روابط مصاحف م الكاب الاسلامي

روابط مصاحف م الكاب الاسلامي
 

ب ميك

المدون

 

الأحد، 5 يونيو 2022

مج 10. و11. السلسلة الضعيفة محمد ناصر الدين الألباني

 مج 10. و11.  السلسلة الضعيفة  محمد ناصر الدين الألباني

مج 10. السلسلة الضعيفة  محمد ناصر الدين الألباني

ثم أقول : لقد وقفت للشيخ أحمد الغماري على كلام عجيب في هذا الحديث يدل على انحرافه عن أهل الحديث والسنة ، وميله إلى التشيع ومحاباته لأهل البيت ولو بتقوية الأحاديث الموضوعة ، فقد ذكر في " المداوي " 

 ( 1/451 - 542 ) أسماء الصحابة الذين روي الحديث عنهم دون أن يسوق أسانيدهم - على خلاف عادته من تسويد صفحات بها - ودون أن يبين من فيها من الكذابين والسراقين ، اللهم إلا حديث علي رضي الله عنه ، فقد ساق إسناده ، ولكنه خنس عنه ، ولم يبين علته ، مع أن فيه ( العباس بن بكار الضبي ) ، وهو كذاب كما تقدم عن الإمام الدارقطني .
وإن من انحرافه واتباعه لهواه أنه أجمل الكلام فيها وألانه ، ورمى رواة الحديث وأئمتهم الذين أعرضوا عن رواية هذه الموضوعات في كتبهم بالنصب ومعاداة أهل البيت - حاشاهم - ، فقال :
" والطرق التي ذكرها المصنف ( يعني السيوطي في " الجامع " ) وإن كانت كلها ضعيفة ( ! ) إلا أن زهد النواصب ( ! ) ونفور غيرهم من التهمة بالرفض إذا رووا فضائل أهل البيت ، كما كان معروفا في عصر الرواية ، هو الذي جعل الضعفاء ينفردون بمثل هذا ، والأمر لله " !
فأقول والله المستعان :
قوله : " الضعفاء " كلمة مضللة للقراء كما هو ظاهر من التخريج . وفاطمة رضي الله عنها أرفع وأغنى أن تمدح بالكذب على أبيها صلى الله عليه وسلم ، وأهل السنة وأئمة الحديث ليسوا بـ ( النواصب ) كيف وهم الذين رووا بالأسانيد الصحيحة في فضلها أنها بضعة منه صلى الله عليه وسلم يريبه ما يريبها ، ويؤذيه ما يؤذيها ، وأنها سيدة نساء العالمين ، وأنها سيدة نساء أهل الجنة ، إلا مريم ... إلى غير ذلك من الفضائل .

(191/2)


2689- ( إذا قام أحدكم إلى الصلاة فليقبل عليها حتى يفرغ منها ، وإياكم والالتفات في الصلاة ، فإن أحدكم يناجي ربه ما دام في الصلاة ) .
قال الألبانى في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/213 :
$موضوع$
أخرجه الطبراني في " الأوسط " ( 1/44/2- زوائده ) عن محمد بن عمر الواقدي : حدثنا نافع بن ثابت بن عبد الله بن الزبير عن يزيد بن رومان عن عطاء بن يسار عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : فذكره . وقال :
" لم يروه عن يزيد إلا نافع ، تفرد به الواقدي " .
قلت : وهو كذاب ، كذبه أحمد والنسائي وغيرهما ، واقتصار الهيثمي على قوله فيه ( 2/80 ) :
" ضعيف " ، تقصير وتساهل وبين .

(192/1)


2690 - ( إذا كان يوم القيامة دعى الله عز وجل بعبد من عبيده فيقف بين يديه فيسأله عن جاهه كما يسأله عن ماله ) .
قال الألبانى في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/213 :
$موضوع$
رواه الدينوري في " المجالسة " ( ص 4/ المصورة ) ، وتمام ( 17/2 ) ، والطبراني في " الصغير " ( 6 ) ، والخطيب ( 8/99 ) ، وابن عساكر ( 14/373/1 ) عن أحمد بن خليد بن يزيد بن عبد الله الكندي : حدثنا أبو يعقوب يوسف بن يونس الأفطس : حدثنا سليمآن بن بلال عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر مرفوعا .
وأورده ابن الجوزي في " الموضوعات " ( 2/168 ) من رواية ابن حبان عن يوسف هذا ، وقال : " قال ابن حبان : يوسف يروي عن سليمان ما ليس من حديثه ، لا يجوز الا حتجاج به إذا انفرد . قال : وهذا لا أصل له من كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وقال ابن عدي : كل ما روى يوسف عن الثقات منكر " .
وتعقبه السيوطي ( 2/83 ) ثم ابن عراق ( 265/2 ) بما لا يجدي .

(193/1)


2691- ( إذا قام أحدكم في الصلاة فليسكن أطرافه ، ولا يتميل تميل اليهود ، فإن تسكين الأطراف من تمام الصلاة ) .
قال الألبانى في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/214 :
$موضوع$
أخرجه أبو نعيم في " الحلية " ( 9/304 ) ، وابن عساكر في " تاريخ دمشق " ( 16/56/1 ) من طريق معاوية بن يحيى الطرابلسي : حدثنا الحكم بن عبد الله عن القاسم بن محمد عن أسماء بنت أبي بكر عن أم رومان قالت :
رآني أبو بكر أتميل في الصلاة ، فزجرني زجرة كدت أنصرف من صلاتي ، ثم قال : سمعت ، رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : فذكره .
قلت : وهذا موضوع ، آفته الحكم بن عبد الله - وهو الأيلي - وهو كذاب ؛ كما قال أبو حاتم وغيره . وقال أحمد :
" أحاديثه كلها موضوعة " .
ومعاوية بن يحيى الطرابلسي ؛ صدق له أوهام ، وهو أقوى من معاوية بن يحيى الصدفي ، وعكس الدارقطني كما في " التقريب " . وتردد المناوي في أيهما هو راوي الحديث ، فقال :
************
وكأنه لم يقف على تصريح أبي نعيم - في إحدى روايتيه - بأنه الطرابلسي ، ومما يدل على ذلك أنه أعله برجل آخر دونه وهو الهيثم بن خالد ؛ قال في " الميزان " :
" يروي الأباطيل " .
وهو في الرواية الأخرى منهما ، وهي الأولى عنده ، فالظاهر أن بصرالمناوي وقف عندها ، ولم يتجاوزها إلى الأخرى ، وهي من غير طريق الهسثم هذا . ولذلك فعلة الحديث الحقيقية إنما هي الحكم بن عبد الله الأيلي . فتنبه .

(194/1)


2692- ( إذا قام لك رجل من مجلسه فلا تجلس فيه ، أو قال : لا تقم رجلا من مجلسه ، ثم تجلس فيه ، ولا تمسح يدك بثوب من لا تملك ) .
قال الألبانى في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/215 :
$ضعيف$
أخرجه أبو داود الطيالسيفي " مسنده " ( 871 ) ، وعنه البيهقي ( 3/233 ) : حدثنا شعبة عن عبد ربه بن سعيد قال : سمعت أبا عبد الله يحدث عن سعيد بن أبي الحسن أبا بكرة دخل عليهم في شهادة ، فقام له رجل من مجلسه ، فقال أبوبكرة : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : فذكره.
قلت : وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الشيخين ؛ غير أبي عبد الله هذا وهومولى آل أبي بردة الأشعري ؛ وهو مجهول كما في " التقريب " .
وقد خالفه في بعض متنه مسلم بن إبراهيم فقال : حدثنا شعبة به بلفظ :
" . . . مجلسه ، فأبى أن يجلس فيه وقال : إن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن ذا ، ونهى النبي أن يمسح الرجل يده بثوب من لم يكسه " .
أخرجه أبو دواد في " سننه " ( 4827 ) ، وعنه البيهقي وقال :
" وهكذا رواه جماعة عن شعبة . ورواه عنه الطيالسي بالشك في متنه " .
قلت : ثم ساقه عنه كما تقدم ؛ ثم قال :
" فيحتمل أن يكون الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم في النهي عن الأقامة ، كما رواه الحافظ عن ابن عمر وجابر بن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم ، وأن ابن عمر وأبا بكرة كأنا ينزهان عن الجلوس ، وإن قاموا لهما تبرعا ، دون الإقامة " .
قلت : وقد روي الحديث عن أبي هريرة مرفوعا بلفظ :
" لا يقوم الرجل للرجل من مجلسه ، ولكن افسحوا يفسح الله لكم " .
أخرجه أحمد ( 2/483 ) من طريق فليح عن أيوب بن عبد الرحمن بن صعصعة الأنصاري عن يعقوب بن أبي يعقوب عنه .
ورجاله ثقات غير فليج - وهو ابن سليمان المدني - وهو من رجال الشيخين ، ولذلك كنت ذهبت قديما إلى تقوية الحديث ، ثم تنبهت بعد لأي أن في بعض رجالهما من تكلم فيه غيرهما من الأئمة بجرح مفسر ، ومنهم فليح هذا ؛ ولذلك أورده الذهبي في " الضعفاء " وقال :
" له غرائب ، قال النسائي وابن معين : ليس بقوي " .
وقال الحافظ في " التقريب " :
" صدوق كثير الخطأ " .

(195/1)


2693- ( إذا قال العبد : يارب - أربعا - ، قال الله تبارك وتعالى: لبيك عبدي سل تعط ) .
قال الألبانى في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/216 :
$ضعيف جدا$
أخرجه البزار ( ص 308- زوائده ) : حدثنا إسحاق بن وهب العلاف : حدثنا يعقوب بن محمد ( كذا ) : حدثنا الحكم بن سعيد : حدثنا هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة : أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : فذكره ؛ وقال :
" لا نعلمه بهذا اللفظ إلا من هذا الوجه " .
قال الشيخ - يعني الهيثمي -:
" الحكم ضعيف " .
قلت : بل هو أسوء حالا من ذلك ، فقد قال فيه البخاري :
" منكر الحديث " .
ومن المعلوم أنه لا يقول هذا إلا فيمن هو في أدنى درجات الضعف .
ويعقوب بن محمد ؛ الظاهر أنه ابن عيسى الذهري المدني ؛ قال الحافظ :
" صدق ، كثير الوهم والرواية عن الضعفاء " .
والحديث عزاه السيوطي في " الجامع " لابن أبي الدنيا وحده في " الدعاء " ؛ قال المناوي :
" مرفوعا وموقوفا ، وأيا ما كان ، ضعيف ، لأنه فيه يعقوب الزهري لا يعرف عن الحكم الأموي مضعف ، لكن يقويه خبر البزار : إذا قال العبد . . . " .
قلت : وهذا من عجائبه ؛ فإنه يقوي الحديث الضعيف بنفسه ! فقد عرفت أن إسناد البزار هو عين إسناد ابن أبي الدنيا ، غير أننا استفدنا منه تسمية والد يعقوب ، واستفدنا من إسناد ابن أبي الدنيا أنه زهري فتأكدت بذلك من صحة ما استظهرته أنه عيسى الذهري المدني ، وظاهر بعد ذلك أن المناوي لم يقف على إسناد البزار ، وإلا لما قوى به إسناد ابن أبي الدنيا وهو هو !!

(196/1)


2694- ( إذا قام الرجل في صلاته أقبل الله عليه بوجهه ، فإذا التفت قال : يا ابن آدم ! إلى من تلتفت ، إلى من هو خير لك مني ؟! أقبل إلي ، فإذا التفت الثانية قال مثل ذلك ، فإذا التفت الثالثة صرف الله وجهه عنه ) .
قال الألبانى في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/218 :
$ضعيف$
أخرجه البزار ( 57- زوائده ) من طريق الفضل بن عيسى الرقاشي عن محمد بن المنكدر عن جابر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره ؛ وقال :
" لا نعلم رواه إلا جابر ، ولا عنه إلا ابن المنكدر ، ولا عنه إلا الفضل ، والفضل خال المعتمر بصري قصاص ، وأحسب أنه كان يذهب إلى القدر ، ولا نكتب عنه إلا ما نجده عند غيره ، أجمعوا على ضعفه " .
قلت : ولذلك أشار المنذري في " الترغيب " ( 1/191 ) إلى تضعيف هذا الحديث .
ثم ذكر البزار له شاهدا من طريق إبراهيم بن يزيد عن عطاء عن أبي هريرة مرفوعا به نحوه . وقال :
" رواه طلحة بن عمرو عن عطاء عن أبي هريرة موقوفا ، وإبراهيم بن يزيد الخوزي ضعيف جدا " .
قلت : ومثله طلحه بن عمرو .

(197/1)


2695- ( إذا كثرت ذنوب العبد فلم يكن له من العمل ما يكفرها ابتلاه الله بالحزن ليكفرها عنه ) .
قال الألبانى في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/218 :
$ضعيف$
رواه أحمد ( 6/157 ) ، وابن أبي الدنيا في " الهم والحزن " ( ق 2/1 ) ، والبزار ( 4/87/3260- الكشف ) ، وأبو الشيخ في " تاريخ أصبهان " ( 283 ) ، والثقفي في " الفوائد " ( ج 9 ق 5 / 2 ) ، ومحمد بن عاصم الثقفي في " أحاديثه " ( 1/2 ) ، ومحمد بن المظفر في آخر " غرائب مالك " ( 77/1 ) ، وأبو نعيم في " أخبار أصبهان " ( 2/189و3/388-389 ) ، وعبد الغني المقدسي في " أحاديث محمد بن عاصم " ( 1/2 ) عن ليث بن أبي سليم عن مجاهد عن عائشة مرفوعا .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ من أجل ليث بن أبي سليم فإنه ضعيف مختلط . وأما قول الهيثمي في " المجمع " ( 2/291 ) :
" رواه أحمد ، وفيه ليث بن أبي سليم ، وهو مدلس ، وبقية رجاله ثقات " .
فهو من أوهامه المتكررة فإنه ليثا لم يتهمه أحد بالتدليس !
ثم رأيته قد أعاد الحديث ( 10/192 ) وقال :
" رواه أحمد والبزار وإسناده حسن " !
كذا قال ! فهذا وهم آخر ؛ فإني لا أعلم أحدا يحسن حديث الليث هذا ولو كان من المتساهلين . ونحوه قول الحافظ العراقي في " تخريج الإحياء " ( 2/32 ) بعدما عزاه لأحمد :
" وفيه ليث بن أبي سليم ؛ مختلف فيه " !
فإني لا أعلم أحدا وثقه ، إلا رواية عن يحيى بن معين ، قال أيوب : سألت يحيى عن ليث ؟ فقال :
" لا بأس به " . وهي معارضة برواية معاوية بن صالح عن ابن معين :
" ضعيف ، إلا أنه يكتب حديثه " .
وهذه الرواية أولى بالقبول لموافقتها لأقوال الأئمة الآخرين ؛ فإنها متفقة على تضعيف الرجل من وجهة حفظه ، بل قال الحاكم :
" مجمع على سوء حفظه " .
فالقول فيه : " مختلف فيه " ؛ لا يخلو من تسامح ، وكأن سلفه في ذلك الحافظ المنذري فإنه قال في خاتمة " الترغيب " ( 4/290 ) :
" فيه خلاف . . . " .
ثم ذكر أقوال الأئمة فيه تجريحا ؛ وقال :
" وضعفه يحيى بن معين . . . ووثقه في رواية " .
ولعل من آثار ذلك أن المناوي بعد أن نقل كلام العراقي والهيثمي وقال : " وقد رمز المصنف ( السيوطي ) لحسنه " ، تبنى تحسينه ؛ فقال في " التيسير " :
" إسناده حسن " !

(198/1)


2696 - ( أتتكم القريعاء . قلنا : وما هى يا رسول الله ! قال : فتنة يكون فيها مثل البيضة ) .
قال الألبانى في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/220 :
$منكر$
أخرجه الطبراني في " المعجم الكبير " ( 13/70/171 ) : حدثنا أحمد بن رشدين ، قال : حدثنا محمد بن سفيان الحضرمي ، قال : حدثنا ابن لهيعة عن أبي قبيل ، عن عبد الله بن عمرو مرفوعا .
ققلت : وهذا إسناد ضعيف مسلسل بالعلل :
ابن لهيعة معروف بالضعف .
ومحمد بن سفيان الحضرمي لم أعرفه ، إلا أن يكون الذي في " ثقات ابن حبان " ( 9/106 ) :
" محمد بن سفيان العامري من أهل مصر ، يروي عن بكر بن مضر ، والليث ابن سعد ، روى عنه أبو جعفر الترمذي المتفقه الذي كان في بغداد " . فإنه من هذه الطبقة .
وعليه يكون ( الحضرمي ) محرف من ( المصري ) .
وأحمد بن رشدين ضعيف أيضا .
والحديث أعله الهيثمي بقوله ( 7/307 ) :
" وفيه محمد بن سفيان الحضرمي ؛ ولم أعرفه . وابن لهيعة لين " .

(199/1)


2697- ( إذا كان الفيء ذراعا ونصفا إلى ذراعين فصلوا الظهر ) .
قال الألبانى في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/221 :
$موضوع$
رواه أبو يعلى في " مسنده " ( 9/377-378 ) ، وعنه ابن حبان في " الضعفاء " ( 1/183 ) ، والعقيلي في " الضعفاء " ( ص 43 ) ، وابن عدي في " الكامل " ( 27/2 ) عن أصرم بن حوشب [ عن زياد بن سعد ] عن الزهري عن سالم عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : فذكره . وقال العقيلي :
" لايتابع عليه ، ولا يعرف به ، ليس له أصل من جهة تثبت " .
وكر عن البخاري أنه قال :
" متروك الحديث " . وكذا قال مسلم والنسائي .
وقال ابن عدي :
" هو في عداد الضعفاء الذين يسرقون الحديث ".
وقال ابن معين :
" كذاب خبيث " .
وقال ابن حبان :
" كان يضع الحديث " .

(200/1)


2698- ( إذا كانوا ثلاثة فليؤمهم أقرؤهم لكتاب الله عزوجل ، فإن كانوا في القراءة سواء فأكبرهم سنا ، فإن كانوا سواء فأحسنهم وجها ) .
قال الألبانى في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/222 :
$منكر$
أخرجه البيهقي ( 3/121 ) من طريق عبد العزيز بن معاوية بن عبد العزيز أبي خالد القاضي - من ولد عتاب بن أسيد - أنبأ أبو عاصم : أنبأ عزرة بن ثابت عن علباء بن أحمر عن أبي زيد الأنصاري - وهو عمرو بن أخطب - عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : فذكره ، وأشار إلى تضعيفه بقوله :
" إن صح الخير ".
قلت : وعلته أبو خالد القاضي ؛ فقد ذكره ابن حبان في " الثقات " ، واستنكر له هذا الحديث فقال :
" هذا منكر لا أصل له ، ولعله أدخل عليه ، وما عدا هذا من حديثه يشبه حديث الأثبات " .
وأشار أبو أحمد الحاكم إلى ذلك بقوله :
" روى عن أبي عام النبيل ما لا يتابع عليه " .
قلت : وقد روي موقوفا على عائشة رضي الله عنها .
أخرجه أبو عبيد في " فضائل القرآن " ( ق 12/1 ) : حدثنا هشيم قال : حدثنا أبو عبد الجليل عن عبد الله بن فروخ عنها . وقال :
" لا أراها أرادت إلا حسن السمت والهدي " .
قلت : لا حاجة إلى مثل هذا التأويل ، لأنه يشعر بثبوت ذلك عنها وليس كذلك ، فإن أبا عبد الجليل هذا مجهول كما قال ابن أبي حاتم ( 4/2/406 ) عن أبيه . وساق له هذا الأثر .

(201/1)


2699 - ( إذا كتب أحدكم : بسم الله الرحمن الرحيم فليمد الرحمن ) .
قال الألبانى في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/223 :
$موضوع$
رواه الخطيب في " الجامع " ( 4/156/2 ) عن أحمد بن أيوب بن علي : حدثنا محمد بن عباد أبو حرب الهروي : حدثنا عبد الصمد بن محمد عن مستغفر بن محمد الحمصي عن جعفر بن برقان عن ميمون بن مهران عن أنس بن مالك مرفوعا .
ورواه الجرجاني ( 397 ) من طريق حامد بن محمد القومسي : حدثنا محمد بن عباد به ؛ وقال : " عبد الصمد بن محمد بن مقاتل " .
قلت : وهذا سند مظلم ؛ من دون جعفر بن برقان لم أجد من ترجمهم ، غير أن عبد الصمد بن محمد يحتمل أن يكون هو الذي في " اللسان " :
" روى عن أبي الطاهر بن السرح ... وعنه الفضل بن عبيد الله الهاشمي قال الدارقطني : ليس بالقوي " .
ومن طريقه أخرجه الديلمي في " مسند الفردوس " ( 1/1/146 - مختصره ) ، وقال المناوي عقبه :
" قال الذهبي : فيه كذاب " !
قلت : فمن هو من هؤلاء ؟

(202/1)


2700 - ( إذا لبس أحدكم ثوبا جديدا فليقل : الحمد لله الذي كساني ما أواري به عورتي واتجمل به في الناس ) .
قال الألبانى في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/224 :
$ضعيف$
رواه بان أبي شيبة في " المصنف " ( 12/45/1 ) : أخبرنا وكيع عن سفيان عن ابن أبي ليلى عن أخيه عيسى عن عبد الرحمن بن أبي ليلى مرفوعا . ورواه ابن سعد ( 1/460 ) عن ابن أبي ليلى به قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا لبس ثوبا أو قال : إذا لبس أحدكم ثوبا .... فذكره .
قلت : وهذا ضعيف الإسناد مع إرساله ؛ فإن ابن أبي ليلى - وهو محمد بن عبد الرحمن - ضعيف لسوء حفظه .

(203/1)


2701 - ( إذا كنت بين الأخشبين من منى - ونفخ بيده نحو المشرق - فإن هناك واديا يقال له : السرر ، به شجرة سر تحتها سبعون نبيا ) .
قال الألبانى في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/224 :
$ضعيف$
أخرجه مالك ( 1/371 ) ، وعنه النسائي ( 2/44 ) ، وكذا البيهقي ( 5/139 ) عن محمد بن عمرو بن حلحلة الديلمي عن محمد بن عمران الأنصاري عن أبيه : أنه عدل إلي عبد الله بن عمر ، وأنا نازل تحت سرحة بطريق مكة ، فقال : ما أنزلك تحت هذه السرحة ؟ فقلت : أردت ظلها ، فقال : هل غير ذلك ؟ فقلت : لا ؛ ما أنزلني إلا ذلك ، فقال عبد الله بن عمر : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره .
وأخرجه أبو نعيم في " الحلية " ( 6/336 ) من طريق أخرى عن محمد بن عمرو بن حلحلة به ، وقال :
" رواه القعنبي والناس عنه في " الموطأ " مثله ، ولا أعلم أحدا رواه عن النبي صلى الله عليه وسلم من الصحابة غير ابن عمر " .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ، محمد بن عمران الأنصاري قال الذهبي :
" لا يدرى من هو ولا أبوه ؟ " . وسبقه إلى ذلك ابن عبد البر في " التمهيد " ( 13/67 ) . وقال الحافظ في الابن :
" مجهول " . وفي الأب :
" مقبول " .
قلت : وقد وجدت له طريقا أخرى مختصرا ؛ فقال أبو يعلى في " مسنده " ( 4/1373 ) : حدثنا الحسن بن حماد الكوفي : أخبرنا أبو معاوية عن الأعمش عن عبد الله بن ذكوان عن ابن عمر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" لقد سر في ظل سرحة سبعون نبيا ، لا تسرف ، ولا تجرد ولا تعبل " .
قلت : وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الشيخين غير الحسن بن حماد الكوفي ؛ وهو ثقة . فالإسناد صحيح لولا أن أبا حاتم قال في ابن ذكوان :
" روى عن ابن عمر ولم يره " .
قلت : ويؤيد ذلك أن ابن عمر توفي سنة ( 73 ) ؛ وكان لابن ذكوان يؤمئذ نحو ( 13 ) سنة ، فيبعد أن يكون قد سمع منه ، وكأن ابن حبان أشار إلى ذلك بإيراده إياه في " من روى عن التابعين " في كتابه " الثقات " ( 7/14 ) وقال :
" وليس بأبي الزناد " . وقال :
" يخطىء " .
وكذلك فرق بينهما ابن عدي في " الكامل " ( 4/130 ) وقال :
" قال البخاري : منكر الحديث " .
ثم ساق له هذا الحديث .
ثم طبع " مسند أبي يعلى " بتحقيق الأخ حسين سليم أسد ، فإذا به يعلق على الحديث بقوله ( 10/87 ) :
" وهذا إسناد أقل ما يقال فيه : إنه حسن " !
ثم ترجم لمحمد بن عمران الأنصاري دون أبيه بأن البخاري وابن أبي حاتم لم يجرحاه ، وبأن ابن حبان وثقه ! ولا يخفى على أحد عرف هذا العلم الشريف أن الاسترواح إلى ما ذكره يخالف ما عليه العلماء تأصيلا وتفريعا من أن عدم التجريح لا يستلزم التوثيق ، وأن توثيق ابن حبان فيه تساهل كثير ، كما نبهنا عليه مرارا وتكرارا ، فلا داعي للعود فيه ، ثم أحال على تعليق له في المجلد ( 9/199 - 201 ) ذهب فيه إلى أن المجهول الذي وثقه ابن حبان يحتج به ؛ شأنه في ذلك شأن بعض الرواة الذين روى لهم البخاري في " الصحيح " ، وهذا مما لا يخفى فساده على العارف بهذا العلم ، ولا أعتقد أن المعلق نفسه يستطيع أن يلتزم ذلك في تخريجاته ، بل هي تدل على أنه لا يعتد بتوثيق ابن حبان للمجهولين ؛ وهذا هو الصواب الذي جرى عليه النقاد كالذهبي والعسقلاني وغيرهما كما لا يخفى .

(204/1)


2702 - ( إذا كتب أحدكم إلى أناس فليبدأ بنفسه ، وإذا كتب فليترب كتابه فإنه أنجح ) .
قال الألبانى في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/227 :
$ضعيف جدا$
رواه ابن عساكر ( 14/358/1 ) عن إبراهيم بن عرق : حدثنا أبو أيوب سليمان بن سلمة : حدثنا محمد بن إسحاق : حدثنا إبراهيم بن أبي عبلة قال : سمعت أم الدرداء تحدث عن أبي الدرداء مرفوعا .
قلت : وهذا سند واه جدا ؛ سليمان هذا - هو الخبائري - وهو كذاب . ومن طريقه أخرجه الطبراني في " الأوسط " كما في " المجمع " ( 8/99 ) .
وللشطر الأول منه شاهد بإسناد خير من هذا وقد مضى ( 1740 ) .

(205/1)


2703 - ( إذا كتب أحدكم إلى أخيه كتابا فلا يبدأ به كائنا من كان ، فإذا فرغ من الكتاب فليطرح عليه من التراب ؛ فإنه أنجح له في تقدير ما قدر ، وإذا طوى الكتاب فليطينه فإنه أكرم له عند صاحبه ) .
قال الألبانى في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/227 :
$موضوع$
رواه ابن عدي ( 312/2 ) عن محمد بن يعلى - زنبور - : حدثنا عمر بن صبح عن أبي حيان عن نافع وزيد عن ابن عمر مرفوعا . وقال :
" هذا حديث منكر بهذا الإسناد ، ومحمد بن يعلى يروي عن ... ومحمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة أحاديث لا يتابع عليها " .
قلت : قال الحافظ :
" زنبور صدوق له أوهام " .
وشيخه أسوأ حالا منه ؛ قال الذهبي :
" ليس بثقة ولا مأمون ، قال ابن حبان : كان ممن يضع الحديث " .
وقال الحافظ :
" متروك ؛ كذبه ابن راهويه " .

(206/1)


2704 - ( أول من دخل الحمام وصنعت له النورة سليمان بن داود ، فلما دخله فوجد غمه وحره قال : أوه من عذاب الله ، أو قبل أن لا تكون أوه ) .
قال الألبانى في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/228 :
$ضعيف جدا$
رواه البخاري في " التاريخ الكبير " ( 1/1/362 ) ، والعقيلي في " الضعفاء " ( ص 23 و 29 ) ، والطبراني في " الأوائل " ( رقم 12 ) ، وابن السني في " اليوم والليلة " ( 311 ) ، وابن أبي ثابت في " حديثه " ( 1/131/2 ) ، وابن عدي ( 8/2 ) ، والبيهقي في " الشعب " ( 2/469/1 ) ، والثعلبي في تفسيره ( 88/1 - 2 ) ، ومشرق بن عبد الله الفقيه في " حديثه " ( 60/2 ) ، وأبو نعيم في " أخبار أصبهان " ( 1/60 ) ، وابن عساكر ( 7/295/1 ) عن عمر بن عبد الرحمن عن إسماعيل بن عبد الرحمن الأودي عن أبي بردة عن أبي موسى عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم . وقال العقيلي :
" إسماعيل بن عبد الرحمن الأودي لا يتابع على حديثه ولا يعرف إلا به ، قال البخاري : لا يتابع عليه ، وفيه نظر " .
وقال أبو نعيم :
" تفرد به إسماعيل " .
قلت : وهو ضعيف جدا ؛ كما يشعر بذلك قول البخاري المتقدم :
" فيه نظر " . وقال الأزدي :
" منكر الحديث " .

(207/1)


2705 - ( إذا لقي المؤمن المؤمن كان كهيئة البناء يشد بعضه بعضا ) .
قال الألبانى في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/229 :
$ضعيف جدا$
أخرجه ابن عدي ( 8/2 ) عن إسماعيل بن عبد الرحمن الأودي عن أبي بردة عن أبي موسى الأشعري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : فذكره .
قلت : وهذا إسناد ضعيف جدا لما سبق من حال الأودي هذا قريبا .

(208/1)


2706 - ( إذا مات صاحب بدعة فقد فتح في الإسلام فتح ) .
قال الألبانى في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/229 :
$موضوع$
أخرجه الخطيب ( 4/159 ) ، والديلمي ( 1/1/151 - 152 ) عن أبي بكر التمار : حدثنا أبو إسماعيل الترمذي : حدثنا عمرو بن مرزوق عن عمران القطان عن قتادة عن أنس مرفوعا .
قلت : وهذا إسناد واه ؛ آفته أبو بكر التمار واسمه محمد بن السري كما وقع في إسناد الخطيب ؛ لكن أصابه تحريف من الطابع . قال الذهبي :
" يروي المناكير والبلايا ، ليس بشيء ، روى له الدارقطني حديثا فخبط ، فقال : لعل هذا الشيخ دخل عليه حديث في حديث " .
لكنه لم يتفرد به ، فقد رواه الخطيب من طريق أحمد بن روح أبي يزيد : حدثنا عمرو بن مرزوق به ؛ وقال :
" الإسناد صحيح ، والمتن منكر ، وكنت أظن أحمد بن روح هذا تفرد بروايته ، حتى أخبرني ... " .
قلت : ثم ساقه من طريق التمار .
وقوله : " الإسناد صحيح " ، لعله يعني من فوق ابن روح هذا ، وإلا فهو مجهول كما قال الذهبي ، لكنه قال :
" تابعه أبو إسماعيل الترمذي " .
فتعقبه الحافظ بقوله :
" ولكن المتابعة من رواية محمد بن السري بن عثمان التمار عن أبي إسماعيل ، وابن السري كان مخلطا " .
والحديث أورده السيوطي في " ذيل الأحاديث الموضوعة " ( ص 48 ) عن الخطيب بطريقيه ، ثم قال :
" وأخرجه ابن الجوزي في " الواهيات " وقال : مدار الطريقين على عمران القطان ، قال يحيى : ليس بشيء ، وقال النسائي : ضعيف الحديث . وأما عمرو بن مرزوق فكان يحيى بن سعيد لا يرضاه " .
قلت : عمرو بن مرزوق من رجال البخاري وهو صدوق له أوهام ؛ كما قال الحافظ ، فلا يعل الحديث به ، ونحوه عمران القطان ؛ فإنه حسن الحدي ، فالعلة ممن دونهما ، والعجب من السيوطي كيف سكت عن هذا الإعلان الخاطىء . وعجب آخر منه ؛ وهو أنه حكم عبى الحديث بالوضع - من حيث إسناده ، فإن السند لا يساعد عليه - ثم أورده في " الجامع الصغير " !

(209/1)


2707 - ( إذا مات الميت تقول الملائكة : ما قدم ؟ وتقول الناس : ما خلف ؟ ) .
قال الألبانى في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/230 :
$ضعيف$
رواه البيهقي في " شعب الإيمان " ( 7/328/10475 ) والديلمي ( 1/1/151 ) عن روح بن الفرج عن يحيى بن سليمان عن المحاربي عن الثوري عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة مرفوعا .
قلت : وهذا إسناد حسن ، رجاله ثقات رجال البخاري غير روح بن الفرج ؛ وهو صدوق كما في " التقريب " ، ويحيى بن سليمان - وهو أبو سعيد الجعفي - فيه كلام يسير لا ينزل حديثه عن مرتبة الحسن ، وهو عند الذهبي ثقة كما صرح في " الضعفاء " ، وقال الحافظ :
" صدوق يخطىء " .
ثم استدركت ؛ فقلت : إن الإسناد ضعيف ، لأن المحاربي واسمه عبد الرحمن بن محمد الكوفي - وإن كان لا بأس به كما قال الحافظ - فقد كان يدلس كما قال أحمد وغيره ، وقد عنعنه .
ومن هذا الوجه أخرجه البيهقي في " الشعب " ( 7/328/10475 ) ، وإليه وحده عزاه السيوطي في " الجامع الصغير " ، وبيض له الشيخ أحمد الغماري في " المداوي " ( 1/463/415 ) فلم يتكلم عليه بشيء !

(210/1)


2708 - ( إذا كان يوم القيامة عرف الكافر بعمله . فجحد وخاصم ، فيقال له : جيرانك يشهدون عليك ، فيقول : كذبوا ، فيقال : أهلك وعشيرتك ، فيقول : كذبوا ، فيقال : احلفوا ، فيحلفون ، ثم يصمتهم الله ، ويشهد عليهم ألسنتهم ، فيدخلهم النار ) .
قال الألبانى في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/231 :
$ضعيف$
أخرجه أبو يعلى في " مسنده " ( ص 386 ) ، وابن جرير في " التفسير " ( 18/105 ) ، وابن أبي حاتم في " التفسير " أيضا ( 7/30/2 ) والحاكم ( 4/605 ) من طريق دراج عن أبي الهيثم عن أبي سعيد رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : فذكره . وقال :
" صحيح الإسناد " ! ووافقه الذهبي !
وقال الهيثمي في " المجمع " ( 10/605 ) :
" رواه أبو يعلى بإسناد حسن على ضعف فيه " .
قلت : يشير إلى تضعيف دراج - وهو أبو السمح - ؛ أورده الذهبي في " الضعفاء " وقال :
" ضعفه أبو حاتم ، وقال أحمد : أحاديثه مناكير " .
فالعجب منه كيف أنه مع هذا يوافق الحاكم على تصحيحه لهذا الحديث ، مع أن العهد به أنه يخالفه في غير هذا الحديث ، ويعله بدراج هذا ، انظر مثلا حديث : " أكثروا ذكر الله .... " المتقدم رقم ( 517 ) .

(211/1)


2709 - ( إذا لقيتم عاشرا فاقتلوه ) .
قال الألبانى في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/232 :
$منكر$
أخرجه أحمد ( 4/234 ) ، والطبراني ( 19/301/671 ) ، وابن عبد الحكم في " فتوح مصر " ( ص 231 ) من طريق ابن لهيعة عن يزيد بن أبي حبيب عن عبد الرحمن بن أبي حسان عن مخيس بن ظبيان عن رجل من بني جذام عن مالك بن عتاهية قال : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : فذكره . وزاد في رواية :
" يعني بذلك الصدقة يأخذها على غير حقها " .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ فيه علل ثلاث :
الأولى : جهالة الرجل الجذامي .
الثانية : جهالة الراوي عن الجذامي ؛ قال الحافظ في " التعجيل " عن الحسيني :
" مجهول كشيخه " .
الثالثة : ضعف ابن لهيعة .
وفيه علة رابعة ؛ وهي الاضطراب في إسناده كما بينه الحافظ في ترجمة مالك بن عتاهية من " الإصابة " ( 6/28 ) .
وقال الهيثمي في " المجمع " ( 3/87 - 88 ) :
" رواه أحمد والطبراني في " الكبير " ، وفيه رجل لم يسم " !
وفيه من القصور ما لا يخفى !

(212/1)


2710 - ( إذا مررتم برياض الجنة فارتعوا ، قلت : يا رسول الله ! وما رياض الجنة ؟ قال : المساجد ، قلت : وما الرتع يا رسول الله ؟ قال : سبحان الله ، والحمد لله ، ولا إله إلا الله ، والله أكبر ) .
قال الألبانى في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/233 :
$ضعيف$
أخرجه الترمذي ( 2/265 ) من طريق حميد المكي مولى ابن علقمة أن عطاء بن أبي رباح حدثه عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره . وقال :
" هذا حديث حسن غريب " .
قلت : بل هو ضعيف ؛ لأن حميدا هذا مجهول كما قال الحافظ .

(213/1)


2711 - ( إذا مرض العبد المؤمن قال الله عز وجل لصاحب اليمين : أجر لعبدي صالح ما كان عليه ، وقال لصاحب الشمال : اقبض عن عبدي ما كان في وثاقي ) .
قال الألبانى في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/234 :
$ضعيف$
رواه الحسن بن علي الجوهري في " فوائد منتقاة " ( 31/2 ) عن يحيى ( هو ابن عبد الله البابلتي ) : حدثنا الأوزاعي قال : حدثني حسان بن عطية عن أبي هريرة قال : فذكره موقوفا عليه .
قلت : وهذا مع وقفه ضعيف الإسناد من أجل يحيى البابلتي ؛ قال الحافظ :
" ضعيف " .
والحديث رواه ابن عساكر بنحوه عن مكحول مرسلا ؛ كما في " الجامع الصغير " .
ثم رأيت الحديث في " المرض والكفارات " لابن أبي الدنيا ( 42/14 ) ومن طريقه البيهقي في " الشعب " ( 7/188/9948 ) : حدثنا أحمد بن جميل قال : حدثنا عبد الله بن المبارك الأوزاعي به .
وأحمد بن جميل قال ابن معين : سمع من ابن المبارك وهو غلام . ووثقه ابن معين وغيره .
لكن قال يعقوب بن شيبة :
" صدوق لم يكن بالحافظ " .
قلت : فإن كان حفظه فالعلة الوقف . والله أعلم .

(214/1)


2712 - ( إذا مرض العبد ثلاثة أيام خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه ) .
قال الألبانى في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/234 :
$ضعيف جدا$
رواه ابن أبي الدنيا في " المرض والكفارات " ( 164/2 ) : عن سلمة بن شبيب قال : حدثنا إبراهيم بن الحكم - يعني ابن أبان - قال : حدثني أبي عن عكرمة عن أنس مرفوعا .
ورواه الطبراني في " الأوسط " ( 69/2 - من ترتيبه ) ، وفي ***** من طريق آخر عن سلمة به ؛ وقال :
" لم يروه عن عكرمة إلا الحكم تفرد به إبراهيم " .
قلت : وهو ضعيف جدا ؛ كما بينته في " الروض النضير " ( 113 ) .

(215/1)


2713 - ( من نزل على قوم فلا يصومن تطوعا إلا بإذنهم ) .
قال الألبانى في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/235 :
$ضعيف جدا$
أخرجه الترمذي ( 1/151 ) ، وابن عدي ( 1/348 ) ، وأبو نعيم في " أخبار أصبهان " ( 1/266 ) ، والقضاعي في " مسند الشهاب " ( 45/2 ) من طريق أيوب بن واقد الكوفي عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره . وقال الترمذي :
" حديث منكر ، لا نعرف أحدا من الثقات رواه عن هشام بن عروة ، وقد روى موسى بن داود عن أبي بكر المدني الذي روى عن جابر بن عبد الله اسمه الفضل بن مبشر ، وهو أوثق من هذا وأقدم " .
قلت : وهو أبو بكر بن عبد الله بن محمد بن أبي سبرة العامري المدني ، قال الحافظ :
" رموه بالوضع " .
ولفظ حديثه :
" إذا نزل الرجل بقوم ، فلا يصوم إلا بإذنهم " .
أخرجه ابن ماجه ( 1763 ) .
وأيوب بن واقد ؛ متروك كما في " التقريب " .
ثم وجدت له شاهدا مرسلا ؛ وإسناده واه ، يرويه عبد الصمد بن محمد : حدثني جعفر بن محمد بن جعفر : حدثنا مخلد بن مالك عن سفيان بن عيينة عن الزهري قال :
" دخلنا على علي بن الحسين بن علي ( فذكر قصة ، وفيها أنه قال : ) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : .... " فذكر الحديث .
قلت : وجعفر هذا ؛ الظاهر أنه الذي في " اللسان " :
" جعفر بن محمد بن جعفر بن علي بن الحسين بن علي ، عن يزيد بن هارون ... قال الجورقاني في " كتاب الأباطيل " : مجروح " .
وعبد الصمد بن محمد ؛ الظاهر أنه الهمداني ؛ قال الدارقطني :
" ليس بالقوي " .

(216/1)


2714 - ( إذا نزل بأحدكم هم ، أو غم ، أو سقم ، أو أزل ، أو لأواء فليقل : الله ، الله ربي ، لا أشرك به شيئا ) .
قال الألبانى في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/236 :
$ضعيف$
أخرجه الخطيب في " تاريخ بغداد " ( 5/457 ) من طريق أبي بكر الشافعي : حدثنا أبو العباس أحمد بن محمد بن عيسى البرتي القاضي : حدثنا أبو معمر : حدثنا عبد الوارث : حدثنا أبو معاوية عن محمد بن عبد الله عن مسعر بن كدام عن عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز عن أبيه عن جده عن أسماء قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" هل في البيت إلا أنتم يا بني عبد المطلب ؟ قلنا : لا يا رسول الله ، قال : " فذكره ؛ وقال :
" هكذا رواه الشافعي عن البرتي ، ووهم فيه إذ قدم محمد بن عبد الله على مسعر ، وصوابه : عن أبي معاوية - وهو شيبان بن عبد الرحمن - عن مسعر عن محمد ، وكذلك رواه غير الشافعي عن البرتي " .
ثم ساق إسناده بذلك ، وزاد في آخره : ( ثلاث مرات ) .
قلت : ومحمد بن عبد الله مجهول ؛ كما قال الحافظ الذهبي في " الميزان " .
لكن الحديث ثبت عن أسماء بنت عميس مختصرا ، وفيه القول عند الكرب :
" الله ، الله ربي ، لا أشرك به شيئا " . وفي رواية أنها تقال سبعا . ولكنها ضعيفة . انظر " الكلم الطيب " ( 73/122 ) ، والحديث الآتي برقم ( 5604 ) .
والمختصر له شاهد من حديث عائشة وهو مخرج في " الصحيحة " ( 2755 ) .
والحديث أورده الهيثمي في " المجمع " ( 10/137 ) من حديث ابن عباس نحوه ؛ وقال :
" رواه الطبراني في " الأوسط " و " الكبير " ، وفيه صالح بن عبد الله أبو يحيى ؛ وهو ضعيف " .
قلت : بل هو ضعيف جدا ، فقد قال فيه البخاري :
" فيه نظر " .
وهذا معناه أنه في أحط درجات الضعف عنده .
وعزاه السيوطي للبيهقي في " الشعب " عن ابن عباس ، فقال المناوي :
" رمز لحسنه ، وليس كما قال ؛ إذ فيه كما قال الهيثمي ... " ثم ذكر ما سبق عنه .
قلت : وهو في " شعب الإيمان " ( 7/258/10230 ) من طريق صالح أبي يحيى ، عن عمرو بن مالك ، عن أبي الجوزاء ، عن ابن عباس قال :
أخذ النبي صلى الله عليه وسلم بعضادتي الباب ثم قال :
" يا بني عبد المطل إذا نزل بكم كرب ، أو جهد ، أو بلاء فقولوا : الله الله ربنا لا شريك له " .
وهكذا هو في " كبير الطبراني " ( 12/170/12788 ) ، و " الأوسط " ( 8/226/8474 ) .

(217/1)


2715 - ( إذا نسى أحدكم صلاة فذكرها وهو في صلاة مكتوبة فليبدأ بالتي هو فيها فإذا فرغ صلى التي نسي ) .
قال الألبانى في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/238 :
$ضعيف$
رواه ابن عدي ( 242/2 ) ، وعنه البيهقي ( 2/222 ) عن بقية : حدثنا عمر بن أبي عمر عن مكحول عن ابن عباس مرفوعا ؛ وقال :
" عمر هذا ليس بالمعروف ، منكر الحديث عن الثقات ، والحديث بهذا السند غير محفوظ " .
وقال الذهبي :
" وأحسبه عمر بن موسى الوجيهي ، ذاك الهالك ، ويقال : إنما هو أبو أحمد بن علي الكلاعي الذي روى له ابن ماجه حديث : تربوا الكتاب ... وكذا سماه ، ولم يرو عنه غير بقية . قلت : بكل حال هو ضعيف " .

(218/1)


2716 - ( إذا نظر الوالد إلى ولده فسره كان للولد عتق نسمة ، قيل : وإن نظر في اليوم ثلاثمائة وستين نظرة ؟ قال : الله أكبر ) .
قال الألبانى في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/239 :
$منكر جدا$
أخرجه ابن أبي الدنيا في " مكارم الأخلاق " ( ص 59 ) ، والطبراني في " المعجم الكبير " ( 11/239/11608 ) ، وفي " الأوسط " ( 2/247/2/8810 ) ، والبيهقي في " شعب الإيمان " ( 6/186/7857 ) ، والشجري في " الأمالي " ( 2/123 ) كلهم من طريق عبد الله بن صالح : حدثني الليث : حدثني إبراهيم بن أعين العجلي البصري عن الحكم بن أبان عن عكرمة عن ابن عباس مرفوعا . قال عبد الله بن صالح : وحدثني به إبراهيم بن أعين . وقال الطبراني :
" لم يروه عن الحكم إلا إبراهيم ، تفرد به الليث ، ولا يروى عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا بهذا الإسناد " .
كذا قال : وقد تابع الليث عبد الله بن صالح عند ابن أبي الدنيا كما رأيت ، وكذا عند الشجري ولفظه :
" وسمعت هذا الحديث من إبراهيم بن أعين " .
قلت : وقد ذكره المزي في الرواة عنه مع شيخه الليث ، وهو ضعيف ؛ قال ابن أبي حاتم ( 1/1/87 ) عن أبيه :
" هذا شيخ بصري ضعيف الحديث ، منكر الحديث ، وقع إلى مصر " .
قلت : واعتمد قوله هذا الذهبي في " المغني " و " الكشاف " ، وكذا الحافظ فقال في " التقريب " :
" ضعيف " .
وعبد الله بن صالح ؛ وإن كان من شيوخ البخاري ففيه ضعف .
وأما الهيثمي فقال في " المجمع " ( 8/156 ) :
" رواه الطبراني في " الكبير " و " الأوسط " وقال فيه :
" لا يروى عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا بهذا الإسناد " ، وإسناده حسن ؛ فيه إبراهيم بن أعين ، وثقه ابن حبان ، وضعفه غيره " .
قلت : وضعفه هو المعتمد ؛ لأن ابن حبان متساهل في التوثيق كما هو معروف .
واعلم أن هناك راويين كل منهما يسمى إبراهيم بن أعين ، أحدهما هذا ؛ وهو العجلي البصري كما في " الجرح " و " ثقات ابن حبان " ( 8/57 ) تبعا للبخاري في " التاريخ " ، وذكروا أنه روى عن الحكم بن أبان ، وقال ابن حبان :
" وكان راويا للحكم بن أبان " .
وهذا هو الذي قال فيه أبو حاتم ما تقدم عنه . وذكر له البخاري حديثا آخر في " الحكرة " وقال :
" فيه نظر في إسناده " .
وقد تكلمت عليه في " التعليق الرغيب " ( 3/26 - 27 ) ؛ وأنه حديث منكر .
ثم قال البخاري :
" قال لنا عبد الله بن صالح : حدثني الليث سمع إبراهيم . قال عبد الله : وقد سمعت من إبراهيم ، وسمع منه أبو همام بن شجاع " .
وكذا في " الجرح " و " الثقات " أنه روى عنه أبو همام هذا .
ولم يذكر البخاري متن الحديث الذي سمعه الليث من إبراهيم ، ويغلب على ظني أنه هذا الحديث ؛ بدليل أن في رواية الشجري وابن أبي الدنيا هذا الذي ذكره البخاري من سماع عبد الله من إبراهيم . والله أعلم .
وزاد ابن أبي حاتم على البخاري وابن حبان فأضاف " الشيباني " إلى " العجلي البصري " .
والآخر : إبراهيم بن أعين . أفرده ابن أبي حاتم عن الذي قبله ؛ فقال :
" روى عن الثوري ( وهذا كوفي ) ، روى عنه أبو سعيد الأشج وقال : كان من خيار الناس " .
لكن الحافظ جعل هذا والذي قبله واحدا ؛ فقال عقب هذا :
" فيظهر لي أن الذي روى عنه الأشج غير الشيباني ، وقد فرق بينهما ابن حبان في ( الثقات ) " .
فذكر ما تقدم في أن ابن حبان تبعا لمن قبله وصف الأول بالعجلي البصري ، وبرواية أبي همام عنه ؛ ثم قال الحافظ :
" فهذا هو شيخ الأشج ، وقد أخرج له ابن خزيمة في " صحيحه " ، ثم قال ابن حبان : " إبراهيم بن أعين الشيباني عداده في أهل الرملة ، روى عنه هشام بن عمار ؛ يغرب " ، فهذا هو الذي ضعفه أبو حاتم . والله أعلم " .
قلت : ولي على هذا الكلام ملاحظتان :
الأولى : أن جزمه بأن هذا الشيباني الرملي هو الذي ضعفه أبو حاتم ؛ مردود ، بتصريح ابنه أن الذي ضعفه أبوه هو : العجلي البصري ثم المصري .
والأخرى : أنه لم يأت بأي حجة على ما ادعاه أن إبراهيم بن أعين الذي روى عنه الأشج ؛ هو هذا العجلي البصري . كيف وهو قد وصف شيخ الأشج هذا بأنه كوفي ؟! وكأنه أخذ ذلك من روايته عن الثوري وهو كوفي كما تقدم مني .
نعم ؛ قد تفرد ابن أبي حاتم بوصف العجلي بالشيباني أيضا دون البخاري ، ويبدو أن الجمع بينهما خطأ ، وأن الصواب حذف نسبة ( الشيباني ) عن ( العجلي ) لأنهما لا يجتمعان كما أفاده الدكتور بشار ؛ فيما نقله في تعليقه على " تهذيب المزي " ( 2/53 - 54 ) عن العلامة مغلطاي ؛ وعن الحافظ الخطيب ، فراجعه إن شئت .
وعليه يكون إبراهيم بن أعين الشيباني الرملي هو غير العجلي البصري ، والله سبحانه وتعالى أعلم .
وجملة القول : أن علة حديث الترجمة العجلي هذا ؛ لما تقدم بيانه .

(219/1)


وقد توبع ممن هو خير منه بنحوه ، لكن السند إليه لا يصح لأن فيه بعض الضعفاء ، مع أنهم قلبوا أول المتن ؛ فجعلوا الولد هو الذي ينظر ! رواه محمد بن حميد : أخبرنا زافر بن سليمان : أخبرنا المستلم بن سعيد عن الحكم بن أبان به مرفوعا بلفظ :
" ما من ولد بار ينظر نظرة رحمة إلا كتب الله بكل نظرة حجة مبرورة " . قالوا : وإن نظر كل يوم مائة مرة ؟ قال : " نعم ، الله أكبر وأطيب " .
أخرجه البيهقي في " الشعب " ( 7856 ) .
قلت : وهذا أنكر من الأول ، وهو مسلسل بالعلل :
1- محمد بن حميد ؛ وهو الرازي الحافظ ؛ قال الذهبي في " الكاشف " :
" وثقه جماعة ؛ والأولى تركه " .
وقال في " المغني " :
" ضعيف لا من قبل الحفظ " !
ويعني أنه متهم بالكذب ، ثم ذكر أقوال الجارحين له ؛ ومنها :
" وقال صالح جزرة : ما رأيت أحذق بالكذب منه ومن ابن الشاذكوني " .
القول فيه ما قال الحافظ في " التقريب " ، فقال :
" حافظ ضعيف ، وكان ابن معين حسن الرأي فيه " .
2- زافر بن سليمان ؛ قال الذهبي :
" فيه ضعف ، وثقه أحمد " .
وقال الحافظ :
" صدوق كثير الأوهام " .
3- المستلم بن سعيد ؛ وهو خير منهما ، قال الذهبي :
" صدوق " .
وقال الحافظ :
" صدوق عابد ، ربما وهم " :
قلت : فالآفة إذن من محمد بن حميد الرازي ، ولعله سرقه من بعض الكذابين ، رواه بسند آخر عن ابن عباس ؛ وهو نهشل بن سعيد - وهو كذاب - عن الضحاك عن ابن عباس به . وقد خرجته فيما سيأتي برقم ( 6273 ) .

(219/2)


2717 - ( إذا وجد أحدكم القملة في المسجد فليدفنها أو ليمطها عنه ) .
قال الألبانى في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/244 :
$ضعيف$
رواه البزار في " مسنده " ( 48 ) ، والطبراني في " الأوسط " ( 20/2 - من ترتيبه ) عن خالد بن يوسف السمتي : حدثنا أبي : حدثني زياد عن عتبة الكوفي عن عكرمة مولى ابن عباس عن أبي هريرة مرفوعا . وقال الطبراني :
" لم يروه عن زياد إلا يوسف تفرد به ابنه عنه " .
وقال البزار :
" لا نعلمه روي إلا من رواية أبي هريرة بهذا الإسناد ، وعتبة بن يقظان مشهور " .
وقال الهيثمي :
" ويوسف ضعيف " .
قلت : بل هو شر من ذلك ؛ ففي " التقريب " :
" تركوه ، وكذبه ابن معين " .
وقريب منه ابنه خالد ؛ قال الذهبي في ترجمته :
" أما أبوه فهالك ؛ وأما هو فضعيف " .
وللحديث إسناد آخر ضعيف . فقال ابن أبي شيبة في " المصنف " ( 2/81/1 ) عن يحيى بن أبي كثير عن الحضرمي بن لاحق عن رجل من الأنصار مرفوعا بلفظ :
" إذا وجد أحدكم القملة في المسجد فليصرها في ثوبه حتى يخرجها " .
ورجاله ثقات ؛ غير الأنصاري فهو مجهول لم يسم ، ولو ثبت أنه صحابي لم تضره الجهالة ، ولكن الراجح أنه تابعي لأن الحضرمي لم يدرك أحدا من الصحابة ، فقد ذكر في ترجمته من " التهذيب " أنه روى عن ابن عباس وابن عمر مرسلا ، فإن ذهب أحد إلى أن من الممكن أن يكون صحابيا ، وإلى هذا يشير صنيع الإمام أحمد ؛ فإنه أخرجه في " مسنده " ( 5/410 ) ، فالجواب أنه حينئذ يكون منقطعا بين لاحق والرجل ! فالإسناد ضعيف على كل حال ، وقد قال البيهقي في " السنن الكبرى " ( 2/294 ) بعد أن أخرجه عن يحيى بن أبي كثير به :
" هذا مرسل حسن في مثل هذا " .
والحديث عزاه السيوطي لسعيد بن منصور عن رجل من بني خطمة . وذكر المناوي أنه رواه الحارث بن أبي أسامة أيضا والديلمي .

(220/1)


2718 - ( إذا وضع الطعام فليبدأ أمير القوم ، أو صاحب الطعام ، أو خير القوم ) .
قال الألبانى في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/245 :
$ضعيف$
رواه أبو بكر السلمي في " المنتقى من حديث أبي الدحداح التميمي " ( 179/12 ) ، وعنه ابن عساكر ( 3/290/1 ) من طريق محمد بن كثير عن الأوزاعي عن ثابت عن أبي إدريس عائذ الله مرفوعا . وزاد في آخره : ثم أخذ بيد أبي عبيدة ، قال : فكانوا يرون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان صائما .
أورده ابن عساكر في " ترجمة " ثابت هذا ؛ وهو ابن معبد أخو عطية بن معبد المحاربي ؛ وقال :
" سمع أبا أمامة الباهلي وروى عن تميم الداري مرسلا وأبي إدريس الخولاني وجابر المحاربي ، روى عنه الأوزاعي وسعيد بن عبد العزيز وكان واليا على الساحل " . ولم يذكر فيه توثيقا ولا تجريحا .
ونحوه في " الجرح والتعديل " ( 1/1/457 ) لابن أبي حاتم .
قلت : فالإسناد ضعيف لإرساله ، وجهات ثابت هذا .

(221/1)


2719 - ( إذا وجد أحدكم لأخيه نصحا في نفسه فليذكره ) .
قال الألبانى في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/246 :
$ضعيف جدا$
أخرجه ابن عدي في " الكامل " ( ق 3/2 ) عن إبراهيم بن محمد بن عبد العزيز الزهري عن أبيه عن محمد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : فذكره ؛ وقال :
" وإبراهيم بن محمد هذا ليس بكثير الحديث ، وعامة ما يرويه مناكير كما قاله البخاري ، ولا يشبه حديثه حديث أهل الصدق " .
وقال البخاري فيه :
" منكر الحديث " ، وقال : " سكتوا عنه " .

(222/1)


2720 - ( إن لكل شيء بابا ، وإن باب العبادة الصيام ) .
قال الألبانى في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/246 :
$ضعيف$
أخرجه ابن المبارك في " الزهد " ( 1423 ) : أخبرنا أبو بكر بن أبي مريم قال : حدثني ضمرة بن حبيب قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره .
قلت : وهذا إسناد ضعيف مرسل ؛ ضمرة بن حبيب تابعي ثقة .
وأبو بكر بن أبي مريم ؛ ضعيف مختلط .
ومن هذا الوجه أخرجه القضاعي ( ق 87/1 ) .

(223/1)


2721 - ( إذا وقعت في ورطة فقل : بسم الله الرحمن الرحيم ، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ، فإن الله يصرف بها ما شاء من أنواع البلاء ) .
قال الألبانى في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/247 :
$موضوع$
أخرجه ابن السني في " عمل اليوم والليلة " ( 331 ) ، والرافعي في " تاريخ قزوين " ( 1/320 ) عن عمرو بن شمر عن أبيه قال : سمعت يزيد بن مرة يقول : سمعت سويد بن غفلة يقول : سمعت عليا رضي الله عنه يقول : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" يا علي ! ألا أعلمك كلمات إذا وقعت في ورطة قلتها ؟
قلت : بلى جعلني الله فداك ، كم من خير قد علمتنيه ! قال : " فذكره .
قلت : وهذا موضوع ؛ آفته عمرو هذا ، قال ابن حبان :
" يروي الموضوعات عن الثقات " .
وقال البخاري :
" منكر الحديث " .

(224/1)


2722 - ( اذكروا الله ذكرا خاملا ، فقيل : وما الذكر الخامل ؟ قال : الذكر الخفي ) .
قال الألبانى في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/247 :
$ضعيف$
أخرجه ابن المبارك في " الزهد " ( 155 ) : أخبرنا أبو بكر بن أبي مريم عن ضمرة بن حبيب قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره .
قلت : وهذا إسناد مرسل ضعيف ، ضمرة تابعي من الطبقة الرابعة عند ابن حجر .
وأبو بكر بن أبي مريم ؛ ضعيف مختلط .

(225/1)


( إذا مررتم بأهل الشرة فسلموا عليهم ؛ تطفأ عنكم شرتهم وثائرتهم ) .
قال الألبانى في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/248 :
$موضوع$
أخرجه البيهقي في " شعب الإيمان " ( 6/461/8901 ) من طريق الفياض بن ثابت الموصلي ، عن أبان ، عن أنس بن مالك مرفوعا .
ثم رواه بهذا الإسناد عن أنس قال :
شكى أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا : يا رسول الله ! إن المنافقين يلحظوننا بأعينهم ، ويلفظوننا بألسنتهم ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" اتقوهم بسهام الله " .
قالوا : وما سهام الله يا رسول الله ؟ قال :
" السلام " .
وقال البيهقي :
" أبان هذا هو ابن أبي عياش ؛ متروك " .
قلت : وبه أعله المناوي في " الفيض " . وأما في " التيسير " فسكت عنه ولم يعله ! ثم إنه في الشرح الأول خلط بين الروايتين ، فجعل قصة الشكوى في الرواية الأخرى لمتن الرواية الأولى !!

(226/1)


2724 - ( الثابت في مصلاه في صلاة الصبح حتى تطلع الشمس أبلغ في طلب الرزق من الضارب في الأمصار ) .
قال الألبانى في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/248 :
$موضوع$
رواه أبو الشيخ في " الطبقات " ( 75/1 ) ، وأبو نعيم في " أخبار أصبهان " ( 2/363 ) ، وفي " أحاديث أبي القاسم الأصم " ( 7/2 ) ، وعنه الديلمي ( 2/70 ) عن ثابت بن موسى : حدثنا أبو داود النخعي عن خالد بن سلمة المخزومي عن أبان بن عثمان عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم .
قلت : وهذا موضوع ، آفته النخعي هذا - واسمه سليمان بن عمرو - وهو كذاب .
وثابت بن موسى ؛ ضعيف .

(227/1)


2725 - ( الحق مع عمار ما لم يغلب عليه دلهة الكبر ) .
قال الألبانى في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/249 :
$منكر$
رواه أبو الشيخ في " الطبقات " ( ق 77/1 ) ، والعقيلي في " الضعفاء " ( 427 ) عن سيف بن عمر التميمي عن مبشر بن فضيل عن محمد بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه مرفوعا ؛ وقال :
" مبشر بن الفضيل مجهول بالنقل " .
قلت : وسيف بن عمر متهم ، فالحديث ضعيف جدا .

(228/1)


2726 - ( ما من عبد ولا أمة استغفر في كل يوم سبعين مرة إلا غفر الله له سبعمائة ذنب ، وقد خاب عبد أو أمة عمل في اليوم والليلة أكثر من سبعمائة ذنب ) .
قال الألبانى في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/249 :
$ضعيف$
أخرجه أبو الشيخ في " طبقات الأصبهانيين " ( ق 83/1 ) ، والخطيب في " التاريخ " ( 6/393 ) ، والبيهقي في " الشعب " ( 1/365 ) ، والأصبهاني في " الترغيب " ( ص 55 ) ، والرافعي في " تاريخ قزوين " ( 3/149 ) من طريق الحسن بن أبي جعفر عن محمد بن جحادة عن الحسن عن أنس قال :
كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في مسير فقال : استغفروا ، فاستغفرنا ، فقال : أتموها سبعين مرة ، فأتممناها سبعين مرة ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ، وفيه علتان :
الأولى : عنعنة الحسن - وهو البصري - فقد كان مدلسا .
الأخرى : الحسن بن أبي جعفر ؛ فإنه ضعيف كما جزم الحافظ .
والحديث قال المنذري في " الترغيب " ( 2/269 ) مشيرا لتضعيفه :
" رواه ابن أبي الدنيا والبيهقي والأصبهاني " .

(229/1)


2727 - ( من تمسك بالسنة دخل الجنة ، قالت عائشة : وما السنة ؟ قال : حب أبيك وصاحبه . يعني عمر ) .
قال الألبانى في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/250 :
$ضعيف$
رواه ابن الجوزي في " العلل " ( 1/194 ) ، وكذا ابن عساكر ( 9/301/2 ) ، والرافعي في " تاريخ قزوين " ( 4/242 - 243 ) من طريق الدارقطني : حدثنا أحمد بن إسحاق بن إبراهيم الملحمي : حدثني محمد بن حماد المصيصي بالرملة : أخبرنا سعيد بن رحمة : أخبرنا محمد بن شعيب بن شابور : أخبرنا عمر مولى غفرة عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة مرفوعا . قال الدارقطني :
" غريب من حديث عمر عن هشام ، لم نكتبه إلا عن هذا الشيخ بهذا الإسناد " .
قلت : وهو إسناد تالف ؛ عمر هذا هو ابن عبد الله ؛ وهو ضعيف كما في " التقريب " .
وسعيد بن رحمة ؛ قال ابن حبان :
" لا يجوز أن يحتج به لمخالفته الأثبات " .
قلت : والحديث أورده السيوطي في " الجامع " من رواية الدارقطني في " الأفراد " عن عائشة . وقال الشارح المناوي :
" قال ابن الجوزي في " العلل " : وعمر ضعيف ، وقال ابن حبان : يقلب الأخبار ولا يحتج به " .
ومن طريقه أخرجه الهروي في " ذم الكلام " ( 149/1 ) .
ورأيت في كتاب أحمد إلى مسدد بن مسربل الذي رواه ابن أبي يعلى في " طبقات الحنابلة " ( 1/341 ) في ترجمة مسدد أنه كتب إلى أحمد : اكتب إلي بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فكتب إليه بما طلب ؛ وفيه قوله رحمه الله :
" بلغنا عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : إن الله ليدخل العبد الجنة بالسنة يتمسك بها " .
وذكره الشاطبي في " الاعتصام " ( 1/87 ) معزوا لابن وهب !
وقد وصله ابن بطة في " الإبانة " ( 1/343/215 ) من طريق أبي صالح كاتب الليث قال : حدثني الليث قال : حدثني محمد بن عجلان عن عبد الملك بن مسلم اللخمي من أهل الشام قال : بلغني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : فذكره .
قلت : فلعل ابن وهب رواه من هذا الوجه ، فإن الليث وهو ابن سعد المصري من شيوخه .

(230/1)


2728 - ( إذا وقف السائل على الباب وقفت الرحمة معه ؛ قبلها من قبلها ، وردها من ردها ، ومن نظر إلى مسكين نظر رحمة ؛ نظر الله إليه نظر رحمة ، ومن أطال الصلاة خفف الله عنه القيام يوم القيامة ، ( يوم يقوم الناس لرب العالمين ) ، ومن أكثر الدعاء قالت الملائكة :
صوت معروف ، ودعاء مستجاب ، وحاجة مقضية ) .
قال الألبانى في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/252 :
$ضعيف$
أخرجه أبو نعيم في " الحلية " ( 6/95 ) من طريق إسحاق بن جميل : حدثنا علي بن مسلم : حدثنا سيار : حدثنا جعفر : حدثني رجل عن ثور يرفع الحديث قال : فذكره .
قلت : وهذا إسناد ضعيف معضل ؛ فإن ثورا هذا - وهو ابن يزيد الحمصي - من أتباع التابعين . وفي الطريق إليه عدة علل :
الأولى : جهالة الرجل الذي لم يسم .
الثانية : ضعف سيار ؛ وهو ابن حاتم العنزي ؛ قال الحافظ :
" صدوق له أوهام " .
الثالثة : إسحاق بن جميل ؛ لم أعرفه .

(231/1)


2729- ( أذهبتم من عندي جميعا وجئتم متفرقين ؟! إنما أهلك من كان قبلكم الفرقة ) .
قال الألبانى في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/252 :
$ضعيف$
أخرجه أحمد وابنه في " زوائد المسند " ( 1/178 ) من طريق المجالد عن زياد بن علاقة عن سعد بن أبي وقاص قال :
" لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة ، جاءته جهينة فقالوا : إنك قد نزلت بين أظهرنا ، فأوثق لهم ، فإسلموا ، قال : فبعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في رجب ، ولا نكون مائة ، وأمرنا أن نغير على حي من بني كنانة إلى جنب جهينة ، فأغرنا عليهم ، وكانوا كثيرا ، فلجأنا إلى جهينة ، فمنعونا ، وقالوا : لم نقاتل من أخرجنا من البلد الحرام في الشهر الحرام ، فقال بعضنا لبعض : ما ترون ؟ فقال بعضنا : نأتي نبي الله صلى الله عليه وسلم فنخبره ، وقال قوم : لا ، بل نقيم ههنا ، وقلت أنا في أناس معي : لا ؛ بل نأتي عير قريش فنقتطعها، فانطلقنا إلى العير ، وكان الفيء إذ ذاك من أخذ شيئا فهو له ، فانطلقنا إلى العير وانطلق أصحابنا إلى النبي صلى الله عليه وسلم وأخبروه ، فقام غضبانا محمر الوجه ، فقال : ( فذكره ) ، لأبعثن عليكم رجلا ليس بخيركم ، أصبركم على الجوع والعطش . فبعث علينا عبد الله بن جحش الأسدي ، فكان أول أمير أمر في الإسلام " .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ المجالد هو ابن سعيد الكوفي قال الحافظ :
" ليس بالقوي ، وقد تغير في آخر عمره " .

(232/1)


2730 - ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أحس من الناس بغفلة من الموت جاء بعضادتي الباب ، ثم هتف ثلاثا : يا أيها الناس ! يا أهل الإسلام ! أتتكم الموتة راتبة لازمة ، جاء الموت بما جاء به ، جاء بالروح والراحة ، والكرة المباركة لأولياء الرحمن ، من أهل دار الخلود الذين كان سعيهم ورغبتم فيها لها ، ألا أن لكل ساع غاية ، وغاية كل ساع الموت ، سابق ومسبوق ) .
قال الألبانى في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/253 :
$منكر$
أخرجه البيهقي في" شعب الإيمان " ( 7/356/10569 ) من الطريق الخضر بن أبان : حدثنا إبراهيم بن عمر الصنعاني : حدثنا الوضين بن عطاء قال : فذكره .
قالت : وهذا إسناد متصل ضعيف ، الوضين بن عطاء قال الحافظ في " التقريب " :
" صدوق ، سيىء الحفظ ، ورمي بالقدر من السادسة " .
يعني أنه من أتباع التابعين الذين لم يلقوا أحدا من الصحابة والخضر بن أبان ضعفه الحاكم وغيره ، وتكلم فيه الدراقطني ، كما في " لسان الميزان " .
وسيأتي من طريق أخرى ( 3118 ) .

(233/1)


2731 - ( اذهبوا فقاسموهم أنصاف الأموال ، ولا تمسوا ذراريهم ، لولا أن الله لا يحب ضلالة العمل ما رزيناكم عقالا ) .
قال الألبانى في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/254 :
$ضعيف$
أخرجه أبو داود ( 3612 ) عن عمار بن شعيب ( الأصل : شعيب ) ابن عبد الله بن الزبيب العنبري : حدثني أبي قال : سمعت جدي الزبيب يقول :
" بعث نبي الله صلى الله عليه وسلم جيشا إلى بني العنبر ، فأخذوهم ب ( ركبة ) من ناحية الطائف فاستاقوهم إلى نبي الله صلى الله عليه وسلم ، فركبت ، فسبقتهم إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، فقلت : السلام عليك يا نبي الله ورحمة الله وبركاته ، أتانا جندك فأخذونا ، وقد كنا أسلمنا وخضرمنا آذان النعم ، فلما قدم بلعنبر قال لي نبي الله صلى الله عليه وسلم :
" هل لكم بينة على أنكم أسلمتم قبل أن تؤخذوا في هذه الأيام " ؟
قلت : نعم ، قال : " من بينتك " ؟ قلت : سمرة رجل من بني العنبر ، ورجل آخر سماه له ، فشهد الرجل ؛ وأبي سمرة أن يشهد ، فقال النبي الله صلى الله عليه وسلم :
" قد أبي أن يشهد لك ، فتحلف مع شاهدك الآخر ؟ " قلت : نعم ، فاستحلفني . فحلفت بالله لقد أسلمنا يوم كذا و كذا ، وخضرمنا آذان النعم ، فقال نبي الله صلى الله عليه وسلم : ( فذكره ) . قال الزبيب : فدعتني أمي فقالت : هذا الرجل أخذ زربيتي ، فانصرفت إلى النبي صلى الله عليه وسلم يعني فأخبرته ، فقال لي : " أحسبه " ، فأخذت بتلبيبه ، وقمت معه مكاننا ، ثم نظر إلينا نبي الله صلى الله عليه وسلم قائمين ، فقال : ما تريد بأسيرك ، فأرسلته من يدى ، فقام نبي الله صلى الله عليه وسلم فقال للرجل :
" رد على هذا زربية أمه التي أخذت منها " ، فقال : يا نبي الله ! إنها خرجت من يدي . قال : فاختلع نبي الله صلى الله عليه وسلم سيف الرجل فأعطانيه وقال للرجل :
" اذهب فزده آصعامن طعام " . قال : فزادني آصعا من شعير .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ عمار بن شعيث لم يوثقه أحد ؛ ولم يرو عنه سوى اثنين ؛ أحدهما ابنه سعد ولم أعرفه ! وقال الحافظ في المترجم :
" مقبول " .
يعني عند المتابعة ، وإلا فلين الحديث عند التفرد كما هنا . فتحسين ابن عبد البر إياه في " الاستيعاب " غير حسن .
ثم إن في إسناد اختلافا ، فقد رواه الطبراني في " المعجم الكبير " ( 5/267-268-5299 و 5300 ) ولفظه : حدثني شعيث : حدثني عبيدالله بن زبيب ابن ثعلبة : أن أباه ثعلبة حدثه .

(234/1)


2732 - ( أربع ركعات تركعهن حين تزول الشمس عن كبد السماء تعدل إحياء ليلة في شهر حرام في يوم حرام ) .
قال الألبانى في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/255 :
$موضوع$
رواه الديلمي ( 1/1/167 ) من طريق أبي الشيخ عن سويد بن سعيد : حدثنا محمد بن عمر بن صالح الكلاعي عن طاوس عن حذيفة مرفوعا . قلت : وهذا موضوع ؛ آفته الكلاعي هذا ؛ قال ابن حبان :
" منكر الحديث جدا " .
وقال الحاكم :
" روى عن الحسن وقتادة حديثا موضوعا ، روى عنه سويد بن سعيد " .
قلت : وسويد ضعيف ؛ قال الحافظ :
" صدوق في نفسه إلا أنه عمي فصار يتلقن ما ليس من حديثه ، وأفحش فيه ابن معين القول " .
والحديث عزاه السيوطي في " الجامع الكبير " ( 1/90/2 ) لأبي الشيخ في " الثواب " عن حذيفه .

(235/1)


2733- ( أراكم ستشرفون مساجدكم بعدي كما شرفت اليهود كنائسها ، وكما شرفت النصاري بيعها ) .
قال الألبانى في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/256 :
$ضعيف$
أخرجه ابن ماجه ( 740 ) : حدثنا جبارة بن المغلس : حدثنا عبد الكريم ابن عبد الرحمن البجلي عن ليث عن عكرمة عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ ليث - وهو ابن أبي سليم - ضعيف . ومثله أو شر منه جبارة بن المغلس .
وقد صح الحديث عن ابن عباس بإسناد آخر عنه مرفوعا بلفظ :
" ما أمرت بتشيد المساجد " ، قال ابن عباس : لتزخرفنها كما زخرفت اليهود والنصاري .
وهو مخرج في " صحيح أبي داود ( 474 ) .

(236/1)


2734 - ( اربطوا أوساطكم بأرديتكم ، وعليكم بالهرولة ) .
قال الألبانى في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/257 :
$ضعيف$
أخرجه ابن ماجه ( 3119 ) ، وابن خزيمة ( 1/255/1 ) ، والحاكم ( 1/442 ) ، وتمام الرازي في " الفوائد " ( 145/1 ) ، وابن عدي في " الكامل " ( 109/2 ) ، وأبو نعيم في " أخبار أصبهان " ( 1/338و2/291 ) من طريق يحيى بن يمان عن حمزة بن حبيب الزيات عن حمران بن أعين عن أبي الطفيل عن أبي سعيد قال : فذكره . واللفظ لأبي نعيم وابن عدي ، ولفظ ابن ماجه والحاكم :
" بأزركم ومشى خلط الهرولة " . وكذا قال تمام ؛ إلا أنه شك وزاد فقال :
" ومشى أو قال : مشينا خلط الهرولة حتى أتينا مكة " .
وقال الحاكم :
" صحيح الإسناد " ! ووافقه الذهبي !
قلت : وهو مردود بقول البوصيري في " الزوائد " ( 212/2 ) .
" هذا إسناد ضعيف ، حمران بن أعين الكوفي قال فيه ابن معين : ليس بشيء ، وقال النسائي : ليس بثقة .
ويحيى بن يمان العجلي وإن روى له مسلم فقد اختلط بأخرة ، ولم يتميزحال من روى عنه هل هو قبل الاختلاط أو بعد " .
وقال الدميري :
" انفرد به المصنف ، وهو ضعيف منكر ، مردود بالأحاديث الصحيحة التي تقدمت أن النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه لم يكونوا مشاة من المدينة إلى مكة " .

(237/1)


2735- ( أربع أنزلت من كنز تحت العرش : أم الكتاب ، وآية الكرسي ، وخواتيم البقرة ، والكوثر ).
قال الألبانى في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/258 :
$ضعيف$
رواه الديلمي ( 1/1/166 ) عن الوليد بن جميل عن القاسم عن أبي أمامة مرفوعا .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ الوليد بن جميل لين الحديث كما قال أبو زرعة .
وقال أبو حاتم :
" روى عن القاسم أحاديث منكرة " .
ومن طريقه رواه الطبراني في " الكبير " ( 8/280/7920 ) ، والضياء في المختارة ؛ كما في " فيض القدير " .

(238/1)


2736- ( أربعة من كن فيه كان من المسلمين ؛ وبنى الله له بيتا في الجنة أوسع من الدنيا وما فيها : من كان عصمة أمره لا إله إلا الله ، وإذا أصاب ذنبا قال : أستغفر الله ، وإذا أعطي نعمة قال : الحمد الله ، وإذا أصاب مصيبة قال : إنا لله وإنا إليه راجعون ) .
قال الألبانى في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/258 :
$منكر$
أخرجه الرافعي في " تاريخه " ( 3/405-406 ) تعليقا عن الشيخ أبي إسحاق إبراهيم بن أحمد المراغي الرازي في " ثواب الأعمال " بسنده عن علي بن محمد بن الخليل القزويني بسنده عن أبي القاسم الحسين بن محمد التفليسي بسنده عن عبد الله بن عمر عن حفص بن عاصم عن أبي هريرة مرفوعا .
قلت : وهذا إسناد مظلم ضعيف ؛ أورده في ترجمة ابن الخليل القزويني ، ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا كغالب عادته ، ولا رأيته في شيء من كتب الجرح والتعديل .
ومثله الحسين بن محمد التفليسي .
ومثله الشيخ المراغي !
وأما عبد الله بن عمر ؛ فهو العمري ؛ ضعيف من قبل حفظه .

(239/1)


2737 - ( أربعة من كنوز الجنة : إخفاء الصدقة ، وكتمان المصيبة ، وصلة الرحم ، وقول لاحول ولا قوة إلا بالله ) .
قال الألبانى في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/259 :
$ضعيف جدا$
أخرجه الخطيب في " التاريخ " ( 1/186 ) من طريق أبي إسحاق عن الحارث عن علي عن النبي صلىالله عليه وسلم قال : فذكره .
قلت : وهذا إسناد ضعيف جدا ؛ الحارث - وهو ابن عبد الله الأعور - ضعيف واتهمه بعضهم .
وأبو إسحاق هو السبيعي ؛ وكان اختلط .

(240/1)


2738- ( أربع دعوتهم مستجابة : الإمام العادل ، والرجل يدعو لأخيه بظهر الغيب ، ودعوة المظلوم ، ورجل يدعو لوالديه ) .
قال الألبانى في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/259 :
$ضعيف جدا$
رواه ابن منده في " المعرفة " ( 2/207/1 ) ، والضياء في " المنتقى من مسموعاته بمرو " ( 127/1 ) عن حفص بن أبي داود عن قيس بن مسلم عن طارق بن شهاب عن واثلة بن الأسقع مرفوعا .
قلت : وهذا إسناد ضعيف جدا ؛ حفص هذا هو ابن سليمان الغاضري القاري ؛ قال الحافظ :
" متروك الحديث مع إمامته في القراءة " .
قلت : وخفي حاله على المناوي ، فأخذ يعل الحديث في " الفيض " بمن دون حفص هذا من الضعفاء !
وعزاه في " الجامع " لأبي نعيم في " الحلية " ، ولم يذكره الغماري في فهرسه . والله أعلم .

(241/1)


2739 - ( أربع قبل الظهر كعدلهن بعد العشاء ، وأربع بعد العشاء كعدلهن من ليلة القدر ) .
قال الألبانى في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/260 :
$ضعيف$
رواه الطبراني في " الأوسط " ( 58/2 - من ترتيبه ) : حدثنا إبراهيم هو ابن ( بياض في الأصل ) : حدثنا محرز بن عون : حدثنا يحيى بن عقبة بن أبي العيزار عن محمد بن جحادة عن أنس مرفوعا . وقال :
" لم يروه عن ابن جحادة إلا يحيى " .
قلت : وهو كذاب ؛ كما قال ابن معين . وقال البخاري :
" منكر الحديث " . وقال أبو حاتم :
" يفتعل الحديث " .
وأخرج الطبراني أيضا ( 56/2 - زوائده ) عن ناهض بن سالم الباهلي : حدثنا عمار أبو هاشم عن الربيع بن لوط عن عمه البراء بن عازب عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
" من صلى قبل الظهر أربع ركعات كأنما تهجد بهن من ليلته ، ومن صلاهن بعد العشاء كن كمثلهن من ليلة القدر " .
قلت : وناهض هذا لم أجد من ذكره ؛ وكذلك قال الهيثمي ( 2/221 ) .

(242/1)


2740 - ( أربعة لا ينظر الله إليهم : عاق ، ومنان ، ومدمن خمر ، ومكذب بقدر ) .
قال الألبانى في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/261 :
$ضعيف جدا$
أخرجه ابن عدي ( 1/32/2 ) من طريق بشر بن نمير عن القاسم بن عبد الرحمن عن أبي أمامة أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال : فذكره . وقال في آخر ترجمة بشر هذا :
" وعامة ما يرويه عن القاسم وغيره لا يتابع عليه ، وهو ضعيف كما ذكروه " .
قلت : وهو شديد الضعف متروك ، لكنه لم يتفرد به ، فقال الهيثمي في " المجمع " ( 7/206 ) :
" رواه الطبراني بإسنادين ، في أحدهما بشر بن نمير وهو متروك ، وفي الآخر عمر بن يزيد وهو ضعيف " .
قلت : هو عمر بن يزيد النضري الشامي ، ووقع في " المعجم الكبير " ( 8/140/7547 ) ، ( ابن زيد ) - وهو خطأ مطبعي - قال ابن حبان في " المجروحين " ( 2/89 ) :
" كان يقلب الأسانيد ، ويرفع المراسيل ، لا يجوز الاحتجاج به على الإطلاق ، وإن اعتبر بما يوافق الثقات فلا ضير " .

(243/1)


2741 - ( أربع لا تقبل في أربع : نفقة من خيانة ، ولا سرقة ، ولا غلول ، ولا مال يتيم ، لا يقبل حج ، ولا عمرة ، ولا جهاد ، ولا صدقة ) .
قال الألبانى في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/262 :
$ضعيف$
أخرجه ابن عدي ( 337/2 ) ، والديلمي ( 1/1/169 ) عن الكوثر بن حكيم عن نافع عن ابن عمر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ذكره ابن عدي في ترجمة الكوثر هذا ؛ وقال في آخرها :
" وعامة ما يرويه غير محفوظ " .
قلت : قال أحمد :
" أحاديثه بواطيل " . وقال الدارقطني وغيره :
" متروك " .
والحديث رواه سعيد بن منصور أيضا عنمكحول مرسلا كما في " الجامع الصغير " .

(244/1)


2742 - ( ارجعن مأزورات ؛ غير مأجورات ) .
قال الألبانى في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/262 :
$ضعيف$
روي من حديث علي بن أبي طالب ، وأنس بن مالك .
1- أما حديث علي ؛ فيرويه إسماعيل بن سلمان عن دينارأبي عمر عن محمد ابن الحنفية عن علي قال :
" خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فإذا نسوة جلوس ، فقال : ما يجلسكن ؟ قلن : ننتظر الجنازة ، قال : هل تغسلن ؟ قلن : لا ، قال : هل تحملن ؟ قلن : لا ، قال : هل تدلين فيمن يدلي ؟ قلن : لا ، قال : ..... " فذكره .
أخرجه ابن ماجه ( 1578 ) ، وابن حبان في " الثقات " ( 9/290 ) ، وابن بشران في " الفوائد المنتخبة " ( 62/1 ) ، والبيهقي ( 3/77 ) .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ، علته إسماعيل بن سلمان هذا - وهو الأزرق التميمي الكوفي - وهو ضعيف باتفاقهم ؛ ولذلك جزم الحافظ في" التقريب " بضعفه ، بل قال ابن نمير والنسائي :
" متروك " . وأما ما نقله السندي عن " الزوائد " أنه قال :
" في إسناده دينار بن عمر أبو عمر وهو وإن وثقه وكيع وذكره ابن حبان في الثقات ؛ فقد قال أبو حاتم : ليس بالمشهور . وقال الأزدي : متروك ، وقال الخليلي في " الإرشاد " : كذاب ، وإسماعيل بن سليمان ( كذا ) قال فيه أبو حاتم : صالح . لكن ذكره ابن حبان في " الثقات " ، وقال يخطىء " .
قلت : ففيه أن صاحب " الزوائد " دخل عليه ترجمة في أخرى ، فإن الذي قال فيه أبو حاتم " صالح " ليس هو المترجم ، وإنما هو إسماعيل بن سليمان الكحال الضبي البصري ، ففي ترجمته ذكر ابنه ( 1/1/176 ) عنه أنه قال فيه :
" ضعيف الحديث " . ونقله عنه الحافظ في " التهذيب " .
فالرجل ضعيف بلا خلاف ، وإيراد ابن حبان إياه في " الثقات " ( 4/19 ) مع قوله فيه : " يخطىء " لا يخرجه عما ذكرنا كما لا يخفى ، على أنه لو لم يجرحه بالخطأ ، فمعلوم أنه متساهل في التوثيق ، فلا يعتد به عند التفرد به فكيف مع المخالفة ؟ !
2- وأما حديث أنس ؛ فله عنه طريقان :
الأولى : عن الحارث بن زياد عنه قال :
" خرجنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في جنازة ، فرأى نسوة ، فقال : أتحملنه ؟ قلن : لا ، قال : تدفنه ؟ قلن : لا ، قال : .... " فذكره .
أخرجه أبو يعلى ( 3/1060 ) : حدثنا أحمد بن المقدام العجلي : أخبرنا محمد بن حمدان : أخبرنا الحارث بن زياد .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ الحارث بن زياد قال الذهبي :
" ضعيف مجهول " .
ووافقه الحافظ في " اللسان " .
وبه أعله الهيثمي ( 3/28 ) .
ومحمد بن حمدان ؛ لم أعرفه ، ولعله محمد بن حمران القيسي البصري ، فإن يكن هو ؛ فهو صدوق فيه لين كما في " التقريب " .
والأخرى : عن أبي هدية عنه به نحوه وزاد :
" مفتنات الأحياء ، مؤذيات الأموات " .
أخرجه الخطيب في " التاريخ " ( 6/201 ) .
قلت : وأبو هدبة - واسمه إبراهيم بن هدبة - كذاب خبيث ؛ كما قال ابن معين . وقال الخطيب :
" حدث عن أنس بالأباطيل " .
( تنبيه ) : ذكر المناوي في " الفيض " عن ابن الجوزي أنه قال في طريق علي : " جيد الإسناد " ، بخلاف طريق أنس عند أبي يعلى " .
ثم نقل المناوي تضعيف الهيثمي تبعا للذهبي للحارث راويه كما تقدم . قال :
" وقال الدميري : حديث ضعيف تفرد به ابن ماجه ، وفيه إسماعيل بن سليمان ( كذا ) الأزرق ؛ ضعفوه .
ثم اتبعه المناوي بقوله :
" وبهذا التقرير انكشف أن رمز المصنف لصحته صحيح في حديث علي ، لا في حديث أنس ، فخذه منقحا " .
قلت : ما نقحت شيئا ، بل خبطت خبط عشواء ، فمن أين لحديث علي الصحة بل الجودة وفيه ذلك الأزرق المتفق على ضعفه و ( دينار أبو عمر ) وقد كذب ؟ ! ومن عجيب أمر المناوي أنه بعد أن نقل تجويد ابن الجوزي لإسناده أتبعه بنقل تضعيفه عن الدميري ، ثم سكت على هذا التناقض دون أن يرجح أحد النقلين على الاخر ثم قال :
" فخذه منقحا " ! وبناء على زعمه هذا قال في " التيسير " : " إسناده صحيح " !!

(245/1)


2743 - ( أربعة لا يجتمع حبهم في قلب منافق ، ولا يحبهم إلا مؤمن : أبو بكر ، وعمر ، وعثمان ، وعلي ) .
قال الألبانى في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/265 :
$ضعيف جدا$
أخرجه ابن عساكر في " تاريخ دمشق " ( 11/107/1 ) من طريق أبي عبد الله البكاء عن أبي خلف عن أنس بن مالك مرفوعا به . ومن طريق أبي عامر التوري عن عطاء الخراساني عنه مرفوعا به نحوه دون قوله : " ولا يحبهم إلا مؤمن " .
قلت : والإسناد الأول هالك ؛ أبو خلف كذبه يحيى بن معين .
وأبو عبد الله البكاء قال الأزدي :
" متروك الحديث " .
والإسناد الآخر ضعيف ؛ عطاء الخراساني قال الحافظ :
" صدوق يهم كثيرا ويدلس " .
وأبو عامر التوري ؛ لم أعرفه .

(246/1)


2744 - ( مهنة إحداكن في بيتها تدرك به عمل المجاهدين في سبيل الله ) .
قال الألبانى في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/266 :
$ضعيف$
رواه أبو يعلى في " مسنده " ( 168/1 ) ، والبزار ( 2/182/1475 ) ، والطبراني في " الأوسط " ( 1/170/2 ) ، وابن شاهين في " الترغيب ( 313/1 ) ، وأبو الحسن السكري الحربي في " الثاني من الفوائد " ( 164/2 ) عن أبي رجاء الكلبي يعني روح بن المسيب : حدثنا ثابت عن أنس قال :
" أتى النساء رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلن : يا رسول الله صلى الله عليه وسلم ! ذهب الرجال بالفضل بالجهاد في سبيل الله ، فدلنا على شيء ندرك به عمل المجاهدين في سبيل الله ؟ فقال : فذكره . وقال البزار :
" لا نعلم رواه عن ثابت إلا روح ، وهو بصري مشهور " .
ومن هذا الوجه رواه ابن حبان في " الضعفاء " وقال :
" روح بن المسيب يروي الموضوعات عن الأثبات " .
وقال ابن معين :
" صويلح " . وقال أبو حاتم :
" صالح ؟، ليس بالقوي " .
وسكت عنه ابن كثير في " تفسيره " ، واغتر بسكوته الصابوني في " مختصر " مشعرا قراءه بأنه صحيح !!

(247/1)


2745 - ( أزكى الأعمال كسب المرء بيديه ) .
قال الألبانى في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/267 :
$باطل بهذا اللفظ$
أخرجه ابن عدي ( 41/1 ) من طريق بهلول بن عبيد الكندي : حدثنا أبو إسحاق السبيعي عن الحارث عن علي :
سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم : أي الأعمال أزكى ؟ قال : فذكره ؛ وقال :
" بهلول أحاديثه فيها نظر ، ليس مما يتابعه الثقات عليها " .
وقال ابن أبي حاتم في " العلل " ( 1/390 ) بعد أن ذكر الحديث من هذه الطريق :
" قال أبي : هذا الحديث بهذا الإسناد باطل ، بهلول ذاهب الحديث " .
قلت : والحارث - وهو الأعور - متهم أيضا .

(248/1)


2746 - ( أرهقوا القبلة ) .
قال الألبانى في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/267 :
$ضعيف$
أخرجه العسكري في " تصحيفات المحدثين " ( 1/318 ) ، والعقيلي ( 4/196 ) ، وأبو يعلى ( 1084 ) ، والبزار ( 54 - زوائده ) ، وأبو بكر المقري في " الأربعين " ( 145 - 146 ) ، وابن عدي ( 34/2 ) ، والبيهقي في " الشعب " ( 2/111/1 ) من طريق مصعب بن ثابت عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : فذكره .
قلت : وهذا إسناده ضعيف ؛ مصعب بن ثابت لين الحديث كما في " التقريب " . وقال المناوي :
" وقد ضعفوا حديثه ، ومن ثم رمز لضعفه " .
( أرهقوا ) أي : ادنوا من السترة .

(249/1)


2747 - ( أرواح المؤمنين طيور خضر في حجر من الجنة ، يأكلون من الجنة ، ويشربون ، ويتعارفون ، يقولون : ربنا ألحق بنا إخواننا ، وآتنا ما وعدتنا ، وأرواح أهل النار في حجر من النار ، يأكلون من النار ويشربون من النار ، يقولون : ربنا لا تلحق بنا إخواننا ، ولا تؤتنا ما وعدتنا ) .
قال الألبانى في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/268 :
$ضعيف$
رواه ابن منده في " المعرفة " ( 2/349/1 ) عن الفرج بن عبيد : أخبرنا مروان عن علي بن الوليد عن عبد الله بن يزيد عن أم مبشر بنت البراء قالت :
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيتي في نفر من أصحابه يأكل من طعام صنعته لهم ، فسألوه عن الأرواح ، فذكرها بذكر امتنع القوم من الطعام ؛ ثم قال من بعد : .... فذكره .
قلت : وهذا إسناد ضعيف مظلم ؛ من دون أم مبشر لم أعرف أحدا منهم . وقد صح الحديث عن كعب بن مالك وأم مبشر طرفه الأول منه دون قوله : " ويشربون .... " إلخ . انظر المشكاة ( 1631 ) .

(250/1)


2748 - ( أريت بني مروان يتعاورون على منبري ، فساءني ذلك ، ورأيت بني العباس يتعاورون منبري فسرني ذلك ) .
قال الألبانى في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/268 :
$ضعيف جدا$
أخرجه الطبراني ( 146/1 ) عن يزيد بن ربيعة قال : حدثنا أبو الأشعث عن ثوبان مرفوعا .
قلت : وهذا سند ضعيف جدا ؛ ابن ربيعة هذا هو الرحبي الدمشقي ؛ قال الدارقطني :
" متروك " . وكذا قال النسائي ، وقال مرة :
" ليس بثقة " .

(251/1)


2749 - ( أريت دار هجرتكم سبخة بين ظهراني حرة ، فإما أن تكون هجرا ، أو تكون يثرب ) .
قال الألبانى في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/269 :
$ضعيف$
أخرجه الحاكم ( 3/400 ) والطبراني في " الكبير " ( 8/36 - 37/7296 ) والبيهقي في " الدلائل " ( 2/522 ) عن يعقوب بن محمد الزهري : حدثنا حصين بن حذيفة : حدثني أبي وعمومتي عن سعيد بن المسيب عن صهيب قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره . وقال الحاكم :
" صحيح الإسناد " ! ووافقه الذهبي !
كذا قالا ، وهو عجب منهما لا سيما الذهبي ؛ فإنه أورد الحصين هذا في " الميزان " وقال :
" مجهول " .
وسلفه في ذلك ابن أبي حاتم ( 1/2/191 ) عن أبيه .
ويعقوب بن محمد الزهري ؛ أورده الذهبي في " الضعفاء " وقال :
" ضعفه أبو زرعة ، وقال أحمد : ليس بشيء " .
وقال الحافظ في " التقريب " :
" صدوق كثير الوهم والرواية عن الضعفاء " .

(252/1)


2750 - ( أزهد الناس في العالم أهله وجيرانه ) .
قال الألبانى في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/269 :
$موضوع$
روي من حديث جابر ، وأبي الدرداء ، وأبي هريرة .
1- أما حديث جابر ؛ فيرويه ابن عدي في " الكامل " ( 328/1 ) من طريق عباد بن محمد بن عباد بن صهيب : حدثنا يزيد بن النضر المجاشعي عن المنذر بن زياد : حدثنا محمد بن المنكدر عنه مرفوعا .
قلت : وهذا موضوع ؛ آفته المنذر هذا ؛ قال الفلاس :
" كان كذابا " . وذكر له الحافظ في " اللسان " بعض موضوعاته .
ومن دونه لم أعرف أحدا منهم .
ورواه محمد بن صدران : حدثنا المنذر بن زياد به موقوفا على جابر .
أخرجه ابن شاهين في " السنة " ( 18/49/2 ) .
2- وأما حديث أبي الدرداء ؛ فيرويه إسماعيل بن اليسع الكندي عن عمرو بن شمر عن محمد بن سوقة قال : سمعت عبد الواحد الدمشقي قال :
" رأيت أبا الدرداء يحدث الناس ويفتيهم ، وولده إلى جنبه وأهل بيته جلوس في جانب يتحدثون ! فقيل له : ما بال الناس يرغبون فيما عندك من العلم وأهل بيتك جلوس لاهين ؟ قال : إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : فذكره .
أخرجه الديلمي في " المسند " ( 1/1/173 ) ، وابن عساكر في " تاريخ دمشق " ( 10/294/2 ) والسياق له ولفظه :
" أزهد الناس في الأنبياء وأشدهم عليهم الأقربون " .
قلت : وهذا موضوع أيضا ؛ آفته عمرو بن شمر ؛ وهو كذاب ، كما قال الجوزقاني . وقال ابن حبان :
" رافضي يشتم الصحابة ، ويروي الموضوعات عن الثقات " .
وقال البخاري :
" منكر الحديث " .
وعبد الواحد الدمشقي ؛ قال الذهبي :
" لا يدرى من ذا ، ولا حدث عنه سوى محمد بن سوقة " .
وإسماعيل بن اليسع الكندي ؛ أورده ابن أبي حاتم في " الجرح والتعديل " ( 1/1/204 ) ؛ ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا .
3- وأما حديث أبي هريرة ؛ فيرويه الحسين بن حفص : حدثنا إبراهيم بن محمد بن أبي يحيى عن أبي عمرو بن محمد بن حريث عن جده عنه مرفوعا به .
أخرجه أبو نعيم في " أخبار أصبهان " ( 1/84 و 171 ) وقال :
" إبراهيم هذا في حديثه نكارة ، وفي مذهبه فساد " .
قلت : هو كذاب ؛ كما قال ابن معين وغيره .
والحسين بن حفص ؛ لم أعرفه .
والحديث أورده ابن الجوزي في " الموضوعات " من رواية ابن عدي وقال :
" موضوع ، المنذر كذاب " .
وتعقبه السيوطي في " اللآلي " ( ص 126 - طبع الهند ) بأن له طريقا أخرى : قال أبو نعيم .... فساق حديث أبي الدرداء كما تقدم ، إلا أنه سقط من إسناده عمرو بن شمر الذي هو آفة الحديث ! ومع ذلك فقد سكت عليه مع ما فيه من الجهالة ! وأعله المناوي بقوله :
" وعبد الواحد ضعفه الأزدي " !
وكذلك أعله به ابن عراق في " تنزيه الشريعة " بكلام الذهبي المتقدم ، ثم قال :
" وبقية رجاله محتج بهم . والله أعلم " .
ولا يخفى ما فيه .
وجملة القول ؛ أن الحديث موضوع من جميع طرقه ، وقد حدث وضعه بعد القرن الأول ، ولم يكن معروفا لديهم بأنه حديث مرفوع ، وعندي مما يدل عليه ثلاث روايات :
الأولى : عن هشام بن عروة عن أبيه قال :
" كان يقال : .... " فذكره .
أخرجه ابن أبي خيثمة في " العلم " ( رقم 91 ) بسند صحيح .
الثانية : عن عون بن عبد الله قال :
" كان يقال : .... " فذكره .
أخرجه السهمي في " تاريخ جرجان " ( 368 ) عن المسعودي عنه .
الثالثة : عن سليمان الأحول قال :
" لقيت عكرمة ومعه ابن له ، فقلت : أيحفظ هذا من حديثك شيئا ؟ فقال : إنه يقال : .... فذكره .
أخرجه ابن عساكر في " تاريخ دمشق " ( 11/390/1 ) بسند صحيح عنه .
فلو كانت هذه الجملة حديثا مرفوعا إلى النبي صلى الله عليه وسلم لما أغفل ذلك هؤلاء السلف ، ولجأوا إلى هذا التعبير " يقال " ، فإن مثله لا يقال في حديث النبي صلى الله عليه وسلم ، فالظاهر أنها من الإسرائيليات ، ويؤيده ما قاله المناوي :
" وذكر كعب أن هذا في التوراة " . والله أعلم .

(253/1)


2751 - ( استرني وولني ظهرك ) .
قال الألبانى في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/273 :
$ضعيف$
أخرجه أحمد ( 1/317 ) ومن طريقه الطبراني ( 11/291/11773 ) من طريق شريك عن حسين بن عبد الله عن سماك عن عكرمة عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم :
" أنه أمر عليا فوضع له غسلا ، ثم أعطاء ثوبا فقال : .... " فذكره .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ من أجل حسين بن عبد الله - وهو ابن عبيد الله بن عباس بن عبد المطلب - ضعيف . ومثله شريك بن عبد الله القاضي .

(254/1)


2752 - ( استعد للموت قبل نزول الموت ) .
قال الألبانى في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/273 :
$موضوع$
اخرجه الحاكم ( 4/312 ) ، والعقيلي في " الضعفاء " ( ص 37 ) ، وابن بشران في " الأمالي " ( 19/2 و 113/1 ) ، وأبو عروبة الحراني في " حديثه " ( 3/1 ) ، وأبو القاسم الهمداني في " الفوائد " ( 1/203/1 ) ، والسلفي في " الطيوريات " ( 250/1 ) عن إسحاق بن ناصح عن قيس ( وقال الحاكم : حدثنا شيبان ، ثم اتفقوا ) عن منصور عن ربعي بن حراش عن طارق بن عبد الله المحاربي مرفوعا به . وقال العقيلي :
" ليس بمحفوظ من حديث قيس ولا غيره ، ولا يتابع هذا الشيخ عليه أحد " .
يعني إسحاق بن ناصح ، وقد قال ابن أبي حاتم ( 1/1/235 ) :
" سمعت أبي وذكر حديثا رواه إسحاق بن ناصح عن قيس بن الربيع ، فقال : كذب على قيس بن الربيع " .
قلت : وأما الحاكم فقال :
" صحيح " ! ووافقه الذهبي ! وهو من عجائبه ؛ وهو القائل في ترجمة إسحاق هذا في كتابه " الضعفاء " :
" كذاب مفتر " !

(255/1)


2753 - ( استعينوا بلا حول ولا قوة إلا بالله ؛ فإنها تذهب سبعين بابا من الضر أدناها الهم ) .
قال الألبانى في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/274 :
$منكر$
رواه أبو نعيم في " الحلية " ( 3/156 ) ، و " أخبار أصبهان " ( 2/93 - 94 ) عن محمد بن يحيى بن أبي عمر : حدثنا عبد المجيد بن عبد العزيز بن أبي رواد عن بلهط بن عباد عن محمد بن المنكدر عن جابر قال :
شكونا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم حر الرمضاء فلم يشكنا وقال : فذكره .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ، بلهط بن عباد وثقه الطبراني وابن حبان ؛ وقال الذهبي :
" لا يعرف ، والخبر منكر " . يعني هذا .
وعبد المجيد بن عبد العزيز ؛ قال في " التقريب " :
" صدوق يخطىء / وكان مرجئا ، أفرط ابن حبان فقال : متروك " .
والحديث أخرجه الطبراني في " المعجم الصغير " ( ص 88 ) ، والعقيلي في " الضعفاء " ( ص 60 - 61 ) من هذا الوجه بلفظ :
" استكثروا من لا حول .... " الحديث ، وقال العقيلي :
" بلهط مجهول في الرواية ، حديثه غير محفوظ ، ولا يتابع عليه " قال :
" وهذا اللفظ لا يصح فيه شيء " .

(/1)


2754 - ( ******* )
قال الألبانى في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/275 :
$ضعيف$
رواه الديلمي ( 1/1/47 ) عن محمد بن خالد المخزومي : حدثنا بكر بن عبد الله المزني عن أبيه مرفوعا . وقال الحافظ :
" قلت : محمد بن خالد ضعيف ، وسيأتي بلفظ :
" استنزلوا الرزق بالصدقة " ، من حديث أبي هريرة ، وفيه سليمان بن عمرو متروك " .
والمخزومي هذا كأنه مجهول ، فإنه لم يتكلم فيه غير ابن الجوزي فقال :
" مجروح " . وأما ابن حبان فذكره على قاعدته في " الثقات " .
وأما سليمان بن عمرو فهو كذاب ؛ وهو النخعي .
لكن ذكر السيوطي أنه رواه باللفظ الثاني البيهقي في " الشعب " عن علي ، وابن عدي عن جبير بن مطعم .
قلت : وإسنادهما مما لا يفرح به لشدة ضعفها ؛ أما الأول ففيه عند البيهقي في حديث له ( 2/74 ) هارون بن يحيى الحاطبي ، روى أحاديث منكرة ، وقال العقيلي في " الضعفاء " :
" لا يتابع على حديثه " .
فلا جرم أن البيهقي ضعفه جدا ، فقال :
" لا أحفظه إلا بهذا الإسناد ، وهو ضعيف بمرة " .
وأما حديث جبير بن مطعم ؛ فأخرجه ابن عدي في جملة أحاديث لحبيب بن أبي حبيب كاتب مالك ، وقال ( 2/411 - 412 ) :
" كلها موضوعة " .
وصدرها بقوله في مطلع الترجمة :
" كاتب مالك بن أنس ، يضع الحديث " .

(/1)


2755 - ( استعتبوا الخيل تعتب ) .
قال الألبانى في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/276 :
$موضوع$
ذكره ابن عدي في ترجمة محمد بن إبراهيم بن العلاء : زبريق الحمصي من " الكامل " ( 375/2 ) ، فروى عن محمد بن عوف أنه ذكر له حديث إبراهيم بن العلاء عن بقية عن محمد بن زياد عن أبي أمامة مرفوعا بهذا الحديث ؛ فقال :
" رأيته على ظهر كتابه ملحوقا ، فأنكرته وقلت له ، فتركه " .
فقال ابن عوف :
" وهذا من عمل ابنه محمد بن إبراهيم كان يسرق الأحاديث ، فأما أبوه فشيخ غير متهم ، لم يكن يفعل من هذا شيئا " .
قال ابن عدي :
" وإبراهيم بن العلاء هذا حديثه مستقيم ، ولم يرم إلا بهذا الحديث ، ويشبه أن يكون من عمل ابنه كما ذكره ابن عوف " .
قلت : وكذا في ترجمة إبراهيم بن العلاء من " تاريخ ابن عساكر " ( 2/244/2 ) ، ويبدو أن فيها خرما .
واعلم أن الذهبي ترجم محمد بن إبراهيم ********************* قوله :
" قال محمد بن عوف : كان يسرق الحديث ، فأما أبوه فغير متهم . قلت : وتكلم فيه أيضا ابن عدي " .
فتعقبه الحافظ في " اللسان " ( 5/21 ) بقوله :
" ولم يتكلم ابن عدي في هذا الحمصي ، وإنما تكلم وترجم لمحمد بن إبراهيم الشامي .... " .
قلت : خفي على الحافظ رحمه الله كلام ابن عدي الذي نقلته آنفا ، وهو قوله :
" ويشبه أن يكون من عمل ابنه ..... " .
فهذا هو الذي عناه الذهبي بقوله :
" وتكلم فيه أيضا ابن عدي " .
وأما الشامي ؛ فهو راو آخر ، وقد ترجم له ابن عدي أيضا ( ق 373/1 ) وقد كذبه الدارقطني وغيره .
ثم رأيت الحديث قد وصله أبو أحمد الحاكم في " الكنى " ( 30/2 ) من طريق أحمد بن عمير بن يوسف : أخبرنا محمد بن عوف .. فذكره كما تقدم عن ابن عدي ، إسنادا وإعلالا .

(/1)


2756 - ( استشرت جبريل في الشاهد واليمين فأمرني ) .
قال الألبانى في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/277 :
$ضعيف$
رواه الديلمي ( 1/1/174 ) عن حبيب بن أبي حبيب : حدثنا إبراهيم بن الحسين عن أبيه عن جده مسلمة بن قيس مرفوعا .
ومن هذا الوجه رواه أيضا أبو نعيم وابن منده في " المعرفة " .
قلت : وهذا إسناد ضعيف مظلم ؛ من دون مسلمة بن قيس لم أجد لهم ترجمة ، وفيمن يسمى حبيب بن أبي حبيب جماعة أكثرهم غير معتمد ، ولم يتبين لي الآن من هو منهم .

(/1)


2757 - ( أشد الناس عذابا يوم القيامة المكفي الفارغ ) .
قال الألبانى في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/278 :
$ضعيف جدا$
رواه الديلمي ( 1/1/117 ) عن يحيى بن يحيى : حدثنا ابن لهيعة عن عبد الله بن قرة عن أنس مرفوعا .
قلت : وهذا إسناد ضعيف جدا ؛ عبد الله بن قرة لم أعرفه ، ولعله تحرف على الناسخ .
وابن لهيعة ؛ مشهور بالضعف .
ويحيى بن يحيى ؛ الظاهر أنه الذي في " الميزان " :
" يحيى بن أبي زكريا : يحيى الغساني ، واسطي روى عن هشام بن عروة ، قال ابن حبان : لا تجوز الرواية عنه لما أكثر من مخالفة الثقات فيما يرويه عن الأثبات " .

(/1)


2758 - ( استعينوا بطعام السحر على صيام النهار ، وبالقيلولة على قيام الليل ) .
قال الألبانى في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/278 :
$ضعيف$
أخرجه ابن ماجه ( 1693 ) ، وابن نصر في " قيام الليل " ( ص 40 ) ، وابن خزيمة في " صحيحه " ( ق 56/1 - 2 ) ، والطبراني في " الكبير " ( 3/129/1 ) ، والمخلص في " الفوائد المنتقاة " ( 3/151/1 ) ، وابن عدي ( 150/2 و 171/2 ) ، والحاكم ( 1/425 ) ، والبيهقي في " الشعب " ( 2/34/1 ) ، وابن النجار في " ذيل تاريخ بغداد " ( 10/15/2 ) ، وغيرهم عن زمعة بن صالح عن سلمة بن وهرام عن عكرمة عن ابن عباس مرفوعا . وقال الحاكم :
" زمعة بن صالح وسلمة بن وهرام ليسا بالمتروكين اللذين لا يحتج بهما " .
وكذا قال الذهبي في " تلخيصه " . ولكنه أورد زمعة في " الضعفاء والمتروكين " وقال :
" ضعفه أحمد وأبو حاتم والدارقطني " .
ولذلك قال الحافظ في " التقريب " :
" ضعيف ، وحديثه عند مسلم مقرون " .
والحديث أورده ابن أبي حاتم في " العلل " ( 1/241 ) من طريق علي بن عبد العزيز عن يزيد بن أبي يزيد الجزري عن المور ( كذا ) عن أبي هريرة مرفوعا به وقال :
" سألت أبي عنه ؟ فقال : هؤلاء مجهولان " .

(/1)


2759 - ( عد من لا يعودك ، وأهد لمن لا يهدي لك ) .
قال الألبانى في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/279 :
$ضعيف$
رواه محمد بن المظفر في " المنتقى من حديث هشام بن عمار " ( 161/2 ) عنه عن رجل من الأنصار ، يقال له أبو ميسرة قال : أخبرت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : فذكره .
ورواه يحيى بن معين في " التاريخ والعلل " ( ق 16/2 ) : حدثنا حماد بن أسامة أبو أسامة عن هشام بن عروة عن أيوب بن ميسرة مرفوعا . وقال :
" أيوب بن ميسرة هذا مدني " .
ورواه الخطيب في " الموضح " ( 1/140 - 141 ) من طريق ابن معين . وهو والبخاري في " التاريخ " ( 1/1/400 ) من طرق أخرى عن هشام بن عروة به .
قلت : فالإسناد ضعيف لإرساله ، ولأن مرسله أيوب بن ميسرة لا يعرف ، ترجمه ابن أبي حاتم ( 1/1/257 ) ترجمة مختصرة كعادته في مثله ، ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا .

(/1)


2760 - ( كان إذا أصابه خصاصة نادى أهله : يا أهلاه ! صلوا صلوا ) .
قال الألبانى في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/280 :
$ضعيف$
أخرجه ابن أبي حاتم كما في " تفسير ابن كثير " ( 3/171 ) قال : حدثنا أبي : حدثنا عبد الله بن أبي زياد القطواني : حدثنا سيار : حدثنا جعفر عن ثابت قال : فذكره . قال ثابت :
" وكانت الأنبياء إذا نزل بهم أمر فزعوا إلى الصلاة " .
قلت : وهذا إسناد رجاله ثقات ؛ كلهم من رجال " التهذيب " . إلا أنه مرسل ، لأن ثابتا - هو البناني - تابعي معروف مكثر عن أنس ، ومع هذا صححه الشيخ الرفاعي في " مختصره " ، وتبعه بلديه الصابوني ، وغالب الظن أنهما لم يعرفا من هو ثابت ؟
ثم رأيت الحديث في " شعب الإيمان " للبيهقي ( 3/155/3185 ) من طريق أخرى عن سيار بن حاتم به معضلا .
على أن سيارا هذا قال فيه الحافظ :
" صدوق له أوهام " .

(/1)


2761 - ( استعن بيمينك . وأومى بيده إلي الخط ) .
قال الألبانى في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/281 :
$ضعيف$
رواه الترمذي ( 3/375- تحفة ) ، وابن الأعرابي في " معجمه " ( 57/2) ، وأبو محمد المخلدي في " الفوائد " ( 235/1-2 ) ، وأبو حفص الكتاني ( 140/1 ) ، وابن عدي ( 122/1 ) ، والخطيب في " كتاب الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع " ( 4/152/1 ) عن الخليل بن مرة عن يحيى ابن أبي صالح السمان عن أبي هريرة قال :
" كان رجل من الأنصار يجلس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فيسمع من النبي صلى الله عليه وسلم الحديث فيعجبه ولا يحفظه ، فشكا ذلك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : إني لأسمع منك الحديث فيعجبني ولا أحفظه ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " فذكره . وقال الترمذي :
" ليس إسناد ه بذلك القائم ، وسمعت محمد بن إسماعيل يقول : الخليل بن مرة منكر الحديث " .
قلت : وشيخه يحيى بن أبي صالح مجهول .
وقد وجدت له طريقا أخرى ؛ رواه البغوي في " أحاديث طالوت بن عباد " ( 106/1 ) وعنه ابن عدي ( 123/2 ) عن الربيع بن مسلم : حدثنا الخصيب بن جحدر عن أبي صالح به ، ورواه العقيلي في " الضعفاء " ( 258 ) ، وابن أبي حاتم في " العلل " ( 2/339 ) من طريق عد الصمد بن سليمان عن الخصيب بن جحدر به . وروى العقيلي عن البخاري أنه قال في عبد الصمد هذا :
" منكر الحديث " . وقال الدراقطني :
" متروك " .
لكن تابعه الربيع بن مسلم وهو ثقة ؛ فالآفة من شيخهما ابن جحدر فإنه كذاب .
وقال ابن أبي حاتم عن أبيه :
" هذا حديث منكر وخصيب ضعيف الحديث " .

(/1)


2762 - ( استغنوا بغناء الله عز وجل ، قيل : وما هو ؟ قال : عشاء ليلة وغداء يوم ) .
قال الألبانى في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/282 :
$ضعيف$
رواه أبو بكر ابن السني في " القناعة " ( ق 241/2 ) عن زهير بن عباد : حدثنا داود بن هلال عن حبان بن علي عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة مرفوعا .
ورواه ابن عدي ( 153/1 ) من طريق أبي داود النخعي عن محمد بن عمرو به .
ورواه ابن أبي الدنيا في " القناعة " أيضا ( 2/1/2 ) قال : أخبرت عن نصر بن علي : حدثنا أحمد بن موسى الخزاعي : حدثنا واصل مولى أبي عيينة عن رجاء بن حيوة - فيما أعلم - قال : قال رجل للنبي صلى الله عليه وسلم : أوصني ، قال : فذكره .
ورواه المعافى بن عمران في " الزهد " ( 256/2 ) : حدثنا عنبسة بن سعيد النهدي عن الحسن مرفوعا به .
قلت : وهذا مع كونه مرسلا ؛ فإن عنبسة بن سعيد - وهو الواسطي النضري ( ولعل النهدي محرف النضري ) - ضعيف .
والذي قبله مع كونه مرسلا أيضا ؛ ومع كونه منقطعا بين ابن أبي الدنيا ونصر بن علي وهو الجهضمي ؛ فإن أحمد بن موسى الخزاعي مجهول الحال ؛ ذكره ابن أبي حاتم ( 1/1/75 ) من رواية جمع عنه ، ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا .
ولا يقويه الموصول الذي قبله لشدة ضعفه ، فإن زهير بن عباد ضعيف كما قال ابن عبد البر ؛ وهو الرؤاسي .
وشيخه داود بن هلال ؛ وهو النصيبي لا يعرف ، أورده ابن أبي حاتم ( 1/2/427 ) من رواية الرؤاسي فقط عنه ؛ ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا .
وحبان بن علي ؛ وهو العنزي .
ومتابعة أبي داود النخعي لا تقويه لأنه كذاب ؛ واسمه سليمان بن عمرو .
وبالجملة ؛ فالحديث ضعيف من جميع طرقه ، ومن الغريب أن السيوطي لم يعزه في " جامعيه " إلا لابن عدي وحده ، وأن المناوي بيض له . فلم يبين أن فيه ذاك الكذاب ، فكأنه لم يقف على سنده .

(/1)


2763 - ( استكثر من الناس من دعاء الخير لك ، فإن العبد لا يدري على لسان من يستجاب له أو يرحم ، ولذلك جعل الله عز وجل المسلمين شفعاء بعضهم لبعض ) .
قال الألبانى في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/283 :
$باطل$
رواه تمام في " الفوائد " ( 262/1 ) عن زكريا بن يحيى : حدثنى نصير بن أبي عتبة البالسي الدقاق : حدثنا علي بن عيسى الغساني : حدثنا مالك عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة قال :
كان آخر ما أوصاني به النبي صلى الله عليه وسلم قال : فذكره .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ الغساني والبالسي مجهولان ؛ كما قال الخطيب والذهبي .
وقد أخرجه الدارقطني في " غرائب مالك " ، والخطيب في " الرواة عن مالك " كلاهما من طريق زكريا بن يحيى الساجي به . وقال الدارقطني :
" لم يروه عن مالك إلا علي بن عيسى وهو مجهول و [ كذا ] الذي قبله " .
وقال الذهبي :
" الخبر باطل " . وأقره الحافظ .

(/1)


2764 - ( أسري بي في قفص من لؤلؤ ، وفراشه من ذهب ) .
قال الألبانى في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/284 :
$منكر جدا$
رواه الديلمي ( 1/1/174 ) من طريق البغوي في " معجمه " : حدثني أبو بكر محمد بن عتاب الأعين : حدثنا علي بن جعفر الأحمر : حدثنا إسحاق بن منصور عن جعفر الأحمر عن هلال الصيرفي عن أبي كثير الأنصاري عن عبد الله بن سعد بن زرارة مرفوعا .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ أبو كثير الأنصاري ذكره ابن أبي حاتم ( 4/2/429 ) من رواية إسماعيل بن مسلم العبدي عنه ، سمع علي بن أبي طالب ، ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا .
وسائر الرجال موثقون من رجال " التهذيب " غير علي بن جعفر الأحمر ؛ ترجمه ابن أبي حاتم أيضا ( 3/1/178 ) وقال عن أبيه :
" وكان ثقة صدوقا " .
وفي إسناد الحديث اضطراب ذكره الحافظ في ترجمة ابن زرارة هذا من " الإصابة " من طرق ذكرها ثم قال :
" ومعظم الرواة في هذه الأسانيد ضعفاء ، والمتن منكر جدا " .

(/1)


2765 - ( أسعد الناس يوم القيامة العباس ) .
قال الألبانى في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/285 :
$ضعيف$
رواه ابن عساكر ( 8/470/2 ) بإسناد رجاله ثقات عن ابن جريج عن رجل عن ابن عمر مرفوعا .
قلت : وهذا سند ضعيف ؛ من أجل الرجل الذي لم يسم .

(/1)


2766 - ( أسفروا بصلاة الغداة ينظر الله لكم ) .
قال الألبانى في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/285 :
$منكر$
رواه أبو نعيم في " أخبار أصبهان " ( 1/95 ) عن أحمد بن مهران : حدثنا خالد بن مخلد : حدثنا يزيد بن عبد الملك بن المغيرة بن نوفل : سمعت زيد بن أسلم يحدث عن أنس مرفوعا .
أورده في ترجمة ابن مهران هذا وهو أبو جعفر الأصبهاني ، وقال :
" كان لا يخرج من بيته إلا إلى الصلاة ، توفي بـ " يزد " سنة أربع وثمانين ومئتين " .
وتابعه إسحاق بن صدقة عن خالد بن مخلد به .
أخرجه الديلمي في " مسند الفردوس " ( 1/1/26 ) ، وقال الحافظ في " مختصره " :
" يزيد بن عبد الملك ضعيف ، وإسحاق بن صدقة " .
كذا بياض في الأصل قدر كلمتين ، ولعله تركه حتى يراجع ترجمته ثم لم يتسن له العودة إلى تسويده ، وقد ذكر في " اللسان " تبعا لأصله أن الحاكم روى عن الدارقطني أنه ضعفه .
وقد خولف في متنه ؛ فقال البزار في " مسنده " ( ص 43 - زوائده ) : حدثنا محمد بن يحيى بن عبد الكريم الأزدي : حدثنا خالد بن مخلد بلفظ :
" فإنه أعظم للأجر " ، وقال :
" واختلف فيه على زيد ..... " ثم بين ذلك .
وهذا اللفظ هو الأقرب إلى الصحة لأنه ثبت من طرق عن رافع بن خديج مرفوعا به ، وقد خرجته في " الإرواء " ( 258 ) .

(/1)


2767 - ( أسلم الناس إسلاما من سلم المسلمون من لسانه ويده ) .
قال الألبانى في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/286 :
$شاذ$
أخرجه ابن حبان ( 27 ) من طريق محمد بن معمر : حدثنا أبو عاصم عن ابن جريج : أخبرني أبو الزبير أنه سمع جابر بن عبد الله قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : فذكره .
قلت : وهذا إسناد ظاهره الصحة ؛ فإن رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين ، لكن يبدو أن ابن معمر هذا - وهو أبو عبد الله البصري البحراني - وهم في أول متنه ، فقد أخرجه مسلم في " الصحيح " ( 1/48 ) دون الشطر الأول منه فقال : حدثنا الحسن الحلواني وعبد بن حميد جميعا عن أبي عاصم بلفظ :
" المسلم من سلم ...... " .
وقد تابعه ابن أبي ليلى عن أبي الزبير به ؛ لكنه زاد في أوله بلفظ :
" أتى النبي صلى الله عليه وسلم رجل فقال : ..... يا رسول الله ! فأي المسلمين أفضل ؟ قال : .... " فذكره .
أخرجه أحمد ( 3/391 ) .
وابن أبي ليلى - هو محمد بن عبد الرحمن - سيىء الحفظ ، لكنه لم يتفرد بهذه الزيادة ، فقد روى الأعمش عن أبي سفيان عن جابر قال :
" قال رجل للنبي صلى الله عليه وسلم : أي الإسلام أفضل ؟ قال : .... " فذكره .
أخرجه الطيالسي ( 1777 ) ، وأحمد ( 3/372 ) ، والدارمي ( 2/299 ) .
قلت : وهذا إسناد صحيح على شرط مسلم .
ومثل هذه الزيادة في الشذوذ بل النكارة زيادة أخرى رواها محمد بن سنان القزاز : حدثنا أبو عاصم بهذا الإسناد بلفظ :
" أكمل المؤمنين من سلم ..... " .
أخرجه الحاكم ( 1/10 ) وقال :
" إنها زيادة على شرط مسلم " !
قلت : وهو وهم ، فإن مسلما لم يخرج للقزاز هذا شيئا ؛ ثم هو ضعيف كما جزم الحافظ .
ويشهد لزيادة ابن أبي ليلى ومن تابعه حديث أبي موسى الأشعري قال :
" قلت : يا رسول الله ! أي الإسلام ( وفي رواية : المسلمين ) أفضل ؟ قال : من سلم .... " الحديث .
أخرجه البخاري ( 1/46-47- فتح ، وسلم ، والنسائي ( 2/268 ) ، والترمذي ( 3/318و362 ) ، وأحمد ( 4/391 ) . وقال الترمذي :
" حديث صحيح غريب " .
وأخرجه أحمد ( 2/160و187و191و195 ) من حديث عبد الله بن عمرو مثل الرواية الأولى منهما ، وهو عنده من طريق عنه صحح الحاكم ( 1/11 ) بعضها .
وأخرجه الشيخان من طريق أخرى عنه بلفظ : " أي الإسلام خير ؟ " والباقي مثله . وكذلك أخرجه النسائي .
ثم رأيته من طريق أخرى بلفظ قريب من لفظ الترجمة ؛ وهو :

(/1)


2768 - ( أسلم المسلمين من سلم الناس من لسانه ويده ) .
قال الألبانى في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/288 :
$منكر بهذا اللفظ$
رواه ابن عساكر ( 13/280/2 ) عن أبي الحسن عمرو ابن دحيم : حدثنا محمد بن مصفى : أخبرنا بقية بن الوليد : أخبرنا أبو زرعة الفلسطيني - وهو يحيى بن أبي عمرو السيباني - عن القاسم بن محمد عن أبي إدريس الخولاني عن أبي زر قال :
قلت : يا رسول الله ! أي المسلمين أسلم ؟ قال : من سلم ....
قلت : وهذا إسناد رجاله ثقات ؛ على ضعف في محمد بن مصفى غير عمرو هذا فلا يعرف حاله ، وفي ترجمته أورده ابن عساكر ولم يذكره فيه جرحا ولا تعديلا .

(/1)


2769- ( أسلم سلمهم الله من كل آفة إلا الموت ، فإنه لا يسلم عليه ، وغفار غفر الله لها ، ولا حي أفضل من الأنصار ) .
قال الألبانى في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/288 :
$ضعيف$
رواه الديلمي ( 1/1/174 ) من طريق أبي نعيم وهذا في " معرفة الصحابة " ( 2/73/1 ) من طريق سليمان بن ميسرة الخزاعي : حدثنا هارون بن مسلم بن سعدان عن أبيه عن جده عن عمر بن يزيد الكعبي قال :
" كنت جالسا مع النبي صلى الله عليه وسلم فكان مما حفظت من كلامه أن قال : فذكره .
ومن هذا الوجه أخرجه ابن منده في " المعرفة " أيضا كما في " الإصابة " .
قلت : وهذا إسناد مظلم ضعيف ؛ لم أجد لمن دون الكعبي ترجمة .

(/1)


2770 - ( أسلمت عبد القيس طوعا ، وأسلم الناس كرها ، فبارك الله في عبد القيس وموالي عبد القيس ) .
قال الألبانى في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/289 :
$ضعيف$
رواه إسحاق بن راهويه في " مسنده " قال : حدثنا سليمان بن نافع العبدي - بحلب - قال : قال لي أبي : وفد المنذر بن ساوى من البحرين فذكره قدومه مع وفد عبد القيس ، وفيه : فقال لهم النبي صلى الله عليه وسلم : فذكره . ورواه الطبراني في " المعجم الأوسط " فقال :
" لا يروى عن نافع العبدي إلا بهذا الإسناد تفرد به إسحاق " .
ذكره العراقي في " محجة القرب " ؛ ولم يتكلم عليه بشيء .
قلت : وإسناده ضعيف ؛ لأن نافع أورده ابن أبي حاتم ( 2/1/147 ) ولم يذكره فيه جرحا ولا تعديلا . وقد قال الذهبي فيه :
" وهو غير معروف " .

(/1)


2771 - ( أسلم سالمها الله ، وغفار غفر الله لها ، وتجيب أجابت الله عز وجل ) .
قال الألبانى في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/290 :
$ضعيف$
رواه البزار ( 3/309/2817- كشف ) والديلمي ( 1/1/173 ) من طريق الطبراني عن عمرو بن خالد : حدثنا ابن لهيعة عن يزيد بن أبي حبيب عن أبي الخير عن عبد الله بن سندر الجذامي مرفوعا .
قلت : وهذا إسناد ضعيف من أجل ابن لهيعة .
والحديث قال الهيثمي في " المجمع " ( 10/46 ) :
" وعن ابن سندر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ... ( فذكره ) رواه الطبراني ، ورواه البزار بنحوه ، وإسنادهما حسن " !
وقال الحافظ في " مختصر الزوائد " ( 2/380 ) :
" قلت : ابن لهيعة ضعيف ، واللفظ الآخر منكر " .

(/1)


2772 - ( اسم الله الأعظم الذي إذا دعي به أجاب في هذه الآية من آل عمران : ( قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء ) إلى آخره ) .
قال الألبانى في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/290 :
$موضوع$
رواه الطبراني ( 3/177/1 ) : حدثنا محمد بن زكريا الغلابي : أخبرنا جعفر بن جسر بن فرقد : أخبرنا أبي عن عمرو بن مالك عن أبي الجوزاء عن ابن عباس مرفوعا .
قلت : وهذا موضوع ؛ آفته الغلابي هذا ، قال الدارقطني :
" كان يضع الحديث " .
وجعفر بن جسر وأبوه ضعيفان ، وأبوه أشد ضعفا منه .
قلت : وقد ثبت أن اسم الله الأعظم في فاتحة آل عمران ، وهو مخرج في " صحيح أبي داود " ( 1343 ) ، و " الصحيحة " ( 746 ) .

(/1)


2773- ( اسم الله الأعظم في ست آيات في آخر سورة الحشر ) .
قال الألبانى في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/291 :
$ضعيف$
رواه الواحدي في تفسيره ( 4/138/2 ) ، والديلمي ( 1/1/173 ) عن يحيى بن ثعلبة : حدثني الحكم بن عتيبة عن سعيد بن جبير ( وقال الديلمي : ميمون بن مهران ) عن ابن عباس مرفوعا .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ، يحيى بن ثعلبة ضعفه الدارقطني .

(/1)


2774- ( اسم الله على فم كل مسلم ) .
قال الألبانى في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/291 :
$موضوع$
رواه الطبراني في " الأوسط " ( 1/130/2 ) ، وابن عدي ( 6/385 ) ، وعنه البيهقي ( 9/240 ) عن مروان بن سالم عن عبد الرحمن بن عمرو الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال :
سأل رجل النبي صلى الله عليه وسلم : أرأيت الرجل يذبح وينسى أن يسمي ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره . وقال الطبراني :
" لم يروه عن الأوزاعي إلا مروان " . وقال ابن عدي :
" وعامة ما يرويه مما لا يتابعه الثقات عليه " .
قلت : وقال أحمد وغيره :
" ليس بثقة " . وقال الدراقطني :
" متروك " . وقال الشيخان وأبو حاتم :
" منكر الحديث " . وقال أبو عروبة الحراني :
" يضع الحديث " .
وقال البيهقي عقبه :
" وهذا الحديث منكر بهذا الإسناد " .
وقال عبد الحق الأشبيلي في " الأحكام الكبرى " ( 192/2 ) :
" حديث ضعيف " .
وقال ابن كثير في " التفسير " ( 2/170 ) :
" إسناده ضعيف ، فإن مروان بن سالم القرقساني ضعيف تكلم فيه غير واحد من الأئمة " .

(/1)


2775- ( اسم الله الأعظم ؛ الذي إذا دعي به أجاب ؛ وإذا سئل به أعطى ؛ الدعوة التي دعا بها يونس حيث ناداه في الظلمات الثلاث : ( لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين ) ) .
قال الألبانى في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/292 :
$ضعيف$
أخرجه الحاكم ( 1/505-506 ) عن أحمد بن عمرو بن بكر السكسكي : حدثني أبي عن محمد بن زيد عن سعيد بن المسيب عن سعد بن مالك رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :
" هل أدلكم على اسم الله الأعظم ... " .
فقال رجل : يا رسول الله ! هل كانت ليونس خاصة أم للمؤمنين عامة ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ألا تسمع قول الله عز وجل ( ونجيناه من الغم وكذلك ننجي المؤمنين ) ، وقال رسول الله عليه وسلم : " أيما مسلم دعا بها في مرضه أربعين مرة فمات في مرضه ذلك ؛ أعطي أجر شهيد ، وإن برأ وقد غفر له جميع ذنوبه " .
سكت عنه الحاكم ، وكذا الذهبي ؛ مع أنه أورد عمرو بن بكر السكسكي في " الميزان " وقال :
" واه ، أحاديثه شبه موضوعة " . وقال في " الضعفاء " :
" اتهمه ابن حبان " .
وقد تابعه على بعضه علي بن زيد عن سعيد بن المسيب به دون قوله : " أيما مسلم دعا بها ... " وزاد : " فهو شرط من الله لمن دعاه به " .
أخرجه ابن جرير في " التفسير " ( 17/82 ) .

(/1)


2776- ( اشتد غضب الله على الزناة ) .
قال الألبانى في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/293 :
$ضعيف$
رواه أبو الشيخ ابن حيان في " العوالي " ( 1/24/1 ) ، وعنه الديلمي ( 1/1/115 ) عن عباد بن كثير عن عمران القصير عن أنس مرفوعا .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ أو ضعيف جدا ، لأن عباد بن كثير إن كان الثقفي البصري - وهو الأقرب - فهو متروك ، وإن كان الرملي الفلسطيني فضعيف ، وإنما استقربت أنه الثقفي البصري ؛ لأن شيخه ( عمران القصير ) وهو ابن مسلم ، بصري أيضا ، والله أعلم .

(/1)


2777- ( اشتد غضب الله على من آذاني في عترتي ) .
قال الألبانى في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/293 :
$ضعيف$
رواه الديلمي ( 1/1/116 ) عن بشر الهذيل الكوفي : حدثني أبو إسرائيل عن عطية عن أبي سعيد مرفوعا .
قلت : وها إسناد ضعيف ، عطية - وهو العوفي - ضعيف مدلس ، ومثله في الضعف أبو إسرائيل واسمه إسماعيل بن خليفة ، قال الحافظ :
" صدوق سيىء الحفظ ، نسب إلى الغلو في التشيع " .
وبشر بن الهذيل ؛ أورده ابن أبي حاتم ( 1/1/370 ) ولم يزد فيه على قوله :
" حدثنا عنه محمد بن ثواب الهباري الكوفي ، وقا : كان عجبا في الفضل " .
ثم وقفت للحديث على شاهد واه شديد الضعف لا يفرح به ؛ أخرجه ابن عدي ( 6/302 ) في ترجمة محمد بن محمد بن الأسعث أبي الحسن الكوفي المصري قال : حدثني موسى بن إسماعيل بن موسى بن جعفر بن محمد : حدثني أبي عن أبيه عن جده جعفر عن أبيه عن جده علي بن الحسين عن أبيه عن علي مرفوعا به ، إلا أنه قال :
" وغضبي على من أهرق دمي وآذاني في عترتي " .
وابن الأشعث هذا متهم بالوضع كما تقدم بيانه تحت الحديث ( 1795) ، والسيوطي مع تساهله المعروف ، فقد ساق له عدة أحاديث في كتابه " ذيل الأحاديث الموضوعة " ( ص 113-هندية ) ، منها هذا الحديث ، ونقل كلام الذهبي وابن عدي فيه ، وقول الدراقطني :
" آية من آيات الله ، وضع ذاك الكتاب يعني العلويات " .
وقد مضى له حديث موضوع برقم ( 1795 ) ، وحديث آخر برقم ( 1996 ) .

(/1)


2778- ( أسمع صلاصل ، ثم أسكت عند ذلك ، فما من مرة يوحى إلي إلا ظننت أن نفسي تفيض ).
قال الألبانى في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/294 :
$ضعيف$
أخرجه أحمد ( 2/222 ) والطبراني في " المعجم الكبير " ( 13/16/22 ) عن أبيه لهيعة عن يزيد بن أبي حبيب عن عمرو بن الوليد عن عبد الله بن عمرو قال :
" سألت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت : يا رسول الله ! هل تحس بالوحي ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " فذكره .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ عمرو بن الوليد - وهو السهمي المصري - مجهول ، قال الذهبي في " الميزان " :
" ما روى عنه سوى يزيد بن أبي حبيب " .
وابن لهيعة ضعيف لسوء حفظه .
والحديث قال في " المجمع " ( 8/256 ) :
" رواه أحمد والطبراني وإسناده حسن " !

(/1)


2779 - ( استهلال الصبي العطاس ) .
قال الألبانى في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/295 :
$موضوع$
رواه البزار في " مسنده " ( ص 143- زوائده ) عن محمد بن عبد الرحمن البيلماني عن أبيه عن ابن عمر مرفوعا .
قال الشيخ- يعني الهيثمي - :
" محمد بن عبد الرحمن له مناكير ، وهو ضعيف عند أهل العلم " .
وفي " الأحكام الكبرى " ( 168/2 ) لعبد الحق قال :
" البيلماني ضعيف عندهم " .
قلت : بل هو شديد الضعف متهم بالكذب ؛ كما تقدم بيانه تحت الحديث ( 54 ) .

(/1)


2780 - ( اشتد غضب الله على امرأة أدخلت على قوم ولدا ليس منهم ، يطلع على عوراتهم ، ويشركهم في أموالهم ) .
قال الألبانى في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/296 :
$ضعيف جدا$
أخرجه البزار ( 2/141/1386 ) وابن عدي ( 1/229 ) عن إبراهيم بن يزيد : حدثنا أيوب بن موسى عن نافع عن ابن عمر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : .. فذكره . قال :
" لا نعلمه عن ابن عمر إلا بهذا إلاسناد ، وإبراهيم لين الحديث ، وإنما يكتب ( كذا ، ولعله : يتنكب ) من حديثه ما تفرد به " .
قال الشيخ - يعني الهيثمي - :
" وهو الخوزي ضعيف " .
قلت : بل هو متروك الحديث ؛ كما في " التقريب " .

(/1)


2781- ( أشد الحرب النساء ، وأبعد االلقاء الموت ، وأشد منهما الحاجة إلى الناس ) .
قال الألبانى في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/296 :
$ضعف جدا$
أخرجه الخطيب في " التاريخ " ( 13/120-121 ) وعنه ابن الجوزي في " العلل المنتاهية " ( 2/10/827 ) ، والرافعي في " تاريخ قزوين " ( 4/106 ) من طريق أبي داود عبد الله بن ضرار بن عمرو عن أبيه عن يزيد الرقاشي عن أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :.. فذكره
قلت : وهذا إسناد ضعيف جدا ؛ مسلسل بالضعفاء ؛ يزيد الرقاشى وعبد الله ابن ضرار ضعيفان ، ومن بينهما أشد ضعفا ، فقد قال البخاري :
" ضرار فيه نظر "
وقال أبو نعيم :
" له عن يزيد الرقاشي عن أنس عن تميم حديث منكر "

(/1)


2782- ( أشد الناس عذابا يوم القيامة من يُري الناس أنَّ فيه خيرا ولا خير فيه )
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/297 :
$موضوع$
رواه أبو عبد الرحمن السلمي في ( الأربعين في أخلاق الصوفية ) (4/2) وعنه الديلمي (1/1/116) : أخبرنا أبو عمرو محمد بن محمد بن أحمد الرازي حدثنا علي بن سعيد العسكري حدثنا عباد بن الوليد حدثنا أبو شيبان كثير بن شيبان حدثنا الربيع بن بدر عن راشد بن محمد قال قال ابن عمر ....فذكره مرفوعا
قلت : وهذا إسناد ضعيف جدا بل موضوع لأن السلمي نفسه متهم بوضع الأحاديث للصوفية والربيع بن بدر متروك والراوي عنه لم أعرفه

(/1)


2783- ( أشد الناس عذابا يوم القيامة رجل قتل نبيا أو رجلا أمر بالمعروف ونهى عن المنكر ، ثم قرأ : ( إن الذين يكفرون بآيات الله ويقتلون النبين بغير حق ويقتلون الذين يأمرون بالقسط من الناس ) إلى أن انتهى إلى قوله - : ( وما لهم من ناصرين ) ثم قال : ياأبا عبيدة ! قتلت بنو إسرائيل ثلاثة وأربعين نبيا من أول النهار في ساعة واحدة ، فقام مئة واثنا عشر رجلا من عباد بني إسرائيل فأمروا من قتلهم بالمعروف ونهوهم عن المنكر ، فقتلوا جميعا من آخر النهار في ذلك اليوم ؛ فهم الذين ذكرهم الله في كتابه ) .
قال الألبانى في " السلسلة الضعيفة والموضوعة6/298 :
$منكر جدا$
رواه ابن جرير الطبري في " تفسيره " ( 6/285/6780 ) ، وابن أبي حاتم في التفسير ( 1/243/2 ) ومحمد بن محمد الطائي أبو الفتوح في " الأربعين في إرشاد السائرين إلى منازل المتقين " ( 21-22- الحديث 10 ) عن محمد بن حميد : حدثنا أبو الحسن مولى بني أسد عن مكحول عن قبيصة ابن زؤيب الخزاعي عن أبي عبيده بن الجراح رضى الله عنه قال : قلت لرسول الله صلى الله عليه وسلم :
أي الناس أشد عذابا يوم القيامة ؟ قال : رجل .... وقال أبو الفتوح :
" حديث حسن " .
كذ قال ، وأبو الحسن هذا مجهول كما في " اللسان " .
نعم صح من الحديث طرفه الأول عن ابن مسعود مرفوعا بلفظ :
" أشد الناس عذابا يوم القيامة رجل قتل نبيا ، أو قتله نبي .. " ، وهو مخرج في " الصحيحة " ( 281 ) .
( تنبيه ) : ساق الحافظ ابن كثير حديث الترجمة من رواية ابن جرير وابن أبي حاتم بإسنادهما ، ساكتاعنه ، فاغتر به الحلبيان في اختصارهما إياه ، فأورداه ، وقد التزما فيه الصحة ! وزاد الشيخ الصابوني ، فذكر في التعليق : " رواه ابن أبي حاتم وابن جرير " ! موهما القراء أنه من تخريجه ! وأما الآخر ، فصرح في فهرس المجلد الأول بأنه " صح " ! والله المستعان .

(/1)


2784 - ( أشد الناس عليكم الروم ، وإنما هلكتهم مع الساعة ) .
قال الألبانى في " السلسلة الضعيفة والموضوعة6/299 :
$ضعيف$
أخرجه أحمد ( 4/230 ) من طريق ابن لهيعة : حدثنا الحارث بن يزيد عن عبد الرحمن بن جبير : أن المستور قال :
" بينا أنا عند عمرو بن العاص ، فقلت له : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( فذكره ) فقال له عمرو : ألم أزجرك عن مثل هذا .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ لسوء حفظ ابن لهيعة . وأنا أظن أنه أخطأ في لفظ الحديث وأن أصله ما رواه عبد الكريم بن الحارث : أن المستورد القرشي قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :
" تقوم الساعة والروم أكثر الناس " .
قال : فبلغ ذلك عمرو بن العاص ، فقال : ما هذه الأحاديث التي تذكر عنك أنك تقولها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ فقال المستورد : قلت الذي سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال : فقال عمرو : لئن قلت ذلك ، إنهم لأحلم الناس عند فتنة ، وأجبر الناس عند مصيبة ، وخير الناس لمساكينهم وضعفائهم " .
أخرجه مسلم ( 8/176 - 177 ) .
وأخرجه هو وأحمد من طريق موسى بن علي عن أبيه عن المستورد به نحوه .
ومما سبق تعلم خطأ السيوطي في رمزه للحديث بالحسن على ما في بعض نسخ " الجامع الصغير " ، وإقرار المناوي إياه عليه ، وتقليد المعلقين على " الجامع الكبير " ( 1/9/1013/3270 ) له ، وتصريح المناوي في " التيسير " بحسنه !

(/1)


2785- ( أشهدوا هذا الحجر خيرا ، فإنه يوم القيامة شافع مشفع ، له لسان وشفتان يشهد لمن استلمه ) .
قال الألبانى في " السلسلة الضعيفة والموضوعة6/300 :
$ضعيف$
رواه الطبراني في " الأوسط " ( 1/118/1 ) عن إسماعيل بن عياش : حدثنا الوليد بن عباد عن خالد الحذاء عن عطاء عن عائشة مرفوعا . وقال :
" لم يروه عن خالد إلا الوليد " .
قلت : وهو كما قال الذهبي :
" مجهول ؛ قال ابن عدي : لا يروي عنه غير إسماعيل بن عياش " .
قلت : وأما ابن حبان فأورده في " الثقات " على قاعدته المعروفة في توثيق المجهولين ، فقال ( 2/288 ) :
" يروي عن الحسن ، روى عنه إسماعيل بن عياش " ونسبه أزديا " .
وقال المنذري في " الترغيب " ( 2/123 ) :
" رواه الطبراني في " الأوسط " ، ورواته ثقات إلا أن الوليد بن عباد مجهول " .
قلت : إسماعيل بن عياش ثقة إذا روى عن الشاميين ؛ وما أظن الوليد هذا منهم

(/1)


2786 - ( إن لكل شيء شرفا ، وإن أشرف المجالس ما استقبل به القبلة ) .
قال الألبانى في " السلسلة الضعيفة والموضوعة6/300 :
$ضعيف$
رواه ابن سعد ( 5/370 ) ، والطبراني في " الكبير " ( 3/98/1 ) ، وابن بشران في " الكراس الأخير من الجزء الثلاثين " ( ق 1/1 ) ، وأبو حفص الكتاني في جزء من " حديثه " ( 137/2 ) ، والحاكم ( 4/269 ) ، والقضاعي ( 86/1 ) عن أبي المقدام هشام بن زياد : أخبرنا محمد بن كعب القرظي عن ابن عباس مرفوعا .
ومن هذا الوجه رواه العقيلي في " الضعفاء " ( 448 ) وله عنده تتمة ؛ وقال :
" هشام بن زياد قال أحمد : ضعيف الحديث ، وقال يحيى : ليس بشيء " .
وقال الذهبي :
" متروك " .
وقد تابعه عيسى بن ميمون المدني عن محمد بن كعب القرظي . أخرجه العقيلي ( 337 ) وقال :
" تابعه من هو نحوه في الضعف " .
كأنه يعني أبا المقدام ، وروى في ترجمة عيسى عن ابن معين : أنه ليس حديثه بشيء ، وعن البخاري : منكر الحديث ...
وتابعه صالح بن حسان عن محمد بن كعب به . أخرجه ابن عدي ( 198/1 ) وقال :
" صالح بن حسان بعض حديثه فيه إنكار وهو إلى الضعف أقرب منه إلى الصدق " .
وتابعه محمد بن معاوية : حدثنا مصادف بن زياد المدني - قال : وأثنى عليه خيرا - قال : سمعت محمد بن كعب القرظي ، به .
أخرجه الحاكم ( 4/269 - 270 ) وتعقبه الذهبي بقوله :
" قلت : هشام متروك ، ومحمد بن معاوية كذبه الدارقطني ؛ فبطل الحديث " .

(/1)


2787 - ( أسرع الخير ثوابا البر وصلة الرحم ، وأسرع الشر عقوبة البغي وقطيعة الرحم ) .
قال الألبانى في " السلسلة الضعيفة والموضوعة6/301 :
$ضعيف جدا$
رواه ابن ماجه ( 4212 ) ، وابن عدي ( 200/2 ) عن صالح بن موسى بن عبيد الله بن إسحاق بن طلحة بن عبيد الله : حدثني معاوية بن إسحاق عن عائشة بنت طلحة عن عائشة مرفوعا . وقال :
" صالح بن موسى عامة ما يرويه لا يتابعه أحد عليه ، وهو عندي ممن لا يتعمد الكذب " .
وقال الحافظ في " التقريب " :
" متروك " .
( تنبيه ) : وقع الحديث في " الجامع الصغير " و " الكبير " معزوا للترمذي مع ابن ماجه ، وفي " ذخائر المواريث " ( 2/278 ) لمسلم وابن ماجه ، وفي " المعجم المفهرس لألفاظ الحديث " ( 1/204 ) لمسلم وأبي داود والترمذي وأحمد ! وكل ذلك خطأ ، والصواب عزوه لابن ماجه فقط من بين الستة ؛ كما فعل المنذري في " الترغيب " ( 3/343 ) ، والمزي في " تحفة الأشراف " ( 7/99/1 ) .

(/1)


2788 - ( أصابتكم فتنة الضراء فصبرتم ، وإن أخوف ما أخاف عليكم فتنة السراء من قبل النساء ؛ إذا تسورن بالذهب ، ولبس ريط الشام وعصب اليمن ، وأتعبن الغني ، وكلفن الفقير ما لا يجد ) .
قال الألبانى في " السلسلة الضعيفة والموضوعة6/302 :
$ضعيف جدا$
أخرجه الخطيب ( 3/190 ) من طريق عبد الله بن محمد بن اليسع الأنطاكي : حدثنا عبد العزيز بن سليمان الحرملي : حدثنا محمد بن قيس البغدادي : حدثنا محمد بن عبيد : حدثنا مسعر عن أشعث عن أبي البقاء عن رجاء بن حيوة عن معاذ بن جبل قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره .
قلت : وهذا إسناد ضعيف جدا ، أورده الخطيب في ترجمة البغدادي هذا ؛ ولم يزد فيها على أن ساق له هذا الحديث فهو مجهول ، وهو مما فات الذهبي ثم العسقلاني فلم يترجموه !
وأبو البقاء مثله لم يترجموه . ومثله عبد العزيز بن سليمان الحرملي ؛ وقد أورده السمعاني في هذه النسبة ، وقال :
" يروي عن يعقوب بن كعب الحلبي ، روى عنه أبو القاسم الطبراني " !
وأما عبد الله بن محمد بن اليسع الأنطاكي ؛ فقال الذهبي في " الميزان " :
" قال الأزهري : ليس بحجة ، ومنهم من يتهمه " .

(/1)


2789 - ( نية المؤمن خير من عمله ، ونية الفاجر شر من عمله ) .
قال الألبانى في " السلسلة الضعيفة والموضوعة6/303 :
$موضوع$
رواه القضاعي في " مسند الشهاب " ( 4\2 /2 ) عن عثمان بن عمر النصيبي قال : أخبرنا عثمان بن عبد الله الشامي قال : أخبرنا بقية عن بحير بن سعد عن خالد بن معدان عن جبير بن نفير عن النواس بن سمعان الكلابي مرفوعا .
وهذا موضوع ، الشامي هذا كان يضع الحديث . والنصيبي لم أعرفه .
والجملة الأولى منه أوردها الضبي في " كتاب الأمثال " ( 4/1 ) فقال :
" وقولهم : نية المؤمن خير من عمله . فيه قولان : يقال : المؤمن ينوي من العمل أكثر مما يطيق فيكتب أجر نيته . وقال أبو عمرو الشيباني وابن الأعرابي : نية المؤمن من عمله خير ؛ كأنه قال : نية المؤمن من بعض حسناته .... " .
ويبدو أنه لا يعرفه حديثا ، فقد ذكر حديثا آخر مصدرا إياه بقوله : يروى أن النبي صلى الله عليه وسلم ذكر المدينة فقال : من أحدث فيها حدثا أو آوى محدثا ... لا يقبل منه صرف ولا عدل .... " ، وقال ( 17/2 ) : " وقولهم : اطلبوا الخير من حسان الوجوه ، يروى ذلك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم .... " .
ثم رواه القضاعي من طريق يوسف بن عطية عن ثابت عن أنس دون الشطر الثاني منه .
قلت : ويوسف بن عطية متروك .
وهو في " مسند الربيع بن حبيب " أول حديث فيه : حدثني أبو عبيدة مسلم بن أبي كريمة التميمي عن جابر بن زيد الأزدي عن عبد الله بن عباس مرفوعا الشطر الأول منه .
وهذا إسناد ضعيف بمرة ؛ مسلم هذا مجهول كما قال أبو حاتم والذهبي .
والربيع بن حبيب - وهو الفراهيدي البصري - إباضي مجهول ليس له ذكر في كتب أئمتنا ، ومسنده هذا هو " صحيح الإباضية " ! و هو مليء بالأحاديث الواهية والمنكرة ، وانظر الحديث الآتي ( 6044 ) و ( 6045 ) .
ثم رأيت الحديث في " معجم الطبراني الكبير " ( 6/228/5942 ) وعنه أبو نعيم في " الحلية " ( 3/255 ) من طريق حاتم بن عباد بن دينار الحرشي : حدثنا يحيى بن قيس الكندي : حدثنا أبو حازم عن سهل بن سعد الساعدي مرفوعا به دون الجملة الأخرى ، وزاد :
" وعمل المنافق خير من نيته ، وكل يعمل على نيته ، فإذا عمل المؤمن عملا ثار في قلبه " .
وحاتم هذا لم أعرفه ، وانظر الحديث ( 6045 و 6507 ) .
وقال الحافظ العراقي في تخريج الجملة الأولى من " المغني " ( 2/366 ) :
" أخرجه الطبراني من حديث سهل ومن حديث النواس ، وكلاهما ضعيف " .
قلت : وهذا تساهل كبير ، يعرف مما تقدم .
ثم قدر الله أن أعدت تخريج الحديث برقم ( 6045 ) ، وفيه فوائد لم تذكر هنا ؛ والله الموفق .

(/1)


2790 - ( أشهد بالله ، وأشهد لله ، لقد قال لي جبريل عليه السلام : يا محمد ! إن مدمن الخمر كعابد وثن ) .
قال الألبانى في " السلسلة الضعيفة والموضوعة6/305 :
$ضعيف$
أخرجه أبو نعيم في " الحلية " ( 3/204 ) ، وعبد الحفيظ الفاسي في " الأحاديث المسلسلات " ( ص 44 ) من طريقه : أشهد بالله ، وأشهد لله لقد حدثني القاضي أبو الحسن علي بن محمد بن علي بن محمد القزويني ببغداد قال : أشهد بالله ، وأشهد لله لقد حدثني محمد بن أحمد بن عبد الله بن قضاعة ( وعند الفاسي : ابن صاعد ) قال : أشهد بالله ، وأشهد لله لقد حدثني القاسم بن العلاء ( وفي الفاسي : ابن علي ) الهمداني قال : أشهد بالله ، وأشهد لله لقد حدثني محمد بن علي بن محمد الجواد بن علي الرضى بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي زين العابدين بن السبط الشهيد سيد شباب أهل الجنة مولانا الحسين بن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنهم وعليهم السلام : أشهد بالله ، وأشهد لله لقد حدثني أبي علي بن محمد : أشهد بالله ، وأشهد لله لقد حدثني أبي محمد بن علي : أشهد بالله وأشهد لله لقد حدثني أبي علي بن موسى ، أشهد بالله ، وأشهد لله لقد حدثني أبي موسى : أشهد بالله ، وأشهد لله لقد حدثني أبي جعفر : أشهد بالله ، وأشهد لله : لقد حدثني أبي محمد : أشهد بالله ، وأشهد لله لقد حدثني أبي علي : أشهد بالله ، وأشهد لله لقد حدثني أبي الحسين : أشهد بالله وأشهد لله لقد حدثني أبي علي بن أبي طالب : قال أشهد بالله وأشهد لله لقد حدثني رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : فذكره . وقال أبونعيم :
" هذا حديث صحيح ثابت ، روته العترة الطيبة ، ولم نكتبه على هذا الشرط بالشهادة بالله ولله إلا عن هذا الشيخ ، وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم من غير طريق " .
وأقول : إن كان يعني الصحة للجملة الأخيرة منه " مدمن الخمر .... " ولغيره فمسلم ، فإن لهذا القدر منه شواهد وطرقا خرجت بعضها في الكتاب الآخر ، وإن كان يعني صحة الإسناد لذاته فهيهات ؛ فإن شيخه القزويني هذا لم أعرفه ؛ ويحتمل أن يكون الذي في " تاريخ بغداد " ( 12/69 ) علي بن محمد بن مهرويه أبو الحسن القزويني ، قال الخطيب : " قدم بغداد وحدث بها ... " ثم ذكر شيوخه ، ولم يذكر فيهم محمد بن عبد الله هذا ، والرواة عنه ، ولم يذكر فيهم أبا نعيم الأصبهاني ، ولو كان هو لذكره فيهم إن شاء الله ، وذكر في آخرها عن الحافظ صالح بن أحمد أنه كان شيخا مسنا ، ومحله الصدق .
وابن قضاعة أو ابن صاعد ، وابن العلاء أو ابن علي ، ومحمد بن علي ، وعلي بن محمد بن علي ؛ أربعتهم ؛ لم أجد من ترجمهم .
وأما محمد بن علي بن موسى بن جعفر ؛ فترجمه الخطيب ( 3/54 - 55 ) ترجمة تدل على أنه مجهول الحال في الرواية ، فلم يزد على قوله :
" وقد أسند الحديث عن أبيه " !
وفي كلام ابن السمعاني الآتي في ترجمة أبيه ما يشعر بضعفه عنده .
وأما سائر الرواة فمعروفون بالثقة والعدالة ، مترجمون في " التهذيب " وغيره ، إلا أنه أطال الكلام في علي بن موسى بن جعفر ، وذكر عن ابن حبان أنه قال فيه :
" يروي عن أبيه العجائب ، كأنه كان يهم ويخطىء " .
وأورد له ابن حبان بسنده عن آبائه مرفوعا أحاديث عدة ، ظاهرة النكارة ، قال ابن النباتي :
" وحق لمن يروي مثل هذا أن يترك ويحذر " .
لكن قال ابن السمعاني :
" والخلل في رواياته من رواته ، فإنه ما روى عنه إلا متروك " .
وفي قوله : " إلا متروك " ، ما شعر بضعف ابنه محمد الجواد بن علي بن موسى كما سبقت الإشارة إليه .
وبالجملة فهذا الإسناد واه لا تقوم به حجة ، وكونه من طريق أهل البيت رضي الله عنهم لا يستلزم صحته ، ما دام أن من دونهم وبعض الأدنيين منهم لا يعرفون ـ ولذلك فإن الحافظ السخاوي لما تكلم على تسلسله ؛ ونفى عنه الصحة - كما نقله الفاسي - لم يكن مخطئا . والله أعلم .

(/1)


2791 - ( أصحاب الأعراف قوم قتلوا في سبيل الله بمعصية آبائهم ، فمنعهم قتلهم في سبيل الله عن النار ، ومنعتهم معصية آبائهم أن يدخلوا الجنة ) .
قال الألبانى في " السلسلة الضعيفة والموضوعة6/307 :
$منكر$
أخرجه ابن جرير الطبري في " التفسير " ( 8/139 ) والمحاملي في " الأمالي " ( 8/162/1 ) ، وابن قانع في " معجم الصحابة " ، وسعيد بن منصور من طريق أبي معشر عن يحيى بن شبل مولى بن هاشم عن محمد بن عبد الرحمن عن أبيه قال :
سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أصحاب الأعراف ؟ فقال : قوم .... الحديث . وقال ابن جرير :
" لا يصح " .
قلت : وفيه علل :
الأولى : أبو معشر ؛ وهو نجيح السندي ضعيف .
والثانية : يحيى بن شبل ؛ ترجمه ابن أبي حاتم ( 4/2/157 ) برواية جمع عنه . وسمى شيخه ( عمر بن عبد الرحمن المزني ) ؛ فقال : " عمر " مكان ( محمد ) . فالله أعلم بالصواب ، فإني لم أجد ما يساعدني على الترجيح . وأفاد الحافظ في " التهذيب " أن يحيى هذا مدني ، وأن لهم ( يحيى بن شبل ) شيخ آخر بلخي . ولم يذكر في " التقريب " غير البلخي : وقال :
" مقبول " .
والثالثة : محمد بن عبد الرحمن ؛ أو عمر بن عبد الرحمن ؛ لم أعرفه ، ومثله أبوه . ووقع في " تفسير ابن كثير " ( 2/216 ) بعد أن ساقه برواية سعيد بن منصور : حدثنا أبو معشر به ، وقع فيه " يحيى بن عبد الرحمن المدني " ، فقال : " يحيى " مكان " محمد " أو " عمر " !
ثم وجدت ما يرجح أنه " عمر " فقد رأيته في " تفسير ابن أبي حاتم " ( سورة الأعراف ) أخرجه من طريق أبي معشر أيضا ، فقال فيه : " عن ابن عبد الرحمن المزني . يعني عمر " . فهذا يوافق ما تقدم عن كتابه " الجرح " . وكذلك أورده الهيثمي في " مجمع الزوائد " ( 7/23 - 24 ) فقال :
" وعن عمر بن عبد الرحمن المدني عن أبيه ... " الحديث . وقال :
" رواه الطبراني ، وفيه أبو معشر نجيح ، وهو ضعيف " .
وإذا ثبت ما ذكرت من الترجيح ؛ فمن يكون عمر بن عبد الرحمن هذا ؟ يظهر لي أنه الذي في " التاريخ الكبير " للبخاري ( 3/2/172 ) :
" عمر بن عبد الرحمن بن عطية بن دلاف المزني المديني " .
وكذا في " الجرح والتعديل " ( 3/121 ) .
وذكرا أنه روى عن أبيه . وعنه عبد العزيز بن أبي سلمة وغيره . ولم يذكرا فيه جرحا ولا تعديلا . ولم يذكره ابن حبان في " الثقات " وهو على شرطه .

(/1)


2792 - ( أصحاب البدع كلاب النار ) .
قال الألبانى في " السلسلة الضعيفة والموضوعة6/309 :
$ضعيف$
رواه ابن البناء في " الرد على المبتدعة " ( 3/1 ) عن بقية بن الوليد عن أبي عبد الرحمن القرشي عن أبي ( ) أمامة مرفوعا .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ، أبو عبد الرحمن القرشي لم أعرفه ، وفي " الميزان " :
" أبو عبد الرحمن الشامي ، عن عبادة بن نسي ، قال الأزدي : كذاب . قلت : لعله المصلوب " .
قلت : فلعله هذا .
وبقية مدلس ؛ وقد عنعنه .

(/1)


2793 - ( الاستغفار في الصحيفة يتلألأ نورا ) .
قال الألبانى في " السلسلة الضعيفة والموضوعة6/310 :
$موضوع$
رواه ابن عساكر ( 7/268/1 ) من طريق سليمان بن أحمد بن يحيى : أخبرنا أبو نصر ليث بن محمد بن ليث بن عبد الرحمن المروزي : أخبرنا محمد بن علي بن مهدي الآملي : أخبرنا نصر بن العلاء المروزي : أخبرنا النضر بن شميل عن بهز بن حكيم عن أبيه عن جده مرفوعا .
أورده في ترجمة سليمان هذا ؛ وهو أبو أيوب الملطي ؛ ووصفه بالحافظ ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا ، مع أن الحافظ الدارقطني والخطيب البغدادي كذباه كما في " اللسان " ، ولعل السيوطي خفي عليه هذا حتى استساغ أن يسود بحديثه هذا كتابه " الجامع الصغير " ، كما خفي ذلك على شارحه المناوي فلم يعله إلا بأن فيه بهز بن حكيم !

(/1)


2794 - ( كان يتعوذ في دبر الصلاة من الأربع : من عذاب القبر ، وعذاب النار ، وشر الفتن ما ظهر منها وما بطن ، ومن الأعور الكذاب ) .
قال الألبانى في " السلسلة الضعيفة والموضوعة6/310 :
$ضعيف$
أخرجه البخاري في " التاريخ الكبير " ( 1/2/119 ) من طريق البراء بن يزيد قال : حدثنا أبو نضرة عن ابن عباس مرفوعا .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ البراء هذا هو ابن عبد الله بن يزيد الغنوي ، وهو ضعيف ؛ كما في " التقريب " .

(/1)


2795 - ( يا معاذ ! أطع كل أمير ، وصل خلف كل إمام ، ولا تسبن أحدا من أصحابي ) .
قال الألبانى في " السلسلة الضعيفة والموضوعة6/310 :
$ضعيف$
أخرجه ابن عدي ( 80/2 ) والطبراني في " الكبير " ( 20/173/370 ) والبيهقي في " السنن " ( 8/185 ) . من طريق إسماعيل بن عياش : حدثنا حميد بن مالك اللخمي عن مكحول عن معاذ بن جبل قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ، حميد بن مالك قال الذهبي :
" ضعفه يحيى وأبو زرعة وغيرهما ، وقال النسائي : لا أعلم روى عنه غير إسماعيل بن عياش " .
وقال البيهقي :
" وهذا منقطع بين مكحول ومعاذ " .
وأشار إلى هذا الطبراني ، لأنه أورده تحت عنوان :
" المراسيل عن معاذ " ، ولهذا قال الهيثمي ( 2/67 ) :
" ومكحول لم يسمع من معاذ " .
لكن الفقرة الأخيرة قد صحت عن أبي سعيد الخدري وغيره بلفظ :
" لا تسبوا أصحابي ... " الحديث رواه الشيخان .
وهو مخرج في " ظلال الجنة " ( 988 - 991 ) .

(/1)


2796 - ( اطلبوا الحوائج عند حسان الوجوه ، فإن قضاها قضاها بوجه طلق ، وإن ردها ردها بوجه طلق ) .
قال الألبانى في " السلسلة الضعيفة والموضوعة6/311 :
$موضوع$
رواه الطبراني في " ما انتقاه ابن مردويه عليه " ( 123/1 ) ، وأبو نعيم في " أخبار أصبهان " ( 1/309 و 2/214 ) عن خلف بن يحيى قاضي الري : حدثنا مصعب بن سلام عن العباس بن عبد الله القرشي عن عمرو بن دينار عن جابر مرفوعا .
قلت : وأعله ابن الجوزي بـ ( مصعب بن سلام ) فقال :
" ضعفه ابن المديني ، ويحيى ، وأبو داود " .
لكن قال الحافظ في " التقريب " .
" صدوق له أوهام " .
والجملة الأولى من الحديث أخرجها العقيلي ( 163 ) ، وابن عدي ( 3/1138 ) ، وأبو نعيم في " الحلية " ( 3/156 ) ، عن سليمان بن كزاز : حدثنا عمر بن صهبان عن محمد بن المنكدر عن جابر . وقال العقيلي :
" سليمان هذا الغالب على حديثه الوهم ، وليس في هذا الباب عن النبي صلى الله عليه وسلم شيء يثبت " .
قلت : أورده أبو نعيم في ترجمة خلف هذا ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا ، وقد كذبه أبو حاتم كما في " الميزان " و " اللسان " .
والعباس بن عبد الله القرشي ؛ لم أعرفه .

(/1)


2797 - ( اطلبوا الخير عند حسان الوجوه ، وتسموا بخياركم ، وإذا أتاكم كريم قوم فأكرموه ) .
قال الألبانى في " السلسلة الضعيفة والموضوعة6/312 :
$ضعيف جدا$
رواه العقيلي في " الضعفاء " ( 156 ) ، وعنه ابن عساكر ( 7/270/1 ) وابن الجوزي في " الموضوعات " ( 2/162 ) عن سليمان بن أرقم عن الزهري عن عروة عن عائشة مرفوعا . وروى العقيلي عن البخاري أن سليمان بن أرقم : " تركوه " ؛ وعن أحمد : " ليس بشيء " . وفي موضع آخر : " ليس يسوى فلسا " . ولذلك قال الذهبي في " الضعفاء " :
" تركوه " .

(/1)


2798 - ( اطلبوا الخير دهركم كله ، وتعرضوا لنفحات الله ، فإن لله نفحات من رحمته ، يصيب بها من يشاء من عباده ، وسلوه أن يستر عوراتكم ، وأن يؤمن روعاتكم ) .
قال الألبانى في " السلسلة الضعيفة والموضوعة6/313 :
$ضعيف$
أخرجه الطبراني في " المعجم الكبير " ( 1/36/2 ) ، والقضاعي ( 59/1 ) ، والبيهقي في " الأسماء والصفات " ( ص 150 ) ، و " الشعب " ( 2/42/1121 ) ، والبغوي في " شرح السنة " ( 2/81/2 ) ، وابن عبد البر في " التمهيد " ( 5/339 ) وأبو الفضل الكوكبي في " مجلس من الأمالي " ( 194/1 ) ، وابن عساكر في " التاريخ " ( 8/165/1 ) ، وعبد الغني المقدسي في " الدعاء " ( ق 142/2 ) ، و " السنن " ( 228/1 ) ، وابن عساكر أيضا ( 15/25/1 ) ، والضياء المقدسي في " المنتقى من مسموعاته بمرو " ( 101/2 ) ، والرافعي في " تاريخ قزوين " ( 3/192 ) من طرق عن يحيى بن أيوب عن عيسى بن موسى بن إياس بن بكير عن صفوان بن سليم عن أنس بن مالك مرفوعا ، وقال البغوي :
" حديث غريب " . وقال المقدسي عبد الغني :
" قال الطبراني : لا يروى إلا بهذا الإسناد ، تفرد به يحيى بن أيوب " .
قلت : وهو صدوق ربما أخطأ كما في " التقريب " ، وقد خولف في إسناده كما يأتي .
وشيخه عيسى بن موسى ؛ هو عيسى بن موسى بن محمد بن إياس بن بكير ، هكذا ذكره ابن أبي حاتم ( 3/1/285 ) وقال :
" سئل أبي عنه ؟ فقال : ضعيف " .
وأما ابن حبان فذكره في " الثقات " !
وأورده الذهبي في " الضعفاء " لقول أبي حاتم المذكور .
ثم قال المقدسي :
" رواه عبد الله بن صالح عن الليث بن سعد عن عيسى بن موسى عن صفوان بن سليم عن رجل من أشجع عن أبي هريرة " .
وتابعه محمد بن رمح : أنبأ الليث به .
لكن أخرجه البيهقي ( 1123 ) والمقدسي من طريقين آخرين صحيحين عن الليث بن سعد عن عيسى بن موسى بن إياس بن البكير عن رجل من أشجع به ، لم يذكر فيه صفوان ، ولعله أصح . وهو على كل حال أصح من رواية يحيى بن أيوب ، لأن الليث أحفظ منه . والله أعلم .
وعليه ففي الحديث علة أخرى ؛ وهي جهالة الأشجعي هذا .
( تنبيه ) : أعل المناوي الحديث بما لا يقدح فقال :
" وفيه حرملة بن يحيى التجيبي ، قال أبو حاتم : لا يحتج به ، وأورده الذهبي في ( الضعفاء والمتروكين ) " .
قلت : وهذا ليس بشيء ؛ لأن حرملة هذا لم يتفرد به كما أشرت إليه في أول التخريج بقولي : " من طرق عن يحيى بن أيوب " ، وإنما العلة القادحة ؛ الضعف والجهالة . ثم قال المناوي :
" رمز المصنف لضعفه ، وقول البغدادي : حسن صحيح . غير صحيح " .

(/1)


2799 - ( اطلع في القبور ، واعتبر بالنشور ) .
قال الألبانى في " السلسلة الضعيفة والموضوعة6/315 :
$موضوع$
رواه الديلمي ( 1/1/51 ) عن محمد بن المغيرة : حدثنا مكي بن إبراهيم : حدثنا جعفر بن سليمان عن ثابت عن أنس قال :
" جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فشكاإليه قسوة القلب فقال : .... " فذكره .
بيض له الحافظ في " مختصر الديلمي " ، ومحمد بن المغيرة هذا الظاهر أنه الشهرزوري ، فقد قال ابن عدي :
" كان يسرق الحديث ، وهو عندي ممن يضع الحديث " .
وهذا الحديث معروف من رواية الكديمي قال : حدثنا مكي بن إبراهيم به . أخرجه ابن حبان في " المجروحين " ( 2/314 ) وذكره الذهبي فيما أنكر على الكديمي ؛ واسمه محمد بن يونس وهو كذاب وضاع ، وبه أعل المناوي الحديث ، وقد عزاه السيوطي للبيهقي في " الشعب " .
فالظاهر أيضا أن محمد بن المغيرة سرقه من الكديمي . والله أعلم .
وهو في " الشعب " ( 7/16/9292 و 9293 ) من طريقين عن الكديمي .

(/1)


2800 - ( اطلعت في الجنة فرأيت أكثر أهلها الفقراء ، واطلعت في النار فرأيت أكثر أهلها الأغنياء والنساء ) .
قال الألبانى في " السلسلة الضعيفة والموضوعة6/315 :
$ضعيف$
أخرجه أحمد ، وابنه عبد الله في " زائد المسند " ( 2/173 ) كلاهما من طريق شريك عن أبي إسحاق عن السائب بن مالك عن عبد الله بن عمرو قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره .
قلت : وهذا إسناد ضعيف من أجل شريك - وهو ابن عبد الله القاضي - وهو سيىء الحفظ . وأبو إسحاق - هو السبيعي - وهو مختلط مدلس وقد عنعنه . وجود المنذري ( 4/85 ) إسناده ؛ فوهم .
نعم الحديث صحيح ، لكن بدون قوله : " الأغنياء " ، فقد ثبت عن جمع من الصحابة حاشا هذه الزيادة ، منهم عمران بن حصين ؛ عند البخاري ( 9/245 و 11/233 - فتح ) ، وأحمد ( 4/429 و 443 ) ، والترمذي ( 3/349 - تحفة ) وقال :
" حديث حسن صحيح " .
وهو عند مسلم ( 8/88 ) مختصرا بلفظ :
" إن أقل ساكني الجنة النساء " .
ومنهم عبد الله بن عباس ؛ عند أحمد ومسلم ، وعلقه البخاري ( 11/233 ) ، وصححه الترمذي .
ومنهم أبو هريرة ؛ عند أحمد ( 2/297 ) بإسناد صحيح .
ومنهم أسامة بن زيد مرفوعا بلفظ :
" قمت على باب الجنة فإذا عامة من دخلها المساكين ... " الحديث نحوه .
أخرجه الشيخان .
فالحديث بهذه الزيادة منكر لتفرد هذا الإسناد الضعيف بها .
نعم قد رويت من طريق أخرى ، ولكنها واهية جدا ، أخرجه أحمد ( 5/259 ) من طريق مطرح بن يزيد عن عبيد الله بن زحر عن علي بن يزيد عن القاسم عن أبي أمامة مرفوعا نحوه .
وهذا إسناد مسلسل بالضعفاء ؛ من دون القاسم ، وبعضهم أشد ضعفا من بعض .

(/1)


2801 - ( اطووا ثيابكم ترجع إليها أرواحها ، فإن الشيطان إذا وجد ثوبا مطويا لم يلبسه ، وإذا وجده منشورا لبسه ) .
قال الألبانى في " السلسلة الضعيفة والموضوعة6/317 :
$موضوع$
رواه الطبراني في " الأوسط " ( 6/31/5702 ) من طريق عمر بن موسى ، عن أبي الزبير ، عن جابر مرفوعا ، وقال :
" لم يروه عن أبي الزبير إلا عمر بن موسى بن وجيه ، ولا يروى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا بهذا الإسناد " .
قلت : وهو موضوع .
قال الهيثمي ( 5/135 ) :
" وفيه عمر بن موسى بن وجيه وهو وضاع " .
قال ابن حجر الهيتمي في " أحكام اللباس " ( ق 6/2 ) بعد أن نقله عنه : فأشار إلى أنه موضوع أو شديد الضعف " .
ثم قدر لي تخريج الحديث مرة أخرى بأتم مما هنا برقم ( 5904 ) .

(/1)


2802 - ( مثل المرأة الصالحة في النساء كمثل الغراب الأعصم ، قيل : وما الغراب الأعصم ؟ قال : الذي إحدى رجليه بياض ) .
قال الألبانى في " السلسلة الضعيفة والموضوعة6/317 :
$ضعيف$
أخرجه الطبراني في " المعجم الكبير " ( 8/237 - 238/7817 ) من طريق مطرح عن علي بن يزيد عن القاسم عن أبي أمامة مرفوعا .
قلت : وهذا إسناد ضعيف لضعف علي بن يزيد وهو الألهاني ؛ وقد مضى مرارا .
ومطرح هو ابن يزيد الكوفي الشامي ؛ قال الذهبي :
" مجمع على ضعفه " .
قلت : وممن ضعفه ابن معين ، غير أن ابن حبان ناقش هذا التضعيف بحجة أنه لا يروي إلا عن علي الألهاني وعبيد الله بن زحر ؛ وكلاهما ضعيف ، فلا يمكن الحكم عليه بضعف أو توثيق ما دام أنه لا يروي عن ثقة حتى يتبين حديثه ؛ هل وافق الثقات أو خالفهم ؟ فراجع كلامه فإنه جيد متين ، وإن كانت النتيجة أنه يعامل معاملة الضعفاء شأن كل المجهولين الذين لم يضعفوا . والله أعلم .
وقد روي الحديث بلفظ :
" مثل المؤمنة كمثل غراب أبقع في غربان كثيرة ، أو قال : الغراب الأعصم " قلنا يا رسول الله ! أفتنا فيهن ، قال :
" إن منهن ما إن أعطين لم يشكرن ، وإن لم يعطين اشتكين " .
أخرجه أبو الشيخ ابن حيان في " الأمثال " ( 238 ) من طريق سعيد بن زربي عن الحسن عن ميمونة مولاة النبي صلى الله عليه وسلم مرفوعا .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ سعيد بن زربي قال الحافظ :
" منكر الحديث " .
والحسن - هو البصري - وهو مدلس .
وأما حديث :
" لا يدخل الجنة من النساء إلا من كان منهن مثل هذا الغراب في الغربان يعني غرابا أعصم أحمر المنقار والرجلين " .
فهو حديث صحيح ، سبق تخريجه في " الصحيحة " برقم ( 1850 ) .

(/1)


2803 - ( من أحب قوما حشره الله في زمرتهم ) .
قال الألبانى في " السلسلة الضعيفة والموضوعة6/319 :
$ضعيف$
أخرجه الطبراني في " المعجم الكبير " ( 3/3/2519 ) من طريق أيوب عن زياد عن عزة بنت عياض قالت : سمعت أبا قرصافة قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : فذكره .
قلت : وهذا إسناد ضعيف مجهول ، من دون أبي قرصافة مجهول لا يعرف ، إلا أن ابن حبان ذكر ( زيادا ) وهو ابن سيار في " الثقات " ( 4/255 ) .
وأيوب هو ابن علي بن الهيصم ، هو كناني ؛ قال ابن أبي حاتم :
" روى عنه أبي ، وسئل عنه ؟ فقال : شيخ " .
وقال الهيثمي في " المجمع " ( 10/281 ) :
" رواه الطبراني ، وفيه من لم أعرفه " .
وقد تقدم بهذا الإسناد حديث آخر برقم ( 1675 ) .

(/1)


2804 - ( من مات في طريق مكة ، لم يعرضه الله عز وجل يوم القيامة ولم يحاسبه ) .
قال الألبانى في " السلسلة الضعيفة والموضوعة6/319 :
$موضوع$
أخرجه الحارث في " مسنده " ( 89 - زوائده ) ، وابن عدي في " الكامل " ( 1/342 ) ، ومن طريقه ابن الجوزي في " الموضوعات " ( 2/217 ) ، وأبو القاسم الأصبهاني في " الترغيب " ( 1/440 - 441/1036 ) كلهم من طريق إسحاق بن بشر الكاهلي : حدثنا أبو معشر عن محمد بن المنكدر عن جابر به مرفوعا .
أورده ابن عدي في ترجمة ( الكاهلي ) هذا في أحاديث أخرى له ، ثم قال :
" وهو في عداد من يضع الحديث " .
وقال ابن الجوزي :
" لا يصح ، والمتهم به إسحاق بن بشر ، وقد كذبه ابن أبي شيبة ، وقال الدارقطني : هو في عداد من يضع الحديث . وقد روى هذا الحديث عائذ بن نسير عن عطاء عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم . قال يحيى بن معين : عائذ ضعيف ، روى أحاديث مناكير . وقال ابن عدي : تفرد به عائذ عن عطاء . وقال ابن حبان : كان كثير الخطأ ، لا يحتج بما انفرد به " .
قلت : في حديث عائشة زيادة :
" وقيل له : ادخل الجنة " .
وقد مضى تخريجه برقم ( 2187 ) .
ولفظ رواية الأصبهاني :
" من مات في طريق مكة ذاهبا أو راجعا ، لم يعرض ولم يحاسب ، أو غفر له " . شك أبو يزيد .
قلت : ( وأبو يزيد ) هو عصمة بن يزيد الهروي كما في إسناده ولم أجد له ترجمة . ومثله شيخه ( عمران بن سهل أو سعيد البلخي ) الراوي عن إسحاق بن بشر الكاهلي عنده .
وقد تساهل في إسناده الحديث رجلان ، وثالث ، فقد أورده الحافظ ابن حجر في " المطالب العالية " ( 1/325 - 326 ) من رواية الحارث ساكتا عليه كما هي غالب عادته فيه ، فقال الشيخ الأعظمي رحمه الله تعالى في تعليقه عليه :
" في إسناده أبو معشر ( ! ) وهو ضعيف ، وقال البوصيري ، رواه الحارث عن إسحاق بن بشر ، وهو ضعيف " !
وأما الثالث ، فهو السيوطي ، فقد تعقب في " اللآلي " ( 2/138 - 139 ) تكذيب ابن الجوزي لإسحاق بقوله :
" قلت له طريق آخر ، أخرجه الحارث في " مسنده " عن داود بن المحبر ، عن حماد ، عن أبي الزبير عن جابر . وآخر عن ابن عمر ، أخرجه أبو عبد الله بن منده في " أخبار أصبهان " ... علي بن قرين : حدثنا : خالد بن عبد الواسطي : عن محمد بن إسحاق عن نافع عنه به " وزاد :
" ودخل الجنة " .
قلت : وهذا التعقب لا يساوي فلسا ، فإن ( داود بن المحبر ) كذاب معروف ، وهو صاحب كتاب " العقل " .
وعلي بن قرين ؛ قال الذهبي في " المغني " :
" كذبه غير واحد ، وتركه أبو حاتم " .
لكن حديث جابر قد روي من طريق أخرى عن أبي الزبير عنه مختصرا بلفظ :
" من مات في أحد الحرمين مكة أو المدينة بعث آمنا " .
أخرجه الطبراني في " المعجم الأوسط " ( 6/412/5879 ) ، وفي " المعجم الصغير " ( ص 170 - هندية ) ، وابن عدي في " الكامل " ( 4/136 ) ، ومن طريقه ابن الجوزي في " الموضوعات " ( 2/218 ) ، من طريق موسى بن عبد الرحمن المسروقي ، قال : حدثنا زيد بن الحباب ، عن عبد الله بن المؤمل ، عن أبي الزبير به . وقال الطبراني :
" لم يروه عن أبي الزبير إلا عبد الله بن المؤمل ، تفرد به زيد بن الحباب " .
قلت : وهو ثقة من رجال مسلم ، والعلة من عبد الله بن المؤمل ، فإنه ضعيف الحديث ؛ كما في " التقريب " أو من شيخه أبي الزبير ؛ فإنه معروف بالتدليس عن جابر .
وقد أخطأ في هذا الإسناد حافظان ناقدان على طرفي نقيض !
أحدهما ابن الجوزي في قوله :
" فيه عبد الله بن المؤمل ، قال أحمد : أحاديثه مناكير ، وقال ابن حبان : لا يجوز الاحتجاج بخبره إذا انفرد . وموسى بن عبد الرحمن قال ابن حبان :
" دجال يضع الحديث " !
وهذا خطأ فاحش لم يتنبه له السيوطي ، وإلا لوجب عليه المسارعة إلى رده كما هي عادته فيما دونه ، فإن ( موسى بن عبد الرحمن ) هذا هو المسروقي كما صرحت بذلك رواية الطبراني ، وهو ثقة بلا خلاف ، وممن وثقه ابن حبان ( 9/164 ) . وما نقله ابن الجوزي عنه ، إنما قاله في ترجمة ( موسى بن عبد الرحمن الصنعاني ) من كتابه " الضعفاء " ( 2/242 ) ، وكأن ابن الجوزي - إذا غضضنا الطرف عن تسرعه المعروف في النقد والإجحاف - رأى ( موسى ) هذا في رواية ابن عدي غير منسوب إلى جده ( مسروق ) فتوهم أنه هذا الصنعاني الدجال !
على أنه قد فاته أنه لم يتفرد به ، فقد رواه أبو الأزهر : زيد بن الحباب به .
أخرجه البيهقي في " الشعب " ( 3/497/4181 ) ، وأشار إلى ضعفه كما يأتي . وأبو الأزهر اسمه ( أحمد بن الأزهر النيسابوري ) ، وهو صدوق .
وعلى نقيض ابن الجوزي تحسين الهيثمي لإسناده ، فإنه قال في " المجمع " ( 2/319 ) :
" رواه الطبراني في الصغير " و " الأوسط " ، وفيه موسى بن عبد الرحمن المسروقي ، وقد ذكره ابن حبان في " الثقات " ، وفيه عبد الله بن المؤمل وثقه ابن حبان وغيره ، وضعفه أحمد وغيره ، وإسناده حسن " !
قلت : وفيه ما يأتي :

(/1)


أولا : تجاهل عنعنة أبي الزبير ، وهذا مما ينافي التحسين .
ثانيا : اعتمد توثيق ابن حبان مع أنه تناقض فذكره في " الضعفاء " أيضا ؛ كما حققه الحافظ في " التهذيب " . وأما غيره ممن وثقه فهم مع قلتهم فليسوا في العلم بالجرح والتعديل بمنزلة الذين ضعفوه ، مع كثرتهم ، اللهم إلا يحيى بن معين ، ولكنه قد ضعفه أيضا في رواية عنه ، فهي أولى بالقبول .
ثالثا : اعتماده التوثيق ينافي قاعدة " الجرح المفسر مقدم على التعديل " ، وقد صحر بعضهم ببيان السبب مثل قول أحمد المتقدم :
" أحاديثه مناكير " .
ومثله ، أو أوضح منه قوله ابن عدي :
" أحاديثه عليها الضعف بين " .
رابعا : قوله في المسروقي : " ذكره ابن حبان في الثقات " قد يشعر بأنه مما تفرد بتوثيقه ، أو أنه ليس هناك من وثقه غيره ممن هو أعلى بذكره والاعتماد على توثيقه ، والواقع خلافه كما سبق الإشارة إلى ذلك ، ومنهم الحافظ النقاد أبو حاتم الرازي ! فاقتضى التنبيه .
واعلم أنه لا يقوي حديث ابن المؤمل هذا حديث سلمان مرفوعا به . لأن فيه ( عبد الغفور بن سعيد الأنصاري ) ، وهو متهم بالوضع ، كما سيأتي رقم ( 6830 ) ، وقول البيهقي عقبه :
" عبد الغفور هذا ضعيف ، وروي بإسناد أحسن من هذا " . ثم ساق حديث ابن المؤمل . فهذا من تساهله كما سيأتي بيانه هناك .

(/2)


2805 - ( من تخطى حلقة قوم بغير إذنهم فهو عاص ) .
قال الألبانى في " السلسلة الضعيفة والموضوعة6/324 :
$ضعيف جدا أو موضوع$
أخرجه الطبراني في " المعجم الكبير " ( 8/293/7963 ) من طريق جعفر بن الزبير عن القاسم عن أبي أمامة عن النبي صلى الله عليه وسلم .
قلت : وهذا إسناد ضعيف جدا ؛ لما عرف من حال جعفر بن الزبير ، وأنه متهم . وقال الهيثمي في " المجمع " ( 8/63 ) :
" رواه الطبراني ، وفيه جعفر بن الزبير وهو متروك " .

(/1)


2806 - ( من ساء خلقه عذب نفسه ، ومن كثر همه سقم بدنه ، ومن لاحى الرجال ذهبت كرامته ، وسقطت مروءته ) .
قال الألبانى في " السلسلة الضعيفة والموضوعة6/324 :
$ضعيف جدا$
أخرجه أبو نعيم في " الطب " ( ق 42/1 ) من طريق الحارث ابن أبي أسامة : حدثنا حلبس الحنظلي البصري : حدثنا حفص بن عمر : حدثنا سلام - أو أبو سلام - الخراساني عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره .
قلت : وهذا إسناد ضعيف جدا ، أعله المناوي بقوله :
" وفيه سلام أو أبو سلام الخراساني عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره .
قلت : وهذا إسناد ضعيف جدا ، أعله المناوي بقوله :
" وفيه سلام أو أبو سلام الخراساني ، قال الذهبي : قال أبو حاتم : متروك " .
قلت : لفظ أبي حاتم :
" متروك الحديث .. روى عن حماد بن أبي سليمان عن إبراهيم عن أنس ... " .
ولم يذكر أنه خراساني ، فإن يكن هو راوي هذا الحديث فيكون منقطعا معضلا بينه وبين أبي هريرة .
وحفص بن عمر ؛ لعله الرازي البصري ، قال ابن حبان في " الثقات " ( 8/199 ) :
" أصله من الري ، وسكن البصرة ، روى عنه أهلها " .
وقد ضعفه غير واحد ، ولذا قال في " التقريب " :
" ضعيف " .
وحلبس الحنظلي البصري ؛ قال ابن عدي ( 2/862 ) :
" منكر الحديث عن الثقات " .

(/1)


2807 - ( إن الله عز وجل لم يحل في الفتنة شيئا حرمه قبل ذلك ، ما بال أحدكم يأتي أخاه فيسلم عليه ، ثم يأتي بعد ذلك فيقتله ؟ ! ) .
قال الألبانى في " السلسلة الضعيفة والموضوعة6/325 :
$ضعيف$
أخرجه الطبراني في " المعجم الكبير " ( 8/221/7777 ) من طرق عن هشام بن عمار : حدثنا عبد الملك بن محمد الصنعاني : حدثنا ابن جابر عن القاسم عن أبي أمامة عن النبي صلى الله عليه وسلم به .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ عبد الملك الصنعاني هذا قال الحافظ في " التقريب " :
" لين الحديث " .
وبه أعله الهيثمي في " المجمع " ( 7/298 ) وقال :
" وثقه أيوب بن سليمان وغيره ، وفيه ضعف " .
قلت : وهشام بن عمار مع كونه من شيوخ البخاري فقد كان يتلقن ، كما تقدم ذلك مرارا .

(/1)


2808 - ( من ستر على مؤمن عورة فكأنما أحيا ميتا ) .
قال الألبانى في " السلسلة الضعيفة والموضوعة6/326 :
$ضعيف$
أخرجه الطبراني في " الكبير " ( 7/374/7231 ) ، ومن طريقه أبو نعيم في " المعرفة " ( 1/317/2 ) من طريق سلم بن أبي الذيال عن أبي سنان - رجل من أهل المدينة - سمع جابر بن عبد الله يحدث عن شهاب - رجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كان ينزل مصر - أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : فذكره .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ، أبو سنان هذا لم نجد له ترجمة ، وقال الهيثمي في " مجمع الزوائد " ( 6/247 ) :
" رواه الطبراني من طريق مسلم بن أبي الذيال عن أبي سنان المدني ؛ ولم أعرفهما " .
قلت : تحرف عليه ( سلم ) إلى ( مسلم ) فلم يعرفه ، وسلم ثقة من رجال مسلم .
وأخرجه ابن منده كما في " الإصابة " من طريق حفص الراسبي قال : قال جابر .. فذكره نحوه . وقال الحافظ :
" وزعم ابن منده أن حفصا هذا أبو سنان . قلت : وفيه نظر ؛ فقد أخرجه الحسن بن سفيان من طريق أبي همام الراسبي - وكان صدوقا - : حدثنا حفص أبو النضر عن جابر به وأتم منه " .
قلت : حفص هذا لم أعرفه ، ومثله أبو همام الراسبي ، ولم يذكرا في " الكنى " . والله أعلم .
ويحتمل أن يكون أبو سنان هذا هو القسملي ، فقد قال يحيى بن أبي الحجاج : عن أبي سنان عن رجاء بن حيوة قال : سمعت مسلمة بن خالد يقول :
بينا أنا على مصر إذ أتى البواب فقال : إن أعرابيا على بعير على الباب يستأذن ، فقلت : من أنت ؟ قال : جابر بن عبد الله الأنصاري ، فأشرفت عليه فقلت : أنزل إليك أو تصعد ؟ قال : لا تزل ، ولا أصعد ، حديث بلغني أنك ترويه عن النبي صلى الله عليه وسلم في ستر المؤمن جئت أسمعه ، قلت : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول :
" من ستر على مؤمن فكأنما أحيا موؤودة " ، فضرب بعيره راجعا . وقال :
" لم يروه عن رجاء إلا أبو سنان " .
قلت : وهو عيسى بن سنان الحنفي الفلسطيني البصري ، وهو لين الحديث كما في " التقريب " . ومثله يحيى بن أبي الحجاج .
وكون أبي سنان هذا فلسطينيا بصريا من جهة يبعد الاحتمال المذكور ، وكونه تابع تابعي من جهة أخرى . والله أعلم .
وللحديث طريق أخرى عن جابر ؛ يرويه أبو معشر عن محمد بن المنكدر عن جابر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" من ستر على أخيه عورة فأنما أحيا موؤدة " .
أخرجه الطبراني في " الأوسط " أيضا ( 2/210/1/8251 ) ، والرافعي في " تاريخ قزوين " ( 3/167 ) ، وقال الطبراني :
" لم يروه عن محمد بن المنكدر إلا أبو معشر " .
قلت : اسمه نجيح بن عبد الرحمن السندي وهو ضعيف من قبل حفظه ، وسائر رواته ثقات ، فأرى أن الحديث بهذا اللفظ : " موؤودة " حسة على الأقل باجتماع رواية أبي معشر هذه مع رواية القسملي التي قبلها ، مع عدم منافاة حديث الترجمة له كما هو ظاهر . والله أعلم .
ثم وجدت له شاهدا من حديث عقبة بن عامر مرفوعا بزيادة :
" من قبرها " .
أخرجه الحاكم وغيره ؛ وصححه هو والذهبي . لكن فيه مجهول كما بينته فيما تقدم برقم ( 1265 ) .

(/1)


2809 - ( من آوى يتيما أو يتيمين ، ثم صبر واحتسب ؛ كنت أنا وهو في الجنة كهاتين . وحول أصبعيه : السبابة والوسطى ) .
قال الألبانى في " السلسلة الضعيفة والموضوعة6/328 :
$ضعيف$
أخرجه الطبراني في " المعجم الأوسط " ( 2/235/2/8642 ) : حدثنا معاذ : حدثنا علي : حدثنا عمران قال : سمعت الحكم يحدث عن عكرمة عن ابن عباس مرفوعا . وقال :
" تفرد به علي بن عثمان " .
قلت : وهو ثقة ؛ كما في " اللسان " .
والعلة من شيخه عمران ؛ وهو ابن عبيد الله مولى عبيد الصيد ؛ كما في حديث قبله في " الأوسط " ؛ وتقدم تخريجه في " الصحيحة " ( 2879 ) ، وقد ضعفه ابن معين ، وقال البخاري :
" فيه نظر " .
وأما ابن حبان فذكره في " الثقات " ( 8/497 ) ، لكن وقع فيه : ابن عبد الله " ، وكذا في " الميزان " ، وسقطت ترجمته من " اللسان " .
والحديث قال الهيثمي ( 8/162 ) :
" رواه الطبراني في " الأوسط " ، وفيه من لم أعرفهم " .
كذا قال ، وهو يشير بذلك إلى علي وعمران ، وخفي حالهما عليه لأنهما لم ينسبا في إسناد هذا الحديث ، وقد نسبا في الحديث الآخر المشار إليه آنفا ، ولذلك عرفهما حين تكلم على رجال إسناده ، فقال :
" ورجاله وثقوا " ، كما تقدم هناك .

(/1)


2810 - ( إن الناس يجلسون من الله يوم القيامة على قدر رواحهم إلى الجمعات ؛ الأول ، ثم الثاني ، ثم الثالث ، ثم الرابع ، ثم قال : وما رابع أربعة من الله ببعيد ) .
قال الألبانى في " السلسلة الضعيفة والموضوعة6/329 :
$ضعيف$
رواه ابن ماجه ( 1094 ) ، وابن أبي عاصم في السنة ( 621 ) ، والطبراني ( 3/60/1 ) ، وأبو سهل القطان في " الفوائد المنتقاة " ( 94/1 ) ، وابن أبي حاتم عن أبيه ( 1/210 ) كلهم قالوا : حدثنا كثير بن عبيد الحذاء : أخبرنا عبد المجيد بن عبد العزيز بن أبي رواد عن معمر عن الأعمش عن إبراهيم عن علقمة قال : رحت مع عبد الله بن مسعود يوم الجمعة ووجد ثلاثة قد سبقوه فقال : رابع أربعة وما رابع أربعة من الله ببعيد ، إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : فذكره . وقال ابن أبي حاتم :
" فسمعت أبي يقول : قلت لكثير بن عبيد : إنهم يروون عن عبد المجيد عن مروان بن سالم عن الأعمش هذا الحديث ؟ فقال : هكذا حدثنا به عن معمر عم الأعمش . ومروان بن سالم منكر الحديث ، ضعيف الحديث جدا ، ليس له حديث قائم ، [ لا ] يكتب حديثه " .
قلت : وهذا إسناد رجاله كلهم ثقات ، لكن عبد المجيد في حفظه ضعف حتى بالغ ابن حبان فقال :
" يستحق الترك ، منكر الحديث جدا ، يقلب الأخبار ويروي المناكير عن المشاهير " .
وقد أخرجه العقيلي في " الضعفاء " ( 415 ) : حدثنا محمد بن هارون : حدثنا عبد الله بن أبي غسان قال : حدثنا عبد المجيد عن مروان بن سالم عن الأعمش به . وقال :
" مروان بن سالم أحاديثه مناكير لا يتابع عليها إلا من طريق يقاربه ، قال أحمد : ليس هو بثقة " .
قلت : وقال الساجي وأبو عروبة :
" يضع الحديث " .
فهذا يعل الطريق الأولى عن عبد المجيد ، لكن في هذه عنه عبد الله بن أبي غسان ؛ قال الحافظ في " اللسان " :
" سمع مالكا وأتى عنه بخير باطل " .
قلت : لكن في قول أبي حاتم المتقدم : " يروون عن عبد المجيد ... " ؛ إشعار قوي أن ابن أبي غسان لم يتفرد به .
ومحمد بن هارون يخ العقيلي هو ابن مجمع أبو الحسن المصيصي ، ترجمه الخطيب ( 3/357 ) وقال :
" وكان ثقة صالحا معروفا بالخير " .
وجملة القول : أن عبد المجيد بن أبي رواد اضطرب في إسناد هذا الحديث ، فتارة رواه عن معمر عن الأعمش ، وتارة عن مروان بن سالم عن الأعمش ، فجعل مروان مكان معمر ، والأول متهم بالوضع كما سبق ، والآخر ثقة ، ومن حسن الحديث كالمنذري في " الترغيب " ( 1/255 ) ؛ وقلده المعلق على " زاد المعاد " ( 1/409 ) فإنما نظر إلى طريقه ، وخفيت عليه هذه العلة القادحة في ثبوته ، ألا وهي الاضطراب في إسناده ، والتردد في الراوي له عن الأعمش ، وذلك مما يدل على ضعف عبد المجيد أو سوء حفظه الذي وصف به كما تقدم . والله أعلم .
وقد روي موقوفا من طريق المسعودي عن المنهال بن عمرو عن أبي عبيدة قال : قال عبد الله : فذكره نحوه .
قال الذهبي في " العلو " ( ص 60 ) :
" موقوف حسن " .
كذا قال ، ويرده قول المنذري :
" رواه الطبراني في الكبير ، وأبو عبيدة لم يسمع من أبيه عبد الله بن مسعود ، وقيل : سمع منه " .
قلت : والمسعودي كان اختلط .

(/1)


2811- ( إن الذي يتخطى رقاب الناس يوم الجمعة ، ويفرق بين اثنين بعد خروج الإمام كالجار قصبه في النار ).
قال الألبانى في " السلسلة الضعيفة والموضوعة6/331 :
$ضعيف جدا$
رواه أحمد ( 3/417 ) ، وابن أبي خيثمة في " التاريخ " ( ص 13- مصورة الجامعة الإسلامية ) ، والحاكم ( 3/504 ) ، وابن بشران أيضا في " الأمالي " ( 173-174 ) ، والطبراني في " الكبير " ( 1/285/908 ) ، وأبو نعيم في " المعرفة " ( 1/79/1 ) عن هشام بن زياد عن عمار بن سعد عن عثمان بن الأرقم المخزمي عن أبيه الأرقم مرفوعا .
قلت : هذا إسناد ضعيف جدا ؛ هشام بن زياد - وهو أبو المقدام المدني - متروك كما قال الحافظ .
وعمار بن سعد ؛ هو المعروف بابن عابد المؤذن ، وقد روى عنه جماعة ، ووثقه ابن حبان ، وغمره البخاري بقوله :
" لا يتابع على حديثه " .
وعثمان بن الأرقم ؛ قال ابن أبي حاتم ( 3/144 ) :
" روى عنه عطاف بن خالد وعمار بن سعد " .
ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا .

(/1)


2812- ( من قرأ : ( قل هو الله أحد ) مرة بورك عليه ، فإن قرأها مرتين بورك عليه وعلى أهله ، فإن قرأها ثلاثا بورك عليه وعلى أهله وعلى جيرانه ، وإن قرأها اثنتي عشرة مرة بنى الله له بها اثني عشر قصرا في الجنة وتقول الحفظة : انطلقوا بنا ننظر إلى قصور أخينا ، فإن قرأها مئة مرة كفر عنه ذنوب خمس وعشرين سنة ؛ ما خلا الدماء والأموال ، فإن قرأها مئتي مرة كفر عنه ذنوب خمسين سنة ؛ ما خلا الدماء والأموال ، وإن قرأها ثلاث مئة مرة كتب له أجر اربع مئة شهيد كل قد عقر جواده وأهريق دمه ، وأن قرأها ألف مرة لم يمت حتى يرى مكانه من الجنة أو يرى له ) .
قال الألبانى في " السلسلة الضعيفة والموضوعة6/332 :
$موضوع$
رواه ابن عساكر ( 5/149/1 ) عن محمد بن مروان عن أبان بن أبي عياش عن أنس بن مالك مرفوعا .
قلت : وهذا : موضوع ؛ آفته محمد بن مروان - وهو السدي الصغير - وهو كذاب ، وأبان بن أبي عياش متروك .
ولا أعلم في فضل قراءة ( قل هو أحد ) ألف مرة حديثا ثابتا ، بل كل ما روي فيه واه جدا ، وقد وجدت في جزء " فضائل سورة الإخلاص " للحافظ أبي محمد الخلال حديثين لا بأس بذكرهما :
" من قرأ ( قل هو الله أحد ) ألف مرة كان أحب إلى الله عز وجل من ألف فرس ملجمة مسرجة في سيبل الله " .
أخرجه الخلال ( ق 195/2 ) : حدثنا أبو محمد عبد الله بن عثمان الصفار : حدثنا أحمد بن محمد المكي : حدثنا محمد بن يوسف بن أخي حجاج بن الشاعر : حدثنا يزيد بن هارون عن حميد عن أنس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : فذكره .
قلت : وهذا إسناد مظلم ؛ أحمد بن محمد المكي لم أعرفه ، وكذا محمد بن يوسف ، فأحدهما آفته ، فإن من فوقهما من رجال الشيخين ، والصفار ثقة كما قال الخطيب ( 10/40 ) .
والحديث الآخر بلفظ :
" من قرا : ( قل هو الله أحد ) إحدى وعشرين ألف مرة ، فقد اشترى نفسه من الله عز وجل ، وهو من خاصة الله عز وجل " .
أخرجه الخلال ( 199/2 ) عن دينار قال : سمهت مولاي أنس بن مالك يقول : فذكره مرفوعا .
ودينار هذا تالف متهم ؛ قال ابن حبان :
" يروي عن أنس أشياء موضوعة " .
وقد أورده السيوطي في " الجامع " من رواية الخياري في " فوائده " عن حذيفة مرفوعا به دون قوله : " وهو من خاصة الله عز وجل " وقال : " ألف مرة " . ولم يتكلم عليه المناوي بشيء .

(/1)


2813- ( أطيب اللحم لحم الظهر ) .
قال الألبانى في " السلسلة الضعيفة والموضوعة6/334 :
$ضعيف$
أخرجه ابن ماجه ( 2/312 ) والحاكم ( 4/111 ) ، وأحمد ( 1/203-204 ) ، والحميدي ( 549 ) وأبو نعيم في " الحلية " ( 7/225 ) ، والبغوي في " شرح السنة " ( 11/299 ) من طريق مسعر قال : أخبرني رجل من فهم ( زاد أحمد وغيره : قال : وأظنه يسمى محمد بن عبد الرحمن ، قال : وأظنه حجازيا ) قال :
كنا عند عبد الله بن الزبير بالمزدلفة ، فنحر لنا جزورا ، فقال عبد الله بن جعفر : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يلقى اللحم ( وفي رواية : والقوم يلقون لرسول الله صلى الله عليه وسلم اللحم ) ، قال : وقال رسول صلى الله عليه وسلم : فذكره .
وتابعه المسعودي قال : حدثنا شيخ قدم علينامن الحجاز قال :
" شهدت عبد الله بن الزبير ... " الحديث نحوه .
أخرجه احمد ( 1/205 ) .
وتابعه أيضا ربة بن مصقلة عن رجل من بني فهم عن عبد الله بن جعفر به مرفوعا .
أخرجه الحاكم وقال :
" قد صح الخبر بالإسنادين " .
قلت : مدارهما على الرجل الفهمي ، فإن صدق ظن مسعر أن اسمه محمد ابن عبد الرحمن ، لم يفد شيئا لأنه لا يعرف ، كما يشير إلى ذلك قول أبي نعيم عقب الحديث :
" محمد بن عبد الرحمن مدني ، تفرد بالرواية ( يعني لهذا الحديث ) عن عبد الله بن جعفر ، ولا أعلم روايا عنه غير مسعر " .
قلت : وهو من الرواة الذين فات المصنفين في التراجم ذكره في كتبهم ! وما ذكره أبو نعيم من التفرد مردود بقول أحمد في " المسند " ( 1/204 ) ك حدثنا نصر ابن باب عن حجاج عن قتادة عن عبد الله بن جعفر مرفوعا .
ولكنه إسناد واه جدا ؛ حجاج - وهو ابن أرطاة - مدلس ، وطذلك قتادة .
ونصر بن باب ؛ أورده الذهبي في " الضعفاء والمتروكين " وقال :
" قال االبخاري : يرمونه بالكذب " .
ولضعف هذا الإسناد الشديد ؛ فلا يصلح شاهدا للذي قبله ، فيبقى الحديث على ضعفه حتى نجد له شاهدا معتبرا .
وقد وجدت له شاهدا آخر ، ولكنه كسابقه في الضعف أو أشد ، فإن فيه أصرم ابن حوشب وهو كذاب خبيث كما قال ابن معين ، أخرجه الطبراني والحاكم من طريقه ، وهو مخرج في " الروض " ( 376 ) .
لكن ذكر له الهيثمي ( 5/36 ) شاهدا آخر من حديث عبد الله بن محمد قال :
" ... وأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم بطعام ، فأقبل القوم يلقمونه اللحم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ... " فذكره ، وقال :
" رواه الطبراني في " الأوسط " وفيه يحيى الحماني وهو ضعيف " .
قلت : هو متهم بسرقة الحديث ؛ كما قال الحافظ في " التقريب " ، فيخشى أن يكون سرقه من بعض الضعفاء ، فلا يستشهد أيضا بحديثه . والله أعلم .
ثم وجدت فيه علة أخرى غفل عنها الهيثمي أو تساهل ، فإن إسناده في " أوسط الطبراني " ( 2/308/2/9634 ) هكذا : حدثنا يعقوب بن إسحاق : حدثنا عبد الرحمن بن زيد بن أسلم عن أبيه عن عبد الله بن عمر به .
ووقع في الأصل خطأ في اسم عبد الرحمن بن زيد فصحتحه من " مجمع البحرين " ومن ترجمة الراوي عن يحيى الحماني وهو ابن عبد الحميد .
وعبد الرحمن هذا متروك .

(/1)


2814- ( أعبد الناس أكثرهم تلاوة للقرآن ) .
قال الألبانى في " السلسلة الضعيفة والموضوعة6/336 :
$ضعيف جدا$
رواه الديلمي ( 1/1/122 ) عن الهيثم بن جماز عن يحيى ابن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي هريرة مرفوعا .
قلت : وهذا إسناد ضعيف جدا ، الهيثم بن جمار ؛ قال النسائي وغيره :
" متروك الحديث " . وقال الساجي :
" متروك جدا ، ذكره البرقي في الكذابين " . وضعفه آخرون .
والحديث قال المناوي بعد عزو السيوطي إياه للديلمي :
" وفيه ضعف " .
قلت : وكأنه قال ذلك بناء على القاعدة المعروفة أن ما تفرد به الديلمي فهو ضعيف . وإلا لو وقف على سنده ، وعرف شدة ضعف روايه لم يقل ذلك إن شاء الله تعالى . ويؤيد أنه لم يقف عليه ، أن السيوطي ذكره بعده من رواية المرهبي عن يحيى بن أبي كثير مرسلا بزيادة " وأفضل العبادة الدعاء " فقال المناوي عقبه :
" وأردف المسند بهذا المرسل إشارة إلى تقويته به " .
قلت : وأنت ترى أن المسند هو من طريق يحيى بن أبي كثير ، غاية ما في الأمر أن بعضهم أرسله خلافا للهيثم الذي وصله ، ففي هذه الحالة لا يجوز تقوية الموصول بالمرسل ، لأنه من قبيل تقوية الضعيف بنفسه ، ومثل هذا لا يخفى على المناوي ، ولكنه لم يقف على إسناد الموصول كما ذكرنا ، فوقع في مثل هذا الخطأ ، والمعصوم من عصمه الله .
ثم رأيت الحديث قد أخرجه أبو بكر الشافعي في " الفوائد " ( 8/90/2 ) عن الهيثم بن جماز به مرسلا لم يذكر أبا هريرة ، وفيه الزيادة .

(/1)


2815- ( اعبد الله لايشرك به شيئا ، وزل مع الحق حيث زال ، واقبل الحق ممن جاء به ضغير أو كبير ، وإن كان بغيضا بعيد ، واردد الباطل ممن جاء به صغير أو كبير ، وإن كان حبيبا قريبا ) .
قال الألبانى في " السلسلة الضعيفة والموضوعة6/337 :
$موضوع$
رواه الديلمي ( 1/1/53 ) من طريق عبد القدوس بن حبيب : حدثني مجاهد عن عبد الله بن مسعود قال :
" قلت : يا رسول الله ! ( وفي نسخة الحافظ : للنبي صلى الله عليه وسلم ) علمني كلمات جوامع موانع ، فقال : ... " فذكره .
ثم روى من طريق محمد بن زياد عن ميمون بن مهران عن عبد الله بن عباس قال :
" جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله ! علمني ، قال : اذهب فتعلم القرآن ، حتى أتاه ثلاثا كل ذلك يقول ( ص ) ، فلما أتاه الرابعة قال : نعم ؛ اقبل الحق ممن أتاك به .. فذكره " .
قلت : وهذا موضوع ، آفته من الطريق الأولى عبد القدوس بن حبيب - وهو الشامي الوحاظي - قال عبد الرزاق :
" ما رأيت ابن المبارك يفصح بقوله : كذاب ، إلا لعبد القدوس " .
وقال الفلاس :
" أجمعوا على ترك حديثه " .
وقد صرح ابن حبان بأنه كان يضع الحديث .
وفي الطريق الأخرى محمد بن زياد - وهو الطحان اليشكري - وهو كذاب وضاع .

(/1)


2816- ( أطيب الشراب الحلو البارد ) .
قال الألبانى في " السلسلة الضعيفة والموضوعة6/338 :
$ضعيف$
أخرجه الترمذي في " السنن " ( 2/115 ) من طريق معمر ويونس عن الزهري ؛ أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل : أي الشراب أطيب ؟ قال : " الحلو البارد " .
قلت : وهذا مرسل صحيح الإسناد ، وقد وجدته موصولا من طريق زمعة بن صالح عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة مرفوعا به .
أخرجه ابن عدى ( 151/1 ) : حدثنا المفضل الجندي : حدثنا يونس بن محمد العدني : حدثنا يزيد بن أبي حكيم عنه .
قلت : والعدني هذا لم أجد له ترجمة .
وزمعة بن صالح ضعيف ؛ فلا يحتج به ، لا سيما وقد خالفه الثقتان معمر ويونس .
نعم له شاهد من طريق إسماعيل بن أمية عن رجل عن ابن عباس مرفوعا به .
أخرجه أحمد ( 1/338 ) .
ولكنه ضعيف لجهالة الرجل .
والحديث روي عن معمر موصولا من فعله صلى الله عليه وسلم ، فقال أحمد ( 6/38 ) ، والحميدي ( 257 ) : حدثنا سفيان عن معمر عن الزهري عن عروة عن عائشة :
" كان أحب الشراب إلى النبي صلى الله عليه وسلم الحلو البارد " .
ومن هذا الوجه أخرجه الترمذي أيضا في " السنن " وفي " الشمائل " ( 1/302 ) ، والحاكم ( 4/137 ) وقال :
" صحيح على شرط الشيخين " . ووافقه الذهبي . وأما الترمذي فأعله بالإرسال فقال :
" والصحيح ما روى الزهري عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا " .
ثم ساقه من طريق عبد الله بن المبارك : حدثنا معمر ويونس عن الزهري به كما تقدم . وقال :
" وهكذا روى عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا ، وهذا أصح من حديث ابن عيينة " .
وله طريق أخرى عن عروة ، ولكنها واهية . أخرجه الحاكم من طريق عبد الله ابن محمد بن يحيى بن عروة بن الزبير : حدثنا هشام بن عروة عن أبيه به .
ذكره شاهدا للطريق التي قبلها ، وتعقبه الذهبي بقوله :
" قلت : عبد الله هالك " .

(/1)


2817- ( أظل الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله ؛ من أنظر معسرا أو ترك لغارم ) .
قال الألبانى في " السلسلة الضعيفة والموضوعة6/340 :
$ضعيف$
رواه عبد الله بن أحمد في " زوائد مسند أبيه " ( 1/73 ) ، والعقيلي في " الضعفاء " ( 141 ) عن هشام بن زياد قال ك حدثني أبي عن محجن مولى عثمان بن عفان قال : سمعت رسول الله عليه وسلم يقول : فذكره . وقال :
" لا يتابع عليه " . يعني زيادا ، وروى عن البخاري أنه قال :
" حديث ليس بالمرضي " . ثم قال العقيلي :
" وقد روي بأسانيد جياد من غير هذا الوجه " .
قلت : لكن ليس في شيء منها ذكر ( الغارم ) ، واللفظ الموجود : " الغريم " ، وهما مختلفان معنى ؛ راجع إن شئت الباب ( 14 ) من " الصدقات " من كتابي " صحيح الترغيب " .

(/1)


2818- ( من إكفاء الدين تفصح النبط ، واتخاذهم القصور الأمصار ) .
قال الألبانى في " السلسلة الضعيفة والموضوعة6/340 :
$منكر$
أخرجه الطبراني في " المعجم الكبير " ( 3/183/1 ) بسند قوي عن عمران بن تمام : أخبرنا أبو جمرة نصر بن عمران عن ابن عباس قال :
"خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يقول : .. " فذكره .
قلت : وهذا إسناد ضعيف جدا ، رجاله كلهم ثقات غير عمران هذا ، فقد ضعفه أبو حاتم بهذا الحديث فقال ابنه ( 3/1/295 ) عنه :
" سألت أبي عنه ؟ فقال : كان عندي مستورا ، إلى أن حديث عن أبي جمرة عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم بحديث منكر أنه قال : .." .
قلت : فذكره . قال الحافظ في " اللسان " عقبه :
" يعني فافتضح " .
قلت : فقد أشار إلى أنه ضعيف جدا . والله أعلم .

(/1)


2819- ( اعتموا تزدادوا حلما ) .
قال الألبانى في " السلسلة الضعيفة والموضوعة6/341 :
$ضعيف جدا$
أخرجه الطبراني ( 1/26/2 ) ، وابن عدي ( 333/2 ) وأبو عبد الله الضبي في " المجلس الحادي والستون من الأمالي " ( 2/2) ، وابن الزفتي في " حديث هشام بن عمار " ( ق 83/2 ) ، والحاكم ( 4/193 ) ، والبيهقي في " الشعب " ( 2/235/1 ) ، وابن عساكر ( 5/341/1 ) من طرق عن عبيد الله بن أبي حميد عن أبي المليح عن أبيه مرفوعا به . وزاد ابن عدي - وعنه البيهقي - :
" والعمائم تيجان العرب " .
وهي عند الضبي من هذا الوجه عن علي بن أبي طالب من قوله .
قلت : وهذا إسناد ضعيف جدا ، عبيد الله بن أبي حميد ؛ قال البخاري وأبو حاتم :
" منكر الحديث " . وقال البخاري مرة :
" يروي عن أبي المليح العجائب " .
قلت : وهذا منها . وقال الحافظ في " التقريب " :
" متروك الحديث " .
ولذلك لما قال الحاكم عقبه :
" صحيح الإسناد " . تعقبه الذهبي بقوله :
" عبيد الله تركه أحمد " .
قلت : وقد اختلف عليه في إسناده ، فرواه من ذكرنا عنه هكذا ، غير ابن الزفتي ، فرواه من طريق هشام بن عمار : أخبرنا سعيد ( يعني ابن يحيى اللخمي ) عنه لم يذكر فيه " عن أبيه " فأرسله .
وخالفهم عتاب بن حرب فقال : حدثنا عبيد الله بن أبي حميد عن أبي المليح عن ابن عباس مرفوعا به دون الزيادة .
أخرجه البزار في " مسنده " ( ص 169 - زوائده ) وأبو الشيخ في " الأمثال " رقم - 248 ) وقال :
" لا نعلم له طريقا عن ابن عباس إلا هذا ، واختلف فيه على أبي المليح ( ! ) فرواه عيسى بن يونس عن عبيد الله بن أبي حميد عن أبي المليح عن أبيه ، وإنما أتى الاختلاف من عبيد الله لأنه لم يكن حافظا " .
قال الحافظ ابن حجر في " الزوائد " عقبه :
" قال الشيخ ( يعني الهيثمي ) : وعبيد الله متروك " .
قلت : وعتاب بن حرب - وهو المزني البصري - ضعفه عمرو بن علي ؛ كما قال ابن أبي حاتم ( 3/2/12 ) عن أبيه .
وللحديث طريق أخرى عن ابن عباس ؛ خلافا لما ذكر البزار ، فقد قال الطبراني في " المعجم الكبير " ( 3/183 ) : حدثنا محمد بن صالح بن الوليد النرسي : أخبرنا هلال بن بشر : أخبرنا عمران بن تمام عن أبي جمرة عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : فذكره .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ لما علمت من قول أبي حاتم في عمران هذا من روايته الحديث الذي قبله .
والنرسي هذا وهو ابن أخي العباس بن الوليد النرسي ؛ كما في " معجم الطبراني الصغير " ( ص 177 ورقم 147 من " الروض " ) ، لم أجد له ترجمة .
قلت : وفت على وهمين في هذا الحديث لبعض الأفاضل :
الأول : قال الحافظ في " الفتح " ( 10/232 ) وقد ذكر الحديث من الطريق الأولى بدون الزيادة .
" أخرجه الطبراني والترمذي في " العلل المفرد " ، وضعفه البخاري ، وقد صححه الحاكم فلم يصب ، وله شاهد عند البزار عن ابن عباس ضعيف أيضا " .
ووجه الوهم فيه أن إسناد البزار هو من طريق المشهود له عبيد الله بن أبي حميد المتروك كما تقدم بيانه ، بخلاف طريق الطبراني فإنها من طريق أخرى كما رأيت ، فلعل قوله : " البزار " من طغيان القلم ، أراد أن يكتب الطبراني فكتب البزار . على أنه لا يصلح عندي شاهدا لشدة ضعف عمران بن تمام . والله أعلم .
والآخر : أن المناوي قال في " فيض القدير " وقد أورد السيوطي الحديث بالزيادة من رواية ابن عدي والبيهقي :
" ثم قال - أعني البيهقي - : لم يحدث به إلا إسماعيل بن عمرو ... ( ثم حكى تضعيف العلماء له ولشيخه يونس بن أبي إسحاق ، ثم قال : ) ومن ثم حكم ابن الجوزي بوضعه ، ولم يتعقبه المؤلف إلا بأن له شاهدا . وأصله قول ابن حجر في ( الفتح ) ... " .
ثم ساق كلام " الفتح " المتقدم .
قلت : فأوهم المناوي أن الشاهد فيه الزيادة أيضا ، وليس كذلك ، ولذلك كان حقه أن ينقل كلام " الفتح " تحت الحديث الذي أورده السيوطي من رواية الطبراني عن أسامة بن عمير ، والطبراني والحاكم عن ابن عباس بدون الزيادة ، وأورده قبيل رواية ابن عدي والبيهقي بدون الزيادة ، فلو أنه فعل ذلك لما أوهم .
ولقد أوهم شيئا آخر ؛ وهو أنه ليس في طريق الزيادة سوى إسماعيل بن عمرو ، مع أن فيها عبيد الله بن أبي حميد كما تقدم في أول هذا التخريج .
على أن إسماعيل بن عمرو وشيخه يونس لا يبلغ بهما الوهن إلى الضعف الشديد ، فإعلال الحديث بهما دون عبيد الله المتروك ؛ مما لا يخفى فساده عند العارفين بهذا العلم الشريف .
وجملة القول أن الحديث ضعيف جدا أصلا وزيادة .
ثم وجدت لابن أبي حميد متابعا ؛ وهو أبو بكر الهذلي قال : عن أبي المليح عن أبيه مرفوعا بلفظ :
" سافروا تصحوا ، واعتموا تحلموا " .
أخرجه ابن عدي ( 3/334 ) ، وابن وضاح كما في " الجامع الكبير " ( 14553 ) .
وأبو بكر هذا متروك الحديث ؛ فلا تنفع متابعته . ومن غرائب السيوطي أنه لما ساق الحديث من رواية ابن وضاح قال : عن أبي المليح ... ولم يبدأ فيه بذكر أبي بكر الهذلي !

(/1)


2820 - ( أعدى عدوك زوجتك التي تصاحبك ، وما ملكت يمينك ) .
قال الألبانى في " السلسلة الضعيفة والموضوعة6/345 :
$ضعيف$
رواه الديلمي ( 1/1/122 ) عن أبي بكر السامري : حدثنا إبراهيم بن [ الجنيد ] : حدثنا يحيى بن بكير عن الليث عن خالد بن يزيد عن سعيد بن أبي هلال عن أبي مالك الأشعري مرفوعا .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ، فيه علل :
الأولى : الانقطاع بين سعيد وأبي مالك الأشعري ، فإنهم ذكروا في ترجمة سعيد أنه لم يسمع من جابر بن عبد الله رضي الله عنه ، وجابر مات بعد السبعين ، وأبو مالك الأشعري مات سنة ثماني عشرة .
الثانية : اختلاط سعيد نفسه ؛ رماه بذلك أحمد وغيره .
الثالثة : إبراهيم بن الجنيد وهو الرقي ؛ مجهول .
الرابعة : أبو بكر السامري ؛ لم أعرفه .
والحديث بيض له المناوي ، فكأنه لم يقف على إسناده .

(/1)


2821 - ( أعط السائل وإن جاءك على فرس ) .
قال الألبانى في " السلسلة الضعيفة والموضوعة6/345 :
$ضعيف$
رواه أبو عبد الله الخلال في جزء " من أدركهم من أصحاب ابن منده " ( 148/1 ) عنه : أخبرنا عبد الله بن يعقوب بن إسحاق : حدثنا محمد بن أبي يعقوب الكرماني : حدثنا عاصم بن سليمان عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن أبي هريرة مرفوعا .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ، رجاله كلهم ثقات رجال البخاري غير عبد الله بن يعقوب هذا - وهو الكرماني - ؛ قال الذهبي :
" ضعيف " .
ويؤيد ضعفه ؛ أن مالكا أخرجه في " الموطأ " عن زيد بن أسلم مرسلا وهو الصواب ، وإن كان وصله غير الكرماني من الضعفاء كما تقدم بيانه برقم ( 1378 ) .

(/1)


2822 - ( تخلقوا بأخلاق الله ) .
قال الألبانى في " السلسلة الضعيفة والموضوعة6/346 :
$لا أصل له$
أورده السيوطي في " تأييد الحقيقة العلية " ( 89/1 ) دون عزو . وتأولوه بأن معناه اتصفوا بالصفات المحمودة وتنزهوا عن الصفات المذمومة ، وليس معناه أن تأخذ من صفات القدم شيئا .
ثم رأيت الحديث في " نقض التأسيس " لابن تيمية ذكره في فصل عقده للكلام على معنى قوله صلى الله عليه وسلم :
" إن الله خلق آدم على صورته " .

(/1)


2823 - ( إذا سألتم الحوائج فسألوها الناس ، قالوا : يا رسول الله ! ومن الناس ؟ قال : أهل القرآن ، ثم أهل العلم ، ثم صباح الوجوه ) .
قال الألبانى في " السلسلة الضعيفة والموضوعة6/346 :
$ضعيف$
رواه الديلمي ( 1/1/61 ) عن محمد بن عبد الله بن أحمد : حدثنا أبو معن ثابت بن نعيم بن هشام بن سلمة : حدثنا آدم عن ابن أبي ذئب عن نافع عن ابن عمر مرفوعا .
قلت : سكت عليه الحافظ في " مختصر الديلمي " . وإسناده ضعيف ؛ أبو معن هذا لم أعرفه .
ومحمد بن عبد الله بن أحمد ؛ الظاهر أنه الأسدي ؛ قال ابن منده :
" حدث عن عبد السلام بن مطهر بمناكير " .

(/1)


2824 - ( أعطيت أمتي شيئا لم يعطه أحد من الأمم عند المصيبة : إنا لله وإنا إليه راجعون ) .
قال الألبانى في " السلسلة الضعيفة والموضوعة6/347 :
$ضعيف$
رواه الطبراني ( 3/160/2 ) عن محمد بن خالد بن عبد الله الواسطي : أخبرنا أبي : حدثني عمر بن الخطاب - رجل من أهل الكوفة - عن سفيان بن زياد عن سعيد بن جبير عن ابن عباس مرفوعا .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ، الواسطي هذا ضعيف ؛ كما قال الحافظ في " التقريب " .

(/1)


2825 - ( أعطيت آية الكرسي من تحت العرش ) .
قال الألبانى في " السلسلة الضعيفة والموضوعة6/347 :
$ضعيف$
أخرجه البخاري في " التاريخ الكبير " ( 1/1/249 ) معلقا : وروى يحيى بن ضريس عن حماد بن سلمة عن محمد بن نوح عن الحسن : قال النبي صلى الله عليه وسلم : فذكره .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ، فإن الحسن - وهو البصري - قد أرسله .
ومحمد بن نوح ؛ قال أبو حاتم :
" مجهول " .
والحديث أورده السيوطي من رواية ( تخ وابن الضريس ) عن الحسن مرسلا . فتعقبه المناوي بقوله :
" قضية صنيع المؤلف أنه لم يره مسندا ، وهو عجيب ، فقد رواه الديلمي مسلسلا بقوله : ما تركتها منذ سمعتها من حديث أبي أمامة عن علي كرم الله وجهه ... أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : أعطيت ... إلخ ... " .
قلت : لكن إسناده واه لا يصلح للشهادة ، فقد ذكر الشيخ عبد الحفيظ الفاسي في " الأحاديث المسلسلات " ( 1/21 ) عن الشيخ عابد السندي أنه قال في " حصر الشارد " بعد إيراده :
" [ فيه عثمان ] ابن أبي عاتكة ضعفه ابن معين ، وعلي بن يزيد ( الأصل : زيد ) كثير المناكير ، خصوصا فيما رواه عن القاسم عن أبي أمامة . ( يعني وهذا من روايته عنه ) ، لكن أخرجه أبو عبيد وابن أبي شيبة والدارمي ومحمد بن نصر وابن الضريس عن علي رضي الله عنه قال ... إنما أعطيها نبيكم صلى الله عليه وسلم من كنز تحت العرش ، ولم يعطها أحد قبل نبيكم ... انتهى . قلت : ورواه الديلمي عن الإمام علي مرفوعا . أما ابن الضريس ؛ فقد أورده السيوطي في " جامعه " من طريقه عن الحسن مرسلا لا عن علي " .
أقول : رجعت إلى الدارمي فوجدته لم يرو هذا الحديث أصلا ، وإنما روى (2/449 ) عمن سمع عليا يقول :
" ما كنت أرى أن أحدا يعقل ينام حتى يقرأ هؤلاء الآيات من آخر سورة البقرة ، وإنهن لمن كنز تحت العرش " .
فهذا حديث آخر ليس في آية الكرسي كما هو ظاهر .
وله شاهد من رواية رجل عن أبيه عن معقل بن يسار مرفوعا نحوه .
وهذا سند ظاهر الجهالة . أخرجه أحمد ( 5/26 ) .

(/1)


2826- ( أعطيت سورة البقرة من الذكر الأول ، وأعطيت طه والطواسين من ألواح موسى ، وأعطيت فاتحة الكتاب وخواتيم البقرة من تحت العرش ، وأعطيت المفصل نافلة ) .
قال الألبانى في " السلسلة الضعيفة والموضوعة6/349 :
$ضعيف$
رواه ابن عساكر ( 18/110/2 ) ، ويوسف بن عبد الهادي في " هداية الإنسان " ( ق 23/1 ) عن سعيد يحيى اللخمي : أخبرنا عبيد الله بن أبي حميد الهذلي عن أبي المليح الهذلي عن معقل بن يسار المزني مرفوعا .
وأخرجه ابن السني في " اليوم والليلة " ( 678 ) مختصرا ، وكذا الحاكم ( 1/559و2/259 ) وقال :
" صحيح الإسناد " ! وتعقبه الذهبي بقوله :
" قلت : عبيد الله قال أحمد : تركوا حديثه " .
ومن طريقه أخرجه ابن نصر في " قيام الليل " ( ص 68 ) .
ووجدت له شاهدا بإسناد لا يصح ، أخرجه الواحدي في " الوسيط " ( 3/163/2 ) من طريق يحيى بن يعلى بن منصور : حدثنا إسماعيل بن أبي أويس : حدثنا أبي بن أبي بكر عن عكرمةعن ابن عباس به ؛ إلا أنه قال :
" ويس " مكان " والطواسين " .
وهذا إسناد ضعيف ؛ يحيي بن يعلى بن منصور لم أعرفه .
وإسماعيل بن أبي أويس فيه ضعف ، وهو يروي عن أبيه واسمه عبد الله بن عبد الله بن أبي أويس . وعن أخيه أبي بكر واسمه عبد الحميد ، ولم يظهر لي أيهما المقصود هنا ، فإن قوله " أبي بن أبي بكر " فيه شىء كما هو ظاهر ، ولذلك وضع الناسخ ضبة عليه ، فإن كان عن أبيه فمن هو ابن أبي بكر ؟ وإن كان عن أخيه فهو لم يدرك عكرمة . فالله أعلم .

(/1)


2827- ( أعروا النساء يلزمن الحجال ) .
قال الألبانى في " السلسلة الضعيفة والموضوعة6/350 :
$ضعيف جدا$
أخرجه أبو العباس الأصم في " حديثه " ( 3/149/1 ) و ( رقم 140- منسوختي ) ، وعنه الخطيب في " التاريخ " ( 9/368 ) ، وابن جميع في " معجم الشيوخ " ( ص 105 ) : حدثنا بكر بن سهل : حدثنا أبو يحيى شعيب بن يحيى التجيبي : حدثنا يحيى بن أيوب عن عمرو بن الحارث عن مجمع ابن كعب عن مسلمة بن مخلد مرفوعا به .
وبهذا الإسناد أخرجه الطبراني ( 19/438/1063 ) ، وعنه ابن منده في " المعرفه " ( 2/162/1 ) ، وأبو سعيد بن الأعرابي في " معجمه " ( 119/1 ) ، وعنه القضاعي في " مسنده " ( ق 57/2 ) ، والسلفي في " الطيوريات " ( 217/2 ) ، والخطيب أيضا ( 9/368و12/319و13/491 ) ، وابن عساكر ( 8/313/2و11/231/1 ) ، والضياء المقدسي في " المنتقى من مسموعاته بمرو " ( 113/1 ) .
قلت : وهو إسناد ضعيف ، وفيه علتان :
الأولى : مجمع بن كعب ؛ أورده ابن أبي حاتم ( 4/1/297 ) فقال :
ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا . ولذا قال ابن القطان في " النظر في أحكام النظر " ( ق 70/1 ):
" لا يعرف " .
وقال الهيثمي في " المجمع " ( 5/138 ) :
" رواه الطبراني في " الكبير " و " الأوسط " وفيه مجمع بن كعب ولم أعرفه ، وبقيه رجاله ثقات " .
قلت : وكأنه لم يقف على ترجمته في " الجرح " وإلا لم يقل : لم أعرفه ، وإن كان هو في الواقع غير معروف ، لأن هذا القول إنما هذا يقال فيمن لا ترجمة له .
كما هو معروف عند أهل العلم بهذا الفن الشريف .
ثم إن اقتصاره على إعلاله الحديث بابن كعب هذا يشعر بأنه ليس فيه علة أخرى ، وليس كذلك كما يأتي .
والأخرى : بكر بن سهل - وهو الدمياطي - قال النسائي :
" ضعيف " . وقال مسلمة بن قاسم :
" تكلم الناس فيه ، ووضعوه من أجل الحديث الذي حدث به عن سعيد بن كثير عن يحيى بن أيوب عن مجمع بن كعب عن مسلمة بن مخلد رفعه : أعروا النساء يلزمن الحجال " .
كذا في " اللسان " ؛ وفيه نظر في موضعين منه :
الأول : أنه ذكر سعيد بن كثير مكان شعيب بن يحيى ، فلا أدري أهو رواية عن بكر بن سهل ، أو أنه خطأ من بعض النساخ .
والآخر : أنه لم يذكر في إسناده عمرو بن الحارث ، فلعله سقط من بعض النساخ .
والحديث أورده ابن الجوزي في " الموضوعات " وقال :
" لا يصح ، شعيب بن يحيى قال أبو حاتم : ليس بمعروف . وقال إبراهيم الحربي : ليس لهذا الحديث أصل " .
وتعقبه السيوطي في " اللآلي " ( 1/351 ) ، وتبعه ابن عراق في " تنزيه الشريعة " ( 2/213 ) بأن شعيبا عرفه غير أبي حاتم ؛ قال ابن يونس : عابد صالح ، وقال الذهبي : مصري صدوق ، أخرج له النسائي فحديثه حسن .
قال ابن عراق :
" وقال الذهبي في " تلخيص الموضوعات " : ينبغي أن يخرج من الموضوعات ، أكثر ما تعلق أبو الفرج في سنده على شعيب بقوله أبي حاتم : ليس بمعروف ، وما ذا بجرح ، فإن النسائي احتج به . انتهى . لكن رأيت الحافظ الهيثمي في " المجمع " أعل الحديث بمجمع بن كعب ، وقال : لا أعرفه ، وبقية رجاله ثقات . انتهى .فدخل شعيب في " الثقات " ، وبقي النظر في مجمع فليحرر " .
قلت : قد عرفت مما سلف أنه مجهول الحال لأنه روى عنه ثقتان : عمرو بن الحارث كما في هذا الحديث ، وجعفر بن ربيعة كما تقدم عن ابن أبي حاتم ، ولم يوثق . فبقي على الجهالة .
ولكن العلة الحقيقية ممن دارت عليه كل طرق المخرجين ألا وهو بكر بن سهل ؛ فقد تكلموا فيه من أجل روايته لهذا الحديث كما سبق عن مسلمة ، ومن الغريب أن يغفل السيوطي ومن تلاه عن هذه العلة ، وأغرب منه أن المناوي تنبه لها ولكنه وقع في خطأ فاحش ، فقد قال بعد أن حكى عن ابن الجوزي أنه أورده في " الموضوعات " :
" وتبعه علفى ذلك المؤلف في " مختصر الموضوعات " ساكتا عليه غير متعقب له ، فلعله لم يقف على تعقب الحافظ ابن حجر له بأن ابن عساكر خرجه من وجه آخر في " أماليه " وحسنه وقال : بكر بن سهل ؛ وإن ضعفه جمع لكنه لم ينفرد به كما ادعاه ابن الجوزي ، فالحديث إلى الحسن أقرب . وأيا ما كان فلا اتجاه لحكم ابن الجوزي عليه بالوضع " !
هذا كلام المناوي ، وقد مزج فيه قوله بقول ابن حجر ، مزجا لا يتميز احدهما عن الآخر ، فقوله ( كما ادعاه ابن الجوزي ... " هو من عنده ، وما قبله للحافظ ، ولكنه إنما قال ذلك في حديث آخرغير هذا ، ذكره في " لسان الميزان " على أنه في " الميزان في ترجمة بكر هذا بإسناد آخر له عن أنس مرفوعا بلفظ : " ما من معمر عمر في الإسلام ... " الحديث ، ثم نقل الحافظ كلام مسلمة بن قاسم الذي سبق نقله عنه ، وفيه حديث الترجمة كما رأيت ، فقال الحافظ عقبه :

(/1)


" قلت : والحديث الذي أورده المصنف ( أي الذهبي ، ويعني حديث أنس المشار إليه ) لم ينفرد به ، بل رواه أبو بكر المقري في " فوائده " عن .... أملاه الحافظ أبو القاسم بن عساكر في ... " أماليه " ، وقال : إنه حديث حسن ، وأما حديث مسلمة ( يعني حديث الترجمة ) فأخرجه الطبراني عنه " .
فتأمل كيف اختلط على المناوي حديث مسلمة بحديث أنس ؛ فتوهم أن كلام الحافظ يعني به حديثه ، وهو إنما يعني حديث أنس !
وجملة القول ؛ أن الحديث ضعيف جدا .
وقد روي معناه عن أنس مرفوعا ، وسنده ضعيف جدا أيضا ، وقد مضى برقم ( 2022 ) .
( تنبيه ) : قد عرفت مما سبق تخليط المناوي فيما نقله عن الحافظ العسقلاني وقوله من عنده : " فالحديث إلى الحسن أقرب " !
فاغتر به الدكتور عمر تدمري في تعليقه على " معجم الشيوخ " ؛ فإنه بعد أن صرح بضعف إسناده استدرك فقال :
" لكن له طرق ترقيه إلى درجة الحسن " !
وأحال في ذلك على المناوي ( 1/170 ) ، ويعني به شرحه الصغير : " التيسير " فإذا فيه الاستدراك المذكور بالحرف الواحد ! فقد أودى به تخليط آخر أقبح من الأول ، فإنه لم يذكر فيه أن للحديث طرقا ، وإنما متابعة واحدة ، وهي لغير هذا الحديث . ثم إنه لم يجزم بحسنه ، بل قال : " .. إلى الحسن أقرب " . فتأمل الفرق بين العبارتين ، وما في كتابيه من التخليط والبعد عن التحقيق ، الذي لم يتنبه له القائمون على نشر " الجامع الكبير " للسيوطي ؛ فإنهم بدورهم قلدوه فيما ذكره في " فيض القدير " فنقلوا كلامه فيه وسكتوا عنه ! والله المستعان .
والحديث أشار إلى تضعيفه شيخ الإسلام ابن تيمية رحمة الله في رسالة " لباس المرأة في الصلاة " ( ص 31-الطبعة الخامسة ) ، وهو الآن تحت يدي إعدادا له لطبعة جديدة ، فيها تحقيقات حديثية ، وتصحيحات مفيدة لم تكن في الطبعات الأخرى ، يسر الله لنا طبعها بمنه وكرمه .
" ليس بصحيح " .
ثم أعله بمجمع كما تقدم ، وقال :
" ويحيى بن أيوب ضعيف ، وفي إسناده أيضا دونه من لا يعرف حاله كذلك ، والله الموفق " .

(/2)


2828- ( اعملي ولا تتكلي على شفاعتي ، فإن شفاعتي للاهين من أمتي ) .
قال الألبانى في " السلسلة الضعيفة والموضوعة6/355 :
$ضعيف$
رواه أبو نعيم في " المنتخب من حديث يونس " ( 142/2 ) ، وابن عدي في " الكامل " ( ق 276/1 ) عن عمرو بن مخرم أبي قتادة الليثي البصري : أخبرنا محمد بن دينار الطاحي عن يونس بن عبيد عن الحسن عن أمه عن أم سلمة قالت : قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره . وقال ابن عدي - ليس في سنده محمد بن دينار الطاحي وإنما سفيان بن عيينة - :
" وهذا عن ابن عيينة عن يونس بن عبيد باطل ، لا يرويه إلا عمرو بن مخرم هذا ، وقد حدث عن ابن عيينة وغيره بالبواطيل " .
وأخرجه الطبراني ( 23/369/872 ) .
كما رواه أبو نعيم على ما في " الميزان " .
ثم أخرجه ابن عدي من طريق أيوب بن سليمان : حدثنا محمد بن دينار به وقال :
" وهذا غير محفوظ أيضا " .
قلت : وعلة هذه الطريق أيوب بن سليمان ؛ وهو من وادي القرى ؛ قال الذهبي :
" لا يعرف " .
ومدار الطريقين على محمد بن دينار الطاحي ؛ وهو صدوق سيىء الحفظ ، وتغير قبل موته ؛ كما في " التقريب " .

(/1)


2829- ( أعظم الظلم ذراع من الأرض ينتقصه من حق أخيه ، فليست حصاة من الأرض أخذها إلا طوقها يوم القيامة إلى قعر الأرض ، ولا يعلم قعرها إلا الذي خلقها ) .
قال الألبانى في " السلسلة الضعيفة والموضوعة6/356 :
$ضعيف$
أخرجه أحمد ( 1/396و397 ) والطبراني ( 10/266-268/10516 ) من طريق عبد الله بن لهيعة : حدثنا عبيد الله بن أبي جعفر عن أبي عبد الرحمن الحبلي عن ابن مسعود قال :
" قلت : يا رسول الله ! أى الظلم أعظم ؟ قال : زراع .... " الحديث .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ، رجاله ثقات غير ابن لهيعة ؛ فإنه ضعيف لسوء حفظه . وأما قول الهيثمي في " مجمع الزوائد " ( 4/175 ) :
" رواه أحمد والطبراني في " الكبير " وإسناده أحمد حسن " .
قلت : فهذا من تساهله ، أو ذهوله ؛ فابن لهيعة ضعيف ؛ كما صرح هو به في غير موضع من كتابه .
نعم الحديث صحيح بغير هذا السياق ، وبدون ذكر الحصاة مخرج في " الصحيحين " وغيرهما .
وقد أعيد تخريج الحديث برقم ( 6762 ) بزيادة من التحقيق ، وفيه الرد على من حسنه من المعاصرين وغيرهم .

(/1)


2830- ( خير جلسائكم من ذكركم بالله رؤيته ، وزاد في علمكم منطقة ، وذكركم الآخرة عمله ) .
قال الألبانى في " السلسلة الضعيفة والموضوعة6/357 :
$ضعيف$
أخرجه ابن النجار في " الذيل " ( 10/159/2 ) عن مبارك بن حسان عن عطاء عن ابن عباس قال :
" قيل : يا رسول الله ! أي جلسائنا خير ؟ قال : ... " فذكره .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ مبارك بن حسان لين الحديث ؛ كما قال الحافظ في " التقريب " .

(/1)


2831- ( ثلاث من لم يكن فيه ، فإن الله عز وجل يغفر له ما سواه ؛ لمن شاء : من مات لا يشرك بالله شيئا ، ولم يكن ساحرا يتبع السحرة ، ولم يحقد على أخيه ) .
قال الألبانى في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/357 :
$ضعيف$
أخرجه البخاري في " الأدب المفرد " ( 413 ) ، والخطيب في " التاريخ " ( 2/4 ) ، وابن النجار في " الذيل " ( 10/164/2 ) والبيهقي في " شعب الإيمان " ( 5/268/6614 ) من طريق ليث بن أبي سليم عن أبي قزارة عن يزيد بن الأصم عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ، ليث ضعيف مختلط .

(/1)


2832- ( أفضل الغزاة في سبيل الله خادمهم الذي يأتيهم بالأخبار ، وأخصهم عند الله منزلة الصائم ) .
قال الألبانى في " السلسلة الضعيفة والموضوعة6/357 :
$منكر$
رواه الطبراني في " الأوسط " ( 1/107/2 ) عن يحيى بن المتوكل : حدثنا عنبية بن مهران الحداد : حدثنا الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة مرفوعا .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ فيه علتان :
الأولى : عنبسة بن مهران الحداد ؛ قال أبو حاتم :
" منكر الحديث " .
والأخرى : يحيى بن المتوكل ؛ قال الذهبي في " الضعفاء " :
" ضعفه غير واحد " .
والحديث أعله الهيثمي ( 5/290 ) بعنبسة هذا فقط ! وقال :
" وهو ضعيف " .

(/1)


2833- ( أفضل الأعمال الكسب من الحلال ) .
قال الألبانى في " السلسلة الضعيفة والموضوعة6/358 :
$ضعيف$
رواه الديلمي ( 1/1/123 ) عن داود بن سليمان عن إسماعيل ابن عمر عن مسعر عن عطية عن أبي سعيد مرفوعا .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ عطية - وه ابن سعد العوفي - ضعيف . ومثله إسماعيل بن عمرو ( وفي الأصل : ابن عمر ) وهو البجلي .
وداود بن سليمان ؛ لم أعرفه .

(/1)


2834- ( أفضل الحسنات تكرمة الجلساء ) .
قال الألبانى في " السلسلة الضعيفة والموضوعة6/358 :
$موضوع$
رواه القضاعي ( 105/1 ) : أخبرنا محمد بن منصور التستري قال : أنبأنا القاضي أبو بكر محمد بن يحيى بن إسماعيل الضبعى الأهوازي قال : أخبرنا الحسن بن زياد أبو عبد الله الكوفي قال : أخبرنا ابن أبي بشر قال : أخبرنا وكيع عن الأعمش عن أبي وأئل عن عبد الله بن مسعود مرفوعا .
قلت : وهذا موضوع ، آفته شيخ القضاعي محمد بن منصور التستري ؛ فقد قال فيه أبو إسحاق الحبال الحافظ :
" كذاب " . كما قال في " الميزان " و " اللسان " .
وما بينه وبين وكيع لم أعرفهم .
والحديث بيض له المناوي !

(/1)


2835 - ( أفشوا السلام فإنه لله رضا ) .
قال الألبانى في " السلسلة الضعيفة والموضوعة6/359 :
$ضعيف جدا$
رواه ابن عدي ( ق 172/1 ) عن سالم بن عبد الأعلى عن نافع عن ابن عمر مرفوعا ؛ وقال :
" سالم معروف بحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم ربط في إصبعه خيطا ، وقد أنكره عليه ابن معين وغيره ، وحدث عن عطاء أيضا بأشياء أنكروها عليه " .
قلت : وقد اتهمه غير واحد بالوضع ، فانظر الحديث المشار إليه برقم ( 264 ) .

(/1)


2836- ( اغد عالما أو متعلما أو مستمعا أو محبا ولا تكن الخامسة فتهلك ) .
قال الألبانى في " السلسلة الضعيفة والموضوعة6/359 :
$ضعيف$
رواه البزار ( ص 21- زوائده ) ، وعبد الرحمن بن نصر الدمشقي في " الفوائد " ( 2/227/1 ) ، والطبراني في " الصغير " ( 162- هند ) ، وفي " الأوسط " ( 5/231/5171 ) ، وأبو نعيم في " الحلية " ( 7/236-237 ) والخطيب في " التاريخ " ( 12/294-295 ) والبيهقي في " الشعب " ( 2/265/1709 ) ، وعبد الغني المقدسي في " العلم " ( 8/2 ) عن عطاء بن مسلم الخفاف عن خالد الحذاء عن عبد الرحمن بن أبي بكرة عن أبيه نرفوعا .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ، عطاء بن مسلم الخفاف ؛ قال الحافظ :
" صدوق يخطىء كثيرا " .
وأورده الذهبي في " الضعفاء والمتروكين " وقال :
" ضعفه أبو داود وغيره " .
قلت : وأخرجه عبد الله بن أحمد في " زوائد الزهد " ( 19/50/1 ) عن عبد الله بن مسعود موقوفا عليه .
وقال الهيثمي في " المجمع " ( 1/122 ) :
" رواه الطبراني في " الكبير " ورجاله رجال الصحيح إلا أن عبد الملك بن عمير لم يدرك ابن مسعود " .
وقال في حديث الترجمة :
" رواه الطبراني في الثلاثة والبزار ورجاله موثقون " !
كذا قال !

(/1)


2837- ( اغدوا في طلب العلم ؛ فإن الغدو بركة ونجاح ) .
قال الألبانى في " السلسلة الضعيفة والموضوعة6/360 :
$موضوع$
أخرجه الخطيب في " التاريخ ( 13/270 ) من طريق أبي بكر مطرف بن جمهور الأشروسني : حدثنا حمدان بن ذي النون : حدثنا إبراهيم بن سليمان الزيات : حدثنا معلى بن هلال عن محمد عن عطاء عن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره .
قلت : وهذا موضوع ؛ آفته معلى بن هلال قال الذهبي في " الضعفاء " :
" يضع الحديث " . وقال الحافظ :
" اتفق النقاد على تكذيبه " .
والخطيب أورده في ترجمة مطرف هذا ، ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا .
وأخرجه الطبراني في " الأوسط " عنها مرفوعا بلفظ :
" اغدوا في طلب العلم ، فإني سألت ربي أن يبارك لأمتي في بكورها ويجعل ذلك يوم الخميس " .
قال الهيثمي ( 1/132 ) :
" وفيه أيوب بن سويد وهو يسرق الحديث " .
ورواه إسماعيل بن قيس بن سعد بن زيد بن ثابت عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة مرفوعا بلفظ :
" باكروا طلب الرزق ؛ فإن الغدو بركة ونجاح " .
أخرجه البزار ( 128 ) ، والطبراني في " الأوسط " ( 1/134/1-2 ) ، وابن عدي ( 11/1 ) وقالا :
" لم يروه عن هشام إلا إسماعيل " .
وقال البزار :
" حديث غريب ، وإسماعيل صالح الحديث " .
قال الحافظ ابن حجر متعقبا عليه :
" قلت : بل ضعفه جماعة " .
وقال ابن عدي :
" لا يرويه غير إسماعيل بن قيس ، وعامة ما يرويه منكر " .

(/1)


2838- ( أفضل الدعاء أن يقول العبد : اللهم ارحم أمة محمد رحمة الله ) .
قال الألبانى في " السلسلة الضعيفة والموضوعة6/362 :
$موضوع$
رواه الديلمي ( 1/1/124 ) من طريق الحاكم عن مقاتل بن صالح الهاشمي : حدثنا عمرو الأعشم : حدثنا عبد الرحمن بن يحيى بن سعيد عن أبيه عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة مرفوعا .
قلت : وهذا موضوع ، آفته الأعشم هذا - وهو عمرو بن محمد بن الأعشم - قال ابن حبان :
" يروي عن الثقات المناكير ، وروى عنه أحمد بن الحسين بن عباد البغدادي أحاديث كلها موضوعة " .
قلت : ثم ساق له أحاديث هذا أحدها .
وقال النقاش والحاكم :
" روى أحاديث موضوعة " .
والحديث أورده السيوطي في " ذيل الأحاديث الموضوعة " ( ص 156 ) من رواية الحاكم ،و قال :
" قال الحاكم : عمرو الأعشم روى عبد الرحمن بن يحيى بن سعيد الأنصاري عن أبيه أحاديث موضوعة . قال : ولا أعلم لعبد الرحمن هذا راويا غيره . وكذا قال أبو نعيم " .
قلت : وتعقبه الحافظ في " اللسان " بقوله :
" قلت : هذا يوهم أن عبد الرحمن لا وجود له ، أطلق اسمه الأعشم ، ليس كذلك ؛ فقد تقدم في ترجمته أن غير الأعشم روى عنه " .
قلت : وقال هناك في ترجمته تبعا لأصله :
" لا يعرف ... وقال ابن عدي : يحدث بالمناكير " .
ثم ذكر له هذا الحديث من رواية عمرو بن محمد بن الحسن البصري به ؛ وقال :
" كأنه موضوع " .
قلت : ومن الظاهر أن عمرو بن محمد بن الحسن هذا هو الأعشم ، فثبت أن قول الحافظ :
" أن غير الأعشم روى عنه " ؛ وهم منه . والله أعلم .

(/1)


2839- ( ما من عبد يسجد فيقول : رب اغفر لي ! ثلاث مرات ؛ إلا غفر له قبل أن يرفع رأسه ) .
قال الألبانى في " السلسلة الضعيفة والموضوعة6/363 :
$ضعيف$
أخرجه الطبراني في " المعجم الكبير " ( 8/383/8197 ) من طريق بقية بن الوليد : حدثني محمد بن حمير عن محمد بن جابر عن أبي مالك الأشجعي عن أبيه مرفوعا .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ لجهالة محمد بن جابر هذا ، قال في " مجمع الزوائد " ( 2/129 ) :
" رواه الطبراني من رواية محمد بن جابر عن أبي مالك هذا ، ولم أر من ترجمها " .
كذا قال ، وهو غريب منه ، فإن أبا مالك هذا قد ساق له الطبراني جملةأحاديث تحت ترجمة ( طارق بن أشيم الأشجعي ) فهو اببه يقينا ، واسمه سعد ابن طارق ، وهو ثقة من رجال مسلم .
وأما محمد بن جابر ؛ فيحتمل عندي أن يكون أبا عبد الله الحنفي اليمامي ، فإنه كوفي الأصل ، فإن يكن ففيه ضعف من قبل حفظه ، وإلا فهو مجهول .
وأما بقية بن الوليد ؛ فقد صرح بالتحديث فأمنا بذلك شر تدليسه ، إلا على مذهب من يرميه بتدليس التسوية ، فلا بد عنده من تصريحه بالتحديث في كل السلسلة . والله أعلم .

(/1)


2840- ( أفضل الصدقة المنحة ؛ أن يمنح أخاه دراهم ، أو ظهر الدابة ، أو لبن الشاة ، أو لبن البقرة ) .
قال الألبانى في " السلسلة الضعيفة والموضوعة6/364 :
$ضعيف$
أخرجه أحمد في " الزاهد " ( 311 ) عن إبراهيم الهجري قال : سمعت أبا الأحوص عن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
" أتدرون أي الصدقة أفضل ؟ قالوا : الله ورسوله أعلم ، قال : المنحة .... " .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ، إبراهيم - وهو ابن مسلم الهجري - لين الحديث .
وتابعه عمر بن يحيى الأبلي : أخبرنا حفص بن جميع عن سماك بن حرب عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله به .
أخرجه الطبراني في " الكبير " ( 3/61/1 ) .
قلت : وحفص بن جميع ضعيف .
والأبلي هذا ؛ اتهمه ابن عدي بسرقة الحديث .

(/1)


2841 - ( أفضل الصلاة عند الله المغرب ، ومن صلى بعدها ركعتين بنى الله له بيتا في الجنة ، يغدو فيه ويروح ) .
قال الألبانى في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/364 :
$ضعيف$
رواه الطبراني في " الأوسط " ( 43/1-من ترتيبه ) عن الزبير بن عباد المدني : حدثنا عبيد الله بن محمد بن يحيى بن عروة بن الزبير عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة مرفوعا . وقال :
" لم يروه عن هشام إلا عبيد الله " .
قلت : ولم أجد له ترجمة .
والزبير بن عباد المدني ؛ أورده ابن أبي حاتم ( 1/2/584 ) من رواية ابنه يحيى عنه ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا .

(/1)


2842- ( أفضل العلم لا إله إلا الله ، وأفضل الدعاء الأستغفار ) .
قال الألبانى في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/365 :
$ضعيف$
رواه الديلمي ( 1/1/128 ) عن إبراهيم بن العلاء بن زبريق : حدثنا إسماعيل بن عياش : حدثنا عبد الرحمن بن زياد بن أنعم عن عبد الرحمن ابن أنعم عن عبد الرحمن ابن رافع عن عبد الله بن عمر مرفوعا .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ لضعف عبد الرحمن بن زياد وهو الإفريقي ، ومثله شيخه عبد الرحمن بن نافع .

(/1)


2843 - ( أفضل الناس عند الله يوم القيامة المؤمن المعمر ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/365 :
$ضعيف$
رواه الديلمي ( 1/1/127 ) عن هارون بن عيسى بن سلول : حدثنا بكار بن محمد بن سعيد : حدثنا حيان : حدثني أبي : حدثنا بكر بن عبد الملك الاعنق عن محمد بن المنكدر عن جابر مرفوعا .
قلت : وهذا إسناد ضعيف مظلم ، من دون محمد بن المنكدر لم أجد من ترجمهم .

(/1)


2844- ( أفضل الناس في المسجد الإمام ، ثم المؤذن ، ثم من على يمين الإمام ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/366 :
$ضعيف جدا$
رواه الديلمي ( 1/1/127 ) عن موسى بن إبراهيم المروزي : حدثنا مويى بن جعفر عن أبيه عن حده عن علي بن أبي طالب مرفوعا .
قلت : وهذا إسناد ضعيف جدا ، المروزي هذا متروك كما تقدم مرارا .

(/1)


2845- ( لا تكرعوا ، ولكن اغسلوا أيديكم ثم اشربوا فيها ، فإنه ليس إناه أطيب من اليد ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/366 :
$ضعيف$
أخرجه ابن ماجه ( 2/338 ) ، والمخلص في " الفوائد المنتقاة " ( 8/11/2 ) ، وابن أبي حاتم في " العلل " ( 2/256 ) ، والبيهقي في " الشعب " ( 5/119/6030 ) عن ليث بن سعيد بن عامر عن ابن عمر قال :
" مررنا على بركة فجعلنا نكرع فيها ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ... " فذكره .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ لضعف ليث وهو ابن أبي سليم كما قال البوصيري في " الزوائد " ( 207/1-الحلبية ) ، وقال ابن أبي حاتم :
" قال أبي : هذا الحديث منكر ، قلت : ممن هو ؟ قال : من ليث ، وسعيد لا يعرف " .
قلت : روى في " الجرح والتعديل " ( 2/1/48 ) عن ابن معين أنه قال فيه :
" ليس به بأس " . وذكره ابن حبان في " الثقات " .
قلت : سماه شعبة : سعيد بن علي ، فقال الحسن بن عمرو : حدثنا شعبة عن سعيد بن علي عن ابن عمر به .
أخرجه ابن المظفر في " حديث حاجب بن أركين " ( 2/258/2 ) ، وفي " غرائب شعبة " ( 14/1 ) من طريقين عن الحسن بن عمرو .
لكن الحسن بن عمرو هذا - وهو أبو علي العبيدي - متروك ؛ كما في " التقريب " .
ولم أرأحد ذكر سعيد بن علي هذا .
وقد رواه معمر عن رجل عن ابن عمر به .
أخرجه أحمد ( 2/137 ) .
وجملة القول ؛ أن الحديث ضعيف الإسناد ، لجهالة تابعيه ، واضطراب الرواة في اسمه .
وقد وجدت له شاهدا ؛ ولكنه واه جدا ، يرويه أيوب بن خوط عن الحسن بن أبي الحسن عن أبي موسى الأشعري قال :
" كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في مسير .... " الحديث .
أخرجه ابن عدي ( 18/1 ) وقال :
" أيوب بن خوط هو عندي - كما ذكره عمرو بن علي - كثير الغلط والوهم ، وليس من أهل الكذب " .
قلت : والمتقرر فيه أنه متروك الحديث ، ضعيف جدا ، كذبه عيسى بن يونس والأزدي ، وتركه ابن المبارك وغيره .

(/1)


2846 - ( أفضل الناس رجلان : رجل غزا في سبيل حتى يهبط موصعا يسوء العدو ، ورجل بناحية البادية يقيم الصلوات الخمس ، ويؤدي حق ماله ، ويعبد ربه حتى يأتيه اليقين ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/368 :
$ضعيف$
أخرجه أحمد ( 2/522 ) من طريق عبد الله بن حسان العنبري ( الأصل : المنبري ) عن القلوص أن شهاب بن مدلج نزل البادية فساب ابنه رجلا ؛ فقال : يا ابن الذي تعرب بعد الهجرة ، فأتى شهاب المدينة ، فلقي أبا هريرة فسمعه يقول : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( فذكره ) ، فجثا على ركبتيه قال : أنت سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم يا أبا هريرة ، يقول له ( ! ) قال : نعم ، فأتى باديته ، فأقام بها .
ومن هذا الوجه أخرجه البخاري في " التاريخ الكبير " ( 2/2/236 ) ولكنه لم يسق لفظه ، وقال : " القلوص هذه لم أجد من ترجمها .
وعبد الله بن حسان ؛ لم يوثقه أحد ، وروى عنه جمع ، وفي " التقريب " :
" مقبول " .

(/1)


2847 - ( بسم الله الرحمن الرحيم ، أعيذك بالله الأحد الصمد الذي لم يلد ، ولم يولد ، ولم يكن له كفوا أحد ، من شر ما تجد ، يا عثمان ! تعوذ بها ، فما تعوذ متعوذ بمثلها ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/368 :
$ضعيف$
أخرجه ابن السني ( 547 ) : أخبرنا أبو يعلى : حدثنا موسى بن محمد بن حيان : أنبأنا أبو عتاب الدلال : حدثنا حفص بن سليمان : حدثنا علقمة بن مرثد عن أبي عبد الرحمن السلمي عن عثمان بن عفان رضي الله عنه قال :
" مرضت فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعودني ، فعوذني يوما فقال : " فذكره .
قلت : وهذا إسناد ضعيف جدا ؛ حفص بن سليمان - هو أبو عمر البزاز القارىء - وهو متروك الحديث مع إمامته في القراءة .
وابن حيان هذا ؛ قال الذهبي في " الميزان " :
" ضعفه أبو زرعة ، ولم يترك " .
قلت : كذا قال ! وفيه نظر ، لأن أبا زرعة قد قال ابن أبي حاتم في " الجرح " :
" ترك أبو زرعة حديثه ، ولم يقرأه علينا ، كان قد أخرجه قديما في ( فوائده ) " .
نعم ذكره ابن حبان في " الثقات " ( 9/161 ) وقال :
" ربما خالف " .
فلعل قول الذهبي المذكور هو من باب التوفيق بين الترك والتوثيق .
وقد أخرج له ابن حبان في " صحيحه " ستة أحاديث ، تراجع ممن أرادها بواسطة فهرس ( المؤسسة ) لرجال " الإحسان " .
والحديث قال الهيثمي في " مجمع الزوائد " ( 5/110 ) :
رواه أبو يعلى في " الكبير " عن شيخه ( موسى بن حيان ) ، ولم أعرفه ، وبقية رجاله رجال الصحيح " !
كذا قال : وقلده الشيخ الأعظمي في تعليقه على " المطالب العالية " ( 2/351 ) ، وتبعه المعلق على " المقصد العلي " ( 3 و 4/302 ) .
فأقول : سبب هذا الخطأ وعدم المعرفة ؛ أن الإسناد وقع في " مستند أبي يعلى " هكذا : " حدثنا موسى بن حيان : حدثنا أبو عتاب الدلال : حدثني جعفر بن سليمان : حدثنا علقمة بن مرثد ... " . كذا في " المقصد العلي " و " المطالب العالية " المسندة ( ق 37/1 ) ؛ فشيخ أبي يعلى نسب إلى جده ( حيان ) فلم يعرفه ! وشيخ الدلال وقع فيه ( جعفر ) والصواب ( حفص ) كما تقدم ، و ( جعفر بن سليمان ) هو الضبعي ، وهو من هذه الطبقة ، وهو ثقة من رجال " الصحيح " ، لكنه ليس له ذكر في الرواة عن ( علقمة بن مرثد ) ، وإنما ذكر فيهم ( حفص بن سليمان الأسدي ) المتقدم .
نعم قد ذكروا في شيوخ ( أبي عتاب الدلال ) واسمه ( سهل بن حماد ) ( جعفر بن سليمان الضبعي ) فربما لاحظ الهيثمي هذا ، وهو محتمل ، والأمر بحاجة إلى مزيد من التحقيق ، فمن كان عنده علم فليتفضل به وجزاه الله خيرا .

(/1)


2848 - ( اغتسلوا يوم الجمعة ، فإنه من اغتسل يوم الجمعة فله كفارة ما بين الجمعة إلى الجمعة ، وزيادة ثلاثة أيام ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/370 :
$ضعيف$
رواه الطبراني في " الأوسط " ( 7/135/7087 ) ، و " الكبير " ( 8/209/7740 ) ، وابن أبي حاتم في " العلل " ( 1/208 ) من طريق سويد بن عبد العزيز عن يحيى بن الحارث عن القاسم عن أبي أمامة عن النبي صلى الله عليه وسلم .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ سويد بن عبد العزيز لين الحديث ؛ كما في " التقريب " ، وبه أعله في " مجمع الزوائد " ( 2/173 ) وقد خالفه عمر بن عبد الواحد ، فقال : عن يحيى بن الحارث عن القاسم يرفع الحديث إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأرسله . ذكره ابن أبي حاتم وقال عن أبيه :
" هذا أشبه " .

(/1)


2849 - ( إن الله تعالى جعل للمعروف وجوها من خلقه ، حبب إليهم المعروف ، وحبب إليهم فعاله ، ووجه طلاب المعروف إليهم ، ويسر عليهم إعطاءه ، كما يسر الغيث إلى الأرض الجدبة ليحييها ويحيي بها أهلها . وإن الله جعل للمعروف أعداء من خلقه ، بغض إليهم المعروف ، وبغض إليهم فعاله ، وحذر عليهم إعطاءه ، كما يحذر الغيث عن الأرض الجدبة ليهلكها ويهلك بها أهلها ، وما يعفو أكثر ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/371 :
$ضعيف جدا$
أخرجه ابن أبي الدنيا في " قضاء الحوائج " ( رقم 4 ) من طريق الحارث النميري عن أبي هارون عن أبي سعيد الخدري مرفوعا .
قلت : وهذا إسناد ضعيف جدا ، أبو هارون واسمه عمارة بن جوين العبدي قال الحافظ :
" متروك ، ومنهم من كذبه " .
والحارث النميري لم أعرفه ، ويبدو أنه محرف ، فقد أخرجه العقيلي في " الضعفاء " ( ص 291 ) من طريق عثمان بن سماك عن أبي هارون العبدي به نحوه ، وقال :
" عثمان بن سماك مجهول بالنقل حديثه غير محفوظ ، ولا يعرف إلا به " .
ثم استبعدت التحريف فقد رأيت في " مسند الديلمي " ( 1/2/274 ) من طريق أبي الشيخ عن الحارث النميري به مختصرا بلفظ : " إن أحب عباد الله إلى الله من حبب إليه المعروف ، وحبب إليه فعاله " .
وكذلك أخرجه ابن أبي الدنيا في رواية له رقم ( 3 ) .
وقد وجدت له طريقا أخرى ، أخرجه أبو نعيم في " أخبار أصبهان " ( 2/281 - 282 ) من طريق حفص بن عمر الحبطي : حدثنا أبو مطرف السامي عن زياد بن عبد الرحمن النميري عن عبد الله بن عمر عن أبي بن كعب قال : قال لي النبي صلى الله عليه وسلم :
" يا أبي ! إن الله عز وجل جعل للمعروف .... " الحديث .
قلت : وهذا إسناد ضعيف جدا ؛ من أجل الحبطي قال ابن معين :
" ليس بشيء " .
وقال مرة :
" ليس بثقة ولا مأمون ، أحاديثه كذب " .
والنميري هذا لم أعرفه ؛ ويحتمل أنه زياد بن عبد الرحمن القيسي أبو الخصيب البصريالذي أخرج له أبو داود من رواية عقيل بن طلحة عنه عن ابن عمر ، فإن يكن هو فهو مجهول .

(/1)


2850 - ( تعفو ، فإن عاقبت فعاقب بقدر الذنب ، واتق الوجه ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/372 :
$ضعيف$
أخرجه الطبراني في " الكبير " ( 1/218/2 - النسخة القديمة ) : حدثنا بكر بن سهل : حدثنا عبد الله بن صالح : حدثني معاوية بن صالح : أن أسد بن وداعة : حدثه أن رجلا يقال له : جزي :
" أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله ! إن أهلي يغضبوني ، فبم أعاقبهم ؟ فقال : ... " فذكره .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ فيه علل :
الأول - عبد الله بن صالح ؛ فيه ضعف وغفلة مع كونه من شيوخ البخاري .
الثانية - بكر بن سهل وهو الدمياطي ؛ ضعيف كما قال النسائي ، وتكلم فيه مسلمة بن قاسم وغمزه بحديث : " أعروا النساء .... " ، وقد مضى برقم ( 2827 ) .
وأسد بن وداعة ؛ ترجمه ابن أبي حاتم ( 1/1/337 ) برواية جمع عنه ، ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا ؛ وقال الذهبي : " من صغار التابعين ، ناصبي يسب ، قال ابن معين : كان هو وأزهر الحرازي وجماعة يسبون عليا ، وقال النسائي : ثقة " .
ومع هذه العلل الواضحة ؛ فقد بيض المناوي لإسناده ، ولعله لم يقف عليه .

(/1)


2851 - ( أفضل الدعاء أن تسأل ربك العفو والعافية في الدنيا والآخرة ، فإنك إذا أعطيتهما في الدنيا ، ثم أعطيتهما في الآخرة ، فقد أفلحت ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/373 :
$ضعيف$
أخرجه الترمذي ( 4/264 ) ، وابن ماجه ( 2/434 ) ، وأحمد ( 3/127 ) من طريق سلمة بن وردان المدني قال : سمعت أنس بن مالك قال :
جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله ! أي الدعاء أفضل ؟ قال : تسأل ربك العفو والعافية في الدنيا والآخرة . ثم أتاه من الغد ، فقال : يا رسول الله ! أي الدعاء أفضل ؟ قال تسأل ربك العفو والعافية في الدنيا والآخرة . ثم أتاه اليوم الثالث فقال يا رسول الله ! أي الدعاء أفضل ؟ قال :
" تسأل ربك ... " الحديث . والسياق لأحمد ، قال الترمذي :
" حديث حسن غريب من هذا الوجه ، إنما نعرفه من حديث سلمة بن وردان " .
قلت : وهو ضعيف ؛ كما جزم الحافظ في " التقريب " ، وضعفه الدارقطني وغيره كما قال الذهبي في " الضعفاء " ، فلا وجه لتحسينه . وقد صح الأمر بسؤال العفو والعافية مختصرا عن أبي بكر الصديق وغيره ، عند الترمذي وغيره ، وهو مخرج في " الروض النضير " ( 917 ) .

(/1)


2852 - ( أفضل الناس رجل يعطي جهده ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/374 :
$ضعيف$
أخرجه الطيالسي ( 1852 ) : حدثنا أبو عتبة عن عبد الله بن دينار عن نافع عن ابن عمر :
" أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لأصحابه : أي الناس خير ؟ قالوا : يا رسول الله ! رجل يعطي ماله ونفسه ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : نعم الرجل هذا ، وليس به ، ولكن أفضل الناس ... " فذكره .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ أبو عتبة هذا هو إسماعيل بن عياش الحمصي ؛ ضعيف في روايته عن الحجازيين وهذه منها .
والحديث أخرجه أبو نعيم في " أخبار أصبهان " ( 1/217 ) من طريق عبد الوهاب بن الضحاك : حدثنا إسماعيل بن عياش به بلفظ :
" خير الناس مؤمن فقير يعطي جهده " .
وعبد الوهاب هذا ؛ قال أبو حاتم :
" كذاب " .
وبهذا اللفظ أورده في " الجامع الصغير " من رواية الديلمي في " مسند الفردوس " ونقل شارحه المناوي عن الحافظ العراقي أنه قال :
" سنده ضعيف جدا " .

(/1)


2853- ( أفضل المؤمنين رجل سمح البيع ، سمح الشراء ، سمح القضاء ، سمح الاقتضاء ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/375 :
$موضوع$
أخرجه الطبراني في " الأوسط " ( 1/136/2-137/1 ) من طريق الشاذكوني : حدثنا سلم بن قتيبة : حدثنا عبد الله بن عبد الله الهدادي - وكان ثقة - عن أبي العلاء سمع أبا سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : .. فذكره . وقال :
" أبو العلاء هو يزيد بن عبد الله بن الشخير ، لم يروه عنه إلا الهدادي ، تفرد به الشاذكوني " .
قلت : وهو كذاب عند أحمد وابن معين وغيرهما من الأئمة ، وقال البخاري :
" فيه نظر " .
فمن العجيب قول المنذري في " الترغيب " ( 3/19 ) وتبعه الهيثمي في " المجمع " ( 4/75 ) ثم المناوي في " الفيض " !! :
" رواه الطبراني في " الأوسط " ورجاله ثقات " !

(/1)


2854- ( أفضل الرباط انتظار الصلاة ، ولزوم مجالس الذكر ، وما من عبد يصلى ثم يقعد في مقعده إلا لم تزل الملائكة تصلي عليه حتى يحدث أو يقوم ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/376 :
$ضعيف$
أخرجه الطيالسي في " مسنده " ( 2510 ) : حدثنا محمد بن [ أبي ] حميد قال : حدثنا سعيد بن المقبري ( الأصل : المهري ) عن أبيه عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : .. فذكره .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ محمد بن أبي حميد - وهو المدني الملقب ب " حماد " - قال الذهبي :
" ضعفوه " . وقال الحافظ :
" ضعيف " .
لكن الشطر الثاني منه في انتظار قد صح من حديث أبي هريرة فانظر إن شئت " صحيح الترغيب " ( 5/22/1 ) .

(/1)


2855- ( أطلبوا الخير عند حسان الوجوه ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/376 :
$موضوع$
روي من حديث عائشة ، وابن عباس ، وعبد الله بن عمر ، وجابر ابن عبد الله ، وعبد الله بن عمرو ، وأنس بن مالك ، وأبي هريرة ، وأبي بكرة .
1- أما حديث عائشة ؛ فله عنها طريقان :
الطريق الأولى : يرويه إسماعيل بن جعفر عن خيرة بنت محمد بن ثابت بن سباع عن أمها عن عائشة رضي الله عنها مرفوعا .
أخرجه أبو يعلى في " مسنده ( ق 226/1 ) .
وخالفه إسماعيل بن عياش فقال : عن جبرة بنت محمد عن أبيها عنها .
أخرجه البخاري في " التاريخ الكبير " ( 1/1/51و157 ) ، وابن أبي الدنيا في " قضاء الحوائج " ( ص 83 رقم 51 ) .
وتابعه عبد الرحمن بن أبي بكر المليكي عن امرأته جبرة به .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ لجهالة جبرة أو خيرة وأمها ؛ فإني لم أجد من ترجمها . وأما أبوها محمد بن ثابت بن سباع فهو صدوق كما قال الحافظ ، وذكره ابن حبان في " الثقات " ؛ وروى عنه جمع .
الثانية : يرويه الحاكم بن عبد الله : حدثني الزهري عن سعيد بن المسيب عنها .
أخرجه ابن عدي ( ق 65/2 ) في جملة أحاديث للحكم هذا وهو الأيلي ، وقال :
" كلها موضوعة ، وما هو منها معروف المتن فهو باطل بهذا الإسناد ، وضعفه بين على أحاديثه " .
وقال الذهبي في " الضعفاء " :
" متروك متهم " .
2- وأما حديث ابن عباس ؛ فله طرق :
الأولى : عن عصمة بن محمد الأنصاري عن هشام بن عروة عن أبيه عنه أخرجه العقيلي ( 325 ) ؛ وقال :
" عصمة بن محمد الأنصاري يحدث بالبواطيل عن الثقات ، ليس ممن يكتب حديثه إلا على جهة الاعتبار ، وسئل عنه ابن معين ؟ فقال : كذاب يضع الحديث " .
الثانية : عن حفص بن عمر : حدثنا طلحة بن عمرو عن عطاء عنه .
أخرجه أبو نعيم في " أخبار أصبهان " ( 2/59 ) .
قلت : وطلحة بن عمرو؛ متروك كما في " التقريب " .
وحفص هذا لم أعرفه ، ولكنه لم يتفرد به .
فتابعه سفيان الثوري عن طلخة بن عمرو به .
أخرجه تمام الرازي في " الفوائد " ( 130/2 ) ، والخطيب في " التاريخ " ( 11/43و13/158 ) من طريقين عنه ، أحدهما هعن مالك بن سلام البغدادي : حدثنا مالك بن أنس : حدثني أخي : سفيان الثوري به .
الثالثة : عن مصعب بن سلام التميمي عن عباد القرشى عن عمرو بن دينار عنه .
أخرجه الخطيب ( 7/11 ) وابن الجوزي في " الموضوعات " ( 2/159-160 ) من طريق يحيى بن يزيد أبي زكريا الخواص عنه ، ويحيى لا يعرف كما قال الذهبي ، وقد خولف في إسناده ؛ كما يأتي في حديث جابر .
قلت : وعباد القرشي ؛ لم أعرفه .
ومصعب بن سلام ؛ أورده الذهبي في " الضعفاء " وقال :
" تكلم فيه ابن حبان " . قال الحافظ :
" صدوق له أوهام " .
الرابعة : عن منصوربن عمار . أخبرنا أبو حفص الأبار عن ليث عن مجاهد عنه .
أخرجه الخطيب ( 4/ 185 ) من طريق أحمد بن سلمة المدائني صاحب وليث - وهو ابن أبي سليم - ضعيف . ومثله منصور بن عمار وهو الواعظ.
وأحمد هذا ؛ قال الذهبي وتبعه العسقلاني :
" متهم بالكذب " .
وأما الخطيب ففي ترجمته أورد الحديث ، ولم يزد ! ولكنه أعقبه بقوله :
" كذا قال ، وفي أصل المدأئني ( يعني الراوي عنه عيسى بن خشنام ) أحمد ابن محمويه بن أبي سلمة ، وما أظن هذا الحديث إلا عنه فإنه يروي عن منصور ابن عمار ، وسنورد حديثه بعد في موضعه ".
قلت : ثم أورده هناك ( 5/162 ) ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا .
وتابعه عبد الله بن خراش عن العوام بن خوشبعن مجاهد به .
أخرجه الطبراني في " الكبير " ( 3/110/1 ) .
وابن خراش هذا ضعيف جدا كما قال الساجى ، وزاد :
" ليس بشيء ، كان يضع الحديث " . وقال محمد بن عمار الموصلي :
" كذاب " .
3- وأما حديث ابن عمر ؛ فيرويه محمد بن عبد الرحمن بن المجبر عن نافع عنه .
أخرجه العقيلي ( 390 ) ، والسهمي في " تاريخ جرجان " ( 343 ) ، والقضاعي في " مسند الشهاب " ( ق 56/1 ) ، والخطيب ( 11/296 ) ؛ وقال العقيلي :
" محمد بن عبد الرحمن ؛ قال ابن معين : ليس بشيء ، وقال البخاري : سكتوا عنه " .
قلت : وهو مجمع على تضعيفه ؛ سوى أحمد فوثقه ، ومن الغرائب ما ذكره ابن قدامة الموفق في " المنتخب " ( 10/196/1 ) عن مهنا أنه قال :
" قلت ( يعني لأحمد ) : حدثنا يزيد بن هارون : أنبا محمد بن عبد الرحمن بن مجبر عن نافع عن ابن عمر مرفوعا ( فذكر الحديث ) ، فقال : محمد بن عبد الرحمن ثقة ، وهذا الحديث كذب " !
وأورده الذهبي في " الضعفاء والمتروكين " ؛ وقال :
" وثقه أحمد ، وقال النسائي وغيره : متروك " .
4 - وأما حديث جابر ؛ فله طرق :
الأولى : عن سليمان بن كراز : حدثنا عمر بن صهبان : حدثنا محمد بن المنكدر عنه .
أخرجه العقيلي ( 163 ) ، وتمام في " الفوائد " ( 13/231 ) ، وابن عدي ( 161/1 ) ، وأبو نعيم في " الحلية " ( 3/156 ) ، و " أخبار أصبهان " ( 1/151 ) وقال :
" غريب من حديث جابر ، لم نكتبه إلا من حديث سليمان عن عمر " .
وقال العقيلي :

(/1)


" سليمان هذا الغالب على حديثه الوهم ، وليس في هذا الباب عن النبي صلى الله عليه وسلم شيء يثبت " .
وقال ابن عدي :
" سليمان بن كراز الطفاوي بصري يكنى أبا داود " .
ثم ذكر له حديثا منكرا ؛ ثم قال :
" وعمر بن صهبان ضعيف " .
قلت : وأورده الذهبي في " الضعفاء والمتروكين " ؛ وقال :
" تركوه " .
وفي هذه الطريق زيادة سبق تخريجه من أجلها برقم ( 2797 ) .
الثانية : عن يحيى بن خلف القاضي : حدثنا مصعب بن سلام عن العباس بن عبد الله القرشي عن عمرو بن دينار عنه .
أخرجه أبو نعيم في " أخبار أصبهان " ( 2/214 ) .
قلت : ويحيى بن خلف كذبه أبو حاتم ، وقد روي عنه بزيادة في متنه كما تقدم برقم ( 2796 ) .
والعباس بن عبد الله القرشي ؛ لم أعرفه .
الثالثة : عن محمد بن خليد الحنفي قال : حدثنا مالك بن أنس عن سفيان الثوري عن طلحة بن عمرو عن عطاء عنه .
أخرجه الخطيب في " الفوائد " رقم ( 16 - نسختي ) ، وابن عساكر في " التاريخ " ( 16/123/2 ) ؛ وقال الخطيب :
" هذا حديث غريب من حديث سفيان الثوري عن طلحة بن عمرو ، وعجيب من رواية مالك بن أنس عن الثوري ، لا أعلم رواه عنه غير محمد بن خليد الحنفي . وتابعه مالك بن سلام ، وليس قولهما بشيء " .
قلت : قد رواه هو عنه به ، إلا أنه جعله من مسند ابن عباس كما تقدم في حديثه - الطريق الثانية .
وابن سلام هذا قال الخطيب في ترجمته :
" في حديثه نكرة " .
قلت : وتابعه نصر بن سلام المدني عن مالك بن أنس به .
أخرجه تمام ( 269/2 ) .
ثم بدا لي أنه هو مالك بن سلام نفسه كما في " الميزان " . والله أعلم .
ومحمد بن خليد ؛ قال أبو زرعة :
" حدث بأباطيل " .
وطلحة بن عمرو ؛ متروك كما سبق .
5 - وأما حديث ابن عمرو ؛ فيرويه محمد بن عبد الله بن عبيد بن عمير بن قتادة الليثي عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده .
أخرجه ابن عدي ( 305/1 ) وقال :
" وهذا يستغرب بهذا الإسناد عن عمرو عن أبيه عن جده " .
قلت : وآفته محمد هذا ؛ قال البخاري :
" منكر الحديث " . وقال النسائي :
" متروك " .
6 - وأما حديث أنس ؛ فله عنه طريقان :
الأولى : عن أبي بكر محمد بن محمد بن أحمد الطرازي : حدثنا أبو سعيد العدوي : حدثنا خراش : حدثنا مولاي أنس بن مالك به .
أخرجه الخطيب ( 3/226 ) ، وابن عساكر .
قلت : وهذا إسناد هالك بمرة ؛ خراش هذا قال الذهبي :
" ساقط عدم " .
وأبو سعيد العدوي - واسمه الحسن بن علي - كذاب .
والطرازي نحوه ، وفي ترجمته أورد الخطيب الحديث وقال :
" وكان فيما بلغني يظهر التقشف ، وحسن المذهب ؛ إلا أنه روى مناكير وأباطيل تدل على وهي حاله ، وذهاب أحاديثه " .
الثانية : عن المبارك بن سعيد بن المبارك البعلبكي : أخبرنا ناعم بن السري : أخبرنا قبيصة بن عقبة : أخبرنا الثوري : أخبرنا ابن أبي ذئب عن مالك بن أنس عن الزهري عن أنس مرفوعا به .
أخرجه ابن عساكر ( 16/123/2 ) وقال :
" هذا حديث غريب ، وإسناد عجيب ، وإنما يروى هذا الحديث عن الثوري كما ... " .
ثم ساقه عن محمد بن خليد الخثعمي : أخبرنا مالك بن أنس عن سفيان الثوري عن طلحة بن عمرو عن عطاء عن جابر مرفوعا ؛ كما تقدم في الطريق الثالثة من الحديث ( 4 ) .
وآفة هذه الطريق المبارك هذا فإنه مجهول ، وفي ترجمته ساق ابن عساكر له هذا الحديث ، ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا ، وفي قوله عقبه :
" حديث غريب .... " ما يشير إلى ضعفه .
وشيخه ناعم بن السري ؛ لم أجد له ترجمة ، وهو على شرط ابن عساكر ، فقد ذكر في ترجمة المبارك بن سعيد أنه الطرسوسي . والله أعلم .
7 - وأما حديث أبي هريرة ؛ فله طريقان :
الأولى : عن عبد الرحمن بن إبراهيم عن العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عنه .
أخرجه العقيلي في ترجمة عبد الرحمن هذا وهو القاص البصري ؛ وقال ( 228 ) :
" قال ابن معين : ليس بشيء " .
وقال في الحديث :
" ليس له إسناد يثبت " .
والأخرى : عن عقيل بن يحيى : حدثنا أبو داود : حدثنا طلحة بن عمرو : سمعت عطاء عنه .
أخرجه أبو نعيم في " أخبار أصبهان " ( 2/246 - 247 ) .
قلت : وعقيل بن يحيى ؛ لم أعرفه .
وطلحة بن عمرو ؛ متروك كما تقدم ، وهذا وجه آخر من وجوه الاختلاف عليه في إسناده ، وهي :
أولا : عنه عن عطاء عن ابن عباس .
ثانيا : عنه عن عطاء عن جابر .
ثالثا : عنه عن عطاء عن أبي هريرة .
وهذا اضطراب شديد يسقط الحديث به لو كان المضطرب ثقة ؛ فكيف وهو متروك ؟ !
8 - وأما حديث أبي بكرة ؛ فأخرجه تمام في " الفوائد " ( 130/2 ) : حدثني أبو علي محمد بن هارون بن شعيب : حدثنا أحمد بن خليد الكندي - بحلب - : حدثنا أبو يعقوب الأفطس : حدثنا المبارك بن فضالة عن الحسن عنه .
قلت : وهذا إسناد ضعيف جدا ؛ أبو علي هذا كان يتهم ؛ كما قال عبد العزيز الكتاني .
وأحمد بن خليد ؛ لم أعرفه .
وأبو يعقوب الأفطس ؛ اسمه يوسف بن يونس الطرسوسي ؛ قال الذهبي :
" ليس بثقة ولا مأمون " .
والمبارك بن فضالة ؛ صدوق يدلس ، وقد عنعنه .

(/2)


والحسن - وهو البصري - مدلس أيضا .
وبالجملة ؛ فالحديث طرقه كلها ضعيفة ، وبعضها أشد في ذلك من بعض كما صرح به السخاوي في " المقاصد " ( ص 81 ) ، وكشفناه لك بهذا التخريج ، ولذلك فلا يميل القلب إلى تقويته بكثرة طرقه ، لا سيما وقد صرح الإمام أحمد - كما سبق - بأنه حديث كذب ، مع ظنه أن راويه ثقة ! وقال المحقق العلامة ابن القيم في رسالة " المنار " ( ص 24 ) :
" كل حديث فيه ذكر " حسان الوجوه " أو الثناء عليهم ، أو الأمر بالنظر إليهم ، أو التماس الحوائج منهم ، أو أن النار لا تمسهم ، فكذب مختلق ، وإفك مفترى " .
وإذا عرفت هذا ، فلا اعتداد بعده بما حشره الشيخ مرعي بن يوسف الحنبلي المقدسي في رسالة " تحسين الطرق والوجوه في قوله عليه السلام : اطلبوا الخير عند حسان الوجوه " فإنه ساق كل ما روي من الأحاديث في هذا الباب ، دون أي تحقيق ، سوى قوله : " روى فلان ، روى فلان " !! مما دل على أنه ليس من أهل العلم بهذا الفن الشريف ، نعم لقد استغرب حكم ابن الجوزي بالوضع على الحديث ، ثم نقل كلام السيوطي في تعقبه عليه ، وغالب طرقه لا تخلو من متروك أو متهم . ونقل عنه أنه قال :
" وأصلح طرقه حديث عائشة ، وحديث ابن عباس " .
وقد مضى أن لحديث عائشة طريقين في أولهما جهالة راويين ، غفل عنهما السيوطي ؛ فأخذ يتكلم على من دونهما وهو المليكي وإسماعيل بن عياش ، ويقوي أحدهما بالآخر ! والعلة ممن فوقهما !
وأما حديث ابن عباس ؛ فاحتج السيوطي بأن طلحة بن عمرو الذي في الطريق الثانية ، ومصعب بن سلام الذي في الثالثة ؛ يصلحان للمتابعة . وكنه غفل عما قيل في الأول مما هو صريح في أنه لا يصلح للمتابعة كقول أحمد والنسائي : " متروك الحديث " . وقول ابن سعد : " ضعيف جدا " . وتقدم قول الحافظ ابن حجر فيه : " متروك " ، فمثله لا يصلح للمتابعة ولا كرامة .
وأما مصعب بن سلام ؛ فلعله كما قال ؛ على أن البزار قال فيه : " ضعيف جدا " . ومع ذلك فقد خفي على السيوطي أن فوقه ومن دونه من لا يعرف ؛ كما تقدم .
ثم زعم السيوطي بأن أحسن طرق الحديث طريق الطبراني المذكورة في الرابعة متابعة من عبد الله بن خراش فقال :
" أخرجه الطبراني في " الكبير " بسند رجاله ثقات إلا عبد الله بن خراش ، وثقه ابن حبان وضعفه غيره ، وهذه الطريق على انفرادها على شرط الحسن " !

(/3)


2856 - ( أفضل الفضائل أن تصل من قطعك ، وتعطي من حرمك ، وتصفع عمن ظلمك ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/387 :
$ضعيف$
أخرجه أحمد ( 3/438 ) ، والطبراني ( 20/188/313 و 314 ) ، والخرائطي في " مكارم الأخلاق " ( ص 48 ) من طريقين عن زبان بن فائد عن سهل بن معاذ عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ، زبان بن فائد ؛ قال الحافظ :
" ضعيف الحديث مع صلاحه وعبادته " .

(/1)


2857 - ( ما من صدقة أفضل من صدقة تصدق [ بها ] على مملوك ، عند مليك سوء ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/387 :
$ضعيف جدا$
أخرجه الطبراني في " الأوسط " ( 1/95/1 ) ، وابن عدي ( 34/2 ) عن بشير بن ميمون أبي صيفي : سمعت مجاهدا أبا الحجاج : يحدث عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره . وقال الطبراني :
" لم يروه عن مجاهد إلا أبو صيفي " .
قلت : قال البخاري :
" منكر الحديث " . وقال في موضع آخر :
" متهم بالوضع " .
والحديث أورده الهيثمي في " المجمع " ( 4/238 ) من رواية " الأوسط " ؛ ولم يتكلم على إسناده بشيء خلافا لعادته ، فلعله سقط ذلك من الناسخ أو الطابع .
ثم وجدت ما يشهد لما ذكرت ، فقد نقل المناوي عنه أنه قال :
" فيه بشير بن ميمون ، وهو ضعيف " .
( تنبيه ) : أورده السيوطي في " الجامع الصغير " من رواية " الأوسط " أيضا بلفظ :
" أفضل الصدقة ما تصدق به على مملوك عند مالك سوء " .
وهو كما ترى مخالف للفظ " الأوسط " وكذا ابن عدي ، ومخالف للفظ " المجمع " أيضا . فتأمل .

(/1)


2858 - ( أكمل المؤمنين من سلم المسلمون من لسانه ويده ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/388 :
$ضعيف$
أخرجه الحاكم ( 1/10 ) من طريق محمد بن سنان القزاز : حدثنا أبو عاصم : أنبأنا ابن جريج : أخبرني أبو الزبير : سمع جابر يقول : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : . وقال :
" صحيح على شرط مسلم " ! وأقره الذهبي !
وأقول : محمد بن سنان القزاز ؛ لم يخرج له مسلم شيئا ، ثم هو ضعيف كما في " التقريب " ، وقد خالفه في لفظه جماعة فقال مسلم في " صحيحه " ( 1/48 ) :
حدثنا حسن الحلواني وعيد بن حميد جميعا عن أبي عاصم به بلفظ :
" المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده " .

(/1)


2859 - ( ................................... ) .

(/1)


2860 - ( أفلح من رزق لبا ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/389 :
$ضعيف$
أخرجه البخاري في " التاريخ " ( 4/1/181 ) معلقا ، ووصله الطبراني في " المعجم الكبير " ( 19/33 - 34/70 ) عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر قال : أخبرني شيخ بالساحل عن رجل من بني قشير يقال له قرة بن هبيرة :
أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال له : إنه كانت لنا أرباب تعبد من دون الله فبعثك الله ، فدعوناهن فلم يجبن ، وسألناهن فلم يعطين ، وجئناك فهدانا الله ، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : قد أفلح من رزق لبا . قال : يا رسول الله ! اكسني ثوبين من ثيابك قد لبستهما ، فكساه ، فلما كان بالموقف في عرفات ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أعد علي مقالتك ، فأعاد عليه ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ... فذكره .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ لجهالة الشيخ القشيري .
والحديث أخرجه البيهقي في " الشعب " ( 2/24/2 ) من طريق البخاري . ثم وصله من طريق سعيد بن أبي هلال عن سعيد بن نشيط : أن قرة بن هبيرة العامري قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم - فذكر قصة - فلما أدبر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " قد أفلح من رزق لبا " .
قلت : وسعيد بن نشيط ؛ شيخ لابن لهيعة لا يعرف كما في " الميزان " .
وأخرج ابن أبي الدنيا في " العقل " ( ص 11 - 12 ) من طريق صفوان بن عيسى عن إسماعيل المكي عن القاسم بن أبي بزة :
" أن رجلا من بني قشير أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : إنما كنا نعبد في الجاهلية أوثانا ، وكنا نرى أنها تضر وتنفع ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أفلح من جعل الله عز وجل له عقلا " .
وهذا إسناد ضعيف ؛ فإنه مع إرساله فيه إسماعيل - وهو ابن مسلم المكي - وكان ضعيف الحديث على فقهه .

(/1)


2861 - ( اقتلوا ما ظهر منها ، فإن من قتلها قتل كافرا ، ومن قتلته كان شهيدا ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/390 :
$ضعيف جدا$
أخرجه الطبراني في " المعجم الكبير " ( 22/308 - 309 ) ، وابن منده في " المعرفة " ( 2/205/1 ) عن أحمد بن الحارث : حدثتنا ساكنة بنت الجعد عن سرا بنت نبهان وكانت ربة بيت في الجاهلية قالت : سأل نصيب مولانا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الحيات ما يقتل منها ؟ قال : فذكره .
قلت : وهذا إسناد ضعيف جدا ؛ أحمد بن الحارث - وهو الغساني - قال البخاري :
" فيه نظر " .
وقال أبو حاتم :
" متروك الحديث " .
وقال الهيثمي في " مجمع الزوائد " ( 4/45 ) :
وفيه أحمد بن الحارث الغساني ، وهو متروك " .

(/1)


2862 - ( اقبلوا الكرامة ، وأفضل الكرامة الطيب ، أخفه محملا ، وأطيبه ريحا ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/391 :
$ضعيف$
أخرجه الطبراني في " الأوسط " ( 6/239/6289 ) ، والديلمي ( 1/1/23 ) من طريق بشر بن عبيس بن مرحوم : حدثنا نافع بن خارجة بن نافع مولى آل جحش عن أبيه عن جده عن محمد بن عبد الله بن جحش عن زينب بنت جحش مرفوعا .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ من دون محمد بن عبد الله بن جحش - وهو صحابي صغير - لم أجد لهم ترجمة سوى ( بشر بن عبيس بن مرحوم ) فهو صدوق يخطىء .
والحديث عزاه الهيثمي في " المجمع " ( 5/158 ) للطبراني في " الأوسط " وقال :
" وفيه من لم أعرفهم " .

(/1)


2863 - ( اقرأ القرآن على كل حال ما لم تكن جنبا ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/391 :
$ضعيف جدا$
أخرجه ابن عدي ( 121/2 ) عن أبي الحجاج يعني خارجة بن مصعب عن الأعمش عن عمرو بن مرة عن أبي البختري الطائي عن علي أنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره .
قلت : وهذا إسناد ضعيف جدا ؛ خارجة هذا قال الحافظ :
" متروك ، وكان يدلس عن الكذابين ، ويقال : إن ابن معين كذبه " .

(/1)


2864 - ( إنما بعثت فاتحا وخاتما ، وأعطيت جوامع الكلم وفواتحه ، واختصر لي الحديث اختصارا ، فلا يهلكنكم المتهوكون ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/392 :
$ضعيف$
رواه الهروي في " ذم الكلام " ( 3/64/1 ) ، والبيهقي في " الشعب " ( 2/98/1 ) عن عبد الرزاق ؛ وهذا في " المصنف " ( 20062 ) : أنبأ معمر عن أيوب عن أبي قلابة أن عمر رضي الله عنه مر برجل يقرأ كتابا فاستمعه ساعة فاستحسنه فقال : أتكتب لي من هذا الكتاب ؟ قال : نعم ، فاشترى أديما فهنأه ثم جاء به إليه فنسخ له في ظهره وبطنه ثم أتى به النبي صلى الله عليه وسلم ، فجعل يقرأ عليه وجعل النبي صلى الله عليه وسلم يتلون ، فضرب رجل من الأنصار بيده الكتاب وقال : ثكلتك أمك با ابن الخطاب ! ألا ترى إلى وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم منذ اليوم وأنت تقرأ عليه هذا الكتاب ؟! فقال النبي صلى الله عليه وسلم عند ذلك : فذكره .
قلت : ورجاله ثقات ؛ لكنه منقطع بين أبي قلابة وعمر ، فهو ضعيف .
وروى الجملة الثانية والثالثة منه الدارقطني في " السنن " ( 144/ج4 ) من طريق زكريا بن عطية : أخبرنا سعيد بن خالد : حدثني محمد بن عثمان عن عمرو بن دينار عن ابن عباس مرفوعا .
قلت : وهذا إسناد مظلم ؛ محمد بن عثمان ومن دونه لم أعرفهم ، وفي " الميزان " و " اللسان " :
" زكريا بن عطية عن عثمان بن عطاء الخراساني ، قال أبو حاتم : منكر الحديث " .
وفي " الضعفاء " للعقيلي ( 2/85 - بيروت ) :
" زكريا بن عطية الحنفي ؛ مجهول النقل " .
قلت : فلعله هذا .
( تنبيه ) : عزا الحديث السيوطي في " الجامع الكبير " للبيهقي فقط عن أبي قلابة مرسلا ، ففاته " المصنف " و " ذم الكلام " .
وعزا اللفظ المختصر لـ " هب عن عمر ، قط عن ابن عباس " .
وفي نسخة " الجامع الكبير " ( التي يقوم على طبعها مجمع البحوث الإسلامية بتعليق لجنة من المجمع رقم الحديث ( 3517 ) :
" ع ، هب عن عمر ...... " إلخ .
فزاد في العزو ( ع ) أي أبو يعلى في مسنده . وهذا العزو وقع في " الجامع الصغير " أيضا ، وكنت ذكرت في التعليق على " ضعيف الجامع " ( 1048 ) أني لم أره في نسختين من " الجامعين " وأنه لم يذكره الهيثمي في " المجمع " ، والآن تبينت أنه في الرواية المطولة التي اعتمد عليها الحافظ من " مسند أبي يعلى " ، ولذلك عزاه هو في " المطالب العالية " لأبي يعلى ( 4/28 - 29 ) ، ورواه من طريقه الضياء المقدسي في " المختارة " في " مسند عمر " ( رقم 108 - بتحقيقي ) وفيه مجهول ، وآخر ضعيف كما بينته هناك . ولذلك فقد أخطأ العزيزي في " السراج المنير " تبعا للمناوي في " التيسير " إذ قال :
" إسناده حسن " .
وهذا مما لا وجه له البتة ، ولعلهما اغترا بما في بعض النسخ من " الجامع الصغير " من الرمز له بـ ( ح ) أي الحسن كما اغتر به اللجنة المشار إليها آنفا ؛ فقالوا في تعليقهم :
" ورمز له في " الصغير " بالحسن " !
وأقروه ، ذلك مبلغهم من العلم !
كما اغتر بذلك المستشار الدكتور فؤاد عبد المنعم أحمد في تعليقه على " الأمثال والحكم " للماوردي فقال تعليقا على الحديث وقد ذكره الماوردي مختصرا بلفظ ابن عباس ( ص 30 ) :
" حسن ، رواه أبو يعلى في " مسنده " عن ابن عمر " الجامع الصغير وضعيفه " للألباني برقم 1048 ، كما رواه عن ابن عمر البيهقي في " شعب الإيمان " ، والدارقطني عن ابن عباس ؛ " فيض القدير " للمناوي 1 : 563 " .
قلت : وفي هذا التخريج على إيجازه أخطاء :
" أولا : قوله : " حسن " دون أن يبين وجهه ، أو أن ينقله عن أحد من أهل العلم ممن يوثق بمعرفته بهذا الفن !
ثانيا : نقله عني التضعيف المعارض لتحسينه دون أن يرده بحجة تبرر له عدم اعتماده عليه !

(/1)


ثالثا : جعله الحديث عن ابن عمر عند أبي يعلى والبيهقي ، وهو خطأ مزدوج ، فإن ابن عمر لا علاقة له مطلقا بهذا الحديث ، وإنما هو عن أبيه عمر عند أبي يعلى ، وعن أبي قلابة مرسلا عند البيهقي كما تقدم بيانه بالنقل عن كتابيهما مباشرة ، والحمد لله الذي يسر لنا ذلك فله الفضل والمنة ! وإنما وقع الدكتور المشار إليه في هذه الأخطاء لتسرعه في النقل والإكثار منه دون تأن وتبصر وتحقيق ، فإنه اغتر بما وقع في متن " فيض القدير " للمناوي في تخريج الحديث هكذا ( ع عن ابن عمر ) ، وكذا وقع في " السراج المنير " للعزيزي وهو خطأ مطبعي صوابه ( ع عن عمر ) ، لم يتنبه له الدكتور رغم أنه وقع هكذا على الصواب في " الجامع الصغير " المطبوع فوق شرح المناوي . وفي " ضعيف الجامع الصغير " أيضا . وترتب على ذاك الخطأ والغفلة عنه خطأ آخر بسبب قول المناوي عقب التخريج السابق : " ورواه عنه أيضا البيهقي في شعب الإيمان " . فرجع ضمير ( عنه ) إلى ابن عمر ، والصواب أن مرجعه إلى عمر . على أن قول المناوي هذا خطأ أيضا ؛ لأن البيهقي إنما رواه عن أبي قلابة مرسلا ، كما عرفت مما سبق ، وهو في ذلك الخطأ تابع للسيوطي في " الجامع الكبير " ، كما تقدم نقله عنه ، وانظر الحديث ( 2124 ) .

(/2)


2865 - ( اقرؤوا القرآن فإن الله لا يعذب قلبا وعى القرآن ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/395 :
$ ضعيف جدا$
رواه تمام في " الفوائد " ( 266/2 ) ، وابن عساكر ( 267/1 ) عن مسلمة بن علي : حدثنا حريز بن عثمان عن سليم بن عامر عن أبي أمامة مرفوعا .
قلت : وهذا إسناد واه جدا ، مسلمة بن علي - وهو الخشني - متروك ؛ كما في " التقريب " .

(/1)


2866 - ( اقض بينهم ، فإن الله تبارك وتعالى مع القاضي ما لم يحف عمدا ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/395 :
$موضوع$
أخرجه الحاكم ( 3/577 ) ، وأحمد ( 5/26 ) من طريق أبي داود عن معقل بن يسار المزني رضي الله عنه قال :
" أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أقضي بين قومي فقلت : ما أحسن القضاء ، قال : افصل بينهم . فقلت : ما أحسن الفصل . فقال : " فذكره .
قلت : أبو داود هذا نفيع بن الحارث الأعمى ؛ قال الحافظ :
" متروك ، وقد كذبه ابن معين " .
قلت : وقال الحاكم :
" روى عن بريدة وأنس أحاديث موضوعة " .
ومن طريق أبي داود - هذا - أخرجه الطبراني أيضا في " الكبير " ( 20/230/539 و 540 ) و " الأوسط " ( 6/316/3508 ) - وكذا في " مجمع الهيثمي " ( 4/193 ) وقال - :
" وهو كذاب " .

(/1)


2867- ( أقل ما يوجد في آخر الزمان في أمتي درهم من حلال ، أو أخ يوثق به ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/396 :
$ضعيف جدا$
أخرجه ابن عدي في " الكامل " ( 371/2 ) من طريق أبي فروة يزيد بن محمد بن سنان بن يزيد : حدثني أبي قال : حدثنا محمد بن أيوب عن ميمون بن مهران عن ابن عمر رفعه ؛ وقال :
" لا يرون بهذا الإسناد إلا يزيد بن سنان ، وقد أتي هذا الحديث منه ، لا من محمد بن أيوب الرقي ؛ وهو عزيز الحديث ، ومحمد بن أيوب ليس له من الحديث إلا مقدار خمسة أو ستة ، ويزيد بن سنان الرهاوي له حديث كثير ، وفيه ما لا يوافقه الثقات عليه " .
أورده في ترجمة محمد بن يزيد بن سنان أبي فروة ، ومع ذلك فإن لم يذكر فيه شيئا كما ترى ؛ سوى هذا الحديث يرويه عن محمد بن أيوب . ومع ذلك فأبن عدي في كلامه المذكور يجعله من رواية يزيد بن سنان وليس من رواية ابنه محمد ابن يزيد بن سنان والد يزيد بن محمد بن يزيد بن سنان . والظاهر أنه خطأ من ابن عدي ، فقد رأيت الحديث في " تاريخ ابن عساكر " ( 15/436/1 ) من طريق محمد بن قبيصة : حدثنا الحسن بن عبد الرحمن : حدثنا محمد بن يزيد بن سنان الجزري عن محمد بن أيوب الرقي به .
فالحديث حديث محمد بن يزيد بن سنان عن الرقي ، وليس من حديث يزيد ابن سنان كما وهم ابن عدي ، والله أعلم .
ويؤيده أنهم لم يذكروا في الرواة عن الرقي يزيد بن سنان ، وأنما ابنه محمد . ومحمد بن يزيد هذا ؛ ليس بالقوي كما في " التقريب " .
وشيخه محمد بن أيوب الرقي أسوأ حالا منه ؛ قال فيه ابن أبي حاتم ( 3/2/197 ) عن أبيه :
" ضعيف الحديث " . وقال ابن حبان :
" كان يضع الحديث " .

(/1)


2868 - ( أقلوا الدخول على الأغنياء ؛ فإنه أخرى أن لا تزدروا نعمة الله عز وجل ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/397 :
$ضعيف جدا$
رواه العقيلي في " الضعفاء " ( 321/322 ) وابن عدي في " الكامل " ( 5/76 ) ، والسفلي في " الطيوريات " ( 176/1 ) ، والديلمي ******* عن عمار بن زربي : أخبرنا بشر بن منصور عن شعيب بن الحبحاب عن أبي العالية عن مطرف عن أبيه مرفوعا . وقال العقيلي :
( عمار بن زربي الغالب على حديثه الوهم ولا يعرف إلا به " .
قال الذهبي :
" وقد سمع من عمار بن زربي عبدان الأهوازي وتركه ورماه بالكذب " .
والحديث عزاه السيوطي للحاكم والبيهقي عن عبد الله بن الشخير ، وهو في " المستدرك " ( 4/312 ) وقال : " صحيح الإسناد " ! ووافقه الذهبي ، لكن سقط منهما إسناده ، فلم نعرف هل هو من هذه الطريق أم من الطريق أم من طريق أخرى ، وأن كان يغلب على ظني حين رأيته في " الشعب " ( 7/273-274/10287 ) من طريق الحاكم عن عمار بن زربي به .

(/1)


2869- ( أقم الصلاة ، وأد الزكاة ، وصم رمضان ، وحج البيت ، واعتمر ، وبر والديك ، وصل رحمك ، وأقر الضيف ، أمر بالمعروف ، وانه عن المنكر ، وزل مع الحق حيث زال ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/398 :
$ضعيف$
أخرجه البخاري في " التاريخ " ( 4/2/29-30 ) ، وأبو يعلى في " المفاريد " ( ق 12/1 ) ، وعنه ابن حبان ( 1202 ) ، والطبراني ( 20/322-323/763 ) والحاكم ( 4/159 ) من طريق محمد بن سليمان بن مسمول : حدثنا القاسم بن مخول البهزي : سمع أباه يقول :
" قلت : يا رسول الله ! أوصني ، قال : " فذكره . وقال الحاكم :
" صحيح الإسناد " . ورده الذهبي بقوله :
" قلت : ابن مسمول ضعيف " .
قلت : القاسم بن مخول لم يوثقه غير ابن حبان ، ولم يرو عنه غير ابن مسمول ، وبيض له ابن أبي حاتم ، وأما ابن حبان فذكره له في " الثقات " على قاعدته في توثيق المجهولين .
( تنبيه ) : وقع في إسناد الحاكم بعد " البهزي " : " عن علي بن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما " وكأنه مقحم من بعض النساخ أو الطابع . والله أعلم .

(/1)


2870 - ( أقيلوا السخي زلته ، فإن الله آخذ بيده كلما عثر ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/399 :
$ضعيف$
أخرجه الخرائطي في " مكارم الأخلاق " ( ص 55 ) : حدثنا أبو الحارث محمد بن مصعب الدمشقي : حدثنا محمد بن عبيد الله السراج : حدثنا المبارك بن عبد الخالق المدني : حدثنا سعيد بن محمد المدني : حدثنا فضيل بن عياض عن ليث عن مجاهد عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره .
قلت : وهذا إسناد ضعيف مظلم ؛ ليث - وهو ابن أبي سليم - كان اختلط . ومن دون فضيل لم أعرف أحدا منهم .
وأبو الحارث هذا ؛ أورده ابن عساكر في " تاريخ دمشق " ( 15/521/2 - 522/1 ) وقال :
" روى عنه أبو بكر الخرائطي ، ولم أجد للدمشقيين عنه رواية ، وأظنه مات في الغربة " .
ثم ساق له أحاديث ، ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا ولا وفاة ، فهو في عداد المجهولين .
لكن قد جاء من طرق أخرى عن فضيل ؛ فأخرجه أبو عثمان البجيرمي في " الفوائد " ( ق 31/1 ) ، وأبو نعيم في " أخبار أصبهان " ( 1/166 ) ، وفي " الحلية " أيضا ( 10/4 ) ، والخطيب في " التاريخ " ( 14/98 ) ، والسلفي في " أحاديث وحكايات " ( ق 78/1 ) ، والقضاعي في " مسند الشهاب " ( 61/2 ) عن أبي الفيض ذي النون المصري : حدثنا فضيل بن عياض به .
وأخرجه الطبراني في " الأوسط " ( 1/185/2 ) ، وأبو نعيم في " الأخبار " ( 2/319 ) ، وفي " الحلية " ( 10/4 ) من طريق محمد بن عقبة المكي : حدثنا الفضيل بن عياض به . وقال الطبراني :
" لا يروى عن ابن عباس إلا بهذا الإسناد ، تفرد به محمد بن عقبة " .
كذا قال ، وقد تابعه من عرفت ، فعلة الحديث ليث بن أبي سليم ، ولفظ الطريقين الآخرين عنه :
" تجافوا ( وفي رواية : تجاوزا ) عن ذنب السخي ... " الحديث .
وبالرواية الأخيرة ؛ أخرجه الطبراني في " الأوسط " أيضا ( 1/185/1 ) ، وعنه أبو نعيم في " الحلية " ( 5/59 ) من طريق بشر بن عبيد الله الدراسي : أخبرنا محمد بن حميد العتكي عن الأعمش عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله مرفوعا وقال :
" لم يروه عن الأعمش إلا محمد بن حميد ، تفرد به بشر " .
قلت : وهو ضعيف جدا؛ قال ابن عدي :
" منكر الحديث عن الأئمة ، بين الضعف جدا " .
وساق له بالذهبي مما أنكر عليه أحاديث قال في أحدها :
" وهذا موضوع " .
وشيخه محمد بن حميد العتكي ؛ لم أعرفه .
وأما الهيثمي فقد اقتصر في " المجمع " ( 6/282 ) على إعلاله بالدارسي فقال :
" وهو ضعيف " !وقد وجدت للعتكي متابعا ؛ أخرجه أبو نعيم في " الحلية " ( 4/108 ) : حدثنا محمد بن حميد : حدثنا إبراهيم بن محمد بن سعيد الدستوائي : حدثنا إبراهيم بن حماد الأزدي : حدثنا عبد الرحمن بن حماد البصري قال : حدثنا الأعمش عن أبي وائل عن عبد الله به . وقال :
" غريب من حديث الأعمش لم نكتبه إلا من هذا الوجه " .
قلت : يعني من حديث الأعمش عن أبي وائل ، وإلا فقد كتبه من غير هذا الوجه عنه عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله كما تقدم .
وهذا إسناد ضعيف أيضا ؛ عبد الرحمن بن حماد البصري فيه كلام ، وقد أخرج له البخاري ثلاثة أحاديث ، ومن دونه لم أعرفهم .
وروي من حديث أبي هريرة مرفوعا نحوه .
أخرجه ابن عساكر ( 15/439/2 ) عن أبي علي الحسن بن أحمد بن محمد بن يونس بن الحسن الطائي : حدثنا محمد بن كثير : حدثنا الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي هريرة . ثم أنشد محمد بن كثير لنفسه :
كن سخيا ولا تبال ابن من كنت………فما الناس غير أهل السخاء
لن ينال البخيل مجدا ولو نال………بيافوخه نجوم السماء
قلت : ومحمد بن كثير - وهو الصنعاني - فيه ضعف . والراوي عنه لم أعرفه .
وأخرج أبو بكر بن المرزبان في " المروءة " ( 2/1 ) من طريق الواقدي : حدثنا ابن أبي سبرة قال :
" رفع إلى عمر بن الخطاب رجل جنى جناية ، فقيل له : يا أمير المؤمنين إن له مروءة ، قال : استوهبوه من خصمه فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال : .... فذكره بلفظ :
" تجاوزوا لذوي المروءة عثراتهم ، فوالذي نفسي بيده إن أحدهم ليعثر ، وإن يده لفي يد الله عز وجل " .
قلت : وهذا مع انقطاعه ؛ فإن ابن أبي سبرة متهم بالكذب ، ومثله الواقدي .
وبالجملة فطرق الحديث كلها واهية ، وبعضها أشد ضعفا من بعض ، ليس فيها ما يأخذ بعضد الآخر ، وقد قال الهيتمي الفقيه في " أسنى المطالب " ( 27/2 ) :
" ورواه ابن الجوزي في " الموضوعات " ، والحق أنه ضعيف " .
( تنبيه ) : ألفاظ الحديث في هذه الطرق كلها متقاربة - باستثناء حديث الواقدي - غير حديث ابن عباس عند الخطيب ؛ فإنه بلفظ :
" تجاوزوا عن ذنب السخي ، وزلة العالم ، وسطوة السلطان العادل ، فإن الله تعالى آخذ بأيديهم كلما عثر عاثر منهم " .

(/1)


فهو عندي باطل بهذا اللفظ ، لأنه مع كونه من رواية ليث بن أبي سليم كما تقدم ، فإنه لم تقع هذه الزيادة في شيء من طرقه ، ولا طرق غيره ، إلا في رواية الخطيب هذه ، وفيها هناد بن إبراهيم أبو المظفر النسفي ؛ قال الذهبي :
" روى الكثير بعد الخمسين وأربعمئة إلا أنه راوية للموضوعات والبلايا وقد تكلم فيه " .
قلت : فهذا من موضوعاته . والله أعلم .
ثم إن الحديث في " نسخة نبيط بن شريط الموضوعة " ( ق 158/1 ) وهو ثاني حديث فيها بلفظ :
" أقيلوا الحسن الخلق السخي زلته فإنه [ لا ] يعثر حتى يأخذ الله عز وجل بيده "
وقد أورده السيوطي في " ذيل الأحاديث الموضوعة " ( ص 201 ) .

(/2)


2871 - ( أكبر الكبائر حب الدنيا ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/403 :
$ضعيف$
رواه الديلمي ( 1/1/130 ) عن أبي جعفر محمد بن عبد الله بن عيسى بن إبراهيم : حدثنا الفضيل بن عياض : حدثنا منصور بن المعتمر عن إبراهيم بن يزيد عن علقمة بن قيس عن عبد الله بن مسعود مرفوعا .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ، رجاله كلهم ثقات معروفون من رجال الستة ، غير أبي جعفر محمد بن عبد الله بن عيسى بن إبراهيم فلم أعرفه .

(/1)


2872 - ( صلت الملائكة على آدم ، فكبرت عليه أربعا ، وقالت : هذه سنتكم يا بني آدم ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/403 :
$ضعيف$
أخرجه الطبراني في " الأوسط " ( 1/75/1 ) ، والدارقطني ( 190 ) ، والبيهقي ( 4/36 ) من طريق عثمان بن سعد عن الحسن عن عتي عن أبي بن كعب عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : فذكره .
قلت : وهذا سند ضعيف ؛ من أجل عثمان هذا ؛ فإنه ضعيف كما جزم به الحافظ في " التقريب " .
ورواه داود بن المحبر : حدثنا رحمة بن مصعب عن عثمان بن سعد به موقوفا على أبي .
قلت : وهذا الإسناد مع كونه ضعيفا جدا لحال داود بن المحبر ؛ فلعله أصح لأنه ورد بإسناد آخر صحيح عن الحسن به نحوه كما يأتي .
وتابعه خارجة عن يونس عن عتي به .
أخرجه الدارقطني .
لكن خارجة هذا - وهو ابن مصعب بن خارجة الخراساني السرخسي - قال الحافظ :
" متروك ، وكان يدلس عن الكذابين ، ويقال : إن ابن معين كذبه " .
وقد أخرجه أبو داود الطيالسي عنه بأتم منه وليس فيه التكبير ، فقال ( 549 ) : حدثنا خارجة بن مصعب عن يونس عن الحسن عن عتي السعدي عن أبي بن كعب . قال أبو داود : حدثنا ابن فضالة عن لحسن رفع الحديث :
" لما نزل بآدم الموت ، قال : أي بني ! إني أشتهي من ثمر الجنة ، فانطلق بنوه يلتمسون له ، فرأتهم الملائكة ، فقالوا : أين تريدون يا بني آدم ؟ فقالوا : اشتهى أبونا من ثمر الجنة فانطلقنا نطلب ذلك له ، فقالوا : ارجعوا فقد أمر بقبض أبيكم ، فأقبلوا حتى انتهوا إلى آدم عليه السلام ، فلما رأتهم حواء عرفتهم ، فلصقت بآدم ، فقال : إليك عني ، فمن قبلك أتيت ، دعيني وملائكة ربي ، فقبضوه وهم ينظرون ، وغسلوه وهم ينظرون ، وكفنوه وهم ينظرون ، وصلوا عليه ثم أقبلوا عليهم فقالوا : يا بني آدم ! هذه سنتكم في موتاكم ، وهذا سبيلكم " .
قلت : وهذا صحيح ثابت عن الحسن لم يتفرد به خارجة . فقال الإمام أحمد في " المسند " ( 5/136 ) : حدثنا هدبة بن خالد : حدثنا حماد بن سلمة عن حميد عن الحسن به نحوه .
وأخرجه ابن عساكر في " التاريخ " ( 2/328/1 ) عن أحمد .
وهذا إسناد صحيح موقوف .
وتابعه يونس بن عبيد ؛ فقال ابن سعد في " الطبقات " ( 1/33 - 34 ) : أخبرنا سعيد بن سليمان : أخبرنا هشيم قال : أخبرنا يونس بن عبيد عن حسن قال : أخبرنا عتي السعدي به .
وهذا صحيح أيضا ؛ صرح فيه الحسن - وهو البصري - بالتحديث .
ثم أخرجه ابن سعد من طريق إسحاق بن الربيع ( وهو الأبلي العطاردي ) عن الحسن به .
وقد جاء مرفوعا ؛ أخرجه الحاكم ( 1/344 - 345 ) من طريق إسماعيل عن يونس عن الحسن عن عتي عن أبي بن كعب عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : .... فذكره نحو لفظ الطيالسي ؛ وقال :
" صحيح الإسناد " . وهو كما قال ، فإن عتيا هذا - وهو ابن ضمرة السعدي - قد روى عنه ابنه عبد الله أيضا ، ووثقه ابن سعد وغيره .
ثم أخرجه الحاكم ( 2/545 ) من طريق موسى بن إسماعيل : حدثنا حماد بن سلمة عن ثابت البناني عن الحسن به مرفوعا مختصرا بلفظ :
" لما توفي آدم غسلته الملائكة بالماء وترا ، وألحدوا له ، وقالوا : هذه سنة آدم في ولده " . وقال :
" صحيح الإسناد " . ووافقه الذهبي . وهو كما قالا .
وأخرجه الطبراني في " الأوسط " ( 1/75/1 ) ، وابن عساكر ( 2/328/1 ) من طريق روح بن أسلم : حدثنا حماد بن سلمة به . وقال الطبراني :
" لم يروه عن حماد إلا روح " .
قلت : يرد عليه رواية الحاكم ، فتنبه .
وجملة القول ؛ أن الحديث عن أبي صحيح مرفوعا وموقوفا ، ولكن ليس في شيء من الروايات الثابتة ذكر التكبير عليه أربعا كما في حديث الترجمة . نعم روى ابن عدي ( 288/1 ) ، وأبو نعيم في " الحلية " ( 4/96 ) ، وابن عساكر ( 2/328/2 ) من طريق محمد بن زياد عن ميمون بن مهران عن ابن عباس : أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
" كبرت الملائكة على آدم أربعا " .
لكن محمد بن زياد هذا - وهو الطحان اليشكري - كذاب يضع الحديث كما قال أحمد ، فلا يستشهد به ولا كرامة . ولعله من طريقه أخرجه الشيرازي في " الألقاب " من حديث ابن عباس بلفظ :
" إن الملائكة صلة على آدم ، فكبرت عليه أربعا " .
هكذا عزاه إليه في " الجامع الصغير " ، وبيض له المناوي فلم يتكلم على إسناده بشيء ، ولكنه عزاه للخطيب أيضا باللفظ المذكور .
وخالفه فرات بن السائب عن ميمون بن مهران عن ابن عمر قال :
" صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم على ابنه إبراهيم وكبر عليه أربعا .... وكبرت الملائكة على آدم أربعا " .
وفرات هذا متروك أيضا ؛ وقد قال فيه الإمام أحمد :
" قريب من محمد بن زياد الطحان في ميمون ، يتهم بما يتهم به ذاك " .

(/1)


وقد وجدت الحديث في " أخبار أصبهان " لأبي نعيم ( 2/25 ) في ترجمة علي بن مانك البلخي : حدث عن محمد بن أحمد الفرائضي : حدثنا محمد بن علي : حدثنا محمد بن محمود القاضي : حدثنا أحمد بن يعقوب القاري : حدثنا شقيق بن إبراهيم عن هشام بن حسان عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : .. فذكره دون قوله : " وقالت : .... " وقال مكانه : " وسلموا تسليمتين " .
قلت : وهذا إسناد ضعيف مظلم ؛ شقيق بن إبراهيم - وهو البلخي - من كبار الزهاد ؛ لكنه منكر الحديث كما في " الميزان " ؛ وقال في " الضعفاء " :
" لا يحتج به " .
ومن دونه لم أجد من ترجمهم ، وعلي بن مانك لم يذكر فيه أبو نعيم جرحا ولا تعديلا .
والخلاصة أن الحديث ضعيف . والله أعلم .
وانظر ما سيأتي ( 3010 ) .

(/2)


2873 - ( علي أصلي ، وجعفر فرعي ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/407 :
$ضعيف$
أخرجه أبو نعيم في " أخبار أصبهان " ( 2/42 - 43 ) من طريق الطبراني وغيره ؛ عن محمد بن إسماعيل بن جعفر بن إبراهيم بن محمد بن عبد الله بن جعفر : حدثني عمي موسى بن جعفر عن صالح بن معاوية عن أخيه عبد الله بن معاوية ، عن أبيه معاوية بن عبد الله بن جعفر عن عبد الله بن جعفر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ وفيه علل :
الأولى : عبد الله بن معاوية ؛ مجهول الحال في الرواية ، وابن حزم يقول فيه :
" كان رديء الدين معطلا يصحب الدهرية " .
الثانية : صالح بن معاوية ؛ مجهول لم يترجموه !
الثالثة : محمد بن إسماعيل بن جعفر ؛ مجهول أيضا .
ولذلك قال الهيثمي بعد عزوه للطبراني :
" فيه من لم أعرفهم " .

(/1)


2874 - ( أكبر أمتي الذين لم يعطوا فيبطروا ، ولم يقتر عليهم فيسألوا ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/408 :
$ضعيف$
رواه الخطيب في " الموضح " ( 2/206 ) عن شريك بن أبي نمر عن رجل من الأنصار يقال له ابن الجدع عن أبيه مرفوعا .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ، رجاله ثقات غير ابن الجدع هذا فلم أعرفه . ومن طريقه رواه ابن شاهين كما في ترجمة الجدع الأنصاري من " الإصابة " ( 1/239 ) .

(/1)


2875 - ( اكتم الخطبة ثم توضأ فأحسن الوضوء ، ثم صل ما كتب الله لك ، ثم احمد ربك وجده ثم قل : اللهم إنك تقدر ولا أقدر ، وتعلم ولا أعلم وأنت علام الغيوب ، فإن رأيت لي في فلانة - سمها باسمها - خيرا في دنياي وآخرتي فاقض لي بها ، أو قال : فاقدرها لي ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/409 :
$ضعيف$
رواه أحمد ( 5/423 ) ، وابن خزيمة في " صحيحه " ( 1/132/2 ) ، وعنه ابن حبان ( 685 ) ، والحاكم ( 2/165 ) ، وعنه البيهقي ( 7/147 - 148 ) ، وابن عساكر ( 5/214/1 ) والطبراني ( 1/195/1 ) عن ابن وهب : أخبرني حيوة بن شريح عن الوليد بن أبي الوليد أن أيوب بن خالد بن أبي أيوب : حدثه عن أبيه عن جده أبي أيوب الأنصاري مرفوعا به . وقال الحاكم :
" صحيح الإسناد " . ووافقه الذهبي . وليس كما قالا ، فإن خالد بن أبي أيوب أورده ابن أبي حاتم ( 1/2/322 ) بهذا السند ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا ، فهو مجهول العين . وأما ابن حبان فوثقه ( 4/198 ) !
وابنه أيوب بن خالد قال الحافظ :
" فيه لين " .
والوليد بن أبي الوليد - وهو أبو عثمان المدني - وثقه أبو زرعة كما في " الجرح " ( 4/2/20 ) ؛ وقال الحافظ :
" لين الحديث " .
ورواه أحمد ( 5/423 ) من طريق ابن لهيعة عن الوليد بن أبي الوليد ، به وفي الباب ما يغني عنه مثل حديث جابر وغيره : ( إذا هم أحدكم بالأمر ....... ) وهو مخرج في " صحيح أبي داود " ( 1376 ) وغيره .

(/1)


2876 - ( أكثر من الدعاء فإن الدعاء يرد القضاء المبرم ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/410 :
$ضعيف جدا$
رواه الخطيب في " التاريخ " ( 13/36 ) ، وعبد الغني المقدسي في " الترغيب في الدعاء " ( 81/1 ) ، والرافعي في " تاريخ قزوين " ( 3/181 و 4/133 ) عن يعقوب بن يوسف : حدثنا موسى بن محمد أبو هارون البكاء : حدثنا كثير بن عبد الله أبو هاشم قال : سمعت أنس بن مالك يقول : ... فذكره مرفوعا .
قلت : وهذا إسناد ضعيف جدا ؛ أبو هاشم هذا قال ابن أبي حاتم ( 3/2/154 ) عن أبيه :
" منكر الحديث ، ضعيف الحديث جدا ، شبه المتروك ، بابة زياد بن ميمون " .
وقال البخاري :
" منكر الحديث " . وقال النسائي :
" متروك الحديث " .
وأبو هارون البكاء ؛ نقل الخطيب عن أحمد أنه قال :
" ليس بثقة ولا أمين ، ولا كرامة " .
والحديث عزاه في " الجامع " لأبي الشيخ في " الثواب عن أنس " وقال المناوي :
" وفيه عبيد الله بن عبد المجيد ، أورده الذهبي في " الضعفاء " وقال : قال ابن معين : ليس بشيء ، ورقم [ له ] علامة الشيخين ، ولقد أبعد المصنف النجعة حيث عزاه لأبي الشيخ مع وجوده لبعض المشاهير الذين وضع لهم الرموز ، وهو الخطيب في " التاريخ " باللفظ المزبور عن أنس المذكور " .
قلت : وأنت ترى أن ( عبيد الله بن عبد المجيد ) ليس في إسناد الخطيب ؛ فهل هو في سند أبي الشيخ ، أم هو من أوهام المناوي ؟

(/1)


2877 - ( أكثر من أن تقول : سبحان الملك القدوس ، رب الملائكة والروح ، جللت السماوات والأرض بالعزة والجبروت ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/411 :
$منكر$
أخرجه الخرائطي في " مكارم الأخلاق " ( 1082 ) ، وابن السني في " عمل اليوم والليلة " ( 633 ) عن درمك بن عمرو عن أبي إسحاق عن البراء بن عازب رضي الله عنه قال :
أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم رجل ، فشكا إليه الوحشة ، فقال : ... فذكره .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ درمك هذا قال أبو حاتم :
" مجهول " . وقال العقيلي :
" لا يتابع على حديثه " .
قال الحافظ : " وهو هذا " .
وأخرجه الطبراني وقال :
" لا يعرف إلا به ، وقال أبو حاتم أيضا : منكر الحديث " .
ولهذا قال الذهبي في " الضعفاء " :
" له حديث واحد تفرد به " . وقال في " الميزان " :
" خبر منكر " .

(/1)


2878 - ( أكثروا استلام هذا الحجر ، فإنكم يوشك أن تفقدوه بينما الناس ذات ليلة يطوفون به إذ أصبحوا وقد فقدوه ، إن الله لا ينزل شيئا من الجنة إلا أعاده فيها قبل يوم القيامة ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/412 :
$ضعيف$
أخرجه الأزرقي في " أخبار مكة " ( ص 243 - 244 ) ، وعنه الديلمي ( 1/1/32 ) : حدثنا سعيد بن سالم عن عثمان بن ساج عن زهير بن محمد عن منصور بن عبد الرحمن الحجبي عن أبيه عن عائشة مرفوعا .
قلت : أشار الحافظ إلى إعلاله بعثمان بن ساج ، ولكنه لم يذكر من حاله شيئا ؛ وقد قال فيه في كتابه " التقريب " :
" ضعيف " .
وزهير بن محمد - وهو الخراساني الشامي - وفيه ضعف أيضا .
ثم روى الأزرقي عن عثمان قال :
" وبلغني عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : أول ما يرفع الركن ، والقرآن ، ورؤيا النبي صلى الله عليه وسلم في المنام " .

(/1)


2879 - ( أكثروا ذكر الموت ، فإن ذلك تمحيص للذنوب ، وتزهيد في الدنيا ، الموت القيامة ، الموت القيامة ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/412 :
$ضعيف جدا$
رواه الديلمي ( 1/1/30 ) عن عنبسة بن عبد الرحمن عن محمد بن زاذان عن أنس بن مالك مرفوعا . وقال الحافظ ابن حجر :
" قلت : عنبسة وشيخه واهيان " .
قلت : وقال في " التقريب " في كل منهما :
" متروك " . وزاد في الأول :
" رماه أبو حاتم بالوضع " .
وقال الذهبي في " الضعفاء " :
" متروك متهم " .
والحديث أورده في " الجامع الصغير " من رواية ابن أبي الدنيا عن أنس ، دون قوله : " الموت .... " ؛ وزاد :
" فإن ذكرتموه عند الغنى هدمه ، وإن ذكرتموه عند الفقر أرضاكم بعيشكم " .
ونقل المناوي عن الحافظ العراقي أنه قال :
" إسناده ضعيف جدا " .

(/1)


2880 - ( أكثروا ذكر الموت ، فما من عبد أكثر ذكره إلا أحيى الله قلبه وهون عليه الموت ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/413 :
$موضوع$
رواه الديلمي ( 1/1/30 ) عن أبي بكر محمد بن الحسن النقاش عن نصر بن القاسم بن رشيد عن محمد بن يوسف المصيصي عن بشر بن سليمان الأشعبي عن الأعرج عن أبي هريرة مرفوعا .
قال الحافظ :
" قلت : النقاش فيه مقال " .
قلت : لقد سهل الحافظ القول فيه ، وحاله أسوأ من ذلك ، فقد أورده الذهبي في " الضعفاء " وقال :
" متهم بالكذب " .
وقال في " الميزان " :
" كذاب " .
ومحمد بن يوسف المصيصي ؛ قال الذهبي :
" لا أعرفه " .
وبشر بن سليمان الأشعبي ؛ لم أجد من ذكره .

(/1)


2881 - ( أكثروا في الجنازة قول : لا إله إلا الله ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/414 :
$ضعيف$
رواه الديلمي ( 1/1/32 ) عن عبد الله بن محمد بن وهب : حدثني يحيى بن محمد بن صالح : حدثنا خالد بن مسلم القرشي : حدثنا يحيى بن أيوب عن يزيد بن أبي حبيب عن سنان بن سعد عن أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره .
بيض له الحافظ في " مختصر الديلمي " ، وسنان بن سعد ؛ ويقال : سعد بن سنان ؛ قال في " التقريب " :
" صدوق له أفراد " . وقال الذهبي في " الضعفاء " :
" ضعفوه " .
ومن دون يحيى بن أيوب ؛ لم أجد من ذكرهم .

(/1)


2882 - ( أكثروا من تلاوة القرآن في بيوتكم ، فإن البيت الذي لا يقرأ فيه القرآن ، يقل خيره ، ويكثر شره ، ويضيق على أهله ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/415 :
$ضعيف$
رواه الديلمي ( 1/1/27 - 28 ) عن الدارقطني في " الأفراد " تعليقا عن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسلم عن سعيد بن بزيع عن محمد بن إسحاق عن الزهري عن أنس وجابر قالا : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره .
قال الحافظ :
" قال الدارقطني : .... " كذا لم يذكر مقوله ! والظاهر أنه قوله في عبد الرحمن بن عبد الله بن مسلم ؛ ففيه ما يقتضي تضعيفه ، فقد عزاه السيوطي في " الجامع " للدارقطني ؛ فتعقبه المناوي بقوله :
" ظاهر صنيع المصنف أن مخرجه الدارقطني خرجه وسكت عليه ، والأمر بخلافه ، فإنه أورده من حديث عبد الرحمن بن عبد الله بن مسلم عن سعيد بن بزيغ ؛ وضعفه ، فرمز المصنف لحسنه غير حسن " .
قلت : ومحمد بن إسحاق - وهو ابن يسار صاحب السيرة - مدلس ؛ وقد عنعنه ، فأنى للحديث الحسن ؟ !
ورواه عمر بن نبهان عن الحسن عن أنس به .
أخرجه البزار ( 3/93/2321 ) وقال :
" لم يروه إلا أنس " .
قلت : ولكنه لا يصح ، فإن الحسن - وهو البصري - مدلس . وعمر بن نبهان ضعفه أبو حاتم وغيره .

(/1)


2883 - ( أكثروا من ذكر لا حول ولا قوة إلا بالله فإنها من كنز الجنة ومن أكثر منه نظر الله إليه ، ومن نظر الله إليه فقد أصاب خير الدنيا الآخرة ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/416 :
$موضوع$
رواه ابن عساكر ( 6/123/2 ) عن رجاء بن عبد الرحيم الهروي : أخبرنا عبد الرحمن بن عمرو الباهلي قال : وحدثتنا سلامة بنت سليم قالت : سمعت أمي أم رشيد بنت سعيد تقول : سمعت أبا بكر الصديق يقول : فذكره مرفوعا .
أورده في ترجمة رجاء هذا ؛ وروى عن أبي عبد الله الحاكم أنه قال :
" وهو كثير المناكير " .
قلت : لكنه لم يتفرد به ؛ فقد تابعه محمود بن أحمد الجرجاني : حدثنا عبد الرحمن بن عمرو البصري به .
أخرجه السهمي في " تاريخ جرجان " ( 431 ) في ترجمة محمود هذا ؛ ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا .
فالعلة - فيما أظن - من عبد الرحمن بن عمرو الباهلي ؛ قال أبو حاتم :
" كان يكذب ، فضربت على حديثه " .
وقال الدارقطني :
" متروك يضع الحديث " .
ومن فوقه من البنت وأمها لم أجد من ذكرهما .
ثم وجدت له متابعا آخر ؛ فقال الطبراني في كتاب " الدعاء " ( ق 180/1 ) : حدثنا عبد الوارث بن إبراهيم العسكري : حدثنا عبد الرحمن بن عمرو بن جبلة به .
والعسكري هذا توفى سنة ( 289 ) كما في " تاريخ الإسلام " ( 21/217 ) .
فانحصرت العلة في ( عبد الرحمن بن عمرو ) .

(/1)


2884 - ( أكرموا الخبز ، ومن كرامته أن لا ينتظر الأدم ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/417 :
$ضعيف$
رواه ابن عساكر ( 15/436/1 ) عن محمد بن قبيصة الأسفرائيني : حدثنا بشر العبدي قال : ذهبت مع أمي إلى وليمة فيها غالب القطان فوضع الخوان فأمسكوا أيديهم فقال : مالكم ؟ فقالوا : حتى يجيء ، فقال غالب : حدثتني كريمة بنت هشام الطائية عن عائشة مرفوعا .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ، كريمة هذه مجهولة الحال ؛ لم يوثقها أحد .
وبشر العبدي ؛ لم أعرفه ، واحتمال كونه بشر بن الحكم بن حبيب العبدي أبو عبد الرحمن النيسابوري الثقة بعيد ؛ لأنه مات سنة ( 237 ) أو ( 238 ) وهو من شيوخ الشيخين ، ويبعد أن يكون أدرك غالب القطان وهو ابن خطاف ؛ وهو من أتباع التابعين ، وقد قيل إنه روى عن أنس !
ومحمد بن قبيصة الأسفرائيني ؛ لم أجد له ترجمة ، ولكنه قد توبع ، فأخرجه الحاكم ( 4/122 ) والبيهقي ( 5/85/5871 ) من طريق محمد بن محمد بن مرزوق الباهلي : حدثنا بشر بن المبارك الراسبي ( وقال البيهقي : العبدي ) قال : ذهبت مع جدي في وليمة فيها غالب القطان ... الحديث مثله . وقال الحاكم :
" صحيح الإسناد " . وأقره الذهبي بقوله :
" قلت : المرفوع منه أكرموا الخبز " .
قلت : يعني أن تمام الحديث " ومن كرامته ..... " مدرج فيه ليس منه . وهو خلاف الظاهر من الروايتين . لكن بشر بن المبارك الراسبي لم أجد من ذكره ، وقد ذكره في " اللآلي " ( 2/215 ) من رواية البيهقي دون الزيادة فوقع فيه بشر بن المبارك العبدي ؛ ولعله الصواب بشهادة الرواية التي قبلها .
وقد روي الحديث بزيادة أخرى من طرق وهو :

(/1)


2885 - ( أكرموا الخبز ، فإن الله تعالى أنزل له بركات السماء ، وأخرج له بركات الأرض ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/418 :
$ضعيف$
روي من حديث الحجاج بن علاط ، وأبي موسى الأشعري ، وعبد الله بن عباس ، وعبد الله بن عمرو بن العاص ، وعبد الله بن أم حرام ، وأبي هريرة ، وأبي سكينة ، وموسى الطائفي ، ومكحول مرسلا .
1- أما حديث الحجاج ؛ فيرويه مروان بن سالم عن إسماعيل بن أمية عن بعض ولد الحجاج بن علاط عن الحجاج بن علاط مرفوعا .
أخرجه الرافقي في " جزئه " ( 31/1 ) .
وهذا إسناد موضوع ، مروان بن سالم وهو الغفاري الجزري ؛ قال الحافظ :
" متروك ، ورماه الساجي وغيره بالوضع " .
2- وأما حديث أبي موسى ؛ فيرويه نمير بن الوليد عن أبيه عن جده عنه وزاد :
" والبقر ، والحديد ، وابن آدم " ، وقال : " سخر له " مكان " أنزل له " .
أخرجه الرافقي أيضا ، والمخلص في " بعض الخامس من الفوائد " ( 257/2 ) ، وعنه ابن عساكر في " التاريخ " ( 17/457/1 ) ، وتمام في " الفوائد " ( 86/1 ) ، وأبو سعيد الماليني وقال :
" يقال : إن نميرا تفرد بهذين الحديثين " .
قلت : يعني هذا ، وآخر بلفظ : " اللهم متعنا بالإسلام والخبز ... " قال الذهبي :
" وهما موضوعان ، ونمير ما عرفته ، وأما أبوه وجده فمعروفان " .
قلت : يعني هذا ، وآخر بلفظ : " اللهم متعنا بالإسلام والخبز ... " قال الذهبي :
" وهما موضوعان ، ونمير ما عرفته ، وأما أبوه وجده فمعروفان " .
قلت : أخرج لهما البخاري في " الأدب المفرد " ، والأب مجهول - كابنه - لم يرو عنه غير ابنه والوليد بن مسلم ، وأما الجد فثقة .
3- وأما حديث ابن عباس ؛ فيرويه محمد بن زياد عن ميمون بن مهران عنه .
أخرجه ابن قتيبة في " كتاب العرب ، أو الرد على الشعوبية " ( ص 288 - 289 ) وقال ابن عساكر :
" هذا حديث غريب " .
قلت : ومحمد بن زياد - وهو الطحان اليشكري - كذاب .
4- واما حديث ابن عمرو ؛ فيرويه طلحة بن زيد : حدثنا إبراهيم بن أبي عبلة عن عبد الله بن يزيد عنه .
أخرجه تمام ( 133/1 ) ، وأبو الحسن الحمامي في " جزء الاعتكاف " ( 99/2 ) وقال :
" غريب من حديث طلحة بن زيد " .
قلت : وهو متروك ؛ وقد اضطرب في سنده فرواه مرة هكذا ، ومرة قال : عن زيد الحضرمي عن ثور عن عبد الله بن بريدة عن أبيه مرفوعا به .
ذكره ابن الجوزي في " الموضوعات " من رواية المخلص ؛ وقال :
" طلحة متروك " .
وقد خولف في إسناده وهو :
5- وأما حديث عبد الله بن أم حرام ؛ فرواه أبو حفص عمرو بن علي بن بحر بن كنيز : حدثني عبد الملك بن عبد الرحمن الذماري أبو العباس - وكان صدوقا - : حدثنا إبراهيم بن أبي عبلة قال : سمعت عبد الله بن أم حرام صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ... فذكره ؛ وزاد :
" ومن تتبع ما يسقط من السفرة غفر له " .
أخرجه أبو تمام في " الفوائد " ( 13/133/1 ) هكذا ، والطبراني ( ق 40/1 - مجموع 6 ) ، البزار ( 2877 - كشف ) إلا أنه قال : " عبد الملك ( الأصل : عبد الله ) بن عبد الرحمن الكناني " .
وأخرجه العقيلي في " الضعفاء " ( 246 ) من طريق المفضل بن غسان الغلابي قال : حدثنا عبد الملك بن عبد الرحمن أبو العباس الشامي عن إبراهيم بن أبي عبلة به دون الزيادة ؛ وقال الغلابي :
" قال يحيى بن معين : أول هذا الحديث حق ، وآخره باطل " .
وروى العقيلي عن البخاري أن عبد الملك هذا منكر الحديث ؛ ضعفه عمرو بن علي جدا ، ثم روى عن عمرو بن علي أنه قال فيه :
" كذاب " .
قلت : وأنت ترى أن عمرو بن علي قد قال في رواية تمام عنه :
" وكان صدوقا " . وقد نقلوا عنه أنه قال في موضع آخر :
" وكان ثقة " .
وقد ذهب الحافظ ابن حجر إلى أنهما اثنان ؛ الأول : عبد الملك بن عبد الرحمن بن هشام أبو هشام الذماري الأبناوي ؛ وهو الذي وثقه عمرو بن علي . والآخر : عبد الملك بن عبد الرحمن الشامي أبو العباس ؛ وهو الذي ضعفه عمرو بن علي وغيره . واستظهر الذهبي أنهما واحد ، وهو الذي ينشرح له صدري لأن هذا الحديث مداره على عبد الملك بن عبد الرحمن ، فوقع في طريق تمام أنه الذماري ، وفي طريق العقيلي أنه الشامي ، وفي الطريقين معا أن كنيته أبو العباس . وهذا ينافي تخصيص المضعف بهذه الكنية كما فعل الحافظ ، فالظاهر أنه رجل واحد ، وإنما اضطر الحافظ إلى جعلهما رجلين لاختلاف قول عمرو بن علي فيه . والخطب في مثله سهل ، فقد يختلف اجتهاد الحافظ في الراوي حسب ما يبدو له ويرد إليه مما يحمله على التوثيق أو التضعيف ، وعلى كل حال فالعلماء مطبقون على أن صاحب هذا الحديث إنما هو الذي ضعفه عمرو بن علي جدا ، وقال فيه البخاري :
" منكر الحديث " ؛ كما رواه العقيلي عنه فيما تقدم . وكذلك رواه عنه ابن عدي ( ق 306/1 ) ؛ وذكر أن له أحاديث مناكير عن الأوزاعي .
وتابعه غياث بن إبراهيم : حدثنا إبراهيم بن أبي عبلة به دون الزيادة .

(/1)


أخرجه أبو نعيم في " الحلية " ( 5/246 ) ، والخطيب في " التاريخ " ( 12/323 ) ، والطبراني أيضا ، ومن طريقه أورده ابن الجوزي في " الموضوعات " وقال :
" لا يصح ، غياث كذاب " .
وأقره السيوطي في " اللآلي " ( 2/214 ) .
6- وأما حديث أبي هريرة ؛ فيرويه أبو الفيض ذو النون بن إبراهيم : حدثني أبو حربة أحمد بن الحكم - من أهل البلقاء - عن عبد الله بن إدريس قال : وفد على مولاي نجا ملك البجة رجل من أهل الشام يستميحه يقال له عبد الرحمن بن هرمز الأعرج ، فقدم إليه طعاما على مائدة ، فتحركت القصعة على المائدة فأسندها الملك برغيف ، فقال له عبد الرحمن بن هرمز : حدثني أبو هريرة قال : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول :
" إذا خرجتم من حج أو عمرة فتمتعوا لكي تنكلوا ( ! ) ، واكرموا الخبز فإن الله تعالى سخر له بركات السماء والأرض ، ولا تسندوا القصعة بالخبز ، فإنه ما أهانه قوم إلا ابتلاهم الله بالجوع " .
أخرجه أبو نعيم في " الحلية " ( 10/4 ) .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ أبو حربة ، ويقال : أبو حزبة ؛ لا يعرف كما في " الميزان " .
وأبو الفيض ذو النون - وهو المصري - ضعفه الدارقطني بقوله :
" روى عن مالك أحاديث فيها نظر " .
قلت : ولعله أدركته غفلة الصالحين !
7- وأما حديث أبي سكينة ؛ فيرويه خلف بن يحيى قاضي الري عن إسماعيل بن جعفر عن حميد بن عبد الله عنه مرفوعا بلفظ :
" أكرموا الخبز ، فإن الله أكرمه ، فمن أكرم الخبز فقد أكرم الله " .
أخرجه الطبراني ، وسكت عليه في " اللآلي " ( 2/215 ) فلم يحسن ، لأن خلفا هذا ( ووقع فيه " خالد " وهو خطأ مطبعي ) كذبه أبو حاتم ، وتساهل الهيثمي في الاقتصار على تضعيفه فقال :
" رواه الطبراني ، وفيه خلف بن يحيى قاضي الري وهو ضعيف . وأبو سكينة قال ابن المديني : لا صحبة له " .
8- وأما حديث موسى الطائفي ؛ فيرويه منهال بن عيسى العبدي : أخبرنا معان أبو صالح : حدثني موسى الطائفي قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" أكرموا الخبز ، .... " فذكر الحديث .
هكذا أخرجه البخاري في " التاريخ " ( 4/2/12 ) .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ، موسى الطائفي لم أجد له ترجمة ، وليس صحابيا ، فإن معانا الراوي عنه ذكروا أنه روى عن أبي حرة عن ابن سيرين عن أبي هريرة .... فهو تابعي أو تابع تابعي .
ومعان أبو صالح ذكره العقيلي في " الضعفاء " وقال :
" حديثه غير محفوظ ، ولا يتابع عليه " .
ومنهال بن عيسى العبدي ؛ أورده ابن أبي حاتم في " الجرح والتعديل " ( 4/3581 ) ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا ، وكذلك صنع البخاري قبله ، وفي ترجمته ساق هذا الحديث . ونقل ابن علان في " شرح الأذكار " ( 5/152 ) عن أبي حاتم أنه قال : مجهول . والله أعلم .
9- وأما مرسل مكحول ؛ فيرويه محمد بن راشد عن الفضل بن عطاء عنه مرفوعا به وزاد :
" وإذا وضعت المائدة فأربعوا ، ومن يأكل ما يسقط حول المائدة يغفر له " .
أخرجه حميد بن زنجويه في " ترغيبه " كما في " اللآلي " وسكت عليه ؛ وكأنه لوضوح ضعفه ؛ فإنه مع إرساله فيه الفضل بن عطاء وهو مجهول .
ومحمد بن راشد ؛ إن كان المكحولي الدمشقي فصدوق يهم ، وإن كان المكفوف البصري فمقبول عند الحافظ .
وجملة القول ؛ أن الحديث ضعيف من جميع طرقه ، لشدة ضعف أكثرها واضطراب متونها ، اللهم إلا طرفه الأول " أكرموا الخبز " ، فإن النفس تميل إلى ثبوتها ، لاتفاق جميع الطرق عليها ، ولعل ابن معين أشار إلى ذلك بقوله المتقدم ، " أول هذا الحديث حق ، وآخره باطل " . ولأن حديث عائشة الذي قبله يمكن اعتباره شاهدا له لا بأس به لخلوه من الضعف الشديد ، بل قد صححه الحاكم والذهبي كما تقدم ، ونقل الحافظ السخاوي في " المقاصد الحسنة " عن شيخه ( يعني الحافظ ابن حجر ) أنه قال فيه :
" فهذا شاهد صالح " .
والله سبحانه وتعالى أعلم .

(/2)


2886 - ( أكثروا من الصلاة على موسى فما رأيت أحدا من الأنبياء أحوط على أمتي منه ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/424 :
$منكر$
رواه ابن عساكر ( 17/193/1 ) عن سعيد بن عبد العزيز التنوخي عن يزيد بن أبي مالك عن أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ، لاختلاط التنوخي هذا مع ثقته وفضله .
لكن يزيد - وهو ابن عبد الرحمن - بن أبي مالك الدمشقي فيه لين .

(/1)


2887 - ( صلاة المرأة وحدها تفضل صلاتها في الجمع خمسا وعشرين درجة ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/425 :
$منكر$
أخرجه أبو نعيم في " أخبار أصبهان " ( 2/58 ) من طريق بقية بن الوليد : حدثني أبو عبد السلام : حدثني نافع عن ابن عمر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : فذكره .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ، آفته أبو عبد السلام - وهو الوحاظي - وهو في مشيخة ( بقية ) العوام المجهولين ، والخبر منكر ؛ كذا في " الميزان " ، ولعله يعني هذا الخبر .

(/1)


2888 - ( إن الله يحب المداومة على الإخاء القديمة ، فداوموا عليها ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/425 :
$ضعيف جدا$
رواه أبو الشيخ في " التاريخ " ( ص 212 ) ، وأبو الحسن الحربي في " أحاديثه " المعروفة بـ " الحربيات " ( 2/47/1 ) ، وأبو نعيم في " أخبار أصبهان " ( 2/58 ) ، والديلمي ( 1/2/249 ) عن عبد الله بن محمد عن داود بن إبراهيم ( وهو الواسطي ) قال : حدثنا سفيان بن عيينة عن محمد بن المنكدر عن جابر مرفوعا .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ، أعله أبو الشيخ وأبو نعيم بعبد الله بن محمد - وهو ابن سلام أبو بكر - قالا :
" وكان شيخا فيه لين " .
وقال الذهبي - بعد أن ساقه من طريق أبي نعيم - :
" هذا منكر بمرة ، ما أظن سفيان حدث به قط " .

(/1)


2889 - ( من اتقى الله عز وجل عاش قويا ، وسار في بلاد عدوه آمنا ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/426 :
$ضعيف$
رواه أبو نعيم في " أخبار أصبهان " ( 2/63/247 - 248 ) عن عبد الله بن سخت : حدثنا الخليل بن عمر بن إبراهيم : حدثنا صالح المري عن الحسن عن سمرة مرفوعا .
أورده في ترجمة ابن سخت ولم يزد فيها على أن ذكر له هذا الحديث ؛ وآخر بلفظ : " يا ابن آدم ارض بالقوت .... " .
قلت : فهو إسناد ضعيف ؛ لجهالة ابن سخت هذا . وضعف صالح المري ؛ وهو ابن بشير البصري القاص الزاهد ، وعنعنة الحسن البصري .
وأخرجه في " الحلية " ( 2/175 ) من طريق إسحاق بن العنبر قال : حدثنا نصر بن ثابت عن يحيى بن سعيد بن المسيب عن علي بن أبي طالب مرفوعا به إلا أنه قال :
" بلاده " مكان " بلاد عدوه " .
ولكن الإسناد ضعيف جدا ، نصر بن ثابت قال الذهبي :
" تركه جماعة ، وقال البخاري : يرمونه بالكذب ... " .
وإسحاق بن العنبر كذبه الأزدي ؛ وقال :
" لا تحل الرواية عنه " .
والحديث بيض المناوي لإسناده ولم يتكلم عليه بشيء ، وقد عزاه السيوطي للحلية . وزاد المناوي : والعسكري عن سمرة .

(/1)


2890 - ( الجنة لكل ثابت ، والرحمة لكل واقف ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/427 :
$ضعيف جدا$
رواه أبو نعيم في " أخبار أصبهان " ( 2/84 ) عن حجاج بن نصير : حدثنا مقاتل عن عطاء عن ابن عباس مرفوعا .
قلت : وهذا إسناد ضعيف جدا ، مقاتل هذا - وهو ابن سليمان الخراساني صاحب التفسير - قال الحافظ :
" كذبوه ، وهجروه ، ورمي بالتجسيم " .
وحجاج بن نصير ؛ ضعيف كان يقبل التلقين .
والحديث مما بيض له المناوي !

(/1)


2891 - ( أكثر الناس ذنوبا ، أكثرهم كلاما فيما لا يعنيه ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/427 :
$ضعيف$
أخرجه العقيلي في " الضعفاء " ( 346 ) ، وابن بطة في " الإبانة " ( 2/127/2 ) ، وابن النجار في " ذيل تاريخ بغداد " ( 10/136/2 ) ، وعنه أبو علي البنا في رسالة " السكوت ولزوم البيت " ( ق 6/2 ) ، والديلمي ( 1/1/130 ) من طريق عصام بن طليق عن شعيب عن أبي هريرة مرفوعا . وقال العقيلي :
" عصام بن طليق ، قال يحيى ( يعني ابن معين ) : ليس بشيء ، وشعيب مجهول بالنقل ، وقد تابعه ( يعني عصاما ) من هو دونه أو مثله " .
وقال البخاري فيه :
" مجهول ، منكر الحديث " . وروى ابن النجار عن الدارقطني قال :
" كتب إلي أبو حاتم محمد بن حبان بن أحمد البستي قال : عصام بن طليق شيخ يروي عن الحسن ، روى عنه البصريون ... وكان ممن يأتي بالمعضلات عن أقوام أثبات " .
قلت : ولعل الصواب فيه الوقف ، فقد أخرجه ابن وهب في " جامعه " ( ص 52 ) ، ووكيع في " الزهد " ( 2/64/1 ) والبيهقي في " الشعب " ( 7/416/10808 ) من طريق صالح بن خباب عن حصين بن عقبة الفزاري قال : قال عبد الله : ... فذكره موقوفا ؛ إلا أنه قال :
" أكثرهم خوضا في الباطل " .
ورجاله كلهم ثقات ، غير صالح بن خباب ؛ فأورده ابن أبي حاتم ( 2/1/400 ) هكذا وقال :
" مولى بني الديل ، روى عن عطاء بن أبي رباح ، وروى عنه جعفر بن ربيعة وابن لهيعة " .
ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا .
وأورده البخاري في " التاريخ " ( 2/2/287 ) هكذا :
" صالح بن عطاء بن خباب مولى بني الديل ، عن عطاء ..... " .
وكذلك هو في " ثقات ابن حبان " و " ابن ماكولا " كما في حاشية الشيخ اليماني رحمه الله على الكتابين . وكذلك هو في " ثقات العجلي " بترتيب السبكي رقم ( 568 ) وقال :
" حجازي ثقة " .
فالسند موقوف جيد إن شاء الله تعالى .
ثم رواه وكيع عن شمر بن عطية عن سلمان موقوفا عليه بلفظ :
" كلاما في معصية " .
وشمر هذا ثقة ، ولكنه لم يدرك سلمان .
ورواه ابن أبي الدنيا في " الصمت " ( 4/41/2 ) عن أبي جعفر الرازي عن قتادة مرفوعا مرسلا .
قلت : وهذا مع إرساله ضعيف ؛ لسوء حفظ الرازي .
والحديث عزاه في " الجامع " لابن لال وابن النجار عن أبي هريرة . والسجزي في " الإبانة " عن عبد الله بن أبي أوفى ، وأحمد في " الزهد " عن سلمان موقوفا .
فقال المناوي في " شرحه " :
" رمز المصنف لضعفه ، وفيه كلامان :
الأول : أنه قد انجبر بتعدد طرقه كما ترى ، وذلك يرقيه إلى درجة الحسن بلا ريب . وقد وقع له الإشارة إلى حسن أحاديث [ في ] هذا الكتاب أوهى إسنادا من هذا بمراحل لاعتضاده بما دون ذلك . الثاني : أن له طريقا جيدة أغفلها ، فلو ذكرها واقتصر عليها أو ضم إليها هذا لكان أصوب ، وهي ما رواه الطبراني بلفظ : أكثر الناس خطايا يوم القيامة أكثرهم خوضا في الباطل . قال الهيثمي : رجاله ثقات " .
قلت : وفي هذا التعقب نظر .
أولا : أن السيوطي ذكره من ثلاث طرق :
الأولى : عن أبي هريرة ؛ وقد عرفت ضعفها .
الثانية : عن ابن أبي أوفى ؛ ولم نقف على إسنادها ، ولا تكلم المناوي عليها بشيء .
الثالثة : موقوفة ؛ والموقوف لا يصلح شاهدا للمرفوع كما هو ظاهر ، فجزمه بأن الحديث يرتقي إلى درجة الحسن ، هو من زلة القلم بلا شك ، لأنه يعلم أن قاعدة انجبار الحديث الضعيف بكثرة الطرق ليس على إطلاقها كما بينه النووي وابن الصلاح وغيرهما .
ثانيا : قد عرفت أن السيوطي لم يذكر له غير طريق واحد مرفوعا ، وهذا مع احتماله كونه شديد الضعف ، فأين كثرة الطرق حتى ينجبر به الضعف ؟ !
ثالثا : وإذا كان السيوطي قد تساهل كثيرا فحسن أحاديث هي أوهى إسنادا من هذا ، فذلك لا يسوغ لنا أن نتساهل مثله ، بل ذلك ينبغي أن يكون لنا عبرة ، فلا نقع في مثل ما وقع هو فيه من التساهل !
رابعا : أن صنيعه يوهم أن الطريق الجيدة التي أغفلها السيوطي ورواها الطبراني هي مرفوعة . وليس كذلك ؛ بل هي موقوفة على عبد الله بن مسعود رضي الله عنه . كذلك ذكرها الهيثمي في " مجمع الزوائد " ( 10/303 ) وأظن أنها من طريق صالح بن خباب المتقدمة ، فإذا كان كذلك فهي أن تكون شاهدا على ضعف الحديث وعلى أن راويه أخطأ في رفعه - كما سبقت الإشارة إليه - أقرب من أن تكون شاهدا له يقويه . فتأمل .
ثم صدق ظني حين رجعت إلى " الطبراني " ( 9/108/8547 ) فإذا هو من طريق صالح بن خباب ( موقوفا ) .

(/1)


2892 - ( أكثروا من الصلاة علي يوم الجمعة ، فمن كان أكثرهم علي صلاة كان أقربهم مني منزلة يوم القيامة ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/430 :
$ضعيف جدا$
رواه الديلمي ( 1/1/29 ) عن الحسن بن سعيد الموصلي عن إبراهيم بن حيان عن حماد بن سلمة عن برد بن سنان عن أبي أمامة الباهلي مرفوعا .
قال الحافظ :
" إبراهيم بن حيان " !
كذا بياض في الأصل ، وقد ذكر في " اللسان " تبعا لأصله :
" قال ابن عدب : أحاديثه موضوعة " .
وبرد بن سنان صدوق ؛ لكنه لم يسمع من أبي أمامة ، بينهما مكحول ، فقد أورده المنذري في " الترغيب " ( 2/281 ) بزيادة - في وسطه - :
" فإن صلاة أمتي تعرض علي في كل يوم جمعة " . وقال :
" رواه البيهقي بإسناد حسن ، إلا أن مكحولا قيل : لم يسمع من أبي أمامة " .
قلت : وكذا ذكر السخاوي في " القول البديع " ( ص 158 ) دون أن يعزوه للمنذري ! ثم قال عقبه :
" نعم في " مسند الشاميين " للطبراني التصريح بسماعه منه ، وقد رواه أبو منصور الديلمي في " مسند الفردوس " له ، فأسقط منه ذكر مكحول وسنده ضعيف ، ولفظه عند الطبراني : من صلى علي ، صلى عليه ملك حتى يبلغنيها . وقد تقدم في الباب الثاني " .
قلت : ونص كلامه هناك ( ص 113 ) :
" رواه الطبراني في " الكبير " من رواية مكحول عنه . قلت : وقد قيل : إنه لم يسمع منه ، إنما رآه رؤية . والراوي له عن مكحول موسى بن عمير ؛ وهو الجعدي الضرير كذبه أبو حاتم " .
قلت : ينظر في إسناد الطبراني الذي صرح مكحول فيه بسماعه من أبي أمامة هل يصح عنه ؟ فقد جزم أبو حاتم بأنه لم يره . وعلى فرض الثبوت ، فلا يلزم منه ثبوت اتصال هذا الإسناد عنه ؛ لأنه كان مدلسا . فتنبه .
ثم رجعت إلى " مسند الشاميين " فرأيت فيه تصريحه بسماعه من أبي أمامة في حديث آخر . لكن في الطريق إليه ( 3415 ) محمد بن الفضل وهو ابن عطية كذبوه . لكن فيه ( 3448 ) بإسناد آخر جيد : أنه دخل على أمامة بحمص ... بحديث آخر . والجواف قد عرف .
ثم إن تحسين المنذري إياه يشعر بأنه ليس فيه عند البيهقي إبراهيم بن حيان . فلينظر .
ثم رجعنا إلى " سنن البيهقي " ( 3/249 ) فإذا فيه ( إبراهيم بن الحجاج ) ، وهو ثقة ، ولذلك حسنه المنذري ، وما أظن ( الحجاج ) إلا تحريف ( حيان ) فقد ساق ابن عدي ( 1/254 ) لإبراهيم بن حبان هذا حديثا آخر عن حماد بن سلمة بإسناده المذكور ، وكذلك وقع في إسناد الديلمي كما ترى ، وهو الذي روى عن حماد ، وعنه الحسن بن سعيد الموصلي كما في " المغني " ، وقال :
" ساقط متهم " .

(/1)


2893 - ( أكثروا من القرينتين : سبحان الله وبحمده ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/432 :
$ضعيف$
رواه الديلمي ( 1/1/29 ) من طريق الحاكم عن محمد بن علي بن إبراهيم بن عمر بن محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب : حدثنا الحسين بن عبد الله بن يحيى بن زيد بن علي بن الحسين بن علي : حدثني أبي عن أبيه عن جده عن علي مرفوعا .
قلت : وهذا إسناد ضعيف مظلم ؛ من دون زيد بن علي لم أجد من ترجمهم . وأما المناوي فقال في " شرح الجامع " :
" رمز المصنف لضعفه ، ووجهه أن فيه جماعة من رجال الشيعة كلهم متكلم فيهم " .

(/1)


2894 - ( من طلق البتة ألزمناه ثلاثا ، لا تحل له حتى تنكح زوجا غيره ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/433 :
$موضوع$
رواه ابن النجار ( 10/169/2 ) عن عثمان بن مطر عن عبد الغفور عن أبي هاشم عن زاذان عن علي رضي الله عنه قال : [ سمع ] رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا طلق البتة فغضب وقال : تتخذون دين الله - أو قال : تتخذون الله تعالى - هزوا ولعبا ؟ ! من طلق .. الحديث .
قلت : وهذا إسناد موضوع ؛ آفته عبد الغفور هذا - وهو أبو الصباح الواسطي - قال البخاري :
" تركوه " . وقال ابن حبان :
" كان ممن يضع الحديث " .
وعثمان بن مطر ؛ مثله أو نحوه ؛ فقال ابن حبان :
" كان ممن يضع الحديث " .
وعثمان بن مطر ؛ مثله أو نحوه ؛ فقال ابن حبان :
" كان ممن يروي الموضوعات عن الأثبات " .
لكن تابعه قتيبة بن مهران : حدثنا عبد الغفور به ؛ ولفظه :
" من طلق البتة اتخذ دين الله هزوا ولعبا ، وألزمناه ثلاثا ، لا تحل له حتى تنكح زوجا غيره ، يدخل بها بلا خداع " .
أخرجه أبو نعيم في " أخبار أصبهان " ( 2/164 - 165 ) في ترجمة قتيبة هذا . وذكر أنه روى عنه جمع ، ولم يحك فيه جرحا ولا تعديلا . وفي " الميزان " أنه أصبهاني مشهور ، أثنى عليه يونس بن حبيب ، وأنه كان جليلا . فالآفة من عبد الغفور المذكور .
وروى أبو الصلت إسماعيل بن أبي أمية الذراع من حفظه : حدثنا حماد بن زيد : أخبرنا عبد العزيز بن صهيب عن أنس بن مالك قال : سمعت معاذ بن جبل رضي الله عنه يقول : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : .... فذكره مختصرا بلفظ :
" من طلق للبدعة ألزمناه بدعته " .
أخرجه البيهقي ( 7/327 ) ، وكذا الدارقطني ( ص 433 ) وقال :
" إسماعيل بن أبي أمية هذا كوفي ضعيف الحديث " .
وروى البيهقي من طريق أبي عبد الرحمن السلمي : أنبأنا أبو الحسن الدارقطني الحافظ قال :
" إسماعيل بن أبي أمية المصري ( كذا ) متروك الحديث " .
( تنبيه ) : تصحف هذا الحديث على الشيخ النبهاني في كتابه " الفتح الكبير " فوقع فيه ( 3/210 ) : " من طلب البدعة ..... " !
وحديث أنس ذكره ابن حزم في " المحلى " ( 10/164 ) من طريق إسماعيل هذا ، لكنه جعله من مسنده لم يذكر معاذا فيه ؛ وقال :
" حديث موضوع بلا شك " .

(/1)


2895 - ( عليكم بالصف الأول ، وعليكم بالميمنة ، وإياكم والصف بين السواري ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/435 :
$ضعيف$
رواه الطبراني في " الكبير " ( 3/143/1 ) ، و " الأوسط " ( 1/33/1 ) ، وأبو نعيم في " أخبار أصبهان " ( 2/192 ) : حدثنا إسماعيل بن مسلم عن أبي يزيد المديني عن عكرمة عن ابن عباس مرفوعا .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ إسماعيل بن مسلم - وهو المكي - ضعيف الحديث كما في " التقريب " .
( تنبيه ) : وقع الحديث في " مجمع الزوائد " ( 2/92 ) موقوفا على ابن عباس من رواية " المعجمين " ، وهو فيهما مرفوع كما ذكرنا ، فالظاهر أنه سقط رفعه من الناسخ أو الطابع .
( فائدة ) : الشطر الثاني من الحديث قد ثبت عن ابن مسعود موقوفا :
" لا تصفوا بين السواري " .
رواه البيهقي ( 2/279 ) ، والطبراني . وإسناده حسن على ما قال الهيثمي ( 2/95 ) . وهو مردود كما سيأتي بيانه إن شاء الله برقم ( 5834 ) .
وثبت عن أنس أنهم كانوا يتقون الصلاة بين السواري على عهد النبي صلى الله عليه وسلم .
أخرجه الحاكم ( 1/210 ) وصححه . ووافقه الذهبي .

(/1)


2896 - ( إن أمتي لن تجتمع على ضلالة ، فإذا رأيتم الاختلاف فعليكم بالسواد الأعظم ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/435 :
$ضعيف$
رواه ابن ماجه ( 3950 ) ، وابن أبي عاصم في " السنة " ( رقم 84 - بتحقيقي ) ، وعبد بن حميد في " المنتخب من المسند " ( 133/2 ) ، واللالكائي في " أصول أهل السنة " ( 1/105/653 ) عن معان بن رفاعة السلامي عن أبي خلف الأعمى عن أنس مرفوعا .
قلت : وهذا إسناد واه بمرة ؛ أبو خلف الأعمى قال الحافظ :
" متروك ، ورماه ابن معين بالكذب " .
وقال الدارقطني في " الأفراد " : تفرد بهذا الحديث .
ومعان بن رفاعة ؛ لين الحديث .
وأخرجه أبو نعيم في " أخبار أصبهان " ( 2/208 ) من طريق بقية بن الوليد عن عتبة بن أبي حكيم عن أرطاة بن المنذر عن أبي عون الأنصاري عن سمرة بن جندب مرفوعا به .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ وفيه علل :
الأولى : الانقطاع بين أبي عون الأنصاري وسمرة بن جندب ، فإن أبا عون هذا لم يذكروا له رواية عن الصحابة ، بل قال ابن عبد البر :
" روى عن عثمان مرسلا " .
الثانية : جهالة حال أبي عون هذا ؛ فإنه لم يوثقه غير ابن حبان ، وقال الحافظ في " التقريب " :
" مقبول " يعني عند المتابعة ؛ وإلا فلين الحديث .
الثالثة : ضعف عتبة بن أبي حكيم ؛ قال الحافظ :
" صدوق يخطىء كثيرا " .
الرابعة : عنعنة بقية ؛ فإنه كان مدلسا .

(/1)


2897 - ( أكل الطين حرام على كل مسلم ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/437 :
$ضعيف جدا$
رواه أبو نعيم في " أخبار أصبهان " ( 2/101 ) ، والديلمي ( 1/1/131 ) عن عمر بن شبة : حدثنا إبراهيم بن بكر عن أبي عاصم العباداني عن أبان عن أنس مرفوعا .
قلت : وهذا إسناد هالك ؛ مسلسل بالعلل :
الأولى : أبان - وهو ابن أبي عياش - وهو متروك .
الثانية : أبو عاصم العباداني ؛ قال الذهبي :
" ليس بحجة ، يأتي بعجائب ، قال العقيلي : منكر الحديث " .
الثالثة : إبراهيم بن بكر - وهو الشيباني - قال أحمد :
" رأيته وأحاديثه موضوعة " . وقال الدارقطني :
" متروك " .
وله طريق أخرى ؛ يرويها خالد بن غسان : حدثنا أبي : حدثنا حماد بن سلمة : حدثنا ثابت عن أنس مرفوعا به .
أخرجه ابن عدي ( 120/1 ) ، ومن طريقه السلفي في " معجم السفر " ( 159/1 ) وابن الجوزي في " الموضوعات " ( 3/32 ) .
قلت : وهذا إسناد ضعيف جدا ؛ غسان - وهو ابن مالك بن عباد البصري - قال ابن أبي حاتم ( 3/2/50 ) عن أبيه :
وخالد بن غسان ؛ قال الدارقطني :
" متروك الحديث " . وقال ابن عدي :
" حدث عن أبيه بحديثين باطلين ، وأبوه معروف ، ولا بأس به " .
ثم ساقهما ، هذا أحدهما والآخر بلفظ :
" من مات وفي بطنه مثال من طين أكبه الله على وجهه في النار " .
وإسنادهما واحد .
وفي الباب أحاديث أخرى بنحوه ، أخرج بعضها البيهقي في " السنن الكبرى " ( 10/11 ) وقال :
" لا يصح منها شيء " . وروى عن ابن المبارك أنه أنكر هذا الحديث وقال :
" لو علمت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قاله لحملته على الرأس والعين والسمع والطاعة " .

(/1)


2898 - ( أكرموا الشهود ، فإن الله يستخرج بهم الحقوق ، ويدفع بهم الظلم ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/438 :
$منكر$
أخرجه أبو الشيخ في " طبقات الأصبهانيين " ( ص 308 ) ، والعقيلي في " الضعفاء " ( 3/84 ) ، والخطيب في " التاريخ " ( 5/94 و 6/138 و 10/300 ) ، والقضاعي في " مسند الشهاب " ( ق 62/2 ) ، والديلمي ( 1/1/34 ) ، وابن عساكر في " تاريخ دمشق " ( 2/52/2 ) ، والدامغاني الفقيه في " الأحاديث والأخبار " ( 1/107/1 ) ، والقاضي أبو يعلى في " المجلس الثاني من الأمالي " ( 48/1 ) كلهم من طريق عبد الصمد بن موسى قال : حدثني عمي إبراهيم بن محمد عن عبد الصمد بن علي عن أبيه عن ابن عباس مرفوعا . وقال الخطيب والديلمي والدامغاني عن الدارقطني :
" هذا حديث غريب ، تفرد به عبد الصمد بن موسى بهذا الإسناد " .
ونحوه قول العقيلي :
" حديثه غير محفوظ ، ولا يعرف إلا به " .
وقال الخطيب في حديث يأتي برقم ( 5722 ) :
" ضعفوه " .
وعمه إبراهيم بن محمد ؛ نحوه في الضعف ، وقد أخرجه العقيلي في ترجمته أيضا ( 1/65 ) وقال :
" حديثه غير محفوظ " .
وقال الذهبي في ترجمته :
" وقع لنا حديثه عاليا في " جزء البانياسي " عن عبد الصمد بن علي عن آبائه : أكرموا الشهود ... وهذا منكر ، وإبراهيم ليس بعمدة . ذكره العقيلي " .
قال الحافظ عقبه :
" لفظ العقيلي : إبراهيم حديثه غير محفوظ ، ولا أصل له " .
قلت : ليس في نسختنا من العقيلي قوله : " ولا أصل له " . والله أعلم .
وعبد الصمد بن علي ؛ أورده الذهبي لهذا الحديث وقال :
" وهذا منكر ، وما عبد الصمد بحجة ، ولعل الحفاظ سكتوا عنه مداراة للدولة " .
وتعقبه الحافظ بأن العقيلي أورده في " الضعفاء " وساق له هذا الحديث ؛ وقال :
" حديثه غير محفوظ ، ولا يعرف إلا به " .
وله حديث آخر يأتي برقم ( 5722 ) .

(/1)


2899 - ( اكفلوا لي بست خصال . وأكفل لكم بالجنة : الصلاة ، والزكاة ، والأمانة ، والفرج ، والبصر ، واللسان ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/440 :
$ضعيف$
رواه الطبراني في " الأوسط " ( 13/2 - من ترتيبه ) عن عبد الله بن عمر بن أبان : حدثنا يحيى بن حبان الطائي : حدثنا عصمة بن زامل عن أبيه : سمعت أبا هريرة يقول عن رسول الله صلى الله عليه وسلم . وقال :
" لا يروى عن أبي هريرة إلا بهذا الإسناد " .
قلت : وقال الهيثمي ( 1/293 ) بعدما عزاه لأوسط الطبراني :
" قلت : وإسناده حسن " .
ونقل المناوي عنه أنه قال :
" فيه حماد الطائي لم أعرفه ، وبقية رجاله ثقات " .
كذا وقع فيه " حماد " وهذا اسم والد الراوي كما ترى ، فلا أدري سقط اسم الراوي نفسه من المناوي أو من نسخة الطبراني خاصة الهيثمي .
ثم إنني لم أجد في الرواة من يسمى يحيى بن حماد الطائي ، وكأن ناسخ " زوائد الأوسط " وهي بخط الحافظ السخاوي ؛ شك في هذا الاسم " يحيى " فوضع عليها ضبة مشيرا إلى أن الأصل هكذا ، فلا أدري السهو فيه ممن ؟ ! فإن الصواب فيه " جميل بن حماد الطائي " هكذا ذكره ابن أبي حاتم ( 1/1/519 ) وقال :
" روى عن عصمة بن زامل ، وروى عنه عبد الله بن عمر بن محمد بن أبان بن صالح القرشي " .
ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا .
وكذلك ذكره في ترجمة عصمة بن زامل الطائي ( 3/3/20 ) ولم يذكر فيها أيضا جرحا ولا تعديلا .
وكذا في " اللسان " ( 4/168 - 169 ) وقال :
" قال البرقاني : قلت للدارقطني : جميل بن حماد عن عصمة بن زامل فذكر هذا الإسناد ؟ فقال : إسناد بدوي ، يخرج اعتبارا " .
وزامل ؛ هو ابن أوس الطائي ، كذا ذكره ابن حبان في " الثقات " ( 1/58 ) ، ولم ينسبه ابن أبي حاتم ( 1/2/617 ) ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا .
قلت : ومن هذا التحقيق يتبين أن هذا الإسناد ضعيف مسلسل بالمجهولين ؛ فتحسينه ليس بحسن ، وكذلك قول المنذري ( 1/143 و 263 ) :
" لا بأس به " .
نعم ؛ إذا صح قوله في الموضع الثاني : " وله شواهد كثيرة " كان حسنا لغيره ، وما يترجح ذلك عندي الآن . والله أعلم . وإنما ثبت بلفظ آخر ، فراجع " الصحيحة " ( 1525 ) .

(/1)


2900- ( أكل الليل أمانة ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/442 :
$ضعيف$
عزاه في " الجامع الصغير " لأبي بكر بن أبي دواد في " جزء من حديثه " ، والديلمي في " ميند الفردوس " عن أبي الدرداء . وقد وقفت على إسناده في قطعة من أربعين حديثا يغلب على الظن أنها للحافظ الذهبي أو ابن المحب المقدسي في " المجموع - 107 " الحديث الثاني عشر ، ساقه بإسناده إلى أبي بكر عبد الله بن سليمان بن الأشعث : حدثنا كثير بن عبيد : حدثنا بقية عن مهدي بن الواليد بن عامر اليزني عن يزيد بن خمير عن أبي الدرداء مرفوعا .
وكذا أخرجه الديلمي في " مسند الفردوس " ( 1/1/131 ) عن كثير بن عبيد به .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ، مهدي بن الواليد هذا ؛ قال في " الجرح " ( 4/1/337 ) :
" روى عن أبيه عن يزيد بن خمير . روى عنه بقية سمعت أبي يقول ذلك .
قال أبو محمد : روى عنه ابنه المؤمل بن مهدي . سألت أبي عنه ؟ فقال : لا أعلم روى عنه غير بقية " .
قلت : فهو مجهول ، وهو مما يستدرك على الذهبي ثم العسقلاني ، فإنهما لم يورداه في كتابيهما .
ثم إن ابن أبي حاتم ذكر آنفا أنه روى عن أبيه عن يزيد بن خمير ، وليس في إسناد هذا الحديث " عن أبيه " والله أعلم .
وبقية - وهو ابن الواليد - مدلس وقد عنعنه .
وأما يزيد بن خمير ؛ فهو حمصي صدوق كما قال الحافظ . وقال الذهبي :
" تابعي قديم ، صويلح " .
ولم يعرفه المناوي فقال في إعلامه للحديث :
" مجهول " !

(/1)


2901- ( الله الله في أصحابي ، لا تتخذوهم غرضا بعدي ، فمن أحبهم فبحبي أحبهم ، ومن أبغضهم فبغضي أبغضهم ، ومن آذاهم فقد آذاني ، ومن آذاني فقد آذى الله يوشك أن يأخذه ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/ 443 :
$ضعيف$أخرجه البخاري في التاريخ ( 3/131/389 ) ، والترمذي ( 3861 ) ، وابن حبان ( 2284- موارد ) ، وأحمد ( 4/87 و 5/54-55 ) ، وفي " الفضائل " ( 1/47/1 و 3 ) ، وابنه عبد الله في " زوائده " ( 1/48/2و4 ) ، وابن أبي عاصم في " السنة " ( 2/479/992 ) ، وأبو نعيم في " الحلية " ( 8/287 ) ، والعقيلي ( 2/272 ) ، وابن عدي ( 4/167 ) ، والبيهقي في " الشعب " ( 2/191/1511 ) ، والخطيب في " تاريخ بغداد " ( 9/123 ) ؛ كلهم من طريق عن سعد بن إبراهيم - وقال بعضهم : إبراهيم بن سعد - : حدثنا عبيد بن أبي رائطة عن عبد الرحمن بن زياد عن عبد الله بن مغفل ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره . وقال الترمذي :
" حديث [ حسن ] غريب ، لانعرفه إلا من هذا الوجه " .
قلت : وقوله : " حسن " زيادة في بعض النسخ دون بعض ؛ كما ذكر ذلك الأستاذ الدعاس في تعليقه عليه ، وفي ثبوتها في " الترمذي " نظر عندي ، ولا سيما وهو مناف لحال أحد رواته في نقدي لما يأتي ، فقد عزاه جمع للترمذي منهم العراقي في " تخريج الإحياء " ( 1/93 ) ، ومن قبله الحافظ المزي في " التحفة " فلم يذكروا عنه تحسينه إياه ، وكذلك في ترجمة عبد الرحمن بن زياد من " التهذيب " . وتبعهم السيوطي في " الجامع الكبير " ، ومن قبله ابن كثير في " التفسير / الأحزاب " ، لكني قد وجدت التحسين قد ذكره في عبارة الترمذي المتقدمة من أقدم من هؤلاء جميعا وأكثر معرفة بكتاب الترمذي ، ألا وهو الحافظ البغوري في " شرح السنة " ( 14/71 ) ، فالظاهر أن التحسين ثابت عن الترمذي في بعض نسخ كتابه القديمة ، فإن صح عنه فهو من تساهله المعروف ، فقد قال شيخه البخاري عقب الحديث :
" فيه نظر " .
قلت : ولعل ذلك - والله أعلم - من قبل راويه عبد الرحمن بن زياد ؛ فإنه لا يعرف إلا بهذه الرواية من طريق ابن أبي رائطة عنه . ولذلك قال الذهبي في " الميزان " .
" لا يعرف ، قال البخاري : فيه نظر " .
وأقره الحافظ في " اللسان " ؛ وذكر أنه اختلف في اسمه ، وأنه مفسر في " التهذيب " في ترجمة عبد الرحمن بن زياد . وهناك روى عن ابن معين أنه قال فيه :
" لا أعرفه " .
والاختلاف الذي أشار إليه ، قد تتبعته في المصادر التقدمة فوجدته على الوجوه الأربعة التالية :
1- عبد الله بن عبد الرحمن بن يعلى الطائفي .
2- عبد الرحمن بن أبي زياد.
3- عبد الرحمن بن زياد
4- عبد الرحمن بن زياد أو غبد الرحمن بن عبد الله .
فأقول : إن هذا الاختلاف مما يؤكد ما سبق عن الحافظ أنه لا يعرف . وعلى الوجه الأول وقع " كامل ابن عدي " ، ولكنه شذ عن الجماعة ، فأورد الحديث بإسناده تحت ترجمة ( عبد الله بن عبد الرحمن بن يعلى الطائفي ) ، وروى فيها قول البخاري المتقدم في ( عبد الله بن عبد الرحمن ) :
" فيه نظر " .
فأوهم ابن عدي بصنيعه هذا أن الحديث حديث الطائفي هذا ، ولا علاقه له به مطلقا ، فقد تبعه على ذلك المعلق عليه !
وخالف الطرق المشار إليها آنفا حمزة بن رشيد الباهلي فقال : حدثنا إبراهيم ابن سعد عن عبيدة بن أبي رائطة عن عمر بن بشر عن أنس بن مالك أو عمن حدثه عن أنس بن مالك - إبراهيم شك - عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه .
أخرجه العقيلي ( 2/273 ) .
قلت : وهذه رواية شاذة بل منكرة ؛ فإن حمزة هذا - مع مخالفته للثقات - لم أجد له ترجمة فيما لدي من كتب الرجال . ثم قال العقيلي :
" وفي هذا الباب أحاديث جيدة الإسناد من غير هذا الوجه بخلاف هذا اللفظ " .
قلت : وكأنه يشير إلى نكارته ، وهو بها حري . ومن تلك الأحاديث التي أشار إليها قوله صلى الله عليه وسلم : " ولا تسبوا أصحابي .... " الحديث ؛ وهو مخرج في " ظلال الجنة " ( 2/478-479 ) برواية الشيخين وغيرهما . وله شواهد خرجت بعضها في " الصحيحة " ( 4/556/1923 ) .
( تنبيه ) : لقد خلط الأخ الداراني المعلق على " موارد الظمآن " في هذا الحديث بين راويه ( عبد الله بن عبد الرحمن ) وبين آخر في طبقته وهو ( عبد الله ابن عبد الرحمن الرومي ) وكلاهما في " ثقات ابن حبان " ، الأول هو فيه برقم ( 5/46 ) ، والآخر برقم ( 5/17 ) برواية آخر عنه وهو حماد بن زيد ، وذاك كما سبق برواية عبيدة بن أبي رائطة ، فجعلهما المومى إليه واحدا ، وبناء على ذلك حسن إسناده ! وقال ( 7/226 ) :
" وقد روى عنه أكثر من واحد ، وذكره ابن حبان في " الثقات " ( 5/17 ) ، وحسن الترمذي حديثه " !

(/1)


قلت : فالرقم ( 5/17 ) يشير إلى ترجمة الرومي الذي روى عنه حماد بن زيد كما سبق ، ولا علاقة له بهذا الحديث ، فهو بذلك قد خالف جميع الحفاظ المتقدمين منهم والمتأخرين في تفريقهم بين الترجمتين . وإنما أوفعه في ذلك إعجابه برأيه ، واغتراره بما وقع في مطبوعة " الثقات " من زيادتين بين معكوفتين ، أظهر التحقيق الذي أجريته عليه أنهما زيادتان منقولتان سهوا من بعض النساخ من الترجمة الأخري ! وأودعت ذلك في كتابي " تسير انتفاع الخلان بكتاب ثقات ابن حبان " يسر الله إتمامه .
وأما قوله : " وحسن الترمذي حديثه " فقد عرفت من التخريج أن نسخ الترمذي مختلفة في إثبات التحسين ، وأن أكثر الحفاظ نقلوا عنه استغرابه للحديث دون التحسين ، وهو اللائق بحال راويه المجهول عند الحفاظ كابن معين وغيره ممن تقدم ذكره على الاختلاف في ضبط اسمه كما تقدم بيانه .
ومن غرائب المومى إليه أنه بعد أن نقل عن الترمذي قوله : " حسن غريب " أتبعه بقوله : " وانظر " تحفة الأشراف " برقم ... وجامع الأصول برقم ... وابن كثير 5/514 " .
وقد عرفت مما سبق أن " التحفة " و " ابن كثير " إنما نقلا عنه الاستغراب فقط ! وأما " جامع الأصول " فليس فيه إلا قوله : " أخرجه الترمذي " ! فهل في ذلك تدليس على القراء وإيهامهم بما يخالف الواقع ، أم هي الحداثة في هذا العلم ؟ أم هو تكثير السطور وتضخيم الكتاب بدون فائدة ؟ !
ثم رأيت المناوي في " التيسير " قد لخص الكلام جدا في الإشارة إلى علة الحديث فقال :
" وفي إسناده اضطراب وغرابة " .
ثم رأيت ابن حبان قد سبق إلى ذاك الوهم ؛ فقال عقب الحديث في " الإحسان " ( 9/189 ) :
" هذا عبد الله بن عبد الرحمن الرومي ، بصري روى عنه حماد بن زيد " .
فخالف بهذا التفريق الذي جرى عليه في " ثقاته " تبعا للامام البخاري وغيره ، كما سبق بيانه . وقد نبه على هذا المعلق على " الإحسان " ( 16/245 ) ، مشيرا إلى ذلك بالرقمين المتقدمين ( 5/17و46 ) ، ولكنه لم يتنبه للخلط الذي وقع في الترجمة الأولى كما تقدم التنبيه عليه .

(/2)


2902- ( الله الله فيما ملكت أيمانكم ، ألبسوا ظهورهم ، وأشبعوا بطونهم ، وألينوا لهم القول ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/448 :
$ضعيف جدا$
أخرجه ابن سعد في " الطبقات " ( 2/254 ) ، والطبري في " التهذيب " ( مسند علي 167/264 ) ، وابن السني في " عمل اليوم والليلة " ( 316 ) والطبراني في " المعجم الكبير " ( 19/41-42 ) عن عبيد الله ابن زحر عن علي بن يزيد عن القاسم عن أبي أمامة ( زاد الأول : ) عن كعب بن مالك قال :
" أغمي على رسول الله صلى الله عليه وسلم ساعة ثم أفاق ، فقال : " فذكره .
قلت : وهذا إسناد ضعيف جدا ، من أجل علي بن يزيد وهو الألهاني ، وعبيد الله بن زحر ؛ قال فيه ابن حبان :
" يروي الموضوعات عن الأثبات ، وإذا روى عن علي بن يزيد أتى بالطامات ، وإذا اجتمع في إسناد خبر في إسناد خبر عبيد الله وعلي بن يزيد والقاسم أبو عبد الرحمن ؛ لم يمكن ذلك الخبر إلا مما عملته أيديهم " .
قلت : القاسم هذا صدوق حسن الحديث ، فالآفة ممن دونه ، وبذلك أعله الهيثمي فقال في " المجمع " ( 4/237 ) :
" رواه الطبراني وفيه عبيد الله بن زحر وعلي بن زيد ، وهما ضعيفان " .

(/1)


2903 - ( اللهم اجعل حبك أحب الأشياء إلي ، واجعل خشيتك أخوف الأشياء عندي ، واقطع عني حاجات الدنيا بالشوق إلى لقائك ، وإذا أقررت أعين أهل الدنيا من الدنيا فأقر عيني من عبادتك ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/448 :
$ضعيف$
رواه الديلمي ( 1/2/192-193 ) عن إبراهيم بن الحسين عن عبد الله بن صالح عمن حدثه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم .
قلت : وهذا إسناد ضعيف معضل ؛ وعبد الله بن صالح ؛ هو أبو صالح كاتب الليث ، وفيه ضعف .
وإبراهيم بن الحسين ؛ هو ابن ديزيل الكسائي المعروف ب " دابة عفان " وهو من الحفاظ المعروفين .
وأخرجه أبو نعيم في" الحلية " ( 8/282 ) من طريق عباد الخواص : حدثني أبو بكر بن أبي مريم عن الهيثم بن مالك الطائي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يدعو .. فذكره .
قلت : وهذا ضعيف أيضا أو أشد ، فإنه مع إرسال الطائي له - وهو ثقة تابعي - فيه أبو بكر بن أبي مريم وكان اختلط .
وعباد - وهو ابن عباد الخواص - قال الحافظ :
" صدوق يهم ، أفحش ابن حبان فقال : يستحق الترك " .

(/1)


2904 - ( الزم هذا البيت ، ولو لم تصب شيئا تأكله إلا المسك . أي الإهاب ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/449 :
$ضعيف$
رواه الديلمي ( 1/1/54 ) عن حفص بن عمر : أخبرنا سعيد بن عمرو : حدثنا محمد بن عبد الرحمن الجعفي : أخبرنا أبو نعيم - بالشام - ( ) الصيرفي عن أبي الطفيل عامر بن واثلة قال : قال خليلي أبو القاسم : فذكره .
وبيض له الحافظ .
قلت : وهو إسناد ضعيف مظلم ، أبو نعيم هو الفضل بن دكين وهو ثقة ثبت . ذكره الحافظ ابن عساكر في شيوخ الجعفي هذا من " تاريخ دمشق " ( 15/297/1 - 2 ) وهو محمد بن عبد الرحمن بن الحسن بن علي أبو بكر الجعفي الكوفي ابن أخي حسين بن علي الجعفي . وقد ترجم له في " التهذيب " ، وذكره ابن حبان في " الثقات " وقال :
" مستقيم الحديث ، حدثهم بالشام بالغرائب " .
والصيرفي هذا لم أعرفه . وهكذا وقع في مسودتي " أبو نعيم - بالشام - الصيرفي " فالظاهر أن في العبارة سقطا ، فلا أدري أهكذا هو في الأصل ، أم السقط مني ؟
ومن دون الجعفي لم أعرفهما .
والحديث عزاه السيوطي في " الزيادة على الجامع الصغير " ( ق 31/2 ) لابن لال عن أبي الطفيل . ولم يورده في " الجامع الكبير " أيضا ( 1/125/2 ) .

(/1)


2905 - ( اللهم ارزقني عينين هطالتين ، تشفيان القلب بذروف الدمع من خشيتك ، قبل أن يكون الدمع دما ، والأضراس جمرا ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/450 :
$ضعيف$
أخرجه أبو نعيم في " الحلية " ( 2/196 - 197 ) وابن عساكر في " تاريخ دمشق " ( 11/120 ) من طريق عبد السلام بن صالح أبي الصلت قال : حدثنا الوليد بن مسلم قال : حدثنا ثابت بن سرح أبو سلمة عن سالم عن ابن عمر قال :
" كان من دعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم ..... " فذكره . وقال :
" رواه دحيم عن الوليد ، ولم يجاوز به سالما " .
قلت : وكذلك رواه الإمام أحمد في " الزهد " ( ص 10 ) : حدثنا الوليد بن مسلم : حدثنا ثابت أبو سلمة الدوسي عن سالم بن عبد الله قال : فذكره . وكذلك رواه الحسين المروزي في " زوائد زهد ابن المبارك " ( رقم 480 ) : أخبرنا الوليد بن مسلم به .
وكذلك رواه ابن عساكر من طرق عن الوليد .
قلت : وهذا هو الصواب مرسل . لأن أبا الصلت صدوق له مناكير كما في " التقريب " ، فمخالفته للإمام أحمد والمروزي وللجماعة لا تقبل .
ثم إن ثابت بن سرح - وفي " الجرح والتعديل " ( 1/1/453 ) " سرج " بالجيم - روى عنه محمد بن شعيب بن شابور أيضا ، ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا .
وروى ابن عساكر عن أبي زرعة أنه قال : " مجهول ، لا أعرفه إلا في حديث رواه عنه الوليد بن مسلم عن سالم ، ولا أحسبه ( سالم بن عبد الله بن عمر ) ، هو عندي ( سالم بن عبد الله المحاربي ) أشبه ، وإن كان مرسلا " .
قلت : والمحاربي صالح الحديث كما في " الجرح " .
فالحديث ضعيف للإرسال والجهالة .

(/1)


2906 - ( اللهم افتح مسامع قلبي لذكرك ، وارزقني طاعتك وطاعة رسولك ، وعملا بكتابك ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/451 :
$ضعيف$
رواه الدولابي ( 2/150 ) والطبراني في " المعجم الأوسط " ( 2/72/12886 و 5/289/5341 ) عن محمد بن سواء عن مغيرة بن سلمة عن أبان بن القاسم عن الحارث الأعور عن علي : أن النبي صلى الله عليه وسلم دعا فقال : فذكره .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ أبان بن القاسم لم أجد من ترجمه .
والحارث الأعور ضعيف ، ومن طريقه أورده الهيثمي في " المجمع ( 10/182 ) من رواية الطبراني في " الأوسط " وقال أيضا :
" ضعيف " .

(/1)


2907 - ( اللهم أحسن عاقبتنا في الأمور كلها ، وأجرنا من خزي الدنيا وعذاب الآخرة ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/452 :
$ضعيف$
أخرجه البخاري في " التاريخ الكبير " ( 1/1/30 ) ، و " الصغير " ( 130 - 131 ) ، وابن حبان ( 2424 و 2425 ) ، وأحمد في " المسند " ، وابنه في " زوائده " ( 4/181 ) ، وابن عدي ( ق 32/2 ) ، و الطبراني في " الدعاء " ( 3/1471/1436 ) ونصر المقدسي في " الأربعين " ( رقم 23 ) ، وابن عساكر في " التاريخ " ( 3/146/1 و 15/67/1 ) من طرق عن محمد بن أيوب بن ميسرة بن حلبس قال : سمعت أبي يقول : سمعت بسر بن أرطاة يقول : فذكره مرفوعا . وقال المقدسي :
" هذا حديث حسن غريب ، تفرد به محمد بن أيوب " .
قلت : ذكره ابن حبان في " الثقات " ، وقد روى عنه جمع من الثقات ، وقال ابن أبي حاتم ( 3/2/197 ) عن أبيه :
" صالح لا بأس به ، ليس بالمشهور " .
وأبوه أيوب بن ميسرة ؛ وثقه ابن حبان أيضا ، روى عنه ابنه محمد وغيره . قال أبو مسهر : كان أفقه ( يعني من أخيه يونس ) ، وكان يفتي في الحلال والحرام ، وكان عامل عمر بن عبد العزيز على ديوانه ؛ كما في " التعجيل " . وقال في " اللسان " :
" رأيت له ما ينكر " .
قلت : فهو مجهول مغموز ، وقد تابعه يزيد بن أبي يزيد مولى بسر بن أرطاة عن بسر به .
أخرجه ابن عدي ، والحاكم ( 3/591 ) ؛ وسكت عليه هو والذهبي .
ويزيد هذا لم أعرفه .
وبسر بن أرطاة - وقيل : ابن أبي أرطاة - مختلف في صحبته . وقال ابن عدي عقب هذا الحديث وحديث آخر ساقه له :
" مشكوك في صحبته " .
وأورده الذهبي في " الضعفاء " وقال :
" قال ابن معين : رجل سوء . قلت : ذا صحابي ! " .
وقد أطال ابن عبد البر ترجمته في " الاستيعاب " ، وذكر فيها بعض مساويه . فالله أعلم .

(/1)


2908 - ( كان من دعائه صلى الله عليه وسلم : اللهم إنا نسألك موجبات رحمتك ، وعزائم مغفرتك ، والسلامة من كل إثم ، والغنيمة من كل بر ، والفوز بالجنة ، والنجاة بعونك من النار ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/454 :
$ضعيف جدا$
أخرجه الحاكم ( 1/525 ) من طريق خلف بن خليفة : حدثنا حميد الأعرج عن عبد الله بن الحارث عن ابن مسعود رضي الله عنه قال : فذكره ؛ وقال :
" صحيح على شرط مسلم " . ووافقه الذهبي .
قلت : لكن خلف بن خليفة متكلم فيه من قبل حفظه حتى اتهمه بعضهم ، فقال الذهبي نفسه في " الضعفاء " :
" صدوق ، قال ابن عيينة : يكذب " .
وقال الحافظ في " التقريب " :
" صدوق ، اختلط في الآخر ، وادعى أنه رأى عمرو بن حريث الصحابي ، فأنكر عليه ذلك ابن عيينة وأحمد " .
قلت : فمثله ضعيف الحديث حتى يتبين انه حدث به قبل الاختلاط ، أو يأتي ما يشهد له ، وذلك مما لم نقف عليه ، اللهم إلا في حديث صلاة الحاجة الذي أخرجه الترمذي ( 2/344 - شاكر ) وغيره من طريق فائد بن عبد الرحمن عن عبد الله بن أبي أوفى مرفوعا بلفظ : " من كانت له إلى الله حاجة ... " الحديث وفيه هذا الدعاء دون قوله " والفوز ... " .
وضعفه الترمذي وغيره ؛ وذلك لأن فائدا هذا متروك .
ثم إن الحديث أخرجه الحاكم أيضا ( 1/533 - 534 ) من طريق خلف بن خليفة بزيادة في أوله وآخره ؛ وقال :
" صحيح الإسناد " . ورده الذهبي بقوله :
" قلت : حميد متروك " .
قلت : فتأمل كيف تناقض الذهبي فضلا عن الحاكم ، على أن تناقض هذا أيسر من الذهبي !
وعلى كل حال فهذه علة أخرى أهم من الأولى ؛ لشدة ضعف حميد الأعرج هذا .
ومما ينبغي أن يستفاد بهذه المناسبة أن حميدا هذا ؛ هو غير حميد بن قيس الأعرج ، فهذا مكي ثقة محتج به في " الصحيحين " ، وذاك كوفي واهي .

(/1)


2909 - ( اللهم إن قلوبنا ونواصينا بيدك ، لم تملكنا منها شيئا ، فإذا فعلت ذلك بها ، فكن أنت وليها ، واهدها إلى سواء السبيل ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/455 :
$ضعيف جدا$
أخرجه أبو نعيم في " الحلية " ( 8/367 ) ، والخطيب في " التاريخ " ( 13/199 ) من طريق أبي علي أحمد بن الحسن بن علي المقري - دبيس - : حدثنا نصر : حدثنا نصر بن داود الخليجي : حدثنا خلف [ بن هشام ] المقري قال :
" كنت أسمع معروفا الكرخي يدعو بهذا الدعاء كثيرا يقول : ( فذكره ) ، فقلت : يا أبا محفوظ ! أسمعك تدعو بهذا الدعاء كثيرا ، هل سمعت فيه حديثا ؟ قال : نعم ، حدثني بكر بن خنيس عن سفيان الثوري [ عن أبي الزبير عن جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يدعو بهذا الدعاء ] " .
قلت : وهذا إسناد ضعيف جدا ؛ دبيس هذا ترجمه الخطيب ( 4/88 ) وقال :
" وكان منكر الحديث ، قرأت بخط الدارقطني : ليس بثقة " .
وسائر الرواة ثقات معروفون على عنعنة أبي الزبير ؛ غير معروف الكرخي - وهو الزاهد المشهور - له ترجمة حافلة عند الخطيب ، ولكنه لم يذكر حاله في الرواية ، وليس هو من رجال أحد الستة ، ولا روى له أحمد في " المسند " ، ولم يترجم له البخاري في " التاريخ الكبير " ، وكذا ابن أبي حاتم في " الجرح والتعديل " ، ولم يذكره الذهبي في " الميزان " ولا استدركه عليه الحافظ في " اللسان " ، فهو مجهول الحال في الرواية . والله أعلم .

(/1)


2910 - ( اللهم أسألك التوفيق لمحابك من الأعمال ، وصدق التوكل عليك ، وحسن الظن بك ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/456 :
$ضعيف$
أخرجه ابن نصر في " قيام الليل " ( ص 136 - 137 ) عن محمد بن النضر الحارثي عن الأوزاعي قال :
" كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول : .... " فذكره .
قلت : وهذا إسناد ضعيف لإعضاله ، ولأن الحارثي هذا مجهول الحال ؛ ترجمه ابن أبي حاتم ( 4/1/110 ) برواية جمع عنه ، ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا .
والحديث أخرجه أبو نعيم في " الحلية " من هذا الوجه كما في " فيض القدير " ، والحكيم الترمذي من حديث أبي هريرة ، ولم يتكلم المناوي على إسناده بشيء ، ولم يورده الغماري في فهرس " الحلية " . والله أعلم .
ثم رأيت الغماري في " المداوي " ( 2/223 ) لم يتعقب المناوي إلا في قوله :
" الأوزاعي تابعي ثقة جليل " بقوله :
" ما هو تابعي ، ولكنه من كبار أتباع التابعين " .

(/1)


2911 - ( يا سلمان ! إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يريد أن يمنحك كلمات تسألهن الرحمن ، وترغب إليه فيهن ، وتدعو بهن في الليل والنهار ، قل : اللهم إني أسألك صحة في إيمان ، وإيمانا في حسن خلق ، ونجاحا يتبعه فلاح ، ورحمة منك ، وعافية ومغفرة منك ورضوانا ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/457 :
$ضعيف$
أخرجه أحمد ( 2/321 ) ، والحاكم ( 1/523 ) من طريق عبد الله بن الوليد عن عبد الله بن عبد الرحمن بن حجيرة عن أبيه عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أوصى سلمان الخير فقال : فذكره ، وقال :
" صحيح الإسناد " . ولم يتعقبه الذهبي بشيء ، وعبد الله بن الوليد - وهو التجيبي - ضعفه الدارقطني جدا فقال :
" لا يعتبر بحديثه " .
وأما ابن حبان فذكره في " الثقات " ، وتوسط الحافظ بينهما فقال :
" لين الحديث " . وأما شيخه الهيثمي فقال في " المجمع " ( 10/174 ) - بعد عزوه لأحمد - :
" ورجاله ثقات ، ورواه الطبراني في الأوسط " .
قلت : هو عنده أيضا ( 9/132/9333 ) من طريق ( عبد الله بن الوليد ) .

(/1)


2912 - ( اللهم إني أسألك غناي ، وغنى مولاي ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/457 :
$ضعيف$
أخرجه البخاري في " الأدب المفرد " ( 662 ) ، وأحمد ( 3/453 ) ، والطبراني في " المعجم الكبير " ( 22/329/828 ) عن محمد بن يحيى بن حبان عن لؤلؤة عن أبي صرمة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : فذكره .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ، رجاله ثقات ؛ غير لؤلؤة فإنها مجهولة ؛ لم يرو عنها غير محمد بن يحيى بن حبان هذا ، وقال الحافظ في " التقريب " :
" مقبولة " .
وقد أسقطها ابن حبان من الإسناد في رواية لأحمد ؛ وكذا رواه بان أبي شيبة ( 1/208 ) ، ولذلك قال الهيثمي ( 10/178 ) :
" رواه أحمد والطبراني ، وأحد إسنادي أحمد رجاله رجال الصحيح ، وكذلك الإسناد الآخر وإسناد الطبراني غير لؤلؤة مولاة الأنصار وهي ثقة " .
ولا أدري عمدته في توثيقها ! إلا أن يكون رآها في " الثقات " لابن حبان فاعتمده ، ولا يخفى ما فيه . وقال ابن أبي حاتم في الرواية الأخرى لأحمد ( 2/202 ) :
" هذا خطأ ، والصحيح عن محمد بن يحيى بن حبان عن لؤلؤة عن أبي صرمة ، ومعنى قوله : " غنى مولاي " يعني العصبة ، قال الله تبارك وتعالى : ( وإني خفت الموالي من ورائي ) قال : العصبة " .
ثم وجدت للحديث شاهدا موقوفا بإسناد واه ، أخرجه الطبراني في " المعجم الكبير " ( 5/143/4849 ) من طريق أبي مسعود أحمد بن الفرات الرازي : حدثنا أبو الهيثم خالد بن القاسم : حدثنا يونس بن يزيد عن الزهري عن خارجة بن زيد بن ثابت عن أبيه أنه كان يقول حين يضطجع :
" اللهم إني أسألك غنى الأهل والمولى ، وأعوذ بك أن تدعو علي رحم قطعتها " .
قلت : وهذا إسناد ضعيف جدا إن لم يكن موضوعا ؛ آفته خالد هذا ، قال ابن حبان في " الضعفاء " ( 1/282 ) :
" كان يوصل المقطوع ، ويرفع المرسل ، ويسند الموقوف ، وأكثر ما فعل ذلك بالليث بن سعد ، لا تحل كتابة حديثه " .
وقال ابن عدي في " الكامل " ( 2/10 ) :
" تركه أحمد وعلي ، وقال البخاري : متروك ، تركه الناس . وقال السعدي : كذاب ، يزيد في الأسانيد " .
وقد طول الحافظ ترجمته في " اللسان " ، وذكر عن ابن راهويه أنه قال :
" كان كذابا . وعن ابن أبي عاصم أنه قال في " كتاب الرحم " له : حدثنا أحمد بن الفرات : حدثنا خالد المدائني : حدثنا الليث عن يونس عن الزهري عن خارجة بن زيد أن أباه كان يدعو بدعاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم : اللهم إني أعوذ بك أن تدعو علي رحم قطعتها . ثم قال ابن أبي عاصم : وخالد متروك الحديث " .
وبالجملة ؛ فالحديث ضعيف لجهالة لؤلؤة ، والاضطراب في إسناده ؛ فتارة تذكر فيه وتارة تسقط ، وتارة قال الراوي بديلا عنها : " عن مولى لهم " في رواية للبخاري عقب الرواية الأولى ، ولشدة ضعف شاهده المذكور . والله أعلم .
وقد جاء الحديث مقطوعا عند ابن أبي شيبة ( 9243 ) : حدثنا ابن مسهر عن هشام بن عروة عن أبيه قال :
" كان الرجل إذا دعا قال : اللهم أغنني وأغن مولاي .
وهذا إسناد صحيح مقطوع . فلعل هذا أصل الحديث رفعه الرواة وهما أو عمدا . والله أعلم .
وقد وهم الهيثمي وهما فاحشا فقال في حديث زيد بن ثابت ( 10/125 ) :
" رواه الطبراني ، وإسناده جيد " !

(/1)


2913 - ( أربع من كن فيه حرمه الله على النار ، وعصمه من الشيطان : من ملك نفسه حين يرغب ، وحين يرهب ، وحين يشتهي ، وحين يغضب ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/460 :
$ضعيف$
رواه الديلمي ( 1/1/166 -167 ) من طريق ابن السني معلقا عن شعيب بن يعيش بن يحيى عن جده يحيى بن عبد الله عن عمر بن سالم عن محمد بن عجلان عن أبان بن عمر بن عثمان عن أبيه مرفوعا . وذكر أن ابن لال رواه بإسناده عن الحسن موقوفا عليه نحوه .
قلت : وهذا إسناد ضعيف مظلم ، من دون محمد بن عجلان لم أعرفهم ، ويحتمل أن يكون يحيى بن عبد الله هو البابلتي الضعيف . والله أعلم .
والحديث عزاه السيوطي بأتم منه للحكيم الترمذي من حديث أبي هريرة .
وقال المناوي :
" إسناده ضعيف " .

(/1)


2914 - ( اللهم إني أعوذ بك من شر الأعميين ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/460 :
$منكر$
رواه ابن منده في " المعرفة " ( 2/335/2 ) من طريق الطبراني - وهذا في " المعجم الكبير " ( 24/344/858 ) - عن أحمد بن النعمان الفراء المصيصي : أخبرنا عبد الرحمن بن عثمان الحاطبي عن أبيه عن أمه عائشة بنت قدامة قالت : يمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( فذكره ) قيل : يا رسول الله وما الأعميان ؟ قال : السيل والبعير الصؤول .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ، عثمان الحاطبي وهو ابن إبراهيم بن محمد بن حاطب الجمحي ؛ قال ابن أبي حاتم ( 3/1/144 ) عن أبيه :
" روى عنه ابنه عبد الرحمن أحاديث منكرة . قلت : فما حاله ؟ قال : يكتب حديثه ، وهو شيخ " .
وابنه عبد الرحمن ضعيف أيضا ؛ قال ابن أبي حاتم ( 2/2/264 ) عن أبيه أيضا :
" هو ضعيف الحديث ، يهولني كثرة ما يسند " .
والحديث قال الهيثمي ( 10/144 ) :
" رواه الطبراني ، وفيه عبد الرحمن بن عثمان الحاطبي وهو ضعيف " .

(/1)


2915 - ( كان يدعو : اللهم إني أسألك عيشة نقية ، وميتة سوية ، ومردا غير مخزي ، ولا فاضح ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/461 :
$ضعيف$
أخرجه الحاكم ( 1/541 ) والبزار في " مسنده " ( 4/57/3186 - كشف الأستار ) عن شريك عن الأعمش عن مجاهد عن ابن عمر رضي الله عنهما قال : فذكره . وقال :
" صحيح الإسناد " . ورده الذهبي بقوله :
" قلت : وشريك ليس بالحجة " .
ووقع في " المجمع " ( 10/179 ) ( ابن عمرو ) وقال :
" رواه الطبراني والبزار ، وإسناد الطبراني جيد " .
قلت : فلعل إسناد الطبراني من غير طريق شريك ، وهو ما أستبعده . والله أعلم .
ورواه أحمد ( 4/381 ) من طريق ليث عن مدرك عن عبد الله بن أبي أوفى في آخر حديث له . وليث - وهو ابن أبي سليم - كان اختلط . ومدرك هو ابن عمارة ، وثقه ابن حبان ( 5/445 ) .

(/1)


2916 - ( اللهم إني أسألك رحمة من عندك تهدي بها قلبي ، وتجمع بها أمري ، وتلم بها شعثي ، وتصلح بها غائبي ، وترفع بها شاهدي ، وتزكي بها عملي .... ) الحديث بطوله .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/462 :
$ضعيف$
أخرجه الترمذي ( 2/250 ) ، وابن خزيمة في " صحيحة " ( 1/122/1-2 ) ، والحربي في " غريب الحديث " ( 5/61/2 ) ، وابن عدي ( 127/1 ) ، وأبو نعيم " الحلية " ( 3/209 ) من طريق ابن أبي ليلى عن دواد بن علي بن عبد الله بن عباس عن أبيه عن جده ابن عباس قال : سمعت نبي الله صلى الله عليه وسلم يقول ليلة حين فرغ من صلاته ( وفي رواية : الركعتين قبل الفجر ) يقول : فذكره . وقال الترمذي :
" حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث ابن أبي ليلى من هذا الوجه " .
وكذا قال أبو نعيم ، وهذا على ما أحاط به علمهم ، وإلا فقد تابعه نصر بن محمد بن سليمان بن أبي ضمرة الحمصي : حدثنا أبي : حدثنا داود بن علي بن عبد الله ابن عباس به ، إلا أنه قال :
" فلما ركع الركعة الأخيرة فاعتدل قائما من ركوعه قنت ؛ فقال : " فذكره .
أخرجه تمام في " الفوائد " ( ق 199/2-200/2 ) .
قلت : ونصر بن محمد هذا قال ابن أبي حاتم ( 4/1/471 ) عن أبيه :
" أدركته ولم أكتب عنه ، وهو ضعيف الحديث لا يصدق " .
وأما ابن حبان فذكره في " الثقات " .
وأبوه محمد بن سليمان بن أبي ضمرة ؛ ذكره ابن حبان في " الثقات " أيضا .
وقال ابن أبي حاتم ( 3/2/268 ) عن أبيه :
" حدثنا الوحاظي عنه بأحاديث مستقيمة " .
ومدار الحديث على داود بن علي هذا ، ومع ضعف الطريق إليه ؛ فإن داودنفسه ليس بحجة كما قال الذهبي ، على أنه قد توبع على بعضه ، رواه عيسى بن يزيد عن عمر بن أبي حفص عن ابن عباس رضي الله عنه :
" أنه انصرف ليلة صلى مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما فسمعه يدعو في الوتر ، فقال : "
فذكره مختصرا .
أخرجه ابن نصر في " قيام الليل " ( ص 110 ) ، والبيهقي في " الأسماء والصفات " ( 159-160 ) .
ولكنه إسناد ضعيف جدا ، عيسى بن يزيد - وهو ابن داب الليثي المدني - قال الذهبي :
" كان أخباريا علامة نسابة ، لكن حديثه واه . قال خلف الأحمر : كان يضع الحديث . وقال البخاري وغيره : منكر الحديث " .
وعمر بن أبي حفص ؛ لم أعرفه .
نعم ؛ قد صح منه دعاء النور ، أخرجه الشيخان وغيرهما من طريق أخرى عن ابن عباس رضي الله عنهما .
ثم رأيت الذهبي قال في ترجمة داود بن علي هذا من " سير الأعلام " ( 5/444 ) ؛ مشيرا إلى هذا الحديث :
" له حديث طويل في الدعاء ، تفرد به عنه ابن أبي ليلى وقيس ، وما هو بحجة ، والخبر يعد منكرا ، ولم يقحم أولو النقد على تليين هذا الضرب لدولتهم " !

(/1)


2917. (كان يقول : اللهم عافني في جسدي وعافني في بصري واجعله الوارث مني ، لا إله إلا الله الحليم الكريم ، سبحان الله رب العرش العظيم ، الحمد لله رب العالمين ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/464 :
$ضعيف$
أخرجه الترمذي (2/261 ) ، والحاكم (1/3580) ، وابن عدي (2/104) ، والخطيب في التاريخ (2/137) من طريق حبيب بن أبي ثابت عن عروة عن عائشة قالت : فذكره وقال الترمذي :
( حديث حسن غريب سمعت محمدا ( يعني البخاري ) يقول حبيب بن أبي ثابت لم يسمع من عروة بن الزبير شيئا والله أعلم )
قلت : وهو ثقة جليل فقيه ولكنه كان كثير التدليس كما في التقريب ، وقد أدرك ابن عمر وغيره من الصحابة فلأن يدرك عروة بن الزبير من باب أولى ، فلولا أنه مدلس لكان الإسناد متصلا قويا
وقال الحاكم عقبه : ( صحيح الإسناد إن سلم سماع حبيب من عروة )
وتعقبه الذهبي بأن فيه عنده بكر بن بكار ، قال النسائي : ( ليس بثقة )
قلت : لكن طريق الجماعة سالمة منه فالعلة العنعنة فقط

(/1)


2918 - ( اللهم لك الحمد كالذي تقول ، وخيرا مما نقول ، اللهم لك صلاتي ونسكي ، ومحياي ومماتي ، وإليك مآبي ، ولك رب تراثي ، اللهم إني أعوذ بك من عذاب القبر ، ووسوسة الصدر ، وشتات الأمر ، اللهم إني أعوذ بك من شر ما تجيء به الريح ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/465 :
$ضعيف$
أخرجه الترمذي ( 4/265-266- تحفة ) ، وابن خزيمة في " صحيحة " ( 280/1 ) وأبو نعيم في " أخبار أصبهان " ( 1/221-222 ) من طريق قيس بن الربيع عن الأغر بن الصباح عن خليفة بن حصين عن علي بن أبي طالب قال :
أكثر ما دعا به رسول الله صلى الله عليه وسلم عشية عرفة في الموقف .... ) فذكره ، وقال الترمذي :
" حديث غريب من هذا الوجه ، وليس إسناده بقوي " .
وقال ابن خزيمة :
" إن ثبت الخبر ، ولا إخال " .
قلت : وعلته قيس ؛ فإنه ضعيف لسوء حفظه .

(/1)


2919- ( ألهم إبراهيم الخليل عليه السلام هذا اللسان العربي إلهاما ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/465 :
$ضعيف$
أخرجه الحاكم ( 2/343-344 ) ، وعنه البيهقي في " شعب الإيمان " ( 1/2/105/2 ) من طريق الفضل بن محمد الشعراني : حدثنا أبو ثابت محمد بن عبيد الله المدني : حدثني إبراهيم بن سعد عن سيفان الثوري عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جابر رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره ، وقال :
هذا حديث غريب صحيح على شرط الشيخين ، إن كان الفضل بن محمد حفظه متصلا عن أبي ثابت ، فقد حدثناه أبو علي الحافظ : أنبأ أبو عبد الرحمن النسائي : حدثنا عبيد الله بن سعد الزهري : حدثنا عمي عن أبيه عن سفيان عن جعفر ابن محمد عن أبيه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم مرسلا نحوه " .
ووافقه الذهبي .
وأقول : إسناد المرسل صحيح ، رجاله كلهم ثقات رجال البخاري ؛ ماعدا النسائي وأبا علي الحافظ فهما ثقتان حافظان مشهوران .
وأما المسند فلا يصح ؛ لأن الفضل بن محمد الشعراني فيه ضعف ، وقد وثقه الحاكم وغيره ، لكن قال ابن أبي حاتم ( 3/2/69 ) عن أبيه :
" تكلموا فيه " .
فمثله لا يقبل منه ما خالف فيه الثقات الأثبات ، والحاكم نفسه قد شك في إسناده لهذا الحديث بقوله المتقدم :
" إن كان الفضل بن محمد حفظه متصلا " .
ويبدو أنه سرقه منه بعض الضعفاء ، فرواه إبراهيم بن إسحاق الغسيلي : حدثنا عبيد الله بن سعد بن إبراهيم الزهري : حدثنا عمي : حدثنا أبي عن سفيان الثوري عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جابر رضي الله عنه :
" أن رسول الله صلى الله عليه وسلم تلا ( قرآنا عربيا لقوم يعلمون ) ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
ألهم إسماعيل هذا اللسان إلهاما " ، كذا قال " إسماعيل " .
أخرجه الحاكم ( 2/439 ) وقال :
" صحيح الإسناد " . ورده الذهبي بقوله :
" قلت : حقه أن يقول (م) ( يعني أنه على شرط مسلم ) ولكن مدار الحديث على إبراهيم بن إسحاق الغسيلي ، وكان ممن يسرق الحديث " .
ومن الغريب أن الحاكم نفسه الذي صحح هذا الإسناد ، قد حكم على الغسيلي هذا بالجهالة ، فقد حكى الحافظ في " اللسان " في هذه الترجمة أنه قال :
" أنا أتعجب من شيخا ( يعني ابن الأخرم ) كيف حدث عن هذا الشيخ في " الصحيح " ، وليس في كتابه من أشباهه من المجهولين أحد ، وكتابه " الصحيح نظيف بمرة " .
قلت : وليت كتاب " المستدرك " كان نظيفا كذلك من أمثال هذا !
( تنبيه ) : أورده السيوطي في " الجامع " باللفظ الثاني " إسماعيل " ، وقال :
" رواه الحاكم والبيهقي في " الشعب " عن جابر " . فقال المناوي :
" الذي وقفت عليه في أصول قديمة من " شعب البيهقي " و " المستدرك " وتلخصيه للذهبي بخطه : " إبراهيم " بدل " إسماعيل " ، فليحرر " .
وقال البيهقي عقب إيراده :
" المحفوظ مرسل " .
قلت : فلعل اللفظ الثاني من رواية الغسيلي في " المستدرك " هي في بعض نسخه ، ومنها نقل السيوطي وعليها المطبوعة ، ولعل اللفظ الأول في " المستدرك " لم يقف عليه السيوطي . والله أعلم .

(/1)


2920- ( إليك انتهت الأماني يا صاحب العافية ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/468 :
$ضعيف$
رواه الطبراني في " المعجم الأوسط " ( 7/8/6694 ) وابن شمعون الوعظ في " الأمالي " ( 1/53/1 ) ، وعنه القضاعي ( 120/2 ) عن رشدين عن موسى بن حبيب عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة مرفوعا .
ومن هذا الوجه الخلعي في " الفوائد " ( 2/58/2 ) .
قلت : وهذا إسناد ضعيف من أجل رشدين بن سعد ؛ قال في " التقريب " :
" ضعيف ، رجح أبو حاتم عليه ابن لهيعة ، وقال ابن يونس : كان صالحا في دينه ، فأدركته غفلة الصالحين فخلط في الحديث " .
وموسى بن حبيب لم أعرفه ، ولعله موسى بن أبي حبيب الحمصي فإنه من طبقته ؛ قال ابن أبي حاتم ( 4/1/140 ) عن أبيه :
" حمصي قدم الكوفة ، فحدثنا عنه الحسن بن عطية وعبد العزيز بن الخطاب ، وهو ضعيف الحديث " .
والحديث عزاه السيوطي للطبراني في " الأوسط " والبيهقي في " الشعب " عن أبي هريرة . قال المناوي :
" قال مخرجه البيهقي نفسه عقب تخريجه : في إسناده ضعف . انتهى . وقال الهيثمي عقب عزوه للطبراني : إسناده حسن " !
وهو في " شعب الإيمان " للبيهقي ( 3/2/187/1- المصورة ) .

(/1)


2921- ( إليك رب حببني ، وفي نفسي لك **** ، وفي **** الناس عظمني ، ومن سيىء الأخلاق جنبني ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/469 :
$ضعيف جدا$
رواه الديلمي ( 1/2/115-116 ) عن محمد بن الفضل ابن عطية عن زيد العمي عن مرة عن عبد الله بن مسعود مرفوعا .
قلت : وهذا إسناد ضعيف جدا ، زيد العمي ضعيف ، ومحمد بن الفضل بن عطية متهم .

(/1)


2922- ( أما إن ربك تبارك وتعالى يحب المدح ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/469 :
$ضعيف$
أخرجه البخاري في " الأدب المفرد " ( 342 ) ، وأحمد ( 3/435 ) من طريق علي بن زيد عن عبد الرحمن بن أبي بكرة : أن الأسود بن سريع قال :
[ كنت شاعرا ف ] أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت : يا رسول الله ! إني قد حمدت ربي تبارك وتعالى بمحامد ومدح ، وإياك ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( فذكره ) ، هات ما امتدحت به ربك ، قال : فجعلت أنشده ، فجاء رجل ، فاستأذن - أدلم أصلع ، أعسر أيسر - قال : فاستنصتني له رسول الله صلى الله عليه وسلم - ووصف لنا أبو سلمة كيف استنصته ، قال : كما صنع بالهر - ، فدخل الرجل ، فتكلم ساعة ، ثم خرج ، ثم أخذت أنشده أيضا ، ثم رجع بعد ، فاستنصتني رسول الله صلى الله عليه وسلم - ووصفه أيضا - فقلت : يا رسول الله ! من ذا الذي استنصتني له ؟ فقال :
" هذا رجل لا يحب الباطل ، هذا عمر بن الخطاب " .
وفي رواية لأحمد ( 4/24 ) من هذا الوجه عنه قال :
" قلت : يا رسول الله ! إني قد مدحت الله بمدحة ، ومدحتك بأخرى ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : هات ، وابدا بمدحة الله عز وجل " .
وهذا إسناد ضعيف ، علي بن زيد وهو ابن جدعان ؛ قال الحافظ :
" ضعيف " .
قلت : وقد روي من وجه آخر لا يصح أيضا ، يرويه الحسن قال : قال الأسود ابن سريع :
" يا رسول الله ! ألا أنشدك محامد حمدت بها ربي تبارك وتعالى ؟ فقال : إن ربك تبارك وتعالى يحب الحمد " .
زاد في رواية :
" ولم يستزده على ذلك " .
أخرجه النسائي في " السنن الكبرى " ( 4/416/7745 ) ، وأحمد ( 3/430 ) ، والطبراني في " الكبير " ( 1/42/1 ) ، والحاكم ( 3/614 ) والزيادة له وقال :
" صحيح الإسناد " ! ووافقه الذهبي .
قلت : وهو منه عجيب ، فقد قال في ترجمة الحسن هذا - وهو البصري - :
" كان كثير التدليس ، فإذا قال فى حديث : " عن فلان " ضعف احتجاجه ، ولا سيما عمن قيل : إنه لم يسمع منهم كأبي هريرة ونحوه ، فعدوا ما كان له عن أبي هريرة في جملة المنقطع " .
قلت : وهذا الحديث منقطع لأنه لم يصرح بالسماع ؛ ثم وجدت تصريحه من طريقين فخرجته في " الصحيحة " ( 3179 ) .

(/1)


2923- ( ***************** له : بل أنت ، وأنت أحق به ، وإذا قال له : عليك السلام ، قال : لا ، بل لك ، أنت أحق به ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/471 :
$ضعيف$
أخرجه أحمد ( 5/445 ) عن الأعمش عن أبي خالد الوالبي عن النعمان بن مقرن قال رسول الله صلى الله عليه وسلم - وسب رجل عنده ؛ قال : فجعل الرجل المسبوب يقول : عليك السلام ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ، رجاله ثقات ؛ لكن أبو خالد هذا لم يسمع من النعمان ؛ كما يقيده قول الحافظ في " التهذيب " :
" أرسل عن عمر بن الخطاب والنعمان بن مقرن " .
وأخرج البخاري في " الأدب المفرد " ( 419 ) من طريق عبد الله بن كيسان عن عكرمة عن ابن عباس قال :
" اتب رجلان على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فسب أحدهما ، والآخر ساكت ، والنبي صلى الله عليه وسلم جالس ، ثم رد الآخر ، فنهض النبي صلى الله عليه وسلم فقيل : لم نهضت ؟ قال : نهضت الملائكة فنهضت معهم ، إن هذا ما كان ساكتا ردت الملائكة على الذي سبه ، فلما رد نهضت الملائكة " .
قلت : وعبد الله بن كيسان - وهو أبو مجاهد المروزي - ضعيف أيضا ، قال الحاقظ :
" صدوق ، يخطىء كثيرا " .

(/1)


2924- ( أما أنت يا أبا بكر والؤمنون ؛ فتجزون بذلك في الدنيا حتى تلقوا الله وليس لكم ذنوب ، وأما الآخرون فيجمع ذلك لهم حتى يجزوا به يوم القيامة ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/472 :
$ضعيف$
أخرجه الترمذي ( 4/94 ) ، وعبد بن حميد في " المنتخب من المسند " ( ق 2/2- نسخة المكتب ) من طريق موسى بن عبيدة قال : أخبرني مولى ابن سباع قال : سمعت عبد الله بن عمر يحدث عن أبي بكر الصديق قال :
" كنت عند النبي صلى الله عليه وسلم ، فأنزلت عليه هذه الآية ( من يعمل سوء يجز به ولا يجد له من دون الله وليا ولا نصيرا ) ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يا أبا بكر ! ألا أقرئك آية أنزلت عليه ؟ قلت : بلى يا رسول الله ، قال : فأقرأنيها فلا أعلم إلا أني وجدت في ظهري انقصاما لها ، فتمطأت لها ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما شأنك يا أبا بكر ؟ قلت : يا رسول الله ! بأبي أنت وأمي وأينا لم يعمل سوءا ، وإنا لمجزيون بما عملنا ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " فذكره . وقال الترمذي :
" حديث غريب ، في إسناده مقال ، وموسى بن عبيدة يضعف في الحديث ، ومولى ابن سباع مجهول ، وقد روي هذا الحديث من غير هذا الوجه عن أبي بكر ، وليس به إسناد صحيح أيضا ، وفي الباب عن عائشة " .
قلت : وكأنه يشير إلى ما أخرجه أحمد ( 1/11 ) من طريق أبي بكر بن أبي زهير قال : أخبرت أن أبا بكر قال : يا رسول الله ! كيف الصلاح بعد هذه الآية ( ليس بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب من يعمل سوءا يجز به ) فكل سوء عملنا جزينا به ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : غفر الله لك ي أب بكر ! ألست تمرض ، ألست تنصب ، ألست تحزن ، ألست تصيبك اللأواء ؟ قال : بلى ، قال : فهو ما تجزون به " .
وهذا إسناد ضعيف لظهور انقطاعه ، ولأن ابن أبي زهير هذا مجهول الحال ، وأما الحاكم فرواه ( 3/74 ) دون قوله " أخبرت " وقال : " صحيح الإسناد " ! ووافقه الذهبي !
وقد وصله ( 1/6 ) من طريق زياد الجصاص عن علي بن أبي زيد عن مجاهد عن ابن عمر قال : سمعت أبا بكر يقول : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من يعمل سوءا يجز به ) في الدنيا .
وهذا ضعيف أيضا ؛ من أجل زياد وهو ابن أبي زياد الجصاص ؛ قال الحافظ :
" ضعيف " .
وعلي بن أبي زيد لم أعرفه ، ولم يذكره الحافظ في " التعجيل " فالله أعلم .
ثم رأيت الحديث في " تفسير الطبري " ( 9/241/10522 ) من هذا الوجه ، إلا أنه قال : " علي بن زيد " فتبين أنه في " المسند " محرف ، وهو ابن جدعان ؛ وهو سيىء الحفظ .
وله إسناد آخر فقال : عن أمية أنها سألت عائشة عن هذه الآية : ( وإن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله ) وعن هذه الآية ( من يعمل سوءا يجز به ) ؟ فقالت : ما سألني عنهما أحد منذ سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عنهما ، فقال :
" يا عائشة ! هذه متابعة الله عز وجل العبد بما يصيبه من الحمة والنكبة والشوكة ، حتى البضاعة يضعها في كمه فيفقدها فيفزع لها فيجدها في ضينه ، حتى إن المؤمن ليخرج من زنوبه كما يخرج التبر الأحمر من الكير " .
أخرجه أحمد ( 6/218 ) ، وابن جرير ( 10531 ) .
وهذا إسناد ضعيف أيضا ؛ فإنه مع ضعف ابن جدعان ؛ لا يعرف حال أمية هذه .
وتابعه أبو عامر الخزاز قال : حدثنا ابن أبي مليكة عن عائشة به مختصرا بلفظ :
قالت : قلت : يا رسول الله ! إني لأعلم أشد آية في القرآن . فقال : ما هي يا عائشة ؟ قلت : هي هذه الآية يا رسول الله ( من يعمل سوءا يجز به ) ، فقال :
" هو ما يصيب العبد المؤمن حتى النكبة ينكبها " .
أخرجه ابن جرير ( 10530و 10532 ) .
وأبو عامر هذا اسمه صالح بن رستم المزني ؛ وفيه ضعف .
وللحديث شاهد قوي من حديث أبي هريرة قال :
" لما نزلت ( من يعمل سوءا يجز به ) بلغت من المسلمين مبلغا شديدا ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : قاربوا وسددوا ، ففي كل ما يصاب به المسلم كفارة ، حتى النكبة بنكبها ، أو الشوكة يشاكها " .
أخرجه مسلم ( 7/16 ) ، والترمذي ( 4/94 ) ، وأحمد ( 2/248 ) ، وابن جرير ( 10520 ) ؛ وقال الترمذي :
" حسن غريب " .
وأخرج أبو نعيم في " الحلية " ( 8/119 ) من طريق محمد بن عبد بن عامر : حدثنا يحيى النيسابوري : حدثنا الفضيل بن عياض عن سليمان بن مهران الكاهلي عن مسلم بن صبيح عن مسروق بن الأجمع ***** بكر الصديق : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" المصائب والأمراض والأحزان في الدنيا جزاء " .
وقال أبو نعيم :
" عزيز من حديث فضيل ، ما كتبته إلا من هذا الوجه " .
قلت : ورجاله ثقات رجال الشيخين ؛ غير محمد بن عبد بن عامر هذا ؛ وهو السمر قندي ؛ قال الذهبي :
" معروف بوضع الحديث " .

(/1)


لكنه لم يتفرد به ؛ فقد أخرجه ابن جرير ( 10529 ) من طريقين عن أبي معاوية عن الأعمش به ؛ إلا أنه لم يذكر في سنده مسروقا ، فلا أدري إذا كان سقط من قلم الناسخ ، أو هكذا وقعت الرواية لابن جرير ! . ويؤيد الأول أن السيوطي في " الدر المنثور " ( 2/226-227 ) عزاه لابن جرير في آخرين من طريق مسروق فقال :
" وأخرج سعيد بن منصور وهناد وابن جرير ,ابو نعيم في " الحلية " وابن مردويه عن مسروق قال : قال أبو بكر : يا رسول الله ما أشد هذه الآية ( من يعمل سوء يجزبه ) ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : المصائب ... " .
وسعيد بن منصور من طبقة يحيى بن يحيى النيسابوري ، فهو متابع له متابعة تامة أو قاصرة ، وبذلك يسلم الحديث من السمر قندي المذكور ، وقد رواه ابن مردويه - كمافي ابن كثير ( 2/558 ) - من طريق محمد بن عامر السعدي : حدثنا يحيى بن يحيى النيسابوري به . فيبدو لأول وهلة أن السعدي متابع للسمرقندي هذا ، ولكن الظاهر أنهما واحد ، تحرف السمرقندي إلى السعدي ، ونسب الى جده عامر ، فبدا أنه غيره ، وهو هو . والله أعلم .
وجملة القول في هذه الطريق ؛ أن رجالها ثقات ، وأن لا علة فيها إلا الإرسال ، وهو صحيح بالشواهد التي قبله .
وأما حديث الترجمة ؛ فيبدو أن نصفه الأول قوي بها ، وأما النصف الآخر فلم أجد ما يشهد له ، فيبقى على ضعفه .
ثم رأيت في " المستدرك " ( 2/308 ) من طريق أبى المهلب قال :
" رحلت إلى عائشة رضي الله عنها في الآية ( ليس بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب من يعمل سوءا يجز به ) ؟ قالت : هو ما يصيبكم في الدنيا " . وقال :
" صحيح على شرط الشيخين " . ووافقه الذهبي .

(/2)


2925- ( الفقر أمانة فمن كتمه كان عبادة ، ومن باح به فقد قلد إخوانه المسلمين ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/476 :
$لا يصح$
رواه ابن حمكان في " الفوائد " ( 1/162/1-2 ) ، وعنه ابن عساكر ( 12/251/1 ) وكذا ابن الجوزي في " العلل المتناهية " ( 1/319/1345 ) : حدثنا أبو الحسن علي بن محمد بن إسماعيل الطرسوسي - قدم حاجا بهمدان - قال : حدثنا أبو الحسن راجح بن الحسين - بحلب - قال : وحدثنا يحيى بن معين عن عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن السائب - ابن يزيد - عن عمر مرفوعا .
قلت : وهذا سند ضعيف ، أورده ابن عساكر في ترجمة علي بن محمد هذا ، وذكبر أنه رحل في طلب الحديث إلى العراق والحجاز والشام . توفي بمكة سنة ( 362 ) ، ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا .
وبقية رجاله ثقات ؛ غير راجح بن الحسين فلم أجد من ترجمه ، ولم يورده ابن عساكر مع أنه من شرطه ! وقال المناوي :
" قال ابن الجوزي : حديث لا يصح ، وفيه راجح بن الحسين مجهول " .
قلت : وهذه فائدة لا توجد في كتب الرجال لا في " الميزان " ولا في " لسانه " ؛ حتى ولا في كتاب " الضعفاء والمتروكين " لابن الجوزي نفسه ! فتستدرك .

(/1)


2926 - ( لا تشهد على شهادة حتى تكون أضوأ من الشمس ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/477 :
$ضعيف$
رواه ابن عدي ( 302/2 ) ، والبيهقي في " السنن " ( 10/156 ) عن محمد بن سليمان بن مشمول المخزومي عن عبيد الله بن سلمة بن وهرام عن أبيه عن طاوس عن ابن عباس مرفوعا ؛ وقال ابن عدي :
" وابن مشمول هذا عامة ما يرويه لا يتابع عليه في إسناده ومتنه " .
وقال البيهقي :
" تكلم فيه الحميدي ، ولم يرو من وجه يعتمد عليه " .
قلت : وشيخه عبيد الله بن سلمة بن وهرام ؛ ليس خيرا منه ، فقد لينه أبو حاتم فيما رواه الكتاني عنه .
وقال ابن المديني :
" لا أعرفه " . وقال الأزدي :
" منكر الحديث " .
وأبوه سلمة ؛ فيه ضعف .

(/1)


2927 - ( أما بعد فإن الدنيا خضرة حلوة ، وإن الله مستخلفكم فيها فناظر كيف تعملون ، ألا فاتقوا الدنيا واتقوا النساء ، ألا إن بني آدم خلقوا على طبقات شتى ، منهم من يولد مؤمنا ويموت مؤمنا ، ومنهم من يولد كافرا ويحيا كافرا ويموت كافرا ) الحديث بطوله .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/478 :
$ضعيف$
أخرجه الترمذي ( 3/218 - 219 - تحفة ) ، والحاكم ( 4/505 - 506 ) ، وأحمد ( 3/19 ) من طريق حماد بن سلمة قال : أنبأنا علي بن زيد عن أبي نضرة عن أبي سعيد الخدري قال :
" خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم خطبة بعد العصر إلى مغيربان الشمس بما هو كائن إلى يوم القيامة ، حفظها منا من حفظها ، ونسيها منا من نسي ، فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : فذكره . وقال الترمذي :
" حديث حسن " .
قلت : وكأنه يعني لشواهده كما نص عليه في آخر كتابه ، وإلا فإن علي بن زيد - وهو ابن جدعان - ضعيف كما في " التقريب " . وقال الذهبي في " الضعفاء " :
" حسن الحديث ، صاحب غرائب ، احتج به بعضهم ، وقال أبو زرعة : ليس بقوي ، وقال أحمد : ليس بشيء " .
وأقول : الجمهور على تضعيفه ، وقال ابن خزيمة :
***************************************
الذهبي فيه : " حسن الحديث " ، وكذلك قوله في " تلخيص المستدرك " . " صالح الحديث " ، والعجيب أن الحاكم مع تساهله لم يجرؤ على تقوية حديثه ؛ فقال عقبه :
" هذا حديث تفرد بهذه السياقة علي بن زيد بن جدعان القرشي عن أبي نضرة ، والشيخان لم يحتجا بعلي بن زيد " .
قلت : وقد أخرج مسلم الطرف الأول من دون سائره من طريق أخرى عن أبي نضرة به وزاد :
" فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء " ؛ وهو مخرج في " الصحيحة " ( 911 ) .

(/1)


2928 - ( أما لدنياك ؛ فإذا صليت الصبع فقل بعد الصلاة الصبح : سبحان الله العظيم وبحمده ، ولا حول ولا قوة إلا بالله ، ثلاث مرات ، يوقيك الله من بلايا أربع ؛ من الجذام ، والجنون ، والعمى ، والفالج . فأما لآخرتك ؛ فقل : اللهم اهدني من عندك ، وأفض علي من فضلك ، وانشر علي رحمتك ، وأنزل علي من بركاتك . والذي نفسي بيده لئن وافى بهن يوم القيامة لم يدعهن ، ليفتحن له أربعة أبواب من الجنة ، يدخل من أيها شاء ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/479 :
$ضعيف جدا$
أخرجه ابن السني في " عمل اليوم والليلة " ( 130 ) من طريق رزق الله بن سلام المروزي : حدثنا محمد بن خالد الحبطي : حدثنا عبد الله بن العلاء البصري عن نافع بن عبد الله السلمي عن عطاء عن ابن عباس رضي الله عنهما قال :
" بينما نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ أقبل شيخ يقال له قبيصة ، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما جاء بك ، وقد كبرت سنك ، ودق عظمك ؟ فقال : يا رسول الله كبرت سني ، ودق عظمي ، وضعفت قوتي ، واقترب أجلي . فقال : أعد علي قولك ، فأعاد عليه ، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما بقي حولك شجر ولا حجر ولا مدر إلا بكى رحمة لقولك ، فهات حاجتك ، فقد وجب حقك ، فقال : يا رسول الله ! علمني شيئا ينفعني الله به في الدنيا والآخرة ، ولا تكثر علي ، فإني شيخ نسي ، قال : " فذكره .
قلت : وهذا إسناد ضعيف جدا ؛ وفيه علل :
الأولى : نافع بن عبد الله السلمي - وهو نافع بن هرمز أبو هرمز - قال الذهبي :
" ضعفه أحمد وجماعة ، وكذبه ابن معين مرة ، وقال أبو حاتم : متروك ذاهب الحديث . وقال النسائي : ليس بثقة " .
الثانية : محمد بن خالد - وفي نسخة : خلف - الحبطي ؛ لم أجد من ترجمه .
الثالثة : رزق الله بن سلام المروزي ؛ الظاهر أنه رزق الله بن سلام الطبري ، قال الذهبي في " الضعفاء " :
" له حديث لا يتابع عليه " .

(/1)


2929 - ( أما بعد ؛ فإني أمرت بسد هذه الأبواب إلا باب علي ، فقال فيه قائلكم ، وإني والله ما سددت شيئا ولا فتحته ، ولكني أمرت بشيء فاتبعته ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/481 :
$منكر$
أخرجه النسائي في " خصائص علي " ( ص 9 ) ، وأحمد ( 5/369 ) ، وعنه الحاكم ( 3/125 ) ، والعقيلي في " الضعفاء " ( 414 ) من طريق عوف بن ميمون أبي عبد الله عن زيد بن أرقم قال :
" كان لنفر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أبواب شارعة في المسجد ، قال : فقال يوما : سدوا هذه الأبواب إلا باب علي ، قال : فتكلم في ذلك الناس ، قال : فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : .... " فذكره ، وقال الحاكم :
" صحيح الإسناد " ! ولم يصنع الذهبي شيئا فقال عقبه :
" قلت : رواه عوف عن ميمون أبي عبد الله " !قلت : فكان ماذا ؟! وكان حقه أن يقول : ضعيف ، لضعف ميمون هذا . فقد أورده هو نفسه في " الضعفاء " وقال :
" قال القطان : لا يحدث عنه " .
وساق له في " الميزان " أحاديث أنكرت عليه ، هذا منها .
وقال الحافظ في " التقريب " :
" ضعيف " .
وقال العقيلي عقبه :
" وقد روي من طريق أصلح من هذا ، وفيها لين أيضا " .
قلت : ولعله يشير إلى حديث أبي بلج : حدثنا عمرو بن ميمون عن ابن عباس مرفوعا مختصرا بلفظ :
" سدوا أبواب المسجد غير باب علي " . قال :
" فيدخل المسجد جنبا وهو طريقه ، ليس له طريق غيره " .
أخرجه أحمد ( 1/330 - 331 و 331 ) عن أبي عوانة ، والترمذي ( 2/301 ) ، والنسائي في " الخصائص " ( 63/42 ) عن شعبة عنه نحوه ؛ دون دخول المسجد وقال :
" حديث غريب " .
قلت : وإسناده جيد ، رجاله ثقات رجال الشيخين ؛ غير أبي بلج - وهو الفزاري الكوفي - وهو صدوق ربما أخطأ كما في " التقريب " .
وهذا القدر من الحديث صحيح له شواهد كثيرة يقطع الواقف عليها بصحته ، فراجع " اللآلي المصنوعة " للسيوطي ( 1/346 - 352 ) ، و " الفتح " ( 7/14 - 15 ) .

(/1)


2930 - ( امرؤ القيس صاحب لواء الشعراء إلى النار ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/482 :
$منكر$
رواه أحمد ( 2/228 ) ، والبزار ( 2091 - كشف ) ، والحسن بن علي الصفار المديني في " فوائده " ( 23/2 ) ، وابن عساكر ( 3/50/1 و 15/435/2 ) ، وابن مخلد العطار في جزء من " الأمالي " ( 98/2 ) ، وعبد الغني المقدسي في " أحاديث الشعر " ( 115/2 ) ، وأبو بكر الذكواني في " اثنا عشر مجلسا " ( 21/1 ) ، وابن عدي ( 202/2 ) عن أبي الجهم عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة مرفوعا .
وقال ابن عدي :
" وهذا منكر بهذا الإسناد ، لا يرويه غير أبي الجهم هذا وهو مجهول . وقد روي هذا الحديث عن عبد الرزاق بن عمر الدمشقي عن الزهري كما رواه أبو الجهم " ، ثم ساق هو وابن عساكر إسناده إلى عبد الغفار بن داود الحراني : حدثنا عبد الرزاق به .
وقال ابن عساكر :
" هذا حديث غريب والمحفوظ حديث أبي الجهم " .
قلت : وعبد الرزاق هذا متروك الحديث عن الزهري ، لين في غيره .
وله طريق أخرى ؛ فقال ابن مخلد : حدثنا أبو بكر جنيد بن حكيم الأودي : حدثنا أبو هفان الشاعر : حدثنا الأصمعي عن ابن عون عن محمد عن أبي هريرة مرفوعا به . ومن هذا الوجه رواه أبو عثمان البجيرمي في " الفوائد " ( 35/2 ) ، والخطيب ( 9/370 ) ، وابن عساكر .
وتابعه أبو داود المروزي : أخبرنا الأصمعي به عند ابن عساكر وقال :
" قال ابن عدي : وهذا الحديث باطل " .
قلت : وأبو داود المروزي لم أجد من ذكره ؛ فهو مجهول ، ونحوه أبو هفان الشاعر ؛ واسمه عبد الله بن أحمد بن حرب ؛ قال الذهبي :
" حدث عن الأصمعي بخبر منكر ، قال ابن الجوزي : لا يعول عليه " .
قلت : يعني هذا .
وزاد ابن عدي ( 370/1 ) في رواية عن أبي الجهم :
" لأنه أول من أحكم الشعر " .
وعزاه بهذه الزيادة في " الجامع " لأبي عروبة في " الأوائل " وابن عساكر عن أبي هريرة بلفظ : " .... أحدكم قوافيها " .
وأخرج ابن أبي شيبة في " المصنف " ( 12/204/1 ) عن أبي شراعة عن عبادة بن نسي قال :
" ذكروا الشعراء عند النبي صلى الله عليه وسلم ، فذكروا امرأ القيس ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : مذكور في الدنيا ، مذكور في الآخرة ، حامل لواء الشعر يوم القيامة في جهنم أو في النار " .
قلت : وهذا مرسل ضعيف ؛ أبو شراعة لا يعرف .
ووصله هشام بن محمد بن السائب الكلبي : حدثني سعيد بن فروة بن عفيف بن عفيف بن معدي كرب عن أبيه عن جده قال :
" بينا نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكروا امرأ القيس بن حجر الكندي وذكروا بيتين من شعره فيهما ذكر ( ضارج - ماء من مياه العرب ) فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ذاك رجل مذكور في الدنيا ، منسي في الآخرة ، شريف في الدنيا ، خامل يوم القيامة ، يجيء يوم القيامة معه لواء الشعراء ، يقودهم إلى النار " .
أخرجه أبو نعيم في " كتاب الشعراء " ( ق 31/1 - 2 - منتخبه ) ، والخطيب في " التاريخ " ( 2/373 - 374 ) ، وابن عساكر في " تاريخ دمشق " ( 3/47/1 و 48/1 ) .
وأخرجه أبو بكر الدينوري في " المجالسة " ( 7/169/1 - 2 ) من طريق أخرى عن هشام بن محمد عن أبيه قال : فذكره مرفوعا .
قلت : وهذا إسناد واه جدا ، هشام هذا متروك متهم ، وأبوه شر منه .

(/1)


2931 - ( امرأة المفقود امرأته حتى يأتيها البيان ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/484 :
$ضعيف جدا$
رواه الدارقطني ( ص 421 ) ، وعنه الديلمي ( 1/1/219 ) ، والبيهقي ( 7/445 ) ، وابن المظفر في " حديث حاجب بن أركين " ( 2/261/2 ) ، وأبو بكر الدقاق في " الثاني من حديثه " ( 41/2 ) ، والرافقي في " حديثه " ( 27/1 ) عن سوار بن مصعب عن محمد بن شرحبيل عن المغيرة بن شعبة مرفوعا .
وقال البيهقي :
" وسوار ضعيف " .
قلت : بل هو ضعيف جدا ؛ أورده الذهبي في " الضعفاء " وقال :
" قال أحمد والدارقطني : متروك " .
وقد ذكر ابن أبي حاتم في " العلل " ( 1/431 - 432 ) أنه سأل أباه عن هذا الحديث فقال :
" هذا حديث منكر ، ومحمد بن شرحبيل متروك الحديث ، يروي عن المغيرة بن شعبة عن النبي صلى الله عليه وسلم أحاديث مناكير أباطيل ) .

(/1)


2932 - ( أمان لأمتي من الغرق إذا ركبوا البحر أن يقولوا : ( بسم الله مجراها ومرساها ) الآية ، ( وما قدروا الله حق قدره ) الآية ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/485 :
$موضوع$
رواه أبو يعلى في " مسنده " ( 1602 - 1603 ) ، ومن طريقه ابن السني في " عمل اليوم والليلة " ( رقم 494 ) ، وكذا ابن عساكر ( 16/182/2 ) ، وأبو الحسن الحربي في " الأمالي " ( 238/1 ) عن جبارة بن المغلس : حدثنا يحيى بن العلاء الرازي : جدثني مروان بن سالم عن طلحة بن عبيد الله العقيلي عن الحسين بن علي بن أبي طالب مرفوعا .
قلت : وهذا موضوع ؛ آفته يحيى بن العلاء فإنه كذاب يضع الحديث ؛ كما قال أحمد ، وشيخه مروان بن سالم فإنه يضع الحديث أيضا ؛ كما قال أبو عروبة . وطلحة بن عبيد الله العقيلي مجهول كما في " التقريب " .
والحديث مما سود به السيوطي " جامعه الصغير " عازيا له إلى أبي يعلى وابن السني .
وأخرجه الواحدي في " تفسيره " ( 68/2 ) عن سويد بن سعيد : حدثنا عبد الحميد بن الحسن بن نهشل بن سعيد عن الضحاك عن ابن عباس مرفوعا .
قلت : وهذا كالذي قبله في شدة الضعف ، نهشل هذا قال الحافظ :
" متروك ، وكذبه إسحاق بن راهويه " .
وعبد الحميد بن الحسن - وهو الهلالي الكوفي - صدوق يخطىء .
وسويد بن سعيد ؛ صدوق في نفسه ، إلا أنه عمي فصار يتلقن ما ليس من حديثه ، وأفحش فيه ابن معين القول .

(/1)


2933 - ( اللهم إليك أشكو ضعف قوتي وقلة حيلتي وهواني على الناس ، أرحم الراحمين أنت ؛ ارحمني ، إلى من تكلني ؟ إلى عدو يتجهمني ، أم إلى قريب ملكته أمري ؟ إن لم تكن غضبانا علي فلا أبالي ، غير أن عافيتك هي أوسع لي ، أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له الظلمات وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة أن تنزل بي غضبك أو تحل علي سخطك ، لك العتبى حتى ترضى ولا حول ولا قوة إلا بك ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/489 :
$ضعيف$
رواه الطبراني في " المعجم الكبير " ( 13/73/181 ) ، وعنه الضياء في " المختارة " ( 56/128/1 - 2 ) ، وابن عدي ( 284/2 ) ، وعنه ابن عساكر ( 14/178/2 ) : حدثنا القاسم بن الليث الراسبي - أملاه علينا حفظا - قال : أخبرنا محمد بن أبي صفوان الثقفي إملاء قال : حدثنا وهب بن جرير بن حازم قال : حدثنا أبي عن محمد بن إسحاق عن هشام بن عروة عن أبيه عن عبد الله بن جعفر قال :
لما توفي أبو طالب خرج النبي صلى الله عليه وسلم إلى الطائف ماشيا على قدميه ، قال : فدعاهم إلى الإسلام ، قال : فلم يجيبوه ، قال فانصرف ، فأتى ظل شجرة ، فصلى ركعتين ثم قال : فذكره . وقال ابن عدي :
" هذا حديث أبي صالح الراسبي ، لم نسمع أن أحدا حدث بهذا الحديث غيره ، ولم نكتبه إلا عنه " .
قلت : كذا في نسختنا من ابن عدي ( الراسبي ) ، وفي " التاريخ " ( الراسني ) ، وفي " التهذيب " وغيره ( الرسعني ، وكذا في الطبراني ) ولعله الصواب . ومن طريق القاسم هذا رواه - بل روى بعضه - ابن منده في " التوحيد " ( 79/1 ) وقال : محمد بن عثمان ابن أبي صفوان .
قلت : وهذا إسناد ضعيف رجاله ثقات ، وعلته عنعنة ابن إسحاق عند الجميع ؛ وهو مدلس ، ولم يسق إسناده في " السيرة " وإنما قال ( 2/61 ) :
" فلما اطمأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال - فيما ذكر لي - : اللهم إليك أشكو ... " .
والحديث قال في " المجمع " ( 6/35 ) :
" رواه الطبراني ، وفيه ابن إسحاق وهو مدلس ثقة ، وبقية رجاله ثقات " .
من طريق ابن إسحاق معنعنا أخرجه أيضا الأصبهاني في " الحجة " ( ق 166/2 ) ، والرافعي في " تاريخ قزوين " ( 2/82 ) .

(/1)


2934 - ( أمر جبريل أن ينزل بياقوتة من الجنة ، فهبط بها فمسح بها رأس آدم ، فتناثر الشعر منه ، فحيث بلغ نورها صار حرما ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/488 :
$موضوع$
أخرجه الخطيب في " التاريخ " ( 12/56 ) من طريق محمد بن الحسن بن زياد المقرىء النقاش : حدثنا الحسين بن حماد المقرىء - بقزوين - : حدثنا الحسين بن مروان الأنباري : حدثني محمد بن يحيى المعاذي قال : قال يحيى بن أكثم في مجلس الواثق - والفقهاء بحضرته - : من حلق رأس آدم حين حج ؟ فتعايا القوم عن الجواب ، فقال الواثق : أنا أحضركم من ينبئكم بالخبر ، فبعث إلى علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ، فأحضر ، فقال : يا أبا الحسن من حلق رأس آدم ؟ فقال : سألتك بالله يا أمير المؤمنين إلا أعفيتني ، قال : أقسمت عليك لتقولن ، قال : أما إذ أبيت فإن أبي حدثني عن جدي عن أبيه عن جده قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره .
قلت : وهذا موضوع ، النقاش هذا - وهو المفسر - كذاب .
ومن فوقه إلى المعاذي ؛ لم أجد من ترجمهم .
وعلي بن محمد العلوي ؛ ترجمه الخطيب ، وفيها ساق له هذا الحديث ، ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا .
وأبوه محمد بن علي ؛ لم أجد له ترجمة .
وجده علي بن موسى هو العلوي ؛ قال الحافظ :
" صدوق ، والخلل ممن روى عنه " .
وموسى بن جعفر بن محمد ؛ صدوق .
وأما جعفر بن محمد وهو المعروف بالصادق ؛ فهو ثقة فقيه إمام احتج به مسلم مات سنة ( 148 ) ، فالحديث معضل أيضا . ومتنه موضوع ظاهر الوضع .

(/1)


2935 - ( امسحوا على الخفين والخمار ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/489 :
$ضعيف$
أخرجه ابن عساكر ( 19/12/1 ) عن محمود بن خالد : أخبرنا مروان بن محمد : أخبرنا سعيد بن عبد العزيز عن مكحول قال : كان الحارث بن معاوية الكندي وأبو جندل يتوضآن عند مطهرة باب البريد ، فذكر المسح على الخفين ، فمر بهما بلال مؤذن رسول الله صلى الله عليه وسلم فسألاه عن ذلك ؟ فقال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : فذكره .
ثم رواه من طريق إسماعيل بن عياش عن عبيد الله بن عبيد الكلاعي عن مكحول عن الحارث بن معاوية الكندي وأبي جندل بن سهيل قالا :
سألنا بلالا مؤذن رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن على مطهرة الدرج بدمشق ونحن نتوضأ منها عن المسح على الخفين ونحن نريد أن ننزع خفافنا ؟ فقال بلال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : فذكره .
ومن طريق ابن ثوبان عن أبيه عن مكحول به إلا أنه قلبه فقال : " سهيل بن أبي جندل " والصواب الأول ، فقد رواه الوليد : حدثني يحيى بن حمزة وغيره عن أبي وهب عن مكحول عن أبي جندل بن سهيل والحارث بن معاوية الكندي أنهما كانا على ميضأة مسجد دمشق ، فأزال أحدهما خفه حتى صارت قدمه في الساق ، فتذاكرا المسح فأفتاهما بلال مؤذن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فرد قدمه في الخف ومسح على خفيه .
وأخرجه الطبراني في " المعجم الكبير " ( 1/95/2 ) من طريق ابن ثوبان وعبيد الله بن عبيد الكلاعي عن مكحول .
فالحديث عن مكحول ثابت ، لكن هو نفسه مدلس وقد عنعنه . وأبو جندل ابن سهيل صحابي معروف . والحارث بن معاوية الكندي ؛ لم يورده ابن عبد البر في " الاستيعاب " فيراجع له " الإصابة " .
ولمكحول فيه إسناد آخر ؛ يرويه محمد بن راشد قال : سمعت مكحولا يحدث عن نعيم بن خمار عن بلال أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
" امسحوا على الخفين والخمار " .
أخرجه أحمد ( 6/12 و 12 - 13 و 14 ) .
ونعيم بن خمار ؛ ويقال : ابن حمار ، ويقال : ابن هبار ؛ صحابي أيضا ولم يسمع منه مكحول . قال ابن عبد البر :
" حديث مكحول عنه منقطع ، لم يسمع منه ، بينهما كثير بن مرة " .
قلت : ويعكر عليه قول عبد الرزاق : حدثنا محمد بن راشد : أخبرني مكحول : أن نعيم بن خمار أخبره : أن بلالا أخبره : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : فذكر الحديث .
أخرجه أحمد ( 6/13 ) ، والطبراني في " الكبير " ( 1/54/1 ) .
فقد صرح فيه بالتحديث والإخبار . لكن محمد بن راشد فيه ضعف ؛ قال الحافظ :
" صدوق يهم " .
فمن الجائز أن يكون وهم في ذكر الحديث فيه . ولذلك فلا يطمئن القلب لرد قول ابن عبد البر بمثل هذا مع تفرده به دون كل من رواه عن مكحول ممن تقدم ، ومنهم الأوزاعي فقد قال : عن مكحول عن نعيم بن همار عن بلال :
" أن النبي صلى الله عليه وسلم مسح على الخفين والخمار " .
أخرجه الطبراني ( 1/54/1 ) .
ومنهم العلاء بن الحارث وأبو وهب عند الطبراني أيضا ، ولفظهما مثل لفظ الأوزاعي .
ثم إن الرواة قد اختلفوا على مكحول في لفظه ، فمنهم من رواه من قوله صلى الله عليه وسلم كما في لفظ الترجمة . ومنهم من رواه من فعله صلى الله عليه وسلم كما في رواية الأوزاعي المذكورة وغيره ممن أشرنا إليه .
وهذا اللفظ هو الصحيح عن بلال ؛ لاتفاق جمع من الثقات على روايته عنه رضي الله عنه ، كما أخرجه مسلم ( 1/159 ) ، وأحمد ( 6/12 - 15 ) ، والطبراني ( 1/52/1 ، و 53/2 ، و 54/1 و 2، و 55/1 و 2، و 56/1 ) ، وكذا أبو داود ، والبيهقي ، وقد خرجته من بعض طرقه في " صحيح أبي داود " ( 142 ) ، و " الروض النضير " ( 872 ) .

(/1)


2936 - ( امش ميلا عد مريضا ، امش ميلين أصلح بين اثنين ، امش ثلاثة زر في الله ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/491 :
$ضعيف$
رواه ابن وهب ( 26 ) : أخبرني مسلمة بن علي عن زيد بن واقد وهشام بن الغاز عن مكحول قال : فذكره موقوفا .
قلت : وهذا مع وقفه ضعيف جدا ؛ من أجل مسلمة - وهو الخشني - متروك .
ثم قال : وأخبرني يونس بن يزيد عن عطاء الخراساني مثله .
قلت : وعطاء هذا فيه ضعف .
والحديث أورده السيوطي من رواية ابن أبي الدنيا في " كتاب الإخوان " عن مكحول مرسلا ، فتعقبه المناوي بقوله :
" ظاهر كلام المصنف أنه لم يقف عليه مسندا ، وهو عجب ، فقد خرجه البيهقي عن أبي أمامة ، لكن فيه علي بن يزيد الألهاني ، قال البخاري : منكر الحديث ، وعمرو بن واقد متروك " .
قلت : ومن هذا الوجه أخرجه الأصبهاني في " الترغيب " ( ق 25/2 ) .
وفي إسناد " الإخوان " ( 152/101 ) عمار بن نصر المروزي ، قال ابن معين : ليس بثقة . وقال موسى بن هارون : متروك . وأما صالح جزرة فقال : لا بأس به .
وفيه من لم أعرفه . وإن من تسويد الصفحات قول المعلق على " الإخوان " :
" أخرجه أبو نعيم في " الحلية " ( 5/198 ) والخطيب ( 11/162 ) " . فإذا رجعت إليهما لم تجده حديثا مرفوعا !!

(/1)


2937 - ( أمرت بالوتر وركعتي الضحى ، ولم يكتب ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/492 :
$ضعيف$
أخرجه أحمد ( 1/232 ) ، وابن نصر في " قيام الليل " ( ص 114 ) من طريق إسرائيل عن جابر عن عكرمة عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره .
وفي لفظ لأحمد ( 1/317 ) :
" أمرت بركعتي الضحى ولم تؤمروا بها ، وأمرت بالأضحى ولم تكتب " .
وفي رواية ( 1/234 ) من الوجه المذكور عن جابر عن أبي جعفر وعطاء قالا : الأضحى سنة ، وقال عكرمة عن ابن عباس .... فذكره ؛ لكن بلفظ :
" الأضحى " بدل " ركعتي الضحى " .
وفي أخرى له ( 1/317 ) من طريق شريك عن جابر به بلفظ :
" كتب علي النحر ولم يكتب عليكم ، وأمرت بركعتي الضحى ، ولم تؤمروا بها " .
وتابعه حماد بن عبد الرحمن الكلبي : أخبرنا المبارك بن أبي حمزة الزبيدي عن عكرمة به .
أخرجه الطبراني ( 3/145/1 ) .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ، جابر هذا - وهو ابن يزيد الجعفي - ضعيف ، بل قال النسائي :
" متروك " .
وشريك - وهو ابن عبد الله القاضي - سيىء الحفظ ، والمبارك مجهول ، وحماد الكلبي ضعيف .
ورواه عبد الله بن محرر عن قتادة عن أنس مرفوعا باللفظ الثاني ، إلا أنه قال :
" ولم يعزم علي " .
أخرجه الدارقطني ( ص 171 ) .
وابن محرر هذا متروك .
وروى بعضه مندل بن علي عن أبي جناب عن عكرمة به بلفظ :
" الأضحى علي فريضة ، وعليكم سنة " .
أخرجه الطبراني ( 3/131/1 ) .
ومندل وأبو جناب ضعيفان .
وتابعه أبو بدر شجاع بن الوليد : حدثنا يحيى بن أبي حية عن عكرمة بلفظ :
" ثلاث هن علي فرائض ، ولكم تطوع : النحر ، والوتر ، وركعتا الفجر " .
أخرجه الحاكم ( 1/300 ) ، وأحمد ( 1/231 ) ، والبزار - كشف - ( 2433 ) إلا أنه قال :
" وصلاة الضحى " مكان " ركعتا الفجر " .
سكت عليه الحاكم وتعقبه الذهبي بقوله :
" قلت : ما تكلم الحاكم عليه ، وهو غريب منكر ، ويحيى ضعفه النسائي والدارقطني " .
قلت : هو أبو جناب الكلبي نفسه ، وهو مدلس مشهور ؛ قال الحافظ :
" ضعفوه لكثرة تدليسه " .
قلت : ولعله دلسه عن بعض الكذابي ؛ فقد قال الحافظ ابن عبد الهادي في " الفروع " ( ق 23/2 ) :
" حديث موضوع " .

(/1)


2938 - ( أم الولد حرة وإن كان سقطا ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/494 :
$ضعيف$
رواه الطبراني ( 3/128/2 ) ، والدارقطني ( ص 479 ) ، والبيهقي ( 10/346 - 347 ) عن إبراهيم بن يوسف الصيرفي : أخبرنا الحسين بن عيسى الحنفي : أخبرنا الحكم بن أبان عن عكرمة عن ابن عباس مرفوعا .
قلت : وهذا سند ضعيف مسلسل بالضعفاء :
1- الحكم بن أبان وهو العدني ؛ صدوق له أوهام .
2- الحسين بن عيسى الحنفي ؛ ضعيف .
3- إبراهيم بن يوسف الصيرفي ؛ صدوق فيه لين .
ولذلك قال البيهقي عقب الحديث :
" وهو ضعيف ، والصحيح عن عمر " يعني موقوفا .

(/1)


2939 - ( أمتي خمس طبقات كل طبقة أربعون سنة ، الطبقة الأولى : أنا ومن معي ، أهل علم ويقين ، إلى الأربعين ، والطبقة الثانية : أهل بر وتقوى إلى الثمانين ، والطبقة الثالثة : أهل تواصل وتراحم إلى العشرين والمئة ، والطبقة الرابعة : أهل تقاطع وتظالم إلى الستين ومئة ، والطبقة الخامسة : أهل هرج ومرج إلى المئتين ، حفظ امرؤ نفسه ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/495 :
$ضعيف$
أخرجه ابن منده في " المعرفة " ( ق 5 - 6 ) وكذا أبو نعيم في " المعرفة " ( 1/224/2 ) عن إبراهيم بن مطهر الفهري عن أبي المليح عن الأشيب بن دارم عن أبيه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكراه ؛ وقالا :
" في إسناد حديثه نظر " .
وعزاه في " الجامع الكبير " ( 1/133/1 ) للحسن بن سفيان والإسماعيلي في " الصحابة " أيضا ، وكذا قال أيضا ابن عبد البر كما نقله عنه الحافظ في " اللسان " ، وقال الذهبي في ترجمة الفهري هذا وساق هذا الحديث :
" هذا ليس بصحيح " .
قلت : وعلته الأشيب هذا ؛ فإنهم أغفلوه ولم يترجموه .
والفهري ؛ قال الذهبي في " المغني " :
" لا يدرى من هو ! " .
وقال الحافظ في ترجمة دارم هذا من " الإصابة " :
" وفي إسناده ضعف " .

(/1)


2940 ( أمتي على خمس طبقات : فأربعون سنة أهل بر وتقوى ، ثم الذين يلونهم إلى عشرين ومئة سنة أهل تراحم وتواصل ، ثم الذين يلونهم إلى ستين ومئة سنة أهل تدابر وتقاطع ، ثم الهرج الهرج ، النجا النجا ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/496 :
$ضعيف$
أخرجه ابن ماجه ( 4058 ) عن يزيد الرقاشي عن أنس بن مالك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : فذكره .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ، يزيد هذا - وهو ابن أبان - ضعيف كما قال الحافظ وغيره ، كالبوصيري في " الزوائد " ( 272/1 - مصورة المكتب ) .
وله طريق أخرى ؛ يرويها خازم أبو محمد العنزي : حدثنا المسور بن الحسن عن أبي معن عن أنس مرفوعا بلفظ :
" أمتي على خمس طبقات ، كل طبقةأربعون عاما ، فأما طبقتي وطبقة أصحابي ؛ فأهل علم وإيمان ، وأما الطبقة الثانية ما بين الأربعين إلى الثمانين : فأهل بر وتقوى ... " . ثم ذكر نحوه .
أخرجه ابن ماجه أيضا . قال البوصيري :
" هذا إسناد ضعيف ، أبو معن والمسور بن حسن وخازم العنزي ؛ مجهولون . قال أبو حاتم : هذا الحديث باطل . وقال الذهبي في المسور : حديثه ( يعني هذا ) منكر " .
وله طريق ثالثة ؛ ولكنها واهية جدا ، عن عباد بن عبد الصمد أبي معمر : أخبرنا أنس بن مالك مرفوعا به نحوه .
أخرجه ابن حبان في " الضعفاء " ( 2/171 - حلب ) ، وابن عساكر في " التجريد " ( 4/14/1 ) ، وفي " التاريخ " ( 19/102/1 ) ، وكذا البغوي في " حديث كامل بن طلحة الجحدري " ، وأبو القاسم السمرقندي في " ما قرب سنده " ( 1/2 ) ، وأبو منصور الجربادقاني في " الثاني من عروس الأجزاء " ( 131/1 ) ، وأبو الحسين بن النقور في " خماسياته " ( 138/2 ) ، وأبو عبد الله الصاعدي في " السداسيات " ( 6/1 ) ، وزاهر الشحامي ( 121/1 ) ، وأبو بكر الكلاباذي في " الفمتاح " ( 64/1 ) .
وعباد هذا واه ؛ قال البخاري :
" منكر الحديث " .
وروي من حديث عرفة عن أبي موسى مرفوعا بلفظ :
" أنا وأصحابي أهل إيمان وعمل إلى أربعين ، وأهل بر وتقوى إلى الثمانين ، وأهل تواصل وتراحم إلى العشرين ومئة ، وأهل تقاطع وتدابر إلى الستين ومئة ، ثم الهرج الهرج ، الهرب الهرب " .
أخرجه العقيلي في " الضعفاء " ( 347 ) وقال :
" عرفة مجهول ، ولا يبين سماعه من أبي موسى ، وفي هذا رواية من غير هذا الوجه فيها لين أيضا " .
وقال الذهبي في عرفة :
" لا يعرف ، والخبر باطل " . يعني هذا ، وأقره الحافظ .
والحديث أورده ابن الجوزي في " الموضوعات " ( 3/196 - 197 ) من حديث أبي موسى وأنس وابن عباس وقال :
" هذه الأحاديث لا أصل لها " .
ثم بين عللها ، وحديث أنس عنده من الطريق الثالثة الضعيفة جدا ، فتعقبه السيوطي في " اللآلي " ( 2/393 ) بالطريقين الأوليين ، وليس ذلك بشيء ، فإن الثاني منهما فيه ثلاثة مجاهيل ، ولذلك أبطله أبو حاتم واستنكره الذهبي كما تقدم . وبحديث دارم الذي ذكرته قبل هذا . وقد قال فيه الذهبي :
" ليس بصحيح " كما سبق .
وبالجملة فالحديث لا يخرج بهذه الطرق عن الضعيف ، ولا سيما وقد أبطله الأئمة النقاد كأبي حاتم والذهبي والعسقلاني ، فلا قيمة لقعقعة السيوطي ومحاولته لتقويته . وكأنه اغتر به الدكتور القلعجي المعلق على " ضعفاء العقيلي " فقد جعل لأحاديثه فهرسين أحدهما في الأحاديث الصحيحة التي ذكرت فيه ، فأورد هذا الحديث فيه ( ص 505 ) آخر المجلد الرابع ، وقد أورد فيه أحاديث أخرى ضعيفة أيضا ، لعلنا نتعرض لبيانها حين تأتي المناسبة .
وأما الفهرس الآخر فهو شر من الأول بكثير ، فهو كما قال : " فهرس أبجدي للأحاديث الضعيفة والمنكرة والتي لا أصل لها والغير ( كذا ) محفوظة " .
فإنه أورد فيه بجهل بالغ نادر كثيرا جدا من الأحاديث الصحيحة وبعضها في " الصحيحين " ، ولا مجال الآن لبيانها ، وحسبنا الآن منها حديثان أوردهما على التتالي ( ص 528 ) :
الأول : " إذا أقيمت الصلاة فلا تقوموا حتى تروني " .
والآخر : " إذا أكل أحدكم فلا يمسح يده حتى يلعقها " .
والأول متفق عليه من حديث أبي قتادة .
والآخر متفق عليه من حديث ابن عباس ، ورواه مسلم من حديث جابر . انظر " صحيح الجامع " ( 263 و 372 ) وغيره .
والسبب في ذلك يعود إلى الجهل بهذا العلم الشريف وبما اصطلح عليه العلماء في كتب التراجم والأحاديث التي تذكر فيها مما لا مجال الآن لبيانه ، مع غلبة العجب والغرور على كثير من دكاترة هذا الزمان ، والله المستعان ولا حول ولا قوة إلا بالله .

(/1)


2941 - ( أمنع الصفوف من الشيطان الصف الأول ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/499 :
$ضعيف جدا$
رواه الديلمي ( 1/2/220 - 221 ) عن حكيم بن سيف قاضي ( الأبلة ) : حدثنا هشام أبو المقدام عن الحسن عن أبي هريرة مرفوعا .
قلت : وهذا إسناد ضعيف جدا ؛ هشام - وهو ابن زياد أبو المقدام القرشي - متروك .
وحكيم بن سيف ؛ مختلف فيه .
والحديث عزاه السيوطي لأبي الشيخ عن أبي هريرة .

(/1)


2942 - ( أميران وليسا بأميرين : الرجل يتبع الجنازة فلا ينصرف حتى يستأذن ، والمرأة تكون مع القوم فتحيض فلا ينفروا حتى تطهر ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/500 :
$ضعيف$
أخرجه العقيلي في " الضعفاء " ( 3/287 ) من طريق عمرو بن عبد الجبار العبدي - ابن أخي عبيدة بن حسان - عن أبي شهاب عن يحيى بن سعيد عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة مرفوعا . وقال :
" عمرو هذا لا يتابع على حديثه " .
وقال ابن عدي ( 5/141 ) :
" أحاديثه كلها غير محفوظة " .
ثم قال العقيلي :
" هذا يروى بإسناد معل " .
قلت : ولعله يشير إلى الطريق التي ساقها ابن الجوزي في " العلل " ( 2/84/943 ) عن الدارقطني قال :
" روى الحسن بن عمارة عن الحكم وعدي بن ثابت عن أبي حازم عن أبي هريرة مرفوعا به . وقال الدارقطني :
" وقد يروى موقوفا على أبي هريرة ، ولا يثبت مرفوعا " .
والحسن بن عمارة متروك .
وقد روي من حديث جابر ؛ فمن المحتمل أنه المقصود بقول العقيلي المذكور ، يرويه عمرو بن عبد الغفار عن الأعمش عن أبي سفيان عنه .
أخرجه البزار في " مسنده " ( 2/36/1144 - كشف الأستار ) ، وأبو نعيم في " أخبار أصبهان " ( 2/88 ) ، ومن طريقه الديلمي في " مسند الفردوس " ( 1/219 - " الغرائب الملتقطة " ) ، وقال البزار :
" لا نعلمه بهذا اللفظ من وجه أحسن من هذا ، .... ولا رواه عن الأعمش إلا [ عمرو بن ] عبد الغفار " . وهو الفقيمي .
قلت : وهو ضعيف جدا ؛ قال العقيلي :
" منكر الحديث " .
وقال أبو حاتم :
" متروك الحديث " .
وقال ابن عدي :
" اتهم بوضع الحديث " . كما في " الميزان " ، وساق له ثلاثة أحاديث هذا أحدها ؛ وقال عقبه :
" تفرد به عمرو ، وعمرو متهم . وهذا الحديث سرقه آخر من الفقيمي ، أو الفقيمي سرقه منه " .
ثم ساقه من رواية العقيلي عن أبي هريرة ، ثم قال :
" وهذا المتن قد جاء من قول أبي هريرة من رواية ليث بن أبي سليم عن طلحة بن مصرف عن أبي هريرة قوله ، ورواه منصور وشعبة عن الحكم عمن حدثه عن أبي هريرة رضي الله عنه قوله " .
قلت : ومع اتفاق الأئمة المذكورين على توهين الفقيمي هذا ؛ فقد أورده ابن حبان في " الثقات " ( 8/478 ) ، فكأنه لم يعرفه فأورده على قاعدته في توثيق المجهولين ، وهذا مثال من عشرات الأمثلة على بطلان التوثيق المذكور ، ولذلك كثرت أخطاؤه المتفرعة منها ، فلا جرم أن قام علم مصطلح الحديث على خلافها . فتنبه لهذا فإنه مهم جدا .
( تنبيه ) : مر بك زيادة " عمرو بن " بين معكوفتين [ ] ، وقد سقطت من " كشف الأستار " ، وكان المفروض أن أجعل مكانها " أحمد بن " لأنه كذلك وقع في إسناد " الكشف " ، وفي " مختصر زوائد البزار " لابن حجر أيضا ( 467/795 ) ، ولكني لم أفعل لأنه تبين لي أنه خطأ لا أدري كيف وقع في كتابي " الزوائد " . وقد وقع فيهما وفي غيرهما أخطاء أخرى ، فلابد من بيانها :
الأول : في " الكشف " : " حدثنا أحمد بن داود الكوفي : حدثنا أحمد بن عبد الغفار " . وكذا وقع في " الغرائب " خلافا لأصله الذي رواه من طريقه : " أخبار أصبهان " فإنه فيه " أبي داود " بزيادة أداة الكنية ، وقد تعبت كثيرا في البحث عنه في كتب الرجال للتعرف عليه ؛ دون جدوى ، حتى تبين لي أنه محرف من " يزداد " ، وذلك حين وجدته هكذا في " الميزان " و " اللسان " من رواية البزار نفسه . ثم تابعت البحث فوجدت الخطيب قد ترجمه في " تاريخ بغداد " ( 5/228 ) هكذا :
" أحمد بن يزداد بن حمزة أبو جعفر الخياط . سكن الكوفة ، وحدث بها عن عمرو بن عبد الغفار الفقيمي ، و .... مات سنة خمس وخمسين ومئتين " .
ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا ، لكن روى عنه جمع من الثقات ، فلما وقفت على هذا تيقنت أنه الصواب . وتكرر هذا الخطأ في الحديث ( 406 ) .
الثاني : وقع في الترجمة المذكورة : ( الخيط ) من الخياطة . ووقع في " الأخبار " ( الحناط ) من الحنطة ، ولم يورده السمعاني في أي من النسبتين . والله أعلم .
الثالث : " إلا عبد الغفار " كذا وقع في " زوائد " الهيثمي والعسقلاني ، وهو خطأ ظاهر ؛ لأنه ليس من رواة هذا الحديث ، فالصواب " عمرو بن عبد الغفار " كما تقدم .
ثم إن الحديث عزاه الحافظ في " الفتح " ( 3/590 ) للبزار من حديث جابر ، وللبيهقي في " فوائده " من طريق أبي هريرة ، وقال عقبهما :
" إن كان صحيحا ، فإن في إسناد كل منهما ضعفا شديدا " .
ثم رأيت لأحمد بن يزداد حديثا آخر في " مسند البزار " ( 2/194/1503 ) يرويه عن شيخه المذكور ( عمرو بن عبد الغفار ) ، لكن وقع فيه ( عمر ) بدون الواو بعد الراء ، وكذلك وقع في " مختصر الزوائد " لابن حجر ( 1/598 ) ، مما يؤكد ما ذكرته آنفا في التنبيه .

(/1)


2943 - ( إن استطعت أن تكون أنت المقتول ، ولا تقتل أحدا من أهل الصلاة فافعل ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/503 :
$ضعيف جدا$
أخرجه الخطيب في " التاريخ " ( 3/447 و 448 ) ، ومن طريقه ابن عساكر في " تاريخ دمشق " ( 20/357 ) من طريق محمد بن يعلى - زنبور - الكوفي : أخبرنا الربيع بن صبيح عن علي بن زيد بن جدعان عن الحسن قال :
" لما كان من بعض همج الناس ما كان ، جعل رجل يسأل عن أفاضل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فجعل لا يسأل أحدا إلا دله على سعد بن مالك ، قال : فقيل له : إن سعدا رجل إذا أنت رفقت به كنت قمنا أن تصيب منه حاجتك ، وإن أنت خرقت به كنت قمنا أن لا تصيب منه شيئا ، فجلس أياما لا يسأله عن شيء حتى استأنس به ، وعرف مجلسه ، ثم قال : أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم ( إن الذين يكتمون ما انزلنا من البينات والهدى ) إلى آخر الآية ، قال : فقال سعد : هات ما قلت ، لا جرم والذي نفس سعد بيده ، لا تسألني عن شيء أعلمه إلا أنبأتك به ، قال : أخبرني عن عثمان ، قال :
كنا إذ نحن جميع مع رسول الله صلى الله عليه وسلم كان أحسننا وضوءا وأطولنا صلاة ؛ وأعظمنا نفقة في سبيل الله . فسأله عن شيء من أمر الناس ، فقال : أما أنا فلا أحدثك بشيء سمعته من ورادنا ، لا أحدثك إلا بما سمعت أذناي ، ووعاه قلبي ، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : فذكره .
قلت : وهذا إسناد ضعيف جدا مسلسل بالعلل :
الأولى : الانقطاع بين الحسن وسعد .
الثانية والثالثة : ضعف ابن جدعان والربيع بن صبيح .
الرابعة : زنبور هذا - وهو لقبه - ضعيف جدا ؛ قال البخاري :
" ذاهب الحديث " . وقال أبو حاتم :
" متروك الحديث " .
وبهؤلاء الثلاثة أعله المناوي ، لكن فاته عزوه للخطيب ، وقد خولف ( ابن زنبور ) هو أو شيخه ، فقال حماد بن سلمة : عن علي بن ريد ، عن أبي عثمان ، عن خالد بن عرفطة ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" يا خالد ! إنها ستكون بعدي أحداث وفتن واختلاف ، فإن استطعت أن تكون عبد الله المقتول القاتل ، فافعل " .
رواه أحمد ( 5/292 ) والبخاري في " التاريخ " ( 3/138 ) والحاكم في " المستدرك " ( 3/281) والطبراني في " الكبير " ( 4/225 ) وابن أبي عاصم في " الآحاد والمثاني " ( 1/466/646 ) ، والبزار في " مسنده " ( 3356 - زوائده ) .

(/1)


2944 - ( أعظم العيادة أجرا أخفها ، والتعزية مرة ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/505 :
$ضعيف جدا$
أخرجه البزار ( 84 ) : حدثنا هارون بن حاتم : حدثنا محمد بن إسماعيل بن أبي فديك عن علي بن عمر بن علي عن أبيه عن جده رفعه ، ومن هذا الوجه رواه البيهقي في " شعب الإيمان " ( 6/542/9219 ) . وقال البزار :
" لا نحفظه مرفوعا إلا من هذا الوجه ، وأحسب ابن أبي فديك لم يسمع من علي " .
قلت : هو علي بن عمر بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ، روى عنه جمع ، وذكره ابن حبان في " الثقات " ، وقال الحافظ :
" مستور ، من الثامنة " .
قلت : فهو من طبقة محمد بن إسماعيل بن أبي فديك أو أعلى قليلا فإنه من صغار الثامنة عند الحافظ ، فلا وجه لتردد البزار في سماعه من علي بن عمر ، فتأمل .
وإنما علة الحديث شيئان آخران :
الأول : الإرسال ؛ فقد عرفت أن جده عليا ليس هو علي بن أبي طالب ، وإنما علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ، وهو المعروف بزين العابدين ؛ تابعي ثقة .
والآخر : هارون بن حاتم ؛ قال النسائي :
" ليس بثقة " . وتركه أبو زرعة وأبو حاتم .

(/1)


2945 - ( من شرب مسكرا ما كان ، لم يقبل الله له صلاة أربعين يوما ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/506 :
$منكر بزيادة " ما كان "$
أخرجه الطبراني في " المعجم الكبير " ( 7/183/6672 ) من طريق سليمان بن داود الشاذكوني : حدثنا محمد بن سليمان بن مسمول : حدثنا يزيد بن عبد الملك عن يزيد بن خصيفة عن السائب بن يزيد مرفوعا .
قلت : وهذا إسناد مسلسل بالضعفاء : الشاذكوني واللذان فوقه ، والأول أسوؤهم فإنه متهم بالكذب والوضع ، ولذلك فقد قصر الهيثمي حين قال في " المجمع " ( 5/71 ) :
" رواه الطبراني ، وفيه يزيد بن عبد الملك النوفلي ، وهو متروك ، ونقل عن ابن معين في رواية : " لا بأس به " ، وضعفه في روايتين " .
وقد صح الحديث بدون الزيادة المذكورة من حديث ابن عمر وابن عمرو رضي الله عنهما ، فانظره في " صحيح الجامع الصغير " .

(/1)


2946 - ( إن كان شيء من الداء يعدي فهو هذا ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/506 :
$موضوع$
رواه الحارث بن أبي أسامة في " المسند " ( ص 125 - من زوائده ) : حدثنا الخليل بن زكريا : حدثنا عبد الله بن عون عن نافع عن ابن عمر : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر بعسفان واد من المجذومين فأسرع السير قال : فذكره .
قلت : وهذا إسناد ضعيف جدا ، الخليل بن زكريا متروك كما قال الحافظ ، ومن طريقه أخرجه ابن عدي ( 122/2 ) في جملة أحاديث ساقها له ؛ وقال :
" وهذه الأحاديث كلها مناكير من جهة الإسناد والمتن ، وعامة أحاديثه مناكير " .
وقال الذهبي في ترجمته من " الميزان " :
" ومن أنكر ما له حديثه عن ابن عون .... " يعني هذا .
وظاهر الحديث ينفي العدوى ، وهي ثابتة في أحاديث كثيرة منها حديث " اتقوا المجذوم كما يتقى الأسد " ، وهو مخرج في " الصحيحة " ( 781 )

(/1)


2947 - ( لعلكم تقاتلون قوما فتظهرون عليهم ، فيتقونكم بأموالهم دون أنفسهم وأبنائهم فيصالحونكم على صلح ، فلا تصيبوا منهم فوق ذلك فإنه لا يصلح لكم ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/507 :
$ضعيف$
أخرجه أبو داود ( 2/46 ) ، وأبو القاسم بن سلام في " الأموال " ( ص 143 رقم 388 و 389 ) عن هلال بن يساف عن رجل من ثقيف عن رجل من جهينة مرفوعا .
قلت : وهذا سند ضعيف ، لأن الثقفي مجهول لا يدرى من هو ؟ ثم خرجته في " ضعيف أبي داود " ( 542 ) بزيادة في المصادر .

(/1)


2948 - ( أنا أنبئك بخير رجل ربح ، قال : ما هو يا رسول الله ؟ قال ركعتين بعد الصلاة ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/507 :
$ضعيف$
أخرجه أبو داود ( 1/439 ) عن أبي سلام قال : حدثني عبيد الله بن سلمان : أن رجلا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم حدثه قال :
" لما فتحنا خيبر أخرجوا غنائمهم من المتاع والسبي ، فجعل الناس يتبايعون غنائمهم ، فجاء رجل فقال : يا رسول الله لقد ربحت ربحا ما ربح مثله أحد من أهل هذا الوادي ! قال : ويحك ما ربحت ؟ قال : ما زلت أبيع وابتاع حتى ربحت ثلاثمئة أوقية . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم .. " فذكره .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ، عبيد الله بن سلمان هذا لا يعرف إلا بهذا الإسناد ؛ كما أفاده الذهبي ، ولذا قال الحافظ :
" مجهول " .

(/1)


2949 - ( أنا أول من تنشق عنه الأرض ، ثم أبو بكر ، ثم عمر ، ثم آتي أهل البقيع فيحشرون معي ، ثم أنتظر أهل مكة حتى أحشر بين الحرمين ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/508 :
$ضعيف$
رواه الترمذي ( 4/317 ) ، وابن حبان ( 2194 ) ، والحاكم ( 3/68 ) ، وأبو عثمان البجيرمي ( ق 14/1 - فوائده ) ، وابن عساكر ( 23/27/2 ) عن عبد الله بن نافع الصائغ : أخبرنا عاصم بن عمر العمري عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر مرفوعا . ورواه الطبراني والحاكم ( 2/465 ) من هذا الوجه إلا أنهما قالا :
" عن عاصم بن عمر عن أبي بكر بن سالم عن ابن عمر به " . وقال الحاكم :
" صحيح الإسناد " . ورده الذهبي بقوله :
" قلت : عاصم هو أخو عبد الله ؛ ضعفوه " . وأما الترمذي فقال :
" حديث حسن غريب ، وعاصم ليس عندي بالحافظ [ ولا ] عند أهل الحديث " .
ثم رواه ابن عساكر عن عبد الله بن إبراهيم الغفاري عن عبد الله بن عمرو ومالك بن أنس عن نافع عن ابن عمر به .
قلت : والقاسم هذا متروك أيضا ، رماه أحمد بالكذب .
وأخرجه ابن النجار في " تاريخ المدينة " ( 401 ) عن محمد بن عثمان : حدثنا أبي عن عبد الرحمن بن أبي الزناد عن أبيه عن الأعرج عن أبي هريرة مرفوعا به نحوه .
قلفت : وهذا إسناد ضعيف جدا عثمان هذا والد محمد - وهو ابن خالد بن عمر العثماني - متروك الحديث كما في " التقريب " .
وبالجملة فالحديث ضعيف .

(/1)


2950 - ( لأن يهدي الله على يديك رجلا خير لك مما طلعت عليه الشمس وغربت ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/509 :
$ضعيف$
رواه الطبراني ( 1/91/1 ) عن أبي خالد الدالاني يزيد بن عبد الرحمن بن أبي خالد عن زيد بن أسلم عن يزيد بن زياد مولى ابن عباس عن أبي رافع قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلي : فذكره .
ثم رواه ( 1/98/1 ) هو ، والحاكم ( 3/598 ) من طريق قيس بن الربيع عن يزيد بن عبد الرحمن بن أبي خالد عن عبد الرحمن بن عبد الله مولى علي بن أبي رافع به .
قلت : وإسناده ضعيف من الوجهين ، لأن مدارهما على أبي خالد الدالاني وهو ضعيف . وعبد الرحمن بن عبد الله مولى علي لم أجد من ترجمه ، ويغلب على ظني أنه عبد الرحمن بن أبي رافع المترجم في " التهذيب " وغيره ، وفي " التقريب " :
" عبد الرحمن بن أبي رافع ، ويقال : ابن فلان بن أبي رافع ، شيخ لحماد بن سلمة بن سلمة ، مقبول ، من الرابعة " .
قلت : وهو يروي عن أبي رافع بواسطة عمته سلمى . وعنه حماد بن سلمى . وهو يسميه في أكثر الروايات عنه : عبد الرحمن بن أبي رافع ، لكني وجدت له رواية في " مسند أحمد " ( 6/9 ) سماه فيها " عبد الرحمن بن عبد الله بن أبي رافع عن عمته عن أبي رافع " . ففيها بيان أن اسم والد عبد الرحمن عبد الله كما في رواية الدالاني هذه . وعليه فأبو رافع جده . فإذا ثبت هذا فالسند منقطع لعدم تصريحه بسماعه من أبي رافع ، وقد روى عنه بالواسطة كما سبق .
والحديث قال الهيثمي في " المجمع " ( 5/334 ) :
" رواه الطبراني عن يزيد بن أبي زياد مولى ابن عباس ، ذكره المزي في الرواة عن أبي رافع ، وذكره ابن حبان في " الثقات " ، وبقية رجال الطريق الأولى ثقات " .
كذا قال ، وقد عرفت أن مدار الطريقين على الدالاني ؛ وأنه ضعيف . ومن ضعفه أنه روى هذا الحديث تارة بالإسناد الأول عن أبي رافع وتارة بالإسناد الآخر !
ورواه ابن المبارك في " الزهد " ( 220/1 ) : أنبأنا ابن لهيعة عن ابن أبي جعفر : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حين بعث معاذا يعلم الدين قال : فذكره . إلا أنه قال : " .. خير لك من الدنيا وما فيها " .
( تنبيه ) : هذا الحديث مما عزاه الدكتور فايز المط في كتابه " القبس " رقم ( 1156 - طبع المكتب الإسلامي ) مع الأسف ! للبخاري ومسلم ! وإنما هو عندهما من طريق أخرى عن سهل بن سعد بلفظ : " خير لك من حمر النعم " ، وهو مخرج في " تخريج فقه السيرة " ( 371 ) ، ومن عجائب هذا الدكتور أنه جعل هذا اللفظ تمام حديث الترجمة وعطفه عليه بقوله : " أو قيم " !!

(/1)


2951 - ( لله أشد أذنا إلى الرجل الحسن الصوت بالقرآن من صاحب القينة إلى قينته ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/511 :
$ضعيف$
رواه ابن ماجه ( 1340 ) ، وابن حبان ( 659 ) ، والحاكم ( 1/571 ) ، وأحمد ( 6/19 - 20 ) ، وابن عساكر ( 17/232/1 ) عن الوليد بن مسلم قال : حدثنا الأوزاعي عن إسماعيل بن عبيد الله بن أبي المهاجر عن ميسرة مولى فضالة عن فضالة بن عبيد قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره . وقال الحاكم :
" صحيح على شرط الشيخين " . ورده الذهبي بقوله :
" قلت : بل هو منقطع " .
قلت : وإنما قال الحاكم ما قال ؛ لأنه ليس في إسناده ميسرة مولى فضالة وهو رواية لأحمد . وكأن ذلك من عمل الوليد بن مسلم ، فإنه كان يدلس تدليس التسوية ، فيظهر أنه كان أحيانا يدلس ميسرة هذا ، وأحيانا يظهره ويثبته وهو علة الحديث ؛ فإنه لا يعرف كما أشار إلى ذلك الذهبي بقوله :
" ما حدث عنه سوى إسماعيل بن عبيد الله " .
ولم يوثقه أحد غير ابن حبان على قاعدته في توثيق المجهولين ، ولذلك لم يتابعه الحافظ في توثيقه فإنه قال في ترجمته من " التقريب " :
" مقبول " .
يعني عند المتابعة ، وإلا فلين الحديث كما نص عليه في المقدمة ، ولا نعلم أحادا تابعه عليه بهذا اللفظ ، فهو ضعيف . فقول البوصيري في " الزوائد " ( 103/1 - مصورة المكتب ) :
" هذا إسناد حسن لقصور درجة ميسرة مولى فضالة وراشد بن سعيد عن درجة أهل الحفظ والضبط " .
قلت : فهو غير حسن ، لأن ميسرة لم تثبت عدالته كما عرفت ، وعليه فلا يصح وصفه بالحفظ القاصر فتنبه .
وأما راشد بن سعيد ، فهو متابع .

(/1)


2952 - ( أنا محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار ، وما افترق الناس فرقتين إلا جعلني الله عز وجل في الخير منهما ، حتى خرجت من نكاح ولم أخرج من سفاح ؛ من لدن آدم عليه السلام حتى انتهيت إلى أبي وأمي ، فأنا خيركم نفسا وخيركم أبا ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/513 :
$ضعيف جدا$
رواه البيهقي في " دلائل النبوة " ( 1/174 ) ، والديلمي ( 1/2/305 - 306 ) ، والضياء في " المنتقى من حديث الأمير أبي أحمد وغيره " ( 268/2 ) من طريق صالح بن علي النوفلي قال : أخبرنا عبد الله بن محمد بن ربيعة قال : أخبرنا مالك بن أنس عن الزهري عن أنس بن مالك وأبي بكر بن عبد الرحمن قالا :
خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس فقال : فذكره .
ثم رواه الضياء من طريق الحاكم بسنده عن محمد بن سعيد القاضي به إلا أنه لم يذكر في سنده " وأبي بكر بن عبد الرحمن " ، وقال الضياء :
" مضطرب "
ورواه ابن عساكر ( 1/196/1 ) من طريق الحاكم والبيهقي عن محمد بن سعيد القاضي وقال :
" قال البيهقي : تفرد به عبد الله بن محمد بن ربيعة القدامي ، وعنده أفراد لم يتابع عليها " .
قلت : وهو ضعيف جدا ؛ قال الذهبي :
" أحد الضعفاء ، أتى عن مالك بمصائب ، ضعفه ابن عدي وغيره " .
وقال الحاكم والنقاش :
" روى عن مالك أحاديث موضوعة " .

(/1)


2953 - ( أنا سابق العرب إلى الجنة ، وصهيب سابق الروم إلى الجنة ، وبلال سابق الحبشة إلى الجنة ، وسلمان سابق فارس إلى الجنة ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/514 :
$ضعيف$
روي من حديث أبي أمامة الباهلي ، وأنس بن مالك ، وأم هانىء ، والحسن البصري مرسلا .
1- أما حديث أبي أمامة ؛ فيرويه عطية بن بقية بن الوليد : حدثني أبي : حدثنا محمد بن زياد الألهاني قال : سمعت أبا أمامة الباهلي به .
أخرجه الطبراني في " المعجم الصغير " ( ص 57 ) ، و " الأوسط " ، ومن طريقه ابن عساكر في " التاريخ " ( 8/190/1 ) ، وابن عدي في " الكامل " ( ق 43/1 ) ، وعنه ابن عساكر أيضا ( 3/229/1 ) ، وكذا العراقي في " محجة القرب " ( ق 55/1 ) وقال الطبراني :
" لا يروى عن أبي أمامة إلا بهذا الإسناد " .
قلت : وهو ضعيف ؛ من أجل عطية بن بقية ، فإنه غير معروف بالضبط ، قال ابن أبي حاتم ( 3/1/381 ) :
" كتبت عنه ، ومحله الصدق ، وكانت فيه غفلة " .
وقال ابن حبان في " الثقات " :
" يخطىء ، ويغرب ، يعتبر حديثه إذا روى عن أبيه غير الأشياء المدلسة " .
قلت : قد صرح أبوه بقية بالتحديث عند الطبراني ، ولذلك قال الهيثمي في " مجمع الزوائد " ( 10/305 ) :
" رواه الطبراني ، وإسناده حسن " !
قلت : وليس كذلك لوجهين :
الأول : ما عرفت من غفلة عطية .
والآخر : أن بقية بن الوليد مدلس ، ولم يصرح بالتحديث ، إلا في رواية الطبراني ، وأما عند الآخرين فقد عنعنه ، وفي طريق روايته أيوب بن أبي سليمان أبو ميمون الصوري ولم أجد له ترجمة ، فمثله لا يعتمد عليه في إثبات التصريح المذكور ، لا سيما وشيخه عطية فيه ضعف كما تقدم .
ثم رأيت الحديث في " العلل " ( 2/353 ) لابن أبي حاتم من هذا الوجه بدون التحديث ثم قال :
" وسمعت أبي وأبا زرعة جميعا يقولان : هذا حديث باطل لا أصل له بهذا الإسناد " .
2- وأما حديث أنس ؛ فله عنه طرق :
الأولى : عن عمارة بن زاذان عن ثابت عن أنس مرفوعا بلفظ :
" السباق أربعة ، أنا سابق العرب ..... " الحديث دون قوله :
" في الجنة " في الأربعة .
أخرجه البزار في " مسنده " ( 2607 - كشف ) ، وعنه العراقي أيضا ، والحاكم ( 3/402 ) ، وأبو نعيم في " الحلية " ( 1/185 ) و " أخبار أصبهان " ( 1/49 ) ، وعنه ابن عساكر ( 3/228/2 ) وسكت عليه الحاكم ؛ وتعقبه الذهبي فقال :
" قلت : عمارة واه ، ضعفه الدارقطني " .
وقال نحوه في كتابه " الضعفاء والمتروكين " .
وقال الحافظ :
" صدوق كثير الخطأ " .
قلت : فقول الهيثمي ( 9/305 ) :
" رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير عمارة بن زاذان ، وهو ثقة ، وفيه خلاف " .
قلت : فهو لا يخلو من تساهل ، كما هو ظاهر . وقال العراقي :
" هذا حديث حسن ، وقد اختلفوا في عمارة ، فقال البخاري : ربما يضطرب في حديثه . وقال أبو حاتم : يكتب حديثه ولا يحتج به . وقال أبو زرعة : لا بأس به ، وقال ابن عدي : هو عندي لا بأس به ، ممن يكتب حديثه . وله طريق آخر رواه الحارث بن أبي أسامة في " مسنده " عن عبد العزيز عن شيخ من بني تميم عن أنس مختصرا " .
الطريق الثانية : عن يحيى بن عقبة بن أبي العيزار عن محمد بن جحادة عن أنس به .
أخرجه أبو نعيم في " الأخبار " ، وابن عساكر ( 7/203/1 ) .
ويحيى هذا قال أبو حاتم :
" يفتعل الحديث " .
الثالثة : عن يوسف بن إبراهيم عن أنس به .
أخرجه ابن عساكر .
ويوسف هذا قال البخاري : " صاحب عجائب " . وقال ابن حبان :
" يروي عن أنس ما ليس من حديثه ، لا تحل الرواية عنه " .
الرابعة : عن شيخ من بني تميم عنه مختصرا .
رواه الحارث بن أبي أسامة كما سبق في كلام العراقي .
3- وأما حديث أم هانىء ؛ فيرويه فايد العطار عنها .
رواه الطبراني ، وفايد متروك كما قال الهيثمي ( 9/305 ) .
4- وأما حديث الحسن البصري ؛ فيرويه يونس عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره ؛ دون ذكر الجنة ، ودون ذكر صهيب .
أخرجه ابن سعد في " الطبقات " مفرقا في مواضع ( 1/21 و 3/232 و 4/82 و 7/318 و 385 ) .
قلت : وهو مرسل صحيح الإسناد .

(/1)


2954 - ( أنت أكبر ولد أبيك فحج عنه ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/517 :
$ضعيف$
أخرجه النسائي ( 2/5 ) ، والدارمي ( 2/41 ) ، وأحمد ( 4/3 و 5 ) من طريق منصور عن مجاهد عن يوسف بن الزبير عن عبد الله بن الزبير : أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لرجل : .... فذكره .
وفي رواية للنسائي وأحمد :
جاء رجل من خثعم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال :
إن أبي شيخ كبير لا يستطيع الركوب ، وأدركته فريضة الله في الحج ، فهل يجزىء أن أحج عنه ؟ قال : أنت أكبر ولده ؟ قال : نعم ، قال :
" أرأيت لو كان عليه دين أكنت تقضيه ؟ قال : نعم ، قال : فحج عنه " .
وهكذا أخرجه البيهقي ( 4/329 ) وقال :
" اختلف في هذا على منصور ، فرواه جرير بن عبد الحميد هكذا ، ورواه عبد العزيز بن عبد الصمد عن منصور عن مجاهد عن مولى لابن الزبير يقال له يوسف بن الزبير ، أو الزبير بن يوسف عن ابن الزبير عن سودة بنت زمعة رضي الله عنها قالت : جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : ( قلت : فذكره ، إلا أنه قال ) فقضيته قبل منك ؟ قال : نعم ، قال : فالله أرحم ، حج عن أبيك " .
أخرجه الدارمي والبيهقي ثم قال :
" رواه إسرائيل عن منصور عن مجاهد عن مولى لآل ابن الزبير عن ابن الزبير أن سودة رضي الله عنها قالت : يا رسول الله . فذكره . وأرسله الثوري عن منصور فقال : عن يوسف بن الزبير عن النبي صلى الله عليه وسلم ، كذلك قاله البخاري " .
قلت : ويوسف بن الزبير ؛ لم يوثقه غير ابن حبان وروى عنه بكر بن عبد الله المزني أيضا ، وقال ابن جرير :
" مجهول لا يحتج به " ، ولذلك قال الحافظ :
" مقبول " يعني عند المتابعة . وأما الذهبي فقال :
" صالح الحال " .
ثم ساق له حديثا غير هذا من روايته عن ابن الزبير أيضا ثم قال :
" هذا حديث صحيح الإسناد " !
قلت : كذا قال ، ولم يمل القلب إليه ، فإن الحديث محفوظ في " الصحيحين " وغيرهما دون هذه الزيادة : " أنت أكبر ... " فهي منكرة أو شاذة . والله أعلم .

(/1)


2955 - ( أنا مدينة العلم ، وعلي بابها ، فمن أراد العلم فليأته من بابه ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/519 :
$موضوع$
أخرجه ابن جرير الطبري في " تهذيب الآثار " كما يأتي ، والطبراني في " المعجم الكبير " ( 3/108/1 ) ، والحاكم ( 3/126 ) ، والخطيب في " تاريخ بغداد " ( 11/48 ) ، وابن عساكر في " تاريخ دمشق " ( 12/159/2 ) من طريق أبي الصلت عبد السلام بن صالح العروي : أخبرنا أبو معاوية عن الأعمش عن مجاهد عن ابن عباس مرفوعا . وقال ابن جرير والحاكم :
" صحيح الإسناد " . ورده الذهبي بقوله :
" بل موضوع " . ثم قال الحاكم :
" وأبو الصلت ثقة مأمون " . فتعقبه الذهبي بقوله :
" قلت : لا والله ، لا ثقة و لا مأمون " .
وقال في كتابه " الضعفاء والمتروكين " :
" اتهمه بالكذب غير واحد ، قال أبو زرعة : لم يكن بثقة . وقال ابن عدي : متهم . وقال غيره : رافضي " .
وقال في كتابه " الضعفاء والمتروكين " :
" اتهمه بالكذب غير واحد ، قال أبو زرعة : لم يكن بثقة . وقال ابن عدي : متهم . وقال غيره : رافضي " . وقال الحافظ في " التقريب " :
" صدوق ، له مناكير ، وكان يتشيع ، وأفرط العقيلي فقال : كذاب " .
قلت : لم يوثقه أحد سوى ابن معين ، وقد اضطرب قوله فيه على وجوه :
الأول : أنه ثقة . رواه عنه الدوري . أخرجه الحاكم ( 3/126 ) ، والخطيب في " التاريخ " ( 11/50 ) .
الثاني : ثقة صدوق . رواه عنه عمر بن الحسن بن علي بن مالك في " التاريخ " ( 11/48 ) .
الثالث : ما أعرفه بالكذب . وقال مرة : لم يكن عندنا من أهل الكذب .
رواه عنه ابن الجنيد . أخرجه في " التاريخ " ( 11/49 ) . وقال أحمد بن محمد بن القاسم بن محرز في " جزء معرفة الرجال " ليحيى بن معين ( ق 4/2 ) :
" وسألت يحيى عن أبي الصلت عبد السلام بن صالح الهروي ؟ فقال : ليس ممن يكذب " . ورواه عنه الخطيب ( 11/50 ) .
الرابع : قال أبو علي صالح بن محمد وقد سئل عن أبي الصلت : رأيت يحيى بن معين يحسن القول فيه . كذا أخرجه الخطيب عنه . وأخرجه الحاكم ( 3/127 ) من طريق أخرى عنه قال :
" دخل يحيى بن معين ونحن معه على أبي الصلت ، فسلم علليه ، فلما خرج تبعته فقلت له : ما تقول رحمك الله في أبي الصلت ؟ فقال : هو صدوق " .
الخامس : ما أعرفه ! أخرجه الخطيب ( 11/49 ) من طريق عبد الخالق بن منصور قال : وسألت يحيى بن معين عن أبي الصلت ؟ فقال : فذكره . وقال الخطيب :
" قلت : أحسب عبد الخالق سأل يحيى بن معين عن حال أبي الصلت قديما ، ولم يكن يحيى إذ ذاك يعرفه ، ثم عرفه بعد " .
قلت : وهذا جمع حسن بين هذه الأقوال ، على أنها باستثناء القول الأخير ، لا تعارض كبير بينها كما هو ظاهر . إلا أن القول الثالث : " ما أعرفه بالكذب " . ليس نصا في التوثيق ، لأنه لا يثبت له الضبط والحفظ الذي هو العمدة في الرواية . فيبدو لي - والله أعلم - أن ابن معين لم يكن جازما في توثيقه ، ولذلك اختلفت الرواية عنه ، وسائر الأئمة قد ضعفوه وطعنوا فيه فالعمدة عليهم دونه .
وكذلك اختلف قول ابن معين في الحديث نفسه على وجوه :
الأول : هو صحيح . أخرجه الخطيب عن القاسم بن عبد الرحمن الأنباري عنه .
الثاني : ما هذا الحديث بشيء . قاله في رواية عبد الخالق المتقدمة عنه .
الثالث : قال يحيى بن أحمد بن زياد : وسألته يعني ابن معين عن حديث أبي معاوية الذي رواه عبد السلام الهروي عنه عن الأعمش : حديث ابن عباس ؟ فأنكره جدا . أخرجه الخطيب ( 11/49 ) .
الرابع : قال ابن محرز في روايته المتقدمة عن ابن معين : فقيل له في حديث أبي معاوية عن الأعمش ... فقال : هو من حديث أبي معاوية ، أخبرني ابن نمير قال : حدث به أبو معاوية قديما ، ثم كف عنه ، وكان أبو الصلت رجلا موسرا يطلب هذه الأحاديث ، ويكرم المشايخ ، وكانوا يحدثونه بها " .
فهذه الرواية تلتقي مع الثانية والثالثة ، لقول ابن نمير أن أبا معاوية كف عنه .
الخامس : حديث كذب ليس له أصل . قال ابن قدامة في " المنتخب " ( 10/204/1 ) :
" وقال محمد بن أبي يحيى : سألت أحمد عن أبي معاوية عن الأعمش عن مجاهد عن ابن عباس مرفوعا به ( فذكره ) ، فقال أحمد : قبح الله أبا الصلت ذاك ، ذكر عن عبد الرزاق حديثا له أصل . وقال إبراهيم بن جنيد : سئل يحيى بن معين عن عمر بن إسماعيل بن مجالد بن سعيد ؟ فقال : كذاب يحدث أيضا بحديث أبي معاوية عن الأعمش بحديث " أنا مدينة العلم ، وعلي بابها " ، وهذا حديث كذب ليس له أصل . وسألته عن أبي الصلت الهروي ؟ فقال : قد سمع ، وما أعرفه بالكذب . قلت : فحديث الأعمش عن مجاهد عن ابن عباس ؟ قال : ما سمعته قط ، وما بلغني إلا عنه " !
قلت : فأنت ترى أن أكثر الروايات عن ابن معين تميل إلى تضعيف الحديث وكأنه لذلك تأول الخطيب الرواية الأولى عنه بأنه لا يعني صحة الحديث نفسه وإنما يعني ثبوته عن أبي معاوية ليس إلا ، فقال عقبها :

(/1)


" قلت : أراد أنه صحيح من حديث أبي معاوية ، وليس بباطل ، إذ قد رواه غير واحد عنه " .
قلت : وقد وقفت على جماعة تابعوا أبا الصلت في روايته عن أبي معاوية ، فأنا أسوق لك أسماءهم للنظر في أحوالهم :
الأول : محمد بن الطفيل . قال محمد بن أبي يحيى المتقدم ذكره عن يحيى بن معين أنه قال : حدثني به ثقة : محمد بن أبي يحيى المتقدم ذكره عن يحيى بن معين أنه قال : حدثني به ثقة : محمد بن الطفيل عن أبي معاوية . كذا في " منتخب ابن قدامة " ( 10/204/1 ) .
قلت : وهذه متابعة قوية إن صح السند عن ابن الطفيل فإنه " صدوق " كما في " التقريب " ، لكن ابن أبي يحيى فيه جهالة كما سبق .
الثاني : جعفر بن محمد البغدادي أبو محمد الفقيه .
أخرجه الخطيب في " التاريخ " ( 7/172 - 173 ) من رواية محمد بن عبد الله أبي جعفر الحضرمي عنه : حدثنا أبو معاوية به . قال أبو جعفر :
" لم يرو هذا الحديث عن أبي معاوية من الثقات أحد ، رواه أبو الصلت فكذبوه " .
قلت : فيه إشارة إلى أن جعفر بن محمد ليس بثقة ، وقد قال الذهبي :
" فيه جهالة " .
ثم ساق له هذا الحديث وقال :
" موضوع " .
وأقره الحافظ على التجهيل ، وتعقبه على قوله بأنه " موضوع " فقال :
" وهذا الحديث له طرق كثيرة في " مستدرك الحاكم " ، أقل أحوالها أن يكون للحديث أصل ، فلا ينبغي أن يطلق القول عليه بالوضع " .
كذا قال ، وفيه نظر ، فإن الحديث ليس له عند الحاكم إلا هذه الطريق ، وطريق أخرى فقط ، وهي الآتية بعد .
الثالث : محمد بن جعفر الفيدي .
أخرجه الحاكم ( 3/127 ) وروى بسنده الصحيح عن العباس بن محمد الدوري أنه قال :
" سألت يحيى بن معين عن أبي الصلت الهروي ؟ فقال : ثقة . فقلت : أليس قد حدث عن أبي معاوية عن الأعمش " أنا مدينة العلم " ؟ فقال : قد حدث به محمد بن جعفر الفيدي ، وهو ثقة مأمون " .
ورواه الخطيب أيضا ( 11/50 ) عن الدوري بلفظ :
" فقال : ما تريدون من هذا المسكين ؟ ! أليس قد حدث به محمد بن جعفر الفيدي عن أبي معاوية ، هذا أو نحوه " .
ولم يذكر التوثيق ! وقد قال الحافظ في ترجمة محمد بن جعفر بن أبي مواثة الكلبي أبي عبد الله وقيل أبو جعفر الكوفي ، ويقال البغدادي العلاف المعروف بالفيدي من " التهذيب " :
" روى عنه البخاري حديثا واحدا في " الهبة " و ..... محمد بن عبد الله الحضرمي . ذكره ابن حبان في " الثقات " ..... قلت : وقع في الهبة " : حدثنا محمد بن جعفر أبو جعفر ، ولم يذكر نسبه ، والذي أظن أنه القومسي ، فإنه لم يختلف في أن كنيته أبو جعفر ، بخلاف هذا . والقومسي ثقة حافظ ، بخلاف هذا ، فإن له أحاديث خولف فيها " .
وقال في " التقريب " :
" محمد بن جعفر الفيدي ... العلاف نزل الكوفة ثم بغداد ، مقبول " .
قلت : ولينظر إذا كان جعفر بن محمد البغدادي المتقدم هو هذا أم غيره ، فقد روى عنه الحضرمي أيضا كما تقدم ، ويكون انقلب اسمه على بعض الرواة . والله أعلم .
الرابع : عمر بن إسماعيل بن مجالد قال : حدثنا أبو معاوية به .
أخرجه العقيلي في " الضعفاء " ( 276 ) وروى عن ابن معين أنه قال :
" عمر بن إسماعيل شويطر ، ليس بشيء ، كذاب ، رجل سوء ، خبيث ، حدث عن أبي معاوية ... " . قال العقيلي :
" ولا يصح في هذا المتن حديث " .
الخامس : رجاء بن سلمة : حدثنا أبو معاوية الضرير به .
أخرجه الخطيب ( 4/348 ) .
ورجاء هذا قال ابن الجوزي :
" اتهم بسرقة الأحاديث " .
السادس : الحسن بن علي بن راشد .
أخرجه ابن عدي ( 93/1 ) ، وعنه السهمي في " تاريخ جرجان " **** حدثنا العدوي : حدثنا الحسن بن علي بن راشد حدثنا أبو معاوية به .
وهذه متابعة قوية ، لأن الحسن هذا صدوق رمي بشيء من التدليس كما في " التقريب " وقد صرح بالتحديث ، لولا أن العدوي هذا كذاب واسمه الحسن بن علي بن زكريا البصري الملقب بالذئب ! فهي في حكم المعدوم ! ولذلك قال ابن عدي :
" وهذا حديث أبي الصلت الهروي عن أبي معاوية ، على أنه قد حدث [ به ] غيره ، وسرقه منه من الضعفاء ، وليس أحد ممن رواه عن أبي معاوية خيرا وأصدق من الحسن بن علي بن راشد الذي ألزقه العدوي عليه " .
قلت : فهؤلاء ستة متابعين لأبي الصلت ، ليس فيهم من يقطع بثقته ، لأن من وثق منهم ، فليس توثيقه مشهورا ، مع قول أبي جعفر الحضرمي المتقدم :
" لم يروه عن أبي معاوية من الثقات أحد " .
مع احتمال أن يكونوا سرقوه عن أبي الصلت ، وهو ما جزم به ابن عدي كما تقدم ويأتي .
وقد وجدت لأبي معاوية متابعا ، ولكنه لا يساوي شيئا ، فقال ابن عدي ( ق 182 - 183 ) : حدثنا أحمد بن حفص السعدي : حدثنا سعيد بن عقبة عن الأعمش به ؛ وقال :

(/2)


" سعيد بن عقبة ؛ سألت عنه ابن سعيد ؟ فقال : لا أعرفه . وهذا يروي عن أبي معاوية عن الأعمش ، وعن أبي معاوية يعرف بأبي الصلت عنه ، وقد سرقه عن أبي الصلت جماعة ضعفاء ، فرووه عن أبي معاوية ، وألزق هذا الحديث على غير أبي معاوية ، فرواه شيخ ضعيف ، يقال له : عثمان بن عبد الله الأموي عن عيسى بن يونس عن الأعمش . وحدثناه بعض الكذابين عن سفيان بن وكيع عن أبيه عن الأعمش " .
قلت : وأحمد بن حفص السعدي شيخ ابن عدي في " هذا المتابع ؛ قال الذهبي :
" صاحب مناكير ، قال حمزة السهمي : لم يتعمد الكذب . وكذا قال ابن عدي " . وقال في سعيد بن عقبة عقب الحديث :
" لعله اختلفه السعدي " .
وعثمان بن عبد الله الأموي الراوي عن المتابع الثاني ؛ قال الذهبي في " الضعفاء " :
" متهم ، واه ، رماه بالوضع ابن عدي وغيره " .
قلت : ومع ضعف هذه الطرق كلها ، وإمساك أبي معاوية عن التحديث به ؛ فلم يقع في شيء منها تصريح الأعمش بالتحديث . فإن الأعمش وإن كان ثقة حافظا لكنه يدلس كما قال الحافظ في " التقريب " ، لا سيما وهو يرويه عن مجاهد ، ولم يسمع منه إلا أحاديث قليلة ، وما سواها فإنما تلقاها عن أبي يحيى القتات أو ليث عنه . فقد جاء في " التهذيب " :
" وقال يعقوب بن شيبة في " مسنده " : ليس يصح للأعمش عن مجاهد إلا أحاديث يسيرة ، قلت لعلي بن المديني : كم سمع الأعمش من مجاهد ؟ قال : لا يثبت منها إلا ما قال : " سمعت " ، هي نحو من عشرة ، وإنما أحاديث مجاهد عنده عن أبي يحيى القتات . وقال عبد الله بن أحمد عن أبيه : في أحاديث الأعمش عن مجاهد ، قال أبو بكر بن عياش عنه : حدثنيه ليث عن مجاهد " .
قلت : وأبو يحيى القتات ، وليث - وهو ابن أبي سليم - كلاهما ضعيف . فما دام أن الأعمش لم يصرح بسماعه من مجاهد في هذا الحديث ، فيحتمل أن يكون أخذه بواسطة أحد هذين الضعيفين ، فبذلك تظهر العلة الحقيقية لهذا الحديث ، ولعله لذلك توقف أبو معاوية عن التحديث به . والله أعلم .
وقد روي الحديث عن علي أيضا ، وجابر ، وأنس بن مالك .
1- أما حديث علي ؛ فأخرجه الترمذي واستغربه ، وقد بينت علته في " تخريج المشكاة " ( 6087 ) .
2- وأما حديث جابر ، فيرويه أحمد بن عبد الله بن يزيد الحراني : حدثنا عبد الرزاق : حدثنا سفيان الثوري عن عبد الله بن عثمان بن خثيم عن عبد الرحمن بن عثمان التيمي قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الحديبية وهو آخذ بيد علي يقول :
" هذا أمير البررة ، وقاتل الفجرة ، منصور من نصره ، مخذول من خذله ، - يمد بها صوته - ، أنا مدينة العلم .... " .
أخرجه الحاكم ( 3/127 و 129 ) مفرقا ، والخطيب ( 2/377 ) . وقال الحاكم :
" إسناده صحيح " ! ورده الذهبي بقوله :
" قلت : العجب من الحاكم وجرأته في تصحيح هذا وأمثاله من البواطيل ، وأحمد هذا دجال كذاب " .
وقال في الموضع الثاني :
" قلت : بل والله موضوع ، وأحمد كذاب ، فما أجهلك على سعة معرفتك " .
وقال الخطيب في ترجمة أحمد هذا وقد ساق له الشطر الأول من الحديث :
" وهو أنكر ما حفظ عليه . قال ابن عدي : كان يضع الحديث " .
3- وأما حديث أنس ؛ فله عنه طريقان :
الأولى : عن محمد بن جعفر الشاشي : أخبرنا أبو صالح أحمد بن مزيد : أخبرنا منصور بن سليمان اليمامي : أخبرنا إبراهيم بن سابق : أخبرنا عاصم بن علي : حدثني أبي عن حميد الطويل عنه مرفوعا به دون قوله : " فمن أراد .... " وزاد :
" وحلقتها معاوية " !
أخرجه محمد بن حمزة الفقيه في " أحاديثه " ( 214/2 ) .
قلت : وهذا إسناد ضعيف مظلم ، من دون عاصم بن علي لم أعرف أحدا منهم ، ووالد عاصم - وهو علي بن عاصم بن صهيب الواسطي - ضعيف ؛ قال الحافظ :
" صدوق ، يخطىء ، ويصر " .
ولست أشك أن بعض الكذابين سرق الحديث من أبي الصلت وركب عليه هذه الزيادة انتصارا لمعاوية رضي الله عنه بالباطل ، وهو غني عن ذلك .
الثانية : عن عمر بن محمد بن الحسين الكرخي : أخبرنا علي بن محمد بن يعقوب البردعي : أخبرنا أحمد بن محمد بن سليمان قاضي القضاة بـ ( نوقان ) : حدثني أبي : أخبرنا الحسن بن تميم بن تمام عن أنس بن مالك به دون الزيادة ، وزاد :
" .... وأبو بكر وعمر وعثمان سورها ، وعلي بابها ... " .
أخرجه ابن عساكر في " تاريخ دمشق " ( 13/176/2 ) وقال :
" منكر جدا ، إسنادا ومتنا " .
قلت : بل باطل ظاهر البطلان من وضع بعض جهلة المتعصبين ممن ينتمون للسنة .
وجملة القول ؛ أن حديث الترجمة ليس في أسانيده ما تقوم به الحجة ، بل كلها ضعيفة ، وبعضها أشد ضعفا من بعض ، ومن حسنه أو صححه فلم ينتبه لعنعنة الأعمش في الإسناد الأول .
فإن قيل : هذا لا يكفي للحكم على الحديث بالوضع .
قلت : نعم ، ولكن في متنه ما يدل على وضعه كما بينه شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالي في " منهاج السنة " قال :

(/3)


" وحديث " أنا مدينة العلم وعلى بابها " أضعف وأوهى ، ولهذا إنما يعد في الموضوعات وإن رواه الترمذي ، وذكره ابن الجوزي وبين أن سائر طرقه موضوعة ، والكذب يعرف من نفس متنه ، فإن النبي صلى الله عليه وسلم إذا كان مدينة العلم ، ولم يكن لها إلا باب واحد ، ولم يبلغ العلم عنه إلا واحد ؛ فسد أمر الإسلام . ولهذا اتفق المسلمون على أنه لا يجوز أن يكون المبلغ عنه العلم واحد ، بل يجب أن يكون المبلغون أهل التواتر الذين يحصل العلم بخبرهم للغائب ، وخبر الواحد لا يفيد العلم بالقرآن والسنن المتواترة . وإذا قالوا : ذلك الواحد المعصوم يحصل العلم بخبره . قيل لهم : فلابد من العلم بعصمته أولا ، وعصمته لا تثبت بمجرد خبره قبل أن نعرف عصمته لأنه دور ولا إجماع فيها . ثم علم الرسول صلى الله عليه وسلم من الكتاب والسنة قد طبق الأرض ، وما انفرد به علي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فيسير قليل ، وأجل التابعين بالمدينة هم الذين تعلموا في زمن عمر وعثمان . وتعليم معاذ للتابعين ولأهل اليمن أكثر من تعليم علي رضي الله عنه ، وقدم علي على الكوفة وبها من أئمة التابعين عدد : كشريح ، وعبيدة ، وعلقمة ، ومسروق ، وأمثالهم " .
ثم رأيت ابن جرير الطبري قد أخرج الحديث في " التهذيب " ( 1/90 - 91/181 و 182 ) من طريق عبد السلام وإبراهيم بن موسى الرازي وقال :
" والرازي هذا ليس بالفراء ، ( وقال : ) لا أعرفه ولا سمعت منه غير هذا الحديث " .
قلت : قال ابن عدي :
" له حديث منكر عن أبي معاوية " .
وكأنه يعني هذا .
قلت : وقد خفي على الشيخ الغماري كثير من هذه الحقائق ، فذهب إلى تصحيح الحديث في رسالة له سماها " فتح الملك العلي بصحة حديث باب مدينة العلم علي " والرد عليه يتطلب تأليف رسالة ، والمرض والعمر أضيق من ذلك ، لكن بالمقابلة تتبين الحقيقة لمن أرادها .

(/4)


2956 - ( أنت صاحبي على الحوض ، وصاحبي في الغار . قاله لأبي بكر الصديق ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/530 :
$ضعيف$
أخرجه الترمذي ( 2/291 ) من طريق كثير أبي إسماعيل عن جميع ابن عمير التيمي عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لأبي بكر : .... فذكره . وقال :
" حسن صحيح غريب " .
قلت : وفيه تساهل كبير ، فإن جميع بن **************** إسماعيل - ضعيفان ، والأول أشد ضعفا من الآخر فقد اتهم بالكذب والوضع .
وقد روي بإسناد آخر خير من هذا ؛ يرويه سليمان بن قرم عن الأعمش عن الحكم عن مقسم عن ابن عباس :
" أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث أبا بكر بـ ( براءة ) ، ثم أتبعه غدا يعني عليا ، فأخذها منه ، فقال أبو بكر : يا رسول الله ! حدث في شيء ؟ قال : لا ، أنت صاحبي في الغار ، وعلى الحوض ، ولا يؤدي عني إلا أنا أو علي .... " .
أخرجه ابن عدي ( 155/1 ) وقال :
" لا يتابع عليه سليمان بن قرم ، وأحاديثه حسان إفرادات ، وهو خير من سليمان بن أرقم بكثير " .
قلت : وقال الذهبي عقبه :
" كذا قال ! وغيره يضعفه " .
وقال الحافظ في " التقريب " :
" سيىء الحفظ " .
قلت : فالحديث ضعيف . والله أعلم .

(/1)


2957 - ( انزلا فكلا من جيفة هذا الحمار فما نلتما من عرض أخيكما آنفا أشد من أكل منه ، والذي نفسي بيده ! إنه الآن لفي أنهار الجنة ينغمس فيها ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/531 :
$ضعيف$
أخرجه أبو داود ( 2/231 - 232 - تازية ) ، والبيهقي ( 8/227 - 228 ) من طريق أبي الزبير : أن عبد الرحمن بن الصامت ابن عم أبي هريرة أخبره : أنه سمع أبا هريرة يقول :
" جاء الأسلمي نبي الله صلى الله عليه وسلم فشهد على نفسه أنه أصاب امرأة حراما أربع مرات كل ذلك يعرض عنه ، فأقبل في الخامسة فقال : أنكتها ؟ قال : نعم ، قال : حتى غاب ذلك منك في ذلك منها ؟ قال : نعم ، قال : كما يغيب المرود في المكحلة والرشاء في البئر ؟ قال : نعم ، قال : فهل تدري ما الزنا ؟ قال : نعم ؛ أتيت منها حراما ما يأتي الرجل من امرأته حلالا ، قال : فما تريد بهذا القول ؟ قال : أريد أن تطهرني ، فأمر به فرجم ، فسمع النبي صلى الله عليه وسلم رجلين من أصحابه يقول أحدهما لصاحبه : انظر إلى هذا الذي ستر الله عليه ، فلم تدعه نفسه حتى رجم رجم الكلب ، فسكت عنهما ، ثم سار ساعة حتى مر بجيفة حمار شائل برجله فقال : أين فلان وفلان ؟ فقالا : نحن ذان يا رسول الله ! قال : .... " فذكره .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ رجاله ثقات غير عبد الرحمن هذا ؛ قال الذهبي في " الميزان " :
" تفرد عنه أبو الزبير ، فلا يدرى من هذا ؟ "
ثم خرج فيما بعد برقم ( 6318 ) بتحقيق جديد وفيه الرد على من صححه .

(/1)


2958 - ( أنزل القرآن على ثلاثة أحرف ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/532 :
$ضعيف$
أخرجه الطحاوي في " مشكل الآثار " ( 4/195 ) ، والحاكم ( 2/223 ) ، وأحمد ( 5/22 ) ، والبزار ( ص 226 - زوائده ) ، وابن عدي ( 77/2 ) ، وتمام في " الفوائد " ( 6/110/2 ) من طريق عفان بن مسلم قال : حدثنا حماد بن سلمة عن قتادة عن الحسن عن سمرة عن النبي صلى الله عليه وسلم به . وقال الحاكم :
" احتج البخاري برواية الحسن عن سمرة ، واحتج مسلم بأحاديث حماد بن سلمة ، وهذا الحديث صحيح ، وليس له علة " . ووافقه الذهبي .
وأقول : بلى فيه علتان :
الأولى : عنعنة الحسن - وهو البصري - فقد كان مدلسا ، والبخاري إنما احتج بروايته التي صرح فيها بالتحديث فتنبه .
والأخرى : الاختلاف في لفظه على حماد ؛ فرواه عفان عنه هكذا . وقال بهز : حدثنا حماد بن سلمة .... فساقه بلفظ :
" .... سبعة أحرف " .
أخرجه أحمد ( 5/16 ) .
قلت : وهذا هو الصواب لموافقته لسائر أحاديث الباب ، وقد خرجت بعضها في " صحيح أبي داود " ( 1327 ) .
والحديث أورده ابن عدي في جملة أحاديث أنكرت على حماد بن سلمة ، وقال عقبة :
" لا أعلم يرويه بهذا الإسناد غير حماد بن سلمة ، وقال : " على ثلاثة أحرف " ، ولم يقله غيره " .
والحديث أورده الهيثمي في " المجمع " ( 7/152 ) بلفظ :
" كان يأمرنا أن نقرأ القرآن كما أقرأناه ، وقال : إنه نزل على ثلاثة أحرف فلا تختلفوا فيه فإنه مبارك كله ، فاقرؤوه كالذي أقرئتموه " ؛ وقال :
" رواه الطبراني والبزار وقال : " لا تجافوا عنه " بدل " ولا تحاجوا فيه " وإسنادهما ضعيف " .
قلت : كذا الأصل ! وأنت ترى أنه ليس فيه " ولا تحاجوا فيه " وإنما " فلا تختلفوا فيه " . وكذلك هو في " زوائد البزار " ( ص 226 ) . فالله أعلم . وقد أورده السيوطي في " الجامع " من رواية ابن الضريس بلفظ : " فلا تختلفوا فيه ولا تحاجوا فيه " فجمع بين اللفظين .
وإسناد البزار هكذا : حدثنا خالد بن يوسف : حدثني أبي : حدثنا خبيب بن سليمان عن أبيه عن سمرة .
قلت : وهذا سند ضعيف جدا ، خالد بن يوسف - وهو ابن خالد السمتي - قال الذهبي :
" أما أبوه فهالك ، وأما هو فضعيف " .

(/1)


2959 - ( أنكحوا الأيامى - ثلاثا - على ما تراضى به الأهلون ، ولو قبضة من أراك ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/534 :
$ضعيف جدا$
رواه الطبري في " التفسير " ( 5/25/4946 ) ، والطبراني ( 3/185/2 ) عن محمد بن عبد الرحمن البيلماني عن أبيه عن ابن عباس مرفوعا .
قلت : وهذا إسناد ضعيف جدا ؛ عبد الرحمن البيلماني ضعيف . وابنه محمد متروك . وقد خالفه عبد الملك بن المغيرة فقال : عن عبد الرحمن البيلماني قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ... فذكره دون قوله : " ولو قبضة من أراك " .
فهذا مرسل . وهو أصح ؛ لأن عبد الملك هذا أحسن حالا من ابن البيلماني ، فقد ذكره ابن حبان في " الثقات " وروى عنه جمع .

(/1)


2960 - ( انكحوا أمهات الأولاد ، فإني أباهي بهم يوم القيامة ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/535 :
$ضعيف$
أخرجه أحمد ( 2/171 - 172 ) ، وابن عدي ( 111/2 ) من طريقين عن ابن لهيعة : حدثني حيي بن عبد الله عن أبي عبد الرحمن الحبلي عن عبد الله بن عمرو : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : فذكره .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ لضعف ابن لهيعة .
والحديث صحيح دون قوله : " أمهات الأولاد " ، وبنحوه جاء كذلك عن جمع من الصحابة خرجتهم في " آداب الزفاف " ( ص 132 - 134 / طبعة المعارف ) .
وروي عن أبي هريرة أيضا بلفظ :
" انكحوا فإني مكاثر بكم " .
أخرجه ابن ماجة ( 1/574 ) من طريق طلحة عن عطاء عن أبي هريرة .
وهذا إسناد ضعيف جدا ؛ طلحة - وهو ابن عمرو المكي - متروك . لكن يشهد له ما ذكرناه هناك .

(/1)


2961 - ( إن آدم قام خطيبا في أربعين ألفا من ولده وولد ولده ، وقال : إن ربي عهد إلى فقال : يا آدم ! أقلل كلامك ترجع إلى جواري ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/535 :
$موضوع$
أخرجه أبو موسى المديني في " منتهى رغبات السامعين " ( 1/255/1 ) ، والديلمي ( 1/2/265 ) عن إبراهيم بن جعفر بن خليد : حدثنا الحسن بن شبيب الأغر : حدثنا خلف بن خليفة : حدثنا أبو هاشم الرماني : عن ثابت عن أني مرفوعا .
قلت : وهذا موضوع ، آفته الحسن بن شبيب ؛ قال ابن عدي :
" حدث بالبواطيل عن الثقات " .
وقد أورده الذهبي فيما أنكر عليه لكن بإسناد آخر له عن ابن عباس قال : .... فذكره موقوفا عليه . فالظاهر أنه من الإسرائيليات ، رفعه هذا المتهم في بعض الأحيان .
وإبراهيم بن جعفر بن خليد ؛ لم أجد له ترجمة .

(/1)


2962 - ( إن أبغض الخلق إلى الله سبحانه العالم يزور العامل ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/236 :
$موضوع$
رواه أبو القاسم علي بن محمد النيسابوري في " أحاديث عوال منتقاة " ( 134/1 - 2 ) عن الحسن بن سفيان : حدثنا محمد بن إبراهيم : حدثنا رواه بن الجراح العسقلاني عن بكير الدامغاني عن محمد بن بشر عن أبي هريرة مرفوعا .
قلت : وهذا موضوع ، آفته محمد بن إبراهيم - وهو الشامي - قال الدارقطني :
" كذاب " .
وقال ابن حبان :
" يضع الحديث " .
ورواد وشيخه بكير ؛ ضعيفان .
ومن هذا الوجه أخرجه الديلمي ( 1/2/272 ) .
وعزاه السيوطي في " الجامع " لابن لال عن أبي هريرة ، وأعله المناوي بمن ذكرنا .

(/1)


2963 - ( إن ابن آدم لحريص على ما منع ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/537 :
$ضعيف جدا$
رواه الديلمي ( 2/1/274 ) عن يوسف بن عطية عن هارون بن كثير عن زيد بن أسلم عن أبيه عن ابن عمر مرفوعا .
قلت : وهذا إسناد ضعيف جدا ؛ يوسف بن عطية متروك . وهارون بن كثير ؛ قال الذهبي :
" مجهول ، وزيد عن أبيه نكرة " .

(/1)


2964 - ( أن تفعل الخير خير لك ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/537 :
$ضعيف$
أخرجه أبو داود ( 1669 و 3476 ) ، والدارمي ( 2/269 - 270 ) ، وأحمد ( 3/480 و 481 ) من طريق سيار بن منظور - رجل من بني فزارة - عن أبيه عن امرأة يقال لها بهيسة عن أبيها قالت :
" استأذن أبي النبي صلى الله عليه وسلم ، فدخل بينه وبين قميصه ، فجعل يقبل ويلتزم ، ثم قال : يا نبي الله ! ما الشيء الذي لا يحل منعه ؟ قال : الماء . قال : يا نبي الله ! ما الشيء الذي لا يحل منعه ؟ قال : الملح . قال : يا نبي الله ! ما الشيء الذي لا يحل منعه ؟ قال : " فذكره .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ، مسلسل بالمجهولين ؛ بهيسة فمن دونها .

(/1)


2965 - ( أنا النبي الأمي الصادق الزكي ، والويل كل الويل لمن كذبني وتولى عني وقاتلني ، والخير كل الخير لمن آواني ونصرني وآمن بي ، وصدق قولي وجاهد معي ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/537 :
$ضعيف جدا$
أخرجه ابن سعد في " الطبقات " ( 1/334 ) : أخبرنا هشام بن محمد بن السائب الكلبي عن عمه عمارة بن جزء عن رجل من بني ماوية من كلب ، قال : وأخبرني أبو ليلى بن عطية الكلبي عن عمه قالا : قال عبد عمرو بن جبلة بن وائل بن الجلاح الكلبي :
" شخصت أنا وعاصم - رجل من بني رقاش من بني عامر - حتى أتينا النبي صلى الله عليه وسلم ، فعرض علينا الإسلام ، فأسلمنا ، وقال : ( فذكره ) قالا : فنحن نؤمن بك ونصدق قولك ، فأسلمنا " .
قلت : وهذا إسناد ضعيف جدا ، الكلبي هذا متروك ؛ كما قال الدارقطني وغيره . واتهمه الأصمعي . وقال ابن معين :
" غير ثقة " .

(/1)


2966 - ( إن أحب ما يقول العبد إذا استيقظ من نومه : سبحان الذي يحيي الموتى ، وهو على كل شيء قدير ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/538 :
$موضوع$
أخرجه الخطيب في " التاريخ " ( 11/279 ) من طريق عثمان بن عبد الرحمن الوقاصي عن الزهري عن نافع عن ابن عمر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره .
قلت : وهذا موضوع ، آفته الوقاصي هذا فإنه كذاب . وقال الذهبي في " الضعفاء " :
" تركوه " . وقال الحافظ في " التقريب " :
" متروك ، وكذبه ابن معين " .

(/1)


2967 - ( إن أحدكم إذا أراد أن يخرج من المسجد تداعت جنود إبليس وأجلبت واجتمعت كما تجتمع النحل على يعسوبها ، فإذا قام أحدكم على باب المسجد فليقل : اللهم إني أعوذ بك من إبليس وجنوده ؛ فإنه إذا قالها لم يضره ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/539 :
$ضعيف جدا$
أخرجه ابن السني في " عمل اليوم والليلة " ( رقم 152 ) ، وعنه الديلمي ( 1/2/268 ) عن أحمد بن محمد بن يحيى بن حمزة : حدثنا أبي عن أبيه : أخبرني هشام بن زيد عن سليم بن عامر الخبائري عن أبي أمامة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : فذكره .
قلت : وهذا إسناد ضعيف جدا ، آفته أحمد هذا - وهو دمشقي - قال الذهبي : " له مناكير ، قال أبو أحمد الحاكم : فيه نظر ، وحدث عنه أبو الجهم الشعراني ببواطيل ، كان كبر فكان يلقن ما ليس من حديثه فيتلقن " .
وقال ابن حبان فيترجمة أبيه محمد بن يحيى :
" هو ثقة في نفسه ، يتقى من حديثه ما رواه عنه ابنه أحمد ، وأخوه عبيد ، فإنهما كانا يدخلان عليه كل شيء " .
وسائر رجاله ثقات ؛ غير هشام بن زيد ؛ فلم أعرفه ، ويحتمل أنه هشام بن زيد بن أنس ، روى عن أنس بن مالك وعنه شعبة وغيره ، وهو ثقة . والله أعلم .
( تنبيه ) : شيخ ابن السني في هذا الحديث لم أعرفه ، فإنه وقع فيه هكذا : حدثني محمد بن عمرو بن زفر : حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى .... وعلى الهامش ما نصه : " عمرو بن محمد بن زر " يشير إلى أنه هكذا وقع في نسخة . قلت : ولعله الصواب ؛ فإن الديلمي رواه من طريقه كما علمت ، ووقع فيه : حدثني عمرو بن محمد . هكذا لم يذكر جده . والله أعلم .

(/1)


2968 - ( إن أحدكم يأتيه الله برزق عشرة أيام في يوم ، فإن هو حبس عاش تسعة أيام بخير ؛ وإن هو وسع وأسرف قتر عليه تسعة أيام ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/540 :
$ضعيف$
رواه الديلمي ( 1/2/269 ) عن أحمد بن سهلوبه : حدثنا علي بن عبد الله البصري جدي عن أنس مرفوعا .
قلت : وهذا إسناد ضعيف مظلم ؛ من دون أنس لم أعرفهما .

(/1)


2969 - ( أنزل القرآن على سبعة أحرف ، فمن قرأ على حرف منها فلا يتحول إلى غيره رغبة عنه ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/540 :
$ضعيف$
أخرجه الطبراني في " المعجم الكبير " ( 1/71/1 ) عن يحيى الحماني : أخبرنا أيوب بن جابر عن أبي إسحاق عن أبي عبيدة عن عبد الله قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : فذكره .
قلت : وهذا إسناد شعيف مسلسل بالعلل :
الأولى : الانقطاع بين أبي عبيدة وأبيه عبد الله بن مسعود ؛ فإنه لم يسمع منه كما قال الترمذي وغيره .
الثانية : عنعنة أبي إسحاق واسمه عمرو بن عبد الله السبيعي ؛ فإنه كان يدلس .
الثالثة : اختلاط أبي إسحاق السبيعي .
الرابعة : أيوب بن جابر ؛ ضعيف كما في " التقريب " .
الخامسة : يحيى الحماني - وهو ابن عبد الحميد - قال الحافظ :
" حافظ إلا أنهم اتهموه بسرقة الحديث " .
( تنبيه ) : عزاه السيوطي في " الجامع الكبير " ( 1/137/1 ) لـ " كبير الطبراني " ، وكذلك صنع في " الصغير " ، فتعقبه المناوي بقوله :
" قضية كلامه أن ذا لم يخرجه أحد من الستة ، وهو ذهول شنيع ، فقد خرجه الإمام مسلم باللفظ المزبور من حديث أبي بن كعب ، وهكذا عزاه له جمع ؛ منهم الديلمي " .
قلت : وهذا تعقب غريب ، وتشنيع عجيب ، فليس الحديث باللفظ المذكور عند مسلم عن أبي ولا عن غيره . وإنما هو عنده ( 2/203 - 204 ) بلفظ :
" إن الله يأمرك أن تقرأ أمتك القرآن على سبعة أحرف ، فأيما حرف قرؤوا عليه فقد أصابوا " .
فأين هذا اللفظ من ذاك ؟ ! .

(/1)


2970 - ( إن أبا ذر ليباري عيسى بن مريم في عبادته ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/541 :
$ضعيف$
رواه الطبراني ( 1/81/1 ) : أخبرنا محمد بن عبد الله الحضرمي : أخبرنا جمهور بن منصور : أخبرنا عمار بن محمد عن إبراهيم الهجري رفع الحديث إلى عبد الله بن مسعود مرفوعا .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ مسلسل بالعلل :
الأولى والثانية : قال الهيثمي في " المجمع " ( 9/330 ) :
" رواه الطبراني ، وفيه إبراهيم الهجري وهو ضعيف ، وإبراهيم مع ضعفه لم يدرك ابن مسعود " .
الثالثة : عمار بن محمد هذا ؛ إن كان ابن سعد المدني ؛ فقد تكلم فيه . وقال ابن معين : " ليس بشيء " . وإن كان ابن عمار بن ياسر ؛ فهو مجهول . وإن كان الثوري ؛ فصدوق يخطىء كما في التقريب " .
الرابعة : جمهور بن منصور ؛ لم أجد له ترجمة .

(/1)


2971 - ( إن إبليس يبعث أشد أو أقوى أصحابه إلى من يمنع المعروف من ماله ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/542 :
$ضعيف جدا$
رواه ابن السماك في " حديثه " ( 2/9/2/1 ) ، والطبراني في " الكبير " ( 3/125/2 ) ، وأبو بكر بن مكرم القاضي في " الأمالي " ( 1/38/1 ) عن علي بن عاصم : حدثنا عبد الحكيم بن منصور : حدثني حسين بن قيس عن عكرمة عن ابن عباس مرفوعا .
قلت : وهذا إسناد ضعيف جدا ؛ مسلسل بالضعفاء والمتروكين :
الأول : حسين بن قيس وهو أبو علي الرحبي الملقب بـ " حنش " ؛ قال أحمد والنسائي والدارقطني :
" متروك " .
الثاني : عبد الحكيم بن منصور ، قال ابن معين والدارقطني :
" متروك " . وقال النسائي :
" ليس بثقة " . وقال الحافظ :
" متروك ، كذبه ابن معين " .
الثالث : علي بن عاصم - وهو الواسطي - قال الحافظ :
" صدوق يخطىء ويصر " .

(/1)


2972 - ( إن أحسن ما خضبتم به لهذا السواد ، وأرغب لنسائكم فيكم ، وأرهب في صدور عدوكم ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/543 :
$منكر$
رواه ابن ماجه ( 2/382 ) ، والهيثم بن كليب في " مسنده " ( 114/2 ) : عن دفاع بن دغفل السدوسي عن عبد الحميد بن صيفي عن أبيه عن جده عن صهيب الخير رفعه .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ، عبد الحميد بن صيفي - هو ابن زياد بن صيفي بن صهيب الرومي - وهو لين الحديث .
ودفاع بن دغفل السدوسي ضعيف كما في " التقريب " .
والحديث منكر المتن عندي ؛ لأن ظاهره الترغيب في الخضب بالسواد وقد ثبت النهي عنه في غير ما حديث . انظر " تمام المنة " ( الطهارة ) ، و " غاية المرام " ( 84 ) .

(/1)


2973 - ( لإن الرجل إذا رضي هدي الرجل وعمله فإنه مثله ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/543 :
$ضعيف$
رواه الطبراني في " الكبير " ( 17/334/922 ) وابن بطة في " الإبانة " ( 1/149/2 ) عن عبد الوهاب بن الضحاك قال : حدثنا إسماعيل بن عياش بن ضمضم بن زرعة عن شريح بن عبيد عن عقبة بن عامر مرفوعا .
وقال الهيثمي فيما نقله المناوي :
" فيه عبد الوهاب بن الضحاك وهو متروك " .
قلت : تابعه محمد بن إسماعيل بن عياش : حدثنا أبي عن ضمضم بن زرعة به .
أخرجه ابن أبي عاصم في " السنة " ( 2/2 ) .
ومحمد هذا ؛ ضعيف .
ثم روى له ابن أبي عاصم شاهدا من طريق هاشم الكوفي : أخبرنا زيد الخثعمي عن أسماء بنت عميس الخثعمية مرفوعا به .
وهذا إسناد ضعيف أيضا ، زيد هذا - وهو ابن عطية - مجهول .
وهاشم - وهو ابن سعيد - ضعيف .

(/1)


2974 - ( إن أحبكم إلي وأقربكم مني الذي يلحقني على العهد الذي فارقني عليه ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/544 :
$ضعيف$
أخرجه الطبراني في " المعجم الكبير " ( 1/81/2 ) ، والبزار في " الكشف " ( 3667 ) ( ص 330 - 331 مختصر زوائده ) من طريق موسى بن عبيدة : حدثني محمد بن الوليد عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : قال أبو ذر : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ وفيه علتان :
الأولى : محمد بن الوليد - وهو ابن نويفع الأسدي - مجهول ؛ قال الذهبي :
" فيه كلام ، قال الدارقطني : يعتبر به . قلت : ما حدث عنه سوى ابن إسحاق " .
قلت : وأنت ترى أنه قد حدث عنه غيره بهذا الحديث !
الأخرى : موسى بن عبيدة ؛ ضعيف كما قال الهيثمي في " وائده " ، والحافظ في " التقريب " .
ثم وجدت له طريقا أخرى ؛ من رواية محمد بن عمرو قال : سمعت عراك بن مالك يقول : قال أبو ذر رضي الله عنه :
" إني لأقربكم مجلسا من رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم القيامة ، وذلك أني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول " فذكره باختصار .
أخرجه أبو نعيم في " الحلية " ( 1/161 - 162 ) .
قلت : وإسناده حسن لولا أنه منقطع بين عراك وأبي ذر بنحو خمس وعشرين سنة ، فقد توفيت سنة سبع وخمسين ، ومات أبو ذر سنة اثنتين وثلاثين .

(/1)


2975 - ( إن أدنى الرياء شرك ، وأحب العبيد إلى الله تبارك وتعالى الأتقياء الأخفياء ، الذين إذا غابوا لم يفتقدوا ، وإذا شهدوا لم يعرفوا ، أولئك أئمة الهدي ومصابيح العلم ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/545 :
$ضعيف جدا$
أخرجه الطبراني في " المعجم الكبير " ( 20/36/53 ) ، وابن عدي ( 7/2490 ) ، والهيثم بن كليب في " مسنده " ( ق 161/1 ) ، وابن عدي ( 7/24 ) وأبو نعيم في " الحلية " ( 1/15 ) ، والحاكم ( 3/270 ) ، والبيهقي في " الزهد الكبير " ( ق 23/1 ) من طريق أبي قحذم النضر بن معبد عن أبي قلابة عن ابن عمر رضي الله عنهما قال :
" مر عمر بمعاذ بن جبل رضي الله عنهما وهو يبكي ، فقال : ما يبكيك ؟ فقال : حديث سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم .... " فذكره ، وقال ابن عدي :
" لا أعلم يرويه عن أبي قلابة غير أبي قحذم " .
وقال الحاكم :
" صحيح الإسناد " ! ورده الذهبي بقوله :
" قلت : أبو قحذم قال أبو حاتم : لا يكتب حديثه . وقال النسائي : ليس بثقة " .
وذكر مثله في " الميزان " . ثم ساق له هذا الحديث مشيرا إلى أنه من منكراته .
وقال ابن حبان في " الضعفاء " ( 3/51 ) :
" كان ممن ينفرد عن الثقات بالأشياء المقلوبات على قلة روايته " .
وللحديث طريق أخرى مثله إلا أنه قال :
" قلوبهم مصابيح الهدى ، يخرجون من كل غبراء مظلمة " .
أخرجه ابن ماجه ( 3989 ) ، والحاكم ( 4/328 ) ، والبيهقي أيضا في " شعب الإيمان " ( 2316/1 ) ، وتمام في " الفوائد " ( ق 5/1 ) ، والطبراني ( 20/153/321 ) وابن أبي الدنيا في " الأولياء " ( ص 101 - 102 ) ، وأبو نعيم في " الحلية " ( 1/5 ) ، من طريق نافع بن يزيد : حدثني عياش بن عباس عن عيسى بن عبد الرحمن عن زيد بن أسلم عن أبيه :
" أن عمر بن الخطاب خرج إلى مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فإذا معاذ بن جبل عند قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : ما يبكيك يا معاذ ؟ قال : يبكيني ما سمعت من صاحب هذا القبر ، قال : ما هو ؟ قال .... " فذكره .
قلت : وعيسى هذا هو الزرقي المدني ، وهو ضعيف اتفاقا ، فمن صححه فقد وهم كما حققته في " تخريج الترغيب " ( 1/34 ) ، منهم الشيخ الغماري في " تنوير البصيرة " ( ص 41 ) ، والشيخ القرضاوي في " نحو موسوعة للحديث النبوي " ( ص 38 - 40 ) ، وظني أن الذي غرهم أن الحاكم قد أخرجه أيضا ( 1/4 ) من طريق الربيع بن سليمان : حدثنا عبد الله بن وهب قال : أخبرني الليث بن سعد عن عياش بن عباس القتباني عن زيد بن أسلم به .
ومن هذه الطريق أخرجه الطحاوي في " مشكل الآثار " ( 2/317 ) .
وقال الحاكم :
" إسناد مصري صحيح ، ولا نحفظ له علة " . ووافقه الذهبي .
قلت : علته أن بعض رواته أسقط من بين ( عياش بن عباس ) - وهو القتباني - وزيد بن أسلم ( عيسى بن عبد الرحمن ) المذكور في الرواية التي قبلها ، وأظن أن ذلك من قبل الربيع بن سليمان وهو المرادي ؛ فإنه مع كونه ثقة ؛ فقد كان ذا غفلة وصفه بذلك من هو أعرف الناس به وهو ابن بلده مسلمة فقد قال :
" كان يوصف بغفلة شديدة ، وهو ثقة " .
وكأنه لذلك لم يذكروا له رواية عن زيد بن أسلم .
وقد تابعه عبد الله بن صالح : حدثني الليث به . وعبد الله فيه ضعف معروف .
أخرجه الطبراني ( 332 ) . وله عنده في " المعجم الصغير " ( ص 185 - هندية ) من طريق أخرى عن معاذ نحوه . وفيه جماعة لم أعرفهم . وهو في " الروض النضير " برقم ( 863 ) .

(/1)


2976 - ( إن أدنى أهل الجنة منزلة لرجل له دار من لؤلؤة واحدة منها غرفها وأبوابها ، وإن أدنى أهل النار عذابا لرجل عليه نعلان من نار يغلي منهما دماغه كما يغلي المرجل ، مسامعه جمر ، وأضراسه جمر ، وأشفاره لهب النار ، وتخرج أحشاؤه من جنبيه وقدميه ، وسائرهم كالحب القليل في الماء الكثير يفور ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/547 :
$ضعيف$
رواه أسد بن موسى في كتاب " الزهد " ( ق 3/1 ) وهناد ( 1/104/126 ) : حدثنا محمد بن خازم عن الأعمش عن مجاهد عن عبيد بن عمير قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره .
قلت : وهذا إسناد ضعيف لإرساله ، على ثقة رجاله .

(/1)


2977 - ( إن أسرع أمتي لحوقا بي في الجنة امرأة من أحمس ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/548 :
$ضعيف$
أخرجه أحمد ( 1/403 ) ، وأبو يعلى ( 5328 ) ، وأبو يعلى ( 5328 ) من طريق أبان بن عبد الله البجلي عن كريم بن أبي حازم عن جدته سلمى بنت جابر :
" أن زوجها استشهد ، فأتت عبد الله بن مسعود فقالت : إني امرأة قد استشهد زوجي ، وقد خطبني الرجل ، فأبيت أن أتزوج حتى ألقاه ، فترجو لي إن اجتمعت أنا وهو أن أكون من أزواجه ؟ قال : نعم ، فقال له رجل : ما رأيناك نقلت هذا مذ قاعدناك ، قال : إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " فذكره .
قلت : وهذا إسناد ضعيف فيه علل :
الأولى : أبان هذا ، قال الحافظ :
" صدوق ، في حفظه لين " . وأما الذهبي فقال :
" حسن الحديث " .
الثانية : كريم بن أبي حازم ؛ لا يعرف إلا من رواية أبان عنه ، وقال البخاري :
" لا يصح حديثه " .
الثالثة : سلمى بنت جابر ؛ لا تعرف أيضا إلا من هذه الرواية ، وذكرها بعضهم في " الصحابة " . وما أظن ذلك بثابت .

(/1)


2978 - ( إن أشد الناس تصديقا للناس أصدقهم حديثا ، وإن أشد الناس تكذيبا أكذبهم حديثا ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/549 :
$موضوع$
رواه أبو الحسن القزويني في " الأمالي " ( 7/2 - مجموع 22 ) عن عباس بن الفضل الأنصاري عن جعفر بن الزبير عن القاسم عن أبي أمامة مرفوعا .
قلت : وهذا موضوع ، والمتهم به إما جعفر بن الزبير ؛ فقد كذبه شعبة ، وتركه أحمد ، كما في " الضعفاء " للذهبي .
وإما عباس بن الفضل الأنصاري ، فقد قال ابن معين :
" ليس بثقة " . فقيل له : لم ؟ قال : " حدث بحديث موضوع " . وذكره .
وقال البخاري :
" منكر الحديث " . وقال النسائي :
" متروك " .

(/1)


2979 - ( إن أفضل عمل المؤمن الجهاد في سبيل الله ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/549 :
$ضعيف$
أخرجه الطبراني في " المعجم الكبير " ( 1/51/2 ) ، وابن عدي ( 235/1 ) ، عن عبد الرحمن بن سعد عن عبد الله بن محمد وعمر وعمار أبي حفص عن آبائهم عن أجدادهم قالوا :
" جاء بلال إلى أبي بكر رضي الله عنه فقال : يا خليفة رسول الله ! إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( فذكره ) ، وقد أردت أن أربط نفسي في سبيل الله حتى أموت ، فقال أبو بكر : أنا أنشدك بالله يا بلال وحرمتي وحقي ؛ لقد كبرت سني وضعفت قوتي واقترب أجلي ، فأقام بلال معه ، فلما توفي أبو بكر رضي الله عنه جاء عمر ، فقال له مثل ما قال أبو بكر ، فأبى بلال عليه ، فقال عمر رضي الله عنه : فمن يا بلال ؟ فقال : إلى سعد ، فإنه قد أذن بقباء على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم . فجعل عمر الأذان إلى سعد وعقبه " .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ، عبد الرحمن بن سعد - هو ابن عمار بن سعد القرظ - قال الذهبي :
" ليس بذاك ، قال ابن معين : ضعيف " .
وكذا قال الهيثمي في " المجمع " ( 5/274 ) .

(/1)


2980 - ( إن الأنبياء يوم القيامة ، كل اثنين منهم خليلان دون سائرهم ، فخليلي منهم يومئذ خليل الله إبراهيم عليه السلام ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/550 :
$منكر$
أخرجه الطبراني ( 7/311/7052 ) من طريق مروان بن جعفر : حدثنا محمد بن إبراهيم بن حبيب بن سليمان بن سمرة بن جندب ، عن جعفر بن سعد بن سمرة ، عن حبيب بن سليمان بن سمرة ، عن أبيه عن جده رضي الله عنه مرفوعا به .
هكذا ساقه الذهبي في ترجمة مروان بن جعفر هذا من " الميزان " ؛ وهو صدوق وإن تكلم فيه الأزدي ؛ وقال الذهبي :
" له نسخة فيها ما ينكر ، رواها الطبراني " .
ثم ساق له من رواية الطبراني عنه أحاديث ، هذا منها ، والحمل فيها على غيره أولى عندي ، فإنه ليس فيهم ثقة ! وأحدها صحيح لغيره .
الأول : سليمان بن سمرة ؛ لم يوثقه أحد غير ابن حبان ، ولم يرو عنه غير ابنه حبيب هذا وعلي بن ربيعة الوالبي ، ولذلك قال أبو الحسن بن القطان :
" حاله مجهولة " .
الثاني : حبيب بن سليمان بن سمرة ؛ لم أجد له ترجمة ، وقد أشار إلى هذا الهيثمي فيما يأتي عنه .
الثالث : جعفر بن سعد بن سمرة ؛ قال الحافظ :
" ليس بالقوي " .
الرابع : محمد بن إبراهيم بن حبيب بن سليمان ؛ قال الحافظ في " اللسان " :
" لا يعتبر بما انفرد به من الإسناد ؛ قاله ابن حبان في ( الثقات ) " .
ولم يقف الحافظ الهيثمي على ترجمة لبعض هؤلاء فقال ( 8/201 ) :
" رواه الطبراني ، وفيه من لم أعرفهم " .

(/1)


2981 - ( إن الأنصار قوم فيهم غزل ، فلو بعثتم معها من يقول : أتيناكم أتيناكم ، فحيانا وحياكم ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/551 :
$ضعيف$
أخرجه ابن ماجه ( 1/587 - 588 ) ، والطحاوي في " المشكل " ( 4/297 ) من طريق جعفر بن عون : أنبأنا الأجلح عن أبي الزبير عن ابن عباس قال :
" أنكحت عائشة ذات قرابة لها من الأنصار ، فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : أهديتم الفتاة ؟ قالوا : نعم ، قال : أرسلتم معها من يغني ؟ قالت : لا ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم .... " فذكره .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ، قال البوصيري في " الزوائد " ( ق 120/2 ) :
" هذا إسناد رجاله ثقات ، إلا أن الأجلح مختلف فيه ، وأبو الزبير قال فيه ابن عيينة : يقولون : إنه لم يسمع من ابن عباس ، وقال أبو حاتم : رأى ابن عباس رؤية " .
قلت : وهو مدلس مشهور ، فلو أنه لقي ابن عباس وسمع منه ، لم يحتج به حتى يصرح بسماعه منه ، شأنه في ذلك شأنه في روايته عن جابر . وقد روي عنه عن جابر ، كذلك رواه أبو بكر - وهو ابن عياش - عند أحمد ( 3/391 ) ، وأبو عوانة عند البيهقي ( 7/289 ) كلاهما عن الأجلح عنه به .
قلت : وهذا أصح ، لاتفاق ثقتين عليه خلافا لجعفر بن عون ، فروايته شاذة ، ويحتمل أن يكون قد حفظ ، ويكون الاختلاف المذكور إنما هو من الأجلح نفسه فإن فيه ضعفا ، كما أشار إليه البوصيري فيما سبق .
وجملة القول ؛ أن علة الحديث عنعنة أبي الزبير . والله أعلم .
وفي الباب ما يغني عنه فراجع كتابي " آداب الزفاف " ( ص 180 - 181 ) .

(/1)


2982 - ( إن الإسلام نظيف فتنظفوا ، فإنه لا يدخل الجنة إلا نظيف ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/552 :
$موضوع$
أخرجه ابن حبان في " المجروحين " ( 3/57 ) ، والخطيب في " التاريخ " ( 5/143 ) من طريق نعيم بن المورع بن توبة العنبري : حدثنا هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة مرفوعا . قال نعيم : يعني النظيف في الدين من الذنوب .
قلت : وهذا موضوع ، نعيم هذا ؛ قال ابن حبان :
" يروي عن الثقات العجائب " . وقال النسائي :
" ليس بثقة " .
وقال البخاري :
" منكر الحديث " .
وقال الحاكم وأبو سعيد النقاش :
" روى عن هشام أحاديث موضوعة " . وقال ابن عدي - في ترجمته - :
" ضعيف يسرق الحديث " .
قلت : وهذا من روايته عن هشام كما ترى .

(/1)


2983 - ( إن الإمام يكفي من وراءه ، فإن سها الإمام فعليه سجدتا السهو ، وعلى من وراءه أن يسجدوا معه ، وإن سها أحد ممن خلفه فليس عليه أن يسجد ؛ والإمام يكفيه ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/553 :
$موضوع$
أخرجه البيهقي في " السنن " ( 2/352 ) من طريق أبي الحسين عن الحكم بن عبد الله عن سالم بن عبد الله قال :
" جاء جبير بن مطعم إلى ابن عمر فقال : يا أبا عبد الرحمن ! كيف قال أمير المؤمنين عمر في الإمام يؤم القوم ؟ فقال ابن عمر : قال عمر : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " فذكره ؛ وقال :
" وروى خارجة بن مصعب عن أبي الحسين المديني عن سالم بن عبد الله عن أبيه عن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم بمعناه . وأبو الحسين هذا مجهول ، والحكم بن عبد الله ضعيف " .
قلت : بل هو كذاب ؛ كما قال أبو حاتم . وقال أحمد :
" أحاديثه كلها موضوعة " .

(/1)


2984 - ( إن البر والصلة ليطيلان الأعمار ، ويعمران الديار ، ويثريان الأموال ، ولو كان القوم فجارا ، وإن البر والصلة ليخففان سوء الحساب يوم القيامة ، ثم تلا ( والذين يصلون ما أمر الله به أن يوصل ويخشون ربهم ويخافون سوء الحساب ) ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/554 :
$ضعيف$
أخرجه الخطيب في " التاريخ " ( 1/385 - 386 ) من طريق عبد الصمد بن علي : حدثني أبي عن جدي عبد الله بن العباس عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : فذكره .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ، عبد الصمد هذا ؛ قال الذهبي :
" حدث عن أبيه بحديث : " أكرموا الشهود ..... " ، وهذا منكر ، وما عبد الصمد بحجة ، ولعل الحفاظ إنما سكتوا عنه مداراة للدولة " !
وتعقبه الحافظ فقال :
" وقد ذكره العقيلي في " الضعفاء " ، وساق الحديث من طريقه ، وقال : " حديثه غير محفوظ ، ولا يعرف إلا به " . فتبين أنهم لم يسكتوا عنه " .

(/1)


2985 - ( إن الغيرى لا تبصر أسفل الوادي من أعلاه . [ إنما التجني في القلب ] ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/554 :
$ضعيف$
رواه أبو يعلى في " مسنده " ( 222/2 ) ، وأبو الشيخ في " الأمثال " ( 36/56 ) عن سلمة بن الفضل عن محمد بن إسحاق عن يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير عن أبيه عن عائشة أنها قالت :
" وكان متاعي فيه خفة ، وكان على جمل ناج ، وكان متاع صفية فيه ثقل ، وكان على جمل ثفال بطىء يتبطأ بالركب ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : حولوا متاع عائشة على جمل صفية ، وحولوا متاع صفية على جمل عائشة حتى يمضي الركب ، قالت عائشة : فلما رأيت ذلك قلت : يا عباد الله ! غلبتنا هذه اليهودية على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قالت : فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يا أم عبد الله ! إن متاعك كان فيه خف ، وكان متاع صفية فيه ثقل ، فأبطأنا الركب ، فحولنا متاعها على بعيرك ، وحولنا متاعك على بعيرها ، قالت : فقلت : ألست تزعم أنك رسول الله ؟ قالت : فتبسم ، قال : أوفي شك أنت يا أم عبد الله ؟ قالت : قلت : ألست تزعم أنك رسول الله ؟ فهلا عدلت ؟ وسمعني أبو بكر وكان فيه غرب أو حدة ، فأقبل علي فلطم وجهي ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : مهلا يا أبا بكر ، فقال : يا رسول الله ! أما سمعت ما قالت ؟ ! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره .
قلت : وهذا سند ضعيف ؛ وفيه علتان :
الأولى : عنعنة ابن إسحاق ؛ فقد كان يدلس .
والأخرى : ضعف سلمة بن الفضل - وهو الأبرش - قال الحافظ في " التقريب " :
" صدوق كثير الخطأ " .
( تنبيه ) : كنت خرجت الحديث من نسخة مصورة من " مسند أبي يعلى " ثم طبع هذا المسند - والحمد لله - بهمة وتحقيق وتعليق الأخ ( حسين سليم أسد ) ، جزاه الله خيرا ، وقد بدا لي مما اطلعت عليه من تحقيقاته وتعليقاته أنه من الناشئين في هذا العلم ، وأنه مثل كثير من أمثاله الذين تزببوا قبل أن يتحصرموا ! ولا أدل على ذلك من تطاوله على بعض الحفاظ المتقدمين مثل الحافظ ابن حجر ؛ الذي رد عليه قوله بجهالة من وثقه ابن حبان وليس له عنه إلا راو واحد ، واحتج عليه برواية الشيخين عن بعض الرواة وليس له إلا راو واحد ! وليس القصد هنا الرد عليه وتبيانخطئه فيه ، فسيأتي ذلك في مكان آخر من هذه السلسلة إن شاء الله تعالى . انظر الحديث ( 6318 ) . وإنما الغرض هنا التنبيه على وهم عجيب له في هذا الحديث لو صح كلامه فيه صار الحديث به صحيحا ، فإنه بعد أن أعله بعنعنة ابن إسحاق والخلاف في سلمة بن الفضل ؛ عقب عليه بقوله ( 8/130 ) :
" وقد رواه أبو الشيخ ابن حيان في كتاب " الأمثال " ، وليس فيه غير أسامة بن زيد الليثي ، وهو من رجال الصحيح ، وفيه ضعف وبقية رجاله ثقات " .
قلت : فأنت ترى أن إسناد أبي الشيخ هو عين إسناد أبي يعلى ، بل هو رواه بالواسطة عن شيخ أبي يعلى نفسه .
ولا يشفع له هذا الخطأ أنه نقله عن " مجمع الزوائد " للهيثمي ( 4/322 ) ، لأنه كان بإمكانه أن يراجع " الأمثال " لأبي الشيخ فإنه مطبوع معروف ! ولكن من الممكن أن لا تكون لديه يومئذ . والله أعلم .

(/1)


2986 - ( إن التوبة تغسل الحوبة ، وإن الحسنات يذهبن السيئات ، وإذا ذكر العبد ربه في الرخاء أنجاه في البلاء ، وذلك بأن الله تعالى يقول : لا أجمع لعبدي أمنين ، ولا أجمع له خوفين ، إن هو أمنني في الدنيا خافي يوم أجمع فيه عبادي ، وإن هو خافني في الدنيا أمنته يوم أجمع فيه عبادي في حظيرة القدس ، فيدوم له أمنه ، ولا أمحقه فيمن أمحق ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/556 :
$موضوع$
أخرجه أبو نعيم في " الحلية " ( 1/270 ) من طريق محمد بن يعلى : حدثنا عمر بن صبح عن ثور بن يزيد عن مكحول عن شداد بن أوي رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره .
قلت : وهذا موضوع ، آفته عمر بن صبح ؛ قال الذهبي في " الضعفاء " :
" كذاب ، اعترف بالوضع " .
ومحمد بن يعلى - وهو الملقب بـ " زنبور " - قال أبو حاتم وغيره :
" متروك " .
لكن جملة الأمنين والخوفين قد ثبتت من حديث أبي هريرة وغيره عند ابن حبان وغيره ، وهو مخرج في " الصحيحة " ( 742 ) .

(/1)


2987 - ( إن الجنة لا تحل لعاص ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/557 :
$ضعيف$
أخرجه الحاكم ( 2/145 ) ، وأحمد ( 5/275 ) ، وابن أبي عاصم في " السنة " ( 1059 - بتحقيقي ) ، وأبو يعلى في " معجم شيوخه " ( 23/1 ) من طريق راشد بن داود الصنعاني : حدثني أبو أسماء الرحبي عن ثوبان رضي الله عنه مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال في مسير له :
" إنا مدلجون الليلة إن شاء الله تعالى ، فلا يرحلن معنا مضعف ، ولا مصعب ، فارتحل رجل على ناقة له صعبة ، فسقط ، فاندقت عنقه فمات ، فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يدفن ، ثم أمر بلالا فنادى : " فذكره .
وقال الحاكم :
" صحيح الإسناد " . وأقره الذهبي فلم يتعقبه بشيء .
وراشد بن داود هذا مختلف فيه ؛ فأورده الذهبي في " الضعفاء " وقال :
" قال البخاري : فيه نظر ، وقال الدارقطني : ضعيف " .
وقال الحافظ في " التقريب " :
" صدوق ، له أوهام " .
قلت : وقد وثقه ابن معين وغيره ، لكن الجرح مقدم على التعديل لا سيما من مثل الإمام البخاري ، لاسيما وقد جرحه جرحا شديدا ، لأن قوله : " فيه نظر " هو أشد الجرح عنده ، وكذلك الإمام الدارقطني ، فإنه قال : " ضعيف لا يعتبر به " فمثله لا يقال إلا فيمن كان شديد الضعف كما هو بين عند أهل المعرفة والعلم بهذا الفن .
ومن طريقه أخرجه البزار أيضا ( 1/391/830 ) ، والطبراني في " المعجم الكبير " ( 2/95/1436 ) .
وللحديث شاهد من حديث أبي الدرداء ؛ وسنده ضعيف أيضا تكلمت عليه في " تخريج السنة " ( 1050 ) .

(/1)


2988 - ( إن أكثر شهداء أمتي لأصحاب الفرش ، ورب قتيل بين الصفين الله أعلم بنيته ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/558 :
$ضعيف$
رواه أحمد ( رقم 3772 ) عن ابن لهيعة عن خالد بن أبي يزيد عن سعيد بن أبي هلال عن إبراهيم بن عبيد بن رفاعة . أن أبا محمد أخبره - وكان من أصحاب ابن مسعود - : حدثه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه ذكر عنده الشهداء ، فقال : فذكره .
قلت : وهذا سند ضعيف ، وقول الحافظ ابن حجر في " بذل الماعون " ( 46/1 ) " وسنده جيد " غير جيد ؛ لأن فيه عدة علل :
الأولى : الإرسال ؛ فإن أبا محمد صاحب ابن مسعود لم يصرح أنه رواه عن ابن مسعود .
الثانية : جهالة أبي محمد هذا ؛ فقد أورده ابن أبي حاتم ( 4/2/432 ) بهذه الرواية فقط ولم يزد . وأما ابن حبان فذكره في " الثقات " .
الثالثة : اختلاط سعيد بن أبي هلال ؛ قال الحافظ نفسه في " التقريب " :
" صدوق ، لم أر لابن حزم في تضعيفه سلفا ، إلا أن الساجي حكى عن أحمد أنه اختلط " .
قلت : قال ابن حزم في " الفصل في النحل والملل " ( 2/95 ) :
" ليس بالقوي ، قد ذكره ، بالتخليط يحيى وأحمد بن حنبل " .
الرابعة : ابن لهيعة ؛ فإنه سيىء الحفظ كما هو معلوم .
والحديث قال الهيثمي في " المجمع " ( 5/302 ) :
" رواه أحمد هكذا ، ولم أره ذكر ابن مسعود ، وفيه ابن لهيعة ، وحديثه حسن ، وفيه ضعف ، والظاهر أنه مرسل ، ورجاله ثقات " .

(/1)


2989 - ( أنزل القرآن على سبعة أحرف ، لكل حرف منه ظهر وبطن ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/559 :
$ضعيف$
أخرجه ابن جرير الطبري في " تفسيره " ( 1/23/11 ) ، وأبو عمر الرقي الباهلي في " حديث زيد بن أبي أنيسة " ( ق 32/2 ) ، وأبو الفضل الرازي عبد الرحمن بن أحمد في " معاني : أنزل القرآن على سبعة أحرف " ( ق 64/1 ) عن إبراهيم الهجري عن أبي الأحوص عن ابن مسعود مرفوعا به .
قلت : وهذا سند ضعيف ، إبراهيم هذا - وهو ابن مسلم - ضعيف .
وقد تابعه أبو إسحاق عن أبي الأحوص به .
أخرجه أبو يعلى في " مسنده " ( 3/1309 ) ، وابن حبان ( 1781 ) ، والبزار ( 226 - زوائده ) وابن مخلد في " المنتقى من أحاديثه " ( 2/81/2 ) عن إسماعيل بن أبي أويس : حدثني أخي عن سليمان عن محمد بن عجلان عنه . وقال الهيثمي في " زوائد البزار " :
" وهذا إسناد حسن " .
كذا قال : وقلده المعلق على " مسند أبي يعلى " ( 9/83 ) ! وأبو إسحاق - وهو السبيعي - مدلس وقد عنعنه ، فيحتمل أن يكون تلقاه عن إبراهيم الهجري أو غيره من الضعفاء ، ثم هو إلى ذلك كان اختلط !
لكن تابعه عبد الله بن أبي الهذيل عن أبي الأحوص به وزاد :
" ولكل حد مطلع " .
أخرجه الطحاوي في " مشكل الآثار " ( 4/182 ) ، وابن جرير ( 1/23/10 ) ، وأبو بكر الكلاباذي في " مفتاح المعاني " ( 297/2 ) من طرق عن جرير بن عبد الحميد عن مغيرة عن واصل بن حيان عن عبد الله بن أبي الهذيل .
قلت : وهذه متابعة قوية ، لولا أن في الطريق إليها مغيرة - وهو ابن مقسم الكوفي - فإنه مع ثقته كان يدلس ؛ وقد عنعنه .
وجملة القول ؛ أنه ليس في هذه الطرق ما يمكن الاطمئنان إليه ، وتصحيح الحديث اعتمادا عليه . والله أعلم .

(/1)


2990 - ( إن من أسوأ الناس منزلة من أذهب آخرته بدنيا غيره ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/561 :
$ضعيف$
أخرجه الطيالسي في " مسنده " ( 2398 ) : حدثنا عبد الحكم بن ذكوان عن شهر بن حوشب عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : فذكره .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ، شهر بن حوشب ضعيف لسوء حفظه .
وعبد الحكم بن ذكوان ؛ قال ابن معين :
" لا أعرفه " ، وأما ابن حبان فذكره في " الثقات " ، وهو عندي مجهول الحال . ونحوه قول الحافظ فيه : " مقبول " . لأنه يعني : عند المتابعة ، وإلا فلين الحديث عند التفرد كما هو الحال في هذا الحديث ، وقد اضطرب في إسناده كما يأتي .
والحديث أخرجه البخاري في " التاريخ " ( 3/2/128 ) من طريق الطيالسي به . وأخرجه هو وابن ماجه ( 3966 ) من طريق أخرى عن عبد الحكم السدوسي : حدثنا شهر بن حوشب عن أبي أمامة مرفوعا به نحوه . فجعله من مسند أبي أمامة .
وهذا الاختلاف هو من الحكم كما أشرت آنفا ، أو من شيخه شهر . والله أعلم .

(/1)


2991 - ( إن أطهر طعامكم لما مسته النار ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/561 :
$ضعيف$
أخرجه الطبراني في " المعجم الكبير " ( 1/132/1 ) ، وأبو يعلى في " مسنده " ( 4/1599 ) - ولم يسق لفظه - من طريق محمد بن إسحاق عن أبيه عن الحسن بن علي رضي الله عنه :
" أنه دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم بيت فاطمة ، فناولته كتف شاة مطبوخة فأكلها ، ثم قام يصلي ، فأخذت ثيابه فقالت : ألا توضأ يا رسول الله ؟ قال : مما يا بنية ؟ قالت : قد أكلت مما مسته النار ؟ ! قال : " فذكره .
قلت : وإسناده ضعيف على ثقة رجاله ، فإن ابن إسحاق مدلس وقد عنعنه ، على أن في حفظه شيئا ، ولذلك فهو حسن الحديث إذا صرح بالتحديث ، ولم يكن فيما رواه علة ، ولذلك قال الذهبي في آخر ترجمته :
" فالذي يظهر لي أن ابن إسحاق حسن الحديث ، صالح الحال ، صدوق ، وما انفرد به ففيه نكارة ، فإن في حفظه شيئا ، وقد احتج به أئمة ، فالله أعلم . وقد استشهد به مسلم بخمسة أحاديث لابن إسحاق ذكرها في صحيحه " .
فإن قيل : يبعد أن يكون بين محمد بن إسحاق وأبيه شخص ، ثم دلسه ابن إسحاق ؟ .
قلت : إن سلمنا ذلك ، فقد وجدت له علة ، وهو الاختلاف في سنده ومتنه ، فقال أحمد ( 6/283 ) : حدثنا حسن بن موسى : حدثنا حماد بن سلمة عن محمد بن إسحاق عن أبيه عن الحسن بن الحسن عن فاطمة قالت :
" دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم .... " الحديث نحوه ؛ وفي آخره :
" فقال لي : أوليس أطيب طعامكم ما مسته النار " .
وهكذا أخرجه أبو يعلى ( 4/1591 ) : حدثنا إبراهيم بن حجاج السامي : أخبرنا حماد به إلا أنه وقع عنده " الحسن بن أبي الحسن " . وعليه جرى الهيثمي فقال ( 1/253 ) بعدما عزاه لهما - أحمد وأبي يعلى - :
" والحسن بن أبي الحسن ولد بعد وفاة فاطمة ، والحديث منقطع " .
وكأنه يعني به الحسن البصري ، فإنه يصدق عليه أنه ولد بعد وفاة فاطمة ، ******** ، أنه روى عن الحسن بن علي ! وهذا أقرب إلى ما في " المسند " إذا قدرنا أنه الحسن بن الحسن بن علي ، نسب في " التهذيب " إلى جده ، وإذا كان كذلك فهو منقطع أيضا ، والله أعلم .

(/1)


2992 - ( إن الأرواح تلاقي في الهواء فتشام ، فما تعارف منها ائتلف ، وما تناكر منها اختلف ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/563 :
$ضعيف$
رواه أبو عبد الرحمن السلمي في " آداب الصحبة " ( 128/2 ) عن محمد بن بكر بن عبد الرحمن السمرقندي : حدثنا أحمد بن نصر السمرقندي : حدثنا أبي عن إبراهيم بن طهمان عن الأعمش عن شقيق عن علي مرفوعا .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ أحمد بن نصر السمرقندي وأبوه لم أعرفهما ، ويحتمل أنه الذي في " الميزان " وغيره :
" أحمد بن نصر بن حماد . أتى بخبر منكر جدا ، قال : حدثنا أبي : حدثنا شعبة عن محمد بن زياد عن أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعا : لا يترك الله أحدا يوم الجمعة إلا غفر له . ذكره الخطيب " .
قلت : فهذا من طبقة السمرقندي . والله أعلم .
والحديث عزاه السيوطي في " الجامع الكبير " ( 1/162/2 ) للطبراني في " الأوسط " عن علي . ولم يورده الهيثمي في " المجمع " لا في " الجنائز " ( 2/329 ) ولا في " الأدب " ( 8/87 ) . والله أعلم .
وقد أخرجه الطبراني في " الأوسط " ( 2/18/1 - رقم 5353 ) من طريق عبد الرحمن بن مغراء قال : أخبرنا الأزهر بن عبد الله الأودي قال : أخبرنا محمد بن عجلان عن سالم بن عبد الله عن أبيه قال : قال عمر بن الخطاب لعلي بن أبي طالب : يا أبا حسن ! ربما شهدت وغبنا ، وربما شهدنا وغبت ، ثلاث أسألك عنهن .... إلخ .
قلت : فذكر ثلاثة أحاديث ، أحدها حديث الترجمة ، وأعله الهيثمي ( 1/162 ) بـ ( الأزهر ) هذا ، فقال :
" قال العقيلي : حديثه غير محفوظ عن ابن عجلان " .
ومن طريق الأودي أخرجه أبو الشيخ في " الأمثال " ( رقم 107 ) .
ثم أخرج له شاهدا من حديث ابن مسعود ، من طريق إبراهيم الهجري عن أبي الأحوص عنه به ، وزاد :
" فلو أن رجلا مؤمنا دخل مسجدا فيه مئة منافق ليس فيه إلا مؤمن واحد لذهب حتى يجلس إلى ذلك المؤمن الواحد ، ولو أن رجلا منافقا دخل مسجدا فيه مئة مؤمن ليس فيه إلا منافق واحد لذهب حتى يجلس إلى ذلك المنافق الواحد " .
قلت : وإبراهيم الهجري ؛ قال الذهبي في " المغني " :
" ضعفه النسائي وغيره ، وتركه ابن الجنيد " .

(/1)


2993 - ( إن الأبدال بالشام يكونون ، وهم أربعون رجلا ، بهم تسقون الغيث ، وبهم تنصرون على أعدائكم ، ويصرف عن أهل الأرض البلاء والغرق ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/564 :
$ضعيف$
أخرجه ابن عساكر في " تاريخ دمشق " ( 1/67/1 ) من طريق الحسن بن حبيب : أخبرنا زكريا بن يحيى : أخبرنا الحسن بن عرفة : أخبرنا إسماعيل بن عياش عن صفوان بن عمرو السكسكي عن شريح بن عبيد الحضرمي قال :
" ذكر أهل الشام عند علي بن أبي طالب ، فقالوا : يا أمير المؤمنين ! العنهم ، فقال : لا ، إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " فذكره ؛ وقال :
" هذا منقطع بين شريح وعلي ، فإنه لم يلقه " .
وأخرجه أحمد ( 1/112 ) : حدثنا أبو المغيرة : حدثنا صفوان به نحوه وزاد :
" كلما مات رجل أبدل الله مكانه رجلا " .
وقد صح من طريق أخرى عن علي موقوفا : " لا تسب أهل الشام جما غفيرا ؛ فإن فيهم الأبدال " . وقال الضياء المقدسي في " المختارة " ( 461 - بتحقيقي ) :
" وهو أولى من المرفوع " .
وقد روي الحديث من حديث عبادة بن الصامت مختصرا ، وقد مضى برقم ( 940 ) .

(/1)


2994 - ( أقطف القوم دابة أميرهم ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/565 :
$ضعيف$
أخرجه الخطيب في " التاريخ " ( 9/274 ) من طريق شبيب بن شيبة قال :
" كنت أسير في موكب أبي جعفر أمير المؤمنين ، فقلت : يا أمير المؤمنين ! رويدا فإني أمير عليك ! قال : ويلك ؛ أمير علي ؟ ! قلت : نعم ؛ حدثني معاوية بن قرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( فذكره ) فقال أبو جعفر : أعطوه دابة ، فهو أهون علينا من أن يتأمر علينا " .
قلت : وهذا إسناد ضعيف مرسل ، معاوية بن قرة ؛ تابعي ثقة .
وشبيب بن شيبة - وهو أبو معمر البصري الخطيب البليغ - ضعيف كما قال النسائي والدارقطني . وفي " التقريب " :
" صدوق يهم في الحديث " .

(/1)


2995 - ( إن الحكمة تزيد الشريف شرفا ، وترفع العبد المملوك حتى تجلسه مجلس الملوك ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/566 :
$ضعيف$
أخرجه أبو نعيم في " الحلية " ( 6/173 ) من طريق عمرو بن حمزة : حدثنا صالح عن الحسن عن أنس مرفوعا . وقال :
" غريب من حديث الحسن ، تفرد به عمرو عن صالح " .
قلت : وهما ضعيفان .
ومن هذا الوجه أخرج القضاعي في " مسند الشهاب " ( ق /82/2 ) الشطر الأول منه .

(/1)


2996 - ( إن الحياء من شرائع الإسلام ، وإن البذاء من لؤم المرء ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/566 :
$ضعيف$
رواه الطبراني ( 3/80/2 ) عن محمد بن عمارة بن صبيح : أخبرنا إسماعيل بن أبان : أخبرنا عبد الملك بن عثمان الثقفي عن محمد بن مالك الهمداني عن أبيه مالك بن زبيد عن عبد الله قال :
جاء قوم إلى النبي صلى الله عليه وسلم بصاحبهم فقالوا : يا نبي الله ! إن صاحبنا هذا قد أفسده الحياء ، فقال صلى الله عليه وسلم : فذكره .
قلت : وهذا إسناد ضعيف **************
أبو إسحاق السبيعي أيضا ، ولم يوثقه أحد غير ابن حبان .
وابنه محمد ؛ أورده ابن أبي حاتم ( 4/1/88 ) بهذا الحديث ليس إلا ، ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا .
وعبد الملك بن عثمان الثقفي ؛ أورده ابن أبي حاتم أيضا ( 2/2/360 ) من رواية إسماعيل بن أبان هذا ولم يذكر فيه أيضا جرحا ولا تعديلا .
وإسماعيل بن أبان إن كان الوراق ؛ فهو صدوق ، وإن كان الغنوي ؛ فهو متروك رمي بالوضع .

(/1)


2997 - ( إن الأقلف لا يترك في الإسلام حتى يختتن ، ولو بلغ ثمانين سنة ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/567 :
$موضوع$
أخرجه البيهقي ( 8/324 ) من طريقين عن أبي علي محمد بن محمد بن الأشعث الكوفي : حدثني موسى بن إسماعيل بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب : حدثنا أبي عن أبيه عن جده جعفر بن محمد عن أبيه عن جده علي بن الحسين بن علي عن أبيه عن أبيه علي رضي الله عنه قال :
" وجدنا في قائم سيف رسول الله صلى الله عليه وسلم في الصحيفة .... " فذكره ؛ وقال :
" وهذا حديث ينفرد به أهل البيت عليهم السلام بهذا الإسناد " .
قلت : كأنه مركب عليهم ، فإن ابن الأشعث قال الدارقطني :
" آية من آيات الله ، وضع ذلك الكتاب . يعني العلويات " .
قلت : وهذا الكتاب فيه نحو ألف حديث كلها بهذا الإسناد ، وقد ساق ابن عدي في ترجمته من " الكامل " ( ق 378/1 ) جملة منها فيها موضوعات كما قال الذهبي . فلست أدري كيف خفى حاله على البيهقي حتى نسب التفرد بهذا الحديث لأهل البيت دون هذا المفتري ! .

(/1)


2998 - ( إن الخاصرة عرق الكلية إذا تحرك آذى صاحبها ، فداووها بالماء المحرق والعسل ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/568 :
$ضعيف$
أخرجه الحاكم ( 4/405 ) من طريق مسلم بن خالد عن عبد الرحمن بن محمد المديني عن ابن شهاب عن عروة عن عائشة رضي الله عنها قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره ؛ وقال :
" صحيح الإسناد " . ووافقه الذهبي .وهذا منه عجيب فإنه قد اورد مسلم بن خالد هذا - وهو الزنجي - في كتابه " الضعفاء والمتروكين " وقال :
" قال البخاري وأبو زرعة : منكر الحديث " .
وعبد الرحمن بن محمد المديني ؛ الظاهر أنه الأنصاري ، قال الذهبي أيضا في " الميزان " :
" قال البخاري : روى عنه الواقدي عجائب ، وقواه ابن حبان " .

(/1)


2999 - ( إن الخصلة الصالحة تكون في الرجل فيصلح الله عز وجل بها عمله كله ، وطهور الرجل لصلاته يكفر الله به ذنوبه ، وتبقى صلاته نافلة ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/569 :
$ضعيف$
رواه أبو يعلى في " مسنده " **************** " الأوسط " ( 2/1 - زوائده ) ، وكذا ابن عدي في " الكامل " ( 35/1 ) ، والسهمي في " تاريخ جرجان " ( 446 ) ، وابن حبان في " الضعفاء " : أخبرنا بشار بن الحكم : حدثنا ثابت عن أنس مرفوعا . وقال البزار :
" لا نعلم رواه عن ثابت غير بشار " .
قلت : وهو منكر الحديث ؛ كما قال ابن عدي وتبعه الذهبي في " الضعفاء والمتروكين " ، وقال ابن حبان :
" منكر الحديث جدا ، ينفرد عن ثابت بأشياء ليست من حديثه ؛ كأنه ثابت آخر ، لا يكتب حديثه إلا على جهة التعجب " .
ثم ساق هو وابن عدي هذا الحديث مشيرين إلى أنه حديث منكر .
وأما قول ابن عدي في آخر ترجمته .
" أرجو أنه لا بأس به " .
فإنما يعني في غير ما تفرد به وأنكر عليه ، أقول هذا توفيقا بين قوله المتقدم : " منكر الحديث " ؛ وهذا . فلا تغتر بقول الهيثمي في " مجمع الزوائد " ( 1/225 ) بعد أن عزاه لبعض من ذكرنا :
" وفيه بشار بن الحكم ضعفه أبو زرعة وابن حبان ، وقال ابن عدي : أرجو أنه لا بأس به " .
أقول : لا تغتر بهذا ؛ فإن الأمر كما قلت لك ، فإن الضعف الذي عزاه لأبي زرعة وابن حبان ، إنما أخذه من قولهما في بشار : " منكر الحديث " . وإذا عرفت أن ابن عدي وافقهما على ذلك - كما تقدم - تبين لك أنه معهما في تضعيفه ، فتنبه ولا تكن من الغافلين .
نعم الشطر الثاني من الحديث له شواهد تدفع عنه النكارة وترفعه إلى مرتبة الصحة ، فانظر بعضها في " صحيح الترغيب " ( 1/ رقم 177 و 180 و 182 ) ، وفي معناه أحاديث أخرى .
ثم رأيت الحديث بفقرتيه قد أخرجه البيهقي في " الشعب " ( 2/242/4941 ) من الوجه المذكور ، وزاد في أوله فقرة ثالثة بلفظ :
" يا أبا ذر ! ألا أدلك على خصلتين وهما أخف على الظهر وأثقل في الميزان من غيرهما ؟ "
" قال : بلى يا رسول الله ! قال :
" عليك بحسن الخلق وطول الصمت ، والذي نفس محمد بيده ! ما عمل الخلائق بمثلهما " .
وهذه الزيادة أخرجها البزار في " مسنده " ( 4/220/3573 ) وقال :
" لا نعلم روى بشار عن ثابت غيره " .
قلت : بلى ؛ قد روى له هو ( 3/149/2449 ) من طريق عمرو بن أبي خليفة قال : سمعت أبا بدر يحدث عن ثابت عن أنس قال :
" كان رسول الله صلى الله عليه وسلم جالسا في حلقة فأراد القيام ، فقام غلام فناوله نعله ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" أردت رضى ربك ، رضي الله عنك " .
فكان لذلك الغلام نحو في المدينة حتى استشهد " .
وقال البزار :
" لا نعلمه يروى عن أنس إلا من هذا الوجه " .
وقال الهيثمي في " المجمع " ( 8/268 ) :
" رواه البزار ، وفيه عمرو بن أبي خليفة ، ولم أعرفه " .
قلت : إعلاله بشيخه ( أبي بدر ) أولى واسمه ( بشار بن الحكم ) أورده ابن عدي في " الكامل " ( 2/23 ) وقال :
" بصري ، منكر الحديث عن ثابت البناني وغيره " .
ثم ساق له حديثين أحدهما من هذه الطريق ، إلا أنه وقع فيه ( عمر بن أبي خليفة العبدي ) .
وسواء كان هذا أو ذاك ؛ فإني لم أجد له ترجمة ، حتى ولا في " ثقات ابن حبان " !
والمقصود : أن البزار لم يعرف اسم ( أبي بدر ) وأنه ( بشار بن الحكم ) فيما يظهر - كالهيثمي - وإلا لما قال في الحديث الذي قبله ما تقدم :
" لا نعلم روى بشار عن ثابت غيره " !
ويحتمل أنه نسي ، وجل من لا ينسى .
على أن قوله في حديث أبي ذر هذا :" لا نعلمه يروى عن أنس إلا من هذا الوجه " .
ففيه نظر أيضا ، فقد تابعه الحسن بن أبي جعفر عن ثابت به نحوه .
أخرجه الطبراني في " المعجم الصغير " من طريق أبي جابر محمد بن عبد الملك : حدثنا الحسن بن أبي جعفر ... وقال :
" لم يروه عن ثابت إلا الحسن بن أبي جعفر ، تفرد به أبو جابر " .
قلت : قال أبو حاتم :
" ليس بالقوي " . وذكرع ابن حبان في " الثقات " ( 9/64 ) . وإعلاله بشيخه أولى لأنه ضعيف جدا ؛ كما فعل الهيثمي قال ( 8/268 ) :
" رواه الطبراني في " الصغير " ، وفيه الحسن بن أبي جعفر ، وهو متروك " .
وهو في " الروض النضير " ( 125 ) .

(/1)


3000 - ( إن الدباغ يحل من الميتة كما يحل الخل من الخمر ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 6/572 :
$ضعيف$
أخرجه ابن عدي ( 326/1 ) ، وعنه البيهقي في " السنن " ( 6/38 ) عن فرج بن فضالة عن يحيى بن سعيد عن عمرة بنت عبد الرحمن عن أم سلمة قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره . وقال البيهقي :
" تفرد به فرج بن فضالة ، وهو ضعيف ؛ يروي عن يحيى بن سعيد أحاديث لا يتابع عليها . قاله أبو الحسن الدارقطني " .

(/1)


3001 - ( إن الرجل ليبتاع الثوب بدينار ، أو بنصف دينار فيلبسه ، فما يبلغ كعبيه حتى يغفر له . يعني من الحمد ).
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 / 5 :
$ضعيف$
أخرجه ابن السني في " عمل اليوم والليلة " ( ص 6-7 رقم 14 / 2 ) : حدثنا أحمد بن عثمان الرازي - بمصر -: حدثنا أبو زرعة الرازي : حدثنا سعيد بن محمد الجرمي : حدثنا قاسم بن مالك المزني : حدثنا أبو مسعود الجريري ، عن أبي نضرة ، عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ... فذكره .
قلت:وهذاإسناد رجاله كلهم ثقات ؛ غير أحمد بن محمد بن عثمان الرازي فلم أجد له ترجمة ، وفي " الميزان " و " اللسان " :
" أحمد بن محمد بن عثمان النهرواني . هو أحمد بن عثمان نسب إلى جده . مر " .
وهناك ذكر له حديثاً آخر عن شيخ له بإسناده ، ثم قال :
" قال النقاش في " الموضوعات " له : وضعه أحمد أو شيخه " .
قلت : فهو في موضع التهمة .
وقد أورده الخطيب في " التاريخ " (5 / 68 ) كما جاء في الموضع الأول من " الميزان " ، ثم ساق له بإسناده عن ابن المبارك قال :
" لا يكون الرجل من أصحابه الحديث حتى يكتب عمن هو مثله ، وعمن فوقه ، وعمن هو دونه " .
ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً .

(6/1)


3002 -( إن الرجل ليدرك بالحلم درجة الصائم القائم ، وإنه ليكتب جباراً ، وإنه ما يملك إلا أهل بيته ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 7 / 6 :
$ضعيف$
أخرجه أبو نعيم في " الحلية " ( 8 / 289 ) من طريق الهيثم بن خالد المصيصي : حدثنا عبد الكبير بن المعافى بن عمران : حدثني أبي : حدثنا سفيان عن أبي إسحاق عن الحارث عن علي ، [و] عن عبد الكبير : حدثنا أبي : حدثنا إسماعيل بن عياش عن عبد العزيز بن عبيد الله ، عن محمد بن علي ، عن علي ابن أبي طالب : أن النبي صلي الله عليه وسلم قال : ... فذكره .
قلت : وهذا إسناد ضعيف من الطريقين فإن مدارهما على المصيصي هذا ، وهو ضعيف ؛ كما قال الدارقطني وتبعه العسقلاني .
وفي الأولى : الحارث - وهو ابن عبدالله الأعور - ضعيف أيضاً .
وفي الأخرى : عبد العزيز بن عبيدالله - وهو الحمصي - قال الذهبي :
" ضعفوه ، وتركه النسائي " .
وهذه قد أخرجها المغافى بن عمران في كتاب " الزهد " له ( ق 249 /1 ) .

(7/1)


3003 - (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يروعن مسلماً ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /6 :
$ضعيف$
أخرجه الطبراني في " المعجم الكبير " (7 /166 /6487 ) من طريق سفيان بن عيينة عن إسماعيل بن مسلم عن شمر بن عطية عن سليمان بن صرد :
أن أعربياً صلى مع النبي صلي الله عليه وسلم ومعه قرن ، فأخذها بعض القوم ، فلما سلم النبي صلي الله عليه وسلم قال الأعرابي : أين القرن ؟ فكأن بعض القوم ضحك ! فقال النبي صلي الله عليه وسلم : ... فذكره .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ، وله علتان :
الأولى : الانقطاع بين شمر وسليمان بن صرد ؛ فإنهم لم يذكروا له رواية عن صحابي غير خريم بن فاتك ، ومع ذلك قالوا : إنه لم يدركه ، وعامة رواياته عن التابعين ، ولذلك ذكره ابن حبان في (أتباع التابعين ) من "ثقاته " (6 /450) ، وتبعه الحافظ في " القريب " .
والأخرى - ولم يذكر الهيثمي غيرها فقال (6 /254) - :
"إسماعيل بن مسلم إن كان هو العبدي فهو من رجال " الصحيح " ، وإن كان هو المكي فهو ضعيف ، وبقية رجاله ثقات " .
قلت : وإنما تردد الهيثمي ؛ لأن كلاً منهما روى عنه ابن عيينة كما في " تهذيب الكمال " للحافظ المزي .

(8/1)


3004 - (إن الرجل ليدنو من الجنة حتى يكون ما بينه وبينها قيد ذراع ، فيتكلم بالكلمة فيتباعد منها أبعد من صنعاء ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 / 7:
$ضعيف$
أخرجه أحمد (4 /64و5/ 377 )عن محمد بن إسحاق عن سليمان بن سحيم عن أمه ابنة أبي الحكم الغفاري قالت : سمعت رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول : ... فذكره.
قلت : وهذا إسناد ضعيف من أجل عنعنة ابن إسحاق ؛ فإنه مدلس .

(9/1)


3005 - (إن الرجل ليصلي ، وما فاته من وقتها أعظم من أهله وماله ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /8 :
$ضعيف$
أخرجه البخاري في " التاريخ الكبير " (4 /2/ 417 ) عن محمد ابن المثنى عن يحيى بن سعيد عن ابن عجلان ابن المنكدر عن يعلى عن النبي صلي الله عليه وسلم ، وقال : ... فذكره .
" مرسل "
ثم رواه من طريق أخرى عن يحيى أم محمد بن المنكدر أخبره أن يعلى - رجل من أهل الديوان - أخبره أنه سمع طلق بن حبيب عن النبي صلي الله عليه وسلم مثله .
قلت : ورجاله كلهم ثقات ، وإنما علته الإرسال ، فإن طلقاً تابعي مات بعد التسعين .
ويعلى هو ابن مسلم بن هرمز ، وهو من أتبتع التابعين .
وقد ذكر المناوي أن ابن منيع و الديلمي وصلاه من حديث أبي هريرة ، ولم يتكلم على إسناده بشيء ! وعزاه السيوطي لسعيد بن منصور عن طلق بن حبيب .

(10/1)


3006 - ( إن الرجل ليوضع طعامه بين يديه فما يرفع حتى يغفر له ، فقيل : يا رسول الله ! بم ذاك ؟ قال : يقول : بسم الله ؛ إذا وضع ، والحمد لله ؛ إذا رفع ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 / 8 :
$ضعيف$
رواه الضياء في " المختارة " ( 157 /2) من طريق الطبراني - وهو في " المعجم الأوسط "( 5 / 409 /5104) - : حدثنا محمد بن العباس : حدثنا عبيد بن إسحاق : حدثنا قطري الخشاب عن عبدالوارث عن أنس مرفوعاً . وقال :
" قطري ذكره ابن أبي حاتم ....ولم يذكر فيه جرحاً " .
قلت : وأما ابن حبان فأورده في " الثقات "(2 / 249-250 ) .
والحديث أورده الهيثمي في " المجمع " ( 5 / 22) وقال :
" رواه الطبراني في " الأوسط " ، وفيه عبدالوارث مولى أنس ، وهو ضعيف ، وعبيد بن إسحاق العطار ، والجمهور على تضعيفه " .

(11/1)


3007 - (إن الرجل من أهل عليين ليشرف على أهل الجنة ؛ فتضيء أهل الجنة لوجهه كأنها كوكب دري . وإن أبا بكر وعمر لمنهم ، وأنعما ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 / 9 :
$ضعيف$
أخرجه أبو داود ( 2 /167- 168 ) ، وأبو يعلى في "مسنده" ( 1/ 313و325 ) عن عطية العوفي ، عن أبي سعيد الخدري :أن النبي صلي الله عليه وسلم قال : ... فذكره .
قلت : وهذا إسناد ضعيف من أجل عطية ؛ فإنه ضعيف ، ومدلس . فما نقله المناوي عن "التقريب" أنه قال فيه : "إسناده صحيح" ؛ فهو حكم غير صحيح ! على أني لم أدر أي "تقريب" أراد !!

(12/1)


3008 -( إن السعادة كل السعادة طول العمر في طاعة الله عز وجل ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /9 :
$ضعيف$
رواه الخطيب في "التاريخ" (6 / 16-17) ، والضياء في "المنتقى من مسموعاته بمرو" (23 /2) من طريق إبراهيم بن أحمد بن إبراهيم البزوري : حدثنا القاضي جعفر بن محمد الفريابي : حدثنا قتيبة بن سعيد : حدثنا ابن لهيعة ، عن ابن الهاد ، عن أبيه مرفوعاً .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ ابن لهيعة سيء الحفظ. وأعله الخطيب بـ (البزوري)هذا فقال : "قال محمد بن أبي الفوارس : كان من أهل القرآن والستر ، ولم يكن محموداً في الرواية ، وكان فيه غفلة وتساهل " . ومن فوقه ثقات .

(13/1)


3009 - (إن لكل نبي خاصة من أصحابه ، وإن خاصتي من أصحابي أبو بكر وعمر ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /10 :
$ضعيف جداً$
رواه الطبراني في "المعجم الكبير" (10 /94 /10008) ،وأبو الحسن محمد بن صدقة البزار الموصلي في "حديث أبي بكر محمد بن إبراهيم القرشي العدوي" (1/ 2) عن عبدالرحيم بن حماد أبي الهيثم عن الأعمش عن إبراهيم عن علقمة مرفوعاً .
كذا وقع في الأصل عن علقمة مرسلاً .
وقد وصله أبو نعيم في "أخبار أصبهان" (1 /88) من طريق عبدالله بن معمر : حدثنا عندر عن شعبة عن الأعمش عن إبراهيم عن علقمة عن عبدالله مرفوعاً به .
وعبدالله بن معمر هذا ؛ قال الذهبي :
"له عن غندر خبر باطل ، قال الأزدي : متروك الحديث " .
قلت : والخبر هو هذا كما قال الحافظ في "اللسان" .
وعبدالرحيم بن حماد ؛ قال الذهبي :
"شيخ واه ، لم أر لهم فيه كلاماً وهذا عجيب" .
قلت : أخرجه أبو نعيم في مكان آخر ، هو (1 /96) ،وقال :
"قال ابن أبي داود :هكذا في كتاب الشيخ : "غندر عن شعبة" ،وإنما هو غندر عن عبدالرحيم ، وهو شيخ بصري متروك الحديث " .
قلت : فهذا نص عن بعض الأئمة المتقدمين - وهو الحافظ ابن الحافظ عبدالله ابن سليمان بن أبي داود - في توهين هذا الرجل ، فات الحافظ الذهبي ، وكذا الحافظ العسقلاني ؛ فإنه لم يستدركه عليه .

(14/1)


3010 - (إن آدم غسلته الملائكة بماء وسدر ، وكفنوه ، وألحدوا له ودفنوه ، وقالوا : هذه سنتكم يا بني آدم في موتاكم ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /11 :
$ضعيف$
رواه الطبراني في "الأوسط" (75/ 1 من ترتيبه ) عن محمد بن إسحاق عن محمد بن ذكوان عن الحسن عن عتي عن أبي بن كعب مرفوعاً . وقال الطبراني :
"لم يروه عن محمد بن ذكوان إلا ابن إسحاق "
قلت : هو مدلس ، وقد عنعنه ، وخالفه إسحاق بن الربيع عن الحسن به ، إلا أنه لم يرفعه .
أخرجه ابن سعد ( 1 /33) . وإسحاق هذا هو البصري الأبلي ضعيف أيضاً .
قلت : ورواه روح بن أسلم : حدثنا حماد بن سلمة ، عن ثابت البناني ، عن الحسن به ، نحوه .
وروح متروك ، وقد مضى لفظه برقم (2859) .
ورويت الجملة الأخيرة مع تكبير الملائكة على آدم أيضاً من طريق ثالثة عن الحسن به ، وقد مضى تخريجه برقم (2872) .

(15/1)


3011 - (إن السماوات السبع ،والأرضين السبع لتلعن الشيخ الزاني ،وإن فروج الزناة ليؤذي أهل النار نتن ريحها ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 / 12:
$ضعيف$
أخرجه البزار ( ص 209-زوائده ) عن يعلى بن عبيد عن صالح بن حيان عن عبدالله بن بريدة عن أبيه ،موقوفاً عليه .
ثم رواه من طريق أبي معاوية عن صالح بن حيان به ،إلا أنه قال : عن النبي صلي الله عليه وسلم نحوه . وقال :
"لا نعلم رواه إلا أبو معاوية"
قال الهيثمي :
"يعني : رفعه ، وصالح بن حيان ضعيف"
قلت : كذا وقع في الأصل "أبو معاوية ، وإسناده هكذا: "حدثنا عمرو بن مالك : حدثنا أبو معاوية ...." .
قلت : عمرو بن مالك هذا هو الراسبي ، وقد ذكروا في ترجمته : أنه روى عن مروان بن معاوية الفزاري ، وعنه البزار . فأنا أخشى أن يكون ما في الأصل : "أبو معاوية" محرفاً من : "مروان بن معاوية" . ويؤيده أنهم ذكروه في الرواة عن صالح بن حيان والله أعلم .
والراسبي هذا ضعيف أيضاً .
وقد روي من حديث أبي هريرة مرفوعاً دون جملة ( الفروج ) ، وهو مخرج في "الصحيحة" تحت الحديث (3313) .

(16/1)


3012 - (إن في الجنة لمراغاً من مسك مثل مراغ دوابكم في الدنيا ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /13:
$ضعيف$
رواه الطبراني في "الكبير" (6 / 5845) من طريق عبدالله ابن أحمد ، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" ( 1/ 116) عن أحمد بن الحسن بن عبدالملك - والسياق لأبي نعيم - قالا : حدثنا محمد بن عبدالله بن سابور : حدثنا عبدالحميد بن سليمان الأنصاري - أخو فليح - عن أبي حازم عن سهل بن سعد مرفوعاً .
أورده أبو نعيم في ترجمة أحمد هذا ، وقال :
"توفي سنة أربع وثلاث مئة ...، مقبول القول ، صاحب صولة وصرامة".
قلت : ومتابعة عبدالله بن أحمد تقويه ، فإنه ثقة حافظ ، من فوقهما ثقات غير عبدالحميد هذا فإنه ضعيف ،كما قال ابن المديني والنسائي وغيرهما . وقال ابن معين :
"ليس بشيء" .
وذكره العقيلي في "الضعفاء" ( ص250) ، وكذا ضعفه آخرون . أما أحمد فقال :
"ما أرى به بأساً" !
ولعل هذا هو مستند قول المنذري في "الترغيب" (4/ 253) :
"رواه الطبراني بإسناد جيد" .
وقول الهيثمي (10/ 413) :
"رواه الطبراني في "الأوسط" و "الكبير" ورجالهما ثقات" !
قلت :ولا يخفى أن الجرح المفسر مقدم على التعديل ؛ لا سيما والجارحون جمع ، والمعدل فرد .
وهذا من الوضوح بحيث حملني على أن أقول : لعل الحديث عند الطبراني من غير طريق عبدالحميد هذا ، وذلك قبل أن أقف على إسناده عند الطبراني .
والله تبارك وتعالى أعلم .

(17/1)


3013 - (التمسوا الجار قبل الدار ، والرفيق قبل الطريق ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /14 :
$ضعيف جداً$
أخرجه الطبراني في "الكبير" (1/ 220/ 2) ، وأبو الشيخ في "الأمثال" (144/ 232) عن أبان بن المحبر عن سعيد بن رافع بن خديج عن أبيه عن جده مرفوعاً .
قلت : وهذا إسناد ضعيف جداً ، أبان هذا قال الذهبي :
"شيخ متروك"
وسعيد بن رافع ، كذا في الأصل ، وفوق لفظ : "ابن" ضبة ، إشارة إلى أن فيه سقطاً ، والساقط هو : "معروف بن رافع" ؛ كما رواه الأزدي من هذا الوجه على ما في "الميزان" و "فيض القدير" .
وسعيد بن معروف غير معروف . وقال الأزدي :
"لا تقوم به حجة" . قال الذهبي عقبه :
" قلت : أبان متروك ، فالعهدة عليه " .

(18/1)


3014 - ( من صلى صلاة فريضة فله دعوة مستجابة ، ومن ختم القرآن فله دعوة مستجابة ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /15 :
$ضعيف$
اخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" ( 18/ 259/ 647) : حدثنا الفضل بن هارون البغدادي : حدثنا إسماعيل بن إبراهيم الترجماني : حدثنا عبدالحميد ابن سليمان عن أبي حازم عن العرباض بن سارية قال : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : ... فذكره .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ عبدالحميد بن سليمان قال الحافظ في "التقريب" : "ضعيف" .
وبه أعله الهيثمي في "المجمع" (7/ 172) .
وسائر رجاله ثقات غير الفضل بن هارون ؛ ترجمه الخطيب في "تاريخ بغداد" (12/ 372) برواية ثلاثة فيهم الطبراني ، وقال : "صاحب أبي ثور الفقيه" ، ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً .

(19/1)


3015 - (كان إذا دخل شهر رمضان أطلق كل أسير ، وأعطى كل سائل ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /15 :
$ضعيف جداً$
أخرجه ابن سعد في "الطبقات" (1/ 377) ، والبزار (968- الكشف) : أخبرنا عبدالحميد بن عبدالرحمن الحماني ، عن أبي بكر الهذلي ،عن الزهري عن عبيدالله بن عبدالله عن ابن عباس وعائشة قالا : ... فذكره .
ومن هذا الوجه أخرجه أبو نعيم في "أخبار أصبهان" (1/ 123) .
قلت : وهذا إسناد ضعيف جداً ، أبو بكر الهذلي متروك الحديث ؛ كما قال الحافظ . والحماني ضعيف .

(20/1)


3016 - ( إن الشيطان ذئب ابن آدم ، كذئب الغنم ، وإن ذئب الغنم يأخذ من الغنم الشاة المهزولة والقاصية ولا يدخل في الجماعة ، فالزموا العامة والجماعة والمساجد ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /16 :
$ضعيف$
رواه عبد بن حميد في "المنتخب من المسند" (16/ 1-2)حدثنا حسين بن علي الجعفي عن فضيل بن عياض عن أبان عن شهر بن حوشب عن معاذ بن جبل مرفوعاً .
قلت وهذا إسناد ضعيف جداً ، شهر ضعيف ، وأبان - وهو ابن أبي عياش - متروك .
لكن الحديث له طريق أخرى عند أحمد (5/ 233) ، والهيثم بن كليب (170/ 1) ،وابن بشران في الكراس الأخير من "الجزء" (30/ 5/ 2) ، وأبي نعيم في "الحلية" (2/ 247) عن سعيد عن قتادة : حدثنا العلاء بن زياد عن معاذ بن جبل مرفوعاً به ، وقال أبو نعيم :
"رواه يزيد بن زريع وعنبسة بن عبدالواحد عن سعيد مثله ، وقال : يعني : شعاب الأهواء"
قلت : وهذا إسناد رجاله ثقات ، فهو صحيح ، وإن خالفه عمر بن إبراهيم فقال : حدثنا قتادة عن العلاء بن زياد عن رجل حدثه - يثق به - عن معاذ بن جبل به ! فزاد بينهما الرجل الذي لم يسم .
وعمر بن إبراهيم - وهو البصري صاحب الهروي - صدوق ، في حديثه عن قتادة ضعف ؛ كم في "التقريب" ، فلا يلتفت إلى مخالفته لمثل سعيد - وهو ابن أبي عروبة - وهو من أثبت الناس في قتادة ؛ كما قال الحافظ .
ثم تبين لي أن فيه علة تقدح في صحته ،ألا وهي الانقطاع بين العلاء بن زياد ومعاذ ؛ فإنه لم يسمع منه ؛ كما قال المنذري في "الترغيب" (1/ 132 ) ، والهيثمي في "المجمع" ( 2/ 23 ) ، وقد كنت غفلت عن هذه العلة حين خرجت "شرح العقيدة الطحاوية" ، فصححته فيه (516) جرياً على ظاهر إسناده ، والآن قد رجعت عنه ، والله تعالى هو الموفق ، وأستغفره من كل زلل . ولا أدري إذا كان الدكتور أحمد سعد حمدان تورط بتصحيحي المذكور ، فقال في تعليقه على "أصول أهل السنة" لللالكائي ( 1/ 107 ) :
"سنده صحيح" .
أو أنه نظر - مثلي - إلى ظاهر السند ، فوقع في الخطأ ، والمعصوم من عصمه الله عز وجل .

(21/1)


3017 - ( إن الشيطان لم يلق عمر منذ أسلم إلا خر لوجهه ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /17 :
$ضعيف$
أخرجه ابن منده من طريق إسحاق بن سيار عن الفضل بن موفق عن إسرائيل عن الأوزاعي عن سالم عن سديسة مولاة حفصة مرفوعاً .
قلت : كذا ساقه الحافظ في ترجمة "سديسة" من "الإصابة" ، وإسناده ضعيف ، وفيه علتان :
الأولى :الاضطراب في إسناده ، فرواه ابم منده هكذا ، وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (4/ 191/ 3943) من طريق عبدالرحمن بن الفضل بن موفق :
حدثني أبي : حدثنا إسرائيل عن النعمان عن الأوزاعي به ، إلا أنه قال فيه :
"عن سديسة عن حفصة" . وقال بعده :
"لم يروه عن الأوزاعي إلا النعمان - وهو أبو حنيفة - ، ولا رواه عن أبي حنيفة إلا إسرائيل ، تفرد به الفضل" .
وأخرجه ابن السكن من هذه الطريق بهذا السند ، فقال في سياقه : إنها سمعت رسول الله صلي الله عليه وسلم . قال : ورواه أحمد بن يونس السلمي عن الفضل بن موفق ، فقال في سياقه : عن سديسة عن حفصة .
والعلة الأخرى : ضعف المتفرد به ، والذي دارت الطرق عليه ، وهو الفضل ابن الموفق ؛ قال أبو حاتم :
"ضعيف الحديث" ، ولم يذكر في "التهذيب" ولا في غيره توثيقه عن أحد . فلا أدري ما عمدة الهيثمي في قوله (10/ 70) :
"رواه الطبراني في "الأوسط" ، وإسناده حسن ، إلا أن عبدالرحمن بن الفضل بن الموفق لم أعرفه ، وبقية رجاله وثقوا" !
فمن الذي وثق الفضل هذا ؟!

(22/1)


3018 - (تفقدوا نعالكم عند أبواب المساجد) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /18 :
$موضوع$
أخرجه أبو نعيم في "الحلية" (7/ 269) عن أحمد بن صالح السمومي : حدثنا يحيى بن هاشم : حدثنا مسعر عن يزيد عن ابن عمر مرفوعاً . وقال : "غريب من حديث مسعر ، لم نكتبه إلا من حديث السمومي" .
قلت : كذا في الموضعين منه "السمومي" بالسين المهملة ، وفي "اللسان" :بالمعجمة ، وفي "الميزان" : "الشامولي" ، ولم أعرفه الصواب منها ، وكتب الأنساب لم تتعرض لشيء من ذلك (1) . فالله أعلم .
وأحمد هذا ؛ قال ابن حبان : "يضع الحديث" . وهو غير أحمد بن صالح المصري الثقة الحافظ . وقال الحافظ في "اللسان" - بعد أن ساقه من طريق أبي نعيم عنه - :
"والحمل فيه عليه ، أو على شيخه ، وذكره أبو نعيم في رجال متروكين ، لا يجوز الاعتماد عليهم" .
قلت : وشيخه يحيى بن هاشم كذبه ابن معين ، وقال ابن عدي : "كان يضع الحديث" .
ولا بن صالح حديث موضوع آخر في الصلاة في العمامة يأتي (5699) ، لكنه قد توبع عند الخطيب دون قوله : "عند أبواب المساجد" . وسبق تخريجه برقم (2495) ، وفيه قول الدار قطني : "تفرد به يحيى بن هاشم" .
قلت : فهو الآفة ، والله أعلم .

(23/1)


3019 - (إن الصبحة تمنع بعض الرزق ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /19 :
$ضعيف جداً$
أخرجه أبو نعيم في "الحلية" (9/ 251) من طريق سليمان ابن أرقم عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن عثمان بن عفان قال : ... فذكره مرفوعاً .
قلت : وهذا إسناد ضعيف جداً ؛ سليمان بن أرقم متروك .
وله طريق أخرى ، يرويها إسماعيل بن عياش ، وقد اضطرب فيها ، فقال مرة : عن إسماعيل بن أمية عن موسى بن عمران عن أبان بن عثمان عن عثمان به .
أخرجه الطحاوي في "مشكل الآثار" (2/ 13-14) .
ومرة قال : عن رجل - قد سماه - عن محمد بن يوسف عن عمرو بن عثمان ابن عفان عن أبيه به ، دون قوله : "بعض" .
أخرجه عبدالله بن أحمد في "زوائد المسند" (1/ 73) ، وعزاه المنذري (3/ 5) لأحمد نفسه ، فوهم .
وقد سمي هذا الرجل ، فأخرجه عبدالله أيضاً ، وابن عدي في "الكامل" (ق15/ 1) من طريقين آخرين عن إسماعيل بن عياش عن ابن أبي فروة عن محمد بن يوسف به .
ثم رواه ابن عدي من طريق مسلمة عن إسماعيل بن عياش عن رجل عن إسحاق بن عبدالله بن طلحة عن أنس بن مالك : أن النبي صلي الله عليه وسلم قال : ... فذكره . وقال ابن عدي :
"وهذا الرجل الذي لم يسم في هذا الإسناد هو ابن أبي فروة ، وقد خلط ابن أبي فروة في هذا الإسناد ، وهذا الحديث لا يعرف إلا به" .
كذا قال ، ويرد عليه الطريق الأولى . وابن أبي فروة اسمه إسحاق بن عبدالله ، وهو متروك ؛ كما قال الحافظ .
والحديث أخرجه البيهقي أيضاً في "شعب الإيمان" (2/ 35/ 1) من طريق ابن عدي ، وقال :
"وإسحاق بن عبدالله بن أبي فروة بهذا الحديث ، وخلط في إسناده . و( الصبحة ) : النوم عند الصباح" .

(24/1)


3020 - ( إن الصدقة لا تزيد المال إلا كثرة ؛ فتصدقوا يرحمكم الله ، وإن العفو لا يزيد العبد إلا عزاً ؛ فاعفوا يعزكم الله ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /21 :
$ضعيف جداً$
رواه ابن عدي (1/ 92/ 1) عن الحسن بن عبدالرحمن الفزاري : حدثنا علي بن يزيد الصدائي : حدثنا خارجة بن مصعب عن زيد بن أسلم عن ابن عمر مرفوعاً .
قلت : وهذا سند ضعيف جداً مسلسل بالضعفاء :
الحسن بن عبدالرحمن الفزاري هو الاحتياطي ، قال ابن عدي :
"يسرق الحديث ، منكر عن الثقات ، ولا يشبه حديثه حديث أهل الصدق" .
علي بن يزيد الصدائي ؛ فيه لين .
خارجة بن مصعب ؛ متروك ، وكان يدلس عن الكذابين .
والحديث أورد منه السيوطي - من رواية ابن عدي عن ابن عمر - الجملة الأولى منه فقط ! ولم يتكلم المناوي عليه بشيء !

(25/1)


3021 - ( إن الصدقة لتطفىء عن أهلها حر القبور ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /21 :
$ضعيف$
رواه ابن عدي (67/ 2) ، وابن عبدالبر في "التمهيد" (23/ 175) عن الحكم بن يعلى : حدثنا عمرو بن الحارث عن يزيد بن أبي حبيب عن أبي الخير عن عقبة بن عامر مرفوعاً ، وقال ابن عدي :
"قال البخاري : الحكم بن يعلى ؛ قال لي سليمان بن عبدالرحمن : رأيته بدمشق ، منكر الحديث ، عنده عجائب" .
قلت : وقول سليمان هذا رواه البخاري عنه في "التاريخ الصغير" مفرقاً في موضعين (ص212،217) .
ولم يتفرد به ، فقد قال المنذري في "الترغيب" (2/ 25) :
"رواه الطبراني في "الكبير" ، والبيهقي ، وفيه ابن لهيعة" .
قلت : وهو ضعيف ، وهو من طبقة عمرو بن الحارث ، وكثير ما يقرن معه في بعض الأسانيد ، ولا يبعد أن يكون هذا الحديث من روايته عن يزيد بن أبي حبيب . والله أعلم .
ثم رأيت الحديث في "معجم الطبراني الكبير" (17/ 286) ، فعجبت من المنذري كيف أعله بابن لهيعة ، وهو عنده مقرون مع (عمرو) كما كنت استقريته ، ولم يعله بمن دونه ، وأعجب منه متابعة الهيثمي (3/ 110) له على ذلك !! فإن الطبراني أخرجه (رقم788) من طريق رشدين بن سعد : حدثني عمرو بن الحارث وابن لهيعة والحسن بن ثوبان عن يزيد بن أبي حبيب به ، وزاد :
"وإنما يستظل المؤمن يوم القيامة في ظل صدقته" .
وإنما العلة من رشدين بن سعد ؛ فإنه ضعيف كما تقدم مراراً .
وأعجب مما تقدم متابعة أخينا حمدي عبدالمجيد السلفي للهيثمي فيما سبق ، وهو يرى في الإسناد أمامه أن ابن لهيعة مقرون مع عمرو بن الحارث والحسد بن ثوبان !!
نعم قد توبع ابن لهيعة على الطرف الثاني من حديثه من حرملة بن عمران عن يزيد بن أبي حبيب بلفظ :
"كل امرىء في ظل صدقته حتى يقضى بين الناس" .
وسنده صحيح . وهو مخرج في كتابي "تخريج المشكلة" برقم (118) .

(26/1)


3022 - ( إن الصدقة يبتغى بها وجه الله ، وإن الهدية يبتغى بها وجه الرسول ، وقضاء الحاجة ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /23 :
$ضعيف$
رواه النسائي (2/ 138) ، والعقيلي في "الضعفاء" (240) عن عبدالملك بن محمد بن بشير عن عبدالرحمن بن علقمة مرفوعاً ، وقال :
"لا يتابع عليه ، ولا يعرف إلا به" .
يعني : عبدالملك هذا . قال الذهبي :
"لا يعرف" .
والحديث عزاه السيوطي في "الجامع الصغير" و "الكبير" للطبراني فقط ، وأعله المناوي بالاختلاف في صحبة عبدالرحمن بن علقمة . وقد أشار الحافظ في "التقريب" إلى تضعيف القول بصحبته فقال :
"يقال : له صحبة . وذكره ابن حبان في ثقات التابعين" (5/ 85) .
وبالجملة فالحديث له علتان : الإرسال والجهالة . ولم تتكلم عليه اللجنة القائمة على تحقيق "الجامع الكبير" (5671) بأكثر مما ذكرته عن المناوي ، إلا قولهم المعتاد : "ورمز له في "الصغير" بالضعف" . وإن كان هذا الرمز هنا قد طابق الواقع . وأما الدكتور القلعجي الجريء على تصحيح الأحاديث الضعيفة ، وتضعيف الأحاديث الصحيحة ، بجهل بالغ ، وقلة خوف من الله عز وجل ، فقد أورد هذا الحديث في آخر "الضعفاء" (4/ 514) في "فهرس الأحاديث الصحيحة" ، لا لشيء سوى أنه ذكره في تعليقه على الحديث في "الضعفاء" (3/ 33) من رواية النسائي ! وهو يرى أن طريقه وطريق العقيلي واحدة ، مدارها على ذاك المجهول عن المختلف في صحبته ! فهل يعني أن كل ما رواه النسائي يكون صحيحاً ولو كان عند العلماء معلولاً . ذلك مما لا أظن أنه يقوله ، من أين جاءت الصحة ؟!

(27/1)


3023 - ( إن الصفا الزلال الذي لا تثبت عليه أقدام العلماء : الطمع ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /24 :
$ضعيف$
رواه الديلمي (1/ 2/ 283) عن محمد بن زياد عن ميمون بن مهران عن عبدالله بن عباس مرفوعاً . وأخرجه ابن السني عن أبي العباس ابن لبيد (كذا) عن موسى بن عبدالرحمن الأنطاكي عن محمد بن سلمة عن خارجة بن مصعب عن أبي معن عن أسامة بن زيد نحوه .
قلت : وأخرجه ابن عدي (121/ 2) من طريق أخرى عن محمد بن سلمة به . ولفظه :
"إن الصفا الزلال لأهل العلم الطمع" .
قلت : وخارجة بن مصعب - وهو أبو الحجاج السرخسي - متروك ، وكان يدلس عن الكذابي ، وقد خالفه في إسناد عبدالله بن المبارك فقال في "الزهد" (رقم542) : عن أبي معن قال : حدثني سهيل بن حسان الكلبي : أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال : ... فذكره ، بلفظ الترجمة .
قلت : وهذا إسناد ضعيف مرسل ؛ سهيل بن حسان الكلبي أورده ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (2/ 1/ 248) برواية جمع عنه ، ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً .
وأبو معن ، الظاهر أنه الذي ذكره ابن أبي حاتم (4/ 2/ 441) :
"أبو معن روى عن ابن سيرين . روى عنه مسعدة" .
وهو الذي في "التقريب" :
"أبو معن : محمد بن معن ،عن زهرة بن معبد ، وعنه ابن المبارك ، مقبول" .
وأما محمد بن زياد الذي في الطريق الأولى فهو : اليشكري الطحان ، وهو كذاب .

(28/1)


3024 - ( الضاحك في الصلاة ، والملتفت ، والمفقع أصابعه بمنزلة واحدة ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /25 :
$ضعيف$
أخرجه أحمد (3/ 438) ، والبيهقي (2/ 289) من طريقين عن زبان بن فائد : أن سهل بن معاذ حدثه عن أبيه معاذ صاحب رسول الله صلي الله عليه وسلم : أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال : ... فذكره . وقال البيهقي :
"معاذ هو : ابن أنس الجهني ، وزبان بن فائد غير قوي" .
وقال الحافظ في ترجمته :
"ضعيف الحديث مع صلاحه وعبادته" .

(29/1)


3025 - ( إن الطير إذا أصبحت سبحت ربها ، وسألته قوت يومها ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /25 :
$موضوع$
أخرجه الخطيب في "التاريخ" (11/ 98) من طريق الحسين بن علوان الكلبي : حدثنا أبو حمزة ثابت بن أبي صفية قال :
"كنا مع علي بن الحسين جلوساً في مسجد رسول الله صلي الله عليه وسلم ، ثم مر بنا عصافير يصحن ، فقال علي بن الحسين : أتدرون ما تقول هذه العصافير ؟! قلنا : لا ،قال : أما إني ما أقول : إني أعلم الغيب ، ولكن سمعت أبي يقول : سمعت أمير المؤمنين علي بن أبي طالب يقول : سمعت رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول : (فذكره) . وإن هذه تسبح ربها ، وتسأله قوت يومها" .
قلت : وهذا موضوع ؛ آفته الكلبي هذا ؛ فإنه كذاب ؛ كما قال يحيى بن معين . وقال ابن حبان : "كان يضع الحديث على هشام وغيره وضعاً" . وساق له الذهبي من موضوعاته أحاديث ، أحدها بلفظ :
"أربع لا يشبعن من أربع ، أرض من مطر ، وعين من نظر ، وأنثى من ذكر ، وعالم من علم" . فقال الذهبي عقبه :
"قلت : وكذاب من كذب" .
وثابت بن أبي صفية ضعيف رافضي .

(30/1)


3026 - ( إن العار ليلزم المرء يوم القيامة حتى يقول : يا رب لإرسالك بي إلى النار أيسر علي مما ألقى - وإنه ليعلم ما فيها - ؛ من شدة العذاب ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /26 :
$منكر$
أخرجه الحاكم (4/ 577) ، وأبو يعلى في "مسنده" (491) عن الفضل بن عيسى الرقاشي ، عن محمد بن المنكدر ، عن جابر بن عبدالله رضي الله عنهما مرفوعاً . وقال الحاكم :
"صحيح الإسناد" ! ورده الذهبي بقوله :
"قلت : الفضل واه" . وقال في "الميزان" :
"ضعفوه" . وقال الحافظ :
"منكر الحديث"

(31/1)


3027 - ( إن العبد أخذ عن الله أدباً حسناً ، إذا وسع عليه وسع ، وإذا أمسك عليه أمسك ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /27 :
$ضعيف$
أخرجه أبو نعيم في "الحلية" (6/ 315) عن جعفر بن كزال :حدثنا إبراهيم بن بشير المكي : حدثنا معاوية بن عبدالكريم عن أبي حمزة عن ابن عمر مرفوعاً . وقال :
"غريب من حديث معاوية مسنداً متصلاً مرفوعاً ، وإنما يحفظ هذا من قبل الحسن مستشهداً بقوله تعالى ( لينفق ذو سعة من سعته ) الآية" .
قلت : وإسناده ضعيف . أبو حمزة هذا لم أعرفه .
وإبراهيم هو ابن أدهم بن بشير المكي ، قال الدارقطني :
"ليس بالقوي" . وقال مسلمة :
"ثقة" .
ومعاوية بن عبدالكريم ، وهو المعروف بالضال ، صدوق كما في "التقريب" .

(32/1)


3028 - ( من عفا عند قدرة ، عفا الله عنه يوم العسرة ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /27 :
$ضعيف جداً$
أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (8/ 151/ 7585) من طريق حكيم بن خذام : حدثنا العلاء بن كثير عن مكحول عن أبي أمامة قال : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : ... فذكره .
قلت : وهذا إسناد ضعيف جداً ؛ العلاء بن كثير - وهو الدمشقي ثم الكوفي - قال في "التقريب" :
"متروك ، رماه ابن حبان بالوضع" .
وبه أعله الهيثمي (8/ 190) ، لكنه قصر من وجهين :
الأول : أنه اقتصر على قوله فيه : "ضعيف" !وقلده المناوي في "الفيض" ، وقال في "التيسير" :
"وضعفه الهيثمي ، فتحسين المؤلف له ليس في محله" !!
والآخر : أنه نسي إعلاله أيضاً بالراوي عنه : حكيم بن خذام ؛ فإنه متروك أيضاً ، ففي "الميزان" :
"قال أبو حاتم : متروك الحديث . وقال البخاري : منكر الحديث" .
(تنبيه) كذا وقع في "المعجم" : "قدرة" ، ووقع في "الجامع الصغير" :
"القدرة" فظننت أنه الصواب ، لكني لما رأيته في "المجمع" و "الجامع الكبير" كما في "المعجم" تركته على حاله .

(33/1)


3029 - ( إن العبد ليذنب الذنب فإذا ذكره أحزنه ، فإذا نظر الله إليه قد أحزنه الذي صنع غفر له من قبل أن يأخذ في كفارته بصلاة أو صيام أو صدقة ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /28 :
$ضعيف$
رواه الخطيب في "الموضح" (2/ 6) عن داود بن المحبر عن صالح المري عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة مرفوعاً .
قلت : وداود بن المحبر كذاب ، لكن تابعه عيسى بن خالد اليمامي ، لكنه قال : حدثنا صالح المري عن هشام بن حسان عن محمد بن سيرين به، فأدخل بينهما هشاماً .
أخرجه أبو نعيم في "الحلية" (6/ 176،275) - وعنه ابن عساكر (4/ 208/ 2) - ، وقال أبو نعيم :
"غريب من حديث هشام وصالح ، لم نكتبه إلا من حديث عيسى" .
قلت : ولم أجد من ذكره .
ثم وجدته في "الجرح والتعديل" لابن أبي حاتم (3/ 1/ 275) وقال :
"سألت أبي عنه ؟ فقال : لا بأس بحديثه ، محله الصدق" .
قلت : فعلة الحديث من صالح المري ؛ فإنه ضعيف .

(34/1)


3030 -( إن العبد ليبلغ بحسن خلقه عظيم درجات الآخرة وشرف المنازل ؛ وإنه لضعيف العبادة ، وإنه ليبلغ بسوء خلقه أسفل درك جهنم وهو عابد ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /29 :
$منكر$
أخرجه أبو الشيخ في "طبقات الأصبهانيين" (2/ 362-363) ، والطبراني في "المعجم الكبير" (1/ 233/ 754) ، وكذا الخرائطي في "مكارم الأخلاق" (1/ 76/ 53) ، والضياء المقدسي في "المختارة" (ق68/ 2) من طرق عن أبي الأسود النضر بن عبدالجبار : حدثنا نوح بن عباد القرشي عن ثابت عن أنس مرفوعاً .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ، رجاله ثقات معروفون غير نوح بن عباد القرشي ، لم يوثقه غير ابن حبان (7/ 542) ، ولم يرو عنه غير أبي الأسود هذا كما في "الجرح" و"الثقات" ، فهو علة الحديث . وأما قول المنذري في "الترغيب" (3/ 257) - وتبعه الهيثمي (8/ 25) - :
"رواه الطبراني ، ورواته ثقات سوى شيخه المقدام بن داود ، وقد وثق" .
قلت : رواية الآخرين خالية منه ، فالعلة ما ذكرت ، فقد تساهلا في إغضائهما عنها ، وكذلك صنع الحافظ العراقي ؛ فإنه قال في "تخريج الإحياء" (3/ 51) :
"أخرجه الطبراني ، والخرائطي في "مكارم الأخلاق" ، وأبو الشيخ في "مكارم الأخلاق" (كذا) ، وأبو الشيخ في "كتاب طبقات الأصبهانيين" من حديث أنس ، بإسناد جيد " !
فأقول : أنى أنى لإسناده الجودة ، وفيه من لم يوثقه إلا ابن حبان ، الذي من مذهبه توثيق المجاهيل ، وكتابه "الثقات" مشحون بهم !!

(35/1)


3031 - (إن الفتنة ترسل ، ويرسل معها الهوى ، فمن اتبع الهوى كانت قبلته سوداء ، ومن اتبع الصبر كانت قبلته بيضاء ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /30 :
$منكر$
رواه الطبراني في "المعجم الكبير" (3/ 394/ 3446) ، و "مسند الشاميين" (1669) ، وابن منده في "المعرفة" (2/ 261/ 1) عن محمد بن إسماعيل بن عياش : حدثنا أبي : حدثني ضمضم بن زرعة عن شريح بن عبيد عن أبي مالك الأشعري مرفوعاً .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ، محمد بن إسماعيل بن عياش ؛ ضعيف . قال أبو داود :
"لم يكن بذاك" . وقال أبو حاتم :
"لم يسمع من أبيه شيئاً" . وبه أعله الهيثمي في "المجمع" (7/ 305) فقال : "ضعيف" .
وشريح بن عبيد لم يسمع من أبي مالك كما تقدم مراراً ، فانظر مثلاً الحديث (1510) .
تنبيه : كذا بخطي نقلاً عن "المعرفة" (قبلته) في الموضعين ، ولعله خطأ ؛ فإنه في "المجمع" ، (قتلته) ، وكذا في "المعجم الكبير" و "مسند الشاميين" . لكن قال محققه الفاضل :
"في المخطوطة "كانت فتلته" بدل "كانت قتلته" . وفي مخطوطتي الظاهرية من "المعجم الكبير" أن في نسخة "فتلته" وفي رواية : قتلته" . والله أعلم .

(36/1)


3032 - ( إن الفحش والتفحش ليسا من الإسلام في شيء ، وإن أحسن الناس إسلاماً أحاسنهم أخلاقاً ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /31 :
$ضعيف$
رواه البخاري في "التاريخ" (3/ 2/ 291) ، وأحمد وابنه (5/ 89) ، والطبراني (1/ 213/ 1) ، وأبو يعلى (4/ 1802) عن أبي أسامة عن زكريا بن سياه : حدثني عمران بن رياح عن علي بن عمارة عن جابر بن سمرة قال : كنت في مجلس فيه النبي صلي الله عليه وسلم وسمرة وأبو أمامة فقال : ... فذكره .
وهذا سند ضعيف ، وزكريا بن سياه وعلي بن عمارة لم أجد من ذكرهما .
ثم رأيت الأول في "تاريخ البخاري" (2/ 1/ 386) ، ونقل في "الجرح والتعديل" (1/ 2/ 596) عن ابن معين أنه قال : "ثقة" .
والآخر أورد له هذذا الحديث ولم يذكر فيه شيئاً ،وترجمه ابن أبي حاتم برواية عمران هذا ويونس الجرمي عنه (3/ 1/ 197) ، ولم يحك فيه جرحاً ولا تعديلاً .
وأما ابن حبان فذكره في "الثقات" (1/ 149) برواية عمرتن فقط ، فهو العلة .
وأما الهيثمي فقال (8/ 25) بعدما عزاه للمذكورين دون البخاري : "ورجاله ثقات" !

(37/1)


3033 - ( إن الذي يمر بين يدي الرجل وهو يصلي عمداً يتمنى يوم القيامة أنه شجرة يابسة ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /32 :
$ضعيف$
رواه الطبراني في "الأوسط" (1/ 105/ 1 مصورة الجامعة) عن ابن وهب : حدثنا عبدالله بن عياش عن أبي رزين الغافقي عن عبدالله بن عمرو بن العاص مرفوعاً . وقال :
"لا يروى عن ابن عمرو إلا بهذا الإسناد تفرد به ابن وهب" .
قلت : وهو ثقة حافظ ، وعبدالله بن عياش حسن الحديث .
وأما أبو رزين الغافقي فلم أجد له ترجمة ، وإليه أشار الحافظ الهيثمي يقوله (2/ 61) :
"رواه الطبراني في "الكبير" و"الأوسط" وفيه من لم أجد من ترجمه" .
قلت : وقد أورده الدولابي في "الكنى" ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً كعادته ، ولا سماه ، فقال (1/ 29-30) : حدثني أحمد بن عبدالمؤمن الفراء قال : حدثنا إدريس بن يحيى قال : حدثني عبدالله بن عياش عن عبدالله بن عياض عن أبي رزين الغافقي به .
وهكذا رواه ابن عبدالحكم في "فتوح مصر" (258) : حدثنا إدريس بن يحيى به .
قلت : وعبدالله بن عياض هذا لم أجد له ترجمة أيضاً ، ولا أدري إذا كان سقط من ناسخ "أوسط الطبراني" ، أو أن الرواية وقعت له هكذا !
ثم إن إدريس بن يحيى صدوق كما قال ابن أبي حاتم (1/ 1/ 265) ، فهي متابعة قوية لعبدالله بن وهب ، ترد دعوى الطبراني أنه تفرد به ابن وهب .

(38/1)


3034 - ( إن الله اتخذني خليلاً ، كما اتخذ إبراهيم خليلاً ، فمنزلي ومنزل إبراهيم في الجنة يوم القيامة تجاهين ، والعباس بيننا ، مؤمن بين خليلين ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /33 :
$موضوع$
أخرجه ابن ماجه (1/ 64) : حدثنا عبدالوهاب بن الضحاك :حدثنا إسماعيل بن عياش عن صفوان بن عمرو عن عبدالرحمن بن جبير بن نفير عن كثير بن مرة الحضرمي عن عبدالله بن عمرو مرفوعاً .
ومن هذا الوجه أخرجه الخطيب في "التاريخ" (5/ 227) .
قلت : وهذا موضوع ، آفته عبدالوهاب هذا فإنه كذاب كما قال أبو حاتم .
وقال الحاكم : روى أحاديث موضوعة . ونقل السندي عن الحافظ ابن رجب أنه قال :
"وهو موضوع ، فإنه من بلايا عبدالوهاب" .
والحديث أخرجه الديلمي (1/ 2/ 224) من طريق أبي معقل يزيد بن معقل عن عقبة عن سالم عن حذيفة مرفوعاً به ، نحوه ، إلا أنه قال :"علي" ، بدل : "العباس" .
وأبو معقل هذا لم أجد له ترجمة .
لكن الجملة الأولى من الحديث قد صحت من حديث ابن مسعود رضي الله عنه مرفوعاً بلفظ :
"لو كنت متخذاً خليلاً لاتخذت أبا بكر خليلاً ، ولكنه أخي وصاحبي ، وقد اتخذ الله عز وجل صاحبكم خليلاً" .
أخرجه مسلم (7/ 108) ، وابن ماجه (رقم 93) ، وكذا الترمذي (3656) ، وأحمد (1/ 377و389و395و409و410و433و439و463) ، وابن أبي عاصم في "السنة" (1226) ، وقال الترمذي :
"حديث حسن صحيح" .

(39/1)


3035 - ( إن الله اتخذني خليلاً كما اتخذ إبراهيم خليلاً ، وإنه لم يكن نبي إلا له خليل ، ألا وإن خليلي أبو بكر ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /34 :
$موضوع$
أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (8/ 237/ 7816) ، والواحدي في "أسباب النزول" (ص136) من طريق عبيدالله بن زحر عن علي ابن يزيد عن القاسم عن أبي أمامة مرفوعاً .
قلت : وهذا إسناد واه جداً ؛ عبيدالله بن زحر متروك كشيخه ، بل هو خير من شيخه . وقال ابن حبان :
"يروي الموضوعات عن الأثبات ، وإذا روى عن علي بن يزيد أتى بالطامات ، وإذا اجتمع في إسناد خبر : عبيدالله ، وعلي بن يزيد ، والقاسم أبو عبدالرحمن لم يكن ذلك الخبر إلا مما عملته أيديهم" .
قلت : القاسم - وهو ابن عبدالرحمن صاحب أبي أمامة - صدوق لا يحتمل مثل هذه التهمة ، فالآفة ممن دونه ، والحديث موضوع لمخالفته للحديث الصحيح المذكور آنفاً : "... ولو كنت متخذاً خليلاً لاتخذت أبا بكر خليلاً ولكنه أخي .." .
وأعله الهيثمي في "المجمع" (9/ 145) بـ ( علي بن يزيد الألهاني ) فقصر .

(40/1)


3036 - ( إن الله تبارك وتعالى اختارني ، واختار لي أصحاباً ، فجعل لي منهم وزراء وأنصاراً وأصهاراً ، فمن سبهم فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين ، لا يقبل الله منه يوم القيامة صرفاً ولا عدلاً ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /35 :
$ضعيف$
أخرجه ابن أبي عاصم في "السنة" (1000- بتحقيقي) ، والطبراني في "المعجم الكبير" (17/ 140/ 349) ، والحاكم (3/ 632) ، وأبو نعيم في "الحلية" (2/ 11) من طريق محمد بن طلحة التيمي قال : أخبرني عبدالرحمن بن سالم بن عتبة بن عويم بن ساعدة عن أبيه ، عن جده، عن عويم بن ساعدة مرفوعاً . وقال :
"صحيح الإسناد" ! ووافقه الذهبي !
قلت : وهو من أوهامهما ؛ فإنه إسناد ضعيف مجهول ؛ عتبة بن عويم أورده الذهبي نفسه في "الضعفاء" وقال :
"لم يصح حديثه . قاله البخاري" . وقال في "الميزان" :
"والظاهر أن لعتبة ولأبيه صحبة ، ، والحديث مضطرب" .
وسالم بن عتبة قال الحافظ في "التقريب" :
"مقبول" .
والأولى أن يقال فيه : مجهول . فإنه لا يعرف إلا في هذا الإسناد ، ولم يوثقه أحد . ومثله ابنه عبدالرحمن ، وقد قال فيه الخافظ : "مجهول" .
ومحمد بن طلحة وهو المعروف بابن الطويل قال الحافظ :
"صدوق يخطىء" .
قلت : فأنى لمثل هذا الإسناد المظلم الصحة ؟! وقد قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (10/ 17) :
"رواه الطبراني ، وفيه من لم أعرفه" !

(41/1)


3037 - ( إن الله اختارني ، واختار لي أصحاباً ، واختار لي منهم أصهاراً وأنصاراً ، فمن حفظني فيهم حفظه الله ، ومن آذاني فيهم آذاه الله عز وجل ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /36 :
$ضعيف$
أخرجه الخطيب في "التاريخ" (2/ 99) عن محمد بن بشير الكندي الدعاء قال : نبأنا قران بن تمام عن أبي طاهر مولى الحسن بن علي عن أنس بن مالك مرفوعاً ، وقال :
"رواه غيره عن قران عن أبي عياض مولى الحسن بن علي عن أنس" .
قلت : وأبو طاهر أو أبو عياض مولى الحسن بن علي ، لم أجد له ترجمة .
والكندي مختلف فيه ، لكنه لم يتفرد به كما يشعر به كلام الخطيب المذكور ، مع مخالفته له ، وعلى كل حال فمدار الطريقين على مجهول .
ثم أخرجه الخطيب (13/ 443) من طريق إبراهيم بن سعد الزهري عن بشر الحنفي عن أنس به ، دون قوله : "فمن حفظني ..." ، وزاد :
"وإنه سيجيء في آخر الزمان قوم ينتقصونهم ، ألا فلا تناكحوهم ، ألا ولا تنكحوا إليهم ، ألا ولا تصلوا معهم ، ألا ولا تصلوا عليهم ، عليهم حلت اللعنة" .
قلت : وبشر الحنفي لم أعرفه ، وقد أورده السيوطي في "ذيل الأحاديث الموضوعة" (ص76) رقم (344- بترقيمي) من طريق ابن النجار بإسناده عن بشر ابن عبدالله عن أنس به ، وقال :
"قال ابن النجار : هذه الزيادة في آخر الحديث غريبة غير محفوظة . وقال ابن حبان : هذا خبر باطل لا أصل له ، وبشر بن عبدالله القصير منكر الحديث جداً" .
قلت : ولم أر في "الميزان" ولا في "اللسان" ولا في غيرهما "بشر بن عبدالله القصير" . ووقع في "تنزيه الشريغة" (2/ 24) : "بشير بن عبيدالله أو ابن عبدالله" . ولم أره أيضاً . والله أعلم .
وقد روي الحديث من طريق أخرى عن أنس بزيادة أخرى بلفظ :
( إن الله اختارني واختار أصحابي وأصهاري ، وسيأتي قوم يبغضونهم ويسبونهم ، فلا تجالسوهم ، ولا تشاربوهم ، ولا تناكحوهم ) .
أخرجه الديلمي (1/ 2/ 223) ، والخلال في "السنة" (769) ، والعقيلي : الأنطاكي (1) ؛ وهو خطأ - عن أحمد بن عراق الأخنسي عن المحاربي عن عبيدة - أظنه الحداء - عن أبي حفص عن أنس بن مالك مرفوعاً .
قلت : وهذا إسناد ضعيف جداً ؛ أبو حفص - وهو : عمر بن حفص - ، قال النسائي : متروك .
والأخنسي : ترجمه البخاري في "تاريخه" (1/ 203) ، وقال : "يتكلمون فيه ، منكر الحديث" .
والمحاربي اسمه عبدالرحمن بن محمد ، وهو ثقة .
ومن فوقه لم أعرفهم .

(42/1)


3038 - ( إن الله تبارك وتعالى خلق السماوات ، فاختار العليا ، فأسكنها من شاء من خلقه ، ثم خلق الخلق فاختار من الخلق بني آدم ، واختار من بني آدم العرب ، واختار من العرب مضر ، واختار من مضر قريشاً ، واختار من قريش بني هاشم ، واختارني من بني هاشم ، فأنا من بني هاشم ، من خيار إلى خيار ، فمن أحب العرب فبحبي أحبهم ، ومن أبغض العرب فببغضي أبغضهم ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /38 :
$ضعيف$
أخرجه الحاكم (4/ 73) عن حماد بن واقد الصفار : حدثنا محمد ابن ذكوان خال ولد حماد بن زيد عن محمد بن المنكدر عن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما قال :
بينا نحن جلوس بفناء رسول الله صلي الله عليه وسلم إذ مرت امرأة ، فقال رجل من القوم هذه ابنة محمد ، ، فقال أبو سفيان : إن مثل محمد في بني هاشم مثل الريحانة في وسط النتن ، فانطلقت المرأة ، فأخبرت النبي صلي الله عليه وسلم ، فخرج النبي صلي الله عليه وسلم يعرف الغضب في وجهه ، فقال : "ما بال أقوال تبلغني عن أقوام ، إن الله ...." ، وقال :
"وقد قيل في هذا الإسناد : عن محمد بن ذكوان عن عمرو بن دينار عن عبدالله بن عمر" .
ثم أخرجه هو والعقيلي (4/ 388) من طريق يزيد بن عوانة عن محمد بن ذكوان به ، نحوه .
قلت : ويزيد هذا هو الكلبي ، ضعيف ؛ قال العقيلي :
"لا يتابع عليه" .
وقد خالفه حماد بن واقد الصفار كما رأيت ، وهو ضعيف أيضاً كما في "التقريب" . وشيخهما محمد بن ذكوان ضعيف أيضاً .

(43/1)


3039 - ( إن الله إذا أحب عبده جعل رزقه كفافاً ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /39 :
$ضعيف$
أخرجه الديلمي (1/ 2/ 225) من طريق أبي الشيخ عن إسماعيل بن عمرو : حدثنا علي بن هاشم عن عبيدالله بن الوليد عن يحيى بن هاني عن عروة عن علي بن أبي طالب ، فذكره ، ولم يرفعه .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ لضعف إسماعيل بن عمرو ، وهو البجلي الكوفي الأصبهاني . ومثله عبيدالله بن الوليد ، وهو الوصافي .
(تنبيه) هكذا وقع الحديث في الديلمي موقوفاً ، وإيراد السيوطي إياه في "الجامع الصغير" من رواية أبي الشيخ يعطي أنه مرفوع عنده ، فلا أدري أسقط رفعه من نسخة الديلمي ، أم هكذا وقعت الراوية عنده !

(44/1)


3040 - ( سألت ربي عز وجل أن لا أزوج أحداً من أمتي ولا يتزوج [إلي أحد ] إلا كان معي في الجنة ، فأعطاني ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /39 :
$ضعيف$
أخرجه الطبراني في "الأوسط" (2/ 53/ 5892) ، وأبو سعيد ابن الأعرابي في "معجمه" (ق83/ 1) - وعنه ابن عساكر في "التاريخ" (19/ 60/ 2) ، والحاكم (3/ 137) من طريق عمار بن سيف عن إسماعيل بن أبي خالد عن ابن أبي أوفى مرفوعاً ، وقال :
"صحيح الإسناد" . ووافقه الذهبي .
قلت : وفيه نظر ؛ فإن عماراً هذا قال الحافظ :
"ضعيف الحديث ، وكان عابداً" .
والذهبي نفسه أورده في "الميزان" وذكر الخلاف فيه ما بين موثق ومضعف ، والجرح مقدم على التعديل مع بيان السبب ، فقد قال أبو داود : كان مغفلاً . وقال الذهبي :
"قلت : له حديث منكر جداً" . ثم ساق له غير هذا . وقال في "المغني" : "ضعفه أبو حاتم وغيره"
وقال الهيثمي في "المجمع" (10/ 17) :
"رواه الطبراني في "الأوسط" ، وفيه عمار بن سيف ، وقد ضعفه جماعة ، ووثقه ابن معين ، وبقية رجاله ثقات" .
قلت : وقد روي عنه بإسناد آخر ، فقال الحارث في "مسنده" (120/ 1- زوائده) : حدثنا إسحاق بن بشر : حدثنا عمار بن سيف الضبي عن هشام بن عروة عن أبيه عن عبدالله بن عمر أوعمرو مرفوعاً به .
وإسحاق هذا كذاب .
وتابعه إبراهيم الشامي ، لكنه قال : "ابن عمرو" ، ولم يشك .
أخرجه ابن سمعون الواعظ في "الأمالي" (1/ 54/ 1) ، وابن عساكر .
قلت : والشامي هذا كذاب أيضاً كما قال الدارقطني. لكن الظاهر أنه قد توبع ؛ فقد ذكره الهيثمي من حديث عبدالله بن عمرو ، ثم قال :
"رواه الطبراني في "الأوسط" ، وفيه يزيد بن الكميت ، وهو ضعيف" .
قلت : بل هو ضعيف جداً ؛ لقول الدارقطني فيه : "متروك" ، فلا يستشهد به .
وعزاه السيوطي في "الجامع" للشيرازي في "الألقاب" من حديث ابن عباس ، ولابن عساكر من حديث هند بن أبي هالة ، ولفظه :
"إن الله أبى لي أن أتزوج أو أزوج إلا أهل الجنة" .
والله أعلم بإسنادهما ، وما أظن أنهما يصلحان للاستشهاد بهما .
ثم رأيت الحديث في "أوسط الطبراني" (1/ 226/ 1/ 3997) قال : حدثنا علي بن سعيد الرازي قال :أخبرنا محمد بن أبي النعمان الكوفي قال : أخبرنا يزيد ابن الكميت قال : أخبرنا عمار بن سيف به . وقال :
"لم يروه عن هشام بن عروة إلا عمار بن سيف ، ولا عن عمار إلا يزيد بن الكميت ، تفرد به محمد بن أبي النعمان" .
قلت : ولم أجده له ترجمة ، وابن الكميت ضعيف جداً كما عرفت . ومن تابعه أشد ضعفاً منه ، ومدار الطرق كلها على عمار بن سيف وهو ضعيف مع عبادته ، وقد اختلف عليه في إسناده ، فمنهم من رواه عنه عن إسماعيل عن ابن أبي أوفى ، ومنهم من رواه عنه عن هشام بن عروة عن أبيه عن ابن عمر أو عمرو ، ومنهم من قال : عن ابن عمرو ولم يشك كما تقدم .
ثم روى الحارث بسند جيد عن القاسم بن يزيد عن أبي عبدالله بن مرزوق أو ابن روق قال : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم :
"عزمة من ربك ، وعهد عهده إلي أن لا أتزوج إلى أهل بيت .." ، الحديث نحوه .
والقاسم بن يزيد ، الظاهر أنه الذي في "التقريب" :
"شيخ لابن جريج مجهول ، من السادسة"
وأبو عبدالله هذا لم أعرفه .

(45/1)


3041 - ( إن الرجل المسلم ليصنع في ثلثه عند موته خيراً ، فيوفي الله بذلك زكاته ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /42 :
$موضوع$
أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (3/ 78/ 2-79/ 1) من طريق عمرو بن شمر عن الأعمش عن أبي وائل عن عبدالله مرفوعاً به .
قلت : وهذا موضوع ، عمرو بن شمر هذا كذاب . وقال ابن حبان :
"رافضي يشتم الصحابة ، ويروي الموضوعات عن الثقات" . وقال البخاري : "منكر الحديث"

(46/1)


3042 - ( إن الرجل ليلجمه العرق يوم القيامة ، فيقول : رب ! أرحني ولو إلى النار ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /42 :
$ضعيف$
أخرجه أبو يعلي في "مسنده" (3/ 6/ 123) بلفظ : "إن الكافر ..." ، وكذا ابن أبي الدنيا في "الأهوال" (95/ 2) ، والطبراني في "المعجم الكبير" (3/ 63/ 1) من طريق شريك عن أبي إسحاق عن أبي الأحوص عن عبدالله عن النبي صلي الله عليه وسلم ، واللفظ له .
ثم أخرجه (3/ 64/ 1) من طريق محمد بن إسحاق عن إبراهيم عن المهاجر عن أبي الأحوص به مرفوعاً ، بلفظ :
"إن الكافر ليحاسب يوم القيامة حتى يلجمه العرق ، حتى إنه يقول : يا رب ! أرحني ولو إلى النار" .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ، ففي الوجه الأول : أبو إسحاق - وهو السبيعي - مدلس على اختلاطه . وشريك - ابن عبدالله القاضي - وهو ضعيف لسوء حفظه .
وفي الوجه الآخر : إبراهيم بن المهاجر وهو البجلي الكوفي ؛ قال الحافظ :
"صدوق لين الحفظ" .
ومحمد بن إسحاق مدلس أيضاً .
وقد روي الحديث عن جابر مرفوعاً بنحوه ، على اختلاف في متنه ، وشدة ضعف في إسناده كما سأبينه فيما يأتي برقم (5011) .

(47/1)


3043 - ( إن الله تعالى إذا أحب إنفاذ أمر ؛ سلب كل ذي لب لبه ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /43 :
$موضوع$
أخرجه الخطيب في "التاريخ" (14/ 99) - وعنه ابن عساكر في "تاريخه" (18/ 1/ 2) - : أخبرنا أبو نعيم الحافظ : حدثنا أبو عمر لاحق ابن الحسين بن عمران بن محمد أبي الورد البغدادي : حدثنا أبو سعيد محمد ابن عبدالحكيم الطائفي - بها - : حدثنا محمد بن طلحة بن محمد بن مسلم الطائفي : حدثنا سعيد بن سماك بن حرب عن أبيه عن عكرمة عن ابن عباس مرفوعاً به .
قلت وهذا موضوع ، وهو مما شان به السيوطي "جامعه" ، ساقه الخطيب في ترجمة لاحق هذا ، وقال فيه :
"حدث عن خلق لا يحصون من الغرباء والمجاهيل أحاديث مناكير و أباطيل" .
ثم روى عن أبي سعد عبدالرحمن بن محمد الإدريسي أنه قال :
"كان كذاباً أفاكاً يضع الحديث عن الثقات ... ووضع نسخاً لأناس لا تعرف أساميهم في جملة رواة الحديث ، مثل طرغال وطربال وكركدن وشعبوب ، ولا نعلم رأينا في عصرنا مثله في الكذب والوقاحة مع قلة الدراية ... ولعله لم يخلف مثله من الكذابين إن شاء الله" .
قلت : وسعيد بن سماك ؛ قال أبو حاتم : متروك الحديث .
ومن دونه لم أعرفهما .

(48/1)


3044 - ( إن الله إذا أراد أن يهلك عبداً نزع منه الحياء ، فإذا نزع منه الحياء لم تلقه إلا مقيتاً ممقتاً نزعت منه الأمانة ، فإذا نزعت منه الأمانة لم تلقه إلا خائناً مخوناً ، فإذا لم تلقه إلا خائناً مخوناً نزعت منه الرحمة ، فإذا نزعت منه الرحمة لم تلقه إلا رجيماً ملعناً ، فإذا لم تلقه إلا رجيماً ملعناً نزعت منه ربقة الإسلام ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /44 :
$موضوع$
أخرجه ابم ماجه (2/ 500-501) من طريق سعيد بن سنان عن أبي الزاهرية عن أبي شجرة كثير بن مرة عن ابن عمر مرفوعاً .
قلت : وهذا موضوع ؛ آفته سعيد بن سنان وهو أبو مهدي الحنفي الحمصي ، قال الدارقطني :
"يضع الحديث" . وقال الجوزجاني :
"أخاف أن تكون أحاديثه موضوعة" . وقال البخاري :
"منكر الحديث" . وقال النسائي : "متروك الحديث" .
وأما قول البوصيري في "الزوائد" (247/ 2) :
"هذا إسناد ضعيف ؛ لضعف سعيد بن سنان ، والاختلاف في اسمه" .
ففيه أمور :
الأول : أن الإسناد أسوأ حالاً مما ذكر ، كما يتبين لك من كلمات الأئمة المذكورين .
الثاني : أنه لا اختلاف في اسمه أصلاً ، لعله اختلط عليه بغيره .
الثالث : أنه لو ثبت هذا الاختلاف ، لم يصح جعله علة لتضعيف الإسناد ، كما لا يخفى على العارف بهذا الفن الشريف ، فإن الرواة الذين اختلف في أسمائهم أكثر من أن يذكروا ، ولم نعلم أحداً من أهل العلم أعل إسنادهم بالاختلاف في أسمائهم .

(49/1)


3045 - ( إن الله إذا ذكر شيئاً تعاظم ذكره ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /45 :
$ضعيف$
أخرجه الحاكم (1/ 94) - وعنه الديلمي (1/ 2/ 224) - : أخبرنا أبو بكر محمد بن أحمد بن حاتم الدراوردي - بمرو - : حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى القاضي : حدثنا أبو معمر : حدثنا عبدالوارث عن الحسين عن ابن بريدة :
أن معاوية خرج من حمام حمص ، فقال لغلامه : ائتني لبستي ، فلبسها ، ثم دخل مسجد حمص ، فركع ركعتين ، فلما فرغ إذا هو بناس جلوس فقال لهم : ما يجلسكم ؟ قالوا : صلينا الصلاة المكتوبة ، ثم قص القاص ، فلما فرغ قعدنا نتذاكر سنة رسول الله صلي الله عليه وسلم ، فقال معاوية : ما من رجل أدرك النبي صلي الله عليه وسلم أقل حديثاً عنه مني ، إني سأحدثكم بخصلتين حفظتهما من رسول الله صلي الله عليه وسلم :
"ما من رجل على الناس فيقوم على رأسه الرجال يحب أن تكثر الخصوم عنده فيدخل الجنة" . قال :
وكنت مع النبي صلي الله عليه وسلم يوماً ، فدخل المسجد ، فإذا هو بقوم في المسجد قعود ، فقال النبي صلي الله عليه وسلم : "ما يقعدكم ؟" قالوا : صلينا الصلاة المكتوبة ، ثم قعدنا نتذاكر كتاب الله وسنة نبيه صلي الله عليه وسلم ، فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم : ... فذكره ، وقال الحاكم :
"حديث صحيح على شرط الشيخين" . ووافقه الذهبي .
قلت : الحسين وهو ابن واقد المروزي ، لم يخرج له البخاري في "صحيحه" إلا تعليقاً ، وفي حفظه ضعف يسير .
وأبو معمر اسمه بن عمرو بن أبي الحجاج ميسرة التميمي المنقري البصري . ثقة من رجال الشيخين .
وأحمد بن محمد بن عيسى القاضي هو ابن أبو العباس البرتي قاضي بغداد . وهو ثقة ثبت حجة ؛ كما قال الخطيب (5/ 61) ، وليس من رجال الشيخين ، بل هو من طبقتهما .
والدراوردي هذا لم أجد له ترجمة ، ولم يذكره السمعاني . وفي "تاريخ جرجان" للسهمي (403/ 852) :
"أبو الفضل محمد بن أحمد بن حاتم الفرقدي الجرجاني ، كان يترأس في وسط السوق ، ويتفقه للشافعي ، وكان له أفضال ، توفي سنة ثماني عشرة وثلاث مئة" .
قلت : فلا أدري إذا كان هو هذا أو غيره .

(50/1)


3046 - ( إن الله إذا رضي عن العبد أثنى عليه سبعة أضعاف من الخير لم يعلمها ، وإذا سخط عليه أثنى عليه سبعة أضعاف من الشر لم يعلمها ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /46 :
$منكر$
رواه أحمد (3/ 38و40) ، وابن حبان (2515) ، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (2/ 196) ، وفي "الحلية" (1/ 370) عن دراج أبي السمح :سمعت أبا الهيثم يقول : سمعت أبا سعيد الخدري مرفوعاً .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ لضعف دراج أبي السمح ، قال الحافظ :
"صدوق ، في حديثه عن أبي الهيثم ضعف" .
وأورده الذهبي في "الضعفاء" ، وقال :
"ضعفه أبو حاتم ، وقال أحمد : أحاديثه مناكير" .
ومن طريقه أخرجه عبد بن حميد في "المنتخب" (2/ 83/ 926) ، وأبو يعلى (2/ 492/ 1331) ، والحارث بن أبي أسامة (ق131/ 2 -زوائده) - ومن طريقه البيهقي في "الشعب" (1/ 510/ 874) - ، وأبو نعيم أيضاً في "أخبار أصبهان" (2/ 196) ، وابن الجوزي في "العلل المتناهية" (2/ 342) من طريق أحمد ، ثم قال :
"لا يصح . قال أحمد : أحاديث دراج مناكير" .

(51/1)


3047 - ( إن الله أشد حمية للمؤمن من الدنيا من المريض أهله الطعام ، والله أشد تعاهدأ للمؤمن بالبلاء من الوالد لولده بالخير ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /47 :
$ضعيف$
رواه الطبراني في "المعجم الكبير" (1/ 146/ 1) - وعنه أبو نعيم في "الحلية" (1/ 277) ، وعنه ابن الجوزي في "جامع المسانيد" (103/ 1) - عن عمر بن بزيع :حدثنا الحارث بن الحجاج عن أبي معمر التيمي عن ساعدة بن سعد بن حذيفة : أن حذيفة كان يقول : ما من يوم أقر لعيني ولا أحب لنفسي من يوم آتي أهلي فلا أجد عندهم طعاماً ، ويقولون : ما نقدر على قليل ولا كثير ، وذلك أني سمعت رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول : ... فذكره .
قلت : وهذا إسناد ضعيف مظلم ، ساعدة بن سعيد بن حذيفة لم أجد له ترجمة .
ومن دونه ثلاثتهم مجهولون ؛ كما في "اللسان" .
وقد روي بإسنادين آخرين عن حذيفة بلفظ :
"إن الله ليتعاهد ....." .
وسيأتي برقم (3102) .

(52/1)


3048 - ( إن الله اصطفى موسى بالكلام ، وإبراهيم بالخلة ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /48 :
$ضعيف$
أخرجه الحاكم (2/ 575) من طريق أحمد بن يحيى الحلواني : حدثنا محمد بن الصباح : حدثنا إسماعيل بن زكريا عن عاصم الأحول عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم :... فذكره . وقال :
"صحيح على شرط البخاري" . ووافقه الذهبي .
قلت : لكن الحلواني هذا ليس من رجال البخاري . ولم أجد له ترجمة ، فالسند ضعيف . والله أعلم .
ثم رأيت الحديث موقوفاً ، أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (3/ 140/ 1) من طريق قيس بن الربيع عن عاصم بن سليمان به ، وزاد :
"واصطفى محمداً بالرؤية" .
لكن قيساً ضعيف لسوء حفظه ، وتابعه حفص بن عمر العدني : أخبرنا موسى بن سعد عن ميمون القناد عن عكرمة به موقوفاً .
أخرجه الطبراني (3/ 143/ 2) .
والعدني والقناد ضعيفان . وموسى بن سعد لم أعرفه ، وفي "الجرح" (4/ 1/ 145)" :
"موسى بن سعيد البصري ، روى عن قتادة ، روى عنه حفص بن عمر أبو عمر العدني" .
فالظاهر أنه هذا ، وهو مجهول .

(53/1)


3049 - ( إن الله أعطى موسى الكلام ، وأعطاني الرؤية ، فضلني بالمقام المحمود ، والحوض المورود ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /49 :
$موضوع$
رواه الديلمي (1/ 2/ 221 - 222) عن بشر بن عبيد الدارسي عن موسى بن سعيد الراسبي عن قتادة عن سليمان بن قيس اليشكري عن جابر ابن عبدالله مرفوعاً .
قلت : وهذا إسناد ضعيف جداً ؛ بشر بن عبيد الدارسي كذبه الأزدي ، وقال ابن عدي :
"منكر الحديث عن الأئمة ، بين الضعف جدأ" . وساق له الذهبي - أحاديث ، وقال فيها :
"وهذه أحاديث غير صحيحة ، فالله المستعان" ، ثم ذكر أخر ، وقال :
"وهذا موضوع" .
والحديث عزاه السيوطي لابن عساكر وحده ، وقال المناوي بعدما عزاه للديلمي أيضاً :
"وفيه محمد بن يونس الكديمي الحافظ ، قال الذهبي : قال ابن عدي :اتهم بالوضع . وقال ابن الجوزي : الحديث موضوع ؛ فيه الكديمي" .

(54/1)


3050 - ( إن الله أعطاني الليلة الكنزين : كنز فارس والروم ، وأمدني بالملوك ملوك حمير الأحمرين ، ولا ملك إلا لله ، يأتون يأخذون من مال الله ، ويقاتلون في سبيل الله . قالها ثلاثاً ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /50 :
$ضعيف$
أخرجه أحمد (5/ 272) عن يحيى بن أبي كثير عن أبي همام الشعباني قال : حدثني رجل من خثعم قال :
كنا مع رسول الله صلي الله عليه وسلم في غزوة تبوك ، فوقف ذات ليلة ، واجتمع عليه أصحابه ، فقال : ... فذكره .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ، رجاله ثقات غير الشعباني هذا ؛ فإنه مجهول كما قال الحسيني ، وأقره الحافظ في "التعجيل" . وأورده ابن أبي حاتم (4/ 2/ 455)، فلم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً .
وروى بقية عن بحير بن سعد عن خالد بن معدان عن عبدالله بن سعد مرفوعاً :
"إن الله أعطاني فارس ونساءهم وأبناءهم وأسلابهم وأموالهم ، وأعطاني الروم ونساءهم وأموالهم وأبناءهم ، وأمدني بحمير" .
أخرجه البخاري في "التاريخ" (3/ 1/ 28 -29) .
وبقية مدلس وقد عنعنه .

(55/1)


3051 - ( إن الله أعطاني فيما من به علي ، وقال : إني أعطيتك يا محمد فاتحة الكتاب من كنوز عرشي ، ثم قسمتها بيني وبينك نصفين ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /51 :
$ضعيف$
رواه الديلمي (1/ 1/ 222) عن صالح المري عن ثابت عن أنس مرفوعاً .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ صالح هذا - وهو ابن بشير - قال الحافظ في "التقريب" :
"ضعيف" . وقال الذهبي في "الضعفاء" :
"قال النسائي وغيره : متروك" .
وأخرج ابن نصر في "قيام الليل" (ص:69) عن خارجة عن عبدالله بن عطاء عن إسماعيل بن رافع عن الرقاشي ، وعن الحسن عن أنس مرفوعاً بلفظ :
"إن الله أعطاني السبع مكان التوراة ، وأعطاني الراءات مكان الإنجيل ، وأعطاني ما بين الطواسين إلى الحواميم مكان الزبور ، وفضلني بالحواميم والمفصل ، ما قرأهن نبي قبلي" .
قلت : وهذا إسناد ضعيف جداً ؛ خارجة - وهو ابن مصعب بن خارجة أبو الحجاج السرخسي - قال الحافظ :
"متروك ، وكان يدلس عن الكذابين ، ويقال : إن ابن معين كذبه" .
قلت : ومن فوقه مضعفون غير الحسن وهو البصري ، ولكنه مدلس .💥💥

مج 11. السلسلة الضعيفة
المؤلف : محمد ناصر الدين الألباني

3052 - (‘ن الله عز وجل أمدني يوم بدر وحنين بملائكة يعتمون هذه العمة ، إن العمامة حاجزة بي الكفر والإيمان ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /52 :
$ضعيف جداً$
أخرجه الطيالسي في "مسنده" (154) : حدثنا الأشعث ابن سعيد : حدثنا عبدالله بن بسر عن أبي راشد الحبراني عن علي فقال : عممني رسول الله صلي الله عليه وسلم يوم غدير خم بعمامة سدلها خلفي ، ثم قال : (فذكره) ، ورأى رجلاً يرمي بقوس فارسية ، فقال : "ارم بها" . ثم نظر إلى قوس عربية فقال :
"عليكم بهذه وأمثالها ورماح القنا ، فإن بهذه يمكن الله لكم في البلاد ، ويؤيدكم في النصر" .
قلت : وهذا إسناد ضعيف جداً ، الأشعث هذا متروك وهو أبو الربيع السمان .وعبدالله بن بسر ضعيف وهو السكسكي . وهو غير عبدالله بن بسر النصري الصحابي الآتي .
وقصة القوس الفارسية أخرجها الطبراني عن شيخه بكر بن سهل الدمياطي بإسناده عن عبدالله بن بسر قال :
بعث رسول الله صلي الله عليه وسلم علي بن أبي طالب إلى خيبر ... (الحديث) نحوه . قال الهيثمي (5/ 268) :
"بكر بن سهل قال الذهبي : مقارب الحديث ، وقال النسائي : ضعيف . وبقية رجاله رجال الصحيح ، إلا أني لم أجد لأبي عبيدة عيسى بن سليم من عبدالله بن بسر سماعاً" .
وسيأتي (4499) ، وهو في "ضعيف سنن ابن ماجه" (562) .

(57/1)


3053 - ( إن الله أنزل أربع بركات من السماء إلى الأرض ، فأنزل الحديد والنار والماء والملح ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /53 :
$موضوع$
رواه الديلمي (1/ 2/ 221) عن سيف بن محمد : حدثنا عبدالرحمن بن مالك التيمي عن عبدالله بن خليفة عن ابن عمر مرفوعاً .
قلت : وهذا موضوع ، آفته سيف بن محمد وهو ابن أخت سيفان الثوري . قال الذهبي في "الضعفاء والمتروكين" :
"قال أحمد وغيره : كذاب" .
وقال الحافظ :
"كذبوه" .
وروى الطبراني في "الكبير" - وفي "الأوسط" بعضه - عن أم هانىء قالت :
دخل النبي صلي الله عليه وسلم فقال : "ما لي لا أرى عندك من البركات شيئاً ؟" فقلت وأي بركات تريد ؟ قال :
"إن الله أنزل بركات ثلاثاً : الشاة ، والنخلة ، والنار" . وقال الهيثمي (4/ 66) : "وفيه النضر بن حميد وهو متروك" .

(58/1)


3054 - ( إن الله تعالى باهى بالناس يوم عرفة عاماً وباهى بعمر ابن الخطاب خاصة ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /53 :
$باطل$
رواه الجرجاني (129) عن بكر بن سهل الدمياطي : حدثنا عبدالغني بن سعيد : حدثنا موسى بن عبدالرحمن عن ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس مرفوعاً .
وذكره السيوطي في "الزيادة على الجامع الصغير" (ق36/ 1) من رواية ابن عساكر ، وابن الجوزي في "الواهيات" بزيادة :
"وما في السماء ملك إلا وهو يوقر عمر ، وما في الأرض شيطان إلا وهو يفر من عمر" .
وهي عند ابن عدي في "الكامل" (385/ 1) عن بكر بن سهل به .
أورده في ترجمة موسى بن عبدالرحمن وهو الثقفي الصنعاني وقال :
"يعرف بأبي محمد الفسر ، منكر الحديث" .
ثم ساق له أحاديث ، هذا أحدها . ثم قال :
"لا أعلم له أحاديث غير ما ذكرت ، وهي بواطيل" .
وقال الذهبي :
"ليس بثقة ، قال ابن حبان فيه : دجال ، وضع على ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس كتاباً في التفسير" . وبه أعله ابن الجوزي في "العلل المتناهية" (1/ 192) .
وبكر بن سهل ضعيف
ولكنه لم يتفرد به ؛ فقد رواه رشدين بن سعد عن أبي حفص المكي عن ابن جريج به .
أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (3/ 121/ 2) .
ورشدين ضعيف .
وأبو حفص المكي لم أجد من ذكره .
والشطر الأول من الحديث أخرجه ابن عدي أيضاً (36/ 2) من طريق بكر ابن يونس بن بكير الشيباني : حدثنا ابن لهيعة عن مشرح بن هاعان عن عقبة مرفوعاً . ذكره في ترجمة بكر هذا وقال :
"عامة ما يرويه مما لا يتابع عليه . قال محمد بن إسماعيل (يعني : البخاري) : منكر الحديث" .
والحديث سرقه أحد الكذابين ، وهو (عباد الكلبي) فركب عليه إسناداً من أهل البيت ، وجعل (علياً) مكان (عمر) !
أخرجه الشجري في "الأمالي" (2/ 75) .
وجزم الذهبي في ترجمة (عباد) أنه خبر كذب واتهمه به .
وروي من حديث أبي هريرة ، من طريق عبدالله بن عبدالرحمن بن إبراهيم عن أبيه عن العلاء بن عبدالرحمن عن أبيه عنه به .
أخرجه الطبراني في "المعجم الأوسط" (2/ 61/ 1251) ، وقال :
"تفرد به (عبدالله بن عبدالرحمن)" .
قلت : وهو السمعي ، وهو مجهول ، وله حديث آخر منكر سيأتي برقم (7048) ، وأعله الهيثمي (9/ 70) بأبيه ، وقد وثقه بعضهم ، فالأولى إعلاله بابنه ، ولكنه لا يعرفه ، كما سترى في الحديث المشار إليه آنفاً .

(59/1)


3055 - ( إن الله عز وجل بدأ هذا الأمر نبوة ورحمة ، وكائناً خلافة ورحمة ، وكائناً ملكاً عضوضاً ، وكائناً عنوة وجبرية وفساداً في الأرض ، يستحلون الفروج والخمور والحرير ، وينصرون على ذلك ، ويرزقون أبداً حتى يلقوا الله ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /56 :
$منكر بهذا التمام$
أخرجه الطيالسي (رقم228) : حدثنا جرير بن حازم عن ليث عن عبدالرحمن بن سابط عن أبي ثعلبة الخشني عن أبي عبيدة بن الجراح ومعاذ بن جبل رضي الله عنهما مرفوعاً .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ رجاله ثقات غير ليث - وهو ابن أبي سليم - وهو ضعيف مختلط . ووقع في الأصل "ليث بن عبدالرحمن بن سابط" ، وانطلى أمره على مرتبه الشيخ عبدالرحمن البنا الساعاتي فطبعه هكذا على الخطأ في "ترتيبه" (2592) !
قلت : والحديث مع ضعف سنده فإن قوله في آخره : "وينصرون على ذلك ..." منكر ، بل باطل ؛ لأنه ينافي النصوص القرآنية ؛ كقوله تعالى ( إن تنصروا الله ينصركم ....) ، مع مخالفته لواقع حال المسلمين اليوم ، والله المستعان .
وأما سائر الحديث فهو صحيح ، قد جاء من روايات أخرى . فشطره الأول قد صح من حديث حذيفة مرفوعاً نحوه . وهو مخرج في "الصحيحة" رقم (5) .
وله شاهد من حديث عمر بن الخطاب مرفوعاً نحوه .
أخرجه الباغندي في "مسند عمر" (ص6) .
وأما استحلال الفروج وغيرها فثابت في "صحيح البخاري" وهو مخرج في المصدر المذكور رق (89و90) .

(60/1)


3056 - ( إن الله تعالى أيدني بأربعة وزراء نقباء : اثنين من أهل السماء ، واثنين من أهل الأرض ، فقلنا : من الاثنان من أهل السماء ؟ قال : جبريل وميكائيل . قلنا من الاثنان من أهل الأرض ؟ قال : أبو بكر وعمر ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /57 :
$موضوع$
أخرجه الطبراني في "الكبير" (3/ 121/ 2) ، وأبو نعيم في "الحلية" (8/ 160) ، والخطيب في "التاريخ" (3/ 298) من طريق عبدالرحمن ابن نافع - درخت - : حدثنا محمد بن مجيب عن وهيب بن الورد المكي عن عطاء بن أبي رباح عن ابن عباس رضي الله عنهما مرفوعاً . وقال أبو نعيم :
"غريب من حديث وهيب لم نكتبه إلا من حديث عبدالرحمن بن نافع" .
قلت : وهو صدوق ؛ كما قال أبو زرعة ، وروى عنه كما في "الجرح والتعديل" (2/ 2/ 294) ، ولم يتفرد به كما يشعر كلام أبي نعيم ؛ فقد تابعه محمد بن عبدالله الرازي البغدادي عند الخطيب ، وإنما الآفة من شيخهما محمد بن مجيب - وهو الثقفي الصائغ الكوفي - ؛ فإنه كذاب عدو لله ؛ كما قال ابن معين . وقال أبو حاتم : "ذاهب الحديث" .
وله طريق أخرى يرويها عبدالرحمن بن مالك بن مغول عن ليث عن مجاهد عن ابن عباس مرفوعاً بلفظ :
"إن لي وزيرين من أهل السماء ، ووزيرين من أهل الأرض ...." .
أخرجه البزار في "مسنده" (ص261 - زوائده) وقال :
"لا نعلمه يروى عن ابن عباس إلا من هذا الوجه ، وعبدالرحمن لين الحديث ، قد اتهم بالكذب" .
أخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (44/ 65) من طريق أحمد بن علي الموصلي ( وهو أبو يعلى صاحب "المسند" ) : أخبرنا سهل بن زنجلة الرازي : حدثنا عبدالرحمن بن عمر : أخبرنا محمد بن علي بن الحسين الأزدي : حدثني الحسن عن الأحنف بن قيس عنه ، (فذكره) .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ الحسن - وهو البصري - مدلس ، وقد عنعنه ، واللذان دونه لم أعرفهما ، وعبدالرحمن بن عمر يحتمل أن (عمر) محرف (مغراء) ؛ فقد ذكروه في شيوخ سهل ، وهما صدوقان . والله أعلم .

(61/1)


3057 - ( إن لله تعالى ملكاً ينادي عند كل صلاة : يا بني آدم قوموا إلى نيرانكم التي أوقدتموها على أنفسكم فأطفئوها ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /60 :
$ضعيف$
رواه الطبراني في "الأوسط" (14/ 2) ، وعنه أبو نعيم في "الحاية" (3/ 42) ، وابن بشران في الكراس الأخير من الجزء الثلاثين (ق1/ 1-2) ، ويحيى بن منده في "أحاديثه" (91/ 2) عن يحيى بن زهير القرشي : حدثنا أزهر بن سعد السمان عن ابن عون عن محمد بن سيرين عن أنس بن مالك مرفوعاً . وقال الطبراني :
"لم يروه عن ابن عون إلا أزهر تفرد به يحيى" .
قلت : وهو مجهول ، لم يذكره أحد حتى ولا ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" !
والحديث عزاه السيوطي في "الجامع الكبير" للطبراني في "الأوسط" والضياء . كذا في "الجامع الصغير" لكن وقع فيه (طب) أي الطبراني في "الكبير" ، وكذلك وقع في "الفتح الكبير" ولعله محرف ؛ فقد قال الهيثمي (1/ 299) :
"رواه الطبراني في "الأوسط" و "الصغير" وقال : تفرد به يحيى بن زهير القرشي . قلت : ولم أجد من ذكره" .
وأما ما نقله المناوي عن الهيثمي أنه قال : "فيه أبان بن أبي عياش ضعفه شعبة وأحمد ويحيى" ؛ فهو من أوهامه ، وإنما أعل الهيثمي بأبان هذا حديثاً آخر عقب هذا ، انتقل نظر المناوي إليه حين النقل . وجل من لا يسهو ولا ينسى .
وأما قول المنذري في "الترغيب" (1/ 638) :
"رواه الطبراني في "الأوسط" و "الصغير" وقال : "تفرد به يحيى بن زهير القرشي" ، قال الحافظ : ورجال إسناده كلهم محتج بهم في ( الصحيح )" .
كذا قال ، وهو خطأ ظاهر نعرفه مما سبق ، اغتر به الشيخ عبدالله الغماري في كتابه الذي أسماه "الكنز الثمين" وادعى أنه جرد فيه الأحاديث الصحيحة من "الجامع الصغير" و "الترغيب" وغيرهما . وهو فيه مقلد لهما غير محقق . ولعله سقط من كلام المنذري استثناء القرشي المذكور من كليته المذكورة ، وحينئذ يستقيم الكلام .

(62/1)


3058 - ( ستة مجالس ما كان المسلم في مجلس منها إلا كان ضامناً على الله عز وجل : في سبيل الله عز وجل ، وفي مسجد جماعة ، أو عند مريض ، أو تبع جنازة ، أو في بيته ، أو عند إمام مقسط يعزره ويوقره لله عز وجل ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /61 :
$ضعيف$
رواه عبد بن حميد في "المنتخب من المسند" (43/ 2) : حدثنا عبدالله بن يزيد : حدثنا عبدالرحمن بن زياد بن أنعم ، عن عبدالله بن يزيد عن عبدالله بن عمرو مرفوعاً .
وأخرجه البزار (49) : حدثنا سلمة : حدثنا عبدالله بن يزيد به .
قلت : هذا إسناد ضعيف ، عبدالرحمن بن زياد بن أنعم - وهو الإفريقي - ضعيف كما تقدم مراراً . وقال المنذري (1/ 132) :
"رواه الطبراني في "الكبير" ، والبزار ، وليس بذاك ، لكن روي من حديث معاذ بإسناد صحيح ، ويأتي في ( الجهاد ) وغيره" .
قلت : حديث معاذ المشار إليه بلفظ : "خمس من فعل واحدة منهن ..." ، فذكر الست إلا : "مسجد جماعة" ، ولم أجد لهذه الزيادة شاهداً . والله أعلم .

(63/1)


3059 - ( المشاؤون إلى المساجد في الظلم أولئك الخواضون في رحمة الله عز وجل ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /62 :
$ضعيف$
رواه ابن ماجه (779) ، وابن عدي (8/ 1) ، وابن عساكر (15/ 28/ 2) عن إسماعيل بن عياش : حدثنا أبو رافع إسماعيل بن رافع عن سعيد بن أبي سعيد المقبري عن أبيه عن أبي هريرة مرفوعاً .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ لضعف إسماعيل بن رافع .وكذا إسماعيل بن عياش ؛ فإنه وإن كان في نفسه ثقة فحديثه عن غير الشاميين ضعيف ، وهذا منه ؛ فإن ابن رافع مدني .
والحديث عزاه المنذري (1/ 130) لابن ماجه وحده ، وأعله بابن رافع فقط !

(64/1)


3060 - ( من ألف المساجد ألفه الله ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /62 :
$ضعيف$
رواه الطبراني في "الأوسط" (24/ 2 من ترتيبه) ، وابن عدي (212/ 1) عن عمرو بن خالد الحراني : حدثنا ابن لهيعة : حدثنا دراج عن أبي الهيثم عن أبي سعيد الخدري مرفوعاً ، وقال الطبراني :
"لم يروه عن دراج إلا ابن لهيعة تفرد به عمرو" .
قلت : وهو ثقة من رجال البخاري ، والعلة ممن فوقه ؛ فإن ابن لهيعة ودراجاً ضعيفان . وأعله المنذري في "الترغيب" (1/ 132) بابن لهيعة فقط !

(65/1)


3061 - ( إن الله عز وجل أيدني بأشد العرب ألسناً وأذرعاً ؛ بابني قيلة : الأوس والخزرج ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /63 :
$ضعيف$
أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (3/ 143/ 2) : حدثنا محمد بن عبدالله القرمطي العدوي : أخبرنا محمد بن عبدالعزيز الماوردي : حدثنا زياد بن سهل : حدثني بشر بن حجل عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : ... فذكره .
قلت : هذا إسناد ضعيف مظلم ؛ فقد ترجمه الخطيب (5/ 434) ثم السمعاني ولم يذكرا فيه جرحاً ولا تعديلاً .

(66/1)


3062 - ( إن الله جعل الحق على لسان عمر وقلبه ، وهو الفاروق ، فرق به بين الحق والباطل ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /63 :
$ضعيف$
أخرجه ابن سعد في "الطبقات" (3/ 270) : أخبرنا أحمد بن محمد بن الأزرق المكي قال : أخبرنا عبدالرحمن بن حسن عن أيوب بن موسى قال : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : ... فذكره .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ومعضل ؛ فإن أيوب بن موسى الظاهر أنه أبو موسى المكي ، ويحتمل أنه أيوب بن موسى أبو كعب السعدي البلقاوي ،و كلاهما ثقة . ولكنهما من أتباع التابعين ، فهو معضل ، وليس كما قال السيوطي في "الزيادة" (36/ 2) .
ثم إن عبدالرحمن بن حسن - وهو الزجاج أبو مسعود الموصلي - قال ابن أبي حاتم (2/ 2/ 227) عن أبيه :
"يكتب حديثه ، ولا يحتج به" .
لكن الشطر الأول من الحديث صحيح مخرج في "المشكاة" (6042) .
وأما الشطر الآخر فلم أجد له شاهداً معتبراً ؛ ولذلك أوردته هنا ، فقد أخرج أبو نعيم في "الحلية" (1/ 40) من طريق إسحاق بن عبدالله عن أبان بن صالح عن مجاهد عن ابن عباس قال :
"سألت عمر رضي الله عنه : لأي شيء سميت الفاروق ؟ قال .." .
قلت : فذكر قصة إسلامه رضي الله عنه ، وخروجه على المشركين معلناً إسلامه ، وفيها قوله :
"فسماني رسول الله صلي الله عليه وسلم يومئذ الفاروق ، وفرق به بين الحق والباطل" .
وإسحاق بن عبدالله - وهو ابن أبي فروة - متروك شديد الضعف ، فلا يفرح بحديثه .

(67/1)


3063 - ( إن اله عز وجل جعل لكل نبي شهوة ، وإن شهوتي في قيام هذا الليل ، إذا قمت فلا يصلين أحد خلفي . وإن الله جعل لكل نبي طعمة ، وإن طعمتي هذا الخمس ، فإذا قبضت فهو لولاة الأمر من بعدي ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /64 :
$ضعيف جداً$
أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (3/ 166/ 2) من طريق إسحاق بن عبدالله بن كسيان عن أبيه عن سعيد بن جبير عن ابن عباس : أن نبي الله صلي الله عليه وسلم كان جالساً ذات يوم ، والناس حوله ، فقال : ... فذكره .
قلت : وهذا إسناد ضعيف جداً ؛ إسحاق بن عبدالله بن كيسان قال البخاري :
"منكر الحديث" . وقال ابن حبان في ترجمة أبيه عبدالله :
"يتقى حديثه من رواية ابنه عنه" .
وأبوه يكنى أبو مجاهد المروزي ، قال الحافظ :
"صدوق يخطىء كثيراً" .

(68/1)


3064 - ( إن الله جعل السلام تحية لأمتنا ، وأماناً لأهل ذمتنا ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /65 :
$ضعيف$
رواه البيهقي في "الشعب" (6/ 436/ 8798) ، وابن عساكر (13/ 333/ 1) من طريق الطبراني - وهو في "المعجم الكبير" (8/ 129/ 7518) و "الأوسط" (4/ 298/ 3210) - : أخبرنا بكر بن سهل : أخبرنا عمرو بن هاشم البيروتي : أخبرنا إدريس بن زياد الألهاني عن محمد بن زياد الألهاني عن أبي أمامة أنه كان يسلم على كل من لقيه . قال : فما علمت أحداً يسبقه بالسلام إلا يهودياً مرة اختبأ له خلف أسطوانة فخرج فسلم عليه ، فقال له أبو أمامة : ويحك يا يهودي ! ما حملك على ما صنعت ؟ قال : رأيتك رجلاً تكثر السلام فعلمت أنه فضل فأحببت أن آخذ به ، فقال أبو أمامة : ويحك ! سمعت رسول الله صلي عليه وسلم يقول : ... فذكره .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ إدريس بن زياد الألهاني ، لم أجد له ترجمة .ويحتمل أنه الذي في "اللسان" :
"إدريس بن زياد الكفرتوثي أبو الفضل وأبو محمد . ذكره الطوسي ، وقال : ثقة من رجال الشيعة ، أدرك أصحاب جعفر الصادق ...." .
وعمرو بن هاشم البيروتي صدوق يخطىء ، كما قال الحافظ .
وبكر بن سهل ضعيف ، كما قال النسائي .
والحديث أورد منه الهيثمي (8/ 29) المرفوع فقط ، وقال :
"رواه الطبراني في "الأوسط" ، وفيه من لم أعرفه ( كأنه يعني : إدريس بن زياد الألهاني ) ، وعمرو بن هاشم البيروتي وثق ، وفيه ضعف" .

(69/1)


3065 - ( إن الله جعل للزرع حرمة غلوة بسهم ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /66 :
$ضعيف جداً$
رواه يحيى بن آدم في "الخراج" رقم (325) ، وعنه البيهقي (6/ 156) ، وكذا الخطيب في "الموضح" (1/ 134) : حدثنا ابن مبارك عن معمر عن إسماعيل بن أبي سعيد قال : سمعت عكرمة يقول : ... فذكره مرفوعاً مرسلاً . قال يحيى : والغلوة : ما بين ثلاث مئة ذراع وخمسين إلى أربع مئة .
قلت : وهذا إسناد ضعيف جداً ؛ فإنه مع إرساله فيه إسماعيل بن أبي سعيد وهو إسماعيل بن شروس الصنعاني كما حققه الخطيب هنا ونقله في أول كتابه عن الدارقطني . قال البخاري :
"قال معمر : كان يضع الحديث" .
وأما ابن حبان فذكره في "الثقات" (6/ 31) ! وكذلك صنع ابن شاهين (51/ 10) ! وكأنهما لم يقفا على قول معمر فيه . والله أعلم .

(70/1)


3066 - ( إن الله جعلها لك لباساً ، وجعلك لها لباساً ، وأهلي يرون عريتي - وفي لفظ : عورتي - وأنا أرى ذلك منهم ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /67 :
$ضعيف$
أخرجه ابن سعد (3/ 394) ، والحارث بن أبي أسامة في "مسنده" (ص116 - زوائده) من طريق الإفريقي عن سعد بن مسعود [ الكندي ] وعمارة بن غراب اليحصبي :
أن عثمان بن مظعون أتى النبي صلي الله عليه وسلم ، فقال : يا رسول الله إني لا أحب أن ترى امرأتي عريتي - وفي رواية : عورتي - قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : "ولم" ؟ قال : أستحيي من ذلك وأكرهه . قال : ( فذكره ) ، قال : أنت تفعل ذلك يا رسول الله ؟ قال : "نعم" ، قال : فمن بعدك ؟! فلما أدبر قال رسول الله صلي الله عليه وسلم :
"إن ابن مظعون لحيي ستير" .
قلت : وهذا إسناد ضعيف مرسل ، وسعد بن مسعود هو التجيبي المصري ترجمه ابن أبي حاتم (1/ 2/ 94) ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً ، روى عن عبدالرحمن بن حيويل التابعي .
وعمارة بن غراب اليحصبي قال الحافظ :
"تابعي مجهول ، غلط من عده صحابياً" .
والإفريقي اسمه عبدالرحمن بن زياد ، وهو ضعيف .

(71/1)


3067 - ( إن الله - جل وعلا - جعل هذا الشعر نسكاً ، وسيجعله الظالمون نكالاً ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /68 :
$ضعيف$
أخرجه القاضي عبدالجبار الخولاني في "تاريخ داريا" (ص85 -86) ، وابن عساكر في "تاريخه" (13/ 101/ 2) من طريق يزيد بن يحيى أبي خالد القرشي قال : حدثني عمر بن خيران الجذامي وعثمان بن داود قالا :
"كتب عمر بن عبدالعزيز إلى عبيدة بن عبدالرحمن السلمي بأذربيجان : إنه بلغني أنك تحلق الرأس واللحية ، وإنه بلغني : أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال : ( فذكره ) ، فإياي والمثلة : جز الرأس واللحية ؛ فإن رسول الله صلي الله عليه وسلم نهى عن المثلة" .
قلت : وهذا إسناد ضعيف مرسل ؛ يزيد بن يحيى هذا قال ابن أبي حاتم (4/ 2/ 297) .
"سألت أبي عنه ؟ فقال : ليس بقوي الحديث" .
لكن ثبت منه ( النهي عن المثلة ) عن جمع من الصحابة ، وهو مخرج في "الإرواء" (2230) .

(72/1)


3068 - ( إن الله حرم الجنة على كل مراء ، ليس البر في حسن اللباس والزي ، ولكن البر السكينة والوقار ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /68 :
$ضعيف$
رواه الديلمي (1/ 2/ 227 - 228) من طريق أبي نعيم عن أبي الشيخ عن هارون بن عمران : حدثنا سليمان بن أبي داود عن عطاء عن أبي سعيد مرفوعاً .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ، سليمان هذا قال ابن القطان : "لايعرف" . وقال الذهبي : لعله ( بومة ) . يعني : سليمان بن أبي داود الحراني .
قلت : وهو ضعيف اتفاقاً .

(73/1)


3069 - ( إن الله عز وجل يحب الفضل في كل شيء حتى في الصلاة ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /69 :
$ضعيف جداً$
رواه ابن عساكر (15/ 364/ 1) عن مقدام بن داود بن تليد الرعيني : حدثنا عثمان بن صالح السهمي : حدثنا عبدالله بن لهيعة عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده مرفوعاً .
قلت : وهذا سند واه جداً ؛ ابن لهيعة ضعيف .
ومقدام بن داود قال النسائي :
"ليس بثقة" .
والحديث أورده السيوطي في "الجامع" من رواية ابن عساكر هذه ، وبيض له المناوي !

(74/1)


3070 - ( إن الله عز وجل حرم هذا البلد يوم خلق السماوات والأرض ، وصاغه حين صاغ الشمس والقمر ، وما حياله من السماء حرام ، وإنه لم يحل لأحد قبلي ، وإنه أحل لي ساعة من نهار ، ثم عاد كما كان ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /69 :
$منكر بهذا السياق$
أخرجه الطبراني في "الأوسط" (1/ 123/ 1 - خط/ 4/ 160/ 3866 - ط) وفي "الكبير" (3/ 106/ 1 - خط/ 11/ 48/ 11003 - ط) : حدثنا علي بن سعيد الرازي :حدثنا أبو حسان الزيادي : حدثنا شعيب ابن صفوان عن عطاء بن السائب عن طاوس عن ابن عباس عن النبي صلي الله عليه وسلم قال : ( فذكره ) ، فقيل له : هذا خالد بن الوليد يقتل ، فقال :
"قم يا فلان فائت خالد بن الوليد فقلب له : فليرفع يده من القتل" ، فأتاه الرجل ، فقال له : إن النبي صلي الله عليه وسلم يقول : "اقتل من قدرت عليه"! فقتل سبعين إنساناً ، فأتي النبي صلي الله عليه وسلم فذكر ذلك له ، فأرسل إلى خالد فقال : "ألم أنهك عن القتل" ؟! فقال : جاءني فلان فأمرني أن أقتل من قدرت عليه ! فأرسل إليه النبي صلي الله عليه وسلم : "ألم آمرك أن تأمر خالداً أن لا يقتل أحداً" ؟! فقال : أردت أمراً ، وأراد الله أمراً ، وكان أمر الله فوق أمرك ، وما استطعت إلا الذي كان ! فسكت عنه النبي صلي الله عليه وسلم ، فما رد عليه شيئاً . وقال :
"لم يروه عن عطاء إلا شعيب" .
قلت : وهو مختلف فيه ، قال الذهبي :
"قال أبو حاتم : لا يحتج به . وقال أحمد : لا بأس به . وقال ابن عدي [(191/ 2)] :عامة ما يرويه لا يتابع عليه" .
وقال الحافظ في "التقريب" :
"مقبول" . يعني عند المتابعة ، وإلا فلين الحديث كما نص عليه في المقدمة ، وقد تفرد به كما قال الطبراني ، فهو ضعيف .
وشيخه عطاء بن السائب كان اختلط ، وبه - فقط - أعله الهيثمي (3/ 284) .
وعلي بن سعيد الرازي ثقة فيه كلام .
ولم يعزه الهيثمي لـ "كبير الطبراني" ، وإنما إلى "الأوسط" فقط ، وقد أخرجه في "الكبير" (3/ 129/ 2و140/ 2) من طرق أخرى عن عكرمة عن ابن عباس مرفوعاً به ، دون ذكر الشمس والقمر والسماء والعودة . وهو كذلك عند البخاري والبيهقي كما في "الإرواء" (1057) ، فالحديث بهذه الزيادات منكر .

(75/1)


3071 - ( إن الله خلق آدم ثم مسح ظهره فاستخرج منه ذريته فقال : خلقت هؤلاء للجنة وبعمل أهل الجنة يعملون ، ثم مسح ظهره فاستخرج منه ذرية فقال : خلقت هؤلاء للنار وبعمل أهل النار يعملون ، فقال رجل : يا رسول الله ! ففيم العمل ؟ فقال : إن الله إذا خلق العبد للجنة استعمله بعمل أهل الجنة حتى يموت على عمل من أعمال أهل الجنة فيدخله الجنة ، وإذا خلق العبد للنار استعمله بعمل أهل النار حتى يموت على عمل أهل النار فيدخله النار ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /71 :
$ضعيف$
رواه مالك في "الموطأ" (2/ 898/ 2) ، وعنه أحمد (1/ 44 -45)، وكذا أبو داود (4703) ، والترمذي (2/ 180) ، وابن حبان (1804) ، والحاكم (1/ 27) ، وابن عساكر (9/ 398/ 1) ، وابن أبي عاصم في "السنة" (195) عن زيد بن أبي أنيسة عن عبدالحميد بن عبدالرحمن بن زيد بن الخطاب عن مسلم بن يسار الجهني : أن عمر بن الخطاب سئل عن هذه الآية ( وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ...) الآية (172/ الأعراف) ؟ قال : سمعت رسول الله صلي الله عليه وسلم يسأل عنها ؟ فقال : ... فذكره .
وقال الترمذي :
"حديث حسن ، ومسلم بن يسار لم يسمع من عمر ، وقد ذكر بعضهم في هذا الإسناد بين مسلم بن يسار وبين عمر رجلاً مجهولاً" .
وأما الحاكم فقال : "صحيح على شرطهما"!
ولم يرد الذهبي إلا بقوله : "قلت : فيه إرسال" .
وفيه أن مسلم بن يسار هذا ، ليس من رجال الشيخين ، ثم إنه لا يعرف ، فقد قال الذهبي نفسه في ترجمته من "الميزان" : "تفرد عنه عبدالحميد بن عبدالرحمن بن زيد بن الخطاب" وهذا معناه أنه مجهول .
ثم رواه أبو داود (4704) ، وابن أبي عاصم (200) ، والبخاري في "التاريخ" (4/ 2/ 97) ، وابن عساكر من طريقين آخرين عن زيد بن أبي أنيسة عن عبدالحميد بن عبدالرحمن عن مسلم بن يسار عن نعيم بن ربيعة قال : كنت عند عمر بن الخطاب إذ جاءه رجل فسأله عن هذه الآية ( وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم ) (172/ الأعراف) ، فقال عمر : كنت عند نبي الله صلي الله عليه وسلم ...؛ فذكر مثل حديث مالك .
ونعيم بن ربيعة هذا لا يعرف كما قال الذهبي ، وهو الرجل المجهول الذي أشار إليه الترمذي آنفاً ، فهو علة الحديث . وقد نقل الحافظ ابن كثير في "تفسيره" عن الإمام الدارقطني أنه صوب هذه الرواية على رواية مالك المنقطعة ثم قال :
"قلت : الظاهر أن الإمام مالكاً إنما أسقط ذكر نعيم بن ربيعة عمداً ، لما جهل حال نعيم ولم يعرفه ، فإنه غير معروف إلا في هذا الحديث ، ولذلك يسقط ذكر جماعة ممن لا يرتضيهم ، ولهذا يرسل كثيراً من المرفوعات ، ويقطع كثيراً من الموصولات" .
قلت : وهذه فائدة عزيزة هامة من قبل هذا الحافظ النحرير . فعض عليها بالنواجذ .
وفي أخذ الذرية من صلب آدم أحاديث أخرى صحيحة أخصر من هذا ، وقد خرجت بعضها في "الصحيحة" (48-50) ، وليس في شيء منها مسح الظهر إلا في حديث لأبي هريرة مخرج في "ظلال الجنة" (204-205) ، وفي كلها لم تذكر الآية الكريمة .

(76/1)


3072 - ( إن الله خلق آدم من طينة الجابية ، وعجنه بماء من ماء الجنة ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /73 :
$موضوع$
أخرجه ابن عدي في "الكامل" (1/ 281) ومن طريقه ابن الجوزي في "الموضوعات" (1/ 190) بسنده عن الوليد بن مسلم عن إسماعيل ابن رافع عن المقبري عن هريرة مرفوعاً . وقال ابن أبي حاتم في "العلل" (2/ 297) :
"سألت أبي عن هذا الحديث ؟ فقال : "هذا حديث منكر" .
قلت : وعلته إسماعيل هذا - وهو المكي - ؛ فإنه ضعيف . وبه أعله ابن الجوزي فقال : "حديث لا يصح ، وإسماعيل بن رافع ضعفه أحمد ويحيى ، والوليد كان مدلساً لا يوثق به . وقد صح عن رسول الله أنه قال : "إن الله خلق آدم من قبضة قبضها من جميع الأرض" .
قلت : وهذه حجة قاطعة في إبطال حديث الترجمة ، أعرض السيوطي عنها في "اللآلي" (1/ 162) ، وقعقع حول ترجمة ( إسماعيل ) محاولاً توثيقه وهيهات ! والحديث المذكور مخرج في "الصحيحة" (1630) .
والحديث أورده السيوطي في "الجامع الصغير" من رواية ابن مردويه عن أبي هريرة .

(77/1)


3073 - ( إن الله خلق الخلق فجعلني في خيرهم ، ثم جعلهم فرقتين فجعلني في خيرهم ، ثم جعلهم قبائل فجعلني في خيرهم ، ثم جعلهم بيوتاً فجعلني في خيرهم بيتاً ، فأنا خيرهم بيتاً وخيركم نفساً ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /74 :
$ضعيف$
رواه الترمذي (2/ 281) ، والفسوي في "المعرفة" (1/ 499) ، والمخلص في "الفوائد المنتقاة" (10/ 2/ 2) عن يزيد بن أبي زياد عن عبدالله ابن الحارث عن عبدالمطلب بن أبي وداعة قال :
قام النبي صلي الله عليه وسلم على المنبر فقال : "من أنا ؟" قالوا : أنت رسول الله . فقال :
"أنا محمد بن عبدالله بن عبدالمطلب ، إن الله ..." .
وأخرجه الدولابي في "الكنى" (1/ 3) من هذا الوجه إلا أنه قال : عن عبدالمطلب بن ربيعة بن الحارث بن عبدالمطلب ، وهو الصواب . وقال الترمذي : "حديث حسن" .
كذا قال ! ويزيد بن أبي زياد وهو الهاشمي مولاهم قال الحافظ :
"ضعيف ، كبر فتغير ، صار يتلقن" .
قلت : وقد اضطرب في إسناده ، فرواه هكذا ، وقال مرة : عن عبدالله بن الحارث عن العباس بن عبدالمطلب قال : قلت : يا رسول الله ... الحديث نحوه .
أخرجه الترمذي أيضاً .
ومرة قال : عن عبدالله بن الحارث بن عبدالمطلب عن ربيعة قال : ... فذكره نحوه .
أخرجه الحاكم (3/ 247) وسكت عليه هو الذهبي !

(78/1)


3074 - ( إن الله عز وجل خلق في الجنة ريحاً بعد الريح بسبع سنين ، وإن من دونها باباً مغلقاً ، وإنما تأتيكم الريح من خلل ذلك الباب ، ولو فتح لأذرت ما بين السماء والأرض من شيء وهي عند الله الأزيب ، وهي فيكم الجنوب ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /75 :
$موضوع$
رواه الحميدي في "المسند" (رقم129) قال : حدثنا سفيان قال : حدثنا عمرو بن دينار قال : أخبرني يزيد بن جعدبة الليثي : أنه سمع عبدالرحمن بن مخراق يحدث عن أبي ذر مرفوعاً .
وكذا رواه البخاري في "التاريخ" (3/ 1/ 347/ 1102) ، والبزار (2088) ، وابن أبي حاتم في "العلل" (2/ 214 - 215) ، والقاسم السرقسطي في "الغريب" (2/ 139/ 1) ، والمحاملي في "الأمالي" (ج8 رقم30) ، والثقفي في "الثقفيات" (ج2 رقم15) ، البيهقي في "السنن" (3/ 364) ، وعبدالغني المقدسي في "الثالث والتسعون من تخريجه" (43/ 1) ، كلهم عن سفيان به .
وقال الذهبي في "المهذب" (1/ 271/ 2) :
"قلت : إسناد صالح ، ولم يخرجوا لابن مخارق شيئاً" .
كذا قال ، وهو وهم فاحش من مثله رحمه الله تعالى ، فإن يزيد بن جعدبة الليثي مجهول الحال ، ترجمه ابن أبي حاتم (4/ 2/ 255) برواية اثنين أحدهما عمرو هذا ، والآخر أبو العميس أخو المسعودي ، لم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً . وقال : "وهو جد يزيد بن عياض" .
كذا قال ، وهو عندي بعيد ؛ فإن يزيد هذا هو ابن عياض بن يزيد بن جعدبة الليثي ، يؤخذ من ترجمته إنه من أتباع التابعين ، فإنه روى عن الأعرج وسعيد المقبري ونافع وغيرهم ، فهو من طبقة يزيد بن جعدبة صاحب هذا الحديث ؛ فإنه يرويه عن التابعي عبدالرحمن بن مخراق كما ترى ، فالظاهر أنهما واحد ، وأن عمرو بن دينار بن جعدبة ، هو يزيد بن عياض"
ذكره الذهبي وتعقبه بقوله :
"قلت : ما أظن إلا أن هذا آخر قديم لعله جد صاحب الترجمة" .
يعني : يزيد بن عياض ، ولم يذكر شيئاً يؤيد به ظنه هذا . وما ذكرته من اتحاد طبقتهما يدل على أنهما واحد ، ونسبة الراوي إلى جده أمر معروف معهود في الأسانيد . وإذا كان الأمر كذلك فهو واه جداً ؛ فقد كذبه مالك وغيره ، وقال البخاري وغيره : "منكر الحديث" .
وعبدالرحمن بن مخراق في عداد المجهولين ؛ فإنه لم يوثقه أحد غير ابن حبان (3/ 158) ، وأورده ابن أبي حاتم (2/ 2/ 285) ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً ، وقال :
"روى عنه عمرو بن دينار" .
كذا قال ! ولعله سبق قلم ؛ فإن بينهما يزيد بن جعدبة كما ترى ، وقد قال ابن حبان
"روى عن يزيد بن عياض بن جعدبة" .
وفي قوله هذا إشارة إلى أن ( يزيد بن جعدبة ) هو عنده ابن عياض بن جعدبة ، فهو موافق لما تقدم عند ابن عدي ، وهو ظاهر كلام ابن أبي حاتم في "العلل" ، لكن في النسخة سقط لا يمكن الجزم به من أجل ذلك . والله أعلم .
وذكر أن ابن الطباع رواه عن سفيان بن عيينة موقوفاً على أبي ذر . وقال : إنه خطأ من ابن الطباع ، والصواب مرفوع ، خلافاً لأبيه ، فإنه رجح الموقوف !
قلت : وسواء كان الراجح المرفوع أو الموقوف ، فإنه لا يصح ؛ لأن مداره على يزيد هذا ، وقد أشار إلى ذلك البزار ، فإنه قال عقبه :
"لا نعلم أحداً رواه إلا أبو ذر ، وليس له إلا هذا الطريق" .
وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (8/ 135) :
"رواه البزار ، وفيه يزيد بن عياض بن جعدبة ، وهو كذاب" .
وتبعه تلميذه الحافظ ابن حجر فقال في "زوائد البزار على المسند" (ص254) :
"ويزيد بن جعدبة كذاب" .
ويمكن أن يكون هذا من كلام الهيثمي نفسه ، لأن الحافظ لم يصدره بقوله : "قلت" كما نص عليه في المقدمة ، ولكني لما لم أره في "كشف الأستار" للهيثمي عزوته للحافظ ، وليس ذلك ببعيد عنه ، فقد قال في "التقريب" :
"يزيد بن عياض بن جعدبة - بضم الجيم والمهملة ، بينهما مهملة ساكنة - الليثي أبو الحكم المدني ، نزيل البصرة ، وقد ينسب لجده ، كذبه مالك وغيره" .
وهو ظاهر كلام البخاري فإنه قال عقب الحديث - وقد رواه عن علي ابنالمديني عن سفيان - :
فرأيت رجلاً من ولد يزيد بن جعدبة ، كان قدم عليكم البصرة ،و كان [ عنده ] أحاديث الأعرج . قلت : لسفيان : قال بعضهم : نرى أنه يزيد بن فلان بن يزيد بن جعدبة . ويزيد بن جعدبة هو جده ( لعل الصواب : جد ) الذي كان عندكم . قال علي : وهو يزيد بن عياض" .
قلت : يتضح من هذا الذي ذكره البخاري أمران :
الأول : أن يزيد بن جعدبة الذي رأى بعضهم أنه صاحب هذا الحديث والذي كان قدم عليهم البصرة متأخر عن هذا ، بل هو حفيده ، ولذلك أنكر ذلك سفيان وذكر أنه رآه في طريق مكة ، وجزم أن يزيد بن جعدبة صاحب هذا الحديث ليس هو البصري هذا بل هو جده . وهذا هو الذي لا يظهر غيره ؛ إذ يبعد جداً أن يروي عنه من كان في طبقة من رآه ابن المديني .
والآخر : جزم علي بن المديني بأن يزيد بن جعدبة الذي في إسناد هذا الحديث هو يزيد بن عياض ، وهذا موافق لما تقدم عن ابن عدي وغيره من الحفاظ الذين سبق ذكرهم .

(79/1)


ومما سبق من التحقيق تبين صواب جزم الهيثمي بأنه يزيد بن عياض بن جعدبة وأنه كذاب . وأن الشيخ حبيب الرحمن الأعظمي كان واهماً في تخطئته إياه في تعليقه على "كشف الأستار" وعلى "مسند الحميدي" . ومن الغريب أنه أحال في تبيين ما ادعاه من التخطئة على "تاريخ البخاري" ، وهو حجة عليه لو كان تفهمه وتبين مراده منه .
وخلاصة القول أن الحديث موضوع ؛ لما عرفت من حال ابن جعدبة ، وجهالة شيخه عبدالرحمن بن مخراق . والله أعلم .

(79/2)


3075 - ( إن الله سيمنع هذا الدين بنصارى من ربيعة على شاطىء الفرات ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /79 :
$ضعيف$
رواه النسائي في "السير" (5/ 235 -236) ، والبزار (1723 - كشف) ، والطبراني في "التهذيب" (1/ 177/ 381) ، وأبو يعلى (1/ 69) ، وعنه الضياء في "المختارة" (1/ 94) ، وابن عساكر (7/ 127/ 2 و264/ 2) عن يحيى بن أبي بكير : حدثنا عبدالله بن عمر القرشي قال : حدثني سعيد بن عمرو ابن سعيد : أنه سمع أباه يزعم يوم المرج يقول : سمعت عمر بن الخطاب يقول : لولا أني سمعت رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول : ...( فذكرالحديث ) ما تركت عربياً إلا قتلته أو يسلم .
قلت وهذا إسناد ضعيف ؛ عبدالله بن عمر القرشي مجهول . وقال النسائي - بعد تخريجه لهذا الحديث - :
"لا أعرفه" .

(80/1)


3076 - ( إن الله شفاني ، وليس برقيتكم ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /79 :
$ضعيف$
أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (1/ 106/ 1) : حدثنا بكر بن سهل : حدثنا عبدالله بن صالح : حدثني معاوية بن صالح عن راشد بن سعد عن جبلة بن الأزرق - وكان من أصحاب رسول الله صلي الله عليه وسلم - : أن رسول الله صلي الله عليه وسلم صلى إلى جنب جدار كثير الأحجرة - صلى ظهراً أو عصراً - فلما جلس في الركعتين خرجت عقرب فلدغته ، فغشي عليه ، فرقاه الناس ، فلما أفاق قال : ... فذكره .
ورواه ابن سعد في "الطبقات" (7/ 432) .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ عبدالله بن صالح - وهو كاتب الليث - قال الحافظ :
"صدوق ، كثير الغلط ، ثبت في كتابه وكانت فيه غفلة" .
وبكر بن سهل ضعيف كما قال النسائي ، وتقدم مراراً .

(81/1)


3077 - ( إن الله قتل أبا جهل ، فالحمد لله الذي صدق وعده ، وأعز دينه ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /80 :
$ضعيف$
أخرجه العقيلي في "الضعفاء" (47) : حدثنا عبدالله بن أحمد قال : حدثنا أبي قال : حدثنا أمية بن خالد قال : حدثنا شعبة عن أبي إسحاق عن أبي عبيدة عن عبدالله بن مسعود عن النبي صلي الله عليه وسلم قال : ... فذكره . قال :
"رواه الناس عن شعبة عن أبي إسحاق عن أبي عبيدة مرسل" .
قلت : لكن تابعه سفيان عن أبي إسحاق به مسنداً عن ابن مسعود به مطولاً ، إلا أنه لم يذكر فيه قوله : "إن الله قتل أبا جهل" مرفوعاً ، بل ذكر معناه موقوفاً على ابن مسعود ، وهكذا هو في "المسند" (1/ 306 و422) عن أمية بسنده المتقدم ولفظه :
أتيت رسول الله صلي الله عليه وسلم فقلت : يا رسول الله إن الله عز وجل قد قتل أبا جهل ، فقال : "الحمد لله الذي نصر عبده ، وأعز دينه" .
وهكذا أخرجه الطبراني (3/ 11/ 2) من طرق عن أمية .
ورجاله كلهم ثقات ، لكن أبا عبيدة لم يسمع من أبيه عبدالله بن مسعود ، فهو منقطع .
وقال ابن كثير في "تاريخه" (3/ 289) :
"ورواه أبو داود والنسائي من حديث أبي إسحاق السبيعي به" .

(82/1)


3078 - ( إن الله كره لكم ثلاثاً : اللغو عند القرآن ، ورفع الصوت في الدعاء ، والتخصر في الصلاة ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /81 :
$ضعيف$
رواه ابن مبارك في "الزهد" (رقم1560) ، وعبدالرزاق في "المصنف" (2/ 275/ 3343) قالا : أخبرنا معمر عن يحيى بن أبي كثير مرفوعاً .
قلت : وهذا إسناد رجاله ثقات ، ولكنه معضل .
وقد وصله الديلمي (1/ 2/ 234 -235) من طريق اليمان بن سعيد : حدثنا الوليد بن عبدالرحيم السهمي - قاضي الصعيد ( كذا ! ) - حدثنا معقل بن عبيد الله عن أبي الزبير عن جابر مرفوعاً .
قلت : وهذا إسناد ضعيف . فيه علل :
1- أبو الزبير مدلس وقد عنعنه .
2- الوليد هذا لم أعرفه .
3- اليمان بن سعيد ، قال الذهبي :
"ضعفه الدارقطني وغيره ، ولم يترك" .

(83/1)


3079 - ( إن الله تعالى كره لكم العبث في الصلاة ، والرفث في الصيام ، والضحك عند المقابر ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /82 :
$ضعيف$
رواه ابن مبارك في "الزهد" (رقم1557) : أخبرنا إسماعيل بن عياش قال : أخبرني عبدالله بن دينار وسعيد بن يوسف عن يحيى بن أبي كثير مرفوعاً . ومن هذا الوجه أخرجه القضاعي (90/ 2) .
قلت : وهذا إسناد ضعيف معضل ، وإسماعيل بن عياش ضعيف في غير الشاميين ، وعبدالله بن دينار إن كان هو المدني فهو ثقة ، فرواية إسماعيل عنه ضعيفة ، وإن كان هو الحمصي البهراني فهو نفسه ضعيف ، ومثله سعيد بن يوسف وهو الزرقي الرحبي ، وهو من صنعاء دمشق .
والحديث أورده السيوطي من رواية سعيد بن منصور عن يحيى بنأبي كثير مرسلاً به أتم منه بلفظ : "... كره لكم ستاً ..." فذكر هذه الثلاث : "والمن في الصدقة ، ودخول المساجد وأنتم جنب ، وإدخال العيون البيوت بغير إذن" .

(84/1)


3080 - ( إن الله عز وجل لما خلق الدنيا أعرض عنها فلم ينظر إليها ؛ من هوانها عليه ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /82 :
$موضوع$
رواه ابن عساكر (7/ 47/ 2) عن أبي بكر الداهري عن جعفر بن محمد عن أبيه عن علي بن الحسين مرفوعاً .
قلت : وهذا مع إرساله فإن أبا بكر الداهري كذاب روى الموضوعات ، ولهذا قال الذهبي :
"ليس بثقة ولا مأمون" ، ومع ذلك فقد أورد الحديث السيوطي في "الجامع الصغير" من رواية ابن عساكر هذه ! وبيض له المناوي ، فكأنه لم يقف على سنده ، وتبعه الشيخ الغماري فلم يورده في "المغير على الأحاديث الموضوعة في الجامع الصغير" .
وروى ابن أبي الدنيا في "ذم الدنيا" (5/ 1-2) بسند رجاله ثقات عن موسى بن يسار : أنه بلغه أن النبي صلي الله عليه وسلم قال :
"إن الله لم يخلق خلقاً أبغض إليه من الدنيا ، وإنه لم ينظر إليها منذ خلقها" .
وهذا معضل ؛ فإن موسى بن يسار وهو الأردني يروي عن نافع مولى ابن عمر ومكحول الشامي وطبقتهما . وقد وصله الديلمي (1/ 2/ 235) من طريق الحاكم عن داود بن المحبر : حدثنا الهيثم بن جماز عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي هريرة مرفوعاً به . ولفظه :
"إن الله لم يخلق خلقاً هو أبغض إليه من الدنيا ، وما نظر إليها منذ خلقها ؛ بغضاً لها" .
وهذا موضوع أيضاً آفته داود بن المحبر ؛ فإنه متهم بالوضع ، أو شيخه الهيثم بن جماز ؛ فإنه متهم بالكذب .

(85/1)


3081 - ( إن الله تعالى لما خلق الدنيا نظر إليها ثم أعرض عنها ثم قال : وعزتي لا أنزلتك إلا في شرار خلقي ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /83 :
$ضعيف$
رواه ابن عساكر (15/ 439/ 1) عن علي بن الحسين الصابوني : حدثنا أحمد بن سعيد الأسدي : حدثنا محمد بن كثير أبو إسماعيل الكوفي قال : سمعت عمر بن عبدالعزيز يخطب بجنازة فذكر الدنيا وذمها فقال : والله لقد حدثني أبو سلمة بن عبدالرحمن عن أبي هريرة مرفوعاً .
أورده في ترجمة محمد بن كثير هذا ، ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً . ومن دونه لم أعرفهما .

(86/1)


3082 - ( إن الله عز وجل لم يحرم حرمة إلا وقد علم أنه سيطلعها منكم مطلع ، ألا وإني ممسك بحجزكم أن تهافتوا في النار كما يتهافت الفراش والذباب ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /84 :
$ضعيف$
أخرجه أحمد (1/ 390 و424) ، والطبراني في "المعجم الكبير" (3/ 81/ 1) من طريق المسعودي عن الحسن بن سعد عن عبدة النهدي عن عبدالله بن مسعود مرفوعاً .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ لأن المسعودي كان اختلط ، وقد اضطرب في إسناده على وجوه :
الأةل : هذا .
الثاني : قال : عن عثمان الثقفي أو الحسن بن سعد ، شك المسعودي .
أخرجه أحمد .
الثالث : قال : حدثنا أبو المغيرة عن الحسن بن سعد .
أخرجه أحمد .
والاضطراب دليل قلة الضبط وعدم الحفظ للحديث ، هذا إذا كان من ثقة ، فكيف من مختلط !
والشطر الثاني من الحديث صحيح ، أخرجه البخاري (4/ 227) ، ومسلم (7/ 64) ، والترمذي (2/ 143) ، وأحمد (2/ 244 و312و539 -540) من طرق عن أبي هريرة نحوه . ومسلم وأحمد (3/ 361و392) عن جابر .
ورواه الطبراني (7/ 324/ 7100) من طريق سليمان بن موسى : حدثنا جعفر ابن سعد : حدثني خبيب بن سليمان بن سمرة عن أبيه عن سمرة بن جندب مرفوعاً مختصراً بلفظ :
"ليس منكم رجل أنا ممسك بحجزته أن يقع في النار" .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ فيه مجهولان وضعيف ، وقد سبق الكلام عليه في حديث آخر برقم (1762) .

(87/1)


3083 - ( إن الله عز وجل لم يكتب علي الليل صياماً ، فمن صام فقد تعنى ، ولا أجر له ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /85 :
$ضعيف$
أخرجه ابن أبي حاتم في "العلل" (1/ 225 -226) ، والدولابي في "الكنى" (1/ 35) ، وكذا الترمذي في "العلل المفردة" ، وابن أبي داود في "الصحابة" ، وابن قانع ، وأبو أحمد في "الكنى" (ق2-2/ 1) ، والشيرازي في "الألقاب" ، وابن منده من طريق أبي فروة يزيد بن سنان الرهاوي عن معقل الكناني ( وقال بعضهم : الكندي ) عن عبادة بن نسي عن أبي سعد ( وقال بعضهم : أبي سعيد ) الخير قال : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : ... فذكره . وقال ابن أبي حاتم :
"قال أبي : وقد قيل : أبو سعد الخير ، وهذا الصحيح عندي" .
وقال ابن منده :
"غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه" .
قلت : وفيه علتان :
الأولى : جهالة معقل هذا ، فقد أزرده البخاري في "التاريخ" (4/ 1/ 393) ثم ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (4/ 1/ 286) من رواية يزيد هذا فقط عنه ، ولم يذكرا فيه جرحاً ولا تعديلاً .
والأخرى : يزيد بن سنان الرهاوي ؛ فإنه ضعيف كما قال الحافظ .

(88/1)


3084 - ( ما أنا انتجيته ، ولكن الله انتجاه ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /86 :
$ضعيف$
أخرجه الترمذي (2/ 300) ، وأبو يعلى (2/ 579) ، والخطيب في "التاريخ" (7/ 402) من طريق الأجلح عن أبي الزبير عن جابر قال ...
ورواه أبو نعيم في "أخبار أصبهان" (1/ 141) : حدثنا الحسين بن علي : حدثنا أحمد بن محمد بن موسى : حدثنا محمد بن العباس بن أيوب : حدثنا أحمد بن يحيى الصوفي : حدثنا مخول بن إبراهيم : حدثنا عبدالجبار بن العباس الشبامي أخبرني أحمد بن عمار الدهني عن أبي الزبير عن جابر قال :
ناجى رسول الله صلي الله عليه وسلم علياً يوم الطائف ، فطالت نجواه ، فقال أحد الرجلين للآخر : لقد طالت نجواه لابن عمه ، فبلغ ذلك النبي صلي الله عليه وسلم فقال : ... فذكره . وقال الترمذي :
"حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث الأجلح" .
قلت : قد تابعه الدهني عند أبي نعيم كما ترى ، لكن أحمد بن محمد بن موسى - وهو أبوبكر السمسار - ، والحسين بن علي - وهو أبو عبدالله الأسواري - ترجمهما أبو نعيم (1/ 141،285) ولم يذكر فيهما جرحاً ولا تعديلاً .
وأبو الزبير مدلس وقد عنعنه ، فهو علة الحديث .

(89/1)


3085 - ( كان يتمثل بهذا البيت :
كفى بالإسلام والشيب للمرء ناهيا
فقال أبو بكر : يا نبي الله إنما قال الشاعر :
كفى الشيب والإسلام للمرء ناهيا
فقال أبو بكر أو عمر : أشهد أنك رسول الله ؛ لقول الله تعالى ( وما علمناه الشعر وما ينبغي له ) [ يس : 69 ] ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /87 :
$ضعيف$
رواه ابن سعد في "الطبقات" (1/ 382) ، والثعلبي في "التفسير" (3/ 171/ 1) عن علي بن زيد عن الحسن مرفوعاً به .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ فيه علتان :
الأولى : الحسن - وهو ابن أبي الحسن البصري - تابعي ، ومراسيله من أضعف المراسيل عند أهل العلم .
الثانية : علي بن زيد - وهو ابن جدعان - ضعيف .

(90/1)


3086 - ( التكبير على الجنائز أربع ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /87 :
$ضعيف جداً$
أخرجه أبو نعيم في "أخبار أصبهان" (1/ 166 -167) ، الديلمي (2/ 1/ 45) عن داود بن منصور : حدثنا عمر بن قيس عن عطاء عن أبي هريرة عن جابر مرفوعاً .
قلت : وهذا إسناد ضعيف جداً ، عمر بن قيس هذا هو المكي أبو جعفر الملقب بـ ( سندل ) ، وهو متروك كما قال الحافظ .
وقد صح التكبير على الجنائز بأكثر من أربع إلى التسع ، وقد ذكرت الأحاديث الواردة في كتابي "أحكام الجنائز" .

(91/1)


3087 - ( ثلاث من الفواقر : إمام إن أحسنت لم يشكر ، وإن أسأت لم يغفر ، وجار إن رأى خيراً دفنه ، وإن رأى شراً أشاعه ، وامرأة إن حضرتك آذتك ، وإن غبت خانتك ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /88 :
$ضعيف$
أخرجه أبو نعيم في "أخبار أصبهان" (1/ 210) من طريق أبي مالك إسماعيل بن محمد بن عصام بن يزيد بن عجلان الهمداني مولى مرة الطيب : حدثنا أبي محمد : حدثنا أبي عصام : حدثنا سفيان الثوري عن منصور عن هلال ابن يساف عن نعيم بن ذي حباب ( الأصل : خيار ! ) عن فضالة بن عبيد مرفوعاً .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ من أجل نعيم بن ذي حباب ؛ فقد أورده ابن أبي حاتم (4/ 1/ 461) من هذه الرواية ، ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً .
ومثله محمد بن عصام بن يزيد ؛ فقد ترجمه في "الجرح" (4/ 1/ 53) برواية محمد بن يحيى بن منده وحده .
وإسماعيل بن محمد قال أبو نعيم :
"يروي عن أبيه وعمه وعن جده بغرائب من حديث الثوري" .
ثم ساق له هذا الحديث .
والحديث عزاه السيوطي للطبراني في "الكبير" ، وقال المناوي :
"قال الحافظ العراقي : سنده حسن . وقال تلميذه الهيثمي : فيه محمد بن عصام بن يزيد ، ذكره ابن أبي حاتم ولم يجرحه ولم يوثقه ، وبقية رجاله وثقوا" .
كذا قال ! وقد عرفت أن نعيماً حاله مثل حال محمد بن عصام ، إلا أنه يحتمل أن يكون ابن حبان ذكره في "الثقات" ، فإن كان كذلك فلا ترتفع جهالته لما عرف من تساهل ابن حبان في توثيق المجهولين !
ثم رأيت الحديث عند الطبراني في "المعجم الكبير" (18/ 318 -319) عن ثلاثة من شيوخه الأصبهانيين قالوا : حدثنا محمد بن عصام بن يزيد : حدثنا أبي به . إلا أنه وقع فيه : "العوافر" مكان : "الفواقر" ، وكذلك هو في "المجمع" .
وقد روي الحديث بإسناد آخر واه من حديث أبي هريرة ، وبمثله ابن عمر نحوه . وسيأتي تخريجهما برقم (3412و6468) .

(92/1)


3088 - ( إن الله لو أراد أن لا تناموا عنها لم تناموا ، ولكن أراد أن يكون ذلك لمن بعدكم ، فهكذا لمن نام أو نسي ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /89 :
$ضعيف$
أخرجه أبو داود الطيالسي في "مسنده" (377) ، وأبو يعلى (5285) : حدثنا شعبة والمسعودي عن جامع بن شداد عن عبدالرحمن بن أبي علقمة القاري - من بني القارة - عن عبدالله بن مسعود - وحديث المسعودي أحسن - قال :
كنا مع رسول الله صلي الله عليه وسلم مرجعه من الحديبية فعرسنا ، فقال : "من يحرسنا لصلاتنا" ؟ - وقال شعبة : "من يكلؤنا" - قال بلال : أنا - قال المسعودي في حديثه : "إنك تنام" . ثم قال : "من يحرسنا لصلاتنا" ؟ فقال ابن مسعود : قلت : أنا ، فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم : "إنك تنام" . قال : فحرستهم حتى إذا كان في وجه الصبح أدركني ما قال رسول الله صلي الله عليه وسلم ، فما استيقظنا إلا بالشمس ، فقام رسول الله صلي الله عليه وسلم وصنع كما كان يصنع ثم قال : ... (فذكره ) . وقال المسعودي في حديثه - وليس في حديث شعبة - : إن راحلة رسول الله صلي الله عليه وسلم ضلت فوجدناها عند شجرة قد تعلق خطامها بالشجرة ، فقلت : يا رسول الله ما كانت تحلها الأيد" .
ومن طريق الطيالسي أخرجه البيهقي (2/ 218) .
وأخرجه أحمد (1/ 391) : حدثنا يزيد : أنبأنا المسعودي عن جامع بن شداد به ، وزاد بعد قوله : "كما كان يصنع" :
"من الوضوء وركعتي الفجر ؛ ثم صلى بنا الصبح ، فلما انصرف ، قال ...." .
ثم أخرجه (1/ 386) : حدثنا يحيى ، و (1/ 464) : حدثنا محمد بن جعفر ، قالا : حدثنا شعبة ، عن جامع بن شداد به ، مختصراً بلفظ :
"افعلوا ما كنتم تفعلون . فلما قال : هكذا فافعلوا لمن منكم أو نسي" .
قلت : فهذا يبين ان حديث الترجمة تفرد به المسعودي دون شعبة بهذا التمام ، والمسعودي كان اختلط .
وعبدالرحمن بن أبي علقمة قال ابن حاتم (2/ 2/ 273) عن أبيه :
"وهو تابعي ، وليست له صحبة" .
ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً .
وللحديث طريق أخرى عن ابن مسعود ليس فيه هذا الذي عند المسعودي .
أخرجه البيهقي في "الأسماء" لكنه قال عقبه :
"وزعم عبدالله بن العلاء بن خباب عن أبيه : أن النبي صلي الله عليه وسلم قال حين استيقظ : لو شاء الله أيقظنا ، ولكنه أراد أن يكون لمن بعدكم" .
وعبدالله هذا لم أعرفه .

(93/1)


3089 - ( من حسب كلامه من عمله ؛ قل كلامه إلا فيما يعنيه ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /91 :
$ضعيف جداً$
أخرجه ابن السني في "عمل اليوم والليلة" (رقم6) من طريق الحسين بن المتوكل : حدثنا يحيى بن سعيد : حدثنا ابن جريج عن عطاء عن عبيد بن عمير عن أبي ذر مرفوعاً .
قلت : وهذا إسناد ضعيف جداً ، رجاله كلهم ثقات غير الحسين هذا ( ووقع في الأصل : الحسن ! وهو خطأ مطبعي ) ، وهو الحسين بن أبي السري العسقلاني أخو محمد ، وهو ضعيف كما قال أبو داود . بل قال أبو عروبة : كذاب هو خال أمي ، وكذبه أخوه محمد أيضاً .
والحديث بيض له المناوي في "شرح الجامع الصغير" ، فلم يتكلم على إسناده بشيء !
ورواه ابن حبان في "صحيحه" (94-موارد) من طريق إبراهيم بن هشام بن يحيى بن يحيى الغساني : حدثنا أبي عن جدي عن أبي إدريس الخولاني عن أبي ذر قال :
قلت : يا رسول الله ! ما كانت صحف إبراهيم ؟ قال : "كانت أمثالاًكلها ؛ أيها الملك السلط المبتلى المغرور .. وعلى العاقل - ما لم يكن مسلوباً على عقله .." فذكر مواعظ كثيرة منها هذا الحديث .
قلت : وإبراهيم هذا متروك .

(94/1)


3090 - ( لا تأخذوا الحديث إلا ممن تجيزون شهادته ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /91 :
$باطل$
أخرجه ابن حبان في مقدمة كتابه "الضعفاء" ، وكذا ابن عدي (ص241) ، والخطيب في "التاريخ" (9/ 301) من طريق حفص بن عمر - قاضي حلب - عن صالح بن حسان عن محمد بن كعب عن ابن عباس مرفوعاً به . وقال ابن حبان :
"هذا خبر باطل رفعه ، إنما هو قول ابن عباس فرفعه حفص بن عمر هذا" .
لكن قال الخطيب عقبه :
"رواه أبو حفص الأبار عن صالح ، فاختلف عليه في رفعه ووقفه على ابن عباس . ورواه أبو داود الحفري عن صالح عن محمد بن كعب عن النبي صلي الله عليه وسلم لم يذكر فيه ابن عباس ، ولا نعلم رواه عن محمد بن كعب غير صالح" .
قلت : فصالح هذا هو علة الحديث ؛ فإنه متروك كما قال الحافظ .

(95/1)


3091 - ( كل بني آدم حسود ، وبعض الناس في الحسد أفضل من بعض ، فلا يضر حاسداً حسده (1) ما لم يتكلم بلسان ، أو يعمل به باليد ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /92 :
$ضعيف$
رواه أبو نعيم في "أخبار أصبهان" (1/ 227) عن أشعث بن شداد أبي عبدالله السجستاني : حدثنا سعيد بن يزيد الفراء : حدثنا موسى - شيخ من أهل واسط - : حدثنا قتادة عن أنس بن مالك مرفوعاً .
قلت : وهذا إسناد ضعيف مظلم ، كل من دون قتادة لا يعرفون ، أشعث ترجمه أبو نعيم ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً .
والحديث عزاه السيوطي في "الكبير" بهذا التمام لأبي نعيم ، وفي "الصغير" باختصار لأبي نعيم في "الحلية" ولم أره في فهرسها . والله أعلم .

(96/1)


3092 - ( ضع بصرك حيث تسجد . قال : إن هذا لشديد ، وإني أخشى أن أنظر كذا وكذا ، قال : ففي المكتوبة إذاً يا أنس ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /93 :
$ضعيف جداً$
أخرجه أبو نعيم في "أخبار أصبهان" (1/ 244) ، والبيهقي في "السنن" (2/ 284) من طريق الربيع بن بدر : حدثنا عنطوانة عن الحسن عن أنس بن مالك قال : قال لي النبي صلي الله عليه وسلم :
"يا أنس ! ضع ...." . وقال البيهقي :
"والربيع بن بدر ضعيف" .
قلت : بل هو متروك كما في "التقريب" .

(97/1)


3093 - ( خير الدواء القرآن ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /93 :
$ضعيف$
أخرجه ابن ماجه (3533) ، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (1/ 265) من طريق أبي إسحاق عن الحارث عن علي مرفوعاً .
قلت : وهذا إسناد ضعيف جداً ، الحارث هذا - وهو ابن عبدالله الأعور - ضعيف متهم . وقال البوصيري في "الزوائد" (ق236/ 2 - مصورة المكتب) :
"فيه الحارث بن عبدالله الأعور ، وهو ضعيف ، وله شاهد من حديث ابن مسعود ، رواه الحاكم مرفوعاً وموقوفاً" .
قلت : حديث ابن مسعود مع ضعف إسناده أيضاً لا يصلح شاهداً ؛ لأنه ليس فيه التفضيل الذي في هذا ، وهو مخرج فيما تقدم برقم (1514) .
وإنما يشهد له ما أخرجه الديلمي (2/ 117) عن صالح المري عن قتادة عن زرارة بن أبي أوفى عن ابن عباس مرفوعاً به .
لكن صالح هذا - وهو ابن بشير المري - ضعيف كما في "التقريب" .

(98/1)


3094 - ( حسبي الله ونعم الوكيل أمان كل خائف ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /94 :
$ضعيف$
أخرجه أبو نعيم في "أخبار أصبهان" (1/ 283) ، وعنه الديلمي (2/ 91) من طريق الحسين بن علي بن زيد : حدثنا محمد بن عمرو بن حنان الحمصي : حدثنا بقية بن الوليد عن أبي فروة الرهاوي عن مكحول عن شداد بن أوس مرفوعاً .
قلت : وهذا إسناد ضعيف مسلسل بالعلل ؛ مكحول وبقية مدلسان ، وقد عنعنا . وبينهما أبو فروة الرهاوي واسمه يزيد بن سنان الجزري ضعيف .
والحسين هذا لم أعرفه .

(99/1)


3095 - ( لولا أن تضعفوا عن السواك لأمرتكم به عند كل صلاة ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /94 :
$ضعيف$
أخرجه أبو الشيخ في "الطبقات" (60/ 2) ، وأبو نعيم في "الأخبار" (1/ 295) عن مندل عن مسلم عن مجاهد عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : ... فذكره .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ مسلم - وهو ابن كيسان الملائي - ضعيف كما في "المجمع" (2/ 97) و "التقريب" .
ومثله مندل ، وهو ابن علي العنزي ، ولكنه لم يتفرد به ؛ فقد أخرجه البزار في "مسنده" (ص60 - زوائده) من طريقين آخرين عن مسلم به .
والحديث محفوظ بلفظ : "لولا أن أشق على أمتي ..." وهو مخرج في "الإرواء" (70) وغيره .

(100/1)


3096 - ( لأن يلبس أحدكم ثوباً من رقاع شتى خير له من أن يأخذفي أمانته ما ليس عنده ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /95 :
$ضعيف$
أخرجه أحمد (3/ 243 -244) : حدثنا محمد بن يزيد : حدثنا أبو سلمة صاحب الطعام قال : أخبرني جابر بن يزيد - وليس بجابر الجعفي - عن الربيع بن أنس قال : ... فذكره مرفوعاً ، وفيه قصة .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ، جابر بن يزيد هذا هو أبو الجهم كما في "الجرح والتعديل" (1/ 1/ 498) وقال :
"روى عن ربيع بن أنس ، وربما أدخل بينهما سفيان الزيات . روى عنه أبو سلمة عثمان صاحب الطعام ، وليس بالبري ولا البتي ، وسليمان بن سليمان الرفاعي الذي يروي عنه نصر بن علي سئل أبو زرعة عنه ؟ فقال : لا أعرفه" .
وأبو سلمة صاحب الطعام اسمه عثمان كما تقدم آنفاً ، ولم يعرف حاله ، ولكنه لم يتفرد به ؛ فقد قال ابن أبي حاتم في "العلل" (1/ 377) :
"سألت أبي عن حديث رواه نصر بن علي عن سليمان بن سليمان ( الأصل : ابن سليم ، وهو خطأ مطبعي ) (1) عن جابر بن يزيد عن سفيان الزيات عن الربيع بن أنس عن أنس ، ( فذكره ) . قال أبي :
"هذا حديث منكر ، وسليمان وسفيان مجهولان" .
قلت : وسليمان هذا أورده ابن أبي حاتم (2/ 1/ 121) من رواية نصر بن علي عنه ، وقال :
"سئل أبو زرعة عنه ؟ فقال : شيخ" .
وللحديث طريق أخرى عن أنس .
أخرجه أبو نعيم في "أخبار أصبهان" (1/ 327) ، وعنه الديلمي في آخر حرف (لا) من "مسند الفردوس" (ص218 -مصورتي) من طريق سعيد بن أبي هاني - واسمه إسماعيل بن خليفة - عن أبيه عن سفيان عن أبي عمارة عن النضر ابن أنس عنه .
قلت : وهذا إسناد ضعيف أيضاً أبو عمارة هذا لم أعرفه ، نعم قد أورد الحديث ابن أبي حاتم في "العلل" (2/ 143) من هذا الوجه ثم قال عن أبيه :
"روى هذا الحديث يحيى بن يمان عن الثوري عن أبي عمار عن أنس عن النبي صلي الله عليه وسلم . وأبو عمار هذا يشبه أن يكون زياد بن ميمون ، وزياد بن ميمون متروك الحديث" .
قلت : ويحيى بن يمان سيىء الحفظ ، وأبو حاتم نفسه يقول فيه :
"مضطرب الحديث ، في حديثه بعض الصنعة ، ومحله الصدق" .
قلت : فمثله لا يحتج به لا سيما عند المخالفة ، والمخالف هنا خير منه وهو إسماعيل بن خليفة ؛ فقد قال ابن أبي حاتم (1/ 1/ 167) :
"سألت يونس بن حبيب عن أبي هاني إسماعيل بن خليفة ، فقال : محله الصدق ، كتب عنه مشايخنا" .
لكن ابنه سعيد بن أبي هاني ، قال أبو نعيم في ترجمته :
"روى عن أبيه وجادة لا سماعاً ، يكنى أبا النضر" .
فروايته عن أبيه منقطعة ، فالإسناد ضعيف لا يحتج به . والله أعلم .

(101/1)


3097 - ( إن ابني آدم ضربا مثلاً لهذه الأمة ، فخذوا بالخير منهما ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /97 :
$ضعيف$
أخرجه ابن جرير في "التفسير" (6/ 129) من طريق معمر وعاصم الأحول كلاهما عن الحسن قال : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم ... فذكره .
قلت : وهذا إسناد ضعيف لإرساله ؛ فإن الحسن - وهو ابن أبي الحسن البصري - تابعي ، ومراسيله من أضعف المراسيل عند أهل العلم .

(102/1)


3098 - ( سألت ربي عز وجل أن يتجاوز لي عن أطفال المشركين ، فتجاوز عنهم ، وأدخلهم الجنة ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /97 :
$ضعيف$
أخرجه أبو نعيم في "أخبار أصبهان" (1/ 344) عن شعبة بن عمران عن عنبسة بن سعيد - قاضي الري - عن حكيم بن جرير ، عن يزيد الرقاشي عن أنس بن مالك مرفوعاً .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ، أورده أبو نعيم في ترجمة شعبة هذا ، ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً ، سوى أنه كان يميل إلى الإرجاء .
وحكيم بن جرير لم أعرفه ، ويحتمل أنه حكيم بن جبير ، وهو ضعيف جداً . ويزيد الرقاشي ضعيف .
والحديث أورده السيوطي في "الكبير" دون "الصغير" ، وعلى العكس من ذلك ، فإنه أورد في "الصغير" دون "الكبير" بلفظ :
"سألت ربي فأعطاني أولاد المشركين خدماً لأهل الجنة ، وذلك لأنهم لم يدركوا ما أدرك آباؤهم من الشرك ، ولأنهم في الميثاق الأول" . وقال :
"أبم الحسن بن ملة في "أماليه" عن أنس" .
قلت : ولعله من طريق الرقاشي هذا .
وذكره في "الصغير" أيضاً بلفظ :
"لإني سألت ربي أولاد المشركين ، فأعطانيهم خدماً لأهل الجنة ..." . وعزاه للحكيم الترمذي عن أنس .
ثم وجدت لجملة أنهم خدم أهل الجنة بعض الطرق و الشواهد ، فأخرجتها في "الصحيحة" (1468) .

(103/1)


3099 - ( المتم للصلاة في السفر كالمفطر في الحضر ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /98 :
$ضعيف$
رواه العقيلي (1/ 484) عن بقية بن الوليد عن عبدالعزيز بن عبيد الله عن عمر بن سعيد عن أبي سلمة عن أبي هريرة رفعه ، وقال :
"عمر بن سعيد مجهول بالنقل ، حديثه غير محفوظ ، وليس لهذا المتن شيء يثبت ، وإنما روى هذا الحديث بلفظ : "الصائم في السفر كالمفطر في الحضر" ؛ فخالف هذا لفظ الحديث على ضعف الرواية فيه .
قلت : وعبدالعزيز بن عبيد الله الظاهر أنه الحمصي ، وهو ضعيف ، لكن أخرجه أبو نعيم في "أخبار أصبهان" (1/ 353) من هذا الوجه لكنه قال : عن أبي يحيى المدني مكان عبدالعزيز بن عبيد الله . ولم أجد له ترجمة .
والحديث عزاه السيوطي للدارقطني في "الأفراد" عن أبي هريرة . وتعقبه المناوي بأن فيه بقية مدلس ، وشيخ الدارقطني كذاب ، وأنه كان ينبغي للمصنف عدم إيراده .
قلت : وقد فات المناوي وكذا السيوطي هذه الطريق الخالية من ذاك الكذاب .

(104/1)


3100 - ( إن الله لو شاء لأطلعكم عليها ، التمسوها في السبع الأواخر ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /99 :
$ضعيف$
أخرجه ابن خزيمة في "صحيحه" (1/ 221/ 1-2) ، وابن حبان (926) ، والبزار في "مسنده" (ص110) ، والحاكم (1/ 437) من طريق مالك بن مرثد عن أبيه قال :
سألت أبا ذر ، فقلت : سألت رسول الله صلي الله عليه وسلم عن ليلة القدر ؟ فقال : أنبأنا كنت اسأل الناس عنها ، قال : قلت : يا رسول الله ! أخبرني عن ليلة القدر ، في رمضان أو غيره ؟ قال :
"بل هي في رمضان" . قال : قلت : يا رسول الله ! تكون مع الأنبياء ما كانوا فإذا قبض الأنبياء رفعت أم هي إلى يوم القيامة ؟ قال :
"بل هي إلى يوم القيامة" ؟ . قال : فقلت : يا رسول الله ! في رمضان هي ؟
قال :
"التمسوها في العشر الأول والعشر الأواخر" . قال : ثم حدث رسول الله صلي الله عليه وسلم وحدث ، فاهتبلت غفلته فقلت :
يا رسول الله في أي العشرين ؟ قال :
"التمسوها في العشر الأواخر ، لا تسألني عن شيء بعدها" . ثم حدث رسول الله صلي الله عليه وسلم وحدث ، فاهتبلت غفلته فقلت : يا رسول الله ! أقسمت عليك ! لتخبرني - أو لما أخبرتني - في أي العشر هي ؟ قال : فغضب علي غضباً ما غضب علي مثله قبله ولا بعده فقال : ... فذكره . والسياق للحاكم وقال :
"صحيح على شرط مسلم" ! ووافقه الذهبي !
قلت : وليس كما قالا ، بل هو إسناد ضعيف ، فإن مرثداً هذا - وهو ابن عبدالله الزماني ويقال : الذماري - مجهول ، ولم يخرج له مسلم شيئاً ، قال الذهبي نفسه في ترجمته من "الميزان" :
"فيه جهالة ، ذكره العقيلي وقال : لا يتابع على حديثه . هكذا وجدت بخطي ، فلا أدري من أين نقلته ، إلا أنه ليس بمعروف" .
وقال الحافظ في "التقريب" :
"مقبول" . يعني عند المتابعة ، وإلا فلين الحديث .
قلت : والظاهر أنه قد تفرد بهذا السياق ؛ فقد قال البزار :
"لا نعلمه إلا بهذا الإسناد" .
فهو ضعيف منكر ، وأنكر ما فيه قوله : "إن الله لو شاء لأطلعكم عليها" .
وقد أخرجه أحمد (5/ 171) من هذا الوجه دون قوله هذا ، وزاد فقال :
"أقسمت عليك بحقي عليك" .
والإقسام بغير الله تعالى منكر آخر لا يجوز .
وقد جاء عن أبي ذر بإسناد آخر خير من هذا ما هو معارض له . فروى جبير ابن نفير عن أبي ذر قال :
قمنا مع رسول الله صلي الله عليه وسلم ليلة ثلاث وعشرين في شهر رمضان إلى ثلث الليل الأول ، ثم قال : "لا أحسب ما تطلبون إلا وراءكم" ، فقمنا معه ليلة سبع وعشرين حتى أصبح ، وسكت .
وأخرجه أحمد (5/ 180) .
قلت : وإسناده جيد على شرط مسلم .

(105/1)


3101 - ( من غلب على ماء فهو له ، وفي رواية : فهو أحق به ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /101 :
$ضعيف$
أخرجه الطبراني في "الكبير" (7/ 253/ 6868) من طريق وهب بن بقية ومحمد بن خالد بن عبدالله الواسطي كلاهما عن خالد : حدثنا سعيد ابن أبي عروبة عن قتادة عن الحسن عن سمرة قال : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : ... فذكره . والرواية الثانية لقتيبة .
قلت : وإسناد هذه الرواية رجالها ثقات ، وعلتها عنعنة الحسن ، وهو البصري . وفي الرواية الأولى علة أخرى وهي ضعف محمد بن خالد الواسطي .
والمحفوظ من طرق عن سعيد بن أبي عروبة به بلفظ :
"من أحاط على أرض حائطاً فهي له" .
أخرجه الطبراني (6863-6866) وأبو داود وغيره ، وهو حسن أو صحيح لشواهده ، وهو مخرج في "الإرواء" تحت الحديث (1520) .

(106/1)


3102 - ( إن الله ليتعاهد عبده بالبلاء كما يتعاهد الوالد ولده بالخير ، وإن الله تعالى ليحمي عبده المؤمن الدنيا كما يحمي المريض أهله الطعام ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /101 :
$ضعيف$
رواه ابن عساكر (4/ 153/ 2) عن عبدالله بن وهب : أخبرني شبيب بن سعيد عن أبان بن أبي عياش عن سالم بن قيس العامري ومسلم بن أبي عمران ؛ أن حذيفة بن يمان قال : ... فذكره مرفوعاً .
ثم رواه من طريق اليمان بن المغيرة : أنبأنا أبو الأبيض المدني عن حذيفة به .
قلت : الإسناد الأول ضعيف جداً ؛ أبان بن أبي عياش متروك .
وشبيب بن سعيد ضعيف في رواية ابن وهب عنه .
والإسناد الآخر ، فيه اليمان بن المغيرة ؛ ضعيف .
وأبو الأبيض المدني ، لم أعرفه ، ويحتمل أنه أبو الأبيض الذي روى عن أنس ابن مالك وعنه ربعي بن حراش . ترجمه ابن أبي حاتم وقال ( 4/ 2/ 336) :
"سئل أبو زرعة عنه فقال : لا يعرف اسمه" .
ولم يذكر جرحاً ولا تعديلاً .
وقد تقدم الحديث من طريق أخرى عن حذيفة نحوه برقم (3047) .
وأخرجه الديلمي (1/ 2/ 239) من طريق أبان لكنه قال : عن أمية بن قسيم عن حذيفة مرفوعاً بلفظ :
"إن الله ليخمي عبده المؤمن كما يحمي الراعي الشفيق غنمه عن مراتع الهلكة" .
ورواه أبو نعيم (1/ 276) بالإسناد نفسه - بنحوه - .

(107/1)


3103 - ( لو شهدكم اليوم كل مؤمن عليه من الذنوب كأمثال الجبال الرواسي لغفر لهم ببكاء هذا الرجل ، وذلك ؛ أن الملائكة تبكي وتدعو له وتقول : اللهم شفع البكائين فيمن لم يبك ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /102 :
$منكر جداً$
أخرجه البيهقي في "شعب الإيمان" (1/ 494/ 810) : أخبرنا أبو عبدالرحمن السلمي بإسناده عن الهيثم بن مالك قال :
خطب رسول الله صلي الله عليه وسلم الناس ، فبكى رجل بين يديه ، فقال النبي صلي الله عليه وسلم : ... فذكره ، وقال :
"هكذا جاء هذا الحديث مرسلاً" :
قلت : فلو صح الإسناد به إلى الهيثم بن مالك - وهو الطائي الشامي لكان ضعيفاً ، فكيف وهو من رواية ( أبي عبدالرحمن السلمي ) وهو الصوفي المتهم ، واسمه ( محمد بن الحسين ) ، قال الذهبي في "المغني" :
"تكلم فيه ، وما هو بالحجة ، وقال الخطيب : قال لي محمد بن يوسف القطان : "كان يضع الأحاديث للصوفية . قلت : وله في حقائق التفسير تحريف كثير" .
قلت : وأنا أخشى أن يكون هذا الحديث من موضوعاته ؛ لأنه يتنافى مع أصول الشريعة وقواعدها التي نص عليها القرآن الكريم ، كقوله تعالى ( ومن يتزكى فإنما يتزكى لنفسه ) ، وقوله ( وأن ليس للإنسان إلا ما سعى ) .
ومثله : ما أخرجه البيهقي أيضاً (811) من طريق إسحاق بن إبراهيم : أنبأنا عبدالرزاق عن معمر عن شيخ لهم عن عمرو بن سعيد عن مسلم بن يسار قال : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم :
"ما اغرورقت عين بمائها إلا حرم الله سائر ذلك الجسد على النار ، ولا سالت قطرة على خدها فيرهق ذلك الوجه قترة ولا ذلة ، ولو أن باكياً في أمة من الأمم - رحموا ، وما من شيء إلا له مقدار وميزان ؛ إلا الدمعة ؛ فإنه يطفأ بها بحار من النار" .
وقال البيهقي :
"هذا مرسل ، وروي من قول الحسن البصري" .
قال المنذري (4/ 126/ 15) :
"وهو أشبه" .
وأعله بالراوي الذي لم يسم . وعمرو بن سعيد لم أعرفه ، وإسحاق بن إبراهيم ، هو الدبري ، وفيه كلام معروف .

(108/1)


3104- (إنه الله عز وجل ليعجب من مداعبة المرء وزوجته ، فيكتب لهما بذلك أجراً ، ويجعل لهما بذلك رزقاً ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /104 :
$منكر$
أخرجه أبو القاسم الأصبهاني في "الحجة" (ق72/ 1) من طريق الطبراني ، والديلمي في "مسند الفردوس" (1/ 242) من طريق ابن لال ؛ كلاهما عن يحيى بن يزيد بن عبدالملك عن أبيه [ عن يزيد بن خصيفة ] عن أبيه عن جده عن أبي هريرة مرفوعاً .
قلت : وهذا إسناد ضعيف مسلسل بالعلل :
الأولى : يحيى بن يزيد ، وهو النوفلي المدني ، قال ابن أبي حاتم عن أبيه :
"منكر الحديث ، لا أدري منه أو من أبيه ، لا ترى في حديثه حديثاً مستقيماً" .
وقال أبو زرعة :
"لا بأس به ، إنما الشأن في أبيه ، بلغني عن أحمد أنه قال : لا بأس به ، ولم يكن عنده إلا حديث أبيه ، ولو كان عنده غير حديث أبيه لتبين أمره" .
الثانية : يزيد بن عبدالملك ، قال الذهبي في آخر ترجمة ابنه :
"قال ابن عدي : الضعف على حديثه بين . قلت : وأبوه مجمع على ضعفه" .
وجزم الحافظ في "التقريب" بضعفه .
الثالثة والرابعة : أبو يزيد وجده ، وهو عبدالله بن خصيفة ، أورده الحافظ في "اللسان" وقال :
"قال العلائي في "الوشي" : إن كان يزيد هذا هو ابن خصيفة التابعي المشهور ، فإنه يزيد بن عبدالله بن خصيفة ، وكان ينسب إلى جده ، ولا أعرف حال والده ، ولا ذكر جده في الصحابة ، إلا في هذه الطريق ، وغن كان غيره فلا أعرفه ولا أعرف أباه ولا جده . قلت ( الحافظ ) : وتبين لي أنه هو ؛ فقد ذكر المزي يزيد بن عبدالملك في الرواة عنه" .
والزيادة التي بين المعكوفتين ليست عند الديلمي ، واستدركتها من الأصبهاني و "الميزان" وهي في "المعجم الكبير" أيضاً للطبراني (22/ 396) بهذا الإسناد لحديثين آخرين ، لكن ليس فيه : "عن أبي هريرة" ، بل أوردهما في ترجمة ( أبي خصيفة ) .

(109/1)


3105 - ( إن الله لينفع العبد بالذنب يذنبه ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /105 :
$ضعيف$
رواه العقيلي في "الضعفاء" (431) ، والقضاعي (91/ 1) عن مضر بن نوح السلمي : حدثنا عبدالعزيز بن أبي رواد عن نافع ابن عمر مرفوعاً ، وقال :
"مضر هذا لا يعرف بالنقل ، وحديثه غير محفوظ" .
وقال الذهبي :
"فيه جهالة" ، ثم ساق له هذا الحديث بلفظ : "يشفع للعبد" بدل : "لينفع العبد" ، وهو تحريف والصواب ما نقلناه عن "الضعفاء" ، فقد أخرجه أبو نعيم في "الحلية" (8/ 199) من هذا الوجه ووقع فيه بلفظ : "ليرفع" ، ويبدو أنه خطأ مطبعي . فقد عزاه السيوطي إليه بلفظ الترجمة . والله أعلم .

(110/1)


3106 - ( إن الله وهب لأمتي ليلة القدر ولم يعطها من كان قبلهم ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /106 :
$موضوع$
رواه الديلمي (1/ 2/ 239) عن إسماعيل بن أبي الشامي عن أنس مرفوعاً .
قلت : وهذا موضوع ، آفته إسماعيل هذا ، قال المناوي :
"قال الذهبي في "الضعفاء" عن الدارقطني : يضع الحديث" .
قلت : اسم أبيه مسلم السكوني ، ولم يذكروا له رواية عن أحد من الصحابة ، بل ولا عن التابعين ، وإنما عن أتباعهم كهشام بن عروة وغيره . فهو منقطع أيضاً .

(111/1)


3107 - ( إن الله لا يؤاخذ المزاح الصادق في مزحه ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /106 :
$ضعيف$
رواه الديلمي (1/ 2/ 241) من طريق السلمي ، بسنده عن يوسف بن أحمد بن الحكم : حدثنا موسى بن إسماعيل التبوذكي : حدثنا حماد ابن سلمة عن ثابت عن أنس مرفوعاً .
قلت : وهذا إسناد واه جداً ؛ يوسف بن أحمد بن الحكم لم أعرفه ، والسلمي متهم بوضع الأحاديث للصوفية .
والحديث عزاه السيوطي لابن عساكر ، فانتقده المناوي بأن الديلمي أخرجه أيضاً ، ثم لم يتكلم على إسناده بشيء ، والعهد به أنه يعل الحديث بمجيئه من طريق السلمي هذا .
وابن عساكر أخرجه (4/ 37) من طريق أبي الفرج المعافى بن زكريا : أخبرنا محمد ابن حمدان بن بغداد الصيدلاني : حدثني يوسف بن الضحاك : حدثني أبي : أخبرنا خالد الحذاء ، عن أبي قلابة عن عائشة مرفوعاً . وقال ابن عساكر :
"كذا قال ! وليس بمتصل ؛ فإن ( يوسف بن الضحاك ) متأخر ، يروي عن أبي سلمة التبوذكي ، ومحمد بن سنان العوفي وأقرانهما ، وأراه سقط منه اسم شيخه الذي روى عنه أبيه عن خالد . والله أعلم" .
قلت : و ( محمد بن حمدان بن بغداد الصيدلاني ) ترجمه الخطيب (2/ 287) برواية جمع عنه ، ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً .
و ( يوسف بن الضحاك ) ترجمه الخطيب أيضاً (14/ 307) ووثقه .

(112/1)


3108 - ( إن الله لا يأذن لشيء من أهل الأرض إلا لأذان المؤذنين ، والصوت الحسن بالقرآن ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /107 :
$موضوع$
أخرجه الخطيب في "التاريخ" (9/ 195) عن سلام الطويل الخراساني عن زيد العمي بن قرة عن معقل بن يسار مرفوعاً .
ذكره في ترجمة سلام هذا ، ونقل تضعيفه عن جماعة من الأئمة . وعن ابن خراش في رواية أنه قال : "كذاب" .
وقال الحافظ في "التقريب" :
"متروك" .
والحديث في "الصحيح" بنحوه دون ذكر الأذان . وهو مخرج في "صفة الصلاة" .

(113/1)


3109 - ( إن الله عز وجل لا يعذب من عباده المارد المتمرد الذي يتمرد على الله ، ويأبى أن يقول : لا إله إلا الله ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /108 :
$موضوع$
رواه ابن ماجه (4297) ، والعقيلي في "الضعفاء" (ص33) من طريق إسماعيل بن يحيى الشيباني عن عبدالله بن عمر بن حفص عن نافع عن ابن عمر قال :
كان النبي صلي الله عليه وسلم في بعض غزواته ، فمر بقوم ، فقال : من القوم ؟ قالوا : نحن مسلمون ، وامرأة تحصب تنوراً لها ومعها ابن لها ، فإذا ارتفع وهج التنور تنحت به ، فأتت النبي صلي الله عليه وسلم فقالت : أنت رسول الله ؟ قال : "نعم" ، قالت : بأبي وأمي ! أليس الله أرحم الراحمين ؟ قال : "بلى" ، قالت أليس الله أرحم بالعباد من الأم بولدها ؟ قال : "بلى" . قالت : فإن الأم لا تلقي ولدها في النار ، فأكب رسول الله صلي الله عليه وسلم يبكي ، ثم رفع رأسه إليها فقال : ... فذكره .
أورده العقيلي في ترجمة إسماعيل وقال :
"لا يتابع على حديثه" ، ثم روى عن يزيد بن هارون أنه قال فيه :
"كان كذاباً" .
وعبدالله بن عمر بن حفص ضعيف .

(114/1)


3110 - ( إن الله لا يعذب العامة بعمل الخاصة حتى يروا المنكر بين ظهرانيهم وهو قادرون على أن ينكروه فلا ينكروه ، فإذا فعلوا ذلك عذب الله الخاصة والعامة ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /108 :
$ضعيف$
أخرجه الطحاوي في "مشكل الآثار" (2/ 66) من طريق عمرو ابن أبي رزين : حدثنا سيف بن أبي سليمان المكي عن عدي عن أبيه مرفوعاً .
وعدي هذا هو : عدي بن عدي بن عميرة صحابي مات في خلافة معاوية .
وهذا إسناد رجاله كلهم ثقات إلا أن ابن أبي رزين - وهو عمرو بن محمد بن أبي رزين - ربما أخطأ ؛ كما قال ابن حبان ، وتبعه الحافظ في "التقريب" .
وقد خولف في إسناد هذا الحديث فقال عبدالله بن المبارك في "الزهد" (1352) ، وعنه أحمد (4/ 192) ، والطبراني في "الكبير" ( 17/ 139/ 344) : أخبرنا سيف بن أبي سليمان قال : سمعت عدي بن عدي الكندي يقول : حدثني مولى لنا : أنه سمع جدي يقول : ... فذكره مرفوعاً .
ثم أخرجه أحمد من طريق ابن نمير : حدثنا سيف قال : سمعت عدي بن عدي الكندي يحدث عن مجاهد قال : حدثني مولى لنا : أنه سمع عدياً يقول : ... فذكره مرفوعاً .
وهذا اضطراب شديد ؛ فبعضهم عنه عن عدي بن عدي عن المولى عن جده عميرة .
وبعضهم عنه عن عدي عن مجاهد عن المولى عن عدي بن عدي .
واستصوب الهيثمي (7/ 267) أنه من مسند عميرة ، قال : "وكذلك رواه الطبراني ، وفيه رجل لم يسم ، وبقية رجال أحد الإسنادين ثقات" .
ثم أورده (7/ 268) من حديث العرس بن عميرة مرفوعاً نحوه ، وقال : "رواه الطبراني ورجاله ثقات" .
والعرس هذا هو أخو عدي بن عميرة ، قيل : إنه صحابي كما في "التقريب" ، فإن كان الطبراني رواه عن العرس هذا من وجه آخر غير هذا الوجه المضطرب فهو مما يقويه . وإلا فيزيده وهناً على وهن . والله أعلم .
ثم رأيت الحافظ العراقي يقول في "تخريج الإحياء" (2/ 271) : "رواه أحمد من حديث عدي بن عميرة ، وفيه من لم يسم ، والطبراني من حديث أخيه العرس ابن عميرة ، وفيه من لم أعرفه" .
وهذا يخالف كلام الهيثمي : "ورجاله ثقات" ! فليراجع .
(تنبيه) هكذا لفظ الحديث عند أحمد والطحاوي : "لا يعذب العامة بعمل الخاصة" ، وكذلك هو في "المجمع" برواية أحمد و الطبراني ، وعكس ذلك الغزالي فساقه بلفظ : "لا يعذب الخاصة بذنوب العامة" ، ومر عليه الحافظ العراقي ؛ فخرجه مثلما رأيت ولم ينبه عليه بشيء ، والصواب رواية من ذكرنا ، ويؤيد ذلك رواية العرس بن عميرة ولفظها :
"إن الله لا يعذب العامة بعمل الخاصة حتى تعمل الخاصة بعمل تقدر العامة أن تغيره ولا تغيره ، فذاك حين يأذن الله في هلاك العامة والخاصة" .
هكذا أورده الطبراني في "المعجم الكبير" (17/ 138/ 343) وسنده هكذا : حدثنا محمد بن صالح بن الوليد النرسي : حدثنا الحسين بن سلمة بن أبي كبشة : حدثنا سالم بن نوح : حدثنا عمر بن عامر السلمي : حدثنا خالد بن يزيد عن عدي ابن عدي بن عميرة عن العرس بن عميرة قال : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : ... فذكره .
قلت : وهذا الإسناد هو الذي وثق رجاله الهيثمي . وقال فيه شيخه العراقي : "وفيه من لم أعرفه" .
فأقول : كلاهما مخطىء ، أما الهيثمي ؛ فلأن كلاً من عمر بن عامر وسالم بن نوح فيهما كلام ، وبخاصة الأول منهما ، وقد قال الحافظ فيهما :
"صدوق له أوهام" .
وأما العراقي ، فلا أرى في هذا الإسناد من لا يعرف ، اللهم إلا أن يكون أراد النرسي شيخ الطبراني ، فإني لم أجد له ترجمة ، لكن ما أظن أنه يعنيه ، فإنهم قلما يعلون الحديث بشيخ الطبراني ، وإنما ينظرون إلى من فوقه ، وهذا ما صنعه الهيثمي بقوله المتقدم في هذا الحديث ، وإنما يعني - والله أعلم - خالد بن يزيد هذا ، فإنه لم ينسب ، يغلب على ظني أنه أبو هاشم الدمشقي القاضي ؛ فإنه من هذه الطبقة ، وهو ثقة .
وبالجملة : فهذا وجه آخر من الاختلاف على عدي بن عدي . والله أعلم .

(115/1)


3111 - ( من فرق فليس منا . يعني : بين الولد وأمه وبين الإخوة ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /111 :
$موضوع$
أخرجه الطبراني في "الكبير" (20/ 228/ 535) : حدثنا المقدام بن داود : حدثنا أسد بن موسى : حدثنا نصر بن طريف ... عن سليمان التيمي : حدثني طليق عن أبيه عن معقل بن يسار مرفوعاً به . قال أسد : يفرق بين الولد وأمه وبين الإخوة .
قلت : وهذا موضوع ، آفته نصر بن طريف ، وبه أعله الهيثمي في "المجمع" (4/ 107) فقال :
"وهوكذاب" .
قلت : ودونه المقدام بن داود ، وفيه ضعف .
وفوقه طليق وهو ابن عمران بن حصين . ويقال : طليق بن محمد بن عمران الأنصاري ، وفرق بينهما ابن حبان فأوردهما في "الثقات" ، الأول في ( أتباع التابعين ) (6/ 494) ، والآخر في ( التابعين ) (4/ 397) ، وقال الدارقطني - كما في "الميزان" للذهبي - :
"لا يحتج به" .
وأشار الذهبي إلى أنه منقطع بينه وبين عمران ، وصرح بذلك المنذري في "الترغيب" (3/ 32) .
وقد رواه أبو بكر بن عياش : أخبرنا سليمان عن طليق بن محمد عن عمران مرفوعاً بلفظ :
"ملعون من فرق ..." .
أخرجه الدارقطني في "سننه" (3/ 66 -67/ 253) ، والحاكم (2/ 55) وعنه البيهقي (9/ 128) ، وقال الحاكم :
"وهذا إسناد صحيح" ! ووافقه الذهبي !
كذا قالا ، وقد عرفت ما ذكره الذهبي نفسه آنفاً في طليق ، على أن الدارقطني ذكر عقبه اختلاف الرواة على طليق ، فمنهم من يرويه عنه عن عمران كما رأيت ، منهم من قال : عنه عن أبي بردة عن أبي موسى ، ومنهم من يرويه عن طليق مرسلاً . قال عبدالحق :
"والمحفوظ عن التيمي مرسلاً" .
وقال ابن القطان :
"وبالجملة فالحديث لا يصح ؛ لأن طليقاً لا يعرف حاله" .
نقلته من "التعليق المغني" (3/ 67) .
وهناك خلاف في المتن أيضاً :
1- في هذه الرواية قال : "ملعون .." .
2- وفي رواية أبي موسى : "نهى رسول الله صلي الله عليه وسلم أن يفرق بين الأخ وأخيه ، والوالد وولده" .
ولفظ ابن ماجه فيها (2250) : " لعن رسول الله صلي الله عليه وسلم من فرق .." .
نعم ؛ قد جاء الحديث من طريق أخرى من حديث أبي أيوب الأنصاري مرفوعاً بلفظ :
"من فرق بين الوالدة وولدها ، فرق الله بينه وبين أحبته يوم القيامة" .
وهو مما حسنه الترمذي ، وصححه الحاكم والذهبي ، وقد خرجته في "أحاديث البيوع" و "المشكاة" (3361) .
(تنبيه) لقد خلط الغماري خلطاً عجيباً في تخريج حديث أبي أيوب هذا ، فعزاه للحاكم أيضاً من حديث عمران ! والدارقطني من حديث أبي موسى ، وقد عرفت أن لفظهما يختلف تماماً عن لفظ أبي أيوب ، كما عزاه لأبي داود والحاكم عن علي !
وهو حديث آخر ضعيف . انظر "المشكاة" (3362-3363) .

(116/1)


3112 - ( إن الله لا يقبل صلاة من لا يصيب أنفه الأرض ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /114 :
$ضعيف جداً$
رواه أبو نعيم في "أخبار أصبهان" (2/ 363) عن يسار بن سمير : حدثنا أبو وهب عبدالله بن وهب عن سليمان القافلاني عن محمد بن سيرين عن أم عطية مرفوعاً .
أورده في ترجمة يسار هذا وقال :
"كان من العباد والزهاد يروي عن البصريي" . ولم يذكر فيه جرحاً .
لكن لم يتفرد به ؛ فقد أخرجه الطبراني في "الأوسط" (1/ 39/ 1) من طريق الحسن بن مدرك : حدثنا عبدالعزيز بن عبدالله القرشي : حدثنا سليمان القافلاني به ، وقال :
"لا يروى عن أم عطية إلا بهذا الإسناد تفرد به ابن مدرك" .
كذا قال ، ويرده متابعة يسار المذكورة ، وعلة الحديث سليمان هذا - وهو ابن محمد القافلاني - ، وهو متروك الحديث ؛ كما قال الذهبي وتبعه الهيثمي (2/ 126) ثم العسقلاني .
لكن يغني عن هذا الحديث قوله صلي الله عليه وسلم : "لاصلاة لمن يصيب أنفه من الأرض ما يصيب الجبين" . وترى تخريجه في "صفة الصلاة" .

(117/1)


3113 - ( إن الله يباهي بالشاب العابد الملائكة ، يقول : انظروا إلى عبدي ترك شهوته من أجلي ، أيها الشاب أنت عندي كبعض ملائكتي ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /114 :
$موضوع$
رواه الديلمي (1/ 2/ 246) من طريق ابن السني عن كثير بن زياد عن يزيد بن زياد الشامي عن مروان عن طلحة مرفوعاً .
قلت : وهذا موضوع ، آفته الشامي هذا ، ويقال فيه : ابن أبي زياد ، قال البخاري : منكر الحديث . وقال النسائي : متروك الحديث ؛ كذا في "الميزان" ، وساق له حديثاً قال فيه عن أبي حاتم : باطل موضوع .
قلت : وهذا الحديث أشم منه رائحة الإسرائيليات .
وقد وجدت الحديث في "الزهد" للإمام أحمد غير مرفوع ، أخرجه (ص106) من طريق عبدالرحمن بن عدي البهراني عن يزيد بن ميسرة قال :
"إن الله عز وجل يقول : أيها الشاب التارك شهوته لي ، المبتذل شبابه من أجلي ، أنت عندي كبعض ملائكتي" .
قلت : فلم يرفعه إلى النبي صلي الله عليه وسلم ، وإسناده حسن إلى ميسرة ، وهو من أتباع التابعين ، لم يذكر فيه ابن أبي حاتم (4/ 2/ 288) جرحاً ولا تعديلاً ، فهو مقطوع ، وهو بالإسرائيليات أشبه . والله أعلم .

(118/1)


3114 - ( إن الله يباهي بالطائفين ملائكته ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /115 :
$ضعيف$
رواه أبو يعلى في "مسنده" (3/ 1133) ، وابن عدي (316/ 2) ، وأبو نعيم في "الحلية" (8/ 216) عن عائذ بن نسير عن عطاء عن عائشة مرفوعاً . وقال ابن عدي :
"حديث غير محفوظ" .
قلت : وعلته عائذ بن نسير هذا ، قال ابن معين : حديثه ضعيف . كما رواه عنه العقيلي في "الضعفاء" (ص342) وابن عدي .
و (نسير) : بالنون والسين المهملة مصغراً ، كما هو مقيد في العقيلي وابن عدي ، وهو كذلك في "المشتبه" للذهبي (ص82) ، ووقع في "الميزان" طبعة الخانجي : "شبر" ! وفي "اللسان" : "بشير" ! واغتر به المصحح لكتاب "مجمع الزوائد" (3/ 208) ! وانظر الحديث الآتي (5096) .

(119/1)


3115 - ( إن الله لا ينظر إلى من يخضب بالسواد يوم القيامة ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /116 :
$ضعيف$
رواه ابن سعد في "الطبقات" (1/ 441) : أخبرنا عبدالرحمن ابن محمد المحاربي عن ليث عن عامر رفعه قال : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : ... فذكره .
قلت : وهذا إسناد ضعيف مرسل ، رجال إسناده كوفيون كلهم ، وليث - وهو ابن أبي سليم - ضعيف محتلط .
وعامر ؛ الظاهر أنه الشعبي ؛ فهو مرسل .
قلت : وفي النهي عن الصبغ بالسواد غير ما حديث واحد صحيح ، فانظرها في "غاية المرام في تخريج أحاديث الحلال والحرام" .

(120/1)


3116 - ( إن الله يبعث من مسجد الشار يوم القيامة شهداء ، لا يقوم مع شهداء بدر غيرهم ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /116 :
$ضعيف$
رواه أبو داود (4308) ، والعقيلي في "الضعفاء" (ص18) ، والبيهقي في "الشعب" (3/ 478/ 4115) عن إبراهيم بن صالح بن درهم قال : سمعت أبي أنه سمع أبا هريرة بالبطحاء يقول : سمعت أبا القاسم صلي الله عليه وسلم يقول : فذكره . وقال العقيلي :
"إبراهيم وأبوه ليسا بمشهورين بنقل الحديث ، والحديث غير محفوظ" . قال الذهبي :
"ضعفه الدارقطني ، له في الشهداء ، قال البخاري : لا يتابع عليه" .
ولفظه عند أبي داود :
"سمعت أبي يقول : انطلقنا حاجين ، فإذا رجل ، فقال لنا : إلى جنبكم قرية يقال لها الأبلة ؟ قلنا : نعم ، قال : من يضمن لي منكم أن يصلي لي في مسجد العشار ركعتين أو أربعاً ويقول : هذه لأبي هريرة ، سمعت خليلي أبا القاسم صلي الله عليه وسلم يقول ...." .

(121/1)


3117 - ( إن الله يبغض البذخين الفرحين المرحين ويحب كل قلب حزين ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /117 :
$موضوع$
رواه الديلمي (1/ 2/ 243) عن إسماعيل الشامي عن ثور بن يزيد عن خالد بن معدان عن معاذ بن جبل مرفوعاً .
قلت : وهذا موضوع ، آفته إسماعيل وهو ابن أبي زياد ؛ اتهمه الدارقطني بالوضع كما تقدم في الحديث (3106) .

(122/1)


3118 - ( إن لكل ساع غاية ، وغاية كل ساع الموت ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /117 :
$ضعيف$
رواه القضاعي (86/ 1) عن يحيى الحماني قال : أخبرنا رباح أبو المهاجر الزاهد قال : أخبرنا أبو يحيى الرقاشي عن أبي سورة بن أخي أبي أيوب عن أبي أيوب قال : خرج علينا رسول الله صلي الله عليه وسلم يوماً فأخذ بعضادتي باب المسجد ونادى بأعلى صوته :
"يا أيها الناس ! يا أهل الإسلام ! جاء الموت بما جاء بالروح والرحمة والكرة المباركة لأولياء الله من أهل دار السرور الذين كان سعيهم ورغبتهم فيها . يا أيها الناس ! يا أهل الإسلام ! جاء الموت بما جاء بالحسرة والندامة والكرة الخاسرة لأولياء الشيطان من أهل الغرور ، الذين كان سعيهم ورغبتهم فيها ، ألا إن لكل ساع ..." الحديث .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ أبو سورة ضعيف ، واللذان دونه لم أعرفهما ، ويحيى الحماني فيه ضعف .
وروى البغوي من طريق علي بن قرين عن زيد بن هلال عن أبيه هلال بن قطبة سمعت جلاس بن عمرو قال :
وفدت في نفر من قومي من كندة على رسول الله صلي الله عليه وسلم ، فلما أردنا الرجوع قلنا : أوصنا يا نبي الله ! قال : "إن لكل ساع غاية ، وغاية ابن آدم الموت .." الحديث .
وعلي بن قرين ضعيف جداً ، ومن فوقه لا يعرفون ؛ كذا في "الإصابة" (1/ 253) .
قلت : وتمام الحديث عند البغوي كما في "الجامع" :
".... فعليكم بذكر الله فإنه يسهلكم ، ويرغبكم في الآخرة" .
قلت : وعلي هذا قال ابن معين :
"كذاب خبيث" ، وقال العقيلي :
"كان يضع الحديث" .

(123/1)


3119 - ( إن لكل مسيء توبة ، إلا صاحب سوء الخلق ؛ فإنه لا يتوب من ذنب إلا وقع في شر منه ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /119 :
$موضوع$
أخرجه الخطيب في "التاريخ" (8/ 59) عن عمرو بن جميع عن يحيى بن سعيد الأنصاري عن محمد بن إبراهيم التيمي عن أبيه عن عائشة مرفوعاً .
قلت : وهذا موضوع ، آفته عمرو بن جميع ؛ كذبه يحيى بن معين ، وقال الحاكم :
"روى عن هشام بن عروة وغيره أحاديث موضوعة" .

(124/1)


3120 - ( إن الله يتجلى لأهل الجنة في مقدار كل يوم على كثيب كافور أبيض ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /119 :
$موضوع$
أخرجه الخطيب في "التاريخ" (7/ 220) من طريق جعفر بن محمد العطار : حدثنا جدي عبدالله بن الحكم قال : سمعت عاصماً أبا علي يقول : سمعت حميداً الطويل قال : سمعت أنس بن مالك يقول : سمعت رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول : ... فذكره .
قلت : أورده في ترجمة جعفر العطار هذا ولم يذكر فيها شيئاً سوى أن ساق له هذا الحديث ! وقد أورده ابن الجوزي في "الموضوعات" من رواية الخطيب وقال :
"لا أصل له ، جعفر وجده عاصم مجهولان" .
والغريب أنهما لم يذكرا في "الميزان" و "اللسان" أو غيرهما .
ومع أن السيوطي أقر ابن الجوزي على وضعه ، ونقل عنه في "اللآلي" (2/ 460) كلامه المتقدم ، ولم يتعقبه بشيء ؛ إلا أنه أورده في "الجامع الصغير" مشياً منه مع ظاهر السند فيه كذاب أو وضاع !

(125/1)


3121 - ( إن الله يحب أبناء السبعين ، ويستحي من أبناء الثمانين ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /120 :
$ضعيف$
أخرجه أبو نعيم في "الحلية" (3/ 199-200) عن محمد بن خلف القاضي : حدثنا وكيع : حدثنا محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن موسى بن جعفر : حدثني عم أبي الحسن بن موسى عن عمه علي بن جعفر عن أبان بن تغلب عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده عن أبيه رفعه إلى النبي صلي الله عليه وسلم : ... فذكره وقال :
"غريب من حديث [ علي بن ] جعفر وأبان ، ولم نكتبه إلا بهذا الإسناد" .
قلت : وهو ضعيف ؛ فيه علل :
1- علي بن جعفر - وهو ابن محمد الصادق - مجهول الحال في الرواية . قال الذهبي :
"ما رأيت أحداً لينه ، نعم ، ولا من وثقه ، لكن حديثه منكر جداً ، ما صححه الترمذي ولا حسنه ...." .
قلت : ثم ساق الحديث الآتي بعده ، وسترى فيه أن الترمذي حسنه ، فالظاهر أنه ليس ذلك في كل النسخ ، وإلا لما نفاه الذهبي .
2- الحسن بن موسى - وفي الأصل : الحسين بن موسى - لم أجد له ترجمة ، وإنما ذكره الخطيب في شيوخ محمد بن إسماعيل الآتي .
3- محمد بن إسماعيل ترجمه الخطيب (2/ 37-38) وذكر أنه يكنى بأبي علي العلوي ، ولم يذكر له راوياً غير محمد بن خلف الآتي ، ولم يحك فيه جرحاً ولا تعديلاً ، فهو مجهول .
4- محمد بن خلف ترجمه الخطيب أيضاً ترجمة حسنة ، ولكنه روى عن ابن المنادي أنه قال :
"حمل أقل الناس عنه نزراً من الحديث ، وشيئاً من تصانيفه للين شهر به" .
وبه أعله المناوي في "الفيض" ، وفاتته العلل الأخرى ، ومنه تعلم خطأ قوله في "التيسير" :
"إسناده حسن" !
وقد روى الشطر الأول منه بلفظ :
"الثمانين" بدل : "السبعين" .
وقد مضى تخريجه وبيان علله برقم (1920) .

(126/1)


3122 - ( من أحبني وأحبهما - ( يعني : الحسن والحسين ) - وأباهما وأمهما ؛ كان معي في درجتي يوم القيامة ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /121 :
$منكر$
أخرجه الترمذي (2/ 301) ، وعبدالله بن أحمد في "زوائد مسند أبيه" (1/ 77) ، وأبو الشيخ في "الطبقات" (ص281-ظاهرية) ،والدولابي في "الذرية الطاهرة" (ق39/ 1) ، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (1/ 191-192) ، والخطيب في "التاريخ" (13/ 288) عن نصر بن علي : حدثنا علي بن جعفر بن محمد : حدثني أخي موسى بن جعفر عن أبيه عن جده عن علي : أن النبي صلي الله عليه وسلم أخذ بيد الحسن والحسين فقال : ... فذكره .
وقال الترمذي :
"حديث حسن غريب ، لا نعرفه من حديث جعفر بن محمد إلا من هذا الوجه" .
قلت : علي بن جعفر هذا مجهول الحال كما تقدم في الحديث قبله ، وتقدم فيه عن الذهبي أن هذا الحديث منكر جداً . وقال في "مختصر منهاج السنة" (ص476) تبعاً لأصله "المنهاج" (4/ 107) - واللفظ الذهبي - :
"وذكره ابن الجوزي في "الموضوعات" ، وهل يقول رسول الله صلي الله عليه وسلم هذه المجازفة أصلاً من كون المسلم الخطاء يصير في درجة المصطفى بمجرد الحب ؟!" .
وليس في "المنهاج" ذكر ابن الجوزي في هذا الحديث ، وإنما ذكره في حديث آخر عقب هذا في حب علي أيضاً ، فكأن الذهبي انتقل بصره عند الاختصار من الحديث الأول إلى هذا ، وهو في "موضوعات ابن الجوزي" (1/ 387) .

(127/1)


3123- ( إن الله يحب الرجل له الجار السوء يؤذيه فيصبر على أذاه ، ويحتسبه حتى يكفيه الله بحياة أو موت ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /122 :
$ضعيف جداً$
أخرجه ابن أبي الدنيا في "مكارم الأخلاق" (ص81) ، والخطيب في "التاريخ" (10/ 133) ، والديلمي (1/ 2/ 247) عن بقية بن الوليد : حدثنا عيسى بن إبراهيم عن الأسود بن شيبان قال : سمعت أبا العلاء يزيد بن عبدالله يحدث عن مطرف : أنه سمع أبا ذر يقول : ... فذكره مرفوعاً .
قلت : وهذا إسناد ضعيف جداً ، آفته عيسى بن إبراهيم - وهو ابن طهمان الهاشمي - ؛ قال البخاري والنسائي :
"منكر الحديث" . وقال أبو حاتم والنسائي :
"متروك" .

(128/1)


3124 - ( إن الله يحب السهل الطلق ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /123 :
$ضعيف جداً$
أخرجه الخرائطي في "مكارم الأخلاق" (ص23) ، وأبو القاسم بن أبي قعنب في "حديث القاسم بن الأشيب" (7/ 2) ، وأبو عمر بن منده في "أحاديثه" (2/ 2) ، وابن عدي في "الكامل" (ق50/ 2) ، والقضاعي (ق90/ 1) ، والبيهقي في "الشعب" (6/ 254/ 8056) ، والديلمي (1/ 2/ 248) عن جويبر عن محمد بن واسع عن أبي صالح عن أبي هريرة مرفوعاً .
قلت : وهذا إسناد ضعيف جداً ، آفته جويبر هذا - وهو ابن سعيد الأزدي - ؛ قال ابن عدي :
"الضعف على حديثه ورواياته بين" . وفي "التقريب" :
"ضعيف جداً" .
لكن رواه البيهقي أيضاً من طريق آخر عن أبي سعيد الحارثي ، عن معاذ بن هشام : أخبرنا أبي عن قتادة عن مورق العجلي به مرسلاً .
ورجاله ثقات ؛ غير أبي سعيد الحارثي ، واسمه عبدالرحمن بن محمد بن منصور ، قال الذهبي في "المغني" :
"حدث بما لا يتابع عليه" .

(129/1)


3125 - ( إن الله يحب حفظ الود القديم ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /124 :
$ضعيف جداً$
رواه ابن عدي (217/ 1) ، والأصبهاني في "الترغيب" (109/ 1) عن عبدالله بن إبراهيم الغفاري : حدثنا عبدالله بن أبي بكر المنكدر عن صفوان بن سليم عن عطاء بن يسار عن عائشة مرفوعاً وقال :
"وعبدالله بن إبراهيم عامة ما يرويه لا يتابعه الثقات عليه" .
وقال الحافظ في "التقريب" :
"متروك ، ونسبه ابن حبان إلى الوضع" .
ورواه الديلمي في "مسند الفردوس" عن جابر مرفوعاً بلفظ :
"إن الله يحب المداومة على الإخاء القديم ، فداموا عليه" .
ونقل المناوي عن "اللسان" أنه قال :
"هذا منكر بمرة ولا أظن ابن عيينة حدث به قط" .
قلت : وأخرجه الديلمي في "مسند الفردوس" (1/ 249) من طريق أبي نعيم : حدثنا أبو محمد بن حيان : حدثنا خالي أبو عبدالرحمن : حدثنا عبدالله ابن محمد بن سلام : حدثنا داود بن إبراهيم : حدثنا ابن عيينة، عن ابن المنكدر ، عن جابر .
وقد أخرج أبو نعيم الأصبهاني الحديث في ترجمة ( عبدالله بن محمد بن سلام ) من "أخبار أصبهان" (2/ 57) ، وذكر أنه روى عن جمع منهم ( داود بن إبراهيم الواسطي ) ، وقال :
"وكان شيخاً ، فيه لين" .
قلت : فهو العلة ؛ فإن ( داود بن إبراهيم الواسطي ) وثقه الطيالسي وحدث عنه كما في "اللسان" .

(130/1)


3126 - ( إن الله يحب المرأة الملقة البزعة مع زوجها ، الحصان عن غيره ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /125 :
$ضعيف$
رواه الديلمي (1/ 2/ 249) عن محمد بن جعفر بن مالك عن محمد بن منصور عن محمد بن سلمة : أخبرني علي بن جعفر عن الحسين بن زيد عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده عن علي بن أبي طالب مرفوعاً .
قلت : وهذا إسناد ضعيف :
الحسين هذا - وهو أبو عبدالله العلوي الكوفي ، ضعيف ؛ كما قال ابن المديني .
وعلي بن جعفر - وهو ابن محمد الصادق - مجهول الحال ، كما سبق بيانه تحت الحديث (3121) .
ومن دونه لم أعرفهم .

(131/1)


3127 - ( إن الله يحب أن يعمل برخصه ، كما يحب أن يعمل بفرائضه ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /125 :
$موضوع بهذا اللفظ$
أخرجه ابن أبي خيثمة في "التاريخ" (ق3/ 2) ، **************
*******

(132/1)


3130 - ( إن الله يحشر المؤذنين يوم القيامة أطول الناس أعناقاً بقولهم : لا إله إلا الله ) .\
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /128 :
$ضعيف بهذا اللفظ$
أخرجه السراج في "الثاني من الأول من مسنده" (24/ 1-2) ، والخطيب في "التاريخ" (10/ 384) عن عمر بن عبدالرحمن عن محمد بن عمار عن سعد المؤذن : أنه سمع أبا هريرة يذكر : أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال : ... فذكره .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ عمر بن عبدالرحمن - وهو ابن أسيد بن عبدالرحمن بن زيد بن الخطاب - أورده ابن أبي حاتم (3/ 1/ 121) براوية عبدالله بن نافع وأبي نعيم عنه لا غير ، ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً .
ومحمد بن عمار - وهو ابن سعد المؤذن - لم يوثقه غير ابن حبان ، لكن روى عنه جماعة .
وقد صح مختصراً من طريق آخلا عن معاوية بلفظ :
"المؤذنون أطول الناس أعناقاً يوم القيامة" .
رواه مسلم وغيره .

(133/1)


3131 - ( إن الله ليغار لعبده المؤمن ، فليغر لنفسه ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /129 :
$ضعيف$
أخرجه أبو يعلى في "مسنده" (3/ 1261) ، والطبراني في "المعجم الأوسط" (1068) ، والقضاعي (91/ 1) عن الأعلى الثعلبي عن أبي عبيدة عن أبيه عبدالله بن مسعود مرفوعاً .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ أبو عبيدة لم يسمع من أبيه .
وعبدالأعلى الثعلبي ضعيف . قال المناوي :
"ورواه عنه أيضاً الدارقطني . قال ابن القطان : والحديث لا يصح ، فإن فيه أبا عبيدة عن أمه زوج ابن مسعود ولا يعرف لهما حال ، وليست زينب امرأة عبدالله الثقفية ؛ لأن تلك صحابية ، وابن مسعود عاش بعد النبي صلي الله عليه وسلم إلى سنة ثنتين وثلاثين ، فلا يبعد أن يتزوج غير صحابية" .
قلت : أبو عبيدة ثقة معروف ، وروايته عن أمه غير معروفة ، ولعله خطأ من بعض الرواة أو النساخ . والله أعلم .

(134/1)


3132 - ( إن الله يخل بلقمة الخبز وقبضة التمر ومثله مما ينفع المسكين ثلاثة الجنة : الآمر به ، والزوجة المصلحة ، والخادم الذي يناول المسكين ، وقال : الحمد لله الذي لم ينس خدمنا ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /129 :
$ضعيف جداً$
أخرجه الحاكم (4/ 134-135) عن سويد بن عبدالعزيز : حدثنا محمد بن عجلان عن سعيد بن أبي سعيد المقبري عن أبي هريرة مرفوعاً ، وقال :
"صحيح على شرط مسلم" ! ورده الذهبي بقوله :
"قلت : سويد متروك" .
قلت : ولم يخرج له مسلم أصلاً .

(135/1)


3133 - ( إن الله يستحي من عبده إذا صلى في جماعة ثم يسأله حاجته أن ينصرف حتى يقضيها ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /130 :
$موضوع$
أخرجه أبو نعيم في "الحلية" (7/ 254) من طريق إسماعيل بن يحيى : حدثنا مسعر عن عطية عن أبي الخدري مرفوعاً وقال :
"غريب من حديث مسعر ، تفرد به إسماعيل" .
قلت : وهو كذاب يضع الحديث .

(136/1)


3134 - ( إن الله يعجب من سائل يسأل غير الجنة ، ومن معط يعطي لغير الله ، ومن متعوذ يتعوذ من غير النار ، ألا فليباه بالعبادة لمن فوقه ، والغنى إلى من دونه ، حتى يكتب شاكراً صابراً ؛ فإن أولياء الله أخروا النعيم للآخرة ، وعجلوا الشدة في الدنيا للراحة ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /130 :
$ضعيف$
أخرجه الخطيب في "التاريخ" (9/ 267) عن شيخ بن عميرة الأسدي قال : حدث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده عن النبي صلي الله عليه وسلم مرفوعاً به .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ ابن عميرة هذا لا يعرف ، ترجمه بهذا الحديث ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً .

(137/1)


3135 - ( إن الله جل ذكره يقول : إن عبدي كل عبدي الذي يذكرني وهو ملاق قرنه - يعني : عند القتال - ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /131 :
$ضعيف$
رواه الترمذي (2/ 277) ، والدولابي (2/ 23) ، وابن عدي (260/ 2) ، وابن منده في "المعرفة" (2/ 76/ 2) عن الوليد بن مسلم : حدثنا أبو عائذ عفير بن معدان : أنه سمع أبا دوس يحدث عن ابن عائذ اليحصبي عن عمارة بن زعكرة قال : سمعت رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول : ... فذكره . وقال الترمذي :
"حديث غريب ، لا نعرفه إلا من هذا الوجه ، ليس إسناده بالقوي ، ولا نعرف لعمارة بن زعكرة عن النبي صلي الله عليه وسلم إلا هذا الحديث الواحد" .
ثم قال : "يعني : أن يذكر الله في تلك الساعة" .
قلت : وعلته عفير بن معدان ؛ فإنه ضعيف كما في "التقريب" . لكن نقل المناوي عن ابن حجر أنه قال :
"وهو حسن غريب ، وقول الترمذي : "ليس إسناده بقوي" ، يريد ضعف عفير . لكن وجدت له شاهداً قوياً مع إرساله ، أخرجه البغوي ، فلذلك حسنته" .
قلت : وقد وقفت على إسناد المرسل ، ذكره الحافظ نفسه في "الإصابة" من طريق الوليد بن مسلم أيضاً عن عبدالعزيز بن إسماعيل بن مهاجر عن الوليد بن عبدالرحمن عن ( الأصل : ابن ) جبير بن نفير قال : بقول أبيه : فذكره . قال الوليد : "فذكرته لعقبة فحدثني" .
قلت : كذا الأصل : "بقول أبيه" ، ولعل الصواب : "قال النبي" .
والوليد بن مسلم ثقة لكنه كثير التدليس والتسوية كما قال الحافظ في "التقريب" ، ومن فوقه كلهم ثقات ، ولكنه لم يصرح عنهم بالتحديث ، وشيخه الذي صرح بالتحديث عنه عقبة لم أعرف من هو ، ولذلك فإني لا أرى هذا الإسناد قوياً .
وعليه فلا أرى الحديث يرتقي به إلى درجة الحسن . والله أعلم .

(138/1)


3136 - ( إن الله يكره فوق سمائه أن يخطأ أبو بكر ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /132 :
$موضوع$
رواه ابن عساكر (9/ 297/ 2) عن الطبراني - وهذا في "المعجم الكبير" (20/ 67-رقم124) ، و "مسند الشاميين" (668و2247) - عن أبي يحيى الحماني : أخبرنا أبو العطوف عن الوضين بن عطاء عن عبادة بن نسي عن عبدالرحمن بن غنم عن معاذ بن جبل :
أن رسول الله صلي الله عليه وسلم لما أراد أن يسرح معاذاً إلى اليمن استشار ما شاء من أصحابه فيهم أبو بكر وعثمان وعلي وطلحة والزبير وأسيد بن حضير ، فتكلم كل إنسان برأيه ، فقال : ما ترى يا معاذ ؟ قلت : أرى ما قال أبو بكر ، فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم : "إن الله يكره فوق سمائه ...." الحديث .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ الوضين بن عطاء سيىء الحفظ .
وأبو العطوف - هو الجراح بن منهال - منكر الحديث ؛ كما قال البخاري ومسلم .
وأبو يحيى الحماني فيه كلام .
والحديث أخرجه ابن شاهين في "السنة" (رقم109) من هذا الوجه .
ورواه الحارث في "مسنده" (113/ 2-زوائده) - وعنه ابن قدامة المقدسي في "العلو" (ق159/ 2) - من طريق بكر بن خنيس عن محمد بن سعيد عن عبادة بن نسي به . وبكر بن خنيس متروك وشيخه كذاب .
ومن هذه الطريق أورده ابن الجوزي في "الموضوعات" وتعقبه السيوطي في "اللآلي" (1/ 300) بالطريق الأولى ، فلم يأت بطائل كما قال المناوي . فإنه مع ضعف إسناده علامات الوضع عليه ظاهرة ؛ فإن أبا بكر رضي الله عنه ليس معصوماً ، وإذا كان كذلك فلماذا يكره الله أن يخطأ ؟ كيف وقد يكون بيان خطئه واجباً في بعض الأحيان ! وقد خطأه النبي صلي الله عليه وسلم نفسه في قصة مخرجة في "الصحيح" فانظر : "سلسلة الأحاديث الصحيحة" وقوله صلي الله عليه وسلم له : "أصبت بعضاً ، وأخطأت بعضاً" .
والحديث أخرجه أيضاً أبو نعيم في "أخبار أصبهان" (2/ 204) من الطريق الثانية ، وقال الذهبي في "العلو" (ص37-طبع أنصار السنة) بعد أن بين علله : "والخبر غير صحيح ، وعلى باغض الصديق اللعنة" .

(139/1)


3137 - ( إن الله يكره رفع الصوت بالعطاس والتثاؤب ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /133 :
$موضوع$
رواه ابن السني في "عمل اليوم والليلة" (261) ، والديلمي (1/ 2/ 254) عن عثمان بن عبدالرحمن الطرائفي عن علي بن عروة عن ابن أبي مليكة عن عبدالله بن الزبير مرفوعاً .
قلت : وهذا موضوع ، آفته علي بن عروة ؛ كذبه صالح جزرة . وقال ابن حبان :
"كان يضع الحديث" .

(140/1)


3138 - ( إن القاضي العادل ليجاء به يوم القيامة ، فيلقى من شدة الحساب ما يتمنى أن لا يكون قضى بين اثنين في تمرة قط ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /134 :
$ضعيف$
رواه العقيلي في "الضعفاء" (312) عن عمرو بن العلاء - ولقبه جرز - : حدثنا صالح بن سرج عن عمران بن حطان عن عائشة مرفوعاً . وقال :
"عمران لا يتابع على حديثه ، وكان يرى رأي الخوارج ، ولا يثبت سماعه من عائشة" .
قال الذهبي - وقد ذكر الحديث - :
"قلت : كان الأولى أن يلحق الضعف في هذا الحديث بصالح أو بمن بعده ؛ فإن عمران صدوق في نفسه ... قال العجلي : تابعي ثقة ، وقال أبو داود : ليس في أهل الأهواء أصح حديثاً من الخوارج ، فذكر عمران بن الحطان . وقال قتادة : كان لا يتهم في الحديث" .
قلت : وصالح بن سرج لم يجرح إلا بأنه كان من الخوارج ، وهذا جرح مردود كما سبق في كلام الذهبي ، لكن لم يوثقه غير ابن حبان .
وعمرو بن العلاء لم أجد من ترجمه . والله أعلم .
ثم وجدته في "الجرح والتعديل" (3/ 1/ 251) من رواية ثلاثة من الثقات عنه ، لكنه لم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً ، فالحديث علته الجهالة . والله أعلم .

(141/1)


3139 - ( إن المؤمن إذا تعلم باباً من العلم عمل به أو لم يعمل ، كان أفضل من أن يصلي ألف ركعة تطوعاً ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /135 :
$منكر$
رواه الديلمي (1/ 2/ 291-292) من طريق ابن لال معلقاً عن الحسن بن علي بن الحسن : حدثنا يعلى بن عبيد عن محمد بن إسحاق عن نافع عن ابن عمر مرفوعاً .
قلت : وهذا إسناد ضعيف مسلسل بالعلل :
الأولى : عنعنة ابن إسحاق ؛ فإنه كان مدلساً .
الثانية : جهالة الحسن بن علي بن الحسن ؛ فإني لم أجد له ترجمة .
الثالثة : الانقطاع بينه وبين ابن لال . وقد عزاه إليه السيوطي في "الزيادة على الجامع الصغير" (43/ 2) ، فإن كان في كتاب ابن لال نفسه هكذا معلقاً ، فكان ينبغي للسيوطي أن ينبه على ذلك .

(142/1)


3140 - ( إن المؤمن إذا مات تجملت المقابر لموته ، فليس منها بقعة إلا وهي تتمنى أن يدفن فيها ، وإن الكافر إذا مات أظلمت المقابر لموته ، فليس فيها بقعة إلا وهي تستجير بالله : أن لا يدفن فيها ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /135 :
$ضعيف جداً$
رواه ابن عساكر (18/ 164/ 1) عن سويد بن عبد العزيز : حدثني أبو عبدالله النجراني عن عبدالله بن عمر مرفوعاً .
أورده في ترجمة أبي عبدالله النجراني - واسمه يزيد بن عبدالله - ، وروى عن أبي محمد ( هو ابن أبي حاتم ) قال : "صالح الحديث ، لا بأس به" .
وهذا في "كتاب الجرح والتعديل" له (4/ 2/ 401) .
لكن سويد بن عبدالعزيز واه جداً ؛ كما قال الذهبي .

(143/1)


3141 - ( إن المؤمن يضرب وجهه بالبلاء كما يضرب وجه البعير ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /136 :
$موضوع$
أخرجه الخطيب في "التاريخ" (13/ 344) من طريق مجاشع بن عمرو : حدثنا حماد بن سلمة عن مطر عن عكرمة عن ابن عباس مرفوعاً .
قلت : وهذا موضوع ، آفته مجاشع هذا ، قال ابن معين :
"قد رأيته أحد الكذابين" .
وساق له الذهبي والعسقلاني بعض الموضوعات .

(144/1)


3142 - ( إن الله ليكره الرجل الرفيع الصوت ، ويحب الرجل الخفيض الصوت ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /136 :
$ضعيف جداً$
رواه البيهقي في "الشعب" (6/ 363/ 8536و8537) ، والديلمي (1/ 2/ 254) عن عبدالله بن حماد : حدثنا نعيم بن حماد : حدثنا مسلمة بن علي عن يحيى بن الحارث عن القاسم أبي عبدالرحمن عن أبي أمامة مرفوعاً .
قلت : وهذا إسناد هالك ؛ مسلمة بن علي - وهو الخشني - متروك .
ونعيم بن حماد ضعيف متهم .
وعبدالله بن حماد لم أعرفه .

(145/1)


3143 - ( إن المجالس ثلاثة : سالم ، وغانم ، وشاجب ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /137 :
$ضعيف$
أخرجه ابن حبان (83) ، وأحمد (3/ 75) ، وأبو يعلى (10/ 386) عن دراج عن أبي الهيثم عن أبي سعيد الخدري مرفوعاً .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ من أجل دراج أبي السمح ؛ فإنه صاحب مناكير .
وقد مضى تخريجه بتفصيل ، وبيان أنه صح موقوفاً في المجلد الخامس برقم (2128) ، فاقتضى التنبيه .

(146/1)


3144 - ( خير يوم طلعت فيه الشمس يوم عرفة وافق يوم الجمعة ، وهو أفضل من سبعين حجة في غيرها ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /137 :
$باطل لا أصل له$
قال الحافظ في "الفتح" (8/ 204) بعد أن عزاه لرزين في "الجامعة" مرفوعاً :
"لا أعرف حاله ؛ لأنه لم يذكر صحابيه ، ولا من أخرجه" .
وقال الحافظ ابن ناصر الدين الدمشقي في جزء "فضل يوم عرفة" :
"حديث : وقفة الجمعة يوم عرفة : أنها تعدل اثنتين وسبعين حجة ، حديث باطل لا يصح ، وكذلك لا يثبت ما روي عن زر بن حبيش : أنه أفضل من سبعين حجة في غير يوم جمعة" .

(147/1)


3145 - ( إن التارك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ليس مؤمناً بالقرآن ولا بي ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /138 :
$موضوع$
أخرجه الخطيب في "التاريخ" (6/ 309-310) من طريق سلم بن سليمان المدائني عن أبي إسحاق قال :
"خرجت مع زيد بن أرقم إلى الجمعة ، فرأى رجلين بينهما شحناء ، فوثب حتى حجز بينهما ، ثم قال : سمعت رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول : ... فذكره .
قلت : وهذا موضوع ؛ سلام المدائني - وهو الطويل - كذاب متهم بالوضع .

(148/1)


3146 - ( إن الرجل إذا نزع ثمرة من الجنة عادت مكانها أخرى ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /138 :
$ضعيف$
أخرجه البزار (4/ 200/ 3530) ، والطبراني في "المعجم الكبير" (1/ 72/ 2خط2/ 100/ 1449-ط) عن عناد بن منصور عن أيوب عن أبي قلابة عن أبي أسماء عن ثوبان مرفوعاً به . ولفظ البزار :
"مثلاهما" ، وهكذا علقه البغوي في "تفسيره" (8/ 13) .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ لأن عباد بن منصور ضعيف مدلس ؛ كما قال الساجي وغيره .
وأما قول الهيثمي (10/ 414) : "ورجال الطبراني وأحد إسنادي البزار ثقات" ؛ فهو من أوهامه أو تساهله ولا شك .
والإسناد الآخر الذي أشار إليه فيه إسحاق بن إدريس ، قال ابن معين :
"كذاب يضع الحديث" .

(149/1)


3147 - ( إن الرجل ليطلب الحاجة ، فيزويها الله عنه لما هو خير له ، فيتهم الناس ظالماً لهم : من شبعني ؟! ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /139 :
$موضوع$
أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (3/ 143/ 2) عن خلف بن عبدالحميد : أخبرنا عبدالغفور عن أبي هاشم عن عكرمة عن ابن عباس مرفوعاً .
قلت : وهذا موضوع ؛ آفته عبدالغفور - وهو أبو الصباح الأنصاري الواسطي - ؛ قال البخاري :
"تركوه" . وقال ابن حبان :
"كان ممن يضع الحديث" .
وخلف بن عبدالحميد ؛ قال أحمد : "لا أعرفه" .

(150/1)


3148 - ( إن جزءاً من سبعين جزءاً من النبوة : تبكير الإفطار ، وتأخير السحور ، وإشارة الرجل بإصبعه في الصلاة ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /139 :
$موضوع$
رواه عبدالرزاق في "المصنف" (2/ 250/ 3246و4/ 231/ 7610) ، وابن عدي (241/ 2) ، وأبو أحمد في "الكنى" (97/ 2) عن عمر بن راشد عن يحيى بن ابي كثير عن أبي سلمة عن أبي هريرة مرفوعاً ، وقال ابن عدي :
طوعمر بن راشد عامة حديثه - وخاصة عن يحيى - لا يوافقه الثقات عليه ، وهو إلى الضعف أقرب منه إلى الصدق" .
قلت : وهو متهم بالوضع ، قال أبو حاتم :
"وجدت حديثه كذباً وزوراً" . وقال الحاكم وأبو نعيم :
"يروي عن مالك أحاديث موضوعة" .

(151/1)


3149 - ( إن الله يبغض الطلاق ، ويحب العتاق ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /140 :
$ضعيف$
رواه الديلمي (1/ 2/ 244) عن محمد بن الربيع : حدثنا أبي عن حميد بن مالك عن مكحول عن معاذ بن جبل مرفوعاً .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ مكحول لم يسمع من معاذ .
وحميد بن مالك ضعفه يحيى وأبو زرعة وغيرهما .

(152/1)


3150 - ( غن حسن الظن بالله عز وجل من حسن عبادة الله ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /140 :
$ضعيف$
أخرجه أحمد (2/ 297و304و359و407و491) ، وعبد ابن حميد في "المنتخب" (153/ 2) ، والترمذي (3604) ، وابن حبان (2395) ، والحاكم (4/ 241و256) ، وابن أبي الدنيا في "حسن الظن" رقم (6) ، وابن عدي (201/ 2) ، والخطيب في "الموضح" (2/ 81) من طريق محمد بن واسع عن سمير بن نهار ( وقال بعضهم : شتير بن نهار ) عن أبي هريرة مرفوعاً . وقال الحاكم :
"صحيح على شرط مسلم" ! ووافقه الذهبي !
قلت : وهو من أوهامهما ؛ فإن سميراً هذا نكرة ؛ كما قال الذهبي نفسه "الميزان" ، ولم يرو عنه غير ابن واسع .

(153/1)


3151 - ( إن الميت يعذب ببكاء الحي عليه ، إذا قالت النائحة : واعضداه ، واناصراه ، واكاسياه ! جبذ الميت وقيل له : أنت عضدها ؟! أنت ناصرها ؟! أنت كاسيها ؟! ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /141 :
$ضعيف$
أخرجه الحاكم (2/ 471) ، وأحمد (4/ 414) من طريق زهير ابن محمد عن أسيد بن أبي أسيد عن موسى بن أبي موسى الأشعري عن أبيه مرفوعاً .
فقلت : سبحان الله ! يقول الله عز وجل : ( ولا تزر وازرة وزر أخرى ) ! فقال : ويحك ! أحدثك عن أبي موسى عن رسول الله صلي الله عليه وسلم ، وتقول هذا ؟! فأينا كذب ؟! فوالله ما كذبت على أبي موسى ، ولا كذب أبو موسى على النبي صلي الله عليه وسلم . وقال الحاكم :
"صحيح الإسناد" . وسكت عنه الذهبي !
قلت : زهير بن محمد هو أبو المنذر الخراساني الشامي ، وهو ضعيف ، وقد جاء الحديث من طرق عن جمع من الصحابة ، بدون هذه الزيادة : "إذا قالت النائحة : ..." . فتفرده بها مما لا يحتمل .

(154/1)


3152 - ( إن الميت يعرف من يحمله ، ومن يغسله ، ومن يدليه في قبره ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /141 :
$ضعيف$
أخرجه احمد (3/ 3و62-63) ، والخطيب في "التاريخ" (12/ 212) ، و"الموضح" (2/ 122) ، والرافعي في "تاريخ قزوين" (2/ 467) - من طريق ابن أبي الدنيا - وهذا في كتاب "المنامات" (6) ، وأبو بكر العطار التنوخي في "حديث القاضي أحمد بن علي المروزي" (ق87/ 2) ، من طريق سعيد بن عمرو بن سليم قال : سمعت رجلاً منا - نسيت اسمه ، ولكن اسمه معاوية أو ابن معاوية - يحدث عن أبي سعيد الخدري : أن النبي صلي الله عليه وسلم قال : ( فذكره ) ، فقال ابن عمر - وهو في المجلس - : ممن سمعت هذا ؟ قال : من أبي سعيد ، فانطلق ابن عمر إلى أبي سعيد ، فقال : يا أبا سعيد ! ممن سمعت هذا ؟ قال : من النبي صلي الله عليه وسلم .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ، رجاله ثقات غير معاوية أو ابن معاوية ، وفي الموضع الثاني المشار إليه من "المسند" : "فلان بن معاوية أو معاوية بن فلان" ، وهو مجهول كما قال الحسيني ، وأشار إلى أنه من رجال "المسند" فأصاب . وأما الحافظ فقال في "التعجيل" :
"لم أره في مسند أبي سعيد الخدري" !
وهذا منه عجيب ، فإنه في الموضعين المشار إليهما منه ! فجل من أحاط بكل شيء علماً .
وتابعه عطية العوفي عن أبي سعيد الخدري مرفوعاً به .
أخرجه الطبراني في "الأوسط" (1/ 78/ 2) ، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (1/ 208) عن إسماعيل بن عمرو البجلي : حدثنا فضيل بن مرزوق عنه به . وقال الطبراني :
"لم يروه عن فضيل إلا إسماعيل" .
قلت : هو ضعيف . ومثله عطية . ومن بينهما خير منهما !
(تنبيه) خلط الهيثمي بين الطريقين فقال في "المجمع" (3/ 21) :
"رواه أحمد ، والطبراني في "الأوسط" ، وفيه رجل لم أجد من ترجمه" .
وهذا الرجل إنما هو في طريق أحمد دون الطبراني كما رأيت .
ثم رأيت الحديث في "تاريخ قزوين" للرافعي (3/ 303) من طريق محمد ابن عمرو بن الحسن : حدثنا الفضيل بن مرزوق به .
لكن محمد بن عمرو بن الحسن لم أعرفه .

(155/1)


3153 - ( إن الناس دخلوا في دين الله أفواجاً ، وسيخرجون منه أفواجاً ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /143 :
$ضعيف$
أخرجه أحمد (3/ 343) عن أبي عمار : حدثني جار لجابر بن عبدالله قال :
قدمت من سفر ، فجاءني جابر بن عبدالله يسلم علي ، فجعلت أحدثه عن افتراق الناس وما أحدثوا ، فجعل جابر يبكي ، ثم قال : سمعت رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول : ( فذكره ) .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ رجاله ثقات غير جار جابر فلا يعرف .

(156/1)


3154 - ( إن الله يعافي الأميين يوم القيامة ما لا يعافي العلماء ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /143 :
$منكر$
رواه الرامهرمزي في "المحدث الفاصل" (ص143) ، وأبو نعيم في "الحلية" (9/ 222) ، وأبو أحمد الحاكم في "الكنى" (187/ 2) ، وابن عساكر في "ذم من لا يعمل بعلمه" (58/ 2) عن عبدالله بن أحمد قال : حدثني أبي قال : حدثنا سيار بن حاتم قال : حدثنا جعفر بن سليمان عن ثابت عن أنس مرفوعاً . وقال :
"تفرد به سيار العنزي" ،
ومن طريق أحمد أيضاً رواه أبو بكر المروذي في "الورع" (3/ 2) ، والضياء في "المختارة" (1/ 501) وقال :
"قال عبدالله : قال أبي : هذا حديث منكر ، وما حدثني به إلا مرة" .
وكذا ذكر ابن قدامة في "المنتخب" (10/ 200/ 1) وزاد :
"قال المروذي : قال أبو عبدالله : الخطأ من جعفر ليس هذا من قبل سيار" .
قلت : جعفر خير من سيار ، الأول صدوق ، والآخر صدوق له أوهام ، فهو علة هذا الحديث إلا أن يكون متابع ، وهذا ما لم نجده ، وفي ترجمته ذكره الحاكم ، وقال :
"في حديثه بعض المناكير" .

(157/1)


3155 - ( إن الله يعذب الموحدين على نقص إيمانهم ، ويردهم إلى الجنة خلوداً دائمين ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /144 :
$موضوع$
رواه أبو سعد المظفر بن الحسن في "فوائد منتقاة" (129/ 1) ، وأبو نعيم في "الحلية" (8/ 54) عن قطن بن صالح الدمشقي عن إبراهيم بن أدهم عن عبدالله بن شوذب عن ثابت عن أنس مرفوعاً .
قلت : وهذا موضوع ؛ آفنه قطن هذا ؛ قال الأزدي : كذاب .

(158/1)


3156 - ( إن الله يعطي الدنيا على نية الآخرة ، وأبي أن يعطي الآخرة على نية الدنيا ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /144 :
$ضعيف$
أخرجه ابن المبارك في "الزهد" (549) : أخبرنا عيسى بن سبرة المدني قال : حدثني من سمع أنس بن مالك يحدث عن النبي صلي الله عليه وسلم : ... فذكره .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ لجهالة الراوي عن أنس .
وعيسى بن سبرة المدني لم أعرفه ويحتمل أنه الذي في "الجرح والتعديل" (3/ 277/ 1) :
"عيسى بن سمرة بن حيان ، مولى عمر بن عبدالعزيز ، يعد في أهل المدينة ، روى عن هشام بن عروة ، سمع منه خالد بن مخلد" .

(159/1)


3157 - ( إن الناس يكثرون ، وأصحابي يقلون ، فلا تسبوهم ، فمن سبهم فعليه لعنة الله ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /145 :
$ضعيف$
أخرجه أبو يعلى في "مسنده" (4/ 133/ 2184) ، وأبو محمد ابن شيبان العدل في "الفوائد المنتخبة" (1/ 219/ 2) ، والخطيب في "التاريخ" (3/ 149و150) من طريق محمد بن الفضل بن عطية عن أبيه عن عمرو بن دينار عن جابر بن عبدالله مرفوعاً به .
قلت : ومحمد بن الفضل هذا متهم بالكذب .
وتابعه أبو الربيع السمان عند الضياء المقدسي في "النهي عن سب الأصحاب" (23/ 1) ، واسمه أشعث ، وهو متروك .
والحديث أخرجه الدارقطني أيضاً في "الأفراد" من حديث أبي هريرة مرفوعاً به ، كما في "الجامع الكبير" (1/ 180/ 2) .
والشطر الثاني منه أخرجه الخطيب في "الموضح" (2/ 233) عن ابي بلال الأشعري : حدثنا سلام بن سليم الحنفي عن أبي يحيى القتات عن عطاء عن ابن عباس مرفوعاً به .
قلت : والقتات والأشعري ضعيفان .
ورواه عبدالله بن سيف عن مالك بن مغول عن عطاء بن أبي رباح عن ابن عمر رفعه بلفظ :
"لعن الله من سب أصحابي" .
أخرجه العقيلي في "الضعفاء" (208) ، وأبو القاسم الحرفي في "عشر مجالس من الأمالي" (2/ 2) ، وأبو القاسم الحنائي في "المنتقى من حديث الجصاص وأبي بكر الحنائي" (157/ 2) ، والسهمي في "تاريخ جرجان" (210و212) ، والضياء أيضاً ، وقال العقيلي :
"عبدالله بن سيف حديثه غير محفوظ ، وهو مجهول بالنقل ، وفي النهي عن سب أصحاب رسول الله صلي الله عليه وسلم أحاديث ثابتة الأسانيد من غير هذا الوجه ، وأما اللعن فالراوية فيه لينة ، وهذا يروى عن عطاء ؛ مرسل" .
وقال الذهبي عقبه :
"صوابه مرسل" . وقال ابن عدي :
"عبدالله بن سيف الخوارزمي رأيت له غير حديث منكر" .
وروى أبو الشيخ في "الطبقات" (ص194) عن أحمد بن إبراهيم : حدثنا أبو سفيان عن النعمان عن سفيان عن العمري عن نافع عن ابن عمر مرفوعاً بلفظ :
"كل الناس ترجو النجاة يوم القيامة إلا من سب أصحابي ؛ فإن أهل الموقف يلعنهم" .
ذكره في ترجمة أحمد بن إبراهيم هذا - وهو ابن يزيد - وقال :
"حدث بحديثين منكرين لم يتابع عليه" .
ثم ذكرهما ، هذا أحدهما ، وأقره في "اللسان" .

(160/1)


3158 - ( الناس أبناء علات كأسنان المشط سواء ، وإنما يتفاضلون بالعافية ، والمرء كثير بأخيه ، ولا خير فيمن لا يرى لك عليه من الحق مثل الذي ترى له ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /147 :
$ضعيف$
رواه أبو بكر الشيروي في "العوالي الصحاح" (211/ 2) عن أبي صالح عبدالله كاتب الليث : حدثنا الحسن بن الخليل بن مرة : حدثني أبي عن أبي حازم عن سهل بن سعد مرفوعاً . وقال :
"هذه نسخة للخليل بن مرة البصري كبيرة ، وفيها غرائب ، لم نكتبها إلا من هذا الوجه" .
قلت : وهو ضعيف من أجل أبي صالح ؛ فإنه ضعيف الحفظ .
والخليل بن مرة ضعيف أيضاً ، وضعفه أيضاً ، وضعفه البخاري جداً بقوله فيه :
"منكر الحديث" .
وابنه الحسن بن الخليل لم أجد له ترجمة ، ولم يذكره الحافظ في الرواة عن ابيه ، وإنما ذكر أخاه علياً . ولم أجده أيضاً .

(161/1)


3159 - ( إن النبي لا يورث ، وإنما ميراثه في فقراء المسلمين والمساكين ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /147 :
$ضعيف$
أخرجه أحمد (1/ 13) عن شيخ من قريش من بني تميم ، قال :
حدثني فلان وفلان ، فعد ستة أو سبعة كلهم من قريش فيهم عبدالله بن الزبير قال :
بينا نحن جلوس عند عمر ، إذ دخل علي والعباس رضي الله عنهما قد ارتفعت أصواتهما ، فقال عمر : مه يا عباس ! قد علمت ما تقول ، تقول : ابن أخي ، ولى شطر المال ، وقد علمت ما تقول يا علي ! تقول : ابنته تحتي ، ولها شطر المال ، وهذا ما كان في يدي رسول الله صلي الله عليه وسلم ، فقد رأينا كيف كان يصنع فيه ، فوليه أبو بكر رضي الله عنه من بعده ، فعمل فيه بعمل رسول الله صلي الله عليه وسلم ، ثم وليته من بعد أبي بكر رضي الله عنه ، فأحلف بالله لأجهدن أن أعمل فيه بعمل رسول الله صلي الله عليه وسلم وعمل أبي بكر . ثم قال : حدثني أبو بكر رضي الله عنه ، وحلف بأنه لصادق أنه سمع النبي صلي الله عليه وسلم يقول : ( فذكره ) ، وحدثني أبو بكر رضي الله عنه - وحلف بالله : إنه صادق - أن النبي صلي الله عليه وسلم قال :
"إن النبي لا يموت حتى يؤمه بعض أمته" ، وهذا ما كان في يدي رسول الله صلي الله عليه وسلم ، فقد رأينا كيف كان يصنع فيه ، فإن شئتما أعطيتكما لتعملا فيه بعمل رسول الله صلي الله عليه وسلم وعمل أبي بكر حتى أدفعه إليكما ، قال : فخلوا . فجاءا ، فقال العباس : ادفعه إلى علي ، فإني قد طبت نفساً به له" .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ، من أجل الشيخ القرشي التميمي فإنه لم يسم . لكن الحديث والقصة قد أخرجه الشيخان وغيرهما من حديث مالك بن أوس بن الحدثان مع اختلاف في بعض الأحرف ، فمن شاء رجع إلى كتاب الجهاد منهما .
وقد تقدم الحديث هنا - برقم (2654) ، ولم أحذفه ؛ لأن فيه - في كلا الموضعين - فوائد زوائد .

(162/1)


3160 - ( إن النفس ملومة ، وإن أحدكم لا يدري ما قدر المدة ، فلينظر من العبادة ما يطيق ، ثم ليداوم عليه ، فإن أحب الأعمال إلى الله ما ديم عليه وإن قل ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /149 :
$موضوع بهذا التمام$
أخرجه الطبراني في "الأوسط" (1/ 61/ 1) من طريق الجارود بن يزيد عن محمد بن إسحاق عن نافع عن ابن عمر مرفوعاً ، وقال : "تفرد به ابن إسحاق ، ولم يروه عنه إلا الجارود" .
قلت : وهو كذاب ؛ كما قال أبو حاتم ، وقال العقيلي :
"متروك الحديث ؛ لأنه يكذب ويضع الحديث " .
وابن إسحاق مدلس وقد عنعنه .
والحديث أورده الهيثمي (2/ 259) وقال :
"رواه الطبراني في "الأوسط" ، وفيه الجارود بن يزيد وهو متروك" .
والشطر الثاني من الحديث صحيح ، أخرجه الشيخان وغيرهما من حديث عائشة رضي الله عنها مرفوعاً نحوه . وهو مخرج في "صحيح أبي داود" (1238) .

(163/1)


3161 - ( الود والبغض يتوارث ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /149 :
$ضعيف$
رواه البخاري في "التاريخ" (1/ 1/ 121و4/ 1/ 81) ، والحاكم (4/ 176) ، والقضاعي (2/ 11/ 2) ، وابن منده (2/ 115/ 2) ، والطبراني في "الكبير" (17/ 189/ 507) عن عبدالرحمن بن أبي بكر : حدثني محمد بن طلحة بن عبيد الله بن عبدالرحمن بن أبي بكر عن أبيه : أن أبا بكر قال لرجل من العرب كان بصحبته يقال له : عفير بن أبي عفير : كيف سمعت رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول في الود ؟ قال : سمعته يقول : ... فذكره .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ من أجل عبدالرحمن بن أبي بكر هذا ، وهو المليكي ، وهو ضعيف كما في "التقريب" . ولذلك لما صححه الحاكم تعقبه الذهبي بقوله :
"قلت : المليكي واه ، وفي الخبر انقطاع"
يعني : بين طلحة بن عبيد الله وأبي بكر ، وقد وصله يوسف بن عطية عن المليكي ؛ فذكر بينهما عبدالرحمن بن أبي بكر .
أخرجه الطبراني (508) ، والحاكم . وتعقبه الذهبي بقوله :
"قلت : يوسف هالك" .
قلت : ومن طريق المليكي أخرجه ابن عاصم أيضاً والبغوي كما في "الإصابة" لابن حجر وقال :
"والمليكي ضعيف" .
وعزاه السيوطي للطبراني في "الكبير" ، لكن المناوي لم يتكلم على إسناده بشيء ، وإنما عزاه للحاكم أيضاً وذهل عن تعقب الذهبي إياه بيوسف .
وأخرجه أبو الحسين بن سمعون الواعظ في "الثاني من الأمالي" (3/ 2)، وأبو بكر الذكواني في "اثنا عشر مجلساً" (19/ 1) ، وابن بشران في "الأمالي" (82/ 83) ، وعبدالعزيز الكتاني في "حديثه" (237/ 1) ، والخطيب في "الموضح" (ص14) كلهم عن عبدالرحمن بن أبي بكر بسنده المتقدم ؛ إلا أنهم لم يذكروا فيه عفيراً ، جعلوه من مسند أبي بكر نفسه ، وإليه عزاه السيوطي من رواية أبي بكر الشافعي في "الغيلانيات" ولفظهم :
"الود والعداوة يتوارثان" .
ثم أخرجه البخاري في "التاريخ" وفي "الأدب المفرد" (43) عن محمد بن عبدالرحمن عن فلان بن طلحة عن أبي بكر بن حزم عن رجل من أصحاب النبي صلي الله عليه وسلم مرفوعاً به .
ومحمد بن عبدالرحمن هو ابن أبي بكر المليكي ، وهو ضعيف جداً .

(164/1)


3162 - ( إن الولاء ليس يحول ولا ينقل ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /151 :
$ضعيف$
رواه البزار (ص144-زوائده) ، والطبراني في "المعجم الكبير" (3/ 93/ 1) ، والدولابي (2/ 25) عن المغيرة بن جميل الكندي : أخبرنا سليمان ابن علي بن عبدالله بن عباس قال : حدثني أبي عن جدي عبدالله بن عباس مرفوعاً .
وكذا رواه أبو القاسم بن الجراح الوزير في "المجلس السابع من الجزء الثاني" (11/ 2) .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ المغيرة هذا مجهول ؛ كما قال أبو حاتم وغيره . وقال العقيلي :
"منكر الحديث" .
والحديث قال الهيثمي (4/ 231) :
"رواه البزار والطبراني ، وفيه المغيرة بن جميل وهو ضعيف" .

(165/1)


3163 - ( إن الهوام من الجن ؛ فمن رأى في بيته شيئاً فليحرج عليه ثلاث مرات فإن عاد فليقتله ؛ فإنه شيطان ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /152 :
$ضعيف$
أخرجه أبو داود (5256) عن محمد بن أبي يحيى قال : حدثني أبي : أنه انطلق هو وصاحب له إلى أبي سعيد يعودانه ، فخرجنا من عنده ، فلقينا صاحباً لنا وهو يريد أن يدخل عليه ، فأقبلنا في المسجد ، فجاء فأخبرنا : أنه سمع أبا سعيد الخدري يقول : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : ... فذكره .
قلت : ورجاله ثقات غير صاحب أبي يحيى والد محمد فلم أعرفه .
والحديث في "صحيح مسلم" (7/ 41) ، و "المسند" (3/ 27) ، وأبي داود (5257-5259) ، والترمذي (1/ 280) وغيرهم من طريق صيفي عن أبي السائب عن أبي سعيد الخدري مرفوعاً بلفظ :
"إن بالمدينة نفراً من الجن قد أسلموا ، فمن رأى شيئاً من هذه العوامر فليؤذنه ( وقال أحمد : فحرجوا عليه ) ثلاثاً ، فإن بدا له بعد فليقتله ؛ فإنه شيطان" .

(166/1)


3164 - ( إن اليمين الفاجرة التي يقتطع بها الرجل مال المسلم تعقم الرحم ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /152 :
$ضعيف$
أخرجه أحمد (5/ 79) ، وابن سعد في "الطبقات" (7/ 66) ، وابن منده في "المعرفة" (2/ 247/ 1) عن شيخ من تميم عن أبي سود : أنه سمع النبي صلي الله عليه وسلم يقول : ... فذكره .
قلت : وهذا إسناد ضعيف لجهالة التميمي .
وأبو سود - بضم المهملة وسكون الواو - صحابي مترجم في "الإصابة" وغيره ، ووقع في "الفتح الكبير" ( أبي الأسود ) وهو خطأ . وقد سبق الحديث في المجلد الخامس بلفظ مختصر ، وبمصادر زيادة على ما هنا شاهداً لذاك اللفظ . فليراجع من شاء زيادة الفائدة .

(167/1)


3165 - ( إن أمين هذه الأمة أبو عبيدة بن الجراح ، وإن حبر هذه الأمة عبدالله بن عباس ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /153 :
$ضعيف جداً$
أخرجه الخطيب في "تاريخ بغداد" (8/ 91) عن محمد ابن يزيد بن سنان : حدثنا الكوثر بن حكيم عن نافع عن ابن عمر مرفوعاً .
قلت : وهذا إسناد ضعيف جداً ، الكوثر هذا متروك الحديث ؛ كما قال الدارقطني وغيره .
ومحمد بن يزيد بن سنان - وهو الرهاوي - ليس بالقوي .
أما الشطر الأول فهو صحيح مخرج في "الصحيحين" وغيرهما من حديث أنس .

(168/1)


3166 - ( إن أنواع البر كلها نصف العبادة ، والنصف الآخر الدعاء ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /153 :
$ضعيف جداً$
رواه أبو بكر الشافعي في "الفوائد" (8/ 90/ 2) ، وأبو بكر النهرواني في حديثه (198/ 1-2) عن هيثم بن جماز البكاء : حدثنا يزيد بن أبان عن أنس مرفوعاً .
قلت : وهذا إسناد ضعيف جداً ؛ آفته الهيثم هذا ، وهو متروك الحديث ؛ كما قال النسائي وغيره .
ويزيد بن أبان - وهو الرقاشي - ضعيف .

(169/1)


3167 - ( إن أول ما يجازى به المؤمن بعد موته أن يغفر لجميع من يتبع جنازته ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /154 :
$ضعيف$
رواه عبد بن حميد في "المنتخب من المسند" (70/ 2) ، وأبو الطاهر المخلص في "المجلس الأول من المجالس السبع" (26/ 2 مجموع 118) ، والديلمي في "مسند الفردوس" (1/ 1/ 4) عن مروان بن سالم عن عبد الملك ابن أبي سليمان عن عطاء عن ابن عباس مرفوعاً .
ومن طريق المخلص رواه الحافظ القاسم بن الحافظ ابن عساكر في "تعزية المسلم" (2/ 214/ 1-2) ، وكذا والده في "التاريخ" (12/ 8/ 2) ، ورواه (1/ 16/ 183) من طريق أخرى عن مروان به .
وهذا إسناد ساقط ؛ مروان ضعيف اتفاقاً ، بل قال أبو عروبة :
"إنه يضع الحديث" ، وأورده ابن الجوزي في "الموضوعات" وقال :
"لا يصح ؛ مروان بن سالم متروك" .
وتعقبه السيوطي في "اللآلي" (2/ 430) بأن له طريقاً أخرى وشواهد ، فلينظر فيها .
قلت : في الطريق الأخرى محمد بن فضيل بن كثير ، ولم أجد له ترجمة .
والشواهد التي ذكرها ضعيفة كلها ، وبعضها أشد ضعفاً من بعض ، وليس فيها ما يمكن الاعتماد عليه لتقوية الحديث به . من ذلك حديث أبي هريرة مرفوعاً بلفظ :
"أول تحفة المؤمن إذا مات أن يغفر الله لكل من شيع جنازته" .
أخرجه الخطيب في "التاريخ" (11/ 81و12/ 212) ، والديلمي (1/ 1/ 10) من طريق أبي معاوية عبدالرحمن بن قيس : حدثنا محمد بن عمرو عن أبي سلمة عنه .
وعبدالرحمن هذا ؛ قال الحافظ :
"متروك ، كذبه أبو زرعة وغيره" .
وحديث أنس مثله إلا أنه قال :
" .... لمن صلى عليه" .
أخرجه الحكيم في "نوادر الأصول" من طريق الحكم بن سنان أبي عون المقرىء : حدثني النمير عن أنس بن مالك مرفوعاً به .
قلت : وهذا إسناد واه ؛ الحكم هذا ضعيف ، وشيخه النمير لم أعرفه ، وغالب الظن أنه "النميري" سقطت ياء النسبة من طابع "اللآلي" فمنه نقلت ، وهو زياد ابن عبدالله النميري ، كثير الرواية عن أنس ، وهو ضعيف أيضاً .

(170/1)


3168 - ( إن أول هذه الأمة خيارهم ، وآخرهم شرارهم مختلفين متفرقين ، فمن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلتأته منيته وهو يأتي إلى الناس ما يحب أن يؤتى إليه ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /155 :
$ضعيف$
رواه الطبراني (3/ 81/ 1) عن المفضل بن معروف : أخبرنا عون بن أبي شداد عن عبدالرحمن بن عبدرب الكعبة عن ابن مسعود مرفوعاً .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ، رجاله ثقات غير المفضل بن معروف ؛ فإنه غير معروف ، بل هو مما لم يرد له ذكر في شيء من كتب الرواة .

(171/1)


3169 - ( إن أهل البيت إذا تواصلوا أجرى الله عليهم الرزق وكانوا في كنف الرحمن ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /156 :
$ضعيف جداً$
رواه العقيلي في "الضعفاء" (271) ، وابن عدي (10/ 2و236/ 1) ، وتمام الرازي في "الفوائد" (57/ 1) ، وأبو الحسن النعالي في "جزء من حديثه" (126/ 1) ، وأبو القاسم الحلبي السراج في "حديث ابن السقا" (7/ 83/ 2) ، وابن عساكر (2/ 369و15/ 322/ 2و16/ 49/ 2) ، والديلمي (1/ 2/ 277) ، عن عبيد الله بن الوليد عن عطاء عن ابن عباس مرفوعاً . وقال العقيلي :
"عبيد الله في حديثه مناكير ، لا يتابع على كثير من حديثه" ، وساق له هذا الحديث ، وقال :
"لا يعرف إلا به" .
وروى عن ابن معين أنه : ليس بشيء ، وقال ابن عدي :
"ضعيف جداً ، يتبين ضعفه على حديثه" . وقال النسائي في "الضعفاء" (19) :
"متروك الحديث" . وقال ابن حبان :
"يروى عن الثقات ما لا يشبه حديث الأثبات ، حتى يسبق إلى القلب أنه المعتمد له ؛ فاستحق الترك" .
قلت : فهو علة الحديث ؛ وليس من دونه كما ظن المناوي !

(172/1)


3170 - ( ما قرن شيء إلى شيء أحسن من حلم إلى علم ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /157 :
$موضوع$
أخرجه أبو نعيم في "أخبار أصبهان" (1/ 184) من طريق إبراهيم بن حيان بن حكيم بن حنظلة : حدثني أبي عن أبيه عن جده ؛ ( فذكره مرفوعاً ) .
وهذا إسناد موضوع ؛ آفته إبراهيم بن حيان هذا ، وفي ترجمته أورده أبو نعيم ، ولم يعرفه ، فساق له حديثين آخرين ، وبيض له ، وسيأتيان برقم (3265و5277) ، وقد عرفه ابن عدي فضعفه في "الكامل" (1/ 253) ، وساق له حديثين آخرين ، وأشار إلى غيرهما وقال :
"عامتها موضوعة" .
ومن فوقه لا يعرفون . انظر الحديث الآتي (3265) .

(173/1)


3171 - ( إن أهل الجنة ليحتاجون إلى العلماء كما يحتاجون إليهم في الدنيا ؛ وذلك أنهم يزورون الله في كل جمعة فيقال لهم : تمنوا ، فيقولون : وماذا نتمنى وقد أدخلنا الجنة وأعطينا ما أعطينا ؟! فيقال لهم : تمنوا ، فيأتون العلماء فيقولون : ماذا نتمنى ؟ فيقول لهم : العلماء : تمنوا كذا وكذا ، وتمنوا كذا وكذا . فهم محتاجون إليهم في الجنة كما هم محتاجون إليهم في الدنيا ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /157 :
$موضوع$
أخرجه الديلمي (1/ 2/ 269) ، وابن عساكر (14/ 345/ 1) ، وابن الدواليبي في "فضل العلم وفضل حملته" (ق115/ 2) من طريق مجاشع ابن عمرو عن محمد بن الزبرقان عن مقاتل بن حيان عن أبي الزبير عن جابر بن عبدالله مرفوعاً .
قلت : وهذا إسناد موضوع ؛ آفته مجاشع هذا ؛ قال ابن معين :
"قد رأيته أحد الكذابين" .
قلت : وذكر له في "الميزان" و "اللسان" من موضوعاته هذا الحديث .
ومن العجائب أن السيوطي أورده هذا الحديث في "الجامع الصغير" من رواية ابن عساكر ، مع أنه أورده أيضاً في "ذيل الأحاديث الموضوعة" من طريق الديلمي وقال عقبه :
"قال في "الميزان" :
هذا موضوع ، ومجاشع قال فيه ابن معين : أحد الكذابين" .

(174/1)


3172 - ( إن أهل الجنة يتزاورون على النجائب ، بيض كأنهن الياقوت ، وليس في الجنة شيء من البهائم إلا الإبل والطير ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /158 :
$ضعيف$
رواه الطبراني (1/ 204/ 1) : حدثنا محمد بن عبدوس بن كامل : أخبرنا الحسن بن حماد : أخبرنا جابر بن نوح عن واصل بن السائب عن أبي سورة عن أبي أيوب مرفوعاً .
قلت : وهذا إسناد ضعيف مسلسل بالضعفاء ، جابر وواصل وأبي سورة ؛ كل منهم ضعيف . وقصر الهيثمي فقال في "المجمع" (10/ 413) :
"رواه الطبراني ، وفيه جابر بن نوح ، وهو ضعيف" !

(175/1)


3173 - ( إن أهل السماء لا يسمعون شيئاً من أهل الأرض إلا الأذان ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /159 :
$ضعيف جداً$
رواه أبو بكر المقرىء الأصبهاني في "الفوائد" (3/ 177/ 2) ، وأبو أمية الطرسوسي في "مسند عبدالله بن عمر" (201/ 1) ، وابن الزيات في "حديثه" (3/ 1) ، وابن عدي (236/ 1) ، والديلمي (1/ 2/ 275) ، عن عبيد الله الوصافي عن محارب بن دثار عن ابن عمر مرفوعاً . وقال ابن عدي :
"والوصافي ضعيف جداً ، يتبين ضعفه على حديثه" .
وقال النسائي والفلاس :
"متروك" .
وساق له في "الميزان" مما أنكر عليه هذا الحديث .

(176/1)


3174 - ( إن أهل النار يعظمون في النار ، حتى يصير ما بين شحمة أذن أحدهم إلى عاتقه مسيرة سبع مئة عام ، وغلظ جلد أحدهم أربعين ( وفي رواية : سبعين ) ذراعاً ، وضرسه أعظم من جبل أحد ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /159 :
$ضعيف$
أخرجه الطبراني في "الكبير" (3/ 203/ 1) والسياق له ، وأحمد (2/ 26) والرواية الأخرى له ، وابن عدي (152/ 2) من طريق عمران ابن زيد عن أبي يحيى القتات عن مجاهد عن ابن عمر مرفوعاً .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ، أبو يحيى القتات وعمران بن زيد - وهو أبو يحيى الطويل - كلاهما لين كما في "التقريب" .
والحديث قال الهيثمي (10/ 391) :
"رواه أحمد ، والطبرانب في "الكبير" و "الأوسط" ، و في أسانيدهم أبو يحيى القتات ، وهو ضعيف ، وفيه خلاف ، وبقية رجاله أوثق منه" .
وجملة العاتق منكرة جداً لمخالفتها حديث أبي هريرة : "ما بين منكبي الكافر مسيرة ثلاثة أيام للراكب السريع" ، متفق عليه ، ونحوها رواية السبعين ؛ انظر : "صحيح الترغيب" (27/ 9) .

(177/1)


3175 - ( يا زبير ! إن باب الرزق مفتوح من لدن العرش ، إلى قرار بطن الأرض ، يرزق الله كل عبد على قدر همته ونهمته ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /160 :
$موضوع$
أخرجه أبو نعيم في "الحلية" (10/ 73) من طريق عبدالله بن محمد بن عروة عن هشام بن عروة عن فاطمة بنت المنذر عن أسماء بنت أبي بكر قالت : قال لي الزبير :
مررت برسول الله صلي الله عليه وسلم فجبذ عمامتي فالتقت إليه فقال لي : ... فذكره .
قلت : وهذا موضوع ؛ آفته عبدالله هذا - وهو ابن محمد بن يحيى بن عروة ابن الزبير المدني - وهو متهم ، قال ابن حبان :
"يروي الموضوعات عن الثقات" . وقال أبو حاتم :
"متروك الحديث" . وقال أيضاً : "ضعيف الحديث جداً" .
قلت : وهو من رواة الحديث الباطل المتقدم (104) بلفظ :
"من لم يكن عنده صدقة فليلعن اليهود" !
وقد ذكره الذهبي في جملة من بلاياه !

(178/1)


3176 - ( إن بين أيديكم عقبة كؤودا ، لا يجوزها إلا كل ضامر مهزول ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /161 :
$ضعيف$
أخرجه أبو نعيم في "الحلية" (5/ 299-300) من طريق بقية ابن الوليد عن رجل عن أبي حازم الخناصري الأسدي .
ثم رواه (5/ 301-302) من طريق السري بن عاصم : أخبرنا إبراهيم بن هراسة عن سفيان الثوري عن أبي الزناد عن أبي حازم - قال : سمعت أبا هريرة يقول : سمعت رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول : ... فذكره .
قلت : وهذا ضعيف من الطريق الأولى ؛ بقية مدلس وقد عنعنه . والرجل لم يسم .
ومن الطريق الأخرى موضوع ؛ لأن السري وإبراهيم بن هراسة متهمان بالكذب .
والحديث عزاه السيوطي في "الجامع الكبير" (1/ 194/ 2) لابن عساكر من حديث أبي هريرة به ؛ إلا أنه قال : "كؤودا مضرسة" .
نعم قد صح الحديث من رواية أبي الدرداء بلفظ : "إلا كل مخف" ، وقد خرجته في "الصحيحة" برقم (2480) .

(179/1)


3177 - ( إن الزناة يأتون تشتعل وجوههم ناراً ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /161 :
$منكر$
رواه الطبراني بإسناد فيه نظر عن عبدالله بن بسر مرفوعاً كما في "الترغيب" (3/ 190) ، وبين علته الهيثمي فقال (6/ 255) :
"رواه الطبراني من طريق محمد بن عبدالله بن بسر عن أبيه ولم أعرفه ، وبقية رجاله ثقات" .
قلت : وساق إسناده ابن أبي حاتم في "العلل" (1/ 415) ولكن وقع فيه سقط في مكان أو أكثر من ذلك ، فإنه لم يقع فيه ذكر محمد هذا ، فلم أتمكن من أجله أن أعتمد على إسناده وأحكم عليه ، وقد قال عقبه :
"قال أبي : هذا حديث منكر" .

(180/1)


3178 - ( إن (العشر) عشر الأضحى ، و (الوتر) يوم عرفة، و (الشفع) يوم النحر ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /162 :
$منكر$
أخرجه أحمد (3/ 327) ، وابن جرير في "التفسير" (30/ 108) ، والبزار (ص224-زوائده) من طريق زيد بن الحباب : حدثنا عياش بن عقبة : حدثني خير بن نعيم عن أبي الزبير عن جابر مرفوعاً . وقال البزار:
"لا نعلمه إلا بهذا الإسناد" .
قلت : ورجاله ثقات غير أن أبا الزبير مدلس وقد عنعنه ، فهي علة الإسناد ، فلا يلتبس عليك الأمر بقول الهيثمي فيه (7/ 137) :
"رواه البزار وأحمد ، ورجالهما رجال الصحيح غير عياش بن عقبة وهو ثقة" ؛ فإنه لم يصححه بهذا الكلام ، ونحوه قول الحافظ ابن كثير في "تفسيره" :
"وهذا إسناد رجاله لا بأس بهم ، وعندي أن المتن في رفعه نكارة" .
قلت : وقد كشفنا لك عن العلة ، والحمد لله على توفيقه .

(181/1)


3179 - ( إن سالماً شديد الحب لله عز وجل ، لو كان لا يخاف الله ما عصاه ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /163 :
$موضوع$
أخرجه أبو نعيم في "الحلية" (1/ 177) عن محمد بن إسحاق عن الجراح بن المنهال عن حبيب بن نجيح عن عبدالرحمن بن غنم قال :
قدمت المدينة في زمان عثمان فأتيت عبدالله بن الأرقم ، فقال : حضرت عمر رضي الله عنه عند وفاته مع ابن عباس والمسور بن مخرمة ، فقال عمر : سمعت رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول : ( فذكره ) ، فلقيت ابن عباس ، فذكرت ذلك له ، فقال : صدق ، انطلق بنا إلى المسور بن مخرمة حتى يحدثك به ، فجئنا المسور ، فقلت : إن عبدالله بن الأرقم حدثني بهذا الحديث ، قال : حسبك ، لا تسل عنه بعد عبدالله بن الأرقم" .
قلت : وهذا موضوع بهذا التمام ؛ آفته الجراح هذا ؛ قال البخاري ومسلم : "منكر الحديث" ، وقال النسائي والدارقطني :
"متروك" ، وقال ابن حبان :
"كان يكذب في الحديث ويشرب الخمر" .
وأخرجه أبو نعيم من طريق أبي صالح كاتب الليث : حدثني ابن لهيعة عن عبادة بن نسي عن عبدالرحمن بن غنم به مرفوعاً دون قوله : "لو كان ...." ، ودون القصة .
وابن لهيعة ضعيف ، ونحوه أبو صالح ، واسمه عبدالله بن صالح .

(182/1)


3180 - ( مه ! إن صاحب الدين له سلطان على صاحبه ، حتى يقضيه ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /163 :
$ضعيف جداً$
أخرجه ابن ماجه (2425) عن حنش عن عكرمة عن ابن عباس قال :
جاء رجل يطلب نبي الله صلي الله عليه وسلم بدين أو بحق ، فتكلم ببعض الكلام ، فهم صحابة رسول الله صلي الله عليه وسلم به ، فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم : ... فذكره .
قلت : وهذا إسناد ضعيف جداً ؛ حنش هذا لقبه ، واسمه الحسين بن قيس أبو علي الرحبي ؛ قال الحافظ في "التقريب" :
"متروك" .
وقال البوصيري في "الزوائد" (169/ 1- نسخة المكتب) :
"وهذا إسناد ضعيف ؛ حنش ... ضعفه أحمد وابن معين وأبو حاتم وأبو زرعة والبخاري والنسائي والعقيلي وابن عدي والجوزجاني والبزار والدارقطني وغيرهم" .

(183/1)


3181 - ( إن عثمان لأول من هاجر إلى الله بأهله بعد لوط ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /164 :
$ضعيف$
رواه الطبراني (1/ 8/ 2) : حدثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل : أخبرنا بشار بن موسى الخفاف : أخبرنا الحسن بن زياد البرجمي - إمام مسجد محمد بن واسع - عن قتادة عن النضر بن أنس عن أنس بن مالك قال :
خرج عثمان رضي الله عنه مهاجراً إلى أرض الحبشة ومعه رقية بنت رسول الله صلي الله عليه وسلم ، فاحتبس على النبي صلي الله عليه وسلم خبرهم ، فكان يخرج يتوكف عنهم الخبر، فجاءته ، فقال النبي صلي الله عليه وسلم : ... فذكره .
وأخرجه ابن أبي عاصم في "السنة" (2/ 596/ 1311) ، ويعقوب الفسوي في "تاريخه" (3/ 255) ، وابن عدي (35/ 1-2) من طريق أخرى عن بشار به ، وقال ابن عدي :
"وبشار رجل مشهور بالحديث ، ويروي عن قوم ثقات ، وأرجو أن لا بأس به ، وأنه قد كتب الحديث الكثير ، وقد حدث عنه الناس ، ولم أر في حديثه شيئاً منكراً ، وقول من وثقه أقرب إلى الصواب ممن ضعفه" .
كذا قال . وفيه نظر ؛ فإن البخاري ممن ضعفه جداً بعد أن عرفه ، فقال :
"منكر الحديث ، قد رأيته ، وكتبت عنه ، وتركت حديثه" .
ولذلك قال الحافظ في "التقريب" :
"ضعيف ، كثير الغلط ، كثير الحديث" .
وأورده الذهبي في "الضعفاء والمتروكين" وقال :
"ضعفه أبو زرعة ، وقال البخاري : منكر الحديث . وقال ابن عدي : أرجو أنه لا بأس به" .
وأعله الهيثمي بشيخه الحسن بن زياد فقال (9/ 81) :
"رواه الطبراني ، وفيه الحسن بن زياد البرجمي ، ولم أعرفه ، وبقية رجاله ثقات" !
والحديث عزاه الحافظ في "المطالب العالية" (4/ 54-55) لأبي يعلى ، وسكت عليه ، وكذلك فعل في "الفتح" (7/ 188) بعد أن عزاه ليعقوب بن سفيان ! وهذا يعني أنه ليس كل ما سكت عنه حسن من حيث الواقع .
(تنبيه) : عند جميع مخرجي الحديث غير الطبراني زيادة في أوله :
"صحبهما الله ، إن عثمان .... " .

(184/1)


3182 - ( إن عدة الخلفاء بعدي عدد نقباء موسى ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /165 :
$ضعيف$اخرجه ابن عدي (115/ 1-2) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (16/ 286) عن خالد : حدثنا مجالد ، عن الشعبي عن مسروق قال : قال رجل لعبدالله بن مسعود : هل حدثكم نبيكم بعدد الخلفاء من بعده ، فما سألني أحد عنها قبله ( ! ) ، قال : ... فذكره .
قلت : خالد هذا - وهو ابن يزيد ابن أسد البجلي القسري - قال ابن عدي في آخر ترجمته :
"له أحاديث غير ما ذكرت ، وأحاديثه كلها لا يتابع عليها ، لا إسناد ولا متناً ، ولم أر للمتقدمين فيه قولاً ، ولعلهم غفلوا عنه ، وقد رأيتهم تكلموا فيمن هو خير من خالد ، فلم أجد بداً من أن أذكره ، وأن أبين صورته ، وهو عندي ضعيف ، إلا أن أحاديثه إفرادات ، ومع ضعفه يكتب حديثه" .
قلت : ومجالد - وهو ابن سعيد - ليس بالقوي أيضاً .

(185/1)


3183 - ( يا غلام ! قل : ( لا إله إلا الله ) ، قال : لا أستطيع أن أقولها ، قال : ولم ؟ قال : لعقوق والدتي ، قال : أحية هي ؟ قال : نعم ، قال : أرسلوا إليها ، فارسلوا إليها ؛ فجاءت ، فقال لها صلي الله عليه وسلم :
"ابنك هو" ؟
قالت : نعم . قال :
"أرأيت لو أن ناراً أججت ؛ فقيل لك : إن لم تشفعي له قذفناه في هذه النار" !؟\
قالت : إذن كنت أشفع له ، قال :
"فأشهدي الله ، وأشهدينا معك بأنك قد رضيت" . قالت : قد رضيت عن ابني ، قال :
"يا غلام ! قل : ( لا إله إلا الله )" .
فقال : ( لا إله إلا الله ) ، فقال صلي الله عليه وسلم :
"الحمد لله الذي أنقذه من النار" .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /166 :
$موضوع$
أخرجه العقيلي في "الضعفاء" (3/ 461) ، ومن طريقه ابن الجوزي في "الموضوعات" (3/ 37) ، والخرائطي في "مساوىء الأخلاق" (120/ 251) ، والبيهقي في "شعب الإيمان" (6/ 197-198) والسياق له ، و"الدلائل" أيضاً (6/ 205-206) ، والرافعي في "تاريخ قزوين" (2/ 369-370) من طرق عن فائد بن عبدالرحمن ، قال : سمعت عبدالله بن أبي أوفى قال :
جاء رجل إلى النبي صلي الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله ! إن هاهنا غلاماً قد احتضر ؛ يقال له : قل : ( لا إله إلا الله ) ، فلا يستطيع أن يقولها . قال :
"أليس قد كان يقولها في حياته ؟" قالوا : بلى ، قال : "فما منعه منها عند موته ؟" .
قال : فنهض رسول الله صلي الله عليه وسلم ونهضنا معه حتى أتى الغلام فقال : ( فذكره ) .
قال البيهقي :
"تفرد به أبو الورقاء - فائد - ، وليس بالقوي" !
كذا قال ، وتساهل ، فإن فائداً هذا أسوأ مما قال ، ينبئك عن ذلك ما يأتي من أقوال الحفاظ المتقدمين منهم وغيرهم ، فقد قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (8/ 148) .
"رواه الطبراني ، وأحمد باختصار كثير ، وفيه فائد أبو الورقاء ، وهو متروك" .
ونحوه في "الترغيب" (3/ 222) .
وفي عزوهما لأحمد نظر ؛ لأن ابنه عبدالله لما ساق الطرف الأول من الحديث أتبعه بقوله (4/ 382) :
"فذكر الحديث بطوله ، وكان في كتاب أبي فلم يحدثنا به ، وضرب عليه من كتابه ؛ لأنه لم يرض حديث فائد بن عبدالرحمن ، وكان عنده متروك الحديث" .
وقال ابن الجوزي :
"هذا حديث لا يصح ، وفي طريقه فائد ، قال أحمد : متروك الحديث ، وقال يحيى : ليس بشيء ، وقال ابن حبان : لا يجوز الاحتجاج به ، وقال العقيلي : لا يتابعه على هذا غلا من هو مثله" .\
قلت : تمام كلام ابن حبان في "الضعفاء" (2/ 403) :
"كان يروي المناكير عن المشاهير ، ويأتي عن ابن أبي أوفى بالمعضلات ، لا يجوز .." .

(186/1)


3184 - ( إن في الجنة درجة لا ينالها إلا أصحاب الهموم . قال أبو سلمة : فقلت لأبي هريرة : الهموم في المعيشة ؟ قال : نعم ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /168 :
$ضعيف$
رواه أبو نعيم في "أخبار أصبهان" (2/ 291-292) ، ومن طريقه الديلمي (1/ 2/ 287) قال : حدثنا محمد بن عبدالله أبو بكر : حدثنا حاجب بن أركين : حدثنا سيار بن نصر : حدثنا محمد بن عبدالله المروزي : حدثنا الفضل ابن موسى عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة مرفوعاً .
قلت : وهذا إسناد ضعيف مظلم ؛ سيار بن نصر وشيخه المروزي لم أجد من ترجمهما .
وحاجب بن أركين هو الفرغاني الضرير المحدث ؛ ثقة حافظ توفي سنة ست وثلاث مئة ، له ترجمة في "تاريخ ابن عساكر" (4/ 39/ 1-2) وغيره .
ثم رواه أبو نعيم (2/ 319) بإسناد آخر مظلم عن صالح بن عبدالله المروزي : حدثنا الفضل بن موسى به .
وصالح هذا لعله محرف من ( محمد) ولم أعرفه أيضاً ، أو العكس .

(187/1)


3185 - ( إن قذف المحصنة يهدم عمل مئة سنة ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /169 :
$ضعيف$
أخرجه البزار (1/ 71/ 105- كشف الأستار) ، والطبراني في "المعجم الكبير" (1/ 147/ 1) عن ليث عن أبي إسحاق عن صلة بن زفر عن حذيفة مرفوعاً .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ أبو إسحاق هو السبيعي ، وكان مدلساً مختلطاً .
وليث - وهو ابن أبي سليم - ضعيف لاختلاطه ، وبه أعله الهيثمي فقال في "المجمع" (6/ 279) :
"رواه الطبراني ، والبزار ، وفيه ليث بن أبي سليم وهو ضعيف ، وقد يحسن حديثه ، وبقية رجاله رجال الصحيح" .
وعزاه السيوطي للحاكم أيضاً ، ولم أره في "مستدركه" حتى الآن .
ثم رأيته أخرجه في آخر حديث في "كتاب الأهوال" (4/ 573) من الوجه المذكور .

(188/1)


3186 - ( إن قلب ابن آدم مثل العصفور ، يتقلب في اليوم سبع مرات ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /170 :
$ضعيف$
أخرجه ابن أبي الدنيا في "الإخلاص" ، ومن طريقه الحاكم (4/ 307و329) : حدثني سويد بن سعيد : حدثني بقية بن الوليد عن بحير بن سعد عن خالد بن معدان عن أبي عبيدة بن الجراح مرفوعاً ، وقال :
"صحيح على شرط مسلم" ! ورده الذهبي بقوله :
"قلت : فيه انقطاع" .
قلت : يعني بين خالد بن معدان وأبي عبيدة ؛ فإنه لم يلقه ؛ كما قال يعقوب ابن شيبة وأبو نعيم .
وبقية بن الوليد مدلس وقد عنعنه .
وسويد بن سعيد فيه ضعف .

(189/1)


3187 - ( إن لجهنم باباً لا يدخله إلا من شفى غيظه في معصية الله عز وجل ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /170 :
$ضعيف$
رواه البزار (4/ 187/ 3505) ، والديلمي (1/ 2/ 293) عن قدامة بن محمد بن قدامة : حدثنا إسماعيل بن شيبة الطائفي عن عطاء ابن عباس مرفوعاً .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ إسماعيل بن شيبة الطائفي قال فيه الذهبي في "الميزان" :
"واه" .
وضعفه ابن عدي . وساق له بهذا الإسناد أحاديث أخرى وقال :
"وكل هذه الأحاديث بهذا الإسناد غير محفوظة" .
وقال البزار : "لا يروى عن النبي صلي الله عليه وسلم إلا بهذا الإسناد ، وقدامة ليس به بأس ، وإسماعيل حدث بأحاديث لم يتابع عليها" .
والحديث عزاه السيوطي لابن أبي الدنيا في "ذم الغضب" عن ابن عباس فقال المناوي :
"قال الحافظ العراقي : سنده ضعيف . ورواه عنه أيضاً البزار من حديث قدامة بن محمد عن إسماعيل بن شيبة . قال الهيثمي : وهما ضعيفان وقد وثقا ، وبقية رجاله رجال الصحيح" .

(190/1)


3188 - ( إن لجواب الكتاب حقاً كرد السلام ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /171 :
$ضعيف جداً$
رواه الديلمي في "مسند الفردوس" عن ابن عباس مرفوعاً كما في "الجامع" وتعقبه المناوي بقوله :
"رواه أيضاً ابن لال ، ومن طريقه وعنه أورده الديلمي ، فلو عزاه له لكان أولى ، ثم إن فيه جويبر بن سعيد - قال في "الكاشف" : تركوه - عن الضحاك ، وقد سبق ، قال ابن تيمية : والمحفوظ وقفه" .
قلت : الموقوف رواه أبو بكر بن أبي شيبة في "كتاب الأدب" (1/ 152/ 1) وإسناده هكذا : حدثنا شريك عن العباس بن ذريح عن الشعبي قال : قال ابن عباس : إني لأرى لجواب الكتاب علي حقاً كرد السلام .
ومن هذا الوجه أخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (رقم1117) و"التاريخ" (4/ 1/ 7) ، وشريك - وهو ابن عبدالله - سيىء الحفظ .
وقد رواه القضاعي (85/ 1) من طريق آخر عن محمد بن مقاتل عن شريك ابن عبدالله عن العباس بن ذريح عن الشعبي عنه وقال :
"وليس بالقوي ، يعني إسناده" .
وله طريق أخرى عنه موقوفاً !
أخرجه المحاملي في "الأمالي" (ج5 رقم48) من طريق عمر بن أبي زائدة عن عبدالله بن أبي السفر عن ابن عباس .
قلت : رجاله ثقات ، ولولا أن هشيماً عنعنه عن ابن أبي زائدة هذا لحكمت له بالصحة . وعلى كل حال فهو حسن بمجموع الطريقين عنه موقوفاً .

(191/1)


3189 - ( اتق الله في عسرك ويسرك ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /172 :
$ضعيف$
"ذكره أبو قرة الزبيدي في "السنن" عن المثنى بن الصباح عن كليب بن طليب عن أبيه :
أنه قدم على رسول الله صلي الله عليه وسلم فسمعه يقول : ... فذكره" .
كذا في ترجمة ( طليب ) من "الإصابة" .
قلت : وهذا إسناد ضعيف مظلم ؛ كليب بن طليب وأبوه لا يعرفان إلا بهذا الإسناد ، ولذلك قال الذهبي في "التجريد" (1/ 278/ 2939) :
"وهما مجهولان" .
وكذا قال ابن الأثير فيما نقله المناوي ، وقال :
"وبه يعرف ما في رمز المؤلف لحسنه" .
وأقول : قد ذكرت أكثر من مرة أن رموز "الجامع" لا يوثق بها ؛ لأسباب شرحتها في مقدمة "صحيح الجامع" و "ضعيف الجامع" ، ومن ذلك اختلاف النسخ ، ففي بعضها ما ليس في البعض الآخر ، والمثال بين أيدينا ، فهذا الحديث ليس فيه الرمز المذكور في نسخة "الجامع" التي عليها "فيض القدير" !!

(192/1)


3190 - ( إن لصاحب القرآن عند كل ختمة دعوة مستجابة ، وشجرة في الجنة ، لو أن غراباً طار من أصلها لم ينته إلى فرعها حتى يدركه الهرم ) .\
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /173 :
$موضوع$
أخرجه الخطيب في "التاريخ" (9/ 390) عن رقاد بن إبراهيم : حدثنا أبو عصمة : حدثنا يزيد الرقاشي عن أنس بن مالك مرفوعاً .
قلت : وهذا موضوع ؛ آفته أبو عصمة هذا - وهو نوح بن أبي مريم ، الملقب بـ ( الجامع ) - جمع كل شيء من العلوم إلا الصدق ! قال الحافظ :
"كذبوه في الحديث ، وقال ابن المبارك : كان يضع" .
ويزيد الرقاشي ضعيف .
ورقاد بن إبراهيم لم أعرفه .

(193/1)


3191 - ( إن لقمان الحكيم كان يقول : إن الله إذا استودع شيئاً حفظه ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /173 :
$ضعيف$
رواه عبد بن حميد في "المنتخب من المسند" (93/ 2) عن نهشل الضبي عن أبي غالب عن ابن عمر مرفوعاً .
ومن هذا الوجه أخرجه أحمد (2/ 87) إلا أنه قال : عن قزعة عن ابن عمر ... وقال مرة نهشل : عن قزعة أو عن أبي غالب .
قلت : نهشل ثقة ؛ كما قال ابن معين ، وسائر الرواة ثقات رجال الشيخين غير أبي غالب هذا ؛ فقال ابن معين : "لا أعرفه" . وقال الحافظ : "مستور" .
قلت : ولما كان الراوي قد تردد في كون الحديث عنه أو عن قزعة ، لم يجز الحكم على الحديث بصحة لثقة قزعة ، ولا بالضعف لجهالة أبي غالب ، وإنما التوقف حتى يترجح لدينا أحد الوجهين . وهذا من الوجهة العملية معناه أن يعامل الحديث معاملة الضعيف ما دام أننا لم نصححه . فتأمل .
وقد صح الحديث من قوله صلي الله عليه وسلم لا من قول لقمان ، وقد خرجته في "الصحيحة" (2547) .

(194/1)


3192 - ( إن لكل شيء نسبة ، وإن نسبة الله عز وجل ( قل هو الله أحد الله الصمد ) ، وإن ( الصمد ) ليس بأجوف ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /174 :
$ضعيف جداً$
رواه السلفي في الثاني عشر من "المشيخة البغدادية" (49/ 1) عن عثمان بن عبدالرحمن : حدثنا الوازع - يعني : ابن نافع - عن أبي سلمة عن أبي هريرة مرفوعاً .
قلت : وهذا إسناد واه جداً ؛ الوازع بن نافع متروك ؛ كما قال النسائي وغيره .
وعثمان بن عبدالرحمن الظاهر انه الحراني المعروف بـ ( الطرائفي ) ، قال الحافظ :
"صدوق ، أكثر الرواية عن الضعفاء والمجاهيل ، فضعفوه بسبب ذلك حتى نسبه ابن نمير إلى الكذب ، وقد وثقه ابن معين" .
قلت : وقد تابعه علي بن ثابت عن الوازع به ، دون قوله : "وإن الصمد ..." .
أخرجه أبو بكر القطيعي في "قطعة من حديثه" (71/ 2) ، والطبراني في "الأوسط" (1/ 222/ 732) .
وعلي بن ثابت - وهو أبو أحمد الجزري - قال الحافظ :
"صدوق ربما أخطأ ، وقد ضعفه الأزدي بلا حجة" .
قلت : فالآفة من الوازع بن نافع ؛ فالحديث ضعيف جداً . وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (7/ 146) :
"رواه الطبراني في "الأوسط" ، وفيه الوازع وهو متروك" .
وقد روي الشطر الأخير منه بسند آخر أحسن حالاً من هذا ، أخرجه الطبراني في "الكبير" (1/ 58/ 1) من طريق أبي مسلم قائد الأعمش عن صالح بن حيان عن ابن بريدة عن أبيه رفعه قال :
"الصمد الذي لا جوف له" .
ومن هذا الوجه أخرجه أبو الشيخ في "أحاديثه" (14/ 2) ، والمخلص في "الفوائد المنتقاة" (10/ 14/ 1) ، والروياني في "مسنده" (6/ 8/ 2) ، وابن عدي (198/ 2) ، والسلفي في "الثاني عشر من المشيخة البغدادية" (50/ 1) كلهم من طريق محمد بن عمر الرومي عن أبي مسلم به . وقال ابن عدي :
"لا أعرفه عن صالح إلا من رواية قائد الأعمش عنه ، وعنه محمد بن عمر الرومي ، وصالح بن حيان ، عامة ما يرويه غير محفوظ" .
قلت : هو ضعيف كما جزم به الحافظ في "التقريب" . ومثله قائد الأعمش ، والرومي لين الحديث .
ومن هذا نعلم أن اقتصار الهيثمي (7/ 144) في إعلاله إياه بصالح بن حيان فقط فيه تقتصر واضح . وأقبح منه تصحيح الأخ الشيخ نسيب الرفاعي إياه في "مختصر تفسير ابن كثير" (4/ 441) غفر الله له .

(195/1)


3193 - ( إن لكل أمة حكيماً ، وحكيم هذه الأمة أبو الدرداء ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /176 :
$ضعيف جداً$
رواه الدينوري في "المجالسة" (ق30/ ب) - ومن طريقه : ابن عساكر (13/ 371/ 1) - : حدثنا محمد بن يحيى السعدي : أخبرنا أبو أسامة : أخبرنا الأحوص بن حكيم عن أبي الزاهرية عن جبير بن نفير مرفوعاً .
قلت : وهذا إسناد ضعيف جداً ؛ فإنه مع إرساله ؛ فيه الأحوص بن حكيم ، وهو ضعيف الحفظ .
ومحمد بن يحيى السعدي لم أعرفه .
والدينوري - وهو أحمد بن مروان - قال الذهبي :
"اتهمه الدارقطني ، ومشاه غيره" .

(196/1)


3194 - ( إن لكل شجرة ثمرة ، وثمرة القلب الولد ، إن الله لا يرحم من لا يرحم ولده . والذي نفسي بيده ! لا يدخل الجنة إلا رحيم . قلنا : يا رسول الله ! كلنا يرحم ، قال : ليست الرحمة أن يرحم أحدكم صاحبه ؛ إنما الرحمة أن يرحم الناس ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /176 :
$ضعيف جداً$
رواه البزار (2/ 377/ 1889) من طريق أبي المهدي سعيد ابن سنان عن أبي الزاهرية عن كثير بن مرة عن ابن عمر مرفوعاً .
قال الهيثمي : (8/ 155) : "وفيه أبو مهدي سعيد بن سنان ؛ وهو ضعيف متروك" . وقال المناوي :
"قال العلائي : فيه سعيد بن سنان ضعيف جداً ، بل متروك" .
ومن طريقه أخرجه ابن عدي (ق175/ 1) ، وعنه أبو أحمد الحاكم في "الكنى" (226/ 2) . وقال ابن عدي :
"عامة ما يرويه غير محفوظ" .

(197/1)


3195 - ( هل بقي من والديك أحد ؟ قال : أمي ، قال : فأبل الله في برها ، فإذا فعلت ذلك فأنت حاج ، ومعتمر ، ومجاهد ، فإذا رضيت عنك أمك فاتق الله وبرها ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /177 :
$منكر بهذا السياق والتمام$
أخرجه أبو يعلى في "مسنده" (5/ 149-150) : حدثنا إبراهيم بن الحجاج : حدثنا ميمون بن نجيح أبو الحسن الناجي : حدثنا الحسن عن أنس قال :
أتى رجل رسول الله صلي الله عليه وسلم فقال : إني أشتهي الجهاد ولا أقدر عليه . قال : ... فذكره .
وأخرجه الطبراني في "المعجم الأوسط" (5/ 234/ 4463) ، و "المعجم الصغير" (ص43- هندية) ، والبيهقي في "شعب الإيمان" (6/ 179/ 7835) من طرق عن إبراهيم بن الحجاج السامي به . وقال الطبراني :
"لم يروه عن الحسن إلا ميمون بن نجيح" .
قلت : روى عنه ثقات آخرون ، ولم يوثقه غير ابن حبان (7/ 472) وقال : "يخطىء" .
وبقية رجاله ثقات ، لكن الحسن البصري مدلس ، وقد عنعنه ، ولم يتنبه لهذا المنذري فقال في "الترغيب" (3/ 214) :
"رواه أبو يعلى ، والطبراني في "الصغير" و"الأوسط" ، وإسنادهما جيد ، ميمون بن نجيح وثقه ابن حبان ، وبقية رواته ثقات مشهورون" .
ونحوه في "مجمع الزوائد" (8/ 138) .
والأحاديث بمعناه كثيرة في الكتابين المذكورين وغيرهما ، وليس فيها قوله : "فإذا فعلت .." إلخ ، فهو منكر .

(198/1)


3196 - ( إن لله عباداً اختصهم لقضاء حوائج الناس ، آلى على نفسه أن لا يعذبهم بالنار ، فإذا كان يوم القيامة خلوا مع الله عز وجل يحدثهم ويحدثونه ، والناس في الحساب ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /178 :
$ضعيف جداً$
رواه تمام في "الفوائد" (240/ 2) : أخبرنا أبو علي محمد ابن هارون بن شعيب الثمامي : حدثنا أبو خليفة الفضل بن الحباب : حدثنا القعنبي عبدالله بن مسلمة بن قعنب عن سلمة بن وردان عن أنس بن مالك مرفوعاً .
قلت : وهذا سند ضعيف جداً ؛ محمد بن هارون هذا ؛ قال عبدالعزيز الكناني :
"كان يتهم" . قال الحافظ في "اللسان" :
"وقد وجدت له حديثاً منكراً" ، ثم ساق له هذا ، ثم قال :
"وسلمة وإن كان ضعيفاً ، لا يحتمل مثل هذا" .
وله شاهد من حديث إسحاق بن إبراهيم الحنيني قال : حدثنا كثير بن عبدالله ابن عمرو بن عوف المزني عن أبيه عن جده مرفوعاً .
رواه أبو محمد الجوهري في "أربعة مجالس" (113/ 1) ، وأبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب والترهيب" (1/ 473/ 1129) .
قلت : وكثير هذا متهم بالكذب .

(199/1)


3197 - ( إن لله عباداً يضن بهم عن القتل ، ويطيل أعمارهم في حسن العمل ، ويحسن أرزاقهم ، ويحييهم في عافية ، ويقبض أرواحهم في عافية [ على الفرش ] ، ويبعثهم في عافية ، ويعطيهم منازل الشهداء ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /179 :
$ضعيف جداً$
كذا أورده الحافظ ابن حجر في "بذل الماعون" (46) من طريق عبدالرحمن بن عبدالله بن مسعود عن أبيه مرفوعاً ، وقال :
"أخرجه الطبراني ، وأبو نعيم في "الطب" ، وفي سنده حفص بن سليمان ، وهو ضعيف" .
قلت : بل هو متروك الحديث مع إمامته في القراءة ؛ كما قال الحافظ نفسه في "التقريب" .
وقد أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (3/ 75/ 1) عن عمرو بن طلحة القناد : أخبرنا حفص بن سليمان عن عبدالملك بن عمير عن عبدالرحمن بن عبدالله عن أبيه مرفوعاً .
ورواه إبراهيم بن طهمان في "المشيخة" (1/ 141/ 1) عن نصر أبي جزي عن علي بن الحكم عن أبي الحسن عن سعيد بن عامر مرفوعاً به مختصراً بلفظ :
"إن لله ضنائن من عباده ، يضن بهم من القتل والأمراض ، يعيشهم في عافية ، ويميتهم في عافية" .
ونصر هذا - وهو ابن طريف - من المعروفين بوضع الحديث ؛ كما قال ابن معين .
وخالفه سلام بن سعيد المصري فقال : حدثنا أبو الحكم البناني عن أبي الحسن الشامي عن أبي أسماء الرحبي عن أبي هريرة مرفوعاً به ، وزاد :
"ويدخلهم الجنة في عافية" .
أخرجه أبو القاسم الحسيني في "الأمالي" (12/ 1) .
قلت : وسلام بن سعيد المصري لم أعرفه .
وأبو الحكم البناني هو علي بن الحكم الذي في الطريق الأولى وهو ثقة .
وأبو الحسن الشامي لم أعرفه أيضاً .

(200/1)


3198 - ( إن لله مئة وسبع عشرة شريعة ، من وافاه بخلق منها دخل الجنة ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /180 :
$ضعيف جداً$
أخرجه البزار (ص5- زوائده) ، والبيهقي في "الشعب" (6/ 336/ 8550) ، والرافعي في "تاريخ قزوين" (3/ 256) عن عبدالواحد ابن زيد عن عبدالله بن راشد مولى عثمان مرفوعاً . وقال البزار والبيهقي - واللفظ للأول - :
"لا نعلمه عن النبي صلي الله عليه وسلم إلا من هذا الوجه ، وعبدالواحد ليس بالقوي ، وعبدالله بن راشد مجهول" .
قلت : عبدالواحد شر من ذلك ؛ فقد قال البخاري :
"تركوه" كما في "الميزان" للذهبي ، وساق له من مناكير هذا الحديث بلفظ :
"خلق" بدل : "شريعة" .
وبهذا اللفظ أورده في "الجامع" برواية الحكيم ، وأبي يعلى ، والبيهقي في "الشعب" .
وبه أخرجه العقيلي في "الضعفاء" (252) في ترجمة عبدالواحد هذا ، وقال :
"لا يتابع عليه ، ولا يعرف إلا من وجه لا يثبت" .
وروى عن البخاري ما تقدم عنه . وعن ابن معين : ليس بشيء . وقال النسائي في "الضعفاء" (ص20) :
"متروك الحديث" .
ثم قال البيهقي : "وقد خولف في إسناده ومتنه ، وهو أيضاً ليس بالقوي" .
ثم ساقه من طريق عبدالرحمن بن زياد ، عن عبدالله بن راشد - مولى عثمان بن عفان - قال :سمعت أبا سعيد الخدري .. فذكره مرفوعاً بلفظ :
"إن بين يدي الله عز وجل لوحاً فيه ثلاث مئة وخمس عشرة شريعة ، يقول الرحمن : وعزتي وجلالي ! لا يأتيني عبد من عبادي ما لم يشرك فيه بواحدة منهن إلا أدخلته الجنة" .
و ( عبدالرحمن بن زياد ) هو الإفريقي ، ضعيف .
وعبدالله بن راشد ضعفه الدارقطني ، وذكره ابن حبان في "الثقات" !

(201/1)


3199 - ( إن لله ملكاً لو قيل له : التقم السماوات السبع والأرضين بلقمة لفعل ، تسبيحه : سبحانك حيث كنت ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /182 :
$منكر$
رواه الطبراني (3/ 123/ 1) ، وعنه أبو نعيم في "الحلية" (3/ 318) : حدثنا محمد بن عبدالله بن عرس المصري : أخبرنا وهب الله بن رزق أبو هريرة : أخبرنا بشر بن بكر : أخبرنا الأوزاعي : حدثني عطاء عن عبدالله بن عباس مرفوعاً .
وقال الذهبي في "العلو" (ص66 طبع الأنصار) :
"حديث منكر" . ولم يبين علته . وإنما هي في نقدي وهب الله هذا ؛ فإنهم أغفلوه ولم يترجموه ، وما ذلك إلا لجهالته وقلة روايته .

(202/1)


3200 - ( إن لله ملكاً موكلاً بمن يقول : يا أرحم الراحمين ! فمن قالها ثلاثاً قال الملك : إن أرحم الراحمين قد أقبل عليك فاسأل ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /182 :
$ضعيف$
أخرجه الحاكم (1/ 544) عن فضال بن جبير عن أبي أمامة رضي الله عنه مرفوعاً . ذكره شاهداً ، وقال الذهبي :
"فضال ؛ ليس بشيء" .
قلت : قال ابن عدي في "الكامل" (325/ 1) :
"ولفضال بن جبير عن أبي أمامة قدر عشرة أحاديث كلها غير محفوظة" .
قلت : وكأن هذا الحديث الضعيف هو أصل ما اعتاده كثير من المصلين في عمان وغيرها من مدن الأردن ؛ من قولهم دبر كل صلاة : "يا أرحم الراحمين .." ، ثلاثاً ، ولا أصل له من قال من السلف : ما أحدثت بدعة إلا وأميتت سنة .
ثم روى الحاكم من طريق الفضل بن عيسى عن عمه عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال :
مر رسول الله صلي الله عليه وسلم برجل وهو يقول : يا أرحم الراحمين ! فقال له رسول الله صلي الله عليه وسلم :
"سل ؛ فقد نظر الله إليك" .
وقال الحاكم :
"الفضل بن عيسى هو الرقاشي ، وأخشى أن يكون عم يزيد بن أبان ، إلا أني قد وجدت له شاهداً من حديث أبي أمامة" .
ثم ساق حديث الترجمة .
قلت : ويزيد بن أبان - وهو الرقاشي - متروك .
والفضل بن عيسى ضعفوه كما في "المغني" ، . وقال فيه الحافظ :
"منكر الحديث" .

(203/1)


3201 - ( اتق الله ، وأقم الصلاة ، وآت الزكاة ، وحج البيت ، واعتمر ، وبر والديك ، وصل رحمك ، وأقر الضيف ، وأمر بالمعروف ، وانه عن المنكر ، وزل مع الحق حيثما زال ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /183 :
$ضعيف$
أخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" (4/ 2/ 30) ، وأبو يعلى في "مسنده" (3/ 137/ 1568) ، وعنه ابن حبان (5852/الإحسان) ، والطبراني في "المعجم الكبير" (20/ 322/ 763) من طريق محمد بن سليمان بن مسمول المخزومي : حدثنا القاسم بن المخول البهزي ثم السلمي ، قال سمعت أبي يحدث - وكان أدرك الجاهلية والإسلام - قال : نصبت حبائل لي بالأبواء ، فوقع في حبل منها ظبي ، فانقلب الحبل ، فخرجنا في أثره أقفوه ، فوجدت رجلاً قد أخذه ، فتناوعنا إلى النبي صلي الله عليه وسلم ، فوجدناه نازلاً بأبواء تحت شجرة قد استظل بنطع ، فقضى به بيننا شطرين ، فقلت : يا رسول الله ! هذه حبائلي في رجله ، قال : "هو ذاك" . قلت : يا رسول الله ! إنا نكون على الماء فترد علينا الإبل وهي عطاش فنسقيها من الماء ، هل لنا في ذلك من أجر ؟ قال :
"نعم ، في كل ذات كبد حرى أجر" .
قلت : يا رسول الله ! الإبل الطوال تلقانا وهي مصراة ونحن جياع ؟ قال :
"قل : يا صاحب الإبل ! يا صاحب الإبل ! ثلاثاً "فإن جاء وإلا فحل حرارها فاحلب واشرب وأعد صرارها وبق للبن دواعيه" ، ثم أنشا يحدثنا صلي الله عليه وسلم يقول :
"يأتي على الناس زمان يكون خير المال فيه غنم بين المسجدين - يعني مسجد المدينة ومسجد مكة - تأكل الشجر وترد المياه ، يأكل صاحبها من رسلها ، ويلبس من أصوافها - أو قال من أشعارها - والفتن ترتكس بين جراثيم العرب ، والدماء تسفك" ، يقولها رسول الله صلي الله عليه وسلم ثلاثاً .
قلت : يا رسول الله أوصني ! قال : ... فذكر الحديث .
والسياق للطبراني ، وليس البخاري منه إلا حديث الترجمة ، وروى منه في "المعجم الأوسط" (7/ 296/ 7542) المقطع الأخير : ( يأتي على الناس زمان ..) إلخ من طريق الشاذكوني : حدثنا محمد بن سليمان بن مسمول المخزومي به . وقال :
طلا يروى عن ( مخول النهزي ) إلا بهذا الإسناد ، تفرد به الشاذكوني" !
وهذا من أوهامه أو نسيانه ، فقد قرنه في "الكبير" بغيره ! وعنه أبو يعلى ، وعن ثالث البخاري .
وعلة الحديث ( ابن مسمول ) هذا - بالمهملة - قال الحافظ في "الإصابة" (3/ 393) :
"ضعيف ، وأخرجه ابن السكن من طريقه ، وقال : ليس لمخول رواية بغير هذا الإسناد" .
قلت : وقال الذهبي في ترجمة ( ابن مسمول ) من "المغني" :
"ضعفوه" .
وشذ ابن حبان فوثقه ! ووافقه العجلي ، وساق له ابن عدي في "الكامل" بعض المناكير ، تقدم بعضها برقم (2357) . ثم قال (6/ 208) :
"وله غير ما ذكرت ، وعامة ما يرويه لا يتابع عليه في إسناده ومتنه" .
وإن من تمام شذوذ ابن حبان أنه أورد شيخ هذا الضعيف ( القاسم بن مخول ) في "ثقاته" (5/ 306) أيضاً ، ولم يرو عنه كما في "التاريخ" و "الجرح" !

(204/1)


3202 - ( إن له مرضعاً في الجنة - يعني : إبراهيم بن محمد صلي الله عليه وسلم - ، ولو عاش لكان صديقاً نبياً ، ولو عاش لعتقت أخواله القبط ، وما استرق قبطي ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /185 :
$ضعيف$
أخرجه ابن ماجه (1511) ، وابن منده في "معرفة الصحابة" (42/ 231/ 2) ، وابن عساكر في "التاريخ" (1/ 213/ 1) عن إبراهيم بن عثمان بن عبدالله بن المخارق أبي شيبة - وهو جد ابني أبي شيبة - عن الحكم بن عتيبة عن مقسم عن ابن عباس قال :
لما مات بن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال : ... فذكره .
قلت : وهذا إسناد ضعيف جداً ؛ إبراهيم هذا متروك الحديث ؛ كما في "التقريب" .
وتابعه بقية عن الحكم به .
أخرجه ابن عساكر (1/ 215/ 1) من طريق محمد بن يونس : أنبأنا سعد ابن أوس أبو زيد الأنصاري : أنبأنا بقية عنه .
و ( بقية ) مدلس وقد عنعنه ، فمن المحتمل أن يكون تلقاه عن إبراهيم هذا أو غيره من المتهمين ثم دلسه !
ثم إن في الطريق إليه محمد بن يونس وهو الكديمي ؛ وضاع !
والجملة الأولى منه ، أخرجها ابن عساكر من حديث أنس والبراء وعبدالله بن أبي أوفى مرفوعاً .
وحديث البراء في "صحيح البخاري" (1382) ، وابن حبان (6910-الإحسان) ، واستدركه الحاكم (4/ 38) فوهم ، وأخرجه الطيالسي أيضاً (729و742) ، وأحمد (4/ 283و284و289و297و300و302و304) ، وابن سعد في "الطبقات" (1/ 139و140) .
والجملة الثانية يشهد لها ما روى أبو عوانة عن إسماعيل السدي قال :
"سالت أنس بن مالك قال : قلت : صلى رسول الله صلي الله عليه وسلم على ابنه إبراهيم ؟ قال : لا أدري ، رحمة الله على إبراهيم ، لو عاش كان صديقاً نبياً" .
أخرجه أحمد (3/ 133و280-281) ، وابن سعد (1/ 140) .
قلت : وإسناده صحيح على شرط مسلم .
وله شاهد من حديث جابر مرفوعاً : "لو عاش إبراهيم لكان نبياً" .
أخرجه ابن عساكر (1/ 213/ 2) بسند ضعيف عنه .
وروى البخاري (10/ 476-فتح) ، وابن ماجه (1510) ، وأحمد (4/ 353) ، وابن عساكر (15/ 279/ 2) عن إسماعيل بن أبي خالد قال :
"قلت لعبدالله بن أبي أوفى : رأيت إبراهيم ابن رسول الله صلي الله عليه وسلم ؟ قال : مات وهو صغير ، ولو قضي أن يكون بعد محمد صلي الله عليه وسلم نبي لعاش ابنه ، ولكن لا نبي بعده" .
وأما الجملة الأخيرة فلم أجد لها شاهداً قوياً موصولاً . وإنما أخرج ابن سعد (1/ 144) بسند صحيح عن مكحول أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال في ابنه إبراهيم لما مات :
"لو عاش ما رق له خال" .
ومكحول تابعي ، فالحديث مرسل ، فتبقى هذه الجملة على الضعف لتعريها عن الشاهد القوي . والله أعلم .
وقد مضى الحديث بأقل تخريجاً مما هنا (220) .

(205/1)


3203 - ( إن من أسرق السراق من سرق منار الأرضين ، وإن من أعظم الخطايا من اقتطع مال بغير حق ، وإن من أفضل الحسنات لعيادة المريض ، وإن من أفضل الشفاعة أن تشفع بين اثنين في نكاح حتى تجمع بينهما ، وإن لبس الأنبياء القميص مثل السراويل ، وإن مما يساعد به الدعاء عند العطاس ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /187 :
$ضعيف$
رواه الطبراني في "المعجم الكبير" (22/ 336/ 843) ،والضياء في "موافقات هشام بن عمار" (56/ 1) والسياق له ، عن معاوية بن يحيى - يعني : الطرابلسي - : حدثنا معاوية بن يزيد عن يزيد بن أبي حبيب عن أبي رهم السمعي مرفوعاً . وقال :
"روى منه ابن ماجه ذكر النكاح عن هشام" .
قلت : أخرجه ابن ماجه (1975) ، وقال البوصيري في "الزوائد" (143/ 2) : "هذا إسناد مرسل ، أبو رهم هذا اسمه أحزاب بن أسيد - بفتح الهمزة ، وقيل : بضمها - ، قال البخاري : تابعي . وقال أبو حاتم : ليست له صحبة . وذكره ابن حبان في "الثقات" " .
وسائر رجاله موثقون ، وفي بعضهم كلام ، والحديث ضعيف لإرساله .
وفيه ( معاوية بن يحيى الأطرابلسي ) ضعيف .
قال في "التقريب" :
"صدوق له أوهام" .

(206/1)


3204 - ( إن من (المنشآت) التي كن في الدنيا عجائز عمشاً رمصاً ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /188 :
$ضعيف$
أخرجه الترمذي (2/ 225) من طريق موسى بن عبيدة عن يزيد ابن أبان عن أنس رضي الله عنه مرفوعاً وقال :
"حديث غريب ؛ لا نعرفه مرفوعاً إلا من حديث موسى بن عبيدة ، وموسى ابن عبيدة ويزيد بن أبان الرقاشي في الحديث" .

(207/1)


3205 - ( إن من معادن التقوى تعلمك إلى ما قد علمت علم ما لم تعلم ، والنقص فيما قد علمت قلة الزيادة فيه ، وإنما يزهد الرجل في علم ما لم يعلم ، قلة الانتفاع بما قد علم ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /189 :
$ضعيف جداً$
أخرجه ابن جميع في "معجم الشيوخ" (ص340) ، والخطيب في "التاريخ" (1/ 414) من طريق مسور بن عيسى قال : أخبرنا القاسم بن يحيى قال : أخبرنا ياسين عن الزبير عن جابر مرفوعاً .
قلت : وهذا إسناد ضعيف جداً ؛ أبو الزبير مدلس وقد عنعنه .
وياسين الزيات متروك ؛ كما قال النسائي وغيره .
ومن دونه لم أعرفهما .
وأخرجه ابن عبدالبر في "الجامع" (1/ 95) إلا أنه وقع فيه ( الميمون بن عيسى أبو عيسى البصري ) ولم أعرفه أيضاً .
والحديث جزم الشيخ الغماري في كتابه "المداوي" (1/ 551) بأنه موضوع ، دون أن يتكلم على إسناده بشيء ! ومن الغريب أنه لم يورده في رسالته "المغير على الأحاديث الموضوعة في الجامع الصغير" .مع واسع الخطو فيه ، فقد ذكر فيه بعض الأحاديث الصحيحة مثل قوله صلي الله عليه وسلم : "عليكم بالشام" !

(208/1)


3206 - ( إن من موجبات المغفرة إدخالك السرور على أخيك المسلم : إشباع جوعته ، وتنفيس كربته ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /189 :
$منكر$
رواه أبو بكر بن خلاد في "الجزء الثاني من حديثه" (ق110/ 1) ، وأبو نعيم في "الحلية" (7/ 90) عن يحيى بن هاشم السمسار : أخبرنا سفيان الثوري عن محمد بن المنكدر عن جابر بن عبدالله مرفوعاً ،
وكذا رواه الحافظ معمر بن عبدالواحد الأصبهاني في "مجلس من أماليه" (154/ 2) .
قلت : ويحيى هذا كذبه ابن معين وغيره .
وتابعه طلحة بن عمرو : حدثنا محمد بن المنكدر به مختصراً بلفظ :
"من موجبات المغفرة إطعام المسلم السغبان" .
أخرجه الحاكم (2/ 524) وقال : "صحيح الإسناد" ! ووافقه الذهبي !
وهو من أوهامه ؛ فإن طلحة هذا متروك .
وله شاهد رواه الدولابي في "الذرية الطاهرة المطهرة" كما في أحاديث منتقاة منه (13/ 2) : أخبرني أحمد بن الوليد بن الأنطاكي أن ابن أبي فديك حدثهم عن جهم بن عثمان عن عبدالله بن حسن عن أبيه عن جده الحسن بن علي مرفوعاً به دون قوله : "إشباع ..." .
وكذا رواه الطبراني (1/ 273/ 1) من طريق أخرى عن ابن أبي فديك به
ثم رواه أيضاً (1/ 272/ 2) : حدثنا محمد بن عبدالله الحضرمي : حدثنا محمد بن عبادة الواسطي : حدثنا يعقوب بن محمد : أخبرنا جهم بن عثمان به .
ورواه القضاعي (94/ 2) من طريق آخر عن الحضرمي به .
وهذا سند ضعيف ؛ جهم بن عثمان مجهول كما قال أبو حاتم وغيره . وقال ابنه في "العلل" (2/ 309) :
"قال أبي : هذا حديث منكر" .

(209/1)


3207 - ( إن من نعمة الله على العبد أن يشبهه ولده ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /191 :
$ضعيف$
رواه الضياء في "المنتقى من مسموعاته بمرو" (33/ 1) عن إبراهيم بن يزيد عن الوليد بن عبدالله عن عبدالله مرفوعاً .
قلت : وهذا سند ضعيف جداً ؛ إبراهيم هذا هو الخوزي ، وهو ضعيف جداً ؛ قال ابن معين :
"ليس بثقة" . وقال البخاري :
"سكتوا عنه" . وقال النسائي :
"متروك الحديث" .
والوليد بن عبدالله هو ابن أبي مغيث الحجازي ؛ ثقة .
والحديث عزاه في "الجامع الصغير" للشيرازي في "الألقاب" عن إبراهيم النخعي مرسلاً . ولم يتكلم المناوي على إسناده بشيء .

(210/1)


3208 - ( إن ناركم هذه جزء من سبعين جزءاً من نار جهنم ، ولولا أنها أطفئت بالماء مرتين ما انتفعتم بها ، وإنها لتدعو الله عز وجل أن لا يعيدها فيها ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /191 :
$ضعيف جداً$
أخرجه ابن ماجه (4318) عن إسماعيل بن أبي خالد عن نفيع أبي داود عن أنس بن مالك مرفوعاً .
قلت : وهذا إسناد واه بمرة ؛ نفيع هذا متروك ، وقد كذبه ابن معين .
وتوبع ؛ فرواه بكر بن بكار : حدثنا جسر بن فرقد : أخبرنا الحسن عن أنس بن مالك به .
أخرجه الحاكم (4/ 593) وقال :
"صحيح الإسناد" ! وتعقبه الذهبي بقوله :
"قلت : جسر واه ، وبكر ؛ قال النسائي : ليس بثقة" .
قلت : والحسن هو البصري ؛ وهو مدلس وقد عنعنه ، ومن المحتمل أن يكون تلقاه عن نفيع ثم أسقطه !!
ثم وجدت لأكثره شاهداً قوياً من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم :
"إن ناركم هذه جزء من سبعين جزءاً من نار جهنم ، وضربت بالبحر ( وفي رواية : بالماء ) مرتين ، ولولا ذلك ما جعل الله فيها منفعة لأحد" .
أخرجه أحمد (2/ 244) ، والحميدي (1129) ، وابن حبان (2608) من طريق سفيان عن أبي الزناد عن الأعرج عنه .
والرواية الثانية للحميدي ، وإسنادهم صحيح على شرط الشيخين .
وقد أخرجاه ، وكذا ابن حبان (9/ 276/ 7419) من طريق أخرى عن أبي الزناد به نحوه دون قوله : "ولولا ذلك .... إلخ" . وسفيان هو ابن عيينة .

(211/1)


3209 - ( إن يأجوج و مأجوج لهم نساء يجامعون ما شاؤوا ، وشجر يلقحون ما شاؤوا ، فلا يموت منهم رجل إلا ترك من ذريته ألفاً فصاعداً ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /192 :
$ضعيف$
أخرجه النسائي في "التفسير" من "السنن الكبرى" (6/ 408/ 11334) من طريق ابن عمرو بن أوس عن أبيه عن جده به .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ، رجاله ثقات غير ابن عمرو هذا ؛ فإنه لا يعرف .أورده الحافظ في "باب من نسب إلى أبيه أو ....." من "التهذيب" ، وجزم فيه أن اسمه عبدالرحمن . وقال في "التقريب" :
"يقال : اسمه عبدالرحمن ، تقدم في ابن أوس" .
كذا وقع فيه ، والصواب : "في ابن أبي أوس" ؛ فقد قال في أول الباب المشار إليه :
"ابن أبي أوس الثقفي ، وفي رواية : ابن عمرو بن أوس ، يقال : اسمه عبدالرحمن ، هو عبدالله" .
كذا الأصل ، ولعله : "ويقال : هو عبدالله" .
هذا كل ما ترجمه به ، ومنه تبين أن الرجل مجهول لا يعرف .

(212/1)


3210 - ( إنك امرؤ قد حسن الله خلقك ، فأحسن خلقك ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /193 :
$ضعيف$
أخرجه الخرائطي في "مكارم الأخلاق" (ص3) من طريق حلاب جرير : سمعت جرير بن عبدالله يقول : ... فذكره مرفوعاً .
قلت : وهذا سند ضعيف ؛ لجهالة حلاب جرير بن عبدالله .
والحديث عزاه السيوطي لابن عساكر ؛ قال المناوي :
"ورواه أيضاً الخرائطي ، والديلمي ، وأبو العباس الدغولي في "الآداب" ؛ قال الحافظ العراقي : وفيه ضعف" .

(213/1)


3211 - ( إنكم اليوم على دين ، وإني مكاثر بكم الأمم ، فلا تمشوا بعدي القهقري ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /194 :
$ضعيف$
أخرجه أحمد (3/ 354) ، وأبو يعلى (4/ 101/ 2133) والسياق لهما ، والبزار (4/ 176/ 3479) عن مجالد عن الشعبي عن جابر بن عبدالله مرفوعاً .
وهذا إسناد فيه ضعف ؛ رجاله ثقات غير مجالد - وهو ابن سعيد - وليس بالقوي ، ولم أجد ما أقوي به حديثه هذا .

(214/1)


3212 - ( إنكم ستبتلون في أهل بيتي من بعدي ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /194 :
$ضعيف$
أخرجه البزار (3/ 433/ 2645-الكشف) ، والطبراني في "الكبير" (1/ 206/ 1) عن عباد بن يعقوب الأسدي : أخبرنا علي بن هاشم عن شقيق بن أبي عبدالله : حدثني عمارة بن يحيى بن خالد بن عرفطة قال :
"كنا عند خالد بن عرفطة يوم قتل الحسين بن علي رضي الله عنه ، فقال لنا خالد : هذا ما سمعت من رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول : ..." ، فذكره .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ عمارة هذا لم أجد من ترجمه ، وقد ذكره الحافظ في الرواة عن جده خالد بن عرفطة .
ثم رأيته في "ثقات ابن حبان" (5/ 244) برواية شقيق ، ولا يعرف إلا به . وسائر الرواة ثقات ، لكن الأسدي هذا من غلاة الشيعة ورؤوس البدع ، لكنه صادق في الحديث ؛ كما قال الذهبي .
وقد تابعه محمد بن الصلت عن علي بن هاشم به .
أخرجه البخاري في "التاريخ" (3/ 2/ 498) لكن وقع فيه : "سفيان بن أبي عبدالله" ، وهو خطأ مطبعي ؛ فإنه ليس لسفيان هذا ترجمة عنده ، وإنما هي لشقيق بن أبي عبدالله .
وتساهل الهيثمي كعادته فقال (9/ 194) :
طرواه الطبراني والبزار ، ورجال الطبراني رجال الصحيح ، غير ( عمارة ) ، وقد وثقه ابن حبان" ! وأقره المناوي في "الفيض" ، وأكده في "التيسير" فقال : "ورجاله ثقات" ! ولم يتعقبه الشيخ الغماري في "المداوي" إلا في ضبطه عن ( عرفطة ) بالفتح ، وبين أن الصواب بضم العين ... والفاء ، وسكت عن بيان علة الحديث ، فعله نزعه عرق التشيع !

(215/1)


3213 - ( إن الله قد ذبح كل نون في البحر لبني آدم ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /195 :
$ضعيف جداً$
أخرجه الدارقطني (538) عن أبراهيم بن يزيد الخوزي عن عمرو بن دينار عن عبدالله بن سرجس - وكان شيخاً قديماً - قال : ( فذكره ) مرفوعاً .
قلت : وهذا إسناد ضعيف جداً ؛ الخوزي هذا متروك .

(216/1)


3214 - ( إنكم لتبخلون وتبنون وتجهلون ، وإنكم لمن ريحان الله ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /195 :
$ضعيف$
أخرجه الترمذي (1/ 348) ، وأحمد (6/ 409) ، والحربي في "الغريب" (5/ 157/ 1) ، والقاضي أحمد بن سليمان بن حذلم في "حديثه" (1/ 146-147) ، والخطيب في "التاريخ" (5/ 300) من طريق ابن أبي سويد قال : سمعت عمر بن عبدالعزيز يقول : زعمت المرأة الصالحة خولة بنت حكيم قالت : خرج رسول الله صلي الله عليه وسلم ذات يوم وهو محتضن أحد ابني ابنته وهو يقول : ... فذكره . وقال الترمذي :
"لا نعرف لعمر بن عبدالعزيز سماعاً من خولة" .
قلت : فالسند ضعيف لانقطاعه . لكن له علة أخرى وهي الجهالة ؛ فإن ابن أبي سويد - واسمه محمد - مجهول ؛ كما في "التقريب" .
والجملة الأولى صحيحة ؛ فإن لها شواهد ، فانظر "تخريج المشكاة" (4691و4692) والحديث الآتي برقم (4764) .

(217/1)


3215 - ( يطبع المؤمن على كل خلق ، ليس الخيانة والكذب ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /196 :
$ضعيف$
روي من حديث عبدالله بن عمر ، وسعد بن أبي وقاص ، وأبي أمامة ، وعبدالله بن أبي أوفى .
1- أما حديث ابن عمر ، فيرويه عبيدالله بن الوليد الوصافي عن محارب بن دثار عنه مرفوعاً به .
أخرجه ابن أبي عاصم في "السنة" (115) ، وابن عدي في "الكامل" (236/ 1) ، والبيهقي في "شعب الإيمان" (2/ 47/ 2) من طريقين عنه ، وقال ابن عدي :
"الوصافي ضعيف جداً ، يتبين ضعفه على حديثه" .
وهو كما قال ، واقتصر الحافظ على قوله فيه : "ضعيف" .
2- وأما حديث سعد ؛ فله عنه طريقان :
الأولى : عن علي بن هاشم بن البريد عن الأعمش عن أبي إسحاق عن مصعب بن سعد عن أبيه مرفوعاً .
أخرجه البزار (ص16-زوائده) ، وأبو يعلى (1/ 203) ، والبيهقي في "الشعب" (2/ 47/ 2) ، والقضاعي (48/ 2) ، وقال البزار :
"روي عن سعد من غير وجه موقوفاً ، ولا نعلم أسنده إلا علي بن هاشم بهذا الإسناد" .
قلت : ورجاله ثقات كلهم رجال مسلم ، غير أن أبا إسحاق - وهو السبيعي - مدلس وقد عنعنه ، وابن البريد قد خولف في إسناده كما يأتي بعده .
والأخرى : عن أبي شيبة عن سلمة بن كهيل عن مصعب بن سعد عن سعد ابن مالك به .
أخرجه ابن عدي (ق2/ 1) .
وأبو شيبة هذا اسمه إبراهيم بن عثمان بن أبي شيبة ، وهو هالك ؛ كما قال الذهبي ، وقال الحافظ :
"متروك الحديث" .
قلت : ومع ضعفه الشديد ، فقد خالفه في رفعه سفيان الثوري ؛ فقال : عن سلمة بن كهيل به موقوفاً على سعد .
أخرجه أبو بكر بن شيبة في "كتاب الإيمان" (رقم81-بتحقيقي) : حدثنا يحيى بن سعيد عن سفيان به .
وهذا إسناد صحيح موقوف على شرط الشيخين .
وأخرجه ابن وهب في "الجامع" (ص79) : أخبرني جرير بن حازم عن شعبة بن الحجاج أن سعد بن أبي وقاص قال : ... فذكره موقوفاً عليه .
وهذا رجاله ثقات أيضاً لكنه منقطع .
ولذلك قال الدارقطني في "العلل" - بعد أن ذكره من حديث سعد مرفوعاً وموقوفاً - :
"الموقوف أشبه بالصواب" .
3- وأما حديث أبي أمامة ؛ فيرويه وكيع : أخبرنا الأعمش قال : حدثت عن أبي أمامة به .
أخرجه ابن أبي شيبة (رقم82) ، ومن طريقه ابن أبي عاصم (114) : حدثنا وكيع به ، وبهذا الإسناد أخرجه أحمد أيضاً (5/ 252) .
ورجاله ثقات ، فهو صحيح لولا جهالة شيخ الأعمش ، وقد رواه غير وكيع عن الأعمش عن أبي إسحاق عن مصعب بن سعد عن أبيه مرفوعاً ، كما مضى بيانه في الحديث (2) ، وهذا أصح منه ؛ لأن وكيعاً أحفظ من ابن البريد . والله أعلم .
4- وأما حديث عبدالله بن أبي أوفى ؛ فيرويه سعيد بن زربي عن ثابت البناني عنه مرفوعاً به .
أخرجه البيهقي (2/ 105/ 2) وقال :
"سعيد بن زربي من الضعفاء" . وقال الحافظ :
"منكر الحديث" .
قلت : وجملة القول : إن الحديث ضعيف من جميع طرقه ، وليس فيها ما يمكن أن يعضد به ، إلا الموقوف ، فإن كان له حكم المرفوع فهو شاهد قوي ، ولكن لم يتبين لي ذلك . والله أعلم .

(218/1)


3216 - ( اتقوا الله في الصلاة ، اتقوا الله في الصلاة ، ( ثلاثاً ) ، اتقوا الله فيما ملكت أيمانكم ، اتقوا الله في الضعيفين : المرأة الأرملة والصبي اليتيم ، اتقوا الله في الصلاة ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /199 :
$ضعيف جداً$
أخرجه البيهقي في "شعب الإيمان" (7/ 477/ 11053) من طريق أبي المعتمر عمار بن زربي : حدثنا بشر بن منصور ، عن ثابت عن أنس قال : كنا عند رسول الله صلي الله عليه وسلم حيث حضرته الوفاة ، قال : فقال لنا : ( فذكره ) فجعل يرددها وهو يقول : "الصلاة" ، وهو يغرغر حتى فاضت نفسه .
قلت : وهذا إسناد ضعيف جداً ، آفته ( عمار بن زربي ) ؛ فإنه متهم ؛ قال ابن أبي حاتم (3/ 39) :
"سألت أبي عنه ؟ فقال : "كذاب متروك الحديث" ، وضرب على حديثه ، ولم يقرأه علينا" .
وضعفه العقيلي وابن عدي وغيرهما ، وشذ ابن حبان - كعادته - فذكره في "الثقات" (8/ 517) وقال :
"يغرب ويخطىء"
ومثله في الشذوذ ، ما جاء في "الكنى والأسماء" للدولابي (2/ 120) :
حدثنا أحمد بن شعيب قال :حدثنا أحمد بن سيار أبو أيوب قال : حدثنا عمار بن زربي أبو المعتمر البصري - وكان ثقة - قال : حدثنا المعتمر بن سليمان ... فذكر حديثاً في التعرض لنفحات الله ، كنت خرجته في "الصحيحة" (1890) من طرق أخرى ، فقوله : "وكان ثقة" لا أدري من قاله ، ومن دونه ثقتان ، فأستبعد أن يكون أحدهما هو الموثق ، وخصوصاً ( أحمد بن شعيب ) وهو الإمام النسائي ، فإنه لو كان ذلك منه لعرفه الحفاظ كالذهبي و العسقلاني ، ولذكروه في ترجمة الرجل ، فإعراضهم عنه دليل على أنه لا أصل له .
فإذن ؛ من أين جاء هذا التوثيق ؟ وعليه أقول :
إما أن يكون مقحماً من بعض النساخ ، أو هو من أوهام الدولابي نفسه ، فإنه متكلم فيه . والله أعلم .
هذا ، وقد غفل عن علة الحديث المناوي ، وتبعه في ذلك من تخصص بتتبع زلاته ؛ فوقع فيها ، فقال المناوي في "فيض القدير" :
"رمز المصنف لحسنه ، لكن فيه ( بشر بن منصور الحناط / الأصل الخياط ) أورده الذهبي في "المتروكين" ، وقال : هو مجهول قبل المئتين" .
فتعقبه الشيخ الغماري في "المداوي" (1/ 158) بما خلاصته : "إن ( بشر ابن منصور الحناط ) ثقة ، فالحديث حسن كما قال المصنف ، لا سيما وقد ورد عن أنس من طريق آخر على شرط الصحيح مختصراً" .
قلت : ولي على هذا التعقب ملاحظات :
الأولى : متابعته في الغفلة عن العلة الحقيقية ، وهي ( عمار بن زربي ) ولو أنه تنبه لها لأرعد وأزبد على المناوي !
الثانية : موافقته إياه على أن ( بشراً ) هذا هو الحناط ، وهو خطأ لأمرين اثنين :
أحدهما : أنهم لم يذكروا في الرواة عنه ( عماراً ) هذا . وإنما ذكروه في الرواة عن ( بشر بن منصور السليمي ) .
والآخر : أن لعمار هذا حديثاُ آخر قال فيه : حدثنا بشر بن منصور عن شعيب ابن الحبحاب بإسناد آخر عن عبدالله بن الشخير ... وقد مضى لفظه وتخريجه برقم (2868) ، وقد ذكروا ( شعيباً ) هذا في شيوخ ( بشر بن منصور السليمي ) فهو إذن شيخ عمار في حديث الترجمة ، وليس ( الحناط ) ، أقول هذا بياناً للحقيقة ، والسليمي ثقة ، وقريب منه ( الحناط ) .
الثالثة : إذا كان ( الحناط ) ثقة ، فهل هذا كاف في الحكم على الحديث بالحسن ؟! أم لا بد من نظر في سائر رواة الإسناد ، وهذا مما لم يفعله وإلا لما وقع في تلك الغفلة !
الرابعة : هب أنه توهم أنه ثقة كسائر رجاله ، فلماذا اقتصر في الحكم عليه بالحسن دون الصحة ، وإن كان في رأيه فيهم من تكلم فيه بكلام يمنع الحكم عليه بالصحة فلم لم يبينه ؟ أهكذا يكون تحقيق من يأذن لأصحابه بأن يلقبوه بالحافظ ويصفوه بذلك في الكتاب المذكور مما طبع في حياته أو بعد وفاته ؟!
وأخيراً : قوله في حديث أنس : "على شرط الصحيح" فيه تساهل ؛ لأنه من رواية قتادة عن أنس ، وقتادة مدلس . وقد يغتفر هذا في الشواهد فكان عليه أن يكثر منها تقوية للحديث لو كان له شواهد بتمامه ، وهيهات ! وقد كنت خرجت بعضها في بعض تأليفاتي ، مثل "الصحيحة" (868) و "الإرواء" (2178) ، وهي مختصرة ليس فيها الجملة الأخيرة : "اتقوا الله في الضعيفين ..." ، ولا تكرار جملة الصلاة وما بعدها .
وإنما ثبتت الجملة الأخيرة بلفظ .
"اللهم إني أحرج حق الضعيفين : اليتيم والمرأة" .
وهو مخرج في "الصحيحة" برقم (1015) .

(219/1)


3217 - ( إنما الأمل رحمة من الله لأمتي ، لولا الأمل ما أرضعت أم ولداً ، ولا غرس غارس شجراً ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /202 :
$موضوع$
أخرجه الخطيب في "التاريخ" (2/ 51-52) ، والديلمي في "مسند الفردوس" (1/ 2/ 321) من طريق محمد بن إسماعيل بن هارون الرازي بسنده الصحيح عن أنس مرفوعاً به . وقال الخطيب :
"هذا حديث باطل ، لا أعلم جاء به إلا محمد بن إسماعيل الرازي ، وكان غير ثقة" .
وساق له أحاديث أخرى وصفها كلها بأنها باطلة ، وقال الذهبي :
"هي من وضعه" .

(220/1)


3218 - ( إنما الأسود لبطنه وفرجه ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /202 :
$موضوع$
أخرجه العقيلي في "الضعفاء" (ص118) ، وابن أبي حاتم في "العلل" (2/ 292) من طريق خالد بن محمد - من آل الزبير - قال :
خرجنا نتلقى الوليد بن عبدالملك مع علي بن الحسين ، فعرض حبشي لركابنا ، فقال علي بن الحسين : حدثتني أم أيمن ، أو قال : سمعت أم أيمن تقول : سمعت رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول : ... فذكره . وقال العقيلي :
"خالد بن محمد لا يتابع على حديثه ، وفي هذا المتن رواية أخرى من وجه أيضاً لين لا يثبت" وقال ابن أبي حاتم :
"قال أبي : هذا حديث منكر ، وخالد مجهول" .
وأما ابن حبان فأورده في "الثقات" (2/ 74) على قاعدته في توثيق المجهولين ، لا سيما وقد ضعفه جداً إمام الأئمة البخاري بقوله : "منكر الحديث" . وهذا أقل ما يقال في هذا الراوي لحديث الترجمة ؛ فإنه باطل ظاهر البطلان ؛ لمخالفته لما هو معلوم بالضرورة من دين الإسلام أن المدح والقدح ليس على اللون والجنس ؛ وإنما على العمل الصالح ؛ ( إن أكرمكم عند الله أتقاكم ) [ 13/ الحجرات ] ، وقوله صلي الله عليه وسلم : "لا فضل لعربي على عجمي إلا بالتقوي" ؛ ولذلك فقد أحسن ابن الجوزي صنعاً بإيراده هذا الحديث في "الموضوعات" ، ومن تعقبه ، فما صنع شيئاً .
وأما الرواية الأخرى التي أشار إليها العقيلي في كلامه السابق ؛ فالظاهر أنه يشير إلى حديث ابن عباس مرفوعاً بلفظ :
"دعوني من السودان ، إنما الأسود لبطنه وفرجه" .
وهو موضوع أيضاً على ما سبق مني تحقيقه برقم (727) ؛ فراجعه إن شئت .

(221/1)


3219 - ( إنما أنا عبد آكل كما يأكل العبد ، وأشرب كما يشرب العبد ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /203 :
$منكر بذكر الشرب$
رواه الديلمي (1/ 2/ 320) من طريق زكريا الساجي : حدثنا سهل بن بحر : حدثنا عبدالله بن رشيد : حدثنا أبو عبيدة عن قتادة عن زرارة بن أوفى عن أبي هريرة عن النبي صلي الله عليه وسلم :
أنه أتي بهدية فلم يجد شيئاً يضعها عليه فقال : ضعها على الحصي - يعني : الأرض - ، ثم نزل فأكل ، ثم قال : ... فذكره
قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ أبو عبيدة هذا لم أعرفه .
وعبدالله بن رشيد قال البيهقي : لا يحتج به .
والحديث عزاه السيوطي في "الجامع الصغير" لابن عدي عن أنس . وزاد عليه المناوي فقال :
"وكذا الديلمي ، وابن أبي شيبة . قال بعض شراح "الشفاء" : وسنده ضعيف" .
قلت : وفي إسناد ابن عدي في "الكامل" (5/ 334) إبراهيم بن سليمان الزيات البلخي : حدثنا عبدالحكم - وهو ابن عبدالله القسملي - ... ، وكلاهما ضعيف .
وروي عن البخاري أنه قال :
"منكر الحديث" .
وابن أبي شيبة إنما في "المصنف" (8/ 313/ 4568) عن مجاهد مرسلاً ، ليس فيه جملة الشرب ، ولا لفظة العبد ! فهذا من تخاليط المناوي الكثيرة ، وقد شاركه في شيء منها الشيخ الغماري في "المداوي" (2/ 564) فخلط في التخريج بين هذه الرواية المنكرة ، والرواية المحفوظة الآتية . وأغرب منه أنه أحال في بعضها بقوله : "وسيأتي في حرف "لا" ، وهو أول حديث فيه" . ولم ينزله هناك مطلقاً لا في أوله ولا في آخره !! وقد زاد في الخلط في أول الكتاب (1/ 40-43) بصورة عجيبة تلفت النظر ؛ لأن عامة القراء لا يستطيعون أن يميزوا ما صح من تلك الروايات مما لم يصح ؛ لأنه هو لم يميزها ، بل تركها كما نقلها بأسانيدها ! والله المستعان .
قلت : والمحفوظ في هذا الحديث " ... وأجلس كما يجلس العبد" ، وقد سبق تخريجه في "الصحيحة" (544) و (686) .

(222/1)


3220 - ( إنما بعثت رحمة ولم أبعث عذاباً ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /205 :
$شاذ أو منكر$
رواه أبو بكر أحمد بن جرير السلماسي في "حديث أبي علي اللحياني" (5-6) عنه قال : حدثنا أبو محمد يحيى بن محمد بن صاعد قال : حدثنا العباس قال : حدثنا مروان قال : حدثنا يزيد بن كيسان عن أبي حازم عن أبي هريرة قال : قيل : يا رسول الله : ادع الله على المشركين . فقال : ... فذكره .
وأخرجه العقيلي في "الضعفاء" (453) عن داود بن عمرو الضبي قال : حدثنا هياج بن بسطام قال : حدثنا يزيد بن كيسان به . إلا أنه قال : "ولم أبعث لعاناً" ، وقال :
"هياج بن بسطام ؛ قال يحيى : ليس بشيء" ، ثم قال العقيلي :
"ولا يتابع عليه ولا على شيء من حديثه من غير هذا الطريق معروف بإسناد صالح" .
وكأنه يشير إلى ما رواه مروان بن معاوية الفزاري : حدثنا يزيد - وهو ابن كيسان - عن أبي حازم به . ولفظه :
"قال : قيل يا رسول الله ! ادع على المشركين ، قال : إني لم أبعث لعاناً ، وإنما بعثت رحمة" .
أخرجه مسلم (8/ 24) ، والبخاري في "الأدب المفرد" (321) .
قلت : العباس الراوي عنه ابن صاعد في الطريق الأولى لم أعرفه ، ويحتمل أنه محرف من ( عباد ) - وهو ابن الوليد الغبري - ؛ فقد ذكره الذهبي في شيوخ ابن صاعد من "السير" (14/ 502) ، وكذا المزي في ترجمة ( عباد ) من "التهذيب" .
وهو صدوق ، وإلا ؛ فمجهول لم أعرفه .
وقد وردت الجملة الأولى منه بزيادة : "مهداة" ، وسبق تخريجها برقم (490) .
وأخرج الطبراني عن كريز بن أسامة - وقد كان وفد إلى النبي صلي الله عليه وسلم - قال : "قيل : يا رسول الله ! ادع الله على بني عامر ، فقال : إنب لم أبعث لعاناً" .
قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (10/ 72) :
"وفيه جماعة لم أعرفهم" .
قلت : ومما سبق يتبين لنا أن الحديث بلفظ : (عذاباً ) شاذ ؛ إن كان من رواته (عباد) ، وإلا فهو منكر إن كان عن (العباس) ، وأن المحفوظ بلفظ : (لعاناً) ، وقد خرجته في "الصحيحة" (3945) .
(تنبيه) لقد أعل المناوي حديث الطبراني بقول الهيثمي المذكور ، ثم قصر في "التعبير" ، فقال : "فيه مجهول" ! فتتبعه الشيخ الغماري في صفحة كاملة (3/ 30-31) مبيناً تناقض المناوي ، وأما الحديث فسكت عنه ، ولم يذكر حديث أبي هريرة شاهداً له ! فهل نصح قراءه ؟!

(223/1)


3221 - ( إنما سماهم الله الأبرار لأنهم بروا الآباء والأبناء ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /206 :
$ضعيف$
رواه ابن عساكر (17/ 201/ 1) عن موسى بن محمد : أخبرنا هشام ابن عمار : أخبرنا عيسى بن يونس بن أبي إسحاق : حدثني عبيد الله عن محارب عن ابن عمر قال : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : ... فذكره في ترجمة موسى هذا ، وجده خالد ، ويكنى أبا عمران الخياط السابري . نقل عن الخطيب أنه وثقه .
قلت : وهذا سند ضعيف ؛ عبيد الله هو ابن الوليد الوصافي ؛ وهو ضعيف ؛ كما في "التقريب" . وكذا قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (8/ 146) ، ونسبه للطبراني بلفظ :
" ..... والأمهات والأبناء ، كما أن لوالديك عليك حقاً ، كذلك لولدك" .
ورواه البخاري في "الأدب المفرد" (94) ، وأبو نعيم (10/ 32) من هذا الوجه موقوفاً على ابن عمر ، وهو الأشبه . فكلام المناوي في تعقبه على السيوطي أنه لم يعزه إليه يوهم أنه عنده مرفوع أيضاً وليس كذلك ؛ فاقتضى التنبيه .
ومن طريق محارب بن دثار رواه الدينوري في "المجالسة" (ص132) ومن طريق ابن عساكر (16/ 136/ 1) مقطوعاً موقوفاً عليه .
ورواه أبو نعيم (7/ 81) بسنده عن سفيان الثوري قوله .
ثم رأيت الشيخ الغماري في "المداوي" (2/ 564-565) قد أنكر على المناوي تعقبه للسيوطي ، وبالغ في ذلك ونسبه إلى الجهل المفرط ، وشغله ذلك عن بيان مرتبة الحديث كغالب عادته !!

(224/1)


3222 - ( إنما سمي البيت العتيق لأن الله عز وجل أعتقه من الجبابرة ، فلم يظهر عليه جبار قط ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /207 :
$ضعيف$
رواه الترمذي (2/ 200) ، والبخاري في "التاريخ" (1/ 1/ 201) ، والحاكم (2/ 389) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (15/ 334/ 2) ، وابن الأعرابي في "معجمه" (223/ 2) عن عبدالله بن صالح : حدثني الليث بن سعد قال : حدثني عبدالرحمن بن خالد بن مسافر عن ابن شهاب عن محمد بن عروة بن الزبير عن عمه عبدالله بن الزبير مرفوعاً . وقال ابن عساكر :
"رواه معمر عن الزهري فوقفه ولم يوصله" ، ثم ساق من طريق عبدالرزاق عنه عن الزهري أن ابن الزبير قال : ... فذكره موقوفاً .
ثم رواه الترمذي من طريق قتيبة : حدثنا الليث عن عقيل عن الزهري عن النبي صلي الله عليه وسلم مرسلاً نحوه .
قلت : والإسناد الأول ضعيف ؛ من أجل عبدالله بن صالح ؛ فإنه سيىء الحفظ ، لا سيما وقد خالفه قتيبة فرواه عن الليث عن عقيل عن الزهري مرسلاً . فهذا أصح .
والحديث أورده ابن أبي حاتم في "العلل" (1/ 274-275) من الوجه الأول ، ومن طريق صالح بن أبي الأخضر عن الزهري عن سعيد بن المسيب وأبي سلمة عن أبي هريرة مرفوعاً ، ثم من الطريق الثانية عن معمر عن الزهري عن محمد بن عروة عن عبدالله بن الزبير موقوفاً ، ثم قال في رواية ابن أبي الأخضر :
"هذا خطأ ، وحديث معمر عندي أشبه ؛ لأنه لا يحتمل أن يكون عن النبي صلي الله عليه وسلم مرفوعاً" .
قلت : وابن أبي الأخضر ضعيف أيضاً .
وجملة القول ؛ أنه قد اختلف فيه على الزهري . والصحيح رواية معمر الموقوفة ، وهي التي ترجمها أبو حاتم ، أو رواية الليث المرسلة وهي عندي أصح ؛ لأن الليث أحفظ من معمر .
ومن هذا التحقيق يتبين خطأ قول الترمذي : "حديث حسن صحيح" ، وقول الحاكم : "صحيح على شرط البخاري" ، وإن وافقه الذهبي .
والحديث أورده الهيثمي في "كشف الأستار عن زوائد البزار" (2/ 45/ 1165) من الطريق الأولى ، إلا أنه وقع فيه ( عبدالله بن عروة ) مكان ( محمد ابن عروة ) ، فهذا اختلاف آخر . وقد خفي على الهيثمي أنه ليس من شرطه لإخراج الترمذي إياه . وقد خفي ذلك على الحافظ في "مختصر الزوائد" (1/ 475) وقال :
قلت : "هذا إسناد حسن" !!

(225/1)


3223 - ( تدرون لم سمي شعبان ؟ لأنه يشعب فيه خير كثير . وإنما سمي رمضان ؛ لأنه يرمض الذنوب ؛ أي : يدنيها من الحر ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /209 :
$موضوع$
رواه الديلمي (2/ 1/ 38) من طريق أبي الشيخ معلقاً ، والرافعي في "تاريخ قزوين" (1/ 153) عن الحارث بن مسلم : حدثنا زياد بن ميمون عن أنس مرفوعاً .
قلت : وهذا موضوع ؛ زياد بن ميمون - وهو الثقفي الفاكهي - كذاب ؛ كما قال يزيد بن هارون ، ونحوه قول البخاري : تركوه .
والحارث بن مسلم مجهول .
وفي روايته من الطريق المذكور :
"تدرون لم سمي رمضان ؟ لأنه ترمض فيه الذنوب ، وإن رمضان ثلاث ليال من فاتته ؛ فاته خير كثير : ليلة سبع وعشرين ، وليلة إحدى وعشرين ، وآخر ليلة" .
فقال عمر : يا رسول الله ! هي سوى ليلة القدر ؟ قال : "نعم : ومن لم يغفر له في شهر رمضان ففي أي شهر يغفر له ؟"
قلت : وروي موقوفاً بلفظ :
"إنما سمي شهر رمضان لأنه يرمض الذنوب رمضاً ، وإنما سمي شوال لأنه تشول فيه الذنوب كما تشول الناقة ذنبها" .
رواه أبو الحسن الأزدي في "حديث مالك" (205/ 2) عن عمر بن مدرك :حدثنا عثمان بن عبدالله العثماني : حدثنا مالك بن أنس عن شهاب عن عروة عن عبدالله بن عمرو قال : ... فذكره موقوفاً عليه ، وزاد :
وكان ابن عباس يقول : "يوم الفطر يوم الجوائز ، وإنما سمي شعبان لأن الأرزاق تتشعب فيه ، وإنما سمي رجب لأن الملائكة ترتج فيه بالتسبيح والتحميد والتمجيد للجبار عز وجل" .
قلت : وعمر بن مدرك كذاب ؛ كما قال ابن معين .
وعثمان بن عبدالله العثماني لم أعرفه .

(226/1)


3224 - ( إنما سميت الجمعة لأن آدم جمع فيها خلقه ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /210 :
$ضعيف$
أخرجه الخطيب في "التاريخ" (2/ 397) معلقاً عن محمد بن عيسى بن أبي موسى العطار : حدثنا عبدالله بن عمرو بن أبي أمية : حدثنا قيس عن الأعمش عن إبراهيم عن علقمة عن قرثع ( الأصل مرقع وهو خطأ ) الضبي عن سلمان مرفوعاً .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ قيس هو ابن الربيع ؛ قال الحافظ :
"صدوق ، تغير لما كبر ، أدخل عليه ابنه ما ليس من حديثه فحدث به" .
وعبدالله بن عمرو بن أبي أمية - وهو البصري - لم أجد له ترجمة .
ومحمد بن عيسى هذا ؛ ترجمه الخطيب ؛ ولكنه لم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً .

(227/1)


3225 - ( إنما يدخل الجنة من يرجوها ، ويجنب النار من يخافها ، وإنما يرحم الله من عباده الرحماء ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /210 :
$ضعيف$
أخرجه أبو نعيم في "الحلية" (3/ 225) ، وفي "صفة الجنة" (ق6/ 1) ، والديلمي (1/ 2/ 322) من طريق أبي الشيخ عن سويد بن سعيد : حدثنا حفص بن ميسرة عن زيد بن أسلم عن ابن عمر رضي الله عنهما مرفوعاً . وقال أبو نعيم :
"حديث غريب من حديث زيد مرفوعاً متصلاً ، تفرد به حفص ، ورواه ابن عجلان عن زيد مرسلاً" .
قلت : حفص بن ميسرة احتج به الشيخان ؛ فهو أوثق من ابن عجلان ، وإنما العلة من الراوي عنه سويد بن سعيد ، فإنه ضعيف ؛ قال الحافظ :
"صدوق في نفسه ، إلا أنه عمي فصار يتلقن ما ليس من حديثه ، وأفحش فيه ابن معين القول" .
ولذلك فقد أحسن المناوي حين نقل عن العلائي قوله : "إسناده حسن على شرط مسلم" ، وتعقبه بقوله :
"وأقول : هذا غير مقبول ؛ ففيه سويد بن سعيد ، فإن كان الهروي فقد قال الذهبي : قال أحمد : متروك ، وقال البخاري : عمي فلقن فتلقن ، وقال النسائي : غير ثقة . وإن كان الدقاق فمنكر الحديث ؛ كما في "الضعفاء" للذهبي" .
وأقول : هو الهروي حتماً ؛ فإنه الذي روى عن حفص بن ميسرة ، وعنه القاسم بن زكريا ، وهو أحد الرواة لهذا الحديث عنه . وأما الدقاق فلا يعرف إلا بروايته عن علي بن عاصم فقط .
لكن الطرف الأخير من الحديث له شاهد من حديث جرير بن عبدالله مرفوعاً به .
أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (1/ 112/ 2) من طريق عمر بن علي عن إسماعيل عن الشعبي عنه .
قلت : ورجاله كلهم ثقات ، فهو صحيح لولا أن عمر بن علي هذا - وهو المقدمي - كان يدلس ، لكن يصلح شاهداً للطرف الأخير ، لا سيما وقد جاء بمعناه من طرق أخرى بعضها في "الصحيحين" ، فراجع إن شئت "الترغيب" (3/ 154) .

(228/1)


3226 - ( إنما يسلط الله على ابن آدم من خافه ابن آدم ، ولو أن ابن آدم لم يخف غير الله لم يسلط الله عليه أحداً ، وإنما وكل ابن آدم لمن رجا ابن آدم ، ولو أن ابن آدم لم يرج إلا الله لم يكله الله إلى غيره ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /212 :
$موضوع$
ذكره السيوطي في "الجامع الصغير" من رواية الحكيم عن ابن عمر ، ولم يتعقبه الشارح بشيء ! وقد وقفت على إسناده عند أبي القاسم الختلي ، أخرجه في "الديباج" (69/ 2) عن بقية بن الوليد عن بكر بن حذيم الأسدي عن وهب بن أبان القرشي عن ابن عمر أنه خرج في سفر له ، فبينما هو يسير ؛ إذا قوم وقوف ، فقال : ما بال هؤلاء ؟ قالوا : أسد على الطريق قد أخافهم ، فنزل عن دابته ، ثم مشى إليه حتى أخذ بأذنه فعركها ، ثم قفد قفاه ونحاه عن الطريق ، ثم قال : ما كذب رسول الله صلي الله عليه وسلم ... فذكره .
قلت : وهذا موضوع ؛ اتهم الذهبي به وهب بن أبان هذا ، فقال :
"لا يدرى من هو ؟ وأتى بخبر موضوع" . قال الحافظ :
"ذكره الأزدي فقال : متروك الحديث غير مرضي . ثم أسند له من طريقه عن ابن عمر ....." فذكره .
وبكر بن حذيم ؛ كذا الأصل ، وفي "الجرح والتعديل" (1/ 1/ 384) : "حذلم" . وقال : "سألت أبي عنه ؟ فقال :
"هو مجهول ، ليس بشيء" . وقال في "الميزان" :
"متروك" .
وبقية مدلس وقد عنعنه .

(229/1)


3227 - ( إنما يعرف الفضل لأهل الفضل ذوو الفضل ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /213 :
$موضوع$
رواه ابن الأعرابي في "المعجم" (16/ 1/ 53-54) ، وعنه القضاعي (96/ 1) ، وابن عساكر (12/ 456/ 1) : أخبرنا محمد زكريا الغلابي : أخبرنا العباس بن بكار : أخبرنا عبدالله بن المثني عن عمه ثمامة بن عبدالله عن أنس بن مالك قال :
بينا رسول الله صلي الله عليه وسلم جالس في المسجد وقد طاف به أصحابه ؛ إذ أقبل علي بن أبي طالب رضي الله عنه ، فوقف فسلم ، ثم نظر مجلساً يشبهه ، فنظر رسول الله صلي الله عليه وسلم في وجوه أصحابه ؛ أيهم يوسع له ، فكان أبو بكر رضي الله عنه جالساً عن يمين رسول الله صلي الله عليه وسلم ، فتزحزح له عن مجلسه وقال : ههنا يا أبا الحسن ! فجلس بين النبي صلي الله عليه وسلم وبين أبي بكر . قال أنس : فرأينا السرور في وجه رسول الله صلي الله عليه وسلم ثم أقبل على أبي بكر فقال :
"يا أبا بكر : إنما يعرف ..." .
ورواه الخطيب (3/ 105و7/ 222-223) ، وابن عساكر (12/ 155/ 2) من طريق أخرى عن محمد بن زكريا اللؤلؤي به .
وتابعه عنده صدقة بن موسى : أخبرنا العباس بن بكار به .
قلت : الغلابي كذاب ، لكن متابعة صدقة بن موسى - وهو صدوق - ترفع التهمة عنه ، وتلصقها بشيخهما العباس بن بكار ؛ فإنه متهم ؛ قال الدارقطني :
"كذاب" . وقال العقيلي :
"الغالب على حديثه الوهم والمناكير" .
ثم ساق له حديثاً آخر في الغلاء والرخص رواه بهذا السند ، فقال فيه الذهبي : "إنه باطل" .
وقد ذكروا للحديث شاهداً ، ولكنه عندي واه جداً لا يصلح للاستشهاد به ، فها أنا أبينه بإذن الله تعالى :
أخرجه ابن عساكر في "التاريخ" (8/ 468/ 2) من طريق أحمد بن يحيى ابن إسحاق الحلواني : أخبرنا الفيض بن وثيق : أخبرنا زكريا بن منظور عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت : ... ، فذكر الحديث مع القصة ، إلا أن فيها أن الداخل هو العباس لا علي .
وهذا إسناد واه جداً ؛ زكريا بن منظور ؛ قال البخاري :
"منكر الحديث" . وقال الدارقطني :
"متروك" .
والفيض بن وثيق ؛ قال ابن معين :
"كذاب خبيث" . وقال الذهبي :
"قلت : قد روى عنه أبو زرعة وأبو حاتم ، وهو مقارب الحال إن شاء الله تعالى" .
قلت : كذا قال ! وقول ابن معين فيه جرح مفسر ، فهو مقدم على توثيق من وثقه لو كان صريحاً ، وممن يوثق بتوثيقه .
ورواية أبي حاتم عنه ليس توثيقاً منه له .
وأما رواية أبي زرعة فقد ذكروا أنه لا يروي إلا عن ثقة . فالجرح المفسر مقدم عليه قطعاً .
وكأنه لهذا أورده الذهبي في "الضعفاء" ، ولم يزد فيه قول ابن معين هذا شيئاً .
وأحمد بن يحيى الحلواني لم أعرفه .

(230/1)


3228 - ( من عامل الناس فلم يظلمهم ، وحدثهم فلم يكذبهم ، ووعدهم فلم يخلفهم ؛ فهو مؤمن ، كملت مروءته ، وظهرت عدالته ، ووجبت أخوته ، وحرمت غيبته ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /215 :
$موضوع$
أخرجه أبو نعيم في "أخبار أصبهان" (2/ 300) من طريق داود ابن سليمان ، والقضاعي في "مسند الشهاب" (ق46/ 1) من طريق أحمد بن علي قال : أخبرنا أبي ، كلاهما قالا : أخبرنا علي بن موسى الرضا قال : أخبرنا أبي موسى بن جعفر قال : أخبرنا أبي جعفر بن محمد ، قال : أخبرنا أبي محمد بن علي ، قال : أخبرنا أبي علي بن الحسين قال :أخبرنا أبي الحسين بن علي قال : أخبرنا أبي علي بن أبي طالب مرفوعاً .
قلت : وهذا حديث مصنوع موضوع ؛ آفته داود بن سليمان هذا ؛ وهو الجرجاني ؛ قال الذهبي : "شيخ كذاب ، كذبه يحيى بن معين ، له نسخة موضوعة عن الرضا ، رواها علي بن محمد بن جهرويه القزويني الصدوق عنه" .
قلت : وهذا من النسخة الموضوعة عليه ؛ فإنه من رواية القزويني عنه .
وأحمد بن علي في الطريق الأخرى هو ابن مهدي بن صدقة الرقي ؛ قال الذهبي :
"روى عن أبيه عن علي بن موسى الرضا ، وتلك نسخة مكذوبة ؛ اتهمه الدارقطني بوضع الحديث ، وما علمت للرضا شيئاً يصح عنه" .
قلت : فأحد هذين هو المتهم بوضع هذا الحديث على (الرضا) ، ثم سرقه منه الآخر . والله أعلم .

(231/1)


3229 - ( إنها ستكون فتنة تستنظف العرب ، قتلاها في النار ، اللسان فيها أشد من وقع السيف ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /216 :
$ضعيف$
أخرجه أبو داود (4265) ، والترمذي (2/ 27) ، وابن ماجه (3967) ، وأحمد (2/ 211-212) من طريق ليث عن طاوس عن زياد بن سيمنكوش عن عبدالله بن عمرو مرفوعاً . وقال الترمذي مضعفاً :
"حديث غريب ، سمعت محمد بن إسماعيل يقول : لا يعرف لزياد بن سيمنكوش غير هذا الحديث ، رواه حماد بن سلمة عن ليث فرفعه ، ورواه حماد ابن زيد فأوقفه" .
قلت : هو عند أبي داود من طريق حماد بن زيد عن ليث به مرفوعاً ، فلعل ما ذكره الترمذي عنه رواية عنه .
وزياد هذا في عداد المجهولين ، والحافظ يقول فيه : "مقبول" ، يعني : عند المتابعة ، ولم أجد له متابعاً بهذا اللفظ ؛ فالحديث ضعيف .
على أن في الطريق إليه ليثاً - وهو ابن أبي سليم - وهو ضعيف .
فإن قيل : قد تابعه عبدالله بن عبدالقدوس عند أبي داود (4266) .
فأقول : لا يبدو لي أن المتابعة على الحديث نفسه ولا بد ؛ فإنه بعد أن ساق الحديث من طريق حماد بن زيد عن ليث عن طاوس عن رجل يقال له : زياد ؛ أتبعه بطريق عبدالله بن عبدالقدوس قال : زياد سيمين كوش . ولم يزد على هذا ؛ فكأنه أراد بهذه الطريق الثانية بيان أن زياداً في الطريق الأولى يلقب بسيمين كوش ، وليس معنى ذلك أن ابن عبدالقدوس روى الحديث أيضاً عن زياد ، ولو أنه أراد ذلك لقال : فذكر الحديث ، أو نحو ذلك من العبارات ، كما هي عادتهم . والله تعالى أعلم .
وابن عبدالقدوس صدوق يخطىء . لكن هذا اللقب قد توبع عليه من حماد ابن سلمة عند الترمذي وابن ماجه ، وأما أحمد فقال : زياد بن سيماكوش .
ورواه الخصيب بن ناصح عن رجل عن ليث عن طاوس مرسلاً نحوه .
أخرجه أبو عمرو الداني في "الفتن" (154/ 2) .

(232/1)


3230 - ( إني سألت ربي وشفعت لأمتي فأعطاني ثلث أمتي ؛ فخررت ساجداً شكراً لربي ، ثم رفعت رأسي فسألت ربي لأمتي فأعطاني ثلث أمتي ؛ فخررت ساجداً لربي شكراً ، ثم رفعت رأسي فسألت ربي لأمتي فأعطاني الثلث الآخر ؛ فخررت ساجداً لربي ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /217 :
$ضعيف$
رواه أبو داود في آخر (الجهاد) من "سننه" (2775) عن يحيى بن الحسن بن عثمان عن أشعث بن إسحاق بن سعد عن عامر بن سعد عن أبيه قال :
خرجنا مع رسول الله صلي الله عليه وسلم من مكة نريد المدينة ، فلما كنا قريباً من عزوراء نزل ، ثم رفع يديه فدعا الله ساعة ، ثم خر ساجداً فمكث طويلاً ، ثم قام فرفع يديه فدعا الله ساعة ، ثم خر ساجداً فمكث طويلاً ، ثم قام فرفع يديه ساعة ، ثم خر ساجداً ، ثم قال : ... فذكره .
قلت : وهذا سند ضعيف ؛ يحيى بن الحسن هذا ؛ قال الذهبي :
"مدني لا يكاد يعرف حاله ، تفرد عنه موسى بن يعقوب" . وقال الحافظ في "التقريب" :
"مجهول الحال" .
قلت : ومثله أشعث بن إسحاق ، بل هو الذي يستحق أن يوصف بأنه مجهول الحال ؛ فإنه روى عنه جماعة ووثقه ابن حبان ، وأما الأول فلم يرو عنه غير موسى ابن يعقوب ، فهو مجهول العين أيضاً لا الحال فقط !
والحديث أخرجه ابن نصر أيضاً في "الصلاة" (40/ 1-2) من طريق ابن أبي فديك : حدثني موسى بن يعقوب بن حسين بن عثمان عن الأشعث بن إسحاق بن سعد به .
قلت : كذا "الأصل" بعلامة التضبيب فوق اسم (يعقوب بن حسين!) ، والصواب : (موسى بن يعقوب ، عن يحيى بن الحسن بن عثمان) ، كما في مصادر التخريج - أعلاه - .

(233/1)


3231 - ( إني لأرجو أن أشفع يوم القيامة عدد ما على الأرض من شجرة ومدرة ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /219 :
$ضعيف$
أخرجه الإمام أحمد (5/ 347) ، والخطيب في "التاريخ" (12/ 330) من طريق أبي إسرائيل عن حارث بن حصيرة عن ابن بريدة عن أبيه قال :
أنه دخل على معاوية ، فإذا رجل يتكلم ، فقال بريدة : يا معاوية ! تأذن لي في الكلام ؟ فقال : نعم ، وهو يرى أنه سيتكلم بمثل ما قال الآخر ، فقال بريدة : سمعت رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول : ... (فذكره) ، قال : أفترجوها أنت يا معاوية ، ولا يرجوها علي بن أبي طالب رضي الله عنه ؟!
قلت : وهذا إسناد ضعيف جداً ؛ الحارث بن حصيرة صدوق يخطىء ، ورمي بالرفض ؛ كما قال الحافظ .
وأبو إسرائيل شر منه ، واسمه إسماعيل بن خليفة العبسي ؛ قال الذهبي :
"ضعفوه ، وقد كان شيعياً بغيضاً من الغلاة الذين يكفرون عثمان رضي الله عنه" . وقال الحافظ :
"صدوق سيىء الحفظ ، نسب إلى الغلو في التشيع" .
والحديث قال الهيثمي (10/ 378) :
"رواه أحمد ورجاله وثقوا ، على ضعف كثير في أبي إسرائيل الملائي" .
وللحديث شاهد ، ولكنه ضعيف ، يرويه عباد بن راشد عن ميمون بن سياه عن شهر بن حوشب قال :
قام رجال خطباء يسبون علياً [ ويقعون فيه ] ، حتى كان آخرهم رجل من الأنصار يقال له : أنيس ، [ فحمد الله وأثنى عليه ] ، وقال : [ إنكم أكثرتم اليوم في سب هذا الرجل وشتمه ] ، والله ! لقد سمعت رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول : "إني لأشفع يوم القيامة لأكثر مما على [ وجه ] الأرض من شجر وحجر" . وايم الله ! ما أحد أوصل لرحمه من رسول الله صلي الله عليه وسلم ، أفيرجوها غيره ، ويقصر عن أهل بيته ؟!
رواه البزار (3/ 224/ 2620-كشف) والسياق له ، والطبراني في "الأوسط" (6/ 132/ 5356-ط) المرفوع منه فقط ، والبغوي وابن شاهين كما في "الإصابة" والزيادات منه ، وقال الطبراني :
"وأنيس الذي روى هذا الحديث هو - عندي - البياضي ، له ذكر في المغازي" .
قلت : إسناده ضعيف مسلسل بسيئي الحفظ ؛ قال الحافظ :
1- "شهر بن حوشب ؛ صدوق كثير الإرسال والأوهام" .
2- "ميمون بن سياه ؛ صدوق عابد يخطىء" .
3- "عباد بن راشد البصري البزار ؛ صدوق له أوهام" .
وقال الهيثمي :
"رواه الطبراني في "الأوسط" ، وفيه أحمد بن عمرو صاحب علي بن المديني ويعرف بالقلوري ، ولم أعرفه ، وبقية رجاله وثقوا ، على ضعف في بعضهم" .
وروي عن بريدة مختصراً جداً مرفوعاً بلفظ :
"والذي نفسي بيده لشفاعتي أكثر من الحجر والشجر" .
أخرجه الطبراني في "الأوسط" (5/ 64-65/ 4112-ط) من طريق إسحاق بن زريق الراسبي قال :حدثنا أبو جابر محمد بن عبدالملك قال :حدثني سهل بن عبدالله بن بريدة به . وقال :
"لا يروى عن ابن بريدة إلا بهذا الإسناد ، تفرد به أبو جابر" .
قلت : قال ابن أبي حاتم (8/ 5) أو أبوه :
"ليس بقوي" .
وذكره ابن حبان في "الثقات" (9/ 64) ، وأخرج له في "صحيحه" (316-الإحسان) .
قلت : فالعلة من شيخه (سهل بن عبدالله بن بريدة) ؛ فإنه متهم ؛ قال ابن حبان في "الضعفاء والمجروحين" (1/ 348) :
"منكر الحديث ، يروي عن أبيه ما لا أصل له ، لا يجوز أن يشتغل بحديثه" .
وقال الحاكم :
"روى عن أبيه أحاديث موضوعة في فضل مرو وغير ذلك" .
وإسحاق بن زريق الراسبي ، كذا في"المعجم" : (الراسبي) ، وأنا أظنه تحريف (الرسعني) ؛ فإنه هكذا في "ثقات ابن حبان" (8/ 121) ، و "أنساب السمعاني" ، و "إكمال ابن ماكولا" (4/ 57) . ثم إن (زريق) بتقديم الزاي على الراء ، وهو في "الثقات" على القلب : (رزيق) ! وفي "ترتيب الثقات" للهيثمي بالإهمال فيها .
هذا ؛ وتساهل الهيثمي فقال :
"رواه الطبراني في "الأوسط" ، وفيه سهل بن عبدالله بن بريدة ، وهو ضعيف" !
وبالجملة ؛ فالحديث ضعيف لفقدان الشاهد المعتبر . والله أعلم .

(234/1)


3232 - ( أقبل ، فإني لم أبعث بقطيعة رحم ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /222 :
$ضعيف$
أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (1/ 175/ 1) من طريق سعيد بن عثمان البلوي عن عروة بن سعيد الأنصاري عن أبيه عن حصين بن وحوح :
أن طلحة بن البراء لما لقي النبي صلي الله عليه وسلم قال : يا رسول الله ! مرني بما أحببت ولا أعصي لك أمراً ، فعجب لذلك النبي صلي الله عليه وسلم ، وهو غلام ، فقال له عند ذلك :
"اذهب فاقتل أباك" قال : فخرج مولياً ليفعل ، فدعاه ، فقال له : (فذكره) .
فمرض طلحة بعد ذلك ، فأتاه النبي صلي الله عليه وسلم يعوده في الشتاء في برد وغيم ، فلما انصرف قال لأهله :
"لا أرى طلحة إلا قد حدث فيه الموت ، فآذنوني به حتى أشهده وأصلي عليه ، وعجلوه" .
فلم يبلغ النبي صلي الله عليه وسلم بني سالم بن عوف حتى توفي ، وجن عليه الليل ، وكان فيما قال طلحة : ادفنوني ، وألحقوني بربي عز وجل ، ولا تدعوا رسول الله صلي الله عليه وسلم ، فإني أخاف اليهود ؛ أن يصاب في سببي ، فأخبر النبي صلي الله عليه وسلم حين أصبح ، فجاء حتى وقف على قبره ، فصف الناس معه ، ثم رفع يديه ، فقال :
"اللهم الق طلحة تضحك إليه ، ويضحك إليك" .
قلت : وهذا إسناد ضعيف مظلم ؛ من دون حصين بن وحوح لا يعرفون . وقد قال الحافظ في كل من عروة بن سعيد الأنصاري وأبيه : "مجهول" وفي البلوي : "مقبول" ، مع أنه لم يرو عنه غير عيسى بن يونس ، ولم يوثقه غير ابن حبان .
ومن هذا الوجه روى أبو داود (3159) طرفاً منه ، وزاد بعد قوله : "وعجلوه" : "فإنه لا ينبغي لجيفة مسلم أن تحبس بين ظهراني أهله" .

(235/1)


3233 - ( إن للزوج من المرأة لشعبة ما هي لشيء ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /223 :
$ضعيف$
أخرجه ابن ماجه (1590) ، والحاكم (4/ 61-62) من طريق إسحاق بن محمد الفروي : حدثنا عبدالله بن عمر [ عن أخيه عبيدالله بن عمر ] عن إبراهيم بن محمد بن عبدالله بن جحش عن أبيه عن حمنة بنت جحش : أنه قيل لها : قتل أخوك ، فقالت : رحمة الله ! وإنا لله وإنا إليه راجعون . قالوا : قتل زوجك ، قالت : واحزناه ! فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم : ... فذكره .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ قال البوصيري في "الزوائد" (120/ 1) :
"فيه عبدالله بن عمر العمري ، وهو ضعيف" .
قلت : والفروي فيه ضعف ؛ قال الحافظ :
"صدوق ، كف فساء حفظه" .
قلت : ولعله لما ذكرنا سكت عليه الحاكم فلم يصححه ، وتابعه الذهبي فلم ينبه على ضعفه !

(236/1)


3234 - ( إياكم ولباس الرهبان ؛ فإنه من ترهب أو تشبه فليس مني ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /224 :
$ضعيف$
أخرجه الطبراني في "المعجم الأوسط" (2/ 231/ 2/ 4066) : حدثنا علي بن سعيد الرازي قال : أخبرنا محمد بن صالح بن مهران قال : حدثنا أرطاة أبو حاتم قال : أخبرنا جعفر بن محمد عنأبيه عن أبي كريمة قال : سمعت علي بن أبي طالب - وهو يخطب على منبر الكوفة - وهو يقول : يا أيها الناس ! إني سمعت رسول الله صلي الله عليه وسلم وهو يقول : ... فذكره . وقال :
"لا يروى عن علي إلا بهذا الإسناد ، تفرد به محمد بن صالح بن مهران" .
قلت : محمد هذا صدوق ؛ كما في "التقريب" ، لكن شيخه أرطاة - وهو ابن المنذر أبو حاتم - شبه مجهول ؛ فقد أورده ابن عدي في "الكامل" (1/ 421) وساق له حديثين آخرين من رواية ابن مهران هذا ، خطأه في إسناد أحدهما ، ثم قال :
"ولأرطاة أحاديث كثيرة غير ما ذكرته ؛ في بعضها خطأ وغلط" .
وأقره الحافظ الذهبي في "الميزان" ، والعسقلاني في "اللسان" ، ولذا أورده الأول في ضعفائه : "المغني" (64/ 508-تحقيق الدكتور العتر) ، لكن وقع فيه زيادة ما بين معكوفتين ؛ نصها :
"ووثقه أحمد وابن معين وابن حبان" !
وهي زيادة من النسخة الأزهرية ؛ كما نبه عليه في مقدمته (ص:ص) ، وهي زيادة باطلة لا أدري كيف انطلى أمرها على الدكتور ؟! مع انه قد نبه في الحاشية على خطأ آخر وقع في النسخة المشار إليها . فقد ذكر أنه وقع فيها الرموز : "بخ د س ق" ، قال الدكتور :
"وليس بصواب ، لأن الذي روى له هؤلاء أرطاة آخر حمصي : كنيته أبو عدي ، وهذا بصري كنيته أبو حاتم" .
قلت : فكان من تمام التحقيق أن يتنبه لهذه الزيادة الباطلة ؛ لأن الأئمة الموثقين فيها إنما وثقوا أرطاة الحمصي ؛ كما في "التهذيب" وليس البصري ؛ فإن هذا ليس من الرجال الذين رمز إليهم في تلك النسخة !
ثم إن في إسناد علتين أخريين :
إحداهما : أبو كريمة ؛ فإني لم أعرفه ، ولم يذكروا في هذه الكنية غير الصحابي المعروف : المقدام بن معد يكرب الكندي ، وغير الفرات ، روى عنه أبو المليح الرقي : الحسن بن عمر ، وهذا من الطبقة الوسطى منهم ، وليس به - يقيناً - ؛ لأنه قد صرح بسماعه من علي رضي الله عنه . فيمكن أن يكون الأول : المقدام رضي الله عنه ؛ فإنه أدركه ، ولكنهم لم يذكروه في الرواة عنه . والله أعلم .
والأخرى : شيخ الطبراني (علي بن سعيد الرازي) ، وبه أعله الهيثمي فقال في "المجمع" (5/ 131) :
"وهوضعيف" .
قلت : وبإعلاله به فقط قصور ظاهر مما تقدم ، وبخاصة أن كلام الطبراني عقب الحديث يشعر بأن الرازي لم يتفرد به .
ومن هذا التحقيق يتبين خطأ الحافظ أو تساهله حين قال في "الفتح" (10/ 223) :
"أخرجه الطبراني بسند لا بأس به" !
وقد كنت نقلته واعتمدت عليه في كتابي "حجاب المرأة المسلمة" (ص93-الطبعة السادسة) ، فلما وقفت على إسناده وتبين لي وهاؤه بادرت إلى إخراجه هنا وقلت في الطبعة الأردنية من الكتاب المذكور : "لعل الحافظ يعني أنه لا بأس بإسناده في الشواهد" . والله سبحانه وتعالى أعلم .

(237/1)


3235 - ( قول الله تبارك وتعالى ( ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا ... ) الآية [ 32/ فاطر ] ، قالت عائشة : يا بني ! كل هؤلاء في الجنة ، فأما (السابق بالخيرات) ، فمن مضى على عهد رسول الله صلي الله عليه وسلم ؛ شهد له رسول الله صلي الله عليه وسلم بالحياة والرزق ، وأما (المقتصد) ، فمن تبع أثره من أصحابه حتى لحق به . وأما (الظالم لنفسه) ، كمثلي ومثلكم . قال : فجعلت نفسها معنا ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /226 :
$باطل مع وقفه$
أخرجه الطيالسي في "مسنده" (1489) : حدثنا الصلت ابن دينار أبو شعيب قال : حدثنا عقبة بن صهبان الهنائي قال :
سألت عائشة عن قول الله تبارك وتعالى : ( ثم اورثنا ..) الآية .
قلت : وهذا إسناد ضعيف جداً ؛ فإن الصلت بن دينار متفق على ضعفه ، بل قال أحمد وغيره :
"متروك الحديث" .
وقال الحافظ في "التقريب" :
"متروك ناصبي" .
ومن العجيب أن الحاكم لما أخرجه (2/ 426) من طريقه قال :
"صحيح الإسناد" !
فتعقبه الذهبي بقوله :
"قلت : الصلت ؛ قال النسائي : ليس بثقة ، وقال أحمد : ليس بالقوي" .
وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (7/ 97) :
"رواه الطبراني في "الأوسط" ، وفيه الصلت بن دينار ، وهو متروك" .
والحديث رواه أيضاً عبد بن حميد ، وابن أبي حاتم ، وابن مردويه ؛ كما في "الدر المنثور" (5/ 251) وسكت عنه كما هي عادته ! بل سكت عنه أيضاً الحافظ ابن كثير في "تفسيره" (3/ 556) بعد أن عزاه الطيالسي بإسناده المذكور ، فأوهم القراء بسكوته أنه ثابت ؛ فإن أكثرهم لا يعلمون أنه غير مؤاخذ بسكوته على الحديث إذا ساق إسناده ؛ كما ذكرنا ذلك في غير موضع ، ولكنه زاد في الإيهام بتعليقه على قولها في آخر الحديث : "كمثلي ومثلكم" ، فقال ابن كثير :
" وهذا منها رضي الله عنها من باب الهضم والتواضع ، وإلا فهي من أكبر السابقين بالخيرات ؛ لأن فضلها على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام" .
قلت : ولا شك أنها كذلك رضي الله عنها ، ولكن البحث : هل قالت ذلك ؟! ولذلك اغتر بصنيع ابن كثير هذا مختصره الشيخ الصابوني فأورده في "مختصر تفسير ابن كثير" وقد زعم في مقدمته أنه لم يورد فيه ما لم يثبت من الحديث ! وقد سبق ذكر أمثلة كثيرة من الأحاديث الضعيفة مما وقع في "مختصره" ، وكذلك في مختصر - ابن بلده - الشيخ الرفاعي - رحمه الله تعالى - .
والحديث مع كونه موقوفاً واهياً فهو باطل عندي ؛ لمخالفته لمجموعة من الأحاديث - ذكرها ابن كثير من طرق قال : يشد بعضها بعضاً - تشهد أن الآية على عمومها ، بل قد جاء ما هو أصرح من ذلك في الدلالة وهو قوله صلي الله عليه وسلم : "في كل قرن من أمتي سابقون" ، وهو مخرج في "الصحيحة" (2001) ، فهو يبطل ما رواه ذاك المتروك عن عائشة رضي الله عنها .

(238/1)


3236 - ( يا أيها الناس ! احفظوني في أبي بكر ؛ فإنه لم يسؤني منذ صحبني ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /228 :
$موضوع$
أخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (9/ 595-المصورة) من طريق جعفر بن عبدالواحد الهاشمي قال :قال لنا محمد بن يحيى الثوري عن مسلمة بن عبدالرحمن عن يوسف بن ماهك عن أبيه عن جده قال :
خطبنا رسول الله صلي الله عليه وسلم فقال : ... فذكره . وفي رواية : يوسف بن ماهك بن بهزاد عن أبيه عن جده بهزاد ، وفيها مسلم بن عبدالرحمن . وقال ابن عساكر :
"غريب جداً ، وجعفر منكر الحديث" .
قلت : بل هو كذاب وضاع بشهادة جمع من الأئمة كالدارقطني وغيره ، وتقدمت له أحاديث موضوعة ، فانظرها إن شئت برقم (438و787و829) . وقال الحافظ في "الإصابة" في ترجمة ( بهزاد ) بعد أن ساق الحديث من رواية عبدان المروزي :
"قال ابن عبدالبر : لا يعرف إلا من هذا الوجه . قلت : في إسناده جعفر بن عبدالواحد الهاشمي ، وقد اتهموه بالكذب" .
قلت : ومع ذلك سود السيوطي به "الزيادة في جامعه الصغير" فضلاً عن "الكبير" ، خلافاً لشرطه الذي وضعه في مقدمة "الصغير" كما ذكرت به مراراً .
ثم إن من فوق الهاشمي هذا لم أعرفهم غير يوسف بن ماهك بن بهزاد ؛ فإنه ثقة من رجال الشيخين .
(تنبيه) ( بهزاد ) بضم الموحدة وسكون الهاء بعدها زاي ، كما في "التقريب" ، وبالزاي وقع في "الزيادة على الجامع" ، ووقع في بعض المصادر المتقدمة بالراء ، فاقتضى التنبيه .

(239/1)


3237 - ( يا أيها الناس ! إن أبا بكر لم يسؤني قط ؛ فاعرفوا ذلك له ، يا أيها الناس ! إني راض عن عمر وعثمان وعلي وطلحة والزبير وسعد وعبدالرحمن بن عوف والمهاجرين ؛ فاعرفوا ذلك لهم .
يا أيها الناس ! إن الله قد غفر لأهل بدر والحديبية ، فاحفظوني في أصحابي ، وفي أصهاري ، وفي أختاني ، ولا يطلبنكم الله بمظلمة أحد منهم ؛ فإنها لا توهب .
أيها الناس ! ارفعوا ألسنتكم عن المسلمين ، فإذا مات أحد من المسلمين فقولوا فيه خيراً ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /229 :
$موضوع$
أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (6/ 126/ 2640) ، وأبو نعيم في "المعرفة" (1/ 285/ 1) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" (2/ 118) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (9/ 594) من طريق خالد بن عمرو بن سعيد ابن العاص القرشي : حدثني سهل بن يوسف بن سهل بن مالك عن أبيه عن جده قال : لما قدم رسول الله صلي الله عليه وسلم في حجة الوداع إلى المدينة ؛ صعد المنبر ، فحمد الله وأثني عليه ، ثم قال : ... فذكره .
قلت : وهذا موضوع ؛ آفته خالد هذا ؛ قال في "التقريب" :
"رماه ابن معين بالكذب ، ونسبه صالح جزرة وغيره إلى الوضع" .
ومن فوقه مجاهيل . وقال ابن عبدالبر في ترجمة سهل بن مالك من "الاستيعاب" :
"حديث منكر موضوع ، وفي إسناده مجهولون ضعفاء ، يدور على خالد بن عمرو القرشي ، وهو منكر الحديث ، متروك الحديث" .
ثم أخرجه أبو نعيم من طريق سيف بن عمر : حدثنا أبو همام سهل بن يوسف به .
قلت : وسيف هذا صاحب كتاب "الردة" ؛ حاله قريب من خالد بن عمرو ؛ قال الحافظ في "التقريب" :
"ضعيف في الحديث عمدة في التاريخ ، أفحش ابن حبان القول فيه" .
قال ابن حبان في "الضعفاء" (1/ 245) :
"اتهم بالزندقة ، كان يروي الموضوعات عن الأثبات" .
وقال الحاكم :
"اتهم بالزندقة ، وهو في الرواية ساقط" .
(تنبيه) سقط من إسناد الطبراني راويان : أحدهما خالد بن عمرو ، وقد نبه على ذلك الحافظ في "الإصابة" فقال :
"ووقع للطبراني فيه وهم ، فإنه أخرجه من طريق المقدمي عن علي بن يوسف ابن محمد (كذا ! وفي الطبراني : علي بن محمد بن يوسف) عن سهل بن يوسف ، واغتر الضياء المقدسي بهذه الطريق ، فأخرج الحديث في "المختارة" ، وهو وهم ؛ لأنه سقط من الإسناد رجلان ؛ فإن علي بن محمد بن يوسف (!) إنما سمعه من قنان بن أبي أيوب عن خالد بن عمرو عن سهل ، وقد جزم الدارقطني في "الأفراد" بأن خالد بن عمرو تفرد به عن سهل ، لكن طريق سيف بن عمر ترد عليه" .
قلت : وقد أشار إلى السقط المذكور أبو نعيم بقوله عقب رواية سيف :
"رواه علي بن محمد بن يوسف بن شيبان بن مالك بن مسمع عن خالد بن عمرو بن سعيد الأموي مثله" .

(240/1)


3238 - ( كبر في دبر صلاة الفجر من يوم عرفة إلى آخر أيام التشريق صلاة العصر ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /231 :
$موضوع$
أخرجه الديلمي في "مسند الفردوس / الغرائب" (3/ 257) عن عبدالله بن محمد بن عبدالله البلوي : حدثني إبراهيم بن عبدالله بن العلاء عن أبيه عن زيد بن علي عن أبيه عن جده عن علي بن أبي طالب رفعه .
قلت : وهذا موضوع ؛ آفته البلوي هذا ؛ قال في "الميزان" :
"قال الدارقطني : يضع الحديث . قلت : روى عنه أبو عوانة في "صحيحه" في الاستسقاء خبراً موضوعاً" .
وأقره الحافظ في "اللسان" وقال :
"وهو صاحب رحلة الشافعي طولها ونمقها ، وغالب ما فيها نختلق" .
وشيخه إبراهيم بن عبدالله هو ابن العلاء بن زبر ، قال الذهبي :
"قد روى عنه أئمة ، قال النسائي : ليس بثقة" . وقال الحافظ :
"ذكره ابن أبي حاتم فلم يضعفه ، وذكره ابن حبان في (الثقات)" .

(241/1)


3239 - ( يا علي ! قص الظفر ونتف الإبط وحلق العانة يوم الخميس ، والغسل والطيب واللباس يوم الجمعة ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /232 :
$منكر$
أخرجه أبو القاسم التميمي في "جزء فيه أحاديث مسلسلات" (ق2/ 1) ، وعبدالله بن أبي الفتح الجويني في "المسلسلات" (ق16/ 1) ، والديلمي في "مسند الفردوس" (3/ 261-الغرائب الملتقطة) ، والجزري في "الأحاديث المسلسلة" ، والكازروني في "مسلسلاته" (122/ 1-2) ، والمرتضى الزبيدي في "إتحاف السادة المتقين" (2/ 414) من طريق عبدالله بن موسى بن الحسن قال : رأيت الفضل بن العباس الكوفي : رأيت الحسين بن هارون الضبي : رأيت عمر بن حفص بن غياث : رأيت أبي : رأيت جعفر بن محمد : رأيت أبي : رأيت أبي الحسين بن علي قال :
رأيت أبي علي بن أبي طالب يقلم أظفاره يوم الخميس ، ويقول : رأيت رسول الله صلي الله عليه وسلم يقلم أظفاره يوم الخميس وقال : ... فذكره .
قلت : وهو مسلسل بقول كل راو : "يقلم أظفاره يوم الخميس" ، فاختصرته تبعاً للحافظ في "الغرائب" ، وقال في "الفتح" (10/ 346) :
"أخرجه جعفر المستغفري بسند مجهول" .
ونقل الزبيدي عنه أنه قال في "الجواهر المكللة" :
"هذا حديث ضعيف ؛ انفرد به عبدالله بن موسى ، وهو أبو الحسن السلامي ، كان أبو عبدالله بن منده سيىء الرأي فيه . وقال الحاكم : إنه كتب عمن دب ودرج من المجهولين وأصحاب الزوايا ، وفو رواياته - كما قال الخطيب - غرائب ومناكير وعجائب" .
قلت : وتمام كلام الخطيب في "التاريخ" (10/ 149) :
"وما أراه كان يعتمد الكذب في فضله" .
قلت : ولذلك كله - ولما عرفت من حاله - كتب الحافظ الذهبي بخطه على نسخة "المسلسلات" للتميمي :
"حديث منكر" .

(242/1)


3240 - ( يا أبا أمامة ! أعز أمر الله يعزك الله تعالى ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /233 :
$موضوع$
أخرجه الديلمي في "مسند الفردوس" (3/ 272) معلقاً فقال : قال السلمي : حدثنا خضر بن محمد بن عتاب : حدثنا أبو منصور طلحة بن سعد : حدثنا المأمون بن أحمد : حدثنا هشام بن عمار : حدثنا أبو بكر بن عياش عن محمد بن زياد عن أبي أمامة رفعه .
قلت : وهذا موضوع ؛ آفته المأمون هذا ؛ قال الذهبي :
"أتي بطامات وفضائح ، قال ابن حبان : دجال ... روى عن الثقات مرفوعاً :
"من قرأ خلف الإمام ملىء فوه ناراً" !
وفي "اللسان" :
"وقال أبو نعيم في مقدمة "المستخرج على صحيح مسلم" : مأمون السلمي من أهل هراة ضعيف وضاع ؛ يأتي عن الثقات - مثل هشام بن عمار ، ودحيم - بالموضوعات" .
وقد مضى له عدة أحاديث موضوعة ، فانظر مثلاً الأحاديث : (568و569و570و1551) .
والسلمي الذي دونه هو محمد بن الحسين الصوفي ؛ متهم بوضع الأحاديث للصوفية .

(243/1)


3241 - ( يا زبير ! إن مفاتيح الرزق بإزاء العرش ، ينزل الله للعباد أرزاقهم على قدر نفقاتهم ، فمن كثر كثر له ، ومن قلل قلل له ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /234 :
$موضوع$
أخرجه الديلمي في "مسند الفردوس" (3/ 292) من طريق الدارقطني عن أبي زيد عبدالرحمن بن حاتم : حدثنا هارون بن عبدالله الزهري عن الواقدي عن محمد بن إسحاق عن الزهري عن أنس مرفوعاً .
قلت : وهذا موضوع ؛ آفته الواقدي ، واسمه محمد بن عمر ، قال الذهبي في "المغني" :
"مجمع على تركه ، وقال ابن عدي : أحاديثه غير محفوظة ، والبلاء منه . وقال النسائي : كان يضع الحديث .." .
وهارون بن عبدالله الزهري ؛ ذكره ابن أبي حاتم (4/ 2/ 92) ولم يحك فيه جرحاً ولا تعديلاً ، وقد روى عنه جمع من الثقات منهم يونس بن عبدالأعلى ، وأثنى عليه في عفته وعدله في الأحكام ، وكان ولي قضاء مصر . انظر : "اللسان" .
وأبو زيد عبدالرحمن بن حاتم ؛ قال الذهبي في "الميزان" :
"قال ابن الجوزي : متروك الحديث . قلت : هذا من شيوخ الطبراني ، ما علمت به بأساً ..." .
وأما في "المغني" فقال :
"ضعيف" .
وهذا هو الصواب ؛ فقد ذكر الحافظ في "اللسان" أن ابن يونس قال :
"تكلموا فيه" .
وقال مسلمة بن القاسم :
"ليس عندهم بثقة" .
والحديث مما سود به السيوطي "الجامع الصغير" ! وألان القول فيه المناوي ؛ فقال في "الفيض" :
"وفيه عبدالرحمن بن حاتم المرادي ؛ قال الذهبي : ضعيف . والواقدي ، ومحمد بن إسحاق" !
ولخص ذلك بقوله في "التيسير" :
"إسناده ضعيف" !

(244/1)


3242 - ( يا حميراء ! إنه لما كان ليلة أسري بي إلى السماء ، أدخلت الجنة ، فوقفت على شجرة من شجر الجنة ، لم أر في الجنة شجرة هي أحسن منها حسناً ، ولا أبيض منها ورقة ، ولا أطيب منها ثمرة ، فتناولت ثمرة من ثمراتها ، فأكلتها ، فصارت نطفة في صلبي ، فلما هبطت واقعت خديجة ؛ فحملت بفاطمة ، فإذا أنا اشتقت إلى رائحة الجنة ، شممت ريح فاطمة .
يا حميراء ! إن فاطمة ليست كنساء الآدميين ، ولا تعتل كما يعتلون ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /236 :
$موضوع$
أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (22/ 400/ 1000) من طريق أحمد بن أبي شيبة الرهاوي : حدثنا أبو قتادة الحراني : حدثنا سفيان الثوري عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت :
كنت أرى رسول الله صلي الله عليه وسلم يقبل فاطمة : فقلت : يا رسول الله ! إني أراك تفعل شيئاً ما كنت أراك تفعله من قبل ؟ فقال : ... فذكره .
قلت : وهذا موضوع ظاهر الوضع كما يأتي ؛ آفته أبو قتادة أو من دونه ، واسمه عبدالله بن واقد الحراني ، وفي ترجمته ساق هذا الحديث ابن حبان في "الضعفاء" (2/ 29) وقال :
"كان من عباد أهل الجزيرة وقرائهم ، ممن غلب عليه الصلاح حتى غفل عن الإتقان ؛ فكان يحدث على التوهم ؛ فيقع المناكير في أخباره والمقلوبات فيما يروي عن الثقات ؛ حتى لا يجوز الاحتجاج بخبره" .
ثم ساق إسناده من طريق عبدالله بن ثابت بن حسان الهاشمي : حدثنا عبدالله بن واقد به .
وعبدالله بن ثابت لم أجد له ترجمة ، ومثله أحمد بن أبي شيبة الرهاوي ، لكني وجدت الحافظ الذهبي اعتد بمتابعته فعصب الآفة في شيخها بعد أن حاول إبعادها عنه ؛ فقال في ترجمته :
"هذا حديث موضوع مهتوك الحال ، ما أعتقد أن أبا قتادة رواه . ثم وجدت له إسناداً آخر ، رواه الطبراني عن عبدالله بن سعيد الرقي عن أحمد بن أبي شيبة الرهاوي عن أبي قتادة ، فهو الآفة" .
قلت : ووضعه متفق عليه بين العلماء ، من ابن الجوزي الذي أورده في "الموضوعات" من طرق ، وتبعه من جاء بعده حتى السيوطي في "اللآلي" (1/ 392-395) ، فليراجعها من شاء .
والحديث قال الهيثمي في "المجمع" (9/ 202) :
"رواه الطبراني ، وفيه أبو قتادة الحراني ، وثقه أحمد وقال : كان يتحرى الصدق ، وأنكر على من نسبه إلى الكذب . وضعفه البخاري وغيره ، وقال بعضهم : متروك ، وفيه من لم أعرفه أيضاً" .

(245/1)


3243 - ( يا حميراء ! أما شعرت أن الأنين اسم من أسماء الله عز وجل يستريح به المريض ؟! ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /237 :
$منكر$
أخرجه الديلمي في "مسند الفردوس" (3/ 307) من طريق الطبراني : حدثنا مسعود بن محمد الرملي : حدثنا أيوب بن رشيد : حدثنا أبي عن نوفل بن الفرات عن القاسم عن عائشة قالت :
دخل علي رسول الله صلي الله عليه وسلم وفي البيت مريض يئن ، فمنعته عائشة ، فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم : ... فذكره .
قلت : وهذا إسناد مظلم ؛ من دون القاسم لم أجد لهم ترجمة ، ومسعود الرملي من شيوخ الطبراني الذين ذكرهم في "المعجم الأوسط" ، وروى له عشرين حديثاً (2/ 245/ 1-246/ 1/ 8773-8793) . ويأتي له حديث عقب هذا .
والحديث أورده السيوطي في "الجامع الكبير" بهذا اللفظ والرواية ، وبلفظ آخر نحوه وعزاه للرافعي عن عائشة بلفظ :
"دعوه يئن ..." الحديث .

(246/1)


3244 - ( إن هذه الأخلاق من الله ، فمن أراد الله به خيراً منحه خلقاً حسناً ، ومن أراد به سوءاً منحه خلقاً سيئاً ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /238 :
$ضعيف جداً$
أخرجه الطبراني في "المعجم الأوسط" (2/ 245/ 8785) : حدثنا مسعود بن محمد الرملي : حدثنا عمران بن هارون : حدثنا مسلمة بن علي عن ابن عجلان عن سعيد المقبري عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : ... فذكره ، وقال :
"لم يروه عن ابن عجلان إلا مسلمة بن علي ، تفرد به عمران" .
قلت : قال الذهبي في "الميزان" و "المغني" :
"صدقه أبو زرعة ، ولينه ابن يونس" .
لكن شيخه مسلمة بن علي ضعيف جداً ؛ قال الذهبي في "الكاشف" :
"تركوه" .
وكذلك قال في "الميزان" و "المغني" . وقال الحافظ في "التقريب" :
"متروك" .
قلت : فقول الهيثمي في "المجمع" (8/ 20) : "رواه الطبراني في "الأوسط" وفيه مسلمة بن علي وهو ضعيف" فيه تساهل لا يخفى على المحققين .
ونحوه اكتفاء المنذري في "الترغيب" (3/ 260) على الإشارة إلى ضعفه !
وشيخ الطبراني مسعود الرملي لم أقف له على ترجمة ، وقد روى له في "الأوسط" عشرين حديثاً كما بينته في الحديث الذي قبله .

(247/1)


3245 - ( اغزوا قزوين ؛ فإنه من أعلى أبواب الجنة ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /239 :
$منكر$
أخرجه الرافعي في أول كتاب "التدوين في أخبار قزوين" (1/ 5) من طريق ابن أبي حاتم : حدثنا أبو زرعة : حدثنا أبو نعيم : بشر ! بن سلمان قال : حدثني رجل قال : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : ... فذكره . وقال الرافعي :
"مرسل ، قال أبو زرعة : "ليس في قزوين حديث أصح من هذا" . وبشر(!) ابن سلمان هو أبو إسماعيل النهدي الكوفي .. وقد أخرج له مسلم" .
قلت : الذي روى له مسلم إنما هو بشير بن سلمان ، أبو إسماعيل الكندي ، وراوي هذا الحديث (بشر) وليس (بشير) ، وهكذا وقع في "الجامع الصغير" وعزاه للخطيب في "فضائل قزوين" عن بشر بن سلمان عن أبي السري عن رجل نسي أبو السري اسمه" .
ووقع في "الجامع الكبير" : (بشير) وفق ترجمة الرافعي إياه . والله أعلم .
وأبو السري هذا لم أعرفه ، ولم يذكر الذهبي في "المقتنى" غير أبي السري ثابت بن يزيد ، وهو الأودي الكوفي ، وهو لين ، ولكنه متأخر عن هذه الطبقة . وذكر الدولابي في "كناه" آخر سماه (سليمان بن كندير) لكن كناه في "التهذيب" وغيره بـ (أبي صدقة) ، والله سبحانه وتعالى أعلم .
وبالجملة : فالإسناد ضعيف للجهالة والاضطراب ، ومتنه عندي منكر . والله أعلم .
ومن الغريب أن الرافعي غاير بين بشر بن سلمان وبشير بن سلمان ؛ فقال عقب ما تقدم نقله عنه مختصراً :
"في الرواة آخر يقال له بشير بن سلمان ؛ مدني يروي عن جابر بن عبدالله . ويروى هذا الحديث عن بشير بن سلمان عن أبي السري (الأصل السدي ، والطبعة سيئة جداً) عن رجل نسي أبو السري (الأصل : السدي !) اسمه عن النبي صلي الله عليه وسلم ، ومن هذا الطريق رواه الخطيب البغدادي" !
قلت : ولا يصح في فضل (قزوين) حديث ؛ بل غالبها باطل موضوع . وسأذكر بعضها ، ولا تغتر بفضل المؤلفين في فضلها ؛ فإنهم يتساهلون في رواية أحاديث الفضائل ، وبعضهم يؤلف الكتب لبيان ضعفها ووهائها ، وهذا مما يشكرون عليه ، ولهم المثوبة عند الله تبارك وتعالى .

(248/1)


3246 - ( إذا ذهب الإيمان من الأرض وجد ببطن الأردن ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /240 :
$كذب$
أخرجه ابن عدي في "الكامل" (1/ 172) من طريق إبراهيم بن الوليد بن سلمة : حدثنا أحمد بن كنانة عن مقسم عن ابن عباس مرفوعاً . وقال :
"حديث منكر ، وأحمد بن كنانة ؛ شامي منكر الحديث ، وليس بالمعروف" .
ثم ساق له حديثين آخرين ، قال الذهبي فيها كلها :
"وهذه أحاديث مكذوبة" .
(تنبيه) وقع في "الكامل" : (ابن عمر) مكان : (ابن عباس) ، وكان فيه أخطاء مطبعية أخرى ، وهي طبعة سيئة جداً ، فصححتها من "الميزان" وغيره .
والحديث أورده ابن الجوزي في "العلل المتناهية" (1/ 311) من طريق ابن عدي ، ونقل كلامه المتقدم وأقره .

(249/1)


3247 - ( رحم الله إخواني بـ (قزوين) ، يقولها ثلاثاً ، فقال أصحابه : يا رسول الله ! بآبائنا وأمهاتنا : ما قزوين هذه وما إخوانك الذين هم بها ؟ قال :
قزوين باب من أبواب الجنة ، وهي اليوم في يد المشركين ، ستفتح في آخر الزمان على أمتي ، فمن أدرك ذلك الزمان فليأخذ نصيبه من فضل الرباط في قزوين ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /241 :
$موضوع$
أخرجه الرافعي في "تاريخ قزوين" (1/ 20-21) من طريق أبي نعيم الخراساني عن مقاتل بن سليمان عن مكحول عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال : بينما رسول الله صلي الله عليه وسلم ذات يوم قاعد معنا إذ رفع بصره إلى السماء ؛ كأنه يتوقع أمراً ، فقال : ... فذكره .
قلت : وهذا موضوع ظاهر الوضع ؛ آفته أبو نعيم الخراساني هذا ؛ واسمه عمر ابن صبح ، وهو وضاع معروف ؛ قال ابن حبان (2/ 88) :
"كان ممن يضع الحديث على الثقات" .
وأعله السيوطي في "ذيل الموضوعات" (ص93) بمقاتل بن سليمان أيضاً فقال فيه :
"كذاب" .
وقال الرافعي عقبه :
"قريب من هذا الحديث ما روي عن عبدالرحمن بن أبي حاتم أنه أورده بإسناده عن هشام بن عبيد الله عن زافر - يعني ابن سليمان - عن عبدالحميد بن جعفر يرفعه إلى أبي هريرة وابن عباس قالا :
كنا عند رسول الله صلي الله عليه وسلم ، فرفع بصره إلى السماء كأنه يتوقع شيئاً فقال :
"يرحم إخواني بـ (قزوين)" ثلاث مرات ، فسالت دموعه فجعلت تقطر من أطراف لحيته ، فقالوا : يا رسول الله ! ما قزوين ؟ ومن إخوانك الذين ذكرتهم فرققت لهم ؟ قال :
"قزوين أرض من أرض الديلم ، وهي اليوم في يد الديلم ، وستفتح على أمتي وتكون رباطاً لطوائف من أمتي ، فمن أدرك ذلك فليأخذ نصيبه من فضل رباط قزوين ؛ فإنه يستشهد بها قوم يعدلون شهداء بدر" .
قلت : وهو كسابقه كذب مفضوح ، وقد أعله السيوطي في "ذيل الموضوعات" عقب الذي قبله بقوله :
"هذا إسناد منقطع بين عبدالحميد وبين أبي هريرة وابن عباس ، وزافر بن سليمان ؛ قال ابن عدي [ على ] حديثه ، وعامة ما يرويه لا يتابع عليه . وقال ابن حبان : كثير الغلط ، واسع الوهم" .
ثم روى الرافعي (1/ 16) الشطر الثاني من حديث الترجمة دون أوله من طريق أبي العلاء العطار بسنده عن داود بن سليمان بن يوسف الغازي : أنبأنا علي ابن موسى الرضا : حدثنا أبي عن أبيه جعفر عن أبيه محمد عن أبيه علي عن أبيه الحسين عن أبيه علي رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم :
"قزوين باب من أبواب الجنة ، هي اليوم في أيدي المشركين .." . الحديث نحوه ، وفيه مبالغات ظاهرة الوضع .
ورواه الرافعي من الطريق المذكورة مختصراً ، وفيه الشطر الأول .
وآفته داود بن سليمان الغازي هذا ؛ قال الذهبي :
"كذبه ابن معين ، ولم يعرفه أبو حاتم ، وبكل حال فهو شيخ كذاب له نسخة موضوعة عن علي بن موسى الرضا ..." .
ثم ساق له أحاديث لوائح الوضع بادية عليها ، وأقره الحافظ عليها ؛ وزاد عليه ، فذكر له أحاديث أخرى من ذاك الصنف ، قال في أحدها :
"وهو ركيك اللفظ" .
واعلم أن السيوطي - عفا الله عنا وعنه - أورد هذه الروايات كلها في "الجامع الكبير" (14395-14397) من رواية أبي العلاء العطار وابن أبي حاتم والرافعي دون أن يبين عللها ! ثم أورد الشطر الأول منه في "الجامع الصغير" برواية المذكورين دون الرافعي - وهو مصدرها ! - فأساء ؛ لأنه أوهم أنه لا تتمة للحديث ، ثم ازداد سوءاً بسكوته عليه موهماً بذلك أنه صحيح ! وهو يعلم أنه موضوع بإيراده إياه في "ذيل الموضوعات" كما تقدم ، إلا أن يقال : إنه لم يكن يعلم وضعه حين أورده في "الجامع الصغير" ؛ فنقول : فكيف يصح له أن يقول في مقدمته :
"وصنته عما تفرد به وضاع أو كذاب" ؟! فإنه من البداهة بمكان أن تحقيق هذا الشرط يستلزم العلم في كل حديث أورده فيه أنه ليس فيه كذاب أو وضاع !
وجاء المناوي من بعده فسكت عن الحديث في "فيضه" ! وزعم في :تيسيره" أن إسناده ضعيف فقط !!

(250/1)


3248 - ( يكسى الكافر لوحين من نار في قبره ، فذلك قوله تعالى : ( لهم من جهنم مهاد ومن فوقهم غواش وكذلك نجزي الظالمين ) [ الأعراف /41 ] ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /244 :
$منكر$
أخرجه الرافعي في "تاريخ قزوين" (1/ 175) من طريق عمار بن محمد عن الليث عن المنهال بن عمرو عن زاذان عن البراء رضي الله عنه قال : قال النبي صلي الله عليه وسلم : ... فذكره .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ عمار بن محمد صدوق يخطىء كما في "التقريب" .
والليث - وهو ابن أبي سليم - قال الحافظ :
"صدوق ، اختلط جداً ، ولم يتميز حديثه ، فترك" .

(251/1)


3249 - ( ثلاثة لا يستخف بحقهم إلا منافق : ذو الشيبة في الإسلام ، والإمام المقسط ، ومعلم الخير ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /244 :
$منكر$
أخرجه الرافعي في "تاريخ قزوين" (1/ 186) من طريق محمد بن يونس بن موسى البصري : حدثنا المنهال بن حماد : حدثنا الحسن بن عجلان عن أبي الزبير عن جابر قال :قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : ... فذكره .
قلت : وهذا موضوع ؛ آفته محمد بن يونس هذا - وهو الكديمي - ؛ وضاع ، سبقت له أحاديث كثيرة ، فلتراجع من فهارس الرواة في هذه السلسلة .
واللذان فوقه لم أعرفهما ، وأخشى أن يكون محرفاً على الطابع ؛ فإن النسخة سيئة جداً ومحققه ليس معروفاً بين المحققين ، وبعض تعليقاته تدل على أنه لا معرفة عنده بالرجال ، وأنه رافضي .
والحديث مما سود به السيوطي "الجامع الصغير" ، لكنه عزاه لأبي الشيخ في "التوبيخ" ، ولم يتكلم المناوي على إسناده بشيء سوى أنه قال :
"وهذا ضعيف" .
ولم يرد ذكر في نسخة "التوبيخ" المطبوع في القاهرة بتحقيق الأخ أبي الأشبال المندوه ، ويظهر من تعليقه الأخير عليه أن له تتمة لم يعثر عليها .
وله طريقان آخران :
الأول : يرويه إسماعيل بن عياش عن مطرح بن يزيد عن عبيدالله بن زحر عن علي بن يزيد عن القاسم عن أبي أمامة مرفوعاً به إلا أنه قال :
"وذو العلم" .
أخرجه الطبراني في "الكبير" (8/ 238/ 7819) .
وهذا إسناد ضعيف مسلسل بالضعفاء الثلاثة : مطرح بن يزيد وعبيدالله بن زحر ، وعلي بن يزيد وهو الألهاني .
ومطرح بن يزيد كوفي نزل الشام ، فبالنظر لكونه شامياً فرواية إسماعيل بن عياش عنه مستقيمة ، والنظر لكونه فروايته عنه ضعيفة . والله أعلم أي ذلك كان .
والحديث أعله الهيثمي (1/ 127) بكونه من رواية عبيدالله بن زحر عن علي بن يزيد ، وقال :
"وكلاهما ضعيف" .
وتبعه المناوي في "الفيض" ، وأما في "التيسير" فقال :
"ضعيف لكن له شواهد" !
وكأنه يشير إلى حديث الترجمة ، وقد علمت ما فيه من الضعف الشديد فلا يستشهد به ، ومن الظاهر من سكوته عن إسناده في "الفيض" - كما تقدم - أنه لم يقف عليه .
الثاني : ما روله أبو بشر الهيثم بن سهل التستري قال : رأيت حماد بن زيد راكباً على حمار ، فلما جاء إلى (مارمارويدا) قام إليه شاب يقال له : عمارة القرشي ليأخذ بركابه (الأصل : من كتابه) فقال له : مه ! قال : سبحان الله ! تنفس علي بالأجر ؟! قال : لأحدثنك . فقال عمارة : حدثني والدي قال :حدثني والدي عن جدي عن النبي صلي الله عليه وسلم قال : ... فذكره بلفظ حديث الترجمة إلا أنه قال :
"وإمام عادل" ، وزاد :
"بين نفاقه" .
قلت : وهذا إسناد ضعيف مظلم ؛ من فوق عمارة القرشي ثلاثتهم لا يعرفون .
وعمارة القرشي ؛ قال الأزدي :
"ضعيف جداً" ؛ كما في "الميزان" و "لسانه" .
والهيثم بن سهل التستري ؛ ضعفه الدارقطني . وقال الحافظ عبدالغني بن سعيد :
"ضرب إسماعيل القاضي على حديث الهيثم بن سهل عن حماد ، وأنكر عليه" .
كذا في "الميزان" ، وكأنه يشير إلى هذا الحديث .
وبالجملة : فالحديث منكر لا يصح بهذه الطرق لشدة ضعفها ، وقد ذكره السيوطي في "اللآلي" (1/ 153) في جملة أحاديث ساكتاً عن إسناده ، كلها في إكرام ذي الشيبة المسلم .ومنها حديث أبي موسى الأشعري مرفوعاً بلفظ :
"لإن من إجلال الله إكرام ذي الشيبة المسلم ، وحامل القرآن غير الغالي فيه والجافي عنه ، وإكرام ذي السلطان المسقط" .
أخرجه أبو داود وغيره ، وإسناد حسن عندي ؛ كما في "المشكاة" وغيره .

(252/1)


3250 - ( سارعوا في طلب العلم ، فالحديث من صادق خير من الدنيا وما عليها من ذهب وفضة ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /247 :
$ضعيف جداً$
أخرجه الرافعي في "تاريخ قزوين" (1/ 188) من طريق عبدالله بن ميمون : حدثنا جعفر بن محمد الصادق عن أبيه عن جابر بن عبدالله قال : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : ... فذكره .
قلت : وهذا إسناد ضعيف جداً ؛ عبدالله بن ميمون هو القداح ؛ قال ابن حبان في "الضعفاء والمتروكين" (2/ 21) :
"يروي عن جعفر بن محمد وأهل العراق والحجاز المقلوبات" .
وقال الحاكم :
"روى عن عبيدالله بن عمر أحاديث موضوعة" .
وقال الحافظ في "التقريب" مخلصاً أقوال الحفاظ فيه :
"منكر الحديث ، متروك" .

(253/1)


3251 - ( عمل قليل في سنة ، خير من كثير في بدعة ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /248 :
$ضعيف$
أخرجه الرافعي في "تاريخه" (1/ 257) من طريق يحيى بن عبيدالله بن موهب عن أبيه عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : ... فذكره .
قلت : وهذا إسناد ضعيف جداً ؛ آفته يحيى هذا ؛ قال الحافظ في "التقريب" :
"متروك ، وأفحش الحاكم فرماه بالوضع" .
وأبوه قريب منه ، فقد قال فيه الإمام أحمد :
"أحاديثه مناكير ، لا يعرف" .
وقد روي من طريق أخرى عن الحسن البصري مرفوعاً ، وموقوفاً .
أما المرفوع ؛ فرواه معمر عن زيد عنه .
أخرجه عبدالرزاق (11/ 291/ 20568) .
وزيد هذا لم أعرفه ، ويحتمل أنه الذي روى عنه حماد بن زيد ، قال الحافظ :
"مقبول" .
وأما الموقوف ؛ فيرويه حزم بن أبي حزم القطعي عنه .
أخرجه البيهقي في "الشعب" (7/ 72) ، وحزم هذا فيه ضعف .

(254/1)


3252 - ( رحم الله المتسرولات ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /249 :
$ضعيف جداً$
أخرجه البيهقي في "شعب الإيمان" (2/ 473) : أخبرنا أبو عبدالله الحافظ : حدثنا أبو منصور محمد بن القاسم العتكي : حدثنا أبو سعيد محمد بن شاذان : حدثنا بشر بن الحكم : حدثنا عندالمؤمن بن عبيدالله : حدثنا محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال :
بينا رسول الله صلي الله عليه وسلم جالس على باب من أبواب المسجد مرت امرأة على دابة ، فلما حاذت النبي صلي الله عليه وسلم ؛ وتكشفت ، فقيل : يا رسول الله ! إن عليها سراويل ، فقال : ... فذكره . وقال البيهقي :
"وروي عن خارجة كذلك ؛ عن محمد بن عمرو كذلك" .
قلت : خارجة هذا هو ابن مصعب ؛ متروك ، وكذبه ابن معين ، والله أعلم بحال الإسناد الذي لم يسقه إليه .
لكن متابعه عبدالمؤمن بن عبيدالله - والظاهر أنه السدوسي - ثقة ؛ كما قال ابن معين وغيره ، وبشر بن الحكم ثقة من شيوخ الشيخين ، فالسند حسن إن صح السند إلى بشر ؛ فإني لم أعرف اللذين دونه ، وقد سكت عنه السيوطي في "اللآلي" (2/ 262) وتبعه ابن عراق في الفصل الثاني من كتابه "تنزيه الشريعة" .
ثم أتبعه السيوطي بذكر رواية الدارقطني في "الأفراد" بسنده عن نصر بن حماد : حدثنا عمرو بن جميع عن يحيى بن سعيد عن الأعرج عن أبي هريرة به . إلا أنه زاد :
"من النساء" .
وسكت عنه السيوطي وابن عراق ايضاً فما أحسنا ! لأن عمرو بن جميع سيىء الحال ؛ قال الذهبي :
"كذبه ابن معين ، وقال الدارقطني وجماعة : متروك . وقال ابن عدي : كان يتهم بوضع الحديث . وقال البخاري : منكر الحديث" .
ونصر بن حماد ؛ قال في "التقريب" :
"ضعيف أفرط الأزدي فزعم أنه يضع" .
وذكره السيوطي أيضاً من طريق الصباح بن مجاهد عن مجاهد مرسلاً .
كذا الأصل (ابن مجاهد) وأظنه محرفاً ، والصواب (ابن مجالد) وهو ضعيف جداً ؛ اتهمه الذهبي بوضع حديث ذكره ابن الجوزي في "الموضوعات" .
وحديث الترجمة أورده ابن الجوزي في "الموضوعات" أيضاً من حديث علي رضي الله عنه ، وقد سبق تخريجه وبيان علته ، والرد على رد السيوطي على ابن الجوزي ، وأن للحديث علة أخرى لم يتعرضوا لذكرها ؛ فانظره برقم (601) . وقد ختم السيوطي كلامه في هذا الحديث بطرقه بقوله :
"وبمجموع هذه الطرق يرتقي الحديث إلى درجة الحسن . والله أعلم" .
كذا قال ، ولسنا ممن يوافقه على ذلك لشدة ضعفها كما تقدم .

(255/1)


3253 - ( مسألة واحدة يتعلمها المؤمن خير له من عبادة سنة ، وخير له من عتق رقبة من ولد إسماعيل ، وإن طالب العلم والمرأة المطيعة لزوجها ، والولد البار بوالديه يدخلون الجنة مع الأنبياء بغير حساب ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /251 :
$موضوع$
أخرجه الرافعي في "تاريخ قزوين" (1/ 255-256) من طريق أبي بكر محمد بن الحسن النقاش : حدثنا الحسن بن علي : حدثنا يزيد بن هارون عن داود بن أبي هند عن الشعبي عن ابن أبي ليلى عن أبي أيوب الأنصاري قال : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : ... فذكره .
قلت : وهذا موضوع ظاهر البطلان كل رجال إسناده ثقات رجال الصحيح ، وضعه عليهم النقاش هذا ؛ فإنه كذاب كما قال الذهبي تبعاً لبعض من سلف من الأئمة ، وله ترجمة سيئة في "تاريخ بغداد" و "الميزان" و "اللسان" وغيرها .
والحديث عزاه السيوطي في "الجامع الكبير" للنقاش هذا والرافعي ، وسكت عنه كما هي غالب عادته .

(/1)


3254 - ( صاحب الصف ، وصاحب الجمع ، لا يفضل هذا على هذا ، ولا هذا على هذا . كأنه يريد صف القتال ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /251 :
$منكر$
أخرجه الرافعي في "تاريخ قزوين" (1/ 265) من طريق محمد بن الحسين بن عبدالملك أبي نصر المعروف بـ (حاجي) البزار القزويني في "معجم شيوخه" : أنبأ أحمد بن علي بن عمر بن محمد بن أبي رجاء : حدثنا سعيد بن محمد بن نصر أبو عمرو : حدثنا أبو زكريا يحيى بن إبراهيم : حدثنا محمد بن عثمان : حدثنا أبو المغيرة : حدثنا الأوزاعي عن حسان بن عطية عن أبي كبشة عن ثوبان ، قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : ... فذكره .
قلت : وهذا إسناد ضعيف مظلم ؛ من فوق محمد بن عثمان ثقات من رجال "التهذيب" ، ومن دونه لم أعرفهم .
وسعيد بن محمد بن نصر أبو عمرو قزويني ، ترجمه الرافعي في "تاريخه" (2/ 46) برواية عبدالواحد بن محمد بن أحمد وجماعة . كذا قال ، لم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً كما هي عادته . لكن قال الذهبي في "الميزان" :
"لا يدرى من هو ؟!" .
ونقل الحافظ في "اللسان" عن "طبقات همذان" لصالح بن أحمد أنه قال :
"شيخ ليس بذاك" .
وأما أحمد بن علي بن عمر ؛ فقد ترجمه الرافعي أيضاً (2/ 205) برواية الخليلي الحافظ في "مشيخته" فقط .

(/1)


3255 - ( إن ملكاً موكل بالقرآن ، فمن قرأ منه شيئاً لم يقومه ، قومه الملك ورفعه ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /252 :
$موضوع$
أخرجه الرافعي في "التاريخ" (1/ 267) تعليقاً فقال في ترجمة محمد بن الحسين بن محمد .. الشعيري أبي بكر :
"وروى عنه الحافظ أبو سعيد السمان (بسنده) عن المعلى بن هلال عن سليمان التيمي عن أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : ... فذكره .
قلت : وهذا موضوع ؛ آفته المعلى بن هلال ؛ قال الذهبي في "الميزان" :
"رماه السفيانان بالكذب . وقال ابن المبارك وابن المديني : كان يضع الحديث . وقال ابن معين : هو من المعروفين بالكذب والوضع ..." .
ثم ساق له الذهبي أحاديث تدل على كذبه ، آخرها هذا الحديث ، رواه البخاري في "الضعفاء" بإسناده عن المعلى به .
والحديث مما سود به السيوطي جامعه "الصغير" و "الكبير" أيضاً (7105) !! وتناقض فيه المناوي ؛ فإنه مع كونه أعله في "الفيض" بتكذيب السفيانين للمعلى ، اقتصر في "التيسير" على قوله : "إسناده ضعيف" !
وإن من غرائب الشيخ الغماري التي لا تنتهي ، أنه لم يتعقب المناوي في تناقضه المذكور ، ولا صرح بوضع الحديث ، ولا أنكر على السيوطي تسويده لكتابه به ! وبالتالي لم يورده في رسالته "المغير" . وإنما سود نحو صفحتين في بيان أوهام المناوي في بعض الأنساب ، والانكار عليه تعجبه من عدم عزو السيوطي الحديث لـ "ضعفاء البخاري" بقوله : "على أن "ضعفاء البخاري" ليس هو بأشهر من "تاريخ قزوين" للرافعي بين أهل الحديث" ! فهل يقول هذا محدث بل حافظ منصف ؟!

(/1)


3256 - ( رهان الخيل طلق . يعني : حلال ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /253 :
$ضعيف$
أخرجه الرافعي في "تاريخه" (1/ 270) من طريق يزيد بن عبدالرحمن عن يحيى بن إسحاق بن عبدالله بن أبي طلحة عن أمه عبيدة أو حميدة ، وعن عمه بن عبدالله بن أبي طلحة قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : ... فذكره .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ يزيد بن عبدالرحمن - وهو خالد الدالاني ؛ وهو بكنيته أشهر - قال في "التقريب" :
"صدوق يخطىء كثيراً ، وكان يدلس" .
ويحيى بن إسحاق بن عبدالله وعمه عمر بن عبدالله ثقتان ؛ لكنه مرسل .
وعبيدة أو حميدة لا يعرف حالها كما قال الحافظ ، لكنها متابعة من عمر بن عبدالله كما ترى .
والحديث عزاه السيوطي لسمويه والضياء عن رفاعة بن رافع ، وسكت المناوي عن إسناده وقال :
"ورواه أبو نعيم في (الصحابة) من رواية يحيى بن إسحاق بن عبدالله بن أبي طلحة عن أمه عن أبيها مرفوعاً" !
وقد عرفت أن أمه لا يعرف حالها ، فلا ينفعه أنه رواه عنها عن أبيها موصولاً ، وأبوها اسمه عبيد بن رفاعة ؛ قال الحافظ :
"ولد في عهد النبي صلي الله عليه وسلم ، ووثقه العجلي" .

(/1)


3257 - ( أربعون رجلاً أمة ، ولم يخلص أربعون رجلاً في الدعاء لميتهم إلا وهبه الله لهم ، وغفر له ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /254 :
$موضوع بهذا اللفظ$
علقه الرافعي في "تاريخه" (1/ 278) في ترجمة محمد بن خرشيد أبي بكر الأقطع ، فذكر أن الحافظ الخليلي روى في "مشيخته" عنه بسنده عن عبدالملك بن هارون بن عنترة عن أبيه عن جده عن ابن مسعود : أنه كان إذا كان في جنازة ووضع السرير قبل أن يصلي عليه ؛ استقبل الناس بوجهه ثم قال : يا أيها الناس ! إنكم جئتم شفعاء لميتكم ؛ فاشفعوا ؛ فإني سمعت رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول : ... فذكره .
قلت : وهذا موضوع ، آفته عبدالملك هذا ؛ فإنه كذاب كما قال يحيى وغيره .وقد تقدم له أحاديث .
ويغني عن الحديث قوله صلي الله عليه وسلم :
"ما من رجل مسلم يموت ، فيقوم على جنازته أربعون رجلاً لا يشركون بالله شيئاً إلا شفعهم الله فيه" .
رواه مسلم وغيره ، وهو مخرج في "أحكام الجنائز" (99) .
فكأن هذا الكذاب حرف هذا الحديث ، أو تحرف عليه على الأقل لشدة غفلته ، وقلة عنايته بحفظ الحديث ؛ فوقع في الكذب على النبي صلي الله عليه وسلم ، ونسب إليه ما لم يقل . نسأل الله السلامة .

(/1)


3258 - ( الفتنة نائمة ، لعن الله من أيقظها ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /255 :
$منكر$
أخرجه الرافعي في "تاريخ قزوين" (1/ 291) في ترجمة محمد ابن روشنائي أبي بكر بن أبي الفرج الهمداني عن الإمام أبي محمد النجار جزءاً من الحديث فيه روايته عن السيد أبي حرب العباسي بسنده عن أبي جعفر محمد ابن المفضل الزاهد - أتت عليه مئة وثلاثون سنة - : أنبأ أبو العباس هرمزدان الكرماني الجيرفتي :حدثنا أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : ... فذكره .
قلت : وهذا إسناد ضعيف مظلم بمرة ، من دون أنس لم أعرفهم جميعاً ! وبيض له المناوي في كتابيه ؛ فلم يتكلم عليه بشيء سوى أنه قال :
"ورواه عن أنس الديلمي ، لكن بيض ولده لسنده" .
وكذلك سكت عنه الشيخ العجلوني في "كشف الخفاء" (2/ 83) ، غير أنه قال :
"قال النجم : رواه الرافعي في (أماليه) عن أنس" .

(/1)


3259 - ( سورة الكهف تدعى في التوراة : الحائلة ؛ تحول بين قارئها وبين النار ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /256 :
$ضعيف جداً$
أخرجه البيهقي في "الشعب" (2/ 475/ 2448) والرافعي (1/ 300) من طريق الخليلي محمد بن عبدالرحمن الجدعاني عن سليمان بن مرقاع عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن ابن عباس : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : ... فذكره .
قلت : وهذا إسناد ضعيف جداً ؛ سليمان بن مرقاع ؛ قال العقيلي في "الضعفاء" (2/ 143) :
"منكر الحديث ، ولا يتابع في حديثه" .
ومحمد بن عبدالرحمن الجدعاني ؛ قال الحافظ في "القريب" :
"متروك الحديث " . وبه أعله البيهقي فقال :
"تفرد به محمد بن عبدالرحمن هذا ، وهو منكر" .
والحديث عزاه السيوطي في "الجامع الكبير" و "الصغير" للبيهقي في "الشعب" ، وزاد في الأول :
"وضعفه البيهقي ، والخليلي في (الإرشاد)" .

(/1)


3260 - ( سورة (يس) تدعى في التوراة : المعمة ؛ تعم صاحبها بخير الدنيا والآخرة ، وتكابد عنه بلوى الدنيا ، وتدفع عنه أهاويل الآخرة .. ) الحديث .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /257 :
$ضعيف جداً$
أخرجه العقيلي في ترجمة سليمان بن مرقاع الجندعي من "ضعفائه" (2/ 143) ، والبيهقي في "الشعب" (2/ 481/ 2465) من طريق محمد بن عبدالرحمن بن أبي بكر الجدعاني عنه عن هلال عن الصلت : أن أبا بكر قال : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : ... فذكره . وساقه السيوطي في "الجامع الكبير" بطوله وقال :
"رواه الحكيم والبيهقي في "الشعب" وضعفه" .
قلت : وأعله بمثل ما أعل الذي قبله ، وقال أيضاً :
"وهو منكر" .

(/1)


3261 - ( إن صدقة السر تطفىء غضب الرب ، وإن صلة الرحم تزيد في العمر ، وإن صنائع المعروف تقي مصارع السوء ، وإن قول ( لا إله إلا الله ) تدفع عن قائلها تسعة وتسعين باباً من البلاء أدناها الهم ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /257 :
$منكر$
أخرجه الرافعي (1/ 429) معلقاً ، وابن عساكر موصولاً في "تاريخ دمشق" (13/ 172) من طريق أبي علي الحداد قال : أنبأ أبو بكر محمد ابن علي الجوزداني المقرىء : حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى بن داود بن عيسى - بالرقة - : حدثنا أبي : حدثنا جدي داود بن عيسى عن أبيه عيسى بن علي عن علي بن عبدالله بن عباس عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : ... فذكره .
قلت : وهذا إسناد ضعيف مظلم ؛ أحمد بن محمد بن عيسى فمن فوقه إلى عيسى بن علي لم أجد لهم ترجمة فيما بين يدي من المصادر .
والحديث عزاه السيوطي في "الجامع الكبير" (6630) لابن عساكر أيضاً ، وسكت عنه المناوي في "الفيض" ، وأما في "التيسير" فقال :
"إسناده ضعيف" ولم يبين العلة ، فكأن ذلك مشياً مع القاعدة المعروفة فيما تفرد به ابن عساكر وأمثاله . لكنه قال في "الفيض" :
"ورواه الطبراني في "الأوسط" عن معاوية بن حيدة بسند ضعيف" .
قلت : هذا حديث آخر يلتقي في بعض فقراته مع هذا ، ويختلف في بعض آخر ، كما سترى في الحديث التالي .
لكن الشطر الأول من الحديث صحيح إلى "مصارع السوء" ؛ لشواهده ، وهو مخرج في "الصحيحة" برقم (1908) .
وللحديث شاهد واه من حديث بهز بن حكيم عن أبيع عن جده مرفوعاً به . مع اختلاف في بعض الجمل ، منها الأخيرة .

(/1)


3262 - ( إن صدقة السر تطفىء غضب الرب ، وإن صنائع المعروف تقي مصارع السوء ، وإن صله الرحم تزيد في العمر وتنفي الفقر .
وأكثروا من قول "لا حول ولا قوة إلا بالله" ؛ فإنها كنز من كنوز الجنة وإن فيها شفاء من تسعة وتسعين داء ، أدناها الهم ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /258 :
$منكر$
أخرجه الطبراني في "الأوسط" (1/ 53/ 2/ 929) من طريق عمرو قال : حدثنا صدقة عن الأصبغ عن بهز بن حكيم عن أبيه عن جده عن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال : ... فذكره ، وقال :
"لم يروه عن بهز إلا الأصبغ ، ولا عن الأصبغ إلا صدقة ، تفرد به عمرو" .
قلت : وهو ابن أبي سلمة وهو التنيسي ، وهو ثقة من رجال الشيخين .
والعلة ممن فوقه : إما صدقة - وهو ابن عبدالله أبو معاوية السمين - ؛ فإنه ضعيف .
وإما من شيخه الأصبغ ؛ قال الهيثمي (8/ 194) :
"غير معروف" .
وروى الطبراني في "الأوسط" و "الصغير" الشطر الثاني منه بنحوه ، وقد تكلمت على إسناده في "الصحيحة" (4/ 37) تحت الحديث (1528) .
وانظر الحديث الذي قبله ؛ فإن شطره الأول صحيح لشواهده .

(/1)


3263 - ( كان يأمر بدفن سبعة أشياء من الإنسان : الشعر ، والظفر ، والدم ، والحيضة ، والسن ، والمشيمة ، والقلفة ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /259 :
$منكر$
أخرجه الرافعي في ترجمة محمد بن علي بن إبراهيم أبي إبراهيم القطان (1/ 455) بسنده عن أبي محمد سعيد بن عبدالفريابي بـ (سرخس) : حدثنا مالك بن سليمان - هروي - : حدثنا داود بن عبدالرحمن عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة مرفوعاً .
قلت : ولم يذكر في أبي إبراهيم هذا - كما هي غالب عادته - جرحاً ولا تعديلاً .
والفريابي هذا لم أعرفه .
لكن مالك بن سليمان الهروي قال العقيلي (4/ 173) :
"في حديثه نظر" .
قال الذهبي :
"وكذا قال السليماني ، وضعفه الدارقطني" .
وروى الطبراني طرفاً منه من حديث وائل بن حجر بسند فيه علل ثلاث ؛ وقد بينتها فيما تقدم برقم (2357) .

(/1)


3264 - ( تنظفوا بكل ما استطعتم ، فإن الله بنى الإسلام على النظافة ، ولن يدخل الجنة إلا كل نظيف ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /260 :
$موضوع$
علقه الرافعي في "تاريخ قزوين" (1/ 176) من طريق أبي الصعاليك محمد بن عبيدالله بن يزيد الطرسوسي في "جزء من حديثه" : حدثنا أبو علي الحسن بن محمد : حدثنا إسحاق بن شاهين الواسطي : حدثنا محمد بن يعلى الكوفي : حدثنا عمر بن صبح عن أبي سهل عن الحسن عن أبي هريرة ؛ قال : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : ... فذكره .
قلت : وهذا موضوع ؛ آفته عمر بن صبح ؛ قال الحافظ :
"متروك ، كذبه ابن راهويه" .
ومحمد بن يعلى الكوفي ضعيف .
وأبو علي الحسن بن محمد لم أعرفه .
وكذلك أبو الصعاليك الطرسوسي ، وإليه عزاه السيوطي في "الجامع الكبير" وقال فيه :
"وسنده واه" .
ووقع في "الفتح الكبير" (الطرطوسي) وهو خطأ ، لا أدري أهو من الطابع أم من مؤلفه ؟
واعلم أن هذا الحديث هو أصل ذاك الحديث الذي تداولته الألسنة وذكره الغزالي في "الإحياء" (1/ 49) بلفظ :
"بني الدين على النظافة" .
فقال مخرجه الحافظ العراقي :
"لم أجده هكذا ، وفي "الضعفاء" لابن حبان من حديث عائشة :
"تنظفوا فإن الإسلام نظيف" . وللطبراني في "الأوسط" بسند ضعيف جداً من حديث ابن مسعود : المظافة تدعو إلى الإيمان" .
قلت : وفات العراقي حديث أبي هريرة ؛ فإنه أقرب إلى لفظ حديث "الإحياء" كما هو ظاهر .
وتمام حديث عائشة :
"ولا يدخل الجنة إلا [ كل ] نظيف" .
أخرجه ابن حبان في "الضعفاء" (2/ 57) من طريق نعيم بن المورع عن هشام بن عروة عن أبيه عنها .
أورده في ترجمة نعيم هذا ، وقال :
"يروي عن الثقات العجائب ، لا يجوز الاحتجاج به بحال" .
وقال الحاكم وأبو سعيد النقاش :
"روى عن هشام أحاديث موضوعة" .
وقال ابن عدي في "الكامل" (7/ 2481) :
"ضعيف يسرق الحديث ، وعامة ما يرويه غير محفوظ" .
قلت : فلا يبعد أن يكون سرق هذا الحديث من عمر بن صبح . والله أعلم .
وأما لفظ حديث ابن مسعود ؛ فهو أتم مما ذكره العراقي ، وفيه (إبراهيم بن حيان) الذي في الحديث الآتي بعده .
(تنبيه) : حديث عائشة بطرفه الأول عزاه الشيخ القرضاوي في تعليقه على كتابه "الحلال والحرام" (ص79-الطبعة الثالثة عشرة) لابن حبان ! وهذا خطأ قبيح لا يليق بأهل العلم ؛ لأن من المعروف عندهم أن إطلاق العزو لابن حبان يعني أنه رواه في "صحيحه" ، وقد عرفت أنه إنما أخرجه في "ضعفائه" ، وقد كنت نبهت على هذا في تخريجي لهذا الكتاب الذي كنت سميته "غاية المام في تخريج أحاديث الحلال والحرام" رقم (71) . وقد أخر المكتب الإسلامي طبع كتابي هذا عن أصله "الحلال والحرام" عدة سنين ؛ لأسباب الله أعلم بها ، ثم المؤلف والناشر ! وكان ذلك حاملاً للناشر على أن يدلس على القراء ويوهمهم بأن التخريج الذي هو في تعليق الطبعة المذكورة (13) هو من صنعي ، فطبع على الوجه الأول تحت اسم المؤلف القرضاوي ما نصه :
"الطبعة الثالثة عشرة . تخريج المحدث الشيخ محمد ناصر الدين الألباني" !
وذلك سنة (1400هـ -1980م) . وهذا كذب وزور!
فلما راجعته في ذلك في مكتبه في بيروت أجاب بقوله - وهو غير مكترث بما فعل - :
"خطأ من بعض الموظفين" !
ثم تبين فيما بعد أنه تعمد ذلك ترويجاً للكتاب ! ولقد آذاني بذلك كثيراً ؛ فإنه نسب إلي كل الأخطاء العلمية الحديثية التي وقعت في كتاب الشيخ القرضاوي ، وكنت بينتها في تخريجي إياه ، وهذا هو المثال بين يديك ، وقد تكاثر إيذاؤه لي في الآونة الأخيرة ، وبخاصة بعد هجرتي من دمشق إلى عمان ، في تعليقاته وتصرفاته بكتبي تصرفاً لا يرضاه ذو عقل ودين . والله المستعان .

(/1)


3265 - ( انقوا أفواهكم بالخلال ؛ فإنها مسكن الملكين ، الحافظين الكاتبين ، وإن مدادهما الريق ، وقلبهما اللسان ، وليس شيء أشد عليهما من فضل الطعام في الفم ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /263 :
$موضوع$
أخرجه أبو الشيخ في "طبقات الأصبهانيين" (ص264) ، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (1/ 184) ، والديلمي في "مسند الفردوس" (1/ 20/ 1) من طريق إبراهيم بن حيان بن حكيم بن سويد بن علقمة بن سعد بن معاذ : حدثنا أبي عن أبيه عن جده قال : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : ... فذكره .
قلت : وهذا إسناد موضوع ؛ آفته إبراهيم بن حيان هذا ؛ قال ابن عدي في "الكامل" (1/ 253) :
"مدني ضعيف الحديث" .
ثم ساق له حديثين آخرين ثم قال :
"وهذان الحديثان مع أحاديث أخرى بالأسانيد التي ذكرها إبراهيم بن حيان عامتها موضوعة" .
وأما حيان بن حكيم ، وحكيم بن سويد ، وسويد بن علقمة ، ثلاثتهم لم أجد لهم ترجمة ، ويظهر لي أنهم لا يعرفون ؛ من سلالة مجهولة ، فقد ذكروا جدهم سويد بن علقمة في "الصحابة" ؛ ومع ذلك قالوا فيه :
"مجهول لا يعرف" !
وقال أبو نعيم في "المعرفة" (1/ 302/ 2) :
"عقبه بـ (أصبهان) ، من ولده إبراهيم بن حيان" .
قلت : وأما قول السيوطي في "الجامع الكبير" : "رواه الديلمي عن إبراهيم ابن حيان من ولد سعد بن معاذ عن أبيه عن جده سعد بن معاذ" ؛ فهو غير ظاهر ؛ لأن سعد بن معاذ ليس له ذكر على أنه راوي الحديث ، فإن إسناده انتهى إلى سويد بن علقمة بن سعد بن معاذ كما تقدم ، فسعد بن معاذ هو جد سويد الأدنى كما ترى ، ولم تصل الرواية إليه ، فتأمل .
ومن أحاديث إبراهيم هذا ؛ ما يأتي عقب هذا .
وسيأتي له حديث آخر في التخليل بسند آخر له برقم (5277) وفيه "النظافة تدعو إلى الإيمان" ، وقد وقع فيه للمناوي بعض الأوهام ، أقره الشيخ الغماري على بعضها !

(/1)


3266 - ( إذا كان يوم القيامة انقطعت الأرحام ، وضلت الأسباب ، وذهبت الأخوة إلا الأخوة في الله ، وذلك قوله : ( الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين ) [ الزخرف / 67 ] ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /264 :
$موضوع$
أخرجه أبو نعيم في "الأخبار" (1/ 301) في ترجمة حيان بن حنظلة من طريق إبراهيم عنه بإسناده في الحديث الذي قبله ، مع بيان أن آفته إبراهيم هذا ، وأن من فوقه لا يعرفون .

(/1)


3267 - ( سوداء ولود خير من حسناء لا تلد ؛ إني مكاثر بكم الأمم ، حتى السقط يظل محبنطئاً على باب الجنة ، فيقال له : ادخل الجنة ، فيقول : أنا وأبواي ، فيقال له : ادخل الجنة ، فيقول : أنا وأبواي ، فيقال له : ادخل الجنة ، فيقول : أنا وأبواي ، فيقال له : ادخل أنت وأبواك ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /265 :
$ضعيف$
أخرجه العقيلي في "الضعفاء" (300) ، وأبو الشيخ في "الأمثال" (رقم58) ، وتمام في "الفوائد" (ق228/ 1-2) ، وابن عساكر (4/ 333/ 2) ، والطبراني في "الكبير" (19/ 416/ 1004) من طرق عن يحيى بن درست عن علي بن ربيع (وقال بعضهم : علي بن الهيثم ، وقال غيره : علي بن نافع) عن بهز ابن حكيم عن أبيه عن جده مرفوعاً . وقال العقيلي :
"علي بن نافع مجهول بالنقل ، حديثه غير محفوظ ، وهذا المتن يروى بغير هذا الإسناد أصلح من هذا" .
ومن طريقه أخرجه ابن حبان في "الضعفاء" وسماه علي بن الربيع وقال :
"هذا منكر لا أصل له ، ولما كثرت المناكير في رواياته بطل الاحتجاج به" .
قلت : وقد وجدت لطرفه الأول شاهداً ، ولكنه لا يساوي فلساً ، لأنه يرويه عبدالله بن محمد بن سنان : حدثنا إبراهيم بن الفضل - وهو ابن أبي سويد - : حدثنا حماد بن سلمة عن عاصم بن بهدلة ، عن سواء الخزاعي عن أم سلمة مرفوعاً به .
أخرجه أبو نعيم في "أخبار أصبهان" (1/ 144) .
قلت : وآفته ابن سنان هذا ؛ وهو الروحي الواسطي ؛ قال ابن حبان وأبو نعيم : "كان يضع الحديث" .
وفي فضل السقط وإدخاله أبويه الجنة ؛ حديثان آخران ، أحدهما عن علي ، والآخر عن معاذ ، أخرجهما ابن ماجه (1608و1609) بسندين ضعيفين ؛ كما بينته في "المشكاة" (1757) ، و"الترغيب" (3/ 92) ، ولا أدري إذا كان العقيلي عنى أحدهما بقوله المتقدم : "بإسناد أصلح من هذا" أو غيرهما .
ثم بدا لي أنه يعني حديثاً آخر من رواية عبادة بن الصامت مخرج في "أحكام الجنائز" (53-54) ؛ وبه صححت حديث معاذ ، فذكرته في "صحيح ابن ماجه" (1315) .
(تنبيه) : قوله : (سوداء) كذا في جميع المصادر التي خرجت الحديث منها وعزوته إليها ، من مخطوط ومطبوع ، وكذلك أورده السيوطي في "الجامع الصغير" ، فقال المناوي :
"كذا في النسخ ، والذي رأيته في أصول صحيحة مصححة بخط الحافظ ابن حجر من "الفردوس" : (سوآء) على وزن (سوعاء) ، وهي القبيحة الوجه ، يقال : رجل أسوأ ، وامرأة سوآء . ذكره الديلمي" .
قلت : وهكذا على الصواب أورد الحديث أبو عبيد في "الغريب" (ق25/ 1) معلقاً ، وقال :
"قال الأموي: (السوآء) : القبيحة ، يقال للرجل من ذلك : (أسوا)" . قال أبو عبيد :
"وكذلك كل كلمة أو فعلة قبيحة ، فهي سوآء" .
وكذا في "النهاية" . والله أعلم .

(/1)


3268 - ( من ترك الصف الأول مخافة أن يؤذي مسلماً فصلى في الصف الثاني أو الثالث ؛ أضعف الله له الأجر ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /267 :
$موضوع$
أخرجه الطبراني في "المعجم الصغير" (1/ 32/ 2/ 533-بترقيمي) من طريق الوليد بن الفضل العنزي ، والرافعي في "تاريخ قزوين" (2/ 20) من طريق أصرم بن حوشب ، قالا - والسياق لأصرم - : حدثنا نوح بن أبي مريم عن زيد العمي عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : ... فذكره ، وقال الطبراني :
طلا يروى عن ابن عباس إلا بهذا الإسناد ، تفرد به الوليد بن الفضل" .
قلت : وهو متهم بالوضع ؛ قال ابن حبان في "الضعفاء" (3/ 82) :
"روى عن عبدالله بن إدريس وأهل العراق المناكير التي لا يشك من تبحر في هذه الصناعة أنها موضوعة" .
ثم ساق له الحديث الآتي عقب هذا .
وقال الحاكم ، وأبو نعيم ، وأبو سعيد النقاش :
"روى عن الكوفيين الموضوعات" .
إلا أنه لم يتفرد به خلافاً لقول الطبراني ؛ فقد تابعه أصرم بن حوشب - كما رأيت - وهو مثله بل شر منه ؛ فقد قال يحيى :
"كذاب خبيث" .
رواه ابن حبان (1/ 181) عنه وقال فيه :
"كان يضع الحديث على الثقات" .
وتقدمت له بعض الأحاديث الدالة على وضعه .

(/1)


3269 - ( كان يبعث رجالاً إلى البلدان يدعون الناس إلى الإسلام ، فقال رجل : لو بعث أبا بكر وعمر ، قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : أبو بكر وعمر لا غنى عنهما ، إن أبا بكر وعمر في الإسلام بمنزلة السمع والبصر من الإنسان ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /268 :
$موضوع بهذا التمام$
أخرجه ابن حبان في "الضعفاء" (3/ 82) من طريق الوليد بن الفضل عن عبدالله بن إدريس عن أبيه عن وهب بن منبه عن ابن عباس قال : ... فذكره في ترجمة الوليد هذا .
وقد اتهمه ابن حبان وغيره بالوضع كما تقدم في الحديث الذي قبله .

(/1)


3270 - ( يأتي على الناس زمان لا يسلم لذي دين دينه إلا من فر به من شاهق إلى شاهق ، أو من حجر إلى حجر ؛ كالثعلب بأشباله ، قالوا : متى يكون ذلك ؟ قال : في آخر الزمان ؛ إذا لم تنل المعيشة إلا بمعصية الله ، فإذا كان كذلك حلت العزبة .
قالوا : أنت تأمرنا بالتزويج ؛ فكيف تحل العزبة ؟ قال :
يكون في ذلك الزمان هلاك الرجل على يدي أبويه ؛ إن كان له أبوان ، فإن لم يكن له أبوان فعلى يدي زوجته وولده ، فإن لم يكن زوجة ولا ولد ، فعلى يدي الأقارب والجيران ؛ يعيرونه بضيق المعيشة ، حتى يورد نفسه الموارد التي يهلك فيها ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /268 :
$منكر$
أخرجه الرافعي في "تاريخ قزوين" (2/ 21و186) من طريق أحمد بن عبدالرحمن المخزومي : حدثنا عبدالحميد بن يحيى عن مبارك بن فضالة عن الحسن عن عبدالله بن مسعود قال : قال رسول الله صلي الله عليه وسل : ... فذكره .
قلت : وهذا إسناد ضعيف جداً ؛ الحسن هو البصري ، وهو مع تدليسه الذي اشتهر به لم يذكروا له رواية عن ابن مسعود .
ومبارك بن فضالة يدلس أيضاً .
وعبدالحميد بن يحيى ؛ قال العقيلي في "الضعفاء" (3/ 40) :
"مجهول بالنقل ، لا يتابع على حديثه" .
ثم ساق له من روايته عن عبدالله بن زيد عن زيد بن ثابت قال : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم :
"غط رأسك من الناس ، وإن لم تجد إلا خيطاً" !
وأحمد بن عبدالرحمن المخزومي لم أعرفه .
والحديث عزاه السيوطي في "الجامع الكبير" لأبي نعيم في "الحلية" ، والبيهقي في "الزهد" ، والخليلي ، والرافعي عن ابن مسعود .
وهو في "الزهد الكبير" (ق49/ 2) من طريق المبارك بن فضالة عن الحسن عن أبي هريرة مرفوعاً ؛ كما في "معجم الحديث" الذي عامته من مخطوطات الظاهرية . لكن لم أكن نقلت فيه إسناده من تحت المبارك ، ولا لفظه بتمامه ، وليس عندي الآن نسخة من "الزهد" لأعود إليه .
ثم رأيته في "الزهد" (436-مطبوع) فإذا هو من طريق جامع بن سوادة عن عبدالله بن مسلمة القعنبي عن المبارك به .
قلت : وجامع بن سوادة : ضعيف متهم ، كما في "اللسان" .
وأما أبو نعيم فأخرجه في "الحلية" (1/ 25) من طريق إسحاق بن وهب : حدثنا عبدالملك بن يزيد : حدثنا أبو عوانة عن الأعمش عن أبي وائل عن عبدالله بن مسعود قال : ... فذكره مرفوعاً إلى قوله : "من حجر إلى حجر" .
وبهذا السند ساق قبله عن ابن مسعود قال :
"إذا أحب الله عبداً اقتناه لنفسه ، ولم يشغله بزوجة ولا ولد" .
هكذا وقع فيه موقوفاً على ابن مسعود ، ويبدو أنه سقط من الناسخ أو الطابع رفعه إلى النبي صلي الله عليه وسلم ؛ فإنه كذلك رواه ابن الجوزي في "الموضوعات" (2/ 278) من طريق أبي نعيم .
وكذلك عزاه إليه الذهبي في ترجمة عبدالملك بن يزيد من "الميزان" ، وتبعه العسقلاني في "اللسان" ، وأعلاه بعبد الملك بن يزيد هذا ؛ فقالا :
"روى عن أبي عوانة بخبر باطل في ترك التزوج ، لا يدرى من هو ؟" .
ثم ساقاه من طريق صاحب "الحلية" بإسناده المتقدم مرفوعاً . وفيه : "إسحاق بن وهب العلاف" .
وهو إسحاق بن وهب بن زياد العلاف أبو يعقوب الواسطي . ولقد أخطأ ابن الجوزي خطأ فاحشاً حين أعل الحديث به بقوله :
"هذا حديث موضوع على رسول الله صلي الله عليه وسلم ؛ قال الدارقطني : إسحاق بن وهب كذاب متروك ، حدث بالأباطيل" .
وأقره السيوطي في "اللآلي" (2/ 180) .
وقد التبس عليهما الأمر ؛ فإن الذي قال فيه الدارقطني ما نقله عنه إنما هو إسحاق بن وهب الطهرمسي كما تراه في "الميزان" و "اللسان" .
وأما إسحاق بن وهب العلاف فهو ثقة من شيوخ البخاري ، ولا علاقة له بهذا الحديث الباطل .
نعم ، لقد تعقب السيوطي ابن الجوزي في حديث آخر ساقه من رواية الطبراني بسنده عن أبي عنبة الخولاني مرفوعاً بلفظ :
"إذا أراد الله عز وجل بعبد خيراً ابتلاه ، وإذا ابتلاه اقتناه لنفسه . قالوا : يا رسول الله ! وما اقتناه ؟ لا يترك له مالاً ولا ولداً" .
وفيه اليمان بن عدي نسبه أحمد إلى الوضع .
كذا قال ابن الجوزي ، فقال السيوطي :
"ضعفه أحمد و الدارقطني ، وقال أبو حاتم : صدوق" .
قلت : هذا نقله السيوطي من "ميزان الذهبي" ، ولا يكفي في رد قول ابن الجوزي وما نسبه لأحمد ، ولم أر أحداً ذكره عنه غيره ، والمعروف عنه التضعيف فقط . والله أعلم .
وفي الحديث علة أخرى ؛ فقد قال الهيثمي في "المجمع" (2/ 291) :
"رواه الطبراني في "الكبير" ، وفيه إبراهيم بن محمد شيخ الطبراني ، ضعفه الذهبي ، ولم يذكر سبباً ، وبقية رجاله موثقون" .
قلت : بلى ؛ قد ذكر السبب ، وهو أنه قال : حدثنا عبدالوهاب بن نجدة : حدثنا إسماعيل بن عياش بسنده عن ابن عمر مرفوعاً بحديث ذكره ، وقال :
"فالمعروف بهذا الحديث هو عبدالوهاب بن الضحاك ، لا ابن نجدة" .
وهذا يعني أنه خطأ في إسناده فذكر ابن نجدة - وهو ثقة - مكان ابن الضحاك - وهو متروك - ، ولذا قال الذهبي فيه :
"غير معتمد" .

(/1)


قلت : وهذا مما لا ينبغي التوقف فيه ؛ لأن الرجل مع هذا الخطأ الفاحش الذي اكتشفه الذهبي قد أورده الطبراني في "المعجم الأوسط" (1/ 167/ 1) ، ولم يسق له سوى حديث واحد ، فهو مستور غير معروف . والله أعلم .

(/2)


3271 - ( إن أبا بكر يتأول الرؤيا ، وإن الرؤيا الصالحة حظ من النبوة ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /272 :
$منكر$
أخرجه البزار (3/ 11/ 2120) ، والطبراني في "المعجم الكبير" (7/ 313/ 7057) من طريق جعفر بن سعد بن سمرة : حدثنا خبيب عن أبيه سليمان بن سمرة عن سمرة بن جندب به مرفوعاً .
قلت : وهذا إسناد ضعيف مسلسل بالعلل :
1- سليمان بن سمرة مجهول الحال .
2- خبيب بن سليمان مجهول العين .
3- جعفر بن سعد بن سمرة ليس بالقوي ؛ كما في "التقريب" .
وقال الهيثمي في "المجمع" (7/ 173) :
"رواه الطبراني والبزار ، وإسناده ساقط . وفي إسناد الطبراني من لم أعرفه" .
قلت : وهذا من أوهامه رحمه الله ؛ فإسنادهما واحد كما ترى .
وذكره السيوطي في "الزيادة" بلفظ :
"أمرت أن أولي الرؤيا أبا بكر" . وقال :
"رواه (فر) عن سمرة" .
قلت : وما أراه إلا محرفاً من هذا . والله أعلم .

(/1)


3272 - ( دخلت الجنة فرأيت جارية أدماء لعساء ، فقلت : ما هذه يا جبريل ؟ فقال : إن الله تعالى عرف شهوة جعفر بن أبي طالب للأدم اللعس ؛ فخلق له هذه ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /273 :
$موضوع$
أخرجه الرافعي في "تاريخ قزوين" (2/ 34-35) في ترجمة محمد بن موسى القزويني ، من رواية جعفر بن أحمد بن علي القمي الرازي في "فضائل جعفر بن أبي طالب" بإسناده عن إسماعيل بن محمد بن إسحاق بن جعفر بن محمد عن أبيه عن أبي عبدالله عن أبيه عن عباية عن النبي صلي الله عليه وسلم قال : ... فذكره :
قلت : هذا إسناد مظلم ؛ من دون إسحاق بن جعفر لم أعرفهم ، والقزويني لم يذكر الرافعي في ترجمته سوى هذا الحديث ، مما يدل على جهالته ، فإن سلم ممن فوقه فهو آفته .
ثم هو إلى ذلك مرسل ؛ فإن عباية تابعي ، ولكني أخشى أن يكون سقط منه صحابيه ؛ فقد قال السيوطي في "الجامع الكبير" (13958) :
"رواه جعفر بن أحمد القمي في "فضائل جعفر بن أبي طالب" ، والرافعي بسند جعافرة عن آبائهم إلى عبدالله بن جعفر" .
وذكر نحوه في "الجامع الصغير" .
وبيض له المناوي في "شرحيه" فلم يتكلم عليه بشيء ! مع أن القاعدة في مثله أن يضعفه ، وهذا ما كنت فعلته في "ضعيف الجامع" ، والآن وقد وقفت على إسناده المظلم ، وتأملت متنه ، فبدا لي أنه موضوع . والله أعلم .

(/1)


3273 - ( المتقون سادة ، والفقهاء قادة ، والجلوس إليهم زيادة ، وعالم ينتفع بعلمه أفضل من ألف عابد ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /274 :
$موضوع$
رواه الرافعي في "تاريخ قزوين" (2/ 47) تعليقاً عن الخليلي بإسناده عن محمد بن إسماعيل بن موسى بن جعفر بن محمد : حدثني عم أبي : إسحاق بن موسى عن أبيه عن جده عن محمد بن علي عن علي بن الحسين عن الحسين بن علي عن علي بن أبي طالب قال : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : ... فذكره .
قلت : وهذا إسناد ضعيف مظلم . ومتن منكر موضوع ؛ من دون موسى بن جعفر بن محمد لم أعرفهم .
والجملة الأخيرة منه رواها عمرو بن جميع - وهو متهم - عن جعفر بن محمد به . وسيأتي تخريجه برقم (3850) ، وأنه روي موقوفاً على جعفر بن محمد ابن علي .

(/1)


3274 - ( إن الرجل إذا نظر إلى امرأته ونظرت إليه ؛ نظر الله إليهما نظرة رحمة ، فإذا أخذ بكفها ؛ تساقطت ذنوبهما من خلال أصابعهما ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /274 :
$موضوع$
أخرجه الرافعي في "تاريخه" (2/ 47) معلقاً عن ميسرة بن علي في "مشيخته" بسنده عن الحسين بن معاذ الخراساني عن إسماعيل بن يحيى التيمي عن مسعر بن كدام عن العوفي عن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : ... فذكره .
قلت : وهذا موضوع ؛ آفته التيمي هذا ؛ كان يضع الأحاديث وله أباطيل وبلايا تقدم بعضها .
والحسين بن معاذ قريب منه ؛ قال الخطيب :
"ليس بثقة ، حديثه موضوع" .
والحديث بيض له المناوي في "شرحيه" فلم يتكلم عليه بشيء ، ومن المآسي قول المعلق على "الجامع الكبير" للسيوطي :
"رمز في "الجامع الصغير" لصحته" !
وسببه الجهل بأن رموز الجامع لا قيمة لها مطلقاً كما نبهنا على ذلك مراراً !! ومن الغرائب أن الشيخ الغماري - مع علمه وتوسعه في نقد المناوي وتشنيعه عليه بسبب أوهامه - يشايعه في الاعتداد برموز "الجامع" ! ثم هو قد فاته أن الحديث موضوع ، فلم يتعقب تبييض المناوي له ، ولا أورده في "المغير" !!

(/1)


3275 - ( ارحموا حاجة الغني ، فقال رجل : وما حاجة الغني ؟ قال : الرجل المسر يحتاج ، فصدقة الدرهم عليه عند الله بمنزلة سبعين ألفاً ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /275 :
$موضوع$
أخرجه الرافعي في "تاريخه" (2/ 48) معلقاً عن الخليلي الحافظ بسنده عن علي بن محمد بن مهرويه : حدثنا محمد بن يحيى الطوسي بـ(قزوين) : حدثنا محمد بن يوسف الفريابي : حدثنا الثوري عن الأعمش عن أبي وائل عن عبدالله بن مسعود قال : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : ... فذكره في ترجمة محمد بن يحيى الطوسي ، ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً . فهو الآفة ؛ إذ روى مثل هذا الحديث الباطل الواضح بطلانه بهذا الإسناد الصحيح : الفريابي ... إلخ .
أو الآفة الراوي عنه : ابن مهرويه ؛ فقد أورده في "اللسان" وقال :
"قال صالح بن أحمد في "طبقات أهل همذان" : سمعت منه مع أبي ، وكان يأخذ الدراهم على نسخة الرضا ، وتكلموا فيه ، ومحله الصدق" .
وله ترجمة في "تاريخ قزوين" (3/ 416) برواية جمع عنه ، ولم يذكر فيه أيضاً جرحاً ولا تعديلاً . وما في "اللسان" منقول من "تاريخ بغداد" (12/ 69-70) ، وقد وقع فيه التحريف يصحح من "اللسان" .
ثم رأيت الخطيب قد أخرج الحديث في "تاريخ بغداد" (13/ 322-323) من طريق أخرى عن ابن مهرويه القزويني به . وقال :
"غريب جداً من حديث الأعمش عن أبي وائل عن عبدالله ، ومن حديث الثوري عن الأعمش ، لا أعلم رواه غير محمد بن يحيى الطوسي عن الفريابي" .

(/1)


3276 - ( إذا صليتم الفرض فقولوا عقب كل صلاة عشر مرات : لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد ، وهو على كل شيء قدير ؛ يكتب له من الأجر كأنما أعتق رقبة ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /276 :
$منكر$
أخرجه الرافعي في "التاريخ" (2/ 118) معلقاً من طريق أبي نصر محمد بن أحمد الجرجاني : حدثنا أبي : حدثنا أبو خليفة الفضل بن الحباب الجمحي : حدثنا أبو الوليد هشام بن عبدالملك الطيالسي : حدثنا شعبة : حدثنا طلحة بن مصرف عن عبدالرحمن بن عوسجة عن البراء بن عازب : قال : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : ... فذكره في ترجمة إبراهيم بن علي بن أحمد الجرجاني .
قلت : ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً كغالب عادته ، فهو مجهول . ومثله محمد بن أحمد الجرجاني وأبوه .
ومن فوقه ثقات رجال الشيخين غير الفضل بن الحباب ؛ قال أبو علي الخليلي :
"احترقت كتبه ، منهم من وثقه ، ومنهم من تكلم فيه ، وهو إلى التوثيق أقرب" .
قلت : فإن لم يكن الوهم منه ، فهو ممن دونه ؛ فإن الحديث قد صح عن شعبة به دون قوله : "إذا .. عقب كل صلاة" ، فقال الطيالسي في "مسنده" (740) : حدثنا شعبة بلفظ :
"من قال لا إله إلا الله ... عشر مرات كن له عدل نسمة أو رقبة" .
وكذلك أخرجه أحمد (4/ 285و304) من طرق أخرى عن شعبة به . وأخرجه هو وابن حبان (2327) ، والحاكم (1/ 501) من طريقين آخرين عن طلحة بن مصرف به . وزاد ابن حبان :
"يحيي ويميت" .
ولا تثبت في هذا الحديث كما لم تثبت الزيادة الأولى .
نعم ثبتت زيادة ابن حبان مع تقييد التهليل عشراً بما بعد صلاة الصبح والمغرب في أحاديث يرتقي ذلك بمجموعها إلى مرتبة الصحة ؛ ولذلك أوردت بعضها في "صحيح الترغيب" (472-475) .

(/1)


3277 - ( من مر على المقابر فقرأ فيها إحدى عشرة مرة : ( قل هو الله أحد ) ثم وهب أجره للأموات ؛ أعطي من الأجر بعدد الأموات ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /278 :
$موضوع$
أخرجه الرافعي في "تاريخ قزوين" (2/ 297) من طريق داود بن سليمان الغازي : أنبأ علي بن موسى الرضا : حدثني أبي موسى بن جعفر عن أبيه الحسين بن علي عن أبيه علي بن أبي طالب ، رضي الله عنه : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : ... فذكره .
قلت : وهذا موضوع ؛ آفته الغازي هذا، قال الذهبي في "الميزان" :
"كذبه يحيى بن معين ، ولم يعرفه أبو حاتم ، وبكل حال فهو شيخ كذاب له نسخة موضوعة عن علي بن موسى الرضا .."
قلت : وقد توبع من كذاب مثله ، أو سرقه أحدهما من الآخر ، فانظر : "أحكام الجنائز" (ص193) .
والحديث أورده العجلوني في "كشف الخفاء" (2/ 272) من رواية الرافعي عن علي ، وسكت عنه !

(/1)


3278 - ( كان من دعائه : اللهم اغنني بالعلم ، وزيني بالحلم ، وكرمني بالتقوى ، وجملني بالعافية ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /278 :
$ضعيف$
علقه الرافعي في "تاريخ قزوين" (2/ 324) من طريق إبراهيم ابن يزيد عن سفيان بن عيينة عن الزهري عن سالم بن عبدالله عن أبيه قال : ... فذكره مرفوعاً .
أورده في ترجمة أحمد بن ربيعة بن علي .. العجلي القزويني ، ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً ، وإنما ساق له هذا الحديث .
وإبراهيم بن يزيد لم أعرفه ، وليس هو الخوزي المتروك ؛ فإنه أعلى طبقة منه .

(/1)


3279 - ( ليلة عرج بي إلى السماء بكت علي الأرض ، فأنبت الله من بكاء الأرض (الكبر) وهو (الأصف) ؛ فمن أراد أن يشم بكاء الأرض فليشم (الكبر) ، فلما رفعت إلى ربي فحياني بالرسالة ، وفضلني بالنبوة ، وأكرمني بالشفاعة ، وفرض علي الخمسين صلاة ، هبطت من سماء إلى سماء ، فلما جزت إلى سماء الدنيا تصببت عرقاً ، فانصب عرقي على الأرض ، فأنبت الله من عرقي الورد الأحمر ؛ فمن أراد أن يشم عرقي ، فليشم الورد الأحمر ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /279 :
$موضوع$
أخرجه الرافعي في "تاريخ قزوين" (2/ 326-327) من طريق أبي العباس جعفر بن محمد المستغفري بسنده عن سهل بن صقير : حدثنا موسى بن عبدربه : سمعت علي بن أبي طالب يقول :قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : ... فذكره . وقال :
"أخرجه المستغفري في "كتاب طب النبي صلي الله عليه وسلم" ، هذا آخر حديث من الكتاب" .
قلت : وهو حديث باطل ظاهر البطلان ، في أحاديث من أمثاله أوردها ابن الجوزي في "الموضوعات" (3/ 61-62) قال فيها :
"هذه الأحاديث كلها محال" .
والمتهم عندي بهذا الحديث سهل بن صقير ؛ فقد قال فيه الخطيب :
"يضع الحديث" .
وموسى بن عبدربه لم أجد من ذكره .
وقد سرق هذا الحديث الوضاع المشهور الحسن بن علي العدوي ؛ فرواه عن بعضهم عن موسى بن جعفر عن أبيه عن آبائه عن علي رضي الله عنه به مختصراً .
أخرجه في ترجمته ابن عدي (2/ 753-754) وقال :
"وهذا موضوع على أهل البيت" .
ووافقه ابن الجوزي ، وأقره السيوطي في "اللآلي" (2/ 275) ؛ لكنه عقب عليه بحديث الرافعي هذا وسكت عنه !!

(/1)


3280 - ( اختنوا أولادكم يوم السابع ؛ فإنها أطهر ، وأسرع نباتاً للحم ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /280 :
$موضوع$
أخرجه الرافعي في "تاريخه" (2/ 340و3/ 58-59) معلقاً من طريق داود بن سليمان الغازي عن علي بن موسى الرضا ؛ بروايته عن آبائه عن النبي صلي الله عليه وسلم .
وهذا موضوع ؛ آفته الغازي هذا ، وقد تقدمت له عدة أحاديث .

(/1)


3281 - ( الضمة في القبر كفارة لكل مؤمن ؛ لكل ذنب بقي عليه لم يغفر له ، وذلك أن يحيى بن زكريا عليهما السلام ضمه القبر ضمة في أكلته الشعير ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /281 :
$موضوع$
أخرجه الرافعي في "تاريخه" (2/ 352) معلقاً من طريق إسماعيل بن أبي زياد عن ثور عن خالد عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : ... فذكره .
قلت : وهذا موضوع ؛ آفته إسماعيل هذا ، وهو ابن أبي زياد الشقري الخراساني ؛ قال الذهبي في "الضعفاء" :
"قال ابن معين : كذاب" .
والحديث مما سود به السيوطي "الجامع الصغير" ؛ فأورده من رواية الرافعي عن معاذ دون قوله : "وذلك أن يحيى ..." إلخ . وأما في "الجامع الكبير" فأورده (11167) بتمامه !!
وبيض له المناوي في "شرحيه" فلم يتكلم على إسناده بشيء ؛ إلا أنه نقده من حيث متنه فقال :
"وهذا يعارض خبر : "أكثر عذاب القبر من البول" و "عامة عذاب القبر من البول" .
وهذه معارضة غير صحيحة ؛ لأن ضمة القبر غير عذاب القبر ، كما يدل عليه أحاديث ضم القبر لسعد معاذ ، وللصبي ، وانظر "الصحيحة" (1695و2164) .
والحديث الذي ذكره المناوي صحيح ، ورد عن جمع من الصحابة باللفظين اللذين ذكرهما ، وهو مخرج في "إرواء الغليل" (1/ 310/ 280) . ويشهد له حديث "الصحيحين" :
"أما إنهما ليعذبان وما يعذبان في كبير ، وأما أحدهما فكان لا يستنزه من البول ، وأما الآخر فكان يمشي بالنميمة" .
رواه الشيخان وهو مخرج في المصدر السابق (283) .
والحديث من موضوعات "الجامع" التي غفل عنها الشيخ الغماري ، فلم يتعقبه على المناوي في "الحاوي" ، ولا على السيوطي في "المغير" !!

(/1)


3282 - ( كأن الخلق لم يسمعوا القرآن حين يسمعونه من الرحمن يتلوه عليهم ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /282 :
$منكر$
أخرجه الرافعي في "تاريخه" (2/ 403) من طريق إبراهيم بن محمد المقدمي : حدثنا محمد بن عبدالرحمن عن إسماعيل بن رافع عن محمد بن كعب القرظي عن أبي هريرة قال :قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : ... فذكره .
قلت : وهذا إسناد ضعيف فيه علل :
الأولى : إسماعيل بن رافع ؛ ضعيف جداً ، قال الذهبي في "المغني في الضعفاء" :
"ضعفوه جداً ، قال الدارقطني والنسائي : متروك" .
الثانية : محمد بن عبدالرحمن - هو العبدي كما في ترجمة إسماعيل من "تهذيب الكمال" - ؛ قال في "الجرح والتعديل" :
"سمع من محمد بن علي ، روى عنه روح بن عبادة" .
ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً .
الثالثة : إبراهيم بن محمد المقدمي ؛ لم أقف له على ترجمة .

(/1)


3283 - ( الميت ينضح عليه الحميم ببكاء الحي ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /283 :
$موضوع$
أخرجه أبو يعلى في "مسنده" (1/ 47/ 47) ، والبزار (1/ 379/ 802) من طريق محمد بن الحسن المدني : حدثنا سليمان بن بلال عن عبدالحكيم بن عبدالله بن أبي فروة عن يعقوب بن عتبة عن عروة عن عائشة رحمة الله عليها قالت :
لما توفي عبدالله بن أبي بكر بكي عليه ، فخرج أبو بكر رضي الله عنه فقال : إني أعتذر لكم من شأن أولاء ؛ إنهن حديث عهد بجاهلية ، إني سمعت رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول : ... فذكره . وقال البزار :
"لا نعلمه مرفوعاً عن أبي بكر إلا من هذا الوجه ، وعبدالحكيم مدني مشهور صالح الحديث ، ويعقوب مشهور ، ومحمد بن الحسن هو ابن زبالة ؛ لين الحديث" .
كذا قال ! وهو أسوأ مما ذكر - وإن قلده الهيثمي فقال في "المجمع" (3/ 16) :
"رواه البزار وأبو يعلى ، وفيه محمد بن الحسن بن زبالة وهو ضعيف" ؛ فقد قال فيه ابن معين :
"كذاب خبيث" . وقال أحمد بن صالح المصري :
"كان يضع الحديث" . وقال أبو داود :
"كذابا المدينة : محمد بن الحسن بن زبالة ، ووهب بن وهب أبو البختري" .
وإن مما يدل على وضع هذا الحديث وبطلانه بهذا اللفظ : "يصب عليه الحميم" ؛ أنه صح عن غير واحد من الصحابة بلفظ : "يعذب" فقط . رواه الشيخان وغيرهما وهو مخرج في "أحكام الجنائز" (ص40و41) .

(/1)


3284 - ( إياكم وبكاء اليتيم ؛ فإنه يسري في الليل والناس نيام ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /284 :
$ضعيف جداً$
أخرجه الأصبهاني في "الترغيب والترهيب" (2/ 1018/ 2503) من طريق موسى بن يحيى بن أبي عيسى : حدثنا عمرو بن الحصين : أخبرنا علي ابن الحسين : أخبرنا الأوزاعي عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه مرفوعاً .
قلت : وهذا إسناد ضعيف جداً ؛ عمرو بن الحصين واه جداً متروك ، تقدمت له أحاديث كثيرة .
وعلي بن الحسين لم أعرفه .
ومثله موسى بن يحيى بن أبي عيسى . والله أعلم .
والحديث أشار إلى تضعيفه المنذري (3/ 231/ 16) .

(/1)


3285 - ( الميت يؤذيه في قبره ما يؤذيه في بيته ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /284 :
$موضوع$
أخرجه أبو بكر الكلاباذي في "مفتاح المعاني" (144/ 1/ رقم118) من طريق حسان بن غالب : حدثنا ابن لهيعة عن بكير بن الأشج عن القاسم ابن محمد عن عائشة مرفوعاً .
قلت : وهذا موضوع ؛ آفته حسان هذا ؛ قال ابن حبان في "الضعفاء والمتروكين" (1/ 271) :
"يقلب الأخبار على الثقات ، ويروي عن الأثبات الملزقات ، لا يحل الاحتجاج به بحال ، ولا الرواية عنه إلا على سبيل الاعتبار . روى عن مالك ..." .
ثم ساق له حديثاً موضوعاً على مالك ، كما ساق له الذهبي والعسقلاني موضوعات أخرى ، وقال الحاكم :
"له عن مالك أحاديث موضوعة" .
وابن لهيعة مع ضعفه المعروف لا يتحمل هذا الحديث .

(/1)


3286 - ( طالب العلم كالغادي والرايح في سبيل الله ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /285 :
$موضوع$
أخرجه الديلمي في "مسند الفردوس" (2/ 142/ 2) من طريق أبي نعيم معلقاً عنه قال :
حدثنا عبدالله بن محمد بن زكريا : حدثنا عثمان بن عبدالله : حدثنا رشدين عن أبي سفيان عن عبدالله بن [ أبي ] الهذيل عن عمار بن ياسر : ... فذكره .
هكذا في النسخة المصورة لم يرفعه ، فلا أدري أسقط رفعه منها ، أم هكذا الأصل ، ولعل الأول أرجح ، فقد أورده السيوطي في "جامعيه" من رواية الديلمي عن عمار وأنس ، وليس من عادته أن يورد فيه إلا المرفوع .
ثم تنبهت لشيء جعلني أرجح أنه غير مرفوع عن عمار ، ومرفوع عن أنس . فقد أتبعه الديلمي بإسناد آخر متصل منه إلى محمد بن أحمد بن محمد المديني بـ (فسطاط مصر) : حدثنا الهيثم بن أحمد بن عبدالله بن زيد : حدثنا نصر بن محمد السليطي : حدثنا حميد عن أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : (نحوه) .
قلت : وفي إسناد الموقوف عثمان بن عبدالله الأموي ؛ قال ابن عدي :
"يروي الموضوعات عن الثقات" .
ورشدين - وهو ابن سعد - فيه ضعف .
وأبو سفيان لم أعرفه .
وفي إسناد المرفوع من دون حميد لم أعرفهم ؛ ومن المحتمل أن محمد بن أحمد بن محمد هو أبو الفتح المصري المترجم في "تاريخ بغداد" (1/ 354-355) و "الميزان" وقال :
"متهم في كتابة التسميع ، وكان من طلبة الحديث" .
والحديث مما بيض له المناوي في كتابيه ، فلم يتكلم على إسناده بشيء !
وإن من غرائب الغماري أن تعقب المناوي في خطئه في ادعائه أن الديلمي روى المرفوع من طريق أبي نعيم . نعم ؛ إنه زاد عليه فساق إسناده الموقوف والمرفوع ! ولكنه شاركه في السكوت عن إسناد الحديث ! فماذا استفاد القراء من السوق المقرون بالصمت ؟!

(/1)


3287 - ( يقول الله تعالى : يا ابن آدم ! ما تنصفني ، أتحبب إليك بالنعم ، وتتمقت إلي بالمعاصي ، خيري إليك منزل ، وشرك إلي صاعد ، ولا يزال ملك كريم يأتيني عند كل يوم وليلة بعمل قبيح ! يا ابن آدم ! لو سمعت وصفك من غيرك وأنت لا تعلم من الموصوف ؛ لسارعت إلى مقته ! ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /286 :
$موضوع$
أخرجه الرافعي في "تاريخ قزوين" (3/ 4) ، والديلمي (4/ 257-زهر الفردوس) من طريق داود بن سليمان الغازي : حدثني علي بن موسى الرضا .. (قلت : فساق إسناده عن آبائه عن علي رضي الله عنه) قال : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : ... فذكره .
قلت : وهذا موضوع ؛ آفته الغازي هذا ، وهو شيخ كذاب كما تقدم مراراً . لكن تابعه أحمد بن علي بن مهدي الرقي : حدثنا أبي : حدثنا علي بن موسى الرضا به .
أخرجه الديلمي ، وكذا نظيف المصري في "الفوائد" (ق106/ 2) ، ومن طريقه أبو نصر الغازي في "جزء من الأمالي" (ق78/ 1) وزاد :
"تفعل الكبائر أو ترتكب الكبائر ثم تتوب إلي فأقبلك إذا خلصت نيتك ، وأصفح عما مضى من ذنوبك ، وأدخلك جنتي وأجعلك في جواري ، سوءة (!) لإقامتك على قبيح فعالك" .
لكن الرقي هذا وأبوه لم أعرفهما ، ولعل أحدهما سرقه من الغازي ؛ فإن لوائح الوضع والصنع على الحديث ظاهرة .

(/1)


3288 - ( كان يتوضأ من الحدث ، ومن أذى المسلم ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /287 :
$باطل$
أخرجه الرافعي في "تاريخه" (3/ 8) معلقاً من طريق داود بن المحبر : حدثنا شعبة عن قتادة عن أنس أن النبي صلي الله عليه وسلم .. (فذكره)
قال لأنس : وأنتم ؟ قال : ونحن .
قلت : وهذا باطل ظاهر البطلان ، وهو من موضوعات داود هذا ؛ فإنه مشهور بالوضع ، كما تقدم مراراً .

(/1)


3289 - ( من صلى صلاة الفجر ، ثم جلس في مصلاه حتى تطلع الشمس ؛ كان له حجاب من النار أو ستر من النار ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /288 :
$موضوع$
أخرجه القزويني في "تاريخه" (3/ 7) من طريق خالد بن يزيد : حدثنا سفيان الثوري عن ابن طريف - يعني سعداً - عن عمير بن مأمون : سمعت الحسن بن علي بن أبي طالب : سمعت أبي علياً رضي الله عنه يقول : سمعت رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول : ... فذكره .
قلت : هذا موضوع ؛ آفته خالد بن يزيد - وهو العمري المكي - ؛ قال الذهبي :
"كذبه أبو حاتم ويحيى ، قال ابن حبان : يروي الموضوعات عن الأثبات" .
وسعد بن طريف مثله ؛ قال ابن حبان في "الضعفاء" (1/ 357) :
"كان يضع الحديث على الفور" .
قلت : فأحدهما هو الفاعل !
وعمير بن مأمون - ويقال : مأموم - لم يوثقه غير ابن حبان ، وقد قال الدارقطني :
"ابن مأموم لا شيء !" .
والحديث أورده السيوطي في "الجامع الكبير" عن علي ، وسقط من نسختنا المصورة مخرجه .
ثم انحصرت الآفة في سعد بن طريف ؛ فقد رأيت الحديث في "مسند البزار" بواسطة "كشف الأستار" (4/ 17) قال :حدثنا محمد بن موسى الحرسي : حدثنا هبيرة بن محمد العدوي : حدثنا سعد الحذاء عن عمير بن المأموم قال : أتيت المدينة أزور ابنة عم لي تحت الحسن بن علي ، فشهدت معه صلاة الصبح في مسجد رسول الله صلي الله عليه وسلم ، وأصبح ابن الزبير قد أولم ، فأتى رسول ابن الزبير فقال : يا ابن رسول الله ! إن ابن الزبير أصبح قد أولم ، وقد أرسلني إليك ، فالتفت إلي فقال : هل طلعت الشمس ؟ قلت : لا أحسب إلا قد طلعت ، قال : الحمد لله الذي أطلعها من مطلعها . قال : سمعت أبي وجدي - يعني النبي - صلي الله عليه وسلم يقول :
"من صلى الغداة ثم قعد يذكر الله حتى تطلع الشمس ، جعل الله بينه وبين النار ستراً" .
ثم قال : قوموا فأجيبوا ابن الزبير ، فلما انتهينا إلى الباب تلقاه ابن الزبير على الباب فقال : يا ابن رسول الله ! أبطأت عني هذا اليوم ؟ فقال : أما إني قد أجبتكم وأنا صائم ، قال : فها هنا تحفة ، فقال الحسن بن علي : سمعت أبي وجدي - يعني النبي - صلي الله عليه وسلم يقول :
"تحفة الصائم الزائر أن يغلف لحيته ويجمر ثيابه ويذرر" . قال : قلت : يا ابن رسول الله صلي الله عليه وسلم أعد علي الحديث ، قال : سمعت أبي وجدي - يعني النبي - صلي الله عليه وسلم يقول :
"من أدام الاختلاف إلى المسجد أصاب آية محكمة ، أو رحمة منتظرة ، أو علماً مستطرفاً ، أو كلمة تزيده هدى أو ترده عن ردى ، او يدع الذنوب خشية أو حياء" .
وقال البزار :
"لا نحفظه عن رسول الله صلي الله عليه وسلم إلا من هذا الوجه ، وعمير بن المأموم لا نعلم روى عنه إلا سعد بن طريف" .
قلت : وبسعد هذا أعله الهيثمي فقال (10/ 106) :
"وهو متروك" .
لكن الراوي عنه هبيرة العدوي ؛ قال في "الميزان" :
"قال ابن معين : لا شيء" .
ومثله عمير عند الدارقطني كما تقدم ، والعجب من إيراد ابن حبان إياه في "الثقات" (5/ 256) مع إشارته إلى تفرد سعد بن طريف بالوراية عنه ، وقد اتهمه بالوضع كما رأيت ! كما بينته في كتابي "تيسير الانتفاع" .
ومحمد بن موسى الحرسي لين كما في "التقريب" .
وجملة "تحفة الصائم ..." ، قد رواها الترمذي وغيره ، وقد مضى تخريجها برقم (2596) .

(/1)


3290 - ( ليس منا من غش مسلماً أو ضره أو ماكره ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /290 :
$موضوع$
رواه الرافعي في "تاريخه" (3/ 87) من طريق داود بن سليمان عن الرضا أحاديث ، وفيها قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : ... فذكره .
قلت : وداود هذا - وهو الغازي - كذاب ؛ كما تقدم مراراً ، أقربها الحديث (3287) .
والحديث مما سود به السيوطي كتابه "الجامع الصغير" فأورده فيه من رواية الرافعي عن علي ، وكنت رمزت له بالضعف في "ضعيف الجامع" (رقم4939) بناء على القاعدة : أن ما رواه الرافعي - ومن نحا نحوه - ضعيف ، والآن وقد وقفت على إسناده فقد رجعت عن التضعيف إلى الوضع لرواية هذا الكذاب إياه ، وإن كان الشطر الأول منه قد صح من طرق أخرى كما كنت نبهت عليه في التعليق على "ضعيف الجامع" .

(/1)


3291 - ( دخلت الجنة فرأيت في عارضتي الجنة مكتوباً ثلاثة أسطر بالذهب - لا بماء الذهب - :
السطر الأول : لا إله إلا الله محمد رسول الله .
والسطر الثاني : ما قدمنا وجدنا ، وما أكلنا ربحنا ، وما خلفنا خسرنا .
والسطر الثالث : أمة مذنبة ورب غفور ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /291 :
$منكر$
رواه الرافعي في "تاريخه" (3/ 91) معلقاً بإسناد مظلم عن علي ابن عاصم عن حميد الطويل عن أنس رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : ... فذكره .
قلت : ومع ظلمة إسناده ، وجهالة من دون ابن عاصم من رواته ؛ فإن ابن عاصم هذا قد تكلم فيه من قبل حفظه وإصراره على خطئه ، وذكر له ابن عدي مناكير ، وهذا منها بلا شك إن سلم ممن دونه .

(/1)


3292 - ( لا تقتل المرأة إذا ارتدت ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /291 :
$موضوع$
أخرجه الدارقطني في "سننه" (3/ 117/ 118) من طريق عبدالله بن عيسى الجزري : أخبرنا عفان : أخبرنا شعبة عن عاصم عن أبي رزين عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : ... فذكره . وقال الدارقطني :
"عبدالله بن عيسى هذا كذاب يضع الحديث على عفان وغيره ، وهذا لا يصح عن النبي صلي الله عليه وسلم ، ولا رواه شعبة" .
وأقره الذهبي في "الميزان" ، وذكر أن هذا الحديث من مصائبه ، ووافقه العسقلاني . وقال الجورقاني في كتابه "الأباطيل والمناكير" (2/ 170) :
"هذا حديث باطل .." ، ثم ذكر كلام الدارقطني .
وعاصم - وهو ابن أبي النجود - في حفظه ضعف .
وقد خولف الجزري في رفع هذا الحديث ؛ فقال عبدالرزاق في "المصنف" (10/ 177/ 18731) : عن الثوري عن عاصم به ، موقوفاً على ابن عباس .
وهذا إسناد حسن في الظاهر ، لكن قد أخرجه الدارقطني من طريق أبي يوسف محمد بن بكر العطار الفقيه : أخبرنا عبدالرزاق عن سفيان عن أبي حنيفة عن عاصم بن أبي النجود به ، فبين سفيان - وهو الثوري - وعاصم أبو حنيفة ، وفيه ضعف من قبل حفظه ، وقد أشار هذا سفيان نفسه كما يأتي عن البيهقي . لكن العطار هذا ؛ قال الذهبي :
"لا يدرى من ذا ؟" .
وأقره الحافظ في "اللسان" .
قلت : لكنه لم يتفرد به ؛ فقال ابن أبي شيبة في "مصنفه" (10/ 139/ 9043) : حدثنا عبدالرحيم بن سليمان ووكيع عن أبي حنيفة به .
أخرجه البيهقي (8/ 203) ، وعقب عليه بما رواه بسنده عن عبدالرحمن بن مهدي قال : سألت سفيان عن حديث عاصم في المرتدة ؟ فقال :
"أما عن ثقة فلا" .
قلت : فرجع الأثر إلى عن أبي حنيفة ، وقد أشار إلى ذلك الحافظ الجورقي عقب الحديث وقال : "وأبو حنيفة متروك الحديث" . ومن شاء استيعاب أقوال حفاظ الأئمة فيه فليرجع إلى ما تقدم ذكره تحت الحديث (458) ؛ فإنك ستعلم حينئذ مبلغ تعصب ابن التركماني في قوله تحت هذا الأثر في "الجوهر النقي" :
"وإن ضعفوا هذا الأثر من أجل أبي حنيفة ، فهو وإن تكلم فيه بعضهم ، فقد وثقه كثيرون ، وأخرج له ابن حبان في "صحيحه" ، واستشهد به الحاكم في "المستدرك" ، ومثله في دينه وورعه وعلمه لا يقدح فيه كلام أولئك" !
قلت : هذا تعطيل لعلم الجرح تعصباً للإمام ؛ فإن الجرح لا ينظر فيه إلى دين المجروح وورعه وعلمه ، وإنما إلى حفظه وضبطه لرواياته بعد أن تثبت عدالته ، ولا شك عندي في عدالته ، ولكن الضبط والحفظ شيء آخر ، وهذا ما لم يعرف به الإمام رحمه الله ، بل عرف بنقيضه .
ومن التعصب وقلب الحقائق أنه أشار إلى تقليل عدد المتكلمين فيه بقوله : "بعضهم" ، وكثرة الموثقين ، والحقيقة على العكس من ذلك تماماً ، كما يشهد بذلك ما ذكرته تحت الحديث المشار إليه آنفاً .
وأما قوله : "واستشهد به الحاكم" ؛ فهو إذا صح عليه لا له ؛ لأن الاستشهاد بالراوي غير الاحتجاج به كما هو مقرر في هذا العلم الشريف .
وأما قوله : "وأخرج له ابن حبان في صحيحه" ؛ فهو مدسوس في نقدي ، وإن صح فيكون على سبيل الاستشهاد لا الاحتجاج ، والدليل على ذلك أن ابن حبان لم يورده في كتابه "الثقات" على تساهل شرطه فيه كما هو معلوم عند النقاد ، بل هو على العكس من ذلك فقد أورده في كتابه الآخر : "المجروحين من المحدثين والضعفاء والمتروكين" وقد أساء القول فيه ، وكان مما قال (3/ 63) :\
"وكان رجلاً جدلاً ، ظاهر الورع ، لم يكن الحديث صناعته ، حدث بمئة وثلاثين حديثاً مسانيد ، ما له في الدنيا غيرها ، أخطأ منها في مئة وعشرين حديثاً ؛ إما أن يكون قلب إسناده ، أو غير متنه من حيث لا يعلم ، فلما غلب خطؤه على صوابه استحق ترك الاحتجاج به في الأخبار" .
ولذلك علق عليه محققه بثلاث صفحات ملؤها قلب الخقائق ، والاحتجاج بما لم يصح من أقوال الأئمة ، والإعراص عن أقوالهم الثابتة عنهم في الإمام رحمه الله ، واعتبار الأئمة المتكلمين فيه من المتعصبين ضده على قاعدة : (رمتني بدائها وانسلت) !
واعلم أن هناك حديثاً خلاف حديث الترجمة : أن امرأة ارتدت عن الإسلام ، فأمر صلي الله عليه وسلم أن تستتاب ، فإن تابت وإلا قتلت .
أخرجه الدارقطني وغيره ، وإسناده ضعيف ، وقد تكلمت عليه في "الإرواء" (2472) وذكرت له بعض المتابعات والطرق ، فلعله لذلك سكت عنه الحافظ في "الفتح" (12/ 268) ، فإن ثبت قامت به الحجة ، وإلا ففي عموم قوله صلي الله عليه وسلم : "من بدل دينه فاقتلوه" كفاية .
رواه البخاري وأصحاب السنن وغيرهم ، وهو في "الإرواء" (2471) .

(/1)


3293 - ( من كتب (يس) ثم شربها ؛ دخل جوفه ألف نور ، وألف رحمة ، وألف بركة ، وألف دواء ، أو خرج منه ألف داء ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /295 :
$موضوع$
أخرجه الرافعي في "تاريخه" (3/ 96) بإسناد له مظلم عن الأحوص بن حكيم عن أبي عون عن إسماعيل عن أبي إسحاق عن الحارث عن علي رضي الله عنه عن النبي صلي الله عليه وسلم قال : ... فذكره .
قلت : وهذا متن باطل ظاهر البطلان والوضع ، وقد يكون الواضع ممن دون الأحوص ؛ لأن هذا وإن كان ضعيفاً ؛ فإنه لم يتهم بالوضع ؛ وإن قال فيه ابن حبان (1/ 175) :
"يروي المناكير عن المشاهير ، وكان ينتقص علي بن أبي طالب ، تركه يحيى القطان وغيره" .
قلت : فقد تكون الآفة ممن فوقه :
أ - إما من شيخه أبي عون ؛ فإنه غير معروف ؛ أورده الدولابي في "الكنى" فقال (2/ 48) :
"أبو عون الأنصاري يحدث عنه الأحوص بن حكيم" .
وسماه في كنى "اللسان" : عمرو بن عمرو . وقال في الأسماء :
"عمرو بن عمرو بن عون بن تميم أبو عون الأنصاري ، روى عنه سعيد بن عفير ؛ مجهول" .
قلت : وهو من زوائده على "الميزان" ، وقد سقط من الطابع حرف (ز) قبل الاسم في "الأسماء" و "الكنى" ، الذي يشير به المؤلف إلى أنه من زياداته على "الميزان" .
ب - وإما من الحارث الأعور ؛ فقد اتهمه بعضهم بالكذب .
وأبو إسحاق - وهو السبيعي - وإن كان اختلط ، فإنه مما يستبعد نسبة هذا الحديث الباطل إليه ، فالجناية من شيخه أو ممن دونه حسبما شرحت . والله أعلم .

(/1)


3294 - ( من بنى لله مسجداً بنى الله له بيتاً في الجنة . ومن علق فيه قنديلاً صلى عليه سبعون ألف ملك إلى أن يطفأ ذلك القنديل . ومن بسط حصيراً صلى عليه سبعون ألف ملك إلى أن ينقطع ذلك الحصير .
ومن أخذ منه القذاة بقدر ما تقذى منه العين كان له كفلان من الأجر ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /296 :
$موضوع$
أخرجه السهمي في "تاريخ جرجان" (131/ 136) من طريق عمرو بن صبح أبي عثمان التيمي : حدثنا عاصم بن سليمان عن ثور عن مكحول عن الوليد بن العباس عن معاذ بن جبل قال : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : ... فذكره .
ومن هذا الوجه أخرجه ابن حبان في "الضعفاء" (2/ 126) ، والرافعي في "تاريخه" (4/ 17) لكن وقع فيها (صبيح) ولعله الصواب ؛ فإنه كذلك وقع في "الجرح والتعديل" ولم يزد على قوله :
"روى عن عاصم بن سليمان الكوفي" .
كذا وقع هنا (الكوفي) وهو تحريف (الكوزي) ، وعلى الصواب وقع في ترجمته ؛ أعني : عاصماً هذا ، وهو كذاب متهم بالوضع ؛ روى ابن أبي حاتم عن عمرو بن علي أنه كان كذاباً ، يحدث بأحاديث ليس لها أصول ، كذب على رسول الله صلي الله عليه وسلم وأصحابه . وعن أبيه :
"ضعيف الحديث ، متروك الحديث" . وقال ابن عدي (5/ 1877) :
"يعد فيمن يضع الحديث" . وقال ابن حبان :
"كان ممن يروي الموضوعات عن الأثبات ، لا يحل كتابة حديثه إلا على جهة التعجب ...." .
ثم ساق له هذا الحديث . وقال الذهبي عقبه :
"فعلمنا بطلان هذا بأن النبي صلي الله عليه وسلم مات ولم يوقد في حياته في مسجده قنديل ، ولا بسط فيه حصير ، ولو كان قال لأصحابه هذا لبادروا إلى هذه الفضيلة" .
ولقد صدق رحمه الله .
والوليد بن العباس لم أجد له ترجمة .
والحديث رواه الرافعي في "تاريخ قزوين" (3/ 130) معلقاً من طريق أخرى عن شافع بن محمد بن أبي عوانة : حدثنا مكحول به .
وشافع هذا لم أعرفه ، وكذا من دونه ، وأخشى أن يكون سقط منه علة الحديث : عاصم ؛ فإن الطبعة سيئة جداً ، ومحققه رافضي لا معرفة عنده بهذا الفن ، وقد سقط منها جملة القنديل ، فقد ذكره السيوطي في "الجامع الكبير" بتمامه من رواية الرافعي وحده عن معاذ . والله أعلم .
ولفقرة القنديل منه طريق أخرى ، أخرجها ابن النجار في "ذيل تاريخ بغداد" (10/ 86/ 2) عن يعقوب بن عبدالرحمن الواعظ : حدثنا محمد بن الخضر : حدثنا محمد بن سلم عن خالد بن يوسف : حدثنا عبدالرحمن بن خالد : أخبرني أبو بريدة عن ابي الأسود الديلي عن معاذ بن جبل به .
قلت : وهذا إسناد مظلم ؛ كل من دون أبي الأسود لم أعرفهم ؛ غير يعقوب الواعظ ، فقال الخطيب في "التاريخ" (14/ 294) :
"في حديثه وهم كثير" .
ثم روى عن أبي محمد غلام الزهري أنه قال فيه :
"ليس بالمرضي" .
وساق له الدارقطني حديثاً في "غرائب مالك" وقال :
"باطل بهذا الإسناد" .
ذكره في "اللسان" .
ولها مع فقرة الحصير شاهد من حديث علي مرفوعاً ، يرويه هانىء بن المتوكل : حدثنا خالد بن حميد عن مسلمة بن علي عن عبدالله بن مروان عن نعمة ابن دفين عن أبيه عنه .
أخرجه الطبراني في "مسند الشاميين" (2/ 273-274) .
قلت : وهذا إسناد مظلم هالك ، مسلسل بالعلل :
الأولى والثانية : نعمة بن دفين وأبوه ؛ لم أجد لهما ترجمة .
الثالثة : عبدالله بن مروان ، هو أبو علي الدمشقي ؛ قال ابن عدي في "الكامل" (4/ 250) :
"حدث عنه سليمان بن عبدالرحمن بأحاديث مناكير ، ولا أعلم حدث عنه غير سليمان هذا ، وقال : وكان ثقة" .
ثم ساق له حديثاً بلفظ محفوظ بغير إسناده ، ثم قال :
"وقد روى سليمان عنه غير ما ذكرت ، وأحاديثه فيها نظر" .
وأورده ابن حبان في "الضعفاء" (2/ 36) ، وكناه بـ (أبو شيخ الخراساني) ، وساق له الحديث المذكور ، وأنكر إسناده وقال :
"يلزق المتون الصحاح التي لا يعرف لها إلا طريق واحد بطريق آخر يشتبه على من الحديث صناعته ، لا يحل الاحتجاج به" .
وهنا غريبة تلفت النظر ؛ فقد أورد ابن حبان في "ثقاته" (عبدالله بن مروان أبو شيخ الحراني) ، عن شيخين آخرين ، وراويين عنه غير سليمان بن عبدالرحمن ، وقال (8/ 345) :
"يعتبر حديثه إذا بين السماع في خبره" .
ونقله عنه الحافظ في "اللسان" زيادة منه على أصله "الميزان" ، في ترجمة (أبي علي الخراساني) ، فهل هذا (الخراساني) هو غير (أبي علي الحراني) لاختلاف الشيوخ والرواة عنه عند ابن حبان ، أم هو هو لكن وقع في نسبته تحريف ، وتناقض فيه ابن حبان كما يقع ذلك منه أحياناً ؟ هذا ما لم يتبين لي الآن ، فمن كان عنده فليفدنا إياه ، وجزاه الله خيراً .
ومن أوهام الذهبي - وتبعه عليه العسقلاني - أنه ذكر في ترجمته الأولى أنه روى عن (ابن جريج) ، وهو إنما روى عن ابن أبي ذئب كما تقدم .
الرابعة : مسلمة بن علي ، وهو متروك ، تقدمت له أحاديث كثيرة ، فمن شاء راجع فهارس الرواة في المجلدات السابقة المطبوعة .
الخامسة : هانىء بن المتوكل ، قال ابن حبان (3/ 97) :

(/1)


"كان يدخل عليه لما كبر فيجيب ، فكثر المناكير في روايته ، فلا يجوز الاحتجاج به بحال" .
وساق له الذهبي عدة مناكير ، وتقدم بعضها ، فانظر رقم (1077و1522) .
بقي شيء هام ، وهو أن الجملة الأولى من الحديث فيها عدة أحاديث صحيحة ، خرجت بعضها في :تمام المنة" (ص289) .

(/2)


3295 - ( من سمع خيراً فأفشاه كان كمن عمل به ، ومن سمع شراً فأفشاه كان كمن عمل به ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /300 :
$منكر$
أخرجه الرافعي في "تاريخ قزوين" (3/ 131) معلقاً من طريق أبي الفتح بن الحسين بإسناده عن أبي عبدالله بن صبيح عن عبدالرحمن الأنصاري عن أبي هريرة وابن عباس رضي الله عنهما قالا : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : ... فذكره .
قلت : وهذا إسناد مظلم ضعيف ؛ ما بين الأنصاري وأبي الفتح لم أعرفهم .
وأبو الفتح هو محمد بن الحسين الأزدي الحافظ ، ترجمه الخطيب فقال (2/ 244) :
"في حديثه غرائب ومناكير ، وكان حافظاً صنف كتباً في علم الحديث ، وسألت ابن علان عنه ؟ فذكره بالحفظ وحسن المعرفة بالحديث ، وأثنى عليه ، سألت أبا بكر البرقاني عنه ؟ فأشار إلى أنه كان ضعيفاً ، وقال : ورأيته في جامع المدينة وأصحاب الحديث لا يرفعون به رأساً ويتجنبونه" .
وأورده الذهبي في "المغني" وقال :
"تكلم في الجرح والتعديل ، وله مناكير ، ضعفه البرقاني ، وقال ابن الجوزي : كانوا يضعفونه" .
وأما في "التذكرة" فقال بعد أن حكى قول البرقاني فيه ، وتوهين من وهنه :
"قلت : له مصنف كبير في "الضعفاء" ، وهو قوي النفس في الجرح ، وهاه جماعة بلا مستند طائل" !
وأما عبدالرحمن الأنصاري فلا يعرف ، أورده في "اللسان" وساق له حديثاً من روايته عن أبي هريرة اختلف عليه ، وقال :
"قال الأزدي : وكلا الإسنادين غير قائم" .
ولم يذكر فيه توثيقاً .
وأورده في "الجرح والتعديل" وقال :
"روى عن النبي صلي الله عليه وسلم .." ، وساق له حديثاً ، ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً . والله أعلم .
والحديث ذكره السيوطي في "الجامع الكبير" من رواية الرافعي هذه .

(/1)


3296 - ( شر الناس الضيق على أهله . قالوا : وكيف يكون ضيقاً على أهله ؟ قال : الرجل إذا دخل بيته خشعت امرأته ، وهرب ولده ، وفر عبده ، فإذا خرج ضحكت امرأته واستأنس أهل بيته ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /301 :
$ضعيف جداً$
أخرجه الطبراني في "المعجم الأوسط" (2/ 259/ 1-2/ 8962) : حدثنا مطلب : حدثنا محمد بن عبدالعزيز : حدثنا عبدالله بن يزيد بن الصلت عن يزيد بن حمران عن لقيط بن الحارث عن أبي أمامة قال : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : ... فذكره ، وقال :
"لا يروى إلا بهذا الإسناد ، تفرد به محمد بن عبدالعزيز" .
قلت : هو الرملي الواسطي من شيوخ البخاري ؛ على ضعف فيه .
وعبدالله بن يزيد بن الصلت ، لم يذكروا له راوياً غير الرملي هذا فهو مجهول ؛ لكن قال ابن أبي حاتم :
"سألت أبي عنه ؟ فقال : متروك الحديث . وسألت أبا زرعة ؟ فقال : منكر الحديث" .
وبه أعله الهيثمي فقال في "المجمع" (8/ 25) :
"رواه الطبراني في "الأوسط" وفيه عبدالله بن يزيد بن الصلت وهو متروك" .
ويزيد بن حمران لم أجد له ذكراً .
ولقيط بن الحارث ؛ الظاهر أنه الذي في "الجرح والتعديل" :
"لقيط ، أبو المشا ، روى عن أبي أمامة ، روى عنه الجريري وقرة بن خالد" .
ووقع في "ثقات ابن حبان" (5/ 344) :
"لقيط بن المثنى أبو المثنى ..." .
ثم قال :
"يخطىء ويخالف" .

(/1)


3297 - ( ليلة الجمعة ويوم الجمعة أربع وعشرون ساعة ، لله تعالى في كل ساعة منها ست مئة ألف عتيق من النار ، كلهم قد استوجبوا النار ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /302 :
$ضعيف جداً$
أخرجه الرافعي في "تاريخ قزوين" (3/ 278) من طريق أبي يعلى الخليلي الحافظ : حدثنا زيد بن الحباب عن المعتمر بن نافع عن أبي عبدالله العنزي عن ثابت البناني عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : ... فذكره .
وعلقه البخاري في ترجمة المعتمر هذا عن زيد بن الحباب به باختصار أوله ، ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً ، لكن أورده الذهبي في "الميزان" و "المغني" وقال :
"قال البخاري : منكر الحديث" .
وزاد الحافظ في "اللسان" :
"وتبعه الأزدي ، وذكره ابن حبان في "الثقات" .. وقال: ربما خالف" .
وذكره ابن أبي حاتم برواية نصر بن علي أيضاً ، ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً .
وقال البخاري عقب الحديث :
"العنزي : هو - عندي - ميمون المكي" .
قلت : ولم يذكره في "الأسماء" لا هو ولا ابن أبي حاتم ولا ابن حبان . نعم في "التهذيب" :
"ميمون المكي ؛ روى عن ابن الزبير وابن عباس ، وعنه عبدالله بن هبيرة السبائي المصري" .
قلت : ومع كون هذا أعلى طبقة من العنزي هذا ؛ فهو مجهول لا يعرف ؛ كما في "الميزان" و "التقريب" .

(/1)


3298 - ( ما من رجل ينظر إلى وجه والديه نظر رحمة إلا كتب له بها حجة مقبولة مبرورة ، قيل : يا رسول الله ! وإن نظر إليه في اليوم مئة ألف مرة ؟ قال : وإن نظر ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /304 :
$موضوع$
أخرجه الرافعي في "تاريخه" (3/ 423) من طريق أحمد بن عبيد : أنبأ محمد بن مقاتل : حدثنا مهران بن أبي عمر العطاردي عن بحر السقا عن الحكيم بن أبان عن عكرمة عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم ..
ذكره في ترجمة علي بن معاذ أبي الحسين القزويني ، ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً كعادته الغالبة ؛ إلا أنه قال :
"وليس هو علي بن معاذ القزويني الذي روى عن أحمد بن إدريس عن ... عن نوح بن أبي مريم عن أسامة بن شريك قال : كان رجل له صحبة من رسول الله صلي الله عليه وسلم يقال له (سخط) فقال : يا محمد إلى ما تدعو ..." ، الحديث ، وهو حديث ظاهر البطلان كحديث الترجمة .
ولا أدري ممن الآفة ؛ فكل من بين عكرمة وأحمد بن عبيد معروفون بالضعف ، ولكن ليس فيهم متهم بالوضع إلا أن يكون محمد بن مقاتل - وهو الرازي لا المروزي - ؛ فقد قال فيه البخاري :
"لأن أخر من السماء إلى الأرض أحب إلي من أن أروي عنه" .
وأما أحمد بن عبيد الراوي عنه فلم أعرفه ، ويحتمل أن يكون محرفاً من أحمد بن علي ؛ فقد ذكره الحافظ في الرواة عن محمد بن مقاتل الرازي ونسبه (الأسعدي) ، وقد ذكره في هذه النسبة ابن ماكولا في "الإكمال" (1/ 156) وقال :
"لاأعلم إلى شيء نسب ، روى عنه الطبراني" .
وتبعه ابن نقطة - كما في الهامش - فقال :
"وهو وهم لا أدري كيف وقع ؟ وقد وقع لي خمس نسخ بمعجم الطبراني الصغير .. وفي كلهم (الإسفنذي) ..." .
قلت : وكذا هو في النسخة المطبوعة منه في الهند (ص12) وغيرها ، وهو في "الروض النضير" برقم (365) . وله في "المعجم الأوسط" أحاديث أخرى (1758-1780بترقيمي) ، وقد وثقه الخطيب في "تاريخ بغداد" (4/ 307) .
(تنبيه) : هذا الحديث مع ما عرفت من حال إسناده الواهي ، فإن السيوطي لما أورده في "الجامع الصغير" من رواية الرافعي هذه ، فإنه لم يورده بشطره الثاني الدال على بطلانه من حيث لفظه ومتنه . والله المستعان . ولعل ذلك كان من أسباب سكوت المناوي عنه في "شرحيه" .
ثم رأيت الحديث في "مكارم الأخلاق" لابن أبي الدنيا (52/ 215) : حدثنا الحسن بن يوسف بن يزيد : أخبرنا بقية بن الوليد عن عمار بن عبدالملك عن بحر السقاء به .
قلت : وعمار بن عبدالملك ؛ قال الذهبي :
"أتى بعجائب ، قال الأزدي : متروك الحديث" .
وهو راوي حديث "من أصبح لا يهم بظلم أحد غفر له ما اجترم" .
وقد مضى برقم (1876) .
وبقية بن الوليد مدلس وقد عنعنه .
والحسن بن يوسف بن يزيد لم أعرفه ، إلا أن يكون الذي في "تاريخ بغداد" (7/ 455) :
"الحسن بن يوسف بن عبدالرحمن أبو علي المعروف بأخي الهرش حدث عن بقية بن الوليد . روى عنه العباس بن محمد الدوري وأبو بكر بن أبي الدنيا" .
ثم ساق له حديثاً آخر سأخرجه قريباً إن شاء الله برقم (3318) .
وقد تقدم هذا الحديث برقم (2716) وسيأتي برقم (6237) ؛ ولا يخلو كل من فائدة ، والله الموفق .

(/1)


3299 - ( إن أهون الخلق على الله العالم يزور العمال ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /306 :
$موضوع$
أخرجه الرافعي في "تاريخ قزوين" (3/ 450-451) عن كتاب "الترهيب عن القراء الفسقة والتحذير عن العلماء السوء" ، للحافظ أبي الفتيان الدهستاني - بخطه - من طريق محمد بن إبراهيم الشامي : حدثنا أبو عصام رواد (الأصل : رقاد) بن الجراح العسقلاني عن بكير الدامغاني عن محمد بن قيس عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : ... فذكره .
قلت : وهذا موضوع ؛ آفته الشامي هذا ؛ قال ابن حبان :
"كان يضع الحديث" .
وقال الدارقطني :
"كذاب" .
قلت : وتقدمت له أحاديث تدل على كذبه ، وهذا منها ، وهو مما سود به السيوطي "الجامع الكبير" و "الزيادة على الجامع الصغير" !

(/1)


3300 - ( يؤتى بمداد طالب العلم يوم القيامة ودم الشهداء ، فيوزنان ؛ فلا يفضل هذا على هذا ، ولا هذا على هذا ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /307 :
$منكر$
أخرجه الرافعي في "تاريخ قزوين" (3/ 481) معلقاً بالسند عن عبدالملك بن مسلمة المقرىء عن عبدالله بن عقبة عن مشرح بن هاعان عن عقبة ابن عامر رضي الله عنه عن النبي صلي الله عليه وسلم قال : ... فذكره .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ قال ابن حبان (2/ 134) :
"عبدالملك بن مسلمة شيخ يروي عن أهل المدينة المناكير الكثيرة التي لا تخفى على من عني بعلم السنن" .
وفي "الميزان" و "اللسان" :
"روى عن الليث وابن لهيعة ، قال ابن يونس : منكر الحديث" .
ثم ذكر قول ابن حبان .
وعبدالله بن عقبة هو ابن لهيعة ، نسب لجده ، وهو ضعيف من قبل حفظه .
وقد روي الحديث بإسناد أوهى منه نحوه بلفظ :
"فيرجح مداد العلماء على دم الشهداء" .
وسيأتي الكلام عليه برقم (4832) .

(/1)


3301 - ( إذا كان يوم القيامة نوديت من بطنان العرش : يا محمد ! نعم الأب أبوك إبراهيم الخليل ، ونعم الأخ أخوك علي ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /308 :
$موضوع$
أخرجه الرافعي في "تاريخه" (3/ 481) من طريق داود بن سليمان : حدثنا علي بن موسى الرضا (بإسناده عن آبائه) عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : ... فذكره .
وهذا موضوع ظاهر الوضع ؛ آفته داود بن سليمان الغازي وهو كذاب ، وقد تقدمت له أحاديث .

(/1)


3302 - ( المؤذن عمود الله ، والإمام نور الله ، والصفوف أركان الله ، فأجيبوا عمود الله ، واقتبسوا بنور الله ، وكونوا من أركان الله ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /308 :
$موضوع ظاهر الوضع والركة!$
أخرجه الرافعي في "تاريخه" (3/ 491) معلقاً من طريق ميسرة بن علي في "مشيخته" بسنده عن محمد بن أحمد بن هارون الكوفي : حدثنا عبيد بن آدم العسقلاني عن أبيه عن محمد بن أبي ذئب عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : ... فذكره .
قلت : وهذا إسناد موضوع على عبيد بن آدم ؛ فإنه ثقة ، وكذا من فوقه ، وهم بريئون من هذه الركاكة الصريحة في الوضع . والآفة من محمد بن أحمد بن هارون هذا ، وأظنه (الريوندي) الذي في "الميزان" ؛ قال :
"شيخ لأبي عبدالله الحاكم متهم بالوضع" .
والحديث ذكره السيوطي في "الجامع الكبير" (11575) من رواية الديلمي عن أبي سعيد ، وفي إسناده من لم أعرفهم ؛ كما يظهر من إسناده الذي ساقه المعلق على "الفردوس" (4/ 194) ، ولم يتكلم عليه بشيء ، وأنا أظن أن فيه سقطاً . والله أعلم .

(/1)


3303 - ( إذا رضي الرجل عن الرجل وهديه وسنته فإنه مثله ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /309 :
$موضوع$
أخرجه الرافعي في "تاريخ قزوين" (4/ 21) من طريق يزيد بن عياض عن عبدالرحمن الأعرج عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : ... فذكره .
قلت : وهذا موضوع ؛ آفته يزيد بن عياض هذا ؛ قال الحافظ في "التقريب" :
"كذبه مالك وغيره" .

(/1)


3304 - ( صدق ، بأبي بكر وعمر يتمم الله عز وجل هذا الدين ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /309 :
$منكر$
أخرجه الرافعي في "تاريخه" (4/ 24) من طريق ابن شاهين عن إسحاق بن إبراهيم : حدثنا عمر بن إبراهيم بن خالد : حدثنا أبو معشر عن محمد بن كعب عن دحية بن خليفة رضي الله عنه قال :
وجهني رسول الله صلي الله عليه وسلم إلى ملك الروم بكتابه وهو بدمشق ، فناولته كتاب النبي صلي الله عليه وسلم ، فقبل خاتمه ووضعه تحت شيء كان عليه قاعداً ، ثم نادى ، فاجتمع البطارقة وقومه ، فقام على وسائد بنيت - وكذلك يفعل فارس والروم ، ولم يكن منابر - فخطب أصحابه فقال :
هذا كتاب النبي صلي الله عليه وسلم الذي بشرنا به المسيح ، من ولد إسماعيل بن إبراهيم ، فنخروا نخرة ، فأومى بيده : أن اسكتوا ، ثم قال : إنا نجربكم كيف نصركم للنصرانية ! قال :
فبعث من الغد ستراً فأدخلني بيتاً فيه ثلاث مئة عشرة صورة ، فإذا هي صور الأنبياء والمرسلين ، قال : انظر إلى صاحبك من هؤلاء ، قال : فرأيت صورة النبي صلي الله عليه وسلم كأنه ينظر ، قلت : هذا ! قال : صدقت . فقال :
صورة من هذا عن يمينه ؟ قلت : رجل من قومه يقال له : أبو بكر الصديق . قال : فمن ذا عن يساره ؟ قلت : رجل من قومه يقال له :عمر بن الخطاب . قال : إنا نجد في الكتاب أن بصاحبيه هذين يتمم الله عز وجل هذا الدين .
فلما قدمت على النبي صلي الله عليه وسلم أخبرته ، فقال : ... فذكره .
قلت : وهذا إسناد ضعيف مسلسل بالعلل :
الأولى : أبو معشر واسمه نجيح بن عبدالرحمن السندي ؛ قال الحافظ في "التقريب" :
"ضعيف ، أسن واختلط" .
الثانية : عمر بن إبراهيم بن خالد ، أبو حفص يعرف بـ (الكردي) ، ترجمه الخطيب في "التاريخ" وقال (11/ 202) :
"وكان غير ثقة ، يروي المناكير عن الأثبات ؛ قال أحمد بن محمد بن سعيد (يعني ابن عقدة) : ضعيف" .
وذكر له الذهبي بعض المنكرات ، وقال :
"وقال الدارقطني : كذاب خبيث" .
الثالثة : إسحاق بن إبراهيم ، وهو ابن سنين الختلي ؛ قال الدارقطني :
"ليس بالقوي" . وفي موضع آخر : "ضعيف" .
وعزا هذين القولين في "الميزان" للحاكم ، ووهمه في "اللسان" ؛ لأنه في "تاريخ ابن عساكر" (2/ 712) عن الدارقطني ، وكذلك في "تاريخ بغداد" (6/ 381) بالأول من القولين . ثم إن الحافظ ذكر عن الخطيب توثيقه إياه ، وليس ذلك في "تاريخه" وإنما هو رواية لابن عساكر عنه .

(/1)


3305 - ( يا علي ! إذا دخلت العروس بيتك فاخلع خفيها حين تجلس ، واغسل رجليها ، وصب الماء من باب دارك إلى أقصى دارك ، فإنك إذا فعلت ذلك أخرج الله من دارك سبعين لوناً من الفقر ، وأدخل فيها سبعين لوناً من البركة ، وأنزل سبعين رحمة ترفرف على رأس العروس ، ثثناثر بركتها كل زاوية من بيتك ) . وللحديث بقية .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /311 :
$موضوع$
أخرجه الرافعي في "تاريخ قزوين" (4/ 42) من طريق إسحاق ابن نجيح عن خصيف عن مجاهد عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال :
أوصى رسول الله صلي الله عليه وسلم علي بن أبي طالب فقال : ... فذكره .
قلت : وهذا موضوع باطل ظاهر البطلان ؛ آفته إسحاق بن نجيح وهو الملطي ، كذاب وضاع ، لا بارك الله فيه .

(/1)


3306 - ( من صلى عشرين ركعة بين العشاء الآخرة والمغرب ، يقرأ في كل ركعة فاتحة الكتاب و ( قل هو الله أحد ) ؛ حفظه الله في نفسه ، وولده ، وأهله ، وماله ، ودنياه وآخرته ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /311 :
$موضوع$
أخرجه الرافعي في "تاريخ قزوين" (4/ 60) من طريق أبي هدبة عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : ... فذكره .
قلت : وهذا موضوع ؛ وضعه أبو هدبة - واسمه إبراهيم بن هدبة - ، وهو كذاب مكشوف الحال ؛ قال ابن حبان (1/ 114-115) :
"دجال من الدجاجلة ، وكان رقاصاً بالبصرة ، يدعى إلى الأعراس فيرقص فيها ، فلما كبر جعل يروي عن أنس ويضع عليه" .
ثم ساق له نماذج من أحاديثه عن أنس ، وقال :
"لا أصل لها من حديث رسول الله صلي الله عليه وسلم" .

(/1)


3307 - ( إن يوشع بن نون دعا ربه : اللهم ! إني أسألك باسمك الزكي الطاهر المطهر المقدس المخزون الرحيم الصادق ، عالم الغيب والشهادة ، بديع السماوات والأرض ونورهن وقيمهن ، ذي الجلال والإكرام ، حنان ، جبار ، نور ، قدوس ، حي لا يموت ، قال : هذا ما دعاه به فحبست الشمس ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /312 :
$منكر$
أخرجه الرافعي في "تاريخ قزوين" (4/ 64/ ترجمة المحسن بن الحسن الراشدي) بسنده عن أحمد بن محمد بن عبدالرحمن بن زياد المخزومي : حدثنا المضاء بن الجارود : حدثنا عبدالعزيز (الأصل : عبدالله) بن زياد عن أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلي الله عليه وسلم قال : ... فذكره .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ عبدالعزيز بن زياد لم أعرفه .
والمضاء بن الجارود ؛ قال الذهبي في "المغني" :
"لا يدرى من هو ؟" .
وكذا قال في "الميزان" ، ولكنه استدرك فيه بأنه روى عنه اثنان ، وقال أبو حاتم :
"محله الصدق" .
قلت : ونص كلامه في "الجرح" (4/ 1/ 403) :
"شيخ دينوري ليس بمشهور ، محله الصدق" .
ولم يورده ابن حبان في "الثقات" . وعقب الحافظ في "اللسان" على الذهبي بقوله :
"ورأيت له خبراً منكراً أخرجه الإمام الرافعي في "تاريخ قزوين" ..." ، ثم ذكر هذا .
وأقره السيوطي في "ذيل اللآلي المصنوعة في الأحاديث الموضوعة" (ص156) ، وقد ساقه من رواية أبي الشيخ بسنده عن إسحاق بن الفيض : حدثنا المضاء ابن الجارود به .
ووافقهما ابن عراق في "تنزيه الشريعة" (2/ 327و335) ، ولكنه أفاد بما نقله عن الحافظ العراقي أنه قال في حديث آخر :
"عبدالعزيز بن زياد مجهول ، وهو منقطع بينه وبين أنس" .

(/1)


3308 - ( لا تلعنوا الحاكة ؛ فأن أول من حاك أبوكم آدم ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 / 313 :
$منكر$
أخرجه الرافعي في "تاريخه" (4/ 65) من طريق علي بن عيسى : حدثنا علي بن عاصم عن حميد عن أنس رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : ... فذكره .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ علته علي بن عاصم ، قال الذهبي في "المغني" : "حافظ مشهور ، ضعفوه وكان مكثراً" . وقال الحافظ في "التقريب" :
"صدوق يخطىء ويصر" .
وعلي بن عيسى لم أعرفه ، ولكنه قد توبع ، فأورده السيوطي في "ذيل الموضوعات" (ص146) برواية الديلمي بإسناده عن أبي الحسن عبدالرحمن بن المغيرة : حدثنا سويد بن سعيد الدقاق : حدثنا علي بن عاصم . وقال السيوطي :
"قال في "الميزان" سويد بن سعيد الدقاق لا يكاد يعرف ، روى عن علي ابن عاصم خبراً منكراً . قلت (السيوطي) : الظاهر أنه هذا الخبر" .
قلت : ويؤكد ذلك أن الحافظ قال في ترجمة الدقاق هذا :
"وذكره الخطيب في "المتفق والمفترق" فقال : روى عن علي بن عاصم حديثاً منكراً رواه عنه عبدالرحمن بن محمد بن المغيرة البغدادي" .
قلت : فهو هذا ، والله أعلم ، لكن قد تعقب السيوطي ابن عراق في "تنزيه الشريعة" (2/ 280) بقوله :
"قلت : فإذا كان منكراً فحسب فلا ينبغي أن يذكر في الموضوعات ؛ على أن الحافظ ابن حجر قال في "التقريب" في سويد : ذكره ابن حبان في "الثقات" وقال : يخطىء ويغرب" .
قلت : قوله : في "التقريب" سبق قلم ، أو خطأ مطبعي ، والصواب : "التهذيب" ، وأما في "التقريب" فقال :
"لين الحديث" .
وهو في "ثقات ابن حبان" (8/ 295) كما في "التهذيب" لكنه سمى أباه : (سعدان الطحان) ، وقال :
"وهو الذي يقال له : سويد بن سعيد السوائي" .
وأقول : وقد فاتهم جميعاً أن العلة من علي بن عاصم للمتابعة المذكورة من علي بن عيسى . والله أعلم .

(/1)


3309 - ( يكون في آخر الزمان أمراء ظلمة ، ووزراء فسقة ، وقضاة خونة ، وفقهاء كذبة ، فمن أدركهم فلا يكونن لهم عريفاً ، ولا جابياً ، ولا خازناً ، ولا شرطياً ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /315 :
$منكر$
أخرجه الخطيب في "التاريخ" (10/ 284) من طريق عبدالله بن أحمد بن شبويه المروزي : أخبرنا داود بن سليمان المروزي : حدثنا عبدالله بن المبارك عن سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : ... فذكره .
قلت : وهذا إسناد رجاله كلهم ثقات معروفون غير داود بن سليمان المروزي ؛ فإن لم يكن هو سليمان بن داود الغازي القزويني الوضاع الذي تقدمت له أحاديث فلم أعرفه .
وعبدالله بن أحمد ، ذكره ابن حبان في "الثقات" وقال :
"مستقيم الحديث" .
قلت : وروى عنه جمع ، انظر "تيسير الانتفاع" .

(/1)


3310 - ( من قال في يوم مئة مرة : "لا إله إلا الله الحق المبين" كان له أماناً من الفقر ، واستجلب به الغنى ، وأمن من وحشة القبر ، واستقرع باب الجنة ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /315 :
$منكر$
أخرجه الخطيب في "تاريخ بغداد" (12/ 358) ، والماليني في "الأربعين" (ق40/ 1) ، والرافعي في "تاريخ قزوين" (4/ 65) من طريق الفضل بن غانم : حدثنا مالك بن أنس عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده عن علي بن أبي طالب قال : قال النبي صلي الله عليه وسلم : ... فذكره . قال الفضل بن غانم :
"والله ! لو ذهبتم إلى اليمن في هذا الحديث كان قليلاً" .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ الفضل هذا ؛ روى الخطيب عن ابن معين أنه قال :
"ضعيف ليس بشيء" .
"ليس بالقوي" .
وذكر في "اللسان" عن الدارقطني أنه قال :
"كل من رواه عن مالك ضعيف" .

(/1)


3311 - ( أشد الأعمال ثلاثة : إنصاف الناس من نفسك ، ومواساة الأخ من مالك ، وذكر الله على كل حال ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /316 :
$منكر$
أخرجه الرافعي في "تاريخه" (4/ 69-70) من طريق أبي القاسم الأنماطي : أنبأنا أبو إبراهيم المزني : حدثنا الشافعي عن مالك عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : ... فذكره .
قلت : ساقه في ترجمة محمود بن إلياس القاضي الديلمي ، ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً ، وفوقه من لم أعرفهم ، ومنهم أبو القاسم الأنماطي ؛ فإنهم لم يذكروه في "الكنى" ولا في نسبته "الأنماطي" . والله أعلم .
وأما أبو إبراهيم المزني فهو إسماعيل بن يحيى الفقيه صاحب الإمام الشافعي ، وهو صدوق كما في "الجرح" ، ومن فوقه أعلام لا يسأل عن مثلهم .
والحديث أورده السيوطي في "الجامع الكبير" (3369) من رواية الديلمي عن علي رضي الله عنه نحوه بتقديم الجملة الأخيرة على ما قبلها . وفاته أن أبا نعيم الأصبهاني أخرجه في "أخبار أصبهان" (1/ 178-179) ، وأن الديلمي رواه من طريقه (1/ 59/ 1) ، أخرجه من طريق إبراهيم بن ناصح : حدثنا علي بن الحسن بن شقيق عن سفيان عن أبي إسحاق عن الحارث عن علي قال : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : ... فذكره .
أورده أبو نعيم في ترجمة إبراهيم هذا ، وقال :
"أبو بشر الأصبهاني ، صاحب مناكير ، متروك الحديث" .
قلت : وأورده أبو الشيخ أيضاً في "طبقات الأصبهانيين" وقال (186/ 186) :
"كان يحدث بالبواطيل ، متروك الحديث" .
والحارث هو الأعور ، وهو ضعيف ، وقد اتهم بالكذب .

(/1)


3312 - ( أحب الأعمال إلى الله ذكر الله . قلنا : ومن الغزو في سبيل الله ؟ قال : نعم ، ولو ضرب بسيفه الكفار حتى يختصب دماً ؛ لكان ذاكر الله أفضلهم درجة ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /317 :
$باطل$
أخرجه أبو نعيم في "أخبار أصبهان" (1/ 178) من طريق إبراهيم ابن ناصح بن حماد الأصبهاني : حدثنا النضر بن شميل : حدثنا مسعر بن كدام عن عطية العوفي عن أبي سعيد قال : قلنا : يا رسول الله ! أي الأعمال أحب إلى الله ؟ قال : "ذكر الله ..." الحديث .
قلت : وهذا إسناد ضعيف بمرة ؛ عطية العوفي ضعيف ، لكن المتهم به إبراهيم هذا ؛ فإنه متروك الحديث كما تقدم في الحديث الذي قبله ، وأنه يروي البواطيل .
وإن مما يؤيد بطلان هذا الحديث قوله صلي الله عليه وسلم :
"ما العمل في أيام أفضل منها هذه (يعني عشر ذي الحجة) قالوا : ولا الجهاد ؟ قال : "ولا الجهاد ؛ إلا رجل خرج يخاطر بنفسه وماله فلم يرجع بشيء" .
رواه البخاري وغيره ، وهو مخرج في "إرواء الغليل" (890) .
قلت : ففيه التصريح بتفضيل المجاهد الشهيد على كل عمل صالح ، ومنه الذكر في عشر ذي الحجة ، ففي غيره من باب أولى .

(/1)


3313 - ( يوقف صاحب الدين إذا وفد أهل الجنة الجنة ؛ فيقف حتى يلجمه العرق ؛ إما من حساب ، وإما من عذاب ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /318 :
$باطل$
اخرجه أبو نعيم في "أخبار أصبهان" (1/ 178) من طريق إبراهيم ابن ناصح : حدثنا إسماعيل بن يحيى عن مسعر عن عطية عن أبي سعيد قال : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : ... فذكره .
قلت : وهذا موضوع ؛ وإبراهيم بن ناصح وإن كان متروكاً يروي البواطيل ، فإن شيخه إسماعيل بن يحيى - وهو التيمي - أشهر بذلك منه ؛ فإنه كذاب يضع الحديث ، وقد ذكر له ابن عدي غير ما حديث من أباطيله .

(/1)


3314 - ( إن لله عباداً يضن بهم عن البلاء ، يحييهم في عافية ، ويميتهم في عافية ، ويدخلهم الجنة في عافية ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /318 :
$منكر$
أخرجه الرافعي في "تاريخ قزوين" (4/ 87) من طريق أبي علاثة محمد بن عمرو بن خالد : حدثنا محمد بن الحارث بن راشد : حدثنا يحيى بن راشد (الأصل : أسد) عن حميد عن أنس رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : ... فذكره .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ يحيى بن راشد - وهو المازني البصري - ضعيف ؛ كما في "التقريب" .
وأبو علاثة محمد بن عمرو بن خالد لم أعرفه ، وأخشى أن يكون وقع فيه تحريف .

(/1)


3315 - ( لو نجا أحد من ضغطة القبر لنجا سعد ، ولقد ضم ضمة اختلفت منها أضلاعه من أثر البول ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /319 :
$منكر$
أخرجه ابن سعد في "الطبقات" (3/ 430) : أخبرنا شبابة بن سوار قال : أخبرني أبو معشر عن سعيد المقبري قال : لما دفن رسول الله صلي الله عليه وسلم سعداً قال : ... فذكره .
قلت : وهذا مع كونه مرسلاً ؛ فأبو معشر ضعيف كما تقدم قريباً (رقم3304) .
وقد وصله بعض الضعفاء وغير من لفظه ؛ فقد أورده الرافعي في ترجمة مسلم بن زياد الجعفي من "تاريخ قزوين" (4/ 93) بلفظ (من أثر الهول) !
كذا وقع في النسخة (الهول) مكان (البول) ، ولا أدري أهو تصحيف أو خطأ مطبعي ؛ فإن النسخة سيئة جداً كما تقدم التنبيه على ذلك مراراً ؛ قال الرافعي :
"بغدادي قدم (قزوين) ، قال الخليلي الحافظ : ويقال : عمرو بن زياد ، باهلي ، مولى لهم ، كان يضع الحديث : حدثنا الحسن بن عبدالرزاق ... (قلت : فساق إسناده إلى) مسلم بن زياد : حدثنا أبو معشر عن سعيد بن أبي سعيد المقبري عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : ... فذكره" .
قلت : وباسمه الثاني أورده ابن أبي خاتم وقال (3/ 234) عن أبيه :
"قدم الري فرأيته ووعظته ، فجعل يتغافل كأنه لا يسمع ، كان يضع الحديث ، قدم قزوين ، فحدثهم بأحاديث منكرة ، أنكر عليه علي الطنافسي ، وقدم الأهواز فقال : أنبأنا يحيى بن معين ! هربت من الجنة ! فجعل يحدثهم ويأخذ منهم ، فأعطوه مالاً ، وخرج إلى خراسان وقال : أنبأنا من ولد عمر ! وخرج إلى قزوين وكان على قزوين رجل باهلي ، واكن كذاباً أفاكاً ؛ كتبت عنه ، ثم رميت به" .
وبهذا ترجمه الخطيب في "تاريخه" (12/ 204-205) ، وله ترجمة مبسطة في "اللسان" ، ولم يعرفه ابن حبان فوثقه (8/ 488) . وانظر "تيسير الانتفاع" .
ثم إن الحديث قد صح من طرق بشطره الأول ، وهو مخرج في "الصحيحة" (1695) و (3345) .

(/1)


3316 - ( من صلى علي في كتاب ؛ لم تزل الملائكة يستغفرون له ما دام اسمي في ذلك الكتاب ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /320 :
$ضعيف جداً$
أخرجه أبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب" (2/ 693/ 1670) ، والرافعي في "تاريخ قزوين" (4/ 107) بإسناد فيه من لم أعرفه عن عبدالسلام بن محمد المصري : حدثنا سعيد بن عفير : حدثني محمد بن إبراهيم بن أمية القرشي عن عبدالرحمن بن عبدالله - الأعرج عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : ... فذكره .
قلت : وهذا إسناد ضعيف جداً ؛ فإنه مع الجهالة التي أشرت إليها ، فإن عبدالسلام بن محمد الراوي عن سعيد بن عفير ؛ قال الدارقطني :
"ضعيف جداً ، منكر الحديث" .
وقال الخطيب :
"صاحب مناكير" .
ومحمد بن إبراهيم بن أمية القرشي ؛ الظاهر أنه محمد بن إبراهيم القرشي الذي في "الميزان" و "اللسان" عن رجل ، وعنه هشام بن عمار ؛ قال الذهبي :
"فذكر خبراً موضوعاً في الدعاء لحفظ القرآن ساقه العقيلي" .
ثم ساق لهالحديث الآتي برقم (3593) .
وذكر الحافظ عن العقيلي أنه قال فيه : "مجهول" .
قلت : وليس له ذكر في باب (المحمدين) من النسخة المطبوعة . والله سبحانه وتعالى أعلم . وهو في مخطوطة الظاهرية (ص369) ، وليست تحت يدي الآن لأحدد مكانه منها ، وإنما نقليه من الحديث المشار إليه آنفاً ، فقد كنت خرجته وأنا في دمشق .
وحديث أبي هريرة هذا معروف برواية بشر بن عبيد الدارسي ؛ وهو مع كونه منكر الحديث بين الضعف جداً ؛ كما قال ابن عدي في "الكامل" (2/ 447-448) ، وكذبه الأزدي كما في "الميزان" و "اللسان" ؛ فقد اختلف عليه في إسناده ؛ فقال إسحاق بن وهب العلاف : أخبرنا بشر بن عبيدالله الدارسي قال : أخبرنا حازم بن بكر عن يزيد بن عياض عن الأعرج عن أبي هريرة به .
أخرجه الطبراني في "المعجم الأوسط" (1/ 99/ 1/ 2023 بترقيمي) : حدثنا أحمد (يعني بن محمد الصيدلاني البغدادي) قال : أخبرنا إسحاق .. وقال :
"لا يروى عن أبي هريرة إلا بهذا الإسناد ، تفرد به إسحاق" .
قلت : وهو ثقة من شيوخ البخاري ، وليس من شيوخ الطبراني كما يتوهم مما وقع في "اللآلي" (1/ 304) ، وهو غير إسحاق بن وهب الطهرمسي الكذاب خلافاً لظن ابن الجوزي في "الموضوعات" (1/ 228) ، وإنما العلة من شيخه الدارسي ، وقد عرفت حاله .
وحازم بن بكر لم أجد له ترجمة .
وشيخه يزيد بن عياض كذبه مالك وغيره ، فإعلاله به أولى ؛ لأن الدارسي قد توبع كما يأتي . وقد رواه محمد بن عبدالله بن حميد البصري - ولم أجد له ترجمة أيضاً - : حدثنا بشر بن عبيد به .
أخرجه الخطيب في "شرف أصحاب الحديث" كما في "اللآلي" ، وفيه قال بشر بن عبيد : وحدثنا محمد بن عبدالرحمن القرشي عن عبدالرحمن بن عبدالله عن عبدالرحمن الأعرج به .
ورواه النميري في "الأعلام" بسنده عن هانىء بن يحيى : حدثنا يزيد بن عياض عن عبدالرحمن الأعرج به .
ثم رواه الخطيب من طريق محمد بن مهدي بن هلال - ولم أعرفه - : حدثنا محمد بن يزيد بن خنيس : حدثنا عبدالرحمن بن محمد الثقفي عن عبدالرحمن بن عمر عن أبي هريرة .
وهذه متابعة من عبدالرحمن بن محمد الثقفي لا يفرح بها ، وإن سكت عنها السيوطي ثم ابن عراق (1/ 261) ؛ لأن الثقفي هذا ؛ قال في "الميزان" و "اللسان" :
"قال البخاري : فيه نظر" .
وهذا معناه أنه شديد الضعف ؛ كما هو معلوم عن البخاري في اصطلاحه هذا ونحوه .
ثم إن الراوي عنه ابن خنيس ؛ قال الحافظ :
"مقبول" .
قلت : فمثل هذه المتابعة الواهية لا تعطي الحديث شيئاً من القوة ولا تخرجه عن كونه موضوعاً . وهو ما صرح به ابن الجوزي ثم الذهبي والعسقلاني في ترجمة بشر بن عبيد ، خلافاً لما جنح إليه ابن عراق في "تنزيه الشريعة" تبعاً للحافظ العراقي في "تخريج الإحياء" (1/ 309) فإنه قال :
"أخرجه الطبراني في "الأوسط" ، وأبو الشيخ في "الثواب" ، والمستغفري في "الدعوات" من حديث أبي هريرة بسند ضعيف" !
ومن التحقيق المتقدم يتبين لك خطأ المعلق على "المعجم الأوسط" (2/ 496) ، فإنه بعد أن حكى عن الهيثمي أنه قال في الدارسي : "كذبه الأزدي وغيره" ، وعن الحافظ قوله في يزيد بن عياض : "كذبه مالك وغيره" ؛ بعد هذا كله أتبعه بقوله :
"فالحديث ضعيف كما جاء في "ميزان الاعتدال" (1/ 320) و "لسان الميزان" (2/ 26) في ترجمة بشر بن عبيد الدارسي" .
قلت : والذي عندهما في هذه الترجمة إنما هو أن الحديث موضوع كما سبق مني ، فلعل المعلق أراد أن يقول : "موضوع" فسبقه القلم فكتب : "ضعيف" ، وإلا فالسياق والسباق يبطلان قوله هذا كما هو ظاهر بأدنى تأمل .
ثم إن السيوطي ساق للحديث شاهداً من رواية أبي القاسم الأصبهاني (رقم1672) من طريق كادح بن رحمة : حدثنا نهشل بن سعيد عن الضحاك عن ابن عباس مرفوعاً بلفظ :
"من صلى علي في كتاب لم تزل الصلاة جارية له ما دام اسمي في ذلك الكتاب" .
فتعقبه ابن عراق بقوله :

(/1)


"قلت : كادح بن رحمة ونهشل بن سعيد كذابان ، فلا يصلح شاهداً . قال ابن قيم الجوزية : وروي من كلام جعفر بن محمد ، وهو أشبه . والله أعلم .

(/2)


3317 - ( سمعت جبرائيل يقول : سمعت ميكائيل يقول : سمعت إسرافيل يقول : قال الله تعالى :
هذا دين ارتضيته لنفسي ، ولن يصلحه إلا السخاء وحسن الخلق ، ألا فأكرموه بهما ما صحبتموه ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /324 :
$باطل$
أخرجه الرافعي في "تاريخ قزوين" (4/ 114) من طريق أبي عبدالله بن عبدالواحد الدقاق الحافظ بسنده عن محمد بن هارون الأنصاري : سمعت منصور بن إبراهيم القزويني : سمعت إسماعيل بن توبة : سمعت إسماعيل بن جعفر : سمعت حميد الطويل : سمعت أنس بن مالك يقول : سمعت رسول الله صلي الله عليه وسلم : ... فذكره . وقال :
"قال أبو عبدالله الدقاق : هذا حسن من هذا الطريق ، وهو مما يدخل في المسلسلات" .
قلت : ولا وجه لتحسينه إلا لو كان سالماً ممن دون ابن توبة ، وهيهات ! فإن محمد بن هارون الأنصاري ؛ قال عبدالعزيز الكناني :
"كان يتهم" .
ولذلك أورده الذهبي في "المغني في الضعفاء" .
وقال الحافظ في "اللسان" :
"وقد وجدت له حديثاً منكراً أخرجه تمام في "فوائده" .." .
قلت : وقد سبق برقم (3196) .
وشيخه منصور بن إبراهيم القزويني ، ذكره الرافعي بهذا الحديث ، ولم يحك فيه جرحاً ولا تعديلاً كغالب عادته ، لكن أورده الذهبي في "الميزان" وقال :
"لا شيء ، سمع منه أبو علي بن هارون بمصر حديثاً باطلاً" .
قلت : وأنا أظن أنه يشير إلى هذا الحديث ، خلافاً للحافظ ؛ فإنه ذكر أنه أشار إلى حديث أبي الدرداء ؛ قال :
سألت رسول الله صلي الله عليه وسلم عن القرآن ؟ فقال : هو كلام الله غير مخلوق .
أورده ابن عساكر في ترجمة أبي علي بن هارون .
قلت : هو محمد بن هارون كما في إسناد حديث الترجمة و "الميزان" وليس هو في "المحمدين" من النسخة المصورة في المدينة . والله أعلم .
وقد روي الحديث من طريق أخرى مختصراً بلفظ :
"جاءني جبريل عليه السلام فقال : يا محمد ! إن الله استخلص هذا الدين لنفسه ، ولا يصلحه إلا السخاء وحسن الخلق ، ألا فزينوا دينكم بهما" .
أخرجه الأصبهاني في "الترغيب" (1/ 491/ 1182و2/ 135/ 1519) بإسناده عن عمران بن حصين ؛ وفيه من كان يضع الحديث .
وأخرجه الطبراني عنه نحوه بإسناد آخر ، فيه كذاب ، وقد تقدم تخريجهما برقم (1282) ، وفيه أيضاً أبو عبيدة سعيد بن زربي ، اتهمه ابن حبان بالوضع .

(/1)


3318 - ( ما من مسلم يموت فيشهد له رجلان من جيرانه الأدنيين ، فيقولان : اللهم لا نعلم إلا خيراً ، إلا قال الله للملائكة : اشهدوا أني قد قبلت شهادتهما ، وغفرت ما لا يعلمان ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /326 :
$منكر بلفظ رجلين$
أخرجه الخطيب في "تاريخ بغداد" (9/ 455-456) من طريق أبي علي الحسن بن يوسف أخي الهراش (الأصل : أخبرنا الهراش) جار أحمد بن حنبل : حدثنا بقية بن الوليد : حدثني الضحاك بن حمرة عن حميد الطويل عن أنس بن مالك عن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال : ... فذكره ؛ في ترجمة الحسن بن يوسف هذا ، ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً ، وقد مضى له حديث آخر تحت الحديث (3298) . وإنما علة هذا الحديث الضحاك بن حمرة ؛ أورده الذهبي في "المغني" وقال :
"قال النسائي وغيره : ليس بثقة" .
وقد روي الحديث بإسناد خير من هذا من طريق ثابت عن أنس بلفظ :
".. فيشهد له اربعة" .
وصححه ابن حبان والحاكم والذهبي !
وله شاهد من حديث أبي هريرة بلفظ :
"ثلاثة أهل أبيات .." .
أخرجه أحمد ، وفيه شيخ من أهل العلم لم يسم .
لكن يشهد للفظ الأول من الحديث ما رواه البخاري وغيره عن عمر رضي الله عنه مرفوعاً بلفظ :
"أيما مسلم شهد له أربعة بخير أدخله الله الجنة . قلنا : وثلاثة ؟ قال : وثلاثة . قلنا : واثنان ؟ قال : واثنان" . ثم لم نسأله في الواحد .
وهو وما قبله مخرج في "أحكام الجنائز" (ص45) .

(/1)


3319 - ( إن لله عز وجل خلقاً خلقهم لحوائج الناس ، يفزع الناس إليهم في حوائجهم ، أولئك الآمنون من عذاب الله ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /327 :
$ضعيف$
أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (12/ 358/ 13334) ، وأبو نعيم في "الحلية" (3/ 225) من طريق محمد بن عثمان بن أبي شيبة : حدثنا أحمد بن طارق الوابشي : حدثنا عبدالرحمن بن زيد بن أسلم عن أبيه عن ابن عمر قال :قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : ... فذكره. وقال أبو نعيم :
"حديث غريب من حديث زيد عن ابن عمر ، لم يروه عنه إلا ابنه عبدالرحمن ، وما كتبناه إلا من حديث أحمد بن طارق" .
قلت : يبدو أنه غير معروف ، فلم نجد له ذكراً في شيء من كتب الرجال التي عندي ، ولا ذكره السمعاني في مادة (الوابشي) من "أنسابه" . فالله أعلم به .
وقد تابعه عبدالله بن إبراهيم بن أبي عمرو الغفاري : حدثنا عبدالرحمن بن زيد ابن أسلم به .
أخرجه ابن عدي (ق217/ 1) ، والقضاعي في "مسند الشهاب" (2/ 117-118/ 1007و1008) ، وابن عساكر (15/ 273/ 2) .
ولكنها متابعة واهية لا تسمن ولا تغني من جوع ؛ فإن الغفاري هذا قال الحافظ :
"متروك ، ونسبه ابن حبان إلى الوضع" .
وشيخه عبدالرحمن بن زيد بن أسلم متروك أيضاً .
ومحمد بن عثمان بن أبي شيبة متكلم فيه ، وقد مشاه بعضهم .
ورواه جهم بن عثمان عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده مرفوعاً .
أخرجه أبو بكر الشافعي في "الفوائد" (1/ 23) ، وعيسى بن علي الوزير في "ستة مجالس من الأمالي"(ق189/ 1) ، والخطيب في "الموضح" (2/ 14) ، وابن أبي حاتم في "العلل" (2/ 308) وقال :
"قال أبي : هذا حديث منكر . وجهم مجهول" . وقال الذهبي :
"لا يدرى من ذا ؟ وبعضهم ضعفه" .
وللحديث شاهد من رواية أحمد بن الأزهر : حدثنا إبراهيم بن الحكم عن أبيه عن عكرمة عن ابن عباس مرفوعاً .
أخرجه الديلمي في "مسنده" (1/ 2/ 244) ، وعزاه السيوطي في "الكبير" (6972) لأبي الشيخ في "الثواب" .
وعلة هذا إبراهيم بن الحكم ؛ قال الذهبي في "المغني" :
"تركوه ، وقل من مشاه على ضعفه" .
وأحمد بن الأزهر أخو محمد بن الأزهر ، ذكره ابن حبان في "الثقات" (8/ 44) وقال :
"كان ينتحل مذهب أهل الرأي ، يخطىء ويخالف" .
(تنبيه) : الحديث ذكره السيوطي في "الجامع الصغير" بلفظ :
"إن لله عباداً اختصهم بحوائج الناس .." الحديث ، وعزاه للطبراني في "الكبير" وهو عنده باللفظ المذكور أعلاه ، وقد رأيته قد عزاه في "الجامع الكبير" (6921) لابن عساكر ، فغلب على ظني أن هذا اللفظ له . والله أعلم .
وذكر له (6970) شاهداً من رواية ابن أبي الدنيا في "قضاء الحوائج" عن الحسن مرسلاً .

(/1)


3320 - ( ما من مولود إلا وينثر عليه من تراب حفرته ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /329 :
$موضوع$
أخرجه الرافعي في "تاريخه" (4/ 137) من طريق احمد بن الحسن : حدثنا أبو عاصم النبيل : حدثنا ابن عون عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة رضي الله عنه : قال رسولالله صلي الله عليه وسلم : ... فذكره . قال أبو عاصم : فلم نجد لأبي بكر وعمر فضيلة أفضل من هذه لأنهما من طينة النبي صلي الله عليه وسلم !
قلت : وهذا موضوع ؛ آفته أحمد بن الحسن هذا - وهو ابن أبان الأيلي المصري - ؛ قال ابن حبان (1/ 149) :
"كذاب دجال من الدجاجلة ، يضع الحديث على الثقات وضعاً" . وأطال ترجمته في "الميزان" و "اللسان" .
وتابعه محمد بن نعيم قال : حدثنا أبو عاصم به .
أخرجه أبو نعيم في "الحلية" (2/ 280) : حدثنا القاضي محمد بن إسحاق بن إبراهيم الأهوازي قال : حدثنا محمد بن نعيم به . وقال :
غريب من حديث ابن عون عن محمد ، لم نكتبه إلا من حديث أبي عاصم النبيل عنه ، وهو أحد الثقات الأعلام من أهل البصرة" .
قلت : هذا مما لا شك فيه ، ولكن من يكون محمد بن نعيم الراوي عنه ، وما حاله ؟ فإني لم أعرفه ، ويحتمل أن يكون الأصل (محمد بن أبي نعيم) وعليه يكون محمد بن موسى بن أبي نعيم الواسطي الهذلي ؛ فإنه من هذه الطبقة ، وله ترجمة في "التهذيب" ، وقال في "التقريب" :
"صدوق ، لكن طرحه ابن معين" .
والقاضي محمد بن إسحاق لم أعرفه أيضاً .
(فائدة) : أحمد بن الحسن الأيلي هذا ؛ قد أخرجه له الطبراني حديثاً آخر غير هذا في "المعجم الصغير" و "الأوسط" ، ومع شهرته بالوضع لم يعرفه الهيثمي (2/ 298) ! انظر "الروض النضير" (1155) .
وحديث الترجمة أورده ابن الجوزي في "الموضوعات" (1/ 328) من حديث ابن مسعود ، وأعله بأن فيه مجاهيل . وتعقبه السيوطي في "اللآلي" (1/ 310) بطريق الأيلي ومحمد بن نعيم ، فلم يصنع شيئاً وإن تبعه ابن عراق !
وأما حديث "دفن في الطينة التي خلق منها" ، فهو شيء آخر لا علاقة له بحديث الترجمة ، وهو حسن عندي بمجموع طرقه ، وهو مخرج في "الصحيحة" (1858) .

(/1)


3321 - ( نعم المرء بلال ، لا يتبعه إلا مؤمن ، وهو سيد المؤذنين ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /331 :
$ضعيف جداً$
أخرجه الرافعي في "تاريخ قزوين" (4/ 138) من طريق ميسرة بن علي القزويني في "مشيخته" بسنده عن يزيد بن هارون : حدثنا أبو أمية البصري : حدثنا القاسم بن عوف عن زيد بن أرقم رضي الله عنه : أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال : ... فذكره ، وزاد :
"والمؤذنون أطول الناس أعناقاً يوم القيامة" .
قلت : وهذا إسناد واه ؛ أبو أمية هذا ؛ قال أبو أحمد الحاكم في "الكنى" (1/ 14/ 1-2) :
"وهو إسماعيل بن يحيى ، ويقال : ابن يعلى الثقفي البصري .. ليس بالقوي ، روى عنه زيد بن الحباب ويزيد بن هارون .. قال ابن معين : ليس بشيء" .
وقال ابن حبان في "الضعفاء" (3/ 147) :
"تفرد بالمعضلات عن الثقات ؛ حتى إذا سمعها من العلم صناعته لم يشك أنها موضوعة ، لا تحل الرواية عنه إلا للخواص" .\
وضعفه الدارقطني أيضاً كما في "الميزان" .
والحديث أخرجه البزار (3/ 254/ 2693) ، والطبراني في "الكبير" (5/ 237/ 5119) ، والحاكم (3/ 285) من طرق عن يزيد بن هارون : أنبأنا حسام بن مصك عن قتادة عن القاسم بن ربيعة عن زيد بن أرقم به . وقال الحاكم :
"تفرد به حسام" .
قلت : وبه أعله الهيثمي فقال (9/ 300) :
"وهوضعيف" .
وكذا قال الحافظ ولكنه زاد :
"يكاد أن يترك" .
وقال الذهبي في "المغني" :
"قال الدارقطني : "متروك" ، وقال يحيى : "لا شيء" ، وتركه أحمد" .
والقاسم بن ربيعة مجهول ، وهو القاسم بن عبدالله بن ربيعة بن القانف الثقفي . انظر "تيسير الانتفاع" .
ورواه سليمان بن داود الشاذكوني : حدثنا سهل بن حسام بن مصك : حدثني أبي عن قتادة عن القاسم بن عوف الشيباني عن زيد بن أرقم به .
أخرجه الطبرانب (5118) .
وهذه الرواية موافقة لرواية أبي أمية البصري ؛ لكن الشاذكوني متهم بالوضع . وسهل بن حسام ذكره ابن أبي حاتم (2/ 1/ 197) برواية أخرى عنه ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً .
(تنبيه) : وإنما لم أذكر الزيادة مع الحديث لأنها صحت من حديث معاوية رضي الله عنه . رواه مسلم (2/ 5) ، وأبو عوانة (1/ 133) وغيرهما .

(/1)


3322 - ( سموا السقط يثقل الله به ميزانكم ؛ فإنه يأتي يوم القيامة ويقول : أي رب ! أضاعوني فلم يسموني ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /333 :
$موضوع$
أخرجه الرافعي في "التاريخ" (4/ 144) معلقاً من طريق ميسرة ابن علي في "مشيخته" بإسناده من طريق أبي هدبة قال : سمعت أنساً يقول : سمعت النبي صلي الله عليه وسلم يقول : ... فذكره .
قلت : وهذا موضوع ؛ آفته أبو هدبة ؛ فقد كان كذاباً دجالاً من الدجاجلة كما تقدم ذكره عن الأئمة تحت الحديث (3306) وغيره .
وهو من الأحاديث الكثيرة الموضوعة التي شحن السيوطي بها كتابه "الجامع الصغير" ! وبيض له المناوي في "شرحيه" فلم يتكلم على إسناده بشيء .
وقد روي من طريق آخر عن أبي هدبة بلفظ آخر سيأتي برقم (6563) .

(/1)


3323 - ( وضع صلي الله عليه وسلم قلنسوة وصلى عليها ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /333 :
$ضعيف جداً$
أخرجه القزويني في "تاريخ قزوين" (4/ 145) معلقاً من طريق محمد بن موسى الحرشي : حدثنا أرطاة عن جعفر بن محمد عن أبيه عن علي رضي الله عنه عن النبي صلي الله عليه وسلم أنه وضع ..
قلت : وهذا ضعيف جداً ؛ آفته أرطاة هذا - وهو ابن الأشعث العدوي - ؛ قال ابن حبان (1/ 180) :
"يروي عن الأعمش المناكير التي لا يتابع عليها ، لا يجوز الاحتجاج بخبره بحال ، روى عن الأعمش عن شقيق عن أبي هريرة مرفوعاً : الغنم بركة والإبل عز لأهلها .." الحديث ، ويأتي تخريجه بعد هذا إن شاء الله تعالى .

(/1)


3324 - ( أيما عبد أو امرأة ، قال أو قالت لوليدتها : يا زانية ، ولم تطلع منها على زنى ؛ جلدتها وليدتها يوم القيامة ؛ لأنه لا حد لهن في الدنيا ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /334 :
$موضوع$
أخرجه الحاكم (4/ 370) من طريق عبدالملك بن هارون بن عنترة عن أبيه عن جده عن عمرو بن العاص رضي الله عنه : أنه زار عمة له ، فدعت له بطعام ، فأبطأت الجارية ، فقالت : ألا تستعجلي يا زانية ! فقال عمرو : سبحان الله ! لقد قلت أمراً عظيماً ، هل اطلعت منها على زنى ؟ قالت : لا والله ، فقال عمرو رضي الله عنه : إني سمعت رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول : ... فذكره ، وقال الحاكم :
"صحيح الإسناد" ورده الذهبي بقوله :
"قلت : بل عبدالملك متروك باتفاق ، حتى قيل فيه : دجال" .
قلت : وقد اتهمه الحاكم نفسه فقال في "المدخل" :
"روى عن أبيه أحاديث موضوعة" ! فكأن الحاكم نسي . وقال ابن حبان : "كان يضع الحديث" .

(/1)


3325 - ( ما من ورقة من ورق الهندباء إلا وعليها قطرة من ماء الجنة ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /334 :
$موضوع$
أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (3/ 140/ 2892) : حدثنا أحمد بن داود المكي : حدثنا حفص بن عمر المازني : حدثنا أرطاة بن الأشعث العدوي : حدثنا بشر بن عبدالله بن عمرو بن سعيد الخثعمي قال :
دخلت على محمد بن علي بن حسين وعنده ابنه ، فقال : هلم إلى الغداء . فقلت : قد تغديت يا ابن رسول الله ! فقال : إنه هندباء ! قلت : يا ابن رسول الله ! وما في الهندباء ؟ قال : حدثني أبي عن جدي : أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال : (فذكره) .
ثم أتى بدهن ، فقال : ادهن . فقلت قد ادهنت يا ابن رسول الله ! قال : إنه بنفسج . قلت : وما في البنفسج ؟ قال : حدثني أبي عن جدي قال : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم :
"إن فضل البنفسج على سائر الأدهان كفضل ولد عبدالمطلب على سائر قريش ، وإن فضل دهن البنفسج كفضل الإسلام على سائر الأديان" .
قلت : وهذا حديث موضوع ، ويد الصنع والتركيب فيه ظاهرة ، وفيه آفات :
الأولى : بشر بن عبدالله هذا ؛ فإنه شيعي غير معروف ، والحافظ لما أورده في "اللسان" لم يزد على قوله :
"ذكره الطوسي في الرواة عن أبي جعفر الباقر ، وولده جعفر الصادق رحمة الله عليهما ، وقال : هو من رجال الشيعة" .
فيحتمل أن يكون هو الذي وضعه لما هو معلوم عن الشيعة أنهم أكذب الطوائف إلا من عصم الله ، وقد صرح الحافظ في ترجمة أرطاة : أنه مجهول .
الثانية : أرطاة بن الأشعث ؛ فإنه هالك ، وهاه ابن حبان كما تقدم في الحديث الذي قبله . وفي ترجمته ساق الحافظ حديثه هذا وقال :
"حديث منكر كأنه موضوع" .
قلت : هو موضوع كما جزم به غير واحد على ما يأتي .
الثالثة : حفص بن عمر المازني . قال الحافظ في "اللسان" :
"لا يعرف" .
وقد قبله الضعفاء ، وأسقط من إسناده (أرطاة) - وهو محمد بن يونس السامي - : حدثنا إبراهيم بن الحسن العلاف - بصري - : حدثنا عمر بن حفص المازني عن بشر بن عبدالله عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده الحسين بن علي مرفوعاً بالحديثين دون القصة .
أخرجه أبو نعيم في "الحلية" (3/ 204) وقال :
"حديث غريب من حديث جعفر ، لم نكتبه إلا بهذا الإسناد" .
ومن طريق أبي نعيم وغيره رواه ابن الجوزي في "الموضوعات" (2/ 298-299) وقال :
"عمر بن حفص قال أحمد : خرقنا حديثه . ومحمد بن يونس الكديمي ؛ قال ابن حبان : كان يضع الحديث . ورواه مسعدة بن اليسع عن جعفر بن محمد عن أبيه مرسلاً .. (فذكر حديث الترجمة) .
قال أحمد : مسعدة ليس بشيء خرقنا حديثه منذ دهر وقال الأزدي : "متروك" .
ثم ساق ابن الجوزي ، ومن بعده السيوطي في "اللآلي" (2/ 222-223) من طرق أخرى لا يصح منها شيء ألبية ، وقد ذكر السيوطي نفسه في "الجامع الكبير" في موضعين منه :
"وقال ابن كثير في "جامع المسانيد" : منكر جداً . وقال ابن دحية : موضوع من جميع طرقه" .

(/1)


3326 - ( جبلت القلوب على حب من أحسن إليها ، وبغض من أساء إليها ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /336 :
$باطل$
رواه الرافعي في "تاريخ قزوين" (4/ 172) معلقاً في ترجمة نوح ابن إسماعيل بن إبراهيم القزويني القاضي أبي الحسن - ولم يذكر فيه جرحاً - بإسناده عن أبي عبدالله محمد بن أحمد الكاتب المعروف بـ (المفجع) : حدثنا أبو عبدالله الحسين بن معاذ الأخفش ابن أخي عبدالله بن عبدالوهاب الحجي : حدثنا أبو سلمة موسى بن إسماعيل المنقري : حدثنا حماد بن سلمة قال : قال لي شيخ من قريش :
كنت عند الأعمش ، فأجرى ذكر الحسن بن عمارة ، فقال الأعمش : ظالم ولي المظالم ، ما للحائك والحديث ؟ قال : فأتيت الحسن بن عمارة ؛ فأخبرته الخبر ، فقال : يا غلام ! علي بمنديل وأثواب ، فوجه بها إلى الأعمش . قال : فأتيت الأعمش ، فأجريت ذكر الحسن بن عمارة ، فقال الأعمش : بخ بخ حبذا الحسن ابن عمارة !
قال : قلت : يا أبا محمد ! قلت بالأمس ما قلت ، وتقول اليوم ما تقول ؟ فقال :
حدثنا خيثمة بن عبدالرحمن عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : ... فذكره .
قلت : وهذا حديث موضوع على الأعمش رحمه الله ، وقصة باطلة ، المتهم بوضعها الشيخ القرشي ، وأنا أظن أنه إسماعيل بن أبان الغنوي ، نسبة إلى (غني) ، وهو غني بن يعصر ينتهي نسبه إلى مضر التي منها قريش كما هو معلوم ، وإسماعيل هذا كان يضع على الثقات ، والمشهور عنه أنه يرويه عن الأعمش عن خيثمة عن عبدالله بن مسعود مكان أبي هريرة . هكذا رواه جمع عنه ، وقد تقدم تخريجه برقم (600) من رواية جمع من الأئمة الحفاظ .
وأما رواية أبي هريرة هذه ، فالطريق إلى الشيخ القرشي مظلم ؛ فالحسين بن معاذ الأخفش ، قال في "الميزان" :
"ذكره الخطيب ، وما ذكره بجرح ولا تعديل ، بل ساق له خبراً منكراً اضطرب في إسناده ، وهو خبر باطل" .
ثم ذكر حديث المناداة يوم القيامة : "يا معشر الخلائق طأطئوا رؤوسكم حتى تجوز فاطمة عليها السلام" .
وقد سبق تخريجه برقم (2688) .
و(المفجع) لم أجد له ترجمة .
والحديث عزاه السيوطي في "الجامع الكبير" (13192) للعسكري في "الأمثال" عن ابن عمر . فمن المحتمل أن يكون من رواية الغنوي أيضاً وأنه كان يسنده تارة عن ابن مسعود ، وتارة عن أبي هريرة ، وأخرى عن ابن عمر ، وذلك من تمام كذبه ! والله أعلم .

(/1)


3327 - ( من صلى الخمس فليس من الغافلين ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /338 :
$ضعيف$
أخرجه أبو نعيم في "أخبار أصبهان" (2/ 305-306) : حدثنا علي بن محمد الفقيه : حدثنا إسحاق بن إبراهيم بن زيد : حدثنا محمد بن يعقوب أبو عبدالله الرازي : حدثنا محمد بن علي بن الحسن بن شقيق : سمعت أبي يقول : حدثنا أبو حمزة عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : ... فذكره .
قلت : وهذا إسناد ليس فيهم من ينبغي النظر فيه سوى محمد بن يعقوب هذا ؛ فإن أبا نعيم أورد الحديث في ترجمته ، ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً ، فهو علة الحديث ؛ فإن من فوقه ثقات من رجال "التهذيب" .
وإسحاق بن إبراهيم - وهو أبو عثمان التيمي المعدل - ترجمه أبو نعيم (1/ 220-221) فقال فيه :
"ثقة مأمون . توفي سنة (340)" .
وعلي بن محمد الفقيه يعرف بـ (ماذشاه) ، قال أبو نعيم (2/ 24) :
"كان من شيوخ الفقهاء أحد أعلام الصوفية .. جمع بين علم الظاهر والباطن (!) لا تأخذه في الله لومة لائم ، كان ينكر على المتشبهة بالصوفية وغيرهم من الجهال فساد مقالتهم في الحلول والإباحة والتشبيه .. توفي سنة (414)" .
والحديث عزاه السيوطي في "الجامع الكبير" للديلمي عن أبي هريرة ، ولا أستبعد أن يكون في "مسنده" من طريق أبي نعيم نفسه ؛ فإنه كثير الرواية عنه إسناداً تارة ، وتعليقاً تارة ، ولم أره في أصله المطبوع : "الفردوس" . والله أعلم .

(/1)


3328 - ( من نظر إلى عورة أخيه متعمداً ؛ لم يتقبل الله له صلاة أربعين ليلة ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /339 :
$منكر$
أخرجه أبو نعيم في "أخبار أصبهان" (2/ 308) بسنده عن عثكل ابن عبدالله الفرغاني : حدثنا عبدالرحمن بن واقد : حدثنا زهير بن محمد : حدثنا الربيع ابن محمد عن محمد سيرين عن أبي هريرة أن رسول الله صلي الله عليه وسلم : ... فذكره .
قلت : وهذا إسناد مظلم ضعيف ؛ الربيع بن محمد وعثكل بن عبدالله لم أجد لهما ترجمة .
وعبدالرحمن بن واقد : إن كان البغدادي ؛ فهو صدوق يلغط . وإن كان البصري ؛ فهو مقبول عند الحافظ . والله أعلم .
ثم رأيت في "الميزان" :
"عثكل عن الحسن بن عرفة ، بخبر منكر" .
فيحتمل أن يكون هو الفرغاني هذا ؛ فإنه من طبقته . والله أعلم .
والحديث عزاه السيوطي في "الجامع الكبير" لابن عساكر فقط عن أبي هريرة .
ثم رأيته قد أورده في "ذيل الموضوعات" (ص131) من رواية الديلمي بإسناده عن هارون بن محمد النيسابوري عن الربيع بن صبيح عن محمد بن سيرين به . وقال :
"هارون هو أبو الطيب كذاب" .

(/1)


3329 - (إن لله سبحانه ديكاً أبيض ، جناحاه موشيان بالزبرجد والياقوت واللؤلؤ ، جناح بالمشرق ، وجناح بالمغرب ، رأسه مثني تحت العرش ، قوائمه في الهواء ، يؤذن في كل سحر ، فيسمع تلك الصيحة أهل السماوات والأرض إلا الثقلين : الجن والإنس ، فعند ذلك تجيبه ديوك الأرض ، فإذا دنا يوم القيامة قال الله تعالى : ضم جناحيك ، وغض صوتك ، فيعلم أهل السماوات والأرض إلا الثقلين أن الساعة قد اقتربت ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /340 :
$موضوع$
أخرجه أبو نعيم في "أخبار أصبهان" (2/ 315) من طريق أبي العباس أحمد بن محمد البغدادي : حدثنا عبدالله بن صالح - كاتب الليث - عن رشدين بن سعد عن الحسن بن ثوبان وغيره عن يزيد بن أبي حبيب عن سالم بن عبدالله عن أبيه ، عن النبي صلي الله عليه وسلم قال : ... فذكره .
قلت : وهذا إسناد رجاله معروفون ، وبعضهم بالضعف مشهورون ، مثل عبدالله بن صالح ورشدين بن سعد ، فإن هذا أدركته غفلة الصالحين فخلط في الحديث ؛ كما في "التقريب" ، فلا أدري إذا كان هذا الحديث من تخاليطه أو من عبدالله بن صالح الكاتب ؛ فقد تكلموا فيه كثيراً ، وذكروا له حديثاً ، لكنهم لم يتهموه به ، وإنما اتهموا به خالد بن نجيح وهو جار له كان يضع الحديث في كتب الشيخ ، ويكتب بخط يشبه خط الشيخ . ويرميه في داره بين كتبه فيتوهم الشيخ أنه خطه فيحدث به كما أفاده ابن حبان ، وهو في نفسه سليم الناحية ، ولهذا قال أبو حاتم :
"والأحاديث التي أخرجها أبو صالح في آخر عمره فأنكروها عليه أرى أن هذا مما افتعل خالد بن نجيح يفتعل الكذب ويضعه في كتب الناس . ولم يكن وزن أبي صالح وزن الكذب ، كان رجلاً صالحاً" .
قلت : فيمكن أن يكون هذا الحديث مما افتعله هذا الكذاب ودسه في كتاب عبدالله بن صالح ، ثم رواه دون أن يتنبه له .
هذا إن سلم من الراوي عن أبي العباس أحمد بن محمد البغدادي فإني لم أعرفه ، وفي "تاريخ بغداد" وغيره بهذا الاسم والكنية جماعة بغداديون ، أو نزلوا بغداد لم يتبين لي من هو منهم . والله أعلم .
والحديث عزاه السيوطي "الجامع الكبير" (6957) لأبي الشيخ عن ابن عمر .

(/1)


3330 - ( والذي بعثني بالحق ! لا يعذب الله تعالى يوم القيامة من رحم اليتيم ، وألان له الكلام ، ورحم يتمه وضعفه ، ولم يتطاول على جاره بفضل أعطاه الله .
والذي بعثني بالحق ! لا يقبل الله صدقة من رجل وله قرابة محتاجون إلى صلته ، ويعطيها إلى غيرهم ، والذي نفسي بيده ! لا ينظر الله إليه يوم القيامة ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /342 :
$ضعيف$
أخرجه الطبراني في "المعجم الأوسط" (9/ 382/ 8823) ومن طريقه الأصبهاني في "الترغيب" (1019/ 2505) بسنده عنه قال : أخبرنا المقدام بن داود : أخبرنا خالد بن نزار الأيلي : أخبرنا عبدالله بن عامر الأسلمي عن ابن شهاب عن الأعرج عن أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعاً .
قلت : وهذا إسناد ضعيف مسلسل بالعلل :
الأولى : عبدالله بن عامر الأسلمي ؛ قال الذهبي في "المغني" :
"ضعفه غير واحد" .
ولذا قال الحافظ في "التقريب" :
"ضعيف" .
الثانية : خالد بن نزار الأيلي ، مختلف فيه ، قال الحافظ :
"صدوق يخطىء" .
الثالثة : المقدام بن داود ؛ تكلم فيه أبو حاتم وغيره ، وقال النسائي :
"ليس بثقة" . انظر : "اللسان" .
ومما تقدم نعلم ما في قول المنذري في "الترغيب" من الإجمال في تخريجه بقوله (2/ 33و3/ 231) :
"رواه الطبراني ، ورواته ثقات ، وعبدالله بن عامر الأسلمي قال أبو حاتم : ليس متروك" .
قلت : وهذا إنما يعني أنه ضعيف ، لكنه لا يترك ، ولذلك قال الهيثمي (3/ 117) "رواه الطبراني في "الأوسط" ، وفيه عبدالله بن عامر الأسلمي ، وهو ضعيف" .

(/1)


3331 - ( إذا رأيت أخاك قتيلاً أو مصلوباً فصل عليه ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /343 :
$موضوع$
أخرجه أبو نعيم في "أخبار أصبهان" (2/ 261و323و349) - ومن طريقه الديلمي في "مسنده" (1/ 57/ 1) - ، وأبو الشيخ في "طبقات الأصبهانيين" (281/ 363) معلقاً من طريق المعلى بن هلال عن عبيدالله عن نافع عن ابن عمر قال : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : ... فذكره .
قلت : وهذا موضوع ؛ آفته المعلى هذا ؛ قال الحافظ في "التقريب" :
"اتفق النقاد على تكذيبه" .
والحديث عزاه السيوطي في "الجامع الكبير" (1839) للديلمي وحده عن ابن عمر !

(/1)


3332 - ( من مشى في حاجة أخيه المسلم حتى يقضيها له ؛ أظله الله بخمسة وسبعين ألف ملك إن كان صباحاً حتى يمسي ، وإن كان مساء حتى يصبح ، ولا يرفع قدماً إلا كتب له به حسنة ، ولا يضع قدماً إلا حط عنه به خطيئة ، ويرفع له درجة ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /343 :
$موضوع$
أخرجه أبو نعيم في "أخبار أصبهان" (2/ 332-333) من طريق جعفر بن ميسرة عن ابن عمر وأبي هريرة قالا : سمعنا رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول : ... فذكره .
قلت : وهذا آفته جعفر هذا - وهو جعفر بن أبي جعفر الأشجعي - وهو متهم ؛ فقد قال فيه البخاري وأبو حاتم وابن عدي :
"منكر الحديث" زاد أبو حاتم : "جداً" .
(تنبيه) : الذي في كتب الرجال أنه يروي عن أبيه ميسرة عن ابن عمر . فالظاهر أنه قد سقط من "الأخبار" قوله : "عن أبيه" . والله سبحانه وتعالى أعلم .
والحديث رواه أيضاً الخرائطي في "مكارم الأخلاق" كما في "الجامع الكبير" وليس هو في القطعة المطبوعة من "المكارم" .

(/1)


3333 - ( من زار العلماء فكأنما زارني ، ومن صافح العلماء فكأنما صافحني ، ومن جالس العلماء فكأنما جالسني ، ومن جالسني في الدنيا أجلس إلي يوم القيامة ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /344 :
$موضوع$
أخرجه أبو نعيم في "أخبار أصبهان" (2/ 364) من طريق يعرب ابن خيران : حدثنا محمد بن الفضل بن العباس البلخي - بسمرقند - : حدثنا أبو محمد حمد بن نوح : حدثنا حفص بن عمر العدني عن الحكم عن عكرمة عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : ... فذكره .
قلت : وهذا إسناد واه ؛ حفص بن عمر العدني أورده الذهبي في "المغني" وقال .
"قال النسائي : ليس بثقة"
وقال ابن عدي في "الكامل" (2/ 794) وقد ساق له أحاديث بإسناده هذا :
"وهذه الأحاديث عن الحكم بن أبان ، يرويها عن حفص بن عمر العدني ، والحكم بن أبان وإن كان فيه لين ، فإن حفصاً هذا ألين منه بكثير ، والبلاء من حفص لا من الحكم" .
قلت : ومحمد بن الفضل البلخي ، قال الذهبي في "الميزان" :
"لا أعرفه" .
لكن ذكر الحافظ في "اللسان" أن ابن طرخان ضعفه جداً ، وأن الدارقطني ضعفه .
وحمد بن نوح لم أجد له ترجمة .
ويعرب بن خيران مثله ، إلا أن أبا نعيم أورده لهذا الحديث ، وكناه (أبو يشجب) وسمى جده (داهراً) .
والحديث أورده السيوطي في "ذيل الموضوعات" (ص35) من رواية أبي نعيم هذه و بإسناده ، ثم أعله بقوله :
"حفص كذبه يحيى بن يحيى النيسابوري ، وقال البخاري : منكر الحديث" .
وأقره ابن عراق في "تنزيه الشريعة" (1/ 54و272-273) .
ولست أدري إذا كان ما حكاه من التكذيب والإنكار ثابتاً عن هذين الإمامين ، فإني لم أجد ذلك في شيء من كتب الرجال التي عندي كـ "التهذيب" وغيره . والله أعلم .

(/1)


3334 - ( بحسب امرىء من الإيمان أن يقول : رضيت بالله رباً ، وبمحمد رسولاً ، وبالإسلام ديناً ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /346 :
$منكر بهذا اللفظ$
أخرجه الطبراني في "المعجم الأوسط" (8/ 229-230/ 7468) : حدثنا محمد بن شعيب ، قال : حدثنا أحمد بن إبراهيم ، قال : حدثنا محمد بن عمير عن هشام بن عروة عن أبيه عن ابن عباس مرفوعاً وقال :
"لم يروه عن هشام إلا محمد بن عمير الرازي" .
قلت : قد ذكره ابن حبان في "الثقات" (9/ 27) وقال :
".. بن أبي الغريق الهمداني الكوفي .." .
وذكر أنه روى عنه ابن نمير وأبو نعيم .
وكذا في "تاريخ البخاري" و "الجرح والتعديل"لابن أبي حاتم ، ولم يذكرا فيه جرحاً ولا تعديلاً .
والحديث أورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" (1/ 53) برواية الطبراني هذه ، ونقل كلامه المذكور ، وعقب عليه بقوله :
"قلت : ذكره ابن حبان في الثقات" . ولم يزد . وهو شديد الثقة بتوثيق ابن حبان حتى بالمجهولين من ثقاته ، وهذا مجهول الحال عندي ، فحديثه يتحمل التحسين . والله أعلم .
لكن فاته إعلاله بالراوي عنه (أحمد بن إبراهيم) وهو (النرمقي) كما جاء هكذا منسوباً في حديث آخر له في "المعجم الصغير" ، لكن وقع فيه محرفاً إلى (الزمعي) ، حتى في الطبعة الجديدة منه تحقيق الشيخ محمد شكور (2/ 131) ، ولم يعلق عليه بشيء كما هي عادته ! وعلى الصواب وقع في الحديث المشار إليه في "أخبار أصبهان" (2/ 252) من روايته عن الطبراني .
وقد ذكره السمعاني تحت هذه النسبة ، وقال (5/ 480) :
"... بفتح النون والميم بينهما الراء ، وفي آخرها القاف . هذه النسبة إلى (نرمق) ، وهي قرية من قرى (الري) يقال لها : (نرمه) ، منها (أحمد بن إبراهيم النرمقي الرازي) ، يروي عن سهل بن عبدربه السندي . روى عنه محمد ابن المرزبان الأدمي الشيرازي ، شيخ أبي القاسم الطبراني" .
قلت : وابن المرزبان هذا له ذكر تحت الحديث الآتي برقم (3420) :
وأما (محمد بن شعيب) شيخ الطبراني في هذا الحديث ، فقد قال الهيثمي في "المجمع" (1/ 265) - وقد خرج له حديثاً آخر من رواية الطبراني في "الأوسط" (وهو فيه برقم 7485) - :
"ورجاله موثقون ، إلا شيخ الطبراني محمد بن شعيب ؛ فإني لم أعرفه" .
فأقول : بل هو معروف ، ومترجم في "طبقات الأصبهانيين" لأبي الشيخ (4/ 276/ 518) ، و"أخبار أصبهان" لأبي نعيم (2/ 252) ، وأورده الشيخ الأنصاري في كتابه المفيد "البلغة" (ص289/ 568) ، وروى له الطبراني في "الأوسط" (ج8) ثلاثةً وثلاثين حديثاً .
ويغني عن هذا الحديث قوله صلي الله عليه وسلم :
"من قال : رضيت بالله رباً .." الحديث وفيه : "وجبت له الجنة" .
وهو مخرج في "الصحيحة" (334) .

(/1)


3335 - ( أوتيت مفاتيح كل شيء إلا الخمس : ( إن الله عنده علم الساعة ، مينزل الغيث ، ويعلم ما في الأرحام ، وما تدري نفس ماذا تكسب غداً ، وما تدري نفس بأي أرض تموت ، إن الله عليم خبير ) ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /348 :
$شاذ أوله$
أخرجه أحمد (2/ 86) : حدثنا محمد بن جعفر : حدثنا شعبة عن عمر بن محمد بن زيد أنه سمع أباه محمداً يحدث عن ابن عمر عن النبي صلي الله عليه وسلم قال : ... فذكره .
وأخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (3/ 198/ 2) من طريق الإمام أحمد .
قلت : وهذا إسناد صحيح ، رجاله كلهم ثقات على شرط الشيخين ، وقد أخرجه البخاري في تفسير لقمان (8/ 395-فتح) من طريق ابن وهب : حدثني عمر بن محمد بن زيد أن أباه حدثه به بلفظ :
"خمس لا يعلمهن إلا الله .." ، دون قوله : "أوتيت" . وقال الحافظ :
"هكذا قال ابن وهب (يعني في الإسناد) ، وخالفه أبو عاصم فقال : عن عمر بن محمد بن زيد عن ابن عمر . أخرجه الإسماعيلي ، فإن كان محفوظاً احتمل أن يكون لعمر بن محمد فيه شيخان : أبوه وعم أبيه" .
قلت : وخالفهما شعبة فقال - كما تقدم - : عن عمر بن محمد بن زيد : أنه سمع أباه محمداً ... كما في رواية أحمد هذه ولم يقف الحافظ عليها ، ولعلها أصح من رواية الاثنين ؛ فإنها من جهة توافق رواية أبي عاصم في قوله : "عمر بن محمد بن زيد" ، فباجتماعهما تترجح على رواية ابن وهب ، ومن جهة أخرى تخالفها في قوله : "عن سالم" بدل : "عن أبيه" . والله أعلم .
ولرواية سالم أصل كما يأتي ، فقد رواه ابن شهاب عنه عن أبيه مرفوعاً به دون "أوتيت" .
أخرجه البخاري أيضاً (8/ 219) ، وأحمد (2/ 122) ، والطبراني (3/ 194/ 2) .
وأخرجه الطيالسي في "مسنده" (1809) : حدثنا ابن سعد عن الزهري به بلفظ :
"أتي نبيكم مفاتيح الغيب إلا الخمس ، ثم تلا هذه الآية ..." .
وهذا إسناد صحيح أيضاً ، لكن قال الحافظ :
"وأظنه دخل له متن في متن ؛ فإن هذا اللفظ أخرجه ابن مردويه من طريق عبدالله بن سلمة عن ابن مسعود نحوه" .
قلت : وأخرجه أيضاً أحمد (1/ 386و438و445) ، والطبري في "تفسيره" (11/ 401/ 13305) ، وأبو يعلى (5153) ، والحميدي (124) من هذا الوجه ، وفيه ضعف ؛ لأن عبدالله بن سلمة قال الحافظ :
"صدوق تغير حفظه" .
وللحديث طريق أخرى عن ابن عمر مرفوعاً به دون الزيادة ؛ أخرجه البخاري (2/ 435) ، وأحمد (2/ 24و52و58) من طريق سفيان عن عبدالله بن دينار عنه .
وجملة القول ؛ أن هذه الزيادة "أوتيت" ، لم يطمئن القلب لثبوتها ، وإن كان إسنادها صحيحاً كما تقدم ؛ لتفرد الراوي بها دون سائر الطرق ، ولعدم وجود الشاهد المعتبر لها ، فهي شاذة . وخفي هذا على المعلق على "مسند أبي يعلى" ،فجعل حديث ابن عمر من رواية الطيالسي والبخاري الأخيرة شاهداً لحديث ابن مسعود الذي فيه الزيادة المنكرة . وكثيراً ما يقع له مثل هذا الخلط ، وهو مما يدل على حداثته في هذا العلم .

(/1)


3336 - ( أوحى الله إلى داود : قل للظلمة : لا يذكروني ؛ فإني أذكر من ذكرني ، وإن ذكري إياهم أن ألعنهم ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /350 :
$ضعيف$
أخرجه البيهقي في "الشعب" (2/ 420/ 1) ، والديلمي (1/ 2/ 328) من طريق الحاكم : حدثنا علي بن عيسى بن إبراهيم : حدثنا جعفر بن محمويه الفارسي : حدثنا محمد بن المثنى : حدثنا مؤمل بن إسماعيل : حدثنا سفيان عن الأعمش عن المنهال عن عبدالله عن الحارث بن نوفل عن عبدالله بن عباس مرفوعاً ، ولم يرفعه البيهقي .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ مؤمل بن إسماعيل سيىء الحفظ ؛ كما في "التقريب" ، ولعل الاضطراب في رفعه منه ، والوقف بالحديث أشبه ؛ لأنه بالإسرائيليات أليق .
نعم رواه سعيد [ بن ] رحمة قال : حدثنا أبو إسحاق الفزاري عن الأعمش مرفوعاً .
أخرجه أبو الحسين الأبنوسي في "الفوائد" (19/ 1) .
لكن سعيداً هذا قال ابن حبان :
"لا يجوز أن يحتج به لمخالفته الأثبات" .

(/1)


3337 - ( أوحى الله إلى نبي من الأنبياء : قل لفلان العابد : أما زهدك في الدنيا فتعجلت راحة نفسك ، وأما انقطاعك إلي فتعززت بي : فماذا عملت فيما لي عليك ؟ قال : يا رب ! وماذا لك علي ؟ قال : هل واليت لي ولياً أو عاديت لي عدواً ؟! ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /351 :
$ضعيف$
رواه أبو القاسم إسماعيل الحلبي في "حديثه" (ق112/ 1-2) ، وأبو نعيم في "الحلية" (10/ 316-317) ، والخطيب في "التاريخ" (3/ 202) من طريق علي بن عبدالحميد الغضائري : حدثنا محمد بن محمد بن أبي الورد قال : حدثنا سعيد بن منصور : حدثنا خلف بن خليفة عن حميد الأعرج عن عبدالله بن الحارث عن عبدالله بن مسعود مرفوعاً .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ حميد الأعرج ضعيف .
وخلف بن خليفة ، قال الحافظ : "صدوق اختلط في الآخر ، وادعى أنه رأى عمرو بن حريث الصحابي ، فأنكر عليه ذلك ابن عيينة وأحمد" .
وبقية الرجال ثقات غير ابن أبي الورد فلم أجد من وثقه ، وقد ترجمه الخطيب في "التاريخ" (3/ 201) بأنه كان حسن الطريقة ، مشهوراً بالفضل معروفاً بالعبادة ، وأسند أحاديث قليلة . مات سنة اثنتين أو ثلاث وستين ومائتين .
وأما قول المناوي :
"وفيه علي بن عبدالحميد ، قال الذهبي : مجهول" .
فهو وهم من المناوي ؛ لأن علي بن عبدالحميد الغضائري هو غير علي بن عبدالحميد المجهول ، فقد ترجمه الخطيب (12/ 29-30)
وقال : وكان ثقة مات ثلاث عشرة وثلاث مئة . وقال فيه السمعاني في "الأنساب" :
"وكان من الصالحين الزهاد الثقات" .

(/1)


3338 - ( أوصاني الله بذي القربى ، وأمرني أن أبدأ بالعباس ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /352 :
$ضعيف$
أخرجه الحاكم (3/ 334) من طريق محمد بن عزيز : حدثني سلامة بن روح عن عقيل بن خالد عن ابن شهاب قال : قال عبدالله بن ثعلبة رضي الله عنه ، قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : ... فذكره .
قلت : سكت عليه الحاكم ، وإسناده ضعيف ، وفيه علل :
الأولى : عبدالله بن ثعلبة - وهو ابن صعير - ؛ قال الحافظ :
"له رؤية ، ولم يثبت له سماع" .
الثانية : سلامة بن روح ؛ قال الحافظ :
"صدوق له أوهام ، وقيل : لم يسمع من عمه عقيل بن خالد" .
الثالثة : محمد بن عزيز ؛ قال الحافظ :
"فيه ضعف ، وقد تكلموا في صحة سماعه من عمه سلامة" .

(/1)


3339 - ( إن أوثق الدعاء أن تقول : اللهم ! أنت ربي ، وأنا عبدك ، ظلمت نفسي ، واعترفت بذنبي ، ولا يغفر الذنوب إلا أنت ، رب اغفر لي ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /352 :
$ضعيف$
أخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (667) من طريق محمد بن مسلم عن ابن أبي حسين قال : أخبرني عمرو بن أبي سفيان عن أبي هريرة مرفوعاً .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ، رجاله ثقات غير محمد بن مسلم - وهو الطائفي - ؛ قال الحافظ :
"صدوق يخطىء" . ولذلك روى له مسلم متابعة .
والحديث أورده السيوطي في "الجامع" من رواية محمد بن نصر في "الصلاة" عن أبي هريرة بلفظ : "أوفق الدعاء ..." ، وزاد بعد قوله : "واعترفت بذنبي" :
"يا رب فاغفر لي ذنبي ، إنك أنت ربي ، وإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت" .
ولم يتكلم على إسناده المناوي بشيء !
وانظر : "ضعيف أبي داود" (271) .

(/1)


3340 - ( أوصي الخليفة من بعدي بتقوى الله ، وأوصيه بجماعة المسلمين أن يعظم كبيرهم ويرحم صغيرهم ويوقر عالمهم وأن لا يضربهم فيذلهم ولا يوحشهم فيكفرهم وأن لا يخصيهم فيقطع نسلهم ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /353 :
$ضعيف$
أخرجه البيهقي (8/ 161) من طريق شهر بن حوشب عن أبي أمامة مرفوعاً .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ شهر بن حوشب سيىء الحفظ .

(/1)


3341 - ( أوحى الله عز وجل إلى إبراهيم عليه السلام : يا خليلي ! حسن خلقك ولو مع الكفار ؛ تدخل مداخل الأبرار ، فإن كلمتي سبقت لمن حسن خلقه : أن أظله تحت عرشي ، وأن أسقيه من حظيرة قدسي ، وأن أدنيه من جواري ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /353 :
$ضعيف$
رواه أبو نعيم في "الأربعين الصوفية" (55/ 1) ، وابن عساكر (2/ 172/ 2) ، وأبو مطيع المصري في "الأمالي" (2/ 36/ 2) ، والأصبهاني في "الترغيب" (118/ 1) ، والرافعي في "تاريخه" (2/ 331) عن مؤمل بن عبدالرحمن الثقفي عن أبي أمية بن يعلى عن سعيد بن أبي سعيد المقبري عن أبي هريرة مرفوعاً .
ورواه أبو عبدالرحمن السلمي في "الأربعين في أخلاق الصوفية" (3/ 1) وعنه ابن عساكر عن سليمان بن الربيع الخزاز : أخبرنا كادح بن رحمة عن أبي أمية ابن يعلى به .
وقد وجدت له طريقاً أخرى ؛ فقال أبو منصور بن زياد في "الأربعين" (194/ 2) : حدثنا أبو الحسين الحسن بن محمد بن داود : حدثنا يعرب بن خيران : حدثنا جعفر بن محمد : حدثنا عباس الترقفي : حدثنا محمد بن يوسف عن الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي هريرة مرفوعاً ، دون قوله : "تدخل مداخل الأبرار" و "أن أدنيه من جواري" .
قلت : الإسناد الأول ضعيف ؛ أبو أمية بن يعلى ، ضعفه الدارقطني ، وقال ابن حبان : "لا تحل الرواية عنه إلا للخواص" .
ومؤمل بن عبدالرحمن الثقفي ضعيف ؛ كما في "التقريب" وغيره .
وهو متابع (عند الأولين) لكادح بن رحمة - وهذا كذاب - .
والراوي عنه سليمان بن الربيع الخزاز ؛ قال الذهبي :
"أحد المتروكين" .
والطريق الأخرى من دون الترقفي لم أعرفهم ؛ وأبو منصور بن زياد نفسه كان شيخ الصوفية في زمانه ؛ توفي سنة 418 ، ولم أجد من أفصح عن حاله في الحديث ، فالله اعلم به .
وأخرجه ابن عساكر أيضاً من طريق عثمان بن عمرو الدباغ : أخبرنا ابن علاثة عن الأوزاعي به .
وابن علاثة هو محمد بن عبدالله ، صدوق يخطىء ؛ كما في "التقريب" .
وعثمان بن عمرو الدباغ ؛ قال الذهبي : وهاه الأزدي .
والحديث عزاه السيوطي للطبراني في "الأوسط" ، وقال المناوي :
"وضعفه المنذري ، ولم يوجهه ، وقال الهيثمي : فيه مؤمل بن عبدالرحمن وهو ضعيف" .
قلت : وفاته أن شيخه أبا أمية أضعف منه !
ومن طريق الطبراني أخرجه أبو مطيع المصري .

(/1)


3342 - ( إنها حبة أبيك ورب الكعبة ! ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /355 :
$ضعيف$
أخرجه أبو داود (4898) ، وأحمد (6/ 130) من طريق علي بن زيد بن جدعان عن أم محمد امرأة أبيه - وزعموا أنها كانت تدخل على أم المؤمنين - قالت : قالت أم المؤمنين :
دخل علي رسول الله صلي الله عليه وسلم معندنا زينب بنت جحش ، فجعل يصنع شيئاً بيده ، فقلت بيده ، حتى فطنته لها ، فأمسك ، وأقبلت زينب تقحم لعائشة رضي الله عنها فنهاها ، فأبت تنتهي ، فقال لعائشة : سبيها ، فسبتها ، فغلبتها ، فانطلقت زينب إلى علي رضي الله عنه فقال : إن عائشة رضي الله عنها وقعت بكم ، وفعلت ، فجاءت فاطمة فقال لها : (فذكره) . فانصرفت ، فقالت له : إني قلت له : كذا وكذا ، فقال لي : كذا وكذا ، قال : وجاء علي رضي الله عنه إلى النبي صلي الله عليه وسلم ، فكلمه في ذلك" .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ لضعف ابن جدعان . وامرأة أبيه أم محمد مجهولة لم يوثقها أحد .

(/1)


3343 - ( إني أشهد عدد تراب الدهناء أن مسيلمة كذاب ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /356 :
$ضعيف$
أخرجه ابن حبان وابن أبي عاصم وابن السكن والطبراني من طريق حاجب بن قدامة عن عيسى بن خثيم عن وبر بن مشهر الحنفي أنه أخبره أن مسيلمة بعثه هو وابن النواحة وابن الشعاف الحنفي حتى قدموا على رسول الله صلي الله عليه وسلم ، قال وبر : وهما كانا أسن مني ، فتشهدا ، ثم شهدا لرسول الله صلي الله عليه وسلم أنه رسول الله ، وأن مسيلمة من بعده ! قال : فأقبل علي فقال : "بم تشهد يا غلام ؟" فقال : أشهد بما شهدت به ، وأكذب بما كذبت به . قال : فإني .... (فذكره) . قال وبر : شهدت بما شهدت به . فأمر بهما فأخرجا ، وأقام وبر بن مشهر عند رسول الله صلي الله عليه وسلم يتعلم القرآن حتى قبض رسول الله صلي الله عليه وسلم ، ورجع صاحباه . كذا في "الإصابة" .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ، عيسى بن خثيم ، وحاجب بن قدامة ، أوردهما ابن أبي حاتم (3/ 1/ 274و1/ 2/ 284) ولم يذكر فيهما جرحاً ولا تعديلاً . وأما ابن حبان فذكرهما في "الثقات" (1/ 162و2/ 67) .
ومن هذا الوجه أخرجه البخاري في "التاريخ" (4/ 2/ 183-184) ، والطبراني في "المعجم الكبير" (22/ 153-154/ 412) .

(/1)


3344 - ( أول ما افترض الله على أمتي الصلوات الخمس ، وأول ما يرفع من أعمالهم الصلوات الخمس ، وأول ما يسألون عنه الصلوات الخمس ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /357 :
$ضعيف$
أخرجه أبو نعيم في "الحلية" (5/ 233) من طريق أبي غسان مالك بن يحيى السوسي : حدثنا معاوية بن يحيى أبو عثمان الشامي : حدثنا عبدالرحمن بن عمرو الأوزاعي عن بلال عن عبدالله بن عمر مرفوعاً .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ، من دون الأوزاعي لم أجد من ترجمهما .
وبلال هو ابن سعد بن تميم الأشعري ، وهو ثقة .
والحديث عزاه السيوطي للحاكم في "الكنى" عن ابن عمر بزيادة طويلة . ولم يتكلم المناوي على إسناده بشيء .

(/1)


3345 - ( أول ما نهاني عنه ربي بعد عبادة الأوثان ، شرب الخمر ، وملاحاة الرجال ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /357 :
$ضعيف جداً$
أخرجه الطبراني ، وعنه أبو نعيم في "الحلية" (9/ 303) من طريق عمرو بن واقد : حدثنا إسماعيل بن عبيدالله عن أم الدرداء عن يونس بن حبيش عن أبي إدريس الخولاني عن معاذ بن جبل مرفوعاً .
قلت : وهذا إسناد ضعيف جداً ؛ عمرو بن واقد متروك كما في "التقريب" . ويونس بن حبيش لم أعرفه .
أورده الهيثمي في "المجمع" (5/ 53) من رواية أبي الدرداء أو معاذ بن جبل مرفوعاً وقال :
"رواه البزار والطبراني وفيه عمرو بن واقد ، وهو متروك رمي بالكذب ، وقال محمد بن المبارك الصوري : كان صدوقاً ، ورد قوله ، والجمهور ضعفوه" .
ثم رأيت الحديث في "زوائد البزار" (ص162) من طريق عمرو بن واقد عن إسماعيل بن عبدالله عن أم الدرداء عن أبي الدرداء ، ويونس عن أبي إدريس عن معاذ عن النبي صلي الله عليه وسلم قال : ... فذكره ، وقال :
"لا نعلم يروى متصلاً إلا بهذا الإسناد ، وعمرو ليس بالقوي ، ومن عداه ثقات" .
قلت : فتبين لي في إسناد "الحلية" سقطاً وتحريفاً ، وأن صوابه :
".... عن أم الدرداء [ عن أبي الدرداء ] ، وعن يونس بن حلبس عن أبي إدريس الخولاني عن معاذ ..." .

(/1)


3346 - ( إني دخلت الكعبة ، ولو استقبلت من أمري ما استدبرت ما دخلتها ، إني أخاف أن أكون قد شققت على أمتي [ من بعدي ] ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /358 :
$ضعيف$
رواه أبو داود (2029) ، والترمذي (1/ 165) ، وابن ماجه (3064) ، والحاكم (1/ 479) ، والبيهقي (5/ 159) ، وأحمد (6/ 127) كلهم من طريق إسماعيل بن عبدالملك عن عبدالله بن أبي مليكة عن عائشة : أن النبي صلي الله عليه وسلم خرج من عندها وهو مسرور ، ثم رجع إليها وهو كئيب فقال : ... فذكره . وقال الحاكم :
"هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه" ، ووافقه الذهبي !
قلت : وإسماعيل بن عبدالملك صدوق كثير الوهم ؛ كما قال الحافظ في "التقريب" .

(/1)


3347 - ( أول ما يرفع من هذه الأمة الحياء والأمانة ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /359 :
$ضعيف$
رواه الخرائطي في "مكارم الأخلاق" (ص50) ، والقضاعي في "مسند الشهاب" (2/ 11/ 2) عن قزعة بن سويد قال : أخبرنا داود بن أبي هند قال : مررت على غاز بالجديلة فقال : سمعت أبا هريرة يقول : ... فذكره مرفوعاً .
قلت : وهو إسناد ضعيف ؛ من أجل قزعة هذا ، قال الحافظ :
"ضعيف" .
وله طريق آخر في "مسند أبي يعلى" (11/ 6634) ، وقال الهيثمي في "المجمع" (7/ 321) - فيه - :
".. وفيه أشعث بن بزار ، وهو متروك" .
ثم هناك (الرجل الغازي) الذي لقيه بجديلة ،؛ فهو مجهول .

(/1)


3348 - ( أيغلب قوم سئلوا عما لا يعلمون ؟ فقالوا : لا نعلم حتى نسأل نبيناً ، لكنهم قد سألوا نبيهم ، فقالوا : أرنا الله جهرة ؟! علي بأعداء الله ، إني سائلهم عن تربة الجنة ، وهي الدرمك ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /359:
$ضعيف$
أخرجه الترمذي (2/ 234) عن مجالد عن الشعبي عن جابر بن عبدالله قال :
قال ناس من اليهود لأناس من أصحاب النبي صلي الله عليه وسلم : هل يعلم نبيكم عدد خزنة جهنم ؟ قالوا : لا ندري ، حتى نسأل نبينا ، فجاء رجل إلى النبي صلي الله عليه وسلم ، فقال : يا محمد غلب أصحابك اليوم ! قال : وبم غلبوا ؟ قال : سألهم يهود : هل يعلم نبيكم عدد خزنة جهنم ؟ قال : فما قالوا ؟ قال : قالوا: لا ندري حتى نسأل نبينا ، قال (فذكره) . فلما جاؤوا ، قالوا : يا أبا القاسم ! كم عدد خزنة جهنم ؟ قال : "هكذا و هكذا ، في مرة عشرة ، وفي مرة تسع" ، قالوا : نعم ، قال لهم النبي صلي الله عليه وسلم : "ما تربة الجنة ؟" قال : فسكتوا هنيهة ، ثم قالوا : أخبرنا يا أبا القاسم ! فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم : "الخبز من الدرمك" . وقال :
"هذا حديث غريب ؛ إنما نعرفه من هذا الوجه من حديث مجالد" .
قلت : وهو ضعيف . قال الحافظ : "ليس بالقوي" .
(فائدة) : الدرمك : هو الدقيق الحواري كما في "النهاية" لابن الأثير . ولهذه الجملة الأخيرة شاهد من حديث أبي سعيد الخدري مرفوعاً نحوه ، متفق عليه ، ولذلك كنت أخرجتها في "الصحيحة" (1438) .

(/1)


3349 - ( إنه سيأتيكم أقوام من بعدي يطلبون العلم ، فرحبوا بهم ، وحبوهم ، وعلموهم ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /360 :
$موضوع$
أخرجه ابن ماجه (248) عن المعلى بن هلال عن إسماعيل قال : دخلنا على الحسن نعوده حتى ملأنا البيت ، فقبض رجليه ، ثم قال : دخلنا على أبي هريرة نعوده حتى ملأنا البيت فقبض رجليه ، ثم قال : دخلنا على رسول الله صلي الله عليه وسلم حتى ملأنا البيت ، وهو مضطجع لجنبه ، فلما رآنا قبض رجليه ثم قال : ... فذكره .
قلت : وهذا إسناد موضوع ؛ آفته المعلى بن هلال كذبه أحمد وابن معين وغيرهما ونسبه إلى وضع الحديث غير واحد .
وإسماعيل - وهو ابن مسلم المكي - ضعيف .

(/1)


3350 - ( اهرق الخمرة ، واكسر الدنان ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /361 :
$ضعيف$
أخرجه الترمذي (2/ 262-تحفة) من طريق ليث عن يحيى بن عباد عن أنس عن أبي طلحة أنه قال : يا نبي الله إني اشتريت خمراً لأيتام في حجري ؟ قال : ... فذكره . وقال :
"روى الثوري هذا الحديث عن السدي عن يحيى بن عباد عن أنس : أن أبا طلحة كان عنده . وهذا أصح من حديث الليث" .
ثم اسنده عن الثوري به بلفظ :
"قال أنس : سئل رسول الله صلي الله عليه وسلم : أيتخذ الخمر خلاً ؟ قال : لا" .

(/1)


3351 - ( أهل البدع شر الخلق والخليقة ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /361 :
$ضعيف$
رواه أبو علي الختلي الحربي في جزء من "الأمالي" (2/ 1) ، وأبو نعيم في "الحلية" (8/ 291) وفي "أخبار أصبهان" (2/ 90و158) معلقاً من طرق ، وابن عساكر (19/ 236/ 2) عن محمد بن عبدالله بن عمار الموصلي : حدثنا المعافى بن عمران عن الأوزاعي عن قتادة عن أنس مرفوعاً . وقال أبو نعيم :
"تفرد به المعافى عن الأوزاعي بهذا اللفظ ، رواه عيسى بن يونس عن الأوزاعي نحوه" .
قلت : وهذا إسناد رجاله كلهم ثقات معروفون ولولا أني أخشى أن يكون قتادة لم يسمعه من أنس لحكمت عليه بالصحة .

(/1)


3352 - ( أول ما يوضع في الميزان الخلق الحسن ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /362 :
$ضعيف$
أخرجه الطبراني ، وابن أبي حاتم في "العلل" (2/ 247) ، وأبو نعيم في "الحلية" (5/ 75) من طريق عن شريك عن خلف بن حوشب عن ميمون بن مهران قال : قلت لأم الدرداء : سمعت من رسول الله صلي الله عليه وسلم شيئاً ؟ قالت : سمعته يقول : ... فذكره .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ شريك هو ابن عبدالله القاضي ، وهو ضعيف لسوء حفظه . وقال ابن أبي حاتم عقبه :
"رواه ابن عيينة عن عمرو بن دينار عن ابن أبي مليكة عن يعلى بن مملك عن أم الدرداء عن أبي الدرداء . ورواه شعبة عن القاسم بن أبي بزة عن عطاء الكيخاراني عن أم الدرداء عن أبي الدرداء . قال أبي : كل هذا صحيح إلا حديث خلف بن حوشب ؛ فإن أم الدرداء هذه لم تسمع من النبي صلي الله عليه وسلم شيئاً" .
قلت : وخلف ثقة ، فالعلة من الراوي عنه كما ذكرنا .
وفيه علة أخرى في المتن ، وهي أن حديث عمرو بن دينار وشعبة اللذين أشار إليهما ابن أبي حاتم لفظه : "أثقل" بدل : "أول" . وهو الصحيح ، وهو مخرج في "سلسلة الأحاديث الصحيحة" (784و875) .

(/1)


3353 - ( أول من اختضب بالحناء والكتم إبراهيم خليل الرحمن ، وأول من اختضب بالسواد فرعون ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /362 :
$ضعيف$
رواه الديلمي في "المسند" (1/ 1/ 6) من طريق عبدالله بن موسى الخلمي : حدثنا منصور مولى عمار عن أنس قال : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : ... فذكره . وقال ابن حجر :
"قلت ...." وبيض له !
قلت : وهذا إسناد مظلم لم أعرف الخلمي هذا ولا أورده ابن الأثير في "اللباب" ، ولم أطل الآن أصله "الأنساب" ، وما أظنه فيه .
ومنصور مولى عمار ، ظنه المناوي منصور بن عمار الزاهد فقال :
"وفيه منصور بن عمار . قال العقيلي : فيه تجهم . وقال الذهبي : له مناكير" .
قلت : وهذا وهم ؛ فإن صاحب هذا الحديث منصور مولى عمار ، وذاك منصور ابن عمار . ثم إن المولى تابعي كما ترى . وابن عمار من طبقة شيوخ أحمد ودون الخلمي هذا ، فاختلفا .

(/1)


3354 - ( ألا احتطت يا أبا بكر ؛ فإن البضع ما بين ثلاث إلى تسع ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /363 :
$ضعيف بتمامه$
أخرجه الترمذي (4/ 160-تحفة) ، والطحاوي في "المشكل" (4/ 125و126) ، والطبري في "تفسيره" (21/ 12) ، والحربي في "الغريب" (5/ 76/ 2) ، وابن عساكر في "التاريخ" (1/ 355) ، وأبو نعيم في "تاريخ الأصبهان" (2/ 324) من طريق عبدالله بن عبدالرحمن الجمحي : حدثني ابن شهاب الزهري عن عبيدالله بن عبدالله بن عتبة عن ابن عباس :
أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال لأبي بكر في مناحبة (الم . غلبت الروم) : ... فذكره .
قال الجمحي : المناحبة : المراهنة .
وقال الترمذي :
حديث غريب حسن من هذا الوجه" .
قلت : الجمحي هذا لم تثبت عدالته وإن وثقه ابن حبان ؛ فقد قال ابن معين : "لا أعرفه" . وقال ابن عدي :
"مجهول" . وقال الدارقطني :
"ليس بالقوي" . وقال غيره : محله الصدق .
لكنه قد توبع على أصل الحديث ، يرويه أبو إسحاق الفزاري عن سفيان الثوري عن حبيب بن أبي عمرة عن سعيد بن جبير عن ابن عباس في قوله : (الم . غلبت الروم) قال :
غلبت ، وغلبت . قال : كان المشركون يحبون أن تظهر فارس على الروم ؛ لأنهم أهل أوثان ، وكان المسلمون يحبون أن تظهر الروم على فارس ؛ لأنهم أهل كتاب ، فذكره لأبي بكر ، فذكره أبو بكر لرسول الله صلي الله عليه وسلم : "أما إنهم سيغلبون" . قال : فذكره أبو بكر لهم ، فقالوا : اجعل بيننا وبينك أجلاً ؛ فإن ظهرنا كان لنا كذا وكذا ، وإن ظهرتم كان لكم كذا وكذا ؛ فجعل أجلاً خمس سنين ، فلم يظهروا ، فذكر ذلك أبو بكر للنبي صلي الله عليه وسلم ، فقال ألا جعلتها إلى دون - قال : أراه قال : العشر - قال : قال سعيد بن جبير : البضع ما دون العشر ، ثم ظهرت الروم بعد ، قال : فذلك قوله : (الم . غلبت الروم) إلى قوله : (ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله)" .
أخرجه الترمذي ، وأحمد (1/ 276و304) ، والطبري (21/ 12) ، وابن عساكر (1/ 357) ، وكذا الحاكم (2/ 410) ، وقال :
"صحيح على شرط الشيخين" ووافقه الذهبي . وهو كما قالا ، وقال الترمذي :
"حديث حسن صحيح غريب ، إنما نعرفه من حديث سفيان الثوري عن حبيب بن أبي عمرة" .
وله شاده من حديث دينار بن مكرم الأسلمي قال :
"لما نزلت (الم . غلبت الروم . في أدنى الأرض وهم من بعد غلبهم سيغلبون . في بضع سنين) ، فكانت فارس يوم هذه الآية قاهرين للروم ، وكان المسلمون يحبون ظهور الروم عليهم ؛ لأنهم وإياهم أهل كتاب ، وذلك قول الله تعالى : (ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله ينصر من يشاء وهو العزيز الرحيم) فكانت قريش تحب ظهور فارس ؛ لأنهم وإياهم ليسوا بأهل كتاب ولا إيمان ببعث ، فلما أنزل الله تعالى هذه الآية خرج أبو بكر الصديق رضي الله عنه يصيح في نواحي مكة (الم . غلبت الروم . في أدنى الأرض وهم من بعد غلبهم سيغلبون . في بضع سنين) . قال ناس من قريش لأبي بكر : فذلك بيننا وبينكم ، زعم صاحبكم أن الروم ستغلب فارس في بضع سنين ، أفلا نراهنك على ذلك ؟ قال : وذلك قبل تحريم الرهان ، فارتهن أبو بكر والمشركون ، وتواضعوا الرهان ، وقالوا لأبي بكر : لم تجعل البضع ثلاث سنين إلى تسع سنين ؟ فسم بيننا وبينك وسطاً ننتهي إليه ، قال : فسموا بينهم ست سنين . قال : فمضت الست سنين قبل أن يظهروا ، فأخذ المشركون رهن أبي بكر ، فلما دخلت السنة السابعة ظهرت الروم على فارس فعاب المسلمون على أبي بكر تسميته ست سنين ؛ لأن الله تعاى قال : (في بضع سنين) [ 4/الروم ] .قال : وأسلم عند ذلك ناس كثير" .
أخرجه الترمذي ، وأبو الشيخ في "طبقات الأصبهانيين" (ص329) من طريق ابن أبي الزناد عن أبي الزناد عن عروة بن الزبير عنه ، وقال :
"حديث صحيح حسن غريب" .
قلت : إسناده حسن .
وله شواهد أيضاً مرسلة عن قتادة وجابر بن زيد عند الطبري ، وعبيدالله بن عبدالله بن عتبة بن مسعود عند ابن عساكر .
وبالجملة : فحديث الترجمة صحيح دون قوله : "ألا احتطت يا أبا بكر" ؛ لفقدان الشاهد . والله أعلم .

(/1)


3355 - ( ألا أخبرك بتفسير ( لا حول ولا قوة إلا بالله ) ؟ قلت : بلى ، يا رسول الله ، فقال : لا حول عن معصية الله إلا بعصمة الله ، ولا قوة على طاعة الله إلا بعون الله ، هكذا أخبرني بها جبريل يا ابن أم عبد ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /366 :
$ضعيف$
أخرجه العقيلي في "الضعفاء" (ص186) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" (12/ 362) من طريق الفضل بن شخيت قال : حدثنا صالح بن بيان قال : حدثنا المسعودي عن القاسم بن عبدالرحمن عن أبيه عن ابن مسعود مرفوعاً .
وهذا إسناد ضعيف جداً ، أورده العقيلي في ترجمة صالح بن بيان السيرافي وقال فيه :
"الغالب على حديثه الوهم ، ويحدث بالمناكير عمن لا يحتمل" .\
وقال عقب الحديث :
"ولا يتابع عليه بهذا اللفظ إلا ممن دونه أو مثله" .
وأورده الخطيب في ترجمة الفضل بن شخيت ، وروى عن ابن معين أنه قال فيه :
"كذاب ، ما سمع من عبدالرزاق شيئاً ، لعن الله من يكتب عنه من صغير أو كبير ، إلا أن يكون لا يعرفه" .
هذا ولعل العقيلي أشار بكلامه السابق إلى ما رواه البزار في "مسنده" (4/ 14/ 3083) قال : حدثنا عبيدالله - رجل من ولد المغيرة بن مسلم ، جليساً كان لإبراهيم بن محمد التيمي ، وكان رجلاً له ستر وأمانة - ، قال : حدثنا موسى بن داود عن المسعودي به .
ثم رواه من طريق عبدالله بن خراش بن حرشب عن المسعودي عن القاسم ابن عبدالرحمن عن عبدالله بن مسعود ، ولم يقل : "عن القاسم عن أبيه" .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ فإنه مع انقطاعه ، فإن عبدالله بن خراش ضعيف ، وأطلق عليه ابن عمار الكذب ؛ كما في "التقريب" .
ومع ضعفه فقد خالفه أيضاً موسى بن داود : لكني لم أدر أهو الضبي الطرسوسي الثقة ، أم موسى بن داود الكوفي الراوي عن حفص بن غياث ، وعنه عمرو بن علي . قال أبو حاتم :
"مجهول" .
وعبيدالله شيخ البزار لم أعرفه .
وجملة القول ؛ أن الحديث يظل ضعيفاً ؛ من أجل المسعودي لاختلاطه . والله سبحانه وتعالى أعلم .

(/1)


3356 - ( ألا أدلكم على ما يجمع ذلك كله ؟ تقول : اللهم ! إنا نسألك من خير ما سألك منه نبيك محمد صلي الله عليه وسلم ، ونعوذ بك من شر ما استعاذ منه نبيك محمد صلي الله عليع وسلم ، وأنت المستعان ، وعليك البلاغ ، ولا حول ولا قوة إلا بالله ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /368 :
$ضعيف$
أخرجه الترمذي (4/ 266) من طريق ليث بن أبي سليم عن عبدالرحمن بن سابط عن أبي أمامة قال : دعا رسول الله صلي الله عليه وسلم بدعاء كثير ، لم نحفظ منه شيئاً ، قلنا : يا رسول الله ! دعوت بدعاء كثير لم نحفظ منه شيئاً ، قال : ... فذكره ، وقال :
"هذا حديث حسن غريب" .
قلت : بل ضعيف لاختلاط ليث بن أبي سليم .

(/1)


3357 - ( ألا أرقيك برقية بها جبريل عليه السلام ؟ بسم الله أرقيك ، والله يشفيك من كل داء فيك ، من شر النفاثات في العقد ، ومن شر حاسد إذا حسد ، فرقى بها ثلاث مرات ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /368 :
$ضعيف$
أخرجه ابن ماجه (3524) ، والحاكم (2/ 541) ، وأحمد (2/ 446) عن عاصم عن زياد بن ثويب عن أبي هريرة رضي الله عنه قال :
جاء النبي صلي الله عليه وسلم يعودني ، فقال : ... فذكره .
سكت عنه الحاكم والذهبي ، وهو ضعيف الإسناد ؛ زياد هذا مجهول ؛ قال ابن أبي حاتم (1/ 2/ 526) : "روى عنه عاصم بن عبيدالله" . ولم يزد ، وأما ابن حبان فذكره في "الثقات" !
وعاصم بن عبيدالله ضعيف .
والحديث رواه النسائي أيضاً في "عمل اليوم والليلة" (552/ 1003) ، ثم أخرج هو (558/ 1021) ، والبخاري في "التاريخ" (3/ 292) ، وابن حبان (343/ 1417-موارد) ، وأحمد (6/ 332) من طريق أزهر بن سعيد الحرازي عن عبدالرحمن بن السائب ابن أخي ميمونة قالت لي :
ألا أرقيك برقية رسول الله صلي الله عليه وسلم ؟ قلت : بلى . قالت : "بسم الله أرقيك .." إلخ ،دون قول : "من شر النفاثات ..." إلخ ، وزاد :
"أذهب الباس رب الناس ، اشف أنت الشافي ، لا شافي إلا أنت" .
قلت : ورجاله ثقات ، غير أن عبدالرحمن لم يوثقه غير ابن حبان (5/ 93) ، ولم يذكر له راوياً غير أزهر هذا ، وكذلك فعل البخاري وابن أبي حاتم ، ولذلك قال الذهبي في "الميزان" :
"تفرد عنه أزهر بن سعيد الحزاري" .
قلت : فهو في عداد المجهولين .
وأما قول الحافظ في "التهذيب" :
"ذكره ابن حبان في "الثقات" . قلت : وقال : روى عنه سعيد المقبري والحارث بن أبي ذباب" !
فهذا القول منه خطأ على ابن حبان ؛ لأنه إنما قال ذلك في ترجمة (عبدالرحمن بن مهران) (5/ 106) . فالظاهر أنه نشأ ذلك من انتقال بصره من ترجمة إلى أخرى .

(/1)


3358 - ( ألا هل مشمر للجنة ! فإن الجنة لا خطر لها ، هي - ورب الكعبة ! - نور تتلألأ ، وريحانة تهتز ، وقصر مشيد ، ونهر مطرد ، وثمرة نضيجة ، وزوجة حسناء جميلة ، وحلل كثيرة ، ومقام في أبد في دار سليمة ، وفاكهة خضيرة ، وحبرة ونعمة في محلة عالة بهية ! قالوا : نعم يا رسول الله ؛ نحن المشمرون لها . قال : قالوا : إن شاء الله ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /370 :
$ضعيف$
رواه ابن ماجه (4332) ، وابن حبان (2620) ، والطبراني في "الكبير" (1/ 21-22) ، وأبو نعيم في "صفة الجنة" (43-45) ، والبغوي في "شرح السنة" (4/ 257/ 2) ، وابن عساكر (8/ 231/ 1و12/ 10/ 2و16/ 13/ 1) ، والحربي في "الغريب" (5/ 166/ 1) ، والضياء في "صفة الجنة" (3/ 88-89) ، وأبو القاسم الحنائي في "الفوائد" (88/ 1) :
عن محمد بن مهاجر عن الضحاك المعافري عن سليمان بن موسى : حدثني كريب أنه سمع أسامة بن زيد يقول مرفوعاً . وقال الحنائي :
"غريب لا يعرف .. وسليمان بن موسى متكلم فيه" .
قلت : والضحاك المعافري قال الذهبي في "الميزان" :
"لا يعرف ، ما روى عنه سوى محمد بن مهاجر الأنصاري"
قلت : فهو علة الحديث
وله شاهد من حديث ابن عباس مرفوعاً مختصراً بلفظ :
"ألا مشمر لها (يعني الجنة) ! ورب الكعبة ! ريحانة تهتز ، ونور يتلألأ ، ونهر مطرد ، وزوجة لا تموت ، في خلود ونعيم في مقام أبد" .
أخرجه أبو نعيم في "صفة الجنة" (5/ 1) عن عبدالرزاق : حدثنا إبراهيم بن ميمون حدثني عبدالله بن طاوس عن أبيه .
وهذا سند جيد إذا كان السند إلى عبدالرزاق صحيحاً ، فليراجع ؛ فإن الأصل لا تطوله يدي الآن .
ثم راجعناه ؛ فإذا في سنده - إليه - أحمد بن محمد بن عبيدالله ، وهو راو غير ثقة ، بل اتهمه بعض أهل العلم ؛ كما في "الميزان" ، (1/ 142) .
والحديث - من هذا الطريق - في "تاريخ بغداد" (4/ 252) .

(/1)


3359 - ( يا بريدة ! ألا أعلمك كلمات : من أراد الله به خيراً علمه إياهن ثم لم ينسهن أبداً ؟ قل : اللهم إني ضعيف فقو في رضاك ضعفي ، وخذ إلى الخير بناصيتي ، واجعل الإسلام منتهى رضائي ، اللهم ! إني ضعيف فقوني ، وإني ذليل فأعزني ، وإني فقير فأغنني ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /371 :
$موضوع$
أخرجه الطحاوي في "المشكل" (1/ 64-65) ، والطبراني في "الأوسط" - والسياق له - ، والحاكم (1/ 527) من طريق أبي داود الأعمى عن بريدة الأسلمي قال : قال لي رسول الله صلي الله عليه وسلم : ... فذكره . وقال الحاكم :
"صحيح الإسناد" . وقال الذهبي متعقباً عليه :
"قلت : أبو داود الأعمى متروك الحديث" .
وقال الهيثمي في "المجمع" (10/ 182) :
"رواه الطبراني في "الأوسط" ، وفيه أبو داود الأعمى ، وهو ضعيف جداً" .
وذكره في مكان آخر (10/ 179) عن عبدالله بن عمرو قال : لقيني رسول الله صلي الله عليه وسلم فقال : "ألا أعلمك ..." الحديث ، وقال :
"رواه الطبراني ، وفيه أبو داود الأعمى ، وهو متروك" .
قلت : كذبه قتادة والساجي وغيرهما ، وقال الذهبي : "يضع" .
ورواه أبو سعيد بن الأعرابي في "معجمه" (104/ 1) من طريق غسان بن مالك : أخبرنا عنبسة بن عبدالرحمن القرشي : أخبرنا محمد بن رستم الثقفي قال : سمعت عبدالله بن عمر يقول : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم لخاله الأسود بن وهب : ... فذكره إلى قوله : "منتهى رضائي" ، وزاد :
"وبلغني الذي أرجو من رحمتك ، واجعل لي وداً في صدور الذين آمنوا ، وعهداً منك" .
وهذا موضوع ؛ آفته عنبسة بن عبدالرحمن القرشي ؛ فإنه كان يضع الحديث كما قال أبو حاتم .
وشيخه محمد بن رستم لم أجد من ذكره .
وغسان بن مالك قال ابن أبي حاتم (3/ 2/ 50) عن أبيه :
"ليس بقوي ، بين في حديثه الإنكار" .

(/1)


3360 - ( ألا أدلكم على أشدكم ؟ أملككم لنفسه عند الغضب ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /372 :
$ضعيف$
أخرجه الطبراني في "مكارم الأخلاق" (1/ 5/ 1و6/ 1) عن شعيب بن بيان الصفار عن عمران القطان عن قتادة عن أنس :
أن النبي مر على قوم يرفعون حجراً ، فقال : ما هذا ؟ قالوا : يا رسول الله ! حجر كنا نسميه في الجاهلية حجر الأشداء ، فقال : ... فذكره .
قلت : وهذا إسناد فيه ضعف ، شعيب بن بيان الصفار ، قال الحافظ :
"صدوق يخطىء" .

(/1)


3361 - ( إياكن ونعيق الشيطان ؛ فإنه مهما يكون من العين والقلب فمن الرحمة ، وما يكون من اللسان واليد ، فمن الشيطان ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /373 :
$ضعيف$
أخرجه الطيالسي في "مسنده" (2694) ، وأحمد (1/ 237-238و335) من طريق علي بن زيد عن يوسف بن مهران عن ابن عباس قال :
لما توفي عثمان بن مظعون قالت امرأة : هنيئاً لك يا ابن مظعون الجنة ، قال : فنظر رسول الله صلي الله عليه وسلم نظرة غضبان ، قالت : يا رسول الله ! فارسك وصاحبك ! قال : "ما أدري ما يفعل به" ، فشق ذلك على أصحاب رسول الله صلي الله عليه وسلم ، وكان يعد من خيارهم حتى توفيت رقية بنت رسول الله صلي الله عليه وسلم ، فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم : "الحقي بسلفنا الخير عثمان بن مظعون" . قال : وبكت النساء على رقية ، فجعل عمر ينهاهن أو يضربهن ، فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم : مه يا عمر ! ثم قال : ... فذكره .
قلت : وهذا سند ضعيف ، يوسف بن مهران لين الحديث .
وعلي بن زيد - وهو ابن جدعان - ضعيف .

(/1)


3362 - ( أيما امرأة زوجت نفسها من غير ولي فهي زانية ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /373 :
$موضوع$
أخرجه الخطيب في "التاريخ" (2/ 312) عن محمد بن عبدالرحمن الطبري : حدثنا الحسين بن إسماعيل بن خالد الطبري : حدثنا يوسف بن سعيد أبو المثنى عن أبي عصمة عن مقاتل بن حيان عن قبيصة بن ذؤيب عن معاذ بن جبل مرفوعاً .
قلت : وهذا موضوع ؛ آفته أبو عصمة واسمه نوح بن أبي مريم ؛ قال ابن المبارك :
"كان يضع كما يضع المعلى بن هلال" . وقال أبو علي النيسابوري :
"كان كذاباً" .
وكذبه ابن عيينة . وقال أبو سعيد النقاش :
"روى الموضوعات" . وقال مسلم والدارقطني :
"وضع حديث فضائل القرآن" .
والخطيب أورده في ترجمة محمد بن عبدالرحمن الطبري ، ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً .

(/1)


3363 - ( أيما راع استرعى رعيته ، فلم يحفظها بالأمانة والنصيحة ، ضاقت عليه رحمة الله التي وسعت كل شيء ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /374 :
$موضوع$
أخرجه الخطيب في "التاريخ" (10/ 127) من طريق عبدالله ابن محمد بن يعقوب بن الحارث البخاري : حدثنا خالد بن تمام الأسدي : حدثنا سليمان الشاذكوني : حدثنا الفضيل بن عياض عن هشام بن حسان عن الحسن عن عبدالرحمن بن سمرة : أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال : ... فذكره .
قلت : وهذا موضوع ؛ آفته الشاذكوني ؛ كذبه أحمد وابن معين وجزرة وغيرهم .
وخالد بن تمام الأسدي لم أعرفه .
وابن الحارث البخاري ، قال الخطيب :
"صاحب عجائب ومناكير وغرائب ، وليس بموضع الحجة" .
ثم روى عن أبي زرعة أنه قال : "ضعيف" .
وفي "الميزان" أنه متهم بوضع الحديث .

(/1)


3364 - ( إذا أعتق الرجل أمته ، ثم تزوجها بمهر جديد ؛ كان له أجران ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /375 :
$ضعيف بهذاالتمام$
أخرجه الطيالسي في "مسنده" (1/ 243/ 1194) ، وأحمد (4/ 408) من طريق أبي بكر بن عياش عن أبي حصين عن أبي بردة عن أبي موسى مرفوعاً .
قلت : وهذا إسناد على شرط البخاري ، وقد علقه في "صحيحه" في "النكاح" منه على أبي بكر بن عياش . قال الحافظ في "شرحه" :
"وهو أحد الحفاظ المشهورين في الحديث ، وقد احتج به البخاري ، ووصله من طريقه أيضاً الحسن بن سفيان وأبو بكر البزار في "مسنديهما" عنه ، وأخرجه الإسماعيلي عن الحسن ، ويحيى بن عبدالحميد الحماني في "مسنده" عن أبي بكر ، ولم يقع لابن حزم إلا من رواية الحماني فضعفه به ، ولم يصب ! وذكر أبو نعيم أن أبا بكر تفرد به عن أبي حصين . وذكر الإسماعيلي أن فيه اضطراباً على أبي بكر بن عياش ، وكأنه عنى في سياق المتن ، لا في الإسناد ، وليس ذلك الاختلاف اضطراباً ؛ لأنه يرجع إلى معنى واحد ، وهو ذكر المهر" .
قلت : لكن ابن عياش هذا وإن احتج به البخاري فقد تكلم فيه من قبل حفظه ، وقال الذهبي في "الميزان" :
"أحد الأئمة الأعلام ، صدوق ، ثبت في القراءة ، لكنه في الحديث يغلط ويهم" .
قلت : وعليه ؛ فذكر المهر في هذا الحديث خطأ منه ؛ لأنه قد صح من طرق عن السعبي حدثني أبو بردة به مرفوعاً بلفظ :
"ثلاثة يؤتون أجرهم مرتين ... ورجل كانت له أمة فغذاها فأحسن غذاءها ، ثم أدبها فأحسن أدبها ، ثم أعتقها وتزوجها فله أجران" . فلم يذكر المهر .
أخرجه البخاري في "العلم" وغيره ، ومسلم في "الإيمان" (1/ 93) ، وأحمد (4/ 395و398و402و405و415) .
وإذا كان أبو بكر قد تفرد بهذه الزيادة دون الإمام الشعبي الثقة الحجة ، فتكون زيادة غير ثابتة ، بل هي منكرة أو شاذة - على الأقل - ، لمخالفة أبي بكر من هو أوثق منه بدرجات .
(تنبيه) : هذا الحديث عزاه السيوطي للطبراني في "المعجم الكبير" !

(/1)


3365 - ( أيتها الأمة ! إني لا أخاف عليكم فيما لا تعلمون ، ولكن انظروا كيف تعلمون فيما تعلمون ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /376 :
$ضعيف جداً$
أخرجه أبو نعيم في "الحلية" (8/ 132-133) من طريق يحيى بن عبدالله عن أبيه عن أبي هريرة عن النبي صلي الله عليه وسلم قال : ... فذكره ، وقال :
"لا أعلم أحداً رواه بهذا اللفظ إلا يحيى بن عبدالله بن موهب المدني" .
قلت : وهو متروك ، وأفحش الحاكم ، فرماه بالوضع كما في "التقريب" .
وأبوه عبدالله بن عبدالله بن موهب لا يعرف ؛ كما قال الذهبي .

(/1)


3366 - ( أيما امرىء اقتطع حق امرىء بيمين كاذبة كانت نكتة سوداء من نفاق في قلبه لا يغيرها شيء إلى يوم القيامة ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /377 :
$ضعيف$
أخرجه الطبراني في "الكبير" (1/ 69/ 2) ، والحاكم (4/ 294) من طريقين عن عبدالحميد بن جعفر : أخبرني عبدالله بن ثعلبة قال : سمعت عبدالرحمن بن كعب يقول : سمعت أباك ثعلبة يقول : سمعت رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول : ... فذكره . وقال الحاكم :
"صحيح الإسناد" . ووافقه الذهبي .
قلت : رجاله ثقات غير عبدالله بن ثعلبة ، فلم أجد له ترجمة ، وليس هو في الرواة عنه عبدالحميد بن جعفر هذا وقال :
"ولم يدركه" .
وكيف يصح هذا القول وعبدالحميد بن جعفر قد صرح بالتحديث عنه في كل من الطريقين المشار إليهما ، فهذا دليل صريح على أن عبدالله بن ثعلبة في هذا الإسناد هو غير عبدالله بن ثعلبة بن صعير . ويؤيده أن الطبراني بعد أن ذكر في "معجمه"ثعلبة أبو عبدالله الأنصاري ، وساق له هذا الحديث ذكر بعد أربعة تراجم "ثعلبة بن صعير العدوي" . وساق له حديث الزهري عنه في صدقة الفطر . والله أعلم .

(/1)


3367 - ( أيها الناس ! اتقوا الله ، فوالله ! لا يظلم مؤمن مؤمناً إلا انتقم الله منه يوم القيامة ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /378 :
$ضعيف جداً$
أخرجه عبد بن حميد في "منتخب المسند" (126/ 1-مصورة المكتب) عن أبي جعفر الرازي عن أبي هارون عن أبي سعيد الخدري مرفوعاً به ، وفيه قصة في القصاص بالسوط .
وهذا إسناد ضعيف جداً ؛ أبو هارون - وهو العبدي - متروك .
وأبو جعفر الرازي سيىء الحفظ .

(/1)


3368 - ( أيها الناس ! لا تعلقوا علي بواحدة ، ما أحللت إلا ما أحل الله ، وما حرمت إلا ما حرم الله ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /378 :
$ضعيف جداً$
أخرجه ابن سعد في "الطبقات" (2/ 256) : أخبرنا محمد بن عمر : حدثني سليمان بن بلال عن يحيى بن سعيد عن القاسم بن محمد عن عائشة أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال - في مرضه الذي توفي فيه - : ... فذكره .
ثم رواه بهذا الإسناد عن سليمان وعاصم بن عمر عن يحيى بن سعيد عن ابن أبي مليكة عن عبيد بن عمير مرفوعاً به .
قلت : وهذا إسناد واه بمرة ، محمد بن عمر - وهو الواقدي - متهم بالكذب . والإسناد الثاني مرسل .

(/1)


3369 - ( لا تكتحل وأنت صائم ، واكتحل ليلاً ، الإثمد يجلو البصر ، وينبت الشعر ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /379 :
$ضعيف$
أخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" (4/ 1/ 398) ، وأبو داود (1/ 273-طبع التازي) ، والبيهقي (4/ 262) من طريق عبدالرحمن بن النعمان بن معبد بن هوذة الأنصاري عن أبيه عن جده - وكان أتي به النبي صلي الله عليه وسلم ، فمسح على رأسه - وقال : ... فذكره ، ولفظ أبي داود :
"أمر بالإثمد المروح عند النوم ، وقال : ليتقه الصائم" . وقال :
"قال لي يحيى بن معين : هو حديث منكر . يعني : حديث الكحل" .
قلت : ومن أجله خرجته هنا ، وإلا فالشطر الثاني من الحديث صحيح ؛ له شاهد من حديث ابن عباس مرفوعاً في آخر حديث : "البسوا من ثيابكم البياض ...." . وهو مخرج في "أحكام الجنائز" (ص62) .
وعلة الحديث من النعمان بن معبد ؛ فإنه لا يعرف .
وابنه مختلف فيه .

(/1)


3370 - ( الأكبر من الإخوة بمنزلة الأب ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /379 :
$موضوع$
أخرجه ابن عدي في ترجمة الواقدي من "الكامل" (368/ 1) عنه : حدثنا عبدالله بن المنيب عن عثيم بن كثير بن كليب الجهني عن أبيه عن جده - وله صحبة - قال : ... فذكره مرفوعاً في جملة أحاديث له ، وقال في آخرها :
"وهذه الأحاديث التي أمليتها للواقدي - والتي لم أذكرها - كلها غير محفوظة ، والبلاء منه ، وهو بين الضعف" . وقال الحافظ :
"متروك مع سعة علمه" .
قلت : وقد كذبه جماعة من الأئمة ، منهم أحمد والشافعي والنسائي وغيرهم .
والحديث قال الهيثمي (8/ 149) :
"رواه الطبراني ، وفيه الواقدي ، وهو ضعيف" !

(/1)


3371 - ( بخل الناس بالسلام ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /380 :
$ضعيف$
أخرجه أبو نعيم في "الحلية" (10/ 403) من طريق النعمان بن عبدالله : حدثنا أبو ظلال عن أنس قال : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم :
"بخل الناس" . قالوا : يا رسول الله ! بم بخل الناس ؟ قال : "بالسلام" .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ أبو ظلال - واسمه هلال بن أبي هلال القسملي - ضعيف . والنعمان بن عبدالله مجهول .

(/1)


3372 - ( بغض بني هاشم والأنصار كفر ، وبغض العرب نفاق ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /380 :
$ضعيف جداً$
رواه الطبراني (3/ 117/ 2) عن أبي حفص عمر بن حفص بن يزيد القرظي عن عمرو بن شمر عن جابر بن يزيد عن عطاء بن أبي رباح عن عبدالله بن عباس مرفوعاً .
قلت : وهذا إسناد ضعيف جداً مسلسل بالضعفاء :
الأول : جابر بن يزيد - وهو الجعفي - وهو ضعيف ، اتهمه بعضهم .
الثاني : عمرو بن شمر - وهو الجعفي الكوفي - واه جداً . قال البخاري :
"منكر الحديث" . وقال الحاكم :
"كان كثير الموضوعات عن جابر الجعفي ، لا يرويها عنه غيره" .
وأبو حفص عمر بن حفص بن يزيد القرظي ، هو عمر بن حفص بن عمر بن سعد بن عائذ المدني أبو حفص المؤذن ، فقوله في هذا الإسناد : "ابن يزيد" لعله أحد أجداده ، وهو لين .
والحديث رواه الحافظ العراقي في "محجة القرب إلى محبة العرب" (ق24/ 1-2) من طريق الطبراني وقال :
"حديث حسن ، ورجاله ثقات" .
وتلقى ذلك عنه تلميذه الحافظ الهيثمي فقال في "المجمع" (10/ 227) :
"رواه الطبراني ، ورجاله ثقات" !
ولعل سبب خطأ العراقي أنه سقط من قلمه الضعيفان الأولان من إسناد الحديث ، فظهر سالماً منهما ، ومن الممكن حينئذ تحسينه ، وأما مع ثبوتهما فيه فالتحسين أبعد ما يكون عن الصواب .
وأما الهيثمي ؛ فلعله لم يمعن النظر في إسناده ، وقنع بتقليد شيخه فيه . لا سيما وقد نقل المناوي عنه أنه قال في محل آخر :
"فيه من لم أعرفهم" !
وقد يخطر في البال أن يكون عنى إسناداً غير هذا ؛ فليس فيه من لا يعرف ، ولكني قد بحثت عنه في "المعجم" ، فلم أر فيه غير المذكور أعلاه . والله أعلم .

(/1)


3373 - ( ألا أخبركم بخير الناس وشر الناس ! إن من خير الناس رجلاً عمل في سبيل الله عز وجل على ظهر فرسه أو على ظهر بعيره أو على قدميه حتى يأتيه الموت ، وإن من شر الناس رجلاً فاجراً جريئاً يقرأ كتاب الله لا يرعوي إلى شيء منه ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /382 :
$ضعيف$
رواه أحمد في المسند (3/ 37و41و58) ، والحاكم (2/ 67) كلاهما من طريق أبي الخطاب عن أبي سعيد . وقال الحاكم :
"صحيح الإسناد"، ووافقه الذهبي .
قلت : كيف وأبو الخطاب هذا مجهول ؛ كما قال الذهبي نفسه في "الميزان" ، وتبعه الحافظ في "التقريب" ؟!!

(/1)


3374 - ( يا أبا الحسن ! أفلا أعلمك كلمات ينفعك الله بهن ، وينفع بهن من علمته ، ويثبت ما في صدرك ؟ قال : أجل يا رسول الله ! فعلمني . قال : إذا كان ليلة الجمعة ، فإذا استطعت أن تقوم في ثلث الليل الآخر - ، فإنها ساعة مشهودة ، والدعاء فيها مستجاب ، وقد قال أخي يعقوب لبنيه : ( سوف أستغفر لكم ربي ) . يقول : حتى تأتي ليلة الجمعة - فإن لم تستطع ، فقم في وسطها ، فإن لم تستطع فقم في أولها ، فصل أربع ركعات : تقرأ في الركعة الأولى بفاتحة الكتاب وسورة (يس) ، وفي الركعة الثانية بفاتحة الكتاب و (حم) الدخان ، وفي الركعة الثالثة بفاتحة الكتاب و (الم . تنزيل) السجدة ، وفي الركعة الرابعة بفاتحة الكتاب و (تبارك) المفصل ، فإذا فرغت من التشهد فاحمد الله ، وأحسن الثناء على الله وصل علي ، وأحسن ، وعلى سائر النبيين ، واستغفر للمؤمنين ، والمؤمنات ، ولإخوانك الذين سبقوك بالإيمان ، ثم قل في آخر ذلك : اللهم ارحمني بترك المعاصي أبداً ما أبقيتني ، وارحمني أن أتكلف ما لا يعنيني ، وارزقني حسن النظر فيما يرضيك عني .
اللهم بديع السماوات والأرض ذا الجلال والإكرام والعزة التي لا ترام ! أسألك يا الله يا رحمان بجلالك ونور وجهك أن تلزم قلبي حفظ كتابك كما علمتني ، وارزقني أن أتلوه على النحو الذي يرضيك عني .
اللهم بديع السماوات والأرض ذا الجلال والإكرام والعزة التي لا ترام ! أسألك يا الله يا رحمان بجلالك ونور وجهك أن تنور بكتابك بصري ، وأن تطلق به لساني ، وأن تفرج به عن قلبي ، وأن تشرح به صدري ، وأن تعمل به بدني ؛ فإنه لا يعينني على الحق غيرك ، ولا يؤتيه إلا أنت ، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .
يا أبا الحسن ! فافعل ذلك ثلاث جمع ، أو خمس ، أو سبع ؛ تجاب بإذن الله . والذي بعثني بالحق ! ما أخطأ مؤمناً قط .
قال عبدالله بن عباس : فوالله ! ما لبث علي إلا خمساً أو سبعاً حتى جاء على رسول الله صلي الله عليه وسلم في مثل ذلك المجلس ، فقال : يا رسول الله ! إني كنت فيما خلا لا آخذ إلا أربع آيات ، أو نحوهن . وإذا قرأتهن على نفسي تفلتن ، وأنا أتعلم اليوم أربعين آية ، أو نحوها ، وإذا قرأتها على نفسي فكأنما كتاب الله بين عيني ، ولقد كنت أسمع الحديث فإذا رددته تفلت ، وأنا اليوم أسمع الأحاديث فإذا تحدثت بها لم أخرم منها حرفاً . فقال له رسول الله صلي الله عليه وسلم عند ذلك :
مؤمن - ورب الكعبة - ! يا أبا الحسن ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /382 :
$منكر$
أخرجه الترمذي (2/ 275) ، والحاكم (1/ 316-317) ، والأصبهاني في "الترغيب" (127/ 2) ، وابن عساكر في "جزء أخبار حفظ القرآن" (ق84/ 2-86/ 1) ، والضياء في "المختارة" (65/ 64/ 1-2) من طريق سليمان بن عبدالرحمن الدمشقي عن الوليد بن مسلم : حدثنا ابن جريج عن عطاء بن أبي رباح وعكرمة مولى ابن عباس عن ابن عباس أنه قال :
بينما نحن عند رسول الله صلي الله عليه وسلم إذ جاءه علي بن أبي طالب فقال : بأبي أنت وأمي تفلت هذا القرآن من صدري ، فما أجدني أقدر عليه ، فقال له رسول الله صلي الله عليه وسلم : ... فذكره . وقال الترمذي :
"حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث الوليد بن مسلم" .
قلت : كذا وقع في طبعة بولاق والدعاس : "حسن ..." : وقد نقل الحافظ ابن عساكر عبارة الترمذي المذكورة دون لفظة : "حسن" وكذلك الحافظ الضياء ، وهو الأقرب إلى الصواب واللائق بهذا الإسناد ؛ فإن الوليد بن مسلم يدلس تدليس التسوية كما سيأتي ، فهو علة الحديث ، وإن خفيت على كثير كالحاكم وغيره ؛ فإنه قال :
"هذا حديث صحيح على شرط الشيخين" . وتعقبه الذهبي بقوله :
"هذا حديث شاذ ، أخاف أن لا يكون (كذا ولعل الصواب : أن يكون) موضوعاً ، وقد حيرني والله جودة سنده" !
قلت : وكأن الحافظ الذهبي رحمة الله تعالى لم يتذكر قوله في "الميزان" :
"قلت : إذا قال الوليد : عن ابن جريج ، أو : عن الأوزاعي ؛ فليس بمعتمد ؛ لأنه يدلس عن كذابين ، فإذا قال : حدثنا ؛ فهو حجة ، وقال أبو مسهر : كان الوليد يأخذ من ابن السفر حديث الأوزاعي ، وكان ابن السفر كذاباً ، وهو يقول فيها : قال الأوزاعي . وقال صالح جزرة : سمعت الهيثم بن خارجة يقول : قلت :للوليد بن مسلم : قد أفسدت حديث الأوزاعي ! قال : وكيف ؟ قلت : تروي عنه عن نافع ، وعنه عن الزهري ، وعنه عن يحيى ، وغيرك يدخل بين الأوزاعي وبين نافع : عبدالله بن عامر الأسلمي ، وبينه وبين الأوزاعي : قرة ، فما يحملك على ذلك ؟
قال : أنبل الأوزاعي أن يروي عن مثل هؤلاء (!) .
قلت : فإذا روى الأوزاعي عن هؤلاء وهم ضعفاء [ أحاديث ] مناكير ، فأسقطتهم وصيرتها من رواية الأوزاعي عن الأثبات ضعف الأوزاعي ! فلم يلتفت إلى قولي" .

(/1)


قلت : ومعنى هذا الذي رواه الهيثم بن خارجة - وهو ثقة من شيوخ البخاري - أن الوليد بن مسلم يدلس تدليس التسوية أيضاً ، وهو أن يسقط من سنده غير شيخه ولذلك قال الحافظ فيه : "ثقة ، لكنه كثير التدليس والتسوية" .
وبناء عليه فقول الذهبي في صدر كلامه عن الوليد : " .... فإذا قال : حدثنا (ابن جريج) ، فهو حجة" فيه قصور لا يخفى ، فالصواب اشتراط تصريحه بالتحديث في شيخه وسائر الرواة الذين فوقه ، لنأمن بذلك من شر تدليسه تدليس التسوية ، ولولا ذلك إسناد هذا الحديث صحيحاً ، لكون الوليد قد قال فيه : حدثنا ابن جريج كما رأيت ، فلما لم يتابع التصريح بالتحديث فوق ذلك قامت العلة في الحديث ؛ لاحتمال أن يكون بين ابن جريج وعطاء وعكرمة أحد الضعفاء ؛ فدلسه الوليد ، كما في الأمثلة التي رواها الهيثم بن خارجة رحمه الله تعالى . وقد وافق الذهبي في هذه الغفلة الحافظ ابن كثير في "فضائل القرآن" (ص92) فتبعه ! مع جزمه بأن الحديث بين الغرابة بل النكارة .
وأما قول الضياء عقب الحديث :
"وقد ذكر شيخنا أبو الفرج ابن الجوزي أن هذا الحديث لا يصح لتفرد الوليد ابن مسلم به . وقال : قال علماء النقل : كان يروي عن الأوزاعي أحاديث ، هي عند الأوزاعي عن شيوخ ضعفاء ، عن شيوخ قد أدركهم الأوزاعي ، مثل نافع والزهري فيسقط أسماء الضعفاء ، ويجعلها عن الأوزاعي عنهم . قلت (القائل هو الضياء) : وهذا القول لم يذكر شيخنا من قاله ، وقد اتفق البخاري ومسلم على إخراج حديثه في "صحيحيهما" ... وقد رواه الطبراني من غير حديثه" .
قلت : قد عرفت من قال ذلك من المتقدمين ، ومنهم الإمام الدارقطني ؛ فإنه قال كما في "التهذيب" :
"كان الوليد يرسل ؛ يروي عن الأوزاعي أحاديث عند الأوزاعي عن شيوخ ضعفاء ..." ، إلخ ما نقله عن ابن الجوزي .
وأما اتفاق الشيخين على إخراج حديثه ، فلعلهما لا يخرجان له إلا ما اطمأنا من تدليسه . على أن في الطريق إليه سليمان بن عبدالرحمن الدمشقي وليس من رجال الشيخين ، ثم هو صدوق يخطىء ؛ كما في "التقريب" ، فيحتمل أن يكون على "الفوائد المجموعة" (ص43) .
وأما رواية الطبراني فمما لا يفرح به ! لأنها من طريق محمد بن إبراهيم القرشي : حدثنا أبو صالح عن عكرمة عن ابن عباس به ، نحوه .
أخرجه ابن السني في "عمل اليوم والليلة" (572) ، والطبراني في "المعجم الكبير" (3/ 144/ 2) ، والعقيلي في "الضعفاء" (ص 2/ 369 / 1) في ترجمة القرشي : وعلقه من الطريق الأولى ثم قال :
"ليس يرجع من هذا الحديث إلى صحة ، وكلا الحديثين ليس له أصل ، ولا يتابع عليه" .
وأبو صالح هو إسحاق بن نجيح الملطي ، وهو وضاع دجال .
ومن طريقه أخرجه أبو أحمد الحاكم في "الكنى" (ق235/ 1-2) وقال :
"وهذا حديث منكر ، وأبو صالح هذا رجل مجهول وحديثه هذا يشبه حديث القصاص" .
والحديث أورده ابن الجوزي في "الموضوعات" من الوجهين ، وسلم له السيوطي في "اللآلي المصنوعة" (2/ 67) إعلاله الطريق الأولى بتدليس الوليد تدليس التسوية ، وأخذ يناقشه في زعمه أن هشام بن عمار تفرد به عن الوليد ، والحقيقة أنه ليس كذلك كما سبق . ولكن ما الفائدة من هذه المناقشة ما دامت العلة كامنة فيمن فوقه ! ولعل ابن الجوزي أراد أن يقول : تفرد به الوليد ، فوهم فكتب : تفرد به هشام .
وجملة القول ؛ أن هذا الحديث موضوع كما قال الذهبي في "الميزان" ، وقال أيضاً : وهو من أنكر ما أتى به الوليد بن مسلم . وابن الجوزي ما أبعد عن الصواب أيضاً : وهو من أنكر ما أتى به الوليد بن مسلم . وابن الجوزي ما أبعد عن الصواب حين أورده في "الموضوعات" ، ومن تعقبه ، فلم يأت بشيء يستحق النظر فيه .

(/2)


3375 - ( بئس الكسب أجر الزمارة ، وثمن الكلب ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /388 :
$موضوع بهذا اللفظ$
رواه ابو نعيم في "المنتخب من حديث يونس بن عبيد" (143/ 1) : حدثنا أحمد بن محمد بن مقسم : حدثنا إبراهيم بن موسى الجوزي : حدثنا أبو طالب هاشم بن الوليد : حدثنا ربعي بن علية عن يونس ابن سيرين عن أبي هريرة مرفوعاً .
قلت : وهذا موضوع ؛ آفته ابن مقسم هذا ، وهو أحمد بن محمد بن الحسن ابن يعقوب بن مقسم المقرىء أبو الحسن العطار . ترجمه الخطيب (4/ 429) وقال :
"كان يظهر النسك والصلاح ، ولم يكن في الحديث ثقة . قال أبو القاسم الأزهري : كاك كذاباً . وقال ابن أبي الفوارس : كان سيىء الحال في الحديث ، مذموماً ذاهباً ، لم يكن بشيء ألبتة" .
ومن فوقه كلهم ثقات ، فهو الآفة .

(/1)


3376 - ( بئس الشعب جياد - مرتين أو ثلاثاً - ! قالوا : وبم ذاك يا رسول الله ؟ قال : تخرج منه الدابة فتصرخ ثلاث صرخات فيسمعها من بين الخافقين ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /388 :
$ضعيف$
رواه البخاري في "التاريخ الصغير" (176) ، والعقيلي في "الضعفاء" (ص125) ، وابن عدي (353/ 1) ، وابن شاذان في "الثامن من أجزائه" (4/ 2) ، وأبو الحسن الحربي في "الأمالي" (1/ 2) عن رباح بن عبيدالله بن عمر عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة مرفوعاً . وقال العقيلي :
"لا يحفظ إلا عن رباح هذا ، قال البخاري فيه : لا يتابع عليه ، وقال أحمد : منكر الحديث" .
وقال ابن عدي (353/ 1) :
"لا أعلم يرويه غير هشام بن يوسف عن رباح" .
قلت : وهشام بن يوسف - وهو الصنعاني - ثقة ، فالآفة من رباح .
ومن طريقه أخرجه الطبراني في "الأوسط" كما في "المجمع" (8/ 7) وقال :
"وهو ضعيف" .

(/1)


3377 - ( البربري لا يجاوز إيمانه تراقيه ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /389 :
$منكر$
رواه أبو بكر المقرىء الأصبهاني في "الفوائد" (13/ 176/ 2) عن الحسين بن الحكم الحيري : حدثنا إسماعيل - يعني : ابن صبيح - عن خالد - يعني : ابن عجلان - عن إياس بن معاوية بن قرة قال : قال أبو هريرة : ... فذكره مرفوعاً .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ خالد بن عجلان والحسين بن الحكم الحيري لم أجد من ترجمهما .
ثم هو منقطع ؛ فإن إياس بن معاوية بن قرة ، لم يذكروا له رواية عن الصحابة سوى أنس بن مالك ، ومع ذلك قال ابن حبان : "إن صح سماعه منه" .
وله طريق أخرى ؛ يرويه عبدالله بن نافع قال : حدثني ابن أبي ذئب عن صالح مولى التوأمة عن أبي هريرة قال :
جلس إلى النبي صلي الله عليه وسلم رجل ، فقال له رسول الله صلي الله عليه وسلم : "من أين أنت ؟" ، قال : بربري ، فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم : "قم عني" ، قال بمرفقه كذا ، فلما قام عنه أقبل علينا رسول الله صلي الله عليه وسلم ؛ فقال : "إن الإيمان لا يجاوز حناجرهم" .
أخرجه أحمد (2/ 367) .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ، عبدالله بن نافع - وهو ابن أبي نافع الصائغ المخزومي مولاهم أبو محمد المدني - قال الحافظ :
"ثقة ، صحيح الكتاب ، في حفظه لين" .
وأما قول الهيثمي في "المجمع" (4/ 234) :
"رواه أحمد وفيه عبدالله بن نافع وهو متروك . وقال ابن معين : يكتب حديثه . وصالح مولى التوأمة قد اختلط" .
قلت : ابن نافع الصائغ لا أعلم أحداً تركه ، فالظاهر أن الهيثمي ظن أنه عبدالله بن نافع مولى ابن عمر . فقد تركه غير واحد ، ولكن ليس هو صاحب هذا الحديث ، بل هو الصائغ كما ذكرنا .
وصالح مولى التوأمة قد قال غير واحد : إن ابن أبي ذئب سمع منه قبل اختلاطه . لكن قال أحمد : "سمع ابن أبي ذئب من صالح أخيراً ، وروى عنه منكراً" .

(/1)


3378 - ( البركة في صغر القرص ، وطول الرشا ، وقصر الجداول ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /390 :
$موضوع$
رواه الديلمي (2/ 1/ 18) عن محمد بن يونس القيسي عن عبدالله بن حمزة عن ابن أبي فديك عن داود بن الحصين عن إبراهيم بن إسماعيل بن أبي حبيبة عن عكرمة عن ابن عباس مرفوعاً .
قلت : وهذا إسناد موضوع ؛ آفته محمد بن يونس القيسي - كذا - ، وفي "اللآلي" (2/ 217) و "فيض القدير" : "العبسي" ! وأيهما كان ، فأنا أظنه محمد بن يونس الكديمي ، وهو متهم بالوضع ، وعبدالله بن حمزة الظاهر أنه أخو إبراهيم بن حمزة الزبيري . قال ابن أبي حاتم (2/ 2/ 39) :
"أدركته ، توفي قبل قدومنا المدينة بأشهر ، روى عنه محمد بن إسحاق بن راهويه" .
ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً .
وإبراهيم بن إسماعيل بن أبي حبيبة ضعيف .
والحديث أورده السيوطي في "الجامع الصغير" من رواية أبي الشيخ عن ابن عباس ، والسلفي في "الطيوريات" عن ابن عمر .
قلت : فما أحسن بإيراده ؛ فإن حديث ابن عباس عرفت ما فيه . وحديث ابن عمر أورده ابن الجوزي في "الموضوعات" بدون إسناد ، وقال (2/ 292) :
"قال النسائي : هذا الحديث كذب" .
ولم يتعقبه السيوطي في "اللآلي" (2/ 217) بشيء إلا أنه قال :
"أخرجه السلفي في الطيوريات" .
ثم ساق إسناده : حدثنا أبو محمد عبيدالله بن عبدالرحمن السكري : حدثنا عبدالله بن أبي سعد : حدثنا أبو سليمان يحيى بن أيوب : حدثنا محمد بن إسماعيل بن أبي فديك عن محمد بن أبي بكر عن برد عن نافع عن ابن عمر .
ولم يتكلم عليه بشيء ، فكأنه أقر ابن الجوزي على وضعه ، ويؤيده أنه لم يورده في كتابه الآخر "التعقبات على الموضوعات" (ص30-32) .
وأقول : شيخ الطيوري عبيدالله بن عبدالرحمن السكري قال فيه الحافظ أبو عبدالله بن منده : "منكر الحديث" .
وعبدالله بن أبي سعد وشيخه أبو سليمان لم أعرفهما ، لكنهما قد توبعاً ؛ فقال الطبراني في "مسند الشاميين" (ص67) : حدثنا محمد بن عبدالله القرمطي له ترجمة في "التاريخ" (5/ 434) .

(/1)


3379 - ( البزاق ، والمخاط ، والحيض ، والنعاس ، في الصلاة من الشيطان ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /392 :
$ضعيف$
أخرجه ابن ماجه (969) عن شريك عن أبي اليقظان عن عدي ابن ثابت عن أبيه عن جده مرفوعاً به .
قلت : وهذا إسناد ضعيف مسلسل بالعلل :
الأولى : جهالة ثابت والد عدي ؛ قال الحافظ :
"مجهول الحال" .
كذا قال ، وحقه أن يقول : "مجهول" ، فقط ؛ لأنه لا يعرف إلا بابنه ؛ كما قال الذهبي ، ومجهول الحال في المصطلح : من روى عنه اثنان فأكثر ، فتأمل .
الثانية : ضعف أبي اليقظان - واسمه عثمان بن عمير - ؛ قال الحافظ :
"ضعيف ، واختلط ، وكان يدلس" .
وقال البوصيري في "الزوائد" (ق64/ 2) :
"وقد أجمعوا على ضعفه" .
قلت : ولم يعله بغيره !
الثالثة : ضعف شريك - وهو ابن عبدالله القاضي - ؛ فإنه سيىء الحفظ .
الرابعة : الاختلاف في صحبة والد ثابت ، وقد اختلفوا في اسمه على خمسة أقوال أو أكثر ، وقال الحربي : ليس لجد عدي بن ثابت صحبة .
والحديث أخرجه الترمذي أيضاً (2/ 125) من هذا الوجه ، لكن بلفظ :
"العطاس والنعاس والتثاؤب في الصلاة والحيض والقيء والرعاف من الشيطان" . وقال :
"هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث شريك عن أبي اليقظان ، وسألت محمد بن إسماعيل عن عدي عن ثابت عن أبيه عن جده ، قلت له : ما اسم جد عدي ؟ قال : لا أدري . وذكر عن يحيى بن معين ، قال : اسمه دينار" .

(/1)


3380 - ( الأمن والعافية مغبون فيهما كثير من الناس ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /393 :
$ضعيف جداً$
أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (3/ 153/ 1) ، وابن عدي (124/ 1) من طريق هارون بن حيان الرقي عن خصيف عن سعيد بن جبير عن ابن عباس مرفوعاً .
قلت : وهذا إسناد ضعيف جداً أو موضوع ؛ آفته الرقي هذا ؛ قال الدارقطني :
"ليس بالقوي" . وقال الحاكم :
"كان يضع الحديث" . وقال البخاري :
"في حديثه نظر" .

(/1)


3381 - ( البكاء من الرحمة ، والصراخ من الشيطان ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /394 :
$ضعيف$
أخرجه ابن سعد في "الطبقات" (1/ 138-139) من طريق ابن لهيعة عن بكر بن عبدالله الأشج :
أن رسول الله صلي الله عليه وسلم بكى على إبراهيم ابنه ، فصرخ أسامة بن زيد ، فنهاه النبي صلي الله عليه وسلم ، فقال : رأيتك تبكي ! فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم : ... فذكره .
قلت : وهذا إسناد ضعيف لإرساله ، ولأن عبدالله بن لهيعة سيىء الحفظ .

(/1)


3382 - ( البلاء موكل بالقول ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /394 :
$ضعيف$
رواه ابن أبي الدنيا في "الصمت" (2/ 8/ 1) : حدثنا عبدالله ابن أبي بدر : حدثنا يزيد بن هارون عن جرير بن حازم عن الحسن مرفوعاً .
وقد رواه وكيع في "الزهد" (2/ 66/ 1) : حدثنا جرير بن حازم به .
قلت : وهذا إسناد صحيح مرسل ، وقد وصله البيهقي في "الشعب" (2/ 66/ 1) من طريق أبي جعفر بن أبي فاطمة : حدثنا أسد بن موسى : حدثنا جرير ابن حازم عن الحسن عن أنس بن مالك مرفوعاً به ، فقال : "قال أبو عبدالله الحافظ (يعني الحاكم) : تفرد به أبو جعفر بن أبي فاطمة المصري" .
قلت : لم أجد له ترجمة .
ورواه العقيلي في "الضعفاء" (438) ، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (1/ 161) ، والخطيب في "التاريخ" (13/ 279) عن نصر بن باب عن الحجاج عن أبي إسحاق عن عاصم بن ضمرة عن عبدالله بن مسعود مرفوعاً ، وقال :
"نصر بن باب لا يعرف إلا به ، قال يحيى : ليس بشيء . وقال البخاري : سكتوا عنه ، وقال الذهبي : ليس بثقة" .
قلت : ورواه وكيع في "الزهد" عن إبراهيم قال : قال عبدالله بن مسعود : ... فذكره موقوفاً عليه .
ورجاله ثقات لكنه منقطع بين إبراهيم وابن مسعود ، إلا أنه قد قال إبراهيم : "إذا حدثتكم عن رجل عن عبدالله ؛ فهو الذي سمعت : وإذا قلت : قال عبدالله ؛ فهو عن غير واحد" .
وعلى هذا فالإسناد صحيح .
ومن هذا الوجه أخرجه السرقسطي في "غريب الحديث" (2/ 51/ 2) .
ورواه ابن عدي (302/ 2) ، والبيهقي ، وابن عساكر (15/ 171/ 1) عن محمد بن أبي الزعيزعة عن عطاء عن أبي الدرداء مرفوعاً ، وقال :
"ابن الزعيزعة عامة ما يرويه لا يتابع عليه" .
وقال ابن حبان :
"دجال من الدجاجلة" .
وجملة القول ؛ أن الحديث ضعيف مرفوعاً ، صحيح موقوفاً .
وقد روي الحديث بزيادة فيه بلفظ :
"البلاء موكل بالمنطق ، ما قال عبد لشيء : والله لا أفعله ؛ إلا ترك الشيطان كل شيء وولع به حتى يؤثمه" .
موضوع . أخرجه الخطيب في "التاريخ" (7/ 389) ، والقضاعي في "مسند الشهاب" (13/ 1) ، والديلمي (2/ 1/ 20) عن عبدالملك بن هارون بن عنترة عن أبيه عن جده عن أبي الدرداء مرفوعاً .
قلت : وهذا موضوع آفته ؛ عبدالملك هذا ؛ قال يحيى :
"كذاب" . وقال ابن حبان :
"يضع الحديث" . وقال السعدي :
"دجال كذاب" . وذكر الذهبي أن هذا الحديث من بلاياه !
والجملة الأولى منه أخرجها القضاعي من طريق محمد بن يحيى بن عيسى البصري : أخبرنا : عبدالأعلى بن حماد النرسي قال : أخبرنا حماد بن سلمة عن حميد عن الحسن عن جندب عن حذيفة مرفوعاً .

(/1)


3383 - ( البيت الذي يذكر الله فيه ينير لأهل السماء كما تنير النجوم لأهل الأرض ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /396 :
$ضعيف$
رواه الديلمي (2/ 1/ 21) عن الحسن بن عمارة عن طلحة عن عبدالرحمن بن سابط عن أبيه سابط بن أبي حميضة مرفوعاً .
قلت : وهذا إسناد ضعيف جداً ؛ آفته الحسن بن عمارة ، وهو متروك ؛ كما في "التقريب" .
ومن طريقه أخرجه أبو نعيم كما في ترجمة سابط بن حميضة من "الإصابة" وقال :
"وإسناده ضعيف (!) وقد قيل : إن عبدالرحمن بن سابط هذا هو ابن عبدالله بن سابط ، وأن الصحبة والرواية لأبيه عبدالله بن سابط ، وبذلك جزم البغوي" .
والحديث عزاه السيوطي للبيهقي في "الشعب" عن عائشة نحوه .
ثم طبع كتاب "شعب الإيمان" ، فرأيت الحديث فيه (2/ 341/ 1982). قال :أخبرنا أبو الحسن محمد بن القاسم الفارسي : حدثنا أبو بكر بن قريش : حدثنا الحسن بن سفيان : حدثنا قتيبة بن سعيد : حدثنا ابن لهيعة عن أبي الأسود عن عروة عن عائشة مرفوعاً بلفظ :
"البيت الذي يقرأ فيه القرآن يتراءى لأهل السماء كما تتراءى النجوم لأهل الأرض" .
وهذا إسناد جيد إن ثبتت عدالة وحفظ أبي بكر بن قريش ؛ فإني لم أعرفه ، وكذلك الراوي عنه .

(/1)


3384 - ( تبدأ الخيل يوم وردها ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /397 :
$ضعيف جداً$
أخرجه ابن ماجه (2484) ، والبخاري في "التاريخ" (3/ 1/ 315) معلقاً عن أبي الجعد عبدالرحمن بن عبدالله عن كثير بن عبدالله بن عمرو بن عوف المزني عن أبيه عن جده مرفوعاً .
قلت : وهذا إسناد ضعيف جداً ؛ آفته كثير هذا ؛ فإنه متهم . قال البوصيري في "الزوائد" (ق173/ 2) :
"هذا إسناد ضعيف (!) ؛ كثير بن عبدالله بن عمرو بن عوف كذبه الشافعي وأبو داود ، وقال ابن حبان : روى عن أبيه عن جده نسخة موضوعة ، لا يحل ذكرها في الكتب ، ولا الرواية عنه إلا على جهة التعجب" .
قلت : وأبوه : عبدالله بن عمرو مجهول ، قال الذهبي : ما روى عنه سوى ابنه كثير .
قلت : ونحوه أبو الجعد عبدالرحمن بن عبدالله ؛ فإنه لم يرو عنه سوى اثنين ، ولم يوثقه غير ابن حبان ، فهو مجهول الحال .
(تنبيهان) :
الأول : هكذا وقع الحديث في "التاريخ" بلفظ : "تبدأ" ، ووقع في ابن ماجه "يبدأ" . وهو خلاف ما في "التهذيب" و "الزيادة على الجامع" ؛ فإنهما عزياه إليه باللفظ الأول . وفي "النهاية" :
"الخيل مبدأة يوم الورد . أي : يبدأ بها في السقي قبل الإبل والغنم ، وقد تحذف الهمزة فتصير ألفاً ساكنة" .
والآخر : قال السندي في "حاشية ابن ماجه" : "في "الزوائد" : في إسناده عمرو بن عوف ضعيف . وفيه حفيده كثير بن عبدالله ، قال الشافعي : ...." . إلخ ما تقدم .
قلت : وهذا مع عدم وروده في النسخة المخطوطة التي نقلت منها النص السابق ؛ فإنه خطأ فاحش ؛ لأن عمرو بن عوف صحابي معروف . ولعله أراد أن يقول : عبدالله بن عمرو بن عوف فسقط من قلمه : "عبدالله بن" ، فظهر الخطأ . لكن يرد عليه قوله : "وفيه حفيده كثير ...." ؛ فإن كثيراً هذا هو ابنه . فتأمل . ثم رأيت الحديث في "كامل ابن عدي" (6/ 62-63) من هذه الطريق وقال : "وعامة ما يرويه كثير لا يتابع عليه" .

(/1)


3385 - ( تنزل القرآن فهو كلام الله عز وجل ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /399 :
$ضعيف جداً$
أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (1/ 327/ 1-النسخة القديمة) ، وابن عدي (296/ 1) عن بقية بن الوليد عن عيسى بن إبراهيم عن موسى بن أبي حبيب عن الحكم بن عمير مرفوعاً .
قلت : وهذا إسناد ضعيف جداً ؛ موسى بن أبي حبيب ضعفه أبو حاتم ، ولم يلق الحكم بن عمير كما قال الذهبي ، فهو منقطع .
وعيسى بن إبراهيم - وهو ابن طهمان الهاشمي - متروك .
وبقية مدلس وقد عنعنه .
(تنبيه) : قوله : "تنزل" كذا وقع في النسخو المشار إليها من "المعجم" . وهي نسخة عتيقة صحيحة ، بين راويها والمؤلف شخص واحد . وفي نسخة أخرى (1/ 156/ 1) : "ينزل" . والأول أصح . وفي ابن عدي : "نزل" . وقد تصحف هذا على الحافظ السيوطي فذكره في "الزيادة على الجامع الصغير" (73/ 1) بلفظ :
"تبرك بالقرآن ...." .
وفي "الجامع الكبير" (1/ 396/ 1) بلفظ :
"تبارك بالقرآن ..." !

(/1)


3386 - ( تجب الصلاة على الغلام إذا عقل ، والصوم إذا أطاق ، وتجري عليه الشهادة والحدود إذا احتلم ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /400 :
$ضعيف جداً$
أخرجه ابن عدي (50/ 2) من طريق جويبر عن الضحاك عن ابن عباس مرفوعاً . وقال :
"جويبر ؛ الضعف على حديثه ورواياته بين" .
قلت : وهو ضعيف جداً كما قال الحافظ .
والضحاك - وهو ابن مزاحم - لم يسمع من ابن عباس .
والحديث عزاه السيوطي للموهبي وحده في "العلم" ، ففاته هذا المصدر العالي .

(/1)


3387 - ( تجري الحسنات على صاحبها ما اختلج عليه قدم أو ضرب عليه عرق ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /400 :
$ضعيف$
أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (1/ 27/ 2) وعنه أبو نعيم في "الحلية" (1/ 255) عن معاذ بن أبي بن كعب عن أبيه عن جده عن أبي بن كعب رضي الله عنه أنه قال :
"يا رسول الله ! ما جزاء الحمى ؟ قال : ..." فذكره ، فقال أبي :
"اللهم ! إني أسألك حمى لا تمنعني خروجاً في سبيلك ، ولا خروجاً إلى بيتك ، ولا مسجد نبيك . قال : فلم يمس أبي قط إلا وبه حمى" .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ معاذ بن محمد وأبوه وجده مجاهيل . قال ابن المديني :
"لا نعرف محمداً هذا ، ولا أباه ، ولا جده في الرواية ، وهذاإسناد مجهول" .

(/1)


3388 - ( إن هؤلاء النوائح يجعلن يوم القيامة صفين في جهنم ، صف عن يمينهم ، وصف عن يسارهم ، فينبحن على أهل النار كما تنبح الكلاب ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /401 :
$ضعيف جداً$
أخرجه الطبراني في "الأوسط" (1/ 77/ 1) من طريق سليمان بن داود اليمامي عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي هريرة مرفوعاً وقال :
"لم يروه عن يحيى إلا سليمان" .
قلت : وهو ضعيف جداً ؛ فقد قال البخاري : "منكر الحديث" . قال الذهبي :
"وقد مر لنا أن البخاري قال : من قلت فيه : منكر الحديث ؛ فلا تحل رواية حديثه" .

(/1)


3389 - ( تحروا الدعاء في الفيافي ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /401 :
$ضعيف$
أخرجه أبو نعيم في "الحلية" (6/ 343) عن عبيد بن محمد الصنعاني : حدثنا عبدالله بن قريش الصنعاني : حدثنا أبو مطر - واسمه منيع - عن مالك ابن أنس عن أبي حازم عن سهل بن سعد مرفوعاً .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ منيع هو ابن ماجد بن مطر ، ترجمه في "اللسان" بما يعطي أنه ضعيف .
وعبدالله بن قريش كذا في الأصل . وفي "اللسان" : "فراس" مكان : "قريش" ابن عم وهب بن منبه ، ولم أجد له ترجمة .
وعبيد بن محمد الصنعاني مجهول ؛ كما في "اللسان" عن ابن القطان .
(تنبيه) : هكذا وقع الحديث في "الحلية" . وعزاه السيوطي إليه بلفظ :
"تحروا الدعاء عند فيء الأفياء" ! .
وتعقبه المناوي بقوله :
"كذا في نسخ الكتاب . والذي وقفت عليه في نسخ "الحلية" : تحروا الدعاء في الفيافي" .
قلت : وفي معنى لفظ السيوطي حديث آخر مضى برقم (2636) .

(/1)


3390 - ( تبارك مصرف القلوب ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /402 :
$ضعيف$
رواه ابن منده في "المعرفة" (2/ 302/ 1) عن محمد بن خالد ابن عثمة : حدثني موسى بن يعقوب عن عبدالرحمن بن عبدالله بن المنيب عن أبي بكر بن سليمان بن أبي حثمة أن رسول الله صلي الله عليه وسلم جاء بيت زيد بن حارثة فاستأذن ، فأذنت له زينب ولا خمار عليها ، فألقت كم درعها عن رأسها ، فسألها عن زيد ، فقالت : ذهب قريباً يا رسول الله ! قالت : فقام رسول الله صلي الله عليه وسلم وله همهمة ، قالت : فاتبعته فسمعته يقول : (فذكره) فما زال يقولها حتى تغيب .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ فإنه مرسل ، وعبدالرحمن بن عبدالله بن المنيب لم أجد له ترجمة . وسائر رجاله موثقون .
وحديث الترجمة أورده السيوطي في "الزيادة على الجامع الصغير" من رواية الطبراني عن أم سلمة . ولم أره في "مجمع الزوائد" لنتعرف به علته .

(/1)


3391 - ( تحروا الصدق وإن رأيتم أن فيه الهلكة ؛ فإن فيه النجاة ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /403 :
$ضعيف$
رواه ابن أبي الدنيا في "الصمت" (3/ 21/ 1) عن محمد بن يحيى الأنصاري عن منصور بن المعتمر قال : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم ...
قلت : وهذا إسناد ضعيف لإعضاله ؛ فإن منصور بن المعتمر إنما يروي عن التابعين .

(/1)


3392 - ( تحفة المؤمن في الدنيا الفقر ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /403 :
$ضعيف$
رواه الديلمي (2/ 1/ 46) من طريق ابن السني عن عثمان بن خرزاذ : حدثنا محمد بن عبدالله بن عمار : حدثنا مسرة بن صفوان عن أبي حاجب عن عبدالرحمن بن غنم عن معاذ بن جبل مرفوعاً .
قلت : وهذا إسناد فيه جهالة ؛ أبو حاجب ومسرة بن صفوان لم أعرفهما . وأما السخاوي فقد قال في "المقاصد" (ص141-طبع الهند) :
"وسنده لا بأس به ، وهو عند الديلمي أيضاً عن ابن عمر بسند ضعيف جداً" .
وأما المناوي فقال في شرحه على "الجامع" :
"وفيه يعقوب بن الوليد المدني ، قال الذهبي في "الضعفاء" : كذبه أحمد والناس . وقال السخاوي : حرف اسمه على بعض رواته فسماه إبراهيم . وللحديث طرق كلها واهية" .
قلت : ويعقوب هذا ليس في إسناد الديلمي كما ترى ، إلا أن يكون سقط من النسخة أو من قلمي ، وهو بعيد جداً ، كيف لا ، ولو كان ثابتاً فيه لما قال السخاوي : لا بأس به ، لعله في إسناد حديث ابن عمر الذي ضعفه السخاوي جداً . والله أعلم .
(تنبيه) : كلام السخاوي الذي نقلته آنفاً ، حكاه المناوي تحت حديث : "تحفة المؤمن الموت" ، من قول الحافظ العراقي ! فلا أدري هل الوهم من المناوي أم السخاوي ، والأول هو الأقرب . والله أعلم .

(/1)


3393 - ( تحفة الملائكة تجمير المساجد ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /404 :
$ضعيف$
رواه الديلمي (2/ 1/ 47) من طريق أبي الشيخ معلقاً عن محمد ابن أحمد بن الحارث : حدثنا أبي : حدثنا حريث مؤذن مسجد بني أمية عن الحسن عن سمرة مرفوعاً .
قلت : إسناده ضعيف ؛ الحسن - وهو البصري - مدلس وقدعنعنه .
وحريث - وهو ابن السائب التميمي المؤذن - ، قال الحافظ :
"صدوق يخطىء" .
ومحمد بن أحمد بن الحارث وأبوه لم أعرفهما .

(/1)


3394 - ( تخيروا لنطفكم ؛ فإن النساء تلدن أشباه إخوانهن وأشباه أخواتهن ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /404 :
$موضوع$
رواه ابن عدي (304/ 2) ، وعنه ابن عساكر (15/ 134/ 2) عن عيسى بن ميمون عن القاسم بن محمد عن عائشة مرفوعاً .
أورده في ترجمة عيسى هذا في جملة أحاديث ثم قال :
"وعامة ما يرويه لا يتابعه عليه أحد" . وروى عن ابن معين أنه قال :
"هو ليس بشيء" . وعن البخاري :
"صاحب مناكير" ، وفي موضع آخر : "منكر الحديث" . والنسائي :
"متروك الحديث" .
قلت : وقال ابن حبان :
"يروي أحاديث كلها موضوعات" . ولهذا لم يحسن السيوطي بإيراده الحديث في "الجامع الصغير" من رواية ابن عدي هذه !
ومن هذا الوجه أخرجه ابن منده في "المعرفة" (2/ 299/ 1) لكنه قال : سمعت هشام بن عروة يحدث عن أبيه عنها بلفظ :
"تخيروا لنطفكم ، وانظروا أين تضعونها ؛ فإن النساء ...." .

(/1)


3395 - ( تداركوا الغموم والهموم بالصدقات يكشف الله ضركم وينصركم على أعدائكم ، ويثبت عند الشدائد أقدامكم ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /405 :
$موضوع$
أخرجه الديلمي (2/ 36) عن ميسرة بن عبدربه عن عمر بن سليمان عن مكحول عن أبي هريرة مرفوعاً .
قلت : وهذا إسناد موضوع ؛ ميسرة بن عبدربه كذاب مشهور كما قال الذهبي . وقد سرقه منه بعض المتهمين بالكذب ، فرواه أبو الحسين البوشنجي في "جزء من حديثه" (116/ 1-2) عن عيسى بن أبان - العبد الصالح - عن عبدالمنعم عن الفرج بن فضالة عن عمر بن سليمان به ، دون الشطر الثاني منه .
قلت : وهذا إسناد هالك ؛ عبدالمنعم هذا إما ابن إدريس اليماني ، وإما ابن بشير المصري ، وكلاهما متهم بالكذب ، والمصري متهم بالوضع أيضاً .
والفرج بن فضالة ضعيف .
وعيسى بن أبان لم أعرفه الآن .

(/1)


3396 - ( تداووا من ذات الجنب بالقسط البحري والزيت ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /406 :
$ضعيف$
أخرجه الترمذي (2/ 9) ، والحاكم (4/ 405) - واللفظ له - ؛ والطيالسي (686) ، وعنه أحمد (4/ 369) من طريق خالد الحذاء عن ميمون أبي عبدالله عن زيد بن أرقم مرفوعاً . وقال الترمذي :
"حديث حسن غريب صحيح" ! وقال الحاكم :
"صحيح الإسناد" ! ووافقه الذهبي ، وهو من عجائبه ؛ فإن الجمهور قد ذهبوا إلى تضعيف ميمون هذا ، ولم يخالف فيه غير ابن حبان ، ولذلك جزم الحافظ في "التقريب" بضعفه ! على أنه قد اضطرب في متنه :
فرواه خالد عنه هكذا . وقال قتادة عنه بلفظ :
"أن النبي صلي الله عليه وسلم كان ينعت الزيت والورس من ذات الجنب" .
أخرجه الترمذي وصححه أيضاً !

(/1)


3397 - ( الأشعريون في الناس كصرة فيها مسك ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /406 :
$ضعيف$
أخرجه ابن سعد في "الطبقات" (1/ 349) من طريق محمد بن إسحاق عن الزهري وعكرمة بن خالد وعاصم بن عمر بن قتادة قالوا :
وقدم الأشعريون على رسول الله صلي الله عليه وسلم وهم خمسون رجلاً ، فيهم أبو موسى الأشعري وإخوة لهم ، ومعهم رجلان من عك ، وقدموا في سفن في البحر ، وخرجوا بجدة ، فلما دنوا من المدينة جعلوا يقولون :
غداً نلقى الأحبة محمداً وحزبه
ثم قدموا فوجدوا رسول الله صلي الله عليه وسلم في سفره بخيبر . ثم لقوا رسول الله صلي الله عليه وسلم فبايعوا وأسلموا ، فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم : ... فذكره .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ، فإنه مع إرساله فيه عنعنة ابن إسحاق .

(/1)


3398 - ( ما هلكت أمة قط إلا بالشرك بالله عز وجل ، وما أشركت أمة حتى يكون بدء شركها التكذيب بالقدر ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /407 :
$ضعيف$
رواه ابن أبي عاصم في "السنة" رقم (322-بتحقيقي) ، والطبراني في "الصغير" (220) ، والمخلص في "حديثه" كما في "المنتقى منه" (12/ 16/ 1) ، وتمام (124/ 2) ، والآجري في "الشريعة" (ص191) ، واللالكائي في "السنة" (1/ 142/ 2) ، وابن عساكر (2/ 211/ 1) و ( 13/ 193/ 2و15/ 172/ 1) ، والباغندي في مسند "عمر بن عبدالعزيز" (ص10) عن عمر بن يزيد النصري عن عمرو بن مهاجر - صاحب حرس عمر بن عبدالعزيز - عن عمر بن عبدالعزيز عن يحيى بن القاسم عن أبيه عن جده عبدالله بن عمرو بن العاص مرفوعاً .
ثم رواه اللالكائي من طريق آخر عن سلمة بن علي أن الزبيدي حدثه أن الزهري حدثه عن عمر بن عبدالعزيز مرفوعاً .
وهو - على إرساله - شديد الضعف ؛ فمسلمة بن علي الخشني متروك .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ يحيى بن القاسم وأبوه لا يعرفان ، أوردهما ابن أبي حاتم (3/ 2/ 111و4/ 2/ 182) بهذه الرواية ، ولم يذكر فيهما جرحاً ولا تعديلاً .
وكذلك أوردهما ابن حبان في "الثقات" (1/ 185و2/ 302) !
وعمر بن يزيد النصري - بالصاد المهملة ، ووقع في "الميزان" و "اللسان" بالمعجمة ، وهو خطأ - قال العقيلي في "الضعفاء" (ص289) :
"يخالف في حديثه" . وقال ابن حبان :
"يقلب الأسانيد ، ويرفع المراسيل" .
وأورده أيضاً في "الثقات" (2/ 198) وقال :
"من أهل الشام ، يروي عن الزهري ، روى عنه عمر بن واقد ، في روايته أشياء ، وعمر بن واقد لا شيء" .
وقد وثقه دحيم ، وذكره أبو زرعة الدمشقي في ثقات الشاميين ، ولعلهما أعرف به من غيرهما ؛ فقد قيل : أهل مكة أدرى بشعابها .
والحديث قال الهيثمي في "المجمع" (7/ 204) :
"رواه الطبراني في "الكبير" و "الصغير" وفيه عمر بن يزيد النصري - من بني نصر - ضعفه ابن حبان ، وقال : يعتبر به" .
وروى الآجري (ص193) عن بقية بن الوليد عن يحيى بن مسلم عن بحر السقا عن أبي حازم عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلي الله عليه وسلم :
"ما كانت زندقة إلا كان أصلها التكذيب بالقدر" .
وهذا إسناد واه جداً ، بحر - وهو ابن كنيز السقاء - متروك ؛ كما في "المجمع" (7/ 206) . وقال الحافظ : "ضعيف" .
ويحيى بن مسلم ؛ قال الذهبي :
"شيخ من أشياخ بقية ، لا يعرف ، ولا يعتمد عليه ، وخبره باطل" ، ثم ساق له حديثاً آخر .
وبقية مدلس معروف .

(/1)


3399 - ( ترك السلام على الضرير خيانة ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /409 :
$ضعيف$
رواه الديلمي (2/ 1/ 45) عن كثير بن أبي صابر : حدثنا سفيان ابن عيينة عن على بن زيد عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة مرفوعاً .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ علي بن زيد - وهو ابن جدعان - ضعيف لسوء حفظه .
وكثير بن أبي صابر لم أعرفه .

(/1)


3400 - ( تزوجوا النساء ؛ فإنهن يأتينكم بالمال ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /409 :
$ضعيف$
رواه ابن أبي شيبة في "المصنف" (7/ 2/ 1) : أبو أسامة عن هشام بن عروة عن أبيه مرفوعاً .
وأخرجه أبو داود في "المراسيل" (180/ 203) من طريق آخر عن أبي أسامة .
قلت : وهذا سند مرسل صحيح . وقد وصله أبو السائب سلم بن جنادة فقال : حدثنا أبو أسامة عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة مرفوعاً به .
أخرجه البزار (ص142-زوائده) ، والحاكم (2/ 161) ، والخطيب في "التاريخ" (9/ 147) ، والديلمي (1/ 1/ 29) ، وقال الحاكم :
"صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه ؛ لتفرد سلم بن جنادة بإسناده ، وسلم ثقة مأمون" ، ووافقه الذهبي !
قلت : وفيه أمران :
الأول : أن ابن جنادة لم يخرج له من الستة سوى الترمذي وابن ماجه ، فليس هو على شرط الشيخين .
والآخر : أن ابن جنادة - وإن كان ثقة - فهو ربما خالف ؛ كما قال الحافظ في "التقريب" ، وقد خالف ابن أبي شيبة - وكذا غيره - في إسناده ، كما يشعر به قول الهيثمي أو الحافظ في "زوائد البزار" :
قلت : "رواه غير واحد مرسلاً ، ولا نعلم أحداً ذكر عائشة إلا أبو أسامة" .
كذا في النسخة وهي رديئة جداً ، ولعل الأصل "أبو السائب" ؛ فهو الذي تفرد بذكر عائشة فيه ، على أنه لم يثبت على ذلك ؛ فقد ذكر الخطيب بعد أن أخرجه من طريق الحسين المحاملي عن أبي السائب به :
"قال أبو السائب : سلم بن جنادة - في موضع آخر - عن هشام عن أبيه ، وليس عن عائشة" .
قلت : فقد اتفق أبو السائب مع الثقات على إرساله ، فهو الصواب .
وعليه ؛ فالحديث علته الإرسال . وجرى الهيثمي على ظاهر إسناده فقال في "مجمع الزوائد" (4/ 255) :
"رواه البزار ، ورجاله رجال الصحيح خلا سلم بن جنادة (الأصل مسلم بن جياد) وهو ثقة" .
وأما قول المناوي عقبه :
"قال المصنف : وله شواهد ، منها خبر الثعلبي عن ابن عجلان أن رجلاً شكى إلى النبي صلي الله عليه وسلم الفقر ، فقال : عليك بالباءة" .
فهذا مع أنه معضل ، فلا ندري ما حال الإسناد إلى ابن عجلان .
وأما الشواهد الأخرى ، فلم أستحضر حتى الآن شيئاً منها . وما إخال فيها ما يصلح شاهداً . ولعل منها ما أخرجه السهمي في "تاريخ جرجان" (200) من طريق حسين بن علوان عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة مرفوعاً بلفظ :
"عليكم بالتزويج ؛ فإنه يحدث الرزق" .
وحسين بن علوان كذاب وضاع .
وفي الباب : "التمسوا الرزق في النكاح" ، وهو ضعيف مضى برقم (2487) .

(/1)


3401 - ( تزوجوا في الحجر الصالح ؛ فإن العرق دساس ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /411 :
$موضوع$
رواه الديلمي (2/ 1/ 30) عن الموقري عن الزهري عن أنس مرفوعاً .
قلت : هذا موضوع ؛ آفته الموقري - واسمه الوليد بن محمد - اتفقوا على تضعيفه ، بل قال محمد بن عوف :
"كذاب" . وقال ابن حبان :
"روى عن الزهري أشياء موضوعة لم يروها الزهري قط ، وكان يرفع المراسيل ، ويسند الموقوف ، لا يجوز الاحتجاج به بحال" .
ومنه تعلم تساهل الحافظ العراقي في اقتصاره على تضعيف هذا الإسناد ، فقال في "تخريج الإحياء" (2/ 38) :
رواه أبو منصور الديلمي في "مسند الفردوس" من حديث أنس . وروى أبو موسى المديني في كتاب "تضييع العمر والأيام" من حديث ابن عمر : "وانظر في أي نصاب تضع ولدك ؛ فإن العرق دساس" ، وكلاهما ضعيف .
والحديث رواه ابن عدي أيضاً من طريق الموقري كما في "المناوي" .

(/1)


3402 - ( تسعة أعشار الرزق في التجارة ، والجزء الباقي في السابياء ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /412 :
$ضعيف$
رواه أبو عبيد في "الغريب" (52/ 2) : حدثنا هشيم قال : أخبرنا داود بن أبي هند عن نعيم بن عبدالرحمن الأزدي يرفعه .
قال هشيم : يعني بـ (السابيا) : النتاج .
قلت : وهذا إسناد ضعيف لإرساله ؛ نعيم بن عبدالرحمن الأزدي أورده ابن أبي حاتم (4/ 1/ 461) بهذه الرواية عنه ، ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً ، فقال :
"روى عن النبي صلي الله عليه وسلم ، مرسل ، وروى عن أبي هريرة . روى عنه داود بن أبي هند" .
وقد تابعه يحيى بن جابر الطائي ، وهو ثقة من أتباع التابعين .
أخرجه سعيد بن منصور في "سننه" كما في "الجامع" ؛ قرنه بنعيم بن عبدالرحمن الأزدي .

(/1)


3403 - ( تسمونهم محمداً ثم تسبونهم !! ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /413 :
$ضعيف$
رواه أبو يعلى في "مسنده" (166/ 2) عن الطيالسي ، وكذا البزار (ص243) ، والحاكم (4/ 293) ، والحافظ ابن بكير في "فضائل من اسمه أحمد ومحمد" (59/ 1) ، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (2/ 286) ، والعقيلي في "الضعفاء" (94) ، وابن عدي (66/ 2) عن الحكم بن عطية عن ثابت عن أنس مرفوعاً ، وقال البزار :
"لا نعلم رواه عن ثابت إلا الحكم ، وهو بصري لا بأس به ، وضعفه جماعة" .
قلت : ضعفه أبو الوليد ، وقال النسائي :
"ليس بالقوي" . ووثقه ابن معين ، وقال أحمد : "لا بأس به" . وقال ابن عدي :
"هو عندي ممن لا بأس به ، يكتب حديثه" .
وقال الحافظ في "التقريب" :
"صدوق له أوهام" .
وساق له الذهبي هذا الحديث في مناكيره ، وقال في "تلخيص المستدرك" - عقب قول الحاكم : "تفرد به الحكم بن عطية عن ثابت" - :
"قلت : الحكم وثقه بعضهم ، وهو لين" .

(/1)


3404 - ( تعلموا مناسككم ؛ فإنها من دينكم ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /413 :
$ضعيف$
رواه الديلمي (2/ 1/ 28) من طريق الطبراني : حدثنا الحسين ابن المتوكل : حدثنا سريج بن النعمان : حدثنا جعفر بن يزيد عن عبادة بن نسي عن أبي سعيد الخدري مرفوعاً .
قلت : وهذا سند ضعيف ، وجعفر بن يزيد لم أعرفه .
والحسين بن المتوكل - وهو ابن أبي السري - ضعيف ؛ كما في "التقريب" .
والحديث عزاه السيوطي لابن عساكر عن أبي سعيد . قتعقبه المناوي بأنه خرجه أيضاً الطبراني وأبو نعيم . ولم يتكلم على إسناده بشيء !
ورواه ابن عساكر في "التاريخ" (8/ 437/ 1) ، ووقع فيه : (جعفر بن زيد) . ولم أعرفه أيضاً .

(/1)


3405 - ( بعثت إلى الناس كافة ، فإن لم يستجيبوا لي فإلى العرب ، فإن لم يستجيبوا لي فإلى قريش ، فإن لم يستجيبوا لي فإلى بني هاشم ، فإن لم يستجيبوا لي فإلى وحدي ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /414 :
$موضوع$
أخرجه ابن سعد (1/ 191-192) : أخبرنا محمد بن عمر الأسلمي : حدثني أبو عتبة إسماعيل بن عياش عن بحير بن سعد عن خالد بن معدان مرفوعاً .
قلت : وهذا موضوع ؛ آفته محمد بن عمر - وهو الواقدي - ؛ كذاب .
ثم هو مرسل .

(/1)


3406 - ( هلاك أمتي في العصبية ، والقدرية ، والرواية من غير ثبت ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /414 :
$موضوع$
أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (3/ 111/ 1) ، والعقيلي في "الضعفاء" (ص452) ، وابن أبي عاصم في "السنة" (326) ، وأبو العباس الأصم في "حديثه" (3/ 145/ 1) ، (رقم75-منسوختي) ، وأبو الحسن القاضي الشريف في "المشيخة" (2/ 188) ، وأبو نعيم في "المستخرج على صحيح مسلم" (1/ 9/ 1-2) ، والرامهرمزي في "المحدث الفاصل" (ص113) ، وابن عدي في مقدمة "الكامل" (ص227-طبع بغداد) ، واللالكائي في "السنة" (1/ 144/ 2) من طرق عن هارون بن هارون عن مجاهد عن ابن عباس مرفوعاً .
وأخرجه الدولابي في "الكنى" (2/ 49) - وكذا العقيلي - من طريق بقية ابن الوليد قال : حدثنا هارون بن هارون أبو العلاء الأزدي عن عبدالله بن زياد عن مجاهد به . وقال العقيلي :
"هذا أشبه ؛ لأن عبدالله بن زياد بن سمعان يحتمل" .
قلت : يعني - والله أعلم - أن ابن سمعان متهم بالكذب ، فهو يحتمل هذا الحديث المنكر أن يكون هو الذي رواه ، فهو آفته ، وليس هو هارون بن هارون ؛ فإنه لم يتهم ، وكان ضعيفاً . وابن سمعان كذبه مالك وأحمد وابن معين وغيرهم . ولذلك أورده ابن الجوزي في "الموضوعات" وقال :
"موضوع ؛ ابن سمعان كذاب ، وهو المتهم به" .
وتعقبه السيوطي في "اللآلي" (1/ 263) بما أخرجه الطبراني في "الأوسط" من طريق محمد بن إبراهيم الشامي : حدثنا سويد بن عبدالعزيز عن الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير عن عبدالله بن أبي قتادة عن أبيه مرفوعاً به وقال :
"سويد ضعيف" .
كذا قال ، والشامي شر منه ، فما كان ينبغي السكوت عنه ، ولذلك تعقبه ابن عراق في "تنزيه الشريعة" فقال :
"قلت : لكن الراوي له عن سويد محمد بن إبراهيم الشامي كذاب ، فخرج عن الاستشهاد به" .
ومن هذا الوجه رواه ابن عدي أيضاً (ص229) .
وجملة القول ؛ أن ابن الجوزي قد أصاب في حكمه على الحديث بالوضع . والله أعلم .
وقد رواه هارون بن هارون على وجه آخر فقال : عن ربيعة بن أبي عبدالرحمن رفعه ؛ فأرسله .
أخرجه الحارث بن أبي أسامة في "مسنده" (186-زوائده) .
وهذا الاضطراب مما يؤكد ضعف هارون هذا ، والله أعلم .

(/1)


3407 - ( تعلموا العلم ثم اعملوا به ، فوالله لا تؤجروا حتى تعملوا به ، إن العلماء سمتهم الرعاية ، وإن السفهاء سمتهم الرواية ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /416 :
$ضعيف جداً$
رواه أبو عثمان البجيرمي في "الفوائد" (3/ 16/ 2) عن نصر بن الحسين البخاري : حدثنا عيسى بن موسى (غنجار) عن محمد بن الفضل ابن عطية عن أبان بن صالح عن الحسن عن انس بن مالك مرفوعاً .
قلت : وهذا إسناد ضعيف جداً ؛ محمد بن الفضل بن عطية ، قال الحافظ :
"كذبوه" .
والشطر الأول من الحديث أورده السيوطي في "الجامع" من رواية أبي الحسن ابن الأخرم المديني في "أماليه" عن أنس ، ولم يتكلم المناوي على إسناده بشيء .
وقد وقفت على إسناده في "فوائد ابن عليك النيسابوري" (241/ 1) أخرجه من طريق الحسين بن داود البلخي : حدثنا شقيق بن إبراهيم البلخي : حدثنا أبو هاشم الأبلي عن أنس به .
وأخرجه ابن عساكر (15/ 128/ 2) عن أبي الدرداء مرفوعاً ، وفيه عثمان ابن فائد : حدثنا بكر بن خنيس ، وكلاهما ضعيف .
وروي من طريق أخرى عن بكر بن خنيس بإسناده عن معاذ بن جبل ، وهو مخرج في "تخريج اقتضاء العلم العمل" (رقم 7و8) .

(/1)


3408 - ( تعلموا من أمر النجوم ما تهتدوا به في ظلمات البر والبحر ثم انتهوا ، ومن أمر النساء ما يحل لكم وما يحرم عليكم ثم انتهوا ، ومن الأنساب ما تصلوا به أرحامكم ثم انتهوا ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /417 :
$ضعيف$
رواه الديلمي (2/ 1/ 27) من طريق ابن السني معلقاً عن هانىء ابن يحيى عن مبارك بن فضالة عن عبدالله بن عمر عن نافع عن ابن عمر مرفوعاً .
قلت : وهذا سند ضعيف ؛ مبارك بن فضالة صدوق ، ولكنه يدلس ويسوي .
وهانىء بن يحيى - وهو أبو مسعود السلمي - ، قال ابن حبان في "الثقات" :
"يخطىء" .
والحديث عزاه السيوطي لابن مردويه والخطيب في "كتاب النجوم" عن ابن عمر بالشطر الأول منه ، وذكر المناوي أن عبدالحق قال :
"ليس إسناده مما يحتج به" . وقال ابن القطان :
"فيه من لا أعرفه" .
قال المناوي : "لكن رواه ابن زنجويه من طريق آخر ، وزاد : وتعلموا ما يحل لكم من النساء ويحرم عليكم ثم انتهوا" .
قلت : ثم رأيت قول عبدالحق المذكور في كتابه "الأحكام" (ق8/ 1-2) .
رواه من طريق أبي نعيم بسنده عن هانىء بن يحيى به مختصراً دون الجملة الوسطى .

(/1)


3409 - ( تعمل هذه الأمة برهة بكتاب الله ، ثم تعمل برهة بسنة رسول الله صلي الله عليه وسلم ، ثم تعمل بالرأي ، فإذا عملوا بالرأي ، فقد ضلوا وأضلوا ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /418 :
$ضعيف$
أخرجه أبو يعلى في "مسنده" (4/ 1404) ، وابن عبدالبر في "الجامع" (2/ 134) عن عثمان بن عبدالرحمن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة مرفوعاً .
قلت : وهذا إسناد واه جداً ؛ عثمان هذا هو الوقاصي ، قال الحافظ :
"كذبوه" .
لكن أخرجه ابن عبدالبر من طريق محمد بن الليث قال : حدثنا جبارة بن المغلس قال : حدثنا حماد بن يحيى الأبح عن الزهري به .
وهذا إسناد ضعيف ؛ الأبح هذا ، صدوق يخطىء .
وجبارة ضعيف .
ومحمد بن الليث هو أبو بكر الجوهري ، وثقه الخطيب (3/ 196) .
وأخرجه في كتابه "الفقيه والمتفقه" (ق107/ 2) من الوجهين .
وقال ابن قدامة في "المنتخب" (ق200/ 1) .
قال عبدالله : "عرضت على أبي أحاديث سمعتها من جبارة الكوفي ، منها هذا الحديث ، فأنكره أبي جداً" .
قلت : هذا ذكره عبدالله في كتاب أبيه "العلل ومعرفة الرجال" (6/ 156-160) ، وفيه زيادة بعد قوله : جبارة الكوفي ، وهي :
"فقال في بعضها : هي موضوعة أو هي كذب منها : ..." إلخ .

(/1)


3410 - ( تفتح أبواب السماء ، ويستجاب الدعاء في أربعة مواطب : عند التقاء الصفين في سبيل الله ، وعند نزول الغيث ، وعند إقامة الصلاة ، وعند رؤية الكعبة ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /419 :
$ضعيف جداً$
أخرجه الحافظ ابن حجر في "نتائج الأفكار" (79/ 1) من طريق عفير بن معدان عن سليم بن عامر عن أبي أمامة قال : سمعته يحدث عن النبي صلي الله عليه وسلم قال : ... فذكره ، وقال :
"هذا حديث غريب ، أخرجه البيهقي في "المعرفة" ، وأشار إليه في "السنن" ، وإلى ضعفه بعفير بن معدان ، وهو شامي ضعيف ، وللحديث شاهد ..." .
ثم ساقه من طريق الطبراني في "الدعاء" : حدثنا سعيد بن سنان : حدثنا عمرو ابن عوف : حدثنا حفص بن سليمان عن عبدالعزيز بن رفيع عن سالم بن عبدالله بن عمر عن أبيه رضي الله عنه مرفوعاً : "تفتح أبواب السماء لخمس ..." ؛ فذكر نحوه ، لكن ذكر : "الأذان" بدل : "الإقامة" ، ولم يذكر رواية الكعبة ، وزاد : "ولقراءة القرآن ، ولدعوة المظلوم" ، وسنده ضعيف أيضاً من أجل حفص .
وذكره الهيثمي في "المجمع" (10/ 155) وقال :
"رواه الطبراني ، وفيه عفير بن معدان ، وهو مجمع على ضعفه" .
قلت : ومن طريقه رواه أبو الفرج المقرىء في "الأربعين في فضل الجهاد" (رقم8) .

(/1)


3411 - ( ترفع البركة من البيت إذا كانت فيه الكناسة ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /420 :
$ضعيف$
رواه الديلمي (2/ 47) من طريق أبي نعيم : حدثنا علي بن أحمد ابن نصر : حدثنا محمد بن عبدالرحمن بن صالح التمار : حدثنا عبدالواحد بن غياث : حدثنا حماد عن حميد عن أنس مرفوعاً .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ التمار وابن نصر لم أعرفهما .
وعبدالواحد بن غياث (وفي الأصل : عتاب ، وهو خطأ) ترجمه ابن أبي حاتم (3/ 1/ 23) وقال :
"روى عنه أبو زرعة ، وسئل عنه فقال : صدوق" .
ومن فوقه من رجال مسلم .

(/1)


3412 - ( تعوذوا بالله من ثلاث فواقر : جار سوء إن رأى خيراً كتمه ، وإن رأى شراً أذاعه ، وزوجة سوء إن دخلت عليها لسنتك ، وإن غبت عنها خانتك ، وإمام سوء إن أحسنت لم يقبل ، وإن أسأت لم يغفر ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /421 :
$ضعيف جداً$
أخرجه البخاري في "التاريخ" (3/ 2/ 495) ، والبيهقي في "الشعب" ، والديلمي في "مسند الفردوس" (1/ 1/ 48) ، والذهبي في "الميزان" من طريق أشعث بن بزار : حدثنا علي بن زيد عن عمارة بن قيس مولى الزبير عن أبي هريرة مرفوعاً .
قلت : وهذا إسناد ضعيف جداً ؛ عمارة هذا أورده البخاري في "التاريخ" ثم ابن أبي حاتم (3/ 1/ 368) ولم يذكرا فيه جرحاً ولا تعديلاً ، فهو مجهول .
وعلي بن زيد - وهو ابن جدعان - ضعيف .
وأشعث بن بزار ، قال البخاري :
"منكر الحديث" . وقال النسائي :
"متروك الحديث" .

(/1)


3413 - ( تقول النار للمؤمن يوم القيامة : جز يا مؤمن ؛ فقد أطفأ نورك لهبي ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /421 :
$ضعيف$
أخرجه الطبراني في "الكبير" ، وتمام في "الفوائد" (143/ 2) ، والنعالي في "حديثه" (135/ 2) ، والماليني في "الأربعين" (12/ 9) ، وعبدالغني المقدسي في "ذكر النار" (227/ 2) ، وأبو نعيم في "الحلية" (9/ 329) عن منصور بن عمار : أخبرنا بشير بن طلحة عن خالد بن دريك عن يعلى بن منية مرفوعاً .
وكذا رواه أبو نعيم في "الأمالي" (161/ 1) ، والضياء في "المنتقى من مسموعاته بمرو" (32/ 1) ، والبيهقي في "الشعب" (1/ 339-340) ، وابن عدي (334/ 2) وقال :
"لا يرويه عن بشير بن طلحة غير منصور بن عمار ، وأرجو أنه لا يتعمد الكذب . وقال أبو حاتم : ليس بالقوي .
وخالد بن دريك لم يسمع من يعلى" .
قلت : وقد اضطرب منصور بن عمار في إسناده ، فرواه تارة هكذا .
وقال مرة : عن هقل بن زياد عن الأوزاعي عن خالد بن دريك به .
أخرجه الخطيب في "التاريخ" (9/ 233) .
ومرة قال : عن خالد بن دريك به . فأسقط الواسطة بينه وبين خالد .
أخرجه الخطيب أيضاً (5/ 194) .
وهذا الاختلاف مما يدل على ضعف الحديث ، وعدم راويه إياه ، والله أعلم .
وقال البيهقي : "تفرد به سليم بن منصور ، وهو منكر" .

(/1)


3414 - ( تمام البر أن تعمل في السر عملك في العلانية ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /422 :
$ضعيف$
رواه الطبراني (3/ 283/ 3420) عن أبي صالح : حدثنا ابن لهيعة عن عبدالرحمن بن زياد بن أنعم عن عتبة بن حميد عن عبادة بن نسي عن ابن غنم عن أبي مالك الأشعري قال : قلت : يا رسول الله ! ما تمام البر ؟ قال :
"أن تعمل ...." الحديث .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ لسوء حفظ ابن لهيعة وابن أنعم ، وكذا عتبة بن حميد ، ولكنه خير منهما .
وقال الهيثمي (10/ 290) :
"رواه الطبراني ، وفيه عبدالرحمن بن زياد بن أنعم وهو ضعيف لم يتعمد الكذب ، وبقية رجاله وثقوا على ضعف في بعضهم" .
ثم ذكره عن أبي عامر السكوني مثله وقال :
"رواه الطبراني وفيه عبدالرحمن بن زياد أيضاً" .
قلت : ومن طريق السكوني أورده السيوطي في "الجامع" ، فتعقبه المناوي بطريق أبي مالك الأشعري فقال : "ولو ضمه المصنف له لأحسن" .
وهذا عندي لا شيء ، ما دام أن الطريقين مدارهما على ابن زياد الضعيف ! وغالب الظن أنه اضطرب في إسناده : فتارة قال : أبو مالك الأشعري ، وأخرى : أبو عامر السكوني .
ثم وقفت على إسناد الطبراني عن أبي عامر السكوني ، فإذا هو من طريق ابن لهيعة أيضاً يرويه يحيى بن بكير : حدثنا ابن لهيعة بإسناده المتقدم ، إلا أنه قال : عن أبي عامر السكوني .
أخرجه الطبراني في "كنى المعجم الكبير" (22/ 317/ 800) .
ويبدو أن هذا من تخاليط ابن لهيعة بعد احتراق كتبه ؛ فإن أبا صالح الحراني - واسمه عبدالغفار - ، ويحيى بن بكير ثقتان ، ففي رواية الأول قال : أبو مالك الأشعري ، واسمه الحارث ، وفي رواية الآخر قال : أبو عامر السكوني ، وهذا أقرب إلى الصواب ، فقد تابعهما ابن وهب : أخبرنا ابن لهيعة به ، إلا أنه قال : أبو عامر الأشعري .
أخرجه ابن قانع في "معجم الصحابة" في ترجمة أبي عامر الأشعري عن عبدالله بن هاني ، وقيل : عبيد بن هاني .
قلت : وهذا أصح ؛ لأن ابن وهب صحيح الحديث عن ابن لهيعة .

(/1)


3415 - ( تكون لأصحابي هنيهة يغفرها الله لهم لصحبتي إياهم ، يقتدي بهم من بعدهم يكبهم الله في النار على وجوههم ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /424 :
$ضعيف$
رواه أبو نعيم في "أخبار أصبهان" (2/ 125) عن أحمد بن عبدالرحمن الوهبي : حدثنا أشهب بن عبدالعزيز : حدثنا ابن لهيعة عن أبي عشانة عن عقبة بن عامر الجهني : حدثني حذيفة بن اليمان مرفوعاً .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ ابن لهيعة سيىء الحفظ .
وأحمد بن عبدالرحمن الوهبي - وهو ابن وهب بن مسلم المصري الملقب بـ (بحشل) - ، قال الحافظ :
"صدوق تغير بآخرة" .
قلت : وقد توبع كما يأتي .
والحديث قال الهيثمي في "المجمع" (7/ 234) :
"رواه الطبراني في "الأوسط" ، وفيه إبراهيم بن أبي الفياض ، قال ابن يونس : يروي عن أشهب مناكير . قلت : وهذا مما رواه عن أشهب" .
قلت : لكنه قد توبع من الوهبي كما رأيت ومن غيره كما يأتي ، فالعلة من ابن لهيعة .
وله شاهد من حديث علي رضي الله عنه بلفظ :
"تكون لأصحابي زلة يغفرها الله تعالى لهم ؛ لسابقتهم معي" .
رواه ابن عساكر ؛ كما في "الجامع الكبير" (1/ 412/ 2) عن محمد ابن الحنيفة عن أبيه .
وأخرجه ابن عدي في "الكامل" (211/ 2) عن منصور بن عمار : حدثنا ابن لهيعة عن يزيد بن أبي حبيب عن أبي الخير عن حذيفة مرفوعاً بهذا اللفظ .
وابن لهيعة ضعيف كما عرفت ، ومثله منصور بن عمار ، وقد خولف في إسناده كما رأيت .
ثم رأيت الحديث عند ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (54/ 413) من طريق أبي طاهر العلوي عن ابن أبي فديك بسنده عن محمد ابن الحنفية عن أبيه ، وأبو طاهر العلوي اسمه (أحمد بن عيسى) . وهو كذاب ؛ كما قال الدارقطني .

(/1)


3416 - ( تمام النعمة : دخول الجنة ، والفوز من النار ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /425 :
$ضعيف$
أخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (725) ، والترمذي (3/ 268) ، وأحمد (5/ 231) من طريق أبي الورد بن ثمامة عن اللجلاج عن معاذ قال : مر النبي صلي الله عليه وسلم على رجل يقول : اللهم إني أسألك تمام النعمة ! قال : "هل تدري ما تمام النعمة" ؟ قال : (فذكره) .
ثم مر على رجل يقول : اللهم إني أسألك الصبر ، قال : "قد سألت ربك البلاء ، فسله العافية" .
ومر على رجل يقول : يا ذا الجلال والإكرام ! قال : "سل" . وقال الترمذي : "حديث حسن" .
قلت : ورجاله ثقات معروفون غير أبي الورد هذا لم يوثقه أحد ، وأشار الدارقطني إلى جهالته بقوله :
"ما حدث عنه غير سعيد بن إياس الجريري" .
لكنه تعقب بأنه روى عنه أيضاً شداد بن سعيد الراسبي ، وشداد فيه ضعف ، وقال الحافظ :
"أبو الورد بن ثمامة ... مقبول" .

(/1)


3417 - ( تمعددوا ، واخشوشنوا ، وانتضلوا ، وامشوا حفاة ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /426 :
$ضعيف جداً$
رواه أبو بكر بن أبي شيبة في "الأدب" (1/ 136/ 2) وفي "المسند" أيضاً (2/ 12/ 2) ، وعنه الرامهرمزي في "الأمثال" (124/ 1) : حدثنا عبدالرحيم بن سليمان عن عبدالله بن سعيد عن أبيه عن رجل من أسلم يقال له : ابن أدرع مرفوعاً .
ورواه أبو الحسن محمد بن أحمد الزعفراني في "فوائد أبي شعيب" (ق78/ 1) ، وابن عساكر (9/ 52/ 1) عن عبدالله بن سعيد بن أبي سعيد عن أبيه عن ابن أبي حدرد مرفوعاً ، وقال ابن عساكر :
"كذا أخرج البغوي هذا الحديث في ترجمة عبدالله بن أبي حدرد معتقداً أن ابن أبي حدرد هو عبدالله ، إنما هو القعقاع بن عبدالله بن أبي حدرد ، ابنه ، كذلك رواه صفوان بن عيسى ويحيى بن زكريا بن أبي زائدة عن عبدالله بن سعيد المقبري ، فيكون الحديث مرسلاً ؛ لأن القعقاع لا صحبة له" .
ومن طريقه رواه ابن منده في "المعرفة" (2/ 136/ 2) وقال : (القعقاع بن أبي حدرد) .
قلت : وعبدالله هذا متروك .
وقال الحافظ العراقي في "تخريج الإحياء" (1/ 265) .
"رواه البغوي والطبراني من حديث عبدالله بن أبي حدرد مرفوعاً ، وفيه اختلاف ، ورواه ابن عدي من حديث أبي هريرة ، وكلاهما ضعيف" .
قلت : وقد أطال الشيخ العجلوني في "كشف الخفاء" (1/ 316-317) الكلام في بيان الاختلاف المشار إليه في إسناده ، تبعاً لأصله ، ثم قال :
"ومداره على عبدالله بن سعيد ، وهو ضعيف" .
قلت : بل هو ضعيف جداً كما ذكرنا ، وإليه الحافظ بقوله في ترجمته :
"متروك" .
فالاضطراب المشار إليه هو منه ، لا من الرواة عنه .

(/1)


3418 - ( تواضعوا لمن تعلمون منه ، وتواضعوا لمن تعلمون ، ولا تكونوا من جبابرة العلماء ، فيغلب جهلكم علمكم ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /428 :
$ضعيف جداً$
رواه الخطيب في "الجامع"(1/ 350/ 809) ، والديلمي (2/ 1/ 36) من طريق ابن السني عن حجاج بن نصير عن عباد بن كثير عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة مرفوعاً .
قلت : وهذا إسناد ضعيف جداً ؛ عباد بن كثير - وهو البصري - متروك .
وحجاج بن نصير ضعيف . لكن هذا توبع عند الخطيب دون قوله : "فيغلب جهلكم علمكم" .
ونقل المناوي عن الذهبي أنه قال :
"رفعه لا يصح ، وروي من قول عمر ، وهو الصحيح" .

(/1)


3419 - ( تواضعوا ، وجالسوا المساكين ، تكونوا من كبراء الله ، وتخرجوا من الكبر ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /428 :
$موضوع$
أخرجه أبو نعيم في "الحلية" (8/ 197) عن خالد بن يزيد العمري : حدثنا عبدالعزيز بن أبي رواد عن نافع عن ابن عمر مرفوعاً ، وقال :
"غريب من حديث نافع وعبدالعزيز ، لا أعام رواه عنه غير خالد بن يزيد العمري" .
قلت : كذبه أبو حاتم ويحيى ، وقال ابن حبان :
"يروي الموضوعات عن الأثبات" .

(/1)


3420 - ( كان إذا دهن لحيته بدأ بعنفقته ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /429 :
$موضوع$
أخرجه الطبراني في "المعجم الأوسط" (8/ 306/ 7625) : حدثنا محمد بن المرزبان قال : حدثنا محمد بن مقاتل الرازي قال : حدثنا عيسى ابن إبراهيم القرشي عن الحكم بن عبدالله بن سعد الأيلي عن الزهري عن سعيد ابن المسيب عن عائشة قالت : ... فذكره . وقال :
"لم يروه عن الزهري إلا الحكم بن عبدالله ، تفرد به عيسى بن إبراهيم" .
قلت : وهو متروك ؛ كما قال النسائي ، وهو ابن طهمان الهاشمي . قال البخاري والنسائي :
"منكر الحديث" . وقال أبو حاتم :
"متروك الحديث" .
وشيخه مثله ، بل شر منه ، قال أحمد :
"أحاديثه كلها موضوعة" .
وكذبه السعدي وأبو حاتم ، وتركه جماعة . وقال ابن حبان (1/ 248) :
"كان ممن يروي الموضوعات عن الأثبات" .
ومحمد بن مقاتل الرازي - وهو غير المروزي - ضعيف ، قال الذهبي في "الميزان" :
"تكلم فيه ولم يترك" .
وأما (محمد بن المرزبان) شيخ الطبراني ، فلم أجد له ترجمة ، ويظهر أنه من شيوخه المعروفين ؛ فقد رأيت الطبراني قد روى عنه في "الأوسط" (27) حديثاً (ج8رقم7616-7633) .
ومع كل تلك العلل المتقدمة اقتصر الهيثمي بإعلاله بـ (الحكم بن عبدالله) فقط ، فقال (5/ 170) :
"رواه الطبراني في "الأوسط" ، وفيه (الحكم بن عبدالله بن سعد الأيلي) ؛ ضعيف جداً ، قال أحمد : أحاديثه كلها موضوعة" .

(/1)


3421 - ( تهادوا تحابوا ، وهاجروا تورثوا أولادكم مجداً ، وأقيلوا الكرام عثراتهم ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /430 :
$ضعيف جداً$
رواه أبو الشيخ في "الأمثال" (77/ 125) ، والطبراني في "الأوسط" (1/ 150-151) ، والقضاعي (55/ 2) ، وابن عساكر في "التاريخ" (38/ 79-80) عن المثنى أبي حاتم عن عبدالله بن العيزار عن القاسم بن محمد بن أبي بكر عن عائشة مرفوعاً .
ثم رواه هو والدولابي (1/ 143) من هذا الوجه مختصراً بلفظ :
"تهادوا تزدادوا حباً" . قال الهيثمي (4/ 146) :
"والمثنى أبو حاتم لم أجد من ترجمه . وكذا عبيدالله بن العيزار" .
قلت : أما المثنى فهو المثنى بن بكر العبدي العطار أبو حاتم البصري : عن بهز ابن حكيم لا يتابع على حديثه ؛ كما قال العقيلي في "الضعفاء" (ص409) . وقال الدارقطني :
"المثنى بن بكر متروك" .

(/1)


3422 - ( تهادوا ؛ فإنه يضعف الحب ، ويذهب بغوائل الصدر ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /430 :
$ضعيف$
رواه القضاعي (56/ 1) عن هلال بن العلاء قال : أخبرنا أبو سلمة التبوذكي قال : حدثتنا حبابة بنت عجلان عن أمها أم حفصة عن صفية بنت جرير عن أم حكيم بنت وداع الخزاعية مرفوعاً .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ، حبابة هذه قال الذهبي :
"لا تعرف ، ولا أمها ، ولا صفية ، تفرد عنها التبوذكي" .
ومن هذا الوجه أخرجه الطبراني في "الكبير" (25/ 132/ 393) وعنه الديلمي (2/ 1/ 37) .

(/1)


3423 - ( التثاؤب الشديد والعطسة الشديدة من الشيطان ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /431 :
$ضعيف$
أخرجه ابن السني في "عمل اليوم والليلة" (258) عن عمرو بن عبدالرحمن بن عمرو بن قيس عن يحيى بن عبدالله بن محمد بن صيفي عن أم سلمة رضي الله عنها مرفوعاً .
قلت : وهذا إسناد ضعيف رجاله ثقات غير عمرو بن عبدالرحمن بن عمرو ابن قيس - وهو العسقلاني - ؛ قال ابن أبي حاتم (3/ 1/ 245) عن أبيه :
"مجهول" .
ثم إن الحديث منقطع ؛ فإن ابن صيفي إنما يروي عن التابعين ، ولم يذكروا له رواية عن الصحابة .

(/1)


3424 - ( التذلل للحق أقرب إلى العز من التعزز بالباطل ، ومن تعزز بالباطل جزاه الله ذلاً بغير ظلم ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /431 :
$ضعيف$
رواه الديلمي (2/ 1/ 52) عن أحمد بن عبدالرحمن الرقي : حدثنا هشام بن عمار : حدثنا إسماعيل بن عياش عن محمد بن عجلان عن أبيه عن أبي هريرة مرفوعاً .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ إسماعيل بن عياش ضعيف في غير الشاميين ، وهذه منها ؛ فإن محمد بن عجلان مدني .
وهشام بن عمار فيه ضعف من أجل أنه كان يتلقن .

(/1)


3425 - ( التواضع لا يزيد العبد إلا رفعة ، فتواضعوا يرفعكم الله عز وجل ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /432 :
$ضعيف جداً$
رواه الديلمي (2/ 1/ 53) عن بشر بن الحسين : حدثنا الزبير بن عدي عن أنس مرفوعاً .
قلت : هذا إسناد ضعيف جداً ؛ بشر بن الحسين واه جداً ؛ قال البخاري :
"فيه نظر" . وقال الدارقطني :
"متروك" . وقال أبو حاتم : "يكذب على الزبير" .
والحديث أورده السيوطي في "الجامع الصغير" من رواية ابن أبي الدنيا في "الغضب" عن محمد بن عميرة العبدي مرفوعاً ، بزيادة :
"والعفو لا يزيد العبد إلا عزاً ، فاعفوا يعزكم الله . والصدقة لا تزيد المال إلا كثرة ، فتصدقوا يرحمكم الله عز وجل" .
والعبدي هذا لم أعرفه ، ويغلب على الظن أنه من مجاهيل التابعين أو أتباعهم .

(/1)


3426 - ( التسبيح والتكبير أفضل من الصدقة ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /433 :
$ضعيف$
رواه الديلمي (2/ 1/ 45) من طريق أبي حيان : حدثنا أبو بكر ابن معدان : حدثنا محمد بن عبدالرحيم عن يحيى بن غيلان عن فضيل بن سليمان : حدثنا إسماعيل بن إبراهيم عن محمد بن كعب عن عائشة مرفوعاً .
قلت : وهذا سند ضعيف ، رجاله ثقات غير أن فضيل بن سليمان سيىء الحفظ ؛ قال الحافظ :
"صدوق ، له خطأ كثير" .

(/1)


3427 - ( التيمم ضربتان : ضربة للوجه وضربة لليدين إلى المرفقين ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /433 :
$ضعيف$
رواه الطبراني (3/ 199/ 2) ، والحاكم (1/ 179) عن علي بن ظبيان عن عبدالله بن عمر عن نافع عن ابن عمر مرفوعاً .
قلت : وهذا إسناد ضعيف جداً ؛ عبدالله بن عمر هو العمري المكبر ، ضعيف سيىء الحفظ ، ووقع في "المستدرك" : "عبيدالله بن عمر" مصغراً ، ولعله خطأ مطبعي .
وعلي بن ظبيان ضعيف جداً . قال ابن معين :
"كذاب خبيث" . وقال البخاري :
"منكر الحديث" . وقال النسائي :
"متروك الحديث" .
وله طريق أخرى ، يرويه قرة بن سليمان : حدثنا سليمان بن داود الجزري : سمعت سالماً ونافعاً يحدثان عن ابن عمر به .
أخرجه البزار (ص37) وقال :
"الحفاظ يوقفونه على ابن عمر ، على أن محمد بن ثابت العصري قد رواه عن نافع عن ابن عمر عن النبي صلي الله عليه وسلم" .
قال الشيخ الهيثمي :
"سليمان ؛ قال أبو زرعة : متروك" .
وكذا قال في "مجمع الزائد" (1/ 262-263) .
قلت : وقرة بن سليمان ؛ قال أبو حاتم :
"ضعيف الحديث" .
ثم ذكره من حديث أبي أمامة أيضاً ، وقال :
"رواه الطبراني في "الكبير" ، وفيه جعفر بن الزبير ، قال شعبة فيه : وضع أربع مئة حديث" .
وحديث محمد بن ثابت العصري ، أخرجه أبو داود وغيره ، وأعلوه بالنكارة ، كما بينت في "ضعيف أبي داود" (58) .
(تنبيه) : عزا السيوطي حديث الترجمة للطبراني من حديث أبي أمامة ، وأحمد من حديث عمار بن ياسر ! فأوهم أن الحديث عند أحمد بالضربتين ، وإنما هو عنده بالضربة الواحدة للوجه والكفين . وهو كذلك في "الصحيحين" وغيرهما ؛ كما بينته في "صحيح أبي داود" (343-362) .
ورواه ابن خزيمة أيضاً بلفظ أحمد . انظر : "الصحيحة" (694) .
وروى الحديث البزار (1/ 159/ 313) من طريق الحريش بن الخريت عن ابن أبي مليكة عن عائشة مرفوعاً مثله .
والحريش هذا ضعيف ؛ كما قال الحافظ .

(/1)


3428 - ( كان ينهى إذا دعي الرجل إلى الطعام أن يدعو معه أحداً إلا أن يأمره أهل الطعام ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /435 :
$ضعيف$
أخرجه البزار في "مسنده" (2/ 78/ 1246) من طريق يوسف ابن خالد : حدثنا جعفر بن سعد بن سمرة : حدثنا خبيب بن سليمان عن أبيه سليمان ابن سمرة عن سمرة بن جندب مرفوعاً به . وقال البزار :
"لانعلمه عن سمرة إلا بهذا الإسناد" .
قلت : وهو إسناده هالك ؛ فيه بعض المجهولين والضعفاء ، وأسوؤهم يوسف بن خالد - وهو السمتي - ، وبه أعله الحافظ في "مختصر الزوائد" فقال (1/ 467) :
"ويوسف تالف" .
وأما الهيثمي فقال في "مجمع الزوائد" (4/ 55) :
"رواه الطبراني في "الكبير" والبزار ، وإسناده ليس بالمطروح" .
كذا قال ! وجرى على ظاهر كلامه الشيخ حبيب الأعظمي ، فقال في تعليقه على "كشف الأستار" :
"مع أن في إسناده يوسف بن خالد السمتي" .
قلت : والهيثمي إنما يعني إسناد الطبراني ؛ فإنه من غير طريق السمتي ، ولكنه وهم في التعبير ، وأخر المتقدم ، فوقع الأعظمي في الوهم وكان الصواب أن يقال :
"رواه البزار والطبراني ، وإسناده ..." .
ليعود الضمير إلى أقرب مذكور : (الطبراني) ، فيرجع إليه الأعظمي فيجد إسناده ليس بالمطروح ! كما قال الهيثمي ، ولكن هذا يتطلب منه بحثاً وتعباً وجهداً ، وهذا مما لم يظهر أثره ألبتة في تعليقاته على (الكتاب) ، إنما هي مجرد نقل لكلام الهيثمي من كتابه "مجمع الزوائد" إلى كتابه الآخر "كشف الأستار" !!
والطبراني قد أخرج الحديث في "المعجم الكبير" (7/ 310/ 7071/ 2) ، وأحال بلإسناده على الحديث (7061) ، ورواه من طريق محمد بن إبراهيم بن خبيب بن سليمان بن سمرة : حدثنا جعفر بن سعد بن سمرة به .
فقد تابع يوسف بن خالد السمتي محمد بن إبراهيم هذا ، أورده ابن حبان في "الثقات" (9/ 58) وقال :
"لا يعتبر بما انفرد من الإسناد" .
قلت : وهذا من غرائب ابن حبان ، فإذا كان هذا الرجل عنده لا يعتبر به فكيف مع ذلك يكون ثقة لديه ؟! بل هو مجهول من المجاهيل الذين يوثقهم ، ولو تفرد بالرواية عنه واحد كهذا ؛ فإنهم لم يذكروا له راوياً سوى (مروان بن جعفر) الراوي لهذا الحديث عنه .
ثم إن شيخه جعفر بن سعد بن سمرة ليس بالقوي ؛ كما قال الحافظ في "التقريب" .
وخبيب بن سليمان ؛ مجهول لا يعرف .
وأبوه سليمان بن سمرة ؛ مجهول الحال .

(/1)


3429 - ( ثلاث ساعات للمرء المسلم ، ما دعا فيهن إلا استجيبت له ، ما لم يسأل قطيعة رحم أو مأثماً : حين يؤذن المؤذن بالصلاة حتى يسكت ، وحين يلتقي الصفان حتى يحكم الله بينهما ، وحين ينزل المطر حتى يسكن ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /437 :
$موضوع بهذا السياق$
أخرجه أبو نعيم في "الحلية" (9/ 320) من طريق الحكم بن عبدالله بن سعد الأيلي عن محمد بن عبدالرحمن بن أبي الرجاء عن أمه عمرة عن عائشة مرفوعاً .
قلت : وآفته الحكم هذا ؛ فقد قال أحمد :
"أحاديثه كلها موضوعة" . وقال النسائي وجماعة :
"متروك الحديث" .

(/1)


3430 - ( ثلاث لو يعلم الناس ما فيهن ما أخذت إلا بالسهام عليها ؛ حرصاً على ما فيهن من الخير والبركة : التأذين للصلوات ، والتهجير إلى الجمعة ، والصلاة في أول الصفوف ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /437 :
$ضعيف جداً$
أخرجه الديلمي (2/ 57) معلقاً على أبي الشيخ : حدثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن : حدثنا أحمد بن الوليد بن برد : حدثنا ابن أبي فديك عن هارون بن هارون عن الأعرج عن أبي هريرة مرفوعاً .
قلت : وهذا إسناد ضعيف جداً ؛ هارون بن هارون - وهو القرشي المدني - متفق على تضعيفه ، بل قال ابن حبان :
"كان يروي الموضوعات عن الثقات ، لا يجوز الاحتجاج به" .

(/1)


3431 - ( ثلاث من فعلهن أطاق الصيام : من أكل قبل أن يشرب ، وتسحر ، وقال ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /438 :
$ضعيف$
أخرجه الديلمي في "مسند الفردوس" (2/ 55) من طريق أبي الشيخ عن إسماعيل بن يزيد : حدثنا أبو داود : حدثنا سلام بن مسكين عن قتادة عن أنس مرفوعاً .
ثم ذكر أن الحاكم رواه عن محمد بن الحجاج بن عيسى : حدثنا القعنبي عن سلمة بن وردان عن أنس ، إلا أنه قال :
"ويمس شيئاً من الطيب" مكان : "القيلولة" .
قلت : سلمة بن وردان ضعيف ، ومحمد الحجاج بن عيسى لم أعرفه .
وإسماعيل بن يزيد - وهو ابن حريث القطان أبو أحمد - اختلط في آخر أيامه ، فلا تطمئن النفس للاحتجاج بحديثه حتى يتبين أنه حدث به قبل اختلاطه ، وهيهات !
وبالجملة ؛ فالحديث ضعيف من الطريقين ، على اختلاف في متنهما .
والحديث عزاه السيوطي للبزار عن أنس . ولم أره في "زوائده" ولا في "مجمع الزوائد" للهيثمي . فالله أعلم .

(/1)


3432 - ( ثلاث من حفظهن فهو وليي حقاً ، ومن ضيعهن فهو عدوي حقاً : الصلاة ، والصيام ، والجنابة ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /439 :
$ضعيف$
أخرجه الطبراني في "الأوسط" (1/ 13/ 2) : حدثنا مقدام بن داود : حدثنا أسد بن موسى : حدثنا عدي بن الفضل عن حميد عن أنس مرفوعاً . وقال :
"لم يروه عن حميد إلا عدي ، تفرد به أسد" .
قلت : هو صدوق ، وإنما الآفة من شيخه عدي بن الفضل - وهو التيمي أبو حاتم البصري - ؛ فإنه متروك ؛ كما قال الحافظ في "التقريب" .
وقول الهيثمي (1/ 293) : "ضعيف" فيه تساهل .
والمقدام بن داود ليس بثقة كما قال النسائي ، لكن ظاهر كلام الطبراني المذكور أنه لم يتفرد به . والله أعلم .
والحديث عزاه السيوطي لسعيد بن منصور أيضاً عن الحسن مرسلاً ، وقد وصله ابن أبي ثابت في "حديثه" (1/ 126/ 2) من طريق مبارك بن فضالة عن الحسن عن أنس به .
والمبارك ضعيف .
وقد وجدت له طريقاً أخرى عند ابن عدي (237/ 1) عن عبيدالله بن تمام عن يونس عن الحسن عن أبي هريرة مرفوعاً به وقال :
"عبيدالله ، فيما يرويه مناكير ، وهذا لا يتابعه عليه أحد من الثقات" .

(/1)


3433 - ( ثلاث وثلاث وثلاث ، فثلاث لا يمين فيهن ، وثلاث المعلون فيهن ، وثلاث أشك فيهن . فأما الثلاث التي لا يمين فيهن : فلا يمين مع والد ، ولا المرأة مع زوجها ، ولا المملوك مع سيده . وأما المعلون فيهن : فمعلون من لعن والديه ، ومعلون من ذبح لغير الله ، ومعلون من غير تخوم الأرض ، وأما الثلاث التي أشك فيهن : فلا أدري أعزير كان نبياً أم لا ، ولا أدري ألعن تبعاً أم لا ، قال : ونسيت ، يعنى : الثالثة ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /440 :
$ضعيف$
رواه لوين في "أحاديثه" (31/ 1-2) : حدثنا حبان بن علي عن محمد بن كريب عن أبيه عن ابن عباس مرفوعاً . ومن طريق لوين ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (10/ 408-دمشق) .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ حبان بن علي - وهو العنزي - ضعيف .
ومثله شيخه محمد بن كريب .
والثلاث الأخيرات قد صح فيهن حديث أبي هريرة ، وفيه ذكر ذي القرنين بدل عزير ، وأن الثالثة : "ولا أدري الحدود كفارات لأهلها أم لا" ، فانظر : "الصحيحة" (2217) .

(/1)


3434 - ( ثلاثة أصوات يباهي الله بها الملائكة : الأذان ، والتكبير في سبيل الله ، ورفع الصوت بالتلبية ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /440 :
$ضعيف$
أخرجه أبو القاسم بن الوزير في "الأمالي" (14/ 2) ، والديلمي (2/ 64) ، والحافظ ابن حجر في "المسلسلات" (111/ 2) عن معاوية بن عمرو : حدثنا رشدين عن قرة عن أبي الزبير عن جابر مرفوعاً ، وقال الحافظ :
"حديث غريب" .
قلت : يعني ضعيف ؛ فأبو الزبير مدلس وقد عنعنه .
وقرة - وهو ابن عبدالرحمن - ضعيف لسوء حفظه .
وكذلك رشدين - وهو ابن سعد - .
وأما معاوية بن عمرو فهو أبو عمرو البغدادي المعروف بابن الكرماني ، وهو ثقة من رجال الستى .
وأما قول المناوي : "أنه معاوية بن عمرو البصري ، قال الذهبي في "الضعفاء" : واه" ؛ خطأ منه ؛ لأن البصري هذا متأخر الطبقة ، يروي عن سفيان بن عيينة المتوفى سنة (198) . ولم يذكروا له رواية عن رشدين بن سعد . والله أعلم .

(/1)


3435 - ( ثلاثة من مكارم الأخلاق عند الله تعالى ، أن تعفو عن من ظلمك ، وتعطي من حرمك ، وتصل من قطعك ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /441 :
$ضعيف جداً$
رواه أبو الحسن النعالي في "جزء من حديثه" (127/ 1) ، وعنه الخطيب في "تاريخه" (1/ 329) ، وعنه الديلمي (2/ 65) عن إبراهيم بن سليمان الزيات : حدثنا عبدالحكم عن أنس مرفوعاً .
قلت : وهذا إسناد ضعيف جداً ؛ آفته عبدالحكم - وهو ابن عبدالله القسملي البصري - ؛ قال البخاري :
"منكر الحديث" .
وإبراهيم بن سليمان الزيات مختلف فيه وقد توبع : أخرجه ابن عدي (ق313/ 1) من طريق عمرو بن منصور : حدثنا عبدالحكم بن عبدالله به . وقال :
"عبدالحكم عامة أحاديثه مما لا يتابع عليه" .

(/1)


3436 - ( ثلاث إذا رأيتهن بعد ذلك تقوم الساعة : خراب العامر ، وإعمار الخراب ، وأن يكون الغزو نداء ، وأن يتمرس الرجل بأمانته تمرس البعير بالشجرة ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /442 :
$ضعيف$
رواه الديلمي (2/ 56) من طريق أبي نعيم عن الطبراني : حدثنا أبو شعيب : حدثنا البابلتي : حدثنا الأوزاعي : حدثني محمد بن خراشة : حدثني عروة بن محمد السعدي عن أبيه محمد بن عطية عن أبيه مرفوعاً .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ محمد بن خراشة لا يعرف ؛ كما قال الذهبي .
والبابلتي - واسمه عبدالله بن يحيى - ضعيف ؛ كما في "التقريب" .
ومن طريقه أخرجه الرامهرمزي في "الأمثال" (100/ 1) لكنه لم يذكر في إسناده ابن خراشة .
ثم أخرجه من طريق يحيى بن حمزة عن الأوزاعي عن محمد بن خراشة عن عروة بن محمد عن أبيه مثله .
ويحيى بن حمزة ثقة ، وقد أرسله ، وكذلك أورده السيوطي في "الجامع" من رواية ابن عساكر عن محمد بن عطية السعدي .
ومحمد بن عطية قال الحافظ في "التقريب" :
"صدوق ، من الثالثة ، مات على رأس المئة ، ووهم من زعم أن له صحبة" .

(/1)


3437 - ( ثلاث في ظل العرش يوم لا ظل إلا ظله : واصل الرحم ، يزيد الله في رزقه ، ويمد في أجله ، وامرأة مات زوجها وترك عليها أيتاماً صغاراً فقالت : لا أتزوج أقيم على أيتامي حتى يموتوا أو يغنيهم الله ، وعبد صنع طعاماً فأضاف ضيفه ، وأحسن نفقته ، فدعا عليه اليتيم والمسكين ، فأطعمهم لوجه الله ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /443 :
$ضعيف جداً$
أخرجه الديلمي (2/ 62) عن أبي الشيخ معلقاً بسنده عن الهيثم بن جماز عن يزيد الرقاشي عن أنس مرفوعاً .
قلت : وهذا إسناد ضعيف جداً ، يزيد الرقاشي ضعيف .
والهيثم بن جماز متروك .

(/1)


3438 - ( ثلاث يجلين البصر : النظر الخضرة ، وإلى الماء الجاري ، وإلى الوجه الحسن ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /443 :
$ضعيف$
أخرجه الديلمي (2/ 57) عن الحاكم تعليقاً : حدثنا محمد بن حدر الوراق : حدثنا علي بن محمد القباني : حدثنا عبدالله بن عبدالوهاب الخوارزمي : حدثنا يحيى بن أيوب المقابري : حدثنا شعيب بن حرب عن مالك بن مغول عن طلحة بن مصرف عن نافع عن ابن عمر مرفوعاً .
قال : وقال الخطيب من طريق الحاكم : أخبرنا أبو بكر محمد بن أحمد بن هارون : حدثنا أحمد بن عمر بن عبيد الزنجاني - ببغداد - : سمعت أبا البختري القاضي .... عن جده علي بن أبي طالب مثله وقال :
"وفي الباب عن ابن عباس وأبي سعيد" .
قلت : إسناد ابن عمر ضعيف ، عبدالله بن عبدالوهاب الخوارزمي ؛ قال ابن معين في "أخبار أصبهان" (2/ 52) :
"قدم أصبهان ، وحدث بها ، في حديثه نكارة" .
قلت : ومن دونه لم أعرفهما .
وإسناد علي باطل ؛ آفته أبو البختري القاضي ، واسمه وهب بن وهب كذاب .
وشيخ الحاكم متهم بالوضع كما قال الذهبي .
والحديث أورده ابن الجوزي في "الموضوعات" من هذه الطريق ، وتعقبه السيوطي في "اللآلي" (1/ 115) بالطريق التي قبلها - وقد عرفت وهاءها - . وبغيرها من الطرق الواهية ؛ مثل ما ساقه من رواية أبي الحسن الفراء في "فوائده" - تخريج السلفي بسنده عن عبدالله بن عباد العبدي عن إسماعيل بن عيسى عن أبي هلال الراسبي عن عبدالله بن بريدة عن أبيه مرفوعاً بلفظ :
"ثلاث يزدن في قوة البصر ....." الحديث . وقال :
"أبو هلال اختلف فيه ، فوثقه أبو داود وأبو نعيم ، وقال النسائي : ليس بالقوي" .
قلت : لو سلم من غيره لكان الإسناد حسناً ، لكن في الطريق إليه عبدالله ابن عباد ، قال الذهبي : "ضعيف ، وقال ابن حبان : روى عنه أبو الزنباع روح بن الفرج نسخة موضوعة" .
والحديث رواه ابن عدي في "الكامل" (91/ 1) عن عبدالله بن عباس موقوفاً عليه الصواب .

(/1)


3439 - ( ثلاث يدخلون الجنة بغير حساب : رجل غسل ثيابه فلم يجد له خلفاً ، ورجل لم ينصب على مستوقده قدران ، ورجل دعا بشراب فلم يقل له : أيهما تريد ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /445 :
$ضعيف جداً$
أخرجه الديلمي (2/ 60) عن أبي الشيخ معلقاً : حدثنا الوليد بن أبان : حدثنا عبدالله بن أحمد الدشتكي : حدثنا محمد بن عمران بن الحكم : حدثنا منصور بن عمار : حدثنا ابن لهيعة عن دراج عن أبي الهيثم عن أبي سعيد مرفوعاً .
قلت : وهذا إسناد ضعيف مسلسل بالضعفاء : منصور بن عمار وابن لهيعة ودراج .
لكن أخرجه أبو نعيم في "أحاديث أبي القاسم الأصم" (8/ 1) من طريق عمران بن هارون : أخبرنا ابن لهيعة به .
والدشتكي متهم ؛ كما في "اللسان" (3/ 711) .
وعمران هذا ، قال الذهبي : "صدقه أبو زرعة ، ولينه ابن يونس" .

(/1)


3440 - ( ثلاث يدرك بهن العبد رغائب الدنيا والآخرة : الصبر على البلاء ، والرضا بالقضاء ، والدعاء في الرخاء ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /445 :
$ضعيف$
أخرجه الديلمي (2/ 59) عن أبي الشيخ معلقاً : حدثنا أبو العباس الهروي : حدثنا محمد بن عبدالملك المروزي : حدثنا أبو صالح : حدثني *************** حصين قال : ... وذكره موقوفاً عليه .
ثم أخرجه الديلمي بإسناده عن أبي يزيد البسطامي ؛ حدثنا عبدالله بن عبدالوهاب : حدثنا سعيد بن أبي مريم : حدثنا ابن لهيعة عن خالد بن يزيد عن أبي هلال التيمي قال : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : ... فذكر الحديث .
قلت : أبو هلال التيمي لم أعرفه ، وغالب لظن أنه تابعي .
وابن لهيعة ضعيف .
ومثله عبدالله بن عبدالوهاب - وهو الخوارزمي - ، وقد مضى في الحديث الذي قبل هذا بحديث .
وقد خالفهما أبو صالح عن الليث عن خالد بن يزيد عن محمد بن عبدالله عن عمران موقوفاً .
وهذا أصح ، على ضعف في أبي صالح كاتب الليث .

(/1)


3441 - ( ثلاث من الميسر : الصفير بالحمام ، والقمار ، والضرب بالكعاب ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /446 :
$ضعيف$
رواه أبو داود في "المراسيل" (350/ 518) ، وابن أبي حاتم في تفسيره (34/ 2) بسند صحيح عن يزيد بن شريح أن النبي صلي الله عليه وسلم قال : ... فذكره .
قلت : ويزيد بن شريح هذا حمصي تابعي ، وثقه ابن حبان وقال الدارقطني : ****************

(/1)


3443 - ( ثلاث يحبهن الله : تعجيل الفطر ، وتأخير السحور ، وضرب اليدين إحداهما على الأخرى في الصلاة ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /448 :
$ضعيف$
رواه العقيلي في "الضعفاء" (284) عن إبراهيم بن المختار قال : حدثنا عمر بن عبدالله بن يعلى عن أبيه عن جده يعلى بن مرة مرفوعاً .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ عمر بن عبدالله بن يعلى ؛ قال الحافظ في "التقريب" :
"ضعيف" .
وإبراهيم بن المختار صدوق ضعيف الحفظ .
لكنه قد توبع من قبل أبي زهير عبدالرحمن بن مغراء عن عمر بن عبدالله ابن يعلى به .
أخرجه الطبراني في "الأوسط" (1/ 100/ 1) وقال :
"تفرد به أبو زهير" .
قلت : وهو صدوق ، لكنه لم يتفرد به ؛ كما يدلك على ذلك رواية العقيلي .
وأخرجه الديلمي (2/ 67) .

(/1)


3444 - ( ثلاثة من قالهن دخل الجنة : من رضي بالله رباً ، وبالإسلام ديناً ، وبمحمد رسولاً ، والرابعة لها من الفضل كما بين السماء إلى الأرض ، وهي الجهاد في سبيل الله ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /449 :
$ضعيف$
أخرجه أحمد (3/ 14) عن ابن لهيعة عن خالد بن أبي عمران عن أبي عبدالرحمن الحبلي عن أبي سعيد الخدري مرفوعاً .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ ابن لهيعة سيىء الحفظ .
وسائر رجاله ثقات .

(/1)


3445 - ( ثلاثة من كن فيه يستكمل إيمانه : رجل لا يخاف في الله لومة لائم ، ولا يرائي بشيء من علمه ، وإذا عرض عليه أمران أحدهما للدنيا ، والآخر للآخرة ؛ آثر أمر الآخرة على الدنيا ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /449 :
$ضعيف$
عزاه السيوطي في "الجامع الصغير" لابن عساكر عن أبي هريرة ، وقد وجدته عند من هو أعلى طبقة منه ، وهو الحافظ أبو بكر النيسابوري ؛ رواه في "الفوائد" (141/ 1) ، وعنه الديلمي (2/ 54) : حدثنا أبو زرعة : حدثنا عمر ابن علي الكندي قال : حدثنا الصباح بن محارب عن سالم - يعني : المرادي - عن حميد الحمصي عن أبي عمرو الشيباني عن أبي هريرة مرفوعاً .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ حميد الحمصي - ويقال : حميد بن أبي حميد - مجهول ؛ كما في "التقريب" .
وسائر الرجال ثقات من رجال "التهذيب" غير الكندي ، وهو صدوق ؛ كما قال ابن أبي حاتم (3/ 1/ 125) عن أبيه وأبي زرعة .

(/1)


3446 - ( ثلاثة مواطن لا ترد فيها دعوة : رجل يكون في برية حيث لا يراه أحد إلا الله فيقوم فيصلي ، فيقول الله عز وجل لملائكته : ألا أرى عبدي هذا يعلم أن له ربا يغفر الذنوب ، فانظروا ما يطلب ! قال : فيقول الملائكة : أي رب ! رضاءك ومغفرتك . فيقول تبارك وتعالى : اشهدوا أني قد غفرت له .
ورجل يقوم من الليل ، فيقول الله تعالى : أليس قد جعلت الليل سكناً والنوم سباتاً فقام عبدي هذا يصلي ويعلم أن له رباً ، قال : فيقول الله لملائكته : انظروا ما يطلب عبدي هذا ! قال : فتقول الملائكة : يا رب ! رضاك ومغفرتك . قال : فيقول عز وجل : اشهدوا أني قد غفرت له .
ورجل يكون معه فئة ، فيفر عنه أصحابه ، ويلبث هو مكانه ، قال : فيقول تعالى لملائكته : انظروا ما يطاب عبدي هذا ! قال : فيقول الملائكة : يا رب ! بذل مهجة نفسه لك يطلب رضاك ، فيقول الله عز وجل : اشهدوا أني قد غفرت له ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /450 :
$ضعيف جداً$
رواه ابن منده في "معرفة الصحابة" (13/ 2) ، وموفق الدين بن قدامة في "الثاني من الفوائد" (ورقة11/ 2) عن أبان عن أنس عن ربيعة بن وقاص مرفوعاً . وقال ابن منده :
"حديث غريب ، لا يعرف إلا من هذا الوجه" .
قلت : وهو ضعيف جداً ؛ أبان هذا هو ابن أبي عيلش ، وهو متروك ؛ كما قال الحافظ في "التقريب" . فقوله في "الإصابة" :
"إسناده ضعيف" تقصير أو تسامح في التعبير .

(/1)


3447 - ( ثلاثة هم حداث الله يوم القيامة : رجل لم يمش بين اثنين بمراء قط ، ورجل لم يحدث نفسه بزناً قط ، ورجل لم يخلط كسبه برباً قط ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /451 :
$ضعيف جداً$
رواه أبو نعيم في "الحلية" (3/ 263) و "أخبار أصبهان" (2/ 294) ، وعنه ابن عساكر في "التاريخ" (17/ 286/ 1) قال : حدثنا محمد بن عبدالرحمن بن سهل بن مخلد : حدثني أحمد بن إبراهيم بن عبدالله أبو جعفر بن كمونة : حدثنا نصر بن مرزوق : حدثنا أبو حازم عبدالغفار بن الحسن : حدثنا محمد بن منصور عن أبي الفرج هو النضر بن محرز ، قال ابن حبان :
"منكر الحديث جداً" . وقال العقيلي :
"لا يتابع على حديثه" .
ومحمد بن منصور وأحمد بن إبراهيم أبو جعفر بن كمونة لم أعرفهما .

(/1)


3448 - ( أشرت بالرأي . قاله للحباب بن المنذر في قصة بدر ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /451 :
$ضعيف على شهرته في كتب المغازي$
أخرجه العسكري في "تصحيفات المحدثين" (2/ 405) : أخبرنا أبو بكر بن دريد : أخبرنا أبو طلحة موسى بن عبدالله الخزاعي في "كتاب المغازي" :
أن النبي صلي الله عليه وسلم لما نزل دون بدر ؛ وأتاه خبر قريش ، استشار الناس ، فأشار عليه أصحابه ، ثم قال الحباب بن المنذر : يا نبي الله ! أرأيت هذا المنزل أنزلكه الله ليس لنا أن نتقدم ولا نتأخر عنه ، أم هو الحرب والمكيدة ؟ قال :
"بل هو الحرب والمكيدة" .
قال : فإن هذا ليس لك بمنزل ، فانهض حتى نأتي أدنى قليب إلى القوم ، فننزله ، ثم نغور ما سواه من القلب ، ثم نبني عليه حوضاً ، ثم نقاتل القوم ، فنشرب ولا يشربون ، فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم : (فذكره) ، فنهض وسار حتى أتى أدنى ماء إلى القوم ، وأمر بالقلب فغورت ، وبني حوضاً على القليب .
قلت : وهذا إسناد معضل ، أبو طلحة الخزاعي من شيوخ النسائي ، وقال : "لا بأس به" ، وروى عنه غيره من الثقات ، فلا أدري لم قنع الحافظ بقوله فيه : "مقبول" ، ولم يوثقه !
وقد كنت أخرجت الحديث في تخريجي لكتاب "فقه السيرة" للغزالي من طرق أخرى ، ومصادر أشهر وأعلى ، وليس في شيء منها ما يتقوى الحديث به ، وآثرت تخريجه هنا من هذا المصدر لعزته ، وغرابة إسناده .

(/1)


3449 - ( ثلاثة نفر ، كان لأحدهم عشرة دنانير ، فتصدق منها بدينار ، وكان لآخر عشرة أواق ، فتصدق منها بأوقية ، وآخر كان له مئة أوقية ، فتصدق بعشرة أواق ، قال صلي الله عليه وسلم : هم في الأجر سواء . كل قد تصدق بعشر ماله . قال الله عز وجل : ( لينفق ذو سعة من سعته ) [ الطلاق : 7 ] ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /452 :
$ضعيف$
أخرجه الطبراني في "الكبير" (3/ 292/ 3439) وفي "مسند الشاميين" (ص331) : حدثنا هاشم بن مرثد الطبراني : حدثنا محمد بن إسماعيل بن عياش : حدثني أبي : حدثني ضمضم بن زرعة عن شريح بن عبيد عن ابي مالك الأشعري مرفوعاً .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ فيه ثلاث علل :
الأولى : الانقطاع بين شريح والأشعري ، وقد بينت ذلك بتفصيل في الحديث الآتي برقم (5606) .
الثانية : ضعف محمد بن إسماعيل ، وبه وحده أعله الهيثمي فقال في "المجمع" (3/ 111) :
"... وفيه ضعف" .
الثالثة : هاشم بن مرثد الطبراني ، أورده الذهبي في "الميزان" فقال :
"هاشم بن مرثد الطبراني ، عن آدم . قال ابن حبان : ليس بشيء" .
ولذلك أورده في "الضعفاء" .
ولم أره في "المجروحين" لابن حبان في باب الهاء ، فلعله أورده في مكان آخر منه أو من غيره لمناسبة ما ، ولكن الحافظ ابن حجر لم يورده أيضاً في الباب المذكور ، وهو على شرطه . والله أعلم .
وقد روي الحديث عن علي رضي الله عنه قال :
جاء ثلاثة نفر إلى النبي صلي الله عليه وسلم ، فقال أحدهم : يا رسول الله ! كانت لي مئة دينار فتصدقت منها بعشرة دنانير . وقال الآخر : يا رسول الله ! كان لي عشرة دنانير فتصدقت منها بدينار . وقال الآخر : كان لي دينار فتصدقت بعشره . فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم :
"كلكم في الأجر سواء ،كلكم تصدق بعشر ماله" .
أخرجه أحمد (1/ 96) ، والبزار (1/ 448/ 946) من طريق سقيان الثوري عن أبي إسحاق عن الحارث عنه . وقال البزار :
"لا نعلمه يروى مرفوعاً إلا بهذا الإسناد عن علي" .
قلت : وهو ضعيف أيضاً ؛ علته الحارث - وهو ابن عبدالله الأعور - ، وهو ضعيف ؛ كذبه غير واحد من الأئمة ، انظر "الكامل" لابن عدي (2/ 604) و "الضعفاء" للعقيلي (1/ 208) .
ثم إن أبا إسحاق وهو السبيعي كان مدلساً ، ولذلك قال أبو خثيمة : كان يحيى بن سعيد يحدث من حديث الحارث ما قال فيه أبو إسحاق : "سمعت الحارث" .

(/1)


3450 - ( ثلاثة لا يجيبهم ربك عز وجل : رجل نزل بيتاً خرباً ، ورجل نزل على طريق السبيل ، ورجل أرسل دابته ثم جعل يدعو الله أن يحسبها ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /454 :
$ضعيف$
رواه ابن عساكر (9/ 492/ 1) عن صدقة عن الوضين عن محفوظ بن علقمة عن ابن عائد مرفوعاً .
قلت : وهذا سند ضعيف ، وفيه علتان :
الأولى : الإرسال ؛ فإن ابن عائذ - واسمه عبدالرحمن - قال الحافظ في "التقريب" : "ثقة ، من الثالثة وهم من ذكره في الصحابة" .
الثانية : صدقة - وهو ابن عبدالله - قال الحافظ : "ضعيف" .

(/1)


3451 - ( ثلاثة لا ينظر الله إليهم يوم القيامة : المنان عطاءه ، والمسبل إزاره خيلاء ، ومدمن الخمر ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /455 :
$ضعيف$
أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (3/ 202/ 1) عن الحسين بن واقد عن صالح مولى بني مازن عن عبيد بن عمير عن ابن عمر قال : سمعت رسول الله صلي الله عليه وسلم : فذكره .
قلت : صالح هذا لم أجد له ذكراً .

(/1)


3452 - ( ثلاثة لا ينظر الله إليهم يوم القيامة : حر باع حراً ، وحر باع نفسه ، ورجل أبطل كراء أجير حتى جف رشحه ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /455 :
$ضعيف$
رواه الجرجاني في "تاريخ جرجان" (144) من طريق أبي بكر الإسماعيلي بسنده عن بقية بن الوليد عن بكر بن خنيس عن مجاهد عن ابن عمر مرفوعاً .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ بكر بن خنيس فيه ضعف .
وبقية مدلس وقد عنعنه .

(/1)


3453 - ( ثلاثة يضحك الله إليهم : الرجل إذا قام بالليل يصلي ، والقوم إذا صفوا في الصلاة ، والقوم إذا صفوا في قتال العدو ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /455 :
$ضعيف$
أخرجه ابن نصر في "قيام الليل" (ص18-19) ، وأحمد (3/ 80) ، وابن ماجه (200) ، وابن أبي عاصم في "السنة" (460) ، والآجري في "الشريعة" (ص278-279) ، وابن أبي شيبة (7/ 145/ 1) ، والبيهقي في "الأسماء" (ص472) ، والبغوي في "شرح السنة" (1/ 109/ 2) عن مجالد عن أبي الوداك عن أبي سعيد الخدري يرفعه .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ مجالد - وهو ابن سعيد - ليس بالقوي .
وقد رواه إسرائيل عن أبي إسحاق عن أبي عبيدة وأبي الكنود عن عبدالله بن مسعود موقوفاً عليه نحوه ، دون ذكر الخصلة الثانية .
أخرجه الآجري ، وسنده من طريق أبي الكنود حسن .
وقد روي الحديث من طريق أخرى أتم منه ، ولفظه :
"إن الله ليضحك إلى ثلاثة نفر : رجل قام في جوف الليل وأحسن الطهور وصلى ، ورجل - أحسبه - كان في كتيبة فانهزمت وهو على فرس جواد ، لو شاء أن يذهب لذهب" .
أخرجه البزار في "مسنده" (1/ 344) : حدثنا محمود بن بكر بن عبدالرحمن : حدثني أبي عن عيسى بن المختار عن محمد بن أبي ليلى عن عطية عن أبي سعيد رفعه .
قلت : وهذا إسناد ضعيف مظلم ، ليس فيه دون الصحابي ثقة غير عيسى بن المختار ، فعطية ومحمد بن أبي ليلى ضعيفان .
وشيخ البزار - محمود بن بكر - وأبوه لم أجد لهما ترجمة .

(/1)


3454 - ( ثلاثة يظلهم الله يوم لا ظل إلا ظله : التاجر الأمين ، والإمام المقتصد ، وراعي الشمس بالنهار ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /456 :
$ضعيف$
أخرجه الديلمي (2/ 63) من طريق الحاكم بسنده عن محمد بن إبراهيم بن عمرو بن يوسف بن أبي ظبية : حدثني أبي عن جدي عن عطاء عن أبي هريرة مرفوعاً .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ من دون عطاء لم أعرفهم .

(/1)


3455 - ( ثلاثة يهلكون عند الحساب : جواد ، وشجاع ، وعالم ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /457 :
$ضعيف$
أخرجه الحاكم (1/ 107-108) من طريق إبراهيم بن زياد - سبلان - : حدثنا عباد بن عباد : حدثنا يونس - وهو ابن عبيد - عن سعيد المقبري عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : ... فذكره ، وقال :
"صحيح الإسناد على شرطهما ، وهو غريب شاذ ، إلا أنه مختصر من الحديث الأول ، شاهد له" .
قلت : عباد بن عباد هذا هو الأرسوفي الزاهد ، ولم يخرج له الشيخان شيئاً ، وهو ثقة ، لكنه سيىء الحفظ ، وقد ذكره ابن حبان في "الضعفاء" ، وقال :
"كان ممن غلب عليه التقشف والعبادة حتى غفل عن الحفظ والضبط ، فكان يأتي بالشيء على حسب التوهم ، حتى كثرت المناكير في روايته فاستحق الترك" .
قلت : وهذا الحديث مما يدل على سوء حفظه ؛ فإنه حديث طويل في نحو صفحة لم يحفظ منه إلا هذا القدر ! وبالمعنى لا باللفظ ! وهو مخرج في "تخريج الترغيب" (1/ 29-30) و "اقتضاء العلم العمل" (رقم107) .
ثم إن إبراهيم بن زياد لم يخرج له البخاري .

(/1)


3456 - ( ثمانية أبغض خليقة الله إليه يوم القيامة : السقارون وهم الكذابون ، والخيالون وهم المستكبرون ، والذين يكنزون البغضاء لإخوانهم في صدورهم ، فإذا لقوهم حلفوا لهم ، والذين إذا دعوا إلى الله ورسوله كانوا بطأ ، وإذا دعوا إلى الشيطان وأمره كانوا سراعاً ، والذين لا يشرف لهم طمع من الدنيا إلا استحلوا بأيمانهم وإن لم يكن لهم بذلك حق ، والمشاؤون بالنميمة ، والمفرقون بين الأحبة ، والباغون البراء الدحضة أولئك يقذرهم الرحمن عز وجل ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /457 :
$ضعيف$
رواه ابن عساكر (2/ 243/ 2) عن إبراهيم بن عمر الصنعاني عن الوضين بن عطاء مرفوعاً .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ فإنه مع إعضاله فالصنعاني هذا لم يوثقه أحد ، وقال ابن عساكر : "ولا أعرف له رواية عن الوضين بن عطاء" .
وقد سبق الحديث أخصر منه بلفظ : "أبغض خليقة الله ..." .
وقد أورده السيوطي في "الجامع الصغير" باللفظ الذي هنا من رواية أبي الشيخ في "التوبيخ" وابن عساكر عن الوضين ، ولم يعله هو والمناوي إلا بالإرسال !

(/1)


3457 - ( ثمن الجنة لا إله إلا الله ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /458 :
$ضعيف$
رواه المحاملي في "الأمالي" (4/ 54/ 1) ، وأبو محمد الطامذي في "الفوائد" (110/ 1-2) عن محمد بن سنان القزاز : حدثنا قريش بن أنس : حدثنا حبيب الشهيد قال سمعت المنذر يقول : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : ... فذكره .
ثم رواه من طريق روح : حدثنا حبيب بن الشهيد عن الحسن من قوله ، ولم يرفعه ، قال والطامذي : وهو الصحيح .
وكذلك رواه موقوفاً عليه الضياء المقدسي في الثالث من "الأحاديث والحكايات" (38/ 2) .
قلت : ومحمد بن سنان القزاز ضعيف .
ورواه ابن عدي (325/ 1) عن موسى بن إبراهيم : حدثنا بن زيد وعلي بن عاصم عن حميد عن أنس مرفوعاً . وقال :
"وموسى بن إبراهيم بين الضعف" .
قلت : وهو المروزي ، متروك .
ورواه الديلمي (2/ 69) عن إبراهيم بن الحسين بن ديزيل : حدثنا أحمد بن أبي إياس : حدثنا حماد بن سلمة عن محمد بن الشهيد عن أنس به وزاد :
"وثمن النعمة الحمد لله" .
قلت : وأحمد بن أبي إياس لم أعرفه .
ورواه أبو نعيم في "صفة الجنة" (9/ 1) عن محمد بن مروان : حدثنا أسيد بن زيد عن طعمة الجعفري عن أبان عن أنس قال :
جاء أعرابي إلى رسول الله صلي الله عليه وسلم فقال : ما ثمن الجنة ؟ قال : ... فذكره .
قلت : وهذا إسناد هالك ؛ أبان - وهو ابن أبي عياش - متروك .
وأسيد بن زيد ، قال الحافظ :
"ضعيف ، أفرط ابن معين فكذبه ، وما له في البخاري سوى حديث واحد مقرون بغيره" .
ثم رواه أبو نعيم بسند صحيح عن الحسن موقوفاً عليه ، وهو الصواب .

(/1)


3458 - ( ثمن القينة حرام ، وغناؤها حرام ، والنظر إليها حرام ، وثمنها مثل ثمن الكلب ، وثمن الكلب سحت ، ومن نبت لحمه على السحت فالنار أولى به ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /460 :
$ضعيف$
رواه الطبراني (رقم87) عن يزيد بن عبدالملك النوفلي عن يزيد ابن خصيفة عن السائب بن يزيد عن عمر بن الخطاب مرفوعاً .
قلت : وهذا سند ضعيف من أجل النوفلي ، قال الحافظ :
"لين الحديث" . وقال الهيثمي (4/ 91) :
"وهو متروك ، ضعفه جمهور الأئمة ، ونقل عن ابن معين في رواية : لا بأس به ، وضعفه في أخرى" .

=

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الفيزياء الثالث الثانوي3ث. رائع

الفيزياء الثالث الثانوي3ث. =============== . ...