روابط مصاحف م الكاب الاسلامي

روابط مصاحف م الكاب الاسلامي
 

ب ميك

المدون

 

الثلاثاء، 31 مايو 2022

حديث الستة من التابعين - الخطيب البغدادي + مسألة في الصفات المؤلف الخطيب البغدادي

 

بسم الله الرحمن الرحيم 

حديث الستة من التابعين 

رب أعن برحمتك الشيخ الأمين أبو عبد الله محمد بن علي بن أبي العلاء رضي الله عنه قال حدثنا الشيخ الإمام الحافظ أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب البغدادي رضي الله عنه في سلخ جمادى الآخرة من سنة اثنتين وخمسين وأربعمائة قال ذكر حديث رواه معاذ بن معاذ العنبري عن شعبة بن الحجاج فأنكره يحيى بن معين وبيان علته واختلاف وجوهه أخبرنا أبو علي الحسن بن أبي بكر بن شاذان أبنا أبو الحسن أحمد بن إسحاق بن نيخاب الطيبي ثنا محمد بن أيوب بن يحيى بن الضريس ثنا عبيد الله بن معاذ العنبري ح وأخبرنا أبو الحسن طاهر بن عبد العزيز بن عيسى الدعاء ثنا إسحاق بن سعد بن الحسن بن سفيان البسوي ثنا جدي ثنا عبيد الله بن معاذ ثنا أبي ثنا شعبة عن علي بن مدرك عن إبراهيم النخعي عن ربيع بن خثيم عن ابن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أيعجز أحدكم أن يقرأ كل ليلة بثلث القرآن قالوا ومن يطيق ذلك قال بلى قل هو الله أحد واللفظ لحديث ابن شاذان أخبرنا القاضي أبو العلاء محمد بن علي الواسطي أبنا أبو مسلم بن مهران أبنا عبد المؤمن بن خلف النسفي ثنا أبو علي صالح بن محمد ثنا عبيد الله بن معاذ أبنا أبي عن شعبة عن علي بن مدرك عن إبراهيم النخعي عن الربيع بن خثيم عن عبد الله بن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال أيعجز أحدكم أن يقرأ ثلث القرآن كل ليلة قالوا ومن يطيق ذاك قال قل هو الله أحد قال عبد المؤمن سمعت أبا علي يقول هذا غلط وسمعت يحيى بن معين وسئل عنه فقال خطأ والصواب حديث الربيع بن خثيم عن عمرو بن ميمون عن ابن أبي ليلى عن امرأة من الأنصار عن أبي أيوب  أخبرني أبو الفضل عبيد الله بن أحمد بن علي الفزاري أبنا عبد الرحمن بن عمر الخلال ثنا محمد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة ثنا جدي حدثني أحمد بن العباس قال قال أبو زكريا يحيى بن معين حدث معاذ بن معاذ بحديث ما له أصل ولا رواه شعبة فقال رجل أي شئ هو فقال ما تصنع به قال نعرفه قال حدث عن شعبة عن علي بن مدرك عن إبراهيم قال أحمد بن العباس عن علقمة عن عبد الله قال جدي وأرى أحمد بن العباس وهم فيه جعل مكان الربيع بن خثيم علقمة في حكايته عن يحيى بن معين عن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم قال قل هو الله أحد تعدل ثلث القرآن قال ابن معين وكان في أصل كتاب معاذ وليس بشئ ولم يسمعه منه أحد ولا حدث به أحد إلا عبيد الله وهو صحيح في كتابه وليس بشئ قال جدي وهكذا رواه عبيد الله بن معاذ عن أبيه عن شعبة عن علي بن مدرك عن إبراهيم عن الربيع بن خثيم عن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم وهذا إسناد صحيح ولا أعلم أحدا رواه عن شعبة من ها هنا أنكره يحيى وقد بلغني أن أبا بحر البكراوي قد رواه عن شعبة فإن كان هذا صحيحا فالحديث صحيح غريب وقد روي هذا الحديث من غير وجه فاختلف فيه رواه منصور بن المعتمر وهو من أثبت أهل الكوفة عن هلال بن يساف عن الربيع بن خثيم عن عمرو بن ميمون عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن امرأة من الأنصار عن أبي أيوب الأنصاري عن النبي صلى الله عليه وسلم وهذا عندنا هو الصحيح ولا نعلمه روي حديث أطول إسنادا منه ورواه أبو حذيفة عن سفيان الثوري عن إسماعيل بن أبي خالد عن هلال بن يساف فجعله عن ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم وهذا أيضا فيما نرى خطأ لأن أبا نعيم الفضل بن دكين رواه عن الثوري عن إسماعيل بن أبي خالد عن هلال بن يساف عن أبي مسعود الأنصاري قال من قرأ قل يا أيها الكافرون في ليلة فقد أكثر وأطيب وهكذا رواه يعلى بن عبيد وعبد الله بن نمير عن إسماعيل بن أبي خالد كما رواه أبو نعيم عن الثوري ولا أحسب الحديث الذي رواه أبو حذيفة عن الثوري إلا هذا الذي رواه أبو نعيم ويعلى وابن نمير وروى هذا الحديث أيضا شريك عن أبي إسحاق عن عمرو بن ميمون عن عبد الله بن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم في قراءة قل هو الله أحد تعدل ثلث القرآن وخالفه شعبة فرواه عن أبي قيس عن عمرو بن ميمون عن أبي مسعود الأنصاري عن النبي صلى الله عليه وسلم وحديث شعبة هذا أصح من حديث شريك لأن إسماعيل بن أبي خالد قد سلك بإسناد الحديث هذا الطريق عن أبي مسعود لا عن ابن مسعود وإن كان قد خالفه في اللفظ غير أن حمادا قد رواه عن عاصم عن زر عن ابن مسعود موقوفا انتهى كلام يعقوب بن شيبة قال الشيخ أبو بكر أما حديث معاذ بن معاذ عن شعبة عن علي بن مدرك فقد تابع معاذا على روايته أبو بحر البكراوي كما ذكر يعقوب أنه بلغه وعثمان بن محمد النشيطي وأما حديث منصور بن المعتمر عن هلال بن يساف فقد اختلف على منصور فرواه زائدة بن قدامة الثقفي وفضيل بن عياض كلاهما عن منصور عن هلال عن الربيع بن خثيم عن عمرو بن ميمون وبعض الرواة عن فضيل قدم في الإسناد عمرا على الربيع فقال عن هلال بن يساف عن عمرو بن ميمون عن الربيع بن خثيم وأرسله فلم يذكر أبا أيوب فيه والصواب عن الربيع عن عمرو عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن امرأة من الأنصار عن أبي أيوب عن النبي صلى الله عليه وسلم وذكر يعقوب بن شيبة أنه أطول إسناد روي والأمر على ذلك فقد اجتمع فيه ستة من التابعين بعضهم عن بعض فأولهم منصور بن المعتمر له من الصحابة عبد الله بن أبي أوفى الأسلمي والثاني هلال بن يساف أدرك علي بن أبي طالب وسمع أبا مسعود عقبة بن عمرو الأنصاري والثالث الربيع بن خثيم من كبار أصحاب عبد الله بن مسعود والرابع عمرو بن ميمون الأودي أدرك الجاهلية ثم أسلم وسمع عمر بن الخطاب وعبد الله بن مسعود ومعاذ بن جبل والخامس عبد الرحمن بن أبي ليلى سمع عثمان بن عفان وعلي بن أبي طالب والسادس الإمرأة الأنصارية التي لم تسم وخالف شعبة بن الحجاج زائدة وفضيلا في رواية هذا الحديث فرواه عن منصور عن هلال بن يساف عن الربيع بن خثيم عن عمرو بن ميمون عن امرأة عن أبي أيوب نقص من إسناده عبد الرحمن بن أبي ليلى كذلك رواه عن شعبة عبد الصمد بن عبد الوارث ومحمد بن جعفر غندر غير أن بعض الرواة عن غندر نقص من إسناده رجلين ابن أبي ليلى وعمرو بن ميمون وقال عن الربيع بن خثيم عن امرأة عن أبي أيوب ورواه سعيد بن مسروق والد سفيان عن منذر الثوري عن الربيع بن خثيم عن أبي أيوب ليس بينهما أحد وروى هذا الحديث حصين بن عبد الرحمن السلمي عن هلال بن يساف خلاف رواية منصور عنه رواه عن هلال عن عبد الرحمن بن أبي ليلى ليس بينهما أحد عن أبي بن كعب أو رجل من الأنصار عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ورواه عامر الشعبي عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أبي أيوب الأنصاري عن النبي صلى الله عليه وسلم وأما حديث أبي نعيم الذي ذكر يعقوب بن شيبة أنه رواه عن سفيان الثوري عن إسماعيل بن أبي خالد عن هلال بن يساف عن أبي مسعود فقد تابعه على روايته ووافقه في إسناده محمد بن كثير العبدي فرواه عن سفيان وكذلك رواه عبد العزيز بن مسلم القسملي بموافقة يعلى بن عبيد الطنافسي وعبد الله بن نمير الحارفي أي عن إسماعيل بن أبي خالد عن هلال بن يساف عن أبي مسعود الأنصاري وأما حديث أبي قيس الذي ذكر يعقوب أن شعبة رواه عنه عن عمرو بن ميمون عن أبي مسعود فقد وافق شعبة على روايته عن أبي قيس كذلك مسعر بن كدام الهلالي وسفيان بن سعيد الثوري ورواه عن الثوري جماعة من أصحابه عن أبي قيس وخالفهم عبد الصمد بن حسان فرواه عن سفيان عن أبي إسحاق عن عمرو بن ميمون عن أبي مسعود وقول الجماعة أولى بالصواب والله أعلم وأما حديث أبي بحر البكراوي عن شعبة الذي تابع فيه معاذ بن معاذ على روايته فأخبرناه أبو بكر أحمد بن محمد بن غالب الخوارزمي البرقاني قال قرأنا على أبي أحمد الحسين بن علي التميمي النيسابوري أخبركم محمد بن إسحاق بن خزيمة ثنا محمد بن يحيى بن الفياض ح قال البرقاني وقرأنا على عمر بن بشران أخبركم علي بن العباس المقانعي ثنا عبد الله بن الصباح العطار قالا ثنا أبو بحر ثنا شعبة عن علي بن مدرك النخعي عن إبراهيم عن الربيع بن خثيم عن عبد الله بن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال أيعجز أحدكم أن يقرأ كل ليلة ثلث القرآن قالوا ومن يطيق ذلك أو من يستطيع ذلك قال يقرأ قل هو الله أحد وأما حديث عثمان بن محمد النشيطي عن شعبة مثل ذلك فأخبرناه الحسن بن أبي بكر أبنا محمد بن عبد الله الشافعي ثنا معاذ بن المثنى ثنا عثمان بن محمد النشيطي ثنا شعبة عن علي بن مدرك عن إبراهيم النخعي عن الربيع بن خثيم عن عبد الله بن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال أيعجز أحدكم أن يقرأ ثلث القرآن كل ليلة قالوا ومن يطيق ذلك أو من يستطيع ذلك قال قل هو الله أحد وأما حديث زائدة بن قدامة عن منصور بن المعتمر عن هلال بن يساف فأخبرناه الحسين بن علي التميمي أبنا أحمد بن جعفر بن حمدان القطيعي ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا عبد الرحمن بن مهدي عن زائدة بن قدامة عن منصور عن هلال بن يساف عن الربيع بن خيثم عن عمرو بن ميمون عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن امرأة من الأنصار عن أبي أيوب عن النبي صلى الله عليه وسلم قال أيعجز أحدكم أن يقرأ ثلث القرآن في ليلة فإنه من قرأ قل هو الله أحد الله الصمد في ليلة فقد قرأ ليلة إذ ثلث القرآن أخبرنا البرقاني أبو بكر قال قرأت على أبي القاسم عبد الله بن الحسين النخاس أخبركم محمد بن إسماعيل البصلاني ثنا بندار ثنا عبد الرحمن ثنا زائدة عن منصور عن هلال عن ربيع عن عمرو بن ميمون عن ابن أبي ليلى عن امرأة عن أبي أيوب قال قل هو الله أحد ثلث القرآن هكذا رواه بندار عن عبد الرحمن مختصرا موقوفا ورفعه صحيح كما سقناه عن أحمد بن حنبل وكذلك رواه حسين بن علي بن الجعفي ويحيى بن أبي بكير الكرماني جميعا عن زائدة أخبرنا الحسن بن أبي بكر أبنا أحمد بن إسحاق بن نيخاب الطيبي ثنا محمد بن أيوب ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ثنا حسين بن علي عن زائدة عن منصور عن هلال بن يساف عن عمرو بن ميمون عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن امرأة من الأنصار عن أبي أيوب الأنصاري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قرأ قل هو الله أحد فكأنما قرأ ثلث القرآن وأخبرناه أبو الفضل عبيد الله بن أحمد الفزاري ثنا عبد الرحمن بن عمر الخلال أبنا محمد بن أحمد بن يعقوب ثنا جدي ثنا يحيى بن أبي بكير قال زائدة بن قدامة أخبرنا عن منصور عن هلال بن يساف عن الربيع بن خثيم عن عمرو بن ميمون عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن امرأة من الأنصار عن أبي أيوب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أيعجز أحدكم أن يقرأ في ليلة ثلث القرآن فإنه من قرأ في ليلة بالله الواحد الصمد فقد قرأ ليلتئذ ثلث القرآن وأما حديث فضيل بن عياض عن منصور بمتابعة زائدة على هذا القول وأخبرناه أبو الحسن محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن رزقويه البزاز ثنا أحمد بن عيسى بن الهيثم التمار ثنا محمد بن الفضل بن جابر السقطي ثنا سويد بن سعيد الحدثاني ثنا فضيل بن عياض عن منصور عن هلال بن يساف عن الربيع بن خثيم عن عمرو بن ميمون عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن امرأة من الأنصار عن أبي أيوب الأنصاري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أيعجز أحدكم أن يقرأ ثلث القرآن في كل ليلة فأشفقنا أن يأمرنا بأمر فنعجز عنه فسكتنا فقال من قرأ قل هو الله أحد فقد قرأ ثلث القرآن أخبرنا محمد بن علي بن الفتح الحربي أبنا علي بن عمر السكري ثنا حاتم بن الحسن الشاشي حدثني علي بن الأزهر الرازي ثنا الفضيل بن عياض عن منصور عن هلال بن يساف عن عمرو بن ميمون عن الربيع بن خثيم عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن امرأة من الأنصار قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أيعجز أحدكم أن يقرأ في ليلته ثلث القرآن فأشفقنا أن يأمرنا بأمر نعجز عنه فسكتنا حتى قالها ثلاثا ثم قال من قرأ في ليلته بالله الواحد الصمد فهو ثلث القرآن وأما حديث عبد الصمد بن عبد الوارث عن شعبة عن منصور الذي خالف فيه زائدة وفضيلا بأن نقص من إسناده ابن أبي ليلى فأخبرناه أبو عمر عبد الواحد بن محمد بن عبد الله بن مهدي الفارسي أبنا أبو عبد الله محمد بن مخلد العطار ثنا عباد بن الوليد الغبري ثنا عبد الصمد ثنا شعبة عن منصور عن هلال بن يساف عن الربيع بن خيثم عن عمرو بن ميمون عن امرأة عن أبي أيوب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال قل هو الله أحد ثلث القرآن أو قال عن امرأة أبي أيوب عن النبي صلى الله عليه وسلم وأما حديث محمد بن جعفر غندر عن شعبة مثل هذا من غير شك فأخبرناه الحسن بن علي التميمي أبنا أحمد بن حعفر بن حمدان ثنا عبد الله بن أحمد حدثني أبي ثنا محمد ثنا شعبة عن منصور عن هلال بن يساف عن ربيع بن خثيم عن عمرو بن ميمون عن امرأة عن أبي أيوب عن النبي صلى الله عليه وسلم قال قل هو الله أحد ثلث القرآن أخبرنا أبو الحسن بن رزقويه ثنا أحمد بن عيسى بن الهيثم ثنا محمد بن الفضل ثنا أبو بكر بن خلاد ثنا محمد بن جعفر ثنا شعبة عن منصور عن هلال بن يساف عن ربيع بن خثيم عن امرأة عن أبي أيوب عن النبي صلى الله عليه وسلم قال قل هو الله أحد ثلث القرآن وأما حديث سعيد بن مسروق عن منذر الثوري الذي أسقط من إسناده من بين الربيع بن خثيم وبين أبي أيوب ووقفه فأخبرناه أبو الحسين محمد بن الحسين بن الفضل القطان أبنا دعلج بن أحمد المعدل ثنا محمد بن علي بن زيد الصائغ أن سعيد بن منصور حدثهم وأخبرنا الحسن بن أبي بكر أبنا أحمد بن إسحاق بن نيخاب ثنا محمد بن أيوب ثنا سهل بن عثمان قالا ثنا أبو الأحوص عن سعيد بن مسروق عن منذر زاد ابن الفضل الثوري ثم اتفقا عن الربيع بن خيثم قال قال أبو أيوب وفي حديث ابن الفضل عن أبي أيوب قال من قرأ قل هو الله أحد كانت له بعدل وقال ابن الفضل تعدل ثلث القرآن وأما حديث حصين بن عبد الرحمن عن هلال بن يساف الذي خالف منصورا فيه فأخبرناه أبو الحسن بن رزقويه أبنا أحمد بن عيسى بن الهيثم ثنا محمد بن الفضل السقطي ثنا خالد بن هشام وأخبرناه الحسن بن علي التميمي ثنا أحمد بن جعفر بن حمدان ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي قالا ثنا هشيم عن حصين عن هلال بن يساف عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أبي بن كعب أو رجل من الأنصار قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قرأ قل هو الله أحد فكأنما قرأ ثلث القرآن هو في حديث ابن حنبل بقل هو الله أحد فكأنما قرأ بثلث القرآن وأما حديث عامر الشعبي عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أبي أيوب فأخبرناه أبو بكر البرقاني ثنا أبو الحسن علي بن عمر الحافظ ثنا محمد بن مخلد ثنا حماد بن الحسن ثنا حجاج بن نصير ثنا شعبة عن عبد الله بن أبي السفر عن الشعبي عن ابن أبي ليلى عن أبي أيوب عن النبي صلى الله عليه وسلم قال قل هو الله أحد تعدل ثلث القرآن ومن قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو على كل شئ قدير كان كعدل عشر رقاب من ولد إسماعيل قال أبو الحسن رفعه حجاج وغيره يوقفه وأخبرنا البرقاني أبنا علي بن عمر ثنا علي بن محمد بن يحيى السواق ثنا الحسن بن محمد بن الصباح ثنا أسباط ثنا زكريا عن الشعبي ثنا عبد الرحمن بن أبي ليلى قال حدثني أبو أيوب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال قل هو الله أحد تعدل ثلث القرآن وأما حديث أبو حذيفة الذي رواه عن سفيان عن إسماعيل بن أبي خالد عن هلال بن يساف عن ابن مسعود فأخبرناه أبو الفضل الفزاري أبنا عبد الرحمن بن عمر الخلال ثنا محمد بن أحمد بن يعقوب ثنا جدي ثنا أبو حذيفة ثنا سفيان عن إسماعيل بن أبي خالد عن هلال بن يساف عن ابن مسعود يعني عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم قال أيعجز أحدكم أن يقرأ ثلث القرآن في ليلة وكبر ذلك في أنفسهم فقال النبي صلى الله عليه وسلم الواحد الصمد ثلث القرآن وأما حديث أبي نعيم عن الثوري الذي خالف أبا حذيفة فيه بوقفه وقوله عن أبي مسعود بدل ابن مسعود وأما حديث محمد بن كثير بموافقة أبي نعيم على هذا القول فأخبرناه الحسن بن أبي بكر ثنا أحمد بن إسحاق بن نيخاب ثنا محمد بن أيوب ثنا محمد بن كثير العبدي ابنا سفيان بن سعيد الثوري عن إسماعيل عن هلال بن يساف عن أبي مسعود الأنصاري قال من قرأ قل هو الله أحد وقل يا أيها الكافرون في ليلة فقد أكثر وأطيب وأما حديث يعلى بن عبيد وعبد الله بن نمير عن إسماعيل بن أبي خالد مثل رواية أبي نعيم وابن كثير عن الثوري فأخبرنيه أبو الفضل الفزاري أبنا عبد الرحمن بن عمر الخلال ثنا محمد بن أحمد بن يعقوب ثنا جدي ثنا يعلى بن عبيد ثنا إسماعيل بن أبي خالد قال جدي وحدثني محمد بن عبد الله بن نمير ثنا أبي عن إسماعيل بن أبي خالد عن هلال بن يساف قال سمعت أبا مسعود الأنصاري يقول من قرأ في ليلة قل يا أيها الكافرون فقد أكثر وأطيب وأما حديث عبد العزيز بن مسلم عن إسماعيل مثل هذا القول فأخبرناه الحسن بن أبي بكر أبنا ابن نيخاب ثنا محمد بن أيوب أبنا عبد الرحمن بن المبارك ثنا عبد العزيز بن مسلم عن إسماعيل عن هلال بن يساف عن أبي مسعود الأنصاري قال من قرأ قل يا أيها الكافرون في ليلة فقد أكثر وأطيب وأما حديث شريك بن عبد الله عن أبي إسحاق عن عمرو بن ميمون عن ابن مسعود فأخبرناه الحسن بن أبي بكر ثنا أحمد بن إسحاق ثنا محمد بن أيوب أبنا علي بن حكيم الأودي أبنا شريك عن أبي إسحاق عن عمرو بن ميمون الأودي عن عبد الله قال فيما يرى شريك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أما يستطيع أحدكم أن يقرأ ثلث القرآن في ليلة قالوا يا رسول الله ومن يطيق هذا قال يقرأ أحدكم قل هو الله أحد فإنها ثلث القرآن ورواه أسود بن عامر عن شريك فقال عن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم بغير شك وأما حديث شعبة عن أبي قيس الأودي عن عمرو بن ميمون بخلاف قول شريك فأخبرناه الحسن بن أبي بكر ثنا محمد بن العباس بن نجيح ثنا عبد الملك أبو قلابة الرقاشي ثنا بشر بن عمر ثنا شعبة عن أبي قيس عن عمرو بن ميمون عن أبي مسعود البدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال قل هو الله أحد ثلث القرآن أو تعدله أخبرناه البرقاني قال قرأنا على أبي بكر الإسماعيلي أخبركم يحيى بن محمد الحنائي ثنا عبيد الله يعني ابن معاذ العنبري ثنا أبي ثنا شعبة عن أبي قيس سمع عمرو بن ميمون يحدث عن أبي مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال أيغلب أحدكم أن يقرأ ثلث القرآن كل ليلة قالوا ومن يستطيع ذلك قال قل هو الله أحد وأما حديث مسعر عن أبي قيس بموافقة شعبة فأخبرنيه أبو الفضل الفزاري ثنا عبد الرحمن بن عمر ثنا محمد بن أحمد بن يعقوب ثنا جدي ثنا أبو أحمد الزبيري ثنا مسعر عن أبي قيس عن عمرو بن ميمون عن أبي مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أما يستطيع أحدكم أن يقرأ كل ليلة ثلث القرآن قالوا ومن يطيق ذلك يا نبي الله قال قل هو الله أحد هي ثلث القرآن وأما حديث سفيان الثوري عن أبي قيس مثل هذا القول فأخبرناه أبو الحسن علي بن يحيى بن جعفر الإمام بأصبهان ثنا سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني ثنا علي بن عبد العزيز ثنا أبو نعيم قال سليمان وحدثنا ابن أبي مريم قال ثنا الفريابي قال وحدثنا أبو مسلم الكشي ثنا أبو عاصم كلهم عن سفيان عن أبي قيس عن عمرو بن ميمون عن أبي مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أيعجز أحدكم أن يقرأ ثلث القرآن في ليلة فكبر ذلك في أنفسهم فقال الله الواحد الصمد ثلث القرآن وأخبرناه ابن رزقويه ابنا أحمد بن عيسى بن الهيثم ثنا محمد بن الفضل السقطي ثنا عبيد الله بن عمر القواريري ثنا عبد الرحمن بن مهدي ثنا سفيان عن أبي قيس عن عمرو بن ميمون عن أبي مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أيعجز أحدكم أن يقرأ ثلث القرآن الله الواحد الصمد وأما حديث عبد الصمد بن حسان عن الثوري الذي خالف أصحابه فيه بروايته إياه عن سفيان عن أبي إسحاق عن عمرو بن ميمون فأخبرناه البرقاني قال قلت لأبي الحسن الدارقطني سمعت من ابن مخلد حديثه عن عبد الله بن محمد بن سورة البلخي ثنا عبد الصمد بن حسان ثنا سفيان عن أبي إسحاق عن عمرو بن ميمون عن أبي مسعود الأنصاري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال أيعجز أحدكم أن يقرأ القرآن في ليلة فكبر ذلك في أنفسهم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم الواحد الصمد ثلث القرآن فقال حدثناه ابن مخلد تم الجزء والحمد لله رب العالمين وصلواته وسلامه على سيد المرسلين  

مسألة في الصفات الحافظ أبي بكر الخطيب البغدادي 

تحقيق عبدالله بن يوسف الجديع 

نُشر هذا التحقيق  في العدد الأول  (ص 281)

قام بنشره

أبو مهند النجدي  

بسم الله الرحمن الرحيم

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه , ونعوذ بالله من شرور أنفسنا , ومن سيئات أعمالنا من يهد الله , فلا مضل له , ومن يضلل فلا هادي له , وأشهد أن لا إله إلا الله وحده  لاشريك له , وأشهد أن محمداً عبده ورسوله , صلى الله عليه وسلم تسليماً كثيراً

أمابعد :

فهذه الرسالة ( مسألة في الصفات ) تضمنت حكاية مسألتين :

الأولى : رواية للحفاظ الخطيب , مسألة من مسائل الإمام أبي عبد الله أحمد ابن حنبل في العقيدة في كلام الله عز وجل وإنكار قول الجهمية .

والثانية : فتوى للخطيب في مسألة الصفات , ذكر فيها جملة عقيدة السلف في صفات الله عز وجل , وقرر فيها أن طريقة السلف هي الطريقة الوسط , كما قرر القاعدة السلفية :

الكلام في الصفات فرع عن الكلام في الذات , فأثبت الصفات مع التنزيه , وأبطل التأويل .

وأنكر على أهل البدع طعنهم على أهل السنة والأثر بسبب روايتهم الأحاديث في الصفات , وبيَّن وجوب رد المتشابه إلى المحكم , والإيمان جملة  بكل ذلك , والتسليم له .

 

ثم أتى على تقسيم الأحاديث الواردة في الصفات إلى ثلاثة أقسام , من جهة القبول والرد , وبيَّن أن ما ثبت منها يجري مجرى ما ورد في القرآن من ذلك , على الإثبات , ونفي التشبيه .

وهذه الصفة تثبت كون الحافظ الخطيب على اعتقاد السلف , أهل السنة والحديث ,لا كما زعم بعضهم , فألحقه بأصحاب الأشعري , وإن كان قوله في الإثبات إجمالاً يوافق قول الأشعري في       " الإبانة " , حيث جرى فيها على ذلك , فهذا لا يصلح أن يكون حجة على إلحاقه به , فالإثبات مذهب السلف قبل وجود الأشعري , والخطيب إمام أهل الحديث في وقته , فإلحاقه بهم هو الواجب الذي لا ينبغي سواه .

بل إنك ترى في المسألة الأولى في هذه الرسالة ما يبرئ الخطيب كلية من كونه على مذهب الأشعري , من أجل كون قضية اللفظ بالقرآن من أبرز ما خرجت به الأشعرية عن عقيدة السلف , أهل السنة والحديث .

 

أسأل الله عز وجل لي ولك العصمة من الضلالة , ولا حول ولا قوة إلا به .

 

وكتبه أبو محمد عبد الله بن يوسف الجديع

 

 

 

***

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

هذه الرسالة

النسخة المعتمدة في التحقيق :

اعتمدت في تحقيق هذه الرسالة النسخة الوحيدة المحفوظة في دار الكتب الظاهرية بدمشق , ضمن مجموع رقم : (16) .

 

 

تحقيق القول في نسبة الرسالة للخطيب :

تضمّنت الرسالة مسألتين ـ كما ذكرت في الافتتاح ـ

الأولى : من رواية الحافظ ابن ناصر السلامي بإسناده إلى الخطيب رواية , والثانية : من رواية أبي طالب الصيرفي بإسناده على الخطيب من كلامه , وراوي النسخة التي اعتمدتها عنهما لم يتعين لي ؛ لأنها اتصلت برسالة (اعتقاد السنَّة ) للإسماعيلي , وكانت تلك من رواية الإمام موفق الدين ابن قدامة

ضمن جماعة آخرين من الأئمة , وقد وقعت رواية ابن قدامة للمسألة الثانية من هذه الرسالة في كتابه " ذم التأويل " (النص :15) كما رواه من طريقه الذهبي في " العلو "(ص: 185) عن أبي طالب الصيرفي بإسناده , وذكر جزءاً منها .

فاحتمل أن تكون من روايته احتمالاً قوياً .

وفي السماعات المثبتة ما يبين هذه الرسالة من رواية أبي الحسن علي بن أبي عبد الله بن علي المقَيَّر البغدادي , بإجازته من الحافظ ابن ناصر , ومن أبي طالب الصيرفي .

وابن المقَيَّر هذا مسند مكثر صالح .

وقد سمع الرسالة عليه جماعة بتاريخ : السابع من شعبان سنة ( 633 هـ )

ولا بن المقَيَّر بالرسالة إجازة أيضاً عن ابن المعالي الفضل بن سهل الإسفراييني , بإجازته عن الخطيب , كما في السماع آخر النسخة .

قلت : وأبو المعالي هذا صحيح السماع , لكنه اتهم بالكذب في لهجته([1]) .

وهناك سماع آخر لجماعة , مؤرخ في : يوم السبت تاسع وعشرين من ذي الحجة سنة (730 هـ )

على الشيخة الصالحة أم عبد الله زينب بنت أحمد بن عبد الرحيم الصالحية , بإجازتها من الشيخة المسندة الفاضلة عجيبة بنت محمد بن أبي غالب الباقداري البغدادية , بإجازتها من أبي الفرج مسعود بن الحسن الثقفي , بإجازته من الخطيب .

وهذا إسناد ثالث للرسالة , لكنه ضعيف ؛ لأنهم تكلموا في إجازة الخطيب للثقفي ووهنوها ([2]) .

 

وفيما تقدم غنية في إثبات صحة هذه الرسالة عن الخطيب .

وقد تابع الحافظ أبو طاهر السلفي أبا طالب الصيرفي , فروى المسألة الثانية عن الزعفراني .

أخرج ذلك الذهبي في " سير أعلام النبلاء " : (18/283 ـ 284) و " تذكرة الحفاظ " : (3/1142 ـ 1143) وذكر المسألة إلى قوله ﴿ كُفُوًا أَحَدٌ ﴾ .

اسم الرسالة :

لم تسم الرسالة في أصلها المعتمد , فسميتها بمضمونها وابتداء جواب الخطيب : " أما الكلام في الصفات ... " .

 

التعليق على الرسالة :

لم أخل حواشي الرسالة من تعليق اقتضاه المقام , من تعريف برواتها وحكم على إسناد وتنبيه على            فائدة , وإليك نصها .

***

 

 

 

 

 

 

 

 

نص الرسالة

 

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

أخبرنا الحافظ أبو الفضل محمد بن ناصر بن محمد بن علي البغدادي([3]) , قال : أخبرنا أبو الحسين المبارك بن عبد الجبار بن أحمد الصيرفي([4]) قراءة عليه , وأنا اسمع , في شوال سنة أربع وتسعين وأربع مئة , أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب :

أخبرنا أبو منصور محمد بن عيسى البزار([5]) ـ بهمذان ـ حدثنا صالح بن أحمد الحافظ ([6]) , قال : سمعت عبد الله بن إسحاق بن سيامرد ([7]) يقول :

التقيت مع المروذي ([8]) لي بطرسوس , فقلت له : يا أبا بكر , كيف سمعت أبا عبد الله يقول في القرآن ؟ .

قال : سمعت أبا عبد الله ([9]) يقول :

القرآن كلام الله غير مخلوق , فمن قال : ( مخلوق ) , فهو كافر.

قلت : كيف سمعته يقول فيمن وقف ؟

قال : هذا رجل سوء , وأخاف أن يدعو إلى خلق القرآن .

قلت له : يا أبا بكر , كيف سمعت أبا عبد الله يقول في اللفظ ؟

قال : من قال : لفظه في القرآن مخلوق فهو جهمي .

 

قلت أنا له : وأيش الجهمي ([10]) ؟ .

قال : شك في الله أربعين صباحاً ([11]) .

قلت : من شك في الله فهو كافر .

قال : نعم ([12]).

 

 

 

 

 

 

 

***

 

 

 

أخبرنا الشيخ أبو طالب المبارك بن علي الصيرفي ([13]) ـ إذناً ـ قال : أخبرنا  أبو الحسن محمد بن مرزوق بن عبد الرزاق الزعفراني ([14]) لي ـ قراءة عليه ـ وأنا اسمع في ربيع الأول من سنة ست وخمس مئة , قال : أخبرنا الخطيب الحافظ أبو بكر أحمد بن علي البغدادي قال :

كتب إلي بعض أهل دمشق يسألني عن مسائل ـ ذكرها , ـ فأجبته عن ذلك ـ وقرأه لنا في جواب ما سئل عنه ـ فقال :

وقفت على ما كتب به الشيخ الفاضل , أدام الله تأييده وأحسن توفيقه وتسديده , وسكنت إلى ما تأدى إلي من علم أخباره , أجراها ... ([15]) لي على آثاره , وأجيبه بما أرجو أن يقع وفاق اختياره , وأسأل الله العصمة من الزلل والتوفيق , لإدراك صواب القول والعمل , بمنه ورحمته .

أما الكلام في الصفات :

فإن ما رُوي منها في السنن والصحاح مذهب السلف ـ رضوان الله عليهم ـ إثباتها , وإجراؤها على ظواهرها , ونفي الكيفية والتشبيه عنها .

وقد نفها قوم , فأبطلوا ما أثبته الله سبحانه , وحققها من المثبتين قوم ,فخرجوا في ذلك إلى ضرب من التشبيه والتكييف .

والقصد إن ما هو سلوك الطريقة المتوسطة بين الأمور , ودين الله بين الغالي فيه والمقصر عنه .

 

والأصل في هذا :

أن الكلام في الصفات فرع عن الكلام في الذات , ويحتذي في ذلك حذوه ومثاله , فإذا كان معلوماً أن إثبات رب العالمين عز وجل هو إثبات وجود ,لا إثبات كيفية , فكذلك إثبات صفاته , إنما هو إثبات وجود , لا إثبات تحديد وتكييف .

فإذا قلنا : لله تعالى يد , وسمع وبصر , فإن ما هي صفات أثبتها الله تعالى لنفسه , ولا نقول : إن معنى اليد : القدرة , ولا معنى السمع والبصر : العلم , ولا نقول : إنها جوارح , ولا نشبهها بالأيدي والأسماع والأبصار التي هي جوارح , وأدوات للفعل .

 

ونقول : إنما وجب إثباتها ؛ لأن التوقيف ([16]) ورد بها , ووجب نفي التشبيه عنها ,لقوله تبارك وتعالى: ﴿ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ﴾ [ الشورى : 11] وقوله عز وجل : ﴿ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ ﴾ [الإخلاص : 4] .

ولما تعلق أهل البدع على عيب أهل النقل برواياتهم هذه الأحاديث , ولبسوا على من ضعف علمه , بأنهم يروون ما لا يليق بالتوحيد , و لا يصح في الدين , ورموهم بكفر أهل التشبيه , وغفلة أهل التعطيل , أجيبوا بأن في كتاب الله تعالى آيات محكمات , يفهم منها المراد بظاهرها , وآيات متشابهات , لا يوقف على معناها إلا بردها إلى المحكم , ويجب تصديق الكل والإيمان بالجميع , فكذلك أخبار الرسول e جارية هذا المجرى , ومنزلة على هذا التنزيل , يرد المتشابه منها إلى المحكم , ويقبل الجميع .

 

فتنقسم الأحاديث المروية في الصفات ثلاثة أقسام :

منها : أخبار ثابتة أجمع أئمة النقل على صحتها ؛ لاستفاضتها وعدالة نقلتها , فيجب قبولها والإيمان بها , مع حفظ القلب أن يسبق إليه اعتقاد ما يقتضي تشبيه الله بخلقه , ووصفه بما لا يليق به من الجوارح والأدوات , والتغير والحركات .

والقسم الثاني :أخبار ساقطة بأسانيد واهية , وألفاظ شنيعة , أجمع أهل العلم (بـ) النقل على بطولها , فهذه لا يجوز الاشتغال بها , ولا التعريج عليها .

والقسم الثالث : أخبار اختلف أهل العلم في أحوال نقلتها , فقبلها البعض دون الكل , فهذه يجب الاجتهاد والنظر فيها ؛ فإني لم أشتغل بها , ولا تقدم مني جمع لها , و لعل ذلك يكون فيما بعد ,     إن شاء الله  


  1. (1) سبر أعلام النبلاء : (20/226) .
  2. (1) انظر سير أعلام النبلاء :(18/285, 30/470) .
  3. (1) المعروف بـ " السلامي " : (467 ـ 550 هـ) ثقة حافظ متقن , صاحب سنة , زاهد , وقد كان أشعرياً أول مرة , ثم انتقل إلى مذهب أهل السنة والحديث . ترجمته في سير أعلام النبلاء : (20/265) .
  4. (2) يعرف بـ " ابن الطيوري " (411 ـ 500 هـ ) بغدادي ثقة ثبت , صحيح الأصول , مع استقامة في الدين , وحسن خلق , ترجمته في : سير أعلام النبلاء : (19/213) .
  5. (3) الهمذاني : (354 ـ 431 هـ) صدوق ثقة , رجل صالح , ترجته في سير أعلام النبلاء : (17/563) .
  6. (4) التميمي الهمذاني: (303 ـ 384 هـ ) ثقة حافظ ثبت مصنف , ترجمته في : سير أعلام النبلاء : (16/518) .
  7. (5) النهاوندي , أبو عبد الرحمن قال الحافظ صالح بن أحمد : " سمعت منه مع أبي , وكان ثقة هيوباً ذا سنة , يحفظ ويذاكر , قدم علينا في سنة ثمان عشرة وثلاث مئة " .
  8. (6) هو أحمد بن محمد بن الحجاج , أبو بكر , (000 ـ 275 هـ ) بغدادي إمام قدوة , رأس في الذب عن السنة والدعوة إليها, وهو أخص أصحاب الإمام أحمد به , ورأس طبقتهم , ولم يكن أحمد يقدم عليه أحداً . ترجمته في : سير أعلام النبلاء : (13/173) .
  9. (7) يعني أحمد بن حنبل .
  10. (1) أي : من الجهمي الذي تنسب إليه هذه المقالة ؟ .
  11. (2) روى عبد الله بن أحمد في " السنة " : (رقم 189 ) , بإسناد صحيح عن يزيد بن هارون قال :
  12. " لعن الله الجهم ومن قال بقوله , كان كافراً جاحداً ترك الصلاة أربعين يوماً , يزعم أنه يرتاد ديناً وذلك أنه شك في الإسلام " .
  13. قلت : والجهم بن صفوان رأس البدعة وإمام الضلالة , قبحه الله .
  14. (3) إسناد هذه المسألة صحيح عن الإمام أحمد وأراد بمن وقف من يقول : ( القرآن كلام الله ) ويسكت , فلا يقول ( مخلوق) ولا (غير مخلوق) , وقد كان هذا يغني قبل ظهور بدعة القرآن , أما بعد ظهورها وانتشارها فلا يجوز السكوت , لما يجب من رد البدعة , وإظهار السنة , كما أن الساكت ربما أضمر اعتقاد الجهمية , فإنهم يقولون : ( القرآن كلام الله ) , وبدعتهم إنما هي بقولهم ( مخلوق ) , فإذا لم ينفها , فما الذي يميزه عنهم ؟ .
  15. وأما قضية اللفظ , فإنما جهّم الإمام أحمد من يقول بها ؛ لأن أصحاب الضلالة بعد أن كشف الله عز وجل باطلهم فروا من القول ( القرآن مخلوق ) , يريدون به القرآن , وهو الإعتقاد الذي صارت إليه الأشعرية , حيث فروا من بدعة المعتزلة الصريحة إلى بدعة موهمة خلافاً لغيرهم , ذلك لأن الأشعرية يوافقون المعتزلة في أن القرآن العربي الذي يعرفه الخاصة والعامة , المؤلف من الحروف , المفتتح بالفاتحة والمختتم بالناس مخلوق , وهو مرادهم باللفظ , وغير المخلوق إنما هو معنى قائم في نفس الله , ليس بحروف وآيات .
  16. وأنت ترى الإمام أحمد رحمه الله أنكر هذه البدعة , وهي في مهدها , قبل أن يوجد الأشعري .
  17. وقد فصلت ذلك وبينته في كتابي " العقيدة السلفية في كلام رب البرية " فارجع إليه .
  18. (1) يعرف بـ " ابن خضير " (483 ـ 517 هـ ) . بغدادي صدوق مكثر , رجل صالح . ترجمته في : سير أعلام النبلاء : (20/487) .
  19. (2) الجلاب (442 ـ 517 هـ ) . بغدادي فقيه , محدث ثبت , ترجمته في : سير أعلام النبلاء : (19/471) .
  20. (3) قدر كلمة لم أتمكن من قراءته .
  21. (1) أي : نصوص الكتاب والسنة الصحيحة .
  22. (2) إسناد هذه المسألة صحيح إلى الحافظ الخطيب .

=

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الفيزياء الثالث الثانوي3ث. رائع

الفيزياء الثالث الثانوي3ث. =============== . ...