و لو على شربة ماء " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/594 ) :

موضوع
رواه ابن عدي ( 96/1 ) عن أبي بكر بن أبي أويس عن حسين بن عبد الله عن أبيه عن
جده عن علي مرفوعا . و قال ابن عدي :
" الحسين هذا ضعيف منكر الحديث ، و ضعفه بين على حديثه " .
قلت : و لذلك كذبه جماعة من الأئمة كما تقدم في الحديث السابق .
نعم ، الجملة الأولى منه صحيحة ، فقد روي من حديث أنس في " المختارة " للمقدسي
، و ابن عمرو عند ابن حبان في " صحيحه " ( 884 ) ، و أبي سعيد الخدري عند أحمد
( 3/12 و 44 ) ، و جابر عند ابن أبي شيبة ( 2/147/1 ) و الطبراني في " الأوسط "
( 3911 ) ، و أبي أمامة عند الخلال في " جزء من أدركهم من أصحاب ابن منده " (
148/2 ) ، و ابن عساكر عن عبد الله بن سراقة كما في " الجامع " ، و أسانيدها
و إن كانت لا تخلو من ضعف فمجموعها يعطي لها قوة ، لا سيما و إسنادها عند ابن
حبان حسن ، والله أعلم .

(3/404)


1406 - " في أبوال الإبل و ألبانها شفاء للذربة بطونهم " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/595 ) :

ضعيف جدا
رواه الطبراني ( 3/185/1 ) عن ابن لهيعة : نا عبد الله بن هبيرة عن حنش عن
ابن عباس مرفوعا .
و من هذا الوجه رواه أبو نعيم في " الطب " ( 9 - 10 نسخة السفرجلاني ) .
قلت : و هذا إسناد ضعيف جدا . و فيه علتان :
الأولى : حنش هذا اسمه الحسين بن قيس ، و هو متروك كما قال الحافظ في " التقريب
" .
و الأخرى : ابن لهيعة و اسمه عبد الله و هو ضعيف .

(3/405)


1407 - " عليكم بأبوال الإبل البرية و ألبانها " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/595 ) :

ضعيف
أخرجه أبو نعيم في " الطب " ( 4/10/1 - 2 ) من طريق دفاع بن دغفل السدوسي عن
عبد الحميد بن صيفي بن صهيب عن أبيه عن جده صهيب الخير قال : قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم .
قلت : و هذا إسناد ضعيف ، دفاع و شيخه عبد الحميد كلاهما ضعيف .

(3/406)


1408 - " من احتجم يوم السبت و الأربعاء ، فرأى وضحا ، فلا يلومن إلا نفسه " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/596 ) :

ضعيف
أخرجه ابن عدي في " الكامل " ( 98/2 ) من طريق حسان بن سياه مولى عثمان بن عفان
: حدثنا ثابت عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : فذكره .
أورده في جملة أحاديث ساقها لحسان هذا ثم قال :
" و عامتها لا يتابعه غيره عليه ، و الضعف يتبين على رواياته و حديثه " .
قلت : و قال ابن حبان في " الضعفاء " ( 1/267 ) :
" منكر الحديث جدا يأتي عن الثقات بما لا يشبه حديث الأثبات ، لا يجوز الاحتجاج
به إذا انفرد لما ظهر من خطئه في روايته على ظهور الصلاح منه " .
قلت : فهو بهذا الإسناد ضعيف جدا و قد روي من حديث أبي هريرة أيضا ، و لا يصح
كما سيأتي تحقيقه إن شاء الله تعالى ( 1524 ) .

(3/407)


1409 - " من احتجم يوم الخميس ، فمرض فيه ; مات فيه " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/596 ) :

منكر جدا
رواه ابن عساكر ( 2/397/2 ) عن أحمد بن محمد بن نصر الضبعي : نا أحمد بن محمد
ابن الليث : نا منصور بن النضر : حدثنا إسحاق بن يحيى بن معاذ قال : كنت عند
المعتصم أعوده فقلت : يا أمير المؤمنين أنت في عافية . قال : كيف تقول و قد
سمعت الرشيد يحدث عن أبيه المهدي عن أبي جعفر المنصور عن أبيه عن جده عن ابن
عباس مرفوعا .
قلت : و هذا إسناد مظلم ، مسلسل بمن لا تعرف حالهم :
1 - إسحاق هذا، أورده الحافظ في ترجمته و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا .
2 - و منصور بن النضر ، قال الخطيب ( 3/82 ) :
" من شيعة المنصور " .
ثم ساق له حديثا آخر ، و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا .
3 - و أحمد بن محمد بن الليث ، كناه الخطيب ( 5/84 ) أبا الحسن ، ثم ساق له
حديثا آخر و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا .
4 - و أحمد بن محمد بن نصر الضبعي كناه الخطيب ( 5/108 ) أبا بكر ، و قال :
" روى عنه عبد الله بن عدي الجرجاني و ذكر أنه سمع منه بالرقة " .
و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا " .
و الحديث عندي منكر جدا . والله أعلم . و قد أورده السيوطي في " الجامع " من
رواية ابن عساكر هذه ، و بيض له المناوي فلم يتكلم عليه بشيء في كل من كتابيه "
الفيض " و " التيسير " ! فكأنه لم يقف على إسناده .

(3/408)


1410 - " من احتجم يوم الثلاثاء لسبع عشرة من الشهر ، كان دواء لداء السنة " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/597 ) :

منكر
أخرجه ابن عدي ( 144/2 ) و عنه البيهقي ( 9/340 ) من طريق سلام بن سلم الطويل
عن زيد العمي عن معاوية بن قرة عن معقل بن يسار رضي الله عنه عن النبي
صلى الله عليه وسلم . و قال البيهقي :
" سلام الطويل متروك ، و روي عن زيد كما أخبرنا .. " .
ثم ساقه بإسناده عن هشيم عن زيد العمي عن معاوية بن قرة عن أنس رفعه .. فذكره .
قلت : و زيد العمي ضعيف ، و هشيم ثقة ، و لكنه مدلس . فقول الذهبي في " المهذب
" :
" إسناده جيد مع نكارته " . نقله المناوي في " الفيض " و أقره !
فغير جيد ، كيف و هو قد أورد زيدا هذا في " كتاب الضعفاء و المتروكين " و قال :
" ليس بالقوي " !
ثم قال البيهقي :
" و رواه أبو جزي نصر بن طريف بإسنادين له عن أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعا ،
و هو متروك لا ينبغي ذكره " .
و سيأتي الحديث بزيادة في التخريج و التحقيق برقم ( 5575 ) .

(3/409)


1411 - " إن في الجمعة ساعة لا يحتجم فيها محتجم إلا عرض له داء لا يشفى منه " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/598 ) :

ضعيف
أخرجه البيهقي ( 9/341 ) من طريق عبد الله بن صالح : حدثنا عطاف بن خالد ، عن
نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما أنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم : فذكره . و قالا :
" عطاف ضعيف " .
قلت : و مثله عبد الله بن صالح ، و هو كاتب الليث المصري فإنه قد تكلموا فيه من
قبل حفظه . ثم قال البيهقي :
" و روى يحيى بن العلاء الرازي و هو متروك بإسناد له عن الحسين بن علي فيه
حديثا مرفوعا ، و ليس بشيء " .
قلت : قد وقفت عليه و هو :
" إن في الجمعة لساعة لا يحتجم فيها أحد إلا مات " .

(3/410)


1412 - " إن في الجمعة لساعة لا يحتجم فيها أحد إلا مات " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/598 ) :

موضوع
أخرجه أبو يعلى ( 317/2 ) : حدثنا جبارة : حدثنا يحيى بن العلاء عن زيد بن أسلم
عن طلحة بن عبيد الله العقيلي عن الحسين بن علي مرفوعا .
قلت : و هذا إسناد موضوع ، آفته يحيى بن العلاء ، قال أحمد :
" كذاب يضع الحديث " .
و قد ذكرت له فيما سبق غير ما حديث ، منها :
" أحبوا العرب لثلاث .... " ( 360 ) .
و هو متفق على تضعيفه .
و تقدم آنفا قول البيهقي فيه : " متروك " ، و في حديثه هذا :
" ليس بشيء " .
و لذلك فقد أصاب ابن الجوزي بإيراده لهذا الحديث في " الموضوعات " بقدر ما أخطأ
السيوطي في ذكره إياه في " الجامع الصغير " من رواية أبي يعلى . و لم يصنع شيئا
بتعقبه ابن الجوزي بقوله في " اللآلي " ( 2/411 ) و تبعه ابن عراق في " تنزيه
الشريعة " ( 2/359 ) :
" قلت : له شاهد . قال البيهقي .. " .
ثم ساق الحديث الذي قبله ، لأنه مع ضعفه ، ليس فيه ذكر الموت ، خلافا لهذا .
فتأمل .

(3/411)


1413 - " ذروا الحسناء العقيم ، و عليكم بالسوداء الولود ، فإني مكاثر بكم الأمم حتى
بالسقط محبنطئا على باب الجنة ، فيقال له : ادخل الجنة . فيقول : حتى يدخل
والدي معي " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/599 ) :

موضوع
رواه ابن عدي ( 98/2 ) من طريق أبي يعلى عن عمرو بن حصين : حدثنا حسان بن سياه
: حدثنا عاصم عن زر عن عبد الله مرفوعا و قال :
" لا يرويه عن عاصم غير حسان بن سياه ، و عامة حديثه لا يتابع عليه و الضعف بين
على رواياته " .
قلت : و كلام ابن حبان فيه يدل على أنه شديد الضعف ، و قد ذكرته قريبا تحت
الحديث ( 1409 ) . لكن الراوي عنه عمرو بن حصين شر منه ، فقد اتهم بالوضع كما
تقدم غير مرة ، و لذلك فقد أساء السيوطي بذكره للحديث في " الجامع الصغير " من
رواية ابن عدي ! و لكنه أساء مرة أخرى ، فإنه لم يورده بتمامه ، و إنما إلى
قوله : " الولود " ! فأوهم أنه كذلك عند ابن عدي ، و شاركه في هذا المناوي فإنه
قال :
" و زاد أبو يعلى في روايته : فإني مكاثر ... " .
فأوهم أن هذه الزيادة ليست عند ابن عدي ! فكأنه لم يقف عليه عنده ، أو أنه لم
يتنبه أنه تلقاه من أبي يعلى ، و الأول أقرب عندي . والله تعالى أعلم .
ثم تعقب السيوطي لسكوته عليه ، فقال بعد أن ذكر تجريح ابن عدي المذكور لحسان
نقلا عن " اللسان " :
" و به يعرف أن سكوت المصنف على عزوه لابن عدي و حذفه من كلامه إعلاله غير صواب
" .
قلت : و مثل هذا السكوت يكثر من السيوطي رحمه الله تعالى و من غيره أيضا ،
و هذا شيء ابتلي به المتأخرون كثيرا ، و لا يكاد ينجو منه إلا القليل ، و ليس
ذلك من النصح في شيء . والله تعالى هو المستعان .

(3/412)


1414 - " أقل الحيض ثلاث ، و أكثره عشر " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/600 ) :

منكر
رواه الطبراني في " الأوسط " ( ق 36/1 - رقم 593 - مصورتي ) : حدثنا أحمد قال :
حدثنا محرز بن عون و الفضل بن غانم قالا : نا حسان بن إبراهيم عن عبد الملك عن
العلاء بن كثير عن مكحول عن أبي أمامة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
فذكره . و قال :
" لم يروه عن مكحول إلا العلاء " .
قلت : وقع في الإسناد أنه العلاء بن كثير كما ترى ، و في " المعجم الكبير "
خلافه فقال ( 8/152/7586 ) : حدثنا أحمد بن بشير الطيالسي : حدثنا الفضل بن
غانم : حدثنا حسان بن إبراهيم عن عبد الملك عن العلاء بن حارث عن مكحول به .
و لم يتنبه الهيثمي لهذا الاختلاف الذي وقع في المعجمين في اسم والد العلاء ،
فجعله واحدا في كلامه على إسنادهما فقال في " مجمع الزوائد " ( 1/280 ) :
" رواه الطبراني في " الكبير " و " الأوسط " و فيه عبد الملك الكوفي عن العلاء
ابن كثير ، لا ندري من هو ؟ " .
و قلده المعلق على " المعجم الأوسط " ( 1/356 ) فنقله عنه بالحرف الواحد و لم
يزد عليه حرفا واحدا ، و هكذا كل أو جل تعليقاته عليه ليس فيها شيء من العلم
الذي يستحق به أن يكتب عليه : تحقيق الدكتور فلان ، فالله المستعان على تحقيقات
بل تجارات دكاترة آخر الزمان ! !
و اعلم أن الفرق بين العلاءين فرق شاسع ، فابن كثير و هو الليثي الدمشقي متهم ،
قال الحافظ في " التقريب " :
" متروك رماه ابن حبان بالوضع " .
و أما ابن الحارث ، و هو الحضرمي الدمشقي ; فهو ثقة ، قال الحافظ :
" صدوق ، فقيه لكن رمي بالقدر و قد اختلط " .
قلت : و الراجح عندي أنه الأول ، و ذلك لسببين :
الأول : أن السند بذلك صحيح إلى حسان بن إبراهيم فإن راويه عنه محرز بن عون ثقة
من رجال مسلم ، و كذلك شيخ الطبراني أحمد الراوي عنه ، و هو أحمد بن القاسم بن
مساور أبو جعفر الجوهري ثقة ، مترجم في " تاريخ بغداد " ( 4/349 - 350 ) ،
بخلاف إسناد " كبير الطبراني " فإنه لا يصح إلى حسان ، فقال المناوي في " الفيض
" :
" و فيه أحمد بن بشير الطيالسي ، قال في " الميزان " : لينه الدارقطني ،
و الفضل بن غانم قال الذهبي : قال يحيى : ليس بشيء ، و مشاه غيره ، و العلاء بن
الحارث قال البخاري : منكر الحديث " .
قلت : و هذا الأخير منه وهم ، فإن البخاري إنما قال ما ذكر في العلاء بن كثير ،
و ليس العلاء بن الحارث .
و الآخر : أن العلماء أعلوا الحديث بابن كثير ، و ابن حبان ذكره في ترجمته من
كتابه " الضعفاء " فقال ( 2/181 - 182 ) :
" العلاء بن كثير مولى بني أمية ، من أهل الشام ، يروي عن مكحول و عمرو بن شعيب
، روى عنه أهل الشام و مصر ، و كان ممن يروي الموضوعات عن الأثبات ، لا يحل
الاحتجاج بما روى و إن وافق فيها الثقات ، و من أصحابنا من زعم أنه العلاء بن
الحارث ، و ليس كذلك لأن العلاء بن الحارث حضرمي من اليمن ، و هذا من موالي بني
أمية ، و ذاك صدوق ، و هذا ليس بشيء في الحديث ، و هو الذي روى عن مكحول عن أبي
أمامة .. " .
قلت : فذكر الحديث بأتم منه .
ثم ساق إسناده هو و ابن عدي في " الكامل " ( ق 99/1 ) و الدارقطني في " سننه "
( ص 80 ) و عنه ابن الجوزي في " الأحاديث الواهية " ( 1/384 ) و البيهقي (
1/326 ) من طرق عن حسان بن إبراهيم الكرماني قال : نا عبد الملك قال : سمعت
العلاء قال : سمعت مكحولا به مطولا و لفظه :
" أقل ما يكون الحيض للجارية البكر و الثيب التي أيست من المحيض ثلاثا ، و أكثر
ما يكون الحيض عشرة أيام ، فإذا زاد الدم أكثر من عشرة فهي مستحاضة ، يعني ما
زاد على أيام أقرائها ، و دم الحيض لا يكون إلا دما أسود عبيطا يعلوه حمرة ،
و دم المستحاضة رقيق تعلوه صفرة ، فإن كثر عليها في الصلاة فلتحتش كرسفا ، فإن
غلبها في الصلاة فلا تقطع الصلاة و إن قطر ، و يأتيها زوجها ، و تصوم " .
و قال الدارقطني و تبعه البيهقي و ابن الجوزي :
" عبد الملك هذا مجهول ، و العلاء هو ابن كثير ضعيف الحديث ، و مكحول لم يسمع
من أبي أمامة شيئا " .
و أما ابن عدي فأعله بالكرماني ، فإنه أورده في ترجمته فيما أنكر عليه و قال :
" و هو عندي من أهل الصدق ، إلا أنه يغلط في الشيء ، و ليس ممن يظن به أنه
يتعمد في باب الرواية إسنادا و متنا ، و إنما هو وهم منه ، و هو عندي لا بأس به
" .
و قال الحافظ في " التقريب " :
" صدوق يخطىء " .
قلت : فالعلة - والله أعلم - ممن فوقه ، إما عبد الملك شيخه ، و هو مجهول ،
و إما العلاء بن كثير المتهم ، و هو ليس عليه بكثير .
و قد ابتلي بهذا الحديث بعض متعصبة الحنفية من المتقدمين و المتأخرين ، منهم
ابن التركماني فقد حاول أو على الأقل أوهم أنه صحيح ! فقال في " الجوهر النقي "
متعقبا على البيهقي قوله المتقدم : " و العلاء هو ابن كثير ضعيف الحديث " :
" قلت : لم ينسب العلاء في هذه الرواية ، و قول الدارقطني : هو ابن كثير يعارضه
أن الطبراني روى هذا الحديث ، و فيه العلاء بن حارث ، و قال أبو حاتم : ثقة لا
أعلم أحدا من أصحاب مكحول أوثق منه .. " إلخ .
قلت : و هذه المعارضة لا قيمة لها البتة ، و ذلك بين مما شرحته آنفا لولا
التعصب المذهبي الأعمى ، الذي يحاول قلب الحقائق العلمية لتتفق مع الأهواء
المذهبية دائما ، و لكن لا بأس من تلخيص ذلك من وجوه :
الأول : أن الطبراني له إسنادان إلى العلاء ، في أحدهما التصريح بأنه ابن كثير
الواهي ، و في الآخر أنه ابن الحارث الثقة ، فإطلاق العزو للطبراني بهذا لا
يخفى على اللبيب ما فيه من الإيهام المخالف للواقع !
الثاني : أن إسناده إلى ابن الحارث ضعيف ، بخلاف إسناده إلى ابن كثير ; فإنه
صحيح على ما سبق بيانه .
الثالث : أن أئمة الجرح و التعديل بينوا أنه ابن كثير ; الواهي ، فلا قيمة لرأي
مخالفهم من المتأخرين ، و بخاصة إذا كان الحامل له على ذلك التعصب المذهبي .
الرابع : هب أنه ابن الحارث الثقة ، و لكنه كان قد اختلط كما تقدم عن الحافظ ،
فمثله لا يحتج به إلا إذا عرف أنه حدث به قبل الاختلاط ، و هيهات .
الخامس : افترض أنه عرف ذلك أو أن اختلاطه يسير لا يضر فما فائدة ذلك و الراوي
عنه عبد الملك مجهول ، كما تقدم عن الدارقطني و غيره ، و ابن التركماني مقر به
و إلا لعلق عليه ، فحرصه على ترجيح أنه ابن الحارث حرص ضائع .
و منهم الشيخ علي القارىء ، فإنه نقل في " الأسرار المرفوعة " عن ابن قيم
الجوزية قوله في " المنار " ( ص 122/275 - حلب ) :
" و كذلك تقدير أقل الحيض بثلاثة أيام و أكثره بعشرة ، ليس فيها شيء صحيح ، بل
كله باطل " .
فتعقبه الشيخ القاريء بقوله ( 481 - بيروت ) :
" قلت : و له طرق متعددة ، رواه الدارقطني و ابن عدي و ابن الجوزي ، و تعدد
الطرق و لو ضعفت ، يرقي الحديث إلى الحسن ، فالحكم بالوضع عليه لا يستحسن " .
قلت : و قد سبقه إلى هذه الدعوى ابن الهمام في " فتح القدير " ( 1/143 ) ثم
العيني في " البناية شرح الهداية " ( 1/618 ) و زاد ضغثا على إبالة قوله :
" على أن بعض طرقها صحيحة " !
ثم قلدهم في ذلك الكوثري الحلبي في تعليقه على " المنار " ، فإنه قال بعد أن
نقل كلام الشيخ علي المتقدم :
" و قد ذكر العلامة القاري تلك الطرق المشار إليها في كتابه " فتح باب العناية
بشرح كتاب النقاية " ( 1 : 202 - 203 ) الذي حققته و طبع بحلب سنة ( 1387 ) ،
فانظره " .
و لو أنه أراد خدمة السنة و الإنصاف للعلم لأحال في ذلك على كتاب " نصب الراية
" لأنه أشهر عند أهل العلم ، و لأن مؤلفه الزيلعي أقعد بهذا الفن و أعرف به من
كل من ذكرناهم من الحنفية ، فإنه بحث هذه الأحاديث بحثا حرا ، و نقدها نقدا
حديثيا مجردا عن العصبية المذهبية ، خلافا لهؤلاء الذين جاؤوا من بعده ، فإنهم
لا يلتزمون القواعد الحديثية ، فانظر إليهم كيف يقولون :
" و تعدد الطرق و لو ضعفت يرقي الحديث إلى الحسن " .
فإنهم يعلمون أن هذا ليس على إطلاقه ، بل ذلك مقيد بأن لا يشتد ضعفه كما هو
مذكور في " مصطلح الحديث " <1> ، و هذا الشرط غير متوفر في هذا الحديث ، لأن
مدار طرقه كلها على كذابين و متروكين و مجهولين لا تقوم بهم حجة ، و هاك بيانها
:
1 - حديث معاذ ، يرويه أسد بن سعيد البجلي عن محمد بن الحسن { الصدفي } عن
عبادة بن نسي ، عن عبد الرحمن بن غنم عنه مرفوعا بلفظ :
" لا حيض أقل من ثلاث ، و لا فوق عشر " .
أخرجه العقيلي في " الضعفاء " ( 375 ) و قال :
" محمد بن الحسن ليس بمشهور بالنقل ، و حديثه غير محفوظ " .
و قال ابن حزم في " المحلى " ( 2/197 ) :
" و هو مجهول ، فهو موضوع بلا شك " .
و أقول : لا أستبعد أن يكون محمد بن سعيد الشامي المصلوب في الزندقة ، فقد
أخرجه ابن عدي في " الكامل " ( ق 291/2 ) من طريق أخرى عن محمد بن سعيد الشامي
قال : حدثني عبد الرحمن بن غنم به . فأسقط من الإسناد عبادة بن نسي ، و لعل هذا
من أكاذيبه ، فإنه كذاب وضاع معروف بذلك ، و قد قال فيه سفيان الثوري :
" كذاب " .
و قال عمرو بن علي :
" يحدث بأحاديث موضوعة " .
و قال ابن عدي بعد أن روى هذا و غيره من أقوال الأئمة في تجريحه و ساق له
أحاديث مما ( أخذ ) عليه :
" و له غير ما ذكرت ، و عامة ما يرويه لا يتابع عليه " .
و لا يقال : إن محمد بن الحسن الصفدي غير محمد بن سعيد الشامي ; فإنه قد قيل
فيه : بأنهم قد قلبوا اسمه على مائة وجه ليخفى . و الراوي عنه أسد بن سعيد
البجلي غير معروف ، و من المحتمل أنه الذي في " اللسان " :
" أسد بن سعيد أبو إسماعيل الكوفي ، قال ابن القطان :
" لا يعرف " .
فيمكن أن يكون هو الذي قلب اسم هذا الكذاب .
2 - حديث أنس ، يرويه الحسن بن دينار عن معاوية بن قرة عنه مرفوعا بلفظ :
" الحيض ثلاثة أيام و أربعة و خمسة و ستة و سبعة و ثمانية و تسعة و عشرة ، فإذا
جاوز العشرة فمستحاضة " .
أخرجه ابن عدي ( ق 85/1 ) و قال :
" هذا الحديث معروف بالجلد بن أيوب عن معاوية بن قرة عن أنس " .
يعني موقوفا .
قلت : و هو أعني الجلد متروك كما يأتي ، أما الحسن بن دينار فهو كذاب كما قال
أبو حاتم و أبو خيثمة و غيرهما ، و ترجمته في " اللسان " من أسوأ ما تكون
تجريحا و تكذيبا .
و قد روي موقوفا ، و هو حديث الجلد بن أيوب عن معاوية بن قرة عن أنس به .
أخرجه الدارمي ( 1/209 ) و الدارقطني ( 77 ) و البيهقي ( 1/322 ) من طرق عنه .
و كذلك رواه ابن عدي في ترجمته . و روى تضعيفه عن الشافعي و أحمد ، و عن ابن
المبارك قال : " أهل البصرة يضعفون الجلد " .
و كذا رواه العقيلي و زاد :
" قال ابن المبارك : شيخ ضعيف " .
و عن ابن عيينة قال :
" حديث الجلد بن أيوب في الحيض حديث محدث لا أصل له " .
و عن يزيد بن زريع قال :
" ذاك أبو حنيفة لم يجد شيئا يحدث به في حديث الحيض إلا بالجلد " !
و روى الدارقطني عن أبي زرعة الدمشقي قال :
" رأيت أحمد بن حنبل ينكر حديث الجلد بن أيوب هذا ، و سمعت أحمد بن حنبل يقول :
لو كان هذا صحيحا لم يقل ابن سيرين : استحيضت أم ولد لأنس بن مالك ، فأرسلوني
أسأل ابن عباس رضي الله عنه " .
و هذا يعني بوضوح لا خفاء فيه أن أنسا رضي الله عنه لم يحدث بهذا الذي رواه
الجلد عنه . و هذا معناه أنه ضعيف جدا ، و هذا ما يشير إليه الدارقطني في "
الضعفاء و المتروكين " ( 168/141 - مكتبة المعارف - الرياض ) :
" متروك " .
و روى البيهقي عن أحمد بن سعيد الدارمي قال : سألت أبا عاصم عن الجلد بن أيوب ؟
فضعفه جدا ، و قال :
" كان شيخا من مشايخ العرب تساهل أصحابنا في الرواية عنه " .
و له طريق أخرى عن أنس شديدة الضعف أيضا ، يرويه إسماعيل بن داود بن مخراق عن
عبد العزيز بن محمد الدراوردي عن عبيد الله بن عمر عن ثابت عن أنس قال :
" هي حائض فيما بينها و بين عشرة ، فإذا زادت فهي مستحاضة " .
و آفة هذه الطريق - مع وقفها - هو إسماعيل هذا ، فإنه ضعيف جدا ، قال البخاري :
" منكر الحديث " .
و قال أبو حاتم :
" ضعيف الحديث جدا " .
3 - حديث واثلة بن الأسقع مرفوعا مثل حديث الترجمة ، رواه محمد بن أحمد بن أنس
الشامي : حدثنا حماد بن المنهال البصري عن محمد بن راشد عن مكحول .
أخرجه الدارقطني ( ص 81 ) و من طريقه ابن الجوزي في " الواهية " ( 1/385 )
و قالا :
" ابن منهال مجهول ، و محمد بن أحمد بن أنس ضعيف " .
قلت : و فيه علتان أخريان :
الأولى : ضعف محمد بن راشد و هو المكحولي الخزاعي الدمشقي ، قال ابن حبان في "
الضعفاء " ( 2/253 ) :
" كثرت المناكير في روايته فاستحق الترك " .
و أقره الزيلعي في " نصب الراية " ( 1/192 ) . و قال الحافظ :
" صدوق يهم " .
و الأخرى : الانقطاع ، فإن مكحولا لم يسمع من واثلة كما قال البخاري ، و قد روي
عن العلاء بن كثير عن مكحول عن أبي أمامة كما تقدم مع بيان وهائه .
4 - حديث أبي سعيد الخدري و غيره ، قال يعقوب بن سفيان :
أبو داود النخعي اسمه سليمان بن عمرو ، قدري ، رجل سوء كذاب ، كان يكذب مجاوبة
، قال إسحاق : أتيناه فقلنا له : أيش تعرف في أقل الحيض و أكثره و ما بين
الحيضتين من الطهر ؟ فقال : الله أكبر ، حدثني يحيى بن سعيد عن سعيد بن المسيب
عن النبي صلى الله عليه وسلم ، و حدثنا أبو طوالة عن أبي سعيد الخدري ، و جعفر
بن محمد عن أبيه عن جده عن النبي صلى الله عليه وسلم مرفوعا به و زاد :
" و أقل ما بين الحيضتين خمسة عشر يوما " .
رواه الخطيب في " تاريخ بغداد " ( 9/20 ) و من طريقه ابن الجوزي .
ذكره الخطيب في ترجمة النخعي هذا و روى عن جمع غفير من الأئمة أنه كذاب يضع
الحديث . و في آخر ترجمته من " اللسان " :
" قال ابن عبد البر : هو عندهم كذاب يضع الحديث و تركوا حديثه . قلت : الكلام
فيه لا يحصر ، فقد كذبه و نسبه إلى الوضع من المتقدمين و المتأخرين ممن نقل
كلامهم في الجرح و العدالة - فوق الثلاثين نفسا " .
قلت : و قد رواه بعض المتروكين عنه عن يزيد بن جابر عن مكحول عن أبي أمامة به
نحوه .
أخرجه ابن حبان في " الضعفاء و المتروكين " ( 1/333 ) من طريق إبراهيم بن زكريا
الواسطي : حدثنا سليمان بن عمرو به .
ذكره في ترجمة سليمان هذا و قال فيه :
" كان رجلا صالحا في الظاهر ، إلا أنه كان يضع الحديث وضعا ، و كان قدريا لا
تحل كتابة حديثه إلا على جهة الاختبار " .
و قال في ترجمة الواسطي هذا ( 1/115 ) :
" يأتي عن الثقات ما لا يشبه حديث الأثبات إن لم يكن بالمتعمد لها ، فهو المدلس
عن الكذابين ، لأني رأيته قد روى أشياء عن مالك موضوعة ، ثم رواها أيضا عن موسى
ابن محمد البلقاوي عن مالك " .
أقول : هذه هي الطرق التي زعم الشيخ القارىء أن الحديث يرقى بها إلى مرتبة
الحسن ، و هي بعينها التي ساق أحاديثها في " فتح باب العناية " ( 1/202 - 204 )
ساكتا عن كل هذه العلل الفاضحة ، و عن أقوال أئمة الحديث فيها ليقول في نهاية
بحثه :
" فهذه عدة أحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم بطرق متعددة ترفع الضعيف إلى
الحسن " ! !
فليت شعري ما قيمة هذه الطرق إذا كان مدارها على الكذابين و المتروكين
و المجهولين ؟ ! و هم يعلمون من علم المصطلح أنها لا تعطي الحديث قوة ، بل
تزيده و هنا على وهن .
و من العجائب حقا أن يتابعه في ذلك كوثري اليوم ، فيحيل القراء عليه متبجحا كما
تقدم ، و هو الذي يكتب في بعض تعليقاته أن يجب الرجوع في كل علم إلى أهل التخصص
فيه . فما باله هنا خالف فعله قوله ، فأعرض عن أقوال أئمة الحديث بل إجماعهم
على رد هذا الحديث ، و تمسك بقول المخالف لهم من الحنفية المتعصبة ؟ !
أفلا يحق لي أن أقول :
إن كنت لا تدري فتلك مصيبة أو كنت تدري فالمصيبة أعظم ؟ !
و زيادة في الفائدة على ما تقدم أقول :
قال البيهقي في " سننه " عقب حديث الجلد :
" و قد روي في أقل الحيض و أكثره أحاديث ضعاف ، قد بينت ضعفها في ( الخلافيات )
" .
و سئل شيخ الإسلام ابن تيمية عن هذا الحديث فأجاب بقوله :
" باطل ، بل هو كذب موضوع باتفاق علماء الحديث " .
نقلته من " مجموع فتاويه " ( 21/623 ) .
و قال الشوكاني في " السيل الجرار " ( 1/142 ) :
" لم يأت في تقدير أقل الحيض و أكثره ما يصلح للتمسك به ، بل جميع الوارد في
ذلك إما موضوع ، أو ضعيف بمرة " .
قلت : و هذا أعدل و أوجز ما يقال كخلاصة لهذا التحقيق الممتع الذي وفقني الله
إليه ، راجيا المثوبة منه .
( فائدة ) لقد اختلف العلماء في تحديد أقل الحيض و أكثره و الأصح كما قال شيخ
الإسلام ابن تيمية ( 19/237 ) أنه لا حد لأقله و لا لأكثره ، بل ما رأته المرأة
عادة مستمرة فهو حيض ، و إن قدر أنه أقل من يوم استمر بها على ذلك فهو حيض ،
و أما إذا استمر الدم بها دائما ، فهذا قد علم أنه ليس بحيض ; لأنه قد علم من
الشرع و اللغة أن المرأة تارة تكون طاهرا ، و تارة تكون حائضا ، و لطهرها أحكام
، و لحيضها أحكام . و راجع تمامه فيه إن شئت .
و هذا الذي رجحه ابن تيمية مذهب ابن حزم في " المحلى " ، و قد أطال النفس -
كعادته - في الاستدلال له ، و الرد على مخالفيه ، فراجعه في المجلد الثاني منه
( ص 200 - 203 ) .
*--------------------------------------------------------------------------*
[1] انظر " علوم الحديث " لابن الصلاح ، و " الاختصار " لابن كثير ، و حاشية
الشيخ علي القارىء على " شرح نخبة الفكر " . اهـ .
1

(3/413)


1415 - " من أم قوما و فيهم من هو أقرأ لكتاب الله منه ، لم يزل في سفال إلى يوم
القيامة " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/609 ) :

ضعيف جدا
رواه الطبراني في " الأوسط " ( 1/29/2 - زوائد المعجمين ) و ابن عدي ( 100/1 )
و ابن السماك في " الأمالي " ( 2/103/1 ) عن الحسين بن علي بن يزيد الصدائي :
حدثنا أبي عن حفص بن سليمان عن الهيثم بن عقاب عن محارب بن دثار عن ابن عمر
مرفوعا . و قال الطبراني .
" لا يروى عن ابن عمر إلا بهذا الإسناد ، تفرد به الحسين " .
قلت : و هو صدوق ، لكن أباه فيه لين ، و حفص بن سليمان هو الغاضري و هو متروك
الحديث مع إمامته في القراءة كما تقدم .
و الهيثم بن عقاب قال عبد الحق في " أحكامه " ( 41/1 ) :
" كوفي مجهول بالنقل حديثه غير محفوظ " .
و به فقط أعل الحديث ! و هو تابع في ذلك للعقيلي كما يأتي ثم تبعهما المناوي !
و قول الطبراني : " تفرد به الحسين " ليس بصواب ، فقد أخرجه العقيلي في "
الضعفاء " ( 451 ) من طريق سليمان بن توبة النهرواني قال : حدثنا علي بن يزيد
الصدائي به . و قال :
" الهيثم بن عقاب مجهول بالنقل ، حديثه غير محفوظ و لا يعرف إلا به " .

(3/414)


1416 - " من جحد أية من القرآن فقد حل ضرب عنقه ، و من قال : لا إله إلا الله وحده لا
شريك له ، و أن محمدا عبده و رسوله ، فلا سبيل لأحد عليه ، إلا أن يصيب حدا ،
فيقام عليه " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/610 ) :

منكر
أخرجه ابن ماجه ( 2539 ) و ابن عدي ( 101/1 ) و الهروي في " ذم الكلام " (
2/25/1 - 2 ) من طريق حفص بن عمر بن ميمون العدني : حدثنا الحكم بن أبان عن
عكرمة عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم . و قال ابن عدي
:
" و الحكم بن أبان ، و إن كان فيه لين ، فإن حفصا هذا ألين منه بكثير ،
و البلاء منه لا من الحكم ، و عامة حديثه غير محفوظ " .
و في " التقريب " :
" الحكم بن أبان صدوق عابد ، و له أوهام . و حفص بن عمر العدني ضعيف "
و ذكر له الذهبي في " الميزان " هذا الحديث من منكراته .

(3/415)


1417 - " من أراد أن يلقى الله طاهرا مطهرا فليتزوج الحرائر " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/611 ) :

ضعيف
رواه ابن ماجه ( 1862 ) و ابن عدي ( 164/2 ) و عنه ابن عساكر ( 4/284/1 ) عن
سلام بن سوار : حدثنا كثير بن سليم عن الضحاك بن مزاحم قال : سمعت أنس بن
مالك قال : فذكره مرفوعا . و قال ابن عدي :
" لا أعلم رواه عن كثير بن سليم عن الضحاك عن ابن عباس إلا سلام هذا ، و غيره
قال : عن كثير بن سليم عن الضحاك عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا ، و روي عن
نهشل عن الضحاك عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم ، و سلام بن سوار هو
عندي منكر الحديث .
قلت : و نحوه شيخه كثير بن سليم و هو الضبي ، و قد جزم بضعفهما الحافظ في "
التقريب " . و لذلك أشار المنذري في " الترغيب " ( 3/67 ) لضعفه . و نقل
المناوي عنه أنه قال : " حديث ضعيف " . و هذا ليس عنده إلا إشارة كما ذكرنا ،
والله أعلم .
و الحديث ذكره البخاري في " التاريخ الكبير " ( 4/2/404 ) معلقا في ترجمة يونس
ابن مرداس عن أنس قال : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : فذكره . و قال :
" و روى عنه أحمد بن يوسف العجلي " .
و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا . و قال محققه - و هو اليماني - رحمه الله
تعالى :
" هذه الترجمة من ( قط ) ، و لم أجده و لا الراوي عنه فيما عندنا من الكتب .
فالله أعلم " .

(3/416)


1418 - " شر الناس شرار العلماء " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/611 ) :

ضعيف
رواه ابن عدي ( 101/2 ) عن حفص بن عمر أبي إسماعيل : حدثنا ثور بن يزيد عن خالد
ابن معدان عن مالك بن يخامر عن معاذ بن جبل قال :
كنت أطوف مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقلت : يا رسول الله ! من أشر
الناس ؟ فأعرض عني ، ثم سألته فأعرض عني ، ثم سألته فقال : " شرار العلماء " .
و قال :
" لا أعرفه إلا من حديث حفص بن عمر الأبلي ، و أحاديثه كلها ; إما منكر المتن ،
أو منكر الإسناد ، و هو إلى الضعف أقرب " .
قلت : و كذبه أبو حاتم و الساجي ، و لكنه لم يتفرد به ، فقد رواه البزار ( 167
) عن الخليل بن مرة عن ثور بن يزيد به نحوه .
و أورده المنذري في " الترغيب " ( 1/77 ) و قال :
" رواه البزار و فيه الخليل بن مرة ، و هو حديث غريب " .
قلت : الخليل هذا ضعفه الجمهور ، و هو من أتباع التابعين .
و له شاهد مرسل أخرجه الدارمي ( 1/104 ) : أخبرنا نعيم بن حماد : حدثنا بقية ،
عن الأحوص بن حكيم عن أبيه قال :
" سأل رجل النبي عن الشر ؟ فقال : لا تسألوني عن الشر ، و اسألوني عن الخير ،
يقولها ثلاثا . ثم قال : ألا إن شر الشر شرار العلماء ، و إن خير الخير خيار
العلماء " .
قلت : و هذا مرسل ، حكيم أبو الأحوص تابعي ، و هو صدوق يهم . و من دونه كلهم
ضعفاء !

(3/417)


1419 - " تدرون ما يقول الأسد في زئيره ؟ قالوا : الله و رسوله أعلم ، قال : يقول :
اللهم لا تسلطني على أحد من أهل المعروف " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/612 ) :

منكر
أخرجه الطبراني في " مختصر مكارم الأخلاق " ( 1/13/1 ) و من طريقه الديلمي (
2/1/40 ) : حدثنا محمد بن داود الصدفي : حدثنا الزبير بن محمد العثماني : حدثنا
علي بن عبد الله بن الحباب المدني عن محمد بن عبد الرحمن بن داود المدني عن
محمد بن عجلان عن أبيه عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم : فذكره .
قلت : و هذا إسناد ضعيف مظلم ، ما بين الطبراني و ابن عجلان ثلاثتهم مجهولون لم
يذكروا في شيء من كتب الرجال المعروفة ، حتى و لا في " الأنساب " للسمعاني .
و الحديث منكر ظاهر النكارة . والله تعالى أعلم .

(3/418)


1420 - " إذا أحببت رجلا فلا تماره ، و لا تجاره ، و لا تشاره ، و لا تسأل عنه ، فعسى
أن توافق له عدوا ، فيخبرك بما ليس فيه ، فيفرق ما بينك و بينه " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/613 ) :

منكر
أخرجه العقيلي في " الضعفاء " ( 3/434 - بيروت ) و ابن السني في " عمل اليوم
و الليلة " ( رقم 196 ) و أبو نعيم في " الحلية " ( 5/136 ) من طريق غالب بن
وزير ، قال : حدثنا ابن وهب عن معاوية بن صالح عن أبي الزاهرية عن جبير بن نفير
عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ،
و قال أبو نعيم :
" غريب من حديث جبير بن نفير عن معاذ متصلا ، و أرسله غير ابن وهب عن معاوية "
.
و قال العقيلي :
" غالب حديثه منكر لا أصل له ، و لم يأت به عن ابن وهب غيره ، و لا يعرف إلا به
" .
ثم قال :
" هذا يروى من كلام الحسن البصري " .
قلت : و هو به أشبه . و قال الذهبي :
" هذا حديث باطل " .

(3/419)


1421 - " من أخذ على القرآن أجرا ، فذاك حظه من القرآن " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/613 ) :

موضوع
أخرجه أبو نعيم في " الحلية " ( 7/142 ) من طريق إسحاق بن العنبري : حدثنا
عبد الوهاب الثقفي : حدثنا سفيان عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة قال : قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم و قال :
" غريب من حديث الثوري ، تفرد به إسحاق " .
قلت : قال الذهبي في " الضعفاء و المتروكين " :
" كذاب " .
و لذلك قال المناوي عقبه :
" فكان ينبغي للمصنف حذفه من الكتاب " .
يعني " الجامع الصغير " للسيوطي .
و بهذا الكذاب أعله في " التيسير " .

(3/420)


1422 - " من أخذ على القرآن أجرا ، فقد تعجل حسناته في الدنيا ، و القرآن يخاصمه يوم
القيامة " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/614 ) :

منكر
أخرجه أبو نعيم في " الحلية " ( 4/20 ) عن الحسن بن علي بن الوليد : حدثنا
عبد الرحمن بن نافع - درخت - حدثنا موسى بن رشيد عن أبي عبيد الشامي عن طاووس
عن ابن عباس رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره
و قال :
" غريب من حديث طاووس ، لم يروه عنه إلا أبو عبد الله الشامي و هو مجهول و في
حديثه نكارة " .
قلت : و هذا إسناد مظلم ، من دون طاووس لم أعرف أحدا منهم ! و قوله في السند :
" أبي عبيد الشامي " كذلك وقع في الأصل ، و وقع في تعقيب أبي نعيم عليه : " أبو
عبد الله الشامي " . و كتب الطابع على الهامش :
" كذا سماه هنا في الأصول الثلاثة " .
فالله أعلم بالصواب .

(3/421)


1423 - " كره السؤال في الطريق " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/614 ) :

ضعيف جدا
أخرجه البخاري في " التاريخ الكبير " ( 3/1/178/561 ) : قال ابن حميد : حدثنا
يحيى بن واضح عن أبي مجاهد ، سمعت عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما :
فذكره .
قلت : و هذا إسناد ضعيف جدا ، آفته ابن حميد ، و هو محمد الرازي قال الذهبي في
" الكاشف " :
" وثقه جماعة ، و الأولى تركه ، قال يعقوب بن شيبة :
" كثير المناكير " . و قال البخاري :
" فيه نظر " . و قال النسائي :
" ليس بثقة " .
مات سنة 248 .
و أبو مجاهد اسمه عبد الله بن كيسان المروزي ، قال الذهبي :
" ضعفه أبو حاتم " .
و في ترجمته أورد الحديث البخاري ، و لعله أشار بذلك إلى أنه حديث منكر ، و قال
فيه :
" و له ابن ، نسبهما إسحاق ، منكر ليس من أهل الحديث " .
كذا وقع فيه ، و في نقل الحافظ المزي في " التهذيب " :
" له ابن يسمى إسحاق ، منكر الحديث " .
و لعل هذا هو الصواب .

(3/422)


1424 - " إذا دخل الرجل على أخيه فهو أمير عليه حتى يخرج من عنده " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/615 ) :

موضوع
رواه ابن عدي ( 53/2 ) عن عثمان بن عبد الرحمن عن عنبسة عن جعفر بن الزبير عن
القاسم عن أبي أمامة مرفوعا .
أورده في ترجمة جعفر هذا في جملة من أحاديث له ، و قال في آخرها :
" و له أحاديث غير ما ذكرت عن القاسم ، و عامتها مما لا يتابع عليه ، و الضعف
على حديثه بين " .
قلت : كذبه شعبة . و قال البخاري :
" تركوه " .
لكن من دونه شر منه ، فإن كلا من عنبسة و هو ابن عبد الرحمن بن عنبسة بن سعيد
القرشي و عثمان بن عبد الرحمن و هو القرشي الوقاصي وضاع . و كأن المناوي لم يقف
على هذا الإسناد التالف فاقتصر على قوله فيه :
" ضعيف " !
و لم يكتف بهذا بل أتبعه بقوله :
" لكن يقويه ما رواه الديلمي عن أبي هريرة مرفوعا :
" إذا دخل قوم منزل رجل ، كان رب المنزل أميرهم ، حتى يخرجوا من منزله ،
و طاعته عليهم واجبة " انتهى . أي : متأكدة بحيث تقرب من الوجوب " .
قلت : و هذا أعجب ما رأيت للمناوي ، فإن حديث أبي هريرة هذا موضوع أيضا ، و ما
جاءه هذا الخبط و الخلط ; إلا من قلة التحقيق ، و عدم مراجعة الأسانيد ، و إلا
لم يخف ذلك على مثله إن شاء الله تعالى .
و قد بينت وضع حديث أبي أمامة ، فلنبين وضع حديث أبي هريرة هذا ، فأقول :
" إذا دخل قوم منزل رجل كان رب المنزل أمير القوم حتى يخرجوا من منزله طاعته
عليهم واجبة " .

(3/423)


1425 - " إذا دخل قوم منزل رجل كان رب المنزل أمير القوم حتى يخرجوا من منزله طاعته
عليهم واجبة " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/616 ) :

موضوع
رواه أبو نعيم في " أخبار أصبهان " ( 1/245 ) و الديلمي ( 1/1/114 ) عن سهل بن
عثمان : حدثنا المعلى : حدثنا ليث عن مجاهد عن أبي هريرة مرفوعا .
قلت : و هذا إسناد موضوع ، آفته المعلى و هو ابن هلال الطحان الكوفي ، و هو
كذاب وضاع ، اتفق النقاد على ذلك كما سبق ذكره عند الحديث ( 341 ) .
و ليث هو ابن أبي سليم ، و هو ضعيف . و قد ساق الذهبي في ترجمة الأول عن هذا
حديثا آخر عن ابن عباس قال :
" التوكؤ على العصا من أخلاق الأنبياء ، و كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم
عصا يتوكأ عليها و يأمر بالتوكؤ عليها " .
و قد مضى برقم ( 916 ) .

(3/424)


1426 - " أيما امرأة ماتت و زوجها عنها راض دخلت الجنة " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2/616 ) :

منكر
أخرجه ابن أبي شيبة في " المصنف " ( 7/47/1 ) : حدثنا ابن فضيل عن أبي نصر
عبد الله بن عبد الرحمن عن مساور الحميري عن أمه قالت : سمعت أم سلمة تقول
: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : فذكره .
و من هذا الوجه أخرجه الترمذي ( 1/217 ) و ابن ماجه ( 1854 ) و الثقفي في "
الثقفيات " ( ج9 رقم 30 ) و الحاكم ( 4/173 ) و قال :
" صحيح الإسناد " ! و وافقه الذهبي ! و قال الترمذي :
" حديث حسن غريب " .
قلت : و كل ذلك بعد عن التحقيق ، فإن مساورا هذا و أمه مجهولان كما قال ابن
الجوزي في " الواهيات " ( 2/141 ) ، و قد صرح بذلك الحافظ ابن حجر في الأول
منهما ، و سبقه إليه الذهبي فقال في ترجمته من " الميزان " :
" فيه جهالة ، و الخبر منكر " . يعني هذا .
و قال في ترجمة والدة مساور :
" تفرد عنها ابنها " .
يعني أنها مجهولة .
قلت : فتأمل الفرق بين كلاميه في الكتابين ، و الحق ، أن كتابه " التلخيص " فيه
أوهام كثيرة ، ليت أن بعض أهل الحديث - على عزتهم في هذا العصر - يتتبعها ، إذن
لاستفاد الناس فوائد عظيمة ، و عرفوا ضعف أحاديث كثيرة صححت خطأ .
و بالجملة فالحديث منكر لا يصح لجهالة الأم و الولد .

(3/425)


1427 - " أيما امرأة أدخلت على قوم من ليس منهم ، فليست من الله في شيء ، و لن يدخلها
الله جنته ، و أيما رجل جحد ولده و هو ينظر إليه احتجب الله منه ، و فضحه على
رؤوس الأولين و الآخرين " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/617 ) :

ضعيف
أخرجه أبو داود ( 2263 ) و النسائي ( 2/107 ) و الدارمي ( 2/153 ) و ابن حبان (
1335 ) و الحاكم ( 2/202 - 203 ) و البيهقي ( 7/403 ) من طريق يزيد بن الهاد عن
عبد الله بن يونس عن سعيد المقبري عن أبي هريرة أنه سمع رسول الله صلى الله
عليه وسلم يقول حين نزلت آية المتلاعنين : فذكره . و قال الحاكم :
" صحيح على شرط مسلم " ! و وافقه الذهبي ! و ذلك من أوهامهما ، فإن عبد الله بن
يونس هذا ، لم يخرج له مسلم أصلا ، ثم هو لا يعرف ، كما أشار إلى ذلك الذهبي
نفسه بقوله في " الميزان " :
" ما حدث عنه سوى يزيد بن الهاد " .
و نحوه في " الكاشف " . و صرح بذلك في " الضعفاء " فقال :
" تابعي مجهول " .
و قول الحافظ في " التقريب " : " مجهول الحال " . ينافي ما تقرر في " المصطلح "
أن من لا يعرف إلا برواية واحد فهو مجهول العين .
و قد قال في " الفتح " بعدما عزاه لأبي داود و النسائي و ابن حبان و الحاكم عن
عبد الله بن يونس :
" ما روى عنه سوى يزيد بن الهاد " <1> .
نعم تابعه يحيى بن حرب عن سعيد بن أبي سعيد المقبري به نحوه .
أخرجه ابن ماجه ( 2743 ) من طريق موسى بن عبيدة عنه .
لكن يحيى هذا حاله كحال متبوعه عبد الله بن يونس .
قال الذهبي :
" فيه جهالة ، ما حدث عنه سوى موسى بن عبيدة " .
و قال الحافظ في " التقريب " :
" مجهول " .
قلت : و موسى بن عبيدة ضعيف ، و في " الضعفاء و المتروكين " للذهبي :
" ضعفوه ، و قال أحمد : لا تحل الرواية عنه " .
قلت : فهذه المتابعة واهية ، لا تعطي الحديث قوة ، فيظل على ضعفه ، و من
الغرائب أن الدارقطني صححه في " العلل " مع اعترافه بتفرد عبد الله بن يونس عن
سعيد المقبري ، و أنه لا يعرف إلا به !
*--------------------------------------------------------------------------*
[1] نقله عنه المناوي في " الفيض " . اهـ .
1

(3/426)


1428 - " إذا شرب أحدكم فليمصه مصا ، فإنه أهنأ و أمرأ و أبرأ " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/619 ) :

ضعيف
أخرجه ابن شاذان الأزجي في " الفوائد المنتقاة " ( 2/126/1 ) من طريق
عبد الواحد السوري قال : حدثنا أبو عصام عن أنس مرفوعا به .
قلت : و هذا إسناد ضعيف ، عبد الواحد السوري لم أعرفه ، و ( السوري ) نسبة إلى
( سورية ) و هي نسبة غريبة لم يذكروها في " الأنساب " ، على شهرتها اليوم ،
و قد ذكرها ياقوت في " معجم البلدان " فقال :
" سورية : موضع بالشام بين خناصرة و سلمية " .
قلت : فإذا ثبت أن عبد الواحد هذا نسب إلى ( سورية ) فمن المحتمل حينئذ أنه
الذي في " الجرح و التعديل " ( 3/1/23 ) :
" عبد الواحد بن قيس ، والد عمر بن عبد الواحد الشامي صاحب الأوزاعي ، روى عن
أبي هريرة ، مرسل ، و عن عروة بن الزبير و قد أدركه . روى عنه الأوزاعي و ثور
ابن يزيد ... " .
و هو مختلف فيه ، كما تراه مبسوطا في " تهذيب التهذيب " ، و قد لخص ذلك الحافظ
في " التقريب " بقوله :
" صدوق ، له أوهام و مراسيل " .
و أما الذهبي فقال في " الكاشف " :
" منكر الحديث " .
لكنه قد توبع بلفظ :
" مصوا الماء مصا ، و لا تعبوه عبا " .
أخرجه ابن عدي في " الكامل " ( 116/2 ) و البيهقي في " الشعب " ( 2/206/1 ) من
طريق عبد الوارث عن أبي عصام عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : فذكره .
أورده في ترجمة أبي عصام هذا ، و سماه خالد بن عبيد ، و قال عن البخاري :
" في حديثه نظر " .
و ساق له أحاديث منها هذا ، و منها حديثه عن أنس أيضا قال :
" كان النبي صلى الله عليه وسلم يتنفس في الإناء ثلاثا و يقول : هو أهنأ و أمرأ
و أبرأ " <1> و ختمها بقوله :
" و ليس في حديثه حديث منكر جدا " .
لكن في الرواة اثنان ، كل منهما يعرف بأبي عصام ، و من طبقة واحدة ، أحدهما ثقة
، و الآخر ضعيف ، و ابن عدي جرى على عدم التفريق بينهما ، خلافا لابن حبان
و أبي أحمد الحاكم ، و الصواب أنهما اثنان كما قال الحافظ في " التهذيب " ،
و عليه جرى الذهبي في " الميزان " ، فقال في " الأسماء " منه ( 1/634 ) :
" و قد وهم ابن عدي ، فتوهم أن هذا هو أبو عصام ذاك الثقة الذي حدث عنه شعبة
و عبد الوارث ، فساق في الترجمة حديث " النفس ثلاثا " الذي أخرجه مسلم ، و حديث
" مصوه مصا " ، و هو خبر محفوظ " .
كذا وقع فيه " خبر محفوظ " ، و هذا مما لا يلتقي مع ما ادعاه من التوهيم ، فلعل
الطابع وهم ، و الصواب : " غير محفوظ " ، لأن هذا هو المناسب مع الدعوى ، و هو
كالدليل عليه . والله أعلم .
و على التفريق المذكور جرى أيضا في كتابه " الضعفاء " ، و في " الكاشف " أيضا ،
و لكنه قال في كنى " الميزان " :
" و الفرق بينهما يعسر " .
و عليه جرى الحافظ في " التقريب " أيضا ، فقال :
" خالد بن عبيد العتكي أبو عصام البصري ، نزيل مرو ، متروك الحديث مع جلالته "
.
و قال في " كنى التقريب " :
" أبو عصام ، هو خالد بن عبيد ، تقدم ، و قيل : هو الذي قبله " . يعني " أبو
عصام البصري ، قيل : اسمه ثمامة ، مقبول . من الخامسة " .
و هذا التردد و الاختلاف إن دل على شيء ، فإنما يدل على أن الموضوع غامض غير
واضح عند الحافظ و غيره ، و هو حري بذلك ، فليس هناك ما يحمل على القطع بشيء من
ذلك ، و لو رواية ضعيفة . و كأنه لذلك اقتصر المناوي على قوله في " الفيض " :
" رواه البيهقي في " الشعب " عن أنس : و في سنده لين " .
فلم يعرج على بيان السبب خلافا لعادته . والله أعلم .
فإن قيل : فإذا كان المناوي لم يبين علته لأنه لم يتبين له من أبو عصام هذا ؟
فلماذا ضعف إسناده ؟
فأقول - والله أعلم - : لأنه إذا لم يتبين له أنه أبو عصام الثقة ، فالإسناد من
الوجهة العملية ، مجهول الصحة ; و الحالة هذه . و ما كان كذلك من الأسانيد ،
فهو في حكم الضعيف ، و من أجل ذلك أوردته أنا في " السلسلة " ، فإن ظهر لنا شيء
يقتضي صحته نقلناه إلى " السلسلة " الأخرى . والله أعلم .
ثم روى البيهقي من طريق ابن وهب : أخبرني ابن لهيعة و الليث بن سعد عن عقيل عن
ابن شهاب :
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا شرب تنفس ثلاثة أنفاس ، و نهى عن العب
نفسا واحدا ، و يقول : ذلك شرب الشيطان . و قال :
" هذا مرسل ، و روينا عن معمر عن ابن أبي حسين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال
:
إذا شرب أحدكم فليمص مصا و لا يعب عبا ، فإن الكباد من العب " .
ثم رواه من طريق أحمد بن منصور : حدثنا عبد الرزاق : أنا معمر فذكره . و هو في
" مصنف عبد الرزاق " ( 10/428 ) بهذا الإسناد . و ابن أبي حسين هو عبد الله بن
عبد الرحمن المكي ، و هو تابعي ثقة ، فهو مرسل صحيح ، كالذي قبله . فلعل الحديث
يقوى بهما ، والله سبحانه و تعالى أعلم .
و تقدم حديثان آخران في المص ، أحدهما قولي ، و الآخر فعلي ، فراجعهما إن شئت (
940 ، 941 ) .
*--------------------------------------------------------------------------*
[1] أخرجه مسلم ( 6/111 ) من الطريق المذكورة لحديث ابن عدي ! و هو مخرج في "
الصحيحة " ( 378 ) . اهـ .
1

(3/427)


1429 - " بر الوالدين يزيد في العمر ، و الكذب ينقص من الرزق ، و الدعاء يرد البلاء ،
و لله في خلقه قضاآن ، فقضاء نافذ ، و قضاء ينتظر ، و للأنبياء على العلماء فضل
درجتين ، و للعلماء على الشهداء فضل درجة " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/622 ) :

موضوع
رواه أبو الشيخ في " التاريخ " ( ص 323 ) عن السري بن مسكين عن الوقاصي عن أبي
سهيل بن مالك عن أبي صالح عن أبي هريرة مرفوعا .
و بهذا الإسناد أخرجه في " الفوائد " أيضا ( 81/2 ) دون قوله : " و في خلقه " .
قلت : و هذا إسناد موضوع ; الوقاصي هذا بفتح الواو و تشديد القاف هو عثمان بن
عبد الرحمن أبو عمرو كان ممن يروي عن الثقات الأشياء الموضوعات لا يجوز
الاحتجاج به . كذا في " الأنساب " للسمعاني و هذا التجريح هو نص ابن حبان في "
الضعفاء " ( 2/98 ) .
و روى ابن عساكر في " تاريخ دمشق " ( 12/239/1 ) عن صالح بن محمد الحافظ أنه
قال فيه :
" كان يضع الحديث ، و علي بن عروة أكذب منه " .
قلت : و السري بن مسكين ، قال الحافظ :
" مقبول " . يعني عند المتابعة كما هو اصطلاحه في المقدمة ، و قد تابعه خالد بن
إسماعيل المخزومي عن عثمان بن عبد الرحمن لكنه قال : عن أبي سهيل و هو نافع بن
مالك عن أبيه عن أبي هريرة به .
أخرجه ابن عدي ( 120/1 ) في ترجمة المخزومي في جملة أحاديث له و قال :
" و عامة حديثه موضوعات " .
قلت : لكن متابعة السري له ، تبرئ عهدة المخزومي من الحديث ، و تعصب الجناية
في شيخه الوقاصي .
و يبدو لي أن المناوي لم يقف على علته ، فإنه قال تعليقا على قول السيوطي في "
الجامع " : " رواه أبو الشيخ في " التوبيخ " و ابن عدي عن أبي هريرة " :
" ضعفه المنذري " !
و لم يزد على هذا ! و المنذري ذكره في " الترغيب " ( 4/29 ) من رواية الأصبهاني
إلى قوله : " يرد القضاء " دون ما بعده ، و أشار لضعفه . و مما حققناه يتبين لك
أنه موضوع ، فكان على المنذري أن يبينه ، و على السيوطي أن يحذفه من كتابه ،
وفاء منه بوعده !
و تابعه أيضا يحيى بن المغيرة عن أبي عن عثمان بن عبد الرحمن عن سهيل عن أبيه
عن أبي هريرة به .
أخرجه الأصبهاني في " ترغيبه " ( ق 47/1 ) و الديلمي في " مسنده " ( 2/1/4 ) .
و يحيى هذا صدوق ، لكن أبوه و هو المغيرة بن إسماعيل بن أيوب المخزومي مجهول
كما قال الذهبي .
و بالجملة فمدار هذه الروايات كلها على عثمان بن عبد الرحمن الوقاصي و هو وضاع
كما عرفت ، و قد تقدمت له أحاديث عديدة تدل على حاله ، أقربها الحديث ( 877 ) .

(3/428)


1430 - " ليس للنساء سلام و لا عليهن سلام " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/623 ) :

منكر
أخرجه أبو نعيم في " الحلية " ( 8/58 ) : حدثت عن أبي طالب : حدثنا علي بن
عثمان النفيلي : حدثنا هشام بن إسماعيل العطار : حدثنا سهل بن هشام عن إبراهيم
ابن أدهم عن الزبيدي عن عطاء الخراساني يرفع الحديث قال : فذكره . قال
الزبيدي : أخذ على النساء ما أخذ على الحيات : أن ينحجرن في بيوتهن !
قلت : و هذا إسناد ضعيف ، لانقطاعه في أعلاه ، و في أدناه على جهالة فيه و ضعف
.
أما الأول : فلأن عطاء الخراساني ، قال الحافظ في " التقريب " :
" صدوق ، يهم كثيرا ، و يرسل و يدلس ، من الخامسة ، مات سنة خمس و ثلاثين " .
يعني و مائة ، فهو تابعي صغير .
و أما الآخر ، فظاهر من قول أبي نعيم : " حدثت عن أبي طالب " فلم يذكر الذي
حدثه ، و أبو طالب هذا هو ابن سوادة كما في إسناد آخر قبل هذا ، و لم أعرفه .
و بقية الرجال ثقات غير سهل بن هشام ، فلم أعرفه أيضا . لكن الظاهر أن فيه خطأ
مطبعيا ، و الصواب سهل بن هاشم و هو الواسطي البيروتي ، فقد ذكروا في ترجمته
أنه روى عن إبراهيم بن أدهم ، و هو ثقة . والله أعلم .

(3/429)


1431 - " لذكر الله بالغداة و العشي ، خير من حطم السيوف في سبيل الله " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/624 ) :

موضوع
أخرجه ابن عدي في " الكامل " ( ق 124/2 ) و الديلمي في " مسند الفردوس " من
طريق الحسن بن علي العدوي : حدثنا خراش : حدثنا مولاي أنس بن مالك قال :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره . و قال ابن عدي :
" و خراش هذا مجهول ، ليس بمعروف ، و ما أعلم حدث عنه ثقة أو صدوق ، و العدوي
كنا نتهمه بوضع الحديث ، و هو ظاهر الأمر في الكذب " .
و أورده السيوطي في " زوائد الجامع الصغير " و " الجامع الكبير " من رواية
الديلمي ، و كذلك أورده في " ذيل الأحاديث الموضوعة " ( ص 49 ) ! ! و عزاه في "
الكبير " لابن شاهين في " الترغيب في الذكر " عن ابن عمرو ، و ابن أبي شيبة عنه
موقوفا بزيادة " و من إعطاء المال سحا " .

(3/430)


1432 - " ما احتلم نبي قط ، إنما الاحتلام من الشيطان " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/624 ) :

باطل
أخرجه ابن عدي في " الكامل " ( ق 127/2 ) من طريق سليمان بن عبد العزيز الزهري
: حدثني أبي عن إبراهيم بن أبي حبيبة عن داود بن الحصين عن عكرمة عن ابن عباس
قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم .
أورده في ترجمة داود هذا و قال :
" و هذا الحديث ليس البلاء [ فيه ] من داود ، فإن داود صالح الحديث ، إذا روى
عنه ثقة ، و الراوي عنه ابن أبي حبيبة قد مر ذكره في هذا الكتاب في ضعفاء
الرجال ، فالبلاء منه " .
قلت : و سليمان بن عبد العزيز هذا لم أعرفه ، و يحتمل أنه الذي في " اللسان " :
" سليمان بن عبد العزيز ، عن الحسن بن عمارة ، و عنه عبد الله بن سويد أبو
الخصيب ، جهله ابن القطان " .
قلت : و قد خالفه الثقة إبراهيم بن المنذر الحزامي فقال : حدثنا عبد العزيز بن
أبي ثابت عنه عن ابن عباس قال : فذكره موقوفا عليه .
أخرجه الطبراني في " المعجم الكبير " ( 3/126 - 127 ) و " الأوسط " ( ق 9/2 -
مجمع البحرين ) و ابن المظفر في " الفوائد " ( ق 99/2 ) و قال الطبراني :
" لم يروه عن داود إلا ابن أبي حبيبة ، و لا عنه إلا عبد العزيز " .
قلت : و هو شديد الضعف كما يشهد بذلك أقوال الحفاظ ; المتقدمين منهم
و المتأخرين ، فقال البخاري و أبو حاتم :
" منكر الحديث " . زاد الثاني : " جدا " .
و قال الذهبي في " الكاشف " و " الضعفاء " :
" تركوه " .
و قال الحافظ :
" متروك " .
قلت : فهو آفة هذا الحديث سواء كان حدث به موقوفا كما في رواية الحزامي عنه ،
أو مرفوعا كما في رواية ابنه سليمان عنه ، و ليست الآقة من ابن أبي حبيبة كما
تقدم عن ابن عدي ، لأن هذا أحسن حالا من عبد العزيز .
فالحديث ضعيف جدا موقوفا ، و باطل مرفوعا ، لتفرد سليمان المجهول برفعه
و مخالفته للحزامي الثقة في وقفه .

(3/431)


1433 - " إذا حج رجل بمال من غير حله فقال : لبيك اللهم لبيك ، قال الله : لا لبيك
و لا سعديك ، هذا مردود عليك " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/625 ) :

ضعيف
رواه ابن دوست في " الفوائد العوالي " ( 1/14/1 ) و ابن عدي ( 130/1 )
و الديلمي في " مسنده " ( 1/1/161 ) و ابن الجوزي في " الواهية " ( 2/75 )
و كذا الأصبهاني في " الترغيب " ( ق 107/1 ) عن أبي الغصت الدجين بن ثابت - من
بني يربوع - عن أسلم مولى عمر بن الخطاب مرفوعا .
قلت : و هذا سند ضعيف أبو الغصن هذا قال ابن عدي :
" مقدار ما يرويه ليس بمحفوظ " .
ثم روى عن عبد الرحمن بن مهدي أنه سئل عن دجين بن ثابت ، قال يحيى : ليس بشيء ،
و النسائي : غير ثقة " .
قلت : و نقل هذا المناوي في " الفيض " و أقره ، و أما في " التيسير " فقد أفسده
بقوله :
" و إسناده ضعيف ، لكن له شواهد " !
و لا أعلم له من الشواهد إلا حديث أبي هريرة مرفوعا بمعناه أتم منه . و لا يصلح
شاهدا لشدة ضعفه ، فإن فيه سليمان بن داود اليمامي قال فيه البخاري :
" منكر الحديث " .
و قد تقدم من هذه الطريق برقم ( 1092 ) و ( 1091 ) من الطريق التي قبل هذه .
( تنبيه ) : هذا الحديث في المصادر التي خرجته منها هو من مسند عمر ، و كذلك هو
في " الجامع الكبير " للسيوطي ، و كذا في بعض نسخ " الجامع الصغير " . و وقع في
النسخة التي تحتها " شرح المناوي " ( ابن عمر ) و كذلك وقع في " الفتح الكبير "
للنبهاني ، ثم في " ضعيف الجامع الصغير " رقم ( 559 ) ، فليصححه من كان عنده
نسخة منه .

(3/432)


1434 - " إذا حج الرجل عن والديه تقبل منه و منهما ، و استبشرت أرواحهما في السماء ،
و كتب عنه الله برا " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/626 ) :

ضعيف
أخرجه الدارقطني في " السنن " ( 272 ) و ابن شاهين في " الترغيب " ( 299/1 )
و أبو بكر الأزدي الموصلي في " حديثه " ( 1 - 2 ) عن أبي أمية الطرسوسي : حدثنا
أبو خالد الأموي : نا أبو سعد البقال عن عطاء بن أبي رباح عن زيد بن أرقم
قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم .
قلت : و هذا سند ضعيف : أبو سعد البقال - هو سعيد بن مرزبان - ضعيف مدلس كما في
" التقريب " .
و أبو خالد الأموي لم أعرفه . و ذكر المناوي أنه أبو خالد الأحمر . و فيه بعد
و أبو أمية الطرسوسي ، و اسمه محمد بن إبراهيم بن مسلم . قال الحافظ :
" صدوق صاحب حديث يهم " .
و قد توبع أبو سعد البقال من قبل عيسى بن عمر : حدثنا عطاء بن أبي رباح به
و لفظه :
" من حج عن أبويه ، و لم يحجا ، أجزأ عنهما و عنه ، و بشرت أرواحهما في السماء
... " .
أخرجه الثقفي في " الثقفيات " ( ج4 رقم الحديث 34 - نسختي ) : حدثنا أبو الفرج
عثمان بن أحمد بن إسحاق : نا محمد بن عمر بن حفص : حدثنا إسحاق بن إبراهيم -
شاذان - حدثنا سعد بن الصلت : حدثنا عيسى بن عمر به .
قلت : و هذه متابعة قوية ، فإن عيسى هذا - و هو الأسدي الهمداني - ثقة ، كما في
" التقريب " ، لكن الطريق إليه مظلم ، فإن أبا الفرج هذا و شيخه محمد بن عمر بن
حفص لم أجد من ترجمهما .
و سعد بن الصلت ترجمه ابن أبي حاتم ( 2/1/86 ) برواية ثلاثة عنه ، أحدهم شاذان
هذا ، و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا .
قلت : و هو على شرط ابن حبان فلعله ذكره في " الثقات " .
و أما شاذان ، فترجمه ابن أبي حاتم ( 1/1/211 ) ، و ذكر أنه ابن ابنة شيخه سعيد
ابن الصلت و قال :
" كتب إلى أبي ، و إلي ، و هو صدوق " .
و بالجملة ، فالحديث ضعيف من الطريقين ، و قوله في الآخر منهما : " و لم يحجا "
. منكر ، لأن ظاهره أنه يسقط الحج عنهما بحج ولدهما ، و لو كانا قادرين عليه ،
و أما إن كان المقصود به إذا كانا غير قادرين فلا نكارة فيه ، لحديث الخثعمية
المعروف في " الصحيحين " و غيرهما " . والله أعلم .
هذا ما كنت كتبته منذ نحو عشر سنين أو أكثر ، و قبل طبع كتاب " الثقات " لابن
حبان رحمه الله ، فلما مرت تجربة هذا الحديث تحت يد الأخ علي الحلبي لتصحيح
أخطائها المطبعية كتب بجانبه مذكرا - جزاه الله خيرا - ما خلاصته :
1 - أن سعد بن الصلت ذكره ابن حبان في " الثقات " ( 6/378 ) ، فصدق بذلك ما كنت
ظننته .
2 - أن أبا الفرج عثمان بن أحمد و شيخه محمد بن عمر قد وثقهما السمعاني في "
الأنساب " ، ذكر الأول منهما في مادة ( البرجي ) ، و الآخر في مادة ( الجرجيري
) ، و أن الذهبي ذكرهما عرضا في " تذكرة الحفاظ " واصفا لكل منهما بأنه " مسند
أصبهان " .
قلت : فعلى هذا فالطريق إلى عيسى بن عمر نظيف ، إن سلم من سعد بن الصلت ، فإن
فيه جهالة كما يشعر به صنيع ابن أبي حاتم المتقدم ، و بخاصة أن ابن حبان قد قال
فيه : " ربما أغرب " . والله أعلم .
و قد روي الحديث عن عطاء عن ابن عباس مرفوعا نحوه ، و لا يصح أيضا ، و هو :
" من حج عن والديه ، أو قضى عنهما مغرما بعثه الله يوم القيامة مع الأبرار " .

(3/433)


1435 - " من حج عن والديه ، أو قضى عنهما مغرما بعثه الله يوم القيامة مع الأبرار " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/628 ) :

ضعيف جدا
أخرجه ابن شاهين في " الترغيب " ( 99/2 ) و الطبراني في " الأوسط " ( رقم -
7964 ) و الدارقطني ( 272 ) و ابن عدي في " الكامل " ( 202/2 ) و أبو بكر
الأزدي في " حديثه " ( 3/2 ) و الأصبهاني في " الترغيب " ( ق 58/2 و 285/2 ) عن
صلة بن سليمان عن ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس قال : قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم .
و هذا إسناد ضعيف جدا ، صلة بن سليمان هذا قال الذهبي في " الضعفاء و المتروكين
" :
" تركوه " .
و ذكر له في " الميزان " من مناكيره حديثين ، هذا أحدهما . و أقره الحافظ في "
اللسان " و نقل عن ابن معين و أبي داود أنهما قالا فيه : " كذاب " و قد ذكر
الطبراني أنه :
" لم يروه عن ابن جريج إلا صلة " هذا .
و في ترجمته أورده ابن حبان في " الضعفاء " ( 1/376 ) و قال فيه :
" يروي عن الثقات المقلوبات ، و عن الأثبات ما لا يشبه حديث الثقات " .

(3/434)


1436 - " إذا قدم أحدكم من سفر فليهد إلى أهله ، و ليطرفهم و لو كانت حجارة " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/629 ) :

ضعيف جدا
أخرجه الدارقطني في " السنن " ( 289 ) و عنه ابن الجوزي في " الواهيات " ( 2/97
) من طريق محمد بن المنذر بن عبيد الله بن المنذر بن الزبير عن هشام بن عروة عن
أبيه عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : فذكره . و قال ابن
الجوزي :
" لا يصح " .
قلت : و هذا إسناد هالك ، رجاله ثقات غير ابن المنذر هذا قال ابن حبان :
" لا يحل كتب حديثه إلا على سبيل الاعتبار " .
و قال الحاكم :
" يروي عن هشام أحاديث موضوعة " .
و قال أبو نعيم :
" يروي عن هشام أحاديث منكرة " .
و له شاهد من حديث وحشي بن حرب بن وحشي عن أبيه عن جده مرفوعا بلفظ :
" ... فليطرف أهله ، و لم أن يلقي حجرا في مخلاته " .
أخرجه أبو القاسم بن أبي العقب في " حديث القاسم بن الأشيب " ( ق 7/1 ) : حدثنا
إبراهيم بن أحمد اليماني قال : حدثني محمد بن زياد عن يحيى بن بسطام الأصفر :
حدثنا سعيد بن عبد الجبار الزبيدي : حدثني وحشي بن حرب ...
قلت : و هذا إسناد مظلم هالك ، ليس فيهم موثق من معتبر ، حرب بن وحشي ، مستور .
و ابنه وحشي بن حرب مجهول .
و سعيد بن عبد الجبار ضعيف .
و يحيى بن بسطام مختلف فيه ، قال أبو حاتم " صدوق " ، و قال ابن حبان : " لا
تحل الرواية عنه " . و لذلك أورده الذهبي في " الضعفاء و المتروكين " .
و محمد بن زياد لم أعرفه ، و يحتمل أن يكون زياد تحرف في الأصل أو في نقلي عنه
- عن " زكريا " ، و هو محمد بن زكريا الغلابي ، فقد ذكر العقيلي في " الضعفاء "
( 459 ) أنه روى عن يحيى هذا ، فإن يكن هو فهو وضاع .
و إبراهيم بن أحمد اليماني ، لم أعرفه أيضا .
و له شاهد آخر من حديث ابن عمر ، و لكن في إسناده كذاب أيضا ، و هو :
" إذا قدم أحدكم من سفر فلا يدخل ليلا ، و ليضع في خرجه و لو حجرا " .

(3/435)


1437 - " إذا قدم أحدكم من سفر فلا يدخل ليلا ، و ليضع في خرجه و لو حجرا " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/630 ) :

موضوع
رواه أبو نعيم في " أخبار أصبهان " ( 1/120 و 2/338 ) و من طريقه الديلمي في "
مسند الفردوس " ( 1/1/74 ) عن أبي الحسن أحمد بن إسحاق المديني : حدثنا الهيثم
ابن بشر بن حماد : حدثنا أبو صالح إسحاق بن نجيح عن الوضين بن عطاء عن مكحول عن
ابن عمر مرفوعا .
قلت : و هذا موضوع ، آفته إسحاق هذا و هو الملطي كذاب وضاع .
و قد تابعه غياث بن إبراهيم التميمي ، لكنه قال :
" عن الوضين عن محفوظ بن علقمة عن أبي الدرداء رفعه بلفظ :
( .. فليقدم معه بهدية ، و لو يلقي في مخلاته حجرا ) " .
أخرجه ابن عساكر في " تاريخ دمشق " 0 15/94/2 ) .
و غياث وضاع أيضا .
و من دون إسحاق ترجمهما أبو نعيم ، و لم يذكر فيهما توثيقا .
قلت : لكن الشطر الأول منه ثبت في الصحيحين من حديث جابر نحوه .

(3/436)


1438 - " ما من يوم إلا ينزل مثاقيل من بركات الجنة في الفرات " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/630 ) :

ضعيف جدا
أخرجه ابن عدي في " الكامل " ( 132/2 ) عن الربيع بن بدر عن الأعمش عن أبي وائل
عن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم ، و قال :
" لا أعرفه إلا من حديث الربيع بن بدر " .
قلت : و هو ضعيف جدا ، قال ابن عدي في آخر ترجمته :
" و عامة حديثه مما لا يتابعه أحد عليه " .
و قال الذهبي في " الضعفاء و المتروكين " :
" تركه الدارقطني و غيره " .
و قال الحافظ في " التقريب " :
" متروك " .
و به أعله في " الفيض " و زاد :
" قال ابن الجوزي : حديث لا يصح ، فيه الربيع ، يروي عن الثقات المقلوبات ،
و عن الضعفاء الموضوعات " .
و الحديث عزاه السيوطي في " الجامع " لابن مردويه عن ابن مسعود ، ففاته هذا
المصدر العالي !
و من أحاديث هذا الهالك :
" إن الله لا يهتك ستر عبد فيه مثقال ذرة من خير " .

(3/437)


1439 - " إن الله لا يهتك ستر عبد فيه مثقال ذرة من خير " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/631 ) :

ضعيف جدا
أخرجه ابن عدي ( 132/2 ) عن الربيع بن بدر : حدثنا أيوب عن أبي قلابة عن أنس
قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره .
و هذا إسناد ضعيف جدا ، آفته الربيع هذا ، و قد عرفت حاله آنفا .
و منها :
" الصيام جنة ما لم يخرقها بكذب أو غيبة " .

(3/438)


1440 - " الصيام جنة ما لم يخرقها بكذب أو غيبة " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/631 ) :

ضعيف جدا
أخرجه ابن عدي و الطبراني في " الأوسط " ( رقم 4673 ) من طريق الربيع بن بدر عن
يونس بن عبيد عن الحسن عن أبي هريرة مرفوعا . و قالا :
" لم يروه عن يونس إلا الربيع " .
قلت : و هو ضعيف جدا ، كما بينته آنفا .

(3/439)


1441 - " إذا ضرب أحدكم خادمه فذكر الله فليمسك ، ( و في رواية ) : فارفعوا أيديكم " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/632 ) :

ضعيف جدا
رواه الترمذي ( 1/354 ) و عبد بن حميد في " المنتخب من المسند " ( ق 104/2 )
و تمام في " الفوائد " ( ق 104/2 ) و البغوي في " شرح السنة " ( 3/69/2 ) و ابن
عساكر في " تاريخ دمشق " ( 15/131/1 ) عن أبي هارون العبدي عن أبي سعيد
الخدري مرفوعا ، و قال الترمذي و البغوي :
" أبو هارون العبدي اسمه عمارة بن جوين ، ضعفه شعبة " .
قلت : بل ضعفه جدا ، فقال :
" لأن أقدم فيضرب عنقي ، أحب إلي من أن أحدث عن أبي هارون العبدي " .
رواه العقيلي ( 3/313 ) بسند صحيح عنه .
و لهذا قال الذهبي في " الميزان " :
" تابعي ، لين بمرة " .
و قال في " الكاشف " :
" متروك " .
و كذا قال الحافظ في " التقريب " و زاد :
" و منهم من كذبه " .

(3/440)


1442 - " أفضل الصدقة اللسان ، قالوا : و ما صدقة اللسان ؟ قال : الشفاعة ; يفك بها
الأسير ، و يحقن بها الدم ، و يجر بها المعروف و الإحسان إلى أخيك المسلم ،
و تدفع عنه الكريهة " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/632 ) :

ضعيف
أخرجه ابن الأعرابي في " المعجم " ( ق 194/1 ) : نا عبد الله ( يعني ابن أيوب
المخرمي ) : نا مروان ( يعني ابن جعفر بن سعد بن سمرة ) : حدثني محمد بن هاني
عن محمد بن يزيد عن المستلم بن سعيد عن أبي بكر عن الحسن عن سمرة مرفوعا .
و أخرجه البيهقي في " الشعب " ( 2/453/1 ) من طريق أخرى عن مروان به ، لكن سقط
منه بعض رجال إسناده .
قلت : و هذا إسناد ضعيف جدا ، فيه علل :
الأولى : عنعنة الحسن ، و هو البصري ، فقد كان مدلسا .
الثانية : ضعف أبي بكر ، و هو الهذلي ، قال الحافظ :
" متروك الحديث " .
الثالثة : جهالة حال محمد بن هاني ، و هو والد أبي بكر الأثرم ، ترجمه ابن أبي
حاتم ( 4/1/117 ) ثم الخطيب ( 3/370 ) ، و لم يذكرا فيه جرحا و لا تعديلا .
الرابعة : مروان بن جعفر ; مختلف فيه ، قال أبو حاتم :
" صالح الحديث " . و قال ابنه :
" صدوق " .
و خالفهما الأزدي فقال :
" يتكلمون فيه " .
و من أجل هذا القول أورده الذهبي في " الضعفاء " فلم يحسن ، لأن الأزدي نفسه
متكلم فيه ، فلا يعتد بقوله مع مخالفته لأبي حاتم و ابنه ، نعم قال الذهبي في
ترجمة مروان من " الميزان " :
" له نسخة عن قراءته على محمد بن إبراهيم فيها ما ينكر ، رواها الطبراني " .
لكن لعله لم يتفرد به ، فقد أخرجه الطبراني في " الكبير " ( 6962 ) و القضاعي
في " مسند الشهاب " ( ق 104/1 ) من طريق محمد بن أبي نعيم الواسطي قال : نا
محمد بن يزيد به .
بيد أن محمدا هذا ، و هو ابن موسى بن أبي نعيم ، قال الحافظ :
" صدوق ، لكن طرحه ابن معين " .
و الحديث أورده السيوطي في " الجامع " من رواية الطبراني في " الكبير "
و البيهقي في " شعب الإيمان " ، و قال المناوي :
" قال الهيثمي : فيه أبو بكر الهذلي ، ضعيف ، ضعفه أحمد و غيره ، و قال البخاري
: ليس بالحافظ ، ثم أورد له هذا الخبر " .
و أقول : فيه أيضا عند البيهقي مروان بن جعفر السمري ، أورده الذهبي في "
الضعفاء " و قال :
" قال الأزدي : يتكلمون فيه " !

(3/441)


1443 - " يأتيكم عكرمة بن أبي جهل مؤمنا مهاجرا ، فلا تسبوا أباه ، فإن سب الميت يؤذي
الحي ، و لا يبلغ الميت ، فلما بلغ باب رسول الله صلى الله عليه وسلم استبشر
و وثب له رسول الله صلى الله عليه وسلم قائما على رجليه ، فرحا بقدومه " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/634 ) :

موضوع
أخرجه الحاكم ( 3/241 ) من طريق محمد بن عمر : أن أبا بكر بن عبد الله بن أبي
سبرة : حدثه موسى بن عقبة عن أبي حبيبة مولى عبد الله بن الزبير عن عبد الله
ابن الزبير قال :
لما كان يوم فتح مكة ، هرب عكرمة بن أبي جهل ، و كانت امرأته أم حكيم بنت
الحارث بن هشام امرأة عاقلة ، أسلمت ، ثم سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم
الأمان لزوجها ، فأمرها برده ، فخرجت في طلبه ، و قالت له : جئتك من عند أوصل
الناس ، و أبر الناس ، و خير الناس ، و قد استأمنت لك ، فأمنك ، فرجع معها ،
فلما دنا من مكة ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه : فذكر الحديث .
قلت : سكت عليه الحاكم و الذهبي ، و إسناده واه جدا ، بل موضوع ، آفته ابن أبي
سبرة ، أو محمد بن عمر ، و هو الواقدي ، و كلاهما كذاب وضاع ، و أبو حبيبة لا
يعرف ، أورده ابن أبي حاتم ( 4/2/3459 ) فلم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا ،
و لكنه قال :
" أبو حبيبة ، مولى الزبير ، صاحب عبد الله بن الزبير ، روى عن الزبير ، روى
عنه موسى بن عقبة ، و أبو الأسود محمد بن عبد الرحمن " .
قلت : و إنما خرجت هذا الحديث لما فيه من نسبة القيام إلى النبي صلى الله عليه
وسلم لعكرمة بن أبي جهل ، فقد لهج المتأخرون بالاستدلال على جواز بل استحباب
القيام للداخل ، فأحببت أن أبين وهاءه و أظهر عواره ، حتى لا يغتر به من يريد
انصح لدينه ، و لا سيما ، و هو مخالف لما دلت السنة العملية عليه من كراهته
صلى الله عليه وسلم لهذا القيام ، كما حققته في غير هذا المقام .
و نحوه ما ذكره الأستاذ عزت الدعاس في تعليقه على " الشمائل " المحمدية " ( ص -
175 - طبع حمص ) أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقوم لعبد الله بن أم مكتوم -
( الأصل : ابن أم كلثوم ! ) و يفرش له رداءه ليجلس عليه و يقول : أهلا بالذي
عاتبني ربي من أجله ، و لا أعلم لهذا الحديث أصلا يمكن الاعتماد عليه ، و غاية
ما روي في بعض الروايات في " الدر المنثور " أنه صلى الله عليه وسلم كان يكرم
ابن أم مكتوم إذا دخل عليه . و هذا إن صح لا يستلزم أن يكون إكرامه صلى الله
عليه وسلم إياه بالقيام له ، فقد يكون بالقيام إليه ، أو بالتوسيع له في المجلس
، أو بإلقاء وسادة إليه ، و نحو ذلك من أنواع الإكرام المشروع .
و بهذه المناسبة لا بد لي من التنبيه على بعض الأخطاء التي وقعت للأستاذ
المذكور في تعليقه على حديث أنس : " لم يكن شخص أحب إليهم من رسول الله
صلى الله عليه وسلم ، و كانوا لا يقومون له لما يعلمون من كراهيته لذلك " ، فقد
ذكر أن هذا الحديث الصحيح لا ينافي القيام لأهل الفضل من الصالحين ، و الدليل :
1 - أن النبي صلى الله عليه وسلم كان لا يكره قيام بعضهم لبعض .
2 - و أنه أمر أسرى بني قريظة فقال لهم : قوموا لسيدكم ، يعني سعد بن معاذ .
3 - أنه قام لعكرمة بن أبي جهل .
4 - و كان يقوم لعدي بن حاتم كلما دخل عليه .
5 - و كان يقوم لعبد الله بن أم مكتوم ...
6 - و قد ورد أن الصحابة قاموا لرسول الله صلى الله عليه وسلم .
و الجواب : أنه لا يصح شيء من هذه الأدلة مطلقا ، و هى على ثلاثة أنواع :
الأول : ما لا أصل له البتة في شيء من كتب السنة ، كالدليل الأول ، بل و لا
علمت أحدا من العلماء المتقدمين ذكره حديثا ، و كأنه رأي رآه بعضهم ، فجاء غيره
فتوهمه حديثا ! و يعارضه قول الشيخ علي القاري في " شرح الشمائل " : إن الأصحاب
ما كان يقوم بعضهم لبعض ، و استدل عليه بحديث أنس المذكور آنفا ، و هذا هو
اللائق بهم رضي الله عنهم ، لحرصهم المعروف على الاقتداء به صلى الله عليه وسلم
في كل كبير و صغير ، خلافا لبعض المعاصرين الذين يقولون في مثل هذه المسألة :
هذه قشور لا قيمة لها ! و نحو ذلك من العبارات التي تصد الشباب المؤمن عن
الاقتداء به صلى الله عليه وسلم ، بل و تحمله على مخالفته ، لأن الأمر كما قيل
: نفسك إن لم تشغلها بالخير شغلتك بالشر !
الثاني : ما له أصل و لكنه غير ثابت كالدليل الثالث و الرابع و الخامس ، فكل
ذلك مما لا يصح من قبل إسناده و المثال بين يديك ، و هو الدليل الثالث ، و مثله
حديث قيامه صلى الله عليه وسلم لأخيه في الرضاعة ، فهو ضعيف أيضا كما سبق بيانه
برقم ( 1120 ) ، و مثله قيامه لعدي ، و أما الدليل الخاس ، فلم أقف عليه كما
سبق ، و قد اعترف غير ما واحد بضعف هذا النوع ، منهم ابن حجر الهيتمي ، و لكنهم
ركنوا في الرد على من عارضهم بما ذكرنا من الضعف إلى قولهم المعروف بينهم ،
و الواهي عند المحققين من العلماء : " يعمل بالحديث الضعيف في فضائل الأعمال "
! فنقول : فأين الدليل على أن هذا القيام من فضائل الأعمال ، حتى يصدق فيه
قولهم المذكور إن صح ؟ ! و قد تنبه لهذا الشيخ القاريء ، فقال :
" إن هذا الرد مدفوع ; لأن الضعيف يعمل به في فضائل الأعمال المعروفة في الكتاب
و السنة ، لكن لا يستدل به على إثبات الخصلة المستحبة " .
قلت : و هذه حقيقة يغفل عنها جماهير العلماء و المؤلفين ، فضلا عن غيرهم ،
و بيانه مما لا يتسع له المجال هنا .
و النوع الثالث و الخير : ما له أصل أصيل من حيث الثبوت ، و لكن طرأ عليه شيء
من التحريف و التغيير لفظا أو معنى أو كليهما معا و لو بدون قصد ، من ذلك
الدليل الثاني ; فقد وقع فيه تحريفان : قديم و حديث ، أما القديم ، فهو أن نص
الحديث في البخاري و غيره : " قوموا إلى سيدكم " فجعله السيد عزت و غيره " ...
لسيدكم " ، و تأكد التحريف برواية أخرى قوية بلفظ : " قوموا إلى سيدكم فأنزلوه
" و هذا مفصل في " الصحيحة " ( رقم - 67 ) فلا نطيل القول فيه .
و أما التحريف الجديد ، فقد اختص به السيد المذكور ، و هو قوله : أنه صلى الله
عليه وسلم أمر أسرى بني قريظة .. و الحقيقة أن الأمر كان موجها إلى الأنصار
الذين هم قوم سعد و هو أميرهم و سيدهم فعلا ، و أنه كان لإنزاله لأنه كان مريضا
، و لذلك جاء النص : " قوموا إليه " و ليس : " قوموا له " و أكده زيادة الرواية
الأخرى : " فأنزلوه " فلا علاقة للحديث بموضع النزاع .
و من ذلك قيامه صلى الله عليه وسلم إلى ابنته فاطمة إذا دخلت عليه ، و قيامها
إليه صلى الله عليه وسلم إذا دخل عليها ، فإنه صحيح الإسناد ، و لكن ليس في
القيام المتنازع فيه ، لأنه قام إليها ليجلسها في مجلسه ، و قامت إليه لتجلسه
في مجلسها ، و هذا مما لا خلاف فيه . ألست ترى القائلين باستحباب القيام
المزعوم لا يقوم أحدهم لابنه و لو كان عالما فاضلا ؟ ! بل قال العصام الشافعي
كما في شرح المناوي على " الشمائل " .
" و قد اتفق الناس في القديم و الحديث على استهجان قيام الوالد لولده ، و إن
عظم ، و لو وقع ذلك من بعض الآباء لاتخذه الناس ضحكة و سخروا منه " !
و خلاصة القول أنه لا يوجد دليل صحيح صريح في استحباب هذا القيام ، و الناس
قسمان : فاضل و مفضول ، فمن كان من القسم الأول فعليه أن يقتدي بالنبي صلى الله
عليه وسلم فيكره القيام من غيره له ، و من كان من القسم الآخر ، فعليه أن يقتدي
بأصحابه صلى الله عليه وسلم ، فلا يقوم لمن كان من القسم الأول فضلا عن غيره !
و يعجبني في هذا الصدد ما ذكره الشيخ جسوس في شرحه على " الشمائل " نقلا عن ابن
رشد في " البيان " قال :
" القيام للرجل على أربعة أوجه :
1 - وجه يكون فيه محظورا لا يحل ، و هو أن يقوم إكبارا و تعظيما و إجلالا لمن
يحب أن يقام له تكبرا و تجبرا على القائمين له .
2 - و وجه يكون فيه مكروها ، و هو أن يقوم إكبارا و تعظيما و إجلالا لمن لا يحب
أن يقام له ، و لا يتكبر على القائمين له ، فهذا يكره للتشبه بفعل الجبابرة و
ما يخشى أن يدخله من تغيير نفس المقوم له .
3 - و وجه يكون فيه جائزا ، و هو أن يقوم تجلة و إكبارا لمن لا يريد ذلك ،
و لا يشبه حاله حال الجبابرة ، و يؤمن أن تتغير نفس المقوم له لذلك ، و هذه صفة
معدومة إلا فيمن كان بالنبوة معصوما .
4 - و وجه يكون فيه حسنا ، و هو أن يقوم إلى القادم عليه من سفر فرحا بقدومه
يسلم عليه ، أو القادم عليه المصاب بمصيبة ليعزيه بمصابه ، و ما أشبه ذلك ،
فعلى هذا يتخرج ما ورد في هذا الباب من الآثار ، و لا يتعارض شيء منها " .
و لقد صدق رحمه الله و أحسن مثواه .

(3/442)


1444 - " المدينة خير ( و في رواية : أفضل ) من مكة " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/638 ) :

باطل
رواه البخاري في " التاريخ الكبير " ( 1/1/160/476 ) و المفضل الجندي في "
فضائل المدينة " ( رقم 12 من منسوختي ) و الطبراني في " الكبير " ( 4450 ) عن
محمد بن عبد الرحمن العامري عن يحيى بن سعيد عن عمرة بنت عبد الرحمن قالت : خطب
مروان بن الحكم بمكة ، فذكر مكة و فضلها ، فأطنب فيها ، و رافع بن خديج عند
المنبر فقال : ذكرت مكة و فضلها و هي على ما ذكرت ، و لم أسمعك ذكرت المدينة ،
أشهد لسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : فذكره .
قلت : و هذا سند ضعيف ، علته محمد بن عبد الرحمن العامري ، و هو الرداد ، قال
أبو حاتم :
" ليس بقوي " .
و قال أبو زرعة :
" لين " .
و قال ابن عدي :
" رواياته ليست محفوظة " .
ثم ساق له أحاديث هذا أحدها ، و قال الذهبي بعد أن ذكره :
" ليس هو بصحيح ، و قد صح : صلاة في مكة ... " .
يشير إلى حديث " أن الصلاة في مكة أفضل من الصلاة في المدينة " فكيف تكون
المدينة أفضل من مكة ؟ و يعارضه أيضا قوله صلى الله عليه وسلم لمكة :
" والله إنك لخير أرض الله ، و أحب أرض الله إلى الله .. " .
و هو مخرج في المشكاة ( 2725 ) .
و الحديث ضعفه أيضا عبد الحق في " أحكامه " ( 108/2 ) فقال :
" و محمد بن عبد الرحمن هذا ليس حديثه بشيء عندهم " .
و الحديث ذكره السيوطي في " الجامع " من رواية الطبراني في " الكبير "
و الدارقطني في " الأفراد " عن رافع ، و قال في رسالته " الحجج المبينة في
التفضيل بين مكة و المدينة " ( ق 68/2 ) :
" و هو ضعيف ، كما قال ابن عبد البر " .

(3/443)


1445 - " إني سألت ربي عز وجل فقلت : اللهم إنك أخرجتني من أحب أرضك إلي ، فأنزلني أحب
الأرض إليك ، فأنزلني المدينة " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/639 ) :

موضوع
أخرجه الحاكم ( 3/277 - 278 ) من طريق الحسين بن الفرج : حدثنا محمد بن عمر :
و حدثني الضحاك بن عثمان : أخبرني عبد الله بن عبيد بن عمير : سمعت عبد الرحمن
ابن الحارث بن هشام يحدث عن أبيه قال :
" رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجته ، و هو واقف على راحلته ، و هو
يقول :
" والله إنك لخير الأرض و أحب الأرض إلى الله ، و لولا أني أخرجت منك ما خرجت "
. قال : فقلت : يا ليتنا لم نفعل ، فارجع إليها فإنها منبتك و مولدك ، فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم ... " فذكره .
أخرجه الحاكم في ترجمة الحارث بن هشام هذا رضي الله عنه ، و سكت عن إسناده ، هو
و الذهبي ، و هو إسناد هالك ، آفته محمد بن عمر ، و هو الواقدي ، فإنه كذاب ،
كما قال غير واحد من الأئمة ، على أن الراوي عنه الحسين بن فرج قريب منه ، فقد
أورده الذهبي في " الضعفاء و المتروكين " و قال :
" قال ابن معين : يسرق الحديث " .
و قال في " الميزان " :
" قال ابن معين : كذاب يسرق الحديث ، و مشاه غيره ، و قال أبو زرعة : ذهب حديثه
" .
قال الحافظ في " اللسان " :
" قوله : مشاه غيره ، ما علمت من عنى " .
ثم نقل عن جمع آخر من الأئمة تضعيفه ، و عن أبي حاتم أنه تركه .
و الحديث له طريق أخرى عند الحاكم أيضا ( 3/3 ) عن موسى الأنصاري : حدثنا سعد
ابن سعيد المقبري : حدثني أخي عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله
عليه وسلم قال : فذكره ، و قال :
" رواته مدنيون من بيت أبي سعيد المقبري " .
و تعقبه الذهبي بقوله :
" لكنه موضوع ، فقد ثبت أن أحب البلاد إلى الله مكة ، و سعد ليس بثقة " .
قلت : تعصيب الجناية بأخيه عبد الله أولى ، فإنه أشد ضعفا من سعد ، و قد
أوردهما الذهبي في " الضعفاء " ، فقال في سعد :
" مجمع على ضعفه " .
و قال في أخيه :
" تركوه " .
و قد قال أبو حاتم في الأول منهما :
" هو في نفسه مستقيم ، و بليته أنه يحدث عن أخيه عبد الله ، و عبد الله ضعيف ،
و لا يحدث عن غيره " .
و موسى الأنصاري لم أعرفه ، و يحتمل أنه موسى بن شيبة بن عمرو الأنصاري السلمي
المدني ، قال أحمد :
" أحاديثه مناكير " .
و قال أبو حاتم :
" صالح الحديث " .

(3/444)


1446 - " حد الساحر ضربة بالسيف " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/641 ) :

ضعيف
أخرجه الترمذي ( 1/276 ) و الدارقطني ( ص 336 ) و الحاكم ( 4/360 ) و الطبراني
في " المعجم الكبير " ( رقم - 1665 ) و الرامهرمزي في " الفاصل " ( ص 141 )
و ابن عدي في " الكامل " ( 8/2 ) و عنه البيهقي ( 8/136 ) من طريق إسماعيل بن
مسلم المكي عن الحسن عن جندب قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
فذكره .
و قال الترمذي :
" لا نعرفه مرفوعا إلا من هذا الوجه ، و إسماعيل بن مسلم المكي يضعف في الحديث
، و الصحيح عن جندب موقوف " .
و أما الحاكم فقال :
" صحيح الإسناد ; و إن كان الشيخان تركا حديث إسماعيل بن مسلم ; فإنه غريب صحيح
" !
قلت : و وافقه الذهبي ! و هذا هو الغريب حقا ، فإن الذهبي نفسه قد أورد إسماعيل
هذا في " الضعفاء و المتروكين " و قال :
" متفق على ضعفه " . و قال في " الكاشف " : " ضعفوه ، و تركه النسائي " .
و قد وجدت له متابعا ، يرويه محمد بن الحسن بن سيار أبو عبد الله : حدثنا خالد
العبدي عن الحسن به .
أخرجه الطبراني ( 1666 ) و أبو سهل القطان في " حديثه " ( 4/245/2 ) .
لكنها متابعة واهية ، فإن خالدا هذا ، لم أجد من ترجمه ، و كذلك الراوي عنه ،
فلا يعضد بها ، على أن مدار الطريقين على الحسن ، و هو مدلس و قد عنعن . و لذلك
فمن رام تحسين الحديث فما أحسن ، لا سيما و الصحيح عن جندب موقوف كما تقدم عن
الترمذي ، و قد أخرجه الحاكم ( 4/361 ) من طريق أشعث بن عبد الملك عن الحسن :
" أن أميرا من أمراء الكوفة دعا ساحرا يلعب بين يدي الناس فبلغ جندب ، فأقبل
بسيفه ، و اشتمل عليه ، فلما رآه ضربه بسيفه ، فتفرق الناس عنه ، فقال : أيها
الناس لن تراعوا ، إنما أردت الساحر - فأخذه الأمير فحبسه . فبلغ ذلك سلمان ،
فقال : بئس ما صنعا ! لم يكن ينبغي لهذا و هو إمام يؤتم به يدعو ساحرا يلعب بيد
يديه ، و لا ينبغي لهذا أن يعاتب أميره بالسيف " .
قلت : و هذا إسناد موقوف صحيح إلى الحسن . و قد توبع ، فقال هشيم : أنبأنا خالد
الحذاء عن أبي عثمان النهدي :
" أن ساحرا كان يلعب عند الوليد بن عقبة ، فكان يأخذ سيفه فيذبح نفسه ، و لا
يضره ، فقام جندب إلى السيف فأخذه فضرب عنقه ، ثم قرأ : *( أفتأتون السحر
و أنتم تبصرون )* .
أخرجه الدارقطني و عنه البيهقي و ابن عساكر في " تاريخ دمشق " ( 4/19/1 و 2 )
و السياق له من طرق عن هشيم به .
و هذا إسناد صحيح موقوف ، صرح فيه هشيم بالتحديث .
و له طريق أخرى عند البيهقي عن ابن وهب : أخبرني ابن لهيعة عن أبي الأسود :
" أن الوليد بن عقبة كان بالعراق يلعب بين يديه ساحر ، و كان يضرب رأس الرجل ،
ثم يصيح به ، فيقوم خارجا ، فيرتد إليه رأسه ، فقال الناس : سبحان الله ، يحيى
الموتى ! و رآه رجل من صالح المهاجرين ، فنظر إليه ، فلما كان من الغد ، اشتمل
على سيفه فذهب يلعب لعبه ذلك ، فاخترط الرجل سيفه فضرب عنقه ، فقال : إن كان
صادقا فليحي نفسه ! و أمر به الوليد دينارا صاحب السجن - و كان رجلا صالحا -
فسجنه ، فأعجبه نحو الرجل ، فقال : أتستطيع أن تهرب ؟ قال : نعم ، قال : فاخرج
لا يسألني الله عنك أبدا " .
قلت : و هذا إسناد صحيح إن كان أبو الأسود أدرك القصة فإنه تابعي صغير ، و اسمه
محمد بن عبد الرحمن بن نوفل يتيم عروة .
قلت : و مثل هذا الساحر المقتول ، هؤلاء الطرقية الذين يتظاهرون بأنهم من
أولياء الله ، فيضربون أنفسهم بالسيف و الشيش ، و بعضه سحر و تخييل لا حقيقة له
، و بعضه تجارب و تمارين ، يستطيعه كل إنسان من مؤمن أو كافر إذا تمرس عليه
و كان قوي القلب ، و من ذلك مسهم النار بأفواههم و أيديهم ، و دخولهم التنور ،
و لي مع أحدهم في حلب موقف تظاهر فيه أنه من هؤلاء ، و أنه يطعن نفسه بالشيش ،
و يقبض على الجمر فنصحته ، و كشفت له عن الحقيقة ، و هددته بالحرق إن لم يرجع
عن هذه الدعوى الفارغة ! فلم يتراجع ، فقمت إليه و قربت النار من عمامته مهددا
، فلما أصر أحرقتها عليه ، و هو ينظر ! ثم أطفأتها خشية أن يحترق هو من تحتها
معاندا . و ظني أن جندبا رضي الله عنه ، لو رأى هؤلاء لقتلهم بسيفه كما فعل
بذلك الساحر *( و لعذاب الآخرة أشد و أبقى )* .

(3/445)


1447 - " من خلال المنافق : إذا حدث كذب ، و إذا وعد أخلف ، و إذا ائتمن خان . و لكن
المنافق إذا حدث و هو يحدث نفسه أنه يكذب ، و إذا وعد و هو يحدث نفسه أنه يكذب
( لعله : يخلف ) ، و إذا ائتمن و هو يحدث نفسه أنه يخون " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/643 ) :

منكر بهذا التمام
أخرجه الطبراني في " الكبير " ( 6186 ) من طريق مهران بن أبي عمر : حدثنا علي
ابن عبد الأعلى عن أبي النعمان : حدثني أبو الوقاص : حدثني سلمان الفارسي
قال :
" دخل أبو بكر و عمر رضي الله عنهما على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( فذكر الشطر الأول منه ) فخرجا من عند
رسول الله صلى الله عليه وسلم و هما ثقيلان ، فلقيتهما ، فقلت : ما لي أراكما
ثقيلين ؟ قالا : حديث سمعناه من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( فذكره )
قال : أفلا سألتماه ؟ قالا : هبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم . قلت : لكني
سأسأله . فدخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت : لقيني أبو بكر و عمر ،
و هما ثقيلان . ثم ذكرت ما قالا . فقال : قد حدثتهما ، و لم أضعه على الموضع
الذي يضعانه ، و لكن المنافق .. " الحديث .
قلت : و إسناده ضعيف ، أبو النعمان و أبو وقاص كلاهما مجهول كما قال الترمذي ثم
الذهبي ، ثم العسقلاني . فقول هذا في " الفتح " :
" و إسناده لا بأس به ، ليس فيهم من أجمع على تركه " .
أقول : يكفي في ضعف السند أن يكون فيه مجهول واحد فكيف و هما مجهولان ؟ ! فلعل
الحافظ نسي أو لم يستحضر الجهالة التي اعترف بها في " التقريب " ، فكون السند
سالما ممن أجمع على تركه لا يستلزم القول بأنه لا بأس بإسناده كما يخفى على
العارفين بهذا العلم . و لذلك ضعف الحديث الترمذي كما يأتي .
ثم إن فيه علة أخرى و هي تفرد ابن عبد الأعلى ، و قد قال فيه الذهبي :
" صويلح الحديث ، قال أبو حاتم : ليس بقوي . و قال أحمد و النسائي : ليس به بأس
" .
و قال في " الكاشف " :
" صدوق ، قال أبو حاتم : ليس بالقوي " .
و قال الحافظ :
" صدوق ، ربما وهم " .
قلت : فمثله يترشح ليكون حسنا ، فإذا توبع من مثله جزم بحسنه ، و لكنه تفرد به
كما جزم بذلك الذهبي في " الميزان " .
و قد اختلف عليه في إسناده فرواه مهران عنه بإسناده المتقدم .
و خالفه إبراهيم بن طهمان عنه عن أبي النعمان عن أبي وقاص عن زيد بن أرقم عن
النبي صلى الله عليه وسلم قال :
" إذا وعد الرجل أخاه و من نيته أن يفي له فلم يف و لم يجىء للميعاد فلا إثم
عليه " .
أخرجه أبو داود ( 4995 ) و الترمذي ( 2635 ) و قال :
" حديث غريب ، و ليس إسناده بالقوي ، علي بن عبد الأعلى ثقة ، و لا يعرف أبو
النعمان و لا أبو وقاص ، و هما مجهولان " .
و لعل رواية ابن طهمان أصح من رواية ابن أبي عمر و هو العطار الرازي ، فإن
الأول أخرج له الشيخان ، و قال فيه الحافظ :
" ثقة يغرب " .
و الآخر لم يخرج له الشيخان شيئا ، و قال فيه الحافظ :
" صدوق له أوهام سيىء الحفظ " !
و جملة القول أن الحديث ضعيف للجهالة و الاضطراب .
ثم إن في قوله : " و لكن المنافق .. " إلخ نكارة لمخالفته لحديث أبي هريرة
و ابن عمرو مرفوعا <1> بنحو الشطر الأول منه دون هذه الزيادة المفسرة للمراد بـ
" المنافق " ، و هو خلاف المتبادر من إطلاق الحديث الصحيح ، فإنه يشمل من كان
في نيته أن يفي ، ثم لم يف ، و من لم يكن في نيته أن يفعل ، خلافا لما نقله
الحافظ عن الغزالي . والله أعلم .
*--------------------------------------------------------------------------*
[1] انظر " مختصر البخاري " ( 24 و 25 ) . اهـ .
1

(3/446)


1448 - " احضروا موتاكم ، و لقنوهم لا إله إلا الله ، و بشروهم بالجنة ، فإن الحليم من
الرجال و النساء يتحيرون عند ذلك المصرع ، و إن الشيطان لأقرب ما يكون عند ذلك
المصرع ، والذي نفسي بيده لا تخرج نفس عبد من الدنيا حتى يألم كل عرق منه على
حياله " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/645 ) :

ضعيف
أخرجه أبو نعيم في " الحلية " ( 5/186 ) من طريق إسماعيل بن عياش عن أبي معاذ
عتبة بن حميد عن مكحول عن واثلة بن الأسقع قال : قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم : فذكره و قال :
" غريب من حديث مكحول لم نكتبه إلا من حديث إسماعيل " .
قلت : و هو ضعيف في روايته عن غير الشاميين ، و هذه منها ، فإن أبا معاذ هذا
بصري ، و مع ذلك ففي حفظه - أعني أبا معاذ - شيء كما يشعر بذلك قول الحافظ فيه
:
" صدوق له أوهام " .
و مكحول و هو الشامي ، و إن كان سمع من واثلة ، فإنه موصوف بالتدليس ، فمثله
يتحفظ من حديثه المعنعن كهذا .
و الحديث أورده السيوطي في زيادته على " الجامع الصغير " و سكت عليه في "
الحاوي للفتاوي " ( 2/119 ) ! و قد ذكر فيه بعضه شاهدا فقال :
" و أخرج الحارث بن أبي أسامة في " مسنده " من مرسل عطار بن يسار عن النبي
صلى الله عليه وسلم قال :
" معالجة ملك الموت أشد من ألف ضربة بالسيف ، و ما من مؤمن يموت إلا و كل عرق
منه يألم على حدة ، و أقرب ما يكون عدو الله منه تلك الساعة . مرسل جيد الإسناد
" .
( فائدة ) : و أما ما نقله الغزالي في " الدرة الفاخرة في كشف علوم الآخرة " من
فتنة الموت ، و أن إبليس لعنه الله و كل أعوانه يأتون الميت على صفة أبويه على
صفة اليهودية ، فيقولان له : مت يهوديا ، فإن انصرف عنهم جاء أقوام آخرون على
صفة النصارى حتى يعرض عليه عقائد كل ملة ، فمن أراد الله هدايته أرسل إليه
جبريل فيطرد الشيطان و جنده ، فيبتسم الميت ... إلخ ، فقال السيوطي :
" لم أقف عليه في الحديث " .

(3/447)


1449 - " من قرأ في إثر وضوئه : *( إنا أنزلناه في ليلة القدر )* مرة واحدة كان من
الصديقين ، و من قرأها مرتين كتب في ديوان الشهداء ، و من قرأها ثلاثا
حشره الله محشر الأنبياء " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/646 ) :

موضوع
رواه الديلمي في " مسند الفردوس " من طريق أبي عبيدة عن الحسن عن أنس قال :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره .
و أبو عبيدة مجهول . كذا في " الحاوي للفتاوي " للسيوطي ( 2/11 ) و فيه علة
أخرى و هي عنعنة البصري .
و أما الحديث فلوائح الوضع عليه ظاهرة ، و ظني أن الآفة من هذا المجهول أو ممن
دونه ، لكن السيوطي لم يسق من إسناده إلا ما ذكرت . والله أعلم .
و قد كنت ذكرت الحديث مختصرا برقم ( 68 ) و نقلت عن الحافظ السخاوي أنه قال : "
لا أصل له " ، فلما وقفت على لفظه و شيء من سنده بادرت إلى تخريجه و الكشف عن
علته ، لكي لا يفهم قول السخاوي : " لا أصل له " بمعنى لا إسناد له كما هو
المتبادر عند المتأخرين .

(3/448)


1450 - " ليهبطن عيسى ابن مريم حكما عدلا ، و إماما مقسطا ، و ليسلكن فج [ الروحاء ]
حاجا أو معتمرا ، أو ليثنينهما <1> ، و ليأتين قبري حتى يسلم علي ، و لأردن
عليه " .
*--------------------------------------------------------------------------*
[1] الأصل : " بنيتهما " . و التصحيح من " صحيح مسلم " . اهـ .
1
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2/647 ) :

منكر بهذا التمام
و أخرجه الحاكم ( 2/595 ) من طريق يعلى بن عبيد : حدثنا محمد بن إسحاق عن سعيد
ابن أبي سعيد المقبري عن عطاء مولى أم صبية قال : سمعت أبا هريرة يقول :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فكذكره ، و قال :
" صحيح الإسناد ، و لم يخرجاه بهذه السياقة " . و وافقه الذهبي .
و أقول : كلا ، بل هو ضعيف ، فيه ثلاث علل :
الأولى : جهالة عطاء هذا قال الذهبي نفسه في ترجمته من " الميزان " :
" لا يعرف ، تفرد عنه المقبري " .
الثانية : عنعنة ابن إسحاق ، فإنه مدلس مشهور بذلك .
الثالثة : الاختلاف عليه في إسناده ، فقد قال ابن أبي حاتم في " العلل " (
2/413 ) :
" سألت أبا زرعة عن حديث اختلف فيه عن محمد بن إسحاق ، فيروي محمد بن سلمة عن
محمد بن إسحاق عن سعيد بن أبي سعيد المقبري عن أبيه عن أبي هريرة عن النبي
صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( فذكره ) . و روى يونس بن بكير عن محمد بن إسحاق
عن سعيد المقبري عن عطاء مولى أم صبية عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه
وسلم ؟ قال أبو زرعة : قد اختلف فيه عن محمد بن سلمة في هذا الحديث ، حدثنا
أحمد بن أبي شعبة ، فقال فيه : عن محمد بن سلمة عن ابن إسحاق عن سعيد عن أبيه
عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم . قال أبو زرعة : و حدثنا أبو الأصبغ
عبد العزيز بن يحيى الحراني عن محمد بن سلمة عن ابن إسحاق عن عطاء مولى أم صبية
عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم . و هذا أصح " .
قلت : و يؤيده رواية يعلى بن عبيد عن ابن إسحاق به . والله أعلم .
و إنما أوردت الحديث هنا ، من أجل شطره الثاني ، و أما شطره الأول فصحيح ،
أخرجه مسلم ( 4/60 ) و غيره من طريق أخرى عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه
وسلم قال :
" والذي نفسي بيده ، ليهلن ابن مريم .. " الحديث دون قوله : " و ليأتين قبري ..
" .

(3/449)


1451 - " ليس صدقة أعظم أجرا من الماء " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/648 ) :

ضعيف جدا
أخرجه ابن عساكر في " تاريخ دمشق " ( 2/1/152 - طبع دمشق ) من طريق البيهقي
بسنده عن داود بن عطاء عن يزيد بن عبد الملك بن المغيرة النوفلي عن أبيه عن
يزيد بن خصيفة عن يزيد بن رومان عن سعيد بن أبي سعيد عن أبي هريرة عن النبي
صلى الله عليه وسلم قال : فذكره .
و من طريق البيهقي أورده السيوطي في " الجامع الصغير " ، فقال المناوي :
" رمز لحسنه ( ! ) و فيه داود بن عطاء أورده الذهبي في " الضعفاء و المتروكين "
و قال :
" قال البخاري : متروك " .
و يزيد بن عبد الملك النوفلي ضعفوه .
و سعيد بن أبي سعيد قال ابن عدي : " مجهول " . انتهى كلام المناوي .
قلت : سعيد هذا هو المقبري ما في ذلك ريب ، و هو معروف بالإكثار من الرواية عن
أبي هريرة ، و هو ثقة ، لا دخل له في هذا الحديث ، و إنما العلة من اللذين
ذكرهما قبله .
و قال في " التيسير " :
" و إسناده ضعيف ، و قول المؤلف : " حسن " ممنوع " .

(3/450)


1452 - " خمس ليال لا ترد فيهن الدعوة : اول ليلة من رجل ، و ليلة النصف من شعبان ،
و ليلة الجمعة ، و ليلة الفطر ، و ليلة النحر " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/649 ) :

موضوع
أخرجه ابن عساكر في " تاريخ دمشق " ( 10/275 - 276 ) من طريق أبي سعيد بندار بن
عمر بن محمد الروياني بسنده عن إبراهيم بن أبي يحيى عن أبي قعنب عن أبي أمامة
قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم .
أورده في ترجمة بندار هذا ، و روى عن عبد العزيز النخشبي أنه قال :
" لا تسمع منه ، فإنه كذاب " .
قلت : و إبراهيم بن أبي يحيى كذاب أيضا كما قال يحيى و غيره . و هو من شيوخ
الشافعي الذين خفي عليه حالهم .
و أبو قعنب ، لم أعرفه .
و الحديث أورده السيوطي في " الجامع " من هذا الوجه فأساء ! و يبدو أن المناوي
لم يقف على إسناده ، فلم يتكلم عليه بشيء ، و لكنه قال :
" و رواه عن أبي أمامة أيضا الديلمي في " الفردوس " ، فما أوهمه صنيع المصنف من
كونه لم يخرجه أحد ممن وضع لهم الرموز غير سديد ، و رواه البيهقي من حديث ابن
عمر ، و كذا ابن ناصر و العسكري . قال ابن حجر : و طرقه كلها معلولة " .
قلت : و من هذه الطرق ما أخرجه أبو بكر بن لال في " أحاديث أبي عمران الفراء "
( ق 64/2 ) و ابن عساكر أيضا ( 3/217/2 ) من طريق إبراهيم بن محمد بن برة
الصنعاني : حدثنا عبد القدوس بن الحجاج بن مرداس : حدثنا إبراهيم بن أبي يحيى
عن ابن معتب عن أبي أمامة به .
كذا وقع عند ابن لال : " ابن معتب " ، و عن ابن عساكر : " أبو قعيب " و عنده في
الطريق الأولى : " أبي قعنب " ، و كل ذلك مما لم يوجد ، و لعل الصواب أبو معتب
و هو ابن عمرو الأسلمي ، ذكره أبو حاتم في " الصحابة " و لا يثبت كما قال ابن
منده .
و عبد القدوس بن الحجاج الظاهر أنه أبو المغيرة الخولاني و هو ثقة ، لكني لم أر
من سمى جده مرداسا .
و أما الراوي عنه ابن برة ، فلم أعرفه ، و لم يترجمه الحافظ في " التبصير "
كعادته .
و بالجملة فمدار هذه الطريق على إبراهيم بن أبي يحيى الكذاب .
ثم رأيته في " مسند الفردوس " في نسخة مصورة مخرومة ( ص 130 ) من طريق إبراهيم
ابن محمد بن مرة ( كذا ) الصنعاني : حدثنا عبد القدوس بن مرداس : حدثنا إبراهيم
ابن أبي يحيى به .
و في " الجرح و التعديل " ( 3/1/56 ) :
" عبد القدوس بن إبراهيم بن عبيد الله بن مرداس العبدري من بني عبد الدار
الصنعاني روى عن إبراهيم بن عمر الصنعاني . روى عنه إسماعيل بن أبي أويس حديث
المائدة " .
فلعله هو هذا ، لكن وقع منسوبا لجده ، و قوله في الطريق المتقدمة : " ابن
الحجاج " من زيادات بعض النساخ .
ثم إن في " الديلمي " : " أبي قعنب " كما في الطريق الأولى . والله أعلم .

(3/451)


1453 - " سادة السودان أربعة : لقمان الحبشي ، و النجاشي ، و بلال ، و مهجع " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/650 ) :

ضعيف
أخرجه ابن عساكر في " تاريخ دمشق " ( 10/1/330 ) من طريق أحمد بن شبويه : نا
سليمان بن صالح : حدثني عبد الله يعني ابن المبارك عن عبد الرحمن بن يزيد بن
جابر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره .
قلت : و هذا إسناد ضعيف ، فإنه مع إرساله ; فيه أحمد بن شبويه مجهول كما قال
الحافظ في " اللسان " ، و ساق له حديثا من روايته عن محمد بن سلمة بإسناده إلى
ابن عباس و قال :
" و الحديث باطل مركب على هذا الإسناد ، و الآفة منه أو من شيخه ، فإنه ضعيف "
.
و الحديث أورده السيوطي في " الجامع " من طريق ابن عساكر ، و يبدو أن المناوي
لم يتنبه لهذه الجهالة ، فقال مستدركا عليه :
" ابن عساكر في " تاريخه " في ترجمة بلال من طريق ابن المبارك مصرحا فلو عزاه
المصنف إليه لكان أولى " !
قلت : كيف يصح عزوه إليه ، و السند غير صحيح إليه ، و هو لم يخرجه - فيما علمت
- في شيء من مصنفاته الثابتة النسبة إليه ، مثل " الزهد " مثلا ؟ !
و قد روي من وجه آخر معضلا بلفظ :
" خير السودان أربعة : لقمان ، و النجاشي ، و بلال ، و مهجع " .

(3/452)


1454 - " خير السودان أربعة : لقمان ، و النجاشي ، و بلال ، و مهجع " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/651 ) :

ضعيف
أخرجه ابن عساكر ( 10/330/331 ) من طريق أبي صالح عن معاوية عن الأوزاعي
قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره .
قلت : و هذا إسناد معضل كما قال السيوطي في " الجامع " لأن الأوزاعي و اسمه
عبد الرحمن بن عمرو من أتباع التابعين .
قلت : و السند إليه فيه ضعف لأن ; أبا صالح و هو عبد الله أبي صالح كاتب الليث
متكلم فيه من قبل حفظه . قال الحافظ :
" صدوق كثير الغلط ، ثبت في كتابه ، و كانت فيه غفلة " .
و قد روي الحديث عن الأوزاعي موصولا بلفظ آخر و هو :
" خير السودان ثلاثة : لقمان ، و بلال ، و مهجع مولى رسول الله صلى الله عليه
وسلم " .

(3/453)


1455 - " خير السودان ثلاثة : لقمان ، و بلال ، و مهجع مولى رسول الله صلى الله عليه
وسلم " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/651 ) :

منكر
أخرجه الحاكم ( 3/284 ) : أخبرني إسماعيل بن محمد بن الفضل الشعراني : حدثنا
جدي : حدثنا الحكم عن الهقل بن زياد عن الأوزاعي : حدثني أبو عمار عن واثلة
ابن الأسقع رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره ،
و قال :
" صحيح الإسناد " .
و تعقبه الذهبي بقوله :
" كذا قال : " مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم " و لا أعرف ذا " .
قلت : يشير إلى نكارة هذا القول ، و لكنه لم يتكلم على الإسناد بشيء فأوهم
سلامته من قادح ، و ليس كذلك ، فإن إسماعيل الشعراني هذا قد أورده الذهبي نفسه
في " الميزان " و قال :
" من شيوخ الحاكم ، قال الحاكم : ارتبت في لقيه بعض الشيوخ . ثم قال : حدثنا
إسماعيل : حدثنا جدي .. " .
قلت : فذكر له بإسناد آخر عن أنس حديث " طلب العلم فريضة على كل مسلم " و قال :
" غريب فرد " .
فكأن الحاكم يشير بهذا إلى شكه في سماع إسماعيل من جده الفضل .
و الفضل نفسه فيه كلام أيضا ، فقد قال ابن أبي حاتم ( 3/2/69 ) :
" كتبت عنه بالري ، و تكلموا فيه " .
و من أجل هذا ذكره الذهبي أيضا في " الميزان " لكنه أتبع ذلك بقوله :
" و قال الحاكم : كان أديبا فقيها عابدا ، عارفا بالرجال ، كان يرسل شعره . قلت
: عرف بالشعراني ، و هو ثقة ، لم يطعن فيه بحجة ، و قد سئل عنه الحسين القتباني
؟ فرماه بالكذب . قال : و سمعت أبا عبد الله بن الأخرم يسأل عنه ، فقال : صدوق
إلا أنه كان غاليا في التشيع قلت : مات سنة اثنتين و ثمانين و مائتين " .
قلت : و بالجملة فعلة هذا الإسناد ، إنما هي إسماعيل الشعراني ، فإنه مع تكلم
الحاكم في سماعه لا أعلم أحدا وثقه . مع النكارة التي في متنه ، كما تقدم عن
الذهبي ، و تبعه على ذلك الحافظ فإنه أورد مهجعا هذا في القسم الأول من "
الإصابة " و قال :
" هو مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم . ذكره الحاكم في " صحيحه " من طريق
الهقل بن زياد .. ( فذكر الحديث و قال : ) قلت : و أخشى أن يكون الذي بعده " .
قلت : والذي بعده :
" مهجع العكي مولى عمر بن الخطاب . قال ابن هشام : أصله من ( عك ) ، فأصابه
سباء ، فمن عليه عمر فأعتقه ، و كان من السابقين إلى الإسلام ، و شهد بدرا
و استشهد بها ، و قال موسى بن عقبة : كان أول من قتل ذلك اليوم " .
فقد أخطأ الشعراني فجعل مهجعا هذا حبشيا مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم ،
و هو عكي عربي مولى عمر . والله أعلم .

(3/454)


1456 - " إن الرحمة لا تنزل على قوم فيهم قاطع رحم " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/653 ) :

ضعيف جدا
أخرجه البخاري في " الأدب المفرد " ( 63 ) و كذا الطبراني في " الكبير " و ابن
عدي ( ق 155/2 ) من طريق سليمان أبي إدام قال : سمعت عبد الله بن أبي أوفى يقول
: عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : فذكره .
قلت : و هذا إسناد واه جدا ، سليمان هذا و هو ابن زيد المحاربي قال ابن معين :
" ليس بثقة ، كذاب ، ليس يسوى حديثه فلسا " .
و قال النسائي :
" متروك الحديث " .
و قال أبو حاتم :
" ليس بقوي " .
و قال الهيثمي في " المجمع " ( 8/151 ) :
" رواه الطبراني ، و فيه أبو إدام المحاربي و هو كذاب " .

(3/455)


1457 - " من سأل في المساجد فاحرموه " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/653 ) :

لا أصل له
كما قال السيوطي في " الحاوي للفتاوي " ( 1/120 ) ، و هو من الأحاديث التي وقعت
في كتاب " المدخل " لابن الحاج ( 1/310 ) ، و كم فيه من الأحاديث الضعيفة
و الموضوعة ، و ما لا أصل له ، و هو في هذا شبيه بكتاب " الإحياء " للغزالي ،
كما لا يخفى على من درس الكتابين من أهل العلم .
ثم قال السيوطي :
" و إنما قلنا بالكراهة أخذا من حديث النهي عن نشد الضالة في المسجد ، و يلحق
به ما في معناه ، من البيع و الشراء و نحوها ، و كراهة رفع الصوت في المسجد
بالعلم و غيره " .
و قد استدل السيوطي على جواز السؤال و التصدق عليه في المسجد بالحديث الآتي
و قواه ، و لما كان ضعيف الإسناد كان لا بد من أن أورده لأكشف عن علته فقلت :
" هل منكم أحد أطعم اليوم مسكينا ؟ فقال أبو بكر رضي الله عنه : دخلت المسجد
فإذا أنا بسائل ، فوجدت كسرة خبز في يد عبد الرحمن ، فأخذتها منه ، فدفعتها
إليه " .

(3/456)


1458 - " هل منكم أحد أطعم اليوم مسكينا ؟ فقال أبو بكر رضي الله عنه : دخلت المسجد
فإذا أنا بسائل ، فوجدت كسرة خبز في يد عبد الرحمن ، فأخذتها منه ، فدفعتها
إليه " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/654 ) :

منكر
أخرجه أبو داود ( 1/265 ) و الحاكم ( 1/412 ) و عنه البيهقي ( 4/199 ) من طريق
مبارك بن فضالة عن ثابت البناني عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن عبد الرحمن بن
أبي بكر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره . و قال الحاكم :
" صحيح على شرط مسلم " ! و وافقه الذهبي !
قلت : و هذا من عجائبهما ، و لا سيما الذهبي ; فإنه أورد المبارك هذا في "
الضعفاء و المتروكين " و قال :
" ضعفه أحمد و النسائي ، و كان يدلس " .
فأنت تراه قد عنعنه ، ثم هو مع ذلك ليس من رجال مسلم ! ! و من هذا تعلم أن قول
النووي في " شرح المهذب " :
" رواه أبو داود بإسناد جيد " ليس بجيد و إن أقره السيوطي في " الحاوي للفتاوي
" ( 1/118 ) ! !
و مما يؤكد ضعف الحديث بهذا السياق أنه قد صح من حديث أبي هريرة مرفوعا نحوه .
و ليس فيه أن تصدق أبي بكر رضي الله عنه كان في المسجد ، أخرجه مسلم و غير ،
و هو مخرج في الكتاب الآخر " الصحيحة " ( رقم 88 ) .
و إذا عرفت ذلك فلا يستقيم استدلال السيوطي بالحديث على أن الصدقة على السائل
في المسجد ليست مكروهة ، و أن السؤال فيه ليس بمحرم ، والله أعلم .

(3/457)


1459 - " ليس لقاتل وصية " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/655 ) :

موضوع
رواه الطبراني في " الأوسط " ( 1/152/2 - مجمع البحرين ) و الدارقطني في " سننه
" ( 4/236/115 ) و البيهقي ( 6/281 ) عن بقية عن مبشر بن عبيد عن حجاج بن أرطاة
عن عاصم عن زر عن علي ، و قال الطبراني :
" لا يروى عن علي إلا بهذا الإسناد ، تفرد به بقية " .
قلت : و هو مدلس ، و مثله حجاج بن أرطاة ، لكن الآفة من الذي بينهما ، و به
أعله الدارقطني فقال :
" مبشر بن عبيد متروك الحديث يضع الحديث " .
و قال البيهقي :
" تفرد به مبشر بن عبيد الحمصي و هو منسوب إلى وضع الحديث ، و إنما ذكرت هذا
الحديث لتعرف روايته " .
قلت : و قال الإمام أحمد :
" روى عنه بقية و أبو المغيرة أحاديث موضوعة كذب " .
و قال مرة :
" يضع الحديث " .
و قال البخاري :
" منكر الحديث " .
و قال ابن حبان في " الضعفاء و المتروكين " ( 3/30 ) :
" روى عن الثقات الموضوعات ، لا يحل كتب حديثه إلا على جهة التعجب " .
و مما ذكرنا عن هؤلاء الأئمة يظهر تقصير الهيثمي أو تساهله في قوله في " المجمع
" ( 4/214 ) :
" رواه الطبراني في " الأوسط " و فيه بقية ، و هو مدلس " !
و أسوأ منه عملا السيوطي ; فإنه أورد الحديث في " الجامع الصغير " الذي نص في
مقدمته أنه صانه عما تفرد به وضاع أو كذاب ! و قد تعقبه المناوي في " فيض
القدير " بقوله :
" قال ( يعني الذهبي ) في " المهذب " :
( فيه مبشر بن عبيد ; منسوب إلى الوضع ، و قال أحمد : أحاديثه منكرة ، و قال
البخاري : منكر الحديث ) " .
فمن العجيب حقا أن يتساهل المناوي أيضا و بعد أن نقل هذا ، فيقول في " التيسير
" :
" ضعيف ; لضعف مبشر ( الأصل : بشر ) بن عبيد " !

(3/458)


1460 - " الله الله فيمن ليس له [ ناصر ] إلا الله " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/656 ) :

ضعيف
أخرجه ابن عدي في " الكامل " ( ق 137/1 ) : حدثنا أحمد بن عمر بن المهلب أبو
الطيب المصري : حدثنا عيسى بن إبراهيم بن مثرود : حدثنا رشدين بن سعد عن
إبراهيم بن نشيط عن ابن حجيرة الأكبر عن أبي هريرة . قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم : فذكره . و قال :
" و هذا الحديث كتبته عن جماعة عن عيسى بن مثرود ، و لم يقل في هذا الإسناد أحد
: " عن أبي هريرة " إلا ابن المهلب هذا ، و غيره يرسله " .
قلت : و ابن المهلب هذا لم أجد له ترجمة ، و الإسناد ضعيف مسندا و مرسلا ،
و عيسى بن إبراهيم بن مثرود ذكره ابن أبي حاتم ( 3/1/272 ) برواية ابن خزيمة
عنه ، و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا .
و شيخه رشدين بن سعد معروف بالضعف لسوء حفظه ، و في " التقريب " :
" ضعيف ، رجح أبو حاتم عليه ابن لهيعة . و قال ابن يونس : كان صالحا في دينه ،
فأدركته غفلة الصالحين ، فخلط في الحديث " .
و الحديث قال المناوي في " الفيض " :
" رمز المصنف لضعفه ، و هو مما بيض له الديلمي " .
قلت : و لم يتكلم المناوي على إسناده بشيء ، فكأنه لم يقف عليه .

(3/459)


1461 - " كان يقبل بوجهه و حديثه على شر القوم يتألفه بذلك " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/657 ) :

ضعيف
أخرجه الترمذي في " الشمائل " ( 2/189 ) من طريق محمد بن إسحاق عن زياد بن أبي
زياد عن محمد بن كعب القرظي عن عمرو بن العاص قال : فذكره و زاد :
" فكان يقبل بوجهه و حديثه علي ، حتى ظننت أني خير القوم ! فقلت : يا رسول الله
! أنا خير أو أبو بكر ؟ فقال : أبو بكر ، فقلت : يا رسول الله ! أنا خير أم عمر
؟ فقال : عمر . فقلت : يا رسول الله ! أنا خير أم عثمان ؟ فقال : عثمان . فلما
سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فصدقني " .
قلت : و هذا إسناد ضعيف من أجل عنعنة ابن إسحاق فإنه مدلس معروف بذلك . و لهذا
فقول الهيثمي في " المجمع " ( 9/15 ) بعد أن ساق الحديث بتمامه :
" رواه الطبراني ، و إسناده حسن " .
ففيه نظر بين إلا أن يكون ابن إسحاق قد صرح بالتحديث عند الطبراني . والله أعلم
.
و زياد هذا هو المخزومي المدني و هو ثقة .

(3/460)


1462 - " فرخ الزنا لا يدخل الجنة " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/657 ) :

ضعيف
رواه ابن عدي ( 189/1 ) : حدثنا حمزة بن داود الثقفي : حدثنا محمد بن زنبور :
حدثنا عبد العزيز بن أبي حازم عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة مرفوعا و قال :
" يعرف بسهيل " .
قلت : إنما يعرف عنه بلفظ : " ولد الزنا شر الثلاثة " .
هكذا أخرجه الطحاوي و أبو داود و غيرهما من طرق عدة عن سهيل به . و في لفظ
للطحاوي : " فرخ الزنا شر الثلاثة " ، لكن في إسناده حسان بن غالب و هو متروك .
فالمحفوظ اللفظ الذي قبله ، و لذلك خرجته في " الصحيحة " ( 671 ) .
و أما هذا فعلته محمد بن زنبور ، فإن فيه ضعفا ، فلا يقبل منه ما خالف فيه
الثقات ، و حمزة بن داود الثقفي لم أجد له ترجمة .

(3/461)


1463 - " ثلاثة لا يدخلون الجنة ، مدمن خمر ، و قاطع رحم ، و مصدق بالسحر ، و من مات
مدمنا للخمر سقاه الله عز وجل من نهر الغوطة ، قيل : و ما نهر الغوطة ؟ قال :
نهر يجري من فروج المومسات ، يؤذي أهل النار ريح فروجهم " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/658 ) :

ضعيف
أخرجه ابن حبان ( 1380 و 1381 ) و الحاكم ( 4/146 ) و أحمد ( 4/399 ) و أبو
نعيم في " أحاديث مشايخ أبي القاسم الأصم " ( ق 31/1 ) عن الفضيل بن ميسرة عن
أبي حريز أن أبا بردة حدثه عن أبي موسى أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
فذكره . و قال الحاكم :
" صحيح الإسناد " . و وافقه الذهبي ، و فيه نظر ، فإن أبا حريز هذا ، و اسمه
عبد الله بن الحسين ، قال الذهبي نفسه في " الميزان " :
" فيه شيء " . و لذلك أورده في " الضعفاء " و قال :
" قال أبو داود : ليس حديثه بشيء ، و قال جماعة : ضعيف ، و وثقه أبو زرعة " .
و في " التقريب " :
" صدوق يخطىء " .

(3/462)


1464 - " لا يدخل الجنة صاحب خمس : مدمن خمر ، و لا مؤمن بسحر ، و لا قاطع رحم ، و لا
كاهن ، و لا منان " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/658 ) :

ضعيف
أخرجه أحمد ( 3/14 و 83 ) و الخطيب في " الموضح " ( 2/59 ) بالأولى منها فقط
و السهمي في " تاريخ جرجان " ( 255 ) من طريق عطية بن سعد عن أبي سعيد الخدري
قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره .
قلت : و رجاله ثقات رجال البخاري غير عطية و هو العوفي و هو ضعيف .
لكن الحديث قد جاء مفرقا في عدة أحاديث ، إلا المتعلق منه " بالكاهن " فإني لم
أجد ما يقويه ، و لذلك خرجته هنا .
و أما قوله : " و لا مؤمن بسحر " ، فهو في الحديث الذي قبله . و أما سائره فهو
مخرج في عدة أحاديث خرجت بعضها في الكتاب الآخر ( 672 - 675 ) .

(3/463)


1465 - " من أهان سلطان الله [ في الأرض ] أهانه الله " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/659 ) :

ضعيف
أخرجه الطيالسي في " مسنده " ( رقم 887 ) : حدثنا حميد بن مهران عن سعد بن أوس
عن زياد بن كسيب قال :
" خرج ابن عامر فصعد المنبر ، و عليه ثياب رقاق ، فقال بلال : انظروا إلى
أميركم يلبس لباس الفساق ! فقال أبو بكرة من تحت المنبر : سمعت رسول الله
صلى الله عليه وسلم يقول : ... " فذكره .
و أخرجه الترمذي ( 2/35 ) عن الطيالسي ، و أحمد ( 5/42 و 49 ) و ابن حبان في "
الثقات " ( 4/259 ) و القضاعي في " مسند الشهاب " ( ق 35/2 ) و ابن عساكر في "
تاريخ دمشق " ( 9/231/2 ) من طرق أخرى عن حميد به و زاد أحمد و القضاعي :
" و من أكرم سلطان الله أكرمه الله " .
و قال الترمذي :
" حديث حسن غريب " .
كذا قال ! و زياد بن كسيب هذا مجهول الحال لم يرو عنه غير سعد بن أوس هنا
و مستلم بن سعيد ، و لم يوثقه غير ابن حبان ، و في ترجمته ساق الحديث ، و لذلك
قال الحافظ في " التقريب " :
" مقبول " .
يعني عند المتابعة ، و إلا فلين الحديث عند التفرد ، و لما لم أجد له متابعا أو
شاهدا ، أوردته في هذه " السلسلة " .
و سعد بن أوس هو العدوي أو العبدي كما في بعض طرق الحديث ، قال الحافظ :
" صدوق له أغاليط " .
قلت : و هو غير العبسي ، هذا ثقة أخطأ الأزدي في تضعيفه كما قال الحافظ .
و قد روي الحديث بزيادة جملة في أوله بلفظ :
" السلطان ظل الله في الأرض " .
و قد أخرجته فيما يأتي برقم ( 1661 ) .
ثم وجدت لحديث الترجمة شاهدا من حديث أبي بكرة ، فنقلته إلى الصحيحة برقم (
2297 ) .

(3/464)


1466 - " إن الله عز وجل يقول : أنا الله لا إله إلا أنا ، مالك الملوك ، و ملك الملوك
، قلوب الملوك في يدي ، و إن العباد إذا أطاعوني حولت قلوبهم عليهم بالسخط
و النقمة ، فساموهم سوء العذاب ، فلا تشغلوا أنفسكم بالدعاء على الملوك ، و لكن
اشغلوا أنفسكم بالذكر و التضرع [ إلي ] أكفكم ملوككم " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/660 ) :

ضعيف جدا
أخرجه ابن حبان في " الضعفاء " ( 3/76 ) و الطبراني في " الأوسط " ( 9195 -
بترقيمي ) و عنه أبو نعيم في " الحلية " ( 2/388 ) عن علي بن معبد الرقي :
حدثنا وهب بن راشد : نا مالك بن دينار عن خلاس بن عمرو عن أبي الدرداء قال
: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره . و قالا :
" لم يروه عن مالك إلا وهب " .
قلت : و هو ضعيف جدا ، قال ابن حبان :
" شيخ يروي عن مالك بن دينار العجائب ، لا تحل الرواية عنه " .
و قال الدارقطني :
" متروك " .
و قال أبو حاتم :
" منكر الحديث ، حدث ببواطيل " .
قلت : و المقدام ضعيف أيضا ، أورده الذهبي في " الضعفاء " و قال :
" صويلح ، قال ابن أبي حاتم : تكلموا فيه ، قال ابن القطان : قال الدارقطني :
ضعيف " .
و الحديث قال الهيثمي ( 5/249 ) :
" رواه الطبراني في " الأوسط " ، و فيه وهب ( الأصل : إبراهيم ) بن راشد و هو
متروك " .

(3/465)


1467 - " ألا أخبركم بشراركم ؟ قالوا : بلى يا رسول الله ، قال الذي ينزل وحده ،
و يمنع رفده ، و يجلد عبده " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/661 ) :

ضعيف
أخرجه العقيلي في " الضعفاء " ( 448 ) و الحاكم ( 4/269 - 270 ) من طريق محمد
بن معاوية : حدثنا مصادف بن زياد المديني - قال : و أثنى عليه خيرا - قال :
سمعت محمد بن كعب القرظي .. قال : قال ابن عباس : قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم : فذكره . و سكت عليه و تعقبه الذهبي بقوله :
" قلت : محمد بن معاوية كذبه الدارقطني ، فبطل الحديث " .
قلت : و مصادف بن زياد مجهول كما في " الميزان " .
و قد وجدت له متابعين ثلاثة :
الأول : أبو المقدام هشام بن زياد ، و لكنه متروك كما قال الذهبي .
أخرجه الحاكم شاهدا للذي قبله ، و لا يصلح لذلك لشدة ضعفه .
و الثاني : القاسم بن عروة ، و لم أعرفه ، و في الطريق إليه أحمد بن عبد الجبار
العطاردي و هو ضعيف .
أخرجه أبو عثمان الصابوني في " عقيدة السلف " ( ج1/120 - 121 من المجموعة
المنيرية ) .
الثالث : عيسى بن ميمون المدني ، و هو ضعيف جدا ، قال البخاري :
" منكر الحديث " .
و قال ابن حبان :
" يروي أحاديث كلها موضوعات " .
أخرجه الطبراني في " المعجم الكبير " ( 3/97/2 ) .

(3/466)


1468 - " عليكم بالحزن فإنه مفتاح القلب ، قالوا : و كيف الحزن ؟ قال : أجيعوا أنفسكم
بالجوع و أظمئوها " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/662 ) :

ضعيف
رواه الطبراني ( 3/132/1 ) : حدثنا جبرون بن عيسى المقرىء : نا يحيى بن سليمان
الحفري : نا فضيل بن عياض عن منصور عن عكرمة عن ابن عباس مرفوعا .
قلت : و هذا سند ضعيف ، يحيى بن سليمان الحفري هو القرشي ، قال أبو نعيم في "
الحلية " :
" فيه مقال " ، كما سبق ذكره في الحديث رقم ( 316 ) .
و الراوي عنه جبرون لم أعرفه ، كما بينت هناك . فقول الهيثمي في " المجمع " (
10/310 ) :
" إسناده حسن " غير حسن ، و إن أقره المناوي في " الفيض " ، و قلده في "
التيسير " ! !
و الحفري هذا مولع برواية أحاديث الجوع ! فقد ساق له الطبراني ثلاثة منها هذا
أحدها و الآخران تقدما برقم ( 315 ، 316 ) ، فلعله كان من المتصوفة الذين
يحرمون على أنفسهم طيبات ما أحل الله لهم !

(3/467)


1469 - " عليكم بالحناء فإنه ينور وجوهكم ، و يطهر قلوبكم ، و يزيد في الجماع " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/662 ) :

موضوع
رواه ابن عدي ( ق 321/2 ) و من طريقه ابن الجوزي في " الواهية " ( 2/201 ) :
حدثنا أحمد بن عامر : حدثني عمر بن حفص الدمشقي : حدثني أبو الخطاب معروف
الخياط : حدثنا واثلة بن الأسقع مرفوعا .
و رواه ابن عساكر ( 12/353/1 ) من طريق أخرى عن ابن عامر به و قال ابن عدي :
" معروف الخياط عامة أحاديثه لا يتابع عليه " .
و قال الذهبي في ترجمته :
" هذا موضوع بيقين ، و البلية من عمر بن حفص ، لأن معروفا قل ما روى " .
و قال في ترجمة عمر بن حفص الدمشقي :
" أعتقد أنه وضع على معروف الخياط أحاديث ، كما سيأتي في ترجمة معروف ، و قد
زعم أنه بلغ مائة و ستين سنة " .
و أقره الحافظ في الترجمتين ، و لكنه وهم في ترجمة معروف فذكر فيها أنه بلغ
مائة .. إلخ ما ذكره الذهبي في ترجمة عمر ، و بناء على وهمه هذا قال في ترجمة
معروف من " التقريب " :
" و كان معمرا عاش مائة و ... " إلخ .
و قال ابن الجوزي عقب الحديث :
" لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال ابن عدي : لمعروف بن عبد الله
أحاديث منكرة جدا ، عامة ما يروي لا يتابع عليه ، و هذا حديث منكر " .
قال ابن الجوزي :
" قلت : و في الإسناد عمر بن حفص ، و قد قال أحمد : حرقنا حديثه ، و قال يحيى :
ليس بشيء ، و قال النسائي : متروك الحديث " .
و نقل المناوي في " الفيض " الشطر الأول من كلامه ، و أعرض عن الآخر فأخطأ ،
لأن عمر هذا هو آفة هذا الحديث كما تقدم في كلام الذهبي ، فتعصيب الآفة بمعروف
منكر لا يليق بالمعروف ! و كذلك عدوله عن الحكم على الحديث بالوضع الذي تقدم عن
الحافظين إلى قوله في " التيسير " :
" حديث منكر " ; مما لا مسوغ له ، و لعله من آثار إعراضه المذكور . والله أعلم
.

(3/468)


1470 - " إذا أردت سفرا فقل لمن تخلف : أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/663 ) :

ضعيف
أخرجه ابن عدي في " الكامل " ( 136/2 ) من طريق محمد بن أبي السري : حدثنا
رشدين بن سعد عن الحسن بن ثوبان عن موسى بن وردان عن أبي هريرة قال : قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره .
قلت : و هذا إسناد ضعيف ، رشدين بن سعد و ابن أبي السري ضعيفان .
و قد خالفهما في متنه الليث بن سعد و سعيد بن أبي أيوب فقالا : عن الحسن بن
ثوبان أنه سمع موسى بن وردان يقول :
أتيت أبا هريرة أودعه لسفر أردته ، فقال أبو هريرة رضي الله عنه : ألا أعلمك يا
ابن أخي شيئا علمنيه رسول الله صلى الله عليه وسلم أقول عند الوداع ؟ قلت : بلى
، قال : قل : أستودعكم الله ... إلخ .
أخرجه النسائي في " عمل اليوم و الليلة " 0 508 ) و ابن السني أيضا ( 499 )
و كذا أحمد ( 2/403 ) إلا إنه لم يذكر فيه سعيد بن أبي أيوب .
و هذا إسناد حسن . و انظر " الصحيحة " ( 16 و 2547 ) و التعليق على " الكلم
الطيب " ( ص 93 ) .
و الحديث عزاه في " الفتح الكبير " تبعا لـ " الزيادة " للحكيم فقط !

(3/469)


1471 - " إن الله يبغض الشيخ الغربيب . قال رشدين : الذي يخضب بالسواد " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/664 ) :

ضعيف
أخرجه ابن عدي ( 137/2 ) عن رشدين بن سعد عن أبي صخر حميد بن زياد عن يزيد بن
قسط عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره .
قلت : و رشدين ضعيف كما تقدم آنفا .
و من طريقه أخرجه الديلمي ( 1/2/243 - 244 ) لكنه قال : عن عبد الرحمن بن عمر
عن عثمان بن عبيد الله بن رافع ( ! ) عن أبي هريرة .

(3/470)


1472 - " قصوا أظافركم ، و ادفنوا قلاماتكم ، و نقوا براجمكم ، و نظفوا لثاثكم من
الطعام ، و استاكوا ، و لا تدخلوا علي قحرا ، بخرا " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/664 ) :

ضعيف
رواه الترمذي الحكيم من حديث عبد الله بن بسر رفعه . و في سنده راو مجهول ; كما
في " فتح الباري " ( 10/278 ) .
و قال شيخه العراقي :
" فيه عمر بن بلال غير معروف كما قاله ابن عدي " .
و أقول : فيه أيضا عمر بن أبي عمر ، قال الذهبي عن ابن عدي : مجهول . و إبراهيم
ابن العلاء لا يعرف .
كذا في " فيض القدير " .
( تنبيه ) : قوله : ( قحرا ) كذا وقع في " الجامع الصغير " طبعة الحلبي ، و كذا
وقع في متن " فيض القدير " و شرحه ، و في " التيسير " أيضا . و كذلك وقع في "
الجامع الكبير " للسيوطي ، و لم أجد لهذه اللفظة معنى هنا ، و قول المناوي في "
شرحيه " : " أي مصفرة أسنانكم من شدة الخلوف " .
فهو تفسير صحيح يقتضيه السياق ، و ليس هو معنى هذه اللفظة ، فالصواب أنها محرفة
من ( قلحا ) فإنه بهذا المعنى ، ففي " النهاية " لابن الأثير :
" ( قلح ) فيه : " مالي أراكم تدخلون علي قلحا ؟ ! " ، القلح : صفرة تعلو
الأسنان و وسخ يركبها " .
قلت : و هذه الجملة طرف حديث أخرجه أحمد ( 1/214 و 3/442 ) عن النبي صلى الله
عليه وسلم مرفوعا ، و في إسناده جهالة و اضطراب لا مجال الآن لبيانه .

(3/471)


1473 - " سألت ربي أبناء العشرين من أمتي ; فوهبهم لي " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/665 ) :

ضعيف
أخرجه ابن أبي الدنيا قال : حدثنا القاسم بن هاشم السمسار : حدثنا مقاتل بن
سليمان الرملي عن أبي معشر عن سعيد المقبري عن أبي هريرة قال : قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره . كذا في " الحاوي " ( 2/411 ) .
قلت : و هذا إسناد واه ، أبو معشر ; و اسمه نجيح ضعيف ، و مقاتل بن سليمان
الرملي ، أظنه البلخي الخراساني صاحب التفسير و هو كذاب ، و عليه فقوله : "
الرملي " محرف من " البلخي " ، فإن يكن هو فالحديث موضوع . والله أعلم .
و أما السمسار فصدوق ، و له ترجمة في " تاريخ بغداد " .
و الحديث مما بيض له المناوي في " فيض القدير " ، و أما في " التيسير " فقال :
" رواه ابن أبي الدنيا ، بإسناد ضعيف " .

(3/472)


1474 - " ثلاث من كن فيه فهو من الأبدال ; الذين هم قوام الدنيا و أهلها : الرضا
بالقضاء ، و الصبر عن محارم الله ، و الغضب في ذات الله " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/666 ) :

موضوع
قال أبو عبد الرحمن السلمي في " سنن الصوفية " : حدثنا أحمد بن علي بن الحسن :
حدثنا جعفر بن عبد الوهاب السرخسي : حدثنا عبيد بن آدم عن أبيه عن أبي حمزة عن
ميسرة بن عبد ربه عن المغيرة بن قيس عن شهر بن حوشب عن عبد الرحمن بن غنم عن
معاذ بن جبل قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره .
أخرجه الديلمي في " مسند الفردوس " . كذا نقله السيوطي في " الحاوي " ( 2/463 )
، و هو أول حديث في " المسند " تحت " حرف الثاء المثلثة " .
قلت : و هذا موضوع آفته ميسرة بن عبد ربه ، فإنه كذاب وضاع مشهور بذلك و تقدمت
له أحاديث أقربها برقم ( 1459 ) .
و شهر بن حوشب ضعيف .
و جعفر بن عبد الوهاب السرخسي لم أعرفه .
و أبو عبد الرحمن السلمي نفسه متهم ، و اسمه محمد بن الحسين بن محمد ، أورده
الذهبي في " الضعفاء " و قال :
" متكلم فيه ، قال الخطيب : قال لي محمد بن يوسف القطان : كان يضع الحديث
للصوفية " .
و الحديث أعله المناوي بابني عبد ربه و حوشب فقط !
و سود السيوطي به " الجامع الصغير " ! مع اطلاعه على إسناده !

(3/473)


1475 - " علامة أبدال أمتي أنهم لا يلعنون شيئا أبدا " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/666 ) :

موضوع
أخرجه ابن أبي الدنيا في " كتاب الأولياء " ( 114/59 ) من طريق عبد الرحمن بن
محمد المحاربي عن بكر بن خنيس يرفعه : فذكره .
و نقله في " الحاوي " ( 2/466 ) .
قلت : و هذا إسناد مرسل ضعيف ، بل هو معضل ، فإن بكر بن خنيس قال الحافظ :
" صدوق له أغلاط ، أفرط فيه ابن حبان ، من السابعة " .
و قال الذهبي في " الضعفاء " :
" ... عن التابعي ، قال الدارقطني : متروك " .
و قال في " الكاشف " :
" واه " .
و عبد الرحمن بن محمد المحاربي ، قال الحافظ :
" لا بأس به ، و كان يدلس ، قاله أحمد " .
و قال الذهبي في " الضعفاء " :
" ثقة ، قال ابن معين : له عن المجهولين مناكير " .
قلت : و هذا المتن منكر دون شك أو ريب ، بل هو موضوع ، فإن اللعن ، قد صدر منه
صلى الله عليه وسلم أكثر من مرة ، و قد أخبر عن ذلك هو نفسه صلى الله عليه وسلم
في غير ما حديث ، و قد خرجت طائفة منها في السلسلة الأخرى ( 83 و 85 و 1758 ) ،
فهل الأبدال أكمل من رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ !

(3/474)


1476 - " الأبدال من الموالي ، و لا يبغض الموالي إلا منافق " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/667 ) :

منكر
أخرجه أبو داود في " أسئلة أبي عبيد الآجري له " و عنه الحاكم في " الكنى " ،
و من طريقه الذهبي في " الميزان " بسنده عن الرجال بن سالم عن عطاء قال : قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره .
أورده الذهبي في ترجمة الرجال هذا و قال :
" لا يدرى من هو ؟ و الخبر منكر " . ثم ذكره .
و تعقبه الحافظ في " اللسان " فقال :
" و الذي في " الإكمال " و تبعه المصنف في " المشتبه " : " أبو الرجال : سالم
بن عطاء " فهو كنية له لا اسم ، و سالم اسمه لا اسم أبيه ، و عطاء أبوه لا شيخه
" .
و الحديث أورده السيوطي في " الحاوي " ( 2/466 ) و في " الجامع الصغير " من
رواية الحاكم دون الشطر الثاني منه !

(3/475)


1477 - " إن أبدال أمتي لم يدخلوا الجنة بالأعمال ، إنما دخلوها برحمة الله ، و سخاوة
النفس ، و سلامة الصدور ، و رحمة لجميع المسلمين " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/668 ) :

ضعيف جدا
أخرجه أبو بكر الكلاباذي في " مفتاح المعاني " ( 11/1 - 2 رقم 11 ) و البيهقي
في " شعب الإيمان " من طريق ابن أبي شيبة : حدثنا محمد بن عمران بن أبي ليلى :
أنا سلمة بن رجاء - كوفي - عن صالح المري عن الحسن عن أبي سعيد الخدري أو
غيره قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ... فذكره ، و قال :
" رواه عثمان عن محمد بن عمران ، فقال عن أبي سعيد ، لم يقل : ( أو غيره )
و قيل : عن صالح المري عن ثابت عن أنس " .
قلت : و هذا إسناد ضعيف ، صالح المري ، و هو ابن بشير ضعيف كما قال الحافظ في "
التقريب " ، و قال فيا يأتي :
" متروك الحديث " . و هو الأقرب إلى الصواب .
و قد اختلف عليه في إسناده كما ترى .
و الحسن هو البصري و هو مدلس و قد عنعنه .
و قد روي مرسلا ، أخرجه ابن أبي الدنيا في " كتاب السخاء " و البيهقي في " شعب
الإيمان " و الترمذي الحكيم في " نوادر الأصول " كما في " الحاوي " ( 2/464
و 465 ) .
و رواه بعض الضعفاء عن الحسن عن أنس مرفوعا بلفظ :
" إن بدلاء أمتي لم يدخلوا الجنة بصوم و لا بصلاة ، و لكن بسلامة الصدور ،
و نصيحة المسلمين " .
رواه الديلمي ( 1/2/272 ) من طريق ابن لال معلقا عن محمد بن عبد العزيز
الدينوري : حدثنا عثمان بن الهيثم : حدثنا عوف عن الحسن عن أنس مرفوعا .
قلت : عثمان بن الهيثم ثقة ، لكنه تغير فصار يتلقن .
و محمد بن عبد العزيز الدينوري قال الذهبي :
" منكر الحديث ضعيف " .
و ساق له الحافظ في " اللسان " من منكراته هذا الحديث . ثم قال عقبه :
" و رواه أيضا عن عثمان أيضا عن صالح بن بشير المري أبو بشر البصري عن ثابت عن
أنس . و إنما يعرف هذا من رواية صالح المري عن الحسن مرسلا . و صالح متروك
الحديث " .

(3/476)


1478 - " لا يزال أربعون رجلا من أمتي ، قلوبهم على قلب إبراهيم عليه السلام ،
يدفع الله بهم عن أهل الأرض ، يقال لهم : ( الأبدال ) ، إنهم لن يدركوها بصلاة
و لا صوم و لا صدقة . قالوا : يا رسول الله فبم أدركوها ؟ قال : بالسخاء
و النصيحة للمسلمين " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/669 ) :

ضعيف جدا
أخرجه الطبراني في " المعجم الكبير " ( 10390 ) و عنه أبو نعيم في " الحلية " (
4/173 ) : أنا أحمد بن داود المكي : حدثنا ثابت بن عياش الأحدب : حدثنا أبو
رجاء الكلبي : حدثنا الأعمش عن زيد بن وهب عن ابن مسعود قال : قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم : فذكره . و قال أبو نعيم :
" غريب من حديث الأعمش عن زيد ، ما كتبناه إلا من حديث أبي رجاء " .
قلت : اسمه روح بن المسيب قال ابن عدي :
" أحاديثه غير محفوظة " .
و قال ابن حبان ( 1/299 ) :
" يروي عن الثقات الموضوعات ، و يرفع الموقوفات ، لا تحل الرواية عنه " .
و أشار ابن معين إلى تضعيفه بقوله :
" صويلح " . و ثابت بن عياش الأحدب لم أعرفه . و كذا الراوي عنه .
و لن يعرف الهيثمي أبا رجاء أيضا فقال ( 10/63 ) :
" رواه الطبراني عن ثابت بن عياش الأحدب عن أبي رجاء الكلبي ، و كلاهما لم
أعرفه ، و بقية رجاله رجال الصحيح " !
كذا قال ! و هو يعني من فوق أبي رجاء ، دون شيخ الطبراني ، و هذه عادة له ، فكن
منها على ذكر .

(3/477)


1479 - " إن لله عز وجل في الخلق ثلاثمائة قلوبهم على قلب آدم عليه السلام ، و لله
تعالى في الخلق أربعون قلوبهم على قلب موسى عليه السلام ، و لله تعالى في الخلق
سبعة قلوبهم على قلب إبراهيم عليه السلام ، و لله تعالى في الخلق خمسة قلوبهم
على قلب جبريل عليه السلام ، و لله تعالى في الخلق ثلاثة قلوبهم على قلب
ميكائيل عليه السلام ، و لله تعالى في الخلق واحد قلبه على قلب إسرافيل عليه
السلام ، فإذا مات الواحد أبدل الله مكانه من الثلاثة ، و إذا مات الثلاثة أبدل
الله مكانه من الخمسة ، و إذا مات الخمسة أبدل الله تعالى مكانه من السبعة ،
و إذا مات السبعة أبدل الله مكانه من الأربعين ، و إذا مات الأربعين أبدل الله
مكانه من الثلاثمائة ، و إذا مات الثلاثمائة أبدل الله مكانه من العامة ، فبهم
يحيي و يميت و يمطر و ينبت ، و يدفع البلاء " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/670 ) :

موضوع
أخرجه أبو نعيم في " الحلية " ( 1/8 - 9 ) و الذهبي في " الميزان " من طريق
عبد الرحيم بن يحيى الأرمني : حدثنا عثمان بن عمارة : حدثنا المعافى بن عمران
عن سفيان الثوري عن منصور عن إبراهيم عن الأسود عن عبد الله قال : قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره . و زاد أبو نعيم :
" قيل لعبد الله بن مسعود : كيف بهم يحيي و يميت ؟ قال : لأنهم يسألون الله عز
وجل إكثار الأمم فيكثرون ، و يدعون على الجبابرة فيقصمون ، و يستقون فيسقون ،
و يسألون فتنبت لهم الأرض ، و يدعون فيدفع بهم أنواع البلاء " .
أورده الذهبي في ترجمة عثمان بن عمارة و قال :
" و هو كذب ، فقاتل الله من وضع هذا الإفك " .
و أقره الحافظ في " اللسان " . لكنه استدرك عليه فقال :
" و سبق في ترجمة عبد الرحيم قوله : أتهمه به أو عثمان " .
يعني أن التهمة في وضع هذا الحديث تتردد بين عبد الرحيم الأرمني و عثمان هذا ،
فإنهما مجهولان لا يعرفان إلا في هذا الحديث الباطل .
( تنبيه ) : ( الأرمني ) هكذا وقع في " الحلية " و في " الحاوي " ( 2/464 )
نقلا عنه . و وقع في " الميزان " : " الأدمي " . فالله أعلم .
( فائدة ) نقلت أكثر أسانيد الأحاديث المتقدمة من رسالة السيوطي " الخبر الدال
على وجود القطب و الأوتاد و النجباء و الأبدال " . و قد حشاها بالأحاديث
الضعيفة ، و الآثار الواهية ، و بعضها أشد ضعفا من بعض كما يدلك هذا التخريج ،
و من عجيب أمره أنه لم يذكر فيها و لا حديثا واحدا في القطب المزعوم ، و يسميه
تبعا للصوفية بالغوث أيضا ، و كذلك لم يذكر في الأوتاد و النجباء أي حديث مرفوع
، و إنما هي كلها أسماء مخترعة عند الصوفية ، لا تعرف عند السلف ، اللهم إلا
اسم البدل فهو مشهور عندهم كما تقدم . والله أعلم .
ثم نقل السيوطي عن اليافعي أنه قال :
" و قال بعض العارفين : و القطب هو الواحد المذكور في حديث عبد الله بن مسعود
أنه على قلب إسرافيل " !
فنقول : أثبت العرش ثم انقش ، فالحديث كذب كما يمعت عن الذهبي و العسقلاني ،
فالعجب من السيوطي - لا اليافعي - أن يخفى ذلك عليه .

(3/478)


1480 - " تعرض الأعمال يوم الاثنين و يوم الخميس على الله ، و تعرض على الأنبياء ،
و على الآباء و الأمهات يوم الجمعة ، فيفرحون بحسناتهم و تزداد وجوههم بياضا
و إشراقا ، فاتقوا الله ، و لا تؤذوا أمواتكم " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/672 ) :

موضوع
أخرجه الترمذي الحكيم في " نوادر الأصول " من حديث عبد الغفور بن عبد العزيز
عن أبيه عن جده قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره .
كذا في " الحاوي للفتاوي " ( 2/360 ) .
قلت : و هذا إسناد موضوع ، المتهم به عبد الغفور هذا ، و اسم جده سعيد الأنصاري
كما في بعض الأسانيد التي في ترجمته من " الميزان " ، و حكى عن البخاري أنه قال
: " تركوه " .
و هذا عنده معناه أنه متهم و في أشد درجات الضعف ، كما هو معروف عنه ، و أفصح
عن ذلك ابن حبان فقال ( 2/148 ) :
" كان ممن يضع الحديث على الثقات " .
و قال ابن معين :
" ليس حديثه بشيء " .
و قال أبو حاتم :
" ضعيف الحديث " .
و منه تعلم أن السيوطي قد أساء بإيراده لهذا الحديث في " الجامع الصغير "
و باستشهاده به على ما جزم به في " الحاوي " أن الأموات على علم بأحوال الأحياء
، و بما هم فيه ! و قد ساق في هذه المسألة أحاديث أخرى ، لا يحتج بشيء منها مثل
حديث " إن أعمالكم تعرض على أقاربكم و عشائركم من الأموات .. " الحديث ، و قد
مضى ( 867 ) .
و الحديث بيض له المناوي ، فلم يتكلم عليه بشيء فكأنه لم يقف على إسناده ،
فالحمد لله الذي أطلعني عليه ، و لو بواسطة السيوطي نفسه !
ثم إن الحديث وقع في " الجامع الصغير " من رواية الحكيم عن والد عبد العزيز غير
مسمى ، و قد تقدم أن اسمه سعيد الأنصاري ، و قد أورده في " الإصابة " باسم "
سعيد الشامي " ، و قال :
" جاءت عنه عدة أحاديث من رواية ولده عنه ، تفرد بها عبد الغفور أبو الصباح بن
عبد العزيز عن أبيه عبد العزيز عن أبيه سعيد .. " ثم ذكر له أحاديث .
و قد ساق بعضها ابن عدي في ترجمة عبد الغفور هذا و قال في آخر ترجمته :
" الضعف على ترجمته و رواياته بين ، و هو منكر الحديث " .

(3/479)


1481 - " لغزوة في سبيل الله أحب إلي من أربعين حجة " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/673 ) :

ضعيف
أخرجه القاضي عبد الجبار الخولاني في " تاريخ داريا " ( ص 90 - 91 ) : حدثنا
محمد بن أحمد بن عمارة : حدثنا المسيب بن واضح : حدثنا أبو إسحاق الفزاري عن
يزيد بن السمط عن النعمان بن المنذر عن مكحول قال :
" كثر المستأذنون إلى الحج في غزوة تبوك ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم
.. " فذكره .
قلت : و هذا إسناد ضعيف ، المسيب بن واضح . قال الدارقطني :
" ضعيف " . و بين سببه أبو حاتم فقال :
" صدوق يخطىء كثيرا " . و مثله قول الجوزجاني :
" كان كثير الخطأ و الوهم " .
و سائر رجاله ثقات من رجال " التهذيب " غير محمد بن أحمد بن عمارة و قد ترجمه
ابن عساكر في " التاريخ " ( 14/334/2 ) ، و ذكر أنه توفي سنة 323 عن 96 سنة .
و جاء وصفه في بعض الأسانيد عنده بأنه :
" الثقة الأمين كرم الله وجهه و أسكنه جنته " .

(3/480)


1482 - " إن من ضعف اليقين أن ترضي الناس بسخط الله ، و أن تحمدهم على رزق الله ، و أن
تذمهم على ما لم يؤتك الله ، إن رزق الله لا يجره إليك حرص حريص ، و لا يرده
كره كاره ، و إن الله تعالى بحكمته و جلاله جعل الروح و الفرج في الرضا ، و جعل
الهم و الحزن في الشك و السخط " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/674 ) :

موضوع
أخرجه أبو نعيم في " الحلية " ( 10/41 ) و أبو عبد الرحمن السلمي في " طبقات
الصوفية " ( ص 68 - 69 ) من طريق أحمد بن الحسن بن محمد بن سهل البصري المعروف
بابن الحمصي قال : حدثنا علي بن جعفر البغدادي ، قال : قال أبو موسى الدؤلي
( و في الطبقات : الديبلي ) : حدثنا أبو يزيد البسطامي : حدثنا أبو عبد الرحمن
السدي عن عمرو بن قيس الملائي عن عطية عن أبي سعيد الخدري ، قال : قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكره . و قال أبو نعيم :
" و هذا الحديث مما ركب على أبي يزيد ، و الحمل فيه عبى شيخنا ابن الحمصي فقد
عثر منه على غير حديث ركبه ! " .
قلت : و في " الميزان " :
" قيل : يتهم بوضع الحديث . قاله الضياء " .
ثم أخرجه أبو نعيم ( 5/106 ) من طريق علي بن محمد بن مروان و هو السدي : حدثنا
أبي : حدثنا عمرو بن قيس الملائي به . و قال :
" حديث غريب من حديث عمرو ، تفرد به علي بن محمد بن مروان عن أبيه " .
قلت : و محمد بن مروان السدي متهم بالكذب ، معروف به .
و أما ابنه علي فلم أعرفه ، و قد ذكره في " التهذيب " في جملة الرواة عن أبيه ،
فهو آفته أو أبوه ، و هو الأقرب . والله أعلم .
ثم رأيت الحديث في " شعب الإيمان " ( 1/152 - 153 ) أخرجه من طريق أخرى عن أبي
عبد الرحمن السدي ، و من طريق علي بن محمد بن مروان ، حدثنا أبي به .
فتأكدنا من أن الآفة من أبي عبد الرحمن محمد السدي .

(3/481)


1483 - " آجرت نفسي من خديجة سفرتين بقلوص " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/674 ) :

ضعيف جدا
أخرجه البيهقي في " السنن الكبرى " ( 6/118 ) من طريق محمد بن فضيل : حدثنا
الربيع بن بدر ، و من طريق معلى بن أسد العمي : حدثنا حماد بن الربيع بن بدر عن
أبي الزبير عن جابر قال :
" استأجرت خديجة رضي الله عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم سفرتين إلى ( جرس
) ، كل سفرة بقلوص " .
هذا لفظ حديث المعلى ، و لفظ ابن فضيل هو المذكور أعلاه .
قلت : و هذا إسناد ضعيف لأن أبا الزبير مدلس و قد عنعنه . و لفظ الترجمة ضعيف
جدا ، لأن الربيع بن بدر متروك ، كما قال الحافظ في " التقريب " ، و لا سيما قد
خالفه في المتن حماد و هو ابن مسعدة و هو ثقة - فقال : " سفرتين ، كل سفرة
بقلوص " .
و قد أخرجه الحاكم أيضا ( 3/182 ) بهذا اللفظ عن حماد و الربيع و قال :
" صحيح الإسناد " ! و وافقه الذهبي !
و كأنه لم يتنبه لعنعنة أبي الزبير ، و كذلك صنع ابن القيم في أول " الزاد "
و ابن كثير في " البداية " ( 2/295 ) ، فإنهما أعلاه بالربيع ، و فاتهما أنه
متابع من قبل حماد بن مسعدة ، و لا سيما و ابن القيم أورده بلفظه و ليس بلفظ
الربيع ! ! و عكس ذلك المعلق على " زاد المعاد " ، فأعله بأبي الزبير فقط
للمتابعة فأصاب ، و لكنه لم يتنبه للفرق بين لفظيهما !

(3/482)


1484 - " آية الكرسي ربع القرآن " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/675 ) :

ضعيف
أخرجه أحمد ( 3/221 ) : حدثنا عبد الله بن الحارث قال : حدثني سلمة بن وردان أن
أنس بن مالك صاحب النبي صلى الله عليه وسلم حدثه :
" أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سأل رجلا من صحابته فقال : أي فلان هل تزوجت
؟ قال : لا ، و ليس عندي ما أتزوج به ، قال : أبي معك *( قل هو الله أحد )* ؟
قال : بل ، قال : ربع القرآن ، قال : أليس معك *( قل يا أيها الكافرون )* ؟ قال
: بلى ، قال : ربع القرآن ، قال : أليس معك *( إذا زلزلت الأرض )* ؟ قال : بلى
، قال : ربع القرآن ، قال : أليس معك *( إذا جاء نصر الله )* ؟ قال : بلى ، قال
: ربع القرآن ، قال : أبي معك آية الكرسي : *( الله لا إله إلا هو )* ؟ قال :
بلى ، قال : ربع القرآن ، قال : تزوج ، تزوج ، تزوج . ثلاث مرات " .
قلت : و هذا إسناد ضعيف ، سلمة بن وردان قال الحافظ في " التقريب " :
" ضعيف " .
و من طريقه أخرجه ابن عدي في " الكامل " ( ق 170/2 ) أورده في جملة ما أنكر على
سلمة من الأحاديث ، و تبعه الذهبي ، و قال :
" و قال الحاكم : " رواياته عن أنس أكثرها مناكير " ، و صدق الحاكم " .
و مما يدل على نكارة الحديث أنه مخالف لحديث الصحيحين و غيرهما عن جماعة من
أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم مرفوعا : " *( قل هو الله أحد )* تعدل ثلث
القرآن " . و قد أخرجه الترمذي ( 2/147 ) من طريق أخرى عن سلمة بن وردان به دون
ذكر آية الكرسي و قال في روايته : " *( قل هو الله أحد )* ثلث القرآن " ثم قال
: " حديث حسن " !
و حديث الترجمة ، أورده السيوطي في " الجامع الصغير " من رواية أبي الشيخ في "
كتاب الثواب " عن أنس و زاد عليه المناوي : " و الطبراني " ، و فاتهما " المسند
" ! ثم أعله بسلمة فقال :
" أورده الذهبي في " الضعفاء و المتروكين " ، و قد حسنه المؤلف ، و لعله
لاعتضاده " .
قلت : رحم الله من قال : اجعل لعل عند ذاك الكوكب ! أو كما قال ، فإن الحديث لم
نره إلا من هذه الطريق الواهية ، و السيوطي معروف بالتساهل ، على أن تحسينه
و كذلك تصحيحه و تضعيفه إنما هو بالرمز بحرف ( صح ) و ( ح ) و ( ض ) مما لا
يوثق به لغلبة تحريف النساخ كما قال المناوي نفسه ( 1/41 ) .
( تنبيه ) : قوله : " *( قل يا أيها الكافرون )* ربع القرآن ; ثابت عن
رسول الله صلى الله عليه وسلم ، بمجموع طرقه ، و قد خرجت طائفة منها في الكتاب
الآخر ( 588 ) .

(3/483)


1485 - " آدم في السماء الدنيا ، تعرض عليه أعمال ذريته ، و يوسف في السماء الثانية ،
و ابنا الخالة يحيى و عيسى في السماء الثالثة ، و إدريس في السماء الرابعة ،
و هارون في السماء الخامسة ، و موسى في السماء السادسة ، و إبراهيم في السماء
السابعة " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/676 ) :

منكر
رواه ابن مردويه عن أبي سعيد الخدري مرفوعا كما في " الجامع الصغير " ،
و قال شارحه المناوي :
" و إسناده ضعيف ، لكن المتن صحيح ، فإنه قطعة من حديث الإسراء الذي خرجه
الشيخان عن أنس ، لكن فيه خلف في الترتيب " .
قلت : ليس عند الشيخين قوله : " تعرض عليه أعمال ذريته " ، و لم أره في أحاديث
الباب ، لا عندهما ، و لا عند غيرهما ; فهي زيادة منكرة ، و أما المخالفة في
الترتيب ; فهي كما قال المناوي ، فإن الحديث قطعة من حديث الإسراء ، و هو عند
البخاري ( 7/160 - 172 - فتح ) و مسلم ( 1/103 ) و النسائي ( 1/76 - 77 )
و غيرهم من حديث صعصعة بن مالك مرفوعا بطوله ، و فيه أنه رأى في السماء الثانية
يحيى و عيسى ، و في الثالثة يوسف . و كذا وقع في حديث أنس عند مسلم ( 1/99 -
101 ) و النسائي ( 1/77 - 78 ) و غيرهما ، خلافا لبعض الأحاديث الأخرى التي
أشار إليها الحافظ في " الفتح " ، و قال في حديث صعصعة و أنس :
" و هو أثبت " .

(3/484)


1486 - " آمروا النساء في بناتهن " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/677 ) :

ضعيف
أخرجه أبو داود ( 1/327 ) و عنه البيهقي ( 7/115 ) من طريق إسماعيل بن أمية :
حدثني الثقة عن ابن عمر رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم : فذكره .
قلت : و هذا إسناد ضعيف لجهالة " الثقة " ، فإن مثل هذا التوثيق لشخص مجهول
العين عند غير الموثق غير مقبول كما هو مقرر في " الأصول " ; و لذلك فرمز
السيوطي لحسنه غير حسن إن صح ذلك عنه ، فإن المناوي قد نص في مقدمة " فيض
القدير " على ما يجعل الواقف على الرموز لا يثق بها ، و مع ذلك فكثيرا ما يقول
: كما قال في هذا الحديث : " و رمز المؤلف لحسنه " ! و يقره و هو غير مستحق له
، كما ترى ، بل قلده فيه في الكتاب الآخر فقال في " التيسير " :
" .. بإسناد حسن " !

(3/485)


1487 - " آمين خاتم رب العالمين ، على لسان عباده المؤمنين " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/677 ) :

ضعيف
أخرجه ابن عدي في " الكامل " ( 6/2432 ) و الديلمي في " مسند الفردوس " (
1/1/76 ) عن مؤمل بن عبد الرحمن : حدثنا أبو أمية بن يعلى عن سعيد المقبري عن
أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكره و قال ابن عدي :
" لا يرويه عن أبي أمية بن يعلى - و إن كان ضعيفا - غير مؤمل هذا ، و عامة
حديثه غير محفوظ " .
و الحديث عزاه السيوطي في " الجامعين " لابن عدي و الطبراني في " الدعاء "
و قال المناوي في " الفيض " :
" و فيه مؤمل الثقفي ، أورده الذهبي في " الضعفاء " ، عن أبي أمية بن يعلى
الثقفي ، لا شيء . و من ثم قال المؤلف ( السيوطي ) في " حاشية الشفاء " :
إسناده ضعيف . و لم يرمز له هنا بشيء " .
قلت : و لذلك جزم بضعف إسناده الشيخ زكريا الأنصاري في " فتح الجليل " ( ق 14/2
) ، و قال الحافظ ابن حجر في " مختصر الديلمي " :
" قلت : أبو أمية ضعيف " .
( تنبيه ) : قول المناوي : " و لم يرمز له هنا بشيء " يدلنا على أن نسخة "
الجامع الصغير " المطبوعة في أعلى " فيض القدير " ليس هي النسخة التى اعتمد
عليها شارحه المناوي ، لأنه وقع فيها الرمز بالضعف لهذا الحديث ، و عليها يعتمد
المعلقون على " الجامع الكبير " في رموز الأحاديث تصحيحا و تحسينا و تضعيفا دون
أن ينتبهوا إلى ما نبهنا عليه مرارا تبعا للمناوي أنه لا يجوز الاعتماد عليها
لما وقع فيها من التحريف و غيره ، و هكذا فعلوا في هذا الحديث فقالوا في
تعليقهم عليه ( 1/1/26 ) :
" و هو في " الصغير " برقم 20 ، و رمز له المصنف بالضعف " . دون أن يرجعوا إلى
كلام المناوي المصرح بأنه لم يرمز له بشيء . و كذلك يفعلون في كل أحاديث الكتاب
يعتمدون على رموزه كما ذكرنا دون أن يتثبتوا من صحة نسبة الرمز إلى المصنف أولا
، و لمطابقة الرمز للنقد العلمي ثانيا . والله المستعان .

(3/486)


1488 - " آمين قوة للدعاء " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/678 ) :

ضعيف جدا
رواه ابن عدي ( 83/2 ) عن عبد الله بن بزيع عن الحسن بن عمارة : حدثني الزهري
عن أبي سلمة عن أبي هريرة مرفوعا .
قلت : و هذا سند ضعيف جدا و فيه علتان :
الأولى : ابن عمارة ، قال الحافظ : " متروك " ، بل قال الإمام أحمد :
" كان منكر الحديث ، و أحاديثه موضوعة " .
الثانية : عبد الله بن بزيع فإنه ضعيف ، و قال ابن عدي عقب الحديث :
" إنه غير محفوظ " .
و الحديث من الأحاديث التي خلا منها الجوامع الثلاثة : " الجامع الكبير "
و " الجامع الصغير " للسيوطي و كذا " الزيادة عليه " له و " الجامع الأزهر "
للمناوي !

(3/487)


1489 - " يا حرملة ! ائت المعروف ، و اجتنب المنكر ، و انظر ما يعجب أذنك أن يقول لك
القوم إذا قمت من عندهم فأته ، و انظر الذي تكرهه أن يقول لك القوم إذا قمت من
عندهم فاجتنبه " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/679 ) :

ضعيف
أخرجه البخاري في " الأدب المفرد " ( 222 ) و ( ق 20/2 من المخطوطة ) و ( ص 34
) من الهندية ) و ابن سعد في " الطبقات " ( 1/320 - 321 ) من طريق عبد الله بن
حسان العنبري قال : حدثنا حبان بن عاصم - و كان حرملة أبا أمه - فحدثتني صفية
ابنة عليبة و دحيبة ابنة عليبة - و كان جدهما حرملة أبا أبيهما - أنه أخبرهم [
عن ] حرملة بن عبد الله :
" أنه خرج حتى أتى النبي صلى الله عليه وسلم ، فكان عنده حتى عرفه النبي
صلى الله عليه وسلم ، فلما ارتحل ، قلت في نفسي : والله لآتين النبي صلى الله
عليه وسلم حتى أزداد من العلم ، فجئت أمشي ، حتى قمت بين يديه ، فقلت : ما
تأمرني أعمل ؟ قال ... " فذكره .
قلت : و هذا إسناد في ثبوته نظر من وجهين :
الأول : أن عبد الله بن حسان العنبري مجهول الحال ، لم يوثقه أحد ، و قال
الحافظ في " التقريب " :
" مقبول " . يعني عند المتابعة ، و قد توبع ، لكن مع المخالفة في إسناده كما
يأتي .
الآخر : أن نسخ " الأدب المفرد " مختلفة في إثبات حرف ( عن ) قبل ( حرملة ) فقد
ثبت في النسختين المطبوعتين المشار إليهما ، و لم تثبت في المخطوطة ، و لذلك
وضعته بين المعكوفتين ، و السند ، يختلف الحكم عليه باختلاف النسخ ، فعلى
إثباته يكون الحديث من رواية ابنتي عليبة عن عليبة عن حرملة . و على حذفه يكون
من روايتهما عن جدهما حرملة .
و على الإثبات يكون الحديث معلولا بالجهالة ، فإن عليبة هذا مجهول العين ،
أورده ابن أبي حاتم في " الجرح و التعديل " ( 3/2/40 ) و لم يزد على قوله :
" روى عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم . روى عنه ابنه ضرغامة " .
و على حذفه فهل سمع ابنتا عليبة من جدهما ؟ ليس عندنا ما يثبت ذلك ، إلا هذا
الإسناد ، و مداره على عبد الله بن حسان ، و قد عرفت أنه مجهول الحال فلا تقوم
الحجة به ، و لا سيما قد خولف في إسناده فقال أبو داود الطيالسي في " مسنده " (
1207 ) : حدثنا قرة قال : حدثنا ضرغامة قال : حدثني أبي عن أبيه قال :
أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في ركب من الحي ، فلما أردت الرجوع قلت : يا
رسول الله أوصني قال :
" اتق الله ، و إذا كنت في مجلس و قمت منه ، و سمعتهم يقولون ما يعجبك ، فأته ،
فإذا سمعتهم يقولون ما تكره فلا تأته " .
و أخرجه ابن سعد ( 7/34 ) من طريقين آخرين عن قرة .
فهذا الإسناد يشهد أن الحديث من رواية عليبة عن حرملة لأن ضرغامة هذا هو ابن
عليبة بن حرملة العنبري كما في كتاب ابن أبي حاتم ( 2/1/470 ) ، فعليه فيمكن
القول بأن النسخة التي أثبتت ( عن ) أرجح من الأخرى ، فيكون الإسناد متصلا
معللا بالجهالة ، على أن ضرغامة هذا يشبه أباه في الجهالة ، فإن ابن أبي حاتم
لم يزد فيه على قوله :
" روى عن أبيه ، روى عنه قرة بن خالد السدوسي " .
و مما يرجح نسخة الإثبات و الوصل ، أن الذين ترجموا لحرملة هذا في " الصحابة "
كابن عبد البر و غيره كلهم ذكروا أن الحديث من رواية صفية و دحيبة عن أبيهما
عنه ، و قد عزاه أحدهم للأدب المفرد و الطيالسي ، و هو الحافظ ابن حجر <1> ،
و تبعه السيوطي ، فقال في " الجامع الكبير " ( 1/4/1 ) :
" رواه البخاري في " الأدب " و ابن سعد و الباوردي و البغوي و البيهقي في "
شعب الإيمان " من طريق صفية و دحيبة ابنتي عليبة بن حرملة بن عبد الله بن أوس
عن أبيهما عن جدهما رضي الله عنه . قال البغوي : و لا أعلم له غيره " .
و لكن يعارض هذا أن ابن أبي حاتم قال في ترجمة حرملة من كتابه ( 1/2/272 ) :
" بصري له صحبة ، روى عنه صفية و دحيبة ابنتا عليبة ، سمعت أبي يقول ذلك ، قال
أبو محمد : روى عنه حبان بن عاصم " .
و على هذا جرى الحافظ في " التهذيب " و غيره ، خلافا لصنيعه في " الإصابة " كما
سبقت الإشارة إليه ، و لا أعلم مستندا لهذا سوى رواية عبد الله بن حسان هذه ،
و هي مضطربة كما رأيت ، و لعل ذلك منه ; فإنه غير معروف بالضبط و الحفظ ، و لا
سيما قد خولف من ضرغامة كما سبق .
و جملة القول : أن الحديث ضعيف لا يثبت ، لأنه منقطع أو مجهول .
فقول الحافظ في " الإصابة " :
" و حديثه في " الأدب المفرد " للبخاري و " مسند أبي داود الطيالسي " و غيرهما
بإسناد حسن " .
فهو غير حسن ، كيف و هو الذي قال في عبد الله بن حسان : " مقبول " كما تقدم ؟ !
فإن قيل : إنما حسنه بمجموع الطريقين أحدهما عند البخاري و الآخر عند الطيالسي
.
قلت : يمنع من ذلك الاختلاف الذي بينهما ، كما سبق شرحه ، و تلخيص ذلك أن رواية
ابن حسان إن كان المحفوظ فيها إسقاط عليبة من الإسناد ، فقد خالفه ضرغامة ،
و ليس فيهما حافظ ليصار إلى ترجيح رواية أحدهما على رواية الآخر ، و إن كان
المحفوظ فيها إثبات عليبة فهو مجهول ، فمن أين للإسناد الحسن ؟ ! والله سبحانه
و تعالى أعلم .
هذا ما وصل إليه علمي ، *( و فوق كل ذي علم عليم )* فمن كان عنده شيء نستفيده
منه قدمه إلينا إن شاء الله ، و جزاه الله خيرا .
*--------------------------------------------------------------------------*
[1] انظر " الاستيعاب " ( 1/139 ) و " أسد الغابة " ( 1/397 ) و " الإصابة " (
2/2 ) . اهـ .
1

(3/488)


1490 - " جئتم تسألوني عن الصنيعة لمن تحق ؟ لا تنبغي الصنيعة إلا لذي حسب أو دين ،
و جئتم تسألوني عن الرزق و ما يجلبه على العبد ؟ فاستجلبوه و استنزلوه بالصدقة
، و جئتم تسألوني عن جهاد الضعفاء ؟ فإن جهاد الضعفاء الحج و العمرة ، و جئتم
تسألوني عن جهاد النساء ؟ و إن جهاد المرأة حسن التبعل ، و جئتم تسألوني عن
الرزق ؟ و من يأتي ؟ و كيف يأتي ؟ أبى الله أن يرزق عبده المؤمن إلا من حيث لا
يعلم " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/682 ) :

منكر
رواه أبو سعيد بن الأعرابي في " المعجم " ( 99/1 ) و من طريقه القضاعي في "
مسند الشهاب " ( ق 48/1 ) : نا أبو عبد الله أحمد بن طاهر بن حرملة بن يحيى بن
عبد الله بن حرملة بن عمران بن قراد التجيبي : نا جدي حرملة قال : حدثني عمر بن
راشد المدني قال : حدثني مالك بن أنس عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده قال :
" احتج أبو بكر و عمر و أبو عبيدة بن الجراح ، فتماروا في شيء ، فقال لهم علي :
انطلقوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فلما وقفوا على رسول الله صلى الله
عليه وسلم ، قال : جئنا يا رسول الله نسألك عن شيء ، فقال : إن شئتم فاسألوا ،
و إن شئتم أخبرتكم بما جئتم له ، قالوا : أخبرنا ، قال : " فذكره .
قلت : و هذا إسناد واه جدا ، عمر بن راشد المدني ; هو أبو حفص الجاري : قال أبو
حاتم :
" وجدت حديثه كذبا و زورا " . و قال العقيلي :
" منكر الحديث " .
و أحمد بن طاهر ، قال الدارقطني :
" كذاب " . قال الذهبي :
" و أتى بحديث منكر متنه ( أبى الله أن يرزق المؤمن إلا من حيث لا يعلم ) " .
قلت : و أخرجه الحاكم في " تاريخه " بإسناده عن عمر بن خلف المخزومي : حدثنا
عمر بن راشد عن عبد الرحمن بن حرملة عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة قال :
" كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما جالسا في مجلسه ، فاطلع علي بن أبي
طالب .. " .
قلت : فذكره ، و قال الحاكم :
" هذا حديث غريب الإسناد و المتن ، و عبد الرحمن بن حرملة المديني عزيز الحديث
جدا " .
قلت : هو مختلف فيه ، و إنما الآفة من عمر بن راشد ، و قد عرفت حاله ، و من
طريقه أخرج الديلمي ( 1/1/80 ) الجملة الأخيرة منه .
و أورده ابن الجوزي في " الموضوعات " ( 2/152 - 153 ) من طريق ابن حبان ، و هذا
في " الضعفاء " ( 1/147 ) بسنده عن أحمد بن داود بن عبد الغفار عن أبي مصعب قال
: حدثني مالك عن جعفر بن محمد به ، و قالا :
" موضوع ، آفته أحمد بن داود بن عبد الغفار " .
و قال السيوطي عقبه في " اللآلي " ( 2/71 ) :
" و قال ابن عبد البر : هذا حديث غريب من حديث مالك ، و هو حديث حسن ، لكنه
منكر عندهم عن مالك ، لا يصح عنه ، و لا أصل له في حديثه " .
ثم ذكر له السيوطي طريقا أخرى عن علي و فيها هارون بن يحيى الحاطبي ، ذكره
العقيلي في " الضعفاء " و قال ابن عبد البر :
" لا أعرفه " . و قال البيهقي :
" لا أحفظه على هذا الوجه ، إلا بهذا الإسناد ، و هو ضعيف بمرة " .

(3/489)


1491 - " ابتدروا الأذان ، و لا تبتدروا الإمامة " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/683 ) :

ضعيف
رواه ابن أبي شيبة في " المصنف " ( 1/95/2 ) : حدثنا وكيع عن علي بن مبارك عن
يحيى بن أبي كثير مرفوعا .
قلت : و هذا إسناد ضعيف ; فإنه و إن كان رجاله كلهم ثقاتا رجال الشيخين ، فإنه
معضل ، و ليس بمرسل كما قال السيوطي و أقره المناوي ; فإن يحيى بن أبي كثير ،
إنما له رؤية لأنس ، و لم يسمع منه ، و لا من صحابي آخر كما في " التهذيب " عن
ابن حبان و غيره .
و أما قول المناوي في " شرحيه " :
" و له شواهد " .
فلا أعلم شيئا منها . والله أعلم .

(3/490)


1492 - " أبى الله أن يقبل عمل صاحب بدعة ، حتى يدع بدعته " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/684 ) :

منكر
أخرجه ابن ماجه ( رقم 50 ) و ابن أبي عاصم في " السنة " ( ق 4/2 ) و الديلمي (
1/1/80 ) من طريق أبي الشيخ عن بشر بن منصور الحناط ، عن أبي زيد عن أبي
المغيرة عن عبد الله بن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
فذكره .
قلت : و هذا إسناد ضعيف ، مسلسل بالمجهولين ، قال أبو زرعة :
" لا أعرف أبا زيد و لا شيخه و لا بشرا " .
و قال الذهبي في أولهم :
" يجهل " . و قال في الآخرين :
" لا يدرى من هما " .
و وافقه البوصيري في " الزوائد " ( 1/11 ) .
و قد جاء بإسناد شر من هذا بلفظ آخر ، و هو :
" لا يقبل الله لصاحب بدعة صوما و لا صلاة ، و لا صدقة ، و لا حجا ، و لا عمرة
، و لا جهادا ، و لا صرفا و لا عدلا ، يخرج من الإسلام كما تخرج الشعرة من
العجين " .

(3/491)


1493 - " لا يقبل الله لصاحب بدعة صوما و لا صلاة ، و لا صدقة ، و لا حجا ، و لا عمرة
، و لا جهادا ، و لا صرفا و لا عدلا ، يخرج من الإسلام كما تخرج الشعرة من
العجين " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/684 ) :

موضوع
أخرجه ابن ماجه( 49 ) من طريق محمد بن محصن عن إبراهيم بن أبي عبلة عن عبد الله
ابن الديلمي عن حذيفة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره .
قلت : و هذا موضوع آفته ابن محصن هذا فإنه كذاب كما قال ابن معين و أبو حاتم ،
و قال الحافظ في " التقريب " :
" كذبوه " .
و تساهل البوصيري فيه فقال في " الزوائد " ( 1/10 ) :
" هذا إسناد ضعيف ، فيه محمد بن محصن ، و قد اتفقوا على ضعفه " .
و وجه التساهل أن الراوي قد يتفق على ضعفه ، و ليس بكذاب ، و حينئذ فذكر
الاتفاق دون ذكر السبب لا يكون معبرا عن واقع الراوي . فتأمل .

(3/492)


1494 - " من يعمل سوءا يجز به في الدنيا " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/685 ) :

ضعيف
أخرجه الحاكم ( 3/552 - 553 ) و ابن عدي في " الكامل " ( 142/2 ) و أحمد ( 1/6
) و ابن مردويه عن زياد الجصاص عن علي بن زيد عن مجاهد قال : قال لي عبد الله
ابن عمر :
" انظر إلى المكان الذي فيه ابن الزبير مصلوبا ، فلا تمرن عليه قال : فسها
الغلام ، فإذا عبد الله بن عمر ينظر إلى ابن الزبير ، فقال : يغفر الله لك (
ثلاثا ) ، أما والله ما علمتك إلا صواما قواما وصالا للرحم ، أما والله إني
لأرجو مع مساوي ما أصبت أن لا يعذبك الله بعدها ، قال : ثم التفت إلي فقال :
سمعت أبا بكر الصديق يقول : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره ،
و السياق لابن مردويه و الحاكم ، لكن وقع فيه تحريف و سكت عنه .
و أقول : إسناده ضعيف ، زياد - و هو ابن أبي زياد الجصاص - ضعيف ، و كذا علي بن
زيد و هو ابن جدعان .
و ذكر له ابن كثير شاهدا من رواية البزار في " مسنده ( 3/46 - الكشف ) عن
عبد الرحمن بن سليم بن حيان : حدثني أبي عن جدي حيان بن بسطام ، قال بسطام :
" كنت مع ابن عمر ، فمر بعبد الله بن الزبير و هو مصلوب ، فقال : رحمة الله
عليك أبا خبيب ، سمعت أباك يعني الزبير يقول : قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم : فذكره بزيادة " و الآخرة " و قال :
" لا نعلمه يروى عن الزبير إلا من هذا الوجه " .
قلت : و هو ضعيف ، لم أعرف أحدا منهم ; غير حيان بن بسطام ، و قد أشار الذهبي
إلى أنه مجهول فقال :
" تفرد عنه ابنه سليم " .
و أما ابن حبان فذكره في " الثقات " !
ثم ذكر ابن كثير من طريق موسى بن عبيدة : حدثني مولى ابن سباع قال : سمعت ابن
عمر يحدث عن أبي بكر الصديق قال :
" كنت عند النبي صلى الله عليه وسلم ، فنزلت هذه الآية *( من يعمل سوءا يجز به
و لا يجد له من دون الله وليا و لا نصيرا )* فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم
: يا أبا بكر ! ألا أقرئك آية أنزلت علي ؟ قال : قلت : بلى يا رسول الله !
فأقرأنيها ، فلا أعلم أني قد وجدت انفصاما في ظهري حتى تمطيت لها ، فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم : مالك يا أبا بكر ؟ قلت : بأبي أنت و أمي يا
رسول الله ! و أينا لم يعمل السوء ؟ و إنا لمجزيون بكل سوء عملناه ؟ فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم :
أما أنت يا أبا بكر و أصحابك المؤمنون فإنكم تجزون بذلك في الدنيا حتى تلقوا
الله ليس لكم ذنوب ، و أما الآخرون فيجمع ذلك لهم حتى يجزوا به يوم القيامة " .
أخرجه ابن مردويه و الترمذي و قال :
" و موسى بن عبيدة يضعف ، و مولى ابن سباع مجهول " .
قلت : و جملة القول : إن الحديث ضعيف ; لضعف رواته و جهالة بعضهم ، و اختلافهم
على ابن عمر في ضبط لفظه ، فبعضهم ذكره كما في الترجمة ، و بعضهم زاد " و في
الآخرة " ، و ابن عبيدة رواه بلفظ آخر مغاير تمام المغايرة لما قبله . والله
أعلم .
لكن قد صح عن أبي هريرة رضي الله عنه قال :
" لما نزلت *( من يعمل سوءا يجز به )* بلغت من المسلمين مبلغا شديدا ، فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم :
قاربوا ، و سددوا ; ففي كل ما يصاب به المسلم كفارة ، حتى النكبة ينكبها ، أو
الشوكة يشاكها " .
أخرجه مسلم ( 8/16 ) و أحمد ( 2/248 ) و الحميدي ( 1148 ) .
و له شاهد من حديث عائشة نحوه .
أخرجه الترمذي ( 2994 ) و قال :
" حديث حسن غريب " .

(3/493)


1495 - " إن في الجنة لنهرا ، ما يدخله جبريل من دخلة فيخرج منه فينتفض ، إلا خلق الله
من كل قطرة تقطر منه ملكا " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/687 ) :

موضوع
أخرجه ابن عدي ( 142/2 ) و الديلمي في " المسند " ( 1/2/287 ) من طريق زياد بن
المنذر عن عطية عن أبي سعيد : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره
و قال :
" حديث غير محفوظ " .
قلت : آفته زياد هذا قال في " الميزان " :
" قال ابن معين : كذاب . و قال النسائي و غيره : متروك " .
و قال ابن حبان ( 1/306 ) :
" كان رافضيا يضع الحديث في مثالب أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ، و في فضائل
أهل البيت ، لا تحل كتابة حديثه " .
و شيخه عطية و هو العوفي ضعيف مدلس .
و الحديث عزاه السيوطي في " الجامع الكبير " ( 1/205/2 ) لأبي الشيخ في "
العظمة " و الحاكم في " تاريخه " و الديلمي عن أبي سعيد .

(3/494)


1496 - " ألا إن الكذب يسود الوجه ، و النميمة ( يعني فيه ) عذاب القبر " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/687 ) :

موضوع
أخرجه أبو يعلى في " مسنده " ( 4/1797 ) و عنه ابن حبان في " صحيحه " ( 104 -
موارد ) و ابن عدي ( 143/1 ) و البيهقي في " الشعب " ( 2/48/1 ) عن زياد بن
المنذر عن نافع بن الحارث قال : حدثنا أبو برزة قال : سمعت رسول الله
صلى الله عليه وسلم : فذكره . و قال البيهقي :
" في هذا الإسناد ضعف " !
قلت : بل هو موضوع أيضا ، آفته زياد هذا ; فإنه كذاب كما سبق آنفا ، و العجب من
ابن حبان كيف أخرجه في " صحيحه " و قد قال في زياد : " يضع الحديث " كما عرفت ؟
! فلعله توهم أنه غيره .
و الحديث ذكره في " الجامع الصغير " من رواية البيهقي فقط ، و تعقبه المناوي
بقوله :
" و قضية صنيع المصنف أن البيهقي خرجه و سكت عليه ، و الأمر بخلافه ، بل أعله
فقال عقبه : " في هذا الإسناد ضعف " . اهـ . و قد تساهل في إطلاقه عليه الضعف ،
و حاله أفظع من ذلك ، فقد قال الهيثمي و غيره : " فيه زياد بن المنذر و هو كذاب
" . اهـ ، فكان ينبغي للمصنف حذفه من الكتاب " .
قلت : يعني أن السيوطي كان يجب عليه حذفه وفاء بشرطه في أول الكتاب أنه صانه
مما تفرد به كذاب أو وضاع . و هذا الشرط قد أخل به السيوطي عشرات المرات ،
و كتابنا هذا هو الوحيد في الكشف عن ذلك ، و لكن إذا كان المناوي يرى أن هذا
الحديث موضوع - و هو الصواب - فلماذا رجع عن ذلك في كتابه الآخر " التيسير "
فقال فيه مقلدا للبيهقي :
" رواه البيهقي عن أبي برزة ثم قال : إسناده ضعيف " ؟ !
و قد نسبه بسبب قوله هذا إلى التساهل كما رأيت . فتأمل .
ثم أخرج أبو يعلى بهذا الإسناد عن أبي برزة مرفوعا :
" إن بعدي أئمة إن أطعتموهم أكفروكم ، و إن عصيتموهم قتلوكم ، أئمة الكفر ،
و رؤس الضلالة " .
و قال الهيثمي ( 5/238 ) :
" رواه أبو يعلى و الطبراني ، و فيه زياد بن المنذر ، و هو كذاب متروك " .

(3/495)


1497 - " خصال لا تنبغي في المسجد : لا يتخذ طريقا ، و لا يشهر فيه سلاح ، و لا ينبض
فيه بقوس ، و لا ينثر فيه نبل ، و لا يمر فيه بلحم نيء ، و لا يضرب فيه حد ،
و لا يقتص فيه من أحد ، و لا يتخذ سوقا " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/689 ) :

ضعيف جدا
أخرجه ابن ماجه ( 748 ) و ابن عدي ( 145/1 ) عن زيد بن جبيرة الأنصاري عن داود
ابن الحصين عن نافع عن ابن عمر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
فذكره . و قال ابن عدي :
" حديث غير محفوظ ، و زيد بن جبيرة عامة ما يرويه لا يتابعه عليه أحد " .
قلت : و هو ضعيف جدا كما يشعر بذلك قول الحافظ فيه :
" متروك " .
و قال البوصيري في " الزوائد " ( 1/95 ) :
" إسناده ضعيف ; لاتفاقهم على ضعف زيد بن جبيرة . قال ابن عبد البر : أجمعوا
على أنه ضعيف " .
و به أعله ابن القيم في كلامه المنقول في " المجموع " ( 5485/112/1 ) .
لكن قوله : " لا يتخذ طريقا " قد جاء من طريق أخرى عن ابن عمر مرفوعا أتم منه ،
و إسناده حسن كما بينته في " الصحيحة " ( 1001 ) .

(3/496)


1498 - " خير نسائكم العفيفة الغلمة " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/689 ) :

ضعيف جدا
أخرجه ابن عدي ( 145/1 ) عن عبد الملك بن محمد الصنعاني : حدثنا زيد بن جبيرة
عن يحيى بن سعيد الأنصاري عن أنس بن مالك : قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم : فذكره .
قلت : و هذا إسناد ضعيف جدا من أجل ابن جبيرة ; فإنه متروك كما تقدم آنفا .
و عبد الملك بن محمد الصنعاني من صنعاء دمشق ، و هو لين الحديث كما قال الحافظ
.
و الحديث عزاه في " الجامع الصغير " للديلمي في " مسند الفردوس " فقط ! بزيادة
:
" عفيفة في فرجها ، غلمة على زوجها " .
فقال المناوي :
" و فيه عبد الملك بن محمد الصنعاني ، قال ابن حبان : لا يجوز أن يحتج به ، عن
زيد بن جبيرة ، قال الذهبي : تركوه . و رواه ابن لال ، و من طريقه أورده
الديلمي مصرحا ، فلو عزاه المصنف للأصل لكان أصوب " .
قلت : و قد وجدت له طريقا أخرى ، و لكنها معلولة أيضا ، فقال ابن أبي حاتم (
1/396 ) :
" و سألت أبي عن حديث حدثنا به محمد بن عوف الحمصي قال : حدثنا أبو اليمان قال
: حدثنا إسماعيل بن عياش عن يحيى بن سعيد عن أنس .. ( فذكره ) . فسمعت أبي يقول
: إنما يروونه عن زيد بن جبيرة عن يحيى بن سعيد عن أنس عن النبي صلى الله عليه
وسلم ، و زيد بن جبيرة ضعيف الحديث " .
قلت : و علة هذه الطريق إسماعيل بن عياش ، فإنه ضعيف في غير روايته عن الشاميين
، و هذه منها .

(3/497)


1499 - " فلق البحر لبني إسرائيل يوم عاشوراء " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/690 ) :

موضوع
أخرجه ابن عدي في " الكامل " ( 144/2 و 163/1 ) من طريق أبي يعلى و غيره عن
سلام الطويل عن زيد العمي عن يزيد الرقاشي عن أنس عن النبي صلى الله عليه
وسلم به . و قال في الموضع الأول منهما في ترجمة زيد :
" و لعل البلاء فيه من سلام أو منهما جميعا ، فإنهما ضعيفان " .
و قال في الموضع الآخر في ترجمة سلام :
" عامة ما يرويه لا يتابعه أحد عليه " .
قلت : هو كذاب ، و من فوقه كلاهما ضعيف ، فهو الآفة " .
و في " فيض القدير " :
" قال ابن القطان : فيه ضعيفان ، و قال الهيثمي : فيه يزيد الرقاشي و فيه كلام
كثير " .
قلت : و معنى هذا الحديث ثابت في " الصحيحين " أنه من كلام اليهود ، قال
عبد الله بن عباس رضي الله عنهما :
" قدم النبي صلى الله عليه وسلم ، فرأى اليهود تصوم يوم عاشوراء ، فقال : ما
هذا ؟ قالوا : هذا يوم صالح ، هذا يوم نجى الله بني إسرائيل من عدوهم " . زاد
مسلم : " و غرق فرعون و قومه " . الحديث و فيه قوله : " فأنا أحق بموسى منكم ،
فصامه ، و أمر بصيامه " .
و في " المسند " ( 2/359 ) من حديث أبي هريرة قال :
" مر النبي صلى الله عليه وسلم بأناس من اليهود قد صاموا يوم عاشوراء ، فقال :
ما هذا الصوم ؟ قالوا : هذا اليوم الذي نجى الله موسى و بني إسرائيل من الغرق ،
و غرق فيه فرعون ، و هذا يوم استوت فيه السفينة على الجودي ، فصامه نوح و موسى
شكرا لله تعالى ، فقال صلى الله عليه وسلم : أنا أحق .. " . الحديث .
و في إسناده حبيب بن عبد الله الأزدي قال الحافظ في " التقريب " :
" مجهول " .
و لذلك فلم يحسن صنعا حين سكت عليه في " الفتح " ( 4/214 ) .
قلت : فمن المحتمل لدي أن يكون أحد أولئك الضعفاء ، لما بلغه كلام اليهود
الوارد في حديث ابن عباس ، و أن النبي صلى الله عليه وسلم سكت عليه ، عد سكوته
صلى الله عليه وسلم إقرارا له ، و استجاز نسبته إليه صلى الله عليه وسلم !
و ليس يخفى على أهل العلم ; أن ذلك مما لا يجوز ، لأنه من التقول الذي حرمه
صلى الله عليه وسلم في قوله : " من قال علي ما لم أقل فليتبوأ مقعده من النار "
. والله أعلم .

(3/498)


1500 - " استحي الله استحياءك من رجلين من صالحي عشيرتك " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/691 ) :

ضعيف جدا
رواه ابن عدي ( 53/2 و 203/1 ) عن صغدي بن سنان : حدثنا جعفر بن الزبير عن
القاسم عن أبي أمامة مرفوعا .
قلت : و هذا إسناد واه جدا ، أورده ابن عدي في الموضع الأول في ترجمة جعفر بن
الزبير و قال :
" عامة أحاديثه مما لا يتابع عليه ، و الضعف على حديثه بين " .
ثم روى عن البخاري و النسائي أنهما قالا :
" متروك الحديث " .
و أورده في الموضع الثاني في ترجمة صغدي و قال :
" و هذا الحديث بهذا الإسناد ليس يرويه غير الصغدي ، و هو خير من جعفر ،
و يتبين على حديثه ضعفه ، قال ابن معين : ليس بشيء " .
فالحديث واه جدا ، فقول المناوي في شرحيه : " و إسناده ضعيف " - و لم يزد -
قصور ، لعله جاءه من أنه لم يتيسر له الاطلاع على سنده .
و قد روي الحديث بإسناد خير من هذا ، و بلفظ :
" رجل " مكان : " رجلين " .
و هو مخرج في " الصحيحة " برقم ( 741 ) .

(3/499)


1501 - " إن للشيطان كحلا و لعوقا و نشوقا ، فأما لعوقه فالكذب و أما نشوقه فالغضب و
أما كحله فالنوم " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 9 :

ضعيف جدا . أخرجه الخرائطي في " مساوىء الأخلاق " ( 2 / 14 / 2 ) و أبو علي
الهروي في الجزء الأول من الثاني من " الفوائد " ( 9 / 2 ) و القاسم ابن عبد
الرحمن ابن عبد العزيز الحلبي في " حديث السقا " ( 3 / 1 - 2 ) و أبو نعيم في
الحلية ( 6 / 309 ) و البيهقي في الشعب ( 2 / 44 / 2 ) و الأصبهاني في "
الترغيب " ( 243 / 2 ) من طرق عن الربيع بن صبيح عن يزيد الرقاشي عن أنس
قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره . قلت : و هذا إسناد ضعيف جدا
، يزيد - و هو ابن أبان الرقاشي - ضعيف جدا . قال النسائي و غيره : " متروك "
. و ضعفه آخرون . و الربيع بن صبيح ضعيف . و أعله المناوي بعاصم بن علي أيضا
، و ليس بشيء فإنه قد تابعه سفيان الثوري عند الخرائطي و غيره . و تابعه عمر بن
حفص العبدي عن يزيد الرقاشي به . أخرجه ابن عدي ( 246 / 1 ) . و العبدي هذا
متروك كما قال النسائي أيضا .

(3/500)


1502 - " سيد القوم خادمهم " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 9 :
ضعيف . روي من حديث ابن عباس و أنس بن مالك و سهل بن سعد . 1 - أما
حديث ابن عباس ، فيرويه يحيى بن أكثم القاضي عن المأمون قال : حدثني أبي عن جده
عن المنصور عن أبيه عن جده عن ابن عباس مرفوعا . و فيه قصة . أخرجه أبو القاسم
الشهرزوري في " الأمالي " ( ق 180 / 2 ) و أبو عبد الرحمن السلمي في " آداب
الصحبة " ( ق 139 / 1 مجموع 107 ) و الخطيب في " تاريخ بغداد " ( 10 / 187 ) من
طرق عن يحيى به . و قد اختلفوا عليه ، فبعضهم رواه هكذا ، و بعضهم جعل عكرمة
مكان الجد ، و بعضهم جعله من مسند عقبة بن عامر . و لهذا قال الحافظ السخاوي
في " المقاصد الحسنة " : " و في سنده ضعف و انقطاع " . 2 - و أما حديث أنس ،
فيرويه حم بن نوح : حدثنا سلم بن سالم عن عبد الله بن المبارك عن حميد الطويل
عن أنس مرفوعا بلفظ : " خادم القوم سيدهم ، و ساقيهم آخرهم شربا " . أخرجه
المخلص في قطعة من " الفوائد " ( 284 ) و ابن أبي شريح الأنصاري في " جزء بيبى
" ( 169 / 1 ) . قلت : و هذا إسناد ضعيف جدا ، علته سلم بن سالم و هو البلخي
الزاهد ، أجمعوا على ضعفه كما قال الخليلي . و قال ابن حاتم : " لا يصدق " . و
حم بن نوح ، ترجمة ابن أبي حاتم ( 1 / 2 / 319 ) و لم يذكر فيه جرحا و لا
تعديلا . و الحديث قال السيوطي في " الجامع الصغير " : " رواه أبو نعيم في "
الأربعين الصوفية " عن أنس " . فتعقبه المناوي بقوله : " في صنيعه إشعار بأن
الحديث لا يوجد مخرجا لأحد من الستة ، و إلا لما أبعد النجعة ، و هو ذهول ، فقد
خرجه ابن ماجه باللفظ المذكور عن أبي قتادة ، و رواه أيضا الديلمي " . و أقول :
ليس هو عند ابن ماجه بتمامه ، و إنما له منه : " ساقي القوم آخرهم شربا " .
أخرجه ( 3434 ) من طريق أخرى عن أبي قتادة مرفوعا . و هذا القدر منه صحيح ، فقد
أخرجه مسلم أيضا ( 2 / 140 ) من هذا الوجه في حديث نومهم عن صلاة الفجر في
السفر . و يبدو لي أن المناوي قلد الديلمي في هذا العزو ، فقد قال السخاوي في
آخر الكلام على حديث الترجمة : " ( تنبيه ) : قد عزاه الديلمي للترمذي و ابن
ماجه عن أبي قتادة فوهم " . و قلده السيوطي أيضا ، فعزاه في " الجامع الكبير "
( 2 / 51 / 2 ) لابن ماجه عن أبي قتادة . و أما في " الجامع الصغير " فبيض له ،
فإنه قال : " عن أبي قتادة " ! و لم يذكر مصدره ، فقال المناوي : " و عزاه في
" الدرر المشتهرة " لابن ماجة من حديث قتادة . و في " درر البحار " للترمذي ! و
للحديث طريق أخرى عن أنس مرفوعا بلفظ : " يا ويح الخادم في الدنيا ، هو سيد
القوم في الآخره " . و هو موضوع . أخرجه أبو نعيم في " الحلية " معلقا ، فقال (
8 / 53 ) : " و حدث أحمد بن عبد الله الفارياناني : حدثنا شقيق بن إبراهيم عن
إبراهيم بن أدهم عن عباد ابن كثير عن الحسن عن أنس قال : سمعت رسول الله صلى
الله عليه وسلم يقول : فذكره " ، و قال : " هذا مما تفرد به الفارياناني بوضعه
، و كان وضاعا ، مشهورا بالوضع " . و اتهمه ابن حبان أيضا بالوضع ، فاقتصار
الحافظ السخاوي على قوله : " و إسناده ضعيف جدا " ، لا يخلو من تساهل ، و ذكر
أنه منقطع أيضا ، يعني بين الحسن و أنس قلت : و عباد بن كثير هو البصري ، و
قال البخاري : " تركوه " . و قال النسائي : " متروك " . و في لفظ آخر : " إذا
كان يوم القيامة نادى مناد على رؤوس الأولين و الآخرين : من كان خادما للمسلمين
في دار الدنيا ، فليقم و ليمض على الصراط ، آمنا غير خائف ، و ادخلوا الجنة
أنتم و من شئتم من المؤمنين ، فليس عليكم حساب ، و لا عذاب " . رواه أبو نعيم
بإسناده السابق و هو موضوع كما عرفت ، و لوائح الوضع عليه لائحة ، و إني لأشم
منه أن واضعه صوفي مقيت ! 3 - و أما حديث سهل بن سعد ، فقد أخرجه الحاكم في "
التاريخ " بسند ضعيف كما حققته في تعليقي على " المشكاة " ( 3925 ) .

(4/1)


1503 - " فضل الصلاة التي يستاك لها ، على الصلاة التي لا يستاك لها سبعون ضعفا " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 12 :
ضعيف . أخرجه ابن خزيمة في " صحيحه " ( 1 / 21 / 2 ) و الحاكم ( 1 / 146 )
و أحمد ( 6 / 146 ) و البزار في " مسنده " ( 1 / 244 / 501 - كشف الأستار ) من
طريق محمد بن إسحاق قال : فذكر محمد بن مسلم بن عبد الله بن شهاب الزهري عن
عروة عن عائشة قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره . و أشار
ابن خزيمة إلى ضعف إسناده بقوله : " إن صح الخبر " . ثم قال : " إنما استثنيت
صحة هذا الخبر ، لأني خائف أن يكون ابن إسحاق لم يسمع من محمد بن مسلم ، و إنما
دلسه عنه " . و أما الحاكم فقال : " صحيح على شرط مسلم " ! و وافقه الذهبي !
قلت : و هذا من أوهامهما ، أو تساهلهما ، فإن ابن إسحاق مع كونه مدلسا و قد
عنعنه ، فإن مسلما لم يحتج به ، و إنما روى له متابعة . و من الجائز أن يكون
ابن إسحاق تلقاه عن بعض الضعفاء ثم دلسه ، فقد أخرجه أبو يعلى ( 3 / 1162 ) و
البزار ( 1 / 244 / 502 ) من طريقين عن معاوية بن يحيى عن الزهري به ، و لفظه :
" ركعتان بسواك أفضل من سبعين ركعة بغير سواك " . و قال البزار : " لا نعلم
رواه إلا معاوية " . قلت : و هو الصدفي ، قال الحافظ : " ضعيف " . و قد وجدت له
طريقا أخرى عن عروة ، فقال الحارث بن أبي أسامة في " مسنده " ( 18 / 2 - زوائده
) : حدثنا محمد بن عمر حدثنا عبد الله بن أبي يحيي عن أبي الأسود عن عروة به .
لكن محمد بن عمر هذا - و هو الواقدي - كذاب ، فلا يفرح بروايته ! و قد روي
الحديث عن غير عائشة ، كابن عباس و جابر و ابن عمر ، خرجها كلها الحافظ في
" التلخيص الحبير " ، و قال : " و أسانيدها معلولة " .

(4/2)


1504 - " نهى أن يدخل الماء إلا بمئزر " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 13 :
ضعيف . أخرجه ابن خزيمة في " صحيحه " ( 1 / 38 / 2 ) و الحاكم ( 1 / 162 )
عن الحسن بن بشر الهمداني عن أبي الزبير عن جابر مرفوعا . و قال الحاكم : "
صحيح على شرط الشيخين " ! و قال الذهبي : " على شرط مسلم " . و أقول : بل هو
ضعيف الإسناد ، لأن الهمداني هذا لم يخرج له مسلم ، و هو مختلف فيه ، قال
الحافظ : " صدوق يخطىء " . و أبو الزبير - و إن أخرج له مسلم - فهو مدلس ، و قد
عنعنه . قلت : و لعل المناوي لم يتنبه لهاتين العلتين ، أو أنه قلد الحاكم و
الذهبي ، فقال في " التيسير " : " إسناده صحيح " ! و اغتر به الغماري ، فقلده
كما هي عادته في " كنزه " ، فأورد الحديث فيه ( 4193 ) !

(4/3)


1505 - " اختضبوا بالحناء ، فإنه يسكن الروع ، و يطيب الريح " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 14 :
ضعيف . رواه أبو يعلى في " مسنده " ( من المطبوع 6 / 305 ) و تمام في "
الفوائد " ( 96 / 1 ) عن الحسن بن دعامة : حدثني عمر بن شريك - يعني ابن أبي
نمرة - عن أبيه عن أنس مرفوعا . قلت : و هذا إسناد ضعيف ، الحسن بن دعامة و
عمر بن شريك مجهولان .

(4/4)


1506 - " إذا ظهرت البدع ، و لعن آخر هذه الأمة أولها ، فمن كان عنده علم فلينشره ،
فإن كاتم العلم يومئذ لكاتم ما أنزل الله على محمد " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 14 :
منكر . أخرجه ابن عساكر في " تاريخ دمشق " ( 15 / 298 / 1 ) عن محمد بن عبد
الرحمن بن رمل الدمشقي : أخبرنا الوليد بن مسلم عن ثور بن يزيد عن خالد بن
معدان عن معاذ بن جبل مرفوعا . قلت : و هذا إسناد ضعيف ، رجاله ثقات غير
ابن رمل هذا ، ترجمة ابن عساكر ، و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا . و قد تابعه
محمد بن عبد المجيد المفلوج : حدثنا الوليد بن مسلم به نحوه ، و لفظه : " إذا
ظهرت الفتن و البدع ، و سب أصحابي ، فليظهر العالم علمه ، فمن لم يفعل ذلك ،
فعليه لعنة الله و الملائكة و الناس أجمعين ، لا يقبل الله له صرفا و لا عدلا "
. رواه ابن رزقويه في " جزء من حديثه " ( ق 2 / 2 ) . و المفلوج هذا ، قال
الذهبي : " ضعفه محمد بن غالب : تمتام ، و من مناكيره ... " . ثم ساق له أحاديث
هذا أولها . و أخرجه الديلمي ( 1 / 1 / 66 ) من طريقين عن علي بن بندار : حدثنا
محمد بن إسحاق الرملي حدثنا هشام بن عمار حدثنا الوليد بن مسلم به . و هشام فيه
ضعف ، و الرملي لم أعرفه ، و ابن بندار صوفي متهم عند محمد بن طاهر و ضعفه غيره
. و قد روي من حديث جابر نحوه و لفظه : " إذا لعن آخر هذه الأمة أولها ، فمن
كتم حديثا ، فقد كتم ما أنزل الله " .

(4/5)


1507 - " إذا لعن آخر هذه الأمة أولها ، فمن كتم حديثا ، فقد كتم ما أنزل الله " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " (4 /15) :
ضعيف جدا .

أخرجه ابن ماجة (263) : حدثنا الحسين بن أبي السري العسقلاني : حدثنا خلف بن
تميم عن عبد الله بن السري عن محمد بن المنكدر عن جابر قال : قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم : فذكره .

قال البوصيري في " الزوائد " :
" في إسناده حسين بن أبي السري كذاب ، و عبد الله بن السري ضعيف ، و في "
الأطراف " أن عبد الله بن السري لم يدرك محمد بن المنكدر ، و ذكر أن بينهما
وسائط ، ففيه انقطاع أيضا " .
قلت : لكن الحسين لم يتفرد به ، فقد أخرجه البخاري في " التاريخ " (2/1/180 ، و
ابن أبي عاصم في " السنة " (994 - بتحقيقي) ، و أبو عمرو الداني في " الفتن "
(ق24/2) ، و العقيلي في " الضعفاء " (208) ، و ابن بطة في " الإبانة " (1/130/2
- 131) ، و ابن عدي (220/2) ، و الخطيب في " التاريخ " (9/471) ، و عبد الغني
المقدسي في " العلم " (ق28/2) ، و ابن عساكر (5/331/2) من طرق أخرى عن خلف بن
تميم به أتم منه .

و قال العقيلي :
" عبد الله بن السري لا يتابع عليه و لا يعرف إلا به ، و قد رواه غير خلف
، فأدخل بين ابن السري و ابن المنكدر رجلين مشهورين بالضعف " .

و قال ابن عدي :
" قال لنا ابن صاعد : و قد رواه سريج بن يونس و قدماء شيوخنا عن خلف بن تميم
هكذا ، و كانوا يرون أن عبد الله بن السري هذا شيخ قديم ، ممن لقي ابن المنكدر
و سمع منه ، و من صنف المسند فقد رسمه باسمه في الشيوخ الذين رووا عن ابن
المنكدر ، فحدثنا به عن شيخ خلف بن تميم ، فإذا هو أصغر منه و إذا خلف قد أسقط
من الإسناد ثلاثة نفر ! حدثناه موسى بن النعمان أبو هارون بمصر : حدثنا عبد
الله بن السري بأنطاكية : حدثنا سعيد بن زكريا عن عنبسة بن عبد الرحمن القرشي
عن محمد بن زاذان عن محمد بن المنكدر عن جابر ... قال لنا ابن صاعد : و قد
حدثونا عن الشيخ الذي حدث به عنه شيخ خلف بن تميم . قال ابن صاعد : حدثناه محمد
بن معاوية الأنماطي : حدثنا سعيد بن زكريا عن عنبسة بن عبد الرحمن عن محمد بن
زاذان عن محمد بن المنكدر عن جابر ... حدثناه الحسين بن الحسن بن سفيان -
ببخارى - : حدثنا أحمد بن نصر : حدثنا عبد الله بن السري الأنطاكي : حدثنا سعيد
بن زكريا المدائني عن عنبسة بن عبد الرحمن عن محمد بن زاذان عن محمد بن المنكدر
... " .

و أخرجه العقيلي من طريق أحمد بن إسحاق البزاز صاحب السلعة : حدثنا عبد الله بن
السري عن عنبسة بن عبد الرحمن به . ثم قال :
" و هذا الحديث بهذا الإسناد أشبه و أولى " .
رواه ابن عساكر ، و كذا الخطيب (9/472) ، من طريق الطبراني : نا أحمد بن خليد
الحلبي : نا عبد الله بن السري الأنطاكي به .
قلت : فتبين من هذه الروايات أن مدار الحديث على عنبسة و ابن زاذان ، و هما
متروكان متهمان بالكذب ، و قد أسقط الثاني منهما بعض الضعفاء ، فقد أخرجه ابن
بطة من طريق نعيم بن حماد قال : حدثنا إسماعيل بن زكريا المدائني قال : حدثنا
عنبسة بن عبد الرحمن القرشي عن محمد بن المنكدر به .

(تنبيه) : لقد أورد هذا الحديث الدكتور القلعجي المعلق على " ضعفاء العقيلي "
في فهرس الأحاديث الصحيحة الذي وضعه في آخر الكتاب بعنوان :
" 2- الأحاديث الصحيحة ، و يدخل فيها الأحاديث التي سردها المصنف عن ضعفاء
بإسنادهم الضعيف ، أو من وجه غير محفوظ ، ثم ذكر أن لها إسنادا قويا ، أو رويت
من طرق قوية و وجوه صحيحة " !
و لا وجه البتة لإيراده هذا الحديث في هذا الفهرس (ص 503) ، فإن العقيلي رحمه
الله لم يذكر له إسنادا آخر قويا ، و ليس له طريق بله طرق أخرى ، فما الذي حمله
على هذه الضلالة أن ينسب إليه صلى الله عليه وسلم ما لم يقل ؟
الذي أراه - والله أعلم - أنه فهم صحته من قول العقيلي المتقدم :
" و هذا الحديث بهذا الإسناد أشبه و أولى " .
و هو إنما يعني أن ذكر الرجلين الضعيفين بين عبد الله بن السري ، و محمد بن
المنكدر أشبه و أولى من رواية خلف التي لم يذكرا فيها ، و لا يعني مطلقا صحة
الحديث ، كيف و مدار الروايات كلها على ابن السري هذا و هو ضعيف ؟ و إنما أوقع
الدكتور في هذا الخطأ الفاحش افتئاته على هذا العلم ، و ظنه أنه يستطيع أن يخوض
فيه تصحيحا و تضعيفا بمجرد أنه نال شهادة الدكتوراة

(4/6)


1508 - " إذا ظهرت الحية في المسكن فقولوا لها : إنا نسألك بعهد نوح و بعهد سليمان بن
داود أن لا تؤذينا ، فإن عادت فاقتلوها " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 17 :
ضعيف الإسناد . أخرجه أبو داود ( 2 / 351 ) و الترمذي ( 1 / 281 طبع بولاق
) و اللفظ له من طريق ابن أبي ليلى عن ثابت البناني عن عبد الرحمن بن أبي ليلى
قال : قال أبو ليلى : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره . و قال :
" حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه من حديث ابن أبي ليلى " . قلت : و
هو محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى الكوفي القاضي ، و هو صدوق سيء الحفظ جدا ،
فالإسناد من أجل ذلك ضعيف . ( تنبيه ) : أورد السيوطي الحديث في " الجامع " من
رواية الترمذي عن ابن أبي ليلى و أوضحه الشارح المناوي بقوله : " عن عبد الرحمن
( ابن أبي ليلى ) الفقيه الكوفي قاضيها : لا يحتج به ، و أبو ليلى له صحبة و
اسمه يسار " . فأوهما أن الحديث ينتهي إسناده إلى ابن أبي ليلى و ليس كذلك ، بل
فوقه تابعيان و صحابي ، و زاد المناوي في الإيهام أن زعم أن عبد الرحمن بن أبي
ليلى هو الفقيه القاضي ، و هو الذي لا يحتج به ، و كل هذا خطأ ، و إنما هو ابنه
محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى كما سبقت الإشارة إليه ، و أما والده عبد
الرحمن بن أبي ليلى فثقة حجة من رجال الشيخين ، و أما جزمه بأن اسم أبي ليلى
يسار فغير جيد ، فقد ذكر الحافظ في " التقريب " خمسة أقوال في اسمه هذا رابعها
، و لم يجزم مع ذلك بواحد منها . و إن مما يؤكد وهم المناوي الأول ، أنه جعل
الحديث في " التيسير " أيضا من رواية عبد الرحمن بن أبي ليلى الفقيه الكوفي !

(4/7)


1509 - " ما من شيء إلا و هو ينقص إلا الشر يزداد فيه " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 18 :
ضعيف . رواه أبو عمرو الداني في " الفتن " ( 29 / 1 ) عن بقية عن أبي بكر
بن عبد الله بن أبي مريم عن زيد بن أرطاة قال : حدثنا إخواننا عن أبي الدرداء
مرفوعا . قلت : و هذا سند ضعيف ، من أجل ابن أبي مريم ، فقد كان اختلط . و
بقية مدلس و قد عنعنه ، لكنه لم يتفرد به ، فقال أحمد ( 6 / 441 ) : حدثنا محمد
بن مصعب قال : حدثني أبو بكر به إلا أنه قال : " عن بعض إخوانه " . و لذلك قال
الهيثمي ( 7 / 220 ) : " رواه أحمد و الطبراني و فيه أبو بكر بن أبي مريم و هو
ضعيف ، و رجل لم يسم " . قلت : و ابن مصعب - و هو القرقساني - صدوق كثير الغلط
، فلعله متابع عند الطبراني ، و لذلك سكت عنه الهيثمي ! و يغني عن هذا الحديث
قوله صلى الله عليه وسلم : " ما من يوم إلا و الذي بعده شر منه حتى تلقوا ربكم
" . رواه البخاري .

(4/8)


1510 - " إن الله أجاركم من ثلاث خلال : أن لا يدعو عليكم نبيكم فتهلكوا جميعا ، و أن
لا يظهر أهل الباطل على أهل الحق ، و أن لا تجتمعوا على ضلالة " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 19 :
ضعيف بهذا التمام . أخرجه أبو داود ( 4253 ) : حدثنا محمد بن عوف الطائي
حدثنا محمد بن إسماعيل حدثني أبي : قال ابن عوف : و قرأت في أصل إسماعيل قال :
حدثني ضمضم عن شريح عن أبي مالك - يعني الأشعري - قال : قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم : فذكره . قلت : و هذا إسناد رجاله ثقات ، لكنه منقطع بين شريح
- و هو ابن عبيد الحضرمي المصري - و أبي مالك الأشعري ، فإنه لم يدركه كما حققه
الحافظ في " التهذيب " ، فكأنه ذهل عن هذه الحقيقة حين قال في " بذل الماعون "
( 25 / 1 ) : " و سنده حسن ، فإنه من رواية إسماعيل بن عياش عن الشاميين ، و هي
مقبولة . و له شاهد من حديث أبي بصرة الغفاري ، أخرجه أحمد ، و رجاله ثقات إلا
أن في سنده راويا لم يسم " . قلت : هو شاهد قاصر ، لأنه ليس فيه مما في حديث
الترجمة إلا الفقرة الأخيرة منه ، و هو في " المسند " ( 6 / 396 ) . و قد رواه
إسماعيل بن عياش بإسناد آخر ، فقال : عن يحيى عن أبيه عن أبي هريرة قال : قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره . أخرجه أبو عمرو الداني في " الفتن " (
45 / 2 ) من طريق علي بن معبد قال : حدثنا إسماعيل بن عياش به . و يحيى هذا
لعله ابن عبيد الله بن عبد الله بن موهب المدني ، فإن يكن هو فهو متروك ، و إن
يكن غيره ، فلم أعرفه . ثم تأكدت أنه هو حين رأيت الداني ساق حديثا آخر ( 55 /
2 ) عن علي بن معبد به صرح فيه بأنه ابن عبيد الله . و بالجملة فالحديث ضعيف
الإسناد لانقطاعه ، و فقدان الشاهد التام الذي يأخذ بعضده ، و يشد من قوته . ثم
رأيت حديث الترجمة قد أخرجه الطبراني في " المعجم الكبير " ( 3 / 262 / 3440
) و في " مسند الشاميين " ( ص 331 ) : حدثنا هاشم بن مرثد الطبراني حدثنا محمد
بن إسماعيل بن عياش به ، و زاد : " فهؤلاء أجاركم الله منهن . و ربكم أنذركم
ثلاثا : الدخان ، يأخذ المؤمن منه كالزكمة ، و يأخذ الكافر فينتفخ ، و يخرج من
كل مسمع منه ، و الثانية : الدابة ، و الثالثة : الدجال " . و هذه زيادة منكرة
تفرد بها هاشم هذا ، و ليس بشيء كما نقله الذهبي عن ابن حبان . و الله أعلم .
لكن جملة الإجماع لها طرق أخرى فتتقوى بها ، و لذلك أوردتها في " الصحيحة " (
1331 ) و انظر " ظلال الجنة " ( رقم 80 - 85 و 92 ) .

(4/9)


1511 - " خير الناس قرني ، ثم الذين يلونهم ، ثم الذين يلونهم ، ثم الآخرون أرذل " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 20 :
ضعيف . أخرجه الطبراني في " المعجم الكبير " ( 1 / 105 / 2 - 106 / 1 ) و
الحاكم ( 3 / 191 ) من طريق أبي بكر بن أبي شيبة : أخبرنا عبد الله بن إدريس عن
أبيه عن جده عن جعدة بن هبيرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
: فذكره . ثم أخرجه الطبراني من طريق أبي كريب : أخبرنا ابن إدريس به . و سكت
الحاكم عنه ، و قال الحافظ في " الفتح " ( 7 / 5 ) : " رواه ابن أبي شيبة و
الطبراني ، و رجاله ثقات ، إلا أن جعدة مختلف في صحبته " . و قال الهيثمي ( 10
/ 20 ) : " رواه الطبراني ، و رجاله رجال الصحيح ، إلا أن إدريس بن يزيد الأودي
لم يسمع من جعدة . و الله أعلم " . كذا قال ، و الحديث عند الطبراني و كذا
الحاكم من رواية عبد الله بن إدريس عن أبيه إدريس عن جده ، و اسمه يزيد بن عبد
الرحمن الأودي ، فهو متصل ، و لكنه مرسل لما عرفت من الاختلاف في صحبة جعدة
، بل قد رجح الحافظ في ترجمته من " التهذيب " أنه تابعي ، و به جزم أبو حاتم
الرازي . و الله أعلم . ثم إن الأودي هذا روى عنه ابنه الآخر : داود و يحيى بن
أبي الهيثم العطار ، و وثقه العجلي و ابن حبان ، و قال الحافظ : " مقبول " .
( تنبيه ) : لفظ الحاكم " أردى " مكان " أرذل " . و كذلك أورده الحافظ في
" الفتح " .

(4/10)


1512 - " الهرة لا تقطع الصلاة ، لأنها من متاع البيت " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 21 :
ضعيف مرفوعا . أخرجها ابن ماجة ( 369 ) و المخلص في " حديثه " كما في
" المنتقى منه " ( 12 / 64 / 2 ) و ابن خزيمة في " صحيحه " ( 828 ) و ابن عدي
في " الكامل " ( 229 - 230 ) و الحاكم ( 1 / 254 - 255 ) من طريق عبيد الله بن
عبد المجيد عن عبد الرحمن بن أبي الزناد عن أبيه عن أبي سلمة عن أبي هريرة
قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره . و قال الحاكم : " صحيح على
شرط مسلم ، لاستشهاده بعبد الرحمن بن أبي الزناد مقرونا بغيره " . و وافقه
الذهبي . قلت : و الصواب أنه ليس على شرط مسلم ما دام أنه تفرد به عبد الرحمن و
هو لم يخرج له إلا مقرونا ، ثم إن في حفظه كلاما ، فالحديث حسن فقط ، إن سلم من
الوقف و الشطر الآخر منه أخرجه أبو محمد المخلدي في " الفوائد " ( 295 / 1 ) و
الترقفي في " حديثه " ( ق 43 / 1 ) و عنه ابن عدي ( 101 / 1 ) من حديث حفص بن
عمر العدني : حدثنا الحكم بن أبان عن عكرمة عن أبي هريرة به . قلت : و هذا سند
ضعيف . و أخرجه أبو نعيم في " أخبار أصبهان " ( 2 / 71 ) من حديث أنس مرفوعا
نحوه . و إسناده ضعيف أيضا . ثم وجدت للحديث علة ، نبه عليها الإمام ابن خزيمة
في " صحيحه " فإنه بعد أن قال : " إن صح الخبر ، فإن في القلب من رفعه " ، ساقه
من هذا الوجه المذكور أعلاه . ثم رواه من طريق ابن وهب عن ابن أبي الزناد بهذا
الحديث موقوفا غير مرفوع ، ثم قال : " ابن وهب أعلم بحديث أهل المدينة من عبيد
الله بن عبد المجيد " . و هو كما قال رحمه الله تعالى ، و إن كان خالفه مهدي بن
عيسى فرواه عن ابن أبي الزناد به مرفوعا . رواه البزار ( ص 54 ) . فإن المهدي
هذا مجهول الحال كما قال ابن القطان . و الراوي عنه فردوس الواسطي شيخ البزار
لم أعرفه . و نحو هذا الحديث في الضعف ما أخرجه أحمد ( 2 / 327 ) و غيره عن
عيسى بن المسيب : حدثني أبو زرعة عن أبي هريرة قال : " كان النبي صلى الله عليه
وسلم يأتي دار قوم من الأنصار ، و دونهم دار قال : فشق ذلك عليهم ، فقالوا : يا
رسول الله ! سبحان الله ! تأتي دار فلان و لا تأتي دارنا ؟ قال : فقال النبي
صلى الله عليه وسلم : لأن في داركم كلبا ، قالوا : فإن في دارهم سنورا ، فقال
النبي صلى الله عليه وسلم : " إن السنور سبع " . و عيسى هذا ضعفه ابن معين و
النسائي و غيرهما .

(4/11)


1513 - " الهوى مغفور لصاحبه ما لم يعمل به أو يتكلم " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 22 :
منكر . أخرجه أبو نعيم في " الحلية " ( 2 / 259 و 7 / 261 ) من طريق المسيب
بن واضح : حدثنا سفيان بن عيينة عن مسعر عن قتادة عن زرارة بن أبي أوفى عن
أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره ، و قال : " تفرد
بهذا اللفظ المسيب عن ابن عيينة ، و خالفه أصحاب قتادة منهم شعبة و همام و هشام
و أبان و شيبان و أبو عوانة و حماد بن سلمة و .. و .. و .. فرووه عنه بلفظ : "
إن الله تجاوز عن أمتى ما وسوست به صدورها ما لم تعمل به أو تتكلم " . قلت : و
هذا هو الصحيح المحفوظ ، و أما لفظ المسيب فمنكر ، لأنه ضعيف الحفظ مع مخالفته
للثقات . و قد وجدت له طريقا أخرى يرويه مهنا بن يحيى السامي : حدثنا أبو أسلم
عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة مرفوعا به . أخرجه أبو بكر الكلاباذي في
" مفتاح المعاني " ( ق 288 / 2 ) . قلت : و هذا إسناد هالك ، آفته أبو أسلم هذا
، و اسمه محمد بن مخلد الرعيني الحمصي . قال ابن عدي : " حدث بالأباطيل " . و
قد مضى له بعض الأحاديث الباطلة ، فانظر الحديث ( 410 و 1252 ) .

(4/12)


1514 - " عليكم بالشفاءين : العسل ، و القرآن " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 23 :
ضعيف . رواه ابن ماجه ( 2 / رقم 3452 ) و الحاكم ( 4 / 200 و 403 ) و ابن
عدي ( 147 / 1 ) و الخطيب ( 11 / 385 ) و ابن عساكر ( 12 / 5 / 2 ) عن زيد بن
الحباب عن سفيان عن أبي إسحاق عن أبي الأحوص عن عبد الله مرفوعا . و قال
الحاكم : " صحيح على شرط الشيخين " . و وافقه الذهبي . قلت : و إنما هو على شرط
مسلم ، فإن أبا الأحوص - و هو عوف بن مالك الجشمي - لم يحتج به البخاري في
صحيحه ، لكن أبو إسحاق هذا مدلس مع أنه كان اختلط ، لكن رواه شعبة عنه عند
الخطيب في " تاريخه " ، فبقيت علة العنعنة ، مع المخالفة في رفعه ، فقد أخرجه
الحاكم من طريق وكيع عن سفيان به موقفا . و كذلك رواه أحمد بن الفرات الرازي في
" جزئه " كما في " المنتقى منه " للذهبي ( 4 / 1 - 2 ) موقوفا ، فقال : أخبرنا
محمد بن عبيد عن الأعمش عن خيثمة عن الأسود عن عبد الله قال : فذكره موقوفا . و
كذلك رواه أبو عبيد في " فضائل القرآن " ( ق 3 / 1 و 111 / 2 ) و الواحدي ( 145
/ 2 ) من طريق أخرى عن ابن مسعود موقوفا . و كذا رواه ابن أبي شيبة في " المصنف
" ( 12 / 61 / 2 ) : أبو معاوية عن الأعمش به . و في رواية له من طريق أبي
الأسود عن عبد الله قال : " العسل شفاء من كل داء ، القرآن شفاء لما في الصدور
" . و لذلك قال البيهقي في " شعب الإيمان " كما في " المشكاة " ( 4571 ) : " و
الصحيح موقوف على ابن مسعود " . و قد روي مرفوعا نحو هذا و لفظه : " عليكم
بالشفاء ، العسل شفاء من كل داء ، و القرآن شفاء لما في الصدور " . رواه ابن
عدي ( 183 / 2 ) عن سفيان بن وكيع : حدثنا أبي عن سفيان عن أبي إسحاق عن أبي
الأحوص عن عبد الله مرفوعا . و قال : " هذا يعرف عن الثوري مرفوعا من رواية زيد
بن الحباب عن سفيان ، و أما من حديث وكيع مرفوعا لم يروه عنه غير ابنه سفيان
، و الحديث في الأصل عن الثوري بهذا الإسناد موقوف " . قلت : و بالإضافة إلى
الوقف ، فإن في المرفوع علة أخرى ، و هي عنعنة أبي إسحاق و هو السبيعي ، فقد
كان مدلسا ، و لذلك فالحديث من حصة هذه السلسلة : " الضعيفة " و الله أعلم . و
خفي هذا التحقيق على المناوي ، ففي " التيسير " أقر الحاكم على تصحيحه ! و اغتر
بذلك الغماري فأورده في " كنزه " برقم ( 2182 ) و أما في " الفيض " فعقب تصحيح
الحاكم بتصحيح البيهقي وقفه ، فأصاب .

(4/13)


1515 - " كان إذا أراد أمرا قال : اللهم خر لي و اختر لي " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 25 :
ضعيف . أخرجه الترمذي ( 2 / 266 ) و ابن السني في " عمل اليوم و الليلة " (
591 ) و ابن عدي ( 151 / 2 ) و كذا تمام في " الفوائد " ( ق 277 / 1 ) و
الخرائطي في " مكارم الأخلاق " ( ق 228 / 2 ) من طريق زنفل بن عبد الله العرفي
عن ابن أبي مليكة عن عائشة عن أبي بكر الصديق أن النبي صلى الله عليه وسلم
كان ... و قال الترمذي : " حديث غريب ، لا نعرفه إلا من حديث زنفل ، و هو ضعيف
عند أهل الحديث ، و لا يتابع عليه " . و ذكر ابن عدي نحوه ، و أورده الذهبي في
" الضعفاء و المتروكين " ، و قال : " قال النسائي : ليس بثقة ، و قال الدارقطني
: ضعيف " . و قول الدارقطني هذا هو الذي اعتمده الحافظ في " الإصابة " .

(4/14)


1516 - " إن الله أعطاني ثلاث خصال لم يعطها أحدا قبلي : الصلاة في الصفوف ، و التحية
من تحية أهل الجنة و آمين ، إلا أنه أعطى موسى أن يدعو ، و يؤمن هارون " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 25 :
ضعيف جدا . رواه ابن خزيمة في " صحيحه " ( 1 / 166 / 2 ) و رقم ( 1586 -
مطبوعة ) و ابن عدي ( 152 / 2 ) و الحارث بن أبي أسامة ( 19 / 1 - 2 زوائده )
عن زربي مولى آل مهلب قال : سمعت أنس مرفوعا . و قال ابن عدي : " و أحاديث
زربي و بعض متون أحاديثه منكرة " . و قال ابن حبان : " منكر الحديث على قلته
، و يروي عن أنس ما لا أصل له فلا يحتج به " . و ضعفه البخاري جدا ، فقال : "
فيه نظر " .

(4/15)


1517 - " إن الله أعطاني فارس و نساءهم و أبناءهم و سلاحهم و أموالهم ، و أعطاني الروم
و نساءهم و أبناءهم و سلاحهم و أموالهم ، و أمدني بحمير " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 26 :
ضعيف . رواه ابن عساكر ( 9 / 178 / 2 ) عن بقية بن الوليد عن يحيى ( كذا و
لعله بحير ) بن سعد عن خالد بن معدان عن عبد الله بن سعد أنه قال : فذكره
مرفوعا . أورده في ترجمة عبد الله بن سعد - و هو الأنصاري الحزامي - و ذكر أن
له صحبة . قلت : و هذا إسناد ضعيف ، بقية بن الوليد مدلس ، و قد عنعنه . و
الحديث رواه أيضا نعيم بن حماد في " الفتن " ، و ابن منده ، و أبو نعيم في
" المعرفة " كما في " الجامع الكبير " ( 1 / 141 / 1 ) .

(4/16)


1518 - " إذا اغتاب أحدكم أخاه فليستغفر الله له ، فإن ذلك كفارة له " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 26 :
موضوع . أخرجه ابن عدي في " الكامل " ( 153 / 1 ) و السكن بن جميع في "
حديثه " ( 421 ) و الواحدي في " تفسيره " ( 4 / 82 / 1 ) من طريق سليمان بن
عمرو عن أبي حازم عن سهل بن سعد قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم .
فذكره . قلت : سليمان هذا هو أبو داود النخعي ، و هو كذاب مشهور ، و في ترجمته
أورده ابن عدي في أحاديث أخرى ، و قال : " و هذه الأحاديث عن أبي حازم ، كلها
مما وضعه سليمان عليه " . قلت : و يبدو أن بعض من يشبهه في الكذب قد سرقه منه
، فقد رأيته في " مفتاح المعاني " لأبي بكر الكلاباذي ( ق 109 / 2 ) من طريق
عمرو بن الأزهر عن أبان عن أبي حازم به . و أبان - و هو ابن أبي عياش - متروك .
و عمرو بن الأزهر قال البخاري : " يرمى بالكذب " . و قال النسائي و غيره :
" متروك " . و قال أحمد : " كان يضع الحديث " . و قد روي الحديث من طريق أخرى
بلفظ آخر ، و هو الآتي بعده . ( تنبيه ) : قد جاء الحديث في " الجامع الكبير
" للسيوطي بلفظ : " من اغتاب أخاه المسلم فاستغفر له ، فإنها كفارة " . و قال
في تخريجه : " رواه الخطيب في " المتفق و المفترق " عن سهل بن سعد ، و فيه
سليمان بن عمرو النخعي ، كذاب " . و بهذا اللفظ رواه السكن بن جميع ، لكن وقع
في متنه خطأ مطبعي فاحش مفسد للمعنى ، لم يتنبه له محققه الدكتور تدمري ، فإنه
قال : " و لم يستغفر الله له " ! و الظاهر أن الأصل : " و استغفر .. " . فانقلب
حرف الألف على الطابع إلى " لم " !

(4/17)


1519 - " كفارة من اغتبت أن تستغفر له " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 27 :
ضعيف . روي عن أنس من طرق : الأولى : عن عنبسة بن عبد الرحمن القرشي عن
خالد بن يزيد اليمامي عنه مرفوعا . أخرجه الحارث بن أبي أسامة في " زوائد
المسند " ( 261 ) و ابن أبي الدنيا في " الصمت " ( 2 / 8 / 1 ) و الخرائطي في
" مساوىء الأخلاق " ( 2 / 4 / 1 ) و أبو بكر الدينوري في " المجالسة " ( 26 / 9
/ 1 ) و أبو بكر الذكواني في " اثنا عشر مجلسا " ( 19 / 2 ) و الضياء المقدسي
في " المنتقى من مسموعاته " ( 141 / 2 ) و أبو جعفر الطوسي الشيعي في " الأمالي
" ( ص 120 ) . قلت : و عنبسة هذا ، قال البخاري : " ذاهب الحديث " . و قال أبو
حاتم : " كان يضع الحديث " . و قال ابن حبان : " صاحب أشياء موضوعة ، لا يحل
الاحتجاج به " . و في " التقريب " : " متروك ، رماه أبو حاتم بالوضع " . و خالد
بن يزيد اليمامي لم أعرفه . الثانية : عن أشعث بن شبيب : حدثنا أبو سليمان
الكوفي حدثنا ثابت عن أنس به . أخرجه الخرائطي ، و أخرجه الحاكم في " الكنى
" كما في " اللآلي " ( 2 / 303 ) من هذا الوجه إلا أنه قال : " أبو سليمان
الكوفي عنبسة " ، و زاد في آخره : " تقول : اللهم اغفر لنا و له " . و عزاه في
" المشكاة " ( 4876 ) للبيهقي في " الدعوات الكبير " ، و ذكر أنه ضعفه . قلت :
و هذا إسناد ضعيف مظلم ، لم أعرف أبا سليمان هذا ، و لا الراوي عنه ، و سكت
السيوطي عنه ، و قال السخاوي في " المقاصد " : " و هو ضعيف أيضا " . الثالثة
: عن دينار بن عبد الله عنه مرفوعا . أخرجه الخطيب في " تاريخ بغداد " ( 7 /
303 ) . قلت : و هذا موضوع ، دينار هذا قال الذهبي عنه : " ذاك التالف المتهم
، قال ابن حبان : يروي عن أنس أشياء موضوعة " . و قد روي الحديث بلفظ آخر ، و
هو : " من اغتاب رجلا ثم استغفر له غفرت له غيبته " .

(4/18)


1520 - " من اغتاب رجلا ثم استغفر له غفرت له غيبته " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 20 :
موضوع . رواه أبو بكر الدقاق في " حديثه " ( 2 / 39 / 2 و 41 / 2 ) عن حفص
بن عمر بن ميمون عن المفضل بن لاحق عن محمد بن المنكدر عن جابر مرفوعا .
قلت : و هذا إسناد موضوع ، آفته حفص هذا و هو الأبلي . قال أبو حاتم : " كان
شيخا كذابا " . و قال الساجي : " كان يكذب " . و قال العقيلي : " يحدث عن
الأئمة بالبواطيل " . و ذكر السيوطي عن الدارقطني أنه قال : " تفرد به حفص ، و
هو ضعيف " . قلت : و في هذا التضعيف المطلق ما لا يخفى من التساهل ، فالرجل
أسوأ حالا مما ذكر ، و قد اغتر به السخاوي ، فقال : " و حفص ضعيف " . ثم بنى
على ذلك قوله : " و بمجموع هذا يبعد الحكم عليه بالوضع " . و يعنى بذلك مجموع
حديث سهل ، و أنس بطريقيه ، و حديث جابر هذا . و فيما قاله نظر عندي ، فإن جميع
طرقه لا تخلو من كذاب ، أو متهم بالكذب ، باستثناء الطريق الأخرى عن أنس ، مع
احتمال أن يكون أبو سليمان الكوفي المسمى عنبسة هو عنبسة بن عبد الرحمن الوضاع
، و لكني لم أر من كناه بأبي سليمان ، و لا من نسبه كوفيا . و الله أعلم . و
كذلك فإني أرى أن ابن الجوزي لم يبعد عن الصواب حين أورد هذه الأحاديث الثلاثة
في " الموضوعات " .

(4/19)


1521 - " خير الرزق ما كان يوما بيوم كفافا " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 30 :
موضوع . رواه ابن لال في " حديثه " ( 116 / 1 - 2 ) و ابن عدي ( 153 / 1 )
عن عيسى بن موسى الغنجار عن أبي داود عن عبد الله بن عبد الرحمن بن معمر عن
أنس بن مالك مرفوعا . و ذكره في جملة أحاديث لأبي داود النخعي سليمان بن
عمرو ، ثم قال : " كلها موضوعة ، وضعها هو " . قلت : و الحديث أورده السيوطي في
" الجامع " من رواية ابن عدي و الديلمي في " مسند الفردوس " عن أنس ، و قال
شارحه المناوي : " و فيه مبارك بن فضالة أورده الذهبي في " الضعفاء " ، و قال :
ضعفه أحمد و النسائي " . قلت : و هذا ليس في طريق ابن لال و ابن عدي ، فلعله في
إسناد الديلمي . و قد روي الحديث من طريق أخرى عن نقادة الأسدي مرفوعا ، و لكنه
ضعيف أيضا و سيأتي برقم ( 4868 ) .

(4/20)


1522 - " أربع من الشقاء : جمود العين و قسوة القلب و الأمل و الحرص على الدنيا " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 30 :
ضعيف . رواه ابن عدي ( 193 / 2 ) و أبو نعيم في " أخبار أصبهان " ( 1 / 246
) عن سليمان بن عمرو بن وهب عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة عن أنس
مرفوعا . و قال ابن عدي : " و هذا الحديث وضعه سليمان على إسحاق " . قلت : لكن
له طريق أخرى عند أبي نعيم في " الحلية " ( 6 / 175 ) عن الحسن بن عثمان
: حدثنا أبو سعيد المازني حدثنا حجاج بن منهال عن صالح المري عن يزيد الرقاشي
عن أنس بن مالك به . و قال : " تفرد برفعه متصلا عن صالح حجاج " . قلت : و صالح
ضعيف ، و مثله يزيد الرقاشي . و أورده ابن كثير في " التفسير " ( 1 / 114 ) من
رواية البزار عن أنس ، و سكت عنه ، و قد وقفت على إسناده ، فقد أخرجه في "
مسنده " ( ق 305 / 1 ) من طريق هانىء بن المتوكل : حدثنا عبد الله بن سليمان عن
أبان عن أنس به . و قال : " عبد الله بن سليمان حدث بأحاديث لا يتابع عليها " .
قلت : هو عبد الله بن سليمان بن زرعة الحميري المصري الطويل . قال الحافظ في "
التقريب " : " صدوق يخطىء " . و إعلاله بشيخه أبان - و هو ابن أبي عياش - أولى
لأنه متروك . على أن هانىء بن المتوكل قريب منه ، فقال ابن حبان في " الضعفاء
" : " كان يدخل عليه لما كبر فيجيب ، فكثر المناكير في روايته ، فلا يجوز
الاحتجاج به بحال " . و قد ساق له الذهبي مناكير هذا أحدها ، لكن وقع فيه إسحاق
بن عبد الله بن أبي طلحة كما في الطريق الأولى مكان أبان . و قال الذهبي و تبعه
العسقلاني : " هذا حديث منكر ". و به أعله الهيثمي ( 10 / 226 ) ، فقال : " و
هو ضعيف " .

(4/21)


1523 - " استغنوا بغناء الله عز وجل ، قيل : و ما هو ؟ قال : عشاء ليلة و غداء يوم " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 31 :
ضعيف . أخرجه ابن السني في " القناعة " ( 241 / 2 ) عن زهير بن عباد حدثنا
داود بن هلال عن حبان بن علي عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة
مرفوعا . قلت : و هذا إسناد ضعيف ، داود بن هلال أورده ابن أبي حاتم ( 1 / 2 /
427 ) من رواية زهير هذا فقط عنه ، و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا . و زهير بن
عباد ضعيف ، كما قال ابن عبد البر و غيره . و حبان بن علي مثله ، كما في "
التقريب " . و قد تابعه أبو داود النخعي عن محمد بن عمرو به . أخرجه ابن عدي (
153 / 1 ) . و أبو داود اسمه سليمان بن عمرو النخعي ، و هو وضاع ، فلا يفرح
بمتابعته . و للحديث شاهد مرسل ، أخرجه المعافى بن عمران في " الزهد " ( 256 /
2 ) : حدثنا عنبسة بن سعيد النهدي عن الحسن مرفوعا به . قلت : و عنبسة هذا لم
أعرفه ، إلا أن يكون هو النضري ، تحرف على الناسخ إلى " النهدي " ، فإن كان
النضري فهو ضعيف . و له شاهد آخر ، قال ابن أبي الدنيا في " القناعة " ( 2 / 1
/ 2 ) : أخبرت عن نصر بن علي حدثنا أحمد بن موسى الخزاعي حدثنا واصل مولى أبي
عيينة ، عن رجاء بن حيوة - فيما أعلم - قال : " قال رجل للنبي صلى الله عليه
وسلم : أوصني ، قال ... " فذكره . قلت : و هذا إسناد ضعيف ، فإنه مع إرساله فيه
الانقطاع بين ابن أبي الدنيا و نصر بن علي . و أحمد بن موسى الخزاعي لم أعرفه .

(4/22)


1524 - " من احتجم يوم الأربعاء و يوم السبت ، فراى وضحا ، فلا يلومن إلا نفسه " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 32 :
ضعيف . أخرجه ابن عدي في " الكامل " ( 154 / 1 ) و الحاكم ( 4 / 409 - 410
) و البيهقي ( 9 / 340 ) من طريق سليمان بن أرقم عن الزهري عن سعيد بن المسيب
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : فذكره .
قلت : و هذا إسناد ضعيف جدا ، سكت عنه الحاكم ، و تعقبه الذهبي بقوله :
" سليمان متروك " . و قال البيهقي : " سليمان بن أرقم ضعيف " . قلت : و تابعه
ابن سمعان عن الزهري به . أخرجه ابن عدي ( 208 / 2 ) و قال : " هذا الحديث غير
محفوظ ، و ابن سمعان عبد الله بن زياد بن سليمان بن سمعان القرشي ، الضعف على
حديثه بين " . و علقه البيهقي ، و قال : " و هو أيضا ضعيف " . قلت : و تابعه
الحسن بن الصلت عن سعيد بن المسيب به . أخرجه أبو العباس الأصم في " حديثه " (
ج 2 رقم 147 - نسختي ) قال : حدثنا بكر بن سهل الدمياطي أخبرنا محمد بن أبي
السري العسقلاني أخبرنا شعيب بن إسحاق عن الحسن بن الصلت . قلت : و هذا إسناد
ضعيف مسلسل بالعلل : الأولى : ابن الصلت هذا لم أجد له ترجمة ، و هو شامي كما
صرح الطبراني في حديث آخر مضى ( 758 ) . الثانية : العسقلاني ، صدوق له أوهام
كثيرة . الثالثة : بكر بن سهل الدمياطي ضعفه النسائي . و علقه البيهقي أيضا من
هذا الوجه ، و قال : " و هو أيضا ضعيف ، و المحفوظ عن الزهري عن النبي صلى الله
عليه وسلم منقطعا . و الله أعلم " . قلت : و لعله من رواية معمر عن الزهري
، فقد قال المنذري في " الترغيب " ( 4 / 161 ) : و عن معمر عن النبي صلى الله
عليه وسلم قال : فذكره ، و قال : " رواه أبو داود هكذا و قال : قد أسند و لا
يصح " . قلت : و ليس هذا في " كتاب السنن " ، فالظاهر أنه في " المراسيل ". ثم
تأكدت من هذا الذي كنت استظهرته من سنين حين رجعت إلى نسخة مصورة لدي من كتاب
" المراسيل " ، منحني إياها مع غيرها من المصورات القيمة أحد إخواننا الطلاب في
الجامعة الإسلامية - جزاه الله خيرا - ، فوجدت الحديث في " الطب " منه ( ق 23 /
1 ) من طريق عبد الرزاق ، و هذا أخرجه في " المصنف " ( 11 / 29 / 19816 ) قال
: أخبرنا معمر عن الزهري أن النبي صلى الله عليه وسلم ... إلخ . فتبين أنه من
رواية معمر عن الزهري كما كنت ظننت من قبل ، و أن في " الترغيب " سقطا و تحريفا
لا يخفى على القارىء اللبيب ، و أن الحديث مرسل أو معضل . و قال المناوي في
" الفيض " : " و أورده ابن الجوزي في " الموضوعات " . و ذكره في " اللسان " من
حديث ابن عمرو ، و قال : قال ابن حبان : ليس هو من حديث رسول الله صلى الله
عليه وسلم " . و قد تعقب السيوطي في " اللآليء " ( 2 / 408 - 410 ) ابن الجوزي
، و تبعه ابن عراق في " تنزيه الشريعة " ( 2 / 358 ) بهذه الطرق و غيرها ، و هي
إن ساعدت على رفع الحكم على الحديث بالوضع ، فلا تجدي في تقويته شيئا ، لشدة
ضعف أكثرها ، و قد مضى له شاهد ضعيف جدا من حديث أنس رقم ( 1408 ) . و إن من
عجائب المناوي التي لا أعرف لها وجها ، أنه في كثير من الأحيان يناقض نفسه ،
فقد قال في " التيسير " : " و إسناده صحيح " ! فهذا خلاف ما في " الفيض " . و
سيأتي الحديث عن الزهري مرسلا بزيادة في المتن برقم ( 1672 ) .

(4/23)


1525 - " إذا توضأ أحدكم فلا يغسلن أسفل رجليه بيده اليمنى " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 34 :
موضوع . رواه ابن عدي ( 154 / 2 ) عن محمد بن القاسم الأسدي حدثنا سليمان
بن أرقم عن الحسن عن أبي هريرة مرفوعا ، و قال : " سليمان بن أرقم ، عامة
ما يرويه لا يتابعه أحد عليه " . قلت : و هو ضعيف جدا كما سبق آنفا ، لكن
الأسدي الراوي عنه شر منه ، فقد كذبه أحمد ، و قال في رواية : " أحاديثه موضوعة
، ليس بشيء " .

(4/24)


1526 - " يجزي من السترة مثل مؤخرة الرحل و لو بدق شعرة " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 35 :
باطل . أخرجه ابن خزيمة ( 93 / 2 ) : أخبرنا محمد بن معمر القيسي أخبرنا
محمد بن القاسم أبو إبراهيم الأسدي أخبرنا ثور بن يزيد عن يزيد بن يزيد بن جابر
عن مكحول عن يزيد بن جابر عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال
: فذكره ، و قال : " أخاف أن يكون محمد بن القاسم وهم في رفع هذا الخبر " . قلت
: مثل هذا يقال فيمن كان ثقة ضابطا ، و ابن القاسم هذا ليس كذلك ، فقد كذبه
أحمد كما تقدم ، فكأن ابن خزيمة خفي عليه أمره . و الحديث في " صحيح مسلم " و
غيره من حديث طلحة و عائشة بمعناه دون قوله : " و لو بدق شعرة " ، فهي زيادة
باطلة .

(4/25)


1527 - " من قرأ في إثر وضوئه *( إنا أنزلناه في ليلة القدر )* مرة واحدة كان من
الصديقين و من قرأها مرتين كتب في ديوان الشهداء و من قرأها ثلاثا حشره الله
محشر الأنبياء " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 35 :
موضوع . رواه الديلمي في " مسند الفردوس " من طريق أبي عبيدة عن الحسن عن
أنس بن مالك مرفوعا . و أبو عبيدة مجهول " . كذا في " الحاوي للفتاوي
" للسيوطي ( 2 / 61 ) و أورده في " جامعه الكبير " ( 2 / 284 / 1 ) . قلت : و
فيه علة أخرى ، و هي عنعنة الحسن البصري ، و لوائح الوضع ظاهرة على متن الحديث
، و قد قال فيه البخاري : " لا أصل له " . فانظر الحديث ( 68 ) .

(4/26)


1528 - " إذا أبغض المسلمون علماءهم و أظهروا عمارة أسواقهم و تناكحوا على جمع الدراهم
، رماهم الله عز وجل بأربع خصال : بالقحط من الزمان و الجور من السلطان و
الخيانة من ولاة الأحكام و الصولة من العدو " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 36 :
منكر . أخرجه الحاكم ( 4 / 325 ) عن محمد بن عبد ربه أبي تميلة : حدثنا أبو
بكر بن عياش عن أبي حصين عن ابن أبي مليكة عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه
قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره ، و قال : " صحيح الإسناد إن
كان عبد الله بن أبي مليكة سمع من أمير المؤمنين عليه السلام " . و رده الذهبي
بقوله : " قلت : بل منكر ، منقطع ، و ابن عبد ربه لا يعرف " . قلت : و لم أر
أحدا ترجمه ! و لعله نسب إلى جده ، فقد أخرجه الديلمي في " مسند الفردوس " ( 1
/ 1 / 88 - 89 ) من طريق موسى بن محمد بن موسى الأنصاري : حدثنا أبو جعفر محمد
بن عبد الله بن محمد بن عبد ربه : حدثنا أبو بكر بن عياش ... و الأنصاري هذا لم
أعرفه . و الله أعلم . ( تنبيه ) : كتب بعض الطلاب الحمقى و بالحبر الذي لا
يمحى ، عقب قول الذهبي المتقدم - نسخة الظاهرية : " قلت : بل صحيح جدا " . و
كأن هذا الأحمق يستلزم من مطابقة معنى الحديث الواقع أنه قاله رسول الله صلى
الله عليه وسلم و هذا جهل فاضح ، فكم من مئات الأحاديث ضعفها أئمة الحديث و هي
مع ذلك صحيحة المعنى ، و لا حاجة لضرب الأمثلة على ذلك ، ففي هذه السلسلة ما
يغني عن ذلك ، و لو فتح باب تصحيح الأحاديث من حيث المعنى ، دون التفات إلى
الأسانيد ، لاندس كثير من الباطل على الشرع ، و لقال الناس على النبي صلى الله
عليه وسلم ما لم يقل . ثم تبوءوا مقعدهم من النار و العياذ بالله تعالى .

(4/27)


1529 - " أوسعوه ( يعني : المسجد ) تملؤوه " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 37 :
ضعيف . أخرجه البخاري في " التاريخ الكبير " ( 4 / 1 / 226 ) و ابن خزيمة
في " صحيحه " ( 1 / 142 / 1 ) و العقيلي في " الضعفاء " ( 378 ) من طريق محمد
بن درهم : حدثني كعب بن عبد الرحمن الأنصاري عن أبيه عن أبي قتادة قال :
" أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم قوما من الأنصار ، و هم يبنون مسجدا ، فقال
لهم : فذكره " . قلت : و هذا سند ضعيف ، محمد بن درهم مختلف فيه ، قال شبابة :
ثقة . و قال ابن معين : ليس بشيء . و في رواية : ليس بثقة . و ذكره العقيلي و
غيره في " الضعفاء " و قال : " و لا يعرف إلا به " . و قد اختلف عليه في إسناده
، فقال بعضهم عنه هكذا ، و قال غيرهم : عن كعب بن عبد الرحمن بن كعب بن مالك عن
أبيه عن جده قال : فذكر الحديث . أخرجه ابن عدي ( ق 301 / 1 ) ، و قال الذهبي :
" و الأول أشبه " . قلت : و كعب هذا هو ابن عبد الرحمن بن كعب بن مالك ، روى عن
أبيه عن أبي قتادة ، روى عنه محمد بن درهم المدائني . كذا في " الجرح و التعديل
" ( 3 / 2 / 162 ) و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا . و كذلك صنع البخاري ، و
لكنه فرق بين كعب بن عبد الرحمن بن كعب بن مالك عن أبيه عن أبي قتادة ، و كعب
بن عبد الرحمن بن أبي قتادة عن أبيه . و الله أعلم .

(4/28)


1530 - " من أشراط الساعة أن يمر الرجل في المسجد لا يصلي فيه ركعتين و أن لا يسلم
الرجل إلا على من يعرف و أن يبرد الصبي الشيخ " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 38 :
ضعيف . رواه ابن خزيمة في " صحيحه " رقم ( 1329 ) و الطبراني ( 3 / 36 / 2
) عن الحكم بن عبد الملك عن قتادة عن سالم بن أبي الجعد عن أبيه قال : لقي
ابن مسعود رجلا فقال : السلام عليك يا ابن مسعود ! فقال ابن مسعود : صدق الله
و رسوله صلى الله عليه وسلم ، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : فذكره
. قلت : و هذا سند ضعيف من أجل الحكم هذا ، فإنه ضعيف كما في " التقريب " . و
قد خولف في سنده ، فرواه الطبراني من طريق منصور عن سالم بن أبي الجعد قال :
دخل ابن مسعود المسجد ، فقال عبد الله : فذكره بنحوه مقتصرا على الجملة الأولى
منه . و هذا منقطع ، لأن سالما لم يلق ابن مسعود كما قال علي بن المديني . و له
طريق أخرى ، أخرجه الطبراني عن عمر بن المغيرة عن ميمون أبي حمزة عن إبراهيم عن
علقمة عن ابن مسعود به نحوه بتمامه و زاد : " و حتى يبلغ التاجر الأفقين فلا
يجد ربحا " . و هذا سند ضعيف جدا ، أبو حمزة ضعيف ، و عمر بن المغيرة ، قال
البخاري : " منكر الحديث ، مجهول " . و الخلاصة ، أن الحديث بهذا التمام ضعيف ،
لضعف إسناده ، أو انقطاعه ، و قصور الشاهد من الطريق الأخرى عن تقويته لشدة
ضعفه . و إنما أوردته هنا من أجل الجملة الأخيرة منه في الإبراد ، و أما سائره
فثابت في أحاديث ، فانظر الكتاب الآخر ( 647 و 648 و 649 ) .

(4/29)


1531 - " لا تقوم الساعة حتى تتخذ المساجد طرقا و حتى يسلم الرجل على الرجل بالمعرفة و
حتى تتجر المرأة و زوجها و حتى تغلو الخيل و النساء ، ثم ترخص فلا تغلو إلى يوم
القيامة " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 39 :
ضعيف . أخرجه الحاكم ( 4 / 446 ) من طريق شعبة عن حصين عن عبد الأعلى بن
الحكم - رجل من بني عامر - عن خارجة بن الصلت البرجمي قال : دخلت مع عبد
الله يوما المسجد ، فإذا القوم ركوع ، فمر رجل ، فسلم عليه ، فقال : صدق الله و
رسوله ، صدق الله و رسوله ، فسألته عن ذلك ، فقال : إنه لا تقوم الساعة ... و
قال : " صحيح الإسناد ، و قد أسند هذه الكلمات بشير بن سلمان في روايته ، ثم
صار الحديث برواية شعبة هذه صحيحا " . قلت : كلا ، و أعله الذهبي بأنه موقوف و
ليس بشيء ، و إنما علته أمران : الأول : جهالة حال عبد الأعلى بن الحكم ، و
خارجة بن الصلت ، فقد ترجمهما ابن أبي حاتم ( 1 / 2 / 374 و 3 / 1 / 25 ) و لم
يذكر فيهما جرحا و لا تعديلا . و الآخر : الاختلاف في إسناده ، فقد رواه شعبة
هكذا ، و تابعه زائدة : أخبرنا حصين به نحوه مقتصرا على الفقرة الأولى منه .
أخرجه الطبراني في " المعجم الكبير " ( 1 / 36 / 2 ) . و خالفهما الثوري ، فقال
: عن حصين عن عبد الأعلى قال : " دخلت المسجد مع ابن مسعود فركع ... " الحديث
نحوه بتمامه . أخرجه الطبراني . و الثوري أحفظ من شعبة ، لكن هذا معه زائدة ، و
معهما زيادة ، فالواجب قبولها . و بالجملة فالحديث علته الجهالة ، و إنما
أوردته من أجل قوله : " و حتى تغلو الخيل ... " إلخ ، فإني لم أجد له شاهدا
مفيدا يقويه ، و أما سائره فصحيح ثابت من طرق فانظر الكتاب الآخر رقم ( 647 -
649 ) .

(4/30)


1532 - " إذا وقعت الفأرة في السمن ، فإن كان جامدا فألقوها و ما حولها ، و إن كان
مائعا فلا تقربوه " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 40 :
شاذ . أخرجه أبو داود ( 3842 ) و النسائي ( 2 / 192 ) و ابن حبان ( 1364 )
و البيهقي ( 9 / 353 ) و أحمد ( 2 / 232 - 233 و 265 و 490 ) من طريق معمر عن
الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم : فذكره . و في رواية لأحمد عن معمر عن أيوب عن ابن سيرين عن أبي هريرة .
قلت : و هذا إسناد ظاهره الصحة ، و ليس كذلك ، لأن معمرا - و إن كان ثقة - فقد
خولف في إسناده و متنه . أما الإسناد فرواه جماعة عن الزهري عن عبيد الله بن
عبد الله عن ابن عباس عن ميمونة رضي الله عنها : " أن رسول الله صلى الله عليه
وسلم سئل عن الفأرة تقع في السمن ؟ فقال : انزعوها و ما حولها فاطرحوه " .
أخرجه مالك في " الموطأ " ( 2 / 971 / 20 ) عن ابن شهاب به . و من طريقه أخرجه
البخاري ( 1 / 70 و 4 / 19 ) و النسائي ( 2 / 192 ) و البيهقي ( 9 / 353 ) و
أحمد ( 6 / 335 ) كلهم من طرق عن مالك به . و تابعه سفيان بن عيينة قال : حدثنا
الزهري به . أخرجه أحمد ( 6 / 329 ) و الحميدي في " مسنده " ( 312 ) قالا :
حدثنا سفيان به . و من طريق الحميدي أخرجه البخاري ( 4 / 18 ) و كذا البيهقي .
و أخرجه هذا و أبو داود ( 3841 ) و النسائي و الترمذي ( 1 / 332 ) و الدارمي (
2 / 188 ) من طرق أخرى عن سفيان به . و تابعهما الأوزاعي عن الزهري به . أخرجه
أحمد ( 6 / 330 ) : حدثنا محمد بن مصعب قال : حدثنا الأوزاعي ... و تابعهم معمر
أيضا في رواية عنه ، فقال النسائي : أخبرنا خشيش بن أصرم قال حدثنا عبد الرزاق
قال : أخبرني عبد الرحمن بن بوذويه أن معمرا ذكره عن الزهري به . و أخرجه أبو
داود ( 3843 ) : حدثنا أحمد بن صالح حدثنا عبد الرزاق به . قلت : و هذا إسناد
صحيح إلى معمر بذلك . و لا يشك من كان عنده علم و معرفة بعلل الحديث ، أن رواية
معمر هذه أصح من روايته الأولى لموافقتها لرواية مالك و من تابعه ممن ذكرنا و
غيرهم ، ممن لم نذكر ، و أن روايته تلك شاذة لمخالفتها لرواياتهم . و قد أشار
إلى ذلك الحميدي في روايته عن سفيان ، فقال : " فقيل لسفيان ، فإن معمرا يحدثه
عن الزهري عن سعيد عن أبي هريرة ؟ قال سفيان : ما سمعت الزهري يحدثه إلا عن
عبيد الله عن ابن عباس عن ميمونة عن النبي صلى الله عليه وسلم ، و لقد سمعته
منه مرارا " . قلت : كأنه يشير إلى تخطئة معمر في ذلك ، و هو الذي يطمئن القلب
إليه ، و جزم به الإمام البخاري و الترمذي كما يأتي . هذا ما يتعلق بالمخالفة
في الإسناد . و أما المخالفة في المتن ، فقد رواه الجماعة عن الزهري باللفظ
المتقدم : " انزعوها و ما حولها فاطرحوه " . ليس فيه التفصيل الذي في رواية
معمر : " فإن كان جامدا فألقوها ... " إلخ . لكن في رواية أخرى عنه ، أخرجها
ابن أبي شيبة عن عبد الأعلى عنه مثل رواية الجماعة بغير تفصيل . و هذا هو
الصواب لما سبق بيانه عند الكلام على إسناده الذي وافق فيه رواية الجماعة ، و
كأنه لذلك قال الترمذي بعد أن ذكر الحديث معلقا : " و هو حديث غير محفوظ ، و
سمعت محمد بن إسماعيل ( يعني : البخاري ) يقول : و حديث معمر عن الزهري عن سعيد
بن المسيب عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم ، و ذكر فيه أنه سئل عنه
؟ فقال : إذا كان جامدا فألقوها و ما حولها ، و إن كان مائعا فلا تقربوه . هذا
خطأ أخطأ فيه معمر ، و الصحيح حديث الزهري عن عبيد الله عن ابن عباس عن ميمونة
" . يعني باللفظ الآخر المطلق . و قد أشار البخاري في " صحيحه " إلى أنه
المحفوظ ، بأن روى عقبه بإسناده الصحيح عن يونس عن الزهري عن الدابة تموت في
الزيت و السمن ، و هو جامد أو غير جامد ، الفأرة أو غيرها ؟ قال : بلغنا أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر بفأرة ماتت في سمن ، فأمر بما قرب منها فطرح
، ثم أكل ، عن حديث عبيد الله بن عبد الله " . قلت : فلم يفرق الزهري بين
الجامد و المائع ، فلو كان في حديثه التفريق لم يخالفه إن شاء الله تعالى
، أفلا يدل هذا على خطأ معمر في روايته التفريق عنه ؟ و لذلك قال الحافظ في
" الفتح " ( 9 / 577 ) : " هذا ظاهر في أن الزهري كان في هذا الحكم لا يفرق بين
السمن و غيره ، و لا بين الجامد منه و الذائب ، لأنه ذكر ذلك في السؤال ، ثم
استدل بالحديث في السمن ، فأما غير السمن ، فإلحاقه به في القياس عليه واضح . و
أما عدم الفرق بين الذائب و الجامد ، فلأنه لم يذكر في اللفظ الذي استدل به ، و
هذا يقدح في صحة من زاد في هذا الحديث عن الزهري التفرقة بين الجامد و الذائب
... و ليس الزهري ممن يقال في حقه : لعله نسي الطريق المفصلة المرفوعة ، لأنه
كان أحفظ الناس في عصره ، فخفاء ذلك عنه في غاية البعد " . و اعلم أنه وقع عند
النسائي من طريق عبد الرحمن بن مهدي عن مالك وصف السمن بأنه " جامد " . و هي
رواية شاذة أيضا لمخالفتها لرواية الجماعة عن مالك ، و لرواية الجمهور عن
الزهري . بل هي مخالفة لرواية أحمد عن عبد الرحمن بن مهدي نفسه ! و هذا مما خفي
على الحافظ فإنه ذكر رواية النسائي عنه ، و لم يذكر رواية أحمد هذه عنه ! و وقع
ذلك أيضا في رواية الأوزاعي المتقدمة . لكن الراوي لها عنه ضعيف ، و هو محمد بن
مصعب القرقساني ، قال الحافظ في " التقريب " : " صدوق كثير الغلط " . و لم ينبه
على ضعف هذه الرواية في " الفتح " ، و لا أشار إلى ذلك أدنى إشارة !
من فقه الحديث : قال الحافظ في شرح المتن المحفوظ من هذا الحديث : " و استدل
بهذا الحديث لإحدى الروايتين عن أحمد ، أن المائع إذا حلت فيه النجاسة لا ينجس
إلا بالتغير ، و هو اختيار البخاري ، و قول ابن نافع من المالكية ، و حكي عن
مالك ، و قد أخرج أحمد عن إسماعيل بن علية عن عمارة بن أبي حفصة عن عكرمة أن
ابن عباس سئل عن فأرة ماتت في سمن ؟ قال : تؤخذ الفأرة و ما حولها ، فقلت : إن
أثرها كان في السمن كله ؟ قال : إنما كان و هي : حية ، و إنما ماتت حيث وجدت .
و رجاله رجال الصحيح . و أخرجه أحمد من وجه آخر ، و قال فيه : عن جر فيه زيت
، وقع فيه جرذ . و فيه : " أليس جال في الجر كله ؟ قال : إنما جال و فيه الروح
، ثم استقر حيث مات " . و فرق الجمهور بين المائع و الجامد ، عملا بالتفصيل
المتقدم ذكره . و استدل بقوله في الرواية المفصلة : " و إن مائعا فلا تقربوه
" ، على أنه لا يجوز الانتفاع به في شيء ، فيحتاج من أجاز الانتفاع به في غير
الأكل كالشافعية ، و أجاز بيعه كالحنفية إلى الجواب ، أعني الحديث ، فإنهم
احتجوا به في التفرقة بين الجامد و المائع " . انتهي كلام الحافظ رحمه الله .

(4/31)


1533 - " أكثر جنود الله في الأرض الجراد ، لا آكله و لا أحرمه " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 43 :
ضعيف . أخرجه أبو مسلم الكجي في " جزء الأنصاري " ( 2 / 2 ) و عنه البيهقي
( 9 / 257 ) : حدثنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الأنصاري قال : حدثنا
سليمان التيمي عن أبي عثمان النهدي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
: فذكره . قلت : هذا إسناد صحيح لولا أنه مرسل ، و قد روي موصولا ، من طريق
محمد بن الزبرقان : حدثنا سليمان التيمي عن أبي عثمان النهدي عن سلمان قال : "
سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الجراد ، فقال " ، فذكره دون قوله : " في
الأرض " . أخرجه أبو داود ( 3813 ) و المخلص في " الفوائد المنتقاة " ( 9 / 2 /
1 ) و البيهقي و ابن عساكر ( 7 / 194 / 1 ) و قال أبو داود : " رواه المعتمر عن
أبيه عن أبي عثمان عن النبي صلى الله عليه وسلم ، لم يذكر سلمان " . و من طريق
أبي العوام الجزار عن أبي عثمان النهدي عن سلمان . أخرجه أبو داود ( 3814 ) و
ابن ماجة ( 3219 ) و قال أبو داود : " رواه حماد بن سلمة عن أبي العوام عن أبي
عثمان عن النبي صلى الله عليه وسلم ، لم يذكر سلمان " . قلت : و أبو العوام هذا
اسمه فائد بن كيسان ، ليس بالمشهور ، قال الذهبي : " ما علمت فيه جرحا ، بل
وثقه ابن حبان " . و جملة القول أن الحديث اختلف في وصله و إرساله على أبي
عثمان ، فأرسله سليمان التيمي عنه في رواية ثقتين عنه هما الأنصاري و المعتمر
بن سليمان ، و خالفهما محمد بن الزبرقان فرواه عنه موصولا . و مما لا ريب فيه
أن روايته مرجوحة ، لأنه فرد ، و لاسيما و قد قيل فيه : إنه قد يخطىء ، فينتج
من ذلك أن المحفوظ عن سليمان التيمي مرسل . و خالف التيمي أبو العوام فوصله . و
روايته مرجوحة أيضا ، لأنه غير مشهور كما ذكرنا ، فلا يقرن مع التيمي ليفاضل
بينهما ! و الخلاصة أن الحديث ضعيف لإرساله . و الله أعلم . و قد أشار البيهقي
إلى تضعيفه بقوله . " إن صح هذا ففيه أيضا دلالة على الإباحة فإنه إذا لم يحرم
فقد أحله ، و إنما لم يأكله تقذرا . و الله أعلم " .

(4/32)


1534 - " أوصيك يا أبا هريرة ! خصال أربع لا تدعهن ما بقيت ، أوصيك بالغسل يوم الجمعة
و البكور إليها و لا تغلو أو لا تلهو ، و أوصيك بصيام ثلاثة أيام من كل شهر
، فإنه صوم الدهر ، و أوصيك بركعتي الفجر لا تدعهما و إن صليت الليل كله ، فإن
فيهما الرغائب ، قالها ثلاثا " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 44 :
ضعيف جدا . رواه ابن عدي ( 158 / 2 ) من طريق أبي يعلى عن سليمان بن داود
اليمامي عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال : جاء أبو هريرة
يسلم على النبي صلى الله عليه وسلم و يعوده في شكواه ، فأذن له ، فدخل عليه
فسلم و هو نائم ، فوجد النبي صلى الله عليه وسلم مستندا إلى صدر علي بن أبي
طالب ، و قال : قال علي بيده على صدره ضامه إليه و النبي صلى الله عليه وسلم
باسط رجليه ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ادن يا أبا هريرة ! فدنا ، ثم
قال : ادن يا أبا هريرة ! فدنا ، ثم قال : ادن يا أبا هريرة ! فدنا حتى مست
أصابع أبي هريرة أطراف أصابع النبي صلى الله عليه وسلم ، ثم قال له : اجلس يا
أبا هريرة ! فجلس ، فقال : أدن طرف ثوبك ، فمد أبو هريرة ثوبه و أمسكه بيده
يفتحه و أدناه من وجهه ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره ، و في
آخره : ضم إليك ثوبك ، فضم ثوبه إلى صدره فقال : يا رسول الله بأبي أنت و أمي
أسر هذا أم أعلنه ؟ قال : بل أعلنه يا أبا هريرة ! قال ثلاثا . و قال ابن عدي :
" سليمان بن داود ، عامة ما يرويه بهذا الإسناد لا يتابعه أحد عليه " . قلت : و
قال البخاري : " منكر الحديث " . قال الذهبي : " و قد مر لنا أن البخاري قال
: من قلت فيه : منكر الحديث ، فلا تحل رواية حديثه . و قال ابن حبان : ضعيف . و
قال آخر : متروك " .

(4/33)


1535 - " ثلاث من كن فيه حاسبه الله حسابا يسيرا و أدخله الجنة برحمته : تعطي من حرمك
و تصل من قطعك و تعفو عمن ظلمك " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 45 :
ضعيف جدا . رواه ابن عدي ( 158 / 2 ) عن سليمان بن داود اليمامي عن يحيى بن
أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي هريرة مرفوعا . و قال : " سليمان بن داود عامة
ما يرويه بهذا الإسناد لا يتابعه أحد عليه " . قلت : و من طريقه أخرجه أيضا ابن
أبي الدنيا في " ذم الغضب " ، و الطبراني في " الأوسط " ، و البزار ، و الحاكم
( 2 / 518 ) و قال : " صحيح الإسناد " . و رده الذهبي بقوله : " قلت : سليمان
ضعيف " . قلت : بل هو أسوأ حالا ، كما عرفت من قول البخاري فيه في الحديث
السابق . و لذلك قال الهيثمي كما في " الفيض " : " متروك " .

(4/34)


1536 - " الخير كثير و قليل فاعله " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 46 :
ضعيف . أخرجه ابن أبي عاصم في " السنة " ( رقم 40 ) و المخلص في " الفوائد
المنتقاة " ( 6 / 70 / 1 ) و ابن عدي في " الكامل " ( 159 / 2 ) و أبو نعيم في
" أخبار أصبهان " ( 1 / 203 ) و الخطيب في " تاريخ بغداد " ( 8 / 177 ) و
البيهقي في " الشعب " ( 2 / 455 / 2 ) من طريق أحمد بن عمران الأخنسي ، إلا ابن
أبي عاصم ، فمن طريق حسين الأحول كلاهما عن أبي خالد الأحمر عن إسماعيل بن أبي
خالد عن عطاء بن السائب عن أبيه عن عبد الله بن عمرو عن رسول الله صلى الله
عليه وسلم قال : فذكره . و قال ابن عدي : " لا أعلمه يرويه عن إسماعيل غير أبي
خالد الأحمر ، و هو صدوق ، ليس بحجة " . قلت : المتقرر فيه بعد النظر في أقوال
الأئمة فيه أنه وسط حسن الحديث ، و قد احتج به الشيخان ، و إنما علة الحديث ممن
فوقه ، فإن عطاء بن السائب كان اختلط . و إسماعيل بن أبي خالد متأخر الوفاة عنه
بنحو عشر سنين ، فمن المحتمل أنه سمعه منه في اختلاطه . و أحمد بن عمران
الأخنسي أورده الذهبي في " الضعفاء و المتروكين " ، و قال : " قال البخاري
: يتكلمون فيه " . و في " الميزان " : " و قال أبو زرعة : كوفي تركوه ، و تركه
أبو حاتم " . فهو ضعيف جدا ، لكن متابعة حسين الأحول - و هو ابن ذكوان المعلم -
إياه ترفع التهمة عنه ، فإن المعلم ثقة . ( تنبيه ) : كل من ذكرنا وقع الحديث
عنده باللفظ المذكور ، إلا ابن أبي عاصم فإنه عنده بلفظ " الخير كثير ، و من
يعمل به قليل " . و كذلك رواه الطبراني في " الأوسط " من حديث ابن عمرو كما في
" الجامع " . و قال المناوي : " قال الهيثمي : فيه الحسن بن عبد الأول ضعيف " .

(4/35)


1537 - " إذا أخذ أحدكم مضجعه ، فليقرأ بأم الكتاب و سورة ، فإن الله يوكل به ملكا يهب
معه إذا هب " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 47 :
ضعيف . رواه ابن عساكر ( 8 / 3 / 2 ) عن عبد الأعلى بن عبد الأعلى عن رجل
عن مطرف بن عبد الله بن الشخير عن رجل من أهل بلقين قال : و أحسبه من بني مجاشع
عن شداد بن أوس مرفوعا . قلت : و هذا إسناد ظاهر الضعف ، لجهالة الرجل
البلقيني شيخ مطرف ، و كذا الراوي عنه . لكنه لم يتفرد به ، فقد قال الخرائطي
في " مكارم الأخلاق " ( 8 / 233 / 1 ) : حدثنا عمر بن شبة قال : حدثنا سالم بن
نوح عن الجريري عن أبي العلاء عن رجل من مجاشع عن شداد بن أوس ، قال : قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم : فذكره ، إلا أنه قال : " سورة من كتاب الله " . و
رجاله ثقات غير الرجل المجاشعي ، و أبو العلاء اسمه يزيد بن عبد الله بن الشخير
، و هو أخو مطرف المذكور في الطريق الأولى . و بالجملة ، فالحديث ضعيف لجهالة
تابعيه . و الله أعلم .

(4/36)


1538 - " ما كانت نبوة قط إلا كان بعدها قتل و صلب " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 47 :
ضعيف . أخرجه ابن عدي ( 3 / 1132 ) و الطبراني في " المعجم الكبير " ( 1 /
63 / 1 ) و عنه الضياء في " المختارة " ( 1 / 285 ) عن سليمان بن أيوب بن عيسى
: حدثني أبي عن جدي عن موسى بن طلحة عن أبيه مرفوعا . قلت : و هو إسناد
ضعيف فيه عدة علل : سليمان هذا قال الذهبي : " صاحب مناكير ، و قد وثق " . و
أبوه و جده لم أجد من ترجمهما ، و إليهما أشار الهيثمي بقوله ( 7 / 307 ) : "
رواه الطبراني ، و فيه من لم أعرفه " .

(4/37)


1539 - " الناكح في قومه ، كالمعشب في داره " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 48 :
ضعيف . أخرجه الطبراني و أبو نعيم في " أخبار أصبهان " ( 1 / 140 ) و عنه
الضياء بإسناد الذي قبله . و فيه عدة علل كما بينا . و بهذا الإسناد حديث آخر و
لفظه : " كان لا يكاد يسئل شيئا إلا فعله " . ضعيف . أخرجه الطبراني ( 1 / 13 /
2 ) و عنه الضياء ( 1 / 286 ) .

(4/38)


1540 - " أعطوا المساجد حقها ، قيل : و ما حقها ؟ قال : ركعتان قبل أن تجلس " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 48 :
ضعيف . أخرجه ابن أبي شيبة في " المصنف " ( 1 / 101 / 2 ) و ابن خزيمة في "
صحيحه " رقم ( 1824 ) عن محمد بن إسحاق ( : أخبرنا ) عن أبي بكر بن عمرو بن حزم
عن عمرو بن سليم عن أبي قتادة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
فذكره . قلت : و هذا إسناد ضعيف رجاله ثقات ، و علته عنعنة ابن إسحاق فإنه كان
يدلس . و قد خالفه في المتن عامر بن عبد الله بن الزبير عن عمرو بن سليم به
بلفظ : " إذا دخل أحدكم المسجد فليركع ركعتين قبل أن يجلس " . هكذا أخرجه
الشيخان و غيرهما كالبيهقي في " السنن الكبرى " ( 3 / 53 ) و هو المحفوظ ، و هو
مخرج في " إرواء الغليل " ( 2 / 220 / 467 ) .

(4/39)


1541 - " كان يكتحل بإثمد و هو صائم " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 49 :
ضعيف . ابن خزيمة ( 207 / 2 ) عن معمر بن محمد بن عبيد الله بن أبي رافع :
حدثني أبي عن أبيه عبيد الله عن أبي رافع قال : فذكر نحوه ، و قال : " أنا
أبرأ من عهدة هذا الإسناد لمعمر " . قلت : هو ضعيف جدا ، كما يعطيه قول البخاري
فيه : " منكر الحديث " . لكنه لم يتفرد به ، فقد تابعه حبان بن علي عن محمد بن
عبيد الله بن أبي رافع به . أخرجه ابن سعد في " الطبقات " ( 1 / 484 ) و
الطبراني في " المعجم الكبير " و ابن عدي في " الكامل " ( 108 / 1 ) و عند
البيهقي ( 4 / 262 ) . قلت : و حبان هو العنزي ، و هو ضعيف أيضا ، و لكن إعلال
الحديث بمحمد بن عبيد الله أولى لتفرده به . و قال الهيثمي في " المجمع " ( 3 /
167 ) : " رواه الطبراني في " الكبير " من رواية حبان بن علي عن محمد بن عبيد
الله بن أبي رافع و قد وثق ، و فيهما كلام كثير " .

(4/40)


1542 - " إن من التواضع لله ، الرضا بالدون من شرف المجلس " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 49 :
ضعيف . رواه الطبراني في " المعجم الكبير " ( 1 / 63 / 1 ) : حدثنا يحيى بن
عثمان بن صالح ، و عنه الضياء المقدسي في " المختارة " ( 1 / 285 ) و ابن عدي
في " الكامل " ( 160 / 1 ) من طريق أحمد بن الفضل بن عبيد الله الصائغ قالا :
حدثنا سليمان بن أيوب بن عيسى بن موسى بن طلحة بن عبيد الله : حدثني أبي عن جدي
عن موسى بن طلحة عن أبيه طلحة بن عبيد الله : " أنه أتى مجلس قوم ، فأوسعوا
له من كل ناحية ، فجلس في صدر المجلس في أدناه ، ثم قال لهم : إني سمعت رسول
الله صلى الله عليه وسلم : فذكره . ذكره ابن عدي في ترجمة سليمان هذا مع أحاديث
أخرى ، و قال : " لا يتابع سليمان عليها أحد " . و أورده الذهبي في " الضعفاء "
، و قال : " له مناكير عدة " . و ساق له في " الميزان " من منكراته أحاديث
، هذا أحدها . و أبوه ، و هو أيوب بن سليمان بن عيسى ، و جده عيسى لم أجد لهما
ترجمة ، إلا أن الأول منهما قد أورده ابن أبي حاتم ( 1 / 1 / 248 ) من رواية
ابنه سليمان فقط ! و لم يذكر توثيقا و لا تجريحا فهو مجهول . و قال الحافظ
العراقي في " تخريج الإحياء " ( 2 / 14 ) : " الخرائطي في " مكارم الأخلاق "
، و أبو نعيم في " رياضة المتعلمين " من حديث طلحة بن عبيد الله بسند جيد " .
كذا قال و لست أدري إذا كان طريق الخرائطي و أبي نعيم هي نفس طريق سليمان بن
أيوب ، أو غيرها ؟ فإن كتاب " رياضة المتعلمين " لم أقف عليه مع الأسف ، و أما
" المكارم " للخرائطي ، فالمطبوع منه جزء ، و في مخطوطة الظاهرية الجزء الثامن
منه ، و لم يطبع و ليس الحديث في هذا منه ، و لا في ذاك .

(4/41)


1543 - " إن الله لا يؤخر نفسا إذا جاء أجلها ، و لكن زيادة العمر ذرية صالحة يرزقها
الله العبد ، فيدعون له من بعده ، فيلحقه دعاؤهم في قبره ، فذلك زيادة العمر
" .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 50 :
منكر . رواه العقيلي في " الضعفاء " ( 2 / 134 ) و ابن عدي ( 160 / 1 ) و
ابن حبان في " الضعفاء " ( 1 / 331 ) عن سليمان بن عطاء عن مسلمة بن عبد الله
الجهني عن عمه أبي مشجعة بن ربعي عن أبي الدرداء قال : ذكرنا زيادة العمر
عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : فذكره . و قال : " لا يتابع عليه
بهذا اللفظ " . يعني سليمان هذا ، و يروى عن البخاري أنه قال فيه : " في حديثه
بعض المناكير " . و في " الميزان " ، قال أبو حاتم : " ليس بالقوي " . و اتهمه
ابن حبان و غيره . و ذكره ابن كثير ( 3 / 550 ) من رواية ابن أبي حاتم من طريق
سليمان به ، و لكنه وقع فيه ( عثمان ) مكان ( سليمان ) و هو خطأ مطبعي ، فقد
ذكر ابن أبي حاتم في " الجرح و التعديل " ( 4 / 2 / 10 ) من شيوخه سليمان بن
عطاء هذا . و قال فيه ابن حبان : " روى أشياء موضوعة لا تشبه حديث الثقات ،
فلست أدري التخليط فيها منه ، أو من مسلمة بن عبد الله ؟ " . ثم ساق له أحاديث
منكرة هذا منها . و هذا الحديث من الأحاديث الكثيرة الضعيفة التي سود بها
الحلبيان كتابيهما " مختصر تفسير الحافظ ابن كثير " ، اللذان التزما ألا يوردا
فيهما إلا الأحاديث الصحيحة ، و أنى لهما ذلك ؟ و هما - مع الأسف - من أجهل من
كتب في هذا المجال فيما علمت ، و بخاصة الرفاعي منهما ، فإنه أجرؤهما إقداما
على التصحيح بجهل بالغ ، فهو مع إخلاله بذلك الالتزام ، فقد وضع فهرسا في آخر
كل مجلد من مجلداته الأربعة لأحاديث الكتاب ، يصرح غالبا بالتصحيح ، و نادرا
بالتحسين لتلك الأحاديث و هذا منها ( 3 / 422 ) و لا حول و لا قوة إلا بالله .

(4/42)


1544 - " آيات المنافق : إذا حدث كذب و إذا وعد أخلف و إذا ائتمن خان " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 51 :
ضعيف جدا . رواه الطبراني في " الأوسط " عن أبي بكر الصديق أن النبي
صلى الله عليه وسلم قال : فذكره . قال الهيثمي ( 1 / 108 ) : " و فيه زنفل
العرفي ، كذاب " . قلت : لم أر من رماه بالكذب و أسوأ ما قيل فيه : " ليس بثقة
" . و قد مضى في الحديث ( 1515 ) . و يغني عن هذا الحديث حديث أبي هريرة
مرفوعا بلفظ : " أية المنافق ثلاث إذا حدث ... " إلخ . أخرجه الشيخان . انظر "
كتاب الإيمان " لأبي عبيد القاسم بن سلام ( ص 95 ) .

(4/43)


1545 - " آيتان هما قرآن و هما يشفعان ، و هما مما يحبهما الله ، الآيتان في آخر سورة
البقرة " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 52 :
ضعيف جدا . أخرجه الديلمي في " مسند الفردوس " عن أبي هريرة مرفوعا .
قال المناوي : " و فيه محمد بن إبراهيم بن جعفر الجرجاني ، فإن كان الفروي
فصدوق ، أو الكيال فوضاع كما في " الميزان " " . قلت : و أغلب الظن أنه الآخر
. و الله أعلم . ثم وقفت على إسناده في " مختصر الديلمي " للحافظ ( 1 / 1 / 77
) فإذا هو من طريق إبراهيم بن أبي يحيى عن صفوان بن سليم عن محمد بن عبد الرحمن
بن ثوبان عن أبي هريرة به . و قال الحافظ : " قلت : ابن أبي يحيى ضعيف " . قلت
: بل هو متروك ، كما قال هو نفسه في " التقريب " .

(4/44)


1546 - " آمن شعر أمية بن أبي الصلت و كفر قلبه " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 52 :
ضعيف . أخرجه أبو بكر بن الأنباري في " المصاحف " و الخطيب في " التاريخ
" و ابن عساكر ، عن ابن عباس . كذا في " الجامع الصغير " ، و " الكبير " (
1 / 3 / 2 ) و لم أره في " فهرس الخطيب " و قد ذكر المناوي في شرحه أن في سنده
عند ابن الأنباري أبا بكر الهذلي . قلت : و هو متروك الحديث كما في " التقريب "
، و أن إسناد الخطيب و ابن عساكر ضعيف ، و رواه عنه الفاكهي و ابن منده . قلت
: قد وقفت على إسناد الفاكهي بواسطة " الإصابة " ( 8 / 156 ) رواه من طريق
الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس . و الكلبي متهم بالكذب .

(4/45)


1547 - " آية العز : *( و قل الحمد لله الذي لم يتخذ ولدا )* الآية " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 53 :
ضعيف . رواه أحمد ( 3 / 439 ) و الواحدي في " تفسيره " ( 2 / 192 / 1 ) عن
رشدين بن سعد عن زبان بن فائد عن سهل بن معاذ عن أبيه مرفوعا . قلت : و هذا
سند فيه ضعف ، زبان بن فائد متكلم فيه من قبل حفظه ، و قد يحسن حديثه . و قال
الحافظ : " ضعيف الحديث مع صلاحه و عبادته " . و رشدين بن سعد ضعيف أيضا . و قد
تابعه ابن لهيعة عند أحمد و هو ضعيف كذلك . و في " الفيض " : " قال الحافظ
العراقي : و سنده ضعيف . و قال الهيثمي : رواه أحمد و الطبراني من طريقين ، في
أحدهما رشدين بن سعد و هو ضعيف . و في الأخرى ابن لهيعة و هو أصلح منه ، و قد
رمز المؤلف لحسنه " .

(4/46)


1548 - " ستفتح على أمتي من بعدي الشام وشيكا ، فإذا فتحها فاحتلها ، فأهل الشام
مرابطون إلى منتهى الجزيرة : رجالهم و نساؤهم و صبيانهم و عبيدهم ، فمن احتل
ساحلا من تلك السواحل فهو في جهاد ، و من احتل بيت المقدس فهو في جهاد " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 53 :
ضعيف . أخرجه ابن عساكر في " تاريخ دمشق " ( 1 / 270 ) من طريق ابن حمير عن
سعيد البجلي عن شهر بن حوشب عن أبي الدرداء مرفوعا . قلت : و هذا إسناد
ضعيف من أجل شهر ، قال الحافظ : " كثير الإرسال و الأوهام " . و سعيد البجلي لم
أعرفه . و رواه هشام بن عمار : أخبرنا أبو مطيع معاوية بن يحيى عن أرطاة بن
المنذر عمن حدثه عن أبي الدرداء به ، دون ذكر الفتح و بيت المقدس . و هذا ضعيف
أيضا ، لضعف أبي مطيع ، و جهالة شيخ أرطاة .

(4/47)


1549 - " إن الله أمرني بحب أربعة و أخبرني أنه يحبهم ، قيل : يا رسول الله ! من هم ؟
قال : علي منهم ، يقول ذلك ثلاثا ، و أبو ذر و سلمان و المقداد " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 54 :
ضعيف . أخرجه البخاري في " التاريخ الكبير " ( ص 31 - الكنى ) و الترمذي (
2 / 299 ) و ابن ماجة ( 149 ) و أبو نعيم في " الحلية " ( 1 / 172 ) و الحاكم (
3 / 130 ) و أحمد ( 5 / 356 ) من طريق شريك عن أبي ربيعة الإيادي عن ابن
بريدة عن أبيه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره . و قال
الترمذي : " حديث حسن ، لا نعرفه إلا من حديث شريك " . قلت : و هو ضعيف لا يحتج
به لسوء حفظه ، فأنى لحديثه الحسن ؟ قال الحافظ في " التقريب " : " صدوق
، يخطيء كثيرا ، تغير حفظه منذ ولي القضاء بالكوفة ، و كان عادلا فاضلا عابدا
، شديدا على أهل البدع " . و قال الذهبي في " الضعفاء " : " قال القطان : ما
زال مخلطا ، و قال أبو حاتم : له أغاليط ، و قال الدارقطني : ليس بالقوي " . و
ذكر في " الميزان " أن مسلما أخرج له متابعة . و من هذا تعلم خطأ قول الحاكم
عقب الحديث : " حديث صحيح على شرط مسلم " ! و لم يتعقبه الذهبي إلا بقوله : "
قلت : ما خرج ( م ) لأبي ربيعة " ! و هذا تعقب لا طائل تحته ، لأن القارىء لا
يخرج منه بحكم واضح على الحديث ، لأن عدم إخراج مسلم لأبي ربيعة لا يجرحه كما
هو معلوم ، و الذهبي لم يضعفه ، فقد يؤخذ منه أنه غير مجروح ، و ليس كذلك ، فقد
قال الذهبي نفسه في " الكنى " من " الميزان " : " قد ذكر مضعفا " . يعني في
" الأسماء " ، و قال هناك : " قال أبو حاتم : منكر الحديث " . فكان الواجب
إعلال الحديث به ، و بشريك أيضا لما عرفت من ضعفه ، و عدم احتجاج مسلم به ، لكي
لا يتورط أحد ممن لا تحقيق عنده بكلامه ، فيتوهم أنه سالم مما يقدح في ثبوته
، و ليس كذلك كما ترى . و لذلك رأينا المناوي في " فيضه " لم يزد في كلامه على
الحديث على أن نقل عن الذهبي تعقبه المذكور ، بل زاد عليه فقال : " و هو صدوق
" . يعني أبا ربيعة . و هذا مما يشعر بأنه سالم من غيره ، و لعل هذا كله ،
بالإضافة إلى تحسين الترمذي ، كان السبب في تورط الشيخ الغماري حين أورد الحديث
في " كنزه " ( 666 ) ! و ساعده على ذلك أنه يشم منه رائحة التشيع ! و قد سرق
بعض الوضاعين هذا الحديث فرواه بلفظ : " إن الله أمرني بحب أربعة من أصحابي ، و
قال : أحبهم ، أبو بكر و عمر و عثمان و علي " . و هو موضوع . أخرجه ابن عدي (
161 / 1 ) عن سليمان بن عيسى السجزي : حدثنا الليث بن سعد عن نافع عن ابن عمر
قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره ، و قال : " سليمان بن عيسى
يضع الحديث " . و كذلك قال غيره كما يأتي . و ذكر الذهبي أن هذا الحديث من
بلاياه ! و أورده السيوطي في " الجامع الكبير " ( 4706 ) . و من موضوعات هذا
الكذاب الحديث الآتي بعد حديث .

(4/48)


1550 - " أيما امرأة خرجت من بيت زوجها بغير إذنه ، لعنها كل شيء طلعت عليه الشمس و
القمر ، إلا أن يرضى عنها زوجها " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 56 :
موضوع . الديلمي ( 1 / 2 / 353 - 354 ) من طريق أبي نعيم عن أبي هدبة عن
أنس مرفوعا . قلت : و هذا موضوع ، أبو هدبة - و اسمه إبراهيم بن هدبة -
متروك ، حدث بالأباطيل عن أنس . و قد مضى الحديث بنحوه برقم ( 1020 ) .

(4/49)


1551 - " من تمنى الغلاء على أمتي ليلة أحبط الله عمله أربعين سنة " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 56 :
موضوع . رواه ابن عدي ( 161 / 1 ) و عنه الخطيب ( 4 / 60 ) و عن غيره عن
سليمان بن عيسى السجزي : حدثنا عبد العزيز بن أبي رواد عن نافع عن ابن عمر
مرفوعا و قال ابن عدي : " سليمان بن عيسى يضع الحديث ، و أحاديثه كلها أو
عامتها موضوعة " . و قال الخطيب : " منكر جدا ، لا أعلم رواه غير سليمان بن
عيسى السجزي ، و كان كذابا يضع الحديث " . قلت : و من طريق الخطيب أورده ابن
الجوزي في " الموضوعات " ، و أقره السيوطي في " اللآليء " ( 2 / 145 ) و ابن
عراق في " تنزيه الشريعة " ( 2 / 188 ) . قلت : و قد سرقه من السجزي بعض
الكذابين من أمثاله ، فقد رواه ابن عساكر ( 16 / 122 / 2 ) عن مأمون بن أحمد
السلمي : أخبرنا أحمد بن عبد الله الشيباني أخبرنا بشر بن السري عن عبد العزيز
بن أبي رواد عن نافع عن ابن عمر مرفوعا . قلت : و هذا موضوع أيضا ، أورده ابن
عساكر في ترجمة مأمون هذا ، و قال فيه : " أحد المشهورين بوضع الحديث ، و ذكره
بعض أهل العلم فقال : هروي كذاب " . قلت : و شيخه أحمد بن عبد الله الشيباني
أكذب منه ، و هو الجويباري . قال ابن حبان : " دجال من الدجاجلة ، روى عن
الأئمة ألوف حديث ما حدثوا بشيء منها " . و قال الذهبي : " هو ممن يضرب المثل
بكذبه " . قلت : و مع هذا كله فقد سود السيوطي بهذا الحديث " الجامع الصغير "
، فأورده فيه من رواية ابن عساكر هذه مع أنه قال في " اللآلي " ( 2 / 145 ) بعد
أن ساقه : " مأمون و شيخه كذابان " . فليت شعري كيف أورده مع علمه بحال
الراويين ؟! فهل نسي ذلك أم ماذا ؟ و العجب من المناوي أنه انتقد السيوطي في
عدوله في " الجامع " عن عزو الحديث إلى ابن عدي . و في سنده كذاب واحد ! إلى
عزوه إلى ابن عساكر و فيه الكذابان . ثم نسي المناوي ذلك ، فقال في " التيسير "
في سند ابن عساكر : " و فيه وضاع " !!

(4/50)


1552 - " أترعوا الطسوس ، و خالفوا المجوس " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 57 :
ضعيف جدا . رواه الخطيب في " التاريخ " ( 5 / 9 ) و عنه ابن عساكر ( 2 / 85
/ 2 ) و الديلمي في " مسند الفردوس " ( 1 / 1 / 37 - مختصره ) و البيهقي في
" الشعب " ( 2 / 182 / 2 ) عن أبي صالح خلف بن محمد بن إسماعيل ... المعروف
بالخيام : حدثنا أبو هارون سهل بن شاذويه الحافظ حدثنا جلوان بن سمرة البابني
حدثنا عصام أبو مقاتل النحوي عن عيسى بن موسى - غنجار - عن عبد العزيز بن أبي
رواد عن نافع عن ابن عمر مرفوعا . و قال البيهقي : " إسناده ضعيف " . قلت
: بل إسناده ساقط ، خلف هذا متهم ، قال الحاكم : " سقط حديثه برواية حديث : (
نهى عن الوقاع قبل الملاعبة ) " . قلت : و قد مضى هذا الحديث برقم ( 426 ) .
و ما بين خلف و غنجار لم أجد من ترجمهم ، و قال المناوي تعليقا على قول السيوطي
: " رواه البيهقي و الخطيب و الديلمي عن ابن عمر " : " و ضعفه البيهقي و قال
: في إسناده من يجهل ، و قال ابن الجوزي : حديث لا يصح ، و أكثر رواته ضعفاء و
مجاهيل ، لكنه ورد بمعناه في خبر جيد رواه القضاعي في " مسند الشهاب " عن أبي
هريرة بلفظ : " اجمعوا وضوءكم جمع الله شملكم ". و قال الحافظ العراقي : إسناده
لا بأس به . و روى البيهقي عن أبي هريرة مرفوعا : لا ترفعوا الطسوس حتى تطف
، اجمعوا وضوءكم جمع الله شملكم " . قلت : و في تجويد إسناده نظر لابد من بيانه
، تحقيقا للأمر ، فانظر الحديث الآتي : " لا ترفعوا الطست حتى تطف ، و اجمعوا
وضوءكم جمع الله شملكم " .

(4/51)


1553 - " لا ترفعوا الطست حتى تطف ، و اجمعوا وضوءكم جمع الله شملكم " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 58 :
ضعيف . أخرجه القضاعي في " مسند الشهاب " ( 59 / 1 ) و البيهقي في " الشعب
" ( 2 / 182 / 2 ) من طريق أبي علي هشام بن علي السيرافي قال : أخبرنا محمد بن
سليمان بن محمد بن كعب أبو عمرو الصباحي قال : أخبرنا عيسى بن شعيب عن عمار بن
أبي عمار عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره ، و
ضعفه البيهقي بقوله : " هذا إسناد فيه بعض من يجهل ، و روي معناه بإسناد آخر
ضعيف " . يعني الذي قبله . قلت : و هذا إسناد ضعيف ، عيسى بن شعيب هذا ، ظننت
في أول الأمر أنه ابن ثوبان مولى بني الديل المدني ، فإنه من هذه الطبقة لكنهم
لم يذكروا في شيوخه عمارا هذا ، و لا في الرواة عنه أبا عمرو الصباحي ، و قد
ترجم الصباحي هذا ابن أبي حاتم ( 3 / 2 / 269 ) و لم يذكر في شيوخه ابن شعيب
هذا ، و قال عن أبيه : " صالح " . فملت إلى أنه غيره ، ثم تأكدت من ذلك حين
رأيت السمعاني يقول في " الصباحي " : " روى عن عيسى بن شعيب القسملي و عاصم بن
سليمان الكوفي ، روى عنه القاسم بن نصر المخزومي ، و هشام بن علي السيرافي
" . و لم يزد . قلت : فقوله في عيسى : " القسملي " . نبهني إلى أنه غير الديلي
، فهو إذن عيسى آخر ، مجهول لا يعرف . و الله أعلم . و لو فرض أنه الديلي ، فهو
مثله في الجهالة ، قال الذهبي فيه : " لا يعرف " . ثم ساق له حديثا و قال : "
هذا خبر موضوع " . و في الطريق إليه أبو علي السيرافي و لم أجد له ترجمة . و
مما سبق يتبين للقارىء خطأ من جود إسناد هذا الحديث كما سبقت الإشارة إليه في
الذي قبله .

(4/52)


1554 - " العدة عطية " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 60 :
ضعيف . أخرجه ابن أبي الدنيا في " الصمت " ( 3 / 21 / 2 ) و الخرائطي في
" مكارم الأخلاق " ( ص 34 ) من طريقين عن يونس عن الحسن : " أن امرأة سألت
رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا ، فلم تجده عنده ، فقالت : عدني ، فقال رسول
الله صلى الله عليه وسلم : ... " فذكره . قلت : و هذا إسناد ضعيف لإرساله
، لاسيما و هو من مراسيل الحسن البصري ، و قد قال فيها بعض الأئمة : إنها
كالريح ! و قد روي مسندا من حديث ابن مسعود ، و قباث بن أشيم الليثي . 1 - حديث
ابن مسعود ، يرويه بقية عن أبي إسحاق الفزاري عن الأعمش عن شقيق عن ابن مسعود
قال : " إذا وعد أحدكم حبيبه فلينجز له ، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه
وسلم يقول : .... " فذكره . أخرجه القضاعي في " مسند الشهاب " ( 2 / 1 - 2 ) و
كذا أبو نعيم في " الحلية " ( 8 / 259 ) و قال : " غريب من حديث الأعمش ، تفرد
به الفزاري ، و لا أعلم رواه عنه إلا بقية " . قلت : و هو مدلس و قد عنعنه . و
من هذا الوجه ذكره ابن أبي حاتم في " العلل " و قال ( 2 / 437 ) : " سمعت أبي
يقول : هذا حديث باطل " . 2 - حديث قباث ، يرويه أصبغ بن عبد العزيز بن مروان
الحمصي : حدثنا أبي عن جدي عن أبان بن سليمان عن أبيه عنه مرفوعا به . أخرجه
الطبراني في " الأوسط " ( 1 / 152 / 1 - مجمع البحرين ) و قال : " لا يروى عن
قباث إلا بهذا الإسناد ، تفرد به أصبغ " . قلت : قال الهيثمي في " مجمع الزوائد
" ( 4 / 166 - 167 ) : " قال أبو حاتم : مجهول " . قلت : و أزيد على الهيثمي
فأقول : و أبان بن سليمان مجهول الحال ، كناه ابن أبي حاتم بأبي عمير الصوري
، و لم يزد في بيان حاله على قوله : " و كان من عباد الله الصالحين ، يتكلم
بالحكمة " . و أما أبوه سليمان ، فلم أجد له ترجمة .

(4/53)


1555 - " الأمانة غنى " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 61 :
ضعيف . رواه القضاعي في " مسند الشهاب " ( 3 / 1 ) عن يزيد الرقاشي عن
أنس بن مالك مرفوعا . قلت : و هذا سند ضعيف ، يزيد - و هو ابن أبان الرقاشي -
ضعيف ، كما قال الحافظ في " التقريب " .

(4/54)


1556 - " إذا نزل أحدكم منزلا ، فقال فيه ، فلا يرتحل حتى يصلي الظهر ، و إذا أراد
أحدكم أن يسافر يوم الجمعة ، و زالت الشمس ، فلا يسافر حتى يجمع ، إلا أن يكون
له عذر ، و إذا هجم على أحدكم شهر رمضان فلا يمجد مثله إلا أن يكون له عذر " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 61 :
موضوع . أخرجه ابن عدي في " الكامل " ( 161 / 1 ) من طريق سليمان بن عيسى
: حدثنا ابن جريج عن عطاء عن أبي هريرة : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
: فذكره . قلت : و هو موضوع ، آفته سليمان هذا ، قال فيه ابن عدي و غيره :
" يضع الحديث " . كما تقدم مرارا ، أقربها في الحديث ( 1550 ) . و الحديث أورد
السيوطي في " جامعيه " طرفه الأول منه بلفظ : " ركعتين " ! بدل " الظهر " . و
دون ما بعده ، و تابعه على ذلك المناوي في " الفيض " و بيض لإسناده ! و أما في
" التيسير " فقال : " و هو ضعيف " . و الله أعلم . ( تنبيه ) : قوله : ( تمجد )
كذا بإهمال أوله وقع في مخطوطة " الكامل " في الظاهرية ، و لم أفهمها ، و في
المطبوعة ( يمجد ) بإعجام الأول منه بالمثناة ، و المعنى غير ظاهر .

(4/55)


1557 - " السماح رباح ، و العسر شؤم " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 62 :
منكر . رواه القضاعي في " مسند الشهاب " ( 3 / 2 ) عن عبد الله بن إبراهيم
: أخبرنا عبد الرحمن بن زيد عن أبيه عن ابن عمر مرفوعا . قلت : و هذا إسناد
ضعيف جدا ، بل موضوع ، فإن عبد الله بن إبراهيم - و هو الغفاري - قال الحافظ :
" متروك ، و نسبه ابن حبان إلى الوضع " . و قال الحاكم : " روى عن جماعة من
الضعفاء أحاديث موضوعة ، لا يرويها غيره " . و عبد الرحمن بن زيد - و هو ابن
أسلم - ضعيف جدا ، و قد اتهم ، و هو صاحب حديث توسل آدم عليه السلام بالنبي صلى
الله عليه وسلم ، و قد تقدم ( 25 ) . و الحديث رواه الديلمي في " مسند الفردوس
" من حديث أبي هريرة ، كما في " الجامع " ، و كذا ابن نصر و ابن لال . و عنهما
أورده الديلمي ، قال المناوي : " فلو عزاه المصنف للأصل لكان أولى ، و فيه حجاج
بن فرافصة ، أورده الذهبي في " الضعفاء " ، و قال : قال أبو زرعة : ليس بالقوي
. اهـ . و نسبه ابن حبان إلى الوضع ، و قال ابن عدي : عامة ما يرويه لا يتابع
عليه ، و قال الدارقطني : حديث منكر " .

(4/56)


1558 - " القرآن غنى لا فقر بعده ، و لا غنى دونه " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 62 :
ضعيف . رواه ابن نصر في " قيام الليل " ( 72 ) و أبو يعلى ( 2 / 738 ) و
الطبراني ( 1 / 65 / 2 ) و ابن عساكر ( 15 / 256 / 2 و 16 / 232 / 1 ) عن شريك
عن الأعمش عن يزيد بن أبان عن الحسن عن أنس مرفوعا . و من طريق الطبراني
رواه ابن عبد الهادي في " هداية الإنسان " ( 135 / 2 ) . و رواه محمد بن محمد
بن مخلد البزاز في " حديث ابن السماك " ( 1 / 178 / 1 ) عن شريك عن الأعمش عن
يزيد الرقاشي عن بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم مرفوعا به ، إلا أنه قال
: " و الأمانة غنى " ، بدل " و لا غنى دونه " . و رواه القضاعي في " مسند
الشهاب " ( 18 / 1 ) من طريق أبي الحسن علي بن عمر البغدادي قال : حدث الأعمش
عن يزيد الرقاشي عن أنس مرفوعا و قال : " قال الدارقطني : و رواه أبو معاوية عن
الأعمش عن يزيد الرقاشي عن الحسن مرسلا ، و هو أشبه بالصواب " . قلت : و هو
ضعيف مرسلا و موصولا ، لأن مداره على الرقاشي ، و هو ضعيف ، و مدار الموصول
عليه من رواية شريك ، و هو ابن عبد الله القاضي ، ضعيف .

(4/57)


1559 - " القرآن هو الدواء " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 63 :
ضعيف جدا . رواه القضاعي في " مسند الشهاب " ( 3 / 2 ) عن الحسن بن رشيق
قال : أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن علي الحسيني قال : أخبرنا أحمد بن يحيى
الأودي قال : أخبرنا محمد بن عتبة قال : أخبرنا علي بن ثابت الدهان عن معاذ عن
الحارث عن علي مرفوعا . قلت : و هذا إسناد ضعيف جدا ، من أجل الحارث هذا -
و هو الأعور - فإنه متهم . و فيه أيضا من لم أعرفه كالأودي . و الحسن بن رشيق
قال الذهبي في " الميزان " : " لينه الحافظ عبد الغني بن سعيد قليلا ، و وثقه
جماعة ، و أنكر عليه الدارقطني أنه كان يصلح في أصله و يغير " .

(4/58)


1560 - " التدبير نصف العيش و التودد نصف العقل و الهم نصف الهرم و قلة العيال أحد
اليسارين " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 64 :
ضعيف . رواه القضاعي في " مسند الشهاب " ( 4 / 1 ) عن إسحاق بن إبراهيم
الشامي قال : أخبرنا علي بن حرب قال : أخبرنا موسى بن داود الهاشمي قال :
أخبرنا ابن لهيعة عن محمد بن عبد الرحمن بن نوفل عن عامر بن عبد الله بن الزبير
عن أبيه عن علي عليه السلام مرفوعا . قلت : و هذا إسناد ضعيف ، ابن لهيعة -
و اسمه عبد الله - ضعيف . و إسحاق بن إبراهيم الشامي ، لم أعرفه ، و يحتمل أن
يكون واحدا من هؤلاء : 1 - إسحاق بن إبراهيم بن العلاء الحمصي المعروف بابن
زبريق . 2 - إسحاق بن إبراهيم بن يزيد أبو النضر الدمشقي مولى عمر بن عبد
العزيز . و الأول ضعيف ، و الآخر حسن الحديث ، و قد جزم المناوي بأنه هو ، و لم
يظهر لي وجهه . و الله أعلم . و الحديث رواه أيضا الديلمي في " مسند الفردوس
" من حديث أنس بن مالك ، قال المناوي : " قال العراقي : فيه خلاد بن عيسى
، جهله العقيلي ، و وثقه ابن معين " . قلت : هو عند الديلمي ( 2 / 1 / 50 ) و
كذا الخطيب بعضه ( 12 / 11 ) من طريق أبي الحسن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم
المخرمي : حدثنا علي بن عيسى كاتب عكرمة القاضي حدثنا خلاد بن عيسى عن ثابت عن
أنس مرفوعا به . و فيه علة أخرى ، و هي ضعف يعقوب هذا ، فقد ترجمه الخطيب ( 14
/ 290 ) و روى عن الدارقطني أنه ضعيف . و عن ابن المنادي : " كتبنا عنه في حياة
جدي ، ثم ظهر لنا من انبساطه في تصريح الكذب ما أوجب التحذير عنه ، و ذلك بعد
معاتبة و توقيف متواتر ، فرمينا كل ما كتبنا عنه ، نحن و عدة من أهل الحديث " .
و علي بن عيسى ، كأنه مجهول ، فإن الخطيب أورده في " التاريخ " ( 12 / 11 ) من
أجل هذا الحديث ، و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا .

(4/59)


1561 - " الرضاع يغير الطباع " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 65 :
منكر جدا . رواه ابن الأعرابي في " المعجم " ( 24 / 1 ) : أخبرنا أبو بكر
محمد بن صالح الأنطاكي - كتابة - : أخبرنا أبو مروان عبد الملك بن مسلمة أخبرنا
صالح بن عبد الجبار عن ابن جريج عن عكرمة عن ابن عباس مرفوعا . و من طريق
ابن الأعرابي رواه القضاعي ( 4 / 2 ) . قلت : و هذا إسناد ضعيف ، فيه علل : 1 -
عنعنة ابن جريج ، فإنه كان يدلس . 2 - صالح بن عبد الجبار ، مجهول لا يعرف
، قال الذهبي في " الميزان " : " أتى بخبر منكر جدا ، رواه ابن الأعرابي ... "
، ثم ساق هذا ، و قال : 3 - " و عبد الملك مدني ضعيف " . و الحديث رواه أبو
الشيخ عن ابن عمر .

(4/60)


1562 - " كل عين باكية يوم القيامة ، إلا عين غضت عن محارم الله عز وجل و عين سهرت في
سبيل الله و عين خرج منها مثل رأس الذباب دمعة من خشية الله عز وجل " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 65 :
ضعيف جدا . أخرجه أبو نعيم في " الحلية " ( 3 / 163 ) و ابن الجوزي في " ذم
الهوى " ( ص 141 ) من طريقين عن عمر بن صهبان عن صفوان عن أبي سلمة عن أبي
هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره ، و قال أبو نعيم :
" غريب من حديث صفوان و أبي سلمة ، تفرد به عمر بن صهبان " . قلت : و هو ضعيف
جدا ، قال الذهبي في " الضعفاء و المتروكين " : " تركوه " . و أما الحافظ فقال
في " التقريب " : " ضعيف " . و ما ذكره الذهبي أصح . و الحديث بيض له المناوي
، فلم يزد على قوله : " رمز المصنف لحسنه " ! ثم صرح في " التيسير " بأن إسناده
حسن ! فكأنه لم يقف على إسناده .

(4/61)


1563 - " أفضل الدعاء دعاء المرء لنفسه " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 66 :
ضعيف . أخرجه الحاكم ( 1 / 543 ) من طريق المبارك بن حسان عن عطاء عن
عائشة رضى الله عنها قالت : " سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم أي الدعاء
أفضل ؟ قال : " دعاء المرء لنفسه " . و قال : " صحيح الإسناد " ! و رده الذهبي
بقوله : " قلت : مبارك واه " و في " التقريب " : " لين الحديث " .

(4/62)


1564 - " قال إبليس لربه عز وجل : يا رب ! قد أهبط آدم ، و قد علمت أنه سيكون له كتاب
و رسل ، فما كتابهم و رسلهم ؟ قال الله عز وجل : رسلهم الملائكة ، و النبيون
منهم ، و كتبهم التوراة و الإنجيل و الزبور و الفرقان . قال : فما كتابي ؟ قال
: كتابك الوشم و قرآنك الشعر و رسلك الكهنة و طعامك ما لم يذكر اسم الله عز وجل
عليه ، و شرابك من كل مسكر و صدقك الكذب و بيتك الحمام و مصائدك النساء و مؤذنك
المزمار و مسجدك الأسواق " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 67 :
منكر . أخرجه ابن الجوزي في " ذم الهوى " ( ص 155 ) من طريق الطبراني ، و
هذا في " المعجم الكبير " ( 3 / 112 / 2 ) قال : حدثنا يحيى بن عثمان بن صالح
قال : حدثنا يحيى ابن بكير قال : حدثني يحيى بن صالح الأيلي عن إسماعيل بن أمية
عن عبيد بن عمير عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
: فذكره ، و قال : " تفرد به يحيى بن صالح " . قلت : قال العقيلي : " روى عن
إسماعيل عن عطاء مناكير " . و قال ابن عدي : " أحاديثه غير محفوظة " . قلت : و
قد ثبت من الحديث قوله : " و طعامك ما لم يذكر اسم الله عليه " . صح ذلك من
طريق أخرى عن ابن عباس ، و قد خرجته في الكتاب الآخر ( 708 ) .

(4/63)


1565 - " أيما مؤمن استرسل إلى مؤمن ، فغبنه ، كان غبنه ذلك ربا " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 67 :
ضعيف جدا . أخرجه أبو نعيم في " الحلية " ( 5 / 187 ) من طريق موسى بن عمير
عن مكحول عن أبي أمامة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره ، و
في لفظ له : " غبن المسترسل حرام " . قلت : و هذا سند ضعيف جدا ، موسى بن عمير
هو القرشي الجعدي مولاهم أبو هارون الأعمى ، متفق على تضعيفه ، و قال أبو حاتم
: " ذاهب الحديث كذاب " . و قال النسائي : " ليس بثقة " . و قد مضى الحديث
باللفظ الثاني رقم ( 667 ) .

(4/64)


1566 - " كان يستفتح دعاءه بـ " سبحان ربي الأعلى الوهاب " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 68 :
ضعيف . أخرجه الحاكم ( 1 / 498 ) و ابن أبي شيبة في " المصنف " ( 12 / 17 /
1 ) و أحمد ( 4 / 54 ) من طريق عمر بن راشد اليمامي قال : حدثنا إياس بن سلمة
بن الأكوع الأسلمي عن أبيه قال : " ما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم
يستفتح دعاء إلا استفتحه بـ ... " . هكذا الحديث عندهم جميعا ، و إنما أوردته
باللفظ المذكور أعلاه تبعا للسيوطي في " الجامع " . ثم قال الحاكم : " صحيح
الإسناد " . و وافقه الذهبي . قلت : و هو مردود بقوله في " الضعفاء و المتروكين
" عن عمر هذا : " ضعفوه " . و كذا قال في " الميزان " ، و ساق له مما أنكر عليه
أحاديث هذا أحدها ، و قال الحافظ في " التقريب " : " ضعيف " . و قال الهيثمي في
" المجمع " ( 10 / 156 ) : " رواه أحمد و الطبراني بنحوه ، و فيه عمر بن راشد
اليمامي ، وثقه غير واحد ، و بقية رجاله رجال الصحيح " . و نقل هذا و ما قبله
المناوي في " الفيض " ، و اقتصر في " التيسير " على قوله في تصحيح الحاكم : " و
تعقب " . و من الظاهر أنه لم يرتض التصحيح ، و أما مقلده الغماري فقد خالفه في
هذه المرة فصحح الحديث فأورده في " كنزه " ( 2844 ) !

(4/65)


1567 - " كرامة الكتاب ختمه " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 69 :
موضوع . أخرجه الطبراني في " المعجم الأوسط " كما في " المجمع " ، و أبو
الحسين محمد بن الحسن الأصفهاني في " المنتقى من الجزء الثاني من ( الفوائد ) "
( 2 / 1 ) و القضاعي في " مسند الشهاب " ( 5 / 1 ) و الثعلبي في " تفسيره " ( 3
/ 12 / 1 ) من طريق محمد بن مروان السدي قال : أخبرنا محمد بن السائب عن أبي
صالح ، ( و قال أبو الحسين و غيره : عن ابن جريج عن عطاء ) عن ابن عباس
مرفوعا . قلت : و هذا إسناد موضوع ، آفته السدي هذا ، و هو متهم بالكذب . و
قد سبق له غير ما حديث . و قال الهيثمي ( 8 / 99 ) : " و فيه محمد بن مروان
السدي الصغير ، و هو متروك " .

(4/66)


1568 - " من أدى زكاة ماله ، فقد أدى الحق الذي عليه ، و من زاد فهو أفضل " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 69 :
ضعيف جدا . أخرجه أبو داود في " المراسيل " ( ق 7 / 2 ) و من طريقه البيهقي
( 4 / 84 ) عن عذافر البصري عن الحسن عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا .
قلت : و هذا إسناد ضعيف ، عذافر هذا قال الذهبي : " لا يدرى من هو ؟ ذكره أحمد
بن علي السليماني فيمن يضع الحديث " . و قال الحافظ : " مستور " . قلت : و قد
روى عن الحسن موصولا ، أخرجه ابن عدي ( 163 / 2 ) عن سلام بن أبي خبزة : حدثنا
سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن الحسن عن سمرة عن النبي صلى الله عليه وسلم به .
و قال : " لا أعلم يرويه عن سعيد غير سلام هذا " . قلت : قال الذهبي : " قال
ابن المديني : يضع الحديث ، و قال النسائي : متروك ، و قال الدارقطني ضعيف " .

(4/67)


1569 - " أول شهر رمضان رحمة و أوسطه مغفرة و آخره عتق من النار " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 70 :
منكر . أخرجه العقيلي في " الضعفاء " ( 172 ) و ابن عدي ( 165 / 1 ) و
الخطيب في " الموضح " ( 2 / 77 ) و الديلمي ( 1 / 1 / 10 - 11 ) و ابن عساكر (
8 / 506 / 1 ) عن سلام بن سوار عن مسلمة بن الصلت عن الزهري عن أبي سلمة عن
أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره . و قال العقيلي :
" لا أصل له من حديث الزهري " . قلت : و قال ابن عدي : " و سلام ( ابن سليمان
بن سوار ) هو عندي منكر الحديث ، و مسلمة ليس بالمعروف " . و كذا قال الذهبي .
و مسلمة قد قال فيه أبو حاتم : " متروك الحديث " كما في ترجمته من " الميزان "
، و يأتي له حديث آخر برقم ( 1580 ) .

(4/68)


1570 - " إن الله بعثني ملحمة و مرحمة و لم يبعثني تاجرا و لا زارعا ، و إن شرار الناس
يوم القيامة التجار و الزراعون إلا من شح على دينه " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 71 :
منكر . أخرجه ابن المظفر في " حديث حاجب بن أركين " ( 1 / 255 / 1 ) و ابن
السماك في " حديثه " ( 2 / 90 - 91 ) و تمام في " الفوائد " ( 154 / 1 ) و أبو
محمد القاري في " الفوائد " ( 5 / 34 / 2 ) و ابن عدي ( 165 / 1 ) و ابن عساكر
( 5 / 57 / 2 ) و محمد بن عبد الواحد المقدسي في " المنتقى من حديثه " ( 40 /
86 / 2 ) كلهم من طريق سلام بن سليمان قال : حدثنا حمزة الزيات قال : حدثنا
الأجلح بن عبد الله الكندي عن الضحاك عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم : فذكره . و ضعفه القاري بقوله : " حديث غريب " . و ابن عدي
بقوله : " و هذا عن حمزة غير محفوظ ، و سلام بن سليمان منكر الحديث " . و أقول
: هذا إسناد ضعيف جدا ، و له ثلاث علل : 1 - الانقطاع ، فإن الضحاك - و هو ابن
مزاحم الهلالي - لم يثبت له سماع من أحد من الصحابة كما قال الحافظ المزي .
2 - الأجلح بن عبد الله فيه ضعف ، و في " التقريب " : " صدوق " . 3 - سلام بن
سليمان ضعيف كما سبق عن ابن عدي . و الحديث أورده ابن الجوزي في " الموضوعات "
من رواية ابن عدي ، و قال : " لا يصح ، سلام متروك ، و الأجلح كان لا يدري ما
يقول ، و محمد بن عيسى ضعيف " يعني الراوي عن سلام ، فتعقبه السيوطي في
" اللآلي " ( 2 / 143 ) و تبعه ابن عراق في " تنزيه الشريعة " ( 2 / 191 )
: " بأن الدارقطني أخرجه في " الأفراد " من طريق أخرى عن سلام . و بأن أبا نعيم
أخرجه من طريق أخرى عن ابن عباس " . قلت : هذه المتابعة لا تجدي ، لأنه لا يزال
فوقها العلل الثلاث التي شرحنا . و طريق أبي نعيم فيها مجهول كما يأتي بيانه في
الحديث بعده . و حديث الترجمة قد أعضله أبو الأسود نصير القصاب فقال : عن
الضحاك بن مزاحم قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره . أخرجه ابن
جرير الطبري في " تهذيب الآثار " ( 1 / 51 / 121 ) بإسناده عنه . و نصير هذا
أورده البخاري في " التاريخ " ( 4 / 2 / 116 ) و ابن أبي حاتم برواية أخرى عنه
، و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا . و شيخ الطبري فيه عمرو بن عبد الحميد
الآملي لم أعرفه .

(4/69)


1571 - " بعثت مرحمة و ملحمة ، و لم أبعث تاجرا و لا زراعا ، ألا و إن شرار هذه الأمة
التجار و الزراعون ، إلا من شح على نفسه " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 72 :
ضعيف . أخرجه أبو الشيخ في " الطبقات " ( ق 87 / 1 ) و أبو نعيم في
" الحلية " ( 4 / 72 ) و في " أخبار أصبهان " ( 2 / 31 ) من طريق أبي موسى
اليماني عن وهب بن منبه عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم : فذكره . و ضعفه بقوله : " حديث غريب " . قلت : و علته أبو موسى هذا
، فإنه مجهول ، كما قال الذهبي و العسقلاني .

(4/70)


1572 - " انتظار الفرج بالصبر عبادة " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 73 :

موضوع . روي من حديث عبد الله بن عمر و عبد الله بن عباس و أنس بن مالك و
علي بن أبي طالب . 1 - حديث ابن عمر ، يرويه عمرو بن حميد القاضي ، قال
: أخبرنا الليث بن سعد عن نافع عن ابن عمر قال : قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم : فذكره . أخرجه ابن جميع في " معجم الشيوخ " ( ص 377 ) و القضاعي في
" مسند الشهاب " ( 5 / 2 ) . قلت : و هذا إسناد ضعيف بمرة ، آفته ابن حميد هذا
، قال الذهبي : " هالك ، أتى بخبر موضوع اتهم به ، و قد ذكره السليماني في عداد
من يضع الحديث " . ثم ساق له هذا الحديث . 2 - حديث ابن عباس ، يرويه أبو موسى
عيسى بن مهران ، قال : أخبرنا حسن بن حسين قال : أخبرنا سفيان بن إبراهيم عن
حنظلة المكي عن عامر عنه به . قلت : و هذا إسناد موضوع ، آفته ابن مهران هذا
، قال الذهبي : " كذاب جبل ! قال ابن عدي : حدث بأحاديث موضوعة ، محترق في
الرفض . و قال أبو حاتم : كذاب . و قال الخطيب : كان من شياطين الرافضة و
مردتهم ، وقع إلي كتاب من تصنيفه في الطعن على الصحابة و تكفيرهم ، فلقد قف
شعري ، و عظم تعجبي مما فيه من الموضوعات و البلايا " . و حسن بن حسين ، الظاهر
أنه العرني الكوفي ، قال أبو حاتم : " لم يكن بصدوق عندهم ، و كان من رؤساء
الشيعة ، و قال ابن حبان : يأتي عن الأثبات بالملزقات ، و يروي المقلوبات " . و
سفيان بن إبراهيم هو الكوفي ، ذكره الأزدي ، فقال : " زائغ ضعيف " . 3 - حديث
أنس ، يرويه محمد بن محمد بن سليمان : حدثنا سليمان بن سلمة أخبرنا بقية حدثنا
مالك عن الزهري عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم به دون قوله : " بالصبر " .
أخرجه ابن عدي ( 44 / 1 ) و الخطيب ( 2 / 155 ) و قال الأول : " و هذا حديث
باطل عن مالك بهذا الإسناد ، لا يرويه عنه غير بقية " . قلت : و هو مشهور
بالتدليس ، و لا يغتر بتصريحه بالتحديث هنا ، لأن الراوي عنه سليمان بن سلمة -
و هو الخبائري - كذاب . و قد قال الذهبي في ترجمته بعد أن ساق له حديثا آخر
موضوعا من طريق مالك : " و سمع منه الباغندي حديثا فأنكر عليه و هو ... " . ثم
ذكر هذا . ثم إن ابن عدي أعاد تخريجه في ترجمة الخبائري ( 161 / 2 ) بهذا السند
إلا أنه قال فيه : " بقية عن مالك " ، فلم يذكر عنه التحديث ، و قال : " لا
أعلم يرويه عن بقية غير سليمان ، و هو منكر من حديث مالك " . قلت : و قد رواه
بعض الضعفاء عن ابن محمد - و هو الباغندي - على وجه آخر ، رواه الخطيب عن محمد
بن جعفر بن الحسن صاحب المصلى عنه قال : نبأنا أبو نعيم عبيد بن هشام الحلبي
قال : نبأنا مالك بن أنس به . و قال : " وهم هذا الشيخ على الباغندي و على من
فوقه في هذا الحديث وهما قبيحا ، لأنه لا يعرف إلا من رواية سليمان بن سلمة
الخبائري ، عن بقية بن الوليد عن مالك ، و كذلك حدث به الباغندي " . ثم ساقه ،
و قال عن الباغندي : " أنكرته عليه أشد الإنكار ، و قلت : ليس شيء من هذا البته
، و كان أمر سليمان هذا شيئا عجيبا ، الله أعلم به ، و قد رواه شيخ كذاب كان
بـ ( عسكر مكرم ) عن عيسى بن أحمد العسقلاني عن بقية . و أفحش في الجرأة على
ذلك ، لأنه معروف أن الخبائري تفرد به . و الله أعلم " . 4 - حديث علي ، و هو
الآتي بعده . و بالجملة ، فالحديث موضوع من جميع هذه الطرق ، فليت أن السيوطي
لم يسود به " الجامع الصغير " !

(4/71)


1573 - " انتظار الفرج من الله عبادة ، و من رضي بالقليل من الرزق رضي الله منه
بالقليل من العمل " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 75 :
ضعيف جدا . رواه البيهقي في " الآداب " ( ص 405 - 406 مصورة ) و ابن عساكر
( 16 / 150 / 1 ) من طريق ابن أبي الدنيا : أخبرنا أبو سعيد عبد الله بن شبيب
بن خالد المدني : أخبرنا إسحاق بن محمد الفروي : حدثني سعيد بن مسلم بن بانك عن
أبيه أنه سمع علي بن الحسين يقول عن أبيه : عن علي بن أبي طالب مرفوعا .
قلت : و هذا سند ضعيف جدا ، عبد الله بن شبيب قال الذهبي : " واه " . و سعيد بن
مسلم بن بانك ثقة ، لكن أباه مسلم بن بانك ، أورده البخاري و ابن أبي حاتم و لم
يذكرا فيه جرحا و لا تعديلا .

(4/72)


1574 - " الرفق رأس الحكمة " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 75 :
ضعيف . أخرجه الخرائطي في " مكارم الأخلاق " ( ص 77 ) و عنه القضاعي في
" مسند الشهاب " ( 6 / 1 ) : حدثنا علي بن الأعرابي حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة
عن جرير بن عبد الحميد الضبي عن منصور عن إبراهيم عن هلال بن يساف عن جرير بن
عبد الله قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره . قلت : و هذا
إسناد ضعيف ، و رجاله كلهم ثقات معروفون من رجال الشيخين ، غير علي بن الأعرابي
، و هو علي بن الحسن بن عبيد بن محمد أبو الحسن الشيباني المعروف بابن الأعرابي
، حدث عن علي بن عمروس و جماعة . قال الخطيب ( 11 / 273 ) : " و كان صاحب أدب و
رواية للأخبار ، روى عنه عبد الله بن أبي سعد الوراق ، و القاضي أبو عبد الله
المحاملي " . و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا و لا وفاة ، و قد كتب بعض
المحدثين - و أظنه ابن المحب المقدسي - على هامش " المكارم " : " موضوع " . و
ما أجد في إسناده من أتهمه به سوى ابن الأعرابي هذا ، لكن ذكر المناوي أنه رواه
أبو الشيخ و ابن شاذان و الديلمي من حديث جابر . و الله أعلم . ثم رأيت الحديث
عند الديلمي ( 2 / 178 ) من طريق أبي الشيخ ، و هذا من طريق ابن أبي شيبة ، و
هذا في " المصنف " ( 8 / 512 ) : حدثنا عبدة عن هشام عن أبيه قال : بلغني أنه
مكتوب في التوراة : الرفق .. الحديث . قلت : و هذا إسناد صحيح إلى عروة والد
هشام ، بلاغا عن التوراة ! و هذا مما يعل به الحديث المرفوع كما لا يخفى . ثم
لا أدري إذا كان المناوي وهم في قوله : " عن جابر " ، أو أنه عنى رواية أخرى
عند الديلمي غير هذه ، و هذا ما أستبعده . و الله سبحانه و تعالى أعلم .

(4/73)


1575 - " ابتغوا الرفعة عند الله ، قالوا : و ما هي يا رسول الله ؟ قال : تحلم عمن جهل
عليك و تصل من قطعك و تعطي من حرمك " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 76 :
ضعيف جدا . رواه ابن شاهين في " الترغيب " ( 293 / 2 ) عن عثمان بن عبد
الرحمن : حدثنا الوازع بن نافع عن أبي سلمة عن أبي أيوب قال : وقف علينا
رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : فذكره . قلت : و هذا إسناد ضعيف جدا
، الوازع هذا متهم بالوضع كما تقدم بيانه تحت الحديث ( 24 ) . و عثمان بن عبد
الرحمن هو الطرائفي الجزري ، و فيه ضعف ، و إنما العلة من شيخه و الحديث ذكره
السيوطي في " الجامع الكبير " ( 1 / 5 / 1 ) دون قوله : " و تصل من قطعك " . و
قال : " رواه ابن عدي عن ابن عمر رضي الله عنهما ، و فيه الوازع بن نافع متروك
" . قلت : فالظاهر أن الوازع كان يرويه تارة عن أبي أيوب ، و أخرى عن ابن عمر
، و ذلك منه مردود لشدة ضعفه . و قوله : " و تصل ... " ثابت في " ابن عدي " ( 7
/ 2557 ) .

(4/74)


1576 - " البر لا يبلى و الإثم لا ينسى و الديان لا ينام ، فكن كما شئت ، كما تدين
تدان " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 77 :
ضعيف . أخرجه البيهقي في " الأسماء و الصفات " ( 79 ) و ابن الجوزي في " ذم
الهوى " ( 210 ) من طريق عبد الرزاق قال : أنبأنا معمر عن أيوب عن أبي قلابة
قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره . قلت : و هذا إسناد ضعيف
، من أجل أن أبا قلابة - و اسمه عبد الله بن زيد الجرمي - تابعي و قد أرسله . و
له علة أخرى و هي الوقف ، فقال عبد الله بن أحمد في " الزهد " ( ص 142 )
: حدثنا أبي حدثنا عبد الرزاق بإسناده عن أبي قلابة قال : قال أبو الدرداء
: البر لا يبلى ... إلخ . و رواه المروزي في " زوائد الزهد " ( 1155 ) من طريق
عبد الله بن مرة قال : قال أبو الدرداء ... فذكره موقوفا عليه . و هذا صورته
صورة المنقطع ، و لذلك قال المناوي : " و هو منقطع مع وقفه " . و قال : " و
رواه أبو نعيم و الديلمي مسندا عن ابن عمر رفعه ، و فيه محمد بن عبد الملك
الأنصاري ضعيف ، و حينئذ ، فاقتصار المصنف على رواية إرساله قصور ، أو تقصير
" . قلت : أخرجه الديلمي ( 2 / 1 / 19 ) من طريق مكرم بن عبد الرحمن الجوزجاني
عن محمد بن عبد الملك عن نافع عن ابن عمر به . و مكرم هذا لم أجد له ترجمة . و
محمد بن عبد الملك أسوأ حالا مما ذكر المناوي ، فقد قال فيه الإمام أحمد : "
يضع الحديث " . و قال الحاكم : " روى عن نافع و ابن المنكدر الموضوعات " .

(4/75)


1577 - " اطلبوا الفضل عند الرحماء من أمتي تعيشوا في أكنافهم ، فإن فيهم رحمتي ، و لا
تطلبوا من القاسية قلوبهم ، فإنهم ينتظرون سخطي " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 78 :
ضعيف . رواه الخرائطي في " مكارم الأخلاق " ( ص 55 ) : حدثنا عبد الرحمن بن
معاوية القيسي - بمصر - : حدثنا موسى بن محمد حدثنا محمد بن مروان و عبد الملك
بن الخطاب قالا : حدثنا داود بن أبي هند عن أبي نضرة عن أبي سعيد مرفوعا .
قلت : و هذا سند ضعيف ، محمد بن مروان هو السدي الصغير ، و هو كذاب . و متابعه
عبد الملك بن الخطاب مجهول الحال كما قال ابن القطان ، و في " التقريب " : "
مقبول " و موسى بن محمد و عبد الرحمن بن معاوية لم أعرفهما . و قد أخرجه أبو
الشيخ في " التاريخ " ( 199 ) و في " أحاديثه " ( 2 / 2 ) و أبو عبد الله بن
منده في " الأمالي " ( 3 / 27 / 2 ) و أبو بكر الذكواني في " اثنا عشر مجلسا "
( 16 / 2 ) و القضاعي ( 58 / 2 ) كلهم من طريق أبي عبد الرحمن السدي عن داود بن
أبي هند به . و أبو عبد الرحمن هذا هو محمد بن مروان الكذاب ، و قد وقع عند
العقيلي محرفا ، فذكره في " الضعفاء " ( 241 ) من طريق عبد الرحمن السدي عن
داود به . كذا وقع له ، فأورده في ترجمة " عبد الرحمن السدي " ، و قال :
" مجهول لا يتابع على حديثه ، و لا يعرف من وجه يصح " . و إنما هو أبو عبد
الرحمن ، كما وقع عند كل من خرجه ، و كذلك رواه ابن حبان في " الضعفاء " ( 2 /
286 ) و كذلك رواه أبو نعيم في " تاريخ أصبهان " ( 2 / 340 - 341 ) و جزم
الحافظ بأن رواية العقيلي خطأ ، و أن لا وجود لعبد الرحمن السدي . و قال :
" على أن محمد بن مروان لم ينفرد به ، بل تابعه عبد الملك بن الخطاب و عبد
الغفار بن الحسن بن دينار ، و له شاهد من حديث علي في ( مستدرك الحاكم ) " .
قلت : أما متابعة ابن الخطاب ، فقد تقدمت في رواية الخرائطي مقرونة مع رواية
ابن مروان ، و قد أخرجها ابن سمعون الواعظ في " الأمالي " ( 1 / 51 / 1 ) من
طريق محمد بن سنان قال : أخبرنا هانيء بن المتوكل الإسكندراني قال : أخبرنا عبد
الملك بن الخطاب به . و هانيء كثير المناكير ، و محمد بن سنان ضعيف . و أما
متابعة عبد الغفار بن الحسن بن دينار - و يكنى بأبي حازم - فأخرجها تمام في
" الفوائد " ( 183 / 1 ) و القضاعي عنه قال أخبرني داود بن أبي هند به . و قال
تمام : " هكذا في كتاب ابن فضالة ( يعني : شيخه أحمد بن محمد ) و قد رواه غيره
، فأدخل بين أبي حازم و داود رجلا " . و قال القضاعي : " تفرد به عبد الغفار بن
الحسن بن دينار و هو غريب " . قلت : و هو ضعيف جدا ، قال الجوزجاني : " لا
يعتبر به " . و قال الأزدي : " كذاب " . و أما ابن حبان فذكره في " الثقات
" . و قال ابن أبي حاتم عن أبيه : " لا بأس بحديثه " . أقول : و لعل الرجل الذي
بين أبي حازم و داود ، هو ابن مروان أو ابن الخطاب ، و حينئذ ، فلا يصح أن
تعتبر رواية ابن دينار هذه متابعة لروايتهما . و قد وجدت له متابعا آخر ، لكن
الطريق إليه واهية ، أخرجه العقيلي ( 245 ) عن عبد العزيز بن يحيى قال : حدثنا
الليث بن سعد عن داود عن بصرة بن أبي بصرة عن أبي سعيد مرفوعا نحوه . و قال :
" عبد العزيز بن يحيى المديني يحدث عن الثقات بالبواطيل ، و يدعي من الحديث ما
لا يعرف به غيره من المتقدمين " . و قال عقب الحديث : " ليس له أصل عن ثقة " .
و الحديث أورده ابن الجوزي في " الموضوعات " من رواية العقيلي عن السدي ، و
تعقبه السيوطي في " اللآليء " ( 2 / 76 - 77 ) ثم ابن عراق في " تنزيه الشريعة
" ( 2 / 132 - 133 ) بالمتابعات التي ذكرنا ، و بالشاهد الذي أشار إليه الحافظ
عن علي و أقول : أما المتابعات ، فهي كلها واهية ، لأنها لا تسلم من مجهول أو
مطعون ، و خفي بعض ذلك على ابن عراق ، فقال في متابعة الليث : " و ناهيك به .
أخرجه أبو الحسن الموصلي في " فوائده " انتخاب السلفي ". و خفي عليه أن راويه
عنه عبد العزيز بن يحيى مطعون فيه ، كما خفي عليه و على السيوطي قبله تخريج
العقيلي إياها ، و قوله فيه : " يحدث بالبواطيل " . نعم ذكر السيوطي متابعا
خامسا ، و هو عباد بن العوام في " تاريخ الحاكم " . لكنه لم يسق إسناده إليه
لينظر فيه ، و غالب الظن أنه لا يصح . و أما الشاهد ، فهو واه جدا ، فيه ثلاثة
ضعفاء على التسلسل ، اثنان منهما متهمان ، و إليك لفظه في الحديث التالي . ثم
وقفت على إسناد حديث عباد ، أخرجه ابن عساكر في " تاريخ دمشق " ( 12 / 218 / 2
) من طريق خلف بن يحيى : أخبرنا عباد بن العوام عن داود بن أبي هند عن أبي نضرة
عن أبي سعيد به . و خلف هذا كذبه أبو حاتم ، فلا يفرح بمتابعة ترد من طريقه !
فصح بذلك ما غلب على ظني ، و الحمد لله على توفيقه .

(4/76)


1578 - " يا علي ! اطلبوا المعروف من رحماء أمتي ، تعيشوا في أكنافهم ، و لا تطلبوه من
القاسية قلوبهم ، فإن اللعنة تنزل عليهم ، يا علي ! إن الله تعالى خلق المعروف
و خلق له أهلا ، فحببه إليهم و حبب إليهم فعاله و وجه إليهم طلابه ، كما وجه
الماء في الأرض الجدبة لتحيى به ، و يحيى بها أهلها ، يا علي ! إن أهل المعروف
في الدنيا هم أهل المعروف في الآخرة " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 81 :
ضعيف جدا . أخرجه الحاكم ( 4 / 321 ) من طريق حبان بن علي عن سعد بن طريف
عن الأصبغ بن نباته عن علي رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم : فذكره ، و قال : صحيح الإسناد " ! و رده الذهبي فقال : " قلت : الأصبغ
واه ، و حبان ضعفوه " . و أقول : الأصبغ قد كذبه أبو بكر بن عياش ، و قال
الحافظ في " التقريب " : " متروك " . و قد فات الذهبي أن سعد بن طريف شر منه
، فإنه مع اتفاقهم على ضعفه و تصريح بعضهم بأنه متروك الحديث ، فقد قال ابن
حبان : " كان يضع الحديث " . فالحديث بهذا السياق إن لم يكن موضوعا ، فهو ضعيف
جدا . و الله أعلم . لكن الجملة الأخيرة منه : " إن أهل المعروف .. " قد صحت
بروايات أخرى ، بعضها في " الأدب المفرد " و قد خرجت بعضها في " الروض النضير "
( 1020 و 1082 ) .

(4/77)


1579 - " آتي يوم القيامة باب الجنة ، فيفتح لي ، فأرى ربي و هو على كرسيه ، أو سريره
، فيتجلى لي ، فأخر له ساجدا " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 82 :
ضعيف . أخرجه الحافظ عثمان بن سعيد الدارمي في " الرد على المريسي " ( ص 14
) و محمد بن عثمان بن أبي شيبة في " كتاب العرش " ( ق 113 / 1 ) من طريق حماد
بن سلمة عن علي بن زيد عن أبي نضرة عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم : فذكره . قلت : و هذا إسناد ضعيف ، رجاله ثقات غير علي بن زيد
- و هو ابن جدعان - فإنه ضعيف ، كما قال الحافظ في " التقريب " . و قد ذكره
الذهبي في " العلو " من رواية البخاري عن أنس مختصرا جدا ، إلا أنه قال : " و
أخرجه أبو أحمد العسال في " كتاب المعرفة " بإسناد قوي عن ثابت عن أنس ... "
، فذكره مثل حديث الترجمة . قلت : و لم أقف على إسناده ، و لذلك لم أتكلم عليه
في كتابي " مختصر العلو " ( ص 87 - 88 ) ، فإذا ثبت بإسناده و لفظه وجب نقله
إلى الكتاب الآخر . و الله أعلم .

(4/78)


1580 - " ما من ذنب بعد الشرك أعظم عند الله من نطفة وضعها رجل في رحم لا يحل له " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 82 :
ضعيف . أخرجه ابن الجوزي في " ذم الهوى " ( ص 190 ) من طريق ابن أبي الدنيا
قال : حدثنا عمار بن نصر قال : حدثنا بقية عن أبي بكر بن أبي مريم عن الهيثم
بن مالك الطائي عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : فذكره . قلت : و هذا إسناد
مرسل ضعيف ، الهيثم بن مالك هو أبو محمد الشامي الأعمى ، تابعي ثقة . و أبو بكر
بن أبي مريم ضعيف لاختلاطه . و بقية مدلس .

(4/79)


1581 - " آخر أربعاء من الشهر يوم نحس مستمر " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 83 :
موضوع . أخرجه الخطيب في " تاريخ بغداد " ( 14 / 405 ) من طريق مسلمة بن
الصلت : حدثنا أبو الوزير صاحب ديوان المهدي حدثنا المهدي أمير المؤمنين عن
أبيه عن أبيه عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : فذكره .
قلت : و هذا إسناد ضعيف جدا ، مسلمة هذا متروك الحديث كما تقدم ( 1569 ) و فوقه
من لا يعرف حاله في الحديث . و الحديث أورده ابن الجوزي في " الموضوعات " من
رواية الخطيب ، و قال : " لا يصح ، مسلمة متروك " . و أقره السيوطي في "
اللآليء " ( 1 / 484 - 485 ) فلم يتعقبه بشيء يذكر ، سوى أنه روي من طريق أخرى
عن المهدي به موقوفا . قلت : و مع وقفه إسناده ضعيف ، و كذلك أقره في " الجامع
الكبير " ، فقال ( 1 / 3 / 1 ) : " رواه وكيع في " الغرر " ، و ابن مردويه في
" تفسيره " ، و الخطيب ، عن ابن عباس رضي الله عنهما ، و فيه مسلمة بن الصلت
متروك ، و أورده ابن الجوزي في الموضوعات " ، و رواه الطيوري من وجه آخر عن ابن
عباس رضي الله عنهما موقوفا " . و قال الحافظ في ترجمته من " اللسان " : " و
رأيت له حديثا منكرا ، رواه أبو الحسن علي بن نجيح العلاف : حدثنا ... " . ثم
ذكر هذا الحديث . و قد روي الحديث بلفظ : " يوم الأربعاء يوم نحسن مستمر " .
أورده ابن الجوزي في " الموضوعات " أيضا من طرق ، و كلها واهية شديدة الضعف ،
فما أبعد ابن الجوزي عن الصواب ! و ما أحسن السيوطي بإيراده إياه في " الزيادة
على الجامع " !

(4/80)


1582 - " آل القرآن آل الله " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 84 :
باطل . أخرجه الخطيب في " رواة مالك " من طريق محمد بن بزيع المدني عن مالك
عن الزهري عن أنس رضي الله عنه . و قال : " ابن بزيع مجهول " . و قال في
" الميزان " : " هو خبر باطل " . كذا في " الجامع الكبير " ( 1 / 3 / 1 ) . قلت
: و كذلك قال العسقلاني في " اللسان " ، و مع ذلك أورده السيوطي في " الجامع
الصغير " ! لكني قد وجدت لابن بزيع متابعا ، و كذلك للزهري . أما الأول
، فتابعه محمد بن عبد الرحمن بن غزوان : حدثنا مالك بن أنس به ، بلفظ : " إن
لله أهلين من الناس ، قيل : من هم ؟ قال : أهل القرآن ، هم أهل الله و خاصته
" . أخرجه لاحق بن محمد الإسكاف في " شيوخه " ( 115 / 2 ) و الخطيب في " تاريخ
بغداد " ( 2 / 311 ) و في " الموضح " ( 2 / 202 ) و روي عن الدارقطني أنه قال
: " تفرد به ابن غزوان ، و كان كذابا ، فلا يصح عن مالك ، و لا عن الزهري ، و
إنما يروى هكذا عن بديل بن ميسرة عن أنس " . قلت : و فات الدارقطني متابعة ابن
بزيع . و أما الزهري ، فتابعه بديل بن ميسرة ، يرويه عنه ابنه عبد الرحمن بن
بديل العقيلي عن أنس بهذا اللفظ الثاني . أخرجه الطيالسي في " مسنده " ( 2124 )
: حدثنا عبد الرحمن بن بديل العقيلي به . و من طريقه أبو نعيم في " الحلية " (
3 / 63 ) . و أخرجه ابن ماجة ( 215 ) و ابن نصر في " قيام الليل " ( ص 70 ) و
الحاكم ( 1 / 556 ) و أحمد ( 3 / 127 و 127 - 128 و 242 ) و أبو عبيد في
" فضائل القرآن " ( ق 11 / 1 ) و أبو نعيم أيضا ( 9 / 40 ) و الخطيب ( 5 / 357
) و ابن عساكر ( 2 / 422 / 2 ) من طرق أخرى عن عبد الرحمن بن بديل به . و قال
الحاكم : " قد روي هذا الحديث من ثلاثة أوجه عن أنس ، هذا أمثلها " . و كذا قال
الذهبي ، و لم يفصحا عن حال هذا الإسناد . و هو في نقدي جيد ، فإن بديل بن
ميسرة ثقة من رجال مسلم . و ابنه عبد الرحمن ، قال ابن معين و أبو داود و
النسائي : " ليس به بأس " . و قال الطيالسي : " ثقة صدوق " . و ذكره ابن حبان
في " الثقات " . و لم يضعفه أحد غير ابن معين في رواية ، و هو جرح غير مفسر فلا
يقبل ، لاسيما مع مخالفته لروايته الأولى الموافقة لقول الأئمة الآخرين . و أما
قول الأزدي : " فيه لين " ، فهو اللين ، لأنهم تكلموا فيه هو نفسه ، فلا يقبل
جرحه ، لاسيما عند المخالفة ، و كأنه لذلك قال البوصيري في " الزوائد " :
" إسناده صحيح " . و خلاصة القول : إن الحديث بلفظه الأول باطل ، و بلفظه الآخر
صحيح ثابت . و الله أعلم . فهذا هو التحقيق في هذا الحديث ، و أما استدارك
العلقمي في " شرحه على الجامع الصغير " على الحافظ الذهبي قوله فيه : " خبر
باطل " بقوله : " قلت : لكن ذكر المؤلف له في " الجامع الصغير " يدل على أنه
ليس بموضوع ، لقوله في ديباجة الكتاب : ( و صنته عما تفرد به وضاع أو كذاب )
" . فمما لا ينفق سوقه في هذا الباب ، لكثرة الأحاديث الموضوعة التي وقعت في
الكتاب ، و الكثير منها ، حكم بوضعها السيوطي نفسه في غير " الجامع الصغير " ،
و منها هذا الحديث ، فقد أقر هو الذهبي على إبطاله إياه في " الجامع الكبير
" كما رأيت . و قد فصلت القول في هذا في مقدمة كتابي " صحيح الجامع الصغير و
زيادته " و " ضعيف الجامع الصغير و زيادته " . و قد يسر الله تعالى لنا طبعه .
و له الحمد و المنة .

(4/81)


1583 - " خشية الله رأس كل حكمة ، و الورع سيد العمل ، و من لم يكن له ورع يحجزه عن
معصية الله عز وجل إذا خلا بها ، لم يعبإ الله بسائر عمله شيئا " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 86 :
ضعيف . أخرجه ابن أبي الدنيا في " الورع " ( 159 / 1 ) و أبو نعيم في
" الحلية " ( 2 / 387 ) و القضاعي في " مسند الشهاب " ( 5 / 2 ) و ابن الجوزي
في " ذم الهوى " ( 595 ) عن القاسم بن هاشم السمسار قال : حدثتنا سعيدة بنت
حكامة قالت : حدثتني أمي حكامة بنت عثمان بن دينار عن أبيها عن أخيه مالك بن
دينار عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
: فذكره ، و قال أبو نعيم : " رواه أبو يعلى المنقري عن حكامة عن أبيها عن مالك
عن ثابت عن أنس " . قلت : و هذا إسناد ضعيف ، عثمان بن دينار ، قال العقيلي في
" الضعفاء " ( 289 ) : " تروي عنه حكامة ابنته أحاديث بواطيل ، ليس لها أصل " .
ثم قال : " أحاديث حكامة تشبه حديث القصاص ليس لها أصول " . قلت : و أوردها
الذهبي في " فصل النساء المجهولات " .

(4/82)


1584 - " إن الإيمان سربال يسربله الله من يشاء ، فإذا زنى العبد نزع منه سربال
الإيمان ، فإذا تاب رد عليه " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 86 :
ضعيف جدا . أخرجه ابن الجوزي في " ذم الهوى " ( ص 190 ) من طريق يحيى بن
أبي طالب قال : حدثنا عمر [ و ] بن عبد الغفار قال : حدثنا العوام بن حوشب قال
: حدثنا علي بن مدرك عن أبي زرعة عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم : فذكره . قلت : و هذا إسناد ضعيف جدا ، رجاله ثقات ، على كلام
في يحيى لا يضر ، غير عمرو بن عبد الغفار و هو الفقيمي . قال أبو حاتم
: " متروك الحديث " . و قال ابن عدي : " اتهم بوضع الحديث " . و قال العقيلي و
غيره : " منكر الحديث " . و الحديث أورده السيوطي في " الجامع الكبير " ( 1 /
163 / 2 ) من رواية البيهقي في " شعب الإيمان " و ابن مردويه عن أبي هريرة ، و
لكنه أساء بذكره إياه في " الزيادة على الجامع " .

(4/83)


1585 - " ابتغوا الخير عند حسان الوجوه " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 87 :
كذب . روي عن أبي هريرة و غيره من الصحابة و له عنه طرق : 1 - عن يزيد
بن عبد الملك النوفلي عن عمران بن أبي أنس عنه مرفوعا به . أخرجه ابن أبي
الدنيا في " قضاء الحوائج " ، و الدارقطني في " الأفراد " . قلت : و هذا إسناد
ضعيف جدا ، و له علتان : الأولى : الانقطاع بين عمران و أبي هريرة ، فإن بين
وفاتيهما نحو ثمان و خمسين سنة . و الأخرى : ضعف النوفلي ، قال الذهبي في
" الضعفاء و المتروكين " : " ضعفوه " . و قال الحافظ : " ضعيف " . 2 - عن محمد
بن الأزهر البلخي قال : حدثنا زيد بن الحباب ، قال : حدثنا عبد الرحمن بن
إبراهيم عن العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عنه مرفوعا بلفظ : " اطلبوا الخير ...
" . رواه العقيلي في " الضعفاء " ( 228 ) في ترجمة عبد الرحمن هذا ، و هو القاص
البصري ، و روى عن ابن معين أنه قال فيه : " ليس بشيء " . و قال في الحديث :
" ليس له إسناد يثبت " . و أورده ابن الجوزي في " الموضوعات " من رواية العقيلي
، و قال : " عبد الرحمن ليس بشيء ، و محمد بن الأزهر يحدث عن الكذابين " .
3 - عن طلحة بن عمرو : سمعت عطاء عن أبي هريرة مرفوعا . أخرجه الطبراني في
" الأوسط " ، و أبو نعيم في " أخبار أصبهان " ( 2 / 246 - 247 ) ، و قال
الهيثمي ( 8 / 195 ) : " و طلحة بن عمرو متروك " . و أما بقية الطرق عن الصحابة
المشار إليهم ، فقد تجمع عندي كثير منها ، و أورد ابن الجوزي و السيوطي قسما
طيبا منها ، و كلها معلولة ، و بعضها أشد ضعفا من بعض ، و لعل الله تعالى ييسر
لي جمعها و بسط الكلام عليها في مناسبة أخرى إن شاء الله تعالى . و جملة القول
فيه ، أنه كما تقدم عن العقيلي : " ليس له إسناد ثابت " . و نقل ابن قدامة في
" المنتخب " ( 10 / 196 / 1 ) عن الإمام أحمد أنه قال : " و هذا الحديث كذب " .

(4/84)


1586 - " أعطوا أعينكم حظها من العبادة : النظر في المصحف و التفكر فيه و الاعتبار عند
عجائبه " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 88 :
موضوع . رواه ابن عبد الهادي في " هداية الإنسان " ( 153 / 1 ) من طريق ابن
رجب بسنده عن حفص بن عمرو بن ميمون عن عنبسة بن عبد الرحمن الكوفي عن زيد بن
أسلم عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد الخدري مرفوعا . قال الحافظ ابن رجب :
" هذا لا يثبت رفعه " . قلت : و آفته عنبسة بن عبد الرحمن ، قال البخاري :
" تركوه " . و قال أبو حاتم : " كان يضع الحديث " . و قال ابن حبان : " هو صاحب
أشياء موضوعة " . و حفص بن عمرو بن ميمون لم أعرفه ، و لعل واو " عمرو " زيادة
من بعض النساخ ، و الصواب حفص بن عمر بن ميمون ، و هو العدني ، له ترجمة في
" التهذيب " و " الميزان " و غيرهما ، و هو ضعيف كما في " التقريب " . و الحديث
أورده السيوطي في " الجامع الصغير " من رواية الحكيم ، و البيهقي في " الشعب
" عن أبي سعيد و تعقبه المناوي بقوله : " و ظاهر صنيع المؤلف أن البيهقي خرجه و
أقره ، و الأمر بخلافه ، بل قال : إسناده ضعيف " . و كذا قال العراقي في
" المغني " ( 4 / 424 ) بعد أن عزاه لابن أبي الدنيا ، و من طريقه أبو الشيخ
ابن حيان في " كتاب العظمة " . و في هذا القول تساهل كبير بعد أن علمت ما قيل
في عنبسة ! .

(4/85)


1587 - " أبردوا بالطعام ، فإن الطعام الحار غير ذي بركة " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 89 :
ضعيف . و قد عزاه في " الجامع الصغير " للديلمي عن ابن عمر و الحاكم عن
جابر و عن أسماء و مسدد عن أبي يحيى و الطبراني في " الأوسط " عن
أبي هريرة و أبو نعيم في " الحلية " عن أنس . قلت : و في هذا التخريج
ملاحظات : أولا : أن حديث أسماء لفظه : " إنه أعظم للبركة " ، و هذا خلاف قوله
في حديث الترجمة : " غير ذي بركة " ، كما لا يخفى . ثانيا : أنه لم يرد في
الطعام الحار ، و إنما في الطعام الذي لم يذهب فوره و دخانه ، و بينهما فرق
، فإن الذي ذهب فوره لا يزال حارا . ثالثا : حديث أنس ، لم أقف عليه في " فهرس
الحلية " لأنظر في إسناده ، و قد ذكر المناوي أن لفظه : " أتي النبي صلى الله
عليه وسلم بقصعة تفور ، فرفع يده منها ، و قال : إن الله لم يطعمنا نارا ، ثم
ذكره " . قلت : و لم يتكلم عليه بشيء . رابعا : أن أبا يحيى هذا الذي رواه عنه
مسدد لم أعرفه ، و لم يذكره في " الجامع الكبير " ( 5 / 2 ) من حديثه أصلا ، و
إنما ذكره من حديث ابن عمر من رواية مسدد و الديلمي . و الله أعلم .
ثم رأيت الحديث في " الحلية " عن أنس بإسناد ضعيف جدا في ضمن حديث سيأتي برقم (
1598 ) . ثم إن في إسناده عند الديلمي ( 1 / 1 / 18 - مختصره ) إسحاق بن كعب
، قال المناوي : " قال الذهبي : " ضعف " ، عن عبد الصمد بن سليمان . قال
الدارقطني : متروك ، عن قزعة بن سويد . قال أحمد : مضطرب الحديث . و أبو حاتم
: لا يحتج به ، عن عبد الله بن دينار ، غير قوي " . قلت : و لفظ حديث جابر عند
الحاكم : " أبردوا الطعام الحار ، فإن الطعام الحار غير ذي بركة " . ذكره شاهدا
، و لا يصلح لذلك ، لأن فيه محمد بن عبيد الله العرزمي ، و هو شديد الضعف ، قال
الذهبي و العسقلاني : " متروك " . و في إسناد حديث أبي هريرة عبد الله بن يزيد
البكري قال الهيثمي ( 5 / 20 ) : " و قد ضعفه أبو حاتم " . قلت : و لو قال :
" ضعفه جدا " لكان أقرب إلى لفظ أبي حاتم ، فإنه قال : " ضعيف الحديث ، ذاهب
الحديث " كما في كتاب ابنه عنه ( 2 / 2 / 201 ) فقد فسر قوله : " ضعيف الحديث
" بقوله : " ذاهب الحديث " ، و هو كناية عن شدة ضعفه . و الله أعلم . و بالجملة
، فالحديث عندي ضعيف ، لعدم وجود شاهد معتبر له . و الله أعلم . و في الباب عن
عائشة بلفظ : " بردوا طعامكم يبارك لكم فيه " . و لكن إسناده ضعيف جدا ، كما
سيأتي تحقيقه برقم ( 1654 ) .

(4/86)


1588 - " أبشركم بالمهدي ، يبعث في أمتي على اختلاف من الناس و زلازل ، فيملأ الأرض
قسطا و عدلا ، كما ملئت جورا و ظلما ، يرضى عنه ساكن السماء و ساكن الأرض
، يقسم المال صحاحا ، فقال له رجل : ما صحاحا ؟ قال : بالسوية بين الناس ، قال
: و يملأ الله قلوب أمة محمد صلى الله عليه وسلم غنى ، و يسعهم عدله حتى يأمر
مناديا فينادي ، فيقول : من له في مال حاجة ؟ فما يقوم من الناس إلا رجل
، فيقول : ائت السدان - يعني الخازن - فقل له : إن المهدي يأمرك أن تعطيني مالا
، فيقول له : احث ، حتى إذا جعله في حجره و أحرزه ندم ، فيقول : كنت أجشع أمة
محمد نفسا ، أو عجز عني ما وسعهم ، قال : فيرده ، فلا يقبل منه ، فيقال له
: إنا لا نأخذ شيئا أعطيناه ، فيكون كذلك سبع سنين أو ثمان سنين أو تسع سنين
، ثم لا خير في العيش بعده ، أو قال : لا خير في الحياة بعده " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 91 :
ضعيف . أخرجه أحمد ( 3 / 37 و 52 ) من طريق المعلى بن زياد : حدثنا العلاء
بن بشير عن أبي الصديق الناجي عن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم : فذكره . قلت : و هذا إسناد ضعيف ، العلاء بن بشير مجهول ، كما
قال ابن المديني ، و تبعه الحافظ و غيره ، لم يرو عنه سوى المعلى بن زياد كما
في " الميزان " . نعم قد جاء الحديث من طريق أخرى عن أبي الصديق ، و لكنه مختصر
، ليس فيه هذا التفصيل الذي رواه العلاء ، و إسناده صحيح ، و لذلك خرجته في
الكتاب الآخر ( 711 ) .

(4/87)


1589 - " أبشروا يا أصحاب الصفة ! فمن بقي من أمتي على النعت الذي أنتم عليه اليوم
راضيا بما فيه ، فإنه من رفقائي يوم القيامة " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 92 :
ضعيف جدا . رواه أبو عبد الرحمن السلمي الصوفي في " الأربعين في أخلاق
الصوفية " ( 2 / 2 ) و عنه الديلمي ( 1 / 1 / 24 ) : أخبرنا محمد بن سعيد
الأنماطي أخبرنا الحسن بن علي بن يحيى بن سلام أخبرنا محمد بن علي الترمذي
أخبرنا سعيد بن حاتم البلخي أخبرنا سهل بن أسلم عن خلاد بن محمد عن أبي حمزة
السكري عن يزيد النحوي عن عكرمة عن ابن عباس قال : وقف رسول الله صلى الله
عليه وسلم يوما على أصحاب الصفة ، فرأى فقرهم و جهدهم و طيب قلوبهم ، فقال
: فذكره . قلت : و هذا إسناد ضعيف جدا ، مظلم ، فإن مخرجه السلمي نفسه متهم
بأنه كان يضع الأحاديث للصوفية ، و ما بينه و بين أبي حمزة السكري لم أعرفهم
، غير محمد بن علي الترمذي ، و هو صوفي مشهور ، صاحب كتاب " نوادر الأصول في
معرفة أخبار الرسول " ، و هو مطعون فيه من حيث عقيدته ، فأنكروا عليه أشياء
، منها أنه كان يفضل الولاية على النبوة ، و قد تبعه في هذا ابن عربي صاحب
" الفصوص " و غيرها ، كما يعلم ذلك من اطلع على كتبه . و الله المستعان . و
الحديث عزاه السيوطي في " الجامع الكبير " ( 1 / 6 / 1 ) للسلمي في " سنن
الصوفية " و الخطيب ، و الديلمي عن ابن عباس رضي الله عنهما ، و أورده في
" الزيادة على الجامع الصغير " . و لم أره في فهرس " تاريخ بغداد " و هو المراد
عند إطلاق العزو إلى " الخطيب " كما نص عليه في المقدمة . و الله أعلم .

(4/88)


1590 - " الأمانة تجر الرزق ، و الخيانة تجر الفقر " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 93 :
ضعيف . رواه القضاعي في " مسند الشهاب " ( 7 / 2 ) عن إسماعيل بن الحسن
البخاري الزاهد قال : أنبأنا أبو حاتم محمد بن عمر قال : أخبرنا أبو ذر أحمد بن
عبيد الله بن مالك الترمذي قال : أخبرنا إسحاق بن إبراهيم الشامي قال : أخبرنا
علي بن حرب قال : أخبرنا موسى بن داود الهاشمي قال : أخبرنا ابن لهيعة عن محمد
بن عبد الرحمن بن نوفل عن عامر عن عبد الله ابن الزبير عن أبيه عن علي عليه
السلام مرفوعا . قلت : و هذا سند ضعيف ، ابن لهيعة ضعيف ، و من دون إسحاق بن
إبراهيم الشامي لم أجد لهم ترجمة . و أما الشامي هذا فالظاهر أنه أبو النضر
الفراديسي ، و هو ثقة من شيوخ البخاري . و الحديث ، كتب بعض المحدثين - و أظنه
ابن المحب - على هامش الحديث : " موضوع " . و أما قول المناوي : " إسناده حسن
" ، فمما لا وجه له . ( تنبيه ) : الحديث في " الجامع الكبير " ( 1 / 232 / 2 )
بهذا اللفظ من رواية القضاعي وحده ، و في " الصغير " بلفظ : " تجلب " مكان
: " تجر " في الموضعين ، من رواية الديلمي عن جابر ، و القضاعي عن علي . و الله
أعلم . ثم رأيت الحديث في " مختصر مسند الديلمي " للحافظ ابن حجر ( 1 / 2 / 368
) من طريق إبراهيم بن أبي عمرو الغفاري : حدثني محمد بن المنكدر عن جابر مرفوعا
بلفظ : " الأمانة تجلب الرزق ... " . و الغفاري هذا مجهول ، كما في " التقريب "==

مج 7. السلسلة الضعيفة
المؤلف : محمد ناصر الدين الألباني

1591 - " الأمانة في الأزد ، و الحياء في قريش " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 94 :
ضعيف . رواه منده في " المعرفة " ( 2 / 266 / 2 ) و الحافظ العراقي في
" محجة القرب إلى محبة العرب " ( 23 / 1 - 2 ) من طريق الطبراني قال : حدثنا
موسى بن جمهور التنيسي حدثنا علي بن حرب الموصلي حدثنا علي بن الحسين عن عبد
الرحمن بن خالد بن عثمان عن أبيه خالد بن عثمان عن أبيه عثمان بن محمد عن أبيه
محمد بن عثمان عن أبيه عثمان بن أبي معاوية عن أبي معاوية بن عبد اللات من
يمن الأزد ، قال : فذكره مرفوعا . و قال الحافظ العراقي : " هذا حديث في إسناده
جهالة ، و لم أر لبعضهم ذكرا في مظان وجودهم " . و قال تلميذه الهيثمي ( 10 /
26 ) : " رواه الطبراني ، و فيه من لم أعرفهم " . ( تنبيه ) : الحديث في
" المعجم الكبير " للطبراني ( 22 / 394 / 979 ) بهذا الإسناد ، لكن سقط منه
أربعة رواة ، أشرت إليهم بالحاصرتين أو المعكوفين [] . و الجملة الأولى منه
تأتي في رواية في الحديث التالي .

(4/90)


1592 - " العلم في قريش ، و الأمانة في الأنصار " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 94 :
ضعيف . رواه الحافظ العراقي في " محجة القرب إلى محبة العرب " ( 23 / 1 )
من طريق الطبراني قال : حدثنا يحيى بن عثمان بن صالح حدثني أبي حدثنا ابن لهيعة
حدثني يزيد بن أبي حبيب عن ابن جزء الزبيدي و هو عبد الله بن الحارث بن جزء
مرفوعا . و قال الحافظ : " هذا حديث حسن ، رواه الطبراني في " المعجم الكبير
" هكذا ، و رواه في " الأوسط " فقال فيه : و الأمانة في الأزد ، و قال : لم
يروه عن عبد الله بن الحارث بن جزء إلا يزيد بن أبي حبيب ، تفرد به ابن لهيعة
" . قلت : و هو ضعيف لاختلاطه ، و قد قال الحافظ في " التقريب " : " صدوق ، خلط
بعد احتراق كتبه ، و رواية ابن المبارك و ابن وهب عنه أعدل من غيرهما ، و له في
مسلم بعض شيء ، مقرون " . أقول : فتحسين حديثه - و الحالة هذه - لا يخلو من
تساهل ، إلا أن يكون من رواية أحد العبادلة الثلاثة ، ذكر الحافظ اثنين منهم
، و الثالث : عبد الله بن يزيد المقرىء . على أن يحيى بن عثمان بن صالح فيه
كلام أيضا ، قال الحافظ : " صدوق ، و لينه بعضهم لكونه حدث من غير أصله " . هذا
، و كأن الهيثمي تبع شيخه العراقي ، فقال في " المجمع " ( 10 / 25 ) : " رواه
الطبراني في " الأوسط " و " الكبير " و إسناده حسن " ! و قلده المناوي ! قلت
: أنى له الحسن مع الضعف الذي بينا في سنده ، و الاختلاف الذي بينه العراقي في
متنه بين رواية " الكبير " و " الأوسط " ؟! و هذا الاختلاف إنما هو من ابن
لهيعة نفسه ، حدث به هكذا مرة ، و هكذا أخرى ، كما ذكر ابن أبي حاتم في " العلل
" ( 2 / 364 ) من رواية عثمان بن صالح ، و قال عن أبيه : " إنما يرويه ابن
لهيعة عن موسى بن وردان عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم " . قلت : و
موسى بن وردان ، فيه كلام أيضا ، قال الذهبي في " الضعفاء " : " ضعفه ابن معين
، و وثقه أبو داود " . و قال الحافظ : " صدوق ربما أخطأ " . و جملة القول أن
الحديث ضعيف ، لأن مداره على ابن لهيعة ، و هو ضعيف ، مع اضطرابه في سنده و
متنه . و الله أعلم . ثم رأيت الحديث في " أوسط الطبراني " ( 6375 - بترقيمي )
، فإذا هو ليس من رواية أحد العبادلة ، و إنما من رواية عمران بن هارون الرملي
: حدثنا ابن لهيعة به . و اسم ( هارون ) غير ظاهر في نسختي المصورة ، و لكنه
الذي غلب على ظني ، فإن يكن هو فهو صدوق كما قال أبو زرعة ، و انظر " لسان
الميزان " .

(4/91)


1593 - " العمائم تيجان العرب و الاحتباء حيطانها و جلوس المؤمن في المسجد رباطه " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 96 :
منكر . رواه القضاعي في " مسند الشهاب " ( 8 / 1 ) عن موسى بن إبراهيم
المروزي قال : أخبرنا موسى بن جعفر عن أبيه عن جده عن أبيه عن علي مرفوعا .
قلت : و كتب أحد المحدثين على هامش الحديث - و أظنه ابن المحب - : " ساقط " .
قلت : و ذلك لأن المروزي هذا كذبه يحيى ، و قال الدارقطني و غيره : " متروك " .
و الحديث عزاه السيوطي في " الجامع الصغير " للقضاعي و الديلمي في " مسند
الفردوس " عن علي . فقال المناوي : " قال العامري : غريب . و قال السخاوي
: سنده ضعيف . أي و ذلك لأن فيه حنظلة السدوسي ، قال الذهبي : تركه القطان و
ضعفه النسائي . و رواه أيضا أبو نعيم ، و عنه تلقاه الديلمي ، فلو عزاه المصنف
للأصل كان أولى " . قلت : ليس في إسناد القضاعي حنظلة هذا كما ترى ، فالظاهر
أنه يعني أنه في إسناد أبي نعيم ، و لم يخرجه في كتابه " الحلية " ، فالظاهر
أنه في كتاب آخر له . و الله أعلم . و في الباب أحاديث أخرى ، منها عن ابن عباس
مرفوعا بلفظ : " العمائم تيجان العرب ، فإذا وضعوا العمائم وضعوا عزهم " .
أخرجه الديلمي في " مسند الفردوس " . و في لفظ عنده : " العمائم وقار المؤمن و
عز العرب ، فإذا وضعت العرب عمائمها ، فقد خلعت عزها " قال السخاوي في
" المقاصد " ( 291 / 717 ) : " و كله ضعيف ، و بعضه أوهى من بعض " . ثم وقفت
على إسناد الديلمي في نسخة مصورة ، فتبين لي أن في كلام المناوي المتقدم أوهاما
يحسن التنبيه عليها ، فإن الديلمي أخرجه ( 2 / 315 ) من طريق أبي نعيم عبد
الملك بن محمد : حدثنا أحمد بن سعيد بن خثيم حدثني حنظلة السدوسي عن طاووس عن
عبد الله بن عباس مرفوعا به . و بيانا لما أشرت إليه أقول : أولا : إعلاله
للحديث بحنظلة السدوسي فقط يشعر بأنه سالم ممن دونه و ليس كذلك ، فإن أحمد بن
سعيد هذا و جده لم أجد لهما ترجمة فيما لدي من المصادر ، فمن الممكن أن تكون
الآفة من أحدهما . ثانيا : أنه عنده من حديث العباس ، و ليس من حديث علي ، رضي
الله عنهما . ثالثا : أن المناوي عزاه لأبي نعيم ، و المراد به عند الإطلاق في
فن التخريج مؤلف " الحلية " ، و لذلك قلت آنفا : " لم يخرجه في ( الحلية ) " ،
و اسم أبي نعيم هذا أحمد بن عبد الله الأصبهاني ، توفي سنة ( 430 ) ، و أما أبو
نعيم الذي تلقاه عنه الديلمي فاسمه - كما ترى - عبد الملك بن محمد ، و هو
الجرجاني الحافظ ، مات سنة ( 323 ) ، و هما مترجمان في " تذكرة الحفاظ " و غيره
. ( تنبيه ) : هذا الحديث من الأحاديث الكثيرة التي خلا منها " الجامع الكبير
" للسيوطي ، و " الجامع الأزهر " للمناوي .

(4/92)


1594 - " أبلغوني حاجة من لا يستطيع إبلاغ حاجته ، فمن أبلغ سلطانا حاجة من لا يستطيع
إبلاغها ، ثبت الله قدميه على الصراط يوم القيامة " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 97 :
ضعيف . رواه أبو علي ابن الصواف في " حديثه " ( 85 / 1 ) عن إسماعيل بن
يزيد الأصبهاني : أخبرنا علي بن جعفر بن محمد حدثني معتب - مولى جعفر بن محمد -
عن جعفر بن محمد عن أبيه عن الحسن بن علي عن الحسين بن علي عن علي مرفوعا .
قلت : و هذا إسناد ضعيف جدا ، معتب هذا ، قال الذهبي في " الضعفاء و المتروكين
" : " كذبه الأزدي " . و علي بن جعفر بن محمد ، مجهول الحال ، لم يوثقه أحد ، و
أخرج له الترمذي حديثا و استغربه . و إسماعيل بن يزيد الأصبهاني ، لم أجد له
ترجمة . و له طريق أخرى عن علي في حديثه الطويل في وصف النبي صلى الله عليه
وسلم . أخرجه الترمذي في " الشمائل " ( رقم 329 - حمص ) و سنده ضعيف ، كما
بينته في " مختصره " ( رقم 6 ) . و الحديث أورده الهيثمي في " المجمع " ( 5 /
210 ) من حديث أبي الدرداء بلفظ : " من أبلغ ذا سلطان ... " الحديث ، و قال :
" رواه البزار في حديث طويل ، و فيه سعيد البراد ، و بقية رجاله ثقات " . قلت
: و لم أعرف سعيدا هذا . و الحديث أورده السيوطي في " جامعيه " من رواية
الطبراني عن أبي الدرداء . و تعقبه المناوي فقال : " ثم إن المؤلف تبع في عزوه
للطبراني الديلمي . قال السخاوي : و هو وهم ، و الذي فيه عنه بلفظ : " رفعه
الله في الدرجات العلى في الجنة " . و أما لفظ الترجمة فرواه البيهقي في
" الدلائل " عن علي ، و فيه من لم يسم . انتهى ، فكان الصواب عزوه للبيهقي عن
علي " . قلت : و حديث الطبراني ، ضعف إسناده الهيثمي ( 8 / 192 ) .

(4/93)


1595 - " يوم من إمام عادل أفضل من عبادة ستين سنة ، و حد يقام في الأرض بحقه أزكى
فيها من مطر أربعين عاما " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 98 :
ضعيف . أخرجه الطبراني في " المعجم الكبير " ( 3 / 140 / 2 ) من طريق سعد
أبي غيلان الشيباني قال : سمعت عفان بن جبير الطائي عن أبي حريز الأزدي عن
عكرمة عن ابن عباس مرفوعا به . و خالفه إسنادا و متنا جعفر بن عون فقال
: أخبرنا عفان بن جبير الطائي عن عكرمة به إلا أنه أسقط أبا حريز من الإسناد
، و قال : " صباحا " بدل : " عاما " . أخرجه الطبراني في " الأوسط " ( رقم -
4901 - مصورتي ) ، و " مجمع البحرين " ( 1 / 194 / 1 ) و قال : " لا يروى عن
ابن عباس إلا بهذا الإسناد " . قلت : و هو ضعيف عندي لأن مداره على أبي حريز
الأزدي و اسمه عبد الله بن حسين ، قال الحافظ : " صدوق يخطىء " . و عفان بن
جبير الطائي ، أورده ابن أبي حاتم في " الجرح و التعديل " ( 3 / 2 / 30 ) من
رواية أبي غيلان الشيباني و جعفر بن عون المذكورين في الإسناد ، و لم يذكر فيه
جرحا و لا تعديلا ، فهو مجهول الحال . و أما سعد أبو غيلان الشيباني ، فأورده
هكذا ( 2 / 1 / 99 ) دون أن ينسب ، و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا ، و أورده
قبل ذلك في " باب الطاء " و سمى أباه طالبا ، و قال عن أبيه : " شيخ صالح ، في
حديثه صنعة " . و عن أبي زرعة : " لا بأس به " . و خفي هذا على الهيثمي فلم
يعرفه كما يأتي ، و قد أورده في " المجمع " ( 5 / 197 ) باللفظ الأول : " عاما
" ، ثم قال : " رواه الطبراني في " الكبير " و " الأوسط " ، و فيه سعد أبو
غيلان الشيباني ، و لم أعرفه ، و بقية رجاله ثقات " . قلت : في هذا التخريج نظر
من وجوه : الأول : أن اللفظ لـ " الكبير " ، و لفظ " الأوسط " مخالف له كما
تقدم . الثاني : أن أبا غيلان هو في إسناد " الكبير " أيضا وحده ، و تابعه في
" الأوسط " جعفر بن عون و هو أوثق منه ، فقد احتج به الشيخان . الثالث : أن أبا
غيلان معروف كما تقدم ، فكأنه خفي عليه أن ابن أبي حاتم أورده في المكان الآخر
الذي حكى فيه توثيقه . و أما المنذري فأورده في " الترغيب " ( 3 / 135 ) بسياقه
" الكبير " أيضا ، لكن بلفظ : " صباحا " ! و قال : " رواه الطبراني في " الكبير
" و " الأوسط " ، و إسناد الكبير حسن " . كذا قال ، و لا يخفى ما فيه من
التساهل ، و إن تبعه الحافظ العراقي ، فقد أورده الغزالي في " الإحياء " بلفظ :
" ليوم من سلطان عادل ، أفضل من عبادة سبعين سنة " . فقال العراقي في " تخريجه
" ( 1 / 155 ) : " رواه الطبراني من حديث ابن عباس بسند حسن بلفظ : ستين " .

(4/94)


1596 - " فضل العالم على غيره ، كفضل النبي على أمته " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 100 :
موضوع . أخرجه الخطيب في " تاريخ بغداد " ( 8 / 107 ) : حدثنا أبو عبد الله
الحسين بن محمد بن علي - من لفظه - قال : حدثني أبو الفتح محمد بن الحسين
الأزدي الحافظ - بانتقاء ابن المظفر - : حدثني أبو طلحة الوساوسي حدثنا نصر بن
علي الجهضمي حدثنا يزيد بن هارون عن العوام بن حوشب عن سليمان بن أبي سلمة عن
أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره . قلت : و هذا
إسناد مظلم موضوع ، و فيه آفات : الأولى : سليمان هذا ، قال الذهبي : " لا يكاد
يعرف ، روى عنه العوام بن حوشب وحده " . الثاني : أبو طلحة الوساوسي ، لم أعرفه
. الثالثة : أبو الفتح الأزدي ، متكلم فيه على حفظه . الرابعة : أبو عبد الله
الحسين بن محمد ، هو الصيرفي المعروف بابن البزري . قال الخطيب : " قال لي أبو
الفتح المصري : لم أكتب ببغداد عمن أطلق عليه الكذب من المشايخ ، غير أربعة
منهم الحسين بن محمد البزري " . قال الصوري : " و قد اشتهر بمصر بالتهتك في
الدين ، و الدخول في الفساد " . و قال الذهبي : " كذاب " . و قد روي من حديث
أبي سعيد الخدري مرفوعا به ، إلا أنه قال : " العابد " مكان " غيره " . أخرجه
ابن عبد البر في " جامع بيان العلم " ( 1 / 21 ) من طريق محمد بن الفضل بن عطية
قال : حدثني زيد العمي عن جعفر العبدي عنه . قلت : و هذا إسناد واه بمرة ، زيد
العمي ضعيف ، و محمد بن الفضل كذاب أيضا . و جعفر العبدي هو جعفر بن زيد العبدي
. قال ابن أبي حاتم ( 1 / 1 / 480 ) : " روى عنه صالح المري ، و سلام بن مسكين
، و حماد بن زيد . قال أبي : ثقة " . قلت : و الظاهر أنه لم يسمع من أبي سعيد
فيكون منقطعا أيضا .

(4/95)


1597 - " فضلت على الناس بأربع : بالسخاء و الشجاعة و كثرة الجماع و شدة البطش " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 101 :
باطل . أخرجه الخطيب في " تاريخ بغداد " ( 8 / 69 - 70 ) من طريق
الإسماعيلي ، و هذا في " معجمه " ( 84 / 1 ) : أخبرني الحسين بن علي بن محمد بن
مصعب النخعي أبو علي - ببغداد ، و كان قد غلب عليه البلغم ، شيخ كبير - : حدثنا
العباس بن الوليد الخلال حدثنا مروان بن محمد حدثنا سعيد حدثنا قتادة عن أنس
بن مالك قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره . أورده في ترجمة
الحسين هذا ، و لم يذكر فيها أكثر مما جاء في هذا الحديث . و قال الذهبي :
" عمر ، و تغير ، لا يعتمد عليه ، و أتى بخبر باطل " . ثم ساق هذا الحديث . و
تعقبه الحافظ بقوله : " هذا لا ذنب فيه لهذا الرجل ، و الظاهر أن الضعف من قبل
سعيد ، و هو ابن بشير . و الله أعلم " . قلت : و يؤكد ما قاله الحافظ أن الرجل
لم يتفرد به ، فقد قال الطبراني في " المعجم الأوسط " ( 6959 - بترقيمي ) و في
" مسند الشاميين " ( ص 502 ) : حدثنا محمد بن هارون حدثنا العباس بن الوليد
الخلال به . و محمد هذا هو ابن هارون بن محمد بن بكار بن بلال الدمشقي ، لم أجد
له ترجمة ، و هو على شرط ابن عساكر في " تاريخ دمشق " فليراجع ، و يبدو لي أنه
ثقة لكثرة ما روى له الطبراني في " الأوسط " ( 6925 - 6965 ) أي نحو أربعين
حديثا ، فهو متابع قوي للحسين شيخ الإسماعيلي . و الله أعلم .

(4/96)


1598 - " كان يكره الكي ، و الطعام الحار ، و يقول : عليكم بالبارد فإنه ذو بركة ، ألا
و إن الحار لا بركة فيه ، و كانت له مكحلة يكتحل منها عند النوم ثلاثا ثلاثا "
.

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 102 :
ضعيف جدا . أخرجه أبو نعيم في " الحلية " ( 8 / 252 ) من طريق عبد الله بن
خبيق : حدثنا يوسف بن أسباط عن العرزمي عن صفوان بن سليم عن أنس بن مالك
قال : فذكره مرفوعا . و قال : " غريب من حديث صفوان ، لم نكتبه إلا من حديث
يوسف " . قلت : و هو ضعيف لسوء حفظه ، لكن شيخه العرزمي أشد ضعفا منه ، و اسمه
محمد بن عبيد الله العرزمي ، قال الحافظ : " متروك " . و عبد الله بن خبيق
، ترجمه ابن أبي حاتم ( 2 / 2 / 46 ) و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا .

(4/97)


1599 - " لو كان جريج الراهب فقيها عالما ، لعلم أن إجابة أمه أفضل من عبادة ربه " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 103 :
ضعيف . أخرجه الخطيب في " تاريخ بغداد " ( 13 / 3 - 4 ) عن أبي العباس محمد
بن يونس بن موسى القرشي : حدثنا الحكم بن الريان اليشكري قال : حدثنا ليث بن
سعد حدثني يزيد بن حوشب الفهري عن أبيه قال : سمعت النبي صلى الله عليه
وسلم يقول : فذكره . و قال : " روى هذا الحديث إبراهيم بن المستمر العروقي ، و
محمد بن الحسين الحنيني عن الحكم بن الريان هكذا " . و رواه الحسن بن سفيان في
" مسنده " ، و الترمذي في " النوادر " ، و قال ابن منده : " غريب ، تفرد به
الحكم بن الريان " . قلت : و من الغريب أن كتب الجرح و التعديل لم تتعرض للحكم
هذا بذكر ، حتى كتاب " الجرح و التعديل " لابن أبي حاتم ، و مثله يزيد بن حوشب
، و كذلك أبوه ، فإنهم لا يعرفون إلا في هذا الحديث ، و لهذا قال المناوي :
" قال البيهقي : هذا إسناد مجهول . اهـ . و قال الذهبي في " الصحابة " : هو
مجهول . اهـ . و فيه محمد بن يونس القرشي الكديمي ، قال ابن عدي : متهم بالوضع
" . قلت : لم ينفرد به ، بل تابعه اثنان كما تقدم نقله عن الخطيب ، فالعلة من
شيخه ، أو شيخ الليث المجهولين . و الله أعلم . ثم إن الحديث عندي كأنه موضوع
، لأنه يشبه كلام الفقهاء ، فالله أعلم بحقيقة الحال .

(4/98)


1600 - " ليس في الأرض من الجنة إلا ثلاثة أشياء : غرس العجوة و أواق تنزل في الفرات
كل يوم من بركة الجنة ، و الحجر " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 104 :
ضعيف . أخرجه الخطيب في " تاريخ بغداد " ( 1 / 55 ) : أخبرنا القاضي أبو
عمر القاسم بن جعفر بن عبد الواحد الهاشمي - بالبصرة - قال : أخبرنا عبد الرحمن
بن أحمد الختلي قال : حدثني عبد الله بن محمد بن علي البلخي قال : أخبرنا محمد
بن أبان قال : أخبرنا أبو معاوية عن الحسن بن سالم بن أبي الجعد عن أبيه عن
أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره . قلت : و هذا
إسناد غريب ، رجاله ثقات ، ليس فيهم من ينظر في حاله غير اثنين : الأول : الحسن
بن سالم ، فلم أر من ذكره غير ابن أبي حاتم من رواية جمع عنه ، و روى عن ابن
معين أنه قال : " صالح " . و الآخر : محمد بن أبان ، و هو بلخي ، و هما اثنان
من هذه الطبقة : الأول : محمد بن أبان بن وزير البلخي ، و هو ثقة من رجال
البخاري . و الآخر : محمد بن أبان بن علي البلخي ، و هو مستور كما قال الحافظ ،
و لعله هو علة هذا الحديث الغريب ، فإنه لم يترجح لي أيهما المراد الآن . و لم
أر من صرح بإعلال الحديث ، أو تضعيفه ، اللهم إلا ما ذكره السيوطي في مقدمة
" الجامع الكبير " ، أن مجرد عزو الحديث إلى " تاريخ الخطيب " و نحوه ، يكفي
للإشارة إلى تضعيف الحديث ، و قد أورد الحديث في " جامعيه " من رواية الخطيب
وحده . و مما يلفت النظر أن المناوي بيض للحديث ، و لم يتكلم عليه بشيء ، و أما
في " التيسير " فجزم بأن إسناده ضعيف . فلعله منه بناء على ما ذكرته آنفا . و
من دون محمد بن أبان ثلاثتهم ثقات ، مترجمون في " التاريخ " فراجعهم إن شئت (
10 / 93 - 94 و 290 - 291 و 12 / 451 - 452 ) . و لقد استنكرت من هذا الحديث
طرفه الأول ، لما فيه من النفي مع ثبوت قوله صلى الله عليه وسلم : " سيحان و
جيحان ، و الفرات و النيل ، كل من أنهار الجنة " . أخرجه مسلم و غيره ، و هو
مخرج في " الصحيحة " ( 100 ) . و قوله : " الحجر الأسود من الجنة " ، و ما فيه
من أن العجوة من الجنة ، قد صح من حديث أبي هريرة و غيره كما بينته في " تخريج
المشكاة " ( 4235 ) . و أما نزول البركة في الفرات من الجنة ، فلم أجد ما يشهد
له ، سوى ما أخرجه الخطيب أيضا من طريق الربيع بن بدر عن الأعمش عن شقيق عن عبد
الله بن مسعود قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ينزل في الفرات كل
يوم مثاقيل من بركة الجنة " . ضعيف جدا ، فإن الربيع بن بدر هذا متروك ، و قد
روي عنه بلفظ آخر مضى برقم ( 1438 ) .

(4/99)


1601 - " سحاق النساء زنا بينهن " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 105 :
ضعيف . أخرجه الهيثم بن خلف الدوري في " ذم اللواط " ( 160 / 2 ) و ابن عدي
( ق 290 / 2 ) و ابن الجوزي في " ذم الهوى " ( ص 200 ) من طريق عنبسة بن عبد
الرحمن القرشي عن العلاء عن مكحول عن واثلة بن الأسقع مرفوعا به . قلت : و
هذا إسناد واه بمرة ، عنبسة هذا متهم بالوضع ، و تابعه سليمان بن الحكم بن
عوانة عن العلاء بن كثير عن مكحول به . أخرجه الخطيب ( 90 / 30 ) . لكن سليمان
هذا ، قال ابن معين : " ليس بشيء " . و قال النسائي : " متروك " . ثم إن العلاء
بن كثير ليس خيرا منه ، فقد قال أبو زرعة : " ضعيف الحديث ، واهي الحديث ، يحدث
عن مكحول عن واثلة بمناكير " . و قال أبو حاتم : " منكر الحديث ، هو مثل عبد
القدوس بن حبيب و عمر بن موسى الوجيهي في الضعفاء " . قلت : و هذان الأخيران
كذابان ، و قال ابن حبان : " يروي الموضوعات عن الأثبات " . و قد تابعه أيوب بن
مدرك ، و لكنه متروك ، و في حديثه زيادة في أوله ، و لفظه يذكر بعده . و تابعه
بكار بن تميم ، و عنه بشر بن عون ، مجهولان ، و لفظهما أتم كما يأتي . و الحديث
أورده السيوطي في " الجامع الصغير " ، في موضعين منه من رواية الطبراني في
" الكبير " عن واثلة . و قال شارحه المناوي : " قال الهيثمي : رجاله ثقات " .
لكن أورده الذهبي في " الكبائر " و لم يعزه لمخرج ، بل قال : " يروى " ، ثم قال
: " و هذا إسناد لين " . ثم إن السيوطي أورده في الموضع الأول بلفظ الترجمة
: " سحاق ..." ، و في الموضع الآخر : " السحاق .." بالتعريف . و هذا اللفظ
للطبراني بخلاف الأول فليس عنده ، و إنما لأبي يعلى و غيره ، و هو في " مسنده "
( 4 / 1806 ) و " كبير الطبراني " ( 22 / 63 / 153 ) من طريق بقية بن الوليد عن
عثمان بن عبد الرحمن القرشي قال : حدثني عنبسة بن سعيد القرشي عن مكحول به . و
قد أورده الهيثمي ( 6 / 256 ) باللفظين ، و عزا كل واحد لمن ذكرنا ، و قال :
" و رجاله ثقات " . و تعقبه صاحبنا الشيخ السلفي في " تعليقه على الطبراني
" بقوله : " قلت : كيف يكون " رجاله ثقات " و فيهم عثمان بن عبد الرحمن الوقاصي
و هو متروك ، و كذبه ابن معين . و عنبسة ضعيف ؟! " . و أقول : عثمان هذا ليس هو
الوقاصي . بل هو الحراني المعروف بالطرائفي ، فإنه هو الذي يروي عن عنبسة بن
سعيد القرشي و عنه بقية بن الوليد ، و هو من أقرانه كما في " تهذيب الحافظ
المزي " ، و إذا عرف هذا ، فالتوثيق الذي ذكره الهيثمي له وجه ، لولا أن
الطرائفي قد ضعف ، لكن بسبب لا ينافي صدقه كما يستفاد من ترجمته في " التهذيب
" و غيره ، و قد لخصها الحافظ في " التقريب " بقوله : " صدوق ، أكثر الرواية عن
الضعفاء و المجاهيل ، فضعف بسبب ذلك ، حتى نسبه ابن نمير إلى الكذب ، و قد وثقه
ابن معين " . و عنبسة بن سعيد هو القرشي ، كما هو صريح رواية أبي يعلى و هو ثقة
، و توهم الشيخ أنه القطان الواسطي ، فضعفه ، فالعلة عنعنة بقية و مكحول أيضا .
و مما يؤكد أن عثمان هذا ليس هو الوقاصي ، أنه لا يروي عن مكحول إلا بواسطة
عنبسة هذا ، و الوقاصي يروي عن مكحول مباشرة كما في " الضعفاء " لابن حبان و
غيره .

(4/100)


1602 - " لا تذهب الدنيا حتى يستغني النساء بالنساء ، و الرجال بالرجال ، و السحاق زنا
النساء فيما بينهن " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 107 :
ضعيف جدا . أخرجه تمام في " الفوائد " ( 184 / 2 ) و أبو القاسم الهمداني
في " الفوائد " ( 1 / 207 / 1 ) و ابن عساكر في " التاريخ " ( 3 / 142 / 2 ) من
طريق أيوب ابن مدرك عن مكحول عن واثلة بن الأسقع مرفوعا به . قلت : و أيوب
هذا متفق على تضعيفه ، بل قال ابن معين : " كذاب " . و قال أبو حاتم و النسائي
: " متروك " . و قال ابن حبان : " روى عن مكحول نسخة موضوعة " . قلت : و تابعه
بشر بن عون الشامي عن بكار بن تميم عن مكحول به . أخرجه ابن حبان في " الضعفاء
" ( 1 / 190 ) ، و قال : " بشر له نسخة فيها ستمائة حديث ، كلها موضوعة ، منها
هذا الحديث " . و أقره السيوطي في " ذيل الموضوعات " ( ص 150 / 749 - بترقيمي )
. و تابعه العلاء بن كثير مختصرا ، لكن السند إليه لا يصح ، كما بينته في
الحديث السابق .

(4/101)


1603 - " لو مرت الصدقة على يدي مائة لكان لهم من الأجر مثل أجر المبتدىء ، من غير أن
ينقص من أجره شيء " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 108 :
ضعيف جدا . أخرجه الخطيب ( 7 / 131 ) عن بشير بن زياد قال : حدثنا عبد الله
بن سعيد المقبري عن أبيه عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم : فذكره . قلت : و هذا إسناد ضعيف جدا ، عبد الله بن سعيد المقبري ، قال
الذهبي : " تركوه . و بشير بن زياد منكر الحديث ، و لم يترك " .

(4/102)


1604 - " لمعالجة ملك الموت أشد من ألف ضربة بالسيف " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 108 :
ضعيف جدا . أخرجه الخطيب ( 3 / 252 ) من طريق أبي بكر محمد بن قاسم البلخي
: حدثنا أبو عمرو الأبلي عن كثير عن أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم : فذكره . قلت : و هذا إسناد موضوع ، آفته محمد بن قاسم هذا و
هو الطالقاني ، كان يضع الحديث كما قال الحاكم و غيره . و كثير هو ابن عبد الله
الأبلي و هو متروك . و أما أبو عمرو الأبلي فلم أعرفه . و الحديث أورده ابن
الجوزي في " الموضوعات " من طريق الخطيب ، و قال : " لا يصح ، كثير متروك ، و
محمد بن قاسم كان يضع الحديث ، و إنما يروي عن الحسن " . قلت : رواه ابن
المبارك في " الزهد " : أنبأنا حريث بن السائب الأسدي : حدثنا الحسن أن رسول
الله صلى الله عليه وسلم ذكر الموت و غمه و كربه و عاره ، فقال : " ثلاثمائة
ضربة بالسيف " . ذكره السيوطي في " اللآليء " ( 2 / 416 ) . و إسناده مع إرساله
ضعيف ، لضعف الحريث هذا . و أشد ضعفا منه ما ذكره السيوطي أيضا من رواية الحارث
في " مسنده " : حدثنا الحسن بن قتيبة حدثنا عبد العزيز بن أبي رواد عن زيد بن
أسلم عن عطاء بن يسار قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " معالجة ملك
الموت أشد من ألف ضربة بالسيف " . ذكره شاهدا لحديث الترجمة ، و لا يصلح لذلك ،
لأنه مع إرساله شديد الضعف ، فإن الحسن بن قتيبة ، قال الذهبي : " هالك " .

(4/103)


1605 - " اتخذ الله إبراهيم خليلا و موسى نجيا و اتخذني حبيبا ، ثم قال : و عزتي
لأوثرن حبيبي على خليلي و نجيي " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 109 :
موضوع . أخرجه الواحدي في " أسباب النزول " ( ص 136 ) و الديلمي ( 1 / 1 /
84 ) من طريق مسلمة قال : حدثني زيد بن واقد عن القاسم بن نجيد عن أبي هريرة
قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره . قلت : و هذا إسناد واه جدا
، القاسم بن نجيد لم أجد له ترجمة ، و لعل ( نجيدا ) قد تحرف على الناسخ أو
الطابع . و مسلمة ، هو ابن علي الخشني ، و هو ضعيف اتفاقا ، و تركه جماعة ، و
قال الحاكم : " روى عن الأوزاعي و الزبيدي المناكير و الموضوعات " . و الحديث
رواه البيهقي في " كتاب البعث " ، و الحكيم ، و الديلمي ، و ابن عساكر من هذا
الوجه ، و ضعفه البيهقي ، و قال المناوي : " و حكم ابن الجوزي بوضعه ، و قال
: تفرد به مسلمة الخشني ، و هو متروك ، و الحمل فيه عليه . و نوزع بأن مجرد
الضعف أو الترك لا يوجب الحكم بالوضع " . قلت : مسلمة قد اتهمه الحاكم - على
تساهله - بالوضع ، فليس بعيدا ما صنعه ابن الجوزي من الحكم على حديثه بالوضع ،
و لذلك لم يستطع السيوطي أن يتعقبه بأكثر من قوله ( 1 / 272 ) : " قلت : أخرجه
البيهقي في " الشعب " ، و مسلمة من رجال ابن ماجة . و الله أعلم " . و هذا لا
شيء كما ترى ، و إن شايعه عليه ابن عراق ( 1 / 333 ) و زاد قوله : " و الخشني و
إن ضعف فلم يجرح بكذب " . فقد علمت تجريح الحاكم إياه بالوضع ، و هو شر من
الكذب في الجرح ، كما لا يخفى على أهل العلم . ثم إنه مخالف لقوله صلى الله
عليه وسلم : " إن الله قد اتخذني خليلا ، كما اتخذ إبراهيم خليلا " . رواه مسلم
، و هو مخرج في " الإرواء " ( 286 ) .

(4/104)


1606 - " كان إذا استجد ثوبا لبسه يوم الجمعة " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 110 :
موضوع . رواه أبو الشيخ في " أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم " ( ص 276 ) و
في " الطبقات " ( 25 ) و أبو عثمان النجيرمي في " الفوائد " ( 33 / 1 ) و
البغوي في " شرح السنة " ( 24 / 2 ) عن أبي بكر عبد القدوس بن محمد : أخبرنا
محمد بن عبد الله الخزاعي حدثنا عنبسة بن عبد الرحمن عن عبد الله بن أبي الأسود
عن أنس بن مالك رفعه ، و قال البغوي : " عنبسة هذا ضعيف " . قلت : بل هو
كذاب يضع الحديث ، و هو القرشي . و من طريقه رواه الخطيب في " تاريخه " ( 4 /
137 ) و عنه ابن الجوزي في " العلل " ( 2 / 193 ) من طريق داود بن بكر : حدثنا
محمد بن عبد الله الأنصاري حدثنا عنبسة به . و قال ابن الجوزي : " لا يصح ، و
عنبسة مجروح ، قال ابن حبان : و الأنصاري يروي عن الثقات ما ليس من حديثهم " .
قلت : و الظاهر أن الأنصاري هو الخزرجي كما وقع في رواية الأولين . ثم إن ابن
الجوزي قد تساهل في إيراده للحديث في " العلل " دون " الموضوعات " ، مع أن فيه
هذا المتهم و ذاك الوضاع ، و أكثر تساهلا منه المناوي ، فإنه مع كونه نقل كلامه
في " الفيض " و ارتضاه ، عاد عنه في " التيسير " ، فقال : " إسناده ضعيف " !!

(4/105)


1607 - " ويحك يا ثعلبة ! قليل تؤدي شكره ، خير من كثير لا تطيقه ، أما ترضى أن تكون
مثل نبي الله ، فوالذي نفسي بيده لو شئت أن تسيل معي الجبال فضة و ذهبا لسالت
" .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 111 :
ضعيف جدا . أخرجه الواحدي في " أسباب النزول " ( ص 191 - 192 ) و غيره من
طريق معان بن رفاعة السلامي عن علي بن يزيد عن القاسم بن عبد الرحمن عن أبي
أمامة الباهلي : " أن ثعلبة بن حاطب الأنصاري أتى رسول الله صلى الله عليه
وسلم فقال : يا رسول الله ! ادع الله أن يرزقني مالا ، فقال رسول الله صلى الله
عليه وسلم : ( فذكره ) ، فقال : والذي بعثك بالحق لئن دعوت الله أن يرزقني مالا
لأوتين كل ذي حق حقه ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : اللهم ارزق ثعلبة
مالا . فاتخذ غنما فنمت كما ينمو الدود ، فضاقت عليه المدينة ، فتنحى عنها ،
فنزل واديا من أوديتها حتى جعل يصلي الظهر و العصر في جماعة ، و يترك ما سواهما
، ثم نمت و كثرت حتى ترك الصلاة إلى الجمعة ، و هي تنمو كما ينمو الدود ، حتى
ترك الجمعة ، فسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : ما فعل ثعلبة ؟
فقالوا : اتخذ غنما فضاقت عليه المدينة ... فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم
رجلين على الصدقة ... و قال لهما : مرا بثعلبة ، و بفلان رجل من بني سليم
، فخذا صدقاتهما ، فخرجا حتى أتيا ثعلبة فسألاه الصدقة ، و أقرآه كتاب رسول
الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : ما هذه إلا جزية ، ما هذه إلا أخت الجزية
، ما أدري ما هذا ؟ انطلقا ... حتى أرى رأيي ، فانطلقا حتى أتيا النبي صلى الله
عليه وسلم ، فلما رآهما قال : يا ويح ثعلبة ، قبل أن يكلمهما ... فأنزل الله عز
وجل : *( و منهم من عاهد الله لئن آتانا من فضله لنصدقن )* ، إلى قوله تعالى
: *( بما كانوا يكذبون )* ، .. فخرج ثعلبة حتى أتى النبي عليه السلام ، فسأله
أن يقبل منه صدقته ، فقال : إن الله منعني أن أقبل صدقتك ، .. و قبض رسول الله
صلى الله عليه وسلم و لم يقبل منه شيئا ... " الحديث ، و فيه أنه أتى أبا بكر
في خلافته فلم يقبلها منه ، و هكذا عمر في خلافته و عثمان في خلافته . قلت : و
هذا حديث منكر على شهرته ، و آفته علي بن يزيد هذا ، و هو الألهاني متروك ، و
معان لين الحديث ، و من هذا الوجه أخرجه ابن جرير و ابن أبي حاتم و الطبراني و
البيهقي في " الدلائل " و " الشعب " ، و ابن مردويه كما في " تفسير ابن كثير "
و غيره ، و قال العراقي في " تخريج الإحياء " ( 3 / 135 ) : " سنده ضعيف " . و
قال الحافظ في " تخريج الكشاف " ( 4 / 77 / 133 ) : " إسناده ضعيف جدا " .

(4/106)


1608 - " كان يكثر من أكل الدباء ، فقلت : يا رسول الله ! إنك تكثر من أكل الدباء
، قال : إنه يكثر الدماغ ، و يزيد في العقل " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 112 :
موضوع . رواه أبو الشيخ في " أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم " ( ص 231 )
عن نصر بن حماد : أخبرنا يحيى بن العلاء عن محمد بن عبد الله قال : سمعت أنسا
قال : فذكره . قلت : و هذا سند موضوع ، آفته نصر بن حماد و يحيى بن العلاء
، و هما كذابان .

(4/107)


1609 - " لها ما في بطونها ، و ما بقي فهو لنا طهور " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 112 :
ضعيف . أخرجه ابن ماجة ( 1 / 186 ) و الطحاوي في " مشكل الآثار " ( 3 / 267
) و البيهقي ( 1 / 258 ) من طريق عبد الرحمن بن زيد بن أسلم عن أبيه عن عطاء بن
يسار عن أبي سعيد الخدري : " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن
الحياض التي تكون بين مكة و المدينة ، فقالوا : يا رسول الله ! يردها السباع و
الكلاب ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره . و قال الطحاوي : " هذا
الحديث لا يحتج به ، لأنه إنما دار على عبد الرحمن بن زيد بن أسلم ، و حديثه
عند أهل العلم بالحديث في النهاية من الضعف " . قلت : و هو كما قال رحمه الله
تعالى ، و هو أدق من قول البيهقي : " عبد الرحمن بن زيد ضعيف لا يحتج بمثله " .
و قال البوصيري ( 39 / 2 ) : " هذا إسناد ضعيف ، عبد الرحمن بن زيد ، قال فيه
الحاكم : روى عن أبيه أحاديث موضوعة ، و قال ابن الجوزي : أجمعوا على ضعفه ، و
رواه أبو بكر بن أبي شيبة من قول الحسن " . و قد رواه عبد الرزاق ( 1 / 77 /
253 ) عن ابن جريج بلاغا .

(4/108)


1610 - " تعلموا العلم ، و تعلموا للعلم الوقار " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 113 :
ضعيف جدا . أخرجه أبو نعيم في " الحلية " ( 6 / 342 ) من طريق حبوش بن رزق
الله : حدثنا عبد المنعم بن بشير عن مالك و عبد الرحمن بن زيد كلاهما عن زيد بن
أسلم عن أبيه عن عمر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره ، و
قال : " غريب من حديث مالك عن زيد ، لم نكتبه إلا من حديث حبوش عن عبد المنعم
" . قلت : حبوش لم أعرفه ، و عبد المنعم جرحه ابن معين و اتهمه ، و قال ابن
حبان : " منكر الحديث جدا ، لا يجوز الاحتجاج به " . و قال الحاكم : " يروي عن
مالك و عبد الله بن عمر الموضوعات " . و قال الخليلي في " الإرشاد " : " هو
وضاع على الأئمة " . قلت : فحديثه موضوع ، لكن قد روي من طريق أخرى من حديث أبي
هريرة مرفوعا بلفظ : " ... و تعلموا للعلم السكينة و الوقار ، و تواضعوا لمن
تعلمون منه " . قال الهيثمي ( 1 / 129 - 130 ) : " رواه الطبراني في " الأوسط "
، و فيه عباد بن كثير و هو متروك الحديث " . قلت : و لذلك أشار المنذري في
" الترغيب " ( 1 / 67 ) إلى تضعيفه ، و هو ضعيف جدا .

(4/109)


1611 - " إذا خطب أحدكم المرأة ، فليسأل عن شعرها ، كما يسأل عن جمالها ، فإن الشعر
أحد الجمالين " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 114 :
موضوع . رواه الديلمي في " مسند الفردوس " ( 1 / 1 / 110 ) من طريق إسحاق
بن بشر الكاهلي عن عبد الله بن إدريس المديني عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده
عن علي رضي الله عنه مرفوعا . قلت : و هذا إسناد موضوع ، آفته إسحاق هذا
، قال الدارقطني : " يضع الحديث " . و عبد الله بن إدريس المديني لم أعرفه . و
للحديث طريق أخرى عند الدارقطني من حديث أبي هريرة مرفوعا ، و فيه الحسن بن علي
العدوي ، و هو كذاب وضاع ، و من هذه الطريق أورد الحديث ابن الجوزي في
" الموضوعات " فأصاب ، و ذكر له السيوطي في " اللآلىء " ( رقم 1870 ) طريقا هي
التي قبل هذا ، و قال : " إسحاق بن بشر الكاهلي كذاب " ، ثم تناقض فأورده من
هذا الوجه في " الجامع الصغير " الذي نص في مقدمته : أنه صانه عما تفرد به كذاب
أو وضاع ! و لذلك تعقبه المناوي في شرحه بما نقلته عنه من كلامه في " اللآلىء "
، و أورده ابن عراق في " الفصل الأول من كتاب النكاح " من " تنزيه الشريعة " (
300 / 1 ) هذا الفصل الذي نص في مقدمة كتابه أنه يورد فيه ما حكم ابن الجوزي
بوضعه و لم يخالف . فاعتبر السيوطي موافقا لابن الجوزي في حكمه على الحديث
بالوضع ، فانظر ما أشد تناقض السيوطي عفا الله عنا و عنه !

(4/110)


1612 - " إذا خفيت الخطيئة لم يضر إلا صاحبها ، فإذا ظهرت فلم تغير ضرت العامة " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 115 :
موضوع . رواه ابن أبي الدنيا في " العقوبات " ( 64 / 1 ) عن مروان بن سالم
عن عبد الرحمن بن عمرو عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي هريرة
مرفوعا . و من هذا الوجه رواه الطبراني في " الأوسط " كما في " المجمع " ( 7
/ 268 ) و " الجامع " ، و رمز له بالحسن ! و قلده صاحب " التاج " ( 5 / 238 )
فتعقبه المناوي بقوله : " رمز لحسنه و هو غير صواب ، فقد أعله الهيثمي و غيره
بأن فيه مروان بن سالم الغفاري متروك " . قلت : و قال أبو عروبة الحراني :
" يضع الحديث " . و أشار الحافظ إلى هذا بقوله في " التقريب " : " متروك ، و
رماه الساجي و غيره بالوضع " . قلت : و لهذا فقد أساء المناوي و تساهل حين قال
في " التيسير " : " و فيه ضعف خلافا لقول المؤلف : حسن " . و ذلك لأن مثل هذا
التضعيف ، إنما يقال فيمن كان صدوقا سيء الحفظ ، و قد عرف هو نفسه أن فيه
متروكا متهما ، و مثله أحسن أحواله أن يكون ضعيفا جدا . على أن رموز السيوطي
في " الجامع الصغير " لا يوثق بها لأسباب ذكرتها في مقدمة " صحيح الجامع " و "
ضعيف الجامع " ، فليراجع من شاء . و أسوأ من ذلك أن شيخ الإسلام ابن تيمية أورد
الحديث في " السياسة الشرعية " ( ص 75 - دار الكتاب العربي بمصر - الطبعة
الرابعة ) ساكتا عليه دون أي تخريج . ليغتر به و برمز السيوطي الدكتور فؤاد في
تعليقه على " الأمثال " ( ص 85 ) ، فيصف الحديث بقوله : " ضعيف " . و على الرغم
من نقله عن الهيثمي إعلاله إياه بمروان المتروك ، و تعميته حكمي على الحديث
بالوضع ، رد ذلك كله بسكوت ابن تيمية ، و قال : " فهو ليس موضوعا و لا شديد
الضعف " !!

(4/111)


1613 - " اتخذوا مع الفقراء أيادي ، فإن لهم في غد دولة ، و أي دولة " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 116 :
كذب . قال ابن تيمية في " الفتاوى " ( 2 / 196 ) : " كذب لا يعرف في شيء من
كتب المسلمين المعروفة " . قلت : و قد عزاه الحافظ العراقي في " تخريج الإحياء
" ( 4 / 170 ) لأبي نعيم في " الحلية " من حديث الحسين بن علي بسند ضعيف
بلفظ : " اتخذوا عند الفقراء أيادي ، فإن لهم دولة يوم القيامة ، فإذا كان يوم
القيامة ، نادى مناد : سيروا إلى الفقراء ، فيعتذر إليهم ، كما يعتذر أحدكم إلى
أخيه في الدنيا " . قلت : و لم أجده في " البغية في ترتيب أحاديث الحلية
" للسيد عبد العزيز بن محمد بن الصديق . و الله أعلم . و كذلك عزاه للحلية
السيوطي في " الجامع الصغير " . قال المناوي : " و رمز المصنف لضعفه ، لكن ظاهر
كلام الحافظ ابن حجر أنه موضوع ، فإنه قال : لا أصل له . و تبعه تلميذه السخاوي
، فقال بعد ما ساقه و ساق أخبارا متعددة من هذا الباب : و كل هذا باطل كما
بينته في بعض الأجوبة ، و سبق إلى ذلك الذهبي و ابن تيمية و غيرهما ، قالوا : و
من المقطوع بوضعه حديث : اتخذوا مع الفقراء أيادي ، قبل أن تجيء دولتهم . ذكره
المؤلف و غيره عنه " . قلت : أورده السيوطي في " ذيل الأحاديث الموضوعة " ( رقم
1188 - نسختي ) . و قد وجدته في " الحلية " ( 4 / 71 ) من قول وهب بن منبه . و
هو به أشبه . و مع ذلك ففيه أصرم بن حوشب ، و هو كذاب .

(4/112)


1614 - " كان يلعن القاشرة ، و المقشورة " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 117 :
ضعيف . أخرجه الإمام أحمد ( 6 / 250 ) : حدثنا عبد الصمد قال : حدثتني أم
نهار بنت رفاع قالت : حدثتني آمنة بنت عبد الله أنها شهدت عائشة ، فقالت
: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ... فذكره . قلت : و هذا إسناد ضعيف ، قال
الهيثمي في " المجمع " ( 5 / 169 ) : " و فيه من لم أعرفه من النساء " . قلت
: يعني آمنة ، و أم نهار . أما آمنة ، فهي القيسية ، أوردها الحسيني ، و قال :
" روى عنها جعفر بن كيسان ، لا تعرف " . فقال الحافظ في " التعجيل " : " قد روى
أحمد من طريق أم نهار ... حديثا آخر ... فيكون لها راويان " . قلت : و ذلك مما
لا يخرجها عن الجهالة الحالية ، كما لا يخفى على أهل المعرفة بهذا العلم الشريف
. و أما أم نهار فلم أجد من ترجمها ، و هي على شرط الحافظ في " التعجيل " ، و
لكنه ذهل ، فلم يوردها . و قد روي الحديث موقوفا من طريق أخرى ، أخرجه أحمد ( 6
/ 210 ) عن كريمة بنت همام قالت : سمعت عائشة تقول : " يا معشر النساء ! إياكن
و قشر الوجه . فسألتها امرأة عن الخضاب ؟ فقالت : لا بأس بالخضاب ، و لكني
أكرهه ، لأن حبيبي صلى الله عليه وسلم كان يكره ريحه " . و أخرجه أبو داود (
4164 ) و النسائي ( 2 / 280 ) دون ذكر القشر . و هذا إسناد ضعيف أيضا ، رجاله
ثقات غير كريمة هذه ، فلم يوثقها أحد ، و قد روى عنها جماعة ، و قال الحافظ في
" التقريب " : " مقبولة " . يعني عند المتابعة ، و إلا فلينة الحديث . و الحديث
أورده ابن الجوزي في " الباب الحادي و السبعون " من " الزوائد على كتاب البر و
الصلة " ( ق 3 / 1 ) بلفظ : " و عن عائشة رضي الله عنها قالت : إن رسول الله
صلى الله عليه وسلم لعن السالقة و الحالقة و الخارقة و القاشرة " . و لم يعزه
لأحد ، و لا ساق إسناده كما هي عادته فيه ، و في كثير من مصنفاته ! ثم قال :
" القاشرة ، هي التي تقشر وجهها بالدواء ليصفو لونها " . و في " القاموس " :
" القشور - كصبور - دواء يقشر به الوجه ليصفو " . و في " النهاية " : " القاشرة
التي تعالج وجهها ، أو وجه غيرها بالغمرة ليصفو لونها ، و المقشورة التي يفعل
بها ذلك ، كأنها تقشر أعلى الجلد ". و ( الغمرة ) بالضم : الزعفران . كما في
" القاموس " . و بالجملة ، فالحديث ضعيف الإسناد مرفوعا و موقوفا ، و الوقف أصح
، و الله أعلم . و كان الداعي إلى كتابة هذا ، أنني رأيت العلامة المودودي في
" تفسير سورة النور " ( ص 192 ) ذكر عن النبي صلى الله عليه وسلم : " أنه لعن
الواصلة و المستوصلة و الواشمة و المستوشمة و النامصة و المتنمصة و القاشرة و
المقشورة ... " . ثم قال بعد سطور : " و هذه الأحكام مروية بطرق صحيحة في
" الصحاح الستة " و " المسند " للإمام أحمد ، عن أجلاء الصحابة منهم عائشة و
... " . قلت : فهذا الإطلاق ، لما كان يوهم صحة إسناد حديث المسند عن عائشة ، و
كان الواقع خلاف ذلك ، و أنه ضعيف ، كما رأيته محققا ، رأيت أنه لابد من نشره
نصحا للأمة ، و راجيا من كل باحث فقيه أن لا يقيم أحكاما شرعية على أحاديث غير
ثابتة . و الله المستعان .

(4/113)


1615 - " أحب الأعمال إلى الله حفظ اللسان " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 119 :
ضعيف . رواه أبو عبد الله القطان في " حديثه " ( 60 / 2 ) : حدثنا علي بن
إشكاب قال : حدثنا عمر بن محمد البصري قال : حدثنا زكريا بن سلام عن المنذر بن
بلال عن أبي جحيفة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أي الأعمال
أحب إلى الله عز وجل ؟ قال : فسكتوا ، فلم يجبه أحد . فقال : هو حفظ اللسان " .
و من طريق القطان رواه الحافظ ابن حجر في " الأربعين العوالي " ( رقم 38 ) و
قال : " هذا حديث حسن غريب ، أخرجه البيهقي في " الشعب " من هذا الوجه " . قلت
: هو في " شعب الإيمان " ( 2 / 65 ) من طريق آخر عن ابن إشكاب به إلا أنه قال
: " عمرو بن محمد البصري " بفتح العين ، و لعله الصواب . فإني لم أجد في الرواة
البصريين " عمر بن محمد " ، و أما عمرو بن محمد ، فهو الخزاعي مولاهم البصري
، و هو صدوق ربما أخطأ ، كما في " التقريب " . و كذا أخرجه الثقفي في
" الثقفيات " ( 9 / رقم 19 ) . و لكن المنذر بن بلال هذا ، لم أجد من ترجمه .
و زكريا بن سلام ترجمه ابن أبي حاتم ( 1 / 2 / 598 ) من رواية جماعة من الثقات
عنه ، و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا . و قد ذكره ابن حبان في " الثقات " . و
الحديث قال المنذري ( 4 / 3 ) : " رواه أبو الشيخ ابن حيان ، و البيهقي ، و في
إسناده من لا يحضرني الآن حاله " . قلت : و الظاهر أنه يعني المنذر هذا . و
الله أعلم . و عزاه السيوطي في " الجامع الصغير " للبيهقي فقط في " الشعب " و
رمز له بالضعف ، و بيض له المناوي في " الفيض " ، فلم يتكلم عليه بشيء . و أما
في " التيسير " فقال : " إسناده حسن " ! فكأنه قلد فيه الحافظ ، و لم يتنبه
لجهالة المنذر ، و الله أعلم .

(4/114)


1616 - " انتهاء الإيمان إلى الورع ، من قنع بما رزقه الله عز وجل دخل الجنة ، و من
أراد الجنة لا شك ، فلا يخاف في الله لومة لائم " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 120 :
موضوع . أخرجه الدارقطني في " الأفراد " ( ج 2 رقم 35 - منسوختي ) من طريق
عنبسة بن عبد الرحمن عن المعلى بن عرفان عن أبي وائل عن ابن مسعود قال
: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره . و قال : " حديث غريب من حديث أبي
وائل شقيق بن سلمة عن ابن مسعود ، تفرد به المعلى بن عرفان عنه ، و تفرد به
عنبسة بن عبد الرحمن عن المعلى " . قلت : و هما متروكان ، و الآخر أشد ضعفا من
الأول ، فالمعلى قال فيه البخاري : " منكر الحديث " . و قال النسائي : " متروك
الحديث " . و أما الآخر ، فقال فيه أبو حاتم : " متروك الحديث ، كان يضع الحديث
" . و قال النسائي أيضا : " متروك " . و قال الأزدي : " كذاب " . و قال ابن
حبان : " هو صاحب أشياء موضوعة " . قلت : و مع هذه البلايا ، فقد سود السيوطي
بهذا الحديث " جامعه " !

(4/115)


1617 - " أشد الناس - يعني عذابا - يوم القيامة ، من قتل نبيا ، أو قتله نبي ، أو قتل
أحد والديه ، و المصورون ، و عالم لم ينتفع بعلمه " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 121 :
ضعيف جدا . رواه أبو القاسم الهمداني في " الفوائد " ( 1 / 196 / 1 ) عن
أبي غسان مالك بن الخليل : حدثنا عبد الرحيم أبو الهيثم عن الأعمش عن الشعبي عن
ابن عباس مرفوعا . و هذا إسناد واه ، آفته عبد الرحيم هذا ، و هو ابن حماد
الثقفي ، قال العقيلي في " الضعفاء " ( 278 ) : " حدث عن الأعمش مناكير ، و ما
لا أصل له من حديث الأعمش " . ثم ساق له أحاديث ، و نقلها الذهبي عنه ، ثم قال
: " و لا أصل لها من حديث الأعمش " ، ثم قال : " عبد الرحيم هذا شيخ واه ، لم
أر لهم فيه كلاما ، و هذا عجيب " . قال الحافظ في " اللسان " : " و أشار
البيهقي في " الشعب " إلى ضعفه " . و قال الذهبي في " الضعفاء " : " صاحب
مناكير " . و الحديث عزاه صاحب " المشكاة " ( 4509 ) للبيهقي في " شعب الإيمان
" . و عزاه المناوي في " الفيض " ( 1 / 518 ) للحاكم في " المستدرك " بهذا
اللفظ ، دون قوله : " أو قتل أحد والديه " ، و لم أره في " المستدرك " . و الله
أعلم . ثم استعنت عليه بالفهرس الذي وضعته له أخيرا ، فلم أره أيضا ، و بفهرس
الدكتور المرعشلي - على ما فيه - فلم أعثر عليه فيه . و قد ثبت الحديث من رواية
ابن مسعود مرفوعا دون جملة الوالدين ، و كذا جملة العالم . و هذه قد رويت من
طريق أخرى من حديث أبي هريرة ، و سيأتي برقم ( 1634 ) . أما حديث ابن مسعود فهو
مخرج في " الصحيحة " ( 281 ) .

(4/116)


1618 - " أحد هذا جبل يحبنا و نحبه ، إنه على باب من أبواب الجنة ، و هذا عير جبل
يبغضنا و نبغضه ، إنه على باب من أبواب النار " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 122 :
ضعيف . رواه الطبراني في " الأوسط " ( 1 / 127 / 1 ) و ابن بشران في "
الأمالي " ( 92 / 2 ) عن محمد بن إسماعيل بن أبي فديك : حدثني عثمان بن إسحاق
عن عبد المجيد بن أبي عبس الحارثي عن أبيه عن جده مرفوعا . و قال الطبراني
: " لا يروى عن أبي عبس إلا بهذا الإسناد ، تفرد به ابن أبي فديك " . قلت : و
هو صدوق ، لكن عبد المجيد بن أبي عبس نسب في هذه الرواية لجده ، و اسم أبيه
محمد ، قال الذهبي : " لينه أبو حاتم " . ثم ساق له هذا الحديث . و أبوه محمد
بن أبي عبس لم أجد له ترجمة ، و قد أشار لهذا الهيثمي بقوله ( 4 / 13 ) :
" رواه البزار و الطبراني في " الكبير " و " الأوسط " و فيه عبد المجيد بن أبي
عبس لينه أبو حاتم ، و فيه من لم أعرفه " . و أخرجه ابن معين في " التاريخ و
العلل " ( 96 - 97 ) من طريق ابن إسحاق عن عبد الله بن مكنف عن أنس بن مالك
مرفوعا نحوه ، دون قوله : " يبغضنا و نبغضه " . و هذا سند ضعيف جدا ، ابن مكنف
مجهول كما في " التقريب " . و ابن إسحاق مدلس ، و قد عنعنه . ثم رأيت الحديث في
" معجم الصحابة " لابن قانع ، أورده في ترجمة أبي عبس عبد الرحمن بن جبر من
طريق ابن أبي فديك ، لكن وقع فيه : أخبرنا عثمان بن إسحاق بن أبي عبس بن جبر عن
أبيه عن جده أبي عبس به . و الله أعلم . ( تنبيه ) : الجملة الأولى صحت عن جمع
من الصحابة من طرق أحدها في " صحيح البخاري " ، فانظر " تخريج فقه السيرة " (
291 ) .

(4/117)


1619 - " أحسنها ( يعني : الطيرة ) الفأل ، و لا ترد مسلما ، فإذا رأى أحدكم ما يكره
فليقل : اللهم لا يأتي بالحسنات إلا أنت و لا يدفع السيئات إلا أنت ، و لا حول
و لا قوة إلا بك " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 123 :
ضعيف الإسناد . أخرجه أبو داود ( 2 / 159 ) من طريق سفيان عن حبيب بن أبي
ثابت عن عروة بن عامر قال : ذكرت الطيرة عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال
: فذكره . و أخرجه ابن السني ( رقم 288 ) من طريق الأعمش عن حبيب به ، إلا أنه
قال : " عقبة بن عامر الجهني " بدل : " عروة بن عامر " . و أظنه تصحيفا من بعض
الرواة . و هذا إسناد ضعيف ، و إن كان رجاله ثقات ، فإن حبيب بن أبي ثابت كثير
التدليس ، و لم يصرح بالتحديث ، و عروة بن عامر ذكره ابن حبان في ثقات التابعين
، فالحديث مرسل ، و قيل : إن له صحبة ، و قال الحافظ في " التهذيب " : " أثبت
غير واحد له صحبة ، و شك فيه بعضهم ، و روايته عن بعض الصحابة لا تمنع أن يكون
صحابيا ، و الظاهر أن رواية حبيب عنه منقطعة " . و قال في " الإصابة " بعد أن
ساق الحديث من طريق أبي داود و غيره : " رجاله ثقات ، لكن حبيب كثير الإرسال
" .

(4/118)


1620 - " إذا أحببتم أن تعلموا ما للعبد عند الله ، فانظروا ما يتبعه من الثناء " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 123 :
ضعيف جدا . رواه ابن عساكر ( 4 / 297 / 1 ) عن عبد الله بن سلمة بن ( الأصل
: عن ) أسلم عن أبيه عن حسن بن محمد بن علي قال : قال أبي - و كان حسن بن محمد
من أوثق الناس عند الناس - عن أبيه محمد بن علي عن جده علي بن أبي طالب
مرفوعا . قلت : و هذا إسناد ضعيف جدا ، عبد الله بن سلمة بن أسلم ، ضعفه
الدارقطني و غيره . و قال أبو نعيم : " متروك " . و قد أخرجه مالك في " الموطأ
" ( 3 / 96 - الحلبية ) بسند صحيح عن كعب الأحبار أنه قال : فذكره موقوفا . و
هذا هو الصواب ، و رفعه خطأ .

(4/119)


1621 - " إذا بال أحدكم فلينتر ذكره ثلاث مرات " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 124 :
ضعيف . رواه ابن أبي شيبة في " المصنف " ( 1 / 12 / 2 ) : حدثنا عيسى بن
يونس عن زمعة بن صالح عن عيسى بن أزداد عن أبيه مرفوعا . و كذا أخرجه ابن
ماجة ( 1 / 137 ) و أحمد ( 4 / 347 ) من طرق أخرى عن زمعة به . و قال البوصيري
في " الزوائد " ( ق 25 / 1 ) : " رواه أبو داود في " المراسيل " عن عيسى بن
يزداد اليماني عن أبيه ، و أزداد - و يقال : يزداد - لا تصح له صحبة ، و زمعة
ضعيف " . قلت : لم يتفرد به ، فقد تابعه زكريا بن إسحاق عن عيسى بن يزداد في
رواية لأحمد ، و رواه البيهقي ( 1 / 113 ) عنه مقرونا مع زمعة ، لكن جعل متنه
من فعله صلى الله عليه وسلم بلفظ : " كان إذا بال نتر ذكره ثلاث نترات " . رواه
من طريق ابن عدي و قال عنه : " مرسل ، لا يصح " . و قال ابن أبي حاتم في
" العلل " ( 1 / 42 ) : " قال أبي : هو عيسى بن يزداد بن فساء ، و ليس لأبيه
صحبه ، و من الناس من يدخله في " المسند " على المجاز ، و هو و أبوه مجهولان "
. قلت : و كذلك قال ابن معين : " لا يعرف عيسى هذا و لا أبوه " . حكاه عنه ابن
عبد البر في " الاستيعاب " ( 4 / 1589 / 2825 ) و تعقبه بقوله : " و هو تحامل
منه " ! و لا وجه لهذا التعقب ألبتة ، لاسيما و هو - أعني : ابن عبد البر - لم
يعرفه إلا من الوجه الأول ، فقال عقبه : " لم يرو عنه غير عيسى ابنه ، و هو
حديث يدور على زمعة بن صالح ، قال البخاري : ليس حديثه بالقائم " . فإذا كان لم
يرو عنه غير ابنه ، و كان هذا لا يعرف ، كما في " الضعفاء " للذهبي ، أو مجهول
الحال كما في " التقريب " ، و كان أبوه لم يصرح بسماعه من النبي صلى الله عليه
وسلم ، فأي تحامل - مع هذا - في قول ابن معين المذكور ، لاسيما و هو موافق لقول
أبي حاتم ؟!

(4/120)


1622 - " إذا بلغ الماء أربعين قلة لم يحمل الخبث " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 125 :
موضوع . رواه العقيلي في " الضعفاء " ( 361 ) عن القاسم بن عبد الله بن عمر
العمري عن محمد بن المنكدر عن جابر مرفوعا . و قال : " القاسم بن عبد الله
كثير الوهم ، قال أحمد : ليس بشيء ، و قال مرة أخرى : هو عندي كان يكذب . و قال
البخاري : سكتوا عنه " . قلت : و في رواية عن أحمد : " كذاب كان يضع الحديث
، ترك الناس حديثه " . و من طريقه رواه ابن عدي ( 265 / 2 ) و عنه البيهقي ( 1
/ 262 ) و الدارقطني ( 10 ) و قال ابن عدي : إنه منكر . ثم أخرجه العقيلي بسند
صحيح عن سفيان عن محمد بن المنكدر عن عبد الله بن عمرو موقوفا عليه ، و من طريق
أيوب عن محمد بن المنكدر من قوله . و قال البيهقي عن أبي علي الحافظ : " و
الصحيح عن محمد بن المنكدر عن عبد الله بن عمرو قوله . و بمعناه قال الدارقطني
، قال : و وهم فيه القاسم ، و كان ضعيفا كثير الخطأ " . نعم صح الحديث عن ابن
عمر مرفوعا بلفظ : " إذا بلغ الماء قلتين لم يحمل الخبث " . و هو مخرج في
" الإرواء " ( 23 ) .

(4/121)


1623 - " إذا خرج أحدكم إلى سفر ، فليودع إخوانه ، فإن الله جاعل له في دعائهم البركة
" .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 126 :
موضوع . رواه أبو العباس الأصم في " حديثه " ( ج 1 رقم 139 من نسختي ) و
الديلمي ( 1 / 1 / 108 ) و ابن عساكر ( 16 / 203 / 1 ) و ابن قدامة في
" المتحابين في الله " ( ق 111 / 2 ) عن بكر بن سهل الدمياطي : أخبرنا عبد الله
بن يوسف أخبرنا مزاحم بن زفر التميمي حدثني أيوب بن خوط عن نفيع بن الحارث عن
زيد بن أرقم مرفوعا . قلت : و هذا إسناد موضوع ، آفته نفيع هذا ، و هو أبو
داود الأعمى ، كذبه قتادة ، و قال ابن معين : " يضع ، ليس بشيء " . و قال ابن
حبان : " يروي عن الثقات الموضوعات توهما ، لا يجوز الاحتجاج به " . و قال
الحاكم : " روى عن بريدة و أنس أحاديث موضوعة " . و أيوب بن خوط ، قال البخاري
: " تركه ابن المبارك و غيره " . و قال يحيى : " لا يكتب حديثه " . و قال
النسائي و الدارقطني و جماعة : " متروك " . و قال الأزدي : " كذاب " . و قال
الساجي : " أجمع أهل العلم على ترك حديثه ، كان يحدث بأحاديث بواطيل " . و قال
ابن حبان : " كان يروي المناكير عن المشاهير ، كأنها مما عملت يداه " . و بكر
بن سهل الدمياطي ضعيف . و الحديث أورده السيوطي في " الجامع " من رواية ابن
عساكر و الديلمي في " مسند الفردوس " ، و قال المناوي : " و فيه نافع بن الحارث
، قال الذهبي في " الضعفاء " : قال البخاري : لا يصح حديثه " . قلت : و نافع
هذا الذي ذكره ، هو غير نفيع المذكور في سند الحديث ، فإنه كوفي و ذاك بصري
، كما صرح به الحافظ في " اللسان " ، و عليه فإعلال المناوي الحديث بنافع هذا
وهم منه ، و لعله وقع في نسخته من ابن عساكر أو المسند مسمى نافعا فظن أنه
الكوفي ، و هو الذي قال فيه البخاري ما ذكره ، و الحق أنه البصري ، و هو نفيع
، و يقال فيه : نافع ، و هو الذي يروي عن زيد ابن أرقم ، و أما الكوفي فلا نعرف
له رواية إلا عن أنس ، و هذا من حديث زيد بن أرقم كما رأيت ، فتعين أنه البصري
الكذاب . قلت : و بناء على وهم المناوي المذكور اقتصر في كتابه " التيسير " على
قوله : " إسناده ضعيف " !

(4/122)


1624 - " إذا صليت الصبح فقل قبل أن تكلم أحدا : اللهم أجرني من النار سبع مرات ، فإنك
إن مت من يومك ، كتب الله لك جوارا من النار ، و إذا صليت المغرب فقل مثل ذلك ،
فإنك إن مت من ليلتك ، كتب الله لك جوارا من النار " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 127 :
ضعيف . أخرجه الحافظ ابن حجر في " نتائج الأفكار " ( 1 / 162 / 1 - 2 ) من
طريق الحارث بن مسلم بن الحارث التميمي أن أباه حدثه قال : قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم : . ثم قال : " هذا حديث حسن ، أخرجه أبو داود ، و أبو
القاسم البغوي ، و النسائي في " الكبرى " ، و الطبراني و ابن حبان في ( صحيحه
) " . ثم ذكر الحافظ أن بعض الرواة قلب اسم الحارث بن مسلم و أبيه ، فقال
: مسلم بن الحارث عن أبيه ، ثم أخرجها . ثم قال بعد أن ذكر بعض الرواة الذين
رووه على الرواية الأولى : " و رجح أبو حاتم و أبو زرعة هذه الرواية ، و صنيع
ابن حبان يقتضي خلاف ذلك ، فإنه أخرج الحديث في " صحيحه " عن أبي يعلى كما
أخرجته ، فكأنه ترجح عنده أن الصحابي في هذا الحديث هو الحارث بن مسلم " . قلت
: رحم الله الحافظ ، لقد شغله تحقيق القول في اسم الصحابي ، عن بيان حال ابنه
الراوي عنه ، الذي هو علة الحديث عندي ، فإنه غير معروف ، فتحسين حديثه حينئذ
، بعيد عن قواعد هذا العلم ، و من العجيب أنه كما ذهل عن ذلك هنا ، ذهل عنه في
" التقريب " أيضا ، فإنه في ترجمة الحارث بن مسلم ، أحال على مسلم بن الحارث
، فلما رجعنا إليه فإذا به يقول : " مسلم بن الحارث ، و يقال : الحارث بن مسلم
التميمي ، صحابي ، قليل الحديث " . قلت : فأين ترجمة ولده سواء أكان اسمه مسلما
أو حارثا ؟ و قد جزم الحافظ في " الإصابة " بأن الراجح في اسم أبيه أنه مسلم
، و قال ابن عبد البر : " و هو الصحيح " . و كذلك صنع الحافظ في " تهذيب
التهذيب " ، فلم يجعل للولد ترجمة خاصة ، و لكنه ذكره في ترجمة أبيه ، و نقل عن
الدارقطني أنه مجهول ، و ذكر أنه لم يجد فيه توثيقا ، إلا ما اقتضاه صنيع ابن
حبان ، حيث أخرج الحديث في " صحيحه " ، و ما رأيته إلا من روايته . قال الحافظ
: " و تصحيح مثل هذا في غاية البعد ، لكن ابن حبان على عادته في توثيق من لم
يرو عنه إلا واحد ، إذا لم يكن فيما رواه ما ينكر " . و هذا معناه أن الرجل
مجهول ، و هو ما صرح به الدارقطني كما في " الميزان " ، و قال أبو حاتم : " لا
يعرف حاله " . كما في " الفيض " ، و مع ذلك ذكره الغماري في " كنزه " ( 265 ) !
و الحديث في أبي داود ( 2 / 326 ) و ابن حبان ( 2346 ) و كذا البخاري في
" التاريخ الكبير " ( 4 / 1 / 253 ) و ابن السني في " عمل اليوم و الليلة " (
رقم 136 ) و أحمد ( 4 / 234 ) و محمد بن سليمان الربعي في " جزء من حديثه " (
214 / 1 - 2 ) و ابن عساكر ( 4 / 165 / 1 و 16 / 234 / 2 ) و عزاه المنذري ( 1
/ 167 ) ثم السيوطي في " الجامع الصغير " للنسائي أيضا ، و لم أره في " السنن
الصغرى " له ، و هو المراد عند إطلاق العزو إليه ، فلعله في " الكبرى " له ، أو
" عمل اليوم و الليلة " له . ثم رأيته فيه ( 111 ) .

(4/123)


1625 - " إذا صليتم خلف أئمتكم ، فأحسنو طهوركم ، فإنما ترتج على القارىء قراءته لسوء
طهر المصلي " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 129 :
كذب . رواه السلفي في " الطيوريات " ( 21 / 2 ) من طريق علي بن أحمد
العسكري : أخبرنا عبد الله بن ميمون العبدساني أخبرنا عبد الله بن عوف بن محرز
قال : لما قدم أبو نعيم الفضل بن دكين سنة ثمان عشرة و مائتين اجتمع إليه أصحاب
الحديث ، فقالوا : لا نفارقك حتى تموت هزالا أو تحدثنا بحديث الارتجاج في
الصلاة ! فقال : ما كتبته و لا دونته في كتبي ، فقالوا : لا نفارقك أو تموت
هزالا ! فلما عاف ( كذا الأصل ، و لعله : خاف ) على نفسه قال : حدثنا سفيان
الثوري عن منصور عن ربعي عن حذيفة قال : صلى بنا رسول الله صلى الله عليه
وسلم ذات يوم صلاة الصبح فقرأ بنا فيها بسورة الروم فارتج عليه قراءته ارتجاجا
شديدا ، فلما قضى صلاته ، أقبل بوجهه الكريم على الله عز وجل ثم علينا ، فقال :
" معاشر الناس إذا صليتم ... " . و قال : " هذا حديث غريب عجيب " . قلت : و من
دون ابن دكين لم أجد لهم ترجمة . لكن قال في " الفيض " بعدما عزاه أصله للديلمي
: " و في " الميزان " : خبر كذب ، و عبد الله بن ميمون مجهول " . و لم أر هذا
في " الميزان " . و الله أعلم .

(4/124)


1626 - " إذا صليتم فارفعوا سبلكم ، فكل شيء أصاب الأرض من سبلكم ففي النار " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 130 :
ضعيف جدا . رواه البخاري في " التاريخ الكبير " ( 3 / 2 / 400 - 401 ) و
العقيلي في " الضعفاء " ( 338 ) و كذا ابن حبان ( 2 / 118 ) عن عيسى بن قرطاس
قال : حدثني عكرمة عن ابن عباس مرفوعا . و قال : " عيسى بن قرطاس ، كان من
الغلاة في الرفض " . و قال ابن حبان : " يروي الموضوعات عن الثقات ، لا يحل
الاحتجاج به " . قلت : و هو ضعيف جدا ، قال ابن معين : " ليس بشيء " . و قال في
موضع آخر : " ليس تحل الرواية عنه " . و قال الساجي : " كذاب " . و في "
التقريب " : " متروك " . و من طريقه رواه أبو نعيم في " تسمية الرواة عن الفضل
بن دكين " ( 54 / 1 ) . قلت : و مفهوم هذا الحديث ، أنه لا يجب رفع الإزار عن
الأرض خارج الصلاة ، و هذا خلاف الأحاديث الصحيحة التي تنهى عنه مطلقا . و
الحديث عزاه السيوطي في " الجامع " للبخاري في " التاريخ " ، و الطبراني في
" المعجم الكبير " ، و البيهقي في " شعب الإيمان " . قال المناوي : " قال الزين
العراقي : فيه عيسى بن قرطاس ، قال النسائي : متروك . و ابن معين : غير ثقة . و
قال الهيثمي : فيه عيسى بن قرطاس ، ضعيف جدا ... فرمز المؤلف لحسنه إنما هو
لاعتضاده " . قلت : فيه المفهوم المخالف للأحاديث الصحيحة ، فليس بمعتضد . و
كأن المناوي تنبه لهذا بعد ، فقال في " التيسير " : " رمز لحسنة ، و ليس كما
قال " .

(4/125)


1627 - " إذا ضاع للرجل متاع أو سرق له متاع ، فوجده في يد رجل يبيعه ، فهو أحق به ، و
يرجع المشتري على البائع بالثمن " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 131 :
ضعيف . رواه ابن ماجة ( 2 / 54 ) و الدارقطني ( 301 ) عن حجاج عن سعيد بن
عبيد بن زيد بن عقبة عن أبيه عن سمرة بن جندب مرفوعا . قلت : و هذا سند
ضعيف ، رجاله كلهم ثقات غير أن الحجاج - و هو ابن أرطاة - مدلس ، و قد عنعنه
، و بهذا أعله البوصيري في " الزوائد " . و قد روي الحديث من طريق آخر عن سمرة
بلفظ : " من وجد عين ماله ... " و سيأتي في محله . ( تنبيه ) : كذا وقع في
إسناد ابن ماجة " سعيد بن عبيد بن زيد " و في الدارقطني " سعيد بن زيد " بإسقاط
عبيد من بينهما ، و هو الصواب كما في " التهذيب " . و الله أعلم .

(4/126)


1628 - " تصدقوا ، فإن الصدقة فكاككم من النار " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 132 :
ضعيف . أخرجه الطبراني في " الأوسط " ( 1 / 89 / 2 ) و أبو نعيم في
" الحلية " ( 10 / 403 ) و الدارقطني في " الأفراد " ( ج 2 رقم 6 - نسختي ) من
طريق محمد بن زنبور : حدثنا الحارث بن عمير عن حميد عن أنس قال : قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم : فذكره . و قال الطبراني و الدارقطني : " تفرد به
الحارث بن عمير " . قلت : و فيه ضعف ، و قد وثقه جماعة ، منهم ابن معين ، لكن
قال الذهبي بعد أن ذكر ذلك عنهم : " و ما أراه إلا بين الضعف ، فإن ابن حبان
قال في " الضعفاء " روى عن الأثبات الأشياء الموضوعات . و قال الحاكم : روى عن
حميد و جعفر الصادق أحاديث موضوعة " . و لذلك أورده في كتابه الآخر : " الضعفاء
" ، و قال : " ليس بالقوي ، قال ابن حبان : كان يروي الموضوعات " . و قال
الحافظ في " التقريب " : " وثقه الجمهور ، و في أحاديثه مناكير ، ضعفها بسببها
الأزدي و ابن حبان و غيرهما ، فلعله تغير حفظه في الآخر " . و محمد بن زنبور
، فيه كلام أيضا ، و في " التقريب " : " صدوق له أوهام " . و قد اختار العلامة
عبد الرحمن المعلمي أن الحارث ثقة ، و أن ما كان من إنكار في حديثه من رواية
ابن زنبور عنه ، فليس ذلك منه ، و إنما من ابن زنبور نفسه ، و ذلك محتمل . و
الله أعلم . و الحديث قال في " الفيض " : " قال الهيثمي : رجاله ثقات . اهـ . و
كأنه لم يصدر عن تحرير ، فقد قال الدارقطني : تفرد به الحارث بن عمير عن حميد
، قال ابن الجوزي : قال ابن حبان : يروي عن الأثبات الموضوعات " .

(4/127)


1629 - " فهلا بكرا تعضها و تعضك " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 133 :
ضعيف . أخرجه الآجري في " تحريم النرد و الشطرنج و الملاهي " ( رقم 5 -
نسختي ) من طريق داود بن الزبرقان عن مالك بن مغول عن الربيع بن كعب بن أبي كعب
عن كعب بن مالك قال : " كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر ، فعرست
ذات ليلة ، ثم غدوت على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فجعل يسأل رجلا رجلا
: أتزوجت يا فلان ؟ أتزوجت يا فلان ؟ ثم قال : أتزوجت يا كعب ؟ قلت : نعم يا
رسول الله . قال : أبكر أم ثيب ؟ قلت : ثيب ، قال : فذكره " . قلت : و هذا
إسناد ضعيف جدا ، داود بن الزبرقان متروك . و الربيع بن كعب بن أبي كعب . هكذا
وجدته في نسختي ، و أصلها مما لا تطوله الآن يدي ، لأنظر هل الخطأ منه أو من
ناسخها . فقد أورده البخاري في " التاريخ الكبير " ( 2 / 1 / 248 ) و ابن أبي
حاتم في " الجرح و التعديل " ( 1 / 2 / 454 ) هكذا : " ربيع بن أبي بن كعب
الأنصاري " ، و زاد ابن أبي حاتم : " و يقال : ربيع بن كعب بن عجرة " . و ذكرا
أنه روى عن أبيه ، و لم يذكرا فيه جرحا و لا تعديلا ، غير أن البخاري قال :
" قال أبو عبد الله : موسى بن دهقان : يقولون : تغير بآخرة " . قلت : و موسى
هذا لم يذكرا سواه راويا عن الربيع بن أبي . و الحديث أورده الهيثمي في
" المجمع " ( 4 / 259 ) من رواية الطبراني عن الربيع بن كعب بن عجرة عن أبيه و
قال : " و لم أجد من ترجم لربيع ، و بقية رجاله ثقات ، و في بعضهم ضعف ، و قد
وثقهم ابن حبان " . قلت : و قد رواه البخاري في " التاريخ " ( 2 / 1 / 272 ) و
كذا الطبراني في " الكبير " ( 19 / 149 / 328 ) من طريق موسى سمع الربيع بن كعب
بن عجرة عن أبيه به . و في رواية للبخاري عن موسى عن الربيع بن أبي بن كعب عن
أبيه . ثم وقفت على النسخة المطبوعة من " تحريم النرد " بتحقيق محمد بن سعيد
، فوجدتها مطابقة للأصل الذي نقلت عنه ، و لكن المحقق لم يتنبه للفرق بينها و
بين ما في " التاريخ " و " الجرح " مع أنه عزاه إليهما ؟ و ادعى أن البخاري سكت
عنه ! و قد عرفت أنه ذكر أنه تغير ! فالربيع هذا ، هو علة الحديث ، لاضطراب
الرواة في نسبه ، المنبئ عن جهالته . و لاسيما و كان تغير بآخرة .

(4/128)


1630 - " إذا أراد الله عز وجل برجل من أمتى خيرا ، ألقى حب أصحابي في قلبه " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 134 :
ضعيف . رواه أبو نعيم في " أخبار أصبهان " ( 2 / 41 ) و الديلمي في " مسنده
" ( 1 / 1 / 98 ) عن أبي نصر عمران : حدثنا محمد بن سلمة البصري - بفارس - :
حدثنا محمد بن كثير ( و وقع في المسند : بشير ) العبدي : حدثنا حماد بن سلمة عن
ثابت عن أنس مرفوعا . قلت : و هذا إسناد ضعيف ، من دون العبدي ، لم أجد من
ترجمهما ، و من فوقهما فمن رجال مسلم . و الحديث عزاه السيوطي في " الجامع "
للديلمي في " مسند الفردوس " عن أنس . و قال شارحه المناوي : " لم يرمز له بشيء
، فهو ضعيف ، لكن له شواهد " ! ثم لم يذكر و لا شاهدا واحدا ، و كأنه يعني
شواهد عامة ، و إلا فإني لا أعلم له شاهدا خاصا . و الله سبحانه و تعالى أعلم .

(4/129)


1631 - " إذا تم فجور العبد ، ملك عينيه ، فبكى بهما ما شاء " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 135 :
منكر . رواه ابن عدي ( 72 / 1 و 211 / 2 ) عن حجاج بن سليمان المعروف بابن
القمري عن ابن لهيعة عن مشرح بن هاعان عن عقبة بن عامر مرفوعا . و قال بعد
أن ساق بهذا السند أحاديث أخر : " و هذه الأحاديث ينفرد بها حجاج عن ابن لهيعة
، و لعلنا قد أتينا من قبل ابن لهيعة ، لا من قبل الحجاج ، فإن ابن لهيعة له
أحاديث منكرات يطول ذكرها ، و إذا روى حجاج هذا عن غير ابن لهيعة ، فهو مستقيم
إن شاء الله " . و نقل المناوي عن ابن الجوزي أنه قال : " حديث لا يصح " . و
لذلك جزم في " التيسير " بأن إسناده ضعيف .

(4/130)


1632 - " إذا قالت المرأة لزوجها : ما رأيت منك خيرا قط ، فقد حبط عملها " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 135 :
موضوع . رواه ابن عساكر ( 16 / 140 / 1 ) عن سلام بن رزين ( الأصل : رزيق )
عن عمر بن سليم عن يوسف بن إبراهيم عن أنس عن عائشة مرفوعا . قلت : و هذا
إسناد ساقط ، آفته يوسف هذا ، قال ابن حبان : " يروي عن أنس ما ليس من حديثه
، لا تحل الرواية عنه " . و قال البخاري : " صاحب عجائب " . و سلام بن رزين
، قال الذهبي : " لا يعرف ، و حديثه باطل " . ثم ساق له حديثا غير هذا بسنده
الصحيح عن ابن مسعود ، و قال : " قال أحمد : هذا موضوع ، هذا حديث الكذابين " .
و الحديث أورده السيوطي في " الجامع " من رواية ابن عدي و ابن عساكر عن عائشة
، و تعقبه المناوي في " الفيض " بقول ابن حبان المذكور في يوسف بن إبراهيم ، ثم
اقتصر في " التيسير " على قوله : " إسناده ضعيف " !

(4/131)


1633 - " إذا مضى للنفساء سبع ، ثم رأت الطهر ، فلتغتسل و لتصل " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 136 :
ضعيف . أخرجه الدارقطني ( 82 ) و من طريقه البيهقي ( 1 / 342 ) : حدثنا أبو
سهل بن زياد حدثنا أبو إسماعيل الترمذي حدثنا عبد السلام بن محمد الحمصي - و
لقبه سليم - : حدثنا بقية بن الوليد : أنبأنا علي بن علي بن الأسود عن عبادة بن
نسي عن عبد الرحمن بن غنم عن معاذ بن جبل عن النبي صلى الله عليه وسلم به
. قال سليم : فلقيت علي بن علي فحدثني عن الأسود عن عبادة بن نسي عن عبد الرحمن
بن غنم عن معاذ بن جبل عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله . و قال الدارقطني :
" الأسود ، هو ابن ثعلبة ، شامي " . و أخرجه البيهقي أيضا ، و كذا الديلمي ( 1
/ 1 / 152 ) من طريق الحاكم - و هذا في المستدرك ( 1 / 176 ) - : حدثنا أبو سهل
أحمد بن محمد بن عبد الله بن زياد النحوي ببغداد : حدثنا أبو إسماعيل محمد بن
إسماعيل السلمي به ، إلا أنه أسقط من الإسناد علي بن علي . و قال البيهقي :
" و الأول أصح ، و إسناده ليس بالقوي " . و تعقبه ابن التركماني بقوله : " قلت
: إن كان ذلك لأجل بقية فهو مدلس ، و قد صرح بالتحديث ، و المدلس إذا صرح بذلك
فهو مقبول " . قلت : ليس ذلك لأجل بقية ، فإن في الإسناد الذي رجحه البيهقي
، أن سليما لقي علي بن علي شيخ بقية ، فحدثه بالحديث ، فبرئت عهدة بقية منه ، و
لزمت سلميا هذا ، و هو السبب عندي في تضعيف البيهقي لإسناده ، لأنه ليس
بالمشهور كثيرا ، حتى أن الحافظ ابن حجر خفي عليه حاله ، فإنه أورده في
" اللسان " قائلا : " روى عن بقية و محمد بن حرب و الوليد بن مسلم و عبد الله
بن سالم الأشعري و طبقتهم ، روى عنه محمد بن عوف الحمصي و طبقته " . و لم يذكر
فيه جرحا و لا تعديلا ، و هذا عجيب منه ، فإن ابن أبي حاتم قد أورده في " الجرح
و التعديل " ( 3 / 1 / 48 - 49 ) و وصفه بـ " المعروف بسليم " و زاد في شيوخه
" بشر بن شعيب " ، و ذكر أن أباه روى عنه ، و أنه قال : " صدوق " . قلت : فمثله
مما تطمئن النفس لحديثه ، و يكون حسنا . ثم استدركت فقلت : إنما ضعفه البيهقي
من أجل الأسود بن ثعلبة الشامي ، فقد قال فيه ابن المديني : " لا يعرف " ، كما
في " الميزان " . و ذكر له في " التهذيب " عن عبادة بن الصامت قال : " علمت
ناسا من أهل الصفة القرآن ... " الحديث . و عنه عبادة بن نسي . قال ابن المديني
: " لا أحفظ عنه غير هذا الحديث " . قلت : و يستدرك عليهم هذا الحديث ، فإنه
ثابت الإسناد إليه ، و قال الحاكم فيه : " شامي معروف ، و الحديث غريب " ! و
وافقه الذهبي . و هذا الحديث و إن تبين أنه لم يثبت إسناده إلى النبي صلى الله
عليه وسلم ، فالعمل عليه عند أهل العلم ، بل نقل الترمذي الإجماع على ذلك ،
فراجعه ( 1 / 258 ) و لكن ينبغي أن لا يؤخذ بمفهومه ، فإنها إذا رأت الطهر قبل
السبع اغتسلت و صلت أيضا ، لأنه لا حد لأقل النفاس ، على ما هو المعتمد عند أهل
التحقيق .

(4/132)


1634 - " أشد الناس عذابا يوم القيامة ، عالم لم ينفعه علمه " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 138 :
ضعيف الإسناد جدا . أخرجه الطبراني في " الصغير " ( 103 ) من طريق عثمان بن
مقسم البري عن سعيد المقبري عن أبي هريرة مرفوعا . و قال : " لم يروه عن
المقبري إلا عثمان البري " . قلت : و هو ضعيف جدا ، قال ابن معين : " ليس بشيء
، هو من المعروفين بالكذب ، و وضع الحديث " . كما في " الميزان " ، و أطال في
ترجمته ، ثم ساق له هذا الحديث و قال الهيثمي ( 1 / 185 ) : " رواه الطبراني في
الصغير و فيه عثمان البري ، قال الفلاس : صدوق كثير الغلط ، صاحب بدعة ، ضعفه
أحمد و النسائي و الدارقطني " . و قال شيخنا العراقي في أول كتابه " المغني " :
" رواه الطبراني في " الصغير " ، و البيهقي في " شعب الإيمان " عن أبي هريرة
بإسناد ضعيف " . و كذلك ضعفه المنذري ( 1 / 78 ) و رواه ابن عدي أيضا ، كما في
" الجامع " و قال الشارح المناوي : " قال ابن حجر : غريب الإسناد و المتن " .
ثم قال المناوي : " لكن للحديث أصل أصيل " . ثم ساق الحديث الماضي برقم ( 1617
) بلفظ : " إن أشد الناس عذابا يوم القيامة ... " الحديث ، و فيه : " و عالم لا
ينتفع بعلمه " . عزاه للحاكم و لم نجده ، كما ذكرت هناك ، فلعله لذلك لم يزد في
" التيسير " على قوله : " ضعفه المنذري و غيره " . و الحديث أخرجه الدارمي ( 1
/ 82 ) موقوفا على أبي الدرداء بلفظ : " إن من أشر الناس عند الله منزلة يوم
القيامة ، عالم لا ينتفع بعلمه " . و إسناده هكذا أخبرنا إسماعيل بن أبان عن
ابن القاسم بن قيس قال : حدثنا يونس بن يوسف الحمصي : حدثنا أبو كبشة السلولي
قال : سمعت أبا الدرداء يقول : فذكره . و هذا سند رجاله ثقات ، غير ابن القاسم
بن قيس فلم أعرفه ، و أخشى أن يكون قد وقع في النسخة تحريف فإنها محرفة جدا
، كما يظهر ذلك للناقد . و قد كان الشيخ زهري النجار - حفظه الله - قد كتب إلي
من مصر أن الأستاذ أحمد محمد شاكر قال له : إنه يريد أن يطبع " سنن الدارمي
" طبعة جيدة مصححة بقلمه ، فلعله وفق لذلك . و الحديث رواه الخطيب البغدادي
أيضا في " الكفاية في علم الرواية " ( 6 - 7 ) و ابن عبد البر في " الجامع " (
1 / 162 ) من طريق عثمان بن مقسم المذكور .

(4/133)


1635 - " كان يخرج يهريق الماء ، فيتمسح بالتراب ، فأقول : يا رسول الله ! إن الماء
قريب ، فيقول : ما يدريني لعلي لا أبلغه " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 139 :
ضعيف جدا . أخرجه عبد الله بن المبارك في " الزهد " ( 292 ) : أخبرنا ابن
لهيعة عن عبد الله بن هبيرة عن حنش عن ابن عباس مرفوعا به . قلت : و هذا
إسناد ضعيف جدا ، رجاله ثقات غير حنش هذا ، و اسمه الحسين بن قيس الرحبي ، و هو
متروك ، كما في " التقريب " . و هو إنما يروي عن ابن عباس بواسطة عكرمة ، فهو
منقطع أيضا إلا أن يكون سقط من الناسخ أو الطابع قوله : " عن عكرمة " . و الله
أعلم . و أخرج الحاكم ( 1 / 180 ) و البيهقي ( 1 / 224 ) من طريق محمد بن سنان
القزاز : حدثنا عمرو بن محمد بن أبي رزين حدثنا هشام بن حسان عن عبيد الله بن
عمر عن نافع عن ابن عمر : " أن النبي صلى الله عليه وسلم تيمم و هو ينظر إلى
بيوت المدينة بمكان يقال له : مربد الغنم " . و قال الحاكم : " حديث صحيح
، تفرد به عمرو بن محمد بن أبي رزين ، و هو صدوق ، و قد أوقفه يحيى ابن سعيد
الأنصاري و غيره عن نافع عن ابن عمر " . قلت : و وافقه الذهبي ، و ذلك من
أوهامه ، فإن عمرو بن محمد هذا ، و إن كان صدوقا ، فإن الراوي عنه القزاز متهم
، و قد أورده الذهبي نفسه في " الضعفاء و المتروكين " و قال : " كذبه أبو داود
و ابن خراش " . و قال الحافظ في " التقريب " : " ضعيف " . و لعله لذلك قال
البيهقي : " و ليس بمحفوظ " . ثم أخرجه هو و الحاكم من طرق عن نافع عن ابن عمر
: " أنه أقبل من الجرف ، حتى إذا كان بالمربد تيمم ، فمسح وجهه و يديه ، و صلى
العصر ، ثم دخل المدينة ، و الشمس مرتفعة ، فلم يعد الصلاة " . قال الشافعي
: الجرف قريب من المدينة . ثم أخرج البيهقي ( 1 / 233 ) من طريق الوليد بن مسلم
قال : " قيل لأبي عمرو - يعني : الأوزاعي - : حضرت الصلاة ، و الماء حائز عن
الطريق أيجب علي أن أعدل إليه ؟ قال : حدثني موسى بن يسار عن نافع عن ابن عمر
أنه كان يكون في السفر ، فتحضره الصلاة ، و الماء منه على غلوة أو غلوتين و نحو
ذلك ، ثم لا يعدل إليه " . و سنده صحيح . ( فائدة ) : " الغلوة " بالفتح : قدر
رمية سهم .

(4/134)


1636 - " أحب البيوت إلى الله ، بيت فيه يتيم مكرم " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 140 :
ضعيف جدا . أخرجه المخلص في " الفوائد المنتقاة " ( 199 - 200 ) و العقيلي
في " الضعفاء " ( 31 ) و الطبراني في " المعجم الكبير " ( 3 / 201 / 2 ) و ابن
عدي في " الكامل " ( 17 / 1 ) و الخرائطي في " مكارم الأخلاق " ( 75 ) و ابن
بشران في " الأمالي " ( 152 / 2 ) و أبو نعيم في " الحلية " ( 6 / 337 ) و
القضاعي في " مسند الشهاب " ( 102 / 2 ) و السلفي في " الطيوريات " ( 160 / 2 )
من طريق إسحاق الحنيني : حدثنا مالك عن يحيى بن محمد بن طحلاء - و قال بعضهم
: محمد بن عجلان - عن أبيه عن عمر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
: فذكره . و قال أبو نعيم و العقيلي : " تفرد به الحنيني عن مالك " . قلت : و
هو إسحاق بن إبراهيم ، متفق على ضعفه ، كما قال الذهبي في " الضعفاء " ، و قال
في " الميزان " : " صاحب أوابد " . ثم ساق له أحاديث هذا منها . و قال العقيلي
عقبه : " لا أصل له " . ثم روى عن البخاري أنه قال في الحنيني : " في حديثه نظر
" . و هذا من الإمام كناية عن أنه شديد الضعف عنده ، كما هو معلوم . و من هذا
الوجه أخرجه البيهقي في " الشعب " بلفظ : " أحب بيوتكم ... " . و قال : " تفرد
به إسحاق عن مالك " ، كما في " الفيض " . ثم رأيت ابن أبي حاتم يذكر في " العلل
" ( 2 / 176 ) أنه سأل أباه عن هذا الحديث فقال : " قال أبي : هذا حديث منكر
" .

(4/135)


1637 - " خير بيت في المسلمين ، بيت فيه يتيم يحسن إليه ، و شر بيت في المسلمين ، بيت
فيه يتيم يساء إليه " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 142 :
ضعيف . أخرجه عبد الله بن المبارك في " الزهد " ( رقم 654 - طبع الهند ) و
عنه ابن ماجة ( 3679 ) و البخاري في " الأدب المفرد " ( 137 ) من طريق يحيى بن
أبي سليمان عن زيد بن أبي عتاب عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم
به . قلت : و هذا إسناد ضعيف ، يحيى هذا لين الحديث ، كما في " التقريب " ، و
لذا أشار المنذري في " الترغيب " ( 3 / 230 ) إلى تضعيف الحديث ، و قال الحافظ
العراقي في " تخريج الإحياء " ( 2 / 184 ) : " و فيه ضعف " . و قال البوصيري في
" الزوائد " : " في إسناده يحيى بن أبي سليمان ، قال فيه البخاري : منكر الحديث
. و قال أبو حاتم : مضطرب الحديث . و ذكره ابن حبان في " الثقات " ، و أخرج ابن
خزيمة حديثه في " صحيحه " ، و قال : في النفس من هذا الحديث شيء ، فإني لا أعرف
يحيى بعدالة و لا جرح ، و إنما خرجت خبره ، لأنه يختلف العلماء فيه " . قلت
: قد ظهر للبخاري و أبي حاتم ما خفي على ابن خزيمة ، فجرحهما مقدم على من عدله
" . قلت : و هذا هو الحق ، و لاسيما أن ابن حبان - الذي ذكره في " الثقات " ( 3
/ 604 و 610 ) - معروف بتساهله في التوثيق ، كما نبه عليه الحافظ في مقدمة
" اللسان " . و ذكرت نماذج من المجهولين الذين وثقهم في " الرد على الشيخ
الحبشي " ، فليراجعها من شاء . ( تنبيه ) : هذا الحديث أورده الحافظ ابن كثير
في " تفسيره - الفجر " من رواية ابن المبارك بسنده المتقدم ، و سكت عنه ، فتوهم
الحلبيان من سكوته أنه صحيح عنده ، و لذلك صححاه ! فأورده كل منهما في " مختصره
" ، و الأمر بخلاف ذلك ، كما سبق التنبيه عليه مرة أو أكثر . و الله المستعان .

(4/136)


1638 - " إذا مدح المؤمن في وجهه ، ربا الإيمان في قلبه " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 143 :
ضعيف . رواه الطبراني ( 1 / 23 / 1 ) : حدثنا محمد بن عمرو بن خالد الحراني
: حدثني أبي : أخبرنا ابن لهيعة عن صالح بن أبي عريب عن خلاد بن السائب قال
: دخلت على أسامة بن زيد فمدحني في وجهي ، فقال : إنه حملني أن أمدحك في
وجهك أني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : فذكره . و من هذا الوجه
أخرجه الحاكم ( 3 / 597 ) و سكت عنه ، و كذا الذهبي . و هذا إسناد ضعيف ، من
أجل ابن لهيعة ، فإنه سيء الحفظ ، إلا من رواية العبادلة عنه ، و هذه ليست منها
. و شيخه صالح بن أبي عريب ، قال ابن القطان : " لا يعرف حاله " . و أما ابن
حبان فذكره في " الثقات " . و قال الحافظ : " مقبول " . و في " مجمع الزوائد "
( 8 / 119 ) : " رواه الطبراني ، و فيه ابن لهيعة ، و بقية رجاله وثقوا " . و
قال الحافظ العراقي في " تخريج الإحياء " ( 1 / 229 - طبعة دار المعرفة ببيروت
) : " سنده ضعيف " . و قد روي الحديث عن أبي هريرة مرفوعا نحوه ، و لكنه لا
يثبت أيضا ، و هو : " إذا علم أحدكم من أخيه خيرا ، فليخبره ، فإنه يزداد رغبة
في الخير " .

(4/137)


1639 - " إذا علم أحدكم من أخيه خيرا ، فليخبره ، فإنه يزداد رغبة في الخير " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 143 :
ضعيف . رواه الدارقطني في " العلل " من رواية ابن المسيب عن أبي هريرة
، و قال : " لا يصح عن الزهري ، و روي عن ابن المسيب مرسلا " . ذكره الحافظ
العراقي في " تخريج الإحياء " ( 1 / 229 - طبعة دار المعرفة ببيروت ) و هو من
الأحاديث التي فاتت " الجوامع " : " الكبير " و " الصغير " و " الزيادة عليه
" و " الجامع الأزهر " !!

(4/138)


1640 - " إن الله من على قوم ، فألهمهم الخير ، فأدخلهم في رحمته ، و ابتلى قوما ،
فخذلهم و ذمهم على أفعالهم ، فلم يستطيعوا أن يرحلوا عما ابتلاهم به ، فعذبهم
، و ذلك عدله فيهم " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 144 :
ضعيف . أخرجه الدارقطني في " الأفراد " ، و الديلمي في " مسند الفردوس " من
حديث أبي هريرة كما في " زوائد الجامع الصغير " . و هو في " الأفراد " ( ج
2 رقم 46 ) و في " طبقات الأصبهانيين " ( ق 76 / 1 - 2 ) ، و " أخبار أصفهان "
( 1 / 326 ) من طريق سعيد بن عيسى الكريزي البصري : حدثنا أبو عمر الضرير حدثنا
حماد بن زيد و يزيد بن زريع عن يونس بن عبيد عن ابن سيرين عن أبي هريرة سمع
النبي صلى الله عليه وسلم يقول : فذكره دون قوله : " فخذلهم و ذمهم على أفعالهم
" ، و قال مكانها : " ذكر كلمة " و قال : " غريب من حديث يونس بن عبيد عن محمد
بن سيرين عن أبي هريرة ، تفرد به أبو عمر الضرير ، حفص بن عمر بهذا الإسناد ، و
لم نكتبه إلا من هذا الوجه " . قلت : و هذا إسناد كل من فوق الكريزي ثقات رجال
الشيخين إلا هو ، فقد قال الدارقطني : " ضعيف " ، كما في " الميزان " . و قال
الحافظ في " اللسان " : " و هذا هو سعيد بن عثمان المتقدم " . و قال الذهبي
هناك : " حدث بأصبهان بمناكير " . و هذا أخذه من أبي نعيم في ترجمته . قلت
: فهو علة هذا الإسناد .

(4/139)


1641 - " أرقاؤكم إخوانكم ، فأحسنوا إليهم ، استعينوهم على ما غلبكم ، و أعينوهم على
ما غلبوا " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 145 :
ضعيف . أخرجه البخاري في " الأدب المفرد " ( 190 ) : حدثنا آدم قال : حدثنا
شعبة قال : حدثنا أبو بشر قال : سمعت سلام بن عمرو يحدث عن رجل من أصحاب
النبي صلى الله عليه وسلم مرفوعا . و رجاله كلهم ثقات رجال البخاري في
" صحيحه " غير سلام بن عمرو ، قال الذهبي " ما علمت حدث عنه سوى أبي بشر بن أبي
وحشية " . قلت : و ذكره مع ذلك ابن حبان في " الثقات " على قاعدته ، و في
" التقريب " أنه : " مقبول " . و من طريقه أخرجه أحمد ( 5 / 371 ) دون لفظة
: " أرقاؤكم " . و في " الصحيحين " من حديث أبي ذر نحوه ، لكن ليس فيه :
" استعينوهم على ما غلبكم " . و هو مخرج في " الإرواء " ( 2176 ) .

(4/140)


1642 - " مثل عروة - يعني : ابن مسعود الثقفي - مثل صاحب ياسين دعا قومه إلى الله
فقتلوه " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 145 :
ضعيف . أخرجه الحاكم ( 3 / 615 - 616 ) و من طريقه البيهقي في " دلائل
النبوة " ( 5 / 299 ) عن محمد بن عمرو بن خالد : حدثنا أبي حدثنا ابن لهيعة عن
أبي الأسود عن عروة ابن الزبير قال : لما أتى الناس الحج سنة تسع ، قدم
عروة بن مسعود الثقفي عم المغيرة بن شعبة على رسول الله صلى الله عليه وسلم
، فاستأذن رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يرجع إلى قومه ، فقال رسول الله صلى
الله عليه وسلم : " إني أخاف أن يقتلوك " . قال : لو وجدوني نائما ما أيقظوني
، فأذن له رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فخرج إلى قومه مسلما ، فقدم عشاء
، فجاءته ثقيف ، فدعاهم إلى الإسلام ، فاتهموه و عصوه ، و أسمعوه ما لم يكن
يحتسب ، ثم خرجوا من عنده ، حتى إذا أسحروا و طلع الفجر ، قام عروة في داره
فأذن بالصلاة و تشهد ، فرماه رجل من ثقيف بسهم فقتله ، فقال رسول الله صلى الله
عليه وسلم : فذكره . قلت : و هذا إسناد مرسل ضعيف ، ابن لهيعة ضعيف لاختلاطه
بعد احتراق كتبه . و محمد بن عمرو بن خالد ، لم أجد له ترجمة . و روي مرسلا من
طريق أخرى عند ابن أبي حاتم - كما في " تفسير ابن كثير " ( 3 / 568 ) - من طريق
ابن جابر - هو محمد - عن عبد الملك - يعني : ابن عمير - قال : قال عروة بن
مسعود الثقفي رضي الله عنه للنبي صلى الله عليه وسلم : ابعثني إلى قومي أدعوهم
إلى الإسلام ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إني أخاف أن يقتلوك
" .. الحديث نحوه . قلت : و هذا كالذي قبله ، ضعيف مع إرساله ، فإن محمد بن
جابر - و هو ابن سيار الحنفي اليمامي - ضعيف أيضا ، قال الحافظ في " التقريب
" : " صدوق ، ذهبت كتبه ، فساء حفظه و خلط كثيرا ، و عمي فصار يلقن ، و رجحه
أبو حاتم على ابن لهيعة " . و رواه البيهقي عن موسى بن عقبة مرسلا أو معضلا .
و ذكره ابن إسحاق في " السيرة " بغير إسناد كما في " سيرة ابن هشام " ( 4 / 194
) . و الحديث من الأحاديث الضعيفة التي أوردها الرفاعي في " مختصره " خلافا
لالتزامه الذي نص عليه في مقدمته ، بل صرح بتصحيحه في فهرسه الذي وضعه في آخر
المجلد الثالث ( ص 440 ) !

(4/141)


1643 - " استقيموا لقريش ما استقاموا لكم ، فإن لم يفعلوا فضعوا سيوفكم عن عواتقكم
، فأبيدوا خضراءهم " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 147 :
ضعيف . رواه أحمد ( 5 / 277 ) و الخلال في " مسائل الإمام أحمد " ( 1 / 7 /
2 نسخة المتحف البريطاني ) و أبو سعيد بن الأعرابي في " معجمه " ( 125 / 2 ) و
أبو نعيم في " أخبار أصبهان " ( 1 / 124 ) و الطبراني في " المعجم الصغير " ( ص
39 ) و الخطيب ( 12 / 147 ) و الخطابي في " الغريب " ( 71 / 1 ) عن سالم بن أبي
الجعد عن ثوبان مرفوعا ، و زاد الطبراني و ابن حبان في " روضة العقلاء " (
ص 159 ) : " فإن لم تفعلوا ، فكونوا حينئذ زراعين أشقياء ، تأكلون من كد أيديكم
" . و قال الخطابي . " الخوارج و من يرى رأيهم ، يتأولونه في الخروج على الأئمة
، و يحملون قوله : " ما استقاموا لكم " على العدل في السيرة ، و إنما الاستقامة
هاهنا ، الإقامة على الإسلام ، يقال : أقام و استقام بمعنى واحد ، كما يقال
: أجاب و استجاب ، قال الله تعالى : *( ادعوني أستجب لكم )* ، و المعنى
استقيموا لهم ما أقاموا على الشريعة و لم يبدلوها " . ثم أيد هذا المعنى
بأحاديث أخرى ، منها قولهم : " ... قالوا : يا رسول الله ! أفلا نقاتلهم ؟ قال
: لا ما أقاموا الصلاة " . قلت : حديث ثوبان هذا ، لا يصح من قبل إسناده ، و
ابن أبي الجعد لم يسمع من ثوبان ، فهو منقطع ، فإذا ثبت ضعف الحديث ، فلا حاجة
إلى تكلف تأويله ، لأنه يوهم صحته . و قال الخلال : " قال حنبل : سمعت أبا عبد
الله قال : الأحاديث خلاف هذا ، قال النبي صلى الله عليه وسلم : " اسمع و أطع
، و لو لعبد مجدع " ، و قال : " السمع و الطاعة في عسرك و يسرك و أثرة عليك "
، فالذي يروى عن النبي صلى الله عليه وسلم من الأحاديث خلاف حديث ثوبان ، و ما
أدري ما وجهه ؟ " . ثم روى الخلال : " عن مهنا قال : سألت أحمد عن هذا الحديث
؟ فقال : ليس يصح ، سالم بن أبي الجعد لم يلق ثوبان . و سألته عن علي بن عابس
يحدث عنه الحماني عن أبي فزارة عن أبي صالح مولى أم هانىء عن أم هانىء قالت
: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : مثل حديث ثوبان .. فقال : ليس يصح ، هو
منكر " . و كذا في " المنتخب " لابن قدامة المقدسي ( 10 / 200 / 2 ) .

(4/142)


1644 - " أغبوا في العيادة " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 148 :
ضعيف جدا . رواه الخطيب في " تاريخه " ( 11 / 334 ) و عنه ابن عساكر ( 11 /
419 / 2 ) عن عقبة بن خالد السكوني عن موسى بن محمد بن إبراهيم عن أبيه عن
جابر بن عبد الله مرفوعا . قلت : و سنده ضعيف جدا ، موسى هذا ، قال يحيى :
" ليس بشيء ، و لا يكتب حديثه " . و قال الدارقطني : " متروك " . و قال أبو
حاتم : " ضعيف الحديث ، منكر الحديث ، و أحاديث عقبة بن خالد عنه من جناية موسى
، ليس لعقبة فيها جرم " . و قال ابن أبي حاتم في " العلل " ( 2 / 241 ) عن أبيه
: " حديث منكر كأنه موضوع ، و موسى ضعيف الحديث جدا ، و أبوه محمد بن إبراهيم
التيمي لم يسمع من جابر " . و الحديث عزاه في " الجامع " لأبي يعلى ، و زاد
الشارح و ابن أبي الدنيا ، قال الحافظ العراقي : " إسناده ضعيف " .

(4/143)


1645 - " أغبوا العيادة ، و خير العيادة أخفها ، إلا أن يكون مغلوبا فلا يعاد ، و
التعزية مرة " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 149 :
موضوع . رواه الخطيب في " الموضح " ( 5 / 235 ) عن أبي عصمة عن عبد الرحمن
بن الحارث عن أبيه عن أنس بن مالك مرفوعا ، و قال : " أبو عصمة هذا هو نوح
بن أبي مريم " . قلت : وضاع ، معروف بالوضع ، و اعترف هو نفسه به . نسأل الله
السلامة .

(4/144)


1646 - " أغنى الناس حملة القرآن " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 149 :
ضعيف . رواه ابن عبد الهادي في " هداية الإنسان " ( 135 / 2 - 136 / 1 ) من
طريق أبي نعيم عن عيسى بن حرب الوسقندي : حدثنا أحمد بن عبد الوهاب حدثنا جنادة
حدثنا الحارث بن النعمان قال : سمعت الحسن يحدث قال : أتيت أبا ذر بالربذة
، فأنشأ يحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لأصحابه : " أي الناس أغنى
؟ قالوا : أبو سفيان ، و قال آخر : عبد الرحمن بن عوف ، و قال آخر : عثمان بن
عفان ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لا و لكن .. " فذكره . قلت : و
هذا سند ضعيف من أجل الحارث بن النعمان ، و هو الليثي الكوفي ، ضعيف كما في
" التقريب " . و عيسى بن حرب الوسقندي ، لم أجد من ترجمه . و الوسقندي - بالفتح
ثم السكون و فتح القاف و سكون النون و دال - نسبة إلي وسقند من قرى الري كما في
" معجم البلدان " ، و قد فاتت هذه النسبة على السمعاني فلم يوردها في كتابه ، و
لا استدركها عليه ابن الأثير في " لبابه " !! و الحديث أورده السيوطي في
" الجامع " من رواية ابن عساكر عن أبي ذر ، و عن أنس ، و بيض له المناوي في
" الفيض " ، فلم يتكلم على إسناده بشيء ! و أما في " التيسير " فجزم بضعف
إسناده .

(4/145)


1647 - " افرشوا لي قطيفتي في لحدي ، فإن الأرض لم تسلط على أجساد الأنبياء " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 150 :
ضعيف . أخرجه ابن سعد في " الطبقات " ( ج 2 ق 2 ص 75 ) : أخبرنا حماد بن
خالد الخياط عن عقبة بن أبي الصهباء قال : سمعت الحسن يقول : قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم : فذكره . قلت : و هذا إسناد صحيح ، لكنه مرسل ، فإن الحسن
هو البصري ، و الشطر الثاني من الحديث صحيح له شاهد ، بل شواهد ، فانظر الترغيب
( 2 / 281 - 282 ) .

(4/146)


1648 - " نصف ما يحفر لأمتي من القبور من العين " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 150 :
موضوع . أخرجه الطبراني في " المعجم الكبير " ( 24 / 155 / 399 ) من طريق
علي بن عروة عن عبد الملك عن داود بن أبي عاصم عن أسماء بنت عميس قالت
: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : فذكره . قلت : و هذا موضوع ، آفته
ابن عروة هذا ، قال الهيثمي في " المجمع " ( 5 / 106 ) ، و السخاوي في
" المقاصد " : " و هو كذاب " . قلت : و هو مما سود به السيوطي " الجامع الصغير
" ! و انظر " الصحيحة " ( 747 ) .

(4/147)


1649 - " أكرموا أولادكم ، و أحسنوا أدبهم " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 150 :
ضعيف جدا . رواه ابن ماجة ( 3671 ) و العقيلي في " الضعفاء " ( ص 76 ) و
أبو محمد المخلدي في " الفوائد " ( 289 / 2 ) و الخطيب ( 8 / 288 ) و ابن عساكر
( 6 / 8 / 2 و 7 / 161 / 2 ) عن سعيد بن عمارة عن صفوان : حدثنا الحارث بن
النعمان ابن أخت سعيد بن جبير قال : سمعت أنس بن مالك يقول : فذكره مرفوعا
. قلت : و هذا سند ضعيف جدا ، الحارث ، روى العقيلي عن البخاري أنه قال فيه :
" منكر الحديث " . و ساق له هذا الحديث . و سعيد بن عمارة قال الأزدي : " متروك
" . و قال ابن حزم : " مجهول " . و قال الحافظ في " التقريب " : " ضعيف " . و
أما الذهبي فقال في " الميزان " : " جائز الحديث " ! و الأقرب قوله في " الكاشف
" : " مستور " .

(4/148)


1650 - " الزموا الجهاد تصحوا و تستغنوا " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 151 :
ضعيف جدا . رواه ابن عدي ( 34 / 1 ) عن بشر بن آدم : حدثنا صالح بن موسى عن
سهيل عن أبيه عن أبي هريرة مرفوعا . و قال : " بشر بن آدم ، قال ابن معين
: " لا أعرفه " . و لم أر له حديثا منكرا جدا " . قلت : هو من شيوخ البخاري في
" صحيحه " ، و وثقه جماعة ، و في " التقريب " : إنه صدوق . و إنما علة الحديث
شيخه صالح بن موسى ، و هو الطلحي ، و هو متروك كما في " التقريب " ، فالسند
ضعيف جدا ، فقول المناوي : إنه " ضعيف " فقط ، قصور . ثم رأيت ابن أبي حاتم قد
ذكر الحديث في " العلل " ( 1 / 320 ) من هذا الوجه و قال : " قال أبي : هذا
حديث باطل ، و صالح الطلحي ضعيف الحديث " .

(4/149)


1651 - " اللهم إني أعوذ بك من غلبة الدين و غلبة العدو و من بوار الأيم و من فتنة
المسيح الدجال " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 152 :
ضعيف . أخرجه الطبراني في " المعجم الكبير " ( 3 / 139 / 1 ) و في " الصغير
" ( ص 218 ) و عنه الضياء المقدسي في " المختارة " ( 66 / 83 / 1 ) و الدارقطني
في " الأفراد " ( 2 رقم 15 - نسختي ) و الخطيب في " التاريخ " ( 12 / 450 ) من
طرق عن عباد بن زكريا الصريمي : حدثنا هشام بن حسان عن عكرمة عن ابن عباس
قال : " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول .... " فذكره ، و قال الدارقطني
: " غريب من حديث هشام بن حسان عن عكرمة عن ابن عباس ، تفرد به عباد بن زكريا
، و لم يروه عنه غير أبي يوسف القلوسي " . قلت : قد رواه غيره عنه ، كما أشرنا
إلى ذلك ، فعلة الحديث إنما هو الصريمي ، و لم أجد له ترجمة . و قال الهيثمي (
10 / 143 ) : " و لم أعرفه ، و بقية رجاله رجال الصحيح " . ( تنبيه ) : إنما
أوردت الحديث من أجل جملة البوار ، و إلا فسائره صحيح ، في " الصحيحين " و
غيرهما ، فانظر " غاية المرام " ( 347 ) .

(4/150)


1652 - " لولا أن بني إسرائيل استثنوا ، فقالوا : *( و إنا إن شاء الله لمهتدون )* ما
أعطوا ، و لكن استثنوا " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 152 :
ضعيف . أخرجه تمام الرازي في " الفوائد " ( 11 / 2 ) عن سرور بن المغيرة بن
أخي منصور بن زاذان الواسطي عن عباد بن منصور الناجي عن الحسن عن ابن رافع عن
أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره . قلت : و هذا
إسناد ضعيف ، عباد بن منصور ، مدلس و كان تغير بآخرة . و سرور بن المغيرة ،
تكلم فيه الأزدي ، و ذكره ابن حبان في " الثقات " ، و قال " روى عنه أبو سعيد
الحداد الغرائب " . و المعروف في الحديث الوقف ، كذلك رواه غير واحد ، كما تراه
في " الدر المنثور " .

(4/151)


1653 - " ائتزروا كما رأيت الملائكة تأتزر عند ربها إلى أنصاف سوقها " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 153 :
موضوع . رواه الطبراني في " الأوسط " من حديث عبد الله بن عمرو مرفوعا
، و فيه المثنى ابن الصباح ، وثقه ابن معين و ضعفه أحمد و جمهور الأئمة حتى قيل
: إنه متروك ، و يحيى بن السكن ضعيف جدا . كذا في " مجمع الزوائد " ( 5 / 123 )
. و أورده السيوطي في " الجامع " من رواية الديلمي في " مسند الفردوس " عن عمرو
بن شعيب عن أبيه عن جده . و ذكر المناوي أنه من حديث عمران القطان عن المثنى بن
الصباح عن عمرو به . ثم ذكر أن الديلمي خرجه من طريق الطبراني ، فلو عزاه
المؤلف إليه كان أولى . و الحديث أورده الغماري في " المغير على الأحاديث
الموضوعة في الجامع الصغير " ، و هو أول حديث فيه ، و لوائح الوضع عليه ظاهرة .
ثم وقفت على سند الحديث في " مختصر الديلمي " للحافظ ( 1 / 1 / 46 ) ، فإذا هو
من طريق ابن السني - لا الطبراني - بسنده عن يحيى بن السكن عن عمران القطان به
. و قال الحافظ : " قلت : المثنى ضعيف " . و أقول : إعلاله بيحيى بن السكن - و
هو البصري - أولى لأنه لم يوثق ، بل قال أبو الوليد ( النيسابوري ) : " يكذب "
، و قال صالح جزرة : " لا يساوي فلسا " . كما في " تاريخ الخطيب " ( 14 / 146 )
.

(4/152)


1654 - " بردوا طعامكم يبارك لكم فيه " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 153 :
منكر . رواه ابن عدي ( 40 / 2 ) عن بزيع بن عبد الله الخلال : حدثنا هشام
بن عروة عن أبيه عن عائشة مرفوعا . قلت : كذا وقع في الأصل : " بزيع بن عبد
الله الخلال " و ابن عدي إنما ساقه في جملة أحاديث ذكرها في ترجمة بزيع بن حسان
الخصاف ، فلا أدري هل تحرف اسمه في سند هذا الحديث على الناسخ ، أم كذلك
الرواية فيه ؟ و الراجح عندي الأول ، ثم قال ابن عدي : " و هذه الأحاديث عن
هشام بن عروة بهذا الإسناد مع أحاديث أخر - يروي ذلك كله بزيع أبو الخليل -
مناكير كلها لا يتابعه عليها أحد " . و الحديث أورده السيوطي في " الجامع " من
رواية ابن عدي ، و لم يتكلم المناوي على سنده بشيء ، فكأنه لم يطلع عليه . و
أما في " التيسير " فجزم بضعف إسناده ، فكأن ذلك منه بناء على تفرد ابن عدي به
، و هو أسوأ مما قال ، كما ستعرف من حال راويه ، و كما سبق التصريح به تحت
الحديث المتقدم ( 1587 ) . و بزيع بن حسان هذا أورده الذهبي في " الضعفاء و
المتروكين " ، و قال : " متروك " .

(4/153)


1655 - " من سره أن ينجو فليلزم الصمت " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 154 :
ضعيف . رواه العقيلي في " الضعفاء " ( 283 ) عن سليمان بن عمر بن يسار قال
: حدثني أبي عن ابن أخي الزهري قال : حدثنا الزهري عن أنس بن مالك مرفوعا
. و قال : " لا يتابع عليه عمر بن سيار ، و إنما يعرف بالوقاصي و اسمه عثمان بن
عبد الرحمن الزهري ، ليس هو من حديث ابن أخي الزهري ، و قد حدث عمر بن سيار هذا
عن ابن أخي الزهري بما لا يعرف عنه و لا يتابع عليه ، و قد روي في الصمت أحاديث
بأسانيد جياد بغير هذا اللفظ " . قلت : من ذلك حديث : " من صمت نجا " . و هو
مخرج في " الصحيحة " ( 536 ) . و انظر إن شئت " الترغيب " ( 4 / 2 - 11 ) . و
قال الذهبي في عمر هذا : " ليس بالمتين " . قلت : ابنه سليمان لم أعرفه . و
حديث الوقاصي أخرجه تمام في " الفوائد " ( 15 / 1 ) و القضاعي ( 30 / 2 ) عن
محمد بن إسماعيل بن أبي فديك عن عمر بن حفص عنه عن الزهري به . و أورده ابن أبي
حاتم في " العلل " ( 2 / 239 ) من هذا الوجه ، و قال : " قال أبي : عمر بن حفص
مجهول ، و هذا الحديث باطل " . قلت : و آفته عثمان بن عبد الرحمن و هو الزهري
الوقاصي متهم بالوضع . و نسبه الهيثمي في " المجمع " ( 10 / 298 ) لأبي يعلى و
الطبراني ، و أعله بالوقاصي .

(4/154)


1656 - " نهى أن يخصى أحد من بني آدم " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 155 :
باطل . رواه تمام في " الفوائد " ( 23 / 1 ) و ابن عدي ( 336 / 2 ) و ابن
عساكر ( 17 / 133 / 1 ) عن أبي عمران موسى بن الحسن السقلي : حدثنا معاوية بن
عطاء بن رجاء ابن بنت أبي عمران الجوني : حدثنا سفيان عن منصور عن إبراهيم عن
الأسود عن عبد الله مرفوعا . و رواه الطبراني ( 3 / 68 / 1 ) : حدثنا أحمد
بن داود المكي : أخبرنا معاوية بن عطاء الخزاعي به ، و علقه العقيلي في "
الضعفاء " ( 414 ) و قال : " و هذا باطل لا أصل له " . و قال في معاوية هذا :
" في حديثه مناكير و ما لا يتابع على أكثره " . و قال ابن عدي : " و هذا عن
الثوري باطل " . و قال الهيثمي في " مجمع الزوائد " ( 6 / 250 ) و أقره المناوي
: " رواه الطبراني ، و فيه معاوية بن عطاء الخزاعي ، و هو ضعيف " .

(4/155)


1657 - " إن الذي يسجد قبل الإمام و يرفع رأسه قبله ، إنما ناصيته بيد الشيطان " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 155 :
ضعيف . أخرجه تمام في " الفوائد " ( 29 / 1 ) و عنه ابن عساكر في " تاريخ
دمشق " ( 2 / 186 / 1 ) من طريق زهير بن عباد : حدثنا أبو عمر حفص بن ميسرة عن
محمد بن عجلان عن أبيه عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال
: فذكره . قلت : و هذا إسناد ضعيف ، زهير بن عباد قال ابن حبان : " يخطيء و
يخالف " . و قال ابن عبد البر : " ضعيف " . و قد خولف في إسناده ، فقال أبو سعد
الأشهلي : حدثني محمد بن عجلان عن محمد بن عمرو بن علقمة عن مليح بن عبد الله
الخطمي عن أبي هريرة به مرفوعا . أخرجه الطبراني في " الأوسط " ( 1 / 31 / 1 )
. قلت : و أبو سعد هذا لم أعرفه ، و كذلك مليح بن عبد الله ، و لعلهما في
" ثقات ابن حبان " ، فقد قال المنذري في " الترغيب " ( 1 / 181 ) و تبعه
الهيثمي في " المجمع " ( 2 / 78 ) : " رواه البزار و الطبراني في " الأوسط " و
إسناده حسن " . كذا قالا ! و قد أخرجه مالك في " الموطأ " ( 1 / 92 / 57 ) عن
محمد بن عمرو بن علقمة به موقوفا على أبي هريرة . قال الحافظ في " الفتح " ( 2
/ 146 ) : " و هو المحفوظ " . ثم وقفت على إسناد البزار في " كشف الأستار " (
475 ) ، فإذا هو من طريق عبد العزيز بن محمد عن محمد بن عمرو به . فتأكدت من
خطأ زهير في إسناده المتقدم ، لمتابعة عبد العزيز - و هو الدراوردي - لابن
عجلان ، و تبينت أن رواية البزار كرواية الطبراني من حيث إن مدارهما على مليح
بن عبد الله ، و قد ذكر البزار عقبها أنه ما روى عن أبي هريرة غير هذا . قلت
: كأنه يشير إلى قلة حديثه ، و لم يذكره ابن أبي حاتم ( 4 / 1 / 367 ) إلا
برواية محمد بن عمرو هذه ، و كذلك ابن حبان في " ثقاته " ( 5 / 450 ) الأمر
الذي يدل على جهالته ، و يمنع من تحسين إسناده ، مع وقف مالك إياه .

(4/156)


1658 - " الويل كل الويل لمن ترك عياله بخير ، و قدم على ربه بشر " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 157 :
موضوع . رواه القضاعي في " مسند الشهاب " ( 24 / 1 ) عن إبراهيم بن أحمد بن
بشير العسكري قال : أخبرنا قتادة بن الوسيم أبو عوسجة الطائي قال : أخبرنا عبيد
بن آدم العسقلاني قال : أخبرنا أبي قال : أخبرنا ابن أبي ذئب عن نافع عن ابن
عمر مرفوعا . قلت : و إبراهيم هذا و شيخه قتادة مجهولان ، و قد ساق الحديث
الذهبي في ترجمة قتادة ابن الوسيم ، ثم قال : " هذا و إن كان معناه حقا ، فهو
موضوع ، رواه عن قتادة إبراهيم بن أحمد العسكري ، مجهول مثله " . و أقره الحافظ
في " اللسان " . و الحديث عزاه في " الجامع الصغير " للديلمي في " مسند الفردوس
" عن ابن عمر . و أعله المناوي بما نقلته عن " الميزان " و " اللسان " . و هو
خطأ ، لأن إسناده غير إسناد القضاعي ، فإن الديلمي أخرجه ( 3 / 144 ) عن محمد
بن الحسين القطان بسنده الصحيح عن عبيد الله بن عمر عن نافع به ، لم يرفعه .
قلت : و القطان - و هو ابن شهريار - اتهمه ابن ناجية بالكذب ، و قال الدارقطني
: " ليس به بأس " : كما في " تاريخ الخطيب " ( 2 / 232 ) و دونه من لم أعرفه .

(4/157)


1659 - " أول الأرضين خرابا ، يسراها ثم يمناها " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 157 :
ضعيف . رواه تمام في " الفوائد " ( 48 / 1 ) و ابن جميع في " معجمه " ( 258
) و ابن عساكر ( 15 / 36 / 2 و 256 / 2 ) عن حفص بن عمر بن الصباح الرقي - سنجة
- : حدثنا أبو حذيفة موسى بن مسعود حدثنا سفيان الثوري عن إسماعيل بن أبي خالد
عن قيس بن أبي حازم عن جرير بن عبد الله مرفوعا . و كذا رواه الطبراني في
" الأوسط " ( 3663 - بترقيمي ) . قلت : و هذا إسناد ضعيف ، حفص بن عمر هذا فيه
ضعف ، قال الذهبي في " الميزان " : " شيخ معروف ، من كبار مشيخة الطبراني ،
مكثر عن قبيصة و غيره ، قال أبو أحمد الحاكم : حدث بغير حديث لم يتابع عليه " .
و ذكره ابن حبان في " الثقات " ، و قال : " ربما أخطأ " . و بقية رجال الإسناد
ثقات رجال البخاري ، غير أن أبا حذيفة هذا ، قد تكلم فيه من قبل حفظه ، و لذلك
أورده الذهبي في " الضعفاء و المتروكين " و قال : " لينه الإمام أحمد ، و قال
ابن خزيمة : لا أحدث عنه " . و قال في " الميزان " : " أحد شيوخ البخاري ، صدوق
إن شاء الله ، يهم ، تكلم فيه أحمد ، و ضعفه الترمذي .. " . و لهذا قال الحافظ
في " التقريب " : " صدوق ، سيء الحفظ ، و كان يصحف " . قلت : فهو علة الحديث ،
إن سلم من الرقي . و الحديث عزاه السيوطي لابن عساكر فقط ! فتعقبه المناوي
بقوله : " و قضية صنيع المصنف أنه لم يره مخرجا لأحد من المشاهير الذين وضع لهم
الرموز ، و هو غفلة ، فقد رواه الطبراني و أبو نعيم و الديلمي و غيرهم باللفظ
المزبور عن جرير المذكور " . و لم يتكلم على إسناده بشيء ، و قال الهيثمي في
" المجمع " ( 7 / 289 ) : " رواه الطبراني في " الأوسط " ، و فيه حفص بن عمر بن
صباح الرقي ، وثقه ابن حبان ، و بقية رجاله رجال الصحيح " . كذا قال ، و لم
يتنبه لما قيل في أبي حذيفة ! و قد أخرجه أبو نعيم في " الحلية " ( 7 / 112 )
من طريق الطبراني بلفظ : " أسرع الأرض خرابا يسراها ثم يمناها " . و قال :
" غريب من حديث الثوري ، لم نكتبه عاليا إلا من حديث أبي حذيفة " . ثم إن ظاهر
الحديث منكر عندي ، لأن الأرض كروية قطعا ، كما تدل عليه الحقائق العلمية ، و
لا تخالف الأدلة الشرعية ، خلافا لمن يماري في ذلك ، و إذا كان الأمر كذلك فأين
يمنى الأرض و يسراها ؟! فهما أمران نسبيان كالشرق و الغرب تماما .

(4/158)


1660 - " الصلاة نور المؤمن " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 159 :
ضعيف . رواه أبو سعيد الأشج في " حديثه " ( 215 / 2 ) : حدثنا أبو خالد (
يعني : الأحمر ) عن عيسى بن ميسرة عن أبي الزناد عن أنس مرفوعا . و من طريق
الأشج رواه المخلص في " الفوائد المنتقاة " ( 1 / 24 / 1 ) و كذا تمام ( 82 / 1
) و رواه أبو عروبة الحراني في " جزئه " ( 101 / 1 ) و الخطيب في " الموضح " (
1 / 83 ) و كذا أبو يعلى في " مسنده " ( 178 / 2 ) و البيهقي في " الشعب " ( 2
/ 286 / 1 ) و ابن نصر في " الصلاة " ( 30 / 2 ) عن أبي خالد به . قلت : و هذا
إسناد ضعيف جدا ، عيسى بن ميسرة ، هو الحناط أبو موسى الغفاري متروك كما في
" التقريب " . لكن أخرجه ابن نصر من طريق واقد بن سلامة عن الرقاشي عن أنس . و
الرقاشي و واقد ضعيفان . و الحديث عزاه في " الجامع الصغير " للقضاعي و ابن
عساكر فقط ! و تعقبه المناوي بقوله : " و رواه عنه أبو يعلى و الديلمي باللفظ
المزبور ، فلو عزاه إليهما لكان أولى . قال العامري في " شرح الشهاب " : صحيح
" . كذا قال ! و كأنه يعني صحيح المعنى ، و في " صحيح مسلم " من حديث أبي مالك
الأشعري : " الطهور شطر الإيمان و ... و الصلاة نور ، و الصدقة برهان و ... " .

(4/159)


1661 - " السلطان ظل الله في الأرض " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 159 :
منكر . رواه الخطابي في " غريب الحديث " ( 155 / 1 ) من طريق العباس
الترقفي : أخبرنا سعيد بن عبد الملك الدمشقي أخبرنا الربيع بن صبيح عن الحسن عن
أنس مرفوعا . و قال : " معنى الظل العز و المنعة ... " . قلت : و هذا إسناد
ضعيف ، سعيد بن عبد الملك الدمشقي ، الظاهر أنه أخو سليمان بن عبد الملك و يزيد
بن عبد الملك ، ترجمه ابن أبي حاتم ( 2 / 1 / 44 - 45 ) و لم يذكر فيه جرحا و
لا تعديلا . و الربيع بن صبيح ، ضعيف لسوء حفظه . و ذكره ابن أبي حاتم في
" العلل " ( 2 / 409 ) من طريق أبي عون بن أبي ركبة ، و في رواية : عون بن أبي
ركبة عن غيلان بن جرير عن أنس مرفوعا . و قال : " حديث منكر ، و ابن أبي ركبة
مجهول " . قلت : و أورده السيوطي في " الجامع " من رواية أبي الشيخ عن أنس
بزيادة : " فإذا دخل أحدكم بلدا ليس به سلطان ، فلا يقيمن به " . و بيض له
المناوي فلم يتكلم على إسناده بشيء ، و الظاهر أنه لا يتعدى أحد السندين
السابقين .

(4/160)


1662 - " السلطان ظل الله في الأرض ، فمن أكرمه أكرمه الله ، و من أهانه أهانه الله
" .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 160 :
ضعيف . رواه ابن أبي عاصم في " السنة " ( 99 / 2 ) عن سلم بن سعيد الخولاني
: حدثنا حميد بن مهران عن سعد بن أوس عن زياد بن كسيب عن أبي بكرة مرفوعا .
قلت : و هذا إسناد ضعيف ، زياد بن كسيب مجهول الحال كما تقدم ( 1465 ) . و سلم
بن سعيد الخولاني لم أجد من ترجمه ، و قد توبع من جماعة على رواية الحديث دون
طرفه الأول ، و قد مضى في المكان المشار إليه . و الحديث عزاه السيوطي للطبراني
في " الكبير " ، و البيهقي في " الشعب " عن أبي بكرة ، و قال المناوي : " و فيه
سعد بن أوس فإن كان هو العبسي ، فقد ضعفه الأزدي ، و إن كان البصري ، فضعفه ابن
معين . ذكرهما الذهبي في " الضعفاء " " . قلت : هو البصري قطعا ، فقد جاء
منسوبا في بعض الطرق العبدي ، و هو البصري ، و هو صدوق له أغاليط كما قال
الحافظ ، و الظن أنه لا دخل له في الحديث و إنما علته من شيخه زياد بن كسيب كما
سبق . و قد توبع في الجملة الثانية ، فأوردتها في " الصحيحة " ( 2297 ) و حسنته
في " الظلال " ( 1017 - 1018 ) .

(4/161)


1663 - " السلطان ظل الله في الأرض ، يأوي إليه الضعيف ، و به ينتصر المظلوم ، و من
أكرم سلطان الله عز وجل في الدنيا ، أكرمه الله يوم القيامة " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 161 :
ضعيف . رواه أبو محمد بن يوسف في " جزء من الأمالي " ( 143 / 1 ) و من
طريقه ابن النجار ( 10 / 101 / 2 ) عن أحمد بن عبد الرحمن بن وهب : حدثني عمي
عبد الله بن وهب عن ابن شهاب الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة مرفوعا
. قلت : و هذا إسناد ضعيف ، رجاله كلهم ثقات رجال مسلم ، إلا أن أحمد بن عبد
الرحمن هذا ، قد طعنوا فيه ، و لذلك أورده الذهبي في " الضعفاء و المتروكين "
، و قال : " شيخ مسلم ، قال ابن عدي : رأيت شيوخ مصر مجمعين على ضعفه ، حدث بما
لا أصل له " . و ساق له الذهبي في " الميزان " أحاديث أنكرت عليه ، منها حديث
له من روايته عن عمه ابن وهب بسنده الصحيح إلى ابن عمر مرفوعا ، و قال : " فهذا
موضوع على ابن وهب " . و الحديث عزاه السيوطي في " الجامع " لابن النجار فقط ،
و بيض له المناوي ، فلم يتكلم على إسناده بشيء ! هذا في " الفيض " ، و أما في
" التيسير " ، فقال : " إسناده ضعيف " .

(4/162)


1664 - " السلطان ظل الله في الأرض ، فإن أحسنوا فلهم الأجر و عليكم الشكر ، و إن
أساءوا فعليكم الصبر و عليهم الإصر ، لا يحملنكم إساءته على أن تخرجوا من طاعته
، فإن الذل في طاعة الله ، خير من خلود في النار ، لولاهم ما صلح الناس " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 162 :
ضعيف جدا . رواه أبو نعيم في " فضيلة العادلين من الولاة " ( 227 / 2 ) عن
عمرو بن عبد الغفار عن الحسن بن عمرو الفقيمي عن سعيد بن معبد الأنصاري و عبد
الله بن عبد الرحمن بن أبي طوالة عن سالم بن عبد الله بن عمر عن أبيه عن عمر
بن الخطاب قال : قلت : يا رسول الله ! أخبرني عن هذا السلطان الذي ذلت له
الرقاب ، و خضعت له الأجساد ما هو ؟ قال : " هو ظل الله ... " . قلت : و هذا
إسناد ضعيف جدا ، آفته عمرو بن عبد الغفار و هو الفقيمي ، قال ابن عدي في
" الكامل " ( 275 / 1 ) : " ليس بالثبت في الحديث ، حدث بالمناكير في فضائل علي
و غيره ، و هو متهم إذا روى شيئا من الفضائل ، و كان السلف يتهمونه بأنه يضع في
فضائل أهل البيت ، و في مثالب غيرهم " .

(4/163)


1665 - " أسد الأعمال ذكر الله على كل حال و الإنصاف من نفسك و مواساة الأخ في المال
" .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 162 :
ضعيف . رواه ابن المبارك في " الزهد " ( 189 / 1 من الكواكب 575 و رقم 744
- طبع الهند ) و ابن أبي شيبة في " المصنف " ( 13 / 230 / 16187 ) و هناد في
" الزهد " ( 2 / 509 / 1048 ) عن حجاج بن أرطاة عن أبي جعفر مرفوعا . قلت
: و هذا إسناد ضعيف ، فإنه مع إرساله ، الحجاج مدلس و قد عنعنه . و الحديث
أورده السيوطي في " الجامع " بنحوه ، من رواية ابن المبارك و هناد و الحكيم عن
أبي جعفر مرسلا ، و أبي نعيم في " الحلية " عن علي موقوفا . و لم يتكلم المناوي
على إسناد المرسل بشيء ، و أما الموقوف فأعله بقوله : " و فيه إبراهيم بن ناصح
، عده الذهبي في " الضعفاء " قال أبو نعيم : متروك الحديث . و من ثم رمز لضعفه
" .

(4/164)


1666 - " بادروا بالأعمال سبعا ، هل تنتظرون إلا مرضا مفسدا و هرما مفندا أو غنى مطغيا
أو فقرا منسيا ، أو موتا مجهزا ، أو الدجال ، فشر منتظر ، أو الساعة ، و الساعة
أدهى و أمر " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 163 :
ضعيف . رواه الترمذي ( 3 / 257 ) و العقيلي في " الضعفاء " ( 425 ) و ابن
عدي ( 341 / 1 ) عن محرز بن هارون قال : سمعت الأعرج يحدث عن أبي هريرة
مرفوعا . و قال العقيلي : " محرز بن هارون ، قال البخاري : " منكر الحديث " ، و
قد روي هذا الحديث بغير هذا الإسناد من طريق أصلح من هذا " . و قال الترمذي :
" هذا حديث غريب حسن " . كذا قال ، و لعله يعني الحسن لغيره للطريق التي أشار
إليها العقيلي ، و هو ما أخرجه الحاكم ( 4 / 321 ) من طريق عبد الله عن معمر عن
سعيد المقبري عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " ما ينتظر أحدكم
إلا غنى مطغيا ... " الحديث ، مثله دون قوله : " بادروا بالأعمال سبعا " . و
قال : " صحيح على شرط الشيخين " . و وافقه الذهبي ، و هو كما قالا في ظاهر
السند ، و لكني قد وجدت له علة خفية ، فإن عبد الله الراوي له عن معمر هو عبد
الله بن المبارك ، و قد أخرجه في كتابه " الزهد " و عنه البغوي في " شرح السنة
" بهذا الإسناد إلا أنه قال : " أخبرنا معمر بن راشد عمن سمع المقبري يحدث عن
أبي هريرة ... " . فهذا يبين أن الحديث ليس من رواية معمر عن المقبري ، بل
بينهما رجل لم يسم . و يؤيد ذلك أنهم لم يذكروا في شيوخ معمر المقبري و لا في
الرواة عن هذا معمرا ، و لو كان ذلك معروفا لذكروه لجلالة كل منهما ، فهذا
الرجل المجهول هو علة هذا السند . و الله أعلم .

(4/165)


1667 - " بادروا بالعمل هرما ناغصا ، أو موتا خالسا ، أو مرضا حابسا ، أو تسويفا مؤيسا
" .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 164 :
ضعيف . رواه ابن أبي الدنيا في " قصر الأمل " ( 2 / 19 / 2 ) عن يوسف بن
عبد الصمد عن محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أبي أمامة مرفوعا . قلت
: و هذا إسناد ضعيف ، محمد بن عبد الرحمن هذا ضعيف لسوء حفظه ، و لم يدرك أبا
أمامة ، فلعل بينهما أباه عبد الرحمن بن أبي ليلى . و يوسف بن عبد الصمد مجهول
. و الحديث عزاه السيوطي في " الجامع " للبيهقي في " الشعب " ، و لم يتكلم
المناوي على إسناده بشيء ، غير أنه قال : " و رواه الديلمي في " الفردوس " عن
أنس " . قلت : أخرجه ( 2 / 1 / 2 ) من طريق الحسين بن القاسم عن إسماعيل عن
أبان عنه . و هذا إسناد ضعيف جدا ، أبان هو ابن أبي عياش ، متروك ، و من دونه
لم أعرفهما .

(4/166)


1668 - " باكروا في طلب الرزق و الحوائج ، فإن الغدو بركة و نجاح " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 164 :
ضعيف . رواه المخلص في " الفوائد المنتقاة " ( 10 / 18 / 1 ) و ابن عدي (
11 / 1 ) و أبو نعيم في " الأمالي " ( 158 / 2 ) و كذا البغوي كما في " جزء أبي
طالب العشاري عنه ( 66 / 1 - 2 ) و الطبراني في " الأوسط " ( 1 / 134 / 1 - 2 )
عن إسماعيل بن قيس بن سعد بن زيد بن ثابت عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة
مرفوعا . و قال : " لم يروه عن هشام إلا إسماعيل " . و قال ابن عدي : " و عامة
ما يرويه منكر " . قلت : قال الهيثمي ( 4 / 61 ) : " و هو ضعيف " و من طريقه
رواه البزار ( رقم - 1247 ) .

(4/167)


1669 - " بحسب امرىء إذا رأى منكرا لا يستطيع له غيرا أن يعلم الله من قلبه أنه له
كاره " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 165 :
ضعيف . رواه حرب بن محمد الطائي في " حديثه " ( 5 / 1 ) و ابن عساكر في
" كتاب الدعاء لابن غزوان الضبي " ( 67 / 1 ) عن سفيان بن عيينة عن عبد الملك
بن عمير عن الربيع بن عميلة قال : سمعت من ابن مسعود كلمة ما سمعت بعد آية
من كتاب الله أو حديث من رسول الله صلى الله عليه وسلم أعجب إلي منها ، سمعته
يقول : فذكره . قلت : و هذا إسناد صحيح ، و لكنه موقوف ، و قد رواه الربيع بن
سهل بن الركين بن الربيع بن عميلة عن سعيد بن عبيد سمع الركين عن أبيه عن عبد
الله عن النبي صلى الله عليه وسلم به . ذكره البخاري في " التاريخ الكبير " ( 2
/ 1 / 254 / 951 ) و في " التاريخ الصغير " ( 188 ) و وصله الطبراني في
" الكبير " ، و قال البخاري و قد ذكر الربيع بهذا الحديث : " و روى غير واحد عن
الركين و غيره عن أبيه عن عبد الله قوله ، يخالف في حديثه " . و حكاه ابن عدي
في " الكامل " ( 134 / 1 ) عن البخاري . و قال الذهبي في " الضعفاء " :
" الربيع بن سهل ضعفوه " . و نقل المناوي عن الهيثمي أنه قال في إسناد الطبراني
: " و فيه الربيع بن سهل ، و هو ضعيف " . قلت : و مع ضعفه فقد خولف في رفعه كما
تقدم ، و الصواب الوقف .

(4/168)


1670 - " بحسب امرىء من الشر أن يشار إليه في دينه و دنياه ، إلا من عصمه الله " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 166 :
ضعيف . رواه ابن عدي ( 277 / 2 ) عن كلثوم بن محمد بن أبي سندرة الحلبي
: حدثنا عطاء بن أبي مسلم الخراساني عن أبي هريرة مرفوعا . و قال : " كلثوم
هذا يحدث عن عطاء الخراساني بمراسيل ، و غيره ، بما لا يتابع عليه " . قلت : و
قال أبو حاتم : " يتكلمون فيه " . و عطاء الخراساني ، قال الحافظ : " صدوق يهم
كثيرا ، و يرسل ، و يدلس " . و الحديث رواه البيهقي في " الشعب " ( 2 / 337 / 1
) من طريقين ، هذا أحدهما ، و الطريق الآخر علقه عن عبد العزيز بن حصين ، و
ضعفه يحيى و الناس ، و قال البيهقي : " و الإسناد ضعيف " . و من ثم جزم الحافظ
العراقي بضعف الحديث ، ( انظر تخريج الإحياء : 3 / 276 ) . قلت : وصله الطبراني
في " الأوسط " ( 7033 - بترقيمي ) عن عبد العزيز عن عبد الكريم أبي أمية عن
الحسن عن أبي هريرة ، و أعله الهيثمي بقوله في " مجمع الزوائد " ( 10 / 297 ) :
" و فيه عبد العزيز بن حصين ، و هو ضعيف " . قلت : و عبد الكريم ضعيف أيضا ، و
الحسن مدلس . و له شاهد من حديث أنس ، و لكنه لا يغني فتيلا ، أخرجه البيهقي
أيضا ، قال المناوي : " و فيه يوسف بن يعقوب ، فإن كان النيسابوري ، قال أبو
علي الحافظ : ما رأيت بنيسابور من يكذب غيره ، و إن كان القاضي باليمن فمجهول
، و ابن لهيعة ضعيف " . و له شاهد آخر من حديث عمران ، و لكن فيه متهم أيضا كما
سيأتي بيانه برقم ( 2430 ) . و قال ابن وهب في " الجامع " ( ص 78 ) : و أخبرني
من سمع الأوزاعي يحدث عن يحيى بن أبي كثير أن رسول الله عليه السلام قال :
" كفى بالمرء من الشر أن يشير الناس إليه بالأصابع في دين أو دنيا ، فقيل : و
إن يك خيرا ؟ فقال : و إن يك خيرا ، فهو مزلة إلا ما عصم الله ، و إن يك شر فهو
شر " . قلت : و هذا مع إعضاله فيه شيخ ابن وهب الذي لم يسم .

(4/169)


1671 - " براءة من الكبر : لبوس الصوف و مجالسة فقراء المسلمين و ركوب الحمار و اعتقال
العنز " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 167 :
ضعيف جدا . رواه أبو نعيم في " الحلية " ( 3 / 229 ) عن القاسم بن عبد الله
العمري عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن أبي هريرة مرفوعا . و قال :
" هذا حديث غريب لم نسمعه مرفوعا إلا من حديث القاسم عن زيد " . قلت : و القاسم
هذا كذاب ، يضع الحديث ، كما قال أحمد و غيره ، و قد خالفه خارجة بن مصعب فقال
: عن زيد بن أسلم قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فأرسله . أخرجه
وكيع بن الجراح في " الزهد " ( 2 / 68 / 2 ) و عنه ابن عدي ( 121 / 1 ) . و
خارجة واه أيضا ، قال في " التقريب " : " متروك ، و كان يدلس عن الكذابين ، و
يقال : إن ابن معين كذبه " . و قال السيوطي في " اللآلىء " ( 2 / 265 ) بعد أن
ذكره من طريق " الحلية " : " و أخرجه البيهقي ( يعني في " الشعب " ) ، و قال
: كذا رواه القاسم من هذا الوجه مرفوعا ، و روي أيضا عن أخيه عاصم عن زيد كذلك
مرفوعا . و قد قيل : عن زيد عن جابر مرفوعا . و الله أعلم " . قلت : و عاصم أخو
القاسم بن عبد الله لم أعرفه ، و أخشى أن يكون اشتبه عليه بعاصم بن عمر بن حفص
بن عاصم بن عمر بن الخطاب العمري ، فإنه يروي أيضا عن زيد بن أسلم ، و هو ضعيف
جدا . و الله أعلم .

(4/170)


1672 - " من احتجم أو اطلى يوم السبت أو الأربعاء ، فلا يلومن إلا نفسه من الوضح " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 168 :
ضعيف . رواه البغوي في " حديث علي بن الجعد " ( 171 / 2 ) : حدثنا علي
حدثنا عبد العزيز بن عبد الله عن عون مولى أم حكيم عن الزهري مرفوعا . قلت
: و هذا إسناد ضعيف ، فإنه مع إرساله ، فيه جهالة ، عون هذا - و هو مولى أم
حكيم ابنة يحيى بن الحكم المديني - قال ابن أبي حاتم ( 3 / 1 / 386 ) : " عون
مولى أم حكيم امرأة هشام بن عبد الملك ، روى عن الزهري . روى عنه الماجشون و
ابن أبي ذئب و ابنه محمد بن عون " . و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا و الحديث
علقه البغوي في " شرح السنة " ( 3 / 364 ) نحوه ، فقال : " و روي عن عون مولى
لأم حكيم عن الزهري .. " . و قد مضى موصولا برقم ( 1524 ) من طريق أخرى عن
الزهري عن سعيد عن أبي هريرة مرفوعا ، دون الطلي يوم السبت .

(4/171)


1673 - " لا قطع في زمن مجاعة " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 168 :
ضعيف . رواه أبو نعيم في " أخبار أصبهان " ( 1 / 319 ) عن عامر بن إبراهيم
بن عامر بن إبراهيم : حدثنا أبي و عمي عن جدي حدثنا زياد بن طلحة عن مكحول عن
أبي أمامة مرفوعا . أورده في ترجمة زياد هذا و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا
. و كذلك بيض له أبو الشيخ ابن حيان في " طبقات الأصبهانيين " ( 119 / 95 ) . و
أما عامر بن إبراهيم بن عامر فقال في ترجمته ( 2 / 38 ) : إنه ثقة توفي سنة (
306 ) . و جده عامر بن إبراهيم ترجمه ( 2 / 36 ) و لم يذكر فيه جرحا و لا
تعديلا . و على كل حال فزياد هذا مجهول ، لم أره عند غير أبي نعيم ، فهو علة
الحديث ، و لا يفيده أنه تابعه عبد القدوس عن مكحول به . أخرجه الخطيب ( 6 /
261 ) من طريق زيد بن إسماعيل الصائغ : حدثنا أبي حدثنا عبد القدوس عن مكحول به
. أقول : لا يفيده هذا لأنه إسناد مظلم ، أورده في ترجمة والد زيد هذا و هو
إسماعيل بن سيار بن مهدي ، و لم يذكر في ترجمته جرحا و لا تعديلا ، و لا أي شيء
سوى هذا الحديث ، مما يشعر بأنه مجهول . و مثله ابنه زيد ، فإني لم أجد له
ترجمة . و أما عبد القدوس و هو ابن حبيب الشامي ، فهو متهم بالكذب .

(4/172)


1674 - " ابنوا المساجد ، و اتخذوها جما " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 169 :
ضعيف . رواه ابن أبي شيبة في " المصنف " ( 1 / 100 / 2 ) و أبو عثمان
النجيرمي في " الفوائد " ( 19 / 2 ) و البيهقي ( 2 / 439 ) عن هريم عن ليث عن
أيوب عن أنس مرفوعا . قلت : و هذا سند ضعيف ، قال عبد الحق في " الأحكام "
( 35 / 1 ) : " و لم يتابع ليث على هذا و هو ضعيف ، و غيره يرويه عن أيوب عن
عبد الله بن شقيق قوله " . قلت : و هريم - بالتصغير - صدوق من رجال الشيخين . و
تابعه أبو حمزة السكري عند ابن عدي في " الكامل " ( ق 339 / 2 ) ، و البيهقي .
و تابعه أيضا زياد بن عبد الله البكائي عند أبي نعيم في " حديث الكديمي و غيره
" ( 35 / 2 ) .

(4/173)


1675 - " ابنوا المساجد ، و أخرجوا القمامة منها ، فمن بنى لله مسجدا بنى الله له بيتا
في الجنة ، قال رجل : و هذه المساجد التي تبنى في الطريق ؟ قال : نعم ، و إخراج
القمامة منها مهور حور العين " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 170 :
ضعيف . رواه الطبراني ( 1 / 119 / 2 ) : حدثنا محمد بن الحسن بن قتيبة
: أخبرنا أيوب بن علي حدثنا زياد بن سيار عن عزة بنت عياض قالت : سمعت أبا
قرصافة أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول : فذكره . قلت : و هذا إسناد
مظلم ، من دون أبي قرصافة ليس لهم ذكر في شيء من كتب الرجال ، حاشا محمد بن
الحسن بن قتيبة ، فإنه حافظ ثقة ثبت كما في " الشذرات " ( 2 / 261 ) و قد تابعه
الحافظ ابن جوصا عند ابن عساكر ( 2 / 27 / 1 ) و غيره عند أبي بكر الشافعي في
" الفوائد " ( 2 / 23 / 2 ) و ابن منده في " المعرفة " ( 2 / 259 / 1 ) . و قال
الهيثمي في " المجمع " ( 2 / 9 ) بعدما عزاه للطبراني : " و في إسناده مجاهيل "
. و ذكره السيوطي في " اللآلىء " ( 2 / 240 ) شاهدا لحديث يأتي بلفظ : " كنس
المساجد مهور الحور العين " . و سيأتي الكلام عليه إن شاء الله تعالى برقم (
4147 ) .

(4/174)


1676 - " أبو بكر خير الناس ، إلا أن يكون نبيا " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 170 :
موضوع . رواه أبو نعيم في " أخبار أصبهان " ( 2 / 122 ) و الديلمي ( 1 / 1
/ 77 ) عن إسماعيل بن زياد الأبلي : حدثني عمر بن يونس بن القاسم عن عكرمة بن
عمار عن إياس بن سلمة بن الأكوع عن أبيه مرفوعا . و كذا رواه ابن عساكر ( 9
/ 319 / 1 ) و الذهبي في ترجمة إسماعيل بن أبي زياد الشقري الخراساني ، و قال :
" تفرد به إسماعيل هذا ، فإن لم يكن هو وضعه ، فالآفة ممن دونه ، مع أن معنى
الحديث حق " . قلت : إسماعيل هذا ابن زياد الأبلي ( و في " الميزان " و
" اللسان " ( الأيلي ) بالمثناة التحتية ) لم أعرفه ، و قد راجعت له " الإكمال
" لابن ماكولا ، و " الموضح " للخطيب ( 1 / 401 - 418 ) و الذهبي إنما أورده
في ترجمة الشقري ، و يبدو أنه غير هذا ، و لذلك عقب الحافظ عليه بقوله : " هكذا
نقلت من خط المؤلف هذا الحديث في أثناء ترجمة إسماعيل بن أبي زياد ، و الصواب
أن إسماعيل بن زياد الأيلي غير إسماعيل بن أبي زياد ، فيحرر هذا " . قلت : و لم
يتحرر لي فيه شيء حتى الآن ، و أما الهيثمي فقد قال في " مجمع الزوائد " ( 9 /
44 ) : " رواه الطبراني ، و فيه إسماعيل بن زياد و هو ضعيف " ! فمن أين أخذ
تضعيفه ؟! فإنه إن كان يعني ما دل عليه ظاهر كلام ابن عدي في " الكامل " ( 1 /
308 - 309 ) أنه السكوني قاضي الموصل ، فحقه أن يقول فيه : " ضعيف جدا " ، فقد
قال فيه : " منكر الحديث ، عامة ما يرويه لا يتابعه أحد عليه ، إما إسنادا و
إما متنا " و قال البرقاني في " سؤالاته " ( 13 / 4 ) عن الدارقطني : " ...
السكوني متروك يضع الحديث " . و قد ساق له ابن عدي من مناكيره عدة أحاديث ليس
منها هذا ، بل رأيته قد ساقه في ترجمة عكرمة بن عمار ( 5 / 1914 ) من طريق أخرى
عن إسماعيل بن زياد الأبلي قال : حدثنا عمر بن يونس به . فكان الأجدر به أن
يذكره في ترجمة الأبلي ، فإنه ختم ترجمة عكرمة بقوله : " و هو مستقيم الحديث
إذا روى عنه ثقة " . فلا أدري وجه إيراده لهذا الحديث في ترجمة عكرمة ، و
الراوي له عنه غير ثقة عنده ؟! ثم إنني لم أر الحديث في النسخة المطبوعة من "
المعجم الكبير " للطبراني ، لا في " مسند سلمة " ، و لا في " مسند أبي بكر " ،
فإن من عادته أن يروي أحيانا في " مسند الصحابي " أحاديث ليست من روايته
، تتعلق بفضله أو ترجمته .

(4/175)


1677 - " أنا ابن الذبيحين " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 172 :
لا أصل له . و لذلك بيض له الزيلعي في " تخريج الكشاف " ، و تبعه الحافظ بن
حجر في " تخريجه " ( 4 / 141 / 294 ) ، ثم تلميذه السخاوي في " المقاصد الحسنة
" ( ص 14 ) . و يذكرون بهذه المناسبة ما أخرجه ابن جرير في " تفسيره " ( 23 /
54 ) و الحاكم ( 2 / 554 ) من طريق عمر بن عبد الرحيم الخطابي عن عبيد الله بن
محمد العتبي - من ولد عتبة بن أبي سفيان - عن أبيه : حدثني عبد الله بن سعيد عن
الصنابحي قال : " حضرنا مجلس معاوية بن أبي سفيان ، فتذاكر القوم إسماعيل و
إسحاق ابني إبراهيم ، فقال بعضهم : الذبيح إسماعيل ، و قال بعضهم : بل إسحاق
الذبيح ، فقال معاوية : سقطتم على الخبير ، كنا عند رسول الله صلى الله عليه
وسلم ، فأتاه الأعرابي ، فقال : يا رسول الله ! خلفت البادية يابسة ، و الماء
يابسا ، هلك المال ، و ضاع العيال ، فعد علي بما أفاء الله عليك يا ابن
الذبيحين ؟ فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، و لم ينكر عليه ، فقلنا : يا
أمير المؤمنين ! و ما الذبيحان ؟ قال : إن عبد المطلب لما أمر بحفر زمزم ، نذر
لله إن سهل الله أمرها أن ينحر بعض ولده ، فأخرجهم ، فأسهم بينهم ، فخرج السهم
لعبد الله فأراد ذبحه ، فمنعه أخواله من بني مخزوم ، و قالوا : أرض ربك ، و افد
ابنك . قال ففداه بمائة ناقة . قال : فهو الذبيح ، و إسماعيل الثاني " . سكت
عنه الحاكم ، و قال الذهبي : " قلت : إسناده واه " . و قال الحافظ ابن كثير في
" تفسيره " ( 4 / 18 ) : " و هذا حديث غريب جدا " . و بين علته السيوطي فقال في
" الفتاوى " ( 2 / 35 ) : " هذا حديث غريب ، و في إسناده من لا يعرف حاله " .
قلت : و أما ما نقله العجلوني في " كشف الخفاء " ( 1 / 199 / 606 ) عن الزرقاني
في " شرح المواهب " أنه قال : " و الحديث حسن ، بل صححه الحاكم و الذهبي
، لتقويه بتعدد طرقه . انتهى " . فوهم منه على الزرقاني رحمه الله تعالى ، فإنه
لم يذكر شيئا من ذلك في هذا الحديث ، و إنما قاله في حديث آخر معارض لهذا ، نصه
: " الذبيح إسحاق " . فقد خرجه من طرق أحدها عن ابن مسعود ثم قال ( 1 / 98 ) :
" فهذه أحاديث يعضد بعضها بعضا ، فأقل مراتب الحديث الأول ( يعني : " الذبيح
إسحاق " ) أنه حسن ، فكيف و قد صححه الحاكم و الذهبي ، و هو نص صريح لا يقبل
التأويل بخلاف حديث معاوية ، فإنه قابل له ؟ " . فهذا نص صريح منه أنه لا يعني
بما نقله العجلوني عنه حديث معاوية ، كيف و هو قد جعله مخالفا لحديث ابن مسعود
الذي قواه بتعدد طرقه ؟ على أن هذه التقوية ليست قوية عندي ، لأن الطرق المشار
إليها واهية جدا ، كما بينته فيما تقدم من هذه السلسلة ( 332 ) . إذا عرفت ما
ذكرنا ، فقول العجلوني عقب ما سبق نقله عنه عن الزرقاني : " و أقول : فحينئذ لا
ينافيه ما نقله الحلبي في " سيرته " عن السيوطي أن هذا الحديث غريب ، و في
إسناده من لا يعرف . انتهى " . فهو ساقط الاعتبار ، لأنه بني على وهم ، و ما
كان كذلك فهو وهم بداهة ، و هل يستقيم الظل و العود أعوج ؟!

(4/176)


1678 - " إن أفضل الضحايا أغلاها و أسمنها " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 174 :
ضعيف . أخرجه الإمام أحمد ( 3 / 424 ) و أبو العباس الأصم في " حديثه " ( 1
/ 140 / 1 ) و من طريقه الحاكم ( 4 / 231 ) و كذا البيهقي ( 9 / 168 ) و ابن
عساكر في " تاريخ دمشق " ( 3 / 197 / 1 ) من طريق عثمان بن زفر الجهني : حدثني
أبو الأشد ( و قال الأصم : أبو الأسد ) السلمي عن أبيه عن جده قال : " كنت سابع
سبعة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال : فأمرنا أن نجمع لكل رجل منا
درهما ، فاشترينا أضحية بسبعة دراهم ، فقلنا : يا رسول الله ! لقد أغلينا بها
، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( فذكره ) ، و أمر رسول الله صلى الله
عليه وسلم فأخذ رجل برجل ، و رجل برجل ، و رجل بيد ، و رجل بيد ، و رجل بقرن
، و رجل بقرن ، و ذبحها السابع ، و كبرنا عليها جميعا " . سكت عليه الحاكم ، و
أما الذهبي فقال في " تلخيصه " : " قلت : عثمان ثقة " ! فوهم ، و أوهم !! أما
الوهم ، فإن عثمان هذا ليس بثقة ، بل هو مجهول كما قال الحافظ في " التقريب " ،
و لم يوثقه أحد غير ابن حبان ! و لعل الذهبي توهم أنه عثمان بن زفر التيمي
، فهذا ثقة ، و لكنه آخر دون هذا في الطبقة ، من شيوخ أبي حاتم و أبي زرعة و
غيرهما . و أما الإيهام ، فهو بسبب توثيقه لعثمان ، و سكوته عمن فوقه ، فإنه
بذلك يوهم أنه ليس فيهم من يعل به الحديث ، و ليس كذلك ، فإن أبا الأشد مجهول
أيضا ، و به أعله الهيثمي فقال في " المجمع " ( 4 / 21 ) : " رواه أحمد ، و أبو
الأشد ، لم أجد من وثقه و لا جرحه ، و كذلك أبوه ، و قيل : إن جده عمرو بن عبس
" . و أورده الحافظ في " التعجيل " ، و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا . و
الحديث أورده البيهقي في " باب الرجل يضحي عن نفسه و عن أهل بيته " ! و قال ابن
القيم في " إعلام الموقعين " ( 3 / 502 ) : " نزل هؤلاء النفر منزلة أهل البيت
الواحد في إجزاء الشاة عنهم ، لأنهم كانوا رفقة واحدة " . و أقره في " عون
المعبود " ( 3 / 57 ) ، و فيه نظر من وجهين : الأول : أن الحديث لا يصح لما
عرفت . و الثاني : أنه لو صح لكان دليلا على جواز الاشتراك في الشاة الواحدة من
سبعة نفر ، كما هو الشأن في البقرة ، و لو كانوا من غير بيت واحد ، على أن
الحديث لم ينص فيه على الشاة ، فيحتمل أن الأضحية كانت بقرة ، و لو أن هذا فيه
بعد . و الله أعلم .

(4/177)


1679 - " إن لأبي طالب عندي رحما ، سأبلها ببلالها " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 175 :
ضعيف . رواه السراج في " حديثه " ( 201 / 1 ) : حدثنا محمد بن طريف أبو بكر
الأعين حدثنا الفضل بن موفق حدثنا عنبسة بن عبد الواحد القرشي عن بيان عن قيس
عن عمرو بن العاص مرفوعا . قلت : و هذا إسناد ضعيف ، رجاله ثقات ، غير
الفضل بن موفق فهو ضعيف ، كما قال أبو حاتم و غيره . و من طريقه أخرجه أبو نعيم
في " مستخرجه " ، و كذا الإسماعيلي لكنه أبهم لفظه كما في " الفتح " ( 10 / 345
) و قد تابعه محمد بن عبد الواحد بن عنبسة : حدثنا جدي به . و لكني لم أجد
لمحمد بن عبد الواحد هذا ترجمة . و محمد بن طريف هو محمد بن أبي عتاب : طريف
البغدادي . و هو ثقة أخرج له مسلم في مقدمة " الصحيح " .

(4/178)


1680 - " إن أتخذ منبرا ، فقد اتخذه أبي إبراهيم ، و إن أتخذ العصا فقد اتخذها أبي
إبراهيم " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 175 :
منكر . رواه أبو سعيد عبد الله بن سعيد الأشج في " جزء من حديثه " ( 213 /
1 ) و الهيثم بن كليب في " مسنده " ( 166 / 2 ) و ابن عساكر ( 2 / 173 / 1 ) و
كذا أبو نعيم في " أخبار أصبهان " ( 2 / 175 ) و كذا البزار ( 633 - الكشف ) و
الطبراني ( 20 / 167 / 354 ) كلهم عن موسى بن محمد بن إبراهيم عن أبيه عن
السلولي عن معاذ مرفوعا . و قال البزار : " لا نعلمه عن النبي صلى الله
عليه وسلم إلا بهذا الإسناد " . قلت : و هو ضعيف جدا ، موسى هذا منكر الحديث
كما قال الحافظ تبعا لغيره من الأئمة ، و قال الدارقطني : " متروك " . و ذكر له
ابن أبي حاتم في " العلل " ( 2 / 241 ) أحاديث هذا أحدها ، و قال عن أبيه :
" هذه أحاديث منكرة ، كأنها موضوعة ، و موسى ضعيف الحديث جدا " . و أورده
الهيثمي في " المجمع " ( 2 / 181 ) و قال : " رواه البزار و الطبراني في "
الكبير " ، و فيه موسى بن إبراهيم بن الحارث التيمي ، و هو ضعيف جدا " . و قد
مضى حديث آخر في اتخاذ العصا ، و لكنه موضوع كما بينته هناك ( 535 ) .

(4/179)


1681 - " إن كنت تحبني فأعد للفقر تجفافا " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 176 :
منكر . رواه الترمذي ( 2 / 56 ) و البغوي في " شرح السنة " ( 3 / 559 ) .
من طريقين عن شداد أبي طلحة الراسبي عن أبي الوازع عن عبد الله بن مغفل قال
: " قال رجل للنبي صلى الله عليه وسلم : يا رسول الله ! والله إني لأحبك ، فقال
: انظر ما تقول ، قال : والله إني لأحبك ، فقال : انظر ما تقول ، قال : والله
إني لأحبك ، ثلاث مرات ، فقال : فذكر " . و قال الترمذي : " حديث حسن غريب ، و
أبو الوازع الراسبي اسمه جابر بن عمرو ، و هو بصري " . قلت : و هو من رجال مسلم
، و كذا شداد أبو طلحة ، و لكن في الشواهد ، و قد تكلم بعض الأئمة فيهما ، فقال
ابن معين في الأول منهما : " ليس بشيء " . و قال النسائي : " منكر الحديث " . و
وثقه أحمد و ابن معين . و كذلك وثقا الآخر ، و ضعفه عبد الصمد بن عبد الوارث .
و قال العقيلي : " له غير حديث لا يتابع عليه " . و قال الدارقطني : " يعتبر به
" . و قال الحاكم أبو أحمد : " ليس بالقوي عندهم " . قلت : فالراجح عندي أن هذا
هو علة الحديث ، و أنه حديث منكر . و الله أعلم . و قد أوردهما الذهبي في "
الضعفاء و المتروكين " ، و قال في الأول : " قال النسائي : منكر الحديث " . و
قال في الآخر : " قال ابن عدي : لم أر له حديثا منكرا ، و قال العقيلي : له
أحاديث لا يتابع عليها " . و قال فيه الحافظ : " صدوق يخطيء " . و قال في الأول
: " صدوق يهم " . و الحديث عزاه السيوطي في " الجامعين " لـ " مسند أحمد " و لم
أره فيه ، و لا أورده أخونا السلفي في " فهرسه " .

(4/180)


1682 - " إن عمار بيوت الله هم أهل الله عز وجل " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 177 :
ضعيف . أخرجه عبد بن حميد في " المسند " ( 142 / 1 - منتخبه ) و العقيلي في
" الضعفاء " ( 186 ) و أبو حفص الزيات في " حديثه " ( ق 264 / 1 ) و تمام في
" الفوائد " ( 93 / 2 ) و الطبراني في " المعجم الأوسط " ( 24 / 1 - زوائده )
عن صالح المري عن ثابت البناني ( زاد بعضهم : و ميمون بن سياه و جعفر بن زيد )
عن أنس بن مالك مرفوعا . و قال الطبراني : " لم يروه عن ثابت إلا صالح " .
قلت : و هو ضعيف ، و قال العقيلي عقب حديثه هذا : " لا يتابع عليه ، و فيه
رواية أخرى تشبه هذه في الضعف " . قلت : و يشير بالرواية الأخرى - فيما أظن -
إلى حديث : " إذا رأيتم الرجل يعتاد المساجد فاشهدوا له بالإيمان " . و هو ضعيف
أيضا ، كما أشار إليه العقيلي ، و قد بينت علته في " المشكاة " ( 723 ) ثم وجدت
للحديث طريقا أخرى عن أنس مرفوعا بلفظ آخر نحوه ، و سنده جيد ، و قد خرجته في
" الصحيحة " برقم ( 2728 ) . فهو يغني عن هذا .

(4/181)


1683 - " من توضأ فمسح بثوب نظيف فلا بأس به و من لم يفعل فهو أفضل ، لأن الوضوء نور
يوم القيامة مع سائر الأعمال " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 178 :
ضعيف جدا . تمام الرازي في " فوائده " ( 6 / 112 / 2 ) و ابن عساكر ( 17 /
246 / 1 ) من طريق أبي عمرو ناشب بن عمرو : حدثنا مقاتل بن حيان عن سعيد بن
المسيب عن أبي هريرة . قلت : و هذا إسناد ضعيف جدا ، آفته ناشب هذا ، فقد
قال البخاري : " منكر الحديث " . و ضعفه الدارقطني . و هذا الحديث أصل القول
الذي يذكر في بعض الكتب ، و شاع عند المتأخرين أن الأفضل للمتوضئ أن لا ينشف
وضوءه بالمنديل لأنه نور ! و قد عرفت أنه أصل واه جدا فلا يعتمد عليه .

(4/182)


1684 - " أتى سائل امرأة و في فمها لقمة ، فأخرجت اللقمة فلفظتها فناولتها السائل ،
فلم تلبث أن رزقت غلاما ، فلما ترعرع جاء ذئب فاحتمله ، فخرجت أمه تعدو في أثر
الذئب و هي تقول : ابني ابني ، فأمر الله ملكا : الحق الذئب ، فأخذ الصبي من
فيه ، و قال لأمه : إن الله يقرئك السلام ، و قال : هذه لقمة بلقمة " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 179 :
ضعيف . رواه الدينوري في " المنتقى من المجالسة " ( 494 / 1 - 2 ) : حدثنا
جعفر بن محمد وافاد أنبأنا علان منعما حدثنا يزيد بن أبي حكيم العدني عن الحكم
بن أبان عن عكرمة عن ابن عباس مرفوعا . قلت : و هذا إسناد ضعيف ، الحكم بن
أبان فيه ضعف من قبل حفظه ، و قال الذهبي في " الضعفاء " : " ثقة ، قال ابن
المبارك : ارم به " . و قال الحافظ في " التقريب " : " صدوق عابد ، و له أوهام
" . و علان هذا لم أعرفه ، و لم أستطع قراءة اللفظة التي بعده من المخطوطة . و
جعفر بن محمد وافاد لم أجد له ترجمة . و الحديث أورده السيوطي في " زوائده على
الجامع الصغير " كما في " الفتح الكبير " ، من رواية ابن صصرى في " أماليه " عن
ابن عباس . و هو من زوائده على " الجامع الكبير " أيضا .

(4/183)


1685 - " أتاني جبريل بقدر فأكلت منها ، فأعطيت قوة أربعين رجلا في الجماع " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 179 :
باطل . رواه ابن سعد ( 1 / 374 ) عن أسامة بن زيد عن صفوان بن سليم
مرفوعا . قلت : و هذا مرسل أو معضل ، و رجاله ثقات ، و قد وصله الحربي ، فقال
في " غريب الحديث " ( 5 / 43 / 1 ) : حدثنا سفيان بن وكيع حدثنا أبي عن أسامة
عن صفوان بن سليم عن عطاء بن يسار عن أبي هريرة مرفوعا بلفظ : " أتاني جبريل
بقدر يقال لها : الكفيت ، فأكلت منها أكلة ، فأعطيت قوة أربعين رجلا في الجماع
" . و من هذا الوجه أخرجه أبو نعيم في " الحلية " ( 8 / 376 ) و قال : " غريب
من حديث صفوان ، تفرد به وكيع " . قلت : لكن ابنه سفيان ساقط الحديث ، كما
أفاده الحافظ في " التقريب " ، و قال ابن عراق في " تنزيه الشريعة " ( 2 / 253
) : " قال فيه أبو زرعة : كان يتهم بالكذب . و قال الخطيب : و الحديث باطل " .
و هو من الأحاديث التي سود بها السيوطي " الجامع الصغير " ! ثم روى ابن سعد عن
مجاهد و طاووس مرفوعا الشطر الثاني من الحديث .

(4/184)


1686 - " أتاني جبريل بهريسة من الجنة ، فأكلتها ، فأعطيت قوة أربعين رجلا في الجماع
" .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 180 :
موضوع . أخرجه ابن عدي في " الكامل " ( 165 / 1 ) و عنه ابن الجوزي في
" الموضوعات " ( 3 / 17 ) من طريق سلام بن سليمان : حدثنا نهشل عن الضحاك عن
ابن عباس قال النبي صلى الله عليه وسلم : فذكره ، و قال : " و لسلام غير ما
ذكرت ، و عامة ما يرويه حسان ، إلا أنه لا يتابع عليه " . و قال في أول ترجمته
: " و هو عندي منكر الحديث " . قلت : و هو المدائني الطويل ، قال الحافظ في
" التقريب " : " متروك " . قلت : و شيخه نهشل - و هو ابن سعيد الورداني - مثله
أو شر منه قال الحافظ : " متروك ، و كذبه إسحاق بن راهويه " . و قال أبو سعيد
النقاش : " روى عن الضحاك الموضوعات " . قلت : و هذا منها ، و قد أورده ابن
الجوزي في " الموضوعات " من طريق ابن عدي و قال : " نهشل كذاب ، و سلام متروك ،
مرمي ، و أحدهما سرقه من محمد بن الحجاج ، و ركب له إسنادا " . و ابن الحجاج
هذا هو الذي اشتهر بهذا الحديث و وضع له عدة أسانيد . قال ابن الجوزي و غيره :
" وضعه محمد بن الحجاج اللخمي ، و كان صاحب هريسة ، و غالب طرقه تدور عليه ، و
سرقه منه كذابون " . نقله عنه السيوطي في " اللآلىء " ( 2 / 234 ) و أقره .
لكنه لم يلبث أن تعقبه في بعض طرقه الأخرى ، فقد أورده من طريق الأزدي : حدثنا
عبد العزيز بن محمد بن زبالة : حدثنا إبراهيم بن محمد بن يوسف الفريابي : حدثنا
عمرو بن بكر عن أرطاة عن مكحول عن أبي هريرة قال : " شكى رسول الله صلى الله
عليه وسلم إلى جبريل قلة الجماع ، فتبسم جبريل حتى تلألأ مجلس رسول الله صلى
الله عليه وسلم من بريق ثنايا جبريل ، ثم قال : أين أنت عن أكل الهريسة ؟ قال
: فيها قوة أربعين رجلا " . قال ابن الجوزي : " قال الأزدي : إبراهيم ساقط ،
فنرى أنه سرقه و ركب له إسنادا " . فتعقبه السيوطي بقوله : " قلت : إبراهيم روى
له ابن ماجة ، و قال في " الميزان " : قال أبو حاتم و غيره : صدوق . و قال
الأزدي وحده : ساقط . قال : و لا يلتفت إلى قول الأزدي ، فإن في لسانه في الجرح
رهقا . انتهى ، و حينئذ فهذا الطريق أمثل طرق الحديث ، و قد أخرجه من طريقه ابن
السني و أبو نعيم في الطب ، و له طرق أخرى عن أبي هريرة " . قلت : لقد شغله
نهمة التعقب على ابن الجوزي عن معرفة علة الحديث الحقيقية ، و هي عمرو بن بكر و
هو السكسكي الشامي . قال ابن عدي : " له أحاديث مناكير " . و قال ابن حبان :
" روى عن ابن أبي عبلة و ابن جريج و غيرهما الأوابد و الطامات ، التي لا يشك من
هذا الشأن صناعته أنها معمولة أو مقلوبة " . و قال الذهبي في " الميزان " : "
قلت : أحاديثه شبه موضوعة " . و قال الحافظ في " التقريب " : " متروك " . قلت
: فهو آفة هذه الطريق ، و قد وقع في " اللآلىء : " " عمر بن بكر " بضم العين ،
فإن كان هكذا وقع في أصل السيوطي في " موضوعات ابن الجوزي " ، فيكون هو السبب
في عدم انتباهه لهذه العلة ، و هذا مما أستبعده . و الله أعلم . على أن في
الإسناد علة أخرى ، و هي ابن زبالة ، فقد قال فيه الذهبي : " مجهول " . و قال
ابن حبان : " يأتي عن المدنيين بالأشياء المعضلات ، فبطل الاحتجاج به " . و أما
الطرق الأخرى عن أبي هريرة التي أشار إليها السيوطي ، فهي مع كونها معلولة كلها
، فإن اللفظ فيها مخالف لحديث الترجمة ، لأن نصه : " أمرني جبريل بأكل الهريسة
لأشد بها ظهري ، و أتقوى على عبادة ربي " . فأين هذا مما جاء في رواية ابن
زبالة من الشكوى من قلة الجماع ، و أن في الهريسة قوة أربعين رجلا ؟! و مع ذلك
، فقد حكى السيوطي نفسه عن الخطيب و غيره أنه قال في حديث أبي هريرة هذا
: " حديث باطل " . و هو الصواب ، و لذلك فإن ابن عراق لم يحسن صنعا حين ذكر
الحديث في " الفصل الثاني " من كتابه " تنزيه الشريعة " ( 2 / 253 ) مشيرا بذلك
إلى متابعته للسيوطي في تعقبه على ابن الجوزي !

(4/185)


1687 - " أتاني جبريل عليه السلام فقال : أقرىء عمر السلام ، و قل له : إن رضاه حكم و
إن غضبه عز " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 183 :
موضوع . رواه الطبراني ( 3 / 163 / 2 ) عن خالد بن يزيد العمري : أخبرنا
جرير بن حازم عن زيد العمي عن سعيد بن جبير عن ابن عباس مرفوعا . قلت : و
هذا إسناد موضوع ، آفته العمري هذا ، قال الذهبي في " الميزان " : " كذبه أبو
حاتم و يحيى ، قال ابن حبان : يروي الموضوعات عن الأثبات " . ثم ساق له حديثا
من بلاياه ! و ساق له الحافظ في " اللسان " حديثا آخر ، و قال : " فهذا من وضع
خالد " ! و زيد العمي ضعيف . و الحديث قال الهيثمي في " المجمع " ( 9 / 69 ) :
" رواه الطبراني في " الأوسط " و فيه خالد بن يزيد العمري و هو ضعيف " . كذا
قال ، فسهل فيه القول ، و حقه أن يقول : متهم بالكذب أو الوضع ، و نحو ذلك . و
قوله : في " الأوسط " . لعله سهو ، أو خطأ من الناسخ ، و إلا فهو في " الكبير "
، في الموضع المشار إليه كما رأيت ، و هو من موضوعات " الزيادة على الجامع
الصغير " !

(4/186)


1688 - " أتاني ملك برسالة من الله تعالى ، ثم رفع رجله فوضعها فوق السماء ، و الأخرى
في الأرض لم يرفعها " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 184 :
ضعيف . رواه ابن عدي في " الكامل " ( 201 / 1 ) و الثعلبي في " التفسير " (
3 / 84 / 2 ) و الواحدي في " الوسيط " ( 3 / 199 / 2 ) عن صدقة بن عبد الله عن
موسى بن عقبة عن الأعرج عن أبي هريرة مرفوعا . قلت : و هذا إسناد ضعيف من
أجل صدقة هذا ، فإنه ضعيف كما جزم به الحافظ في " التقريب " . بل قال الذهبي في
" الضعفاء " : " قال أحمد و البخاري : ضعيف جدا " . و قال ابن عدي في آخر
ترجمته : " و أكثر أحاديثه مما لا يتابع عليه ، و هو إلى الضعف أقرب منه إلى
الصدق " . قلت : و لذلك فقد أصاب السيوطي في رمزه للحديث بالضعف ، و إن كان لم
يقع ذلك في كثير من نسخ " الجامع " ، و أخطأ المناوي في قوله : " رمز المصنف
لضعفه ، و هو تقصير ، بل حقه الرمز لحسنه ، فإنه و إن كان فيه صدقة بن عبد الله
الدمشقي ، و ضعفه جمع ، لكن وثقه ابن معين و دحيم و غيرهما ، و هو أرفع من كثير
من أحاديث رمز لحسنها " ! قلت : هذه مناقشة بطريق الإلزام ، و ذلك غير لازم
بالنسبة لغير السيوطي كالمناوي كما هو ظاهر ، فإن الحديث يجب أن ينقد بالنظر
إلى إسناده فقط لا بالنسبة للأحاديث التي رمز لها السيوطي بالحسن ! فإذا أدى
النظر إلى أنه ضعيف كما هو الواقع الذي بينا ، فلا يجوز رده بأن السيوطي حسن ما
دونه ، كما لا يخفى . و أما استناده على توثيق ابن معين و دحيم ، ففيه نظر من
وجهين : الأول : أن ابن معين ضعفه مع الجمهور كما في " الجرح و التعديل " ( 2 /
1 / 429 ) و " الميزان " و " التهذيب " و غيرها ، و لم أجد أحدا ذكر عنه
التوثيق ! و الآخر : أن دحيما ، ذكروا عنه فيه ثلاث روايات : الأولى : التوثيق
. و الثانية : مضطرب الحديث ، ضعيف . و الثالثة : لا بأس به . فإذا اختلفت
الرواية عنه ، فالأخذ بما وافق منها أقوال الأئمة الآخرين هو الواجب ، و لاسيما
، و هي جارحة ، و الجرح مقدم على التعديل ، ثم هو جرح مفسر بقول دحيم نفسه : "
مضطرب الحديث " ، و نحوه قول مسلم فيه : " منكر الحديث " . فقوله في " التيسير
" بناء على كلامه المذكور في " الفيض " : " فهو حسن " . خطأ بين ، و إن تبعه
العزيزي في " شرحه " كما نقله عنه المعلقون على " الجامع الكبير " ( 1 / 106 )
مقلدين له ، و الله المستعان . و قد ذكره الذهبي تبعا لابن عدي فيما أنكر على
صدقة !

(4/187)


1689 - " أنا أعربكم ، أنا من قريش ، و لساني لسان بني سعد بن بكر " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 185 :

موضوع . رواه ابن سعد ( 1 / 113 ) : أخبرنا محمد بن عمر أخبرنا زكريا بن
يحيى بن يزيد السعدي عن أبيه مرفوعا . قلت : و هذا سند تالف ، محمد بن عمر
هذا ، هو الواقدي ، و هو كذاب ، و مع ذلك أورده السيوطي في " الجامع الصغير " ،
من رواية ابن سعد هذه ! و لم يتكلم المناوي عليه بشيء ! و زكريا بن يحيى و أبوه
لم أجد من ذكرهما .

(4/188)


1690 - " أنزل الله علي أمانين لأمتي *( و ما كان الله ليعذبهم و أنت فيهم ، و ما كان
الله معذبهم و هم يستغفرون )* ، إذا مضيت تركت فيهم الاستغفار إلى يوم القيامة
" .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 186 :
ضعيف . رواه الترمذي ( 2 / 181 ) عن إسماعيل بن إبراهيم بن مهاجر عن عباد
بن يوسف عن أبي بردة بن أبي موسى عن أبيه مرفوعا ، و ضعفه بقوله : " هذا
حديث غريب ، و إسماعيل بن مهاجر يضعف في الحديث " . قلت : و شيخه عباد بن يوسف
مجهول كما في " التقريب ". و بالأول أعله المناوي أيضا في " الفيض " ، و جزم
بضعف إسناده في " التيسير " .

(4/189)


1691 - " دعوا الدنيا لأهلها ، من أخذ من الدنيا فوق ما يكفيه أخذ حتفه و هو لا يشعر
" .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 186 :
ضعيف . عزاه السيوطي في " الجامع الصغير " لابن لال عن أنس ، و تعقبه
المناوي بأنه : رواه من هو أشهر منه و هو البزار ، و قال : لا يروى عن النبي
صلى الله عليه وسلم إلا من هذا الوجه . قال المنذري : ضعيف . و قال الهيثمي
كشيخه العراقي : فيه هانىء بن المتوكل ضعفوه " . قلت : قد رواه من غير طريقه
تمام الرازي في " الفوائد " ( 6 / 118 / 1 ) و عنه ابن عساكر ( 15 / 460 / 1 )
من طريق قاسم بن عثمان الجوعي : حدثنا جعفر بن عون عن مسلم الملائي عن أنس بن
مالك به . قلت : و هذا إسناد ضعيف ، علته مسلم هذا و هو ابن كيسان الضبي
الملائي . قال الحافظ : " ضعيف " . بل قال الذهبي في " الضعفاء و المتروكين " :
" تركوه " . و الحديث أورده السيوطي أيضا بلفظ : " اتركوا الدنيا ... " إلخ
، من رواية الديلمي في " مسند الفردوس " عن أنس . فقال المناوي : " رمز المصنف
لضعفه ، و ذلك لأن فيه من لا يعرف ، لكن فيه شواهد تصيره حسنا لغيره " . قلت
: و لا أعلم له شاهدا واحدا ، فضلا عن شواهد ! فنحن مع الضعف الظاهر حتى الآن
إلى أن يظهر لنا ما يشهد له فينقل إلى الكتاب الآخر . و قد وقفت على إسناده عند
الديلمي ، فوجدته عنده ( 1 / 1 / 15 - مختصره ) من طريق أبي الفيض ختن الأوزاعي
عن الأوزاعي عن إسحاق بن أبي طلحة عن أنس به . و أبو الفيض هذا يظهر أنه يوسف
بن السفر ، و هو متهم بالكذب ، لكني لم أر من ذكر أنه كان ختنا للأوزاعي ، يعني
زوج ابنته ، و إنما ذكروا أنه كان كاتبه . و الله أعلم . قلت : و مقتضى كلام
المناوي المتقدم ، أن الحديث حسن عنده ، و لكنه في " التيسير " رأيته قد ضعفه و
لم يحسنه ، و هو الصواب الذي غفل عنه لجنة تحقيق " الجامع الكبير " ، فنقلوا
كلام المناوي المتقدم في تحسينه ، و أقروه !!

(4/190)


1692 - " المعدة حوض البدن ، و العروق إليها واردة ، فإذا صحت المعدة صدرت العروق
بالصحة ، و إذا سقمت المعدة صدرت العروق بالسقم " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 187 :
منكر . رواه العقيلي ( ص 16 ) و تمام في " الفوائد " ( 48 / 1 ) و ابن
عساكر ( 17 / 93 / 2 ) عن يحيى بن عبد الله بن الضحاك البابلتي الحراني : حدثنا
إبراهيم بن جريج الرهاوي عن زيد بن أبي أنيسة عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي
هريرة مرفوعا . و قال العقيلي : " هذا الحديث باطل لا أصل له . و هذا الكلام
يروى عن ابن أبجر و هو عبد الملك بن سعيد عن أبيه " . ثم ساق سنده من كلامه . و
قال الذهبي : " هذا منكر ، و إبراهيم ليس بعمدة " . و نقل الحافظ في اللسان
كلام العقيلي هذا و أقروه ، و سبقه إلى ذلك شيخه العراقي في " تخريج الإحياء "
( 2 / 90 ) . و يحيى البابلتي ضعيف أيضا كما في " التقريب " . و الحديث رواه
البيهقي أيضا في " شعب الإيمان " كما في " المشكاة " ( 4566 ) .

(4/191)


1693 - " آجال البهائم كلها من القمل و البراغيث و الجراد و الخيل و البغال كلها و
البقر و غير ذلك ، آجالها في التسبيح ، فإذا انقضى تسبيحها قبض الله أرواحها
، و ليس إلى ملك الموت من ذلك شيء " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 188 :
موضوع . رواه العقيلي في " الضعفاء " ( 444 ) و عنه ابن عساكر ( 17 / 456 /
1 ) عن الوليد بن موسى الدمشقي قال : حدثنا عبد الرحمن بن عمرو الأوزاعي عن
يحيى بن أبي كثير عن الحسن عن أنس مرفوعا ، و قال : " الوليد بن موسى
الدمشقي أحاديثه بواطيل لا أصول لها ، ليس ممن يقيم الحديث ، منها : " . ثم ساق
له حديثين هذا أحدهما ، و قال : " لا أصل له من حديث الأوزاعي و لا غيره " . و
أقره ابن عساكر . و قال الحافظ في " اللسان " : " و هذا منكر جدا " . و قال
الذهبي : " و له حديث موضوع " . قلت : و أظن أنه عنى هذا ، و قد أورده ابن
الجوزي في " الموضوعات " ( 3 / 222 ) من طريق العقيلي فأصاب . و جعجع حوله
السيوطي في " اللآلىء " ( 2 / 421 ) دون طائل ، و إن تبعه ابن عراق ( 2 / 366 )
، فإن العقيلي و من وافقه ، أعلم منه بهذا الفن و أكثر . و قال ابن عراق :
" قلت : وقع في " النكت البديعات " أن الوليد الذي في سند هذا الحديث هو الوليد
بن مسلم ، و تعقبه بأن الوليد بن مسلم من رجال " الصحيحين " ، و هو وهم ، فإنما
هو الوليد بن موسى ، و في ترجمته في " اللسان " أورد الحافظ ابن حجر الحديث ، و
قال : منكر جدا . و الله أعلم " .

(4/192)


1694 - " إن الله جعل رزق هذه الأمة في سنابك خيلها ، و أزجة رماحها ما لم يزرعوا
، فإذا زرعوا صاروا من الناس " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 189 :
ضعيف . أخرجه ابن أبي شيبة في " المصنف " ( 5 / 335 ) : حدثنا وكيع أخبرنا
سفيان عن برد عن مكحول قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره .
قلت : و هذا إسناد ضعيف ، رجاله ثقات ، و برد - و هو ابن سنان الشامي - ضعفه
ابن المديني و أبو حاتم ، و وثقه الجمهور . و مكحول هو الشامي ، قال الحافظ :
" ثقة فقيه كثير الإرسال " . فعلة الحديث الإرسال . و قد استنكرت منه قوله
: " ما لم يزرعوا ... " إلخ . فإنه ينافي الأحاديث التي فيها الترغيب في الزرع
و غرس الأشجار المثمرة ، تجد الكثير الطيب منها في " الترغيب " ( 3 / 244 - 245
) و بعضها في " غاية المرام في تخريج أحاديث الحلال و الحرام " ( رقم 157 - 159
) . و الشطر الأول منه يغني عنه قوله صلى الله عليه وسلم : " بعثت بين يدي
الساعة بالسيف حتى يعبد الله وحده لا شريك له ، و جعل رزقي تحت ظل رمحي ...
" الحديث . و هو مخرج في " حجاب المرأة المسلمة " ( 104 ) و " الإرواء " ( 1269
) . ثم إن حديث الترجمة مما فات السيوطي في " جامعيه " : " الصغير " و " ذيله "
و " الجامع الكبير " ، و المناوي في " الجامع الأزهر " ، و الله سبحانه ولي
التوفيق .

(4/193)


1695 - " اتخذوا الديك الأبيض فإنه صديقي و عدو عدو الله ، و كل دار فيها ديك أبيض لا
يقربها الشيطان و لا ساحر " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 190 :
موضوع . رواه الحازمي في " الفيصل " ( 41 / 2 ) عن شفام قال : حدثنا معلل
بن { نفيل } قال : أخبرنا محمد بن محصن قال : أخبرنا إبراهيم بن أبي عبلة عن
أنس بن مالك مرفوعا ، و قال : " غريب لم نكتبه إلا من هذا الوجه ، و في
إسناده غير واحد من المجهولين و الضعفاء " . قلت : شفام و معلل لم أعرفهما .
لكن محمد بن محصن ، نسب إلى جده و اسم أبيه إسحاق ، قال الدارقطني : " يضع
الحديث " . و من طريقه رواه الطبراني في " الأوسط " ، و قال الهيثمي ( 5 / 117
) : " فيه محمد بن محصن العكاشي كذاب " . نقله المناوي و أقره ، و مع ذلك سود
السيوطي بالحديث " الجامع " ! و سكت عنه في " التيسير " !!

(4/194)


1696 - " اتق الله فيما تعلم " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 190 :
ضعيف . رواه الترمذي ( 3 / 381 ) و عبد بن حميد في " المنتخب من المسند " (
53 / 2 ) عن سعيد بن أشوع عن يزيد بن سلمة أنه قال : يا رسول الله ! إني قد
سمعت منك حديثا كثيرا ، أخاف أن ينسيني أوله آخره ، فحدثني بكلمة تكون جماعا
، فقال : فذكره . و كذا رواه البيهقي في " الزهد الكبير " ( ق 109 / 1 ) و قال
الترمذي : " هذا حديث ليس إسناده بمتصل ، هو عندي مرسل ، و لم يدرك عندي ابن
أشوع يزيد بن سلمة " . قلت : و سعيد هو ابن عمرو بن أشوع ، و هو ثقة ، و لكنه
لم يدرك يزيد بن سلمة الجعفي ، كما أفاده الترمذي و صرح به المزي ، فالحديث
ضعيف لانقطاعه ، و به أعله السيوطي في " الجامع الكبير " .

(4/195)


1697 - " اتق يا علي دعوة المظلوم ، فإنما يسأل الله حقه ، و إن الله لن يمنع ذا حق
حقه " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 191 :
ضعيف . أخرجه الخطيب في " تاريخ بغداد " ( 9 / 301 - 302 ) من طريق صالح بن
حسان عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده عن علي بن أبي طالب قال : قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم : فذكره . قلت : و هذا إسناد ضعيف من أجل صالح بن حسان
هذا ، ترجمه الخطيب و روى تضعيفه عن جماعة من الأئمة كابن معين و البخاري و أبي
داود و غيرهم ، و قال الحافظ في " التقريب " : " متروك " . و الحديث عزاه في
" المشكاة " ( 5134 ) للبيهقي في " شعب الإيمان " .

(4/196)


1698 - " اتقوا أبواب السلطان و حواشيها ، فإن أقرب الناس من السلطان و حواشيها أبعدهم
من الله ، و من آثر سلطانا على الله جعل الله الفتنة في قلبه ظاهرة و باطنة ، و
أذهب عنه الورع ، و تركه حيران " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 191 :
موضوع . رواه أبو نعيم في " أخبار أصبهان " ( 2 / 42 ) و الديلمي في
" المسند " ( 1 / 1 / 44 - مختصره ) عن عنبسة بن عبد الرحمن القرشي عن عبد الله
بن أبي الأسود الأصبهاني عن ابن عمر مرفوعا . أورده في ترجمة عبد الله هذا
، و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا . و عنبسة بن عبد الرحمن القرشي متهم بالكذب
، فهو آفة الحديث . و الحديث عزاه في " الفتح الكبير " للحسن بن سفيان و
الديلمي في " مسند الفردوس " عن ابن عمر ، و أشار في " الغرائب الملتقطة من
مسند الفردوس " إلى إعلاله بعنبسة هذا .

(4/197)


1699 - " اتقوا الحجر الحرام في البنيان ، فإنه أساس الخراب " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 192 :
ضعيف . رواه أبو نعيم في " أخبار أصبهان " ( 2 / 155 ، 313 ) و الخطيب ( 5
/ 106 ) و الديلمي ( 1 / 1 / 44 ) و القضاعي ( 56 / 2 ) و ابن عساكر ( 16 / 395
/ 1 ) عن معاوية بن يحيى عن الأوزاعي عن حسان بن عطية عن أنس مرفوعا . قلت
: و هذا إسناد ضعيف ، من أجل معاوية بن يحيى و هو الصيرفي ، قال الذهبي في "
الضعفاء " : " ضعفوه " . قلت : و هو منقطع أيضا ، فإن حسانا هذا إنما يروي عن
ابن عمر بواسطة مولاه نافع . و لذلك قال ابن الجوزي : " حديث لا يصح ، و معاوية
ضعيف ، و حسان لم يسمع من ابن عمر " . نقله عنه المناوي و تعقبه بقوله : " لكن
له طرق و شواهد ، و ممن رواه البيهقي و الديلمي و ابن عساكر و القضاعي في
" الشهاب " و قال شارحه : غريب جدا " . و ما أشار إليه من الطرق و الشواهد ، لم
أجد له أثرا ، و لعله يعني شواهد عامة في الأمر بالكسب الحلال ، و النهي عن
الكسب الحرام ، و لا يخفى أن مثل هذا لا يجدي في تقوية مثل هذا اللفظ ، و لعله
لذلك لم يعتمده في " التيسير " ، بل أقر فيه ابن الجوزي في قوله المتقدم : " لا
يصح " .

(4/198)


1700 - " اتقوا زلة العالم و انتظروا فيئته " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 193 :
ضعيف جدا . رواه ابن عدي ( 274 / 1 ) و البيهقي في " السنن الكبرى " ( 10 /
211 ) و الديلمي في " المسند " ( 1 / 1 / 43 ) عن كثير بن عبد الله عن أبيه
عن جده مرفوعا ، و قال : " كثير هذا عامة أحاديثه لا يتابع عليها " . قلت : و
هو ضعيف جدا ، و في " الضعفاء " للذهبي : " قال الشافعي : ركن من أركان الكذب .
و قال ابن حبان : له عن أبيه عن جده نسخة موضوعة . و قال آخرون : ضعيف " . و من
طريقه رواه الحلواني أيضا ، كما في " الجامع الصغير " ، و قال شارحه المناوي :
" سكت عليه ، فلم يرمز له بضعف و غيره ، و من قال : إنه رمز لضعفه ، فقد وهم
، فقد وقفت على نسخته بخطه ، و لا رمز فيها ، إن سلم عدم وضعه ، فقد علمت القول
في كثير ، و قال الزين العراقي : رواه ابن عدي من حديث عمرو بن عوف هذا و ضعفه
. انتهى . فعزو المصنف الحديث لابن عدي و سكوته عما أعله به غير مرضي ، و لعله
اكتفى بإفصاحه بكثير " . قلت : و سكت عنه المناوي أيضا في " التيسير " ، أفلا
يقال فيه ما قاله هو في السيوطي ؟! هذا ، و لعل أصل الحديث موقوف ، فرفعه كثير
عمدا أو خطأ ، فقد رأيت الشطر الأول منه من قول معاذ بن جبل رضي الله عنه ، في
مناقشة هادئة رائعة بين ابن مسعود و أبي مسلم الخولاني التابعي الجليل ، لا بأس
من ذكرها لما فيها من علم و خلق كريم ، ما أحوجنا إليه في مناظراتنا و
مجادلاتنا ، و أن المنصف لا يضيق ذرعا مهما علا و سما إذا وجه إليه سؤال أو
أكثر في سبيل بيان الحق ، فأخرج الطبراني في " مسند الشاميين " ( ص 298 ) بسند
جيد عن الخولاني : أنه قدم العراق فجلس إلى رفقة فيها ابن مسعود ، فتذاكروا
الإيمان ، فقلت : أنا مؤمن . فقال ابن مسعود : أتشهد أنك في الجنة ؟ فقلت : لا
أدري مما يحدث الليل و النهار . فقال ابن مسعود : لو شهدت أني مؤمن لشهدت أني
في الجنة . قال أبو مسلم : فقلت : يا ابن مسعود ! ألم تعلم أن الناس كانوا على
عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم على ثلاثة أصناف : مؤمن السريرة مؤمن
العلانية ، كافر السريرة كافر العلانية ، مؤمن العلانية كافر السريرة ؟ قال
: نعم . قلت : فمن أيهم أنت ؟ قال : أنا مؤمن السريرة مؤمن العلانية . قال أبو
مسلم : قلت : و قد أنزل الله عز وجل : *( هو الذي خلقكم فمنكم كافر و منكم مؤمن
)* ، فمن أي الصنفين أنت ؟ قال : أنا مؤمن . قلت : صلى الله على معاذ . قال : و
ما له ؟ قلت : كان يقول : " اتقوا زلة الحكيم " . و هذه منك زلة يا ابن مسعود !
فقال : أستغفر الله . و أقول : رضي الله عن ابن مسعود ما أجمل إنصافه ، و أشد
تواضعه ، لكن يبدو لي أنه لا خلاف بينهما في الحقيقة ، فابن مسعود نظر إلى
المآل ، و لذلك وافقه عليه أبو مسلم ، و هذا نظر إلى الحال ، و لهذا وافقه ابن
مسعود ، و أما استغفاره ، فالظاهر أنه نظر إلى استنكاره على أبي مسلم كان عاما
فيما يبدو من ظاهر كلامه . و الله أعلم .

(4/199)


1701 - " أتتكم الأزد أحسن الناس وجوها و أعذبه أفواها و أصدقه لقاء " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 194 :
موضوع . رواه ابن منده في " المعرفة " ( 2 / 26 / 2 ) عن الطبراني ، و هذا
في " الأوسط " ( 2964 - بترقيمي ) بسنده عن سليمان الشاذكوني : أخبرنا محمد بن
حمران أخبرنا أبو عمران محمد بن عبد الله بن عبد الرحمن عن أبيه عن جده و
كانت له صحبة ، قال : " نظر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى عصابة قد أقبلت ،
قال : أتتكم الأزد أحسن الناس ... الحديث ، و نظر إلى كبكة قد أقبلت ، فقال
: من هذه ؟ قالوا : هذه بكر بن وائل ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم
: اللهم أجبر كسرهم . الحديث ، و قد ذكر في محله " . و قال الطبراني : " تفرد
به الشاذكوني بهذا الإسناد " . قلت : و هذا سند واه بمرة ، سليمان هو ابن داود
الشاذكوني ، قال الذهبي في " الضعفاء و المتروكين " . " قال ابن معين : كان
يكذب . و قال البخاري : فيه نظر . و قال أبو حاتم : متروك " . و أبو عمران و
أبوه لا يعرفان ، كما قال الحافظ في ترجمة عبد الرحمن والد عبد الله من "
الإصابة " . و عزاه الهيثمي ( 10 / 46 ) للطبراني في " الكبير " أيضا ، و قال :
" ... الشاذكوني ضعيف " !

(4/200)


1702 - " أتحسبون الشدة في حمل الحجارة ؟ إنما الشدة أن يمتلئ أحدكم غيظا ثم يغلبه
" .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 195 :
ضعيف . رواه عبد الله بن المبارك في " الزهد " ( 740 ) و ابن وهب في
" الجامع " ( ص 65 ) و أبو عبيد ( 4 / 1 ) بسند صحيح عن عامر بن سعد أن
النبي صلى الله عليه وسلم مر بناس يتجاذون مهراسا فقال : فذكره . قلت : و هذا
سند ضعيف لإرساله .

(4/201)


1703 - " إذا كان أحدكم على وضوء فأكل طعاما فلا يتوضأ ، إلا أن يكون لبن الإبل ، إذا
شربتموه فتمضمضوا بالماء " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 195 :
ضعيف . أخرجه تمام في " الفوائد " ( 122 / 2 ) و الطبراني ( 7646 ) عن
سليمان بن عبد الرحمن : حدثنا عبد الرحمن بن سوار الهلالي حدثنا حصين بن الأسود
الهلالي حدثنا أبو أمامة صدي بن عجلان الباهلي أن النبي صلى الله عليه وسلم
كان يقول لأصحابه : فذكره . قلت : و هذا إسناد ضعيف ، عبد الرحمن و حصين
الهلاليان لم أجد لهما ترجمة . و سليمان بن عبد الرحمن هو الدمشقي ، كما صرح
المؤلف به في " الصغير " ( 741 - الروض ) و " الأوسط " ( 59 و 64 و 69 - ط ) في
أحاديث أخرى ، و هو ابن بنت شرحبيل ، صدوق يخطىء ، و لم يعرفه الهيثمي ، فقال
في " المجمع " ( 1 / 252 ) : " رواه الطبراني في " الكبير " ، و رجاله لم أر من
ترجم أحدا منهم " ! و الحديث عزاه في " الفتح الكبير " للطبراني أيضا و الضياء
!

(4/202)


1704 - " ما من أحد يلبس ثوبا ليباهي به ، لينظر الناس إليه ، لم ينظر الله إليه حتى
ينزعه " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 196 :
ضعيف جدا . أخرجه تمام في " الفوائد " ( 125 / 1 ) و كذا الطبراني في "
الكبير " ( 23 / 283 / 618 ) من طريق عبد الخالق بن زيد بن واقد عن أبيه عن
محمد بن عبد الملك بن مروان عن أبيه عن أم سلمة عن النبي صلى الله عليه
وسلم قال : فذكره . قلت : و هذا إسناد ضعيف جدا ، و فيه علتان : الأولى : عبد
الملك بن مروان الخليفة الأموي ، قال الذهبي في " الميزان " : " أنى له العدالة
و قد سفك الدماء و فعل الأفاعيل ؟! " . و قال الحافظ في " التقريب " : " كان
طالب علم قبل الخلافة ، ثم اشتغل بها ، فتغير حاله ، ملك ثلاث عشرة سنة
استقلالا ، و قبلها منازعا لابن الزبير تسع سنين " . و الأخرى : عبد الخالق بن
زيد . قال النسائي : " ليس بثقة " . و قال البخاري : " منكر الحديث " . و
الحديث أورده السيوطي في " الجامع " من رواية الطبراني ، فقال المناوي : " و
ضعفه المنذري . قال الهيثمي : فيه عبد الخالق بن زيد بن واقد و هو ضعيف . و به
عرف ما في رمز المؤلف لحسنه " .

(4/203)


1705 - " خللوا لحاكم و أظفاركم ، إن الشيطان يجري ما بين اللحم و الظفر " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 197 :
موضوع . رواه أبو العباس الأصم في " جزء من حديثه " ( 188 / 1 مجموع 24 ) و
عنه ابن عساكر ( 15 / 232 / 1 ) و تمام الرازي ( 8 / 122 / 1 ) من طريق عيسى بن
عبد الله عن عثمان بن عبد الرحمن عن محمد بن المنكدر عن جابر مرفوعا . و من
هذا الوجه رواه الخطيب في السادس من " الجامع " ، كما في " المنتقى منه " ( 19
/ 2 ) . قلت : و هذا موضوع ، آفته عثمان بن عبد الرحمن ، و هو الزهري الوقاصي
، روى ابن عساكر ( 12 / 239 / 1 ) عن صالح بن محمد الحافظ أنه قال : " كان يضع
الحديث " . و قال ابن حبان : " كان يروي عن الثقات الموضوعات " . و عيسى بن عبد
الله ، لم يتبين لي الآن من هو ؟ و الحديث أورده السيوطي في " الجامع الصغير
" من رواية الخطيب في " الجامع " و ابن عساكر عن جابر . و بيض له المناوي فلم
يتكلم عليه بشيء !!

(4/204)


1706 - " خلقان يحبهما الله ، و خلقان يبغضهما الله ، فأما اللذان يحبهما الله فالسخاء
و السماحة ، و أما اللذان يبغضهما الله فسوء الخلق و البخل ، و إذا أراد الله
بعبد خيرا استعمله على قضاء حوائج الناس " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 197 :
موضوع . ذكره السيوطي في " الجامع الصغير " من رواية البيهقي في الشعب عن
ابن عمرو ، و زاد المناوي في تخريجه : " و أبو نعيم و الديلمي و الأصبهاني
و غيره " . ثم لم يتكلم على إسناده بشيء . و قد وقفت عليه في " جزء أحاديث عن
شيوخ الإجازة " تخريج القاسم بن محمد بن يوسف البرزالي ( 152 / 1 مخطوط
الظاهرية 37 مجموع ) خرجه من طريق محمد بن يونس الكديمي : حدثنا أبو عاصم
الكلابي حدثنا جدي عبيد الله بن الوازع عن هشام بن عروة عن أبيه عن عبد الله بن
عمرو مرفوعا . ثم وجدته في " المنتقى من حديث أبي بكر بن سلمان الفقيه " ( 101
/ 2 ) من هذا الوجه ، إلا أنه قال : " عمرو بن عاصم " بدل : " أبو عاصم " ، ثم
وجدته في " حديث الكديمي " ( 32 / 1 ) رواية أبي نعيم مثل رواية أبي بكر الفقيه
، و هو الصواب ، فإن عمرو بن عاصم هو الكلابي و جده عبيد الله بن الوازع ، و
جده مجهول . و الكديمي وضاع معروف . ثم رأيته في " شعب الإيمان " للبيهقي ( 2 /
249 / 2 ) و الأصبهاني في " الترغيب و الترهيب " ( 114 / 1 ) و الديلمي أيضا من
طريق أبي نعيم ( 2 / 135 ) من هذا الوجه .

(4/205)


1707 - " خليلي من هذه الأمة أويس القرني " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 198 :
منكر . رواه ابن سعد في " الطبقات " ( 6 / 113 ) و عنه ابن عساكر ( 3 / 107
/ 2 ) عن سلام بن مسكين قال : حدثني رجل قال : فذكره مرفوعا . قلت : و رجاله
ثقات ، لكنه مرسل ، لأن سلام بن مسكين من أتباع التابعين ، فالرجل الذي حدثه
أحسن أحواله أنه تابعي ، و لا يمكن أن يكون صحابيا فثبت أنه مرسل . ثم إن
الحديث منكر عندي لقوله صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح المشهور : " ... و
إني أبرأ إلى الله أن يكون لي فيكم خليل ، و إن الله قد اتخذني خليلا ، كما
اتخذ إبراهيم خليلا ، و لو كنت متخذا من أمتي خليلا ، لاتخذت أبا بكر خليلا " .
الحديث رواه مسلم و غيره .

(4/206)


1708 - " خمس تفطر الصائم و تنقض الوضوء : الكذب و الغيبة و النميمة و النظر بالشهوة و
اليمين الفاجرة " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 208 :
موضوع . رواه أبو القاسم الخرقي في " عشر مجالس من الأمالي " ( 224 / 2 )
عن عثمان بن سعيد : حدثنا بقية بن الوليد عن محمد بن الحجاج عن جابان عن أنس
مرفوعا . و الحديث أورده ابن الجوزي في " الموضوعات " من هذه الطريق ، و قال
: " موضوع " و أقره السيوطي في " اللآلىء " ( 2 / 106 ) و زاد ابن عراق في
" تنزيه الشريعة " ( 272 / 1 ) ، فقال : " قلت : رواه أبو الفتح الأزدي في
" الضعفاء " في ترجمة محمد بن الحجاج الحمصي ، و أعله به و قال : لا يكتب حديثه
، و قال ابن أبي حاتم في العلل ( 1 / 258 - 259 ) : " سألت أبي عن هذا الحديث
فقال : هذا حديث كذب . انتهى ، و اقتصر الشيخ الإمام تقي الدين السبكي في " شرح
المنهاج " على تضعيفه . و الله أعلم " . قلت : هذا الاقتصار قصور ، سيما و هو
مخالف لحكم إمام من الأئمة النقاد ، ألا و هو أبو حاتم ، و قد تبعه عليه ابن
الجوزي ثم السيوطي على تساهله الشديد الذي عرف به ! على أنه لم يسلم موقفه تجاه
الحديث من التناقض ، فقد أورد الحديث في الجامع الصغير من رواية الأزدي في
" الضعفاء " ، و قد علمت من كلام ابن عراق أن الطريق واحد !

(4/207)


1709 - " بريء من الشح من أدى الزكاة و قرى الضيف و أعطى في النائبة " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 199 :
ضعيف . رواه الطبراني ( 1 / 205 / 2 ) من طريق عمر بن علي المقدمي عن مجمع
بن يحيى بن جارية قال : سمعت عمي خالد بن زيد الأنصاري قال : فذكره مرفوعا
. قلت : و هذا إسناد ضعيف ، لأن خالد بن زيد ، و هو ابن حارثة الأنصاري لم تثبت
صحبته . قال الحافظ في " الإصابة " ( 1 / 405 ) بعدما عزاه لأبي يعلى و
الطبراني : " إسناده حسن ، لكن ذكره البخاري ، و ابن حبان في ( التابعين ) " .
و نقله المناوي و أقره ، و لم يزد عليه بشيء ، و عزاه أصله لهناد ، يعني في "
الزهد " ( رقم : 1060 ) . و أنا أقول : إن كان مدار الحديث عنده و عند أبي يعلى
من طريق عمر بن علي المقدمي الذي في طريق الطبراني ، ففيه علة أخرى غير الإرسال
، و هي تدليس المقدمي هذا ، قال الحافظ : " كان يدلس شديدا " ! قلت : و يعني به
تدليس السكوت ، كأن يقول : " حدثنا " أو " سمعت " ، ثم يسكت ، ثم يقول : " هشام
بن عروة " أو " الأعمش " موهما أنه سمع منهما ، و ليس كذلك ! و انظر الحديث (
921 ) . ثم وجدت في مسودتي أن الحديث أخرجه ابن حبان في كتاب " الثقات " ( 4 /
202 ) من طريق أبي يعلى بسنده عن ابن المبارك عن مجمع بن يحيى به ، و قال :
" مرسل " . و أنه رواه أبو عثمان النجيرمي في " الفوائد " ( 26 / 2 ) عن سليمان
بن شرحبيل : حدثنا إسماعيل بن عياش حدثنا عمارة بن غزية الأنصاري عن عمه عمر بن
حارث عن أنس بن مالك مرفوعا به ، دون قوله : " و أعطى في النائبة " . و من هذا
الوجه رواه الثعلبي أيضا في " تفسيره " ( 3 / 181 / 1 - 2 ) . قلت : و هذا
إسناد غريب ، عمر بن حارث عم عمارة بن غزية ، لم أجد له ترجمة ، و لم يذكروا في
ترجمة عمارة بن غزية أنه يروي عن عمه هذا ، و إنما عن أبيه غزية بن الحارث !
و إسماعيل بن عياش ضعيف في روايته عن المدنيين ، و هذه منها . و سليمان بن
شرحبيل ، و كتب كاتب " الفوائد " على " شرحبيل " " شراحيل " كأنه يعني نسخته .
و لم أجد في هذه الطبقة من اسمه سليمان بن شرحبيل أو شراحيل . ثم رأيت الحديث
في " الزهد " لهناد ( 1060 ) من طريق آخر عن مجمع بن يحيى . فانحصرت العلة في
الإرسال في هذا الوجه . و الله أعلم .

(4/208)


1710 - " خمس من العبادة : قلة الطعام عبادة و القعود في المساجد عبادة و النظر في
المصحف من غير قراءة عبادة ، و النظر في وجه العالم عبادة ، و أظنه قال : و
النظر في وجه الوالدين عبادة " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 201 :
ضعيف جدا . رواه عفيف الدين أبو المعالي في " فضل العلم " ( 115 / 1 ) عن
سليمان بن الربيع النهدي : حدثنا همام بن مسلم عن ابن جريج عن عطاء عن أبي
هريرة مرفوعا . قلت : و هذا إسناد ضعيف جدا ، سليمان بن الربيع النهدي تركه
الدارقطني . و مثله شيخه همام بن مسلم .

(4/209)


1711 - " ائتدموا و لو بالماء " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 201 :
ضعيف . أخرجه تمام في " الفوائد " ( ق 162 / 1 ) و الطبراني في " جزء من
حديثه " ( ق 27 / 1 ) و الخطيب في " التاريخ " ( 7 / 430 ) من طريق غزيل بن
سنان الموصلي : حدثنا عفيف بن سالم عن سفيان عن ليث عن طاووس عن عبد الله بن
عمرو قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره . قلت : و هذا إسناد
ضعيف ، علته ليث و هو ابن أبي سليم ، و هو ضعيف لاختلاطه . و أما عفيف بن سالم
فصدوق كما في " الميزان " و " التقريب " . و أما غزيل بن سنان الموصلي ، فلم
أعرفه ، و لعله الذي في " الجرح و التعديل " ( 2 / 3 / 59 ) : " غضير ( و في
نسخة : غصين ) ابن سنان الضبي ، روى عن ... ( بياض ) سمع منه أبي ، و سألته عنه
فقال : لا بأس به " . و الحديث عزاه السيوطي لـ " أوسط الطبراني " ، فقال
المناوي : " و كذا أبو نعيم و الخطيب . قال الهيثمي : و فيه غزيل بن سنان لم
أعرفه ، و بقية رجاله ثقات . و قال ابن الجوزي : حديث لا يصح ، فيه مجهول ، و
آخر ضعيف " . و ما نقله المناوي عن الهيثمي هو في كتاب " الأطعمة " من
" المجمع " ( 5 / 35 ) و قوله : " و بقية رجاله ثقات " ذهول عن ليث ، فإنه ضعيف
معروف الضعف ، فتنبه !

(4/210)


1712 - " أتدرين ما خرافة ؟ كان رجلا في بني عذرة ، أسرته الجن ، فمكث فيهم دهرا ثم
ردوه إلى الإنس ، فكان يحدث الناس بما رأى فيهم من الأعاجيب ، فقال الناس :
حديث خرافة " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 202 :
ضعيف . رواه الترمذي في " الشمائل " ( 2 / 58 - 59 ) و أحمد ( 6 / 157 ) و
المخلص في " الفوائد المنتقاة " ( 9 / 234 / 2 ) عن مجالد بن سعيد عن عامر عن
مسروق عن عائشة قالت : حدث رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات ليلة نساءه
حديثا فقالت امرأة منهن : يا رسول الله هذا حديث خرافة ، قال : فذكره . قلت : و
هذا إسناد ضعيف ، رجاله ثقات ، غير مجالد بن سعيد ، فإنه ليس بالقوي كما في
" التقريب " . فإذا عرفت ضعف الحديث ، فلا وجه لما نقله فيه " المقاصد الحسنة
" عن أبي الفرج النهرواني أنه قال في " الجليس الصالح " له : " عوام الناس يرون
أن قول القائل هذه خرافة ، معناه أنه حديث لا حقيقة له ، و لا أصل له و قد بين
ذلك الصادق المصدوق " . قال السخاوي : " و نحوه قول ابن الأثير في " النهاية "
: أجروه على كل ما يكذبونه من الأحاديث و على كل ما يستملح ، و يتعجب منه ، و
يروى عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال : " خرافة حق " . قلت : لقد أحسن ابن
الأثير بإشارته إلى ضعف الحديث بتصديره إياه بقوله : " و يروى " ، و كان الواجب
على السخاوي أن يوضح ذلك و يكشف عن علته كما فعلنا ، لأن كتابه موضوع لذلك ! و
من عجيب أمره أنه قال : " رواه الترمذي في " السمر " من " جامعه " ، بل و في "
الشمائل النبوية " و أحمد و أبو يعلى في " مسنديهما " كلهم من حديث عامر الشعبي
... " . فكان عليه أن يقول : " كله من حديث مجالد بن سعيد عن عامر الشعبي " ،
لأن مجالدا هو علة الحديث فأغفلها . و الله المستعان . ثم إن الحديث لم يروه
الترمذي في " جامعه " ، فاقتضى التنبيه .

(4/211)


1713 - " أتدرين ما حديث خرافة ؟ إن خرافة كان رجلا من بني عذرة فأصابته الجن فكان
فيهم حينا ، فرجع إلى الإنس ، فجعل يحدثهم بأشياء تكون في الجن ، و بأعاجيب لا
تكون في الإنس ، فحدث أن رجلا من الجن كانت له أم ، فأمرته أن يتزوج ، فقال
: إني أخشى أن يدخل عليك من ذلك مشقة أو بعض ما تكرهين ، فلم تزل به حتى زوجته
، فتزوج امرأة لها أم ، فكان يقسم لامرأته و لأمه ، ليلة عند هذه ، و ليلة عند
هذه ، قال : و كانت ليلة امرأته ، فكان عندها ، و أمه وحدها ، فسلم عليها مسلم
، فردت السلام ثم قال : هل من مبيت ؟ قالت : نعم ، قال : فهل من عشاء ؟ قالت
: نعم ، قال : فهل من محدث يحدثنا ؟ قالت : نعم ، أرسل إلى ابني يحدثكم ، قال
: فما هذه الخشفة التي نسمعها في دارك ؟ قالت : هذه إبل و غنم ... " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 203 :
ضعيف جدا . ابن أبي الدنيا في " ذم البغي " ( 34 / 1 - 2 ) عن عثمان بن
معاوية عن ثابت عن أنس مرفوعا . قلت : و هذا إسناد واه بمرة ، عثمان بن
معاوية . قال ابن حبان : " شيخ يروي الأشياء الموضوعة التي لم يحدث بها ثابت قط
، لا تكتب روايته إلا على سبيل القدح " . ثم ساق له هذا الحديث . و تعقبه
الحافظ في " اللسان " ، فقال : " و هذا الحديث الذي أنكره ابن حبان على هذا
الشيخ ، قد أورده ابن عدي في " الكامل " في ترجمة علي بن أبي سارة من روايته عن
ثابت عن أنس ، فتابع عثمان بن معاوية . و علي بن أبي سارة ضعيف ، و قد أخرج له
النسائي " . و أقول : هذه المتابعة لا تجدي لأن ابن أبي سارة ضعفه البخاري جدا
بقوله : " فيه نظر " . كما رواه ابن عدي عنه . ثم ساق له أحاديث هذا أحدها ، ثم
قال : ( 287 / 2 ) : " كلها غير محفوظة و له غير ذلك عن ثابت مناكير أيضا " .
ثم إن نص حديثه يختلف عن نص المشهود له ، فإنه قال في أوله : " حدث رسول الله
صلى الله عليه وسلم عائشة مرة حديثا ، فقالت : لولا أنك حدثتني بهذا يا رسول
الله لظننت أنه حديث خرافة ، فقال لها : يا عائشة ! و هل تدرين ما خرافة ؟ قالت
: لا ، قال : فإن خرافة كان رجلا من بني عذرة ، سبته الجن ، فكان معهم ، فإذا
استرقوا السمع من السموات حدث بعضهم بعضا بذلك ، فسمعه خرافة منهم ، فيحدث به
بني آدم ، فيحدثونه كما يقول . و ذكر الحديث " .

(4/212)


1714 - " ابن آدم أطع ربك تسمى عالما ، و لا تعصه فتسمى جاهلا " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 204 :
موضوع . أخرجه أبو نعيم في " الحلية " ( 6 / 345 ) و الخطيب في " الفوائد
الصحاح و الغرائب " ( جـ 2 رقم الحديث 10 - نسختي ) من طريق علي بن زياد
المتوثي : حدثنا عبد العزيز بن أبي رجاء حدثنا مالك عن سهيل عن أبيه عن أبي
هريرة و أبي سعيد الخدري قالا : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره .
و ليس عند أبي نعيم ( ابن آدم ) . و قال : ( عاقلا ) مكان : ( عالما ) ، و قالا
: هو و الخطيب ، و اللفظ لهذا : " حديث غريب جدا من حديث مالك بن أنس ، تفرد
بروايته عنه عبد العزيز بن أبي رجاء " . قلت : قال الذهبي في " الميزان " :
" قال الدارقطني : متروك . له مصنف موضوع كله " . ثم ساق له هذا الحديث ، و قال
: " هذا باطل على مالك " . و أقره الحافظ في " اللسان " . و الحديث أورده
السيوطي في " الجامع الكبير " ( 1 / 104 / 2 ) من رواية الخطيب في " رواة مالك
" دون قوله " ابن آدم " ، أي مثل رواية أبي نعيم . و أورده في " الجامع الصغير
" من رواية أبي نعيم ، بلفظ الترجمة المخالفة للتي ذكرتها آنفا . و تعقبه
المناوي بعدما نقل كلام الذهبي بقوله : " و قد اقتصر المؤلف على الرمز لتضعيفه
، و كان الأولى حذفه " . ثم تردد المناوي في هذا الحكم فقال في " التيسير " : "
و هو ضعيف بل قيل : موضوع " .

(4/213)


1715 - " ابكين ، و إياكن و نعيق الشيطان فإنه مهما يكن من القلب و العين فمن الله و
الرحمة ، و مهما يكن من اليد و اللسان ، فمن الشيطان " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 205 :
ضعيف . أخرجه أحمد ( 1 / 237 و 335 ) و ابن سعد في " الطبقات " ( 8 / 24 -
أوربا ) عن علي بن زيد عن يوسف بن مهران عن ابن عباس قال : " لما ماتت رقية
بنت النبي صلى الله عليه وسلم قال النبي صلى الله عليه وسلم : الحقي بسلفنا
عثمان بن مظعون ، فبكت النساء على رقية ، فجاء عمر بن الخطاب فجعل يضربهن بسوطه
، فأخذ النبي صلى الله عليه وسلم بيده ، ثم قال : دعهن يا عمر يبكين ، ثم قال :
( فذكره ) ، فقعدت فاطمة على شفير القبر إلى جنب النبي صلى الله عليه وسلم
، فجعلت تبكي ، فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يمسح الدمع عن عينها بطرف
ثوبه " . قلت : و هذا سند ضعيف ، علي بن زيد هو ابن جدعان ، جزم الحافظ في "
التقريب " أنه " ضعيف " .

(4/214)


1716 - " ابن أختكم منكم و حليفكم منكم و مولاكم منكم ، إن قريشا أهل صدق و أمانة ،
فمن بغى لها العواثر ، أكبه الله في النار لوجهه " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 206 :
ضعيف . أخرجه البخاري في " الأدب المفرد " ( 75 ) و السري بن يحيى في : "
حديث الثوري " ( 200 / 2 ) و ابن أبي عاصم في " السنة " ( 147 / 2 ) و الحاكم (
4 / 73 ) و أحمد ( 4 / 340 ) و الشافعي الشطر الثاني منه ( 1845 - ترتيبه ) من
طريق إسماعيل بن عبيد بن رفاعه عن أبيه عن جده قال : " جمع رسول الله صلى
الله عليه وسلم قريشا فقال : هل فيكم من غيركم ؟ قالوا : لا ، إلا ابن أختنا و
حليفنا و مولانا ، فقال : .... " فذكره . و قال الحاكم : " صحيح الإسناد " ! و
وافقه الذهبي ! و هو القائل في إسماعيل هذا : " ما علمت روى عنه سوى عبد الله
بن عثمان بن خثيم " . و لهذا قال الحافظ " مقبول " . يعني عند المتابعة ، و
إلا فلين الحديث . قلت : و قد وجدت للشطر الثاني منه شاهدا من حديث جابر مرفوعا
به ، إلا أنه قال : " إلا كبه الله عز وجل لمنخريه " . أخرجه ابن عساكر في
" التاريخ " ( 3 / 320 / 1 - 2 ) من طريق المسور بن عبد الملك بن عبيد بن سعيد
بن يربوع المخزومي عن زيد بن عبد الرحمن بن عمرو بن نفيل - من بني عدي - عن
أبيه قال : " جئت جابر بن عبد الله الأنصاري في فتيان من قريش ، فدخلنا عليه
بعد أن كف بصره ، فوجدنا حبلا معلقا في السقف ، و أقراصا مطروحة بين يديه أو
خبزا ، فكلما استطعم مسكين قام جابر إلى قرص منها ، و أخذ الحبل حتى يأتي
المسكين فيعطيه ، ثم يرجع بالحبل حتى يقعد ، و قلت له : عافاك الله ! نحن إذا
جاء المسكين أعطيناه ، فقال : إني أحتسب المشي في هذا ، ثم قال : ألا أخبركم
شيئا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قالوا : بلى ، قال : سمعته يقول
: فذكره " . قلت : و هذا سند ضعيف ، من دون جابر لم أعرفهم ، غير المسور بن عبد
الملك ترجمه ابن أبيه حاتم ( 4 / 1 / 298 ) من رواية جمع من الثقات و لم يذكر
فيه جرحا و لا تعديلا . و في " الميزان " عن الأزدي : " ليس بالقوي " . قلت
: فهذا القدر من الحديث حسن بمجموع الطريقين ، و لذلك أوردته في " الصحيحة " (
1688 ) كما أخرجت في ( 776 ) الجملة الأولى منه ، و الجملة الثالثة ( 1613 ) .
و الله أعلم .

(4/215)


1717 - " إياكم و الحمرة ، فإنها أحب الزينة إلى الشيطان " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 207 :
ضعيف . أخرجه الطبراني في " المعجم الكبير " ( 18 / 148 / 317 ) من طريق
بكر بن محمد بن سعيد بن بشير عن قتادة عن الحسن البصري عن عمران بن حصين
مرفوعا . قلت : و هذا إسناد ضعيف ، الحسن البصري مدلس و قد عنعنه . و سعيد بن
بشير ضعيف ، كما في " الإصابة " و غيره . و قد اختلف عليه في إسناده . فرواه
بكر عنه هكذا . و أخرجه الحسن بن سفيان في " مسنده " من طريق يحيى بن صالح
الوحاظي و محمد بن عثمان كلاهما عنه فقال : عن " عبد الرحمن بن يزيد بن رافع
" بدل : " عمران بن حصين " . و أخرجه ابن أبي عاصم من طريق محمد ( بن ) بلال عن
سعيد بهذا الإسناد ، لكنه سمى جده راشدا . و كذا أخرجه ابن منده من طريق
الوحاظي ، كما في " الإصابة " . و أخرجه أبو محمد المخلدي في " الفوائد " ( ق
263 / 2 ) عن سعيد بن بشير مثل رواية ابن سفيان عنه .

(4/216)


1718 - " إن الشيطان يحب الحمرة ، فإياكم و الحمرة ، و كل ثوب ذي شهرة " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 208 :
ضعيف جدا . رواه أبو محمد المخلدي في " الفوائد " ( 283 / 2 ) و الطبراني
في " الأوسط " ( 7858 - بترقيمي ) عن ابن جريج : أخبرني أبو بكر الهذلي عن
الحسن عن رافع بن يزيد الثقفي مرفوعا . و من هذا الوجه أخرجه ابن عدي ( 169
/ 2 ) و الجوزقاني في " الأباطيل " ( 646 ) و قال : " باطل " . و قال ابن عدي
: " أبو بكر الهذلي في حديثه ما لا يحتمل و لا يتابع عليه " . و عنه علقه ابن
منده في " المعرفة " ( 2 / 198 / 1 ) . و قال ابن حجر الهيثمي في " أحكام
اللباس " ( 7 / 1 ) : " إنه ضعيف " . و أقول : بل هو ضعيف جدا ، فإن الهذلي هذا
، قال الذهبي في " الضعفاء " : " مجمع على ضعفه " . و قال الحافظ في " التقريب
" : " متروك الحديث " . و الحديث أورده السيوطي في " الجامع " من رواية الحاكم
في " الكنى " ، و ابن قانع و البيهقي في " الشعب " . و ذكر المناوي أن الطبراني
رواه أيضا من طريق الهذلي . و أن الحافظ قال في " الفتح " : " الحديث ضعيف ، و
بالغ الجوزقاني فقال : إنه باطل ، و قد وقفت على كتاب الجوزقاني و ترجمه
بـ " الأباطيل " ، و هو بخط ابن الجوزي ، و قد تبعه على أكثره في " الموضوعات "
، لكن لم يوافقه على هذا الحديث ، و لم يذكره فيها فأصاب . انتهى " . قلت : و
الصواب أنه ضعيف كما قال الحافظ ، لأن الجوزقاني رواه من طريق أخرى فيه اضطراب
، و سعيد بن بشير ، و هو ضعيف كما تقدم في الذي قبله . و الله أعلم .

(4/217)


1719 - " إن الله تعالى بنى الفردوس بيده ، و حظرها على كل مشرك و كل مدمن للخمر سكير
" .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 209 :
ضعيف . أخرجه تمام الرازي في " الفوائد " ( 10 / 177 / 2 ) و أبو نعيم في
" الحلية " ( 3 / 94 - 95 ) و الديلمي ( 1 / 2 / 225 - 226 ) من طريق أبي
الطاهر بن السرح قال : حدثنا خالي أبو رجاء عبد الرحمن بن عبد الحميد قال
: حدثني يحيى بن أيوب عن داود بن أبي هند عن أنس أن رسول الله صلى الله
عليه وسلم قال : فذكره . و قال أبو نعيم : " غريب من حديث داود عن أنس رضي الله
تعالى عنه ، لم يروه عنه إلا يحيى بن أيوب المعافري المصري ، تفرد به عنه أبو
رجاء " . قلت : و رجاله كلهم ثقات ، في بعضهم كلام لا يضر ، و إنما علته
الانقطاع بين داود و أنس . فإنه و إن كان رآه ، فلم يثبت أنه سمع منه . قال ابن
حبان : روى عن أنس خمسة أحاديث لم يسمعها منه . و قال الحاكم : لم يصح سماعه من
أنس . و خفيت هذه العلة على المناوي ، فأخذ يتكلم على بعض الرواة بما لا يقدح
، و لولاها لكان الحديث ثابتا . و الحديث عزاه السيوطي في " الجامع " للبيهقي
في " الشعب " و ابن عساكر .

(4/218)


1720 - " إن من القرف التلف " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 210 :
ضعيف . أخرجه أبو داود ( 2 / 159 ) و أحمد ( 3 / 451 ) من طريق يحيى بن عبد
الله بن بحير قال : أخبرني من سمع فروة بن مسيك قال : قلت : يا رسول الله !
أرض عندنا يقال لها : أرض أبين ، هي أرض ريفنا و ميرتنا ، و إنها وبئة ، أو قال
: وباؤها شديد ؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم : دعها عنك ، فإن من القرف
التلف " . قلت : و هذا سند ضعيف ، لجهالة من سمعه من فروة .

(4/219)


1721 - " لو أمسك الله عز وجل المطر عن عباده خمس سنين ، ثم أرسله ، لأصبحت طائفة من
الناس كافرين ، يقولون : سقينا بنوء المجدح " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 210 :
ضعيف . رواه النسائي ( 1 / 227 ) و الدارمي ( 2 / 314 ) و ابن حبان ( 606 )
و أحمد ( 3 / 7 ) و الطبراني في " الدعاء " ( ق 111 / 2 ) عن عمرو بن دينار عن
عتاب بن حنين عن أبي سعيد الخدري مرفوعا ، و زاد الدارمي في آخره : " قال
: المجدح كوكب يقال له : الدبران " . قلت : و هذا إسناد ضعيف ، عتاب بن حنين
، أورده ابن أبي حاتم برواية يحيى بن عبد الله بن صيفي و عمرو هذا ، و لم يذكر
فيه جرحا و لا تعديلا ، و لذلك قال الحافظ : " مقبول " . يعني عند المتابعة كما
هو اصطلاحه . و أما ابن حبان فذكره في " الثقات " ! و المحفوظ في الباب الحديث
القدسي : " ما أنعمت على عبادي من نعمة إلا أصبح منهم بها كافرين ... " الحديث
. أخرجه الشيخان و غيرهما ، و هو مخرج في " الإرواء " ( 681 ) .

(4/220)


1722 - " إن أهل الجنة إذا دخلوها نزلوا فيها بفضل أعمالهم ، ثم يؤذن لهم في مقدار يوم
الجمعة من أيام الدنيا ، فيزورون ربهم ، و يبرز لهم عرشه ، و يتبدى لهم في روضة
من رياض الجنة ، فتوضع لهم منابر من نور و منابر من لؤلؤ و منابر من ياقوت و
منابر من زبرجد و منابر من ذهب و منابر من فضة ، و يجلس أدناهم - و ما فيهم من
دني - على كثبان المسك و الكافور ، و ما يرون أن أصحاب الكراسي بأفضل منهم ...
( الحديث بطوله ، و فيه : ) ثم ننصرف إلى منازلنا ، فيتلقانا أزواجنا ، فيقلن
: مرحبا و أهلا ، لقد جئت ، و إن بك من الجمال أفضل مما فارقتنا عليه ، فيقول
: إنا جالسنا اليوم ربنا الجبار ، و يحقنا أن ننقلب بمثل ما انقلبنا " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 211 :
ضعيف . أخرجه الترمذي ( 2 / 89 - 90 ) و ابن ماجة ( 4336 ) و ابن أبي عاصم
في " السنة " ( رقم 785 - بتحقيقي ) و تمام في " الفوائد " ( 13 / 241 - 242 /
2 ) من طرق عن هشام بن عمار : حدثنا عبد الحميد بن حبيب بن أبي العشرين : حدثنا
الأوزاعي حدثنا حسان بن عطية عن سعيد بن المسيب أنه لقي أبي هريرة ، فقال
أبو هريرة : أسأل الله أن يجمع بيني و بينك في سوق الجنة ، فقال سعيد : أفيها
سوق ؟ قال : نعم ، أخبرني رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره ، و قال
الترمذي مضعفا : " حديث غريب ، لا نعرفه إلا من هذا الوجه " . قلت : و علته عبد
الحميد هذا ، أورده الذهبي في " الضعفاء " ، و قال : " قال النسائي : ليس
بالقوي " . و قال الحافظ في " التقريب " : " صدوق ، ربما أخطأ ، قال أبو حاتم
: كان كاتب ديوان ، و لم يكن صاحب حديث " . و هشام بن عمار ، و إن أخرج له
البخاري ففيه كلام ، قال الذهبي في " الميزان " : " صدوق مكثر ، له ما ينكر ،
قال أبو حاتم : صدوق قد تغير ، فكان كلما لقن تلقن " . و نحوه في " التقريب " .
و أخرجه ابن أبي عاصم ( 786 ) و تمام من طريق سويد بن عبد العزيز عن الأوزاعي
به . لكن سويد هذا ضعيف جدا ، قال البخاري : " فيه نظر لا يحتمل " . و ذكره
الذهبي في " الضعفاء " ، و قال : " قال أحمد : متروك الحديث " .

(4/221)


1723 - " أنا شفيع لكل رجلين تحابا في الله ، من مبعثي إلى يوم القيامة " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 212 :
موضوع . أخرجه أبو نعيم في " الحلية " ( 1 / 368 ) من طريق عمرو بن خالد
الكوفي : حدثنا أبو هاشم الرماني عن زاذان أبي عمر الكندي عن سلمان قال :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره . قلت : و هذا إسناد موضوع ، آفته
عمرو بن خالد هذا ، فقد كذبه أحمد و يحيى و الدارقطني و غيرهم ، و قال وكيع :
" كان في جوارنا يضع الحديث ، فلما فطن له تحول إلى واسط " . قلت : ثم رواه عنه
كذاب آخر ، و وضع له إسنادا آخر ، و هو يحيى بن هاشم ، فقال : حدثنا أبو خالد
الواسطي عن زيد بن علي عن أبيه علي عن جده الحسين عن علي بن أبي طالب رضي الله
عنه ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره . أخرجه تمام في
" الفوائد " ( 12 / 219 / 2 ) . قلت : و أبو خالد الواسطي ، هو عمرو بن خالد
الكذاب ، الذي في الطريق الأولى ، و يحيى بن هاشم هو أبو زكريا السمسار الغساني
الكوفي ، كذبه ابن معين و صالح جزرة ، و قال ابن عدي : " كان ببغداد يضع الحديث
، و يسرقه " . و الحديث أورده السيوطي في " زوائد الجامع الصغير " من رواية أبي
نعيم فقط عن سلمان !

(4/222)


1724 - " اللهم إنك سألتنا من أنفسنا ما لا نملكه إلا بك ، اللهم فأعطنا منها ما يرضيك
عنا " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 213 :
ضعيف جدا . أخرجه تمام في " الفوائد " ( 12 / 223 / 1 ) من طريق دلهاث بن
جبير : حدثنا الوليد بن مسلم : أنبأ الأوزاعي عن عطاء بن أبي رباح عن أبي
هريرة قال : فذكره . قلت : و هذا إسناد ضعيف جدا ، دلهاث هذا ، قال الأزدي :
" ضعيف جدا " . و الحديث أورده السيوطي في " الجامع الصغير " من رواية ابن
عساكر فقط ! و استدرك عليه المناوي المستغفري في " الدعوات " ، و قال : " قال
المصنف : و هذا الحديث متواتر " ! و أنا أظن أن هذا خطأ مطبعي ، و أن محله في
غير هذا الحديث . فإنه ليس له طريق أخرى ، فضلا عن أن يكون متواترا !! و لم ترد
هذه العبارة في " الجامع الكبير " ( 544 - 9794 ) .

(4/223)


1725 - " إذا آخيت رجلا فسله عن اسمه و اسم أبيه ، فإن كان غائبا حفظته و إن كان مريضا
عدته ، و إن مات شهدته " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 213 :
ضعيف جدا . قال في " الجامع " : رواه البيهقي في " الشعب " عن ابن عمر
و رمز لضعفه ، و بين السبب في ذلك شارحه المناوي ، فقال : " قال مخرجه البيهقي
: تفرد به مسلمة بن علي بن عبيد الله ، و ليس بالقوي . انتهى ، و مسلمة أورده
الذهبي رحمه الله في " الضعفاء و المتروكين " ، و قال : قال الدارقطني و غيره
: " متروك " . قلت : و منه تعلم تساهله في " التيسير " بقوله : " و في إسناده
ضعف قليل " ! و قال الترمذي : " و لا يصح إسناده " . كما يأتي في الحديث الذي
بعده . و قد أخرجه تمام في " الفوائد " ( 12 / 215 / 2 ) عن مسلمة بن علي عن
عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر قال : " رآني النبي صلى الله عليه وسلم و
أنا أتلفت ، فقال لي : مالك يا عبد الله ؟ قلت : يا رسول الله ! رجل أحببته
، فأنا أطلبه ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره " .

(4/224)


1726 - " إذا آخى الرجل الرجل فليسأله عن اسمه و اسم أبيه ، و ممن هو ، فإنه أوصل
للمودة " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 214 :
ضعيف . أخرجه البخاري في " التاريخ " ( 4 / 2 / 314 ) و ابن سعد في
" الطبقات " ( 6 / 65 ) و عبد بن حميد ( ق 53 / 2 ) و الترمذي ( 2 / 63 ) و أبو
نعيم في " الحلية " ( 6 / 181 ) من طريق عمران بن مسلم القصير عن سعيد بن سلمان
عن يزيد بن نعامة الضبي قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره
، و قال الترمذي : " حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه ، و لا نعرف ليزيد بن
نعامة سماعا من النبي صلى الله عليه وسلم ، و يروى عن ابن عمر عن النبي صلى
الله عليه وسلم نحو هذا الحديث ، و لا يصح إسناده " . يشير إلى الحديث الذي
قبله . فعلة الحديث الإرسال ، و شذ البخاري فقال : " يزيد بن نعامة له صحبة
" . و قد خطؤوه في ذلك . و له علة أخرى ، و هي جهالة الراوي عن سعيد بن سلمان
، و يقال : سليمان . قال الذهبي : " روى عنه عمران القصير فقط ، ذكره ابن حبان
في ( ثقاته ) " . و في " التقريب " : " مقبول " . و الحديث عزاه السيوطي في
" الجامع " لابن سعد في " الطبقات " ، و البخاري في " تاريخه " ، و الترمذي فقط
! و رمز له بالضعف .

(4/225)


1727 - " إذا اتخذ الفيء دولا و الأمانة مغنما و الزكاة مغرما و تعلم لغير الدين و
أطاع الرجل امرأته و عق أمه و أدنى صديقه و أقصى أباه و ظهرت الأصوات في
المساجد ، و ساد القبيلة فاسقهم ، و كان زعيم القوم أرذلهم و أكرم الرجل مخافة
شره و ظهرت القينات و المعازف و شربت الخمور و لعن آخر هذه الأمة أولها
، فليرتقبوا عند ذلك ريحا حمراء ، و زلزلة و خسفا و مسخا و قذف ، و آيات تتابع
، كنظام بال قطع سلكه فتتابع " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 215 :
ضعيف . رواه الترمذي ( 2 / 33 ) من طريق رميح الجذامي عن أبي هريرة
مرفوعا ، و قال مضعفا : " حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه " . قلت : و
رميح هذا مجهول ، كما في " التقريب " . و نحو هذا الحديث ما سيأتي بلفظ : " إذا
فعلت أمتي خمس عشر خصلة " .

(4/226)


1728 - " بادروا أولادكم بالكنى ، لا تغلب عليهم الألقاب " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 215 :
موضوع . رواه ابن عدي ( 34 / 1 ) و الديلمي ( 2 / 1 / 2 ) من طريق أبي
الشيخ عن أبي علي الدارسي : حدثنا حبيش بن دينار عن زيد بن أسلم عن ابن عمر
مرفوعا . و قال ابن عدي : " أبو علي الدارسي بشر بن عبيد منكر الحديث " . قلت
: و كذبه الأزدي . و الحديث أورده ابن الجوزي في " الموضوعات " من رواية ابن
حبان ، و قال : " لا يصح ، حبيش يروي عن زيد العجائب لا يجوز الاحتجاج به " .
قلت : و إعلاله بحبيش هو الصواب لأن الدارسي صدوق كما بينته في ترجمته من
" تيسير الانتفاع " ، و به أعله ابن الجوزي كما رأيت . و تعقبه السيوطي في
" اللآلىء " بقوله ( 1 / 111 ) : " قلت : أخرجه الدارقطني في " الأفراد " ، و
ابن عدي ، و قال : ( فذكر ما تقدم عنه ) ، و أورده صاحب " الميزان " في ترجمته
، و قال : إنه غير صحيح . و قال ابن حجر في " كتاب الألقاب " : سنده ضعيف ، و
الصحيح عن ابن عمر قوله . انتهى ، و له طريق آخر ، قال الشيرازي في " الألقاب
" : أنبأنا ... حدثنا إسماعيل بن أبان : أخبرني جعفر الأحمر عن أبي حفص عن أنس
بن مالك مرفوعا به . إسماعيل متروك ، و جعفر ثقة ينفرد . و الله أعلم " . قلت
: و هذا التعقب لا طائل تحته ، لأن إسماعيل هذا و هو الغنوي كان يضع الحديث كما
قال ابن حبان . و قال أحمد : " روى أحاديث موضوعة " . و لذلك تعقبه ابن عراق
بقوله ( 1 / 199 ) : " قلت : إسماعيل بن أبان كان يضع ، كما مر في المقدمة " .

(4/227)


1729 - " ذكر علي عبادة " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 216 :
موضوع . رواه ابن عساكر ( 12 / 153 / 2 ) عن الحسن بن صابر الهاشمي :
أخبرنا وكيع عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة مرفوعا . قلت : و هذا سند
واه جدا ، الحسن هذا متهم ، قال الذهبي : " قال ابن حبان : منكر الحديث . ثم
ساق له ... عن عائشة مرفوعا : لما خلق الله الفردوس ، قالت : رب زيني ، قال
: قد زينتك بالحسن و الحسين . و هذا كذب " . قلت : و قد أورده ابن الجوزي في
" الموضوعات " من رواية ابن حبان ، و قال : " الحسن بن صابر منكر الرواية جدا
" . ثم ساق له ابن الجوزي طريقا أخرى ، فيها لوط أبو مخنف و الكلبي ، قال : " ،
هما كذابان " . و ساق له السيوطي ( 1 / 389 ) طريقا ثالثا رواه الطبراني و فيه
عباد بن صهيب ، قال السيوطي : " و هو أحد المتروكين " . ثم إن الحديث الأول
أورده السيوطي في " الجامع " من رواية الديلمي في " مسند الفردوس " عن عائشة
. و أعله المناوي بقول ابن حبان المتقدم في ابن صابر ، و ذلك يقتضي أن إسناده
ضعيف جدا كما تقدم ، فقوله في " التيسير " : " إسناده ضعيف " . غاية في التقصير
، و متنه ظاهر الوضع .

(4/228)


1730 - " أتيت بمقاليد الدنيا ( و في رواية : بمفاتيح خزائن الدنيا ) على فرس أبلق <
جاءني به جبريل عليه السلام > عليه قطيفة من سندس " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 217 :
ضعيف . رواه أحمد ( 3 / 327 - 328 ) و ابن حبان ( 2138 ) و أبو الشيخ في
" أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم " ( 290 ) و الرواية الأخرى مع الزيادة له ،
و أبو حامد الحضرمي في " حديثه " ( 159 / 1 ) عن حسين بن واقد عن أبي الزبير عن
جابر مرفوعا . قلت : و هذا إسناد على شرط مسلم ، لكن أبا الزبير مدلس ، و
قد عنعنه ، فهو من أجلها ضعيف .

(4/229)


1731 - " ابنوا مساجدكم جما ، و ابنوا مدائنكم مشرفة " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 217 :
ضعيف . أورده هكذا السيوطي في " الجامع الصغير " من رواية ابن أبي شيبة عن
ابن عباس مرفوعا . و الذي رأيته في " المصنف " في باب " في زينة المساجد و
ما جاء فيها " ( 1 / 209 ) : خلف بن خليفة عن موسى عن رجل عن ابن عباس قال :
" أمرنا أن نبني المساجد جما ، و المدائن شرفا " . قلت : و هذا إسناد ضعيف ،
لجهالة الرجل الذي لم يسم ، و موسى الراوي عنه لم أعرفه .

(4/230)


1732 - " أصدق الرؤيا بالأسحار " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 218 :
ضعيف . أخرجه الترمذي ( 2 / 44 - 45 ) و الدارمي ( 2 / 125 ) و أبو يعلى في
" مسنده " ( 2 / 509 / 383 ) و ابن حبان ( 1799 ) و ابن عدي في " الكامل " ( ق
131 / 1 - 2 ) و الحاكم ( 4 / 392 ) و الخطيب في " التاريخ " ( 8 / 26 و 11 /
342 ) من طريق دراج أبي السمح عن أبي الهيثم عن أبي سعيد الخدري عن النبي
صلى الله عليه وسلم به ، و قال الحاكم : " صحيح الإسناد " ! و وافقه المناوي
، ثم الغماري ، و من قبلهما الذهبي ! مع أنه أورد دراجا هذا في " الضعفاء " و
قال : " ضعفه أبو حاتم ، و قال أحمد : أحاديثه مناكير " . و لهذا ذكر ابن عدي
أن هذا الحديث مما أنكر من أحاديث دراج هذا . و أما الترمذي فسكت عنه !

(4/231)


1733 - " إني فيما لم يوح إلي كأحدكم " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 218 :
موضوع . أخرجه ابن شاهين في " فضائل العشرة " من " السنة " رقم ( 32 -
نسختي ) و الإسماعيلي في " المعجم " ( 94 / 1 - 2 ) من طريق أبي يحيى الحماني
عن أبي القطوف جراح بن المنهال عن الوضين بن عطاء عن عبادة بن نسي عن عبد
الرحمن بن غنم عن معاذ بن جبل قال : " لما أراد النبي صلى الله عليه وسلم
أن يوجهه إلى اليمن ، و ثم أبو بكر و عمر و عثمان و علي و طلحة و الزبير و عبد
الرحمن و سعد ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : تكلموا ، فقال أبو بكر
: يا رسول الله ! لو أنك أذنت لنا بالكلام ما كان لنا أن نتكلم معك ، فقال رسول
الله صلى الله عليه وسلم : ( فذكره ، و زاد ) : فتكلموا ، فتكلم أبو بكر ، و
أمر بالرفق ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لمعاذ : ما ترى ؟ فقال بخلاف
ما قال أبو بكر ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن الله من فوق سمائه
يكره أن يخطأ أبو بكر " . قلت : و هذا إسناد واه بمرة ، الجراح هذا ، قال
البخاري و مسلم : " منكر الحديث " . و قال النسائي و الدارقطني : " متروك " . و
قال ابن حبان : " كان يكذب في الحديث و يشرب الخمر " . و الحديث قال الهيثمي (
9 / 46 ) : " رواه الطبراني ، و أبو القطوف لم أعرفه ، و بقية رجاله ثقات ، و
في بعضهم خلاف " . قلت : كأنه لم يقع في الطبراني مسمى و هو الجراح بن المنهال
كما رأيت ، و الخلاف الذي ذكره في بعض رواته كأنه يعني به أبا يحيى الحماني ،
فقد تكلم فيه بعضهم من قبل حفظه ، لكن الآفة من شيخه الجراح ! ثم رأيت الحديث
في " الطبراني " ( 20 / 67 / 124 ) من الوجه المذكور عن أبي القطوف غير مسمى ،
فلذلك لم يعرفه الهيثمي كما تقدم ، و مع أن المناوي نقل كلامه في " الفيض " ، و
أقره ، و ذلك يستلزم ضعفه ، عاد في " التيسير " ، فحسن إسناده ! فكيف و قد عرف
أنه الجراح المتروك ؟!

(4/232)


1734 - " أبو بكر و عمر مني بمنزلة هارون من موسى " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 219 :
كذب . أخرجه الخطيب في " التاريخ " ( 11 / 384 ) من طريق أبي القاسم علي بن
الحسن بن علي بن زكريا الشاعر : حدثنا أبو جعفر محمد بن جرير الطبري حدثنا بشر
بن دحية حدثنا قزعة بن سويد عن ابن أبي مليكة عن ابن عباس أن النبي صلى
الله عليه وسلم قال : فذكره . أورده في ترجمة الشاعر هذا ، و لم يذكر فيه جرحا
و لا تعديلا . و كذلك صنع الذهبي ، و ساق له هذا الحديث ، و قال : " خبر كذب ،
هو المتهم به " . قلت : نعم هو كذب واضح ، و لكن المتهم به هو غيره ، فقد ذكر
الذهبي نفسه في ترجمة عمار بن هارون المستملي أن ابن عدي أخرجه من طريقه
: حدثنا قزعة بن سويد به . و عقبه الذهبي بقوله : " قلت : هذا كذب ، قال ابن
عدي : حدثناه ابن جرير الطبري حدثنا بشر بن دحية حدثنا قزعة بنحوه . قلت : و من
بشر ؟! قال ابن عدي : قد حدث به أيضا مسلم بن إبراهيم عن قزعة . و قزعة ليس
بشيء " . قلت : ففيما ذكرنا ما يوضح أن أبا القاسم الشاعر بريء الذمة من هذا
الحديث المكذوب . و أن التهمة منحصرة في بشر بن دحية أو شيخه قزعة ، و كان يمكن
تبرئة الأول منهما من عهدته برواية المستملي إياه عن قزعة ، كما فعل الحافظ في
ترجمة بشر ، و لكن المستملي هذا متروك الحديث ، كما قال موسى بن هارون ، و قال
ابن عدي : " عامة ما يرويه غير محفوظ ، كان يسرق الحديث " . فيمكن أن يكون سرقه
من بشر هذا ، ثم رواه عن شيخه قزعة . و عليه فلا نستطيع الجزم بتبرئته منه ،
فهو آفته ، أو شيخه قزعة . و الله أعلم .

(4/233)


1735 - " غطوا حرمة عورته ، فإن حرمة عورة الصغير كحرمة عورة الكبير ، و لا ينظر الله
إلى كاشف عورة " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 220 :
موضوع . رواه الحاكم في " المستدرك " ( 3 / 257 ) عن أحمد بن محمد بن ياسين
: حدثنا محمد بن حبيب السماك حدثنا عبد الله بن زياد الثوباني - من ولد ثوبان -
عن ابن لهيعة عن يزيد بن أبي حبيب عن ليث مولى محمد بن عياض الزهري عن محمد بن
عياض قال : " رفعت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في صغري و علي خرقة ، و قد
كشفت عن عورتي فقال : ... " فذكره " ، و سكت عنه ! و رده الذهبي في " تلخيصه "
بقوله : " قلت : إسناده مظلم ، و متنه منكر " . و قال في " موضوعات من مستدرك
الحاكم " : " قلت : إسناده ظلمات ، و ابن ياسين تالف ، و ابن لهيعة لا يحتمل
هذا ، و محمد بن عياض لا يدرى من هو " . و قال في ترجمة ابن ياسين من " الميزان
" : " قال السلمي : سألت الدارقطني عن أبي إسحاق بن ياسين الهروي ؟ فقال : شر
من أبي بشر المروزي ، و أكذبهما . و قال الإدريسي : كان يحفظ ، سمعت أهل بلده
يطعنون فيه ، لا يرضونه " . و أجمل القول في إسناده الحافظ في " الإصابة " ،
فقال : " و في السند مع ابن لهيعة غيره من الضعفاء " . و من عجائب الذهبي أنه
مع طعنه في إسناد الحديث لما أورد محمد بن عياض في " التجريد " ، قال : " ذكره
الحاكم في " مستدركه " في ( الصحابة ) قال : رفعت إلى رسول الله صلى الله عليه
وسلم في صغري و أنا في خرقة " . كذا قال ، و لم يزد ! و هو من موضوعات " الجامع
الصغير " !

(4/234)


1736 - " السلام قبل الكلام ، و لا تدعوا أحدا إلى الطعام حتى يسلم " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 221 :
موضوع . أخرجه الترمذي ( 2 / 117 ) و أبو يعلى في " مسنده " ( 115 / 2 ) و
أبو نعيم في " أخبار أصبهان " ( 2 / 78 ) عن عنبسة بن عبد الرحمن عن محمد بن
زاذان عن محمد بن المنكدر عن جابر بن عبد الله قال : قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم : فذكره . و قال الترمذي : " هذا حديث منكر ، لا نعرفه إلا من
هذا الوجه ، و سمعت محمد ( يعني : البخاري ) يقول : عنبسة بن عبد الرحمن ضعيف
في الحديث ، ذاهب ، و محمد بن زاذان منكر الحديث " . قلت : قال الحافظ في
" التقريب " : " هو متروك ، و عنبسة متروك ، رماه أبو حاتم بالوضع " . قلت : و
لم يقع للأول ذكر في إسناد أبي يعلى . و الحديث عزاه السيوطي لأبي يعلى فقط ، و
إنما عزا للترمذي منه الشطر الأول فقط ، و هو عنده بتمامه . و لم يتنبه لذلك
المناوي ، و عليه جاء كلامه مختلفا ، فقال في الشطر الأول : " و حكم ابن الجوزي
بوضعه ، و أقره عليه ابن حجر ، و من العجب أنه ورد بسند حسن ، رواه ابن عدي في
" كامله " من حديث ابن عمر باللفظ المذكور ، و قال الحافظ ابن حجر : هذا إسناد
لا بأس به ، فأعرض المصنف عن الطريق الجيد ، و اقتصر على المضعف المنكر ، بل
الموضوع ، و ذلك من سوء التصرف " . قلت : السند الحسن ليس لابن عيد كما بينته
في " الصحيحة " ( 816 ) . ثم قال في حديث أبي يعلى : " قال الهيثمي : في إسناده
من لم أعرفه " . قلت : إنما قال الهيثمي هذا في حديث آخر لجابر نصه : " لا
تأذنوا لمن لم يبدأ بالسلام ، و هو حديث صحيح لطرقه و شواهده ، و لذلك خرجته في
الكتاب الآخر ( 817 ) .

(4/235)


1737 - " إذا كتبت فبين ( السين ) في " بسم الله الرحمن الرحيم " " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 222 :
ضعيف . رواه أبو الغنائم الدجاجي في " حديث ابن شاه " ( 129 / 2 ) عن الفضل
بن سهل ذي الرياستين : سمعت جعفر بن يحيى بن خالد البرمكي يقول : سمعت أبي يحيى
ابن خالد يقول : سمعت أبي خالد بن برمك يقول : سمعت عبد الحميد بن يحيى كاتب
بني أمية يقول : سمعت سالم بن هشام يقول : سمعت عبد الملك بن مروان يقول : سمعت
زيد بن ثابت يقول مرفوعا . و من هذا الوجه رواه الكازروني في " المسلسلات "
( 120 / 2 ) و كذا الخطيب في التاريخ ( 12 / 340 ) و الديلمي ( 1 / 1 / 146 ) و
ابن عساكر ( 9 / 404 / 1 ) و أورده في ترجمة عبد الحميد هذا ، و أما الخطيب
فأورده في ترجمة ذي الرياستين و لم يذكرا فيهما جرحا و لا تعديلا . و جعفر بن
يحيى بن خالد البرمكي ، الوزير بن الوزير ، و هما على شهرتهما في الوزارة
لهارون الرشيد ، فلا يعرفان في الرواية . و بالجملة ، فالإسناد ضعيف مظلم . و
بيض له المناوي فلم يتكلم عليه بشيء . هذا في " الفيض " ، و أما في " التيسير
" فجزم بأنه ضعيف .

(4/236)


1738 - " إذا كتب أحدكم كتابا ، فليتربه ، فإنه أنجح للحاجة ، < و في التراب بركة > "
.
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 223 :
ضعيف . أخرجه الترمذي ( 2 / 119 ) و العقيلي في " الضعفاء " ( 104 ) و أبو
نعيم في " أخبار أصبهان " ( 2 / 238 ) من طريق حمزة بن أبي حمزة عن أبي الزبير
عن جابر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : فذكره . و قال الترمذي :
" حديث منكر ، لا نعرفه عن أبي الزبير إلا من هذا الوجه ، و حمزة - و هو
النصيبي - ضعيف الحديث " . قلت : بل هو متروك متهم بالوضع كما في " التقريب
" . و قال العقيلي : " لا يحفظ هذا الحديث بإسناد جيد " . قلت : و قول الترمذي
: لا نعرفه ... إنما هو بالنظر لما وصل إليه علمه . و إلا ، فقد تابعه عمر بن
أبي عمر و أبو أحمد عن أبي الزبير به نحوه ، و هو ضعيف كما قال الذهبي و
العسقلاني ، و يأتي لفظه في الذي بعده . ثم إن في الإسناد علة أخرى ، و هي
عنعنة أبي الزبير . و قد وجدت له شاهدا من حديث أبي هريرة مرفوعا به . أخرجه
ابن عدي في " الكامل " (10 / 2 ) من طريق بقية عن ابن عياش عن محمد بن عمرو عن
أبي سلمة عنه . أورده في ترجمة ابن عياش هذا ، و هو إسماعيل و قال في آخرها :
" و هذه الأحاديث من أحاديث الحجازيين كيحيى بن سعيد و محمد بن عمرو .. و .. و
.. و من حديث العراقيين إذا رواه ابن عياش عنهم ، فلا يخلو من غلط ... و حديثه
عن الشاميين إذا روى عنه ثقة ، فهو مستقيم ، و في الجملة ، إسماعيل بن عياش ممن
يكتب حديثه ، و يحتج به في حديث الشاميين خاصة " . قلت : و هذا من حديثه عن
الحجازيين ، فلا يحتج به ، لاسيما و الراوي له عنه ، إنما هو بقية ، و قد عنعنه
. و لبقية فيه إسناد آخر ، و لفظ آخر ، و هو : " تربوا صحفكم ، أنجح لها ، إن
التراب مبارك " .

(4/237)


1739 - " تربوا صحفكم ، أنجح لها ، إن التراب مبارك " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 224 :
منكر . رواه أبو بكر بن أبي شيبة " في الأدب " ( 1 / 152 / 1 ) و عنه ابن
ماجة ( 3774 ) عن يزيد بن هارون عن بقية عن أبي أحمد الدمشقي عن أبي الزبير عن
جابر مرفوعا . و رواه ابن عدي ( 242 / 2 ) و ابن عساكر ( 13 / 174 / 2 ) و
الضياء المقدسي في " المختارة " ( 10 / 99 / 2 ) عن عمار بن مضر أبي ياسر
: حدثنا بقية عن عمر بن أبي عمر عن أبي الزبير به . و هكذا رواه المخلص في
" الفوائد المنتقاة " ( 69 / 1 ) و قال ابن عساكر : قال الدارقطني : " تفرد به
بقية عن عمر بن أبي عمر " . و روى ابن عدي ( 43 / 2 ) عن أحمد بن أبي يحيى
البغدادي قال : " سألت أحمد بن حنبل في السجن عن حديث يزيد بن هارون ( قلت
: فذكره ) فقال : هذا منكر ، و ما رواه بقية عن بحير و صفوان و ثقاته يكتب ، و
ما روى عن المجهولين لا يكتب " . ثم رواه ابن أبي شيبة عن يزيد قال : حدثنا أبو
شيبة عن رجل عن الشعبي مرفوعا به نحوه ، و عنه أيضا : أنبأ أبو عقيل حدثنا أبو
سلمة بن عبد الله بن عمر أن عمر بن الخطاب قال : فذكره موقوفا نحوه . و الحديث
من الأحاديث التي وردت في " المشكاة " ( 4657 ) و حكم القزويني بوضعه . و رده
الحافظ ابن حجر في رسالته التي طبعت في آخر " المشكاة " بالطريقين المذكورين عن
أبي الزبير ، و قال : " فلا يتأتى الحكم عليه بالوضع مع وروده من جهة أخرى ، و
قد أخرجه البيهقي من طريق عمر بن أبي عمر عن أبي الزبير أيضا " . روى الخطيب في
" الجامع " ( 4 / 159 / 1 ) عن ابن عبد الوهاب الحجبي قال : " كنت في مجلس بعض
المحدثين و يحيى بن معين إلى جنبي فكتبت صحفا فذهبت لأتربه ، فقال لي : لا تفعل
فإن الأرضة تسرع إليه ، قال : فقلت له : الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم
: أتربوا الكتاب فإن التراب مبارك و أنجح للحاجة . قال : ذاك إسناد لا يسوي
شيئا .

(4/238)


1740 - " إذا كتب أحدكم إلى أحد فليبدأ بنفسه " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 225 :
ضعيف . أخرجه الطبراني ، و عنه ابن عساكر في " تاريخ دمشق " ( 10 / 142 -
143 طبع المجمع العلمي ) : حدثنا محمد بن هارون بن محمد بن بكار بن بلال
الدمشقي أخبرنا أبي أخبرنا أبو محمد بشير بن أبان بن بشير بن النعمان بن بشير
بن سعد الأنصاري عن أبيه عن جده قال : " كتب مروان بن الحكم إلى النعمان بن
بشير يخطب على ابنه عبد الملك بن مروان أم أبان بنت النعمان ، و كان كتابه إليه
: بسم الله الرحمن الرحيم ، من مروان بن الحكم إلى النعمان بن بشير سلام عليكم
... فلما قرأ النعمان الكتاب كتب إليه : بسم الله الرحمن الرحيم ، من النعمان
بن بشير إلى مروان بن الحكم ، بدأت باسمي سنة من رسول الله صلى الله عليه وسلم
، و ذلك لأني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : فذكره " . قلت : و هذا
إسناد ضعيف ، أورده ابن عساكر في ترجمة بشير بن أبان هذا ، و لم يذكر فيه جرحا
و لا تعديلا . و قد وقع منسوبا لجده ، و اسم أبيه النعمان بن أبان ابن بشير بن
النعمان بن بشير ... الأنصاري ، و لم أجد له ترجمة . و الحديث عزاه في " الجامع
الصغير " للطبراني في " المعجم الكبير " ، و قال المناوي : " و فيه مجهول ، و
ضعيف " . قلت : أما المجهول ، فهو بشير بن أبان هذا أو أبوه . و أما الضعيف فلم
أعرف من هو الذي يعنيه ، فإن محمد بن هارون لم أجده في " الميزان " . و
" اللسان " ، و لا رأيت له ترجمة في غيرهما . و أما أبوه هارون بن محمد فقال
أبو حاتم : " صدوق " . و النسائي : " لا بأس به " . و الله أعلم . و للحديث
شاهد و لكن إسناده هالك فانظر الحديث الآتي ( 2702 ) .

(4/239)


1741 - " بسم الله الرحمن الرحيم مفتاح كل كتاب " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 226 :
ضعيف جدا . رواه الخطيب في " الجامع " كما في " المنتقى منه " ( 19 / 1 )
عن علي بن العباس : حدثنا عباد بن يعقوب أخبرنا عمر بن مصعب عن فرات بن أحنف عن
أبي جعفر محمد بن علي مرفوعا . و هذا إسناد ضعيف جدا مسلسل بالضعفاء و
العلل ، فإنه مع كونه مرسلا أو معضلا سقط من إسناده الصحابي و التابعي على
الأقل ، فإن كل من دون أبي جعفر و هو الباقر متكلم فيهم . 1 - فرات بن أحنف ،
أورده الذهبي في " الضعفاء و المتروكين " ، و قال : " ضعفه النسائي و غيره " .
2 - عمر بن مصعب ، أورده العقيلي ثم الذهبي في " الضعفاء " . 3 - عباد بن يعقوب
، و هو الرواجني ، قال الذهبي في " الميزان " : " من غلاة الشيعة . و رؤوس
البدع ، لكنه صدوق في الحديث ، و عنه البخاري في " الصحيح " مقرونا بآخر " . و
قال في " الضعفاء " : " قال ابن حبان : رافضي داعية " . 4 - علي بن عباس ، لم
أعرفه . و الحديث بيض له المناوي فلم يتكلم على إسناده بشيء ، و لعله اكتفى
بإعلاله بالإرسال أو الإعضال ، و بالتالي أعله السيوطي في " الجامع " .

(4/240)


1742 - " أبو بكر و عمر خير الأولين و خير الآخرين و خير أهل السماوات و خير أهل الأرض
، إلا النبيين و المرسلين " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 227 :
موضوع . أخرجه ابن عدي في " الكامل " ( ق 62 / 1 ) و الخطيب في " تاريخ
بغداد " ( 5 / 253 ) من طريق جبرون بن واقد : حدثنا مخلد بن حسين عن هشام عن
محمد عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره . أورده
ابن عدي في ترجمة جبرون هذا ، مع حديث آخر له ، ثم قال : " و لا أعرف له غير
هذين الحديثين ، و هما منكران " . و قال الذهبي في " الميزان " : " متهم ، فإنه
روى بقلة حياء ... " . فذكر هذا الحديث ، و الحديث الآخر المشار إليه ، ثم قال
: " و هما موضوعان " . و أقره الحافظ في " اللسان " . و الحديث الآخر في
" المشكاة " ( 195 ) ، و قد تكلمت عليه هناك . قلت : وجدت له طريقا آخر ، رواه
الديلمي في " مسنده " ( 1 / 1 / 78 ) من طريق السري بن يحيى : حدثنا أبي حدثنا
مخلد بن الحسين به مختصرا بلفظ : " أبو بكر و عمر خير أهل السماوات و الأرض ، و
خير من بقي إلى يوم القيامة " . لكن يحيى والد السري لم أعرفه ، فلعله آفته ، و
أما ابنه فثقة .

(4/241)


1743 - " أبو سفيان بن الحارث سيد فتيان أهل الجنة " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 228 :
ضعيف . أخرجه ابن سعد في " الطبقات " ( 4 / 53 ) و الحاكم ( 3 / 255 ) من
طريق حماد بن سلمة عن هشام بن عروة عن أبيه قال : قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم : فذكره . قلت : و هذا إسناد رجاله ثقات رجال مسلم ، و لكنه مرسل . و
هو بظاهره مخالف لقوله صلى الله عليه وسلم : " الحسن و الحسين سيدا شباب ... "
. و هو مخرج في " الصحيحة " ( 796 ) .

(4/242)


1744 - " أبو هريرة وعاء العلم " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 228 :
ضعيف . أخرجه الحاكم ( 3 / 509 ) عن زيد العمي عن أبي الصديق الناجي عن
أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره . قلت : و
سكت عليه هو و الذهبي ، و كأنه لظهور ضعفه ، فإن زيدا هذا و هو ابن الحواري أبو
الحواري ، أورده الذهبي في " الضعفاء " ، و قال : " ليس بالقوي " . و قال
الحافظ في " التقريب " : " ضعيف " . و الحديث في " الفتح الكبير " معزوا لـ " (
ن ) عن كذا " . لم يذكر اسم الصحابي ، و كأنه كان ممحوا في الأصل الذي نقل عنه
السيوطي ، ثم أشار إلى ذلك بقوله : " عن كذا " . و قوله : ( ن ) يعني النسائي
، أخشى أن يكون محرفا من ( ك ) أي الحاكم ، فليس الحديث عند النسائي ، ثم تأكدت
من التحريف بالرجوع إلى مخطوطة " الزيادة على الجامع " . و الله أعلم .

(4/243)


1745 - " أتاني جبريل ، فأخذ بيدي ، فأراني باب الجنة الذي تدخل منه أمتي ، فقال أبو
بكر : يا رسول الله ! وددت أني كنت معك حتى أنظر إليه ، فقال : أما إنك يا أبا
بكر ! أول من يدخل الجنة من أمتي " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 229 :
ضعيف . أخرجه أبو داود ( 2 / 265 ) و ابن شاهين في " السنة " ( رقم 21 -
نسختي ) و الحاكم ( 3 / 73 ) من طريق أبي خالد الدالاني عن أبي خالد مولى آل
جعدة عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره ، و قال
: " صحيح على شرط الشيخين " ! و وافقه الذهبي ! كذا قالا ، و ذلك من أوهامهما
، فإن الدالاني هذا و شيخه لم يخرج لهما الشيخان شيئا ، ثم الأول منهما ضعيف
، أورده الذهبي في " الضعفاء " ، و قال : " قال أحمد : لا بأس به . و قال ابن
حبان : فاحش الوهم ، لا يجوز الاحتجاج به " . و قال الحافظ في " التقريب " : "
صدوق يخطيء كثيرا ، و كان يدلس " . و الآخر منهما مجهول ، كما قال الحافظ ، بل
قال الذهبي نفسه : " لا يعرف " . لكن وقع في " المستدرك " : " عن أبي حازم "
، فلا أدري أهكذا وقعت الرواية للحاكم ، فكان ذلك من دواعي ذلك الخطأ ، أم هو
تصحيف من الناسخ أو الطابع ؟! و الله أعلم .

(4/244)


1746 - " أتاني جبريل ، فقال : إن ربي و ربك يقول لك : تدري كيف رفعت لك ذكرك ؟ قلت
: الله أعلم ، قال : لا أذكر ، إلا ذكرت معي " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 230 :
ضعيف . أخرجه أبو يعلى في " مسنده " و ابن حبان ( 1772 ) و ابن جرير في
" تفسيره " ( 30 / 235 ) و أبو بكر النجاد الفقيه في " الرد على من يقول
: القرآن مخلوق " ( ق 96 / 1 ) و ابن النجار في " ذيل التاريخ " ( 10 / 29 / 2
) عن أبي السمح عن أبي الهيثم عن أبي سعيد الخدري مرفوعا به . قلت : و هذا
إسناد ضعيف ، من أجل أبي السمح ، و اسمه دراج ، فإن فيه ضعفا ، كما تقدم مرارا
، و أما الحافظ يقول فيه : " صدوق ، في حديثه عن أبي الهيثم ضعف " .

(4/245)


1747 - " اتركوا الترك ما تركوكم ، فإن أول من يسلب أمتي ما خولهم الله عز وجل بنو
قنطورا من كركرا " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 230 :
موضوع . رواه الطبراني ( 3 / 76 / 1 ) و الخلال في أصحاب ابن منده ( 152 /
2 ) عن عثمان بن يحيى القرقساني : حدثنا عبد المجيد بن عبد العزيز بن أبي رواد
حدثنا مروان بن سالم الجزري عن الأعمش عن زيد بن وهب و شقيق بن سلمة عن ابن
مسعود مرفوعا . و رواه أبو جعفر الطوسي الشيعي في " الأمالي " ( ص 4 ) عن
مروان بن سالم قال : حدثنا الأعمش عن أبي وائل و زيد بن وهب عن حذيفة بن اليمان
به . قلت : و هذا إسناد هالك في الضعف ، و فيه ثلاث علل : الأولى : الجزري .
قال البخاري و مسلم و أبو حاتم : " منكر الحديث " . و قال أبو عروبة الحراني
: " يضع الحديث " . الثانية : عبد المجيد بن عبد العزيز بن أبي رواد ، مختلف
فيه ، و في " التقريب " : " صدوق يخطيء ، و كان مرجئا ، أفرط ابن حبان فقال
: متروك " . الثالثة : عثمان بن يحيى القرقساني ، لم أجد له ترجمة . و الحديث
قال الهيثمي في " المجمع " ( 7 / 312 ) . " رواه الطبراني في " الكبير " و "
الأوسط " ، و فيه عثمان بن يحيى القرقساني ، و لم أعرفه ، و بقية رجاله رجال
الصحيح " . كذا قال : و ذهل عن آفته الكبرى : ( الجزري ) مع أنه تنبه لها في
مكان آخر منه ، فقال ( 5 / 304 ) : " رواه الطبراني في " الأوسط " ، و فيه
مروان بن سالم ، و هو متروك " . و قال المناوي عقب هذين النقلين عنه : " و قال
السمهودي : المقال إنما هو في سند " الكبير " ، أما " الأوسط " و " الصغير
" فإسنادهما حسن ، و رجالهما موثقون . انتهى . و به يعرف أن اقتصار المؤلف على
العزو لـ " الكبير " غير جيد ، و كيفما كان ، لم يصب ابن الجوزي حيث حكم بوضعه
، و قد جمع الضياء فيه جزءا " . قلت : فيه نظر من وجوه : الأول : أن الطبراني
لم يخرجه في " الصغير " ، و أنا من أعرف الناس به ، فقد رتبته على مسانيد
الصحابة ، ثم رتبت أحاديثهم جميعا على حروف المعجم ، فعزوه إليه وهم . الثاني
: أن جزمه بأن إسناده حسن ، و أن المقال إنما هو في " الكبير " ، يخالف جزم
الهيثمي بأن في إسناد " الأوسط " أيضا مروان بن سالم المتروك ، و هو أعرف به من
السمهودي . الثالث : أن ابن الجوزي قد أصاب في حكمه عليه بالوضع ، ما دام أن
مروان بن سالم قد اتهم بالوضع كما سبق . فلا وجه لتعقبه في ذلك . و الضياء إنما
جمع الجزء المشار إليه في الطرف الأول من الحديث ، بغض النظر عن تمامه ، و
الطرف المذكور ، حقا إنه لا مجال للقول بوضعه ، لأن له شواهد تمنع من ذلك أورد
بعضها الهيثمي ، فليراجعه من شاء . و من ذلك ما رواه ابن لهيعة عن كعب بن علقمة
قال : أخبرنا حسان بن كريب الحميري قال : سمعت ابن ذي الكلاع : سمعت معاوية بن
أبي سفيان مرفوعا به . أخرجه ابن عبد الحكم في " فتوح مصر " ( 267 ) . ثم رأيت
ترجمة القرقساني في " ثقات ابن حبان " ( 9 / 455 ) و ذكر أنه مات سنة ( 258 ) .
و من طريقه أخرجه الطبراني في " المعجم الأوسط " أيضا ( 5764 - بترقيمي ) ،
فسقط كلام السمهودي يقينا ، و ما قلده المناوي فيه ، ثم تراجع عن بعضه ، فقد
رأيته يقول في " التيسير " : " ضعيف لضعف مروان بن سالم " . قال هذا بعد أن
عزاه للمعاجم الثلاثة !

(4/246)


1748 - " استاكوا ، لا تأتوني قلحا ، لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل
صلاة " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 232 :
ضعيف . أخرجه الخطيب في " الجامع " ( ق 19 / 2 من المنتقى منه ) عن يحيى بن
عبد الحميد : حدثنا قيس بن الربيع عن عيسى الزراد عن تمام بن معبد عن ابن
عباس . قلت : و هذا إسناد ضعيف ، يحيى بن عبد الحميد و هو الحماني ، و قيس بن
الربيع ضعيفان من قبل حفظهما . و عيسى الزراد و تمام بن معبد لم أجد لهما ترجمة
. و الحديث رواه سفيان عن أبي علي الزراد قال : حدثني جعفر بن تمام بن عباس عن
أبيه قال : أتوا النبي صلى الله عليه وسلم ، أو أتي ، فقال : " ما لي أراكم
تأتوني قلحا ؟! استاكوا ، لولا أن أشق .... " . أخرجه أحمد ( 1 / 214 ) . قلت
: و هذا إسناد ضعيف مرسل ، تمام بن العباس ذكره ابن حبان في " التابعين " من
" الثقات " . و أبو علي الزراد ترجمه الحافظ في " التعجيل " و قال : " قال أبو
علي بن السكن : مجهول " . قلت : و قد اختلف الرواة عليه في إسناده اختلافا
كثيرا ، كما بينه الحافظ في ترجمة تمام بن العباس من " التعجيل " ، و زاده
بيانا الشيخ أحمد شاكر في تعليقه على المسند ( 3 / 246 - 248 ) ، و انتهى إلى
القول : " و مجموع هذه الروايات عندي يدل على صحة هذا الحديث " . قلت : و
مدارها كلها على الزراد هذا ، و قد علمت قول ابن السكن فيه ، لكن الشيخ شاكر
رحمه الله تعالى قال عقبه : " و ينبغي أن يحكم بتوثيقه ، فقد نقل في " التهذيب
" ( 10 / 313 ) في ترجمة منصور بن المعتمر عن الآجري عن أبي داود : " كان منصور
لا يروي إلا عن ثقة " . و رواية منصور عنه ثابتة في أسانيد سنذكرها " . و من
وجوه الاختلاف المشار إليها ما رواه أحمد ( 3 / 442 ) : حدثنا معاوية بن هشام
قال : حدثنا سفيان عن أبي علي الصيقل عن قثم بن تمام أو تمام بن قثم عن أبيه
قال : " أتينا النبي صلى الله عليه وسلم فقال : ما بالكم تأتوني قلحا لا تسوكون
؟! لولا ... " . قال الهيثمي في " المجمع " ( 1 / 221 ) : " رواه أحمد ، و فيه
أبو علي الصيقل ، قيل فيه : إنه مجهول " . و ذكر الحافظ أن هذه الرواية شاذة
، و أن المحفوظ الرواية المتقدمة عن سفيان ... عن جعفر بن تمام بن عباس عن أبيه
مرسلا . قلت : و لست أميل إلى الأخذ بما ذهب إليه الشيخ أحمد من صحة الحديث
، لأن الحديث مضطرب اتفاقا ، و لم يذكر الشيخ دليلا يمكن به ترجيح وجه من وجوه
الاضطراب ثم تصحيحه بخصوصه ! نعم وجدت له شاهدا ، أخرجه أبو نعيم في " أخبار
أصبهان " ( 2 / 148 ) من طريق العلاء بن أبي العلاء : حدثني مرداس عن أنس
مرفوعا به نحوه . لكن العلاء هذا لم أعرفه ، و مرداس لعله الذي في " الميزان "
و " اللسان " : " مرداس بن أدية أبو بلال ، تابعي يعد من كبار الخوارج " . و
الحديث أورده في " الجامع الكبير " ( 1 / 96 / 1 ) من رواية الدارقطني في "
الأفراد " عن العباس بن عبد المطلب . و وقع في " الفتح الكبير " عن ابن عباس
، و كأنه تحريف . و من رواية الحكيم عن تمام بن عباس . و وقع في " الفتح
" الحكيم و ابن عساكر عن تمام . فالله أعلم . و هذا كله في الشطر الأول من
الحديث . و أما الشطر الآخر ، فهو صحيح ، بل متواتر ، جاء عن جمع من الصحابة في
" الصحيحين " و غيرهما ، و قد خرجت بعضها في " الإرواء " ( 70 ) و " صحيح أبي
داود " ( 36 و 37 ) .

(4/247)


1749 - " كان يعجبه أن يفطر على الرطب ما دام الرطب ، و على التمر إذا لم يكن رطب ، و
يختم بهن ، و يجعلهن وترا ثلاثا أو خمسا أو سبعا " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 234 :
ضعيف جدا . رواه أبو بكر الشافعي في " الفوائد " ( 105 / 1 ) و من طريقه
الخطيب في تاريخه ( 3 / 354 ) : حدثنا أبو بكر محمد بن هارون بن عيسى الأزدي -
سنة ست و سبعين ( و في التاريخ : و تسعين ) و مائتين - : حدثني الحكم بن موسى
حدثنا محمد بن سلمة الحراني عن الفزاري عن محمد بن المنكدر عن جابر بن عبد
الله مرفوعا . قلت : و هذا سند ضعيف جدا ، و علته الفزاري هذا ، و اسمه محمد
بن عبيد الله العرزمي ، و هو متروك ، كما في " التقريب " . و شيخ أبي بكر
الشافعي فيه ضعف ، قال الخطيب : " حدث أحاديث مستقيمة ، و قال الدارقطني : ليس
بالقوي " . قلت : و يستدرك هذا على : " الميزان " ، و " الذيل عليه " ، و "
لسانه " ، فإنهم لم يوردوه . و الحديث أخرجه ابن عدي ( 281 / 2 ) من طريق محمد
بن سلمة به ، و قال : " و محمد بن سلمة الحراني في عامة ما يروي عن محمد بن
عبيد الله العرزمي يقول : " عن الفزاري " ، فيكني عنه و لا يسميه لضعفه ، و
أحيانا يسميه و ينسبه " . و قال : " حديث غير محفوظ ، و العرزمي عامة رواياته
غير محفوظة " .

(4/248)


1750 - " كان يتنور في كل شهر ، و يقلم أظفاره في كل خمس عشرة " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 235 :
ضعيف . رواه الخطيب في " السادس " من " الجامع " كما في " المنتقى منه " (
19 / 2 ) و عنه ابن عساكر ( 15 / 338 / 1 - 2 ) : أخبرنا هلال بن محمد بن جعفر
الحفار أنبأنا إسماعيل بن محمد الصفار حدثنا محمد بن صالح الأنماطي حدثنا
العباس بن عثمان المعلم : حدثني الوليد عن عبد العزيز بن أبي رواد عن نافع عن
ابن عمر مرفوعا . قلت : و هلال هذا ترجمه الخطيب في " التاريخ " ( 13 / 75
) و قال : " كتبنا عنه ، و كان صدوقا " . و إسماعيل الصفار ثقة كما في "
الميزان " . و كذا محمد بن صالح الأنماطي و كذا العباس بن عثمان المعلم ثقات
كلهم ، و في الأخير كلام يسير . و الوليد هو ابن مسلم و هو ثقة من رجال الشيخين
و لكنه يدلس تدليس التسوية . و لولا ذلك لحكمت على هذا الإسناد بالجودة فإن عبد
العزيز بن أبي رواد صدوق ربما وهم ، و احتج به مسلم . و نافع أشهر من أن يذكر .
و الحديث أورده السيوطي في " الجامع " من رواية ابن عساكر وحده . و بيض له
المناوي ، و جزم السيوطي في " الحاوي " ( 1 / 341 - طبع الدمشقي ) بضعف إسناده
.

(4/249)


1751 - " البادىء بالسلام بريء من الصرم " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 236 :
ضعيف . أخرجه أبو نعيم في " الحلية " ( 7 / 134 و 9 / 25 ) من طريق عبد
الرحمن بن عمر - رستة - : حدثنا ابن مهدي حدثنا سفيان عن أبي إسحاق عن أبي
الأحوص عن عبد الله قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره .
أخرجه من طريقين عن رستة . و خالفهما العباس بن الفضل الأسفاطي : حدثنا رستة
الأصبهاني به ، إلا أنه قال : " الكبر " مكان : " الصرم " . أخرجه الخطيب في
" الجزء السابع " من " الجامع " كما في " المنتقى منه " ( 19 / 2 ) و الأسفاطي
هذا لم أعرفه ، و هو من شيوخ الطبراني في " المعجم الصغير " ( رقم 7 - " الروض
" ) ، و " المعجم الأوسط " ، و له فيه أربعة و عشرون حديثا ، و قد ذكره ابن
الأثير في " اللباب " ( 1 / 54 ) و لم يورد فيه جرحا و لا تعديلا . فلفظه هذا
شاذ أو منكر لمخالفته الطريقين فيه . ثم قال أبو نعيم : " غريب ، تفرد به عن
الثوري عبد الرحمن بن مهدي " . و قال في الموضع الآخر : " غريب من حديث الثوري
عن أبي إسحاق ، كأنه غير محفوظ ، و المشهور ما حدثناه حبيب بن الحسن : حدثنا
يوسف القاضي حدثنا ابن أبي بكر حدثنا ابن مهدي حدثنا سفيان عن أبي قيس عن عمرو
بن ميمون عن < ابن > مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله " . قلت : الإسناد
الأول عندي أقوى ، لولا أمران اثنان : الأول : أنهم قالوا في ترجمة رستة هذا :
" و غرائب حديثه تكثر " . و الآخر : أن أبا إسحاق ، و هو السبيعي ، مدلس ، و قد
عنعنه . و الحديث أعله المناوي بعلة غريبة ، فقال : " و فيه أبو الأحوص ، قال
ابن معين : ليس بشيء ، و أورده الذهبي في ( الضعفاء ) " و لخص ذلك في " التيسير
" ، فقال : " و فيه أبو الأحوص ، و هو ضعيف " . قلت : و هذا خطأ فاحش ، فأبو
الأحوص في الحديث ليس هو الذي ضعفه الذهبي ، هذا مجهول الاسم و العدالة ، و
تمام كلام الذهبي : " ما روى عنه غير الزهري " . و أنت ترى الحديث من رواية أبي
إسحاق عنه ، و أبو الأحوص الذي يروي عنه أبو إسحاق إنما هو عوف بن مالك الجشمي
، و هو ثقة من رجال مسلم ، فلو أن أبا إسحاق صرح بسماعه منه لهذا الحديث لكان
حديثا جيدا . و الله أعلم .

(4/250)


1752 - " إسماع الأصم صدقة " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 237 :
ضعيف جدا . رواه مكي المؤذن في " حديثه " ( 238 / 1 ) و محمد بن عبد الواحد
المقدسي في " المنتقى من حديث أبي علي الأوقي " ( 1 - 2 ) : حدثنا أحمد بن حبيب
النهرواني حدثنا أبو أيوب أحمد بن عبد الصمد حدثنا إسماعيل بن قيس بن سعد عن
أبي حازم عن سهل بن سعد مرفوعا . و من هذا الوجه رواه الخطيب في " الجامع "
كما في المنتقى منه " ( 20 / 1 ) . قلت : و هذا إسناد ضعيف جدا ، و فيه ثلاث
علل : 1 - إسماعيل بن قيس بن سعد ، قال البخاري و الدارقطني : " منكر الحديث
" . و ساق له ابن عدي عدة أحاديث ، ثم قال : " و عامة ما يرويه منكر " .
2 - أحمد بن عبد الصمد ، ساق له الذهبي حديثا ، ثم قال : " لا يعرف ، و الخبر
منكر " . 3 - أحمد بن حبيب النهرواني لم أجد له ترجمة .

(4/251)


1753 - " أتاني جبريل عليه السلام فأمرني أن أضع هذه الآية بهذا الموضع من هذه السورة
: *( إن الله يأمر بالعدل و الإحسان و إيتاء ذي القربى ، و ينهى عن الفحشاء و
المنكر و البغي ، يعظكم لعلكم تذكرون )* " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 238 :
ضعيف . أخرجه أحمد ( 4 / 218 ) من طريق ليث عن شهر بن حوشب عن عثمان بن
أبي العاص قال : " كنت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم جالسا ، إذ شخص
ببصره ، ثم صوبه حتى كاد أن يلزقه بالأرض ، قال : ثم شخص ببصره ، فقال : فذكره
" . قلت : و هذا إسناد ضعيف ، فيه علتان : الأولى : شهر بن حوشب ، ضعيف من قبل
حفظه ، قال الحافظ : " صدوق ، كثير الإرسال ، و الأوهام " . و الأخرى : ليث ، و
هو ابن أبي سليم ، مثله في الضعف . قال الحافظ : " صدوق اختلط أخيرا ، و لم
يتميز حديثه فترك " . قلت : و قد خولف في إسناده ، فقال عبد الحميد : حدثنا شهر
حدثنا عبد الله بن عباس قال : " بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم بفناء بيته
بمكة إذ مر به عثمان بن مظعون ... " الحديث ، و فيه قصة إيمان ابن مظعون ، و
فيه : " أتاني رسول الله آنفا ، و أنت جالس ، قال : رسول الله ؟ قال : نعم
، قال : فما قال لك ؟ قال : *( إن الله يأمر بالعدل ... )* " . و عبد الحميد هو
ابن بهرام ، و هو صدوق ، كما قال الحافظ ، فهو أوثق من ليث ، فروايته أرجح من
رواية ليث ، فمن الغريب قول الحافظ ابن كثير في روايته ( 2 / 583 ) : " إسناد
جيد متصل حسن " ! و قوله في رواية ليث : " و هذا إسناد لا بأس به ، و لعله عند
شهر من الوجهين " . و نحوه قول الهيثمي ( 7 / 49 ) : " رواه أحمد ، و إسناده
حسن " . فأقول : أنى له الحسن ، و فيه شهر ؟! و عنه ليث ، و قد زاد في متنه ما
لم يذكره عبد الحميد في روايته عن شهر . ( تنبيه ) : وقع في " المجمع " : " عن
عمرو بن أبي العاص " و هو خطأ مطبعي ، و الصواب : " عثمان بن أبي العاص " .

(4/252)


1754 - " أتاني جبريل عليه السلام فقال : إذا أنت عطست فقل : الحمد لله ككرمه ، و
الحمد لله كعز جلاله ، فإن الله عز وجل يقول : صدق عبدي ، صدق عبدي ، صدق عبدي
، مغفورا له " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 239 :
ضعيف جدا . أخرجه ابن السني ( 254 ) من طريق معمر بن محمد بن عبيد الله بن
أبي رافع : حدثنا أبي محمد عن أبيه عبيد الله عن أبي رافع رضي الله عنه قال
: " خرجت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم من بيته يريد المسجد ، و هو آخذ بيدي
، فانتهينا إلى البقيع ، فعطس رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فخلى يدي ، ثم
قام كالمتحير ، فقلت : يا نبي الله ! بأبي و أمي ، قلت شيئا لم أفهمه ، قال
: نعم ، أتاني جبريل ... " . قلت : و هذا إسناد ضعيف جدا ، معمر بن محمد بن
عبيد الله و أبوه ، كلاهما منكر الحديث ، كما قال البخاري .

(4/253)


1755 - " أتاني جبريل ، فقال : إذا توضأت فخلل لحيتك " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 239 :
ضعيف جدا . أخرجه ابن أبي شيبة ( 1 / 11 ) عن الهيثم بن جماز عن يزيد بن
أبان عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : فذكره . كذا وقع في المطبوعة من
" المصنف " : " عن يزيد بن أبان " لم يذكر صحابيه ، و في " الجامع الصغير " :
" ابن أبي شيبة عن أنس " ، فلا أدري إذا كان سقط من المطبوعة ذكر أنس ، أو في
نقل " الجامع " عن " المصنف " وهم . ثم إن الإسناد ضعيف جدا ، سواء كان مسندا
عن أنس ، أو مرسلا عن يزيد بن أبان ، فإن هذا و الهيثم بن جماز كليهما متروك .
و يغني عن الحديث ما رواه الوليد بن زوران عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه
وسلم كان إذا توضأ أخذ كفا من ماء فأدخله تحت حنكه ، فخلل به لحيته ، و قال
: هكذا أمرني ربي عز وجل " . و هو حديث صحيح ، كما حققته في " صحيح أبي داود "
( 133 ) .

(4/254)


1756 - " أتى جبريل النبي صلى الله عليه وسلم فقال : إن الله يأمرك أن تدعو بهولاء
الكلمات ، فإني معطيك إحداهن : اللهم إني أسألك تعجيل عافيتك ، أو صبرا على
بليتك ، أو خروجا من الدنيا إلى رحمتك " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 240 :
ضعيف . أخرجه ابن حبان ( 2437 ) و الحاكم ( 1 / 522 ) من طريق زهير بن محمد
عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت : فذكره . و قال الحاكم : " صحيح
الإسناد " ! و وافقه الذهبي ! كذا قالا ، و زهير بن محمد هو التميمي الخراساني
، أورده الذهبي نفسه في " الضعفاء " فقال : " ثقة فيه لين " . و قال الحافظ :
" رواية أهل الشام عنه غير مستقيمة ، فضعف بسببها . قال البخاري عن أحمد : كأن
زهيرا الذي يروي عن الشاميون آخر . و قال أبو حاتم : حدث بالشام من حفظه ، فكثر
غلطه " . قلت : و هذا من رواية أهل الشام عنه ! و الحديث أورده السيوطي في
" زيادة الجامع الصغير " ، و في " الجامع الكبير " ( 68 / 278 ) من رواية
المذكورين عنها بلفظ : " أتاني جبريل فقال : ... " . فكأنه أورده بالمعنى !

(4/255)


1757 - " كان أحب الريحان إليه الفاغية " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 241 :
ضعيف . رواه الطبراني في " المعجم الكبير " ( 1 / 37 / 1 ) و العقيلي في "
الضعفاء " ( 250 ) و البيهقي في " الشعب " ( 1 / 214 / 2 ) عن سليمان أبي داود
عن عبد الحميد ابن قدامة عن أنس مرفوعا . و قال : " قال البخاري : لا يتابع
عليه " . يعني عبد الحميد هذا . و نقل المناوي عن ابن القيم أنه قال : " الله
أعلم بحال هذا الحديث ، فلا نشهد على رسول الله صلى الله عليه وسلم بما لا نعلم
صحته " . قلت هذا كلام جميل متين ، ليته كان ملتزما من كل المؤلفين و في كل
الأحاديث ، و هو في كتابه القيم " زاد المعاد " و سكت عن الحديث المعلقان عليه
( 4 / 349 ) و لا خرجاه كما هي عادتهما في كثير من - إن لم أقل : أكثر -
أحاديثه .

(4/256)


1758 - " كان أحب الطعام إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الثريد من الخبز ، و الثريد
من التمر ، يعني الحيس " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 241 :

ضعيف . رواه أبو داود ( 3783 ) و ابن سعد ( 1 / 393 ) عن عمر بن سعيد عن
رجل من أهل البصرة عن عكرمة عن ابن عباس قال : فذكره مرفوعا . قلت : و هذا
سند ضعيف لجهالة الرجل البصري ، و لذلك قال أبو داود عقبه : " حديث ضعيف " . و
أما الحاكم ، فقد صححه ! و ذلك لأنه أخرجه ( 4 / 116 ) من هذا الوجه ، لكن لم
يقع عنده : " عن رجل من أهل البصرة " ! و على ذلك قال : " صحيح الإسناد " ! و
وافقه الذهبي ! و أقرهما المناوي في " الفيض " ، و بناء عليه قال في " التيسير
" : " و إسناده صحيح " ! فخفيت عليهم علة الحديث التي لا تظهر إلا بتتبع طرقه .
و الحمد لله على توفيقه .

(4/257)


1759 - " كان أحب الفاكهة إليه الرطب و البطيخ ، و كان لا يأكل القثاء إلا بالملح ، و
كان يأكل الخربز بالتمر ، و كان يعجبه مرق الدباء " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 242 :
ضعيف جدا . رواه ابن عدي ( 238 / 1 ) عن عباد بن كثير عن هشام بن عروة عن
أبيه عن عائشة مرفوعا ، و قال : " عباد بن كثير عامة حديثه لا يتابع عليه
" . قلت : و هو متروك . و به أعله العراقي في " تخريج الإحياء " ( 2 / 370 ) .
و قد أخرجه النوقاني في " كتاب البطيخ " عن أبي هريرة أيضا . كما في " الجامع
الصغير " . و نقل المناوي عن الحافظ العراقي أنه قال في الطريقين : " و كلاهما
ضعيف جدا " .

(4/258)


1760 - " مثل الذي يتكلم يوم الجمعة ، و الإمام يخطب مثل الحمار يحمل أسفارا ، و الذي
يقول له : أنصت ، لا جمعة له " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 242 :
ضعيف . رواه أحمد ( 1 / 230 ) و ابن أبي شيبة ( 2 / 125 ) و الطبراني ( 3 /
167 / 2 ) و البزار ( 644 - الكشف ) و بحشل في " تاريخ واسط " ( ص 138 ) و
الرامهرمزي في " الأمثال " ( ص 91 - باكستان ) كلهم عن ابن نمير عن مجالد عن
الشعبي عن ابن عباس مرفوعا . و قال البزار : " لا نعلمه بهذا اللفظ إلا
بهذا الإسناد ، تفرد به ابن نمير عن مجالد " . قلت : و هذا إسناد ضعيف ، من أجل
مجالد ، و هو ابن سعيد ، قال الحافظ و غيره : " ليس بالقوي " . و كأنه لذلك
ضعفه المنذري في " الترغيب " ( 1 / 257 ) . و أعله المناوي به و بعلة أخرى
، فقال بعد ما عزاه أصله لأحمد وحده : " رمز لحسنه ، و فيه محمد بن نمير
، أورده الذهبي في " الضعفاء " و قال : " ضعفه الدارقطني " ، و مجالد الهمداني
، قال أحمد : ليس حديثه بشيء ، و ضعفه الدارقطني " . قلت : و في هذا الإعلال
نظر من وجوه : الأول : أنه ليس في الرواة من اسمه محمد بن نمير مضعفا من قبل
الدارقطني . و إنما هنا آخر يعرف بالفاريابي ، قال الذهبي في " الميزان " :
" لا أعرفه ، عده السليماني فيمن يضع الحديث " . الثاني : أنه لا يوجد في
" ضعفاء الذهبي " ما نقله المناوي عنه أصلا ، و إنما فيه " محمد بن نصير
الواسطي عن حبيب بن أبي ثابت ، ضعفه الدارقطني " . و نحوه في " الميزان " ،
فالظاهر أن اسم " نصير " تحرف على المناوي إلى " نمير " ! الثالث : أن ابن نصير
هذا أعلى طبقة من ابن نمير الذي روى هذا الحديث كما يأتي . الرابع : أن محمد بن
نمير - أيا كان - ليس له ذكر في إسناد أحمد ، فإنه قال : حدثنا ابن نمير عن
مجالد ... و إنما له ذكر في الطبراني فإنه قال : حدثنا محمد بن عبد الله بن
نمير : أخبرنا أبي عن مجالد ... و من هذا يتبين أن ابن نمير شيخ أحمد ، ليس هو
محمد بن نمير كما ظن المناوي ، و إنما هو عبد الله بن نمير ، و هو ثقة من رجال
الشيخين . و كذلك ابنه محمد بن عبد الله بن نمير ، بل هو أثبت من أبيه كما قال
أبو داود . و بالجملة ، فليس في الحديث ، سوى مجالد بن سعيد ، و هو كاف في
تضعيف الحديث ، فالعجب من المناوي كيف قال في " التيسير " : " إسناده حسن " ؟!
( تنبيه ) : يشهد للجملة الأخيرة من الحديث تصديقه صلى الله عليه وسلم لأبي بن
كعب في قوله لمن تكلم أثناء الخطبة : " مالك من صلاتك إلا ما لغوت " . انظر "
صحيح الترغيب " ( 1 / 303 - 304 ) .

(4/259)


1761 - " مثل الذي يجلس يسمع الحكمة ، ثم لا يحدث عن صاحبه إلا بشر ما يسمع ، كمثل رجل
أتى راعيا ، فقال : يا راعي ! أجزرني شاة من غنمك ، قال : اذهب فخذ بأذن خيرها
، فذهب فأخذ بأذن كلب الغنم " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 244 :
ضعيف . رواه ابن ماجة ( 4172 ) و أحمد ( 2 / 353 و 405 و 508 ) و ابن
الأعرابي في " معجمه " ( 239 / 1 ) و أبو الشيخ في " الأمثال " ( 291 ) و عبد
الغني المقدسي في " العلم " ( 19 / 1 ) عن حماد بن سلمة عن علي بن زيد عن أوس
بن خالد عن أبي هريرة مرفوعا . ثم رواه المقدسي عن يزيد بن هارون : حدثنا
حماد بن سلمة به ، إلا أنه قال : عن علي بن زيد عن يوسف بن مهران عن ابن عباس
مرفوعا . ثم قال المقدسي : " هذا إسناد حسن " ! كذا قال ، و علي بن زيد ضعيف
، و هو ابن جدعان . و قوله في رواية يزيد : " يوسف بن مهران شاذ ، فإنه عند
أحمد من هذا الوجه مثلما وقع في الوجوه الأخرى : " أوس بن خالد " . و أوس هذا
مجهول ، كما في " التقريب " ، فهذه علة أخرى . و الحديث أورده السيوطي في
" الجامع الصغير " من رواية أحمد و ابن ماجة ، فقال المناوي : " رمز لحسنه
. قال الحافظ العراقي : سنده ضعيف ، و بينه تلميذه الهيثمي ، فقال : فيه علي بن
زيد ( الأصل : يزيد ) مختلف في الاحتجاج به " .

(4/260)


1762 - " مثل أصحابي في أمتي كالملح في الطعام ، لا يصلح الطعام إلا بالملح " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 245 :
ضعيف . رواه ابن المبارك في " الزهد " ( 181 / 2 من الكواكب 575 رقم 572
طبع الهند ) و البزار ( 3 / 291 - الكشف ) و البغوي في " شرح السنة " ( 158 / 2
) و القضاعي ( 109 / 2 ) و أبو القاسم الحلبي في " حديثه " ( 3 / 1 ) عن
إسماعيل المكي عن الحسن عن أنس مرفوعا . و زادوا : قال الحسن : فقد ذهب
ملحنا فكيف نصنع ؟ . قلت : و هذا إسناد ضعيف ، من أجل المكي هذا ، و عنعنة
البصري . و رواه أبو يعلى ، و البزار كما في " بذل النصح و الشفقة للتعريف
بصحبة السيد ورقة " ( 11 / 1 ) و قال : " و قال شيخنا الحافظ شهاب الدين
البوصيري : و له شاهد من حديث سمرة بن جندب رضي الله عنه رواه البزار في مسنده
و الطبراني في معجمه " . قلت : و قال الهيثمي ( 10 / 18 ) : " و إسناد الطبراني
حسن " ! كذا قال ، و فيه جعفر بن سعد ، و هو ضعيف ، عن خبيب بن سليمان ، و هو
مجهول ، عن سليمان بن سمرة ، و هو مجهول الحال . و الحديث أورده السيوطي من
رواية أبي يعلى فقط ، و قال المناوي : " رمز المصنف لحسنه ، و هو غير حسن ، قال
الهيثمي : فيه إسماعيل بن مسلم و هو ضعيف " . و الحديث رواه أبو طاهر عمر بن
شعيب النسوي ( و في نسخة الدستوائي قلت : أو هو خطأ ) عن علي بن الحسن بن شقيق
، و سلمة بن سليمان ، و عبدان عن ابن المبارك عن سالم المكي عن الحسن به . قال
ابن أبي حاتم ( 2 / 354 ) : " قال أبي : هذا خطأ ، إنما هو إسماعيل بن مسلم
المكي عن الحسن عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم ، و أخطأ فيه أبو الطاهر "
. قلت : و هو صدوق كما قال ابن أبي حاتم في " الجرح " ( 1 / 1 / 419 - 420 )
، فروايته شاذة .

(4/261)


1763 - " لما وضع رسول الله صلى الله عليه وسلم نعيم بن مسعود في القبر نزع الأخلة
بفيه < يعني العقد > " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 246 :
ضعيف . أخرجه البيهقي في " السنن الكبرى " ( 3 / 407 ) من طريق عباس بن
محمد الدوري : حدثنا سريج بن النعمان حدثنا خلف يعني ابن خليفة - قال : سمعت
أبي يقول - أظنه سمعه من مولاه ، و مولاه معقل بن يسار - فذكره . و قال
البيهقي : " قوله : " أظنه " ، أحسبه من قول الدوري " . و أقول : كلا ، بل هو
من قول خلف بن خليفة ، فقد قال ذلك في رواية ابن أبي شيبة أيضا ، فقد أخرجه في
" المصنف " ( 3 / 326 ) : حدثنا خلف بن خليفة عن أبيه ، أظنه سمعه من معقل عن
النبي صلى الله عليه وسلم .. و الزيادة له . قلت : و هذا إسناد ضعيف مسلسل
بالعلل . الأولى : خلف بن خليفة ، قال الحافظ في " التقريب " : " صدوق ، اختلط
في الآخر ، و ادعى أنه رأى عمرو بن حريث الصحابي ، فأنكر عليه ذلك ابن عيينة و
أحمد " . الثانية : أبوه خليفة ، و هو الواسطي مولى أشجع ، لا يعرف ، أورده
البخاري ( 2 / 1 / 191 ) و ابن أبي حاتم ( 1 / 2 / 376 ) و ابن حبان في
" الثقات " ( 4 / 209 ) من رواية ابنه خلف فقط . الثالثة : شك خلف في إسناد
أبيه للحديث عن معقل كما تقدم ، بل إنه قد أرسله عنه في بعض الروايات ، فقال
أبو داود في " المراسيل " ( ق 21 / 2 ) : حدثنا عباد بن موسى و سليمان بن داود
العتكي - المعنى - أن خلف بن خليفة حدثهم عن أبيه قال : بلغه أن رسول الله صلى
الله عليه وسلم وضع نعيم بن مسعود - قال عباد في حديثه - الأشجعي في القبر ...
الحديث . و جملة القول ، أن الحديث مرسل ضعيف الإسناد . و مثله ما أخرجه
البيهقي عقبه من طريق عبد الوارث عن عقبة بن سيار ( الأصل : يسار ) ، قال
: حدثني عثمان بن أخي سمرة قال : مات ابن لسمرة - و ذكر بالحديث - قال : فقال
: انطلق به إلى حفرته ، فإذا وضعته في لحده ، فقل : بسم الله ، و على سنة رسول
الله صلى الله عليه وسلم ، ثم أطلق عقد رأسه ، و عقد رجليه . قلت : و إسناده
موقوف ضعيف ، علته عثمان هذا ، و هو ابن جحاش ابن أخي سمرة بن جندب ، لا يعرف
، أورده البخاري و ابن أبي حاتم و ابن حبان ( 5 / 155 ) من رواية عقبة بن سيار
فقط عنه . ( تنبيه ) : إن مما يؤكد ضعف حديث الترجمة ، و عدم حفظ خلف لمتنه
أيضا أنه وصف نعيم بن مسعود بأنه الأشجعي ، و هو قد عاش بعد النبي صلى الله
عليه وسلم دون خلاف بينهم ، و لذلك ادعى الحافظ في " الإصابة " أن المذكور في
الحديث هو غير الأشجعي ، فكأنه لم يتنبه لتصريح عباد بن موسى - و هو الختلي
الثقة - بأنه الأشجعي ، فهذا يبطل دعواه ، و يدل على أن الحديث منكر . و الله
أعلم . هذا ، و روى ابن أبي شيبة عن رجل عن أبي هريرة قال : " شهدت العلاء
الحضرمي ، فدفناه ، فنسينا أن نحل العقد حتى أدخلناه قبره ، قال : فرفعنا عنه
اللبن ، فلم نر في القبر شيئا " . ثم ساق في الباب آثارا أخرى عن بعض التابعين
لا تخلو من ضعف ، لكن مجموعها يلقي الاطمئنان في النفس أن حل عقد كفن الميت في
القبر كان معروفا عند السلف ، فلعله لذلك قال به الحنابلة تبعا للإمام أحمد ،
فقد قال أبو داود في " مسائله " ( 158 ) : " قلت لأحمد ( أو سئل ) عن العقد تحل
في القبر ؟ قال : نعم " . و قال ابنه عبد الله في " مسائله " ( 144 / 538 ) :
" مات أخ لي صغير ، فلما وضعته في القبر ، و أبي قائم على شفير القبر ، قال لي
: يا عبد الله ! حل العقد ، فحللتها " .

(4/262)


1764 - " حسن الوجه مال و حسن الشعر مال و حسن اللسان مال ، و المال مال " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 248 :
موضوع . أخرجه أبو نعيم في " أخبار أصبهان " ( 1 / 111 ) و من طريقه
الديلمي في " مسنده " ( 2 / 86 ) عن يحيى بن عنبسة حدثنا حميد حدثنا أنس
مرفوعا به . قلت : و هذا موضوع ، يحيى هذا كذاب دجال كما يأتي . و ساق له
الذهبي أحاديث هذا أحدها ، ثم قال : " هذا كله من وضع هذا المدبر " . و في "
تنزيه الشريعة المرفوعة عن الأخبار الشنيعة الموضوعة " ( 299 / 2 ) تبعا لأصله
" ذيل الأحاديث الموضوعة " للسيوطي ( رقم 851 ) : " رواه ابن عساكر من حديث أنس
بن مالك ، و فيه يحيى بن عنبسة . قال ابن حبان و الدارقطني : دجال وضاع " . و
مع ذلك شان به السيوطي كتابه " الجامع الصغير " ، فأورده فيه من رواية ابن
عساكر هذه ! و العجب من المناوي ، فإنه لم يتعقبه بشيء سوى أنه استدرك عليه
المصدرين المتقدمين دون أن ينبه أن الديلمي تلقاه عن أبي نعيم ، و أن هذا أخرجه
في " الأخبار " ! و أما في " التيسير " فإنه اقتصر على تضعيفه فقط !!

(4/263)


1765 - " تضاعف الحسنات يوم الجمعة " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 248 :
موضوع . رواه الطبراني في " الأوسط " ( 48 / 2 من ترتيبه ) عن حامد بن آدم
: حدثنا الفضل بن موسى عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة مرفوعا
. قال الطبراني : " لم يروه عن محمد بن عمرو إلا الفضل " . قلت : و هو ثقة من
رجال الشيخين ، و شيخه حسن الحديث ، و إنما الآفة من حامد بن آدم ، فقد كذبه
الجوزجاني و ابن عدي ، و عده أحمد بن علي السليماني فيمن اشتهر بوضع الحديث .

(4/264)


1766 - " تصافحوا فإن المصافحة تذهب بالشحناء ، و تهادوا فإن الهدية تذهب بالغل " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 249 :
ضعيف . رواه العقيلي في " الضعفاء " ( 379 ) و ابن عدي ( 361 / 1 ) و عنه
ابن عساكر ( 15 / 171 / 2 ) و عبد العزيز الكتاني في " حديثه " ( 237 / 2 ) عن
هشام بن عمار قال : أخبرنا محمد بن عيسى بن سميع قال : أخبرنا محمد بن أبي
الزعيزعة عن نافع عن عبد الله بن عمر مرفوعا . و قال العقيلي : " محمد بن
أبي الزعيزعة ، قال البخاري : منكر الحديث " . قال العقيلي : " و هذا الكلام
يروى بغير هذا الإسناد ، و خلاف هذا اللفظ من طريق أصلح من هذا " ، قال الذهبي
: " و من مناكيره هذا الحديث " . و قال ابن عدي : " و ابن سميع لا بأس به و ابن
أبي الزعيزعة عامة ما يرويه لا يتابع عليه " . و الحديث قال ابن أبي حاتم ( 2 /
296 ) عن أبيه : " حديث منكر " . و الحديث أورده السيوطي في " الجامع " من
رواية ابن عدي عن ابن عمر بلفظ : " تصافحوا يذهب الغل عن قلوبكم " ! و رواه
مالك في " الموطأ " ( 2 / 908 / 16 ) عن عطاء بن أبي مسلم عبد الله الخراساني
مرفوعا معضلا .

(4/265)


1767 - " إن رجلا دخل الجنة ، فرأى عبده فوق درجته ، فقال : يا رب ! هذا عبدي فوق
درجتي ! قال : نعم ، جزيته بعمله و جزيتك بعملك " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 250 :
ضعيف جدا . أخرجه الطبراني في " الأوسط " ( 1 / 154 / 1 - مجمع البحرين ) و
عنه الخطيب في " التاريخ " ( 7 / 129 ) و العقيلي في " الضعفاء " ( ص 53 ) و
ابن عدي في " الكامل " ( ق 34 / 2 ) من طريق بشير بن ميمون أبي صيفي : حدثنا
مجاهد بن جبر عن أبي هريرة مرفوعا به . و قال الطبراني : " لم يروه عن
مجاهد إلا أبو صيفي " . قلت : و في ترجمته أورده الأخيران في جملة أحاديث ، و
قالا : " هذه الأحاديث غير محفوظة ، و لا يتابع عليها " . و قال الحافظ في
" التقريب " : " متروك ، متهم " . ( تنبيه ) : هذا الحديث أورده المنذري في
" الترغيب " ( 3 / 59 ) مشيرا لضعفه من رواية الطبراني بلفظ : " إن عبدا ... "
، و هو خطأ مخالف لرواية من ذكرنا ، و من العجيب أن الهيثمي في " مجمع الزوائد
" ( 4 / 240 ) تبعه على ذلك ، مع أنه أورده في " مجمع البحرين " على الصواب كما
رأيت ! و له من مثل هذه المتابعة للمنذري شيء كثير مما كون في نفسي اعتقاد أنه
يقلده في ذلك دون أن يراجع أصوله ، و قد سبقت له أمثلة أخرى . و الله الموفق .
و من أحاديث ذاك المتهم بالإسناد المتقدم : " أول سابق إلى الجنة عبد أطاع الله
، و أطاع مواليه " . و هو مخرج في " الروض النضير " ( 429 ) . و منها حديث :
" ما من صدقة أفضل من صدقة تصدق بها على مملوك ، عند مليك سوء " . و سيأتي إن
شاء الله تعالى برقم ( 2857 ) .

(4/266)


1768 - " كان إذا جلس يتحدث يكثر أن يرفع بصره إلى السماء " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 251 :
ضعيف . رواه أبو داود ( 4837 ) و ابن عساكر ( 13 / 129 / 2 ) و الضياء ( 58
/ 176 / 2 ) عن محمد بن إسحاق عن يعقوب بن عتبة عن عمر بن عبد العزيز عن يوسف
بن عبد الله بن سلام مرفوعا . و كذا رواه أبو نعيم في " الحلية " ( 5 / 361 )
و الباغندي في " مسند عمر بن عبد العزيز " ( ص 2 ) و قال : حدثني سفيان بن وكيع
: أخبرنا يونس بن بكير عن ابن إسحاق : حدثني يعقوب بن عتبة به إلا أنه زاد :
" عن أبيه " . و هذا إسناد ضعيف ، لأن ابن إسحاق مدلس ، و قد عنعنه عند الجميع
، إلا في رواية سفيان بن وكيع ، و لكنه مع مخالفته فيما زاد عليهم في السند
، فإنه ليس بحجة ، قال الحافظ : " كان صدوقا ، إلا أنه ابتلي بوراقه ، فأدخل
عليه ما ليس من حديثه ، فنصح فلم يقبل ، فسقط حديثه " .

(4/267)


1769 - " ليس من المروءة الربح على الإخوان " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 251 :
منكر . رواه ابن عساكر ( 17 / 233 / 1 ) عن ميمون بن إسماعيل الدمشقي :
سمعت سالم بن جنادة يقول : سمعت أبي يروي عن أبي حنيفة عن عمرو بن شعيب عن
أبيه عن جده أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ... قلت : و هذا إسناد مظلم ،
أورده ابن عساكر في ترجمة ميمون هذا ، و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا . و سالم
بن جنادة لم أعرفه ، و كذلك أبوه . و يحتمل أن يكون ( سالم ) محرف من ( سلم )
، فإن كان كذلك فهو ثقة ، و أبوه صدوق له أغلاط كما في " التقريب " . و أبو
حنيفة في حفظه ضعف ، و قد سبق بيان أقوال أئمة الحديث فيه بتفصيل عند الحديث (
458 ) . و الحديث قال المناوي : " قال الذهبي في " مختصر التاريخ " : و هو منكر
" . و تبناه في " التيسير " .

(4/268)


1770 - " من أسف على دنيا فاتته اقترب من النار مسيرة ألف سنة ، و من أسف على آخرة
فاتته اقترب من الجنة مسيرة ألف سنة " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 252 :
ضعيف جدا . رواه أبو عبد الله الرازي في مشيخته ( 168 / 2 ) عن هاشم بن
محمد بن يزيد المؤذن حدثهم : حدثنا عمرو بن بكر عن المغيرة عن عمرو بن شعيب
عن أبيه عن جده مرفوعا قلت : و هذا إسناد ضعيف جدا ، و فيه علل . الأولى
: المغيرة هذا هو ابن قيس البصري . قال أبو حاتم : منكر الحديث . و أما ابن
حبان فذكره في " الثقات " . الثانية : عمرو بن بكر هو السكسكي الشامي ، قال
الحافظ : متروك . الثالثة : هاشم بن محمد لم أجد له ترجمة ، و قد ذكر الحافظ في
" التهذيب " أنه رواية السكسكي ، و لعله في " تاريخ ابن عساكر " ، فإن نسخة
الظاهرية منه ليس فيها من اسمه هاشم . و الحديث أورده السيوطي في " الجامع
الصغير " من رواية الرازي هذا ، و بيض له المناوي ، فلم يتكلم على إسناده بشيء
.

(4/269)


1771 - " رحم الله من حفظ لسانه و عرف زمانه و استقامت طريقته " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 253 :
موضوع . أخرجه الحاكم في " تاريخه " عن ابن عباس مرفوعا كما في
" الجامع الكبير " للسيوطي ( 2 / 39 / 1 ) و عزاه في " الجامع الصغير " للديلمي
فقط ! قال المناوي في " فيض القدير " : " و فيه محمد بن زياد اليشكري الميموني
، قال الذهبي في " الضعفاء " : قال أحمد : كذاب خبيث يضع الحديث . و قال
الدارقطني : كذاب . و رواه الحاكم أيضا ، و عنه تلقاه الديلمي ، فلو عزاه
المصنف للأصل لكان أولى " . قلت : بل لو حذفه منه كان أولى ، و بما نص عليه في
" مقدمته " ; أنه صانه عما تفرد به كذاب أو وضاع ، أحرى .

(4/270)


1772 - " يا ابن عوف ! إنك من الأغنياء ، و لن تدخل الجنة إلا زحفا ، فأقرض الله يطلق
قدميك . قال : فما أقرض الله ؟ قال : تتبرأ مما أنت فيه ، قال : يا رسول الله !
من كله أجمع ؟ قال : نعم . فخرج ابن عوف و هو يهم بذلك ، فأرسل إليه رسول الله
صلى الله عليه وسلم فقال : أتاني جبريل فقال : مر ابن عوف فليضف الضيف و ليطعم
المسكين و ليعط السائل و ليبدأ بمن يعول ، فإنه إذا فعل ذلك كان تزكية ما هو
فيه " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 253 :
ضعيف جدا . أخرجه ابن سعد ( 3 / 131 - 132 ) و الطبراني ، و عنه أبو نعيم
في " الحلية " ( 8 / 334 ) و من طريق أخرى ( 1 / 99 ) و الحاكم ( 3 / 311 ) و
السياق له من طريق خالد بن يزيد بن أبي مالك عن أبيه عن عطاء بن أبي رباح عن
إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف عن أبيه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه
قال : فذكره ، و قال : " صحيح الإسناد " . و رده الذهبي بقوله : " قلت : خالد
ضعفه جماعة ، و قال النسائي : ليس بثقة " . و قال الحافظ : " ضعيف مع كونه
فقيها ، و قد اتهمه ابن معين " .

(4/271)


1773 - " خير الماء الشبم ، و خير المال الغنم ، و خير المرعى الأراك و السلم إذا أخلف
كان لجينا ، و إذا سقط كان درينا ، و إذا أكل كان لبينا " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 254 :
موضوع . رواه ابن قتيبة في " غريب الحديث " ( 1 / 135 / 1 ) و عنه الديلمي
في " مسند الفردوس " ( 2 / 116 ) مختصرا ، فقال في حديث النبي صلى الله عليه
وسلم أنه سأل جرير بن عبد الله عن منزله بـ ( بيشة ) فوصفها جرير ، فقال
: سهل و دكداك ، و سكم و لداك ( ! ) و حمض و علاك ، بين نخلة و نحلة ، ماؤنا
ينبوع ، و جنابنا يريع ، و شتاؤنا ربيع ، فقال له : يا جرير ! إياك و سجع
الكهان . هكذا قال ابن داب ، فأما غيره فيخالفه في بعض هذه الألفاظ . حدثني أبي
: حدثني إبراهيم بن مسلم عن إسماعيل بن مهران عن الديان بن عباد المذحجي عن عمر
بن موسى < عن > الزهري عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن عبد الله بن عباس
أنه قال : شتاؤنا ربيع ، و ماؤنا يميع أو يريع لا يقام ماتحها ، و لا يحسر
صابحها ، و لا يعزب سارحها ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن خير الماء
... الحديث . قلت : و هذا إسناد مظلم موضوع ، آفته عمر بن موسى و هو الوجيهي و
هو كذاب وضاع . و من دونه لم أعرفهم . و انظر إسماعيل بن مهران الكوفي في
" اللسان " . و ( ابن داب ) بلا همزة كما في " التبصير " ، و هو في " القاموس "
( دأب ) بالهمزة ، و ذكر أنهم ثلاثة : 1 - عبد الرحمن بن دأب . ( م ) . 2 - و
محمد بن دأب ، كذاب . 3 - و عيسى بن يزيد بن دأب ، هالك . و كذا في " التبصير
" ، إلا أنه لم يذكر الأول ، و ذكر مكانه بكر بن داب الليثي و الأول مع أن صاحب
" القاموس " أشار إلى أنه معروف ، فإني لم أعرفه . و أما بكر بن داب ، ففي "
الجرح و التعديل " ( 1 / 1 / 385 ) أنه روى عن أسامة بن زيد الليثي ، و لم يزد
، و زاد البخاري ( 1 / 2 / 89 ) : " حديثه في أهل المدينة " . و الحديث من
موضوعات " الجامع الصغير " ! و مما سكت عن إسناده المناوي في " شرحيه " !

(4/272)


1774 - " أتاني جبريل ، فقال : يا محمد ! ربك يقرأ عليك السلام ، و يقول : إن من عبادي
من لا يصلح إيمانه إلا بالغنى ، و لو أفقرته لكفر ، و إن من عبادي من لا يصلح
إيمانه إلا بالفقر ، و لو أغنيته لكفر ، و إن من عبادي من لا يصلح إيمانه إلا
بالسقم ، و لو أصححته لكفر ، و إن من عبادي من لا يصلح إيمانه إلا بالصحة ، و
لو أسقمته لكفر " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 255 :
ضعيف . أخرجه الخطيب في " التاريخ " ( 6 / 15 ) من طريق أبي محمد أحمد بن
محمد بن حبيب : حدثنا محمد بن أبي محمد المروزي حدثنا ابن عيسى الرملي - يعني
يحيى - : حدثنا سفيان بن سعيد الثوري حدثنا حماد بن زيد عن أيوب عن أبي قلابة
عن كثير بن أفلح عن عمر بن الخطاب قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
: فذكره . قلت : و هذا إسناد ضعيف ، يحيى بن عيسى الرملي ، أورده الذهبي في
" الضعفاء " و قال : " صدوق يهم ، ضعفه ابن معين ، و قال النسائي : ليس بالقوي
" . و قال الحافظ في " التقريب " : " صدوق يخطيء " . قلت : اللذان دونه لم أجد
من ترجمهما .

(4/273)


1775 - " قال الله تبارك و تعالى : من أهان لي وليا فقد بارزني بالمحاربة ، ما ترددت
في شيء أنا فاعله ما ترددت في قبض المؤمن ، يكره الموت و أكره مساءته و لابد له
منه ، ما تقرب عبدي بمثل أداء ما افترضته عليه ، و لا يزال عبدي المؤمن يتقرب
إلي بالنوافل حتى أحبه ، و من أحببته كنت له سمعا و بصرا و يدا و مؤيدا ، دعاني
فأجبته ، و سألني فأعطيته ، و نصح لي فنصحت له ، و إن من عبادي لمن يريد الباب
من العبادة فأكفر عنه لا يدخله العجب فيفسده ذلك ، و إن من عبادي المؤمنين لمن
لا يصلح إيمانه إلا الفقر ، و لو أغنيته لأفسده ذلك ، و إن من عبادي المؤمنين
لمن لا يصلح إيمانه إلا الصحة ، و لو أسقمته لأفسده ذلك ، و إن من عبادي
المؤمنين لمن لا يصلح إيمانه إلا السقم ، و لو أصححته لأفسده ذلك ، إني أدبر
عبادي بعلمي بقلوبهم . إني عليم خبير " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 256 :
ضعيف جدا . رواه البيهقي في " الأسماء و الصفات " ( ص 121 - مصر ) و أبو
صالح الحرمي في " الفوائد العوالي " ( 17 / 2 / 2 ) و البغوي في " شرح السنة "
( 1 / 142 / 1 ) و أبو بكر الكلاباذي في " مفتاح المعاني " ( 190 - 191 ) و
الضياء في " المنتقى من مسموعاته بمرو " ( 76 - 77 ) عن الحسن بن يحيى الخشني
قال : حدثنا صدقة بن عبد الله عن هشام الكتاني عن أنس بن مالك عن النبي صلى
الله عليه وسلم عن جبريل عليه السلام عن ربه تبارك و تعالى قال .. و رواه
البغوي أيضا عن عمر بن سعيد الدمشقي : أخبرنا صدقة بن عبد الله به ، و زاد بعد
قوله : " بارزني بالمحاربة " : " و إني لأغضب لأوليائي كما يغضب الليث الحرد
" . قلت : و هذا سند ضعيف جدا ، و فيه علتان : الأولى : هشام الكتاني ، لم أجد
له ترجمة ، و انظر " الصحيحة " ( 4 / 188 - 189 ) . و الأخرى : صدقة بن عبد
الله ، و هو السمين . قال الذهبي في " الضعفاء " : " قال البخاري و أحمد : ضعيف
جدا " . و الحسن بن يحيى الخشني ضعيف أيضا . قال الحافظ : " صدوق كثير الغلط "
. قلت : لكنه قد تابعه عمر بن سعيد الدمشقي كما رأيت ، لكن قال الذهبي :
" تركوه " . و قد خالفهما سلامة بن بشر فقال : أخبرنا صدقة عن إبراهيم بن أبي
كريمة عن هشام الكتاني به . أخرجه ابن عساكر ( 2 / 245 / 1 ) و قال : " رواه
الحسن بن يحيى الخشني البلاطي عن صدقة عن هشام ، و لم يذكر فيه إبراهيم ابن أبي
كريمة " . ثم ساقه بسنده عن الحسن هذا . قلت : و سلامة هذا صدوق كما في
" التقريب " . و إبراهيم هذا لم أعرفه ، فهو علة ثالثة في الحديث . و الله أعلم
. و قد أورده الهيثمي من حديث ابن عباس نحوه ، و قال ( 10 / 270 ) : " رواه
الطبراني ، و فيه جماعة لم أعرفهم " . و طرفه الأول دون قوله : " و نصح ... " ،
أخرجه البخاري من حديث أبي هريرة ، و فيه راويان فيهما مقال ، لكن ذكر له
الحافظ ( 11 / 292 - 293 ) شواهد عديدة ضعفها جلها ، و لم يتسن لي حتى الآن
دراسة أسانيدها دراسة علمية دقيقة لننظر في ضعفها هل هو مما يصلح الاستشهاد
بمثله أم لا ، فأرجو أن يتاح لي ذلك . ثم تيسر لي ذلك - و الحمد لله - و تتبعت
طرقه البالغة تسعا ، و خرجتها طريقا طريقا ، توصلت ببعضها إلى تقوية حديث أبي
هريرة المشار إليه آنفا ، و لذلك خرجته في " الصحيحة " ( 1640 ) .

(4/274)


1776 - " أتاني جبريل فقال : يا محمد ! إن أمتك مختلفة بعدك ، قال : فقلت له : فأين
المخرج يا جبريل ؟ قال : فقال : كتاب الله تعالى ، به يقصم الله كل جبار ، من
اعتصم به نجا ، و من تركه هلك ، مرتين ، قول فصل ، و ليس بالهزل ، لا تختلقه
الألسن ، و لا تفنى أعاجيبه ، فيه نبأ ما كان قبلكم ، و فصل ما بينكم ، و خبر
ما هو كائن بعدكم " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 258 :
ضعيف جدا . أخرجه أحمد ( 1 / 91 ) عن ابن إسحاق قال : و ذكر محمد بن كعب
القرظي عن الحارث بن عبد الله الأعور ، قال : قلت : لآتين أمير المؤمنين
فلأسالنه عما سمعت العشية ، قال : فجئته بعد العشاء فدخلت عليه ، فذكر الحديث
، قال : ثم قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : فذكره . قلت : و
هذا إسناد ضعيف جدا ، و له علتان : الأولى : الحارث هذا ، أورده الذهبي في
" الضعفاء و المتروكين " ، و قال : " مختلف فيه ، مع أن حديثه في الأربعة ، قال
ابن المديني : كذاب ، و قال النسائي : ليس بالقوي ، و قال الدارقطني و غيره
: ضعيف ، و منهم من وثقه " . و العلة الأخرى : رواية ابن إسحاق إياه بصيغة "
قال " ، و هي في المعنى مثل صيغة ( عن ) ، و هو مدلس ، فلا يقبل من حديثه إلا
ما صرح فيه بالتحديث ، و لكنه قد توبع ، فرواه الحسين الجعفي عن حمزة الزيات عن
أبي المختار الطائي عن ابن أخي الحارث الأعور عن الحارث به نحوه . أخرجه
الدارمي ( 2 / 435 ) و ابن أبي شيبة في " المصنف " ( 12 / 61 / 1 ) و الترمذي (
4 / 51 - 52 ) و قال : " حديث غريب ، لا نعرفه إلا من حديث حمزة الزيات ، و
إسناده مجهول ، و في حديث الحارث مقال " . قلت : أبو المختار الطائي مجهول ، و
قال الذهبي : " حديثه في فضائل القرآن منكر " . ثم أخرجه الدارمي من طريق أبي
البختري عن الحارث به " . قلت : و أبو البختري هذا اسمه سعيد بن فيروز ، و هو
ثقة من رجال الشيخين ، و السند إليه صحيح ، فعلة الحديث الحارث هذا .

(4/275)


1777 - " أتاني جبريل فقال : يا محمد ! كن عجاجا ثجاجا " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 259 :
ضعيف . عزاه في " الجامع " لأحمد و الضياء عن السائب بن خلاد . و هو في
" المسند " ( 4 / 56 ) من طريق محمد بن إسحاق عن عبد الله بن أبي لبيد عن
المطلب بن عبد الله بن حنطب عن السائب بن خلاد : " أن جبريل عليه السلام أتى
النبي صلى الله عليه وسلم ، قال : كن عجاجا ثجاجا ، و العج التلبية ، و الثج
نحر البدن " . هذا لفظ أحمد ، فلا أدري إذا كان لفظ الضياء هكذا ، فيكون
السيوطي تصرف في لفظه ، أو أنه عنده باللفظ المذكور أعلاه . و على كل حال
فالسند ضعيف لعنعنة ابن إسحاق . لاسيما و قد رواه غيره بلفظ آخر ليس فيه : " كن
عجاجا ثجاجا " ، فانظر " المشكاة " ( 2549 ) .

(4/276)


1778 - " أتدرون أي الصدقة أفضل ؟ قالوا : الله و رسوله أعلم ، قال : المنيحة أن يمنح
أحدكم أخاه الدرهم أو ظهر الدابة أو لبن الشاة أو لبن البقرة " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 259 :
ضعيف . أخرجه أحمد ( 1 / 463 ) من طريق إبراهيم الهجري قال : سمعت أبا
الأحوص عن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : فذكره . قلت : و هذا
سند ضعيف ، إبراهيم ، و هو ابن مسلم لين الحديث ، رفع موقوفات كما في " التقريب
" . و أما قول الهيثمي ( 3 / 133 ) : " رواه أحمد و أبو يعلى و زاد : " الدينار
أو البقرة " ، و البزار و الطبراني في " الأوسط " ، و رجال أحمد رجال الصحيح
" . قلت : فهذه مجازفة من الحافظ الهيثمي كما قال المحقق أحمد شاكر رحمه الله
تعالى : " فإن إبراهيم هذا ضعيف ، و خاصة في روايته عن أبي الأحوص ، ثم هو ليس
من رجال الصحيح ، بل لم يرو له أحد من أصحاب الكتب الستة غير ابن ماجة " .

(4/277)


1779 - " إني أخاف على أمتي اثنتين : القرآن و اللبن ، أما اللبن فيبتغون الريف ، و
يتبعون الشهوات ، و يتركون الصلوات ، و أما القرآن فيتعلمه المنافقون
، فيجادلون به المؤمنين " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 260 :
ضعيف . أخرجه أحمد ( 4 / 156 ) : حدثنا زيد بن الحباب حدثني أبو السمح
حدثني أبو قبيل أنه سمع عقبة بن عامر يقول : إن رسول الله صلى الله عليه
وسلم قال : فذكره . قلت : و هذا إسناد ضعيف ، رجاله ثقات ، غير أبي السمح و
اسمه دراج ، و هو ضعيف و الحديث قال الهيثمي ( 1 / 187 ) : " رواه أحمد و
الطبراني في " الكبير " ، و فيه دراج أبو السمح ، و هو ثقة مختلف في الاحتجاج
به " . و أورده السيوطي في " زوائد الجامع الصغير " من رواية الطبراني بلفظ :
" أتخوف على أمتى اثنتين : يتبعون الأرياف و الشهوات ، و يتركون ... " الحديث .
و قد صح الحديث بلفظ آخر أودعته في " الصحيحة " ( 2778 ) .

(4/278)


1780 - " إني أرى ما لاترون و أسمع ما لا تسمعون ، أطت السماء و حق لها أن تئط ، ما
فيها موضع أربع أصابع إلا و ملك واضع جبهته لله ساجد ، والله لو تعلمون ما أعلم
، لضحكتم قليلا و لبكيتم كثيرا و ما تلذذتم بالنساء على الفرش و لخرجتم إلى
الصعدات ، تجأرون إلى الله " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 261 :
ضعيف . أخرجه الترمذي ( 2 / 259 ) و ابن ماجة ( 2 / 547 ) و الطحاوي في
" المشكل " ( 2 / 44 ) و أحمد ( 5 / 173 ) من طريق إبراهيم بن مهاجر عن مجاهد
عن مورق عن أبي ذر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره . و
زادوا في آخره : " لوددت أني كنت شجرة تعض " . و فصله أحمد عن الحديث فقال : "
قال : فقال أبو ذر : و الله لوددت .... " . و قال الترمذي : " حديث حسن غريب ،
و يروى من غير هذا الوجه أن أبا ذر قال : لوددت أني كنت شجرة تعضد " . قلت : و
إبراهيم هذا ضعيف لسوء حفظه ، و قد رواه وكيع في " الزهد " ( رقم 31 ج 1 -
نسختي ) عنه به موقوفا ، و هو الأشبه . و الله أعلم . لكن جل الحديث قد صح من
طرق أخرى ، فقوله : " لو تعلمون ما أعلم ، لضحكتم قليلا و لبكيتم كثيرا " ،
أخرجه الشيخان من حديث أبي هريرة . و ما قبله ، ورد من حديث حكيم بن حزام و
غيره ، فراجع " الصحيحة " ( 852 و 1059 - 1060 ) .

(4/279)


1781 - " ليس للنساء نصيب في الخروج إلا مضطرة ، - يعني ليس لها خادم - إلا في العيدين
الأضحى و الفطر ، و ليس لهن نصيب من الطريق إلا الحواشي " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 262 :
ضعيف جدا . رواه ابن عدي ( 189 / 2 ) عن سوار عن عطية عن ابن عمر
مرفوعا و قال : " سوار بن مصعب عامة ما يرويه ليس بمحفوظ ، و هو ضعيف كما ذكروه
" . و من طريقه رواه الطبراني في " الكبير " كما في " الفيض " ، و قال : " قال
الهيثمي : و هو متروك الحديث " .

(4/280)


1782 - " اتقوا البول ، فإنه أول ما يحاسب به العبد في القبر " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 262 :
موضوع . أخرجه ابن أبي عاصم في " الأوائل " ( رقم 93 - نسختي ) : حدثنا
دحيم حدثنا عبد الله بن يوسف عن الهيثم بن حميد ، قال : سمعت رجلا يحدث مكحولا
عن أبي أمامة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره . قلت : و
هذا إسناد ضعيف ، رجاله ثقات غير الرجل الذي لم يسم . و الحديث قال المنذري في
" الترغيب " ( 1 / 88 ) : " رواه الطبراني في " الكبير " بإسناد لا بأس به
" . و قال الهيثمي في " المجمع " ( 1 / 209 ) : " رواه الطبراني في " الكبير "
و رجاله موثقون " . قلت : و في قوليهما إشعار لطيف بأن إسناده لا يخلو من ضعف
، و لاسيما قول الهيثمي : " و رجاله موثقون " ، فإنه لا يقول هذا عادة ، إلا
فيمن كان فيه توثيق غير معتبر ، فقول المناوي في " فيض القدير " : " رمز المصنف
لحسنه ، و هو أعلى من ذلك " . ثم ذكر قول المنذري و الهيثمي المتقدم ، فأقول :
إنه لا وجه لتحسينه ، بله تصحيحه ! لما ذكرنا ، و من المؤسف أن الجزء الذي فيه
مسند أبي أمامة من " المعجم الكبير " ليس موجودا في المكتبة الظاهرية عمرها
الله تعالى . و لذلك فإني غير مطمئن لتحسين السيوطي للحديث ، فضلا عن تصحيح
المناوي له ، لاسيما مع كشف إسناد ابن أبي عاصم عن علته . و الله أعلم . ثم طبع
" المعجم الكبير " بهمة أخينا الشيخ حمدي عبد المجيد السلفي ، فرأيت الحديث فيه
( 8 / 157 / 7605 ) ، قال : حدثنا بكر بن سهل حدثنا عبد الله بن يوسف بإسناده
المتقدم عند ابن أبي عاصم . و بهذا الإسناد أخرجه الطبراني أيضا في " مسند
الشاميين " ( ص 655 ) و قد عرفت علته ، و هي الرجل الذي لم يسم . و قد سماه
إسماعيل بن إبراهيم فقال : حدثنا أيوب عن مكحول به . أخرجه الطبراني أيضا ( رقم
7607 ) . و إسماعيل هذا هو أبو إبراهيم الترجماني ، و هو من رجال النسائي ، و
قال هو و غيره : " لا بأس به " . و شيخه أيوب هو ابن مدرك الحنفي كما في
" الميزان " ، و قال : " قال ابن معين : ليس بشيء . و قال مرة : كذاب . و قال
النسائي و أبو حاتم : متروك " . و بهذا يتبين خطأ قول المنذري و الهيثمي
المتقدم ، بله ميل المناوي إلى تصحيحه ! فقد تبين أن الرجل الذي لم يسم في
الطريق الأولى إنما هو أيوب بن مدرك في الطريق الأخرى ، و هو متهم . و لعل
المناوي تبين له هذا الذي ذكرته بعد الذي قاله في " الفيض " ، فقد رأيته قد بيض
للحديث في " التيسير " ، و لم يحسنه ! و منشأ هذا الخطأ في نقدي ، أنهم رأوا (
أيوب ) هذا جاء في السند غير منسوب ، فتوهموا أنه أيوب بن أبي تميمة ، و هو ثقة
حجة ، و ساعدهم على ذلك أنهم رأوا الراوي عنه إسماعيل بن إبراهيم ، فتوهموا
أيضا أنه إسماعيل بن إبراهيم بن مقسم المعروف بـ ( ابن علية ) و هو ثقة حافظ
، لأنهم رأوا في ترجمته أنه روى عن أيوب و هو السختياني و كل ذلك خطأ ، و إنما
إسماعيل هذا أبو إبراهيم الترجماني كما تقدم ، و شيخه أيوب هو ابن مدرك و ليس
السختياني كما جاء مصرحا بهذا كله في " الطبراني " في حديث آخر قبيل هذا ، و هو
مخرج في " الإرواء " ( 1201 ) . و لأيوب هذا حديث آخر موضوع ، مضى برقم ( 159 )
: فاغتنم هذا التحقيق ، فإنه مما قد لا تراه في غير هذا الموضع رغم أنف
الحاقدين الحاسدين . ثم إن للحديث علة أخرى عند ابن حبان ، ألا و هي الانقطاع ،
فقد قال في ترجمة ابن مدرك هذا من كتابه " الضعفاء " ( 1 / 168 ) : " يروي
المناكير عن المشاهير ، و يدعي شيوخا لم يرهم ، و يزعم أنه سمع منهم ، روى عن
مكحول نسخة موضوعة ، و لم يره " . و اعلم أيها القارىء الكريم ، أن مثل هذا
التحقيق يكشف لطالب هذا العلم الشريف أهمية تتبع طرق الحديث ، و التعرف على
هوية رواته ، فإن ذلك يساعد مساعدة كبيرة جدا على الكشف عن علة الحديث التي
تستلزم الحكم على الحديث بالسقوط ، و هذا ما لا يفعله جماهير المشتغلين بهذا
العلم قديما و حديثا ، و حسبك دليلا على هذا الذي أقول ، موقف المنذري و
الهيثمي و المناوي من هذا الحديث و تقويتهم إياه . و قد اغتر بهم بعض المتأخرين
من المقلدين ، فهذا هو الشيخ عبد الله الغماري قد أورد الحديث في كتاب له جمعه
من " الجامع الصغير " زعم في مقدمته ( ص ح ) : " و هذا كتاب جردت فيه الأحاديث
الثابتة من الكتاب المذكور ، و سميته : الكنز الثمين في أحاديث النبي الأمين
" . ثم أكد التجريد المذكور أنه قال في صدد بيان مزايا الكتاب ( ص ع ) :
" و منها : أنه ليس فيه أحاديث ضعيف أو واهية " ! و هذه دعوى عريضة ، يعلم من
اطلع على كتابه هذا من أهل العلم أنها دعوى باطلة ، لأنه وقع فيه كثير من
الأحاديث الضعيفة الواهية ، بل و فيه بعض الموضوعات ، و يقطع أنه لم يجر في
أحاديث كتابه هذا - و قد بلغ عددها ( 4626 ) حديثا - أي بحث أو تحقيق ، و إنما
هو مقلد فيها لغيره ، و هذا الحديث من الأدلة الكثيرة على ذلك ، و هو فيه برقم
( 47 ) و قد سبق في المجلد الثالث أمثلة كثيرة ، و ستمر بك أمثلة أخرى إن شاء
الله تعالى . و قد اعترف هو بذلك في الجملة ، فراجع مقدمة هذه المجلدة .

(4/281)


1783 - " اتقوا الحديث عني إلا ما علمتم ، و من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار
، و من قال في القرآن برأيه فليتبوأ مقعده من النار " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 265 :
ضعيف . أخرجه الترمذي ( 3 / 65 ) و أحمد ( 1 / 269 و 293 و 323 و 327 ) و
أبو يعلى في " مسنده " ( ق 126 / 2 ) و ابن جرير في " التفسير " ( 1 / 77 / 73
- 76 ) و الواحدي في " أسباب النزول " ( ص 4 ) و البغوي في " شرح السنة " ( 117
- 119 ) - دون الجملة الأولى كابن جرير - ، و ابن عساكر في " تاريخ دمشق " ( 14
/ 355 / 2 ) من طرق عن عبد الأعلى أبي عامر الثعلبي عن سعيد بن جبير عن عبد
الله بن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم : فذكره . و قال الترمذي ، و تبعه
البغوي : " حديث حسن " . كذا قال ، و المفهوم من قاعدة الترمذي في مثل قوله هذا
أنه يعني أنه حسن لغيره ، و إذا كان كذلك ، ففيه أمران : الأول : أنه يؤخذ عليه
أننا لا نعلم للشطر الأول و الأخير منه ما يشهد له . أما الشطر الأوسط فهو صحيح
متواتر ، كما هو معلوم . و الآخر : أن إسناده ضعيف ، و هو كذلك ، و علته
الثعلبي هذا ، فقد أورده الذهبي في " الضعفاء " و قال : " ضعفه أحمد و أبو زرعة
" . و قال الحافظ في التقريب : " صدوق ، يهم " . و في سند الترمذي سفيان بن
وكيع ، لكنه قد توبع من جماعة ، و لذلك قال المناوي : " رمز المصنف لحسنه ،
اغترارا بالترمذي ، قال ابن القطان : و ينبغي أن يضعف ، إذ فيه سفيان بن وكيع ،
قال أبو زرعة : متهم بالكذب . لكن ابن أبي شيبة رواه بسند صحيح . قال - أعني
ابن القطان - : فالحديث صحيح من هذا الطريق ، لا من الطريق الأول . و به يعرف
أن المصنف لم يصب في ضربه صفحا عن عزوه لابن أبي شيبة ، مع صحته عنده " . قلت
: و لست أدري إذا كان ابن القطان صحح طريق ابن أبي شيبة لخلوه من الثعلبي ، أو
لأنه لا يرى الثعلبي هذا ضعيفا ، فإن كان الأول - و هو الظاهر - فذلك مما
أستبعده جدا ، و إن كنت ملت إليه و استشهدت بكلامه في تعليقي على هذا الحديث من
" المشكاة " ( 232 ) ، و كان ذلك قبل تتبعي لطرق الحديث و مخارجه التي سبق
ذكرها ، فلما تتبعتها ، استبعدت أن يكون طريق ابن أبي شيبة من غير طريق الثعلبي
، و أما إن كان لا يرى ضعفه ، فهو خطأ كما يدلك عليه ما نقلته عن الذهبي و
العسقلاني . و الله أعلم . ثم رأيت ابن أبي شيبة قد أخرج في " المصنف " ( 10 /
66 / 2 ) الجملة الأخيرة من الحديث من طريق وكيع عن عبد الأعلى به ، لكنه أوقفه
. فترجح عندي ما استبعدته . و الله أعلم . و من طريق الثعلبي المذكور أخرجه أبو
يعلى في " مسنده " ( 2 / 673 ) بلفظ : " من سئل عن علم فكتمه جاء يوم القيامة
ملجما بلجام من نار ، و من قال في القرآن بغير علم جاء يوم القيامة ملجما بلجام
من نار " . فقول المنذري في " الترغيب " ( 1 / 73 ) و تبعه الهيثمي ( 1 / 163 )
: " رواه أبو يعلى و رواته ثقات محتج بهم في الصحيح " . فهو وهم ظاهر ، لأن
الثعلبي مع ضعفه ليس من رجال " الصحيح " ، فتنبه . ( تنبيه ) : بعد مضي زمن
طويل على كتابة هذا ، طبعت مجلدات من " مسند أبي يعلى " بتحقيق الأخ حسين سليم
أسد ، فرأيته قد علق على هذا الحديث بقوله : ( 4 / 228 ) : " إن عبد الأعلى لم
يتفرد به ، و إنما تابعه بكر بن سوادة عند الطبري في " التفسير " ( 1 / 35 ) من
طريق عبد بن حميد قال : حدثنا جرير عن ليث عن بكر عن سعيد بن المسيب ( ! ) به
. و جرير هو ابن عبد الحميد ، و ليث هو ابن سعد .. و هذا إسناد صحيح " . فأقول
: نعم ، هو صحيح لو كان الأمر كما ذكر في رواته ، و ليس كذلك ، مع أوهام أخرى
لابد لي من بيان ذلك كله ، عسى أن يكون في ذلك عبرة لهؤلاء الناشئين المتعلقين
بهذا العلم ، و يعلموا أن التحقيق فيه ليس بالسهولة التي يتصورونها : أولا
: قوله في الإسناد : " .. المسيب " خطأ ، و لعله سبق قلم ، و الصواب : " ..
جبير " ، كما هو ظاهر من سياق كلامه و كما هو الواقع في " تفسير الطبري " ، و
الأمر في مثل هذا سهل قلما ينجو منه كاتب أو باحث . ثانيا : قوله : " و ليث هو
ابن سعد " ، ليس باللازم ، لأن كل مستنده في ذلك إنما هو أنهم ذكروا الليث بن
سعد في الرواة عن بكر . فلقائل أن يقول : من الممكن أن يكون هو ليث بن أبي سليم
الضعيف ، فإنهم ذكروه في شيوخ جرير بن عبد العزيز دون الليث بن سعد . فالله
أعلم . ثالثا : قوله : " عبد بن حميد " خطأ مزدوج ، و ذلك لأنه : 1 - لم يسم
الرجل في " الطبري " و إنما قال : " ابن حميد " ، فالتسمية بـ " عبد " من
المعلق . 2 - أنها تسمية خطإ منه ، و إنما هو محمد بن حميد الرازي ، فإنه هو
المعروف عند العلماء برواية الطبري عنه ، و الإكثار عنه ، و هو تارة يسميه ، و
تارة يكتفي بنسبته لأبيه ، و قد قال في حديث آخر ( 10 ) : حدثنا محمد بن حميد
الرازي قال : حدثنا جرير بن عبد الحميد . فإذا عرفت هذا فالإسناد ضعيف أيضا . 3
- لو صح السند إلى بكر بن سوادة لم يجز أن يقال عند العارفين بهذا العلم إنه
متابع لعبد الأعلى ، لأنه : أولا : لم يرو الحديث بتمامه ، و إنما الجملة
الأخيرة منه . و ثانيا : أنه خالفه في رفعه و أوقفه على ابن عباس . فلو صح
الإسناد ، كان دليلا آخر على ضعف الحديث . و الله أعلم .

(4/282)


1784 - " اتقوا النار و لو بشق تمرة ، فإنها تسد من الجائع مسدها من الشبعان " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 268 :
ضعيف جدا . رواه العقيلي في " الضعفاء " ( ص 191 ) مختصرا ، و ابن عدي (
202 / 2 ) بتمامه ، عن صلة بن سليمان حدثنا محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي
هريرة مرفوعا و قال : " صلة بن سليمان عامة ما يرويه لا يتابعه عليه الناس
" . قلت : هو كذاب كما قال ابن معين و أبو داود ، و ضعفه غيرهما . و رواه
الخطابي في " غريب الحديث " ( 67 / 1 ) من طريق شرحبيل بن سعد عن جابر عن أبي
بكر مرفوعا . و هذا سند واه ، شرحبيل بن سعد أورده الذهبي في " الضعفاء " ، و
قال : " قال ابن أبي ذئب : كان متهما . و قال مالك : ليس بثقة . و قال النسائي
: ضعيف " . و الحديث أورده في " الجامع الكبير " ( 1 / 17 / 1 ) من رواية
البزار عن أبي بكر بلفظ : " اتقوا النار و لو بشق تمرة ، فإنها تقيم المعوج ، و
تقع من الجائع ما تقع من الشبعان " . ثم ذكره بنحوه و زيادة : " و تسد الخلل ،
و تدفع ميتة السوء " . و قال : " رواه أبو يعلى و الدارقطني في " العلل " و
ضعفه ، و الديلمي عن أبي بكر " . و قد أخرجه الديلمي في " مسنده " ( 1 / 1 / 43
) من طريق أبي يعلى ، و هذا في " مسنده " ( رقم 85 ) حدثنا محمد بن إسماعيل
الوساوسي حدثنا زيد بن الحباب عن عبد الرحمن بن سليمان عن شرحبيل بن سعد عن
جابر عن أبي بكر الصديق . قلت : و هذا إسناد ضعيف جدا ، شرحبيل بن سعد قال
الحافظ : " صدوق اختلط بآخرة " . و الوساوسي قال البزار : " كان يضع الحديث . و
قال الدارقطني و غيره ضعيف " . قلت : و من طريقه البزار ( 933 ) ، و قال : " لا
نعلم أحدا حدث به عن زيد إلا الوساوسي ، و لا يروى عن أبي بكر إلا بهذا الإسناد
" . قلت : يعني بهذا اللفظ و التمام ، و لذلك خرجته هنا ، و إلا فشطره الأول في
" الصحيحين " و غيرهما من طرق أخرى عن جمع من الصحابة ، فانظر " صحيح الجامع "
( 113 ) .

(4/283)


1785 - " اتقوا خداج الصلاة ، إذا ركع الإمام فاركعوا ، و إذا رفع فارفعوا " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 269 :
ضعيف . أخرجه أحمد ( 3 / 43 ) من طريق حسين بن محمد ، و الطبراني في
" الأوسط " ( 1 / 31 / 2 ) من طريق قتيبة بن سعيد كلاهما عن أيوب بن جابر عن
عبد الله بن عصم الحنفي عن أبي سعيد الخدري قال : " صلى رجل خلف النبي صلى
الله عليه وسلم ، فجعل يركع قبل أن يركع ، و يرفع قبل أن يرفع ، فلما قضى النبي
صلى الله عليه وسلم الصلاة قال : من فعل هذا ؟ قال : أنا يا رسول الله ، أحببت
أن أعلم تعلم ذلك أم لا ؟ فقال " . فذكره ، و قال الطبراني : " لم يروه عن ابن
عصم إلا أيوب ، تفرد به قتيبة " ! كذا قال و قد تابعه حسين بن محمد كما رأيت .
و أيوب بن جابر ضعيف كما في " التقريب " ، فالحديث ضعيف . و أما عبد الله بن
عصم ، و يقال : ابن عصمة . فثقة ترجمه ابن أبي حاتم ( 2 / 2 / 126 ) و ذكر عن
أبيه أنه قال : شيخ . و عن أبي زرعة : ليس به بأس . و وثقه ابن معين . و قال
الحافظ في " التقريب " : " صدوق يخطىء " . و الحديث قال في " المجمع " ( 2 / 77
) : " رواه أحمد و الطبراني في الأوسط " و فيه أيوب بن جابر ، قال أحمد : حديثه
يشبه حديث أهل الصدق . و قال ابن عدي : حديثه يحمل بعضه بعضا ، و ضعفه ابن معين
و جماعة " .

(4/284)


1786 - " اتقوا هذا القدر ، فإنه شعبة من النصرانية " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 270 :
ضعيف جدا . أخرجه المخلص في " الفوائد " ( 9 / 200 / 1 ) و ابن بشران في "
الأمالي " ( ق 78 / 2 ) و ابن عدي ( ق 285 / 1 ) و الطبراني في " المعجم الكبير
" ( 3 / 131 / 2 ) و أبو نعيم في " الرواة عن أبي نعيم الفضل بن دكين " ( 2 / 1
) و اللالكائي في " السنة " ( 1 / 144 / 1 ) و أحمد بن المهندس في " حديثه عن
عافية و غيره " ( ق 132 / 1 ) عن القاسم بن حبيب عن نزار بن حيان عن عكرمة عن
ابن عباس مرفوعا به ، و قال ابن عباس : اتقوا هذه الأرجاء فإنها شعبة من
النصرانية . قلت : و هذا سند ضعيف جدا ، نزار هذا قال الذهبي في " الميزان " :
" فيه لين " . و قال ابن حبان في " الضعفاء " ( 3 / 56 - 57 ) : " قليل الرواية
، منكر الحديث جدا ، يأتي عن عكرمة بما ليس من حديثه ، حتى يسبق إلى القلب أنه
المتعمد لذلك " . ثم ساق له هذا الحديث . و القاسم بن حبيب ، قال ابن معين :
" لا شيء " .

(4/285)


1787 - " اتقي الله يا فاطمة ! و أدي فريضة ربك ، و اعملي عمل أهلك ، فإذا أخذت مضجعك
، فسبحي ثلاثا و ثلاثين و احمدي ثلاثا و ثلاثين و كبري أربعا و ثلاثين ، فتلك
مائة ، فهي خير لك من خادم " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 271 :
ضعيف . أخرجه أبو داود ( 2 / 34 ) من طريق أبي الورد عن ابن أغيد قال : قال
لي علي رضي الله عنه : " ألا أحدثك عني و عن فاطمة بنت رسول الله صلى الله
عليه وسلم ، و كانت من أحب أهله إليه ؟ قلت : بلى ، قال : إنها جرت بالرحى حتى
أثرت في يدها ، و حملت بالقربة حتى أثرت في نحرها ، و كنست البيت حتى اغبرت
ثيابها ، فأتى النبي صلى الله عليه وسلم خدم ، فقلت : لو أتيت أباك فسألتيه
خادما ، فأتته ، فوجدت عنده حداثا ، فرجعت ، فأتى من الغد ، فقال : ما كان
حاجتك ؟ فسكتت ، فقلت : أنا أحدثك يا رسول الله ! جرت بالرحى حتى أثرت في يدها
، و حملت القربة حتى أثرت في نحرها ، فلما أن جاءك الخدم أمرتها أن تأتيك
فتستخدمك خادما ، يقيها حر ما هي فيه ، قال ... ( فذكر الحديث ) . قالت : رضيت
عن الله عز وجل و عن رسوله صلى الله عليه وسلم " . قلت : و هذا إسناد ضعيف
. ابن أغيد ، و اسمه علي مجهول كما قال الحافظ . و أبو الورد هو ابن ثمامة بن
حزن القشيري البصري . قال : " مقبول " . و الحديث في " الصحيحين " و غيرهما دون
طرفه الأول .

(4/286)


1788 - " أتي بإبراهيم عليه السلام يوم النار إلى النار ، فلما بصر بها ، قال : (
حسبنا الله و نعم الوكيل ) " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 271 :
ضعيف . أخرجه أبو نعيم في " الحلية " ( 1 / 19 ) : حدثنا القاضي عبد الله
بن محمد بن عمر حدثنا عبد الله بن العباس الطيالسي حدثنا عبد الرحيم بن محمد بن
زياد ( كذا ) : أنبأنا أبو بكر بن عياش عن حميد عن أنس بن مالك أن رسول
الله صلى الله عليه وسلم قال : فذكره . قلت : و هذا إسناد رجاله ثقات ، ابن
عياش فمن فوقه من رجال البخاري ، و اللذان دونه ترجمهما الخطيب في " التاريخ "
( 10 / 36 و 11 / 86 ) . و القاضي عبد الله بن محمد بن عمر ، ترجمه أبو نعيم في
" أخبار أصبهان " ( 2 / 88 ) ، و ذكر أن وفاته كانت سنة ( 362 ) و لم يذكر فيه
جرحا و لا تعديلا . فهو علة هذا الإسناد . و قد خولف في متنه ، فأخرجه الخطيب (
11 / 86 ) من طريق عبد الله بن العباس الشطوي : حدثنا إبراهيم بن موسى الجوزي
حدثنا عبد الرحيم بن محمد بن زيد السكري ... بلفظ : أن النبي صلى الله عليه
وسلم أتي يوم أحد ، فقيل : يا رسول الله ! ( إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم ) ،
فقال : " حسبنا الله و نعم الوكيل " . فأنزل الله تعالى : *( الذين قال لهم
الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم )* . و رجاله ثقات ، غير الشطوي هذا ، فلم
أعرفه . و إبراهيم بن موسى الجوزي ، و يقال : ( التوزي ) وثقه الخطيب أيضا ( 6
/ 187 ) و قد جاء من طريق أخرى عنه ، فقال ابن مردويه : حدثنا محمد بن معمر
حدثنا إبراهيم بن موسى التوزي به . ذكره ابن كثير في تفسير الآية . لكن محمد بن
معمر هذا مجهول أيضا ، فقد ساق له الخطيب حديثا ( 3 / 304 ) عن يحيى بن حفص ابن
أخي هلال الكوفي بسنده عن ابن عمر مرفوعا بلفظ : " من شارك ذميا فتواضع له ..
" الحديث . و قال عقبه : " حديث منكر لم أكتبه إلا بهذا الإسناد " . و اتهم
الذهبي به ابن معمر هذا أو شيخه ، فقال في ترجمته : " لا يعرف ... " . ثم ساق
له هذا الحديث ، و قال : " آفته يحيى ، و إلا فالسامي ، فإنه مجهول الحال أيضا
" . و أقول : لعل تعصيب الآفة بيحيى أولى ، لأن السامي قد روى عنه اثنان
، أحدهما : محمد بن مخلد العطار الراوي لهذا عنه ، و الآخر : ابن مردويه كما
تقدم . و قد خولف ابن زياد أو زيد في إسناد الحديث و متنه ، فقال أحمد بن يونس
: حدثنا أبو بكر عن أبي حصين عن أبي الضحى عن ابن عباس : ( حسبنا الله و نعم
الوكيل ) قالها إبراهيم عليه السلام حين ألقي في النار ، و قالها محمد صلى الله
عليه وسلم حين قالوا : *( إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانا و قالوا
حسبنا الله و نعم الوكيل )* . أخرجه البخاري ( 4563 ) و الحاكم ( 2 / 298 ) و
قال : " صحيح على شرط الشيخين ، و لم يخرجاه " ! و وافقه الذهبي ! قلت : و قد
وهما وهما ظاهرا ، و هو استدراكه على البخاري و قد أخرجه ! و وهما وهما آخر
، تصحيحه على شرط مسلم أيضا ، فإن أبا بكر هذا لم يخرج له مسلم شيئا إلا في
المقدمة ، و قد تكلموا فيه كثيرا ، فقال الذهبي في " الميزان " : " أحد الأئمة
الأعلام ، صدوق ثبت في القراءة ، لكنه في الحديث يغلط و يهم ، و قد أخرج له
البخاري ، و هو صالح الحديث " . و قال الحافظ ابن حجر : " ثقة عابد ، إلا أنه
لما كابر ساء حفظه ، و كتابه صحيح " . و قد تابعه على بعضه إسرائيل عن أبي حصين
به ، و لفظه : " كان آخر قول إبراهيم حين ألقي في النار : ( حسبي الله و نعم
الوكيل ) " . أخرجه البخاري ( 4564 ) : حدثنا مالك بن إسماعيل حدثنا إسرائيل .
و هذا اللفظ هو في رواية الحاكم المتقدمة عن أبي بكر . و خالف مالكا في إسناده
و متنه سلام بن سليمان الدمشقي ، فقال : حدثنا إسرائيل عن أبي حصين عن أبي صالح
عن أبي هريرة مرفوعا . قلت : و سلام هذا قال الذهبي في " الكاشف " : " له
مناكير " . و قال الحافظ في " التقريب " : " ضعيف " . قلت : فمثله لا يصلح
للاستشهاد به ، و قد خالف الثقة في السند ، فجعله من مسند أبي هريرة ، و تابعيه
أبا صالح ! و في المتن ، فرفعه ، و هو موقوف برواية الثقتين : أبي بكر و
إسرائيل . و بالجملة ، فحديث الترجمة الصحيح فيه الوقف ، لمخالفة أحد رواته
رواية البخاري الصحيحة عن أبي بكر ، و متابعة إسرائيل إياه . و الله أعلم .

(4/287)


1789 - " تحفة الصائم الزائر أن تغلف لحيته ، و تجمر ثيابه ، و يذرر ، و تحفة المرأة
الصائمة أن تمشط رأسها ، و تجمر ثيابها ، و تذرر " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 274 :
موضوع . رواه ابن عدي ( 173 / 1 ) عن محمد بن موسى الحرشي حدثنا : هبيرة بن
حدير العدوي حدثنا : سعد الحذاء عن عمير بن مأموم عن الحسن بن علي قال
: سمعت أبي : و حدثني - يعني النبي صلى الله عليه وسلم - يقول : فذكره . و قال
: " سعد بن طريف أحاديثه كلها لا يرويها غيره ، و هو ضعيف جدا " . قلت : و قال
ابن معين : " لا يحل لأحد أن يروي عنه " . و قال ابن حبان : " كان يضع الحديث
على الفور " . قلت : و عمير بن مأموم ، و يقال : مأمون ، قال الدارقطني : " لا
شيء " . و هبيرة بن حدير العدوي قال يحيى بن معين : " لا شيء " . و محمد بن
موسى الحرشي قال الحافظ : " لين " . و الحديث أورده السيوطي في " الجامع " من
رواية البيهقي في " الشعب " عن الحسن بن علي مرفوعا . و قال شارحه المناوي : "
قال البيهقي عقبه : و سعد غيره أوثق منه " . قلت : بل هو شر من ذلك كما تبين
مما سبق . و من هذا الوجه أخرجه الترمذي و غيره مختصرا ، و سيأتي برقم ( 2596 )
.

(4/288)


1790 - " أثردوا ، و لو بالماء " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 275 :
ضعيف . أخرجه ابن أبي حاتم في " العلل " ( 2 / 18 ) و الطبراني في " الأوسط
" ( رقم 7289 ) عن عباد بن كثير عن أبي عقال . و الطبراني أيضا ( 1104 ) و
البيهقي في " الشعب " ( 2 / 195 / 2 ) عن عاصم بن طلحة قال : سمعت أنس بن
مالك به مرفوعا . و قال ابن أبي حاتم : " قال أبي : عباد بن كثير هذا مضطرب
الحديث ، ظننت أنه أحسن حالا من عباد بن كثير البصري ، فإذا هو قريب منه " .
قلت : عباد هذا هو الرملي الفلسطيني ضعيف ، و أما البصري فمتروك كما في
" التقريب " ، و قد اضطرب في إسناده كما ترى ، و في " العلل " اضطراب آخر . و
قال الهيثمي في " المجمع " ( 5 / 19 ) : " رواه الطبراني في " الأوسط " ، و فيه
عباد بن كثير الرملي ، وثقه ابن معين ، و ضعفه جماعة ، و بقية رجاله ثقات " .
و ذكر أن الطبراني رواه عن أنس أيضا بإسناد قال : " فيه جماعة لم أجد من ترجمهم
" . قلت : كلهم معروف ، و هو يعني طريق عاصم بن طلحة ، و هو مجهول ، كما في "
اللسان " ، و عنه عباد ، و قد عرفت ضعفه ، و عنه أبو جعفر النفيلي ، و اسمه
عبد الله بن محمد ، ثقة ، و عنه أحمد شيخ الطبراني ، و اسم أبيه عبد الرحمن بن
عقال الحراني ، و هو ضعيف ، لكنه متابع عند البيهقي . و الخلاصة أن علة الحديث
ضعف عباد ، و اضطرابه في إسناده .

(4/289)


1791 - " لن تقوم الساعة حتى يسود كل قبيلة منافقوها " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 276 :
ضعيف جدا . رواه الطبراني ( 3 / 48 / 1 ) عن حنش عن عطاء عن ابن عمر عن
ابن مسعود : " أنه كان في بستان من بساتين المدينة ، و هو يقرئ ابنيه ، فمر
به طائران غرابان أو حمامان لهما حفيف ، فنظر إليهما ابن مسعود ، فقال : والله
ما أنا بأشد على هذين حزنا لو ماتا ، إلا كحزني على هذين الطائرين لو وقعا
ميتين ، و إني لأجد لهما ما يجد الوالد لولده ، و لكن سمعت رسول الله صلى الله
عليه وسلم يقول : فذكره . قلت : و هذا سند ضعيف جدا ، حنش هذا - و اسمه الحسين
بن قيس - متروك كما قال الحافظ ، و الهيثمي في " المجمع " ( 7 / 327 ) و أقره
المناوي في " فيضه " ، و لكنه قصر في " تيسيره " ، فقال : " سنده ضعيف " ! و
الحديث رواه البزار ( 4 / 150 / 3416 ) من هذا الوجه ، مختصرا دون القصة .

(4/290)


1792 - " ما تقرب العبد إلى الله تعالى بشيء أفضل من سجود خفي " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 276 :
ضعيف . رواه ابن المبارك في " الزهد " رقم ( 154 ) و من طريقه الديلمي و
القضاعي ( 105 / 2 ) عن أبي بكر بن أبي مريم قال : أخبرنا ضمرة بن حبيب بن صهيب
مرفوعا . قلت : و هذا إسناد ضعيف ، أبو بكر بن أبي مريم ، و هو أبو بكر بن عبد
الله بن أبي مريم الغساني الشامي ، قال الحافظ : " ضعيف ، و كان قد سرق بيته
فاختلط " . و ضمرة بن حبيب بن صهيب ، تابعي ثقة ، فهو مرسل .

(4/291)


1793 - " أحبوا صهيبا حب الوالدة لولدها " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 276 :
ضعيف جدا . رواه الحاكم ( 3 / 401 ) و ابن عساكر ( 8 / 193 / 2 ) عن يوسف
بن محمد بن يزيد بن صيفي بن صهيب عن أبيه عن جده < عن أبي جده عن > صهيب
مرفوعا ، و سكت عنه الحاكم ، و قال الذهبي : " قلت : سنده واه " . و أقول
: يوسف هذا أورده الذهبي في " الضعفاء و المتروكين " ، و قال : " قال البخاري
: فيه نظر " . و قال في أبيه : " قال البخاري : مختلف فيه " .

(4/292)


1794 - " ما أكل العبد طعاما أحب إلى الله من كد يده ، و من بات كالا من عمله بات
مغفورا له " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 277 :
منكر . رواه ابن عساكر ( 4 / 324 / 1 ) عن الحسن بن يوسف أخبرنا : هشام بن
عمار أخبرنا بقية بن الوليد أخبرنا بحير بن سعد عن خالد بن معدان عن المقدام
بن معدي كرب قال : رأيت النبي صلى الله عليه وسلم ذات يوم و هو باسط يديه ، و
هو يقول : فذكره . أورده في ترجمة الحسن بن يوسف و هو أبو سعيد الطرميسي مولى
الحسن بن علي ، و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا ، و من فوقه ثقات غير أن هشاما
فيه ضعف ، و قد قال عن بقية : " أخبرنا بحير ... " ، فأخشى أن يكون تصريحه
بسماع بقية من بحير وهما من هشام . و الله أعلم . ثم رأيت ابن عساكر رواه ( 4 /
337 / 2 ) من طريق ثقتين قالا : أخبرنا بقية عن بحير بن سعد به دون الشطر
الثاني من الحديث . فهذه علة الحديث عنعنة بقية ، لكن رواه أحمد ( 4 / 131 )
عنه مصرحا بالتحديث دون الزيادة ، فالعلة تفرد الحسن بن يوسف بها . و الشطر
الأول من الحديث صحيح رواه ثور بن يزيد عن خالد بن معدان به و زاد : " و أن نبي
الله داود كان يأكل من عمل يده " . أخرجه البخاري و غيره و جعل هذه الزيادة
مكان قوله في هذا الحديث : " و من بات كالا ... " . فهو منكر بهذا اللفظ .

(4/293)


1795 - " منعني ربي أن أظلم معاهدا و لا غيره " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 278 :
موضوع . قال في " الجامع " : رواه الحاكم عن علي و رمز لصحته ، و لم
يتكلم عليه المناوي بشيء . قلت : و هو في مستدرك الحاكم ( 2 / 622 ) من طريق
محمد بن محمد < بن > الأشعث الكوفي : حدثني أبو الحسن موسى بن إسماعيل بن موسى
بن جعفر بن محمد حدثني أبي عن أبيه عن أبيه عن جده عن أبيه محمد بن علي عن أبيه
عن جده الحسين عن أبيه علي بن أبي طالب رضي الله عنه . " أن يهوديا كان يقال له
: جريجرة كان له على رسول الله صلى الله عليه وسلم دنانير فتقاضى النبي صلى
الله عليه وسلم فقال : له : يا يهودي ! ما عندي ما أعطيك ، قال : فإني لا
أفارقك يا محمد ! حتى تعطيني ، فقال صلى الله عليه وسلم : إذا أجلس معك ، فجلس
معه ، فصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك الموضع الظهر و العصر و المغرب
و العشاء الآخرة و الغداة ، و كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يتهددونه
و يتوعدونه ، ففطن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : ما الذي تصنعون به
؟ فقالوا : يا رسول الله ! يهودي يحبسك ! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم
: منعني ربي أن أظلم معاهدا و لا غيره ، فلما رحل النهار قال اليهودي : أشهد أن
لا إله إلا الله ، و أشهد أن محمدا عبده و رسوله . و قال : شطر مالي في سبيل
الله ، أما والله ما فعلت الذي فعلت بك إلا لأنظر إلى نعتك في التوراة " محمد
بن عبد الله مولده بمكة ، و مهاجره بطيبة ، و ملكه بالشام ، ليس بفظ و لا غليظ
و لا سخاب في الأسواق ، و لا متزي بالفحش و لا قول الخنا " أشهد أن لا إله إلا
الله ، و أنك رسول الله ، هذا مالي فاحكم فيه بما أراك الله ، و كان اليهودي
كثير المال " . سكت عليه الحاكم ، و تعقبه الذهبي بقوله : " حديث منكر بمرة و
آفته من موسى أو ممن بعده " . قلت : إن كان يعني موسى بن جعفر فآفته ممن بعده
حتما ، لأن ابن جعفر ثقة إمام كما قال أبو حاتم ، و قد قواه الذهبي في
" الميزان " ، و اعتذر عن إيراده فيه بقوله : " و إنما أوردته لأن العقيلي ذكره
في كتابه و قال : " حديثه غير محفوظ " ، يعني في الإيمان . قال : الحمل فيه على
أبي الصلت الهروي . قلت : فإذا كان الحمل فيه على أبي الصلت فما ذنب موسى تذكره
؟! " . و إن كان يعني موسى بن إسماعيل بن موسى فإني لم أجد من ترجمه . قلت : و
إنما آفته من الراوي عن ابن الأشعث ، فإن له نسخة فيها أحاديث موضوعة ، هو
المتهم بها عند الذهبي و غيره ، كان جمعها في كتاب بهذا الإسناد العلوي ، قال
الذهبي في " الميزان " : " قال الدارقطني : آية من آيات الله ، وضع ذاك الكتاب
" . يعني : " العلويات ".

(4/294)


1796 - " ما من عثرة و لا اختلاج عرق و لا خدش عود ، إلا بما قدمت أيديكم ، و ما يعفو
الله أكثر " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 279 :
ضعيف . رواه ابن عساكر ( 8 / 182 / 1 ) عن محمد بن الفضل عن الصلت بن بهرام
عن شقيق عن البراء مرفوعا . قلت : و هذا إسناد واه بمرة ، آفته محمد بن
الفضل ، و هو ابن عطية ، و هو كذاب كما تقدم مرارا . و الحديث أورده السيوطي في
" الجامع الصغير " من رواية ابن عساكر هذه على خلاف ما اشترط على نفسه في
مقدمته ! و بيض له المناوي فلم يتعقبه بشيء ، فكأنه لم يقف على سنده . ثم
أوقفني بعض إخواننا - جزاه الله خيرا - على طريق أخرى للحديث في بعض المطبوعات
الجديدة ، و هو كتاب " الزهد " لهناد ، قال ( 1 / 249 / 431 ) : حدثنا أبو
معاوية عن إسماعيل بن مسلم عن الحسن مرفوعا . قلت : و هذا مع إرساله من الحسن
البصري ، فإن الراوي عنه إسماعيل بن مسلم - و هو المكي - ضعيف .

(4/295)


1797 - " اثنان خير من واحد و ثلاث خير من اثنين و أربعة خير من ثلاثة ، فعليكم
بالجماعة ، فإن الله عز وجل لن يجمع أمتي على ضلالة " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 279 :
موضوع . أخرجه عبد الله بن أحمد في " زوائد المسند " ( 5 / 145 ) قال :
حدثنا أبو اليمان حدثنا ابن عياش عن البختري بن عبيد بن سليمان عن أبيه عن
أبي ذر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : فذكره . قلت : و هذا موضوع ،
آفته البختري ، هذا قال أبو نعيم : " روى عن أبيه عن أبي هريرة موضوعات " . و
كذا قال ابن حبان : " ذاهب ، لا يحل الاحتجاج به إذا انفرد ، و ليس بعدل ، فقد
روى عن أبيه عن أبي هريرة نسخة فيها عجائب " . و قال الأزدي : " كذاب ساقط " .
و لخص ذلك الحافظ بقوله في " التقريب " : " ضعيف متروك " . قلت : و أبوه عبيد
بن سليمان ، لا يعرف ، قال أبو حاتم : " مجهول " . و ابن عياش ، و هو إسماعيل
الحمصي ، ضعيف في روايته عن الشاميين ، و هذه منها . و الحديث قال الهيثمي في
" مجمع الزوائد " ( 1 / 177 ) : " رواه أحمد ، و فيه البختري بن عبيد بن سليمان
، و هو ضعيف " . قلت : عزوه لأحمد خطأ ، تبعه عليه السيوطي في " الجامع " ، و
مشى ذلك على المناوي ! و الصواب عزوه لابنه عبد الله ، فإنه من حديثه ، و ليس
من حديث أبيه ثم إنه وقع في إسناده عند المناوي تحريف غير مطبعي ، فالبختري صار
عنده " أبو البختري " . و وقع فيه خطأ مطبعي آخر ، فقال : " و أبو عبيدة تابعي
لا يعرف " . و إنما هو : " و أبوه عبيد " ! لكن الجملة الأخيرة من الحديث صحيحة
لها شواهد ذكرت بعضها في " ظلال الجنة " ( 80 - 84 ) .

(4/296)


1798 - " أتيت بالبراق ، فركبت خلف جبريل عليه السلام ، فسار بنا إذا ارتفع ارتفعت
رجلاه ، و إذا هبط ارتفعت يداه ، قال : فسار بنا في أرض غمة منتنة ، حتى أفضينا
إلى أرض فيحاء طيبة ، فقلت : يا جبريل ! إنا كنا نسير في أرض غمة منتنة ، ثم
أفضينا إلى أرض فيحاء طيبة ، قال : تلك أرض النار ، و هذه أرض الجنة . قال
: فأتيت على رجل قائم يصلي ، فقال : من هذا معك يا جبريل ؟ قال : هذا أخوك محمد
، فرحب بي ، و دعا لي بالبركة ، و قال : سل لأمتك اليسر ، فقلت : من هذا يا
جبريل ؟ قال : هذا أخوك عيسى بن مريم عليه الصلاة والسلام ، قال : فسرنا
، فسمعت صوتا و تذمرا ، فأتينا على رجل ، فقال : من هذا يا جبريل ؟ قال : هذا
أخوك محمد ، فرحب بي و دعا لي بالبركة ، و قال : سل لأمتك اليسر ، فقلت : من
هذا يا جبريل ؟ فقال : هذا أخوك موسى ، قلت : على من كان تذمره و صوته ؟ قال
: على ربه ! قلت : على ربه ؟! قال : نعم ، قد عرف ذلك من حدته ، قال : ثم سرنا
، فرأينا مصابيح و ضوء ، قال : قلت : ما هذا يا جبريل ؟ قال : هذه شجرة أبيك
إبراهيم عليه الصلاة و السلام ، أتدنو منها ؟ قلت : نعم ، فدنونا ، فرحب بي ، و
دعا لي بالبركة ، ثم مضينا حتى أتينا بيت المقدس ، فربطت الدابة بالحلقة التي
يربط بها الأنبياء ، ثم دخلت المسجد ، فنشرت لي الأنبياء ، من سمى الله عز وجل
منهم و من لم يسم ، فصليت بهم إلا هؤلاء النفر الثلاثة : إبراهيم و موسى و عيسى
، عليهم الصلاة و السلام " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 281 :

ضعيف . أخرجه الحاكم ( 4 / 406 ) و أبو يعلى ( 8 / 449 / 70 / 5036 ) و
البزار ( 59 ) من طريق حماد بن سلمة حدثنا أبو حمزة عن إبراهيم عن علقمة عن عبد
الله بن مسعود رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : فذكره . و
قال الحاكم : " تفرد به أبو حمزة ميمون الأعور و قد اختلفت أقاويل أئمتنا فيه "
. و قال الذهبي : " قلت ضعفه أحمد و غيره " . و أورده في " الضعفاء " و قال : "
قال أحمد : متروك " . و الحديث أورده الهيثمي هكذا في " المجمع " و قال ( 1 /
74 ) : " رواه البزار و أبو يعلى و الطبراني في " الكبير " و رجاله رجال الصحيح
" . قلت : و لم أره في " مسند ابن مسعود " من " الكبير " و إن كانت النسخة وقع
في أول المسند خرم و لكنه في أخبار ابن مسعود و ليس في أحاديثه ، فإذا كان عنده
من هذا الوجه - كما يغلب على الظن - فأبو حمزة ليس من رجال الصحيح على شدة ضعفه
، فلعل الهيثمي توهم أنه أبو حمزة محمد بن ميمون السكري و ليس به ، لأنه لم
يذكروا في شيوخه إبراهيم - و هو النخعي - و لا ذكروا في الرواة عنه حماد بن
سلمة و إنما ذكروا ذلك في الأعور و الله أعلم . و له طريق أخرى يرويه الحسن بن
عرفة في " جزئه " رقم ( 70 - منسوختي ) من طريق قنان بن عبد الله النهمي حدثنا
أبو ظبيان الجنبي عن أبي عبيدة عن عبد الله بن مسعود به نحوه يزيد و ينقص . قلت
: و هذا إسناد ضعيف ، أبو عبيدة لم يسمع من أبيه و قنان هذا فيه ضعف . و ذكره
بن كثير في " تفسيره " من هذا الوجه و قال ( 3 / 16 ) : " إسناد غريب و فيه من
الغرائب سؤال الأنبياء عنه عليه السلام ابتداء ، ثم سؤاله عنهم بعد انصرافه و
المشهور في الصحاح - كما تقدم - أن جبريل كان يعلمه بهم أولا ليسلم عليهم سلام
معرفة و فيه أنه اجتمع بهم في السماوات ثم نزل إلى بيت المقدس ثانيا ، و هم معه
، و صلى بهم فيه ، ثم إنه ركب البراق و كر راجعا إلى مكة " .

(4/297)


1799 - " الحجامة يوم الثلاثاء لسبع عشرة مضت من الشهر دواء السنة " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 283 :
موضوع . رواه ابن سعد في " الطبقات " ( 1 / 448 ) و ابن عدي ( 163 / 1 ) عن
سلام الطويل عن زيد العمي عن معاوية بن قرة عن معقل بن يسار مرفوعا ، و قال
: " سلام الطويل عامة ما يرويه لا يتابعه أحد عليه " . قلت : و هو متروك كذا
شيخه زيد العمي ، و الأول شر من الآخر ، فقد قال ابن حبان : " روى عن الثقات
الموضوعات ، كأنه كان المتعمد لها " . و قال الحاكم : " يروي أحاديث موضوعة "
. و الحديث ذكره صاحب " المشكاة " و قال ( 4574 ) : " رواه حرب بن إسماعيل
الكرماني صاحب أحمد ، و ليس إسناده بذاك . هكذا في " المنتقى " " . و قال : "
4575 - و روى رزين نحوه عن أبي هريرة " . قلت : و لم أقف على إسناده عن أبي
هريرة ، و رزين فيما ينقله غرائب ، و قوله في حديث معقل : " ليس إسناده بذاك "
، فيه تساهل كبير كما لا يخفى على الخبير بهذا العلم الشريف . ثم وقفت على
إسناده عن أبي هريرة في " كامل ابن عدي " ( 7 / 2498 ) و قال : " ليس بالمحفوظ
" . قلت : فيه مسلم بن حبيب أبو حبيب مؤذن مسجد بني رفاعة ، و لم أعرفه : حدثنا
نصر بن طريف ... و هو متروك .

(4/298)


1800 - " مثل الرافلة في غير أهلها ، كالظلمة يوم القيامة لا نور لها " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 284 :
ضعيف . رواه الترمذي ( 1 / 218 ) و أبو الشيخ ابن حيان في كتابه " الأمثال
" ( رقم 265 ) و الخطابي في " غريب الحديث " ( 17 / 2 ) عن موسى بن عبيدة
الربذي عن أيوب بن خالد عن ميمونة بنت سعد - و كانت خادما للنبي صلى الله
عليه وسلم - مرفوعا . و قال الترمذي : " هذا حديث لا نعرفه إلا من حديث موسى بن
عبيدة ، و هو يضعف في الحديث " . و قال الذهبي في " الضعفاء " : " مشهور
، ضعفوه ، و قال أحمد : لا تحل الرواية عنه " . و قال الحافظ في " التقريب " :
" ضعيف ، و لاسيما في عبد الله بن دينار ، و كان عابدا " . قال الخطابي : "
الرافلة : أي المتبرجة بالزينة لغير زوجها " .

(4/299)


1801 - " كان يدخل الحمام ، و كان يتنور " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 284 :
ضعيف جدا . رواه ابن عساكر ( 3 / 300 / 2 ) عن سليمان بن سلمة الحمصي
: حدثنا بقية حدثنا سليمان بن باشرة الألهاني قال : سمعت محمد بن زياد الألهاني
يقول : كان ثوبان جارا لنا و كان يدخل الحمام فقلت له : فقال : فذكره .
قلت : و هذا سند واه بمرة ، سليمان بن سلمة هو الخبائري و هو متهم بالكذب ، و
سليمان بن باشرة لم أجد له ترجمة ، و وقع في " فتاوى السيوطي " ( 2 / 63 ) : "
ناشرة " بالنون . و الله أعلم . و الحديث أورده السيوطي في " الجامع الصغير "
من رواية ابن عساكر عن واثلة . و قال المناوي : " بسند ضعيف جدا بل واه بالمرة
" .

(4/300)


1802 - " إن الغسل يوم الجمعة ليسل الخطايا من أصول الشعر استلالا " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 285 :
منكر . أخرجه ابن أبي حاتم في " العلل " ( 1 / 198 ) : حدثنا أبي عن محمد
بن يحيى بن حسان عن أبيه عن مسكين أبي فاطمة عن حوشب عن الحسن قال : كان أبو
أمامة يروي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره ، و قال : " فقال أبي
: هذا منكر ، الحسن عن أبي أمامة لا يجيء ، و وهن أمر مسكين عندي بهذا الحديث
" . و قال في مكان آخر ( 1 / 210 ) عن أبيه : " هذا حديث منكر ، ثم قال : الحسن
عن أبي أمامة ، لا يجيء هذا إلا من مسكين " . و ذكر نحو ذلك في " الجرح و
التعديل " ( 4 / 1 / 329 ) في ترجمة مسكين بن عبد الله أبي فاطمة . و ذكر
الحافظ في " اللسان " عن الدارقطني أنه قال فيه : " ضعيف الحديث " . و سائر
رواة الحديث ثقات ، و محمد بن يحيى بن حسان هو التنيسي ، قال ابن أبي حاتم عن
أبيه : " شيخ صالح " . و الحسن هو البصري و هو مدلس ، و لم يصرح بسماعه من أبي
أمامه ، بل جزم أبو حاتم بأنه لم يسمع منه ، و ذلك قوله : " الحسن عن أبي أمامة
لا يجيء " . إذا عرفت هذا ، فقول المنذري ( 1 / 252 ) ثم الهيثمي ( 2 / 174 )
في هذا الحديث : " رواه الطبراني في الكبير ، و رواته ثقات " . فيه ما لا يخفى
، إلا أن يكون عند الطبراني من طريق آخر ، و ذلك مما أستبعده . و الله أعلم
. ثم تبين أنه عند الطبراني ( 7996 ) من الطريق نفسه ! فتأكدنا من خطئهما أو
تساهلهما ، كيف لا و فيه الضعيف و المدلس ؟! و قد اغتر بهما المناوي ، فأقرهما
في " الفيض " ، و نتج من وراء ذلك خطأ أفحش ، و هو قوله في " التيسير "
: " إسناده صحيح " ! و قلده الغماري - كعادته - فأورد الحديث في " كنزه " ( 861
) !

(4/301)


1803 - " إن الله يبغض المؤمن لا زبر له " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 286 :
منكر . رواه العقيلي في " الضعفاء " ( 429 ) و عنه ابن عساكر ( 16 / 250 /
1 ) عن مسمع بن محمد الأشعري قال : حدثنا ابن أبي ذئب عن صالح مولى التوأمة عن
أبي هريرة مرفوعا . قال قتادة : يعني الشدة في الحق . و قال العقيلي :
" مسمع بن محمد لا يعرف بالنقل و لا يتابع عليه بهذا الإسناد ، و لا أحفظ هذا
اللفظ إلا في حديث عياض بن حمار المجاشعي قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم
: أهل النار خمسة : الضعيف الذي لا زبر له " ، و نقل هذا عن العقيلي الذهبي ، و
قال في آخره : " و الزبر : العقل " . قال الحافظ : " و الحديث المذكور عند مسلم
" .

(4/302)


1804 - " إذا دعا أحدكم فليؤمن على دعاء نفسه " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 286 :
ضعيف جدا . رواه ابن عدي ( 205 / 1 ) عن طلحة بن عمرو عن عطاء عن أبي
هريرة مرفوعا . قلت : و هذا إسناد ضعيف جدا ، طلحة بن عمرو و هو الحضرمي
متروك كما في " التقريب " ، و في ترجمته أورده ابن عدي في جملة أحاديث ساقها له
و قال فيها : " و عامتها مما فيه نظر " . و إن من عجائب المناوي أنه بعد أن
اقتصر على تضعيف إسناده دون أن يبين وجهه ، استدرك فقال : " لكن يقويه رواية
الديلمي له بلفظ ( فذكره نحوه ، و قال : ) و بيض لسنده " ! و لا يخفى وجه العجب
على أحد ، إذ كيف يصح تقوية الضعيف بما لا سند له ؟!

(4/303)


1805 - " إن الله يبغض ثلاثة : الغني الظلوم و الشيخ الجهول و العائل المختال " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 287 :
ضعيف جدا . رواه الطبراني في " الأوسط " ( 1 / 145 / 1 ) و أبو نعيم في
" أخبار أصبهان " ( 1 / 206 ) عن إسماعيل بن حماد بن أبي سليمان عن أبي إسحاق
عن الحارث عن علي مرفوعا . و قال الطبراني : " لم يروه عن أبي إسحاق إلا
إسماعيل " . قلت : و هو صدوق ، لكن السند من فوقه ضعيف جدا ، الحارث و هو
الأعور ضعيف متهم . و أبو إسحاق هو السبيعي مختلط مدلس . و الحديث أورده
السيوطي في " الجامع الصغير " دون لفظة : " ثلاثة " من رواية الطبراني في
الأوسط عن علي ، و قال المناوي : " قال الحافظ العراقي : سنده ضعيف ، و بينه
تلميذه الهيثمي ، فقال : فيه الحارث الأعور و هو ضعيف " .

(4/304)


1806 - " إن الله يطلع في العيدين إلى الأرض ، فابرزوا من المنازل تلحقكم الرحمة " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 287 :
موضوع . رواه ابن عساكر ( 15 / 451 / 2 ) عن محمد بن محمد بن الحسين الطوسي
: أنبأنا أبو علي الحسن بن علي بن إبراهيم المقري أنبأنا هبة الله بن موسى بن
الحسين الموصلي بها حدثنا أحمد بن علي بن المثني حدثنا شيبان بن فروخ عن سعيد
بن سليمان الضبي عن أنس بن مالك مرفوعا . و قال : " لم أجد هذا الحديث في
مسند أبي يعلى ، لا من رواية ابن حمدان ، و لا رواية ابن المقري " . أورده في
ترجمة الطوسي هذا ، و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا . و أبو علي الحسن بن علي
هو الأهوازي ، و هو كذاب ، صنف كتابا في الصفات أتى فيه بموضوعات و فضائح كما
قال الذهبي . و هبة الله بن موسى ، قال الذهبي : " يعرف بابن قبيل لا يعرف " .
ثم ساق له حديثا تقدم بلفظ : " إذا كثرت ذنوبك ... " . قلت : فأحد هؤلاء
الثلاثة هو آفة هذا الحديث ، و الأقرب أنه أبو علي الأهوازي ، فإن بقية رجال
الإسناد ثقات معروفون . و الحديث أورده السيوطي في " الجامع " من رواية ابن
عساكر هذه عن أنس . و بيض له المناوي ، و كأنه لم يقف على إسناده ، و لم يورده
الغماري في " المغير على الأحاديث الموضوعة في الجامع الصغير " ، مع أنه من
شرطه ! و جزم المناوي في " التيسير " بأن سنده ضعيف . و كأن ذلك منه بناء على
القاعدة فيما تفرد به ابن عساكر ، و لو وقف على إسناده لأعطاه ما يستحق من
النقد !

(4/305)


1807 - " لو أن أحدكم يعمل في صخرة صماء ليس لها باب و لا كوة ، لخرج عمله للناس كائنا
ما كان " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 288 :
ضعيف . رواه أحمد ( 3 / 28 ) و أبو يعلى في " مسنده " ( 2 / 521 / 404 ) و
أبو محمد الضراب في " ذم الرياء " ( 1 / 280 / 2 ) و ابن بشران في " الأمالي "
( 27 / 1 ) و أبو عمرو ابن منده في " المنتخب من الفوائد " ( 267 / 1 - 2 ) و
الحسن بن رشيق في " المنتقى من الأمالي " ( 43 / 2 ) و ابن حبان ( 1942 ) و
الحاكم ( 4 / 314 ) عن دراج أبي السمح عن أبي الهيثم عن أبي سعيد الخدري
مرفوعا . و قال الحاكم : " صحيح الإسناد " . و وافقه الذهبي ! و ليس كما قالا ،
فإن دراجا هذا أورده الذهبي في " الميزان " ، و قال : " قال أحمد : أحاديثه
مناكير ، و لينه . و قال يحيى : ليس به بأس ، و في رواية : ثقة . و قال فضلك
الرازي : ما هو ثقة و لا كرامة . و قال أبو حاتم : ضعيف .. إلخ " . و قال
الحافظ في " التقريب " : " صدوق ، في حديثه عن أبي الهيثم ضعف " . قلت : و هذا
من روايته عنه ، و من ذلك تعلم أن قول الهيثمي في " المجمع " ( 10 / 225 ) : "
رواه أحمد و أبو يعلى و إسنادهما حسن " ليس بحسن . و نقله المناوي و أقره ! كما
نقل تصحيح الحاكم و الذهبي و أقره ! ثم جمع بينهما في " التيسير " ، فقال : "
إسناده حسن صحيح " !! و كذلك أقر التحسين و التصحيح المذكورين المعلقون على
" الجامع الكبير " ( 730 - 17632 ) !

(4/306)


1808 - " الغيرة من الإيمان ، و المذاء من النفاق " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 289 :
ضعيف . رواه ابن بطة في " الإبانة " ( 5 / 47 / 1 ) عن أبي مرحوم عن عمرو
بن عوف قال : أخبرنا زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد الخدري
مرفوعا . فقال رجل لزيد : ما المذاء ؟ قال : الذي لا يغار يا عراقي ! و رواه
البزار في " مسنده " ( 1490 - كشف الأستار ) من طريق أبي عامر : حدثنا أبو
مرحوم الأرطباني حدثنا زيد بن أسلم به . و أبو مرحوم هذا اسمه عبد الرحيم بن
كردم بن أرطبان ابن عم عبد الله بن عون كذا ساقه ابن أبي حاتم ( 2 / 2 / 339 )
و منه يتعين أن في نسخة الإبانة سقطا و تحريفا ، ثم ذكر ابن أبي حاتم جماعة
رووا عنه ، و قال عن أبيه : " مجهول " . و أما ابن حبان فذكره في " الثقات " (
7 / 133 ) و لكنه قال : " كان يخطيء " ! و أما قول الهيثمي ( 4 / 327 ) : "
رواه البزار ، و فيه أبو مرحوم ، وثقه النسائي و غيره ، و ضعفه ابن معين ، و
بقية رجاله رجال الصحيح " . قلت : فهذا من أوهامه ، فإن هذا غير الأول ، و اسمه
عبد الرحيم بن ميمون المدني أبو مرحوم المصري ، و لم يتنبه المناوي لتغايرهما
، فنقل كلام الهيثمي ، و تجهيل أبي حاتم لأبي مرحوم ، و أقرهما ! ثم تبنى -
فيما يبدو - كلام الهيثمي ، فاستنتج منه أن الحديث قوي ، فقال في " التيسير "
: " إسناده حسن " ! و قلده الغماري - كعادته - فأورد الحديث في " كنزه " ( 2259
) !

(4/307)


1809 - " الغيلان سحرة الجن " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 290 :
ضعيف . رواه ابن وهب في " الجامع " ( 106 ) : أخبرني جرير بن حازم أن عبد
الله بن عبيد بن عمير حدثه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن الغيلان
فقال : هم سحرة الجن . قلت : و هذا سند صحيح لولا أنه مرسل . و الحديث أورده في
" الجامع " من رواية ابن أبي الدنيا في " مكايد الشيطان " عن عبد الله بن عبيد
بن عمير هذا مرسلا . و بيض له المناوي . و قد وصله أبو الشيخ في " العظمة "
فقال ( 12 / 23 / 2 ) : حدثنا عبد الوهاب بن عصمة حدثنا أبي حدثنا إبراهيم بن
هراسة حدثنا جرير بن حازم عن عبد الله بن عبيد عن جابر قال : فذكره . قلت : لكن
إبراهيم هذا ضعيف جدا ، و كذبه بعضهم ، فلا يعتد بوصله .

(4/308)


1810 - " أجلوا الله يغفر لكم " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 290 :
ضعيف . رواه أحمد ( 5 / 199 ) و البخاري في " الكنى " ( ص 63 / 558 ) و
الخولاني في " تاريخ داريا " ( ص 90 ) و أبو نعيم في " الحلية " ( 1 / 226 ) و
ابن عساكر ( 16 / 222 / 1 ) ( 19 / 75 / 1 ) عن عمير بن هانىء عن أبي العذراء
عن أبي الدرداء مرفوعا . قلت : و هذا سند ضعيف لجهالة أبي العذراء هذا
، فقد أورده ابن أبي حاتم ( 4 / 2 / 420 ) و ذكر له هذا الحديث ، و هذا الراوي
عنه ، و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا . و قال الذهبي في " الميزان " : " مجهول
" . يعني كذا قال أبو حاتم ، أي مجهول ، و هذا اصطلاح منه كما نص عليه في ترجمة
أبان بن حاتم ( 1 / 5 ) . و صرح بذلك الحافظ ابن حجر ، فقال في " التعجيل " :
" قال أبو حاتم : مجهول " .

(4/309)


1811 - " من أعطاه الله عز وجل حفظ كتابه ، فظن أن أحدا أوتي أفضل مما أوتي ، فقد غمط
أفضل النعم " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 291 :
ضعيف جدا . رواه البخاري في " التاريخ الكبير " ( 2 / 1 / 284 ) : قال أحمد
بن الحارث : حدثتنا ساكنة بنت الجعد الغنوية قالت : سمعت رجاء الغنوي و
كانت أصيبت يده يوم الجمل : قال النبي صلى الله عليه وسلم : فذكره . قلت : و
هذا سند ضعيف جدا ، و له ثلاث علل : الأولى : الإرسال و الجهالة . فإن رجاء
الغنوي ، أورده البخاري بهذا الإسناد و الحديث ، و لم يذكر له صحبة . و كذلك
صنع ابن أبي حاتم ( 2 / 1 / 500 ) لكنه لم يسق إسناده ، و لا ذكر فيه جرحا و لا
تعديلا . قال الحافظ في " الإصابة " : " و أما ابن حبان فذكره في ( ثقات
التابعين ) ، و قال : يروي المراسيل ، و قال أبو عمر : لا يصح حديثه " .
الثانية : ساكنة هذه لم أجد لها ترجمة . الثالثة : أحمد بن الحارث . قال أبو
حاتم : " متروك الحديث " . و قال البخاري : " فيه نظر " .

(4/310)


1812 - " يا سعد ! اطب مطعمك تكن مستجاب الدعوة ، والذي نفس محمد بيده إن العبد ليقذف
اللقمة الحرام في جوفه ما يتقبل منه عمل أربعين يوما " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 292 :
ضعيف جدا . أخرجه الطبراني في " المعجم الأوسط " ( رقم 6640 - نسختي )
: حدثنا محمد بن عيسى بن شيبة حدثنا الحسن بن علي الاحتياطي حدثنا أبو عبد الله
الحورخاني - رفيق إبراهيم بن أدهم - : حدثنا ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس
قال : تليت هذه الآية عند رسول الله صلى الله عليه وسلم : *( يا أيها الناس
كلوا مما في الأرض حلالا طيبا )* ، فقام سعد بن أبي وقاص ، فقال : يا رسول الله
! ادع الله أن يجعلني مستجاب الدعوة ، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم
: فذكره ، و زاد في آخره : " و أيما عبد نبت لحمه من السحت فالنار أولى به
" . و قال : " لا يروى عن ابن جريج إلا بهذا الإسناد ، تفرد به الاحتياطي " .
قلت : و لم أعرفه ، و مثله شيخه أبو عبد الله ، و الراوي عنه محمد بن عيسى بن
شيبة ، و هو المصري ، كما في أول حديث له في " الأوسط " ( 6622 ) . و (
الحورخاني ) كذا في الأصل ، و لم أجدها في " أنساب السمعاني " ، و لا في " لباب
ابن الأثير " ، و في " مجمع البحرين " ( 492 ) و نسخته سيئة : ( الجرجاني ) و
لم يذكر أبو عبد الله هذا في هذه النسبة . و النسبة الأولى أقرب ما تكون إلى (
الجوزجاني ) لأن الفرق في النقط فقط ، و لكنه لم يذكر فيها أيضا . و أما (
الاحتياطي ) فقد جاء في " أنساب السمعاني " : " هذه النسبة عرف بها أبو علي
الحسن بن عبد الرحمن بن عباد .. الاحتياطي ، حدث عن : جرير بن عبد الحميد ، و
سفيان بن عيينة ، و عبد الله بن وهب ، و غيرهم ، روى عنه : الهيثم بن خلف
الدوري ، و القاسم بن يحيى بن نصر المخرمي ، و غيرهما . قال أبو أحمد بن عدي
الحافظ : يسرق الحديث ، منكر عن الثقات ، و لا يشبه حديث أهل الصدق " . قلت
: له ترجمة مطولة في " كامل ابن عدي " ( 2 / 746 - 747 ) و هكذا وقع فيه أيضا
: " الحسن بن عبد الرحمن " ، و كذلك جاء في " تاريخ بغداد " ( 7 / 327 ) و
غيرهما ، و ذكر الخطيب أن بعض الرواة سماه " الحسين " ، و قد ترجم له هناك أيضا
، و كذلك فعل الحافظ في " اللسان " ، و قال فيه الذهبي : " ليس بثقة " . و قال
في " الضعفاء " : " متهم " . قلت : فالظاهر أنه هو الراوي لهذا الحديث ، و
تسمية أبيه فيه بـ ( علي ) خطأ من ابن شيبة الراوي عنه إن كان ثقة ، و إلا فلا
يبعد أن يكون مقصودا منه تعمية لأمره . و الله أعلم . و الحديث أشار المنذري في
" الترغيب " ( 3 / 12 ) لضعفه ، و قال : " رواه الطبراني في ( الصغير ) " ! و
كذلك قال الهيثمي في " مجمع الزوائد " ( 1 / 291 ) و قال : " و فيه من لم
أعرفهم " . قلت : و لم أره في " الروض النضير " الذي رتبت فيه " المعجم الصغير
" ، فلعله وقع في بعض النسخ ، و على كل حال فعدم عزوهما الحديث لـ " المعجم
الأوسط " مما يؤخذ عليهما . ( تنبيه ) : الزيادة التي جاءت في آخر الحديث ،
إنما لم ألحقها به لأنها صحيحة بشواهدها الكثيرة عن جابر و كعب بن عجرة و أبي
بكر الصديق ، و قد خرجها المنذري ( 3 / 15 ) .

(4/311)


1813 - " اجثوا على الركب ، و قولوا : يا رب يا رب ! " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 293 :
منكر . رواه البخاري في " التاريخ " ( 3 / 2 / 457 ) و العقيلي في "
الضعفاء " ( 315 ) و ابن حبان في " الثقات " ( 5 / 194 ) و البزار ( 1 / 319 -
320 ) من طرق عن حفص بن النضر السلمي : حدثنا عامر بن خارجة عن جده سعد بن
مالك : أن قوما شكوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قحوط المطر ، فقال : (
فذكره ) ، قال : ففعلوا فسقوا حتى أحبوا أن يكشف عنهم . و قال البزار : " لا
يروى إلا عن سعد ، و ليس له عنه إلا هذا الطريق ، و عامر لا أحسبه سمع من جده
شيئا " . قلت : وصله في " الأوسط " ( 6119 - بترقيمي ) من طريق عبيد الله بن
حفص : حدثنا حفص بن النضر حدثنا عامر بن خارجة بن سعد عن أبيه عن جده . فزاد
: ( عن أبيه ) و هي شاذة أو منكرة ، فإني لم أعرف عبد الله . و أبوه هو خارجة
بن عبد الله بن سعد ، انظر " تيسير الانتفاع " . و قال البخاري ، و وافقه
العقيلي : " عامر بن خارجة بن سعد ، قال البخاري : في إسناده نظر " . يعني هذا
الحديث ، و لهذا قال ابن أبي حاتم ( 3 / 1 / 320 ) عن أبيه : " إسناده منكر " .
قلت : و من عجائب ابن حبان أنه لما أورد هذا الرجل في " كتاب الثقات " قال : "
يروي عن جده عن النبي صلى الله عليه وسلم حديثا منكرا في المطر ، روى عنه حفص
بن النضر ، لا يعجبني ذكره " . قلت : ثم ذكره ! و هذا من الأدلة الكثيرة على
تساهله ، فالرجل أحق بأن يورده في كتابه " الضعفاء " ، و ليس " الثقات " !

(4/312)


1814 - " أجرؤكم على الفتيا أجرؤكم على النار " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 294 :
ضعيف . أخرجه الدارمي في " سننه " ( 1 / 57 ) من طريق عبيد الله بن أبي
جعفر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره . قلت : و هذا إسناد
ضعيف لإعضاله ، فإن عبيد الله هذا من أتباع التابعين ، مات سنة 136 ، فبينه و
بين النبي صلى الله عليه وسلم واسطتان أو أكثر .

(4/313)


1815 - " من أجرى الله على يديه فرجا لمسلم ، فرج الله عنه كرب الدنيا و الآخرة " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 294 :
موضوع . رواه الخطيب ( 6 / 174 ) و ابن عساكر ( 9 / 60 / 2 ) عن المنذر بن
زياد الطائي : حدثنا عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب عن
أبيه عن جده مرفوعا . قلت : و هذا موضوع ، آفته المنذر هذا ، سمع منه عمرو بن
علي الفلاس ، و قال : " كان كذابا " . و قال الساجي : " يحدث بأحاديث بواطيل
، و أحسبه كان ممن كان يضع الحديث " . و قال ابن قتيبة : " إن أهل الحديث مقرون
بأنه وضع غير ما حديث واحد " . و الحديث أورده السيوطي في " الجامع " من رواية
الخطيب فقط . و تعقبه المناوي بقوله : " و فيه المنذر بن زياد الطائي ، قال
الذهبي : قال الدارقطني : متروك " . و يغني عنه قوله صلى الله عليه وسلم عند
مسلم ( 8 / 71 ) : " من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا ، نفس الله عنه كربة من
كرب يوم القيامة " .

(4/314)


1816 - " من قلم أظفاره يوم الجمعة وقي من السوء إلى مثلها " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 295 :
موضوع . رواه الطبراني في " الأوسط " ( 50 / 1 من ترتيبه ) عن أحمد بن ثابت
فرخويه الرازي : حدثنا العلاء بن هلال الرقي حدثنا يزيد بن زريع عن أيوب عن ابن
أبي مليكة عن عائشة مرفوعا . و قال : " لم يروه عن أيوب إلا يزيد ، و لا
عنه إلا العلاء ، تفرد به فرخويه " . قلت : و هو كذاب . قال ابن أبي حاتم ( 1 /
1 / 44 ) : " سمعت أبا العباس بن أبي عبد الله الطبراني يقول : كانوا لا يشكون
أن فرخويه كذاب " . و أورده الذهبي في " الضعفاء و المتروكين " ، و قال : " قال
ابن أبي حاتم : كذاب " . و منه تعلم أن قول المناوي ( 4 / 518 ) فيه : " ضعيف
" . فيه تساهل كبير ، و لعله صدر منه بدون مراجعة . و إذا عرفت وضع الحديث ،
فمن الجهل البالغ الاستدلال به على سنية قص الظفر يوم الجمعة ، كما فعل صاحب
" تعاليم الإسلام " ( ص 234 ) ، فقال تحت عنوان : " سنن الجمعة إحدى عشرة سنة "
: " ( 5 ) تقليم أظفار اليدين و الرجلين يوم الجمعة لقوله صلى الله عليه وسلم
: من قلم ... " فذكر الحديث . و قد روي الحديث عن ابن عباس مرفوعا بنحوه ، و
سنده ضعيف جدا كما سيأتي بيانه برقم ( 2021 ) .

(4/315)


1817 - " ما من عبد من أمتي صلى علي صادقا بها من قبل نفسه ، إلا صلى الله عليه بها
عشر صلوات ، و كتب له بها عشر حسنات ، و محى عنه بها عشر سيئات " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 296 :
ضعيف . أخرجه أبو نعيم في " الحلية " ( 8 / 373 ) من طريق وكيع عن سعيد بن
سعيد التغلبي ( الأصل : المهلبي ، و هو تصحيف ) عن سعيد بن عمير الأنصاري
عن أبيه - و كان بدريا - عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : فذكره ، و قال :
" لا أعلم رواه بهذا اللفظ إلا سعيد عن سعيد " . قلت : و هما في عداد المجهولين
، لم يوثقهما غير ابن حبان ، بل اتهمهما الذهبي بروايتهما عن ابن عمر مرفوعا :
" يا علي أنا أخوك في الدنيا و الآخرة " . و قال : " و هذا موضوع " . و الحديث
أخرجه البخاري في " التاريخ الكبير " ( 2 / 1 / 459 ) ، فقال : " قال أبو أسامة
: عن سعيد بن سعيد به " ، إلا أنه قال : " عن عمه أبي بردة " مكان : " عن أبيه
" . فالحديث مضطرب الإسناد أيضا مع جهالته . و قد صح من حديث أنس مرفوعا نحوه
دون قوله : " صادقا بها من قبل نفسه " ، فانظر " المشكاة " ( 922 ) .

(4/316)


1818 - " أحد أبوي بلقيس كان جنيا " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 297 :
ضعيف رواه ابن عدي ( 177 / 1 ) عن سعيد بن بشير عن قتادة عن النضر بن أنس
عن بشير بن نهيك عن أبي هريرة مرفوعا ، و قال : " لا أعلم رواه عن قتادة
غير سعيد بن بشير ، و لا أرى بما يروي عنه سعيد بن بشير بأسا ، و لعله يهم في
الشيء بعد الشيء و يغلط ، و الغالب على حديثه الاستقامة ، و الغالب عليه الصدق
" . قلت : و فيه خلاف كبير ، و في " التقريب " أنه ضعيف . و قال الذهبي في
" الضعفاء و المتروكين " : " وثقه شعبة ، و فيه لين ، قال النسائي : ضعيف . و
قال ابن حبان : " فاحش الخطأ " . و ساق له في " الميزان " جملة أحاديث أنكرت
عليه ، هذا أحدها . و عزاه السيوطي لأبي الشيخ في " العظمة " و ابن مردويه في
" التفسير " و ابن عساكر ، و استنكره المناوي تبعا للذهبي .

(4/317)


1819 - " أحد ركن من أركان الجنة " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 297 :
ضعيف . رواه أبو حفص الكتاني المقرىء في " حديثه " ( 132 / 2 ) و ابن عدي (
215 / 2 ) من طريق أبي يعلى ، و هذا في " مسنده " ( 4 / 1812 ) عن عبد الله بن
جعفر قال : حدثني أبو حازم عن سهل بن سعد مرفوعا ، و قال ابن عدي : " عبد
الله بن جعفر والد علي بن المدني عامة ما يرويه لا يتابعه أحد عليه و هو مع
ضعفه ممن يكتب حديثه " . و قال الذهبي في " الضعفاء " : " ضعفوه " . و قال
الحافظ في " التقريب " : " ضعيف ، يقال : تغير حفظه بأخرة " . و من طريقه رواه
الطبراني في " الكبير " ( 5813 ) ، و قال المناوي في " الفيض " : " و قال
الجوزجاني : واه ، ثم أورد له مناكير هذا منها ، و بالغ ابن الجوزي فحكم بوضعه
" . قلت : تعقبه السيوطي في " اللآلىء " ( 1 / 93 ) بأن عبد الله هذا لم يبلغ
أمره إلى أن يحكم على حديثه بالوضع .

(4/318)


1820 - " إن أحدا جبل يحبنا و نحبه ، و هو على ترعة من ترع الجنة ، و عير على ترعة من
ترع النار " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 298 :
ضعيف جدا . أخرجه ابن معين في " التاريخ و العلل " ( 96 - 97 ) و ابن ماجة
( 3115 ) عن محمد بن إسحاق عن عبد الله بن مكنف : سمعت أنس بن مالك يقول :
فذكره مرفوعا . قلت : و هذا إسناد ضعيف جدا ، و فيه علتان : الأولى : ابن مكنف
هذا ، قال الذهبي : " مجهول " . و قال ابن حبان : " لا يحتج به " . و قال
البخاري : " في حديثه نظر " . و قول الحافظ السيوطي في " اللآلىء " : " ضعيف
" فقط ، قصور . الثانية : عنعنة ابن إسحاق ، فإنه مدلس . و قد مضى نحوه من حديث
أبي عبس بن جبير ( 1618 ) و سبق هناك التنبيه على صحة الجملة الأولى من الحديث
.

(4/319)


1821 - " اتقوا فراسة المؤمن ، فإنه ينظر بنور الله " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 299 :
ضعيف . روي من حديث أبي سعيد الخدري و أبي أمامة الباهلي و أبي هريرة و
عبد الله بن عمر و ثوبان . 1 - أما حديث أبي سعيد ، فيرويه عمرو بن قيس عن
عطية عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره . أخرجه الحسن بن
عرفة في " جزئه " ( 00 / 00 ) و عنه أبو نعيم في " الحلية " ( 10 / 281 ) و كذا
السلمي في " طبقات الصوفية " ( 156 ) و كذا الخطيب في " التاريخ " ( 7 / 242 )
و كذا ابن الجوزي في " صفة الصفوة " ( 2 / 126 / 2 ) و البخاري في " التاريخ
الكبير " ( 4 / 1 / 354 ) و الترمذي ( 4 / 132 ) و ابن جرير في " التفسير " (
14 / 31 ) و العقيلي في " الضعفاء " ( 396 ) و أبو الشيخ في " الأمثال " ( 127
) و الماليني في " الأربعين الصوفية " ( 3 / 1 ) و أبو نعيم أيضا ( 10 / 282
) و ابن عساكر في " تاريخ دمشق " ( 4 / 337 / 1 - 2 ) من طرق عن عمرو به . و
قال الترمذي : " حديث غريب ، لا نعرفه إلا من هذا الوجه " . قلت : و هو ضعيف من
أجل عطية العوفي ، فإنه ضعيف مدلس . و أعله العقيلي بعلة أخرى ، فإنه رواه من
طريق سفيان عن عمرو بن قيس الملائي قال : " كان يقال " فذكره ، و قال : " هذا
أولى " . و رواه الخطيب ( 3 / 191 ) عن العقيلي ، و قال : " و هو الصواب ، و
الأول وهم " . 2 - و أما حديث أبي أمامة ، فيرويه أبو صالح عبد الله بن صالح :
حدثني معاوية بن صالح عن راشد بن سعد عنه به . أخرجه الطبراني ، و عنه أبو نعيم
في " الحلية " ( 6 / 118 ) و ابن عدي في " الكامل " ( ق 220 / 1 ) و عبد الرحمن
بن نصر الدمشقي في " الفوائد " ( 2 / 229 / 2 ) و الخطيب في " التاريخ " ( 5 /
99 ) و ابن عبد البر في " الجامع " ( 1 / 196 ) و الضياء المقدسي في " المنتقى
من مسموعاته بمرو " ( 32 / 2 و 127 / 2 ) من طرق عنه ، و قال ابن عدي : " لا
أعلم يرويه عن راشد بن سعد غير معاوية ، و عنه أبو صالح ، و أبو صالح هو عندي
مستقيم الحديث ، إلا أنه يقع في حديثه ، في أسانيده و متونه غلط ، و لا يتعمد
الكذب " . قلت : و أورده الذهبي في " الضعفاء " ، و قال : " قال أحمد : كان
متماسكا ، ثم فسد . و أما ابن معين فكان حسن الرأي فيه . و قال أبو حاتم : أرى
أن الأحاديث التي أنكرت عليه ، مما افتعل خالد بن نجيح ، و كان يصحبه ، و لم
يكن أبو صالح ممن يكذب ، كان رجلا صالحا . و قال النسائي : ليس بثقة " . و قال
الحافظ في " التقريب " : " صدوق كثير الغلط ، ثبت في كتابه ، و كانت فيه غفلة
" . قلت : و منه يتبين أن قول الهيثمي في " المجمع " ( 10 / 268 ) : " رواه
الطبراني ، و إسناده حسن " . فهو غير حسن . و مثله قول السيوطي في " اللآلىء "
( 2 / 330 ) : " فإنه بمفرده على شرط الحسن ، و عبد الله بن صالح لا بأس به " !
إذ كيف يكون ابن صالح لا بأس به ، و حديثه حسنا ، مع كثرة غلطه ، و بالغ غفلته
، حتى أدخلت الأحاديث المفتعلة في كتبه ، فيحدث بها و هو لا يدري ! 3 - و أما
حديث أبي هريرة ، فيرويه أبو معاذ الصائغ عن الحسن عن أبي هريرة . أخرجه أبو
الشيخ ( 126 ) و ابن بشران في " مجلسين من الأمالي " ( 210 - 211 ) و ابن
الجوزي في " الموضوعات " ( 2 / 329 - 330 ) و قال : " لا يصح ، أبو معاذ هو
سليمان بن أرقم متروك " . 4 - و أما حديث ابن عمر ، فيرويه فرات بن السائب عن
ميمون بن مهران عنه . أخرجه ابن جرير في " التفسير " ( 34 / 32 ) و أبو نعيم في
" الحلية " ( 4 / 94 ) و قال : " غريب من حديث ميمون ، لم نكتبه إلا من هذا
الوجه " . قلت : و هو ضعيف جدا ، قال ابن الجوزي : " الفرات ، متروك " . و
أورده الذهبي في " الضعفاء و المتروكين " ، و قال : " قال البخاري : منكر
الحديث ، تركوه " . 5 - و أما حديث ثوبان ، فيرويه سليمان بن سلمة : حدثنا مؤمل
بن سعيد بن يوسف : حدثنا أبو المعلى أسد بن وداعة الطائي قال : حدثني وهب بن
منبه عن طاووس عنه مرفوعا بلفظ : " احذروا فراسة المؤمن ... " ، و زاد : " و
ينطق بتوفيق الله " . أخرجه ابن جرير ( 34 / 32 ) و أبو الشيخ في " الأمثال " (
128 ) ، و " طبقات الأصبهانيين " ( 223 - 224 ) و أبو نعيم في " الأربعين
الصوفية " ( ق 62 / 1 ) و " الحلية " ( 4 / 81 ) و قال : " غريب من حديث وهب
، تفرد به مؤمل عن أسد " . قلت : و هو واه جدا ، و فيه علل : الأولى : أسد بن
وداعة قال الذهبي : " من صغار التابعين ، ناصبي يسب ، قال ابن معين : كان هو و
أزهر الحرازي و جماعة يسبون عليا ، و قال النسائي : ثقة " . الثانية : المؤمل
هذا ، قال ابن أبي حاتم ( 4 / 1 / 375 ) عن أبيه : " هو منكر الحديث ، و سليمان
بن سلمة منكر الحديث " . الثالثة : سليمان بن سلمة ، و هو الخبائري ، سمعت قول
أبي حاتم فيه آنفا . و قال : " متروك لا يشتغل به " . و قال ابن الجنيد : " كان
يكذب ، و لا أحدث عنه " . و ذكر له الذهبي حديثا موضوعا . قلت : و من الغريب أن
السيوطي أورد هذه الطريق في جملة ما أورده متعقبا به على ابن الجوزي حكمه على
الحديث بالوضع ، ثم سكت عنه ، كأنه لا يعلم ما فيه من هذه العلل التي تجعله غير
صالح للاستشهاد به ، لشدة ضعفه ، و كذلك سائر طرقه ، فقوله : إن الحديث حسن
صحيح . يعني بمجموعها ، مردود عليه لما ذكرنا ، و إن تبعه المناوي و غيره . و
جملة القول ، أن الحديث ضعيف ، لا حسن و لا موضوع ، و إليه مال الحافظ السخاوي
في " المقاصد الحسنة " . و الله أعلم . ( تنبيه ) : الحديث أورده الغماري في "
كنزه " رقم ( 55 ) الذي زعم أن كل ما فيه صحيح ، و الدكتور القلعجي في فهرس
" الأحاديث الصحيحة " الذي وضعه في آخر كتاب " ضعفاء العقيلي " جهلا منه بمعنى
قوله المتقدم : " هذا أولى " ! و له من هذا النوع أمثلة أخرى ، لعله تقدم أو
يأتي بعضها إن شاء الله تعالى .

(4/320)


1822 - " اجعلوا أئمتكم خياركم ، فإنهم وفدكم فيما بينكم ، و بين الله عز وجل " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 302 :
ضعيف جدا . أخرجه الدارقطني في " سننه " ( ص 197 ) و البيهقي ( 3 / 90 ) عن
حسين بن نصر : حدثنا سلام بن سليمان حدثنا عمر بن عبد الرحمن بن يزيد عن محمد
بن واسع عن سعيد بن جبير عن ابن عمر : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
فذكره . و قال البيهقي : " إسناده ضعيف " . قلت : و فيه علل : الأولى : عمر بن
عبد الرحمن بن يزيد ، لم أعرفه ، و وقع عند الدارقطني ( عمر ) غير منسوب ، فقال
عقبه : " هذا عندي عمر بن يزيد قاضي المدائن " . قلت : و المدائني قال فيه ابن
عدي ( 5 / 1687 ) : " منكر الحديث " . الثانية : سلام بن سليمان ، قال الذهبي
في " الضعفاء " : " قال ابن عدي : عامة ما يرويه لا يتابع عليه " . و لذا قال
الحافظ في " التقريب " : " ضعيف " . الثالثة : حسين بن نصر . لا يعرف كما قال
ابن القطان . و قد روي الحديث من طريق أخرى من حديث مرثد بن أبي مرثد الغنوي
مرفوعا نحوه ، و هو الآتي بعده : " إن سركم أن تقبل صلاتكم ، فليؤمكم خيراكم
، فإنهم وفدكم فيما بينكم ، و بين ربكم " .

(4/321)


1823 - " إن سركم أن تقبل صلاتكم ، فليؤمكم خياركم ، فإنهم وفدكم فيما بينكم ، و بين
ربكم " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 303 :
ضعف . أخرجه الدارقطني ( ص 197 ) و ابن منده في " المعرفة " ( 2 / 174 / 2
) و الحاكم ( 3 / 222 ) من طريق يحيى بن يعلى الأسلمي عن عبد الله بن موسى عن
القاسم السامي - من ولد سامة بن لوي - عن مرثد بن أبي مرثد الغنوي - و كان
بدريا - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره . و قال الدارقطني :
" إسناد غير ثابت ، و عبد الله بن موسى ضعيف " . قلت : هو التيمي المدني ، قال
الحافظ : " صدوق كثير الخطأ " . قلت : و شيخه القاسم السامي لم أجد له ترجمة .
و الراوي عنه يحيى بن يعلى الأسلمي ضعيف كما في " التقريب " و " المجمع "
للهيثمي ( 2 / 64 ) و عزاه للطبراني في " الكبير " و هو عنده ( 20 / 328 ) بلفظ
: " علماؤكم " بدل : " خياركم " . قلت : و هو بهذا اللفظ منكر . و قد رواه
إسماعيل بن أبان الوراق ، فقال : أخبرنا يحيى بن يعلى الأسلمي عن القاسم
الشيباني عن أبي أمامة مرفوعا به دون قوله : " فإنهم ... " . فجعله من مسند أبي
أمامة ، و أسقط من السند عبد الله بن موسى ، و أظنه من الأسلمي الضعيف ، لا من
الوراق ، فإنه ثقة . و قد روي الحديث من طريق أخرى مختصرا ، بلفظ : " إن سركم
أن تزكوا صلاتكم ، فقدموا خياركم " . أخرجه الدارقطني ( ص 132 ) و ابن عدي في
" الكامل " ( ق 199 / 2 ) من طريق أبي الوليد خالد بن إسماعيل عن ابن جريج عن
عطاء عن أبي هريرة مرفوعا به . و قال الدارقطني : " أبو الوليد ضعيف " ! كذا
قال ، و الصواب قول ابن عدي فيه : " يضع الحديث على ثقات المسلمين " . و قد
سرقه منه بعض الكذابين ، فرواه محمد بن إسماعيل بن موسى الرازي قال : نبأنا أبو
عامر عمرو بن تميم بن سيار الطبري قال : نبأنا هوذة بن خليفة البكراوي عن ابن
جريج به . أخرجه الخطيب في ترجمة الرازي هذا من " تاريخ بغداد " ( 2 / 51 ) و
قال : " هذا حديث منكر بهذا الإسناد ، و رجاله كلهم ثقات ، و الحمل فيه على
الرازي ، و كان غير ثقة " . ثم ساق له أحاديث ، و قال : " إنها باطلة " . و روى
عن أبي القاسم الطبري الحافظ أنه كذبه . و رواه موسى بن إبراهيم ، فقال
: أخبرنا موسى بن جعفر عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده مرفوعا به . أخرجه أبو
بكر الشافعي في " مسند موسى بن جعفر بن محمد الهاشمي " ( ق 71 / 1 ) . و هذا
إسناد واه جدا ، موسى بن إبراهيم هذا هو أبو عمران المروزي ، قال الذهبي : "
كذبه يحيى ، و قال الدارقطني و غيره : متروك " . ثم ساق له من بلاياه أحاديث !

(4/322)


1824 - " إن الأرض لتستغفر للمصلي بالسراويل " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 305 :
منكر . رواه أبو الشيخ في " الطبقات " ( 295 ) و عنه أبو نعيم ( 1 / 330 )
و عنه الديلمي في " مسنده " ( 1 / 166 - 167 ) : حدثنا سعيد بن يعقوب قال :
حدثنا عمار بن يزيد القرشي البصري قال : حدثنا الحسن بن موسى قال : حدثنا ابن
لهيعة ، عن عيسى بن طهمان عن مالك بن عتاهية قال : قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم : فذكره . قلت : و هذا سند واه ، و علته ابن لهيعة فإنه ضعيف . و في
الطريق إليه عمار بن يزيد القرشي البصري و لم أعرفه ، و في " الجرح و التعديل "
( 3 / 1 / 392 ) : " عمار بن يزيد ، روى عن يزيد بن عبد الله بن قسيط ، روى
سعيد بن أبي أيوب عن خالد بن يزيد عنه " . و في " الميزان " : " عمار بن يزيد
عن موسى بن هلال ، قال الدارقطني : مجهول " . و زاد في " اللسان " : " و في
ثقات ابن حبان : عمار بن يزيد يروي المقاطيع و المراسيل . روى عنه خالد بن يزيد
المصري ، فلعله هذا " . قلت : و سواء كان هو أو غيره ، فهو مجهول ، و لكني
أستبعد جدا أن يكون هو القرشي البصري ، لأن ابن حبان أورده في " أتباع التابعين
" ( 7 / 285 ) ، و القرشي متأخر عنه كما ترى . و سعيد بن يعقوب هو أبو عثمان
سعيد بن يعقوب بن سعيد القرشي . قال أبو الشيخ : " يحدث عن بندار و محمد بن أبي
الوزير الواسطي و الأصبهانيين " . و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا . و الحديث
عزاه السيوطي في " الجامع الكبير " ( 1 / 162 / 1 ) للديلمي وحده ! و رواه أبو
نعيم - أي في " المعرفة " كما في " الإصابة " - من طريق ابن لهيعة بسند آخر عن
مالك بن عتاهية . و الظاهر أن ابن لهيعة اضطرب في سنده . و الله أعلم .

(4/323)


1825 - " أملكوا العجين ، فإنه أعظم للبركة " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 306 :
منكر جدا . رواه ابن عدي ( 166 / 2 ) عن سلامة بن روح عن عقيل عن الزهري
حدثني أنس به مرفوعا ، و في لفظ له : " فإنه أحد الريعين " . و قال : " و
هذا و إن روي بغير هذا الإسناد فهو منكر جدا " . و الحديث أورده السيوطي في
" الجامع " من رواية ابن عدي عن أنس : و تعقبه المناوي بقوله : " ظاهر كلام
المصنف أن ابن عدي خرجه و أقره ، و الأمر بخلافه ، فإنه أورده في ترجمة سلامة
بن روح الأيلي ، و قال : قال أبو حاتم : يكتب حديثه ، و قال أبو زرعة : منكر
الحديث " . قلت : كذا في النسخة المطبوعة ، و من الواضح أنه سقط من النسخة قوله
بعد " الأيلي " : " و قال : فهو منكر جدا " كما يدل عليه ما نقلته عن ابن عدي
. و كذا سقط بعد قوله : " و قال " لفظة : " الذهبي " ، فإنه هو القائل ذلك في
" الميزان " . و قال في " التيسير " نقلا عن ابن عدي : " حديث منكر " . و قال
الحافظ : " سلامة هذا صدوق ، له أوهام " . ( فائدة ) : قوله : " أملكوا " معناه
أنعموا عجنه و أجيدوه .

(4/324)


1826 - " إذا كبر العبد سترت تكبيرته ما بين السماء و الأرض من شيء " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 307 :
موضوع . رواه الخطيب ( 11 / 86 ) و عنه ابن عساكر ( 6 / 222 / 2 ) عن إسحاق
بن نجيح الملطي عن زنكل بن علي السلمي عن أم الدرداء عن أبي الدرداء مرفوعا
. قلت : و هذا موضوع آفته إسحاق بن نجيح وضاع دجال . و من عجائب السيوطي و
تناقضه أنه ذكر في خاتمة " اللآليء " ( ص 473 ) أن إسحاق هذا من كبار الوضاعين
، و مع ذلك أورد حديثه هذا في " الجامع الصغير " !! بل إنه ازداد تناقضا فأورد
الحديث في كتابه " ذيل الأحاديث الموضوعة " التي استدركها على " موضوعات ابن
الجوزي " ! فقال ( ص 149 ) : " قال الذهبي في " الميزان " : إسحاق الملطي قال
أحمد : هو من أكذب الناس ، و قال يحيى : معروف بالكذب ، و وضع الحديث ، و قال
الفلاس : كان يضع الحديث صراحا " . هذا كله يقع من السيوطي - عفا الله عنا و
عنه - و مع ذلك فلا يزال ناس يدعون العلم و حضور مجالس أهله ، ينقمون علينا
انتقادنا إياه ، و ينشرون الرسائل العديدة في إثارة العامة علينا بالافتراء و
التقول ، فالله حسيبهم ، و هو المستعان . و الحديث رده المناوي في " الفيض "
بقوله : " و فيه إسحاق الملطي ، قال الذهبي : كذاب " . و أما في " التيسير
" فبيض له !

(4/325)


1827 - " إذا كثرت ذنوبك ، فاسق الماء على الماء ، تتناثر كما يتناثر الورق من الشجر
في الريح العاصف " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 308 :
منكر . رواه الخطيب في " تاريخه " ( 6 / 403 - 404 ) : حدثنا أبو العلاء ،
إسحاق بن محمد التمار في سنة ثمان و أربعمائة : حدثنا أبو الحسن هبة الله بن
موسى بن الحسن بن محمد المزني المعروف بابن قتيل - بالموصل - : حدثنا أبو يعلى
أحمد بن علي بن المثني حدثنا شيبان بن فروخ الأبلي حدثنا سعيد بن سليم الضبي
حدثنا أنس ابن مالك مرفوعا . قلت : أورده في ترجمة أبي العلاء هذا ، و قال
: " كان لا بأس به " . و بقية رجاله ثقات ، غير هبة الله بن موسى . قال الذهبي
: " لا يعرف " . ثم ساق له هذا الحديث . و تقدم له حديث آخر بلفظ : " إن الله
يطلع في العيدين ... " رقم ( 1806 ) إلا أن السند إليه واه بمرة .

(4/326)


1828 - " إذا كذب العبد ، تباعد عنه الملك ميلا من نتن ما جاء به " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 308 :
منكر . أخرجه الترمذي ( 1 / 357 ) و ابن أبي الدنيا في " مكارم الأخلاق " (
ص 32 ) و ابن عدي في " الكامل " ( 302 / 1 ) و ابن حبان في " الضعفاء " ( 2 /
137 ) و أبو نعيم في " الحلية " ( 8 / 197 ) من طريق عبد الرحيم بن هارون :
حدثنا عبد العزيز بن أبي رواد عن نافع عن ابن عمر قال : قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم ... فذكره ، و قال الترمذي : " حديث حسن جيد غريب ، لا نعرفه
إلا من هذا الوجه ، تفرد به عبد الرحيم " . و قال ابن عدي بعد أن ساق له أحاديث
أخرى : " و له غير ما ذكرت ، و لم أر للمتقدمين فيه كلاما ، و إنما ذكرته ،
لأحاديث رواها مناكير عن قوم ثقات " . و قال أبو نعيم : " تفرد به عبد الرحيم
" . قلت : و هو ضعيف جدا ، أورده الذهبي في " الضعفاء و المتروكين " ، و قال :
" كذبه الدارقطني " . و قال الحافظ في " التقريب " : " ضعيف ، كذبه الدارقطني "
. لكن ما ذكروه من التفرد إنما هو بالنسبة لما أحاط به علمهم ، و إلا فقد أخرجه
ابن عدي أيضا في مقدمة كتابه : " الكامل " ( ص 32 - طبع بغداد ) من طريق سليمان
بن الربيع بن هشام النهدي : حدثنا الفضل بن عوف - عم الأحنف - حدثنا عبد العزيز
بن أبي رواد به . و قال ابن عدي : " و يروى من < غير > هذا الوجه " . قلت
: كأنه يشير إلى حديث ذاك الواهي عبد الرحيم . و أما هذا ، فعلته سليمان النهدي
، تركه الدارقطني . و الفضل بن عوف لم أعرفه ، و لا أستبعد أن يكون وقع في
المطبوعة تصحيف أو تحريف فإنها طبعة سيئة جدا كأن محققه الفاضل لم يشرف على
تصحيح تجاربها ، فقوله مثلا في الحديث : " من نتن " وقع فيها " ثم بين " ! فضاع
المعنى ! و نحو ذلك وقع في طبعة " دار الفكر " البيروتية : " ثم نتن " ! مع أنه
ذكره على الصواب في التعليق نقلا عن " الفتح الكبير " ! و من عجيب أمر ابن حبان
و جنفه أنه أورد الحديث في ترجمة عبد العزيز بن أبي رواد على أنه من مناكيره
، بل موضوعاته ، فقال : " روى عبد العزيز عن نافع عن ابن عمر ، نسخة موضوعة لا
يحل ذكرها إلا على سبيل الاعتبار منها ... " ، فذكر هذا الحديث . و قد كان
الأولى به أن يورده في ترجمة الراوي عنه : عبد الرحيم ، و لكنه أتي من خطأ آخر
وقع له ، و هو أنه أورد عبد الرحيم هذا في " الثقات " ( 8 / 413 ) و قال :
" يعتبر بحديثه إذا روى عن الثقات من كتابه ، فإن فيما حدث من غير كتابه بعض
المناكير " ! فمن كان هذا شأنه كيف يوثق أولا ؟ ثم كيف يتهم شيخه ابن أبي رواد
بما رواه عنه ، و قد وثقه جمع و احتج به مسلم ؟! و قد أشار الذهبي إلى إنكاره
لهذا الصنيع منه في ترجمة عبد العزيز بقوله : " ثم أسند ابن حبان له حديثين
منكرين أحدهما لعبد الرحيم بن هارون - أحد التلفى - ، و الآخر لزافر بن سليمان
عنه " . قلت : و زافر هذا أورده ابن حبان في " الضعفاء " أيضا ( 1 / 315 )
، فهذا من جنفه أيضا ، لأنه لا يجوز و الحالة هذه تعصيب الجناية به في الحديث
الذي أشار إليه الذهبي ، ما دام أنه من رواية ضعيف عن ضعيف عنده ، فالعدل في
هذه الحالة التوقف ، و هذا هو الذي أعرفه من ابن حبان في كثير من " ضعفائه " ،
فهذا مثلا سليمان ابن جنادة يقول فيه ( 1 / 329 ) : " روى عنه بشر بن رافع
، منكر الحديث ، فلست أدري البلية في روايته منه ، أو من بشر بن رافع ؟ لأن
بشرا ليس بشيء في الحديث . و معاذ الله أن نطلق الجرح على مسلم بغير علم بما
فيه ، و استحقاق منه له ، على أنه يجب التنكب عن روايته على كل الأحوال
" . فهذا هو الصواب ، أن لا تعصب جناية حديث في راو ضعيف إذا كان دونه ضعيف آخر
، فكيف إذا كان الأول ثقة ، أو على الأقل خيرا منه ؟ ( تنبيه ) : لقد اغتر
بتحسين الترمذي و تجويده للحديث جمع ، منهم المنذري في " الترغيب " ( 4 / 29 )
، فإنه أقر الترمذي على تحسينه ، و صدره بصيغة ( عن ) المشعرة بحسنه ! و تبعه
الغماري فأورده في " كنزه " ( 308 ) ! و لعله اغتر بسكوت المناوي في " التيسير
" على قول الترمذي : " جيد غريب " . و هذا من المناوي عجيب غريب ، فإنه قال في
" الفيض " بعد أن نقل عن الدارقطني تكذيبه لعبد الرحيم ، و استنكار ابن عدي
لأحاديثه : " و به يعرف ما في رمز المصنف لحسنه تبعا لتجويد الترمذي " !! و من
أحاديث ذاك الواهي : " الصائم في عبادة ، ما لم يغتب " .

(4/327)


1829 - " الصائم في عبادة ، ما لم يغتب " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 311 :
منكر . أخرجه ابن عدي ( 302 / 1 ) من طريق الحسن بن منصور حدثنا عبد الرحيم
بن هارون أبو هشام الغساني حدثنا هشام بن حسان عن محمد عن أبي هريرة عن
النبي صلى الله عليه وسلم قال : قلت : و هذا إسناد ضعيف جدا ، و فيه علتان :
الأولى : عبد الرحيم هذا . و قد عرفت حاله في الحديث السابق . و الأخرى : الحسن
بن منصور ، قال ابن الجوزي في " العلل " : " غير معروف الحال " . نقله المناوي
في " الفيض " و أقره ، و فيه نظر ، فإن الحسن هذا ، و يسميه بعضهم " الحسين "
، قد روى عنه جماعة من الثقات ، منهم البخاري في " صحيحه " ، و قال الخطيب في
" تاريخه " ( 8 / 11 ) : " و كان ثقة " . فعلة الحديث إنما هي من عبد الرحيم .
و الحديث أورده السيوطي في " جامعيه " برواية الديلمي عن أبي هريرة مرفوعا به
، و زاد : " مسلما ، أو يؤذه " . و أعله المناوي بالعلتين السابقتين ، و قد
عرفت أن إحداهما هي العلة القادحة . و هو في " مختصر الديلمي " ( 2 / 257 ) . و
ما نقله عن ابن الجوزي من الإعلال بالجهالة ليس في " العلل " المطبوع ( 2 / 50
) بل و لا له ذكر في إسناده لأنه نقله عن الدارقطني معلقا على عبد الرحيم ! و
إنما أعله بالوقف على أبي العالية . و الله أعلم . و من أحاديث الغساني : " من
لم يعرف نعمة الله عليه إلا في مطعمه و مشربه ، فقد قصر علمه ، و دنا عذابه
" . أخرجه ابن عدي و الخطيب في " تاريخه " ( 6 / 52 ) عن عبد الرحيم بن هارون
الغساني بإسناد الحديث الآنف الذكر . و هو ضعيف جدا كما سبق بيانه . و الحديث
استنكره ابن عدي في جملة أحاديث ساقها لعبد الرحيم هذا ، كما سبقت الإشارة إلى
ذلك قبل حديث .

(4/328)


1830 - " اجلدوا في قليل الخمر و كثيره ، فإن أولها < حرام > ، و آخرها حرام " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 312 :
ضعيف . أخرجه البيهقي في " السنن الكبرى " ( 8 / 313 ) من طريق هشام بن
عمار : حدثنا الوليد حدثنا ابن لهيعة عن يزيد بن أبي حبيب عن عروة أنه حدث عمر
بن عبد العزيز عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
: فذكره . قلت : و هذا إسناد ضعيف ، ابن لهيعة سيء الحفظ . و الوليد و هو ابن
مسلم كان يدلس تدليس التسوية ، و لم يصرح بالتحديث في جميع أماكن العنعنة . و
هشام بن عمار كان يلقن فيتلقن .

(4/329)


1831 - " أجيفوا أبوابكم و اكفئوا آنيتكم و أوكوا أسقيتكم و أطفئوا سرجكم ، فإنه لم
يؤذن لهم بالتسور عليكم " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 312 :
ضعيف . أخرجه أحمد ( 5 / 262 ) : حدثنا أبو النضر حدثنا الفرج حدثنا لقمان
قال : سمعت أبا أمامة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره .
قلت : و هذا إسناد ضعيف ، فإن الفرج هذا و هو ابن فضالة ضعيف ، كما قال الحافظ
في " التقريب " . و قال الذهبي في " الميزان " : " ضعيف من قبل حفظه " . و قال
في " الضعفاء " : " ضعفوه " . و قال الهيثمي في " المجمع " ( 8 / 111 ) :
" رواه أحمد ، و رجاله ثقات ، غير الفرج بن فضالة ، و قد وثق " . قلت : و نقله
المناوي في " الفيض " عن الهيثمي ، لكن لم يذكر قوله : " غير الفرج .. " . فلا
أدري أهو سهو منه ، أم كذلك هو في نسخته من " المجمع " ؟ و قد ترتب عليه خطأ
فاحش منه ، فإنه قال عقب ذلك : " و رمز المؤلف لحسنه ، غير حسن ، بل حقه الرمز
لصحته " . ثم لخص ذلك في " التيسير " فقال : " و إسناده صحيح ، خلافا لقول
المؤلف : حسن " . و قد عرفت أنه لا يستحق الحسن ، فضلا عن الصحة ، و إنما أوقعه
في هذا الخطأ ، تقليده لما نقله بدون تحقيق منه . و إنما أوردت الحديث هنا
للجملة الأخيرة منه لضعف إسنادها ، و عدم وجود شاهد يقويها ، و إلا فما قبلها
قد جاء نحوه من حديث جابر ، و هو مخرج في " الصحيحة " ( رقم 37 ) .

(4/330)


1832 - " أحب الأعمال إلى الله عز وجل ، تعجيل الصلاة لأول وقتها " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 313 :
ضعيف . أخرجه الدارقطني ( 92 ) و الحاكم ( 1 / 191 ) و أحمد ( 6 / 375 ) عن
الليث بن سعد : حدثنا عبد الله بن عمر بن حفص عن القاسم بن غنام عن جدته الدنيا
أم أبيه عن جدته أم فروة ، و كانت ممن بايعت النبي صلى الله عليه وسلم قالت
: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكر الأعمال يوما ، فقال : فذكره . قلت
: و هذا إسناد ضعيف ، جدة القاسم بن غنام مجهولة ، و القاسم نفسه ليس بالمشهور
. و عبد الله بن عمر هذا هو العمري المكبر و هو ضعيف ، و قد توبع بلفظ : " أفضل
الأعمال الصلاة في أول وقتها " . و له شاهد من حديث ابن مسعود بسند صحيح ، و
لذلك خرجته في " صحيح أبي داود " ( 452 ) و " إرواء الغليل " ( 1198 ) ، فهو
صحيح لغيره بهذا اللفظ ، و أما اللفظ الأول فضعيف . و الله أعلم .

(4/331)


1833 - " أحب الأعمال إلى الله الحب في الله ، و البغض في الله " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 314 :
ضعيف . أخرجه أحمد ( 5 / 146 ) عن يزيد بن عطاء عن يزيد بن أبي زياد عن
مجاهد عن رجل عن أبي ذر قال : " خرج إلينا رسول الله صلى الله عليه وسلم
، فقال : أتدرون أي الأعمال أحب إلى الله عز وجل ؟ قال قائل : الصلاة و الزكاة
، و قال قائل : الجهاد ، قال : إن أحب .... " . و تابعه خالد بن عبد الله
: حدثنا يزيد بن أبي زياد به مختصرا بلفظ : " أفضل الأعمال ..." . و قد مضى (
1310 ) برواية أبي داود . قلت : و هذا إسناد ضعيف من أجل الرجل الذي لم يسم . و
يزيد بن أبي زياد عن مجاهد ، هو الهاشمي مولاهم ضعيف . و يزيد بن عطاء هو
اليشكري لين الحديث . و الحديث سكت عليه الحافظ في " الفتح " ( 1 / 40 ) . و
قال المناوي : " قال ابن الجوزي : حديث لا يصح ، و يزيد بن أبي زياد ، قال ابن
المبارك : ارم به . و سوار العنبري ، ( قلت : هذا ليس في رواية أحمد ) ، قال
ابن الجوزي : ليس بشيء . انتهى ، و به يعرف أن تحسين المصنف له ليس في محله " .
قلت : فالعجب من المناوي كيف عدل عن هذا النقد العلمي الصحيح ، إلى متابعته
للسيوطي فيما أنكره عليه . فقال في " التيسير " : " و إسناده حسن " ! ثم قلده
الغماري كعادته ، فأورده في " كنزه " ( 79 ) !

(4/332)


1834 - " أحب العمل إلى الله تعالى الحال المرتحل ، قال : و ما الحال المرتحل ؟ قال :
الذي يضرب من أول القرآن إلى آخره ، كلما حل ارتحل " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 315 :
ضعيف . أخرجه الترمذي ( 4 / 64 ) و ابن نصر في " قيام الليل " ( ص ... ) و
الحاكم ( 1 / 568 ) من طرق عن صالح المري عن قتادة عن زرارة بن أوفى عن ابن
عباس قال : " قال رجل : يا رسول الله ! أي العمل أحب إلى الله ! قال : الحال
.... " . ثم أخرجه الترمذي من طريق أخرى عن صالح به نحوه ، إلا أنه أرسله ، فلم
يذكر فيه ابن عباس . و قال الترمذي : " و هذا عندي أصح من حديث الهيثم بن
الربيع " . قلت : قد تابعه جماعة على وصله كما أشرت إليه آنفا ، فالموصول أصح
، و قد أخرجه الدارمي أيضا ( 2 / 469 ) مرسلا . و هو ضعيف على كل حال ، لأن
صالحا المري ضعيف كما في " التقريب " . و في " الضعفاء " للذهبي : " قال
النسائي و غيره : متروك " . و قال الحاكم عقب الحديث : " هو من زهاد أهل البصرة
، إلا أن الشيخين لم يخرجاه " . و تعقبه الذهبي بقوله : " قلت : صالح متروك " .
و ذكر له الحاكم شاهدا من طريق مقدام بن داود بن تليد الرعيني : حدثنا خالد بن
نزار حدثني الليث بن سعد حدثني مالك بن أنس عن ابن شهاب عن الأعرج عن أبي هريرة
قال : فذكره . قال الذهبي : " لم يتكلم عليه الحاكم ، و هو موضوع على سند
الشيخين ، و مقدام متكلم فيه ، و الآفة منه " .

(4/333)


1835 - " أحب اللهو إلى الله عز وجل : إجراء الخيل و الرمي بالنبل و لعبكم مع أزواجكم
" .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 316 :
ضعيف جدا . رواه ابن عدي ( 297 / 2 ) عن سليمان بن إسحاق أبي أيوب الهاشمي
: حدثنا محمد بن الحارث الحارثي عن محمد بن عبد الرحمن بن البيلماني عن أبيه عن
ابن عمر رفعه ، و قال في ترجمته الآتي : " محمد بن الحارث عامة ما يرويه
غير محفوظ " . قلت : و شيخه محمد بن عبد الرحمن البيلماني أشد ضعفا منه فقد قال
ابن حبان : " حدث عن أبيه بنسخة شبيها بمائتي حديث كلها موضوعة " . انظر الحديث
( 57 ) . و سليمان بن إسحاق لم أجد له ترجمة . و الحديث أورده في " الجامع " من
رواية ابن عدي عن ابن عمر بهذا اللفظ ، لكن لم يذكر : " بالنبل ، و لعبكم مع
أزواجكم " ! و قال المناوي : " و إسناده ضعيف " . و لم يزد ! فكأنه لم يقف على
إسناده ، و إلا لأعطاه حقه من النقد ، و لنبه على السقط الذي وقع في أصله : "
الجامع الصغير " ، و كذلك وقع في " الجامع الكبير " ( 30 / 614 ) و قلدته في
ذلك كله اللجنة القائمة على تحقيقه !

(4/334)


1836 - " أحبوا العرب و بقاءهم في الإسلام و صلاحهم ، فإن صلاحهم نور في الإسلام ، و
فسادهم ظلمة في الإسلام " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 317 :
ضعيف . رواه أبو نعيم في " أخبار أصبهان " ( 2 / 340 ) قال : حدثنا أبو
محمد بن حيان ، و هذا في " طبقات الأصبهانيين " ( 441 / 641 ) : حدثنا أبو زفر
الهذيل بن عبد الله الضبي حدثنا أحمد بن يونس الضبي حدثنا محمد بن عبد الصمد
حدثنا أبي عبد الصمد بن جابر عن عطاء بن أبي ميمونة عن أبي هريرة مرفوعا به
. قلت : و هذا إسناد ضعيف ، و فيه علتان : الأولى : عبد الصمد بن جابر ، قال
الذهبي في " الميزان " : " ضعفه يحيى بن معين ، له حديث أو حديثان " . قلت
: أحدهما هذا ، و الآخر : " إن هم أسلموا فهو خير لهم ، و إن لم يسلموا ،
فالإسلام أوسع أو عريض " . و الأخرى : ابنه محمد بن عبد الصمد ، قال الذهبي
أيضا : " صاحب مناكير ، و لم يترك حديثه " . و الحديث رواه أبو الشيخ ( ابن
حيان ) في " الثواب " كما في " الفتح الكبير " ، و عنه الديلمي في " مسنده " (
1 / 1 / 36 - 37 ) عن منصور بن أبي مزاحم : حدثنا محمد بن الخطاب عن عطاء بن
أبي ميمونة به . بيض له الحافظ في " مختصر الديلمي " . و محمد بن الخطاب مجهول
الحال كما سبق بيانه تحت الحديث ( 163 ) .

(4/335)


1837 - " إن الله عز وجل إذا غضب على أمة لم ينزل بها العذاب ، غلت أسعارها و قصرت
أعمارها ، و لم تربح تجارتها ، و حبس عنها أمطارها ، و لم تغزر أنهارها ، و سلط
عليها شرارها " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 317 :
ضعيف جدا . رواه الديلمي في " مسنده " ( 1 / 224 ) و ابن عساكر ( 9 / 67 /
2 ) و ابن النجار ( 10 / 174 / 2 ) و السياق له ، عن الحسين بن أبي الحجاج
: حدثنا مندل بن علي العنزي عن محمد بن طريف ، و هو أبو غسان المدني عن مسمع بن
الأسود عن الأصبغ بن نباته عن علي بن أبي طالب مرفوعا . قلت : و هذا سند
ضعيف جدا ، الأصبغ هذا متروك كما قال الحافظ . و مسمع لم أعرفه . و أبو غسان
ثقة . و مندل بن علي ضعيف . و الحديث عزاه السيوطي لابن عساكر بلفظ أخصر من هذا
، و عزاه المناوي للديلمي بهذا اللفظ و لم يتكلم على إسناده بشيء ! كالسيوطي
نفسه في " الجامع الكبير " ( 184 - 4669 ) و اللجنة القائمة على طبعه ! سكتوا
عن رواية الديلمي و ابن النجار ، و أما رواية ابن عساكر المختصرة ، فقال
السيوطي ( 188 - 4673 ) : " و في سنده ضعيف " . و في نسخة : " ... ضعفاء " .
قلت : و هذا أقرب إلى الصواب .

(4/336)


1838 - " أحبوا الفقراء و جالسوهم ، و أحب العرب من قلبك و ليردك عن الناس ما تعلم من
قلبك " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 318 :

ضعيف . أخرجه الحاكم ( 4 / 332 ) : أخبرنا أبو بكر بن أبي نصر المروزي
حدثنا محمد بن غالب حدثنا عمر بن عبد الوهاب الرياحي عن الحجاج بن الأسود عن
محمد بن واسع عن أبي صالح عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم فذكره ، و قال : " صحيح الإسناد ، إن كان عمر الرياحي سمع من حجاج بن
الأسود " . و قال الذهبي : " حجاج ثقة " . قلت : هو كما قال الذهبي ، و لكنه لم
يحم حول العلة التي أشار إليها الحاكم ، و هي الانقطاع ، لا نفيا ، و لا إثباتا
، و لم تتبين لي ، فإن الرياحي ثقة أيضا من رجال مسلم ، و قد روى عن إبراهيم بن
سعد ، و جويرية بن أسماء و غيرهما من هذه الطبقة ، و قد رويا عن بعض التابعين
مثل نافع و الزهري و صالح بن كيسان و غيرهم ، و حجاج بن الأسود من طبقتهما
، فإنه روى عن التابعين أيضا مثل ثابت البناني و أبي نضرة و جابر بن زيد ، فهو
ممن يمكن للرياحي أن يلقاه و يسمع منه ، فلماذا شك الحاكم في سماعه منه ؟ لست
أدري ، و لكن القلب لم ينشرح لصحة الحديث ، فإن عليه طابع التصوف ! و يمكن أن
تكون العلة من محمد بن غالب ، فإنه و إن كان ثقة ، فقد وهم في أحاديث كما قال
الدارقطني ، على أني لم أعرف أبا بكر المروزي هذا . و أما المناوي فقال في
" فيضه " : " قال الحاكم : صحيح . و أقره الذهبي ، و تبعهما المصنف ، فرمز
لصحته " . قلت : فهذا خطأ على الحاكم ، لأنه أعله بالانقطاع كما رأيت ، و
الذهبي لم يصححه . و أما السيوطي فلا قيمة لرمزه ! و الله أعلم . و الفقرة
الوسطى منه رويت في عجز حديث موضوع كما سيأتي برقم ( 1865 ) .

(4/337)


1839 - " مقام أحدكم في سبيل الله ساعة ، خير من عمله في أهله عمره " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 319 :
ضعيف . ابن عساكر ( 19 / 32 / 2 ) عن زياد بن ميناء عن أبي سعد بن أبي
فضالة و كانت له صحبة ، قال : " اصطحبت أنا و سهيل بن عمرو إلى الشام ندب
أبو بكر السعور ( كذا الأصل تقريبا و بياض قبله ، و لعله : ليالي ندب أبو بكر
الصديق ) ، فقال له سهيل : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : فذكره ،
قال : فأنا مقيم في سبيل الله حتى أموت لا أرجع إلى مكة أبدا " . و من هذا
الوجه رواه ابن سعد ( 5 / 453 و 7 / 405 ) و الحاكم أيضا ( 3 / 282 ) و سكت
عليه هو و الذهبي . و من الواضح أن الحديث من مسند سهيل بن عمرو عند ابن عساكر
كغيره ، و لقد أخطأ السيوطي في " الجامع الكبير " حيث قال ( 2 / 206 / 1 ) :
" رواه ابن عساكر عن أبي سعد بن فضالة و الحاكم عنه عن سهيل بن عمرو " . فأنت
ترى أنه عند ابن عساكر عن أبي سعد عن سهيل أيضا . و السند ضعيف ، لأن زياد بن
ميناء قال الأزدي : " فيه لين " . و قال ابن المديني : " زياد مجهول " . و في
صحبة أبي سعد بن أبي فضالة نظر . و يقال : أبو سعيد ، و يقال : ابن فضالة .

(4/338)


1840 - " إذا أتى أحدكم أهله فليستتر فإنه إذا لم يستتر استحيت الملائكة و خرجت ، و
حضر الشياطين ، فإذا كان بينهما ولد ، كان للشيطان فيه شريك " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 320 :
ضعيف . رواه الطبراني في " الأوسط " كما في ترتيبه ( 167 / 2 ) من طريق
يحيى بن أيوب عن عبيد الله بن زحر عن أبي المنيب عن يحيى بن أبي كثير عن أبي
سلمة عن أبي هريرة مرفوعا . و قال : " لم يروه عن يحيى إلا أبو المنيب
الجرشي و لا عنه إلا عبيد الله ، تفرد به يحيى " . قلت : و عبيد الله بن زحر و
أبو المنيب و اسمه عبيد الله بن عبد الله ضعيفان ، و الأول أشدهما ضعفا . و هذا
الحديث أصل ما يقال في بعض البلاد : إذا حضرت الملائكة هربت الشياطين .

(4/339)


1841 - " إذا أتى أحدكم باب حجرته فليسلم ، فإنه يرجع قرينه الذي معه من الشيطان ،
فإذا دخلتم حجركم فسلموا يخرج ساكنها من الشياطين ، فإذا رحلتم فسوا على أول
حلس تضعونه على دوابكم لا يشرككم في مركبها ، فإن أنتم لم تفعلوا شرككم ، وإذا
أكلتم فسموا حتى لا يشرككم في طعامكم ، فإنكم إن لم تفعلوا شرككم في طعامكم ،
و لا تبيتوا القمامة معكم في حجركم فإنها مقعده ، و لا تبيتوا معكم المنديل (
هو الذي تتمسح به المرأة و الرجل ، كما في الهامش ) في بيوتكم فإنها مضجعه ، و
لا تفترشوا الولايا التي تلي ظهور الدواب ، و لا تسكنوا بيوتا غير مغلقة ، و لا
تبيتوا على سطوح غير محوطة ، و إذا سمعتم نباح الكلاب أو نهيق الحمار فاستعيذوا
بالله ، فإنه لا ينهق حمار و لا ينبح كلب حتى يراه " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 320 :
ضعيف جدا . رواه عبد بن حميد في " المنتخب من المسند " ( 119 / 2 - 120 / 1
) عن حرام بن عثمان عن ابني جابر عن أبيهما مرفوعا . قلت : و حرام هذا ،
قال الشافعي و ابن معين فيه : " الرواية عن حرام حرام " . و قال مالك : " ليس
بثقة " . ذكره في " الميزان " ، ثم ساق له مما أنكرت عليه أحاديث هذا أحدها .
لكن فقرة الاستعاذة صحيحة من طرق أخرى ، و هي مخرجة في " التعليق على الكلم
الطيب " ( 113 / 164 ) . و التسمية على الطعام في " صحيح مسلم " ( 6 / 108 ) و
الأمر بغلق الأبواب عند الشيخين ، و هو مخرج في " الإرواء " ( 39 ) .

(4/340)


1842 - " إذا أحب أحدكم أن يحدث ربه عز وجل فليقرأ " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 321 :
ضعيف جدا . أخرجه الخطيب في " التاريخ " ( 7 / 239 ) و الديلمي ( 1 / 1 /
90 ) من طريق أبي القاسم جابر بن عبد الله بن المبارك الجلاب الموصلي : حدثنا
أبو يعلى الحسين بن محمد الملطي - بها - : حدثنا الحسن بن زيد - قال جابر
: سألت أبا يعلى عنه ؟ فقال : كان رجلا حل عندنا على جهة الجهاد ، و كتبنا عنه
- قال : حدثنا حميد الطويل عن أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم . قلت : و هذا إسناد واه ، أورده الخطيب في ترجمة جابر هذا ، و لم
يذكر فيه جرحا و لا تعديلا . و الحسين بن محمد الملطي ، لم أجد له ترجمة ، و لم
يورده السمعاني في مادة ( الملطي ) و لكنه ذكر عن الحافظ عبد الغني بن سعيد أنه
قال : " ليس في الملطيين ثقة " ! و الحسن بن زيد ، الظاهر أنه الحسن بن زيد
الهاشمي ، أورده الذهبي في " الضعفاء " و قال : " ضعفه ابن معين " . و قال
الحافظ : " صدوق ، يهم " . و وقع في " المناوي " : " الحسين بن زيد " ، و
الظاهر أنه خطأ مطبعي ، فإنه وقع في " تيسيره " على الصواب . و الله أعلم . قلت
: و لذلك قال الفقيه ابن عبد الهادي الحنبلي في " هداية الإنسان " ( 2 / 32 / 1
) : " إسناده مظلم ، و لا يثبت مرفوعا " . قلت : و لا موقوفا ، فإنه لم يرد إلا
من هذا الوجه الواهي !

(4/341)


1843 - " أحب أهل بيتي إلي الحسن و الحسين " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 322 :
ضعيف . أخرجه البخاري في " التاريخ الكبير " ( 4 / 2 / 338 ) و الترمذي ( 4
/ 340 ) من طريق يوسف بن إبراهيم أنه سمع أنس بن مالك يقول : فذكره مرفوعا
، و قال : " حديث غريب " . يعني : ضعيف ، و علته يوسف هذا ، ضعفوه . و به أعله
في " الفيض " ، و حكى أقوال الجارحين له بعد أن نقل عن الترمذي أنه حسنه ! ثم
تناقض فأقره في " التيسير " ! و اغتر به الغماري - كعادته - فأورده في " كنزه "
( 81 ) !

(4/342)


1844 - " أحب أهلي إلي فاطمة " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 322 :
ضعيف . أخرجه الترمذي ( 4 / 350 ) و الحاكم ( 2 / 417 ) من طريق عمر بن أبي
سلمة بن عبد الرحمن عن أبيه قال : أخبرني أسامة بن زيد قال : " كنت جالسا
إذ جاء علي و العباس يستأذنان ، فقالا : يا أسامة استأذن لنا على رسول الله صلى
الله عليه وسلم ، فقلت : يا رسول الله علي و العباس يستأذنان ، قال : أتدري ما
جاء بهما ؟ قلت : لا ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : لكني أدري . ائذن لهما
، فدخلا ، فقالا : يا رسول الله ! جئناك نسألك : أي أهلك أحب إليك ؟ قال : ..
" فذكره . و فيه : قالا : ما جئناك نسألك عن أهلك ( و قال الحاكم : عن فاطمة
) ، قال : أحب أهلي إلي من قد أنعم الله عليه و أنعمت عليه أسامة بن زيد ، قالا
: ثم من ؟ قال : ثم علي بن أبي طالب ، فقال العباس : يا رسول الله ! جعلت عمك
آخرهم ، قال : إن عليا قد سبقك بالهجرة " . قال الترمذي : " هذا حديث حسن ، و
كان شعبة يضعف عمر بن أبي سلمة " . و قال الحاكم : " صحيح الإسناد " . و رده
الذهبي بقوله : " قلت : عمر ضعيف " . و قال الحافظ : " صدوق يخطيء " . قلت : و
مما سبق تعلم أن المناوي قد خالف المنهج العلمي في هذا الحديث ، فإنه أقر
الترمذي على تحسينه ، و الحاكم على تصحيحه !! ثم زعم في " التيسير " أن إسناده
صحيح !! و اغتر به الغماري - كعادته - فأورده في " كنزه " ( 80 ) !

(4/343)


1845 - " إن الله أمرني أن أزوج فاطمة من علي ، ففعلت ، فقال لي جبريل : إن الله قد
بنى جنة من لؤلؤ قصب ، بين كل قصبة إلى قصبة لؤلؤة من ياقوت مشددة بالذهب ، و
جعل سقوفها من زبرجد أخضر ، و جعل فيها طاقات من لؤلؤ مكللة بالياقوت " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 323 :
موضوع . رواه العقيلي في " الضعفاء " ( 267 ) : حدثنا محمد بن يوسف الضبي
قال : حدثنا إسماعيل بن موسى الفزاري قال : حدثنا بشر بن الوليد الهاشمي قال :
حدثنا عبد النور المسمعي عن شعبة بن الحجاج عن عمرو بن مرة عن إبراهيم قال
: حدثني مسروق عن عبد الله بن مسعود مرفوعا . ذكره في ترجمة عبد النور بن
عبد الله المسمعي ، و قال : " كان ممن يغلو في الرفض ، لا يقيم الحديث ، و ليس
من أهله " . ثم ساق له هذا الحديث ، ثم عقبه بقوله : " و ذكر حديثا طويلا لا
أصل له وضعه عبد النور " . و لخص الذهبي كلام العقيلي هذا بقوله : " كذاب ، و
قال العقيلي : كان يغلو في الرفض ، و وضع هذا عن شعبة ... " . و تعقبه الحافظ
في " اللسان " فقال : " و لفظ العقيلي : " لا يقيم الحديث ، و ليس من أهله ، و
الحديث موضوع لا أصل له " . و قد ذكره ابن حبان في " الثقات " ... و كأنه ما
اطلع على هذا الحديث الذي له عن شعبة فإنه موضوع ، و رجاله من شعبة فصاعدا رجال
الصحيح ، فينظر من دون عبد النور ، و أما جزم الذهبي بأنه هو الذي وضع هذا
موهما أنه كلام العقيلي ففيه ما فيه " . قلت : ليس فيه أي شيء ، فإن كلام
العقيلي الذي نقلته من كتابه صريح في جزم العقيلي أنه - المسمعي هذا - هو الذي
وضع الحديث ، و اللفظ الذي حكاه الحافظ عن العقيلي ، مغاير بعض الشيء لما في
نسختنا من الكتاب ، فلعل ذلك من اختلاف النسخ ، فإن المطبوعة بتحقيق القلعجي لم
يرد الحديث فيها ، و لا كلام العقيلي المتقدم . ثم إن رجال الإسناد كلهم ثقات
معروفون من رجال " التهذيب " ، غير بشر بن الوليد الهاشمي ، فلعله الكندي
الفقيه صاحب أبي يوسف ، فإنه من طبقته و هو ضعيف من قبل حفظه ، و لكني لم أجد
من نسبه هاشميا . و الله أعلم . و الحديث أخرج الطبراني في " الكبير " ( 3 / 72
/ 1 ) طرفه الأول من طريق إسماعيل بن موسى السدي : أخبرنا بشر بن الوليد
الهاشمي به . و قال الهيثمي في " المجمع " ( 9 / 204 ) : " و رجاله ثقات " !
قلت : و أقره المناوي في " كتابيه " اغترارا بتوثيق ابن حبان ، و غفلة منهما عن
حكم العقيلي و الذهبي بوضعه ، و سبقه ابن الجوزي أيضا ، فأورده في " الموضوعات
" ( 1 / 415 - 416 ) من طريق العقيلي ، و أقره السيوطي في " اللآلىء " ( 1 /
396 ) ، فلم يتعقبه بشيء سوى قوله : " أخرجه الطبراني " . و هذا ليس بشيء كما
ترى ، فقد أساء بذكره إياه في " الجامع الصغير " ! و لعبد النور هذا حديث آخر
زاد فيه أشياء خلافا للثقات ، و سيأتي إن شاء الله تعالى .

(4/344)


1846 - " الغيبة أشد من الزنا ، إن الرجل يتوب فيتوب الله عليه ، و إن صاحب الغيبة لا
يغفر له حتى يغفر له صاحبه " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 325 :
ضعيف جدا . رواه السلفي في " الطيوريات " ( 173 / 1 ) و ابن عبد الهادي في
" جزء أحاديث ... " ( 227 / 2 ) عن أسباط بن محمد : أخبرنا أبو رجاء الخراساني
عن عباد بن كثير عن الجريري عن أبي نضرة عن جابر بن عبد الله و أبي سعيد
الخدري مرفوعا . و رواه أبو موسى المديني في " اللطائف " ( 4 / 1 ) عن داود
بن المحبر : حدثنا عباد بن كثير به ، إلا أنه قال : " عن أبي سعيد عن جابر بن
عبد الله " ، و قال : " حديث غريب لا أعرفه هكذا إلا من هذا الوجه ، و رواه أبو
رجاء عبد الله بن واقد الهروي عن عباد فقال : عن جابر و أبي سعيد رضي الله
عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم " . قلت : داود متهم بالكذب ، فلا عبرة
بمخالفته ، و أسباط و أبو رجاء ثقتان ، و إنما علة الحديث عباد بن كثير و هو
الثقفي البصري ، قال الحافظ : " متروك ، قال أحمد : روى أحاديث كذب " . و
الحديث قال الهيثمي في " المجمع " ( 8 / 92 ) : " رواه الطبراني في " الأوسط "
، و فيه عباد بن كثير الثقفي و هو متروك " . و قال الحافظ المنذري في " الترغيب
" ( 3 / 300 ) : " رواه ابن أبي الدنيا في " كتاب الغيبة " ، و الطبراني في "
الأوسط " ، و البيهقي ، عن جابر بن عبد الله و أبي سعيد الخدري . و رواه
البيهقي أيضا عن رجل لم يسم عن أنس . و رواه عن سفيان بن عيينة غير مرفوع ، و
هو الأشبه . و الله أعلم " . و قد روي الحديث بلفظ : " إياكم و الغيبة فإن
الغيبة أشد من الزنا ، قيل : يا رسول الله ! و كيف الغيبة أشد من الزنا ؟ قال :
الرجل يزني فيتوب ، فيتوب الله عز وجل عليه ، و إن صاحب الغيبة لا يغفر له حتى
يغفر له صاحبه " . رواه الدينوري في " المجالسة " ( 27 / 8 / 2 ) و الضياء في
" المنتقى من مسموعاته بمرو " ( 23 / 2 ) عن أسباط بن محمد قال : حدثنا أبو
رجاء الخراساني عن عباد بن كثير عن الجريري عن أبي نضرة عن جابر بن عبد الله و
أبي سعيد الخدري مرفوعا . و رواه الواحدي في " تفسيره " ( 4 / 81 / 2 ) من هذا
الوجه عن جابر وحده ، إلا أنه وقع فيه : " عن أبي الزبير " بدل : " أبي نضرة "
، و لعله تحريف من بعض الرواة و هكذا على الصواب أورده ابن أبي حاتم في " العلل
" ( 2 / 120 ) و قال : " فقلت لأبي : هذا الحديث منكر ؟ قال : كما تقول ، (
الأصل : يكون ) أسأل الله العافية ، يجيء عباد بن كثير البصري بمثل هذا ؟! " .
و الحديث عند الطبراني في " الأوسط " ( 4 / 485 - مجمع البحرين ) و البيهقي في
" الشعب " ( 2 / 305 / 2 ) و الأصبهاني في " الترغيب " ( 582 ) عن عباد به .

(4/345)


1847 - " افتتحت القرى بالسيف ، و افتتحت المدينة بالقرآن " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 326 :
منكر . رواه العقيلي في " الضعفاء " ( 276 ) و القاضي الحسين بن محمد
الفلاكي في " فوائده " ( ورقة 91 / 1 من مجموع 163 ) من طريق محمد بن الحسن
المخزومي : حدثني مالك بن أنس عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة مرفوعا . و
قال العقيلي : " محمد بن الحسن بن زبالة المخزومي قال ابن معين : ليس بثقة
، كان يسرق الحديث ، و قال في موضع آخر : كان كذابا و لم يكن بشيء " . و قال
البخاري في " الضعفاء الصغير " ( 30 ) : " عنده مناكير " . و قال النسائي ( 27
) : " متروك الحديث " . ثم قال العقيلي : " لا يتابعه إلا من هو مثله أو دونه
" . و قال البزار في " مسنده " : " تفرد به ابن زبالة و كان يلين لأجله و غيره
" . قال ابن رجب : " و من الناس من اتهمه بوضعه ، و منهم من قال : وهم فيه
، هذا من كلام مالك نفسه ، فجعله مرفوعا لسوء حفظه و عدم ضبطه ، و مثل ذلك وقع
كثيرا لأهل الغفلة و سوء الحفظ غلطا لا تعمدا " . كذا في " هداية الإنسان "
لابن عبد الهادي ( 2 / 21 / 2 ) . ثم قال : " و معنى هذا الكلام أن المدينة لم
يقاتل أهلها بالسيف و إنما أسلموا بمجرد سماع القرآن و تلاوته عليهم " .

(4/346)


1848 - " لو كان حسن الخلق رجلا يمشي في الناس لكان رجلا صالحا " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 327 :
ضعيف جدا . رواه الخرائطي في " مكارم الأخلاق " ( ص 6 - 7 ) : حدثنا علي بن
حرب حدثنا إبراهيم بن محمد الشافعي حدثنا محمد بن عبد الرحمن عن أبيه عن القاسم
عن عائشة رضوان الله عليها قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
فذكره . قلت : و هذا سند واه جدا ، آفته عبد الرحمن أبو محمد هذا ، و هو عبد
الرحمن بن أبي بكر بن عبيد الله بن أبي مليكة المدني . قال أحمد و البخاري :
" منكر الحديث " . و قال النسائي : " متروك الحديث " . و قال ابن حبان : "
ينفرد عن الثقات ما لا يشبه حديث الأثبات " . قلت : و هذا من تلك الأحاديث التي
لا تشبه حديث الثقات ، و ابنه محمد ضعيف أيضا ، فأحدهما آفته . و الحديث أورده
السيوطي في " الجامع الصغير " من رواية الخرائطي ، و سكت عليه المناوي ! و انظر
الحديث الآتي ( 3889 ) .

(4/347)


1849 - " لقد أشبع سلمان علما " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 328 :
ضعيف . رواه ابن سعد ( 4 / 84 - 85 ) بسند صحيح عن أبي صالح قال : نزل
سلمان على أبي الدرداء ، و كان أبو الدرداء إذا أراد أن يصلي منعه سلمان ، و
إذا أراد أن يصوم منعه ، فقال : أتمنعني أن أصوم لربي و أصلي لربي ؟! فقال : إن
لعينك عليك حقا ، و إن لأهلك عليك حقا ، فصم و أفطر ، و صل و نم ، فبلغ ذلك
رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : فذكره . قلت : و هذا مرسل ، و به أعله
الحافظ في " فتح الباري " ( 4 / 211 ) ، و قد روي مسندا ، فقال أبو نعيم في "
الحلية " ( 1 / 187 ) : حدثنا عبد الله بن محمد بن عطاء حدثنا أحمد بن عمرو
البزار ( كذا ) : حدثنا السري بن محمد الكوفي حدثنا قبيصة بن عقبة حدثنا عمار
بن رزيق ( الأصل : زريق ) عن أبي صالح عن أم الدرداء عن أبي الدرداء : أن سلمان
دخل عليه ... فذكر القصة نحوه ، لكنه خالفه في لفظ حديث الترجمة ، فقال : " لقد
أوتي سلمان من العلم " . و قال أبو نعيم : " رواه الأعمش عن ابن شمر بن عطية (
كذا الأصل ) عن شهر بن حوشب عن أم الدرداء " . قلت : وصله الطبراني في " الأوسط
" ( 2 / 182 / 1 رقم 7787 - بترقيمي ) من طريق الحسن بن جبلة : أخبرنا سعد بن
الصلت عن الأعمش عن شمر بن عطية عن شهر بن حوشب عن أم الدرداء قالت : أتاني
سلمان الفارسي يسلم علي ، و عليه عباءة قطوانية مرتديا بها ، فطرحت له وسادة ،
فلم يردها ، و لف عباءته فجلس عليها ، فقال : بحسبك ما بلغك المحل ، ثم حمد
الله ساعته و كبر و صلى على النبي صلى الله عليه وسلم ، ثم قال : أين صاحبك
؟ يعني أبا الدرداء . فقلت : هو في المسجد ، فانطلق إليه ، ثم أقبلا جميعا و قد
اشترى أبو الدرداء لحما بدرهم فهو في يده معلقة ، فقال : يا أم الدرداء اخبزي و
اطبخي ، ففعلنا ، ثم أتينا سلمان بالطعام ، فقال أبو الدرداء : كل مع أم
الدرداء فإني صائم ! فقال سلمان : لا آكل حتى تأكل ، فأفطر أبو الدرداء ، و أكل
معه ، فلما كانت الساعة التي يقوم فيها أبو الدرداء ذهب ليقوم أجلسه سلمان ،
فقال أبو الدرداء : أتنهاني عن عبادة ربي ؟! فقال سلمان : إن لعينك عليك حقا
، و إن لأهلك نصيبا ، فمنعه ، حتى إذا كان وجه الصبح ، قاما ، فركعا ركعات ، و
أوترا ، ثم خرجا إلى صلاة الصبح ، فذكرا أمرهما للنبي صلى الله عليه وسلم ،
فقال : " ما لسلمان ثكلته أمه ؟ لقد أشبع من العلم " . و قال الطبراني : " لم
يروه عن الأعمش إلا سعد بن الصلت ، تفرد به الحسن بن جبلة " . قلت : لم أجد له
ترجمة . و قال الهيثمي ( 9 / 344 ) : " و لم أعرفه ، و بقية رجاله ثقات " ! كذا
قال ! و شهر مختلف فيه ، و الظاهر من أقوال جارحيه أنه كان سيء الحفظ ، و قد
ذكر له ابن عدي عدة مناكير منها : " لو كان العلم بالثريا .. " . و الصحيح
المحفوظ : " لو كان الإيمان .... " . و في رواية : " لو كان الدين ... " . و
سيأتي حديثه المشار إليه برقم ( 2054 ) ، ثم قال ابن عدي في آخر ترجمته : " و
شهر ليس بالقوي في الحديث ، و هو ممن لا يحتج بحديثه ، و لا يعتبر به " . و
بالجملة ، فهذه الطريق ضعيفة ، لضعف شهر ، و جهالة الحسن بن جبلة ، و الإسناد
الذي قبله عن أبي صالح موصولا أصح منه ، لولا أني لم أعرف عبد الله بن محمد بن
عطاء شيخ أبي نعيم . و شيخه أحمد بن عمرو البزاز ( أظنه البزار بالراء بعد
الزاي ) و هو الحافظ المشهور صاحب المسند المعروف به ، و هو ثقة في حفظه شيء .
و شيخه السري بن محمد ، لم أعرفه ، لكني أظن أن ( محمد ) محرف من ( يحيى )
، فهو السري بن يحيى الكوفي ، فقد ذكره ابن أبي حاتم ( 2 / 1 / 285 ) فيمن روى
عن قبيصة ، و قال : " و كان صدوقا " . و ذكره ابن حبان في " الثقات " ( 8 / 302
) . ثم إن لفظ هذا الإسناد الأصح أقرب إلى الصواب من لفظ حديث الترجمة ، و قريب
منه ما ذكره الحافظ في ترجمة سلمان من " الإصابة " أن النبي صلى الله عليه وسلم
قال لأبي الدرداء : " سلمان أفقه منك " . و لم يذكر من أخرجه . و الخلاصة ، أن
الرواة اضطربوا في ضبط هذه الجملة من الحديث ، فأقربها ما عند الحافظ ، ثم لفظ
رواية أبي صالح المسندة ، ثم لفظ حديث الترجمة ، بل هو منكر عندي لما فيه من
المبالغة ، و لمخالفته للألفاظ الأخرى . بل هي كلها مخالفة لرواية البخاري لهذه
القصة في " صحيحه " ( 1968 ) بنحو ما تقدم ، و في آخرها قوله صلى الله عليه
وسلم لأبي الدرداء : " صدق سلمان " . فهذا مما يجعلنا نرتاب في ثبوت شيء من
الألفاظ المذكورة ، و بخاصة لفظ الترجمة و الله سبحانه و تعالى أعلم .

(4/348)


1850 - " أحب العباد إلى الله تعالى الأتقياء الأخفياء ، الذين إذا غابوا لم يفتقدوا
، و إن شهدوا لم يعرفوا ، أولئك هم أئمة الهدى ، و مصابيح العلم " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 331 :
ضعيف . أخرجه أبو نعيم في " الحلية " ( 1 / 15 ) من طريق شاذ بن فياض حدثنا
أبو قحذم عن أبي قلابة عن عبد الله بن عمر بن الخطاب قال : " مر عمر بمعاذ
بن جبل رضي الله عنهما ، و هو يبكي ، فقال : ما يبكيك يا معاذ ؟ فقال : سمعت
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : فذكره . قلت : و هذا إسناد ضعيف ، مسلسل
بالعلل : الأولى : الانقطاع ، فإن أبا قلابة - و اسمه عبد الله بن زيد الجرمي -
لم يسمع من ابن عمر ، كما قال أبو زرعة . الثانية : ضعف أبي قحذم ، و اسمه
النضر بن معبد . أورده الذهبي في " الضعفاء و المتروكين " ، و قال : " قال
النسائي : ليس بثقة " . الثالثة : شاذ بن فياض ، قال الذهبي في " الضعفاء " :
" كان البخاري يحط عليه . و قال ابن حبان : لا يشتغل بروايته " . و قال الحافظ
: " كان اسمه هلال ، فغلب عليه شاذ ، صدوق له أوهام و أفراد " . و للحديث طريق
أخرى عن معاذ مرفوعا به نحوه ، و زاد في أوله : " إن يسير الرياء شرك ... " .
و إسناده ضعيف أيضا كما بينته في " تخريج الترغيب " ( 1 / 34 ) و من هذا الوجه
أخرجه الطحاوي في " المشكل " ( 2 / 317 ) و أبو نعيم أيضا ( 1 / 5 ) . و سيأتي
الكلام عليه مفصلا مع تخريجه مبسطا برقم ( 2975 ) مع الرد على من صححه ، و
إعادة تخريج هذا بمصادر أخرى كثيرة .

(4/349)


1851 - " إن الله إذا أنزل عاهة من السماء على أهل الأرض ، صرفت عن عمار المساجد " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 332 :
ضعيف . رواه ابن عدي ( 151 / 2 ) و ابن عساكر ( 5 / 333 / 2 ) عن زافر بن
سليمان عن عبد الله ابن أبي صالح عن أنس بن مالك مرفوعا . و قال : " و زافر
بن سليمان عامة ما يرويه لا يتابع عليه ، و يكتب حديثه مع ضعفه " . قلت : و
شيخه عبد الله بن أبي صالح ، و هو المدني ، ضعيف أيضا ، قال في " التقريب " :
" لين الحديث " . ثم إنه منقطع ، فإن عبد الله هذا روى عن أبيه و سعيد بن جبير
، و عليه فهو منقطع بينه و بين أنس . ثم إن الحديث بظاهره مخالف للحديث الصحيح
: " إذا أنزل الله بقوم عذابا أصاب العذاب من كان فيهم ، ثم بعثوا على أعمالهم
" . أخرجه البخاري ( 9 / 47 - نهضة ) و مسلم ( 8 / 165 ) و أحمد ( 2 / 40 ) من
حديث ابن عمر رضي الله عنهما مرفوعا . فهذا بعمومه يشمل عمار المساجد و غيرهم
. فتأمل .

(4/350)


1852 - " من عال أهل بيت من المسلمين يومهم و ليلتهم غفر الله له ذنوبه " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 332 :
موضوع . رواه ابن عساكر ( 4 / 217 / 1 ) عن المنذر بن زياد : أخبرنا عبد
الله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب عن أبيه عن جده مرفوعا . قلت
: و هذا موضوع آفته المنذر هذا . قال الدارقطني : " متروك " . و قال الفلاس :
" كان كذابا " . و قال الساجي : " يحدث بأحاديث بواطيل و أحسبه ممن كان يضع
الحديث " . و ذكر ابن قتيبة عن أهل الحديث أنهم مقرون بأن المنذر هذا وضع
حديثين ذكرهما . قلت : فالعجب من السيوطي كيف سود كتابه " الجامع الصغير " بهذا
الحديث من رواية ابن عساكر هذه ؟! مع أنه في " الجامع الكبير " بين علته ، فقال
: " رواه أبو بكر عبد الله بن حبان في " فضائل أعمال البر " ، و ابن عساكر ، و
الرافعي ، عن علي ، و فيه المنذر بن زياد ، متروك " . و أما المناوي فقد بيض له
و لم يتكلم عليه بشيء .

(4/351)


1853 - " الوحدة خير من جليس السوء ، و الجليس الصالح خير من الوحدة ، و إملاء الخير
خير من السكوت ، و السكوت خير من إملاء الشر " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 333 :
ضعيف . أخرجه الدولابي في " الكنى " ( 2 / 107 ) و الحاكم ( 3 / 343 - 344
) و الديلمي ( 3 / 145 ) من طريق أبي الشيخ ، و ابن عساكر ( 19 / 21 / 1 ) عن
شريك عن أبي المحجل عن معفس بن عمران بن حطان عن أبي السنية قال : " رأيت أبي
ذر جالسا في المسجد وحده محتبيا بكساء صوف ، فقال : قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم : ... " فذكره . قلت : و هذا سند ضعيف ، و قد سكت عليه الحاكم ، و
قال الذهبي في " تلخيصه " : " قلت : لم يصح ، و لا صححه الحاكم " . و زعم
المناوي في " التيسير " أنه صححه الحاكم ! و أما في " الفيض " ، فقال عقب قول
الذهبي : " و قال ابن حجر : سنده حسن ، لكن المحفوظ أنه موقوف على أبي ذر " .
و أقول : أنى له الحسن ؟ و فيه ما يأتي : أولا : شريك و هو ابن عبد الله القاضي
، و هو سيء الحفظ ، و قال الحافظ في " التقريب " : " صدوق يخطيء كثيرا ، تغير
حفظه منذ ولي القضاء بالكوفة " . قلت : فمثله لا يحسن حديثه ، لاسيما مع
المخالفة التي أشار إليها ابن حجر بقوله : " لكن المحفوظ أنه موقوف " . ثانيا
: معفس بن عمران بن حطان ، مجهول الحال ، أورده ابن أبي حاتم ( 4 / 1 / 433 ) و
ذكر أنه روى عنه ثلاثة سماهم : أحدهم أبو المحجل هذا ، و لم يذكر فيه جرحا و
لا تعديلا . و أما ابن حبان فأورده في أتباع التابعين من " الثقات " ( 2 / 280
) . ثالثا : أبو السنية هذا لم أجد له ذكرا فيما عندي من كتب التراجم ، و لم
يذكره الذهبي في " المقتنى في الكنى " . و الله أعلم . و قد وقع تحريف كثير في
سند الحديث هنا في المصادر المذكورة التي عزونا الحديث إليها ، استطعت تصحيحه
من التأمل فيها و مراجعة كتب الرجال ، فهو في " الكنى " هكذا : " ... عن معفس
بن عمر بن الخطاب عن أبي السنية قال : ..... " . و في المستدرك " : " عن صدقة
بن أبي عمران بن حطان قال : ..." ، و في الديلمي : " عن السنية " . فهو مع هذا
التحريف الشديد ليس فيه " عن أبي السنية " ، و لا شيء منه ! و في ابن عساكر :
" عن معفس بن عمران الشنية قال : " . و هذا تحريف شديد كما ترى ، و قد صححت اسم
معفس من " الجرح و التعديل " و " كتاب الثقات " و لكنهما لم يذكرا في ترجمته
كنيته ، أو أي شيء يمكن أن نصحح منه كنية شيخه أبي السنية هذا . فأضفت هذه
الزيادة من " الكنى " : " عن أبي السنية " إلى السند ، نظرا لأنه زيادة على
المصدين الآخرين ، و لأن معفسا هذا من أتباع التابعين كما سبق ، فلابد أنه بينه
و بين أبي ذر واسطة ، فلعله أبو السنية هذا . و الله أعلم . و قد تقدم عن
الحافظ أن المحفوظ في هذا الحديث الوقف على أبي ذر . و قد رواه ابن عساكر ( 19
/ 20 / 2 ) من طريق يونس بن عبيد أن رجلا أتى أبا ذر فقال : أنت أبو ذر ؟ قال
نعم : قال : فسكت و سكت ، ثم قال : فذكر بنحوه . و رجاله ثقات لكنه منقطع بين
يونس بن عبيد و أبي ذر .

(4/352)


1854 - " مروا أبا ثابت يتعوذ ، قلت : يا سيدي ! و الرقى صالحة ؟ فقال : لا رقية إلا
في نفس ، أو حمة ، أو لدغة " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 335 :
ضعيف . أخرجه أبو داود ( 2 / 154 ) و الحاكم ( 4 / 413 ) و أحمد ( 3 / 486
) و ابن السني ( 380 ) من طريق عبد الواحد بن زياد : حدثنا عثمان بن حكيم
: حدثتني جدتي الرباب قالت : سمعت سهل بن حنيف يقول : مررنا بسيل قد خلت
فاغتسلت فيه فخرجت محموما ، فنما ذلك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال
: فذكره . و قال الحاكم : " صحيح الإسناد " . و وافقه الذهبي . و فيه نظر ، فإن
عثمان بن حكيم و جدته الرباب غير مشهورين بالعدالة ، و هما من المقبولين عند
الحافظ في " تقريبه " ، و ذلك عند المتابعة ، كما نص عليه في المقدمة . و قد
توبعا على الشطر الثاني منه ، فانظر " المشكاة " ( 4557 - 4559 ) .

(4/353)


1855 - " مع كل فرحة ترحة " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 355 :
ضعيف . رواه الخطيب في تاريخه ( 3 / 116 ) و الضياء المقدسي في " جزء من
حديثه " ( 141 / 2 ) عن مسروق : حدثنا حفص بن غياث عن الأعمش عن أبي إسحاق عن
أبي الأحوص عن عبد الله مرفوعا . و قال المقدسي : " مسروق هو ابن المرزبان
، قال أبو حاتم الرازي : ليس بقوي " . قلت : و الصحيح أنه موقوف على ابن مسعود
، فقال ابن المبارك في " الزهد " ( 347 / 976 ) : أخبرنا عبد الرحمن بن مهدي
حدثنا سفيان و شعبة عن أبي إسحاق عن أبي الأحوص به موقوفا . ثم رأيته في " معجم
أبي سعيد بن الأعرابي " ( ق 126 / 2 ) من هذا الوجه مرفوعا ، و في آخره : " قال
أبو الفضل : هذا باطل ، و كتبناه من كتابه ، مرفوع " . ثم وجدته في " الزهد
" للإمام أحمد موقوفا على ابن مسعود . أخرجه ( 163 ) من طريق إسرائيل عن أبي
إسحاق به . و كذا هو موقوف في " الزهد " لوكيع ( 3 / 819 / 506 ) .

(4/354)


1856 - " معاذ بن جبل أعلم الأولين و الآخرين بعد النبيين و المرسلين ، إن الله يباهي
به الملائكة " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 336 :
موضوع . رواه الحاكم في " المستدرك " ( 3 / 271 ) من طريق عبيد بن تميم
: حدثنا الأوزاعي عن عبادة بن نسي عن ابن غنم سمعت أبا عبيدة و عبادة بن
الصامت ، و نحن عند أبي عبيدة يقولان : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
فذكره . و سكت عليه ، و تعقبه الذهبي بقوله في " تلخيصه " : " قلت : أحسبه
موضوعا ، و لا أعرف عبيدا هذا " . و قال الذهبي في " موضوعات المستدرك " :
" قلت : كأنه من وضع عبيد هذا . فالله أعلم " . و ذكر نحو ذلك في ترجمة عبيد من
" الميزان " ، و أقره الحافظ في " اللسان " .

(4/355)


1857 - " ارفع إزارك ، فإنه أبقى لثوبك ، و أتقى ( و في رواية : و أنقى ) " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 336 :
ضعيف . أخرجه الترمذي في " الشمائل " ( 1 / 211 - 212 ) و أحمد ( 5 / 364 )
و ابن سعد ( 6 / 44 ) و البيهقي في " شعب الإيمان " ( 2 / 224 / 2 ) عن الأشعث
بن سليم قال : سمعت عمتي تحدث عن عمها قال : " بينا أنا أمشي بالمدينة إذا
إنسان يقول : ( فذكره ) ، قال : فالتفت فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم ،
فقلت : يا رسول الله إنما هي بردة ملحاء . فقال : أما لك في أسوة ؟ فنظرت فإذا
إزاره إلى نصف ساقه " . قلت : و هذا إسناد ضعيف ، عمة الأشعث اسمها رهم بنت
الأسود ، قال الحافظ : " لا تعرف " . و عمها اسمه عبيد بن خالد المحاربي ، و هو
مذكور في الصحابة . لكن للحديث شاهد قاصر من حديث الشريد بن سويد ، مخرج في
" الصحيحة " ( 1441 ) فراجعه .

(4/356)


1858 - " كان يصافح النساء و على يده ثوب " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 337 :
ضعيف . أخرجه ابن عبد البر في " التمهيد " ( 3 / 24 / 1 ) من طريق سفيان عن
منصور عن إبراهيم مرفوعا ، و عن سفيان عن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن
أبي حازم مرفوعا نحوه . قلت : و هذان إسنادان مرسلان . و رواه أبو داود في
" المراسيل " ( ق 19 / 1 ) بسند صحيح عن الشعبي : " أن رسول الله صلى الله عليه
وسلم حين بايع النساء أتي ببرد قطري ، فوضعه على يده ، و قال : لا أصافح النساء
" . و سكت عنه الحافظ ابن حجر في " تخريج الكشاف " ( 4 / 169 / 140 ) . قلت : و
قد وقفت عليه موصولا ، و لكنه واه ، أخرجه الطبراني في " الأوسط " ( 1 / 5 - من
" زوائد المعجمين " ) من طريق عتاب بن حرب أبي بشر المري : أنبأنا المضاء
الخراز عن يونس بن عبيد عن الحسن عن معقب بن يسار مرفوعا : " كان يصافح النساء
من تحت الثوب " . قلت : و هذا إسناد ضعيف جدا ، عتاب هذا ضعفه الفلاس جدا . و
قال ابن حبان : " كان ممن ينفرد عن الثقات بما لا يشبه حديث الأثبات على قلته
، فلا يحتج به " . و المضاء هذا أورده ابن أبي حاتم ( 4 / 1 / 403 ) بهذه
الرواية له و عنه ، و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا . و الحسن هو البصري ، و
كان مدلسا . و الحديث قال الهيثمي في " المجمع " ( 6 / 39 ) : " رواه الطبراني
في " الكبير " و " الأوسط " ، و فيه عتاب بن حرب ، و هو ضعيف " ، و بيض له
المناوي فلم يتكلم على إسناده بشيء ! لكنه قوله : " لا أصافح النساء " . صحيح
، له شواهد في " عبد الرزاق " ( 20685 ) و غيره ، فانظر " الصحيحة " ( 529 ) .

(4/357)


1859 - " أحب شيء إلى الله تعالى الغرباء ، قيل : و من الغرباء ؟ قال : الفرارون
بدينهم ، يبعهثم الله يوم القيامة مع عيسى ابن مريم عليهما السلام " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 338 :
ضعيف . أخرجه أبو نعيم في " الحلية " ( 1 / 25 ) و عنه الديلمي ( 1 / 1 /
86 ) من طريق سفيان بن وكيع : حدثنا عبد الله بن رجاء عن ابن جريج عن ابن أبي
مليكة عن عبد الله بن عمرو قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره
. قلت : و هذا إسناد ضعيف ، سفيان بن وكيع قال الذهبي عنه في " الضعفاء " : "
قال أبو زرعة : كان متهما بالكذب " . و قال الحافظ في " التقريب " : " كان
صدوقا ، إلا أنه ابتلي بوراقه ، فأدخل عليه ما ليس من حديثه ، فنصح ، فلم يقبل
، فسقط حديثه " . و ابن جريج مدلس ، و قد عنعنه . و عبد الله بن رجاء هو المكي
أبو عمران البصري ، و هو ثقة .

(4/358)


1860 - " الصبر و الاحتساب هن عتق الرقاب ، و يدخل الله صاحبهن الجنة بغير حساب " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 338 :
ضعيف جدا . رواه الطبراني ( 1 / 326 / 1 - 2 ) عن سليمان بن سلمة الخبائري
: حدثنا بقية عن عيسى بن إبراهيم عن موسى بن أبي حبيب عن الحكم بن عمير
مرفوعا . قلت : و هذا إسناد ضعيف جدا ، الخبائري و عيسى بن إبراهيم ، و هو
الهاشمي متروكان ، و بينهما بقية ، و هو مدلس ، و قد عنعنه . ثم روى الطبراني
بهذا الإسناد عن الحكم بن عمير مرفوعا بلفظ : " أحب الأعمال إلى الله عز وجل
، من أطعم مسكينا من جوع ، أو وضع عنه مغرما ، أو كشف عنه كربا " . ضعيف جدا
، و قد سبق بيانه آنفا .

(4/359)


1861 - " ألا أخبركم بخياركم ؟ الذين إذا رؤوا ذكر الله ، أفلا أخبركم بشراركم
؟ المشاؤون بالنميمة ، المفسدون بين الأحبة ، الباغون للبرآء العنت " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 339 :
ضعيف . أخرجه البخاري في " الأدب المفرد " ( 48 ) و أحمد في " المسند " ( 6
/ 459 ) عن عبد الله بن عثمان بن خثيم عن شهر بن حوشب عن أسماء بنت يزيد
مرفوعا . و هذا سند ضعيف ، رجاله كلهم ثقات ، غير شهر بن حوشب ، و هو صدوق ،
كثير الإرسال و الأوهام كما في " التقريب " . و قال شيخه العراقي في " تخريج
الإحياء " ( 2 / 162 ) : " رواه أحمد من حديث أسماء بنت يزيد بسند ضعيف " . و
رواه ابن أبي شيبة و ابن أبي الدنيا عن شهر كما في " الترغيب " ( 3 / 295 ) . و
روى ابن ماجة ( 2 / 528 ) الشطر الأول منه . و هذا القدر له شاهد مخرج في
" الصحيحة " ( 1646 و 1733 ) . و قد اضطرب شهر في إسناده ، فمرة يرويه عن أسماء
هذه ، و مرة عن عبد الرحمن بن غنم بلفظ : " خيار عباد الله ... " . كما يأتي .
قال المنذري : " و رواه الطبراني من حديث عبادة عن النبي صلى الله عليه وسلم ،
و ابن أبي الدنيا في كتاب " الصمت " عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم
، و حديث عبد الرحمن أصح ، و قد قيل : إن له صحبة " . و لفظ حديث ابن غنم : "
خيار عباد الله الذين إذا رؤوا ذكر الله ، و شرار عباد الله المشاؤون بالنميمة
، المفرقون بين الأحبة ، الباغون البرآء العنت " . أخرجه أحمد ( 4 / 227 ) و
ابن منده في " المعرفة " ( ق 27 / 1 ) عن ابن أبي الحسين عن شهر بن حوشب عن عبد
الرحمن بن غنم يبلغ به النبي صلى الله عليه وسلم . و هذا سند ضعيف لضعف شهر ، و
بقية رجال السند ثقات رجال الستة . و للحديث شاهد من حديث أبي هريرة مخرج في
" الروض " ( 1084 ) و في " غاية المرام " ( 434 ) من رواية ابن أبي الدنيا في
" الصمت " ، و قلت هناك في آخر تخريج هذا الحديث : " فلعل الحديث بهذا الشاهد
يصير حسنا . و الله أعلم " .

(4/360)


1862 - " من وقر صاحب بدعة فقد أعان على هدم الإسلام " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 340 :
ضعيف . رواه ابن عدي ( 90 / 1 ) و أبو عثمان النجيرمي في " الفوائد " ( 36
/ 2 ) و ابن عساكر ( 4 / 322 / 2 - 14 / 124 / 1 ) عن الحسن بن يحيى الخشني عن
هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة مرفوعا . و من هذا الوجه رواه الهروي ( 99 /
1 ) و ابن حبان في " الضعفاء " ( 1 / 235 ) ، و قال في الخشني : " منكر الحديث
جدا ، يروي عن الثقات ما لا أصل له ، و الحديث باطل موضوع " . قلت : و هذا سند
ضعيف جدا ، الحسن بن يحيى هذا متروك كما قال الدارقطني و غيره ، و قد روى
أحاديث موضوعة سبق ذكر بعضها ، فانظر الحديث رقم ( 199 ) . و هذا الحديث من
جملة أحاديث أوردها ابن عدي في " الكامل " ( 90 / 1 ) في ترجمة الخشني ، ثم قال
: " و هي أنكر ما رأيت له ، و هذا لا يعرف إلا به " . هذا كل ما جرح به ابن عدي
هذا الحديث ، و هو و إن كان ليس بالأمر الهين ، فهو لا يطابق ما حكاه ابن
الجوزي عنه في " الموضوعات " ، فقد ساق الحديث من طريق ابن عدي ، ثم قال ( 1 /
271 ) : " قال ابن عدي : موضوع ، الخشني يروي عن الثقات ما لا أصل له ، و إنما
يعرف نحو هذا من قول الفضيل " . فلعل ابن عدي ذكر هذا في مكان أو كتاب آخر . و
الله أعلم . و قد تعقبه السيوطي بأقوال حكاها عن بعض الأئمة لا تخرج عن كون
الرجل ضعيفا لسوء حفظه ، و هذا لا ينافي الضعف الشديد الذي تبين لغيرهم ممن
حكينا أقوالهم فيه و غيرهم ، و لذلك فهو تعقب لا طائل تحته . ثم قال السيوطي :
" و قد توبع على هذا الحديث فأخرجه ابن عساكر في " تاريخه " ( 8 / 500 / 2 ) :
أنبأنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي أنبأنا الحسن بن علي أنبأنا أبو بكر محمد بن
عبيد الله بن الشخير أخبرنا أبو الفضل العباس بن يوسف الشكلي حدثنا أحمد بن
سفيان حدثنا يحيى بن بكير حدثنا الليث بن سعد عن هشام بن عروة به . و هذه
متابعة قوية " . قلت : لا شك في قوة هذه المتابعة ، لأن الليث بن سعد إمام جليل
لا يسأل عن مثله ، لكن ينبغي النظر في صحة السند إليه ، و لقد بحثت عن تراجم
رجاله و أحوالهم واحدا بعد واحد ، فلم أجد فيهم ما يمكن إعلال السند به إلا أن
يكون العباس بن يوسف هذا ، و قد ترجمه الخطيب في " تاريخه " ( 12 / 153 - 154 )
، ثم ابن عساكر ( 8 / 500 / 2 ) و ذكرا عنه رواة كثيرين ، و لم يذكرا فيه جرحا
و لا تعديلا ، اللهم إلا قول الخطيب : " و كان صالحا متنسكا " . و ما أعتقد أن
هذه العبارة تفيد توثيق الرجل في الرواية ، إذ لا تلازم بين كون الرجل صالحا
متنسكا ، و بين كونه ثقة ضابطا ، فكم في الصالحين من ضعفاء و متروكين ، كما هو
معروف لدى من له عناية بهذا العلم الشريف ، و لهذا فإن القلب لم يطمئن لصحة هذا
السند ، و لاسيما أن السيوطي نفسه قد نص في مقدمة كتابه " الجامع الكبير " ، أن
كل ما عزاه للعقيلي و ابن عدي و الخطيب و ابن عساكر ، و للحكيم الترمذي في "
نوادر الأصول " ، أو للحاكم في " تاريخه " ، أو لابن النجار في " تاريخه " ، أو
للديلمي في " مسند الفردوس " ; فهو ضعيف . و أما سائر رجال السند فثقات كلهم
، فالذين فوق العباس هذا من رجال " التهذيب " و أما ابن الشخير فترجمه الخطيب (
2 / 333 ) و قال : " كان صدوقا " . و أما الحسن بن علي فهو أبو محمد الجوهري
ترجمه الخطيب أيضا ( 7 / 393 ) و قال : " كتبنا عنه ، و كان ثقة أمينا كثير
السماع " . و أما محمد بن عبد الباقي فترجمه ابن عساكر ( 15 / 293 / 1 - 295 /
1 ) لكن ورقتان منها بياض ! و له ترجمة طيبة في " اللسان " ( 5 / 241 - 243 ) .
ثم رأيت الحديث في " ذم الكلام " للهروي ( 99 / 1 ) من طريق آخر عن ابن الشخير
به . فالعلة شيخه العباس بن يوسف الشكلي ، و الله أعلم . ثم الحديث أورده ابن
الجوزي من طرق أخرى واهية منها عن أبي نعيم في " الحلية " ( 5 / 218 ) عن أحمد
بن معاوية بن بكر : حدثنا عيسى بن يونس عن ثور بن يزيد عن خالد بن معدان عن عبد
الله بن بسر مرفوعا . و قال : " غريب من حديث خالد تفرد به عيسى عن ثور " .
قلت : لكن أحمد هذا قال ابن الجوزي : " حدث بالأباطيل " . و هو أخذه عن ابن عدي
و تمام كلامه : " و كان يسرق الحديث " . ثم رواه أبو نعيم ( 6 / 97 ) و ابن
عساكر ( 9 / 247 / 1 ) و يوسف بن عبد الهادي في " جمع الجيوش و الدساكر على ابن
عساكر " ( 9 / 1 ) من طريقين عن بقية بن الوليد عن - و في " الحلية " و ابن
عساكر : حدثنا - ثور عن خالد عن معاذ مرفوعا به . و كذلك رواه الطبراني في
" المعجم الكبير " ( 20 / 96 / 188 ) . و قال أبو نعيم : " كذا رواه بقية
، فقال : عن معاذ ، و رواه عيسى بن يونس عن ثور عن خالد عن عبد الله بن بسر
مثله " . يعني الرواية التي قبلها ، و قد عرفت سقوطها ، فلا تنهض لمعارضة هذه
الرواية و رجالها ثقات ، لولا ما يخشى من تدليس بقية ، و لكنه قد صرح بالتحديث
عند من ذكرنا ، و كذلك رواه الحسن بن سفيان في " مسنده " كما في " اللآلىء " (
ص 151 ) و عنه رواه أبو نعيم ، فإذا كان سماع بقية له من ثور محفوظا ، فالسند
قوي لو سلم من الانقطاع بين خالد و معاذ ، و قد غفل عنه في " المجمع " ( 1 /
188 ) ، فأعله بضعف بقية فقط !! و عزاه في " الجامعين " لـ ( طب ) عن عبد الله
بن بسر ، و أظنه وهما . و أما قول ابن عبد الهادي عقبه : " إسناد جيد " . فليس
بجيد بالنظر لطريقه الذي عنعن فيه بقية مع الانقطاع المشار إليه . ثم قال ابن
عبد الهادي : " و روي من طرق عديدة مرسلا عن إبراهيم بن ميسرة و محمد بن مسلم و
ابن عيينة و غيرهم " . قلت : و قد رواه اللالكائي في " شرح أصول السنة " ( 1 /
35 / 1 ) عن ابن ميسرة موقوفا عليه . و رواه ابن الأعرابي في " المعجم " ( 193
/ 2 ) عن الحسن موقوفا . لكن فيه داود بن المحبر و هو كذاب .

(4/361)


1863 - " احتجموا لخمس عشرة أو لسبع عشرة أو تسع عشرة أو إحدى و عشرين ، لا يتبيغ بكم
الدم فيقتلكم " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 343 :
ضعيف . رواه ابن جرير في " تهذيب الآثار " ( 2 / 116 ) و البزار ( 3023 -
كشف الأستار ) و الطبراني ( 3 / 108 / 2 ) و الجرجاني ( 286 ) عن يعقوب القمي
عن ليث عن مجاهد عن ابن عباس مرفوعا . قلت : و هذا إسناد ضعيف ، ليث هو ابن
أبي سليم ، و هو ضعيف لسوء حفظه و اختلاطه . و يعقوب القمي ، و هو ابن عبد الله
صدوق يهم كما في " التقريب " . و إنما يصح الحديث من رواية أنس من فعله صلى
الله عليه وسلم دون قوله : " لا يتبيغ " . و هو مخرج في " الصحيحة " ( 908 ) و
من قوله نحوه دون : ( التبيغ ) ، فانظر رقم ( 1847 ) و من حديث أبي هريرة نحوه
رقم ( 622 ) و ليس فيها كلها قوله : " لخمس عشرة " ، لكن جملة ( التبيغ ) قد
جاءت من طريق أخرى بلفظ : " إذا هاج بأحدكم الدم ... " . خرجته في " الصحيحة
" برقم ( 2747 ) . و قد رواه البزار من طريق الليث أيضا كما في " المجمع " ( 5
/ 93 ) و فاته أنه في " كبير " الطبراني فلم يعزه إليه ، و قلده السيوطي في
" الجامع " فلم يعزه إلا للبزار و أبي نعيم في " الطب " ! و له شاهد قاصر
، يرويه ابن ماجة ، و لكنه واه ، و لفظه : " من أراد الحجامة فليتحر سبعة عشر
أو تسعة عشر أو إحدى و عشرين و لا يتبيغ بأحدكم الدم فيقتله " .

(4/362)


1864 - " من أراد الحجامة فليتحر سبعة عشر أو تسعة عشر أو إحدى و عشرين و لا يتبيغ
بأحدكم الدم فيقتله " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 344 :
ضعيف جدا . قال ابن ماجة ( 2 / 351 ) : حدثنا سويد بن سعيد حدثنا عثمان بن
مطر عن زكريا بن ميسرة عن النهاس بن قهم عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى
الله عليه وسلم قال : فذكره . قلت : و هذا إسناد ضعيف جدا كل من دون أنس ضعيف
، و بعضهم أشد ضعفا من بعض . الأول : النهاس بن قهم . قال الذهبي في " الضعفاء
" : " تركه القطان ، و ضعفه النسائي " . و قال الحافظ في " التقريب " : " ضعيف
" . الثاني : زكريا بن ميسرة ، قال الحافظ : " مستور " . الثالث : عثمان بن مطر
، قال الذهبي : " ضعفوه " . و قال الحافظ : " ضعيف " . الرابع : سويد بن سعيد
. قال الذهبي : " قال أحمد : متروك الحديث . و قال ابن معين : كذاب ، و قال
النسائي : ليس بثقة . و قال البخاري : كان قد عمي فلقن ما ليس من حديثه . و قال
أبو حاتم : صدوق كثير التدليس . و قال الدارقطني : ثقة ، غير أنه كبر ، فربما
قرىء عليه حديث فيه النكارة فيجيزه " . و قال الحافظ : " صدوق في نفسه ، إلا
أنه عمي فصار يتلقن ما ليس من حديثه ، و أفحش فيه ابن معين القول " . و من هذا
البيان تعلم أن اقتصار البوصيري في " الزوائد " على إعلال الحديث بالنهاس فقط ،
قصور شديد . و قوله : " رواه الشيخان و أبو داود و الترمذي من حديث أنس أيضا
، كما رواه ابن ماجة خلا قوله : " يتبيغ بأحدكم " إلى آخره . و رواه البزار في
" مسنده " من حديث ابن عباس ، كما رواه ابن ماجة . و رواه الحاكم في " المستدرك
" من طريق معاذ عن أنس ، و قال : صحيح على شرط الشيخين " . فيه أمور : أولا
: أنه لم يخرجه الشيخان عن أنس أصلا . ثانيا : أنه عن أنس من فعله صلى الله
عليه وسلم كما سبق التنبيه عليه في الحديث الذي قبله . ثالثا : أني لم أره في
" المستدرك " إلا من فعله صلى الله عليه وسلم ، و هو الذي ذكرت فيما قبله أنه
مخرج في " الصحيحة " ( 908 ) . و الله أعلم . قلت : لكن الحديث الذي قبله
بمعناه ، فينجو به من الضعف الشديد الذي دل عليه إسناده ، لكن قوله : " لخمس
عشرة " منكر ، لتفرد الضعيف به كما تقدم ، و الله أعلم .

(4/363)


1865 - " سيد بنى دارا ، و اتخذ مأدبة ، و بعث داعيا ، فالسيد الجبار ، و المأدبة
القرآن ، و الدار الجنة ، و الداعي أنا ، فأنا اسمي في القرآن محمد ، و في
الإنجيل أحمد ، و في التوراة أحيد ، و إنما سميت أحيد لأني أحيد عن أمتي نار
جهنم ، و أحبوا العرب بكل قلوبكم " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 346 :
موضوع . رواه ابن عدي ( 16 / 2 ) عن إسحاق بن بشر الخراساني حدثنا ابن جريج
عن عطاء عن ابن عباس مرفوعا ، و قال : " إسحاق روى عن ابن جريج و الثوري و
غيرهما ما لا يرويه غيره ، و أحاديثه غير محفوظة كلها ، و هي منكرة ، إما
إسنادا أو متنا لا يتابعه أحد عليه " . و قال الذهبي : " تركوه ، و كذبه علي بن
المديني و الدارقطني ، و قال ابن حبان : لا يحل حديثه إلا على جهة التعجب . قلت
: يروي العظائم عن ابن إسحاق و ابن جريج و الثوري " . قلت : و الجملة الأخيرة
منه جاءت في الحديث المتقدم برقم ( 1838 ) .

(4/364)


1866 - " من لا حياء له فلا غيبة له " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 346 :
ضعيف جدا . رواه ابن عساكر ( 15 / 306 / 1 ) من طريق أبي بكر الخرائطي :
حدثنا محمد بن عبد الرحمن السراج الرقي : حدثنا سليمان بن عبد الرحمن بن شرحبيل
حدثنا الحكم بن يعلى بن عطاء المحاربي حدثنا عبد الله بن وهب عن ابن جريج عن
عطاء < عن > ابن عباس مرفوعا . قلت : و هذا سند ضعيف جدا ، ابن جريج مدلس و
قد عنعنه . و الحكم بن يعلى ، قال أبو حاتم : " متروك الحديث منكر الحديث " .
و قال أبو زرعة : " ضعيف الحديث منكر الحديث " . كما في " الجرح و التعديل " (
1 / 2 / 130 - 131 ) . و قال البخاري في " التاريخ الكبير " : " قال لي سليمان
بن عبد الرحمن ( يعني الراوي لهذا الحديث عنه ) : عنده عجائب ، منكر الحديث
، ذاهب ، تركت أنا حديثه " . كذا في " اللسان " . و الحديث أورده السيوطي في
" الجامع " من رواية الخرائطي في " مساوىء الأخلاق " و ابن عساكر عن ابن عباس .
و بيض له المناوي !

(4/365)


1867 - " كان يحتجم على هامته و بين كتفيه ، و يقول : من أهراق من هذه الدماء فلا يضره
أن لا يتداوى بشيء لشيء " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 347 :
ضعيف . أخرجه أبو داود ( 2 / 151 ) و ابن ماجة ( 2 / 351 ) عن الوليد بن
مسلم : حدثنا ابن ثوبان عن أبيه عن أبي كبشة الأنماري مرفوعا . و هذا إسناد
حسن لولا ما فيه من الانقطاع ، فإن ابن ثوبان هو عبد الرحمن بن ثابت ابن ثوبان
العنسي الدمشقي . لم يذكروا لأبيه سماعا من أحد من الصحابة و قد ذكره ابن حبان
في أتباع التابعين من " الثقات " ( 6 / 125 ) و كذا قال في " التقريب " : " إنه
ثقة من السادسة " . يعني من الطبقة التي لم يثبت لهم لقاء أحد من الصحابة . كما
صرح بذلك في المقدمة . و كأن المناوي لم يتنبه لهذه العلة ، فحسن إسناده في
" التيسير " ، و قد كنت أوردته في " صحيح الجامع " ، فلا أدري أكان ذلك عن وهم
، أم لشاهد لا يحضرني الآن ، غير جملة : ( بين كتفيه ) ، فلها شاهد مخرج في
" الصحيحة " ( 908 ) .

(4/366)


1868 - " حبك الشيء يعمي و يصم " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 348 :
ضعيف . أخرجه البخاري في " التاريخ الكبير " ( 2 / 1 / 157 ) و أبو داود (
5130 ) و أحمد ( 5 / 194 و 6 / 650 ) و عبد بن حميد في " المنتخب من المسند " (
ق 28 / 1 ) و الدولابي في " الكنى " ( 1 / 101 ) و ابن عدي في " الكامل " ( ق
37 / 2 ) و القضاعي في " مسند الشهاب " ( 12 / 1 ) و أبو بكر الكلاباذي في "
مفتاح المعاني " ( ق 193 / 1 ) و ابن عساكر في " تاريخ دمشق " ( 5 / 178 / 2 و
3 / 249 / 2 ) و ابن الجوزي في " ذم الهوى " ( ص 20 ) من طريق الخرائطي عن أبي
بكر بن أبي مريم عن خالد بن محمد عن بلال بن أبي الدرداء عن أبي الدرداء عن
النبي صلى الله عليه وسلم .. فذكره . قلت : و هذا إسناد ضعيف ، من أجل أبي بكر
هذا ، فإنه كان اختلط مع سوء حفظ ، و قد اختلفوا عليه في إسناده ، فرواه جماعة
عنه هكذا مرفوعا ، و رواه بعضهم عنه موقوفا . فقال أحمد عقب الحديث : " و
حدثناه أبو اليمان لم يرفعه " . و قال البخاري عقبه أيضا : " و قال الوليد : عن
أبي بكر عن بلال عن أبي الدرداء عن النبي صلى الله عليه وسلم " . فأسقط من
السند خالد بن محمد ، و هو الثقفي . و أبو بكر مع ضعفه المذكور ، قد خولف في
رفعه . فرواه حريز بن عثمان عن بلال بن أبي الدرداء عن أبي الدرداء قال : فذكره
موقوفا عليه . و تابعه أم الدرداء عن أبي الدرداء به . أخرجه البخاري في
" التاريخ " ، فقال : " و قال سعيد بن أبي أيوب عن حميد بن مسلم سمع أم الدرداء
" . و قد وصله البخاري ، و عنه ابن عساكر في ترجمة حميد هذا ( 5 / 178 / 2 ) و
لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا ، و كذلك صنع ابن أبي حاتم في كتابه ( 1 / 2 /
229 ) . و في سند الموقوف قبله بكر بن فرقد أبو أمية التميمي ، و لم أجد من
ترجمه . و على كل حال فالموقوف أقوى من المرفوع ، و لهذا قال السيوطي في "
الدرر " كأصله : " الوقف أشبه " . كما نقله المناوي في " الفيض " . نعم قد رواه
عبد الله بن هانىء مرفوعا ، فقال : أخبرنا أبي أخبرنا إبراهيم بن أبي عبلة عن
بلال بن أبي الدرداء به مرفوع . أخرجه ابن عساكر ( 17 / 209 / 2 ) . لكن ابن
هانىء هذا قال الذهبي : " اتهم بالكذب " . و عزاه في " الجامع الكبير " ( 2 /
13 ) لابن عساكر عن أبي حنيفة عن عبد الله بن أنيس ، و الخرائطي في " اعتلال
القلوب " عن أبي برزة الأسلمي .

(4/367)


1869 - " أحد جبل يحبنا و نحبه ، فإذا أحببتموه فكلوا من شجره ، و لو من عضاهه " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 349 :
ضعيف . رواه ابن شبة في " تاريخ المدينة " ( 1 / 84 ) عن سفيان بن حمزة ، و
الطبراني في " الأوسط " ( 1 / 103 / 2 - مصورة الجامعة ) عن عبد العزيز بن محمد
الدراوردي عن كثير بن زيد عن عبد الله بن تمام مولى أم حبيبة عن زينب بنت نبيط
عن أنس بن مالك مرفوعا ، و قال : " لم يرو عن زينب إلا بهذا الإسناد تفرد
به الدراوردي " . قلت : و هو ثقة ، لكن قد تابعه ابن حمزة كما ترى ، فالعلة من
ابن تمام هذا فقد أورده ابن أبي حاتم ( 2 / 2 / 19 ) بهذه الرواية و لم يذكر
فيه جرحا ، و أما الهيثمي فأعله بغيره فقال ( 4 / 14 ) : " رواه الطبراني في "
الأوسط " و فيه كثير بن زيد ، وثقه أحمد و غيره ، و فيه كلام " . و أقره
المناوي ! و إنما العلة من شيخ كثير كما ذكرنا . ثم رواه ابن شبة عن عبد العزيز
عن ابن سمعان عن عبد الله بن محمد بن عبيد عن زينب بنت نبيط به . و هذا إسناد
واه بمرة ، عبد العزيز و هو ابن عمران المدني متروك ، و مثله بل و أسوأ منه ابن
سمعان ، و اسمه عبد الله بن زياد اتهمه بالكذب أبو داود و غيره . و شيخه ابن
عبيد لم أعرفه . و قد تقدمت أحاديث أخرى في ( أحد ) و هذه أرقامها : ( 1618 و
1819 ) و راجع التنبيه المذكور في آخر الكلام على الحديث الأول .

(4/368)


1870 - " أحذركم من سبع فتن تكون بعدي : فتنة تقبل من المدينة و فتنة في مكة و فتنة
تقبل من اليمن و فتنة تقبل من الشام و فتنة تقبل من المشرق و فتنة تقبل من
المغرب و فتنة من بطن الشام ، و هي السفياني " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 350 :
ضعيف جدا . أخرجه الحاكم ( 4 / 468 ) من طريق نعيم بن حماد : حدثنا يحيى بن
سعيد حدثنا الوليد بن عياش أخو أبي بكر بن عياش عن إبراهيم عن علقمة قال : قال
ابن مسعود رضي الله عنه : قال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره .
قال : " فقال ابن مسعود : منكم من يدرك أولها ، و من هذه الأمة من يدرك آخرها .
قال الوليد بن عياش : فكانت فتنة المدينة من قبل طلحة الزبير ، و فتنة مكة فتنة
عبد الله بن الزبير ، و فتنة الشام من قبل بني أمية ، و فتنة المشرق من قبل
هؤلاء " . و قال الحاكم : " صحيح الإسناد " . و رده الذهبي بقوله : " قلت : هذا
من أوابد نعيم " . أي : من غرائبه و عجائبه . قلت : هو متهم بالكذب ، فالحديث
ضعيف جدا كما يشعر بذلك قول الذهبي هذا .

(4/369)


1871 - " احذروا البغي فإنه ليس من عقوبة هي أحضر من عقوبة البغي " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 350 :
ضعيف جدا . رواه ابن أبي الدنيا في " ذم البغي " ( 31 / 1 - 2 ) عن أبي
إسحاق عن الحارث عن علي مرفوعا . قلت : و هذا إسناد ضعيف جدا ، الحارث هو
الأعور ، و هو ضعيف جدا ، كما تقدم مرارا . و الحديث عزاه السيوطي لابن عدي و
ابن النجار عن علي ، و بيض له المناوي فلم يتكلم على إسناده بشيء .

(4/370)


1872 - " احذروا كل مسكر ، فإن كل مسكر حرام " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 351 :
ضعيف . رواه ابن عساكر ( 8 / 42 / 1 ) عن شعيب بن رزيق عن عطاء الخراساني
عن إبراهيم النخعي عن عبد الله بن بريدة الأسلمي عن أبيه مرفوعا . قلت : و
هذا إسناد ضعيف : عطاء هو ابن أبي مسلم أبو عثمان الخراساني قال الحافظ :
" صدوق يهم كثيرا ، و يرسل و يدلس " . قلت : و قد عنعنه . و شعيب بن رزيق هو
الشامي أبو شيبة المقدسي ، قال الحافظ : " صدوق يخطىء " . و الحديث عزاه في "
الجامع الكبير " ( 93 / 675 ) للطبراني في " الأوسط " أيضا ، و كذا في " الفتح
الكبير " و لم أره فيه بعد البحث عنه مع العلم أن في النسخة خرما لكن لم يورده
الهيثمي في " مجمع الزوائد " و الله أعلم . ( تنبيه ) : وقع في مخطوطة ( ابن
عساكر ) : ( منكر ) في الموضعين ، و عليهما حرف التضبيب ( صـ ) إشارة من الناسخ
إلى أنه وجدها كذلك في أصله . و الشطر الثاني من الحديث صحيح من طرق مخرجة في
" الإرواء " ( 2373 ) و غيره .

(4/371)


1873 - " أحسنوا إذا وليتم و اعفوا عما ملكتم " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 351 :
موضوع . رواه القضاعي ( 60 / 1 ) و الديلمي ( 1 / 1 / 25 ) عن إسماعيل بن
يحيى قال : أخبرنا مسعر عن عطية عن أبي سعيد مرفوعا . قلت : و هذا إسناد
موضوع آفته إسماعيل بن يحيى ، و هو كذاب وضاع ، و عطية و هو العوفي ضعيف مدلس .
و الحديث عزاه السيوطي للخرائطي في " مكارم الأخلاق " عن أبي سعيد ، و قال
المناوي : " و كذا رواه الديلمي و غيره ، و فيه ضعف " . كذا قال ، و لست أدري
إذا كان عند الخرائطي من غير طريق إسماعيل هذا ، أو هو لم يتنبه له .

(4/372)


1874 - " من أصبح و همه التقوى ثم أصاب فيما بين ذلك ذنبا ، غفر الله له " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 352 :
موضوع . رواه ابن عساكر ( 15 / 320 / 1 ) عن أبي الحسام محمد بن عبد الواحد
ابن محمد الكسائي الطبري : حدثنا أبو عبد الله الحسين بن أحمد الأسدي الطبري :
أنبأنا أبو نعيم عبد الملك بن محمد بن عدي الإستراباذي : حدثنا أبو الحسن أحمد
بن الحسن بن أبان المصري الأيلي حدثنا محمد بن عبد الله الأنصاري حدثنا أبو
عامر بن يسار - بعبادان - : حدثنا يحيى بن أبي كثير عن عكرمة عن ابن عباس
مرفوعا . أورده في ترجمة أبي الحسام هذا و ساق له هذا الحديث و لم يذكر فيه
جرحا و لا تعديلا . و آفة الحديث أحمد بن الحسن هذا ، قال ابن حبان : " كذاب
دجال يضع الحديث على الثقات " . و قال الدارقطني : " حدثونا عنه و هو كذاب " .
و الحديث أورده السيوطي في " الجامع " من رواية ابن عساكر هذه و بيض له المناوي
في " الفيض " ! و أما في " التيسير " فقال : " ضعيف " ! قلت : و من الظاهر أنه
لم يقف على علته الموجبة الحكم عليه بالوضع كما رأيت ، و إنما جرى في تضعيفه
على الجادة المعروفة فيما رواه ابن عساكر وحده !

(4/373)


1875 - " من أصبح لا ينوي ظلم أحد غفر الله له ما جنى " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 353 :
ضعيف جدا . رواه أبو حفص الكتاني في " جزء من حديثه " ( 142 / 2 ) : حدثنا
أبو نصر حبشون بن موسى الخلال حدثنا عبد الله بن أيوب حدثنا داود بن المحبر
حدثنا هياج بن بسطام عن إسحاق بن مرة عن أنس بن مالك مرفوعا . و رواه ابن
الأعرابي في " معجمه " ( 191 / 2 ) : أخبرنا عبد الله بن أيوب به . و من طريق
ابن الأعرابي رواه القضاعي ( 36 / 1 ) و رواه الخطيب في " تاريخه " ( 3 / 325 )
من طريق محمد بن مصعب عن الهياج بن بسطام به . و هذا سند ضعيف جدا ، إسحاق بن
مرة ، قال أبو الفتح الأزدي : " متروك الحديث " . و هياج بن بسطام متروك الحديث
أيضا كما قال أحمد و غيره . لكنه قد توبع فأخرجه الأزدي من طريق عيينة بن عبد
الرحمن عن إسحاق بن مرة به . لكن قال الحافظ في " اللسان " : " و عيينة ضعيف
جدا " .

(4/374)


1876 - " من أصبح لا يهم بظلم أحد غفر له ما اجترم " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 353 :
ضعيف جدا . رواه ابن عساكر ( 15 / 240 / 1 ) عن بقية بن الوليد عن عمار بن
عبد الملك عن أبي بسطام عن أنس بن مالك مرفوعا . قلت : و هذا سند ضعيف جدا
، عمار هذا قال الذهبي : " أتى بعجائب ، قال الأزدي : متروك الحديث " . و ساق
له الأزدي هذا الحديث . و بقية مدلس و قد عنعنه . و الحديث أورده السيوطي في
" الجامع " من رواية ابن عساكر عن أنس و رمز له في بعض النسخ بالضعف ، و أما
المناوي فقال في " الفيض " : " إنه رمز لحسنه " . و هذا لا وجه له ألبتة . و
أما في " التيسير " فجرى على الجادة فقال : " و إسناده ضعيف " ! ثم ذكر أن ابن
عساكر رواه في " تاريخه " من طريق عيينة بن عبد الرحمن عن إسحاق بن مرة عن أنس
. قلت : و هذه طريق أخرى غير ما قبلها ، و قد أخرجها الأزدي كما ذكرته فيما
تقدم آنفا ، فلا أدري إذا كان ابن عساكر رواه من هذا الوجه أيضا أم هو سهو من
المناوي ؟ .

(4/375)


1877 - " ما صيد من صيد ، و لا قطع من شجر إلا بتضييعه التسبيح " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 354 :
موضوع . رواه أبو نعيم ( 7 / 240 ) من طريق محمد بن عبد الرحمن القشيري :
حدثنا مسعر عن سعيد بن أبي سعيد عن أبيه عن أبي هريرة مرفوعا . و قال : "
غريب تفرد به القشيري " . قلت : و هو كذاب كما قال الذهبي و غيره ، و مع ذلك
أورد السيوطي هذا الحديث في " الجامع الصغير " ! و تعقبه المناوي بقول الذهبي
المذكور ، ثم قال : " و به يعرف أن رمز المصنف لحسنه غير صواب " . قلت : و قد
وجدت له شاهدا من حديث أبي بكر الصديق ، أخرجه ابن عساكر ( 6 / 149 / 2 ) عن
أبي علي الحسين بن جبر بن حيوة بن يعيش بن الموفق بن أبي النعمان الطائي الحمصي
- بحمص - : حدثنا أبو القاسم عبد الرحمن بن يحيى بن أبي النقاش أخبرنا عبد الله
بن عبد الجبار الخبائري : أنبأنا الحكم بن عبد الله بن خطاف حدثنا الزهري عن
أبي واقد بن حبيب قال : بينا أنا عند أبي بكر إذ أتي بغراب ، فلما رآه بجناحين
، حمد الله ثم قال : فذكره مرفوعا . ثم قال : " هذا حديث منكر ، و الحكم بن عبد
الله بن خطاف ضعيف ، و الخبائري ضعيف ، و الرجلان اللذان قبلهما حمصيان مجهولان
" . قلت : الخبائري عبد الله بن عبد الجبار ، لم أجد من سبق ابن عساكر إلى
تضعيفه ، بل قال أبو حاتم : " ليس به بأس ، صدوق " . و قال ابن وضاح : " لقيته
بحمص ، و هو ثقة مأمون " . و ذكره ابن حبان في " الثقات " كما في " التهذيب " .
و الحكم بن عبد الله بن خطاف حاله شر مما قال ابن عساكر ، فقد قال فيه أبو حاتم
: " كذاب متروك الحديث ، الذي رواه باطل " . و قال الدارقطني : " كان يضع
الحديث " . و قد ذكره السيوطي في " الفتاوى " ( 2 / 126 ) مع أحاديث أخرى في
معناه سكت عنها كلها ! و ما يصح منها شيء .

(4/376)


1878 - " حق كبير الإخوة على صغيرهم ، كحق الوالد على ولده " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 355 :
ضعيف . رواه أبو نعيم في " أخبار أصبهان " ( 1 / 122 ) عن أحمد بن محمد بن
إبراهيم : حدثنا محمد بن مشكان حدثنا عبد الرحمن بن أيوب حدثنا الوليد بن مسلم
عن الأوزاعي عن عطاء عن أبي هريرة مرفوعا . أورده في ترجمة أحمد هذا ، و
يكنى أبا عمرو الأبرش ، و قال : " توفي في جمادى الآخرة سنة ثلاث و ثلاثين و
ثلاثمائة ، كان أديبا فاضلا حسن المعرفة بالحديث " . قلت : و محمد بن مشكان لم
أعرفه . و عبد الرحمن بن أيوب ، لعله السكوني الذي يروي عن العطاف بن خالد ،
قال الذهبي في " الضعفاء " : " ضعيف " . و قد خالفه داود بن رشيد الثقة ، فقال
: حدثنا الوليد بن مسلم عن محمد بن السائب البكري قال : سمعت سعيد بن عمرو بن
سعيد بن العاص عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : فذكره . قلت : و هذا مرسل
، و محمد بن السائب البكري لم أعرفه ، لكني أخشى أن يكون ( البكري ) محرفا من (
الكلبي ) ، فإن محمد بن السائب الكلبي من هذه الطبقة ، فإن يكن هو ، فهو كذاب .
ثم رجعت إلى " مراسيل أبي داود " المخطوطة ( ق 25 / 1 ) ، فرأيت الحديث قد سقط
طرف إسناده الأول ، و بقي منه قوله : " حدثنا محمد بن السائب البكري عن أبيه عن
سعيد بن عمرو .. " . فزاد في السند : " عن أبيه " . فانكشفت لي علته ، و تحقق
ما خشيته من التحريف ، و تبين أن ( البكري ) مصحف من ( النكري ) ، فقد قال
الذهبي في " الميزان " : " السائب النكري والد محمد ، لا يعرف " . و أقره
الحافظ في " التهذيب " ، و صرح في " التقريب " بأنه : " مجهول " . و أشار فيهما
إلى أنه من رجال أبي داود في " المراسيل " . ثم رجعت إلى ترجمة محمد بن السائب
النكري في " الميزان " ، فإذا به يقول : " شويخ للوليد بن مسلم ، قال الأزدي
: يتكلمون فيه ، و قال الخطيب : هو الكلبي ، و قد غلط من جعلهما اثنين " .
قلت : كأنه يشير إلى ابن حبان ، فإنه أورد هذا في " الثقات " ( 7 / 435 ) و
أورد الكلبي في " الضعفاء " ، انظر ما علقته عليه في كتابي الجديد " تيسير
الانتفاع " . و الحديث قال العراقي في " تخريج الإحياء " ( 2 / 195 ) : " رواه
أبو الشيخ في " كتاب الثواب " من حديث أبي هريرة ، و رواه أبو داود في
" المراسيل " من رواية سعيد بن عمرو بن العاص مرسلا ، و وصله صاحب " مسند
الفردوس " فقال : عن سعيد بن عمرو بن سعيد بن العاص عن أبيه عن جده سعيد بن
العاص ، و إسناده ضعيف " . قلت : و وصله البيهقي أيضا في " شعب الإيمان " كما
في " المشكاة " ( 4946 ) . ثم رأيت الحديث في " مسند الفردوس " ( 2 / 87 - 88 )
، فإذا هو من طريق البكري المذكور ، و الظاهر أن البيهقي رواه من طريقه .

(4/377)


1879 - " احرموا أنفسكم طيب الطعام ، فإنما قوي الشيطان أن يجري في العروق بها " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 357 :
موضوع . رواه أبو الحسن القزويني في " الأمالي " ( مجموع 22 / 7 / 1 ) عن
أزهر بن جميل مولى بني هاشم ، قال : حدثنا بزيع أبو الخليل الخفاف عن هشام بن
عروة عن أبيه عن عائشة مرفوعا . و كذا رواه ابن الزيات في " حديثه " ( 1 /
2 ) . قلت : و كتب بعض الحفاظ على هامش نسخة " الأمالي " : " هذا حديث ضعيف واه
" . و أورده ابن الجوزي في " الموضوعات " و قال : المتهم به بزيع أبو الخليل ،
و وافقه السيوطي في " اللآلىء " ( 320 / 2 ) ، ثم ابن عراق في " تنزيه الشريعة
" ( 320 / 2 ) و لم يورده السيوطي في " جامعيه " ، فأحسن ، لأنه ظاهر البطلان
لمخالفته القرآن .

(4/378)


1880 - " أحسنوا إلى الماعزة ، و امسحوا عنها الرغام ، فإنها دابة من دواب الجنة " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 358 :
ضعيف . رواه ابن السماك في " الفوائد " ( 9 / 211 / 2 ) عن سعيد بن محمد
الزهري : حدثنا الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة مرفوعا . قلت : و
سعيد هذا ترجمه ابن أبي حاتم ( 2 / 1 / 58 ) و قال عن أبيه : " ليس بمشهور ، و
حديثه مستقيم ، إنما روى حديثا واحدا " . و الشطر الثاني له طرق أخرى هو بها
قوي ، لذلك أوردته في المجلد الثالث من " الصحيحة " ( 1128 ) .

(4/379)


1881 - " أحسنوا الأصوات في القرآن " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 358 :
ضعيف جدا . أخرجه الطبراني في " المعجم الكبير " ( 3 / 170 / 2 ) عن نعيم
بن حماد أخبرنا عبدة بن سليمان عن سعيد أبي سعد البقال عن الضحاك عن ابن عباس
قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : فذكره . قلت : و هذا إسناد ضعيف جدا
، الضحاك و هو ابن مزاحم لم يسمع من ابن عباس . و سعيد و هو ابن مرزبان العبسي
، ضعيف مدلس . و نعيم بن حماد ضعيف متهم . و يغني عن هذا الحديث قوله صلى الله
عليه وسلم : " زينوا القرآن بأصواتكم " . انظر " صحيح الجامع " ( رقم 3574 -
3575 ) .

(4/380)


1882 - " أحسن الناس قراءة من إذا قرأ القرآن يتحزن به " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 359 :
ضعيف . رواه الطبراني ( 3 / 101 / 1 ) عن ابن لهيعة عن عمرو بن دينار عن
طاووس عن ابن عباس مرفوعا . قلت : و هذا إسناد ضعيف ، فإن ابن لهيعة سيء
الحفظ .

(4/381)


1883 - " من أعيته المكاسب فعليه بتجارة الأنبياء - يعني الغنم - إنها إذا أقبلت ( كذا
الأصل ) ، و إذا أدبرت أقبلت " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 359 :
موضوع . رواه ابن عساكر ( 17 / 156 / 1 - 2 ) عن إسحاق بن بشر : أنبأنا
مقاتل عن الضحاك عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
: فذكره . قلت : و هذا إسناد موضوع ، مقاتل - و هو ابن سليمان البلخي المفسر -
و إسحاق بن بشر كلاهما كذاب ، فأحدهما آفته . و الضحاك - و هو ابن مزاحم - لم
يسمع من ابن عباس .

(4/382)


1884 - " من أعيته المكاسب فعليه بمصر ، و عليه بالجانب الغربي منها " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 359 :
ضعيف . رواه ابن عساكر ( 17 / 112 / 1 ) عن سليم بن منصور : أخبرنا أبي
أخبرنا ابن لهيعة عن أبي قبيل عن عبد الله بن عمرو قال : قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم . قلت : و هذا إسناد ضعيف مسلسل بالضعفاء : الأول : ابن لهيعة
سيء الحفظ . الثاني : منصور و هو ابن عمار الواعظ ، قال الذهبي في آخر ترجمته
من " الميزان " بعد أن ذكر كثيرا من النقول الجارحة : " و ساق له ابن عدي
أحاديث تدل على أنه واه في الحديث " . الثالث : سليم بن منصور ، أورده الذهبي
في " الضعفاء " ، و قال : " تكلم فيه بعض البغداديين " . و الحديث بيض له
المناوي ، فلم يتكلم على إسناده بشيء ! و أما في " التيسير " ، فجرى على الجادة
، فقال : " و إسناده ضعيف " .

(4/383)


1885 - " الجنة مائة درجة ، ما بين كل درجتين خمسمائة عام " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 360 :
منكر بلفظ : " خمسمائة " . رواه الطبراني في " المعجم الأوسط " ( 5695 -
بترقيمي ) و أبو نعيم في " أخبار أصبهان " ( 2 / 305 ) من طريق يحيى الحماني
: حدثنا شريك عن محمد بن جحادة عن عطاء عن أبي هريرة مرفوعا . قلت : و هذا
سند ضعيف ، شريك و هو ابن عبد الله القاضي ضعيف لسوء حفظه . و مثله يحيى ، و هو
ابن عبد الحميد الحماني . و قد خولف في متنه ، فقال أحمد ( 2 / 292 ) : حدثنا
يزيد أنبأنا شريك بن عبد الله به ، إلا أنه قال : " مائة عام " . و كذلك أخرجه
الترمذي ( 3 / 325 ) من طريق أخرى عن يزيد به ، و قال : " حديث حسن " . زاد في
نسخة : " صحيح " . و هو بعيد جدا عن حال شريك في الحفظ ، لكن قد جاء ما يشهد له
كما يأتي . و الحديث قال الهيثمي في " المجمع " ( 10 / 419 ) : " رواه الطبراني
في " الأوسط " و فيه يحيى بن عبد الحميد الحماني و هو ضعيف " و كذلك عزاه
السيوطي للطبراني فقط ، فتعقبه المناوي بقوله : " هذا من المصنف كالصريح في أن
هذا الحديث لم يتعرض الشيخان و لا أحدهما لتخريجه ، و إلا لما عدل عنه ، و أعظم
به من غفلة ، فقد خرجه سلطان المحدثين البخاري و كذا أحمد و الترمذي باللفظ
المزبور . و زادوا : و الفردوس أعلاها درجة ، و منها تفجرت أنها الجنة الأربعة
، و فوق ذلك يكون العرش " . و أقول : هذا وهم من المناوي رحمه الله تعالى ، فلم
يروه البخاري و الترمذي باللفظ المزبور أصلا ، و إنما بلفظ : " ما بين الدرجتين
كما بين السماء و الأرض " ، و هذا شيء ، و ما في الحديث : " ... خمسمائة عام
" شيء آخر ، و لاسيما أن في الرواية الأخرى : " مائة عام " ، و هي أرجح كما
سبقت الإشارة إليه ، و قد شرحت القول فيها في " الأحاديث الصحيحة " ، فراجع رقم
( 921 - 922 ) . و من غفلة المناوي التي اتهم بها السيوطي - و إن كان هذا لم
ينج منها ، و لا يمكن أن ينجو منها أحد إلا من عصم الله - أن السيوطي أورد
الحديث بلفظ البخاري معزوا لابن مردويه فقط ! فتعقبه المناوي بقوله : " و ظاهر
صنيع المصنف أنه لم يره لأحد من المشاهير الذين وضع لهم الرموز ، و إلا لما
أبعد النجعة ، و هو عجب ، فقد خرجه الحاكم باللفظ المزبور و قال : على شرطهما
" . فذهل المناوي عن كون الحديث عند البخاري باللفظ المذكور ، و أن الحاكم وهم
في استدراكه له على البخاري .

(4/384)


1886 - " إن في الجنة مائة درجة ، لو أن العالمين اجتمعوا في إحداهن لوسعتهم " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 361 :
ضعيف . أخرجه الترمذي ( 3 / 326 ) و أحمد ( 3 / 29 ) و ابن عساكر ( 6 / 29
/ 1 ) من طريق ابن لهيعة عن دراج عن أبي الهيثم عن أبي سعيد عن النبي صلى
الله عليه وسلم قال : فذكره . و قال الترمذي مضعفا : " حديث غريب " . قلت : و
ذلك لأن ابن لهيعة و دراجا ضعيفان ، و نقل المناوي عنه في " شرحيه " أنه قال
: " حسن صحيح " ! و أقره ، و هو خطأ مزدوج ، فإنه مع منافاته لحال إسناده
، مخالف لكل نسخ الترمذي التي وقفنا عليها ، و منها نسخة " تحفة الأحوذي " التي
منها نقلت استغرابه ، و هو كذلك في " المشكاة " ( 5633 ) و اغتر بهذا الخطأ
الغماري ، فأورد الحديث في " كنزه " ( 992 ) ! و عزاه في " المرقاة " ( 5 / 294
) لابن حبان من وجه آخر ، و صححه ! و هذا خطأ آخر !

(4/385)


1887 - " لأن يؤدب الرجل ولده ، أو أحدكم ولده خير له من أن يتصدق كل يوم بنصف صاع " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 362 :
ضعيف جدا . أخرجه الترمذي ( 2 / 131 - تحفة ) و الحاكم ( 4 / 462 ) و أحمد
( 5 / 96 و 102 ) و عنه الطبراني في " المنتقى من حديثه " ( 4 / 6 / 2 ) و
السهمي في " تاريخ جرجان " ( 352 - 353 ) من طرق عن ناصح أبي عبد الله عن سماك
بن حرب عن جابر بن سمرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : فذكره . و قال
الترمذي : " حديث غريب ، و ناصح بن علاء الكوفي ، ليس عند أهل الحديث بالقوي
، و لا يعرف هذا الحديث إلا من هذا الوجه " . و قال عبد الله بن أحمد عقب
الحديث : " لم يخرجه أبي في " مسنده " من أجل ناصح ، لأنه ضعيف الحديث ، و
أملاه علي في ( النوادر ) " . و قال في المكان الآخر : " ما حدثني أبي عن ناصح
غير هذا الحديث " . قلت : و سكت عنه الحاكم ، و تعقبه الذهبي بقوله : " قلت
: ناصح هالك " . و قال في " الضعفاء " : " قال ابن معين و غيره : ليس بثقة
" . و قال الحافظ في " التقريب " : " ضعيف " . و أورده ابن أبي حاتم في " العلل
" ( 2 / 240 - 241 ) و قال عن أبيه : " هذا حديث منكر ، و ناصح ضعيف الحديث
" .

(4/386)


1888 - " من اغتيب عنده أخوه المسلم ، و هو يستطيع نصره فنصره ، نصره الله في الدنيا و
الآخرة ، فإن استطاع نصره ، فلم ينصره ، أدركه الله به في الدنيا و الآخر " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 363 :
ضعيف جدا . أخرجه ابن وهب في " الجامع " ( ص 68 ) : حدثني الحارث بن نبهان
عن أبان عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : فذكره . قلت : و هذا
إسناد ضعيف جدا ، أبان و هو ابن أبي عياش متروك ، و كذلك الحارث بن نبهان .
لكن هذا قد توبع ، فأخرجه ابن أبي الدنيا في " الصمت " ( 2 / 5 / 1 ) و ابن عدي
في " الكامل " ( ق 25 / 1 و 2 ) و البغوي في " شرح السنة " ( 3 / 441 - نسخة
المكتب ) ، من طرق أخرى عن أبان به . و أدخل ابن أبي الدنيا بين أبان و أنس
العلاء بن أنس ، و هو رواية لابن عدي ، و قال في أبان : " هو بين الأمر في
الضعف ، و أرجو أنه ممن لا يتعمد الكذب ، إلا أنه يشتبه عليه و يغلط ، و هو إلى
الضعف أقرب منه إلى الصدق " .

(4/387)


1889 - " إن أحدكم مرآة أخيه ، فإن رأى به أذى فليمطه عنه " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 363 :
ضعيف جدا . رواه عبد الله بن المبارك في " الزهد " ( 730 ) و عنه الترمذي (
1 / 351 - بولاق ) و ابن أبي شيبة ( 8 / 584 ) و السمناني في " الفوائد
المنتقاة " ( 2 / 1 ) و أبو الحسن الحربي في " الفوائد المنتقاة " ( 4 / 2 / 2
) و ابن عساكر ( 14 / 248 / 1 و 18 / 82 / 2 ) عن يحيى بن عبيد الله قال : سمعت
أبي قال : سمعت أبا هريرة يقول مرفوعا . و قال الترمذي : " و يحيى بن عبيد
الله ضعفه شعبة ، و في الباب عن أنس " . قلت : يحيى هذا متروك ، و أفحش الحاكم
فرماه بالوضع ، كما في " التقريب " . و من طريقه أخرجه ابن منيع بلفظ : "
المسلم مرآة المسلم ، فإذا رأى به شيئا فليأخذه " . كما في " فيض القدير " .
و قد أخرجه ابن وهب في " الجامع " ( ص 30 ) و عنه البخاري في " المفرد " ( 238
) من طريق أخرى عن أبي هريرة موقوفا عليه بلفظ : " المؤمن مرآة المؤمن ، إذا
رأى فيه عيبا أصلحه " . و رجاله ثقات غير سليمان بن راشد ، و هو مستور كما قال
الحافظ ، فهو أصح من المرفوع . ( تنبيه ) : من الأخطاء الفاحشة التي وقعت
لبعضهم في هذا الحديث ، قول المعلق على " سنن الترمذي " ( 6 / 175 - طبعة حمص )
: " أخرجه البخاري و مسلم بلفظ : " المؤمن مرآة المؤمن ، و المؤمن أخو المؤمن
، يكف عنه ضيعته و يحوطه من ورائه " ، و كذلك رواه أبو داود ... " . قلت : و
فيه مؤاخذتان إحداهما أسوأ من الأخرى : الأولى : عزوه لمسلم ، و هذا خطأ محض .
الأخرى : إطلاق العزو للبخاري يوهم أنه في " صحيحه " ! و ليس فيه ، و إنما رواه
في " الأدب المفرد " ( 239 ) و إسناده حسن ، و هو مخرج في " الصحيحة " ( 926 )
.

(4/388)


1890 - " من رابط فواق ناقة حرمه الله على النار " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 364 :
ضعيف جدا . رواه العقيلي في " الضعفاء " ( 165 ) عن محمد بن عبد الرحمن بن
أبي بكر الجدعاني قال : حدثنا سليمان بن مرقاع الجندعي عن مجاهد عن عائشة
مرفوعا ، و قال : " منكر ، لا يتابع عليه و لا يعرف إلا به " . يعني ابن مرقاع
هذا ، و قال فيه : " منكر الحديث ، و لا يتابع على حديثه " . و الجدعاني متروك
الحديث . و له طريق آخر رواه العقيلي أيضا ( ص 6 ) و الخطيب ( 7 / 203 ) و أبو
حزم بن يعقوب الحنبلي في " الفروسية " ( 1 / 8 / 1 ) عن محمد بن حميد الرازي
قال : حدثنا أنس بن عبد الحميد قال : حدثنا هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة
مرفوعا . و قال العقيلي : " هذا حديث منكر ، و قد رأيت له غير حديث من هذا
النحو ، فإن كان ابن حميد ضبط عنه ، فليس هو ممن يحتج به " . قلت : و في كلامه
إشارة إلى أن ابن حميد غير ضابط ، و هو كما قال ، ففي " التقريب " : " حافظ
ضعيف " . و أقول : بل هو متهم أورده الذهبي في " الضعفاء و المتروكين " ، و قال
: " قال أبو زرعة : كذاب . و قال صالح : ما رأيت أحذق بالكذب منه و من
الشاذكوني " . و قد تقدم الحديث برقم ( 626 ) بأخصر مما هنا ، فتركته لما فيه
من زيادة فائدة .

(4/389)


1891 - " من حمل جوانب السرير الأربع ، كفر الله عنه أربعين كبيرة " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 365 :
منكر . رواه ابن عدي في " الكامل " ( ق 287 / 2 ) و الطبراني في " الأوسط "
( 79 / 1 من ترتيبه ) من طريق محمد بن عقبة السدوسي : حدثنا علي بن أبي سارة :
سمعت ثابتا البناني سمعت أنس بن مالك مرفوعا . و قال : " لا يروى عن أنس
إلا بهذا الإسناد تفرد به علي " . قلت : و هو ضعيف جدا . قال البخاري : " في
حديثه نظر " . و قال أبو داود : " تركوا حديثه " . و قال ابن حبان : " غلب على
روايته المناكير فاستحق الترك " . و ساق الذهبي مما أنكر عليه هذا الحديث .
و محمد بن عقبة السدوسي صدوق يخطىء كثيرا . قلت : لكنه قد توبع ، فأخرجه أبو
يعلى ( 2 / 883 ) و ابن حبان في " الضعفاء " ( 2 / 104 ) من طريقين آخرين عن
علي بن أبي سارة ، فهو الآفة . و سيأتي له حديث آخر برقم ( 5186 ) . و للحديث
طريق أخرى و شاهد ، أما الطريق فرواه الأزدي بسنده عن إبراهيم بن عبد الله
الكوفي عن عبد الله بن قيس عن حميد الطويل عن أنس به . ذكره ابن الجوزي في "
الموضوعات " ، و قال : " لا أصل له ، إبراهيم و شيخه كذابان " . و تعقبه
السيوطي في " اللآلىء " ( 2 / 405 ) ، ثم ابن عراق ( 386 / 2 ) بالطريق الأولى
، و لا وجه له لما عرفت من شدة ضعفه . و أما الشاهد فأخرجه ابن عساكر ( 8 / 521
/ 1 ) من طريق تمام : حدثني أبو القاسم الفضل بن جعفر التميمي - من حفظه - :
أخبرنا أبو قصي إسماعيل بن محمد بن إسحاق العذري حدثني أبي و عمي قالا : أخبرنا
معروف الخياط عن واثلة بن الأسقع مرفوعا به . قلت : و هذا سند مظلم ، ما بين
واثلة و تمام لم أعرف أحدا منهم ، غير معروف الخياط ، و هو معروف بالضعف ، قال
أبو حاتم : " ليس بالقوي " . و قال ابن عدي : " له أحاديث منكرة جدا و عامة ما
يرويه لا يتابع عليه " . و عم أبي قصي اسمه عبد الله بن إسحاق ، و في ترجمته
أورد ابن عساكر الحديث ، و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا . و الفضل بن جعفر
التميمي يحتمل أنه أبو القاسم بن أبي المنادي أخو أبي الحسين أحمد ، فإن يكن هو
فقد ترجمه الخطيب ( 12 / 374 ) و لكنه لم ينسبه تميميا ، و لم يذكر فيه جرحا و
لا تعديلا . و قد فات السيوطي هذا الشاهد فلم يورده في " اللآلىء " ! مع أنه
أورده في " الجامع الصغير " من رواية ابن عساكر ، و لم يتكلم على إسناده
المناوي ، بل إنه أوهم أن الطبراني رواه عن واثلة ، و إنما هو عنده عن أنس كما
سبق . ثم إنه عزاه لـ " كبير " الطبراني ، و لم أره فيه ، و لا عزاه إليه
الهيثمي ( 3 / 26 ) .

(4/390)


1892 - " أنزل الناس منازلهم من الخير و الشر ، و أحسن أدبهم على الأخلاق الفاضلة " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 367 :
ضعيف . رواه الخرائطي في " مكارم الأخلاق " ( ص 8 ) عن بكر بن سليمان أبي
معاذ عن أبي سليمان الفلسطيني عن عبادة بن نسي عن عبد الرحمن بن غنم عن معاذ
بن جبل مرفوعا . قلت : و هذا سند ضعيف ، و له علتان : الأولى : أبو سليمان
هذا قال البخاري : " له حديث طويل منكر في القصص " . و الأخرى : بكر بن سليمان
، لم أجد من ذكره .

(4/391)


1893 - " أنزلت علي الليلة سورة مريم ، فسمها مريم " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 367 :
ضعيف . رواه الدولابي ( 1 / 53 ) عن أبي بكر بن عبد الله بن أبي مريم
الغساني عن أبيه عن جده قال : أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت : ولدت لي
الليلة جارية فقال النبي صلى الله عليه وسلم : فذكره . فكان يكنى بأبي مريم .
قلت : و هذا سند ضعيف ، أبو بكر بن أبي مريم ضعيف مختلط . و الحديث مما خلا منه
" الجوامع " : " الصغير " ، و " الزيادة عليه " ، و " الكبير " ، و " الجامع
الأزهر " !

(4/392)


1894 - " أنزلوا الناس منازلهم " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 368 :
ضعيف . رواه ابن عساكر ( 12 / 200 / 1 ) عن نوح بن قيس عن سلامة الكندي عن
الأصبغ بن نباته عن علي بن أبي طالب قال : جاءه رجل ، فقال : يا أمير
المؤمنين إن لي إليك حاجة فرفعتها إلى الله قبل أن أرفعها إليك ، فإن أنت
قضيتها حمدت الله و شكرتك ، و إن أنت لم تقضها حمدت الله و عذرتك ، فقال علي
: اكتب على الأرض فإني أكره أن أرى ذل السؤال في وجهك ، فكتب : إني محتاج ،
فقال علي : علي بحلة ، فأتي بها ، فأخذها الرجل فلبسها ، ثم أنشأ يقول :
كسوتني حلة تبلى محاسنها فسوف أكسوك من حسن الثنا حللا
إن نلت حسن ثنائي نلت مكرمة و لست تبقى بما قد قلته بدلا
إن الثناء ليحيى ذكر صاحبه كالغيث يحي نداه السهل و الجبلا
لا تزهد الدهر في زهد تواقعه فكل عبد سيجزى بالذي عملا
فقال علي : علي بالدنانير ! فأتي بمائة دينار فدفعها إليه ، فقال الأصبغ : فقلت
: يا أمير المؤمنين ! حلة و مائة دينار ؟ قال : نعم سمعت رسول الله صلى الله
عليه وسلم يقول : فذكره . قال : و هذه منزلة هذا الرجل عندي . قلت : و هذا
إسناد واه جدا ، آفته الأصبغ هذا ، فإنه متروك متهم بالكذب . و سلامة الكندي
، كأنه مجهول ، أورده ابن أبي حاتم من رواية نوح بن قيس هذا فقط عنه ، و لم
يذكر فيه جرحا و لا تعديلا . و القصة تلوح عليها لوائح الوضع .
و أما الحديث المترجم له ، فقد أخرجه أبو داود ، و أبو الشيخ في " الأمثال " (
241 ) عن عائشة مرفوعا ، و إسناده خير من هذا ، و لكن فيه علل ثلاثة بينتها في
" تخريج المشكاة " رقم ( 4989 - التحقيق الثاني ) . و أحدها الانقطاع ، و به
أعله أبو داود نفسه ، و أيده المنذري في " مختصره " ( 4675 ) و حسنه السخاوي
لشواهد ذكرها ، منها حديث معاذ المتقدم قبل حديث ، و هو مع ضعفه البين هناك
يختلف معناه عن هذا .
و أما الحاكم فجزم في " علوم الحديث " ( ص 49 ) بصحة الحديث ! و لعل منشأ هذا
الوهم أن مسلما علقه في " مقدمة الصحيح " ،و قد أشار لضعفه .

(4/393)


1895 - " المرء كثير بأخيه " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 369 :
ضعيف رواه القضاعي ( 2 / 8 / 1 ) عن المسيب بن واضح قال : أخبرنا سليمان بن
عمرو النخعي عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة عن أنس بن مالك مرفوعا . قلت
: و هذا سند موضوع ، المسيب ضعيف ، و شيخه النخعي كذبه غير واحد ، و جزم ابن
عدي بأنه وضع على إسحاق هذا حديثا آخر سيأتي بلفظ : " الناس كأسنان المشط " . و
الحديث عزاه السيوطي في " الجامع " لابن أبي الدنيا في " الإخوان " عن سهل بن
سعد . و سكت المناوي عن إسناده ، و قال : " و رواه الديلمي و القضاعي عن أنس
. قال شارحه المعامري : و هو غريب " . ثم وقفت على إسناد حديث سهل عند أبي بكر
الشيروي في " العوالي الصحاح " ( 211 / 2 ) أخرجه من طريق أبي صالح كاتب الليث
: حدثنا الحسن بن الخليل بن مرة : حدثني أبي عن أبي حازم عن سهل بن سعد مرفوعا
به في حديث . قلت : و هذا إسناد ضعيف من أجل أبي صالح ، فإنه ضعيف من قبل حفظه
. و مثله بل شر منه الخليل بن مرة ، فإنه ضعيف كما في " التقريب " ، و أشار
البخاري إلى تضعيفه جدا بقوله : " فيه نظر " . و ابنه الحسن بن الخليل بن مرة
لم أجد من ذكره ، و لم يذكره الحافظ في الرواة عن أبيه الخليل ، و إنما ذكر
أخاه علي بن الخليل ، و لم أجد له ترجمة أيضا .

(4/394)


1896 - " ليستتر أحدكم في الصلاة بالخط بين يديه ، و بالحجر ، و بما وجد من شيء ، مع
أن المؤمن لا يقطع صلاته شيء " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 369 :
منكر . رواه ابن عساكر ( 2 / 395 / 1 ) من طريق حمزة بن يوسف إجازة قال
: قال أبو أحمد محمد بن أحمد بن الغطريف : أخبرنا أبي أخبرنا إسحاق بن أبي
عمران الإستراباذي أخبرنا حيون بن المبارك البصري - بمصر - : أخبرنا محمد بن
عبد الله الأنصاري أخبرنا أبي عن جدي عن أنس مرفوعا . و هذا سند رجال كلهم
ثقات معروفون ، غير حيون هذا أورده الذهبي لهذا الحديث ، و قال : " رواته ثقات
غير حيون ، و الخبر منكر " . و الحديث المذكور هو في " تاريخ جرجان " لحمزة بن
يوسف السهمي ( ص 474 رقم 1073 ) معلقا كما رواه عنه ابن عساكر : قال أبو أحمد
محمد بن أحمد بن الغطريف ... و في الخط حديث آخر مخرج في " ضعيف أبي داود " (
107 - 108 ) و الجملة الأخيرة منه تخالف أحاديث صحيحة ، فانظر " صحيح الجامع "
( 7984 - 7978 ) .

(4/395)


1897 - " إن في الجنة لعمدا من ياقوته ، عليها غرف من زبرجد ، تبص كما يبص الكوكب
الدري ، قلنا : من يسكنها ؟ قال : المتحابون في الله عز وجل ، و المتلاقون في
الله ، و المتباذلون في الله ، أو كلمة نحوها " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 370 :
ضعيف . رواه الحسين المروزي في زوائد " الزهد " لابن المبارك ( 120 / 2 من
" الكواكب " 575 رقم 1481 ط ) و البزار ( 3592 - الكشف ) و تمام في " الفوائد "
( 74 / 1 - 2 ) عن محمد بن أبي حميد عن موسى ابن وردان عن أبي هريرة مرفوعا
. قلت : و هذا إسناد ضعيف من أجل ابن أبي حميد هذا ، قال الحافظ في " التقريب
" : " ضعيف " . و كذا قال شيخه الهيثمي في " المجمع " ( 10 / 278 ) و قد عزاه
للبزار . و أشار المنذري في " الترغيب " ( 4 / 49 ) إلى أن الحديث ضعيف . و
عزاه في " المشكاة " ( 5026 ) للبيهقي في " شعب الإيمان " ، و كذا السيوطي في
" الجامع " قال : " و ابن أبي الدنيا في ( كتاب الإخوان ) " . و رواه ليث عن
موسى بن وردان به . قال ابن أبي حاتم في " العلل " ( 2 / 132 ) عن أبيه : " لا
أعلم روى ليث عن موسى بن وردان ، و هذا وهم ، و هذا الحديث يرويه محمد بن أبي
حميد عن موسى بن وردان ، لا أعلم رواه غيره " .

(4/396)


1898 - " إن في الجنة نهرا يقال له : رجب ، < ماؤه أشد بياضا من اللبن ، و أحلى من
العسل > ، من صام من رجب يوما واحدا ، سقاه الله من ذلك النهر " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 371 :
باطل . رواه أبو محمد الخلال في " فضل شهر رجب " ( 11 / 1 ) و الديلمي ( 1
/ 2 / 281 ) و الأصبهاني في " الترغيب " ( 224 / 1 - 2 ) عن منصور بن يزيد
الأسدي : حدثنا موسى بن عمران قال : سمعت أنس بن مالك يقول ... ، فذكره
مرفوعا . قلت : و هذا إسناد ضعيف مجهول ، موسى بن عمران لم أعرفه ، و وقع عند
الديلمي : " موسى بن عبد الله بن يزيد " . و منصور بن يزيد قال الذهبي : " لا
يعرف ، و الخبر باطل ، قرأته ... " . ثم ساقه بإسناده إلى منصور به ، إلا أنه
وقع فيه : " موسى بن عبد الله الأنصاري " . و الله أعلم . و قد أقره الحافظ في
" اللسان " . و أما في " تبيين العجب " ، فقد قال ( ص 5 - 7 ) : " لا يتهيأ
الحكم عليه بالوضع " . قلت : و لعله يعني من جهة السند . و الله أعلم .

(4/397)


1899 - " الدعاء جند من أجناد الله تبارك و تعالى ، مجند يرد القضاء بعد أن يبرم " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 371 :
موضوع . رواه ابن عساكر ( 7 / 264 / 1 و 17 / 324 / 2 ) عن سلم بن يحيى
الحجراوي : أخبرنا نمير بن الوليد بن نمير بن أوس الأشعري : أخبرنا أبي عن جدي
مرفوعا . و قال : " هذا مرسل ، نمير بن أوس ليست له صحبة ، و هو تابعي ، و كان
قاضيا بدمشق " . قلت : و هذا إسناد تالف ، نمير هذا اتهمه الذهبي بحديثين
ذكرهما له ، و نقل عن أبي سعد الماليني أنه قال : " يقال : إن نميرا تفرد بهذين
الحديثين " . قال الذهبي : " و هما موضوعان ، و نمير ما عرفته ، و أما أبوه و
جده فمعروفان " . و الحديثان المشار إليهما سبقا بلفظ : " أكرموا الخبز .... "
، و " اللهم متعنا بالإسلام و الخبز ... " . و الحديث أورده السيوطي في "
الجامع الصغير " من رواية ابن عساكر هذه المرسلة ، فقال المناوي : " ظاهر صنيع
المصنف أنه لم يره مسندا لأحد ، و إلا لما عدل لرواية إرساله ، و هو ذهول ، فقد
رواه أبو الشيخ ثم الديلمي من حديث أبي موسى الأشعري " . قلت : و لم يتكلم على
إسنادهما لا المرسل و لا الموصول ، و الظاهر أن الموصول من طريق نمير أيضا ، و
الله أعلم . ثم تأكدت مما استظهرته حين رأيت الحديث في " مسند الديلمي " ( 2 /
146 ) من طريق أبي الشيخ عن نمير بن الوليد به عن جده عن أبي موسى .

(4/398)


1900 - " الخلق كلهم عيال الله ، فأحب خلقه إليه ، أنفعهم لعياله " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 372 :

ضعيف . روي من حديث أنس بن مالك و عبد الله بن مسعود و أبي هريرة .
1 - أما حديث أنس ، فيرويه يوسف بن عطية الصفار عن ثابت عنه مرفوعا . أخرجه ابن
أبي الدنيا في " قضاء الحوائج " ( ص 77 ) و المخلص في " المجلس الأول من
المجالس السبعة " ( 48 / 2 ) و السلفي في " الطيوريات " ( 115 / 1 ) و كذا
البيهقي في " الشعب " ، و أبو يعلى و البزار و الطبراني و الحارث بن أبي أسامة
و العسكري و غيرهم ، كما في " المقاصد الحسنة " . و يوسف هذا متروك كما في "
التقريب " . و قال الذهبي في " الميزان " : " مجمع على ضعفه ... و من مناكيره
... " . ثم ساق له أحاديث ، هذا أحدها . 2 - و أما حديث ابن مسعود ، فيرويه
موسى بن عمير عن الحكم عن إبراهيم عن الأسود بن يزيد عنه مرفوعا به . أخرجه ابن
عدي في " الكامل " ( ق 324 / 1 ) و أبو نعيم في " الحلية " ( 2 / 102 و 4 / 237
) و الخطيب في " التاريخ " ( 6 / 334 ) و كذا البيهقي في " الشعب " ، و قال ابن
عدي : " لا أعلم يرويه عن الحكم غير موسى بن عمير ، و عامة ما يرويه لا يتابعه
الثقات عليه " . قلت : و قال أبو حاتم : " ذاهب الحديث ، كذاب " . 3 - و أما
حديث أبي هريرة ، فيرويه بشر بن رافع عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عنه رفعه
بلفظ : " الخلق كلهم عيال الله ، و تحت كنفه ، فأحب الخلق إلى الله من أحسن إلى
عياله " . أخرجه الديلمي . و بشر هذا ضعيف الحديث كما قال الحافظ في " التقريب
" . و ذكره الذهبي في " الضعفاء و المتروكين " ، و قال : " ليس بحجة " . و قد
ثبت الشطر الثاني من الحديث بلفظ : " خير الناس أنفعهم للناس " . و هو مخرج في
" الصحيحة " ( 427 ) .

(4/399)


1901 - " الحسد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب ، و الصدقة تطفىء الخطيئة كما تطفىء
الماء النار ، و الصلاة نور المؤمن ، و الصيام جنة من النار " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 374 :
ضعيف . رواه ابن ماجه ( 4210 ) و أبو يعلى في مسنده ( 179 / 2 ) و المخلص
في " الفوائد المنتقاة " ( 1 / 24 / 1 - 2 ) و أبو طاهر الأنباري في " المشيخة
" ( ق 138 / 2 ) عن محمد بن أبي فديك عن عيسى بن أبي عيسى الحناط عن أبي الزناد
عن أنس بن مالك مرفوعا . و كذا رواه أبو القاسم الفضل بن جعفر المؤذن في "
نسخة أبي مسهر ... " ( 63 / 1 ) و ابن أخي ميمي في " الفوائد المنتقاة " ( 2 /
82 / 2 ) و القضاعي ( ق 194 / 2 ) و الخطيب في " الموضح " ( 1 / 83 - 84 ) و
ابن عساكر في " التاريخ " ( 9 / 90 / 1 و 10 / 323 / 2 ) . قلت : و هذا إسناد
ضعيف جدا ، الحناط هذا متروك كما في " التقريب " . و الشطر الأول منه أخرجه
القضاعي ( 88 / 1 ) عن عمر بن محمد بن حفصة أبي حفص الخطيب قال : أخبرنا محمد
بن معاذ بن المستملي - بحلب - قال : أخبرنا القعنبي عن مالك عن نافع عن ابن عمر
مرفوعا . قلت : و عمر هذا ، لا يعرف ، ذكره في " الميزان " و لم يذكر فيه شيئا
سوى هذا الحديث من طريق القضاعي ، و قال : " فهذا بهذا الإسناد باطل " و أقره
الحافظ في " اللسان " . قلت : و محمد بن معاذ بن المستملي ، لم أعرفه ، و يحتمل
أن يكون هو محمد بن معاذ بن فهد الشعراني أبو بكر النهاوندي الحافظ ، فقد كان
يقول إنه لقي جماعة من القدامة منهم القعنبي ، فإن يكن هو ، فهو واه كما قال
الذهبي . و له شاهد يرويه محمد بن الحسين بن حريقا البزار قال : أنبأنا الحسن
بن موسى الأشيب : حدثنا أبو هلال عن قتادة عن أنس مرفوعا به . أخرجه ابن شاذان
الأزجي في " الفوائد المنتقاة " ( 1 / 126 / 2 ) و الخطيب في " التاريخ " ( 2 /
227 ) . قلت : و هذا إسناد ضعيف ، أبو هلال اسمه محمد بن سليم الراسبي ، قال
الحافظ : " صدوق ، فيه لين " . و محمد بن الحسين هذا لم أعرفه ، و في ترجمته
أورده الخطيب ، و لم يذكر فيها شيئا سوى هذا الحديث ، و مع ذلك فقد حسن العراقي
إسناده في " تخريج الإحياء " ( 1 / 45 ) ! و اقتصر على تضعيف إسناد ابن ماجه !
و الله أعلم . و له شاهد من حديث أبي هريرة و هو الآتي بعده : و جملة الصدقة
لها شواهد تتقوى بها ، فانظر " الترغيب " ( 2 / 22 ) و جملة الصلاة تقدمت برقم
( 1660 ) و جملة الصيام ثابتة أيضا من حديث جابر و عائشة . انظر " الترغيب " (
2 / 60 ) .

(4/400)


1902 - " إياكم و الحسد ، فإن الحسد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 375 :
ضعيف . رواه عبد بن حميد في " المنتخب من المسند " ( 153 - 154 ) و البخاري
في " التاريخ " ( 1 / 1 / 272 ) و أبو داود ( 2 / 4903 ) و ابن بشران في
" الأمالي " ( 143 / 2 و 183 / 1 ) و أبو بكر الكلاباذي في " مفتاح المعاني " (
376 / 2 ) عن إبراهيم بن أبي أسيد عن جده عن أبي هريرة مرفوعا . و قال
البخاري : " لا يصح " . قلت : و رجاله موثقون غير جد إبراهيم و هو مجهول لأنه
لم يسم .

(4/401)


1903 - " ملعون من ضار مسلما أو ماكره " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 375 :

ضعيف . رواه ابن عدي ( 265 / 1 ) عن عنبسة بن سعيد : حدثنا فرقد السبخي عن
مرة الطيب عن أبي بكر الصديق مرفوعا . و رواه الترمذي ( 1 / 352 - بولاق )
من طريق أبي سلمة الكندي : حدثنا فرقد به ، و قال : " حديث غريب " . قلت : و
علته فرقد هذا ضعيف ، قال النسائي : " ليس بثقة " . و قال البخاري : في " حديثه
مناكير " كما في الميزان ، و ساق له من مناكيره هذا . و أعله المناوي بأبي سلمة
الكندي أيضا ، قال : قال ابن معين : " ليس بشيء " . و قال البخاري : " تركوه "
. و قد تابعه عنبسة كما ترى و هو واه كما قال الذهبي . و تابعه همام أيضا عن
فرقد به . أخرجه أبو نعيم في " الحلية " ( 3 / 49 ) من طريق عبد العزيز بن أبان
عنه . لكن ابن أبان هذا متروك ، و كذبه ابن معين و غيره ، كما قال الحافظ في
" التقريب " . و تابعه غيره أيضا ، فقد ساقه ابن أبي حاتم في " العلل " ( 2 /
287 ) بإسناده عن الهيثم بن جميل عن عثمان بن واقد عن فرقد السبخي به ، و قال :
" فسمعت أبي يقول : أخطأ من قال في هذا الحديث : " عثمان بن واقد " ، إنما هو
عثمان بن مقسم البري ، و الهيثم بن جميل لم يلق عثمان بن واقد ، و عثمان بن
واقد لم يسمع من فرقد . قال : و عثمان بن مقسم البري ضعيف الحديث " .

(4/402)


1904 - " أوحى الله إلى ملك من الملائكة أن اقلب مدينة كذا و كذا على أهلها ، قال :
فقال : يا رب إن فيها عبدا لم يعصك طرفة عين ، قال : اقلبها عليه و عليهم ، فإن
وجهه لم يتمعر في ساعة قط " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 376 :
ضعيف جدا . رواه ابن الأعرابي في " معجمه " ( 199 / 1 ) عن عبيد بن إسحاق
العطار : أخبرنا عمار بن سيف - و كان شيخ صدق - عن الأعمش عن أبي سفيان عن
جابر بن عبد الله مرفوعا . قلت : و هذا إسناد ضعيف جدا ، عمار بن سيف أورده
الذهبي في " الضعفاء " ، و قال : " قال الدارقطني و غيره : متروك " . قلت : و
ما وقع في هذا الإسناد أنه شيخ صدق ، فمما لا قيمة له ، لأن الظاهر أنه من قول
الراوي عنه عبيد بن إسحاق العطار ، قال الذهبي أيضا في " الضعفاء " : " ضعفوه "
.

(4/403)


1905 - " كادت النميمة أن تكون سحرا ، و كاد الفقر أن يكون كفرا " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 377 :

موضوع . رواه عفيف بن محمد الخطيب في " المنظوم و المنثور " ( 188 / 2 ) عن
محمد بن يونس القرشي : حدثنا المعلى بن الفضل الأزدي حدثنا سفيان بن سعيد حدثنا
الأعمش عن يزيد الرقاشي عن أنس مرفوعا . قلت : و هذا إسناد موضوع ، آفته
محمد بن يونس ، و هو الكديمي ، و هو وضاع . و المعلى بن الفضل الأزدي و يزيد
الرقاشي ضعيفان . و من هذا الوجه أخرجه ابن لال عن أنس ، كما في " فيض القدير
" . و الشطر الثاني منه له طرق أخرى واهية سيأتي تخريجها برقم ( 4080 ) .

(4/404)


1906 - " من سعادة ابن آدم استخارته الله و من سعادة ابن آدم رضاه بما قضى الله ، و من
شقوة ابن آدم تركه استخارة الله و من شقوة ابن آدم سخطه بما قضى الله عز وجل "
.

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 377 :

ضعيف . أخرجه أحمد ( 1444 ) و الترمذي ( 3 / 203 ) و الحاكم ( 1 / 518 ) و
ابن عساكر ( 16 / 232 / 1 ) من طريق محمد بن أبي حميد عن إسماعيل بن محمد بن
سعد بن أبي وقاص عن أبيه عن جده سعد بن أبي وقاص مرفوعا . و قال الحاكم : "
صحيح الإسناد " . و وافقه الذهبي ، فوهما بشهادة الذهبي نفسه حيث قال في ترجمة
محمد بن أبي حميد هذا : " ضعفوه " . ثم ساق له هذا الحديث . و ممن ضعفه الترمذي
، فقال عقب الحديث : " هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث محمد بن أبي حميد ،
و يقال له أيضا : حماد بن أبي حميد ، و هو إبراهيم المديني ، فليس هو بالقوي
عند أهل الحديث " . و قال الحافظ ابن حجر في " التقريب " : " إنه ضعيف " . و
منه تعلم أن قوله في " الفتح " ( 11 / 153 ) : " أخرجه أحمد و سنده حسن " ، غير
حسن ، بل هو ضعيف كما علمت . و قد أشار لهذا المنذري في " الترغيب " ( 1 / 244
) حيث عقب تصحيح الحاكم بقوله : " كذا قال " ، و لكنه لم يسلم من التناقض أيضا
حيث صرح بتصحيح هذا السند بحديث آخر لابن أبي حميد ، و هو : ( من سعادة ابن آدم
ثلاث ، و من شقوة ابن آدم ثلاث : من سعادة ابن آدم المرأة الصالحة و المسكن
الصالح و المركب الصالح ، و من شقوة ابن آدم المرأة السوء و المسكن السوء و
المركب السوء ) . أخرجه أحمد ( رقم 1445 ) و الحاكم ( 2 / 144 ) بإسناد الحديث
الذي قبله ، و صححه الحاكم أيضا ، و كذا الذهبي . و هو من أوهامهما كما سبق
بيانة . و كذلك وهم فيه المنذري و الهيثمي ، أما الأول فقال ( 3 / 68 ) : "
رواه أحمد بإسناد صحيح ، و الطبراني و البزار و الحاكم و صححه ... و ابن حبان
في صحيحه " ، و هو نفسه قد انتقد الحاكم في تصحيحه إسناد الحديث الذي قبله ، و
السند هو هو ! و أما الهيثمي فقال ( 2 / 272 ) : " رواه أحمد و البزار و
الطبراني في " الكبير " و " الأوسط " و رجال أحمد رجال الصحيح " ! و ابن أبي
حميد ليس من رجال الصحيح مطلقا . نعم لحديثه الآخر طريق أخرى هي خير من هذه ، و
لكنه بلفظ : " أربع من السعادة ... " ، فانظر " الصحيحة " ( 282 ) .

(4/405)


1907 - " من اعتذر إلى أخيه بمعذرة فلم يقبلها ، كان عليه مثل خطيئة صاحب مكس " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 379 :

ضعيف . أخرجه ابن ماجه ( 2 / 401 ) و أبو حاتم ابن حبان في " روضة العقلاء
" ( 159 - 160 ) عن وكيع عن الثوري عن ابن جريج عن العباس بن عبد الرحمن بن
مينا عن جودان مرفوعا به . و قال أبو حاتم : " أنا خائف أن يكون ابن جريج
رحمه الله دلس هذا الخبر ، فإن ( كان ) سمعه من العباس بن عبد الرحمن ، فهو
حديث حسن " . قلت : كلا ، فإن فيه عللا أخرى كما سترى : و قال المنذري ( 3 /
293 ) : " رواه أبو داود في " المراسيل " ، و ابن ماجه بإسنادين جيدين " . كذا
قال ، و ليس بجيد ، لتدليس ابن جريج ، و كلامه يوهم أن له طريقين و إسنادين عن
جودان و ليس كذلك ، ثم إن العباس بن عبد الرحمن بن مينا ليس بالمشهور ، و لم
يوثقه غير ابن حبان ، و لذلك قال الحافظ في " التقريب " : " مقبول " . و جودان
لم تثبت له صحبة ، و قال أبو حاتم : " جودان مجهول ، و ليست له صحبة " . و في "
التقريب " : " مختلف في صحبته ، و ذكره ابن حبان في ثقات التابعين " . و له
شاهد من حديث جابر أخرجه الطبراني في " الأوسط " ، و فيه إبراهيم بن أعين ، و
هو ضعيف كما في " المجمع " ( 8 / 81 ) . و له طريق أخرى عنه فيه متهم ، و سيأتي
ذكره نحوه برقم ( 2039 ) . و قد أورده ابن أبي حاتم في " العلل " ( 2 / 315 -
316 ) موقوفا عليه من طريق أبي صالح كاتب الليث عن الليث عمن حدثه عن أبي
الزبير عن جابر . ثم قال المنذري : " روى عن جماعة من الصحابة ، و حديث جودان
أصح ، و جودان مختلف في صحبته و لم ينسب " .

(4/406)


1908 - " سلوا الله حوائجكم البتة في صلاة الصبح " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 380 :
ضعيف . رواه الروياني في " مسنده " ( 25 / 142 / 2 ) : أخبرنا ابن إسحاق (
يعني محمدا ) : أخبرنا محمد بن بكير أخبرنا عبد الله بن وهب عن سعيد بن أبي
أيوب عن خالد بن يزيد عن أبي رافع مرفوعا . قلت : و هذا إسناد ضعيف ، رجاله
كلهم ثقات رجال الصحيح ، غير خالد بن يزيد و لم أعرفه و يحتمل أنه الذي في "
الجرح " ( 1 / 2 / 356 ) : " خالد بن يزيد بن موهب أبو عبد الرحمن ، روى عن أبي
أمامة و معاوية ، روى عنه معاوية بن صالح " . قلت : فإن يكن هو ، فهو مجهول .
و الحديث أورده السيوطي في " الجامع " من رواية أبي يعلى ، و بيض له المناوي
فلم يتكلم على إسناده بشيء ، و عزاه للديلمي أيضا ، و ليس هو في " الغرائب
الملتقطة " لابن حجر .

(4/407)


1909 - " المجلس بالأمانة إلا ثلاثة مجالس ، مجلس يسفك فيه دم حرام ، و مجلس يستحل فيه
فرج حرام ، و مجلس يستحل فيه مال من غير حق " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 381 :
ضعيف . أخرجه أبو داود ( 2 / 297 ) و أحمد ( 3 / 342 - 343 ) و أبو جعفر
الطوسي في " الأمالي " ( 33 ) و اللفظ لأحمد ، و هو أتم ، كلاهما عن عبد الله
بن نافع عن ابن أبي ذئب عن ابن أخي جابر بن عبد الله عن جابر بن عبد الله
مرفوعا . و رجاله ثقات رجال مسلم ، غير ابن أخي جابر فقد أغفلوه و لم يوردوه لا
في " التهذيب " و لا في " الخلاصة " و لا في " التقريب " و لا في " الميزان "
في فصل : " فيمن قيل ابن أخي فلان " . و الحديث قال العراقي في " التخريج " ( 2
/ 157 ) : " رواه أبو داود من حديث جابر ، من رواية ابن أخيه غير مسمى عنه " .
فالحديث ضعيف الإسناد لجهالة ابن أخي جابر . و منه تعلم أن رمز السيوطي لحسنه
ليس بحسن ، و إن وافقه المناوي في " التيسير " ! و قد رويت الجملة الأولى منه
من حديث علي رضي الله عنه . أخرجه العقيلي في " الضعفاء " ( 90 ) و القضاعي في
" مسند الشهاب " ( 2 / 1 ) و الخطيب ( 11 / 169 ) من طريق حسين بن عبد الله بن
ضميرة عن أبيه عن جده عن علي مرفوعا . و هذا إسناد ضعيف جدا بل موضوع . حسين
هذا كذبه مالك . و قال أبو حاتم : " متروك الحديث كذاب " . و قال أحمد : " لا
يساوي شيئا " . و قال ابن معين : " ليس بثقة و لا مأمون " . و قال البخاري : "
منكر الحديث ، ضعيف " . و قال أبو زرعة : " ليس بشيء ، اضرب على حديثه " . كذا
في " الميزان " ، و والده عبد الله بن ضميرة ، و جده لم أجد من ترجمهما . لكن
لها شاهد في حديث آخر سيأتي برقم ( 3224 ) و لذلك كنت حسنته في : " صحيح الجامع
" ( 6554 ) . لكن الحديث قد جاء بإسناد آخر ، و فيه زيادة و هو : " المجالس
بالآمانة ، و لا يحل لمؤمن أن يؤثر على مؤمن - أو قال : عن أخيه المؤمن - قبيحا
" . أخرجه الخطيب ( 14 / 23 ) من طريق مسعدة بن صدقة العبدي قال : سمعت أبا عبد
الله جعفر بن محمد يحدث عن أبيه عن جده عن أبيه عن جده علي مرفوعا به . و هذا
سند ضعيف جدا ، مسعدة بن صدقة قال الدارقطني : متروك كما في " الميزان " ، و
ساق له حديثا بلفظ : " إذا كتبتم الحديث ... " ، و قال : " حديث موضوع " . و قد
مضى ذكره تحت الحديث ( 1173 ) : " من حدث حديثا كما سمع .. " .

(4/408)


1910 - " لا عقل كالتدبير ، و لا ورع كالكف ، و لا حسب كحسن الخلق " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 382 :
ضعيف . روي من حديث أبي ذر و أنس بن مالك و عقبة بن مالك و علي بن أبي
طالب . 1 - أما حديث أبي ذر ، فله طريقان : الأولى : عن الماضي بن محمد عن
علي بن سليمان عن القاسم بن محمد عن أبي إدريس الخولاني عنه قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم : فذكره . أخرجه ابن ماجه ( 2 / 554 ) . و قال البوصيري في "
الزوائد " ( 260 / 1 ) : " هذا إسناد ضعيف لضعف الماضي بن محمد الغافقي المصري
، رواه الإمام أحمد في " مسنده " من حديث أبي ذر أيضا " . قلت : لم أره في "
المسند " ، و لا عزاه إليه السيوطي في " الجامع " . و علي بن سليمان شامي مجهول
كما في " التقريب " . و الأخرى : إبراهيم بن هشام بن يحيى بن يحيى الغساني :
حدثنا أبي عن جدي عن أبي إدريس الخولاني به ، في حديث طويل . أخرجه ابن حبان في
" صحيحه " ( 94 ) و أبو نعيم في " الحلية " ( 1 / 166 - 168 ) و قال الهيثمي في
" الموارد " : " إبراهيم بن هشام بن يحيى الغساني ، قال أبو حاتم و غيره : كذاب
" . و تابعه إسماعيل بن أبي زياد ، عن أبي سليمان الفلسطيني عن القاسم بن محمد
به أخرجه الخرائطي في " مكارم الأخلاق " ( ص 8 ) . و إسماعيل هذا متروك كذبوه .
و أبو سليمان الفلسطيني مجهول . و ظني أنه علي بن سليمان نفسه الذي في الطريق
الأولى . و الله أعلم . 2 - و أما حديث أنس ، فيرويه أبو حاجب الضرير : حدثنا
مالك بن أنس عن زيد بن أسلم عنه مرفوعا به . أخرجه أبو الحسين الأبنوسي في
" الفوائد " ( 19 / 2 ) و أبو نعيم في " الحلية " ( 6 / 343 ) و الدامغاني
الفقيه في " الأحاديث و الأخبار " ( 1 / 108 - 109 ) و قال : " أبو حاجب هذا
صخر بن محمد الحاجبي " . قلت : و هو كذاب كما قال ابن طاهر . و قال الحاكم : "
روى عن مالك و غيره من الثقات أحاديث موضوعة " . و قال الدارقطني : " يضع
الحديث على مالك و نظائره من الثقات " . و قال ابن عدي : " حدث عن الثقات
بالبواطيل ، فمن ذلك هذا الحديث " . و ذكر أبو نعيم أنه تفرد به عن مالك .
3 - و أما حديث عقبة بن عامر ، فيرويه شافع بن نافع : أخبرنا محمد بن محمد
المروزي : أخبرنا أبو عمرو محمد بن محمد الحاجي أخبرنا عبد الله بن لهيعة عن
يزيد بن أبي حبيب عنه . أخرجه محمد بن حمزة الفقيه في " أحاديثه " ( 214 / 1 )
. قلت : و هذا سند ضعيف ، ابن لهيعة سيء الحفظ . و من دونه لم أجد لهم ترجمة ،
و يحتمل أن يكون وقع في السند تحريف ما . و الله أعلم . و أما حديث علي ، ففيه
كذاب ، و في حديثه زيادات مستنكرة ، فقد أفردته بالتخريج ، و سيأتي إن شاء الله
تعالى برقم ( 5428 ) .

(4/409)


1911 - " خير ما أعطي الإنسان خلق حسن ، و شر ما أعطي الرجل قلب سوء في صورة حسنة " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 384 :
ضعيف . رواه ابن أبي شيبة في " المصنف " ( 8 / 518 / 5383 ) ابن منده ( 2 /
278 / 2 ) و أبو بكر الكلاباذي في " مفتاح المعاني " ( 18 / 1 ) عن أبي إسحاق
عن رجل من جهينة قال : قال : رسول الله صلى الله عليه وسلم . قلت : و هذا
إسناد ضعيف : الرجل الجهني لا يدرى أصحابي هو أم تابعي ؟ و أبو إسحاق هو
السبيعي و هو مدلس مختلط . و للشطر الأول منه شاهد من حديث أسامة بن شريك
مرفوعا بإسناد صحيح ، انظر " المشكاة " ( 5079 ) . و عزاه في " المشكاة " (
5078 ) للبيهقي في " شعب الإيمان " عن رجل من مزينة .

(4/410)


1912 - " من كظم غيظا و هو يقدر على إنفاذه ، ملأه الله أمنا و إيمانا " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 385 :
ضعيف . رواه البخاري في " التاريخ " ( 3 / 2 / 123 ) و الطبري في " تفسيره
" ( 7 / 216 / 7842 ) و العقيلي في " الضعفاء " ( 264 ) من طريق أحمد بسنده عن
عبد الجليل عن عم له عن أبي هريرة في قوله " *( و الكاظمين الغيظ )* ، قال
: قال النبي صلى الله عليه وسلم : فذكره في ترجمة عبد الجليل هذا ، و قال : "
قال البخاري : لا يتابع عليه " . قلت : و عمه لا يعرف . و من أوهام المناوي
قوله في " التيسير " : " و إسناده حسن " ! مع أنه في " الفيض " تعقب رمز
السيوطي لحسنه بإعلال الحافظ العراقي إياه بالراوي الذي لم يسم ، ثم زاد في
الوهم أنه عزاه لأبي داود ، و إنما هو عنده من حديث معاذ بن أنس بلفظ آخر .
انظر " صحيح الجامع " ( 6398 ) . ثم قال العقيلي : " و قد روي من غير هذا
الطريق بإسناد صالح " . قلت : كأنه يشير إلى حديث ابن عمر : " ما من جرعة أعظم
أجرا عند الله من جرعة غيظ كظمها عبد ابتغاء وجه الله " . أخرجه أحمد ( 2 / 128
) بإسنادين عنه ، أحدهما صحيح .

(4/411)


1913 - " لكل شيء أس ، و أس الإيمان الورع ، و لكل شيء فرع ، و فرع الإيمان الصبر ، و
لكل شيء سنام ، و سنام هذه الأمة عمي العباس ، و لكل شيء سبط ، و سبط هذه الأمة
حبيباي الحسن و الحسين ، و لكل شيء جناح ، و جناح هذه الأمة أبو بكر و عمر ، و
لكل شيء مجن ، و مجن هذه الأمة علي بن أبي طالب " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 386 :
موضوع . رواه ابن عساكر ( 8 / 471 / 2 ) من طريق أبي بكر الخطيب بسنده عن
إبراهيم بن ( الحكم بن ) ظهير عن أبيه عن عطاء بن أبي رباح عن ابن عباس
مرفوعا . و قال الخطيب : " الحكم بن ظهير ذاهب الحديث " . قلت : و قال صالح
جزرة : " يضع الحديث " . و قال البخاري : " متروك الحديث ، تركوه " . و قال
يحيى : " كذاب " . قلت : و ابنه إبراهيم ليس خيرا منه ، فقد قال فيه أبو حاتم :
" كذاب " . و الحديث أورده السيوطي في " ذيل الموضوعات " ( ص 53 ) ، ثم ابن
عراق في " تنزيه الشريعة " ( 177 / 2 ) من رواية الديلمي فقط من هذه الطريق ، و
أعلاه بإبراهيم هذا فقط و هو قصور . ثم إن السيوطي تناقض حيث أورد الحديث في "
الجامع الصغير " من رواية الخطيب و ابن عساكر هذه ! . و أما المناوي فخفي عليه
أن الحديث من رواية هذين الكذابين ، فقال : " و رواه الديلمي ، و فيه من لا
يعرف " . و أما في " التيسير " فقد بيض له المناوي ! ثم إن إطلاق السيوطي العزو
للخطيب يشعر أنه في " تاريخه " كما نص عليه في مقدمة " الجامع الصغير " ، و ليس
فيه ، و لعله استلزم من رواية ابن عساكر له من طريق الخطيب أنه في " تاريخه " ،
و ليس ذلك بلازم كما لا يخفي .

(4/412)


1914 - " لا يزال الرجل يذهب بنفسه ، ( و في رواية : يتكبر ) ، و يذهب بنفسه حتى يكتب
في الجبارين ، فيصبه ما أصابهم " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 387 :
ضعيف . رواه الترمذي ( 1 / 360 ) و ابن لال في " حديثه " ( 123 / 2 ) و
الطبراني في " المعجم الكبير " ( 7 / 23 / 6254 ) و الرواية الثانية له ، و ابن
الجوزي في " جامع المسانيد " ( ق 8 / 1 - 2 ) عن عمر بن راشد عن إياس بن سلمة
بن الأكوع عن أبيه مرفوعا . و قال الترمذي : " حديث حسن غريب " . و أقره
العراقي في " تخريج الإحياء " ( 3 / 337 ) ! كذا قالا : و عمر بن راشد - و هو
اليمامي - ضعيف كما جزم به الحافظ في " التقريب " و قال الذهبي في " الضعفاء "
: " ضعفوه " . و قال في " الكاشف " : " لينه جماعة " .

(4/413)


1915 - " من شر الناس منزلة من أذهب آخرته بدنيا غيره " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 387 :
ضعيف . رواه ابن ماجه ( 3966 ) و أبو نعيم في " الحلية " ( 6 / 56 ) و
القضاعي ( 93 / 2 ) و الحافظ عبد الغني المقدسي في " الثالث و التسعين من
تخريجه " ( 48 / 1 ) عن عبد الحكم بن ذكوان عن شهر عن أبي هريرة مرفوعا .
قلت : و هذا إسناد ضعيف ، شهر - و هو ابن حوشب - ضعيف لسوء حفظه . و عبد الحكم
بن ذكوان قال ابن معين : " لا أعرفه " . قلت : و ذكره ابن حبان في " الثقات "
، و قد روى عنه ثلاثة من الثقات . و الله أعلم .

(4/414)


1916 - " من دفع غضبه دفع الله عنه عذابه ، و من حفظ لسانه ستر الله عورته ، و من
اعتذر إلى أخيه قبل الله معذرته " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 388 :
ضعيف جدا . رواه العقيلي في " الضعفاء " ( 115 ) عن عبد السلام بن هاشم قال
: حدثنا خالد بن برد عن قتادة عن أنس مرفوعا . و في رواية قال : حدثنا خالد
بن برد العجلي عن أبيه عن أنس مرفوعا . نحوه ، و قال : " هذا أولى " . ذكره في
ترجمة خالد هذا ، و قال : " في حديثه اضطراب " . و قال الذهبي : " مجهول ، و
عنه عبد السلام بن هاشم بخبر منكر " . قلت : كأنه يشير لهذا ، ثم قال في ترجمة
" عبد السلام بن هاشم " : " الأعور شيخ مقل حدث بعد المائتين ، قال أبو حاتم :
ليس بالقوي ، و قال عمرو بن علي الفلاس : لا أقطع على أحد بالكذب إلا عليه " .
و من طريقه رواه الطبراني في " الأوسط " كما في " المجمع " ( 8 / 70 ) دون
الفقرة الأخيرة منه . و أخرجه بتمامه البيهقي في " الشعب " كما في " المشكاة "
( 5121 ) و الحكيم الترمذي كما في " الجامع الكبير " . و أشار المنذري ( 4 / 3
) إلى تضعيف الحديث ، و عطف على رواية " الأوسط " ، فقال : " و أبو يعلى و لفظه
" : ( من خزن لسانه ستر الله عورته ، و من كف غضبه كف الله عنه عذابه ، و من
اعتذر إلى الله قبل الله عذره ) ثم قال عقبه : " و رواه البيهقي مرفوعا و
موقوفا ، على أنس ، و لعله الصواب " . و قال الهيثمي في هذا المرفوع ( 10 / 298
) : " رواه أبو يعلى ، و فيه الربيع بن سليمان الأزدي ، و هو ضعيف " . قلت : و
فيه علة أخرى ( 3 / 1071 ) من طريق ابن أبي شيبة : أخبرنا زيد بن الحباب قال :
حدثني الربيع بن سليمان قال : حدثني أبو عمرو و مولى أنس بن مالك أنه سمع أنس
بن مالك به مرفوعا . قلت : فأبو عمرو هذا غير معروف ، أورده ابن أبي حاتم ( 4 /
2 / 410 ) بهذه الرواية ، و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا . و كذلك أورده
الدولابي في " الكنى " ( 2 / 44 ) و لم يزد على أن ساق له هذا الحديث من طريق
أخرى عن الربيع به . ( تنبيه ) : و روى البيهقي في " الشعب " ( 2 / 73 / 2 ) عن
ابن عون عن عطاء البزاز عن أنس مرفوعا و موقوفا بلفظ : " لا يصيب عبد حقيقة
الإيمان حتى يخزن لسانه " . فإن كان المنذري عنى هذا بما عزاه للبيهقي فهو حديث
آخر . و عطاء هذا ، قال ابن معين : " ليس بشيء " . ثم رواه من طريق أخرى مرفوعا
، و فيه عطاء بن عجلان و هو متروك . لكن له طريق آخر خير منه في " الروض " (
141 ) و سيأتي بيان علته في المجلد الخامس رقم ( 2027 ) .

(4/415)


1917 - " من دخل البيت دخل في حسنة ، و خرج من سيئة مغفورا له " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 389 :
ضعيف . رواه ابن خزيمة في " صحيحة " ( 1 / 294 / 2 ) و البزار ( 2 / 43 /
1161 - الكشف ) و تمام ( 195 / 2 ) و البيهقي في " سننه " ( 5 / 158 ) عن سعيد
بن سليمان : حدثنا عبد الله بن المؤمل عن عبد الرحمن بن محيص عن عطاء عن ابن
عباس مرفوعا . و من هذا الوجه رواه الطبراني ( 3 / 121 / 1 و 124 / 1 ) و
السهمي ( 166 ) من طريق ابن عدي : إلا أنه قال : محمد بن عبد الرحمن بن محيصن .
ثم قال : " قال ابن عدي : كذا قال : محمد بن عبد الرحمن بن محيصن و إنما هو عمر
" . قلت : و لم أعرفه سواء كان عمر بن عبد الرحمن ، أو محمد بن عبد الرحمن ، أو
عبد الرحمن بن محيصن . و قال البيهقي : " تفرد به عبد الله بن المؤمل ، و ليس
بالقوي " . و عقب عليه المناوي بقوله في " التيسير " : " و قال الطبراني : حسن
" ! كذا ، و لا أدري من أين و قع له هذا التحسين ؟! و رواه الدولابي ( 1 / 144
) من قول مجاهد . و رجاله ثقات غير شيخ الدولابي أحمد ابن فضيل أبي الحسن العكي
و لم أجد له ترجمة ، و لا في " تاريخ ابن عساكر " . و يزيد بن جابر الراوي له
عن مجاهد هو يزيد بن يزيد بن جابر ، و هو ثقة ، ترجمه ابن حبان في " الثقات " (
2 / 309 ) . ثم رأيته في " الكامل " لابن عدي ( 209 / 2 ) من الوجه المذكور
أعلاه ، لكنه قال : " ابن محيصن لم يسم " ، و قال : " حديث غير محفوظ " . و
لفظه . " دخول البيت دخول في حسنة ، و خروج من سيئة " . و عزاه السيوطي لابن
عدي و البيهقي في " الشعب " . و من عجائب الأوهام قول المناوي عقبة : " و فيه
محمد بن إسماعيل البخاري ، أورده الذهبي في " الضعفاء " ، و قال : قدم بغداد
سنة خمسمائة ، قال ابن الجوزي : كان كذابا ، و فيه عبد الله بن المؤمل ، قال
الذهبي : ضعفوه " . و اقتصر في " التيسير " على قوله : " فيه كذاب " ! قلت : و
وجه العجب أن كل طالب لهذا العلم الشريف يعلم أن اللذين عزا الحديث السيوطي
إليهما و هما ابن عدي و البيهقي لم يكونا حيين سنة ( 500 ) ! فقد مات ابن عدي (
365 ) و البيهقي سنة ( 458 ) ، فلا أدري من أين جاء المناوي بهذا البخاري في
هذا الحديث ، و هو طبعا غير البخاري الإمام .

(4/416)


1918 - " إن الغضب يفسد الإيمان كما يفسد الصبر العسل " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 391 :
ضعيف . رواه تمام ( 101 / 2 ) في " الفوائد " عن هشام بن عمار : حدثنا أبو
بكر مخيس بن تميم الأشجعي عن بهز بن حكيم عن أبيه عن جده معاوية بن حيدة
مرفوعا . و من هذا الوجه أخرجه أبو القاسم الهمداني في " الفوائد " ( 1 / 207 /
2 ) و عنه ابن عساكر في " تاريخ دمشق " ( 15 / 31 / 2 ) . قلت : و هذا سند ضعيف
، مخيس هذا مجهول كما في " الميزان " . و هشام بن عمار فيه ضعف . و الحديث عزاه
في " المشكاة " ( 5118 ) للبيهقي في " شعب الإيمان " .

(4/417)


1919 - " إذا لم يبارك للعبد في ماله جعله الله في الماء و الطين " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 391 :
ضعيف جدا . رواه ابن أبي الدنيا في " قصر الأمل " ( 2 / 21 / 2 ) و عنه
الديلمي ( 1 / 1 / 148 ) عن عبد الأعلى بن أبي المساور عن خالد الأحول عن علي
مرفوعا . قلت : و هذا إسناد ضعيف جدا ، عبد الأعلى هذا ، قال الحافظ : "
متروك ، و كذبه ابن معين " . و خالد الأحول لم أعرفه . و الحديث رواه البيهقي
في " الشعب " من طريق ابن أبي المساور كما في " فيض القدير " ، و قال المناوي :
" تركه أبو داود " . فقوله في " التيسير " : " إسناده ضعيف " . فيه تساهل ظاهر
.

(4/418)


1920 - " إن الله يحب أبناء الثمانين " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 391 :
ضعيف جدا . رواه ابن عساكر ( 2 / 229 / 1 ) عن عبد الرحمن بن أبي بكر عن
زيد بن أسلم عن أبيه عن ابن عمر مرفوعا . قلت : و هذا سند ضعيف جدا ، عبد
الرحمن هذا هو المليكي ضعيف جدا ، قال البخاري : " ذاهب الحديث " . و قال
النسائي : " متروك " . و الحديث أورده السيوطي في " الجامع " من رواية ابن
عساكر هذه ، و لم يتكلم عليه المناوي بشيء ، كأنه لم يقف على سنده . و قد روي
بلفظ : " السبعين " مكان : " الثمانين " ، و زيادة : " و يستحي من أبناء
الثمانين " . و سيأتي إن شاء الله تعالى برقم ( 3121 ) .

(4/419)


1921 - " إذا إنتاط غزوكم و كثرت العزائم و استحلت الغنائم ، فخير أعمالكم الرباط " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 392 :
ضعيف . رواه ابن حبان في " صحيحه " ( 1625 ) و ابن أبي عاصم في " الجهاد "
( 2 / 102 / 1 ) و المخلص في " الفوائد المنتقاة " ( 7 / 22 / 1 ) و الخطيب (
12 / 135 ) عن سويد بن عبد العزيز عن عبيد الله بن عبيد الكلاعي عن مكحول عن
خالد بن معدان عن عتبة بن الندر مرفوعا . قلت : و هذا إسناد ضعيف جدا ،
سويد هذا قال ابن معين و النسائي : " ليس بثقة " . و قال البخاري : " فيه نظر
لا يحتمل " . و قال الحافظ في " التهذيب " : " و ضعفه ابن حبان جدا ، و أورد له
أحاديث مناكير ، ثم قال : و هو ممن أستخير الله فيه لأنه يقرب من الثقات " .
قلت : و من طريقه رواه الطبراني أيضا في " الكبير " كما في " المجمع " ( 5 /
290 ) و قال : " و هو متروك " . و قد روي بإسناد خير من هذا و لكنه موقوف و هو
بلفظ : " يأتي على الناس زمان أفضل الجهاد الرباط ، ذلك إذا اطاط ( كذا ) الغزو
و كثرت العزائم و استحلت الغنائم ، و أفضل الجهاد يومئذ الرباط " . رواه بن أبي
شيبة في " المصنف " ( 7 / 153 / 2 ) : أخبرنا أبو أسامة عن عبد الرحمن بن يزيد
بن جابر قال : أخبرنا خالد بن معدان قال : سمعت أبا أمامة و جبير بن نفير
يقولان : فذكره موقوفا عليهما . قلت : و هذا إسناد صحيح ، و لكنه موقوف . و لكن
هل هو في حكم المرفوع ؟ ذلك ما لم يظهر لي الآن . و الله أعلم . و قد روي
مرفوعا مرسلا بلفظ : " يأتي على الناس زمان يكون أفضل الجهاد فيه الرباط ، و
الرباط أصل الجهاد و فرعه " . رواه أبو حزام بن يعقوب الحنبلي في " الفروسية "
( 1 / 9 / 1 ) عن الحجاج بن فرافصة عن الزهري مرفوعا . قلت : و هذا مع إرساله
ضعيف ، لأن الحجاج هذا قال الحافظ : " صدوق عابد يهم " . و أبو حزام نفسه لم
أجد له ترجمة .

(4/420)


1922 - " لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع : عن عمره فيما أفناه ، و عن
جسده فيما أبلاه ، و عن ماله فيما أنفقه ومن أين اكتسبه ، و عن حبنا أهل
البيت " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 394 :
باطل بهذا اللفظ . أخرجه الطبراني في " الكبير " ( ج 3 ورقة 112 وجه 2 ) :
حدثنا الهيثم بن خلف الدوري : أخبرنا أحمد بن محمد بن يزيد بن سليم مولى بني
هاشم حدثني حسين بن الحسن الأشقر أخبرنا هشيم بن بشير عن أبي هاشم عن مجاهد عن
ابن عباس مرفوعا به . قلت : و هذا إسناد ضعيف ، و رجاله ثقات غير حسين
الأشقر فضعفه الجمهور ، و رماه بعضهم بالكذب ، و هو شيعي غال ، و روايته هذه
الزيادة في آخر الحديث مما يؤكد صدق من كذبه ، و خطأ من وثقه كابن حبان و ابن
معين ! و الهيثم بن خلف ثقة ، و قد وثق شيخه أحمد هذا كما ذكر ذلك الخطيب في "
تاريخه " ( 5 / 119 - 120 ) و ترجم أيضا للهيثم و قال ( 14 / 63 ) : " إنه كان
من الأثبات " . و بقية رجال السند من رجال " التهذيب " . لكن له علة أخرى و هي
عنعنة هشيم بن بشير ، فإنه كان كثير التدليس كما قال الحافظ في " التقريب " . و
قد سرق بعض الكذابين هذا الحديث فركب عليه إسنادا آخر إلى ابن عباس به . رواه
عبد القاهر بن عبد السلام العباسي في " الهاشميات " ( 6 / 109 / 1 - 2 ) عن
محمد ( هو بن زكريا الغلابي ) : حدثنا يعقوب حدثنا أبي عن أبيه عن جده عن ابن
عباس مرفوعا . و الغلابي هذا وضاع معروف . و ركب له أحد المجهولين إسنادا آخر ،
فجعله من مسند أبي ذر ، و نقص منه السؤال عن العمر ، و لفظه : " لا تزول قدما
ابن آدم يوم القيامة حتى يسأل عن أربع ، عن علمه ما عمل به ؟ و عن ماله من أين
اكتسبه ، و فيما أنفقه ؟ و عن حبنا أهل البيت . فقيل : يل رسول الله ! و من هم
؟ فأومى بيده إلى علي بن أبي طالب " . أخرجه بن عساكر ( 12 / 126 / 1 ) عن
يعقوب بن إسحاق القلوسي أخبرنا الحارث بن محمد المكفوف أخبرنا أبو بكر بن عياش
عن معروف ( الأصل : حروف ) بن خربوذ عن أبي الطفيل عن أبي ذر مرفوعا . قلت : و
هذا إسناد ضعيف ، معروف بن خربوذ متكلم فيه ، قال الذهبي : " صدوق شيعي ، ضعفه
يحيى بن معين . و قال أحمد : ما أدري كيف حديثه ؟ و قال أبو حاتم : يكتب حديثه
. قلت : و هو مقل " . و قال في " التقريب " : " صدوق ربما وهم " . و الحارث بن
محمد المكفوف لم أجد له ترجمة ، فلعله هو الآفة ، فإن الحديث بذكر أهل البيت
فيه منكر ، و قد خالفه الثقة أسود بن عامر إسناد و متنا ، فقال : حدثنا أبو بكر
بن عياش عن الأعمش عن سعيد بن عبد الله بن جريج عن أبي برزة الأسلمي قال : قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكره دون جملة حب البيت ، و قال بدلها : " و عن
جسمه فيما أبلاه " . و زاد في أوله " عن عمره فيما أفناه " . و كذلك روي عن ابن
مسعود و معاذ ، و قد خرجت أحاديثهم في " الصحيحة " ( 946 ) .

(4/421)


1923 - " إذا رأيتم الرجل قد أعطي زهدا في الدنيا و قلة منطق ، فاقتربوا منه ، فإنه
يلقى الحكمة " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 395 :
ضعيف . رواه البخاري في " التاريخ " ( الكنى 27 - 28 ) و ابن ماجه ( رقم
4101 ) و الطبراني ( 84 / 1 - المنتقى منه ) و ابن عساكر ( 5 / 121 و 15 / 187
/ 1 ) و أبو بكر الكلاباذي في " مفتاح المعاني " ( 121 / 2 ) عن هشام بن عمار :
حدثنا الحكم بن هشام حدثنا يحيى بن سعيد بن أبان القرشي عن أبي فروة عن أبي
خلاد و كانت له صحبة ، قال : فذكره مرفوعا . و رواه أبو عبد الله بن منده في
" معرفة الصحابة " ( 37 / 195 / 2 ) عن كثير بن هشام : حدثنا الحكم بن هشام به
، و قال : " رواه هشام بن عمار عن الحكم بن هشام نحوه " . قلت : و رواه أبو
نعيم في " الحلية " ( 10 / 405 ) عن عبد الله بن عبد الوهاب عن أبي مسهر عن
الحكم بن هشام به . و رواه ابن عساكر ( 15 / 97 / 1 ) من طريق آخر عن الحكم بن
هشام به . قلت : و هذا إسناد ضعيف منقطع ، فإن أبا فروة هذا اسمه يزيد بن سنان
بن يزيد الرهاوي قال الحافظ : " ضعيف من كبار السابعة " . يعني أنه لم يسمع من
أحد من الصحابة ، بل هو من أتباع التابعين . ثم رأيت ابن أبي حاتم قد أورد
الحديث في " العلل " ( 2 / 115 ) كما أوردته ، ثم قال : " قال أبي : حدثنا بهذا
الحديث ابن الطباع عن يحيى بن سعيد الأموي عن أبي فروة يزيد بن سنان عن أبي
مريم عن أبي خلاد " . فأدخل بينهما أبا مريم ، و لم أعرفه ، و هو رواية للبخاري
، و صحح الأول ، و قال ابن أبي حاتم : " قلت لأبي : يصح لأبي خلاد صحبة ؟ فقال
: ليس له إسناد " . قلت : و أبو خلاد هذا هو غير السائب بن خلاد ، و عبد الرحمن
بن زهير ، هذا لا يسمى . و له ترجمة في " الإصابة " . و للحديث شاهد من حديث
أبي هريرة مرفوعا به . أخرجه أبو نعيم في " الحلية " ( 7 / 317 ) : حدثنا
سليمان بن أحمد حدثنا أحمد بن طاهر ابن حرملة حدثنا جدي حرملة بن يحيى حدثنا
ابن وهب حدثنا سفيان بن عيينة : حدثني رجل قصير من أهل مصر يقال له عمرو بن
الحارث عن ابن حجيرة عنه . و قال : " غريب بهذا الإسناد من هذا الوجه عن ابن
وهب " . قلت : و هو إسناد مركب باطل ، افتعله أحمد بن طاهر فإنه كذاب كما قال
الدارقطني و تبعه الهيثمي ( 10 / 302 ) و له شاهد آخر من حديث عبد الله بن جعفر
مرفوعا مختصرا بلفظ : " إذا رأيتم من يزهد في الدنيا فادنوا منه فإنه يلقى
الحكمة " . و لكنه واه جدا ، قال أبو يعلى في " مسنده " ( 4 / 1607 ) : حدثنا
إسماعيل بن سيف البصري : حدثنا عمر بن هارون البلخي عن سفيان عن عبد الله بن
عبد الله بن جعفر عن أبيه . قال الهيثمي ( 10 / 286 ) : " رواه أبو يعلى ، و
فيه عمر بن هارون البلخي و هو متروك " . قلت : و عبد الله بن عبد الله بن جعفر
لم أعرفه ، و لعل في النسخة تحريفا . و إسماعيل بن سيف ، و هو ضعيف يسرق الحديث
، و سيأتي له حديث آخر ( 2523 ) .

(4/422)


1924 - " خصلتان من كانتا فيه كتبه الله شاكرا صابرا : من نظر في دينه إلى من هو فوقه
فاقتدى به ، و نظر في دنياه إلى من هو دونه فحمد الله على ما فضله الله به عليه
، كتبه الله شاكرا صابرا ، و من نظر في دينه إلى من هو دونه ، و نظر في دنياه
إلى من هو فوقه ، فأسف على ما فاته منه لم يكتبه الله شاكرا و لا صابرا " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 397 :
ضعيف . رواه ابن المبارك في " الزهد " ( 180 - رواية نعيم ) و عنه الترمذي
( 2 / 83 ) و كذا البغوي في " شرح السنة " ( 14 / 293 / 4102 ) و ابن السني في
" عمل اليوم و الليلة " ( 304 ) عن ابن ثوبان كلاهما عن المثنى بن الصباح عن
عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده مرفوعا . و قال البغوي : " هكذا رواه الخلال و
سويد بن نصر عن ابن المبارك عن المثنى بن الصباح عن عمرو ابن شعيب عن جده - و
لم يذكرا : " عن أبيه " - ، و رواه علي بن إسحاق عن المبارك عن المثنى عن عمرو
بن شعيب عن أبيه عن جده رفعه " . قلت : يشير البغوي إلى إعلال الحديث بالانقطاع
و الاضطراب . لكن رواية ابن السني ترجح الاتصال ، لأنها توافق رواية من ذكر عن
ابن المبارك زيادة : " عن أبيه " ، و من المحتمل أن يكون الاضطراب من المثنى
نفسه ، فإنه ضعيف اختلط في آخره كما في " التقريب " . و منه تعلم أن قول
الترمذي عقبه : " حديث حسن غريب " . فهو غير حسن ، على أن قوله : " .. حسن " ،
لم يثبت في بعض النسخ ، و هو الصواب ، و لذلك كله جزم المناوي بضعف إسناده .

(4/423)


1925 - " من رضي بالقليل من الرزق رضي الله منه بالقليل من العمل ، و انتظار الفرج من
الله عبادة " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 398 :
ضعيف جدا . رواه أبو بكر الأزدي في " حديثه " ( 4 - 5 ) عن عبد الله بن
شبيب : أخبرنا إسحاق الفروي قال : أخبرنا سعيد بن مسلم بن بانك أنه سمع علي بن
الحسين عن أبيه عن علي مرفوعا . قلت : و هذا إسناد ضعيف جدا ، عبد الله بن
شبيب ، قال الذهبي : " واه ، قال أبو أحمد الحاكم : ذاهب الحديث ... " . و قال
في " الضعفاء " : " مجمع على ضعفه " . و إسحاق الفروي هو ابن محمد من شيوخ
البخاري ، لكنه ضعيف من قبل حفظه ، و به أعله المناوي . قلت : لكني وجدت له
طريقا أخرى ، فقال أبو الحسين الأبنوسي في " الفوائد " ( 23 / 1 ) : أخبرنا
الملاحمي ( محمد بن أحمد بن موسى البخاري ) قال : حدثنا أبو إسحاق محمود بن
إسحاق المطوعي قال : حدثنا عبد الله بن حماد الآملي قال : حدثنا الربيع بن روح
قال : حدثنا سلم بن سالم عن جعفر بن محمد عن أبيه عن علي بن أبي طالب مرفوعا .
قلت : و هذا سند ضعيف جدا ، آفته سلم بن سالم و هو البلخي الزاهد ، ضعفه أحمد و
النسائي ، و أشار الأصم إلى تكذيبه . و فقرة الانتظار لها طرق أخرى سبق تخريجها
برقم ( 1573 ) و بعدها هذا الحديث من الطريق الأولى من مصدرين آخرين .

(4/424)


1926 - " يدخل فقراء المسلمين الجنة قبل الأنبياء بأربعين خريفا " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 399 :
باطل بهذا اللفظ . أخرجه أحمد ( 3 / 324 ) من طريق عمرو بن جابر أبي زرعة
الحضرمي قال : سمعت جابر بن عبد الله الأنصاري يقول : سمعت رسول الله صلى
الله عليه وسلم يقول : فذكره . قلت : و هذا سند ضعيف جدا ، عمرو هذا قال الذهبي
: " هالك ، قال أحمد : روى عن جابر مناكير ، و بلغني أنه كان يكذب ، و قال
النسائي : ليس بثقة " . قلت : و من مناكيره هذا اللفظ : " الأنبياء " . فإن
المعروف إنما هو بلفظ : " الأغنياء " . و هكذا وقع في " سنن الترمذي " ( 2 / 57
) من هذا الوجه ، فلا أدري أهو تحريف من بعض النساخ لما رآه باللفظ الأول و
استنكره عدل به إلى اللفظ الآخر ، أو أن الرواية وقعت للترمذي هكذا ؟ و مما
يرجح هذا أنه قال عقبة : " هذا حديث حسن " . فلو كان عنده باللفظ الأول ، لما
حسنه ، بل لاستنكره . و الله أعلم . و قد روي باللفظ الآخر من حديث أبي الدرداء
مرفوعا بلفظ : " يدخل فقراء أمتي الجنة قبل أغنيائهم بأربعين خريفا " . أخرجه
ابن عدي في " الكامل " ( 80 / 2 ) من طريق ابن الخوار : حدثنا مغيرة بن زياد
حدثنا إسماعيل بن عبيد الله عن أم الدرداء قال : سمعتها تروي عن أبي الدرداء
قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ... ، فذكره . أورده في ترجمة ابن
الخوار هذا و اسمه حميد بن حماد ، و قال : " يحدث عن الثقات بالمناكير ، و هو
قليل الحديث ، و بعض أحاديثه على قلته لا يتابع عليه " . و قال الحافظ في
" التقريب " : " لين الحديث " . و المغيرة بن زياد صدوق له أوهام . و المحفوظ
أن هذه المدة : " أربعين خريفا " إنما قالها صلى الله عليه وسلم في فقراء
المهاجرين ، و أما فقراء المسلمين - عامة - فيدخلون الجنة قبل أغنيائهم
بخمسمائة سنة . انظر " المشكاة " ( 5243 - 5258 ) .

(4/425)


1927 - " من جاع و احتاج فكتمه الناس حتى يفضى به إلى الله عز وجل ، فتح الله له رزق
سنة من حلال " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 400 :
منكر . رواه تمام ( 29 / 1 ) عن إسماعيل بن رجاء : حدثنا موسى بن أعين عن
الأعمش عن سعيد بن جبير عن أبي هريرة مرفوعا . قلت : و هذا سند ضعيف ،
رجاله ثقات رجال الشيخين ، غير إسماعيل بن رجاء ضعفه الدارقطني ، و من طريقه
أخرجه ابن حبان في " الضعفاء " و العقيلي في " الضعفاء " و الطبراني في
" الأوسط " و سليم الرازي في " فوائده " و البيهقي في " شعب الإيمان " ، عن أبي
هريرة . و قال ابن حبان ( 1 / 130 ) : " هذا حديث باطل ، لم يحدث به الأعمش ، و
لا رواه سعيد و لا حدث به أبو هريرة رضي الله عنه ، و لا قاله رسول الله صلى
الله عليه وسلم ، آفته إسماعيل بن رجاء الحصني " . و تبعه ابن الجوزي ، فأقره
في " الموضوعات " ( 2 / 152 ) و تعقبه السيوطي في " اللآلئ " ( 2 / 72 ) بقول
البيهقي : " ضعيف ، تفرد به إسماعيل و هو ضعيف " . و رواه الخطيب في " المتفق و
المفترق " ، و قال : " غريب ، لم نكتبه إلا من رواية إسماعيل بن رجاء عن موسى "
. نقلته من " اللسان " ، و " الجامع الكبير " ( 2 / 239 / 2 ) و ذكر الأول في
ترجمة إسماعيل أن العقيلي ذكره في " الضعفاء " ، و أورد له من المناكير هذا
الحديث . و لم أجد هذه الترجمة في نسخة " الضعفاء " المحفوظة في المكتبة
الظاهرية ، فلعلها سقطت من الناسخ ، و يحتمل أنه استدركها بعد في قصاصة ورق ،
ثم سقطت القصاصة عند التجليد أو غيره . و لم ترد أيضا في النسخة المطبوعة
بتحقيق القلعجي ، و لم يذكر الحديث في الفهرست ، على ما فيه من أخطاء و خلط و
نقص ! ثم ذكر السيوطي للحديث شاهدا قاصرا ، و سنده ضعيف أيضا ، كما سيأتي برقم
( 4452 ) . و الله أعلم .

(4/426)


1928 - " أثيبوا أخاكم ، قالوا : و ما إثابته ؟ قال : تدعون الله له ، فإن في الدعاء
إثابة له " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 401 :
ضعيف . رواه أبو نعيم في " أخبار أصبهان " ( 1 / 84 ) عن خلاد بن يحيى :
حدثنا يوسف بن ميمون الصباغ عن عطاء عن ابن عمر قال : دعي رسول الله صلى
الله عليه وسلم إلى طعام هو و أصحابه ، فلما طعموا قال النبي صلى الله عليه
وسلم : فذكره . قلت : و هذا إسناد ضعيف ، يوسف بن ميمون الصباغ ، قال الحافظ في
" التقريب " : " ضعيف " . و في " الميزان " أن البخاري قال فيه : " منكر الحديث
جدا " . و له شاهد من حديث جابر مرفوعا . لكن في إسناده مدلس و رجل لم يسم .
انظر تعليقنا على الحديث ( 193 ) من " الكلم الطيب " .

(4/427)


1929 - " من كانت له سريرة صالحة أو سيئة ، نشر الله منها رداء يعرف به " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 402 :
ضعيف جدا . رواه ابن عدي ( 100 / 2 ) و القضاعي ( 43 / 2 ) و الضياء في "
المنتقى من مسموعات من مرو " ( 62 / 1 ) عن صالح بن مالك الأزدي حدثنا حفص بن
سليمان حدثنا علقمة بن مرثد عن أبي عبد الرحمن السلمي قال : سمعت عثمان بن
عفان يقول على منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم مرفوعا . و قال ابن عدي :
" لا يرويه عن علقمة غير حفص ، و عامة حديثه غير محفوظ " . قلت : و قال الحافظ
في " التقريب " . " متروك الحديث مع إمامته في القراءة " . و صالح بن مالك
أورده ابن أبي حاتم ( 2 / 1 / 416 ) و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا لكن رواه
القضاعي من طريق محمد بن بكار قال : أخبرنا حفص بن سليمان عن علقمة ابن مرثد عن
سعد بن عبيدة عن أبي عبد الرحمن السلمي به .

(4/428)


1930 - " شيبتني هود و أخواتها ، و ما فعل بالأمم قبلي " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 402 :
ضعيف . رواه ابن سعد ( 1 / 435 ) : أخبرنا محمد بن إسماعيل بن أبي فديك عن
علي بن أبي علي عن جعفر بن محمد عن أبيه أن رجلا قال للنبي صلى الله عليه
وسلم : أنا أكبر منك مولدا و أنت خير مني و أفضل ! فقال رسول الله صلى الله
عليه وسلم فذكره . قلت : و هذا إسناد ضعيف ، فإنه مع إرساله ، فيه علي بن أبي
علي و هو القرشي . قال ابن عدي : " مجهول ، منكر الحديث " . و الحديث صحيح دون
قوله : " و ما فعل ... " و قد خرج في " الصحيحة " ( 955 ) .

(4/429)


1931 - " أجل ، شيبتني ( هود ) و أخواتها . قال أبو بكر : بأبي و أمي و ما أخواتها ؟
قال : ( الواقعة ) و ( القارعة ) و ( سأل سائل ) و ( إذا الشمس كورت ) ( و (
الحاقة )) " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 403 :
ضعيف . أخرجه ابن سعد في " الطبقات " ( 1 / 435 ) و ابن نصر في " قيام
الليل " ( ص 58 ) من طريق أبي صخر أن يزيد الرقاشي حدثه قال : سمعت أنس بن
مالك يقول : " بينما أبو بكر و عمر جالسان في نحر المنبر ، إذ طلع عليهما
رسول الله صلى الله عليه وسلم من بعض بيوت نسائه ، يمسح لحيته ، و يرفعها فينظر
إليها ، قال أنس ، و كانت لحيته أكثر شيبا من رأسه ، فلما وقف عليهما سلم ، قال
أنس : و كان أبو بكر رجلا رقيقا ، و كان عمر رجلا شديدا ، فقال أبو بكر ، بأبي
و أمي لقد أسرع فيك الشيب ، فرفع لحيته بيده ، فنظر إليها ، و ترقرقت عينا أبي
بكر ، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ... " فذكره . قال أبو صخر : فأخبرت
هذا الحديث ابن قسيط ، فقال : يا أحمد ! ما زلت أسمع هذا الحديث من أشياخي فلم
تركت : الحاقة و ما الحاقة ؟ " . قلت : و هذا سند ضعيف ، لأن يزيد هذا ، هو ابن
أبان ضعيف كما في " التقريب " . و قد روي عنه بلفظ : " شيبتني ( هود ) و
أخواتها : ( الحاقة ) و ( الواقعة ) و ( عم يتساءلون ) و ( هل أتاك حديث
الغاشية ) " . أخرجه الواحدي في " تفسيره " ( 2 / 35 / 2 ) عن محمد بن يونس :
حدثنا حاتم بن سالم القزاز حدثنا عمرو بن أبي عمرو العبدي حدثنا يزيد بن أبان
عن أنس بن مالك عن أبي بكر الصديق قال : " قلت يا رسول الله ! عجل إليك الشيب ،
قال ... " : فذكره . قلت : و هذا إسناد هالك ، محمد بن يونس الكديمي وضاع . و
حاتم بن سالم القزاز لين أيضا . و عمرو بن أبي عمرو العبدي لم أعرفه ، و يحتمل
أن يكون عمرو بن شمر ، و هو متروك . راجع " الميزان " . نعم ، قد صح الحديث من
رواية ابن عباس مرفوعا دون ذكر ( القارعة ) و ( سأل سائل ) و ( الحاقة ) . و
ذكر مكانها : ( هود ) و ( المرسلات ) و ( عم يتساءلون ) . و قد خرج في المصدر
السابق .

(4/430)


1932 - " ذكر الأنبياء من العبادة ، و ذكر الصالحين كفارة الذنوب ، و ذكر الموت صدقة ،
و ذكر النار من الجهاد ، و ذكر القبر يقربكم من الجنة ، و ذكر النار يباعدكم من
النار ، و أفضل العبادة ترك الجهل ، و رأس مال العالم ترك الكبر ، و ثمن الجنة
ترك الحسد ، و الندامة من الذنوب التوبة الصادقة " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 404 :
موضوع . رواه الديلمي ( 2 / 82 / 1 ) من طريق أبي علي بن الأشعث : حدثنا
شريح ابن عبد الكريم حدثنا جعفر بن محمد بن جعفر بن محمد بن علي الحسيني أبو
الفضل في " كتاب العروس " : حدثنا الوليد بن مسلم حدثنا محمد بن راشد عن مكحول
عن معاذ بن جبل مرفوعا . و ابن الأشعث كذبوه . كذا في " ذيل الأحاديث
الموضوعة " للسيوطي ( ص 194 - 195 ) . قلت : و مع ذلك فقد أورده في " الجامع
الصغير " من رواية الديلمي هذه عن معاذ ! و من غرائبه أنه أورد منه طرفه الأول
الحاوي على الجمل الخمسة دون الرابعة منها ، فأوهم أنه ليس عند الديلمي بهذا
التمام ! ثم إن ابن الأشعث اسمه محمد بن محمد بن الأشعث ، قال الدارقطني : "
آية من آيات الله ، وضع ذاك الكتاب - يعني العلويات - " . و ساق له ابن عدي
جملة موضوعات . و أعله المناوي بعلتين أخريين لا وزن لهما هنا ، ثم اقتصر في "
التيسير " على قوله : " إسناده ضعيف " !

(4/431)


1933 - " الدنيا دار من لا دار له ، ( و مال من لا مال له ) ، و لها يجمع من لا عقل
له " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 405 :
ضعيف . رواه أحمد في " المسند " ( 6 / 71 ) من طريق دويد عن أبي إسحاق عن
عروة ( و في الأصل : زرعة ) عن عائشة مرفوعا . و قال ابن قدامة في "
المنتخب " ( 10 / 1 / 2 ) : " هذا حديث منكر " . قلت : و أبو إسحاق الظاهر أنه
السبيعي ، و هو مدلس مختلط . و دويد ، و هو ابن نافع . قال الحافظ : " مقبول "
. كذا قال ، و فيه نظر ، فقد روى عنه جمع ، منهم الليث بن سعد ، و وثقه الذهلي
و غيره ، و قال ابن حبان : " مستقيم الحديث " . و كذا قال الذهبي : و قد تابعه
أبو سليمان النصيبي عند ابن أبي الدنيا في " ذم الدنيا " ( ق 29 / 2 ) ، فالعلة
السبيعي . و لذلك فإنه لم يصب من جود إسناده كالمنذري في " الترغيب " ( 4 / 104
) و العراقي في " التخريج " ( 3 / 202 ) و تبعهم المناوي و الزرقاني ، و قلدهم
الغماري كعادته في " كنزه " ( 1799 ) و كأنهم لم يقفوا على شهادة إمام السنة
بنكارته ، كما تقدم . و قد أحسن صنعا الحافظ السخاوي في " المقاصد " في اقتصاره
على قوله ( 217 / 494 ) : " و رجاله ثقات " ، و سبقه إلى ذلك الهيثمي في " مجمع
الزوائد " ( 10 / 288 ) ، فلم يصححاه ، خلافا لفهم الزرقاني في " مختصر المقاصد
" ( 108 / 464 ) : " صحيح " ! و مثل هذا الفهم الكلمة : " رجاله ثقات " خطأ
شائع مع الأسف كما نبهنا عليه في غير ما موضع . هذا ، و الحديث رواه أحمد في "
الزهد " ( ص 161 ) عن مالك بن مغول قال : قال عبد الله : فذكره موقوفا على عبد
الله ، و هو ابن مسعود . و رجاله ثقات أيضا ، و لكنه منقطع ، مالك هذا تابع
تابعي ، روى عن السبيعي و نحوه . و الحديث عزاه السيوطي لأحمد و البيهقي في
" الشعب " عن عائشة . و البيهقي فيه عن ابن مسعود موقوفا . فمن أخطاء المناوي
قوله عقبه في " التيسير " : " بأسانيد صحيحة " !

(4/432)


1934 - " من كان موسرا لأن ينكح ، فلم ينكح ، فليس مني " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 406 :
ضعيف . رواه ابن أبي شيبة في " المصنف " ( 7 / 1 / 2 ) و الطبراني في
" الأوسط " ( 1 / 162 / 1 ) و البيهقي في " السنن " ( 7 / 78 ) و في " شعب
الإيمان " ( 2 / 134 / 2 ) و الواحدي في " الوسيط " ( 3 / 114 / 2 ) عن ابن
جريج عن عمير بن مغلس عن أبي نجيح مرفوعا . قلت : و هذا سند ضعيف و فيه علل
: الأولى : الإرسال فإن أبا نجيح هذا تابعي ثقة و اسمه يسار . الثانية : ضعف
عمير بن مغلس أورده العقيلي في " الضعفاء " ( ص 317 ) و قال : " روى عن حريز بن
عثمان عن عبد الرحمن بن جبير و لا يتابع عليه و لا يعرف إلا به " . ثم ساق له
حديثا يأتي بلفظ : " لا ينقطع دولة ولد فلان ... " . و قال الذهبي فيه : " شامي
لا يعرف " ، فقول الهيثمي ( 4 / 251 - 252 ) : " رواه الطبراني في " الأوسط " و
" الكبير " و إسناده مرسل حسن كما قال ابن معين " . فهو غير حسن ، كيف و فيه
علة أخرى و هي عنعنة ابن جريج ؟ لكنه قد صرح بالتحديث عند البيهقي ، فانتفت
شبهة تدليسه . و انحصرت العلة فيما تقدم ، و بالأولى أعله البيهقي فقال : " هذا
مرسل " .

(4/433)


1935 - " الختان سنة للرجال ، مكرمة للنساء " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 407 :
ضعيف . روي من حديث أسامة الهذلي والد أبي المليح و شداد بن أوس و عبد
الله بن عباس : 1 - أما حديث أسامة الهذلي ، فيرويه عباد بن العوام عن الحجاج
عن أبي المليح بن أسامة عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : فذكره .
أخرجه أحمد ( 5 / 75 ) . و هذا إسناد رجاله ثقات ، غير أن الحجاج و هو ابن
أرطاة مدلس و قد عنعنه ، و قد اختلف عليه في إسناده فرواه عباد هكذا ، و تابعه
حفص بن غياث عن الحجاج به . أخرجه البيهقي ( 8 / 325 ) من طريق إبراهيم بن
الحجاج عن حفص به . و قال البيهقي : " الحجاج بن أرطاة لا يحتج به " . و
خالفهما محمد بن فضيل فرواه على وجه آخر ، لكن خولف إبراهيم فيه عن حفص ، و هو
الآتي : 2 - و أما حديث شداد فيرويه ابن فضيل عن الحجاج بن أرطاة عن أبي المليح
عنه به . أخرجه الطبراني في " المعجم الكبير " ( 7112 ) و ابن عساكر في " تاريخ
دمشق " ( 7 / 263 / 2 ) و تابعه حفص بن غياث برواية عارم أبي النعمان : حدثنا
حفص بن غياث عن حجاج به . رواه الطبراني ( 7113 ) . و خالفهم جميعا عبد الواحد
بن زياد ، فقال : حدثنا الحجاج عن مكحول عن أبي أيوب مرفوعا به . أخرجه البيهقي
و قال : " و هو منقطع " . و قال ابن أبي حاتم في " العلل " ( 2 / 247 ) بعد أن
ذكره من طريق حفص و عبد الواحد : " قال أبي : الذي أتوهم أن حديث مكحول خطأ ، و
قد رواه النعمان بن المنذر عن مكحول قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
الختان سنة ... " . قلت : يعني أن الصواب مرسل . و بالجملة فالحديث من طريق
الحجاج ضعيف لعنعنته و اضطرابه في إسناده ، لكن قد يقويه مرسل مكحول ، فإن
النعمان بن المنذر صدوق . 3 - و أما حديث ابن عباس ، فيرويه الوليد بن الوليد :
أخبرنا ابن ثوبان عن محمد بن عجلان عن عكرمة عن ابن عباس عن النبي صلى الله
عليه وسلم فذكره . أخرجه الطبراني في " المعجم الكبير " ( 3 / 128 / 1 ) أو (
11590 ) و البيهقي ( 8 / 324 - 325 ) و قال : " هذا إسناد ضعيف ، و المحفوظ
موقوف " . قلت : رجاله موثقون ، غير الوليد بن الوليد ، و هو العنسي القلانسي
الدمشقي ، قال ابن أبي حاتم : ( 4 / 2 / 19 ) : " سألت أبي عنه ؟ فقال : هو
صدوق ، ما بحديثه بأس ، حديثه صحيح " . و قال الذهبي في " الميزان " : " قال
أبو حاتم : صدوق ، و قال الدارقطني و غيره : متروك " . و قال الحافظ في
" اللسان " : " قلت : هو الوليد بن موسى ، و موسى أظنه جده ، فهو رجل واحد
جعلهما الذهبي اثنين " . قلت : و قال الذهبي في ابن موسى : " قال الدارقطني :
منكر الحديث . و قواه أبو حاتم . و قال غيره : متروك . و وهاه العقيلي و ابن
حبان . له حديث موضوع " . قال الحافظ عقب كلام أبي حاتم المتقدم : " و قال
الحاكم : روى عن عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان أحاديث موضوعة . و بين الكلامين
تباين عظيم " . قلت : و لم يترجح عندي الأقرب إلى الصواب منهما ، و لذلك فلم
يستقر الرأي على الاستشهاد بحديثه ، و لاسيما أنه روي موقوفا ، فأخرجه الطبراني
في " الكبير " ( 12009 ) من طريق خلف بن عبد الحميد : أخبرنا عبد الغفور عن أبي
هاشم الرماني عن عكرمة عن ابن عباس أنه قال : فذكره موقوفا عليه . و لكنه إسناد
واه جدا ، عبد الغفور هذا هو أبو الصباح الأنصاري ، قال ابن حبان : " كان ممن
يضع الحديث " . و قال البخاري : " تركوه " . و خلف بن عبد الحميد . لم أعرفه
، و ليس هو خلف بن عبد الحميد السرخسي الذي في " الميزان " ، فإن السرخسي أعلى
طبقة منه . و له طريق أخرى موقوفا أيضا خير من هذه ، أخرجه الطبراني أيضا (
12828 ) و البيهقي ( 8 / 325 ) عن سعيد بن بشير عن قتادة عن جابر بن زيد عن ابن
عباس به . و رجاله ثقات غير سعيد بن بشير ، و هو ضعيف كما في " التقريب " . و
جملة القول : أن الحديث ضعيف مرفوعا و موقوفا ، و الموقوف أصح ، و هو معنى قول
البيهقي المتقدم : " و المحفوظ موقوف " . ( تنبيه ) نقل صاحبنا الشيخ حمدي عبد
المجيد السلفي - بارك الله في جهوده في خدمته لكتب السنة - عن الحافظ ابن
الملقن في " البدر المنير " حول هذا الحديث و طرقه منها ، حديث ابن عباس هذا
الثالث المرفوع من طريق الوليد بن الوليد ، عزاه للطبراني و البيهقي ، لكن وقع
فيما نقله عنه : الوليد بن مسلم . فلا أدري أهكذا رآه صاحبنا في " البدر " ، أم
هو أخطأ عليه ؟ فليس لابن مسلم ذكر في هذا الحديث ، و من العجيب أنه عزاه إلى
نسخة الطبراني المخطوطة المحفوظة في المكتبة الظاهرية بمجلدتها و ورقتها و
وجهها كما تقدم مني ، و لم يعزه إلى المطبوعة التي حققها هو ! و كذلك ذكر
المجلد و الصفحة المتقدمة لسنن البيهقي ، و مع ذلك وقع هذا الخطأ منه . و
المعصوم من عصمه الله تعالى . و مما سبق تعلم أن ما في " المرقاة " ( 4 / 456 )
: " رواه أحمد بسند حسن " غير حسن .

(4/434)


1936 - " سيأتي على الناس زمان لا يبقي من القرآن إلا رسمه ، و لا من الإسلام إلا اسمه
، يقسمون به و هم أبعد الناس منه ، مساجدهم عامرة ، خراب من الهدى ، فقهاء ذلك
الزمان شر فقهاء تحت ظل السماء ، منهم خرجت الفتنة ، و إليهم تعود " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 410 :
ضعيف جدا . أخرجه الديلمي في " مسنده " ( 107 / 1 ) من طريق الحاكم بسنده
عن خالد بن يزيد الأنصاري عن ابن أبي ذئب عن نافع عن ابن عمر مرفوعا . قلت
: خالد هذا الظاهر أنه العمري المكي ، فإنه يروي عن ابن أبي ذئب ، كذبه أبو
حاتم و يحيى ، و قال ابن حبان ( 1 / 258 ) : " يروي الموضوعات عن الأثبات " .
ثم رواه الديلمي من طريق إسماعيل بن أبي زياد عن ثور عن خالد بن معدان عن معاذ
به نحوه . قلت : و هذا - كالذي قبله - موضوع ، آفته إسماعيل هذا ، و هو السكوني
القاضي ، قال ابن حبان ( 1 / 129 ) : " شيخ دجال ، لا يحل ذكره في الحديث إلا
على سبيل القدح فيه " . و قد وجدت له طريقا ثالثا ، فقال ابن أبي الدنيا في
كتاب " العقوبات " : أخبرنا سعيد بن زنبور قال : أخبرنا يزيد بن هارون عن عبد
الله بن دكين عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده قال : قال علي بن أبي طالب رضي
الله عنه ، فذكره مرفوعا . قلت : و هذا إسناد واه ، عبد الله بن دكين مختلف فيه
، و في ترجمته ساق الحديث الذهبي مشيرا إلى نكارته . و هذا هو الوجه عندي إن
كان قد صح رواية يزيد له عنه ، فإن سعيد بن زنبور لم أجد من ترجمه . و قد خالفه
محمد بن مسلمة فقال : حدثنا يزيد بن هارون به لكنه أوقفه على علي رضي الله عنه
. أخرجه الدينوري في " المنتقى من المجالسة " ( 19 - 20 مخطوط حلب ) : حدثنا
يزيد بن هارون .. و محمد بن مسلمة هو الواسطي صاحب يزيد بن هارون ، مختلف فيه ،
و الأكثرون على تضعيفه ، بل قال أبو محمد الخلال . " ضعيف جدا " . و قال الذهبي
: " أتي بخبر باطل اتهم به " . لكن الدينوري نفسه متهم ، فراجع ترجمته في "
الميزان " . و جملة القول أن هذا الحديث بهذه الطرق الثلاث ، يظل على وهائه
لشدة ضعفها ، و إن كان معناه يكاد المسلم أن يلمسه ، بعضه أو جله في واقع
العالم الإسلامي ، و الله المستعان .

(4/435)


1937 - " من أعان ظالما سلطه الله عليه " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 412 :
موضوع . رواه أبو حفص الكتاني في " جزء من حديثه " ( 141 - 142 ) : حدثنا
أبو سعيد ( هو الحسن بن علي العدوي ) : أخبرنا سعيد بن عبد الجبار الكرابيسي
أبو عثمان : أخبرنا حماد ابن سلمة عن عاصم عن زر عن عبد الله مرفوعا . قلت
: و هذا إسناد موضوع ، رجاله كلهم ثقات غير العدوي هذا و هو كذاب ، فهو آفته ،
قال ابن عدي : " يضع الحديث ، و عامة ما حدث به - إلا القليل - موضوعات ، و كنا
نتهمه بل نتيقن أنه هو الذي وضعها " . و الحديث سود به السيوطي " جامعه الصغير
" ! و قد عزاه لابن عساكر وحده ، و قد تعقبه المناوي بأن فيه العدوي المذكور ،
قال : " قال السخاوي : هو متهم بالوضع فهو آفته " . و قصر الحافظ ابن كثير
فأورده في " التفسير " ( 2 / 176 ) من طريق سعيد بن عبد الجبار الكرابيسي ..
إلخ ، و كان الأولى به ، بل الواجب عليه أن يقول : من طريق الحسن بن علي العدوي
.. إلخ ، حتى يتبين للباحث حقيقة إسناده ، و أن لا يحذف منه ما يدل على وضعه ،
و لا يشفع له ما صنع قوله عقب الحديث : " و هذا حديث غريب " . فإنه لا يكشف به
عن وضعه لدى عامة القراء ، بل و بعض الخاصة أيضا ، و لذلك اغتر به مختصره
الصابوني فأورد كلام ابن كثير هذا في حاشية كتابه ( 1 / 619 ) و لم يزد ! و لا
حقق في سنده ، و أني له ذلك ! و كل أحاديث مختصره هكذا : ينقل كلام ابن كثير من
" تفسيره " فيجعله هو في حاشية " مختصره " موهما القراء أنه من تخريجه ! فالله
المستعان .

(4/436)


1938 - " أكثر القبائل في الجنة مذحج " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4 / 413 :

ضعيف . رواه ابن وهب في " الجامع " ( ص 1 ) عن عتبة بن أبي حكيم الهمداني
عن ابن شهاب رفعه . و هذا سند مرسل ضعيف ، فإن عتبة هذا ضعيف ، و ابن شهاب
تابعي صغير ، أكثر روايته عن كبار التابعين كابن المسيب و غيره ، و يروي أحيانا
عن صغار الصحابة كأنس و نحوه ، فهو مرسل أو معضل

------------------

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الفيزياء الثالث الثانوي3ث. رائع

الفيزياء الثالث الثانوي3ث. =============== . ...