روابط مصاحف م الكاب الاسلامي

روابط مصاحف م الكاب الاسلامي
 

ب ميك

المدون

 

الأحد، 5 يونيو 2022

مج 12. و13. السلسلة الضعيفة محمد ناصر الدين الألباني

مج 12. : السلسلة الضعيفة محمد ناصر الدين الألباني

3459 - ( ثمن الكلب خبيث ، وهو أخبث منه ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /460 :
$ضعيف جداً$
رواه الحاكم (1/ 155) ، وعنه البيهقي (1/ 19) من طريق يوسف ابن خالد عن الضحاك بن عثمان عن عكرمة عن ابن عباس مرفوعاً ، وقال الحاكم :
"رواته كلهم ثقات ، فإن سلم من يوسف بن خالد السمتي فإنه صحيح على شرط البخاري" .
ورده الذهبي بقوله :
"يوسف واه" . وقال البيهقي :
"وغيره أوثق منه" . وقال الذهبي في "مختصره" (1/ 4/ 1) :
"قلت : بل واه جداً" .

(/1)


3460 - ( الثالث ملعون . يعني : على الدابة ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /460 :
$ضعيف$
أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" : حدثنا المقدام بن داود : حدثنا أسد بن موسى : حدثنا أبو معاوية محمد بن خازم عن إسماعيل بن مسلم عن الحسن عن المهاجر بن قنفذ قال :
رأى رسول الله صلي الله عليه وسلم ثلاثة على دابة ، فقال : ... فذكره .
كذا في "اللآلي المصنوعة" (2/ 133) ذكره شاهداً لحديث زاذان بمعناه ، أورده ابن الجوزي في "الموضوعات" وقال :
"منقطع الإسناد" . فتعقبه السيوطي بقوله :
"قلت : له طريق متصل" ، ثم ساقه .
وأقول : هذا لا يصلح شاهداً لشدة ضعفه ، فإن إسماعيل بن مسلم - وهو المكي - ضعيف .
والمقدام بن داود قال النسائي :
"ليس بثقة" .
فالعجب مما نقله المناوي عن الهيثمي أنه قال : "ورجاله ثقات" ثم أقره ، وبنى عليه قوله ، ولم يصب ابن الجوزي بإيراده في "الموضوعات" !

(/1)


3461 - ( الثوم والبصل والكراث سك إبليس ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /461 :
$ضعيف$
رواه الروياني في "مسنده" (30/ 215/ 2) ، وزاهر الشحامي في "السباعيات" (ج6/ 8/ 1) عن عبدالعزيز بن عبدالصمد : حدثني صاحب لنا يقال له : أبو سعيد - ثقة - عن أبي غالب عن أبي أمامة رفعه إلى النبي صلي الله عليه وسلم .
قلت : وهذا إسناد ضعيف لجهالة أبي سعيد هذا ؛ فإنهم أغفلوه ولم يترجموه . قال الهيثمي (2/ 18) :
"رواه الطبراني في "الكبير" وأبو سعيد . لم أجد من ترجمه" .
والسك : طيب معروف ، وهو عربي ، والمراد أن هذا طيبه الذي يحب ريحه ، ويميل إليه .

(/1)


3462 - ( جالس الكبراء ، وسائل العلماء ، وخالط الحكماء ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /462 :
$ضعيف جداً$
رواه الطبراني في "الكبير" (22/ 125/ 323و324) ، وأبو بكر الكلاباذي في "مفتاح المعاني" (39/ 2) عن عبدالملك بن حسين - وهو النخعي - عن سلمة بن كهيل عن أبي جحيفة مرفوعاً .
قلت : وهذا إسناد ضعيف جداً ، عبدالملك بن حسين النخعي يكنى بأبي مالك ، وهو بها أشهر ، قال الحافظ : "متروك" .
وتابعه محمد بن يونس الكديمي قال : حدثنا إبراهيم بن زكريا البزار قال : حدثنا عبدالله بن عثمان بن عطاء الخراساني عن أبيه عن سلمة بن كهيل به .
أخرجه الخطابي في "العزلة" (ص54-المنيرية) .
لكن الكديمي وضاع .
وعبدالله بن عثمان بن عطاء وأبوه - وهو الخراساني - ضعيفان .
والحديث أورده الهيثمي في "المجمع" (1/ 125) هكذا مرفوعاً ، وقال :
"رواه الطبراني في "الكبير" من طريقين ، إحداهما هذه ، والأخرى موقوفة ، وفيه عبدالملك بن حسين أبو مالك النخعي ، وهو منكر الحديث ، والموقوف صحيح الإسناد" .
قلت : الموقوف عند الطبراني (22/ 133/ 354) من طريق يحيى بن زكريا ابن أبي زائدة عن أبيه عن علي بن الأقمر عن أبي جحيفة قال : ... فذكره موقوفاً .
وهذا إسناد صحيح كما قال ، رجاله ثقات رجال مسلم إن سلم من عنعنة زكريا ابن أبي زائدة ؛ فإنه كان يدلس ؛ كما قال الحافظ في "التقريب" .
ومن طريقه أخرجه ابن حبان في "روضة العقلاء" (ص176) .

(/1)


3463 - ( جعل الله التقوى زادك ، وغفر ذنبك ، ووجهك للخير حيث ما تكون ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /463 :
$ضعيف$
رواه البخاري في "التاريخ" (4/ 1/ 185) ، والبزار (3201) ، والمحاملي في "الدعاء" (31/ 2) ، والبغوي في "شرح السنة" (1/ 150/ 1) عن قتادة بن الفضل بن عبدالله بن قتادة الرهاوي : حدثني الفضل بن عبدالله بن قتادة عن هشام بن قتادة عن قتادة قال : لما عقد لي رسول الله صلي الله عليه وسلم على قومي أخذت بيده فودعته ، فقال لي رسول الله صلي الله عليه وسلم : ... فذكره . وقال البغوي :
"هذا حديث حسن غريب" .
قلت : بل إسناده ضعيف ؛ لأن الفضل بن عبدالله بن قتادة . أورده البخاري في "التاريخ" (4/ 1/ 116) هكذا :
"الفضل بن قتادة عن عمه هشام بن قتادة . روى عنه ابنه قتادة بن الفضل" .
ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً ، وإنما هو الفضل بن عبدالله بن قتادة ، كما في إسناد الحديث . ولم يورده ابن أبي حاتم مطلقاً ،وأورده ابن حبان في "الثقات" (2/ 240) كما أورده البخاري ! وهو عمدة الهيثمي في توثيق رجاله ، فقد قال في "مجمع الزوائد" (10/ 131) :
"رواه الطبراني والبزار ، ورجالهما ثقات" .
قلت : وتوثيق ابن حبان عند التفرد مما لا يعتد به ؛ لما عرف به من التساهل ؛ كما شرحه الحافظ في مقدمة "لسان الميزان" .
وقتادة بن الفضل ، قال فيه ابن أبي حاتم (3/ 2/ 135) عن أبيه : "شيخ" ، ووثقه ابن حبان أيضاً ، لكن روى عنه جمع من الثقات .

(/1)


3464 - ( جلساء الله غداً أهل الورع والزهد في الدنيا ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /464 :
$ضعيف جداً$
رواه ابن أبي الدنيا في "الورع" (159/ 2) ، وأبو منصور معمر بن أحمد في "الأربعين" (3/ 1) ، والسلفي في "معجم السفر" (214/ 1-2) ، والديلمي (2/ 75) عن عيسى بن إبراهيم عن مقاتل بن قيس الأزدي عن علقمة بن مرثد عن سلمان مرفوعاً .
قلت : وهذا إسناد ضعيف جداً ؛ عيسى بن إبراهيم - وهو ابن طهمان الهاشمي - قال البخاري والنسائي :
"منكر الحديث" .
ومقاتل بن قيس قال الذهبي :
"ضعفه الأزدي" .
وتابعهما سليمان بن عمرو عن الجريري عن علقمة به .
أخرجه أبو علي النيسابوري في جزء من "فوائده" (68/ 1-2) .
لكن سليمان بن عمرو - وهو أبو داود النخعي - كذاب .
ورواه عبدالرحمن بن نصر الدمشقي في "الفوائد" (2/ 225/ 2) عن أبي هريرة من قوله ، وسنده ضعيف .

(/1)


3465 - ( جنان الفردوس أربع ، ثنتان من ذهب ، حليتهما وآنيتهما وما فيهما ، وثنتان من فضة ، آنيتهما وحليتهما وما فيهما ، وليس بين القوم وبين أن ينظروا إلى ربهم عز وجل إلا رداء الكبرياء على وجهه في جنة عدن ، وهذه الأنهار تشخب من جنة عدن ، ثم يصدع بعد ذلك أنهاراً ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /465 :
$ضعيف$
أخرجه الطيالسي (529) ، وأحمد (4/ 416) ، والدارمي (2/ 333) عن أبي قدامة الحارث بن عبيد الإيادي قال : حدثنا أبو عمران - يعني الجوني - عن أبي بكر بن عبدالله بن قيس عن أبيه أن النبي صلي الله عليه وسلم قال : ... فذكره .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ الحارث بن عبيد ضعيف لسوء حفظه ، وقد خالفه عبدالعزيز بن عبدالصمد فقال : حدثنا أبو عمران الجوني به ، دون قوله في أوله : "جنان الفردوس أربع" ، وفي آخره : "وهذه الأنهار تشخب ..." .
أخرجه البخاري (3/ 345و4/ 466) ، ومسلم (1/ 112) ، والترمذي (2/ 86) وصححه ، وابن ماجه (186) ، وأحمد في رواية (4/ 411) وابن حبان (7342) من طريق أخرى عن المغيرة بن شعبة .
فالحديث صحيح بدون هاتين الزيادتين . والله أعلم .

(/1)


3466 - ( جمال الرجل فصاحه لسانه ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /465 :
$موضوع$
رواه القضاعي في "مسند الشهاب" (13/ 2) عن أحمد بن عبدالرحمن بن الجارود الرقي :أخبرنا هلال بن العلاء الرقي قال : أخبنا محمد بن مصعب قال : أخبرنا الأوزاعي عن محمد بن المنكدر عن جابر بن عبدالله مرفوعاً .
قلت : وهذا موضوع ؛ آفته ابن الجارود هذا ، قال الذهبي :
"قال الخطيب كان كذاباً ، ومن بلاياه قال :حدثنا هلال بن العلاء ...." .
قلت : فساق هذا الحديث .
ومحمد بن مصعب هو القرقسائي ، صدوق كثير الغلط .
وقد روى الحديث من طريق أخرى مرسلاً بلفظ :
"الجمال في الرجل اللسان" .
رواه أبو بكر الشافعي في "الفوائد" (3/ 20) ، والحاكم (3/ 330) ، وابن عساكر (8/ 471/ 1-2) من طريق موسى بن داود : أخبرنا الحكم بن المنذر عن عمر ابن بشر الخثعمي عن أبي جعفر محمد بن علي قال : أقبل العباس بن عبدالمطلب وعليه حلة وله ضفيرتان وهو أبيض بض ، فلما رآه النبي صلي الله عليه وسلم تبسم ، فقال له العباس ما أضحكك يا رسول الله أضحك الله سنك ؟! فقال : "أعجبني جمالك يا عم النبي" ، فقال العباس : ما الجمال في الرجل ؟ قال : "اللسان" .
وقال الذهبي :
"مرسل" .
قلت : وعمر بن بشر والحكم بن المنذر لم أعرفهما .
ورواه القاسم بن ثابت السرقسطي (2/ 27/ 2) من طريق العمري عن الهيثم بن عدي عن يونس بن يزيد الأيلي عن الزهري مرسلاً به .
قلت : والهيثم بن عدي كذاب ؛ كما قال أبو داود وغيره .

(/1)


3467 - ( جهد البلاء أن تحتاجوا إلى ما في أيدي الناس فتمنعون ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /467 :
$ضعيف$
رواه الديلمي (2/ 77) من طريق ابن لال : حدثنا أبو داود سليمان بن يزيد بن سليمان القزويني : حدثنا علي بن أبي طاهر : حدثنا هارون بن عيسى بن إبراهيم الهاشمي : حدثنا أحمد بن عبدالأعلى : حدثنا أبو عبدالله اليشكري : حدثنا ميمون بن مهران عن عبدالله بن عباس مرفوعاً .
قلت : وهذا إسناد ضعيف مظلم ؛ من دون ميمون بن مهران لم أعرف منهم أحداً سوى هارون بن عيسى ، وهو مترجم في "تاريخ بغداد" (14/ 28) وقال :
"وذكره الدارقطني ، فقال : ليس بالقوي" .

(/1)


3468 - ( لا تشددوا على أنفسكم فيشدد عليكم ؛ فإن قوماً شددوا على أنفسهم فشدد الله عليهم ، فتلك بقاياهم في الصوامع والديار : ( ورهبانية ابتدعوها ما كتبناها عليهم ) [ الحديد : 27 ] ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /467 :
$ضعيف$
أخرجه أبو داود (4904) ، وأبو يعلى (3694) عن عبدالله بن وهب قال : أخبرني سعيد بن عبدالرحمن بن أبي العمياء أن سهل بن أبي أمامة حدثه أنه دخل هو وأبوه على أنس بن مالك بالمدينة في زمان عمر بن عبدالعزيز وهو أمير المدينة ، فإذا هو يصلي صلاة خفيفة دقيقة ، كأنها صلاة مسافر أو قريباً منها ، فلما سلم قال أبي : يرحمك الله ! أرأيت هذه الصلاة المكتوبة أو شيء تنفلته ؟ قال : إنها المكتوبة ، وإنها لصلاة رسول الله صلي الله عليه وسلم ، ما أخطأت إلا شيئاً سهوت عنه . فقال : إن رسول الله صلي الله عليه وسلم كان يقول : ... فذكره .
ثم غدا من الغد فقال : ألا تركب لتنظر ولتعتبر ؟ قال : نعم ، فركبوا جميعاً ، فإذا هم بديار باد أهلها وانقضوا وفنوا ، خاوية على عروشها ، فقال : أتعرف هذه الديار ؟ فقلت : ما أعرفني بها وبأهلها ، هذه ديار قوم أهلكهم البغي والحسد ؛ إن الحسد يطفىء نور الحسنات ، والبغي يصدق ذلك أو يكذبه ، والعين تزني والكف والقدم والجسد واللسان ، والفرج يصدق ذلك أو يكذبه .
وهذا إسناد يحتمل التحسين ، رجاله كلهم ثقات رجال البخاري غير سعيد ابن عبدالرحمن بن أبي العمياء ، وقد روى عنه خالد بن حميد المهري أيضاً ، وذكره ابن حبان في "الثقات" (6/ 354) ، وفي "التقريب" "مقبول" ، يعني عند المتابعة ، وإلا فلين الحديث ؛ كما نص عليه في المقدمة .
ومما يلفت إليه النظر أن داود أورد الحديث على اختصاره في "باب في الحسد" من "كتاب الأدب" مع أنه ليس في روايته ذكر الحسد في الحديث ، فكأنه بذلك أشار إلى وروده في غير روايته . والله أعلم .
هذا ؛ وقد ذكر النابلسي في "الذخائر" (1/ 29رقم 244) أن أبا داود أخرجه في الصلاة وفي الأدب عن أحمد بن صالح ، وقد فتشت عنه في "الصلاة" فلم أجده .
ثم رأيت الحافظ المزي ذكر في "التحفة" (1/ 236) أنها في نسخة ابن العبد ، فراجعه .
والحديث ساقه الهيثمي في "مجمع الزوائد" (6/ 256) بتمامه من رواية أبي يعلى ، ثم قال :
"ورجاله رجال الصحيح غير سعيد بن عبدالرحمن بن أبي العمياء ، وهو ثقة" .
وقد توهم بعضهم أنه ليس على شرط "المجمع" ؛ لإخراج أبي داود إياه ، فلفت نظره إلى الزيادة التي عند أبي يعلى دون أبي داود - في بعض النسخ - ، مع أنه أشار إليها - كما تقدم - ، فاستحسن ذلك ، جزاه الله خيرا .

(/1)


3469 - ( جعل الله الخير كله في الربعة ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /469 :
$ضعيف$
أخرجه الديلمي (2/ 76-77) عن ابن لال معلقاً عن صبيح بن عبدالله الفرغاني : حدثنا عبدالعزيز بن عبدالصمد العمي : حدثنا جعفر بن محمد عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة مرفوعاً .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ جعفر بن محمد الظاهر أنه ابن خالد بن الزبير ابن العوام القرشي ، قال البخاري :
"لا يتابع على حديثه" . وقال الأزدي :
"منكر الحديث" . وذكره ابن حبان في "الثقات" .
وصبيح بن عبدالله الفرغاني ؛ قال الخطيب :
"صاحب مناكير" .

(/1)


3470 - ( جهد البلاء : قلة الصبر ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /469 :
$ضعيف$
رواه الديلمي (2/ 77) من طريق إسماعيل الصابوني عن محمد ابن جمعة : حدثنا مسلم بن جنادة : حدثنا وكيع : حدثنا شعبة عن عبدالحميد ابن كرديد عن ثابت عن أنس مرفوعاً .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ محمد بن جمعة ومسلم بن جنادة لم أجد لهما ترجمة . ونقل المناوي عن الصابوني أنه قال :
"لم يروه عن وكيع مرفوعاً إلا مسلم بن جنادة" .
قلت : فأشار الصابوني إلى إعلاله بالوقف ؛ وهو الأشبه .
والحديث عزاه السيوطي لأبي عثمان الصابوني أيضاً في "المئتين" .
ثم رأيته في "ثقات ابن حبان" (7/ 119) من طريق سلم بن جنادة به . فتبين أن "مسلم" محرف "أسلم" ، وأسلم - أيضاً - محرف من (سلم) ، وهو ثقة ربما خالف ؛ كما قال الحافظ في "التقريب" .
وقد خولف ؛ فأخرجه البخاري في "التاريخ" (3/ 2/ 50) من طرق أخر عن شعبة به موقوفاً . ورجاله ثقات ، فتأكد وقفه .
(تنبيه) : اختلف المصادر التي رجعنا إليها في لفظة : "قلة" ، فوقع هكذا في "مسند الفردوس" ، وفي "الجامع الصغير" معزواً إليه وإلى الصابوني . لكن وقع في "الجامع الكبير" معزواً إليهما بلفظ : "قتل" . وكذا وقع "ثقات ابن حبان" و "فردوس الديلمي" المطبوع (2/ 110/ 2582) ، ومن الغريب أنه وقع في فهرسه الذي وضعه السعيد (ص108) : "قلة" . ولم يتيسر لي ترجيح أحدهما على الآخر . لعدم توفر مصادر مخطوطة أو مصورة ليصار إليها .

(/1)


3471 - ( الجبروت في القلب ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /470 :
$موضوع$
رواه الديلمي (2/ 82) عن ابن لال معلقاً عن محمد بن عبدالملك عن ابن المنكدر عن جابر مرفوعاً .
قلت : وهذا موضوع ؛ آفته محمد بن عبدالملك - وهو الأنصاري - ، قال أحمد :
"يضع الحديث ويكذب" . وقال البخاري :
"منكر الحديث" .

(/1)


3472 - ( الجلاوزة ، والشرط ، وأعوان الظلمة كلاب النار ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /471 :
$ضعيف$
أخرجه أبو نعيم في "الحلية" (4/ 21) من طريق محمد بن مسلم عن إبراهيم بن ميسرة عن طاوس عن عبدالله بن عمرو مرفوعاً . وقال :
"غريب من حديث طاوس تفرد به محمد بن مسلم الطائفي" .
قلت : وهو صدوق يخطىء ؛ كما في "التقريب" .
وتحته جماعة لم أجد من ترجمهم .
والحديث عزاه المناوي للديلمي أيضاً ، ولم أره في "زهر الفردوس" .

(/1)


3473 - ( الجلوس مع الفقراء من التواضع ، وهو من أفضل الجهاد ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /471 :
$موضوع$
رواه الديلمي (2/ 82) من طريق السلمي بسنده عن محمد بن علي بن الأشعث : حدثنا جعفر بن محمد العلوي : حدثنا مسلم بن إبراهيم ابن ؟ : حدثنا عروة بن سـ بن طاهر بن عبيدالله عن أنس مرفوعاً .
قلت : وهذا موضوع ، وآفته السلمي - واسمه محمد بن الحسين الصوفي - ؛ كان يضع الحديث .
ومحمد بن علي بن الأشعث لم أعرفه .
وجعفر بن محمد العلوي الظاهر أنه الذي في "الميزان" :
"جعفر بن محمد بن جعفر بن علي بن الحسين بن علي عن يزيد بن هارون وأبي نعيم وغيرهما . روى عنه شريح بن عبدالكريم وغيره . قال الجورقاني في كتاب "الأباطيل" : مجروح" .

(/1)


3474 - ( البركة في الغنم والجمال في الإبل ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /472 :
$ضعيف جداً$
رواه الديلمي (2/ 1/ 18) عن علي بن أبي الأزهر : حدثنا أحمد بن عبدالمؤمن : حدثنا ابن وهب : حدثنا أبو أسلم صالح عن أنس مرفوعاً به .
قلت : وهذا إسناد ضعيف جداً ؛ أبو أسلم صالح لم أعرفه .
وأحمد بن عبدالمؤمن - وهو أبو جعفر الصوفي - قال مسلمة بن قاسم : "ضعيف جداً" .

(/1)


3475 - ( الجن لا تخبل أحداً في بيته عتيق من الخيل ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /472 :
$موضوع$
أخرجه ابن سعد في "الطبقات" (7/ 433) من طريق سعيد بن سنان عن يزيد بن عبدالله بن عريب عن أبيه عن جده عريب عن رسول الله صلي الله عليه وسلم أنه قال : ... فذكره .
قلت : وهذا إسناد هالك ؛ سعيد بن سنان هو أبو مهدي الحمصي ، قال الحافظ :
"متروك ، ورماه الدارقطني وغيره بالوضع" .
ومن هذا الوجه أخرجه الطبراني . ورواه ابن قانع عنه به إلا أنه قال : "عمرو ابن عريب" بدل : "يزيد بن عبدالله بن عريب" .
قال العلائي :
"وهذا اختلاف شديد مع ما في روايته من الجهالة . يعني : عبدالله ويزيد وعمراً" ؛ كذا في "اللسان" .
وذكر أنه أخرجه ابن منده في "المعرفة" من طريق أبي عتبة أحمد بن الفرج عن بقية عن عبدالله بن عريب به .
قلت : وبقية مدلس ، وأبو عتبة ضعيف .

(/1)


3476 - ( الجنة بالمشرق ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /473 :
$باطل$
أخرجه الديلمي (2/ 79) من طريق الحاكم : حدثنا محمد بن العباس : حدثنا أحمد بن محمد بن عطاء الفقيه : حدثنا إبراهيم بن علي النيسابوري : حدثنا الحسين بن إسحاق البصري : حدثنا محمد بن الزبرقان عن يونس بن عبيد [ عن الحسن ] عن أنس مرفوعاً .
قلت : وهذا حديث باطل ؛ آفته الحسين هذا ؛ فإنه لا يعرف ، وقد ذكر له الحافظ في "اللسان" هذا الحديث بلفظ :
"إن الشمس بالجنة ، والجنة بالمشرق" وقال :
"أورده الجورقاني في كتاب "الأباطيل" وقال : الحسين مجهول" .
قلت : والظاهر أن أصل الحديث من الإسرائيليات ؛ فقد رأيت في "حادي الأرواح" لابن القيم (1/ 109) أثراً رواه ابن أبي شيبة بسند صحيح عن عبدالله ابن عمرو قال :
"الجنة مطوية معلقة بقرون الشمس تنشر في كل عام مرة ، وإن أرواح المؤمنين في طير كالزرازير يتعارفون ويرزقون من ثمر الجنة" .
وفسره ابن القيم بأن الجنة المعلقة بقرون الشمس ما يحدثه الله سبحانه وتعالى بالشمس في كل سنة مرة من أنواع الثمار والفواكه والنبات ، جعله الله تعالى مذكراً بتلك الجنة وآية دالة عليها كما جعل هذه النار مذكرة بتلك ، وإلا فالجنة التي عرضها السماوات والأرض ليست معلقة بقرون الشمس ، وهي فوق الشمس وأكبر منها ، وقد ثبت في "الصحيحين" عنه صلي الله عليه وسلم أنه قال :
"الجنة مئة درجة ما بين كل درجتين كما بين السماء والأرض" . وهذا يدل على أنها في غاية العلو والارتفاع . والله أعلم .
قلت : فكيف يعقل أن تكون الجنة - وهذه بعض أوصافها - بالمشرق ؟! اللهم إلا أن يراد به معنى مجازي . أي بلاد المشرق كالعراقين وما ولاهما ، وهو الذي استظهره المناوي فرع التصحيح ، والحديث ليس بصحيح .

(/1)


3477 - ( الجنة دار الأسخياء ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /474 :
$ضعيف$
أخرجه الخرائطي في "مكارم الأخلاق" (ص59) ، وأبو عثمان البجيرمي في "الفوائد" (28/ 2) ، وابن عدي (535/ 2) ، والطبراني في "المعجم الأوسط" (6/ 345-346) ، والقضاعي (1-2/ 2) ، والديلمي (2/ 79) من طريق جحدر بن عبدالرحمن بن الحارث البكري : حدثنا بقية بن الوليد عن الأوزاعي عن الزهري عن عروة عن عائشة مرفوعاً . وقال الطبراني :
"لم يروه عن الأوزعي إلا بقية غير جحدر بن عبدالله الرحبي" . وقال ابن عدي :
"وهذا الحديث [ ما ] رواه عن بقية غير جحدر ، وجحدر سرقه ، وهو بين الضعف جداً" .
قلت : وجحدر لقبه ، واسمه أحمد . قال الحافظ :
"وذكره ابن حبان في "الثقات" ، فكأنه ما عرفه ؛ لأنه سمى أباه عبدالله ابن الحارث ، وقال : لم أر في حديثه ما في القلب منه إلا ... (فذكر هذا الحديث) وقال عقبه : هذا حديث منكر" .
قلت : وبقية مدلس ، وقد عنعنه ، فإن ثبت عنه ، فلعله تلقاه عن بعض الضعفاء أو المجهولين ؛ فقد رأيته من طريق يحيى بن عبدالله البابلتي قال : حدثنا الأوزاعي به .
أخرجه الشريف أبو القاسم الحسيني في "الأمالي" (55/ 2) .
ويحيى هذا قال الحافظ : "ضعيف" .
ومن طريق عبدربه بن سليم عن الأوزاعي به .
أخرجه أبو القاسم الختلي في "الديباج" (168/ 1) ، وابن شاهين في "الترغيب" (297/ 1) .
وعبدربه بن سليم ؛ قال ابن أبي حاتم (3/ 1/ 44) عن أبيه :
"شيخ مجهول" .
وروي من حديث أنس مرفوعاً بزيادة :
"الجنة مأوى الأسخياء ، الجنة مأوى الأسخياء" .
أخرجه ابن عدي (325/ 2)عن محمد بن مسلمة : حدثنا موسى الطويل عنه وموسى هذا ؛ قال ابن حبان :
"روى عن أنس أشياء موضوعة" .
ثم رأيت ابن حبان أورد الحديث في "الثقات" (8/ 35) في ترجمة أحمد ابن عبدالله بن الحارث : جحدر قال : "يروي عن بقية ، لم أر في حديثه ما في القلب منه إلا حديثاً واحداً" .
ثم ساق له هذا الحديث وقال :
"حديث منكر ! أحاديث بقية ليست بنقية" .

(/1)


3478 - ( حب أبي بكر وعمر من الإيمان ، وبغضهما من الكفر ، وحب العرب من الإيمان ، وبغضهم من الكفر ، ومن سب أصحابي فعليه لعنة الله ، ومن حفظني فيهم فلا لعنه الله ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /476 :
$ضعيف جداً$
رواه الديلمي (2/ 84) ، وابن عساكر في "التاريخ" (13/ 35/ 1) عن علي بن الحسن الشامي : حدثنا خليد بن دعلج عن يونس بن عبيد عن الحسن عن جابر مرفوعاً به ، وفي رواية لابن عساكر :
"من حفظني فيهم فأنا أحفظه يوم القيامة" .
قلت : وهذا إسناد ضعيف جداً أو موضوع ؛ آفته الشامي هذا ؛ قال ابن عدي :
"جميع أحاديثه بواطيل ، وهو ضعيف جداً" .
وقال الذهبي :
"وهو في عداد المتروكين" .
وخليد بن دعلج ضعيف .
والحسن وهو - البصري - مدلس .
والحديث أخرجه ابن عدي (124/ 2) ، وابن عساكر (9/ 301/ 2) عن محمد بن عبدالرحمن الحماني - أخو عبدالحميد - قال : حدثنا أبو إسحاق الحميسي عن مالك بن دينار عن أنس بن مالك مرفوعاً به دون قوله : "وحب العرب ..." .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ الحميسي هذا اسمه خازم بن الحسين ، قال ابن معين :
"ليس بشيء" . وقال ابن عدي :
"عامة حديثه لا يتابعه أحد عليه ، وأحاديثه شبه الغرائب ، وهو ضعيف يكتب حديثه" .
ومحمد بن عبدالرحمن الحماني لم أجد له ترجمة .
ثم أخرجه ابن عساكر من طريق الحماني : أخبرنا أبو إسرائيل عن علي بن زيد عن أنس مرفوعاً به دون قوله : "ومن سب ..." .
والحماني هذا إن كان محمداً المذكور فلم أعرفه كما سبق . وإن كان أخاه عبدالحميد ففيه كلام .
وأبو إسرائيل هو إسماعيل بن خليفة العبسي ، ضعيف لسوء حفظه .
وعلي بن زيد - وهو ابن جدعان - ضعيف أيضاً .

(/1)


3479 - ( حب الثناء من الناس يعمي ويصم ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /477 :
$ضعيف$
رواه الديلمي (2/ 84) عن علي بن محمد بن عامر : حدثنا حميد عن عبدالرحمن بن عبدالله : حدثنا خداش بن مخلد : حدثنا الفضل بن عيسى عن عباد بن منصور عن عكرمة عن ابن عباس مرفوعاً .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ لضعف عباد بن منصور .
والفضل بن عيسى - وهو الرقاشي - ، قال الحافظ :
"منكر الحديث" .
ومن دونهما لم أعرفهم .
والحديث ضعف إسناده الحافظ العراقي أيضاً في "تخريج الإحياء" (3/ 241) .

(/1)


3480 - ( حجوا تستغنوا ، وسافروا تصحوا ، وتناكحوا تكثروا ؛ فإني مباه بكم الأمم ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /478 :
$ضعيف$
رواه الديلمي (2/ 83) عن محمد بن سنان بن يزيد القزاز : حدثنا محمد بن الحارث الحارثي : حدثنا محمد بن عبدالرحمن البيلماني عن أبيه عن ابن عمر مرفوعاً .
قلت : وهذا إسناد ضعيف جداً ؛ محمد بن عبدالرحمن البيلماني متروك . وأبوه عبدالرحمن ضعيف .
ومثله محمد بن سنان بن يزيد القزاز .
والشطر الأول من الحديث أورده السيوطي في "الجامع" من رواية عبدالرزاق عن صفوان بن سليم مرسلاً .
أخرجه (6/ 173/ 10391) من طريق ابن جريج قال : أخبرت عن هشام بن سعد عن سعيد بن أبي هلال .
والشطر الآخر له شاهد من حديث أنس وغيره ، مخرج في "آداب الزفاف" بلفظ :
"تزوجوا الولود الودود ؛ فإني مكاثر بكم الأمم يوم القيامة" . انظره (ص89و132)

(/1)


3481 - ( حجة قبل غزوة أفضل من خمسين غزوة ، وغزوة بعد حجة أفضل من خمسين حجة ، ولموقف ساعة في سبيل الله أفضل من سبعين حجة ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /479 :
$ضعيف جداً$
أخرجه أبو نعيم في "الحلية" (5/ 188) عن الطبراني بسنده عن محمد بن عمر الكلاعي : حدثنا مكحول عن ابن عمر مرفوعاً ، وقال :
"غريب من حديث مكحول وابن عمر ، لم نكتبه إلا من حديث الكلاعي" .
قلت : وهو منكر الحديث جداً ؛ كما قال ابن حبان .
ومكحول عن ابن عمر منقطع كما قال أبو زرعة .
وأخرج البزار (2/ 258/ 1651) عن عنبسة بن هبيرة الطائي : سمعت عكرمة يحدث عن ابن عباس مرفوعاً بلفظ :
"غزوة خير من أربعين حجة ، وحجة الإسلام خير من أربعين غزوة" ، وقال :
"لا نعلمه إلا بهذا الإسناد ، ولا نعلم حدث عن عنبسة إلا محمد بن سليمان ، وثقه ابن حبان" .
قلت : وهذا التوثيق من تساهله المعروف ، ولذلك لم يعتد به الذهبي ، فقال في عنبسة :
"مجهول" . وسبقه أبو حاتم ، وأشار البزار إلى جهالته .

(/1)


3482 - ( إذا دعي أحدكم إلى طعام فلا يستقبض ولده ولا أحداً ؛ قريباً ولا بعيداً ؛ فإنه إن فعل كان بمنزلة من سرق ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /480 :
$موضوع$
أخرجه الأصبهاني في "الترغيب" (210/ 1) عن علي بن عبدالملك بن عبدربه الطائي : حدثني أبي : حدثنا أبو يوسف عن أبان عن أنس مرفوعاً .
قلت : وهذا موضوع ؛ آفته أبنا - وهو ابن أبي عياش البصري - ، وهو متروك ؛ اتهمه شعبة بالكذب على رسول الله صلي الله عليه وسلم .
والراوي عنه أبو يوسف لم أعرفه .
ومثله علي بن عبدالملك بن عبدربه الطائي .
وأما ابنه فيحتمل أنه الذي في "الميزان" :
"عبدالملك بن عبدربه الطائي ، عن خلف بن خليفة وغيره ، منكر الحديث ، وله عن الوليد بن مسلم خبر موضوع" .
قلت : وفي معناه أحاديث أخرى ضعيفة ومنكرة ، فانظر الحديث المتقدم (3428) و "الإرواء" (7/ 15-16) .

(/1)


3483 - ( حرمت على النار ثلاثة أعين : عين بكت من خشية الله عز وجل ، وعين سهرت في سبيل الله ، وعين غضت عن محارم الله ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /480 :
$ضعيف$
رواه أبو القاسم القشيري في "الأربعين" (158/ 1) عن محمد ابن يونس الكديمي : حدثنا عبدالله بن محمد الباهلي : حدثنا أبو حبيب العنزي : حدثنا بهز ابن حكيم عن أبيه عن جده مرفوعاً .
ومن طريق القشيري رواع البغوي في "شرح السنة" (4/ 207/ 2) .
والكديمي متهم بالوضع .
وله شاهد من حديث أبي ريحانة رواه ابن أبي شيبة في "المصنف" (7/ 158-159) عن عبدالرحمن بن شريح عن محمد بن سمير الرعيني أنه سمع أبا علي التجيبي أنه سمع أبا ريحانة يقول ، مرفوعاً به ، دون الجملة الثالثة ، فلم يذكرها ابن سمير .
لكن أخرجه الدارمي (2/ 203) ، وأبو نعيم في "الحلية" (2/ 28) ، والحاكم (2/ 83) - وعنه البيهقي (9/ 149) - من هذا الوجه وزادا في آخره :
"وقال الثالثة فنسيتها . قال أبو شريح بعد ذلك : وحرمت النار على عين غضت عن محارم الله" . زاد الدارمي : "أو عين فقئت في سبيل الله" .
وهذه الزيادة شك من بعض الرواة . وإلا صار العدد أربعاً .
وأخرجه أحمد (4/ 134) دون الزيادة في آخره ، والنسائي (2/ 56) مقتصراً على الجملة الثانية .

(/1)


3484 - ( حرمة الجار على الجار كحرمة دمه ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /481 :
$ضعيف$
رواه الديلمي (2/ 88) عن أبي الشيخ معلقاً عن محمد بن سليمان بن أبي داود : حدثني أبي عن عبدالكريم الجزري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة مرفوعاً .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ سليمان بن أبي داود الحراني قال الذهبي في "الضعفاء" :
"ضعفوه" .

(/1)


3485 - ( حريم البئر مد رشائها ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /482 :
$ضعيف$
أخرجه ابن ماجه (2/ 96) عن منصور بن صقير : حدثنا ثابت بن محمد عن نافع أبي غالب عن أبي سعيد الخدري مرفوعاً .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ كما قال البوصيري في "الزوائد" (154/ 1) وبين سببه فقال :
"ثابت بن محمد انقلب على ابن ماجه ، وصوابه محمد بن ثابت ؛ كما ذكره الذهبي في "الكاشف" ، وقد ضعفوه . ومنصور متفق على ضعفه" .
قلت : ومحمد بن ثابت هو العبدي ، قال الحافظ :
"صدوق لين الحديث" .
ثم روى ابن ماجه بهذا الإسناد عن ثابت بن محمد العبدي عن ابن عمر مرفوعاً بلفظ :
"حريم النخلة مد جريدها" .
وروى له شاهداً بمعناه عن إسحاق بن يحيى بن الوليد عن عبادة بن الصامت مرفوعاً .
قلت : وهذا سند ضعيف أيضاً منقطع ؛ إسحاق هذا مجهول الحال ، ولم يسمع من عبادة ؛ كما في "التقريب" .
وقد صح ما يؤيده ، فأخرج أبو داود (2/ 123) عن أبي سعيد الخدري قال :
"اختصم إلى رسول الله صلي الله عليه وسلم رجلان في حريم نخلة ؛ فأمر بها فذرعت فوجدت سبعة أذرع ، (وفي رواية : فوجدت خمسة أذرع) ؛ فقضى بذاك" .
وإسناده صحيح .

(/1)


3486 - ( حزقة حزقة ، ارق عين بقة ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /483 :
$ضعيف$
رواه البخاري في "الأدب المفرد" (249) ، وابن أبي شيبة (12/ 101) مختصراً ، والطبراني (1/ 260/ 2) ، وعنه ابن عساكر (4/ 252/ 1) عن معاوية بن أبي مزرد عن أبيه عن أبي هريرة قال :
سمعت أذناي وأبصرت عيناي هاتان رسول الله صلي الله عليه وسلم وهو آخذ بكفيه جميعاً حسناً أو حسيناً وقدماه على قدمي رسول الله صلي الله عليه وسلم ، وهو يقول : (فذكره) . فيرقى الغلام حتى يضع قدميه على صدر رسول الله صلي الله عليه وسلم ، ثم قال له : "افتح" ، قال : ثم قبله ، ثم قال : "اللهم أحبه فإني أحبه" .\
قلت : ورجاله كلهم ثقات معرفون غير أبي مزرد والد معاوية واسمه عبدالرحمن بن يسار ؛ أشار الذهبي إلى جهالته بقوله :
"تفرد عنه ولده عبدالرحمن" .
ثم رواه الطبراني (1/ 260/ 2) من طريق أحمد بن الوليد بن برد الأنطاكي : حدثنا بن أبي فديك : حدثنا المتوكل بن موسى عن محمد بن مسرع عن سعيد المقبري عن أبيه عن أبي هريرة به نحوه بلفظ :
"ارق بأبيك أنت عين بقة" .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ محمد بن مسرع والمتوكل بن موسى لم أعرفهما . وقد أشار إلى هذا الهيثمي بقوله في "المجمع" (3/ 180) :
"رواه الطبراني ، وفيه من لم أعرفهم" .
وقال في الإسناد الذي قبله :
"رواه الطبراني ، وفيه أبو مزرد ولم أجد من وثقه ، وبقية رجاله رجال الصحيح" .
ومما تقدم تعلم أن قول الشيخ عبدالله الغماري في رسالته التي سماها "إعلام النبيل بجواز التقبيل" (ص6) :
"وروى الطبراني بإسناد جيد كما قال الدميري في "حياة الحيوان" عن أبي هريرة ..." ؛ فذكر الحديث باللفظ الأول ، إلا أنه قال في آخره :
"اللهم ! من أحبه فإني أحبه" !
وهذا خطأ من بعض نساخ "مجمع الهيثمي" زاد فيه اسم : "من" ؛ فقلده الغماري لأنه يحوش من هنا وهناك ! ولا يرجع إلى الأصول كالمصادر المذكورة أعلاه .
ثم إن معناه ركيك إلا بتقدير "أحب من أحبه" أو نحوه . وقد رواه البخاري (5884) من طريق آخر عن أبي هريرة في قصة أخرى مختصرة في الحسن دون شك ، وفيه :
فالتزمه فقال : "اللهم إني أحبه ، فأحبه ، وأحب من يحبه" .
وكذا رواه مسلم (7/ 130) ، وابن حبان (6924) .
وأخرجه في "الأدب المفرد" (1183) ، والحاكم (3/ 178) ، وأحمد (2/ 532) من طريق أخرى عنه . وقال الحاكم :
"صحيح الإسناد" . ووافقه الذهبي ! وإنما هو حسن فقط .

(/1)


3487 - ( حسب امرىء من البخل أن يقول : آخذ حقي كله ، ولا أدع منه شيئاً ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /485 :
$ضعيف جداً$
رواه الديلمي (2/ 90) عن هلال بن العلاء : حدثنا أبي عن أبيه عن أبي غالب عن أبي أمامة مرفوعاً .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ العلاء والد هلال : هو العلاء بن هلال بن عمر ابن هلال بن أبي عطية الباهلي أبو محمد الرقي ؛ قال أبو حاتم :
"منكر الحديث ؛ ضعيف الحديث ، عنده عن يزيد بن زريع أحاديث موضوعة" ، وقال النسائي :
"روى عن أبيه غير حديث منكر ، فلا أدري منه أتي أو من أبيه" .
وأما هلال بن عمر الرقي جد هلال بن العلاء ، فقال ابن أبي حاتم (4/ 2/ 78) عن أبيه :
"ضعيف الحديث" .

(/1)


3488 - ( حجج تترى ، وعمر نسق ؛ تنفيان الفقر والذنوب كما ينفي الكبر خبث الحديد ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /485 :
$ضعيف$
رواه الديلمي (2/ 92) من طريق الدارقطني بسنده عن محمد بن أبي حميد عن عامر بن عبدالله بن الزبير - قال محمد : لا أعلم إلا عن عروة - عن عائشة مرفوعاً .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ محمد بن أبي حميد ضعيف ؛ كما في "التقريب" .
والحديث أورده السيوطي في "الجامع" بلفظ :
"حجج تترى وعمر نسقاً يدفعن ميتة السوء ، وعيلة الفقر" وقال :
"رواه عبدالرزاق عن عامر بن عبدالله بن الزبير مرسلاً ، والديلمي عن عائشة" .
وأنت ترى أن لفظ الديلمي مخالف لهذا اللفظ الذي ساقه ، وأظنه لفظ عبدالرزاق المرسل .

(/1)


3489 - ( حسبي رجائي من خالقي ، وحسبي ديني من دنياي ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /486 :
$ضعيف$
أخرجه أبو نعيم في "الحلية" (8/ 54) عن بقية عن إبراهيم بن أدهم : حدثني أبو ثابت قال : قال النبي صلي الله عليه وسلم : ... فذكره ، وقال :
"كذا رواه عن أبي ثابت ، فأرسله" .
قلت : وهو مع إرساله ضعيف ؛ لأن بقية مدلس ، وقد عنعنه .

(/1)


3490 - ( حسن الخلق خلق الله الأعظم ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /486 :
$موضوع$
رواه ابن منده في "المعرفة" (2/ 74/ 2) ، وأبو نعيم في "الحلية" (2/ 175) عن عمرو بن الحصين : أخبرنا إبراهيم بن عطاء عن يزيد بن عياض عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن عمار بن ياسر مرفوعاً ، وقال ابن منده :
"تفرد به إبراهيم"
قلت : وهو صدوق . لكن الآفة من شيخه يزيد بن عياض - وهو ابن جعدبة - ؛ فقد كذبه مالك وغيره ؛ كما في "التقريب" .
وعمرو بن الحصين متروك ، ومن طريقه أخرجه الطبراني في "الكبير" و "الأوسط" ، وبه فقط أعله الهيثمي (8/ 20) .

(/1)


3491 - ( حسن الملكة يمن ، وسوء الخلق شؤم ، وطاعة المرأة ندامة ، والصدقة تدفع القضاء السوء ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /487 :
$ضعيف جداً$
رواه ابن عساكر (5/ 327/ 2) عن أبي الحسن علي بن أحمد بن زهير التميمي : أخبرنا أبو بكر أحمد بن الحسن بن أحمد بن عثمان بن سعيد بن القاسم الغساني : أخبرنا أبو القاسم الخضر بن علي بن محمد الأنطاكي البزاز - قدم علينا دمشق - : أخبرنا أبو بكر محمد بن القاسم الأنباري : أخبرنا ابن ناجية : أخبرنا محمد بن المثنى : أخبرنا محمد بن خالد بن عثمة : أخبرنا عبدالله بن محمد المنكدر عن أبيه عن جابر مرفوعاً .
قلت : وهذا إسناد مظلم ؛ عبدالله بن محمد بن المنكدر لم أجد له ترجمة ، وقد ذكر الحافظ في الرواة عن أبيه محمد بن المنكدر أخويه يوسف والمنكدر ، أما هو فلم يتعرض له بذكر ، فهذا يشعر بأنه غير معروف . والله أعلم .
ومن دون ابن ناجية لم أعرفهم غير علي بن أحمد بن زهير التميمي ، قال الذهبي : "ليس يوثق به ، قال أبو القاسم ابن صابر : كان غير ثقة" .

(/1)


3492 - ( حصنوا أموالكم بالزكاة ، وداووا مرضاكم بالصدقة ، وأعدوا للبلاء الدعاء ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /487 :
$ضعيف جداً$
رواه الطبراني في "المعجم الكبير" (3/ 67/ 2) ، وأبو الغنائم النرسي في "فوائد الكوفيين" (25/ 1) ، وأبو نعيم في "الحلية" (2/ 104و4/ 237) ، والخطيب في "التاريخ" (6/ 334و13/ 21) ، والقضاعي (58/ 1) ، وعنهما ابن الجوزي في "العلل المنتاهية" (2/ 2) من طريق موسى ابن عمير عن الحكم عن إبراهيم عن الأسود عن عبدالله بن مسعود مرفوعاً .
ومن هذا الوجه رواه الطبراني في "الأوسط" أيضاً (1/ 85/ 1) من "الجمع بينه وبين الصغير" وقال :
"لم يروه عن الحكم إلا موسى" .
قلت : وهو متروك ؛ كما قال الهيثمي (3/ 64) ، ولذلك قال ابن الجوزي : "لا يصح" .
وله شاهد عن الحسن البصري مرسلاً ، وهو الأشبه .
أخرجه أبو داود في "المراسيل" .
وله طرق أخرى تجدها في "المقاصد" للسخاوي .

(/1)


3493 - ( الجيران ثلاثة : جار له حق واحد ، وهو أدنى الجيران حقاً ، وجار له حقان ، وجار له ثلاثة حقوق ، وهو أفضل الجيران حقاً . فأما الجار الذي له حق واحد ؛ فالجار المشرك لا رحم له ، له حق الجوار ، وأما الذي له حقان ؛ فالجار المسلم لا رحم له ، له حق الإسلام وحق الجوار ، وأما الذي له ثلاثة حقوق ؛ فجار مسلم ذو رحم ، له حق الإسلام ، وحق الجوار ، وحق الرحم .
وأدنى حق الجوار أن لا تؤذي جارك بقتار قدرك إلا أن تقدح له منها ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /488 :
$ضعيف$
أخرجه البزار (2/ 380) ، والطبراني في "مسند الشاميين" (ص476) ، وأبو نعيم في "الحلية" (5/ 207) عن عبدالرحمن بن فضيل عن عطاء الخراساني عن الحسن عن جابر بن عبدالله مرفوعاً . وقال أبو نعيم :
"حديث غريب" .
قلت : وهو مسلسل بالعلل :
الأولى : عنعنة الحسن البصري ؛ فإنه كان مدلساً .
الثانية : عطاء الخراساني ، وهو مدلس أيضاً وسيىء الحفظ ، قال الحافظ :
"صدوق يهم كثيراً ويرسل ويدلس" .
الثالثة : عبدالرحمن بن فضيل لم أعرفه ، وفي "اللسان" :
"عبدالرحمن بن الفضل يأتي في ترجمة عبيدالله بن ضرار" .
قلت : وفي ترجمة عبيدالله المذكور ، إنما جاء فيها أحمد بن عبدالرحمن بن الفضل ، وأنه متروك . فكأن الحافظ لما أحال على هذه الترجمة لم يقع بصره على اسم "أحمد" ، وظن أنه عبدالرحمن بن الفضل ، فأحال عليه ، والله أعلم .
والحديث رواه سويد بن عبدالعزيز عن عثمان بن عطاء عن أبيه عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده مرفوعاً به نحوه ، وفي أوله زيادة ، تقدم تخريجها برقم (2587) .
أخرجه الطبراني في "مسند الشاميين" (ص469) ، والخرائطي في "المكارم" (2/ 237) .
وعطاء هذا هو الخراساني المذكور في الطريق الأولى ، وقد عرفت حاله .
وابنه عثمان ضعيف أيضاً .
ومثله سويد بن عبدالعزيز .
(تنبيه) : من أوهام بعض الدكاترة ! حول هذا الحديث قول الدكتورة السودانية المعلقة على "مكارم الأخلاق" في تخريجه :
"ذكره المنذري في "الترغيب" ، وأشار إلى رواية أخرى للحديث ، منها رواية الطبراني عن معاوية بن أبي (كذا) حيدة ، وأبو (كذا) الشيخ ابن حبان (!) في كتاب "التوبيخ" عن معاذ بن جبل" .
فأقول فيه أمور :
الأول : إيهام القراء أن المنذري أشار إلى أن حديث معاوية بن حيدة ومعاذ بن جبل حديث الترجمة ، وليس كذلك ؛ فإن المنذري إنما ساق حديث (عمرو بن شعيب) عقب الزيادة التي سبقت الإشارة إلى تخريجها دون حديث الترجمة .
الثاني : أنها ذكرت إشارة المنذري عقب حديث (عمرو بن شعيب) في "المكارم" ، وفيه حديث الترجمة ، فأوهمت هي إيهاماً آخر أن حديث معاوية ومعاذ فيهما حديث الترجمة كما هو في حديث عمرو في "المكارم" ، وهذا وهم فاحش !! . وإنما يقع مثل هذا ممن لا تحقيق عندهم ، ويقنعون بالرجوع إلى الفروع دون الأصول !
الثالث : كان على الدكتورة مكان ما تقدم عنها أن تفيد القراء عن تضعيف المنذري للحديث ، بتصديره إياه بقوله : "وروي عن عمرو بن شعيب ..." ، بديل إيهامهما القراء أن الحديث قوي بحديثي معاوية ومعاذ ، والمنذري الذي أشار إليهما لم يقو الحديث بهما !!

(/1)


3494 - ( حق الولد على والده أن يحسن اسمه ، ويعلمه الكتاب ، ويزوجه إن أدرك ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /491 :
$ضعيف جداً$
أخرجه الأصبهاني في "الترغيب" (ق62/ 2) ، والديلمي (2/ 86-87) من طريق أبي نعيم معلقاً عنه عن أبي هارون السندي عن الحسن ابن عمارة عن محمد بن عبدالرحمن بن عبيد عن عيسى بن طلحة عن أبي هريرة مرفوعاً .
قلت : وهذا إسناد ضعيف جداً . الحسن بن عمارة متروك .
والحديث عزاه السيوطي لأبي نعيم أيضاً في "الحلية" ، لم أره في فهرسه . والله أعلم .
ونحوه ما رواه الأصبهاني في "الترغيب" (62/ 2) من طريق عبدالله بن عبدالعزيز قال : أخبرني أبي عن نافع عن ابن عمر مرفوعاً بلفظ :
"إن من حق الولد على ولده أن يحسن أدبه ، وأن يحسن اسمه ، وأن يعظه (وفي رواية : أن يفقهه) إذا بلغ" .
وعبدالله هو ابن عبدالعزيز بن أبي رواد ، قال ابن الجنيد : "لا يساوي شيئاً ، يحدث بأحاديث كذب" .
وروى سعد بن سعيد بن أبي سعيد المقبري عن أخيه عبدالله بن سعيد عن أبيه عن أبي هريرة مرفوعاً بلفظ :
"إن من حق الولد على الوالد أن يحسن اسمه ، وأن يحسن أدبه" .
أخرجه البزار (2/ 411/ 1984) وقال :
"تفرد به عبدالله بن سعيد ، ولم يتابع عليه" .
قلت : وهو متروك ؛ كما في "المجمع" (8/ 47) .
وأخوه سعد بن سعيد لين الحديث ، كما في "التقريب" .
ووقع في رواية محمد بن مخلد الدوري في "جزئه" : (عبدالمجيد بن عبدالعزيز بن أبي رواد) كما في "المداوي" (2/ 547) للشيخ الغماري ، من طريق علي بن شاذان عنه . وقال الشيخ :
"علي بن شاذان ضعفه الدارقطني" ، فقوله : (عبدالمجيد) مكان (عبدالله) خطأ منه أو من النساخ ، أو هو العكس . والله أعلم .

(/1)


3495 - ( حق الولد على والده أن يعلمه كتاب الله ، والسباحة ، والرمي ، وأن يورثه طيباً ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /492 :
$ضعيف جداً$
أخرجه أبو نعيم في "الحلية" (1/ 184) ، والديلمي (2/ 86) عن الجراح بن منهال عن الزهري عن أبي سليم مولى أبي رافع عن أبي رافع مرفوعاً .
قلت : وهذا إسناد ضعيف جداً ؛ أبو سليم مولى أبي رافع لم أعرفه .
والجراح بن منهال ؛ قال البخاري ومسلم :
"منكر الحديث" . وقال ابن حبان :
"كان يكذب في الحديث ويشرب الخمر" .
ومن هذا الوجه أخرجه أبو محمد الجوهري في "مجلسان من الأمالي" بالشطر الأول منه .
وأخرجه البيهقي في "الشعب" (6/ 401) من طريق بقية عن عيسى بن إبراهيم عن الزهري به ، وقال :
"عيسى بن إبراهيم يروي ما لا يتابع عليه" .

(/1)


3496 - ( حلق القفا من غير حجامة مجوسية ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /493 :
$ضعيف$
رواه ابن الأعرابي في "معجمه" (62/ 2) : أخبرنا محمد بن الوليد : أخبرنا سليمان بن عبدالرحمن : أخبرنا الوليد بن مسلم : حدثني سعيد بن بشير عن قتادة عن الحسن عن أنس بن مالك عن عمر بن الخطاب قال : نهى رسول الله صلي الله عليه وسلم عن حلق القفا للحجامة .
فذكرته لابن أبي السري فقال : أخبرنا عمر بن عبدالواحد عن روح بن محمد عن قتادة عن الحسن عن عمر بن الخطاب مرفوعاً به .
قال ابن أبي السري فذكرته للوليد فقال : حدثنا رجل عن قتادة عن الحسن عن عمر بن الخطاب قال : نهى رسول الله صلي الله عليه وسلم عن حلق القفا من غير حجامة .
قال ابن أبي السري : فكنا نرى أن الوليد دلسه عن عمر بن عبدالواحد .
قلت : وهذا إسناد ضعيف بلفظيه ؛ لأن مدارهما على الحسن - وهو البصري - وهو مدلس ، فروايته الأولى عن أنس عن عمر ، علتها العنعنة ، وروايته الأخرى عن عمر منقطعة ؛ لأنه لم يسمع منه . وفيها أيضاً روح بن محمد ولم أعرفه ، وفي الأولى سعيد بن بشير ، وهو ضعيف .
والحديث أخرجه ابن عساكر أيضاً في "التاريخ" (16/ 47/ 2) بالروايتين دون قوله : "قال ابن أبي السري : فذكرته الوليد ، فقال ...." .

(/1)


3497 - ( حملة القرآن عرفاء أهل الجنة يوم القيامة ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /494 :
$ضعيف$
رواه الطبراني في "الكبير" (1/ 140/ 2) ، ومن طريقه ابن عساكر (19/ 223/ 2) عن إسحاق بن إبراهيم مولى جميع بن حارثة الأنصاري : حدثني عبدالله بن ماهان الأزدي : حدثني فائد مولى عبيدالله بن أبي رافع : حدثتني سكينة بنت الحسين بن علي عن أبيها مرفوعاً .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ عبدالله بن ماهان لم أجد له ترجمة .
وإسحاق بن إبراهيم هو ابن سعيد الصواف المدني مولى مزينة ، وهو ضعيف ؛ كما قال الهيثمي (7/ 161) .
وقد روي من حديث أبي هريرة رفعه بلفظ :
"النبيون والمرسلون سادة أهل الجنة ، والشهداء قواد أهل الجنة ، وحملة القرآن عرفاء أهل الجنة" .
أخرجه أبو نعيم في "الحلية" (6/ 65) عن خالد بن محمد أبي وائل : حدثنا عون بن عمارة : حدثنا حفص بن جميع عن عبدالكريم عن شهر بن حوشب عنه .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ مسلسل بالضعفاء من شهر إلى عون ، وعبدالكريم هو ابن أبي أمية البصري .
وخالد بن محمد أبو وائل لم أعرفه .
أخرجه في "أخبار أصبهان" (2/ 323) من طريق مجاشع بن عمرو : حدثنا الليث بن سعد عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة مرفوعاً مثل حديث شهر بتقديم وتأخير .
ومجاشع قال الذهبي في "المغني" :
"قال ابن حبان : يضع الحديث" .

(/1)


3498 - ( أبد المودة لمن وادك ؛ فإنها أثبت ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /495 :
$ضعيف$
أخرجه ابن أبي الدنيا في "الإخوان" (117/ 66) ، والحارث بن أبي أسامة في "مسنده" (ق110/ 1-2بغية الباحث) من طريق داود بن رشيد : حدثنا عمر بن حفص عن أبي محمد الأنصاري الساعدي عن يزيد عن أبي حميد الساعدي مرفوعاً .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ لم أعرف أحداً ما بين أبي حميد وداود بن رشيد ، وإلى ذلك أشار الهيثمي في "المجمع" بقوله (10/ 282) :
"رواه الطبراني ، وفيه من لم أعرفهم" .
وعمر بن حفص ، وقع في مطبوعة "الإخوان" (محمد بن جعفر) ! فالله أعلم بالصواب ، فلم أجد الآن ما يساعد على الترجيح ، وقال المعلق عليه : "لم أجده" . وكذلك قال في (أبي محمد الأنصاري) .
وشيخه (يزيد) هو ابن زيد الأنصاري مولى بني ساعدة ، كما ذكر الحافظ المزي في الرواة عن أبي حميد الساعدي . ووقع في "الإخوان" : (يزيد بن أبي يزيد) ، فأظنه خطأ ، وذكر المعلق عليه أنه (يزيد بن أبي يزيد الضبعي) مولاهم الثقة ، وليس هو ؛ فإنه ليس من هذه الطبقة ، وليس له رواية عن أحد من الصحابة ، إنما روايته عن التابعين .
والحديث عزاه السيوطي في "الجامع الكبير" (1/ 4) للطبرانب في "المعجم الكبير" أيضاً ، ولأبي الشيخ في "الثواب" ، فلعله إذا طبع هذا ومسند أبي حميد من "المعجم الكبير" يبدو لنا شيء مما يساعد على التصويب والتحقيق .

(/1)


3499 - ( الحاج الراكب له بكل خف يضعه بعيره حسنة ، والماشي له بكل خطوة يخطوها سبعون حسنة من حسنات الحرم ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /496 :
$ضعيف جداً$
أخرجه الديلمي (2/ 98) عن عبدالله بن محمد بن ربيعة : حدثنا محمد بن مسلم الطائفي عن إبراهيم بن ميسرة عن سعيد بن جبير عن ابن عباس مرفوعاً .
قلت : وهذا إسناد ضعيف جداً ؛ محمد بن مسلم الطائفي ضعيف سيىء الحفظ .
وعبدالله بن محمد بن ربيعة - وهو القدامي - ضعيف جداً ، قال الذهبي :
"أحد الضعفاء ، أتى عن مالك بمصائب" . وقال الحاكم والنقاش :
"روى عن مالك أحاديث موضوعة" .
وقد رواه ابن عدي عنه بلفظ آخر مضى ذكره في الحديث (496) .
ورواه غيره عن الطائفي بلفظ مغاير له ، فراجعه هناك .

(/1)


3500 - ( الحاج في ضمان الله مقبلاً ومدبراً ؛ فإن أصابه في سفره تعب أو نصب غفر الله له بذلك سيئاته ، وكان له بكل قدم يرفعه ألف درجة ، وبكل قطرة تصيبه من مطر أجر شهيد ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /496 :
$موضوع$
أخرجه الديلمي (2/ 98) عن عبدالله بن محمد بن يعقوب : حدثنا العباس بن عبدالعزيز القطان : حدثنا سليمان بن عبدالله عن يحيى بن سعيد عن خالد بن معدان عن أبي أمامة مرفوعاً .
قلت : وهذا موضوع ؛آفته عبدالله بن محمد بن يعقوب - وهو الحارثي - ؛ قال أبو سعيد الرواس :
"يتهم بوضع الحديث" . وهو الذي جمع مسنداً لأبي حنيفة رحمه الله تعالى .
وشيخه العباس بن عبدالعزيز لم أعرفه ، وكذا سليمان بن عبدالله .
والحديث لوائح الوضع ظاهرة عليه .

(/1)


3501 - ( كان إذا رأى الهلال صرف وجهه عنه ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8/ 5 :
$ضعيف$
أخرجه أبو داود (2/ 328) عن أبي هلال ، عن قتادة : أن رسول الله صلي الله عليه وسلم كان ... فذكره .
وهذا مرسل ، وأبو هلال اسمه محمد بن سليم الراسبي ؛ صدوق فيه لين .

(6/1)


3502 - ( كان إذا رأى الهلال قال : الله أكبر ، الحمد لله ، لا حول ولا قوة إلا بالله ، إني أسالك خير هذا الشهر ، وأعوذ بك من شر القدر ، ومن سوء الحشر ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 5 :
$ضعيف الإسناد$
أخرجه أحمد (5/ 329) قال : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة : حدثنا محمد بن بشر : حدثنا عبدالعزيز بن عمر : حدثني من لا أتهم من أهل الشام ، عن عبادة بن الصامت قال : ... فذكره مرفوعاً .
وهذا إسناد رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين ؛ غير تابعيه ؛ فإنه لم يسم ، فهو مجهول ، غير أن الراوي عنه ذكر أنه غير متهم عنده ، والله أعلم . وفي "المجمع" (10/ 139) :
"رواه عبدالله والطبراني ، وفيه راو لم يسم" .
قلت : وهو في نسختنا من "المسند" من رواية عن أبيه ، فليس هو من زياداته على أبيه كما يفيده صنيع الهيثمي هذا ، ويؤيد ما في نسختنا أن السيوطي عزاه أيضاً لـ "المسند" . والله أعلم .

(7/1)


3503 - ( كان إذا رأى الهلال قال : اللهم ! اجعله هلال يمن وبركة ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 5 :
$ضعيف الإسناد$
أخرجه ابن السني ( رقم 634 ) من طريق أبي المقدام ، عن الوليد بن زياد ، عن نافع ، عن ابن عمر مرفوعاً .
وهذا إسناد ضعيف ؛ أبو المقدام هو هشام بن زياد أخو الوليد بن زياد ؛ وهو متروك ؛ كما في "التقريب" ، وقد روي من غير طريقه كما يأتي قريباً . وهو :

(8/1)


3504 - ( كان إذا رأى الهلال قال : اللهم ! أهله علينا بالأمن والإيمان ، والسلامة والإسلام والسكينة والعافية والرزق الحسن ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 6 :
$ضعيف الإسناد$
أخرجه ابن السني ( رقم 639 ) عن الوليد بن مسلم ، عن عثمان بن أبي العاتكة ، عن شيخ من أشياخهم ، عن أبي فروة حدير السلمي .
وهذا إسناد ضعيف ؛ لجهالة الشيخ الذي لم يسم ، وبقية رجاله موثقون .
وله شاهد موقوف عنده أيضاً ( رقم 640 ) من طريق معاوية بن صالح ، عن أبي عمر الأزدي ( وفي نسخة : أبي عمرو الأنصاري ) ، عن بشير مولى معاوية قال : سمعت عشرة من أصحاب رسول الله صلي الله عليه وسلم أحدهم حدير أبو فروة ( وفي نسخة : فورة ) يقولون إذا رأوا الهلال : اللهم ! اجعل شهرنا الماضي خير شهر وخير عاقبة ، وأدخل علينا شهرنا هذا بالسلامة والإسلام ، والأمن والإيمان ، والمعافاة والرزق الحسن .
وأبو عمر الأزدي - وأبو عمرو الأنصاري - وشيخه بشير ؛ لم أعرفهما .
وروى الطبراني في "الأوسط" عن عبدالله بن هشام قال : كان أصحاب رسول الله صلي الله عليه وسلم يتعلمون هذا الدعاء إذا دخلت السنة أو الشهر : اللهم ! أدخله علينا بالأمن والإيمان ، والسلامة والإسلام ، ورضوان من الرحمن ، وجواز من الشيطان .
قال الهيثمي : "وإسناده حسن" ، وعلى هامشه ما نصه :
"قلت : فيه رشدين بن سعد ، وهو ضعيف . ابن حجر" .

(9/1)


3505 - ( كان إذا رأى الهلال قال : ربي الله ، آمنت بالذي أبداك ثم يعيدك ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 7 :
$ضعيف الإسناد جداً$
أخرجه ابن السني ( رقم 638 ) من طريق محمد بن عمر الأسلمي : حدثنا عبدالحميد بن عمران بن أبي أنس ، عن محمد بن عبدالرحمن بن ثوبان ، عن أبيه ، عن عائشة مرفوعاً .
وهذا إسناد ضعيف جداً ؛ محمد بن عمر هو الواقدي ، وهو ضعيف بل متروك ، وعبدالحميد بن عمران وعبدالرحمن بن ثوبان ؛ لم أجد من ذكرهما .

(10/1)


3506 - ( كان إذا رأى الهلال قال : هلال خير ورشد ، هلال خير ورشد ، هلال خير ورشد ، آمنت بالذي خلقك - ثلاث مرات - ، ثم يقول : الحمد لله الذي ذهب بشهر كذا ، وجاء بشهر كذا ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 7 :
$ضعيف الإسناد$
أخرجه أبو داود (2/ 328) من طريق قتادة : أنه بلغه : أن النبي صلي الله عليه وسلم كان ... إلخ .
وهذا إسناد مرسل ، ورجاله كلهم ثقات رجال الشيخين .
وقد روي موصولاً ؛ أخرجه ابن السني ( رقم 636 ) من طريق معمر بن سهل : حدثنا عبيدالله بن تمام ، عن الجريري ، عن أبي نضرة ، عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه مرفوعاً به .
وهذا إسناد ضعيف ؛ معمر بن سهل هو الأهوازي ، ذكره الذهبي فيمن روى عن ابن تمام هذا ، ولم أجد له ترجمة ، وابن تمام ؛ ضعفه أبو حاتم والدارقطني وغيرهما .

(11/1)


3507 - ( كان إذا رأى الهلال قال : هلال خير ورشد ، ثم قال : اللهم ! إني أسالك من خير هذا الشهر وخير القدر ، وأعوذ بك من شره - ثلاث مرات - ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 8 :
$ضعيف الإسناد$
روي من حديث رافع بن خديج ؛ قال في "المجمع" (10/ 139) : "رواه الطبراني ، وإسناده حسن" .
كذا قال ! ولعله لشواهده السابقة ؛ وإلا فإن إسناده استقلالاً لا يحتمل التحسين ، وإسناده في "معجم الطبراني الكبير" هكذا : حدثنا أحمد بن عمرو البزار : حدثنا محمد بن موسى الحرشي : أخبرنا ميمون بن زيد ، عن ليث ، عن عباية بن رفاعة ، عن رافع بن خديج مرفوعاً .
وهذا إسناد ضعيف مسلسل بالضعفاء ؛ محمد بن موسى الحرشي لين كما في "التقريب" ، وميمون بن زيد ( ويقال : ابن يزيد ) ؛ لينه أبو حاتم الرازي كما في "الميزان" ، وليث هو ابن أبي سليم قال الحافظ : "اختلط أخيراً ولم يتميز حديثه ؛ فترك" ، وأما أحمد بن عمرو البزار ؛ فهو الحافظ المشهور صاحب "المسند" المعروف به .

(12/1)


3508 - ( كان إذا رأى الهلال قال : هلال خير ورشد ، آمنت بالذي خلقك فعدلك ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 8 :
$ضعيف الإسناد$
روي من حديث أنس ؛ قال في "المجمع" :
"رواه الطبراني في "الأوسط" وفيه أحمد بن عيسى اللخمي ، ولم أعرفه ، وبقية رجاله ثقات" .
قلت : أحمد بن عيسى هذا هو الخشاب ؛ كذلك جاء منسوباً في "عمل اليوم والليلة" لابن السني ( رقم 637 ) ؛ وهو التنيسي ، وهو معروف بالضعف الشديد ؛ قال ابن عدي : "له مناكير" ، وقال الدارقطني : "ليس بالقوي" ، وقال ابن طاهر : "كذاب يضع الحديث" ، وذكره ابن حبان في "الضعفاء" .
وزاد ابن السني في آخر الحديث : "فتبارك الله أحسن الخالقين" .

(13/1)


3509 - ( كان إذا رأى الهلال قال : هلال خير ، الحمد لله الذي ذهب بشهر كذا وكذا وجاء بشهر كذا وكذا ، أسألك من خير هذا الشهر ونوره وبركته وهداه وطهوره ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 9 :
$ضعيف السند$
روي من حديث عبدالله بن مطرف قال : كان رسول الله صلي الله عليه وسلم من أقل الناس غفلة ، كان إذا رأى ... إلخ .
أخرجه ابن السني (641) : أخبرنا حامد بن شعيب : حدثنا سريج بن يونس : حدثنا مروان بن معاوية الفزاري : حدثني شيخ ، عن حميد بن هلال ، عنه . قال سريج : فقيل لمروان : فسم الشيخ ، فقال : أخذنا حاجتنا منه ونعطيه بقوله .
قلت : ولم أفهم معنى هذا الكلام ولا مراده ؛ فليتأمل .
وإسناده ضعيف ؛ جهالة الشيخ الذي لم يسم ، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير حامد بن شعيب ؛ وهو حامد بن محمد بن شعيب البلخي ، وثقه الدارقطني وغيره ، وله ترجمة في "تاريخ بغداد" (8/ 169) ، فليرجع إليها من شاء .
وبالجملة ؛ فهذه طرق كثيرة يثبت بها أنه عليه السلام كان يدعو إذا رأى الهلال ، وأما بماذا كان يدعو ؟ فهذا مما اختلفت فيه الأحاديث ؛ على ما في أسانيدها من ضعف كما علمت ، والذي تطمئن إليه النفس وينشرح له الصدر ثبوت الدعاء عنه عليه السلام بـ : ( اللهم ! أهله علينا باليمن والإيمان ، والسلامة والإسلام ، ربي وربك الله ، هلال خير ورشد ) ؛ لورود ذلك في عدة طرق ، وأما بقية الأدعية فشاذة منكرة ؛ لم يأت ما يدعمها ويأخذ بعضدها ، فالأولى الاكتفاء بهذا القدر من الدعاء ، والله سبحانه وتعالى أعلم .
ثم وجدت الحديث في "الكفاية" (474) للخطيب ، من طريق حامد بن محمد بن شعيب به ، وله عنده زيادة في الدعاء إذا أمسى وإذا أصبح ، وقال في آخره : "ونغطيه بهواه" كذا ! ولم أفهمه أيضاً .

(14/1)


3510 - ( كان إذا رأى الهلال قال : الله أكبر الله أكبر ، الحمد لله ، لا حول ولا قوة إلا بالله ، اللهم ! إني أسالك خير هذا الشهر ، وأعوذ بك من شر القدر ، وأعوذ بك من شر يوم المحشر ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 10 :
$ضعيف$
رواه ابن أبي شيبة في "المصنف" (12/ 44/ 2) ، وعنه أحمد (5/ 329) ، والطبراني ، وعنه عبدالغني المقدسي في "السنن" (297/ 2) : حدثنا محمد بن بشر : أخبرنا عبدالعزيز بن عمر قال : حدثني من لا أتهم ، عن عبادة بن الصامت مرفوعاً .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ لجهالة الواسطة بين عبدالعزيز بن عمر - وهو ابن عبدالعزيز - وعبادة .

(15/1)


3511 - ( الحباب شيطان ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 10 :
$ضعيف$
رواه ابن سعد (3/ 541) بأسانيد صحيحة ، عن عروة ، وأبي بكر ابن محمد بن عمرو بن حزم ، والشعبي ؛ ثلاثتهم مرفوعاً .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ لإرساله .
وكذلك رواه ابن وهب في "الجامع" (ص7) عن ابن أبي هلال : أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال للحباب بن عبدالله بن أبي سلول - وكان يكنى به - : "دع اسم الحباب ؛ فإنه اسم شيطان" .
قلت : وهذا مرسل أيضاً ، بل معضل ؛ فإن ابن أبي هلال - واسمه سعيد - من السادسة عند ابن حجر .
ثم رواه عن ابن شهاب مرسلاً أو معضلاً نحوه .
ثم رواه (ص11) : حدثني ابن سمعان ، عن محمد بن المنكدر مرسلاً نحوه .
وهذا مع إرساله ؛ فيه ابن سمعان ، وهو متروك .
وله شاهد موصول في "مجمع الزوائد" (8/ 50) ، لكن فيه متروك .
وقد أشار الخطابي في "المعالم" (7/ 256) ، ثم المنذري في "الترغيب" (3/ 87) إلى ضعف الحديث .
ورواه ابن شبة في "تاريخ المدينة" (1/ 372-373) من طريق يسار بن السائب ، عن عامر الشعبي مرسلاً .
ثم رواه (1/ 374-375) من طريق عطاء بن السائب ، عن الشعبي به .
ورواه عبدالرزاق في "المصنف" (11/ 40/ 19849) عن معمر ، عن الزهري مرسلاً .
وعنه العسكري في "تصحيفات المحدثين" (2/ 412) ، لكنه قال : عن معمر ، عن هشام بن عروة مرسلاً .

(16/1)


3512 - ( الحجامة تنفع من كل داء ، ألا فاحتجموا ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 12 :
$موضوع$
رواه أبو عثمان البحيري في "الفوائد" (43/ 1) عن محمد بن أحمد ابن حمدان : حدثنا صالح بن بشر : حدثنا أبو معاوية ، عن أبي عمرو بن العلاء ، عن أبيه ، عن جده ، عن أبي هريرة مرفوعاً .
قلت : وهذا موضوع ؛ ابن حمدان هذا كذاب ؛ كما قال الذهبي ، وقال ابن ابن عدي : "يضع الحديث ، وسمعت أبا عروبة يقول : لم أر في الكذابين أصفق وجهاً منه" .

(17/1)


3513 - ( الحجامة في الرأس شفاء من سبع - إذا ما نوى صاحبها - : من الجنون ، والجذام ، والبرص ، والنعاس ووجع الأضراس ، والصداع ، وظلمة يجدها في عينيه ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 12 :
$موضوع$
رواه ابن جرير الطبري في "تهذيب الآثار" (2/ 123/ 1334) ، والطبراني (11/ 29/ 10938) عن عمر بن رياح : أخبرنا ابن طاوس ، عن أبيه ، عن ابن عباس مرفوعاً . ومن هذا الوجه رواه ابن عدي (246/ 1) ، وقال :
"عمر بن رياح يروي البواطيل عن ابن طاوس ما لا يتابعه أحد عليه ، والضعف بين على حديثه" .
وقال ابن حبان : "يروي الموضوعات عن الثقات ، لا يحل كتب حديثه إلا على التعجب" .
ثم رواه الطبراني (3/ 122/ 1) ، وكذا العقيلي (ص29) ، وابن عدي (272/ 2) ، وابن جرير الطبري في "التهذيب" (2/ 104/ 1269) من طريق قدامة ابن محمد الأشجعي قال : حدثنا إسماعيل بن شبيب الطائفي ، عن ابن جريج ، عن عطاء ، عن ابن عباس به مختصراً .
وإسماعيل هذا واه ؛ كما قال الذهبي ، وقال النسائي : "متروك الحديث" .
والأشجعي ؛ صدوق يخطىء .
وروى الحاكم (4/ 210) عن أبي موسى عيسى بن عبدالله الخياط ، عن محمد بن كعب القرظي ، عن أبي سعيد الخدري مرفوعاً بلفظ :
"المحجمة التي في وسط الرأس من الجنون والجذام والنعاس ، وكان يسميها منقذة" . وقال :
"صحيح الإسناد" ! ورده الذهبي بقوله :
"قلت : عيسى في "الضعفاء" لابن حبان وابن عدي" .
قلت : قال فيه ابن عدي (296/ 2) :
"عامة ما يرويه لا يتابع عليه" .

(18/1)


3514 - ( الجهاد أربع : أمر بالمعروف ، ونهي عن المنكر ، والصدق في مواطن الصبر ، وشنآن المنافقين ، فمن أمر بالمعروف شد عضد المؤمنين ، ومن نهى عن المنكر أرغم أنف الفاسقين ، ومن صدق في مواطن الصبر فقد قضى ما عليه ، ومن شنأ الفاسقين غضب لله ، وغضب الله له ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 13 :
$ضعيف$
أخرجه أبو نعيم في "الحلية" (5/ 10-11) عن عبيدالله بن الوليد الوصافي ، عن محمد بن سوقة ، عن الحارث ، عن علي مرفوعاً . وقال :
"غريب من حديث محمد ، تفرد به الوصافي" .
قلت : وهو ضعيف ، ومثله الحارث وهو الأعور .

(19/1)


3515 - ( حق الزوج على امرأته أن لا تمنعه نفسها وإن كانت على ظهر قتب ، ولا تعطي شيئاً إلا بإذنه ، فإن فعلت ذلك كان له الأجر ، وعليها الوزر ، ولا تصوم تطوعاً إلا بإذنه ، فإن فعلت أثمت ولم تؤجر ، وأن لا تخرج من بيته إلا بإذنه ، فإن فعلت لعنتها الملائكة ؛ ملائكة الغضب وملائكة الرحمة حتى تؤوب أو ترجع ، قيل : وإن كان ظالماً ؟ قال : وإن كان ظالماً ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 14 :
$ضعيف$
أخرجه الطيالسي في "مسنده" (1594-ترتيبه) ، ومن طريقه البيهقي (7/ 272) ، عن ليث ، عن عطاء ، عن ابن عمر ، عن النبي صلي الله عليه وسلم : أن امرأة أتته فقالت : ما حق الزوج على امرأته ؟ قال : ... فذكره .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ ليث - وهو ابن أبي سليم - ضعيف مختلط كما تقدم مراراً .
وقد روي الحديث بنحوه من طريق أخرى من حديث ابن عباس نحوه ، وفيه بعض ما في هذا وزيادة عليه ، وفيه أن المرأة قالت :
"لا جرم ، لا أتزوج أبداً" .
أخرجه البزار (2/ 177/ 1464) ، وأبو يعلى (4/ 340/ 2455) من طريق خالد ابن عبدالله الواسطي ، عن حسين بن قيس ، عن عكرمة عنه .
قلت : وحسين هذا هو الملقب بـ (حنش) ، وهو متروك كما قال الحافظ في "التقريب" ، وإلى ذلك يشير الذهبي في "الكاشف" :
"قال البخاري : لا يكتب حديثه" .
وبه أعله الهيثمي ، ولكنه قال (4/ 307) :
"رواه البزار ، وفيه حسين بن قيس المعروف بـ (حنش) ، وهو ضعيف ، وقد وثقه حصين بن نمير ، وبقية رجاله ثقات" .
وأشار المنذري إلى تضعيف الحديث بتصديره إياه في "الترغيب" (3/ 77) بقوله : "روي" وقال :
"رواه الطبراني" .
وما أظن هذا العزو إلا وهماً ؛ فإني لم أجده في (مسند عكرمة عن ابن عباس) في "المعجم الكبير" ، ولا في "الأوسط" ، ولا في "الصغير" . والله أعلم .
هذا ؛ وقد خلط المعلق على "مسند أبي يعلى" بين الحديثين أو الطريقين عن ابن عباس ، فأوهم القراء أنهما يدوران على لفظ حديث (الحنش) ! ولم يشر أدنى إشارة إلى اختلاف متنيهما بنحو ما سبقت الإشارة إليه ، مما قد يفسح المجال لمن لا يعلم أن يقوي أحدهما بالآخر ، وإن كان هناك ما يمنع من ذلك - حتى ولو كان متنهما واحداً - ، ألا وهو شدة ضعف (الحنش) .

(20/1)


3516 - ( الحجامة في الرأس من : الجنون والجذام ، والبرص والنعاس ، والضرس ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 15 :
$ضعيف$
رواه الطبراني (12/ 291/ 13150) وفي "الأوسط" (1/ 277/ 2 رقم 4686) عن عبدالله بن محمد العبادي : أخبرنا مسلم بن سالم : أخبرنا عبيدالله بن عمر ، عن نافع ، عن سالم ، عن ابن عمر مرفوعاً .
قلت : وهذا إسناد ضعيف جداً ؛ مسلم بن سالم هو الجهني ، قال أبو داود : "ليس بثقة" ، وبه أعله الهيثمي كما يأتي .
والعبادي بضم العين المهملة ، أورده السمعاني في هذه النسبة ، ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً ، فهو مجهول ، ولم أره عند غيره .
والحديث قال الهيثمي في "المجمع" (5/ 93) :
"رواه الطبراني في "الأوسط" ، وفيه مسلمة بن سالم الجهني ، ويقال : مسلم ابن سالم ، وهو ضعيف" .
قلت : وفاته أنه في "كبير الطبراني" أيضاً .
وقد روي من حديث ابن عباس أيضاً مرفوعاً به .
أخرجه ابن جرير الطبري في "تهذيب الآثار" (2/ 104) ، والطبراني (11/ 187/ 11446) مختصراً من طريق إسماعيل بن شيبة ، عن ابن جريج ، عن عطاء ، عنه .
قلت : وهذا إسناد ضعيف جداً ؛ إسماعيل بن شيبة - ويقال : ابن شبيب الطائفي - قال الذهبي :
"واه" .
ثم ساق له أحاديث مما أنكر عليه ، هذا أحدها .
وروي من حديث أبي سعيد أيضاً بزيادة في آخره ، ومن طريق أخرى عن ابن عباس أيضاً ، وقد مضى تخريجهما قريباً برقم (3513) .
ومن حديث أم سلمة مرفوعاً به ؛ إلا أنه قال : "والصداع" مكان : "والضرس" .
أخرجه الطبراني في "الكبير" (23/ 299/ 667) عن الحارث بن عبيد ، عن المغيرة بن حبيب ، عن مولى لأم سلمة ، عنها .
قلت : وأخرجه الطبري في "التهذيب" (2/ 124/ 1336) بسند ضعيف ؛ عن الحارث بن عبيد الأنماري ، عن أبي المغيرة بن صالح ، عن مولى لأم سلمة به ؛ إلا أنه قال :
"... من الصداع والدوار ووجع الضرس ، قال : وعد أشياء كثيرة" .
وأنا أظن أن (الأنماري) محرف من (الإيادي) ، وهو صدوق يخطىء ، وأبو المغيرة بن صالح ، أظنه خطأ من الطابع أو الناسخ ، والصواب : "المغيرة أبي صالح" ؛ فإن المغيرة بن حبيب عند الطبراني كنيته أبو صالح ، قال ابن حبان في "الثقات" : "يغرب" . والمولى مجهول لم يسم .
(تنبيه) : حديث أم سلمة هذا مما فات الهيثمي فلم يورده في "مجمع الزوائد" وهو على شرطه .

(21/1)


3517 - ( الحجامة في الرأس هي المغيثة ، أمرني بها جبريل حين أكلت طعام اليهودية ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 17 :
$ضعيف جداً$
رواه ابن سعد (1/ 447) : أخبرنا عمر بن حفص ، عن أبان ، عن أنس مرفوعاً .
قلت : وهذا إسناد ضعيف جداً ؛ عمر بن حفص - وهو أبو حفص العبدي - ، وأبان - وهو ابن أبي عياش - ؛ متروكان .
وروى (1/ 446) عن عقيل ، عن ابن شهاب ، عن إسماعيل بن محمد بن سعد بن أبي وقاص : أنه وضع يده على المكان الناتىء من الرأس فوق اليافوخ ، فقال : هذا موضع محجم رسول الله صلي الله عليه وسلم الذي كان يحجم ، قال عقيل : وحدثني غير واحد أن رسول الله صلي الله عليه وسلم كان يسميها المغيثة .
قلت : وهذا سند ضعيف لإعضاله ، ورجاله كلهم ثقات .
ثم روى عن المسعودي ، عن عبدالله بن عمر بن عبدالعزيز قال : احتجم رسول الله صلي الله عليه وسلم في وسط رأسه وكان يسميها منقذاً .

(22/1)


3518 - ( الحجامة يوم الأحد شفاء ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 18 :
$ضعيف جداً$
رواه الديلمي (2/ 99) من طريق ابن السني ، عن موسى بن محمد : حدثنا المنكدر بن محمد بن المنكدر ، عن أبيه ، عن جابر مرفوعاً .
قلت : وهذا موضوع ؛ آفته موسى هذا - وهو ابن محمد بن عطاء الدمياطي المقدسي - ؛ وكان يضع الحديث ؛ كما قال ابن حبان وغيره .
والمنكدر بن محمد بن المنكدر لين الحديث ، وبه فقط أعله المناوي ! فقصر .
والحديث عزاه السيوطي لعبدالملك بن حبيب أيضاً في "الطب النبوي" ، عن عبدالكريم الحضرمي معضلاً .
قلت : وهو مع إعضاله واه بمرة ؛ لأن عبدالملك هذا قال فيه الذهبي :
"كثير الوهم ، صحفي ، وكان ابن حزم يقول : ليس بثقة" .

(23/1)


3519 - ( الحج جهاد كل ضعيف ، وجهاد المرأة حسن التبعل ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 18:
$ضعيف$
رواه ابن ماجه (2902) ، وأحمد (6/ 294و303) ، والقضاعي في "مسند الشهاب" (9/ 1) من طريق القاسم بن الفضل ، عن محمد بن علي ، عن أم سلمة مرفوعاً بالشطر الأول .
ثم رواه القضاعي بتمامه من طريق إسحاق بن إبراهيم قال : أخبرنا علي بن حرب قال : أخبرنا موسى بن داود قال : أخبرنا ابن لهيعة ، عن محمد بن عبدالرحمن ، عن عامر ابن عبدالله بن الزبير ، عن أبيه ، عن علي مرفوعاً ، في حديث طويل .
وكتب بعض المحدثين - وأظنه ابن المحب - على الهامش :
"ضعيف" . وعلى الطريق الأولى :
"سنده منقطع" .
قلت : ووجه الأول ؛ أن محمد بن علي - وهو أبو جعفر الباقر - لم يسمع من أم سلمة ؛ كما قال أحمد وأبو حاتم .
ووجه الآخر ؛ أن ابن لهيعة سيىء الحفظ ، لكنه شاهد لا بأس به للطريق الأولى ، فيتقوى به الشطر الأول من الحديث . والله أعلم .

(24/1)


3520 - ( الحج والعمرة فريضتان ، لا يضرك بأيهما بدأت ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 19 :
$ضعيف$
رواه الدارقطني (ص282) ، والحاكم (1/ 471) ، وابن الغطريف في "جزء من حديثه" (53/ 1 مجموع13) ، والواحدي في "الوسيط" (1/ 70/ 1) عن محمد بن كثير الكوفي قال : حدثنا إسماعيل بن مسلم ، عن ابن سيرين ، عن زيد بن ثابت مرفوعاً . وقال الحاكم :
"والصحيح عن زيد بن ثابت قوله" . ووافقه الذهبي .
ثم ساقه الحاكم - وكذا الدارقطني - من طريق هشام بن حسان ، عن محمد ابن سيرين به موقوفاً نحوه .
قلت : وإسناد الموقوف صحيح ، والمرفوع ضعيف ؛ لأن محمد بن كثير الكوفي ضعيف ؛ كما في "التقريب" ، وقال فيه البخاري : "منكر الحديث" .
وإسماعيل بن مسلم ؛ الظاهر أنه المكي الضعيف ، فإن كان العبدي ؛ فهو ثقة .
وأخرجه الحاكم في "علوم الحديث" (ص127) ، وعنه الديلمي (2/ 97) من طريق عبدالله بن صالح قال : أخبرنا ابن لهيعة ، عن محمد بن المنكدر ، عن جابر مرفوعاً به ، دون قوله : "لا يضرك .." .
قلت : وهذا سند ضعيف ؛ لسوء حفظ ابن لهيعة وعبدالله بن صالح .
ويعارضه حديث عن الحجاج بن أرطأة ، عن محمد بن المنكدر ، عن جابر : أن رجلاً سأل رسول الله صلي الله عليه وسلم عن العمرة أواجبة هي ؟ فقال :
"لا ، وأن تعتمر خير لك" .
والحجاج بن أرطأة مدلس ، وقد عنعنه .

(25/1)


3521 - ( الحديث عني ما تعرفون ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 /20 :
$ضعيف جداً$
رواه الديلمي (2/ 108) عن إبراهيم بن محمد ، عن صالح ابن كيسان ، عن إسماعيل بن محمد ، عن ابن المسيب ، عن علي بن أبي طالب مرفوعاً .
قلت : وهذا إسناد ضعيف جداً ؛ إبراهيم بن محمد هو ابن أبي يحيى الأسلمي ، وهو متروك .

(26/1)


3522 - ( الحرائر صلاح البيت ، والإماء فساد البيت ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 21 :
$موضوع$
الديلمي (2/ 109) عن أبي سهل اليمامي : حدثنا أحمد بن يوسف العجلي : حدثنا يونس بن مرداس - وكان خادماً لأنس - قال : كنت جالساً يمين أنس وأبي هريرة ، فسمعت أبا هريرة يقول : ... فذكره مرفوعاً .
قلت : وهذا موضوع ؛ آفته أبو سهل اليمامي ، واسمه أحمد بن محمد بن عمر بن يونس بن القاسم الحنفي ؛ كذبه أبو حاتم وابن صاعد وسلمة بن شبيب .
واللذان فوقه لم أعرفهما .

(27/1)


3523 - ( الحسد يفسد الإيمان كما يفسد الصبر العسل ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 21 :
$ضعيف$
أخرجه الديلمي (2/ 101) عن محمد بن محمد بن سليمان الواسطي : حدثنا هشام بن عمار ، عن مخيس بن تميم ، عن بهز بن حكيم ، عن أبيه ، عن جده مرفوعاً .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ مخيس بن تميم مجهول ؛ كما قال ابن أبي حاتم (4/ 1/ 442) عن أبيه .
وهشام بن عمار فيه ضعف من قبل حفظه .

(28/1)


3524 - ( الحق بعدي مع عمر حيث كان ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 21 :
$موضوع$
رواه العقيلي في "الضعفاء" (363) عن القاسم بن يزيد بن عبدالله ابن قسيط ، عن أبيه ، عن عطاء ، عن ابن عباس ؛ قال : سمعت رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول : ... فذكره .
ثم رواه هو ، والبخاري في "التاريخ" (4/ 1/ 114) ، وابن عساكر (13/ 13/ 1) من طريق آخر ، عن القاسم به ؛ إلا أنه قال ، عن ابن عباس ، عن الفضل بن عباس : سمعت رسول الله صلي الله عليه وسلم ... ، قال :
"قال علي بن المديني : هوعندي عطاء بن يسار ، وليس لهذا الحديث أصل من حديث عطاء بن أبي رباح ولا عطاء بن يسار ، وأخاف أن يكون عطاء الخراساني ؛ لأن عطاء الخراساني مرسل عن عبدالله بن عباس . والله أعلم" .
وقال الذهبي :
"وأخاف أن يكون كذباً مختلفاً" .
وأقره الحافظ في "اللسان" .
والحديث أخرجه الديلمي أيضاً (2/ 272) .

(29/1)


3525 - ( الحكمة تزيد الشريف شرفاً ، وترفع المملوك حتى تجلسه مجالس الملوك ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 22 :
$ضعيف$
أخرجه ابن عبدالبر في "جامع بيان العلم" (1/ 18) عن عمرو بن حمزة ، عن صالح المري ، عن الحسن ، عن أنس بن مالك مرفوعاً .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ الحسن هو البصري ، وهو مدلس .
وعمرو بن حمزة - وهو العبسي - ؛ ضعيف . ومثله صالح المري .
والحديث عزاه السيوطي لابن عدي ، و "لحلية أبي نعيم" ، ولم أره في فهرسها .

(30/1)


3526 - ( الحكمة عشرة أجزاء ، تسعة منها في العزلة ، وواحد في الصمت ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 22 :
$ضعيف جداً$
رواه ابن عدي (6/ 2434) ، والبيهقي في "الزهد الكبير" (16/ 1) (95/ 127ط) ، والديلمي (2/ 102) عن سليمان بن عبدالملك ، عن عمه محرز بن هارون ، عن الأعرج ، عن أبي هريرة ؛ قال : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : ... فذكره .
وقال البيهقي :
"إسناده ضعيف ، ومتنه مرفوع منكر" .
قلت : وآفته محرز بن هارون ؛ قال الحافظ ابن حجر :
"متروك" .
وسليمان بن عبدالملك ؛ لم أجد له ترجمة .

(31/1)


3527 - ( الحليم رشيد في الدنيا ، رشيد في الآخرة ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 23 :
$ضعيف$
رواه الخطيب في "تاريخ بغداد" (5/ 311) ، والديلمي (2/ 107) عن الربيع بن صبيح ، عن يزيد الرقاشي ، عن أنس مرفوعاً .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ يزيد الرقاشي ضعيف ، والربيع بن صبيح سيىء الحفظ .
(تنبيه) : كذا وقع في المصدرين المذكورين : "رشيد" ، ووقع في "الجامع الصغير" من رواية الأول منهما ، و"الجامع الكبير" من روايتيهما بلفظ : "سيد" ، فالظاهر أنه تصحف على السيوطي . والله أعلم .

(32/1)


3528 - ( الحمد لله رأس الشكر ، ما شكر الله عبد لا يحمده ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 23 :
$ضعيف$
رواه البغوي في "شرح السنة" (144/ 2) ، والديلمي (2/ 103) عن عبدالرزاق : أخبرنا معمر ، عن قتادة : أن عبدالله بن عمرو قال : ... فذكره مرفوعاً .
قلت : وهذا سند ضعيف ، رجاله ثقات ؛ لكن قتادة لم يسمع من ابن عمرو ؛ كما يقتضيه قول الحاكم فيه :
"لم يسمع من صحابي غير أنس" .

(33/1)


3529 - ( الحمد على النعمة أمان لزوالها ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 24 :
$ضعيف$
رواه الديلمي (2/ 103) عن يزيد بن سليمان : حدثنا بكير بن مسعدة ، عن عاصم بن مرة ، عن أبي سعد ، عن عمر بن الخطاب مرفوعاً .
قلت : وهذا إسناد ضعيف مظلم ؛ من دون عمر - رضي الله عنه - لم أعرفهم .

(34/1)


3530 - ( النفقة في الحج مثل النفقة في سبيل الله ، الدرهم بسبع مئة ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 24 :
$ضعيف$
أخرجه البخاري في "التاريخ" (2/ 1/ 53) ، وأحمد (5/ 354-355) ، وابن الأعرابي في "معجمه" (97/ 1) ، والطبراني في "الأوسط" (1/ 110/ 2) ، ومشرق بن عبدالله في "حديثه" ( 64/ 2) ، والبيهقي في "السنن" (4/ 332) و "الشعب" (3/ 481/ 4124-4126) ، وابن عساكر في "أربعين الجهاد" (الحديث30) ، والضياء في "النتقي من مسموعاته بمرو" (29/ 1) من طرق عن عطاء بن السائب ، عن [ أبي ] زهير ، عن عبدالله بن بريدة ، عن أبيه مرفوعاً به .
ولم يذكر بعضهم [ أبي ] ، وبعضهم لم يذكر زهيراً أيضاً ، فجعله عن عطاء بن السائب عن عبدالله بن بريدة ، وبعضهم أدخل بينهما علقمة بن مرثد ، وهي رواية ابن الأعرابي ، ورواية للطبراني وقال :
"تفرد به عطاء" .
قلت : وكان قد اختلط ، ولعل هذا الاضطراب منه .
وأبو زهير هذا اسمه حرب بن زهير ، وفي ترجمته أورد البخاري هذا الحديث وقال :
"قال علي (هو ابن المديني) : أراه أبو زهير الضبعي الذي روى عنه عطاء بن السائب عن ابن بريدة عن أبيه" .
وكذا في "الجرح والتعديل" (1/ 2/ 249) وقال :
"واختلف عن عطاء فيه على وجوه شتى" .
قلت : وقد بينها البخاري تحت ترجمته ، ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً ، فهو مجهول ، وأما ابن حبان ؛ فأورده في "الثقات" (2/ 65) ؛ على قاعدته !
وقد روي عنه من طريق أخرى على وجه آخر ، أخرجه البخاري ، وكذا الطبراني أيضاً (6/ 324/ 5690) ، والضياء المقدسي في "المختارة" (248/ 2) من طريقه وطريق سمويه إسماعيل بن عبدالله بن مسعود ، عن محمد بن بشر ، عن محمد بن أبي إسماعيل ، عن حرب بن زهير ، عن يزيد بن زهير الضبعي عن أنس مرفوعاً به .
وهذا ضعيف أيضاً ؛ لجهالة حرب بن زهير كما سبق ، ومثله يزيد بن زهير الضبعي ؛ أورده ابن أبي حاتم (4/ 2/ 262) ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً ، وأما ابن حبان ؛ فذكره أيضاً في "الثقات" (1/ 260) ، وقد خفي حالهما على الهيثمي ، فقال في حديث بريدة (3/ 208) :
"رواه أحمد والطبراني في "الأوسط" ، وفيه (أبو زهير) ولم أجد من ذكره" !
وقال في حديث أنس :
"رواه الطبراني في "الأوسط" ، وفيه من لم أعرفه" !
وكأنه يشير إلى أبي زهير ، أو حرب بن زهير ، وشيخه يزيد بن زهير الضبعي ، وقد عرفت أنهما مترجمان عند البخاري وابن أبي حاتم بما يدل على جهالتهما ، ولذلك ؛ فما أحسن المعلق على "مجمع البحرين" في تعقبه الهيثمي في حديث أنس إذ قال (3/ 182) :
"قلت : رجال الإسناد كلهم معروفون ؛ إلا أن الحسين بن عبدالأول ضعيف ؛ لكن تابعه علي بن المديني ، عند البخاري في "تاريخه" ، فالحديث إسناده حسن" !
كذا قال ! وعمدته توثيق ابن حبان ! وكأنه تجاهل تساهله في توثيق المجهولين دون الحفاظ النقاد كما هنا !
وتبعه في التحسين المعلقون الثلاثة على "الترغيب" ، ولكن بطريقة أخرى وأسلوب يشعر من لم يعرف بعد اعتداءهم على هذا العلم أنهم لم يشموا رائحته بعد ؛ فقد قالوا تحت حديث بريدة (2/ 124) :
"حسن ، رواه أحمد (5/ 355) ، وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (3/ 208) : رواه أحمد ، والطبراني في "الأوسط" ، وفيه أبو زهير ، ولم أجد من ذكره" .
فسلموا بقول الهيثمي المستلزم ضعف الحديث ، ومع ذلك حسنوه !
فجمعوا بين النقيضين ، ولو أنهم قالوا : حسن لغيره ؛ كما قالوا فيما يأتي ؛ لكان خطؤهم أخف ، ولكنهم لجهلهم لا يدرون ما يخرج من أفواههم !
وقالوا في حديث أنس الذي يلي حديث بريدة :
"حسن بشاهده المتقدم ، قال الهيثمي .." ، فذكروا ما سبق نقله عنه ، فجهلوا أن الحديث الأول فيه عطاء بن السائب وكان اختلط ، ومع ذلك اضطرب في إسناده ، وأن مداره على زهير أو أبي زهير المجهول، وكذلك جهلوا أن مدار الحديث الآخر على حرب بن زهير وشيخه ، وأنهما مجهولان ، وخلاصة ما صنعوا أنهم حسنوا الضعيف بنفسه ، لمجيئه بوجه آخر عنه !

(35/1)


3531 - ( الحمى تحت الخطايا كما تحت الشجرة ورقها ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 27 :
$ضعيف$
رواه أحمد (4/ 70) ، والطبراني (1/ 51/ 1) ، وابن قانع في "معجم الصحابة" (ج1/ 8/ 1) ، وابن أبي الدنيا في "المرض" (2/ 186)، وابن عساكر (18/ 119/ 1) ، والضياء في "المختارة" (1/ 456) عن سلم بن قتيبة : حدثنا يونس بن أبي إسحاق ، عن إسماعيل بن أوسط قال : خطبنا خالد بن عبدالله القسري فحدثنا ، عن أبيه ، عن جده أسد بن كرز مرفوعاً .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ لجهالة عبدالله القسري ، وهو ابن يزيد بن أسد ابن كرز ، أورده ابن أبي حاتم (2/ 2/ 199) ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً ، وعليه ؛ فضمير "جده" يعود إلى عبدالله لا إلى خالد بن عبدالله ؛ كما يقتضيه ظاهر السياق .
وله شاهد من حديث عائشة ، أخرجه ابن أبي الدنيا في "المرض والكفارات" (160/ 2) : حدثنا هاشم بن الوليد قال : حدثنا عبدالوهاب بن عطاء ، عن عمر بن قيس ، عن عبدالرحمن بن القاسم ، عن أبيه القاسم ، عنها مرفوعاً به .
لكن عمر بن قيس هذا ؛ الظاهر أنه المكي المعروف بـ (سندل) ، وهو متروك ؛ كما في "التقريب" .

(36/1)


3532 - ( الحمى حظ كل مؤمن من النار ، وحمى ليلة تكفر خطايا سنة مجرمة ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 28 :
$ضعيف جداً$
رواه القضاعي في "مسند الشهاب" (7/ 1-2) عن أحمد ابن رشد الهلالي قال : أخبرنا حميد بن عبدالرحمن الرؤاسي ، عن الحسن بن صالح ، عن الحسن بن عمرو ، عن إبراهيم ، عن الأسود ، عن عبدالله بن مسعود مرفوعاً .
قلت : وهذا سند ضعيف جداً ، رجاله ثقات غير الهلالي هذا ؛ اتهمه الذهبي بأنه اختلق خبراً باطلاً في ذكر بني العباس ، وأما ابن حبان ؛ فذكره في "الثقات" ، وهذه علة هذا الحديث ، وأما ابن طاهر ؛ فأعله بالحسن بن صالح وقال :
"تركه يحيى القطان وابن مهدي" ، نقله المناوي عنه ، ثم بنى عليه ، فقال :
"فقول شارحه العامري : إنه صحيح خطأ صريح" .
قلت : والحسن هذا هو ابن صالح بن حي ؛ ثقة ، احتج به مسلم وغيره ، ومن جرحه لم يأت بحجة . وانظر الحديث الآتي (6143) ؛ ففيه زيادة في التخريج وبيان أوهام لبعض العلماء .

(37/1)


3533 - ( الحمى رائد الموت ، وهي سجن الله في الأرض للمؤمن ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 28 :
$ضعيف$
رواه ابن أبي الدنيا في "المرض والكفارات" (165/ 2) ، وأبو نعيم في "الطب" (ق99/ 2) من طرق ، عن الحسن مرفوعاً .
ثم رواه ابن أبي الدنيا (168/ 1) ، والقضاعي (7/ 1) من طريق أخرى عن يونس ، عن الحسن به وزاد :
"يحبس عبده إذا شاء ، ثم يرسله إذا شاء ، فقروها بالماء" .
ورواه ابن قتيبة في "غريب الحديث" (ج1/ 69/ 2) عن بشر بن المفضل ، عن يونس ، عن الحسن به .
ووصله أبو نعيم من طريق علي بن زيد ، عن أنس بن مالك به ؛ دون قوله : "للمؤمن" .
وعلي بن زيد - وهو ابن جدعان - ضعيف .
ورواه الخطيب في "تلخيص المتشابه" (16/ 1) عن أبي عاصم العباداني عبدالله بن عبيد المراري : حدثنا بحير بن هارون ، عن أبي يزيد المدني ، عن عبدالرحمن بن المرفع قال :
لما افتتح رسول الله صلي الله عليه وسلم خيبر وهم في ألف وثمان مئة ؛ فقسمها على ثمانية عشر سهماً وهي مخضرة من الفواكه ، فوقع الناس في الفاكهة فمغثتهم الحمى ، فشكوها إلى رسول الله صلي الله عليه وسلم فقال : ... فذكره ؛ وزاد :
"وهي قطعة من النار ، فإذا أخذتكم ؛ فبردوا لها الماء في الشنان وصبوا عليكم - يعني : بين المغرب والعشاء -" ، ففعلوا ، فذهب عنهم .
وأخرجه البيهقي في "الدلائل" (ج2 باب ما جاء في استئذان الحمى على رسول الله صلي الله عليه وسلم) .

(38/1)


3534 - ( الحمى سجن الله في الأرض ، وهو حظ المؤمن من النار ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 30 :
$ضعيف جداً$
رواه ابن منده في "المعرفة" (5/ 2) عن محمد بن جامع العطار قال : أخبرنا عبيس بن ميمون ، عن قتادة بن دعامة السدوسي ، عن أبيه قال : سمعت رسول الله صلي الله عليه وسلم : ... فذكره . وقال :
"هكذا رواه محمد بن جامع فقال : عن أبيه ، ورواه سليمان الشاذكوني عن عبيس فقال : عن قتادة عن أنس" .
قلت : ومحمد بن جامع العطار متروك الحديث ؛ كما قال ابن عبدالبر ، لكن الشاذكوني شر منه ؛ فإنه متهم بالوضع .
ومدار الحديث من الوجهين على عبيس بن ميمون ، وهو متروك الحديث ؛ كما قال الفلاس . وقال ابن أبي حاتم (3/ 2/ 34) عن أبيه :
"ضعيف الحديث ، منكر الحديث" .

(39/1)


3535 - ( الحمى شهادة ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 30 :
$موضوع$
رواه الديلمي (2/ 105) عن أبي أيوب الخبائري : حدثنا موسى بن محمد : حدثنا الوليد بن محمد الموقري ؛ عن الزهري ، عن أنس مرفوعاً .
قلت : وهذا موضوع ؛ آفته موسى بن محمد ، وهو الدمياطي البلقاوي ؛ كذبه أبو زرعة وغيره ، وقريب منه شيخه الموقري ، وقد كذبه ابن معين ، وبه أعله المناوي ، وفاته قول الذهبي في آخر ترجمته :
"ولموسى بن محمد البلقاوي عنه بلايا ، لكن الآفة من البلقاوي ، وإن كان الموقري مجمعاً على ضعفه" .
وقريب منهما أبو أيوب الخبائري ، واسمه سليمان بن سلمة ؛ قال ابن الجنيد :
"كان يكذب ، ولا أحدث عنه بعد هذا" .

(40/1)


3536 - ( من أحب رجلاً لله ، فقال : إني أحبك في الله ، فدخلا جميعاً الجنة ، فكان الذي أحب أرفع منزلة من الآخر ؛ ألحق بالذي أحب لله ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 31 :
$ضعيف$
أخرجه عبد بن حميد في "المنتخب" (1/ 296/ 332) ، والبزار في "مسنده" (4/ 230/ 3599-كشف) - والسياق له - ، والطبراني في "المعجم الكبير" (13/ 28/ 55) من طريق عبدالرحمن بن زياد ، عن عبدالله بن يزيد ، عن عبدالله بن عمرو مرفوعاً .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ عبدالرحمن بن زياد هو الأفريقي ؛ كما صرحت به رواية عبد بن حميد ، قال الذهبي في "الكاشف" :
"ضعفوه" .
وقال الحافظ في "التقريب" :
"ضعيف في حفظه" .
فقول المنذري في "الترغيب" (4/ 46/ 9) :
"رواه البزار بإسناد حسن" !
غير حسن ، وإن تابعه الهيثمي كعادته (10/ 279) .

(41/1)


3537 - ( (الحواميم) ديباج القرآن ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 31 :
$موضوع$
رواه الديلمي (2/ 106) عن أبي نعيم ، عن أبي الشيخ بسنده ، عن عثمان البري : حدثنا عبدالقدوس بن حبيب ، عن الحسن ، عن أنس مرفوعاً .
قلت : وهذا موضوع ؛ آفته عبدالقدوس بن حبيب ؛ فإنه كذاب كما قال ابن المبارك ، وصرح ابن حبان بأنه كان يضع الحديث .
وعثمان - وهو ابن مقسم البري - ؛ ضعيف .
وأخرج الحاكم (2/ 437) بإسناد صحيح عن عبدالله بن مسعود قال : ... فذكره موقوفاً عليه ، وهذا هو الصواب .

(42/1)


3538 - ( (الحواميم) روضة من رياض الجنة ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 32 :
$ضعيف جداً$
أخرجه الديلمي (2/ 106) عن مجاعة بن الزبير ، عن أبان ، عن سعد بن أبي الحسن ، عن سمرة بن جندب مرفوعاً .
قلت : وهذا إسناد ضعيف جداً ؛ أبان هو ابن أبي عياش ، وهو متروك ، ومجاعة بن الزبير ؛ فيه ضعف .

(43/1)


3539 - ( الحور العين خلقن من الزعفران ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 32 :
$ضعيف$
أخرجه ابن الأعرابي في "المعجم" (28/ 2) ، وأبو نعيم في "صفة الجنة" (71/ 2) ، والخطيب في "التاريخ" (7/ 99) من طريق الحارث بن خليفة : حدثنا شعبة ، عن ابن علية ، عن عبدالعزيز بن صهيب ، عن أنس مرفوعاً .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ الحارث بن خليفة قال ابن أبي حاتم (1/ 2/ 74) عن أبيه :
"مجهول" .
ثم أخرجه أبو نعيم من طريق عبيدالله بن زحر ، عن علي بن يزيد ، عن القاسم ، عن أبي أمامة .
وهذا إسناد واه ؛ عبيدالله بن زحر وعلي ين يزيد ؛ ضعيفان ، وتركهما ابن حبان .
ثم رواه هو ، والضياء المقدسي في "صفة الجنة" أيضاً (81/ 2) ، كلاهما من طريق الطبراني : حدثنا أحمد بن رشدين : حدثنا علي بن الحسن بن هارون الأنصاري : حدثني الليث ابن ابنة الليث بن أبي سليم قال : حدثتني عائشة بنت يونس امرأة الليث بن أبي سليم ، عن ليث بن أبي سليم ، عن مجاهد ، عن أبي أمامة به . وقال الطبراني :
"لا يروى إلا بهذا الإسناد ، تفرد به علي بن الحسن بن هارون" .
قلت : ولم أعرفه ، وقد خولف في سنده ، فقال أبو بكر الشافعي في "الفوائد" (69/ 1) : حدثنا محمد بن أحمد بن الوليد : أخبرنا محمد بن عيسى الطباع ، عن عائشة بنت يونس بسندها المذكور ، عن مجاهد من قوله .
قلت : وهذا أصح من الذي قبله ؛ فإن الطباع ثقة من رجال مسلم ، ومحمد ابن أحمد بن الوليد ثقة أيضاً مترجم في "تاريخ بغداد" (1/ 367-368) .
على أن مدار الإسنادين - المرفوع والمقطوع - على عائشة بنت يونس ، ولم أجد من ذكرها ، عن زوجها ليث بن أبي سليم ، وكان قد اختلط .

(44/1)


3540 - ( خلق الحور العين من تسبيح الملائكة ، فليس فيهن أذى ، وقال الله : (إنا أنشأناهن إنشاءً . فجعلناهن أبكاراً . عرباً) [ الواقعة : 35 - 37 ] عواشق لأزواجهن ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 33 :
$ضعيف$
أخرجه الديلمي (2/ 127) عن عمر بن الخطاب : حدثنا محمد بن عبدالعزيز بن خالد : حدثنا العباس بن الوليد : حدثنا عبدالله بن هارون ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه ، عن عائشة مرفوعاً .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ عبدالله بن هارون لم أعرفه ، وفي طبقته أربعة :
الأول : الفروي المدني ، له مناكير ، وطعن فيه ابن عدي .
الثاني : حجازي ، لا يعرف .
الثالث : الصوري ، لا يعرف أيضاً .
الرابع : البجلي ، ليس بالقوي .
فالله أعلم أيهم هو ؟
والعباس بن الوليد لم أعرفه أيضاً ، وفي طبقته جماعة أيضاً تراهم في "الجرح والتعديل" (3/ 1/ 214-215) ، ومحمد بن عبدالعزيز بن خالد لم أعرفه أيضاً .
وبالجملة ؛ فالحديث منكر المتن ، وإسناده مظلم .

(45/1)


3541 - ( الحياء عشرة أجزاء ؛ فتسعة في النساء ، وواحد في الرجال ، ولولا ذلك ما قوى الرجال على النساء ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 34 :
$ضعيف جداً$
أخرجه الديلمي (2/ 107) عن الحسن بن قتيبة : حدثنا عبيدالله بن زياد النحوي ، عن نافع ، عن ابن عمر مرفوعاً .
قلت : وهذا إسناد ضعيف جداً ؛ الحسن بن قتيبة قال الذهبي :
"هالك ، قال الدارقطني : متروك الحديث" .
وعبيدالله بن زياد النحوي ؛ لم أعرفه .

(46/1)


3542 - ( خالد بن الوليد سيف الله وسيف رسوله ، وحمزة أسد الله وأسد رسوله ، وأبو عبيدة بن الجراح أمين الله وأمين رسوله ، وحذيفة بن اليمان من أصفياء الرحمن ، وعبدالرحمن بن عوف من تجار الرحمن عز وجل ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 35 :
$ضعيف جداً$
أخرجه الديلمي (2/ 133) عن أحمد بن عمران البغدادي : حدثنا أبو يحيى أحمد بن محمد بن شاهين : حدثنا الحسن بن الفضل أبو علي الزعفراني : حدثنا أبو معمر : حدثنا عبدالوارث ، عن أيوب ، عن عكرمة ، عن ابن عباس مرفوعاً .
قلت : وهذا إسناد ضعيف جداً ، قال ابن المنادي :
"الحسن بن الفضل أبو علي الزعفراني أكثر الناس عنه ، ثم انكشف ، فتركوه ، وخرقوا حديثه ، مات سنة 258" .
ولقد أخطأ المناوي خطأ فاحشاً حين أعله بقوله :
"وفيه أحمد بن عمران ، قال البخاري : يتكلمون فيه" .
فإن هذا الذي قال فيه البخاري ما ذكر متقدم الطبقة على أحمد بن عمران البغدادي راوي الحديث ، وحسبك دليلاً على ذلك أن شيخ شيخه الحسن بن الفضل توفي سنة (258) كما سبق ، أي بعد موت البخاري بسنتين !
ثم إن أحمد بن عمران البغدادي لعله المترجم في "تاريخ بغداد" (4/ 333-334) بأنه "أبو بكر المعدل ، يعرف بالسوسنجردي . حدث أبو القاسم بن الثلاج عنه عن عبدالله بن أحمد بن إبراهيم الدورقي" .
ثم ذكر أنه ولد سنة (261) ، وتوفي سنة (336) .

(47/1)


3543 - ( خدر الوجه من النبيذ تتناثر منه الحسنات ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 36 :
$موضوع$
رواه ابن عدي (308/ 1) ، والخطيب في "الموضح" (ص12) عن محمد بن عمر بن واقد : أخبرني أخي شملة بن عمر بن واقد : أخبرنا عمر بن شيبة بن أبي كثير الأشجعي ، عن أبيه مرفوعاً .
قلت : وهذا إسناد واه بمرة ؛ آفته محمد بن عمر بن واقد ؛ وهو الواقدي المؤرخ المشهور ، وهو متروك متهم بالكذب .
وأخوه شملة بن عمر بن واقد ؛ لم أجد له ترجمة .
وعمر بن شيبة بن أبي كثير الأشجعي ؛ مجهول ؛ كما قال ابن أبي حاتم (3/ 1/ 115) عن أبيه ، وتحرف على بعض المحدثين فقال : "كثير بن شيبة" قال الذهبي :
"وإنما هو عمر لا كثير ، وهذا الحديث معروف به وهو منكر ، وعده ابن عدي من أفراد الواقدي" .

(48/1)


3544 - ( خذ الحب من الحب ، والشاة من الغنم ، والبعير من الإبل ، والبقرة من البقر ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 36 :
$ضعيف$
أخرجه أبو داود (1599) ، وابن ماجه (1814) ، والحاكم (1/ 388) ، والبيهقي (4/ 112) من طريق أبي داود والحاكم ، عن شريك بن عبدالله بن أبي نمر ، عن عطاء بن يسار ، عن معاذ بن جبل مرفوعاً . وقال الحاكم :
"صحيح على شرط الشيخين إن صح سماع عطاء بن يسار عن معاذ بن جبل ؛ فإني لا أتقنه" .
قال الذهبي عقبه :
"قلت : لم يلقه" .
وبين ذلك ابن التركماني ، فقال في "الجوهر النقي" :
"قلت : هو مرسل ؛ لأن عطاء ولد سنة تسع عشرة ، فلم يدرك معاذاً ؛ لأنه توفي سنة ثمان عشرة في طاعون عمواس" .

(49/1)


3545 - ( خص البلاء بمن عرف الناس ، وعاش فيهم من لم يعرفهم ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 37 :
$ضعيف$
رواه أبو سعيد بن الأعرابي في "معجمه" (95/ 2) ، وعنه القضاعي (48/ 1) : أخبرنا أحمد بن يحيى بن خالد بن حيان الرقي : أخبرنا هارون بن سليمان : أخبرنا خلف بن سهل : أخبرنا يوسف بن عدي : أخبرنا عثمان بن سماك ، عن محمد بن إسحاق ، عن جعفر بن محمد ، عن أبيه مرفوعاً .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ محمد بن إسحاق مدلس وقد عنعنه .
وعثمان بن سماك ؛ مجهول لا يعرف ؛ كما قال العقيلي .
والحديث أخرجه الديلمي (2/ 127) عن عبدالله بن صالح ، عن عبدالرحمن بن جبير بن نفير ، عن أبيه ، عن عمر قال : ... فذكره موقوفاً عليه .
وإسناده ضعيف أيضاً ؛ جبير بن نفير في سماعه من عمر نظر ؛ كما قال في "التهذيب" .
وعبدالله بن صالح كاتب الليث ؛ فيه ضعف .

(50/1)


3546 - ( خصلتان لا يحل منعهما : الماء والنار ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 38 :
$ضعيف$
رواه الطبراني في "الصغير" (ص141) ، وكذا البزار (1324-كشف) كلاهما ، عن الحسن بن أبي جعفر ، عن بديل بن ميسرة العقيلي ، عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - مرفوعاً . وقال البزار :
"لا نعلمه إلا عن أنس من هذه الطريق ، والحسن ضعيف" .
قلت : وقال ابن أبي حاتم (1/ 278) عن أبيه :
"هذا حديث منكر" .
وله شاهد من حديث عبدالله بن سرجس قال : أتيت النبي صلي الله عليه وسلم ، فدخلت بين قميصه وجلده فقبلت منه موضع الخاتم ، فلت : ما الذي لا يحل منعه ؟ قال : "الملح" ، قال : قلت : ثم ماذا ؟ قال : "الماء والنار" .
أخرجه الطبراني في "الأوسط" (1/ 147/ 2) عن موسى بن أيوب النصيبي : حدثنا يحيى بن سعيد العطار الحمصي ، عن المثنى بن بكر ، عن عاصم الأحول عنه .
قلت : وهذا إسناد ضعيف جداً ؛ المثنى بن بكر متروك ؛ كما قال الدارقطني .
ويحيى بن سعيد العطار ؛ ضعيف .

(51/1)


3547 - ( خففوا بطونكم وظهوركم لقيام الصلاة ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 38 :
$موضوع$
أخرجه أبو نعيم في "الحلية" (7/ 255) عن إسماعيل بن يحيى : حدثنا مسعر ، عن عطية ، عن ابن عمر مرفوعاً . وقال :
"غريب من حديث مسعر ، تفرد به إسماعيل" .
قلت : وهو كذاب ؛ قال صالح جزرة : كان يضع الحديث . وقال الحاكم : روى عن مالك ومسعر وابن أبي ذئب أحاديث موضوعة .

(52/1)


3548 - ( خلق الإنسان والحيات سواء ، إن رآها أفزعته ، وإن لدغته أوجعته ، فاقتلوها حيث وجدتموها ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 39 :
$ضعيف جداً$
أخرجه الطيالسي في "مسنده" (1477-ترتيبه) : حدثنا شيبان ، عن جابر ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس :
أن رجلاً سأل النبي صلي الله عليه وسلم عن قتل الحيات ؟ فقال : ... فذكره .
قلت : وهذا إسناد ضعيف جداً ؛ جابر هو ابن يزيد الجعفي ، ذكره الحافظ المزي في شيوخ شيبان هذا ، وهو ابن عبدالرحمن النحوي ، والجعفي ؛ ضعيف جداً ، متهم بالكذب .
والحديث أخرجه الطبراني في "الأوسط" (1/ 129/ 2) من طريق عبدالله بن عمران : حدثنا أبو داود : حدثنا عمران ، عن جابر به . كذا قال : "عمران" ، وعليه قال :
"لم يروه عن جابر إلا عمران ، ولا عنه إلا أبو داود ، تفرد به عبدالله بن عمران" .
قلت : ولا أدري إذا كانت الرواية وقعت للطبراني هكذا ، فقال ما قال ، أو أنه تحرف على الناسخ فقال : "عمران" مكان : "شيبان" ، وهذا هو الأرجح عندي .
لكن قول الطبراني "تفرد به عبدالله بن عمران" ، إنما هو على ما أحاط به علمه ، وإلا ؛ فقد تابعه يونس بن حبيب وهو راوي "المسند" عن الطيالسي ، وتابعه أيضاً معاوية بن هشام وآدم - وهو ابن أبي إياس - جميعاً عن شيبان به .
أخرجه الطبري في "تفسيره" (1/ 538/ 764) .

(53/1)


3549 - ( خلق الله الجن على ثلاثة أصناف : صنف حيات وعقارب وخشاش الأرض ، وصنف كالريح في الهواء ، وصنف كبني آدم ؛ عليهم الحساب والعقاب . وخلق الله الإنس على ثلاثة أصناف : صنف كالبهائم ؛ لهم قلوب لا يعقلون بها ، ولهم أعين لا يبصرون بها ، ولهم آذان لا يسمعون بها ، قال الله تعالى : (أولئك كالأنعام بل هم أضل) ، وصنف أجسادهم كأجساد بني آدم ، وأرواحهم أرواح الشياطين ، وصنف في ظل الله يوم لا ظل إلا ظله ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 40 :
$ضعيف$
رواه أبو الشيخ في "التاريخ" (ص106) وفي "العظمة" (12/ 23/ 1) ، وأبو بكر الذكواني في "الأمالي" (94/ 2) عن أبي فروة يزيد بن سنان قال : حدثني أبو المنيب ، عن يحيى بن أبي كثير ، عن أبي سلمة ، عن أبي الدرداء مرفوعاً .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ يزيد بن سنان ضعيف .
وأبو المنيب اسمه عبيدالله بن عبدالله ؛ وهو صدوق يخطىء .

(54/1)


3550 - ( خلق الله الخلق ، فكتب آجالهم ، وأعمالهم ، وأرزاقهم ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 40 :
$ضعيف$
أخرجه الخطيب في "التاريخ" (11/ 211) عن عمر بن صالح بن عيسى المدائني : حدثنا عبدالرحمن بن عبدالعزيز صادرا : أخبرنا بشر بن المفضل : حدثنا عبدالله بن شبرمة ، عن أبي زرعة بن عمرو بن جرير ، عن أبي هريرة مرفوعاً .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ عبدالرحمن بن عبدالعزيز صادرا ؛ كذا وقع في الموضع المشار إليه من "التاريخ" في موضعين منه ، ووقعت ترجمة عبدالرحمن عنده (10/ 257) "ابن صادر" في موضعين أيضاً ، وذكر أنه روى عنه جماعة ، ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً .
وعمر بن صالح بن عيسى المدائني ؛ مجهول أيضاً ، وفي ترجمته ساق الخطيب هذا الحديث ؛ ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً .

(55/1)


3551 - ( خللوا بين أصابعكم ، لا يخللها الله عز وجل يوم القيامة في النار ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 /41 :
$ضعيف جداً$
أخرجه ابن السماك في "الأول من الرابع من حديثه" (ق102/ 1) ، والدارقطني في "السنن" (ص35) من طريق يحيى بن ميمون بن عطاء ، عن ليث ، عن مجاهد ، عن أبي هريرة مرفوعاً به .
والدارقطني أيضاً ، وأبو حامد الحضرمي في "حديثه" (163/ 2) من طريق عمر بن قيس ، عن ابن شهاب ، عن عروة ، عن عائشة مرفوعاً به نحوه .
قلت : وهذا حديث ضعيف جداً ؛ لأن يحيى بن ميمون وعمر بن قيس - وهو المكي المعروف بـ "سندل" - متروكان ، وقد كذبهما بعضهم .

(56/1)


3552 - ( خمس من الإيمان ؛ من لم يكن فيه شيء منهن فلا إيمان له : التسليم لأمر الله ، والرضا بقضاء الله ، والتفويض إلى أمر الله ، والتوكل على الله ، والصبر عند الصدمة الأولى . ولم يطعم امرؤ حقيقة الإسلام حتى يأمنه الناس على دمائهم وأموالهم ، قال قائل : يا رسول الله ! أي الإسلام أفضل ؟ قال : من سلم المسلمون من لسانه ويده ، وعلامات كمنار الطريق : شهادة أن لا إله إلا الله ، وإقام الصلاة ، وإيتاء الزكاة ، والحكم بكتاب الله ، وإطاعة النبي الأمي ، والتسليم على بني آدم إذا لقيتموهم ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 42 :
$ضعيف جداً$
أخرجه البزار (7) عن سعيد بن سنان ، عن أبي الزاهرية ، عن كثير بن مرة ، عن ابن عمر ، عن النبي صلي الله عليه وسلم قال : ... فذكره ، وقال :
"علته سعيد بن سنان" .
قال الشيخ الهيثمي :
"فإنه لا يحتج به" .
قلت : بل هو متروك .

(57/1)


3553 - ( خمس من أوتيهن لم يعذر على ترك عمل الآخرة : زوجة صالحة ، وبنون أبرار ، وحسن مخالطة الناس ، ومعيشة في بلده ، وحب آل محمد ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 42 :
$ضعيف$
رواه الديلمي (2/ 128) من طريق أبي نعيم ، عن هلال بن العلاء : حدثنا أبي : حدثنا أبو إسحاق - شيخ كان معنا في السفينة - ، عن شعبة ، عن إسماعيل بن أبي خالد ، عن قيس بن أبي حازم ، عن زيد بن أرقم مرفوعاً .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ لضعف العلاء - وهو ابن هلال بن عمر الباهلي - ؛ قال أبو حاتم : منكر الحديث ضعيف الحديث ، وشيخه أبو إسحاق ؛ لم أعرفه .

(58/1)


3554 - ( خمس يعجل لصاحبهن العقوبة : البغي ، والغدر ، وعقوق الوالدين ، وقطيعة الرحم ، ومعروف لا يشكر ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 43 :
$ضعيف جداً$
أخرجه الديلمي (2/ 130) عن ابن لال ، عن محمد بن كثير ابن مروان : حدثنا ابن أبي الزناد ، عن أبيه ، عن خارجة بن زيد ، عن زيد بن ثابت مرفوعاً .
قلت : وهذا إسناد ضعيف جداً ؛ محمد بن كثير بن مروان متروك ؛ كما في "التقريب" .

(59/1)


3555 - ( خمسة لا جمعة عليهم : المرأة ، والمسافر ، والعبد ، والصبي ، وأهل البادية ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 43 :
$ضعيف جداً$
أخرجه الديلمي (2/ 128-129) عن حفص بن سالم السمرقندي : حدثنا مالك بن أنس ، عن أبي الزناد ، عن الأعرج ، عن أبي هريرة مرفوعاً .
ومن طريق إبراهيم بن حماد مولى هاشم بن المسور بن مخرمة : حدثنا مالك بن أنس به .
قلت : وهذا ضعيف جداً ؛ آفته حفص بن سالم (كذا الأصل ، وفي كتب الرجال : سلم) السمرقندي ، يكنى بأبي مقاتل ، قال الذهبي :
"وهاه قتيبة شديداً ، وكذبه ابن مهدي" .
وقال الحاكم والنقاش :
"حدث عن مسعر وأيوب وعبيدالله بأحاديث موضوعة" .
وقد تابعه في الطريق الأخرى إبراهيم بن حماد ، ولكنه ضعيف ، ولعله سرقه منه ؛ فقد أخرجه من طريقه : الدارقطني في "الغرائب" وقال :
"تفرد به إبراهيم ، وكان ضعيفاً" .
كذا قال ! وكأنه لن يطلع على الطريق الأولى .

(60/1)


3556 - ( خمروا وجوه موتاكم ، ولا تشبهوا باليهود ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 44 :
$ضعيف$
رواه الطبراني (3/ 122/ 1) ، وعنه الضياء في "المختارة" (63/ 14/ 1-2) حدثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل : أنبأنا عبدالرحمن بن صالح الأزدي : أخبرنا حفص بن غياث ، عن ابن جريج ، عن عطاء ، عن ابن عباس مرفوعاً .
ورواه أبو نعيم في "أخبار أصبهان" (2/ 238) من طريق يحيى بن صالح الوحاظي : حدثنا حفص بن غياث به .
وأخرجه الدارقطني (287) ، والبيهقي (3/ 394) من طريق الأزدي به .
وأعله البيهقي بالإرسال تبعاً لأحمد ، فذكر عنه أنه قال :
"هذا أخطأ فيه حفص فرفعه ، وحدثني حجاج بن محمد عن ابن جريج عن عطاء مرسلاً" . قال البيهقي :
"وكذلك رواه الثوري وغيره عن ابن جريج مرسلاً . وروي عن علي بن عاصم عن ابن جريج كما رواه حفص ، وهو وهم" .

(61/1)


3557 - ( خيار المؤمنين القانع ، وشراركم الطامع ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 44 :
$ضعيف جداً$
رواه القضاعي (103/ 2) عن العباس بن الهيثم ، عن أبي همدان ، عن منصور بن المعتمر ، عن محمد بن كعب القرظي ، عن أبي هريرة مرفوعاً .
ثم رواه من طريق عمرو بن بكر السكسكي ، عن الزهري ، عن محمد بن كعب به .
قلت : وهذا إسناد ضعيف جداً ؛ أبو همدان الظاهر أنه الذي في "الجرح والتعديل" (4/ 2/ 456) :
"أبو همدان بن هارون . قال ابن معين : كذاب" .
وعمرو بن بكر السكسكي ؛ متروك .

(62/1)


3558 - ( خيار أمتي ؛ الذين يشهدون أن لا إله إلا الله وأني رسول الله ، والذين إذا أحسنوا استبشروا ، وإذا أساءوا استغفروا ، وشرار أمتي الذين ولدوا في النعيم وغذوا به ، وإنما نهمتهم ألوان الطعام والثياب ، ويتشدقون في الكلام ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 /45 :
$ضعيف$
رواه أبو نعيم في "الحلية" (6/ 120) ، والحفاظ عبدالغني المقدسي في "الثالث والتسعين من تخريجه" (44/ 1) عن الأوزاعي ، عن عروة بن رويم اللخمي مرفوعاً .
قلت : وهذا إسناد ضعيف لإرساله ، ورجاله ثقات .

(63/1)


3559 - ( إن خيار أمتي أولها وآخرها ، وبين ذلك ثبج أعوج ، ليسوا مني ، ولست منهم ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 45 :
$ضعيف جداً$
أخرجه الطحاوي في "مشكل الآثار" (3/ 180) عن يزيد بن ربيعة ، عن زيد بن واقد ، عن بسر بن أبي أرطأة ، عن عبدالله بن واقد السعدي مرفوعاً به .
قلت : وهذا إسناد ضعيف جداً ؛ آفته يزيد هذا ؛ فإنه متروك ، وبه أعله الهيثمي كما نقله المناوي ، وأقره .

(64/1)


3560 - ( خياركم من قصر الصلاة في السفر وأفطر ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 46 :
$ضعيف$
رواه ابن أبي شيبة في "المصنف" (2/ 110/ 2) ، والطبري في "التهذيب" (مسند عمر-1/ 260/ 434) عن عبدالرحمن بن حرملة ، أنه سمع رجلاً يسأل سعيد بن المسيب : أتم الصلاة وأصوم في السفر ؟ قال : لا ، قال : فإني أقوى على ذلك ؟ قال : كان رسول الله صلي الله عليه وسلم أقوى منك ، كان يقصر الصلاة في السفر ويفطر ، وقال رسول الله صلي الله عليه وسلم : ... فذكره .
ورواه أبو العباس الأصم في "حديثه" (ج2رقم26) من طريق آخر عن ابن حرملة به . مقتصراً على المرفوع فقط .
قلت : وهذا سند صحيح مرسل .
وقد روي موصولاً عن جابر - رضي الله عنه - ، أخرجه البخاري في "التاريخ" (2/ 1/ 151) ، وابن شاذان في "الجزء الثامن من أجزائه" (11/ 1) ، وابن أبي حاتم في "العلل" (1/ 255) ، وعبدالغني المقدسي في "السنن" (ق62/ 2) من طريق عبدالله بن صالح قال : حدثنا إسرائيل ، عن خالد العبد ، عن محمد بن المنكدر عنه . وقال البخاري :
"خالد العبد منكر الحديث" .

(65/1)


3561 - ( خير أبواب البر الصدقة ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 47 :
$ضعيف$
رواه الطبراني (3/ 178/ 2) : حدثنا أبو زكريا الدينوري البصري : أخبرنا سعيد بن محمد بن ثواب الحصري : أخبرنا عبدالعزيز بن عبدالله القرشي : أخبرنا خالد الحذاء ، عن جابر بن زيد ، عن ابن عباس مرفوعاً .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ سعيد بن محمد بن ثواب الحصري ترجمه الخطيب في "التاريخ" (9/ 94-95) ، ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً .
وأبو زكريا الدينوري البصري ؛ لم أعرفه .
ولعل الهيثمي أشار إليهما حين قال (3/ 110) :
"رواه الطبراني في الكبير ، وفيه من لم أعرفه" .
وعبدالعزيز بن عبدالله القرشي هو أبو القاسم المدني الفقيه ، وهو ثقة من شيوخ البخاري .

(66/1)


3562 - ( خير إخوتي علي ، وخير أعمامي حمزة ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 47 :
$موضوع$
أخرجه الديلمي (2/ 116) من طريق أبي نعيم ، عن عباد بن يعقوب ، عن عمرو بن ثابت ، عن عبدالرحمن بن عابس بن ربيعة ، عن أبيه مرفوعاً .
قلت : وهذا إسناد واه جداً ؛ عباد بن يعقوب وعمرو بن ثابت رافضيان ، أوردهما الذهبي في "الضعفاء والمتروكين" ، فقال في الأول منهما :
"قال ابن حبان : رافضي داعية" . وقال في الآخر :
"تركوه ، رافضي . قاله أبو داود" .

(67/1)


3563 - ( خير الدعاء الاستغفار ، وخير العبادة قول لا إله إلا الله ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 48 :
$موضوع$
رواه الديلمي (2/ 116-117) من طريق الحاكم ، عن أبي البختري : حدثني جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن جده ، عن الحسين بن علي ، عن أبيه مرفوعاً .
قلت : وهذا موضوع ؛ آفته أبو البختري - واسمه وهب بن وهب - ؛ وكان يضع الحديث كما قال أحمد . وقال ابن معين :
"كان يكذب عدو الله" .
والحديث أورده السيوطي في "ذيل الأحاديث الموضوعة" (رقم528-بترقيمي) ، ومع ذلك أورده في "الجامع الصغير" ! وفي "الكبير" أيضاً (1/ 518) من رواية الحاكم في "تاريخه" .

(68/1)


3564/ 1 - ( خير الدواء : السعوط واللدود ، والحجامة ، والمشي ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 48 :
$ضعيف$
رواه الشيخ أبو القاسم إسماعيل بن محمد بن الفضل في "الأمالي" (2/ 2) بسند صحيح ، عن أبي السفر ، عن الشعبي مرفوعاً .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ لإرساله .
وأبو السفر اسمه سعيد بن محمد ؛ وهو ثقة .

(69/1)


3564/ 2 - ( خير الرجال رجال الأنصار ، وخير الطعام الثريد ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 49 :
$ضعيف$
رواه الديلمي ، عن أبي نعيم ، عن عبدالله بن الأشعث بن سوار ، عن أبيه ، عن أبي الزبير ، عن جابر مرفوعاً .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ الأشعث بن سوار قال الحافظ :
"ضعيف" .
وابنه عبدالله ؛ شبه مجهول ؛ أورده ابن أبي حاتم (2/ 2/ 8) ولم يذكر عنه رواياً غير جعفر بن عون ، ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً .

(70/1)


3565 - ( خير الزاد التقوى ، وخير ما ألقي في القلب اليقين ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 49 :
$ضعيف جداً$
رواه الديلمي (2/ 117) عن أبي الشيخ معلقاً ، عن الحسن ابن عمارة ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، عن ابن عباس مرفوعاً .
قلت : وهذا إسناد ضعيف جداً ؛ الحسن بن عمارة متروك .

(71/1)


3566 - ( خير العبادة أخفها ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 49 :
$موضوع$
رواه القضاعي (100/ 1) عن سلام المدائني قال : أخبرنا أبو عبدالرحمن ، عن زياد بن أبي مريم ، عن عثمان بن عفان مرفوعاً .
قلت : وهذا إسناد واه بمرة ؛ آفته سلام المدائني ، وهو ابن سليم الطويل ؛ كذاب متهم بالوضع .
وشيخه أبو عبدالرحمن ؛ أظنه زيد بن أبي الحواري ؛ ضعيف .
وزياد بن أبي مريم ؛ لم يدرك عثمان بن عفان .

(72/1)


3567 - ( خير الغداء بواكره ، وأطيبه أوله وأنفعه ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 50 :
$موضوع$
رواه الديلمي (2/ 118) عن يونس بن محمد : حدثنا إبراهيم بن الوليد الجصاص : حدثنا غسان بن مالك : حدثنا عنبسة بن عبدالرحمن : حدثنا أبو زكريا اليمان ، عن أنس مرفوعاً .
قلت : وهذا إسناد موضوع ؛ آفته عنبسة بن عبدالرحمن ، وهو متروك ، رماه أبو حاتم بالوضع .
وغسان بن مالك ؛ قال أبو حاتم :
"ليس بالقوي" .
والحديث أورده السيوطي في "ذيل الأحاديث الموضوعة" (650) ، ومع ذلك أودعه في "الجامع الصغير" ، فتناقض !

(73/1)


3568 - ( خير الناس ؛ مؤمن فقير يعطي جهده ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 50 :
$موضوع$
أخرجه الديلمي (2/ 113) من طريق أبي نعيم ، وهذا في "أخبار أصبهان" (1/ 217) عن عبدالوهاب بن الضحاك : حدثنا إسماعيل بن عياش ، عن عبدالله بن دينار ، عن نافع ، عن ابن عمر مرفوعاً .
قلت : وهذا إسناد موضوع آفته ابن الضحاك هذا ؛ قال أبو حاتم :
"كذاب" . وقال الحافظ العراقي في "تخريج الإحياء" (4/ 167) :
"رواه أبو منصور الديلمي في "مسند الفردوس" بسند ضعيف" .
كذا قال ! ونقل المناوي عنه أنه قال : "ضعيف جداً" . وهذا أقرب إلى حال عبدالوهاب الكذاب .
وروي من طريق أخرى عن عبدالله بن دينار به ، لكن مختصراً ، وقد مضى (2852) .

(74/1)


3569 - ( خير الناس قرني ، ثم الذين يلونهم ، ثم الذين يلونهم ، ثم الذين يلونهم ، ثم الآخرون أراذل ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 51 :
$ضعيف$
رواه الطبراني (1/ 224/ 2) ، والحاكم (3/ 191) من طريق أبي بكر ابن أبي شيبة - وهذا في "المصنف" (12/ 176/ 12458) - عن عبدالله بن إدريس ، عن أبيه ، عن جده ، عن جعدة بن هبيرة مرفوعاً .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ رجاله ثقات رجال الشيخين غير جد عبدالله بن إدريس ؛ واسمه يزيد بن عبدالرحمن الأودي ؛ وثقه ابن حبان والعجلي ، ولم يرو عنه غير اثنين من الثقات ، وكأنه لذلك لم يوثقه الحافظ ، بل قال :
"مقبول" .
يعني عند المتابعة ، ولم أجد له متابعاً على قوله : "أراذل" ، فهو منكر . والله أعلم .
وقال الهيثمي (10/ 20) :
"رواه الطبراني ، ورجاله رجال الصحيح ؛ إلا أن إدريس بن يزيد الأودي لم يسمع من جعدة . والله أعلم" .
قلت : كأنه لم يتنبه أن بينهما يزيد الأودي والد إدريس ، فتنبه .
ثم ذكره نحوه من حديث أبي هريرة مرفوعاً ، وزاد في آخره :
"إلى يوم القيامة" ، وقال :
"رواه الطبراني في "الأوسط" وفيه داود بن يزيد الأودي ، وهو ضعيف" .
نعم ؛ أخرج الطبراني (10/ 114/ 10058) من طريق الأجلح ، عن الشعبي ، عن علقمة ، عن عبدالله مرفوعاً به . وزاد بعد القرن الثالث :
"ثم يجيء قوم لا خير فيهم" .
قلت : وهذا إسناد حسن . وأصله في "الصحيحين" ، وقد مضى (700) .
وفي الحديث علة أخرى ، وهي ذكر القرن الرابع في خير الناس ، وفي ثبوت هذه الزيادة نظر ؛ لأن الأحاديث الصحيحة لم يرد فيها ذكر القرن الرابع جزماً ، بل على الشك ؛ كما في حديث عمران ؛ قال عمران :
"فلا أدري أقال رسول الله صلي الله عليه وسلم بعد قرنه مرتين أو ثلاثة" ، أخرجه الشيخان وغيرهما ، وكأنه لذلك لم يقطع الحافظ بصحته ، بل أعله بعلة أخرى فقال (7/ 6) - بعد أن عزاه لابن أبي شيبة والطبراني - :
"ورجاله ثقات ؛ إلا أن جعدة مختلف في صحبته" .
كذا قال ! ورجح في "التهذيب" أنه جعدة بن هبيرة المخزومي ، وجزم في "الإصابة" بأن أمه أم هانىء بنت أبي طالب ، وأن له رؤية بلا نزاع ؛ لأنه ولد في عهد النبي صلي الله عليه وسلم ، وقال البخاري :
"له صحبة" .
وبالجملة : فعلة الحديث عندي :
أولاً : جهالة حال يزيد بن عبدالرحمن الأودي ، وتوثيق العجلي وابن حبان إياه مما لا يرفعها عندي ؛ لتساهلهما في التوثيق ؛ كما هو معروف عند أهل العلم ، ولذلك لم يوثقه الحافظ في "التقريب" كما سبق .
ثانياً : زيادة القرن الرابع فيه ؛ فإني لم أرها في شيء من الأحاديث الصحيحة على كثرتها ، وقد خرجت طائفة طيبة منها في "الروض النضير" (347) ، وفي بعضها ما ذكرت من الشك في الرابعة ، ومثله لا يمكن القضاء عليه إلا بزيادة من ثقة حافظ ، وهذا مما لم أجده ، اللهم إلا في رواية من حديث النعمان بن بشير ، تفرد بها عاصم ابن بهدلة ، وفي حفظه ضعف ؛ كما تقدم في تخريج حديث ابن مسعود في "الصحيحة" (700) ، ثم وجدت عاصماً قد رواه على الصواب دون زيادة "القرن الرابع" في رواية عنه عند أحمد (4/ 276) ، والبزار (3/ 290/ 2767) ، والطحاوي في "مشكل الآثار" (3/ 177) . وكذلك وقعت هذه الزيادة في رواية لأحمد (1/ 378) عن ابن مسعود ، وهي شاذة عندي ؛ لأنها لم ترد في "الصحيحين" ، ولأن في رواية لأحمد (1/ 434) : "ثلاثاً أو أربعاً" ، هكذا على الشك ، وهي رواية لمسلم (7/ 185) بنحوه ، وأحمد أيضاً (1/ 417) .
وقد وقع مثل هذا الاضطراب في حديث بريدة الأسلمي ، يرويه عنه عبدالله ابن مولة قال :
كنت أسير مع بريدة الأسلمي ، فقال : سمعت رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول :
"خير هذه الأمة القرن الذي بعثت أنا فيهم ، ثم الذين يلونهم ، ثم الذين يلونهم ، ثم الذين يلونهم ،ثم يكون قوم تسبق شهادتهم أيمانهم .." الحديث .
أخرجه أحمد (5/ 357) : حدثنا عفان : حدثنا حماد بن سلمة ، عن الجريري ، عن أبي نضرة ، عن عبدالله بن مولة به . وقال عفان مرة :
"القرن الذين بعثت فيهم ، ثم الذين يلونهم ، ثم الذين يلونهم ، ثم الذين يلونهم ، ثم الذين يلونهم" .
هكذا وقع فيه في الرواية الأولى أربعة قرون ، وفي المرة الأخرى خمسة قرون !
وهكذا وقع في "مجمع الزوائد" (10/ 19) من رواية أحمد ، وهذا اضطراب ظاهر !
وقد خولف عفان في روايتيه ، فقال أحمد (5/ 350) : حدثنا إسماعيل ، عن الجريري به ؛ إلا أنه قال :
"خير أمتي قرني منهم ، ثم الذين يلونهم . قال : ولا أدري أذكر الثالث أم لا ؟" .

(75/1)


قلت : وهذه الرواية أصح من الأوليين ؛ لأن إسماعيل - وهو ابن علية - ثقة حافظ من رجال الشيخين ، بخلاف حماد بن سلمة ؛ فإنه لم يحتج به مسلم إلا من روايته عن ثابت ، ولم يحتج به البخاري أصلاً ، وذلك ؛ لأن في حفظه كلاماً ، فروايته عند مخالفة من هو أوثق منه وأحفظ مرجوحة . ولا يمكننا أن ننسب هذا الاضطراب إلى الجريري - واسمه سعيد بن إياس - بحجة أنه كان اختلط ؛ لأن كلاً من حماد وإسماعيل قد رويا عنه قبل الاختلاط .
نعم ؛ يمكن عزو ذلك إلى عبدالله بن مولة شيخ أبي نضرة ، فإنه لا يعرف ؛ كما يشير إلى ذلك قول الذهبي في "الميزان" :
"ما روى عنه سوى أبي نضرة" .
وتوثيق ابن حبان إياه مما لا قيمة له ؛ لما عرف من تساهله في التوثيق ، حتى إنه ليوثق من يصرح فيه بمثل قوله : "لا أعرفه ولا أعرف أباه" ! كما أثبته بالنقل عن كتابه "الثقات" في غير هذا الموضع ، ولذلك ؛ لم يوثقه الحافظ ، وإنما قال فيه : "مقبول" . يعني عند المتابعة ، ولم يتابع من ثقة إلا على القرن الثالث الذي شك فيه في رواية إسماعيل ، بخلاف القرن الرابع ؛ فإنه لم يرد إلا مشكوكاً فيه كما تقدم ، وأما القرن الخامس فهو منكر ؛ لعدم وروده مطلقاً في شيء من طرق الحديث التي وقفت عليها إلا في هذه الطريق الواهية ، ولا تغتر بقول الهيثمي عقبها - وبعد أن ساق الروايات الثلاث - :
"رواها كلها أحمد وأبو يعلى باختصار ، ورجالها رجال الصحيح" .
فإن عبدالله بن مولة ليس من رجال "الصحيح" أولاً ، ثم هو لا يعرف ثانياً ؛ كما بينته آنفاً . ولعله التبس عليه بعبدالله بن حوالة الصحابي المشهور ، وإن كنت أستبعد هذا ؛ فإن محقق كتاب "المجمع" الذي وقع في هذا الالتباس ، قد بين أن الهيثمي ذكره على الصواب ؛ فجاء هذا المحقق فأفسده وجعله "عبدالله بن حوالة" ، وعلق عليه بقوله : "في الأصل مولة" ! وقد اغتر بهذا التصحيح صديقه وزميله في التتلمذ على الشيخ الكوثري ؛ ألا وهو الشيخ عبدالفتاح أبو غدة كما يأتي .
(تنبيه) : أخذ بعض متعصبة الحنيفة الهنود من حديث جعدة بن هبيرة أن مراسيل القرن الرابع حجة ، فقال في كتابه "قواعد في علوم الحديث" (ص450) بعد أن نقل كلام الحافظ فيه ، ورجح صحبة جعدة :
"وعلى هذا ؛ فيجوز لنا أن نحتج بمراسيل القرن الرابع أيضاً ؛ لاشتراكهم مع الثالث في العلة التي بها قبلنا مراسيلهم" !
وعلق عليه الشيخ أبو غدة متعقباً له - على خلاف عادته - ، فقال :
"قلت : هذا توسع غير ناهض ؛ فقد جاء ذكر الخيرية للقرن الخامس أيضاً كما في "مجمع الزوائد" (10/ 19) من حديث (عبدالله بن حوالة) . رواه أحمد وأبو يعلى بسند رجاله رجال الصحيح" .
قلت : وهذا التعقب وإن كان في نفسه صحيحاً عندنا لموافقته مذهب المحدثين في ترك الاحتجاج بالمرسل - سوى مرسل الصحابي - على ما هو مشروح في علم المصطلح ؛ فإن لنا عليه مؤاخذات :
الأولى : أن مؤلف "القواعد" لما ذكر من قبل (ص138) أن المختار عند الحنيفة قبول مرسل أهل القرن الثاني والثالث ، لم يعلق عليه أبو غدة ، بل تلقاه بالتسليم ؛ لأنه مذهبه ! بل زاد على ذلك ، فاستدل له بحديث البخاري : "خير أمتي قرني ..." الحديث ؛ بالإضافة إلى استدلال المؤلف على ذلك بالإجماع والمعقول ، وكل ذلك مردود عند التحقيق ، وليس هذا محل بيان ذلك ، فإذا كان استدلال المؤلف واستشهاد المعلق صحيحاً ، فيلزمهما طرد هذا الاستدلال ، وهذا ما صنعه المؤلف حينما عثر على حديث جعدة بن هبيرة ، فاستدل به على الاحتجاج بمرسل القرن الرابع أيضاً كما سبق ، فقول الشيخ :
"هذا توسع غير ناهض" ؛ نقض لما سلم به هناك ؛ لأن الدليل واحد ، بل كان الواجب عليه أن يلزم المؤلف بالاحتجاج بمرسل القرن الخامس أيضاً بنفس الدليل الذي استدل به للقرن الرابع وهو حديث بريدة ، وإلا ؛ كان المؤلف متناقضاً ، ولكن المؤلف طرد استدلاله ، وأما المعلق فهو الذي تناقض !
والحق ؛ أن الحديث ليس له علاقة بتوثيق أهل القرون الثلاثة بالمعنى الذي يريده أهل الحديث ؛ وهو إثبات العدالة التي تنافي الكذب والفسق أولاً ، والحفظ والضبط الذي ينافي سوء الحفظ المستلزم لضعف حديث صاحبه ثانياً ، وإنما هو يثبت لهم العدالة فقط ، وفي الجملة لا في التفصيل ، فالاستدلال به على إثبات العدالة لكل فرد من أفراد تلك القرون مما لا يخفى فساده على أهل العلم ، وأما إثبات الأمر الثاني وهو الحفظ والضبط ؛ فهيهات هيهات .
الثانية : أنه قلد محقق "مجمع الزوائد" في جعله الحديث من رواية عبدالله ابن حوالة ، وتحريفه - بجهله - الأصل الذي كان فيه عبدالله بن مولة ، والأول صحابي ، والآخر تابعي مجهول ، (ذلك مبلغهم من العلم) .

(75/2)


الثالثة : تصحيحه الحديث بجزمه به في قوله : "فقد جاء .." ، وهو حديث ضعيف مضطرب ، ولو كان عنده ذرة من المعرفة بهذا العلم الشريف ؛ لكان مجرد نظره في اختلاف ألفاظ الحديث - وقد ذكرها كلها صاحب "المجمع" - كافياً له في دفعه إلى إمعان النظر فيها وترجيح الراجح منها على المرجوح ، ولكن أنى له ذلك ، وهو لا يعرف من هذا العلم إلا مجرد النقل والتقليد تقليداً أعمى ؛ كما يدل على ذلك تعاليقه الكثيرة على الكتب التي يقوم بطبعها ، بل وتحقيقها زعم !!
الرابعة : تقليده الهيثمي في قوله : "رجاله رجال الصحيح" ، وابن مولة ليس من رجال "الصحيح" كما سبق ، ولعل قول الهيثمي هذا هو الذي غره فصحح الحديث - وهو من جهله بهذا العلم - ثم اعترض به على المؤلف ، وإن كان الاعتراض نفسه وارداً عليه ولازماً له كما بينا .
وقد وقع المؤلف نفسه في مثل هذا الاغترار ؛ فإنه اكتفى في تصحيح الحديث للاستلال به على ما ذهب إليه من الأخذ بمرسل القرن الرابع - بقول الحافظ : "رجال ثقات ؛ إلا أن جعدة مختلف في صحبته" . ففهم من قوله : "رجاله ثقات" أنه يساوي قوله لو قال : "إسناده صحيح" ، لولا الاختلاف الذي ذكره ، وما دام أن الراجح عند المؤلف أنه صحابي ؛ فالإسناد صحيح ! وقد عرفت ما فيه من الجهالة والمخالفة للأحاديث الصحيحة التي اتفقت على إثبات القرن الثالث ، والشك في الرابع ، فلا يزول هذا الشك بزيادة رجل مجهول الحال لم يوثقه إلا متساهل بالتوثيق كما سبق !
ثم جدت أمور لابد من النظر فيها ، وبيان ما يجب حولها ، فأقول :
أولاً : حديث بريدة الأسلمي المتقدم برواية أحمد عن عفان ، وفيه ذكر القرن الرابع ، وقد أخرجه ابن أبي شيبة أيضاً في "المصنف" (12/ 177/ 1/ 12463) : حدثنا عفان به . إلا أنه وقع فيه : " .. مع أبي بردة الأسلمي .." كذا : أبي بردة ! ولعله خطأ مطبعي أو نسخي ؛ فإنه لا وجود لأبي بردة الأسلمي في الصحابة ، فلعله في الأصل : "أبي برزة الأسلمي" فإنه صحابي معروف ، وقد وقع كذلك عند بعض رواته كما يأتي ، لكن قد أخرجه ابن حبان ، في أول المجلد الثامن من كتابه "الثقات" من طريق أبي بكر بن أبي شيبة : حدثنا عفان به ، مثل رواية أحمد : ".. بريدة الأسلمي .." ، فهذا يؤكد خطأ ما في "المصنف" .
لكن ؛ قد أخرجه أبو يعلى في "مسنده" (13/ 415/ 7420) : حدثنا العباس ابن الوليد النرسي : حدثنا عبدالأعلى أبو محمد السامي : حدثنا سعيد - يعني الجريري - ... فساق إسناده المتقدم ، ولكنه قال : "أبو برزة الأسلمي" ! وليس هذا خطأ مطبعياً ؛ فإنه كذلك في بعض المخطوطات ، ويؤيد ذلك أنه في جملة أحاديث ساقها أبو يعلى في "مسند أبي برزة الأسلمي" ، فإذن يمكن أن يعتبر هذا اضطراباً آخر من عبدالله بن مولة فإن السند إليه بهذا صحيح أيضاً ، فكما اضطرب في متن الحديث كما تقدم ، فكذلك اضطرب في إسناده أيضاً ، فمرة قال : "بريدة الأسلمي" ، ومرة قال : "أبو برزة الأسلمي" !
بل إنه اضطرب في متنه على وجه آخر ؛ فإنه لم يذكر القرن الرابع ، بل شك في القرن الثالث ، فقال كما قال إسماعيل ابن علية في روايته المتقدمة : "ولا أدري أذكر الثالث أم لا ؟" .
فهذا مما يؤكد ضعف الحديث وضعف رواية عبدالله بن مولة ، وخطأ من صحح حديثه هذا ؛ كما يأتي بيانه فيما يلي :
ثانياً : قال ابن حبان عقب الحديث :
"هذه اللفظة : "ثم الذين يلونهم" في الرابعة ، تفرد بها حماد بن سلمة وهو ثقة مأمون ، وزيادة الألفاظ عندنا مقبولة عن الثقات .." .
قلت : لا شأن لحماد في هذه الزيادة ، كما لا شأن له بالزيادة الأخرى : "ثم الذين يلونهم" في الخامسة ، كما تقدم في الرواية الأخرى عند أحمد ، فتنبه ، وإنما هو اضطراب من عبدالله بن مولة كما تقدم .
على أنه يمكن أن ينسب إلى حماد نفسه شيء من هذا الاختلاف ؛ فإني وجدت الطحاوي قد روى الحديث في "مشكل الآثار" (3/ 177) من طريق عفان عنه بإسناده ، لم يذكر القرن الرابع مطلقاً ، وفي حماد كلام يسير في حفظه إلا في روايته عن ثابت - كما تقدم - ، فقد يكون منه بعض هذا الاختلاف ، إلا ؛ فهو من عفان أو من دونه ، وهذا مما أستبعده . والله أعلم .
ثالثاً : قد عرفت مما تقدم أن عبدالله بن مولة مجهول ، وأنه علة هذا الحديث ، ولم يتنبه لهذا المعلق على "مسند أبي يعلى" ، فقال :
"إسناده صحيح" !
وركن في ذلك إلى قول الذهبي في ابن مولة في "الكاشف" :
"صدوق" .
وقول الحافظ في "التقريب" :
"مقبول" .
وليس يخفى على أحد أنه لا حجة له في شيء من ذلك ، أما قول الحافظ ، فظاهر لكل من يعرف اصطلاح الحافظ في هذه اللفظة : "مقبول" ، فإنه يعني أنه مقبول عند المتابعة ، وإلا ؛ فلين الحديث ، وعليه ؛ فالحديث لين ؛ لأنه لا متابع له أولاً ، ثم هو قد اضطرب في إسناده ومتنه ثانياً كما سبق بيانه ، فأنى لحديثه الصحة ؟!

(75/3)


وأما قول صاحب "الكاشف" فيه : "صدوق" ؛ فهو في الحقيقة يكشف عن وهم لا وجه له أهل العلم ، ومنهم الذهبي نفسه ؛ فقد صرح - كما تقدم - بأنه ما روى عنه سوى أبي نضرة ، فلعل الوهم من بعض الناسخين ؛ فإن المعروف عندي عن الذهبي أنه إنما يقولها في التابعي المستور الذي روى عنه جمع من الثقات ، وهذا على الغالب ، وأما مجهول العين كهذا ؛ فلا .
رابعاً : ثم إن حديث داود بن يزيد الأودي المتقدم قد رأيته في "معجم الطبراني الأوسط" (2/ 34/ 2/ 5606) من طريق عقبة بن مكرم قال : حدثنا يونس ابن بكير ، عن داود بن يزيد الأودي ، عن أبيه يزيد بن عبدالرحمن ، عن أبي هريرة به ؛ وقال :
"لم يروه عن داود الأودي إلا يونس بن بكير ، تفرد به عقبة" .
كذا قال ! وقد رواه ابن أبي حاتم في "العلل" (2/ 276/ 2643) من طريق عبيد بن يعيش ، عن يونس بن عبيد به . ثم رواه من طريق أبي نعيم ، عن داود ابن يزيد الأودي ، عن أبيه ، عن جعدة بن هبيرة عن النبي صلي الله عليه وسلم ، ولم يذكر : "ثم الرابع .." ، وقال :
"وأبو نعيم أحفظ من يونس ، وليس لجعدة صحبة" .
قلت : كذا وقع في رواية أبي نعيم : "داود بن يزيد" ، فإذا صح هذا فهو متابع لإدريس بن يزيد الأودي في روايته المتقدمة ، فهو مما يرجح رواية أبي نعيم هذه ، وأن الحديث حديث جعدة بن هبيرة ، وليس حديث أبي هريرة ، وقد عرفت مما سلف أن يزيد الأودي مجهول الحال ، فالإسناد ضعيف على كل حال ، صحت صحبة جعدة أو لم تصح ، والله أعلم .
خامساً : ذكر الهيثمي في "المجمع" (10/ 20) حديث أبي برزة الأسلمي مختصراً جداً بلفظ :
"خير الناس قرني ، ثم الذين يلونهم ، ثم الذين يلونهم" .
وقال :
"وإسناده حسن . رواه الطبراني ، وفيه من لم أعرفه" .
فأقول : أخشى أن يكون قوله : "وإسناده حسن" مقحماً من بعض النساخ ؛ لأنه ينافي قوله : "فيه من لم أعرفه" ، كما ينافي أسلوبهالعام في كلامه على الأحاديث ؛ فإن عادته الغالبة أن يخرج ، ثم يتكلم على الإسناد تصحيحاً وتضعيفاً . والله أعلم .
ثم إنني أخشى أن يكون مداره على عبدالله بن مولة المجهول كما تقدم ، والمجلد الذي فيه مسند أبي برزة - واسمه نضلة - من "المعجم الكبير" للطبراني لم يطبع بعد ، فما أمكنني الوقوف على إسناده فيه .

(75/4)


3570 - ( خير أمراء السرايا ؛ زيد بن حارثة ، أقسمهم بالسوية ، وأعدلهم في الرعية ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 62 :
$موضوع$
أخرجه الحاكم (3/ 215) عن الحسين بن الفرج : حدثنا محمد بن عمر : حدثني عائذ بن يحيى ، عن أبي الحويرث ، عن محمد بن جبير بن مطعم ، عن أبيه مرفوعاً به . وسكت عنه الحاكم ، وتعقبه الذهبي بقوله :
"قلت : في سنده الواقدي" .
قلت : وهو متهم بالكذب كما تقدم مراراً ، والراوي عنه الحسين بن الفرج ؛ قال في "الميزان" :
"قال ابن معين : كذاب يسرق الحديث ، ومشاه غيره ، وقال أبو زرعة : ذهب حديثه" .
قال الحافظ في "اللسان" :
"وقوله : "مشاه غيره" ما علمت من عنى" .

(76/1)


3571 - ( خير أمتي : الذين إذا أساءوا استغفروا ، وإذا أحسنوا استبشروا ، وإذا سافروا قصروا ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 63 :
$ضعيف$
رواه الطبراني في "الأوسط" (46/ 1من ترتيبه) عن عبدالله بن يحيى بن معبد المراري : حدثنا ابن لهيعة ، عن أبي الزبير ، عن جابر مرفوعاً . قال الطبراني :
"لم يروه عن أبي الزبير إلا ابن لهيعة ، تفرد به المراري" .
قلت : ولم أجد من ترجمه .
وابن لهيعة ؛ ضعيف ، وبه أعله الخيثمي (2/ 157) .
وأبو الزبير ؛ مدلس ، وقد عنعنه .

(77/1)


3572 - ( خير أمتي أولها وآخرها ، وفي وسطها الكدر ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 63 :
$ضعيف$
عزاه السيوطي للحكيم الترمذي عن أبي الدرداء مرفوعاً ، وسكت عليه شارحه المناوي ، وكأنه لم يقف على سنده ، وقد وقفت عليه ؛ فقال أبو بكر الكلاباذي في "مفتاح المعاني" (189/ 2) : "وقال محمد بن علي الترمذي رحمه الله : حدثنا الحسين بن عمر بن شقيق البصري : حدثنا سليمان بن طريف ، عن مكحول ، عن أبي الدرداء مرفوعاً به" .
قلت : وهذا إسناد ضعيف مظلم ؛ مكحول لم يسمع من أبي الدرداء .
ومن دونه لم أجد من ترجمهما .

(78/1)


3573 - ( خير أمتي بعدي أبو بكر وعمر . رضي الله عنهما ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 64 :
$ضعيف$
رواه ابن عساكر (17/ 375/ 2) عن عبدالرحمن بن جبلة : أخبرنا بشر ابن سريج قال : سمعت أبا رجاء العطاردي يقول : سمعت علياً والزبير قالا : سمعنا رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول : ... فذكره في ترجمة وراد بن جهير ؛ ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً .
قلت : فهو ضعيف الإسناد .
وبشر بن سريج ؛ ترجمه ابن أبي حاتم (1/ 1/ 375) برواية ثقتين عنه ، ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً .
وعبدالرحمن بن جبلة ؛ لم يذكر فيه أيضاً (2/ 2/ 221) جرحاً ولا تعديلاً ؛ ولكنه قال : "روى عنه أبو زرعة" . وهو لا يروي إلا عن ثقة كما هو معلوم .

(79/1)


3574 - ( خير خصال الصائم السواك ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 64 :
$ضعيف$
رواه ابن ماجه (1678) ، والمخلص في "العاشر من حديثه" (216/ 2) ، وابن شاذان في "الخامس من المنتقى من حديثه" (239/ 2) ، وأبو حفص الكتاني في "حديثه" (142/ 2) ، والدارقطني (ص22) ، والبيهقي في "سننه" (4/ 272) من طريقين عن مجالد ، عن الشعبي ، عن مسروق ، عن عائشة مرفوعاً . وقال البيهقي :
"مجالد غيره أثبت منه" .
وتعقبه ابن التركماني بقوله :
"قلت : ظاهر هذا اللفظ توثيق مجالد ، فإن قصد ذلك فقد ناقض هذا في "باب الغنيمة لمن شهد الوقعة" فقال : "مجالد ضعيف" ، وإن قصد بذلك تضعيفه ، فقد أخطأ في عبارته ؛ فضعفه بلفظ يقتضي التوثيق ، ومجالد وإن تكلموا فيه فقد وثقه بعضهم ، وأخرج له مسلم في "صحيحه"" .
قلت : المتقرر فيه أنه لا يحتج به ؛ قال الذهبي :
"فيه لين" . وقال الحافظ :
"ليس بالقوي ، وقد تغير في آخر عمره" .
ولذلك ؛ لم يحتج به مسلم ، وإنما روى له مقروناً كما في "الترغيب" (4/ 291) ، فإطلاق ابن التركماني عزوه إليه إنما هو من تعصبه لمذهبه وعلى البيهقي . والله المستعان .

(80/1)


3575 - ( خير شبابكم من تشبه بكهولكم ، وشر كهولكم من تشبه بشبابكم ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 65 :
$ضعيف$
روي من حديث واثلة بن الأسقع ، وأنس بن مالك ، وعبدالله بن عباس .
1- أما حديث واثلة ؛ فيرويه عنبسة بن سعيد قال : حدثنا حماد مولى بني أمية ، عن جناح مولى الوليد ، عنه مرفوعاً .
أخرجه أبو يعلى في "مسنده" (ق355/ 1) ، وتمام في "الفوائد" (190/ 2) ، وعنه ابن عساكر (2/ 119/ 2) ، وابن شاهين في "الترغيب" (ق292/ 2) ، والدينوري في "المجالسة" (8/ 191/ 1) ، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (2/ 37) ، والبيهقي في "الشعب" (2/ 472/ 2) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (5/ 141/ 2) من طرق عنه .
قلت : وهذا إسناد ضعيف جداً ؛ حماد قال الأزدي :
"متروك" .
ومن فوقه وتحته ضعيفان . وقال الهيثمي في "المجمع" (10/ 270) :
"رواه أبو يعلى والطبراني ، وفيه من لم أعرفه" !
2- أما حديث أنس ؛ فيرويه الحسن بن أبي جعفر : حدثنا ثابت البناني ، عن أنس به .
أخرجه ابن عدي (87/ 1) ، وأبو علي الهروي في الجزء الثاني من الجزء الأول من "الفوائد" (1/ 2) ، وابن الديباجي في "الفوائد المنتقاة" (2/ 81/ 1) ، وأبو نعيم في "الأخبار" (2/ 37) ، والقضاعي (102/ 2) .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ الحسن بن أبي جعفر قال الحافظ :
"ضعيف الحديث مع عبادته وفضله" . وقال الهيثمي :
"رواه الطبراني والبزار [ 3219] ، فيهما الحسن بن أبي جعفر ، وهو ضعيف" .
3- وأما حديث ابن عباس ؛ فيرويه محمد بن يزيد : حدثنا إبراهيم بن سليمان الزيات : حدثنا بحر بن كنيز ، عن يحيى بن [ أبي ] كثير ، عن عكرمة عنه .
أخرجه البيهقي .
قلت : وهذا سند ضعيف ، مسلسل بالضعفاء ؛ بحر بن كنيز فمن دونه .
ومحمد بن يزيد الظاهر أنه أبو عبدالله بن أبي فروة الرهاوي .
4- وأما حديث عمر ؛ فيرويه إبراهيم بن حيان الأنصاري : حدثنا حماد بن زيد ، عن عاصم ، عن زر عنه مرفوعاً .
أخرجه ابن عدي (8/ 1) ، وقال بعد أن ساق لإبراهيم هذا حديثاً آخر :
"وهذان الحديثان مع أحاديث غيرهما بالأسانيد التي ذكر إبراهيم بن حيان عامتها موضوعة مناكير ، وهكذا سائر أحاديثه" .
وجملة القول ؛ أن الحديث ضعيف ؛ لأن هذه الطرق شديدة الضعف كما رأيت ، وخيرها طريق أنس ، ولو رأينا له شاهداً ضعفه مثله لحسنته . والله أعلم .

(81/1)


3576 - ( خير طعامكم الخبز ، وخير فاكهتكم العنب ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 67 :
$موضوع$
رواه الديلمي (2/ 115/ 286) من طريق أبي نعيم ، عن عمرو بن خالد ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه ، عن عائشة مرفوعاً .
قلت : وهذا موضوع ؛ آفته عمرو بن خالد ، وهو أبو يوسف الأعشى الأسدي الكوفي ؛ قال أبو نعيم الأصبهاني :
"روى عن هشام بن عروة موضوعات" . قال ابن حبان :
"يروي عن الثقات الموضوعات ، لا تحل الرواية عنه" .
ثم ساق في ترجمته هذا الحديث ؛ وقال :
"وهو بهذا الإسناد باطل موضوع ، والبلاء من أبي يوسف" .

(82/1)


3577 - ( خيركم أزهدكم في الدنيا ، وأرغبكم في الآخرة ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 68 :
$ضعيف$
رواه ابن أبي الدنيا في "ذم الدنيا" (11/ 232/ 1) عن مالك بن مغول قال : أخبرت عن الحسن قال : قالوا : يا رسول الله من خيرنا ؟ قال : "أزهدكم .." . الحديث .
قلت : وهذا إسناد ضعيف لإرساله ، الحسن هو ابن أبي الحسن البصري .

(83/1)


3578 - ( خيركم خيركم للمماليك ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 68 :
$ضعيف$
أخرجه الديلمي (2/ 112) من طريق الطبراني ، عن عبدالملك بن زيد ، عن مصعب بن مصعب ، عن ابن شهاب ، عن أبي سلمة بن عبدالرحمن ، عن أبيه مرفوعاً .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ مصعب بن مصعب قال أبو حاتم :
"ضعيف الحديث" . وذكره ابن حبان في "الثقات" .
وعبدالملك بن زيد ؛ قال الذهبي في "الضعفاء" :
"ضعفوه" .

(84/1)


3579 - ( سيد الإدام في الدنيا والآخرة اللحم ، وسيد الشراب في الدنيا والآخرة الماء ، وسيد الرياحين في الدنيا والآخرة الفاغية ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 68 :
$ضعيف جداً$
أخرجه الطبراني في "الأوسط" كما في "المجمع" (5/ 35) ، وأبو نعيم في "الطب" (ق1-2-المنتقى منه) من طريق سعيد بن عنبسة : حدثنا عبدالواحد بن واصل أبو عبيدة الحداد : حدثنا أبو هلال ، عن عبدالله بن بريدة ، عن أبيه مرفوعاً .
قلت : وهذا إسناد واه بمرة ؛ سعيد بن عنبسة هو الرازي أبو عثمان الخراز ؛ قال ابن الجنيد :
"كذاب" . وقال أبو حاتم :
"كان لا يصدق" .
وأبو هلال هو محمد بن سليم الراسبي ؛ وفيه ضعف ؛ قال الحافظ :
"صدوق فيه لين" . وقال الهيثمي (5/ 35-36) :
"رواه الطبراني في "الأوسط" ، وفيه سعيد بن عبية القطان ، ولم أعرفه ، وبقية رجاله ثقات ، وفي بعضهم كلام لا يضر" .
كذا قال ! وكأنه تحرف عليه أو على ناسخ أصله اسم "عنبسة" إلى "عبية" فلم يعرفه . وإنما هو "عنبسة" كما وقع عند أبي نعيم ، وقد ذكروا في ترجمته أنه روى عن أبي عبيدة الحداد .
ولكنه لم يتفرد به ؛ فقد أخرجه تمام الرازي في "الفوائد" (3/ 40/ 1) ، وابن قتيبة في "غريب الحديث" (1/ 51/ 1) عن أحمد بن خليل القومسي : حدثنا عبدالملك بن قريب الأصمعي : حدثنا أبو هلال محمد بن سليم الراسبي به . دون قوله "في الدنيا والآخرة" .
لكن القومسي هذا كذاب ؛ كما قال ابن أبي حاتم ، وضعفه أبو زرعة .
وأخرجه البيهقي في "الشعب" (5/ 92/ 5904) قال : حدثنا أبو عبدالرحمن السلمي : حدثنا ....
قلت : فساق إسناده إلى العباس بن بكار : حدثنا أبو هلال الراسبي به . وقال :
"ورواه جماعة عن أبي هلال الراسبي ، تفرد به أبو هلال" .
وأقول : هو مع ضعفه ؛ فالطرق إليه واهية كما تقدم ، والسلمي هذا متهم بوضع الأحاديث للصوفيه !
وقد وجدت لبعضه شواهد ، فروى أيوب بن محمد الوزان الثقفي : أخبرنا سلام ابن سليمان الثقفي ، عن محمد بن إسحاق ، عن أبي جعفر ، عن علي بن أبي طالب مرفوعاً به . دون الفقرة الثالثة .
أخرجه أبو عبدالله الخلال في "المنتخب من المنتخب من تذكرة شيوخه" (47/ 1) .
وهذا إسناد ضعيف منقطع ؛ فإن أبا جعفر هو محمد بن علي بن الحسين المعروف بالباقر ، لم يدرك جده علياً رضي الله عنه .
وابن إسحاق ؛ مدلس وقد عنعنه .
وسلام بن سليمان الثقفي ؛ ضعيف .
وروى البيهقي (5902) عن روح بن عبادة : حدثنا المجاشعي هشام بن سلمان : حدثنا يزيد الرقاشي ، عن أنس مرفوعاً بلفظ :
"خير الإدام اللحم ، وهو سيد الإدام" .
قلت : وهذا إسناد ضعيف جداً ؛ يزيد الرقاشي ضعيف جداً .
والمجاشعي ؛ قال الذهبي : "صدوق ، ضعفه موسى بن إسماعيل المنقري" .
وروى أبو نعيم في "الطب" كما في "الجزء الذي انتقاه القلانسي منه" أيضاً عن عبدالله بن أحمد بن عامر الطائي : حدثنا أبي : حدثنا علي بن موسى ، عن آبائه بلفظ :
"سيد طعام الدنيا والآخرة اللحم" .
قلت : والطائي هذا اتهمه الذهبي بالوضع ، ونحوه في "اللآلي" (2/ 240) .
ثم رأيت الحديث في "شعب الإيمان" (1/ 215/ 1) من طريق الغلابي : حدثنا الحسن بن حسان وعلي بن أبي طالب البزار قالا : حدثنا أبو هلال ، عن قتادة ، عن عبدالله بن بريدة به .
لكن الغلابي هذا وضاع .
ورجعت إلى مصورة "الأوسط" بواسطة فهرسي ، فرأيت الحديث فيه رقم (7630) : حدثنا محمد بن شعيب (هو الأصبهاني) : أخبرنا سعيد بن عتبة القطان : حدثنا أبو عبيدة الحداد .. إلخ ، وقال :
"تفرد به سعيد" .
كذا قال ! وقد عرفت ما فيه .
فأقول الآن : قد توقفت عن الجزم بالتحريف المتقدم حتى يأتي له شاهد .

(85/1)


3580 - ( خيركم في المئتين كل خفيف الحاذ ؛ الذي لا أهل له ولا ولد ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 71 :
$باطل$
رواه عباس الترقفي في "حديثه" (1/ 2) : حدثنا رواد بن الجراح ، عن سفيان ، عن منصور ، عن ربعي ، عن حذيفة مرفوعاً . ومن طريق الترقفي رواه ابن الأعرابي في "معجمه" (180/ 2) ، وكذا أبو القاسم المهراني في "الفوائد المنتخبة" (2/ رقم11- من نسختي) ، وابن عدي (141/ 1) ، والخطيب في "التاريخ" (6/ 198و11/ 225) ، وابن عساكر (2/ 131/ 2و6/ 143/ 1) ، والضياء في "المنتقى من مسموعاته بمرو" (122/ 1) ، وقال المهراني :
"هذا حديث غريب من حديث سفيان بن سعيد الثوري ، تفرد بروايته رواد عن الثوري ، وقد رواه عنه غيره" .
ورواه العقيلي أيضاً (137) من طريق رواد به ، وروى عن الإمام أحمد أنه قال في رواد :
"لا بأس به ، صاحب سنة ؛ إلا أنه حدث عن سفيان بأحاديث مناكير" ، ثم ساق له هذا الحديث وقال :
"حديث باطل" .
وكذا قال الذهبي . وقال ابن أبي حاتم (2/ 420) :
"قال أبي : هذا حديث منكر" .
وقال في مكان آخر (2/ 132) كما قال أحمد :
"هذا حديث باطل" .
ونقل الذهبي في "الميزان" عن أبي حاتم أنه قال :
"منكر لا يشبه حديث الثقات ، وإنما كان بدو هذا الخبر فيما ذكر لي : أن رجلاً جاء إلى رواد ، فذكر له هذا الحديث ، فاستحسنه وكتبه ، ثم حدث به بعد ، يظن أنه من سماعه" .
قلت : وذلك لأنه كان اختلط .
وقد روى نحو هذا الذي قاله أبو حاتم ابن جرير الطبري في "تفسيره" تحت حديث آخر ضعفه ابن كثير به ، سيأتي تخريجه برقم (6550) .
قلت : وقد روي موقوفاً ، فقال الحاكم في "المستدرك" (4/ 486) : أخبرنا أبو عبدالله الصفار : حدثنا محمد بن إبراهيم بن أرومة : حدثنا الحسن بن الوليد : حدثنا سفيان ، عن أبي الزعراء ، عن ابن مسعود رضي الله عنه قال :
"يأتي على الناس زمان يغبط فيه الرجل لخفة حاله ، كما يغبط الرجل اليوم بالمال والولد" .
قال : فقال له رجل : أي المال يومئذ خير ؟ قال : "سلاح صالح ، وفرس صالح ، يزول معه أينما زال" . وقال :
"صحيح على شرط الشيخين ، ولم يخرجاه" ! وكذا قال الذهبي في "تلخيصه" !
وفيه نظر ، بل هو إسناد ضعيف مظلم ، وبيان ذلك من وجوه :
الأول : أن أبا الزعراء اثنان ؛ متقدم ، واسمه عبدالله بن هاني الكندي الأسدي ، أبو الزعراء الكبير ، له رواية عند الترمذي وغيره ، عن ابن مسعود وهو صدوق ؛ كما قال أبو حاتم .
وأما المتأخر فاسمه : عمرو بن عمرو ، ويقال : ابن عامر بن مالك بن نضلة الجشمي أبو الزعراء الكوفي الأصغر ، وهو مجهول لا يعرف ، وإن ذكره ابن حبان في "الثقات" هو والذي قبله ، على أنه قد ذكرهما في الطبقة الثالثة ، مشيراً بذلك إلى انقطاعه ، وقد ذكروا في ترجمته أنه لم يرو عنه غير ابن أخته سلمة ابن كهيل .
لكن الحديث هنا من رواية سفيان ، عن أبي الزعراء ، عن ابن مسعود ، وهذا مما لا يعرف ؛ لأنه على ذلك يكون الراوي عنه إنما هو عمرو بن عمرو المتأخر طبقة ؛ فقد ذكروهما في الرواة عن أبي الزعراء المتأخر طبقة ، وقد قال الحافظ المزي (16/ 242) :
"وأما أبو الزعراء الأكبر هذا ؛ فلا تعرف له رواية إلا عن ابن مسعود وعمر بن الخطاب ، ولا يعرف له راو ؛ إلا سلمة بن كهيل ، ولم يدركه سفيان بن عيينة ، ولا أحد من أقرانه" .
قلت : ولعل العلة في هذا الخلط من الآتي ذكره ، وهو :
الوجه الثاني : (محمد بن إبراهيم بن أرومة) ؛ فقد جهدت في البحث عن ترجمة له ، دون الوقوف عليها ، مع أنهم قد ترجموا لأبيه (إبراهيم بن أرومة) ، وهو الأصبهاني الحافظ ، كما ترجموا للراوي عنه شيخ الحاكم (أبي عبدالله الصفار) ، انظر "تاريخ الإسلام" (25/ 179) ، و "تذكرة الحفاظ" (2/ 628) .
ثم إن (الحسن بن الوليد) ، كذا وقع في "المستدرك" ، وله ترجمة قصيرة في "أخبار أصبهان" لم أتمكن منها من الحكم عليه بأنه هو ؛ بينما جاء في "تهذيب الكمال" (6/ 495-496) :
الحسين بن الوليد القرشي مولاهم ، أبو علي ، ويقال : أبو عبدالله الفقيه النيسابوري . ثم ذكر في شيوخه سفيان الثوري ، وسفيان بن عيينة .
ومن هذا التحقيق يتبين أن العلامة (سراج الدين) المعروف بـ (ابن الملقن) ؛ إنما لم يورد هذا الحديث في كتابه "مختصر استدراك الحافظ الذهبي على مستدرك أبي عبدالله الحاكم" لأنه لم يضعه هو ليستدرك على المختصر كما هو صريح عنوان الكتاب .
وقد اغتر بالتصحيح المتقدم بعض الكتاب من المغرب في كلمة نشرتها له جريدة "المسلمون" بتاريخ السبت 28/ذي الحجة 1418 العدد (690) ، والكلمة نافعة لكنه تسرع ، فقال بعد أن نقل تصحيح الحاكم و الذهبي :
"وهذا من الموقوف الذي له حكم الرفع ؛ إذ لا مجال للرأي فيه" .
قلت : وهذا فيه نظر لو صح ، فكيف وفيه ما علمت من العلل .

(86/1)


3581 - ( خيركن أطولكن يداً ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 75 :
$موضوع$
أخرجه أبو يعلى (13/ 7430) ، والخطيب في "التاريخ" (5/ 6) عن أم الأسود ، عن منية ، من حديث أبي برزة قال :
[ كان ] للنبي صلي الله عليه وسلم تسع نسوة ، فقال يوماً : ... فذكره ، فقامت كل واحدة تضع يدها على الجدار ! قال :
"لست أعني هذا ، ولكن أصنعكن يدين" .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ لجهالة منية هذه ؛ قال الذهبي :
"تفردت عنها أم الأسود" . ولهذا قال الحافظ :
"لا يعرف حالها" .
قلت : فما نقله المناوي عن الهيثمي أنه قال : "إسناده حسن" . ليس بحسن ، لا سيما والمحفوظ في هذه القصة أنه قال لهن : "أسرعكن لحاقاً بي أطولكن يداً" .
أخرجه البخاري (1/ 359) ، ومسلم (7/ 144) ، والنسائي (1/ 352) ، وأحمد (6/ 121) من طرق عن عائشة رضي الله عنها مرفوعاً .
وفي رواية مسلم أنها زينب بنت جحش ، وهو الصواب .
وفي رواية البخاري أنها سودة بنت زمعة ، وهي وهم كما حققه الحافظ في "الفتح" ، ووقع له وهم نبهت عليه تحت الحديث (6335) .
ثم رأيت كلام الهيثمي في "المجمع" ونصه (9/ 248) :
"رواه أبو يعلى ، وإسناده حسن ؛ لأنه يعتضد بما يأتي" .
يعني الحديث المشار إليه الآتي عن ميمونة بلفظ :
"أولكن ترد علي الحوض أطولكن يداً" .
وهو حديث موضوع ؛ فيه مجمع على تركه ، وهو مسلمة بن علي الخشني ؛ قال الهيثمي : "وهو ضعيف" .
وقد ترتب من تساهل الهيثمي هذا وتسامحه في اقتصاره على تضعيفه فقط للخشني أن اعتبر بعضهم حديثه هذا شاهداً لحديث الترجمة ! فقد عزاه الحافظ في "المطالب العالية" (1/ 257/ 879) لـ "مسند أبي بكر بن أبي شيبة" ، فعلق عليه الشيخ حبيب الرحمن الأعظمي بقوله :
"لم يحكم البوصيري عليه بشيء ، بل قال : له شاهد من حديث عائشة" !
وسكت عليه الشيخ ولم يتعقبه بشيء ، بل إنه لما أعاده الحافظ في مكان آخر (4/ 131/ 4146) علق عليه مقوياً له بقول الهيثمي المذكور آنفاً ! وهذا من شؤم التساهل في النقد !
ولم يتنبه لهذا المعلق على مسند "أبي يعلى" ، فقال (13/ 425) - وهو يترجم لمنية - :
"ما رأيت فيها جرحاً ، ولم ترو منكراً ، فهي على شرط ابن حبان ، وقد حسن الحافظ في "المسند" إسنادها" .
ثم نقل كلام الهيثمي في هذا الحديث ، وفي حديث ميمونة الآتي .
وقد خفي عليه - لأنه حديث عهد بهذا العلم - أن الحديث منكر جداً ، بل موضوع ؛ لمخالفته لحديث عائشة المذكور ، وذلك من ناحيتين :
الأولى : في لفظه ؛ فإن فيه : "أسرعكن .." ، فهو من معجزاته صلي الله عليه وسلم العلمية ، وفي هذا "خيركن .." ، فهو من الفضائل ، فشتان ما بينهما ! والمقصود بالحديث زينب رضي الله عنها على الأصح ، كما يأتي بيانه تحت حديث ميمونة (6335) ، وعائشة أفضل كل زوجاته صلي الله عليه وسلم وخيرهن ، كما هو معلوم .
والأخرى : أن فيه أنهن كن يقسن أيديهن بعد وفاته صلي الله عليه وسلم ، وفي هذا أنهن فعلن ذلك بحضرته صلي الله عليه وسلم ، فأي نكارة أصرح من هذه ؟!
وأما قوله : "وقد حسن الحافظ في "المسندة" إسنادها" .
فلا أدري ما مستنده في ذلك ، وهو يعني "مسندة المطالب العالية" ؛ فإن نسخة المكتبة المحمودية من "المسندة" (ق35/ 1و171/ 1) ليس فيها التحسين المذكور ، ويستبعد مثله عن الحافظ !

(87/1)


3582 - ( خير هذه الأمة أولها وآخرها ، أولها فيهم رسول الله صلي الله عليه وسلم ، وآخرها فيهم عيسى ابن مريم ، وبين ذلك ثبج أعوج ليسوا مني ، ولست منهم ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 77 :
$ضعيف$
أخرجه أبو نعيم في "الحلية" (6/ 123) : حدثنا أحمد بن إسحاق : حدثنا عبدالله بن سليمان : حدثنا محمد بن خلف العسقلاني : حدثنا الفريابي ، عن الأوزاعي ، عن عروة مرفوعاً .
قلت : وهذا إسناد ضعيف لإرساله . وعروة هو ابن رويم اللخمي ، وهو ثقة كثير الإرسال . ومن دونه ثقات أيضاً ؛ غير أحمد بن إسحاق ؛ فلم أعرفه .

(88/1)


3583 - ( خير ما يموت عليه العبد أن يكون قافلاً من حج ، أو مفطراً من رمضان ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 78 :
$ضعيف$
أخرجه الديلمي (2/ 114) من طريق أبي نعيم ، عن سلمة بن سواية ، عن ابن حدر الكلبي ، عن أبي الزبير ، عن جابر مرفوعاً .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ أبو الزبير مدلس وقد عنعنه .
وسلمة بن سواية . لم أعرفه .
ومثله ابن حدر الكلبي .
لكن ذكر المناوي أن في إسناد الديلمي "أبو جناب الكلبي ، ضعفه النسائي والدارقطني" . فالظاهر أنه تحرف على الناسخ ، فكتب "ابن حدر" ، وإنما هو "أبو جناب" .

(89/1)


3584 - ( خيرهن أيسرهن صداقاً ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 78 :
$ضعيف$
رواه العقيلي في "الضعفاء" (135) ، وابن حبان في "صحيحه" (1255-زوائده) ، والطبراني (3/ 109/ 2) عن رجاء بن الحارث ، عن مجاهد ، عن ابن عباس مرفوعاً .
قلت : ورجاله ثقات غير رجاء بن الحارث ؛ فقال الذهبي : "ضعفه ابن معين وغيره" . وقال العقيلي : :حديثه ليس بالقائم" ، وقال عن هذا الحديث :
"ولا يتابع عليه إلا من جهة مقاربة ، وقد روي نحو هذا اللفظ بإسناد غير هذا فيه لين أيضاً ، والرواية الصحيحة حديث محمد بن سيرين عن أبي العجفاء عن عمر" .
قلت : ولعل الإسناد الآخر الذي أشار إليه العقيلي هو من طريق جابر بن يزيد الجعفي ؛ فقد قال الهيثمي في "المجمع" (4/ 281) :
"رواه الطبراني بإسنادين ، في أحدهما جابر الجعفي ، وهو ضعيف ، وقد وثقه شعبة والثوري ، وفي الآخر رجاء بن الحارث ، ضعفه ابن معين وغيره ، وبقية رجالهما ثقات" .

(90/1)


3585 - ( خيرت بين الشفاعة وبين أن يدخل نصف أمتي الجنة ، فاخترت الشفاعة ؛ لأنها أعم وأكفى ، أترونها للمتقين ؟! لا ، ولكنها للمذنبين الخطائين المتلوثين ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 79 :
$ضعيف$
أخرجه ابن ماجه (2/ 583) ، وابن أبي داود في "البعث" (86/ 45) ، والمخلص في "الفوائد المنتقاة" (1/ 158/ 1) ، وأبو صالح الحرمي في "الفوائد العوالي" (175/ 2) ، وأبو علي إسماعيل الصفار في "حديث عبدالله المخرمي" (116/ 2) من طريق أبي بدر : حدثنا زياد بن خيثمة ، عن نعيم بن أبي هند ، عن ربعي بن حراش ، عن أبي موسى الأشعري قال : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم ...
قلت : وهذا إسناد حسن فيما يبدو ، رجاله ثقات رجال مسلم ، وفي أبي بدر - واسمه شجاع بن الوليد بن قيس السكوني - كلام يسير من جهة حفظه ، وقال الحافظ :
"صدوق ، ورع ، له أوهام" .
قلت : وإني لأخشى أن يكون قد وهم في إسناد هذا الحديث ؛ فقد خولف فيه ؛ فقال الحسن بن عرفة في "جزئه" (رقم94-منسوختي) ، وعنه ابن أبي داود في "البعث" (رقم44) ، والعسكري في "التصحيفات" (1/ 316) ، ورزق الله التميمي في "جزئه" (154/ 1) : حدثني عبدالسلام بن حرب ، عن زياد بن خيثمة ، عن نعمان بن قراد ، عن عبدالله بن عمر قال : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : ... فذكره .
ومن طريق ابن حرب أخرجه المخلص أيضاً .
وعبدالسلام ثقة حافظ محتج به في "الصحيحين" .
وقال الإمام أحمد (2/ 75) : حدثنا معمر بن سليمان الرقي أبو عبدالله : حدثنا زياد ابن خيثمة ، عن علي بن النعمان بن قراد ، عن رجل ، عن عبدالله بن عمر به .
وهكذا رواه ابن أبي عاصم في "السنة" (791-بتحقيقي) .
وبالجملة ؛ فالحديث لم يطمئن القلب لصحته ؛ لاضطراب الرواة في إسناده على زياد بن خيثمة ، على هذه الوجوه الثلاثة ، والوجهان الأخيران أرجح عندي ؛ لأن راوي الأول منهما أوثق من راوي الوجه الأول منها . وكذلك راوي الوجه الثالث ثقة ؛ وهو معمر بن سليمان الرقي ، وقد اختلف هذان الثقتان أيضاً ؛ فقال الأول منهما : "زياد بن خيثمة عن نعمان بن قراد عن عبدالله بن عمر" . وخالفه الآخر ، فقال : "علي بن النعمان بن قراد" بدل : نعمان بن قراد . ثم أدخل بينه وبين ابن عمر رجلاً لم يسمه . وقد رجح العلامة أحمد شاكر ثبوت كل من الوجهين ، وأطال الكلام في ذلك ، فإن صح ذلك فالعلة عندي جهالة النعمان هذا ؛ فقد قال ابن أبي حاتم (4/ 1/ 446) :
"النعمان بن قراد ، ويقال : علي بن النعمان بن قراد ، روى عن ابن عمر ، روى عنه زيادة بن خيثمة" . وأما ابن حبان فأورده على قاعدته في "ثقات التابعين" (1/ 239) ، واعتمده الشيخ أحمد شاكر ، فصحح الحديث لذلك ، فلم يصب ، ولعله استروح لقول الحافظ المنذري في "الترغيب" (4/ 221) :
"رواه أحمد والطبراني ، وإسناده جيد" !
قلت : وكل ذلك ذهول عن قاعدة ابن حبان في توثيقه المجهولين كما بينه الحافظ في مقدمة "اللسان" . وزدناه بياناً في "الرد على التعقيب الحثيث" ، فتذكر هذا ؛ فإنه مهم .
نعم ؛ للحديث أصل من طريق أخرى عن أبي موسى مرفوعاً به ، دون قوله "لأنها أعم ..." إلخ .
أخرجه أحمد (4/ 404) من طريق عاصم ، عن أبي بردة عنه به ؛ وفيه قصة .
وهذا إسناد حسن .
وتابعه حمزة بن علي بن مخفر ، عن أبي بردة به ؛ وزاد :
"وعلمت أنها أوسع لهم" .
أخرجه أحمد أيضاً (4/ 415) .
وحمزة هذا مجهول .
وتابعهما عبدالملك بن عمير ؛ عن أبي بردة وأبي بكر ابني أبي موسى عنه .
أخرجه ابن أبي عاصم (821) .
وله شاهد من حديث عوف بن مالك الأشجعي ، وهو مخرج في "الروض النضير" (1019) ، و "تخريج المشكاة" (5600) .
وآخر من مرسل الحسن البصري مرفوعاً .
أخرجه المروزي في "زوائد الزهد" (1625) بسند صحيح عنه .

(91/1)


3586 - ( خير سليمان بين الملك والمال والعلم ، فاختار العلم ، فأعطي الملك والمال ؛ لاختياره العلم ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 82 :
$موضوع$
أخرجه الديلمي (2/ 127) عن محمد بن تميم ، عن حفص بن عمر العدني ، عن الحكم بن أبان ، عن عكرمة ، عن ابن عباس مرفوعاً .
قلت : وهذا إسناد موضوع . آفته محمد بن تميم ، والظاهر أنه الفارياناني ؛ اسم قرية كما في "معجم البلدان" لياقوت ، وهو كذاب يضع الحديث ؛ كما قال الخطيب في "تاريخ بغداد" (7/ 343) . وقال الحاكم : كذاب خبيث .
وحفص بن عمر العدني ؛ ضعيف .
والحكم بن أبان ؛ صدوق له أوهام .

(92/1)


3587 - ( الحظ الحسن يزيد الحق وضوحاً ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 82 :
$ضعيف$
رواه السلفي في "أحاديث وحكايات" (79/ 1) عن أحمد بن عبيد ابن ناصح أبو جعفر : حدثنا ابن الكلبي ، عن أبيه ، عن أبي صالح ، عن ابن عباس مرفوعاً .
قلت : وهذا موضوع ؛ آفته الكلبي أو ابنه ، وهو هشام بن محمد بن السائب ؛ قال الذهبي في "الضعفاء" :
"تركوه كأبيه ، وكانا رافضيين" .
قلت : وأبوه شر منه ، قال الذهبي : "كذبه زائدة وابن معين وجماعة" .
وله شاهد من حديث أنس ، أخرجه الخطيب في "الجامع" (4/ 154/ 2) عن عاصم بن مهاجر الكلاعي ، عن أبيه : قال الحسن ، عن أنس مرفوعاً .
ومن هذا الوجه رواه أبو الحسين الأبنوسي في "الفوائد" (25/ 2) لكن ليس عنده "قال الحسن ..." .
وكذلك رواه الثعلبي في "تفسيره" (3/ 149/ 1) ، وكذلك رواه الديلمي (2/ 137/ 1) ؛ إلا أنه قال : "عن أبيه ، عن سلمة ، وكانت له صحبة" .
قلت : وهذا إسناد ضعيف مظلم ؛ عاصم بن مهاجر وأبوه وسلمة ؛ مجهولون لم يترجموهم ؛ سوى قول الذهبي في الأول منهم - وقد ساق له هذا الحديث كما رواه الأبنوسي والثعلبي - :
"هذا خبر منكر" . ولم يزد هو ولا الحافظ ابن حجر على ذلك شيئاً !

(93/1)


3588 - ( الخلق الحسن زمام من رحمة الله ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 83 :
$ضعيف$
رواه الديلمي (2/ 135) من طريق الحاكم : حدثنا أبو سعيد بن أبي بكر بن أبي عثمان : حدثنا محمد بن حامد أبو بكر النيسابوري الهروي : حدثنا الذهلي : حدثنا أبو نعيم : حدثنا سفيان الثوري ، عن سعيد بن أبي بردة ، عن أبيه ، عن جده أبي موسى مرفوعاً .
قلت : أورده البيهقي في "الشعب" من طريق محمد بن حامد هذا ، وقال :
"وهم فيه هذا الشيخ ، وليس له من هذا الوجه أصل" .
كذا في "لسان الميزان" .
والحديث عزاه السيوطي في "الجامع" لأبي الشيخ في "الثواب" عن أبي موسى . فتعقبه المناوي بقوله :
"وأخرجه الحاكم والديلمي والبيهقي في "الشعب" باللفظ المزبور عن أبي موسى المذكور من طريقين ، وقال : كلا الإسنادين ضعيف" .
قلت : وإطلاقه العزو إلى الحاكم يشعر بأنه أخرجه في "المستدرك" ، وما رأيته فيه . والله أعلم .

(94/1)


3589 - ( الخلق الحسن لا ينزع إلا من [ ولد ] حيضة ، أو ولد زنية ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 84 :
$ضعيف$
رواه الديلمي (2/ 135) عن علي بن محمد بن مهرويه : حدثنا السليل بن موسى ، عن أبيه موسى بن السليل الصنعاني ، عن أبيه ، عن بشر ابن رافع ، عن يحيى بن أبي كثير ، عن أبي سلمة ، عن أبي هريرة مرفوعاً .
وبه :
"الخلق كلهم عيال الله وتحت كنفه ، فأحب الخلق إلى الله من أحسن إلى عياله ، وأبغض الخلق إلى الله من ضن على عياله" .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ لضعف بشر بن رافع .
والسليل بن موسى وأبوه وجده ؛ لم أعرفهم .
وعلي بن محمد بن مهرويه ؛ قال الحافظ في "اللسان" :
"قال صالح بن أحمد في "طبقات أهل همذان" :
تكلموا فيه ، محله عندنا الصدق" .

(95/1)


3590 - ( الخلق كلهم عيال الله ، فأحبهم إلى الله أنفعهم لعياله ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 85 :
$ضعيف جداً$
أبو يعلى في "مسنده" (163/ 2) ، والمخلص في "الفوائد المنتقاة" (8/ 18/ 2) ، والحارث في "مسنده" (221 من زوائده) ، والطبراني في "مكارم الأخلاق" (ورقة 167 وجه 2) وأبو عمر بن منده في "أحاديثه" (22/ 1) ، وأبو الحسن القزويني في "الأمالي" (185/ 2) ، وأبو بكر الخبائري في "الأمالي" (16/ 1) من طريق يوسف بن عطية الصفار ، عن ثابت ، عن أنس .
وهكذا رواه ابن النقور في "القراءة على الوزير أبي القاسم" (2/ 20/ 1) ، والباطرقاني في "مجلس من الأمالي" (رقم4- من نسختي) ، وكذا المخلص في "المجلس الأول من المجالس السبعة" (48/ 2) ، وأبو القاسم بن الوزير في "الأمالي" (15/ 1) ، والقضاعي (106/ 2) ، ونصر المقدسي في "الأربعين" (رقم11) وقال :
"حديث حسن المتن غريب الإسناد ، تفرد به يوسف بن عطية الصفار" .
قلت : وهو متروك ؛ كما قال الحافظ في "التقريب" . وذكر له الذهبي هذا الحديث من مناكيره .
وروي من حديث ابن مسعود ، أخرجه الهيثم بن كليب في "المسند" (52/ 1) : حدثنا ابن أبي العوام : حدثنا أبي : أخبرنا سعيد بن محمد الوراق ، عن موسى ابن عمير مولى آل جعدة ، عن الحكم بن عتيبة ، عن إبراهيم ، عن الأسود ، عن عبدالله بن مسعود مرفوعاً .
ورواه الطبراني في "المعجم الكبير" (3/ 61/ 1) ، وابن عدي في "الكامل" (6/ 341) ، والخطيب (6/ 334) ، وعنه ابن الجوزي في "العلل" (2/ 28) من طريق أخرى عن ابن عمير به .
وكذا رواه الضياء في "المنتخب من مسموعاته بمرو" (135/ 2) ، وكذا أبو نعيم في "الحلية" (4/ 237) وقال :
"تفرد به موسى" .
قلت : هو أبو هارون الكوفي ؛ متروك أيضاً ، وقد كذبه أبو حاتم .
وروي من حديث أبي هريرة بلفظ :
"الخلق كلهم عيال الله وتحت كنفه ، فأحب الخلق إلى الله من أحسن إلى عياله ، وأبغض الخلق إلى الله من ضن على عياله" .
أخرجه الديلمي في "مسند الفردوس" (1/ 136) بإسناده المتقدم في الحديث الذي قبله ، وهو واه كما سلف .
(تنبيه) : سكت الحافظ السخاوي عن إسناد حديث ابن مسعود ، فاغتر به الشيخ عبدالله الغماري فجوده ! وقد كنت انتقدته مع أشياء أخرى في تعليقي على رسالة العز بن عبدالسلام "بداية السول" ، فتراجع عنه بمكر وخبث في رسالة له أسماها : "القول المقنع في الرد على الألباني المبتدع" ! وحمل مسؤولية خطئه الحافظ السخاوي ، فرددت عليه ، وبينت جنفه وظلمه في مقدمة المجلد الثالث من هذه "السلسلة" ، فراجعها إن شئت تعرف من جهل هذا الغماري وبهته وسوء خلقه وسلاطة لسانه ما لا يخطر على بال أحد . والله المستعان .
وإنما يثبت من هذا الحديث ما جاء في بعض طرقه التي ذكرها السخاوي بلفظ :
"خير الناس أنفعهم للناس" .
ولذلك خرجته في "الصحيحة" (427) .

(96/1)


3591 - ( داووا مرضاكم بالصدقة ، وحصنوا أموالكم بالزكاة ؛ تدفع عنكم الأعراض والأمراض ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 87 :
$موضوع$
أخرجه الديلمي (2/ 140) عن محمد بن يونس : حدثنا بدل بن المحبر : حدثنا هلال بن مالك الهوائي ، عن يونس بن عبيد ، عن ، عن ابن عمر مرفوعاً .
قلت : وهذا موضوع ؛ آفته محمد بن يونس وهو الكديمي ؛ فإنه متهم بالوضع .
وهلال بن مالك الهوائي لم أجد له ترجمة ، ولا عرفت هذه النسبة ، وهي مهملة حسبما تراءى لي بواسطة القارئة للأفلام .
ونقل المناوي عن البيهقي أنه قال :
"منكر بهذا الإسناد" .

(97/1)


3592 - ( دثر مكان البيت ، فلم يحجه هود ولا صالح ؛ حتى بوأه الله لإبراهيم عليه السلام ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 87 :
$منكر$
أخرجه ابن عدي (3/ 2) ، والديلمي (2/ 144) من طريق الزبير بن بكار : حدثني إبراهيم بن محمد بن عبدالعزيز ، عن أبيه ، عن شهاب ، عن عروة ، عن عائشة مرفوعاً . وقال ابن عدي :
"إبراهيم هذا ؛ فال البخاري : بمشورته جلد مالك ، منكر الحديث" . قال ابن عدي :
"عامة ما يرويه مناكير ، كما قال البخاري ، ولا يشبه حديثه حديث أهل الصدق" .
قلت : إبراهيم هذا ليس هو الذي قال فيه البخاري : "بمشورته جلد مالك" .
وإنما قال ذلك في أبيه محمد بن عبدالعزيز ، ذكره في ترجمته من "التاريخ الكبير" (1/ 167) ، وفيه قال "منكر الحديث" ، وكذلك نقله عنه في "الميزان" . وأما ابنه إبراهيم فلم يذكر البخاري في ترجمته من "التاريخ" (1/ 1/ 322) ما نقله ابن عدي عنه إطلاقاً . وإنما قال فيه : "وفيه نظر" . ونقل الذهبي في "الميزان" عنه أنه قال : "سكتوا عنه ، وبمشورته جلد مالك" ، وهذا وهم فيما أرى ، سلفه في الشطر الثاني منه ابن عدي . وأما قوله : "سكتوا عنه" ؛ فإنما قاله البخاري في يعقوب بن محمد ، والظاهر أنه أخو إبراهيم ، ونص البخاري في ترجمة إبراهيم :
"سمع منه إبراهيم بن المنذر ، وفيه نظر ، ويعقوب بن محمد - وهو أراه ابن أبي ثابت - سكتوا عنه ، ويقال لأبي ثابت : عبدالعزيز بن عمران" .
هذا نص كلامه ، وهو ظاهر فيما ذكرنا . والله أعلم .

(98/1)


3593 - ( دخلت الجنة فوجدت أكثر أهلها أهل اليمن ، ووجدت أكثر أهل اليمن مذحج ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 88 :
$ضعيف$
أخرجه الخطيب في "التاريخ" (8/ 229) ، والديلمي (2/ 142) ، والرافعي في "تاريخ قزوين" (4/ 107) عن أبي عيسى حمزة بن الحسين بن عمر السمسار : حدثنا الحكم بن عمرو الأنماطي : حدثنا محمد بن إبراهيم القرشي ، عن سفيان ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه ، عن عائشة مرفوعاً .
قلت : آفته القرشي هذا كما قال الذهبي ، وهو مجهول كما قال العقيلي في "الضعفاء" (ص369) .
وأما قول المناوي :
"وفيه حمزة بن الحسين السمسار . قال الذهبي في "الضعفاء" : حمزة بن الحسين الدلال عن ابن السماك . قال الخطيب : كذاب" .
قلت : فهو وهم فاحش ! اختلط عليه ترجمة بأخرى ؛ فإن راوي هذا الحديث هو السمسار ، وقد ترجمه الخطيب في "التاريخ" (8/ 181) وقال :
"وكان ثقة . مات سنة 328" .
وأما حمزة بن الحسين الدلال الذي نقل ترجمته عن الذهبي ؛ فقد ترجمه الخطيب أيضاً (8/ 185) وذكر أنه كتب عنه وترجم له بما يدل على سوء حاله ، وأنه كان يغير السماعات ، ولكنه لم يصرح فيه بقوله : كذاب . مات سنة (330) .

(99/1)


3594 - ( درهم أعطيه في عقل أحب إلي من مئة في غيره ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 89 :
$ضعيف$
رواه الطبراني في "الأوسط" (1/ 186/ 1) : أخبرنا محمد بن الحارث الجميلي : أخبرنا صفوان بن صالح : أخبرنا الوليد بن مسلم : أخبرنا عبدالصمد بن عبدالأعلى السلامي ، عن إسحاق بن عبدالله بن أبي طلحة ، عن أنس بن مالك مرفوعاً ، وقال :
"لم يروه عن إسحاق إلا عبدالله (كذا) تفرد به الوليد" .
قلت : وهو ثقة لكنه كثير التدليس والتسوية كما في "التقريب" ، وشيخه عبدالصمد قال الذهبي :
"فيه جهالة ، قال أبو حاتم : شيخ مجهول" ، وأما ابن حبان فأورده في "الثقات" على قاعدته ! لكنه قال (1/ 137-138) :
"يعتبر بحديثه من غير رواية معان بن رفاعة عنه" .
وصفوان بن صالح ثقة ولكنه يدلس أيضاً تدليس التسوية .
والجميلي لم أجد له ترجمة .
وقد خولفاً في اسم هذا المجهول . فقال العقيلي في "الضعفاء" (ص255) : حدثنا إسحاق بن إبراهيم الأنماطي قال : حدثنا دحيم قال : حدثنا الوليد بن مسلم قال : حدثنا عبدالسلام بن علي السلامي ، عن إسحاق بن عبدالله بن أبي طلحة به ؛ إلا أنه قال :
"خمسة" بدل "مئة" .
أورده العقيلي في ترجمة عبدالسلام هذا ، وقال :
"لا يتابع على حديثه ، ولا يعرف إلا به" . وقال الذهبي :
"لا يدرى من هو ، والخبر منكر" ، يعني هذا ، وأقره الحافظ . .
والحديث عزاه السيوطي في "الزيادة على الجامع الصغير" لأبي يعلى بلفظ "لدرهم" ، ولم أره في "مسنده" ، ولا عزاه إليه الهيثمي في "المجمع" (6/ 292) فقد قال :
"رواه الطبراني في "الأوسط" ، وفيه عبدالصمد بن عبدالأعلى ؛ قال الذهبي : فيه جهالة" .

(100/1)


3595 - ( درهم الرجل ينفق في صحته خير من عتق رقبة عند موته ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 90 :
$ضعيف جداً$
أخرجه الديلمي (2/ 144) عن أبي الشيخ معلقاً ، عن سليمان ابن سلمة الخبائري : حدثنا يوسف بن السفر (الأصل : القاسم) : حدثنا الأوزاعي : حدثنا يحيى بن أبي كثير ، عن أبي سلمة ، عن أبي هريرة مرفوعاً .
قلت : وهذا إسناد ضعيف جداً ؛ سليمان بن سلمة الخبائري ؛ قال الذهبي في "الضعفاء" :
"متروك" .
قلت : ومثله شيخه يوسف بن السفر ، وبه فقط أعله المناوي ، فقصر .

(101/1)


3596 - ( درهم حلال يشتري به عسلاً ويشرب بماء المطر ؛ شفاء من كل داء ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 91 :
$ضعيف$
رواه أبو نعيم في "أخبار أصبهان" (2/ 22) ، وعنه الديلمي (2/ 143-144) : حدثنا علي بن محمد : حدثنا أبو زرعة الموصلي تريك بن مناس ابن يعقوب : حدثنا يوسف بن رزيق الموصلي : حدثنا عمي : حدثنا حميد ، عن أنس بن مالك مرفوعاً .
أورده في ترجمة علي بن محمد هذا - وهو ابن أحمد بن حسنويه - أبو بكر الضراب ؛ ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً .
ومن بينه وبين حميد ؛ لم أعرفهم .

(102/1)


3597 - ( دعاء المحسن إليه للمحسن لا يرد ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 91 :
$ضعيف جداً$
أخرجه الديلمي (2/ 140) عن الحارث بن مسكين ، عن ابن المبارك ، عن عبدالرحمن بن زيد بن أسلم ، عن أبيه ، عن ابن عمر مرفوعاً .
قلت : وهذا إسناد ضعيف جداً ؛ عبدالرحمن بن زيد بن أسلم متروك .

(103/1)


3598 - ( دعوة في السر تعدل سبعين في العلانية ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 92 :
$ضعيف جداً$
أخرجه الديلمي (2/ 141) عن أبي الشيخ معلقاً ، عن أبان ، عن الحسن ، عن بعض الصحابة مرفوعاً .
قلت : وهذا إسناد ضعيف جداً ؛ أبان هو ابن أبي عياش ؛ متروك .

(104/1)


3599 - ( دعوا الدنيا لأهلها ، من أخذ من الدنيا فوق ما يكفيه أخذ حتفه وهو لا يشعر ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 92 :
$ضعيف$
أخرجه الديلمي (2/ 39) عن ابن لال معلقاً ، عن محمد بن أبي هارون : حدثنا منصور بن الحارث : حدثنا خالد بن وهب ، حدثنا إسحاق بن عبدالله بن أبي طلحة ، عن أنس بن مالك مرفوعاً .
قلت : وهذا إسناد ضعيف مظلم ؛ من دون إسحاق لم أجد لهم ترجمة .
والحديث أخرجه البزار أيضاً (3695-كشف الأستار) من طريق هانىء بن المتوكل : حدثنا عبدالله بن سليمان : عن إسحاق به ، ولفظه :
"ينادي مناد : دعوا الدنيا ..." الحديث . وقال :
"لا نعلمه إلا من هذا الوجه ، وعبدالله حدث بأحاديث لم يتابع عليها ، ولم نعلم رواه عنه إلا هانىء ، وهو ضعيف" .
ونحوه في "مجمع الزوائد" (10/ 254) .
ومضى تخريجه برقم (1691) بأبسط مما هنا ، مع الرد على المناوي في تحسينه إياه !

(105/1)


3600 - ( دعوا صفوان ؛ فإن صفوان خبيث اللسان طيب القلب ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 93 :
$ضعيف$
رواه الهيثم بن كليب في "المسند" (24/ 1) ، والخطيب في "الموضح" (2/ 166) عن عامر بن صالح ، عن أبيه ، عن الحسن ، عن سعد قال : شكى رجل صفوان بن المعطل إلى رسول الله صلي الله عليه وسلم قال : يا رسول الله إن صفوان هجاني ، قال : وكان يقول الشعر فقال : ... فذكره .
ومن هذا الوجه رواه ابن عساكر (8/ 176/ 1) .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ الحسن - وهو البصري - مدلس وقد عنعنه .
وعامر بن صالح - هو ابن رستم - ؛ قال الحافظ :
"صدوق سيىء الحفظ ، أفرط فيه ابن حبان" .
ومن طريقه : رواه الطبراني ، وقال : "سعد مولى أبي بكر" كما في "المجمع" (9/ 363-364) ، وقال :
"وعامر بن صالح بن رستم وثقه واحد ، وضعفه جماعة ، وبقية رجاله رجال الصحيح" .
كذا قال ! وصالح بن رستم صدوق كثير الخطأ أيضاً ؛ كما في "التقريب" .
والحديث عزاه في "الجامع الكبير" (2/ 31/ 2) لأبي يعلى ، والحاكم في "الكنى" ، والضياء عن سفينة ، ولم يذكره الهيثمي من حديثه أصلاً ، كما عزاه السيوطي لأبي يعلى أيضاً عن سعد ، ولم أره في "مسنده" (2/ 439) عنه . والله أعلم .

(106/1)


3601 - ( دعوا لي أصحابي وأصهاري ، لا تؤذوني فيهم ، فمن آذاني فقد آذى الله ، ومن آذى الله تخلى الله منه ، ومن تخلى الله منه أوشك أن يأخذه ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 94 :
$ضعيف$
رواه أبو نعيم في "أخبار أصبهان" (1/ 175) عن إبراهيم بن أبي يحيى : حدثنا يزيد بن هارون : أنبأنا الفضيل بن مرزوق ، عن محمد بن خالد ، عن رجل من الأنصار ، حدثنا صاحبنا أنس بن مالك مرفوعاً به .
أورده في ترجمة إبراهيم هذا ؛ وسمى أباه يزيد بن عبدالله الباهلي ، ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً .
والفضيل بن مرزوق فيه ضعف ؛ مع كونه من رجال مسلم .
ومحمد بن خالد هو الضبي الكوفي ؛ صدوق .
والرجل الأنصاري ؛ مجهول .
والحديث أخرج الطرف الأول منه ابن عساكر (8/ 349/ 1) من طريق وكيع ، عن فضيل بن مرزوق به ؛ أنه أسقط منه محمد بن خالد .
وأخرجه الخطيب في "التاريخ" (1/ 209) من طريق أخرى عن المعافى بن عمران معضلاً به ، وزاد :
"فمن سبهم فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين" .
ولهذه الزيادة شواهد كنت خرجتها من أجلها في "الصحيحة" برقم (2340) .
كما أن للطرف الأول منه (دعوا لي أصحابي) شواهد بعضها صحيح ، سبق تخريجها هناك (1923) .
ثم وجدت له شاهداً آخر من حديث أنس . رواه البزار (2779) بسند صحيح عنه .

(107/1)


3602 - ( دعوتان ليس بينهما وبين الله حجاب : دعوة المظلوم ، ودعوة المرء لأخيه بظهر الغيب ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 95 :
$ضعيف$
رواه الطبراني (3/ 114/ 2) عن عبدالرحمن بن أبي بكر ، عن ابن أبي مليكة ، عن ابن عباس مرفوعاً .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ عبدالرحمن بن أبي بكر - وهو ابن عبيدالله بن أبي مليكة - ؛ ضعيف ؛ كما في "التقريب" ، و "المجمع" (10/ 152) .
وقد مضى الحديث من طريق أخرى ضعيفة جداً بلفظ :
"خمس دعوات يستجاب لهن .." الحديث رقم (1364) .
لكن الشطر الأول له شاهداً يتقوى بها ، فراجعها في "الصحيحة" (رقم 767) .
والشطر الثاني أيضاً له شاهداً ؛ لكن دون قوله : "ليس بينهما وبين الله حجاب . فانظر "الصحيحة" أيضاً (1339) .

(108/1)


3603 - ( دعهن يا عمر ؛ فإن العين دامعة ، والفؤاد مصاب ، والعهد قريب ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 95 :
$ضعيف$
رواه النسائي (1/ 263) ، وابن ماجه (1587) ، وابن خزيمة في "حديث علي بن حجر" (4/ 188/ 2) ، وابن حبان (747) ، وأحمد (2/ 110و273و333و408و444) عن محمد بن عمرو بن عطاء :
أنه كان جالساً مع ابن عمر في السوق ومعه سلمة بن الأزرق جالس إلى جنبه ، فمر بجنازة يتبعها بكاء ، فقال ابن عمر : لو ترك أهل هذا الميت البكاء عليه لكان خيراً لميتهم ، قال سلمة بن الأزرق : يا أبا عبدالرحمن أتقول هذا ؟ قال : نعم ؛ أقوله ، قال : فإني سمعت أبا هريرة ومات ميت من آل مروان فاجتمع النساء يبكين عليه ، قال مروان : قم يا عبدالملك فانههن أن يبكين ، قال أبو هريرة : دعهن يا عبدالملك ؛ فإنه مات ميت من آل رسول الله صلي الله عليه وسلم فاجتمع النساء يبكين عليه ، فقام عمر بن الخطاب ينهاهن ويطردهن ، فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم : ... فذكره . فقال ابن عمر : أنت سمعت هذا من أبي هريرة ؟ قال : نعم ؛ قال يأثره عن رسول الله صلي الله عليه وسلم ؟ قال : نعم ، قال : فالله ورسوله أعلم .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ رجاله ثقات غير سلمة بن الأزرق ؛ قال الذهبي :
"لا يعرف" .
قلت : وقد سقط من الإسناد عند بعضهم ، ومنهم الحاكم في "المستدرك" (1/ 381) ، فجرى على ظاهره ، فقال :
"صحيح على شرط الشيخين" ! ووافقه الذهبي !!

(109/1)


3604 - ( دم عمار ولحمه ؛ حرام على النار أن تأكله أو تمسه ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 96 :
$ضعيف$
رواه البزار (3/ 51) ، وابن عساكر (12/ 314/ 1) عن عبيد بن حماد : أخبرنا عطاء بن مسلم الخفاف ، عن سفيان ، عن أبي إسحاق ، عن أوس بن أوس قال : كنت عند علي ، فسمعته يقول : ... فذكره مرفوعاً .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ أبو إسحاق هو السبيعي ، واسمه عمرو بن عبدالله ؛ مدلس وقد عنعنه .
وعطاء بن مسلم الخفاف ؛ قال الحافظ :
"صدوق يخطىء كثيراً" .
وعبيد بن حماد لم أعرفه ، لكن الظاهر أنه لم يتفرد به ؛ فقد قال الهيثمي في "المجمع" (9/ 295) :
"رواه البزار [3/ 251/ 2684] ورجاله ثقات ، وفي بعضهم ضعف لا يضر" .
قلت : ولعل البعض الذي أشار إليه هو الخفاف المذكور ، فإذا كان كذلك فضعفه يضر كما يستفاد من حكم الحافظ السابق عليه .والله أعلم .
والحديث لم أره في "زوائد البزار" ، ونسخته سيئة ؛ فيها بياضات كثيرة . والله أعلم .
ثم طبع بعد ذلك "كشف الأستار عن زوائد البزار" للهيثمي ، فإذا هو فيه (3/ 251/ 2684) من الطريق نفسها ، وقال البزار :
"لا نعلمه يروى عن علي إلا بهذا الإسناد ، ولا نعلم روى أبو إسحاق عن أوس شيئاً وهم فيه ، عطاء لم يكن بالحافظ ، وليس به بأس" .
ومنه تبينت أن طريق البزار لا تختلف عن طريق الطبراني ، وأن عبيد بن حماد الذي لم أعرفه ؛ سببه أن اسم أبيه محرف من (جناد) ، وعبيد بن جناد ، قال أبو حاتم :
"صدوق" . وذكره ابن حبان في "الثقات" (8/ 432) .

(110/1)


3605 - ( دوروا مع القرآن حيثما دار ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 98 :
$ضعيف$
رواه الواحدي في "الأوسط" (1/ 221/ 1) عن آدم بن موسى بن عمران الدلاهنجي : حدثنا أبو محمد جعفر بن علي الخوارزمي : حدثنا محمد بن إسماعيل بن جعفر العلوي : حدثنا عمي موسى بن جعفر ، عن مالك بن أنس ، عن أبي سهيل بن مالك ، عن أنس بن مالك مرفوعاً .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ موسى بن جعفر الظاهر أنه ابن إبراهيم الجعفري ، قال العقيلي :
"في حديثه نظر" .
ومن دونه لم أعرفهم .
وأخرجه الحاكم (2/ 148) من طريق مسلم الأعور ، عن خالد العرني ، عن حذيفة مرفوعاً . وسكت عليه ، وقال الذهبي :
"قلت : مسلم بن كيسان تركه أحمد وابن معين" .

(111/1)


3606 - ( دين المرء عقله ، ومن لا عقل له لا دين له ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 98 :
$باطل$
أخرجه الديلمي (2/ 143) عن أبي الشيخ معلقاً ، عن عمير بن عمران : حدثنا ابن جريج ، عن أبي الزبير ، عن جابر مرفوعاً .
قلت : وهذا حديث باطل ؛ آفته عمير بن عمران ؛ وهو الحنفي ؛ قال ابن عدي :
"حدث بالبواطيل" .
وابن جريج وأبو الزبير ؛ مدلسان .
وأخرجه ابن النجار من طريق نصر بن طريف ، عن ابن جريج به ؛ إلا أنه قال : "قوام" بدل "دين" . وقد مضى برقم (370) .

(112/1)


3607 - ( الدار حرم ، فمن دخل عليك حرمك ؛ فاقتله ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 99 :
$ضعيف$
أخرجه أحمد (5/ 326) ، والبيهقي (8/ 341) عن محمد بن كثير السلمي ، عن يونس بن عبيد ، عن محمد بن سيرين ، عن عبادة بن الصامت مرفوعاً . وقال البيهقي :
"قال أبو أحمد بن عدي : "محمد بن كثير السلمي منكر الحديث" . وقد روي بإسناد آخر ضعيف عن يونس بن عبيد . وهو إن صح ؛ فإنما أراد - والله أعلم - أنه يأمره بالخروج ، فإن لم يخرج فله ضربه ، وإن أتى الضرب على نفسه" .

(113/1)


3608 - ( الداعي والمؤمن في الأجر شريكان ، والقارىء والمستمع في الأجر شريكان ، والعالم والمتعلم في الأجر شريكان ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 99 :
$موضوع$
رواه الديلمي (2/ 147) عن إسماعيل الشامي ، عن جويبر بن سعيد ، عن الضحاك ، عن ابن عباس مرفوعاً .
قلت : وهذا موضوع ؛ آفته إسماعيل هذا ، وهو ابن أبي زياد الشامي ؛ واسم أبيه مسلم ، قال الدارقطني :
"متروك ، يضع الحديث" ، كذا في "الميزان" و "اللسان" ؛ إلا أنه سقط منه لفظ "يضع" .
وقال في "الضعفاء" :
"كذاب" .
وجويبر بن سعيد ؛ متروك .

(114/1)


3609 - ( الدعاء مفتاح الرحمة ، والوضوء مفتاح الصلاة ، والصلاة مفتاح الجنة ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 100 :
$ضعيف$
أخرجه الديلمي (2/ 146) عن محمد بن علي بن الحسين الهمذاني : حدثنا محمد بن عبيد : حدثنا عبدالله بن عبيدالله المقري : حدثنا ابن جريج ، عن عطاء ، عن ابن عباس مرفوعاً .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ من دون ابن جريج لم أعرفهم ؛ غير الهمذاني ؛ أورده الذهبي في "الميزان" ، وقال :
"قال الإدريسي : كان يجازف في الرواية في آخر أيامه" .
وذكر الحافظ في "اللسان" عن الخطيب أنه بغدادي ومن كبار الصوفية .
ولم أجد ترجمته في "تاريخه" ، فلعلها مما سقط من النسخة المطبوعة منه .

(115/1)


3610 - ( الدعاء يرد البلاء ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 100 :
$ضعيف$
أخرجه الديلمي (2/ 147) عن أبي الشيخ معلقاً ، عن السري بن سليمان ، عن الرجاجي ، عن أبي سهيل بن مالك ، عن أبي صالح ، عن أبي هريرة مرفوعاً .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ الرجاجي لم أعرفه ، ولا أدري إلى أي شيء نسبته ، ولعل في الأصل تحريفاً .
وكذلك لم أعرف السري بن سليمان هذا .

(116/1)


3611 - ( الدنيا كلها سبعة أيام من أيام الآخرة ، وذلك قول الله تعالى : (وإن يوماً عند ربك كألف سنة مما تعدون) ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 101 :
$موضوع$
أخرجه ابن شاهين في "رباعياته" (ق172/ 1) ، وأبو عبدالله الفلاكي في "الفوائد" (88/ 2) ، والسهمي في "تاريخ جرجان" (99) ، والديلمي من طريق أبي الشيخ (2/ 149) ؛ كلهم عن عمر بن يحيى بن نافع قال : حدثنا العلاء بن زيدل ، عن أنس مرفوعاً .
قلت : وهذا موضوع ؛ آفته العلاء بن زيدل ؛ قال ابن المديني :
"كان يضع الحديث" . وقال ابن حبان :
"روى عن أنس نسخة موضوعة ، لا يحل ذكره إلا تعجباً" . وقال البخاري :
"منكر الحديث" .
وعمر بن يحيى بن نافع ؛ لم أعرفه .
والحديث أورده ابن الجوزي في "الموضوعات" من طريق ابن عدي ، ثم قال :
"موضوع ، والمتهم به العلاء بن زيدل" .
وتعقبه السيوطي في "اللآلي" (2/ 443)بأن له شواهد ، وتبعه على ذلك ابن عراق في "تنزيه الشريعة" (2/ 379-380) ، وليس بشيء ؛ كما سيأتي التحقيق فيما ذكره .
والحديث أورده الحافظ السخاوي في "القتاوى الحديثية" (ق193/ 1) من رواية الديلمي ، ثم قال :
"لا يصح" . ثم ذكر نحوه عن ابن عباس موقوفاً ، ثم قال :
"لا يصح أيضاً ، وبه جزم ابن كثير ، قال : وكذا كل حديث ورد فيه تحديد وقت يوم القيامة على التعيين ؛ لا يثبت إسناده" .
قلت : ومن ذلك ما روى ابن قتيبة في "غريب الحديث" (1/ 114-115) ، والديلمي (2/ 149) ، وكذا الطبراني ، وأبو نعيم في "المعرفة" ، وأبو علي ابن السكن كما في "الفتاوى الحديثية" (ق93/ 1) للحافظ السخاوي من طريق سليمان بن عطاء القرشي الحراني ، عن مسلمة بن عبدالله الجهني ، عن عمه أبي مشجعة بن ربعي ، عن ابن زمل مرفوعاً ؛ قال في حديث طويل :
"النيا سبعة آلاف سنة ، بعثت - أو قال : أنبأنا - في آخرها ألفاً" .
قال السخاوي :
"ولكن ابن عطاء هذا منكر الحديث ، بل قال ابن حبان : إنه يروي الموضوعات . وقال : ابن زمل لا أعتمد على إسناد خبره هذا . مع أنه أثبت صحبته ! وقال ابن السكن : إسناده ضعيف . وأما الذهبي ؛ فإنه ذكر ابن زمل في "الميزان" ، وقال : إنه لا يكاد يعرف ، وليس بمعتمد . وأورد ابن الجوزي هذا الحديث في (الموضوعات)" .
قلت : وفي قوله : إن ابن حبان أثبت صحبة ابن زمل نظر ؛ فقد نقل الحافظ ابن حجر في "اللسان" عنه أنه قال في "الثقات" :
"يقال : له صحبة" .
فهذا إلى نفي الصحبة عنه أقرب من إثباتها له كما لا يخفى . ولعل السخاوي لم يتنبه لقوله : "يقال" ، فوقع في الإشكال .
ثم وجدت الحافظ نفسه في "الإصابة" عن ابن حبان أنه قال :
"عبدالله بن زمل له صحبة ، لكن لا أعتمد على إسناد خبره" . فالظاهر أن ابن حبان هو نفسه متردد فيه ، فتارة يجزم بصحبته ، وتارة يشك فيها . والله أعلم .
وفي اسم ابن زمل ثلاثة أقوال ذكرها الحافظ في "الإصابة" ، وقال :
"الصواب منها أنه عبدالله" .
قلت : وابن الجوزي إنما أورد الحديث في "الموضوعات" من طريق العلاء عن أنس ، فتعقبه السيوطي في "اللآلي" (2/ 443) بطريق ابن زمل هذه ، واقتصر على تضعيفها ، وهي شر من ذلك ؛ كما سلف بيانه من كلام الحافظ السخاوي ، وبطريق أخرى نقلها من "تاريخ ابن عساكر" من طريق شقيق بن إبراهيم الزاهد ، عن أبي هاشم الأبلي ، عن أنس مرفوعاً بلفظ :
"عمر الدنيا سبعة آلاف سنة" ، وقال :
"وأبو هاشم ضعيف" .
وهذا فيه تساهل لا يخفى على أهل العلم ؛ فإن أبا هاشم هذا - واسمه كثير ابن عبدالله - قد قال فيه البخاري :
"منكر الحديث" ، وقال النسائي :
"متروك الحديث" .
وهذا معناه أنه شديد الضعف ، وعند البخاري في منتهى الضعف كما هو معلوم من أسلوبه ، فمثل هذه الشواهد الشديدة الضعف لا ينقذ الحديث من الوضع .
ثم استشهد السيوطي بحديث أبي هريرة ، أخرجه الحكيم الترمذي من طريق ليث بن أبي سليم ، عن مجاهد عنه . وقال :
"وليث لين" .
قلت : وليث كان اختلط ، ومع ذلك فما أظن السند إليه يصح .
ثم ساق بعض الآثار الموقوفة عن ابن عباس وبعض التابعين ، وصححه عن ابن عباس ، وفي الاستدلال به على صحة الحديث نظر ؛ لأنه موقوف ، ومن المحتمل أن يكون ابن عباس تلقاه من بعض مسلمة أهل الكتاب ، بل هذا هو الظاهر من بعض الطرق عنه ؛ فروى الحافظ ابن منده : يحيى في "جزء من الأمالي" (ق255/ 2) من طريق يونس بن بكير ، عن محمد بن إسحاق : حدثني محمد بن أبي بكر ، عن سعيد بن جبير أو عكرمة ، عن ابن عباس قال :
"قالت [يهود] : إنما الدنيا سبعة آلاف سنة ، وإنما يعذب الناس يوم القيامة بكل ألف سنة يوم من أيام الدنيا يوماً واحداً ، وإنما هي سبعة أيام ! فأنزل الله (وقالوا لن تمسنا النار إلا أياماً معدودة) ، فأخبر الله تعالى أن الثواب في الخير والشر معهم أبداً" . وقال :
"رواه أبو كريب عن يونس ، ولم يذكر فيه : "فأخبرهم الله ..." ، ورواه إبراهيم ابن سعد وغيره عن محمد بن إسحاق نحوه" .

(117/1)


قلت : وأخرجه ابن جرير الطبري في "تفسيره" (1410) : حدثنا أبو كريب به ؛ إلا أنه قال : "حدثني محمد بن أبي محمد مولى زيد بن ثابت" بدل "محمد ابن أبي بكر" .
وكذلك رواه (1411) من طريق سلمة ، عن محمد بن إسحاق قال : حدثني محمد بن أبي محمد به ؛ لكنه لم يقل "مولى زيد بن ثابت" .
قلت : فالظاهر أن ما في "الأمالي" : "محمد بن أبي بكر" تحريف من بعض النساخ ؛ فإني لم أجده هكذا في شيء من كتب الرجال ، بل على الصواب ذكره في "التهذيب" و "الميزان" تبعاً لابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (4/ 1/ 88) ، ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً ، وقال الذهبي :
"لا يعرف" . والحافظ :
"مجهول" .
وأما ابن حبان ؛ فذكره في "الثقات" !
وقد وجدت له طريقاً أخرى ، عند الطبراني في "المعجم الكبير" (3/ 111/ 2) عن محمد بن حميد الرازي : أخبرنا سلمة بن الفضل : عن محد بن إسحاق ، عن سيف بن سليمان ، عن مجاهد ، عن ابن عباس به ؛ دون قوله : "فأخبر الله ..." .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ لعنعنة ابن إسحاق .
وضعف محمد بن حميد الرازي .
وسلمة بن الفضل - وهو الأبرش - ؛ قال الحافظ :
"صدوق كثير الخطأ" .
والحديث أورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" (6/ 314) بهذه الرواية ، لكن سقط من الطابع أو الناسخ عزوها للطبراني والكلام عليها .
ومن هذا التخريج يتبين أن تصحيح السيوطي لحديث ابن عباس هذا الموقوف غير صحيح أيضاً . والله المستعان .
ثم رجعت إلى رسالته العجيبة المسماة بـ "الكشف عن مجاوزة هذه الأمة الألف" ، فالتقطت منها الفوائد الآتيه :
الأولى : أن حديث شقيق الزاهد المتقدم من رواية ابن عساكر هي من طريق أبي علي الحسين (الأصل : الحسن ! وهو خطأ) بن داود البلخي : حدثنا شقيق بن إبراهيم الزاهد ...
فأقول : إن البلخي هذا متهم بالوضع ؛ قال الخطيب في ترجمته من "تاريخ بغداد" (8/ 44) :
"لم يكن ثقة ؛ فإنه روى نسخة عن يزيد بن هارون عن حميد عن أنس ، أكثرها موضوع" . ثم ساق له حديثاً آخر وقال :
"إنه موضوع ، رجاله كلهم ثقات ؛ سوى الحسين بن داود" .
وقال الحاكم في "التاريخ" :
"روى عن جماعة لا يحتمل سنه السماع منهم ؛ كمثل ابن المبارك وأبي بكر ابن عياش وغيرهما ، وله عندنا عجائب يستدل بها على حاله" .
الفائدة الثانية : أن حديث ليث المتقدم أيضاً من رواية الحكيم الترمذي هو من طريق معلى (الأصل : يعلى ! وهو خطأ أيضاً) بن هلال ، عن ليث ...
قلت : والمعلى هذا ؛ قال الحافظ في "التقريب" :
"اتفق النقاد على تكذيبه" .
قلت : فسقط بهذا التحقيق صلاحية الاستشهاد بهذين الحديثين ، وأنهما موضوعان كحديث الترجمة ، فالعجب من السيوطي كيف استساغ الاستشهاد بهما ، وفي إسناديهما الكذابان المذكوران ، بل إنه طوى ذكرهما أصلاً في "اللآلي" ، وسكت عن بيان حالهما في "الكشف" !
الفائدة الثالثة : أن الواقع يشهد ببطلان هذه الأحاديث ؛ فإن السيوطي قرر في الرسالة المذكورة بناء عليها وعلى غيرها من الأحاديث والآثار - وجلها واهية - أن مدة هذه الأمة تزيد على ألف سنة ، ولا تبلغ الزيادة عليها خمس مئة سنة ، وأن الناس يمكثون بعد طلوع الشمس من مغربها مئة وعشرين سنة !
أقول : ونحن الآن في سنة (1391) ، فالباقي لتمام الخمس مائة إنما هو مئة سنة وتسع سنوات ، وعليه تكون الشمس قد طلعت من مغربها من قبل سنتنا هذه بإحدى عشرة سنة على تقرير السيوطي ، وهي لما تطلع بعد ! والله تعالى وحده هو الذي يعلم وقت طلوعها ، وكيف يمكن لإنسان أن يحدد مثل هذا الوقت المستلزم لتحديد وقت قيام الساعة ، وهو ينافي ما أخبر الله تعالى من أنها لا تأتي إلا بغتة ؛ كما في قوله عز وجل : (يسألونك عن الساعة أيان مرساها قل إنما علمها عند ربي ، لا يجليها لوقتها إلا هو ثقلت في السماوات والأرض لا تأتيكم إلا بغتة ، يسألونك كأنك حفي عنها ، قل إنما علمها عند الله ولكن أكثر الناس لا يعلمون) [الأعراف : 187] .
ومع مخالفة هذه الأحاديث لهذه الآية وما في معناها ، فهي مخالفة أيضاً لما ثبت بالبحث العلمي في طبقات الأرض وآثار الإنسان فيها أن عمر الدنيا مقدر بالملايين من السنين ، وليس بالألوف !

(117/2)


3612 - ( الدنيا حلوة رطبة ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 107 :
$ضعيف$
أخرجه الديلمي (2/ 148) من طريق الحاكم : حدثنا أبو جعفر الوراق : حدثنا عبدالله بن محمد بن يونس السمناني : حدثنا الفضل بن سهل الأعرج : حدثنا زيد بن الحباب : حدثنا الثوري ، عن الزبير بن عدي ، عن مصعب ابن سعد ، عن أبيه مرفوعاً .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ رجاله ثقات غير السمناني هذا ؛ فلم أعرفه .
ومثله شيخ الحاكم أبو جعفر الوراق ، وقد تتبعت شيوخ الحاكم الذين كنوا بهذه الكنية : "أبي جعفر" في "المستدرك" في المجلد الأول منه ، فوجدت فيهم :
1- محمد بن صالح بن هانىء : ص 4و18و27و35و56و71و75و84و124و126و135و138و139و151و165و175و185و190و200و201و205و216و254و260و289و291و295و301و305و309و322و354و365و378و390و401و404و412و413و417و423و436و454و464 - 466و475و501و512و513و527و531و540و541و542و544و554و559 - 561و570و571و574 .
2- أحمد بن عبيد الهمذاني الحافظ : ص 28و237و372و444و550 .
3- محمد بن محمد بن عبدالله البغدادي : ص 61و137و170و181و189و216و243و297و313و326و462و470و525و552و556و566 .
4- محمد بن أحمد بن سعيد الرازي (65) .
5- محمد بن علي بن رحيم الشيباني الكوفي : ص 163و199و207و208و279و415و428و453و486و510و553و558 .
6- عبدالله بن إسماعيل بن إبراهيم بن منصور البغدادي : ص 179و326 .
قلت : فهؤلاء كل شيوخ الحاكم الذين رأيتهم في الجزء المذكور من "المستدرك" ، ولكنهم لم يوصفوا بـ "الوراق" (ص522) ، ولكنه لم يكنه مطلقاً ، فقلت : لعله هو أبو جعفر الوراق شيخه في هذا الحديث ، وسواء كان هو أو غيره ، فيبدو لي أنه من شيوخه المستورين الذين لم يكثر عنهم ، ولم يحتج بهم في "صحيحه : المستدرك" ، والله أعلم .
وقد صح الحديث بلفظ "خضرة" بدل "رطبة" ، فانظر "الصحيحة" (1592) .

(118/1)


3613 - ( من قال : أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، إلهاً واحداً ، أحداً صمداً ، لم يتخذ صاحبة ولا ولداً ، ولم يكن له كفواً أحد - عشر مرات ، كتب الله له أربعين ألف ألف حسنة ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 109 :
$ضعيف$
أخرجه الترمذي (2/ 259) ، وأحمد (4/ 103) من طريق الخليل ابن مرة ، عن الأزهر بن عبدالله ، عن تميم الداري ، عن رسول الله صلي الله عليه وسلم . وقال الترمذي :
"هذا حديث غريب ، لا نعرفه إلا من هذا الوجه ، والخليل بن مرة ليس بالقوي عند أصحاب الحديث . قال محمد بن إسماعيل : هو منكر الحديث" .
قلت : وقول البخاري هذا يعني أنه في أشد درجات الضعف عنده ، فاعلمه .
وقال الحافظ في ترجمته من "التقريب" :
"ضعيف" .
وساق له الذهبي في ترجمته عدة أحاديث أنكرت عليه ؛ هذا أحدها .

(119/1)


3614 - ( الدنيا مسيرة خمس مئة سنة ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 110 :
$ضعيف$
رواه الديلمي (2/ 149) عن إسحاق بن زريق بن سليمان : حدثنا عثمان بن عبدالرحمن الحراني : حدثنا يزيد بن عمرو ، عن منصور ، عن ربعي ، عن حذيفة مرفوعاً .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ يزيد بن عمرو لم أعرفه ، ولعله من الشيوخ المجهولين الذين أكثر من الرواية عنهم عثمان بن عبدالرحمن الحراني هذا ؛ وهو الطرائفي ؛ فقد قال الحافظ في ترجمته من "التقريب" :
"صدوق ، أكثر الرواية عن الضعفاء والمجاهيل ، فضعف بسبب ذلك ، حتى نسبه ابن نمير إلى الكذب ، وقد وثقه ابن معين" .
وإسحاق بن زريق ، كذا الأصل ، والظاهر أنه تحريف ؛ ففي "الجرح والتعديل" (1/ 1/ 220) .
"إسحاق بن زيد بن عبدالكبير الخطابي ، هو ابن عبدالحميد بن عبدالرحمن ابن زيد بن الخطاب الحراني . روى عن محمد بن سليمان بن أبي داود وعثمان بن عبدالرحمن الطرائفي وعمه سعيد بن عبدالكبير ، سمع منه أبي بحران" .
ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً ، فالظاهر أنه هو صاحب هذا الحديث .

(120/1)


3615 - ( ..............................................) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 110 :

(121/1)


3616 - ( الدنيا لا تصفو لمؤمن ، كيف وهي سجنه وبلاؤه ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 110 :
$ضعيف جداً$
رواه الديلمي (2/ 148) عن ابن لال معلقاً ، عن داود بن عبدالله ، عن إبراهيم بن محمد ، عن صالح بن قيس ، عن عامر بن عبدالله ، عن عروة ، عن عائشة مرفوعاً .
قلت : وهذا إسناد ضعيف جداً ؛ صالح بن قيس لم أعرفه .
وإبراهيم بن محمد هو ابن أبي يحيى الأسلمي ؛ متروك .
وداود بن عبدالله هو أبو سليمان الجعفري المدني ؛ صدوق ربما أخطأ .

(122/1)


3617 - ( الدنيا لا تنبغي لمحمد ولا لآل محمد ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 111 :
$موضوع$
رواه الديلمي (2/ 148) من طريق السلمي ، عن محمد بن الحجاج الحضرمي : حدثنا السري بن حيان : حدثنا عباد بن عباد : حدثنا مجالد ، عن الشعبي ، عن مسروق ، عن عائشة مرفوعاً .
قلت : هذا موضوع ؛ آفته السلمي - وهو أبو عبدالرحمن الصوفي - ؛ كان يضع الأحاديث للصوفية .
والسري بن حيان ؛ ترجمه ابن أبي حاتم (2/ 1/ 284) برواية ثقة آخر ، ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً .
ومجالد - وهو ابن سعيد - ؛ ليس بالقوي .

(123/1)


3618 - ( الديك الأبيض الأفرق حبيبي ، وحبيب حبيبي جبرائيل ، يحرس بيته وستة عشر بيتاً من جيرته ، أربعة عن اليمين ، وأربعة عن الشمال ، وأربعة من قدام ، وأربعة من خلف ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 111 :
$موضوع$
رواه العقيلي في "الضعفاء" (47) عن أحمد بن محمد بن أبي بزة قال : حدثنا أبو سعيد عبدالرحمن بن عبدالله مولى بني هاشم قال : حدثنا الربيع ابن صبيح ، عن الحسن ، عن أنس مرفوعاً . وقال :
"أحمد هذا منكر الحديث ، ويوصل الأحاديث" .
وهو أحمد بن محمد بن عبدالله البزي المقري المكي .
والحديث أورده ابن الجوزي في "الموضوعات" من رواية العقيلي ، وأقره السيوطي في "اللآلي" (رقم2115) بخصوص هذا المتن ، ووافقه ابن عراق في "تنزيه الشريعة" (325/ 2) ، وابن القيم كما يأتي .
وللحديث طريق أخرى عن أنس بلفظ :
"الديك الأبيض صديقي ، وصديق صديقي ، وعدو عدوي" .
رواه الحارث بن أبي أسامة في "مسنده" (ص213 من زوائده) : حدثنا عبدالرحيم ابن واقد : حدثنا عمرو بن جميع : حدثنا يحيى بن سعيد ، عن محمد بن إبراهيم التيمي ، عن عائشة ، عن النبي صلي الله عليه وسلم . وعن أبان ، عن أنس ، عن النبي صلي الله عليه وسلم به .
قلت : وهذا موضوع أيضاً ؛ آفته عمرو بن جميع فقد كذبه ابن معين ، وقال ابن عدي :
"كان يتهم بالوضع" .
وعبدالرحيم بن واقد ؛ مجهول .
وأبان عن أنس ؛ هو ابن أبي عياش ؛ متروك .
وقد رواه ابن واقد بإسناد آخر بلفظ :
"الديك الأبيض صديقي ، وصديق صديقي ، يحرسك وصاحبه وسبع دور حولها" ، وكان رسول الله صلي الله عليه وسلم يبيته معه في بيته .
رواه الحارث بن أبي أسامة في "مسنده" (213 من زوائده) : حدثنا عبدالرحيم بن واقد : حدثنا وهب : حدثنا طلحة بن عمرو ، عمن حدثه ، عن أبي زيد الأنصاري مرفوعاً .
قلت : وهذا موضوع أيضاً ؛ طلحة بن عمرو متروك .
ووهب ؛ الظاهر أيضاً أنه ابن وهب بن كثير أبو البختري المدني ؛ وهو كذلك وضاع ، وكأنه لذلك لم ينسبه ابن واقد تدليساً وتعمية لحاله . وقد عرفت أن ابن واقد مجهول .
وشيخ طلحة الذي لم يسم قد جاء مسمى من طريق أخرى ؛ يرويها محمد ابن أبي السري : حدثنا محمد بن حمير : حدثنا محمد بن مهاجر ، عن عبدالملك بن عبدالله ، به عن أبي زيد الأنصاري ، دون قوله : "يحرسك وصاحبه وسبع دور حولها" .
أخرجه الطبراني في "مسند الشاميين" (ص286) .
وعبدالملك هذا ؛ لم أعرفه .
ومحمد بن أبي السري - وهو ابن المتوكل بن عبدالرحمن يعرف بابن أبي السري - ؛ ضعيف ؛ فإنه وإن كان صدوقاً فله أوهام كثيرة ؛ كما قال الحافظ في "التقريب" .
وقد روي من حديث أثوب بن عتبة مرفوعاً بلفظ :
"الديك الأبيض صديقي" . فذكر من فضله .
رواه ابن قانع (1/ 11/ 1) عن هارون بن نجيد ، عن جابر بن مالك ، عن أثوب بن عتبة مرفوعاً .
قال الحافظ العراقي في "ذيله على الميزان" : رجال إسناده كلهم معروفون ؛ غير جابر بن مالك وهارون بن نجيد ، فآفته أحدهما ، وقال الدارقطني : لا يصح إسناده ، وقال ابن ماكولا : لا يثبت . والله أعلم . كذا في "تنزيه الشريعة" (326) .
وقال العلامة ابن القيم في رسالته "المنار" (ص54-56 طبع دار القلم) في "فصل - 8 -" الذي عقده من الفصول الدالة على وضع الحديث :
"ومنها سماجة الحديث وكونه مما يسخر منه ..." ، ثم ذكر بعض الأمثلة على ذلك منها حديث : "لا تسبوا الديك ؛ فإنه صديقي ..." وغيره ، ثم قال :
"وبالجملة ؛ فكل أحاديث الديك كذب ؛ إلا حديثاً واحداً : إذا سمعتم صياح الديكة ؛ فاسألوا الله من فضله ؛ فإنها رأت ملكاً" .
قلت : وفاته حديث آخر ، وهو حديث : "لا تسبوا الديك ؛ فإنه يوقظ للصلاة" . وهو حديث صحيح .

(124/1)


3619 - ( الدين هم بالليل ، مذلة بالنهار ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 114 :
$ضعيف جداً$
رواه الديلمي (2/ 152) عن حسن بن يحيى - قاضي مرو - ، عن هشام ، عن أبيه ، عن عائشة مرفوعاً .
قلت : وهذا إسناد ضعيف جداً ؛ حسن بن يحيى هذا هو الخشني الخراساني ؛ مختلف فيه ، وقد تركه الدارقطني وابن حبان وغيرهما . وفي "التقريب" :
"صدوق كثير الغلط" .
وقد مضى له حديثان ، أحدهما موضوع ، فانظر رقم (200و201) .

(125/1)


3620 - ( الدين ينقص من الدين والحسب ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 115 :
$موضوع$
رواه الديلمي (2/ 152) عن الحكم بن عبدالله الأيلي ، عن القاسم ، عن عائشة مرفوعاً .
قلت : وهذا موضوع ؛ آفته الحكم بن عبدالله الأيلي ؛ وهو متهم بالوضع كما تقدم مراراً ، حتى قال أحمد :
"أحاديثه كلها موضوعة" .

(126/1)


3621 - ( ذاكر الله في رمضان مغفور له ، وسائل الله فيه لا يخيب ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 115 :
$موضوع$
رواه الطبراني في "الأوسط" (1/ 97/ 2 من الجمع بين المعجمين) ، والأصبهاني في "الترغيب" (ق182/ 1) عن عبدالرحمن بن قيس الضبي : حدثنا هلال بن عبدالرحمن ، عن علي بن زيد ، عن سعيد بن المسيب ، عن عمر بن الخطاب مرفوعاً ، وقال :
"لا يروى عن عمر إلا بهذا الإسناد ، وتفرد به عبدالرحمن بن قيس" .
قلت : وهو متروك ، كذبه أبو زرعة وغيره ؛ كما في "التقريب" .
ومن طريقه : أخرجه ابن لال في "حديثه" (ق114/ 2-115/ 1) ، وابن عدي (ق232/ 1) ، وقال :
"وعامة ما يرويه لا يتابعه الثقات عليه" .
قلت : وشيخه هلال بن عبدالرحمن - وهو الحنفي - قريب منه ؛ فقد قال العقيلي في ترجمته :
"منكر الحديث" . ثم ساق له ثلاثة أحاديث ، وقال :
"كل هذا مناكير لا أصول لها ، ولا يتابع عليها" .
وبه وحده أعله الهيثمي في "المجمع" (3/ 143) ، فقصر . وعزاه المنذري في "الترغيب" (2/ 73) للبيهقي أيضاً والأصبهاني ؛ وأشار إلى تضعيفه .

(127/1)


3622 - (...............................................) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 116 :

(128/1)


3623 - ( ذنب العالم واحد ، وذنب الجاهل ذنبان ، قيل : ولم يا رسول الله ؟ قال : العالم يعذب على ركوبه الذنب ، والجاهل يعذب على ركوبه الذنب وتركه العلم ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 116 :
$ضعيف جداً$
أخرجه الديلمي (2/ 159) عن محمد بن الصلت ، عن جويبر ، عن الضحاك ، عن ابن عباس مرفوعاً .
قلت : وهذا إسناد ضعيف جداً ؛ جويبر - وهو ابن سعيد - ؛ متروك .
والضحاك لم يلق ابن عباس .
ومحمد بن الصلت هو - فيما أرجح - أبو يعلى البصري التوزي ؛ صدوق يهم .

(129/1)


3624 - ( ذنب عظيم لا يسأل الناس الله المغفرة منه . قيل : يا رسول الله ! ما هو ؟ قال : حب الدنيا ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 116 :
$ضعيف$
أخرجه الديلمي (2/ 160) عن أحمد بن إبراهيم بن كثير : حدثنا موسى بن داود : حدثنا خالد أبو عبدالرحيم ، عن محمد بن عمير بن عطارد مرفوعاً .
قلت : هذا إسناد ضعيف مرسل ؛ محمد بن عمير بن عطارد ، قال العسقلاني :
"أرسل شيئاً ، قال ابن حبان في "الثقات" : روى عنه أبو عمران الجوني . وقال ابن منده في "الصحابة" : ذكر في الصحابة ، ولا يصح له صحبة ولا رؤية . قلت : الصحبة بعيدة" .
وأحمد بن إبراهيم بن كثير ؛ لم أعرفه .

(130/1)


3625 - ( ذو الدرهمين أشد حساباً من ذي الدرهم ، وذو الدينارين أشد حساباً من ذي الدينار ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 117 :
$موضوع$
أخرجه الديلمي (2/ 157) من طريق الحاكم ، عن عمرو بن عبدالغفار : حدثنا الأعمش ، عن أبي صالح ، عن أبي هريرة مرفوعاً .
قلت : وهذا إسناد موضوع ؛ آفته عمرو بن عبدالغفار ، قال الذهبي :
"قال أبو حاتم : متروك الحديث . وقال ابن عدي : اتهم بوضع الحديث" .
وأخرجه ابن المبارك في "الزهد" (555) من طريق إبراهيم التيمي ، عن أبيه ، عن أبي ذر موقوفاً عليه .
وإسناده صحيح .

(131/1)


3626 - ( ذو السلطان وذو العلم أحق بشرف المجلس ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 117 :
$ضعيف$
رواه الديلمي (2/ 157) عن إسحاق بن إبراهيم بن صفوان بن سليم ، عن رجل ، عن أبي هريرة مرفوعاً .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ لجهالة الرجل الذي لم يسم .
وإسحاق بن إبراهيم ؛ هو ابن سعيد الصواف المدني ، وهو لين الحديث ؛ كما قال الحافظ تبعاً لأبي حاتم . وقال أبو زرعة :
"منكر الحديث" .
وأما ابن حبان فذكره في "الثقات" !

(132/1)


3627 - ( الذكر الذي لا تسمعه الحفظة يضاعف على الذكر الذي تسمعه الحفظة بسبعين ضعفاً ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 118 :
$ضعيف جداً$
رواه ابن شاهين في "الترغيب" (286/ 1) ، والبيهقي في "الشعب" (1/ 330-هندية) عن محمد بن حميد الرازي : حدثنا إبراهيم بن المختار : حدثنا معاوية بن يحيى ، عن الزهري ، عن عروة بن الزبير ، عن عائشة مرفوعاً .
قلت : وهذا إسناد ضعيف جداً ؛ ابن يحيى وابن المختار وابن حميد ، ثلاثتهم ضعفاء ، وأولهم أشدهم ضعفاً . وأعله المناوي في "الفيض" بابن المختار وحده ! وعزاه تبعاً لأصله "الجامع" للبيهقي فقط .

(133/1)


3628 - ( الذكر خير من الصدقة ، والذكر خير من الصيام ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 118 :
$موضوع$
رواه الديلمي (2/ 160) عن أبي الشيخ معلقاً ، عن زكريا بن يحيى المصري : حدثنا خالد بن عبدالدائم ، عن نافع بن يزيد ، عن زهرة بن معبد ، عن سعيد بن المسيب ، عن أبي هريرة مرفوعاً .
قلت : وهذا موضوع ؛ آفته خالد بن عبدالدائم ، أو الراوي عنه زكريا بن يحيى المصري ، وهو يحيى الوقار ؛ فإنه من الكذابين الكبار . قال الذهبي في ترجمة خالد :
"روى عنه زكريا الوقار وحده ، فلعل الآفة من زكريا . وقال ابن حبان : يلزق المتون الواهية بالأسانيد المشهورة" .
"روى عن نافع بن يزيد موضوعات . وقال الحاكم والنقاش : روى أحاديث موضوعة . وقال أبو الفضل بن طاهر : متروك الحديث" .

(134/1)


3629 - ( الذنب شؤم على غير فاعله ، إن عيره ابتلي به ، وإن اغتابه أثم ، وإن رضي به شاركه ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 119 :
رواه الديلمي (2/ 160) عن أبي عبدالله النيسابوري : حدثنا عيسى بن موسى الزبيدي : حدثنا يزيد بن هارون ، عن حميد ، عن أنس مرفوعاً .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ الزبيدي هذا والنيسابوري ؛ لم أعرفهما .

(135/1)


3630 - ( خير الصدقة المنيحة ، تغدو بأجر ، وتروح بأجر ، ومنيحة الناقة كعتاقة الأحمر ، ومنيحة الشاة كعتاقة الأسود ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 119 :
$ضعيف$
أخرجه أحمد (2/ 358و483) عن فليح ، عن محمد بن عبدالله ابن حصين الأسلمي ، عن عبيدالله بن صبيحة ، عن أبي هريرة مرفوعاً .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ عبيدالله بن صبيحة مجهول الحال ، لم يوثقه غير ابن حبان ، ووقع عنده (1/ 113) : "عبدالله" بغير تصغير . قال الحافظ في "التعجيل" (ص272) :
"وكذا ذكره البخاري . وذكره ابن أبي حاتم في حرف الصاد من آباء من اسمه عبيدالله بالتصغير ، وبيض ابن أبي حاتم ، فلم يترجم له ، فكأنه كان اسمه عبدالله - مكبراً - وقد يصغر" .
قلت : ولم أره في حرف الصاد من الآباء المشار إليهم في النسخة المطبوعة من "الجرح والتعديل" .
ثم إن اسم أبيه في "الثقات" "صبيح أو صبيح" .
ومحمد بن عبدالله بن الحصين الأسلمي ؛ أورده ابن حبان أيضاً في "الثقات" ، وقال (2/ 259) :
"يروي عن سعيد بن المسيب . روى عنه عبدالرحمن بن حرملة" .
وقال في "التعجيل" :
"وعنه ابن إسحاق وقال : كان صواماً قواماً" .
وفليح هو ابن سليمان الخزاعي أو الأسلمي ؛ احتج به الشيخان ، لكن قال الحافظ في "التقريب" :
"صدوق كثير الخطأ" .
والحديث قال الهيثمي في "المجمع" (3/ 133) :
"رواه أحمد ، وفيه عبدالله بن صبيحة ، ذكره ابن أبي حاتم ، ولم يذكر فيه كلاماً ! وبقية رجاله ثقات" .
كذا قال . وقد علمت مما سبق ما في هذا الإطلاق من التساهل .

(136/1)


3631 - ( رأس العقل بعد الإيمان بالله : التودد إلى الناس ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 121 :
$ضعيف$
أخرجه البزار (ص239) ، وعلي بن الحسن العبدي في "حديثه" (158/ 1) من طريق ابن أبي الدنيا ؛ كلاهما عن عبدالله بن عمرو القيسي - وقال الآخر : الحنفي - : حدثنا علي بن زيد ، عن سعيد ، عن أبي هريرة مرفوعاً . وقال البزار :
"رواه هشيم عن علي بن زيد عن سعيد مرسلاً ، وعبيد (كذا) الله بن عمرو ليس بالحافظ ، ولا سيما إذا خالف الثقات" .
قلت : ولم أجد له ترجمة .
وقد أخرجه ابن عدي (ق315/ 2) من طريق شيخ البزار فيه ، وهو عمر بن حفص الشيباني ، وكذا القضاعي (147/ 1) عنه ؛ إلا أنه قال : "عبيد بن عمرو" ، وترجمه ابن عدي بالحنفي البصري ، وقال عقب الحديث :
"وهذا منكر المتن" .
وهكذا أوردوه في "الميزان" و "اللسان" . وقال الدارقطني :
"ضعيف" .
قلت : فلعل الصواب في إسناد البزار والعبدي "عبيدالله" ، بتصغير "عبيد" ؛ كما وقع في كلام البزار عقب الحديث ، ثم قيل فيه : "عبيد" اختصاراً ؛ كما في أمثاله ، فوقع كذلك في "كامل ابن عدي" والله أعلم .
وقد تابعه أشعث بن براز : حدثنا علي بن زيد به . وزاد :
"وأهل المعروف في الدنيا أهل المعروف في الآخرة ، ولن يهلك امرؤ بعد المشورة ، وصنائع المعروف تقي مصارع السوء ، وأول ما يأذن الله عز وجل في هلاك المرء إعجابه برأيه ؛ أو قال : اتباعه هواه" .
أخرجه ابن عدي (23/ 2) ، وقال :
"أشعث بن براز ؛ عامة ما يرويه غير محفوظ ، والضعف بين على رواياته" .
وروى الشطر الأول منه الخرائطي في "مكارم الأخلاق" (8/ 226/ 2) ؛ إلا أنه سقط منه ذكر أبي هريرة ؛ فأرسله .
وتابعه هشيم بن بشير عن علي بن زيد به ، دون قوله : "وصنائع ..." .
أخرجه أبو صالح الحرمي في "الفوائد العوالي" (ق175/ 1) ؛ وكذا ابن أبي الدنيا في "قضاء الحوائج" (ص76/ 17) لكنه لم يذكر أبا هريرة في إسناده ، بل أرسله .
وهكذا رواه ابن عساكر (2/ 276/ 1) عن إبراهيم بن موسى ، عن ابن جدعان ، عن سعيد مرسلاً به .
وروي الحديث عن أنس مرفوعاً ؛ مثل حديث الترجمة .
أخرجه المحاملي في "الأمالي" كما في "جزء فيه من أماليه وأمالي الصفار" (ق4/ 1) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (17/ 201/ 2) من طريق الوليد بن محمد ، عن الزهري عنه .
والوليد هذا هو الموقري البلقاوي ؛ متروك متهم .
ووجدت له طريقاً أخرى أخرجها أبو بكر الكلاباذي في "مفتاح المعاني" (20/ 2) ، والقزويني في "تاريخ قزوين" (32/ 1) ، والبيهقي في "الشعب" (6/ 255/ 8061) عن إسحاق بن محمد بن إسحاق العمي قال : حدثنا أبي ، عن يونس بن عبيدالله ، عن الحسن عنه .
وهذا إسناد مظلم ؛ من دون الحسن لم أعرفهم ، وفي "لسان الميزان" :
"إسحاق بن محمد بن إسحاق السوسي ، ذاك الجاهل الذي أتى بالموضوعات السمجة في فضائل معاوية ، رواها عبيدالله بن محمد بن أحمد السقطي عنه ، فهو المتهم بها أو شيوخه المجهولون" .
قلت : فمن المحتمل أن يكون هو العمي هذا .
وجملة القول أن الحديث ضعيف ؛ مداره على ابن جدعان ، واضطربوا عليه في إسناده ومتنه ، ولأن الشواهد المذكورة لا تجبر ضعفه ؛ لشدة ضعفها .
ورواه أبو داود النخعي ، عن أبي الجويرية ، عن ابن عباس مرفوعاً به ؛ إلا أنه قال :
"مداراة الناس في غير ترك الحق" .
أخرجه ابن عدي (153/ 2) ، وقال :
"هذا مما وضعه أبو داود النخعي" .
ورواه الحسين بن المبارك : حدثنا بقية : حدثنا ورقاء بن عمر ، عن أبي الزناد ، عن الأعرج ، عن أبي هريرة مرفوعاً ؛ مختصراً بلفظ :
"رأس العقل التحبب إلى الناس" .
أخرجه ابن عدي أيضاً (97/ 2) ، وقال :
"هذا منكر بهذا الإسناد ، والحسين هذا حدث بأسانيد ومتون منكرة عن أهل الشام" .
وذكر أنه متهم ، وساق له حديثاً آخر قال فيه : إنه كذب .

(137/1)


3632 - ( رأس العقل بعد الإيمان بالله تعالى : الحياء وحسن الخلق ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 124 :
$ضعيف$
أخرجه الديلمي (2/ 172) عن يحيى بن راشد الأسلمي : حدثنا عبدالله بن هلال المازني : حدثنا موسى بن أنس ، عن أبيه مرفوعاً .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ عبدالله بن هلال المازني لم أعرفه .
ويحيى بن راشد الأسلمي ؛ الظاهر أنه أبو سعيد المازني البصري ، وهو ضعيف كما في "التقريب" .

(138/1)


3633 - ( رأيت لأبي جهل عذقاً في الجنة ، فلما أسلم عكرمة بن أبي جهل ؛ قال [رسول الله صلي الله عليه وسلم] : يا أم سلمة ! هذا هو ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 124 :
$ضعيف$
أخرجه الحاكم (3/ 243) من طريق محمد بن سنان القزاز : حدثنا يعقوب بن محمد الزهري : حدثنا المطلب بن كثير : حدثنا الزبير بن موسى ، عن مصعب بن عبدالله بن أبي أمية ، عن أم سلمة قالت : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم ... : فذكره . وقال :
"صحيح الإسناد" ! ورده الذهبي بقوله :
"قلت : لا ؛ فيه ضعيفان" .
قلت : الأول : يعقوب بن محمد الزهري ؛ أورده الذهبي في "الضعفاء" ، وقال :
"ضعفه أبو زرعة ، وقال أحمد : ليس بشيء" .
وقال الحافظ :
"صدوق ، كثير الوهم والرواية عن الضعفاء" .
والآخر : محمد بن سنان القزاز ، ولكن الظاهر أنه لم يتفرد به ؛ فقد قال البخاري في "التاريخ" (2/ 1/ 412-الطبعة الثانية) : وقال يعقوب بن محمد : حدثنا المطلب بن كثير .... فإن كان البخاري لم يسمعه من يعقوب ؛ فالأقرب أنه سمعه عنه من غير طريق القزاز ؛ فإنه من طبقة البخاري ؛ بل هو متأخر الوفاة عنه ، ولم يذكروه في شيوخه .
والزبير بن موسى ؛ هو ابن ميناء ، روى عنه جماعة ، ووثقه ابن حبان ، وقال الحافظ :
"مقبول" .

(139/1)


3634 - ( رب اغفر وارحم ، واهدني السبيل الأقوم ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 125 :
$ضعيف$
أخرجه أحمد (6/ 303و315-316) ، وأبو يعلى (ق315/ 1) عن حماد بن سلمة ، عن علي بن زيد ، عن الحسن ، عن ، أم سلمة : أن رسول الله صلي الله عليه وسلم كان يقول : ... فذكره .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ الحسن - وهو البصري - ؛ مدلس وقد عنعنه .
وعلي بن زيد ؛ وهو - ابن جدعان - ضعيف .
والحديث قال الهيثمي (10/ 174) :
"رواه أحمد وأبو يعلى بإسنادين حسنين" !
كذا قال ! ولم أره عندهما إلا بالإسناد الواحد المتقدم الضعيف !

(140/1)


3635 - ( رحم الله عبدالله بن رواحة . كان ينزل في السفر عند كل وقت صلاة ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 126 :
$ضعيف$
رواه عبدالرزاق في "الأمالي" (2/ 37/ 1) : أخبرني أبي قال : أخبرني هارون بن قيس قال : سمعت سالم بن عبدالله يقول : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : ... فذكره .
قلت : وهذا سند ضعيف ؛ فيه علتان :
1- هارون بن قيس ؛ أورده ابن أبي حاتم (4/ 2/ 94) ، ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً ، وأما ابن حبان ؛ فذكره في "الثقات" (2/ 297) .
2- والد عبدالرزاق ، اسمه همام بن نافع الصنعاني ؛ قال الذهبي :
"ما علمت عنه راوياً سوى ولده ، وهو قديم الوفاة ، روى الكوسج عن ابن معين : ثقة . وقال العقيلي : أحاديثه غير محفوظة" .
3- الإرسال ؛ فإن سالم بن عبدالله - وهو ابن عمر بن الخطاب - تابعي ، وقد رواه بعض الضعفاء عنه عن أبيه كما يأتي .
والحديث أخرجه ابن أبي الدنيا في "التهجد" (ج2/ 55/ 1) عن عبدالرزاق به .
وأخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (3/ 194/ 2/ 2) عن محمد بن أبي السري العسقلاني : أخبرنا عبدالرزاق به ؛ إلا أنه قال : عن سالم ، عن أبيه مرفوعاً .
وابن أبي السري : هو محمد بن المتوكل بن عبدالرحمن الهاشمي مولاهم ، قال الحافظ :
"صدوق عارف ، له أوهام كثيرة" .
ورواه بقية ، عن ابن مبارك ، عن همام بن نافع به موصولاً ؛ مثل رواية ابن أبي السري .
أخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (9/ 101/ 1) .
وبقية ؛ مدلس وقد عنعنه ، وابن المبارك هو عبدالله الإمام .

(141/1)


3636 - ( رب طاعم شاكر أعظم أجراً من صائم صابر ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 127 :
$موضوع$
رواه القضاعي (115/ 1) عن بكر بن مضر قال : أخبرنا بشر بن إبراهيم ، عن محمد بن أبي ذئب ، عن أبي حازم ، عن أبي هريرة مرفوعاً .
قلت : وهذا موضوع ؛ آفته بشر بن إبراهيم ، قال ابن عدي :
"هو عندي ممن يضع الحديث على الثقات ، وكل ما ذكرته عنه بواطيل وضعها على شيوخه ، وكذلك سائر أحاديثه التي لم أذكرها موضوعات عن كل من روى عنهم" . وقال ابن حبان :
"كان يضع الحديث على الثقات" .
وقد مضى له حديث برقم (494) .

(142/1)


3637 - ( رأيت ليلة أسري بي مكتوباً على باب الجنة : الصدقة بعشر أمثالها ، والقرض بثمانية عشر ، فقلت لجبريل : ما بال القرض أفضل من الصدقة ؟ قال : لأن السائل يسأل وعنده شيء ، والمستقرض لا يستقرض إلا من حاجة ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 128 :
$ضعيف جداً$
رواه ابن ماجه (2/ 81) ، وأبو القاسم الشهرزوري في "الأمالي" (179/ 2) ، ومحمد بن سليمان الربعي في "جزء من حديثه" (218/ 1) ، وابن عدي (114/ 2) ، وابن الجوزي في "العلل المتناهية" (2/ 112/ 990) ، وعنه البيهقي في "الشعب" (3/ 285/ 3566) ، وأبو نعيم في "جزء من الأمالي" (2/ 2) عن خالد بن يزيد ، عن أبيه ، عن أنس مرفوعاً . وقال أبو نعيم :
"هذا الحديث إنما يعرف من حديث يزيد بن أبي مالك ، ولم يروه عنه إلا ابنه خالد" .
قلت : وهو ضعيف ، وقد اتهمه ابن معين ؛ كما قال الحافظ في "التقريب" .
وأبوه فيه ضعف من قبل حفظه ، وقال ابن الجوزي :
"وهذا لا يصح ، قال أحمد : خالد ليس بشيء ، وقال النسائي : ليس بثقة" .
قلت : والحديث عزاه السيوطي في "الجامع" (رقم2961-ضعيف الجامع) للطبراني من حديث أبي أمامة ! وهو من أوهامه ، فاتني أن عليه هنا في "ضعيف الجامع" ، كما فات ذلك المناوي ؛ فإنه عند الطبراني في "الكبير" (7976) مختصر بلفظ :
"دخل رجل الجنة ، فرأى على بابها مكتوباً : الصدقة بعشر أمثالها ، والقرض بثمانية عشر" . ثم خرجته في الصحيحة (3407) .
ولفظه في "الجامع" :
"دخلت الجنة فرأيت على بابها : الصدقة بعشرة ، والقرض بثمانية عشر ، فقلت : يا جبريل ! كيف صارت الصدقة بعشرة والقرض بثمانية عشر ؟ قال : لأن الصدقة تقع في يد الغني والفقير ، والقرض لا يقع إلا في يد من يحتاج إليه" .
وإنما رواه بهذا اللفظ والتمام ابن الجوزي في "العلل" (2/ 112/ 989) ، وقال :
"لا يصح ، قال يحيى : مسلمة بن علي ؛ ليس بشيء ، وقال الرازي : لا يشتغل به . وقال ابن حبان : يقلب الأسانيد ، ويروي عن الثقات ما ليس من أحاديثهم توهماً" .
وذكره بنحو هذا اللفظ وبتمامه الدكتور البوطي في كتابه "قبس من نور محمد صلي الله عليه وسلم" (1701) معزواً للطبراني أيضاً ، وقلده في ذلك المسمى عزالدين بليق في كتابه "منهاج الصالحين" (849) ، وكم في هذين الكتابين من أوهام وأكاذيب ، وأحاديث ضعيفة وموضوعة ، أنا الآن في صدد بيانها رداً على بليق في (جريدة الرأي) الأردنية .

(143/1)


3638 - ( رحم الله المتخللين من أمتي في الوضوء والطعام ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 129 :
$ضعيف$
رواه القضاعي في "مسند الشهاب" (48/ 1) عن محمد بن عبدالله الرقاشي ، والديلمي (2/ 169) عن عمرو بن عون قالا : أخبرنا رياح بن عمرو : حدثني أبو بحر رجل من بني فارس ، عن أبي سورة بن أخي أبي أيوب ، عن أبي أيوب مرفوعاً .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ أبو سورة بن أخي أبي أيوب الأنصاري ؛ قال الحافظ في "التقريب" :
"ضعيف" .
ورياح بن عمرو ؛ صدوق كما قال أبو زرعة ، لكن اتهمه أبو داود بالزندقة .
وأبو بحر هذا ؛ لعله عبدالرحمن بن عثمان البكراوي ؛ فإنه من هذه الطبقة ، وهو ضعيف أيضاً .

(144/1)


3639 - ( رحم الله رجلاً غسلته امرأته ، وكفن في أخلاقه ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 130 :
$موضوع$
أخرجه البيهقي في "سننه" (3/ 397) من طريق الحكم بن عبدالله الأزدي : حدثني الزهري ، عن سعيد بن المسيب ، عن عائشة رضي الله عنها مرفوعاً . وقال :
"هذا إسناد ضعيف" .
قلت : بل هو موضوع آفته الحكم بن عبدالله وهو الأيلي ؛ قال أحمد :
"أحاديثه كلها موضوعة" . وقال النسائي والدارقطني وجماعة :
"متروك الحديث" .

(145/1)


3640 - ( رحم الله الأنصار ، وأبناء الأنصار ، وأبناء أبناء الأنصار ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 130 :
$ضعيف جداً$
أخرجه ابن ماجه (165) عن كثير بن عبدالله بن عمرو بن عوف ، عن أبيه ، عن جده مرفوعاً .
قلت : وهذا إسناد ضعيف جداً ؛ كثير هذا متروك .
وقال البوصيري في "الزوائد" (1/ 25- دار العربية) :
"هذا إسناد ضعيف ؛ فيه كثير بن عبدالله ، وهو متهم ، رواه البخاري ومسلم من حديث زيد بن أرقم بلفظ :
"اللهم اغفر للأنصار .." ، والباقي نحوه ، وهو في "جامع الترمذي" من حديث أنس كما هو في "الصحيحين" ، وقال : حسن غريب من هذا الوجه" .
ويؤخذ عليه أمران :
الأول : أن حديث أنس أخرجه البخاري أيضاً (4906) ، ومسلم (7/ 173) .
والآخر : أن حديث زيد بن أرقم لم يخرجه البخاري ، وإنما هو من أفراد مسلم دونه ، وأخرجه الترمذي أيضاً (3898) وقال :
"حديث حسن صحيح" .

(146/1)


3641 - ( رحم الله حارس الحرس ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 131 :
$ضعيف$
أخرجه الدارمي (2/ 203) ، وابن ماجه (2769) ، والحاكم (2/ 86) ، والباغندي في "مسند عمر بن عبدالعزيز" (ص2و11) ، والعقيلي في "الضعفاء" (459) ، والروياني في "مسنده" (10/ 65/ 1) ، والخطيب في "الموضح" (2/ 90) عن صالح بن محمد بن زائدة ، عن عمر بن عبدالعزيز (زاد بعضهم : عن أبيه) ، عن عقبة بن عامر الجهني مرفوعاً . وقال الحاكم :
"صحيح الإسناد" . ووافقه الذهبي ، ولسنا نراه كذلك ، بل هو ضعيف لأمرين :
الأول : أن صالحاً هذا ضعيف ؛ كما جزم به الحافظ في "التقريب" ، وقد أورده الذهبي نفسه في "الضعفاء والمتروكين" وقال :
"قال أحمد : ما أرى به بأساً . وقال الدارقطني وجماعة : ضعيف" .
والآخر : أن صالحاً مع ضعفه اضطرب الرواة عليه في إسناده ، فبعضهم ذكر فيه : "عن أبيه" كما رأيت ، وبعضهم لم يذكره ، وهذا هو الذي رجحه العقيلي وقال :
"ولم يسمع عمر من عقبة" .
قلت : فهو منقطع أيضاً ، فأنى له الصحة ؟!
ومن ذلك ؛ ما أخرجه ابن عساكر في ترجمة قيس بن الحارث الغامدي (14/ 437-المصورة) من طريق سعيد بن عبدالرحمن : أخبرني صالح بن محمد ، عن عمر بن عبدالعزيز ، عن قيس بن الحارث أنه أخبره : أن النبي صلي الله عليه وسلم قال : ... فذكره .
قلت : وهذا مرسل ؛ قيس هذا ذكره ابن حبان في "ثقات التابعين" (5/ 309) .

(147/1)


3642 - ( إن أخونكم عندي من يطلبه - يعني : العمل - ، فعليكم بتقوى الله عز وجل ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 132 :
$منكر$
أخرجه أحمد (4/ 393و411) من طريقين ، عن سفيان ، عن إسماعيل ابن أبي خالد ، عن أخيه ، عن أبي بردة ، عن أبي موسى قال :
قدم رجلان معي من قومي ، قال : فأتيا إلى النبي صلي الله عليه وسلم ، فخطبا وتكلما ، فجعلا يعرضان بالعمل ، فتغير وجه النبي صلي الله عليه وسلم ، أو رؤي في وجهه ، فقال النبي صلي الله عليه وسلم : ... فذكره .
وأخرجه البخاري في "التاريخ" (1/ 2/ 82) عن يحيى ، عن سفيان به .
وذكر فيه خلافاً على إسماعيل بن أبي خالد ، فأدخل بعضهم بينه وبين أخيه ، وقال بعضهم : "أبيه" - بشر بن قرة ، وقال :
"ولا يصح عن أبيه" .
قلت : ومع هذا الاختلاف في إسناده ، ففيه مجهولان : بشر بن قرة ، ويقال : قرة ابن بشر ، وأخو إسماعيل بن أبي خالد ؛ كما هو مبين في "ضعيف أبي داود" (508) .
ثم إن المتن منكر ؛ فقد صح عن أبي بردة ، عن أبي موسى بلفظ آخر ، وقد خرجته في "الصحيحة" (3092) .
والحديث أورده السيوطي في "الجامعين" عن أبي موسى بلفظ :
"اتقوا الله ؛ فإن أخونكم عندنا من طلب العمل" .
وقال : "رواه (طب)" .
وكذا في "كنز العمال" (6/ 92/ 14983) . وقال المناوي في "فيض القدير" :
"ورمز المؤلف لحسنه" !
كذا قال ! مع أنه ذكر في المقدمة أنه لا يوثق برموز السيوطي لأسباب ذكرها ، فلعل ذلك ليس على إطلاقه . وبناء على هذا الرمز كنت أوردت الحديث في "صحيح الجامع" (102) للقاعدة التي كنت ذكرتها في مقدمته ، والآن وبعد ما تبين لي إسناد الحديث وعلته ، فلينقل إلى "ضعيف الجامع" .
ثم إنني قد فتشت عن الحديث في "مجمع الزوائد" واستعنت عليه بالفهارس ، فلم أعثر عليه ، وقد بيض لمرتبته المناوي في كتابه الآخر : "التيسير" . والله أعلم .

(148/1)


3643 - ( رحماء أمتي أوساطها ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 133 :
$ضعيف$
رواه الديلمي (2/ 177) عن عثمان بن عطاء ، عن أبيه ، عن عمرو ابن شعيب ، عن أبيه ، عن جده عبدالله بن عمرو مرفوعاً .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ عثمان بن عطاء ضعيف .
وأبوه عطاء - وهو ابن أبي مسلم الخراساني - ؛ صدوق يهم كثيراً ويرسل ويدلس ؛ كما في "التقريب" .

(149/1)


3644 - ( رد سلام المسلم على المسلم صدقة ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 134 :
$ضعيف$
رواه الديلمي (2/ 174-175) عن إبراهيم الهجري ، عن أبي عياض ، عن أبي هريرة مرفوعاً .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ إبراهيم - وهو ابن مسلم - لين الحديث ؛ كما في "التقريب" . وقال الذهبي في "الضعفاء" :
"ضعفوه" .

(150/1)


3645 - ( ركعتان في جوف الليل يكفران الخطايا ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 134 :
$ضعيف$
رواه الديلمي (2/ 176) من طريق الحاكم ، عن أحمد بن محمد ابن الأزهر : حدثنا علي بن سلمة : حدثنا عبدالله بن عبدالرحمن بن مليحة النيسابوري ، عن سفيان الثوري ، عن أبي الزبير ، عن جابر مرفوعاً .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ، عبدالله بن عبدالرحمن هذا قال الحاكم :
"الغالب على رواياته المناكير" .
وابن الأزهر ؛ ضعيف الحديث ؛ كما قال الدارقطني .

(151/1)


3646 ( ركعتان من رجل ورع خير من ألف ركعة من مخلط ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 134 :
$موضوع$
أخرجه الديلمي (2/ 175) عن معلى بن مهدي : حدثنا يوسف ابن ميمون الجهني : حدثنا زياد بن ميمون ، عن أنس مرفوعاً .
قلت : وهذا موضوع ؛ آفته زياد بن ميمون ، وهو الثقفي الفاكهي ؛ كذاب .
ويوسف بن ميمون إن كان أبا خزيمة الصباغ ؛ فقد قال أبو حاتم :
"ليس بالقوي ، منكر الحديث جداً ، ضعيف" .
وإن كان القرشي ؛ فهو مجهول ؛ ذكره ابن أبي حاتم (4/ 2/ 230) من رواية أبي مالك النخعي عنه .ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً .
وبعضهم جعل هذين الاثنين واحداً . والله أعلم .

(152/1)


3647 - ( ركعتان من الضحى تعدلان عند الله بحجة وعمرة متقبلتين ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 135 :
$موضوع$
أخرجه الديلمي (2/ 175) عن أبي الشيخ معلقاً ، عن معلى بن مهدي : حدثنا يوسف بن ميمون الجهني : حدثنا زياد بن ميمون ، عن أنس مرفوعاً .
قلت : هذا موضوع ؛ إسناده إسناد الذي قبله .

(153/1)


3648 - ( ركعتان يركعها العبد في جوف الليل خير له من الدنيا وما فيها ، ولولا أن أشق على أمتي لفرضتهما عليهم ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 135 :
$ضعيف$
رواه ابن المبارك في "الزهد" (رقم1289) ، وابن نصر في "قيام الليل" (صفحة36) ، وكذا ابن أبي الدنيا (ج/ 2 ورقه 49/ 1 من مجموع 132) عن حسان بن عطية مرسلاً .
ورجاله ثقات ، وعلته الإرسال .

(154/1)


3649 - ( روحوا القلوب ساعة بساعة ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 136 :
$ضعيف$
رواه أبو بكر الذكواني في "اثنا عشر مجلساً" (21/ 1) ، والضياء في "جزء من حديثه" بخطه (1/ 1) عن الموقري ، عن الزهري ، عن أنس مرفوعاً .
قلت : وهذا سند ضعيف جداً ؛ فإن الموقري هذا متروك كما قال الحافظ ، وقال الذهبي :
"مجمع على ضعفه" ، واسمه الوليد بن محمد .
لكن عزاه السيوطي لأبي داود في "مراسيله" عن الزهري ، مرسلاً ، فإن كان من غير هذه الطريق ؛ فلعله يكون أصح .

(155/1)


3650 - ( رياض الجنة المساجد ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 136 :
$ضعيف$
رواه الديلمي (2/ 177) عن أبي الشيخ معلقاً ، عن ابن أبي شيبة بسند صحيح ، عن حميد بن علقمة ، عن عطاء ، عن أبي هريرة مرفوعاً .
وحميد هذا ؛ لم أجد له ترجمة .

(156/1)


3651 - ( ريح الجنة يوجد من مسيرة خمس مئة عام ، ولا يجد ريح الجنة من طلب الدنيا بعمل الآخرة ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 136 :
$ضعيف$
رواه الديلمي (2/ 173) عن يحيى بن يمان بسنده ، عن ابن عباس مرفوعاً ، وفيه قصة لم أتمكن من قراءتها ولا قراءة تمام الإسناد بواسطة القارئة ؛ لسواد ران على الصفحة .
قلت : ويحيى بن يمان ؛ صدوق عابد يخطىء كثيراً ، وقد تغير ؛ كما في "التقريب" .
وبيض له المناوي في "فيض القدير" ، فلم يتكلم على إسناده بشيء ! وأما في "التيسير" ، فقال : "إسناده ضعيف" ولم يزد ، فكأنه على قاعدة السيوطي أن ما تفرد به الديلمي فهو ضعيف ؛ وهي صحيحة على الغالب . والله أعلم .

(157/1)


3652 - ( ريح الجنوب من الجنة ، وهي الريح اللاقح ، وهي الريح التي ذكر الله في كتابه ، وفيها منافع للناس ، والشمال من النار ، تخرج فتمر بالجنة ، فيصيبها لفحة منها ؛ فبردها هذا من ذاك ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 137 :
$ضعيف جداً$
رواه ابن جرير الطبري في "تفسيره" (14/ 22) ، والديلمي (2/ 174) عن عبيس بن ميمون ، عن أبي المهزم ، عن أبي هريرة مرفوعاً .
قلت : وهذا إسناد ضعيف جداً ؛ عبيس بن ميمون وأبو المهزم ؛ متروكان . واقتصر الحافظ ابن كثير (2/ 249) على قوله : "إسناد ضعيف" !

(158/1)


3653 - ( الرؤيا ستة : المرأة خير ، والبعير خوف ، واللبن الفطرة ، والخضرة الجنة ، والسفينة نجاة ، والتمر رزق ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 137 :
$ضعيف$
رواه الديلمي (2/ 174) عن أبي يعلى : حدثنا رجل من أهل الشام : كنا جلوساً عند عمر بن عبدالعزيز ، فجاء رجل من أهل الشام فقال : يا أمير المؤمنين ! ها هنا رجل رأى رسول الله صلي الله عليه وسلم ، فقام عمر ، وقمنا معه ، قال : أنت رأيت رسول الله صلي الله عليه وسلم ؟ قال : نعم ، قال : هل سمعت منه شيئاً ؟ قال : نعم ؛ سمعته يقول : ... فذكره .
قلت : كذا في الأصل : أبو يعلى يقول : حدثنا رجل من أهل الشام .... ليس بينه وبين الرجل الذي رأى رسول الله صلي الله عليه وسلم إلا هذا الرجل الشامي ، فالظاهر أن فيه سقطاً بينهما ؛ واسطتان أو أكثر .
والسند ضعيف ؛ لجهالة الشامي .

(159/1)


3654 - ( الربوة هي الرملة ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 138 :
$ضعيف$
أخرجه ابن جرير في "تفسيره" (18/ 20) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (1/ 198- طبع دمشق) من طريق رواد بن الجراح : حدثنا عباد أبو عتبة الخواص قال : حدثنا يحيى بن أبي عمرو السيباني ، عن ابن وعلة ، عن كريب قال : ما أدري [عدد] ما حدثنا مرة البهزي ، أنه سمع رسول الله صلي الله عليه وسلم ذكر أن الربوة ...
ثم أخرجه ابن عساكر من طريقين آخرين ، عن عباد بن عباد أبي عتبة به . وزاد :
"وذلك ؛ أنها تسيل مغربة ومشرقة" .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ عباد هذا ، قال الحافظ :
"صدوق يهم ، أفحش ابن حبان ، فقال : يستحق الترك" .
وقد أشار ابن جرير إلى ضعف الحديث .

(160/1)


3655 - ( الرجل أحق بصدر دابته وفراشه ، والصلاة في بيته ؛ إلا إماماً يجتمع الناس [عليه] ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 138 :
$ضعيف$
رواه الطبراني في "الكبير" والحافظ ابن حجر في "الأربعين العاليات" (رقم 36) من طريق صدقة مولى عبدالرحمن بن الوليد ، عن محمد بن علي بن الحسين قال : خرجت أمشي مع جدي الحسين إلى [أرضه التي بظاهر الحرة] .
فأدركنا ابن النعمان بن بشير على بغلة له ، فنزل عنها وقال للحسين : أركب أبا عبدالله ، فأبي ، فلم يزل يقسم عليه حتى قال : أما إنك قد كلفتني ما أكره ، ولكن سأحدثك : حدثتني أمي فاطمة عليها السلام بنت رسول الله صلي الله عليه وسلم ، أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال : ... فذكره . فاركب أنت على صدر الدابة وسأرتدف ، فقال ابن [بشير] : صدقت فاطمة ، حدثني أبي النعمان بن بشير وهو ذا حي بالمدينة ، بمثل حديث فاطمة عن النبي صلي الله عليه وسلم وزاد فيه : "إلا أن يأذن له" ، فلما حدثت ابن النعمان هذا الحديث ركب الحسين السرج وركب ابن النعمان خلفه . وقال الحافظ :
"هذا حديث غريب ، تفرد بسياقه هكذا صدقة ، وهو ابن عبدالله السمين ؛ ضعيف ، وتابعه الحكم بن عبدالله الأيلي عن محمد بن علي بن الحسين ؛ إلا أنه خالف صدقة في بعض السياق ؛ حديث :
"الرجل أحق بصدر دابته" جاء من طريق قيس بن سعد بن عبادة وبريدة بن الحصيب وأبي سعيد الخدري وعبدالله بن حنظلة وغيرهم ، وأمثلها حديث بريدة ؛ رواه أحمد وأبو داود وابن حبان والحاكم" .
قلت : ومتابعة الحكم - المشار إليها - عند الطبراني في "المعجم الكبير" (1025) ، انظر "الإرواء" (494) .

(161/1)


3656 - ( الرجل أحق بهبته ما لم يثب منها ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 139 :
$ضعيف$
أخرجه ابن ماجه (2387) ، والبيهقي (6/ 181) عن إبراهيم بن إسماعيل بن مجمع بن جارية الأنصاري ، عن عمرو بن دينار ، عن أبي هريرة مرفوعاً . وقال البيهقي :
"وإبراهيم ضعيف عند أهل العلم بالحديث ، وعمرو بن دينار عن أبي هريرة منقطع ، والمحفوظ عن عمرو بن دينار عن سالم عن أبيه عن عمر قال : من وهب هبة ، فلم يثب ؛ فهو أحق بهبته ؛ إلا لذي رحم" .
ثم ساق إسناده بذلك إلى عمرو ، ثم قال :
"قال البخاري : هذا أصح" .

(162/1)


3657 - ( الرحمة تنزل على الإمام ، ثم على من على يمينه ، الأول الأول ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 140 :
$ضعيف جداً$
رواه الديلمي (2/ 178) عن أبي الشيخ معلقاً ، عن صالح بن زياد : حدثنا عمر بن جرير : عن محمد بن عمرو ، عن أبي سلمة ، عن أبي هريرة مرفوعاً .
قلت : وهذا إسناد واه بمرة ؛ عمر بن جرير لم أعرفه ، وغالب الظن أنه عمرو ، سقطت الواو من الناسخ أو مني ، وهو عمرو بن جرير أبو سعيد البجلي ؛ كذبه أبو حاتم ، وقال الدارقطني : "متروك الحديث" .
وصالح بن زياد ؛ لعله الناجي ، ذكره ابن أبي حاتم (2/ 1/ 404) من رواية أبي عاصم النبيل عنه ؛ ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً .

(163/1)


3658 - ( الرزق إلى أهل بيت فيهم السخاء أسرع من الشفرة في سنام البعير ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 140 :
$ضعيف$
رواه أبو نعيم في "أخبار أصبهان" (1/ 270) ، والديلمي (178) عن الحسن بن محمد بن أبي هريرة : حدثنا أبو مسعود : أنبأنا عبدالرحمن بن قيس ، عن صالح بن عبدالله القرشي ، عن أبي الزبير ، عن جابر مرفوعاً . أورده أبو نعيم في ترجمة ابن أبي هريرة هذا ؛ ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً .
قلت : وإسناده هالك بمرة ؛ عبدالرحمن بن قيس هو أبو معاوية الضبي الزعفراني ، قال الحافظ :
"متروك . كذبه أبو زرعة وغيره" .
وصالح بن عبدالله القرشي ؛ لم أعرفه .
وأبو الزبير مدلس .
ورواه ابن عساكر (4/ 207/ 1) عن دراج أبي السمح ، عن أبي الهيثم بن التيهان ، عن أبي سعيد الخدري مرفوعاً . وقال :
"قوله : ابن التيهان وهم فاحش ! فإن أبا الهيثم بن التيهان صحابي ، وإنما هذا : أبو الهيثم سليمان بن عمرو العتواري الليثي ، مصري . وهذا الحديث غريب" .
وأخرجه الرافعي في "تاريخ قزوين" (4/ 120) من طريق محمد بن هشام الثقفي : حدثنا نضر بن فضالة : حدثنا أبو معاوية ، عن صالح بن أبي الأخضر ، عن أبي الزبير به .
ونضر هذا وشيخه ؛ لم أعرفهما .

(164/1)


3659 - ( الرضاع يغير الطباع ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 141 :
$ضعيف جداً$
رواه الديلمي (2/ 179) عن مسلمة بن علي ، عن ابن جريج ، عن عبدالله بن دينار ، عن ابن عمر مرفوعاً .
قلت : وهذا إسناد ضعيف جداً ؛ مسلمة بن علي - وهو الخشني - ؛ متروك .
وأخرجه ابن الأعرابي في "معجمه" (رقم217- منسوخة المكتب الإسلامي) ، وعنه القضاعي في "مسند الشهاب" (ق4/ 2) عن أبي مروان عبدالملك بن مسلمة : أخبرنا صالح بن عبدالجبار ، عن ابن جريج ، عن عكرمة ، عن ابن عباس مرفوعاً به .
وهذا إسناد واه ؛ ابن جريج مدلس .
وصالح بن عبدالجبار ؛ شبه مجهول ؛ قال الذهبي :
"أتى بخبر منكر جداً ، رواه ابن الأعرابي (ثم ساق هذا وقال عقبه :) وفيه انقطاع ، وعبدالملك مدني ضعيف" .

(165/1)


3660 - ( الركن يمان ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 142 :
$ضعيف جداً$
أخرجه العقيلي في "الضعفاء" (ص 55) عن بكار قال : أخبرنا ابن عون ، عن محمد بن سيرين ، عن أبي هريرة مرفوعاً به . وقال :
"ليس يثبت ؛ بكار بن محمد بن عبدالله بن محمد بن سيرين ، قال البخاري : يتكلمون فيه" .

(166/1)


3661 - ( الرهن بما فيه ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 142 :
$ضعيف$
رواه ابن عدي (14/ 1) : حدثنا الساجي قال : سمعت إسماعيل ابن أبي عباد الذارع يقول : حدثنا حماد بن سلمة ، عن قتادة ، عن أنس مرفوعاً .
ثم رواه من طريق أخرى عن إسماعيل به ، وقال "
"وإسماعيل بن أبي عباد لا أعرفه إلا بهذا الحديث ، وهو حديث معضل بهذا الإسناد ، سمعت زكريا الساجي يضعفه" .
وروى له ابن حزم حديثاً آخر ، وقال :
"هذا حديث موضوع ، وإسماعيل ساقط" .
وأما ابن حبان فذكره في "الثقات" (8/ 101) ، وسمى أباه "أمية القماقمي" ، والحديث الآخر تقدم برقم (2894) .

(167/1)


3662 - ( الرمي خير ما لهوتم به ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 143 :
$موضوع$
رواه الديلمي (2/ 179) عن عبدالرحمن بن عبدالله العمري ، عن أبيه ، عن نافع ، عن ابن عمر ، أن رسول الله صلي الله عليه وسلم افتقد رجلاً ، فقال : "أين فلان ؟" ، فقال قائل : ذهب يلعب ، فقال : "ما لنا وللعب" ، فقال رجل : يا رسول الله ! ذهب يرمي ، فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم :
"ليس الرمي بلعب ، الرمي خير ...." .
قلت : وهذا موضوع ؛ آفته العمري هذا ؛ قال أحمد :
كان كذاباً . وتركه غيره .

(168/1)


3663 - ( زر القبور تذكر بها الآخرة ، واغسل الموتى ؛ فإن معالجة جسد خاو موعظة بليغة ، وصل على الجنائز ؛ لعل ذلك يحزنك ؛ فإن الحزين في ظل الله يوم القيامة ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 143 :
$ضعيف$
أخرجه الحاكم (1/ 377و4/ 330) ، وعنه البيهقي في "الشعب" (7/ 15/ 9291) من طريق يعقوب بن إبراهيم ، عن يحيى بن سعيد ، عن أبي مسلم الخولاني ، عن عبيد بن عمير ، عن أبي ذر قال : قال لي رسول الله صلي الله عليه وسلم : ... فذكره ؛ إلا أنه قال في الموضع الأول :
"في ظل الله يتعرض كل خير" ، وقال فيه :
"رواته عن آخرهم ثقات" . وقال في الموضع الآخر :
"صحيح الإسناد" ! ووافقه الذهبي هنا ، وأما هناك ؛ فتعقبه بقوله :
"قلت : لكنه منكر ، ويعقوب هو القاضي أبو يوسف ؛ حسن الحديث ، ويحيى لم يدرك أبا مسلم ، فهو منقطع ، أو أن أبا مسلم رجل مجهول" .
وأبو يوسف القاضي ؛ أورده الذهبي في "الضعفاء" ، وقال :
"قال البخاري : تركوه ، وقال الفلاس : كان كثير الغلط صدوقاً" . قلت : ولعل قول الفلاس هذا ، هو أعدل الأقوال فيه . والله أعلم .
لكن تبين لي فيما بعد أنه ليس (أبا يوسف القاضي) ، وإنما هو الدورقي الحافظ ، وسيأتي تحقيق ذلك برقم (7138) .
ولقد أبعد البيهقي النجعة ! فقال عقب الحديث :
"(يعقوب بن إبراهيم) هذا أظنه المدني المجهول ، وهذا متن منكر" .
قلت : وهذا منه عجب ! وذلك ؛ لأن المدني هذا متقدم على الدورقي ؛ روى عن هشام بن عروة ! هذا من جهة ، ومن جهة أخرى : لم يذكروه في الرواة عن (يحيى بن سعيد) وهو : القطان ، وإنما ذكروا فيهم (يعقوب بن إبراهيم الدورقي) .
ومثله قول الذهبي : "أن أبا مسلم رجل مجهول" !
فإنه يدفعه أن في الإسناد نفسه أنه الخولاني ، وهو ثقة من رجال مسلم . والله أعلم .
وإنما العلة الانقطاع بينه وبين (يحيى بن سعيد) ؛ كما سيأتي تحقيقه تحت الرقم المذكور آنفاً .
وخفي هذا التحقيق على الحافظ العراقي ، فجود إسناد الحاكم في "تخريج الإحياء" (4/ 490) ! وتعقبه العلامة الزبيدي في "شرح الإحياء" (10/ 362) بكلام الذهبي والبيهقي ؛ دون أن يبين ما فيه من الخطأ !

(169/1)


3664 - ( أشعرت أن العبد إذا خرج يزور أخاه في الله شيعه سبعون ألف ملك ، يقولون : اللهم ! صله كما وصل فيك ، فإن استطعت أن تفعل ذلك ، فافعل ، وفي لفظ :
يا أبا رزين ! زر في الله ؛ فإن العبد إذا زار أخاه في الله وكل الله به سبعين ألف ملك ؛ فإن كان صباحاً صلوا عليه حتى يمسي ، وإن كان مساء صلوا عليه حتى يصبح ، فإن قدرت أن تعمل جسدك في ذلك ؛ فافعل ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 145 :
$ضعيف$
أخرجه أبو نعيم في "الحلية" (5/ 204-205) عن سلم بن قادم : حدثنا بقية : حدثني عبدالله بن أبي موسى ، عن عطاء الخراساني ، عن أبي رزين العقيلي باللفظ الأول .
ومن طريق إبراهيم بن إسحاق الضبي : حدثنا علي بن هاشم : حدثنا عثمان بن عطاء ، عن أبيه ، عن أبي رزين باللفظ الثاني .
وهذا إسناد ضعيف من الطريقين ؛ لأن مدارهما على عطاء الخراساني ؛ وهو صدوق يهم كثيراً ويرسل ويدلس .
وفي الطريق الأولى : سلم بن قادم ؛ قال ابن حبان في "الثقات" :
"يخطىء" .
وفي الطريق الأخرى : عثمان بن عطاء ؛ وهو ضعيف أيضاً . وإبراهيم بن إسحاق الضبي ، قال الأزدي :
"يتكلمون فيه ، زائغ عن القصد" . قال الحافظ في "اللسان" :
"ذكره مسلمة في "الصلة" ، وقال : روى عنه بقي بن مخلد فهو ثقة عنده . وعندي أنه الذي قبله تصحف الصيني بالضبي" .
قلت : والصيني الذي قبله في "اللسان" ؛ قال الدارقطني :
"متروك الحديث" .

(170/1)


3665 - ( زكاة الفطر على الحاضر والبادي ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 146 :
$ضعيف$
أخرجه الدارقطني (ص 221) ، والبيهقي (4/ 173) من طريق المعتمر بن سليمان ، عن علي بن صالح ، عن ابن جريج ، عن عمرو بن شعيب ، عن أبيه ، عن جده قال : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : ... فذكره ، وقال :
"قال أبو عيسى الترمذي : سألت محمداً يعني البخاري عن هذا الحديث ؟ فقال : ابن جريج لم يسمع من عمرو بن شعيب" .
قلت : وعلي بن صالح - وهو أبو الحسن العابد - ؛ قال أبو حاتم :
"مجهول" .
وأما ابن حبان ؛ فذكره في "الثقات" ! وقال الذهبي :
"قال ابن الجوزي : ضعفوه . قلت : لا أدري من هو ؟" .
قلت : وقد خالفه بعض الثقات ؛ منهم عبدالوهاب بن عطاء فقال : أنبأ ابن جريج قال : قال عمرو بن شعيب : بلغني أن النبي صلي الله عليه وسلم ... فذكره .
أخرجه الدارقطني (ص 220) ، والبيهقي ، وقال :
"وكذلك رواه عبدالرزاق عن ابن جريج عن عمرو منقطعاً" .
قلت : وصله الدارقطني (ص 220) عن عبدالرزاق به .
وله شاهد يرويه يحيى بن عباد السعدي - وكان من خيار الناس - : حدثنا ابن جريج ، عن عطاء ، عن ابن عباس :
"أن رسول الله أمر صارخاً ببطن مكة ينادي ؛ أن صدقة الفطر حق واجب على كل مسلم ، صغير وكبير ، ذكر وأنثى ، حر أو مملوك ، حاضر أو باد ، صاع من شعير أو تمر" .
أخرجه الدارقطني (ص 221) ، والبيهقي (4/ 172) وقال :
"وهذا حديث ينفرد به يحيى بن عباد عن ابن جريج هكذا ، وإنما رواه غيره عن ابن جريج عن عطاء من قوله في "المدين" ، وعن ابن جريج عن عمرو بن شعيب مرفوعاً إلى النبي صلي الله عليه وسلم في سائر ألفاظه" .
ثم ساقه من طريق عبدالوهاب بن عطاء المتقدمة ، عن ابن جريج ، عن عمرو به .
قلت : ويحيى بن عباد السعدي مجهول ؛ كما في "التقريب" .
وله طريق أخرى عند الدارقطني ، عن الواقدي : حدثنا عبدالحميد بن عمران ، عن ابن أبي أنس ، عن أبيه ، عن أبي سلمة بن عبدالرحمن ، عن ابن عباس به .
لكن الواقدي ؛ متروك متهم .

(171/1)


3666 - ( زكاة الفطر على كل حر وعبد ، وذكر وأنثى ، صغير وكبير ، فقير وغني ، صاع من تمر ، أو نصف صاع من قمح ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 148 :
$ضعيف$
أخرجه الطحاوي في "شرح المعاني" (1/ 320) ، والدارقطني في "سننه" (ص 224) ، والبيهقي (4/ 164) من طريق عبدالرزاق ، عن معمر ، عن الزهري ، عن عبدالرحمن بن هرمز ، عن أبي هريرة قال : ... فذكره موقوفاً عليه ، قال معمر : وبلغني أن الزهري كان يرفعه إلى النبي صلي الله عليه وسلم .
قلت : وهذا إسناد صحيح إلى أبي هريرة موقوفاً ، وضعيف مرفوعاً ؛ لانقطاعه بين معمر والزهري .

(172/1)


3667 - ( زمزم حنفة من جناح جبريل ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 148 :
$ضعيف$
أخرجه الديلمي (2/ 183) عن إبراهيم بن سليمان : حدثنا الحارث بن شبل : حدثتنا أم النعمان ، عن عائشة مرفوعاً .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ، الحارث بن شبل ؛ بصري ، قال ابن أبي حاتم (1/ 2/ 77) عن أبيه :
"منكر الحديث ، ليس بالمعروف" .
وعن ابن معين :
"ليس بشيء" .
وإبراهيم بن سليمان ؛ لم أعرفه ، وفي الرواة جمع بهذا الاسم ، لم يتميز عندي إذا كان أحدهم .

(173/1)


3668 - ( زوال الشمس دلوكها ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 149 :
$موضوع$
أخرجه الديلمي (2/ 185) عن محمد بن عمر ، عن عمر بن قيس ، عن الزهري ، عن سالم ، عن ابن عمر مرفوعاً .
قلت : وهذا موضوع ؛ آفته محمد بن عمر ، وهو الواقدي ، أو شيخه عمر بن قيس ، وهو أبو جعفر المعروف بـ "سندل" ؛ فإنهما متروكان ؛ كما في "التقريب" ، والأول كذبه الإمام أحمد وغيره .

(174/1)


3669 - ( زوجوا أبناءكم وبناتكم . قيل يا رسول الله ! فكيف بناتنا ؟ قال : حلوهن الذهب والفضة ، وأجيدوا لهن الكسوة ، وأحسنوا إليهن بالنحلة ؛ ليرغب فيهن ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 149 :
$ضعيف$
أخرجه الديلمي (2/ 181) عن أحيد بن علي بن الحسن القاضي الربذي : حدثنا أحمد بن محمد بن الحسن الأبلي بالأبلة : حدثنا أبو عاصم : حدثنا عبدالعزيز بن أبي رواد ، عن نافع ، عن ابن عمر مرفوعاً .
قلت : وإسناده ضعيف ؛ من دون أبي عاصم لم أعرفهما . وأعله المناوي بعبدالعزيز بن أبي رواد ؛ وليس بشيء .

(175/1)


3670 - ( زودوا موتاكم لا إله إلا الله ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 149 :
$ضعيف$
رواه الديلمي (2/ 182) عن يزيد بن عبدالملك ، عن يزيد بن رومان ، عن أبيه ، عن أبي هريرة مرفوعاً .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ يزيد بن عبدالملك - وهو النوفلي - ؛ قال الحافظ :
"ضعيف" .
ورومان أبو يزيد ؛ لم أر من ذكره ، وأخشى أن يكون مقحماً أو وهماً في الإسناد ، فإنهم لم يذكروا في ترجمة ابنه يزيد أنه روى عن أبيه ، بل إنهم قالوا : أرسل عن أبي هريرة .

(176/1)


3671 - ( زين الحاج أهل اليمن ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 150 :
$ضعيف$
رواه الخطيب في "التخليص" (117/ 1) عن محمد بن أيوب : أخبرنا معاذ بن محمد بن حيان الهذلي : حدثني أبي ، عن جدي قال : كنا عند عبدالله بن عمر ، فذكروا حج أهل اليمن وما يصنعون فيه ، فسبهم بعض القوم ، فقال ابن عمر : لا تسبوا أهل اليمن وما يصنعون ؛ فإني سمعت رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول : ... فذكره .
قلت : معاذ هذا ؛ قال العقيلي في "الضعفاء" (ص 418) :
"في حديثه نظر ، ولا يتابع على رفع حديثه" .
وأبوه محمد ؛ لم أر من ذكره .
وحيان الهذلي ؛ قال ابن حبان في "الثقات" (1/ 48- طبع الهند) :
"والد سليم بن حيان ، يروي عن أبي هريرة . روى عنه سليم بن حيان" .
قلت : واسم والد حيان بسطام البصري . وقد أشار الذهبي إلى أنه مجهول بقوله في "الميزان" :
"تفرد عنه ابنه" ؛ يعني سليماً . وهذا الحديث يرويه عنه ابنه محمد كما ترى ، فإن كان محفوظاً ؛ فيكون له راو وابن آخر .
والحديث أورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" (10/ 55) عن حيان بن بسطام الهذلي قال : كنا عند عبدالله بن عمر ، فذكروا حاج اليمن ... الحديث مثله ، وقال :
"رواه الطبراني في "الأوسط" و "الكبير" ، وإسناده حسن ؛ فيه ضعفاء وثقوا" !

(177/1)


3672 - ( زينوا العيدين بالتهليل ، والتقديس ، والتحميد ، والتكبير ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 151 :
$موضوع$
أخرجه أبو نعيم في "الحلية" (2/ 288) ، وزاهر الشحامي في "تحفة العيد" (ق193/ 1 ورقم19- منسوختي) ، وأبو الحسن النرسي في "حديث أبي محمد بن معروف" (130-131) عن علي بن الحسن الشامي قال : حدثنا سفيان ابن سعيد ، عن أيوب بن أبي تميمة ، عن أبي قلابة . وسفيان ، عن حميد الطويل وعاصم الأحول ، عن أنس مرفوعاً . وقال أبو نعيم :
"غريب من حديث الثوري وأبي قلابة وأيوب ؛ لم نكتبه إلا من حديث علي ابن الحسن الشامي نزيل مصر ، تفرد به وبغيره عن الثوري" .
قلت : يشير بذلك إلى أنه ضعيف ، بل هو أسوأ حالاً ، فقد قال الدارقطني :
"يكذب ، يروي عن الثقات بواطيل" . وقال الحاكم وأبو سعيد النقاش :
"روى أحاديث موضوعة" .

(178/1)


3673 - ( زينوا مجالسكم بالصلاة علي ، فإن صلاتكم علي نور لكم يوم القيامة ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 151 :
$موضوع$
أخرجه الديلمي (2/ 180) عن محمد بن الحسن النقاش ، عن الفضل بن عبدالرحمن ، عن القاسم بن الحسين ، عن نافع ، عن نعيم المخزومي ، عن مالك ، عن نافع ، عن ابن عمر مرفوعاً .
قلت : وهذا موضوع ؛ آفته النقاش هذا ، قال الذهبي في "الميزان" :
"كذاب" .
ومن فوقه إلى مالك ، لم أعرفهم .
وأما المناوي فذكر أن في إسناده - غير النقاش - عبدالرحمن بن غزوان والحسين بن عبدالرحمن ، وهذان مما لا ذكر لهما في هذا الإسناد ، ومن المحتمل أن الحسين محرف عن "الفضل" أو العكس . والله أعلم .
وقد سئل السيوطي رحمه الله عن هذا الحديث ؟ فأجاب بأنه ضعيف كما في "الحاوي للفتاوي" له (2/ 106-107) ، وفيه تساهل كبير ؛ لا يخفى على من عرف حال النقاش المذكور .

(179/1)


3674 - ( الزائر أخاه المسلم الآكل من طعامه أعظم أجراً من المزور المطعم في الله عز وجل ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 152 :
$باطل$
أخرجه الخطيب في "تاريخ بغداد" (4/ 21) ، والديلمي (2/ 187) من طريق عامر بن محمد أبي نصر الكوار البصري : حدثني أبي ، عن جدي قال :
زار ثابت ويزيد الرقاشي أنس بن مالك ، فلم يجداه في بيته ، فلما جاء أظهر لهما الغضب وقال : ألا قلتما لي حتى أعدلكما ؟ ثم قال : سمعت رسول الله صلي الله عليه وسلم : ... فذكره .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ عامر هذا ؛ قال الذهبي :
"بصري لا يعرف ، وخبره باطل عن أبيه عن جده عن أنس ..." .
قلت : فذكر هذا ، وأقره الحافظ في "اللسان" ؛ إلا أن فيه "المصري" بدل "بصري" ، وكأنه محرف ، فما في "الميزان" مطابق لما في المصدرين المذكورين للحديث .

(180/1)


3675 - ( الزاني بحليلة جاره ؛ لا ينظر الله إليه يوم القيامة ، ولا يزكيه ، ويقول له : ادخل النار مع الداخلين ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 153 :
$ضعيف$
أخرجه الديلمي (2/ 186) من طريق الخرائطي ؛ هذا في "مساوىء الأخلاق" (224/ 491) : حدثنا عمر بن مدرك أبو حفص القاص : حدثنا قتيبة بن سعيد : حدثنا ابن لهيعة ، عن ابن أنعم ، عن أبي الرحمن الحبلي ، عن عبدالله بن عمرو مرفوعاً .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ لسوء حفظ ابن أنعم - واسمه عبدالرحمن بن زياد بن أنعم - ، وابن لهيعة - واسمه عبدالله - .
لكن شيخ الخرائطي (عمر بن مدرك) أسوأ منهما ؛ فقد قال ابن معين فيه :
"كذاب" .
رواه الخطيب (11/ 212) بإسناده عنه ، وروى عن غيره أنه قال :
"سمعت أبا حفص القصاص يقول في قصصه : "حدثنا أبو المغيرة" ولم يدركه" .
وأعله المناوي في "فيض القدير" بابني لهيعة وأنعم !
(تنبيه) : وقع في إسناد "المساوىء" خطأ مطبعي فاحش في اسم الصحابي والتابعي ؛ هكذا : "ابن عبدالجليل عن عبدالرحمن بن عمرو" ! فصححته من "الديلمي" وكتب الرجال ، كما تحرف اسم الصحابي في "الجامع الكبير" (1/ 418) إلى "ابن عمر" ! وفي "الجامع الصغير" "عمرو" !
وكذا في شرحه "الفيض" ، وقيده بـ "ابن العاص" ! وأما في متنه فوقع على الصواب : "ابن عمرو" .

(181/1)


3676 - ( الرفق فيه الزيادة والبركة ، ومن يحرم الرفق يحرم الخير ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 154 :
$ضعيف$
أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (1/ 117/ 1) عن عمرو بن ثابت ، عن عمه ، عن أبي بردة ، عن جرير مرفوعاً .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ عمرو بن ثابت قال الحافظ :
"ضعيف" .
وعمه ؛ لم أعرفه .
وإنما أوردت الحديث من أجل الشطر الأول منه ، وإلا ؛ فالشطر الآخر صحيح من حديث عبدالرحمن بن هلال ، عن جرير - رضي الله عنه - ؛ رواه مسلم وغيره ، وقد خرجته في تعليقي على "الإحسان" رقم (549) .

(182/1)


3677 - ( الرفق في المعيشة خير من بعض التجارة ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 154 :
$ضعيف$
أخرجه ابن عدي (72/ 1) ، والبيهقي في "شعب الإيمان" (2/ 278/ 2) عن ابن لهيعة ، عن محمد بن المنكدر ، عن جابر بن عبدالله مرفوعاً .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ ابن لهيعة سيىء الحفظ .

(183/1)


3678 - ( سابقنا سابق ، ومقتصدنا ناج ، وظالمنا مغفور له ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 154 :
$ضعيف جداً$
رواه العقيلي في "الضعفاء" (351) ، والديلمي (2/ 210) عن عمرو بن الحصين : حدثنا الفضل بن عميرة القيسي ، عن ميمون بن سياه ، عن أبي عثمان النهدي قال : سمعت عمر بن الخطاب يقول : ... فذكره مرفوعاً . وقال العقيلي :
"الفضل بن عميرة لا يتابع على حديثه هذا ، ويروى من غير هذا الوجه بنحو هذا اللفظ بإسناد أصلح من هذا" .
قلت : وأما ابن حبان ؛ فذكره في "الثقات" ! ورده الذهبي بقوله :
"بل هو منكر الحديث" .
وذكره الساجي في "الضعفاء" أيضاً ، وقال :
"في حديثه ضعف ، وعنده مناكير" .
وعمرو بن الحصين ؛ متروك .
ورواه الرافعي في "تاريخ قزوين" (3/ 331) من طريق حفص بن خالد ، عن ميمون بن سياه ، عن عمر به .
وحفص هذا ؛ مجهول ؛ كما في "الميزان" .
قلت : والإسناد الأصلح الذي أشار إليه العقيلي لم أعرفه ، وقد أورد السيوطي كل أو جل ما روي في معناه في تفسير قوله تعالى : (ثم أورثنا الكتاب الذي اصطفينا من عبادنا ، فمنهم ظالم لنفسه ...) الآية ، وليس في شيء منها ما يشهد لقوله : "وظالمنا مغفور له" ؛ إلا حديث أنس عند ابن النجار ؛ فإنه بهذا اللفظ ، والله أعلم .
ولعله يشير إلى ما أخرجه الحاكم (2/ 426) من طريق جرير : حدثني الأعمش ، عن رجل قد سماه ، عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول في قوله عز وجل : (فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات) قال :
"السابق والمقتصد يدخلان الجنة بغير حساب ، والظالم لنفسه يحاسب حساباً يسيراً ، ثم يدخل الجنة" . وقال :
"وقد اختلفت الروايات عن الأعمش في إسناده ؛ فروي عن الثوري عن الأعمش عن أبي ثابت عن أبي الدرادء . وقيل : عن الثوري - أيضاً - عن الأعمش . وقيل : عن شعبة عن الأعمش عن رجل من ثقيف عن أبي الدرداء قال : ذكر أبو ثابت عن أبي الدرادء . وإذا كثرت الروايات في الحديث ظهر أن له أصلاً" .
قلت : ولكن مدارها كلها إما على رجل لم يسم ؛ فهو مجهول ، وإما على أبي ثابت ؛ فهو مجهول أيضاً ؛ أورده ابن أبي حاتم في "الكنى" برواية الأعمش عنه ، ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً .

(184/1)


3679 - ( ساعات الأذى في الدنيا ، يذهب بساعات الإثم في الآخرة ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 156 :
$ضعيف$
رواه ابن شاهين في "الترغيب" (298/ 1) ، وعنه الديلمي (2/ 206) عن إسماعيل بن إسحاق الأنصاري : حدثنا عثم بن عبدالله القرشي : حدثنا رقبة العبدي - يعني ابن مصقلة - ، عن الحسن وثابت البناني ، عن أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم ...
قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ الأنصاري هذا قال العقيلي :
"منكر الحديث" . ثم ذكر له حديثاً آخر ، وقال :
"وهذا حديث باطل ليس له أصل ، وليس هذا الشيخ ممن يقيم الحديث" .
وعثم بن عبدالله القرشي لم أعرفه . ووقع في "الديلمي" : عثمان بن عنبسة ابن عنبسة . ولم أجده أيضاً .
وقد روي من طريق أخرى عن الحسن مرسلاً نحوه ، وسيأتي تخريجه في الذي بعده .

(185/1)


3680 - ( ساعات الأمراض يذهبن ساعات الخطايا ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 157 :
$ضعيف جداً$
رواه ابن أبي الدنيا في "المرض والكفارات" (161/ 1) ، وتمام في "فوائده" (2/ 63/ 2) من طريق الهيثم بن الأشعث الصنعاني ، عن فضال بن جبير الغداني ، عن بشير بن عبدالله بن أبي أيوب الأنصاري ، عن أبيه ، عن جده مرفوعاً . ومن هذا الوجه رواه الخطيب في "التلخيص" (71/ 2) .
قلت : وهذا إسناد ضعيف جداً عبدالله بن أبي أيوب الأنصاري لا يعرف ، وقد أغفلوه ، فلم يذكروه حتى ولا في الرواة عن أبيه أبي أيوب الأنصاري .
وابنه بشير ؛ قال الحافظ ابن حجر العسقلاني في "اللسان" :
"مجهول ، روى حديثه البيهقي في "الشعب" ، وابن أبي الدنيا في "الأمراض والكفارات" . يعني هذا .
وفضال بن جبير الغداني ، قال ابن حبان :
"لا يجوز الاحتجاج به بحال ، يروي أحاديث لا أصل لها ، يزعم أنه سمع أبا أمامة ، يروي عنه ما ليس من حديثه" . وقال ابن عدي :
"أحاديثه غير محفوظة" .
والهيثم بن الأشعث مجهول أيضاً كما قال الذهبي .
وأورده المنذري في "الترغيب والترهيب" (4/ 149) مصدراً إياه بصيغة التمريض (روي) .
وقد روي عن الحسن مرسلاً بلفظ : " ... الأذي ..." بدل : "الأمراض" ، والباقي مثله سواء .
أخرجه ابن أبي الدنيا في "الفرج بعد الشدة" (ص 5) : حدثني أبو جعفر أحمد بن سعد : أنبأنا قران بن تمام ، عن أبي بشر الحلبي عنه .
وهذا مع إرساله ؛ فأبو بشر الحلبي لم أعرفه . وسائر رجاله ثقات .
ثم رأيته في "مسائل الإمام أحمد" لابنه صالح (ص 127) ؛ قال أحمد : حدثنا قران به .

(186/1)


3681 - ( ساعة السبحة ؛ حين تزول الشمس عن كبد السماء ، وهي صلاة المخبتين ، وأفضلها في شدة الحر ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 158 :
$ضعيف جداً$
رواه ابن شاهين في "الترغيب" (282/ 1) عن هشام بن عبدالملك أبي تقى : حدثنا عتبة بن السكن : حدثنا الأوزاعي ، عن سليمان بن موسى ، عن كثير بن مرة الحضرمي ، عن عوف بن مالك مرفوعاً .
قلت : وهذا إسناد ضعيف جداً ؛ عتبة بن السكن ؛ قال البيهقي في "السنن" (7/ 243) :
"قال أبو الحسن الدارقطني : عتبة متروك الحديث" . قال البيهقي :
"عتبة بن السكن منسوب إلى الوضع" . ثم قال في حديث آخر ساقه له :
"وهذا باطل لا أصل له" .

(187/1)


3682 - ( ساعة في سبيل الله خير من سبعين حجة ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 159 :
$ضعيف$
رواه الديلمي (206) من طريق أبي يعلى : حدثنا إبراهيم بن سعيد الجوهري : حدثنا أبو توبة : حدثنا محمد بن بكير الهلالي ، عن طاوس ومكحول ، عن ابن عمر مرفوعاً .
قلت : وهذا سند ضعيف ؛ محمد بن بكير الهلالي لم أعرفه ، وفي "الميزان" :
"محمد بن بكر بن الفضل الهلالي ، عن محمد بن أبي الشوارب . قال ابن غلام الزهري : ليس بالمرضي" .
قلت : وليس به ؛ فإنه متأخر جداً عن هذا ؛ فإن أبي الشوارب - وهو محمد بن عبدالملك - توفي سنة (244) ، فهو من طبقة شيوخ أبي يعلى ، فالمترجم من طبقة أبي يعلى نفسه ، بينما يوجد بينهما في هذا الحديث واسطتان كما ترى . والله أعلم .

(188/1)


3683 - ( سام أبو العرب ، وحام أبو الحبش ، ويافث أبو الروم ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 159 :
$ضعيف$
رواه الترمذي (3/ 172) ، والحاكم (2/ 546) ، وأحمد (5/ 9 و 10-11) ، ومن طريقه ومن طريق الطبراني أيضاً : الحافظ العراقي في "محجة القرب إلى محبة العرب" (3/ 2) ، وأبو بكر الشافعي في "حديثه" (12/ 2) ، وابن سعد (1/ 42) ، وابن عدي (120/ 2) ، وابن عساكر (17/ 335/ 2) كلهم من طريق الحسن ، عن سمرة مرفوعاً . وقال العراقي تبعاً للترمذي :
"هذا حديث حسن" ، وقال الحاكم :
"صحيح الإسناد" ، ووافقه الذهبي !
قلت : وفيه نظر بين ؛ لأن في سماع الحسن من سمرة خلافاً معروفاً ، ثم هو مدلس وقد عنعنه . فلو سلمنا صحة سماعه من سمرة في الجملة ، فعنعنته هذه تعل الحديث وتصيره ضعيفاً .
وفي رواية للترمذي بلفظ : عن النبي صلي الله عليه وسلم في قول الله تعالى : (وجعلنا ذريته هم الباقين) قال : "حام ، وسام ، ويافث" ؛ بالثاء .
وقد روي الحديث بلفظ أتم ، وهو :
"ولد لنوح ثلاثة : سام ، وحام ، ويافث ، فولد سام : العرب وفارس والروم ، والخير فيهم ، وولد يافث : يأجوج ومأجوج والترك والصقالبة ، ولا خير فيهم ، وولد حام : القبط والبربر ولا خير فيهم" .
رواه البزار (29) ، وأبو بكر الزبيري في "جزء من فوائده" (25/ 2) ، وعنه ابن عساكر (17/ 335/ 2) عن محمد بن يزيد بن سنان قال : حدثنا يزيد بن سنان قال : حدثني يحيى بن سعيد ، عن سعيد بن المسيب ، عن أبي هريرة مرفوعاً . ورواه من هذا الوجه البزار في "مسنده" (29) ، وقال :
"تفرد به يزيد بن سنان ، وتفرد به ابنه عنه ، ورواه غيره مرسلاً ، وإنما جعله من قول سعيد بن المسيب" .
وقال الهيثمي : "يزيد ضعفه يحيى وجماعة ، ووثقه أبو حاتم" .
وذكره الحافظ العراقي في "محجة القرب إلى فضل العرب" (4/ 1) ، ثم قال :
"قلت : قد ورد من غير طريق يزيد بن سنان ، رواه ابن عدي في "الكامل" ، وابن عساكر من رواية سليمان بن أرقم عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة ، وسليمان بن أرقم متروك الحديث ، ورواه ابن عدي أيضاً في "الكامل" في ترجمة يزيد بن سنان أيضاً ، وقال النسائي : "عامة حديثه غير محفوظ" ، وقال : "يزيد بن سنان متروك" . انتهى . ولا يصح هذا الحديث عن أبي هريرة من سائر طرقه ، وهو مخالف لحديث سمرة ، وحديث سمرة أولى بالصواب . والله أعلم" .
قلت : وحديث سمرة المشار إليه تقدم بلفظ : "سام أبو العرب ..." ، وهو منقطع الإسناد ، فراجعه .
وحديث سليمان بن أرقم في "الكامل" (154/ 1) وقال فيه :
"عامة ما يرويه لا يتابعه عليه أحد" .

(189/1)


3684 - ( سافروا مع ذوي الجدود والميسرة ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 161 :
$موضوع$
أخرجه الديلمي (2/ 189) عن إبراهيم بن محمد بن الحسن : حدثنا الحسين بن القاسم : حدثنا إسماعيل بن أبي زياد ، عن ثور بن يزيد ، عن خالد بن معدان ، عن معاذ بن جبل مرفوعاً .
قلت : وهذا موضوع ، آفته إسماعيل بن أبي زياد ، وهو متهم .
والحديث أورده السيوطي في "ذيل الأحاديث الموضوعة" (ص 124-125) رقم (586-بترقيمي) ، وقال :
"إسماعيل كذاب ، والحسين وإبراهيم مجروحان" .
قلت : ثم غفل ؛ فأورده في "الجامع الصغير" من رواية الديلمي نفسه !

(190/1)


3685 - ( سأل صلي الله عليه وسلم جبريل عن هذه الآية : (ونفخ في الصور فصعق من في السماوات ومن في الأرض إلا من شاء الله) [الزمر : 68] : من الذي لم يشأ الله أن يصعقهم ؟ قال : هم الشهداء يتقلدون أسيافهم حول العرش ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 162 :
$ضعيف جداً$
رواه الواحدي في "تفسيره" (4/ 18/ 2) عن محمد بن إسحاق الرملي : أخبرنا هشام بن عمار : أخبرنا إسماعيل بن عياش ، عن عمر بن محمد ، عن زيد ابن أسلم ، عن أبيه ، عن أبي هريرة مرفوعاً .
ورواه الديلمي (2/ 192) من طريق بقية بن الوليد : حدثنا عمر بن محمد به .
قلت : وهذا إسناد ضعيف جداً ؛ عمر بن محمد هو ابن صبهان الأسلمي أبو جعفر المدني ؛ وهو متروك الحديث ، كما قال النسائي وأبو حاتم والدارقطني ، وقال البخاري :
"منكر الحديث" . وضعفه آخرون .
وقد عزاه لأبي يعلى السيوطي في "الجامع" ، وابن كثير أيضاً في "التفسير" (7/ 267) ، لكن وقع فيه "عمرو بن محمد" ، وبناء عليه لم يعرفه ، فقال عقبه :
"رجاله كلهم ثقات إلا شيخ إسماعيل بن عياش ؛ فإنه غير معروف" .
ثم وجدت شيئين يرجحان أن ما في "تفسير ابن كثير" خطأ مطبعي :
أحدهما : أنه وقع على الصواب في طبعة مصطفى محمد منه (4/ 64) .
والآخر : أن الحافظ ابن حجر ساق الحديث من رواية أبي يعلى أيضاً في "المطالب العالية المسندة" (2/ 45/ 2) ؛ كما في "تفسير ابن كثير" طبعة مصطفى .فيتعجب من الحافظ ابن كثير كيف لم أعرفه ! ولعل السبب أنه وقع في "تهذيب شيخه المزي" : "عمر بن صبهان" ؛ منسوباً إلى جده ، وقال : "ويقال : عمر بن محمد بن صبهان الأسلمي" .
ثم داخلني شك في كون (عمر) هذا هو (ابن صبهان الأسلمي) ؛لأنني وجدت أنه قد شاركه في الرواية عن زيد بن أسلم (عمر بن محمد بن زيد بن عبدالله بن عمر بن الخطاب العدوي) ، وعنه أيضاً إسماعيل بن عياش كما في "تهذيب المزي" ، ولم أجد حتى الآن ما يعين المراد منهما .
وقد خالف إسماعيل وبقية أبو أسامة ؛ فقال : عن عمر بن محمد به ؛ دون قوله : "يتقلدون أسيافهم .." .
أخرجه الحاكم (2/ 453) وصححه ، ووافقه الذهبي ، والعسقلاني في "الفتح" (11/ 371) . وفي رواية أبي يعلى زيادة في المتن ؛ ستأتي فيما بعد (5437) .

(191/1)


3686 - ( سبحان الله ! فأين الليل إذا جاء النهار ! ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 163 :
$ضعيف$
رواه الطبري (ج7 رقم7831 صفحة209) قال : حدثني يونس قال :أخبرنا ابن وهب قال :أخبرني مسلم بن خالد ، عن ابن خثيم ، عن سعيد ابن أبي راشد ، عن يعلى بن مرة قال : لقيت التنوخي رسول هرقل إلى رسول الله صلي الله عليه وسلم بحمص ، شيخاً كبيراً قد فند . قال : قدمت على رسول الله صلي الله عليه وسلم بكتاب هرقل ، فناول الصحيفة رجلاً عن يساره . قال : قلت : من صاحبكم الذي يقرأ ؟ قالوا : معاوية . فإذا كتاب صاحبي : إنك كتبت تدعوني إلى الجنة عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين ، فأين النار ؟ فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم : ... فذكره .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ سعيد بن أبي راشد مجهول ، لم يذكروا عنه راوياً غير ابن خثيم هذا ، واسمه عبدالله بن عثمان ، بل صرح في "الميزان" أنه لم يرو عنه غيره ، فقوله في "الكاشف" : "صدوق" ؛ ليس كما ينبغي ، وأما ابن حبان ؛ فذكره في "الثقات" (1/ 86) على قاعدته في توثيق المجهولين ، ولذلك لم يوثقه الحافظ في "التقريب" ، وإنما قال :
"مقبول" يعني عند المتابعة ، وإلا ؛ فلين الحديث .
ومسلم بن خالد : هو الزنجي ، وفيه ضعف من قبل حفظه ، قال الحافظ :
"فقيه ، صدوق ، كثير الأوهام" .
وقد خالفه من هو مثله ، وهو يحيى بن سليمان ؛ فقال : عن عبدالله بن عثمان بن خثيم ، عن سعيد بن أبي راشد قال : لقيت التنوخي رسول هرقل ... فأسقط من الإسناد يعلى بن مرة .
أخرجه أحمد (3/ 441-442) .
ويحيى بن سليمان : هو ابن يحيى بن سعيد الجعفي ؛ قال الحافظ :
"صدوق يخطىء" . وهو من شيوخ البخاري .
ثم وجدت له شاهداً من حديث أبي هريرة ، عند البزار (3/ 43) ، خرجته في (الصحيحة2892) دون القصة ، والله أعلم .

(192/1)


3687 - ( سبحان الله ، والحمد لله ، ولا إله إلا الله ، والله أكبر ، في ذنب المؤمن ؛ كالآكلة في جنب ابن آدم ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 165 :
$موضوع$
أخرجه الديلمي (2/ 207-208) من طريق ابن السني : حدثنا محمد بن إبراهيم الأنماطي : حدثنا أبو سالم العلاء بن مسلمة ، عن علي بن عاصم ، عن أبي علي الرحبي ، عن عكرمة ، عن ابن عباس مرفوعاً .
قلت : وهذا موضوع ؛ آفته العلاء بن مسلمة ، وهو الرواس ، ترجمة الخطيب (12/ 242) ، وروى عن الأزدي الحافظ أنه قال :
"رجل سوء لا يبالي ما روى وعلى ما أقدم ، لا يحل لمن عرفه أن يروي عنه" .
وقال ابن حبان :
"يروي الموضوعات عن الثقات" . وقال ابن طاهر :
"كان يضع الحديث" .
والحديث عزاه السيوطي لابن السني ، ورمز لحسنه كما قال المناوي ! فإن صح ذلك عن السيوطي ؛ فذلك من أوهامه الفاحشة ، ومن أجل ذلك وغيره لا يوثق برموزه ، كما شرحته في مقدمة "صحيح الجامع الصغير" و "ضعيفه" .

(193/1)


3688 - ( سبحي الله عشراً ، واحمديه عشراً ، وكبريه عشراً ، ثم سليه حاجتك ، يقول : نعم ، نعم ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 165 :
$ضعيف$
أخرجه النسائي (1/ 191) ، والترمذي (1/ 96) ، وابن خزيمة في "صحيحه" (850) ، وابن حبان (2342) ، والحاكم (1/ 255 و 318) ، وأحمد (3/ 120) من طريق عكرمة بن عمار ، عن إسحاق بن عبدالله بن أبي طلحة ، عن أنس بن مالك قال :
جاءت أم سليم إلى النبي صلي الله عليه وسلم ، فقالت : يا رسول الله ! علمني كلمات أدعو بهن في صلاتي ، قال : ... فذكره ، وقال الترمذي :
"حديث حسن غريب" . وقال الحاكم :
"صحيح على شرط مسلم" ،ووافقه الذهبي .
وأقول : هو كما قالا ؛ لولا أن عكرمة بن عمار فيه ضعف من قبل حفظه ، كما أشار إليه الحافظ بقوله :
"صدوق يغلط ، وفي روايته عن يحيى بن أبي كثير اضطراب ، ولم يكن له كتاب" .
قلت : فبحسب مثله أن يكون حسن الحديث ، وأما الصحة ؛ فلا . وهذا إذا لم يخالف من هو أوثق منه وأحفظ ، وليس الأمر كذلك هنا ؛ فقد قال الحافظ ابن حجر في "النكت الظراف" (1/ 85) :
"قلت : قال ابن أبي حاتم عن أبيه : رواه الأوزاعي عن إسحاق بن أبي طلحة ، عن أم سليم - وهو مرسل . وهو أشبه من حديث عكرمة بن عمار" .
قلت : فمن صححه أو حسنه جرى على ظاهر إسناده المتصل ، ولم يعلم هذه العلة التي نبه عليها الحافظ رحمه الله تعالى ، وهي علة قادحة عند أهل الحديث ، وهي الإرسال .
نعم ؛ قد روي الحديث من طريق أخرى عن أنس مسنداً ، ولكنها واهية لا تقوم بها حجة ؛ لأن راويه عبدالرحمن بن إسحاق ، عن حسين بن أبي سفيان ، عنه قال :
رأى رسول الله صلي الله عليه وسلم أم سليم وهي تصلي في بيتها ، فقال : "ياأم سليم إذا صليت المكتوبة فقولي : سبحان الله عشراً ..." الحديث مثله .
أخرجه أبة يعلى (7/ 4292) ، والبزار (ص 299-زوائده) من طريق محمد ابن فضيل عنه . وتابعه القاسم بن مالك عنه .
أخرجه ابن أبي حاتم في "العلل" (2/ 191) عن أبي زرعة قال : حدثنا فروة ابن أبي المغراء ، عن القاسم بن مالك به . قال :
"رواه عامر بن سعيد عن القاسم به ؛ إلا أنه قال : سعيد بن أبي حسين . بدل حسين بن أبي سفيان ، وأشار أبو زرعة إلى أن (حسين بن أبي سفيان) أرجح .
قلت : وحسين هذا ضعفه البخاري جداً ؛ فقال في "التاريخ" :
"فيه نظر" . وقال في "الضعفاء" :
"حديثه ليس بالمستقيم" .
وضعفه جمع آخر من الأئمة . وأما ابن حبان ؛ فذكره في "الثقات" !
وعبدالرحمن الراوي عنه ؛ هو أبو شيبة الواسطي ، ضعيف جداً ، نقل النووي الاتفاق على تضعيفه ، وجزم الهيثمي في "المجمع" (10/ 101) بأنه ضعيف ، وتبعه الحافظ في "التقريب" . واقتصر الأول عليه في إعلال الحديث ! وفاته أن شيخه مثله في الضعف .
وقد صح الحديث نحوه بأتم منه دون قوله : "ثم سليه حاجتك .." ، وهو مخرج في "الصحيحة" (3338) .

(194/1)


3689 - ( سبعة لعنتهم وكل نبي مجاب : الزائد في كتاب الله ، والمكذب بقدر الله ، والمستحل حرمة الله ، والمستحل من عترتي ما حرم الله ، والتارك لسنتي ، والمستأثر بالفيء ، والمتجبر بسلطانه ليعز من أذل الله ، ويذل من أعز الله ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 168 :
$ضعيف$
رواه ابن منده (2/ 67/ 1) : أخبرنا سليمان بن أحمد : أخبرنا أحمد بن بشر ابن رشدين المصري : أخبرنا أبو صالح الحراني : أخبرنا ابن لهيعة ، عن عياش بن عباس القتباني ، عن أبي معشر الحميدي ، عن عمرو بن سعوي اليافعي مرفوعاً .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ أبو معشر الحميدي لم أعرفه .
وابن لهيعة ؛ سيىء الحفظ .
وابن رشدينت المصري - وهو أحمد بن محمد بن الحجاج بن رشدين بن سعد أبو جعفر المصري - ؛ ضعيف ، بل اتهمه بالكذب . ووقع في الأصل : "ابن بشر" ، فلعله خطأ من الناسخ .

(195/1)


3690 - ( سبعون ألفاً من أمتي يدخلون الجنة بغير حساب ، قالوا : ومن هم ؟ قال : هم الذين لا يكتوون ، ولا يرقون ، ولا يسترقون ولا يتطيرون ، وعلى ربهم يتوكلون ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 168 :
$منكر بذكر (ولا يرقون)$
رواه المخلص في "العاشر من حديثه" (213/ 2) : حدثنا أبو إسماعيل بن العباس الوراق : حدثنا حفص بن عمرو أبو عمرو الربالي البصري - قراءة علينا - قال : حدثنا أبو سحيم المبارك بن سحيم مولى عبدالعزيز بن صهيب : حدثنا عبدالعزيز بن صهيب ، عن أنس بن مالك مرفوعاً .
قلت : وهذا سند ضعيف جداً ؛ المبارك هذا متروك ؛ كما قال الحافظ في "التقريب" ، ومن طريقه رواه البزار أيضاً كما في "المجمع" (10/ 408) ؛ إلا أنه وقع - فيه وكذا في "كشف الأستار" (4/ 208/ 3545) - : "ولا يكوون" بدل : "ولا يرقون" ، وكلاهما منكر مخالف لحديث ابن عباس وغيرهما ، في "الصحيحين" وغيرهما بمعناه ؛ دون هذين اللفظين .
وقد صح عندهما أن النبي صلي الله عليه وسلم كان يرقي ويكوي ، في غير ما حديث صحيح .
ولا يخدج فيما ذكرت ما وقع في رواية لمسلم في حديث ابن عباس المشار إليه آنفاً من الجمع بين (لا يرقون ولا يسترقون) ؛ فإنها رواية شاذة ، أخطأ فيها أحد رواته عنده ، فغير الحديث فزاد وأنقص ؛ زاد (لا يرقون) ، وأسقط (لا يكتوون) !! خلافاً لرواية الجماعة لحديث ابن عباس الذين رووه بلفظ :
"لا يسترقون ، ولا يكتوون .." .
وإن مما يؤكد الشذوذ المذكور ، مخالفته لسلئر الأحاديث الواردة في الباب ، مثل حديث عمران بن حصين عند مسلم وأبي عوانة وغيرهما ، وحديث ابن مسعود عند البخاري في "الأدب المفرد" وغيره ، فليس فيهما الجمع بين اللفظين المذكورين ، بل إنهما وفق حديث ابن عباس عند الجماعة . فذلك كله يؤكد شذوذ لفظ "لا يرقون" ، مع مخالفته للسنة العلمية كما تقدم .
وقد كنت ذكرت شيئاً من هذا التحقيق في بعض التعليقات أكثر من مرة . ثم جاءت هذه المناسبة فزدته بياناً ، والله سبحانه وتعالى ولي التوفيق ، والهادي إلى أقوم طريق .

(196/1)


3691 - ( ستشرب من بعدي أمتي الخمر ، يسمونها بغير اسمها ، يكون عونهم على شربها أمراؤهم ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 170 :
$ضعيف$
رواه ابن منده في "المعرفة" (2/ 198/ 2) عن سليمان بن داود ، عن أيوب بن نافع بن كيسان عن أبيه نافع بن كيسان أنه سمع رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول : ...
قلت : ومن هذا الوجه أخرجه أبو نعيم في "الصحابة" ؛ كما في "الإصابة" ، في ترجمة نافع بن كيسان .
وهذا إسناد ضعيف ؛ أيوب بن نافع لم أعرفه ، ولا وجدت له ذكراً في شيء من كتب الرجال التي عندي .
وسليمان بن داود كثير ، فيهم الثقة والضعيف ، فلم يتبين عندي .
وعزاه السيوطي لابن عساكر عن كيسان .

(197/1)


3692 - ( ست خصال من الخير : جهاد أعداء الله بالسيف ، والصوم في يوم صيف ، وحسن الصبر عند المصيبة ، وترك المراء وإن كنت محقاً ، وتبكير (الأصل : تذكر) الصلاة في يوم الغيم ، وحسن الوضوء في أيام الشتاء ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 170 :
$ضعيف$
أخرجه الهروي في "ذم الكلام" (1/ 20/ 1) ، والديلمي (2/ 211) عن بحر بن كنيز السقا ، عن يحيى بن أبي كثير ، عن زيد بن سلام ، عن أبي مالك قال : ... فذكره مرفوعاً .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ بحر بن كنيز قال الحافظ :
"ضعيف" .
ثم أخرجه من طريق إسحاق بن أبي فروة ، عن سعيد المقبري ، عن أبي سعيد الخدري مرفوعاً بلفظ :
"ست من كن فيه كان مؤمناً : إسباغ الوضوء ، والمباردةإلى الصلاة في يوم دجن ، وكثرة الصوم في شدة الحر ، ..." والباقي مثله .
قلت : وهذا ضعيف جداً ؛ إسحاق - وهو ابن عبدالله بن أبي فروة - متروك .
وللحديث طريق أخرى عن أبي سعيد مرفوعاً بلفظ :
"ست من كن فيه بلغ حقيقة الإيمان : ضرب أعداء الله بالسيف ، وابتدار الصلاة في اليوم الدجن ، وإسباغ الوضوء عند المكاره ، وصيام في الحر ، وصبر عند المصائب ، وترك المراء وأنت صادق" .
أخرجه ابن نصر في "الصلاة" (98/ 2) عن منصور بن بشير : حدثنا أبو معشر المدني ، عن يعقوب بن أبي زينب ، عن عمر بن شيبة قال :
دخلوا على أبي سعيد الخدري ، فقالوا : حدثنا عن رسول الله حديثاً ليس فيه اختلاف ، فقال : سمعت رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول : ... فذكره .
قلت : وهذا إسناد ضعيف مجهول ؛ عمر بن شيبة أظنه الذي في "الجرح والتعديل" (3/ 1/ 115) :
"عمر بن شيبة بن أبي كثير مولى أشجع ، روى عن نعيم المجمر وسعيد المقبري ، روى عنه أبو أويس المدني ، سألت أبي عنه ، فقال : مجهول" .
فإن كان هو هذا ؛ فهو منقطع ؛ لأن بينه وبين أبي سعيد : سعيد المقبري .
ويعقوب بن أبي زينب ؛ مجهول أيضاً .
وأبو معشر المدني - واسمه نجيح - ضعيف .

(198/1)


3693 - ( ست خصال من السحت : رشوة الإمام ؛ وهي أخبث ذلك كله ، وثمن الكلب ، وعسب الفرس ، ومهر البغي ، وكسب الحجام ، وحلوان الكاهن ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 172 :
$ضعيف جداً$
أخرجه الديلمي (2/ 210) من طريق محمد بن يحيى (وهو ابن منده) : حدثنا يوسف بن موسى المروذي : حدثنا أيوب بن محمد الوراق : حدثنا الوليد بن الوليد الدمشقي : حدثنا ثابت بن سويد ، عن الأوزاعي ، عن الزهري ، عن سعيد بن المسيب ، عن أبي هريرة مرفوعاً .
قلت : وهذا إسناد ضعيف جداً ؛ الوليد بن الوليد الدمشقي قال الدارقطني وغيره :
"منكر الحديث" ، وفي رواية عنه : "متروك" . وأما أبو حاتم فقال :
"صدوق" .
وتناقض ابن حبان ، فأورده في "الثقات" ، وأورده في "الضعفاء" ، وأورد له خبراً عن عائشة قال فيه :
"لا أصل له من كلام النبي صلي الله عليه وسلم" . وقال أبو نعيم : روى عن محمد بن عبدالرحمن بن ثابت موضوعات .
ومن دونه ؛ لم أعرفهما ، وكذلك ثابت بن سويد .

(199/1)


3694 - ( ستة أشياء تحبط الأعمال : الاشتغال بعيوب الخلق ، وقسوة القلب ، وحب الدنيا ، وقلة الحياء ، وطول الأمل ، وظالم لا ينتهي ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 172 :
$موضوع$
أخرجه الديلمي (2/ 211) عن محمد بن يونس الكديمي ، عن الضحاك بن مخلد ، عن سعدان بن بشر ، عن مخلد بن خليفة ، عن عدي بن حاتم مرفوعاً .
قلت : وهذا موضوع ؛ آفته الكديمي ، وهو وضاع .

(200/1)


3695 - ( سترة الإمام سترة من خلفه ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 173 :
$ضعيف$
رواه الطبراني في "الأوسط" (31/ 2 من ترتيبه) عن سويد بن عبدالعزيز ، عن عاصم الأحول ، عن أنس بن مالك مرفوعاً . وقال :
"لم يروه عن عاصم إلا سويد"
قلت : وهو لين الحديث ؛ كما قال الحافظ .

(201/1)


3696- ( ستكون فتن ؛ يصبح الرجل فيها مؤمناً ، ويسمي كافراً ؛ إلا من أحياه الله بالعلم ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 173 :
$ضعيف جداً$
رواه ابن ماجه (3954) ، وابن عساكر (17/ 413/ 1) من طريق علي بن يزيد ، عن القاسم بن عبدالرحمن أنه حدثه عن أبي أمامة قال : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : ... فذكره .
قلت : وهذا إسناد ضعيف جداً ؛ علي بن يزيد - وهو الألهاني - متروك ؛ كما قال الدارقطني ، وقال البخاري : "منكر الحديث" .

(202/1)


3697 - ( .......................................... ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 173 :

(203/1)


3698 - ( سجدتا السهو بعد التسليم ، وفيهما تشهد وسلام ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 173 :
$موضوع$
أخرجه الديلمي (2/ 207) عن يحيى بن العلاء : حدثنا عبدالملك ابن مسلم اللخمي ، عن أبي قيس ، عن أبي هريرة وعبدالله بن مسعود مرفوعاً .
قلت : وهذا موضوع ؛ آفته يحيى بن العلاء ؛ فإنه كذاب يضع الحديث كما قال أحمد .
وعبدالملك بن مسلم اللخمي ؛ لم أعرفه .

(204/1)


3699 - ( سطع نور في الجنة ، فرفعوا رؤوسهم ، فإذا هو من ثغر حوراء ضحكت في وجه زوجها ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 174 :
$موضوع$
رواه أبو نعيم في "الحلية" (6/ 374) وفي "صفة الجنة" (71/ 1) ، وابن عدي (ق112-113) ، والديلمي (2/ 216) عن حلبس الكلابي : حدثنا سفيان الثوري : حدثنا مغيرة : حدثنا إبراهيم النخعي ، عن علقمة ، عن عبدالله بن مسعود مرفوعاً . وقال ابن عدي :
"حديث منكر" .
قلت : وقال الذهبي :
"هذا باطل" . ذكره في ترجمة حلبس هذا ؛ وقال فيه :
"متروك الحديث ، قال ابن عدي : منكر الحديث" .
واتهمه ابن الجوزي بوضع حديث .

(205/1)


3700 - ( سعة في الرزق ، وردع سنة الشيطان ؛ الوضوء قبل الطعام وبعده ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 174 :
$موضوع$
أخرجه الديلمي (2/ 217) عن عبدالوهاب بن الضحاك : حدثنا بقية بن الوليد : حدثنا سعيد بن عمارة : حدثنا الحارث بن نعمان : سمعت أنس ابن مالك يقول : ... فذكره مرفوعاً .
قلت : وهذا إسناد موضوع ؛ آفته عبدالوهاب بن الضحاك ؛ قال أبو حاتم :
"كذاب" .
وسعيد بن عمارة والحارث بن نعمان ؛ ضعيفان .

(206/1)


3701 - ( سفر المرأة مع عبدها ضيعة ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 175 :
$ضعيف$
رواه البزار في "الكشف" (1076) ، وابن الأعرابي في "المعجم" (18/ 1) : أخبرنا محمد (يعني : ابن إسماعيل الترمذي) : أخبرنا هاشم بن عمرو : أخبرنا إسماعيل بن عياش قال : حدثني بزيع بن عبدالرحمن ، عن نافع ، عن ابن عمر مرفوعاً . ورواه الطبراني في "الأوسط" (1/ 112/ 2) من طريق آخر عن ابن عياش به ، وقال :
"لم يروه عن نافع إلا بزيع ، تفرد به إسماعيل" .
قلت : وهو ثقة في الشاميين ، ضعيف في غيرهم ، ولم يظهر لي عن أيهم روايته هذه ، فإن شيخه بزيع بن عبدالرحمن ؛ لم أجد من ذكر بلده ، وقد أورده ابن حبان في "الثقات" (2/ 32) وقال :
"يروي عن سوادة ، روى عنه إسماعيل بن عياش" .
وقد ضعفه أبو حاتم كما في "الميزان" ، وساق له هذا الحديث .
ثم رأيت الحديث في "العلل" لابن أبي حاتم (2/ 298) من هذا الوجه ، وقال :
"قال أبي : هذا حديث منكر ، ويرويه ضعيف الحديث" .

(207/1)


3702 - ( سلم علي ملك ، ثم قال : لم أزل أستأذن ربي في لقائك ، حتى كان هذا أوان أذن لي ، وإني أبشرك أنه ليس أحد أكرم على الله منك ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 176 :
$ضعيف$
أخرجه ابن منده في "المعرفة" (2/ 27/ 1) ، والديلمي (2/ 217) عن محمد بن إسحاق ، عن عبدالرحمن بن الحارث : حدثت عن عبدالرحمن بن حباب الأشعري ، عن عبدالرحمن بن غنم الأشعري - وكانت له صحبة - قال :
كنا جلوساً عند رسول الله صلي الله عليه وسلم في المسجد ، ومعه ناس من أهل المدينة ، وهم من أهل النفاق ، فإذا سحاب ، فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم : ... فذكره .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ، لعنعنة ابن إسحاق ، والانقطاع بين عبدالرحمن ابن الحارث وعبدالرحمن الأشعري ، وهذا لم أعرفه . واسم ابيه لم يتبين لي بواسطة (القارئة) هل هو "حباب" أم "خباب" .

(208/1)


3703 - ( سلمان سابق فارس ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 176 :
$ضعيف$
رواه ابن سعد (7/ 318) ، وعنه ابن عساكر (7/ 203/ 1) : أخبرنا إسماعيل بن إبراهيم الأسدي ، عن يونس ، عن الحسن مرفوعاً .
قلت : وهذا إسناد ضعيف رجاله ثقات إلا أنه مرسل ؛ لأن الحسن - وهو البصري - كثير الإرسال ، وقال بعض الأئمة :
"مراسيله كالريح" !

(209/1)


3704 - ( سلمان منا أهل البيت ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 176 :
$ضعيف جداً$
روي من حديث عمرو بن عوف ، وأنس بن مالك ، والحسين ابن علي بن أبي طالب ، وزيد بن أبي أوفى .
1- أما حديث عمرو ؛ فيرويه حفيده كثير بن عبدالله ، عن أبيه ، عن جده :
أن رسول الله صلي الله عليه وسلم خط الخندق من أحمر السبختين طرف بني حارثة ، عام ذكرت الأحزاب خطة المذابح ، فقطع لكل عشرة أربعين ذراعاً ، فاحتج المهاجرون والأنصار في سلمان الفارسي ، وكان رجلاً قوياً ، فقال المهاجرون : سلمان منا ، وقالت الأنصار : لا ؛ بل سلمان منا ! فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم : ... فذكره .
أخرجه ابن سعد في "الطبقات" (4/ 82-83 و 7/ 318-319) ، وابن جرير الطبري في "التفسير" (21/ 85) ، وأبو الشيخ في "طبقات الأصبهانيين" (ص 25) ، والطبراني في "المعجم الكبير" (6/ 260-261) ، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (1/ 54) ، ومن طريقه وطريق ابن سعد : ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (7/ 409) ، والحاكم (3/ 598) ، والبيهقي في "دلائل النبوة" (3/ 418) من طرق عن كثير ..
قلت : وهذا إسناد ضعيف جداً ؛ لأن كثيراً هذا متروك ؛ قال الذهبي في "الكاشف" :
"واه ، قال أبو داود : كذاب" .
قلت : وكأنه لذلك سكت عنه الحاكم ولم يصححه كعادته ، وأما الذهبي فقال في "تلخيصه" :
"قلت : سنده ضعيف" .
والحق ما ذكرته ، وهو الذي يقتضيه قول الذهبي المتقدم ، ويؤيده قوله في "سير الأعلام" (1/ 540) بعد أن ساق الحديث :
"كثير متروك" .
2- وأما حديث أنس ؛ فيرويه جعفر بن سليمان الضبعي : حدثنا النضر بن حميد ، عن سعد الإسكاف ، عن محمد بن علي ، عنه مرفوعاً به .
أخرجه البزار في "مسنده" (3/ 184/ 2524) عنه به ، وفيه قصة ، وزاد في آخره : "فاتخذه صاحباً" . ثم قال :
"لا يروى عن أنس إلا بهذا الإسناد ، ولا رواه إلا جعفر عن النضر ، والنضر وسعد الإسكاف لم يكونا بالقويين في الحديث" .
كذا قال ، وحالهما أسوأ مما قال ؛ فإن سعداً هذا - وهو ابن طريف - ؛ قال الحافظ في "التقريب" :
"متروك ، ورماه ابن حبان بالوضع ، وكان رافضياً" .
والنضر ؛ قال البخاري :
"منكر الحديث" .
وبه أعله الهيثمي ؛ فقال (9/ 118) :
"رواه البزار ، وفيه النضر بن حميد الكندي ، وهو متروك" .
وقد اضطرب في إسناده هو أو شيخه سعد ، فجعل الحسين بن علي مكان أنس ، وهو التالي :
3- قال أبو يعلى في "مسنده" (12/ 142/ 6772) : حدثنا الحسن بن عمر ابن شقيق الجرمي : حدثنا جعفر بن سليمان ، عن النضر بن حميد الكندي ، عن سعد الإسكاف ، عن أبي جعفر محمد بن علي ، عن أبيه ، عن جده قال : ... فذكره بتمامه . وهكذا أخرجه ابن عساكر (7/ 410-411) عنه ، ورواه أبو الشيخ أيضاً (24-25) من طريق أبي يعلى ، ولكنه لم يسق القصة ، ولا الزيادة . وقال الهيثمي (9/ 117) :
"رواه أبو يعلى ، وفيه النضر بن حميد الكندي ، وهو متروك" .
قلت : وشيخه مثله كما تقدم بيانه في الذي قبله .
4- وأما حديث زيد بن أبي أوفى ؛ فيرويه مشرق بن عبدالله في "حديثه" (62/ 2) وابن عساكر (7/ 412) من طريق محمد بن إسماعيل بن مرداتي ، عن أبيه إسماعيل : حدثني سعد بن شرحبيل ، عنه به في حديث طويل .
قلت : وهذا إسناد مظلم ؛ لم أعرف أحداً من رجاله .
وجملة القول ؛ أن الحديث ضعيف جداً ، وبخاصة الزيادة التي في آخره ، فإنها ليست في الحديث الأول مع شدة ضعف إسناده .
نعم ؛ قد صح الحديث موقوفاً على علي رضي الله عنه من طرق عنه ؛ فها أنا أذكرها إن شاء الله تعالى .
الطريق الأولى : عن أبي البختري قال : قالوا لعلي : أخبرنا عن سلمان ، قال أدرك العلم الأول ، والعلم الآخر ، بحر لا ينزح قعره ، هو منا أهل البيت .
أخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (12/ 148/ 12380) ، وابن سعد (2/ 346 و 4/ 85) ، وأبو نعيم في "الحلية" (1/ 187) ، وابن عساكر (7/ 411 و 415) .
وإسناده صحيح على شرط الشيخين ، واسم أبي البختري سعيد بن فيروز .
الثانية : عن زاذان قال :
سئل علي عن سلمان الفارسي ؟ فقال : ذاك أمير منا أهل البيت ، من لكم بمثل لقمان الحكيم ؛ علم العلم الأول ، وأدرك العلم الآخر ، وقرأ الكتاب الأول والكتاب الآخر ، وكان بحراً لا ينزف .
أخرجه ابن سعد (4/ 85-86) ، والبغوي كما في "مختصر المعجم" (9/ 134/ 2) ، ومن طريقه وطريق غيره : ابن عساكر (7/ 416) .
ورجاله ثقات .
الثالثة : عن أبي حرب بن أبي الأسود ، عن أبي الأسود عنه .
أخرجه البغوي وابن عساكر ، وكذا أبو نعيم مقروناً بالطريق الثانية .
وله عن علي طريق آخر موقوفاً عليه مختصراً في أثناء حديث لعبدالله بن سلام بلفظ : دعوه فإنه رجل منا أهل البيت . وسنده حسن .

(210/1)


3705 - ( سلوا الله الفردوس ؛ فإنها سرة الجنة ، وإن أهل الفردوس يسمعون أطيط العرش ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 180 :
$ضعيف$
رواه أبو الفرج الإسفرائيني في "جزء أحاديث يغنم بن سالم" (26/ 2) عن أبي حفص عمر بن الحسن بن الزبير قال : حدثنا أبي قال : حدثنا إبراهيم بن طهمان ، عن القاسم ، عن أبي أمامة مرفوعاً .
قلت : وهذا سند ضعيف ؛ أبو حفص عمر بن الحسن بن الزبير وأبوه ؛ لم أجد من ذكرهما .
ورواه الروياني في "مسنده" (226/ 2) ، ومحمد بن عثمان بن أبي شيبة في كتاب "العرش" (108/ 2) ، والحاكم (2/ 371) عن جعفر بن الزبير ، عن القاسم ، عن أبي أمامة مرفوعاً ؛ دون الشطر الثاني ، وقال الحاكم :
"لم نكتبه إلا من هذا الإسناد ، ولم نجد بداً من إخراجه" .
وتعقبه الذهبي بقوله :
"قلت : جعفر هالك" .
ومن طريقه : أخرجه الطبراني بتمامه ؛ كما في "المجمع" (10/ 398) وقال :
"وهو متروك" .
والشطر الأول من الحديث له شاهد عن العرباض ، فراجع "المجمع" .

(211/1)


3706 - ( سمى هارون ابنيه : شبراً وشبيراً ، وإني سميت ابني الحسن والحسين ، كما سمى به هارون ابنيه ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 181 :
$ضعيف$
أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (1/ 101/ 2778) ، والبخاري في "التاريخ" (1/ 2/ 147) ، والديلمي (2/ 217) من طريق يحيى الحماني : حدثنا عمرو بن حريث ، عن برذعة بن عبدالرحمن ، عن أبي الخليل ، عن سلمان الفارسي مرفوعاً .
قلت : وهذا إسناد ضعيف جداً ؛ برذعة بن عبدالرحمن ؛ قال الذهبي في "الضعفاء والمتروكين" :
"منكر الحديث بمرة" .
وعمرو بن حريث ؛ مجهول ؛ كما قال ابن عدي ، وقال البخاري عقبه :
"إسناده مجهول" .
وعمرو بن حريث ؛ مجهول ؛ كما قال ابن عدي ، وقال البخاري عقبه :
"إسناده مجهول" .
قلت : وفي معناه ما أخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (823) ، وابن حبان (2227) ، والحاكم (3/ 165 و 180) ،وأحمد (1/ 98) ، والطبراني ( 1/ 100/ 2773) عن إسرائيل ، عن أبي إسحاق ، عن هانىء بن هانىء ، عن علي قال :
لما ولد الحسن سميته حرباً ، فجاء رسول الله صلي الله عليه وسلم فقال :
"أروني ابني ، ما سميتموه؟" . قال : قلت : حرباً ، قال :
"بل هو حسن" . فلما ولد الحسين سميته حرباً ، فجاء رسول الله صلي الله عليه وسلم فقال :
"أروني ابني ما سميتموه ؟" . قال : قلت : حرباً . قال :
"بل هو الحسين" . فلما ولد الثالث سميته حرباً ، فجاء النبي صلي الله عليه وسلم فقال :
"أروني ابني ما سميتموه ؟" . قلت : حرباً ! قال :
"بل هو محسن" ، ثم قال :
"سميتهم بأسماء ولد هارون : شبر وشبير ومشبر" . وقال الحاكم :
"صحيح الإسناد" .
ثم أخرجه الطيالسي (129) ، والحاكم (3/ 168) من طريقين آخرين ، عن أبي إسحاق ، عن هانىء بن هانىء به . وقال الحاكم أيضاً :
"صحيح الإسناد" ! وسكت الذهبي هنا ، وأحال به على الموضع الأول ، وهناك وافقه على التصحيح ، وهذا منه عجيب !! فإن هانئاً هذا لم يرو عنه غير أبي إسحاق وحده ، ولازمه أنه مجهول ، وهذا ما صرح به الإمام ابن المديني ، كما صرح بذلك الذهبي نفسه وغيره . وقال الشافعي :
"لا يعرف ، وأهل العلم بالحديث لا يثبتون حديثه لجهالة حاله" ؛ كما في "التهذيب" ، فلا ينفعه بعد ذلك قول النسائي فيه :
"ليس به بأس" ، وبالأولى أن لا ينفعه ذكر ابن حبان إياه في "الثقات" ؛ لاشتهاره بتساهله في التوثيق ، ولذلك لم يسع الحافظ في "التقريب" إلا أن يقول فيه :
"مستور" ! وكأنه غفل عن هذا فقال في ترجمة (المحسن) من "الإصابة" - بعد ما عزاه لأحمد - :
"إسناده صحيح" ! واغتر به محقق "تحفة المودود" (132) ، فسكت عليه !!
وأيضاً فأبو إسحاق - وهو السبيعي - مدلس مختلط وقد عنعنه ، فأنى للحديث الصحة ؟!
وله طريق أخرى عند الطبراني (2777) عن يحيى بن عيسى الرملي التميمي : أخبرنا الأعمش ، عن سالم بن أبي الجعد قال : قال علي :
كنت رجلاً أحب الحرب ، فلما ولد الحسن هممت أن أسميه حرباً ، فسماه رسول الله صلي الله عليه وسلم الحسن ، فلما ولد الحسين هممت أن أسميه حرباً ، فسماه رسول الله صلي الله عليه وسلم الحسين ، وقال صلي الله عليه وسلم :
"إني سميت ابني هذين باسم ابني هارون : شبراً وشبيراً" .
قلت : وهذا إسناد ضعيف منقطع ؛ سالم بن أبي الجعد عن علي مرسل ؛ كما قال أبو زرعة .
والرملي صدوق يخطىء ؛ كما قال الحافظ :
ثم أخرج هو (2778) ، والبخاري في "التاريخ" (1/ 2/ 147) عن أبي غسان مالك بن إسماعيل : أخبرنا عمرو بن حريث : أخبرنا برذعة بن عبدالرحمن ، عن أبي الخليل ، عن سلمان مرفوعاً :
"سميتهما - يعني : الحسن والحسين - بابني هارون : شبراً وشبيراً" .
وقال البخاري عقبه :
"إسناده مجهول" .
قلت : يشير إلى برذعة وعمرو ؛ قال الذهبي في الأول منهما :
"عن أنس ، له مناكير ، قال ابن حبان : لا يجوز الاحتجاج به" .
وعمرو بن حريث ؛ قال ابن عدي :
"مجهول" .
قلت : ويعارض ما تقدم حديثان :
الأول : ما رواه إسماعيل بن عبدالله بن زرارة الرقي : حدثنا عبدالله بن محمد ابن عقيل ، عن محمد بن علي رضي الله عنه عن ، علي رضي الله عنه : أنه سمى ابنه الأكبر حمزة ، وسمى حسيناً جعفراً ، باسم عمه ، فسماهما رسول الله صلي الله عليه وسلم حسناً وحسيناً .
أخرجه الطبراني (رقم-2780) وغيره ، كما بينته في "الصحيحة" (2709) .
قلت : وسنده حسن ؛ لولا أن محمد بن علي - وهو ابن الحسين بن علي بن أبي طالب - لم يسمع من جده علي رضي الله عنه . ورواه الحاكم (4/ 277) .
وابن زرارة ؛ صدوق ، وخالفه العلاء الرقي فقال : (حدثنا عبيدالله ... عن عبدالله ابن محمد بن عقيل ، عن أبيه ، عن علي) .
أخرجه الحاكم (4/ 277) وقال :
"صحيح الإسناد" ، ورده الذهبي بقوله :
"قلت : قال أبو حاتم : العلاء منكر الحديث" .
والثاني : ما رواه محمد بن فضيل ، عن علي بن ميسر ، عن عمر بن عمير ، عن عروة بن فيروز ، عن سورة بنت مشرح قالت :

(212/1)


كنت فيمن حضر فاطمة رضي الله عنها حين ضربها المخاض في نسوة ، فأتانا النبي صلي الله عليه وسلم فقال :
"كيف هي ؟" . قلت : إنها لمجهودة يا رسول الله ! قال :
"فإذا هي وضعت فلا تسبقيني فيه بشيء" . قالت : فوضعت ، فسروه ، ولففوه في خرقة صفراء ، فجاء رسول الله صلي الله عليه وسلم فقال :
"ما فعلت ؟" . فقلت : قد ولدت غلاماً وسررته ولففته في خرقة ! قال :
"عصيتيني ؟" قالت : أعوذ بالله من معصيته ومن غضب رسوله ! قال :
"ائتني به" ، فأتيته ، فألقى عنه الخرقة الصفراء ، ولفه في خرقة بيضاء ، وتفل فيه ، وألبأه بريقه ، فجاء علي رضي الله عنه ، فقال :
"ما سميته يا علي ؟" . قال : سميته جعفراً يا رسول الله ! قال :
"لا ، ولكن حسن ، وبعده حسين ، وأنت أبو حسن الخير" .
رواه الطبراني في "الكبير" (3/ 23/ 2542 و 24/ 311/ 786) .
قلت : وهذا إسناد مسلسل بالمجهولين : علي بن ميسر فمن فوقه .
وقد ساقه الذهبي في ترجمة ابن ميسر إلى ابن فيروز ؛ وقال :
"إسناده مظلم ، والمتن باطل" .
ونقل ابن حجر في "الإصابة" عن ابن عبدالبر أنه قال :
"إسناده مجهول" .
وقال الهيثمي (9/ 175) :
"رواه الطبراني بإسنادين في أحدهما عمر بن فيروز وعمر بن عمير ، ولم أعرفهما ، وبقية رجاله وثقوا" .
وأقول : فيه ملاحظتان :
الأولى : أنني لم أره عند الطبراني إلا بالإسناد المذكور في الموضعين المشار إليهما .
والأخرى : قوله : "عمر بن فيروز" ؛ لعله خطأ من الناسخ ، والصواب : "عروة بن فيروز" ؛ كما في "المعجم" في الموضعين أيضاً ، ومن العجيب أن صاحبنا الأخ حمدي السلفي نقله عنه في الموضعين دون أن يتنبه لمخالفته لما في "المعجم" !
(تنبيه) : ادعى الشيخ عبدالحسين الشيعي في كتابه "المراجعات" ص (145) أن الحاكم صحح هذا الحديث على شرط الشيخين ، مشيراً إلى الجزء الثالث والصفحتين السابقتين . وهذا كذب ؛ ولم أقتصر على قولي : "خطأ" كما هو الواجب عادة ؛ لأني بلوت عليه الكذب المذكور في غير ما حديث واحد ؛ فانظر الحديث الآتي برقم (4892) .

(212/2)


3707 - ( سموه بأحب الأسماء إلي : حمزة بن عبدالمطلب ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 187 :
$ضعيف$
أخرجه الحاكم (3/ 196) من طريق يعقوب بن حميد بن كاسب : حدثنا سفيان بن عيينة ، عن عمرو بن دينار ، عن جابر بن عبدالله رضي الله عنهما قال :
ولد لرجل منا غلام ، فقالوا : ما نسميه ؟ فقال النبي صلي الله عليه وسلم : ... فذكره ، وقال
"صحيح الإسناد" . ورده الذهبي بقوله :
"قلت : يعقوب ضعيف" .
قلت : وقد خالفه يوسف بن سلمان المازني ؛ فقال : حدثنا سفيان بن عيينة ، عن عمرو بن دينار ، سمع رجلاً بالمدينة يقول :
جاء جدي بأبي إلى رسول الله صلي الله عليه وسلم ، فقال : هذا ولدي ، فما أسميه ؟ قال :
"سمه بأحب الناس إلي : حمزة بن عبدالمطلب" .
أخرجه الحاكم ، وأشار إلى تجهيل المازني هذا ؛ فقال :
"قد قصر هذا الراوي المجهول برواية الحديث عن ابن عيينة ، والقول فيه قول يعقوب بن حميد" .
قلت : وهذا مسلم لو كان المازني مجهولاً كما قال ، وليس كذلك ؛ فقد قال أبو حاتم :
"شيخ" . وقال النسائي :
"مشهور ، لا بأس به" .
وذكره ابن حبان في "الثقات" ، وقال مسلمة :
"بصري ثقة" .
فتجهيل الحاكم إياه في مقابلة هؤلاء الأئمة الموثقين غير مقبول ، ولهذا قال الحافظ فيه :
"صدوق" .
وعليه ؛ فروايته هي المقدمة على رواية يعقوب ، وقد رأيت الذهبي قد جزم بضعفه ، وهو وإن كان عندي خيراً من ذلك ، إلا أنه لا يخلو من ضعف في حفظه ، وإليه أشار الحافظ حين قال فيه :
"صدوق ، ربما وهم" .
فيكون الحديث من منكراته التي تفرد بها ، بل وخالف من هو أرجح منه سياقاً ومتناً ، ومما يؤيد هذا أنه قد ثبت عنه صلي الله عليه وسلم أنه قال :
"أحب الأسماء إلى الله عبدالله وعبدالرحمن" . رواه مسلم وغيره ، فيبعد جداً أن يحب الرسول صلي الله عليه وسلم من الأسماء خلاف ما أخبر به عن ربه ؛ فتأمل .
ثم مجدت ما يشهد لرواية المازني ، وهو ما أخرجه الخطيب في "التاريخ" (2/ 73-74) من طريق قيس بن الربيع ، عن شعبة ، عن عمرو بن دينار ، عن رجل من الأنصار ، عن أبيه قال :
"ولد لي غلام ...." ، الحديث مثل لفظ المازني .
وقيس بن الربيع ؛ وإن كان سيىء الحفظ ، فلا بأس به في المتابعات والشواهد .

(213/1)


3708 - ( سمي رجب لأنه يترجب فيه خير كثير لشعبان ورمضان ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 189 :
$موضوع$
رواه أبو محمد الخلال في "فضل رجب" (11/ 1) عن الحارث بن مسلم ، عن زياد بن ميمون ، عن أنس مرفوعاً .
قلت : زياد بن ميمون كذاب ، مضى مراراً .
والحارث بن مسلم ؛ مجهول .

(214/1)


3709 - ( سوء الخلق يفسد العمل كما يفسد الخل العسل ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 189 :
$ضعيف جداً$
رواه الدامغاني في "الأحاديث والحكايات" (1/ 110/ 1) عن محمد بن عرعرة بن البرند : حدثنا سكين بن أبي سراج أبو عمرو الكلابي ، عن عبدالله بن دينار ، عن ابن عمر مرفوعاً . ورواه عبد بن حميد في "المنتخب من مسنده" (87/ 2) : حدثنا داود بن محبر : حدثنا سكين به .
قلت : وسكين بن أبي سراج ؛ قال ابن حبان :
"يروي الموضوعات" . وقال البخاري : "منكر الحديث" .
وله طريق آخر ؛ رواه العقيلي في "الضعفاء" (436) ، والديلمي (2/ 207) من طريق أبي نعيم : حدثنا أبو داود : حدثنا النضر بن معبد ، عن ابن سيرين ، عن أبي هريرة يرفعه ، وقال :
"النضر بن معبد أبو قحذم ؛ لا يتابع عليه ، قال يحيى : ليس بشيء" .
وقال النسائي :
"ليس بثقة" .

(215/1)


3710 - ( سوء المجالسة فحش ، وشح ، وسوء خلق ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 190 :
$ضعيف$
أخرجه عبدالله بن المبارك في "الزهد" (668) : أخبرنا عتبة بن أبي حكيم ، عن سليمان بن موسى يرفع الحديث قال : ... فذكره .
قلت : وهذا إسناد ضعيف مرسل ؛ سليمان بن موسى ؛ صدوق فقيه في حديثه بعض لين ، وخولط قبل موته بقليل .
وعتبة بن أبي حكيم ؛ صدوق يخطىء كثيراً ؛ كما في "التقريب" .

(216/1)


3711 - ( سيأتي على الناس زمان يخير فيه الرجل بين العجز والفجور ، فمن أدرك منكم ذلك الزمان ؛ فليختر العجز على الفجور ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 190 :
$ضعيف$
أخرجه الحاكم (4/ 438) ، وأحمد (2/ 278 و 447) ، وأبو يعلى (4/ 1516) من طرق عن داود بن أبي هند قال : أخبرني شيخ [من بني ربيعة بن كلاب] : سمع أبا هريرة رضي الله عنه يقول : ... فذكره . وقال الحاكم :
"صحيح الإسناد ، ولم يخرجاه ، والشيخ الذي لم يسم هو سعيد بن أبي جبيرة" .
ثم ساقه من طريق عباد بن العوام ، عن داود بن أبي هند ، عنه به .
قلت : وابن أبي جبيرة هذا لم أعرفه .
وروى البيهقي في "الزهد الكبير" (ق 29/ 2) عن مكي بن إبراهيم : حدثنا داود ابن أبي هند قال :
نزلت جديلة قيس ، فإذا إمامهم رجل أعمى يقال له : أبو عمر ، فسمعته يقول : ... فذكره .
قلت : وأبو عمر هذا ؛ لم أعرفه أيضاً .

(217/1)


3712 - ( سيأتي على أمتي زمان تكثر فيه القراء ، وتقل الفقهاء ، ويقبض العلم ، ويكثر الهرج ، قالوا : وما الهرج يا رسول الله ؟ قال : القتل بينكم ، ثم يأتي بعد ذلك زمان يقرأ القرآن رجال لا يجاوز تراقيهم ، ثم يأتي من بعد ذلك زمان يجادل المنافق والكافر المشرك بالله المؤمن بمثل ما يقول ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 191 :
$ضعيف$
أخرجه الحاكم (4/ 457) من طريق دراج ، عن ابن حجيرة ، عن أبي هريرة رضي الله عنه ، عن رسول الله صلي الله عليه وسلم : ... فذكره ، وقال :
"صحيح الإسناد" . ووافقه الذهبي .
وهذا منه عجب ؛ فقد أورد دراجاً هذا في "الضعفاء والمتروكين" ، وقال :
"ضعفه أبو حاتم ، وقال أحمد : أحاديثه مناكير" .

(218/1)


3713 - ( سيأتي عليكم زمان لا يكون فيه شيء أعز من ثلاثة : أخ يستأنس به ، أو درهم حلال ، أو سنة يعمل بها ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 192 :
$ضعيف$
رواه أبو نعيم في "الحلية" (4/ 370 و 7/ 127) ، وابن عساكر (4/ 210/ 2) عن روح بن الصلاح : حدثنا سفيان ، عن منصور ، عن ربعي ، عن حذيفة مرفوعاً . وقال :
"غريب ؛ تفرد به روح بن صلاح" .
قلت : وهو ضعيف ؛ كما قال ابن عدي .

(219/1)


3714 - ( سيخرج أهل مكة ، ثم لا يعبر بها ، أو لا يعبر بها إلا قليل ، ثم تمتلىء ، وتبنى ، ثم يخرجون منها ، فلا يعودون فيها أبداً ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 192 :
$ضعيف$
أخرجه أحمد (1/ 23) : حدثنا حسن : حدثنا ابن لهيعة : حدثنا أبو الزبير ، عن جابر : أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أخبره : أنه سمع رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول : ... فذكره .
ثم أخرجه (3/ 347) : حدثنا موسى : حدثنا ابن لهيعة به ، بلفظ :
"سيخرج أهل مكة منها ، ثم لا يعمروها ، أو لا تعمر إلا قليلاً ، ثم تعمر وتمتلىء وتبنى ..." إلخ .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ لسوء حفظ ابن لهيعة .
وأبو الزبير مدلس وقد عنعنه .
وأخرجه أبو يعلى (610) [المقصد العلي] .

(220/1)


3715 - ( سيخرج ناس إلى المغرب ، يأتون يوم القيامة وجوههم على ضوء الشمس ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 193 :
$ضعيف$
أخرجه أحمد (3/ 424) : حدثنا حسن بن موسى : حدثنا ابن لهيعة : حدثنا الحارث بن يزيد ، عن أبي مصعب قال :
قدم رجل من أهل المدينة شيخ ، فرأوه مؤثراً في جهازه ، فسألهم (كذا ولعله : فسألوه) ، فأخبرهم أنه يريد المغرب ، وقال : سمعت رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول : (فذكره) .
ثم أخرجه (2/ 177) بإسناده المذكور ، عن الحارث بن يزيد ، عن جندب بن عبدالله : أنه سمع سفيان بن عوف يقول : سمعت عبدالله بن عمرو بن العاص قال : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم ذات يوم ونحن عنده :
"طوبى للغرباء" ، فقيل : من الغرباء يا رسول الله ؟ قال : "أناس صالحون في أناس سوء كثير ، من يعصيهم أكثر ممن يطيعهم" ، قال :
وكنا عند رسول الله صلي الله عليه وسلم يوماً آخر حين طلعت الشمس ، فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم :
"سيأتي أناس من أمتي يوم القيامة نورهم كضوء الشمس" ، قلنا : من أولئك يا رسول الله ؟ فقال : "فقراء المهاجرين الذين تتقى بهم المكاره ، يموت أحدهم وحاجته في صدره ، يحشرون من أقطار الأرض" .
ثم أخرجه (2/ 222) : حدثنا قتيبة : حدثنا ابن لهيعة به .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ ابن لهيعة سيىء الحفظ ، ولعل روايته لهذا الحديث عن شيخ واحد بإسنادين من وجهين مما يدل على قلة ضبطه وسوء حفظه .

(221/1)


3716 - ( سيدرك رجلان من أمتي عيسى ابن مريم ، ويشهدان قتال الدجال ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 194 :
$ضعيف$
أخرجه الحاكم (4/ 544) من طريق ابن خزيمة ، والديلمي (2/ 202) عن عباد بن منصور ، عن أيوب ، عن أبي قلابة ، عن أنس رضي الله عنه مرفوعاً .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ، سكت عنه الحاكم ، وتعقبه الذهبي بقوله :
"قلت : منكر ، وعباد ضعيف" .
قلت : والواقع أكبر شاهد على بطلان هذا الحديث .

(222/1)


3717 - ( سيكون أقوام من أمتي يتغلطون فقهاءهم بعضل المسائل ، أولئك شرار أمتي ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 194 :
$ضعيف جداً$
رواه الطبراني في "الكبير" (146/ 2) ، وابن بطة في "الإبانة" (2/ 125/ 1) ، والآجري كما في "الكواكب الدراري" (1/ 31/ 2) والخطيب في "الفقيه والمتفقه" (162/ 1) عن يزيد بن ربيعة : حدثنا أبو الأشعث ، عن ثوبان مرفوعاً .
قلت : وهذا سند ضعيف جداً ؛ يزيد هذا ليس بثقة ، وقد مضت له عدة أحاديث بهذا السند .

(223/1)


3718 - ( سيكون بعدي أمراء يقتتلون على الملك ، يقتل بعضهم عليه بعضاً ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 194 :
$ضعيف$
أخرجه أحمد (4/ 263) ، وأبو يعلى (95/ 1-مصورة المكتب الثانية) عن إسرائيل ، عن سماك ، عن ثروان بن ملحان قال :
كنا جلوساً في المسجد ، فمر علينا عمار ، فقلنا له : حدثنا حديث رسول الله صلي الله عليه وسلم في الفتنة ، فقال : سمعت رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول : ... فذكره .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ رجاله ثقات غير ثروان هذا ؛ فقال ابن المديني :
"لا نعلم أحداً حدث عن ثروان غير سماك" .
قلت : ومع ذلك ؛ فقد ذكره ابن حبان في "الثقات" (1/ 27-هند) وقال العجلي :
"كوفي تابعي ثقة" ، وهما عمدة الهيثمي في قوله (7/ 293) :
"رواه أحمد والطبراني وأبو يعلى ، ورجاله رجال الصحيح غير ثروان ، وهو ثقة" !

(224/1)


3719 - ( سيكون بعدي بعوث كثيرة ، فكونوا في بعث خراسان ، ثم انزلوا في مدينة مرو ؛ فإنه بناها ذو القرنين ودعا لها بالبركة ، ولا يصيب أهلها سوء أبداً ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 195 :
$ضعيف جداً$
رواه أحمد في المسند (5/ 357) ، وابن عدي (28/ 2) عن أوس بن عبدالله بن بريدة : حدثني سهل بن عبدالله ، عن جده مرفوعاً . وذكره ابن قدامة في "المنتخب" (10/ 195/ 1) من طريق حنبل ، عن أحمد من هذا الوجه ، ثم قال :
"قال أبو عبدالله : هذا حديث منكر" .
قلت : وكذا قال الذهبي : إنه منكر ، وبه يشعر كلام ابن عدي حيث قال عقب الحديث :
"وأوس في بعض أحاديثه مناكير" .
قلت : وضعفه البخاري جداً بقوله :
"فيه نظر" . وقال الدارقطني :
"متروك" .
وقال ابن عراق في "تنزيه الشريعة" (221) نقلاً عن خط الشيخ تقي الدين القلقشندي :
"وقد حسن هذا الحديث الحافظ أبو الفضل شيخنا لأجل المتابعة ، وفيه نظر ؛ فإن حساماً ليس من قبيل من يحسن الحديث بمتابعته" .

(225/1)


3720 - ( سيكون بعدي سلاطين ، الفتن على أبوابهم كمبارك الإبل ، لا يعطون أحداً شيئاً إلا أخذوا من دينه مثله ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 196 :
$ضعيف جداً$
أخرجه الحاكم (3/ 633-634) عن حسان بن غالب : حدثنا ابن لهيعة ، عن أبي زرعة عمرو بن جابر ، عن عبدالله بن الحارث بن جزء رضي الله عنه مرفوعاً .
قلت : سكت عنه هو والذهبي ! وهذا من عجائبهما ؛ فإن الذهبي أورد حسان ابن غالب هذا في "الميزان" ، وقال :
"متروك ، ذكره ابن حبان فقال : شيخ من أهل مصر يقلب الأخبار ، ويروي عن الأثبات الملزقات ، لا تحل الرواية عنه إلا على سبيل الاعتبار . قال الحاكم : له عن مالك أحاديث موضوعة" .
وساق له الحافظ في "اللسان" حديثين آخرين ، ونقل عن الدارقطني أنه قال :
"إنهما حديثان موضوعان" .
ومن طريقه : أخرجه الطبراني كما في "مجمع الهيثمي" (5/ 246) ، وقال :
"وهو متروك" .
وابن لهيعة ؛ ضعيف .

(226/1)


3721 - ( سيكون في آخر الزمان ذئبان القراء ، فمن أدرك ذلك الزمان ؛ فليتعوذ بالله من شرهم ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 197 :
$ضعيف$
أخرجه أبو نعيم في "الحلية" (3/ 35-36) : حدثنا علي بن أحمد بن علي المصيصي قال : حدثنا محمد بن إبراهيم بن البطال ، قال : حدثنا عبدالرحمن بن محمد العاقب قال : حدثنا سالم ، عن عبدالرحمن بن عبيد ، عن سليمان ، عن أبي عثمان النهدي ، عن أبي أمامة الباهلي مرفوعاً ، وقال :
"غريب من حديث سليمان ، لم نكتبه بهذا الإسناد إلا عن هذا الشيخ ، أفادناه عنه أبو الحسن الدارقطني الحافظ" .
قلت : وهذا الشيخ المصيصي ؛ قال ابن أبي الفوارس :
"كان فيه تساهل" .
ومن بينه وبين سليمان - والظاهر أنه الأعمش - ؛ لم أعرفهم .

(227/1)


3722 - ( سيكون من بعدي خلفاء ، ومن بعد الخلفاء أمراء ، ومن بعد الأمراء ملوك ، ومن بعد الملوك جبابرة ، ثم يخرج رجل من أهل بيتي ؛ يملأ الأرض عدلاً كما ملئت جوراً ، ثم يؤمر القحطاني ، فوالذي بعثني بالحق ! ما هو دونه ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 198 :
$ضعيف$
رواه ابن منده في "المعرفة" (2/ 236/ 2) عن حنين بن علي الكندي مولى جذع ، عن الأوزاعي ، عن قيس بن جابر ، عن أبيه ، عن جده مرفوعاً .
وأخرجه ابن عساكر في "التاريخ" (17/ 200/ 2) من هذا الوجه ؛ إلا أنه وقع فيه : "الحسين بن علي الكندي مولى ابن خديج" ، وسواء كان الصواب هذا أو ذاك ، فإني لم أعرفه ، وكذلك لم أعرف قيس بن جابر ومن فوقه .
والحديث أورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" (5/ 190) عن قيس بن جابر الصدفي ، عن أبيه ، عن جده مرفوعاً به . وقال :
"رواه الطبراني ، وفيه جماعة لم أعرفهم" .
وعزاه السيوطي في "الجامع الصغير" إليه أيضاً عن جاجل الصدفي .
ومعنى هذا أن اسم جد قيس بن جابر : جاجل ، ولم أجد من ذكر ذلك ، وفي "الإصابة" :
"جاجل أبو مسلم الصدفي" .
ثم ساق له حديثاً آخر من طريق محمد بن مسلم بن جاجل ، عن أبيه ، عن جده عن رسول الله صلي الله عليه وسلم . وقال :
"قال أبو نعيم : ليست له عندي صحبة ....." .
فهل هو هذا أو غيره ؟ فليحقق في ذلك من كان يهمه الأمر .

(228/1)


3723 - ( سيقتل بـ (عذرا) ناس ، يغضب الله لهم وأهل السماء ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 199 :
$ضعيف$
أخرجه ابن عساكر في "التاريخ" (4/ 137/ 1) من طريق يعقوب (وهو ابن سفيان) : حدثني حرملة : أنبأنا ابن وهب : أخبرني ابن لهيعة عن أبي الأسود قال :
دخل معاوية على عائشة ، فقالت : ما حملك على قتل حجر وأصحابه ؟! فقال : يا أم المؤمنين ! إني رأيت قتلهم صلاحاً للأمة ، وبقاءهم فساداً للأمة ، فقالت : سمعت رسول الله صلي الله عليه وسلم : ... فذكره . وقال :
"رواه ابن المبارك عن ابن لهيعة ، فلم يرفعه" .
ثم ساق إسناده إلى ابن المبارك عن ابن لهيعة : حدثني خالد بن يزيد ، عن سعيد بن أبي هلال : أن معاوية حج ، فدخل على عائشة ... الحديث مثله ؛ إلا أن فيه أن عائشة قالت : لقد بلغني أنه سيقتل بعذراء ... الحديث نحوه .
قلت : ورجاله ثقات ؛ لأن ابن لهيعة صحيح الحديث إذا روى عنه العبادلة : عبدالله بن وهب ، وعبدالله بن المبارك ، وعبدالله بن يزيد المقري ، وهذا الحديث من رواية الأولين عنه ؛ إلا أن علته الانقطاع بين أبي الأسود - واسمه محمد بن عبدالرحمن بن نوفل المدني - وعائشة ؛ فإنه لم يدرك عائشة ؛ فإنه من أتباع التابعين .
ومثله : سعيد بن أبي هلال (ووقع في الأصل : بلال) ؛ لم يدركها أيضاً . ولذلك جزم الحافظ في ترجمة حجر بن عدي من "الإصابة" بانقطاع سنده .

(229/1)


3724 - ( سيد طعام أهل الدنيا وأهل الجنة اللحم ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 199 :
$ضعيف جداً$
أخرجه ابن ماجه (2/ 311) عن سليمان بن عطاء الجزري : حدثني مسلمة بن عبدالله الجهني ، عن عمه أبي مشجعة ، عن أبي الدرداء مرفوعاً .
قلت : وهذا إسناد ضعيف جداً ؛ مسلمة بن عبدالله مجهول .
وسليمان بن عطاء ؛ ضعيف اتفاقاً ، وقال البخاري في "التاريخ" (2/ 2/ 29) :
"في حديثه مناكير" .
وقال الحافظ في "التقريب" :
"منكر الحديث" .
والحديث أورده ابن الجوزي في "الموضوعات" ، وقال :
"لا يصح ، قال ابن حبان : سليمان بن عطاء يروي عن مسلمة أشياء موضوعة ، فلا أدري التخليط منه أو من مسلمة" .
وتعقبه السيوطي في "اللآلي" بقوله (2/ 224) :
"قلت : سليمان روى له ابن ماجه ، وقال أبو حاتم : ليس بالقوي . وقال البخاري : في حديثه بعض المناكير . وقال الحافظ ابن حجر : لم يتبين لي الحكم على هذا المتن بالوضع ؛ فإن مسلمة غير مجروح ، وسليمان بن عطاء ضعيف . والله أعلم .
وقد روي الحديث من طرق أخرى واهية نحوه كما سبق بيانه برقم (3579) .
ثم رواه ابن ماجه بالإسناد المتقدم بلفظ :
ما دعي رسول الله صلي الله عليه وسلم إلى لحم إلا أجاب ، ولا أهدي له لحم قط إلا قبله .

(230/1)


3725 - ( سيدا كهول أهل الجنة أبو بكر وعمر ، وإن أبا بكر في الجنة مثل الثريا في السماء ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 201 :
$موضوع$
أخرجه الخطيب في "التاريخ" (5/ 307) عن يحيى بن عنبسة المصيصي : حدثنا حميد الطويل ، عن أنس بن مالك مرفوعاً .
قلت : وهذا موضوع ؛ آفته يحيى هذا ؛ قال ابن حبان :
"دجال وضاع" . وقال الدارقطني :
"دجال يضع الحديث" .
لكن الشطر الأول من الحديث صحيح له طرق عدة عن جمع من الصحابة ، وقد خرجت طائفة منها في "الأحاديث الصحيحة" (822) .

(231/1)


3726 - ( سيد الأيام يوم الجمعة ، وأعظمها عند الله ، وأعظم عند الله عز وجل من يوم الفطر ويوم الأضحى ، وفيه خمس خصال : خلق الله فيه آدم ، وأهبط الله فيه آدم إلى الأرض ، وفيه توفى الله آدم ، وفيه ساعة لا يسأل العبد فيها شيئاً إلا آتاه الله تبارك وتعالى إياه ما لم يسأل حراماً ، وفيه تقوم الساعة ، ما من ملك مقرب ، ولا سماء ، ولا أرض ، ولا رياح ، ولا جبال ، ولا بحر ؛ إلا هن يشفقن من يوم الجمعة ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 201 :
$ضعيف$
أخرجه أحمد (3/ 430) ، وابن ماجه (1/ 336) ، وأبو نعيم (1/ 336) من طريق زهير بن محمد ، عن عبدالله بن محمد بن عقيل ، عن عبدالرحمن بن يزيد الأنصاري ، عن أبي لبابة بن عبدالمنذر مرفوعاً .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ زهير بن محمد - وهو أبو المنذر الخراساني - ؛ قال الحافظ :
"رواية أهل الشام عنه غير مستقيمة ، فضعف بسببها ، قال البخاري عن أحمد : كأن زهير الذي يروي عنه الشاميون آخر ، وقال أبو حاتم : حدث بالشام من حفظه فكثر غلطه" .
قلت : وقد اضطرب في إسناده ومتنه ، فرواه مرة هكذا ، ومرة قال : عن عبدالله بن محمد ، عن عمرو بن شرحبيل : أنبأنا سعيد بن سعد بن عبادة ، عن أبيه ، عن جده ، عن سعد بن عبادة :
أن رجلاً من الأنصار أتى النبي صلي الله عليه وسلم فقال : أخبرنا عن يوم الجمعة ماذا فيه من الخير ؟ قال : "فيه خمس خلال ...." الحديث .
أخرجه أحمد (5/ 284) ، والبزار في "مسنده" (1/ 294/ 615) من طريق أبي عامر : حدثنا زهير عنه .
وتابعه إبراهيم بن محمد - وهو ابن أبي يحيى الأسلمي - : حدثني عبدالله بن محمد بن عقيل به .
أخرجه الشافعي (424) : أخبرنا إبراهيم بن محمد به .
قلت : لكن إبراهيم هذا متروك .
ثم ترجح عندي بعد زمان مديد أن الاضطراب ليس من زهير بن محمد ، وذلك ؛ لأن الرواة عنه لهذا الحديث ليسوا من الشاميين الذين روايتهم عنه غير مستقيمة ، وإنما هو من رواية العراقيين عنه ، وهما اثنان :
الأول : (أبو عامر) ، واسمه عبدالله بن عمرو ، وهو العقدي ، وهو بصري ثقة .
والآخر : (يحيى بن أبي بكير) ، وهو كوفي ثقة . ومن طريقه : أخرجه ابن أبي شيبة (2/ 150) أيضاً ، وعنه تلقاه ابن ماجه .
وكلاهما روياه عن زهير بإسناده الأول المنتهي إلى أبي لبابة بن عبدالمنذر .
والأول منهما هو الذي رواه عنه بإسناده الآخر المنتهي إلى سعد بن عبادة .
وعلى هذا ، فلا مجال لتعصيب الاضطراب بزهير بن محمد ، فلا بد من إعادة النظر فيمن فوقه . ففعلت ، فوجدت شيخه في الإسنادين عبدالله بن محمد بن عقيل ، فوقفت عنده ؛ لأنه متكلم في حفظه ، والذي استقر عليه رأي الحفاظ كالبخاري وغيره : أن يحتج بحديثه في مرتبة الحسن ، إلا إذا ظهر فيه علة منه أو من غيره . وقد وجدت الإمام البخاري رحمه الله قد أشار إلى علة الحديث بأسلوبه العلمي الدقيق الخاص ، وأنها ليست من زهير بن محمد ، فقال في ترجمة سعد بن عبادة رضي الله عنه ، ساق فيها حديثه هذا في "التاريخ" (2/ 2/ 44) من ثلاثة وجوه :
1- عن سعيد بن سلمة ، عن عبدالله بن محمد بن عقيل ، عن عمرو بن شرحبيل [بن سعيد] بن سعد ، عن أبيه ، عن جده سعد بن عبادة .
2- وقال زهير بن محمد : عن ابن عقيل ، عن عمرو بن شرحبيل ، عن أبيه ، عن جده ، عن سعيد ، عن النبي صلي الله عليه وسلم .
3- وقال عبيدالله بن عمرو : عن ابن عقيل ، عن عمرو بن شرحبيل - من ولد سعد - ، عن سعد بن عبادة ، عن النبي صلي الله عليه وسلم .
ثم أعاد البخاري هذا في ترجمة شرحبيل بن سعد (2/ 2/ 251) ، ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً . وكذلك سكت عنه ابن أبي حاتم (2/ 1/ 339) ، فلم يذكر فيه شيئاً ، وأما ابن حبان ؛ فذكره على قاعدته المعروفة في "الثقات" (4/ 364) ، وأشار الذهبي إلى تليين توثيقه ، فقال في "الكاشف" :
"وثق" !
وأشار الحافظ إلى تليينه بقوله في "التقريب" :
"مقبول" .
يعني عند المتابعة ، وإلا فلين الحديث عند التفرد ، وما ذلك إلا لجهالته عنده .
والمقصود أن الإمام البخاري رحمه الله أشار إلى إعلال الحديث ، باضطراب ابن عقيل في روايته إياه على هذه الوجوه الثلاثة التي رواها عنه أولئك الثلاثة : سعيد بن سلمة - وهو ابن أبي الحسام - وزهير بن محمد ، وعبيدالله بن عمرو - وهو الرقي - ، وثلاثتهم ثقات في الجملة ، فلا يمكن والحالة هذه نسبة هذا الاختلاف على ابن عقيل إليهم ، وبخاصة الرقي منهم ؛ فإنه ثقة من رجال الشيخين ، بل هو من ابن عقيل نفسه ؛ لما عرفت من الضعف الذي في حفظه .

(232/1)


ومن المقرر في علم مصطلح الحديث أن من أنواع الحديث الضعيف : الحديث المضطرب ، وذلك ؛ لأن تلون الراوي في روايته الحديث إسناداً ومتناً ؛ واضطرابه فيه ؛ دليل على أنه لم يتقن حفظه ، ويحسن ضبطه ، وهذا لو كان ثقة ، فكيف إذا كان متكلماً في حفظه كابن عقيل هذا ؟ فكيف إذا كان اضطرابه شمل المتن أيضاً ؟! فإنه لم يذكر في رواية البخاري المتقدمة عن سعيد بن سلمة قوله في آخر الحديث :
"ما من ملك مقرب ..." إلخ .
وجملة القول ؛ أن الحديث قد تفرد بروايته عبدالله بن محمد بن عقيل ، واضطرب في إسناده اضطراباً شديداً ، وفي متنه . فهو ضعيف بهذا السياق التام ، وقد صح نحوه من حديث أبي هريرة ؛ دون تلك الزيادة في آخره ، وهو مخرج في "صحيح أبي داود" (961) ، وساعة الإجابة منه متفق عليها بين الشيخين .
هذا ؛ وقد كنت حسنت الحديث في بعض تعلقاتي تبعاً للبوصيري في كتابه "الزوائد" ومشياً مع ظاهر إسناده عند ابن ماجه ، والآن وقد تيسر لي تحقيق القول في إسناده ومتنه ؛ فقد وجب علي بيانه أداءاً للأمانة العلمية ، داعياً : (ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا) .

(232/2)


3727 - ( سيد الشهور رمضان ، وأعظمها حرمة ذو الحجة ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 205 :
$ضعيف$
رواه أبو عثمان البجيرمي في "الفوائد" (40/ 1) ، والبزار (960-كشف) ، والديلمي (2/ 203) وابن عساكر في "التاريخ" (8/ 483/ 2) ، والضياء في "الأحاديث والحكايات" (14/ 145/ 1) عن يزيد بن عبدالملك ، عن صفوان ابن سليم ، عن عطاء بن يسار ، عن أبي سعيد الخدري مرفوعاً .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ يزيد بن عبدالملك - وهو النوفلي - ؛ قال الحافظ في "التقريب" :
"ضعيف" .
وروي من حديث ابن مسعود مرفوعاً به ؛ دون الشطر الثاني ، وزاد :
"وسيد الأيام يوم الجمعة" .
أخرجه عبدالغني المقدسي في "فضائل رمضان" (ق 53/ 2) عن عيسى الأصم ، عن إبراهيم بن طهمان ، عن أبي إسحاق الهمداني ، عن هبيرة بن يريم عنه .
وعيسى الأصم ؛ لم أعرفه . وقد خولف في إسناده ؛ فقد أخرجه أبو بكر الشافعي في "الفوائد" (2/ 8/ 2 و 9/ 1) من طريقين آخرين ، عن أبي إسحاق به موقوفاً على ابن مسعود .
وكذلك أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (3/ 21/ 2) من طريق المسعودي ؛ عن أبي إسحاق ، عن أبي عبيدة قال : قال عبدالله : ... فذكره موقوفاً عليه .

(233/1)


3728 - ( سيد الناس آدم ، وسيد العرب محمد ، وسيد الروم صهيب ، وسيد الفرس سلمان ، وسيد الحبشة بلال ، وسيد الجبال طور سيناء ، وسيد الشجر السدر ، وسيد الأشهر المحرم ، وسيد الأيام يوم الجمعة ، وسيد الكلام القرآن ، وسيد القرآن البقرة ، وسيد البقرة آية الكرسي ، أما إن فيها خمس كلمات ، في كل كلمة خمسون بركة ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 206 :
$موضوع$
أخرجه الديلمي (2/ 204-205) من طريق ابن السني : حدثنا علي بن محمد بن عامر النهاوندي : حدثنا سليمان بن جذام : حدثنا أبو أيوب سليمان بن عبدالرحمن ، عن محمد بن عبدالقدوس ، عن مجالد ، عن الشعبي ، عن مكحول ، عن رجل قال :
كنا جلوساً في حلقة عمر ، نتذاكر فضائل القرآن إذ قال رجل : خاتمة براءة ، وقال آخر : خاتمة بني إسرائيل ، وقال آخر : خاتمة (كهيعص) ، وقال آخر : خاتمة (يس) و (تبارك) ، وفي القوم علي بن أبي طالب لا يحير جواباً ، إذ قال : يا أمير المؤمنين ! فأين أنت عن آية الكرسي ؟ فقال عمر : يا أبا حسن ! حدثنا بما سمعت فيها عن رسول الله صلي الله عليه وسلم : ... فذكره .
قلت : وهذا إسناد ضعيف مظلم ، ولوائح الوضع عليه ظاهرة .
ومحمد بن عبدالقدوس ؛ مجهول ؛ قاله ابن منده .
ومجالد - وهو ابن سعيد ، ليس بالقوي .
وسليمان بن جذام ، والنهاوندي ؛ لم أعرفهما .

(234/1)


3729 - ( السائحون هم الصائمون ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 207 :
$ضعيف$
أخرجه الحاكم (2/ 335) عن جنيد بن حكيم الدقاق : حدثنا حامد ابن يحيى البلخي : حدثنا سفيان بن عيينة ، عن عمرو بن دينار ، عن عبيد بن عمير ، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال :
سئل رسول الله صلي الله عليه وسلم عن السائحين ، فقال : "هم الصائمون" . وقال :
"صحيح على شرط الشيخين ، ولم يخرجاه ، على أنه مما أرسله أكثر أصحاب ابن عيينة ، ولم يذكروا أبا هريرة في إسناده" ! ووافقه الذهبي !
أقول : وليس صحيح الإسناد ؛ بله على شرط الشيخين ؛ فإن البلخي هذا ، وإن كان ثقة ؛ فلم يخرج له الشيخان شيئاً .
والدقاق ؛ قال الدارقطني :
"ليس بالقوي" . فإنى له الصحة !
وقد روي من طريق أخرى : أخرجه ابن جرير الطبري في "تفسيره" (17287) ، والعقيلي في "الضعفاء" (113) ، وابن عدي (69/ 2) عن حكيم بن خذام أبي سمير قال : حدثنا الأعمش ، عن أبي صالح ، عن أبي هريرة مرفوعاً به . وقال ابن عدي :
"لم يرفعه عن الأعمش غير حكيم" .
كذا قال ! وحكيم متروك الحديث ؛ كما قال أبو حاتم . وتابعه أبو ربيعة زيد ابن عوف : حدثنا أبو عوانة ، عن الأعمش به مرفوعاً .
أخرجه الخطيب في "الموضح" (2/ 58) .
لكن زيد بن عوف ؛ متروك أيضاً . ثم قال العقيلي :
"يروى عن أبي هريرة موقوف" .
قلت : وصله ابن جرير في "تفسيره" (17288) بسند صحيح عنه موقوفاً ، وهو الأصح ؛ كما قال السيوطي في "الدر" (4/ 248) .
ثم أخرجه هو (17289 و 17290) ، والطبراني في "الكبير" (3/ 25/ 1) بسند حسن عن ابن مسعود موقوفاً .

(235/1)


3730 - ( السباع حرام . يعني المفاخرة بالجماع ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 208 :
$منكر$
رواه أحمد (3/ 29) ، والعقيلي في "الضعفاء" (130) عن ابن لهيعة ، عن دراج ، عن أبي الهيثم ، عن أبي سعيد مرفوعاً . وقال :
"لا يعرف إلا به" يعني دراجاً ، وروي عن أحمد أنه قال :
"أحاديثه مناكير" .
قلت : وابن لهيعة ضعيف أيضاً ، لكن تابعه منصور بن أبي الأسود ، عن دراج به . أخرجه الدولابي (2/ 157) ، والحسن بن موسى عند أبي يعلى في "مسنده" (ق 87/ 1و2) وعمرو بن الحارث عند البيهقي (7/ 194) . فالعلة من دراج .
(تنبيه) : لفظ الحديث عند الدولابي : "السباع" بالسين المهملة والباء الموحدة . ووقع عند الآخرين بلفظ : "الشياع" بالشين المعجمة والمثناة التحتية . قال في "النهاية" :
"قال أبو عمر : إنه تصحيف ، وهو بالسين المهملة والباء الموحدة . وإن كان محفوظاً ؛ فلعله من تسمية الزوجة شاعة" .

(236/1)


3731 - ( السخاء خلق الله الأعظم ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 209 :
$ضعيف$
رواه الديلمي (2/ 219) عن أبي الشيخ معلقاً : حدثنا محمد بن حمزة : حدثنا عمر بن سهل النيسابوري : حدثنا عثمان بن يحيى ، عن محمد ابن عبدالملك ، عن أبي سليمان الحمصي ، عن السفيانين والحمادين ، عن عمرو ابن دينار ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس مرفوعاً .
قلت : وهذا إسناد ضعيف مظلم ؛ من دون السفيانين لم أعرف أحداً منهم ، ويخيل إلي أنه إسناد مختلق ؛ فإنه لا يوجد في روايات الثقات - فيما أعلم - الجمع بين السفيانين والحمادين في سند واحد . والله أعلم .
وأخرجه أبو نعيم في "أخبار أصبهان" (1/ 142) ، وعنه الديلمي من طريق عمران بن عبدالله المجاشعي : حدثنا إبراهيم بن سليمان العبدي : حدثنا يزيد بن عياض بن جعدبة ، عن الزهري ، عن سعيد بن المسيب ، عن عمار بن ياسر مرفوعاً به .
ويزيد بن عياض ؛ كذبه مالك وغيره .
ومن دونه ؛ لم أعرفهما .
وأخرجه أبو الحسن بن عبدكويه في "ثلاثة مجالس" (13/ 1) عن الحسن ابن يزيد السواق ، عن عبدالله بن عبدالله المجاشعي ، عن يونس بن يزيد الأيلي ، عن الزهري به .
والأيلي هذا ؛ قال الحافظ :
"ثقة ؛ إلا أن في روايته عن الزهري وهماً قليلاً ، وفي غير الزهري خطأ" .
قلت : لكن من دونه لم أعرفهما أيضاً .

(237/1)


3732 - ( السكينة مغنم ، وتركها مغرم ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 210 :
$ضعيف جداً$
أخرجه الإسماعيلي في "المعجم" (33/ 1) ، والديلمي (2/ 220) عن الحاكم معلقاً ، عن سفيان بن وكيع : حدثنا حفص بن غياث ، عن الأعمش ، عن أبي صالح ، عن أبي هريرة مرفوعاً .
قلت : وهذا إسناد ضعيف جداً ؛ سفيان بن وكيع أورده الذهبي في "الضعفاء" ، وقال :
"قال أبو زرعة : كان يتهم بالكذب" .
وقال الحافظ في "التقريب" :
"كان صدوقاً ؛ إلا أنه ابتلي بوراقه ، فأدخل عليه ما ليس من حديثه ، فنصح ؛ فلم يقبل ؛ فسقط حديثه" .

(238/1)


3733 - ( السلام اسم من أسماء الله عظيم ، جعله ذمة بين خلقه ، فإذا سلم المسلم على المسلم ؛ فقد حرم عليه أن يذكره إلا بخير ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 211 :
$موضوع$
أخرجه الديلمي (2/ 218) عن الحسن بن سعيد الموصلي : حدثنا إبراهيم : حدثنا حماد ، عن عطاء بن السائب ، عن عكرمة ، عن ابن عباس مرفوعاً .
قلت : وهذا موضوع ؛ آفته إبراهيم هذا - وهو ابن حيان بن حكيم الأوسي المدني - يروي عن الحمادين : حماد بن زيد وحماد بن سلمة ؛ قال ابن عدي :
"أحاديثه موضوعة" .
والحسن بن سعيد ؛ ترجمه الخطيب في "تاريخ بغداد" (7/ 324-325) وقال :
"توفي سنة اثنتين وتسعين ومئتين" . ولم يذكر فيه جرحاً .
وأعله المناوي بعطاء بن السائب واختلاطه ! فلم يصنع شيئاً ؛ لأن الآفة ممن دونه كما عرفت .

(239/1)


3734 - ( السلام تحية لملتنا ، وأمان لذمتنا ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 211 :
$موضوع$
رواه القضاعي في "مسند الشهاب" (16/ 2) عن أبي فروة الرهاوي قال : أخبرنا أبي قال : أخبرنا طلحة بن زيد ، عن الأوزاعي ، عن يحيى بن أبي كثير ، عن أنس بن مالك مرفوعاً .
قلت : وهذا إسناد موضوع ؛ آفته طلحة بن زيد - وهو القرشي الدمشقي - ؛ قال الحافظ :
وأبو فروة الرهاوي ؛ هو محمد بن يزيد بن سنان بن يزيد ؛ وهو ضعيف كأبيه .

(240/1)


3735 - ( السلطان العادل المتواضع ظل الله ورمحه في الأرض ، ويرفع للوالي العادل المتواضع في كل يوم وليلة عمل ستين صديقاً ، كلهم عابد مجتهد ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 212 :
$موضوع$
رواه الديلمي (2/ 220) عن أبي الشيخ معلقاً : حدثنا الحسن بن علي : حدثنا العباس بن عبدالله : حدثنا محمد بن عمران بن أبي ليلى : حدثنا سليمان بن رجاء ، عن عبدالعزيز بن مسلم ، عن أبي بصيرة العبدي ، عن أبي رجاء العطاردي ، عن أبي بكر الصديق مرفوعاً .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ سليمان بن رجاء مجهول .
وأبو بصيرة - كذا في النسخة - ولم أره هكذا في شيء من كتب التراجم ، وإنما فيها أبو بصير العبدي ، ولم يذكر فيه ابن أبي حاتم (4/ 2/ 348) جرحاً ولا تعديلاً . وأما ابن حبان ؛ فذكره في "الثقات" .
ومع ضعف إسناد الحديث ؛ فإن لوائح الوضع عليه ظاهرة . والله أعلم .

(241/1)


3736 - ( السنة سنتان : سنة في فريضة ، وسنة في غير فريضة ، السنة التي في الفريضة أصلها في كتاب الله ؛ أخذها هدى وتركها ضلالة ، والسنة التي ليس أصلها في كتاب الله ؛ الأخذ بها فضيلة وتركها ليس بخطيئة ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 212 :
$موضوع$
هو من حديث أبي هريرة ، قال الهيثمي (1/ 172) :
"رواه الطبراني في "الأوسط" ، وقال : "لم يروه عن أبي سلمة إلا عيسى بن واقد ، تفرد به عبدالله بن الرومي" ، ولم أر من ترجمه" .
قلت : وعلى هامشه ما نصه - وظني أنه من تعليقات الحافظ ابن حجر عليه - :
"فائدة : عبدالله هو ابن محمد ، ويقال : ابن عمر اليمامي ، يعرف بابن الرومي ، وثقه أبو حاتم وغيره" .
قلت : ترجمة هذا في "التهذيب" ، وهو من شيوخ مسلم ، وفيها أن أبا حاتم قال : "صدوق" . ولم أرها في "الجرح والتعديل" ، بل فيه (2/ 2/ 157) :
"عبدالله بن محمد اليمامي البكري ، روى عن آدم بن علي الشيباني . روى عنه عبيد بن إسحاق العطار . سمعت أبي يقول : هو مجهول" .
قلت : وعيسى بن واقد ؛ لم أجد له ترجمة ، ولعله الذي أراده الهيثمي بقوله : "لم أر من ترجمه" ، لكن قصرت عنه عبارته ! وهو ظاهر ما نقله عنه المناوي ، فإنه قال :
"قال الطبراني : لم يروه عن أبي سلمة إلا عيسى بن واقد . قال الهيثمي : ولم أر من ترجمه" .
ثم إن الحديث ظواهر الوضع والصنع عليه لائحة ، وهو بتعابير الفقهاء أشبه منه بألفاظ النبوة والرسالة . كيف وهو يتضمن القول بأن هناك سنة ليس لها أصل في كتاب الله تعالى ، وهو قول مرجوح ، يرده قوله تعالى : (وما آتاكم الرسول فخذوه) !

(242/1)


3737 - ( السنة سنتان : سنة من نبي مرسل ، وسنة من إمام عادل ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 214 :
$موضوع$
أخرجه الديلمي (2/ 222) عن علي بن عبدة : حدثنا شعبة ، عن الحكم بن مقسم ، عن ابن عباس مرفوعاً .
قلت : وهذا موضوع ؛ آفته علي بن عبدة ، قال الذهبي :
"كذاب ، قال الدارقطني : كان يضع الحديث" .
قلت : وهو علي بن الحسن ، ويقال : ابن أبي الحسن المكتب .

(243/1)


3738 - ( السورة التي تذكر فيها البقرة فسطاط القرآن ، فتعلموها ؛ فإن تعلمها بركة ، وتركها حسرة ، ولا يستطيعها البطلة ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 214 :
$موضوع$
أخرجه الديلمي (2/ 226) عن إسماعيل بن أبي زياد الشامي ، عن أبي رافع ، عن سعيد المقبري ، عن أبي سعيد الخدري مرفوعاً .
قلت : وهذا موضوع ؛ آفته إسماعيل هذا ، قال الدارقطني :
"يضع الحديث" .

(244/1)


3739 - ( السيوف أردية المجاهدين ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 214 :
$ضعيف$
رواه المحاملي في "الأمالي" (8/ رقم42) : أخبرنا عبدالله بن شبيب : أخبرنا ذؤيب بن عمامة السهمي : أخبرنا الوليد بن مسلم : أخبرنا زهير بن محمد ، عن الزهري ، عن قبيصة بن ذؤيب ، عن زيد بن ثابت مرفوعاً .
وأخرجه أبو نعيم في "أخبار أصبهان" من هذا الوجه إلا أنه قال : عن الزهري ، عن عطاء بن يزيد ، عن أبي أيوب الأنصاري مرفوعاً .
وهذا سند ضعيف ؛ زهير بن محمد - وهو الخراساني - سيىء الحفظ ، ونحوه السهمي . وابن شبيب واه .
ورواه ابن أبي شيبة في "المصنف" (2/ 29/ 1) عن الأحوص بن حكيم قال : حدثني راشد بن سعد ، عن عروة بن الزبير قال : كان يقال : ... فذكره .
وعن الربيع ، عن الحسن قال : ... فذكره مرفوعاً .
وهذا إسناد مرسل ضعيف ؛ الأحوص بن حكيم ضعيف الحفظ .

(245/1)


3740 - ( إنكم قد أصبحتم بين أحمر وأخضر وأصفر ، فإذا لقيتم عدوكم فقدماً قدماً ؛ فإنه ليس أحد يقتل في سبيل الله إلا ابتدرت له ثنتان من الحور العين ، فإذا استشهد ؛ كان أول قطرة تقع من دمه ؛ كفر الله عنه كل ذنب ، ويمسحان الغبار عن وجهه ، ويقولان : قد آن لك ، ويقول هو : قد آن لكما ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 215 :
$ضعيف بهذا السياق$
أخرجه البزار (ص 183-184/ زوائده) من طريق أبي يحيى التيمي عن يزيد بن أبي زياد ، عن مجاهد ، عن يزيد بن شجرة قال : سمعت رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول : ... فذكره . وقال الهيثمي عقبه :
"أبو يحيى التيمي هو إسماعيل بن إبراهيم ؛ ضعيف جداً" .
وقال الحافظ ابن حجر عقبه :
"والحديث مرسل كما ترى" .
قلت : كذا في النسخة المصورة ، وهي سيئة جداً ، ولعل الأصل : "كما سترى" ؛ لأنه بعد هذه رواية أخرى من طريق العباس بن الفضل الأنصاري : حدثني القاسم بن عبدالرحمن الأنصاري ، عن الزهري ، عن يزيد بن شجرة ، عن جدار - رجل من أصحاب النبي صلي الله عليه وسلم - قال : غزونا مع رسول الله صلي الله عليه وسلم ، فلقينا عدونا ، فقام ، فحمد الله وأثنى عليه ، فقال :
"يا أيها الناس ! إنكم قد أصبحتم ..." فذكره . وقال عقبه :
"والعباس أيضاً ضعيف ، وحديثه أولى بالصواب" .
قلت : فهذا يدل على ما ذكرته من أن الأصل : "كما سترى" ، وإلا ؛ ففي الرواية الأولى تصريح يزيد بن شجرة بسماعه من رسول الله صلي الله عليه وسلم ، ولو صح السند بذلك إلى يزيد ؛ لكان هذا هو الصواب ، ولكان قول من جزم بصحبة يزيد بن شجرة هو الراجح ، ولكن أنى ذلك وفي الطريق أبو يحيى التيمي ؛ وهو ضعيف جداً كما سبق ، بل هو كذاب ؟!!
لكن قد جاء بإسناد آخر خير منه ، فقال ابن أبي شيبة في "المصنف" (7/ 146/ 1) : حدثنا محمد بن فضيل ، عن يزيد بن أبي زياد ، عن مجاهد قال : قام يزيد بن شجرة في أصحابه ، فقال :
إنها قد أصبحت عليكم [وأمست] من بين أخضر وأحمر وأصفر ، وفي البيوت ما فيها ، فإذا لقيتم العدو غداً ؛ فقدماً قدماً ؛ فإني سمعت رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول : "ما تقدم رجل من خطوة إلا تقدم إليه الحور العين ، فإن تأخر استترن منه ، وإن استشهد كان ..." الحديث .
ففي هذا أيضاً التصريح بسماع يزيد بن شجرة من النبي صلي الله عليه وسلم ، ولذلك أورده عبد بن حميد في "المنتخب من المسند" (65/ 2) من طريق ابن أبي شيبة ، لكن يزيد بن أبي زياد - وهو الهاشمي مولاهم - سيىء الحفظ ؛ قال الحافظ في "التقريب" :
"ضعيف ، كبر ، فتغير ، فصار يتلقن" .
ولذلك ؛ لم يحتج به الشيخان ، وإنما أخرج له البخاري تعليقاً ، ومسلم مقروناً . على أنه قد روي عنه موقوفاً لم يذكر فيه النبي صلي الله عليه وسلم ، وزاد في آخره :
ثم يكسى مئة حلة ليس من نسخ بني آدم ، ولكن من نبت الجنة ، لو وضعن بين إصبعين لوسعنه ، وكان يقول : نبئت أن السيوف مفاتيح الجنة .
قال الهيثمي في "المجمع" (5/ 294) :
"رواه الطبراني من طريقين ، رجال أحدهما رجال (الصحيح)" .
قلت : وهو كما قال ؛ بل هو إسناد صحيح ، فانظر "الصحيحة" (2672) .
وقد وجدت لآخره شاهداً قوياً مرفوعاً ، ولذلك خرجته في "الصحيحة" (2672) ، ولسائره متابع قوي ؛ أخرجه الحاكم (3/ 494) ، والبيهقي في "البعث والنشور" (298-299/ 617) من طريق شعبة ، عن منصور : سمع مجاهداً يحدث ، عن يزيد بن شجرة الرهاوي وكان من أمراء الشام ، وكان معاوية يستعمله على الجيوش ، فخطبنا ذات يوم ، فقال : ... فذكر الخطبة ، وفيها الزيادة التي عند الطبراني دون المرفوعة ، وفيه زيادات أخرى ذكر طرفاً منها المنذري في "الترغيب" (2/ 195) . وإسناده صحيح .
وروى بعضه نعيم بن حماد في "زياداته" على ما رواه المروزي عن ابن المبارك في "الزهد" (رقم 330) قال ابن المبارك : أنبأنا رجل ، عن منصور به .

(246/1)


3741 - ( شاهد الزور مع العشار في النار ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 218 :
$باطل$
أخرجه الديلمي (2/ 229) عن الحسين بن إسحاق العجلي ، عن جعفر بن محمد الرقي ، عن محمد بن حذيفة الأسدي - وكان ثقة - قال : أقمت على سفيان بن عيينة سنتين ، فقال لنا ذات يوم ونحن حوله : اكتبوا : زياد بن علاقة ، سمع المغيرة بن شعبة : شاهد الزور ... كذا الأصل ، ليس فيه أنه رفعه .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ من دون محمد بن حذيفة الأسدي ؛ لم أعرفهما ، وأحدهما هو القائل عنه : "وكان ثقة" ، ولا عبرة بذلك لجهالته ، لا سيما وهو مجروح عند الأئمة ؛ فقد ضعفه أبو حاتم ، وجرحه ابن حبان ، وقال :
"روى عن سفيان ... (فذكره مرفوعاً وقال :) وهذا باطل ، وما سمع زياد بن علاقة هذا ، ولا عند سفيان عن زياد سوى أربعة أحاديث معروفة" .

(247/1)


3742 - ( شباب أهل الجنة : الحسن ، والحسين ، وابن عمر ، وسعد ابن معاذ ، وأبي بن كعب ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 218 :
$ضعيف$
أخرجه الديلمي (2/ 235) عن عمر بن محمد بن الحسن : حدثنا أبي : حدثنا أبو شيبة ، عن أنس بن مالك مرفوعاً .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ أبو شيبة اسمه يوسف بن إبراهيم الجوهري الواسطي ، وهو ضعيف ؛ كما في "التقريب" .
وعمر بن محمد بن الحسن ؛ لم أجد له ترجمة ، والظاهر أنه غير معروف ؛ فإن أباه محمد بن الحسن - وهو الواسطي المزني - ثقة معروف ؛ له ترجمة في "الجرح والتعديل" (3/ 2/ 226) ؛ ومع ذلك فلم يذكر في الرواة عنه ابنه هذا .

(248/1)


3743 - ( شرار أمتي من يلي القضاء ، إن اشتبه عليه لم يشاور ، وإن أصاب بطر ، وإن غضب عنف ، وكاتب السوء كالعامل به ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 219 :
$ضعيف جداً$
رواه الديلمي (2/ 230) عن عبدالله بن أبان ، عن هاشم بن محمد ، عن عمر بن أبي بكر ، عن ثور بن يزيد ، عن مكحول ، عن أبي هريرة مرفوعاً .
قلت : وهذا إسناد ضعيف جداً ؛ عمر بن أبي بكر - وهو الموصلي العدوي - ؛ ضعفه أبو زرعة ، وقال أبو حاتم :
"متروك ، ذاهب الحديث" .
وهاشم بن محمد وهو الربعي ؛ قال العقيلي :
"لا يتابع على حديثه" . وقال ابن حبان في "الثقات" :
"ربما أخطأ" .
وعبدالله بن أبان وهو الثقفي ؛ لا يعرف ؛ كما قال الذهبي .

(249/1)


3744 - ( شر البيت الحمام ، تعلو فيه الأصوات ، وتكشف فيه العورات . فقال رجل : يا رسول الله ! يداوى فيه المريض ، ويذهب فيه الوسخ ، فقال : فمن دخله ؛ فلا يدخل إلا مستتراً ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 219 :
$ضعيف$
رواه الطبراني (3/ 103/ 1) : حدثنا محمد بن عبدالله الحضرمي : أخبرنا الصلت بن مسعود الجحدري : حدثنا يحيى بن عثمان التيمي ، عن ابن طاوس ، عن أبيه ، عن ابن عباس مرفوعاً .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ رجاله ثقات غير يحيى بن عثمان التيمي ؛ فهو ضعيف ؛ كما في "التقريب" .
وقد صح مختصراً بلفظ : "اتقوا بيتاً يقال له الحمام ..." .
وهو مخرج في "إرواء الغليل" (2649) ، و "تخريج الكلم الطيب" (ص 128) .

(250/1)


3745 - ( شوبوا شيبكم بالحناء ؛ فإنه أسرى لوجوهكم ، وأطيب لأفواهكم ، وأكثر لجماعكم ، الحناء سيد ريحان أهل الجنة ، الحناء يفصل ما بين الكفر والإيمان ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 220 :
$ضعيف$
رواه ابن عساكر (2/ 207/ 2 و 228/ 1-2 و 10/ 18/ 1-2) عن عبدالسلام بن العباس بن الزبير : أخبرنا أبو محمد عبدالرحمن [بن عبدالله] الدمشقي : أخبرنا إبراهيم بن أيوب الدمشقي - وكان رجلاً صالحاً - ، عن إبراهيم بن عبدالحميد الجرشي ، عن أبي عبدالملك الأزدي ، عن أنس بن مالك مرفوعاً .
قلت : وهذا إسناد مظلم ؛ أبو عبدالملك الأزدي ؛ لم أجد من ذكره ، وقد راجعت له كتاب "الثقات" لابن حبان ، فلم يذكره ، ومثله عبدالسلام هذا ، لم أجد من ترجمه ، وكذا أبو محمد عبدالرحمن بن عبدالله الدمشقي ، لكن لا يبعد أن يكونه الذي في "الميزان" و "لسانه" :
"عبدالرحمن بن عبدالله بن ربيعة الدمشقي عن معروف الخياط ، قال ابن معين : لا أعرفه" ، وقد ساق في ترجمته هذا الحديث ، ولم يزد !
وأما إبراهيم بن أيوب الدمشقي ؛ فقال أبو حاتم :
"لا أعرفه" . وضعفه غيره .
وبالجملة ؛ فهو سند مسلسل بمن لا يعرف غير إبراهيم بن عبدالحميد ؛ فقال أبو زرعة :
"ما به بأس" . كما رواه ابن عساكر عنه ، وفي ترجمته روى هذا الحديث ، ومن روايته أورده السيوطي في "الجامع" ، وقال المناوي :
"وفيه من لا يعرف" .
(تنبيه) : "شربوا" ، كذا في نسختنا بالراء ، وفي "اللآلي" (2/ 270-271) من طريق ابن عساكر هذه "شوبوا" بالواو ، وكذلك أورده في "الجامع الصغير" ، فالظاهر أنه كذلك في بعض نسخ "التاريخ" .
وأخرجه ابن الضريس في "الثالث من حديثه" (157/ 1) ، والديلمي (2/ 227) ، وابن عساكر (2/ 96/ 2) عن أبي عبدالله أحمد بن محمد عبدالرحمن الكناني الخولاني : حدثني أبي ، عن جدي ، عن واثلة بن الأسقع مرفوعاً به . وقال ابن عساكر :
"هذا حديث منكر" .
أورده في ترجمة الكناني هذا ، ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً .
وأما أبوه وجده ؛ فلم أعرفهما ، فهو إسناد مظلم .
والحديثان أوردهما السيوطي في "اللآلي" (2/ 270 و 271) ، ولم يتكلم على إسنادهما . وقال المناوي في شرح حديث أنس من "الجامع" :
"وفيه من لا يعرف" .

(251/1)


3746 - ( شعبان شهري ، ورمضان شهر الله ، وشعبان المطهر ، ورمضان المكفر ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 222 :
$ضعيف جداً$
رواه الديلمي (2/ 233-234) عن هشام بن خالد : حدثنا الحسن بن يحيى الخشني ، عن الأوزاعي ، عن يحيى بن أبي كثير ، عن أبي سلمة ، عن عائشة مرفوعاً .
قلت : وهذا إسناد ضعيف جداً ؛ الخشني هذا متروك ، كما مضى مراراً ، وتقدمت له بعض الأحاديث الموضوعة التي يستدل بها على حاله ، فانظر الحديث (200 و 201) ، ويبدو لي أن هذا من موضوعاته .

(252/1)


3747 - ( شفاعتي لأمتي : من أحب أهل بيتي ، وهم شيعتي ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 222 :
$ضعيف$
أخرجه الخطيب في "تاريخ بغداد" (2/ 146) من طريق القاسم بن جعفر بن محمد بن عبدالله بن عمر بن علي بن أبي طالب قال : حدثني أبي ، عن أبيه ، عن جده محمد بن عمر ، عن أبيه عمر بن علي ، عن أبيه علي بن أبي طالب مرفوعاً .
وهذا إسناد ضعيف ؛ قال الخطيب في ترجمة القاسم بن جعفر هذا من "التاريخ" (12/ 443) :
"حدث عن أبيه عن جده عن آبائه نسخة أكثرها مناكير" .

(253/1)


3748 - ( شهادة المسلمين بعضهم على بعض جائزة ، ولا تجوز شهادة العلماء بعضهم على بعض ؛ لأنهم حسد ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 222 :
$موضوع$
أخرجه الديلمي (2/ 228) عن أبي إسحاق الطالقاني : حدثنا عبدالملك بن أبي جامع الغنوي ، عن أبي هارون الغنوي ، عن سعيد بن محمد بن جبير بن مطعم ، عن أبيه ، عن جده مرفوعاً .
قلت : أورده ابن الجوزي في "الموضوعات" من رواية الحاكم بإسناده ، عن أبي إسحاق الطالقاني به وقال :
"قال الحاكم : ليس هذا من كلام رسول الله صلي الله عليه وسلم ، وإسناده فاسد من أوجه كثيرة يطول شرحها . قال المؤلف : منها أن في إسناده مجاهيل وضعفاء منهم أبو هارون" .
قلت : يعني العبدي ، وهو متروك . لكن وقع في "الديلمي" (الغنوي) كما ترى ، فإن كان محفوظاً فالعهدة على من دونه ؛ لأنه ثقة واسمه : إبراهيم بن العلاء ، أخرج له البخاري .

(254/1)


3749 - ( شيئان لا أذكر فيهما : الذبيحة والعطاس ، هما مخلصان لله تبارك وتعالى ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 223 :
$موضوع$
رواه الديلمي (2/ 235) من طريق ابن لال بسنده ، عن المنهال بن بحر : حدثنا الحسن بن أبي جعفر ، عن نهشل ، عن الضحاك ، عن ابن عباس مرفوعاً .
قلت : وهذا موضوع ؛ آفته نهشل - وهو ابن سعيد الورداني - ؛ قال الحافظ :
"متروك ، وكذبه إسحاق بن راهويه" .
والحسن بن أبي جعفر - وهو الحفري - ؛ ضعيف الحديث مع عبادته وفضله .
والمنهال بن بحر ؛ مختلف فيه ، فقال العقيلي :
"في حديثه نظر" . وأشار ابن عدي إلى تليينه .
وقال أبو حاتم :
"ثقة" . وذكره ابن حبان في "الثقات" .

(255/1)


3750 - ( شيطان الردهة يحتدره رجل من بجيلة ؛ يقال له : الأشهب أو ابن الأشهب ، راع للخيل ، علامة سوء في قوم ظلمة ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 224 :
$منكر$
أخرجه الحاكم (4/ 521) ، وأحمد (1/ 179) ، والحميدي (1/ 39/ 74) ، وعنه الفسوي في "المعرفة" (3/ 315) ، وأبو يعلى (1/ 225) ، وابن أبي عاصم (2/ 448/ 920) ، والبزار (2/ 361/ 1854) من طريق العلاء بن أبي العباس - وكان شيعياً - ، عن أبي الطفيل ، عن بكر بن قرواش : سمع سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه مرفوعاً . وقال الحاكم :
"صحيح الإسناد" . ورده الذهبي بقوله :
"قلت : ما أبعده من الصحة وأنكره ؟!" .
قلت : وعلته بكر هذا ؛ قال في "الميزان" :
"لا يعرف ، والحديث منكر" . يعني هذا ، وأقره الحافظ في "اللسان" .
(تنبيه) : سياق الحديث للحاكم ، لكن فيه أخطاء صححتها من "الجامع الصغير" ، وسياقه عند أبي يعلى مختصر ، وعند أحمد مختصر جداً .
وقال الهيثمي (6/ 234) :
"رواه أبو يعلى ، وأحمد باختصار ، والبزار ، ورجاله ثقات" .
وقال في مكان آخر (10/ 73) :
"رواه أحمد ، وأبو يعلى ، ورجال أحمد ثقات ، وفي بكر بن قرواش خلاف لا يضر" .
وأقول : لا داعي لتخصيص رجال أحمد بالتوثيق ؛ فإن رجال الآخرين كذلك . ولكن إطلاق التوثيق على جميع الرجال فيه نظر ؛ فإن بكر بن قرواش لم يوثقه غير ابن حبان (4/ 75) ، والعجلي فقال (85/ 163-تاريخ الثقات) :
"تابعي من كبار التابعين من أصحاب علي ، وكان له فقه ، ثقة" .
وهذا التوثيق من تساهلهما المعروف ، ولذلك لم يلتفت إليه الحفاظ المتأخرون كالذهبي والعسقلاني ، يضاف إلى ذلك تضعيف العقيلي إياه بذكره في كتاب "الضعفاء" (1/ 151) وقوله في حديثه هذا :
"لا يعرف إلا عن بكر بن قرواش" .
وحكى نحوه عن البخاري ، عن علي بن المديني .
وكذلك قال ابن عدي في "الكامل" (2/ 29) . وهؤلاء هم الذين عناهم الهيثمي بقوله : "وفي بكر خلاف لا يضر" ، فهو مردود .

(/1)


3751 - ( الشاة بركة ، والبئر بركة ، والتنور بركة ، والقداحة بركة ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 225 :
$موضوع$
أخرجه الخطيب في "تاريخ بغداد" (8/ 496) عن أحمد بن نصر الذارع : حدثنا أبو علي زفر بن وهب بن عطاء الأصبهاني : حدثنا محمد بن حرب النشائي قال : حدثنا داود بن محبر : حدثنا صغدي بن سنان أبو معاوية البصري ، عن قتادة ، عن أنس مرفوعاً .
قلت : وهذا موضوع ؛ فيه آفات :
الأولى : صغدي بن سنان ؛ قال أبو حاتم :
"ضعيف الحديث" . وقال ابن معين :
"ليس بشيء" .
الثانية : داود بن المحبر ؛ وضاع معروف .
الثالثة : زفر بن وهب ؛ أورده الخطيب في ترجمته ، ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً ، فهو مجهول .
الرابعة : أحمد بن نصر الذارع ؛ قال الخطيب :
"ليس بحجة" . وفي "الميزان" :
"أتى بمناكير تدل على أنه ليس بثقة ، قال الدارقطني : دجال" .
ثم ذكر له حديثين من أباطيله . ولذلك قال المناوي بعد أن ذكر نحو ما تقدم ؛ منتقداً السيوطي في إيراده الحديث :
"وبه يعرف أن سند الحديث عدم" .
قلت : وللجملة الأولى منه متابع من طريق عنبسة بن عبدالرحمن قال : حدثنا صغدي بن عبدالله ، عن قتادة به .
أخرجه العقيلي (ص 192) في ترجمة صغدي بن عبدالله هذا ؛ وقال :
"حديثه غير محفوظ ، ولا يعرف إلا به" .
يعني هذا ، ثم قال :
"وفيه رواية من غير الوجه فيها لين" .
قلت : لعله يشير إلى ما أخرجه هو (ص 29) ، والبخاري في "الأدب المفرد" (573) من طريق إسماعيل بن سلمان ، عن أبي عمر البزار ، عن محمد بن الحنفية ، عن علي بن أبي طالب مرفوعاً بلفظ :
"الشاة في البيت بركة ، والشاتان بركتان ، والثلاث بركات" .
أورده العقيلي في ترجمة إسماعيل بن سلمان هذا ، وهو الأزرق ، وقال :
"قال ابن معين : ليس بشيء" .
وفي "الميزان" :
"قال ابن نمير والنسائي : متروك" .
(تنبيه) : هذا الحديث أعله المناوي بأن "فيه صغدي بن عبدالله ، قال في "الميزان" : له حديث منكر . قال العقيلي : لا يعرف إلا به ، ومتنه : الشاة بركة .. ثم ساقه إلى آخر ما هنا" .
قلت : وهذا وهم فاحش ! فإن صغدي بن عبدالله ليس له ذكر في إسناد حديث علي هذا ، وإنما هو في حديث أنس الذي قبله ، ومتنه : "الشاة بركة" فقط ، ليس فيه ما بعده كما رأيت !!

(/1)


3752 - ( الشاة من دواب الجنة ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 227 :
$ضعيف جداً$
رواه ابن ماجه (2306) ، وابن عدي (152/ 2) عن زربي ، عن ابن سيرين ، عن ابن عمر مرفوعاً . وقال ابن عدي :
"زربي ؛ أحاديثه وبعض متون أحاديثه ؛ منكرة" .
قلت : وقال ابن حبان :
"منكر الحديث على قلته" ، وضعفه البخاري جداً ، فقال :
"فيه نظر" .

(/1)


3753 - ( الشام صفوة الله من بلاده ، إليها يجتبي صفوته من عباده ، فمن خرج من الشام إلى غيرها ؛ فبسخطه ، ومن دخلها من غيرها ؛ فبرحمة ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 228 :
$ضعيف جداً$
أخرجه الحاكم (4/ 509) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (1/ 107) من طريق الطبراني - وهذا لفظه - عن أبي عائذ عفير بن معدان : أنه سمع سليم بن عامر الكلاعي يحدث ، عن أبي أمامة الباهلي مرفوعاً . وقال الحاكم :
"صحيح الإسناد" . ورده الذهبي بقوله :
"قلت : كلا ، وعفير هالك" .
وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (10/ 59) :
"رواه الطبراني ، وفيه عفير بن معدان ، وهو ضعيف" .
وفي رواية له عن أبي أمامة مرفوعاً بلفظ :
"صفوة الله من أرضه الشام ، وفيها صفوته من خلقه وعباده ، وليدخلن الجنة منكم من أمتي ثلة لا حساب عليهم ولا عذاب" .
قال الهيثمي : "وفيه عبدالعزيز بن عبيدالله الحمصي ، وهو ضعيف" .
قلت : وأخرجه ابن عساكر ، عن الطبراني أيضاً عنه ، عن القاسم ، عن أبي أمامة به .

(/1)


3754 - ( الشاهد : يوم عرفة ويوم جمعة ، والمشهود : هو الموعود يوم القيامة ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 229 :
$ضعيف$
أخرجه الحاكم (2/ 519) ، وعنه البيهقي (3/ 170) من طريق شعبة قال : سمعت علي بن زيد ويونس بن عبيد يحدثان ، عن عمار مولى بني هاشم ، عن أبي هريرة - أما علي فرفعه إلى النبي صلي الله عليه وسلم ، وأما يونس فلم يعد أبا هريرة - في هذه الآية (وشاهد ومشهود) [البروج : 3] قال : ... فذكره . وقال الحاكم :
"حديث شعبة عن يونس بن عبيد صحيح على شرط الشيخين" . ووافقه الذهبي ، وهو كما قالا ، وهو موقوف . وأما علي بن زيد فقد رفعه كما رأيت ، لكنه ضعيف لا يحتج به ، لا سيما إذا خالف الثقة يونس بن عبيد .
وقد روي الحديث من طريق أخرى عن أبي هريرة مرفوعاً بلفظ آخر مخالف للفظ الترجمة ، وهو الأرجح ؛ لأن له شاهداً من حديث أبي مالك الأشعري كما خرجته في "الصحيحة" (1502) .

(/1)


3755 - ( الشرك أخفى في أمتي من دبيب النمل على الصفا في الليلة الظلماء ، وأدناه أن تحب على شيء من الجور أو تبغض على شيء من العدل ، وهل الدين إلا الحب في الله والبغض في الله ؟ قال الله تعالى : (قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله) ) [آل عمران : 31] .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 229 :
$ضعيف جداً$
أخرجه الحاكم (2/ 290) ، وأبو نعيم في "الحلية" (8/ 368) عن عبدالأعلى بن أعين ، عن يحيى بن أبي كثير ، عن عروة ، عن عائشة مرفوعاً . وقال الحاكم :
"صحيح الإسناد" . ورده الذهبي بقوله :
"قلت : عبدالأعلى ؛ قال الدارقطني : ليس بثقة" . وقال في "الكاشف" :
"واه" .
ومن طريقه : أخرجه العقيلي أيضاً في "الضعفاء" (453) ، وقال :
"جاء بأحاديث منكرة ، ليس منها شيء محفوظ" .
قلت : لكن لشطره الأول بعض الشواهد ؛ فروى حسان بن عباد البصري قال : حدثني أبي ، عن سليمان التيمي ، عن أبي مجلز وعكرمة ، عن ابن عباس مرفوعاً :
"الشرك أخفى في أمتي من دبيب الذر على الصفا ، وليس بين العبد والكفر إلا ترك الصلاة" .
أخرجه أبو نعيم في "الحلية" (3/ 36-37 و 114) ، وقال :
"تفرد به عباد البصري ، وعنه ابنه حسان" .
قلت : لم أجد له ترجمة .
وأما أبوه عباد ؛ فهو ابن صهيب البصري ؛ أحد المتروكين ، مترجم في "الميزان" و "اللسان" .
وله شاهد آخر من حديث أبي موسى الأشعري ، مخرج في "الترغيب" (1/ 39) .
وآخر من حديث أبي بكر الصديق نحوه .
أخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (716) ، وابن السني في "عمل اليوم والليلة" (381) ، وابن بطة في "الإبانة" (6/ 53/ 2) عن ليث بن أبي سليم ، قال البخاري في روايته عنه : أخبرني رجل من أهل البصرة قال : سمعت معقل بن يسار - ولم يذكر ابن بطة الرجل البصري - وقال ابن السني : عن أبي مجلز ، عن حذيفة ، كلهم - عن أبي بكر الصديق .
وليث ضعيف مختلط ، وقد اختلف عليه في إسناده كما ترى .
وأخرجه أبو يعلى (1/ 20-21) من طرق أخرى عنه ، عن أبي محمد - ولعله مصحف من أبي مجلز - ، عن حذيفة به .
وجملة القول ؛ أن الشطر الأول من الحديث صحيح لهذه الشواهد والطرق ، وسائره ضعيف لخلوه من الشاهد . والله أعلم .
ثم وجدت لحديث أبي بكر طريقاً أخرى ؛ يرويه شيبان بن فروخ : حدثنا يحيى ابن كثير ، عن سفيان الثوري ، عن إسماعيل بن أبي خالد ، عن قيس بن أبي حازم عنه .
أخرجه أبو نعيم (7/ 112) ، وقال :
"تفرد به عن الثوري يحيى بن كثير" .
قلت : وهو أبو النضر البصري ؛ ضعيف .

(/1)


3756 - ( الشرود يرد . يعني البعير الشرود ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 231 :
$ضعيف$
أخرجه أبو يعلى (6135) ، والدارقطني (ص 298-299) ، والبيهقي (5/ 322-323) من طرق عن عبدالسلام بن عجلان ، عن أبي يزيد المدني ، عن أبي هريرة مرفوعاً .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ ابن عجلان هذا قال أبو حاتم :
"يكتب حديثه" . وذكره ابن حبان في "الثقات" ، وقال :
"يخطىء ويخالف" .
ونقل المناوي عن ابن حجر أنه قال فيه :
"ضعيف" .

(/1)


3757 - ( الشرب من فضل وضوء المؤمن فيه شفاء من كل داء ، أدناها الهم ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 232 :
$موضوع$
أخرجه ابن شاهين في "الترغيب" (322/ 2) ، والديلمي (2/ 236) عن محمد بن إسحاق العكاشي : حدثنا الأوزاعي ، عن مكحول (زاد الأول : والقاسم بن مخيمرة وعبدالله بن أبي لبابة وحسان بن عطية جميعاً) ، عن أبي أمامة وعبدالله بن عمر وجماعة من أصحاب النبي صلي الله عليه وسلم مرفوعاً به .
قلت : وهذا موضوع ؛ آفته العكاشي هذا ، وهو محمد بن الحسن العكاشي ؛ وهو ممن يضع الحديث على الثقات كما قال ابن حبان . وقوله في الإسناد : ابن إسحاق . لعله تحريف من النساخ ، أو أن إسحاق أحد أجداده . والله أعلم .

(/1)


3758 - ( الحلف حنث أو ندم ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 232 :
$ضعيف$
أخرجه الحاكم (4/ 303) عن بشار بن كدام السلمي ، عن محمد ابن زيد ، عن ابن عمر مرفوعاً . وقال :
"قد كنت أحسب برهة من دهري بشار هذا أخو مسعر ، فلم أقف عليه ، وهذا الكلام صحيح من قول ابن عمر" .
ثم ساق إسناده إلى عاصم بن محمد بن زيد بن عبدالله بن عمر بن الخطاب ، عن أبيه ، عن ابن عمر رضي الله عنهما قال :
"إنما اليمين مأثمة أو مندمة" .
قلت : إسناد المرفوع ضعيف ؛ لأن بشار بن كدام ضعيف ؛ كما قال أبو زرعة ، وتبعه الحافظ في "التقريب" .

(/1)


3759 - ( الشفق : الحمرة ، فإذا غاب الشفق وجبت الصلاة ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 233 :
$ضعيف$
أخرجه الدارقطني في "سننه" (ص 100) ، والبيهقي (1/ 373) ، والديلمي (2/ 141) من طريق عتيق بن يعقوب : حدثنا مالك بن أنس ، عن نافع ، عن ابن عمر مرفوعاً . وقال الدارقطني في كتابه "غرائب مالك" - كما في "نصب الراية" - (1/ 233) :
"حديث غريب ، ورواته كلهم ثقات" .
قلت : وعتيق هذا ؛ ترجمه ابن أبي حاتم (3/ 2/ 46) ، وقال :
"سمعت أبا زرعة يقول : بلغني أن عتيق الزبيري حفظ "الموطأ" في حياة مالك" . ولم ذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً . وأورده الذهبي في "الميزان" ، وذكر توثيق الدارقطني إياه وبلاغ أبي زرعة . وزاد عليه ابن حجر في "اللسان" أن ابن حبان ذكره في الطبقة الرابعة من "الثقات" ، وأن الدارقطني في "الرواة عن مالك" وهمه في حديث آخر رواه عن مالك .
ويتخلص عندي أن الرجل ثقة له أوهام ، فلا يحتج به إذا خالفه من هو أحفظ منه ، وقد خولف في رفعه كما يأتي ، وتابعه من هو مثله أو دونه ؛ فقد أخرجه الحافظ ابن عساكر من طريق أبي حذافة : حدثنا مالك به . وقال :
"وقد رواه عتيق بن يعقوب عن مالك ، وكلاهما غريب ، وحديث عتيق أمثل إسناداً" . قال الحافظ في "التلخيص" (65) :
"وقد ذكر الحاكم في "المدخل" حديث أبي حذافة ، وجعله مثالاً لما رفعه المجروحون من الموقوفات" .
قلت : يشير إلى تجريح أبي حذافة - واسمه أحمد بن إسماعيل السهمي - ، وقد ضعفه غير واحد ، وقال ابن خزيمة :
"كنت أحدث عنه ، إلى أن عرض علي من روايته عن مالك ما أنكره قلبي ، فتركته" . وقال ابن عدي :
"حدث عن مالك وغيره بالأباطيل" .
أما المخالفة التي أشرنا إليها ؛ فهي أن عبيدالله بن عمر رواه ، عن نافع ، عن ابن عمر قال : "الشفق : الحمرة" . رواه البيهقي .
وتابعه العمري عن نافع به . أخرجه الدارقطني . ولا شك أن هذا أصح إسناداً من المرفوع ، ولذلك قال البيهقي عقبه :
"والصحيح موقوف" . قال :
"وكذلك رواه عبدالله بن نافع ، عن أبيه ، عن ابن عمر موقوفاً" .
ثم رواه بسنده عن ابن عباس مثله موقوفاً ، وقال :
"وروينا عن عمر وعلي وأبي هريرة أنهم قالوا : الشفق الحمرة" .
لكن ذكر الحافظ أن ابن خزيمة أخرجه من طريق أخرى عن محمد بن يزيد - وهو الواسطي - ، عن شعبة ، عن قتادة ، عن أبي أيوب ، عن عبدالله بن عمرو رفعه :
"ووقت صلاة المغرب إلى أن تذهب حمرة الشفق" الحديث . قال ابن خزيمة :
"إن صحت هذه اللفظة ، تفرد بها محمد بن يزيد ، وإنما قال أصحاب شعبة فيه : (فور الشفق) مكان : (حمرة الشفق) . قلت : محمد بن يزيد صدوق" .
قلت : وهو في "صحيح مسلم" (2/ 104) من طريق معاذ العنبري ، عن شعبة بلفظ :
"ثور الشفق" .
ورواه أحمد (6993) : حدثنا يحيى بن أبي بكير : حدثنا شعبة به ؛ بلفظ :
"نور الشفق" . وهو عند مسلم من هذا الوجه ، لكنه لم يسق لفظه .
وقد تابعه همام ، عن قتادة به ؛ بلفظ :
"ما لم يغب الشفق" .
أخرجه مسلم ، وأحمد (6966 و 7077) وغيرهما .
ويبدو مما سبق أن قوله في حديث ابن عمرو : "حمرة الشفق" وهم من محمد ابن يزيد الواسطي ، لكن الظاهر أنه وهم لفظي ؛ إذ أنه في معنى اللفظين الآخرين : "ثور الشفق" و : "نور الشفق" ، ولا يكون ذلك إلا في حمرة الشفق ؛ ضرورة أن الشفق لغة : هو الحمرة في الأفق من الغروب إلى العشاء الآخرة أو إلى قريبها ، أو إلى قريب العتمة ، ولذلك أجاب العلامة الصنعاني في "سبل السلام" (1/ 175) على تضعيف البيهقي رفع الحديث بقوله :
"قلت : البحث لغوي ، والمرجع فيه إلى أهل اللغة ، وابن عمر من أهل اللغة وقح العرب ؛ فكلامه حجة ، وإن كان موقوفاً عليه" .
وجملة القول ؛ أن الحديث ضعيف المبنى صحيح المعنى . والله أعلم .

(/1)


3760 - ( الشقي كل الشقي : من أدركته الساعة حياً لم يمت ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 236 :
$موضوع$
رواه القضاعي في "مسند الشهاب" (23/ 2) عن هاشم بن القاسم الحراني قال : أخبرنا يعلى بن الأشدق بن جراد بن معاوية العقيلي - ويكنى بأبي الهيثم - ، عن عمه عبدالله بن جراد مرفوعاً .
قلت : وهذا موضوع ؛ آفته يعلى بن الأشدق . قال الحافظ في ترجمة الحراني المذكور من "التقريب" :
"صدوق تغير ، وله سماع من يعلى بن الأشدق ؛ ذاك المتروك الذي ادعى أنه لقي الصحابة" .
وقال ابن حبان :
"وضعوا له أحاديث ، فحدث بها ولم يدر ، وقال أبو زرعة : ليس بشيء ، لا يصدق" .

(/1)


3761 - ( الشمس والقمر وجوههما إلى العرش ، وأقفاؤهما إلى النار ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 236 :
$ضعيف جداً$
أخرجه الديلمي (2/ 237-238) من طريق الطبراني : حدثنا العباس بن الفضل : حدثنا سعيد بن سليمان النشيطي : حدثنا شداد بن سعيد الراسبي ، عن غيلان بن جرير ، عن مطرف بن عبدالله بن الشخير ، عن عبدالله ، عن عبدالله بن عمرو مرفوعاً .
قلت : وهذا إسناد واه جداً ؛ آفته النشيطي هذا ؛ قال ابن أبي حاتم (2/ 1/ 26) :
"قال أبي : لا نرضاه ، وفيه نظر . وقال أبو زرعة : نسأل الله السلامة ! فقلت : هو صدوق ؟ قال : نسأل الله السلامة ! وحرك رأسه وقال : ليس بالقوي" .
وقال أبو داود :
"لا أحدث عنه" .
ولذلك ؛ جزم الحافظ في "التقريب" بأنه ضعيف . وأما قول الذهبي في ترجمته من "الميزان" :
"صويلح" ؛ ففيه بعد . وأقرب منه إلى الصواب قوله في "الضعفاء" :
"ليس بالقوي" . ونقل المناوي عنه أنه قال فيه :
"ضعيف" . وفي "الضعفاء" له :
"ضعفوه" .
والعباس بن الفضل ؛ قال المناوي :
"فإن كان الموصلي ؛ فقد قال ابن معين : ليس بثقة ، وإن كان الأزرق البصري ؛ فقد قال البخاري : ذهب حديثه . وقد أوردهما الذهبي معاً في (الضعفاء)" .
قلت : ليس هو أحد هذين ؛ إنما هو العباس بن الفضل الأسفاطي ؛ فقد أورده الحافظ في الرواة عن النشيطي في "التهذيب" . وأورده ابن الأثير في "اللباب" (1/ 43) وقال : "سمع أبا الوليد الطيالسي وعلي بن المديني وغيرهما . روى عنه أبو القاسم الطبراني" .
قلت : وروى عنه - أيضاً - أحمد بن عبيد ؛ كما في "سنن البيهقي" (5/ 75) ، وروى الطبراني له حديثاً في "المعجم الصغير" (ص 194) ، ولم أر من تكلم فيه بجرح أو توثيق ، فهو من شيوخ الطبراني المستورين .

(/1)


3762 - ( الشفعاء خمسة : القرآن ، والرحم ، والأمانة ، ونبيكم ، وأهل بيته ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 238 :
$ضعيف$
أخرجه الديلمي (2/ 237) ، ومحمد بن حمزة الفقيه في "أحاديثه" (216/ 2) عن أبي بكر أحمد بن علي بن إسماعيل الناقد : حدثنا معاذ بن المثنى : حدثنا مسدد : حدثنا عبدالله بن داود ، عن مسعر ، عن عبدالملك بن عمير ، عن أبي سلمة ، عن أبي هريرة مرفوعاً .
قلت : وهذا سند ضعيف ؛ أحمد بن علي بن إسماعيل هذا ؛ لم أجد له ترجمة فيما عندي من المصادر .
ومن فوقه ثقات ، وأعله المناوي بعبدالله بن داود وشيخه ! فلم يصنع شيئاً ؛ فإنهما ثقتان من رجال البخاري .

(/1)


3763 - ( ..................................... ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 238 :

(/1)


3764 - ( خدمتك زوجك صدقة ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 239 :
$ضعيف$
أخرجه الديلمي (2/ 133) عن محمد بن عبدالوهاب الدعلجي : حدثنا عبدالله بن إبراهيم : حدثنا محمد بن مسلم الطائفي ، عن صفوان بن سليم ، عن نافع ، عن ابن عمر قال :
قالت امرأة : ليس لي مال أتصدق ، ولا أخرج من بيت زوجي ، فأعين الناس في حوائجهم ، فقال صلي الله عليه وسلم : ... فذكره .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ محمد بن مسلم الطائفي قال الحافظ :
"صدوق يخطىء" .
وعبدالله بن إبراهيم ؛ لم أعرفه ، ويحتمل أنه الغفاري المدني ، وهو متهم .
ومحمد بن عبدالوهاب الدعلجي ؛ الظاهر أنه الذي في "اللسان" :
"محمد بن عبدالوهاب الجاري من أهل بغداد . يروي عن محمد بن مسلم الطائفي . وعنه أبو القاسم البغوي وغيره . ربما أخطأ ؛ قاله ابن حبان (الثقات)" .

(/1)


3765 - ( ما من مسلم يعمل ذنباً إلا وقف الملك الموكل بإحصاء ذنوبه ثلاث ساعات ، فإن استغفر الله من ذنبه ذلك في شيء من تلك الساعات ؛ لم يوقفه عليه ، ولم يعذب يوم القيامة ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 239 :
$موضوع$
أخرجه الحاكم (4/ 262) عن سعيد بن سنان : حدثتني أم الشعثاء ، عن أم عصمة العوضية - وكانت قد أدركت رسول الله صلي الله عليه وسلم - قالت : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : ... فذكره . وقال :
"هذا حديث صحيح الإسناد ، ولم يخرجاه" ! ووافقه الذهبي !
قلت : وهو عجيب منه ؛ فإن سعيد بن سنان هذا - وهو أبو مهدي الحمصي - أورده الذهبي نفسه في "الضعفاء والمتروكين" ، وقال :
"هالك" ! وقال الحافظ :
"متروك ، ورماه الدارقطني وغيره بالوضع" .
وقد ثبت الحديث بلفظ : "إن صاحب الشمال ليرفع القلم ست ساعات عن العبد المسلم المخطىء ..." بنحوه من حديث أبي أمامة - رضي الله عنه - فانظر "الصحيحة" (1209) .

(/1)


3766 - ( الشيخ في بيته كالنبي في قومه ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 240 :
$موضوع$
أخرجه ابن حبان في "الضعفاء والمجروحين" : حدثنا علي بن أحمد ابن حاتم القرشي : حدثنا عثمان بن محمد بن حشيش القيرواني : حدثنا عبدالله بن عمر بن غانم ، عن مالك ، عن نافع ، عن ابن عمر مرفوعاً به . أورده في ترجمة ابن غانم هذا ، وقال :
"يروي عن مالك ما لم يحدث به مالك قط ، لا يحل ذكر حديثه والرواية عنه في الكتب إلا على سبيل الاعتبار" .
قلت : وقد تعقبه السيوطي في "اللآلي" (1/ 154) بأن ابن غانم هذا مستقيم الحديث ؛ كما قال الذهبي في "الكاشف" ، وبأنه ورد من حديث أبي رافع .
قلت : أما ابن غانم ؛ فيبدو من ترجمته في "التهذيب" أنه رجل فاضل ثقة ، وأن من ضعفه كابن حبان ، ومن جهله كأبي حاتم ؛ لم يعرفه . ولذلك قال الحافظ في "التهذيب" عقب الحديث :
"وهذا موضوع ، ولعل ابن حبان ما عرف هذا الرجل ؛ لأنه جليل القدر ثقة ، لا ريب فيه ، ولعل البلاء في الأحاديث التي أنكرها ابن حبان ممن هو دونه" .
وقال الذهبي في "الميزان" عقب الحديث :
"قلت : لعل الآفة من عثمان صاحبه" .
قلت : وهو الذي أجزم به ؛ فإن عثمان هذا ؛ لم أجد له ذكراً في شيء من كتب الرجال ؛ اللهم إلا في "اللسان" ؛ فقد استدركه على "الميزان" ، ولكنه لم يزد في ترجمته على قوله :
"له ذكر في ترجمة عبدالله بن محمد بن غانم" .
يعني من "الميزان" ، ولم يذكر الذهبي فيه غير ما نقلته عنه آنفاً من أن الآفة من عثمان .
فهذا كله يشعر بأن الرجل غير معروف عندهم ، وإلا ؛ لذكروا شيئاً من أحواله ، فالعجب أن لا يحمل عليه في هذا الحديث ، وتعصب الآفة بشيخه .
على أن القرشي شيخ ابن حبان لم أجد له ترجمة أيضاً ، لكن يغلب على الظن أنه معروف لديه ؛ فإنه بشيوخه هو أعرف بهم من غيرهم .
وأما حديث أبي رافع ؛ فهو :
"الشيخ في أهله ، كالنبي في أمته" .
أخرجه الديلمي (2/ 237) معلقاً على أبي عبدالرحمن السلمي بسنده ، عن محمد بن عبدالملك الكوفي : حدثنا إسماعيل بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن رافع ابن أبي رافع ، عن أبيه مرفوعاً .
قلت : وهذا موضوع أيضاً ؛ آفته محمد بن عبدالملك هذا ؛ وهو القناطيري ، قال الذهبي في "الميزان" :
"روى حديثاً باطلاً (فذكر هذا) ساقه ابن عساكر في "معجمه" وقال : قيل له القناطيري ؛ لأنه كان يكذب قناطير" .
ونقل ابن عراق في "تنزيه الشريعة" (1/ 208) عن الحافظ العراقي أنه قال في "تخريج الإحياء" :
"إسناده ضعيف" . ثم قال ابن عراق :
"كذا في "التخريج الصغير" ، لكنه قال في "الكبير" : فيه محمد بن عبدالملك القناطيري ..." ، ثم ذكر ما تقدم عن الذهبي .
وأخرجه الرافعي في "تاريخ قزوين" (3/ 95-96) معلقاً من طريق الخليلي الحافظ في "مشيخته" بإسناد آخر ، عن محمد بن عبدالملك الكوفي به .

(/1)


3767 - ( الشيطان يهم بالواحد والاثنين ، فإذا كانوا ثلاثة لم يهم بهم ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 242 :
$ضعيف$
أخرجه البزار (رقم1698) ، وعنه الديلمي (2/ 238) من طريق عبدالعزيز بن عبدالله بن الأصم : حدثنا عبدالرحمن بن أبي الزناد ، عن ابن حرملة ، عن سعيد بن المسيب ، عن أبي هريرة مرفوعاً .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ علته عبدالعزيز هذا ، قال الذهبي :
"فيه جهالة" . وأعله الهيثمي (2585) بابن أبي الزناد وحده فقصر .
وقال البزار :
"حديث ابن حرملة لا نعلم رواه إلا ابن أبي الزناد ، ولم نسمعه بهذا الإسناد إلا من ابن أبي الحنين ، وقد رواه غير ابن أبي الزناد عن ابن حرملة عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده" .
قلت : وهذا هو الصواب ؛ فإنه رواه مالك عن ابن حرملة به نحوه ، وهو مخرج في "الصحيحة" (62) ، و "صحيح أبي داود" (2346) .

(/1)


3768 - ( صبحوا بالصبح ؛ فإنه أعظم للأجر ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 243 :
$موضوع بهذا اللفظ$
أخرجه ابن النجار في "ذيل تاريخ بغداد" (10/ 87/ 2-88/ 1) عن منصور بن عبدالله الخالدي : أنبأ عثمان بن أحمد بن يزيد الدقاق : حدثنا محمد بن عبيدالله بن أبي داود المخرمي : حدثنا شبابة بن سوار ، عن محمد بن المنكدر ، عن جابر ، عن أبي بكر الصديق ، عن بلال مرفوعاً .
قلت : وهذا موضوع ؛ آفته الخالدي هذا ؛ فإنه كذاب كما في "الميزان" عن أبي سعيد الإدريسي .
ومن فوقه ثقات .
والمحفوظ إنما هو من رواية أيوب بن سيار ، عن ابن المنكدر به ، ولفظه :
"أسفروا بالفجر ..." . والباقي مثله .
أخرجه البزار (ص 43) ، وقال :
"وأيوب ضعيف" .
ومن طريقه : أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (1/ 51/ 2) بلفظ :
"يا بلال ! أصبحوا بالصبح ..." .
وهو بلفظ الإسفار صحيح لغيره ؛ فإنه جاء من حديث أبي رافع وغيره ، وهو مخرج في "الإرواء" (258) ، و "المشكاة" (614) .

(/1)


3769 - ( صالح المؤمنين : أبو بكر وعمر ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 244 :
$موضوع$
رواه الطبراني (3/ 79/ 2) ، وأبو علي عبدالرحمن بن محمد النيسابوري في "جزء من فوائده" (2/ 2) ، والواحدي في "تفسيره" (4/ 153/ 1) عن عبدالرحيم ابن زيد العمي ، عن أبيه ، عن شقيق بن سلمة ، عن عبدالله ، عن النبي صلي الله عليه وسلم في قوله : (فإن الله هو مولاه وجبريل وصالح المؤمنين) [التحريم : 4] قال : ... فذكره .
قلت : وهذا موضوع ؛ آفته العمي هذا ؛ قال الحافظ في "التقريب" :
"كذبه ابن معين" .
وقد سرق هذا الحديث بعض الكذابين الآخرين ، ولكنه خصه بعلي بن أبي طالب !
أخرجه ابن أبي حاتم ، وقال الحافظ ابن كثير :
"إسناده ضعيف ، وهو منكر جداً" .

(/1)


3770 - ( صفتي أحمد المتوكل ، ليس بفظ ولا غليظ ، يجزي بالحسنة الحسنة ، ولا يكافىء بالسيئة ، مولده بمكة ، ومهاجره طيبة ، وأمته الحمادون ، يأتزرون على أنصافهم ، ويوضؤون أطرافهم ، أناجيلهم في صدورهم ، يصفون للصلاة كما يصفون للقتال ، قربانهم الذي يتقربون به إلي دعاؤهم ، رهبان بالليل ليوث بالنهار ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 244 :
$ضعيف$
رواه الطبراني (3/ 61-62) عن إسماعيل بن عبدالحميد بن عبدالرحمن بن فروة : أخبرنا أبي ، عن أبي هارون (اسمه مروان) ، أن سنان بن الحارث حدثه ، عن إبراهيم بن يزيد النخعي ، عن علقمة بن قيس ، عن عبدالله ابن مسعود مرفوعاً .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ سنان بن الحارث ترجمه ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (2/ 1/ 254) برواية جمع عنه ، ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً ؛ فهو مجهول الحال . وذكره ابن حبان في "الثقات" .
ومن دونه ؛ لم أعرفهم .

(/1)


3771 - ( صغروا الخبز ، وأكثروا عدده ؛ يبارك لكم فيه ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 245 :
$موضوع$
أخرجه الديلمي (2/ 247) من طريق أبي بكر الإسماعيلي ، - وهو في "المعجم" (69/ 2) - ، والأزدي في "الضعفاء والمتروكين" من طريقين ، عن عبدالله بن إبراهيم : حدثنا جابر بن سليم الأنصاري ، عن يحيى بن سعيد ، عن عمرة ، عن عائشة مرفوعاً .
وأورده ابن الجوزي في "الموضوعات" من رواية الأزدي ، وقال :
"موضوع ؛ جابر بن سليم منكر الحديث" .
وتعقبه السيوطي في "اللآلي المصنوعة" (2/ 216) بما في "لسان الميزان" في ترجمة جابر هذا :
"قال عبدالله بن أحمد عن أبيه : سمعت منه ، وهو شيخ ثقة مدني حسن الهيئة . (قال :) وهذا الخبر منكر لا شك فيه ، وقد أخرجه الإسماعيلي في "معجمه" من هذا الوجه ، فلعل الآفة ممن دونه" .
قلت : غالب الظن أنها من قبل عبدالله بن إبراهيم ، وأنه أبو محمد الغفاري المدني ، وهو متروك ؛ نسبه ابن حبان إلى الوضع ، كما في "التقريب" .
ثم ذكر له السيوطي شاهداً من حديث أبي الدرداء مرفوعاً بلفظ :
"قوتوا طعامكم ؛ يبارك لكم فيه" .
أخرجه البزار (ص 161) من طريق بقية بن الوليد ، عن أبي بكر بن أبي مريم ، عن ضمرة بن حبيب عنه ، وقال :
"قال إبراهيم (يعني ابن عبدالله ، شيخه) : سمعت بعض أهل العلم يفسره يقول : هو تصغير الأرغفة" . وقال البزار :
"لا نعلم يروى متصلاً إلا بهذا الإسناد ، وإسناده حسن من أسانيد أهل الشام" .
قلت : كذا قال ! وفيه تساهل لا يخفى ؛ فإن أبا بكر بن أبي مريم ضعيف مختلط ، وبقية بن الوليد ؛ مدلس وقد عنعن . وقال الهيثمي (5/ 35) :
"رواه البزار والطبراني ، وفيه أبو بكر بن أبي مريم ، وقد اختلط ، وبقية رجاله ثقات" . كذا قال ! وبقية معروف الحال كما ذكرنا ، فلعله عند الطبراني من غير طريقه .
والتفسير الذي حكاه إبراهيم عن بعض أهل العلم ذكره ابن الأثير عن الأوزاعي . ثم قال :
"وقال غيره : هو مثل قوله : كيلوا طعامكم" .

(/1)


3772 - ( صفوا كما تصف الملائكة عند ربهم ، قالوا : يا رسول الله ! كيف تصف الملائكة عند ربهم ؟ قال : يقيمون الصفوف ، ويجمعون مناكبهم ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 247 :
$ضعيف جداً$
أخرجه الطبراني في "الأوسط" (1/ 32/ 1) : حدثنا موسى : حدثنا حاتم : حدثنا سعيد ، عن عطاء ، عن ابن عمر مرفوعاً . وقال :
"لم يروه عن عطاء إلا سعيد" .
قلت : وهو سعيد بن راشد المازني السماك ؛ قال البخاري :
"منكر الحديث" ، وقال النسائي :
"متروك" .
ومن دونهما ؛ لم أعرفهما .
وأما الهيثمي ؛ فكأنه لم يعرف الذي قبلهما ؛ فقال (2/ 90) :
"رواه الطبراني في "الأوسط" ، وفيه من لم أعرفه ، ولم أجد ترجمته" .
وأنا لم أجد في الرواة المشهورين عن عطاء ممن يسمى سعيداً غير ابن راشد هذا ، فغلب على ظني أنه هو . والله أعلم .

(/1)


3773 - ( صل الصبح ، والضحى ؛ فإنها صلاة الأوابين ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 247 :
$ضعيف$
أخرجه العقيلي في "الضعفاء" (ص 150-151) ، وابن عدي (ق 175/ 2) ، وأبو عبدالله الصاعدي في "السداسيات" (3/ 2) ، وزاهر بن طاهر الشحامي في "سداسياته" (287/ 2) من طريقين ، عن سعيد بن زون ، عن أنس مرفوعاً ؛ بحديث طويل فيه هذا . وقال العقيلي :
"وهذا المتن لا يعرف له طريق عن أنس يثبت" .
قلت : وسعيد هذا ؛ قال النسائي :
"متروك" . وقال أبو حاتم :
"ضعيف جداً" . وقال الحاكم :
"روى عن أنس بن مالك أحاديث موضوعة" . وكذا قال النقاش .
قلت : وقد وجدت له متابعين كثيرين :
الأول : عويد بن أبي عمران ، عن أبيه ، عنه .
أخرجه ابن عدي (260/ 2) ، وابن عساكر (3/ 79/ 1-2) . وقال ابن عدي :
"عويد ؛ الضعف على حديثه بين" .
الثاني : علي بن الجند ، عن عمرو بن دينار ، عنه .
أخرجه العقيلي (ص 294) ، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (1/ 134 و 2/ 163) . وقال العقيلي :
"علي بن الجند مجهول ، حديثه غير محفوظ . وهذا الحديث يروى عن أنس من غير هذا الوجه بأسانيد لينة" .
الثالث : الأزور بن غالب ، عن سليمان التيمي ، عن أنس .
أخرجه العقيلي (43) ، وابن عدي (29/ 2) ، وقال الأول :
"لم يأت به عن سليمان التيمي غير الأزور هذا ، قال البخاري : منكر الحديث . ولهذا الحديث عن أنس طرق ، ليس فيها وجه يثبت" .
الرابع : عن بكر الأعنق ، عن ثابت ، عنه .
أخرجه العقيلي (54) ، وقال :
"ليس لهذا المتن إسناد صحيح ، قال البخاري : وبكر لا يتابع عليه" .
الخامس : اليسع بن زيد القرشي : حدثنا سفيان بن عيينة ، عن حميد الطويل ، عنه .
أخرجه السهمي في "تاريخ جرجان" (410) .
واليسع هذا ؛ لم أعرفه . ثم رأيت الحافظ ابن حجر قال في "طرق حديث أنس هذا" (ق 22/ 2) :
"واليسع مجهول ، وأظنه الذي ضعفه الدارقطني ، كأنه ذكر في "الضعفاء" : اليسع بن إسماعيل عن ابن عيينة ضعيف . فلعل إسماعيل جده . وهو آخر من زعم أنه سمع من سفيان بن عيينة ، وعاش إلى سنة ست وثمانين ومئتين" .
وبالجملة ؛ فجميع هذه الطرق ضعيفة ، وبعضها أشد ضعفاً من بعض ، فلم تطمئن النفس لتقوية الحديث بمجموعها ، لا سيما وفيها الأمر بصلاة الضحى ، ولم أر له شاهداً معتبراً إلا في رواية ضعيفة السند عن أبي هريرة ، والمحفوظ الذي أخرجه الشيخان وغيرهما عنه بلفظ :
"أوصاني" ، وهو مخرج في "صحيح سنن أبي داود" (1286) ، وله فيه (1287) شاهد من حديث أبي الدرداء .
وأما أن صلاة الضحى هي صلاة الأوابين ؛ فهو ثابت من حديث زيد بن أرقم ، رواه مسلم وغيره ، وهو مخرج في "الصحيحة" (1164) .
وقد قال الحافظ في آخر تخريجه لهذا الحديث - بعد أن ساق له عشر طرق ، ليس في الكثير منها ذكر لصلاة الضحى ، ومع ذلك فلم يصرح بتقوية الحديث بمجموع العشر - :
"وإذا تأملت ما جمعته ؛ عرفت أن طرق هذا الحديث كلها واهية ، لكن الحديث إذا تعددت طرقه ، واختلفت مخارجه ؛ أشعر بأن له أصلاً ، ولا سيما إذا كان في باب الترغيب ؛ فإن أهل العلم احتملوا في ذلك ما لم يحتملوه في باب الحلال والحرام" .

(/1)


3774 - ( صلوا ركعتي الضحى بسورتيها : (والشمس وضحاها) ، و (الضحى) ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 250 :
$موضوع$
أخرجه الروياني في "مسنده" (10/ 58/ 1) ، والديلمي (2/ 242) عن مجاشع بن عمرو : حدثنا ابن لهيعة ، عن عياش بن عباس القتباني ، عن أبي الخير اليزني ، عن عقبة بن عامر مرفوعاً . وزاد الروياني :
"قال عقبة : من فعل ذلك ؛ غفر له" .
قلت : وهذا موضوع ؛ آفته مجاشع هذا ؛ قال ابن معين :
"قد رأيته أحد الكذابين" .

(/1)


3775 - ( صلاة المسافر ركعتان حتى يؤوب إلى أهله أو يموت ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 250 :
$ضعيف جداً$
رواه أبو محمد الأردبيلي في "الفوائد" (188/ 1) ، وأبو جعفر الرزاز في "حديثه" (4/ 76/ 2) ، والخطيب في "التاريخ" (12/ 312) عن بقية بن الوليد : حدثنا أبان بن عبدالله ، عن خالد بن عثمان ، عن أنس بن مالك ، عن عمر ابن الخطاب مرفوعاً .
قلت : وهذا إسناد ضعيف جداً ؛ أبان بن عبدالله : الظاهر أنه الشامي الذي روى عن عاصم بن محمد العمري وثور بن يزيد . قال الأزدي :
"تركوه" .
وخالد بن عثمان ؛ لم أعرفه ، وفي "تاريخ البخاري" (2/ 1/ 163) و "جرح ابن أبي حاتم" (1/ 2/ 244) - والسياق للأول - :
"خالد بن عثمان المزني ، سمع عبدالرحمن بن أبي عائشة ، روى عنه موسى ابن إسماعيل ، يعد في البصريين" .
قلت : وابن أبي عائشة هذا إنما يحدث عن التابعين كما قال ابن أبي حاتم (2/ 2/ 274) ، فإذا كان المترجم هو هذا المزني الذي روى عن ابن أبي عائشة ؛ فيكون الحديث منقطعاً بينه وبين أنس ، بل معضلاً .

(/1)


3776 - ( أيما رجل طلق امرأته ثلاثاً عند الأقراء أو ثلاثاً مبهمة ؛ لم تحل له حتى تنكح زوجاً غيره ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 251 :
$ضعيف جداً$
أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (1/ 133/ 1) ، والبيهقي في "سننه" (7/ 336) عن محمد بن حميد الرازي : أخبرنا سلمة بن الفضل ، عن عمرو بن أبي قيس ، عن إبراهيم بن عبدالأعلى ، عن سويد بن غفلة قال :
كانت عائشة الخثعمية عند الحسن بن علي - رضي الله عنه - ، فلما قتل علي - رضي الله عنه - قالت : لتهنئك الخلافة ! قال : بقتل علي تظهرين الشماتة ؟!
اذهبي فأنت طالق ، يعني ثلاثاً ، قال : فتفعلت بثيابها ، وقعدت حتى قضت عدتها ، فبعث إليها ببقية بقيت لها من صداقها ، وعشرة آلاف صدقة ، فلما جاءها الرسول قالت : (متاع قليل من حبيب مفارق) ، فلما بلغه قولها ، بكى ، ثم قال : لولا أني سمعت جدي ؛ أو حدثني أبي ، أنه سمع جدي يقول : (فذكره) لراجعتها . وقال البيهقي :
"وكذلك روي عن عمرو بن شمر ، عن عمران بن مسلم وإبراهيم بن عبدالأعلى ، عن سويد بن غفلة" .
قلت : وقال الكوثري في رسالته "الإشفاق" (ص 28) - بعد ما عزاه للطبراني والبيهقي - عقبه :
"وإسناده صحيح ، قاله ابن رجب الحنبلي الحافظ بعد أن ساق الحديث في كتابه : (بيان مشكل الأحاديث الواردة في أن الطلاق الثلاث واحدة)" .
ولم يتعقبه بشيء ؛ مما يدل على أنه موافق له على التصحيح ، وهذا أمر عجيب ، لا سيما من ابن رجب ؛ فإن الإسناد لا يحتمل التحسين ، فضلاً عن التصحيح ! فإن سلمة بن الفضل صدوق كثير الخطأ . ومحمد بن حميد الرازي ضعيف كما في "التقريب" ، بل الرازي قد اتهمه غير واحد بالكذب ، وتساهل البعض في إعطائه حقه من الجرح ؛ فقد قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (4/ 339) :
"رواه الطبراني ، وفي رجاله ضعف ، وقد وثقوا" .
فإن قال قائل : أفلا يتقوى الحديث بطريق عمرو بن شمر التي علقها البيهقي ؟
فأقول : كلا ؛فإن عمراً هذا كذاب يروي الموضوعات عن الثقات ؛ فلا يستشهد به ولا كرامة .
واعلم أنه لا يوجد حديث صحيح صريح في إيقاع الطلاق بلفظ ثلاثاً - ثلاثاً ، فلا تغتر بكلام الكوثري في كتابه "الإشفاق" ؛ فإنه غير مشفق على نفسه ؛ فإنه يتفق مع انحرافه عن السنة ؛ كتأويله حديث ابن عباس في "صحيح مسلم" على أنه في غير المدخول بها ! ومن أراد مفرق الحق في هذه المسألة فليراجع كتب شيخ الإسلام ابن تيمية والإمام ابن القيم وغيرها من أئمة السنة والذابين عنها .

(/1)


3777 - ( خذل عنا ؛ فإن الحرب خدعة ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 253 :
$ضعيف جداً$
أخرجه الطبري في "تهذيب الآثار" (1/ 109/ 226) ، وأبو عوانة (4/ 82) ، والديلمي (2/ 111-112) عن يعقوب بن محمد : حدثنا عبدالعزيز بن عمران : حدثنا إبراهيم بن صابر الأشجعي ، عن أبيه ، عن أمه بنت نعيم بن مسعود الأشجعي ، عن أبيها قال : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم :
قلت : وهذا إسناد ضعيف جداً ؛ عبدالعزيز بن عمران هو المعروف بابن أبي ثابت الزهري المدني ، وهو متروك .
ومن فوقه لم أعرفهم ، وبنت نعيم اسمها زينب ، ونعيم صحابي مشهور قالوا : وهو الذي أوقع الخلاف بين الحيين (قريظة وغطفان) في وقعة الخندق ، فخالف بعضهم بعضاً ورحلوا عن المدينة ، والقصة رواها ابن إسحاق بغير إسناد ؛ وفيها أن النبي صلي الله عليه وسلم قال له : "فخذل عنا إن استطعت ؛ فإن الحرب خدعة" . انظر "تاريخ ابن كثير" (4/ 111) ، ورواها الطبري (1/ 114/ 236) عن الزهري مرسلاً ؛ دون حديث الترجمة .
(تنبيه) : "إبراهيم بن صابر" هكذا وقع في "تهذيب الطبري" ، ووقع في "مسند أبي عوانة" : "..هانىء" مكان "صابر" ، وفي "الديلمي" : "جابر" . وهذا تحريف شديد ، أضاع علينا معرفة هوية إبراهيم هذا ، وقد ذكر الحافظ المزي في شيوخ عبدالعزيز بن عمران ثلاثة باسم إبراهيم :
الأول : إبراهيم بن إسماعيل بن أبي حبيبة .
الثاني : إبراهيم بن حويصة .
الثالث : إبراهيم بن أبي الصقر .
ولم أعرف من هؤلاء إلا الأول ؛ وهو أشهلي أنصاري مولاهم ، ولم يذكروا له رواية عن أبيه ، ثم هو ضعيف . والله أعلم .
واعلم أنني إنما خرجت الحديث هنا من أجل طرفه الأول : "خذل عنا" ، وإلا ؛ فبقيته صحيح ، بل متواتر ، أخرجه ابن جرير عن عشرة من الصحابة ، وبعضها في "الصحيحين" ، وخرجه السيوطي في "الجامع الصغير" عن أربعة عشر صحابياً ، ليس فيهم أبو الطفيل وأسماء بنت يزيد ، وقد أخرجهما الطبري ، فيصير العدد (16) . وقد أخرجته عن بعضهم في "الروض النضير" (770) ، وغيره ، فانظر "صحيح الجامع الصغير" (3171) .
ثم وقفت على الكتاب الذي سماه مؤلفه الشيخ عبدالله الدويش رحمه الله : "تنبيه القاري على تقوية ما ضعفه الألباني" ! ومما قواه هذا الحديث ! فقد ساقه من رواية البيهقي في "دلائل النبوة" (3/ 445-446) من طريق أحمد بن عبدالجبار : حدثنا يونس ، عن ابن إسحاق قال : فحدثني رجل ، عن عبدالله بن كعب بن مالك قال :
جاء نعيم بن مسعود الأشجعي إلى رسول الله صلي الله عليه وسلم ، فقال : يا رسول الله ! إني قد أسلمت ؛ ولم يعلم بي أحد من قومي ، فمرني أمرك ... إلخ .
قلت : كذا صورة الأصل ، وهي بخطه ؛ كما أخبرني من أهداه إلي ، وهذا من أوهامه رحمه الله ! لأنه كان عليه أن يذكر جواب النبي صلي الله عليه وسلم لنعيم بن مسعود ؛ لأن موضع استشهاده أو انتقاده علي إنما هو فيه ، وهو :
فقال له رسول الله صلي الله عليه وسلم : "إنما أنت فينا رجل واحد ، فخذل عنا ما استطعت ؛ فإنما الحرب خدعة" . فانطلق نعيم بن مسعود ... الحديث .
قلت : فهنا محل تلك اللفظة : "إلخ" كما هو ظاهر .
ثم ساقه من رواية البيهقي أيضاً من الطريق ذاتها ، عن ابن إسحاق قال : حدثنا يزيد بن رومان ، عن عروة ، عن عائشة قالت :
كان نعيم بن مسعود رجلاً نموماً ، فدعاه رسول الله صلي الله عليه وسلم ، فقال : ... ، فذكر القصة مختصرة جداً ، وفيه :
فلما ولى نعيم قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : "إنما الحرب خدعة" .
وقال الدويش عقبه :
"وهذا إسناد حسن ، وقد أشار إليه الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" (7/ 403) بأطول من هذا ، وسكت عليه . والله أعلم" .
كذا قال ! غفر الله له ، وفيه أوهام عجيبة !
أولاً : قوله : "وقد أشار إليه الحافظ .." إلى قوله : "وسكت عنه" .
فأقول : الذي سكت عنه الحافظ ليس هذا الذي ساقه الدويش من رواية البيهقي عن عبدالله بن كعب المرسلة ، ورواية عروة عن عائشة المسندة ، وإنما سكت عن رواية ابن إسحاق في "السيرة" (3/ 247-250) مطولة جداً ، ساقها الحافظ ملخصة ، وسبب سكوته واضح ؛ لأن ابن إسحاق لم يسندها ، فهي ظاهرة الإعضال ، ككثير من روايات سيرته ؛ كما هو معروف عند أهل العلم .
ثانياً : قوله : "وهذا إسناد حسن" ! خطأ واضح ؛ لأنه إن أراد به الطريق الأول الذي فيه موضع الشاهد : "خذل عنا" ؛ ففيه ثلاث علل :
الأولى : الإرسال ؛ لأن عبدالله بن كعب بن مالك تابعي لم يدرك القصة .
والثانية : فيه الرجل الذي لم يسم !
والثالثة : أحمد بن عبدالجبار - وهو العطاردي - ؛ قال الحافظ في "التقريب" :
"ضعيف" .

(/1)


وإن أراد به الطريق الآخر ؛ فليس فيه موضع الشاهد أولاً ، ثم هو من طريق أحمد بن عبدالجبار الضعيف ثانياً . وإذا كان مدار الطريقين عليه ؛ فعدم ذكره في الطريق الآخر موضع الشاهد إن كان قد حفظه ؛ فهو يدل على ضعف الشاهد ، وإن كان لم يحفظه ؛ فهو يدل على ضعفه هو ؛ لأنه مرة ذكره ، ومرة لم يذكره .
وبالجملة ؛ فانتقاد الرجل تضعيفي للحديث برواية البيهقي هذه على ما فيها من الاضطراب والضعف ؛ لهو من الأدلة الكثيرة على أنه لا يحسن هذه الصناعة الحديثية ، ولا الكتابة فيها .

(/2)


3778 - ( نهى عن الفهر ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 256 :
$ضعيف جداً$
أخرجه العسكري في "تصحيفات المحدثين" (1/ 128-129) من طريق سعد بن طريف : حدثني عمير بن مأمون ، عن الحسن بن علي رضي الله عنهما ، عن النبي صلي الله عليه وسلم أنه نهى .. إلخ .
قلت : وهذا إسناد واه جداً إن لم يكن موضوعاً ؛ آفته سعد بن طريف ؛ قال ابن حبان :
"كان يضع الحديث على الفور" .
وضعفه غيره جداً ، وتقدمت له أحاديث أقربها تناولاً (رقم1578 و 1789) .
(فائدة) : فسر العسكري (الفهر) بقوله :
"أن يجامع امرأة ، ثم يتحول عنها إلى أخرى ، فينزل" .
وفي "النهاية" :
"أفهر الرجل : إذا جامع جاريته وفي البيت أخرى تسمع حسه ، وقيل : ..." .
ثم ذكر ما تقدم عن العسكري ، فأشار إلى توهينه ، مع أن صاحب "القاموس" لم يذكر غيره . والله أعلم .

(/1)


3779 - ( خديجة بنت خويلد سابقة نساء العالمين إلى الإيمان بالله وبمحمد صلي الله عليه وسلم ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 257 :
$ضعيف$
أخرجه الحاكم (3/ 184) عن عبدالرحمن بن أبي الرجال ، عن أبي اليقظان عمران بن عبدالله ، عن ربيعة السعدي قال :
أتيت حذيفة بن اليمان وهو في مسجد رسول الله صلي الله عليه وسلم ، فسمعته يقول : ... فذكره مرفوعاً .
سكت عليه الحاكم والذهبي ، وكأنه لجهالة بعض رواته ؛ فإن أبا اليقظان هذا لم أجد له ترجمة لا في الكنى ، ولا في الأسماء . وفي الطريق إليه سعيد بن عجب الأنباري ؛ ولم أعرفه أيضاً .

(/1)


3780 - ( ذروة الإيمان أربع خلال : الصبر للحكم ، والرضا بالقدر ، والإخلاص للتوكل ، والاستسلام للرب ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 258 :
$موقوف$
أخرجه نعيم بن حماد في "زوائد الزهد" (رقم 123) ، وأبو نعيم في "الحلية" (1/ 216) عن بقية بن الوليد : حدثنا بحير بن سعيد ، عن خالد بن معدان : حدثني يزيد بن مرثد الهمداني أبو عثمان ، عن أبي الدرداء - رضي الله عنه - قال : ... فذكره موقوفاً .
قلت : وهذا إسناد جيد ؛ رجاله ثقات ، وبقية قد صرح بالتحديث .
قلت : والحديث أورده السيوطي في "الجامع الصغير" دون "الكبير" من رواية أبي نعيم وحده ، وصنعيه يشعر بأنه عنده مرفوع ، ولم أره عنده إلا في الموضع المشار إليه موقوفاً ، ويؤيد الوقف وروده كذلك موقوفاً في "الزوائد" ، فالله أعلم ؛ أهو وهم من السيوطي ، أم رواية أخرى عند أبي نعيم ؟! والأول أرجح . والله أعلم .

(/1)


3781 - ( صلوا في مرابض الغنم ولا توضؤوا من ألبانها ، ولا تصلوا في معاطن الإبل وتوضؤوا من ألبانها ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 258 :
$ضعيف$
رواه الطبراني في "الكبير" (1/ 28-29) عن الحجاج بن أرطاة ، عن عبدالله بن عبدالله الرازي ، عن عبدالرحمن بن أبي ليلى ، عن أسيد بن حضير مرفوعاً .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ رجاله ثقات لولا عنعنة الحجاج بن أرطاة ؛ فإنه كان مدلساً .

(/1)


3782 - ( صلوا من الليل أربعاً ، صلوا ولو ركعتين ، ما من أهل بيت يعرف لهم صلاة من الليل إلا ناداهم مناد : ياأهل البيت ! قوموا لصلاتكم ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 259 :
$ضعيف$
رواه ابن أبي شيبة في "المصنف" (2/ 44/ 1) ، وابن نصر في "قيام الليل" (ص 41) ، وابن أبي الدنيا في "التهجد" (3/ 62) عن أبي عامر المزني ، عن الحسن مرسلاً مرفوعاً .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ فإنه مع إرسال الحسن - وهو البصري - إياه ، فإن روايه عنه ضعيف ، واسمه صالح بن رستم ؛ قال الحافظ :
"صدوق ، كثير الخطأ" .

(/1)


3783 - ( صلاة الهجير من صلاة الليل ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 259 :
$ضعيف جداً$
رواه الطبراني في "الكبير" (23/ 2) : أخبرنا المقدام بن داود : أخبرنا ذؤيب بن عمامة السهمي : حدثنا سليمان بن سالم مولى عبدالرحمن بن عوف ، عن عبدالرحمن بن حميد بن عبدالرحمن بن عوف ، عن أبيه ، عن جده مرفوعاً ، فسألت عبدالرحمن بن عوف عن الهجير ؟ فقال : إذا زالت الشمس .
قلت : وهذا إسناد ضعيف جداً ، وهو إلى ذلك منقطع ؛ فإن حميد بن عبدالرحمن بن عوف لم يسمع من أبيه ؛ على القول الصحيح من وفاته .
وسليمان بن سالم مولى عبدالرحمن بن عوف ؛ قال ابن أبي حاتم (2/ 1/ 119-120) عن أبيه : "شيخ" .
وذؤيب بن عمامة ؛ قال الذهبي :
"ضعفه الدارقطني ، ولم يهدر" .
والمقدام بن داود ؛ قال النسائي :
"ليس بثقة" ، وقال ابن يونس وغيره :
"تكلموا فيه" .
ولذلك قال المنذري (1/ 203) :
"رواه الطبراني في "الكبير" ، وفي سنده لين" .
وأما قول الهيثمي (2/ 221) :
"... ورجاله موثقون" . فليس تحته كبير طائل ، بل قد يفهم منه من لا علم عنده بأنه معنى قولهم : "رجاله ثقات" ! . وليس كذلك ، فلو أنه صرح بعلته القادحة لكان أولى ، وهي عندي الانقطاع ، وضعف المقدام .

(/1)


3784 - ( صمت تسبيح ، ونومه عبادة ، ودعاؤه مستجاب ، وعمله مضاعف ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 260 :
$ضعيف جداً$
أخرجه أبو طاهر الأنباري في "مشيخته" (152/ 1) ، والديلمي (2/ 253) عن الربيع بن بدر ، عن عوف الأعرابي ، عن أبي المغيرة القواس ، عن عبدالله بن عمر مرفوعاً به .
قلت : وهذا إسناد ضعيف جداً ؛ آفته الربيع بن بدر ، وهو متروك .

(/1)


3785 - ( لعنت المرجئة على لسان سبعين نبياً . قيل : وما المرجئة ؟ قال : قوم يزعمون أن الإيمان قول بلا عمل ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 261 :
$ضعيف$
أخرجه ابن جرير الطبري في "تهذيب الآثار" (2/ 180/ 1473) من طريق زيد بن أبي موسى ، عن أبي غانم ، عن أبي غالب ، عن أبي أمامة مرفوعاً .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ أبو غانم هو يونس بن نافع الخراساني ، قال الحافظ :
"صدوق يخطىء" .
وزيد بن أبي موسى ؛ قال ابن أبي حاتم (1/ 2/ 573) عن أبيه :
"لا أعرفه" .
والحديث عزاه السيوطي في "الجامع الكبير" للحاكم في "تاريخه" عن أبي أمامة .
وللشطر الأول منه شاهد من حديث معاذ بن جبل مرفوعاً .
أخرجه ابن أبي عاصم في "السنة" (325-بتحقيقي) ، والطبراني في "المعجم الكبير" (20/ 117/ 232) ، وفيه عنعنة بقية ؛ وهو مدلس .
وشاهد آخر عن أبي هريرة ، فيه من في حفظه ضعف ، وهو مخرج هناك في "ظلال الجنة" (1/ 143) .

(/1)


3786 - ( صوت الديك صلاته ، وضربه بجناحيه ركوعه وسجوده ، ثم تلا : (وإن من شيء إلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم) الآية [44/الإسراء] ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 261 :
$موضوع$
أخرجه أبو علي الصواف في "الفوائد" (165/ 1) ، والديلمي (2/ 250) عن أبي نعيم معلقاً : من طريق عمرو بن جميع ، عن يحيى بن سعيد ، عن محمد بن إبراهيم ، عن عائشة مرفوعاً به .
قلت : وهذا موضوع ؛ آفته عمرو بن جميع ، كذبه ابن معين . وقال ابن عدي :
"كان يتهم بالوضع" . وقال البخاري :
"منكر الحديث" .
والحديث عزاه السيوطي : لأبي الشيخ في كتاب "العظمة" عن أبي هريرة ، وابن مردويه عن عائشة . ورواه عنها أيضاً أبو نعيم في "جزء الديك" كما في "الجامع الكبير" . وقد قال ابن القيم رحمه الله تعالى في "المنار" رقم (79) :
"كل أحاديث الديك كذب إلا حديثاً واحداً : إذا سمعتم صياح الديكة ؛ فاسألوا الله من فضله ؛ فإنها رأت ملكاً" .
قلت : وإلا حديث : "لا تسبوا الديك ؛ فإنه يوقظ للصلاة" ؛ فإنه صحيح الإسناد كما حققته في "المشكاة" و "صحيح الترغيب والترهيب" و "الصحيحة" .
ثم رأيت الحديث قد أخرجه الحارث في "مسنده" (106/ 1-زوائده) : حدثنا عبدالرحيم بن واقد : حدثنا عمرو بن جميع : حدثنا أبان ، عن أنس بن مالك به ؛ دون الآية .

(/1)


3787 - ( صوموا ، ووفروا أشعاركم ؛ فإنها مجفرة ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 262 :
$ضعيف$
رواه أبو عبيد في "الغريب" (73/ 1) بسند صحيح ، عن الحسن مرسلاً .
قلت : وهذا ضعيف لإرساله ، وعزاه السيوطي لـ "مراسيل أبي داود" .
(فائدة) : قال صاحب "القاموس المحيط" : "طعام مجفر ومجفرة - بفتحهما - : يقطع عن الجماع ، ومنه قولهم : الصوم مجفرة للنكاح" .

(/1)


3788 - ( صلاة الأوابين ، أو قال : صلاة الأبرار ركعتين (!) إذا دخلت بيتك ، وركعتين (!) إذا خرجت ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 263 :
$ضعيف$
أخرجه ابن المبارك في "الزهد" (1279) : أخبرنا الأوزاعي : أخبرني عثمان بن أبي سوادة ، أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال : ... فذكره .
قلت : وهذا ضعيف لإرساله ، ورجاله ثقات .

(/1)


3789 - ( الصائم بعد رمضان كالكار بعد الفار ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 263 :
$ضعيف جداً$
أخرجه الديلمي (2/ 258) عن بقية : حدثني أبو مسكين الجزري : حدثنا إسماعيل بن نشيط ، عن عكرمة ، عن ابن عباس مرفوعاً .
قلت : وهذا إسناد ضعيف جداً ؛ إسماعيل بن نشيط - وهو العامري - ؛ قال أبو حاتم :
"ليس بالقوي" . وضعفه الأزدي . وقال البخاري :
"في إسناده نظر" .
وأبو مسكين الجزري ؛ قال أبو حاتم (4/ 2/ 447) :
"مجهول ، والحديث الذي رواه كأنه موضوع" . وقال محمود بن غيلان :
"ضرب أحمد وابن مغيرة وأبو خيثمة على حديثه ، وأسقطوه" .

(/1)


3790 - ( الصائم في عبادة من حين يصبح إلى أن يمسي ، إذا قام قام ، وإذا صلى صلى ، وإذا نام نام ، وإذا أحدث أحدث : ما لم يغتب ، فإذا اغتاب خرق صومه ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 264 :
$موضوع$
أخرجه الديلمي (2/ 257-258) عن عمر بن مدرك : حدثنا محمد بن إبراهيم ، عن مقاتل ، عن عطاء بن أبي رباح ، عن عبدالله بن عباس مرفوعاً .
قلت : وهذا موضوع ؛ آفته مقاتل - وهو ابن سليمان البلخي المفسر - ؛ فإنه كذاب . أو عمر بن مدرك ؛ فإنه كذاب أيضاً ؛ كما قال ابن معين .
ومحمد بن إبراهيم ؛ لم أعرفه ، ويغلب على الظن أنه محرف من "مكي بن إبراهيم" ؛ فقد ذكروه في شيوخ ابن مدرك ، وهوثقة .

(/1)


3791 - ( الصبر ثلاثة : فصبر على المصيبة ، وصبر على الطاعة ، وصبر على المعصية ، فمن صبر على المصيبة حتى يردها بحسن عزائها كتب الله له ثلاث مئة درجة ؛ بين الدرجة إلى الدرجة كما بين السماء والأرض ، ومن صبر على الطاعة كتب الله له ست مئة درجة ؛ ما بين الدرجة إلى الدرجة كما بين تخوم الأرض إلى منتهى العرش ، ومن صبر عن المعصية كتب الله له سبع مئة درجة ؛ ما بين الدرجة إلى الدرجة كما بين تخوم الأرض إلى منتهى العرش مرتين ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 264 :
$ضعيف$
رواه ابن أبي الدنيا في "الصبر" (43/ 1) ، وعنه ابن الجوزي في "ذم الهوى" (ص 59) عن يحيى بن سليم الطائفي : حدثني عمر بن يونس ، عمن حدثه ، عن علي مرفوعاً .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ لجهالة شيخ عمر بن يونس .
وعمر (وفي ذم الهوى : عمرو) بن يونس ؛ لم أعرفه ؛ إلا أن يكون اليمامي .
والطائفي سيىء الحفظ .
وقد خالفه عمرو بن علي ؛ فقال : حدثنا عمر بن يونس اليمامي : حدثنا مدرك بن محمد السدوسي ، عن رجل يقال له : أبا علي (كذا) ، عن علي به نحوه .
أخرجه الديلمي (2/ 259) من طريق أبي الشيخ معلقاً .
ومدرك هذا وشيخه (أبا بوعلي) ؛ لم أعرفهما .
ثم أخرجه الديلمي من طريق سفيان ، عن أبي إسحاق ، عن الحارث ، عن علي به .
والحارث ؛ ضعفوه .
وأبو إسحاق - وهو السبيعي - ؛ مختلط مدلس .

(/1)


3792 - ( الصبر رضا ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 265 :
$ضعيف$
أخرجه الديلمي (2/ 259) عن بقية بن الوليد ، عن إسماعيل بن عياش ، عن عاصم بن رجاء بن حيوة ، عن أبي عمران ، عن أبي سلام الحبشي ، عن ابن غنم ، عن أبي موسى الأشعري مرفوعاً .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ لعنعنة بقية ؛ فإنه مدلس .
وعاصم بن رجاء بن حيوة ؛ صدوق يهم ؛ كما في "التقريب" .
ثم أخرجه من طريق أبي الشيخ ، عن هشام بن عمار : حدثنا محمد بن شعيب ، عن معاوية بن سلام ، عن أخيه زيد بن سلام ، عن جده أبي سلام ، عن عبدالرحمن بن غنم ، عن أبي مالك الأشعري مرفوعاً بلفظ : "ضياء" .
وهذا إسناد رجاله ثقات ؛ غير أن هشاماً كان كبر فصار يتلقن ؛ كما في "التقريب" ، فيخشى أن يكون قد لقن هذا الحديث بهذا الإسناد الصحيح .

(/1)


3793 - ( الصبر من الإيمان بمنزلة الرأس من البدن ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 266 :
$ضعيف جداً$
أخرجه الديلمي (2/ 260) عن أبي أمية : حدثنا محمد بن مصعب القرقساني : حدثنا الأوزاعي : حدثنا العلاء بن خالد القرشي ، عن يزيد الرقاشي ، عن أنس بن مالك مرفوعاً .
قلت : وهذا سند ضعيف جداً ؛ الرقاشي واه .
والعلاء بن خالد القرشي هو الواسطي ، ويقال : البصري ؛ قال الحافظ :
"ضعيف ، رماه أبو سلمة (موسى بن إسماعيل) بالكذب ، وتناقض فيه ابن حبان" .
واللذان دون الأوزاعي ؛ فيهما ضعف .
والحديث أخرجه ابن أبي شيبة في "الإيمان" عن علي موقوفاً عليه ، وسنده منقطع ؛ كما بينته في التعليق عليه ، رقم الحديث (130-طبع المطبعة العمومية بدمشق) .

(/1)


3794 - ( الصبر والاحتساب هن عتق الرقاب ، ويدخل الله صاحبهن الجنة بغير حساب ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 267 :
$ضعيف جداً$
أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (1/ 156/ 1) عن سليمان ابن سلمة الخبائري : أخبرنا بقية ، عن عيسى بن إبراهيم ، عن موسى بن أبي حبيب ، عن الحكم بن عمير مرفوعاً .
قلت : وهذا إسناد ضعيف جداً ؛ عيسى بن إبراهيم : هو ابن طهمان الهاشمي ؛ متروك . ومثله الخبائري ، بل هذا كذبه ابن جنيد ، وذكر له الذهبي حديثاً موضوعاً على مالك .
وبقية ؛ مدلس وقد عنعنه ، فيحتمل أن يكون بينه وبين عيسى بن إبراهيم من هو شر من ابن إبراهيم ، فدلسه !
(تنبيه) : هكذا وقع الحديث في "المعجم" المحفوظ في الظاهرية : "هن عتق الرقاب" . ووقع في "الجامع الصغير" معزواً إليه بلفظ : "أفضل من عتق .." ، ولعله الصواب .

(/1)


3795 - ( لأبشرنك بها يا علي ! فبشر بها أمتي من بعدي : الصدقة على وجهها ، واصطناع المعروف ، وبر الوالدين ، وصلة الرحم ؛ تحول الشقاء سعادة ، وتزيد في العمر ، وتقي مصارع السوء ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 267 :
$ضعيف$
أخرجه أبو نعيم في "الحلية" (6/ 145) : حدثنا سليمان بن أحمد : حدثنا الحسن بن جرير الصوري : حدثنا إسماعيل بن أبي الزناد - من أهل وادي القرى - : حدثني إبراهيم - شيخ من أهل الشام - ، عن الأوزاعي قال :
قدمت المدينة ، فسألت محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عن قوله عز وجل : (يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب) ؟ فقال : نعم ، حدثنيه أبي ، عن جده علي بن أبي طالب كرم الله وجهه ، قال : سألت عنها رسول الله صلي الله عليه وسلم ، فقال : ... فذكره ، وقال :
"غريب ، تفرد به إسماعيل بن أبي الزناد ، وإبراهيم بن أبي سفيان . قال أبو زرعة : سألت أبا مسهر عنه ، فقال : من ثقات مشايخنا وقدمائهم" .
قلت : إبراهيم بن أبي سفيان ؛ لم أجد من ترجمه ، وقد راجعت له "تاريخ ابن عساكر" (2/ 157-289) ، فلم أره فيه . فليراجع له "تاريخ دمشق" لأبي زرعة الدمشقي ؛ فإنه هو المذكور في كلام أبي نعيم . والله أعلم .
وإسماعيل بن أبي الزناد ؛ لم أعرفه أيضاً . لكن جاء في ترجمة الحسن بن جرير الصوري من "تاريخ ابن عساكر" (4/ 211/ 2) أن من شيوخه إسماعيل بن أبي أويس ، فالظاهر أنه هو المذكور في إسناد هذا الحديث ، تحرف اسم أبيه على ناسخ "الحلية" أو طابعها ، وابن أبي أويس من رجال الشيخين ، ولكنه قد تكلم فيه غير واحد من قبل حفظه .
والحسن بن جرير ؛ ترجمه ابن عساكر برواية جمع عنه ، ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً .

(/1)


3796 - ( خزائن الله عز وجل الكلام ، وإذا أراد شيئاً يقول له : كن ، فيكون ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 268 :
$ضعيف جداً$
أخرجه أبو الشيخ في "العظمة" (27/ 2) عن حبان ، عن أغلب ابن تميم ، عن هشام بن حسان ، عن محمد بن سيرين ، عن أبي هريرة مرفوعاً .
قلت : وهذا إسناد ضعيف جداً ؛ أغلب بن تميم قال البخاري :
"منكر الحديث" . وقال ابن معين :
"ليس بشيء" ، وفي رواية :
"ليس بثقة" .
وحبان هو ابن أغلب بن تميم ؛ وهاه أبو حفص الفلاس ، وقال أبو حاتم :
"ضعيف الحديث" .

(/1)


3797 - ( الصدقة تسد سبعين باباً من السوء ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 269 :
$ضعيف$
أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (1/ 221/ 2) ، وعنه الديلمي (2/ 258) ، وابن شاهين في "الترغيب" (306/ 2) ، وابن عدي (73/ 2) ، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (1/ 68) كلهم عن جبارة بن المغلس : أخبرنا حماد بن شعيب ، عن سعيد بن مسروق ، عن عباية بن رفاعة ، عن رافع بن خديج مرفوعاً . وقال ابن عدي :
"حماد بن شعيب ممن يكتب حديثه مع ضعفه" .
قلت : هو ضعيف اتفاقاً ، بل هو عند البخاري متهم ؛ فقد قال عنه :
"فيه نظر" . وبه أعله الهيثمي (3/ 109) .
وجبارة بن المغلس ؛ ضعيف أيضاً .

(/1)


3798 - ( الصدقات بالغدوات ؛ يذهبن بالعاهات ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 269 :
$ضعيف$
أخرجه الديلمي (2/ 258-259) ، وأبو الحسن الخرقي المالكي في "الفوائد" (5-6) عن الوليد بن حماد الرملي : حدثني أحمد بن أبي بكر البغدادي : حدثنا عمرو بن قيس البصري : حدثنا حماد بن سلمة ، عن ثابت ، عن أنس مرفوعاً . وقال الخرقي :
"قال جعفر الأندلسي الحافظ : هذا حديث بصري غريب من حديث ثابت ابن أسلم عن أنس ، تفرد به حماد بن سلمة ، ولم نجد عنه إلا من هذا الوجه" .
قلت : وهو ضعيف ؛ عمرو بن قيس البصري لم أعرفه ، وفي الرواة جماعة يسمون : عمرو بن قيس ، لكن ليس فيهم من ذكر أنه بصري .
وأحمد بن أبي بكر البغدادي ؛ لم أعرفه أيضاً ، وليس هو في "تاريخ بغداد" .
والوليد بن حماد الرملي ؛ أورده في "اللسان" وساق له حديثاً غير هذا عن شيخ آخر له مجهول ، ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً ، فهو مجهول أيضاً .

(/1)


3799 - ( الصفرة خضاب المؤمن ، والحمرة خضاب المسلم ، والسواد خضاب الكافر ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 270 :
$موضوع$
رواه الطبراني في "الكبير" ، وعنه عبدالغني المقدسي في "السنن" (182/ 2) ، والحاكم (3/ 536) من طريق إسماعيل بن إبراهيم الترجماني : حدثنا إسماعيل بن عياش ، عن سالم بن عبدالله الكلاعي ، عن أبي عبدالله القرشي ، عن عبدالله بن عمر مرفوعاً . وقال الذهبي في "تلخيصه" :
"قلت : حديث منكر ، والقرشي نكره ابن عيينة" .
قلت : وقال الحافظ في "اللسان" :
"وقد أخرج الحديث المذكور : الحاكم في "المستدرك" ، وهو من جملة خطئه" .
وأورده ابن أبي حاتم في ترجمة سالم بن عبدالله هذا ؛ إلا أنه قال :
"الكلابي" بدل : "الكلاعي" وهو خطأ مطبعي ، ثم قال :
"وهو حديث منكر شبه الموضوع ، وأحسبه من أبي عبدالله القرشي الذي لم يسم" .
وسالم هذا هو أبو المهاجر الجرزي الرقي ؛ وهو ثقة ؛ كما قال الحافظ ، وخطأ الذهبي في سوقه هذا الحديث في ترجمته من "الميزان" ، وأفاد أن الحمل فيه على القرشي ؛ كما يشعر به كلام أبي حاتم . وقال الذهبي :
"هذا خبر باطل" . وأقره الحافظ .
وروى أبو عمار هاشم بن غطفان ، عن عبدالله بن هداج ، عن أبيه - وكان أبوه أدرك الجاهلية - قال :
جاء رجل إلى النبي صلي الله عليه وسلم قد خضب بالصفرة ، فقال النبي صلي الله عليه وسلم : "خضاب الإسلام" ، وجاء رجل خضب بالحمرة ، فقال النبي صلي الله عليه وسلم : "خضاب الإيمان" .
أخرجه البخاري في "التاريخ" (4/ 2/ 249) ، وابن منده في "المعرفة" (2/ 14/ 1) ، وكذا البغوي وابن السكن كما في "الإصابة" .
قلت : وهذا إسناد مجهول ؛ عبدالله بن هداج وأبو عمار ؛ أوردهما ابن أبي حاتم (2/ 2/ 195 و 4/ 2/ 413) بهذه الرواية ، ولم يذكر فيهما جرحاً ولا تعديلاً .

(/1)


3800 - ( الصلاة تسود وجه الشيطان ، والصدقة تكسر ظهره ، والتحابب في الله والتودد في العمل يقطع دابره ؛ فإذا فعلتم ذلك تباعد منكم كمطلع الشمس من مغربها ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 271 :
$ضعيف جداً$
أخرجه الديلمي (2/ 254) عن عبدالله بن محمد بن وهب : حدثنا إسماعيل بن بويه : حدثنا زافر بن سليمان ، عن ثابت البناني ، عن أبي عبدالله الصنعاني ، عن عطاء ، عن عبدالله بن عمر مرفوعاً .
قلت : وهذا إسناد ضعيف جداً ؛ آفته ابن وهب هذا - وهو الدينوري - ؛ أورده الذهبي في "الضعفاء" ، وقال :
"تركه الدارقطني" .
وزافر بن سليمان ؛ ضعيف .
وثابت البناني - كذا وقع في الأصل - وفي نقل المناوي : "ثابت الثمالي" ، وهو أقرب إلى الصواب ؛ وهو ضعيف جداً ؛ كما قال الذهبي .
وأبو عبدالله الصنعاني ؛ لم أعرفه .

(/1)


3801 - ( الصلوات الخمس ، والجمعة إلى الجمعة ، وأداء الأمانة ؛ كفارة لما بينهما . قال أبو أيوب : وما أداء الأمانة ؟ قال : غسل الجنابة ؛ فإن تحت كل شعرة جنابة ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 272 :
$ضعيف$
رواه ابن ماجه (598) ، والسراج في "مسنده" (10/ 93/ 2) ، وابن نصر في "الصلاة" (107/ 1) عن يحيى بن حمزه ، عن عتبة بن أبي حكيم قال : حدثني طلحة بن نافع قال : حدثني أبو أيوب الأنصاري ، أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال : ... فذكره .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ عتبة بن أبي حكيم قال الحافظ :
"صدوق يخطىء كثيراً" .
قلت : ولذلك لم يعتمدوا عليه في تصريحه بتحديث طلحة بن نافع عن أبي أيوب ؛ فقال ابن أبي حاتم في "المراسيل" : قال أبي :
"لم يسمع طلحة بن نافع من أبي أيوب" .
ومما سبق تعلم الجواب عن قول البوصيري في "الزوائد" (42/ 1) :
"وفيما قاله أبو حاتم نظر ؛ فإن طلحة بن نافع وإن وصفه الحاكم بالتدليس فقد صرح بالتحديث ، فزالت تهمة تدليسه ، وهو ثقة ؛ وثقه النسائي والبزار وابن عدي وأصحاب "السنن الأربعة" . وعتبة بن أبي حكيم مختلف فيه" .
قلت : ووجه الجواب المشار إليه إنما هو ما عرفت من سوء حفظ عتبة ، فإذا كان الحافظ أبو حاتم يجزم بعدم سماع طلحة من أبي أيوب ؛ فليس من المعقول تخطئته بتصريح سيىء الحفظ عنه بالتحديث كما لا يخفى .

(/1)


3802 - ( الصلاة خلف رجل ورع مقبولة ، والهدية إلى رجل ورع مقبولة ، والجلوس مع رجل ورع من العبادة ، والمذاكرة معه صدقة ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 273 :
$موضوع$
أخرجه الديلمي (2/ 255) عن عبدالله بن مالك : حدثنا عبدالصمد ابن حسان ، عن سفيان ، عن ابن إسحاق ، عن عبدالله بن يزيد ، عن البراء بن عازب مرفوعاً .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ، ومتن موضوع ؛ لوائح الوضع عليه ظاهرة ، وابن إسحاق مدلس وقد عنعنه .
وعبدالله بن مالك ؛ الظاهر أنه الهروي ؛ قال النباتي :
"لا أعرفه" .

(/1)


3803 - ( الصلاة على ظهر الدابة في السفر هكذا ، وهكذا ، وهكذا ، وهكذا ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 274 :
$ضعيف$
أخرجه أحمد (4/ 413) ، والطبراني في "الأوسط" (1/ 47/ 1) عن يونس بن الحارث قال : حدثني أبو بردة ، عن أبي موسى مرفوعاً .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ يونس بن الحارث ؛ قال الحافظ في "التقريب" :
"ضعيف" . وقال الهيثمي (2/ 162) :
"ضعفه أحمد وغيره ، ووثقه ابن حبان وابن عدي وابن معين في رواية" .

(/1)


3804 - ( الصلاة علي نور على الصراط ، ومن صلى علي يوم الجمعة ثمانين مرة ؛ غفرت له ذنوب ثمانين عاماً ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 274 :
$ضعيف$
أخرجه الديلمي (2/ 255) من طريق الدارقطني ؛ عن عون بن عمارة : حدثنا سكن البرجمي ، عن الحجاج بن سنان : عن علي بن زيد ، عن سعيد بن المسيب ، عن أبي هريرة مرفوعاً .
وقال الدارقطني في "الأفراد" ، - ونحوه في "زهر الفردوس" للحافظ - :
"تفرد به حجاج بن سنان عن علي بن زيد ، ولم يروه عن حجاج إلا السكن ابن أبي السكن" كذا في "فيض القدير" - للمناوي - ، ثم قال :
"قال ابن حجر في "تخريج الأذكار" : والأربعة ضعفاء . وأخرجه أبو نعيم من وجه آخر ، وضعفه ابن حجر" .
قلت : في هذا التضعيف نظر من حيث شموله السكن هذا ؛ فإني لم أره في "الميزان" ولا في "اللسان" ، بل إن ابن أبي حاتم لما ترجمه (2/ 1/ 288) روى عن ابن معين أنه قال :
"صالح" . وعن أبيه :
"صدوق" .
فمثله لا يضعف عادة .
ثم رأيت الحافظ ابن حجر قال في ترجمة حجاج بن سنان من "اللسان" :
"وجدت له حديثاً منكراً ، أخرجه الدارقطني في "الأفراد" من رواية عون بن عمارة ، عن زكريا البرجمي ، عنه ، عن علي بن زيد (قلت : فساقه كما تقدم ، ثم قال :) وسيأتي في ترجمة زكريا البرجمي" .
ثم أعاد الحديث تبعاً لأصله : "الميزان" في ترجمة زكريا بن عبدالرحمن البرجمي ، وقال : "لينه الأزدي" .
قلت : فاختلف نقل الحافظ عن الدارقطني عما وقع في رواية الديلمي ، وفي نقل المناوي عنه . فلعل الحافظ ابن حجر في "تخريج الأذكار" نقل الحديث عن الدارقطني كما نقله في "اللسان" عن زكريا البرجمي ؛ فضعفه على هذا ، ولم يتنبه المناوي لهذا الاختلاف بين نقله ونقل الحافظ ، فنتج منه تضعيف الصدوق .
وجملة القول ؛ أن الحديث ضعيف ، لكن الأمر يتطلب تحقيقاً خاصاً في تحديد اسم البرجمي هذا ؛ هل هو زكريا أم السكن . ولعلنا نوفق لمثله فيما بعد إن شاء الله تعالى .
والحديث رواه منصور بن صقير : حدثنا سكن بن أبي السكن ، عن علي بن زيد ، عن سعيد بن المسيب قال : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : ... فذكره مرسلاً ، وزاد :
"ومن أدركه الموت وهو في طلب العلم ؛ لم تكن بينه وبين الأنبياء في الجنة إلا درجة واحدة" .
أخرجه يوسف بن عمر القواس في "حديثه" (ق 69/ 1-2) .
ومنصور بن صقير ؛ ضعيف أيضاً ؛ كما في "التقريب" ، وقد خالف عون بن عمارة في إسناده ، وعون ضعيف أيضاً كما تقدم ، فلا يسوغ الترجيح بينهما ، إلا أنه على ضعفهما ؛ فقد اتفقا على أن راوي الحديث هو السكن وليس زكريا . والله أعلم .

(/1)


3805 - ( الصلاة عماد الدين ، والجهاد سنام العمل ، والزكاة بين ذلك ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 276 :
$ضعيف جداً$
أخرجه الديلمي (2/ 255) عن أحمد بن طارق : حدثنا حبيب أخو حمزة : عن أبي إسحاق ، عن الحارث ، عن علي مرفوعاً .
قلت : وهذا إسناد ضعيف جداً ؛ مسلسل بالعلل :
الأولى : الحارث - وهو الأعور - ، قال الزيلعي :
"ضعيف جداً" .
الثانية : أبو إسحاق - وهو السبيعي - ؛ مدلس وكان اختلط .
الثالثة : حبيب - وهو ابن حبيب الزيات - ؛ قال الذهبي :
"وهاه أبو زرعة ، وتركه ابن المبارك" .
الرابعة : أحمد بن طارق ؛ لم أجد له ترجمة .
ومن طريق حبيب أخرجه الأصبهاني في "الترغيب" (252/ 1) .

(/1)


3806 - ( الصلاة في المسجد الجامع ؛ تعدل الفريضة حجة مبرورة ، والنافلة كحجة متقبلة ، وفضل الصلاة في المسجد الجامع على ما سواه من المساجد بخمس مئة صلاة ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 277 :
$ضعيف جداً$
أخرجه الطبراني في "الأوسط" (1/ 22/ 1) ، والديلمي (2/ 257) عن يوسف بن زياد ، عن نوح بن ذكوان ، عن عطاء بن أبي رباح ، عن ابن عمر مرفوعاً .
قلت : وهذا إسناد ضعيف جداً ؛ يوسف بن زياد - وهو أبو عبدالله البصري - ؛ قال البخاري :
"منكر الحديث" . وقال الدارقطني : "هو مشهور بالأباطيل" .
ونوح بن ذكوان ؛ ضعيف ؛ كما قال الحافظ ، وبه أعله الهيثمي ؛ فقال في "المجمع" (2/ 46) :
"رواه الطبراني في "الأوسط" ، وفيه نوح بن ذكوان ؛ ضعفه أبو حاتم" .

(/1)


3807 - ( من لعق الصفحة ، ولعق أصابعه ؛ أشبعه الله في الدنيا والآخرة ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 277 :
$ضعيف جداً$
أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (18/ 260/ 653) : حدثنا إبراهيم بن محمد بن عرق الحمصي : حدثنا محمد بن مصفى : حدثنا بقية : حدثنا محمد بن عبدالرحمن ، عن رجل من قريش ، عن رجل قد سماه ، عن العرباض بن سارية مرفوعاً .
قلت : وهذا إسناد ضعيف جداً ؛ لجهالة الرجلين اللذين لم يسميا .
ومحمد بن عبدالرحمن ؛ هو القشيري ، قال ابن عدي (6/ 2261) :
"روى عنه بقية وغيره ، منكر الحديث" .
ثم ساق له ستة أحاديث كلها من رواية بقية عنه ، ثم قال :
"هذه الأحاديث كلها مناكير بهذا الإسناد ، ومنها ما متنه منكر ، ومحمد هذا مجهول ، وهو من مجهولي شيوخ بقية" .
وقال الذهبي :
"وفيه جهالة ، وهو متهم ، ليس بثقة ، وهو محمد بن عبدالرحمن المقدسي الراوي عن عبدالملك بن أبي سليمان ، وقد قال فيه أبو الفتح الأزدي : كذاب متروك الحديث" .
وكذا قال الدارقطني : "متروك الحديث" .
إذا عرفت هذا ؛ فقول الهيثمي (5/ 28) ومن تبعه :
"رواه الطبراني عن شيخه إبراهيم بن محمد بن عرق ، وضعفه الذهبي" .
فيه ذهول عن العلل التي فوقه ! والله ولي التوفيق .
(تنبيه) : وقع في "المعجم" : (الصفحة) ! وهو تصحيف (الصحفة) .

(/1)


3808 - ( الصلاة قربان كل تقي ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 278 :
$ضعيف$
رواه القضاعي في "مسند الشهاب" (17/ 1) عن ابن لهيعة ، عن محمد بن عبدالرحمن بن نوفل ، عن عامر بن عبدالله بن الزبير ، عن أبيه ، عن علي مرفوعاً :
قلت : وابن لهيعة سيىء الحفظ . لكن في حديث جابر بن عبدالله مرفوعاً .
"... الصلاة قربان" .
أخرجه أحمد (3/ 399) . لكن في رواية عنده (3/ 321) :
"... الصلاة قربان - أو قال : - برهان" على الشك ، فلا يصلح الاستشهاد به ، لا سيما وفي حديث أبي مالك الأشعري :
"... والصلاة نور ، والصدقة برهان ..." .
أخرجه مسلم وغيره ، وقد خرجته في "مشكلة الفقر" (59) .

(/1)


3809 - ( الصلاة ميزان ، فمن أوفى ؛ استوفى ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 279 :
$ضعيف$
رواه الديلمي (2/ 256) عن الحاكم معلقاً ، عن محمد بن الحارث مولى بني هاشم : حدثنا يحيى بن منبه ، عن موسى بن عقبة ، عن كريب ، عن ابن عباس مرفوعاً .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ من دون موسى لم أعرفهما .
وأخرج ابن المبارك في "الزهد" (1192) عن رجل ، عن سالم بن أبي الجعد قال : قال سلمان :
"الصلاة مكيال فمن أوفى ؛ أوفى له ، ومن طفف فقد علمتم ما قال الله في المطففين" .
وهذا إسناد موقوف ضعيف .

(/1)


3810 - ( الصوم يذبل اللحم ، ويبعد من حر السعير ، إن لله مائدة عليها ما لا عين رأت ، ولا أذن سمعت ، ولا خطر على قلب بشر ، لا يقعد عليها إلا الصائمون ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 280 :
$ضعيف$
أخرجه الطبراني في "الأوسط" (1/ 95/ 2) من طريق عبدالمجيد بن كثير الحراني : حدثنا بقية بن الوليد : حدثني أبو بكر العنسي : حدثنا أبو قبيل المصري ، عن أنس مرفوعاً .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ أبو بكر العنسي مجهول ؛ قاله ابن عدي . قال الحافظ :
"وأنا أحسب أنه ابن أبي مريم الذي تقدم" .
قلت : يعني أبا بكر بن عبدالله بن أبي مريم الغساني الشامي ؛ وهو ضعيف لاختلاطه .
وأما عبدالمجيد بن كثير الحراني ؛ فلم أعرفه ، وبه أعله الهيثمي ، فقال (3/ 182) :
"رواه الطبراني في "الأوسط" ، وفيه عبدالمجيد بن كثير الحراني ، ولم أجد له ترجمة" .
قلت : وفاته إعلاله بالعنسي أيضاً .
والحديث أورده في "الجامع" من رواية ابن بشران أيضاً في "أماليه" ، وزاد في أوله : طالصوم يدق المصير و ..." .

(/1)


3811 - ( الصيام نصف الصبر ، وعلى كل شيء زكاة ، وزكاة الجسد الصيام ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 281 :
$ضعيف$
رواه ابن ماجه (1/ 531) ، والبيهقي في "الشعب" (3/ 292/ 3577 و 3578) ، والقضاعي في "مسند الشهاب" (13/ 1) عن موسى بن عبيدة ، عن جمهان ، عن أبي هريرة مرفوعاً .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ من أجل موسى بن عبيدة ؛ وهو متفق على تضعيفه .
والجملة الأولى رويت من طريق أخرى ، عن رجل من بني سليم ، عند الترمذي (3514) . فانظر "المشكاة" (296) .

(/1)


3812 - ( ضاف ضيف رجلاً من بني إسرائيل ، وفي داره كلبة مجح ، فقالت الكلبة : والله ! لا أنبح ضيف أهلي ، قال : فعوى جراؤها في بطنها ، قال : قيل : ما هذا ؟ قال : فأوحى الله عز وجل إلى رجل منهم : هذا مثل أمة تكون من بعدكم ، يقهر سفهاؤها حلماءها ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 281 :
$ضعيف$
أخرجه أحمد (2/ 170) عن أبي عوانة ، عن عطاء بن السائب ، عن أبيه ، عن عبدالله بن عمرو مرفوعاً .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ، رجاله ثقات ؛ لولا أن عطاء بن السائب كان قد اختلط ، وقد سمع منه أبو عوانة قبل وبعد الاختلاط ، فلا يحتج بحديثه كما قال ابن معين .
والحديث قال الهيثمي في "المجمع" (7/ 280) :
"رواه أحمد والبزار والطبراني ، وفيه عطاء بن السائب ، وقد اختلط" .
قلت : والبزار أخرجه (4/ 131/ 3372) من طريق أبي حمزة السكري ، عن عطاء بن السائب به .
وأبو حمزة السكري - واسمه محمد بن ميمون المروزي - ؛ لم يذكر أيضاً في جملة الذين سمعوا من عطاء قبل الاختلاط ، بل إنه هو نفسه قد ذكره ابن القطان الفاسي فيمن اختلط ! كما في "التهذيب" ، وهو مما فات ابن الكيال ، فلم يذكره في كتابه الجامع : "الكواكب النيرات" .
وتابعه جرير ، عن عطاء به .
أخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (474) .
وجرير - وهو ابن عبدالمجيد - ممن سمع منه بعد الاختلاط .
وإن مما يؤكد أنه حدث بهذا الحديث في اختلاطه : اضطرابه في متنه ؛ فأبو عوانة قال عنه :
"فأوحى الله إلى رجل منهم" .
وجرير قال عنه :
"فذكروا لنبي لهم" !
وأبو حمزة قال عنه :
"فضرب النبي صلي الله عليه وسلم ذلك مثلاً" .
ثم إن هذا وأبا عوانة رفعا الحديث عنه ، وجرير أوقفه .
فهذا الاضطراب مما يؤكد ضعف الحديث ، ولعل أصله من الإسرائيليات ، وهم فيه عطاء فرفعه أحياناً . والله أعلم .

(/1)


3813 - ( ضالة المؤمن العلم ، كلما قيد حديثاً طلب إليه آخر ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 283 :
$موضوع$
أخرجه الديلمي (2/ 275) من طريق ابن لال ، عن عبدالرحمن بن علي ، عن الحسن بن سفيان ، عن الحسن بن عمر ، عن قيس ، عن عبدالوهاب ، عن مجاهد ، عن علي بن أبي طالب مرفوعاً .
قلت : وهذا إسناد هالك ، ومتن موضوع ؛ آفته عبدالوهاب هذا - وهو ابن مجاهد بن جبر المكي - ؛ أجمعوا على ترك حديثه ؛ كما قال ابن الجوزي ، بل كذبه الثوري .

(/1)


3814 - ( ضع إصبعك السبابة على ضرسك ؛ ثم اقرأ : (أو لم ير الإنسان أنا خلقناه من نطفة ...) [يس : 77 ] ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 283 :
$موضوع$
أخرجه الديلمي (2/ 274) عن الحسين بن علوان : حدثنا عمر ابن صبح ، عن مقاتل بن حيان ، عن يحيى بن وثاب ، عن ابن عباس قال :
قال رسول الله صلي الله عليه وسلم لرجل اشتكى ضرسه : ... فذكره .
قلت : وهذا موضوع ، وهو مما شان به السيوطي "جامعه الصغير" ، ولم يصنه ! فقد أورده هو نفسه في "ذيل الأحاديث الموضوعة" من رواية الديلمي هذه ، وقال (ص 22) :
"الحسين بن علوان ، وعمر بن صبح ؛ مشهوران بالوضع" .

(/1)


3815 - ( يا أنس ! ضع بصرك موضع سجودك ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 284 :
$ضعيف جداً$
أخرجه الديلمي (2/ 274) عن أبي نعيم بسنده ، عن الربيع ابن بدر بسند ، عن أنس مرفوعاً .
قلت : وهذا إسناد ضعيف جداً ؛ الربيع بن بدر ؛ متروك .

(/1)


3816 - ( ضعي يدك عليه ، ثم قولي ثلاث مرات : بسم الله ، اللهم ! أذهب عني شر ما أجد ، بدعوة نبيك الطيب ، المبارك المكين عندك ، بسم الله ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 284 :
$موضوع$
أخرجه الخرائطي في "مكارم الأخلاق" (ص 91) عن عبدالرحمن ابن عمرو بن جبلة : حدثنا عمرو بن النعمان ، عن كثير أبي الفضل : أخبرني أبو صفوان - شيخ من أهل مكة - ، عن أسماء بنت أبي بكر قالت :
خرج علي خراج في عنقي ، فتخوفت منه ، فأخبرت به عائشة ، فقالت : سلي النبي صلي الله عليه وسلم ، قالت : فسألته ، فقال : ... فذكره .
قلت : وهذا موضوع ؛ آفته عبدالرحمن بن عمرو (ووقع في الأصل : عمر ! وهو خطأ) ، قال أبو حاتم :
"كان يكذب ، فضرب على حديثه" ، وقال الدارقطني :
"متروك يضع الحديث" .
وكثير أبوالفضل هو ابن يسار ؛ ترجمه ابن أبي حاتم (3/ 2/ 158) ، ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً . وترجمه ابن حجر في "التعجيل" برواية جمع من الثقات عنه ، وقال :
"ذكره ابن حبان في "الثقات" ، وقال ابن القطان الفاسي : مجهول الحال ، وكأنه لم يقف على كلام البخاري" .
يعني ما أخرجه البخاري ، عن ابن أبي الأسود ، عن روح قال : حدثنا كثير بن يسار أبوالفضل - وأثنى عليه سعيد بن عامر خيراً - ، سمع ثابتاً .
وأبو صفوان المكي ؛ لم أجد له ترجمة .

(/1)


3817 - ( ضمن الله خلقه أربعاً : الصلاة ، والزكاة ، وصوم رمضان ، والغسل من الجنابة ، وهن السرائر التي قال الله تعالى : (يوم تبلى السرائر) [الطارق : 9] ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 285 :
$موضوع$
أخرجه الديلمي (2/ 275) من طريق ابن لال ، عن محمد بن عبدالرحمن الشامي : حدثنا أبو علي الحنفي : حدثنا عمران القطان ، عن قتادة ، عن خليد العصري ، عن أبي الدرداء مرفوعاً .
قلت : وهذا إسناد موضوع ؛ آفته محمد بن عبدالرحمن الشامي ، وهو القشيري الكوفي ؛ كما في ترجمة أبي علي الحنفي ؛ واسمه عبيدالله بن عبدالمجيد في "تهذيب المزي" (2/ 442/ 1-2) ، قال الذهبي :
"فيه جهالة ، وهو متهم ، ليس بثقة" .

(/1)


3818 - ( الضحك في المسجد ظلمة في القبر ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 285 :
$موضوع$
أخرجه الديلمي (2/ 276) عن عثمان بن عبدالله القرشي ، عن مالك ، عن الزهري ، عن أنس بن مالك مرفوعاً .
قلت : وهذا موضوع ؛ آفته القرشي هذا ، قال ابن عدي :
"يروي الموضوعات عن الثقات" . وقال الحاكم :
"حدث عن مالك وغيره بأحاديث موضوعة ؛ حدثونا الثقات من شيوخنا ، والحمل فيها عليه" .

(/1)


3819 - ( الضحك ينقض الصلاة ، ولا ينقض الوضوء ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 286 :
$ضعيف جداً$
أخرجه الدارقطني في "السنن" (ص 63) ، وعنه الديلمي (2/ 276) عن المنذر بن عمار : أخبرنا أبو شيبة ، عن يزيد أبي خالد ، عن أبي سفيان ، عن جابر مرفوعاً . وعلقه البيهقي في "سننه" (1/ 145) ، وقال :
"وأبو شيبة إبراهيم بن عثمان ؛ ضعيف ، والصحيح أنه موقوف" .
قلت : كذلك رواه شعبة ، عن يزيد أبي خالد به موقوفاً .
أخرجه الدارقطني والبيهقي .
ويزيد أبو خالد هذا ؛ لم أعرفه ، وقد ذكر البيهقي أنه يزيد بن خالد ، فلعله الذي في "الميزان" و "اللسان" :
"يزيد بن خالد . شيخ لبقية ، لا يدرى من هو" . لكن تابعه الأعمش ، عن أبي سفيان به .
أخرجه الدارقطني ، والبيهقي .
وأبو شيبة ؛ متروك الحديث ، كما في "التقريب" .

(/1)


3820 - ( الصمت زين العالم ، وستر الجاهل ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 286 :
$ضعيف$
أخرجه الديلمي (2/ 271) معلقاً عن أبي الشيخ : عن زافر بن سليمان قال : قال ابن أبي بردة ، عن أبي عبد محرز بن زهير الأسلمي مرفوعاً .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ زافر بن سليمان أورده الذهبي في "الضعفاء" وقال :
"قال ابن عدي : لا يتابع على حديثه" . وقال الحافظ :
"صدوق كثير الأوهام" .

(/1)


3821 - ( الصمت سيد الأخلاق .. الحديث ، وفيه قصة ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 287 :
$موضوع$
أخرجه الديلمي (2/ 271) عن سعيد بن ميسرة ، عن أنس بن مالك مرفوعاً .
قلت : وهذا موضوع ؛ سعيد بن ميسرة ؛ قال ابن حبان :
"يروي الموضوعات" . وقال الحاكم :
"روى عن أنس موضوعات" . وكذبه يحيى القطان .

(/1)


3822 - ( طالب العلم طالب الرحمن ، طالب العلم ركن الإسلام ، ويعطى أجره مع النبيين ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 287 :
$ضعيف$
أخرجه الديلمي (2/ 269) عن أبي القاسم إسحاق بن عبد المقرىء الشروطي : حدثنا الوليد بن عبدالله بن الحسن بن نصر بن هارون الوليدي : حدثنا أبو عبدالله محمد بن مسعود : حدثنا أبو حجر عمرو بن رافع البجلي ، عن منصور ، عن ثابت ، عن أنس مرفوعاً .
قلت : وهذا إسناد مظلم ؛ من دون أبي حجر ؛ لم أعرفهم ، ومنصور هو ابن سعد البصري ، صاحب اللواء ؛ ثقة من رجال البخاري .

(/1)


3823 - ( طالب العلم لله ؛ كالغادي والرائح في سبيل الله ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 288 :
$ضعيف$
أخرجه الديلمي (2/ 369) عن رشدين ، عن أبي سفيان ، عن عبدالله بن الهذيل ، عن عمار بن ياسر : طالب العلم ... كذا الأصل ، ليس فيه رفعه إلى النبي صلي الله عليه وسلم .
ثم أخرجه من طريق الهيثم بن أحمد بن عبدالله بن زيد : حدثنا نصر بن محمد السليطي : حدثنا حميد ، عن أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : ... نحوه .
قلت : وهذا إسناد مظلم ؛ من دون حميد ؛ لم أعرفهما .
ورشدين في الطريق الأولى : هو ابن سعد ؛ ضعيف .

(/1)


3824 - ( طعام الجواد دواء ، وطعام البخيل داء ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 288 :
$موضوع$
أخرجه الديلمي (2/ 262-263) عن الحاكم معلقاً : حدثنا الحسين ابن داود العلوي : حدثنا أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم الروزني : حدثنا أبو سهل أحمد بن محمد بن شعيب : حدثنا محمد بن معمر البحراني (الأصل : الحراني) : حدثنا روح بن عبادة : حدثنا الثوري ، عن مالك ، عن نافع ، عن ابن عمر مرفوعاً .
وهذا إسناد ضعيف ؛ آفته أحمد بن محمد بن شعيب ؛ اتهمه الذهبي بهذا الحديث . وقال :
"إنه كذب" . وقال الحافظ :
"وهو حديث منكر" .
وأخرجه الخطيب في "المؤتلف" من طريق أخرى عن أحمد بن شعيب .
ووجدت له طريقاً أخرى عن مالك ؛ فقال أبو عثمان البجيرمي في "الفوائد" (45/ 1) : أخبرنا أبو القاسم عبدالخالق بن علي المؤذن : حدثنا أبو الحسن علي بن إبراهيم الكرجي : حدثنا محمد بن الحسن بن سعيد بن أبان الأنصاري : حدثنا عبدالله بن يوسف التنيسي : حدثنا مالك بن أنس به ؛ بلفظ :
"طعام السخي دواء ، وطعام الشحيح داء" .
قلت : وهذا إسناد مظلم ؛ من دون التنيسي ؛ لم أعرفهم .
والحديث أورده السيوطي في "الجامع" من رواية الخطيب في "كتاب البخلاء" وأبي القاسم الخرقي في "فوائده" عن ابن عمر ؛ بلفظ أبي عثمان البجيرمي .

(/1)


3825 - ( طعام المؤمنين في زمن الدجال طعام الملائكة : التسبيح والتقديس ، فمن كان منطقه يومئذ التسبيح والتقديس ؛ أذهب الله عنه الجوع ، فلم يخش جوعاً ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 289 :
$ضعيف جداً$
أخرجه الحاكم (4/ 511) عن سعيد بن سنان ، عن أبي الزاهرية ، عن كثير بن مرة ، عن ابن عمر مرفوعاً . وقال :
"صحيح الإسناد" . ورده الذهبي بقوله :
"قلت : كلا ؛ فسعيد متهم تالف" .

(/1)


3826 - ( طلب الحلال واجب على كل مسلم ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 289 :
$منكر$
أخرجه الطبراني في "المعجم الأوسط" (9/ 277-278) : حدثنا مسعود بن محمد الرملي قال : حدثنا محمد بن أبي السري العسقلاني قال : حدثنا بقية بن الوليد ، عن جرير بن حازم ، عن الزبير بن الخريت ، عن أنس ابن مالك مرفوعاً به . وقال :
"... تفرد به محمد بن أبي السري" .
قلت : وهو ضعيف من قبل حفظه ، قال الحافظ :
"صدوق ، له أوهام كثيرة" .
ومن فوقه ثقات ، لكن فيه علتان أخريان :
الأولى : الانقطاع بين أنس والزبير بن خريت ؛ فإن الزبير هذا لم يذكروا له رواية عن أحد من الصحابة ، وإنما عن التابعين ، مثل ابن سيرين وغيره ، ولذلك ؛ أورده ابن حبان في "ثقات أتباع التابعين" (6/ 332) .
والأخرى : عنعنة بقية ؛ فإنه مشهور بالتدليس . فالعجب بعد هذا كيف قال المنذري (3/ 12/ 2) ، - وتبعه الهيثمي (10/ 291) - :
"رواه الطبراني في "الأوسط" ، وإسناده حسن إن شاء الله" .
واختصر الهيثمي كلمة "إن شاء الله" !
وقلدهما المعلقون الثلاثة على طبعتهم الجديدة لكتاب "الترغيب والترهيب" (2/ 533) ، ذلك مبلغهم من التحقيق والعلم !!
وشيخ الطبراني مسعود بن محمد الرملي ؛ لم أجد له ترجمة ، ولا في "تاريخ ابن عساكر" ، وقد روى له الطبراني عشرين حديثاً (8604-8624) هذا أحدها ، والذي قبله أخرجه في "المعجم الصغير" أيضاً (رقم1018-الروض النضير) ، وكناه بـ (أبي الجارود) . وقد كنت نقلت عن "مجمع الهيثمي" حديثاً شاهداً في "الصحيحة" رقم (343) قال في تخريجه :
"رواه الطبراني عن شيخه مسعود بن محمد ، وهو ضعيف" .
والآن ؛ يتبين لي أن هذا التضعيف وهم منه ، لعله اختلط عليه بغيره ؛ فإن جل اعتماده في ترجمة المتأخرين من الشيوخ - كشيوخ الطبراني - إنما هو "ميزان الاعتدال" للذهبي ، وليس هو فيه ، ولا في كتاب شيخ الهيثمي الحافظ العراقي :"ذيل الميزان" ، نعم ؛ فيه "مسعود بن محمد بن علي .. أبو سعيد الجرجاني ... مات سنة 416" . فأخشى أن يكون التبس عليه بهذا ، وهو مترجم في "الميزان" أيضاً ، لكن باختصار عما في "الذيل" ، و فيه من الفائدة ما ليس في ذاك .
ومن أجل ما تقدم جزم الحافظ العراقي في "تخريج الإحياء" (2/ 88) بأن إسناده ضعيف .
وقد تابع ابن أبي السري عمران بن أبي عمران الرملي قال : حدثنا بقية : حدثني جرير بن حازم به .
أخرجه ابن شاذان في "المشيخة" (1/ 90/ 2) ، وأبو جعفر الرزاز في "ستة مجالس من الأمالي" (ق 232/ 2) ، والضياء المقدسي في "المنتقى من مسموعاته بمرو" (ق 43/ 1) .
قلت : ولا يفرح بهذه المتابعة ؛ لأن عمران هذا ، قال الذهبي :
"عن بقية بن الوليد ، وأتى بخبر كذب ، فهو آفته" .
قال الحافظ في "اللسان" :
"لم أقف على الحديث المذكور" .
قلت : يحتمل أنه يعني هذا . والله أعلم .
وإذا عرفت هذا ؛ فتصريح عمران بتحديث بقية مما لا قيمة له .

(/1)


3827 - ( طلب العلم أفضل عند الله من الصلاة ، والصيام ، والحج ، والجهاد في سبيل الله عز وجل ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 292 :
$موضوع$
أخرجه الديلمي (2/ 268) عن محمد بن تميم السعدي : حدثنا حفص بن عمر ، عن الحكم بن أبان ، عن عكرمة ، عن ابن عباس مرفوعاً .
قلت : وهذا موضوع ؛ آفته السعدي هذا ، قال ابن حبان وغيره :
"كان يضع الحديث" ، وقال الحاكم :
"كذاب خبيث" .
وحفص بن عمر - وهو ابن ميمون العدني - ؛ ضعيف ؛ كما في "التقريب" . وقد أعل به السيوطي حديثاً آخر له ، أورده في "ذيل الموضوعات" (ص 35) فقال :
"كذبه يحيى بن يحيى النيسابوري ، وقال البخاري : منكر الحديث" .
ولم أجد هذا في ترجمة العدني فيما عندي من المصادر ، فالظاهر أنه اختلط عليه ترجمته بترجمة أخرى ؛ فقد رأيت مثلاً في ترجمة حفص بن عمر بن أبي العطاف السهمي مولاهم المدني من "التهذيب" :
"قال البخاري : منكر الحديث ، رماه يحيى بالكذب" .
ولينظر : هل أراد بقوله (يحيى) النيسابوري هذا ، أم يحيى بن معين كما أظن ، أم غيرهما ؟
والحديث أورده السيوطي في "ذيل الموضوعات" ، وقال (ص 43) :
"محمد بن تميم ؛ وضاع" .
قلت : ومع ذلك سود به "الجامع الصغير" !

(/1)


3828 - ( طلب العلم ساعة خير من قيام ليلة ، وطلب العلم يوماً خير من صيام ثلاثة أشهر ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 293 :
$موضوع$
أخرجه الديلمي (2/ 268) عن نهشل بن سعيد الترمذي ، عن الضحاك ، عن ابن عباس مرفوعاً .
قلت : هذا موضوع ؛ آفته نهشل هذا ، قال السيوطي في "ذيل الموضوعات" (ص 41) :
"نهشل كذاب" .
قلت : ومع ذلك سود به "الجامع الصغير" !

(/1)


3829 - ( طلوع الفجر أمان لأمتي من طلوع الشمس من مغربها ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 293 :
$ضعيف$
أخرجه الديلمي (2/ 264) عن العباس بن عبدالواحد : حدثنا يعقوب بن جعفر : سمعت أبي : حدثني أبي ، عن جده ، عن ابن عباس مرفوعاً به .
قلت : وهذا إسناد ضعيف مظلم ؛ لم أعرف أحداً من رجاله .

(/1)


3830 - ( طوبى : شجرة غرسها الله بيده ، ونفخ فيها من روحه ، تنبت بالحلي والحلل ، وإن أغصانها لترى من وراء سور الجنة ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 294 :
$موضوع$
أخرجه ابن جرير في "تفسيره" (13/ 88) : حدثنا الحسن بن شبيب قال : حدثنا محمد بن زياد الجريري ، عن فرات بن أبي الفرات ، عن معاوية بن قرة ، عن أبيه مرفوعاً .
قلت : وهذا موضوع ؛ آفته الحسن بن شبيب ؛ قال ابن عدي :
"حدث بالبواطيل عن الثقات" .
والجريري ؛ لم أعرفه .
وفرات ؛ فيه كلام .

(/1)


3831 - ( طوبى لمن أسكنه الله إحدى العروسين : عسقلان ، أو غزة ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 294 :
$ضعيف$
أخرجه الديلمي (2/ 270) عن إسماعيل بن عياش : حدثني سعيد ابن يوسف ، عن مصعب بن ثابت ، عن عبدالله بن الزبير مرفوعاً .
قلت : وهذا إسناد واه ؛ مسلسل بالضعفاء : مصعب بن ثابت فمن دونه ، لكن سعيد بن يوسف حمصي ، وإسماعيل بن عياش ثقة في الشاميين ، فالعلة ممن فوقه .

(/1)


3832 - ( من لا يستحي من الناس ؛ لا يستحي من الله ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 294 :
$موضوع$
أخرجه الطبراني في "الأوسط" (2/ 149/ 1/ 7301) من طريق محمد بن يزيد الأسفاطي : حدثنا عبدالله بن إبراهيم بن أبي عمرو الأنصاري : حدثنا داود بن مطرف ، عن أبيه قال :
إنا مع أنس بن مالك ، فاستقبله الناس قد انصرفوا من الجمعة ، فدخل داراً وقال : سمعت رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول : ... فذكره .
قلت : وهذا موضوع ؛ آفته عبدالله بن إبراهيم الأنصاري ؛ قال الحافظ في "التقريب" :
"متروك ، نسبه ابن حبان إلى الوضع" .
وقال الحاكم :
"يروي عن جماعة من الضعفاء أحاديث موضوعة" .
قلت : وداود بن مطرف - وهو ابن عتبة أبو مطرف - ؛ ذكره ابن حبان في "الثقات" (8/ 234) ، وقد روى عنه جماعة ؛ فهو صدوق ؛ كما في كتابي "تيسير الانتفاع" .
لكن أبوه مطرف مجهول ؛ لم يرو عنه غير ابنه داود ، وذكره ابن حبان في "الثقات" (9/ 183) !
وأما محمد بن يزيد الأسفاطي ؛ فهو صدوق ؛ كما في "الجرح" .
قلت : وخفي على الهيثمي ترجمة هؤلاء الرواة وبخاصة الأنصاري منهم ؛ فقال في "المجمع" (8/ 27) :
"رواه الطبراني في "الأوسط" ، وفيه جماعة لم أعرفهم" !
وتعقبه المناوي ؛ فقال في "الفيض" :
"ولعل المصنف (يعني السيوطي) عرفهم حيث رمز لحسنه" !
واغتر برمزه في "التيسير" ؛ فقال :
"وإسناده حسن" !!
فأقول : أنى له الحسن وفيه ذاك المتهم ، ومطرف المجهول ؟! وقد نبهناك مراراً أن رموز السيوطي في "الجامع الصغير" لا يعتمد عليها ؛ لأسباب كنت شرحتها في مقدمة كتابي : "صحيح الجامع" و "ضعيف الجامع" ، والغريب أن المناوي نبه على ذلك في أول شرحه : "الفيض" !
ثم رأيته في كثير من الأحاديث يذكر رمز السيوطي لبعض الأحاديث ، فكأنه نسي ما كان ذكره في المقدمة ، بل ويقلده في ذلك ، كما في هذا الحديث ، وليته كان مصيباً !

(/1)


3833 - ( طوبى لمن بات حاجاً ، وأصبح غازياً ؛ رجل مستور ، ذو عيال متعفف قانع باليسير من الدنيا ، يدخل عليهم ضاحكاً ، ويخرج عليهم ضاحكاً ، فوالذي نفسي بيده ! إنهم هم الحاجون الغازون في سبيل الله عز وجل ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 296 :
$موضوع$
أخرجه الديلمي (2/ 270) من طريق أحمد بن عمران بن موسى ابن عمران البلخي - من حفظه - : حدثنا إسحاق الدبري ، عن عبدالرزاق ، عن معمر ، عن الزهري ، عن أبي سلمة ، عن أبي هريرة مرفوعاً .
قلت : وهذا موضوع عندي ؛ آفته ابن موسى هذا ، وغالب ظني أنه الذي في "الميزان" :
"أحمد بن أبي عمران الجرجاني . حدث عنه أبو سعيد النقاش ، وحلف أنه يضع الحديث .. هو ابن موسى" .
قال في "اللسان" :
"وأعاده بعد أوراق ، فقال : أحمد بن موسى أبو الحسن الفرضي . مات سنة ستين وثلاث مئة . قال الحاكم : كان يضع الحديث ..." .

(/1)


3834 - ( طوبى لمن ترك الجهل ، وآتى الفضل ، وعمل بالعدل ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 297 :
$ضعيف$
أخرجه أبو نعيم في "الحلية" (3/ 221) : حدثنا إبراهيم بن عبدالله : حدثنا محمد بن إسحاق : حدثنا قتيبة بن سعيد : حدثنا الليث بن سعد ، عن هشام بن سعد ، عن زيد بن أسلم ، أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال : ... فذكره .
قلت : وهذا إسناد مرسل ضعيف ، ورجاله ثقات على ضعف يسير في هشام ابن سعد ، غير إبراهيم بن عبدالله ؛ فلم أعرفه . ومحمد بن إسحاق ؛ هو أبو العباس السراج الحافظ .

(/1)


3835 - ( طوبى لمن تواضع من غير منقصة ، وذل في نفسه من غير مسكنة ، وأنفق مالاً جمعه من غير معصية ، ورحم أهل الذل والمسكنة ، وخالط أهل الفقه والحكمة ، طوبى لمن ذل في نفسه ، وطاب كسبه ، وصلحت سريرته ، وكرمت علانيته ، وعزل عن الناس شره ، طوبى لمن عمل بعلمه ، وأنفق الفضل من ماله ، وأمسك الفضل من قوله ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 297 :
$ضعيف$
رواه ابن الأعرابي في "معجمه" (232/ 2) ، وعنه القضاعي (51/ 2) ، والطبراني في "الكبير" (5/ 68-69) و "الصغير" (3/ 225 و 4/ 243) ، وابن عساكر (16/ 296/ 1) ، وتمام في "الفوائد" (2530/ 2) ، وعنه ابن عساكر (17/ 387/ 1) عن نصيح الشامي ، عن ركب المصري مرفوعاً . ومن هذا الوجه رواه ابن بشران في "الأمالي" (2/ 3/ 2) ، وعبدالغني المقدسي في "العلم" (11/ 1-2) ، وقال :
"هو حديث غريب" .
قلت : يعني ضعيف ، وذلك ؛ لجهالة نصيح الشامي ، ومن الغريب أن المؤلفين في تراجم رجال الحديث أغفلوه ، فلم يترجموه ، فليس هو في "الميزان" ولا في "اللسان" ولا في غيرهما ؛ إلا البخاري ؛ فإنه أورده في "التاريخ" (4/ 2/ 136) ، ولم يزد فيه على قوله :
"عن ركب المصري . روى عنه مطعم بن المقدام" .
ولذلك ؛ جزم الحافظ وغيره بضعف إسناده .
وأما ركب المصري ؛ فأوردوه في "الصحابة" ، وقال ابن عبدالبر في "الاستيعاب" (2/ 508) :
"كندي ، له حديث واحد حسن عن النبي صلي الله عليه وسلم ، فيه آداب وحض على خصال من الخير والحكمة والعلم . ويقال : إنه ليس بمشهور في الصحابة ، وقد أجمعوا على ذكره فيهم . روى عنه نصيح العنسي" .
وقوله : "حديث حسن" . قالوا : إنه يعني حسن لغة ولفظاً ، ولذلك قال المناوي :
"رمز المصنف لحسنه اغتراراً بقول ابن عبدالبر : "حسن" ، وليس بحسن ؛ فقد قال الذهبي في "المهذب" : ركب يجهل ، ولم يصح له صحبة ، ونصيح ضعيف" .
قلت : ومما يؤيد ما قالوا ؛ أن ابن عبدالبر أورد في "الجامع" (1/ 54-55) حديثاً آخر ، ثم قال عقبه :
"وهو حديث حسن جداً ، ولكن ليس إسناده بالقوي" .
وله شاهد ، ولكنه واه جداً مع اختصاره ؛ لفظه :
"طوبى لمن شغله عيبه عن عيوب الناس ، وأنفق الفضل من ماله ، وأمسك الفضل من قوله ، ووسعته السنة ، ولم يعدل عنها إلى البدعة" .
أخرجه ابن عدي في "الكامل" (1/ 384) ، وعنه البيهقي في "الشعب" (7/ 355) ، والديلمي (2/ 261) عن محمد بن الحسن بن قتيبة : حدثنا محمد ابن [أبي] السري : حدثنا عبدالعزيز بن عبدالمجيد : حدثنا أبان ، عن أنس مرفوعاً .
قلت : وهذا إسناد ضعيف جداً ؛ أبان هو ابن أبي عياش ؛ متروك .
وابن أبي السري - وهو محمد بن المتوكل أبو عبدالله بن أبي السري - ؛ ضعيف من قبل حفظه .
وقد أخرجه ابن الجوزي في "الموضوعات" مطولاً من هذا الوجه ، وتبعه على وضعه جمع ؛ كما بينته في "الرد على عزالدين بليق" برقم (272) ، وأوله هذا الحديث المطول :
"يا أيها الناس ! كأن الحق فيها على غيرنا وجب ، وكأن الموت على غيرنا كتب ..." الحديث .
وله طريق أخرى ؛ يرويه الوليد بن المهلب الأردني : حدثنا النضر بن محرز بن نضر ، عن محمد بن المنكدر ، عن أنس قال : ... فذكره مرفوعاً أخصر منه ؛ وفيه حديث الترجمة .
أخرجه البزار (3225) ، وابن عدي في "الكامل" (7/ 81-82) في ترجمة الوليد هذا ، وقال :
"أحاديثه فيها بعض النكرة" .
وفي "الميزان" :
"لا يعرف ، وله ما ينكر" .
وأما ابن حبان ؛ فذكره في "الثقات" (9/ 226) !
ولعل الأولى إعلال الحديث بالنضر بن محرز ؛ فقد أورده ابن حبان في ترجمته من "الضعفاء" (3/ 50) وقال :
"منكر الحديث جداً ، وهو الذي روى عن محمد بن المنكدر عن أنس .. (فذكر الحديث) ؛ إنما روى هذا أبان عن أنس" .
وكذلك فعل الذهبي ، وقال بعد أن ساقه :
"تفرد به الوليد ، وهو متكلم فيه ، والنضر مجهول" .
وروى ابن عساكر في ترجمة النضر (17/ 570) عن الدارقطني أنه قال :
"منكر الحديث" .
وكذا قال ابن ماكولا في "الإكمال" (7/ 342) .

(/1)


3836 - ( طوبى لمن رزقه الله الكفاف ثم صبر عليه ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 300 :
$ضعيف جداً$
أخرجه الديلمي (2/ 261) عن محمد بن عبدالرحمن البيلماني ، عن أبيه ، عن عبدالله بن حنطب بن الحارث مرفوعاً .
قلت : وهذا إسناد ضعيف جداً ؛ محمد بن البيلماني ؛ متروك .
وعبدالله بن حنطب ؛ مختلف في صحبته .
ورواه البيهقي في "الشعب" (7/ 125/ 9724) عن عمرو بن أبي عمرو ، عن أبي الحويرث .
ولم أعرف أبا الحويرث .
ويغني عنه حديثان في "الترغيب" (4/ 100) .

(/1)


3837 - ( طوبى لمن يبعث يوم القيامة وجوفه محشو بالقرآن والفرائض والعلم ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 301 :
$موضوع$
أخرجه الديلمي (2/ 261) عن أبي إسحاق الطيان : حدثنا الحسين ابن القاسم : حدثنا إسماعيل بن أبي زياد : حدثنا يونس ، عن الزهري ، عن [سعيد بن المسيب] ، عن أبي هريرة مرفوعاً .
قلت : وهذا موضوع ؛ قال السيوطي في "ذيل الموضوعات" (ص 36) :
"إسماعيل كذاب . والحسين والطيان مجروحان" .
قلت : ومع ذلك أورده في "الجامع الصغير" ؛ الذي ذكر في مقدمته أنه صانه عما تفرد به كذاب أو وضاع !

(/1)


3838 - ( طهور الطعام يزيد في الطعام والدين والرزق ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 301 :
$موضوع$
أخرجه الديلمي (2/ 263) معلقاً ، عن أبي الشيخ بسنده ، عن يعلى بن الأشدق ، عن عبدالله بن جراد مرفوعاً .
قلت : آفته يعلى هذا ؛ أورده الذهبي في "الضعفاء والمتروكين" ، وقال :
"قال البخاري : لا يكتب حديثه ، وقال أبو زرعة : ليس بشيء . وقال ابن حبان : لا يحمل الرواية عنه" .
وفي "اللسان" :
"قال ابن حبان : وضعوا له أحاديث ، فحدث بها ولم يدر" !

(/1)


3839 - ( طول القنوت في الصلاة يخفف سكرات الموت ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 302 :
$ضعيف$
رواه أبو نعيم في "أخبار أصبهان" (1/ 91) ، والديلمي (2/ 263) عن أحمد بن محمد بن عمر : حدثنا عبدالرحمن بن محمد بن سعيد اليمامي : حدثنا القاسم بن اليسع المديني ، عن أبيه ، عن سعيد المقبري ، عن أبي هريرة مرفوعاً .
أورده أبو نعيم في ترجمة أحمد هذا - وهو أبو سهل اليمامي - ؛ ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً .
والثلاثة فوقه ؛ لم أعرفهم .

(/1)


3840 - ( طينة المعتق من طينة المعتق ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 302 :
$باطل$
أخرجه الديلمي (2/ 264) من طريق أحمد بن إبراهيم البزوري : حدثنا أبو القاسم البغوي : حدثنا أحمد بن إبراهيم الموصلي قال : كنت ذات يوم بإزاء المأمون فقال : سمعت أبي قال : سمعت جدي يحدث ، عن أبيه ، عن ابن عباس : ... فذكره ، وفيه قصة .
ثم أخرجه من طريق ابن لال بسنده : عن محمد بن عبدالرحمن النجاشي : حدثنا أبي ، عن سليمان بن علي بن عبدالله بن عباس ، عن أبيه ، عن جده ، عن ابن عباس به .
قلت : وهذا إسناد مظلم ؛ محمد بن عبدالرحمن النجاشي وأبوه ؛ لم أعرفهما ، و (النجاشي) ليس واضحاً في الأصل .
وسليمان بن علي ؛ مقبول عند الحافظ .
وأحمد بن إبراهيم البزوري ؛ قال الذهبي :
"لا يدرى من هو ، وأتى بخبر باطل" .
ثم ساق له هذا الخبر من طريق ابن شاهين عنه ، لكن وقع عنده : "سمعت جدي عن ابن عباس" ؛ ليس بينهما "عن أبيه" ، فصار منقطعاً ، ولذلك قال الذهبي عقبه :
"هذا - كما ترى - منقطع" .
قال الحافظ عقبه :
"فلعل المهدي أو المنصور سمعه من شيخ كذاب ، فأرسله عن ابن عباس ، فيتخلص بهذا البزوري من العهدة" .
قلت : لعل الطريق الأخرى تخلصه من العهدة .
ومن الغريب أن السيوطي أورد الحديث من الطريق الأولى في "ذيل الأحاديث الموضوعة" (رقم 934) ، وتبعه ابن عراق في "تنزيه الشريعة" (401/ 2) وأعلاه بجهالة البزوري ؛ وقول الذهبي في حديثه : "باطل" . ثم تناقض السيوطي ؛ فأورده في "الجامع الصغير" من رواية ابن لال وابن النجار والديلمي عن ابن عباس !

(/1)


3841 - ( الطاهر النائم كالصائم القائم ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 303 :
$ضعيف$
أخرجه الديلمي (2/ 265) من طريق أبي صالح ، عن ابن لهيعة ، عن خالد بن يزيد ، عن عبدالرحمن بن حسان ، عن عمرو بن حريث مرفوعاً .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ لضعف ابن لهيعة ، ونحوه أبو صالح ؛ واسمه عبدالله بن صالح .

(/1)


3842 - ( الطهور ثلاثاً ثلاثاً واجبة ، ومسح الرأس واحدة ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 304 :
$باطل$
أخرجه الديلمي (2/ 265) عن أبي شيخ عبدالله بن مروان الحراني ، عن موسى بن أعين ، عن الثوري ، عن أبي إسحاق الهمداني ، عن أبي حية بن قيس ، عن علي بن أبي طالب مرفوعاً .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ، ومتن باطل .
أما الإسناد ؛ فله علتان :
الأولى : عنعنة الحراني هذا ؛ فقد قال ابن حبان في "الثقات" :
"يعتبر حديثه إذا بين السماع في خبره" .
قلت : وقد عنعنه هنا ؛ فلا يعتبر به .
والأخرى : عنعنة أبي إسحاق الهمداني - واسمه عمرو بن عبدالله السبيعي - ؛ فإنه مدلس أيضاً ، وقد كان اختلط ، لكن سماع الثوري منه قبل الاختلاط .
وأما المتن ؛ فهو ظاهر البطلان ؛ لمعارضته ما ثبت في "البخاري" وغيره ؛ أن النبي صلي الله عليه وسلم توضأ مرة مرة .

(/1)


3843 - ( الطوفان : الموت ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 304 :
$ضعيف$
أخرجه ابن جرير في "التفسير" (13/ 14996) ، والديلمي (2/ 265-266) عن أبي هشام الرفاعي قال : حدثنا يحيى بن يمان قال : حدثنا المنهال بن خليفة ، عن الحجاج ، عن الحكم بن ميناء ، عن عائشة مرفوعاً .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ مسلسل بالضعفاء : المنهال بن خليفة ، ويحيى بن يمان ، وأبو هشام الرفاعي - واسمه محمد بن يزيد بن محمد بن كثير العجلي - ثلاثتهم ضعفاء .
والحجاج - وهو ابن أرطاة - ؛ مدلس وقد عنعنه .

(/1)


3844 - ( ظهر المؤمن حمى ، إلا في حد من حدود الله تعالى ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 305 :
$ضعيف جداً$
أخرجه الديلمي (2/ 266) من طريق الطبراني ، عن أحمد ابن رشدين : حدثنا خالد بن عبدالسلام : حدثنا الفضل بن المختار ، عن عبيدالله ابن موهب ، عن [عصمة] بن مالك مرفوعاً .
قلت : وهذا إسناد ضعيف جداً ؛ آفته الفضل بن المختار ؛ جاء في "الميزان" و "اللسان" :
"قال أبو حاتم : أحاديثه منكرة ، يحدث بالأباطيل" .
ثم ساق له أحاديث ؛ قال عقبها :
"فهذه أباطيل وعجائب" . ثم ساق له آخر ، ثم قال :
"وهذا يشبه أن يكون موضوعاً" .
وأحمد بن رشدين ؛ ضعيف .

(/1)


3845 - ( الظلمة وأعوانهم في النار ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 305 :
$موضوع$
أخرجه الديلمي (2/ 266) عن عنبسة بن عبدالرحمن ، عن مروان مولى حذيفة ، عن أبيه ، عن حذيفة مرفوعاً .
قلت : وهذا موضوع ؛ آفته عنبسة هذا ؛ فإنه كان يضع الحديث ؛ كما قال أبو حاتم وغيره .

(/1)


3846 - ( أمرت أن أحدث عن ملك في السماء ، ما بين عاتقه إلى منتهى رأسه كطيران ملك سبع مئة عام ، وما يدري أين ربه ؟ فسبحانه ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 306 :
$منكر$
أخرجه أبو الشيخ في "العظمة" (93/ 2) عن محمد بن إسحاق ، عن الفضل (الأصل : الفضيل) بن عيسى ، عن عمه يزيد بن أبان الرقاشي ، عن أنس مرفوعاً .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ يزيد بن أبان ضعيف ، ومثله ابن أخيه الفضل ابن عيسى ؛ قال الذهبي في "الضعفاء" :
"ضعفوه" . وقال الحافظ :
"منكر الحديث" .
قلت : وقد صح الحديث من رواية جابر رضي الله عنه مرفوعاً نحوه ؛ دون قوله :
"وما يدري أين ربه" .
فهي زيادة منكرة ، وهو مخرج في "الصحيحة" (151) .

(/1)


3847 - ( العرش من ياقوتة حمراء ، وإن ملكاً من الملائكة نظر إليه وإلى عظمه ، فأوحى عز وجل إليه : إني قد جعلت فيك قوة سبعين ألف ملك لكل ملك سبعين ألف جناح فطر ، فطار الملك بما فيه من القوة والأجنحة ما شاء الله أن يطير ، فوقف ، فنظر ، فكأنه لم يسر ! ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 306 :
$موضوع$
أخرجه أبو الشيخ في "العظمة" (43/ 1) عن عمر بن حريز ، عن إسماعيل بن أبي خالد ، عن الشعبي رحمه الله قال : قال النبي صلي الله عليه وسلم : ... فذكره .
قلت : وهذا إسناد مرسل ضعيف ؛ عمر بن حريز لم أجد له ترجمة .
ثم تبين أنه محرف ، وأن الصواب "عمرو بن جرير" كما حققه الأخ الفاضل رضا الله المباركفوري في تعليقه على كتاب : "العظمة" (2/ 631) ، وذكر أن عمراً هذا قال فيه أبو حاتم :
"كان يكذب" ، وقال الددارقطني :
"متروك الحديث" .
وأقول : روى له ابن عدي في "الكامل" (3/ 149) ثلاثة أحاديث بإسناده الواحد عن جرير مرفوعاً ، وهي ظاهرة النكارة ، وقال ابن عدي :
"وهذه الأحاديث غير محفوظة ، وله غيرها ، وهي مناكير السند والمتن" .
وقد ساق الذهبي في ترجمته من "الميزان" الأحاديث المشار إليها ، ثم قال عقبها :
"فهذه أباطيل" .
وأقره الحافظ في "اللسان" ، وذكر أنها من رواية أحمد بن عبيد أبي عصيدة ، وكأنه يشير إلى ضعفه ، وقد قال عنه في "التقريب" :
"لين الحديث" .
والحديث مما سود به السيوطي "الجامع الصغير" ، ولم يورد إلا الجملة الأولى منه ، فلم يذكر قصة الملك ! ومن الغريب أنه لم يورده مطلقاً في "الجامع الكبير" ، وكان هو به أولى ؛ لأنه لم يصنه عما تفرد به كذاب أو وضاع كما ادعاه في "الجامع الصغير" ، وإن كان لم يستطع الوفاء به ، فكان "الجامع الكبير" أولى به ؛ لأنه حشد فيه مثل هذا من الموضوعات ، وقد مضى منها الشيء الكثير .

(/1)


3848 - ( سبقكما بها الدوسي ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 308 :
$ضعيف$
أخرجه الحاكم (3/ 508) عن حماد بن شعيب ، عن إسماعيل بن أمية : أن محمد بن قيس بن مخرمة حدثه :
أن رجلاً جاء زيد بن ثابت ، فسأله عن شيء ، فقال له زيد : عليك بأبي هريرة ؛ فإنه بينا أنا وأبو هريرة وفلان في المسجد ذات يوم ندعوا الله تعالى ونذكر ربنا ؛ خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حتى جلس إلينا ، قال : فجلس وسكتنا ، فقال :
"عودوا للذي كنتم فيه" . قال زيد : فدعوت أنا وصاحبي قبل أبي هريرة ، وجعل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يؤمن على دعائنا ، قال : ثم دعا أبو هريرة فقال : اللهم ! إني أسألك مثل الذي سأل صاحباي هذان ، وأسألك علماً لا ينسى . فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :
"آمين" ، فقلنا : يا رسول الله ! ونحن نسأل الله علماً لا ينسى . فقال : ... فذكره . وقال :
"صحيح الإسناد" . وتعقبه الذهبي ، فقال :
"قلت : حماد ضعيف" .
قلت : وضعفه البخاري جداً ؛ فقال :
"فيه نظر" . وقال مرة : "منكر الحديث" .

(/1)


3849 - ( عاشوراء يوم التاسع ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 309 :
$موضوع$
أخرجه أبو نعيم في "الحلية" (9/ 322) عن أبي أمية بن يعلى ، عن سعيد المقبري ، عن ابن عباس مرفوعاً .
قلت : وهذا متن موضوع ، وإسناده ضعيف جداً ؛ آفته أبو أمية هذا ؛ قال ابن حبان :
"لا يحل الرواية عنه" . وضعفه الدارقطني .
وأما أن متنه موضوع ؛ فواضح من تواتر أنه اليوم العاشر في أحاديث عدة في صيامه صلي الله عليه وسلم يوم عاشوراء ، وأمره به ، والحض عليه ، وبيان فضل صيامه ، وغير ذلك من الأحاديث الكثيرة ، كلها مجمعة على أن عاشوراء هو يوم العاشر من محرم الحرام .
ولعل أصل الحديث موقوف رفعه أبو أمية ؛ فقد أخرج ابن أبي شيبة في "المصنف" (3/ 59) من طريق الحكم بن الأعرج ، عن ابن عباس قال :
هو يوم التاسع .
وإسناده صحيح .
وروى أيضاً من طريق عبدالله بن عمير ، عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم :
"لئن بقيت إلى قابل لأصومن التاسع" . يعني يوم عاشوراء . وهكذا أخرجه مسلم (3/ 151) من طريق ابن أبي شيبة .
ومن الظاهر أن قوله : "يعني يوم عاشوراء" إنما هو تفسير من بعض الرواة ، ولعله ابن عباس نفسه ، ويؤيده رواية الحكم عنه الموقوفة ، وقد أخرجها مسلم عن ابن أبي شيبة أيضاً بلفظ : قال :
انتهيت إلى ابن عباس - رضي الله عنهما - وهو متوسد رداءه في زمزم ، فقلت : أخبرني عن صوم عاشوراء ، فقال : إذا رأيت هلال المحرم ؛ فاعدد ، وأصبح يوم التاسع صائماً . قلت : هكذا كان رسول الله صلي الله عليه وسلم يصوم ؟ قال : نعم .
قال الشوكاني رحمه الله تعالى (4/ 206) :
"أرشد ابن عباس السائل له إلى اليوم الذي يصام فيه ، وهو التاسع ، ولم يجب عليه بتعيين يوم عاشوراء أنه اليوم العاشر ؛ لأن ذلك مما لا يسأل عنه ، ولا يتعلق بالسؤال عنه فائدة ، فابن عباس لما فهم من السائل أن مقصوده تعيين اليوم الذي يصام فيه ؛ أجاب عليه بأنه التاسع . وقوله "نعم" بعد قول السائل : أهكذا كان النبي صلي الله عليه وسلم يصوم ؟ بمعنى : نعم هكذا كان يصوم لو بقي ؛ لأنه قد أخبرنا بذلك ، ولا بد من هذا ؛ لأنه صلي الله عليه وسلم مات قبل صوم التاسع" .
قلت : وهذا أحسن ما قيل في تأويل قول ابن عباس هذا ، وبه تجتمع الأحاديث ويزول التعارض الظاهر منها .
ومما يؤكد أن يوم عاشوراء هو العاشر حتى عند ابن عباس نفسه ؛ هو سبب ورود حديث ابن عمير المتقدم ؛ فقد أخرج مسلم من طريق أخرى عن ابن عباس قال :
حين صام رسول الله صلي الله عليه وسلم يوم عاشوراء ،وأمر بصيامه ، قالوا : يا رسول الله ! إنه يوم تعظمه اليهود والنصاري ، فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم : "فإذا كان العام المقبل - إن شاء الله - صمنا اليوم التاسع" . قال : فلم يأت العام المقبل حتى توفي رسول الله صلي الله عليه وسلم .
فهذا نص من ابن عباس على أن التاسع هو غير عاشوراء ، فثبت بطلان حديث الترجمة . والله أعلم .
وعلى ضوء تأويل الشوكاني لقول ابن عباس المتقدم : "هكذا كان رسول الله صلي الله عليه وسلم يصوم" ، يمكن تأويل قوله الذي قبله في عاشوراء : "هو يوم التاسع" ؛ أي بدءاً ، وبعده عاشوراء . والله أعلم .
ومما يشهد لبطلان حديث الترجمة : ما رواه البزار في "مسنده" (1/ 492/ 1051-كشف) : حدثنا عمرو بن عثمان : حدثنا أبو عاصم : حدثنا ابن أبي ذئب ، عن الزهري ، عن عروة ، عن عائشة :
أن النبي صلي الله عليه وسلم أمر بصيام عاشوراء يوم العاشر .
قال الحافظ ابن حجر في "مختصر الزوائد" (1/ 406/ 672) :
"إسناده صحيح" . وقال البزار :
"لا نعلمه رواه بهذا اللفظ إلا ابن أبي ذئب" .

(/1)


3850 - ( عالم ينتفع بعلمه خير من ألف عابد ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 311 :
$موضوع$
أخرجه الديلمي (2/ 290) عن عمرو بن جميع ، عن جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن جده ، عن علي مرفوعاً .
قلت : وهذا موضوع ؛ آفته عمرو بن جميع ؛ كذبه ابن معين . وقال ابن عدي :
"كان يتهم بالوضع" ، وقال البخاري :
"منكر الحديث" .
قلت : وخالفه سعد الإسكاف ؛ فرواه عن أبي جعفر محمد بن علي قال : ... فذكره مرقوفاً عليه .
أخرجه أبو نعيم في "الحلية" (3/ 183) ، ولعله الصواب ؛ وإن كان سعد هذا متروكاً ، ورماه ابن حبان بالوضع .
ثم رأيته في "تاريخ قزوين" للرافعي (2/ 47) من طريق محمد بن إسماعيل ابن موسى بن جعفر بن محمد : حدثني عم أبي إسحاق بن موسى ، عن أبيه ، عن جده ، عن محمد بن علي به مرفوعاً .
وهذا إسناد ضعيف مظلم ؛ من دون موسى بن جعفر لم أعرفهم ، ومضى برقم (3273) .

(/1)


3851 - ( عاشوراء عيد نبي كان قبلكم ، فصوموا أنتم ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 312 :
$ضعيف$
أخرجه البزار (1046-كشف) من طريق إبراهيم الهجري ، عن أبي عياض ، عن أبي هريرة مرفوعاً به .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ إبراهيم الهجري لين الحديث .

(/1)


3852 - ( عليكم بالسواك ، فنعم الشيء السواك ، يذهب بالحفر ، وينزع البلغم ، ويجلو البصر ، ويشد اللثة ، ويذهب بالبخر ، ويصلح المعدة ، ويزيد في درجات الجنة ، وتحمده الملائكة ، ويرضي الرب ، ويسخط الشيطان ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 312 :
$ضعيف$
أخرجه القاضي عبدالجبار الخولاني في "تاريخ داريا" (ص 47) من طريق أبي محمد الحكمي ، عن قتادة ، عن أنس مرفوعاً .
قلت : وأبو محمد الحكمي ؛ لم أجد من ذكره .
وقد روي الحديث من طريق أخرى ؛ فقال ابن عدي (122/ 2) : حدثنا إسحاق بن إبراهيم الغزي : حدثنا محمد بن أبي السري : حدثنا بقية ، عن الخليل بن مرة ، عن عطاء بن أبي رباح ، عن ابن عباس مرفوعاً به نحوه .
وهذا سند ضعيف ؛ الخليل بن مرة ضعيف ، وضعفه البخاري جداً .
وبقية ؛ مدلس ، وقد عنعنه .
ومحمد بن أبي السري - وهو ابن المتوكل بن عبدالرحمن العسقلاني - ؛ قال الحافظ :
"صدوق عارف له أوهام كثيرة" .
وروي عن عائشة ، أخرجه البزار (1/ 243/ 499) من طريق السري بن إسماعيل ، عن الشعبي ، عن مسروق عنها .
وهذا إسناد ضعيف جداً ؛ السري هذا متروك الحديث ؛ كما في "التقريب" .

(/1)


3853 - ( ليس على أهل لا إله إلا الله وحشة في قبورهم ولا منشرهم ، وكأني بأهل لا إله إلا الله وهم ينفضون التراب عن رؤوسهم وهم يقولون : الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 313 :
$ضعيف جداً$
رواه ابن أبي الدنيا في "حسن الظن" (2/ 194/ 2) ، والطبراني في "الأوسط" (4/ 434) ، والقاضي أبو عبدالله الفلاكي في "فوائده" (89/ 2) ، والجرجاني (284-285) ، والبيهقي في "الشعب" (1/ 56) ، والخطيب في "التاريخ" (1/ 266) عن يحيى بن عبدالحميد الحماني : حدثنا عبدالرحمن بن زيد ابن أسلم ، عن أبيه ، عن ابن عمر مرفوعاً .
قلت : وهذا إسناد ضعيف جداً ؛ عبدالرحمن بن زيد بن أسلم ؛ متروك .
والحماني ؛ فيه ضعف ؛ لأنه كان يسرق الحديث ، واقتصر المنذري على إعلال الحديث عليه فقصر ! فقال في "الترغيب" (2/ 240) :
"رواه الطبراني والبيهقي من رواية يحيى بن عبدالحميد الحماني ، وفي متنه نكارة" .
وقد تابعه أبو مسلم عبدالرحمن بن واقد : حدثنا عبدالرحمن بن زيد بن أسلم به .
أخرجه الخطيب (10/ 265) .
وعبدالرحمن بن واقد ؛ لحاله كالحماني ، قال ابن عدي :
"حدث بالمناكير عن الثقات ، يسرق الحديث" .
قلت : فلا أدري أيهما سرقه من الآخر !
وله عن ابن عمر طريق أخرى في "أوسط الطبراني" عن مجاشع بن عمرو ، عن داود بن أبي هند ، عن نافع عنه .
قلت : وهذا موضوع ؛ آفته مجاشع بن عمرو ؛ قال ابن معين :
"أحد الكذابين" .
وقد روي الحديث عن ابن عباس مرفوعاً بلفظ :
"ليس على أهل لا إله إلا الله وحشة في قبورهم ، كأني أنظر إليهم إذا انفلقت الأرض عنهم يقولون : لا إله إلا الله ، والناس بهم" .
أخرجه الخطيب (5/ 305) ، وابن عساكر (10/ 440-441 طبع دمشق) عن أبي عتبة أحمد بن الفرج الحجازي : حدثنا محمد بن سعيد الطائفي : حدثنا ابن جريج ، عن عطاء عنه .
قلت : وهذا إسناد واه جداً ؛ محمد بن سعيد هذا ذكره ابن حبان في "الضعفاء" وقال :
"لا يحل الاحتجاج به بحال ، روى عن ابن جريج عن عطاء" . فذكر هذا الحديث ، وقال :
"وهذا خبر باطل" . وقال أبو نعيم :
"روى عن ابن جريج خبراً موضوعاً" .
قلت : ولعله يشير إلى هذا .

(/1)


3854 - ( إنما يتجالس المتجالسان بأمانة الله ، فلا يحل لأحدهما أن يفشي على صاحبه ما يكره ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 315 :
$ضعيف$
رواه ابن المبارك في "الزهد" (رقم 695) : أنبأ معمر قال : سمعت ابن عبدالرحمن الجحشي - قال ابن صاعد : وهو سعيد - يقول : سمعت أبا بكر ابن حزم يقول : فذكره مرفوعاً .
قلت : وهذا إسناد مرسل حسن ، رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين ؛ غير سعيد بن عبدالرحمن الجحشي ، وهو صدوق ؛ كما في "التقريب" .
وقد روي موصولاً ، أخرجه الديلمي (1/ 2/ 318) معلقاً ، عن ابن لال ، عن ابن أخي ابن وهب : حدثني عبدالله بن محمد بن المغيرة : حدثنا سفيان الثوري ، عن سلمة بن كهيل ، عن أبيه ، عن ابن مسعود مرفوعاً به .
وهذا إسناد ضعيف جداً ؛ ابن المغيرة هذا ضعفوه ، وقال العقيلي :
"حدث بما لا أصل له" . وساق له الذهبي أحاديث ، وقال :
"وهذه موضوعات" .
وقال الحافظ العراقي في "تاريخ الإحياء" (2/ 157) :
"رواه أبو بكر بن لال في "مكارم الأخلاق" من حديث ابن مسعود بإسناد ضعيف ، ورواه الحاكم وصححه من حديث ابن مسعود بإسناد ضعيف ، ورواه الحاكم وصححه من حديث ابن عباس : إنكم تجالسون بينكم بالأمانة" .
قلت : وحديث ابن عباس هذا ؛ لم أره حتى الآن في "المستدرك" لننظر في سنده ، ومهما يكن من أمر ؛ فإن الطرف الأول من الحديث المرسل يتقوى بحديث ابن عباس هذا ، وبحديث جابر مرفوعاً بلفظ :
"المجالس بالأمانة ..." وسنده ضعيف أيضاً ؛ كما تقدم بيانه (1909) .\

(/1)


3855 - ( عجلوا بالركعتين بعد المغرب ، فإنهما ترفعان مع المكتوبة ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 316 :
$ضعيف جداً$
أخرجه ابن نصر في "قيام الليل" (ص 31) ، وابن عدي (ق 144/ 2) ، والديلمي (2/ 278) عن محمد بن الفضل ، عن زيد العمي ، عن أبي غالب ، عن حذيفة مرفوعاً .
قلت : وهذا إسناد ضعيف جداً ؛ محمد بن الفضل - وهو ابن عطية - ؛ متروك .
وزيد العمي ؛ ضعيف .
ولذلك قال ابن نصر :
"هذا حديث ليس بثابت" .

(/1)


3856 - ( عجلوا صلاة النهار في يوم الغيم ، وأخروا المغرب ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 317 :
$ضعيف$
رواه ابن أبي شيبة (2/ 30/ 2) : حدثنا وكيع قال : أخبرنا حسن بن صالح ، عن عبدالعزيز بن رفيع مرفوعاً .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ، ورجاله ثقات ، وهو مرسل .

(/1)


3857 - ( عد الآي في الفريضة والتطوع ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 317 :
$موضوع$
أخرجه الخطيب في "التاريخ" (3/ 356) عن الحسن بن حماد - سجادة - : حدثنا عبدالحميد بن عبدالرحمن الحماني ، عن أبي سعيد الشامي ، عن مكحول ، عن واثلة بن الأسقع مرفوعاً .
قلت : وهذا موضوع ؛ آفته أبو سعيد الشامي - وهو عبدالقدوس بن حبيب الوحاظي - وهو كذاب ؛ كما قال ابن المبارك ، وصرح ابن حبان بأنه كان يضع الحديث .
والحماني ؛ كان يسرق الحديث .
والحديث أخرجه أبو يعلى في "مسنده" (13/ 473-474) من هذا الوجه ، لكن بلفظ مخالف له ، فقال :
"عد الآي في التطوع ، ولا تعده في الفريضة" .
وكذا لفظه في "المقصد العلي" (1/ 180/ 414) ، وكذا في "المجمع" :
"وفيه أبو يحيى التميمي الكوفي ، وهو ضعيف" .
ولفظه في "المطالب العالية" (1/ 143/ 525) مثله إلا أنه قال : "لا الفريضة" ، لم يقل : "ولا تعده" . وهو أقرب إلى الصواب لغة ؛ لأن (الآي) جمع ، ويمكن تأويله بإعادة الضمير إلى المعنى أي (المذكور) ، لكن مثله يقال إذا صح الحديث ، وهيهات !
ثم إن إعلال الهيثمي إياه بـ (أبي يحيى التميمي الكوفي) ، فيه نظر من وجهين :
الأول : أنه وقع في "مسند أبي يعلى" (أبو يحيى الكوفي) ، فظنه غير (الحماني) - وكنية هذا أيضاً أبو يحيى الكوفي - ، فقال في إعلاله ما تقدم ! فوهم ، وأضاف إلى كنيته على سبيل البيان نسبة (التميمي) ، وهو خطأ مطبعي فيما أظن ، صوابه : التيمي ، واسمه (إسماعيل بن إبراهيم ، أبو يحيى التيمي) ، وهو ضعيف حقاً ، لكن الصواب أنه (أبو يحيى الحماني) لتصريح رواية الخطيب باسمه ، ولأن (سجادة) من الرواة عنه ، وليس له رواية عن (أبي يحيى التيمي) .
والآخر : أنه لم يعل الحديث بأبي سعيد الشامي ، فالظاهر أنه لم يعرفه ، وإلا ؛ فإعلال الحديث به أولى ؛ لشدة ضعفه . وهذا ما وقع فيه المعلق على "مسند أبي يعلى" ؛ فقال في أول تخريجه عليه :
"إسناده ضعيف ؛ لجهالة أبي سعيد الشامي (!) ، وباقي رجاله ثقات ، وأبو يحيى الكوفي ؛ هو عبدالحميد بن عبدالرحمن الحماني ، وقد وهم الدكتور نايف الدعيس ، فظنه إسماعيل بن إبراهيم الأحول" .
قلت : هذا الدكتور تبع في هذا الوهم الهيثمي كما هو ظاهر مما تقدم ، وتبعه أيضاً المعلق الآخر على "المقصد العلي" ، وهو المدعو (سيد كسروي حسن) (1/ 180) ، وقلد المعلق على "أبي يعلى" ، فقال :
"وأبو سعيد الشامي ؛ مجهول ؛ قاله ابن حجر في "التقريب" (2/ 428)" .
قلت : وعذر هذا وذاك في هذا التجهيل ؛ أنهما استقربا ترجمته من "التقريب" ، فوجدا فيه التجهيل ، فوقفا عنده ؛ لأنه ليس في حفظهما أن هناك رواياً آخر بهذه الكنية ؛ هو أشهر من هذا بالرواية عن مكحول ، وبرواية الشيوخ عنه ، وهو عبدالقدوس بن حبيب ، ولو أنهما توسعاً قليلاً في البحث لوجدا في "كنى اللسان" (6/ 384/ 595) ما يدلهما على ذلك !
وأما المجهول ؛ فلم يرو عنه غير عتبة بن يقظان مع ضعفه ، ولذلك لم يذكره المزي في الرواة عن مكحول ، وإنما ذكر عبدالقدوس ، وكذلك الذهبي لم يذكر إلا هذا فيمن يكنى بـ (أبي سعيد) في كتابه "المقتنى" ، وهو في ذلك تابع للدولابي في "الكنى" (1/ 187) ، وقال :
"متروك الحديث" .
ولأبي أحمد الحاكم في "كناه" (1/ 174/ 1) ، وقال :
"ذاهب الحديث" .
وعلى هذا ؛ فإني لا أستبعد أن يكون هذا والذي روى عنه عتبة واحداً . والله أعلم .
وإن من تفاهة التخريج ، وقلة فائدة التسويد ؛ أن المعلق على "مسند أبي يعلى" سود قرابة صفحتين في نقل أقوال العلماء المختلفة في سماع مكحول من واثلة ، ثم مال إلى قول الحافظ : إنه سمع منه ، فإن مثل هذا البحث إنما يفيد إذا كان السند إلى مكحول ثابتاً ، وتوقفت تقوية الحديث على إثبات سماعه من الصحابي ، أما والسند إليه ضعيف بل هالك !
وأيضاً ؛ فإنما يفيد ذلك لو ثبت سماعه منه ، إذا لم يرم بالتدليس ، وقد قال فيه ابن حبان في "الثقات" (5/ 446) :
"ربما دلس" .
وذكره الحافظ في (الطبقة الثالثة) من "المدلسين" .

(/1)


3858 - ( عدد درج الجنة ، عدد آي القرآن ، فمن دخل الجنة من أهل القرآن ؛ فليس فوقه درجة ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 320 :
$منكر$
أخرجه الديلمي (2/ 291-292) من طريق الحاكم ، عن محمد ابن روح : حدثنا الحكم بن موسى : حدثنا شعيب بن إسحاق ، عن هشام ، عن أبيه ، عن عائشة مرفوعاً . ومن هذا الوجه أخرجه البيهقي في "شعب الإيمان" (1/ 2/ 156/ 2) وقال :
"قال الحاكم : إسناد صحيح ، ولم يكتب المتن إلا به ، وهو من الشواذ" .
وذكره السيوطي في "الفتاوي" (2/ 259) ، وأقره !
قلت : بل هو منكر ؛ علته محمد بن روح - وهو أبو عبدالله القتيري المصري - ؛ قال ابن يونس :
"منكر الحديث" .وكذا قال الذهبي في "الضعفاء" . وقال الدارقطني :
"ضعيف" .

(/1)


3859 - ( عد من لا يعودك ، وأهد لمن لا يهدي إليك ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 320 :
$ضعيف$
أخرجه الديلمي (2/ 279) عن محمد بن خزيمة ، عن هشام بن عمار ، عن سعيد بن يحيى ، عن هشام بن عروة ، عن رجل من الأنصار - يقال له : قيس - قال : أخبرني عن النبي صلي الله عليه وسلم أنه قال : ... فذكره .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ محمد بن خزيمة هذا هو أبو بكر القرشي ؛ قال ابن عساكر :
"أحاديثه تدل على ضعفه" .
ورواه البخاري في "التاريخ" ، والبيهقي في "الشعب" عن أيوب بن ميسرة مرسلاً ؛ كما في "الجامع الصغير" .
ثم رأيته في "التاريخ الكبير" للبخاري (1/ 1/ 410) ، وأحمد في "العلل" (1/ 97/ 578) من طريق وكيع ، عن هشام بن عروة ، عن أيوب بن ميسرة ، قال : قال النبي صلي الله عليه وسلم : ... فذكره .
وأخرجه يحيى بن معين في "تاريخه" رواية عباس الدوري (2/ 57) ، وعنه البيهقي في "الشعب" (6/ 260) ، وكذا الخطيب في "الموضح" (1/ 246 و 247) ، وقال البيهقي :
"مرسل جيد" .
قلت : إن كان يعني المتن ؛ فلا كلام ، وإن كان يعني السند ؛ ففيه نظر ؛ لأن أيوب بن ميسرة - الذي أرسله - ليس بالمشهور ؛ فإنه لم يرو عنه غير هشام بن عروة ؛ كما في "التاريخ" و "الجرح والتعديل" و "ثقات ابن حبان" (4/ 27) ؛ فإنهم جميعاً لم يذكروا له راوياً غير هشام ، فهو في عداد المجهولين .
والحديث ذكره البيهقي أيضاً في كتاب "الآداب" (ص 126) ، فقال :
"وروينا عن أيوب بن ميسرة عن النبي صلي الله عليه وسلم مرسلاً أنه قال : ... (فذكره)" .
ثم رأيته في "مصنف ابن أبي شيبة" (6/ 551) قال : حدثنا هشام ، عن أيوب بن ميسرة به ! كذا فيه ، ولعله سقط منه "وكيع" .

(/1)


3860 - ( عربوا العربي ، وهجنوا الهجين ، للفرس سهمان ، وللهجين سهم ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 322 :
$ضعيف$
أخرجه تمام الرازي في "الفوائد" (12/ 228/ 1-2) ، والسهمي في "تاريخ جرجان" (66/ 10) ، والبيهقي في "السنن" (9/ 51-52) ؛ كلاهما من طريق ابن عدي - وهو في "الكامل" (1/ 171) - ؛ كلاهما عن أحمد بن أبي أحمد الجرجاني : حدثنا حماد بن خالد : حدثنا معاوية بن صالح ، عن العلاء بن الحارث ، عن مكحول ، عن زياد بن جارية ، عن حبيب بن مسلمة قال : ... فذكره مرفوعاً .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ أحمد بن أبي أحمد الجرجاني ؛ قال ابن عدي :
"أحاديثه ليست بمستقيمة" .
ومن فوقه ثقات ؛ على اختلاف في صحبة حبيب بن مسلمة . وقال البيهقي عقبه :
"كذا رواه أحمد بن أبي أحمد الجرجاني ساكن حمص ، عن حماد بن خالد موصولاً ، ورواه الشافعي وأحمد بن حنبل وجماعة ، عن حماد منقطعاً ، وكذلك رواه عبدالرحمن بن مهدي وزيد بن الحباب ، عن معاوية بن صالح ، عن أبي بشر - وهو العلاء - ، عن مكحول مرسلاً . وهذا منقطع ، ولا تقوم به حجة" .
قلت : ومداره موصولاً ومرسلاً على العلاء بن الحارث ، وكان اختلط .

(/1)


3861 - ( عرضت علي أمتي البارحة لدى هذه الحجرة أولها إلى آخرها ، فقال رجل : عرض عليك من خلق ، فكيف من لم يخلق ؟ فقال : صوروا لي في الطين ، حتى لأنا أعرف بالإنسان منهم من أحدكم بصاحبه ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 323 :
$ضعيف$
أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (1/ 149/ 2) ، والديلمي (2/ 301) عن أبي بكر الحنفي : أخبرنا داود بن الجارود ، عن أبي الطفيل ، عن حذيفة بن أسيد مرفوعاً .
ثم قال الطبراني : حدثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة : أخبرنا عقبة بن مكرم الضبي : أخبرنا يونس بن بكير ، عن زياد بن المنذر ، عن أبي الطفيل به .
قلت : وزياد بن المنذر ؛ كذبه يحيى بن معين ؛ كما في "التقريب" .
وتابعه في الطريق الأولى : داود بن الجارود ، ولم أعرفه .

(/1)


3862 - ( عرف الحق لأهله ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 323 :
$ضعيف$
أخرجه الحاكم (4/ 255) ، وأحمد (3/ 435) ، والطبراني في "الكبير" (1/ 42/ 2) عن محمد بن مصعب : حدثنا سلام بن مسكين والمبارك بن فضالة ، عن الحسن ، عن الأسود بن سريع :
أن النبي صلي الله عليه وسلم أتي بأسير ، فقال : اللهم ! إني أتوب إليك ولا أتوب إلى محمد ، فقال النبي صلي الله عليه وسلم : ... فذكره . وقال الحاكم :
"صحيح الإسناد" . ورده الذهبي بقوله :
"قلت : ابن مصعب ضعيف" ، فأصاب .
وأخرجه الضياء في "المختارة" (1/ 463) من طريق الطبراني ، ثم قال :
"ومحمد بن مصعب تكلم فيه يحيى بن معين وغيره ، وقال الإمام أحمد : لا بأس به" . وقال الحافظ :
"صدوق كثير الغلط" .
قلت : والحسن - وهو البصري - ؛ مدلس ؛ وقد عنعنه عندهم جميعاً .

(/1)


3863 - ( عرفة يوم يعرف الناس ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 324 :
$ضعيف$
رواه الحارث بن أبي أسامة في "مسنده" (ص 93) ، والدارقطني (257) ، والديلمي (2/ 292) عن العوام بن حوشب : حدثني السفاح بن مطر ، عن عبدالعزيز بن عبدالله بن خالد بن أسيد مرفوعاً .
قلت : وهذا مرسل ضعيف ؛ والسفاح بن مطر لم يوثقه غير ابن حبان ، وروى عنه اثنان .
ثم أخرج له الدارقطني شاهداً من طريق الواقدي : أخبرنا ابن أبي سبرة ، عن يعقوب بن زيد بن طلحة التيمي ، عن أبيه مرفوعاً به .
لكن الواقدي كذاب ، وشيخه ابن أبي سبرة نحوه - وهو أبو بكر بن عبدالله ابن محمد بن أبي سبرة - ؛ قال الحافظ :
"رموه بالوضع" .

(/1)


3864 - ( عزمة على أمتي أن لا يتكلموا في القدر ، ولا يتكلم في القدر إلا شرار أمتي في آخر الزمان ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 324 :
$موضوع$
رواه ابن عدي (234/ 2) عن عبدالرحمن بن القطامي : حدثنا أبو المهزم ، عن أبي هريرة مرفوعاً ، وقال :
"وأبو المهزم في عداد الضعفاء ، ولعل إنكار هذا الحديث منه ، لا من عبدالرحمن" .
قلت : هو متروك ؛ كما في "التقريب" .
ومثله أو شر منه : عبدالرحمن بن القطامي ، وساق له الذهبي هذا الحديث في ترجمته ؛ وقال :
"قال الفلاس : لقيته ، وكان كذاباً" . وقال البزار :
"ضعيف الحديث جداً ، متروك" .
والشطر الأول من الحديث يرويه محمد بن خالد البصري أبو بكر قال : نبأنا عمر بن منيع ، عن عمرو بن دينار ، عن ابن عمر مرفوعاً به .
أخرجه الخطيب في "التاريخ" (2/ 189) ، والديلمي (2/ 293) .
قلت : وعمر بن منيع ؛ لم أعرفه .
ومحمد بن خالد البصري أبو بكر ، لعله الذي في "التهذيب" :
"محمد بن خالد بن خداش بن عجلان المهلبي ، مولاهم أبو بكر الضرير البصري ، سكن بغداد ، روى عن أبيه وإسماعيل ابن علية وابن مهدي ... روى عنه ابن ماجه وإبراهيم الحربي وابن خزيمة ... ذكره ابن حبان في "الثقات" وقال : ربما أغرب عن أبيه" .
لكن وقع في "الديلمي" : "محمد بن خالد المزني" ، وعنه محمد بن عوف .
ولم يذكروا في ترجمته أنه مزني ولا في الرواة عنه ابن عوف هذا . والله أعلم .
وأما قول المناوي بعد عزوه للخطيب :
"وفيه محمد بن خالد البصري ، قال الذهبي : قال أبو حاتم : منكر الحديث .. وفيه أيضاً محمد بن الحسين الدوري ؛ قال الذهبي : اتهم بالوضع ، وأورده ابن الجوزي في "الواهيات" وقال : لا يصح" .
قلت : فهذا من الأوهام العجيبة !! فليس في "ميزان الذهبي" ولا في "ضعفائه" ذكر لهذين الرجلين البتة ، والظاهر أنهما اشتبها عليه بغيرهما . والله أعلم .
ثم رأيت الحديث في "العلل المتناهية" لابن الجوزي (1/ 150) رواه من طريق ابن عدي ، ثم قال :
"هذا حديث موضوع ، وأبو المهزم ليس بشيء ، والقطامي ؛ قال الفلاس : كان كذاباً" .
ثم روى (1/ 147) حديث ابن عمر من طريق الخطيب بإسناده عنه ، وقال :
"لا يصح ؛ فيه مجاهيل" .
(تنبيه) : هكذا نقلت من مخطوطة "الكامل" في المكتبة الظاهرية : "عزمة" ؛ وكذلك هو في "الجامع الصغير" و "الكبير" للسيوطي من رواية ابن عدي ، وفي "التاريخ" من حديث ابن عمر .
ووقع في الطبعات الثلاث لـ "الكامل" : "عزمت" بالتاء المفتوحة ؛ أي : بصيغة الماضي المتكلم ، وكذلك وقع في "العلل" من رواية ابن عدي والخطيب ، ولم ترد هذه اللفظة مطلقاً في "الميزان" و "اللسان" ، ولعل ذلك كان اختصاراً من المؤلف .
وسقط حرف (لا) من الطبعات الثلاث ، ومن المصورة التي عندي ، ففسد المعنى كما هو ظاهر ، ولم يتنبه لهذا الخطأ الفاحش من وضع "الفهرس" لـ "الكامل" ، وسموه بـ "معجم الكامل" ، فأورده فيه (ص 199) كما هو في "كاملهم" ! وتحرف لفظ "القدر" الأول في المصورة إلى "القرآن" ؛ فصار الحديث فيها : "عزمت على أمتي أن يتكلموا في القرآن ، ولا .." إلخ !

(/1)


3865 - ( عشرة أبيات بالحجاز أبقى من عشرين بيتاً بالشام ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 327 :
$ضعيف$
رواه الحسن بن علي الأهوازي في "عقد أهل الإيمان" (4/ 193/ 1) عن يعلى بن عبيد قال : أخبرنا أبو بكر المديني ، عن عمر أو عن أشياخه ، عن معاوية مرفوعاً .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ من دون معاوية لم أعرفهم .
وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (10/ 53) :
"رواه الطبراني ، وفيه من لم أعرفهم" .

(/1)


3866 - ( عضة نملة أشد على الشهيد من مس السلاح ، بل هو أشهى عنده من شراب بارد لذيذ في يوم صائف ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 327 :
$ضعيف$
أخرجه الضياء المقدسي في "الأحاديث المختارة" (61/ 255/ 2) من طريق حرملة بن يحيى : حدثنا سعيد بن سابق : حدثني خالد بن حميد ، عن مسلم ابن عبيدالله ، عن محمد بن زيد ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس مرفوعاً .
ثم أخرجه من طريق الحسن بن علي : حدثنا سعيد بن سابق السلولي من الرشيد - : أخبرنا خالد بن حميد المهري ، عن مسلم بن عبدالله ومحمد بن زيد ، عن سعيد بن جبير به ، وقال :
"كذا ، وأراه خطأ ، والصواب : مسلم ، عن محمد بن زيد . والله أعلم" .
قلت : ورجاله ثقات ؛ غير مسلم بن عبيدالله ؛ فلم أعرفه ، ومن المحتمل أن يكون هو مسلم بن عبيدالله القرشي ، وهو من رجال أبي داود والترمذي والنسائي ، وقيل : عبيدالله بن مسلم ، على القلب ، وهو الأشهر ؛ كما في "التقريب" ، ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً ، فإن يكن هو ؛ فهو في نقدي مجهول . والله أعلم .
وسعيد بن سابق ؛ هو الرازي ، والد محمد بن سعيد بن سابق ، وهو مترجم في "الجرح والتعديل" (2/ 1/ 30-31) برواية جمع عنه ، وقال عن أبيه :
"كان حسن الفهم بالفقه ، وكان محدثاً" .
وذكره ابن حبان في "الثقات" (6/ 361) .
والحديث رواه الديلمي (2/ 93/ 1) من طريق أبي الشيخ معلقاً عليه قال : حدثنا ابن أبي عاصم : حدثنا الحسين بن علي : حدثنا سعيد بن العباس السلولي : حدثنا خالد بن حميد ، عن محمد بن يزيد ، عن سعيد بن جبير به .

(/1)


3867 - ( عفو الله أكثر من ذنوبك يا حبيب بن الحارث ! ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 328 :
$ضعيف$
أخرجه الطبراني في "المعجم الأوسط" (1/ 299/ 4987-بترقيمي) ، ومن طريقه الديلمي (2/ 150/ 1-2) ، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (2/ 19) من طريق عيسى بن إبراهيم البركي قال : حدثنا سعيد بن عبدالله قال : أخبرنا نوح بن ذكوان ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه ، عن عائشة قالت :
جاء حبيب بن الحارث إلى رسول الله صلي الله عليه وسلم ، فقال : يا رسول الله ! إني رجل مقراف للذنوب ؟ قال : "فتب إلى الله يا حبيب" ! قال : يا رسول الله ! إني أتوب ثم أعود ! قال : "فكلما أذنبت فتب" . قال : يا رسول الله ! إذن ؛ تكثر ذنوبي ! قال : ... فذكره . وقال الطبراني :
"لا يروى عن هشام إلا بهذا الإسناد ، تفرد به عيسى بن إبراهيم" .
قلت : قال الذهبي في "الميزان" :
"صدوق ، له أوهام" .
ونحوه قول الحافظ :
"صدوق ربما وهم" .
وسعيد بن عبدالله - وهو (الجنابي) ؛ كما في رواية لأبي نعيم ، و (أبو المفلس) ؛ كما في "الديلمي" - ؛ لم أجد له ترجمة .
ونوح بن ذكوان ؛ قال الذهبي في "الكاشف" :
"واه" .
وقال الحافظ في "التقريب" :
"ضعيف" .
وبه أعله الهيثمي في "مجمع الزوائد" (10/ 200) .

(/1)


3868 - ( علم الإسلام الصلاة ، فمن فرغ لها قلبه وحاذ عليها بحدها ووقتها وسننها فهو مؤمن ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 329 :
$ضعيف$
رواه ابن عدي (207/ 2) ، والخطيب في "التاريخ" (11/ 109) عن حمزة الزيات ، عن أبي سفيان ، عن أبي نضرة ، عن أبي سعيد مرفوعاً . ومن هذا الوجه روى القضاعي (6/ 2/ 2) الجملة الأولى منه ، وقال الخطيب :
"هذا الحديث غريب جداً ، لم أكتب إلا من حديث علي بن عمر الختلي بإسناده" .
قلت : هو عند ابن عدي من غير طريق الختلي ، وعلة الحديث أبو سفيان هذا - واسمه طريف بن شهاب - ؛ روى ابن عدي تضعيفه عن جمع ، وساق له أحاديث منكرة ، هذا أحدها . وقال الحافظ في "التقريب" :
"ضعيف" .
وحمزة ؛ هو ابن حبيب الزيات ؛ قال الحافظ :
"صدوق ربما وهم" .
ومن طريقه : أخرجه أيضاً أبو الشيخ في "الطبقات" (ص 159) ، والعقيلي في "الضعفاء" (ص 196) ، وابن الأعرابي في "معجمه" (33/ 2) ، والمخلص في "الفوائد المنتقاة" (8/ 2/ 1) ، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (2/ 271) ، والخطابي في "غريب الحديث" (53/ 2-54/ 1) ؛ كلهم عن حمزة به . وقال الخطابي :
"والمشهور من هذا : "حافظ عليها" ، فإن صح قوله : "حاذ" ؛ فمعناه ومعنى الأول سواء ، يقال : حاذ على الشيء إذا حافظ عليه" .
(تنبيه) : قال المناوي بعد عزوه للخطيب وغيره :
"وفيه أبو يحيى القتات أورده الذهبي في "الضعفاء" ، ومحمد بن جعفر المدائني أورده فيهم ، وقال أحمد : لا أحدث عنه أبداً ، وقال مرة : لا بأس به" .
قلت : القتات ليس له ذكر فيه البتة كما ترى ، ومحمد بن جعفر متابع عليه عند بعضهم !!

(/1)


3869 - ( عبدالرحمن بن عوف يسمى الأمين في السماء ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 331 :
$ضعيف جداً$
أخرجه الديلمي (2/ 299) عن علي بن عبدالرحمن البكاري ، عن الحضرمي ، عن بن زياد الطوسي ، عن الهيثم بن جميل ، عن فرات بن السائب ، عن مهران بن ميمون ، عن ابن عمر ، عن علي مرفوعاً .
قلت : وهذا إسناد ضعيف جداً ؛ فرات بن السائب متروك .
ومن دون الهيثم بن جميل ؛ لم أعرفهم .
وابن زياد لم أتمكن من قراءة اسمه من (الفلم) . والله أعلم .

(/1)


3870 - ( عبدالله بن عمر من وفد الرحمن ، وعمار بن ياسر من السابقين ، والمقداد بن الأسود من المجتهدين ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 331 :
$موضوع$
أخرجه الديلمي (2/ 299) عن الزعفراني البوصرائي : حدثنا عبدالله بن عمرو : حدثنا عبدالوارث ، عن أبيه ، عن عكرمة ، عن ابن عباس مرفوعاً .
قلت : وهذا موضوع ظاهر الوضع ؛ آفته البواصرائي هذا ؛ واسمه الحسن بن الفضل بن السمح الزعفراني ، وهو متروك الحديث ؛ كما في "الأنساب" و "اللباب" وغيرهما .

(/1)


3871 - ( علامة حب الله حب ذكره ، وعلامة بغض الله بغض ذكره ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 331 :
$ضعيف$
أخرجه الختلي ابن الجنيد في "محبة الله تعالى" (ق 71/ 1) ، وأبو محمد بن أبي شريح الأنصاري في "الأحاديث المئة" (223/ 1) ، وأبو بكر الجنازي في "الأمالي" (9/ 1) ، وأبو بكر الكلاباذي في "مفتاح معاني الآثار" (2/ 2) من طرق ، عن زياد بن ميمون ، عن أنس مرفوعاً .
قلت : وهذا موضوع ؛ زياد بن ميمون هو أبو عمار الثقفي الباهلي ، قال يزيد ابن هارون :
"كان كذاباً" . وقال البخاري :
"تركوه" .
لكن أخرجه السلفي في "معجم السفر" (94/ 2) عن ابن إبراهيم ذي النون المصري : حدثنا مالك ، عن الزهري ، عن أنس به .
قلت : وذو النون هذا ؛ اسمه ثوبان بن إبراهيم ، قال الدارقطني :
"روى عن مالك أحاديث فيها نظر" .
قلت : والظاهر أن هذا منها . وقال الجوزقاني :
"كان زاهداً ، ضعيف الحديث" .

(/1)


3872 - ( علم لا ينفع وجهالة لا تضر . يعني علم الأنساب ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 332 :
$ضعيف$
رواه ابن وهب في "الجامع" (ص 4-5) بسند حسن ، عن زيد بن أسلم قال : قيل عند رسول الله صلي الله عليه وسلم : "بم ؟" ، قيل : بأنساب الناس ، قال : ... فذكره .
قلت : وهذا ضعيف لإرساله .
وقد روي موصولاً ؛ من طريق بقية ، عن ابن جريج ، عن عطاء ، عن أبي هريرة مرفوعاً نحوه .
وبقية ؛ مدلس ، وقد عنعنه .

(/1)


3873 - ( على الركن اليماني ملك موكل به منذ خلق الله السماوات والأرض ، فإذا مررتم به فقولوا : (ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار) فإنه يقول : آمين آمين ! ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 333 :
$ضعيف جداً$
رواه أبو نعيم (5/ 82) ، والخطيب (12/ 287) ، والجرجاني (312) ، وابن الجوزي في "منهاج القاصدين" (1/ 56/ 1) عن محمد بن الفضل : حدثني كرز ، عن طاوس ، عن ابن عباس مرفوعاً .
قلت : وهذا إسناد ضعيف جداً ؛ محمد بن الفضل - هو ابن عطية - ؛ متروك .
وكرز ؛ هو ابن وبرة ، روى عنه الثوري وجماعة ذكرهم في "الجرح والتعديل" (3/ 2/ 170) ، ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً .

(/1)


3874 - ( على المقتتلين أن ينحجزوا ، والأول فالأول ، وإن كانت امرأة ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 333 :
$ضعيف$
أخرجه أبو داود (4538) ، والنسائي (2/ 246) من طريق الأوزاعي ، أنه سمع حصناً ، أنه سمع أبا سلمة ، يخبر عن عائشة به مرفوعاً .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ حصن هذا ؛ قال الدارقطني :
"شيخ ، يعتبر به" . وقال ابن القطان :
"لا يعرف حاله" . وهذا معنى قول أبي حاتم ويعقوب بن سفيان :
"لا أعلم أحداً روى عنه غير الأوزاعي" .
وأما ابن حبان ؛ فذكره في "الثقات" !

(/1)


3875 - ( على الوالي خمس خصال : جمع المال من حقه ، ووضعه في حقه ، وأن يستعين على أمورهم بخير من يعلم ، ولا يجمرهم فيهلكهم ، ولا يؤخر أمر يوم لغد ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 334 :
$ضعيف$
رواه العقيلي في "الضعفاء" (ص 67) ، وابن أخي ميمي في "الفوائد المنتقاة" (2/ 83/ 1) عن جعفر بن مرزوق ، عن يحيى بن سعيد ، عن سعيد بن المسيب ، عن واثلة بن الأسقع مرفوعاً . وقال العقيلي :
"جعفر بن مرزوق ؛ روى أحاديث مناكير لا يتابع فيها على شيء ، منها هذا الحديث" . وقال أبو حاتم :
"شيخ مجهول ، لا أعرفه" .

(/1)


3876 - ( علموا أبناءكم السباحة والرماية ، ونعم لهو المؤمنة مغزلها ، وإذا دعاك أبواك فأجب أمك ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 334 :
$ضعيف$
أخرجه الديلمي (2/ 277) من طريق سليم (الأصل : سليمان) بن عمرو الأنصاري ، عن عم أبيه ، عن بكر بن عبدالله بن ربيع الأنصاري مرفوعاً .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ سليم بن عمرو الأنصاري مجهول ؛ قال الذهبي :
"روى عنه علي بن عياش خبراً باطلاً ، وليس هذا بمعروف" .
ثم ساق له هذا الحديث .
ولهذا ؛ قال السخاوي في "المقاصد" - وتبعه العجلوني في "كشف الخفاء" (2/ 68) - :
"وسنده ضعيف" .

(/1)


3877 - ( علموا أبناءكم السباحة والرمي ، والمرأة المغزل ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 335 :
$ضعيف جداً$
رواه البيهقي في "الشعب" (6/ 401/ 8774) ، والضياء في "المنتقى من مسموعاته بمرو" (122/ 1) من طريق أحمد بن عبيد : حدثنا أبي قال : حدثني قيس ، عن ليث ، عن مجاهد ، عن ابن عمر مرفوعاً . وقال البيهقي :
"عبيد العطار ؛ منكر الحديث" .
قلت : وهذا سند ضعيف جداً ؛ فيه ثلاث علل :
1- عبيد - وهو ابن إسحاق العطار - ؛ قال النسائي والأزدي :
"متروك الحديث" ، وضعفه يحيى ، وقال البخاري :
"عنده مناكير" ، وقال الدارقطني :
"ضعيف" ، وقال ابن عدي :
"عامة حديثه منكر" . وأما أبو حاتم فرضيه ، وذكره ابن حبان في "الثقات" وقال :
"يغرب" .
2- قيس - وهو ابن الربيع - ؛ وهو ضعيف لسوء حفظه .
3- ليث - وهو ابن أبي سليم - ؛ وكان قد اختلط .
والحديث أورده السيوطي في "الجامع الصغير" من رواية البيهقي في "شعب الإيمان" عن ابن عمر . فتعقبه شارحه المناوي بقوله :
"وقضية صنيع المصنف أن مخرجه البيهقي خرجه وسكت عليه ، والأمر بخلافه ، بل تعقبه بما نصه : عبيد العطار منكر الحديث . اهـ" .

(/1)


3878 - ( علموا بنيكم الرمي ؛ فإنه نكاية للعدو ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 336 :
$موضوع$
أخرجه الديلمي (2/ 277) عن منذر بن زياد ، عن محمد بن المنكدر ، عن جابر مرفوعاً .
قلت : وهذا موضوع ؛ آفته المنذر هذا ؛ فإنه كان كذاباً ؛ كما قال الفلاس . واتهمه غيره بالوضع ، وذكر له في "اللسان" بعض موضوعاته .

(/1)


3879 - ( علموا رجالكم سورة (المائدة) ، وعلموا نساءكم سورة (النور) ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 336 :
$ضعيف$
قال في "الجامع" : رواه سعيد بن منصور في "سننه" ، والبيهقي في "الشعب" [(2/ 478/ 2454) معلقاً ،] عن مجاهد مرسلاً . ورمز له بالضعف .
قلت : وذلك لإرساله ، لكن قال المناوي :
"ظاهر صنيع المصنف أنه لا علة فيه غير الإرسال ، والأمر بخلافه ؛ ففيه عتاب بن بشير ، أورده الذهبي في "الضعفاء" وقال : مختلف في توثيقه . وخصيف ضعفه أحمد وغيره" .
قلت : وفي "التقريب" :
"خصيف صدوق سيىء الحفظ خلط بآخره ، وعتاب بن بشير صدوق يخطىء" .
فهو خير من الذي قبله ؛ فالحمل عليه فيه أولى ، مع ملاحظة علة الإرسال .
ولشطره الثاني شاهد بسند ضعيف جداً بل موضوع ؛ يأتي في : "لا تسكنوهن الغرف" .
وروى البيهقي (2/ 472/ 2437) عن أبي عطية الهمداني قال :
كتب عمر بن الخطاب :
تعلموا سورة (براءة) ، وعلموا نساءكم سورة (النور) ، وحلوهن الفضة .
ورجاله ثقات ؛ غير شيخ البيهقي أبي نصر بن قتادة ؛ فلم أعرفه ، وقد سماه في بعض المواطن بـ "عمر بن عبدالعزيز بن قتادة" ، وتارة يقول : ".. ابن عمر بن قتادة" .
انظر الصفحات التالية من الجزء الأول (227 و 439 و 444) والجزء الثاني (35 و 546) من "شعب الإيمان" ، ومع ذلك فقد جهدنا في أن نجد له ترجمة فلم نوفق .

(/1)


3880 - ( علموا نساءكم سورة (الواقعة) ، فإنها سورة الغنى ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 337 :
$ضعيف$
أخرجه الديلمي (2/ 278) عن علي بن الحسن بن حبيب : حدثنا موسى بن فرقد البصري ، عن أنس مرفوعاً .
قلت : وهذا سند ضعيف ؛ من دون أنس لم أعرفهما .
والحديث أورده السيوطي في "الجامع الكبير" ، وفي "الدر المنثور" (6/ 153) ساكتاً عليه من رواية الديلمي . وعزاه لابن مردويه عن أنس بلفظ :
"سورة (الواقعة) سورة الغنى ، فاقرأوها ، وعلموها أولادكم" .

(/1)


3881 - ( عليك بالإياس مما في أيدي الناس ، وإياك والطمع ؛ فإنه الفقر الحاضر ، وصل صلاتك وأنت مودع ، وإياك وما تعتذر منه ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 337 :
$ضعيف بتمامه$
أخرجه الروياني في "مسنده" (267/ 1) ، والحاكم (4/ 326-327) ، والبيهقي في "الزهد الكبير" (ق 13/ 2) ، والديلمي (2/ 286) ، والضياء في "الخامس من الحكايات المنثورة" (113/ 1) عن محمد بن أبي حميد ، عن إسماعيل بن محمد بن سعد بن أبي وقاص (كذا قال الحاكم ، وقال الآخرون : إسماعيل الأنصاري) ، عن أبيه ، عن جده - رضي الله عنه - قال :
جاء رجل إلى النبي صلي الله عليه وسلم ، فقال : يا رسول الله ! أوصني وأوجز ، فقال له النبي صلي الله عليه وسلم : ... فذكره . وقال الحاكم :
"صحيح الإسناد" . ووافقه الذهبي على ما في نسختنا من "تلخيصه" . وأما المناوي فقال - تعليقاً على قول السيوطي : "رواه الحاكم عن سعد" - :
"ظاهر صنيع المصنف أنه سعد بن أبي وقاص ؛ فإنه المراد عندهم إذا أطلق ، لكن ذكر أبو نعيم أنه سعد أبو محمد الأنصاري غير منسوب ، وذكر ابن منده أنه سعد بن عمارة ، قال الحاكم : "صحيح" ، وتعقبه الذهبي بأن فيه محمد بن سعد المذكور ؛ وهو مضعف . وقال السخاوي : فيه أيضاً محمد بن حميد ؛ مجمع على ضعفه" .
قلت : وفيما نقله عن الذهبي من تضعيف محمد بن سعد ؛ فيه نظر من وجهين :
الأول : أنه إن كان يعني محمد بن سعد بن أبي وقاص ؛ فإنه لم يرد له ذكر في كلام المناوي ؛ إلا أن يعني المذكور في إسناد الحديث ، وحينئذ ؛ فهو وهم فاحش ؛ لأن محمد بن سعد بن أبي وقاص ثقة من رجال الشيخين ، فيبعد أن يعنيه الذهبي .
والآخر : إن كان يعني محمد بن سعد أبي محمد الأنصاري ، أو محمد بن سعد بن عمارة ، فإني لم أعرفهما ، وليس في الرواة محمد بن سعد بن عمارة ، وفيهم غير واحد : محمد بن سعد الأنصاري ، فلم يتميز عندي . وفي "الإصابة" :
"سعد والد محمد الأنصاري . ذكره أبو نعيم ، وأخرج من طريق ..." . ثم ذكر الحديث هذا ، وقال :
"قال ابن الأثير : تقدم هذا الحديث في ترجمة سعد بن عمارة . ونقل عن أبي موسى أن إسماعيل هذا هو ابن محمد بن سعد بن أبي وقاص . قلت : إن كان كما قال أبو موسى ؛ فمن نسبه أنصارياً غلط . وأما قول ابن الأثير : إن الحديث مضى في ترجمة سعد بن عمارة ؛ فذلك بسند آخر ، وفي كل من الحديثين ما ليس في الآخر" .
قلت : ويؤيد ما قاله أبو موسى ؛ رواية الحاكم التي وقع فيها أنه إسماعيل بن محمد بن سعد بن أبي وقاص ، ولكن لا يبعد عندي أن يكون هذا الاختلاف من محمد بن أبي حميد الراوي له عن إسماعيل ؛ فإنه ضعيف اتفاقاً ، فمن ضعفه في حفظه ، وقلة ضبطه ؛ أنه كان تارة ينسبه أنصارياً ، ولا يسمي أباه وجده ، وتارة يسميهما ، ولا ينسبه أنصارياً !
وجملة القول ؛ أن علة الحديث محمد بن أبي حميد هذا ، ولعله المضعف الذي عناه الذهبي في نقل المناوي ، لكن تحرف على بعض النساخ "ابن أبي حميد" إلى "ابن سعد" ، وهذا احتمال قوي عندي . والله أعلم .
وقد أشار المنذري إلى خطأ الحاكم في تصحيحه لحديثه ، فقال في "الترغيب" بعد أن حكاه عنه (2/ 12) :
"كذا قال" .
وله شاهد ؛ إلا فقرة الطمع ، مخرج في "الصحيحة" (401) .

(/1)


3882 - ( على النساء ما على الرجال ؛ إلا الجمعة ، والجنائز ، والجهاد ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 340 :
$موضوع$
أخرجه عبدالرزاق في آخر "الجهاد" من "المصنف" عن عبدالقدوس قال : سمعت الحسن قال : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : ... فذكره .
قلت : وهذا موضوع ، مع أنه مرسل ؛ فإن عبدالقدوس - وهو ابن حبيب الكلاعي الشامي - ؛ قال عبدالرزاق :
"ما رأيت ابن المبارك يفصح بقوله : كذاب ، إلا لعبدالقدوس" . وقد صرح ابن حبان بأنه كان يضع الحديث .

(/1)


3883 - ( على مثل جعفر فلتبك الباكية ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 340 :
$ضعيف$
أخرجه عبدالرزاق في "المصنف" (3/ 550/ 6666) عن رجل من أهل المدينة ، عن عبدالله بن أبي بكر ، عن أمه أسماء بنت عميس قالت :
لما أصيب جعفر ، جاءني رسول الله صلي الله عليه وسلم وقال :
"يا أسماء ! لا تقولي هجراً ، ولا تضربي صدراً" ، قالت : وأقبلت فاطمة وهو يقول : يا ابن عماه ! فقال النبي صلي الله عليه وسلم : ... فذكره ، قالت : ثم عاج النبي صلي الله عليه وسلم إلى أهله ، فقال :
"اصنعوا لآل جعفر طعاماً ؛ فقد شغلوا اليوم" .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ لجهالة الرجل المدني .
والشطر الأخير منه ؛ أخرجه عبدالرزاق أيضاً (6665) بسند آخر كالترمذي وغيره ، عن عبدالله بن جعفر به نحوه .
والحديث أخرجه ابن سعد في "الطبقات" ، وسمى الرجل المدني ، ولكن إسناده واه بمرة ، فقال (8/ 281-282) : أخبرنا محمد بن عمر : حدثني مالك ، عن (الأصل : ابن) أبي الرجال ، عن عبدالله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم ، عن أم عيسى بنت الجزار ، عن أم جعفر بنت محمد بن جعفر ، عن جدتها أسماء بنت عميس به .
ومحمد بن عمر - وهو الواقدي - ؛ كذاب ، فلا يعتمد على تصريحه بأن الرجل هو أبو الرجال ، واسمه محمد بن عبدالرحمن بن حارثة الأنصاري النجاري ، عن على أنه قد خالف في إسناده كما هو واضح .

(/1)


3884 - ( عليك بالبز ، فإن صاحب البز يعجبه أن يكون الناس بخير وخصب ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 341 :
$ضعيف$
أخرجه الخطيب في "التاريخ" (10/ 152) عن عبدالله بن مروان ابن أبي عصمة : حدثنا زيد بن حريش الأهوازي : حدثنا عمرو بن سفيان قال : حدثني محمد بن ذكوان : حدثني ابن لأبي هريرة ، أنه سمع جده أبا هريرة يقول : سأل رجل النبي صلي الله عليه وسلم : بم تأمرني أن أتجر ؟ قال : "عليك بالبز" ، ثم سأله : بم تأمرني أن أتجر (ثلاثاً) ، قال : ... فذكره .
أورده في ترجمة ابن أبي عصمة هذا ، ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً .
وزيد بن الحريش ؛ ترجمه ابن أبي حاتم (1/ 2/ 561) ، فقال :
"روى عن عمران بن عيينة . روى عنه إبراهيم بن يوسف الهسنجاني" .
وقال ابن القطان :
"مجهول الحال" .
وعمرو بن سفيان ؛ لم أعرفه ، وأستبعد أن يكون الثقفي ، بل يغلب على الظن أنه محرف من "عمران بن عيينة" ؛ فإنهم لم يذكروا للأهوازي شيخاً غيره .
وابن عيينة هذا ؛ صدوق له أوهام .
ومحمد بن ذكوان ؛ إن كان البصري الأزدي ؛ فضعيف . ونحوه ابن أبي صالح السمان . وإن كان بياع الأكسية ؛ فثقة .
وابن أبي هريرة هذا ؛ لم أعرفه .

(/1)


3885 - ( ما أخاف على أمتي فتنة أخوف عليها من النساء والخمر ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 342 :
$ضعيف$
أخرجه المحاملي في "الأمالي" (3/ 92/ 2) عن موسى بن هلال ، عن أبي إسحاق الهمداني ، عن هبيرة بن يريم ، عن علي مرفوعاً .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ أبو إسحاق هو عمرو بن عبدالله السبيعي وهو ثقة ؛ لكنه مدلس مختلط .
وموسى بن هلال - وهو النخعي - ؛ قال أبو زرعة :
"ضعيف الحديث" .

(/1)


3886 - ( عليك بحسن الخلق ؛ فإن أحسن الناس خلقاً أحسنهم ديناً ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 342 :
$موضوع$
أخرجه أبو نعيم في "الحلية" (4/ 376) عن عبدالغفار أبي مريم قال : حدثني الحكم ، عن ميمون ، عن معاذ قال :
بعثني رسول الله صلي الله عليه وسلم إلى اليمن ، فلم يزل يوصيني حتى [كان] آخر ما أوصاني قال : ... فذكره .
قلت : وهذا موضوع ؛ آفته عبدالغفار - وهو ابن القاسم أبو مريم الأنصاري - ؛ قال الذهبي :
"رافضي ليس بثقة ، قال علي بن المديني : كان يضع الحديث" .
ومن طريقه : أخرجه الطبراني أيضاً ؛ كما في "مجمع الزوائد" (8/ 25) ، وقال الهيثمي :
"وهو وضاع" .

(/1)


3887 - ( رحم الله عيناً بكت من خشية الله ، ورحم الله عيناً سهرت في سبيل الله ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 343 :
$ضعيف$
أخرجه أبو نعيم في "الحلية" (7/ 142-143) عن محمد بن عبدالله الجهبذي : حدثنا شعيب بن حرب : حدثنا سفيان الثوري ، عن سهيل ، عن أبيه ، عن أبي هريرة مرفوعاً . وقال :
"غريب من حديث الثوري ، لم نكتبه إلا من حديث الجهبذي" .
قلت : وهو ضعيف ؛ كما قال الدارقطني .
(تنبيه) : الجهبذي بكسر الجيم وسكون الهاء بعدها باء موحدة مكسورة ثم ذال معجمة ، نسبة إلى "الجهبذ" ، حرفة معروفة في نقد الذهب ، وقد وقع في "اللسان" : "الجهدي" ، وهو خطأ مطبعي ، وقد أشار فيه إلى أن المترجم في "الميزان" ، ولم أره فيه . والله أعلم .

(/1)


3888 - ( رحم الله قوماً يحسبهم الناس مرضى ، وما هم بمرضى ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 343 :
$ضعيف$
أخرجه ابن المبارك في "الزهد" (92) : أخبرنا المبارك بن فضالة ، عن الحسن قال : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : ... فذكره .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ فإنه مع كونه مرسلاً ؛ لأن الحسن هو البصري ؛ فإن الراوي عنه المبارك بن فضالة ؛ كان يدلس ويسوي ؛ كما في "التقريب" .
وقد رواه ابن نصر في "قيام الليل" (ص 11-12) عن الحسن بأتم منه موقوفاً عليه ، ولعله الصواب .

(/1)


3889 - ( الرفق يمن ، والخرق شؤم ، وإذا أراد الله بأهل بيت خيراً أدخل عليهم الرفق ، إن الرفق لم يكن في شيء إلا زانه ، والخرق لم يكن في شيء قط إلا شانه ، وإن الحياء من الإيمان ، وإن الإيمان في الجنة ، ولو كان الحياء رجلاً لكان صالحاً ، وإن الفحش من الفجور ، وإن الفجور في النار ، ولو كان الفحش رجلاً يمشي في الناس لكان رجلاً سوءاً ، وإن الله لم يخلقني فحاشاً ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 344 :
$ضعيف أو أشد$
أخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" (1/ 1/ 157) ، وابن عدي (358/ 2) ، والبيهقي في "شعب الإيمان" (2/ 459/ 1) و "الأسماء" (ص 155) من طريق أبي غرارة محمد بن عبدالرحمن التيمي قال : أخبرني أبي ، عن القاسم ، عن عائشة مرفوعاً .
قلت : وهذا إسناد ضعيف أو أشد ؛ فإن عبدالرحمن التيمي - وهو ابن أبي بكر بن عبيدالله بن أبي مليكة - ؛ ضعيف .
وولده أبو غرارة ؛ قال الحافظ :
"بكسر المعجمة وتخفيف الراء - الجدعاني ، وقيل : إن أبا غرارة غير الجدعاني ، فأبو غرارة لين الحديث ، والجدعاني متروك" .
والحديث أورده ابن عدي فيما أنكر على غرارة ، وقال ابن أبي حاتم في "العلل" (2/ 153) عن أبيه :
"هذا حديث منكر بهذا الاسناد" .
قلت : وقد خفيت هذه العلة القادحة على المناوي ، فأخذ يعل الحديث بتجهيل من ليس يجهل ؛ بل هو من الثقات الحفاظ ، فقال - تعليقاً على قول السيوطي في "الجامع" : "رواه البيهقي في "الشعب" عن عائشة" - :
"وفيه موسى بن هارون ؛ قال الذهبي في "الضعفاء" : مجهول" .
قلت : هذا خراساني روى عن عبدالرحمن بن أبي الزناد ؛ كما في "الميزان" ، وليس هو الذي في إسناد البيهقي ؛ فقد أخرجه من طريق أبي طاهر المحمد أبادي : حدثنا أبو عمران موسى بن هارون بن عبدالله - ببغداد - : حدثنا إبراهيم بن محمد بن عباس بن عثمان الشافعي : حدثنا أبو غرارة ...
فهذا كما ترى دون الخراساني في الطبقة ، ثم هو مكنى بأبي عمران ، وهو البزار المعروف والده بالحمال ، وهو مترجم في "تاريخ بغداد" (13/ 50-51) ترجمة حسنة ، وفي "التهذيب" أيضاً ، وحسبك فيه قول الحافظ في "التقريب" :
"ثقة حافظ كبير ، بغدادي" .
على أنه لم يتفرد به ؛ فقد أخرجه ابن عدي من غير طريقه ! وأخرج الخرائطي جملة منه من طريق أخرى عن الشافعي ، وقد مضى إسناده .
ولفقرة الحياء طريق آخر عن عائشة مرفوعاً ، وهو ضعيف أيضاً ، وهو مخرج في "الروض النضير" (832) .
وروي بلفظ :
"إن الحياء والحلم لو كانا أيما رجلين ، وإن الفحش والبذاء لو كانا رجلين كانا شر رجلين" .
أخرجه ابن الأعرابي في "معجمه" (234/ 2) من طريق حبان بن حبان ، عن حارثة بن أبي الرجال ، عن عمرة ، عن عائشة مرفوعاً .
وهذا إسناد ضعيف ؛ حارثة قال الحافظ :
"ضعيف" .
وحبان بن حبان ؛ لم أعرفه .
ورواه صبح بن دينار البلدي : حدثنا المعافى بن عمران : حدثنا إسرائيل وسفيان الثوري ، عن منصور ، عن مجاهد ، عنها مرفوعاً بلفظ :
"لو كان الصبر رجلاً ؛ لكان رجلاً كريماً" .
أخرجه ابن شاهين في "الترغيب" (ق 297/ 2) ، وابن شاذان الأزجي في "الفوائد المنتقاة" (2/ 105/ 2) ، والأصبهاني في "الترغيب" (201/ 1) ، وأبو نعيم في "الحلية" (8/ 290) وقال :
"غريب من حديث الثوري ، تفرد به المعافى عنه" .
قلت : هو ثقة من رجال البخاري ، وكذا من فوقه ، وإنما العلة في الراوي عنه : صبح بن دينار البلدي ؛ فإنه غير معروف ، وقد أورده العقيلي في "الضعفاء" (ص 192) من أجل حديث خالف فيه الثقات ؛ مما يدل على أنه لم يحفظ .
وفقرة الحياء والفحش ؛ رويت من طرق أخرى عن عائشة - رضي الله عنها - سيأتي تخريجها برقم (5943) ، وفقرة الفحش خاصة مخرجة في "الصحيحة" (537) .
والطرف الأول من الحديث : "الرفق يمن ، والخرق شؤم" ؛ له طريق آخر عنها ، يرويه الحسن بن الحكم بن طهمان : حدثني عبدالرحمن بن أبي مليكة ، عن الزهري ، عن عروة ، عن عائشة مرفوعاً .
والحسن هذا ؛ قال الذهبي في "الميزان" :
"تكلم فيه ولم يترك" .
وله شاهد واه جداً ، يرويه محمد بن الحسن - وهو الشيباني صاحب أبي حنيفة - ، عن المعلى بن عرفان ، عن أبي وائل ، عن عبدالله بن مسعود مرفوعاً به .
أخرجه الطبراني في "الأوسط" (1/ 245/ 1/ 4243) ، وقال :
"لم يروه عن المعلى إلا محمد" .
قلت : قال الذهبي :
"ضعفه النسائي من قبل حفظه" .
قلت : والآفة من شيخه المعلى بن عرفان ؛ فإنه متروك ، وبه أعله الهيثمي في "المجمع" (8/ 19) .

(/1)


3890 - ( زني شعر الحسين ، وتصدقي بوزنه فضة ، وأعطي القابلة رجل العقيقة ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 347 :
$ضعيف$
أخرجه الحاكم (3/ 179) من طريق حسين بن زيد العلوي ، عن جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن جده ، عن علي :
أن رسول الله صلي الله عليه وسلم أمر فاطمة رضي الله عنها ، فقال : ... فذكره . وقال الحاكم :
"صحيح الإسناد" . ورده الذهبي بقوله :
"قلت : لا" .
قلت : والعلة من حسين بن زيد فإنه مختلف فيه ، قيل لأبي حاتم : ما تقول فيه ؟ فحرك يه وقبلها . يعني : تعرف وتنكر . وقال ابن عدي :
"أرجو أنه لا بأس به ، إلا أني وجدت في حديثه بعض النكرة" . وقال ابن المديني :
"فيه ضعف" . وقال ابن معين :
"لقيته ولم أسمع منه ، وليس بشيء" . ووثقه الدارقطني .

(/1)


3891 - ( قال الله عز وجل : إن أوليائي من عبادي ، وأحبائي من خلقي ؛ الذين يذكرون بذكري ، وأذكر بذكرهم ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 348 :
$ضعيف$
أخرجه أبو نعيم في "الحلية" (1/ 6) عن رشدين بن سعد ، عن عبدالله بن الوليد التجيبي ، عن أبي منصور مولى الأنصار ، أنه سمع عمرو بن الجموح مرفوعاً .
قلت : وهذا إسناد ضعيف مظلم ؛ أبو منصور - وفي نسخة : منصور - ؛ لم أعرفه .
وعبدالله بن الوليد ، ورشدين بن سعد ؛ ضعيفان .

(/1)


3892 - ( السخاء شجرة في الجنة ، وأغصانها في الأرض ، فمن تعلق بغصن منها جره إلى الجنة ، والبخل شجرة في النار ، وأغصانها في الأرض ، فمن تعلق بغصن منها جره إلى النار ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 349 :
$ضعيف$
روي من حديث جابر ، وأبي هريرة ، وأبي سعيد الخدري .
1- أما حديث جابر ؛ فيرويه عاصم بن عبدالله : حدثنا عبدالعزيز بن خالد ، عن سفيان الثوري ، عن أبي الزبير ، عن جابر مرفوعاً به .
أخرجه أبو نعيم في "الحلية" (7/ 92) ، والخطيب في "التاريخ" (4/ 136) عن أحمد بن الخطاب بن مهران أبي جعفر التستري : حدثنا عبدالله بن عبدالوهاب الخوارزمي : حدثنا عاصم بن عبدالله به ، وقال أبو نعيم :
"تفرد به عبدالعزيز ، وعنه عاصم" .
قلت : عبدالعزيز ؛ روى عنه جمع ، وقال أبو حاتم :
"شيخ" .
وعاصم بن عبدالله ؛ ضعيف .
والخوارزمي ؛ قال أبو نعيم في "أخبار أصبهان" (2/ 52) :
"في حديثه نكارة" .
والتستري مستور ، وفي ترجمته أورد الخطيب هذا الحديث ، ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً .
والحديث ؛ قال المناوي :
"قال ابن الجوزي : موضوع ؛ عاصم ضعيف ، وشيخه كذاب" .
كذا قال ! وأقره ! وشيخ عاصم عبدالعزيز بن خالد ؛ لم يكذبه - بل لم يطعن فيه - أحد ، فالظاهر أنه اختلط عليه بغيره من المتروكين ؛ كابن عمران الأتي .
2- وأما حديث أبي هريرة ؛ فيرويه عبدالعزيز بن عمران ، عن إبراهيم بن إسماعيل بن أبي حبيبة ، عن داود بن الحصين ، عن الأعرج عنه .
أخرجه الخطيب (1/ 253) .
قلت : وهذا إسناد ضعيف جداً ؛ آفته عبدالعزيز بن عمران - وهو المعروف بابن أبي ثابت - ؛ متروك .
وشيخه إبراهيم ؛ ضعيف .
وغفل عن هذا ابن الجوزي ، ثم المناوي ، فقال هذا الأخير :
"قال مخرجه البيهقي : وهو ضعيف . وقال ابن الجوزي : لا يصح ؛ داود ضعيف" !
كذا قال ! وداود من رجال الشيخين ، وقال الحافظ :
"ثقة ؛ إلا في عكرمة" .
قلت : فالعلة ممن دونه كما ذكرنا .
3- وأما حديث أبي سعيد ؛ فيرويه محمد بن مسلمة الواسطي : حدثنا يزيد بن هارون ، عن سليمان التيمي ، عن أبي عثمان النهدي ، عن أبي سعيد الخدري .
أخرجه الخطيب أيضاً (3/ 306) ، وساق بعده للواسطي هذا حديثاً آخر ، وقال عقبه :
"هذا الحديث باطل موضوع ، ورجال إسناده كلهم ثقات سوى محمد بن مسلمة ، والذي قبله أيضاً منكر (يعني حديث الترجمة) ، ورجاله كلهم ثقات ، رأيت هبةالله بن الحسن الطبري يضعف محمد بن مسلمة ، وسمعت الحسن بن محمد الخلال يقول : محمد بن مسلمة ضعيف جداً" .
وقال في مطلع ترجمته :
"في حديثه مناكير بأسانيد واضحة" .
وللحديث طرق أخرى ، وكلها ضعيفة ؛ كما قال الحافظ العراقي وغيره ، وأورده ابن الجوزي في "الموضوعات" ، فما أبعد .

(/1)


3893 - ( عليك يا ابن مظعون بالصيام ؛ فإنه مجفرة له ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 351 :
$ضعيف$
أخرجه الديلمي (2/ 287) من طريق الطبراني ، عن إسماعيل بن أبي أويس : حدثنا عبدالملك بن قدامة الجمحي ، عن أبيه ، عن عائشة بنت قدامة بن مظعون ، عن أبيها ، عن أبيه عثمان بن مظعون أنه قال :
يا رسول الله ! إني رجل يشق علي هذه العزوبة في المغازي ، فائذن لي في الخصاء فأختصي ، فقال : ... فذكره .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ إسماعيل ، وعبدالملك ؛ ضعيفان .

(/1)


3894 - ( عليكم بالحجامة في جوزة القمحدوة ؛ فإنه دواء من اثنين وسبعين داء وخمسة أدواء ؛ من الجنون والجذام والبرص ووجع الأضراس ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 351 :
$ضعيف$
أخرجه الطبراني في "الكبير" ، وابن السني ، وأبو نعيم في "الطب" ، عن عبدالحميد بن صيفي بن صهيب ، عن أبيه ، عن جده مرفوعاً ؛ كما في "الجامع الكبير" للسيوطي (10/ 14/ 28133) .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ عبدالحميد هو ابن زياد بن صيفي بن صهيب ؛ أورده الذهبي في "الميزان" هكذا ؛ وقال :
"قال البخاري : لا يعرف سماع بعضهم من بعض" .
وقال ابن أبي حاتم (3/ 1/ 13) عن أبيه :
"هو شيخ" . وأما ابن حبان ؛ فذكره في "الثقات" ! وقال الحافظ في "التقريب" :
"لين الحديث" . وأما شيخه الهيثمي ؛ فوثقه ؛ كما يدل عليه قوله في تخريج الحديث (5/ 94) :
"رواه الطبراني ، ورجاله ثقات" !
وكأنه اعتمد على توثيق ابن حبان المذكور .

(/1)


3895 - ( عليكم بالسراري ؛ فإنهن مباركات الأرحام ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 352 :
$ضعيف$
رواه الطبراني في "الأوسط" (1/ 163/ 2) عن عمرو بن الحصين : أخبرنا محمد بن عبدالله بن علاثة : أخبرنا عثمان بن عطاء الخراساني ، عن عطاء ، عن مالك بن يخامر ، عن أبي الدرداء مرفوعاً . وقال :
"لا يروى عن أبي الدرداء إلا بهذا الإسناد ، تفرد به عمرو" .
قلت : وهو متهم بالوضع ، وقال الهيثمي (4/ 258) ؛ ثم العسقلاني : "متروك" .
وابن علاثة ؛ فيه ضعف .
وعثمان بن عطاء الخراساني ؛ ضعيف .
وأبوه عطاء ؛ ضعيف أيضاً ؛ لسوء حفظه وتدليسه .
والحديث رواه أبو داود أيضاً في "مراسيله" (205) ، والعدني ، عن رجل من بني هاشم مرسلاً ؛ كما في "الجامع الصغير" .
وفي إسناد "المراسيل" عنعنة بقية ، والزبير بن سعيد ؛ ضعيف .
ثم وجدت له شاهداً من حديث أنس بن مالك مرفوعاً بلفظ :
"عليكم بأمهات الأولاد ؛ فإنهن مباركات الأرحام" .
أخرجه أبو نعيم في "أخبار أصبهان" (2/ 324) ؛ فقال : حدث إبراهيم بن نائلة : حدثنا مسور مؤذن مسجد الجامع بالمدينة : حدثنا غالب بن فرقد : حدثنا كثير بن سليم عنه .
قلت : وهذا إسناد ضعيف جداً ؛ كثير بن سليم - وهو المدائني - ؛ قال البخاري :
"منكر الحديث" . وقال ابن حبان :
"يروي عن أنس ما ليس من حديثه ، ويضع عليه" .
وغالب بن فرقد ؛ ترجمه أبو نعيم في "الأخبار" (2/ 149) ، وساق له بعض الأحاديث ، ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً .
ومسور - وهو ابن يزيد أبو حامد - ؛ أورده أبو نعيم ، وفي ترجمته ذكر هذا الحديث ولم يزد ؛ فهو مجهول .

(/1)


3896 - ( لتكن عليكم السكينة . (وفي رواية :) عليكم بالقصد في المشي بجنائزكم ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 354 :
$ضعيف$
أخرجه الطيالسي في "مسنده" (521) : حدثنا شعبة ، عن ليث ، عن أبي بردة ، عن أبي موسى :
أن النبي صلي الله عليه وسلم مر عليه بجنازة يسرعون بها المشي ، فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم : ... فذكره بالرواية الأولى .
وهكذا أخرجه ابن ماجه (1479) ، وأحمد (4/ 403 و 412) من طرق أخرى ، عن شعبة به .
ثم أخرجه الطيالسي (522) : حدثنا زائدة ، عن ليث به ، بالرواية الأخرى ، ومن طريق الطيالسي أخرجه البيهقي في "السنن" (4/ 22) ، وأشار إلى تضعيفه بقوله :
"إن ثبت" .
قلت : وعلته ليث - وهو ابن أبي سليم - ؛ فإنه ضعيف .
والحديث أورده السيوطي في "الجامع الصغير" ؛ جامعاً بين الروايتين في سياق واحد بلفظ :
"عليكم بالسكينة ، عليكم بالقصد ..." .
وعزاه للطبراني في "الكبير" ، والبيهقي ، فلا أدري إذا كان السيوطي هو الذي جمع بين الروايتين ، أو هكذا هو عند الطبراني ، ولم أره في "مجمع الزوائد" للهيثمي ، ولعله لم يورده عمداً ؛ لأنه عند ابن ماجه بالرواية الأولى ، ثم إن السيوطي ذكر هذه الرواية في محلها من حرف اللام ، واقتصر في عزوها على أحمد ؛ وهو قصور .
ثم إن الحديث مخالف بظاهره للأحاديث الآمرة بالإسراع بالجنازة ؛ كقوله صلي الله عليه وسلم : "أسرعوا بالجنازة ..." ، وهي مذكورة في كتابي "أحكام الجنائز وبدعها" (71-72) .

(/1)


3897 - ( إن لله عز وجل يمهل حتى يمضي شطر الليل الأول ، ثم يأمر منادياً ينادي يقول : هل من داع يستجاب له ؟ هل من مستغفر يغفر له ، هل من سائل يعطى ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 355 :
$منكر بهذا السياق$
أخرجه النسائي في "اليوم والليلة" (رقم482) من طريق عمر بن حفص بن غياث : أخبرنا أبي : أخبرنا الأعمش : أخبرنا أبو إسحاق : أخبرنا أبو مسلم الأغر قال : سمعت أبا هريرة وأبا سعيد يقولان : قال : ... فذكره مرفوعاً .
قلت : وهذا إسناد ظاهرة الصحة ؛ فإن رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين ، لكن في عمر بم حفص بن غياث شيء من الضعف ؛ كما ينبئك به الحافظ ابن حجر في "التقريب" ؛ فقال في عمر :
"ثقة ؛ ربما وهم" . وقال في حفص :
"ثقة فقيه ؛ تغير حفظه قليلاً في الآخر" .
وساق له في "التهذيب" عدة أحاديث خطأه فيها ، أحدها من روايته عن الأعمش .
وأنا أقطع بأن هذا الحديث مما أخطأ في لفظه ؛ لمخالفة الثقات إياه فيه ؛ فقد رواه جماعة ، عن أبي مسلم الأغر بإسناده بلفظ :
"إن الله عز وجل يمهل ، حتى إذا ذهب ثلث الليل الأول ؛ نزل إلى السماء الدنيا ، فيقول : هل من مستغفر ؟ هل من تائب ؟ هل من سائل ؟ هل من داع ؟ حتى ينفجر الفجر" .
فليس فيه : "أن الله يأمر منادياً ينادي يقول" ، بل فيه أن الله هو القائل : "هل من .." ، وفيه نزول الرب سبحانه وتعالى إلى السماء الدنيا ، وهذا ما لم يذكره حفص بن غياث ، فدل على أنه لم يحفظه ، فالظاهر أنه لم يحدث به من كتابه ، وإنما من حفظه فوهم .
وها أنا أذكر من وقفت عليه من الثقات الذين خالفوه ؛ فرووه بذكر نزول الرب إلى السماء ، وأنه هو سبحانه القائل ، كما ذكرنا :
1- شعبة بن الحجاج . فقال الطيالسي في "مسنده" (2232 و 2385) : حدثنا شعبة قال : أخبرنا أبو إسحاق قال : سمعت الأغر به .
ومن طريق الطيالسي : أخرجه أبو عوانة في "صحيحه" (2/ 288) ، والبيهقي في "الأسماء والصفات" (450) . وأخرجه مسلم (2/ 176) ، وابن خزيمة في "التوحيد" (83) ، وأحمد (3/ 34) من طريق أخرى ، عن شعبة به .
2- منصور - وهو ابن المعتمر الكوفي - ، عن أبي إسحاق به .
أخرجه مسلم ، وأبو عوانة ، وابن خزيمة (84) .
3- فضيل - وهو ابن غزوان الكوفي - ، عنه .
أخرجه أبو عوانة .
4- أبو عوانة - وهو الوضاح بن عبدالله اليشكري - ، عنه به .
أخرجه أحمد (2/ 383 و 3/ 43) .
5- معمر - وهو ابن راشد البصري - ، عنه .
أخرجه أحمد أيضاً (3/ 94) من طريق عبدالرزاق - وهو في "مصنفه" (11/ 293-294) - .
6- إسرائيل ، وهو ابن يونس بن أبي إسحاق السبيعي .
أخرجه ابن خزيمة .
قلت : فهذه ستة طرق ، وكلهم ثقات أثبات رووه باللفظ المخالف للفظ حفص ابن غياث ، فثبت وهمه فيه .
وكان يمكن أن يقال : لعل الوهم من أبي إسحاق - وهو السبيعي - ؛ فإنه كان اختلط ، على تدليس فيه ، لولا أنه قد صرح بالتحديث في رواية شعبة الأولى عنه ، ثم هو روى عنه قبل الاختلاط ، فانتفى الاحتمال المذكور ، ولزم الخطأ حفص بن غياث .
وإن مما يؤكد وهمه ؛ أنه قد تابعه محاضر - وهو ابن المورع - ، وهو ثقة من رجال مسلم قال : حدثنا الأعمش به نحوه ؛ إلا أنه لم يذكر في إسناده أبا سعيد الخدري .
أخرجه أبو عوانة عقب سوقه حديث شعبة ، ولم يسق لفظه ، وإنما قال : "بنحوه" ، وأخرجه ابن خزيمة ، فساق لفظه .
ومما يؤكد خطأ اللفظ المذكور ونكارته ؛ أن الحديث قد جاء من طرق أخرى كثيرة عن أبي هريرة - رضي الله عنه - مرفوعاً باللفظ المحفوظ نحوه . وقد خرجت سبعة منها في "إرواء الغليل" (450) ، اثنتان منها "الصحيحين" ، وأخريان في "صحيح مسلم" ، وسائرها في "مسند أحمد" وغيره .
وللحديث باللفظ الصحيح شواهد كثيرة خرجت بعضها هناك ؛ من حديث جبير بن مطعم ، ورفاعة بن عرابة الجهني ، وعلي بن أبي طالب ، وعبدالله بن مسعود ، ولذلك جزم ابن عبدالبر في "التمهيد" (7/ 129) بتواتره .
ونحو هذا الحديث في النكارة ؛ ما أخرجه أحمد (4/ 22) من طريق علي بن زيد ، عن الحسن ، عن عثمان بن أبي العاص مرفوعاً بلفظ :
"ينادي مناد كل ليلة : هل من داع فيستجاب له ، هل من سائل فيعطى ، هل من مستغفر فيغفر له ؟ حتى ينفجر الفجر" .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ الحسن هو البصري ، وهو مدلس وقد عنعنه .
وعلي بن زيد - وهو ابن جدعان - ؛ ضعيف .
ولفظه هذا أقل نكارة من الأول ؛ لأنه ليس فيه ذكر آمر ومأمور ، بل قوله : "ينادي ..." ؛ لا ينافي أن يكون هو الله تبارك وتعالى كما في الروايات الصحيحة ، بل هذا هو الذي ثبت عن ابن جدعان نفسه في رواية عنه ، أخرجها ابن خزيمة في "التوحيد" (ص 89) من طريق حماد بن سلمة عنه . ومن هذا الوجه أخرجه أحمد ، فالظاهر أن ابن جدعان - لسوء حفظه - كان الحديث عنده غير مضبوط لفظه ، فكان يرويه تارة باللفظ المحفوظ ، وتارة باللفظ المنكر .
ثم رأيت للحديث طريقاً آخر ، خرجته في "الصحيحة" (1073) .

(/1)


واعلم أن الذي حملني على تخريج هذا الحديث في هذا الكتاب أمران اثنان :
الأول : أني رأيت الحافظ ابن حجر - عفا الله عنا وعنه - قد ساقه من الطريقين : طريق النسائي عن الأغر ... ، وطريق أحمد عن عثمان بن أبي العاص ؛ مقوياً به تأويل بعض النفات لنزول الرب سبحانه وتعالى تأويلاً منكراً ، ينافي سياق كل الطرق الثابتة عن النبي صلي الله عليه وسلم ، فقال في "الفتح" (3/ 25) :
"وقد حكى أبو بكر بن فورك : أن بعض المشايخ ضبطه بضم أوله على حذف المفعول ، أي ينزل ملكاً ، ويقويه ما رواه النسائي من طريق الأغر ... وفي حديث عثمان بن أبي العاص : "ينادي مناد : هل ..." الحديث . قال القرطبي : وبهذا يرتفع الإشكال . ولا يعكر عليه ما في رواية رفاعة الجهني : ينزل الله إلى السماء الدنيا : فيقول : "لا يسأل عن عبادي غيري" ؛ لأنه ليس في ذلك ما يدفع التأويل المذكور" !
كذا قال الحافظ عفا الله عنه ! فلقد سلك في كلامه هذا على الحديث مسلك أهل الأهواء والبدع من حيث الرواية والدراية . أما الرواية ؛ فإنه سكت عن إسناد الحديثين ؛ مع أنه يعلم مخالفتهما للروايات الثابتة عن النبي صلي الله عليه وسلم في نزول الرب تعالى إلى السماء الدنيا ، وقوله هو نفسه : "هل من ..." ، لما رأى أن فيهما تقوية لتأويل المبتدعة للحديث .
وأما الدراية ؛ فلا يخفى ضعف بل بطلان التأويل المذكور إذا ما قورن بالروايات الصحيحة للحديث ، التي منها رواية رفاعة التي أشار إليها ابن حجر ، ولفظها :
"إذا مضى شطر الليل - أو قال : ثلثاه - ؛ ينزل الله إلى سماء الدنيا ، ثم يقول : لا أسال عن عبادي غيري : من ذا الذي يسألني فأعطيه ، من ذا الذي يدهوني فأجيبه ، من ذا الذي يستغفرني فأغفر له ، حتى ينفجر الفجر" .
فكيف لا يعكر على ذلك التأويل الذي ذكره قوله في هذا الحديث : "ثم يقول : لا أسأل عن عبادي غيري" ! لأن ضمير قوله : "ثم يقول" بعود على تأيلهم ، إلى الملك الذي زعموا أنه المفعول المحذوف ؛ لضبطهم لفظ "ينزل" على البناء للمجهول ؟! بل كيف لا ينافي هذا التأويل تمام الحديث في جميع طرقه وألفاظه التي ذكرت أن الله سبحانه هو الذي يقول : "من ذا الذي يسألني فأعطيه ... إلخ" . فهل الملك هو الذي يعطي ويستجيب الدعاء ويغفر الذنوب ؟! سبحانك هذا بهتان عظيم ! ولقد أبطل التأويل المذكور شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى من وجوه في كتابه "حديث النزول" (ص 37-42طبع المكتب الإسلامي) ، منها ماأشرت إليه من أن الملك ليس له أن يقول ما ذكرناه من الحديث . وقال شيخ الإسلام عقبه :
"وهذا أيضاً مما يبطل حجة بعض الناس (كأنه يشير إلى ابن فورك) ؛ فإنه احتج بما رواه النسائي في بعض طرق الحديث : "أنه يأمر منادياً فينادي" ؛ فإن هذا إن كان ثابتاً عن النبي صلي الله عليه وسلم ؛ فإن الرب يقول ذلك ، ويأمر منادياً بذلك ، لا أن المنادي يقول : "من يدعوني فأستجيب له ؟" ، ومن روى عن النبي صلي الله عليه وسلم أن المنادي يقول ذلك ؛ فقد علمنا أنه يكذب على رسول الله صلي الله عليه وسلم ؛ فإنه - مع أنه خلاف اللفظ المستفيض المتواتر الذي نقلته الأمة خلفاً عن سلف - فاسد في المعقول ، يعلم أنه من كذب بعض المبتدعين ، كما روى بعضهم : "ينزل" بالضم ، وكما قرأ بعضهم : (وكلم الله موسى تكليماً) ، ونحو ذلك من تحريفهم اللفظ والمعنى" .
قلت : فقد أشار شيخ الإسلام رحمه الله تعالى إلى شكه في ثبوت رواية النسائي هذه ، فهذا الشك من الشيخ ، وسكوت الحافظ عليها ، مما حملني على تحقيق القول فيها ؛ لأن السكوت لا يجوز ، والشك يشعر بأن الشيخ لم يكن على بينة من حالها ، وإلا ؛ لبادر إلى إنكارها . ولم يكن به من حاجة إلى الجمع بينها وبين اللفظ المحفوظ المستفيض .
والأمر الآخر : أن الكوثري المشهور بعدائه الشديد للسنة وأهلها ؛ قد ذكر في تعليقه على "الأسماء والصفات" (ص 450) أن الحافظ عبدالحق قد صحح الحديث بهذا اللفظ . فأحببت أن أتثبت من أمرين :
أولهما : هل هذا العزو لعبدالحق صحيح ؟ فإن الكوثري لا يوثق بكثير مما ينقله ؛ لأنه يدلس .
وثانيهما : إذا كان العزو صحيحاً ، فهل هو مصيب فيه أم لا ؟
فأقول : أما الأمر الثاني ؛ فقد سبق بيانه بما لا تراه في غير هذا الموضع ، وعرفت أن الحديث بهذا اللفظ منكر لا يصح .
وأما الأمر الأول ؛ فقد تبين لي أن العزو لا يصح أيضاً ، إلا بشيء من الغفلة أو التدليس ، وإليك البيان :

(/2)


اعلم أن الحديث أورده الحافظ عبدالحق في "أحكامه" ، ومنه عرفت إسناده كما سبق ، فتمكنت بذلك من دراسته والكشف عن علته ، ومن المعروف عند المشتغلين بالحديث - ومنهم الكوثري - أن الحديث الذي يورده عبدالحق في كتابه المذكور ساكتاً عليه فهو صحيح عنده ؛ كما نص عليه ، استجاز الكوثري أن يعزو إليه تصحيحه إياه ، فغفل - وهذا ليس بعيداً عنه - ، أو دلس - وهذا ما عهدناه منه غير مرة - ، وسواء كان هذا أو ذاك ؛ فإن القاعدة المذكورة ليست على إطلاقها عند الحافظ الإشبيلي ؛ فقد قال بعد ما نقلته عنه :
"والحديث السقيم أكثر من أن أتعرض له ، أو أشتغل به ، وبعض هذه الأحاديث المعتلة ورد من طريق واحدة ، فذكرته منها ، وربما بينته" .
قلت : فأفاد بهذا النص ، أنه قد يذكر الحديث المعلول ؛ ولا يبين علته إلا نادراً وفي حالة واحدة ، وهي حين يكون من طريق واحدة وإسناد واحد فيذكره ، ولا يبين علته ، وقد يبين . فإذن ؛ سوقه الحديث بإسناده عند مخرجه إشارة منه إلى أنه معلول ، وهذا هو بعينه ما صنعه الحافظ الإشبيلي رحمه الله ؛ فإنه ساق الحديث بإسناده عند النسائي كما تقدم ، فكان ذلك دليلاً واضحاً عند العارفين باصطلاحه أنه معلول عنده ، وذلك ينافي الصحة ، لا سيما وقد أتبعه بسوقه لرواية مسلم عن أبي هريرة مرفوعاً باللفظ المحفوظ . فلو لم يذكر الحافظ هذا الاصطلاح في المقدمة ؛ لكان سوقه حديث النسائي بإسناده وحديث مسلم بدون إسناده ؛ أوضح إشارة للعاقل اللبيب أن الإسناد علة ، فتنبه لها . فكيف وهو قد لفت النظر إلى هذا تصريحاً في المقدمة ؟!!
فتجاهل هذا كله الكوثري ، وعزا إلى الحافظ تصحيحه للحديث ، وليس كذلك ، بل هو عنده معلول ، كما بينت ، وكشفنا لك عن العلة فيما سبق من هذا التخريج . والله تعالى هو الموفق لا رب سواه .
ثم اعلم أن نزول الرب سبحانه وتعالى إلى السماء الدنيا كل ليلة ، هو صفة من صفات أفعاله عز وجل ؛ كاستوائه على عرشه ، ومجيئه يوم القيامة ، الثابتين في نصوص القرآن الكريم ، يجب الإيمان والإذعان له على ما يليق بذاته تعالى ؛ دون تعطيل أو تشبيه ؛ إذ الصفة يقال فيها ما يقال في ذاته تعالى ؛ فكما أننا نؤمن بذاته دون أن نكيفها ، فكذلك نؤمن بصفاته كلها - ومنها النزول وغيره - دون أن نكفيها ، فمن نفى نزوله تعالى حقيقة على ما يليق به بطريق التأويل ؛ لزمه أن ينفي وجود ذات الله تعالى بنفس الطريق ، وإلا ؛ فهو متناقض ؛ كما حققه شيخ الإسلام ابن تيمية في عديد من كتبه مثل "شرح حديث النزول" ، و "التدمرية" ، و "الحموية" ونحوها .
ويعجبني بهذه المناسبة ما ذكره البيهقي في "الأسماء" (ص 453) بعد أن روى عن عبدالله بن المبارك أنه سئل : كيف ينزل ؟ قال : ينزل كما يشاء . قال : قال أبو سليمان رحمه الله (يعني الخطابي) :
"وإنما ينكر هذا وما أشبهه من الحديث من يقيس الأمور في ذلك بما شاهده من النزول ؛ الذي هو نزلة من أعلى إلى أسفل ، وانتقال من فوق إلى تحت ، وهذا صفة الأجسام والأشباح ، فأما نزول من لا يستولي عليه صفات الأجسام ؛ فإن هذه المعاني غير متوهمة فيه ، وإنما هو خبر عن قدرته ورأفته بعباده ، وعطفه عليهم ، واستجابته دعاءهم ، ومغفرته لهم ، يفعل ما يشاء ، لا يتوجه على صفاته كيفية ؛ ولا على أفعاله كمية . سبحانه (ليس كمثله شيء وهو السميع البصير) . قال : وهذا من العلم الذي أمرنا أن نؤمن بظاهره ، وأن لا نكشف عن باطنه ، وهو من جملة المتشابه . ذكره الله في كتابه فقال : (هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات) الآية ؛ فالمحكم منه يقع به العلم الحقيقي والعمل ، والمتشابه يقع به الإيمان والعلم الظاهر ، ويوكل باطنه إلى الله عز وجل ، وهو معنى قوله : (وما يعلم تأويله إلا الله) ، وإنما حظ الراسخين أن يقولوا : (آمنا به كل من عند ربنا) . وكذلك ما جاء من هذا الباب في القرآن ؛ كقوله عز وجل : (هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله في ظلل من الغمام والملائكة وقضي الأمر) ، وقوله : (زجاء ربك والملك صفاً صفاً) ، والقول في جميع ذلك عند علماء السلف هو ما قلناه" .
إذا عرفت هذا ؛ فعليك بطريقة السلف ؛ فإنها أعلم وأحكم وأسلم ، ودع طريقة التأويل التي عليها الخلف الذين زعموا : "أن طريقة السلف أسلم ، وطريقة الخلف أعلم وأحكم" ؛ فإنه باطل من القول ، وفيه ما لا يخفى من نسبة الجهل إلى السلف ، والعلم إلى الخلف !! وسبحان الله كيف يصدر مثل هذا القول ممن يؤمن بفضائل السلف التي لا تخفى على أحد ، وراجع بيان بطلان هذا القول في كتب ابن تيمية ، أو في مقدمتي لـ "مختصر العلو للعلي العظيم" للحافظ الذهبي ؛ باختصاري وتقدمتي التي أنا على وشك الانتهاء منها بفضله تعالى وكرمه .
ثم طبع والحمد لله سنة (1401) في المكتب الإسلامي ببيروت .
(تنبيه) : علق الدكتور فاروق حمادة على الحديث في "عمل اليوم والليلة" (ص 340) ، فقال :

(/3)


"وأخرجه عبدالرزاق في "المصنف" 11/ 444" .
وهذا التخريج ؛ تعليقه على هذا الحديث المنكر ، وهو خطأ محض - وأرجو أن لا يكون مقصوداً وتدليساً من هذا الدكتور - وذلك ؛ لأن الحديث المشار إليه في "المصنف" من طريق ابن شهاب الزهري قال : أخبرني أبو سلمة بن عبدالرحمن والأغر أبو عبدالله صاحبا أبي هريرة : أن أبا هريرة أخبرهما ، عن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال : ... فذكر الحديث باللفظ المحفوظ في "الصحيحين" وغيرهما ، كما سبقت الإشارة إليه ، وهو المخرج في "الإرواء" بالرقم المذكور آنفاً من الطريق الأولى عن أبي هريرة عن ابن شهاب به ؛ إلا أنه لم يذكر في سنده أبا سعيد الخدري (ج 2/ 195-196) . فهذا لفظ وطريق غير لفظ وطريق حديث الترجمة ، فهل خفي ذلك على الدكتور ، أم تجاهله لغاية في نفسه ! أرجو أن يكون الأمر الأول ، ولكن كيف يمكن هذا وهو قد علق أيضاً على اللفظ المحفوظ عن الزهري وقد أخرجه النسائي أيضاً برقم (480) ؛ فقال الدكتور :
"هذه الرواية موافقة لمسلم والبخاري وعبدالرزاق في "المصنف" 10/ 444" .
فكيف يصح عزو اللفظ المنكر واللفظ المحفوظ مع اختلاف إسناديهما إلى "مصنف عبدالرزاق" ؛ وهو إنما رواه بالسند الصحيح باللفظ المحفوظ ، وهل يمكن أن تخفى هذا على الدكتور ؟! .
وأريد هنا - أيضاً - أن أكشف عن تدجيل أحد المعلقين على كتاب ابن الجوزي "دفع شبه التشبيه" ؛ وهو الذي لقبه أحدهم بحق بـ "السخاف" ؛ فإنه تجاهل الطرق المتواترة في "الصحيحين" وغيرهما ؛ المتفقة على أن الله عز وجل هو الذي ينزل ، وهو الذي يقول : "من يدعوني .. من يستغفرني .. من يسألني" ؛ فعطل هذه الدلالة القاطعة الصريحة بقوله (ص 192) : إن المراد بالحديث أن الله ينزل ملكاً ! تقليداً منه لابن حجر في "الفتح" (3/ 30) ، وقوى ذلك برواية النسائي المنكرة هذه ، ولو أن هذا المتجاهل اكتفى في التقليد على ما في "الفتح" ؛ لهان الأمر بعض الشيء ، ولكنه أخذ يرد علي بالباطل تضعيفي لرواية النسائي هذه ؛ بتحريفه لكلامي أولاً ، وبالافتراء علي ثانياً ؛ فاسمع إليه كيف يقول :
"وقد زعم أن حفص بن غياث تغير حفظه قليلاً" . فأقول غاضاً النظر عن مناقشته في قوله : "زعم" !
أولاً : قوله : "رواية حفص عن الأعمش كانت في كتاب .." إلخ . تدليس خبيث على القراء ، وكذب على الحافظ المزي والحافظ العسقلاني ؛ فإن الذي في "تهذيبيهما" : "أنه كان عند عمر بن حفص كتاب أبيه عن الأعمش" ! فهذا شيء ، وكون حديثه هذا المنكر كان في كتابه شيء آخر ، كما لا يخفى على القراء .
ثانياً : قوله : "فلا يضرها اختلاط حفص بأخرة على تسليم وقوعه" !
فأقول : يلاحظ أنه بتغيير لفظة "الاختلاط" مكان قولي : "تغير" ، يدل على شيئين أحلاهما مر :
الأول : أنه لا يفرق بين اللفظين ، وأن حكم من تغير من الثقات حكم من اختلط منهم عنده ، وهذا هو اللائق بجهله وتعلقه بهذا العلم !! والواقع أن التغير ليس جرحاً مسقطاً لحديث من وصف به ، بخلاف من وصف بالاختلاط ، والأول يقبل حديث من وصف به ؛ إلا عند الترجيح كما هنا ، وأما من وصف بالاختلاط ؛ فحديثه ضعيف ؛ إلا إذا عرف أنه حدث به قبل الاختلاط .
والآخر : أنه تعمد التغيير المذكور تضليلاً وتمهيداً للاعتذار عن قوله : "على تسليم وقوعه" !
فإذا تنبه لتلاعبه بالألفاظ وقيل له : كيف تنكر تغيره وفي "التهذيبين" نقول صريحة عن الأئمة بوصفه بذلك ؟ أجاب : بأنني عنيت الاختلاط وهذا غير مسلم به !
وإذا قيل له : البحث في التغير - وهذا مما يمكن إنكاره - ؛ قال : قد أجبت عنه بأن الحديث في كتاب حفص !! وقد يبدو أن هذا الكلام فيه تكلف ظاهر في تأويل تغييره المذكور ، فأقول : هو كذلك ، ولكنه لا بد من هذا عند افتراض أنه تعمد التغيير ، وإلا ؛ فالاحتمال أنه أتي من قبل جهله هو الوجه .
رابعاً : لو فرض أن حفص بن غياث لم يرم بالتغير وكان كسائر الثقات الذين لم يرموا بجرح مطلقاً ؛ فحينئذ يرد حديثه هذا بالشذوذ ؛ لمخالفته لأولئك الثقات الستة الذين رووه بنسبة النزول إلى الله صراحة ، وقوله عز وجل : "من يدعوني .. من يستغفرني .." إلخ .
راجع : "تفسير القرطبي" (4/ 39) ، و "أقاويل الثقات" (ص 205) .💥

13. : السلسلة الضعيفة
المؤلف : محمد ناصر الدين الألباني

3898 - ( إن شئت أسمعتك تضاغيهم في النار . يعني : أطفال المشركين ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 367 :
$موضوع$
أخرجه أحمد (6/ 208) عن أبي عقيل يحيى بن المتوكل ، عن بهية ، عن عائشة :
أنها ذكرت لرسول الله صلي الله عليه وسلم أطفال المشركين ، فقال : ... فذكره .
قلت : وهذا إسناد ضعيف جداً ؛ بهية - بالتصغير - لا تعرف .
ويحيى بن المتوكل ؛ متفق على تضعيفه ، بل قال عمرو بن علي الفلاس :
"فيه ضعف شديد" . وقال ابن حبان :
"ينفرد بأشياء ليس لها أصول ، لا يرتاب الممعن في الصناعة أنها معمولة" .
قلت : فقول الحافظ فيه في "التقريب" : "ضعيف" فيه قصور ، بل هو أسوأ من ذلك ، والصواب قوله في "الفتح" (3/ 195-بولاق" بعد أن ساق الحديث :
"وهو حديث ضعيف جداً ؛ لأن في إسناده أبا عقيل مولى بهية ؛ وهو متروك" .
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية في "منهاج السنة" (2/ 233-234- دار العروبة) بعد أن ذكر الحديث بنحوه :
"وهذا الحديث كذب موضوع عند أهل الحديث ، ومن هو دون أحمد من أئمة الحديث يعرف هذا فضلاً عن مثل أحمد" .
قلت : وإنما جزم شيخ الإسلام بوضعه - وإن كان السند لا يقتضي ذلك - ؛ لمنافاة متنه للمقطوع به في الإسلام من الأدلة الكثيرة القاضية بعدم التكليف إلا بعد البلوغ ، وقيام الحجة ؛ كما في قوله تعالى : (وما كنا معذبين حتى نبعث رسولاً) [الإسراء : 15] ، وقوله صلي الله عليه وسلم : "رفع القلم عن ثلاث : عن الصبي حتى يبلغ ..." الحديث .
(تنبيه) : ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية هذا الحديث من مسند خديجة رضي الله عنها ، ولم أقف عليه عنها ، وإنما رواه عبدالرزاق من طريق أبي معاذ ، عن الزهري ، عن عروة ، عن عائشة قالت : سألت خديجة النبي صلي الله عليه وسلم عن أولاد المشركين ؟ فقال : "هم مع آبائهم ..." الحديث ، وليس فيه التصريح بأنهم في النار . قال الحافظ (3/ 196) :
"وأبو معاذ هو سليمان بن أرقم ، وهو ضعيف" .
ثم إن حديث الترجمة ذكره الحافظ من رواية أحمد بلفظ أتم مما تقدم عنه ، فإنه قال :
"وروى أحمد من حديث عائشة : سألت رسول الله صلي الله عليه وسلم عن ولدان المسلمين ؟ قال : "في الجنة" . وعن أولاد المشركين ؟ قال : "في النار" . فقلت : "يا رسول الله ! لم يدركوا الأعمال ؟! قال : ربك أعلم بما كانوا عاملين ، لو شئت أسمعتك تضاغيهم في النار" .
ولم أره في "مسند أحمد" بهذا التمام ، وظني أنه في "الكامل" لابن عدي ، فليراجع في ترجمة ابن المتوكل هذا ، فإن نسخة الظاهرية منه فيها خرم .

(/1)


3899 - ( إن الجنة عرضت علي ، فلم أر مثل ما فيها ، وإنها مرت بي خصلة من عنب ، فأعجبتني ، فأهويت إليها لآخذها ، فسبقتني ، ولو أخذتها لغرستها بين ظهرانيكم حتى تأكلوا من فاكهة الجنة ، واعلموا أن الكمأة دواء العين ، وأن العجوة من فاكهة الجنة ، وأن هذه الحبة السوداء التي تكون في الملح ؛ اعلموا أنها دواء من كل داء إلا الموت ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 369 :
$ضعيف الإسناد$
أخرجه أحمد (5/ 351) : حدثنا محمد بن عبيد : حدثنا صالح - يعني : ابن حيان - عن ابن بريدة ، عن أبيه : أنه كان مع رسول الله صلي الله عليه وسلم في اثنين وأربعين من أصحابه ، والنبي صلي الله عليه وسلم يصلي في المقام وهم خلفه جلوس ينتظرونه ، فلما صلى أهوى فيما بينه وبين الكعبة كأنه يريد أن يأخذ شيئاً ، ثم انصرف إلى أصحابه ، فثاروا ، وأشار إليهم أن اجلسوا ، فجلسوا ، فقال : "رأيتموني حين فرغت من صلاتي أهويت فيما بيني وبين الكعبة كأني أريد أن آخذ شيئاً ؟" ، قالوا : نعم يا رسول الله ، قال : ... فذكره .
وهذا إسناد ضعيف ، رجاله كلهم ثقات رجال الستة غير صالح بن حيان وهو القرشي الكوفي ؛ وهو ضعيف ؛ كما في "التقريب" .
وقد رواه عنه مختصراً زهير بن معاوية ، فانقلب عليه اسمه ، فقال : عن واصل ابن حيان البجلي : حدثني عبدالله بن بريدة به . فانظر (الكمأة دواء العين) تحت الحديث (863) من "الصحيحة" .
وقد أورده الهيثمي في "المجمع" بهذا التمام ، ثم قال (5/ 87) :
"رواه أحمد ، ورجاله رجال الصحيح ؛ إلا أن الإمام أحمد قال : سمع زهير من واصل بن حيان وصالح بن حيان ، فجعلهما واصلاً .
قلت : واصل ثقة ، وصالح بن حيان ضعيف ، وهذا الحديث من رواية واصل في الظاهر ، والله أعلم . وقد رواه باختصار من رواية صالح أيضاً" .
قلت : هذه الرواية المختصرة ليست من رواية صالح عند أحمد ، بل هي رواية زهير المعلة عن واصل بن حيان ، واستظهاره أن الحديث من رواية واصل الثقة خلاف الظاهر عندي ؛ فإن الذي قال "عن واصل" إنما هو زهير بن معاوية ، وقد حكموا بخطئه ؛ كما بينت ذلك في المكان المشار إليه من "الصحيحة" .

(/1)


3900 - ( إن الحجامة أفضل ما تداوى به الناس ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 370 :
$ضعيف$
أخرجه الحاكم (4/ 209) عن زيد بن أبي أنيسة ، عن محمد بن قيس : حدثنا أبو الحكم البجلي - وهو عبدالرحمن بن أبي نعم - قال : دخلت على أبي هريرة - رضي الله عنه - وهو يحتجم ، فقال لي : يا أبا الحكم ! احتجم ، فقلت : ما احتجمت قط ، قال : أخبرني أبو القاسم صلي الله عليه وسلم : أن جبريل عليه السلام أخبره ... به .
وقال : صحيح على شرط الشيخين ، ووافقه الذهبي ، كذا قالا !
وقد أورد الهيثمي الحديث في "المجمع" (5/ 91) وقال :
"رواه الطبراني في "الأوسط" ، وفيه محمد بن قيس النخعي ؛ ذكره ابن أبي حاتم ولم يجرحه ولم يوثقه ، وبقية رجاله رجال الصحيح" .
وقال ابن حبان في "الثقات" :
"يخطىء ويخالف" .
قلت : فهو - على هذا - ضعيف .

(/1)


3901 - ( أوحى الله تعالى إلى موسى عليه السلام : من داوم على قراءة آية الكرسي دبر كل صلاة ؛ أعطيته أجر المتقين وأعمال الصديقين ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 371 :
$منكر جداً$
رواه الثعلبي في "تفسيره" من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه ؛ كما في "شرح البخاري" للعيني (3/ 204) .
قلت : وسكت عليه ! ولوائح الوضع ظاهرة عليه في نقدي .
ثم رأيت الحديث قد أورده ابن كثير في "التفسير" (1/ 307) ، فقال : قال ابن مردويه : حدثنا محمد بن الحسن بن زياد المقرىء بسنده ، عن أبي موسى ، عن النبي صلي الله عليه وسلم نحوه . وقال ابن كثير :
"وهذا حديث منكر جداً" .
قلت : وآفته محمد بن الحسن هذا - وهو أبو بكر النقاش المفسر - ، وهو كذاب كما في "الميزان" و "اللسان" ، يرويه بإسناد له ، عن زياد بن إبراهيم : أخبرنا أبو حمزة السكري ، عن المثنى ، عن قتادة ، عن الحسن عنه .
وزياد هذا ؛ لم أعرفه .
ثم رأيت الحديث قد أخرجه الديلمي في "مسند الفردوس" (1/ 165/ 2) من طريق أخرى ، عن زياد النميري : حدثنا أبو حمزة به .
وزياد النميري من طبقة التابعين مع ضعف فيه ؛ فما أظنه إلا محرفاً .
لكن المثنى بن الصباح ضعيف مختلط ، فإن سلم ممن دونه فهو الآفة .
وأخرجه ابن عدي في "الكامل" (3/ 41) في ترجمة خالد بن الحسين أبي الجنيد الضرير البغدادي قال : حدثنا حماد الربعي ، عن أبي الزبير ، عن جابر مرفوعاً به ، وله عنده تتمة .
وروى ابن عدي ، عن يحيى بن معين قال :
"أبو الجنيد الضرير ؛ ليس بثقة" .
ثم ساق له أحاديث هذا أحدها ، ثم قال :
"وله غيرها ، وعامتها عن الضعفاء ، أو قوم لا يعرفون ، فالبلاء منه أو من غيره" .
وحماد الربعي ؛ من أولئك المجاهيل الذين أشار إليهم ابن عدي . وقال الذهبي في "الميزان" و "الضعفاء" :
"لا يعرف" .
وفي الباب حديث آخر جيد خرجته في "الصحيحة" (972) .

(/1)


3902 - ( يا أيها الناس ! ما بالكم أسرعتم في حظائر يهود ! ألا لا تحل أموال المعاهدين إلا بحقها ، وحرام عليكم حمر الأهلية والإنسية ، وخيلها وبغالها ، وكل ذي ناب من السباع ، وكل ذي مخلب من الطير ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 373 :
$ضعيف$
أخرجه أبو داود (2/ 144) ، وأحمد (4/ 90) واللفظ له من طريق محمد بن حرب الخولاني : حدثني أبو سلمة سليمان بن سليم ، عن صالح بن يحيى ابن المقدام ، عن ابن المقدام ، عن جده المقدام بن معدي كرب قال : غزوت مع خالد بن الوليد الصائفة ، فقرم أصحابي إلى اللحم ، فقالوا : أتأذن أن نذبح رمكة له ؟ قال : فحبلوها ، فقلت : مكانكم حتى آتي خالد بن الوليد فأسأله عن ذلك ، فأتيته فأخبرته خبر أصحابي ، فقال :
غزوت مع رسول الله صلي الله عليه وسلم غزوة خيبر ؛ فأسرع الناس في حظائر يهود ، فقال : يا خالد ! ناد في الناس : إن الصلاة جامعة ، لا يدخل الجنة إلا مسلم" ، ففعلت فقام في الناس ، فقال : ... فذكره .\
وهذا سند ضعيف ؛ من أجل يحيى بن المقدام . قال البخاري :
"فيه نظر" ، وقال ابن حبان في "الثقات" :
"يخطىء" ، وفي "التقريب" :
"لين" .
والحديث أخرجه الطبراني في "معجمه" أيضاً ، عن أبي سلمة به . وأخرجه أيضاً ، عن سعيد بن غزوان ، عن صالح به ؛ كما في "نصب الراية" (4/ 196) .
ورواه الدارقطني في "سننه" (546) عن ثور بن يزيد ، عن صالح بن يحيى به نحوه . وروى عن موسى بن هارون أنه قال :
"لا يعرف صالح بن يحيى ولا أبوه إلا بجده ، وهذا حديث ضعيف" . وقال الواقدي :
"لا يصح هذا ؛ لأن خالداً أسلم بعد فتح خيبر" .
قلت : ولهذه القصة شاهد في الجملة فانظر : "أيحسب أحدكم متكئاً" ، وراجع أيضاً : "منعني ربي" .

(/1)


3903 - ( قل : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ؛ فإني قرأت على جبريل : أعوذ بالله السميع العليم ، فقال لي : قل : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ، ثم قال لي جبريل : هكذا أخذت عن ميكائيل ، وأخذها ميكائيل عن اللوح المحفوظ ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 374 :
$ضعيف$
أخرجه ابن الجوزي في "مسلسلاته" (ق 14/ 2) ، وعنه الجزري في "النشر في القراءات العشر" (1/ 244-245) من طريق أبي عصمة محمد بن أحمد السجزي قال : قرأت على أبي محمد عبدالله بن عجلان بن عبدالله الزنجاني : أعوذ بالله السميع العليم ، فقال لي : قل : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ؛ فإني قرأت على أبي عثمان سعيد بن عبدالرحمن الأهوازي : أعوذ بالله السميع العليم ، فقال لي : قل : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ؛ فإني قرأت على محمد بن عبدالله بن بسطام : أ‘وذ بالله السميع العليم ، فقال لي : قل : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ؛ فإني قرأت على يعقوب بن إسحاق الحضرمي (قلت : فذكر إسناده مسلسلاً بقراءة : أعوذ بالله السميع العليم ، والأمر بقراءة : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم) : قرأت على سلام أبي المنذر : قرأت على عاصم بن أبي النجود : قرأت على زر بن حبيش : قرأت على عبدالله بن مسعود ، فقال لي : قرأت على رسول الله صلي الله عليه وسلم : أعوذ بالله السميع العليم ، فقال لي : ... فذكره .
وأخرجه الشيخ محمد بن عبدالباقي الأيوبي في "المناهل المسلسلة" (ص 76-78) ، والشيخ عبدالحفيظ الفاسي في "الآيات البينات في شرح وتخريج الأحاديث المتسلسلات" (ص 95-96) من طريق أبي إسحاق إبراهيم بن محمد الثعلبي : قرأت على أبي الفضل محمد بن جعفر الخزاعي : قرأت على أبي الحسين عبدالرحمن بن محمد بالبصرة : قرأت على أبي محمد عبدالله بن عجلان الزنجاني به . وعلقه الجزري فقال (1/ 243) :
"وقد روى أبو الفضل الخزاعي ، عن المطوعي ، عن الفضل بن الحباب ، عن روح بن المؤمن ..." ، وقال الجزري عقبه :
"حديث غريب جيد الإسناد من هذا الوجه" .
قلت : هذا مسلم لو سلم ممن دون الفضل بن الحباب ، وليس كذلك ؛ فإن المطوعي متكلم فيه ، واسمه الحسن بن سعيد بن جعفر أبو العباس ، قال الذهبي في "الميزان" :
"حدث عنه أبو نعيم الحافظ ، وقال : في حديثه وفي روايته لين . وقال أبو بكر بن مردويه : ضعيف" .
وساق له الحافظ في "اللسان" حديثاً ، وبين أنه أخطأ في إسناده مرتين ، فراجعه ، وذكر أنه كان رأساً في القراءات ، وقد ترجمه الجزري في "غاية النهاية في طبقات القراء" ، وقال (1/ 213) :
"إمام عارف ، ثقة في القراءة" .
فأشار إلى أنه ليس ثقة في الرواية ، وهو ما صرح به أبو نعيم وابن مردويه كما تقدم ، فلا تنافي بين قول الجزري وقوليهما ، خلافاً لما ظنه الأيوبي في "مناهله" .
على أنه قد فاته أن الراوي عنه ضعيف أيضاً ، وهو أبو الفضل الخزاعي ، واسمه محمد بن جعفر بن عبدالكريم بن بديل ؛ أورده الذهبي أيضاً ، فقال :
"ألف كتاباً في قراءة أبي حنيفة ، فوضع الدارقطني خطه بأن هذا موضوع لا أصل له . وقال غيره : لم يكن ثقة" .
وقال الخطيب في "تاريخه" (2/ 158) :
"كان أبو الفضل الخزاعي شديد العناية بعلم القراءات ، ورأيت له مصنفاً يشتمل على أسانيد القراءات المذكورة ، فيه عدة من الأجزاء ، فأعظمت ذلك واستنكرته ، حتى ذكر لي بعض من يعتني بعلوم القراءات أنه كان يخلط تخليطاً قبيحاً ، ولم يكن على ما يرويه مأموناً . وحكى لي القاضي أبو العلاء الواسطي عنه أنه وضع كتاباً في الحروف ، ونسبه إلى أبي حنيفة . قال أبو العلاء : فأخذت خط الدارقطني وجماعة من أهل العلم كانوا في ذلك الوقت ؛ بأن ذلك الكتاب موضوع لا أصل له ، فكبر عليه ذلك وخرج من بغداد إلى الجبل . ثم بلغني بعد أن حاله اشتهرت عند أهل الجبل ، وسقطت هناك منزلته" .
ولم يعبأ بهذا كله العلامة الجزري ، فوثق الخزاعي ، وليس له ذلك ، بعدما علمت من حاله وتخليطه واستنكار الخطيب عليه ، ونسبة أبي العلاء الواسطي وغيره إياه إلى الوضع على أبي حنيفة ، وأما قول الجزري :
"قلت : لم تكن عهدة الكتاب عليه ، بل على الحسن بن زياد كما تقدم (يعني في ترجمته الحسن هذا ، وهو اللؤلؤي : ج1ص213) ، وإلا ؛ فالخزاعي إمام جليل من أئمة القراء الموثوق بهم . والله أعلم" .
وأقول : هذا تكلف ظاهر في الدفاع عن الرجل ؛ لأن الحمل في الكتاب على اللؤلؤي ؛ كان يفيد في تبرئة الخزاعي من عهدته لو أنه كان في كلام الواسطي بيان أنه من روايته عنه ، أما والأمر ليس كذلك ؛ فلا فائدة من الحمل فيه على اللؤلؤي ، بل هذا يحمل عهدة كتابه ، والخزاعي يحمل عهدة كتابه الذي وضعه هو على أبي حنيفة ، ولو الأمر كما أراده الجزري ؛ لكان الخزاعي نفسه تبرأ من عهدة الكتاب وألصقها باللؤلؤي الذي زعم الجزري أنه رواه عنه ، ولم يكن به حاجة أن يفر من بغداد إلى الجبل .

(/1)


ومما يدلك على ضعف هذا الرجل واستكثاره من الأسانيد ؛ أنه رواه مرة عن المطوعي بإسناده المتقدم ، ومرة أخرى قال : قرأت على أبي الحسين عبدالرحمن ابن محمد بسنده المتقدم أيضاً ؛ من رواية أبي إسحاق الثعلبي عنه . ومن أبو الحسين هذا ؟ الله أعلم به .
فإن قيل : قد تابعه أبو عصمة محمد بن أحمد السجزي ؛ كما في رواية ابن الجوزي المذكورة في أول هذا التخريج .
فأقول : لا قيمة لمثل هذا المتابعة ؛ لأن أبا عصمة هذا مجهول لم نجد له ترجمة في شيء من المصادر التي تحت أيدينا .
ومثله : أبو عثمان سعيد بن عبدالرحمن الأهوازي ، ومحمد بن عبدالله ابن بسطام ؛ لم أعرفهما .
وأما أبو محمد عبدالله بن عجلان بن عبدالله الزنجاني ؛ فقد أورده الجزري في "طبقاته" (1/ 433) من رواية الحسين بن محمد بن حبش فقط عنه ، ولم يذكر فيه جرحاً وى تعديلاً ، فهو مجهول أيضاً .
وجملة القول ؛ أن الحديث ضعيف ؛ لأن مدار الطريق الأولى على مجهولين ، والطريقين الأخريين على أبي الفضل الخزاعي وهو متهم ، كما تقدم ، فلا يصلح شاهداً للطريق الأولى ، فلا يغتر أحد بقول الفاسي وغيره ؛ أن طرقه تقوت بتعددها ؛ لأن شرط التقوية بكثرة الطرق مفقود هنا لوجهين :
الأول : أنه لا طرق هنا ، وإنما هما طريقان فقط ؛ كما تبين من هذا التخريج .
والآخر : أن من شروط التقوية ؛ أن لا يشتد الضعف ، وهذا منفي هنا لما عرفت من حال الخزاعي . والله تعالى هو الموفق لا رب سواه .
(تنبيه) : سلام أبو المنذر الذي في إسناد هذا الحديث ؛ هو ابن سليمان المزني أبو المنذر القارىء النحوي ؛ وهو حسن الحديث ، وقع في رواية الجزري في موضعين منه "سلام بن المنذر" ، وهو خطأ مطبعي ؛ فقد ترجمه في محله منه (1/ 309) على الصواب ، لكن وقع فيه وصفه بـ (الطويل) ، وهذا خطأ منه ، بدليل أنه قال فيه : "ثقة جليل ، ومقرىء كبير" . والطويل ليس كذلك ؛ بل هو متروك ، ثم إن الصواب في اسم والد الطويل أنه (سلم) كما جزم به الحافظ في "التهذيب" .
وذكر في ترجمة الأول عن ابن حبان أنه قال :
"وليس هذا بسلام الطويل ؛ ذاك ضعيف ، وهذا صدوق" .
ولهذا ؛ رأيت التنبيه على ذلك . والله تبارك وتعالى الموفق .

(/2)


3904 - ( كان إذا انصرف من صلاته مسح جبهته بيده اليمنى وقال : باسم الله الذي لا إله إلا هو عالم الغيب والشهادة الرحمن الرحيم ، اللهم ! أذهب عني الهم والحزن ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 378 :
$ضعيف$
أخرجه أسلم الواسطي في "تاريخه" (ص 161) عن محمد بن يزيد ، عن عنبسة بن عبدالواسطي ، عن عمرو بن قيس قال : ... فذكره مرفوعاً .
قلت : وهذا إسناد ضعيف مرسل ، وعمرو بن قيس جمع من التابعين فمن دونهم ، ولم أعرف هذا من بينهم .
وعنبسة بن عبدالواسطي ؛ لم أجده .
والحديث أسنده ابن السني في "عمل اليوم والليلة" (110) من طريق سلام المدائني ، عن زيد العمي ، عن معاوية بن قرة ، عن أنس بن مالك مرفوعاً به .
وهذا إسناد هالك ؛ سلام بالتشديد - وهو ابن سلم الطويل المدائني - ؛ متروك متهم بالكذب والوضع .

(/1)


3905 - ( عليكم بالصدق ؛ فإنه باب من أبواب الجنة ، وإياكم والكذب ؛ فإنه باب من أبواب النار ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 379 :
$موضوع$
أخرجه الخطيب في "التاريخ" (11/ 82) من طريق عبدالرحمن بن عمرو بن جبلة : حدثنا حبيب بن مزيد الشني قال : حدثني ربيعة بن مرداس قال : سمعت عمرو بن يزيد يقول : سمعت أبا بكر يقول : ... فذكره مرفوعاً .
قلت : وهذا موضوع ؛ آفته ابن جبلة هذا ؛ قال أبو حاتم :
"كان يكذب" ، وضرب على حديثه . وقال الدارقطني :
"متروك يضع الحديث" .
ومن بينه وبين أبي بكر ؛ لم أعرفهم .
وقد ثبت الحديث من طرق عن أبي بكر الصديق ليس فيها ذكر الأبواب ، وإنما بلفظ : "في الجنة" ، و : "في النار" ، وهي مخرجة في "الروض النضير" رقم (917) .

(/1)


3906 - ( عليكم بالقرآن ؛ فإنه كلام رب العالمين ، هو ....... ، واعتبروا بأمثاله ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 380 :
$موضوع$
أخرجه الديلمي (2/ 280) عن محمد بن يونس : حدثنا غانم بن الحسين بن صالح السندي : حدثنا مسلم بن خالد المكي ، عن جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن جابر مرفوعاً .
ثم أخرجه ، وابن المحب محمد بن أحمد في كتاب "صفات رب العالمين" (19/ 1) من طريق أخرى ، عن محمد بن يونس : حدثنا غانم بن الحسين بسند الذي قبله ؛ إلا أنه قال : عن جابر ، عن علي بن أبي طالب مرفوعاً بلفظ :
"عليكم بالقرآن ، فاتخذوه إماماً وقائداً ؛ فإنه كلام رب العالمين الذي بدأ منه ، وإليه يعود" .
قلت : محمد بن يونس هذا هو الكديمي ؛ وهو كذاب وضاع .

(/1)


3907 - ( عليكم بالقناعة ، فإن القناعة مال لا ينفد ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 380 :
$موضوع$
أخرجه الطبراني في "الأوسط" عن جابر بن عبدالله مرفوعاً ، وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (10/ 256) :
"وفيه خالد بن إسماعيل المخزومي ؛ وهو متروك" . قال المناوي :
"ومن ثم قال الذهبي : وإسناده واه" .
قلت : وخالد هذا ؛ متهم بالوضع ، ووصفه الذهبي في "الكنى" بـ "الكذاب" .
وللشطر الثاني منه طريق آخر مثل هذا في شدة الضعف ، يرويه عبدالله بن إبراهيم بن أبي عمرو المدني : حدثني المنكدر بن محمد بن المنكدر ، عن أبيه ، عن جابر به .
أخرجه ابن أبي الدنيا في "الجزء الثاني من القناعة" (ق 60/ 2) ، والعقيلي في "الضعفاء" (197) ، وابن شاهين في "الترغيب" (ق 300/ 1) ، وأبو عبدالله الفلاكي في "الفوائد" (90/ 2) ، وأبو القاسم القشيري في "الأربعين" (154/ 2) ، والبيهقي في "الزهد" (88/ 104) ، وقال العقيلي :
"عبدالله بن إبراهيم الغفاري كان يغلب على حديثه الوهم ، وفيه رواية من وجه آخر فيها لين أيضاً" .
قلت : بل الغفاري هذا متروك ، ونسبه ابن حبان إلى الوضع ؛ كما قال الحافظ في "التقريب" ، حتى إن الحاكم قال فيه :
"يروي عن جماعة من الضعفاء أحاديث موضوعة" .
قلت : ومن هؤلاء الضعفاء شيخه المنكدر ، ولذلك قال ابن أبي حاتم في "العلل" (2/ 106) عن أبيه :
"هذا حديث باطل" .
وأما الوجه الآخر اللين الذي أشار إليه العقيلي ؛ فأظنه يعني ما أخرجه القضاعي في "مسند الشهاب" (1/ 5/ 1) و (1/ 7/ 2 من النسخة الأخرى المغربية) : أنبأنا أبو عمرو رفاعة بن عمر بن أبي رفاعة : أخبرنا أحمد بن الحسين السدوسي - إملاءً من حفظه : أخبرنا ابن منيع : أخبرنا علي بن عيسى المخرمي : أخبرنا خلاد ، عن قتادة ، عن أنس مرفوعاً بالشطر الثاني أيضاً .
قلت : وهذا سند ضعيف ؛ علي بن عيسى قال الحافظ في "التقريب" :
"مقبول" . ومن دونه غير ابن منيع ؛ لم أجد من ترجمهم .

(/1)


3908 - ( عليكم بالكحل ؛ فإنه ينبت الشعر ، ويشد العين ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 382 :
$ضعيف جداً$
عزاه السيوطي في "الجامع" للبغوي في مسند عثمان عنه ، وقد أخرجه الضياء المقدسي في "المختارة" (10/ 98/ 2) عن البغوي : حدثنا محمد بن سنان : حدثنا أبو عاصم ، عن عثمان بن عبدالملك ، عن الفرافصة ، عن عثمان بن عفان مرفوعاً .
قلت : وهذا إسناد ضعيف جداً ؛ مسلسل بالعلل :
الأولى : فرافصة هذا - وهو ابن عمير الحنفي - ؛ قال ابن أبي حاتم (3/ 2/ 92) :
"روى عنه القاسم بن محمد وعبدالله بن أبي بكر" .
ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً ؛ فهو مجهول الحال ، ولعله في "ثقات ابن حبان" ، فليراجع .
الثانية : عثمان بن عبدالملك - وهو المكي المؤذن - ؛ قال الحافظ :
"لين الحديث" .
الثالثة : محمد بن سنان - وهو ابن يزيد القزاز أبو بكر البصري - ؛ وهو ضعيف ؛ كما قال الحافظ ، وكذبه أبو داود وغيره .

(/1)


3909 - ( عليكم بالهليلج الأسود ، فاشربوه ؛ فإنه من شجرة من شجر الجنة ، طعمه مر ، وهو شفاء من كل داء ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 382 :
$موضوع$
أخرجه الحاكم (4/ 404) ، والديلمي (2/ 84) عن سيف بن محمد ابن أخت سفيان الثوري ، عن معمر ، عن أيوب ، عن محمد بن سيرين ، عن أبي هريرة مرفوعاً .
قلت : سكت عنه الحاكم ، وتعقبه الذهبي بقوله :
"قلت : سيف وهاه ابن حبان" .
قلت : هو أسوأ حالاً مما تفيده هذه العبارة عند ابن حبان وغيره ؛ فقد قال ابن حبان في "الضعفاء" :
"كان شيخاً صالحاً متعبداً ؛ إلا أنه يأتي عن المشاهير بالمناكير ، كان ممن يدخل عليه ، إذا سمع المرء حديثه شهد عليه بالوضع" .
وكذبه جمع ، وقال أحمد :
"كان يضع الحديث" . والذهبي نفسه قال في "الضعفاء" :
"قال أحمد وغيره : كذاب" .

(/1)


3910 - ( عليكم بركعتي الضحى ؛ فإن فيهما الرغائب ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 383 :
$ضعيف جداً$
أخرجه الخطيب في "التاريخ" (11/ 124) عن إبراهيم بن سليمان الزيات : حدثنا عبدالحكم ، عن أنس مرفوعاً .
قلت : وهذا إسناد ضعيف جداً ؛ عبدالحكم هذا هو ابن عبدالله صاحب أنس ، قال البخاري :
"منكر الحديث" . وقال ابن عدي :
"عامة ما يرويه لا يتابع عليه" .
وإبراهيم بن سليمان الزيات ؛ قال ابن عدي :
"ليس بالقوي" . واتهمه بسرقة الحديث .
قلت : وقد توبع وخولف ، فانظر الحديث الذي بعده .

(/1)


3911 - ( عليكم بركعتي الفجر ؛ فإن فيهما الرغائب ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 384 :
$ضعيف جداً$
رواه الحارث بن أبي أسامة في "مسنده" كما في "جزء فيه أحاديث عوالي مستخرجة من مسند الحارث" (213/ 1) قال : أخبرنا يعلى - يعني ابن عباد - : حدثنا شيخ لنا يقال له عبدالحكم قال : حدثنا أنس مرفوعاً .
قلت : وهذا سند ضعيف جداً ، عبدالحكم - وهو ابن عبدالله - ؛ قال البخاري :
"منكر الحديث" .
ويعلى بن عباد ؛ ضعفه الدارقطني ، وذكره ابن حبان في "الثقات" (9/ 291) .
وقد اقتصر السيوطي في عزو الحديث على الحارث فقط ، وسكت المناوي عليه ، فلم يتكلم على إسناده بشيء .
وقد وجدت له طريقاً أخرى ؛ أخرجه ابن عساكر في "الرابع من التجريد" (22/ 2) من طريق شيبان بن فروخ : أخبرنا نافع - يعني ابن عبدالله أبا هرمز - ، عن أنس مرفوعاً به .
قلت : وهذا كالذي قبله في شدة الضعف ؛ فإن نافعاً أبا هرمز كذبه ابن معين ، وقال أبو حاتم :
"متروك ، ذاهب الحديث" .
وروي من حديث ابن عمر وله عنه طرق :
الأولى : عنت عبدالرحيم بن يحيى الدبيلي : حدثنا عبدالرحمن بن مغراء : أنبأنا جابر بن يحيى الحضرمي ، عن ليث بن أبي سليم ، عن مجاهد ، عنه بلفظ :
"لا تدعوا اللتين قبل صلاة الفجر ؛ فإنه فيهما الرغائب" .
أخرجه الطبراني في "الكبير" (12/ 407-408) : حدثنا إبراهيم بن موسى التوزي : حدثنا عبدالرحيم بن يحيى الدبيلي .
قلت : وهذا إسناد مظلم :
1- ليث بن أبي سليم ؛ ضعيف كان اختلط .
2- جابر بن يحيى الحضرمي ؛ لم أجد له ترجمة ، وقد ذكره الحافظ المزي في شيوخ (عبدالرحمن بن مغراء) .
3- عبدالرحيم بن يحيى الدبيلي ، ذكره السمعاني في هذه النسبة (الدبيلي) بفتح الدال المهملة وكسر الباء الموحدة وسكون الياء . وكذا في "المشتبه" وفروعه ، وذكروا أنه روى عنه إبراهيم بن موسى التوزي .
قلت : وإبراهيم هذا ؛ ثقة مترجم في "تاريخ بغداد" (6/ 187-218) .
هكذا حال هذا الإسناد في نقدي ، وأما الهيثمي ؛ فقال (2/ 217-218) :
"رواه الطبراني في "الكبير" ، وفيه عبدالرحيم بن يحيى ، وهو ضعيف" .
كذا قال ! وأنا أظن أنه يعني الذي في "الميزان" :
"عبدالرحيم بن يحيى الأدمي عن عثمان بن عمارة ؛ بحديث في الأبدال اتهم به ، أو عثمان ، يأتي في ترجمة عثمان" .
وهناك ساق حديث الأبدال بسنده عنه : "حدثنا عثمان بن عمارة : حدثنا المعافى ابن عمران ، عن سفيان بسنده ، عن عبدالله ..." .
فهذا الأدمي غير الدبيلي نسبة وطبقة ؛ فإنه متأخر عنه ، والله أعلم .
الطريق الثانية : عن أيوب بن سلمان - رجل من أهل صنعاء - ، عن ابن عمر بحديث أوله : "من جالت شفاعته دون حد من حدود الله ..." الحديث ، وفي آخره :
"وركعتا الفجر حافظوا عليهما ، فإنهما من الفضائل" .
أخرجه أحمد (2/ 82) عن النعمان بن الزبير عنه .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ أيوب بن سلمان الصنعاني لا يعرف إلا بهذه الرواية ، ولم يترجمه أحد من المتقدمين ، ولم يزد الحافظ في "التعجيل" - وقد أشار إلى هذه الرواية - على قوله :
"فيه جهالة" .
وكذلك صنع في "اللسان" ؛ إلا أنه قال :
"لا يعرف حاله" .
قلت : ومع هذا ؛ فقد تساهل الشيخ أحمد شاكر رحمه الله ؛ فقال في تعليقه على "المسند" (7/ 291) :
"إسناده صحيح" !
واغتر به المعلق على "عوالي الحارث" (ص 37) . ثم تكلم الشيخ على رجاله موثقاً ، ولما جاء إلى هذا الراوي المجهول قال :
"لم أجد له ترجمة إلا في "التعجيل" (47) قال : "فيه جهالة" . وإنما صححت حديثه بأنه تابعي مستور لم يذكر بجرح ، فحديثه حسن على الأقل ، ثم لم يأت فيه بشيء منكر انفرد به ، كما سيأتي ، فيكون حديثه هذا صحيحاً" .
قلت : وهذا من غرائبه ؛ فإن الحديث قد جاء من طرق ثلاثة أخرى عن ابن عمر ، ومن حديث أبي هريرة أيضاً ، وهي مخرجة في "الإرواء" (7/ 349-351) ، و "الصحيحة" (437) ، وليس في شيء منها جملة الركعتين ، فهي معلولة بتفرد هذا المجهول بها ، مع مخالفته لتلك الطرق ، فتكون زيادة منكرة ، مع فقدانها لشاهد معتبر ، فحديث أنس ضعيف جداً ، كما سبق ، وطريق مجاهد هذه مظلمة السند ، مع اختلاف لفظهما عن لفظ "المسند" :
"فإنهما من الفضائل" .
ولفظهما كما ترى :
"فإن فيهما الرغائب" .
وروي عن ابن عمر بلفظ :
"عليك بركعتي الفجر ؛ فإن فيهما فضيلة" .
قال المنذري في "الترغيب" (1/ 201) :
"رواه الطبراني في (الكبير)" .
ولم يذكر علته ، ولكنه أشار إلى تضعيفه مع الألفاظ الأخرى المتقدمة بتصديره إياها بلفظ "روي" .
وبين علته الهيثمي ؛ فقال (2/ 217) :
"رواه الطبراني في "الكبير" ، وفيه محمد بن البيلماني ، وهو ضعيف" .
قلت : هو أسوأ من ذلك ؛ فقد قال البخاري وغيره :
"منكر الحديث" .
واتهمه ابن حبان وغيره بالوضع ، وهو راوي حديث :
"عليكم بدين العجائز" .
وقد مضى في المجلد الأول برقم (54) .

(/1)


ولم أجد الحديث في المجلد (12) الذي فيه أحاديث ابن عمر ، فالظاهر أنه في المجلد الذي بعده ، ولم يطبع بعد .

(/2)


3912 - ( عليكم بصلاة الليل ولو ركعة ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 388 :
$ضعيف$
رواه عبدالله بن أحمد في "زوائد الزهد" (16) ، والطبراني (3/ 125/ 1) عن حسين بن عبدالله بن عبيدالله ، عن عكرمة ، عن ابن عباس قال : أمر رسول الله صلي الله عليه وسلم بصلاة الليل ورغب فيها حتى قال : ... فذكره .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ من أجل الحسين هذا ، وهو الهاشمي المدني ، قال الحافظ :
"ضعيف" .
وقد جاء عن ابن عباس بلفظ آخر ؛ فقال مخرمة بن بكير ، عن أبيه ، عن ابن عباس قال :
تذكرت صلاة الليل ، فقال بعضهم : إن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال :
"نصفه ، ثلثه ، ربعه ، فواق حلب ناقة، فواق حلب شاة" .
أخرجه أبو يعلى في "مسنده" (4/ 312-313) : حدثنا هارون بن معروف : أخبرنا وهب : حدثني مخرمة بن بكير به .
قلت : وهذا إسناد صحيح رجاله كلهم ثقات رجال مسلم ، وقد احتج برواية مخرمة عن أبيه في غير موضع من "صحيحه" ، وقد قال الحافظ فيه :
"صدوق ، وروايته عن أبيه وجادة من كتابه ؛ قاله أحمد وابن معين وغيرهما . وقال ابن المديني : سمع من أبيه قليلاً" .
قلت : والمثبت مقدم على النافي ؛ فإن لم يثبت سماعه منه ؛ فروايته من كتاب أبيه من أقوى الوجادات ، كما لا يخفى ، ومثل هذه الوجادة حجة ؛ كما هو مقرر في محله من علم المصطلح .
والحديث أشار المنذري (1/ 219) إلى تقويته ، وقال :
"رواه أبو يعلى ، ورجاله محتج بهم في "الصحيح" ، وهو بعض حديث" .
وكذا قال الهيثمي (2/ 252) ؛ إلا أنه لم يقل : "وهو بعض حديث" ، وهو الصواب ؛ فإن الحديث عند أبي يعلى كما ذكرته ، وكذلك أورده المنذري . والله أعلم .
ثم ظهر لي أن إسناه منقطع ، لأن (بكيراً) وهو ابن عبدالله بن الأشج والد (مخرمة) لم يذكروا له رواية عن أحد من الصحابة ، بل إن ابن حبان ذكره في "ثقات أتباع التابعين" (6/ 105) ، وقال : "مات سنة (122)" . بل قال الحاكم كما في "تهذيب الحافظ" :
"لم يثبت سماعه من عبدالله بن الحارث بن جزء ، وإنما روايته عن التابعين" .

(/1)


3913 - ( علي بن أبي طالب باب حطة ، من دخل فيه كان مؤمناً ، ومن خرج منه كان كافراً ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 390 :
$باطل$
أخرجه الديلمي (2/ 297) عن حسين الأشقر : حدثنا شريك ، عن الأعمش ، عن عطاء ، عن ابن عمر مرفوعاً .
ذكره الذهبي في ترجمة (حسين الأشقر) من "الميزان" ، وقال :
"وهذا باطل" .
وذكر له آخر ، وقال :
"قال ابن عدي : البلاء من الحسين" .

(/1)


3914 - ( علي بمنزلة رأسي من بدني ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 390 :
$ضعيف$
رواه الخطيب (7/ 12) ، وعنه ابن عساكر (12/ 150/ 1) عن أبي القاسم أيوب بن يوسف بن أيوب : حدثنا عنبس بن إسماعيل : حدثنا أيوب بن مصعب الكوفي ، عن إسرائيل ، عن أبي إسحاق ، عن البراء مرفوعاً . وقال الخطيب :
"لم أكتبه إلا من هذا الوجه" .
قلت : وهو مظلم ؛ فإن من دون إسرائيل ؛ لم أعرفهم ، وقد أورده الخطيب في ترجمة أيوب بن يوسف ؛ ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً . وذكر المناوي عن ابن الجوزي أنه قال :
"وفي إسناده مجاهيل" .
وأخرجه الديلمي في "مسند الفردوس" (2/ 298-مختصره) من طريق حسين الأشقر : حدثنا قيس بن الربيع ، عن أبي هاشم وليث ، عن مجاهد ، عن ابن عباس مرفوعاً .
وحسين - وهو ابن الحسن الأشقر - ، وقيس بن الربيع ؛ ضعيفان .

(/1)


3915 - ( علي بن أبي طالب يزهر في الجنة ككواكب الصبح لأهل الدنيا ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 391 :
$ضعيف جداً$
أخرجه الديلمي (2/ 298) عن يحيى بن الفاطمي : حدثنا إبراهيم بن محمد ، عن حماد بن سلمة ، عن حميد ، عن أنس مرفوعاً .
قلت : وهذا إسناد واه جداً ؛ إبراهيم بن محمد هو ابن أبي يحيى الأسلمي ؛ وهو متروك .
ويحيى بن (كذا الأصل بياض ، أو فيه كلمة لم ينكشف لي بالمجهر أو القارئة) ، وقد قال المناوي :
"قال ابن الجوزي في "العلل" : حديث لا يصح ؛ فيه يحيى الفاطمي ؛ متهم ، وإبراهيم بن يحيى ؛ متروك" .
قلت : ولم أجد في الرواة يحيى الفاطمي . والله أعلم .

(/1)


3916 - ( عمر سراج أهل الجنة ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 391 :
$باطل$
رواه الحسن بن عرفة (5) ، وعنه ابن شاهين في "شرح السنة" (19/ 62/ 1) ، والثقفي في "الفوائد الثقفيات" (ج1 رقم 33) ، والبزار (2502-كشف) ، والخطيب (12/ 49) ، وابن عساكر (13/ 22/ 2) : حدثني عبدالله بن إبراهيم الغفاري المدني ، عن عبدالرحمن بن زيد بن أسلم ، عن أبيه ، عن عبدالله بن عمر مرفوعاً :
رواه عنه إسماعيل بن محمد الصفار في "جزئه" (88/ 1 مجموع22) ، وكذا ابن بشران في "الأول من الفوائد المنتقاة" (283/ 2) ، وعلي بن بلبان في "الأحاديث العوالي" (ج3/ 25/ 2) وقال :
"تفرد به الغفاري" . ومن طريقه رواه ابن عدي (217/ 1) ، و الرافعي في "تاريخ قزوين" (3/ 489) ، وقال ابن عدي :
"عامة ما يرويه لا يتابعه الثقات عليه" .
قلت : ونسبه ابن حبان إلى أنه يضع الحديث . وقال الحاكم :
"يروي عن جماعة من الضعفاء أحاديث موضوعة" .
قلت : وهذا منها ؛ فإن عبدالرحمن بن زيد بن أسلم متهم أيضاً . وقال الذهبي :
"حديث باطل" .
ثم رواه ابن عساكر من طريق محمد بن عمر بإسنادين له ، أحدهما عن الصعب بن جثامة ، والآخر عن أبي هريرة مرفوعاً .
ومحمد هذا هو الواقدي ، وهو كذاب ، وقد تفرد به كما قال أبو نعيم في "الحلية" (6/ 333) ، ولذلك لم يحسن السيوطي حين أورد الحديث في "الجامع" من رواية البزار عن ابن عمر ، وأبي نعيم في "الحلية" عن أبي هريرة ، وابن عساكر عن الصعب بن جثامة . وهذا يوهم أن ابن عساكر لم يروه من حديث أبي هريرة ، وليس كذلك كما سبق .

(/1)


3917 - ( عمل قليل في سنة ؛ خير من عمل كثير في بدعة ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 393 :
$ضعيف$
رواه القضاعي (103/ 1) عن حزم بن أبي حزم قال : سمعت الحسن يقول : بلغنا أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال : ... فذكره .
ورواه ابن بطة في "الإبانة" (2/ 107/ 1) من طريق يونس بن عبيد ، عن الحسن .
وفيه موسى بن سهل الوشاء ؛ وهو ضعيف .
ثم رواه (2/ 115/ 2) بسند صحيح ، عن المبارك بن فضالة ، عن الحسن .
ورواه هو (116/ 1) ، والهروي (51/ 1) من طريقين ، عن عوف ، عن الحسن مرفوعاً . فهو عنه صحيح .
ثم رواه ابن بطة من طريق قتادة قال : قال ابن مسعود : ... فذكره موقوفاً عليه ، وهو منقطع .
ورفعه الديلمي (2/ 289) من طريق علي بن محمد المنجوري ، عن أبان بن يزيد ، عن قتادة ، عن ابن مسعود رفعه .
والمنجوري هذا ؛ ضعفه الدارقطني . وقال الخليلي في "الإرشاد" :
"ثقة يخالف في بعض حديثه" .
قلت : وهو بمعنى ما صح عن ابن مسعود قال :
"الاقتصاد في السنة أحسن من الاجتهاد في بدعة" .
أخرجه الدارمي (1/ 72) ، والحاكم (1/ 103) ، والبيهقي (3/ 19) . وقال الحاكم :
"صحيح على شرطهما" . ووافقه الذهبي .
وقد تقدم تخريجي الحديث من "تاريخ قزوين" للرافعي (1/ 257) من حديث أبي هريرة بسند ضعيف جداً ، فيما تقدم برقم (3251) .
وخلاصة القول في هذا الحديث : صحته مقطوعاً على الحسن ، وموقوفاً - بنحوه - على ابن مسعود ، وضعفه مرفوعاً ، والله أعلم .

(/1)


3918 - ( عمار خلط الله الإيمان ما بين قرنه إلى قدمه ، وخلط الإيمان بلحمه ودمه ، يزول مع الحق حيث زال ، وليس ينبغي للنار أن تأكل منه شيئاً ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 394 :
$ضعيف$
رواه ابن عساكر (15/ 312/ 1) عن أبي سنان : أخبرنا الضحاك بن مزاحم ، عن النزال بن سبرة الهلالي قال : وافقنا من علي بن أبي طالب ذات يوم طيب نفس فقلنا له : ياأمير المؤمنين ! حدثنا عن عمار بن ياسر قال : ذاك امرؤ سمعت رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول : ... فذكره .
قلت : وهذا سند ضعيف ؛ أبو سنان هذا هو عيسى بن سنان ؛ وهو لين الحديث كما في "التقريب" .

(/1)


3919 - ( عند أذان المؤذن يستجاب الدعاء ، فإذا كان الإقامة لا ترد دعوته ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 394 :
$ضعيف$
أخرجه الخطيب في "التاريخ" (8/ 208) من طريق حامد بن شعيب البلخي : حدثنا سريج بن يونس : حدثنا الحارث بن مرة قال : حدثنا يزيد الرقاشي ، عن أنس بن مالك مرفوعاً .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ أورده في ترجمة الحارث هذا ، ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً .
ويزيد الرقاشي ؛ معروف بالضعف .
والبلخي نسب إلى جده ؛ فإنه حامد بن محمد بن شعيب أبو العباس البلخي المؤدب ؛ ترجمه الخطيب (8/ 169) ، ووثقه .

(/1)


3920 - ( عنوان كتاب المؤمن يوم القيامة ؛ حسن ثناء الناس عليه ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 395 :
$ضعيف$
أخرجه الديلمي (2/ 291 و 294) عن محمد بن الحسن الأسدي ، عن محمد بن كثير المصيصي ، عن الأوزاعي ، عن يحيى بن أبي كثير ، عن أبي سلمة ، عن أبي هريرة مرفوعاً .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ لأن محمد بن كثير المصيصي كثير الغلط ؛ كما في "التقريب" .
ومحمد بن الحسن الأسدي هو الذي يلقب بـ "التل" ؛ وهو صدوق فيه لين ؛ كما قال الحافظ ، وهو من رجال البخاري ، وأما قول المناوي :
"قال الذهبي : قال ابن حبان : لا يجوز الاحتجاج به" .
فهو من أوهام المناوي ؛ لأن الذهبي إنما ذكر قول ابن حبان هذا في ترجمة محمد بن الحسن الأزدي المهلبي ؛ عن مالك ، فهذا متقدم على الأسدي ؛ فإنه من طبقة الأوزاعي ، والأسدي متأخر عنه ؛ فإنه يروي عن المصيصي الراوي عن الأوزاعي .

(/1)


3921 - ( عودوا المريض ، وأجيبوا الداعي ، وأغبوا في العيادة ، إلا أن يكون مغلوباً فلا يعاد ، والتعزية مرة ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 396 :
$موضوع$
أخرجه الديلمي (2/ 279) عن أبي عصمة ، عن عبدالرحمن بن الحارث ، عن أبيه ، عن أنس مرفوعاً .
قلت : وهذا موضوع ؛ آفته أبو عصمة - واسمه نوح بن أبي مريم - ؛ وهو وضاع .

(/1)


3922 - ( عودوا قلوبكم الترقب ، وأكثروا التفكر والاعتبار ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 396 :
$ضعيف جداً$
أخرجه الديلمي (2/ 278) عن يحيى بن سعيد العطار : أخبرنا عيسى بن إبراهيم القرشي ، عن موسى بن أبي حبيب ، عن عمه الحكم ابن عمير مرفوعاً .
قلت : وهذا إسناد ضعيف جداً ؛ موسى بن أبي حبيب وعيسى بن إبراهيم القرشي ؛ كلاهما ذاهب الحديث ؛ كما قال أبو حاتم .
ويحيى بن سعيد العطار ؛ ضعيف .

(/1)


3923 - ( عورة الرجل على الرجل كعورة الرجل على المرأة ، وعورة المرأة على المرأة كعورة المرأة على الرجل ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 396 :
$ضعيف$
أخرجه الحاكم (4/ 180) ، والديلمي (2/ 295) عن إبراهيم بن علي الرافعي : حدثني علي بن عمر بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه ، عن أبيه ، عن جده مرفوعاً . وقال الحاكم :
"صحيح الإسناد" . ورده الذهبي بقوله :
"قلت : الرافعي ضعفوه" . وقال الحافظ :
"ضعيف" .

(/1)


3924 - ( عموا بالسلام ، وعموا بالتشميت ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 397 :
$ضعيف$
رواه تمام الرازي في "جزء إسلام زيد بن حارثة" (7/ 2) ، وعنه ابن عساكر (14/ 390/ 1) عن إسحاق بن وهب العلاف الواسطي : حدثنا أبو مروان يحيى بن زكريا الغساني : حدثنا الحسن بن عبيدالله ، عن إبراهيم ، عن علقمة ، عن ابن مسعود مرفوعاً . وقال ابن عساكر :
"كذا وجدته بخط تمام ، وهو وهم وصوابه : يحيى بن أبي زكريا" .
قلت : وهو ضعيف ؛ كما في "التقريب" .

(/1)


3925 - ( عيادة المريض أعظم أجراً من اتباع الجنائز ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 397 :
$ضعيف جداً$
أخرجه الديلمي (2/ 291) من طريق أبي الشيخ ، عن محمد ابن الفضل ، عن أبي عبدالله القرشي ، عن أبي مجلز ، عن ابن عمر مرفوعاً .
قلت : وهذا إسناد ضعيف جداً ، آفته محمد بن الفضل - وهو ابن عطية - ؛ متروك .
وأبو عبدالله القرشي ؛ الظاهر أنه جليس جعفر بن ربيعة ؛ وهو مجهول .

(/1)


3926 - ( عليكم بسيد الخضاب الحناء ؛ يطيب البشرة ويزيد في الجماع ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 397 :
$موضوع$
رواه الروياني في "مسنده" (25/ 141/ 2) ، وابن شاذان في "الفوائد المنتقاة" (2/ 105/ 1) ، والديلمي (2/ 284) من طرق ، عن معمر بن محمد بن عبيدالله بن أبي رافع مولى النبي صلي الله عليه وسلم : حدثنا أبي ، عن أبيه ، عن أبي رافع قال : كنت عند رسول الله صلي الله عليه وسلم يوماً جالساً إذ مسح بيده على رأسه ، ثم قال : ... فذكره .
قلت : وهذا سند ضعيف جداً ؛ آفته معمر هذا ؛ قال البخاري :
"منكر الحديث" . وقال ابن أبي حاتم (4/ 1/ 373) عن أبيه :
"رآني بعض أهل الحديث وأنا قاعد على بابه ، فقال : ما يقعدك ؟ قلت : أنتظر الشيخ أن يخرج . فقال : هذا كذاب ، كان يحيى بن معين يقول : ليس بشيء ، ولا أبوه بشيء . قال أبو حاتم :
كان أبوه ضعيف الحديث ، فكان لا يترك أباه بضعفه حتى يحدث عنه ما يزيد نفسه ويزيد أباه ضعفاً" .
وقال في ترجمة أبيه (4/ 1/ 2) :
"قال أبي : ضعيف الحديث ، منكر الحديث جداً ، ذاهب" .
ولذا ؛ نقل المناوي عن ابن العربي أنه قال :
"حديث لا يصح" .

(/1)


3927 - ( العافية عشرة أجزاء ؛ تسعة منها في الصمت ، والعاشر اعتزالك عن الناس ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 398 :
$ضعيف جداً$
رواه السلفي في "الطيوريات" (204/ 1) عن يوسف بن سعيد ابن مسلم : أخبرنا موسى بن أيوب النصيبي : أخبرنا يوسف بن السفر ، عن عبدالرحمن ابن عبدالله ، عن عطاء ، عن ابن عباس مرفوعاً .
قلت : وهذا إسناد واه بمرة ؛ يوسف بن السفر ؛ متروك متهم بالكذب والوضع .
وأخرجه الديلمي (2/ 310) من طريق محمد بن عمر بن حفص : حدثنا إسحاق بن الفيض : حدثنا أحمد بن جميل ، عن السلمي ، عن الخطاب ، عن داود بن سريج ، عن ابن عباس به .
قلت : وهذا إسناد مظلم ؛ لم أعرف أحداً منهم .

(/1)


3928 - ( العالم إذا أراد بعلمه وجه الله ؛ هابه كل شيء ، وإذا أراد أن يكثر به الكنوز ؛ هاب من كل شيء ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 399 :
$ضعيف$
أخرجه الديلمي (2/ 309) عن أحمد بن محمد بن مهدي الأهوازي ، عن الحسن بن عمرو القيسي المروزي ، عن مقاتل بن صالح الخراساني ، عن حماد بن سلمة ، عن ثابت ، عن أنس مرفوعاً به .
قلت : وهذا إسناد ضعيف مظلم ؛ من دون حماد بن سلمة ؛ لم أعرفهم . وأما المناوي ؛ فقال :
"وفيه الحسن بن عمرو القيسي ؛ قال الذهبي : مجهول" .
قلت : كأنه يعني الحسن بن عمرو الذي روى عن النضر بن شميل ، وهو محتمل ، ولكن لم يذكر أنه قيسي . والله أعلم .

(/1)


3929 - ( العالم والعلم في الجنة ، فإذا لم يعمل العالم بما يعلم كان العلم والعمل في الجنة ، وكان العالم في النار ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 400 :
$ضعيف$
أخرجه الديلمي (2/ 308) عن الحسن بن زياد : حدثنا سليمان ابن عمرو ، عن نعيم المجمر ، عن أبي هريرة مرفوعاً .
قلت : وهذا موضوع ؛ آفته سليمان (ووقع في الأصل : سلمان) بن عمرو ؛ وهو أبو داود النخعي ، وهو كذاب .
والحسن بن زياد ؛ الظاهر أنه اللؤلؤي الكوفي الفقيه ، كذبه ابن معين وأبو داود وغيرهما .
وقد روي بإسناد آخر ، من طريق محمد بن القاسم بن زكريا : أخبرنا عباد ابن يعقوب : أخبرنا أبو داود ، عن صالح مولى التوأمة ، عن أبي هريرة مرفوعاً .
أخرجه عفيف الدين أبو المعالي في "فضل العلم" (113/ 1) .
وهذا سند واه ؛ صالح مولى التوأمة كان اختلط .
وأبو داود ؛ لم أعرفه ، ولعله الطيالسي .
ومحمد بن القاسم ، قال الذهبي :
"تكلم فيه ، وقيل : كان مؤمناً بالرجعة" .

(/1)


3930 - ( العبد عند ظنه بالله - عز وجل - ، وهو مع أحبابه يوم القيامة ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 400 :
$ضعيف جداً$
أخرجه ابن عدي (383/ 2) ، وأبو بكر الذكواني في "اثنا عشر مجلساً" (12/ 2) ، والديلمي (2/ 312) من طريق أبي الشيخ ، كلهم ، عن موسى بن مطير ، عن أبيه ، عن أبي هريرة مرفوعاً .
قلت : وهذا إسناد ضعيف جداً ؛ موسى بن مطير ؛ قال الذهبي :
"واه ، كذبه ابن معين ، وقال أبو حاتم والنسائي وجماعة : متروك ..." . وقال ابن عدي بعد أن ساق له أحاديث أخرى هذا منها :
"وعامة ما يرويه لا يتابعه الثقات عليه" .

(/1)


3931 - ( العبد من الله ؛ وهو منه ما لم يخدم ، فإذا خدم وقع عليه الحساب ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 401 :
$ضعيف$
أخرجه الديلمي (2/ 312) من طريق أحمد بن سليمان بن زبان : حدثنا هشام بن عمار : حدثنا صدقة بن خالد : حدثنا ابن جابر ، عن محمد بن واسع ، عن أبي الدرداء ، أنه كتب إلى سليمان :
يا أخي ! أنبئت أنك اشتريت خادماً ، فإني سمعت رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول : ... فذكره .
قلت : وهذا إسناد ضعيف جداً ؛ ابن زبان هذا ؛ قال الذهبي :
"يروي عن هشام بن عمار ، اتهم في اللقاء ، وهاه الكتاني ، وقال عبدالغني ابن سعيد المصري : ليس بثقة" .
وهشام بن عمار ؛ فيه ضعف .
وقد وجدت له إسناداً آخر ، هو خير من هذا ، أخرجه الدينوري في "المنتقى من المجالسة" (ق 16/ 2 نسخة حلب) - ومن طريقه : ابن عساكر في "تاريخه" (13/ 754) - : حدثنا أبو قلابة : حدثنا داود بن عمرو : أنبأنا إسماعيل بن عياش ، عن مطعم بن المقدام الصنعاني ، عن محمد بن واسع الأزدي به .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ محمد بن واسع ، قال ابن المديني :
"ما أعلمه سمع من أحد من الصحابة" ، انظر "تهذيب المزي" (26/ 578) .
وأبو قلابة - واسمه عبدالملك بن محمد الرقاشي - قال الحافظ :
"صدوق يخطىء ، تغير حفظه لما سكن بغداد" .
وسائر رجاله ثقات إن كان داود بن عمرو هو أبا سليمان الضبي البغدادي ، وإن كان غيره فلم أعرفه .
وأعله المناوي بابن عياش فقط ، وليس بشيء ؛ فإنه ثقة في روايته عن الشاميين ، وهذه منها ، وعزاه تبعاً لأصله لسعيد بن منصور والبيهقي في "الشعب" ، وزاد عليه : والديلمي . ولم يتكلم على إسناده خاصة بشيء ، وقد عرفت وهنه .
وهذا كله إن كان الدينوري لم يتفرد بتخريجه كما يشعره صنيع المناوي ، وإلا ؛ فهو - أعني الدينوري - متهم .
ثم وقفت عليه في "زهد ابن الأعرابي" (112) من طريق سعيد بن منصور ، وكذا البيهقي في "الشعب" (7/ 379-380) ، وابن عساكر (13/ 755) من طريق إسماعيل بن عياش به .
وله عندهم طريق أخرى عن أبي الدرداء مرفوعاً به ؛ لا تصح .

(/1)


3932 - ( العتل الزنيم : الفاحش اللئيم ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 403 :
$ضعيف$
أخرجه ابن جرير في "تفسيره" (29/ 16) عن معاوية بن صالح ، عن كثير بن الحارث ، عن القاسم مولى معاوية قال :
سئل رسول الله صلي الله عليه وسلم عن العتل الزنيم ؟ قال : "الفاحش اللئيم" .
قال معاوية : وثني عياض بن عبدالله الفهري ، عن موسى بن عقبة ، عن رسول الله صلي الله عليه وسلم بمثل ذلك .
قلت : وهذان إسنادان مرسلان ، والأول حسن .
والآخر قريب منه ؛ فإن الفهري هذا مع كونه من رجال مسلم ؛ ففيه لين ؛ كما قال الحافظ في "التقريب" .
وقد رواه ابن أبي حاتم أيضاً من الطريقين المذكورين ؛ كما أشار إلى ذلك الحافظ ابن كثير في "تفسيره" ، وعزاه السيوطي إليه من طريق موسى بن عقبة فقط ! وتعقبه المناوي من وجهة أخرى ، فقال :
"وظاهر صنيع المصنف أنه لم يره لأعلى ولا أحق بالعزو من ابن أبي حاتم ، ولا مسنداً ، وهو ذهول عجيب ! فقد خرجه الإمام أحمد عن عبدالرحمن بن غنم الأشعري ، قال ابن منده : وله صحبة" .
قلت : هو عند أحمد (4/ 227) بغير اللفظ المرسل ، وبسند ضعيف أيضاً ؛ لأنه من طريق شهر بن حوشب ، عن عبدالرحمن بن غنم مرفوعاً :
"هو الشديد الخلق ، المصحح ، الأكول الشروب ، الواجد للطعام والشراب ، الظلوم للناس ، رحب الجوف" .
قلت : وهذا كما ترى حديث آخر ، ليس فيه "الفاحش اللئيم" ، ثم إن شهر ابن حوشب ضعيف لسوء حفظه ، فلو كان لفظه بلفظ حديث الترجمة ، لكان شاهداً لا بأس به . فتأمل .
وقد ذكره السيوطي من رواية ابن مردويه ، عن أبي الدرداء مرفوعاً نحوه ، وزاد :
"جموع للمال ، منوع له" .
ولم يتكلم المناوي عليه بشيء .

(/1)


3933 - ( العجم يبدأون بكبارهم إذا كتبوا ، فإذا كتب أحدكم إلى أحد ؛ فليبدأ بنفسه ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 404 :
$موضوع$
أخرجه العقيلي (ص 390) ، والديلمي (2/ 318) عن محمد بن عبدالرحمن القشيري ، عن مسعر بن كدام ، عن سعيد المقبري ، عن أبي هريرة مرفوعاً ، وقال العقيلي :
"لا يعرف إلا به" . يعني القشيري هذا ، وقال فيه :
"حديثه منكر ، ليس له أصل ، ولا يالبع عليه ، وهو مجهول بالنقل" .
كذا قال ، وكأنه خفي عليه ؛ فقد قال فيه أبو حاتم :
"كان يفتعل الحديث" . ولذلك قال فيه الذهبي في "الضعفاء" :
"متهم" . ونقله المناوي ، وقال عقبه :
"وفي الباب : ابن عباس ، وجابر ، وأبو ذر ، وأنس ..." .
ويعني في مطلق الكتابة إلى العجم ، ولا يعني المعنى الكامل الذي تضمنه هذا الحديث والأمر فيه ، فتنبه .

(/1)


3934 - ( العجوة من فاكهة الجنة ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 405 :
$ضعيف$
رواه ابن عدي (198/ 1) عن صالح بن حيان ، عن ابن بريدة ، عن أبيه مرفوعاً ، وقال :
"صالح بن حيان ؛ عامة ما يرويه غير محفوظ" . وفي "الميزان" :
"ضعفه ابن معين ، وقال مرة : ليس بذاك ، وقال البخاري : فيه نظر ، وقال النسائي : ليس بثقة" ، ثم ساق له أحاديث ، هذا أولها .
وقال الحافظ في "التقريب" :
"ضعيف" .
قلت : وقد صح الحديث بدون لفظة "فاكهة" ، فانظره في "المشكاة" (4235) .

(/1)


3935 - ( العجوة من الجنة ، وفيها شفاء من السم ، والكمأة من المن ، وماؤها شفاء للعين ، والكبش العربي الأسود شفاء من عرق النسا ، يؤكل لحمه ، ويحسا من مرقه ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 405 :
$ضعيف$
أخرجه الضياء في "المختارة" (60/ 232/ 2) من طريق عبدالمجيد بن عبدالعزيز ، عن ابن جريج ، عن عبدالله بن عثمان بن خثيم ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس مرفوعاً . وقال :
"عبدالمجيد بن عبدالعزيز بن أبي رواد ؛ قال أبو حاتم الرازي : ليس بالقوي .وتكلم فيه أبو حاتم البستي ، ووثقه يحيى بن معين ، وروى له مسلم" .
قلت : وقال الحافظ في "التقريب" :
"صدوق يخطىء ، أفرط ابن حبان فقال : متروك" .
وقال الساجي :
"روى عن ابن جريج أحاديث لم يتابع عليها" .
وابن جريج على جلالته ؛ مدلس وقد عنعنه .
واعلم أن الشطر الأول من الحديث قد صح من حديث أبي هريرة وغيره ، وهو مخرج في "المشكاة" (4235) .
وأما الشطر الآخر منه ؛ فمنكر عندي ؛ لضعف إسناده ، ولمخالفته الحديث الصحيح بلفظ :
"شفاء عرق النسا ؛ ألية شاة عربية تذاب ، ثم تقسم ثلاثة أجزاء ، يشربه ثلاثة أيام على الريق ؛ كل يوم جزءاً" .
وهو مخرج في "الصحيحة" (1899) من حديث أنس بن مالك .
ومن الغرائب ؛ أن حديث الترجمة أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (12/ 63/ 12481) و "الأوسط" (3/ 362/ 3406) و "الصغير" (ص 69-هند) ، ثلاثتهم بإسناد واحد ، عن عبدالمجيد به ، دون الجملة المنكرة منه ، بل زاد في "الصغير" :
"تجزأ ثلاثة أجزاء ..." إلخ ، مثل حديث أنس !!
وبهذه الزيادة ذكره الهيثمي (5/ 88-89) وعزاه للثلاثة !

(/1)


3936 - ( العدل حسن ، ولكن في الأمراء أحسن ، والسخاء حسن ، ولكن في الأغنياء أحسن ، والورع حسن ، ولكن في العلماء أحسن ، والصبر حسن ، ولكن في الفقراء أحسن ، والتوبة حسن ، ولكن في الشباب أحسن ، والحياء حسن ، ولكن في النساء أحسن ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 407 :
$موضوع$
أخرجه الديلمي (2/ 313) : أخبرنا حمد بن نصر : أخبرنا أبو الفرج بن أبي سعيد الوراق : حدثنا عبدالرحمن بن حمادي : حدثنا علي بن محمد الأديب : حدثنا عبدالله بن زيد الدقيقي : حدثنا إبراهيم بن الحسين : حدثنا موسى بن إسماعيل المنقري : حدثنا وهيب بن الورد : حدثنا أبو الزبير المكي ، عن جابر بن عبدالله قال :
دخلت على علي بن أبي طالب ، فقلت : ما علامة المؤمن ؟ قال : دخلت على النبي صلي الله عليه وسلم ، فقلت : ما علامة المؤمن ؟ قال :
"ستة أشياء حسن ، ولكن في ستة من الناس أحسن ، العدل حسن ..." ، الحديث .
قلت : وهذا متن باطل ؛ لوائح الوضع عليه ظاهرة ، وإسناده مظلم ؛ من دون إبراهيم بن الحسين لم أعرفهم . وأبو الزبير مدلس .
ومن الغريب أن المناوي بيض له ، فلم يتكلم على إسناده ومتنه بشيء !

(/1)


3937 - ( العرف ينقطع فيما بين الناس ، ولا ينقطع فيما بين الله وبين من فعله ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 407 :
$موضوع$
أخرجه الديلمي (2/ 316) عن إسحاق بن محمد بن إسحاق العمي : حدثنا أبي ، عن يونس بن عبيد ، عن الحسن ، عن أنس مرفوعاً .
قلت : وهذا موضوع ؛ آفته إسحاق هذا ؛ قال الحافظ في "اللسان" :
"اتهمه البيهقي في (شعب الإيمان)" .
وذهل المناوي عن هذه العلة القادحة ، وجاء بعلة لا تساوي حكايتها ، فقال :
"وفيه يونس بن عبيد ، أورده الذهبي في "الضعفاء" وقال : مجهول" .
قلت : يونس المجهول هو غير يونس بن عبيد الذي في إسناد هذا الحديث ؛ فإن الأول أقدم من هذا ؛ فإنه كوفي ، روى عن البراء بن عازب .
وأما هذا ؛ فهو بصري ، ودون الأول في الطبقة ، يروي عن التابعين ، وهو مكثر عن الحسن البصري .

(/1)


3938 - ( إن العشر : عشر الأضحى ، والوتر : يوم عرفة ، والشفع : يوم النحر ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 408 :
$منكر$
أخرجه أحمد (3/ 327) ، والبزار (2286-كشف) ، وابن جرير (30/ 108 و 109) عن زيد بن الحباب : حدثنا عياش بن عقبة : حدثني خير بن نعيم ، عن أبي الزبير ، عن جابر مرفوعاً .
قلت : وهذا إسناد رجاله ثقات ؛ إلا أنه معلول بعنعنة أبي الزبير ؛ فإنه مدلس .
ثم رأيت الحافظ ابن كثير عزاه للنسائي [في "الكبري" (6/ 514)] أيضاً ، وابن أبي حاتم ، ثم قال :
"وهذا إسناد رجاله لا بأس بهم ، وعندي أن المتن في رفعه نكارة" . وذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" (7/ 137) ، وقال :
"رجاله رجال "الصحيح" ؛ غير عياش بن عقبة ، وهو ثقة" .
قلت : وقد كشفنا لك عن العلة ، والحمد لله على توفيقه .
والحديث عزاه السيوطي للحاكم أيضاً ، ولم أره الآن في "مستدركه" .
ولكن وقع في "المستدرك" (2/ 522) رواية عن ابن عباس بلفظ : ( (والفجر) قال : فجر النهار ، (وليال عشر) قال : عشر الأضحى) .
والله أعلم .

(/1)


3939 - ( العلم أفضل من العبادة ، وملاك الدين الورع ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 409 :
$ضعيف جداً$
أخرجه الخطيب (4/ 436) ، وابن عبدالبر في "الجامع" (1/ 23) من طريق معلى بن مهدي : حدثنا سوار بن مصعب ، عن ليث ، عن طاوس ، عن ابن عباس مرفوعاً .
قلت : وهذا إسناد ضعيف جداً ؛ مسلسل بالعلل :
الأولى : ليث - وهو ابن أبي سليم - ؛ ضعيف لاختلاطه .
الثانية : سوار بن مصعب ؛ ضعيف جداً ؛ قال البخاري :
"منكر الحديث" . وقال النسائي وغيره :
"متروك" .
الثالثة : معلى بن مهدي ؛ مثله ، قال البخاري أيضاً :
"منكر الحديث" . وقال النسائي :
"متروك الحديث" .
وقال الهيثمي (1/ 130) :
"رواه الطبراني في "الكبير" ، وفيه سوار بن مصعب ، وهو ضعيف جداً" .
ثم روى ابن عبدالبر (1/ 23) عن بشر بن إبراهيم قال : حدثنا خليفة بن سليمان ، عن أبي سلمة بن عبدالرحمن ، عن أبي هريرة مرفوعاً ؛ إلا أنه قال : "خير" بدل : "أفضل" .
قلت : وهذا موضوع ؛ آفته بشر بن إبراهيم ، وهو الأنصاري البصري المفلوج أبو عمرو ؛ قال ابن عدي :
"هو عندي ممن يضع الحديث على الثقات" . وقال ابن حبان :
"كان يضع الحديث على الثقات" .
وقد روي من حديث عبادة بن الصامت بزيادة في متنه ، ويأتي تخريجه بعد ثلاثة أحاديث .

(/1)


3940 - ( العلم أفضل من العمل ، وخير الأمور أوساطها ، دين الله بين الفاتر والغالي ، والحسنة بين السيئتين ، لا ينالها إلا بالله ، وشر السير الحقحقة ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 410 :
$موضوع$
رواه ابن منده في "المعرفة" (2/ 289/ 2) عن الحكم بن أبي خالد الفزاري ، عن زيد بن رفيع ، عن سعد الجهني ، عن بعض أصحاب النبي صلي الله عليه وسلم قال : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم ...
قلت : وهذا إسناد موضوع ؛ آفته الحكم هذا ، وهو ابن ظهير ؛ كما جزم به ابن معين ، وقال :
"كذاب" . وقال صالح جزرة :
"كان يضع الحديث" . وقال ابن حبان :
"كان يشتم الصحابة ، ويروي عن الثقات الأشياء الموضوعات ، وهو الذي روى عن عاصم عن زر عن عبدالله [مرفوعاً] : إذا رأيتم معاوية على منبري فاقتلوه !" .
وزيد بن رفيع ؛ مختلف فيه ، وغفل المناوي عن الحكم ، فأعله بزيد هذا ، فقال بعد أن عزاه - تبعاً لأصله - للبيهقي في "الشعب" :
"فيه زيد بن رفيع ؛ أورده الذهبي في (الضعفاء)" .

(/1)


3941 - ( العلم ثلاثة : كتاب ناطق ، وسنة ماضية ، ولا أدري ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 411 :
$موقوف$
أخرجه الديلمي (2/ 303) معلقاً ، عن أبي نعيم بسنده الصحيح ، عن عمر بن عصام - وكان من كبار أصحاب مالك بن أنس - [، عن مالك] ، عن نافع ، عن ابن عمر موقوفاً عليه .
قلت : ورجاله ثقات كلهم غير عمر بن عصام ؛ أورده ابن أبي حاتم (3/ 1/ 128) بهذا الأثر ؛ وقال :
"روى عنه إبراهيم بن المنذر الحزامي ، وسليمان بن محمد اليساري" .
ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً . وقد توبع ، فقال ابن عبدالبر في "الجامع" (2/ 24) :
"ورواه أبو حذافة ، عن مالك ، عن نافع ، عن ابن عمر" .
ورواه سعيد بن داود بن زنبر ، عن مالك بن أنس ، عن داود بن الحصين ، عن طاوس ، عن عبدالله بن عمر به موقوفاً .
أخرجه ابن عبدالبر .
قلت : وابن زنبر هذا ؛ صدوق له مناكير عن مالك .
وبالجملة ؛ فالحديث ثابت عن ابن عمر موقوفاً عليه ، وقد رفعه بعضهم من طريق أبي حذافة المدني المتقدم .
أخرجه هكذا الذهبي في "تذكرة الحفاظ" (3/ 28) ، وقال عقبه :
"هذا لم يصح مسنداً ، ولا هو مما عد في مناكير أبي حذافة السهمي ، فما أدري كيف هذا ؟! وكأنه موقوف" .

(/1)


3942 - ( العلم حياة الإسلام ، وعماد الإيمان ، ومن علم علماً أنمى الله له أجره إلى يوم القيامة ، ومن تعلم علماً يعمل به ؛ كان حقاً على الله أن يعلمه علماً لم يكن يعلمه ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 412 :
$ضعيف جداً$
أخرجه الديلمي (2/ 303) معلقاً عن أبي الشيخ بسنده ، عن بقية ، عن أبي مكرم بن حميد ، عن جويبر ، عن الضحاك ، عن ابن عباس مرفوعاً .
قلت : وهذا إسناد ضعيف جداً ؛ جويبر متروك .
وأبو مكرم بن حميد ؛ لم أعرفه ، ولعله من شيوخ بقية المجهولين .
وبقية مدلس ، وقد عنعنه .

(/1)


3943 - ( العلم خير من العمل ، وملاك الدين الورع ، والعالم من يعمل ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 412 :
$ضعيف$
أخرجه الديلمي (2/ 303) معلقاً عن أبي الشيخ : حدثنا عبدالله ابن محمد بن زكريا : حدثنا سعيد بن يحيى : حدثنا .... ، عن أبي عبدالرحمن ، عن العلاء ، عن مكحول ، عن عبادة بن الصامت مرفوعاً .
قلت : هذا إسناد ضعيف ؛ سعيد بن يحيى هو الطويل الأصبهاني ، قال أبو حاتم :
"لا أعرفه" ، وذكره ابن حبان في "الثقات" ، وقال أبو نعيم :
"يعرف بسعدويه ؛ صدوق" .
وأبو عبدالرحمن هذا ؛ لم أعرفه .

(/1)


3944 - ( العلم دين ، والصلاة دين ، فانظروا ممن تأخذون هذا العلم ، وكيف تصلون هذه الصلاة ، فإنكم تسألون يوم القيامة ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 413 :
$ضعيف$
أخرجه الديلمي (2/ 305) عن الحجاج ، عن نافع ، عن ابن عمر مرفوعاً .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ الحجاج هو ابن أرطاة ؛ مدلس وقد عنعنه . ودونه من لم أعرفه .

(/1)


3945 - ( العلم علمان : فعلم ثابت في القلب ؛ فذاك العلم النافع ، وعلم في اللسان ؛ فذاك حجة الله على عباده ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 413 :
$منكر مرفوعاً$
أخرجه إسماعيل الصفار أبو علي في "حديثه" (ق 12/ 2) ، وابن بشران في "الأمالي" (22/ 61/ 2) ، وأبو عبدالرحمن السلمي في "الأربعين الصوفية" (4/ 1) ، والديلمي (2/ 305) عن عبدالسلام بن صالح ، عن يوسف ابن عطية ، عن قتادة ، عن أنس مرفوعاً .
قلت : عبدالسلام بن صالح - وهو أبو الصلت الهروي - ؛ قال الحافظ :
"صدوق ، له مناكير ، وكان يتشيع ، وأفرط العقيلي فقال : كذاب" .
ويوسف بن عطية ؛ متروك .
ثم رأيت في مسودتي ؛ أن الحافظ ابن رجب قال :
"هذا لا يثبت مرفوعاً ، وأبو الصلت الهروي متروك ، ويوسف بن عطية ضعيف ، ولكن هذا كلام الحسن رضي الله عنه ، روي عنه من غير وجه" .
قلت : أخرجه الدارمي (1/ 102) عن فضيل بن عياض ، والمروزي في "زوائد الزهد" (1161) عن عباد بن العوام ؛ كلاهما ، عن هشام بن حسان ، عن الحسن ، عن النبي صلي الله عليه وسلم به . وكذا رواه الصفار وابن بشران .
قلت : وهذا مرسل صحيح الإسناد .
وخالفهما يحيى بن يمان فقال : عن هشام ، عن الحسن ، عن جابر مرفوعاً . فوصله بذكر جابر فيه .
أخرجه الخطيب في "التاريخ" (4/ 346) .
ووصله ضعيف لا يصح ؛ لأن ابن يمان يخطىء كثيراً ، وكان قد تغير ؛ كما قال الحافظ ، ولا أدل على خطئه من مخالفته للثقتين المذكورين ؛ فضيل بن عياض وعباد بن العوام اللذين أرسلاه ، وهو وصله !
وقد تابعهما على إرساله : أبو معاوية ، عن الحسن به .
أخرجه ابن عبدالبر (1/ 190) .
فثبت يقيناً أن وصل ابن اليمان إياه خطأ ، فقول المنذري في "الترغيب" (1/ 61) :
"إسناده حسن" غير حسن ، وكذا قول العراقي في "تخريجه" (1/ 52) :
"إسناده جيد" غير جيد .
وقد رواه الدارمي أيضاً : أخبرنا مكي بن إبراهيم : حدثنا هشام ، عن الحسن قال : ... فذكره موقوفاً عليه . وكذلك رواه أبو الحسن بن الصلت (2/ 1) موقوفاً .
ولعله أصح ، وهو الذي رجحه الحافظ ابن رجب كما تقدم ، والله أعلم .

(/1)


3946 - ( العلم ميراثي ، وميراث الأنبياء قبلي ، فمن كان يرثني ؛ فهو معي في الجنة ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 415 :
$موضوع$
أخرجه الديلمي (2/ 304) عن أبي مقاتل ، عن أبي حنيفة ، عن إسماعيل بن عبدالله ، عن أبي صالح ، عن أم هانىء مرفوعاً .
قلت : وهذا موضوع ؛ أورده السيوطي في "ذيل الموضوعات" (ص 39) ، وقال :
"أبو مقاتل السمرقندي كذبه ابن مهدي ، وقال السليماني : هو في عداد من يضع الحديث" .
قلت : وهو صاحب كتاب "العالم والمتعلم" .
وإسماعيل بن عبدالله ؛ لم أعرفه . وكذا وقع في "الذيل" : إسماعيل بن عبدالله . وأما المناوي فقال :
"وفيه إسماعيل بن عبدالملك ، قال الذهبي : قال النسائي : غير قوي" .
كذا قال ! وابن عبدالملك هذا لم أعرفه ، وليس هو في سند الديلمي . والله أعلم .

(/1)


3947 - ( العلم والمال يستران كل عيب ، والجهل والفقر يكشفان كل عيب ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 416 :
$ضعيف$
أخرجه الديلمي (2/ 306) عن الرشيد : حدثني أبي ، عن جدي ، عن علي بن عبدالله بن عباس ، عن أبيه مرفوعاً .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ من دون علي بن عبدالله بن عباس ؛ لا يعرف حالهم في الرواية مع شهرتهم بالملك والخلافة ، وظاهره الانقطاع ؛ فإن جد الرشيد هو أبو جعفر المنصور بن محمد بن علي بن عبدالله بن عباس ؛ وأبو جعفر لا يعرف بالرواية عن جده علي بن عبدالله . والله أعلم .

(/1)


3948 - ( العلم لا يحل منعه ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 416 :
$ضعيف$
رواه القضاعي في "مسند الشهاب" (9/ 2) عن أبي فضيل عبيد ابن محمد العسقلاني : أخبرنا عمر بن صدقة - إمام أنطاكية - قال : أخبرنا عمر بن شاكر ، عن أنس قال : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم :
"أي شيء لا يحل منعه ؟" . فقال بعضهم : الملح ، وقال آخر : النار ، فلما أعياهم قالوا : الله ورسوله أعلم ، قال : "ذلك العلم .." الحديث . وقال بعض المحدثين - وأظنه ابن المحب - :
"واه" .
قلت : وعلته عمر بن شاكر ؛ قال ابن أبي حاتم (3/ 1/ 115) عن أبيه :
"ضعيف الحديث ، يروي عن أنس المناكير" .
ومن دونه ؛ لم أعرفهما .
ولفظ الترجمة من الحديث ؛ أخرجه الديلمي (2/ 304) عن يزيد بن عياض : حدثنا الأعرج ، عن أبي هريرة مرفوعاً .
وابن عياض ؛ كذبه مالك وغيره ؛ كما قال الحافظ .
والحديث عزاه السيوطي للديلمي فقط !

(/1)


3949 - ( العلماء أمناء أمتي ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 417 :
$ضعيف$
أخرجه الديلمي (2/ 207) عن إسماعيل بن علي السعري ، عن حماد بن مسعدة ، عن شعبة ، عن علقمة بن مرثد ، عن سعد بن عبيدة ، عن أبي عبدالرحمن السلمي ، عن عثمان بن عفان مرفوعاً .
قلت : وهذا إسناد رجاله كلهم ثقات ؛ غير إسماعيل بن علي السعري ؛ فلم أعرفه ، ولا تبينت لي هذه النسبة من الأصل ، وما أثبته هو أقرب صورة تطابق الأصل . ودونه من لم أعرفه أيضاً .
ثم روى من طريق عيسى بن إبراهيم ، عن الحكم الأيلي ، عن عبادة بن نسي ، عن عبدالرحمن بن غنم ، عن معاذ بن جبل مرفوعاً بلفظ :
"العالم أمين الله في الأرض" .
قلت : وهذا إسناد واه جداً ؛ عيسى بن إبراهيم - وهو الهاشمي - ؛ هالك ، ومثله الحكم الأيلي . وقد تقدم هذا تحت الحديث (2670) .

(/1)


3950 - ( العلماء ثلاثة : رجل عاش به الناس وعاش بعلمه ، ورجل عاش به الناس وأهلك نفسه ، ورجل عاش بعلمه ولم يعش به أحد غيره ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 418 :
$موضوع$
رواه الديلمي (2/ 307) ، والضياء في "المنتقى من حديث أبي نعيم الأزهري" (283/ 2) : حدثنا الحسن بن محمد بن إسحاق الأزهري : حدثنا عبدالله بن محمد بن العباس الضبي : حدثنا محمد بن شعيب البلخي : حدثنا إسماعيل بن نصر الوائلي : حدثنا خالد العبد ، عن يزيد الرقاشي ، عن أنس بن مالك مرفوعاً .
قلت : وهذا موضوع ؛ آفته خالد العبد - واسم أبيه : عبدالرحمن - ، قال الذهبي :
"تركه غير واحد ، ورماه عمرو بن علي بالوضع ، وكذبه الدارقطني" .
ويزيد الرقاشي ؛ ضعيف .

(/1)


3951 - ( العلماء مصابيح الجنة ، وورثة الأنبياء ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 418 :
$موضوع$
أخرجه الديلمي (2/ 306) عن أبي خالد الواسطي ، عن زيد بن علي بن الحسين ، عن أبيه ، عن جده ، عن علي مرفوعاً .
قلت : وهذا موضوع ؛ آفته الواسطي - واسمه عمرو بن خالد - ؛ قال الحافظ :
"متروك ، ورماه وكيع بالكذب" .
قلت : وأما الجملة الثانية منه ؛ فلها أصل في حديث أبي الدرداء المخرج في "المشكاة" (212) ، و"الترغيب" (1/ 53) من طريقين عنه ، أحدهما حسن ، ونقل المناوي عن الحافظ أنه قال :
"وهو حديث صحيح" .

(/1)


3952 - ( العلماء ورثة الأنبياء ، يحبهم أهل السماء ، وتستغفر لهم الحيتان في البحر إذا ماتوا ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 419 :
$ضعيف$
أخرجه الديلمي (2/ 206) عن محمد بن إسحاق البكائي ، عن محمد بن مطرف ، عن شريك ، عن أبي إسحاق ، عن البراء مرفوعاً .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ أبو إسحاق هو السبيعي ؛ وهو مدلس مختلط .
وشريك ؛ ضعيف سيىء الحفظ .
ومحمد بن إسحاق البكائي ؛ لم أعرفه .
وأخرجه الواحدي في "الوسيط" (1/ 46-ط) عن محمد بن مطرف السعدي به .
وعزاه الحافظ في "تخريج الكشاف" (124/ 117) لأبي نعيم في "فضل العالم العفيف على الجاهل الشريف" .
وقد ثبت الحديث مفرقاً دون قوله : "يحبهم أهل السماء" . فانظر "التعليق الرغيب" (1/ 53/ 2) ، و "الصحيحة" (3024) .

(/1)


3953 - ( العمرة من الحج بمنزلة الرأس من الجسد ، وبمنزلة الزكاة من الصيام ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 419 :
$ضعيف جداً$
أخرجه الديلمي (2/ 311) عن جويبر ، عن الضحاك ، عن ابن عباس مرفوعاً .
قلت : وهذا سند ضعيف جداً ؛ جويبر متروك .
والضحاك ؛ لم يسمع من ابن عباس .

(/1)


3954 - ( العيادة فواق ناقة ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 420 :
$ضعيف$
رواه ابن أبي الدنيا في "المرض والكفارات" (182/ 1) قال : حدثني أيوب بن الوليد الضرير قال : حدثنا شعيب بن حرب قال : حدثنا أبو علي بن العنزي قال : حدثنا إسماعيل بن القاسم ، عن أنس بن مالك مرفوعاً .
قلت : وهذا سند ضعيف ؛ إسماعيل بن القاسم لم أعرفه .
وأبو علي بن العنزي : هو حبان بن علي العنزي ، وهو ضعيف ؛ كما في "التقريب" .
وأيوب بن الوليد الضرير ؛ ترجمه الخطيب (7/ 10-11) وذكر أنه مات سنة ستين ؛ يعني ومئتين ، ولم يحك فيه جرحاً ولا تعديلاً .

(/1)


3955 - ( العيدان واجبان على كل حالم من ذكر وأنثى ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 420 :
$موضوع$
أخرجه الديلمي (2/ 317) عن عمرو بن شمر ، عن محمد بن سوقة ، عن عبدالرحمن بن سابط ، عن ابن عباس مرفوعاً .
قلت : وهذا موضوع ؛ آفته عمرو بن شمر هذا ؛ قال ابن حبان :
"رافضي يشتم الصحابة ، ويروي الموضوعات عن الثقات" . وقال البخاري :
"منكر الحديث" . وقال النسائي والدارقطني وغيرهما :
"متروك الحديث" .
قلت : وهذا حال الحديث من حيث الرواية ، وإلا ؛ فمعناه صحيح ؛ يدل عليه أمور ، منها : أمره صلي الله عليه وسلم النساء أن يخرجن إلى المصلى ، ومن كانت لا جلباب لها تعيرها جارتها من جلبابها ، حتى الحيض منهن أمرن بالخروج ؛ ليشهدن الخير ودعوة المسلمين . فهذا من أقوى الأدلة على وجوب صلاة العيدين عليهن ، وإذا كان هذا هو الحكم عليهن ؛ فكيف الرجال ؟!

(/1)


3956 - ( العينان دليلان ، والأذنان قمعان ، واللسان ترجمان ، واليدان جناحان ، والكبد رحمة ، والطحال ضحك ، والرئة نفس ، والكليتان مكر ، والقلب ملك ، فإذا صلح الملك صلحت رعيته ، وإذا فسد الملك فسدت رعيته ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 421 :
$ضعيف جداً$
رواه أبو الشيخ في "كتاب العظمة" (22/ 1) وفي "طبقات الأصبهانيين" (ص 250-ظاهرية) عن هشام بن محمد بن السائب : حدثنا أبو الفضل العبدي من آل حرب بن مسقلة - : حدثنا عطية ، عن أبي سعيد قال : قال : رسول الله صلي الله عليه وسلم : ... فذكره .
قلت : وهذا إسناد ضعيف جداً ؛ آفته هشام هذا ، وهو الكلبي الأخباري النسابة المشهور ، قال الدارقطني وغيره :
"متروك" . وقال ابن عساكر :
"رافضي ، ليس بثقة" .

(/1)


3957 - ( غبار المدينة شفاء من الجذام ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 421 :
$منكر$
أخرجه أبو نعيم في "الطب النبوي" (ق 51/ 2) ، والرافعي في "التدوين في أخبار قزوين" (3/ 393) ، وابن النجار في "أخبار مدينة الرسول" (ص 28-الثقافة) من طريق أبي غزية محمد بن موسى ، عن عبدالعزيز بن عمران ، عن محمد بن إبراهيم بن إسماعيل بن خارجة ، عن [إسماعيل بن] محمد بن ثابت ابن قيس بن شماس ، عن أبيه قال : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : ... فذكره .
قلت : وهذا إسناد ضعيف جداً ؛ فيه علل :
الأولى - وهي الأقوى - : أبو غزية ؛ قال البخاري :
"عنده مناكير" .
وقال ابن حبان (2/ 289) :
"كان ممن يسرق الحديث ، ويحدث به ، ويروي عن الثقات أشياء موضوعات ، حتى إذا سمعها المبتدىء في الصناعة سبق إلى قلبه أنه كان المعتمد لها" .
الثانية : عبدالعزيز بن عمران - وهو ابن أبي ثابت الزهري - ؛ متروك ؛ كما في "التقريب" و "المغني" ، مات سنة (197) .
الثالثة : محمد بن إبراهيم بن إسماعيل بن خارجة ؛ لم أعرفه .
الرابعة : إسماعيل بن محمد بن ثابت ؛ مجهول ، لم يذكر البخاري وابن أبي حاتم في ترجمته راوياً عنه غير الزهري ، وأما ابن حبان فترجمه في "الثقات" برواية (أبي ثابت ولد ثابت بن قيس) . وكذا ذكر ابن أبي حاتم في ترجمة (أبي ثابت) نفسه .
وأما أبوه (محمد بن ثابت بن قيس بن شماس) ؛ فتناقض فيه ابن حبان ؛ فأورده في "الصحابة" (3/ 364) ، وأورده في "التابعين" (5/ 355) ، وقد قال ابن منده :
"لا تصح له صحبة" كذا في "الإصابة" ، وجزم به في "التهذيب" ، فالحديث مع ذاك الضعف الشديد والعلل الأربع مرسل غير مسند ، وقد علقه ابن الجوزي في "منهاج القاصدين" (1/ 57/ 1) عن ثابت بن قيس - يعني والد محمد - فوهم هو ؛ أو من نقل عنه .
ثم عرفت من أين أتي ؛ فقد رأيته في "الغرائب الملتقطة من مسند الفردوس" (2/ 132/ 2) من الطريق المتقدم ، لكن وقع فيه :
"عن جده ثابت" !
واعتمده السيوطي في هذا الخطأ في "الجامع الصغير" ؛ فإنه قال :
"أبو نعيم في "الطب" عن ثابت بن قيس بن شماس" !
وهذا خلاف ما تقدم نقله عنه وعن غيره ، وكأنه جاءه الخطأ من السرعة في تلخيصه لتخريجه إياه في "الجامع الكبير" ؛ فإنه فرق فيه بين رواية أبي نعيم ورواية الديلمي ؛ فقال :
"أبو سعيد في "مشيخته" ، والرافعي عن إسماعيل بن محمد بن ثابت بن قيس بن شماس عن أبيه ، والديلمي ، عن إسماعيل ، عن جده ثابت" .
وهذا هو الصواب . ولم يتنبه لهذا المناوي في شرحه "الفيض" ، فجرى فيه على أن الحديث لأبي نعيم والديلمي عن ثابت ! وقلده في ذلك الشيخ إسماعيل العجلوني في "كشف الخفاء" (2/ 78) ، والمعلق على "الفردوس" (3/ 101) !! وقد وقع فيه أن الحديث عن قيس بن شماس !!
وقد روي الحديث من وجهين آخرين واهيين :
أحدهما : من طريق القاسم بن عبدالله العمري ، عن أبي بكر بن محمد ، عن سالم قال : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : ... فذكره بلفظ :
"يبرىء من الجذام" .
أخرجه أبو نعيم أيضاً .
وهذا مع كونه مرسلاً أيضاً ، فإن السند إليه واه بمرة ؛ القاسم هذا قال الحافظ الذهبي في "المغني" :
"قال أحمد : كذاب يضع الحديث" .
والآخر : رواه الزبير بن بكار في "أخبار المدينة" قال : حدثني محمد بن حسن ، عن إبراهيم قال : بلغني أن النبي صلي الله عليه وسلم قال : ... فذكره بلفظ :
".. يطفىء الجذام" . كما في "الحجج المبينة" للسيوطي (72/ 1) .
وهذا إسناد واه جداً كسابقه ، بل هو معضل ؛ فإن إبراهيم هذا هو ابن علي ابن حسن بن علي بن أبي رافع المدني مولى النبي صلي الله عليه وسلم . قال الحافظ في "التقريب" :
"ضعيف ، من التاسعة" .
والراوي عنه (محمد بن الحسن) هو ابن زبالة ؛ قال الحافظ أيضاً :
"كذبوه ، من كبار العاشرة" .
وأنكر من كل ما سبق ما جاء في "الترغيب" للمنذري (2/ 145) :
"وعن سعد - رضي الله عنه - قال : لما رجع رسول الله صلي الله عليه وسلم من تبوك ، تلقاه رجال من المتخلفين من المؤمنين ، فأثاروا غباراً ، فخمر بعض من كان مع رسول الله صلي الله عليه وسلم أنفه ، فأزال رسول الله صلي الله عليه وسلم اللثام عن وجهه ، وقال :
"والذي نفسي بيده ! إن في غبارها شفاء من كل داء ، قال : وأراه ذكر : ومن الجذام والبرص" .
ذكره رزين العبدري في "جامعه" ، ولم أره في الأصول" .
قلت : وصدقه الحافظ الناجي في "عجالة الإملاء" (ق 136/ 2) ، وفي ذلك إشارة إلى أنه لا أصل له ؛ كما قاله ابن الجوزي فيما نقلوا عنه ، ولا يحضرني الآن مصدره .
وإذا عرفت أن طرق الحديث ضعيفة جداً مع إرسالها وإعضالها ، وفقدان الشاهد الصالح لها ؛ يتبين لك جهل المعلقين على "الترغيب" (2/ 191) بقولهم :
"حسن بشواهده" !

(/1)


فإنه لا يخفى على المبتدئين في هذا العلم ؛ أنه يشترط في الشواهد أن لا يشتد ضعفها ! وإن مما يؤكد جهلهم أنهم أتبعوا قولهم المذكور بقول الحافظ الناجي في المكان الذي أشرت إليه :
"وقد روى الحافظ أبو نعيم في "الطب" من حديث ثابت (!) بن قيس بن شماس مرفوعاً .. (فذكر الحديث) ، وروي أيضاً مرسلاً من حديث سالم : أنه يبرىء من الجذام . وروي أيضاً من حديث عائشة قالت : ذكر رسول الله صلي الله عليه وسلم المدينة ، فقال : والله ! إن تربتها ميمونة" .
قلت : وقد عرفت مما تقدم الضعف الشديد الذي في الحديثين الأولين ، وأما حديث عائشة فمع كونه ليس في معناهما - كما هو ظاهر - ؛ فإنه لا يصح إسناده ، وقد قيل في متنه : "مؤمنة" ؛ كما سيأتي بيان ذلك كله برقم (6614) .
ولم يذكر المشار إليهم الطرف الأول من كلام الناجي الذي فيه تصديقه لقول المنذري : "ولم أره في الأصول" ، ولا أعتقد أنهم يفهمون دلالته على النحو الذي أشرت إليه في كلام ابن الجوزي !
وأنا أخشى أن يكون من ذكر أو روى حديث سعد بن أبي وقاص اختلط عليه بحديث أسامة بن زيد - رضي الله عنه - ؛ أن النبي صلي الله عليه وسلم ركب حماراً ، فمر بمجلس فيه عبدالله بن أبي سلول ، فلما غشيت المجلس عجاجة الدابة خمر عبدالله بن أبي أنفه بردائه ! ثم قال : لا تغبروا علينا ! .. الحديث .
وهذا مختصر من "صحيح البخاري" (4566) ، و"مسلم" (5/ 182-183) وغيرهما ، هذا هو أصل حديث الغبار ، والله أعلم .
إذا عرفت هذا ؛ فإن من ذاك القبيل قول المناوي في "فيض القدير" :
"هذا الحديث مما لا يمكن تعليله ، ولا يعرف وجهه من جهة العقل ولا الطب ، فإن وقف فيه متشرع ؛ قلنا : الله ورسوله أعلم ، وهذا لا ينتفع به من أنكره ، أو شك فيه ، أو فعله مجرباً" .
قلت : مثل هذا إنما يقال فيما صح من أحاديث الطب النبوي ، كحديث الذباب ونحوه ، أما وهذا لم يصح إسناده ؛ فلا يقال مثل هذا الكلام ، بل إني أكاد أقول : إنه حديث موضوع ؛ لأن المصابين بالجذام قد كانوا في المدينة ، ولذلك جاءت أحاديث في التوقي من عدواهم ؛ كقوله صلي الله عليه وسلم للمجذوم الذي أتى ليبايعه :
"ارجع ، فقد بايعناك" .
رواه مسلم وغيره ، وهو مخرج في "الصحيحة" (1968) .
وقوله صلي الله عليه وسلم :
"فر من المجذوم كما تفر من الأسد" .
رواه البخاري وغيره ، وهو مخرج هناك برقم (783) .
وقوله أيضاً :
"لا تديموا النظر إلى المجذومين" .
وهو حديث صحيح ؛ مخرج أيضاً هناك (1064) .
وإن مما لا شك فيه ؛ أن هؤلاء قد كان أصابهم من غبار المدينة ، ومع ذلك أصيبوا ، ولم يصحوا ! ولا أمروا بالاستشفاء بغبار المدينة ، صلي الله وسلم على ساكنها . (إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد) .

(/2)


3958 - ( غسل يوم الجمعة واجب على كل محتلم ، كغسل الجنابة ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 427 :
$ضعيف$
أخرجه ابن حبان (563) من طريق أبي يعلى ، عن عبدالعزيز بن محمد : حدثنا صفوان بن سليم ، عن عطاء بن يسار ، عن أبي سعيد الخدري مرفوعاً .
قلت : وهذا إسناد جيد ؛ لولا أن عبدالعزيز بن محمد - وهو الدراوردي - كان يحدث من كتب غيره فيخطىء ؛ كما في "التقريب" . والظاهر أنه قد أخطأ في متن هذا الحديث ، فزاد فيه "كغسل الجنابة" ؛ فقد رواه مالك في "الموطأ" (1/ 124) عن صفوان بن سليم به دون الزيادة . ومن طريق مالك أخرجه الشيخان ، وغيرهما ؛ كأحمد (3/ 60) ، والبيهقي (3/ 188) .
وتابعه سفيان بن عيينة ، عن صفوان به .
أخرجه الدارمي (1/ 361) ، وأحمد (3/ 6) .
وله طريق أخرى ؛ يرويها أبو بكر بن المنكدر ، عن عمرو بن سليم الزرقي ، عن عبدالرحمن بن أبي سعيد الخدري ، عن أبيه مرفوعاً به ؛ دون الزيادة .
أخرجه أحمد (3/ 30 و 65 و 69) .
قلت : وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين .
فدلت هذه الطريق والمتابعات التي قبلها على خطأ عبدالعزيز الدراوردي في هذه الزيادة ، فهي شاذة .
ولا يقويه أن له شاهداً من حديث أبي هريرة مرفوعاً به ، دون قوله : "على كل محتلم" .
أخرجه الديلمي (2/ 320) من طريق إبراهيم بن بسطام الزعفراني : حدثنا يحيى بن عبدالحميد : حدثنا أبو الوسيم ، عن عقبة بن صهبان عنه .
فإنه إسناد ضعيف لا تقوم به حجة ؛ أبو الوسيم هذا لا يعرف ، وقد ذكر الدولابي في "الكنى" (2/ 147) أنه يسمى صبيحاً ، وساق له هذا الحديث بدون الزيادة ، وبلفظ :
"الغسل واجب في هذه الأيام : يوم الجمعة ، ويوم الفطر ، ويوم النحر ، ويوم عرفة" .
وإسناده عنده هكذا : حدثنا أبو عبدالله محمد بن معمر البحراني قال : حدثنا أبو المغيرة عمير بن عبدالمجيد الحنفي قال : حدثنا صبيح أبو الوسيم به .
وهذا إسناد رجاله ثقات كلهم ؛ غير صبيح ؛ هذا فهو العلة ، ومن الغريب أن يغفلوه جميعاً ولا يترجموه !
وعمير بن عبدالمجيد الحنفي هو أخو أبي بكر الحنفي ؛ قال ابن معين :
"صالح" . وقال ابن أبي حاتم (3/ 1/ 377) عن أبيه :
"ليس به بأس" .
والبحراني ؛ ثقة من رجال "التهذيب" .
والحديث أعاده الديلمي (2/ 322) من طريق ابن بسطام المتقدمة ؛ لكن بلفظ الدولابي السابق ، ولعل ذلك يدل على عدم اتقان ابن بسطام لروايته إياه ، فمرة رواه بهذا اللفظ ، ومرة بهذا ، وإن كان حفظه ؛ فالاضطراب من صبيح نفسه . والله أعلم .
وقال الشوكاني في "السيل الجرار" (1/ 118) بعد أن عزاه للديلمي :
"وإسناده مظلم" .
ومثل هذه الزيادة في الشذوذ ؛ ما رواه عثمان بن واقد العمري ، عن نافع ، عن ابن عمر مرفوعاً بلفظ :
"الغسل يوم الجمعة على كل حالم من الرجال ، وعلى كل بالغ من النساء" .
أخرجه ابن حبان (565) ، والبيهقي (3/ 188) نحوه .
فإن العمري هذا متكلم فيه قال الذهبي :
"وثقه ابن معين ، وضعفه أبو داود ؛ لأنه روى حديث : "من أتى الجمعة فليغتسل من الرجال والنساء" (يعني هذا) ، فتفرد بهذه الزيادة . قاله أبو داود" .
وقال الحافظ بعد أن عزاه لأبي عوانة وابن خزيمة (2/ 358) :
"ورجاله ثقات ، لكن قال البزار : أخشى أن يكون عثمان بن واقد وهم فيه" .
أقول : ولا شك في وهمه في ذلك ؛ فقد رواه جمع من الثقات ، عن نافع به ؛ دون ذكر النساء .
أخرجه أحمد (2/ 3 و 42 و 48 و 55 و 75 و 77 و 78 و 101 و 105) من طرق كثيرة ، عن نافع به دون الزيادة . وكذلك رواه مالك (1/ 125) ، وعنه أحمد (2/ 64) ، والبخاري ، وغيرهما .
وكذلك رواه جمع آخر من الثقات ، عن ابن عمر مرفوعاً ، دون الزيادة ، فراجع "المسند" (2/ 9 و 35 و 37 و 47 و 51 و 53 و 57 و 64 و 75 و 115 و 120 و 141 و 145 و 149) .
فمن وقف على هذه الطرق لم يشك مطلقاً في شذوذ تلك الزيادة وضعفها .
والحديث عزاه السيوطي في "الجامع الصغير" للرافعي عن أبي سعيد ، ولم يتكلم المناوي على إسناده بشيء .
وقد وقفت على إسناده في "تاريخ قزوين" للرافعي (2/ 245) من طريق بكر ابن عبدالله ، عن مالك بن أنس ، عن زيد بن أسلم ، عن عبدالرحمن بن أبي سعيد الخدري ، عن أبيه مرفوعاً بلفظ :
"غسل يوم الجمعة واجب كوجوب غسل الجنابة" .
وهذا آفته بكر هذا ؛ قال ابن معين :
"كذاب ليس بشيء" .
ودونه من لم أعرفه .

(/1)


3959 - ( غشيتكم السكرتان : سكرة الجهل ، وسكرة حب العيش ، فعند ذلك لا تأمرون بمعروف ، ولا تنهون عن منكر ، والقائمون بالكتاب والسنة كالسابقين الأولين من المهاجرين والأنصار ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 431 :
$ضعيف$
أخرجه أبو نعيم في "الحلية" (8/ 48) عن موسى بن أيوب : حدثنا إبراهيم بن شعيب الخولاني ، عن إبراهيم بن آدهم ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه ، عن عائشة مرفوعاً . وقال :
"غريب من حديث إبراهيم وهشام" .
قلت : وهذا سند ضعيف ؛ إبراهيم بن شعيب الخولاني (كذا وقع في هذه الرواية) . وساقها أبو نعيم من طريق أخرى ، عن موسى بن أيوب فقال : حدثنا يوسف بن شعيب ، عن إبراهيم به ؛ إلا أنه قطعة ، فلم يذكر عائشة في سنده ولا رفعه .
ويوسف بن شعيب ؛ الظاهر أنه الذي في "الميزان" و "اللسان" :
"يوسف بن شعيب . عن الأوزاعي ، لا أعرفه ، وضعفه الدارقطني في (العلل)" .
ثم رواه أبو نعيم من طريق أبي الشيخ - في "الأمثال" (233) - من حديث أنس نحوه مرفوعاً ؛ وزاد في أوله :
"أنتم اليوم على بينة من ربكم ؛ تأمرون بالمعروف ، وتنهون عن المنكر ، تجاهدون في الله ، ثم تظهر فيكم السكرتان .." الحديث ، وفي آخره :
"القائمون يومئذ بالكتاب والسنة له أجر خمسين صديقاً" . قالوا : يا رسول الله منا أو منهم ؟ قال : "بل منكم" .
ورجاله ثقات ؛ إلا أن محمد بن العباس بن أيوب - وهو أبو جعفر الأصبهاني الحافظ - كان اختلط قبل موته بسنين ، قال أبو نعيم في "أخبار أصبهان" (2/ 224) :
"توفي سنة إحدى وثلاث مئة ، وقطع عن الحديث سنة ست وتسعين ؛ لاختلاطه" .
ومثله في "طبقات الأصبهانيين" لأبي الشيخ (315/ 426) .
ومعنى هذا أنه اختلط قبل موته بخمس سنين ، فما في "اللسان" أنه "اختلط قبل موته بسنة" خطأ ، ولعله من الناسخ أو الطابع .

(/1)


3960 - ( غضوا الأبصار ، واهجروا الدعار ، واجتنبوا أعمال أهل النار ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 432 :
$ضعيف جداً$
أخرجه الديلمي (2/ 318-319) عن بقية بن الوليد : حدثنا عيسى بن إبراهيم ، عن موسى بن أبي حبيب ، عن الحكم بن عمير مرفوعاً .
قلت : وهذا إسناد ضعيف جداً ؛ آفته عيسى بن إبراهيم ، وهو الهاشمي ؛ متروك .
وموسى بن أبي حبيب ؛ قال الذهبي :
"ضعفه أبو حاتم ، وخبره ساقط ، وله عن الحكم بن عمير - رجل قيل له صحبة - والذي أرى أنه لم يلقه ، وموسى مع ضعفه متأخر عن لقي صحابي كبير" .
والحديث أخرجه الطبراني في "الكبير" فيما عزاه إليه السيوطي في "الجامع" ، ولم أره في "مسند الحكم بن عمير الثمالي" منه ، وذكر المناوي أن فيه عيسى بن إبراهيم المتقدم . والله أعلم .

(/1)


3961 - ( غفر الله لرجل أماط غصن شوك عن الطريق ؛ ما تقدم من ذنبه وما تأخر ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 433 :
$ضعيف$
أخرجه الديلمي (2/ 319) عن أبي الشيخ معلقاً ، من طريق دراج ، عن ابن هبيرة ، عن أبي هريرة مرفوعاً .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ دراج ضعيف له مناكير .
والحديث عزاه السيوطي لابن زنجويه عن أبي سعيد وأبي هريرة معاً ، زاد المناوي : وأبو الشيخ والديلمي ، ولم يتكلم على إسناده بشيء ، مع أنه عند الأخيرين عن أبي هريرة وحده كما رأيت !

(/1)


3962 - ( غيرتان ؛ إحداهما يحبها الله عز وجل ، والأخرى يبغضها الله ، ومخيلتان ؛ إحداهما يحبها الله عز وجل ، والأخرى يبغضها الله : الغيرة في الريبة يحبها الله ، والغيرة في غير ريبة يبغضها الله ، والمخيلة إذا تصدق الرجل يحبها الله ، والمخيلة في الكبر يبغضها الله ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 433 :
$ضعيف$
أخرجه الحاكم (1/ 418) ، وابن خزيمة (ق 250/ 2) ، وأحمد (4/ 154) عن زيد بن سلام ، عن عبدالله بن زيد الأزرق ، عن عقبة بن عامر الجهني مرفوعاً . وقال الحاكم :
"صحيح الإسناد" ! ووافقه الذهبي .
قلت : وفيه نظر ؛ لأن الأزرق هذا لم يوثقه غير ابن حبان ، ولم يرو عنه غير زيد بن سلام وهو أبو سلام ، الأسود ، فهو مجهول ، وقد أشار إلى ذلك الذهبي نفسه بقوله في "الميزان" :
"روى عنه أبو سلام الأسود فقط" .
وكذا الحافظ بقوله في "التقريب" :
"مقبول" . يعني عند المتابعة ، وما علمت له متابعاً على هذا الحديث بهذا السياق . والله أعلم .

(/1)


3963 - ( الغبار في سبيل الله ؛ إسفار الوجوه يوم القيامة ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 434 :
$ضعيف$
أخرجه أبو نعيم في "الحلية" (6/ 88 و 8/ 274-275) : حدثنا سليمان بن أحمد : حدثنا محمد بن عبدالله الحضرمي : حدثنا إبراهيم بن أحمد الخزاعي : حدثنا علي بن الحسن بن شقيق : حدثني سعيد بن عبدالعزيز التنوخي ، عن سليمان بن موسى ، عن الزهري ، عن أنس بن مالك مرفوعاً . وقال :
"غريب من حديث سليمان والزهري ، لم نكتبه إلا من هذا الوجه" .
قلت : وهو ضعيف ؛ لأن التنوخي مع ثقته كان اختلط في آخر عمره .
والخزاعي يخطىء ويخالف ؛ قاله ابن حبان في "تاريخ الثقات" كما في "اللسان" .

(/1)


3964 - ( الغدو والرواح في تعلم العلم ؛ أفضل عند الله من الجهاد في سبيل الله عز وجل ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 434 :
$ضعيف جداً$
أخرجه الديلمي (2/ 322) عن نهشل بن سعيد ، عن الضحاك ، عن ابن عباس مرفوعاً .
وهذا إسناد واه بمرة ؛ نهشل هذا متروك ، وكذبه إسحاق بن راهويه ؛ كما في "التقريب" .
والضحاك ؛ لم يسمع من ابن عباس .

(/1)


3965 - ( الغرباء في الدنيا أربعة : قرآن في جوف ظالم ، ومسجد في نادي قوم لا يصلى فيه ، ومصحف في بيت لا يقرأ فيه ، ورجل صالح مع قوم سوء ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 435 :
$موضوع$
أخرجه الديلمي (2/ 323) من طريق سعيد بن أبي زيد وراق الفريابي : حدثنا محمد بن هارون الصوري : حدثنا الأوزاعي ، عن الزهري ، عن أبي سلمة ، عن أبي هريرة مرفوعاً .
قلت : وهذا متن موضوع ؛ لوائح الوضع عليه ظاهرة ؛ آفته الصوري هذا ؛ فإنه مجهول ، وقد وقع في الأصل المصور من "الديلمي" : "محمد بن هارون" ، والصواب : عبدالله بن هارون ، وعلى الصحة وقع في المناوي ، فقال بعد أن عزاه لابن لال أيضاً :
"فيه عبدالله بن هارون الصوري ، قال الذهبي في "الذيل" : لا يعرف" .
قلت : وفي "الميزان" و "اللسان" :
"عبدالله بن هارون الصوري ، عن الأوزاعي ؛ لا يعرف . والخبر كذب في أخلاق الأبدال" .
قلت : وهذا مثله في نقدي كما تقدم . والله أعلم .
ثم رأيت الحديث في "الأحاديث المئة" لابن طولون (34/ 29) من طريق مكي : أنبأنا أبي : حدثنا عيسى ، عن أبي خلف الكوفي ، عن الزهري به .
قلت : وأبو خلف هذا لا يعرف ؛ كما في "الميزان" و "المغني" و "اللسان"
و (مكي) عن أبيه ؛ لم أعرفه .

(/1)


3966 - ( الغريب إذا مرض فنظر يمينه وعن شماله ، ومن أمامه ومن خلفه ، فلم ير أحداً يعرفه ؛ غفر الله له ما تقدم من ذنبه ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 436 :
$ضعيف$
أخرجه الديلمي (2/ 323) عن يعقوب الزهري ، عن أيوب الثقفي ، عن محمد بن داود ، عن الحكم بن أبان ، عن عكرمة ، عن ابن عباس مرفوعاً .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ فيه علل :
الأولى : الحكم بن أبان ؛ فيه ضعف .
الثانية : محمد بن داود ؛ لم أعرفه .
الثالثة : أيوب الثقفي ؛ لم أعرفه أيضاً ، وليس هو أيوب بن طهمان الثقفي الذي رأى علي بن أبي طالب فيما زعم ؛ فإن المترجم دونه في الطبقة كما ترى ، وهذا تابعي ، وهو مجهول أيضاً .
الرابعة : يعقوب - وهو ابن محمد الزهري - ؛ قال الحافظ :
"صدوق ، كثير الوهم والرواية عن الضعفاء" .
والحديث ساقه الحافظ السخاوي في "المقاصد" (ص 296) مع أحاديث أخرى في فضل الغربة ، ثم قال :
"ولا يصح شيء من ذلك" .
ثم رأيت الحديث في "أخبار قزوين" للرافعي (4/ 170) رواه من الوجه المذكور ؛ لكن وقع فيه مكان (محمد بن داود) : (محمد بن زياد) ، فإن صح هذا ، فلا أستبعد أن يكون هو محمد بن زياد اليشكري الطحان الكوفي ، وقد كذبوه كما في "التقريب" .

(/1)


3967 - ( الغريق شهيد ، والحريق شهيد ، والغريب شهيد ، والملدوغ شهيد ، والمبطون شهيد ، ومن يقع عليه البيت فهو شهيد ، ومن يقع من فوق البيت فيندق رجله أو عنقه فيموت فهو شهيد ، ومن يقع عليه الصخرة فهو شهيد ، والغيرى على زوجها كالمجاهد في سبيل الله ولها أجر شهيد ، ومن قتل دون ماله فهو شهيد ، ومن قتل دون نفسه فهو شهيد ، والآمر بالمعروف والناهي عن المنكر فهو شهيد ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 437 :
$ضعيف جداً$
رواه ابن عساكر (15/ 208/ 1) عن أبي تراب محمد بن سهل ابن عبدالله : حدثنا إسحاق بن إبراهيم بن يحيى بن زيد : حدثنا خالد بن يزيد : حدثنا داود بن الزبرقان ، عن داود بن أبي هند ، عن عامر الشعبي : أن علياً قال : ... فذكره مرفوعاً .
ساقه في ترجمة أبي تراب هذا .
ثم روى من طريق الحاكم : حدثني أحمد بن منصور بن عيسى الفقيه الحافظ - وكان من الزهاد - : حدثني أبو بكر محمد بن سهل أبو تراب - وعلى قلبي منه ثقل - !
وداود بن الزبرقان ؛ متروك ، وكذبه الأزدي ؛ كما في "التقريب" ، فالإسناد ضعيف جداً ، لكن كثيراً من فقرات الحديث قد صحت متفرقة في أحاديث أخرى ، مثل : "الغريق شهيد ، والحريق شهيد" ، و "المبطون شهيد" ، و "من يقع عليه البيت فهو شهيد" ؛ فإنه معنى حديث : "صاحب الهدم شهيد" المروي في "الصحيحين" ، و "من قتل دون ماله فهو شهيد ، ومن قتل دون نفسه فهو شهيد" .
وقد خرجت أحاديثها في "أحكام الجنائز" ، فراجعها إن شئت (ص 36 و 38 و 39-42) .
ثم رأيت في "الخلاصة" (24/ 2) أن الدارقطني روى عن ابن عباس مرفوعاً بلفظ :
"الغريب شهيد" . وقال :
"وصححه في "علله"" . فلينظر .
وقد رواه ابن ماجه بنحوه ، ومضى برقم (425) ، وروي بلفظ :
"موت الرجل في الغربة شهادة ، وإذا احتضر ، فرمى ببصره عن يمينه وعن يساره ، فلم ير إلا غريباً وذكر أهله وولده تنفس ، فله بكل نفس يتنفس به يمحو الله عنه ألفي ألف سيئة ، ويكتب له ألفي ألف حسنة ، ويطبع بطابع الشهداء إذا خرجت نفسه" .
رواه الطبراني (3/ 107/ 1) ، وأبو بكر الكلاباذي في "مفتاح المعاني" (251/ 1) ، والقاسم بن عساكر في "تعزية المسلم" (2/ 221/ 1) عن عمرو بن حصين العقيلي : أخبرنا ابن علاثة - يعني محمد بن عبدالله القاضي - ، عن الحكم ابن أبان ، عن وهب بن منبه ، عن ابن عباس مرفوعاً .
قلت : وهذا إسناد ضعيف جداً ؛ عمرو بن حصين متروك ، والحكم بن أبان فيه ضعف .
وفي معنى الفقرة الأولى منه :
"موت المسافر شهادة" .
رواه القاسم بن عساكر في "تعزية المسلم" (2/ 221/ 2) من طريق أبي علي الصابوني ، عن عبدالله بن محمد بن المغيرة المخزومي : أخبرنا مسعر ، عن أبي الزبير ، عن جابر مرفوعاً . وقال الصابوني :
"حديث غريب من حديث مسعر ، لا أعلم له راوياً عنه غير عبدالله بن محمد بن المغيرة" .
قلت : وهو شديد الضعف ؛ قال ابن عدي :
"عامة ما يرويه لا يتابع عليه" . وقال النسائي :
"روى عن الثوري ومالك بن مغول أحاديث كانا أتقى لله من أن يحدثا بها" .
وقال العقيلي :
"يحدث بما لا أصل له" .
وساق له الذهبي أحاديث ؛ ثم قال فيها :
"وهذه موضوعات" .

(/1)


3968 - ( الغزو خير لوديك ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 439 :
$موضوع$
أخرجه الديلمي (2/ 325) من طريق محمد بن سعيد بن حسان : أخبرني إسماعيل بن عبدالله : أخبرتني أم الدرداء ، عن أبي الدرداء قال : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم لرجل من بني حارثة :
"ألا تغزو يا فلان ؟" ، قال : يا رسول الله ! غرست ودياً لي ، وإني أخاف إن غزوت أن يضيع ، فقال : ... فذكره ، قال : فغزا ، فوجد وديه كأحسن الودي وأجوده .
قلت : وهذا موضوع ؛ آفته محمد بن سعيد هذا - وهو الشامي المصلوب - ؛ قال الحافظ في "التقريب" :
"كذبوه ، وقال أحمد بن صالح : وضع أربعة آلاف حديث . وقال أحمد : قتله المنصور على الزندقة وصلبه" .

(/1)


3969 - ( الغسل يوم الجمعة سنة ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 440 :
$ضعيف$
رواه الطبراني (3/ 80/ 2) : حدثنا علي بن سعيد الرازي : أخبرنا إسحاق ابن رزيق الراسبي : أخبرنا المغيرة بن سقلاب : أخبرنا سفيان الثوري ، عن وبرة بن عبدالرحمن ، عن همام بن الحارث ، عن عبدالله بن مسعود مرفوعاً .
وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" (4/ 178) من طريق آخر ، عن إسحاق بن زريق قال : حدثنا إبراهيم بن خالد الصنعاني قال : حدثنا سفيان الثوري به . وقال :
"لم يرفعه أحد من أصحاب الثوري إلا إسحاق بن زريق عن إبراهيم والمغيرة ابن سقلاب عنه . ورواه شعبة ومسعر والمسعودي عن وبرة" .
قلت : يعني موقوفاً على ابن مسعود ، وقد أسنده ابن أبي شيبة (2/ 96) من طريق مسعر ، عن وبرة ، عن همام بن الحارث قال : قال عبدالله : ... فذكره موقوفاً عليه ، وإسناده صحيح .
وأما المرفوع فلا يصح ؛ لأن مداره على إسحاق بن رزيق أو زريق (على اختلاف الروايتين) الراسبي ، ولم أجد له ترجمة ، وأما المغيرة بن سقلاب ؛ فمختلف فيه .
وأما شيخه الآخر إبراهيم بن خالد الصنعاني ؛ فثقة .
فالعلة من الراسبي لجهالته ، ومخالفته لأصحاب الثوري الذين رووه موقوفاً ؛ كما تقدم عن أبي نعيم وفي رواية ابن أبي شيبة . وكذلك رواه البزار بإسناد رجاله ثقات ؛ كما قال الهيثمي (2/ 173) .

(/1)


3970 - ( الغفلة في ثلاث : الغفلة عن ذكر الله ، والغفلة عن صلاة الغداة إلى طلوع الشمس ، وغفلة الرجل عن نفسه في الدين ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 441 :
$ضعيف$
رواه الفسوي في "المعرفة" (2/ 526) ، والبيهقي في "الشعب" (1/ 336-هندية و 1/ 135/ 1) ، والأصبهاني في "الترغيب" (172/ 1) ، وأبو بكر الكلاباذي في "مفتاح المعاني" (216/ 2) عن عبدالرحمن بن محمد المحاربي ، عن الإفريقي ، عن حديج الحميري ، عن عبدالله بن عمرو مرفوعاً .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ فيه علل :
الأولى : حديج الحميري وهو ابن صومي ، كما وقع في سند البيهقي ؛ ترجمه ابن أبي حاتم (1/ 2/ 310) برواية جمع عنه ، ولم يحك فيه شيئاً ، لكن وثقه الفسوي .
الثانية : الإفريقي - واسمه عبدالرحمن بن زياد - ؛ وهو ضعيف .
الثالثة : عنعنة المحاربي ؛ فإنه كان يدلس كما قال أحمد ، لكن تابعه عند الفسوي : أبو عبدالرحمن - وهو عبدالله بن يزيد المقرىء - ؛ وهو ثقة .
ومن هذا التخريج والتحقيق يعلم تساهل الهيثمي في "مجمع الزوائد" حين قال (4/ 128) :
"رواه الطبراني في "الكبير" وفيه حديج بن صومي وهو مستور ، وبقية رجاله ثقات" !
ثم إن البيهقي أخرج الحديث من طريق عبدالرحمن بن أبي البحتري الطائي : حدثنا المحاربي ، عن الأعمش ، عن أبي علقمة ، عن أبي هريرة مرفوعاً به .
قلت : وهذا مع عنعنة المحاربي ؛ فإن الراوي عنه عبدالرحمن بن أبي البحتري لم أجد له ترجمة .

(/1)


3971 - ( الغنى الإياس مما في أيدي الناس ، ومن مشى منكم إلى طمع ؛ فليمش رويداً ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 442 :
$ضعيف جداً$
رواه تمام في "الفوائد" (261/ 2) : أخبرنا خيثمة بن سليمان : حدثنا أبو العباس الفضل بن يوسف القصباني الكوفي : حدثنا إبراهيم بن زياد : حدثنا أبو بكر بن عياش ، عن عاصم ، عن زر ، عن عبدالله بن مسعود قال :
قلنا - أو قيل - : يا رسول الله ما الغنى ؟ قال "الإياس ..." الحديث .
ورواه ابن الأعرابي في "معجمه" (235/ 1) : أخبرنا الفضل به . ومن طريق ابن الأعرابي ، رواه القضاعي (2/ 9/ 2) ، والخطابي في "العزلة" (ص 33) .
والجملة الأولى منه ؛ رواها أبو بكر النقاش في "جزء من حديثه" (86/ 1) : حدثنا إسحاق بن إبراهيم : حدثنا إبراهيم بن زياد الكوفي : حدثنا أبو بكر بن عياش به .
ورواه الطبراني (3/ 69/ 1) ، والخطيب في "التلخيص" (39/ 1) من طريق أخرى ، عن إبراهيم بن زياد العجلي به .
وإبراهيم هذا ؛ قال الذهبي :
"قال الأزدي : متروك الحديث ، ومن مناكيره ..." ، ثم ساق هذا الحديث .

(/1)


3972 - ( الغسل واجب على كل مسلم في كل سبعة أيام : شعره وبشره ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 442 :
$ضعيف$
أخرجه الطبراني في "الكبير" (3/ 103/ 2) عن ليث ، عن طاوس ، عن ابن عباس مرفوعاً به .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ليث - وهو ابن أبي سليم - كان اختلط .

(/1)


3973 - ( الغنم أموال الأنبياء عليهم السلام ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 443 :
$ضعيف جداً$
أخرجه الديلمي (2/ 322) عن موسى بن مطير ، عن أبيه ، عن أبي هريرة مرفوعاً .
قلت : وهذا إسناد ضعيف جداً ؛ من أجل موسى هذا ، وقد مضى ذكر بعض كلمات الأئمة فيه تحت الحديث (3930) .

(/1)


3974 - ( صلوا على موتاكم بالليل والنهار ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 443 :
$ضعيف$
أخرجه ابن ماجه (1522) عن الوليد بن مسلم ، عن ابن لهيعة ، عن أبي الزبير ، عن جابر بن عبدالله مرفوعاً .
قلت : هذا إسناد ضعيف مسلسل بالعلل ؛ عنعنة أبي الزبير ، وكذا الوليد بن مسلم ، وضعف ابن لهيعة .
ثم إن الحديث منكر ؛ لمخالفته لحديث جابر الآخر الصحيح بلفظ :
"لا تدفنوا موتاكم بالليل إلا أن تضطروا" .
رواه مسلم وغيره ، وهو مخرج في "أحكام الجنائز" (ص 58) .

(/1)


3975 - ( إن الله ليضاعف الحسنة ألفي ألف حسنة ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 443 :
$ضعيف$
أخرجه أحمد (2/ 296) ، وابن جرير الطبري في "تفسيره" (8/ 9510) عن مبارك بن فضالة ، عن علي بن زيد ، عن أبي عثمان النهدي قال :
لقيت أبا هريرة ، فقلت له : إنه بلغني أنك تقول : إن الحسنة لتضاعف ألف ألف حسنة ! قال : وما أعجبك من ذلك ؟ فوالله ! لقد سمعته - يعني النبي صلي الله عليه وسلم - يقول : ... فذكره .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ علي بن زيد هو ابن جدعان ، قال الحافظ في "التقريب" :
"ضعيف" .
ومبارك بن فضالة ؛ صدوق يدلس ، وقد عنعنه ، لكن تابعه سفيان بن حسين ، عن علي بن زيد .
أخرجه البزار (3259-"زوائده") ، وسفيان - هذا ثقة في غير الزهري باتفاق الحفاظ - كما في "التقريب" - ، وتابعه - أيضاً - سليمان بن المغيرة ، عن علي بن زيد :
أخرجه أحمد أيضاً (2/ 521) ، ورجاله ثقات كلهم غير ابن جدعان ، فانحصرت العلة به ، ولذلك قال الحافظ ابن كثير في "التفسير" (2/ 451-منار) :
"وهذا حديث غريب ، وعلي بن زيد بن جدعان عنده مناكير" .
ثم ذكر له متابعاً من تخريج ابن أبي حاتم من وجهين ، عن زياد الجصاص ، عن أبي عثمان به .
لكن زياد هذا ؛ هو ابن أبي زياد الجصاص ؛ متروك شديد الضعف ، قال ابن المديني :
"ليس بشيء" ، وضعفه جداً . وقال النسائي وابن عدي والدارقطني :
"متروك" . ولذلك لما نقل الذهبي أنه قال في "الثقات" : "ربما وهم" تعقبه بقوله :
"قلت : بل هو مجمع على ضعفه" .
قلت : فلا تطمئن النفس للاستشهاد بحديثه ، فيبقى الحديث على ضعفه .
وأما تصحيح الشيخ أحمد شاكر لهذا الحديث ، فمن تساهله الذي لا نراه صواباً ؛ فإنه قائم على توثيق ابن جدعان والجصاص ، وكل ذلك رد لجرح الجارحين ، لا سيما للثاني منهما دون عمدة !
ثم رأيت الحديث في "فوائد ابن خلاد" (1/ 223/ 2) : حدثنا محمد بن عثمان : حدثنا أبي قال : وجدت في كتاب [أبي] بخطه : حدثنا أبو بشر ، عن أبي عثمان النهدي بلفظ :
"ألف ألف حسنة" .
وأبو بشر اسمه عمران بن بشر الحلبي ؛ قال ابن أبي حاتم (3/ 1/ 294) عن أبيه :
"صالح" .
لكن محمد بن عثمان - وهوابن أبي شيبة - ؛ فيه ضعف .

(/1)


3976 - ( إن الله يبغض المعبس في وجوه إخوانه ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 445 :
$موضوع$
رواه الديلمي (1/ 2/ 244-245) من طريق أبي نعيم ، عن عيسى ابن مهران ، عن الحسن بن الحسين ، عن الحسن بن زيد ، عن جعفر بن محمد ، عن أبيه [، عن أبيه علي بن الحسين ، عن أبيه ، عن أبيه علي] مرفوعاً .
قلت : وهذا موضوع ؛ آفته عيسى بن مهران ؛ فإنه كذاب ؛ كما قال أبو حاتم والدارقطني . وقال ابن عدي :
"حدث بأحاديث موضوعة" .

(/1)


3977 - ( إن لكل شيء قمامة وقمامة المسجد : لا والله ، وبلى والله ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 446 :
$ضعيف$
رواه أبو يعلى (284/ 1) ، وعنه ابن عدي (136/ 1) ، والطبراني في "الأوسط" (20/ 1-2) عن رشدين بن سعد ، عن عقيل ، عن ابن شهاب ، عن أبي سلمة ، عن أبي هريرة مرفوعاً . وقال :
"لم يروه عن عقيل إلا رشدين" .
قلت : وهو ضعيف ، كما في "التقريب" .

(/1)


3978 - ( ساعة من عالم يتكىء على فراشه ينظر في علمه ؛ خير من عبادة العابد سبعين عاماً ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 446 :
$موضوع$
أخرجه الديلمي (206) من طريق أبي نعيم ، عن الحسين بن أحمد الرازي ، عن أبي جعفر محمد بن إسحاق الخطيب ، عن أبي نصر منصور بن محمد ، عن محمد بن سعيد الماليني ، عن محمد بن عبيدالله المدني ، عن أبي أويس ، عن صفوان بن سليم ، عن جابر مرفوعاً .
قلت : وهذا إسناد ضعيف مظلم ؛ من دون محمد بن عبيدالله المدني ؛ لم أعرفهم ، وأبو نصر منصور بن محمد ؛ أورده في "اللسان" هكذا :
"منصور بن محمد الحارثي أبو نصر . روى عن " .
هكذا وقع فيه ، وكأنه لم يستحضر ما يذكره من شيوخه وحاله ، فبيض له .
والحسين بن أحمد الرازي ؛ يحتمل أنه الحسين بن أحمد الشماخي المترجم في "التاريخ" (8/ 8-9) و "اللسان" وفيه : أنه سمع بالري عن ابن أبي حاتم ... وهو من طبقة شيوخ أبي نعيم مات سنة (372) ، قال الحاكم :
"كذاب ، لا يشتغل به" .

(/1)


3979 - ( مولى الرجل أخوه وابن عمه ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 447 :
$ضعيف جداً$
أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (6/ 90) من طريق أبي شريك يحيى بن يزيد بن ضماد : حدثنا إبراهيم بن أبي يحيى ، عن صفوان بن سليم ، عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف ، عن أبيه ، عن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال : ... فذكره .
قلت : وهذا إسناد ضعيف جداً ؛ إبراهيم بن أبي يحيى هو ابن أبي حية اليسع بن الأشعث المكي ، قال البخاري وأبو حاتم :
"منكر الحديث" .
وقال الدارقطني :
"متروك" .
وسائر رجاله ثقات ، وأما إعلال المناوي إياه في "شرحيه" بقوله :
"وفيه يحيى بن يزيد ، قال الذهبي : ضعيف" .
فهو من أوهامه ؛ لأن هذا المضعف هو الرهاوي أو النوفلي المديني ، وراوي حديثنا هو أبو شريك كما ترى ، وترجمته في "الجرح" عقب ترجمة النوفلي ، وقال فيه :
"شيخ" . وذكره ابن حبان في "الثقات" (9/ 262) ، وله ترجمة في "اللسان" ، ولكن لم يذكر له راوياً ولا قول أبي حاتم فيه ، ولا توثيق ابن حبان إياه !!
والحديث مما لم يورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" ، وهو على شرطه !

(/1)


3980 - ( نهى عن النفخ في السجود ، وعن النفخ في الشراب ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 448 :
$ضعيف جداً$
أخرجه الطبراني في "الكبير" (5/ 150/ 4870) من طريق معاوية بن هشام ، عن خالد بن إلياس ، عن عبدالله بن ذكوان أبي الزناد ، عن خارجة بن زيد بن ثابت ، عن أبيه قال : ... فذكره مرفوعاً .
قلت : وهذا إسناد ضعيف جداً ؛ آفته خالد بن إلياس ؛ قال الحافظ في "التقريب" :
"متروك الحديث" .
وبه أعله الهيثمي في "المجمع" (2/ 83) .
وسائر رجاله رجال "الصحيح" - باستثناء شيخ الطبراني طبعاً ؛ فإنه دون هذه الطبقة كما هو معروف - ؛ ومعاوية بن هشام مع كونه من رجال مسلم ؛ فإن له أوهاماً .
والجملة الثانية من الحديث ؛ قد جاءت بإسناد آخر خير من هذا ، من حديث أبي سعيد الخدري ، وهو مخرج في "الصحيحة" (385 و 388) من طريقين عنه .
وله شاهد من حديث ابن عباس برقم (4715) .

(/1)


3981 - ( نهى عن المزايدة ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 449 :
$ضعيف$
أخرجه البزار (2/ 90/ 1276) من طريق ابن لهيعة : حدثنا يزيد بن أبي حبيب ، عن المغيرة بن زياد ، عن سفيان بن وهب قال : سمعت النبي صلي الله عليه وسلم ينهى عن المزايدة . وقال :
"لا نعلم روى سفيان إلا هذا" .
كذا قال ! وقد ذكروا له غيره ، اثنان منها في "معجم الطبراني" (7/ 81-82/ 6404-6406) ، و"فتوح مصر" (ص 307) ، وأحدهما في "مسند أحمد" (4/ 168) .
ثم هو مختلف في صحبته .
والراوي عنه : المغيرة بن زياد ، صدوق له أوهام ؛ كما في "التقريب" .
وابن لهيعة ؛ معروف بسوء الحفظ بعد احتراق كتبه .
ومنه تعلم أن قول الهيثمي (4/ 84) :
"رواه البزار ، وإسناده حسن" !
غير حسن ، وإن قلده المناوي في "التيسير" ! وأما في "الفيض" ؛ فقال عن السيوطي :
"رمز لصحته" !
ومن أبواب البخاري في "صحيحه" (باب بيع المزايدة ، وقال عطاء : أدركت الناس لا يرون بأساً ببيع المغانم فيمن يزيد) .
قال الحافظ في "شرحه" (4/ 354) :
"وكأن المصنف أشار إلى تضعيف ما أخرجه البزار .. (فذكر الحديث) ؛ فإن في إسناده ابن لهيعة ، وهو ضعيف" .

(/1)


3982 - ( ورسول الله يحب معك العافية ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 450 :
$موضوع$
أخرجه العقيلي في "الضعفاء" (1/ 45) ، وأبو نعيم في "الطب" (ق 24/ 2) من طريق الطبراني كلاهما قالا : حدثنا بكر بن سهيل : حدثنا إبراهيم بن البراء بن النضر بن أنس بن مالك : حدثنا شعبة بن الحجاج ، عن الحكم بن عتيبة ، عن عبدالرحمن بن أبي ليلى ، عن أبي الدرداء قال :
كنت جالساً بين يدي رسول الله صلي الله عليه وسلم ، فذكر العافية ، وماذا أعد الله - لصاحبها من عظيم الثواب إذا هو شكر ، ويذكر البلاء وماذا أعد الله لصاحبه من عظيم الثواب إذا هو صبر ، فقلت : بأبي أنت وأمي يا رسول الله ! لأن أعافى فأشكر ، أحب إلي من أن أبتلى فأصبر ، فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم : ... فذكره . والسياق للعقيلي في ترجمة إبراهيم هذا ، وقال فيه :
"يحدث عن الثقات بالبواطيل" .
وقال ابن عدي (1/ 254) :
"ضعيف جداً حدث عن شعبة وغيره من الثقات بالبواطيل" .
وفي "اللسان" :
"لا يتابع عليه ، ولا يعرف إلا به" .

(/1)


3983 - ( وأنا أيضاً يصيبني ذلك . يعني : مس الذكر ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 451 :
$موضوع$
أخرجه الطبراني في "الكبير" (17/ 178/ 468) : حدثنا أحمد ابن رشدين المصري : حدثنا خالد بن عبدالسلام الصدفي : حدثنا الفضل بن المختار ، عن عبدالله بن وهب ، عن عصمة بن مالك الخطمي قال :
جاء رجل إلى النبي صلي الله عليه وسلم ، فقال : احتك بعض جسدي ، فأدخلت يدي أحتك ، فأصابت يدي ذكري ؟ قال : ... فذكره .
قلت : وهذا إسناد ضعيف جداً أو موضوع ، آفته الفضل بن المختار هذا ، وهو منكر الحديث ، وله أباطيل وموضوعات تقدم أحدها برقم (284) .
والحديث قال الهيثمي (1/ 244) :
"رواه الطبراني في "الكبير" ، وفيه الفضل بن المختار ، وهو منكر الحديث ، ضعيف جداً" .
ثم إن شيخ الطبراني أحمد بن رشدين متهم بالكذب ؛ كما تقدم بيانه تحت الحديث (47) وغيره .

(/1)


3984 - ( ويحك ! إذا مات عمر ؛ فإن استطعت أن تموت ؛ فمت ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 451 :
$موضوع$
أخرجه الطبراني بإسناد الذي قبله ، برقم (478) عن عصمة بن مالك قال :
قدم رجل من أهل البادية بإبل له ، فلقيه رسول الله صلي الله عليه وسلم فاشتراها منه ، فلقيه علي فقال : ما أقدمك ؟ قال : قدمت بإبل فاشتراها رسول الله صلي الله عليه وسلم ، قال : فنقدك ؟ قال : لا ، ولكن بعتها منه بتأخير ، فقال علي : ارجع ، فقل له : يا رسول الله إن حدث بك حدث من يقضيني مالي ؟ وانظر ما يقول لك ، فارجع إلي حتى تعلمني . فقال : يا رسول الله ! إن حدث بك حدث فمن يقضيني ؟ قال : "أبو بكر" . فأعلم علياً . فقال له : ارجع اسأله إن حدث بأبي بكر حدث فمن يقضيني ؟ فقال : "عمر" ، فجاء فأعلم علياً . فقال له : ارجع ، فسله إذا مات عمر فمن يقضيني ؟ فجاء فسأله ؟ فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم : ... فذكره .
وهذا موضوع كالذي قبله ، وذكرت آفته هناك فلا مسوغ للإعادة .
والحديث قال الهيثمي (5/ 179) :
"رواه الطبراني ، وفيه الفضل بن المختار ، وهو ضعيف [جداً]" .

(/1)


3985 - ( زوجوا عثمان ، لو كان لي ثالثة لزوجته ، وما زوجته إلا بالوحي من الله عز وجل ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 452 :
$موضوع$
أخرجه الطبراني بالإسناد المتقدم ، عن عصمة قال :
لما ماتت بنت رسول الله صلي الله عليه وسلم التي تحت عثمان ، قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : ... فذكره .
وفي إسناده متهم ، وآخر يروي الموضوعات ، وقول الهيثمي فيه (9/ 83) :
"رواه الطبراني ، وفيه الفضل بن المختار ، وهو ضعيف" .
ففيه تساهل في التعبير ؛ كما يتبين لك بالرجوع إلى كلام الحفاظ فيه المذكور تحت الحديث (284) .

(/1)


3986 - ( أحب العمل إلى الله عز وجل سبحة الحديث ، وأبغض الأعمال إلى الله التحريف . قلنا : يا رسول الله ! وما سبحة الحديث ؟ قال : القوم يتحدثون والرجل يسبح . قلنا يا رسول الله ! وما التحريف ؟ قال : يكونون بخير ؛ فيسألهم الجار والصاحب ، فيقولون : نحن بشر ! يشكون ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 453 :
$موضوع$
أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" بإسناده المتقدم ، عن عصمة ابن مالك مرفوعاً برقم (496) ، وقد عرفت أن فيه متهماً ، ومن يروي الموضوعات .
(تنبيه) : الأصل : (التحديف) في الموضعين ، ولم أعرف معناه ، وما أثبته من "المجمع" (10/ 81) وضعفه بالمختار ، وكذلك هو في "الترغيب" وأشار إلى تضعيفه !

(/1)


3987 - ( من تحبب إلى الناس بما يحبون ، وبارز الله تعالى ؛ لقي الله تعالى وهو عليه غضبان ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 453 :
$موضوع$
أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" برقم (499) ، بإسناده المتقدم ، عن عصمة بن مالك مرفوعاً آنفاً .
وفيه ذاك المتهم ، وذاك الذي يروي الموضوعات .
(تنبيه) : وقع الحديث في "المجمع" (10/ 224) : "عن عبدالله بن عصمة بن فاتك قال : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم ... رواه الطبراني في "الأوسط" ، وفيه الفضل بن المختار ، وهو ضعيف" .
وهذا مع ما فيه من التساهل في الاقتصار على تضعيف الفضل بن المختار وهو شر من ذلك - كما تقدم الإشارة إلى ذلك في الأحاديث المتقدمة - ؛ فإني لم أجد في الصحابة عبدالله بن عصمة بن فاتك ، ولا وجدته في الفهرس الذي كنت وضعته لأسماء الصحابة في "المعجم الأوسط" ، كما لم أجد فيه ذكراً لعصمة بن مالك ، ولا لحديثه في فهرس أحاديثه ، فالظاهر أن عزوه لـ "الأوسط" عن عبدالله بن عصمة بن فاتك ، كل ذلك خطأ ؛ لا أدري لعله من الناسخ أو الطابع . والله أعلم .
والحديث تقدم مطولاً برقم (2645) ، ويأتي مبسطاً (6654) .

(/1)


3988 - ( الود الذي يتوارث : في أهل الإسلام ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 454 :
$ضعيف جداً$
أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (4/ 332/ 4419) من طريق محمد بن عمر الواقدي : حدثنا خارجة بن عبدالله بن سليمان بن زيد بن ثابت ، عن عمرو بن عبيدالله بن رافع ، عن رافع بن خديج قال : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : ... فذكره .
قلت : وهذا إسناد ضعيف جداً أو موضوع ؛ الواقدي متروك متهم بالكذب ، وبه أعله الهيثمي (10/ 280) .
وعمرو بن عبيدالله بن رافع ؛ لم أجده هكذا ، ومن هذه الطبقة : عمرو بن عبيدالله الأنصاري المدني من بني الحارث بن الخزرج ، ذكره ابن حبان في "تابعي الثقات" (5/ 176) ، وقال أبو حاتم :
"محله الصدق" .
فيحتمل أن يكون هو هذا . والله أعلم .
وقد روي الحديث بلفظ :
"الود والبغض يتوارث" .
وقد سبق الكلام عليه برقم (3161) .

(/1)


3989 - ( نهانا أن نعمل الأرض ببعض خراجها ، وبورق منقودة ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 455 :
$منكر بذكر الورق$
أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (4/ 311/ 4353) : حدثنا أحمد بن خليد الحلبي : حدثنا محمد بن عيسى الطباع : حدثنا أبو عوانة ، عن أبي حصين ، عن مجاهد : حدثني ابن رافع بن خديج ، عن أبيه قال :
نهانا رسول الله صلي الله عليه وسلم عن أمر كان لنا نافعاً ، وأمر رسول الله على الرأس والعين ، نهانا ... إلخ .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ لجهالة ابن رافع بن خديج ؛ فإنه لم يسم ، وقد ذكره الذهبي في "فصل من عرف بأبيه" من "الميزان" ، وقال :
"لا يعرف" .
ويمكن أن تكون العلة ممن دونه ، ولا أجد في سائر رجاله من يمكن أن أضع الشبهة فيه ؛ لأنهم جميعاً ثقات سوى أحمد بن خليد الحلبي ؛ فإني لم أجد له ترجمة ؛ فقد رواه عمر بن ذر - وهو ثقة من رجال البخاري - ، عن مجاهد به بلفظ :
جاءنا أبو رافع من عند رسول الله صلي الله عليه وسلم ، فقال : نهانا رسول الله صلي الله عليه وسلم عن أمر كان يرفق بنا ، وطاعة الله وطاعة رسوله أرفق بنا : [نهانا] أن يزرع أحدنا إلا أرضاً يملك رقبتها ، أو منحة يمنحها رجل .
أخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (6/ 347/ 1303) ، ومن طريقه : أبو داود (3/ 689/ 3397) .
وهذا هو المحفوظ عن رافع بن خديج من طريق أخرى عنه ، عند مسلم وغيره ، ومعناه صح عنه من طرق أخرى عنه ، وفي بعضها قال رافع :
"أما بالذهب والورق ؛ فلا بأس به" .
رواه مسلم وغيره . وهو مخرج في "الإرواء" (1478) .
وذلك كله يؤكد نكارة ذكر الورق المنقودة في حديث الترجمة .
ونحوه : ما رواه قيس بن الربيع ، عن أبي حصين ، عن قيس بن رفاعة ، عن جده رافع بن خديج قال : ... فذكره نحوه .
أخرجه الطبراني (4355) .
وقيس بن الربيع ؛ ضعيف لسوء حفظه .
ونحوه : ما رواه أبو حنيفة ، عن أبي حصين ، عن ابن رافع بن خديج ، عن رافع به نحوه ، بلفظ :
"لا تستأجره بشيء" . أخرجه الطبراني (3454) .
وأبو حنيفة أيضاً ضعيف .

(/1)


3990 - ( لا يأخذ الرجل من طول لحيته ، ولكن من الصدغين ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 456 :
$موضوع$
أخرجه أبو نعيم في "الحلية" (3/ 324) ، ومن طريقه : الديلمي في "مسند الفردوس" معلقاً (3/ 184) بسنده ، عن عفير بن معدان ، عن عطاء بن أبي رباح قال : سمعت رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول : ... فذكره . وقال أبو نعيم :
"غريب من حديث عطاء ، لا أعلم عنه راوياً غير عفير بن معدان" .
قلت : هو متروك ضعيف جداً ، وهو راوي حديث : "وكل بالشمس تسعة أملاك يرمونها بالثلج كل يوم .." . وقد مضى برقم (293) .
وقد ثبت عن جماعة من السلف أخذ ما زاد على القبضة من اللحية ؛ كما بينت ذلك بروايات عديدة في غير موضع .
وسيأتي برقم (5453) بزيادة .

(/1)


3991 - ( لا أجر إلا عن حسبة ، ولا عمل إلا بنية ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 457 :
$ضعيف$
أخرجه الديلمي في "مسند الفردوس" (3/ 206) من طريق سعيد ابن محمد : حدثنا شقيق ، عن إبراهيم بن أدهم ، عن عمران القصير ، عن مالك ابن دينار ، عن أبي إدريس الخولاني ، عن أبي ذر رفعه .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ شقيق هذا هو ابن إبراهيم البلخي الزاهد ؛ ذكره ابن أبي حاتم في "الجرح" (2/ 1/ 373) برواية اثنين آخرين عنه ، ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً . وتناقض كلام الذهبي عنه في "الميزان" ، فقال :
".. من كبار الزهاد ، منكر الحديث .." ، ثم قال :
"ولا يتصور أن يحكم عليه بالضعف ، لأن نكارة تلك الأحاديث من جهة الراوي عنه" !!
ثم ذكره في "الضعفاء والمتروكين" ، ولم يزد على قوله :
"لا يحتج به" .
والراوي عند سعيد بن محمد ؛ لم أعرفه ، ولعله من الذين أشار إليهم الذهبي آنفاً . والله أعلم .

(/1)


3992 - ( لا تألوا على الله ، لا تألوا على الله ؛ فإنه من تألى على الله أكذبه الله ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 458 :
$ضعيف$
أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (8/ 273/ 7898) عن أبي عبدالملك ، عن القاسم ، عن أبي أمامة ، أنه سمع رسول الله صلي الله عليه وسلم وهو راكب على الجدعاء وخلفه الفضل بن عباس يقول : ... فذكره .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ لضعف أبي عبدالملك ، وهو علي بن يزيد الألهاني ، وبه ضعفه الهيثمي (3/ 271 و 7/ 208) ، وقد سبق الكلام عليه مراراً .
(تنبيه) : هكذا الحديث في "المعجم" بتكرار الجملة الأولى منه مرتين ، وكذا هو في "الجامع الكبير" ، ووقع في "الصغير" تبعاً لـ "المجمع" في الموضعين منه بدون تكرار .

(/1)


3993 - ( لا تباع . [يعني أم الولد] ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 458 :
$ضعيف$
أخرجه الطبراني في "الكبير" (4/ 243/ 4147) ، والدارقطني (4/ 133/ 29) ، وعنه البيهقي (10/ 345) عن ابن لهيعة ، عن عبيدالله بن أبي جعفر ، عن يعقوب بن عبدالله بن الأشج ، عن بسر بن سعيد ، عن خوات بن جبير قال :
مات رجل وأوصى إلي ، فكان فيما أوصى به أم ولده وامرأة حرة ، فوقع بين أم الولد والمرأة كلام ، فقالت لها المرأة : يا لكاع ! غداً يؤخذ بأذنك ، فتباعين في السوق ، فذكرت ذلك لرسول الله صلي الله عليه وسلم فقال :
"لا تباع" .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ لضعف ابن لهيعة المعروف ، وبه أعله الهيثمي (4/ 249) .
وتابعه رشدين بن سعد المهري : أخبرنا طلحة بن أبي سعيد ، عن عبيدالله ابن أبي جعفر به .
ورشدين هذا ضعيف ، رجح أبو حاتم عليه ابن لهيعة ؛ كما في "التقريب" .
قلت : وفي الطريق إليه أحمد بن محمد بن الحجاج بن رشدين ؛ قال ابن عدي - كما تقدم ذكره مراراً - :
"كذبوه" .

(/1)


3994 - ( ليس من مريض يمرض إلا نذر شيئاً ؛ ونوى شيئاً من الخير ، فف لله بما وعدته ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 459 :
$موضوع$
أخرجه الطبراني في "الكبير" (4/ 243/ 4148) وابن عدي في "الكامل" (6/ 2157) من طريق محمد بن الحجاج المصفر ، والطبراني من طريق عبيدالله بن إسحاق الهاشمي ؛ كلاهما ، عن خوات بن صالح بن خوات بن جبير ، عن أبيه ، عن جده قال :
مرضت ، فعادني النبي صلي الله عليه وسلم ، فلما برئت قال : ... فذكره .
قلت : يبدو أن هذا لفظ الهاشمي ؛ فإن لفظ المصفر في "الكامل" :
مرضت ، ثم أفقت ، فلقيني رسول الله صلي الله عليه وسلم فقال :
"صح جسمك يا خوات !" .
قلت : وجسمك يا رسول الله ! فقال :
"يا خوات ! ف لله بما وعدت" .
قلت : يا رسول الله ! ما وعدت شيئاً ، قال :
"بلى يا خوات ! إنه ليس من مريض ..." الحديث .
ثم روى عن ابن معين أنه قال في (المصفر) :
"ليس بثقة" . وعن أحمد والنسائي :
"متروك الحديث" . وعن البخاري :
"سكتوا عنه" . وقال ابن حبان في "الضعفاء" (2/ 296) :
"منكر الحديث جداً ؛ يروي عن شعبة أشياء كأنه شعبة آخر ، لا تحل الرواية عنه" .
وساق له الذهبي من عجائبه حديثين ؛ أحدهما هذا ، والآخر هو الآتي بعد عدة أحاديث برقم (4019) .
قلت : وفي الطريق الأخرى عبيدالله ، كذا وقع هنا ، وفي "ضعفاء العقيلي" (2/ 233) :
"عبدالله بن إسحاق بن الفضل الهاشمي ؛ له أحاديث لا يتابع منها على شيء" .
ثم ساق له حديثاً آخر .
والحديث أخرجه الحاكم في "المستدرك" (3/ 413) من طريق عبدالله هذا مكبراً ، وسكت عنه هو والذهبي ! والحديث ظاهر البطلان ؛ يشهد لبطلانه الواقع ، فكم من مريض يمرض ولا ينذر ، وبخاصة المؤمنين الذين يذكرون دائماً قول النبي صلي الله عليه وسلم :
"لا تنذروا ؛ فإن النذر لا يرد من قدر الله شيئاً ، وإنما يستخرج به من البخيل" .
فلا أدري كيف ذهل الذهبي عن هذا ؟ والله ولي التوفيق .

(/1)


3995 - ( إني على ما ترون بحمد الله ، قد قرأت البارحة السبع الطوال ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 461 :
$ضعيف$
أخرجه ابن خزيمة في "صحيحه" (1136) ، وابن حبان (664) ، والحاكم (1/ 308) ، وأبو يعلى في "مسنده" (2/ 870) كلهم من طريق مؤمل بن إسماعيل ، عن سليمان بن المغيرة : أخبرنا ثابت ، عن أنس قال :
وجد رسول الله صلي الله عليه وسلم ذات ليلة شيئاً ، فلما أصبح قيل : يا رسول الله ! إن أثر الوجع عليك لبين ، قال : ... فذكره . وقال الحاكم :
"صحيح على شرط مسلم" ! ووافقه الذهبي !
وقال الهيثمي بعد أن عزاه لأبي يعلى (2/ 274) :
"ورجاله ثقات" .
قلت : ويبدو أنني اغتررت برهة من الدهر بهذا التصحيح والتوثيق ، فأوردت الحديث في "صفة الصلاة" (ص 118-السادسة) ، ثم تبين لي الآن بمناسبة التعليق على "صحيح ابن خزيمة" الذي يقوم بتحقيقه صديقنا الدكتور مصطفى الأعظمي ، فكان لا بد من النظر في إسناده ، والنظر فيه عند غيره من المخرجين ، فإذا هو يدور - كما ترى - عندهم جميعاً على مؤمل بن إسماعيل ، وإليك ترجمته من "الميزان" :
"حافظ ، عالم ، يخطىء ، وثقه ابن معين . وقال أبو حاتم : صدوق ، شديد في السنة ، كثير الخطأ . وقال البخاري : منكر الحديث . وقال أبو زرعة : في حديثه خطأ كثير . وذكره أبو داود ، فعظمه ، ورفع من شأنه" .
وقال الحافظ في "التقريب" ملخصاً فيه أقوال الأئمة :
"صدوق سيىء الحفظ" .
قلت : فيبدو أن من وثقه لم يبد له حفظه ، ومن وصفه به معه زيادة علم ، فينبغي اعتماده ، ولا يجوز طرحه كما هو معلوم من قواعد "مصطلح الحديث" ، وعليه ؛ فحديث الرجل يبقى في مرتبة الضعف حتى نجد له من يتابعه أو يشهد له ، وهذا ما لم نظفر به ، فمن كان عنده نسخة من "صفة الصلاة" فيها هذا الحديث ؛ فليضرب عليه ، وجزاه الله خيراً .

(/1)


3996 - ( فاتحة الكتاب تجزي ما لا يجزي شيء من القرآن ، ولو أن فاتحة الكتاب جعلت في كفة الميزان ، وجعل القرآن في الكفة الأخرى ، لفضلت فاتحة الكتاب على القرآن سبع مرات ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 462 :
$ضعيف جداً$
أخرجه الديلمي (2/ 331) عن أبي نعيم معلقاً ، من طريق إسماعيل بن عمرو البجلي : حدثنا يوسف بن عطية ، عن سفيان ، عن زاهر الأزدي ، عن أبي الدرداء رفعه .
قلت : وهذا سند ضعيف جداً ؛ آفته يوسف بن عطية ؛ متروك .
وزاهر الأزدي ؛ لم أعرفه .
وإسماعيل بن عمرو ؛ ضعيف .

(/1)


3997 - ( فاتحة الكتاب شفاء من السم ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 463 :
$موضوع$
رواه عبدالرحمن بن نصر الدمشقي في "الفوائد" (2/ 226/ 2) : حدثنا خيثمة قال : حدثنا حلقب بن محمد قال : أخبرنا إسماعيل بن أبان الوراق قال : حدثنا سلام الطويل ، عن زيد العمي ، عن محمد بن سيرين ، عن أبي سعيد الخدري مرفوعاً .
قلت : وهذا إسناد هالك ؛ سلام الطويل متهم بالوضع ، وزيد العمي ضعيف .
وقد توبع ، ولكن ممن لا يفرح به ؛ رواه محمد بن زكريا ، عن عباد بن موسى ، عن ابن عون ، عن ابن سيرين به .
أخرجه الديلمي (2/ 332) .
وابن عون ثقة ، لكن في الطريق إليه محمد بن زكريا وهو الغلابي البصري ؛ قال الدارقطني :
"يضع الحديث" .
والحديث عزاه ابن كثير في "تفسيره" (1/ 8) ، والقرطبي (1/ 112) ؛ للدارمي عن أبي سعيد مرفوعاً . وهو من أوهامهما رحمهما الله لوجهين :
الأول : أنه رواه (2/ 445) من طريق عبدالملك بن عمير قال : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : ... فذكره .
وهذا مرسل ، ليس فيه ذكر أبي سعيد !
والآخر : أنه عنده بلفظ :
"من كل داء" . ليس فيه ذكر السم !
وهكذا رواه البيهقي في "الشعب" عن ابن عمير مرسلاً ؛ كما في "الجامع الكبير" . وعزاه باللفظ الأول عن أبي سعيد : لسعيد بن منصور ، والبيهقي في "الشعب" .
والوهم المذكور لابن كثير قلده فيه الشيخ نسيب الرفاعي في "مختصره" (ص 6) ، وليس هذا فقط ، بل تجرأ فقال : إنه صحيح . وله من مثل هذه الجرأة المذمومة الشيء الكثير ! هداه الله .

(/1)


3998 - ( فارس عصبتنا أهل البيت ؛ لأن إسماعيل عم ولد إسحاق ، وإسحاق عم ولد إسماعيل ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 464 :
$موضوع$
أخرجه أبو نعيم في "أخبار أصبهان" (1/ 11) ، والديلمي (2/ 332) معلقاً ، عن الحاكم بسنده إلى إبراهيم بن هراسة ، عن الثوري ، عن معاوية بن قرة ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس مرفوعاً .
قلت : وهذا موضوع ؛ آفته إبراهيم بن هراسة ، قال البخاري :
"تركوه" .
وكان أبو داود يطلق فيه الكذب ، وقال العجلي :
"متروك كذاب" .

(/1)


3999 - ( فارس نطحة أو نطحتان ؛ ثم لا فارس بعدها أبداً ، والروم ذات القرون أصحاب سحر وصحر ، كلما ذهب قرن خلف قرن مكانه ، هيهات إلى آخر الدهر ، هم أصحابكم ما كان في العيش خير ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 465 :
$ضعيف$
رواه ابن أبي شيبة في "المصنف" (7/ 147/ 1) : حدثنا عيسى بن يونس ، عن الأوزاعي ، عن يحيى بن أبي عمرو السيباني ، عن ابن محيريز مرفوعاً . ورواه الحارث في "مسنده" (86/ 1-زوائده) ، وابن قتيبة في "غريب الحديث" (1/ 36/ 2) من طريق آخر ، عن أبي إسحاق ، عن الأوزاعي به . وكذا رواه الواحدي في "الوسيط" (3/ 183/ 1) ، والثعلبي في "تفسيره" (3/ 66/ 2) .
قلت : وهذا إسناد رجاله ثقات إلا أنه مرسل ؛ لأن ابن محيريز - واسمه عبدالله - تابعي مات سنة (99) .

(/1)


4000 - ( فاطمة أحب إلي منك ، وأنت أعز علي منها . قاله لعلي رضي الله عنه ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 8 / 465 :
$ضعيف$
أخرجه النسائي في "خصائص علي" (ص 26) عن [ابن] أبي نجيح ، عن أبيه ، عن رجل قال : سمعت علياً رضي الله عنه على المنبر بالكوفة يقول :
خطبت إلى رسول الله صلي الله عليه وسلم فاطمة عليها السلام ، فزوجني ، فقلت : يا رسول الله ! أنا أحب إليك أم هي ؟ قال : ... فذكره .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ، لجهالة الرجل الذي لم يسم .
والحديث أورده السيوطي في "الجامع" من رواية الطبراني في "الأوسط" ؛ من حديث أبي هريرة مرفوعاً . وقال المناوي :
"قال الهيثمي : رجاله رجال الصحيح" .
وأقول : في هذا النقل نظر ؛ فإن الهيثمي المذكور ؛ إنما قاله في حديث ابن عباس بنحوه ؛ إلا أنه بلفظ :
"يا بنية ! لك رقة الولد ، وعلي أعز علي منك" .
قال الهيثمي (9/ 201) :
"رواه الطبراني ، ورجاله رجال الصحيح" . ثم قال عقبه مباشرة :
"وعن أبي هريرة قال : قال علي : يا رسول الله أيما أحب إليك ، أنا أم فاطمة ؟ قال : فاطمة أحب إلي منك ، وأنت أعز علي منها . قلت : فذكره ، وقد تقدم . رواه الطبراني في (الأوسط)" .
كذا في النسخة المطبوعة ، ليس فيها قوله الذي عزاه المناوي إليه :
"ورجاله رجال الصحيح" . فلعله انتقل بصره إلى هذا القول الذي في الحديث قبله حديث ابن عباس .
ثم إنني لم أفهم المقصود من قوله : "قلت : فذكره ، وقد تقدم" ! ولا عرفت أين تقدم . فالله أعلم .

(/1)


4001 - (فتنة القبر في ، فإذا سئلتم عني فلا تشكوا ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 9/ 5 :
$ضعيف جداً$
رواه الحاكم (2/ 382) عن محمد بن عبدالله بن عبيد بن عمير ، عن ابن أبي مليكة ، عن عائشة مرفوعاً . وقال :
"صحيح الإسناد" . ورده الذهبي بقوله :
"قلت : بل محمد مجمع على ضعفه" .
وأقول : هو ضعيف جداً ؛ قال البخاري :
"منكر الحديث" ، وقال النسائي والدارقطني :
"متروك" . وكذبه بعضهم .

(6/1)


4002 - ( فضل عائشة على النساء ؛ كفضل تهامة على ما سواها من الأرض ، وفضل الثريد على سائر الطعام ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 9/ 5 :
$منكر$
أخرجه الديلمي في "مسند الفردوس" (2/ 328) عن أبي نعيم معلقاً ، من طريق محمد بن حميد : حدثنا جرير ، عن هشام ، عن أبيه ، عن عائشة مرفوعاً .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ لسوء حفظ محمد بن حميد ، وهو الرازي .
والمحفوظ في هذا الحديث عن عائشة وغيرها دون ذكر تهامة ، فهي زيادة منكرة .
فقد أخرجه أحمد (6/ 159) من طريق أبي سلمة ، عن عائشة به دون الزيادة .
وإسناده جيد رجاله ثقات رجال الشيخين ؛ غير الحارث - وهو ابن عبدالرحمن القرشي العامري - ؛ قال النسائي :
"ليس به بأس" .
وذكره ابن حبان في "الثقات" .
وأخرجه البخاري (2/ 447) ، ومسلم (7/ 133،138) وغيرهما من حديث أبي موسى وأنس مرفوعاً .
وأبو نعيم في "الحلية" (9/ 25) من حديث سعد بن أبي وقاص .
والحاكم (3/ 587) من حديث قرة والد معاوية .
(تنبيه) : لقد انقلب الحديث على الحافظ السيوطي ؛ فأورده في "الجامع الصغير" وتبعه النبهاني في "الفتح الكبير" بلفظ :
"فضل الثريد على الطعام ؛ كفضل عائشة على النساء" .
وعزاه لابن ماجه عن أنس !
وهو عند ابن ماجه (3281) باللفظ المحفوظ عند الشيخين وغيرهما :
"فضل عائشة على النساء ؛ كفضل الثريد على سائر الطعام" .
وكذلك هو في "مسند أحمد" (3/ 156،264) .
وكذلك أورده السيوطي نفسه في "الجامع الكبير" (2/ 80/ 1) ؛ ولكنه قصر في تخريجه فقال :
"رواه ش عن أنس ، الخطيب في "المتفق والمفترق" عن عائشة" .
وكان حقه أن يعزوه للشيخين على الأقل عن أنس ، وأحمد عنها .

(7/1)


4003 - ( فضل الجمعة في رمضان على سائر أيامه ؛ كفضل رمضان على سائر الشهور ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 9/ 6 :
$موضوع$
وله طريقان :
الأول : عن عبيد بن واقد قال : حدثنا بشر بن عبدالله القيسي قال : حدثنا أبو داود ، عن البراء بن عازب مرفوعاً .
أخرجه الأصبهاني في "الترغيب" (215/ 2) ، والضياء في "الأحاديث والحكايات" (12/ 147/ 2) وقال :
"أظن أن أبا داود هذا نفيع الأعمى" .
قلت : هو كذلك ؛ فقد أخرجه من هذا الوجه ابن عدي (255/ 1) فقال : "عن أبي داود الدارمي" . وكذلك في رواية الأصبهاني .
والدارمي : هو نفيع بن الحارث - كما في "تهذيب التهذيب" - ، وهو كذاب .
والآخر : يرويه هارون بن زياد الحنائي : حدثنا سعد بن عبدالرحمن : حدثنا عمر بن موسى ، عن أبي الزبير ، عن جابر مرفوعاً به .
أخرجه الديلمي (5/ 329) .
قلت : وهذا موضوع ؛ آفته عمر بن موسى - وهو الوجيهي - ؛ قال ابن عدي وغيره :
"يضع الحديث" . قال المناوي :
"وفيه هارون بن زياد ؛ قال الذهبي : قال أبو حاتم : له حديث باطل . وقال ابن حبان : كان ممن يضع" .
قلت : هذا الوضاع ليس هو راوي هذا الحديث ؛ لأن هذا متقدم الطبقة ، يروي عن الأعمش ، وأما الراوي له ؛ فهو متأخر عنه كما ترى ، وهو الحنائي ، والوضاع لم ينسب هذه النسبة ، وقد فرق بينهما الحافظ ، فذكر هذا بعد الوضاع وقال :
"أبو موسى من أهل المصيصة ... ذكره ابن حبان في (الثقات)" .

(8/1)


4004 - ( فضل ما بين لذة المرأة ولذة الرجل ؛ كأثر المخيط في الطين ، إلا أن الله يسترهن بالحياء ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 9/ 8 :
$ضعيف جداً$
أخرجه الطبراني في "الأوسط" (1/ 168/ 1-الجمع بينه وبين الصغير) : أخبرنا محمد بن أبان : أخبرنا أحمد بن علي بن شوذب الواسطي : أخبرنا أبو المسيب سلم بن سلام : أخبرنا ليث بن سعد ، عن يزيد بن عبدالله بن أسامة بن الهاد ، عن يعقوب بن خالد ، عن عطاء بن يسار ، عن عبدالله بن عمرو مرفوعاً ، وقال :
"لم يروه عن الليث إلا أبو المسيب" .
قلت : وهو مجهول الحال ، روى عنه جماعة من الواسطيين وغيرهم ، ولم أر من وثقه أو جرحه ، ولذا قال الحافظ :
"مقبول" .
ومثله يعقوب بن خالد - وهو ابن المسيب - ؛ قال ابن أبي حاتم (4/ 2/ 207) :
"روى عنه يحيى بن سعيد - يعني الأنصاري - ، وعمرو بن أبي عمرو ، وابن الهاد" . ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً .
وابن شوذب ؛ لم أعرفه .
ومثله محمد بن أبان ، ويحتمل أن يكون هو محمد بن أبان الأصبهاني ؛ فإنه من شيوخ الطبراني في "المعجم الصغير" (ص 187) ، وهو ثقة .
والحديث قال الهيثمي (4/ 293) :
"رواه الطبراني في "الأوسط" ، وفيه أحمد بن علي بن شوذب ، ولم أجد من ترجمه ، وبقية رجاله ثقات" .
كذا قال ، ولعل عمدته في إطلاقه التوثيق على أبي المسيب ، ويعقوب بن خالد ؛ ابن حبان ، فقد يكون أوردهما في "الثقات" ، فليراجع .
ونقل المناوي عن ابن القيم أنه قال :
"هذا لا يصح عن النبي صلي الله عليه وسلم ، وإسناده مظلم لا يحتج بمثله" .
قلت : وقد روي الحديث بإسناد آخر نحوه ، ولفظه :
"فضلت المرأة على الرجل بتسعة وتسعين في اللذة ، ولكن الله ألقى عليهن الحياء" .
رواه ابن عبدالهادي في "أحاديث منتقاة" (338/ 1) عن ابن وهب : حدثني أسامة بن زيد : أن الجارود مولى ابن مليل الزهري حدثه : أنه سمع أبا هريرة مرفوعاً .
وأخرجه البيهقي في "الشعب" (2/ 462/ 2) من طريق أبي الأسود : حدثنا ابن لهيعة ، عن أسامة بن زيد الليثي : أنبأنا داود مولى بني محمد الزهري حدثه : أنه سمع أبا هريرة يقول ...
قلت : وهذا إسناد مظلم ؛ فإن داود هذا لم أعرفه ، ووقع عند ابن عبدالهادي : "الجارود" ، وما أظنه إلا محرفاً ؛ فقد قال المناوي بعد أن عزاه تبعاً لأصله للبيهقي في "الشعب" :
"وفيه داود مولى أبي مكمل ؛ قال في "الميزان" : قال البخاري : منكر الحديث . ثم ساق له هذا الخبر" .
ومن الغريب أننا لم نجد هذه الترجمة فيمن يسمى بـ "داود" من "الميزان" ، ولا رأيت فيهم هذا الحديث ، فغالب الظن أن "داود" نفسه محرف من الناسخين أو الطابعين للمناوي . والله أعلم .

(9/1)


4005 - ( فضل الدار القريبة من المسجد على الدار الشاسعة ؛ كفضل الغازي على القاعد ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 9/ 10 :
$ضعيف جداً$
أخرجه أحمد (5/ 387) عن ابن لهيعة ، عن بكر بن عمرو ، عن أبي عبدالملك ، عن حذيفة بن اليمان مرفوعاً .
قلت : وهذا إسناد ضعيف جداً ؛ فيه ثلاث علل :
الأولى : الانقطاع بين حذيفة وأبي عبدالملك - وهو علي بن يزيد الألهاني صاحب القاسم بن عبدالرحمن - ؛ فإنهم لم يذكروا له رواية عن أحد من الصحابة ، ولا سنه مما يساعده على ذلك ؛ فإنه مات في العشر الثاني بعد المئة .
الثانية : ضعف أبي عبدالملك نفسه ؛ بل قال فيه النسائي :
"متروك الحديث" . وقال البخاري :
"منكر الحديث" .
الثالثة : ضعف ابن لهيعة .

(10/1)


4006 - ( فضل الشاب العابد الذي تعبد في شبابه على الشيخ الذي تعبد بعدما كبرت سنه ؛ كفضل المرسلين على سائر الناس ، يقول الله للشاب المؤمن بقدري ، الراضي بكتابي ، القانع برزقي ، التارك شهوته من أجلي : أنت عندي كبعض ملائكتي ، وللشاب التارك لحرمات الله ، العامل بطاعة الله : كل يوم أجر سبعين صديقاً ، وفضل الشاب المتعبد على الشيخ الذي تعبد بعدما كبرت سنه ؛ كفضل المرسلين على سائر النبيين ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 9/ 10 :
$ضعيف$
رواه ابن شاهين في "الترغيب" (292/ 2) ، والديلمي (2/ 330) عن المغيرة بن فضيل الراسبي أبي خداش : حدثنا جميل بن حميد ، عن موسى ابن جابان ، عن أنس قال : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : فذكره .
قلت : وهذا إسناد مظلم ؛ من دون أنس لم أجدهم . وأعله المناوي بالراوي له عن المغيرة : عمر بن شبيب ، ولم يقرأ مني في مصورة " الديلمي" إلا : عمر بن شبة الأخباري . وأما "الترغيب" فليس تحت يدي الآن ؛ لأني نسخت الحديث منذ عشر سنوات من نسخة المدينة منه .
ثم روى عن حامد بن آدم : حدثنا أبو غانم ، عن أبي سهل ، عن الحسن قال :
"يقول الله يوم القيامة للشاب التارك شهوته من أجلي ، المبتذل شبابه لي : أنت عندي كبعض ملائكتي" .

(11/1)


4007 - ( فضل العالم على العابد سبعين درجة ، بين كل درجتين حضر الفرس السريع المضمر مئة عام ، وذلك أن الشيطان يضع البدعة للناس فيعرفها العالم فينهى عنها ، والعابد مقبل على صلاته لا يتوجه لها ولا يعرفها ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 9/ 11 :
$ضعيف جداً$
أخرجه الديلمي (2/ 328) عن أبي عتبة ، عن بقية ، عن عبدالله بن محرر ، عن الزهري ، عن أبي سلمة ، عن أبي هريرة مرفوعاً .
قلت : وهذا إسناد ضعيف جداً :
ابن محرر هذا ؛ متروك ؛ كما في "التقريب" .
وبقية ؛ مدلس وقد عنعنه .
والجملة الأولى منه ؛ أخرجها ابن عبدالبر في "الجامع" (1/ 22) من طريق يحيى بن صالح الأيلي ، عن إسماعيل بن أمية ، عن عبيد بن عمير ، عن ابن عباس مرفوعاً .
ويحيى هذا ؛ قال العقيلي :
"روى مناكير" . وقال ابن عدي :
"أحاديثه كلها غير محفوظة" .

(12/1)


4008 - ( فضل الماشي خلف الجنازة على الماشي أمامها ؛ كفضل المكتوبة على التطوع ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 9/ 12 :
$ضعيف جداً$
أخرجه الديلمي (2/ 331) عن أبي الشيخ معلقاً ، من طريق مطرح بن يزيد ، عن عبيدالله بن زحر ، عن علي بن يزيد ، [عن القاسم بن عبدالرحمن] ، عن أبي أمامة ، عن علي بن أبي طالب رفعه .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ مسلسل بالضعفاء :
مطرح هذا ؛ قال الذهبي :
"مجمع على ضعفه" ، وقال أبو حاتم :
"ليس بالقوي في الحديث ، روى أحاديث عن علي بن يزيد ، فلا أدري [البلاء] منه أو من علي بن يزيد ؟" ، وقال الآجري عن أبي داود :
"زعموا أن البلية من قبل علي بن يزيد" .
قلت : وهو الألهاني . وقد قال ابن حبان في ابن زحر :
"يروي الموضوعات عن الأثبات ، وإذا روى عن علي بن يزيد أتى بالطامات ، وإذا اجتمع في إسناد خبر عبيدالله وعلي بن يزيد والقاسم أبو عبدالرحمن ؛ لم يكن ذلك الخبر إلا مما عملته أيديهم" !

(13/1)


4009 - ( فضل الوقت الأول من الصلاة على الآخر ؛ كفضل الآخرة على الدنيا ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 9/ 13 :
$ضعيف$
أخرجه الديلمي (2/ 331) عن أبي نعيم معلقاً بسنده ، عن ليث بن خالد البلخي : حدثنا إبراهيم بن رستم ، عن علي الغواص ، عن نافع ، عن ابن عمر مرفوعاً .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ لضعف إبراهيم بن رستم من قبل حفظه ، وشيخه والراوي عنه ؛ لم أعرفهما . ونقل المناوي عن العراقي أنه قال :
"وسنده ضعيف" .
ثم رأيت ليث بن خالد البلخي في "الجرح والتعديل" ، وكناه بـ (أبي بكر) ، بروايته عن جمع من الشيوخ الثقات ، وقال :
"سمع منه أبي بـ (الري) ، وروى عنه" .
ولم يذكره ابن حبان في "الثقات" !
ثم رأيت الخطيب قد ترجمه في "التاريخ" (13/ 15) ، وذكر أنه روى عنه عبدالله بن أحمد أيضاً ، وروى عن ابن نمير أنه أثنى عليه خيراً .
ثم رأيت الحافظ قد ترجم له في "تعجيل المنفعة" (355/ 918) رامزاً له بأنه روى عنه عبدالله بن أحمد في زياداته على "المسند" وقال :
"وقد كان عبدالله بن أحمد لا يكتب إلا عمن يأذن له أبوه في الكتابة عنه ؛ ولهذا كان معظم شيوخه ثقات ، وإني لأعجب من إغفال ابن حبان ذكر هذا في (ثقاته)" .

(14/1)


4010 - ( فضل صلاة الليل على صلاة النهار ؛ كفضل صدقة السر على صدقة العلانية ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 9/ 14 :
$ضعيف$
رواه أبو بكر الدينوري في "المجالسة" (27/ 29/ 2) : حدثنا أبو بكر جنيد بن حكيم بن أبي الجنيد قال : حدثنا علي بن ميمون الرقي : حدثنا مخلد بن يزيد ، عن سفيان الثوري ، عن زبيد ، عن مرة ، عن عبدالله مرفوعاً .
ورواه الطبراني (3/ 75/ 2) : حدثنا جعفر بن محمد الفريابي : أخبرنا عمرو بن هشام أبو أمية الحراني : أخبرنا مخلد بن يزيد به .
ورواه أبو نعيم في "الحلية" (4/ 167 و 5/ 36 و 7/ 238) من طرق عن مخلد به . وقال المنذري (1/ 217) :
"إسناده حسن" .
وأقول : هو كذلك ؛ لولا أن الثقات رووه عن الثوري وعن زبيد به موقوفاً على ابن مسعود .
فرواه الطبراني (3/ 21/ 2) من طريق عبدالرزاق عن الثوري ، ومن طريق زائدة عن منصور ؛ كلاهما عن زبيد به موقوفاً على ابن مسعود .
ثم رواه (3/ 35/ 1) من طريق شريك ، عن أبي إسحاق ، عن الأسود ومرة ومسروق قالوا : قال عبدالله به نحوه .
ورواه ابن صاعد في زوائد "الزهد" لابن المبارك (159/ 1من الكواكب 575) من طريق مخلد بن يزيد الحراني قال : حدثنا سفيان الثوري به .
ورواه ابن أبي شيبة (2/ 44/ 1) ، وأبو نعيم عن مسعر عن زبيد به موقوفاً . وقال أبو نعيم :
"كذا رواه شعبة والناس عن زبيد موقوفاً ، وتفرد مخلد بن يزيد برفعه عن سفيان الثوري عن زبيد" .
قلت : ومخلد بن يزيد - مع مخالفته للثقات - فيه كلام من قبل حفظه ، قال الحافظ في "التقريب" :
"صدوق له أوهام" .
قلت : فلا يحتج به عند المخالفة ، فالحديث من أجلها ضعيف مرفوعاً ، صحيح موقوفاً ، وكذلك رواه البيهقي (2/ 502) .

(15/1)


4011 - ( فضل قراءة القرآن بنظر على من يقرؤه ظاهراً ؛ كفضل الفريضة على النافلة ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 9/ 15 :
$ضعيف جداً$
أخرجه أبو عبيد في "فضائل القرآن" (16/ 1) وعنه الديلمي (2/ 330) : حدثنا نعيم بن حماد ، عن بقية بن الوليد ، عن معاوية بن يحيى السلمي ، عن سليمان بن مسلم ، عن عبدالله بن عبدالرحمن ، عن بعض أصحاب رسول الله صلي الله عليه وسلم : فذكره .
وقال ابن كثير في "فضائل القرآن" (65) :
"وهذا الإسناد فيه ضعف ؛ فإن معاوية بن يحيى هذا هو الصدفي أو الإطرابلسي ، وأيا ما كان ؛ فهو ضعيف" .
قلت : والأول أشد ضعفاً من الآخر ، وقد سبق الكلام عليه عند الحديث (136 و 156) ، والراجح عندي أنه الأول ؛ فقد ذكر الحافظ في ترجمته من "التهذيب" : أن البخاري أورد له في "الضعفاء" حديثه عن سليمان بن سليم ، عن أنس مرفوعاً : "احترسوا من الناس بسوء الظن" . وقد رواه غيره كذلك كما تقدم (156) . فأظن أن شيخه هنا هو شيخه هناك ، لكن وقع هنا سليمان بن مسلم . والله أعلم .
وشيخه عبدالله بن عبدالرحمن ؛ لم أعرفه .
وبقية ؛ مدلس وقد عنعنه .
ونعيم بن حماد ؛ ضعيف .

(16/1)


4012 - ( في البطيخ عشر خصال : هو طعام ، وشراب ، ويغسل المثانة ، ويقطع الإبردة ، وهو ريحان ، وأشنان ، ويغسل البطن ، ويكثر ماء الصلب ، ويكثر الجماع ، وينقي البشرة ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 9/ 16 :
$باطل$
أخرجه الديلمي (2/ 336) عن شعيب بن بكار الموصلي : حدثنا محمد بن سليمان الآمدي ، عن أبي بكر الشيباني ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس مرفوعاً .
قلت : وهذا إسناد ضعيف مظلم ؛ مسلسل بالعلل :
الأولى : أبو بكر الشيباني - واسمه أصبغ - قال الذهبي :
"مجهول ، أتى بخبر منكر عن السدي ، عن عبد خير ، عن علي ..." .
قلت : فذكره ، وقال :
"أخرجه ابن الجوزي في الواهيات" . فقال الحافظ في "اللسان" :
"وهذا أولى بكتاب "الموضوعات" ، وقد ذكره العقيلي فقال : مجهول ، وحديثه غير محفوظ ... ثم ساقه ، فعزوه له أولى من عزوه لابن الجوزي" .
قلت : وأخرجه الدولابي أيضاً في "الكنى" (1/ 119-120) .
الثانية : محمد بن سليمان الآمدي ؛ لم أعرفه .
الثالثة : شعيب بن بكار ؛ قال الأزدي :
"ضعيف" .
والحديث عزاه السيوطي في "الجامع" للرافعي أيضاً عن ابن عباس مرفوعاً ، وأبي عمر النوقاني في "كتاب البطيخ" عنه موقوفاً .
قلت : وهو الأقرب ، وقد ذكروا أنه لا يصح في فضل البطيخ شيء ، سوى أنه كان يأكله بالرطب ، وقد خرجته في "الصحيحة" (58) ، بل قال الحافظ السخاوي :
"أحاديث فضائل البطيخ باطلة" .ما سبق نقله عنه تحت الحديث (167) .

(17/1)


4013 - ( في الجمعة ساعة لا يوافقها عبد يستغفر الله عز وجل إلا غفر له ، فجعل النبي صلي الله عليه وسلم يقللها بيده ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 9/ 17 :
$شاذ$
أخرجه ابن السني في "عمل اليوم والليلة" (367) من طريق النسائي : أخبرني عمرو بن عثمان : حدثنا شريح بن يزيد : حدثنا شعيب بن أبي حمزة ، عن أبي الزناد ، عن سعيد بن المسيب ، عن أبي هريرة مرفوعاً .
قلت : وهذا إسناد رجاله ثقات ؛ غير شريح بن يزيد ؛ فلم يوثقه غير ابن حبان ، وأظنه قد وهم هو أو شيخه في لفظ الحديث ؛ فقد رواه جمع من الثقات عن أبي الزناد بلفظ :
" ... وهو يصلي : يسأل الله شيئاً إلا أعطاه إياه ... " والباقي مثله .
هكذا أخرجه مالك ، ومسلم (3/ 5) ، وأحمد (2/ 486) ، وغيرهم .
وتابعه الزهري : حدثني سعيد بن المسيب به .
أخرجه أحمد (2/ 284) ، وعنه النسائي (1/ 211) .
ثم أخرجه مسلم ، وأحمد (2/ 230 و 255 و 272 و 280 و 311 و 312 و 401 و 403 و 457 و 469 و 481 و 485 و 486 و 489 و 498 و 518) من طرق كثيرة عن أبي هريرة .
قلت : فهذه المتابعات والطرق تدل على شذوذ اللفظ الذي تفرد به شريح بن يزيد ، أقول هذا مع ملاحظتي أن الاستغفار الوارد فيه هو جزء من السؤال المحفوظ في الطرق الأخرى ، وعليه فلفظه قاصر عن لفظهم ، فتنبه .

(18/1)


4014 - ( في الخيل السائمة ؛ في كل فرس دينار ) .
$باطل$
أخرجه الدارقطني (ص 214) ، والبيهقي (4/ 119) عن محمد بن موسى الحارثي (وقال البيهقي : الإصطخري) : أنبأ إسماعيل بن يحيى بن بحر الكرماني : حدثنا الليث بن حماد الإصطخري : حدثنا أبو يوسف ، عن غورك بن الخضرم أبي عبدالله ، عن جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن جابر رفعه . وقال الدارقطني والبيهقي :
"تفرد به غورك - عن جعفر - وهو ضعيف جداً ، ومن دونه ضعفاء" .
قلت : وقد ترجموا في "الميزان" و "اللسان" تراجم مختصرة ، ليس فيها أكثر من قول الدارقطني هذا ، غير أبي يوسف وهو يعقوب بن إبراهيم القاضي صاحب أبي حنيفة ، فترجمته فيهما مبسوطة ؛ إلا أنهما أغفلا ذكر محمد بن موسى الحارثي ، فلم يترجماه ، لكن في "اللسان" :
"محمد بن موسى بن إبراهيم الإصطخري ، شيخ مجهول ، روى عن شعيب ابن عمران العسكري خبراً موضوعاً ..." .
وأنا أظن أنه الحارثي ؛ لأنه كذلك نسب في رواية الدارقطني كما رأيت ، فكان على الحافظ أن يشير إلى تضعيفه إياه كما فعل فيمن فوقه . والله أعلم .
ثم إن الحديث مع ضعفه الشديد ؛ يخالف عموم قوله صلي الله عليه وسلم :
"ليس على المسلم في عبده ، ولا في فرسه صدقة" .
أخرجه الستة ، والدارقطني ، والبيهقي ، وأحمد (2/ 242 و 249 و 254 و 279 و 407 و 410 و 432 و 469 و 470 و 477) عن أبي هريرة ، وقال الترمذي (1/ 123) :
"حديث حسن صحيح ، والعمل عليه عند أهل العلم" .
وفي رواية لمسلم ، والدارقطني :
"إلا أن في الرقيق صدقة الفطر" .
ويخالف أيضاً مفهوم قوله عليه الصلاة والسلام :
"في كل سائمة إبل ، في أربعين بنت لبون ..." الحديث ؛ وهو مخرج في "الإرواء" (783) ، فلم يذكر فيه سائمة الخيل .
(تنبيه) : من تعصب الكوثري البالغ ، وتغييره للحقائق ، أنه أورد هذا الحديث في "النكت الطريفة" (ص 182-183) ، محتجاً به لأبي حنيفة في إيجابه الزكاة على الخيل السائمة ، غير مكترث بتضعيف الدارقطني لغورك بن الخضرم ، بل ركب رأسه فقال :
"ومن البعيد على مثل أبي يوسف في فقهه ودينه ويقظته وإمامته أن يروي عمن هو غير ثقة" !
ومع أن أبا يوسف نفسه متكلم فيه عند المحدثين - رغم أنف الكوثري - فلو سلمنا أنه ثقة ، فمعنى صنيع الكوثري هذا أن كل شيوخ أبي يوسف ثقات ! وهذا ما لا يقوله عالم منصف حتى في شيوخ إمام أبي يوسف نفسه ، وأعني به أبا حنيفة . نعم ؛ قد صرح بذلك متعصب آخر من حنيفة لعصر في مقدمة كتابه "إعلاء السنن" ، فرددت عليه في مقدمتي لتخريج "شرح الطحاوية" ، فسردت فيها أسماء عديد من شيوخ أبي حنيفة ضعفهم أبو المؤيد الخوارزمي الحنفي نفسه في كتابه "مسانيد أبي حنيفة" ، وفيهم غير واحد من المتهمين فراجعهم في المقدمة المذكورة (ص 42) ، فإذا كان هذا شأن الإمام أبي حنيفة نفسه ؛ فكيف بتلميذه أبي يوسف ؟!
وليس هذا فقط ، بل إن الكوثري تجاهل من دون غورك من الضعفاء ؛ الذين أشار إليهم الدارقطني .

(19/1)


4015 - ( في السماء ملكان ؛ أحدهما يأمر بالشدة ، والآخر يأمر باللين ، وكل مصيب ؛ أحدهما جبريل [والآخر] ميكائيل . ونبيان ، أحدهما يأمر باللين ، والآخر [يأمر] بالشدة ، وكل مصيب - وذكر إبراهيم ونوحاً - . ولي صاحبان ؛ أحدهما يأمر باللين ، و الآخر يأمر بالشدة ، وكل مصيب ، - وذكر أبا بكر وعمر - ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 9/ 20 :
$ضعيف$
رواه أبو بكر النيسابوري في "الفوائد" (141/ 2) عن بشر بن عبيس قال : حدثنا النضر بن عربي ، عن خارجة بن عبدالله ، عن عبدالله بن أبي سفيان ، عن أبيه ، عن أم سلمة مرفوعاً .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ عبدالله بن أبي سفيان ؛ قال ابن القطان :
"لا يعرف حاله" . وقال الذهبي :
"لا يدرى من هو عبدالله في خلق الله ، تفرد عنه سليمان بن كنانة ، وماهو بالمشهور" .
قلت : قد روى عنه أيضاً خارجة بن عبدالله ؛ كما ترى في هذا الإسناد ، وإبراهيم بن إسماعيل بن أبي حبيبة وعيسى بن كنانة وابن إسحاق وغيرهم كما في "التهذيب" ، فالصواب أنه مجهول الحال كما تقدم عن ابن القطان . وقال الحافظ في "التقريب" :
"مقبول" . يعني عند المتابعة .
وبقية رجال الإسناد ثقات ، على ضعف في حفظ بعضهم .

(20/1)


4016 - ( في السواك عشر خصال : مطهرة للفم ، مرضاة للرب ، ومسخطة للشيطان ، ومحبة للحفظة ، ويشد اللثة ، ويطيب الفم ، ويقطع البلغم ، ويطفىء المرة ، ويجلو البصر ، ويوافق السنة ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 9/ 21 :
$ضعيف$
أخرجه الديلمي (2/ 335) من طريق كنانة بن جبلة ، عن بكر بن خنيس ، عن ضرار بن عمرو ، عن أبيه ، عن أنس مرفوعاً .
قلت : ضرار هذا ؛ الظاهر أنه الملطي ، روى عن يزيد الرقاشي وغيره ، قال البخاري :
"فيه نظر" .
وبكر بن خنيس ؛ فيه كلام .
وكنانة ؛ كذبه يحيى بن معين .
ثم أخرجه من طريق عمرو بن جميع ، عن أبان ، عن أنس ... فذكره ؛ لكنه قال :
"ويضعف الحسنات سبعين ضعفاً ، ويبيض الأسنان ، ويذهب الحفر ، ويشهي الطعام ، ويبدل البلغم والمرة ، ويطيب الفم ، ويوافق السنة" .
وعمرو بن جميع ؛ كذبه يحيى أيضاً . وقال الحاكم :
"روى عن هشام بن عروة وغيره أحاديث موضوعة" .
وأبان - هو ابن أبي عياش - ؛ متروك .
وأورده السيوطي من رواية أبي الشيخ ، وأبي نعيم في "كتاب السواك" من طريق الخليل بن مرة ، عن ابن أبي رباح ، عن ابن عباس مرفوعاً نحوه ، وقال المناوي :
"وفي الخليل بن مرة ضعف ؛ كما قال الولي العراقي" .
وأخرجه الدارقطني في "سننه" (ص 22) من طريق معلى بن ميمون ، عن أيوب ، عن عكرمة ، عن ابن عباس قال ... فذكره موقوفاً . وقال :
"معلى بن ميمون ؛ ضعيف متروك" .

(21/1)


4017 - ( في اللبن صدقة ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 9/ 22 :
$ضعيف$
أخرجه الديلمي (2/ 338) من طريق الروياني بسنده ، عن موسى ابن عبيدة : حدثنا عمران بن أبي أنس ، عن مالك بن أوس الحدثان ، عن أبي ذر رفعه .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ موسى بن عبيدة - بضم أوله - أورده الذهبي في "الضعفاء" وقال :
"ضعفوه ، وقال أحمد : لا تحل الرواية عنه" .

(22/1)


4018 - ( في اللسان الدية إذا منع الكلام ، وفي الذكر الدية إذا قطعت الحشفة ، وفي الشفتين الدية ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 9/ 23 :
$ضعيف جداً$
رواه ابن عدي (283/ 1) ، وعنه البيهقي (8/ 89) عن الحارث ابن نبهان ، عن محمد بن عبيدالله ، عن عمرو بن شعيب ، عن أبيه ، عن عبدالله بن عمرو بن العاص مرفوعاً . وقال ابن عدي :
"هذا غريب المتن ، لا يروى إلا من هذا الطريق ، ومحمد بن عبيدالله العرزمي ؛ عامة رواياته غير محفوظة" . وقال البيهقي :
"هذا إسناد ضعيف ؛ محمد بن عبيدالله العرزمي ، والحارث بن نبهان ؛ ضعيفان" .
قلت : بل هما متروكان ؛ كما في "التقريب" ، فهو شديد الضعف .

(23/1)


4019 - ( في المؤمن ثلاث خصال : الطيرة والظن والحسد ، فمخرجه من الطيرة ألا يرجع ، ومخرجه من الظن ألا يحقق ، ومخرجه من الحسد ألا يبغي ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 9/ 23 :
$ضعيف$
رواه محمد بن المظفر في "غرائب شعبة" (1/ 2) ، وأبو الشيخ في "الأقران" (ق 11/ 2) و "التوبيخ" (106/ 77) ، والبيهقي في "الشعب" (2/ 63/ 1173) ، والديلمي (2/ 339) عن محمد بن جعفر الفارسي : حدثنا يحيى ابن السكن : حدثنا شعبة ، عن محمد بن إسحاق ، عن علقمة بن أبي علقمة ، عن أبي هريرة مرفوعاً .
قلت : ورجاله ثقات على عنعنة ابن إسحاق ؛ غير يحيى بن السكن ؛ قال الذهبي :
"ليس بالقوي ، وضعفه صالح جزرة" .
وأمل ابن حبان ؛ فذكره في "الثقات" .
وقد خولف في هذا الحديث ؛ فرواه البغوي في "شرح السنة" (4/ 98/ 2) عن موسى بن إسماعيل : أخبرنا حماد ، عن محمد بن إسحاق ، عن علقمة بن أبي علقمة : أن النبي صلي الله عليه وسلم قال : .. لم يذكر فيه : "عن أبي هريرة" . ولهذا قال البغوي :
"والحديث مرسل" .
وبالجملة ؛ فالحديث ضعيف مرسلاً ومتصلاً ؛ لأن مداره على ابن إسحاق ؛ وهو مدلس وقد عنعنه .
ومحمد بن جعفر الفارسي - وقال الديلمي : العابد - ؛ لم أعرفه .
وقد روي من طريقين آخرين مرسلين ، وهما مخرجان في "غاية المرام" (185/ 302) .
وورد بلفظ :
"إذا ظننتم فلا تحققوا ، وإذا حسدتم فلا تبغوا ، وإذا تطيرتم فامضوا ، وعلى الله توكلوا" .
وقد خرجته في "الصحيحة" (3942) .

(24/1)


4020 - ( في دية الخطأ عشرون حقة ، وعشرون جذعة ، وعشرون بنت مخاض ، وعشرون بنت لبون ، وعشرون بني مخاض ذكر ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 9/ 24 :
$ضعيف$
أخرجه أبو داود (4545) ، والنسائي (2/ 248) ، والترمذي (1/ 260-261) ، وابن ماجه (2631) ، والدارقطني (361) ، والبيهقي (8/ 75) ، وأحمد (1/ 450) من طريق الحجاج بن أرطاة ، عن زيد بن جبير ، عن خشف بن مالك ، عن عبدالله بن مسعود مرفوعاً . وقال الترمذي :
"لا نعرفه موفوعاً إلا من هذا الوجه ، وقد روي عن عبدالله موقوفاً" .
وقال الدارقطني :
"هذا حديث ضعيف غير ثابت عند أهل المعرفة بالحديث ، لا نعلمه رواه إلا خشف بن مالك عن ابن مسعود ، وهو رجل مجهول ، لم يروه عنه إلا زيد بن جبير ابن حرمل الجشمي ، ولا نعلم أحداً رواه عن زيد بن جبير إلا حجاج بن أرطاة ، والحجاج ؛ فرجل مشهور بالتدليس ، وبأنه يحدث عمن لم يلقه ، ومن لم يسمع منه" .
وقال البيهقي عقبه :
"لا يصح رفعه ، والحجاج غير محتج به ، وخشف بن مالك مجهول ، والصحيح أنه موقوف على عبدالله بن مسعود" .

(25/1)


4021 - ( ضالة الإبل المكتومة ، غرامتها ومثلها معها ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 9/ 25 :
$ضعيف$
أخرجه أبو داود (1718) ، وعنه البيهقي (6/ 191) من طريق عبدالرزاق ، وهذا في "المصنف" (10/ 139/ 18599) ، وعنه العقيلي في "الضعفاء" (3/ 259-260) ، عن عمرو بن مسلم ، عن عكرمة ، - أحسبه - عن أبي هريرة : أن النبي صلي الله عليه وسلم قال : فذكره .
قلت : وهذا سند ضعيف ؛ عمرو بن مسلم - وهو الجندي اليماني - ؛ ضعفه أحمد وابن معين والنسائي وغيرهم ، وقال الساجي :
"صدوق يهم" .
وذكره ابن حبان في "الثقات" . وقال الحافظ في "التقريب" :
"صدوق له أوهام" . وقال الذهبي في "الكاشف" :
"لينه أحمد وغيره ، ولم يترك ، وقواه ابن معين" .
قلت : إنما قال ابن معين فيه : "لا بأس به" ، وهذا في رواية ، وضعفه في روايتين أخريين عنه ، وقال في "الميزان" :
"قال أحمد : فيه ضعف . وقواه غيره ، وقال ابن معين : ليس بالقوي" .
وضعفه بعضهم جداً .
ثم إن عكرمة - وهو مولى ابن عباس - شك في وصله عن أبي هريرة .
(تنبيه) : هذا الحديث من الأحاديث التي قواها الشيخ الدويش - رحمه الله - في كتابه "تنبيه القاري" (رقم 18) ، ومن عجائبه قوله بعد عزوه لأبي داود :
"ورجاله رجال الصحيح ، إلا أن عكرمة لم يجزم بسماعه من أبي هريرة" !
فأقول : فهل هو مع ذلك صحيح عندك ؟! ثم إنه غض النظر عن الضعف الذي في عمرو بن مسلم ، أفهكذا يكون التعقب والتصحيح ؟!

(26/1)


4022 - ( ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 9/ 26 :

(27/1)


4023 - ( في كل ركعتين تسليمة ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 9/ 26 :
$ضعيف$
أخرجه ابن ماجه (1324) عن أبي سفيان السعدي ، عن أبي نضرة ، عن أبي سعيد الخدري مرفوعاً .
قلت : وهذا سند ضعيف ؛ أبو سفيان اسمه طريف بن شهاب ، قال الحافظ :
"ضعيف" .
ولعل أصل الحديث موقوف ؛ فقد روى مسلم (2/ 174) في حديث ابن عمر مرفوعاً : "صلاة الليل مثنى مثنى ..." :
فقيل لابن عمر : ما مثنى مثنى ؟ قال : أن تسلم في كل ركعتين .

(28/1)


4024 - ( نزلت فاتحة الكتاب من كنز تحت العرش ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 9/ 27 :
$ضعيف$
أخرجه الديلمي (4/ 101) من طريق أحمد بن بديل : حدثنا إسحاق بن الربيع : حدثنا العلاء بن المسيب ، عن فضيل بن عمرو ، عن علي رفعه .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ فضيل بن عمرو ثقة لم يدرك علياً ؛ فهو منقطع إن كان لم يسقط من الأصل راو من بينهما .
والعلاء بن المسيب ؛ ثقة ربما وهم .
وإسحاق بن الربيع - هو العصفري - ؛ قال الحافظ :
"مقبول" .
يعني عند المتابعة ، لين الحديث عند التفرد .
وأحمد بن بديل ؛ صدوق له أوهام .
وقد روي الحديث بنحوه عن معقل بن يسار مرفوعاً عند الحاكم (1/ 559) وغيره ، وسبق تخريجه برقم (2886) .

(29/1)


4025 - ( الفاجر الراجي رحمة الله ؛ أقرب إليها من العابد المجتهد الآيس منها الذي لا يرجو أن ينالها ، فهو مطيع لله ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 9/ 28 :
$موضوع$
أخرجه الديلمي (2/ 345) من طريق الحاكم معلقاً ، عن عثمان بن مطر ، عن زياد بن ميمون ، عن زيد العمي ، عن مرة ، عن ابن مسعود رفعه .
قلت : وهذا إسناد هالك بمرة ؛ مسلسل بالعلل :
الأولى : زيد العمي ؛ ضعيف .
الثانية : زياد بن ميمون - وهو الثقفي الفاكهي - ؛ كذاب .
الثالثة : عثمان بن مطر ؛ ضعيف كما في "التقريب" .
لكن يبدو أنه جاء من طريق أخرى ، فقد عزاه السيوطي : للحكيم ، والشيرازي في "الألقاب" عن ابن مسعود إلى قوله : "العابد المقنط" ؛ دون قوله : "الآيس ..." إلخ . فقال المناوي :
"وفيه عبدالله بن يحيى الثقفي ، أورده الذهبي في "ذيل الضعفاء" وقال : صويلح ، ضعفه ابن معين . وسلام بن سلم قال في "الضعفاء" : تركوه باتفاق ، وزيد العمي ضعيف متماسك ، ورواه عنه الحاكم وعنه الديلمي بلفظ ..." . فذكره بلفظ الترجمة ؛ ولم يتكلم على إسناده بشيء .

(30/1)


4026 - ( كان إبراهيم عليه السلام إذا أصبح قال : (سبحان الله حين تمسون ، وحين تصبحون ...) الآيات ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 9/ 28 :
$ضعيف$
أخرجه الديلمي (4/ 136) من طريق ابن السني بسنده ، عن ابن لهيعة ، عن زبان بن فائد ، عن سهل بن معاذ بن أنس ، عن أبيه رفعه ، في قوله تعالى (وإبراهيم الذي وفى) قال : فذكره .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ ابن لهيعة وزبان ؛ ضعيفان .
ثم روى عقبه عن الحسن بن عطية ، عن إسرائيل ، عن جعفر بن الزبير ، عن القاسم ، عن أبي أمامة رفعه :
"(وإبراهيم الذي وفى) أتدرون ما (وفى) ؟ وفى عمل يومه أربع ركعات في أول النهار" .
وهذا أشد ضعفاً من الذي قبله ، آقته جعفر بن الزبير ؛ فإنه متروك ، وقال ابن حبان :
"يروي عن القاسم وغيره أشياء موضوعة" .

(31/1)


4027 - ( الفطرة على كل مسلم ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 9/ 29 :
$ضعيف جداً$
رواه ابن بشران (27/ 117/ 1) ، والخطيب (11/ 294) عن بهلول بن عبيد ، عن حماد بن أبي سليمان ، عن إبراهيم ، عن علقمة ، عن ابن مسعود مرفوعاً .
قلت : وهذا إسناد ضعيف جداً ، رجاله موثقون رجال مسلم ؛ غير بهلول بن عبيد ؛ قال أبو حاتم :
"ضعيف الحديث ، ذاهب" . وقال أبو زرعة :
"ليس بشيء" . وقال الحاكم :
"روى أحاديث موضوعة" .
(تنبيه) : لقد وهم المناوي وهماً فاحشاً حين قال في إعلال رواية الخطيب هذه :
"وفيه إبراهيم بن راشد الأدمي ، قال : الذهبي في "الضعفاء" : وثقه الخطيب ، واتهمه ابن عدي ، وبهلول ..." .
ووجهه أن الأدمي لا ذكر له في سند الحديث مطلقاً ، لا عند الخطيب - ولم يعزه المناوي تبعاً لأصله إلا إليه - ولا عند ابن بشران ، وإنما ذكره الخطيب في عداد شيوخ عثمان بن سهل بن مخلد البزاز ، وهو أحد رواة هذا الحديث عنده ، فتوهم المناوي أنه في إسناد الحديث نفسه . فتنبه .

(32/1)


4028 - ( الفقر شين عند الناس ، وزين عند الله يوم القيامة ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 9/ 30 :
$موضوع$
أخرجه الديلمي (2/ 342) عن محمد بن مقاتل الرازي : حدثنا جعفر بن هارون الواسطي : حدثنا سمعان بن مهدي ، عن أنس رفعه .
قلت : وهذا موضوع ؛ آفته سمعان أو من دونه ؛ فقد قال الذهبي في ترجمته : "لا يكاد يعرف ، ألصقت به نسخة مكذوبة رأيتها ، قبح الله من وضعها" . قال الحافظ عقبه :
"وهي من رواية محمد بن مقاتل الرازي ، عن جعفر بن هارون الواسطي ، عن سمعان ، فذكر النسخة ، وهي أكثر من ثلاث مئة حديث أكثر متونها موضوعة ..." .
وقال الحافظ ابن عبدالهادي في "الصارم المنكي" (ص 164) :
"هو من الحيوانات التي لا ندري هل وجدت أم لا ؟" .
وجعفر بن هارون ؛ قال الذهبي متهماً إياه :
"عن محمد بن كثير الصنعاني . أتى بخبر موضوع" .
وقال الحافظ عقبه :
"وستأتي الإشارة إلى شيء من خبره في ترجمة سمعان بن مهدي" .
يشير إلى هذا الخبر .
ومحمد بن مقاتل الرازي ؛ قال الذهبي :
"تكلم فيه ، ولم يترك" . وقال الحافظ في "التقريب" :
"ضعيف" . وعزاه المناوي إلى قول الذهبي في "الذيل" . يعني "ذيل الضعفاء" ولم أره فيه . والله أعلم .
وجملة القول ؛ أن التهمة في هذا الحديث محصورة في جعفر أو سمعان .

(33/1)


4029 - ( الفلق : جب في جهنم مغطى ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 9/ 31 :
$منكر$
أخرجه ابن جرير الطبري (30/ 225) : حدثني إسحاق بن وهب الواسطي قال : حدثنا مسعود بن موسى بن مشكان الواسطي قال : حدثنا نصر بن خزيمة الخراساني ، عن شعيب بن صفوان ، عن محمد بن كعب القرظي ، عن أبي هريرة مرفوعاً .
قلت : قال الحافظ ابن كثير في "التفسير" :
"حديث منكر ، إسناده غريب ، ولا يصح رفعه" .
قلت : وعلته مسعود هذا ؛ قال العقيلي :
"لا يعرف" .
وسائر رجاله ثقات ؛ غير نصر بن خزيمة ، فلم أعرفه ؛ إلا أن يكون نصر بن خزيمة أبا إبراهيم الحضرمي الحمصي ، فقد ترجمه ابن أبي حاتم (4/ 1/ 473) ؛ لكنه لم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً .

(34/1)


4030 - ( قابلوا النعال ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 9/ 32 :
$ضعيف$
رواه الروياني في "مسنده" (261/ 1) حدثنا عمرو بن علي : أخبرنا أبو عاصم : حدثنا عبدالله بن مسلم بن هرمز ، عن يحيى بن إبراهيم بن عطاء ، عن أبيه ، عن جده قال : سمعت رسول الله صلي الله عليه وسلم بمنى يقول : فذكره .
ورواه الطبراني (1/ 98/ 1-2) عن الجراح بن مخلد : أخبرنا أبو عاصم به ؛ إلا أنه قال : "يحيى بن عطاء بن إبراهيم" .
قلت : وسواء كان هذا أو ذاك ، فلم أعرفه ، ولا أباه . ولعل الاختلاف فيه إنما هو من ابن هرمز هذا فإنه ضعيف ؛ كما في "التقريب" .
والحديث عزاه السيوطي لابن سعد والبغوي والطبراني والباوردي وأبي نعيم عن إبراهيم الطائفي وقال :
"وما له غيره" . وقال الحافظ في "الإصابة" بعد أن عزاه للبغوي والطبراني : "ونقل الذهبي عن ابن عبدالبر أنه قال لا يصح ذكره في "الصحابة" ؛ لأن حديثه مرسل . يعني فهو تابعي ، قلت : لفظ ابن عبدالبر : إسناد حديثه ليس بالقائم ، ولا تصح صحبته عندي ، وحديثه مرسل . فإن عنى بالإرسال انقطاعاً بين أحد رواته ، فذاك ، وإلا فقد صرح بسماعه من النبي صلي الله عليع وسلم فهو صحابي إن ثبت إسناد حديثه ؛ لكن مداره على عبدالله بن مسلم بن هرمز ، وهو ضعيف ، وشيخه مجهول ، وقد اختلف في سياقه ..." .
قلت : ثم شرح الاختلاف الذي أشرت إلى شيء منه ، فليراجعه من شاء .
وبالجملة ؛ ففي الحديث ثلاث علل : الجهالة ، والضعف ، والاختلاف ، ظلمات ثلاث بعضها فوق بعض !

(35/1)


4031 - ( قال الله تعالى : يا ابن آدم ! اذكرني بعد الفجر وبعد العصر ساعة ؛ أكفك ما بينهما ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 9/ 33 :
$ضعيف$
أخرجه عبدالله بن أحمد في "زوائد الزهد" (ص 37) :
حدثنا عبدالله بن سندل : حدثنا ابن المبارك ، عن جبير ، عن الحسن ، عن أبي هريرة مرفوعاً .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ الحسن - هو البصري - ؛ مدلس وقد عنعنه .
وجبير وابن سندل ؛ لم أعرفهما .
والحديث عزاه السيوطي : لـ "حلية أبي نعيم" .ولم أره في فهرسه ، ولا تكلم عليه المناوي ، وإنما قال : "ورواه ابن المبارك في "الزهد" عن الحسن مرسلاً" .
ولم أره أيضاً في فهرس مرسلات الحسن ؛ الذي وضعه الشيخ حبيب الرحمن على "الزهد" .

(36/1)


4032 - ( قال الله عز وجل : أحب ما تعبدني به عبدي إلي النصح ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 9/ 33 :
$ضعيف جداً$
رواه ابن المبارك في "الزهد" (165/ 1من الكواكب 575) (ورقم 204 - ط) ، وعنه الروياني في "مسنده" (2/ 276/ 1193) ، وأحمد (5/ 254) ، وأبو نعيم في "الحلية" (8/ 175) ، والبغوي في "شرح السنة" (4/ 95/ 2) : أنبأنا يحيى بن أيوب ، عن عبيدالله بن زحر ، عن علي بن يزيد ، عن القاسم ، عن أبي أمامة مرفوعاً . وقال أبو نعيم :
"ورواه صدقة بن خالد ، عن عثمان بن أبي العاتكة ، عن علي بن يزيد مثله" .
قلت : وعلي بن يزيد - وهو الألهاني - ؛ شديد الضعف ، وعبيدالله بن زحر وعثمان بن أبي العاتكة ؛ ضعيفان .

(37/1)


4033 - ( من حضرته الوفاة ، وكانت وصيته على كتاب الله ؛ كانت كفارة لما ترك من زكاته في حياته ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 9/ 34 :
$ضعيف$
أخرجه ابن ماجه (2705) ، والدولابي في "الكنى" (1/ 156) من طريق بقية ، عن أبي حلبس ، عن خليد بن أبي خليد ، عن معاوية بن قرة ، عن أبيه مرفوعاً . وقال الدولابي :
"حديث معضل ، يكاد أن كون باطلاً" .
قلت : وآفته أبو حلبس أو شيخه خليد ؛ فإنهما مجهولان ؛ كما في "التقريب" وغيره .
وقد وجدت له طريقاً أخرى ؛ من رواية عبدالله بن عصمة النصيبي : حدثنا بشر بن حكيم عن سالم بن كثير ، عن معاوية بن قرة به .
أخرجه الطبراني في "الكبير" (19/ 33/ 69) ، وابن منده في "المعرفة" (ق 134/ 2) ، والواحدي في "الوسيط" (4/ 62/ 2) .
قلت : وهذا إسناد مظلم أيضاً ؛ بشر بن حكيم وسالم بن كثير ؛ لم أعرفهما .
وعبدالله بن عصمة النصيبي ؛ قال الذهبي في "الضعفاء" :
"لينه العقيلي وغيره" .

(38/1)


4034 - ( ضحكت من ناس يؤتى بهم من قبل المشرق في النكول ، يساقون إلى الجنة ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 9/ 35 :
$ضعيف$
أخرجه أحمد (5/ 338) عن الفضيل بن سليمان : حدثنا محمد بن أبي يحيى ، عن العباس بن سهل بن سعد الساعدي ، عن أبيه قال :
كنت مع النبي صلي الله عليه وسلم بالخندق ، فأخذ الكرزين فحفر به ، فصادف حجراً ، فضحك ، قيل : ما يضحكك يا رسول الله ؟ قال : فذكره .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ، رجاله ثقات ؛ غير أن الفضيل هذا ؛ قال الحافظ :
"صدوق له خطأ كثير" .
قلت : والحديث أورده الهيثمي في "المجمع" (5/ 333) وقال :
"رواه أحمد والطبراني إلا أنه قال : يؤتى بهم إلى الجنة في كبول الحديد . وفي رواية عنده : يساقون إلى الجنة وهم كارهون . ورجاله رجال الصحيح غير محمد بن [أبي] يحيى الأسلمي ، وهو ثقة" .
قلت : إن كان عند الطبراني من غير طريق الفضيل فينظر فيه ، وإلا فهو - أعني الفضيل - وإن كان من رجال "الصحيح" فهو سيىء الحفظ كما علمت من كلام الحافظ فيه ، والذي يغلب على الظن أنه عنده من طريقه أيضاً ، وأنه الذي رواه بهذه الألفاظ الثلاثة ، لفظ أحمد ، ولفظي الطبراني ، وأبعدها عن الصحة : "قبل المشرق" فإني لم أجد له شاهداً ، بخلاف أحد لفظي الطبراني ، فإني قد خرجت له شاهداً في "تخريج السنة" (573) بنحوه ، وأكدت ظني في "الصحيحة" أيضاً (2873) فينظر هناك .

(39/1)


4035 - ( طواف سبع لا لغو فيه يعدل رقبة ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 9/ 36 :
$ضعيف جداً$
أخرجه عبدالرزاق في "المصنف" (5/ 8833) : أخبرنا ابن محرر قال : سمعت عطاء بن أبي رباح يحدث ، عن عائشة :
أنها سألت رسول الله صلي الله عليه وسلم عن رجل حج وأكثر ، أيجعل نفقته في صلة أو عتق ؟ فقال النبي صلي الله عليه وسلم : فذكره .
قلت : وهذا إسناد ضعيف جداً ؛ ابن محرر اسمه عبدالله الجزري القاضي ؛ وهو متروك عما في "التقريب" .
وروى (8824) عن معمر ، عن عطاء بن السائب ، عن عبدالله بن عبيد بن عمير قال : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : فذكره دون قوله :
"لا لغو فيه" .
وكذلك رواه أحمد (2/ 3 و 95) من طريقين آخرين ، عن عطاء ، عن ابن عمير ، عن أبيه ، عن ابن عمر مرفوعاً .
وعطاء ؛ كان اختلط .

(40/1)


4036 - ( إن الله تبارك وتعالى يقول : أنا أعظم عفواً من أن أستر على عبدي ثم أفضحه ، ولا أزال أغفر لعبدي ما استغفرني ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 9/ 36 :
$ضعيف$
رواه العقيلي في "الضعفاء" (42) ، وابن عدي (19 /2) ، والبيهقي في "الزهد" (ق 74-75) عن سويد بن سعيد قال : حدثنا سويد بن عبدالعزيز ، عن نوح بن ذكوان ، عن أخيه أيوب بن ذكوان ، عن الحسن ، عن أنس بن مالك مرفوعاً .
ذكره العقيلي في ترجمة أيوب هذا ، وروى عن البخاري أنه قال :
"منكر الحديث" ، قال العقيلي :
"ولا يتابع عليه ، وقد روي من غير هذا الوجه بغير هذا اللفظ ، بإسناد لين" .
وقال ابن عدي :
"وعامة ما يرويه لا يتابع عليه" .
قلت : ومن دونه ضعفاء ، ثلاثتهم .
وأما اللفظ الآخر الذي أشار إليه العقيلي ، فلعله يعني حديث علي مرفوعاً بلفظ :
"من أذنب في الدنيا ذنباً فعوقب به ؛ فالله أعدل من أن يثني عقوبته على عبده ، ومن أذنب ذنباً في الدنيا فستر الله عليه وعفا عنه ؛ فالله أكرم من أن يعود في شيء قد عفا عنه" .
أخرجه أحمد (1/ 99 و 159) عن طريق يونس بن أبي إسحاق ، عن أبي إسحاق ، عن أبي جحيفة عن علي مرفوعاً .
قلت : ورجاله ثقات رجال مسلم ؛ إلا أن أبا إسحاق - وهو السبيعي - ؛ مدلس مختلط .

(41/1)


4037 - ( قال الله عز وجل : إني أنا الله لا إله إلا أنا ، فاعبدوني ، من جاءني منكم بشهادة أن لا إله إلا الله بالإخلاص دخل في حصني ، ومن دخل في حصني أمن من عذابي ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 9/ 37 :
$ضعيف$
أخرجه أبو نعيم في "الحلية" (3/ 191-192) عن أبي علي أحمد بن علي الأنصاري النيسابوري : حدثنا أبو الصلت عبدالسلام بن صالح الهروي : حدثنا علي بن موسى الرضا : حدثني أبي موسى بن جعفر : حدثني أبي جعفر بن محمد : حدثني أبي محمد بن علي : حدثني أبي علي بن الحسين بن علي : حدثني أبي علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنهم : حدثنا رسول الله صلي الله عليه وسلم ، عن جبريل عليه السلام قال : فذكره . وقال :
"هذا حديث ثابت مشهور بهذا الإسناد من رواية الطاهرين عن آبائهم الطيبين ، وكان بعض سلفنا من المحدثين إذا روى هذا الإسناد قال : لو قرىء هذا الإسناد على مجنون لأفاق" !
كذا قال ، وأبو الصلت ليس من أهل البيت الطاهر ، وإنما كان يتشيع ، قال الحافظ :
"صدوق ، له مناكير ، وأفرط العقيلي فقال : كذاب" .
والراوي عنه أحمد بن علي الأنصاري ؛ قال الذهبي :
"واه ، قال الحاكم : "طير طرأ علينا" ، يوهنه الحاكم بهذا القول" .
ولذلك جزم الحافظ العراقي بأن إسناده ضعيف ؛ كما نقله المناوي عنه وأقره ، وقال العراقي :
"وقول الديلمي : "حديث ثابت" مردود" .
وكأنه لم يقف على أنه من قول أبي نعيم قبل الديلمي .
وأخرجه القضاعي (ق 117/ 2) من طريق أحمد بن علي قال : أخبرنا أبي قال : أخبرنا علي بن موسى الرضا به .
قلت : وهذه متابعة لا تساوي فلساً ، قال الذهبي :
"أحمد بن علي بن صدقة عن أبيه عن علي بن موسى الرضا ؛ تلك نسخة مكذوبة ، وروى عن القعنبي ، اتهمه الدارقطني ، متروك الحديث" .

(42/1)


4038 - ( إن الله تعالى قال : يا عيسى ! إني باعث من بعدك أمة ؛ إن أصابهم ما يحبون حمدوا الله وشكروا ، وإن أصابهم ما يكرهون احتسبوا وصبروا ، ولا حلم ولا علم ، قال : يا رب ! كيف هذا لهم ، ولا حلم ولا علم ؟ قال : أعطيهم من حلمي وعلمي ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 9/ 39 :
$ضعيف$
أخرجه البخاري في "التاريخ" (4/ 2/ 355-356) ، والحاكم (1/ 348) ، وأحمد (6/ 450) ، وابن أبي الدنيا في "الصبر" (ق 47/ 1) ، والخرائطي في "فضيلة الشكر" (ق 129/ 1) والبزار (3/ 320/ 2845-الكشف) ، وابن عساكر في "التاريخ" (14/ 127/ 1) من طرق عن معاوية بن صالح ، عن أبي حلبس يزيد بن ميسرة قال : سمعت أم الدرداء تقول : سمعت أبا الدرداء يقول : سمعت أبا القاسم صلي الله عليه وسلم - ما سمعته يكنيه قبلها ولا بعدها - يقول : فذكره . وقال الحاكم :
"صحيح على شرط البخاري" ! ووافقه الذهبي !
وأقول : كلا ؛ فإن ابن صالح ؛ لم يرو له البخاري في "الصحيح" ، وإنما في "جزء القراءة" .
ويزيد بن ميسرة ؛ لم يخرج له أصلاً لا هو ولا غيره من "الستة" ، ثم إنه مجهول الحال ، فإنه لم يرو عنه غير معاوية هذا وصفوان بن عمرو كما في "تاريخ البخاري" ، ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً ، وكذلك صنع ابن أبي حاتم (4/ 2/ 288) . وأما ابن حبان فذكره في "الثقات" !
قلت : فهو العلة ؛ لأن معاوية بن صالح قد تابعه الحسن بن سوار عند أحمد والبزار ، وهو صدوق كما في "التقريب" .
وأما قول الهيثمي في "المجمع" (10/ 67) :
"رواه أحمد والبزار والطبراني في "الكبير" و "الأوسط" . ورجال أحمد رجال الصحيح غير الحسن بن سوار ، وأبي حلبس يزيد بن ميسرة ، وهما ثقتان" .
كذا قال ، وتلك عادته في الاعتماد على توثيق ابن حبان . واغتر به الشيخ الدويش في كتابه (20/ 19) !
ومن غرائبه أنه ذكر ذلك بعد أن نقل ما جاء في كتابي "ضعيف الجامع الصغير" تحت الحديث ما نصه :
"موضوع ؛ الأحاديث الضعيفة 4038" .
ثم نقل عن تخريجي لـ "المشكاة" قولي :
"رجاله ثقات ؛ إلا أن عبدالله بن صالح فيه ضعف" .
ووجه الغرابة أنه كان ينبغي عليه أن ينقد الحكم بالوضع الذي نقله عن "الجامع" . فهذا مما يدل على سطحيته في النقد ! فاغتنمتها فرصة لأنبه أن الحكم المذكور خطأ مطبعي ، والصواب : "ضعيف" ؛ لأنه المذكور هنا .

(43/1)


4039 - ( انظروا إلى هذا المحرم وما يصنع ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 9/ 40 :
$ضعيف$
أخرجه أبو داود (1818) ، وابن ماجه (2933) ، وأحمد (6/ 344) ، وابن خزيمة (2679) ، والبيهقي (5/ 67) ، من طريق ابن إسحاق ، عن يحيى بن عباد بن عبدالله بن الزبير ، عن أبيه ، عن أسماء بنت أبي بكر قالت :
خرجنا مع رسول الله صلي الله عليه وسلم حجاجاً ، حتى إذا كنا بالعرج نزل رسول الله صلي الله عليه وسلم ، فجلست عائشة إلى جنب رسول الله صلي الله عليه وسلم ، وجلست إلى جنب أبي ، وكانت زمالة رسول الله صلي الله عليه وسلم وزمالة أبي بكر واحدة مع غلام أبي بكر ، فجلس أبو بكر ينتظره أن يطلع عليه ، فطلع ، وليس معه بعيره ، فقال : أين بعيرك ؟ قال : قد أضللته البارحة ، فقال أبو بكر : بعير واحد تضله ، فطفق يضربه ورسول الله يتبسم ويقول : فذكره .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ لعنعنة ابن إسحاق ؛ فإنه مدلس .

(44/1)


4040 - ( من لا يدعو الله يغضب عليه ، وإن الله ليغضب على من يفعله ، ولا يفعل ذلك أحد غيره . يعني في الدعاء ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 9/ 41 :
$ضعيف$
أخرجه الحاكم (1/ 491) من طريق محمد بن محمد بن حبان الأنصاري : حدثنا محمد بن الصباح الجرجرائي : حدثنا مروان بن معاوية الفزاري : حدثنا أبو المليح ، عن أبي صالح ، عن أبي هريرة مرفوعاً .
وأخرج الترمذي (2/ 342) ، وأحمد (2/ 442 و 477) من هذا الوجه طرفه الأول منه ، وقال الترمذي :
"لا نعرفه إلا من هذا الوجه" . وقال الحاكم :
"صحيح الإسناد ، فإن أبا صالح الخوزي وأبا المليح الفارسي لم يذكرا بالجرح ، إنما هما في عداد المجهولين لقلة الحديث" .
قلت : وهذا نص من الحاكم رحمه الله تعالى ؛ أن مذهبه في تصحيح الأحاديث المروية عن المجهولين كمذهب ابن حبان في ذلك تماماً ، وإلا ؛ فكيف يجتمع التصحيح لذاته مع جهالة بعض رواته ؟!
ثم إن أبا المليح الفارسي ليس مجهولاً كما توهم الحاكم ، فقد وثقه ابن معين وروى عنه جمع من الثقات .
بخلاف أبي صالح الخوزي ، فهو كما قال الحاكم : مجهول ، لم يذكروا له راوياً غير أبي المليح هذا . ومن الغريب أنهم لم ينقلوا قول الحاكم هذا في ترجمته ، وكل ما جاء في "التهذيب" فيه :
"قال ابن معين : ضعيف . وقال أبو زرعة : لا بأس به" . وقال الحافظ الذهبي في ترجمته من "الميزان" :
"ضعف ابن معين حديثه هذا" . وقال الحافظ ابن حجر في "التقريب" :
"لين الحديث" .
والحديث أورده السيوطي في "الجامع الصغير" من رواية العسكري في "المواعظ" عن أبي هريرة مرفوعاً بلفظ :
"قال الله : من لا يدعوني أغضب عليه" .
وغالب الظن أنه من هذا الوجه الضعيف . فليراجع ، ولم يورده في "الجامع الكبير" ، عكس عمله في حديث الترجمة ؛ فإنه أورده فيه ، ولم يورده في "الصغير" ولا في الزيادة عليه !!
ثم إن ابن حبان الأنصاري لم أعرفه ، فأخشى أن يكون أدرج هو أو شيخه في الحديث قوله :
"وإن الله ليغضب ..." إلخ .
فقد رواه جمع من الثقات عن أبي المليح به دون هذه الزيادة ، وبدونها أخرجته في "الصحيحة" برقم (2654) ، وذكرت له طريقاً أخرى وشاهداً قوياه ؛ فراجعه .
وقد قال البيهقي في "شعب الإيمان" (1/ 35) عقبه :
"سمعت الأستاذ أبا القاسم بن حبيب المفسر يقول : وأخذه الشاعر :
والله يغضب إن تركت سؤاله وبني آدم حين يسأل يغضب" .

(45/1)


4041 - ( قال الله تعالى : يا ابن آدم ! إنك إذا ما ذكرتني شكرتني ، وإذا نسيتني كفرتني ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 9/ 43 :
$ضعيف جداً$
أخرجه أبو نعيم في "الحلية" (4/ 337-338) عن محمد ابن يونس الكديمي : حدثنا معلى بن الفضل قال : حدثنا سلمى بن عبدالله بن كعب قال : حدثني الشعبي ، عن أبي هريرة مرفوعاً . وقال :
"غريب من حديث الشعبي ، تفرد به عنه سلمى ، وهو أبو بكر الهذلي" .
قلت : وهو متروك الحديث ، ومن طريقه أخرجه الطبراني أيضاً في "الأوسط" ؛ كما في "المجمع" (10/ 79) .
ومعلى بن الفضل ؛ قال ابن عدي :
"في بعض ما يرويه نكرة" . وقال ابن حبان في "الثقات" :
"يعتبر بحديثه من غير رواية الكديمي عنه" .
قلت : وهذا من رواية الكديمي عنه كما ترى ، والكديمي كذاب ، لكن لعله في "أوسط الطبراني" من غير طريقه ، وإلا لكان الأحرى بالهيثمي أن يعل الحديث به ، أو على الأقل أن يعله به مع الهذلي فإنه أسوأ حالاً منه . والله أعلم .

(46/1)


4042 - ( [قال الله تعالى :] يا ابن آدم ! اثنتان لم تكن لك واحدة منهما : جعلت لك نصيباً من مالك حين أخذت بكظمك لأطهرك به وأزكيك ، وصلاة عبادي عليك بعد انقضاء أجلك ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 9/ 43 :
$ضعيف$
أخرجه ابن ماجه (2/ 158) ، وعبد بن حميد في "مسنده" ، والدارقطني من طرق عن عبيدالله بن موسى : أنبأنا مبارك بن حسان ، عن نافع ، عن ابن عمر قال : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : "يا ابن آدم ..." .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ، ابن حسان لين الحديث كما قال الحافظ في "التقريب" ، وقال البوصيري في "زوائد ابن ماجه" (ق 168/ 2) :
"في إسناده مقال ..." . ثم نقل أقوال الأئمة في ابن حسان ؛ وهي متفقة على تضعيفه ، إلا ابن معين فإنه وثقه .
قلت : فهذا التوثيق في جانب ، وقول الأزدي : "متروك يرمى بالكذب" في جانب آخر . والصواب أنه لين كما قال الحافظ ، وروايته لهذا الحديث مما يشهد لذلك ، فإنه صريح بأنه حديث قدسي من كلام الله تعالى ، وهو جعله من قول النبي صلي الله عليه وسلم ! ولذلك زدت فيه ما بين المعكوفتين تصحيحاً للمعنى ، وليس للمبنى .

(47/1)


4043 - ( قال داود النبي عليه السلام : إدخالك يدك في فم التنين إلى أن تبلغ المرفق فيقضمها ؛ خير لك من أن تسأل من لم يكن له شيء ثم كان ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 9/ 44 :
$ضعيف$
أخرجه أبو نعيم في "الحلية" (4/ 81) : حدثنا عبدالله بن محمد ابن الحجاج الشروطي : حدثنا محمد بن جعفر بن سعيد : حدثنا عبدالله بن أحمد ابن كليب الرازي : حدثنا حسين بن علي النيسابوري : حدثنا إسماعيل بن عبدالكريم ، عن عمه عبدالصمد بن معقل ، عن وهب بن منبه ، عن أخيه همام بن منبه ، عن أبي هريرة مرفوعاً . وقال :
"غريب من حديث وهب بن منبه ، لم نكتبه إلا من حديث الحسين بن علي عن إسماعيل" .
قلت : إسماعيل بن عبدالكريم صدوق ، لكن من دونه لم أعرفهم ، وحسين ابن علي النيسابوري ليس هو أبا علي الحافظ المتوفى سنة (349) ، فإن هذا أعلى طبقة منه .

(48/1)


4044 - ( قال داود عليه السلام : يا زارع السيئات ! أنت تحصد شوكها وحسكها ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 9/ 45 :
$ضعيف$
رواه أبو محمد المخلدي في "المجلس الأول من الثلاث مجالس من الأمالي" (2/ 1) أخبرنا عبدالله بن محمد بن مسلم الإسفرائيني : حدثنا سليمان ابن عبدالحميد البهراني قال : حدثنا أبو إبراهيم نصر بن خزيمة الحضرمي ، عن نصر ابن علقمة ، عن أخيه ، عن ابن عائذ ، عن غضيف بن الحارث ، عن أبي الدرداء مرفوعاً .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ نصر بن خزيمة الحضرمي مجهول ؛ قال ابن أبي حاتم (4/ 1/ 473) :
"روى عنه أبو أيوب البهراني سليمان بن عبدالحميد الحمصي" .
ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً .
ومن فوقه موثقون .

(49/1)


4045 - ( قال لي جبريل : إنه قد حببت إليك الصلاة ، فخذ منها ما شئت ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 9/ 45 :
$ضعيف$
أخرجه أحمد (1/ 245،255،296) ، والطبراني في "المعجم الكبير" (3/ 182/ 1) من طريق علي بن زيد ، عن يوسف بن مهران ، عن ابن عباس مرفوعاً .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ علي بن زيد - هو ابن جدعان - ؛ ضعيف .

(50/1)


4046 - ( قال لي جبريل عليه السلام : قلبت الأرض مشارقها ومغاربها فلم أجد رجلاً أفضل من محمد ، وقبلت الأرض مشارقها ومغاربها فلم أجد بني أب أفضل من بني هاشم ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 9/ 46 :
$موضوع$
أخرجه الدولابي في "الذرية الطاهرة" (ق 40/ 1) ، وأبو نعيم في "حديث الكديمي" (ق 26/ 2) ، والبيهقي في "دلائل النبوة" (1/ 137) عن موسى بن عبيدة قال : حدثنا عمرو بن عبدالله بن نوفل ، عن الزهري ، عن أبي سلمة ، عن عائشة مرفوعاً .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ، علته موسى بن عبيدة ، أورده الذهبي في "الضعفاء والمتروكين" وقال :
"ضعفوه ، وقال أحمد : لا تحل الرواية عنه" .
وجزم الحافظ بضعفه في "التقريب" .
والحديث عزاه السيوطي في "الجامع" : للحاكم في "الكنى" وابن عساكر عن عائشة ، وعزاه في "الحاوي" (2/ 416) : لـ "أوسط الطبراني" والبيهقي ، ولم أره في "مجمع الزوائد" . ثم نقل السيوطي : أن الحافظ ابن حجر قال في "أماليه" :
"لوائح الصحة ظاهرة في صفحات هذا المتن" .
قلت : كلا والله ، بل إن لوائح الصنع والوضع عليه ظاهرة ، فإن التقليب المذكور فيه ليس له أصل في أي حديث ثابت ، وثبوت أفضلية محمد صلي الله عليه وسلم على البشر ، واصطفاء الله إياه من بني هاشم ، واصطفاء بني هاشم من قريش - كما في حديث مسلم المخرج في "الصحيحة" (302) - لا يلزم منه ثبوت التقليب المذكور ؛ إذ لا تلازم بين ثبوت الجزء وثبوت الكل كما هو ظاهر .

(51/1)


4047 - ( قال لي جبريل : لبيك الإسلام على موت عمر ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 9/ 47 :
$موضوع$
رواه الطبراني في "الكبير" (1/ 4/ 1) ، وعنه أبو نعيم في "الحلية" (2/ 175) : حدثنا أحمد بن داود المكي : أخبرنا حبيب كاتب مالك : أخبرنا ابن أخي الزهري ، عن الزهري ، عن سعيد بن المسيب ، عن أبي بن كعب مرفوعاً .
قلت : وهذا موضوع ؛ آفته حبيب هذا ، وهو ابن أبي حبيب المصري كاتب مالك ؛ قال الحافظ :
"متروك ، كذبه أبو داود وجماعة" .

(52/1)


4048 - ( إن لله في كل يوم ثلاث مئة وستين نظرة ؛ لا ينظر فيها إلى صاحب الشاه . يعني : الشطرنج ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 9/ 47 :
$موضوع$
أخرجه ابن حبان في "الضعفاء والمجروحين" في ترجمة محمد بن الحجاج المصفر ، عن خذام بن يحيى ، عن مكحول ، عن واثلة بن الأسقع مرفوعاً . وقال فيه :
"منكر الحديث جداً ، يروي عن شعبة أشياء كأنه شعبة آخر ، لا تحل الرواية عنه" .
وتركه أحمد وغيره ، كما تقدم بيانه في حديث آخر له موضوع برقم (3894) .
والحديث أورده ابن الجوزي في "العلل المتناهية" (2/ 297/ 1304) من طريق ابن حبان وقال :
"لا أصل له" .
ثم ذكر بعض كلام ابن حبان المذكور آنفاً ، وكلمات من أشرنا إليهم مع الإمام أحمد .
ثم إن شيخ المصفر : خذام بن يحيى ؛ لم أجد له ذكراً في شيء من كتب الرجال التي عندي ، ولم يذكره ابن ماكولا في "الإكمال" ، ولا ابن حبان في "الثقات" ، فتعصيب الجناية بالراوي عنه فيه نظر . والله أعلم .
ثم رأيت المعلق على "العلل" قد قال :
"قال الدارقطني في هامش "المجروحين" : لا أعرف خذام هذا" .

(53/1)


4049 - ( قال موسى عليه السلام لربه عز وجل : ما جزاء من عزى الثكلى ؟ قال : أجعله في ظلي يوم لا ظل إلا ظلي ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 9/ 48 :
$ضعيف$
أخرجه ابن السني في "عمل اليوم والليلة" (580) عن أبي عبدالرحيم : حدثني أبو محمد ، عن يحيى بن الجزار ، عن أبي رجاء العطاردي ، عن أبي بكر الصديق وعمران بن حصين رضي الله عنهما مرفوعاً .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ، رجاله ثقات غير أبي محمد فإني لم أعرفه ، ويخطر في البال أنه لعله محرف من "أبي يحمد" بضم التحتانية وسكون المهملة وكسر الميم ، وهي كنية بقية بن الوليد المدلس المشهور ، فإنه من هذه الطبقة . والله أعلم .

(54/1)


4050 - ( قبلة المسلم أخاه : المصافحة ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 9/ 48 :
$ضعيف جداً$
رواه ابن شاهين في "الترغيب" (311/ 1) عن عمرو بن عبدالجبار ، عن عبيدة بن حسان ، عن قتادة ، عن أنس ، أن النبي صلي الله عليه وسلم قال : فذكره . قيل : يا رسول الله ! إن المشركين إذا التقوا قبل بعضهم بعضاً ؟ قال : فذكره أيضاً .
وأخرجه ابن عدي (ق 273/ 2) مختصراً وقال :
"حديث غير محفوظ" ذكره في ترجمة عمرو بن عبدالجبار وقال :
"روى عن عمه عبيدة بن حسان مناكير" .
قلت : عمه شر منه ؛ فقد قال أبو حاتم :
"منكر الحديث" . وقال ابن حبان :
"يروي الموضوعات عن الثقات" . وقال الداقطني :
"ضعيف" .

(55/1)


4051 - ( يا حميراء ! أما شعرت أن الأنين اسم من أسماء الله عز وجل ، يستريح به المريض ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 9/ 49 :
$ضعيف$
أخرجه الديلمي (4/ 307) من طريق الطبراني : حدثنا مسعود بن محمد الرملي : حدثنا أيوب بن رشيد : حدثنا أبي ، عن نوفل بن الفرات ، عن القاسم ، عن عائشة قالت :
دخل علي رسول الله صلي الله عليه وسلم وفي البيت مريض يئن ، فمنعته عائشة ، فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم : فذكره .
قلت : وهذا إسناد مظلم ؛ من بين القاسم والطبراني ؛ لم أعرفهم .
والحديث أورده السيوطي من رواية الرافعي عن عائشة بلفظ :
"دعوه يئن ، فإن الأنين اسم من أسماء الله تعالى ؛ يستريح إليه العليل" .
ولم يتكلم المناوي على إسناده بشيء ، وقد أخرجه في "تاريخ قزوين" (4/ 72) من طريق ليث بن أبي سليم ، عن بهية ، عن عائشة .
وليث ؛ ضعيف ؛ لاختلاطه . وبهية ؛ لا تعرف .

(56/1)


4052 - ( قد قال الناس : ربنا الله ، ثم كفر أكثرهم ، فمن مات منهم عليها فهو ممن استقام ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 9/ 50 :
$ضعيف$
أخرجه الترمذي (3247) عن سهيل بن أبي حزم القطعي : حدثنا ثابت البناني ، عن أنس بن مالك :
أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قرأ : (إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا) قال : فذكره . وقال مضعفاً له :
"حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه" .
قلت : وعلته سهيل هذا ؛ قال الحافظ :
"ضعيف" .
ومن طريقه رواه أبو يعلى أيضاً ، والنسائي في "تفسيره" ، والبزار وابن جرير ؛ كما في "تفسير ابن كثير" (4/ 98) ، ولم يعزه للترمذي !

(57/1)


4053 - ( قراءتك القرآن نظراً تضعف لك على قراءتك ظاهراً ؛ كفضل المكتوبة على النافلة ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 9/ 50 :
$ضعيف$
أخرجه المحاملي في "المجلس الخمسون" عن محمد بن سعيد الطائفي ، عن عثمان بن عبدالله بن أوس ، عن عمرو بن أوس مرفوعاً .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ، رجاله موثقون ، إلا أن عمرو بن أوس - وهو الثقفي الطائفي - قال الحافظ :
"تابعي كبير ، وهم من ذكره في (الصحابة)" .
قلت : فالحديث مرسل ، وذهل عن ذلك السيوطي فقال :
"رواه ابن مردويه عن عمرو بن أوس" .
قلت : فلم يقيده بكونه مرسلاً كما هي عادته في مثله ، ولعله لم يعرفه ، فقد قال المناوي عقبه :
"عمرو بن أوس في الصحابة ثقفي ، وأنصاري ، وقرشي ، فلو ميزه لكان أولى" .
قلت : وقد عرفت أنه الثقفي ، وأنه ليس بصحابي ، فتنبه .

(58/1)


4054 - ( قرض الشيء خير من صدقته ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 9/ 51 :
$ضعيف$
أخرجه البيهقي (5/ 354) عن أحمد بن عبيد الصفار : حدثنا تمتام : حدثنا عبيدالله بن عائشة : حدثنا حماد بن سلمة ، عن ثابت ، عن أنس رفعه ، وقال :
"قال الإمام أحمد : وجدته في "المسند" مرفوعاً فهبته ، فقلت : رفعه" .
قلت : ورجاله ثقات كلهم ، إلا أن الدارقطني قد تكلم في تمتام - واسمه محمد ابن غالب البصري التمار - بكلام يسير ، فقال :
"ثقة مأمون إلا أنه يخطىء" .
ومثل هذا الكلام لا يسقط به حديث الرجل ، لولا أنه انضم إليه أمران آخران :
الأول : قول ابن المنادي فيه :
"كتب الناس عنه ، ثم رغب أكثرهم عنه لخصال شنيعة في الحديث وغيره" .
والآخر : إشارة الإمام أحمد بن عبيد الصفار إلى خوفه من أن يكون رفع الحديث خطأ ، ولذلك لم يصرح برفعه إلى النبي صلي الله عليه وسلم بقوله : "قال رسول الله صلي الله عليه وسلم" كما وجده في "مسنده" ، بل عدل عنه إلى قوله : "رفعه" كما تقدم ، فيخشى أن يكون تمتام قد وهم في رفعه ، فلم يطمئن القلب لصحته مرفوعاً ، لا سيما وهو مخالف لحديث ابن مسعود مرفوعاً بلفظ :
"من أقرض شيئاً مرتين كان له مثل أجر أحدهما لو تصدق به" .
أخرجه ابن حبان (1155) ، والبيهقي من طريق فضيل بن ميسرة ، عن أبي حريز : أن إبراهيم حدثه ، عن الأسود بن يزيد ، عن ابن مسعود به . وقال البيهقي :
"تفرد به عبدالله بن الحسين أبو حريز قاضي سجستان ، وليس بالقوي" .
قلت : لكن له طريق أخرى عند البيهقي ، عن سليمان بن يسير ، عن قيس ابن رومي ، عن سليمان بن أذنان ، عن علقمة ، عن عبدالله به . وقال :
"كذا رواه سليمان بن يسير النخعي أبو الصباح الكوفي قال البخاري : ليس بالقوي" .
قلت : لكنه لم يتفرد به ؛ كما تقدم بيانه برقم (1553-الصحيحة) .

(59/1)


4055 - ( قسمت النار سبعين جزءاً ، فللآمر تسع وستون ، وللقاتل جزء ، وحسبه ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 9/ 52 :
$ضعيف$
أخرجه أحمد (5/ 362) ، والبيهقي في "الشعب" (2/ 118/ 1) عن محمد بن إسحاق ، عن يزيد بن أبي حبيب ، عن مرثد بن عبدالله ، عن رجل من أصحاب النبي صلي الله عليه وسلم قال :
سئل رسول الله صلي الله عليه وسلم عن القاتل والآمر ؟ قال : فذكره .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ لعنعنة ابن إسحاق ؛ فإنه مدلس ، وبه أعله المناوي نقلاً عن الهيثمي . ونص كلامه في "المجمع" (7/ 299) :
"رواه أحمد ، ورجاله رجال الصحيح غير محمد بن إسحاق ، وهو ثقة ، ولكنه مدلس" .
قلت : ومن طريقه أخرجه ابن أبي شيبة أيضاً في "مسنده" (2/ 72/ 1) .

(60/1)


4056 - ( قصوا الشارب مع الشفاه ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 9/ 53 :
$ضعيف جداً$
رواه الطبراني بسند الحديث السابق (برقم 756) : "الأمر المفظع ..." وهو ضعيف جداً ؛ كما بينته هناك .
لكن القص هو السنة لا الحلق ، فقد روى الطحاوي وغيره عن المغيرة بن شعبة :
"أن رجلاً أتى النبي صلي الله عليه وسلم طويل الشارب ، فدعا النبي صلي الله عليه وسلم بسواك ، ثم دعا بشفرة ، فقص شارب الرجل على سواك" .
وأخرجه أبو داود وغيره مختصراً بسند صحيح ، وهو في "صحيح أبي داود" برقم (182) .
وعليه جرى عمل جمع من الصحابة ، فقد روى الطبراني (1/ 329/ 2) : حدثنا أحمد بن عبدالوهاب بن نجدة الحوطي : حدثنا أبي : حدثنا إسماعيل بن عياش عن شرحبيل بن مسلم قال : رأيت خمسة من أصحاب رسول الله صلي الله عليه وسلم يقمون شواربهم ، ويعفون لحاهم ويصفرونها : أبو أمامة الباهلي ، وعبدالله بن بسر المازني ، وعتبة بن عبد السلمي ، والحجاج بن عامر الثمالي ، والمقدام بن معدي كرب ؛ كانوا يقمون مع طرف الشفة .
وهذا سند حسن . وقال الهيثمي (5/ 167) :
"إسناده جيد" .
وأما ما رواه الطحاوي في "شرح المعاني" (2/ 334) عن إسماعيل بن عياش قال : حدثني إسماعيل بن أبي خالد قال :
"رأيت أنس بن مالك وواثلة بن الأسقع يحفيان شواربهما ، ويعفيان لحاهما ويصفرانها" .
قال إسماعيل : وحدثني عثمان بن عبيدالله بن (أبي) رافع المدني قال :
رأيت عبدالله بن عمر وأبا هريرة وأبا سعيد الخدري وأبا أسيد الساعدي ورافع ابن خديج وجابر بن عبدالله وأنس بن مالك وسلمة بن الأكوع يفعلون ذلك .
ومن طريق عبدالعزيز بن محمد ، عن عثمان بن عبيدالله بن أبي رافع قال :
رأيت أبا سعيد الخدري وأبا سيد ورافع بن خديج وسهل بن سعد وعبدالله ابن عمر وجابر بن عبدالله وأبا هريرة يحفون شواربهم .
فهذا كله لا يصح إسناده ؛ لأن عثمان بن عبيدالله بن أبي رافع مجهول الحال ، أورده ابن أبي حاتم (3/ 1/ 156) من رواية ابن أبي ذئب فقط (!) عنه ، ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً ، وقد روى عنه إسماعيل بن عياش وعبدالعزيز بن محمد الدراوردي عند الطحاوي كما رأيت ، ولم يطلع على هذا كله الحافظ الهيثمي ؛ فقال بعد أن ذكر الرواية الوسطى :
"رواه الطبراني ، وعثمان هذا لم أعرفه" .
قلت : والطريق الأولى خالية منه ، لكن فيها إسماعيل بن عياش ، وهو ضعيف في روايته عن غير الشاميين ، وهذه عن غيرهم .
نعم ؛ قد صح عن ابن عمر : أنه كان يحفي شاربه .
أخرجه الطحاوي من طرق عنه بعضها صحيح ، زاد في بعضها :
"حتى يرى بياض الجلد" .

(61/1)


4057 - ( قصوا الشارب وأعفوا اللحى ، ولا تمشوا في الأسواق إلا وعليكم الأزر ؛ إنه ليس منا من عمل سنة غيرنا ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 9/ 55 :
$ضعيف$
رواه الطبرانيفي "الأوسط" (1/ 139/ 2) : حدثنا هيثم بن خلف : أخبرنا بن حماد الوراق : حدثنا أبو يحيى الحماني ، عن يوسف بن ميمون ، عن عطاء ، عن ابن عباس مرفوعاً . وقال :
"لم يروه عن عطاء إلا يوسف ولا عنه إلا أبو يحيى ، تفرد به الحسن بن حماد" .
قلت : وهو ثقة ، لكن أبو يحيى الحماني - واسمه عبدالحميد بن عبدالرحمن - قال الحافظ :
"صدوق يخطىء" .
وشيخه يوسف بن ميمون - وهو المخزومي مولاهم الكوفي - ؛ قال الحافظ :
"ضعيف" .
فهو علة الحديث ، وبه أعلة الهيثمي (5/ 169) .
والشطر الأول منه ؛ له شاهد من حديث أبي هريرة مرفوعاً به .
أخرجه أحمد (2/ 229) عن عمر بن أبي سلمة [عن أبيه] عنه .
قلت : وعمر هذا صدوق يخطىء كما في "التقريب" ، فهو ممن يستشهد به ، لا سيما وقد قال فيه أبو حاتم : "صالح الحديث" ، وصحح له الترمذي ، فالحديث بهذا الشطر حسن . والله أعلم .
وله شاهد آخر بلفظ :
"أحفوا الشوارب وأعفوا اللحى" .
أخرجه مسلم ، وأبو عوانة (1/ 188) وغيرهما عن ابن عمر مرفوعاً ، وهو مخرج في "الروض النضير" (1035) .

(62/1)


4058 - ( قطع العروق مسقمة ، والحجامة خير منه ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 9/ 56 :
$موضوع$
رواه ابن عساكر (9/ 26/ 1) عن يعلى ، عن ابن جراد مرفوعاً .
ويعلى هذا هو ابن الأشدق ؛ قال ابن عدي :
"روى عن عمه عبدالله بن جراد ، وزعم أن لعمه صحبة ، فذكر أحاديث كثيرة منكرة وهو وعمه غير معروفين" . وقال البخاري :
"لا يكتب حديثه" . وقال ابن حبان :
"وضعوا له أحاديث فحدث بها ولم يدر . ذكره الذهبي وساق له أحاديث هذا منها" .

(63/1)


4059 - ( قل إذا أصبحت : باسم الله على نفسي وأهلي ومالي ؛ فإنه لا يذهب لك شيء ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 9/ 56 :
$ضعيف$
أخرجه ابن السني في "عمل اليوم والليلة" (59) عن رجل ، عن مجاهد ، عن ابن عباس رضي الله عنهما :
أن رجلاً شكا إلى رسول الله صلي الله عليه وسلم أنه يصيبه الآفات ، فقال له رسول الله صلي الله عليه وسلم : فذكره .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ من أجل الرجل الذي لم يسم .

(64/1)


4060 - ( قل : اللهم إني أسألك نفساً بك مطمئنة ، تؤمن بلقائك ، وترضى بقضائك ، وتقنع بعطائك ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 9/ 56 :
$ضعيف$
رواه ابن عساكر (19/ 211/ 2) عن عبدالرحمن بن عبدالغفار البيروتي : حدثني رواحة بنت عبدالرحمن بن عمرو الأوزاعي : حدثني أبي يقول : سمعت سليمان بن حبيب المحاربي يقول : حدثني أبو أمامة : أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال : فذكره .
قلت : وهذا سند ضعيف ؛ رواحة والذي دونها ؛ لم أعرفهما .
والحديث عزاه في "الجامع" للطبراني في "الكبير" والضياء ، وأعله المناوي بقوله :
"قال الهيثمي : وفيه من لم أعرفهم" .

(65/1)


4061 - ( قل : اللهم ! إني ضعيف ، فقو في رضاك ضعفي ، وخذ إلى الخير بناصيتي ، واجعل الإسلام منتهى رضائي . اللهم ! إني ضعيف فقوني ، وإني ذليل فأعزني ، وإني فقير فارزقني ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 9/ 57 :
$موضوع$
أخرجه الحاكم (1/ 527) عن أبي داود الأودي ، عن بريدة الأسلمي قال : قال لي رسول الله صلي الله عليه وسلم : فذكره . وقال :
"صحيح الإسناد" ! ورده الذهبي بقوله :
"قلت : أبو داود الأعمي ؛ متروك الحديث" .
قلت : كذبه غير واحد ، وقال الذهبي أيضاً في "الضعفاء والمتروكين" :
"يضع ، هالك" .

(66/1)


4062 - ( قل : اللهم ! مغفرتك أوسع من ذنوبي ، ورحمتك أرجى عندي من عملي ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 9/ 57 :
$ضعيف$
أخرجه الحاكم (1/ 543-544) عن عبيدالله بن محمد بن حنين : حدثني عبيدالله بن محمد بن جابر بن عبدالله ، عن أبيه ، عن جده قال :
جاء رجل إلى رسول الله صلي الله عليه وسلم فقال : وا ذنوباه ! فقال هذا القول مرتين أو ثلاثاً ، فقال له رسول الله صلي الله عليه وسلم : فذكره . وقال :
"رواته عن آخرهم مدنيون ، ممن لا يعرف واحد منهم بجرح" .
قلت : ولا بتوثيق ؛ فكان ماذا ؟! اللهم إلا محمد بن جابر بن عبدالله ، فذكره ابن حبان في "الثقات" ، وقال ابن سعد :
"في روايته ضعف ، وليس يحتج به" .

(67/1)


4063 - ( نعم ؛ نبياً رسولاً ، يكلمه الله قبيلاً - يعني : عياناً - فقال : اسكن أنت وزوجك الجنة ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 9/ 58 :
$منكر$
رواه الحافظ أبو بكر بن مردويه من حديث محمد بن عيسى الدامغاني : حدثنا سلمة بن الفضل ، عن ميكائيل ، عن ليث ، عن إبراهيم التيمي ، عن أبيه ، عن أبي ذر قال :
قلت : يا رسول الله ! أرأيت آدم ؛ أنبياً كان ؟ قال : فذكره .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ مسلسل بالضعفاء :
الأول : ليث - وهو ابن أبي سليم - ؛ كان اختلط .
الثاني : ميكائيل - الظاهر أنه ابن أبي الدهماء - ؛ قال الذهبي :
"وعنه بكير بن معروف بخبر منكر ، وفيه جهالة" .
وذكره ابن حبان في "الثقات" !
الثالث : سلمة بن الفضل - وهو الأبرش - ؛ قال الحافظ :
"صدوق كثير الخطأ" .
والدامغاني ؛ قال أبو حاتم :
"يكتب حديثه" . وقال الحافظ :
"مقبول" . يعني عند المتابعة ، وإلا فلين الحديث .
وله طريق أخرى ؛ يرويه إبراهيم بن هشام بن يحيى الغساني : حدثنا أبي ، عن جدي ، عن أبي إدريس الخولاني ، عن أبي ذر به في حديثه الطويل .
أخرجه ابن حبان (94) .
وإبراهيم هذا ؛ متهم ، أورده الذهبي في "الضعفاء" وقال :
"قال أبو حاتم وغيره : ليس بثقة . ونقل ابن الجوزي : قال أبو زرعة : كذاب" :
والطريق الأولى ؛ نقلتها من أول "تفسير ابن كثير" ، وقد سكت عليه ، فأشكل على بعض الطلبة لقوله فيه : "قبيلاً يعني : عياناً" ، ومن الثابت أن الله تعالى لا يرى في الدنيا ، حتى ولا من نبينا محمد صلي الله عليه وسلم على الراجح من قولي العلماء ، فاقتضى الحال بيان حقيقة هذا الإسناد .
ثم رأيت الحديث في "الكامل" لابن عدي (ق 171/ 2) ، وعنه ابن عساكر في "التاريخ" (2/ 325/ 2) من طريق الدامغاني به .
نعم ؛ قد صح الحديث من رواية أبي أمامة دون قوله : "قبيلاً" ؛ فقال أبو سلام الحبشي : سمعت أبا أمامة الباهلي يقول :
أتى رجل رسول الله صلي الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله ! أنبياً كان آدم ؟
فقال : "نعم ، مكلم" .
أخرجه ابن منده في "التوحيد" (ق 104/ 2) ، وعنه ابن عساكر ، والحاكم (2/ 262) . وقال هو وابن منده :
"صحيح على شرط مسلم" ،ووافقه الذهبي ، وهو كما قالوا ، وزاد ابن منده :
"وروي من حديث القاسم أبي عبدالرحمن وغيره عن أبي أمامة عن أبي ذر بأسانيد فيها مقال" .

(68/1)


4064 - ( قلب ابن آدم مثل العصفور ، يتقلب في اليوم سبع مرات ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 9/ 60 :
$ضعيف$
أخرجه أبو نعيم في "الحلية" (5/ 216) عن بقية بن الوليد قال : أخبرني بحير بن سعد ، عن خالد بن معدان ، عن أبي عبيدة مرفوعاً ، وقال :
"وخالد لم يلق أبا عبيدة" .
قلت : وهو ابن الجراح ؛ أحد العشرة المبشرين بالجنة ، فالسند ضعيف لانقطاعه ، ورجاله ثقات .

(69/1)


4065 - ( قلب المؤمن حلو ، يحب الحلاوة ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 9/ 60 :
$موضوع$
أخرجه الخطيب في "التاريخ" (3/ 113) من طريق محمد بن العباس بن سهيل البزار : حدثنا أبو هشام الرفاعي : حدثنا أبو أسامة ، عن بريد ، عن أبي بردة ، عن أبي موسى رفعه .
أورده في ترجمة البزار هذا ، وقال :
"وكان غير ثقة" . ثم قال عقب الحديث :
"رجاله كلهم ثقات غير ابن سهيل ، وهو الذي وضعه وركبه على هذا الإسناد" .
وأقره الذهبي في "الميزان" ، والحافظ في "اللسان" ، ومن قبلهما ابن الجوزي ؛ فأورده في "الموضوعات" .
وتعقبه السيوطي في "اللآلي" (2/ 238) بقوله :
"قلت : له طريق آخر ، قال البيهقي في "الشعب" : أنبأنا أبة عبدالله الحافظ في "التاريخ" : أنبأنا أبو جعفر محمد بن أحمد بن سعيد : حدثنا أبو يحيى زكريا بن الحارث البزار : حدثنا الحسن بن الجراح الأزدي : حدثنا سهل بن أبي سهل : حدثنا عن محمد بن زياد الألهاني ، عن أبي أمامة مرفوعاً . قال البيهقي : متن الحديث منكر ، وفي إسناده من هو مجهول" .
قلت : سهل بن أبي سهل ، من هؤلاء المجهولين المترجمين في "الميزان" و "اللسان" . ومن دونه لم أجد من ترجمهم إلا شيخ الحاكم محمد بن أحمد بن سعيد ، فهو في "الميزان" أيضاً قال :
"لا أعرفه ، لكن أتى بخبر باطل" .
ثم ساق له حديثاً آخر موقوفاً .
وذكر الحافظ في "اللسان" أن الدارقطني ضعفه ، فهو آفة هذا الإسناد ؛ إن سلم ممن فوقه من المجاهيل .
والحديث أورده السيوطي في "ذيل الأحاديث الموضوعة" (ص 140) من حديث علي أيضاً .
ثم رأيت الحديث عند البيهقي في "شعب الإيمان" (2/ 197/ 1) ، فعرفت أن في السند سقطاً بين سهل ومحمدج بن زياد وهو قوله : "بقية" ؛ فهذه علة أخرى وهي عنعنة بقية فإنه مدلس . ووقع فيه "ابن السراج" مكان "ابن الجراح" ؛ ولم أعرفه أيضاً . والله أعلم .

(70/1)


4066 - ( قم فصل ؛ فإن في الصلاة شفاء ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 9/ 62 :
$ضعيف$
أخرجه ابن ماجه (2/ 344-345) ، وأحمد (2/ 390،403) عن ذواد بن علبة ، عن ليث ، عن مجاهد ، عن أبي هريرة قال :
ما هجرت إلا وجدت النبي صلي الله عليه وسلم يصلي ، قال : فصلى ، ثم قال : أشكنب درد (يعني : تشتكي بطنك بالفارسية) ؟ قال :
قلت : لا (وفي رواية : نعم) ، قال : فذكره .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ ليث هو ابن أبي سليم وكان اختلط . وبه أعله البوصيري في "الزوائد" (ق 210/ 1) .
وذواد بن علبة ؛ ضعيف ؛ كما في "التقريب" .

(71/1)


4067 - ( قولوا : سبحان الله وبحمده مئة مرة ، من قالها مرة كتبت له عشراً ، ومن قالها عشراً كتبت له مئة ، ومن قالها مئة كتبت له آنفاً ، ومن زاد زاده الله ، ومن استغفر الله غفر له ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 9/ 62 :
$ضعيف جداً$
أخرجه الترمذي (3466) عن داود بن الزبرقان ، عن مطر الوراق ، عن نافع ، عن ابن عمر مرفوعاً ، وقال :
"حديث حسن غريب" .
كذا قال ! وابن الزبرقان ضعفه ابن المديني جداً ، وقال الجوزجاني :
"كذاب" . وقال يعقوب بن شيبة وأبو زرعة :
"متروك" . وقال البخاري :
"مقارب الحديث" . وضعفه آخرون . وقال البزار :
"منكر الحديث جداً" .
ومطر الوراق ؛ صدوق كثير الخطأ ؛ كما في "التقريب" ؛ وقال فيه عن ابن الزبرقان :
"متروك ، وكذبه الأزدي" .
ولم يذكر في "التهذيب" تكذيب الأزدي إياه ، وإنما حكى عنه قوله فيه :
"متروك" ،وإنما كذبه الجوزجاني كما تقدم .
وأخرج أحمد (2/ 82) عن أيوب بن سلمان - رجل من أهل صنعاء - قال :
"كنا بمكة ، فجلسنا إلى عطاء الخراساني إلى جنب جدار المسجد ، فلم نسأله ، ولم يحدثنا ، قال : ثم جلسنا إلى ابن عمر مثل مجلسكم هذا فلم نسأله ، ولم يحدثنا ، قال : فقال : ما لكم لا تتكلمون ولا تذكرون الله ؟ قولوا : الله أكبر ، والحمد لله ، وسبحان الله وبحمده ، بواحدة عشراً ، وبعشر مئة ، من زاد زاده الله ، ومن سكت غفر له" .
قلت : وهذا إسناد موقوف ضعيف ؛ أيوب هذا ؛ قال الذهبي :
"لا يعرف حاله" .
قلت : والصواب أنه مجهول العين ؛ لأنه إنما روى عنه النعمان بن الزبير وحده ، كما قال الذهبي نفسه . وقال الحافظ في "التعجيل" :
"فيه جهالة" .
وهذا أقرب إلى الصواب .

(72/1)


4068 - ( قولي : اللهم مصغر الكبير ، ومكبر الصغير ! صغر ما بي ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 9/ 64 :
$ضعيف$
أخرجه ابن السني في "عمل اليوم" (629) عن محمد بن عبدالغفار الزرقاني : حدثنا عمرو بن علي : حدثنا أبو عاصم : حدثني ابن جريج : حدثني عمرو بن يحيى بن عمارة ، عن مريم بنت ابن البكير ، عن بعض أزواج النبي صلي الله عليه وسلم قالت :
دخل علي رسول الله صلي الله عليه وسلم وقد خرج من إصبعي بثرة فقال : عندك ذريرة ؟ فوضعها عليها وقال : قولي : فذكره .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ مريم هذه - وهي بنت إياس بن البكير - ؛ قال الذهبي :
"تفرد عنها عمرو بن يحيى بن عمارة" .
يعني : فهي مجهولة . ورمز لها في "التهذيب" أن النسائي أخرج لها في "عمل اليوم والليلة" أيضاً هذا الحديث . ولم يزد في ترجمتها على قوله :
"وعنها عمرو بن يحيى بن عمارة" .
ومحمد بن عبدالغفار الزرقاني ؛ غمزه الذهبي في ترجمة موسى بن خاقان ؛ فقال فيها :
"وعنه محمد بن عبدالغفار بخبر منكر ، تكلم فيه" .
وساقه الحافظ في "اللسان" من طريق آخر ، عن محمد بن عبدالغفار الورقاني (كذا بالواو) عن موسى بن خاقان البغدادي بسنده عن عبدالله بن عمرو قال :
"الجنة مطوية معلقة في قرون الشمس ..." ، وقال :
"أخرجه الجورقاني في "كتاب الأباطيل" وقال : هذا حديث باطل ، ومحمد ابن موسى (!) ضعيف ..."
كذا وقع في الأصل "محمد بن موسى" ولعل الصواب محمد بن عبدالغفار ، فإن موسى بن خاقان ثقة ، ترجمه الخطيب في "التاريخ" (13/ 44) برواية جمع من الثقات عنه - منهم القاضي المحاملي - ، وكناه بأبي عمران النحوي وقال : "وكان ثقة" .
ويظهر لي أن هذه الترجمة من "التاريخ" قد فاتت الحافظين : الذهبي والعسقلاني ، وإلا ؛ لم يحسن بهما أن يوردا هذا الحديث الباطل في ترجمته ، وإنما في ترجمة محمد بن عبدالغفار . وهذا خلاف ما صنعا ؛ فإن الذهبي لم يورد ابن عبدالغفار أصلاً . واستدركه الحافظ عليه قائلاً : "يأتي في موسى بن خاقان" . ولو أنه عكس لكان أقرب إلى الصواب ، وإن كان لا يخلو صنيعه حينئذ من الغمز لموسى ؛ وهو ثقة كما علمت .
وبعد هذا التحقيق أقول : يبدو أن محمد بن عبدالغفار لم يتفرد بهذا الحديث ؛ لأنه ليس من رجال الأئمة الستة ومنهم النسائي ، وقد علمت مما سبق من الكلام على مريم أن الحديث أخرجه النسائي في "العمل" من طريقها ، فلو أنه أخرجه من طريق ابن عبدالغفار لأورده في "التهذيب" ولرمز له بـ "سي" ؛ أي : النسائي في "عمل اليوم" كما رمز لمريم ، فعدم إيراده إياه ، يدل على أنه ليس من رجاله ، فإذن هو - أعني : النسائي - أخرجه من غير طريق ابن عبدالغفار ، وتنحصر العلة حينئذ بمريم وجهالتها . والله أعلم .

(73/1)


4069 - ( قيم الدين الصلاة ، وسنام العمل الجهاد ، وأفضل أخلاق الإسلام الصمت ؛ حتى يسلم الناس منك ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 9/ 66 :
$ضعيف$
أخرجه ابن المبارك في "الزهد" (839) : أخبرني رباح بن زيد قال : حدثني عبدالله بن سعيد بن أبي عاصم قال : سمعت وهب بن منبه يقول :
إن رجلاً سأل النبي صلي الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله ! ما أفضل الأعمال ؟ قال : فذكره .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ فإنه مع إرساله فيه جهالة ؛ لأن عبدالله هذا ذكره ابن أبي حاتم (2/ 2/ 70) من رواية رباح هذا فقط ، ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً .
(تنبيه) : وقع اسم جد عبدالله هذا في "الجرح" : "ابن عاصم" . وعلق عليه العلامة اليماني بقوله : "م : ابن أبي عاصم" ، وهذه النسخة هي الصواب عندي لموافقتها لما في رواية ابن المبارك هذه . والله الموفق .

(74/1)


4070 - ( القاص ينتظر المقت ، والمستمع ينتظر الرحمة ، والتاجر ينتظر الرزق ، والمكاثر ينتظر اللعنة ، والنائحة ومن حولها من امرأة مستحقة عليهم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 9/ 66 :
$موضوع$
رواه ابن عدي في "الكامل" (33/ 2) ، والباطرقاني في "حديثه" (171/ 1) عن موسى بن عيسى الجزري : حدثنا صهيب بن محمد بن عبادة بن صهيب : حدثنا بشر بن إبراهيم قال : حدثنا سفيان الثوري ، عن منصور ، عن مجاهد ، عن العبادلة : عبدالله بن عباس وعبدالله بن عمر وعبدالله بن الزبير مرفوعاً .
ورواه القضاعي في "مسند الشهاب" (23/ 2) ، ونصر المقدسي في "الأربعين" (رقم 32) من طريق عمرو بن بكر السكسكي ، عن عباد بن كثير ، عن منصور بن المعتمر به ، إلا أنه ذكر "عبدالله بن عمرو" بدل "ابن الزبير" .
وقال :
"تفرد به عمرو بن بكر عن عباد عنه" . وقال ابن عدي:
"وهذا الحديث عن الثوري غير محفوظ ، وهو باطل لا أعلم يرويه عن الثوري غير بشر هذا" .
قلت : بشر هذا ؛ كان يضع الحديث على الثقات ؛ كما قال ابن حبان وغيره ، ونحوه عمرو بن بكر ؛ قال الذهبي :
"أحاديثه شبه موضوعة" .
وعباد بن كثير ؛ متهم .
ورواه الطبراني (3/ 206/ 1) ، والخطيب في "التاريخ" (9/ 425) عن بشر ابن عبدالرحمن الأنصاري : حدثني عبدالوهاب بن مجاهد ، عن أبيه به ، إلا أنه جمع بين "ابن عمرو" و "ابن الزبير" .
وعبدالوهاب بن مجاهد ؛ متروك ، وكذبه الثوري ؛ كما في "التقريب" .
وبشر ؛ لم أعرفه .
لكن روي من طريق أخرى عند ابن السماك في "الفوائد المنتقاة" (2/ 2/ 2) عن غلام خليل : حدثنا بكار بن محمد السيريني ، عن عبدالوهاب بن مجاهد ، عن أبيه : حدثني العبادلة مرفوعاً .
وغلام خليل - اسمه أحمد بن محمد بن غالب الباهلي - ؛ كذاب .
والحديث أورده ابن الجوزي من طريق الطبراني في "الموضوعات" وأقره السيوطي في "اللآلي" (2/ 146) ، ثم ابن عراق في "تنزيه الشريعة" (2/ 188) ، ومع ذلك أورده السيوطي في "الجامع الصغير" من رواية الطبراني !!
وروى ابن المبارك في "الزهد" (159/ 2 من الكواكب 575) بسند صحيح عن ميمون بن مهران قال : القاص ينتظر المقت من الله ، والمستمع ينتظر الرحمة .

(75/1)


4071 - ( القتل في سبيل الله يكفر كل شيء أو قال : يكفر الذنوب كلها إلا الأمانة : يؤتى بصاحب الأمانة فيقال له : أد أمانتك ، فيقول : أي رب ! وقد ذهبت الدنيا ؟ فيقال : اذهبوا به إلى الهاوية ، فيذهب به إليها ، فيهوي فيها حتى ينتهي إلى قعرها فيجدها هناك كهيئتها ، فيحملها فيضعها على عاتقه فيصعد بها في نار جهنم حتى إذا رأى أنه قد خرج ، زلت فهوت وهوى في أثرها أبد الآبدين ، قال : والأمانة في الصلاة ، والأمانة في الصوم ، والأمانة في الحديث ، وأشد ذلك الودائع ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 9/ 68 :
$ضعيف$
رواه الطبري في "التفسير" (22/ 40) ، والطبراني في "الكبير" (10/ 270/ 10527) ، وابن أبي الدنيا في "كتاب الأهوال" (3/ 99/ 2) ، وأبو الشيخ في "العوالي" (1/ 62/ 1-2) ، والخرائطي في "مكارم الأخلاق" (ص 26) ، وأبو نعيم في "الحلية" (4/ 201) ، والبيهقي في "الشعب" (4/ 323/ 5266) عن شريك عن الأعمش عن عبدالله بن السائب ، عن زاذان ، عن عبدالله بن مسعود مرفوعاً . قال :
فلقيت البراء فقلت : ألا تسمع إلى ما يقول أخوك عبدالله ؟ قال : صدق .
قال شريك : وحدثنا عياش العامري ، عن زاذان ، عن عبدالله ، عن النبي صلي الله عليه وسلم بنحو منه ، ولم يذكر الأمانة في الصلاة ، والأمانة في كل شيء .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ لسوء حفظ شريك ، وهو ابن عبدالله القاضي .
وقد أخرجه أبو نعيم من طريق أخرى ، عن شريك به موقوفاً على ابن مسعود ، وهو الذي رجحه الحافظ المنذري ، فقد ساقه في "الترغيب" (3/ 21-22) عن ابن مسعود موقوفاً عليه ، ثم قال :
"رواه البيهقي موقوفاً ، ورواه بمعناه هو وغيره مرفوعاً ، والموقوف أشبه" .
وقال الحافظ الناجي فيما كتبه على "الترغيب" (ق 164/ 1) :
"وكذا رواه أحمد ، وذكر ابنه عبدالله في "كتاب الزهد" أنه سأله عنه ؟ فقال : إسناده جيد" .
ثم رأيت هذا في مكان آخر من "الترغيب" (4/ 41-42/ 5) ، فظننت أن الناجي نقله منه .
قلت : والموقوف أخرجه البيهقي في "الشعب" (2/ 105/ 2) (4/ 323/ 5266-مطبوع) من طريق عبدالله بن بشر ، عن الأعمش به موقوفاً .
وابن بشر هذا - هو الرقي القاضي - ؛ وثقه أحمد وغيره ، وفي "التقريب" :
"اختلف فيه قول ابن معين وابن حبان ، وقال أبو زرعة والنسائي : لا بأس به ، وحكى البزار أنه ضعيف في الزهري خاصة" .
قلت : وهذا من روايته عن الأعمش ، وعلى كل حال فهو أولى من شريك . والله أعلم .

(76/1)


4072 - ( القدر نظام التوحيد ، فمن وحد الله وآمن بالقدر ؛ فقد استمسك بالعروة الوثقى ، لا انفصام لها ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 9/ 70 :
$ضعيف$
رواه الطبراني في "الأوسط" من حديث ابن عباس مرفوعاً ، وفيه هانىء بن المتوكل ، وهو ضعيف . كذا في "المجمع" (7/ 197) ، وسيأتي إسناده برقم (7150) .
قلت : وقد رواه هبةالله اللالكائي في "اعتقاد أهل السنة" (6/ 262/ 2) عن الأوزاعي : قال لنا بعض أصحابنا : عن الزهري ، عن ابن عباس قال : فذكره موقوفاً عليه . وهو الأشبه بالصواب ، والله أعلم .
ورواه (1/ 142/ 1) عن سفيان الثوري ، عن عمر بن محمد - رجل من ولد عمر بن الخطاب - ، عن رجل ، عن ابن عباس موقوفاً .

(77/1)


4073 - ( القرآن ألف ألف حرف ، وسبعة وعشرون ألف حرف ، فمن قرأه صابراً محتسباً ؛ كان له بكل حرف زوجة من الحور العين ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 9/ 70 :
$باطل$
قال الطبراني في "معجمه الأوسط" : حدثنا محمد بن عبيد قال : حدثنا أبي ، عن جدي ، عن حفص بن ميسرة ، عن زيد بن أسلم ، عن أبيه ، عن عمر رضي الله عنه مرفوعاً . وقال :
"لا يروى عن عمر إلا بهذا الإسناد" .
كذا في ترجمة محمد بن عبيد آدم بن أبي إياس العسقلاني من "الميزان" ، وقال :
"تفرد بخبر باطل" . ثم ساق هذا ، وأقره الحافظ في "اللسان" . وأشار إليه الهيثمي في "المجمع" (7/ 163) وقال :
"ولم أجد لغيره في ذلك كلاماً ، وبقية رجاله ثقات" .
قلت : لوائح الوضع على حديثه ظاهرة ، فمثله لا يحتاج إلى كلام ينقل في تجريحه بأكثر مما أشار إليه الحافظ الذهبي ثم العسقلاني ؛ من روايته لمثل هذا الحديث وتفرده به !

(78/1)


4074 - ( القلب ملك البدن ، وللملك جنود : فرجلاه بريداه ، ويداه جناحاه ، وعيناه مسلحته ، والأذنان قمع ، واللسان ترجمان ، والكليتان مكيدة ، والرئة نفس ، والطحال ضحك ، فإذا صلح الملك صلح الجنود ، وإذا فسد الملك فسد الجنود ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 9/ 71 :
$ضعيف$
رواه الدينوري كما في "المنتقى من المجالسة" (25/ 1-2 نسخة حلب) : حدثنا إسماعيل بن إسحاق : أنبأنا سليمان بن حرب : أنبأنا حماد بن زيد : حدثنا عاصم ، عن أبي صالح ، عن أبي هريرة موقوفاً عليه .
قلت : وهكذا أخرجه البيهقي في "شعب الإيمان" (1/ 132/ 109) من طريق عبدالرزاق - وهذا في "المصنف" (11/ 321/ 20375) - : أنبأنا معمر ، عن عاصم به . وقال :
"هكذا جاء موقوفاً ، ومعناه في "القلب" جاء في حديث النعمان بن بشير مرفوعاً ، وقد رواه عبدالله بن المبارك عن معمر بإسناده وقال : رفعه" .
ثم ساق إسناده إليه به ، وفيه من لم أعرفه ، وقد قال المناوي :
"وعده في "الميزان" من مناكير" .

(79/1)


4075 - ( القلس حدث ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 9/ 72 :
$ضعيف جداً$
رواه البغوي في "حديث أبي الجهم" (11/ 1) : حدثنا سوار ابن مصعب ، عن زيد بن علي ، عن آبائه مرفوعاً .
ومن هذا الوجه أخرجه الدارقطني (ص 57) ؛ إلا أنه قال : عن أبيه عن جده مرفوعاً . وقال :
"سوار متروك ، ولم يروه عن زيد غيره" .

(80/1)


4076 - ( القنطار اثنا عشر ألف أوقية ، وكل أوقية خير مما بين السماء و الأرض ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 9/ 72 :
$ضعيف$
رواه ابن ماجه (2/ 388) ، وابن حبان (663) ، وأحمد (2/ 363) ، وعنه عبدالغني المقدسي في "السنن" (130/ 2) عن عبدالصمد بن عبدالوارث ، عن حماد بن سلمة ، عن عاصم ، عن أبي صالح ، عن أبي هريرة ، مرفوعاً . وقال المقدسي :
"هذا إسناد صحيح ، ورجاله كلهم ثقات" .
وكذا قال البوصيري في "زوائد ابن ماجه" (ق 220/ 1) .
وفيه نظر ؛ فإن عاصماً هذا هو ابن بهدلة ، وفيه كلام من قبل حفظه ، والمتقرر فيه أنه وسط حسن الحديث ، فالإسناد حسن وليس بصحيح ، لا سيما وقد اختلف عليه في رفعه ، ولفظه .
أما الرفع ؛ فرواه عبدالصمد ، عن حماد بن سلمة عنه به ؛ مرفوعاً كما رأيت ، وأوقفه الدارمي عنه ، فقال (2/ 427) : حدثنا عبدالصمد بن عبدالوارث : حدثنا أبان العطار وحماد بن سلمة ، عن عاصم به موقوفاً .
لكن يحتمل أن يكون اللفظ والسياق لأبان العطار ، وحمل لفظ حماد عليه تجوزاً ، وهذا معروف في بعض الرواة . وأياً ما كان ، فهو اختلاف واضح على عاصم .
ويؤيد الموقوف ؛ رواية حماد بن زيد : أنبأ عاصم بن بهدلة به موقوفاً .
أخرجه البيهقي (7/ 233) ، وكذا ابن جرير (6700) .
وكذلك رواه وكيع في "تفسيره" من الوجه الأول فقال : حدثنا حماد بن سلمة ... به موقوفاً . ذكره ابن كثير (1/ 351) وقال : "هذا أصح" .
وأما اللفظ ؛ ففي كل الروايات المتقدمة : "اثنا عشر ألف أوقية" ؛ إلا في رواية حماد بن زيد فإنه قال :
"ألف ومئتا أوقية" .
ولكل من اللفظين ما يشهد له :
أما الأول ؛ فروى الدارمي (2/ 466) : حدثنا أبو النعمان : حدثنا وهيب ، عن يونس ، عن الحسن مرفوعاً به .
وهذا مرسل ، رجاله ثقات ؛ غير أن أبا النعمان - وهو الملقب بـ (عارم) - كان تغير ، وقد خالفه عبدالوارث بن سعيد فقال : حدثنا يونس به باللفظ الثاني ؛ إلا أنه قال : "دينار" بدل "أوقية" .
أخرجه ابن جرير (6702) .
وإسناده مرسل جيد .
وأما اللفظ الآخر ؛ فيرويه مخلد بن عبدالواحد ، عن علي بن زيد ، عن عطاء بن أبي ميمونة ، عن زر بن حبيش ، عن أبي بن كعب مرفوعاً به .
أخرجه ابن جرير (6701) .
قلت : وهذا إسناد ضعيف جداً ؛ مخلد بن عبدالواحد ؛ قال ابن حبان :
"منكر الحديث جداً" .
وعلي بن زيد - وهو ابن جدعان - ؛ ضعيف . ولذلك قال الحافظ ابن كثير :
"وهذا حديث منكر أيضاً ، والأقرب أن يكون موقوفاً على أبي بن كعب ؛ كغيره من الصحابة" .
وقد روي بلفظ :
"القنطار ألفا أوقية" .
أخرجه الحاكم (2/ 178) من طريق أحمد بن عيسى بن زيد اللخمي - بتنيس - : حدثنا عمرو بن أبي سلمة : حدثنا زهير بن محمد : حدثنا حميد الطويل ورجل آخر ، عن أنس رضي الله عنه قال :
سئل رسول الله صلي الله عليه وسلم عن قول الله عز وجل : (والقناطير المقنطرة) ؟ قال : فذكره ، وقال :
"صحيح على شرط الشيخين" ! ووافقه الذهبي !
وأقول : كلا ؛ فإن أحمد بن عيسى التنيسي ؛ قال ابن طاهر :
"كذاب يضع الحديث" ؛ كما في "الميزان" ، وضعفه غيره . وقال مسلمة :
"كذاب ؛ حدث بأحاديث موضوعة" ، كما في "اللسان" .
وكأن الحاكم والذهبي توهما أنه أحمد بن عيسى بن حسان المصري التستري الحافظ ؛ فإنه من هذه الطبقة وهو ثقة من رجال الشيخين ، ولكنه ليس به ، وقد فرق بينهما الذهبي نفسه في "الميزان" ، والحافظ ، وغيرهما .
ثم إن زهير بن محمد - وهو أبو المنذر الخراساني - مع كونه قد رمزوا له بأنه من رجال الشيخين ؛ ولا أدري إذا كانا أخرجا له احتجاجاً أو استشهاداً والثاني هو اللائق به ؛ فإنه متكلم فيه كما هو معروف في ترجمته ، ولكن الحمل في الحديث على التنيسي أولى ؛ لشدة ضعفه ، وقد روي عنه بلفظ :
"... ألف دينار" .
أخرجه ابن أبي حاتم ، والطبراني من طريقين آخرين عنه ، كما في "تفسير ابن كثير" .
وجملة القول ؛ أن الحديث لا يصح مرفوعاً إلى النبي صلي الله عليه وسلم بأي لفظ من الألفاظ المتقدمة ؛ لشدة الاختلاف بينها ، ووهاء أسانيدها ، والاختلاف في رفعها ووقفها ووصلها وإرسالها ، وهو ما يشعر به صنيع الحافظ ابن جرير ؛ فإنه بعد أن ساق الأحاديث المتقدمة ، وبعض الآثار الموقوفة والمقطوعة ، والخلاف في تفسير الآية المذكورة (والقناطير ...) قال :
"فالصواب في ذلك أن يقال : هو المال الكثير ... وقد قيل ما قبل مما روينا" .
فاعتمد في تفسير الآية على المعنى اللغوي ، ولم يلتفت إلى شيء من تلك الأحاديث التي رواها ؛ لما ذكرنا من عللها ووهائها .

(81/1)


4077 - ( قوموا ، لا ترقدوا في المسجد ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 9/ 75 :
$موضوع$
أخرجه عبدالرزاق في "المصنف" (ج1 رقم 1655) : عن يحيى ابن العلاء ، عن حرام بن عثمان ، عن ابني جابر ، عن جابر بن عبدالله قال :
أتانا رسول الله صلي الله عليه وسلم ونحن مضطجعون في مسجده ، فضربنا بعسيب كان في يده ، وقال : فذكره .
قلت : وهذا موضوع ؛ آفته حرام هذا ؛ قال الإمام الشافعي ويحيى بن معين :
"الرواية عن حرام حرام" . رواه عنهما ابن عدي (ق 110/ 2) .
وقال مالك وابن معين في رواية :
"ليس بثقة" .
ويحيى بن العلاء ؛ متهم بالوضع ؛ لكنه قد توبع ، فقد ذكره الذهبي في آخر ترجمة حرام من طريق سويد بن سعيد : حدثنا حفص بن ميسرة ، عن حرام بن عثمان به ، وزاد في متنه زيادة في إباحة المسجد لعلي ، وقال الذهبي :
"وهذا حديث منكر جداً" .
والأحاديث في إباحة النوم في المسجد للمحتاج كثيرة ، بعضها في "الصحيحين" وغيرهما .

(82/1)


4078 - ( قل ما بدا لك ، فإنما الحرب خدعة ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 9/ 76 :
$ضعيف جداً$
أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (3/ 136/ 1) من طريق مطر بن ميمون ، عن عكرمة ، عن ابن عباس قال :
بعث النبي صلي الله عليه وسلم رجلاً من أصحابه إلى رجل من اليهود ليقتله ، فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم : فذكره .
قلت : وهذا إسناد ضعيف جداً ؛ مطر هذا ؛ قال الحافظ :
"متروك" .
وذكر له الذهبي بعض الموضوعات يتهمه بها .

(83/1)


4079 - ( كاد الحليم أن يكون نبياً ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 9/ 77 :
$ضعيف$
أخرجه الخطيب (5/ 311) عن الربيع بن صبيح ، عن يزيد الرقاشي ، عن أنس مرفوعاً .
وهذا سند ضعيف ؛ الربيع بن صبيح صدوق سيىء الحفظ .
وشيخه يزيد ؛ ضعيف كما في "التقريب" .
ومن ثم أورده ابن الجوزي في "الواهيات" وقال : "لا يصح" ؛ كما في "فيض القدير" .
وفي "الكشف" : "رواه الخطيب بسند ضعيف ، والديلمي عن أنس مرفوعاً" .

(84/1)


4080 - ( كاد الفقر أن يكون كفراً ، وكاد الحسد أن يسبق القدر ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 9/ 77 :
$ضعيف$
قال في "المقاصد" :
"رواه أحمد بن منيع عن الحسن أو أنس مرفوعاً . وهو عند أبي نعيم في "الحلية" [(3/ 53 و 109 و 8/ 253)] ، وابن السكن في "مصنفه" ، والبيهقي في "الشعب" [(2/ 486/ 1)] ، وابن عدي في "الكامل" عن الحسن بلا شك" .
وفي لفظ عند أكثرهم : "أن يغلب" بدل : "يسبق" . وفي سنده يزيد الرقاشي ؛ ضعيف .
قلت : وقال العراقي (3/ 163) :
"رواه أبو مسلم الكشي والبيهقي في "الشعب" من رواية يزيد الرقاشي عن أنس ، ويزيد ضعيف" .
وانظر : "اللهم ! إني أعوذ بك من الكفر والفقر" .
ثم الحديث أخرجه الدولابي أيضاً في "الكنى" (2/ 131) من طريق يزيد المذكور ، وكذا البيهقي في "شعب الإيمان" (2/ 286/ 1) ، والقضاعي (380) .
قال في "المجمع" (8/ 78) :
"رواه الطبراني في "الأوسط" عن أنس ، وفيه عمرو بن عثمان الكلابي ؛ وثقة ابن حبان وهو متروك" .
وروي من حديث ابن عباس في قصة الضب .
رواه أبو بكر الطريثيثي في "مسلسلاته" (127-131) ، وهو حديث موضوع ؛ كما قال بعض المحدثين على هامش "المسلسلات" .
ورواه نصر المقدسي في "مجلس من أماليه" (195/ 2-196/ 1) من طريق علي بن محمد بن حاتم ، عن الحسين بن محمد بن يحيى العلوي ، عن أبيه ، عن جده ، عن علي بن أبي طالب مرفوعاً .
وهذا إسناد مظلم ؛ من دون علي ؛ لم أعرفهم .

(85/1)


4081 - ( ويحك يا ثعلبة ! قليل تؤدي شكره ، خير من كثير لا تطيقه ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 9/ 78 :
$ضعيف جداً$
أخرجه ابن جرير في "تفسيره" (14/ 16987) ، وابن أبي حاتم أيضاً كما قال ابن كثير في "تفسيره" (2/ 374) ، والطبراني في "المعجم الكبير" (8/ 260/ 7873) من طريق معان بن رفاعة السلمي ، عن أبي عبدالملك علي بن يزيد الألهاني : أنه أخبره عن القاسم بن عبدالرحمن : أنه أخبره عن أبي أمامة الباهلي ، عن ثعلبة بن حاطب الأنصاري أنه قال لرسول الله صلي الله عليه وسلم :
ادع الله أن يرزقني مالاً ؛ فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم : "ويحك يا ثعلبة ! قليل تؤدي شكره ، خير من كثير لا تطيقه" قال : ثم قال مرة أخرى ، فقال : "أما ترضى أن تكون مثل نبي الله ؟ فوالذي نفسي بيده ! لو شئت أن تسير معي الجبال ذهباً وفضة لسارت" قال : والذي بعثك بالحق ! لئن دعوت الله فرزقني مالاً ؛ لأعطين كل ذي حق حقه ! فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم : "اللهم! ارزق ثعلبة مالاً" ، قال : فاتخذ غنماً ، فنمت كما ينمو الدود ، فضاقت عليه المدينة ، فتنحى عنها ، فنزل وادياً من أوديتها ، حتى جعل يصلي الظهر والعصر في جماعة ، ويترك ما سواهما . ثم نمت وكثرت ، فتنحى حتى ترك الصلوات إلا الجمعة ، وهي تنمو كما ينمو الدود ، حتى الجمعة ، فطفق يتلقى الركبان يوم الجمعة يسألهم عن الأخبار ، فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم : "ما فعل ثعلبة ؟" فقالوا : يا رسول الله ، اتخذ غنماً فضاقت عليه المدينة ! فأخبروه بأمره ، فقال : "يا ويح ثعلبة ! يا ويح ثعلبة ! يا ويح ثعلبة !" قال : وأنزل الله : (خذ من أموالهم صدقة) الآية (سورة التوبة : 103) ، ونزلت عليه فرائض الصدقة ، فبعث رسول الله صلي الله عليه وسلم رجلين على الصدقة ، رجلاً من جهينة ،
ورجلاً من سليم ، وكتب لهما كيف يأخذان الصدقة من المسلمين ، وقال لهما : "مرا بثعلبة ، وبفلان - رجل من بني سليم - فخذا صدقاتهما !" فخرجا حتى أتيا ثعلبة ، فسألاه الصدقة ، وأقرأاه كتاب رسول الله صلي الله عليه وسلم ، فقال : ما هذه إلا جزية ! ما هذه إلا أخت الجزية ! ما أدري ما هذا ! انطلقا حتى تفرغا ثم عودا إلى . فانطلقا ، وسمع بهما السلمي ، فنظر إلى خيار أسنان إبله ، فعزلها للصدقة ، ثم استقبلهم بها . فلما رأوها قالوا : ما يجب عليك هذا ، وما نريد أن نأخذ هذا منك . قال : بلى ، فخذوه ، فإن نفسي بذلك طيبة ، وإنما هي لي ! فأخذوها منه . فلما فرغا من صدقاتهما ، رجعا حتى مرا بثعلبة ، فقال : أروني كتابكما ! فنظر فيه ، فقال : ما هذا إلا أخت الجزية ! انطلقا حتى أرى رأيي . فانطلقا حتى أتيا النبي صلي الله عليه وسلم ، فلما رآهما قال : "يا ويح ثعلبة !" قبل أن يكلمهما ، ودعا للسلمي بالبركة ، فأخبراه بالذي صنع ثعلبة ، والذي صنع السلمي ، فأنزل الله تبارك وتعالى فيه :
(ومنهم من عاهد الله لئن آتانا من فضله لنصدقن ولنكونن من الصالحين) إلى قوله : (وبما كانوا يكذبون) ، وعند رسول الله صلي الله عليه وسلم رجل من أقارب ثعلبة ، فسمع ذلك ، فخرج حتى أتاه ، فقال : ويحك يا ثعلبة ! قد أنزل الله فيك كذا وكذا ! فخرج ثعلبة حتى أتى النبي صلي الله عليه وسلم ، فسأله أن يقبل منه صدقته ، فقال : "إن الله منعني أن أقبل منك صدقتك" ، فجعل يحثي على رأسه التراب ، فقال له رسول الله صلي الله عليه وسلم : "هذا عملك ، قد أمرتك فلم تطعني !" فلما أبى أن يقبض رسول الله صلي الله عليه وسلم ، رجع إلى منزله ، وقبض رسول الله صلي الله عليه وسلم ولم يقبل منه شيئاً . ثم أتى أبا بكر حين استخلف ، فقال : قد علمت منزلتي من رسول الله صلي الله عليه وسلم ، وموضعي من الأنصار ، فاقبل صدقتي ! فقال أبو بكر : لم يقبلها رسول الله صلي الله عليه وسلم وأنا أقبلها ! فقبض أبو بكر ، ولم يقبضها . فلما ولي عمر ، أتاه فقال : يا أمير المؤمنين ، اقبل صدقتي ! فقال : لم يقبلها رسول الله صلي الله عليه وسلم ولا أبو بكر ، وأنا أقبلها منك ! فقبض ولم يقبلها ، ثم ولي عثمان - رحمة الله عليه - ، فأتاه فسأله أن يقبل صدقته فقال : لم يقبلها رسول الله
صلي الله عليه وسلم ولا أبو بكر ولا عمر - رضوان الله عليهما - وأنا أقبلها منك ! فلم يقبلها منه . وهلك ثعلبة في خلافة عثمان - رحمة الله عليه - .
قلت : وهذا إسناد ضعيف جداً ، كما قال الحافظ ابن حجر في "تخريج الكشاف" (4/ 77/ 133) ، وعلته علي بن يزيد الألهاني ؛ قال الهيثمي في "المجمع" (7/ 31-32) :
"رواه الطبراني ، وفيه علي بن يزيد الألهاني ، وهو متروك" .
ومعان بن رفاعة ؛ لين الحديث كما في "التقريب" .
وقال الحافظ العراقي في "تخريج الإحياء" (3/ 135) :
"إسناده ضعيف" .

(86/1)


والحديث عزاه السيوطي في "الجامع الصغير" : للبغوي والباوردي وابن قانع وابن السكن وابن شاهين عن أبي أمامة عن ثعلبة بن حاطب . وعزاه إلى غير هؤلاء أيضاً في "الدر المنثور" (3/ 260) .
وروى منه حديث الترجمة ابن أبي خيثمة في "التاريخ" (ص 26 - مصورة الجامعة الإسلامية) .
(تنبيه) : هذا الحديث من الأحاديث التي ساقها ابن كثير في "تفسيره" ساكتاً عليه ؛ لأنه ذكره بسند معان بن رفاعة ... به ، مشيراً بذلك إلى علته الواضحة لدى أهل العلم بهذا الفن ، فاغتر بسكوته مختصر تفسيره الشيخ الصابوني فأورده في "مختصره" (2/ 157-158) الذي نص في مقدمته أنه اقتصر فيه على الأحاديث الصحيحة وحذف الأحاديث الضعيفة ! وهو في ذلك غير صادق ، كما كنت بينته في مقدمة المجلد الرابع من "سلسلة الأحاديث الصحيحة" داعماً ذلك بذكر بعض الأمثلة ، مشيراً إلى كثرة الأحاديث الضعيفة جداً فيه . وبين أيدينا الآن هذا المثال الجديد ، وقد زاد في الانحراف عن جادة العلماء بتصديره إياه بقوله : "وقد ورد فيه حديث رواه ابن جرير عن أبي أمامة ..." !
فأوهم قراء كتابه أنه حديث صحيح بجزمه كما هو مقرر عند العلماء ، زيادة على ما ذكره في المقدمة مما أشرت إليه آنفاً ، ثم زاد - ضغثاً على إبالة- أنه نقل تخريج ابن كثير للحديث من "تفسيره" فجعله في حاشية "مختصره" موهماً قراءه أيضاً أنه من تخريجه هو ، متشعباً بما لم يعط ! عامله الله بما يستحق .

(86/2)


4082 - ( كان على موسى يوم كلمه ربه كساء صوف ، وجبة صوف ، وكمة صوف ، وسراويل صوف ، وكانت نعلاه من جلد حمار ميت ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 9/ 82 :
$ضعيف جداً$
أخرجه الترمذي (6/ 1734) عن خلف بن خليفة ، عن حميد الأعرج ، عن عبدالله بن الحارث ، عن ابن مسعود مرفوعاً . وقال مضعفاً :
"حديث غريب ، لا نعرفه إلا من حديث حميد الأعرج ، وحميد هو ابن علي الكوفي ، سمعت محمداً (يعني : الإمام البخاري) يقول : حميد بن علي الأعرج منكر الحديث ، وحميد بن قيس الأعرج المكي - صاحب مجاهد - ثقة" .
قلت : لكن قال الحافظ ابن كثير في "التفسير" (1/ 588) :
"وقد روى الحاكم في "مستدركه" وابن مردويه من حديث حميد بن قيس الأعرج عن عبدالله بن الحارث ..." إلخ .
فلينظر إسناده في "المستدرك" ؛ فإني لم أره فيه بعد البحث عنه في "الإيمان" و "العلم" و "الطهارة" و "التاريخ" و "وتفسير سورة النساء" و "اللباس" منه .
ثم رأيته في "تفسير سورة طه" منه (2/ 379) من طريق محمد بن غالب : حدثنا عمر بن حفص بن غياث : حدثنا أبي وخلف بن خليفة ، عن حميد بن قيس به ، وقال :
"صحيح على شرط البخاري" . وتعقبه الذهبي بقوله :
"قلت : بل ليس على شرط البخاري ، وإنما غره أن في الإسناد حميد بن قيس ، كذا ، وهو خطأ ، إنما هو حميد الأعرج الكوفي ابن علي أو ابن عمار ؛ أحد المتروكين ، فظنه المكي الصادق" .
أقول : كان يمكن أن يقال : إن الخطأ إنما هو من خلف بن خليفة ؛ لأنه كان اختلط ، ولكن متابعة حفص بن غياث إياه منع من القول بذلك ، وحلمنا على القول بأن الخطأ لعله من محمد بن غالب وهو الحافظ الملقب بـ (تمتام) ؛ فإنه كان وهم في أحاديث - كما قال الدارقطني - ، فلعل هذا منها . والله أعلم .

(87/1)


4083 - ( كان الكفل من بني إسرائيل ؛ لا يتورع عن ذنب عمله ، فأتته امرأة فأعطاها ستين ديناراً على أن يطأها فلما قعد منها مقعد الرجل من امرأته أرعدت وبكت ... ) الحديث .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 9/ 83 :
$ضعيف$
رواه الترمذي (2/ 81) ، وأحمد (2/ 23) ، وأبو يعلى (10/ 90/ 5726) ، والحاكم (4/ 254-255) ، والبيهقي في "الشعب" (2/ 361/ 1) ، والخطيب في "التاريخ" (5/ 52) ، وابن عساكر (6/ 70/ 1) عن الأعمش ، عن عبدالله بن عبدالله ، عن سعد مولى طلحة ، عن ابن عمر مرفوعاً ، وقال الترمذي :
"هذا حديث حسن ، قد رواه شيبان وغير واحد عن الأعمش نحو هذا ورفعوه ، وروى بعضهم عن الأعمش فلم يرفعه ، وروى أبو بكر بن عياش هذا الحديث عن الأعمش ، فأخطأ فيه ، وقال : عن عبدالله بن عبدالله ، عن سعيد ابن جبير ، عن ابن عمر ، وهو غير محفوظ" .
قلت : وصله ابن حبان (2453 - موارد) عن أبي بكر بن عياش به ، إلا أنه قال :
"... ذو الكفل" .
وهذا خطأ آخر لمخالفته ما تقدم . وقد قال ابن كثير في "التاريخ" (1/ 226-227) عقب حكايته تحسين الترمذي إياه :
"فهو حديث غريب جداً ، وفي إسناده نظر ؛ فإن سعداً هذا ؛ قال أبو حاتم : "لا أعرفه إلا بحديث واحد" ، ووثقه ابن حبان ، ولم يرو عنه سوى عبدالله بن عبدالله الرازي ، فالله أعلم ، وإن كان محفوظاً فليس هو (ذا الكفل) ، وإنما لفظ الحديث (الكفل) من غير إضافة ، فهو رجل آخر ، غير المذكور في القرآن . والله أعلم" .
ونحوه في تفسيره لسورة (الأنبياء) (3/ 191) .
قلت : وسعد هذا ؛ مجهول كما في "التقريب" ؛ لم يرو عنه غير عبدالله بن عبدالله هذا وهو الرازي ، فقول الحاكم :
"صحيح الإسناد" ؛ هو من تساهله الذي اشتهر به ، وإن وافقه الذهبي ؛ فإنه من غير تحقيق منه كما هو شأنه في كثير من موافقاته !
وانظر الرد على من صحح الحديث من المعاصرين في التعليق على "ضعيف الموارد" (2453) .
والموقوف الذي أشار إليه الترمذي ؛ أخرجه ابن أبي شيبة (13/ 182-183/ 16056) : حدثنا يحيى بن عيسى ، عن الأعمش ..." بسنده عند الترمذي .

(88/1)


4084 - ( كأني أنظر إلى خضرة لحم زيد في أسنانكم ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 9/ 85 :
$ضعيف جداً$
أخرجه الحاكم (4/ 299) عن إسماعيل بن قيس بن سعد ابن زيد بن ثابت الأنصاري : حدثني أبي ، عن خارجة بن زيد ، عن زيد رضي الله عنه قال :
بينما رسول الله صلي الله عليه وسلم جالس مع أصحابه يحدثهم إذ قام فدخل ، فقام زيد فجلس في مجلس النبي صلي الله عليه وسلم ، وجعل يحدثهم عن النبي صلي الله عليه وسلم ، إذ مر بلحم هدية إلى رسول الله صلي الله عليه وسلم ، فقال القوم لزيد - وكان أحدثهم سناً - : يا أبا سعيد ! لو قمت إلى النبي صلي الله عليه وسلم فأقرأته منا السلام وتقول له : يقول لك أصحابك : إن رأيت أن تبعث إليناً من هذا اللحم ، فقال : "ارجع إليهم فقد أكلوا لحماً بعدك !" فجاء زيد ، فقال : قد بلغت رسول الله صلي الله عليه وسلم فقال : "ارجع إليهم فقد أكلوا لحماً بعدك" ، فقال القوم : ما أكلنا لحماً ، وإن هذا لأمر حدث ، فانطلقوا بنا إلى رسول الله صلي الله عليه وسلم نسأله ما هذا ؟ فجاؤوا إلى رسول الله صلي الله عليه وسلم فقالوا : يا رسول الله ! أرسلنا إليك في اللحم الذي جاءك ، فزعم زيد أنهم قد أكلوا لحماً ، فوالله ! ما أكلنا لحماً ، فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم : (فذكر الحديث) ، فقالوا : أي رسول الله ! فاستغفر لنا ، قال : فاستغفر لهم .
وقال الحاكم :
"صحيح الإسناد" ! ورده الذهبي بقوله :
"قلت : إسماعيل ؛ ضعفوه" .
قلت : قال البخاري ، وأبو حاتم ، والدارقطني :
"منكر الحديث" . وقال ابن حبان :
"في حديثه من المناكير والمقلوبات التي يعرفها من ليس الحديث صناعته" .

(89/1)


4085 - ( كبروا على موتاكم بالليل والنهار أربع تكبيرات ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 9/ 86 :
$ضعيف$
رواه أحمد (3/ 337) ، وأبو الحسن الطوسي في "الأربعين" (101/ 2) ، والبيهقي (4/ 36) عن ابن لهيعة ، عن أبي الزبير ، عن جابر مرفوعاً .
ومن هذا الوجه رواه الطبراني في "الأوسط" (1/ 80/ 2 - من ترتيبه) وقال :
"لم يروه عن أبي الزبير إلا ابن لهيعة" .
قلت : وهو ضعيف ؛ لسوء حفظه .
وأبو الزبير ؛ مدلس ، وقد عنعنه .

(90/1)


4086 - ( كبر مقتا عند الله : الأكل من غير جوع ، والنوم من غير سهر . والضحك من غير عجب ، والرنة عند المصيبة ، والمزمار عند النعمة ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 9/ 86 :
$ضعيف جداً$
رواه الخلعي في "الفوائد" (2/ 59/ 2) من طريق محمد بن أحمد الجندري قال : حدثنا أبو محمد عبدالله بن أبان بن شداد قراءة عليه وأنا أسمع قال : حدثنا أبو الدرداء هاشم بن محمد الأنصاري قال : حدثنا عمرو بن بكر السكسكي ، عن عمرو بن شعيب ، عن أبيه ، عن جده ، عن النبي صلي الله عليه وسلم قال : فذكره .
قلت : وهذا إسناد ضعيف جداً ؛ السكسكي هذا ؛ قال ابن حبان في أول الجزء الثاني عشر من كتابه "الضعفاء" :
"يروي عن إبراهيم بن أبي عبلة وابن جريج وغيرهما الأوابد والطامات ، التي لا يشك من هذا الشأن صناعته أنها معمولة أو مقلوبة ، لا يحل الاحتجاج به" .
وقال أبو نعيم :
"روى عن إبراهيم بن أبي عبلة وابن جريج مناكير ، لا شيء" . وقال ابن عدي :
"له أحاديث مناكير" .
وعبدالله بن أبان بن راشد ؛ لم أجد له ترجمة ، وأما قول المناوي :
"وفيه عبدالله بن أبان ، قال الذهبي : قال ابن عدي : مجهول منكر الحديث" .
قلت : فهذا وهم منه ؛ لأن قول الذهبي المذكور إنما قاله في عبدالله بن أبان الثقفي ، وهذا اسم جده عثمان بن حنيف ، ويكنى أبا عبيد ؛ كما صرح بذلك الحافظ في "اللسان" في ترجمة أحد الرواة عنه ؛ وهو عبدالله بن محمد بن يوسف ... العبدي أبو غسان .
ثم إن هذا أعلى طبقة من المترجم ؛ لأنه يروي عن الثوري ، فتنبه .

(91/1)


4087 - ( كفى بالدهر واعظاً ، وبالموت مفرقاً ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 9/ 87 :
$ضعيف$
أخرجه ابن السني في "عمل اليوم والليلة" (554) : أخبرني أحمد بن يحيى بن زهير : حدثنا حمدون بن سلام (وفي نسخة : مسلم) الحذاء : حدثنا يحيى بن إسحاق : حدثنا ابن لهيعة ، عن حنين بن أبي حكيم ، عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال :
قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ حنين هذا ؛ قال ابن عدي :
"لا أدري البلاء منه أو من ابن لهيعة ؟! فإن أحاديثه غير محفوظة ، ولا أعلم روى عنه غير ابن لهيعة" .
قلت : وابن لهيعة ؛ ضعيف .
وحمدون بن سلام أو مسلم ؛ لم أعرفه ، وكذا الراوي عنه .
ثم رأيت الحديث في "زوائد مسند الحارث بن أبي أسامة" (ق 108/ 2) قال : حدثنا يحيى بن إسحاق : حدثنا ابن لهيعة ، عن جبير بن أبي حكيم ، عن عراك بن مالك قال : جاء رجل ... الحديث .
قلت : فهذه متابعة قوية من الحارث للحذاء ، فزال احتمال إعلال الحديث به وبالراوي عنه أحمد بن يحيى ، وانحصرت العلة في ابن لهيعة أو شيخه ابن أبي حكيم ، ووقع تسميته في "الزوائد" بـ "جبير" ، ولم أجد في الرواة جبير بن أبي حكيم ، فالراجح أن الصواب فيه أنه حنين بن أبي حكيم ؛ فإنه المعروف في كتب الرجال ، ومن الرواة عنه ابن لهيعة .
وتردد ابن عدي في إعلال الحديث بين ابن لهيعة وحنين ؛ لا وجه له عندي .
ومن العجيب قوله : "لا أعلم روى عنه غير ابن لهيعة" !
مع أن البخاري قد ذكر في "التاريخ الكبير" (2/ 1/ 105) - وابن عدي كثير الرواية عنه كما هو معروف - أنه روى عنه الليث وعمرو بن الحارث المصري ، زاد ابن أبي حاتم : وابن لهيعة وسعيد بن أبي هلال ، فإذا انضم إلى رواية هؤلاء الثقات عنه إيراد ابن حبان إياه في أتباع التابعين من "ثقاته" ارتقى أمره من كونه مجهول الحال إلى الثقة بحديثه ، كما نعرف ذلك بالتجربة من صنيع العارفين بهذا الفن المتقنين له كالحافظ ابن حجر وغيره ؛ وأقرب مثال على هذا قوله في حنين هذا من "التقريب" :
"صدوق" .
وكذلك قال الذهبي في "الكاشف" .
وعليه ؛ فحديث الرجل حسن ، لولا أن الراوي عنه ابن لهيعة ضعيف . فهذا هو علة الحديث ، فهو الوجه . والله أعلم .
وإن مما يؤكد ذلك اضطرابه في روايته إياه عن حنين ، فهو تارة يجعله من مسند أنس كما في ابن السني ، وتارة من مرسل عراك بن مالك - فإنه تابعي - كما في رواية الحارث .
وقد ذكر المناوي في "فيض القدير" أن ابن النجار رواه عن أبي عبدالرحمن الحلبي مرسلاً ، وهو مصري كابن لهيعة ، فلا أستبعد أن يكون من طريق ابن لهيعة أيضاً . فهو وجه آخر للاضطراب .

(92/1)


4088 - ( كانت سيما الملائكة يوم بدر عمائم سود ، ويوم أحد عمائم حمر ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 9/ 89 :
$موضوع$
أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (3/ 123/ 1) عن عبدالقدوس بن حبيب ، عن عطاء بن أبي رباح ، عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم في قوله تعالى : (مسومين) قال : "معلمين ، وكانت سيما ..." إلخ .
قلت : وهذا موضوع ؛ آفته عبدالقدوس هذا ؛ قال ابن حبان :
"كان يضع الحديث" . وقال عبدالرزاق :
"ما رأيت ابن المبارك يفصح بقوله "كذاب" إلا لعبدالقدوس" .
ثم أخرج الطبراني (3/ 147/ 1-2) قال : حدثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة : أخبرنا عمار بن أبي مالك الجنبي : أخبرنا أبي ، عن الحجاج ، عن الحكم ، عن مقسم ، عن ابن عباس قال :
"كان سيما الملائكة يوم بدر عمائم بيض ، قد أرسلوها إلى ظهورهم ، ويوم حنين عمائم حمر ، ولم تقاتل الملائكة في يوم إلا يوم بدر ، إنما كانوا يكونون عدداً ومدداً ؛ لا يضربون" .
قلت : وهذا إسناد ضعيف جداً ؛ مسلسل بالعلل :
الأولى : الحجاج - وهو ابن أرطاة - ؛ مدلس .
الثانية : أبو مالك الجنبي والد عمار - واسمه عمرو بن هاشم - ؛ قال الحافظ :
"لين الحديث ، أفرط فيه ابن حبان" .
قلت : قد ضعفه جداً إمام الأئمة البخاري ؛ فقال :
"فيه نظر" .
الثالثة : ابنه عمار بن أبي مالك ؛ شبه مجهول ؛ لم يذكروا فيه سوى قولهم :
"ضعفه الأزدي" .
الرابعة : محمد بن عثمان بن أبي شيبة ؛ فيه كلام كثير ، حققت القول فيه في مقدمتي على كتابه "مسائل ابن أبي شيبة شيوخه" ، وانتهيت فيها إلى أنه حافظ لا بأس به . والله أعلم .
وهذه العلل كلها لم يتعرض لها الهيثمي بذكر ؛ إلا الثالثة منها ، فقال في "المجمع" (6/ 83) :
"رواه الطبراني ، وفيه عمار بن أبي مالك الجنبي ، ضعفه الأزدي" .
كما أنه لم يتعرض لحديث الترجمة بذكر لا في المكان المشار إليه منه ، ولا في "اللباس" .
وهو يختلف عن رواية عمار من ثلاثة وجوه :
الأول : أن فيه "عمائم سود" ، وفيها "عمائم بيض" .
الثاني : أن فيه "أحد" ، وفيها "حنين" .
الثالث : أنه ليس فيه : "قد أرسلوها إلى ظهورهم" ، ولا قوله : "ولم تقاتل الملائكة ..." إلخ .
وقد روي هذا من طريق أخرى عن عطاء ، فقال الطبراني أيضاً (3/ 119/ 2) : حدثنا مسعدة بن سعد العطار : أخبرنا إبراهيم بن المنذر الحزامي : أخبرنا عبدالعزيز بن عمران : حدثني أيوب بن ثابت ، عن عطاء به بلفظ :
"لم تقاتل الملائكة مع النبي صلي الله عليه وسلم إلا يوم بدر ، وكانت فيما سوى ذلك أمداداً ، ولم يكن مع النبي صلي الله عليه وسلم من الخيل إلا فرسان ؛ أحدهما من المقداد بن الأسود ، والآخر لأبي مرثد الغنوي" .
قلت : وهذا إسناد ضعيف جداً ؛ آفته عبدالعزيز بن عمران - وهو الزهري الأعرج المعروف بابن أبي ثابت - ؛ قال الحافظ :
"متروك ، احترقت كتبه ، فحدث من حفظه ، فاشتد غلطه" .
وشيخه أيوب بن ثابت ؛ قال الحافظ :
"لين الحديث" .
وشيخ الطبراني مسعدة العطار ؛ لم أعرفه .
وهذه الطريق لم يزد الهيثمي في إعلالها على قوله :
"رواه الطبراني في "الكبير" و "الأوسط" ، وفيه عبدالعزيز بن عمران ، وهو ضعيف" !

(93/1)


4089 - ( كسب الإماء حرام ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 9/ 92 :
$ضعيف$
رواه الخلال في "الأمر بالمعروف" (18/ 2) : أخبرنا أحمد بن عبدالرحمن : حدثنا أحمد بن محمد من ولد القاسم بن أبي بزة : حدثنا مؤمل : حدثنا حماد ، عن ثابت ، عن أنس مرفوعاً .
وأخرجه الضياء المقدسي في "المختارة" (2/ 33/ 1 - مسند أنس) من طريق أخرى عن أحمد بن محمد بن أبي بزة به .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ له علتان :
الأولى : مؤمل - وهو ابن إسماعيل البصري نزيل مكة - ؛ قال الحافظ :
"صدوق سيىء الحفظ" .
والأخرى : أحمد بن محمد بن أبي بزة - وهو المكي المقرىء - ؛ قال الذهبي :
"إمام في القراءة ، ثبت فيها ، لين الحديث ، قال العقيلي : منكر الحديث . وقال أبو حاتم : ضعيف الحديث ، لا أحدث عنه" .

(94/1)


4090 - ( كفى بالسلامة داء ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 9/ 92 :
$ضعيف$
رواه القضاعي (113/ 2) : أخبرنا أبو الفتح محمد بن إسماعيل الفرغاني قال : أنبأنا الإمام أبو القاسم الحسن بن محمد بن حبيب قال : أخبرنا أبو عبدالله محمد بن عبدالله بن أحمد الخطيب الميداني بزوزن قال : أخبرنا أبو قريش محمد بن جعفر بن خلف الحافظ قال : أخبرنا محمد بن زنبور المكي قال : أخبرنا حماد ابن زيد ، عن ثابت ، عن أنس بن مالك مرفوعاً .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ من دون أبي قريش الحافظ ؛ لم أعرفهم ؛ إلا الفرغاني ، فقد غمزه السمعاني فقال في "الأنساب" :
"دخل نيسابور ، وسمع من أبي يعلى - حمزة بن عبدالعزيز المهلبي - وغيره وجماعة ، أثبت في جزء لأبي يعلى ، والظن أنه ما روى شيئاً" .
والحديث عزاه السيوطي للديلمي عن ابن عباس ، وقال المناوي :
"وفيه عمران القطان ، قال الذهبي : ضعفه يحيى والنسائي . قال الديلمي : وفي الباب [عن] أنس" .
قلت : عمران القطان هو ابن داور ، وهو صدوق يهم كما في "التقريب" ، فهو حسن الحديث ، ولكن يغلب على الظن أن الطريق إليه لا تصح ، ومن المؤسف أن فيلم "زهر الفردوس" لم أره فيه ، إما لأنه ساقط من الأصل ، وإما أنني لم أستطع قراءته بواسطة "القارئة" .

(95/1)


4091 - ( كفى بالسيف شا - أراد أن يقول : شاهداً - ثم أمسك وقال : لولا أن يتتابع فيه الغيران والسكران فيقتلوا ، فأمسك عن ذلك ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 9/ 93 :
$ضعيف$
رواه أبو عبيد في "الغريب" (3/ 2) : حدثنا هشيم ، عن يونس بن عبيد ، عن الحسن قال :
لما نزلت (والذين يرمون المحصنات ثم لم يأتوا بأربعة شهداء فاجلدوهم ثمانين جلدة ولا تقبلوا شهادة أبداً) [النور : 4] ؛ قال سعد بن عبادة : يا رسول الله ! أرأيت إن رأى رجل مع امرأته رجلاً فقتله أتقتلونه ؟ وإن أخبر بما رأى جلد ثمانين ؟ أفلا يضربه بالسيف ؟ فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم : فذكره .
قلت : وهذا مرسل قوي الإسناد ، وقد وصله ابن ماجه (2/ 130/ 2606) عن الفضل بن دلهم ، عن الحسن ، عن قبيصة بن حريث ، عن سلمة بن المحبق به نحوه ؛ دون قوله : "أراد أن يقول شاهداً ..." إلخ . وقال :
"كفى بالسيف شاهداً" .
ولكن الفضل بن دلهم لين ، كما قال الحافظ .

(96/1)


4092 - ( كفى بالمرء سعادة أن يوثق به في أمر دينه ودنياه ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 9/ 94 :
$موضوع$
رواه القضاعي (114/ 1) عن يوسف بن القاسم قال : أخبرنا هارون بن يوسف بن زياد قال : أخبرنا محمد بن يحيى قال : أخبرنا عبدالرحيم بن زيد العمي ، عن أبيه ، عن أنس بن مالك مرفوعاً .
قلت : وهذا موضوع ؛ آفته عبدالرحيم بن زيد ؛ قال الحافظ :
"كذبه ابن معين" .
وأبوه ؛ ضعيف .
ومن دونهما ؛ لم أعرفهم ؛ غير محمد بن يحيى ، فهو ابن أبي عمر العدني الحافظ من شيوخ مسلم .
ويحتمل أن يكون يوسف بن القاسم هو أبو الميمون المترجم في "اللسان" ، وقد اتهمه بحديث منكر ، فليراجع من شاء .

(97/1)


4093 - ( كفى بالمرء شراً أن يتسخط ما قرب إليه ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 9/ 95 :
$ضعيف$
أخرجه ابن أبي الدنيا في "قرى الضيف" ، وعنه ابن بشران في "الأول من الفوائد المنتقاة من الأمالي" (ق 288/ 1) ، وأبو عوانة في "صحيحه" (ق 183/ 2) ، وأبو بكر الأنباري في "الأمالي" (10/ 1) ، وابن عدي في "الكامل" (7/ 2689) ، والقضاعي في "مسند الشهاب" (رقم 1310) من طريق إبراهيم بن عيينة ، عن أبي طالب القاص ، عن محارب بن دثار ، عن جابر ابن عبدالله مرفوعاً .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ أبو طالب القاص اسمه يحيى بن يعقوب ؛ قال الذهبي في "الميزان" :
"قال أبو حاتم : محله الصدق . وقال البخاري : منكر الحديث" .
ثم ساق له هذا الحديث .
وذكره ابن حبان في "الثقات" (7/ 614) وقال :
"وكان يخطىء" .
وإبراهيم بن عيينة ؛ صدوق يهم كما في "التقريب" .
(تنبيه) : في أول متن الحديث عند القضاعي زيادة :
"نعم الإدام الخل ، وكفى ..." .
وهذه الزيادة في "صحيح مسلم" وغيره من طريق أخرى عن جابر ، وهو مخرج في "الصحيحة" (222) ، فتفرد هذا الإسناد الضعيف بالزيادة عليها دون الإسناد الصحيح مما يجعل الزيادة عليها منكرة . فتنبه .
وإن مما يؤكد ذلك ؛ أنه قد رواه جماعة ، عن محارب بن دثار ، عن جابر بالزيادة التي عند القضاعي دون حديث الترجمة .
أخرجه أبو داود (3820) ، والترمذي (1916- بترقيمي) ، وابن ماجه (3317) ، وأحمد (3/ 371) من طرق عن محارب به .

(98/1)


4094 - ( كفى بالمرء نقصاً في دينه أن يكثر خطاياه ، وينقص حلمه ، ويقل حقيقته ، جيفة بالليل ، بطال بالنهار ، كسول هلوع ، منوع رتوع ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 9/ 96 :
$ضعيف جداً$
أخرجه أبو نعيم في "الحلية" بإسناد ضعيف جداً ، وهو نفس الإسناد المتقدم لحديث "كونوا في الدنيا أضيافاً" رقم (1179) ، وقد تكلمنا عليه هناك ، فأغنى عن الإعادة .

(99/1)


4095 - ( كفى بذكر الموت مزهداً في الدنيا ومرغباً في الآخرة ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 9/ 96 :
$ضعيف$
رواه ابن أبي الدنيا في "ذم الدنيا" (32/ 1) عن أبي جعفر الرازي ، عن الربيع بن أنس مرفوعاً .
قلت : وهذا إسناد مرسل ضعيف ؛ الربيع بن أنس ؛ تابعي صدوق له أوهام .
وأبو جعفر الرازي ؛ ضعيف لسوء حفظه .

(100/1)


4096 - ( كفى بك إثماً أن لا تزال مخاصماً ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 9/ 96 :
$ضعيف$
أخرجه الترمذي (1/ 359) ، والبيهقي في "الشعب" (6/ 340/ 8432) ، والطبراني في "الكبير" (3/ 107/ 1) عن أبي بكر بن عياش ، عن [إدريس] بن [بنت] وهب بن منبه ، عن أبيه (وقال الطبراني : عن وهب بن منبه) ، عن ابن عباس رفعه . وقال الترمذي :
"حديث غريب ، لا نعرفه إلا من هذا الوجه" .
قلت : وهو ضعيف الإسناد ؛ لأن إدريس بن بنت وهب بن منبه - واسم أبيه سنان - ضعفه ابن عدي ، وقال الدارقطني :
"متروك" ؛ كما في "الميزان" .
ولم يقع في الترمذي تسميته ، بل وقع فيه عن ابن وهب بن منبه - ولذلك لم يعرفوه في "التهذيب" وغيره وقالوا : إنه مجهول ، وقد عرفت اسمه من الزيادة المشار إليها من "المعجم الكبير" ، فقوله في رواية الترمذي : "عن أبيه" إنما يعني جده لأمه تجوزاً ؛ كما بينته رواية الطبراني .
والحديث أورده الحافظ في "الفتح" (13/ 181) بهذا اللفظ ، وقال :
"أخرجه الطبراني عن أبي أمامة بسند ضعيف" .
فقوله : "أبي أمامة" سبق قلم منه ؛ إن لم يكن خطأ مطبعياً ، أو نسخياً ، والصواب : "ابن عباس" كما تقدم . ومن تقدم . ومن حديثه ذكره المنذري في "ترغيبه" (1/ 82) ، وأشار لضعفه ، ثم عزاه للترمذي وحده .
هذا ؛ وقد ذكر السيوطي شاهداً في "الجامع الكبير" بلفظ :
"كفى بك ظالماً أن لا تزال مخاصماً" .
رواه الخرائطي في "مساوىء الأخلاق" عن عمرو البكالي .
قلت : أخرجه (ق 58/ 2) من طريق حفص بن واقد العلاف : حدثنا نصر بن طريف ، عن عمران عن عمرو البكالي : أن النبي صلي الله عليه وسلم قال : فذكره .
قلت : وهذا إسناد ضعيف جداً ؛ العلاف هذا ؛ قال ابن عدي :
"له أحاديث منكرة" .
ونصر بن طريف ؛ متروك متهم بالوضع والكذب ، فلا يستشهد به .

(101/1)


4097 - ( كفوا عن أهل لا إله إلا الله ؛ لا تكفروهم بذنب ، فمن أكفر أهل لا إله إلا الله ؛ فهو إلى الكفر أقرب ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 9/ 98 :
$موضوع$
رواه الطبراني (3/ 189/ 2) عن عثمان بن عبدالله بن عثمان الشامي : أخبرنا الضحاك بن حمرة ، عن علي بن زيد ، عن سعيد بن المسيب ، عن عبدالله بن عمر مرفوعاً .
قلت : وهذا موضوع ؛ آفته الشامي هذا ؛ قال ابن عدي :
"يروي الموضوعات عن الثقات" .
وقال ابن حبان في "الضعفاء" في الجزء الثاني عشر :
"يروي عن الليث ومالك وابن لهيعة ، ويضع عليهم الحديث ، لا يحل كتب حديثه إلا على سبيل الاعتبار" .
ثم ساق له بعض موضوعاته من نسخة ؛ قال :
"كتبناها عنه ، أكثرها موضوعة أو مقلوبة" .
والضحاك بن حمرة وعلي بن زيد - وهو ابن جدعان - ؛ كلاهما ضعيف .

(102/1)


4098 - ( كل الثوم نيئاً ، فلولا أني أناجي الملك لأكلته ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 9/ 98 :
$ضعيف$
أخرجه أبو نعيم في "الحلية" (8/ 357 و 358 و 10/ 316) ، والخطيب في "التاريخ" (4/ 349) ، وكذا ابن عساكر (18/ 76/ 2) من طريق مسلم ، عن حبة العرني ، عن علي مرفوعاً . وقال أبو نعيم :
"مسلم هو الملائي ، تفرد به عن حبة العرني" .
قلت : وبالعرني أعله الهيثمي ؛ فقال في "المجمع" (5/ 46) :
"رواه البزار والطبراني في "الأوسط" ، وفيه حبة بن جوين العرني ، وقد ضعفه الجمهور ، ووثقه العجلي" .
قلت : وخفي عليه أن الذي دونه - وهو مسلم بن كيسان الأعور - أسوأ حالاً منه ؛ فقد قال الحافظ في الأول :
"صدوق ، له أغلاط" . وقال في الآخر :
"ضعيف" .
وقد علمت أنه تفرد به عن حبة ، فالإعلال به أولى .
والمستنكر في الحديث إنما هو قوله : "نيئاً" ؛ فإنه يخالف ما رواه أبو إسحاق ، عن شريك ، عن علي أيضاً قال :
"نهي عن أكل الثوم إلا مطبوخاً" .
أخرجه أبو داود (2/ 147) ، وعنه البيهقي (3/ 78) ؛ وقالا :
"شريك هو ابن حنبل" .
قلت : وهو ثقة عند الحافظ في "تقريبه" ، وأما الذهبي فقال في "الميزان" :
"روى عنه أبو إسحاق السبيعي ، لا يدرى من هو ، وروى عنه أيضاً عمير بن تميم ، وثقه ابن حبان" .
ولم يوثقه غير ابن حبان ، فالأقرب أنه مجهول الحال .
ثم إن السبيعي كان اختلط ، ثم هو إلى ذلك مدلس ، وقد عنعنه .
وقد رواه عنه الجراح أبو وكيع ؛ وهو صدوق يهم .
لكن يشهد لحديثه ؛ ما روى خالد بن ميسرة العطار ، عن معاوية بن قرة ، عن أبيه : أن النبي صلي الله عليه وسلم نهى عن هاتين الشجرتين ، وقال :
"من أكلهما فلا يقربن مسجدنا" ، وقال : "إن كنتم لا بد آكليهما فأميتوهما طبخاً" . قال : يعني البصل والثوم .
أخرجه أبو داود ، والبيهقي .
قلت : وإسناده جيد .
ثم إن الحديث له أصل عند الشيخين وغيرهما ؛ من حديث جابر مختصراً بلفظ : "كل ؛ فإني أناجي من لا تناجي" .
وسببه ؛ أن النبي صلي الله عليه وسلم أتي بقدر فيه خضرات من بقول ، فوجد لها ريحاً ، فسأل ، فأخبر بما فيها من البقول ، فقال : "قربوها" فقربوها إلى بعض أصحابه ، فلما رآه كره أكلها ، قال : فذكره .
فهذا بالإضافة إلى حديث شريك عن علي وحديث قرة ؛ يدل على أن زيادة "نيئاً" في حديث الترجمة زيادة منكرة غير معروفة ، ويؤيد ذلك أنها لم ترد في روايات الحديث . والله تعالى أعلم .
وأما ما روى عبدالله بن وهب : أخبرني ابن لهيعة ، عن عثمان بن نعيم ، عن المغيرة بن نهيك ، عن دخين الحجري : أنه سمع عقبة بن عامر الجهني يقول : إن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال لأصحابه :
"لا تأكلوا البصل" ، ثم قال كلمة خفية : "النيىء" .
أخرجه ابن ماجه (2/ 325) .
فهو شاهد لحديث شريك ومعاوية بن قرة ، وإن كان سنده ضعيفاً ؛ لأن المغيرة ابن نهيك وعثمان بن نعيم مجهولان ؛ كما قال الحافظ في "التقريب" .
وأما تضعيف البوصيري إياه في "الزوائد" (203/ 2) بابن لهيعة ، فليس بشيء ؛ لأنه من رواية عبدالله بن وهب عنه كما ترى ، وحديثه عنه صحيح كما ذكروا في ترجمته .

(103/1)


4099 - ( كلوا السفرجل على الريق ؛ فإنه يذهب وغر الصدر ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 9/ 101 :
$ضعيف$
رواه أبو نعيم في "الطب" كما في "المنتقى منه" برقم (20) عن محمد بن موسى الحرشي : حدثنا عيسى بن شعيب : حدثنا أبان ، عن أنس بن مالك مرفوعاً .
قلت : وهذا إسناد ضعيف جداً ؛ آفته أبان هذا - وهو ابن أبي عياش البصري - وهو متروك .
وعيسى بن شعيب ؛ الظاهر أنه النحوي أبو الفضل البصري الضرير ، قال عمرو ابن علي : "صدوق" . وقال ابن حبان :
"فحش خطؤه ، فاستحق الترك" .
ومحمد بن موسى الحرشي ؛ الظاهر أنه أبو عبدالله البصري ؛ مختلف فيه ، فضعفه أبو داود ، وقال النسائي ومسلمة : "صالح" ، وذكره ابن حبان في "الثقات" .
والحديث عزاه السيوطي في "الجامع" لابن السني وأبي نعيم والديلمي عن أنس ، وسكت عنه في "الفتاوى" (2/ 204) .
وأما المناوي فقد أبعد النجعة ؛ فأعله بالحرشي وابن شعيب ، وغفل عن العلة الحقيقية من فوق !
والحديث عزاه السيوطي في المصدرين السابقين : لابن السني أيضاً وأبي نعيم عن جابر - وبيض له المناوي - ، والديلمي عن عوف بن مالك مرفوعاً بلفظ :
"كلوا السفرجل ؛ فإنه يجم الفؤاد ، ويشجع القلب ، ويحسن الولد" . وقال المناوي :
"وفيه عبدالرحمن العرزمي ؛ أورده الذهبي في "الضعفاء" ، ونقل تضعيفه عن الدارقطني" .
قلت : وهو عبدالرحمن بن محمد بن عبيدالله العرزمي .

(104/1)


4100 - ( كلوه ؛ فإني لست كأحدكم ؛ إني أخاف أن أوذي صاحبي - يعني : الملك - ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 9/ 102 :
$ضعيف$
أخرجه الترمذي (1811) ، وكذا الدارمي (2/ 102) ، وابن ماجه (2/ 325) ، وأحمد (6/ 433،462) عن عبيدالله بن أبي يزيد : أخبره أبوه قال :
نزلت على أم أيوب الذين نزل عليهم رسول الله صلي الله عليه وسلم أنهم تكلفوا طعاماً فيه بعض هذه البقول ، فقربوه ، فكرهه ، قال لأصحابه : فذكره . وقال الترمذي :
"حديث حسن صحيح غريب" .
كذا قال ! وأبو يزيد والد عبيدالله ؛ قال الذهبي :
"ما روى عنه سوى ابنه عبيدالله" .
يعني أنه مجهول ، ونحوه قول الحافظ فيه :
"مقبول" .
يعني عند المتابعة ، وإلا فلين الحديث ؛ كما نص عليه في المقدمة .
وقد أخرج مسلم (6/ 126 و 127) هذه القصة عن أبي أيوب نفسه ، من طريقين عنه مرفوعاً مختصراً نحوه ، وليس فيه :
"إني أخاف أن أوذي صاحبي" ، وكذلك أخرجها ابن حبان (320) عن جابر ابن سمرة . والله أعلم .

(105/1)


4101 - ( كل ما أصميت ، ودع ما أنميت ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 9/ 103 :
$ضعيف جداً$
أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (3/ 159/ 1) قال : حدثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة : أخبرنا عباد بن العوام : أخبرنا عثمان بن عبدالرحمن ، عن الحكم ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس : أن عبداً أسود جاء النبي صلي الله عليه وسلم فقال : يمر بي ابن السبيل وأنا في ماشية لسيدي ، فأسقي من ألبانها بغير إذنهم ؟ قال : "لا" . قال : فإني أرمي وأصمي وأنمي . قال : فذكره .
قلت : وهذا إسناد ضعيف جداً ؛ عثمان بن عبدالرحمن ؛ قال الهيثمي : (4/ 31) :
"أظنه القرشي ؛ وهو متروك" .
قلت : يعني أبا عمرو المدني الوقاصي ، وقد صرح بأنه قرشي الحافظ المزي في ترجمته من "التهذيب" ، ولولا ذلك لكان من الصعب تعيين أنه هو الذي عناه إلا بعد جهد جهيد ، لا سيما وقد ترجم ابن أبي حاتم (3/ 1/ 156-157) لجمع آخر من الرواة كلهم يدعى عثمان بن عبدالرحمن وينسب قرشياً ، في الوقت الذي لم ينسب الوقاصي قرشياً ، وإن كانت نسبته هذه (الوقاصي) يعني إلى سعد بن أبي وقاص - تعني أنه قرشي ، لكن البحث في نسبته إليها صراحة كما سبقت الإشارة إليه . وقد قال الحافظ في ترجمته من "التقريب" :
"متروك ، كذبه ابن معين" .
قلت : وأبو حاتم أيضاً ؛ ونصه :
"متروك الحديث ، ذاهب الحديث ، كذاب" .
قلت : وقد وجدت للحديث شاهداً ، ولكنه لا يساوي فلساً ، فقال ابن سعد في "الطبقات" (1/ 322-323) : أخبرنا هشام بن محمد السائب قال : حدثني جميل بن مرثد الطائي من بني معن ، عن أشياخهم قالوا :
قدم عمرو بن المسبح بن كعب بن عمرو ... الطائي على النبي صلي الله عليه وسلم وهو يومئذ ابن مئة وخمسين سنة فسأله عن الصيد ؟ فقال : فذكره .
قلت : وهشام الكلبي ؛ متروك ؛ كما قال الدارقطني وغيره .
وجميل بن مرثد ؛ لم أعرفه ، بل الظاهر أن مرثداً صوابه "زيد" ؛ ففي "الميزان" و "اللسان" وغيرهما :
"جميل بن زيد الطائي عن ابن عمر . قال ابن معين : ليس بثقة . وقال البخاري : لم يصح حديثه" .

(106/1)


4102 - ( كل الخير أرجو من ربي - يعني لأبي طالب - ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 9/ 104 :
$ضعيف$
أخرجه ابن سعد في "الطبقات" (1/ 124) : أخبرنا عفان بن مسلم : أخبرنا حماد بن مسلمة ، عن ثابت ، عن إسحاق بن عبدالله بن الحارث قال :
قال العباس : يا رسول الله ! أترجو لأبي طالب ؟ قال : فذكره .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ لإرساله ؛ فإن إسحاق هذا تابعي روى عن النبي صلي الله عليه وسلم مرسلاً ، وعن أبيه وابن عباس وأبي هريرة وغيرهم . قال الحافظ :
"وذكره ابن حبان في "ثقات أتباع التابعين" ، ومقتضاه عنده أن روايته عن الصحابة مرسلة" .
قلت : فعلى هذا ؛ فالحديث معضل . والله أعلم .

(107/1)


4103 - ( كل الكذب مكتوب كذباً لا محالة ؛ إلا أن يكذب الرجل في الحرب - فإن الحرب خدعة - ، أو يكذب بين الرجلين ليصلح بينهما ، أو يكذب امرأته ليرضيها ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 9/ 105 :
$ضعيف بهذا اللفظ$
أخرجه الطحاوي في "مشكل الآثار" (4/ 86) ، وابن السني في "عمل اليوم والليلة" (606) ، والبيهقي في "الشعب" (2/ 46/ 1-2) عن شهر بن حوشب ، عن الزبرقان ، عن النواس بن سمعان مرفوعاً . لكن الطحاوي قال : عن شهر قال : أخبرتني أسماء بنت يزيد الأشعرية مرفوعاً .
وشهر بن حوشب ؛ ضعيف لسوء حفظه .
ويغني عن هذا الحديث ؛ حديث أم كلثوم بنت عقبة أنها قالت :
"رخص النبي صلي الله عليه وسلم من الكذب في ثلاث ..." فذكرتها بنحوه .
أخرجه أحمد وغيره بسند صحيح ، وقد سبق تخريجه في الكتاب الآخر (545) .

(108/1)


4104 - ( كل بني آدم ينتمون إلى عصبتهم إلا ولد فاطمة ؛ فإني أنا أبوهم ، وأنا عصبتهم ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 9/ 105 :
$ضعيف$
أخرجه الخطيب في "التاريخ" (11/ 285) من طرق ، عن جرير ابن عبدالحميد ، عن شيبة بن نعامة ، عن فاطمة بنت الحسين ، عن فاطمة الكبرى مرفوعاً .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ، وفيه علتان :
الأولى : الانقطاع ؛ فإن فاطمة بنت الحسين لم يدرك فاطمة الكبرى - رضي الله عنهما - .
والأخرى : شيبة بن نعامة ؛ فإنه متفق على تضعيفه ؛ غير أن ابن حبان تناقض فيه كما هي عادته ، فأورده في "الثقات" وفي "الضعفاء" !!
وقال الهيثمي (9/ 172- 173) :
"رواه الطبراني وأبو يعلى ، وفيه شيبة بن نعامة ، ولا يجوز الاحتجاج به" .
وله شاهد موضوع ، مضى برقم (804) .

(109/1)


4105 - ( كل حرف من القرآن يذكر فيه القنوت ؛ فهو الطاعة ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 9/ 106 :
$ضعيف$
أخرجه ابن حبان (1723) ، وأحمد (3/ 75) ، وأبو يعلى (1379) ، وابن جرير في "التفسير" (5/ 230/ 5518 و 6/ 403/ 7050) عن دراج أبي السمح ، عن أبي الهيثم ، عن أبي سعيد الخدري مرفوعاً به .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ لضعف دراج كما سبق مراراً .

(110/1)


4106 - ( الضحايا إلى هلال المحرم ، لمن أراد أن يستأني ذلك ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 9/ 106 :
$ضعيف$
أخرجه البيهقي (9/ 297) ، وكذا أبو داود في "المراسيل" من طريقين ، عن أبان بن يزيد : حدثنا يحيى بن أبي كثير ، عن محمد بن إبراهيم : حدثني أبو سلمة وسليمان بن يسار ، أنه بلغهما : أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال : فذكره .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ لإرساله ، ورجاله ثقات .

(111/1)


4107 - ( الطرق تطهر بعضها بعضاً ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 9/ 107 :
$ضعيف$
أخرجه البيهقي في "باب ما وطىء من الأنجاس يابساً" من "السنن الكبرى" (2/ 406) من طريق ابن عدي ، عن إبراهيم بن إسماعيل اليشكري ، عن إبراهيم بن أبي حبيبة ، عن داود بن الحصين ، عن أبي سفيان ، عن أبي هريرة قال :
قلنا : يا رسول الله ! إنا نريد المسجد فنطأ الطريق النجسة ؟ فقال النبي صلي الله عليه وسلم : فذكره . وقال البيهقي :
"وهذا إسناد ليس بالقوي" .
قلت : وعلته إبراهيم بن أبي حبيبة ؛ ضعيف .
وإبراهيم اليشكري ؛ مجهول الحال كما في "التقريب" .
(تنبيه) : تصحف هذا الحديث على بعض المؤلفين ؛ فوقع في "الجامع الصغير" و "الفتح الكبير" بلفظ : "يظهر" بالظاء المعجمة ، وانطلى ذلك على الشارح المناوي ، فقال في "شرحه على الجامع" :
"أي : بعضها يدل على بعض" !
وهذا خطأ واضح ؛ كما يدل عليه سبب الحديث والباب الذي أورده فيه مخرجه البيهقي .

(112/1)


4108 - ( كل دابة من دواب البحر والبرليس لها دم ينعقد ؛ فليس لها ذكاة ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 9/ 107 :
$ضعيف$
أخرجه أبو يعلى (5646) ، والطبراني في "المعجم الكبير" (3/ 198/ 1) عن سويد بن عبدالعزيز ، عن أبي هاشم الأيلي ، عن زيد بن أسلم ، عن ابن عمر رفعه .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ أبو هاشم الأيلي ؛ لم أعرفه .
وسويد بن عبدالعزيز ؛ لين الحديث ؛ كما في "التقريب" .

(113/1)


4109 - ( يا مقداد ! أقتلت رجلاً يقول : لا إله إلا الله ، فكيف لك بلا إله إلا الله غداً ؟ فأنزل الله (يا أيها الذين آمنوا إذا ضربتم في سبيل الله فتبينوا ولا تقولوا لمن ألقى إليكم السلام لست مؤمناً تبتغون عرض الحياة الدنيا فعند الله مغانم كثيرة كذلك كنتم من قبل فمن الله عليكم فتبينوا) ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 9/ 108 :
$ضعيف$
أخرجه أسلم الواسطي في "تاريخ واسط" (ص 144) ، والبزار في "مسنده" (2202-الكشف) عن أبي بكر بن علي بن مقدم : حدثنا حبيب بن أبي عمرة ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس قال :
بعث رسول الله صلي الله عليه وسلم سرية فيها المقداد بن الأسود ، فلما أتوا القوم وجدوهم قد تفرقوا ، وبقي رجل له مال كثير لم يبرح ، فقال : أشهد أن لا إله إلا الله ، وأهوى إليه المقداد فقتله ، فقال له رجل من أصحابه : أقتلت رجلاً شهد أن لا إله إلا الله ؟! والله ! لأذكرن ذلك للنبي صلي الله عليه وسلم ، فلما قدموا على رسول الله صلي الله عليه وسلم قالوا : يا رسول الله ! إن رجلاً شهد أن لا إله إلا الله فقتله المقداد ! فقال : "ادعوا لي المقداد ، يا مقداد ! ...." إلخ .
وعلقه البخاري في أول "الديات" من "صحيحه" ، وقال الحافظ في "شرحه" (12/ 160) :
"وصله البزار ، والدارقطني في "الأفراد" ، والطبراني في "الكبير" من رواية أبي بكر بن علي بن عطاء بن مقدم والد محمد بن أبي بكر المقدمي ، عن حبيب . وقال الدارقطني :
"تفرد به حبيب ، وتفرد به أبو بكر عنه" .
قلت : قد تابع أبا بكر سفيان الثوري ؛ لكنه أرسله ، أخرجه ابن أبي شيبة عنه ، وأخرجه الطبري من طريق أبي إسحاق الفزاري كذلك" .
قلت : ومعنى كلامه هذا ؛ أن المرسل هو الصواب ؛ لأن سفيان الثوري أوثق من أبي بكر بن علي ، بل لا نسبة بينهما في ذلك ؛ فإن الثوري إمام حافظ جبل ، وأبو بكر هذا لم يوثقه أحد ، ولذلك قال الحافظ في "التقريب" :
"مقبول" .
فمثله تقبل روايته عند المتابعة ، وأما إذا خالف - كما هنا - فهي مردودة ، ومنه يتضح للباحث أن قول الهيثمي في "المجمع" (7/ 9) :
"رواه البزار ، وإسناده جيد" .
أنه غير جيد ، لا سيما وفي متنه زيادات لم ترد في الطريق الصحيحة عن ابن عباس ، وهو عند البخاري (8/ 208) من طريق عمرو بن دينار ، عن عطاء ، عن ابن عباس رضي الله عنهما :
(ولا تقولوا لمن ألقى إليكم السلام لست مؤمناً) قال : قال ابن عباس :
"كان رجل في غنيمة له ، فلحقه المسلمون ، فقال : السلام عليكم ، فقتلوه ، وأخذوا غنيمته ، فأنزل الله في ذلك إلى قوله : (عرض الحياة الدنيا) ، تلك الغنيمة ، قال : قرأ ابن عباس : (السلام)" .
وأخرجه الترمذي (4/ 90) ، وحسنه ، والحاكم (2/ 235) ، وأحمد (1/ 229 و 272) من طريق سماك بن حرب ، عن عكرمة ، عن ابن عباس به ، وزاد : أن الرجل من بني سليم ، وأنهم قالوا : ما سلم عليكم إلا ليتعوذ منكم ، فعمدوا إليه فقتلوه . وقال الحاكم :
"صحيح الإسناد" . ووافقه الذهبي .
قلت : وفيه نظر ؛ لأن سماك بن حرب وإن كان ثقة ومن رجال مسلم ؛ إلا أن روايته عن عكرمة خاصة مضطربة ، وقد تغير بآخره فكان ربما يلقن ؛ كما قال الحافظ في "التقريب" .
وفي نزول الآية حديث آخر أتم ، يرويه القعقاع بن عبدالله بن أبي حدرد ، عن أبيه عبدالله بن أبي حدرد قال :
بعثنا رسول الله صلي الله عليه وسلم إلى (إضم) ، فخرجت في نفر من المسلمين فيهم أبو قتادة الحارث بن ربعي ، ومحلم بن جثامة بن قيس ، فخرجنا ، حتى إذا كنا ببطن (إضم) مر بنا عامر الأشجعي على قعود له ، [معه] متيع ووطب من لبن ، فلما مر بنا سلم علينا فأمسكنا عنه ، وحمل عليه محلم بن جثامة ، فقتله بشيء كان بينه وبينه ، وأخذ بعيره ومتيعه ، فلما قدمنا على رسول الله صلي الله عليه وسلم وأخبرناه الخبر نزل فينا القرآن : (ياأيها الذين آمنوا إذا ضربتم في سبيل الله فتبينوا ...) إلخ الآية .
أخرجه أحمد (6/ 11) من طريق ابن إسحاق : حدثني يزيد بن عبدالله بن قسيط ، عن القعقاع ...
قلت : وهذا إسناد حسن ؛ رجاله ثقات غير القعقاع هذا ، له ترجمة في "التعجيل" يتخلص منها أنه اختلف في صحبته ، وقد أثبتها له البخاري ، ونفاها غيره ، قال ابن أبي حاتم (3/ 2/ 136) :
"ولا يصح له صحبة ، وأدخله بعض الناس في "كتاب الضعفاء" ، فسمعت أبي يقول : يحول من هذا الكتاب" .
قلت : ففي هذا الحديث أن القاتل محلم بن جثامة ، وهذا أصح من حديث أبي بكر بن علي بن مقدم ، والله أعلم .
وقد جاء في حديث آخر أنه أسامة بن زيد ، لكن يبدو أنها قصة أخرى ، فقال أسامة بن زيد رضي الله عنه :

(114/1)


بعثنا رسول الله صلي الله عليه وسلم إلى الحرقة من جهينة ، قال : فصبحناهم فقاتلناهم ، فكان منهم رجل إذا أقبل القوم كان من أشدهم علينا ، وإذا أدبروا كان حاميتهم ، قال : فغشيته أنا ورجل من الأنصار ، قال : فلما غشيناه قال : لا إله إلا الله فكف عنه الأنصاري ، وقتلته ، فبلغ ذلك النبي صلي الله عليه وسلم ، فقال : "يا أسامة أقتلته بعدما قال : لا إله إلا الله ؟!" قال : قلت : يا رسول الله ! إنما كان متعوذاً من القتل ، فكررها علي حتى تمنيت أني لم أكن أسلمت إلا يومئذ .
أخرجه أحمد (5/ 200 و 206) والسياق له ، والبخاري (12/ 163-164) ، ومسلم (1/ 67) .

(114/2)


4110 - ( كل شيء للرجل حل من المرأة في صيامه ما خلا ما بين رجليها ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 9/ 111 :
$ضعيف$
رواه القاضي عبدالجبار الخولاني في "تاريخ داريا" (ص 72) ، ومن طريقه ابن عساكر (16/ 383/ 1) عن أبي بكر بن أبي مريم ، عن معاوية بن طويع اليزني ، عن عائشة قالت : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم . وقال القاضي عبدالجبار :
"معاوية بن طويع وعمر بن طويع اليزنيان من ساكني داريا ، وأولادهم بها إلى اليوم" .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ معاوية بن طويع مجهول ؛ كما في "الميزان" و "اللسان" .
وابن أبي مريم ؛ كان اختلط .
وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" (9/ 309) من طريق أخرى عنه .

(115/1)


4111 - ( عليكم بالصوم ؛ فإنه محسمة للعرق ، مذهب للأشر ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 9/ 112 :
$ضعيف$
أخرجه المروزي في "زوائد الزهد" (رقم 1112) عن يحيى بن أبي كثير ، عن شداد بن عبدالله :
أن نفراً من (أسلم) أتوا النبي صلي الله عليه وسلم ليستأذنوه في الاختصاء ، فقال : فذكره .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ لإرساله ؛ فإن شداد بن عبدالله تابعي ؛ ثقة من الرابعة عند الحافظ .
وسائر رجاله ثقات ، فهو صحيح عند من يحتج بالمراسيل .
والحديث عزاه السيوطي في "الجامع" لأبي نعيم فقط في "الطب" ، عن شداد بن عبدالله ، ولم يتكلم المناوي عليه بشيء .

(116/1)


4112 - ( برد أمرنا وصلح ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 9/ 112 :
$ضعيف جداً$
أخرجه ابن عدي في "الكامل" (ق 28/ 2) ، وابن عبدالبر في "الاستيعاب" (1/ 185) من طريق قاسم بن أصبغ ، عن الحسين بن حريث : [حدثنا أوس بن عبدالله بن بريدة] ، عن حسين بن واقد ، عن عبدالله بن بريدة ، عن أبيه قال :
كان رسول الله صلي الله عليه وسلم لا يتطير ، ولكن يتفاءل ، فركب بريدة في سبعين راكباً من أهل بيته من بني سهم يتلقى رسول الله صلي الله عليه وسلم ليلاً ، فقال له رسول الله صلي الله عليه وسلم : "من أنت" ؟ قال : بريدة ، فالتفت إلى أبي بكر ، فقال : "برد أمرنا وصلح" ، ثم قال : "ممن" ؟ قال : من أسلم ، قال لأبي بكر : "سلمنا" ، ثم قال : "ممن" ؟ قال . من بني سهم ، قال : "خرج سهمك" .
إلى هنا ساقه ابن عبدالبر ، وله تتمة عند الحافظ عبدالحق الإشبيلي في "أحكامه" (ق 119/ 2) من طريق قاسم بن أصبغ ، قال :
"وخرجه ابن أبي خيثمة إلى قوله : خرج سهمك" .
قلت : ومن طريقه ساقه ابن عبدالبر عن أصبغ عنه ، ولم يسق ابن عدي إلا الجملة الأولى منه وأشار إلى سائره بقوله :
"فذكر فيه إسلام بريدة . الحديث" .
قلت : وهذا إسناد ضعيف جداً ؛ آفته أوس بن عبدالله بن بريدة ؛ قال البخاري :
"فيه نظر" . وقال الدارقطني :
"متروك" . وقال الساجي :
"منكر الحديث" .
قلت : ويتعجب من سكوت الإشبيلي على هذا الحديث ؛ مشيراً بذلك إلى صحته ، ولذلك تعقبه المناوي بقوله بعد أن عزاه لقاسم بن أصبغ :
"قال ابن القطان : وما مثله يصحح ؛ فإن فيه أوس بن عبدالله بن بريدة ؛ منكر الحديث" .
فلعل الإشبيلي تبين له ذلك لما اختصر "الأحكام" وخصه بـ "الصحيح" ؛ فلم يورده فيه (ق 120/ 2) فأحسن .
(تنبيه) : سقط من إسناد "الاستيعاب" أوس هذا ، فظهر سالماً من العلة ، فاغتر بذلك أحد المتعلقين بهذا العلم ، ولا بصيرة له فيه ، بل هو حقود حسود ؛ فقال :
"إسناده صحيح أو حسن" !
ذكر ذلك في رسالته "الألباني - شذوذه وأخطاؤه" ، كشف فيها عن بالغ جهله ، وعظيم حقده وحسده ، وقلة خشيته من الله ، وكثرة اتهامه الأبرياء والافتراء علي ، وطعنه البالغ في أهل الحديث وأئمتهم ، عامله الله بما يستحق ، فإني لم أر مثله في قلة حيائه ، وجرأته على أهل العلم ، وسلاطة لسانه ، قطع الله دابره ودابر أمثاله من الحاقدين الحاسدين .
وكما سقط المذكور من "الاستيعاب" ؛ كذلك سقط من كتاب ابن عبدالبر الآخر : "الاستذكار" كما نقله ابن القيم في "مفتاح دار السعادة" ، ونقله عنه وعن "الاستيعاب" الأنصاري في تعليقه على "الوابل الصيب" ساكتاً عنه ! وليس ذلك بغريب ؛ فإنه يسكت عن أسانيد ظاهرة الضعف ، كما يتبين لمن قابل ما تيسر له من تعليقاتي على "الكلم الطيب" ؛ وبخاصة الطبعة الجديدة منها يسر الله لنا صدورها ببعض تعليقات على "الوابل" !
وإن مما يؤكد السقط المشار إليه آنفاً ؛ أن الحسين بن حريث لم يذكر الحافظ المزي في ترجمته أنه روى عن الحسين بن واقد ، وإنما عن أوس بن عبدالله بن بريدة ، فبينهما أوس هذا .
هذا ؛ وقد خرج الحديث سهواً بزيادة فائدة وتوضيح فيما سيأتي - إن شاء الله - برقم (5450) .

(117/1)


4113 - ( كل شيء ساء المؤمن ؛ فهو مصيبة ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 9/ 115 :
$ضعيف$
أخرجه ابن السني في "عمل اليوم والليلة" (347) من طريق هشام ابن عمار : حدثنا صدقة : حدثنا زيد بن واقد ، عن بسر بن عبدالله ، عن أبي إدريس الخولاني قال :
بينما النبي صلي الله عليه وسلم يمشي هو وأصحابه إذ انقطع شسعه ، فقال : "إنا لله وإنا إليه راجعون" ، قالوا : أو مصيبة هذه ؟ قال : "نعم ، كل شيء ..." .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ فإنه مع إرسال الخولاني إياه فيه صدقة - وهو ابن عبدالله السمين - ؛ ضعيف .

(118/1)


4114 - ( كل شيء سوى الحديدة ؛ فهو خطأ ، وفي كل خطأ أرش ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 9/ 115 :
$ضعيف$
أخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (11/ 3/ 2) ، والعقيلي (405) ، وابن عدي (50/ 1) ، والدارقطني (ص 333-334) ، والبيهقي (8/ 42) من طريق جابر ، عن أبي عازب ، عن النعمان بن بشير مرفوعاً .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ أبو عازب مستور .
وجابر - وهو ابن يزيد الجعفي - ؛ ضعيف ، بل اتهمه بعضهم ، وقال الذهبي : "لا شيء" !
ومن هذا الوجه أخرجه ابن ماجه (2667) وغيره ؛ مختصراً بلفظ :
"لا قود إلا بالسيف" .
وبهذا اللفظ أخرجه ابن ماجه أيضاً (2668) من طريق مبارك بن فضالة ، عن الحسن ، عن أبي بكرة مرفوعاً به .
وهذا ضعيف أيضاً ؛ لعنعنة الحسن وابن فضالة .
ثم أخرج الحديث الدارقطني والبيهقي من طريق قيس بن الربيع ، عن أبي حصين ، عن إبراهيم ابن بنت النعمان بن بشير ، عن النعمان بن بشير باللفظ الأول . وقال البيهقي :
"مدار هذا الحديث على جابر الجعفي وقيس بن الربيع ، ولا يحتج بهما" .
وقد أشار إلى طريق قيس هذه العقيلي بقوله عقب طريق أبي عازب :
"لا يتابع عليه ؛ إلا من وجه فيها ضعف" .

(119/1)


4115 - ( كل شيء يتكلم به ابن آدم فإنه مكتوب عليه ، فإذا أخطأ خطيئة فأحب أن يتوب إلى الله فليأت رفيعة ، فليمد يديه إلى الله عز وجل ، ثم يقول : اللهم ! إني أتوب إليك منها لا أرجع إليها أبداً . فإنه يغفر له ما لم يرجع في عمله ذلك ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 9/ 116 :
$ضعيف$
أخرجه الطبراني في "الدعاء" (1/ 23/ 2) ، والحاكم (1/ 516 و 4/ 261) ، والبيهقي في "السنن" (10/ 154) و "الشعب" (5/ 402/ 7080) عن فضيل بن سليمان النميري : حدثنا موسى بن عقبة : حدثنا عبيدالله ابن سلمان الأغر ، عن أبيه ، عن أبي الدرداء مرفوعاً . وقال الحاكم :
"صحيح على شرط البخاري ومسلم" . ووافقه الذهبي في الموضعين من "تخليصه" ! قال المناوي :
"لكنه قال في "المهذب" : إنه منكر" .
قلت : وهذا هو الصواب ؛ لأن الفضيل هذا ، وإن كان من رجال الشيخين ؛ فقد ضعفه بعضهم من قبل حفظه ، ولذلك قال الحافظ في "التقريب" :
"صدوق ، له خطأ كثير" .
ثم روى البيهقي (7081) من طريق أحمد بن عبدالجبار : أخبرنا حفص بن غياث ، عن أشعث ، عن الحسن قال : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم :
"ما أذنب عبد ذنباً ، ثم توضأ فأحسن الوضوء ، ثم خرج إلى براز من الأرض ، فصلى فيه ركعتين ، واستغفر الله من ذلك الذنب ؛ إلا غفرالله له" .
قلت : وهذا مع إرساله إسناده ضعيف إلى الحسن وهو البصري .
وأحمد بن عبدالجبار ؛ ضعيف كما في "التقريب" .

(120/1)


4116 - ( كل مسجد فيه إمام ومؤذن ؛ فإن الاعتكاف فيه يصلح ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 9/ 117 :
$موضوع$
رواه ابن عدي (161/ 2) عن سليمان : حدثنا هشيم ، عن جويبر ، عن الضحاك ، عن حذيفة بن اليمان مرفوعاً . وقال :
"وهذا وإن كان مرسلاً ؛ لأن الضحاك عن حذيفة يكون مرسلاً ؛ فإنه ليس بمحفوظ ، وسليمان بن بشار حدث عن ابن عيينة وهشيم وغيرهما بما لا يرويه عنهم غيره ، ويقلب الأسانيد ويسرق" .
وقال ابن حبان :
"يضع على الأثبات ما لا يحصى" .

(121/1)


4117 - ( كلمتان قالهما فرعون : (ما علمت لكم من إله غيري) إلى قوله : (أنا ربكم الأعلى) ؛ كان بينهما أربعون عاماً ، (فأخذه الله نكال الآخرة والأولى) ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 9/ 117 :
$ضعيف$
أخرجه تمام في "الفوائد" (ق 132/ 2) ، وابن عساكر في "التاريخ" عن أبي عبدالله محمد بن حامد اليحياوي : حدثنا نصر بن علي الجهضمي - بالبصرة - : حدثنا عبدالأعلى ، عن داود بن أبي هند ، عن عكرمة ، عن ابن عباس مرفوعاً .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ رجاله ثقات رجال مسلم ؛ غير اليحياوي هذا ؛ فلم أجد له ترجمة . ويراجع له "ابن عساكر" ؛ فإني لست أطوله الآن ؛ فإنه مقفول عليه في الصناديق الحديدية !
والحديث عزاه السيوطي في "الجامع" لابن عساكر فقط ، وفي "الدر المنثور" (5/ 129) لابن مردويه - وحده - ؛ كلاهما عن ابن عباس .

(122/1)


4118 - ( كم من عاقل عقل عن الله تعالى أمره وهو حقير عند الناس ، ذميم المنظر ينجو غداً ، وكم من ظريف السان جميل المنظر عند الناس يهلك غداً يوم القيامة ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 9/ 118 :
$موضوع$
أخرجه أبو نعيم في "الحلية" (1/ 313) عن الحارث بن أبي أسامة : حدثنا داود بن المحبر : حدثنا عباد - يعني : ابن كثير - ، عن عبدالله بن دينار ، عن ابن عمر رضي الله تعالى عنه : أن النبي صلي الله عليه وسلم قال : فذكره .
قلت : وهذا موضوع ؛ آفته ابن المحبر ، وهو كذاب .
وقد تابعه آخر مثله ؛ وهو نهشل بن سعيد : حدثنا عباد بن كثير به .
أخرجه البيهقي في "شعب الإيمان" (2/ 23/ 2) وقال :
"تفرد به نهشل" .
كذا قال ، وكأنه لم يقف على متابعة داود بن المحبر إياه ، ونهشل ؛ قال فيه الحافظ :
"متروك ، وكذبه إسحاق بن راهويه" .
وعباد بن كثير - هو الثقفي البصري - ، وهو متروك .
والحديث أورده السيوطي من الطريقين في "ذيل الأحاديث الموضوعة" (ص 6،رقم26 - بترقيمي) فأصاب ، ثم ناقض نفسه ، فأورده في "الجامع الصغير" من رواية (هب - عن ابن عمر) !

(123/1)


4119 - ( لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاثة أيام ؛ إلا أن يكون ممن لا يؤمن بوائقه ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 9/ 119 :
$باطل بزيادة آخره$
أخرجه ابن عدي في "الكامل" (6/ 2157) من طريق محمد بن الحجاج المصفر : حدثني عبدالعزيز بن محمد الجهني ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه ، عن عائشة مرفوعاً . وقال :
"غريب المتن والإسناد ؛ حيث زاد : إلا أن يكون .. ومحمد بن الحجاج له غير ما ذكرت ، والضعف على حديثه بين ؛ قال البخاري : سكتوا عنه . وقال النسائي : متروك الحديث" .
وروى الخطيب (2/ 283) عن أبي زرعة عبيدالله بن عبدالكريم أنه قال :
"يروي أباطيل عن شعبة والدراوردي" .
قلت : وعبدالعزيز بن محمد الجهني هو الدراوردي ، وهو صدوق احتج به مسلم . وقد تقدم للمصفر هذا حديثان موضوعان آخران برقم (3894 و3948) .
والحديث صحيح دون الزيادة ، ورد في "الصحيحين" وغيرهما عن جمع من الصحابة ، وهو مخرج في "الإرواء" (2029) ، وغيره .

(124/1)


4120 - ( كان يصلي بنا الظهر ، فنسمع منه الآية بعد الآيات من سورة (لقمان) و (الذاريات) ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 9/ 120 :
$ضعيف$
أخرجه النسائي (1/ 153) ، وابن ماجه (830) من طريق سلم بن قتيبة ، عن هاشم بن البريد ، عن أبي إسحاق ، عن البراء بن عازب قال : فذكره .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ رجاله ثقات رجال البخاري غير هاشم بن البريد وهو ثقة على تشيع فيه ، لكن أبو إسحاق - وهو السبيعي عمرو بن عبدالله - ؛ كان اختلط مع كونه مدلساً ، ومثله لا يصلح الاحتجاج بحديثه إلا إذا صرح بالتحديث ، وحدث قبل الاختلاط ، وهذا كله غير متوفر هنا ، ولذلك كنت استبعدت هذا الحديث عن كتابي "صفة صلاة النبي صلي الله عليه وسلم" .

(125/1)


4121 - ( كم من مستقبل يوماً لا يستكمله ! ومنتظر غداً لا يبلغه ! لو تنظرون إلى الأجل ومسيره ؛ لأبغضتم الأمل وغروره ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 9/ 120 :
$ضعيف$
أخرجه عبدالله بن المبارك في "الزهد" رقم (10) ، ومن طريقه أبو نعيم في "الحلية" (4/ 243) عن معن ، عن عون بن عبدالله أنه كان يقول : فذكره موقوفاً عليه من قوله .
قلت : وهذا مقطوع ؛ لأن عون بن عبدالله - هو ابن عتبة بن مسعود الهذلي - ؛ تابعي ثقة ، ولم يرفعه . وقد رفعه بعض الضعفاء - فيما يبدو - ؛ لأن السيوطي أورد شطره الأول في "الجامع الصغير" من رواية (فر - عن ابن عمر) . قال المناوي :
"وفيه عون بن عبدالله ، أورده في "اللسان" ، ونقل عن الدارقطني ما يفيد تضعيفه" .
قلت : والذي عناه المناوي هو عون بن عبدالله بن عمر بن غانم الإفريقي ، غلط في اسمه بعض الرواة ، والصحيح عبدالله بن عمر بن غانم ، يروي عن مالك - راجع "اللسان" - ، فلا أدري أهو هذا الذي في إسناد الديلمي أم غيره ؟

(126/1)


4122 - ( من تعدون الشهيد فيكم ؟ قالوا : من أصابه السلاح ، قال : كم ممن أصابه السلاح وليس بشهيد ولا حميد ، وكم ممن مات على فراشه حتف أنفه عند الله صديق شهيد ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 9/ 121 :
$ضعيف$
أخرجه أبو نعيم في "الحلية" (8/ 251) من طريق عبدالله بن خبيق : حدثنا يوسف بن أسباط ، عن حماد بن سلمة ، عن أبي عمران الجوني ، عن عبدالله بن الصامت ، عن أبي ذر قال : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : فذكره . وقال :
"غريب بهذا الإسناد واللفظ ، لم نكتبه إلا من حديث يوسف" .
قلت : وهو ضعيف لا يحتج به ؛ لأنه كان دفن كتبه ، فيحدث من حفظه ، فيغلط .
وعبدالله بن خبيق ؛ لم أجد له ترجمة .

(127/1)


4123 - ( كلام أهل السماوات : لا حول ولا قوة إلا بالله ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 9/ 121 :
$ضعيف$
أخرجه الخطيب البغدادي في "تاريخ بغداد" (8/ 333 و 367) عن داود بن صغير بن شبيب البخاري : حدثنا أبو عبدالرحمن النوا الشامي ، عن أنس بن مالك ، عن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال : فذكره .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ له علتان :
الأولى : النوا هذا ؛ لم أعرفه ، ويحتمل أن يكون الذي في "الميزان" و "اللسان" :
"أبو عبدالرحمن الشامي عن عبادة بن نسي . قال الأزدي : كذاب . قلت : لعله المصلوب" .
الثانية : داود بن صغير ؛ قال الخطيب :
"كان ضعيفاً ، قال الدارقطني : منكر الحديث" .

(128/1)


4124 - ( الذنب لا ينسى ، والبر لا يبلى ، والديان لا يموت ، فكن كما شئت ، فكما تدين تدان ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 9/ 122 :
$ضعيف$
رواه ابن عدي (294/ 1) عن محمد بن عبدالملك المدني ، عن نافع ، عن ابن عمر مرفوعاً . قال :
"محمد بن عبدالملك كل أحاديثه مما لا يتابعه الثقات عليه ، وهو ضعيف جداً" .
قلت : هو متفق على توهينه ، بل قال الوحاظي :
"كان أعمى يضع الحديث" . وقال أحمد :
"كذاب ، حرقنا حديثه" . وقال الحاكم :
"شامي روى عن نافع وابن المنكدر الموضوعات" .
لكن قد روي الحديث بإسناد آخر خير منه ؛ أخرجه البيهقي في "الأسماء والصفات" (ص 79) من طريق عبدالرزاق : أنبأنا معمر ، عن أيوب ، عن أبي قلابة مرفوعاً .
قلت : وهذا إسناد رجاله كلهم ثقات ؛ ولكنه مرسل .
وقال الشيخ زكريا الأنصاري في "فتح الجليل ببيان خفي أنوار التنزيل" (ق 10/ 2) في تخريج الجملة الأخيرة منه :
"هو مثل مشهور ، وحديث مرفوع ، أخرجه البيهقي في "الأسماء والصفات" بسند ضعيف ، وله شاهد مرسل . ومعناه كما تجازي تجازي" .
قلت : في هذا التخريج ما لا يخفى من الاضطراب ؛ فإنه يوهم أن البيهقي أخرجه موصولاً بسند ضعيف ، و شاهد مرسل . والصواب أن يقال : (أخرجه ابن عدي أو غيره بسند ضعيف جداً موصولاً ، والبيهقي مرسلاً) ، كما هو واضح من التخريج السابق .
وقد عزاه السخاوي في "المقاصد" لأبي نعيم والديلمي عن محمد بن عبدالملك المدني به .
وللبيهقي في "الزهد" أيضاً من جهة عبدالرزاق ، وكذلك هو في "جامعه" ، عن أبي قلابة مرسلاً .
ووصله أحمد في "الزهد" من هذا الوجه بإثبات أبي الدرداء ، وجعله من قوله ، وهو منقطع مع وقفه .

(129/1)


4125 - ( كما لا ينفع مع الشرك شيء ، كذلك لا يضر مع الإيمان شيء ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 9/ 123 :
$ضعيف$
رواه ابن عدي (71/ 2) ، والخطيب في "التاريخ" (7/ 134) عن حجاج بن نصير أبي محمد : حدثنا المنذر بن زياد الطائي ، عن زيد بن أسلم ، عن أبيه : سمعت عمر بن الخطاب يقول : : فذكره مرفوعاً . وقال ابن عدي :
"لا أعلم رواه عن زيد بن أسلم غير المنذر بن زياد هذا ، ولحجاج بن نصير أحاديث ، ولا أعلم له شيئاً منكراً غير ما ذكرت ، وهو في غير ما ذكرته صالح" .
قلت : هو ضعيف كان يقبل التلقين ؛ كما في "التقريب" .
لكن شيخه المنذر هو الآفة ؛ فقد قال الدارقطني :
"متروك" . وقال الفلاس :
"كان كذاباً" .
لكن روي الحديث من حديث ابن عمرو بإسناد آخر خير من هذا ؛ تكلم عليه المناوي في "الفيض" ، فراجعه ؛ فإن فيه يحيى بن اليمان وهو ضعيف .
ثم خرجت حديث ابن عمرو مفصلاً فيما يأتي برقم (5579) .

(130/1)


4126 - ( كنت من أقل الناس في الجماع حتى أنزل الله علي الكفيت ، فما أريده من ساعة إلا وجدته ، وهو قدر فيها لحم ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 9/ 124 :
$موضوع$
أخرجه ابن سعد في "الطبقات" (8/ 192) : أخبرنا محمد بن عمر : حدثنا موسى بن محمد بن إبراهيم ، عن أبيه قال : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : فذكره .
وأخبرنا محمد بن عمر قال : وحدثنا ابن أبي سبرة وعبدالله بن جعفر ، عن صالح بن كيسان مثله .
أخبرنا محمد بن عمر : حدثني أسامة بن زيد الليثي ، عن صفوان بن سليم قال : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم :
"لقيني جبريل بقدر ، فأكلت منها ، وأعطيت الكفيت ؛ قوة أربعين رجلاً في الجماع" .
أخبرنا محمد بن عمر : حدثنا محمد بن عبدالله ، عن الزهري ، عن النبي صلي الله عليه وسلم قال :
"رأيت كأني أتيت بقدر ، فأكلت منها ، حتى تضلعت ، فما أريد أن آتي النساء ساعة إلا فعلت ، منذ أكلت منها" .
قلت : وهذه أحاديث موضوعة ؛ لأنها مع كونها كلها مرسلة ، فهي من رواية محمد بن عمر - وهو الواقدي - ؛ وهو كذاب .
وشيخه في الإسناد الأول موسى بن محمد بن إبراهيم - وهو التيمي - ؛ منكر الحديث .
وشيخه في الإسناد الثاني ابن أبي سبرة - وهو أبو بكر بن عبدالله بن محمد ابن أبي سبرة - ؛ متهم بالوضع .
وشيخه الآخر فيه عبدالله بن جعفر - وهو أبو جعفر والد علي بن المديني - ؛ ضعيف .
وشيخه في الإسناد الرابع محمد بن عبدالله ؛ هو أبو بكر بن أبي سبرة المتقدم .

(131/1)


4127 - ( أربع من النساء لا ملاعنة بينهن : النصرانية تحت المسلم ، واليهودية تحت المسلم ، والحرة تحت المملوك ، والمملوكة تحت الحر ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 9/ 125 :
$ضعيف$
روي من طرق واهية من حديث عمرو بن شعيب ، عن أبيه ، عن جده مرفوعاً ، وروي عنه موقوفاً ، ولا يصح أيضاً ، وهاك البيان :
1- ابن عطاء ، عن أبيه ، عن عمرو بن شعيب به .
أخرجه ابن ماجه (2071) ، والدارقطني (3/ 163/ 240) ، وعنه البيهقي (7/ 396) وقال تبعاً للدارقطني :
"وهذا عثمان بن عطاء الخراساني ، وهو ضعيف الحديث جداً ، وتابعه يزيد ابن بزيع عن عطاء ، وهو ضعيف أيضاً" .
قلت : ثم وصله البيهقي من طريق أبي الوليد : أخبرنا يزيد بن بزيع الرملي به ، وقال :
"وعطاء الخراساني أيضاً غير قوي" .
قلت : قال الحافظ في "التقريب" :
"صدوق يهم كثيراً ، ويرسل ويدلس" .
قلت : فمن الممكن أن يكون تلقاه من بعض الضعفاء الآتي ذكرهم ثم أسقطه .
2- عثمان بن عبدالرحمن الزهري ، عن عمرو بن شعيب به .
أخرجه الدارقطني والبيهقي وقالا :
"عثمان بن عبدالرحمن - هو الوقاصي - ؛ متروك الحديث" . وقال الحافظ في "التقريب" :
"متروك ، وكذبه ابن معين" .
3- زيد بن رفيع ، عن عمرو بن شعيب به .
أخرجه الدارقطني والبيهقي من طريق عمار بن مطر : أخبرنا حماد بن عمرو ، عن زيد بن رفيع .. ثم قالا :
"حماد بن عمرو ، وعمار بن مطر ، وزيد بن رفيع ؛ ضعفاء" .
قلت : زيد هذا ؛ لم يضعفه غير الدارقطني ومن قبله النسائي ، وخالفهما من هو أشهر وأعلى طبقة منه ، فقال أحمد :
"ما به بأس" . وقال أبو داود :
"جزري ثقة" .
وذكره ابن شاهين وابن حبان في "الثقات" .
فلو أنه صح السند إليه لصار الحديث حسناً ، ولكن هيهات ! فحماد بن عمرو - وهو النصيبي - من المعروفين بالكذب ووضع الحديث ، وله ترجمة سيئة جداً في "الميزان" و "اللسان" .
وعمار بن مطر ؛ قريب منه ؛ قال أبو حاتم :
"كان يكذب" . وقال ابن عدي :
"أحاديثه بواطيل" . وقال ابن حبان :
"كان يسرق الحديث" .
قلت : فمن المحتمل أن يكون سرق هذا الحديث من حماد بن عمرو ! فانتقل من كذاب إلى مثله ! كما يمكن أن يكون سرقه من غيره ممن تقدم ويأتي .
4- صدقة (أبو توبة) ، عن عمرو بن شعيب به .
ذكره ابن التركماني في "الجوهر النقي" ؛ متعقباً به على البيهقي تضعيفه للحديث من الطرق المتقدمة ، فقال :
"وقد رواه عبدالباقي بن قانع وعيسى بن أبان من حديث حماد بن خالد الخياط عن معاوية بن صالح عن صدقة ..." . ثم قال :
"وحماد ومعاوية من رجال مسلم . وصدقة ذكره ابن حبان في ثقات التابعين ، وقال : روى عنه معاوية بن صالح . وذكره ابن أبي حاتم في كتابه وقال : روى عنه أبو الوليد وعبيدالله بن موسى . وهذا يخرجه عن جهالة العين والحال" .
كذا قال ، وفيه مؤاخذتان :
الأولى : أن ما نقله من كتاب ابن أبي حاتم وهم محض ؛ لأن ذلك إنما قاله ابن أبي حاتم في ترجمة صدقة بن عيسى (2/ 1/ 428) ، وهي عنده عقب ترجمة صدقة أبي توبة مباشرة ، فلعل هذا هو سبب الوهم ؛ انتقل بصره حين النقل من ترجمته إلى ترجمة الذي يليه ، وأستبعد أن يكون تعمد ذلك تقوية للحديث بتقويته للراوي المجهول تعصباً منه لمذهبه ! فصدقة بن عيسى هو غير صدقة أبي توبة عند ابن أبي حاتم ، وكذلك غاير بينهما البخاري في "التاريخ" (2/ 2/ 293-294) ، ولم يذكرا فيهما جرحاً ولا تعديلاً .
والأخرى : أن توثيق ابن حبان لأبي توبة - مع تساهله المعروف في التوثيق - معارض بقول الذهبي في "كنى الميزان" - وتبعه العسقلاني - :
"اسمه صدقة الرهاوي ، لا يعرف ، تفرد عنه معاوية بن صالح" .
وصدقة بن عيسى المتقدم ، قد أعاد ابن أبي حاتم ذكره في حرف العين فقال : "عيسى بن صدقة ، ويقال : صدقة بن عيسى أبو محرز ، والصحيح الأول . قال أبو الوليد : ضعيف . وقال أبو زرعة : شيخ . وكذا قال أبو حاتم وزاد : يكتب حديثه" .
وقال الدارقطني : "متروك" . وقال ابن حبان : "منكر الحديث" .
قلت : فمن المحتمل أن يكون عيسى هذا هو صدقة بن عيسى ، الذي انقلب اسمه على بعض الرواة ، ويكون هو نفسه صدقة أبو توبة ، فإن ثبت هذا فهو ضعيف متروك ، وإلا فهو مجهول .
وبالجملة ؛ فكل هذه الطرق إلى عمرو بن شعيب واهية ، وبعضها أوهى من بعض . ولذلك قال البيهقي في "المعرفة" :
"وعطاء الخراساني معروف بكثرة الغلط ... ونحن إنما نحتج بروايات عمرو ابن شعيب عن أبيه عن جده إذا كان الراوي عنه ثقة ، وانضم إليه ما يؤكده ، ولم نجد لهذا الحديث طريقاً صحيحاً إلى عمرو" .
ذكره الزيلعي (3/ 248-249) وأقره ، وقال الحافظ ابن حجر في "الدارية" (2/ 76) :
"ودون عمرو من لا يعتمد عليه" .
وأما قول ابن التركماني :

(132/1)


"وعطاء ؛ وثقه ابن معين وأبو حاتم وغيرهما ، واحتج به مسلم في "صحيحه" . وابنه عثمان ؛ ذكره ابن أبي حاتم في كتابه وقال : سألت أبي عنه فقال : يكتب حديثه . ثم ذكر عن أبيه قال : سألت دحيماً عنه فقال : لا بأس به . فقلت : إن أصحابنا يضعفونه ؟ قال : وأي شيء حدث عثمان من الحديث ؟! واستحسن حديثه . (قال ابن التركماني :)
فعلى هذا ؛ أقل الأحوال أن تكون روايته هذه متابعة لرواية صدقة ، فتبين أن سند هذا الحديث جيد ، فلا نسلم قول البيهقي : لم تصح أسانيده إلى عمرو" .
فأقول له : سلمت أو لم تسلم ، فلا قيمة لكلامك ؛ لأنك لا تتجرد للحق ، وإنما لتقوية المذهب ، ولو بما هو أو هى من بيت العنكبوت ؛ فإنك عمدت في تقوية الرجلين - عثمان بن عطاء وأبيه - إلى أحسن ما قيل من التعديل ، وأعرضت عن كل ما قيل فيهما من التجريح ، وليس هذا سبيل الباحثين الذين يقيم العلماء لكلامهم وزناً ، وذلك لأنه بهذا الأسلوب المنحرف يستطيع أهل الأهواء أن يصححوا أو يضعفوا ما شاؤوا من الأحاديث بالإعراض عن قواعد هذا العلم الشريف ومنها قاعدة : الجرح مقدم على التعديل ؛ بشرطها المعروف عند العلماء .
فقد أعرض الرجل عن كل ما قيل في عثمان من الجرح ؛ كقول الحاكم - مع تساهله - : "يروي عن أبيه أحاديث موضوعة" . وقول الساجي : "ضعيف جداً" . وغير ذلك مما تراه في "التهذيب" وغيره .
وكذلك فعل في أبيه عطاء ؛ فلم يعرج على ماقيل فيه من الجرح المفسر ؛ كقول شعبة فيه : "حدثنا عطاء الخراساني وكان نسياً" . وقول ابن حبان : "كان رديء الحفظ يخطىء ولا يعلم" ، ولذلك قال الحافظ فيه كما تقدم :
"صدوق يهم كثيراً ، ويرسل ويدلس" .
فإن سلم منه فلن يسلم من ابنه ؛ لشدة ضعفه . والله سبحانه وتعالى أعلم .
5- أما الموقوف ؛ فله عنه طريقان :
الأولى : يرويها عمر بن هارون ، عن ابن جريج والأوزاعي ، عن عمرو بن شعيب به موقوفاً .
أخرجه الدارقطني ، وعنه البيهقي .
والأخرى : عن يحيى بن أبي أنيسة ، عنه به .
أخرجه البيهقي و قال :
"وفي ثبوت هذا موقوفاً أيضاً نظر ، فراوي الأول عمر بن هارون ؛ وليس بالقوي ، وراوي الثاني يحيى بن أبي أنيسة ؛ وهو متروك" .
قلت : ومثله عمر بن هارون ؛ ففي "التقريب" :
"متروك ، وكان حافظاً" .
وبالجملة ؛ فالحديث لا يثبت من جميع هذه الطرق عن عمرو بن شعيب ، لا مرفوعاً ولا موقوفاً .
وقد روي عن ابن عباس مرفوعاً ، ولا يصح أيضاً . لأنه من رواية يحيى بن صالح الأيلي ، عن إسماعيل بن أمية ، عن عطاء ، عنه .
أخرجه ابن عدي في "الكامل" (7/ 2700) ، وعنه البيهقي (7/ 397) وقال :
"وهذا الحديث بهذا الإسناد باطل ، يحيى بن صالح الأيلي ؛ أحاديثه غير محفوظة . والله تعالى أعلم" .

(132/2)


4128 - ( المقيم على الزنا كعابد وثن ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 9/ 131 :
$ضعيف جداً$
رواه ابن نظيف في "الفوائد" (100/ 1) عن كثير بن يزيد ابن أبي صابر : أخبرنا جنادة بن مروان ، عن الحارث بن النعمان ابن أخت سعيد بن جبير ، عن أنس بن مالك مرفوعاً .
قلت : وهذا إسناد ضعيف جداً ؛ الحارث هذا ؛ قال البخاري :
"منكر الحديث" . وقال العقيلي :
"أحاديثه مناكير" .
وجنادة بن مروان ؛ قال أبو حاتم :
"ليس بقوي في الحديث" .
وله طريق آخر ، رواه ابن عساكر (7/ 161/ 2) عن إبراهيم بن الهيثم البلدي : أخبرنا علي بن عياش الحمصي ، عن سعيد بن عمارة ، عن الحارث بن النعمان قال : سمعت أنس بن مالك مرفوعاً .
قلت : وسعيد بن عمارة ؛ قال الأزدي :
"متروك" . وقال ابن حزم :
"مجهول" . وقال الحافظ :
"ضعيف" .

(133/1)


4129 - ( من قرأ بعد صلاة الجمعة (قل هو الله أحد) و (قل أعوذ برب الفلق) و (قل أعوذ برب الناس) سبع مرات ؛ أجاره الله بها من السوء إلى الجمعة الأخرى ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 9/ 132 :
$ضعيف$
رواه ابن السني في "عمل اليوم والليلة" (369) ، وابن شاهين في "الترغيب" (314/ 2) ، وأبو محمد المخلدي في "الفوائد" (3/ 235/ 1) ، وأبو محمد الخلال في "فضائل سورة الإخلاص" (194-195) عن الخليل بن مرة ، عن عبدالله بن عبيدالله بن أبي مليكة ، عن عائشة مرفوعاً .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ من أجل الخليل بن مرة ؛ فإنه ضعيف ؛ كما جزم به في "التقريب" .
وأخرجه سعيد بن منصور في "سننه" عن مكحول مرسلاً ؛ وزاد في أوله :
"فاتحة الكتاب" . وقال في آخره :
"كفر الله عنه ما بين الجمعتين" .
وهو مع إرساله ؛ فيه فرج بن فضالة ؛ وهو ضعيف .
وأخرجه بهذه الزيادة : أبو الأسعد القيشري في "الأربعين" من طريق أبي عبدالرحمن السلمي ، عن محمد بن أحمد الرازي ، عن الحسين بن داود البلخي ، عن يزيد بن هارون ، عن حميد ، عن أنس مرفوعاً . وقال في آخره :
"غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر" .
وهذا موضوع ؛ آفته البلخي هذا ؛ قال الخطيب في "التاريخ" (8/ 44) :
"لم يكن ثقة ؛ فإنه نسخة عن يزيد بن هارون عن حميد عن أنس ؛ أكثرها موضوع" .
ثم ساق له حديثاً آخر ، من طريق أخرى عن ابن مسعود مرفوعاً . وقال :
"تفرد بروايته الحسين ، وهو موضوع ، ورجاله كلهم ثقات ؛ سوى الحسين بن داود" .
وأبو عبدالرحمن السلمي ؛ صوفي متهم بوضع الأحاديث للصوفية .

(134/1)


4130 - ( من قذف ذمياً حد له يوم القيامة بسياط من نار ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 9/ 133 :
$موضوع$
أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (22/ 57/ 135) ، وابن عدي في "الكامل" (6/ 2177) عن مصعب بن سعيد : حدثنا محمد بن محصن ، عن الأوزاعي ، عن مكحول ، عن واثلة مرفوعاً به . فقلت لمكحول : ما أشد ما يقال ؟ قال : يقال له : يا ابن الكافر !
قلت : وهذا موضوع ؛ آفته محمد بن محصن ؛ وهو كذاب وضاع ، وفي ترجمته ذكره ابن عدي مع أحاديث أخرى ، قال في آخرها :
"وله أحاديث غير ما ذكرت ؛ كلها مناكير موضوعة" .
ومن طريق ابن عدي ؛ أورده ابن الجوزي في "الموضوعات" (3/ 130) وقال :
"قال ابن حبان : محمد بن محصن يضع الحديث على الثقات ، لا يحل ذكره إلا على وجه القدح فيه" .
وبه أعله الهيثمي في "المجمع" (6/ 280) ؛ إلا أنه قال :
"وهو متروك" .
وفاته هو وغيره ؛ إعلاله بالراوي عنه مصعب بن سعيد ، ووقع في "المعجم" وغيره : "ابن سعد" وهو خطأ مطبعي فيما يظهر . والله أعلم ، وهو أبو خيثمة المصيصي ؛ قال ابن عدي (6/ 2362) :
"يحدث عن الثقات بالمناكير ويصحف عليهم" .
ثم ساق له جملة من الأحاديث ؛ وقال الذهبي عقبها :
"قلت : ومع ذلك كله سود السيوطي بهذا الحديث "جامعه الصغير" ، مع أنه أقر ابن الجوزي على وضعه بسكوته عليه وعدم تعقبه إياه بشيء في "اللآلي" (2/ 200) ، خلافاً لعادته .
وأما ما في "فيض القدير" : أن السيوطي تعقب ابن الجوزي في "مختصر الموضوعات" ساكتاً عليه ؛ فأظن أن في العبارة تحريفاً ؛ لأن التعقب والسكوت لا يجتمعان ، فلعل الأصل : "وأقره المؤلف ..." .
وأما قوله في "التيسير" عقب الحديث :
"حم ق د ت ، عن أبي هريرة" .
فهو خطأ مطبعي يقيناً .

(135/1)


4131 - ( ليس أحد منكم بأكسب من أحد ، وكتب الله المصيبة والأجل ، وقسم المعيشة والعمل ، والناس يجرون فيه على منتهى ، والرزق مقسوم وهو آت ابن آدم على أي سيرة سارها ، ليس تقوى تقي بزائده ولا فجور فاجر بناقصه ، بينه وبين الله ستر وهو طالبه ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 9/ 134 :
$ضعيف جداً$
رواه الحافظ ابن المظفر في "الفوائد المنتقاة" (2/ 218/ 1) ، وأبو محمد الجوهري في "أربعة مجالس" (115/ 2) عن القاسم بن هاشم السمسار قال : حدثنا الخطاب بن عثمان قال : حدثنا يوسف بن السفر ، عن الأوزاعي ، عن عبدة بن أبي لبابة ، عن شقيق ، عن ابن مسعود مرفوعاً .
قلت : وهذا إسناد رجاله كلهم ثقات ؛ غير يوسف هذا ؛ وهو كذاب كما تقدم مراراً .
والسمسار هذا ؛ صدوق ؛ له ترجمة في "تاريخ بغداد" (12/ 429-430) .
وله متابع عند أبي نعيم في "الحلية" (6/ 116) وقال :
"غريب من حديث الأوزاعي وعبدة ، لم نكتبه إلا من حديث الخطاب" .
وله متابع آخر ؛ فقال ابن أبي الدنيا في "القناعة" (117/ 1) : حدثني محمد بن المغيرة الشهرزوري قال : حدثنا الخطاب بن عثمان به .
والشهرزوري هذا ؛ قال ابن عدي في "الكامل" (ورقة 375/ 1) :
"يسرق الحديث ، وهو عندي ممن يضع الحديث" .
قلت : ولعله سرقه من السمسار أو متابعه الأول ، وعلى كل حال فإنما آفة الحديث يوسف بن السفر كما تقدم .
(تنبيه) : ليس عند ابن أبي الدنيا وأبي نعيم : "والرزق مقسوم ..." إلخ وكذلك أورده السيوطي في "الجامع" من طريق أبي نعيم وحده ! فأساء ، ولم يتعقبه المناوي بشيء فقصر !
وروى أبو نعيم أيضاً (7/ 208) عن علي بن حميد : حدثنا شعبة ، عن أبي إسحاق ، عن أبي الأحوص ، عن عبدالله مرفوعاً :
"ليس أحد بأكسب من أحد ، ولا عام بأمطر من عام ، ولكن الله يصرفه حيث يشاء ، ويعطي المال من يحب ومن لا يحب ، ولا يعطي الإيمان إلا من يحب" .
وقال :
"تفرد به علي بن حميد" .
قلت : قال الذهبي :
"قال أبو زرعة : لا أعرفه ، وذكره العقيلي ، وروى له حديثاً منكراً" .
ثم ساق له هذا الحديث ، وقال :
"غريب جداً" .
وللحديث طريق أخرى عن ابن مسعود عند الإسماعيلي في "المعجم" (84/ 1) ، وفيه سعيد بن محمد الوراق ؛ وهو ضعيف ، وليس فيه أيضاً : "والرزق مقسوم ..." .

(136/1)


4132 - ( أين ذهبتم ؟ ! إنما هي : (يا أيها الذين آمنوا [عليكم أنفسكم] لا يضركم من ضل) من الكفار (إذا اهتديتم) ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 9/ 136 :
$منكر$
أخرجه أحمد (4/ 201-202) ، والطبراني في "المعجم الكبير" (22/ 317/ 799) من طريقين ، عن مالك بن مغول : حدثنا علي بن مدرك ، عن أبي عامر الأشعري :
كان رجل قتل منهم بأوطاس ، فقال له النبي صلي الله عليه وسلم :
"ياأبا عامر ! ألا غيرت ؟!" .
فتلا هذه الآية : (يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم) ، فغضب رسول الله صلي الله عليه وسلم وقال : فذكره .
والسياق لأحمد ، وسقط منه ما بين المعكوفتين ، واستدركته من "المجمع" (7/ 19) ، وقد سقط منه عزوه لأحمد مع أنه ساقه بلفظه ، ثم قال عقبه :
"رواه الطبراني ، ولفظه عن أبي عامر : أنه كان فيهم شيء ، فاحتبس عن النبي صلي الله عليه وسلم ، فقال النبي صلي الله عليه وسلم : "ما حسبك ؟" قال : قرأت هذه الآية ..." الحديث نحوه . فمن الظاهر أنه سقط من الطابع عزوه لأحمد ، فصواب التخريج :
"رواه أحمد وهذا لفظه ، ورواه الطبراني ..." إلخ . ثم قال الهيثمي :
"ورجالهما ثقات ، إلا أني لم أجد لعلي بن مدرك سماعاً من أحد من الصحابة" .
فتعقبه صاحبنا حمدي السلفي بقوله :
"قلت : بل ذكره ابن حبان في "ثقات التابعين" [5/ 165] وقال :
سمع أبا مسعود صاحب رسول الله صلي الله عليه وسلم" . وأبو مسعود مات في خلافة علي ، وأبو عامر مات في خلافة عبدالملك ؛ فإذا كان سمع من أبي مسعود ، فمن الممكن جداً أن يسمع من أبي عامر" .
وأقول : هذا الاستنتاج إنما يصح لو كان الذي أقامه عليه صحيحاً ؛ وهما أمران :
الأول : سماع علي بن مدرك من أبي مسعود ، وهو البدري .
والآخر : وفاة أبي عامر في خلافة عبدالملك .
وكلا الأمرين غير صحيح .
أما الأول : فلأن ابن حبان نفسه قد ذكر في ترجمة علي بن مدرك أنه مات سنة (120) ، وعلي رضي الله عنه مات سنة (40) فيكون بين وفاة أبي مسعود وعلي بن مدرك ثمانون سنة أو أكثر ، فمثله لا يمكن أن يسمع منه عادة ؛ إلا لو كان عمره سنة وفاة علي فوق العاشرة على الأقل فيكون معمراً ، وهذا ما لم ينقل ، فالسماع المذكور غير ثابت .
وأما الآخر : فلأن وفاة أبي عامر في خلافة عبدالملك ليس عليها دليل ينفع في مثل ما نحن فيه ، بل أشار أبو أحمد الحاكم إلى عدم صحة ذلك بقوله :
"يقال : مات في خلافة عبدالملك" .
فثبت أن الإسناد منقطع ، وأنه لذلك لم يذكر في "التهذيب" أنه سمع من أحد من الصحابة مع حكايته قول ابن حبان المتقدم . والله أعلم .
ثم إن متن الحديث يخالف الأحاديث المتعلقة بتفسير الآية - كحديث أبي بكر الصديق المعروف في "السنن" ، والمخرج في "الصحيحة" (1564) - ؛ فإنها تدل على أن الآية عامة ، فراجعها .

(137/1)


4133 - ( لا تسبوا ماعزاً . يعني : بعد أن رجم ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 9/ 138 :
$ضعيف$
أخرجه البزار (3/ 276/ 2743) من طريق الوليد بن أبي ثور ، عن سماك بن حرب ، عن عبدالله بن جبير قال : حدثني أبو الفيل قال : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : فذكره . وقال :
"لا نعلم روى أبو الفيل إلا هذا ، ولا له إلا هذا الإسناد ، ولا رواه عن سماك إلا الوليد ، وعبدالله بن جبير رأى النبي صلي الله عليه وسلم ، وروى عنه غير حديث ، ولم يحدث عنه إلا سماك" .
قلت : وهذا يعني في اصطلاحهم أنه مجهول ، وهذا ما صرح به ابن أبي حاتم عن أبيه ، وتبعه الذهبي في "الميزان" ، والعسقلاني في "التقريب" ، فذكره في الصحابة وهم ظاهر ، وقد ذكره الحافظ في (القسم الثالث) من "الإصابة" وقال "
"ذكره أبو علي بن السكن ثم قال : ليست له صحبة" .
وأورده ابن حبان - على قاعدته المعروفة في المجهولين - في ثقات التابعين (5/ 21) وقال :
"يروي عن أبي الفيل ، ولا أدري من أبو الفيل ؟ غير أن عبدالله رأى رجلاً من أصحاب النبي صلي الله عليه وسلم ، روى عنه أهل الكوفة" .
قلت : سماك بن حرب كوفي ، فإن كان ابن حبان يعني غيره أيضاً فليس بمجهول ، وهذا مما أستبعده .
ثم إن ما في "كشف الأستار" يخالف ما في "الثقات" ، فلعله سقط من "الكشف" أو من أصله : "مسند البزار" : "رجلاً من أصحاب" .
والوليد بن أبي ثور ؛ ضعيف ؛ كما في "التقريب" ، وهو الوليد بن عبدالله بن أبي ثور .
وبالجملة ؛ فعلة الحديث الجهالة والضعف .
ثم رأيت الحديث في "كنى الدولابي" (1/ 48) من طريق الوليد أيضاً .

(138/1)


4134 - ( من رابط ليلة حارساً من وراء المسلمين ؛ كان له أجر من خلفه ممن صام وصلى ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 9/ 139 :
$موضوع$
أخرجه الطبراني في "الأوسط" (ص 226 - مجمع البحرين) ، وابن حبان في "الضعفاء" (1/ 223) ، وأبو الفرج المقرىء في "الأربعين في فضل الجهاد" (رقم6) ، وابن الجوزي في "العلل" (2/ 91-92) من طريق الحارث بن عمير ، عن حميد الطويل ، عن أنس بن مالك قال :
سئل رسول الله صلي الله عليه وسلم عن أجر الرباط ؟ ... فذكره .
قلت : أورده ابن حبان في ترجمة الحارث هذا ؛ وقال :
"كان ممن يروي عن الأثبات الأشياء الموضوعات" .
ونقل ابن الجوزي عن ابن خزيمة أنه قال فيه :
"كذاب" . وقال الحاكم :
"روى عن حميد الطويل وجعفر بن محمد أحاديث موضوعة" .
قلت : ومع ذلك ، فقد وثقه جمع من المتقدمين ؛ كابن معين وغيره ، وما تقدم جرح مفسر ، فكأنهم لم يقفوا عليه ، ومن أجل ذلك قالوا في "علم المصطلح" : إن الجرح المفسر مقدم على التعديل ، ولهذا قال الذهبي بعد أن نقل توثيق ابن معين إياه :
"وما أراه إلا بين الضعف ؛ فإن ابن حبان قال في "الضعفاء" : ..." فذكر ما تقدم عنه ، وقال الحافظ في "التقريب" :
"وثقه الجمهور ، وفي أحاديثه مناكير ، ضعفه بسببها الأزدي وابن حبان وغيرهما ، فلعله تغير حفظه في الآخر" .
وساق له ابن حبان حديثين آخرين ، أحدهما الآتي بعده .
ومما سبق يظهر تساهل المنذري حين قال في "الترغيب" (2/ 151) :
"رواه الطبراني في "الأوسط" بإسناد جيد" !
ونحوه قول الهيثمي في "المجمع" (5/ 289) :
"... ورجاله ثقات" !

(139/1)


4135 - ( إذا اجتمع القوم في سفر ؛ فليجمعوا نفقاتهم عند أحدهم ؛ فإنه أطيب لنفوسهم ، وأحسن لأخلاقهم ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 9/ 141 :
$ضعيف$
رواه الحكيم الترمذي في "نوادر الأصول" (ص 266 - طبع القسطنطينية ، وهي بدون أسانيد) عن عمرو بن شعيب ، عن أبيه ، عن جده مرفوعاً .
وهكذا أورده السيوطي في "الجامع الكبير" وفي "الزوائد على الجامع الصغير" ، فالله أعلم بحال إسناده إلى عمرو ، ولكن قد نص السيوطي في مقدمة "الجامع الكبير" : أن كل ما عزي للعقيلي في "الضعفاء" ، وابن عدي في "الكامل" ، والخطيب في "تاريخه" ، ولابن عساكر أيضاً ، أو الحاكم في "التاريخ" ، والحكيم الترمذي في "النوادر" ، والديلمي في "مسند الفردوس" ؛ فهو ضعيف . فيستغنى بالعزو إليها أو إلى بعضها عن بيان ضعفه .
وقد رواه بعض الهلكى بإسناد آخر ، فقال سعدان بن يزيد البزار : أخبرنا عبدالله ابن ضرار بن عمرو ، عن أبيه ، عن يزيد الرقاشي ، عن أنس بن مالك مرفوعاً بلفظ :
"إن من أحمد الأشياء إذا كان القوم سفراً ..." الحديث .
أخرجه الخرائطي في "مكارم الأخلاق" (2/ 798/ 886 و 923) .
وهذا إسناد واه جداً ؛ آفته ضرار هذا ؛ فإنه متروك الحديث ؛ كما قال الذهبي في "المغني" .
وابنه عبدالله ؛ ضعيف ، وكذلك شيخه يزيد الرقاشي .

(140/1)


4136 - ( من يمن المرأة أن يكون بكرها جارية ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 9/ 142 :
$موضوع$
أخرجه ابن عدي في "الكامل" (6/ 302) من طريق شيخه محمد بن محمد بن الأشعث : حدثني موسى بن إسماعيل بن موسى بن جعفر ابن محمد : حدثني أبي ، عن أبيه ، عن جده جعفر ، عن أبيه ، عن جده علي بن الحسين ، عن أبيه ، عن علي مرفوعاً .
قلت : موضوع ، المتهم به هذا الشيخ ؛ فقد ساق له ابن عدي نحو خمسة وعشرين حديثاً من أصل قرابة ألف حديث بهذا الإسناد العلوي ، وقال :
"وعامتها من المناكير ، وكان متهماً" . وقال الدارقطني :
"آية من آيات الله ! وضع ذاك الكتاب . يعني العلويات" .
وقد مضى له حديث آخر موضوع في المجلد الرابع رقم (1932) . وقال الذهبي في "الميزان" :
"وساق له ابن عدي جملة موضوعات" .

(141/1)


4137 - ( أسقطت عائشة من رسول الله صلي الله عليه وسلم سقطاً ، فسماه عبدالله ، فكناها أم عبدالله ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 9/ 142 :
$باطل$
أخرجه الخطيب في "الموضح" (1/ 321) من طريق داود بن المحبر : حدثنا محمد بن عروة ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه ، عن عائشة قالت :
أسقطت من رسول الله صلي الله عليه وسلم ... الحديث ، وقال : فكناني ... قال محمد : فليس فينا امرأة اسمها عائشة إلا كنيت بأم عبدالله .
قلت : وهذا باطل ، موضوع إسناداً ومتناً .
أما الإسناد ؛ فلأن داود بن المحبر متهم ؛ قال الذهبي في "المغني" :
"واه ، قال ابن حبان : كان يضع الحديث ، وأجمعوا على تركه" .
وقد نسبه الدارقطني إلى سرقة الحديث .
وأما المتن ؛ فلأنه مخالف لما صح عن عائشة من طريق أخرى ، عن هشام ، عن أبيه ، عن عائشة أنها قالت :
يا رسول الله ! كل صواحبي لها كنية غيري ، قال : "فاكتني بابنك عبدالله ابن الزبير" فكانت تدعى بأم عبدالله حتى ماتت [ولم تلد قط] .
رواه أحمد وغيره ، وهو مخرج في "الصحيحة" (132) ، ولذا قال ابن القيم في "تحفة المودود" :
"حديث لا يصح ؛ لمخالفته لهذا الحديث الصحيح" .
ونحوه قول الحافظ في "الإصابة" :
"لم يثبت" .

(142/1)


4138 - ( إذا ركعت ؛ فإن شئت قلت هكذا : وضعت يديك على ركبتيك ، وإن شئت قلت هكذا ، يعني : طبقت ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 9/ 143 :
$منكر موقوف$
أخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (1/ 245) قال : حدثنا وكيع قال : أخبرنا فطر (الأصل : قطن) ، عن أبي إسحاق ، عن عاصم بن ضمرة (الأصل : حمزة) ، عن علي قال : فذكره موقوفاً .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ، ورجاله موثقون ، وفي عاصم بن ضمرة وفطر - وهو ابن خليفة - كلام لا ينزل به حديثهما عن مرتبة الحسن ؛ لكن أبو إسحاق - وهو السبيعي واسمه عمرو بن عبدالله - مدلس وقد عنعنه كما ترى ، مع أنه كان اختلط بأخرة كما هو معروف عند العلماء ، وصرح بذلك الحافظ في "التقريب" .
فالعجب منه كيف قال في "الفتح" (2/ 274) بعد أن عزاه لابن أبي شيبة في "المصنف" :
"وإسناده حسن" !
وقلده ذاك السقاف الإمعة في كتاب أخرجه حديثاً ، أسماه - معارضة لكتابي "صفة الصلاة" - : "صحيح صفة النبي صلي الله عليه وسلم من التكبير إلى التسليم كأنك تنظر إليها" !! وهو في الحقيقة حري باسم : "صفة صلاة الشافعية ..." ؛ لأن تقيلده فيه لهم جلي جداً عند العارفين بمذهبهم ، ومن ذلك ما دل عليه هذا الحديث الواهي من عدم وجوب وضع الكفين على الركب ، فإنه مذهب الشافعية كما في "المجموع" (3/ 410) مع أنه ثابت في بعض طرق حديث المسيء صلاته كما في "صفة الصلاة" ، وهو مخرج في "الإرواء" (1/ 321-322) ، و "صحيح أبي داود" (747) ، وصححه ابن خزيمة ، وابن حبان ، والحاكم ، والذهبي ، وابن الجارود (194) . وقد ذكر النووي نفسه في الموضع المشار إليه أن الحديث جاء لبيان أقل الواجبات ، ومع ذلك لم يأخذوا بهذا الأمر منه ، وتعصب لهم هذا المقلد الدعي وتجاهل هذا الأمر ، فلم يذكره فيما ذكر من ألفاظ الحديث في أول كتابه ، وتمسك بهذا الحديث الواهي ضرباً به لهذا الحديث الصحيح في الصدر ، مقلداً لمن حسنه غافلاً عن علته الظاهرة سنداً ؛ أو متغافلاً لو كان عالماً بها ، وعن علته القائمة في متنه لو كان فقيهاً ، ألا وهي إباحته للتطبيق مع تصريحه عقبه بسطر أنه منسوخ ، فهو في الحقيقة يلعب على الحبلين - كما يقال - ؛ فإنه ساق هذا الأثر ليضرب أمر النبي صلي الله عليه وسلم بالوضع على الركب ، ثم ضرب عجزه لمخالفته لأمر النبي بالوضع على الركب في حديث سعد الصحيح ، وتأوله (ص 148) بأنه ليس للوجوب ، واستدل على ذلك بأمور يطول الكلام عليها منها هذا الأثر ، ولما كان يعلم - إن شاء الله - أن حديث المسيء صلاته يبطل هذا التأويل تجاهله ! ولو كان صادقاً في تأليفه "صحيحه" لأخذ به واستراح من هذا الأثر الواهي .
وقد روى عبدالرزاق في "مصنفه" (2/ 152-153) من طريق إسرائيل ، عن أبي إسحاق نفسه ، عن علقمة والأسود : أنهما صليا وراء عمر ووضع يديه على ركبتيه قالا : وطبقنا ، قال عمر : ما هذا ؟ فأخبرناه بفعل عبدالله - يعني ابن مسعود - قال :
"ذاك شيء كان يفعل ثم ترك" .
فهذا من صحيح حديث أبي إسحاق أولى من أثره الواهي عن علي .
وقد روى ابن أبي شيبة (1/ 245) بسند ضعيف عن علي قال :
"إذا ركعت فضع كفيك على ركبتيك ..." .
ومن ذلك أيضاً لما ذكر حديث مسلم عن أبي سعيد رضي الله عنه في قراءة النبي صلي الله عليه وسلم في الظهر ، وذكر منه ما كان يقرأ في الركعتين الأوليين ، لم يذكر تمامه ، ونصه :
"وفي الأخريين قدر خمس عشرة آية" .
أي في كل ركعة كما قال الشوكاني وغيره ، وترجم له البيهقي في "سننه" بقوله (2/ 63) : "باب من استحب قراءة السورة بعد الفاتحة في الأخريين" .
وإنما أسقط السقاف هذه الجملة من الحديث تقليداً منه لما عليه الشافعية ؛ على الأصح من القولين عندهم كما في "المجموع" (3/ 386-387) ؛ مع أن الإمام الشافعي نص في "الأم" على الاستحباب (3/ 387) ، وذكر له البيهقي بعض الآثار عن أبي بكر رضي الله عنه وغيره ، مما يدل على أن هذه القراءة سنة معروفة عند السلف رضي الله عنهم ، ومع ذلك أسقط السقاف هذا الحديث من "صحيحه" المزعوم !
وكذلك فعل بحديث أبي هريرة في سجود النبي صلي الله عليه وسلم في الصلاة سجدة التلاوة إذا قرأ سورة (إذا السماء انشقت) ، مع أنه ثابت في "الصحيحين" كما قال النووي في "المجموع" (4/ 62-63) ، ومع ذلك مر عليه النووي في "شرح مسلم" ، فلم يتكلم حوله بما فيه من شرعية سجود التلاوة في الصلاة في هذه السورة ! بخلاف الحافظ رحمه الله كما يأتي ، وقال ابن عبدالبر في "التمهيد" (19/ 122) :
"هذا حديث صحيح ، لا يختلف في صحة إسناده ، وفيه السجود في (إذا السماء انشقت) في الفريضة ، وهو مختلف فيه ، وهذا الحديث حجة لمن قال به ، وحجة على من خالفه" .
ونقل الحافظ (2/ 556) عنه أنه قال :
"وأي عمل يدعى مع مخالفة النبي صلي الله عليه وسلم والخلفاء الراشدين بعده ؟" .

(143/1)


يشير بذلك إلى الرد على مالك رحمه الله ؟ وعلى من وافقه من الشافعية ، ومنهم ذاك "الرويبضة" المحروم من اتباع سنة النبي صلي الله عليه وسلم على خلاف عنوان كتابه ؛ الذي لم يورد فيه حديث أبي هريرة هذا فيما يسن أن يقرأ في صلاة العشاء (ص 137) ، بل إنه أبطله بجهالة بالغة ، فقال في الصفحة التي بعدها :
"اعلم أنه لا يجوز للمصلي أن يقصد قراءة آيات فيها آية سجدة ليسجد في الصلاة سجود التلاوة ،لأنه بذلك يكون قد تعمد زيادة ركن في الصلاة ؛ وهو السجود ، وهذا يبطلها" !
ثم استثنى من ذلك قراءة سورة السجدة صباح الجمعة ، ثم عقب على ذلك بأنه لا يجوز أن يقرأ سورة أخرى فيها آية سجود كسورة (اقرأ باسم ربك) ، ومن فعل ذلك بطلت صلاته !

(143/2)


4139 - ( لقد رأيتني مع النبي صلي الله عليه وسلم وحضرت الصلاة : صلاة العصر ، وقد أتينا موضعاً يقال له : نخلة - أحسبه قال - : نريد أن نصلي ، فقال لنا أبو طالب - ونظر إلينا - : يا ابن أخي ! ماتصنعون ؟ فقلنا : نصلي ، فدعاه النبي صلي الله عليه وسلم إلى الإسلام ، فقال : إن الذي تدعو إليه لحسن ، ولكن والله يا ابن أخي ! لا تعلوني استي أبداً . فضحكت من قوله ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 9/ 147 :
$ضعيف جداً$
أخرجه الطيالسي (188) ، وأحمد (1/ 99) ، والبزار في مسنده "البحر الزخار" (2/ 319/ 751) والسياق له من طريق يحيى بن سلمة ابن كهيل عن أبيه قال : سمعت حبة العرني يقول :
رأيت علي بن أبي طالب يخطب ، فضحك ضحكاً ، فعجبنا من ضحكه ، فلما نزل قلنا : يا أمير المؤمنين ! لقد ضحكت ضحكاً على المنبر ، فمم ضحكت ؟ قال :
ذكرت أبا طالب ، لقد رأيتني ... الحديث . وقال البزار :
"لا نعلمه يروى إلا عن علي ، ولا رواه عن حبة إلا سلمة بن كهيل ، وقد روى شعبة عن سلمة بن كهيل عن حبة عن علي قال : أول صلاة صلينا مع رسول الله صلي الله عليه وسلم العصر . فرواه شعبة مختصراً" .
قلت : يحيى هذا ؛ قال الحافظ :
"متروك ، وكان شيعياً" .
وتناقض فيه ابن حبان ؛ كما بينته في "تيسير الانتفاع" ، ولا تغتر بقول الهيثمي في "مجمع الزوائد" (9/ 102) بعد أن ساقه بنحو ما تقدم بزيادة لأحمد :
"تعجباً لقول أبيه ، ثم قال : اللهم ! لا أعترف [أن] عبداً [لك] من هذه الأمة عبدك قبلي غير نبيك . (ثلاث مرات) ، لقد صليت قبل أن يصلي الناس سبعاً" .
قال الهيثمي :
"رواه أحمد ، وأبو يعلى باختصار ، والبزار ، والطبراني في "الأوسط" ، وإسناده حسن" .
قلت : لا يغرنك هذا التحسين ؛ فإنه يعني رواية الطبراني ، وهو من تسامحه أو تساهله في التعبير ؛ فإن الحديث في "أوسط الطبراني" (2/ 444/ 1767 - ط) عن عمرو بن هاشم الجنبي ، عن الأجلح ، عن سلمة بن كهيل ، عن حبة ، عن علي قال :
اللهم ! إنك تعلم أنه لم يعبدك أحد من هذه الأمة بعد نبيها صلي الله عليه وسلم قبلي ، ولقد عبدتك قبل أن يعبدك أحد من هذه الأمة بست سنين" . وقال :
"لم يروه عن الأجلح إلا عمرو" .
قلت : وهو ضعيف ؛ قال الحافظ :
"لين الحديث ، أفرط فيه ابن حبان" .
قلت : لكنه لم يتفرد به ؛ فقال أبو يعلى في "المسند" (1/ 348/ 447) : حدثنا أبو هاشم الرفاعي : حدثنا محمد بن فضيل : حدثنا الأجلح به ؛ إلا أنه قال :
"خمس سنين ، أو سبع سنين" .
وتابعه شعيب بن صفوان ، عن الأجلح بلفظ :
"سبع سنين" بدون شك .
أخرجه الحاكم (3/ 112) ساكتاً عنه .
وشعيب بن صفوان ؛ قال الحافظ :
"مقبول" ورمز له أنه من رجال مسلم ، فالحديث محفوظ عن الأجلح ، وهو صدوق شيعي عند الحافظ ، وقال الذهبي في "المغني" :
"شيعي لا بأس بحديثه ، ولينه بعضهم ، وقال الجوزجاني : الأجلح تغير" .
قلت : فهو علة هذا المتن ، أو حبة بن جوين ؛ فإنه كان غالياً في التشيع مع كونه صدوقاً له أغلاط كما قال الحافظ . وقال الذهبي في "المغني" أيضاً :
"من الغلاة ، حدث أن علياً كان معه بـ (صفين) ثلاثون (في "الميزان" : ثمانون) بدرياً ، قال السعدي : غير ثقة" .
وقد أبطل الذهبي الحديث من حيث متنه متعقباً سكوت الحاكم عليه ، فقال :
"قلت : وهذا باطل ؛ لأن النبي صلي الله عليه وسلم من أول ما أوحي إليه - آمن به حديجة ، وأبو بكر ، وبلال ، وزيد ؛ مع علي ؛ قبله بساعات ، أو بعده بساعات ، وعبدوا الله مع نبيه ، فأين السبع سنين ؟! ولعل السمع أخطأ ، فيكون أمير المؤمنين قال "عبدت الله ولي سبع سنين" ولم يضبط الراوي ما سمع . ثم حبة شيعي جبل ! قد قال ما يعلم بطلانه ؛ من أن علياً شهد معه صفين ثمانون بدرياً ! وذكره أبو إسحاق الجوزجاني فقال : هو غير ثقة . وقال الدارقطني وغيره : ضعيف . وشعيب والأجلح متكلم فيهما" .
قلت : شعيب بريء منه ؛ لأنه متابع من اثنين كما تقدم ، ويغلب على الظن أن التهمة أو الخطأ ينصب على الأجلح ؛ لأنه قد خالفه شعبة ، فرواه عن سلمة به مختصراً جداً بلفظ :
أنا أول رجل صلى مع رسول الله صلي الله عليه وسلم .
أخرجه أحمد (1/ 141) : حدثنا يزيد : أنبأنا شعبة به .
وقال الهيثمي (9/ 103) :
"رواه أحمد ، ورجاله رجال الصحيح غير حبة العرني ، وقد وثق" . ومن طريق يزيد - وهو ابن هارون - رواه ابن سعد (3/ 21) .
قلت : فقول الشيخ أحمد شاكر في تعليقه على "المسند" (2/ 282) :
"إسناده صحيح" .
ليس كما ينبغي ، لا سيما وقد خولف يزيد - وهو ابن هارون - ، فقال البزار (752) : حدثنا محمد بن المثنى قال : أخبرنا وهب بن جرير قال : أخبرنا شعبة بلفظ :
أول صلاة صلينا مع رسول الله صلي الله عليه وسلم العصر .

(144/1)


لكن خالفه موافقاً ليزيد جمع من الثقات ، فقال ابن سعد : أخبرنا يزيد بن هارون وسليمان أبو داود الطيالسي ، قالا : أخبرنا شعبة به . وقال ابن أبي شيبة (12/ 65/ 12134) : حدثنا شبابة قال : حدثنا شعبة به . فاللفظ الأول هو المحفوظ عن شعبة .
وله فيه إسناد آخر أصح ، فقال الطيالسي (93/ 678) :
حدثنا شعبة قال : أخبرني عمرو بن مرة قال : سمعت أبا حمزة ، عن زيد بن أرقم قال :
"أول من صلى مع رسول الله صلي الله عليه وسلم علي" .
وأخرجه الترمذي (3735) ، والحاكم (3/ 136) ، وأحمد (4/ 368،370) ، وابن سعد أيضاً ، والطبراني في "الأوائل" (79/ 53) ولفظه كالترمذي وغيره :
"أول من أسلم .." . وزاد :
"قال عمرو بن مرة : فذكرت ذلك لإبراهيم النخعي فأنكره ، وقال : أول من أسلم أبو بكر الصديق" . وقال :
"حديث حسن صحيح" . وقال الحاكم :
"صحيح الإسناد ، وإنما الخلاف في هذا الحرف أن أبا بكر كان أول الرجال البالغين إسلاماً ، وعلي بن أبي طالب تقدم إسلامه على البلوغ" .
وأقره الذهبي .
قلت : وهذا في الرجال ، وإلا ؛ فخديجة رضي الله عنها أسبقهم إسلاماً كما في حديث ابن عباس الطويل في "المسند" (1/ 330-331) ، ومن طريقه الحاكم (3/ 137-139) ، وهو في فضل علي رضي الله عنه . وفيه :
"وكان أول من أسلم من الناس بعد خديجة" .
وقال الحاكم :
"صحيح الإسناد" . ووافقه الذهبي .
وقد انقلب حديث عمرو بن مرة هذا على بعض الرواة ؛ فأخرجه الطبراني في "الأوسط" (3/ 22/ 2031) من طريق غالب بن عبدالله بن غالب السعدي ، عن سفيان بن عيينة عن مسعر ، عن عمرو بن مرة به إلا أنه قال :
"أول من صلى مع النبي صلي الله عليه وسلم أبو بكر" .
وقال الطبراني :
"لم يروه عن سفيان غير هذا الشيخ غالب ، وخالف شعبة ؛ لأن شعبة رواه عن عمرو ... بلفظ : أول من صلى مع النبي صلي الله عليه وسلم [علي]" .
وأقول : الشيخ غالب هذا ؛ مجهول كما قال ابن حزم ، ولم يعرفه الهيثمي (9/ 43) .
ثم إن حديث الترجمة مما أورده ذاك السقاف في كتابه الذي أسماه بـ "صحيح الصلاة" ؛ على ما أخبر به النبي صلي الله عليه وسلم فيما صح عنه في بعض الأحاديث : "يسمونها بغير اسمها" ! كما يدل على ذلك مجموعة من الأحاديث الصحيحة التي ضعفها أو أعرض عنها اتباعاً لهواه أو انتصاراً لمذهبه ، وأحاديث أخرى احتج بها للغاية نفسها وهي ضعيفة ، منها حديث الترجمة هذا ، مقلداً تخريج الهيثمي المتقدم ؛ لجهله بأن تحسينه المذكور فيه لا يعني الحديث نفسه ، وإنما مختصره الذي في "أوسط الطبراني" كما تقدم بيانه ، فكن منه على حذر. ومنها أحاديث أخرى كثيرة سيأتي بيان بعضها . فانظر الحديث (5816) و (6379) .

(144/2)


4140 - ( إذا مات أحدكم فلا تحسبوه ، وأسرعوا به إلى قبره ، وليقرأ عند رأسه بفاتحة الكتاب ، وعند رجليه بخاتمة البقرة في قبره ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 9/ 152 :
$ضعيف جداً$
أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" ( 12/ 444/ 13613) ، والبيهقي في "الشعب" (7/ 16/ 9294) من طريق يحيى بن عبدالله البابلتي : أخبرنا أيوب بن نهيك الحلبي - مولى آل سعد بن أبي وقاص - قال : سمعت عطاء بن أبي رباح : سمعت عبدالله بن عمر : سمعت النبي صلي الله عليه وسلم يقول : فذكره . وقال البيهقي :
"لم يكتب إلا بهذا الإسناد فيما أعلم ، وقد روينا القراءة المذكورة فيه عن ابن عمر موقوفاً عليه" .
قلت : وقال الهيثمي في "المجمع" (3/ 44) :
"رواه الطبراني في "الكبير" ، وفيه يحيى بن عبدالله البابلتي ، وهو ضعيف" .
وأقول : لقد شغل بإعلاله بهذا الضعيف عن إعلاله بمن هو أشد ضعفاً منه ، وهو شيخه أيوب بن نهيك ؛ قال الذهبي في "المغني" :
"تركوه" .
وقد أشار إلى هذا الحافظ حين ساق له حديثاً آخر غير هذا في "اللسان" سيأتي برقم (5087) ، وذكره من مناكيره عقب عليه بقوله :
"ويحيى ضعيف ، لكنه لا يحتمل هذا" .
وهذا من دقة نقده رحمه الله تعالى .
وأما الأثر الذي أشار إليه البيهقي رحمه الله ؛ فهو مع كونه موقوفاً ففيه عبدالرحمن بن العلاء بن اللجلاج ؛ وهو مجهول ؛ كما حققته في "أحكام الجنائز" (ص 192) ، وقول الهيثمي في "المجمع" (3/ 44) :
"رواه الطبراني في "الكبير" ، ورجاله موثقون" .
فهو مما لا ينافيه ، بل هو يشير إلى جهالته ؛ لأن "موثقون" غير "ثقات" عند من يفهم الهيثمي واصطلاحه ، وهو يعني أن بعض رواته توثيقه لين ، وهو يقول هذا في الغالب فيما تفرد بتوثيقه ابن حبان ، ولا يكون روى عنه إلا راو واحد ، وهذا هو الواقع في عبدالرحمن هذا كما هو مبين هناك ، وقد جهل هذه الحقيقة بعض أهل الأهواء ؛ فقال الشيخ عبدالله الغماري في رسالته : "إتقان الصنعة" (ص 110) معقباً على قول الهيثمي "موثقون" ومعتمداً عليه :
"قلت : فإسناده حسن" !
وجعله من أدلة القائلين بوصول القراءة إلى الميت ، ولا يخفى فساده ! ثم أتبعه بحديث الترجمة ساكتاً عنه ، متجاهلاً تضعيف الهيثمي لراويه البابلتي ، وهو على علم به ؛ لأنه منه نقل أثر ابن اللجلاج المذكور آنفاً . ثم ادعى اختلاف آخر الحديث عند الطبراني عنه عند البيهقي ، وهو خلاف الواقع .
وقد ستر عليه ظله المقلد له : السقاف ؛ فإنه لم يذكر الحديث بتمامه حتى لا يخالف شيخه ! انظر ما أسماه بـ "صحيح صفة النبي صلي الله عليه وسلم" (ص 243) .
هذا أولاً .
وثانياً : إنه قال :
"قلت : وهو حديث حسن ، وحسنه شيخنا ... قلت : بل هو حديث صحيح ، احتج به ابن معين كما في "تهذيب الكمال" للمزي (22/ 537-538) والإمام أحمد وعلي بن موسى الحداد ؛ كما روى ذلك الخلال . وفي معناه حديث آخر ضعيف الإسناد إلا أنه حسن بهذا الشاهد ..." . ثم ذكر حديث الترجمة إلى قوله : "فاتحة الكتاب" دون تتمته ؛ حتى لا يظهر بمظهر المخالف لشيخه كما ذكرت آنفاً !
وأقول : في هذا الكلام غير قليل من الأضاليل والأكاذيب ، وهاك البيان :
الأول : ما عزاه لـ "التهذيب" ؛ فإنه ليس فيه ما زعمه من الاحتجاج ؛ فإن نصه فيه :
"وقال عباس الدوري : سألت يحيى بن معين عن القراءة عند القبر ؟ فقال : حدثنا مبشر بن إسماعيل الحلبي عن عبدالرحمن بن العلاء بن اللجلاج ..."
قلت : فذكر الأثر . فليتأمل القارىء كيف حرف جواب ابن معين للسائل إلى الاحتجاج بما روى له بالإسناد لينظر فيه ؟!
الثاني : ما عزاه لأحمد ؛ منكر لسببين :
أحدهما : أن شيخ الخلال فيه الحسن بن أحمد الوراق ؛ لا يعرف .
والآخر : أنه مخالف لما رواه أبو داود قال :
"سمعت أحمد سئل عن القراءة عند القبر ؟ فقال : لا" .
وهو مذهب جمهور السلف كأبي حنيفة ومالك ، وقال هذا :
"ما علمت أحداً يفعل ذلك" .
فكيف مع هذا كله يكون هذا العزو لأحمد ، بل وأثر ابن عمر نفسه صحيحاً ؟!
الثالث : ما عزاه لعلي بن موسى الحداد ، يقال فيه ما قلنا في الذي قبله ؛ لأن الراوي عنه هو الوراق المذكور آنفاً ، بل وزيادة ؛ وذلك ؛ لأن الحداد هذا غير معروف في الرواة فضلاً عن العلماء ، فكيف جاز لذاك السقاف أن يقرنه مع الإمامين ابن معين وأحمد ، ولا يعرف إلا في رواية الخلال هذه ؛ لولا الهوى والإضلال !
الرابع : قوله : "حديث حسن" يناقض قوله : "بل هو حديث صحيح" ؛ لأن الأول - وهو قول شيخه الغماري كما تقدم - إنما يعني في اصطلاح العلماء أنه حسن لغيره ، وهو حديث الترجمة ، ولذلك ذكره عقبه ، ولولا ذاك لقال : حسن الإسناد ، كما لا يخفى على النقاد . وإذا كان الأمر كذلك ، فاحتجاج ابن معين به وغيره لو صح عنهم - ولم يصح كما تقدم - لا يكون دليلاً على أنه صحيح ؛ لأن الحسن يحتج به أيضاً عند العلماء .

(145/1)


فماذا يقول القراء الكرام فيمن يتكلف ما سبق في سبيل تقوية حديث واه جداً ، مع مخالفته لما عليه جماهير العلماء من القول بكراهة قراءة القرآن عند القبور كما هو مشروح في الكتاب السابق : "أحكام الجنائز" ؟! فليرجع إليه من شاء الزيادة .

(145/2)


4141 - ( كان يصلي في السفر ركعتين ، قالت عائشة : كان في حرب ، وكان يخاف ، هل تخافون أنتم ؟! ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 9/ 156 :
$باطل$
أخرجه ابن جرير الطبري في "التفسير" (5/ 155) قال : حدثني أبو عاصم عمران بن محمد الأنصاري ، قال : حدثنا عبدالكبير بن عبدالمجيد ، قال : حدثني عمر بن عبدالله بن محمد بن عبدالرحمن بن أبي بكر الصديق قال : سمعت أبي يقول : سمعت عائشة تقول في السفر :
أتموا صلاتكم . فقالوا : إن رسول الله صلي الله عليه وسلم [كان] يصلي في السفر ركعتين ، فقالت : إن رسول الله صلي الله عليه وسلم كان ... الحديث .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ، ومتن منكر ؛ بل باطل ؛ عمران هذا ؛ لم يوثقه غير ابن حبان ، ولا وجدته عند غيره (8/ 499) . وقال :
"يروي عن مالك بن سعير بن الخمس ، حدثنا عنه محمد بن أحمد بن علي الحواري بـ (الوصل)" .
وعمر بن عبدالله بن محمد بن عبدالرحمن بن أبي بكر الصديق ؛ لم أجد له ذكراً في شيء من كتب الرجال التي عندي ، ولا ذكره ابن حجر في الرواة عن أبيه من "التهذيب" (6/ 11) ، وإنما ذكر ابنيه عبدالرحمن ومحمداً ، الأمر الذي يدل على أنه غير معروف ، مع أنه يحتمل أن "عمر" محرف "محمد" ؛ لقرب الشبه بينهما . والله أعلم .
وأما بطلان متنه ؛ فهو ظاهر جداً لمن عرف سيرة النبي صلي الله عليه وسلم واستمراره في قصر الصلاة في كل أسفاره ، حتى في حجة الوداع ؛ كما قال وهب بن حارثة رضي الله عنه :
"صلى بنا النبي صلي الله عليه وسلم آمن ما كان بمنى ركعتين" .
رواه البخاري (1083) ، وغيره .
ولا أدل على ذلك من حديث يعلى بن أمية قال :
قلت : لعمر بن الخطاب : (ليس عليكم جناح أن تقصروا من الصلاة إن خفتم أن يفتنكم الذين كفروا) فقد أمن الناس ؟ فقال : عجبت مما عجبت منه ، فسألت رسول الله صلي الله عليه وسلم عن ذلك ؟ فقال :
"صدقة تصدق الله بها عليكم ، فاقبلوا صدقته" .
رواه مسلم وغيره ، وهو مخرج في "صحيح أبي داود" (1083) .
بل قد صح عن عائشة نفسها ما يؤكد بطلانه ؛ فقد روى البيهقي في "سننه" (3/ 143) عن جماعة من الثقات قالوا : حدثنا وهب بن جرير : حدثنا شعبة ، عن هشام ابن عروة ، عن أبيه ، عن عائشة رضي الله عنها : أنها كانت تصلي في السفر أربعاً . فقلت لها : لو صليت ركعتين ؟ فقالت : يا ابن أختي ! إنه لا يشق علي .
وهذا إسناد صحيح كما قال الحافظ في "الفتح" (2/ 571) ، وأشار في أعلى الصحيفة المذكورة إلى بطلان حديث الترجمة ، وهو واضح جداً لما ذكرته آنفاً ، بخلاف هذا ؛ فإنه يتعلق برأي لها ، والعبرة بروايتها وليس برأيها .
وقد صح عنها أنه صلي الله عليه وسلم كان يصلي في السفر ركعتين في غير ما حديث ، كما صح عنها قولها : "فرضت الصلاة ركعتين ركعتين في الحضر والسفر ، فأقرت صلاة السفر ، وزيد في صلاة الحضر" ، ومعناه في "الصحيحين" ، وهو مخرج في "صحيح أبي داود" (1082) .
وقد أنكر هذه الحقائق كلها ذاك السقاف المقلد الغماري فيما أسماه بـ "صحيح صلاة النبي صلي الله عليه وسلم ..." وكان الأحرى به أن يسميه بـ "صحيح صلاة الشافعي" بل "الشافعية" لكثرة اعتماده عليهم ، ولو فعل لما صدق ، ولبيان ذلك مجال آخر ، والغرض هنا أنه صرح (ص 275) أن قصر الصلاة في السفر رخصة جائزة ، لا واجبة ولا مستحبة ! واستدل بهذا الحديث الباطل ؛ بل قال : "سنده حسن" ! وهذا مما لا يقوله إلا جاهل لم يشم رائحة هذا العلم ، أو مقلد مكابر متجاهل ، كما أنه استدل بآية القصر المذكورة في حديث عمر ، فلم يعرج عليه ولا دندن حوله ، ولم يقبل صدقة الله المذكورة فيه ، وأخشى ما أخشاه أن يكون ضعيفاً عنده لمخالفته لقوله المذكور ، كما ضعف شيخه الغماري حديث "الصحيحين" عن عائشة الذي أشرت إليه آنفاً لتصريحه بفرضية القصر ، وقد أشرت إلى ذلك في "تمام المنة" (319) ، ورددت عليه مفصلاً في المجلد السادس من "الصحيحة" (2814) ، وهو تحت الطبع ، وسيكون بين يدي القراء قريباً إن شاء الله تعالى .

(146/1)


4142 - ( إن يأجوج ومأجوج من ولد آدم ، وإنهم لو أرسلوا إلى الناس لأفسدوا عليهم معايشهم ، ولن يموت منهم أحد إلا ترك من ذريته ألفاً فصاعداً ، وإن من ورائهم ثلاث أمم : تاويل ، وتاريس ، ومنسك ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 9/ 159 :
$منكر$
أخرجه الطيالسي في "مسنده" (2282) ، ومن طريقه الطبراني كما في "نهاية ابن كثير" (1/ 185) : حدثنا المغيرة بن مسلم - وكان صدوقاً مسلماً - قال : حدثنا أبو إسحاق ، عن وهب بن جابر ، عن عبدالله بن عمرو مرفوعاً .
قلت : المغيرة هذا ؛ هو القسملي ، وهو صدوق كما قال الطيالسي ، وقد تابعه زياد بن خيثمة ؛ وهو ثقة ، أخرجه من طريقه الطبراني في "المعجم الأوسط" (2/ 244/ 1/ 8762) ، وقال الهيثمي في "المجمع" (8/ 6) :
"رواه الطبراني في "الكبير" و "الأوسط" ، ورجاله ثقات" !
كذا قال ، وفيه علتان :
الأولى : جهالة وهب بن جابر ، ولم يوثقه غير ابن حبان (5/ 489) ، ولم يذكر له راوياً غير أبي إسحاق هذا ؛ وهو السبيعي ، ولذا قال الذهبي فيه :
"قال ابن المديني : "مجهول" . قلت : لا يكاد يعرف ، تفرد عنه أبو إسحاق" .
قلت : ولذلك أشار في "الكاشف" إلى تليين توثيق ابن حبان إياه - وهو عمدة الهيثمي ! - بقوله :
"وثق" .
والعلة الأخرى : اختلاط أبي إسحاق ، وقد اختلف عليه في إسناده ، فراوه الثقتان المذكوران كما تقدم . وخالفهما زيد بن أبي أنيسة فقال : عن أبي إسحاق ، عن عمرو بن ميمون الأودي ، عن ابن مسعود مرفوعاً به .
أخرجه ابن حبان (1907 - موارد) .
قلت : وزيد بن أبي أنيسة ثقة من رجال الشيخين ، وقد خالف في موضعين : أحدهما : جعله من مسند ابن مسعود ، وهو عندهما من مسند ابن عمرو ، والآخر : سمى تابعيه عمرو بن ميمون - وهو ثقة - وعندهما : وهب بن جابر المجهول .
ويغلب على الظن أن هذا الاضطراب إنما هو من تخاليط أبي إسحاق ، حدث به في اختلاطه .
ثم تكشفت لي علة ثالثة ؛ وهي الوقف والاختصار في المتن ، فقال شعبة : عن أبي إسحاق ، عن وهب بن جابر ، عن عبدالله بن عمرو قال :
"إن من بعد يأجوج ومأجوج لثلاث أمم لا يعلم عدتهم إلا الله : تاويل ، وتاريس ، ومنسك" .
أخرجه أبو عمرو الداني في "الفتن" (ق 141/ 1) من طريقين عن محمد ابن يحيى ، عن أبيه ، عن عاصم بن حكيم ، عن شعبة به .
ولعل هذه الرواية أصح مما تقدم ؛ لما هو معروف أن شعبة روى عن أبي إسحاق قبل اختلاطه ، لكن في الطريق إليه محمد بن يحيى ، عن أبيه ، ولم أعرفهما الآن . والله أعلم .
وبالجملة ؛ فمدار الحديث على أبي إسحاق ، والأكثر على أن شيخه فيه وهب ابن جابر ؛ وهو مجهول ، فهو علة هذا الحديث . وقد سكت عنها الحافظ في "تخريج الكشاف" (4/ 104/ 329) ! وقد عزاه أيضاً لـ "المستدرك" عن عبدالله ابن عمرو رفعه : "إن يأجوج ومأجوج ..." إلخ ، وهو فيه (4/ 490 و 500-501) مختصراً ومطولاً ، وابن جرير (17/ 70) من طريق شعبة وغيره عن أبي إسحاق ، وقال الحاكم :
"صحيح على شرط الشيخين" . ووافقه الذهبي ، وقد ذهل عن جهالة وهب ابن جابر التي نقلتها عنه آنفاً ، مع أنه ليس من رجال الشيخين .
وذكر له الحافظ شاهداً من رواية النسائي عن عمرو بن أوس ، عن أبيه رفعه :
"إن يأجوج ومأجوج يجامعون ما شاؤوا ، ولا يموت رجل منهم إلا ترك من ذريته ألفاً فصاعداً" .
وسكت عنه أيضاً ! وكنت أود له أن يبدأ بذكر إسناد الحديث من حيث يمكن للباحث أن يكشف عن علته ؛ إذ هو سكت عنها ، لا سيما والحديث ليس في "سنن النسائي الصغرى" المتداولة بين الناس ، وإنما هو في "السنن الكبرى" له (6/ 408) ومن طريق ابن عمرو بن أوس ، عن أبيه ، عن جده .
فابن عمرو هو العلة ؛ إذ إنه لا يعرف ، فقد أورده الحافظ في "باب من نسب إلى أبيه ..." وقال :
"يقال : اسمه عبدالرحمن . تقدم في ابن أوس" .
وهناك لما رجعت إليه لم أجده . وكذلك لم يذكره في أصله في "التهذيب" ، وإنما أورده فيه في الباب المشار إليه (12/ 305) مختصراً :
"ابن عمرو بن أوس : هو عبدالرحمن" .
هكذا لم يحل به إلى الأسماء ، وإنما إلى أول الباب المذكور ، لكنه قال :
"ابن أبي أوس الثقفي ، يقال : اسمه عبدالرحمن ، ويقال : هو ابن عمرو بن أوس" .
وهو خلاصة ما في "تهذيب المزي" (34/ 425) ، ولم يذكروا فيه جرحاً ولا تعديلاً ، فهو مجهول ، فهو علة هذا الإسناد . وقد عزاه الحافظ أيضاً في "الفتح" (13/ 109) لابن أبي حاتم وابن مردويه من طريق ابن عمرو هذا بزيادة في متنه وسكت عنه أيضاً ! وقد أشار الحافظ ابن كثير في "تفسيره" (3/ 104) إلى هذا الحديث ونحوه بقوله :
"وروى ابن أبي حاتم عن أبيه في ذلك أحاديث غريبة لا تصح أسانيدها" .
ولهذا ؛ قال في "النهاية" (1/ 184) :

(147/1)


"يأجوج ومأجوج ناس من الناس ، يشبهون الناس كأبناء جنسهم من الأتراك المخرومة عيونهم ، الزلف أنوفهم ، الصهب شعورهم ، على أشكالهم وألوانهم ، ومن زعم أن منهم الطويل الذي كالنخلة السحوق أو أطول ، ومنهم القصير الذي هو كالشيء الحقير ، ومنهم من له أذنان يتغطى بإحداهما ، ويتوطى بالأخرى ؛ فقد تكلف ما لا علم له به ، وقال ما لا دليل عليه ، وقد ورد في حديث : "إن أحدهم لا يموت حتى يرى من نسله ألف إنسان" ، فالله أعلم بصحته" .
وما أشار إليه رحمه الله من الاختلاف في الطول والقصر وغيره ؛ قد جاء فيه حديث ، لكن إسناده مما لا يفرح به ، بل هو موضوع ، كما يأتي بيانه في الذي يليه .
ثم وجدت لحديث الترجمة شاهداً آخر ؛ فقال ابن جرير (17/ 69) : حدثني عصام بن رواد بن الجراح قال : حدثني أبي قال : حدثنا سفيان بن سعيد الثوري قال : حدثنا منصور بن المعتمر ، عن ربعي بن حراش قال : سمعت حذيفة بن اليمان يقول : فذكره .
قلت : وهذا إسناد ضعيف جداً ؛ يخشى أن يكون من تخاليط رواد أبي عصام ، فقد قال الحافظ فيه :
"صدوق اختلط بأخرة ؛ فترك ، وفي حديثه عن الثوري ضعف شديد" .
قلت : وهذا من حديثه عنه كما ترى .
وابنه عصام ؛ لينه الحاكم أبو أحمد ، لكن قال أبو حاتم :
"صدوق" .
وذكره ابن حبان في "الثقات" (8/ 221) ، فالعلة أبوه .
ثم رأيت له طريقاً أخرى عن حذيفة ؛ عند الداني (ق 139/ 1) . وفيه من لم أعرفه .
ثم وقفت على تخريج الحديث من المعلقين على "موارد الظمآن" (6/ 172-173) ، فإذا فيه عجائب وغرائب ؛ لأنهما لم يعربا عن رأيهما فيه صحة وضعفاً ، فمن عادتهما تصدير الحديث بمرتبته وهنا صدراه بقولهما : "رجاله ثقات" . ثم استمرا في الكلام فنقلا عن الحافظ أنه صححه وأقراه ، فبهذا الاعتبار يمكن أن يقال عنهما : إنهما صححاه ، لكنهما قبل ذلك أعلاه باختلاط أبي إسحاق !
وأغرب من ذلك كله أنهما قالا :
"ويشهد له حديث عبدالله بن عمر عند الطيالسي ..." .
وقد عرفت مما تقدم أنه من رواية أبي إسحاق المختلط ، فجعلاه شاهداً لنفسه !

(147/2)


4143 - ( يأجوج أمة ، ومأجوج أمة ، كل أمة أربع مئة ألف ، لا يموت الرجل حتى ينظر إلى ألف ذكر بين يديه من صلبه ، كل قد حمل السلاح . قلت : يا رسول الله ! صفهم لنا . قال :
هم ثلاثة أصناف : صنف منهم أمثال الأرز . قلت : وما الأرز ؟ قال : شجر بالشام ، طول الشجرة عشرون ومئة ذراع في السماء ، فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم : هؤلاء الذين لا يقوم لهم جبل ولا حديد .
وصنف منهم يفترش بأذنه ، ويلتحف بالأخرى ، لا يمرون بفيل ولا وحش ولا جمل ولا خنزير إلا أكلوه ، ومن مات منهم أكلوه ، مقدمتهم بالشام ، وساقتهم بخراسان ، يشربون أنهار المشرق ، وبحيرة طبرية ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 9/ 164 :
$موضوع$
أخرجه ابن عدي في "الكامل" (6/ 169) ، ومن طريقه ابن الجوزي في "الموضوعات" (1/ 206) ، والطبراني في "المعجم الأوسط" (1/ 227/ 1/ 4012) ، والواحدي في "التفسير" (ق 193/ 1) ، والحافظ عبدالغني المقدسي في الثالث والتسعين من "جزئه" (43/ 2) من طريق يحيى بن سعيد العطار قال : أخبرنا محمد بن إسحاق ، عن الأعمش ، عن شقيق بن سلمة ، عن حذيفة بن اليمان قال : سألت رسول الله صلي الله عليه وسلم عن يأجوج ومأجوج ؟ قال : فذكره . وقال الطبراني :
"لم يروه عن الأعمش إلا محمد بن إسحاق ، ولا عنه إلا يحيى بن سعيد العطار" .
قلت : وهو ضعيف ؛ كما قال الهيثمي (8/ 6) ، والحافظ في "التقريب" .
واتهمه بعضهم ، ولذلك قال في "الفتح" (13/ 106) :
"وهو ضعيف جداً" .
لكن شيخه أسوأ منه ، وهو محمد بن إسحاق - وهو العكاشي - ، وفي ترجمته ساقه ابن عدي في أحاديث أخرى له قال عقبها :
"كلها مناكير موضوعة" .
ووافقه ابن الجوزي ، وقال :
"ومحمد بن إسحاق هو العكاشي ؛ قال ابن معين : كذاب . وقال الدارقطني : يضع الحديث" .
وقال الحافظ في "الفتح" عقب قوله المذكور آنفاً :
"ومحمد بن إسحاق ؛ قال ابن عدي : ليس هو صاحب المغازي ، بل هو العكاشي . قال : والحديث موضوع . وقال ابن أبي حاتم : منكر . قلت : لكن لبعضه شاهد صحيح ، أخرجه ابن حبان من حديث ابن مسعود رفعه ..." .
قلت : فذكر الحديث الذي قبل هذا ، وقد عرفت أنه لا يصح ، وأن فيه ثلاث علل ، فتذكر .
وأما تعقب السيوطي في "اللآلي" (1/ 174) حكم ابن الجوزي بقوله :
"قلت : أخرجه ابن أبي حاتم وابن مردويه" .
فهو مما لا يساوي شيئاً ؛ فإنه يشير إلى أن ابن أبي حاتم التزم أن لا يورد في "تفسيره" موضوعاً ، وهذا ليس على إطلاقه ؛ فقد جاء فيه بعض الموضوعات كما نبهت على ذلك في غير ما موضع . أقول هذا تذكيراً وتنبيهاً ، وإلا ؛ فقد عرفت مما نقلته آنفاً عن الحافظ عن ابن أبي حاتم أنه استنكر الحديث ، وكيف لا ؛ وهو القائل في ترجمته من "الجرح" (3/ 2/ 195) :
"سمعت أبي يقول : هو كذاب ، ورأى في كتابي ما كتب إلي هاشم بن القاسم الحراني [من] أحاديثه ، فقال : هذه الأحاديث كذب موضوعة" .
ومنه تعلم أنه لا طائل تحت قول ابن عراق في "تنزيه الشريعة" (2/ 237) :
"ورأيت بخط الشيخ تقي الدين القلقشندي على حاشية "الموضوعات" لابن الجوزي ما نصه : لم ينفرد به العكاشي إلا من حديث حذيفة ، وقد رواه ابن حبان في "صحيحه" من حديث ابن مسعود رفعه .." .
قلت : لا طائل تحته ؛ لأنه تلخيص لكلام الحافظ والسيوطي ، وقد عرفت الجواب عليه .

(148/1)


4144 - ( جزاك الله - يا عائشة - خيراً ، ما سررت مني كسروري منك ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 9/ 166 :
$كذب موضوع$
أخرجه البيهقي في "سننه" (7/ 422-423) ، والخطيب في "التاريخ" (13/ 252-253) ، ومن طريقه الحافظ المزي في "التهذيب" (28/ 319-320) من طريق محمد بن إسماعيل البخاري ، قال : [حدثنا عمرو ابن محمد قال :] حدثنا أبو عبيدة معمر بن المثنى التيمي : حدثنا هشام بن عروة ، عن أبيه ، عن عائشة قالت :
كنت قاعدة أغزل ، والنبي صلي الله عليه وسلم يخصف نعله ، فجعل جبينه يعرق ، وجعل عرقه يتولد نوراً ، فبهت ، فنظر إلي رسول الله صلي الله عليه وسلم ، فقال :
"ما لك يا عائشة ! بهت ؟"
قلت : جعل جبينك يعرق ، وجعل عرقك يتولد نوراً ، ولو رآك أبو كبير الهذلي لعلم أنك أحق بشعره . قال :
"وما يقول أبو كبير ؟" .
قالت : قلت : يقول :
ومبرأ من كل غبر حيضة وفساد مرضعة وداء مغيل
فإذا نظرت إلى أسرة وجهه برقت كبارق عارض المتهلل
قالت : فقام النبي صلي الله عليه وسلم وقبل بين عيني ، وقال : فذكره .
ثم رواه الخطيب ، وعنه المزي أيضاً من طريق أخرى عن البخاري : حدثنا عمرو ابن محمد بن جعفر به قال : بنحوه . وزاد :
"قال أبو ذر (يعني محمد بن محمد بن يوسف القاضي) : سألني أبو علي صالح بن محمد البغدادي عن حديث أبي عبيدة معمر بن المثنى أن أحدثه به ؟ فحدثته به ، فقال : لو سمعت هذا عن غير أبيك عن محمد لأنكرته أشد الإنكار ؛ لأني لم أعلم قط أن أبا عبيدة حدث عن هشام بن عروة شيئاً ، ولكنه حسن عندي حين صار مخرجه عن محمد بن إسماعيل" .
وأقول : لقد أشار المزي رحمه الله إلى تضعيف هذا الحديث باستغرابه إياه ، وحق له ذلك ؛ فإن شيخ البخاري عمرو بن محمد بن جعفر نكرة لا يعرف ، ليس له ذكر في شيء من كتب التراجم التي عندي ، فمن الظاهر أنه غير معروف بالرواية ، وإلا ؛ لذكره البخاري في "تاريخه" ، ثم ابن أبي حاتم في كتابه ، أو على الأقل ابن حبان في "ثقاته" ؛ الذي جمع فيه من الرواة ما فات من قبله ، فهو بحق مصدر فريد في معرفة بعض الرواة المجهولين أو المستورين ! فهو إذن آفة هذا الحديث .
ثم إن متن الحديث لوائح الوضع عليه ظاهرة عندي ؛ إذ من غير المعقول أن يقول الرسول صلي الله عليه وسلم لعائشة أو لغيرها من البشر الذين هداهم الله به ، وله المنة بعد الله عليهم : "ما سررت مني كسروري منك" !
زد على ذلك قصة تولد النور من عرقه صلي الله عليه وسلم التي لا أصل لها في شيء من أحاديث خصائصه وشمائله صلي الله عليه وسلم ؛ حتى ولا في كتاب السيوطي "الخصائص الكبرى" الذي جمع فيه من الروايات ما صح وما لم يصح حتى الموضوعات !
ثم رأيت الحديث في "الحلية" (2/ 45-46) من طريق البخاري أيضاً ، لكنه نسب الشيخ فقال : "عمرو بن محمد الزئبقي" ، فرجعت إلى "أنساب السمعاني" ، فوجدت عنده في هذه النسبة :
"أبو الحسن أحمد بن عمرو بن أحمد البصري الزئبقي من أهل البصرة ، حدث عن عبدة بن عبدالله الصفار وأبي يعلى المنقري وابنه (!) . روى عنه محمد ابن علي الكاغدي وأحمد بن محمد الأسفاطي البصريان ، وأبو القاسم الطبراني ، وأما ابن المذكور هو محمد بن أحمد بن عمرو الزئبقي ، حدث عن يحيى بن أبي طالب ، روى عنه القاضي أبو عمر بن أثياقا البصري" .
فهل هو أبو الحسن هذا تحرف اسمه (محمد) إلى (أحمد) ؟ ذلك مما أستبعده ؛ لأنه دون محمد في الطبقة . والله أعلم .

(149/1)


4145 - ( نعم ؛ فإنه دين مقضي . يعني : يستدين ويضحي ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 9/ 168 :
$منكر$
أخرجه الدارقطني في "السنن" (4/ 283/ 46) ، ومن طريقه البيهقي (9/ 262) عن يعقوب بن محمد الزهري : حدثنا رفاعة بن هرير : حدثني أبي ، عن عائشة رضي الله عنها قالت :
قلت : يا رسول الله ! أستدين وأضحي ؟ قال : فذكره . وقال الدارقطني عقبه :
"هذا إسناد ضعيف ، وهرير هو ابن عبدالرحمن بن رافع بن خديج ، ولم يسمع من عائشة ، ولم يدركها" .
وأقره البيهقي ، وأقرهما النووي في "المجموع" (8/ 386) ؛ إلا أنه قال :
"وضعفاه ؛ قالا : وهو مرسل" .
وهذا في اصطلاح المتأخرين يوهم خلاف الواقع ؛ لأن المرسل هو - عندهم - قول التابعي : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم . وليس الأمر كذلك هنا كما ترى ، فالصواب - أو الأولى - أن يقال : وهو منقطع .
ثم إن فيه علتين أخريين :
إحداهما : رفاعة بن هرير ؛ قال البخاري في "التاريخ" (2/ 1/ 324) :
"سمع منه ابن أبي فديك ، فيه نظر" .
ونقله عنه العقيلي (2/ 65) ، ثم ابن عدي (3/ 161) ، وارتضياه .
وأورده ابن حبان في "ضعفائه" ، وقال (1/ 304) :
"كان ممن يخطىء ، وينفرد عن جده - يشير إلى حديثه الآتي بعده - بأشياء ليست محفوظة" .
والأخرى : يعقوب هذا ؛ قال الحافظ :
"صدوق ؛ كثير الوهم والرواية عن الضعفاء" .
قلت : من الواضح جداً أن هذا الحديث واه من حيث الرواية ، ولكن يبدو لي أن معناه صحيح من حيث الدراية ؛ فقد ثبت عن عائشة نفسها أنها قالت : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم :
"من حمل من أمتي ديناً ، ثم جهد في قضائه ، فمات ولم يقضه ؛ فأنا وليه" .
وإسناده صحيح ، كما هو مبين في "الصحيحة" (3017) .
فقوله : "فأنا وليه" ؛ أي : أقضي عنه ، فهو مثل قوله في حديث الترجمة "فإنه دين مقضي" . يعني من المدين عند الاستطاعة ، أو من ولي الأمر عند العجز ، كما في هذا الحديث الصحيح ، فإن لم يقع ذلك كما هو مشاهد اليوم ، أدى الله عنه يوم القيامة كما في حديث البخاري عن أبي هريرة مرفوعاً :
"من أخذ أموال الناس يريد أداءها أدى الله عنه ..." الحديث . وهو مخرج في "غاية المرام" (207/ 352) .
وفي حديث آخر من رواية ميمونة رضي الله عنها :
"... إلا كان له من الله عون" .
وهو مخرج في "الصحيحة" برقم (1029) من ثلاث طرق عنها ، وسكت الحافظ عنه في "الفتح" (5/ 54) مشيراً إلى أنه قوي عنده .
والعون المذكور فيه يفسر بوجه من الوجوه الثلاثة التي فسرت بها حديث عائشة رضي الله عنها ، وهكذا فالأحاديث يفسر بعضها بعضاً . ولذلك جاء عن بعض السلف أنه كان يستدين ابتغاء العون المذكور : ميمونة نفسها ، ففي حديثها أنه كان يقال لها : ما لك وللدين ولك عنه مندوحة ؟ فتذكر الحديث وتقول :
فأنا ألتمس ذلك العون .
وجاء مثله عن عبدالله بن جعفر رضي الله عنه ، وتقدم في "الصحيحة" برقم (1000) . وأما ما في رواية في حديث ميمونة بلفظ :
"إلا أداه الله عنه في الدنيا" .
فقوله : "في الدنيا" ضعيف ؛ في إسناده عمران بن حذيفة وهو مجهول ، وقد وقع في "الترغيب" (3/ 33) : "عمران بن حصين" ، وهو خطأ فاحش ، انقلب اسم التابعي المجهول إلى اسم الصحابي المشهور ، فطاحت العلة ، وظهر الحديث بمظهر الصحة ، وليس كذلك ، بل هي زيادة منكرة ؛ لتفرد هذا المجهول بها دون سائر طرق الحديث .

(150/1)


4146 - ( إنا لا نعبد الشمس ولا القمر ، ولكنا نعبد الله تبارك وتعالى ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 9/ 171 :
$منكر$
أخرجه العقيلي في "الضعفاء" (2/ 65-66) من طريق يعقوب ابن محمد الزهري قال : حدثنا رفاعة بن الهرير قال : حدثني جدي ، عن أبيه قال :
كنا مع النبي صلي الله عليه وسلم في سفر ، فنام عن الصبح حتى طلعت الشمس ، ففزع الناس ، فقال النبي عليه السلام : فذكره .
أورده في ترجمة رفاعة هذا ، وروى عن البخاري أنه قال فيه :
"فيه نظر" .
قلت : ويعقوب الزهري ضعيف ؛ كما تقدم في الحديث الذي قبله .
وقال العقيلي عقب الحديث :
"وفي النوم عن الصلاة أحاديث جيدة الأسانيد ، من غير هذا الوجه ، ولا يحفظ : "إنا لا نعبد شمساً ولا قمراً" إلا في هذا الحديث" .
ويشير في أول كلامه إلى حديث أبي هريرة في قصة قفوله من غزوة خيبر ونومه هو وأصحابه عن صلاة الفجر ، وقوله : "من نسي الصلاة فليصلها إذا ذكرها .." رواه مسلم وغيره ، وهو مخرج في "الإرواء" (1/ 292) .

(151/1)


4147 - ( كنس المساجد ؛ مهور الحور العين ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 9/ 172 :
$موضوع$
رواه ابن الجوزي في "الموضوعات" ، وفي "العلل المتناهية" من حديث عبدالواحد بن زيد ، عن الحسن ، عن أنس بن مالك مرفوعاً . قال المناوي :
"وحكم ابن الجوزي بوضعه ، وقال : فيه مجاهيل ، وعبدالواحد بن زيد متروك" .
قلت : وهو من الأحاديث الساقطة من كتاب "اللآلىء المصنوعة" للسيوطي ، ومحله منه "كتاب البعث" ، وإنما فيه (ص 240 ج2 طبع الأدبية) حديث أبي قرصافة ، ذكره شاهداً له ؛ وقد سبق الكلام عليه برقم (1675) ، وأورده ابن عراق في "تنزيه الشريعة" (2/ 383 - كتاب البعث أيضاً - الفصل الثاني) ، وذكر ما أعله به ابن الجوزي كما تقدم عن المناوي ، وقال :
"وتعقب بأن له شاهداً من حديث أبي قرصافة ..." ، ثم ذكره ولم يتكلم على إسناده بشيء ، وهو مظلم كما سبق بيانه هناك ! مع العلم بأن الحديث الضعيف لا يفيد الحديث الموضوع قوة ؛ كما ذكر ذلك المناوي غير مرة .
وإن من عجائب السيوطي وتناقضه ؛ أنه أورد هذا الحديث في "الجامع الصغير" برواية (ابن الجوزي - عن أنس) !

(152/1)


4148 - ( كيف أنت إذا بقيت في قوم علموا ما جهل هؤلاء ، وهمهم مثل هم هؤلاء ؟! ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 9/ 173 :
$ضعيف$
أخرجه أبو نعيم في "الحلية" (1/ 242) عن الضحاك بن يسار : حدثنا القاسم بن مخيمرة ، عن معاذ بن جبل رضي الله عنه أنه قال ليالي قدم من اليمن وسأله النبي صلي الله عليه وسلم : "كيف تركت الناس بعدك ؟" قال : تركتهم لا هم لهم إلا هم البهائم . فقال النبي صلي الله عليه وسلم : فذكره .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ الضحاك بن يسار هذا ؛ أورده العقيلي في "الضعفاء" (ص 192) . وابن عدي في "الكامل" (204/ 1) ؛ ورويا عن ابن معين أنه قال :
"ضعيف" . وفي رواية لابن عدي عنه :
"يضعفه البصريون" . ثم قال ابن عدي :
"لا أعرف له إلا الشيء اليسير" .
وضعفه آخرون ، وأما ابن حبان فذكره في "الثقات" . وقال أبو حاتم :
"لا بأس به" .

(153/1)


4149 - ( كيف أنت صانع في (يوم يقوم الناس لرب العالمين) مقدار ثلاث مئة سنة من أيام الدنيا ، لا يأتيهم خبر من السماء ، ولا يؤمر فيهم بأمر ؟ قال بشير الغفاري : المستعان الله . قال : إذا أنت أويت إلى فراشك فتعوذ بالله من كرب يوم القيامة وسوء الحساب ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 9/ 173 :
$ضعيف$
أخرجه ابن جرير في "التفسير" (30/ 59) ، وابن أبي حاتم ، وابن مردويه من طريق عبدالسلام بن عجلان قال : حدثنا أبو يزيد المدني ، عن أبي هريرة : أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال لبشير الغفاري : فذكره .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ عبدالسلام هذا ؛ قال ابن أبي حاتم (3/ 1/ 46) عن أبيه :
"يكتب حديثه" .
وأما ابن حبان فذكره في "الثقات" (7/ 127) ، ولكنه قال فيه :
"يخطىء ويخالف" .
فلا أدري من كان هذا وصفه أهو بالثقات أولى أم بالضعفاء ؟! وكثيراً ما رأيت له من مثل هذا !
ثم إن قوله : "مقدار ثلاث مئة سنة" منكر ؛ مخالف لبعض الأحاديث الصحيحة .

(154/1)


4150 - ( الكافر يلجمه العرق يوم القيامة ، حتى يقول : أرحني ولو إلى النار ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 9/ 174 :
$ضعيف$
أخرجه الخطيب البغدادي في "تاريخ بغداد" (12/ 27) عن علي ابن عبدالملك الطائي : حدثنا بشر بن الوليد : حدثنا شريك ، عن أبي إسحاق ، عن أبي الأحوص ، عن عبدالله ، عن النبي صلي الله عليه وسلم قال : فذكره .
قلت : إسناده ضعيف ؛ مسلسل بالعلل :
الأولى : عنعنة أبي إسحاق - وهو السبيعي - واختلاطه .
الثانية : سوء حفظ شريك ؛ وهو ابن عبدالله القاضي .
الثالثة : بشر بن الوليد وهو "الكندي" الفقيه ؛ صدوق كان قد خرف .
الرابعة : علي بن عبدالملك الطائي ؛ مجهول الحال ، وفي ترجمته ذكر الحديث الخطيب ، ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً .

(155/1)


4151 - ( كنت بين شر جارين ، بين أبي لهب وعقبة بن أبي معيط ، إن كانا ليأتيان بالفروث فيطرحانها على بابي ؛ حتى إنهم ليأتون ببعض ما يطرحونه من الأذى فيطرحونه على بابي ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 9/ 175 :
$موضوع$
أخرجه ابن سعد في "الطبقات" (1/ 201) قال : أخبرنا محمد ابن عمر : أخبرنا عبدالرحمن بن أبي الزناد ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه ، عن عائشة مرفوعاً ، وزاد :
"فيخرج به رسول الله صلي الله عليه وسلم فيقول : يا بني عبد مناف ! أي جوار هذا ! ثم يلقيه بالطريق" .
قلت : وهذا إسناد موضوع ؛ آفته محمد بن عمر - وهو الواقدي - ؛ كذبه الإمام أحمد وغيره .

(156/1)


4152 - ( يقول الله تبارك وتعالى : يا ابن آدم ! واحدة لك ، وواحدة لي ، وواحدة فيما بيني وبينك ، فأما التي لي : فتعبدني لا تشرك بي شيئاً ، وأما التي لك : فما عملت من شيء ، أو من عمل ؛ وفيتكه ، وأما التي فيما بيني وبينك : فمنك الدعاء ، وعلي الإجابة ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 9/ 175 :
$ضعيف$
أخرجه البزار في "مسنده" (ص 7 - زوائده) عن صالح المري : حدثنا الحسن ، عن أنس مرفوعاً ، وقال البزار :
"تفرد به صالح المري" .
قلت : وهو ابن بشير القاص الزاهد ؛ وهو ضعيف كما في "التقريب" . ومن طريقه أخرجه أبو يعلى (2/ 734) إلا أنه زاد خصلة رابعة ؛ فقال :
"وأما التي بينك وبين عبادي فارض له ما ترضى لنفسك" .
وأعله الهيثمي في "المجمع" (1/ 51) بتدليس الحسن أيضاً ؛ وهو البصري .
وذكره له شاهداً من حديث سلمان رضي الله عنه مرفوعاً نحوه ؛ دون الخصلة الرابعة وقال :
"رواه الطبراني في "الكبير" ، وفي إسناده حميد بن الربيع ، وثقه غير واحد ، لكنه مدلس ، وفيه ضعف" .
وقال في موضع آخر في "الأدعية" (10/ 149) :
"رواه البزار عن حميد بن الربيع ، عن علي بن عاصم ، وكلاهما ضعيف ، وقد وثقا" .
قلت : حميد بن الربيع ؛ فيه خلاف كبير ، وقد كذبه بعضهم ، فلا يصلح للاستشهاد به . والله أعلم .
ثم لينظر إلى عزو الهيثمي في الموضع الآخر الحديث للبزار ؛ فإني لم أره في "الأدعية" من "زوائده" ، على الرغم من أنه أشار إلى كونه فيه عقب حديث أنس في الموضع المشار إليه منه . والله أعلم .

(157/1)


4153 - ( عمل الجنة الصدق ، وإذا صدق العبد بر ، وإذا بر آمن ، وإذا آمن دخل الجنة ، وعمل النار الكذب ، وإذا كذب فجر ، وإذا فجر كفر ، وإذا كفر دخل ، يعني : النار ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 9/ 176 :
$ضعيف$
أخرجه أحمد (2/ 176) عن ابن لهيعة : حدثني حيي بن عبدالله ، عن أبي عبدالرحمن الحلبي ، عن عبدالله بن عمرو : أن رجلاً جاء إلى النبي صلي الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله : ما عمل الجنة ؟ قال : فذكره .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ لسوء حفظ ابن لهيعة .

(158/1)


4154 - ( غير الضبع عندي أخوف عليكم من الضبع ؛ أن الدنيا ستصب عليكم صباً ، فيا ليت أمتي لا تلبس الذهب ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 9/ 177 :
$ضعيف$
أخرجه أحمد (5/ 268) ، والبزار (3008) من طريق شعبة ، عن يزيد بن أبي زياد ، عن زيد بن وهب ، عن رجل : أن أعرابياً أتى النبي صلي الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله ! أكلتنا الضبع . فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم : فذكره .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ يزيد بن أبي زياد - وهو الهاشمي مولاهم - ؛ وهو ضعيف من قبل حفظه ، وقد اضطرب في إسناده ، فرواه شعبة عنه هكذا ، ورواه زائدة وسفيان عنه ، عن زيد بن وهب ، عن أبي ذر ، قال : قام أعرابي ... الحديث نحوه .
أخرجه أحمد (5/ 152-153،154-155،178) .

(159/1)


4155 - ( الكرسي لؤلؤ ، والقلم لؤلؤ ، وطول القلم سبع مئة سنة ، وطول الكرسي حيث لا يعلمه العالمون ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 9/ 177 :
$موضوع$
أخرجه أبو نعيم في "الحلية" (3/ 179-180) عن الحسن بن سفيان : حدثنا عبدالواحد بن غياث : حدثنا عنبسة بن عبدالرحمن : حدثنا علاق ، عن محمد بن علي ابن الحنفية ، عن علي رضي الله عنه قال : فذكره مرفوعاً . وقال :
"حديث غريب ، تفرد به عنبسة عن علاق ، ويعرف بأبي مسلم" .
قلت : كذا الأصل ، ولعل الصواب : ابن أبي مسلم ؛ فإنه كذلك في "التهذيب" وغيره ، وقال : "ويقال : ابن مسلم" .
قلت : وهو مجهول ؛ لكن الراوي عنه عنبسة بن عبدالرحمن - وهو القرشي الأموي - ؛ قال الحافظ :
"متروك ، رماه أبو حاتم بالوضع" .
(تنبيه) : الحديث عزاه السيوطي في "الجامع" لـ "الحسن بن سفيان ، حل ، عن محمد ابن الحنفية مرسلاً" . وأنت ترى أنه في "الحلية" ومن طريق الحسن ابن سفيان ، عن محمد ابن الحنفية ، عن علي - وهو ابن أبي طالب - ، فهو متصل وليس بمرسل ، ولذلك نسبه شارحه المناوي إلى الذهول العجيب ! ويؤيده أن أبا الشيخ أخرج الحديث في "العظمة" (ق 45/ 2 مصورة المكتب) من طريق غسان ابن مالك : حدثنا عنبسة به موصولاً .
وغسان هذا ؛ وثقه أبو زرعة بروايته عنه ، وقال أبو حاتم :
"ليس بقوي" .

(160/1)


4156 - ( الكشر لا يقطع الصلاة ، ولكن تقطعها القرقرة ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 9/ 178 :
$ضعيف$
أخرجه الخطيب في "التاريخ" (11/ 345) من طريق أحمد بن مهدي الأصبهاني : حدثنا ثابت بن محمد العابد : حدثنا سفيان الثوري ، عن أبي الزبير ، عن جابر مرفوعاً . وقال :
"تفرد بروايته أحمد بن مهدي ، عن ثابت الزاهد ، عن الثوري هكذا مرفوعاً . ورواه أبو أحمد الزبيري ، عن الثوري موقوفاً" .
ثم ساقه بإسناده إلى الزبيري به موقوفاً . وتابعه وكيع : أخبرنا سفيان به .
أخرجه الدارقطني في "سننه" (ص 63) وقال :
"رفعه ثابت بن محمد عن سفيان" .
قلت : وثابت هذا ؛ ضعيف لسوء حفظه ، ولذلك قال الخطيب في تمام كلامه السابق :
"وهكذا رواه علي بن ثابت وعبدالله بن وهب عن الثوري موقوفاً ، ورفعه لا يثبت" .

(161/1)


4157 - ( كيف أنت يا عويمر إذا قيل لك يوم القيامة : أعلمت أم جهلت ؟ فإن قلت : علمت ؛ قيل لك : فماذا علمت فيما علمت ؟ وإن قلت : جهلت ؛ قيل لك : فما كان عذرك فيما جهلت ؛ ألا تعلمت ؟ ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 9/ 179 :
$ضعيف$
رواه الخطيب في "اقتضاء العلم العمل" (رقم5 - بتحقيقي) ، وأبو بكر الكلاباذي في "مفتاح المعاني" (217/ 1-2) ، وابن عساكر في "التاريخ" (19/ 78/ 1) عن الحكم بن موسى : حدثنا الوليد ، عن شيخ من كلب يكنى بأبي محمد : أنه سمع مكحولاً يحدث أن أبا الدرداء قال : فذكره مرفوعاً .
قلت : وهذا سند ضعيف ؛ فيه علتان :
الأولى : أنأنة مكحول ؛ فإنه مدلس .
والثانية : جهالة أبي محمد الكلبي ، وفي ترجمته أورده ابن عساكر ، ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً . وقال الذهبي ثم العسقلاني :
"أبو محمد الشامي . روى حديثاً عن بعض التابعين منكراً . قال الأزدي : كذاب" .
قلت : فالظاهر أنه هذا .

(162/1)


4158 - ( الكرم التقوى ، والشرف التواضع ، واليقين الغنى ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 9/ 179 :
$ضعيف$
رواه ابن أبي الدنيا في "اليقين" (2/ 2) عن إسماعيل بن عياش ، عن أبي يسار المكي ، عن يحيى بن أبي كثير قال : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم . ومن طريقه رواه الشيخ إبراهيم الكوراني في "ذيل ثبته" (13/ 1) إلا أنه قال :
"أبي سنان المكي" .
قلت : وهذا إسناد معضل ضعيف .
يحيى بن أبي كثير ؛ أكثر حديثه عن التابعين .
وأبو يسار - أو سنان - المكي ؛ لم أعرفه .
وإسماعيل بن عياش ؛ ضعيف في روايته عن الحجازيين ، وهذه منها .

(163/1)


4159 - ( كان آخر ما تكلم به صلي الله عليه وسلم : جلال ربي الرفيع فقد بلغت ، ثم قضى ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 9/ 180 :
$ضعيف$
أخرجه الحاكم (3/ 57) : أخبرنا أحمد بن كامل القاضي : حدثنا الحسين بن علي بن عبدالصمد البزاز الفارسي : حدثنا محمد بن عبدالأعلى : حدثنا المعتمر بن سليمان ، عن أبيه ، عن أنس رضي الله عنه : أن رسول الله صلي الله عليه وسلم كان ... إلخ . وقال :
"صحيح الإسناد ؛ إلا أن هذا الفارسي واهم فيه على محمد بن عبدالأعلى" .
ثم ساقه من طريق زهير وغيره عن سليمان التيمي به بلفظ :
"كان آخر وصية رسول الله صلي الله عليه وسلم حين حضره الموت : الصلاة الصلاة . (مرتين) ، وما ملكت أيمانكم ، وما زال يغرغر بها في صدره وما يفيض بها لسانه" .
وقال الحاكم :
"قد اتفقا على إخراج هذا الحديث" . قال الذهبي :
"قلت : فلماذا أوردته ؟!" .
وأقول : إنما أورده الحاكم لسببين : أن هذا هو لفظ حديث أنس ، وأما الذي قبله فوهم من الحسين بن علي بن عبدالصمد البزاز الفارسي .
قلت : ولم أجد له ترجمة .
ثم إن الحاكم قد وهم في قوله : إن الحديث متفق عليه . فليس هو في البخاري ولا في مسلم ، وإنما رواه بعض أصحاب "السنن" كما يأتي بلفظ : "كانت عامة وصيته ..." . وله شاهد بلفظ :
"كان آخر كلام رسول الله صلي الله عليه وسلم : الصلاة الصلاة ، اتقوا الله فيما ملكت أيمانكم" .
أخرجه أبو داود (2/ 336) ، وابن ماجه (2/ 155) ، والبخاري في "الأدب المفرد" (25) ، وأحمد (2/ 29 رقم585) من طريق مغيرة ، عن أم موسى ، عن علي رضي الله عنه .
ورجاله ثقات رجال الشيخين غير أم موسى ؛ قال الدارقطني :
"حديثها مستقيم يعتبر به" . وقال الذهبي :
"تفرد عنها مغيرة بن مقسم" . وفي التقريب :
"مقبولة" .
ثم المغيرة بن مقسم ؛ كان يدلس .
ومن هذا تعلم أن قول الأستاذ أحمد محمد شاكر في تعليقه على "المسند" : "إسناده صحيح" ؛ غير صحيح ، وغايته أن يكون حسناً أو صحيحاً لغيره ؛ فإن ما قبله يقويه ، وله شاهد آخر يأتي : "كان من آخر ..." .

(164/1)


4160 - ( كان أعجب الشاة إليه مقدمها ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 9/ 181 :
$ضعيف$
أخرجه البيهقي في "السنن" (10/ 7) عن الأوزاعي ، عن واصل ابن أبي جميل ، عن مجاهد قال : فذكره مرفوعاً . وقال :
"هذا منقطع" .
قلت : يعني مرسل . ثم قال :
"ورواه عمر بن موسى بن وجيه - وهو ضعيف - ، عن واصل بن أبي جميل ، عن مجاهد ، عن ابن عباس رضي الله عنهما مرفوعاً به" .
ثم ساق إليه إسناده به ، وقال :
"ولا يصح وصله" .
قلت : ولا مرسلاً ؛ فإن واصل بن أبي جميل ليس بالمشهور ، ولم يرو عنه غير الأوزاعي وابن وجيه هذا ؛ وهو كذاب .
لكن أورده الهيثمي (5/ 36) من حديث عبدالله بن محمد مرفوعاً بلفظ :
"أحب" ، وقال :
"رواه الطبراني في "الأوسط" ، وفيه يحيى الحماني ؛ وهو ضعيف" .
ولينظر من عبدالله بن محمد هذا ؟

(165/1)


4161 - ( كان أحسن الناس صفة وأجملها ، كان ربعة إلى الطول ما هو ، بعيد ما بين المنكبين ، أسيل الخدين ، شديد سواد الشعر ، أكحل العينين ، أهدب [الأشفار] ، إذا وطىء بقدمه وطىء بكلها ، ليس له أخمص ، إذا وضع رداءه عن منكبيه فكأنه سبيكة فضة ، وإذا ضحك يتلألأ ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 9/ 182 :
$ضعيف بتمامه$
أخرجه البيهقي في "دلائل النبوة" (1/ 203) من طريق الزهري ، قال : سئل أبو هريرة عن صفة النبي صلي الله عليه وسلم فقال : فذكره .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ لانقطاعه بين الزهري وأبي هريرة . وقد جاء جله مفرقاً في أحاديث : فقوله :
"كان ربعة" . متفق عليه من حديث أنس ، وقد خرجته في "الصحيحة" (2053) .
وقوله : "بعيد ما بين المنكبين" . متفق عليه أيضاً من حديث البراء بن عازب ، وأخرجه الترمذي أيضاً في "الشمائل" (ص 13) ، والبيهقي في "الدلائل" (1/ 167) .
وقوله : "أهدب الأشفار" . ثبت من حديث علي ، وقد خرجته ثم برقم (2052) ، وأخرجه البيهقي (1/ 162) من حديث أبي هريرة أيضاً .
وقوله : "إذا وطىء بقدمه بكلها ؛ ليس له أخمص" .
أخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (1155) ، والبيهقي (1/ 182) من طريق أخرى عن الزهري محمد بن مسلم ، عن سعيد بن المسيب ، عن أبي هريرة مرفوعاً بلفظ :
"كان يطأ بقدميه جميعاً ليس له أخمص" .
وإسناده صحيح .
وقوله : "أسيل الخدين" . في حديث أبي هريرة المذكور في "الأدب المفرد" ، وروي في حديث هند بن أبي هالة ؛ وهو ضعيف كما بينته هناك أيضاً (2053) .
وقوله : "كأنه سبيكة فضة" . يشهد له أحاديث :
الأول : حديث أبي هريرة : "... كأنما صيغ من فضة" .
وقد سبق تخريجه هناك أيضاً .
الثاني : عن محرش الكعبي :
"أن النبي صلي الله عليه وسلم خرج من الجعرانة ليلاً ، فاعتمر ، ثم رجع فأصبح كبائت بها ، فنظرت إلى ظهره كأنه سبيكة فضة" .
أخرجه النسائي (2/ 30) ، وأحمد (3/ 426 و 4/ 69 و 5/ 380) ، والبيهقي (1/ 159) .
قلت : وإسناده صحيح .
الثالث : عن سراقة بن جعشم .
وقوله : "شديد سواد الشعر" . فيه حديثان :
الأول : عن أبي هريرة رضي الله عنه قال :
"كان رسول الله أسود اللحية ، حسن الثغر" .
أخرجه البيهقي (1/ 164-165) ، وكذا البخاري في "الأدب المفرد" .
قلت : وسنده صحيح .
الثاني : عن أنس :
"إن رسول الله صلي الله عليه وسلم كان قد متع بالسواد ، ولو عددت ما أقبل علي من شيبه في رأسه ولحيته ما كنت أزيدهن على إحدى عشرة شيبة ، و إنما هذا الذي لون من الطيب الذي كان يطيب به شعر رسول الله صلي الله عليه وسلم هو الذي غير لونه" .
أخرجه البيهقي (1/ 178) .
قلت : وسنده حسن .

(166/1)


4162 - ( كان أحب التمر إليه العجوة ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 9/ 184 :
$ضعيف جداً$
أخرجه أبو الشيخ في "أخلاق النبي صلي الله عليه وسلم" (ص 220) عن عون بن عمارة : أخبرنا حفص بن جميع ، عن ياسين الزيات ، عن عطاء ، عن ابن عباس مرفوعاً .
قلت : وهذا إسناد ضعيف جداً ؛ ياسين الزيات ؛ قال البخاري :
"منكر الحديث" . وقال النسائي وابن الجنيد :
"متروك" . وقال ابن حبان :
"يروي الموضوعات" .

(167/1)


4163 - ( كان إذا أتاه رجل فرأى في وجهه بشراً أخذ بيده ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 9/ 185 :
$ضعيف$
أخرجه ابن سعد (1/ 378-379) من طريق شريك ، عن يزيد ابن أبي زياد ، عن عكرمة : أن النبي صلي الله عليه وسلم كان ...
قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ فإنه مع إرساله فيه ضعيفان : يزيد بن أبي زياد - وهو الهاشمي مولاهم - ، وشريك - وهو ابن عبدالله القاضي - .

(168/1)


4164 - ( كان إذا أتي بلبن قال : بركة أو بركتان ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 9/ 185 :
$ضعيف$
أخرجه ابن ماجه (3321) ، وأحمد (6/ 145) من طريق جعفر بن برد الراسبي : حدثتني مولاتي أم سالم الراسبية قالت : سمعت عائشة تقول : فذكره .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ أم سالم هذه لا تعرف ؛ قال الذهبي :
"تفرد عنها مولاها جعفر بن برد" .
يعني : أنها مجهولة .
وجعفر بن برد ؛ قال الدارقطني :
"مقل يعتبر به" .

(169/1)


4165 - ( كان إذا أراد أن يتحف الرجل بتحفة ؛ سقاه من ماء زمزم ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 9/ 186 :
$ضعيف$
أخرجه أبو بكر بن سلمان الفقيه في "مجلس من الأمالي" (5/ 2) ، وأبو نعيم في "الحلية" (3/ 304) عن محمد بن حميد الرازي : حدثنا جرير ، عن أبي داود الطيالسي ، عن شعبة ، عن منصور ، عن مجاهد ، عن ابن عباس مرفوعاً . وقال أبو نعيم :
"حديث غريب" .
يعني : ضعيف ، وعلته الرازي هذا ؛ فإنه ضعيف مع حفظه .

(170/1)


4166 - ( كان إذا أراد أن يزوج امرأة من نسائه يأتيها من وراء الحجاب فيقول : يا بنية ! إن فلاناً قد خطبك ، فإن كرهتيه فقولي : لا ؛ فإنه لا يستحي أحد أن يقول : لا ، وإن أحببت فإن سكوتك إقرار ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 9/ 186 :
$ضعيف$
رواه الطبراني (1/ 5/ 1) ، وابن عدي (7/ 261-262) عن يزيد ابن عبدالملك ، عن يزيد بن حصيفة ، عن السائب بن يزيد عن عمر مرفوعاً .
قلت : وهذا سند ضعيف ؛ من أجل يزيد هذا - وهو النوفلي - ؛ قال الحافظ :
"لين الحديث" .
وقد روي مرسلاً ؛ أخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (7/ 4/ 1) و (4/ 136 - ط) : حفص ، عن ابن جريج ، عن عطاء مرفوعاً .
وأخرجه عبدالرزاق (6/ 144) عن ابن جريج ، عن عطاء الخراساني به . فهو معضل .
ورواه ابن عساكر (4/ 289/ 1) عن بقية بن الوليد : أخبرنا إبراهيم - يعني : ابن أدهم - : حدثني أبي أدهم بن منصور ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس به دون قوله : "فإن كرهتيه ..." .
قلت : وأدهم بن منصور ؛ لم أجد له ترجمة ، وسائر رجاله موثقون .
ورواه عبدالرزاق (6/ 141-142) ، والبيهقي (7/ 123) من طريق يحيى ابن أبي كثير ، عن المهاجر بن عكرمة المخزومي قال : فذكره .
قلت : وهذا مرسل ؛ المهاجر هذا ؛ تابعي مجهول الحال .
وقد وصله أبو الأسباط ، عن يحيى بن أبي كثير ، عن أبي سلمة ، عن أبي هريرة . وعن عكرمة ، عن ابن عباس قالا : فذكره نحوه .
أخرجه البيهقي وقال :
"المحفوظ من حديث يحيى ، مرسل" .
قلت : وكل هذه الروايات ليس فيها قوله : "فإن كرهتيه فقولي : لا ..." إلخ ، فدل على نكارته .
وحديث أبي هريرة قد جاء بإسناد آخر خير من هذا ، ولذلك خرجته في "الصحيحة" (2973) .

(171/1)


4167 - ( كان إذا أراد سفراً قال : اللهم بك أصول ، وبك أجول ، وبك أسير ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 9/ 187 :
$ضعيف$
أخرجه أحمد (1/ 90 و 191) ، والبزار (3126) ، وابن جرير الطبري في "التهذيب" (رقم7 - مسند علي) وصححه ، عن أبي سلام عبدالملك ابن مسلم بن سلام ، عن عمران بن ظبيان ، عن حكيم بن سعد ، عن علي رضي الله عنه : أن رسول الله صلي الله عليه وسلم : فذكره .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ رجاله ثقات غير عمران بن ظبيان ؛ فقال البخاري :
"فيه نظر" . وقال أبو حاتم :
"يكتب حديثه" .
وذكره العقيلي ، وابن عدي في "الضعفاء" .
وأما يعقوب بن سفيان ؛ فقال : "ثقة" ، وهو لازم تصحيح الطبري لإسناده ، وتناقض فيه ابن حبان ، فأورده في "الثقات" وفي "الضعفاء" أيضاً ؛ وقال :
"فحش خطؤه حتى بطل الاحتجاج به" . وقال الحافظ :
"ضعيف ، ورمي بالتشيع" .
والحديث عزاه السيوطي لأحمد ، فقال المناوي :
"وكذا البزار - برقم (3126) لكن فيه "وبك أقاتل" مكان "وبك أسير" - ، قال الهيثمي : "رجالهما ثقات" ا هـ . فإشارة المصنف لحسنه تقصير ، بل حقه الرمز لصحته" .
كذا قال ، وكأنه لم يرجع بنفسه إلى إسناد الحديث ليتعرف على رجاله ، وليتبين له تساهل الهيثمي في توثيقهم ، وفيهم عمران هذا الذي ضعفه الأئمة ، ولم يوثقه غير يعقوب بن سفيان ثم ابن حبان على تناقضه فيه .
والحديث قد صح من حديث أنس رضي الله عنه نحوه ؛ لكن في الغزو ، وقال :
"وبك أقاتل" مكان "وبك أسير" . وهو لفظ البزار .
وهو مخرج في "الكلم الطيب" (126) ، وفي "صحيح أبي داود" (2366) .

(172/1)


4168 - ( كان يدعو إذا استسقى : اللهم ! أنزل في أرضنا بركتها ، وزينتها ، وسكنها ، [وارزقنا وأنت خير الرازقين] ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 9/ 189 :
$ضعيف$
ذكره الهيثمي من حديث سمرة بن جندب ، وقال (2/ 215) :
"رواه الطبراني في "الكبير" ، والبزار باختصار ، وإسناده حسن أو صحيح" .
كذا قال ، وقد أخرجه البزار (ص 75 - زوائده) من طريق سويد بن إبراهيم ، عن قتادة ، ومن طريق سعيد بن بشير ، عن مطر ؛ كلاهما ، عن الحسن ، عن سمرة به دون الزيادة .
وسويد بن إبراهيم ؛ صدوق سيىء الحفظ له أغلاط ، وقد أفحش ابن حبان فيه القول ؛ كما في "التقريب" .
ونحوه مطر ، وهو ابن طهمان الوراق .
وسعيد بن بشير ؛ ضعيف .
ومدار الطريقين على الحسن - وهو البصري - ؛ مدلس وقد عنعنه ، مع اختلافهم في ثبوت سماعه من سمرة .
ثم قال البزار : حدثنا خالد بن يوسف : حدثني أبي : حدثنا جعفر بن سعد بن سمرة : حدثنا خبيب بن سليمان ، عن أبيه ، عن سمرة بن جندب به .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ مسلسل بالعلل :
الأولى : سليمان - وهو ابن سمرة - ؛ مجهول الحال .
الثانية : خبيب بن سليمان ؛ مجهول .
الثالثة : جعفر بن سعد بن سمرة ؛ ليس بالقوي .
الرابعة : يوسف - وهو ابن خالد السمتي - ؛ قال الحافظ :
"تركوه وكذبه ابن معين ، وكان من فقهاء الحنفية" .
الخامسة : خالد بن يوسف ؛ قال الذهبي في ترجمته من "الميزان" :
"أما أبوه فهالك ، وأما هو فضعيف" .
وقال صاحب "الزوائد" :
"ويوسف واهي الحديث ، ولكن توبع" .
قلت : فلينظر ؛ هل يعني أنه توبع متابعة تامة أم قاصرة ؟ وعلى كل حال فالحديث ضعيف ؛ من الطريقين ، لاحتمال أن يكون الحسن تلقاه من سليمان بن سمرة المجهول . وكأنه لذلك قال ابن حجر :
"إسناده ضعيف" . كما نقله المناوي وأقره .

(173/1)


4169 - ( كان إذا استلم الركن اليماني قبله ووضع خده عليه ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 9/ 190 :
$ضعيف$
رواه ابن خزيمة (2727) ، والحاكم (1/ 456) ، وأبو يعلى (4/ 472-473) ، وابن عدي (212/ 2) ، والبيهقي (5/ 76) ، عن عبدالله ابن مسلم بن هرمز ، عن مجاهد ، عن ابن عباس مرفوعاً . وقال ابن عدي :
"ابن هرمز مقدار ما يرويه لا يتابع عليه" . وقال البيهقي :
"تفرد به عبدالله بن مسلم بن هرمز ، وهو ضعيف ، والأخبار عن ابن عباس في تقبيل الحجر الأسود والسجود عليه ، إلا أن يكون أراد بالركن اليماني الحجر الأسود ؛ فإنه أيضاً يسمى بذلك ؛ فيكون موافقاً لغيره" .
قلت : كلا ؛ فإن في هذا وضع الخد عليه ، وهذا منكر لم يتابع عليه ابن هرمز ؛ ولم يرد في شيء من تلك الأخبار التي أشار إليها البيهقي ، ولا يخفى أن السجود عليه شيء ، ووضع الخد عليه شيء آخر . فتأمل .
وحديث السجود عليع ؛ مخرج في "الإرواء" (1112) .
وأما الحاكم فقال : "صحيح الإسناد" !
ووقع في "تلخيص الذهبي" :
"صحيح ، وعبدالله بن مسلم بن هرمز هذا ؛ ضعفه غير واحد ، وقال أحمد : صالح الحديث" .
قلت : هكذا وقع في المطبوعة : "صحيح ..." ثم تضعيف ابن هرمز ، وهذا - فيما يبدو لي - ناقض ومنقوض ، فلعله سقط من بينها لفظة : "قلت" ، والصواب : "صحيح . قلت ..." كما هي الجادة عنده ، وهذا هو المناسب للتضعيف المذكور ، ولجزمه بضعف ابن هرمز في "الكاشف" .
وقول أحمد فيه : "صالح الحديث" لو سلم به على إطلاقه ؛ فلا يقبل عند مخالفته وروايته المنكر كهذا .

(174/1)


4170 - ( كان إذا اشتدت الريح الشمال قال : اللهم ! إني أعوذ بك من شر ما أرسلت - وفي رواية : أرسل فيها - ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 9/ 191 :
$ضعيف$
أخرجه البزار "كشف" (3117) والرواية له ، والخرائطي في "مكارم الأخلاق" (ص 82) ، وابن السني في "عمل اليوم" (295) ، وابن عساكر (18/ 135/ 1) عن عبدالرحمن بن إسحاق ، عن يزيد بن الحكم بن أبي العاص ، عن عثمان بن أبي العاص مرفوعاً .
قلت : هذا إسناد ضعيف ؛ يزيد بن الحكم ترجمه ابن أبي حاتم (4/ 2/ 257) ؛ ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً .
وعبدالرحمن بن إسحاق - هو أبو شيبة الواسطي - ؛ ضعيف اتفاقاً .

(175/1)


4171 - ( كان إذا اشتكى اقتمح كفاً من شونيز ، وشرب عليه ماء وعسلاً ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 9/ 192 :
$موضوع$
أخرجه الخطيب البغدادي في "تاريخ بغداد" (1/ 342) عن أبي عمران سعيد بن ميسرة ، عن أنس بن مالك : فذكره مرفوعاً .
قلت : وهذا موضوع ؛ سعيد بن ميسرة ؛ قال ابن حبان :
"يروي الموضوعات" . وقال الحاكم :
"روى عن أنس موضوعات" .
وكذبه يحيى القطان .

(176/1)


4172 - ( كان إذا أصابه رمد أو أحداً من أصحابه ؛ دعا بهؤلاء الكلمات : اللهم متعني ببصري ، واجعله الوارث مني ، وأرني في العدو ثأري ، وانصرني على من ظلمني ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 9/ 192 :
$ضعيف جداً$
أخرجه ابن السني (559) ، والحاكم (4/ 413-314) عن يوسف بن عطية قال : جلست إلى يزيد الرقاشي فسمعته يقول : حدثنا أنس بن مالك رضي الله عنه : فذكره مرفوعاً .
قلت : سكت عليه الحاكم ، وتعقبه الذهبي بقوله :
"قلت : فيه ضعيفان" .
وأقول : أحدهما ضعيف جداً ، وهو يوسف بن عطية ، وهو الصفار البصري ؛ قال الحافظ :
"متروك" .

(177/1)


4173 - ( كان إذا أصابه كرب أو غم يقول : حسبي الرب من العباد ، حسبي الخالق من المخلوقين ، حسبي الرزاق من المرزوقين ، حسبي الذي هو حسبي ، حسبي الله ونعم الوكيل ، حسبي الله لا إله إلا هو ، عليه توكلت وهو رب العرش العظيم ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 9/ 193 :
$ضعيف$
أخرجه ابن أبي الدنيا في "الفرج والشدة" (ص 15) عن خليل بن مرة ، عن فقيه أهل الأردن ، قال : بلغنا أن رسول الله صلي الله عليه وسلم : فذكره .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ، مسلسل بالعلل :
فقيه أهل الأردن ؛ مجهول لم يسم ، والظاهر أنه تابعي ، فهو إلى ذلك مرسل .
والخليل بن مرة ؛ ضعيف .

(178/1)


4174 - ( كان إذا اطلى حلق عانته بيده ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 9/ 193 :
$ضعيف$
رواه ابن سعد (1/ 442) ، وأبو القاسم الفضل بن جعفر المؤذن في "نسخة أبي مسهر" (3/ 1) عن سفيان ، عن منصور قال : فذكره مرفوعاً .
قلت : وهذا معضل ؛ رجاله ثقات .
ثم رواه ابن سعد من طريقين أخريين ، عن منصور وحبيب بن أبي ثابت قالا : فذكره مرسلاً .
وعن إبراهيم ؛ معضلاً .
وقد وصله كامل أبو العلاء ، عن حبيب بن أبي ثابت ، عن أم سلمة :
"أن النبي صلي الله عليه وسلم اطلى وولي عانته بيده" .
أخرجه ابن ماجه (3752) ، وأبو نعيم في "الحلية" (5/ 67) وقال :
"غريب من حديث حبيب ، تفرد به كامل" .
قلت : كلا ؛ فقد تابعه أبو هاشم الرماني ، عن حبيب بلفظ :
"كان إذا اطلى بدأ بعورته فطلاها بالنورة ، وسائر جسده أهله" .
أخرجه ابن ماجه أيضاً (3751) .
قلت : ورجاله ثقات ، فهو صحيح الإسناد لولا أن حبيب بن أبي ثابت كان يدلس ، بل قد قال أبو زرعة :
"لم يسمع من أم سلمة" . وقال الحافظ في "التهذيب" .
"أرسل عن أم سلمة" .

(179/1)


4175 - ( كان يدعو بهذه الدعوات إذا أصبح وإذا أمسى : اللهم إني أسألك من فجأة الخير ، وأعوذ بك من فجأة الشر ؛ فإن العبد لا يدري ما يفجأه إذا أصبح وإذا أمسى ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 9/ 194 :
$ضعيف جداً$
أخرجه أبو يعلى (2/ 852) ، وعنه ابن السني (37) عن يوسف بن عطية ، عن ثابت ، عن أنس مرفوعاً .
قلت : وهذا سند ضعيف جداً ؛ لما عرفت آنفاً من حال ابن عطية قبل حديثين .
(تنبيه) : أورده السيوطي في "الجامع" بلفظ :
"كان إذا أصبح يدعو بهذه ..." والباقي مثله سواء ؛ من رواية أبي يعلى وابن السني ، وهو عندهما باللفظ المذكور أعلاه ، فقدم السيوطي فيه وأخره سهواً .

(180/1)


4176 - ( كان إذا أوحي إلى رسول الله صلي الله عليه وسلم ؛ وقذ لذلك ساعة كهيئة السكران ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 9/ 195 :
$ضعيف جداً$
أخرجه ابن سعد في "الطبقات" (1/ 197) عن عبيدالله ابن موسى العبسي قال : أخبرنا إسرائيل ، عن جابر ، عن عكرمة قال : فذكره مرفوعاً .
قلت : وهذا إسناد ضعيف جداً ؛ فإنه مع إرساله ؛ فيه جابر وهو ابن يزيد الجعفي ، وهو ضعيف ؛ بل اتهمه بعضهم .

(181/1)


4177 - ( كان إذا بعث أميراً قال : اقصر الصلاة ، وأقل من الكلام ؛ فإن من الكلام سحراً ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 9/ 195 :
$ضعيف جداً$
رواه أبو نعيم في "أخبار أصبهان" (2/ 338) ، وعنه الخطيب (6/ 59-60) قال : حدثنا أبو محمد بن حيان : حدثنا حمدان بن الهيثم : حدثنا الهيثم ابن خالد البغدادي : حدثنا يحيى بن صالح الوحاظي : حدثنا جميع بن ثوب ، عن يزيد ابن خمير ، عن أبي أمامة مرفوعاً .
قلت : وهذا إسناد ضعيف جداً ؛ آفته جميع بن ثوب ؛ قال البخاري والدارقطني وغيرهما :
"منكر الحديث" . وقال النسائي :
"متروك الحديث" .
ومن طريقه ؛ أخرجه الطبراني في "الكبير" ، وقال المناوي :
"رمز المصنف لحسنه ، وليس كما قال ، فقد أعله الحافظ الهيثمي بأنه من رواية جميع بن ثوب ؛ وهو متروك" .

(182/1)


4178 - ( كان إذا بعث سرية أو جيشاً بعثهم من أول النهار ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 9/ 196 :
$ضعيف$
أخرجه أبو داود (2606) ، والدارمي (2/ 214) ، والترمذي (1/ 228) ، وابن ماجه (2236) ، وأحمد (3/ 416 و 417 و 431-432 و 4/ 384 و 390) عن عمارة بن حديد ، عن صخر الغامدي مرفوعاً . وقال الترمذي : "حديث حسن" .
قلت : كذا قال ، ولعله يعني أنه حسن لغيره ، وإلا ؛ فعمارة هذا مجهول اتفاقاً ؛ إلا ابن حبان فوثقه على قاعدته المعروفة في توثيق المجهولين ، ولو مجهول العين كهذا .
ولم أجد للحديث شاهداً نقويه به . فالله أعلم .

(183/1)


4179 - ( كان إذا تعار من الليل قال : رب اغفر وارحم ، واهدني السبيل الأقوم ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 9/ 196 :
$ضعيف$
أخرجه ابن نصر في "قيام الليل" (ص 43) عن عبدالرحمن بن إسحاق ، عن أبي كثير مولى أم سلمة ، عن أم سلمة مرفوعاً .
قلت : وهذا سند ضعيف ؛ أبو كثير هذا ؛ قال الترمذي :
"لا يعرف" .
وعبدالرحمن بن إسحاق ؛ إن كان المدني فهو حسن الحديث ، وإن كان الواسطي فضعيف .
والحديث رواه حماد بن سلمة ، عن علي بن زيد ، عن الحسن ، عن أم سلمة بلفظ .
"كان يقول ..." فذكره ؛ دون التعار .
أخرجه أبو يعلى (12/ 6893) ، وأحمد (6/ 203-204 و 315) .
وهذا ضعيف أيضاً ؛ الحسن - هو البصري - ؛ مدلس وقد عنعنه .
وعلي بن زيد - وهو ابن جدعان - ؛ ضعيف .

(184/1)


4180 - ( كان إذا توضأ مسح وجهه بطرف ثوبه ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 9/ 197 :
$ضعيف$
أخرجه الترمذي (1/ 12) عن رشدين بن سعد ، عن عبدالرحمن ابن زياد بن أنعم ، عن عتبة بن حميد ، عن عبادة بن نسي ، عن عبدالرحمن بن غنم ، عن معاذ بن جبل قال : رأيت النبي صلي الله عليه وسلم ... ، وقال :
"هذا حديث غريب ، وإسناده ضعيف ، ورشدين بن سعد وعبدالرحمن بن زياد بن أنعم الإفريقي ؛ يضعفان في الحديث" .

(185/1)


4181 - ( كان إذا توضأ صلى ركعتين ، ثم خرج إلى الصلاة ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 9/ 197 :
$ضعيف$
أخرجه ابن ماجه (1146) : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة : حدثنا أبو الأحوص ، عن أبي إسحاق ، عن الأسود ، عن عائشة قالت : فذكره مرفوعاً .
قلت : وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الشيخين ؛ إلا أن أبا إسحاق كان اختلط ، ولعل أبا الأحوص سمع منه هذا الحديث بعد اختلاطه ؛ فإنه يبدو لي أنه اختصره اختصاراً مخلاً ، بحيث يتبادر للذهن أن الركعتين المذكورتين هما سنة الوضوء ؛ وهو ما فهمه المناوي فقال :
"وفيه ندب ركعتين سنة الوضوء ، وأن الأفضل فعلهما في بيته قبل إتيان المسجد" !
وليس ذلك هو المراد ، وإنما هما سنة الفجر ، وقد أشار إلى ذلك ابن ماجه نفسه بإخراجه الحديث تحت : "باب ما جاء في الركعتين قبل الفجر" .
ويدلك على ذلك سياق الحديث بتمامه عند مسلم (2/ 167) وغيره ، عن زهير أبي خيثمة ، عن أبي إسحاق قال :
سألت الأسود بن يزيد عما حدثته عائشة عن صلاة رسول الله صلي الله عليه وسلم ؟ قالت :
"كان ينام أول الليل ، ويحيي آخره ، ثم إن كانت له حاجة إلى أهله قضى حاجته ، ثم ينام ، فإذا كان عند النداء الأول - قالت : - وثب - ولا والله ما قالت : قام - ، فأفاض عليه الماء - ولا والله ما قالت : اغتسل ، وأنا أعلم ما تريد - ، وإن لم يكن جنباً توضأ وضوء الرجل للصلاة ، ثم صلى الركعتين" .
وزاد أحمد (6/ 214) من طريق إسرائيل عنه :
"ثم خرج إلى المسجد" ، وللبخاري نحوه (1146) من طريق شعبة ، عن أبي إسحاق ، لكنه لم يذكر الركعتين . وكذا رواه ابن حبان (2584) .
ولابن ماجه منه (1365) جملة النوم فقط .
فالحديث على هذا شاذ لا يصح . والله أعلم .

(186/1)


4182 - ( كان إذا جاءه جبريل ، فقرأ : بسم الله الرحمن الرحيم ؛ علم أنها سورة ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 9/ 198 :
$ضعيف$
أخرجه الحاكم في "المستدرك" (1/ 231) عن مثنى بن الصباح ، عن عمرو بن دينار ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس : أن النبي صلي الله عليه وسلم ... فذكره ، وقال الحاكم :
"صحيح الإسناد" . ورده الذهبي بقوله :
"قلت : مثنى ؛ قال النسائي : متروك" . وقال الحافظ :
"ضعيف ، اختلط بآخره ، وكان عابداً" .
وقد خالفه سفيان بن عيينة فقال : عن عمرو بن دينار بلفظ :
"كان لا يعرف فصل السورة حتى تنزل عليه (بسم الله الرحمن الرحيم)" .
وقال الذهبي :
"قلت : أما هذا ؛ فثابت" .
قلت : وهو مخرج في "صحيح أبي داود" (754) .

(187/1)


4183 - ( كان إذا جرى به الضحك وضع يده على فيه ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 9/ 199 :
$ضعيف جداً$
رواه الدولابي (1/ 53 و 89) عن جابر ، عن يزيد بن مرة ، عن جده مرفوعاً .
قلت : وهذا إسناد ضعيف جداً ؛ يزيد بن مرة ؛ أورده ابن أبي حاتم (4/ 2/ 287) ونسبه الجعفي ، وقال :
"روى عن عمر بن الخطاب ، مرسل ، وعن سلمة بن يزيد . روى عنه جابر الجعفي" .
ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً ، فهو مجهول .
وجده ؛ لم أعرفه .
وجابر - هو ابن يزيد الجعفي - ؛ ضعيف ، بل اتهمه بعضهم .
والحديث ذكره السيوطي من رواية البغوي عن والد مرة . قال المناوي :
"الثقفي" . وأظنه وهماً منه رحمه الله ؛ وإنما هو الجعفي كما سبق .

(188/1)


4184 - ( كان إذا حم ؛ دعا بقربة من ماء ، فأفرغها على قرنه ، فاغتسل ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 9/ 200 :
$ضعيف$
أخرجه الأنصاري في "جزئه" (6/ 2) ، ومن طريقه الحاكم (4/ 403-404) عن إسماعيل بن مسلم ، عن الحسن ، عن سمرة بن جندب رضي الله عنهما : أن النبي صلي الله عليه وسلم قال : فذكره . وقال الحاكم :
"هذا حديث صحيح الإسناد" . ووافقه الذهبي .
قلت : كذا قالا ! والحسن مدلس وقد عنعنه ، على اختلافهم في ثبوت سماعه من سمرة .
وإسماعيل بن مسلم - هو أبو إسحاق المكي - ؛ وهو ضعيف .

(189/1)


4185 - ( كان إذا خلا في بيته ؛ ألين الناس ، وأكرم الناس ، ضحاكاً بساماً ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 9/ 200 :
$ضعيف$
أخرجه ابن سعد (1/ 365) ، والخرائطي (ص 11) ، وابن عدي (64/ 2) ، وتمام (235/ 1) من طريق حارثة بن أبي الرجال ، عن عمرة ، عن عائشة مرفوعاً .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ قال الحافظ :
"حارثة بن أبي الرجال ؛ ضعيف" . وقال الذهبي :
"ضعفه أحمد وابن معين . وقال النسائي : متروك . وقال البخاري : منكر الحديث ، لم يعتد به أحد" .

(190/1)


4186 - ( كان إذا دخل الجبانة قال : السلام عليكم أيتها الأرواح الفانية ، والأجداث البالية ، والعظام النخرة ، التي خرجت من الدنيا وهي بالله مؤمنة ، اللهم ! أدخل عليهم روحاً منك ، وسلاماً منا ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 9/ 201 :
$ضعيف$
رواه الديلمي (2/ 218) عن ابن السني معلقاً - وهذا في "عمل اليوم والليلة" (586) - ، وعبدالغني المقدسي في "السنن" (ق 94/ 1) من طريق إبراهيم بن أحمد بن عمرو الضحاك : حدثنا عبدالوهاب بن جابر (وفي نسخة من "العمل" : حامد) التيمي : حدثنا حبان بن علي العنزي ، عن الأعمش ، عن أبي رزين ، عن عبدالله بن مسعود مرفوعاً .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ العنزي ضعيف مع فقهه وفضله .
واللذان دونه ؛ لم أعرفهما . وقد صرح ابن رجب في "الأهوال" (ق 131/ 2) بأن عبدالوهاب لا يعرف ، وحبان ضعيف .
والحديث ظاهر النكارة ، لوصفه الأرواح بأنها فانية ، وهذا خلاف ما عليه المسلمون جميعاً ، ولذلك تأوله المناوي تأويلاً بعيداً فقال :
"أي : الأرواح التي أجسادها فانية" .
وكأنه اغتر بهذا التأويل بعض الخطباء في هذا البلد ، فأورد الحديث في جزء صغير ضمنه أحاديث انتقاها من "الجامع الصغير" ، منها هذا الحديث ، ولم يدر أن التأويل فرع التصحيح ، وأن الحديث ليس بصحيح . والله المستعان .
وقد وجدت حديثاً آخر فيه هذا الوصف ، في حديث أورده السيوطي من رواية الديلمي في "ذيل الأحاديث الموضوعة" (ص 150-151) فليراجعه من شاء .
وروى عبدالغني من طريق هشيم بن بشير ، عن أبي محمد الأسدي ، عن الحسن البصري قال :
"من دخل المقابر قال : اللهم رب هذه الأجساد البالية .... (إلخ) ؛ إلا أشفعوا له كل ميت منذ خلق الله الأرض" .
وهذا مع كونه مقطوعاً ، فإن أبا محمد الأسدي ؛ الظاهر أنه الذي حدث عنه جرير ؛ قال الذهبي فيه :
"مجهول" .

(191/1)


4187 - ( كان إذا دخل الخلاء قال : اللهم ! إني أعوذ بك من الرجس النجس الخبيث المخبث الشيطان الرجيم ، وإذا خرج قال : الحمد لله الذي أذاقني لذته ، وأبقى في قوته ، وأذهب عني أذاه ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 9/ 202 :
$ضعيف$
أخرجه ابن السني في "عمل اليوم والليلة" رقم (24) عن حبان ابن علي العنزي ، عن إسماعيل بن رافع ، عن دويد بن نافع ، عن ابن عمر رضي الله عنهما مرفوعاً .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ لضعف العنزي وإسماعيل بن رافع .
وأخرج البغوي (3/ 187 - دار طيبة) شطره الأول .

(192/1)


4188 - ( كان إذا دخل الخلاء قال : يا ذا الجلال ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 9/ 202 :
$ضعيف$
أخرجه ابن السني في "عمل اليوم والليلة" رقم (18) عن زكريا ابن أبي زائدة ، عن النخعي ، عن عائشة رضي الله عنها مرفوعاً .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ لأن الظاهر أن النخعي هذا هو إبراهيم بن يزيد النخعي ، ولم يثبت سماعه من عائشة ؛ كما في "التهذيب" .

(193/1)


4189 - ( كان إذا دخل الغائط قال : اللهم ! إني أعوذ بك من الرجس النجس الخبيث المخبث الشيطان الرجيم ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 9/ 203 :
$ضعيف$
أخرجه ابن السني في "عمل اليوم والليلة" رقم (17) عن إسماعيل بن مسلم ، عن الحسن وقتادة ، عن أنس بن مالك رضي الله عنه .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ من أجل عنعنة الحسن وقتادة ، وضعف إسماعيل ابن مسلم - وهو أبو إسحاق البصري - .
والحديث رواه أبو داود في "مراسيله" عن الحسن مرسلاً .
ورواه ابن ماجه (299) عن عبيد الله بن زحر ، عن علي بن يزيد ، عن القاسم ، عن أبي أمامة مرفوعاً بلفظ :
"لا يعجز أحدكم إذا دخل مرفقه أن يقول : اللهم ! إني أعوذ بك من الرجس ..." والباقي مثله .
وهذا إسناد واه ، قال ابن حبان :
"إذا اجتمع في إسناد خبر عبيدالله بن زحر وعلي بن يزيد والقاسم ؛ فهو مما عملته أيديهم" .
وروي الحديث عن بريدة وهو :

(194/1)


4190 - ( كان إذا دخل الخلاء قال : اللهم ! إني أعوذ بك من الرجس النجس الخبيث المخبث الشيطان الرجيم ، وكان إذا خرج قال : غفرانك وإليك المصير ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 9/ 203 :
$ضعيف جداً$
رواع ابن عدي (101/ 1) عن حفص بن عمر بن ميمون : حدثنا المنذر بن ثعلبة ، عن علباء بن أحمر ، عن علي . وعن عبدالله بن بريدة ، عن أبيه مرفوعاً ، وقال :
"قد جمع فيه صاحبيين : علياً وبريدة ، وجميعاً غريبان في هذا الباب . وما أظن رواهما غير حفص بن عمر هذا ، وعامة حديثه غير محفوظ" .
قلت : وهو مختلف فيه ؛ فقد قيل فيه : ثقة ، لكن ضعفه الجمهور ، وقال ابن معين والنسائي :
"ليس بثقة" . وقال العقيلي :
"يحدث بالأباطيل" . وقال الدارقطني :
"ضعيف" . وقال في "العلل" :
"متروك" .

(195/1)


4191 - ( كان إذا دخل المرفق لبس حذاءه وغطى رأسه ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 9/ 204 :
$ضعيف$
رواه ابن سعد (1/ 383) ، والبيهقي (1/ 96) عن أبي بكر بن عبدالله بن أبي مريم ، عن حبيب بن صالح قال : فذكره موفوعاً .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ فإنه مع إعضاله ، فيه أبو بكر بن أبي مريم ؛ وكان ضعيفاً لاختلاطه .
وقد روي الحديث من وجه آخر موصولاً بلفظ :

(196/1)


4192 - ( كان إذا دخل الخلاء غطى رأسه ، وإذا أتى أهله غطى رأسه ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 9/ 204 :
$ضعيف$
رواه أبو نعيم (7/ 138-139) ، والبيهقي (1/ 96) ، وأبو الحسن النعالي في "حديثه" (124/ 2) عن محمد بن يونس بن موسى القرشي ، عن خالد بن عبدالرحمن المخزومي : حدثنا سفيان الثوري ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه ، عن عائشة : أن النبي صلي الله عليه وسلم ... فذكره .
ومن هذا الوجه ؛ رواه الخطيب في "تلخيص المتشابه في الرسم" (13/ 138/ 2) ، وابن عدي (316/ 2) وقال :
"ومحمد بن يونس الكديمي كان مع وضعه للحديث وادعائه مشايخاً لم يكتب عنهم يخلق لنفسه شيوخاً حتى يقول : حدثنا شاصويه بن عبيد ..." .
وقال البيهقي :
"والكديمي أظهر من أن يحتاج إلى أن يبين ضعفه" .
قلت : وشيخه المخزومي قريب منه ؛ فقد قال الحافظ :
"متروك" .
وقد توبع ؛ فقد قال أبو نعيم عقبه :
"تفرد به عن الثوري خالد وعلي بن حيان المخزومي" . ثم ساقه من طريق إبراهيم بن راشد : حدثنا علي بن حيان الجزري : حدثنا سفيان الثوري به .
وعلي بن حيان هذا ؛ لم أجد من ذكره .
وإبراهيم بن راشد ؛ قال الذهبي :
"وثقه الخطيب ، واتهمه ابن عدي" .
وبالجملة ؛ فالحديث لم يتفرد به الكديمي فهو بريء العهدة منه ، والعلة من شيخه المتروك ، وعلي بن حيان المجهول .

(197/1)


4193 - ( كان إذا دعا لرجل أصابته ، وأصابت ولده ، وولد ولده ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 9/ 206 :
$ضعيف$
أخرجه أحمد (5/ 385-386) ، وابن أبي شيبة (12/ 44/ 1) ، وابن بشران في "الأمالي" (ق 170/ 1) عن أبي بكر بن عمرو بن عتبة ، عن ابن لحذيفة ، عن أبيه مرفوعاً .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ لجهالة ابن حذيفة .
وأبو بكر بن عمرو بن عتبة ؛ هو الثقفي ؛ قال ابن أبي حاتم (4/ 2/ 341) .
"روى عنه مسعر والمسعودي وعبدالله بن الوليد" .
ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً ؛ فهو مجهول الحال .

(198/1)


4194 - ( كان إذا دنا من منبره يوم الجمعة سلم على من عنده من الجلوس ، فإذا صعد المنبر استقبل الناس بوجهه ، ثم سلم ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 9/ 206 :
$ضعيف$
رواه ابن عدي (296/ 2) ، والبيهقي (3/ 205) ، وابن عساكر (14/ 9/ 2) عن الوليد بن مسلم ، عن عيسى بن عبدالله الأنصاري ، عن نافع ، عن ابن عمر مرفوعاً . وقال البيهقي :
"تفرد به عيسى بن عبدالله بن الحكم بن النعمان بن بشير أبو موسى الأنصاري ، قال ابن عدي : عامة ما يرويه لا يتابع عليه" .
ومن طريقه ؛ رواه الطبراني أيضاً في "الأوسط" (2/ 117/ 2) وقال :
"تفرد به الوليد" .
قلت : وهو يدلس تدليس التسوية .
ومما تقدم تعلم خطأ العلامة صديق حسن خان في كتابه "الموعظة الحسنة" ؛ فإنه جزم بنسبة ما تضمنه الحديث من شرعية تسليم الخطيب على الحاضرين لديه ، ثم إذا صعد المنبر سلم أيضاً ، وإنما صح عنه صلي الله عليه وسلم تسليمه عند جلوسه على المنبر ، وذلك بمجموع طرقه وعمل الخلفاء به من بعده ؛ كما بينته في "الصحيحة" (2076) ، وانظر تعليقي على هذا الخطأ في رسالتي "الأجوبة النافعة" (ص 50 - الطبعة الأولى) .

(199/1)


4195 - ( ما رفع رسول الله صلي الله عليه وسلم رأسه إلى السماء إلا قال : يا مصرف القلوب ! ثبت قلبي على طاعتك ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 9/ 207 :
$ضعيف$
أخرجه ابن السني في "عمل اليوم والليلة" (300) عن صالح بن محمد بن زائدة ، عن أبي سلمة بن عبدالرحمن ، عن عائشة رضي الله عنها قالت : فذكره .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ من أجل صالح هذا ؛ فإنه ضعيف ؛ كما قال الحافظ .

(200/1)


4196 - ( كان إذا رأى سهيلاً قال : لعن الله سهيلاً ؛ فإنه كان عشاراً فمسخ ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 9/ 207 :
$موضوع$
رواه ابن السني في "عمل اليوم والليلة" (رقم 644) عن إسرائيل ابن يونس ، عن جابر ، عن أبي الطفيل ، عن علي مرفوعاً .
قلت ، وهذا إسناد موضوع ؛ آفته جابر هذا - وهو الجعفي - وهو كذاب ؛ كما سبق غير مرة ، ومع ذلك فقد سود به السيوطي "الجامع الصغير" !
وقد روي بلفظ آخر ، وهو :
"لعن الله سهيلاً (ثلاث مرات) ؛ فإنه كان يعشر الناس في الأرض ؛ فمسخه الله شهاباً" .
رواه الطبراني في "الكبير" (1/ 12/ 1) ، ومشرق بن عبدالله الفقيه في "حديثه" (65/ 1) عن سفيان ، عن جابر به مرفوعاً .
والحديث أورده ابن الجوزي في "الموضوعات" وقال :
"لا يصح ؛ مداره على جابر الجعفي وهو كذاب ، ورواه وكيع عن الثوري موقوفاً ، وهو الصحيح" .
قلت : وعليه ؛ فهو من الإسرائيليات ؛ رفعه هذا الكذاب !
وقد تعقبه السيوطي في "اللآلي" (1/ 160) بأمرين :
الأول : أن جابراً وثقه شعبة وطائفة .
قلت : وقد كذبه آخرون من الأئمة ؛ منهم ابن معين ، وأحمد ، وزائدة وحلف على ذلك ، وغيرهم .والجرح مقدم على التعديل ؛ فما فائدة التعقب بالتوثيق المذكور بعد الجرح المفسر ؟!
الثاني : أن له طريقاً أخرى ؛ ساقها من رواية أبي الشيخ في "العظمة" بسند له فيه جهالة ، عن إسحاق بن سليمان ، عن عمر بن قيس ، عن يحيى بن عبدالله ، عن أبي الطفيل مرفوعاً به .
قلت : وسكت عنه السيوطي فأساء ؛ لأنه مع الجهالة التي أشرنا إليها ؛ فإن عمر بن قيس - وهو أبو جعفر المعروف بـ "سندل" - ؛ متفق على تضعيفه ، وقال البخاري :
"منكر الحديث" . وقال أحمد :
"أحاديثه بواطيل" .
قلت : فمثله لا يستشهد به ولا كرامة .
وللحديث شاهد شر من هذه ؛ أخرجه ابن السني أيضاً (رقم 646) عن عثمان ابن عبدالرحمن : حدثنا إبراهيم بن يزيد ، عن عمرو بن دينار ، عن عبدالله بن عمر مرفوعاً نحوه .
وهذا إسناد موضوع ؛ عثمان بن عبدالرحمن - هو الوقاصي - ؛ وهو كذاب ، وقد مضى مراراً .
وشيخه إبراهيم بن يزيد ؛ الظاهر أنه الخوزي وهو ضعيف جداً ؛ قال أحمد والنسائي :
"متروك" . وقال ابن معين :
"ليس بثقة" . وقال البخاري :
"سكتوا عنه" .
ثم رأيته عند البزار (1/ 427/ 902) من طريق عبدالأعلى - وهو ابن عبدالأعلى السامي الثقة - : حدثنا إبراهيم بن يزيد به .
ثم رواه (903) من طريق مبشر بن عبيد ، عن زيد بن أسلم ، عن ابن عمر .
ومبشر ؛ كذاب .

(201/1)


4197 - ( كان إذا خرج من الغائط قال : الحمد لله الذي أحسن إلي في أوله ، وآخره ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 9/ 209 :
$موضوع$
أخرجه ابن السني في "عمل اليوم والليلة" (23) عن عبدالله بن محمد العدوي : حدثني عبدالله الداناج ، عن أنس بن مالك مرفوعاً .
قلت : وهذا موضوع ؛ آفته العدوي هذا ؛ قال الحافظ :
"متروك ، رماه وكيع بالوضع" .

(202/1)


4198 - ( كان إذا زوج أو تزوج نثر تمراً ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 9/ 210 :
$موضوع$
أخرجه البيهقي في "السنن" (7/ 287-288) عن عاصم بن سليمان : أخبرنا هشام بن عروة ، عن أمه ، عن عائشة رضي الله عنها مرفوعاً . وقال البيهقي :
"عاصم بن سليمان ؛ بصري رماه عمرو بن علي بالكذب ، ونسبه إلى وضع الحديث" .
وقال الساجي وابن عدي :
"يضع الحديث" . وقال الطيالسي :
"كذاب" .
وروى البيهقي أيضاً من طريق الحسن بن عمرو : أخبرنا القاسم بن عطية ، عن منصور بن صفية ، عن أمه ، عن عائشة رضي الله عنها :
"أن رسول الله صلي الله عليه وسلم تزوج بعض نسائه فنثر عليه التمر" . وقال :
"الحسن بن عمرو - وهو ابن سيف العبدي - ؛ بصري عنده غرائب" .
قلت : بل هو شر من ذلك ؛ فقد كذبه ابن المديني ، وقال البخاري :
"كذاب" . وقال الرازي :
"متروك" .
وهذا هو الذي اعتمده الحافظ ؛ أنه متروك .

(203/1)


4199 - ( كان إذا سأل جعل باطن كفيه إليه (وفي رواية : إلى وجهه) ، وإذا استعاذ جعل ظاهرهما إليه ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 9/ 211 :
$ضعيف بتمامه$
أخرجه أحمد (4/ 56) من طريق ابن لهيعة ، عن حبان بن واسع ، عن خلاد بن السائب الأنصاري مرفوعاً .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ، فيه علتان :
الأولى : خلاد هذا ؛ مختلف في صحبته ؛ قال الحافظ في "التقريب" :
"ثقة من الثالثة ، ووهم من زعم أنه صحابي" .
قلت : وهذا التوثيق من الحافظ اجتهاد منه ، وكأن وجهه أنه تابعي روى عنه جماعة من الثقات ، ولم يجرح ، وإلا فهو لم يحك في "التهذيب" توثيقه عن أحد ، بل نقل عن العجلي أنه قال :
"ما نعرفه" .
والأخرى : سوء حفظ ابن لهيعة .
والحديث قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (10/ 168) :
"رواه أحمد مرسلاً ، وإسناده حسن" !
(تنبيه) : عزاه السيوطي في "الجامع" لـ (حم - عن السائب بن خلاد) .
يعني والد الخلاد بن السائب ، وعليه ؛ فالحديث متصل ، وهو وهم من السيوطي رحمه الله ، سببه أنه رأى الحديث عند أحمد في "مسند السائب بن خلاد" فتوهم أنه عنه ، ولم يتنبه أن الراوي لم يقل في إسناده : "عن أبيه" ، وإنما أوقفه على الخلاد بن السائب ، ولذلك جزم الهيثمي بأنه مرسل كما رأيت ، ولم يتنبه لهذا المناوي ، فقال عقب عبارة الهيثمي السابقة :
"وفيه إيذان بضعف هذا المتصل ، فتحيز المصنف له كأنه لاعتضاده" ! .
كذا قال ! وقد علمت أن المتصل لا أصل له عند أحمد . نعم ؛ قد عزاه الهيثمي (10/ 169) للطبراني عن خلاد بن السائب ، عن أبيه بالشطر الأول منه ؛ وقال :
"وفيه حفص بن هاشم بن عتبة ؛ وهو مجهول" .
قلت : وهذا الشطر هو عند أحمد أيضاً ؛ لكن من الطريق الأولى مرسلاً ، والتي فيها ابن لهيعة . والظاهر أنه في طريق الطبراني أيضاً ؛ فقد ذكر الذهبي في ترجمة حفص هذا أنه :
"روى عنه ابن لهيعة وحده" .
وإذا صح هذا ؛ فيكون ابن لهيعة قد اضطرب في إسناد الحديث ؛ فتارة أرسله ، وتارة وصله من طريق هذا المجهول . والله أعلم .
لكن هذا الشطر له شواهد ؛ منها عند الطبراني في "الكبير" (3/ 150/ 1) عن ابن عباس مرفوعاً :
"كان إذا دعا جعل باطن كفه إلى وجهه" .
وإسناده ضعيف ، لا بأس به في الشواهد .
بل قد ثبت الأمر بذلك والنهي عن السؤال بظهور الأكف ؛ كما تقدم تحقيقه في "الصحيحة" (595) .
وأما الشطر الثاني من الحديث ؛ فلم أجد له شاهداً نعضده به .
نعم ؛ روى حماد بن سلمة ، عن بشر بن حرب ، عن أبي سعيد الخدري قال :
"كان رسول الله صلي الله عليه وسلم واقفاً بعرفة يدعو هكذا - ورفع يديه حيال ثندوتيه ، وجعل بطون كفيه مما يلي الأرض -" .
أخرجه أحمد (3/ 13) .
قلت : فهذا ضعيف الإسناد ؛ لأن بشراً هذا قال الهيثمي :
"ضعيف" . وقال الحافظ :
"صدوق فيه لين" .
ومع ذلك فليس فيه ذكر الاستعاذة .
ولحماد فيه إسناد آخر ، قال : عن هشام بن عروة ، عن أبيه وعمرو بن دينار وطاوس وثابت ، عن أنس مرفوعاً بلفظ :
"كان إذا دعا جعل ظاهر كفيه مما يلي وجهه ، وباطنهما مما يلي الأرض" .
وسوى حماد كفيه وفرق أصابعه .
أخرجه الضياء المقدسي في "المختارة" (ق 27/ 1) من طريق المحاملي : حدثنا أحمد بن علي الجواربي : حدثنا يزيد بن هارون : أنبأ حماد - يعني ابن سلمة - به .
قلت : وهذا إسناد صحيح ، رجاله ثقات رجال مسلم غير الجواربي انقلب اسمه على أحد الرواة الذين دون المحاملي ؛ فإن نسخة "المختارة" جيدة بخط المؤلف نفسه ، وإنما أرجح هذا ؛ لأن علي بن أحمد الجواربي قد ترجمه الخطيب في "التاريخ" (11/ 314-315) ، ثم السمعاني في "الأنساب" (3/ 364-365) وذكرا في شيوخه يزيد بن هارون ، وفي الرواة عنه القاضي المحاملي ، ووثقاه ، مات سنة (255) .
فإذا صح هذا الإسناد ، فإني أظن أن في الحديث اختصاراً بينته رواية الحسن ابن موسى : حدثنا حماد بن سلمة ، عن ثابت به بلفظ :
"أن النبي صلي الله عليه وسلم استسقى ، فأشار بظهر كفيه إلى السماء" .
أخرجه مسلم (3/ 24) .
فبينت هذه الرواية أن ذلك كان في الاستسقاء ، وليس في الاستعاذة ، ولا في كل دعاء ، وقد قالوا - كما في "المرقاة" (2/ 284) - :
"فعل هذا تفاؤلاً بتقلب الحال ظهراً لبطن ، وذلك نحو صنيعه في تحويل الرداء" .
وقال النووي في "شرحه" :
"قال جماعة من أصحابنا وغيرهم : السنة في كل دعاء لرفع بلاء كالقحط ونحوه أن يرفع يديه ويجعل ظهر كفيه إلى السماء ، وإذا دعا لسؤال شيء وتحصيله جعل بطن كفيه إلى السماء ، احتجوا بهذا الحديث" .

(204/1)


4200 - ( كان إذا سجد رفع العمامة عن جبهته ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 9/ 214 :
$ضعيف$
رواه ابن سعد (1/ 455) : أخبرنا محمد بن معاوية النيسابوري : أخبرنا ابن لهيعة ، عن بكر بن سوادة ، عن صالح بن خيوان مرفوعاً .
قلت : وهذا إسناد ضعيف مرسل ؛ صالح بن خيوان - بالخاء المعجمة ، ويقال : بالمهملة - ؛ لم يوثقه غير العجلي . وقال الذهبي :
"ما روى عنه سوى بكر ، قال عبدالحق : لا يحتج به" .
والنيسابوري ؛ قال الحافظ :
"متروك ، مع معرفته ، لأنه كان يتلقن ، وقد أطلق عليه ابن معين الكذب" .
قلت : وقد خولف في متنه ؛ فقال بحر بن نصر : قرىء على ابن وهب : أخبرك ابن لهيعة وعمرو بن الحارث ، عن بكر بن سوادة الجذامي به بلفظ :
"أن رسول الله صلي الله عليه وسلم ، رأى رجلاً يسجد بجبهته ، وقد اعتم على جبهته ، فحسر رسول الله صلي الله عليه وسلم عن جبهته" .
أخرجه البيهقي (2/ 105) وقال :
"وفيما روى معاوية بن صالح ، عن عياض بن عبدالله القرشي قال : رأى رسول الله صلي الله عليه وسلم رجلاً يسجد على كور عمامته فأومأ بيده : ارفع عمامتك . وأومأ إلى جبهته . وهذا المرسل شاهد لمرسل صالح" .
كذا قال ! وفيه نظر ؛ لأنه يشترط في تقوية المرسل بمثله : أن يكون شيوخ مرسل كل منهما غير شيوخ الآخر ، وهذا غير معروف هنا .

(205/1)


4201 - ( كان إذا سلم من صلاته قال : (سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين) ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 9/ 215 :
$ضعيف جداً$
رواه عبد بن حميد في "مسنده" - وهو من ثلاثياته - (78/ 2) : حدثنا علي بن عاصم ، عن أبي هارون العبدي ، عن أبي سعيد الخدري مرفوعاً . وهو في "المنتخب من سنده" (105) من طريق سفيان ، عن أبي هارون به نحوه . ورواه ابن أبي شيبة في "المصنف" (1/ 303) : حدثنا هشيم ، عن أبي هارون به . والطبراني في "الدعاء" (2/ 1091/ 651) عن سفيان به . ورواه أبو يعلى (1/ 311) من طريق حماد ، عن أبي هارون قال :
قلنا لأبي سعيد : هل حفظت من رسول الله صلي الله عليه وسلم شيئاً كان يقوله بعدما يسلم ؟ قال : نعم ، "كان يقول : سبحان ربك رب العزة عما يصفون ..." فذكره .
وهذا إسناد ضعيف جداً ، أبو هارون العبدي - واسمه عمارة بن جوين - ؛ قال الحافظ :
"متروك ، ومنهم من كذبه" .
أما قول الهيثمي (2/ 148) .
"رواه أبو يعلى ورجاله ثقات" .
فهو وهم محض ، لا أدري وجهه ! ولا يقال : لعل الوجه أنه وقع عنده : "عن أبي هريرة" بدل "عن أبي هارون" ؛ فإني أظنه خطأ من الطابع أو الناسخ ، وليس من الهيثمي نفسه . والله أعلم .
والحديث لم يتكلم عليه المناوي بشيء سوى أنه قال :
"رمز المصنف لحسنه" .
والظاهر أن المناوي لم يقف على إسناده ، وإلا لتعقبه ببيان ضعفه الشديد ؛ كما هي عادته في مثله .
وقد وجدت له شاهداً ، ولكن واه لا يفرح به ، يرويه محمد بن عبدالله بن عبيد بن عمير ، عن عمرو بن دينار ، عن ابن عباس قال :
"كنا نعرف انصراف رسول الله صلي الله عليه وسلم من الصلاة بقوله : سبحان ربك ..." إلخ .
أخرجه الطبراني في "الكبير" (3/ 114/ 1) ، وفي "الدعاء" (652) .
وابن عمير هذا ؛ قال البخاري :
"منكر الحديث" . وقال النسائي :
"متروك" .
ومما يؤكد نكارته ؛ أن المحفوظ عن ابن عباس قوله :
"كنا نعرف انقضاء صلاة رسول الله صلي الله عليه وسلم بالتكبير" .
أخرجه الشيخان وغيرهما من طريق أبي سعيد عنه ، وهو مخرج في "صحيح أبي داود" (920 و 921) .
وفي الطبراني حديث آخر بنحو حديث الترجمة ، وقد خرجته فيما يأتي برقم (6529) المجلد الرابع عشر من هذه "السلسلة" ، وبينت أن في إسناده كذاباً .

(206/1)


4202 - ( كان إذا شرب الماء قال : الحمد لله الذي جعله عذباً فراتاً برحمته ، ولم يجعله ملحاً أجاجاً بذنوبنا ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 9/ 217 :
$ضعيف$
رواه ابن أبي الدنيا في "الشكر" (1/ 8/ 2) ، وأبو نعيم (8/ 137) عن جابر ، عن أبي جعفر مرفوعاً .
قلت : وهذا سند ضعيف جداً ؛ جابر هذا هو الجعفي وهو متهم ، وأبو جعفر هو الباقر محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب وهو تابعي ثقة ، فالحديث مرسل . وعزاه السيوطي في "الجامع" لأبي نعيم في "الحلية" فقط ، وهو قصور . وعزاه شارحه المناوي للطبراني أيضاً في "الدعاء" .
ورواه ابن عبدالهادي في "أحاديث منتقاة" (338/ 1) عن ابن جريج ، عن ابن خثيم مرفوعاً .
ورجاله ثقات ، لكنه مرسل أيضاً ، وابن جريج مدلس وقد عنعنه .

(207/1)


4203 - ( كان إذا شرب في الإناء تنفس ثلاثة أنفاس ، يحمد الله عز وجل في كل نفس ، ويشكره في آخرهن ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 9/ 218 :
$ضعيف جداً$
أخرجه ابن السني في "عمل اليوم والليلة" رقم (465) ، والطبراني في "الكبير" (3/ 79/ 2) عن المعلى بن عرفان ، عن شقيق بن سلمة ، عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال : فذكره .
قلت : هذا إسناد ضعيف جداً ؛ معلى بن عرفان ؛ قال البخاري :
"منكر الحديث" . وقال النسائي :
"متروك الحديث" .
ورواه ابن عدي في "الكامل" (129/ 1) عن داود بن محبر : حدثنا صالح المري ، عن أبي عمران الجوني ، عن أنس قال :
"كان رسول الله صلي الله عليه وسلم يتنفس في شرابه ثلاثاً ، ويذكر اسم الله في كل مرة" . قال ابن عدي :
"وهذا من حديث أبي عمران الجوني ، عن أنس عجب ، ويرويه عنه صالح المري ، ولا أعلم أتى به غير داود بن محبر" .
قلت : وهو وضاع .
ورواه المعلى بإسناد آخر ولفظ آخر ، وقد خرجته فيما سيأتي برقم (5929) .

(208/1)


4204 - ( كان إذا شرب تنفس مرتين ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 9/ 218 :
$ضعيف$
أخرجه الترمذي (1/ 345) ، وابن ماجه (3417) ، والطبراني في "الكبير" (150/ 1) ، وابن عدي في "الكامل" (135/ 2) ، والضياء في "المختارة" (67/ 105/ 2) عن رشدين بن كريب ، عن أبيه ، عن ابن عباس مرفوعاً . وقال الترمذي :
"هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث رشدين بن كريب" .
قلت : وهو ضعيف .
والمحفوظ عنه صلي الله عليه وسلم أنه كان يتنفس ثلاثاً . كما أخرجه الشيخان وغيرهما من حديث أنس ، وهو مخرج في "الصحيحة" (387) .

(209/1)


4205 - ( كان إذا اتبع الجنازة أكثر الصمات ، وأكثر حديث نفسه ، وكانوا يرون أنه إنما يحدث نفسه بأمر الميت ، وما يرد عليه ، وما هو مسؤول عنه ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 9/ 219 :
$ضعيف$
أخرجه ابن المبارك في "الزهد" رقم (243) قال : أخبرنا عبدالعزيز ابن أبي رواد ، قال : فذكره مرفوعاً .
قلت : وهذا إسناد معضل . وقد وصله ابن لهيعة ، عن عمرو بن دينار ، عن ابن عباس مرفوعاً بلفظ :
"كان إذا شهد جنازة رأيت عليه كآبة ، وأكثر حديث النفس" .
أخرجه الطبراني في "الكبير" (3/ 113/ 1) ، والجرجاني في "الفوائد" (ق 168/ 2) . لكن ابن لهيعة سيىء الحفظ .
ورواه الحاكم في "الكنى" عن عمران بن حصين كما في "الجامع الصغير" ، ولم يتكلم عليه المناوي بشيء ، وغالب الظن أن إسناده لا يصح .

(210/1)


4206 - ( كان إذا غضب لم يجترىء عليه أحد إلا علي ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 9/ 219 :
$ضعيف$
أخرجه الطبراني في "الأوسط" (ص 339 - الحرم المكي - زوائده) ، وأبو نعيم (9/ 227) ، والحاكم (3/ 13) عن حسين الأشقر : حدثنا جعفر بن زياد الأحمر ، عن مخول ، عن منذر الثوري ، عن أم سلمة مرفوعاً . وقال الحاكم :
"صحيح الإسناد" . ورده الذهبي بقوله :
"قلت : الأشقر وثق ، وقد اتهمه ابن عدي ، وجعفر تكلم فيه" .
قلت : وفيه علة أخرى ؛ وهي الانقطاع بين منذر الثوري - واسم أبيه يعلى - وأم سلمة ، فقد أورده ابن حبان في "ثقات التابعين" (1/ 254 - طبع الهند) وقال :
"يروي عن أم سلمة إن كان سمع منها" .
قلت : وجل روايته عن التابعين . والله أعلم .

(211/1)


4207 - ( كان إذا غضبت أخذ بأنفها ، وقال : يا عويشة قولي : اللهم رب النبي محمد صلي الله عليه وسلم ؛ اغفر ذنبي ، وأذهب غيظ قلبي ، وأجرني من مضلات الفتن ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 9/ 220 :
$ضعيف$
رواه ابن عساكر (19/ 169/ 2) عن هشام بن عمار : أخبرنا عبدالرحمن ابن أبي الجون عن مؤذن لعمر ، عن مسلم بن يسار ، عن عائشة : أن رسول الله صلي الله عليه وسلم كان ...
قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ لأن مؤذن عمر - ولعله ابن عبدالعزيز - مجهول لم يسم .
وعبدالرحمن بن أبي الجون ؛ لم أعرفه أيضاً .
وقد روي من طريق أخرى عنها ، فقال ابن السني في "عمل اليوم والليلة" (449) : أخبرني محمد بن المهاجر : حدثنا إبراهيم بن مسعود : حدثنا جعفر بن عون : حدثنا أبو العميس ، عن القاسم بن محمد بن أبي بكر قال :
"كانت عائشة رضي الله عنها إذا غضبت عرك النبي صلي الله عليه وسلم ..." الحديث مثله .
قلت : وهذا إسناد واه بمرة ؛ محمد بن المهاجر هذا - هو الطالقاني - يعرف بأخي حنيف ؛ قال الذهبي :
"كذبه صالح جزرة وغيره" .
وله ترجمة في "تاريخ بغداد" (3/ 302-303) ، و "اللسان" .
وإبراهيم بن مسعود ؛ قال ابن أبي حاتم (1/ 1/ 140) :
"كتبت عنه وهو صدوق" .
ومن فوقه ثقات رجال الشيخين .
ثم إن ظاهر الإسناد الإرسال . والله أعلم .
وقد روي موصولاً من طريق أخرى بلفظ :
"كان إذا غضبت عائشة وضع يده على منكبها فقال : اللهم اغفر لها ذنبها ، وأذهب غيظ قلبها ، وأعذها من مضلات الفتن" .
رواه ابن عساكر في "التاريخ" (18/ 153/ 1) ، وأبو منصور ابن عساكر في "الأربعين في مناقب أمهات المؤمنين" (37/ 2) عن بقية ، عن يزيد بن أيهم ، عن يزيد بن شريح ، عن عائشة مرفوعاً . وقال أبو منصور :
"هذا حديث حسن من حديث بقية بن الوليد" .
كذا قال ! ولعله يعني الحسن اللغوي ، وإلا ؛ فبقية معروف بالتدليس عن المجهولين والكذابين ، وقد عنعنه .
واليزيدان فوقه ؛ مقبولان عند الحافظ ابن حجر . والله أعلم .

(212/1)


4208 - ( كان إذا فاتته الأربع قبل الظهر ؛ صلاها بعد الركعتين بعد الظهر ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 9/ 222 :
$منكر$
أخرجه ابن ماجه (1/ 353) ، وابن عدي (271/ 1) ، وتمام (9/ 1) عن قيس بن الربيع ، عن شعبة ، عن خالد الحذاء ، عن عبدالله بن شقيق ، عن عائشة مرفوعاً . وقال :
"لم يحدث به عن شعبة إلا قيس" .
قلت : وهو سيىء الحفظ ، وقد خولف في متنه ، فقال الترمذي (2/ 291 - شاكر) : حدثنا عبدالوارث بن عبيد العتكي المروزي : أخبرنا عبدالله بن المبارك ، عن خالد الحذاء به نحوه ؛ دون قوله "بعد الركعتين" . وقال :
"حديث حسن غريب ، إنما نعرفه من حديث ابن المبارك من هذا الوجه . وقد رواه قيس بن الربيع ، عن شعبة ، عن خالد الحذاء نحو هذا ، ولا نعلم أحداً رواه عن شعبة غير قيس بن الربيع" .
قلت : وهو ضعيف لسوء حفظه كما ذكرنا ؛ لا سيما عند المخالفة ، والظن أنه هو المخالف وليس شعبة ؛ فإنه حافظ ضابط .
وعبدالوارث بن عبيد العتكي ؛ ذكره ابن حبان في "الثقات" ، وروى عنه جمع ، وقال الحافظ :
"صدوق" .
قلت : ويشهد لحديثه ما أخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (2/ 202) : حدثنا شريك ، عن هلال الوزان ، عن عبدالرحمن بن أبي ليلى قال : فذكره دون الركعتين أيضاً .
قلت : وهذا مرسل حسن الإسناد في الشواهد ، فالحديث صحيح بغير الركعتين ، وذكرهما منكر ؛ لتفرد قيس بن الربيع بهما .
(تنبيه) : عزا السيوطي الحديث في "الجامع" : لابن ماجه عن عائشة . فقال المناوي عقبه :
"وقال الترمذي : حسن غريب ، ورمز المصنف لحسنه" .
قلت : فأوهم أمرين لا حقيقة لهما :
الأول : أن الترمذي أخرج الحديث بلفظ ابن ماجه .
والآخر : أنه حسنه .
وقد عرفت أن الذي أخرجه الترمذي وحسنه ليس فيه الركعتان .
وأما رمز السيوطي لحسنه ؛ فلا قيمة له ؛ كما شرحته في مقدمة "صحيح الجامع الصغير" و "ضعيف الجامع الصغير" ، فليراجع من شاء أحدهما .
وقد غفل عن التحقيق المتقدم المعلق على "زاد المعاد" (1/ 309) ؛ فقد قال بعد أن خرج الحديث برواية الترمذي وحسن إسناده ثم خرج الحديث برواية ابن ماجه : "وهو حسن بما قبله" !

(213/1)


4209 - ( كان إذا فرغ من طعامه قال : اللهم لك الحمد ، أطعمت وسقيت ، وأشبعت وأرويت ، فلك الحمد غير مكفور ، ولا مودع ، ولا يستغنى عنك ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 9/ 223 :
$ضعيف$
رواه أحمد (4/ 236) ، وابن عساكر (17/ 309/ 1) عن عبدالله بن عامر الأسلمي ، عن أبي عبيد حاجب سليمان ، عن نعيم بن سلامة ، عن رجل من بني سليم كانت له صحبة : أن النبي صلي الله عليه وسلم كان ...
قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ من أجل الأسلمي هذا ؛ قال الحافظ :
"ضعيف" .
وقد صح الحديث بلفظ آخر عن رجل خدم النبي صلي الله عليه وسلم ، وهو مخرج في "الصحيحة" (71) .

(214/1)


4210 - ( كان إذا قال بلال : قد قامت الصلاة ؛ كبر ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 9/ 224 :
$ضعيف$
رواه أبو القاسم بن أبي القعنب في "حديث القاسم بن الأشيب" (8/ 2) عن عاصم بن علي قال : حدثنا حجاج بن فروخ الكواز ، عن شهر بن حوشب ، عن عبدالله بن أبي أوفى مرفوعاً .
ورواه ابن عدي (71/ 2) من طرق عن حجاج به ، وقال :
"والحجاج هذا ؛ لا أعرف له كبير رواية" .
قلت : قال ابن معين : "ليس بشيء" . وضعفه النسائي .
وشهر ؛ سيىء الحفظ .
قلت : والحديث منكر عندي ؛ لمنافاته ما استفاض عنه صلي الله عليه وسلم من الأمر بتسوية الصفوف قبل التكبير ، ويبعد أن يكون ذلك والمؤذن يقيم الصلاة ، وقد ثبت في "صحيح مسلم" وغيره : أن بلالاً رضي الله عنه كان لا يقيم حتى يخرج النبي صلي الله عليه وسلم ، فإذا خرج أقام الصلاة حين يراه .
فإذا كبر حين قوله : "قد قامت الصلاة" ؛ لم يبق هناك وقت لتسوية الصفوف وتعديلها ، فثبت أن السنة التكبير بعد ذلك ، والله أعلم .

(215/1)


4211 - ( كان إذا لقي أصحابه لم يصافحهم حتى يسلم عليهم ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 9/ 224 :
$منكر$
أخرجه الطبراني في "الكبير" (1/ 86/ 1) عن النضر بن منصور ، عن سهل الفزاري ، عن أبيه ، عن جندب مرفوعاً .
قلت : وهذا إسناد ضعيف جداً ؛ سهل هذا وأبوه ؛ قال الذهبي :
"مجهولان ، والحديث منكر" .
والنضر بن منصور ؛ قال البخاري :
"منكر الحديث" . وقال النسائي :
"ليس بثقة" .
والحديث قال المناوي :
"رمز المصنف لحسنه ، وليس كما قال ؛ فقد قال الحافظ الهيثمي : فيه من لم أعرفهم" .

(216/1)


4212 - ( كان إذا مر بالمقابر قال : سلام عليكم أهل الديار من المؤمنين والمؤمنات ، والمسلمين والمسلمات ، والصالحين والصالحات ، وإنا إن شاء الله بكم لاحقون ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 9/ 225 :
$موضوع بهذا السياق$
أخرجه ابن السني في "عمل اليوم والليلة" (583) عن محمد بن عمر الغربي : حدثنا عبدالله بن وهب ، عن يزيد بن عياض ، عن عبدالرحمن الأعرج ، عن أبي هريرة مرفوعاً .
قلت : وهذا موضوع ؛ آفته يزيد بن عياض ؛ كذبه مالك وابن معين وغيرهما .
ومحمد بن عمر الغربي ؛ لم أعرفه .
والحديث قد صح من حديث أبي هريرة وغيره مختصراً دون قوله : "والصالحين والصالحات" ، وهي مخرجة في كتابي "أحكام الجنائز وبدعها" (ص 189-191) .

(217/1)


4213 - ( كان إذا مشى أسرع ، حتى يهرول الرجل وراءه فلا يدركه ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 9/ 226 :
$ضعيف$
أخرجه ابن سعد (1/ 379) عن طلحة بن زيد ، عن الوضين بن عطاء ، عن يزيد بن مرثد قال : فذكره مرفوعاً .
قلت : وهذا إسناد هالك ؛ فإنه مع إرساله فيه طلحة بن زيد - وهو القرشي - ؛ قال الحافظ .
"متروك ؛ قال أحمد وعلي وأبو داود : كان يضع الحديث" .
وروى ابن سعد أيضاً من طريق رشدين بن سعد : حدثني عمرو بن الحارث ، عن أبي يونس مولى أبي هريرة ، عن أبي هريرة قال :
"ما رأيت شيئاً أحسن من النبي صلي الله عليه وسلم ؛ كأن الشمس تجري في وجهه ، وما رأيت أحداً أسرع في مشيه من النبي صلي الله عليه وسلم ؛ كأن الأرض تطوى له ، إنا لنجهد وهو غير مكترث" .
ورشدين بن سعد ؛ ضعيف .
وانظر : "مختصر الشمائل" (رقم : 100) .

(218/1)


4214 - ( كان إذا نزل منزلاً لم يرتحل حتى يصلي ركعتين أو صلاة يودع بها المنزل ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 9/ 226 :
$ضعيف$
رواه الطبراني في "الأوسط" (65/ 1 - من ترتيبه) ، وفي "جزء ما انتخبه الطبراني لابنه أبي ذر" (232/ 2) ، والحاكم (1/ 446) ، والبيهقي (5/ 253) عن أبي عاصم ، عن عثمان بن سعد ، عن أنس مرفوعاً . ورواه العقيلي من طريق أخرى (291) عن عثمان بن سعد الكاتب به ؛ وقال :
"قال ابن معين : ليس بذاك . وقد روي هذا بإسناد أصلح من هذا" .
كذا قال ، والظاهر أنه يعني ما أخرجه أبو داود وغيره ؛ من طريق أخرى عن أنس بفلظ :
"... لم يرتحل حتى يصلي الظهر" .
فهذا غير حديث الترجمة ؛ بل هو مما يعله ، وهو مخرج في "صحيح أبي داود" (1088) .
وقال الحاكم عقب الحديث :
"صحيح على شرط البخاري" ! ورده الذهبي بقوله :
"قلت : كذا قال ، وعثمان ضعيف ، ما احتج به (خ)" .
قلت : وكذلك جزم بضعفه الحافظ في "التقريب" .
ثم رأيت الحديث تقدم تخريجه بنحوه في هذه "السلسلة" برقم (1047) .

(219/1)


4215 - ( كان إذا نظر إلى البيت قال : اللهم زد بيتك هذا تشريفاً وتعظيماً وتكريماً وبراً ومهابة ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 9/ 227 :
$موضوع$
رواه الطبراني (1/ 312-313) ، وفي "الأوسط" (1/ 117/ 1) ، وعنه عبدالغني المقدسي في "السنن" (314/ 2) من طريق عمر بن يحيى الأيلي : حدثنا عاصم بن سليمان الكوزي ، عن زيد بن أسلم ، عن أبي الطفيل ، عن حذيفة بن أسيد مرفوعاً . وقال الطبراني :
"لا يروى عن أبي سريحة إلا بهذاالإسناد ، تفرد به عمر" .
قلت : وعمر هذا ؛ أشار ابن عدي إلى أنه يسرق الحديث .
وعاصم بن سليمان الكوزي شر منه بكثير ؛ فإنه كان يضع الحديث ؛ كما قال الفلاس وابن عدي والساجي ، وبه أعل الحديث الهيثمي ؛ إلا أنه قال فيه (3/ 238) :
"وهو متروك" .

(220/1)


4216 - ( كان إذا نظر إلى الهلال قال : اللهم اجعله هلال يمن ورشد ، آمنت بالله الذي خلقك فعدلك ، فتبارك الله أحسن الخالقين ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 9/ 228 :
$موضوع$
أخرجه ابن السني (637) عن أحمد بن عيسى الخشاب : حدثنا عمرو بن أبي سلمة ، عن زهير بن محمد ، عن يحيى بن سعيد وعبدالرحمن بن حرملة ، عن أنس مرفوعاً .
قلت : وهذا موضوع ؛ آفته الخشاب هذا ؛ قال مسلمة وغيره :
"كذاب" .
وزهير بن محمد ؛ فيه ضعف .

(221/1)


4217 - ( كان إذا هاجت ريح استقبلها بوجهه ، وجثا على ركبتيه ، ومد بيديه ، وقال : اللهم ! إني أسألك من خير هذه الريح وخير ما أرسلت به ، وأعوذ بك من شرها وشر ما أرسلت به ، اللهم ! اجعلها رحمة ، ولا تجعلها عذاباً ، اللهم ! اجعلها رياحاً ، ولا تجعلها ريحاً ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 9/ 228 :
$ضعيف جداً$
أخرجه الطبراني في "معجمه" (3/ 125/ 2) عن الحسين ابن قيس ، عن عكرمة ، عن ابن عباس مرفوعاً .
قلت : وهذا إسناد ضعيف جداً ؛ الحسين بن قيس - هو الرحبي الملقب بـ (حنش) - وهو متروك كما في "التقريب" .
واعلم أن هذا الحديث قد أنكره الإمام أبو جعفر الطحاوي من حيث المعنى ؛ فإنه قال في "مشكل الآثار" (1/ 397-398) :
"قال أبو عبيد : القراءة التي سمعتها في الريح والرياح أن ما كان منها من الرحمة فإنه جمع ، وما كان منها من العذاب فإنه على واحدة . قال : والأصل الذي اعتبرنا به هذه القراءة حديث النبي صلي الله عليه وسلم "أنه كان إذا هاجت الريح قال : اللهم اجعلها رياحاً ولا تجعلها ريحاً" ، فكان ما حكاه أبو عبيد من هذا عن رسول الله صلي الله عليه وسلم مما لا أصل له ، وقد كان الأولى به لجلالة قدره ولصدقه في روايته غير هذا الحديث أن لا يضيف إلى رسول الله صلي الله عليه وسلم ما لا يعرفه أهل الحديث عنه .
ثم اعتبرنا في كتاب الله تعالى مما يدل على الواحد في هذا المعنى ؛ فوجدنا الله تبارك وتعالى قد قال في كتابه العزيز : (هو الذي يسيركم في البر والبحر حتى إذا كنتم في الفلك وجرين بهم بريح طيبة وفرحوا بها جاءتها ريح عاصف وجاءهم الموج من كل مكان) [يونس : 22] ، فكانت الريح الطيبة من الله تعالى رحمة ، والريح العاصف منه عز وجل عذاباً . ففي ذلك ما قد دل على انتفاء ما رواه أبو عبيد مما ذكره" .
ثم ذكر بعض الأحاديث التي تشهد لما تضمنته الآية الكريمة ، وترد على أبي عبيد رحمه الله ، فانظر "تخريج الكلم الطيب" (153) وغيره .
ثم رأيت الحديث في كتاب "الأم" للإمام الشافعي بإسناد آخر عن عكرمة ، فقال (1/ 224) : أخبرني من لا أتهم قال : حدثنا العلاء بن راشد ، عن عكرمة به .
قلت : وهذا أيضاً ضعيف جداً ؛ العلاء بن راشد ؛ قال الحسيني في ترجمته :
"عن عكرمة ، وعنه إبراهيم بن أبي يحيى ، لا تقوم به حجة" .
قال الحافظ في "التعجيل" عقبه :
"كذا قال ، وعكرمة مشهور ، وحال إبراهيم معروف ، فانحصر" .
كأنه يعني أن إبراهيم بن أبي يحيى - وهو شيخ الشافعي في هذا الإسناد - الذي لم يسمه ؛ هو متهم عند غير الشافعي ، فهو علة هذا الإسناد الذي لا يقوم به حجة ، وليس العلاء هذا .
ومن طبقته ما في "تاريخ البخاري" (3/ 2/ 513) ، و "الجرح والتعديل" (3/ 1/ 355) ، و "ثقات ابن حبان" (8/ 502) :
"العلاء بن راشد الواسطي الجرمي ، سمع حلام بن صالح الأزدي ، سمع منه يزيد بن هارون" .
قلت : فيحتمل أن يكون هو شيخ إبراهيم هذا . والله أعلم .

(222/1)


4218 - ( كان إذا وجد الرجل راقداً على وجهه ؛ ليس على عجزه شيء ، ركضه برجله ، وقال : هي أبغض الرقدة إلى الله عز وجل ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 9/ 230 :
$ضعيف بتمامه$
أخرجه أحمد (4/ 388) : حدثنا مكي بن إبراهيم : حدثنا ابن جريج قال : أخبرني إبراهيم بن ميسرة ، عن عمرو بن الشريد : أنه سمعه يخبره عن النبي صلي الله عليه وسلم : فذكره .
ثم قال (4/ 390) : حدثنا روح : حدثنا زكريا : حدثنا إبراهيم بن ميسرة : أنه سمع عمرو بن الشريد يقول : بلغنا أن رسول الله صلي الله عليه وسلم مر على رجل ... الحديث نحوه .
قلت : وهذا إسناد صحيح رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين ؛ إلا أنه مرسل ؛ فإن عمرو بن الشريد تابعي . وأما قول الهيثمي (8/ 101) :
"وعن عمرو بن الشريد يخبره ، عن أبيه ، عن رسول الله صلي الله عليه وسلم ... رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح" .
قلت : فهو وهم منه - والله أعلم - ، وكأنه انتقل نظره عند النقل إلى السند الذي قبله وفيه "عمرو بن الشريد يحدث عن أبيه" . فزاد فيه "عن أبيه" وصار بذلك إسناداً متصلاً ، واغتر بصنيعه المناوي ، فقال في شرحه على "الجامع" :
"رمز المصنف لحسنه وهو تقصير أو قصور ؛ فقد قال الحافظ الهيثمي : رجاله رجال الصحيح ا هـ . فكان حقه أن يرمز لصحته" !
ومما يدلك على هذا الوهم ؛ رواية أحمد الأخرى المتقدمة من طريق زكريا - وهو ابن أبي زائدة - عن عمرو بن الشريد : بلغنا أن رسول الله صلي الله عليه وسلم ... ؛ فصرح أنه بلغه عنه صلي الله عليه وسلم ؛ ولم يتلقه من أبيه .
ثم إن مكي بن إبراهيم قد خالفه في إسناده المذكور ومتنه ؛ عيسى بن يونس : أنبأنا ابن جريج به ؛ إلا أنه زاد : "عن أبيه الشريد بن سويد" ، وذكر متناً آخر غير هذا ولفظه :
"قال : مر بي رسول الله صلي الله عليه وسلم وأنا جالس هكذا ، وقد وضعت يدي اليسرى خلف ظهري ، واتكأت على ألية يدي ، فقال : أتقعد قعدة المغضوب عليهم ؟!" .
ثم إن حديث الترجمة قد صح من حديث أبي هريرة وطخفة بن قيس الغفاري دون قوله : "ليس على عجزه شيء" . فهي زيادة منكرة . والله أعلم ، وهما مخرجان في "المشكاة" (4718 و 4719) .

(223/1)


4219 - ( كان أصبر الناس على أوزار الناس ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 9/ 231 :
$ضعيف$
رواه ابن سعد (1/ 378) عن إسماعيل بن عياش مرفوعاً .
قلت : وهذا معضل .

(224/1)


4220 - ( كان أفلج الثنيتين ، إذا تكلم رؤي كالنور يخرج من بين ثناياه ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 9/ 232 :
$ضعيف جداً$
أخرجه الترمذي في "الشمائل" (رقم 14) ، والبيهقي في "الدلائل" (1/ 163) ، والضياء المقدسي في "المختارة" (67/ 107/ 1) عن عبدالعزيز بن أبي ثابت الزهري : حدثني إسماعيل بن إبراهيم ابن أخي موسى ابن عقبة ، عن موسى بن عقبة ، عن كريب ، عن ابن عباس مرفوعاً .
قلت : وهذا إسناد ضعيف جداً ؛ عبدالعزيز هذا ؛ قال الحافظ :
"متروك ، احترقت كتبه ؛ فحدث من حفظه فاشتد غلطه" .
ومن طريقه أخرجه الطبراني في "الأوسط" ؛ كما في "المجمع" (8/ 279) ، و "مجمع البحرين" (ص 322 - نسخة الحرم) .

(225/1)


4221 - ( كان أكثر دعائه يوم عرفة : لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك ةله الحمد ، بيده الخير ، وهو على كل شيء قدير ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 9/ 232 :
$ضعيف$
رواه أحمد (2/ 210) ، وأبو نعيم في "الحلية" (7/ 103-104) ، وابن عساكر في "حديث عبدالخلاق الهروي وغيره" (230/ 1) عن محمد بن أبي حميد الأنصاري : حدثنا عمرو بن شعيب ، عن أبيه ، عن جده مرفوعاً .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ من أجل محمد بن أبي حميد هذا ؛ قال الذهبي في "المغني" و "الميزان" :
"ضعفوه" . وقال الحافظ :
"ضعيف" .

(226/1)


4222 - ( كان شديد البطش ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 9/ 233 :
$ضعيف جداً$
رواه ابن سعد (1/ 419) ، وأبو الشيخ في "أخلاق النبي صلي الله عليه وسلم" (ص 60) عن إسرائيل ، عن جابر ، عن محمد بن علي مرفوعاً .
قلت : وهذا واه جداً ؛ جابر هذا - هو ابن يزيد الجعفي - ؛ وهو كذاب .
ومحمد بن علي - هو أبو جعفر الباقر - ؛ ثقة فاضل تابعي .

(227/1)


4223 - ( كان فراشه مسحاً ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 9/ 233 :
$ضعيف جداً$
أخرجه الترمذي في "الشمائل" (ص 188) عن عبدالله بن مهدي : حدثنا جعفر بن محمد ، عن أبيه قال :
سئلت عائشة : ما كان فراش رسول الله صلي الله عليه وسلم في بيتك ؟ قالت : من أدم حشوه من ليف ، وسئلت حفصة : ما كان فراش رسول الله صلي الله عليه وسلم في بيتك ؟ قالت : مسحاً ثنيته ثنيتين فينام عليه ، فلما كان ذات ليلة قلت : لو ثنيته أربع ثنيات لكان أوطأ له ، فثنيناه له بأربع ثنيات ، فلما أصبح قال :
"ما فرشتموا لي الليلة ؟" قالت :
قلنا : هو فراشك إلا أنا ثنيناه بأربع ثنيات ؛ قلنا : هو أوطأ لك ، قال :
"ردوه لحالته الأولى ؛ فإنه منعتني وطأته صلاتي الليلة" .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ فإن والد جعفر محمد الباقر ؛ لم يدرك عائشة ولا حفصة .
وعبدالله بن مهدي ؛ لم أعرفه ، وأظن أن فيه تصحيفاً .
ثم تبين لي أن الصواب فيه : عبدالله بن ميمون القداح ؛ فإنهم ذكروا أنه يروي عن جعفر بن محمد ، وعنه زياد بن يحيى البصري من شيوخ الترمذي ، ومن طريقه روى هذا الحديث .
وابن ميمون هذا ؛ منكر الحديث ، متروك ؛ كما في "التقريب" .

(228/1)


4224 - ( كان فيه دعابة ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 9/ 234 :
$ضعيف$
أخرجه الخطيب في "التاريخ" (8/ 308) من طريق ابن أبي الدنيا : حدثنا خالد بن زياد الزيات - وكان صالحاً - : حدثنا حماد بن خالد ، عن شعبة ، عن علي بن عاصم ، عن خالد الحذاء ، عن عكرمة قال : فذكره مرسلاً .
ثم رواه من طريق محمد بن الوليد بن أبان : حدثنا خالد بن عبدالله الزيات - بغدادي - : حدثنا حماد بن خالد به ، إلا أنه قال : عن عكرمة ، عن ابن عباس مرفوعاً . وقال الخطيب :
"كذا قال : "عن ابن عباس" ، والمحفوظ مرسل منا ذكرناه أولاً" .
قلت : وهو ضعيف موصولاً ومرسلاً ؛ لأن مدارهما على علي بن عاصم ؛ وهو كما قال الحافظ :
"صدوق يخطىء ويصر" .
وخالد بن زياد - وقيل : خالد بن عبدالله - الزيات - ؛ لا يعرف إلا في هذه الرواية ، وقول ابن أبي الدنيا فيه : "وكان صالحاً" . ولم يذكر الخطيب في ترجمته غيرها .
ومحمد بن الوليد بن أبان ؛ إن كان القلانسي البغدادي مولى بني هاشم ؛ فهو كذاب ؛ كما قال أبو عروبة .
وإن كان البغدادي المصري الراوي عن نعيم بن حماد ؛ فقد قال الذهبي :
"ما علمت به بأساً" .

(229/1)


4225 - ( كان له سيف قائمته من فضة ، وقبيعته من فضة ، وكان يسمى ذا الفقار ، وكانت له قوس تسمى السداد ، وكانت له كنانة تسمى الجمع ، وكانت له درع موشحة بالنحاس تسمى ذات الفضول ، وكانت له حربة تسمى النبعاء ، وكان له مجن يسمى الذقن ، وكان له ترس أبيض يسمى الموجز ، وكان له فرس أدهم يسمى السكب ، وكان له سرج يسمى الداج ، وكانت له بغلة شهباء يقال لها : دلدل ، وكانت له ناقة تسمى القصواء ، وكان له حمار يسمى يعفور ، وكان له بساط يسمى الكز ، وكانت له عنزة تسمى النمر ، وكانت له ركوة تسمى الصادر ، وكانت له امرأة تسمى المدلة ، وكان له مقراض يسمى الجامع ، وكان له قضيب شوحط يسمى الممشوق ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 9/ 235 :
$موضوع$
رواه الطبراني (3/ 113/ 2) عن عثمان بن عبدالرحمن ، عن علي بن عروة ، عن عبدالملك بن أبي سليمان ، عن عطاء وعمرو بن دينار ، عن ابن عباس مرفوعاً .
قلت : وهذا موضوع ؛ علي بن عروة ؛ يضع الحديث .
وعثمان بن عبدالرحمن - وهو الوقاصي - ؛ مثله .
وقال الهيثمي (5/ 272) :
"رواه الطبراني ، وفيه علي بن عروة ، وهو متروك" .

(230/1)


4226 - ( كان له فرس يقال لها : الظرب ، وآخر يقال له : اللزاز ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 9/ 236 :
$ضعيف$
أخرجه البيهقي في "السنن" (10/ 25) عن أبي بن عباس ، عن أخيه مصدق بن عباس ، عن أبيه ، قال : فذكره مرفوعاً .
قلت : وهذا إسناد مرسل ضعيف ؛ مصدق بن عباس ؛ لم أعرفه .
وأخوه أبي بن عباس ؛ ضعيف كما في "التقريب" ، مع أنه من رجال البخاري كما يأتي ، وقد اتفقوا على تضعيفه ، منهم البخاري نفسه ؛ فقد قال :
"ليس بالقوي" ! فالعجب منه كيف أخرج له هذا الحديث ؟!
وقد خالفه عبدالمهيمن بن عباس بن سهل ، عن أبيه ، عن سهل بن سعد :
"أنه كان عند سعد أبي سهل ثلاثة أفراس للنبي صلي الله عليه وسلم ... (فذكرهما) والثالث : اللحيف" .
وعبدالمهيمن بن عباس ؛ ضعيف أيضاً .
ورواه ابن عدي (30/ 1) عن أبي بن عباس بن سهل ، عن أبيه ، عن جده سهل مختصراً ؛ لم يذكر إلا "اللحيف" .
وهكذا مختصراً أخرجه البخاري في "الجهاد" من "صحيحه" (6/ 44 - فتح) وهو الحديث الوحيد الذي أخرجه لأبي هذا كما يؤخذ من "التهذيب" .
ورواه الواقدي ، عن أبي بن عباس به ؛ مثل رواية عبدالمهيمن المتقدمة وزاد :
"فأما اللزاز فأهداه له المقوقس . وأما اللحيف فأهداه له ربيعة بن أبي البراء ، فأثابه عليه فرائض من نعم بني كلاب ، وأما الظرب فأهداه له فروة بن عمير الجذامي" .
أخرجه ابن سعد (1/ 490) .
والواقدي ؛ كذاب .

(231/1)


4227 - ( كان له فرس يقال له : المرتجز ، وناقته القصواء ، وبغلته دلدل ، وحماره عفير ، ودرعه الفضول ، وسيفه ذو الفقار ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 9/ 237 :
$ضعيف$
أخرجه الحاكم (2/ 608) ، والبيهقي في "السنن" (10/ 26) عن حبان بن علي ، عن إدريس الأودي ، عن الحكم ، عن يحيى بن الجزار ، عن علي مرفوعاً .
سكت عنه الحاكم ، وقال الذهبي :
"قلت : حبان ضعفوه" .
قلت : وإدريس الأودي مجهول ؛ كما في "التقريب" وغيره .
والجملة الأولى منه ؛ لها شاهد من حديث ابن عباس مرفوعاً .
أخرجه الحاكم من طريق سليمان بن داود المنقري : حدثنا عبدالله بن إدريس قال : سمعت أبي يحدث ، عن عدي بن ثابت ، عن سعيد بن جبير عنه . وقال :
"صحيح الإسناد" ! ووافقه الذهبي .
قلت : وهو من عجائبه ؛ فإن المنقري هذا هو الشاذكوني الحافظ ، وقد قال الذهبي نفسه في "الميزان" :
"قال البخاري : فيه نظر ، وكذبه ابن معين في حديث ذكر له ..." .
ولها طريق أخرى ؛ فقال ابن سعد (1/ 490) : أخبرنا محمد بن عمر : أخبرنا الحسن بن عمارة ، عن الحكم ، عن مقسم ، عن ابن عباس به .
والحسن ؛ متروك ، والواقدي ؛ كذاب .
وروى البيهقي أيضاً عن جعفر بن محمد ، عن أبيه قال :
"كانت ناقة النبي صلي الله عليه وسلم تسمى العضباء ، وبغلته الشهباء ، وحماره يعفور ، وجاريته خضرة" .
قلت : وهذا إسناد مرسل ، ورجاله ثقات .

(232/1)


4228 - ( كان له قدح زجاج ، فكان يشرب فيه ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 9/ 238 :
$ضعيف$
رواه ابن ماجه (2/ 338) ، وابن سعد (1/ 485) ، وأبو بكر الشافعي في "الفوائد" (10/ 275 - حرم) عن مندل ، عن محمد بن إسحاق ، عن الزهري ، عن عبيدالله بن عبدالله ، عن ابن عباس مرفوعاً . قال البوصيري في "زوائده" (ق 207/ 1) :
"وإسناده ضعيف ؛ لضعف مندل ، وتدليس ابن إسحاق" .
ثم رواه ابن سعد من طريق مندل أيضاً ، عن ابن جريج ، عن عطاء مرسلاً .

(233/1)


4229 - ( كان لا يأخذ بالقرف ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 9/ 238 :
$ضعيف$
رواه الحربي في "غريب الحديث" (5/ 72/ 1) عن الحسن قال : فذكره .
قلت : ورجاله ثقات ؛ إلا أنه مرسل .
ووصله أبو نعيم في "الحلية" (6/ 310) عن محمد بن يونس الشامي : حدثنا قتيبة بن الركين الباهلي : حدثنا الربيع بن صبيح ، عن ثابت ، عن أنس مرفوعاً به ؛ وزاد :
"ولا يقبل قول أحد على أحد" . وقال :
"حديث غريب ، لم نكتبه إلا من حديث قتيبة" .
قلت : لم أجد له ترجمة .
ومحمد بن يونس الشامي - هو الكديمي - ؛ متهم بالكذب .
والربيع بن صبيح ؛ صدوق سيىء الحفظ .

(234/1)


4230 - ( كان لا يأكل الثوم ، ولا الكراث ، ولا البصل ؛ من أجل أن الملائكة تأتيه ، ولأنه يكلم جبريل ، عليهما السلام ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 9/ 239 :
$ضعيف$
أخرجه أبو نعيم في "الحلية" (6/ 332-333) ، والخطيب في "التاريخ" (2/ 265) من طريقين ، عن أحمد بن زكريا بن يحيى النيسابوري : حدثنا محمد بن إسحاق البكري - حفظاً - : حدثنا يحيى بن يحيى قال : قرأت على مالك ، عن الزهري ، عن أنس مرفوعاً . وقال الخطيب :
"تفرد به محمد بن إسحاق البكري بهذا الإسناد ، وهو ضعيف ، وهذا وهم ، وفي "الموطأ" : عن الزهري ، عن سليمان بن يسار - مرسل - عن النبي صلي الله عليه وسلم ؛ معنى هذا" .

(235/1)


4231 - ( كرامة الكتاب ختمه ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 9/ 239 :
$موضوع$
رواه أبو الحسين محمد بن الحسن الأصفهاني في "المنتقى من الجزء الثاني من الفوائد ..." (2/ 1) عن محمد بن مروان ، عن ابن جريج ، عن عطاء ، عن ابن عباس مرفوعاً .
ومن هذا الوجه ؛ رواه الثعالبي في "تفسيره" (3/ 12/ 1) ، والقضاعي في "مسند الشهاب" (5/ 1) ؛ إلا أنه قال : محمد بن مروان الكوفي قال : أخبرنا محمد بن السائب ، عن أبي صالح مولى أم هانىء ، عن ابن عباس .
قلت : وهذا إسناد موضوع ؛ آفته محمد بن مروان الكوفي - وهو السدي - ؛ كذاب .

(236/1)


4232 - ( كان لا يأكل من هدية حتى يأمر صاحبها أن يأكل منها ؛ للشاة التي أهديت له بخيبر ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 9/ 240 :
$ضعيف$
أخرجه البزار في "مسنده" (ص 159 - زوائده) ، والبيهقي في "الشعب" (2/ 211-2) عن محمد بن إسحاق ، عن عبدالملك بن أبي بكير ، عن محمد بن عبدالرحمن مولى آل طلحة ، عن موسى بن طلحة ، عن ابن الحوتكية ، عن عمار بن ياسر قال : فذكره . وقال البزار :
"لا يروى عن عمار إلا بهذا الإسناد" .
قلت : وهو ضعيف ؛ ابن الحوتكية - واسمه يزيد - ؛ مجهول ؛ لم يرو عنه غير موسى بن طلحة هذا ، ولم يوثقه غير ابن حبان ، ولذا قال الذهبي :
"لا يعرف" .
ومحمد بن إسحاق ؛ مدلس ، وقد عنعنه ، فقول الهيثمي في "المجمع" (5/ 21) :
"رواه البزار والطبراني ، ورجال الطبراني ثقات" !
قلت : كأنه اعتمد على توثيق ابن حبان المذكور ! وغفل عن عنعنة ابن إسحاق ، ولعل الحافظ اعتمد عليه حين قال في "الفتح" (9/ 664) :
"وسنده حسن" .

(237/1)


4233 - ( كل مؤذ في النار ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 9/ 240 :
$موضوع$
أخرجه الخطيب في "التاريخ" (11/ 299) عن المفيد ، عن الأشج ، عن علي بن أبي طالب مرفوعاً .
قلت : وهذا إسناد باطل ؛ الأشج هذا هو أبو الدنيا عثمان بن الخطاب البلوي المغربي ؛ قال الذهبي :
"كذاب ، طرقي ، كان بعد الثلاثمائة ، وادعى السماع من علي بن أبي طالب ، حدث عنه محمد بن أحمد المفيد" . وقال في "الأسماء" :
"طير طرأ على أهل بغداد ، وحدث بقلة حياء بعد الثلاثمائة عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه ، فافتضح بذلك ، وكذبه النقادون" .
قلت : والمفيد ؛ أحد الضعفاء ؛ كما قال الحافظ .

(238/1)


4234 - ( كان أحب الصباغ إليه الخل ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 9/ 241 :
$ضعيف جداً$
أخرجه أبو الشيخ في "أخلاق النبي صلي الله عليه وسلم" (ص 229) عن عون بن عمارة : أخبرنا حفص بن جميع ، عن ياسين الزيات ، عن عطاء ، عن ابن عباس مرفوعاً .
قلت : وهذا إسناد ضعيف جداً ؛ ياسين الزيات ؛ متروك ؛ كما قال النسائي وغيره ، بل قال ابن حبان :
"يروي الموضوعات" .
واللذان دونه ؛ ضعيفان .
والحديث عزاه السيوطي لأبي نعيم - يعني في "الطب" - ، وزاد المناوي أبا الشيخ وقال :
"قال الحافظ العراقي : إسناده ضعيف" .
قلت : وهو أسوأ حالاً من ذلك كما ذكرنا .

(239/1)


4235 - ( كان أحب اللحم إليه الكتف ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 9/ 242 :
$ضعيف جداً$
أخرجه أبو الشيخ (ص 217) بإسناد الحديث الذي قبله .

(240/1)


4236 - ( كان ربما اغتسل يوم الجمعة ، وربما تركه أحياناً ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 9/ 242 :
$موضوع$
أخرجه الطبراني في "معجمه" (185/ 2) عن محمد بن معاوية النيسابوري : أخبرنا أبو المليح ، عن ميمون بن مهران ، عن ابن عباس قال : فذكره .
قلت : وهذا موضوع ؛ آفته النيسابوري هذا ؛ كذاب .

(241/1)


4237 - ( كان ربما يضع يده على لحيته في الصلاة من غير عبث ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 9/ 242 :
$ضعيف$
أخرجه البزار في "مسنده" (1/ 276/ 571) ، والبيهقي في "سننه" (2/ 265) من طريق ابن عدي - وهذا في "الكامل" (296/ 2) - عن إسماعيل بن حفص الأيلي : حدثنا الوليد - هو ابن مسلم - ، عن عيسى بن عبدالله ابن الحكم بن النعمان بن بشير ، عن نافع ، عن ابن عمر مرفوعاً . وقال البزار :
"لا نعلم رواه عن نافع إلا عيسى" .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ علته عيسى هذا ، وهو ضعيف ؛ كما تقدم عن ابن عدي في الحديث (4194) .
وروى البيهقي (2/ 264) عن هشيم ، عن حصين ، عن عبدالملك ، عن عمرو بن حريث مرفوعاً بلفظ :
"كان يضع اليمنى على اليسرى في الصلاة ، وربما مس لحيته وهو يصلي" .
وقال :
"هكذا رواه هشيم بن بشير ، ورواه شعبة كما أخبرنا ..." .
ثم ساق عنه ، عن حصين ، عن عبدالملك بن أخي عمرو بن حريث ، عن رجل : "أن النبي صلي الله عليه وسلم كان يصلي ، فربما تناول لحيته في صلاته" . ثم قال :
"وروي عن مؤمل بن إسماعيل ، عن شعبة ، وذكر الرجل الذي لم يسمه وهو عمرو بن حريث ، ورواه سليمان بن كثير ، عن حصين ، عن عمرو بن عبدالملك ابن حريث المخزومي بن أخي عمرو بن الحريث قال : كان النبي صلي الله عليه وسلم ، وقد روي من وجه آخر ضعيف ، وقيل في أحدهما : من غير عبث" .
قلت : وهذا إسناد ضعيف لا تقوم به حجة ؛ لاضطراب سنده ، ولأن مداره على عبدالملك بن أخي عمرو بن حريث ، وهو مجهول ، كما قال الحافظ في "التقريب" .
وأخرجه أبو يعلى في "مسنده" (5/ 96/ 379) من طريق عبدالسلام ، عن يزيد الدالاني ، عن الحسن مرفوعاً مختصراً بلفظ :
"كان رسول الله صلي الله عليه وسلم يمس لحيته في الصلاة" .
قلت : وهذا مرسل ضعيف ؛ الحسن هو البصري ، ومراسيله كالريح .
ويزيد ؛ هو ابن عبدالرحمن الدالاني ، يكنى (أبو خالد) ، وهو بكنيته أشهر ، قال الحافظ :
"صدوق يخطىء كثيراً ، وكان يدلس" .
فمن الغرائب اقتصار الهيثمي في "مجمع الزوائد" (2/ 85) على قوله :
"وهو مرسل" !
وقلده المعلق على "أبي يعلى" (5/ 97) ، ثم قلد هذا المعلق على "المقصد العلي" (1/ 140) !! وزاد ضغثاً على إبالة ؛ فقال :
"وقد ذكره ابن القيسراني في "تذكرة الموضوعات" (217)" .
يشير إلى حديث "كان إذا اهتم أخذ بلحيته فنظر فيها" .
وهو كما ترى حديث آخر ، وليس فيه ذكر (الصلاة) ، وكنت قد خرجته في "الضعيفة" برقم (707) ، ثم قررت نقله إلى "الصحيحة" ؛ لطريق أخرى وقفت عليها في "صحيح ابن حبان - الإحسان" ، واستدركته على الهيثمي في "موارد الظمآن" .

(242/1)


4238 - ( كان لا يجيز على شهادة الإفطار إلا شهادة رجلين ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 9/ 244 :
$موضوع$
أخرجه البيهقي (4/ 212) عن حفص بن عمر الأبلي أبي إسماعيل ، عن مسعر بن كدام وأبي عوانة ، عن عبدالملك بن ميسرة ، عن طاوس قال :
شهدت المدينة ، وبها ابن عمر وابن عباس ، قال : فجاء رجل إلى واليها ، فشهد عنده على رؤية الهلال هلال رمضان ، فسأل ابن عمر وابن عباس عن شهادته فأمراه أن يجيزه ، وقالا : إن رسول الله صلي الله عليه وسلم أجاز شهادة رجل على رؤية هلال رمضان ، قالا : فذكره . وقال :
"وهذا مما لا يحتج به ؛ حفص بن عمر ؛ ضعيف الحديث" .
قلت : بل هو هالك ؛ فقد كذبه أبو حاتم والساجي وغيرهما .

(243/1)


4239 - ( كان لا يحدث بحديث إلا تبسم ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 9/ 244 :
$ضعيف$
أخرجه أحمد (5/ 198،199) عن بقية ، عن حبيب بن عمر الأنصاري ، عن أبي عبدالصمد ، عن أم الدرداء قالت :
كان أبو الدرداء لا يحدث بحديث إلا تبسم فيه ، فقلت له : إني أخشى أن يحمقك الناس ، فقال : فذكره .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ أبو عبدالصمد وحبيب بن عمر الأنصاري ؛ مجهولان .
وبقية ؛ مدلس وقد عنعنه .

(244/1)


4240 - ( لا حمى في الإسلام ، ولا مناجشة ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 9/ 245 :
$ضعيف جداً$
أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (17/ 178/ 469) بسنده عن عصمة بن مالك الخطمي مرفوعاً .
وقد ذكرنا إسناده فيما تقدم (2366) ، وفيه متهم بالكذب ، وآخر ضعيف جداً ، وسبق بيانه هناك .
والجملة الأولى منه بظاهرها مخالف لقوله صلي الله عليه وسلم :
"لا حمى إلا لله ولرسوله" .
رواه البخاري وغيره ، وهو مخرج في "صحيح أبي داود" (2670) .
والجملة الأخرى يغني عنها قوله صلي الله عليه وسلم :
"لا تحاسدوا ، ولا تناجشوا ..." الحديث . رواه مسلم وغيره ، وهو مخرج في "إرواء الغليل" (2450) .

(245/1)


4241 - ( كان أحسن البشر قدماً ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 9/ 245 :
$ضعيف$
أخرجه ابن سعد (1/ 419) : أخبرنا الفضل بن دكين : أخبرنا يوسف بن صهيب ، عن عبدالله بن بريدة مرفوعاً .
قلت : وهذا إسناد رجاله ثقات ؛ ولكنه مرسل ؛ فهو ضعيف .

(246/1)


4242 - ( كان لا يبيت مالاً ولا يقيله ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 9/ 246 :
$ضعيف$
أخرجه البيهقي في "سننه" (6/ 357) عن ابن جريج قال : أخبرني عمرو بن دينار ، عن الحسن بن محمد قال : فذكره . وقال :
"هذا مرسل" .
قلت : ورجاله ثقات .
والحديث عزاه السيوطي للخطيب في "التاريخ" أيضاً ، ولم أره في فهرسته .

(247/1)


4243 - ( كان إذا خرج من بيته قال : باسم الله ، التكلان على الله ، لا حول ولا قوة إلا بالله ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 9/ 246 :
$ضعيف$
أخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (1197) ، وابن ماجه (3885) ، وابن السني في "عمل اليوم والليلة" ص (173) ، والحاكم في "المستدرك" (1/ 519) عن عبدالله بن حسين بن عطاء ، عن سهيل بن أبي صالح ، عن أبيه ، عن أبي هريرة ، عن النبي صلي الله عليه وسلم : فذكره ، وقال الحاكم :
"صحيح على شرط مسلم" ! ووافقه الذهبي !
قلت : وذلك من أوهامهما ؛ فإن ابن عطاء هذا مع كونه ليس من رجال مسلم ؛ فهو ضعيف ؛ كما جزم به الحافظ في "التقريب" .

(248/1)


4244 - ( كان إذا رجع من غزاة أو سفر أتى المسجد فصلى فيه ركعتين ، ثم ثنى بفاطمة رضي الله عنها ، ثم يأتي أزواجه ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 9/ 246 :
$ضعيف$
أخرجه الحاكم (3/ 155) عن يزيد بن سنان : حدثنا عقبة بن رويم قال : سمعت أبا ثعلبة الخشني رضي الله عنه يقول : فذكره . وقال :
"صحيح الإسناد" ! ورده الذهبي بقوله :
"قلت : يزيد بن سنان هو الرهاوي ؛ ضعفه أحمد وغيره ، وعقبة ؛ نكرة لا يعرف" .
قلت : يزيد ؛ جزم الحافظ بضعفه في "التقريب" .
وعقبة بن رويم ؛ لم أجد من ذكره .

(249/1)


4245 - ( كان إذا قرأ (ليس ذلك بقادر على أن يحيي الموتى) قال : بلى ، وإذا قرأ (ليس الله بأحكم الحاكمين) قال : بلى ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 9/ 247 :
$ضعيف جداً$
أخرجه الحاكم (2/ 510) ، والبيهقي في "الأسماء والصفات" (ص 21) عن يزيد بن عياض ، عن إسماعيل بن أمية ، عن أبي اليسع ، عن أبي هريرة مرفوعاً . وقال الحاكم :
"صحيح الإسناد" ! ووافقه الذهبي !
قلت : وهو عجيب كما قال المناوي ؛ لأن يزيد بن عياض هذا كذبه مالك وغيره ؛ كما في "التقريب" ، وحكى ذلك الذهبي نفسه في ترجمته من "الميزان" ، فأنى له الصحة ؟!

(250/1)


4246 - ( كان إذا أكل ؛ أكل بثلاث أصابع ويستعين بالرابعة ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 9/ 247 :
$موضوع$
رواه أبو بكر الشافعي في "الفوائد" (99/ 1) عن القاسم بن عبدالله بن عمر ، عن عاصم بن عبيدالله ، عن عبدالله بن عامر ، عن أبيه رفعه .
قلت : وهذا سند موضوع ؛ القاسم هذا ؛ كذبه النسائي وأحمد وقال :
"كان يضع الحديث" .
وعاصم بن عبيدالله ؛ ضعيف .
والحديث عزاه الحافظ العراقي في "تخريج الإحياء" (2/ 370) لـ "الغيلانيات" وقال :
"وفيه القاسم بن عبدالله العمري ؛ هالك" .
وقال الزبيدي عقبه في "شرح الإحياء" (7/ 117) :
"رواه أيضاً الطبراني في "الكبير" ولفظه :
(كان يأكل بثلاث أصابع ، ويستعين بالرابعة)" .
قلت : لم يذكره الهيثمي في "المجمع" (5/ 25) إلا بلفظ :
" ... ويلعقهن إذا فرغ" مكان الاستعانة ؛ وقال :
"رواه البزار والطبراني باختصار لعقهن ، وفيه عاصم بن عبيدالله ؛ وهو ضعيف" .
قلت : هو عند البزار (3/ 332/ 2873) من طريق القاسم هذا الكذاب ، فلا أدري هل هو عند الطبراني من طريقه أم لا ؟ فإن الجزء الذي فيه مسند "عامر بن ربيعة" من "المعجم الكبير" لم يطبع بعد .
والحديث بلفظ اللعق صحيح ؛ لأنه أخرجه مسلم وغيره من حديث كعب بن مالك ، وهو مخرج في "الإرواء" (7/ 31/ 1969) .

(251/1)


4247 - ( كان إذا خطب المرأة قال : اذكروا لها جفنة سعد بن عبادة ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 9/ 248 :
$ضعيف$
رواه ابن سعد (8/ 162) : أخبرنا محمد بن عمر : حدثنا عبدالله ابن جعفر ، عن ابن أبي عون ، عن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم قال : فذكره مرفوعاً .
قلت : وهذا مرسل واه بمرة ؛ محمد بن عمر - هو الواقدي - ؛ متهم .
ثم أخرجه عنه أيضاً بإسناد آخر له عن قتادة مرسلاً أيضاً .
لكن رواه الطبراني في "الكبير" عن سهل بن سعد مرفوعاً نحوه . قال الهيثمي في "المجمع" (4/ 282) :
"وفيه عبدالمهيمن بن عباس بن سهل بن سعد ؛ وهو ضعيف" .

(252/1)


4248 - ( كان لا يغدو يوم الفطر حتى يأكل سبع تمرات ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 9/ 249 :
$ضعيف جداً$
أخرجه البزار في "مسنده" (ص 73 - زوائده) ، والطبراني في "معجمه" (2/ 276/ 2039) عن عبدالله بن صالح العجلي : أخبرنا ناصح ، عن سماك ، عن جابر بن سمرة قال : فذكره مرفوعاً . وقال البزار :
"لا نعلمه يروى عن جابر إلا بهذا الإسناد ، وناصح ؛ لين الحديث ، وقد تركوه" .
ويخالف هذا الحديث الواهي في العدد حديث أنس قال :
"كان رسول الله صلي الله عليه وسلم لا يغدو يوم الفطر حتى يأكل تمرات" .
أخرجه البخاري (953) ، وابن خزيمة (2/ 1429) ، وابن سعد (1/ 387) ، وابن أبي شيبة (2/ 160) ، وغيرهم ؛ وزاد البخاري في رواية معلقة :
"ويأكلهن وتراً" .
وقد وصله أحمد (3/ 126) بسند حسن ، وصححه ابن خزيمة (1429) .
ووصله الحاكم (1/ 294) ، والبيهقي (3/ 283) عن عتبة بن حميد الضبي : حدثنا عبيدالله بن أبي بكر بن أنس قال : سمعت أنساً ؛ فذكره بلفظ :
" ... تمرات ؛ ثلاثاً ، أو خمساً ، أو سبعاً ، أو أقل من ذلك ، أو أكثر من ذلك ، وتراً" . وقال الحاكم :
"صحيح على شرط مسلم" ! وأقره الذهبي !
قلت : وعتبة هذا ؛ لم يخرج له مسلم ، وهو صدوق له أوهام ، فالحديث حسن على أقل الدرجات .
وخالفه علي بن عاصم فقال : أنبأنا عبيدالله بن أبي بكر ... فذكره موقوفاً بلفظ :
"قال : وكان أنس يأكل قبل أن يخرج ثلاثاً ، فإذا أراد أن يزداد أكل خمساً ، فإذا أراد أن يزداد أكل وتراً" .
أخرجه أحمد (3/ 232) .
لكن علي بن عاصم ؛ ضعيف ؛ لخطئه وإصراره عليه .
وحديث البخاري عن أنس ؛ رواه ابن ماجه (1755) من حديث ابن عمر مرفوعاً بلفظ :
" ... حتى يغدي أصحابه من صدقة الفطر" .
وإسناده ضعيف ؛ فيه ضعفاء على التسلسل ، وهو بهذا اللفظ منكر عندي . والله أعلم .

(253/1)


4249 - ( كان لا يفارقه في الحضر ولا في السفر خمسة : المرأة ، والمكحلة ، والمشط ، والسواك ، والمدرى ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 9/ 250 :
$ضعيف$
رواه العقيلي في "الضعفاء" (42) ، وابن عدي (19/ 1) ، والبيهقي في "الشعب" (2/ 270/ 1) عن أيوب بن واقد ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه ، عن عائشة مرفوعاً . وقال العقيلي :
"ولا يتابع عليه" يعني أيوب بن واقد هذا ، وروى عن أحمد أنه قال : ضعيف الحديث . وعن ابن معين : أنه ليس بثقة . وعن البخاري : أن حديثه ليس بالمعروف ، منكر الحديث . ثم قال العقيلي :
"ولا يحفظ هذا المتن بإسناد جيد" .
قلت : وقد تابعه أبو أمية إسماعيل بن يعلى : حدثنا هشام بن عروة به . أخرجه ابن عدي في "الكامل" (13/ 2) وقال :
"لا أعلم يرويه عن هشام غير أبي أمية بن يعلى وعبيد (كذا) بن واقد ، وهو أيضاً في جملة الضعفاء" .
قلت : وهو ضعيف جداً كالذي قبله ، ومن طريقه رواه الطبراني في "الأوسط" ؛ كما في "المجمع" (5/ 171) .
وتابعهما يعقوب بن الوليد ، عن هشام بن عروة به .
أخرجه ابن أبي حاتم في "العلل" (2/ 304) وقال :
"قال أبي : هذا حديث موضوع ، ويعقوب بن الوليد كان يكذب" .
وروي الحديث عن أبي سعيد وأم سعد الأنصارية بسندين ضعيفين ؛ كما نقله المناوي عن الحافظ العراقي .

(254/1)


4250 - ( كان لا يكل طهوره إلى أحد ، ولا صدقته التي يتصدق بها ، يكون هو الذي يتولاها بنفسه ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 9/ 251 :
$ضعيف جداً$
أخرجه ابن ماجه (1/ 148) ، والأصبهاني في "الترغيب" (206/ 2) عن مطهر بن الهيثم : حدثنا علقمة بن أبي جمرة الضبعي ، عن أبيه أبي جمرة ، عن ابن عباس مرفوعاً .
قلت : وهذا إسناد ضعيف جداً ؛ آفته ابن الهيثم هذا ؛ قال الحافظ :
"متروك" .
وعلقمة بن أبي جمرة الضبعي ؛ مجهول .

(255/1)


4251 - ( كان لا يكون ذاكرون إلا كان معهم ، ولا مصلون إلا كان أكثرهم صلاة ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 9/ 252 :
$ضعيف$
أخرجه أبو نعيم في "الحلية" (7/ 112) ، وعنه الخطيب في "التاريخ" (10/ 94) : حدثنا محمد بن عمر بن سلم : حدثنا عبدالله بن محمد البلخي - وما سمعته إلا منه - : حدثنا محمد بن أحمد بن ماهان : حدثنا عبدالصمد ابن حسان : حدثنا سفيان الثوري ، عن إسماعيل بن أبي خالد ، عن قيس ، عن عبدالله بن مسعود مرفوعاً . وقال أبو نعيم :
"تفرد به عن الثوري عبدالصمد" .
قلت : وهو صدوق ، كما قال الذهبي في "الميزان" .
لكن الراوي عنه ابن ماهان ؛ لم أعرفه .
ومحمد بن عمر بن سلم هو الجعابي الحافظ ؛ قال الذهبي في "المغني في الضعفاء" :
"مشهور محقق ، لكنه رقيق الدين ، تالف" .

(/1)


4252 - ( كان لا يلهيه عن صلاة المغرب طعام أو غيره ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 9/ 253 :
$ضعيف$
أخرجه الدارقطني (ص 96) عن طلحة بن زيد : حدثني جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن جابر مرفوعاً .
قلت : وهذا موضوع ؛ آفته طلحة بن زيد - وهو القرشي أبو مسكين الرقي - ؛ قال الحافظ :
"متروك ، قال أحمد وعلي وأبو داود : كان يضع الحديث" .
لكن تابعه الزعفراني ؛ فقال أبو كريب : حدثنا محمد بن ميمون الزعفراني ، عن جعفر بن محمد به ؛ إلا أنه قال :
"لم يكن يؤخر صلاة لطعام ، ولا لغيره" .
أخرجه الدارقطني .
وتابعه معلى بن منصور : حدثنا محمد بن ميمون به .
أخرجه البيهقي (3/ 74) ، وأبو داود (2/ 139) ولفظه :
"قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : لا تؤخر الصلاة لطعام ولا لغيره" .
قلت : ومحمد بن ميمون الزعفراني ؛ قال الذهبي في "الضعفاء" :
"واه ، وهاه ابن حبان" . وقال الحافظ :
"صدوق ، له أوهام" .

(/1)


4253 - ( كان لا ينام ليلة ولا يبيت حتى يستن ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 9/ 253 :
$ضعيف$
رواه ابن عساكر (16/ 137/ 2) عن عكرمة بن مصعب من بني عبدالدار ، عن المحرر بن أبي هريرة قال : دخل علي أبي وأنبأنا بالشام فقربنا إليه عشاء عند غروب الشمس فقال : عندكم سواك ، قال : قلت : نعم ؛ وما تصنع بالسواك هذه الساعة ؟ قال : إن رسول الله صلي الله عليه وسلم ... فذكره .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ عكرمة بن مصعب مجهول ؛ كما قال الحافظ الذهبي في "الميزان" ، وأقره الحافظ في "اللسان" .

(/1)


4254 - ( كان لا ينفخ في طعام ، ولا شراب ، ولا يتنفس في الإناء ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 9/ 254 :
$ضعيف$
أخرجه ابن ماجه (2/ 308،337) عن شريك ، عن عبدالكريم ، عن عكرمة ، عن ابن عباس قال :
"لم يكن رسول الله صلي الله عليه وسلم ينفخ ..." .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ شريك - هو ابن عبدالله القاضي - ضعيف لسوء حفظه .
وعبدالكريم ؛ إن كان ابن أبي المخارق أبا أمية البصري ؛ فضعيف . وإن كان ابن مالك أبا سعيد الحراني ؛ فثقة .
وأخرج الطبراني في "الكبير" (3/ 138/ 2) عن سعيد بن سليمان : أخبرنا اليمان بن المغيرة ، عن عكرمة به ؛ دون ذكر الطعام والنفس .
واليمان وسعيد - وهو النشيطي البصري - ؛ ضعيفان .
وأخرجه في "الأوسط" (ص 379 - زوائده - نسخة الحرم) عن حفص بن سليمان ، عن سماك بن حرب ، عن عكرمة به . دون التنفس ، وقال :
"لم يروه عن سماك إلا حفص" .
قلت : وهو أبو عمرو البزاز القارىء الكوفي الغاضري ؛ قال الحافظ :
"متروك الحديث ؛ مع إمامته في القراءة" .

(/1)


4255 - ( كان لا يواجه أحداً في وجهه بشيء يكرهه ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 9/ 255 :
$ضعيف$
أخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (437) ، وأبو داود (2/ 193،288) ، وأبو الشيخ في "أخلاق النبي صلي الله عليه وسلم" (ص 70) ، وأحمد (3/ 133،154،160) ، وأبو عبدالرحمن السلمي في "آداب الصحبة" (11) ، والبيهقي في "الدلائل" (1/ 236) وفي "الشعب" (2/ 247/ 2) ، والخطيب في "الفقيه والمتفقه" (257/ 1) عن حماد بن زيد : حدثنا سلم العلوي قال : سمعت أنس بن مالك قال : فذكره ؛ وزاد : "لو أمرتم هذا أن يغسل عنه هذه الصفرة !" .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ سلم العلوي ؛ ضعفه الجمهور ، وقال الحافظ :
"ضعيف" .

(/1)


4256 - ( كان لا يولي والياً حتى يعممه ويرخي لها عذبة من جانب الأيمن بحذ و الأذن ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 9/ 255 :
$ضعيف جداً$
رواه الدولابي (1/ 199) ، وتمام في "الفوائد" (265/ 1) عن جميع بن ثوب ، عن أبي سفيان الرعيني ، عن أبي أمامة مرفوعاً .
قلت : وهذا إسناد ضعيف جداً ؛ أبو سفيان الرعيني ؛ لم أجد له ترجمة ، والدولابي ساق حديثه (في من يكنى بأبي سفيان) ولم يسمه !
وجميع بن ثوب ؛ قال البخاري والدارقطني وغيرهما :
"منكر الحديث" . وقال النسائي :
"متروك الحديث" .

(/1)


4257 - ( كان يأكل الخربز بالرطب ، ويقول : هما الأطيبان ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 9/ 255 :
$ضعيف$
أخرجه الطيالسي في "مسنده" (1667 - ترتيبه) : حدثنا زمعة ، عن محمد بن سليمان ، عن بعض أهل جابر ، عن جابر بن عبدالله مرفوعاً .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ، لجهالة بعض أهل جابر .
وروى الحاكم (4/ 106) عن طلحة بن زيد ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه ، عن عائشة مرفوعاً بلفظ :
"كان يسمي التمر واللبن : الأطيبان" . وقال :
"صحيح الإسناد" ! ورده الذهبي بقوله :
"قلت : طلحة ؛ ضعيف" .
قلت : بل هو شر من ذلك ؛ ففي "التقريب" :
"متروك ، قال أحمد وعلي وأبو داود : كان يضع الحديث" .
وللشطر الأول من الحديث شاهد قوي من حديث أنس ، وهو مخرج في الكتاب الآخر (58) .

(/1)


4258 - ( كان يأكل الرطب ، ويلقي النوى على القنع . والقنع : الطبق ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 9/ 256 :
$ضعيف جداً$
أخرجه الحاكم (4/ 120) عن العباس بن الفضل الأزرق : حدثنا مهدي بن ميمون ، عن شعيب بن الحبحاب ، عن أنس مرفوعاً . وقال :
"صحيح على شرط الشيخين" ! ووافقه الذهبي ! وأقرهما المناوي !
قلت : وهو من أوهامهم الفاحشة ؛ فإن الأزرق هذا - مع كونه لم يخرج له الشيخان ولا غيرهما من الستة ؛ فإنه - واه جداً ؛ قال الذهبي نفسه في "الضعفاء" وغيره :
"قال البخاري : ذهب حديثه" . وقال الحافظ :
"ضعيف ، وقد كذبه ابن معين" .

(/1)


4259 - ( كان يأمر بالهدية صلة بين الناس ويقول : لو قد أسلم الناس تهادوا من غير جوع ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 9/ 257 :
$ضعيف$
رواه الطبراني (1/ 66/ 2) ، وعنه ابن عساكر (4/ 212/ 1) عن سعيد بن بشير ، عن قتادة ، عن أنس مرفوعاً .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ سعيد بن بشير ؛ قال الحافظ :
"ضعيف" .

(/1)


4260 - ( كان يأمر من أسلم أن يختتن ، وإن كان ابن ثمانين سنة ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 9/ 257 :
$ضعيف$
أخرجه الطبراني في "الكبير" من حديث قتادة أبي هشام قال : أتيت رسول الله صلي الله عليه وسلم ، فقال : لي : "يا قتادة ! اغتسل بماء وسدر واحلق عنك شعر الكفر ، وكان ..." .
قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (1/ 283) :
"ورجاله ثقات" .
قلت : قد وقفت على إسناده ، فإنه ساقه الحافظ ابن حجر في ترجمة قتادة أبي هشام من "الإصابة" من رواية ابن شاهين والطبراني معاً من طريق أحمد بن عبدالملك بن واقد ، عن قتادة بن الفضل بن عبدالله الرهاوي : أخبرني أبي ، عن عمه هشام بن قتادة ، عن قتادة به .
وهذا إسناد لا تقوم به حجة ؛ فإن هشام بن قتادة لا يعرف إلا بهذا الإسناد ؛ كما أشار إلى ذلك ابن أبي حاتم (4/ 2/ 68) ، وأما ابن حبان فذكره على قاعدته في "الثقات" (1/ 280) ؛ ولم يذكر له راوياً سوى الفضل هذا .
والفضل بن عبدالله الرهاوي ؛ لم أجد له ترجمة ، والظاهر أنه في "ثقات ابن حبان" !
وابنه قتادة بن الفضل ؛ ترجمه ابن أبي حاتم برواية ثلاثة عنه ، ولم يزد فيه على قوله : قال أبي : شيخ . وذكره ابن حبان في "الثقات" .
والجملة الأولى من الحديث لها شواهد في "سنن أبي داود" وغيره ؛ فانظر "صحيح أبي داود" (الطهارة) .

(/1)


4261 - ( كان يتبع الحرير من الثياب ؛ فينزعه ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 9/ 258 :
$ضعيف$
أخرجه أحمد (2/ 320) ، والبخاري في "كنى التاريخ" (36/ 314) عن أبي هانىء : أن أبا سعيد الغفاري أخبره : أنه سمع أبا هريرة يقول : فذكره .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ أبو سعيد - ويقال : أبو سعد - ؛ مجهول الحال ؛ قال الذهبي :
"ما حدث عنه سوى أبي هانىء الخولاني" . يعني أنه مجهول العين .
لكن أفاد الحافظ في "التعجيل" نقلاً عن "تاريخ ابن يونس" : أنه روى عنه خلاد بن سليمان الحضرمي أيضاً ؛ فهو مجهول الحال ، وبيض له ابن أبي حاتم (4/ 2/ 379) ، وذكره ابن حبان في "الثقات" (5/ 582) ، وله عنده حديث آخر ، أخرجه في "صحيحه" (1142 - موارد) بلفظ :
"لا تمنعوا فضل الماء ، ولا تمنعوا الكلأ ؛ فيهزل المال ، ويجوع العيال" .
ومن هذا الوجه أخرجه أحمد أيضاً (2/ 420-421) ، وقال الهيثمي (4/ 124) :
"رواه أحمد ، ورجاله ثقات" . وقال في حديث الترجمة (5/ 140) :
"رواه أحمد ، ورجاله رجال الصحيح ؛ خلا أبا سعيد الغفاري ، وقد وثقه ابن حبان" .
وأقول : قد عرفت أنه مجهول العين ، أو مجهول الحال إن صح أنه روى عنه خلاد الحضرمي ، فمثله لا تطمئن النفس لحديثه ، وبخاصة حديثه هذا الثاني ؛ فإن في متنه نكارة ، وهو قوله : "فيهزل المال ، ويجوع العيال" ؛ فقد جاء الحديث من طرق عن أبي هريرة دون هذه الزيادة ، ومع ذلك سكت عنها الحافظ في "الفتح" (5/ 32) ! ثم هو عندهم بلفظ :
"لا يمنع فضل الماء ليمنع به الكلأ" .
أخرجه الشيخان ، وأصحاب "السنن" ، وابن حبان (4933) ، وأحمد (2/ 244،273،309،360،463،482،494،500) ، وكذا عبدالرزاق في "المصنف" (8/ 105/ 14494) .
قلت : فاجتماع هؤلاء الثقات وهؤلاء الحفاظ على رواية الحديث دون الزيادة ، لأكبر دليل على نكارتها ، بل وعلى شذوذها لو كان راويها ثقة ؛ كما لا يخفى على أهل هذه الصناعة . فاسترواح المعلق على "الإحسان" (11/ 332) إلى تقويته بسكوته عليه بعد تخريجه إياه (11/ 330) باللفظ الصحيح ؛ ليس كما ينبغي .
(تنبيه) : وقعت كنية الغفاري في مصادر الحديثين : "أبو سعيد" ؛ إلا "كنى البخاري" فهي فيه "أبو سعيد" بسكون العين ، وكذلك وقع في "الجرح" و "الثقات" ، وهو الثابت في بعض النسخ المعتمدة من "المسند" المخطوطة ؛ كما حققه الحافظ في "التعجيل" فراجعه إن شئت .

(/1)


4262 - ( كان يتتبع الطيب في رباع النساء ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 9/ 260 :
$ضعيف$
أخرجه الطيالسي في "مسنده" (2422 - ترتيبه) : حدثنا أبو بشر ، عن ثابت ، عن أنس مرفوعاً .
وأخرجه أبو الشيخ في "أخلاق النبي صلي الله عليه وسلم" (ص 103) من طريق أخرى عنه فقال : ... أخبرنا أبو بشر المزلق صاحب البصري .
قلت : وهذا سند ضعيف ؛ أبو بشر هذا ؛ أظنه الذي في "الجرح والتعديل" (4/ 2/ 347) :
"أبو بشر صاحب القرى ، سمع زيد بن ثوب وأبا الزاهرية . روى يزيد بن هارون عن أصبغ بن زيد عنه . قال أبي : لا أعرفه . وقال ابن معين : لا شيء" .

(/1)


4263 - ( كان يتختم في يمينه ، ثم إنه حوله في يساره ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 9/ 260 :
$ضعيف$
رواه أبوالشيخ في "الأخلاق" (ص 133) عن سلمة بن عثمان البري : أخبرنا سليمان أبو محمد القافلائي ، عن عبدالله بن عطاء ، عن نافع ، عن ابن عمر به .
وهذا سند ضعيف ؛ فيه علل :
1- ابن عطاء ؛ قال في "التقريب" :
"صدوق يخطىء ويدلس" .
2- وسليمان أبو محمد ؛ كذا الأصل والصواب (ابن محمد) كما في "الأنساب" وغيره ، وهو متروك الحديث ؛ كما قال الذهبي .
3- وسلمة بن عثمان الربي ؛ لم أجد له ترجمة ، وأبوه عثمان ؛ معروف بالضعف .

(/1)


4264 - ( كان يجل العباس إجلال الولد والده ، خاصة خص الله العباس بها من بين الناس ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 9/ 261 :
$ضعيف$
أخرجه الحاكم (3/ 324- 325) عن عبدالله بن عمرو بن أبي أمية : حدثنا ابن أبي الزناد ، عن محمد بن عقبة ، عن كريب ، عن ابن عباس مرفوعاً . وقال :
"صحيح الإسناد" ! ووافقه الذهبي !
قلت : ابن أبي أمية هذا ؛ لا يعرف حاله ، قال ابن أبي حاتم (2/ 2/ 120) :
"سألت أبي عنه ؟ فقال : هذا شيخ أدركته بالبصرة ، خرج إلى الكوفة في بدو قدومنا البصرة ، فلم نكتب عنه ، ولا أخبر أمره" .
ثم روى الحاكم (3/ 334) عن داود بن عطاء المدني ، عن زيد بن أسلم ، عن ابن عمر : أنه قال :
استسقى عمر بن الخطاب عام الرمادة بالعباس بن المطلب ، فقال : اللهم ! هذا عم نبيك العباس ، نتوجه إليك به ؛ فاسقنا . فما برحوا حتى سقاهم الله ، قال : فخطب عمر الناس فقال : أيها الناس ! إن رسول الله صلي الله عليه وسلم كان يرى للعباس ما يرى الولد لوالده ؛ يعظمه ، ويفخمه ، ويبر قسمه ، فاقتدوا أيها الناس برسول الله صلي الله عليه وسلم في عمه العباس ، واتخذوه وسيلة إلى عز وجل فيما نزا بكم" .
سكت عنه الحاكم ، وكأنه لضعفه الشديد ؛ فقد تعقبه الذهبي بقوله :
"داود ؛ متروك" .

(/1)


4265 - ( كان يحب من الفاكهة العنب والبطيخ ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 9/ 262 :
$ضعيف$
رواه الضياء في "المنتقى من مسموعاته بمرو" (99/ 1) عن رشدين ، عن معاوية بن يحيى ، عن أمية بن يزيد القرشي مرفوعاً .
قلت : وهذا إسناد معضل ضعيف ؛ أمية بن يزيد القرشي ؛ من أتباع التابعين ، قال ابن أبي حاتم (1/ 1/ 302) :
"روى عن أبي المصبح ومكحول . روى عنه أيوب بن سويد وبقية بن الوليد وابن المبارك" .
ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً .
ومعاوية بن يحيى - وهو أبو مطيع الأطرابلسي - ؛ ضعيف .
ورشدين - وهو ابن سعد - ؛ ضعيف .
والحديث عزاه السيوطي لأبي نعيم في "الطب" عن معاوية بن يزيد العبسي . وقال المناوي :
"الذي رأيته في أصول صحاح "أمية" (يعني مكان "معاوية") ، ولم أره في الصحابة : قال الحافظ العراقي : وسنده ضعيف" .
قلت : هو معضل ضعيف لما شرحنا ، وأمية ليس صحابياً ؛ بل هو تابع تابعي كما بينا .

(/1)


4266 - ( كان يحب هذه السورة (سبح اسم ربك الأعلى) ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 9/ 262 :
$ضعيف جداً$
أخرجه أحمد (1/ 96) ، والطبري في "التهذيب" (مسند علي 222/ 27) عن ثوير بن أبي فاختة ، عن أبيه ، عن علي رضي الله عنه مرفوعاً .
قلت : وهذا إسناد ضعيف جداً ؛ آفته ثوير هذا ؛ فإنه متروك ؛ كما قال الهيثمي (7/ 136) وغيره .
ومن عجائب الطبري التي عرفناها حديثاً في كتابه المذكور ؛ أنه يصحح إسناد هذا الحديث ثم يعله بقوله :
"ثوير بن أبي فاختة عندهم ممن لا يحتج بحديثه" !

(/1)


4267 - ( كان يدير كور العمامة على رأسه ، ويغرزها من ورائه ، ويرسل لها شيئاً بين كتفيه ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 9/ 263 :
$منكر$
أخرجه أبو الشيخ في "أخلاق النبي صلي الله عليه وسلم" (ص 123) ، وابن حبان في "الضعفاء" (3/ 153) ، والبيهقي في "الشعب" (5/ 174/ 6252) من طريق أبي معشر البراء قال : حدثنا خالد الحذاء قال : حدثنا أبو عبدالسلام قال : قلت لابن عمر : كيف كان رسول الله صلي الله عليه وسلم يعتم ؟ قال : فذكره . وقال ابن حبان :
"أبو عبدالسلام ، يروي عن ابن عمر ما لا يشبه حديث الأثبات ؛ لا يجوز الاحتجاج به" .
ثم ساق له هذا الحديث .
وكذلك رواه البخاري في "الكنى" (52/ 57) في ترجمة أبي عبدالسلام هذا ، ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً ، وتبعه ابن أبي حاتم (4/ 2/ 406) وقال عن أبيه :
"هو مجهول" .
ومثله قول الذهبي ؛ وتبعه العسقلاني :
"لا يعرف" .
لكن الجملة الأخيرة منه - وهو إرسال العمامة بين كتفيه - ؛ صحيحة ؛ لأن لها شواهد تقويها من حديث ابن عمر وغيره من طرق كنت خرجتها في "الصحيحة" تحت الحديث (717) ، وكان منها طريق أبي عبدالسلام هذه معتمداً فيها على الهيثمي حيث قال فيها :
"رواه الطبراني في "الأوسط" ، ورجاله رجال الصحيح ؛ خلا أبا عبدالسلام ؛ وهو ثقة" .
ولم يكن في حوزتي يومئذ ، ولا في متناول يدي "المعجم الأوسط" للطبراني لأرجع إليه ، عى قاعدة "ومن ورد البحر استقل السواقيا" ، ثم من الله علي فأكرمني بالحصول على نسخة مصورة منه ، بفضل أحد الإخوة السعوديين جزاه الله خيراً ، لكن فيها نقص بعض الورقات ، ومع ذلك فقد رقمت أحاديثه مستعيناً بصهر لنا جزاه الله خيراً ، ثم وضعت له ثلاثة فهارس :
1- أسماء الصحابة رواة الأحاديث المرفوعة .
2- أسماء الصحابة رواة الآثار الموقوفة .
3- أسماء شيوخ الطبراني .
فبها يتيسر لي استخراج الحديث للوقوف على إسناده ، مستعيناً بكتاب الهيثمي الآخر : "مجمع البحرين في زوائد المعجمين" ؛ فإنه يسوق زوائدهما بأسانيدهما ، فيستغنى به عن "المعجم الصغير" و "الأوسط" في أكثر الأحيان ، فرجعت إلى هذا "المجمع" لأقف فيه على شيخ الطبراني كخطوة أولى للرجوع إلى "الأوسط" ، ففوجئت بأنه ليس فيه ، فاضطررت إلى تتبع أحاديث ابن عمر كلها في "الأوسط" بواسطة الفهرس الأول ، فلا أدري إذا كان في الورقات الساقطة من المصورة ، أو أنه سقط من نظرنا ، أو أن الهيثمي وهم عزوه إلى "الأوسط" ؛ وهذا مما لا أستبعده ؛ فقد عزاه السيوطي في "الجامع الصغير" لـ (طب) ؛ أي : "معجم الطبراني الكبير" ، وقال المناوي في "شرحه" عقبه :
"قال الهيثمي عقب عزوه للطبراني : ورجاله رجال الصحيح ؛ إلا أبا عبدالسلام ؛ وهو ثقة" .
قلت : فيحتمل أن يكون قوله في "مجمع الزوائد" : "في الأوسط" سبق قلم من الناسخ أو المؤلف ، ولكني - مع الأسف - لم أستطع أيضاً من التحقق من وجوده في "المعجم الكبير" ؛ لأن "مسند ابن عمر" المطبوع في المجلد الثاني عشر منه لم ينته به مسنده ، وقد أشار محققه الفاضل في آخره بأن تمامه في المجلد الذي يليه ، أي الثالث عشر ، وهذا لم يطبع بعد .
فلهذا كله لم أستطع يومئذ إلا الاعتماد على توثيق الهيثمي لأبي عبدالسلام ، والاستشهاد به لحديث آخر لابن عمر كما سبقت الإشارة إليه .
ثم قدر الله تعالى ويسر لي بفضله وكرمه الوقوف على إسناد الحديث في المصادر الثلاثة المذكورة أعلاه من طريق خالد الحذاء عن أبي عبدالسلام ، فانكشف لي وهم الهيثمي في توثيقه إياه ، فبادرت إلى تخريجه هنا ، والكشف عن علته ، وهي جهالة أبي عبدالسلام ، وسبب وهم الهيثمي ، وهو هناك راوياً آخر بهذه الكنية والطبقة ، أورده ابن حبان في "الثقات" (5/ 563) وقال :
"يروي عن ثوبان ، روى عنه ابن جابر" .
وكذا في "كنى البخاري" (52/ 156) ، ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً .
قلت : حديث هذا في "سنن أبي داود" وغيره برواية ابن جابر هذا عنه بلفظ :
"يوشك الأمم أن تداعى عليكم ..." ، وقد توبع ، لذلك خرجته في "الصحيحة" (958) ،وإلا فهو مجهول كالراوي عن ابن عمر ، وظاهر كلام الحافظ في "التهذيب" أنهما واحد ؛ لأنه جعله الذي جهله أبو حاتم .
وهناك أبو عبدالسلام ثالث يسمى صالح بن رستم ، يروي عنه ابن جابر أيضاً ، فرق الحافظ بينه وبين الذي قبله ، وعلى ذلك جرى البخاري وغيره كابن حبان ، فقد ذكر أيضاً صالحاً هذا في "الثقات" (6/ 456) ، وفي ترجمته خرج ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (8/ 193) حديث الأمم ، المشار إليه آنفاً .
والمقصود أن الهيثمي لما وثق أبا عبدالسلام هذا ؛ توهم أنه هو الذي وثقه ابن حبان ، وفاته أنه الذي ذكره في "الضعفاء" وساق له الحديث نفسه . على أن توثيق ابن حبان المذكور مما لا ينبغي الاعتداد به ؛ لأنه تفرد به ، ومن المعلوم تساهله في التوثيق .

(/1)


وجملة القول : إن الحديث علته جهالة أبي عبدالسلام هذا ، ولهذا لم يحسن السيوطي بسكوته عنه في "الفتاوى" (1/ 98) ، وبخاصة أنه استدل به على طول عمامته صلي الله عليع وسلم فقال :
"وهذا يدل على أنها عدة أذرع ، والظاهر أنها كانت نحو العشرة ، أوفوقها بيسير" .
وهذا غير صحيح . والله أعلم .
ثم رأيت في "مصنف ابن أبي شيبة" (8/ 423/ 5007) عن سلمة بن وردان قال :
"رأيت على أنس عمامة سوداء على غير قلنسوة ، وقد أرخاها خلفه نحواً من ذراع" .
وهذا أقرب وأشبه ، وسنده حسن .

(/2)


4268 - ( كان يستاك بفضل وضوئه ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 9/ 267 :
$ضعيف جداً$
أخرجه الدارقطني في "الأفراد" (ج 3 رقم 10) ، وعنه الخطيب (11/ 16) ، وابن عساكر (2/ 243/ 2) من طريق إسحاق بن إبراهيم - شاذان - : حدثنا سعيد بن الصلت ، عن الأعمش ، عن مسلم الأعور ، عن أنس بن مالك قال : فذكره . وقال الدارقطني :
"حديث غريب من حديث الأعمش ، عن مسلم بن كيسان الأعور الملائي أبي عبدالله الضبي ، عن أنس بن مالك ، تفرد به سعيد بن الصلت عنه ، وتفرد به إسحاق بن إبراهيم - شاذان - عن سعيد" .
قلت : ومسلم بن كيسان ؛ ضعيف جداً .
وقد روي الحديث عنه بلفظ :
"كان يتوضأ بفضل سواكه" .
وسيأتي تخريجه برقم (6421) مع الجمع بينهما .

(/1)


4269 - ( كان يستحب إذا أفطر أن يفطر على لبن ، فإن لم يجد فتمر ، فإن لم يجد حسا حسوات من ماء ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 9/ 267 :
$ضعيف$
رواه ابن عساكر (2/ 381/ 1) ، والضياء في "المختارة" (1/ 495) عن أبي يعقوب إسحاق بن الضيف : حدثنا عبدالرزاق : أبنا جعفر بن سليمان ، عن ثابت ، عن أنس مرفوعاً .
ثم رواه من طريق أحمد ، عن عبدالرزاق به . إلا أنه قال : "رطبات" بدل "لبن" .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ إسحاق بن الضيف صدوق يخطىء ؛ كما قال الحافظ :
قلت : وقد أخطأ في ذكر "اللبن" بدل "الرطبات" ؛ بدليل مخالفته للإمام أحمد ، فروايته منكرة ، والمحفوظ رواية أحمد .

(/1)


4270 - ( كان يستحب الصلاة في الحيطان ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 9/ 268 :
$ضعيف$
أخرجه الترمذي (334) ، وتمام في "الفوائد" (11/ 194/ 1) عن الحسن بن أبي جعفر ، عن أبي الزبير ، عن أبي الطفيل ، عن معاذ بن جبل مرفوعاً . وقال الترمذي :
"حديث غريب ، لا نعرفه إلا من حديث الحسن بن أبي جعفر ، والحسن بن أبي جعفر قد ضعفه يحيى بن سعيد وغيره" .

(/1)


4271 - ( كان يستفتح دعاءه بـ : سبحان ربي الأعلى الوهاب ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 9/ 268 :
$ضعيف$
رواه أحمد (4/ 54) ، وابن أبي شيبة في "المصنف" (12/ 16-17) ، وعبد بن حميد في "المنتخب" (49 /1) ، وابن الأعرابي في "معجمه" (45/ 1) ، والحاكم (1/ 498) عن عمر بن راشد ، عن إياس بن سلمة ، عن أبيه مرفوعاً . ورواه ابن عساكر (7/ 246/ 2) من طريق أحمد ، وقال الحاكم :
"صحيح الإسناد" . ووافقه الذهبي على ما في النسخة المطبوعة من "التخليص" . والظاهر أنها خطأ ؛ فقد قال المناوي بعد أن حكى تصحيح الحاكم إياه :
"ورده الذهبي بأن عمر ضعيف" .
وهذا هو اللائق بالذهبي ؛ فقد ترجمه في "الميزان" ترجمة طويلة ، ونقل فيها أقوال الأئمة في تضعيفه ، وقال بين يديها :
"ضعفوه" .
ثم ساق له أحاديث أنكرت عليه ؛ منها هذا الحديث .

(/1)


4272 - ( كان يستمطر في أول مطرة ينزع ثيابه كلها إلا الإزار ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 9/ 296 :
$ضعيف$
أخرجه أبو نعيم في "الحلية" (8/ 377) عن الربيع بن صبيح ، عن يزيد الرقاشي ، عن أنس مرفوعاً . وقال :
"غريب بهذا اللفظ ، تفرد به الرقاشي" .
قلت : وهو ضعيف .
والربيع بن صبيح ؛ صدوق سيىء الحفظ .

(/1)


4273 - ( كان يسجد على مسح ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 9/ 269 :
$ضعيف$
أخرجه الطبراني في "الكبير" (3/ 135/ 2) : حدثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل : حدثني أبو موسى الهروي : أخبرنا أبو عبيدة الحداد : أخبرنا حسين وحازم ابن إبراهيم ، عن سماك بن حرب ، عن عكرمة ، عن ابن عباس مرفوعاً . وقال :
"حسين ، يعني : العلم" .
قلت : وهو ثقة ، وكذلك سائر الرواة ؛ غير أن سماك بن حرب قال الحافظ :
"صدوق ، روايته عن عكرمة خاصة مضطربة" .
فالحديث من أجله ضعيف .
وأبو موسى الهروي ؛ اسمه إسحاق بن إبراهيم مترجم في "اللسان" .

(/1)


4274 - ( وجهنا صلي الله عليه وسلم في سرية فأمرنا أن نقرأ إذا أمسينا وإذا أصبحنا : (أفحسبتم أنما خلقناكم عبثاً ...) الآية ، فقرأنا ، فغنمنا وسلمنا ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 9/ 270 :
$ضعيف$
أخرجه ابن السني في "عمل اليوم والليلة" (27-28/ 75) ، وأبو نعيم في "المعرفة" (2/ 153-154/ 726) من طريق يزيد بن يوسف بن عمرو : حدثنا خالد بن نزار : حدثنا سفيان بن عيينة ، عن محمد بن المنكدر ، عن محمد بن إبراهيم التيمي ، عن أبيه قال : فذكره .
قلت : وهذا إسناد رجاله ثقات ؛ على ضعف يسير في خالد بن نزار ، غير يزيد ابن يوسف بن عمرو ، فإني لم أجد له ترجمة ، وأستبعد أن يكون (يزيد بن يوسف الرحبي الدمشقي) ؛ فإنه في طبقة (خالد بن نزار) هذا ، ولم يذكر في الرواة عنه . ومع ذلك فالحافظ ذكر الحديث في ترجمة (إبراهيم بن الحارث التيمي) والد (محمد بن إبراهيم) هذا ، وقال :
"أخرجه ابن منده من طريق لا بأس بها عن محمد بن إبراهيم التيمي .. الحديث" . وقال عقبه :
"فإن ثبت هذا فإبراهيم عاش بعد النبي صلي الله عليه وسلم" .
قلت : يشير إلى أن قوله في السند "عن أبيه" لا يعني جده الحارث بن خالد ؛ كما قال بعضهم . والله أعلم .

(/1)


4275 - ( كان يصوم عاشوراء ويأمر به ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 9/ 271 :
$ضعيف جداً$
أخرجه عبدالله بن أحمد في "زوائد المسند" (رقم 1069) ، والبزار "كشف" (1044) دون الأمر به ، عن جابر ، عن سعد بن عبيدة ، عن أبي عبدالرحمن ، عن علي مرفوعاً .
قلت : وهذا إسناد ضعيف جداً ؛ جابر - هو ابن يزيد الجعفي - وهو ضعيف متهم .
والحديث إن صح ، فهو منسوخ ؛ لصريح حديث عائشة قالت :
"كانت قريش تصوم عاشوراء في الجاهلية ، وكان رسول الله صلي الله عليه وسلم يصومه ، فلما هاجر إلى المدينة صامه وأمر بصيامه ، فلما فرض شهر رمضان قال : من شاء صامه ، ومن شاء تركه" .
أخرجه الشيخان وغيرهما .

(/1)


4276 - ( كان يضحي بالشاة الواحدة عن جميع أهله ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 9/ 271 :
$ضعيف مرفوعاً$
أخرجه الحاكم (4/ 229) ، والبيهقي في "السنن" (9/ 268) عن عبدالله بن يزيد المقرىء : حدثنا سعيد بن أبي أيوب : حدثني أبو عقيل زهرة بن معبد ، عن جده عبدالله بن هشام - وكان قد أدرك النبي صلي الله عليه وسلم وهو صغير ، فمسح رأسه ودعا له - قال : فذكره مرفوعاً . وقال الحاكم :
"صحيح الإسناد" . ووافقه الذهبي .
قلت : وهو كما قالا ، لكن فيه علة خفية ؛ وهي الوقف ؛ فإنه ليس في رواية البيهقي التصريح بالرفع ، بل قال بعد قوله : "ودعا له" :
"قال : وكان يضحي ...." .
وهذا ظاهره أن القائل هو زهرة بن معبد ، وأن اسم "كان" يعود إلى عبدالله ابن هشام ، بخلاف رواية الحاكم فإنها صريحة في الرفع ؛ فإن لفظه :
"ودعا له ، قال : كان رسول الله صلي الله عليه وسلم يضحي ..." .
وهي شاذة عندي ؛ لأن في طريقها عند الحاكم السري بن خزيمة ، وهو غير معروف عندي ، وقد خالفه الترقفي عند البيهقي ، وكذا علي بن عبدالله المدني عند البخاري في "الأحكام" (13/ 171 - فتح) فرواه عن المقرىء مثل رواية البيهقي تماماً ، وقال الحافظ :
"وهذا الأثر الموقوف صحيح بالسند المذكور إلى عبدالله ، وإنما ذكره البخاري مع أن من دعاته أنه يحذف الموقوفات غالباً ؛ لأن المتن قصير" .
قلت : ومما يؤيد الوقف أن عبدالله بن وهب قد تابعه عن سعيد به ؛ دون ذكر الأضحية .
أخرجه البخاري في "الشركة" (6/ 102) ، و"الدعوات" (11/ 126) .

(/1)


4277 - ( كان يعجبه التهجد من الليل ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 9/ 272 :
$ضعيف$
أخرجه الطبراني في "الكبير" (1/ 86/ 1) عن أبي بلال الأشعري : أخبرنا قيس بن الربيع ، عن الأسود عن جندب مرفوعاً .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ لضعف قيس بن الربيع وأبي بلال الأشعري .
وأعله الهيثمي - وتبعه المناوي - بالأشعري وحده !

(/1)


4278 - ( كان تعجبه الفاغية ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 9/ 272 :
$ضعيف$
أخرجه أحمد (3/ 152-153) ، وأبو الشيخ (ص 231) عن سليمان بن كثير : حدثنا عبدالحميد ، عن أنس مرفوعاً .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ عبدالحميد هذا - هو ابن قدامة - ؛ قال البخاري :
"لا يتابع على حديثه" .
وذكره العقيلي في "الضعفاء" ، وساق له هذا الحديث .
وأما ابن حبان فذكره في "الثقات" (1/ 166) وقال :
"يروي عن أنس بن مالك ، عداده في أهل البصرة ، روى عنه سليمان بن كثير" .
وهو عمدة قول الهيثمي : "ورجاله ثقات" فيما نقله المناوي عنه وأقره !! واغتر بذلك السيوطي فرمز لحسنه !

(/1)


4279 - ( كان يعجبه أن يتوضأ من مخضب لي صفر ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 9/ 273 :
$ضعيف$
أخرجه ابن سعد (1/ 369) عن عبيدالله بن عمر ، عن محمد بن إبراهيم ، عن زينب بنت جحش مرفوعاً .
قلت : ورجاله ثقات غير محمد بن إبراهيم هذا فلم أعرفه . ويحتمل أنه انقلب على الناسخ أو الطابع ، والصواب "إبراهيم بن محمد" وهو : إبراهيم بن محمد ابن عبدالله بن جحش بن رئاب الأسدي ؛ فقد جاء في "التهذيب" أن البخاري قال في "تاريخه" : رأى زينب بنت جحش . وعن ابن حبان أنه أشار إلى تضعيف هذه الرؤية ؛ بل قال : "وليس يصح ذلك عندي" .
ثم تأكدت من القلب المذكور حين رجعت إلى "تاريخ البخاري" (1/ 1/ 320) إذ رأيته يقول :
"حجازي ، رأى زينب بنت جحش ، قال لي إسماعيل بن أبي أويس : حدثني الدراوردي ، عن عبيدالله بن عمر ، عن إبراهيم بن محمد بن جحش الأسدي : أن رسول الله صلي الله عليه وسلم كان يتوضأ في مخضب صفر في بيت زينب بنت جحش" .
وإبراهيم هذا ؛ روى عنه رجلان آخران ، ولم يوثقه غير ابن حبان ، وقال الحافظ :
"صدوق" .
لكن الظاهر أنه لم يسمع هذا الحديث من زينب ، أما على قول ابن حبان فظاهر ، وأما على قول البخاري فلأنه لا يلزم من ثبوت الرؤية ثبوت السماع منها ، لا سيما على مذهب البخاري ؛ الذي لا يثبت السماع بمجرد المعاصرة بل لا بد عنده من ثبوت التلاقي ، ولا يثبت هذا بمجرد الرؤية ، كما لا يخفى . ويؤكد ذلك أن رواية البخاري ظاهرها الإرسال .
ثم إن لفظه يختلف عن لفظ ابن سعد ؛ إذ ليس فيه إلا مجرد التوضؤ في المخضب ، وذلك لا يستلزم أن ذلك كان يعجبه .
فلهذا كله ؛ لم تطمئن النفس لثبوت هذا الحديث . والله أعلم .

(/1)


4280 - ( كان يعجبه أن يدعى الرجل بأحب أسمائه إليه ، وأحب كناه ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 9/ 274 :
$ضعيف$
أخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (819) ، والطبراني في "المعجم الكبير" (1/ 172/ 2) عن محمد بن عثمان القرشي قال : حدثنا ذيال ابن عبيد بن حنظلة : حدثني جدي حنظلة بن حذيم قال : فذكره مرفوعاً .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ القرشي هو محمد بن عثمان بن سيار البصري ثم الواسطي ؛ لم يوثقه أحد ، بل قال الدارقطني :
"مجهول" .
قلت : وفي طبقته محمد بن عثمان الواسطي ، وثقه ابن حبان ، وقد شاركه في الرواية عن بعض شيوخه ، وفي كونه واسطياً ، وقد يروي عنه بعض من روى عن هذا ، كما روى عنه أبو عوانة ، فيحتمل أن يكونا واحداً ، كما بينته في "الصحيحة" (2953) ، فإذا ثبت هذا فالحديث حسن . والله أعلم .
ثم رأيت الهيثمي ذكر الحديث في "المجمع" (8/ 56) وقال :
"رواه الطبراني ، ورجاله ثقات" .
فكأنه يجزم بالاحتمال المذكور . فالله أعلم .

(/1)


4281 - ( كان يعجبه أن يدعو ثلاثاً ، ويستغفر ثلاثاً ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 9/ 275 :
$ضعيف$
أخرجه أبو داود (1/ 239) ، وابن حبان (2410) من طريق أبي يعلى - وهذا في "مسنده" (5277) - ، وابن السني في "عمل اليوم والليلة" (362) ، وأحمد (1/ 394،397) ، والطبراني في "الكبير" (3/ 72/ 2) وفي "الدعاء" (2/ 807-808) ، وعنه أبو نعيم في "الحلية" (4/ 347-348) من طريق إسرائيل ، عن أبي إسحاق ، عن عمرو بن ميمون ، عن عبدالله بن مسعود به مرفوعاً .
قلت : ورجاله ثقات ؛ غير أن أبا إسحاق - واسمه عمرو بن عبدالله السبيعي - كان اختلط ، ثم هو إلى ذلك مدلس وقد عنعنه .
وفي رواية لأحمد عنه ، عن عبدالرحمن بن يزيد عن عبدالله بن مسعود به .
فجعل عبدالرحمن بن يزيد ؛ مكان عمرو بن ميمون ، ولعل هذا من اختلاط أبي إسحاق .
هذا ؛ وقد تجاهل المعلق على "مسند أبي يعلى" (13/ 51) ، وعلى "الإحسان" (3/ 203) عنعنة أبي إسحاق واختلاطه ، وصححا إسناده ! بل ادعى الأول أن إسرائيل قديم السماع من جده ! وهذا مما لم أر أحداً صرح به من الحفاظ ، بل هو خلاف ما نقله الحافظ العراقي في شرح "المقدمة" (ص 394) عن أحمد : "إسرائيل عن أبي إسحاق فيه لين ، سمع منه بأخرة" . ونحوه في رواية ابنه عبدالله في "العلل" (1/ 202) . وأظن أنه استلزم ذلك من إخراج الشيخين لحديثه عن جده ، وذلك غير لازم ، كما لا يخفى على أهل العلم ؛ لاحتمال أن اختلاطه لم يصلهما ، أو وصلهما ولكن كان عندهما خفيفاً ، كمثل الذهبي فإنه قال : "شاخ ونسي ولم يختلط" . أو غير ذلك من الاحتمال .
ثم إنه قد خالفه وزهير ؛ فروياه عن أبي إسحاق دون قوله : "ويستغفر ثلاثاً" .
أخرجه الطبراني في "الدعاء" أيضاً (رقم 52 و 53) .
قلت : فهذا الاضطراب في المتن والإسناد ، مما لا يحتمل ممن رمي بالاختلاط ، ومثله من كان سيىء الحفظ ، بل إن ذلك مما يؤكد ما رمي به .
نعم ؛ برواية سفيان - وهو الثوري - تزول شبهة الاختلاط ؛ فإنه ممن سمع منه قديماً بالاتفاق ، وتترجح روايته على رواية إسرائيل ، ولا سيما وقد تابعه زهير ، ولكن تبقى العلة الأخرى وهي العنعنة ، فإن وجد تصريحه بالتحديث أو السماع صحت جملة الدعاء . والله أعلم .

(/1)


4282 - ( كان يعمل عمل البيت ، وأكثر ما يعمل الخياطة ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 9/ 276 :
$ضعيف$
أخرجه ابن سعد (1/ 366) ، والأصبهاني في "الترغيب" (ق 81/ 1-2) عن الحجاج بن فرافصة ، عن عقيل ، عن ابن شهاب : أن عائشة قالت : فذكره مرفوعاً .
قلت : وهذا إسناد منقطع ضعيف ؛ ابن شهاب لم يدرك عائشة .
والحجاج بن فرافصة ؛ ضعيف .
والمحفوظ عن السيدة عائشة بلفظ :
"كان يخيط ثوبه ، ويخصف نعله ، ويعمل ما تعمل الرجال في بيوتهم" .
أخرجه ابن سعد أيضاً ، وأحمد ، وغيرهما ، وهو مخرج في "المشكاة" (5822) .

(/1)


4283 - ( كان يغسل مقعدته ثلاثاً ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 9/ 277 :
$ضعيف جداً$
أخرجه ابن ماجه (356) ، وأحمد (6/ 210) عن شريك ؛ عن جابر ، عن زيد العمي ، عن أبي الصديق الناجي ، عن عائشة مرفوعاً .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ مسلسل بالضعفاء ؛ زيد العمي فمن دونه ، وأشدهم ضعفاً جابر - وهو ابن يزيد الجعفي - ؛ فإنه قد اتهم بالكذب .
لكن ذكر المناوي في "الفيض" عن مغلطاي أنه قال :
"رواه الطبراني في "الأوسط" بسند أصح من هذا" .
قلت : ليس فيه (ثلاثاً) ، وهو عنده (5/ 122/ 4853) من طريق إبراهيم بن مرثد العدوي ، عن إسحاق بن سويد العدوي ، عن معاذة العدوية : أن عائشة قالت :
"يا معشر النساء ! مرن أزواجكن أن يغسلوا عنهم أثو البول والغائط ؛ فإن رسول الله صلي الله عليه وسلم كان يغسل عنه أثر البول والغائط ، وأنا أستحي أن أقوله لهم" .
وسنده حسن . وتابعه قتادة ، عن معاذة به ؛ عند الترمذي وغيره وصححه .
انظر "الإرواء" (42) .

(/1)


4284 - ( كان يقبل وهو محرم ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 9/ 278 :
$ضعيف$
أخرجه الخطيب في "التاريخ" (4/ 171) عن أبي حنيفة ، عن زياد بن علاقة ، عن عمرو بن ميمون ، عن عائشة مرفوعاً .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ، ورجاله ثقات ؛ لكن تكلم الأئمة في حفظ أبي حنيفة وضعفوه ، كما سبق بيانه تحت الحديث (397 و 458) .
والمحفوظ من حديث عائشة مرفوعاً بلفظ :
" ... وهو صائم" .
وهو مخرج في "الصحيحة" (219-221) ، و "الإرواء" (616) .

(/1)


4285 - ( كان يقلس له يوم الفطر ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 9/ 278 :
$ضعيف$
أخرجه ابن ماجه (1/ 391-392) عن إسرائيل ، عن أبي إسحاق ، عن عامر ، عن قيس بن سعد قال :
"ما كان شيء على عهد رسول الله صلي الله عليه وسلم إلا وقد رأيته ، إلا شيء واحد ، فإن رسول الله صلي الله عليه وسلم ..." .
قلت : وهذا إسناد ظاهره الصحة ؛ فإن رجاله كلهم ثقات من رجال الشيخين ، وجرى على ظاهره البوصيري في "الزوائد" فقال (81/ 2) :
"إسناده صحيح ، رجاله ثقات" !
وخفي عليه أن أبا إسحاق - وهو عمرو بن عبدالله السبيعي - كان اختلط ، وإسرائيل - وهو حفيده ؛ فإنه إسرائيل بن يونس بن أبي إسحاق - سمع من جده بعد الاختلاط ، ولذلك قال أحمد :
"إسرائيل عن أبي إسحاق فيه لين ، سمع منه بأخرة" .
قلت : ثم هو إلى ذلك مدلس ، وضعفه بذلك غير ما واحد من المتقدمين والمتأخرين ، فيخشى أن يكون تلقاه عن بعض الضعفاء ثم دلسه ؛ فإن الحديث رواه إسرائيل أيضاً ، عن جابر ، عن عامر به .\
أخرجه أبو الحسن بن سلمة القطان في "زوائده على ابن ماجه" (1/ 392) ، والطحاوي في "مشكل الآثار" (2/ 209) ، وأحمد (3/ 422) .
وتابعه شيبان ، عن جابر به .
أخرجه القطان ، والطحاوي .
وتابعهما شريك ، عن جابر به .
أخرجه الطحاوي .
فرجع الحديث إلى أنه من رواية جابر ، وهو ابن يزيد الجعفي ، وهو ضعيف ، بل كذبه بعضهم ، ورماه آخرون بالتدليس ، وبه أعله الطحاوي فقال :
"وما لم يذكر فيه سماعه ممن يحدث به عنه ، أو ما يدل على ذلك فليس بالقوي عند من يميل إليه ، فكيف عند من ينحرف عنه" .
ثم روى بسنده الصحيح عن سفيان الثوري قال :
"كل ما قال لك فيه جابر : "سمعت" أو "حدثني" أو "أخبرني" فاشدد به يديك ، وما كان سوى ذلك ففيه ما فيه" .
نعم ؛ قد روي الحديث من طريق أخرى ؛ عن شريك ، عن مغيرة ، عن عامر قال :
"شهد عياض الأشعري عيداً بالأنبار ، فقال : ما لي لا أراكم تقلسون كما كان يقلس عند رسول الله صلي الله عليه وسلم" .
أخرجه ابن ماجه ، والطحاوي وأعله بالإرسال ، فقال :
"ففي هذا الحديث رد الشعبي إياه إلى عياض الأشعري ، وعياض هذا رجل من التابعين ، فعاد الحديث به إلى أن صار منقطعاً ، وكان أولى مما رواه جابر عن الشعبي ؛ لأن مغيرة عن الشعبي أثبت من جابر عن الشعبي" .
وبمثله أعله أبو حاتم الرازي أيضاً ؛ فقال ابنه في "العلل" (1/ 209) :
"سألت أبي عن حديث عامر ، عن قيس بن سعد ... أي شيء معناه ؟ بعضهم يقول هذا : عن عامر ، عن عياض الأشعري ، عن النبي صلي الله عليه وسلم ، أيهما أصح ، وما معنى الحديث ؟ فأجاب أبي ؛ فقال :
معنى التقليس : أن الحبش كانوا يلعبون يوم الفطر بعد الصلاة بالحراب .
واختلفت الرواية عن الشعبي في عياض الأشعري ، وقيس بن سعد ، رواه جابر الجعفي ، عن الشعبي ، عن قيس بن سعد عن النبي صلي الله عليه وسلم . ورواه آخر ثقة - نسيت اسمه - ، عن الشعبي ، عن عياض ، عن النبي صلي الله عليه وسلم ، وعياض الأشعري عن النبي صلي الله عليه وسلم مرسل ، ليست له صحبة" .
قلت : والراوي الثقة الذي نسي أبو حاتم اسمه ، إنما هو شريك كما تقدم - وهو ابن عبدالله القاضي - ، وهو ثقة فعلاً ، إلا أنه سيىء الحفظ معروف بذلك ، فهي علة أخرى في الحديث علاوة على الإرسال ، على أن الحافظ قد جزم في "التقريب" بأن عياضاً هذا صحابي ، ولم يذكر له مستنداً يعتد به ، اللهم إلا قوله :
"جاء عنه حديث يقتضي التصريح بصحبته ، ذكره البغوي في "معجمه" ، وفي إسناده لين" .
وليس يخفى أن لا يثبت الصحبة بمثل هذا الإسناد واللين . والله أعلم .

(/1)


4286 - ( كان يكتحل كل ليلة ، ويحتجم كل شهر ، ويشرب الدواء كل سنة ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 9/ 281 :
$موضوع$
أخرجه ابن عدي (ق 186/ 1) عن سيف بن محمد بن أخت سفيان ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه ، عن عائشة مرفوعاً .
قلت : وهذا موضوع ؛ آفته سيف هذا ؛ قال الحافظ :
"كذبوه" . وقال الذهبي في "المغني" :
"قال أحمد : كذاب يضع الحديث" .

(/1)


4287 - ( كان يكره العطسة الشديدة في المسجد ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 9/ 281 :
$ضعيف$
أخرجه البيهقي (2/ 290) عن يحيى بن يزيد بن عبدالملك النوفلي ، عن أبيه ، عن داود بن فراهيج ، عن أبي هريرة مرفوعاً به . وقال :
"قال أبو أحمد (يعني ابن عدي) : يحيى بن يزيد ووالده ضعيفان" .

(/1)


4288 - ( كان يكره أن يأكل الضب ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 9/ 281 :
$ضعيف$
أخرجه الخطيب (12/ 318) عن مسعر ، عن حماد ، عن إبراهيم ، عن عائشة مرفوعاً .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ إبراهيم هو ابن يزيد النخعي ؛ لم يثبت سماعه من عائشة كما في "التهذيب" .
والخطيب أورده من طريق علان بن الحسن بن عمويه الواسطي ؛ وفي ترجمته ، ولم يزد فيها على أن ساق له هذا الحديث ، فهو مجهول .
وقد خالفه سفيان عن حماد ؛ فساقه عنها بلفظ :
أهدي لنا ضب ، فقدمته إلى النبي صلي الله عليه وسلم فلم يأكل منه ، فقلت : يا رسول الله ! ألا تطعمه السؤال ؟ فقال : "إنا لا نطعمهم مما لا نأكل" .
أخرجه البيهقي (9/ 326) ، وأشار إلى تضعيفه بقوله :
"إن ثبت" .
ثم روى عن زهير ، عن أبي إسحاق قال :
"كنت عند عبدالرحمن بن عبدالله بن مسعود فجاء ابن له - أراه القاسم - ، قال : أصبت اليوم من حاجتك شيئاً ؟ فقال بعض القوم : ما حاجته ؟ قال : ما رأيت غلاماً آكل لضب منه ، فقال بعض القوم : أو ليس بحرام ؟ فسأل قال : وما حرمه ؟ قال : ألم يكن رسول الله صلي الله عليه وسلم يكرهه ؟ قال : أو ليس الرجل يكره الشيء وليس بحرام ؟ قال : قال عبدالله : إن محرم الحلال كمستحل الحرام" .
ورواه الطبراني (3/ 16/ 1) مختصراً .
قلت : وهذا مرسل أيضاً ومن مجهول ؛ وهو بعض القوم ، ولكن عبدالرحمن ابن عبدالله بن مسعود قد سلم به ، ولكنه مرسل على كل حال ، ولا يشهد لما قبله ؛ لأن الإرسال والانقطاع في طبقة واحدة . والله أعلم .

(/1)


4289 - ( كان يكره الصوت عند القتال ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 9/ 282 :
$ضعيف$
أخرجه أبو داود (1/ 414) ، وعنه البيهقي (9/ 153) ، والحاكم (2/ 116) من طريق مطر ، عن قتادة ، عن أبي بردة ، عن أبيه مرفوعاً . وقال الحاكم :
"صحيح على شرط الشيخين" ! ووافقه الذهبي .
قلت : مطر ؛ لم يخرج له البخاري إلا تعليقاً ، وقال الذهبي في "الميزان" :
"من رجال مسلم ، حسن الحديث" .
لكن قال الحافظ في "التقريب" :
"صدوق كثير الخطأ" .
قلت : وقد خالفه هشام بن أبي عبدالله الدستوائي فقال : عن قتادة ، عن الحسن ، عن قيس بن عباد قال :
"كان أصحاب النبي صلي الله عليه وسلم يكرهون الصوت عند القتال" .
أخرجه الثلاثة المذكورون . وقال الحاكم :
"وهو أولى بالمحفوظ" .
وهو كما قال .

(/1)


4290 - ( كان يكره ريح الحناء ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 9/ 283 :
$ضعيف$
أخرجه النسائي (2/ 280) ، وأحمد (6/ 117) عن كريمة بنت همام قالت : سمعت عائشة سألتها امرأة عن الخضاب بالحناء ؟ قالت : لا بأس به ، ولكن أكره هذا ؛ لأن حبي صلي الله عليه وسلم كان ... فذكره .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ كريمة هذه مجهولة الحال ؛ لم يوثقها أحد .

(/1)


4291 - ( كان يكره سورة الدم ثلاثاً ، ثم ياشر بعد الثلاث بغير إزار ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 9/ 283 :
$ضعيف$
أخرجه الخطيب في "التاريخ" (11/ 223) عن سعيد بن بشير ، عن قتادة ، عن الحسن ، عن أمه ، عن أم سلمة قالت : فذكره .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ سعيد بن بشير ؛ قال الحافظ :
"ضعيف" .
والحسن ؛ هو البصري .
وأمه اسمها خيرة مولاة أم سلمة ؛ مقبولة عند الحافظ ، ولم يوثقها غير ابن حبان .
والحديث قال الهيثمي (1/ 282) :
"رواه الطبراني في "الأوسط" ، وفيه سعيد بن بشير ، وثقه شعبة ، واختلف في الاحتجاج به" .

(/1)


4292 - ( كان يكره من الشاة سبعاً : الذكر ، والأنثيين ، والمثانة ، والحياء ، والمرارة ، والغدة ، والدم ، وكان أحب الشاة إليه مقدمها ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 9/ 284 :
$ضعيف$
رواه عبدالرزاق في "المصنف" (4/ 8771) ، وأبو محمد الجوهري في "الفوائدالمنتقاة" (10/ 2) ، والبيهقي في "سننه" (10/ 7) عن واصل بن أبي جميل ، عن مجاهد بن جبر مرفوعاً .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ واصل هذا ؛ مجهول كما قال أحمد ، ثم هو إلى ذلك مرسل .
وقد وصله البيهقي ، وابن عدي (241/ 1) ، وابن عساكر (17/ 360/ 1) من طريق فهر بن بشر : حدثنا عمر بن موسى ، عن واصل بن أبي جميل ، عن مجاهد ، عن ابن عباس مرفوعاً . وقال ابن عدي :
"عمر بن موسى يضع الحديث" . وقال ابن عساكر :
"وصل هذا الحديث غريب ، وقد رواه الأوزاعي عن واصل فأرسله" .
ثم ساقه مرسلاً كما تقدم .
وقد روي موصولاً من وجه آخر ، يرويه يحيى الحماني : حدثنا عبدالرحمن بن زيد بن أسلم ، عن أبيه ، عن عبدالله بن عمر مرفوعاً به
أخرجه الطبراني في "الأوسط" (ص 382 - زوائده) .
قلت : وهذا إسناد ضعيف جداً ؛ عبدالرحمن بن زيد بن أسلم ؛ متروك .
ويحيى الحماني ؛ فيه ضعف .

(/1)


4293 - ( لأشفعن يوم القيامة لمن كان في قلبه جناح بعوضة إيمان ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 9/ 285 :
$ضعيف جداً$
أخرجه الخطيب في "التاريخ" (12/ 379) عن الفضل بن علي بن الحارث بن محمود الهروي سنة اثنتين وأربعين وثلاثمائة : سمعت أبا حسان عيسى بن عبدالله العثماني يقول : ذهب بي أبي إلى البصرة إلى بني سهم إلى امرأة يقال لها : آمنة بنت أنس بن مالك : فسمعت أبي يقول لها : يا آمنة ! مالك ممن ؟ قالت : من بني ضمضم ، ثم قالت : سمعت أبي يقول : سمعت رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول : فذكره .
قلت : وهذا إسناد ضعيف جداً ؛ أورده في ترجمة الهروي هذا ، ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً .
وأعله الذهبي بالعثماني هذا فقال :
"متهم بالكذب ، قال المستغفري : يكفيه في الفضيحة أنه ادعى السماع من آمنة بنت أنس بن مالك لصلبه !" .

(/1)


4294 - ( لله أفرح بتوبة عبده من رجل أضل راحلته بفلاة من الأرض ، فطلبها ، فلم يقدر عليها ، فتسجى للموت ، فبينما هو كذلك إذ سمع وجبة الراحلة حين بركت ، فكشف عن وجهه ، فإذا هو براحلته ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 9/ 285 :
$ضعيف بهذا اللفظ$
أخرجه ابن ماجه (4249) ، وأحمد (3/ 83) ، وأبو يعلى (1/ 356) عن فضيل بن مرزوق ، عن عطية ، عن أبي سعيد الخدري مرفوعاً .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ، عطية - وهو ابن سعد العوفي - ؛ ضعيف مدلس .
وفضيل بن مرزوق ؛ فيه ضعف ؛ واحتج به مسلم .
والحديث في "الصحيحين" وغيرهما من حديث أنس بن مالك وعبدالله ابن مسعود ؛ ليس فيه ذكر التسجي والوجبة ؛ فهو منكر بهذا اللفظ .

(/1)


4295 - ( لأن أمتع بسوط في سبيل الله ؛ أحب إلي من أن أعتق ولد الزنا ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 9/ 286 :
$ضعيف$
أخرجه الحاكم (2/ 215) عن سلمة بن الفضل ، عن محمد بن إسحاق ، عن الزهري ، عن عروة بن الزبير قال :
"بلغ عائشة رضي الله عنها أن أبا هريرة يقول : إن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال : (فذكره) ، وأن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال :
"ولد الزنا شر الثلاثة" ، و "إن الميت يعذب ببكاء الحي" ، فقالت عائشة : رحم الله أبا هريرة ! أساء سمعاً فأساء إصابة ، أما قوله : "لأن أمتع بسوط في سبيل الله أحب إلي من أن أعتق ولد الزنا" ، إنها لما نزلت (فلا اقتحم العقبة . وما أدراك ما العقبة) قيل : يا رسول الله ! ما عندنا ما نعتق إلا أن أحدنا له جارية سوداء تخدمه وتسعى عليه ، فلو أمرناهن فزنين فجئن بالأولاد فأعتقناهم !؟ فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم :
"لأن أمتع بسوط في سبيل الله أحب إلي من أن آمر بالزنا ثم أعتق الولد" .
وأما قوله : "ولد الزنا شر ثلاثة" ، فلم يكن الحديث على هذا ، إنما كان رجل من المنافقين يؤذي رسول الله صلي الله عليه وسلم فقال : "من يعذرني من فلان ؟" قيل : يا رسول الله مع ما به ، ولد زنا ، فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم : "هو شر الثلاثة ، والله عز وجل يقول : (ولا تزر وازرة وزر أخرى)" .\
وأما قوله : "إن الميت ليعذب ببكاء الحي" ، فلم يكن الحديث على هذا ، ولكن رسول الله صلي الله عليه وسلم مر بدار رجل من اليهود قد مات وأهله يبكون عليه فقال : "إنهم يبكون عليه ، وإنه ليعذب ، والله عز وجل يقول : (لا يكلف الله نفساً إلا وسعها)" . وقال الحاكم :
"صحيح على شرط مسلم" ! ورده الذهبي بقوله :
"كذا قال ، وسلمة لم يحتج به (م) وقد وثق ، وضعفه ابن راهويه" .
قلت : وقال الحافظ في "التقريب" :
"صدوق كثير الخطأ" .
قلت : وابن إسحاق مدلس وقد عنعنه ، فإنى للحديث الصحة بل الحسن ؟!
وقد روي من طريق أخرى عن الزهري ، فقال الحارث بن أبي أسامة في "مسنده" (56/ 1 - زوائده) : حدثنا عبدالعزيز بن أبان قال : حدثنا معمر بن أبان ابن حمران قال : أخبرني الزهري به نحوه .
وابن أبان هذا ؛ متروك ؛ فلا يستشهد به .

(/1)


4296 - ( لأنا في فتنة السراء أخوف عليكم من فتنة الضراء ، إنكم ابتليتم بفتنة الضراء فصبرتم ، وإن الدنيا حلوة خضرة ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 9/ 287 :
$ضعيف$
أخرجه أبو يعلى (1/ 223) ، والبزار (ص 323 - زوائده) ، وأبو نعيم في "الحلية" (1/ 93) عن مغيرة الضبي ، عن رجل من بني عامر قال : حدثنا مصعب بن سعد بن أبي وقاص ، عن أبيه مرفوعاً .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ لجهالة الرجل العامري .
لكن قوله : "وإن الدنيا حلوة خضرة" ، له شواهد كثيرة صحيحة ، قد خرجت بعضها في "الصحيحة" (911 و 1592) .

(/1)


4297 - ( لئن بقيت لآمرن بصيام يوم قبله أو يوم بعده . يوم عاشوراء ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 9/ 288 :
$منكر بهذا التمام$
أخرجه البيهقي في "السنن" (4/ 287) عن ابن أبي ليلى ، عن داود بن علي ، عن أبيه ، عن جده مرفوعاً .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ داود هو ابن علي بن عبدالله بن عباس ، وهو مقبول عند الحافظ .
وابن أبي ليلى - وهو محمد بن عبدالرحمن - ؛ ضعيف سيىء الحفظ .
وقد روي عنه بلفظ :
"صوموا يوماً قبله ، ويوماً بعده" ليس فيه : "لئن بقيت ..." ، وهو مخرج في "حجاب المرأة المسلمة" (ص 89) .
وذكر اليوم الذي بعده منكر فيه ؛ مخالف لحديث ابن عباس الصحيح بلفظ :
"لئن بقيت إلى قابل لأصومن التاسع" .
أخرجه مسلم ، والبيهقي ، وغيرهما .

(/1)


4298 - ( لتأمرن بالمعروف ، ولتنهون عن المنكر ، أو ليسلطن الله شراركم على خياركم ، فيدعو خياركم ، فلا يستجاب لهم ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 9/ 289 :
$ضعيف$
أخرجه الخطيب في "التاريخ" (13/ 92) من طريق الدارقطني ، عن محمود بن محمد أبي يزيد الظفري الأنصاري : حدثنا أيوب بن النجار ، عن يحيى بن أبي كثير ، عن أبي سلمة ، عن أبي هريرة مرفوعاً به . وقال :
"قال الدارقطني : تفرد به محمود عن أيوب بن النجار عن يحيى ، ومحمود لم يكن بالقوي" .
وللحديث علة أخرى ؛ وهي الانقطاع ؛ فقد ذكروا عن أيوب بن النجار أنه قال :
"لم أسمع من يحيى بن أبي كثير إلا حديثاً واحداً : احتج آدم وموسى" .
والحديث قال الهيثمي (7/ 266) :
"رواه الطبراني في "الأوسط" ، والبزار (3306) ، وفيه حبان بن علي ؛ وهو متروك ، وقد وثقه ابن معين في رواية ، وضعفه في غيرها" .

(/1)


4299 - ( لتتركن المدينة على أحسن ما كانت ، حتى يدخل الكلب فيغذي على بعض سواري المدينة أو على المنبر ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 9/ 289 :
$منكر بذكر جملة الكلب$
أخرجه مالك (3/ 85-86 رواية يحيى) عنه ، عن ابن حماس ، عن عمه ، عن أبي هريرة مرفوعاً ؛ وزاد : فقالوا : يا رسول الله ! فلمن تكون الثمار ذلك الزمان ؟ قال :
"للعوافي : الطير والسباع" .
كذا قال فيه يحيى : "ابن حماس" لم يسمه ، وسماه بعض الرواة عن مالك ، فقال أحمد بن أبي كثير : عن مالك ، عن يوسف بن يونس بن حماس به .
أخرجه ابن حبان (257/ 1040) .
وخالفه عبدالله بن مسلمة عند الحاكم (4/ 426) ، وسعيد بن أبي مريم عند ابن عبدالبر في "التمهيد" (24/ 122) ، فقالا : عن مالك ، عن يونس بن يوسف بن حماس ، فقلب اسمه ، فجعله "يونس بن يوسف" مكان "يوسف بن يونس" .
وثمة وجوه أخرى من الاختلاف على مالك ؛ ذكرها ابن عبدالبر ، وعقب عليها بقوله :
"وهذا الاضطراب يدل على أن ذلك جاء من قبل مالك ، ورواية يحيى في ذلك حسنة ؛ لأنه سلم من التخليط في الاسم ، وأظن أن مالكاً لما اضطرب حفظه في اسم هذا الرجل رجع إلى إسقاط اسمه فقال : "ابن حماس" ، ويحيى من آخر من عرض عليه "الموطأ" وشهد وفاته" .
وأقول : يونس بن يوسف بن حماس ، عليه أكثر الرواة ، وهو من رجال مسلم ، ووثقة ابن حبان (7/ 648) ، ولكنه لم يسم جده ، وفرق بينه وبين مقلوبه : "يوسف بن يونس بن حماس" فترجم له أيضاً (7/ 633) قال :
"يروي عن أبيه عن أبي هريرة . روى عنه مالك" .
وهو هذا يقيناً ، لكن قوله : "أبيه" خطأ ؛ لا أدري أهو منه أم من النساخ ؛ فإنه مخالف لما في "التاريخ" (4/ 2/ 374) وهو عمدته في الغالب ، كما هو معلوم ، كمت هو مخالف لكل المصادر التي أخرجت هذا الحديث ، ومنها كتاب ابن حبان نفسه : "الصحيح" ؛ كما تقدم عن "الموارد" .
هذا ؛ وقد وهم المزي في "التهذيب" (32/ 561) ، وتبعه العسقلاني ؛ فقالا في ترجمة يونس هذا :
"ذكره ابن حبان في "الثقات" فيمن اسمه يوسف ، قال : وهو الذي يخطىء فيه عبدالله بن يوسف التنيسي عن مالك فيقول : يونس بن يوسف" .
فأقول : الذي في "الثقات" المطبوع :
"يوسف بن سفيان" . وليس "يونس بن يوسف" كما ذكرا ! وإني لأستبعد جداً أن يكون ما في "المطبوع" خطأ من الناسخ أو الطابع ؛ لأنه مطابق لما في "ترتيب الثقات" للحافظ الهيثمي ، ولأنه موافق أيضاً لقول البخاري :
"وقال لنا عبدالله بن يوسف : عن مالك عن يوسف بن سنان ، والأول أصح" .
يعني : يوسف بن يونس بن حماس .
فيوسف ؛ متفق عليه بينهما في رواية التنيسي ، وكذلك حكاه عنه ابن عبدالبر في "التمهيد" ، فهذا يبين خطأ "التهذيب" على ابن حبان ، ويؤكد ذلك أن ابن حبان قد ترجم ليونس بن يوسف - كما تقدم - كالبخاري ، وهذا مما خفي على المزي ، وتبعه العسقلاني ، فلم يذكرا ذلك عنه !
ومجمل القول : أنه قد اضطرب الرواة على مالك اضطراباً كثيراً ، وأن الصواب منه : أنه يونس بن يوسف بن حماس كما تقدم وأنه ثقة . وإنما علة الحديث عنه الذي لم يسم في كل الروايات عن مالك ، فهو غير معروف .
وعليه ؛ فقول الحاكم عقب الحديث :
"صحيح الإسناد ، على شرط مسلم" . ليس بصحيح وإن وافقه الذهبي ، وبخاصة قوله : "على شرط مسلم" ؛ فشخص مثل (العم) هذا لا يعرف عينه ؛ كيف يكون على شرط مسلم ؟!
نعم ؛ الحديث صحيح دون جملة الكلب ؛ فقد أخرجه الشيخان من طريق سعيد بن المسيب عن أبي هريرة نحوه ، وهو مخرج في "الصحيحة" (683) ، وله فيه (1634) شاهد من حديث محجن بن الأدرع الأسلمي ، وكلاهما ليس فيهما تلك الجملة ، فهي منكرة .

(/1)


4300 - ( لتخرجن الظعينة من المدينة حتى تدخل الحيرة ، لا تخاف أحداً ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 9/ 292 :
$ضعيف$
أخرجه أبو نعيم في "الحلية" (8/ 309) عن سليمان بن داود المنقري : حدثنا أبو بكر بن عياش : حدثنا عبدالملك بن عمير قال : سمعت جابر بن سمرة السوائي يقول : فذكره مرفوعاً . وقال :
"لم يروه عن عبدالملك إلا أبو بكر" .
قلت : وهما من رجال البخاري ، لكن سليمان بن داود المنقري - وهو الشاذكوني - ؛ متروك .
وقد روي الحديث من طريق عباد بن حبيش ، عن عدي بن حاتم مرفوعاً به نحوه .
أخرجه أحمد (4/ 378-379) ، والترمذي (2956) وقال :
"حسن غريب" .
وأقول : عباد هذا ؛ لم يوثقه غير ابن حبان ، ولم يرو عنه غير سماك بن حرب ، وجهله ابن القطان .
وقد خالفه في لفظه محل بن خليفة ، عن عدي مرفوعاً بلفظ :
"فإن طالت بك حياة لترين الظعينة ترتحل من الحيرة حتى تطوف بالبيت لا تخاف أحداً إلا الله ، قال عدي : فرأيت الظعينة ترتحل من الحيرة حتى تطوف بالكعبة لا تخاف إلا الله" .
أخرجه البخاري في "علامات النبوة" (6/ 478،479 - فتح) .
وتابعه ابن حذيفة ، عن عدي به .
أخرجه أحمد (4/ 257،378،379) .

(/1)


4301 - ( ... ... ... ... ... ... ... ... ... ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 9/ 293 :

(/1)


4302 - ( لتنقضن عرى الإسلام عروة عروة ، وليكونن أئمة مضلون ، وليخرجن على إثر ذلك الدجالون الثلاثة ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 9/ 293 :
$ضعيف$
أخرجه الحاكم في "المستدرك" (4/ 528) عن محمد بن سنان القزاز : حدثنا عمرو بن يونس بن القاسم اليمامي : حدثنا جهضم بن عبدالله القيسي عن عبدالأعلى بن عامر ، عن مطرف بن عبدالله بن الشخير ، عن ابن عمر قال :
"كنت في الحطيم مع حذيفة فذكر حديثاً ، ثم قال : (فذكره) . وقال : قلت : يا أبا عبدالله ! قد سمعت هذا الذي تقول من رسول الله صلي الله عليه وسلم ؟ قال : نعم" . وقال الحاكم :
"صحيح الإسناد" ! ورده الذهبي بقوله :
"قلت : بل منكر ؛ فعبدالأعلى ضعفه أحمد وأبو زرعة ، وأما جهضم فثقة ، ومحمد بن سنان كذبه أبو داود" .
قلت : وفي "التقريب" أنه ضعيف . والله أعلم .
وللجملة الأولى من الحديث طريقان آخران عن حذيفة :
الأول : عند البخاري في "التاريخ" (4/ 2/ 233) .
والآخر : عند الحاكم أيضاً (4/ 469) وصححه ، ووافقه الذهبي .
ولها شاهد من حديث أبي أمامة بسند صحيح ؛ مخرج في "الترغيب" (1/ 197) .

(/1)


4303 - ( لدرهم أعطيه في عقل ؛ أحب إلي من خمسة في غيره ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 9/ 294 :
$ضعيف$
أخرجه البيهقي في "الشعب" (2/ 451/ 2) عن الوليد : حدثنا عبدالصمد بن عبدالأعلى السلاقى (كذا) ، عن إسحاق بن عبدالله بن أبي طلحة ، عن أنس بن مالك مرفوعاً .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ عبدالصمد هذا ؛ قال الذهبي :
"فيه جهالة ، قل ما روى" .

(/1)


4304 - ( لذكر الله بالغداة والعشي خير من حطم السيوف في سبيل الله ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 9/ 294 :
$موضوع$
أخرجه ابن عدي (124/ 2) ، والديلمي عن الحسن بن علي العدوي : حدثنا خراش ، عن أنس رفعه . وقال ابن عدي :
"والعدوي هذا ؛ كنا نتهمه بوضع الحديث ، وهو ظاهر الأمر في الكذب" .
قلت : وهذا الحديث مما سود به السيوطي "الزيادة على الجامع الصغير" ؛ فإنه عزاه فيه للديلمي ، مع أنه أورده من طريقه في "ذيل الأحاديث الموضوعة" (ص 148) وقال :
"قال في "الميزان" : خراش عن أنس عدم ، ما أتى به غير أبي سعيد العدوي الكذاب ، زعم أنه لقيه سنة بضع وعشرين ومئتين . قال ابن حبان : لا يحل كتب حديثه إلا للاعتبار" .

(/1)


4305 - ( لسان القاضي بين حجرتين حتى يصير إلى الجنة أو النار ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 9/ 295 :
$ضعيف$
رواه أبو نعيم في "أخبار أصبهان" (2/ 9) تعليقاً عن علي بن متويه : حدثنا إبراهيم بن سعدويه : حدثنا علي الطنافسي عن سهل أبي الحسن : حدثنا يوسف بن أسباط ، عن سفيان عن المختار بن فلفل ، عن أنس مرفوعاً .
أورده في ترجمة ابن متويه ؛ وهو علي بن محمد بن الحسن الأنصاري ؛ يعرف بعلي بن متويه ، وقال :
"توفي سنة ثلاث وثمانين ومئتين" . ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً .
وقد وصله أبو محمد الأردبيلي في "الفوائد" (ق 184/ 1) عن يوسف به مختصراً .
ويوسف بن أسباط ؛ ضعيف لسوء حفظه .
ورواه الرافعي في "تاريخ قزوين" (2/ 447) من طريق أبي الحسن علي بن محمد ، لكن يبدو أنه وقع في سند "التاريخ" سقط أو تحريف .

(/1)


4306 - ( لست أدخل داراً فيها نوح ولا كلب أسود ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 9/ 295 :
$ضعيف$
أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (3/ 208/ 1) عن يحيى ابن عبدالله البابلتي : أخبرنا أيوب بن نهيك قال : سمعت عطاء يقول : سمعت ابن عمر يقول : سمعت النبي صلي الله عليه وسلم يقول - وعاد أبا سلمة وهو وجع ، فسمع قول أم سلمة وهي تبكي ، فنكل نبي الله عن الدخول حين سمعها تبكيه بكتاب الله تقول : (وجاءت سكرة الموت بالحق ذلك ما كنت منه تحيد) ، فدخل ثم سلم ، ثم قال - : "أخلف الله عليك يا أم سلمة" ، فلما خرج ومعه أبو بكر قال له : رأيتك يا رسول الله كرهت الدخول لأنهم ينوحون ؟ قال : فذكره .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ أيوب بن نهيك ؛ منكر الحديث ؛ كما قال أبو زرعة . وضعفه أبو حاتم وغيره .
وقريب منه يحيى بن عبدالله البابلتي ؛ قال في "التقريب" :
"ضعيف" .
وأشار الذهبي في ترجمة ابن نهيك إلى أنه أسوأ حالاً من البابلتي ؛ فإنه ساق في ترجمته بهذا الإسناد حديثاً آخر مما أنكر عليه وقال :
"ويحيى ؛ ضعيف ، لكنه لا يحتمل هذا" .

(/1)


4307 - ( لسقط أقدمه بين يدي ؛ أحب إلي من فارس أخلفه ورائي ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 9/ 296 :
$ضعيف$
رواه العقيلي في "الضعفاء" (457) ، وتمام الرازي في "الفوائد" (134/ 1-2) عن يزيد بن عبدالملك النوفلي ، عن يزيد بن خصيفة ، عن السائب بن يزيد ، عن عمر بن الخطاب رفعه . وقال العقيلي :
"يزيد بن عبدالملك لا يتابع على حديثه إلا من وجه لا يصح ، قال أحمد : عنده مناكير ، وقال أحمد بن صالح : ليس حديثه بشيء ، وقال يحيى : ليس حديثه بذاك" . وقال الحافظ في "التقريب" :
"ضعيف" .
وعبدالعزيز الأويسي - راويه عنه - ؛ ثقة من شيوخ البخاري ، وقد خالفه خالد بن مخلد فقال : حدثنا يزيد بن عبدالملك النوفلي ، عن يزيد بن رومان ، عن أبي هريرة مرفوعاً به .
رواه ابن ماجه (1607) .
قلت : والأول أصح ؛ فإن ابن مخلد هذا ؛ وإن كان من رجال الشيخين ففيه كلام من قبل حفظه .

(/1)


4308 - ( لشبر في الجنة خير من الأرض وما عليها : الدنيا وما فيها ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 9/ 297 :
$ضعيف$
أخرجه ابن ماجه (4329) عن حجاج ، عن عطية ، عن أبي سعيد الخدري ، عن النبي صلي الله عليه وسلم : فذكره .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ عطية - وهو العوفي - ؛ ضعيف .
وحجاج - وهو ابن أرطاة - ؛ مدلس وقد عنعنه .
وقد روي من حديث ابن مسعود ، فقال أبو نعيم في "الحلية" (4/ 108) : حدثنا محمد بن عمر بن سلم : حدثنا عمر بن أيوب بن مالك - وما سمعته إلا منه - : حدثنا الحسن بن حماد الضبي : حدثنا أبو معاوية ، عن الأعمش ، عن أبي وائل ، عنه مرفوعاً . وقال :
"غريب من حديث الأعمش ، لم نكتبه إلا عن هذا الشيخ" .
قلت : ولم أجد له ترجمة ، ومثله عمر بن أيوب بن مالك ؛ إلا أنه يحتمل أنه عمر بن أيوب بن إسماعيل بن مالك أبو حفص السقطي ، نسب إلى جده الأعلى ، فإن يكنه ؛ فهو ثقة ، مترجم في "تاريخ بغداد" (11/ 219) .

(/1)


4309 - ( لعثرة في كد حلال على عيل محجوب ؛ أفضل عند الله من ضرب بسيف حولاً كاملاً لا يجف دماً مع إمام عادل ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 9/ 298 :
$ضعيف جداً$
رواه أبو الطيب الحوراني في "جزئه" (67/ 2) عن عبدالله ابن موسى المدني القرشي : أخبرنا عباد بن صهيب ، عن سليمان الأعمش ، عن عمر ابن عبدالعزيز ، عن الحسن بن أبي الحسن ، عن عثمان بن عفان مرفوعاً .
قلت : وهذا إسناد ضعيف جداً ؛ عباد بن صهيب ؛ قال الذهبي :
"أحد المتروكين" .
وعبدالله بن موسى المدني القرشي - وهو أبو محمد التيمي - ؛ صدوق كثير الخطأ . ومن طريقه أخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (4/ 414 - المدينة) وإليه وحده عزاه السيوطي في "الجامع الصغير" ، وزاد في "الجامع الكبير" : "الديلمي ، وتمام" .
وبيض المناوي لإسناده ، فلم يتكلم عليه بشيء في كل من كتابيه : "فيض القدير" و "التيسير" .

(/1)


4310 - ( كان رسول الله صلي الله عليه وسلم يلعن القاشرة والمقشورة ، والواشمة والموتشمة ، والواصلة والمتصلة ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 9/ 298 :
$ضعيف$
أخرجه أحمد في "مسنده" (6/ 250) عن أم نهار بنت رفاع قالت : حدثتني آمنة بنت عبدالله : أنها شهدت عائشة فقالت : فذكرته .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ آمنة بنت عبدالله ؛ لا يعرف حالها ؛ كما في "تعجيل المنفعة" .
وأم نهار ؛ لم أعرفها ، ولم يذكرها في "التعجيل" وهي على شرطه !
وإنما خرجته هنا من أجل الجملة الأولى ، وإلا ؛ فسائره في "الصحيحين" من حديث ابن مسعود .

(/1)


4311 - ( لعن الذين يشققون الكلام تشقيق الشعر ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 9/ 299 :
$ضعيف جداً$
أخرجه أحمد في "مسنده" (4/ 98) عن سفيان ، عن جابر ابن عمرو بن يحيى ، عن معاوية قال : لعن رسول الله صلي الله عليه وسلم : فذكره .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ جابر بن عمرو بن يحيى ؛ لم أعرفه ، ويغلب على الظن أن فيه تحريفاً ؛ وأن الصواب جابر عن عمرو بن يحيى ؛ فإن سفيان - وهو الثوري - كثير الرواية عن جابر - وهو ابن يزيد الجعفي - ، وهو ضعيف ؛ بل متهم .
وعمرو بن يحيى ؛ هو : إما أبو أمية المكي ، وإما : ابن عمارة المازني المدني ، وكلاهما لم يدرك معاوية ، فهو منقطع .
ثم تأكدت من صحة ظني المذكور بعد أن رجعت إلى "المجمع" ، فإذا به يقول (8/ 116) :
"رواه أحمد ، وفيه جابر ؛ وهو ضعيف" .

(/1)


4312 - ( لعن الله المسوفات ، قيل : وما المسوفات ؟ قال : التي يدعوها زوجها إلى فراشها فتقول : سوف ، حتى تغلبه عيناه ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 9/ 299 :
$ضعيف$
أخرجه ابن حبان في "الضعفاء" (1/ 213) ، وعنه ابن الجوزي في "العلل" (2/ 140) ، والطبراني في "الأوسط" (1/ 466/ 2/ 4554) ، وابن أبي حاتم في "العلل" (1/ 409) من طريقين عن جعفر بن ميسرة الأشجعي ، عن أبيه ، عن عبدالله بن عمر مرفوعاً . وقال الطبراني :
"لا يروى عن ابن عمر إلا بهذا الإسناد" .
قلت : وهو ضعيف جداً ؛ آفته جعفر هذا ؛ قال البخاري :
"ضعيف ، منكر الحديث" . وقال أبو حاتم :
"منكر الحديث جداً" .
قلت : ولذلك قال ابنه عقب الحديث :
"قال أبي : هذا الحديث باطل" . وقال ابن حبان :
"عنده مناكير كثيرة لا تشبه حديث الثقات" .
وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (4/ 296) :
"رواه الطبراني في "الأوسط" و "الكبير" من طريق جعفر بن ميسرة الأشجعي عن أبيه ، وميسرة ضعيف ، ولم أر لأبيه من ابن عمر سماعاً" .
قلت : وقد روي الحديث عن أبي هريرة بإسناد لا يفرح به ، فقال يحيى بن العلاء الرازي ، عن العلاء بن عبدالرحمن ، عن أبيه ، عنه قال :
"لعن رسول الله صلي الله عليه وسلم المسوفة ، والمفسلة ، فأما المسوفة فالتي إذا أرادها زوجها قالت : سوف ، الآن . وأما المفسلة فالتي إذا أرادها زوجها قالت : إني حائض ، وليست بحائض" .
أخرجه أبو يعلى (11/ 354/ 6467) .
قلت : ويحيى بن العلاء ؛ كذاب ؛ كما تقدم مراراً .
ورواه محمد بن حميد الرازي : حدثنا مهران بن أبي عمر : حدثنا سفيان الثوري ، عن الأسود بن قيس ، عن أبي حازم ، عن أبي هريرة به دون الشطر الثاني منه .
أخرجه الخطيب (11/ 220) .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ مهران هذا ؛ صدوق ، له أوهام ، سيىء الحفظ ؛ كما قال الحافظ .
والرازي ؛ حافظ ضعيف .
وخالفه يحيى فقال : حدثنا سفيان قال : حدثني رجل يقال له : محمد قال : سمعت عكرمة قال :
"لعن النبي صلي الله عليه وسلم المشوفات أو المسوفات" .
أخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" (1/ 1/ 269) .
ومحمد هذا ؛ مجهول لا يعرف ، أورده البخاري في "باب من أفناء الناس" ، يعني : الذين لا ينسبون ولا يعرفون ، وساق له هذا الحديث ، وهو على ذلك مرسل .
(تنبيه) : قد عرفت أن حديث أبي هريرة في إسناده ضعيفان ، فمن الوهم الفاحش الذي لا نجد له مسوغاً سوى مجرد الوهم والغفلة من المعلق على "مسند أبي يعلى" الذي قال : "إسناده صحيح" !! وبخاصة ما يتعلق بحال الرازي ، حتى قال فيه الذهبي في "الضعفاء" :
"ضعيف ؛ لا من قبل الحفظ ، قال يعقوب بن شيبة : "كثير المناكير" ، وقال البخاري : "فيه نظر" ، وقال أبو زرعة : "يكذب" ، وقال النسائي : "ليس بثقة" ، وقال صالح جزرة : "ما رأيت أحذق بالكذب منه ومن ابن الشاذكوني" " 

=

=

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الفيزياء الثالث الثانوي3ث. رائع

الفيزياء الثالث الثانوي3ث. =============== . ...